مستخرج ابو عوانه ج1.
كتاب : مستخرج أبي عوانة
المؤلف : يعقوب بن
إسحاق بن إبراهيم أبو عوانة الإسفراينى النيسابورى
بسم الله الرحمن الرحيم
كِتَابُ الإِيمَانِ
بَيَانُ الأَعْمَالِ وَالْفَرَائِضِ الَّتِي إِذَا أَدَّاهَا بِالْقَوْلِ وَالْعَمَلِ دَخَلَ الْجَنَّةَ
وَالدَّليلُ عَلَى أنَّه لا يَنفَعُه الإقرارُ حتى يَسْتيقِنَ قَلبُه
ويُريدُ به وَجهَ اللهِ بما يحرُمُ به عَلَى النَّارِ
1 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ
بْنُ شَيْبَانَ الرَّمْلِيُّ ، وَالْفَضْلُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ
الْمَرْوَزِيُّ ، قَالا : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
الْجَدِّيُّ وَحَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ سَيْفٍ الْحَرَّانِيُّ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ وَحَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ
، قَالَ : حَدَّثَنَا عَفَّانُ وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَيَّوَيْهِ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ
، قَالَ : حَدَّثَنَا ثَابِتٌ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : كُنَّا
نُهِينَا فِي الْقُرْآنِ أَنْ نَسْأَلَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -
عَنْ شَيْءٍ فَكَانَ يُعْجِبُنَا أَنْ يَجِيءَ الرَّجُلُ الْعَاقِلُ مِنْ أَهْلِ
الْبَادِيَةِ فَيَسْأَلَهُ وَنَحْنُ نَسْمَعُ ، وَكَانُوا أَجْرَأَ عَلَى ذَاكَ
مِنَّا ، قَالَ : فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ ، فَقَالَ : يَا
مُحَمَّدُ ، أَتَانَا رَسُولُكَ فَزَعَمَ لَنَا أَنَّكَ تَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ
أَرْسَلَكَ ، قَالَ : صَدَقَ ، قَالَ : فَمَنْ خَلَقَ السَّمَاءَ ؟ قَالَ :
اللَّهُ ، قَالَ : فَمَنْ خَلَقَ الأَرْضَ ؟ قَالَ : اللَّهُ ، قَالَ : فَمَنْ
نَصَبَ هَذِهِ الْجِبَالَ ؟ قَالَ : اللَّهُ ، قَالَ : فَبِالَّذِي خَلَقَ السَّمَاءَ وَخَلَقَ الأَرْضَ وَنَصَبَ
فِيهَا هَذِهِ الْجِبَالَ وَجَعَلَ فِيهَا هَذِهِ الْمَنَافِعَ ، اللَّهُ
أَرْسَلَكَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : قَالَ : وَزَعَمَ رَسُولُكَ
أَنَّ عَلَيْنَا
خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي يَوْمِنَا وَلَيْلَتِنَا ، قَالَ : صَدَقَ ، قَالَ :
فَبِالَّذِي أَرْسَلَكَ آللَّهُ أَمَرَكَ بِهَذَا ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : وَزَعَمَ رَسُولُكَ أَنَّ عَلَيْنَا زَكَاةً فِي أَمْوَالِنَا
، قَالَ : صَدَقَ ، قَالَ : فَبِالَّذِي أَرْسَلَكَ آللَّهُ أَمَرَكَ بِهَذَا ؟
قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : وَزَعَمَ رَسُولُكَ أَنَّ عَلَيْنَا صَوْمَ شَهْرٍ فِي
سَنَتِنَا ، قَالَ : صَدَقَ ، قَالَ : فَبِالَّذِي أَرْسَلَكَ آللَّهُ أَمَرَكَ بِهَذَا ؟ قَالَ : نَعَمْ ،
قَالَ : وَزَعَمَ رَسُولُكَ أَنَّ عَلَيْنَا حَجَّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ
سَبِيلا ، قَالَ : صَدَقَ ، قَالَ : فَبِالَّذِي أَرْسَلَكَ آللَّهُ أَمَرَكَ
بِهَذَا ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : ثُمَّ وَلَّى الرَّجُلُ ، ثُمَّ قَالَ :
وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لا أَزْدَادُ عَلَيْهِنَّ شَيْئًا وَلا أَنْتَقِصُ
مِنْهُنَّ شَيْئًا ، ثُمَّ وَلَّى ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم
- : لَئِنْ صَدَقَ لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ ، مَعْنَى حَدِيثِهِمْ وَاحِدٌ ،
كُلُّهُم قَالُوا : قَدْ نُهِينَا فِي الْقُرْآنِ ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ
الصَّائِغُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، وَسَعِيدُ بْنُ
سُلَيْمَانَ ، قَالا : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ ثَابِتٍ ،
عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : كُنَّا نُهِينَا أَنْ نَبْتَدِئَ النَّبِيَّ - صلى الله
عليه وسلم - وَكَانَ يُعْجِبُنَا ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ .
2 وحَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ الْبَصْرِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّان وَحَدَّثَنَا حَمْدَانُ بْنُ عَلِيٍّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَفَّانَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى وَحَدَّثَنَا أَبُو الْبَخْتَرِيّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، كُلُّهُمْ قَالُوا : حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ ، قَالَ : سَمِعْتُ مُوسَى بْنَ طَلْحَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو أَيُّوبَ الأَنْصَارِيُّ ، أَنَّ أَعْرَابِيًّا عَرَضَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ فِي مَسِيرٍ فَأَخَذَ بِخِطَامِ نَاقَتِهِ ، فَقَالَ : يَارَسُولَ اللَّهِ أَوْ يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِي مَا يُقَرِّبُنِي مِنَ الْجَنَّةِ وَيُبَاعِدُنِي مِنَ النَّارِ ؟ قَالَ : تَعْبُدُ اللَّهَ وَلا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا ، وَتُقِيمُ الصَّلاةَ ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ ، وَتَصِلُ الرَّحِمَ ، مَعْنَى حَدِيثِهِمْ وَاحِدٌ ، قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ ، وَأَبُو أُسَامَةَ : عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ ، وَقَالَ أَبُو أُسَامَةَ أَيْضًا : مَوْلَى آلِ طَلْحَةَ .
3 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّاغَانِيُّ ،
أنبا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ ، عَنْ يَحْيَى
بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ وَهُوَ ابْنُ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ أَعْرَابِيًّا جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله
عليه وسلم - ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ إِذَا أَنَا
عَمِلْتُهُ دَخَلْتُ الْجَنَّةَ ، قَالَ : تَعْبُدُ اللَّهَ وَلا تُشْرِكُ بِهِ
شَيْئًا ، وَتُقِيمُ الصَّلاةَ ، وَتُؤَدِّي الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ ،
وَتَصُومُ رَمَضَانَ الْحَدِيثَ ، قَالَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لا
أَزِيدُ عَلَى هَذَا شَيْئًا وَلا أَنْقُصُ مِنْهُ ، فَلَمَّا وَلَّى قَالَ
النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - : مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ
مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا .
4 حَدَّثَنَا عَلِيُّ
بْنُ إِشْكَابَ ، وَعَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ ، قَالا : حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ،
عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ : جَاءَ النُّعْمَانُ
بْنُ قَوْقَلٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ،
فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ صَلَّيْتُ الْمَكْتُوبَات ،
وَأَحْلَلْتُ الْحَلال ، َوَحَرَّمْتُ الْحَرَامَ وَلَمْ أَزِدْ عَلَى ذَلِكَ
أَأَدْخُلُ الْجَنَّةَ ؟ قَالَ : نَعَمْ .
5 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ ، وَأَبُو أُمَيَّةَ ، وَعَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا شَيْبَانُ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ : قَالَ النُّعْمَانُ بْنُ قَوْقَلٍ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ صَلَّيْتُ الْمَكْتُوبَاتِ ، وَحَرَّمْتُ الْحَرَامَ ، وَأَحْلَلْتُ الْحَلالَ ، وَلَمْ أَزِدْ عَلَى ذَلِكَ شَيْئًا أَدْخُلُ الْجَنَّةَ ؟ قَالَ : نَعَمْ .
6 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شَدَّادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو عَمَّارٍ ، وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، قَالَ : قَالَ أَبُو أُمَامَةَ : يَا عَمْرُو بْنَ عَبَسَةَ ، بِأَيِّ شَيْءٍ تَدَّعِي أَنَّكَ رُبْعُ الإِسْلامِ ؟ فَقَالَ : إِنِّي كُنْتُ أَرَى النَّاسَ عَلَى ضَلالَةٍ ، وَلا أَرَى الأَوْثَانَ بِشَيْءٍ ، ثُمَّ سَمِعْتُ عَنْ رَجُلٍ يُخْبِرُ أَخْبَارًا بِمَكَّةَ ، وَيُحَدِّثُ أَحَادِيثَ ، فَرَكِبْتُ رَاحِلَتِي حَتَّى أَقْدَمَ مَكَّةَ ، فَإِذَا أَنَا بِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مُسْخَفِيًا ، وَإِذَا قَوْمُهُ عَلَيْهِ جُرَءَاءُ فَتَلَطَّفْتُ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَقُلْتُ : مَا أَنْتَ ؟ قَالَ : أَنَا نَبِيٌّ ، قُلْتُ : وَمَا نَبِيٌّ ؟ قَالَ : رَسُولُ اللَّهِ ، فَقُلْتُ : اللَّهُ أَرْسَلَكَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قُلْتُ : فَبِأَيِّ شَيْءٍ ؟ قَالَ : بِأَنْ يُوَحَّدَ اللَّهُ وَلا يُشْرَكَ بِهِ شَيْئًا ، وَكَسْرِ الأَوْثَانِ ، وَصِلَةِ الأَرْحَامِ ، فَقُلْتُ : وَمَنْ مَعَكَ ؟ قَالَ : حُرٌّ وَعَبْدٌ ، وَإِذَا مَعَهُ بِلالٌ ، وَأَبُو بَكْرٍ ، الْحَدِيثُ ، فَقُلْتُ لَهُ : إِنِّي مُتَّبِعُكَ ، قَالَ : إِنَّكَ لا تَسْتَطِيعُ ذَلِكَ يَوْمَكَ هَذَا ، وَلَكِنِ ارْجِعْ إِلَى أَهْلِكَ ، فَإِذَا سَمِعْتَ بِي قَدْ ظَهَرْتُ فَالْحَقْ ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ .
7 حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ ، وَعِيسَى بْنُ أَحْمَدَ الْعَسْقَلانِيُّ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ جَابِرٍ يَعْنِي : عَبْدَ الرَّحْمَنِ وَأَخْبَرَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ ، كِلَيْهِمَا ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ هَانِئٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي جُنَادَةُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : مَنْ قَالَ : أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللَّهِ وَابْنُ أَمَتِهِ ، وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ ، وَأَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ ، وَأَنَّ النَّارَ حَقٌّ أَدْخَلَهُ اللَّهُ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةِ شَاءَ ، وَفِي حَدِيثِ الأَوْزَاعِيِّ أَدْخَلَهُ الْجَنَّةُ عَلَى مَا كَانَ مِنْ عَمَلٍ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا دُحَيْمٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَحَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ الْفَضْلِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مِسْكِينُ بْنُ بُكَيْرٍ ، كِلاهُمَا عَنِ الأَوْزَاعِيِّ ، عَنْ عُمَيْرٍ بِمِثْلِهِ .
8 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَيَّوَيْهِ ، قَالَ : أنبا عَلِيُّ بْنُ
عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ ، قَالَ
: حَدَّثَنَا خَالِدٌ
الْحَذَّاءُ ، عَنِ الْوَلِيدِ أَبِي بِشْرٍ وَحَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ
الْحَارِثِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى ، وَمُسَدَّدٌ ، قَالا :
حَدَّثَنَا بِشْرٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ ، عَنِ الْوَلِيدِ
أَبِي بِشْرٍ وَحَدَّثَنَا الصَّاغَانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى بْنُ
مَنْصُورٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ ، عَنْ خَالِدٍ ، عَنِ الْوَلِيدِ
بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ حُمْرَانَ ، عَنْ عُثْمَانَ ، يَقُولُ :
سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - ، يَقُولُ : مَنْ مَاتَ وَهُوَ
يَعْلَمُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ ، حَدَّثَنَا
الصَّاغَانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ خَالِدٍ ، عَنْ
أَبِي بِشْرٍ الْعنبري ، عَنْ حُمْرَانَ ، عَنْ عُثْمَانَ ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى
الله عليه وسلم - بِمِثْلِهِ .
9 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ يَحْيَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ ،
عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ الْعنبري ، عَنْ
حُمْرَانَ ، عَنْ عُثْمَانَ ، أَنّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ :
مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ حَقٌّ دَخَلَ الْجَنَّةَ ، وَقَالَ
مَرَّةً : مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ دَخَلَ
الْجَنَّةَ .
10 حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ ، وَأَبُو كُرَيْبٍ ، قَالا : حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَوْ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، الشَّكُّ مِنَ الأَعْمَشِ ، قَالَ : لَمَّا كَانَ يَوْمُ غَزْوَةِ تَبُوكَ أَصَابَ النَّاسَ مَجَاعَةٌ ، فَأَمَرَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فَأَتَوُا النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، لَوْ أَذِنْتَ لَنَا فَنَحَرْنَا نَوَاضِحَنَا فَأَكَلْنَا وَادَّهَنَّا ، فَقَالَ : افْعَلُوا ، فَجَاءَ عُمَرُ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّكَ إِنْ فَعَلْتَ قَلَّ الظَّهْرُ ، وَلَكِنِ ادْعُهُمْ بِفَضْلِ أَزْوَادِهِمْ ، ثُمَّ ادْعُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَهُمْ عَلَيْهَا بِالْبَرَكَةِ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَ فِي ذَلِكَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : نَعَمْ .
11 حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرِ بْنِ بَرِّيٍّ الْقَطَّانُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا قَتَادَةُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَتَادَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ الأَعْمَشَ يُحَدِّثُ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي غَزْوَةٍ فَنَزَلْنَا مَنْزِلا ، فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، لَوْ ذَبَحْنَا بَعْضَ الظَّهْرِ ، فَأَصَبْنَا مِنْهُ فَيَرَى الْمُشْرِكُونَ حُسْنَ حَالِنَا ، فَقَالَ : مَا شِئْتُمْ ، فَجَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، فَقَالَ : لا ، وَلَكِنِ اجْمَعْ أَزْوَادَنَا فَادْعُ عَلَيْهِ ، فَجَمَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - زَادَنَا فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَجِيءُ بِشَيْءٍ مِنَ السَّوِيقِ وَبِالشَّيْءِ مِنَ التَّمْرِ ، قَالَ : فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ثُمَّ قَالَ : عَلَيْكُمْ بِأَوْعِيَتِكُمْ ، قَالَ : فَمَلأُوهَا وَفَضَلَ فَضْلا كَثِيرًا ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَأَنَا رَسُولُهُ ، مَنْ جَاءَ بِهِمَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَمْ يُحْجَبْ عَنِ الْجَنَّةِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ كِيلَجَةُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زُنْبُورٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ سُهَيْلٍ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : كُنَّا مَعَهُ فَنَفِدَتْ أَزْوَادُنَا فَأَرَدْنَا أَنْ نَنْحَرَ بَعْضَ ظُهُورِنَا ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ .
12 حَدَّثَنِي ابْنُ نَاجِيَةَ ، وَقَاسِمٌ الْمُطَرِّزُ ، وَالْمَعْمَرِيُّ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي النَّضْرِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَشْجَعِيُّ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ ، وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّمَيْكِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْفَضْلِ الزَّيْدِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الأَشْجَعِيُّ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ عُتْبَةَ الْكُوفِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ حَمَّادٍ اللُّؤْلُؤِيُّ ، وَكَانَ مِنَ الْبَكَّائِينَ ثِقَةٌ فَقِيهٌ لا يُفْتِي بِالرَّأْيِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ زِيَادٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ وَحَدَّثَنَا الْمَعْمَرِيُّ ، أَوْ إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مَسْرُوقُ بْنُ الْمَرْزُبَانِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَل ، كُلُّهُمْ قَالُوا : عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي مَسِيرٍ فَنَفِدَتْ أَزْوَادُ الْقَوْمِ ، قَالَ : حَتَّى هَمَّ بِنَحْرِ بَعْضِ جِمَالِهِمْ ، فَقَالَ عُمَرُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، لَوْ جَمَعْتَ مَا بَقِيَ مِنْ أَزْوَادِ الْقَوْمِ فَدَعَوْتَ اللَّهَ عَلَيْهَا ، فَفَعَلَ فَجَاءَ ذُو الْبُرِّ بِبُرِّهِ ، وَذُو التَّمْرِ بِتَمْرِهِ ، وَذُو النَّوَى بِالنَّوَاةِ ، قُلْتُ : وَمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ بِالنَّوَى ؟ ، قَالَ : يَمُصُّونَهُ فَيَشْرَبُونَ عَلَيْهِ الْمَاءَ ، فَدَعَا عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى مَلأَ الْقَوْمُ أَزْوِدَتَهُمْ ، قَالَ : فَقَالَ عِنْدَ ذَلِكَ :
أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ ، لا يَلْقَى بِهِمَا عَبْدٌ غَيْرُ شَاكٍ فِيهِمَا إِلا دَخَلَ الْجَنَّةَ ، هَذَا لَفْظُ أَبِي النَّضْرِ ، وَحَدِيثُ اللُّؤْلُؤِيِّ : أَنْ يُنْحَرَ بَعْضُ إِبِلِنَا ، قَالَ طَلْحَةُ : وَذُو النَّوَاةِ بِنَوَاهُ بِمِثْلِهِ ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : مَنْ لَقِيَ اللَّهَ غَيْرَ شَاكٍ فِيهِ وَلا فِي رَسُولِهِ لَمْ يُحْجَبْ عَنِ الْجَنَّةِ .
13 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو كَثِيرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ ، قَالَ : كُنَّا مَعَ نَبِيِّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذِ افْتَقَدْنَاهُ فَلَمْ نَدْرِ أَيْنَ هُوَ ، وَخَشِينَا أَنْ يُقْتَطَعَ دُونَنَا ، قَالَ : فَقُمْنَا وَقُمْتُ فِي أَوَّلِ النَّاسِ أَتْبَعُ أَثَرَهُ وَأَسْأَلُ عَنْهُ ، حَتَّى آتِيَ حَائِطًا هُوَ فِيهِ ، فَجَعَلْتُ أَبْتَغِي طَرِيقًا إِلَيْهِ وَلا أَجِدُ ، وَأَبْتَغِي ثُلْمَةً فَلا أَجِدُ ، وَأَتْبَعُ الْمَاءَ إِلَى الْحَائِطِ مِنْ بِئْرٍ وَرَاءَهُ ، يَعْنِي جَدْوَلَ ، قَالَ : فَحَفَرْتُ مِثْلَ مَا يَحْفِرُ الثَّعْلَبُ حَتَّى دَخَلْتُ عَلَيْهِ ، قَالَ : أَبُو هُرَيْرَةَ ؟ فَقُلْتُ : نَعَمْ يَا نَبِيّ اللَّهِ ، قَالَ : مَا جَاءَ بِكَ ؟ قُلْتُ : تَخَوَّفْنَا عَلَيْكَ أَنْ تُقْتَطَعَ وَلَمْ نَدْرِ أَيْنَ أَنْتَ ، وَهَذَا أَبُو بَكْرٍ ، وَعُمَرُ وَالنَّاسُ عَلَى أَثَرِي ، قَالَ : فَأَعْطَانِي نَعْلَيْهِ ، فَقَالَ : اذْهَبْ بِنَعْلَيَّ هَذَيْنِ فَمَنْ لَقِيتَ مِنْ وَرَاءِ الْحَائِطِ يَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ مُسْتَيْقِنًا بِهَا قَلْبُهُ فَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ ، قَالَ : فَخَرَجْتُ بِالنَّعْلَيْنِ فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ لَقِيَنِي عُمَرُبْنُ الْخَطَّابِ ، فَقَالَ : مَا هَاتَانِ النَّعْلانِ ؟ فَقُلْتُ : أَعْطَانِيهِمَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَمَرَنِي بِكَذَا وَكَذَا ، قَالَ : فَلَكَمَ صَدْرِي فَقَعَدْتُ عَلَى أسْتِي ، وَقَالَ : ارْجِعْ ، فَرَجَعْتُ إِلَى نَبِيِّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَأَخْبَرْتُهُ الْخَبَرَ ، وَجَاءَ عُمَرُ ،
فَقَالَ : يَا عُمَرُ فَعَلْتَ كَذَا وَكَذَا ؟ قَالَ : نَعَمْ يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، قَالَ : لِمَهْ ؟ قَالَ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَتَّكِلُ النَّاسُ وَلَكِنِ أتْرُكْهُمْ فَيَعْمَلُونَ ، قَالَ : فَنِعْمَ إِذًا ، قَالَ أَبُو عَوَانَةَ : يُقَالُ إِنَّ هَذَا لأَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْمُوقِنِينَ وَلَمْ يَعُمَّ بِهِ ، وَإِنَّمَا قَالَ : مَنْ لَقِيتَ مِنْ وَرَاءِ الْحَائِطِ ، فَلَمْ يَلْقَ إِلا عُمَرَ قَدْ بَشَّرَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بِالْجَنَّةِ .
14 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَزِيزِ الأَيْلِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي سَلامَةُ بْنُ رَوْحٍ وَحَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ الْفَارِسِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي اللَّيْثُ ، كِلاهُمَا عَنْ عَقِيلٍ وَحَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ، كِلَيْهِمَا عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، أنه قال : أَخْبَرَنِي مَحْمُودُ بْنُ الرَّبِيعِ الأَنْصَارِيُّ ، أَنَّهُ عَقَلَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَعَقَلَ مَجَّةً مَجَّهَا مِنْ دَلْوٍ مِنْ بِئْرٍ كَانَتْ فِي دَارِهِمْ فِي وَجْهِهِ ، فَزَعَمَ مَحْمُودٌ أَنَّ عِتْبَانَ بْنَ مَالِكٍ وَكَانَ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، يَقُولُ : جِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَقُلْتُ : إِنِّي أَنْكَرْتُ مِنْ بَصَرِي ، وَإِنَّ السَّيْلَ يَأْتِي فَيَحُولُ بَيْنِي وَبَيْنَ مَسْجِدِ قَوْمِي وَيَشُقُّ عَلَيَّ اجْتِيَازُهُ ، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَأْتِيَ فَتُصَلِّي فِي بَيْتِي مَكَانًا أَتَّخِذُهُ مُصَلًّى فَافْعَلْ ، فَقَالَ : أَفْعَلُ ، فَغَدَا عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَبُو بَكْرٍ بَعْدَمَا اشْتَدَّ النَّهَارُ ، فَاسْتَأْذَنَ فَأَذِنْتُ لَهُ ، فَلَمْ يَجْلِسْ حَتَّى قَالَ : أَيْنَ تُحِبُّ أَنْ أُصَلِّيَ مِنْ بَيْتِكَ ؟ فَأَشَرْتُ لَهُ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي أُحِبُّ أَنْ أُصَلِّيَ فِيهِ ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَكَبَّرَ وَصَفَفْنَا خَلْفَهُ فَصَلَّى لَنَا رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ احْتَبَسْتُهُ عَلَى خَزِيرٍ يُصْنَعُ لَهُمْ ، وَسَمِعَ بِهِ رِجَالٌ مِنْ أَهْلِ الدَّارِ فَثَابُوا حَتَّى كَثُرَ الرِّجَالُ فِي الْبَيْتِ ، فَقَالَ
رَجُلٌ : فَأَيْنَ مَالِكُ بْنُ الأَخْنَسِ أَوِ ابْنُ الدُّخْشُمِ ، شَكَّ
إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ، وَأَمَّا عَقِيلٌ ، فَقَالَ : مَالِكُ بْنُ دُخْشُمٍ ،
فَقَالَ : ذَلِكَ رَجُلٌ مُنَافِقٌ لا يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ، فَقَالَ
النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - : وَمَا يُدْرِيكَ ؟ فَقَالَ : أَمَّا نَحْنُ فَوَاللَّهِ مَا نَرَى
وُدَّهُ وَلاحَدِيثَهُ إِلا لِلْمُنَافِقِينَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه
وسلم - : أَمَا تَرَاهُ قَالَ مَرَّةً وَاحِدَةً : لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ
يَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللَّهِ وَالدَّارَ الآخِرَةِ ؟ فَقَالَ
: اللَّهُ وَرَسُولُهُ
أَعْلَمُ ، قَالَ : فَإِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَى النَّارِ أَنْ تَأْكُلَ مَنْ
قَالَ : لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ يَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللَّهِ ، قَالَ ابْنُ
شِهَابٍ : أَدْرَكْنَا الْفُقَهَاءَ وَهُمْ يَرَوْنَ أَنَّ ذَلِكَ كَانَ مِنْ
قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَبْلَ أَنْ تَنْزِلَ مُوجِبَاتُ
الْفَرَائِضِ فِي الْقُرْآنِ ، وَلَكِنَّ اللَّهَ قَدْ أَنْزَلَ عَلَى أَهْلِ
هَذِهِ الْكَلِمَةِ الَّتِي ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم
- النَّجَاةَ بِهَا
فَرَائِضَ فِي كِتَابِهِ نَحْنُ نَخْشَى أَنْ يَكُونَ الأَمْرُ قَدْ صَارَ
إِلَيْهِنَّ ، فَمَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لا يَغْتَرَّ فَلا يَغْتَرَّ ، قَالَ
مَحْمُودُ بْنُ الرَّبِيعِ : فَخَرَجْنَا فِي غَزَاةٍ مَعَ يَزِيدَ بْنِ
مُعَاوِيَةَ ، مَعَنَا أَبُو أَيُّوبَ الأَنْصَارِيُّ فَحَدَّثْتُ هَذَا
الْحَدِيثَ ، فَقَالَ : مَا أَرَى رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، قَالَ
هَذَا ، فَكَبُرَ ذَلِكَ عَلَيَّ فَرَجَعْتُ فَأَتَيْتُ عِتْبَانَ بْنَ مَالِكٍ
وَهُوَ فِي مَسْجِدِ قَوْمِهِ يَؤُمُّهُمْ وَقَدْ ذَهَبَ بَصَرُهُ ، فَسَلَّمْتُ
عَلَيْهِ وَتَعَرَّفْتُ إِلَيْهِ فَعَرَفَنِي
، ثُمَّ سَأَلْتُهُ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ فَحَدَّثَنِي بِهِ كَمَا
حَدَّثَنِي بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ ، وَهَذَا لَفْظُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ
وَهُوَ أَتَمُّهُمَا حَدِيثًا ، وَأَمَّا عَقِيلٌ فَقَالَ : مَالِكُ بْنُ
الدُّخْشُن ، ِبِلا شَكٍّ وانْتَهَى حَدِيثُهُ إِلَى قَوْلِهِ يَبْتَغِي بِذَلِكَ
وَجْهَ اللَّهِ .
15 حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ ، قَالَ : أنبا
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، قَالَ : أنبا مَعْمَرٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، قَالَ
: حَدَّثَنِي مَحْمُودُ
بْنُ الرَّبِيعِ ، عَنْ عِتْبَانَ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : أَتَيْتُ رَسُولَ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقُلْتُ : إِنِّي أَنْكَرْتُ بَصَرِي ، وَإِنَّ السُّيُولَ تَحُولُ بَيْنِي
وَبَيْنَ مَسْجِدِ قَوْمِي ، وَلَوَدِدْتُ أَنَّكَ جِئْتَ فَصَلَّيْتَ فِي بَيْتِي
مَكَانًا أَتَّخِذُهُ مَسْجِدًا ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -
: أَفْعَلُ إِنْ شَاءَ
اللَّهُ ، قَالَ : فَمَرَّ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى أَبِي بَكْرٍ
فَاسْتَتْبَعَهُ ، فَانْطَلَقَ مَعَهُ ، فَاسْتَأْذَنَ فَدَخَلَ ، فَقَالَ :
وَهُوَ قَائِمٌ : أَيْنَ تُرِيدُ أَنْ أُصَلِّيَ ؟ قَالَ : فَأَشَرْتُ لَهُ حَيْثُ
أُرِيدُ ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ ، وَقَالَ فِيهِ : فَقَالَ رَجُلٌ : أَيْنَ مَالِكُ
بْنُ الدُّخْشُمِ ؟ .
16 وَقَالَ فِيهِ
أَيْضًا : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : فَلَنْ يُوَافِيَ عَبْدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَقُولُ : لا إِلَهَ
إِلا اللَّهُ يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ إِلا حُرِّمَ عَلَى النَّارِ
.
17 حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، قَالَ : أنبا ثَابِثٌ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ : أَنَّ عِتْبَانَ بْنَ مَالِكٍ كَانَ قَدْ عَمِيَ ، فَقَالَ : يَارَسُولَ اللَّهِ تَعَالَى فَخُطَّ لِي فِي دَارِي حَتَّى أَتَّخِذَ مُصَلًّى وَمَسْجِدًا ، فَجَاءَ فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ قَوْمُهُ ، وَتَغَيَّبَ مَالِكُ بْنُ الدُّخْشُمِ ، فَوَقَعُوا فِيهِ ، فَقَالُوا : هُوَ مُنَافِقٌ ، فَقَالَ : أَلَيْسَ يَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ ؟ قَالُوا : بَلَى ، يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَمَا فِي قَلْبِهِ ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - : لا يَشْهَدُ أَحَدٌ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ فَتُطْعَمُهُ النَّارُ ، قَالَ حَمَّادٌ : وَلا أَعْلَمُهُ إِلا قَالَ : لَقِيَ عِتْبَانَ فَحَدَّثَهُ ، حَدَّثَنَا الصَّاغَانِيُّ ، وَجَعْفَرٌ الصَّائِغُ ، قَالا : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مَحْمُودُ بْنُ الرَّبِيعِ ، عَنْ عِتْبَانَ بْنِ مَالِكٍ ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ ، قَالَ أَنَسٌ : فَلَقِيتُ عِتْبَانَ فَحَدَّثَنِي بِهَذَا الْحَدِيثِ فَأَعْجَبَنِي فَكَتَبْتُهُ ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ ثَابِتٍ بِمِثْلِهِ .
18 حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنْ صَالِحٍ وَحَدَّثَنَا أَبُو الْجُمَاهِرِ الْحِمْصِيُّ ، وَأَبُو أُمَيَّةَ قَالا : حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ وَحَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ بَكَّارٍ الْكَلاعِيُّ الْحِمْصِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ سَعِيدٍ ، كِلاهُمَا عَنْ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، كِلاهُمَا عَنِ الزُّهْرِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا طَالِبٍ الْوَفَاةُ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَوَجَدَ عِنْدَهُ أَبَا جَهْلٍ ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لأَبِي طَالِبٍ : يَا عَمُّ قُلْ : لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ كَلِمَةً أُحَاجُّ لَكَ بِهَا عِنْدَ اللَّهِ ، قَالَ أَبُو جَهْلٍ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ : يَا أَبَا طَالِبٍ أَتَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ؟ فَلَمْ يَزَلْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مُعْرِضًا عَلَيْهِ ، وَيُعِيدَانِ بِتِلْكَ الْمَقَالَةِ حَتَّى قَالَ أَبُو طَالِبٍ : آخِرَ مَا كَلَّمَهُمْ بِهِ هُوَ عَلَى مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَأَبَى أَنْ يَقُولَ : لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : أَمَا وَاللَّهِ لأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ مَا لَمْ أُنْهَ عَنْكَ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ : { مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ } [سورة التوبة آية 113 ] ، وَأَنْزَلَ اللَّهُ فِي أَبِي طَالِبٍ قَوْلَهُ عَزَّ
وَجَلَّ : { إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ } [سورة القصص آية 56 ] ، حَدِيثُهُمُ الْمَعْنَى وَاحِدٌ وَهَذَا لَفْظُ شُعَيْبٍ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ الصَّنْعَانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْمُبَارَكِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ ، عَنْ أَبِيهِ بِمِثْلِهِ .
19 حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ أَبُو سَعِيدٍ الْبَصْرِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ وَحَدَّثَنَا ابْنُ الْجُنَيْدِ الدَّقَّاقُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ الْقَاسِمِ وَحَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ كَيْسَانَ ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا طَالِبٍ الْوَفَاةُ ، قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : يَا عَمُّ قُلْ : لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ أَشْهَدُ لَكَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، قَالَ : لَوْلا أَنْ تُعَيِّرَنِي قُرَيْشٌ لأَقْرَرْتُ عَيْنَكَ بِهَا ، قَالَ : فَنَزَلَتْ : { إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ } إِلَى قَوْلِهِ : { وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ } [سورة القصص آية 56 ] ، مَعْنَى حَدِيثِهِمْ وَاحِدٌ ، وَبَعْضُهُمْ لَمْ يَذْكُرْ أَبَا طَالِبٍ ، وَإِنَّمَا قَالَ : قَالَ لِعَمِّهِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْحَرَّانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ الْفَضْلِ ، قال : حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ ، بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ ، زَادَ ابْنُ كَثِيرٍ يَعْنِي : أَبَا طَالِبٍ .
20 حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ اللَّيْثِ وَحَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُسْلِمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ مَنْصُورٍ ، قَالا : حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ ، عَنِ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ ، عَنِ الصُّنَابِحِيِّ ، قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ فَبَكَيْتُ ، فَقَالَ : مَا لَكَ تَبْكِي ؟ فَوَاللَّهِ لَوِ اسْتُشْهِدْتُ لأَشْهَدَنَّ لَكَ ، وَلَئِنْ شُفِّعْتُ لأَشْفَعَنَّ لَكَ ، وَلَئِنِ اسْتَطَعْتُ لأَنْفَعَنَّكَ ، ثُمَّ قَالَ : وَاللَّهِ مَا مِنْ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَكُمْ فِيهِ خَيْرٌ إِلا حَدَّثْتُكُمُوهُ إِلا حَدِيثًا وَاحِدًا ، وَسَوْفَ أُحَدِّثَكُمُوهُ الْيَوْمَ وَقَدْ أُحِيطَ بِنَفْسِي ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : مَنْ شَهِدَ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ النَّارَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْحَرَّانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْمُعَافَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحِيمِ ، عَنْ زَيْدٍ ، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ ، بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ .
21 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ الأَصْبَهَانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، وَسَلامٌ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ الأَوْدِيِّ ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لَهُ : تَدْرِي مَا حَقُّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ ؟ قَالَ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : حَقُّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ، وَحَقُّهُمْ عَلَيْهِ إِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ أَنْ لا يُعَذِّبَهُمْ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبِرْتِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَقِيلٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ ، عَنْ سُلَيْمَانَ ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ ، وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ وَحَدَّثَنَا الصَّاغَانِيُّ ، قَالَ : أنبا قَبِيصَةُ ، عَنْ سُفْيَانَ وَحَدَّثَنَا أُسَيْدُ بْنُ عَاصِمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ هِلالٍ ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ، قَالَ : كُنْتُ رِدْفَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، فَقَالَ : يَا مُعَاذُ تَدْرِي ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ ، لا يُعَذِّبُهُمْ أَوْ لا يُدْخِلُهُمُ النَّارَ ، حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ ، عَنْ زَائِدَةَ ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ .
22 حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ الْفَارِسِيُّ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا هَمَّامٌ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا قَتَادَةُ ، عَنْ أَنَسٍ : أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ ، قَالَ : كُنْتُ
رَدِيفَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ إِلا
آخِرَةُ الرَّحْلِ ، فَقَالَ لِي : يَا مُعَاذ ، قُلْتُ : لَبَّيْكَ رَسُولَ اللَّهِ
وَسَعْدَيْكَ ، قَالَ : ثُمَّ سَارَ سَاعَةً ، ثُمَّ قَالَ لِي
: يَا مُعَاذ ، حَتَّى
فَعَلَ ذَلِكَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ ، ثُمَّ قَالَ لِي : هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ ؟ قُلْتُ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ
أَعْلَمُ ، قَالَ : فَإِنَّ حَقَّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلا
يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ، ثُمَّ سَارَ سَاعَةً ، ثُمَّ قَالَ : يَا مُعَاذُ ،
قُلْتُ : لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : هَلْ تَدْرِي مَا
حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ إِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ ؟ قُلْتُ : اللَّهُ
وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : فَإِنَّ حَقَّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ أَنْ لا يُعَذِّبَهُمْ
.
23 حَدَّثَنَا عَلِيُّ
بْنُ حَرْبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ
الأَعْمَشِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَلْقَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ
: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : مَنْ مَاتَ لا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ ، وَقُلْتُ
أَنَا : مَنْ مَاتَ ، يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ النَّارَ ، هَذَا لَفْظُ
أَبِي مُعَاوِيَةَ .
24 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو
مُعَاوِيَةَ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ ، قَالا : حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ،
قَالَ : أنبا سَخْتَوَيْهِ بْنُ مَازِيَارَ أَبُو عَلِيٍّ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ سَعِيدٍ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي
سُفْيَانَ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ : جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ - صلى
الله عليه وسلم - ، فَقَالَ : مَا الْمُوجِبَتَانِ ؟ قَالَ : مَنْ مَاتَ لا
يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ ، وَمَنْ مَاتَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ
شَيْئًا دَخَلَ النَّارَ ، حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ
الْعَزِيزِ بْنُ السَّرِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مَنْصُورٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ ، عَنْ جَابِرٍ ،
عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مِثْلَهُ ، وَعَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ
، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِمِثْلِهِ .
25 حَدَّثَنَا يَزِيدُ
بْنُ سِنَانٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ وَحَدَّثَنَا أَبُو
الأَزْهَرِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي الْحَجَّاجِ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ ، عَنِ
النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : مَنْ لَقِيَ اللَّهَ لا يُشْرِكُ بِهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ ،
وَمَنْ لَقِيَهُ يُشْرِكُ بِهِ دَخَلَ النَّارَ .
26 حَدَّثَنَا الدَّنْدَانِيُّ ، وَاسْمُهُ : مُوسَى ، قَالَ :
حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا هِشَامٌ
الدَّسْتُوَائِيُّ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ ، عَنِ النَّبِيِّ -
صلى الله عليه وسلم - قَال : مَنْ لَقِيَ اللَّهَ لا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا أَدْخَلَهُ الْجَنَّةُ
، وَمَنْ لَقِيَهُ يُشْرِكُ بِهِ أَدْخَلَهُ النَّارَ .
27 حَدَّثَنِي أَبُو
الْمُثَنَّى مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ
، عَنْ وَاصِلٍ الأَحْدَبِ ، سَمِعَ الْمَعْرُورَ بْنَ سُوَيْدٍ ، قَالَ : سَمِعَ
أَبَا ذَرٍّ يُحَدِّثُ ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مِثْلَ ذَلِكَ ،
يَعْنِي مِثْلَ : جَاءَ جِبْرِيلُ يُبَشِّرُنِي أَنَّهُ مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِي
لا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ .
28 حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ شَيْبَانَ النَّصِيبِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ ، أَنَّ يَحْيَى بْنَ يَعْمُرَ حَدَّثَهُ ، أَنَّ أَبَا الأَسْوَدِ الدِّيلِيَّ حَدَّثَهُ ، أَنَّ أَبَا ذَرٍّ حَدَّثَهُ ، قَالَ : أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ نَائِمٌ عَلَيْهِ ثَوْبٌ أَبْيَضُ ، ثُمَّ أَتَيْتُهُ فَإِذَا هُوَ نَائِمٌ ، ثُمَّ أَتَيْتُهُ وَقَدِ اسْتَيْقَظَ فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ ، فَقَالَ : مَا مِنْ عَبْدٍ قَالَ : لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ثُمَّ مَاتَ عَلَى ذَلِكَ إِلا دَخَلَ الْجَنَّةَ ، قُلْتُ : وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ ؟ قَالَ : وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ ، قُلْتُ : وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ ؟ قَالَ : وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ ، قُلْتُ : وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ ؟ قَالَ : وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ ثَلاثًا ، عَلَى رَغْمِ أَنْفِ أَبِي ذَرٍ ، فَخَرَجَ وَهُوَ يَجُرُّ إِزَارَهُ ، وَهُوَ يَقُولُ : عَلَى رَغْمِ أَنْفِ أَبِي ذَرٍّ ، فَكَانَ أَبُو ذَرٍّ يُحَدِّثُ بِهِ ، وَهُوَ يَقُولُ : عَلَى رَغْمِ أَنْفِ أَبِي ذَرّ .
بَيَانُ الْمَعَاصِي الَّتِي يَخْرُجُ صَاحِبُهَا مِنَ الإِيمَانِ عِنْدَ
فِعْلِهَا ، وَالْمَعَاصِي الَّتِي يكون منافقاً وإن صلي ، وصام ، وأقر بالإسلام
29 أَخْبَرَنِي الْعَبَّاسُ
بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزِيدٍ الْعُذْرِيُّ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبِي ، قَالَ : حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ ، قَالَ
: حَدَّثَنِي
الزُّهْرِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي ابْنُ الْمُسَيِّبِ ، وَأَبُو سَلَمَةَ ،
وَأَبُو بَكْرِ بن عبد الرحمن ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قَالَ : لا يَزْنِي الزَّانِي وَهُوَ حِينَ
يَزْنِي مُؤْمِنٌ ، وَلا يَسْرِقُ السَّارِقُ وَهُوَ حِينَ يَسْرِقُ مُؤْمِنٌ ،
وَلا يَشْرَبُ الْخَمْرَ وَهُوَ حِينَ يَشْرَبُهَا مُؤْمِنٌ ، وَلا يَنْتَهِبُ
نُهْبَةً ذَاتَ شَرَفٍ يَرْفَعُ الْمُؤْمِنُونَ إِلَيْهِ فِيهَا أَبْصَارَهُمْ
وَهُوَ حِينَ يَنْتَهِبُهَا مُؤْمِنٌ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ
، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، قَالَ : أنبا مَعْمَرٌ ، عَنْ هَمَّامِ
بْنِ مُنَبِّهٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -
بِنَحْوِهِ ، وَزَادَ : وَلا يَغُلُّ أَحَدُكُمْ حِينَ يَغُلُّ وَهُوَ مُؤْمِنٌ
فَإِيَّاكُمْ وَإِيَّاكُمْ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّاغَانِيُّ
، قَالَ : أنبا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الأَشْيَبُ وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
كَثِيرٍ الْحَرَّانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ ، قَالا
: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ
، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ ذَكْوَانَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ -
صلى الله عليه وسلم - بِنَحْوِ حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ ، وَزَادَ فِي آخِرِهِ :
وَالتَّوْبَةُ مَعْرُوضَةٌ بَعْدُ .
30 حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ
بْنُ مُوسَى ، قَالَ : أنبا سُفْيَانُ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
مُرَّةَ ، عَنْ مَسْرُوقٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنِ النَّبِيِّ -
صلى الله عليه وسلم - قَالَ : أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا
خَالِصًا ، وَمَنْ كَانَ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْ
نِفَاقٍ حَتَّى يَدَعْهَا : إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ ،
وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ
عَفَّانَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ ، عَنِ الأَعْمَشِ بِإِسْنَادِهِ
نَحْوَهُ .
31 حَدَّثَنَا فَضْلَكُ
الرَّازِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبُو سُهَيْلٍ
نَافِعُ بْنُ مَالِكِ بْنِ أَبِي عَامِرٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : آيَةُ النِّفَاقِ ثَلاثٌ : إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ ، وَإِذَا وَعَدَ
أَخْلَفَ ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ .
32 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ يَحْيَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ هُوَ الْوُحَاظِيُّ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ ، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنّ رَسُولَ - صلى الله عليه وسلم -
قَالَ : عَلامَاتُ الْمُنَافِقِ ثَلاثَةٌ : إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ ، وَإِذَا وَعَدَ
أَخْلَفَ ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ .
33 حَدَّثَنَا أَبُو الأَزْهَرِ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حَيَّوَيْهِ ، وَأَبُو الأَحْوَصِ قَاضِي عُكْبَرا ، قَالُوا : حَدَّثَنَا عَارِمٌ وَحَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى ، قَالا : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : ثَلاثٌ فِي الْمُنَافِقِ وَإِنْ صَامَ ، وَصَلَّى وَذَكَرَ أَنَّهُ مُؤْمِنٌ : إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الْفَلاسُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ بِمِثْلِهِ ، وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ أَيْضًا ، قَالَ : أنبا أَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ بِمِثْلِهِ .
بَيَانُ الْمَعَاصِي الَّتِي إِذَا قَالَهَا الرَّجُلُ وَعَمِلَهَا كَانَ كُفْرًا وَفِسْقًا ، وَاسْتَوْجَبَ بها النار
34 حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الأَشْعَثِ
، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ ، عَنْ نَافِعٍ ،
عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، أَنّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : مَنْ كَفَّرَ
أَخَاهُ فَقَدْ بَاءَ بِهِ أَحَدُهُمَا .
35 حَدَّثَنَا فَضْلَكُ
الرَّازِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ رُسْتَةُ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ
: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - : إِذَا كَفَّرَ الرَّجُلُ أَخَاهُ
فَقَدْ بَاءَ بِهِ أَحَدُهُمَا .
36 حَدَّثَنَا عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ
أَيُّوبَ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه
وسلم - : مَنْ كَفَّرَ أَخَاهُ فَقَدْ بَاءَ بِهِ أَحَدُهُمَا
.
37 حَدَّثَنَا عَلِيُّ
بْنُ حَرْبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ،
عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم
- : أَيُّمَا رَجُلٍ قَالَ لأَخِيهِ : يَا كَافِرُ ، فَإِنْ كَانَ كَمَا قَالَ ،
وَإِلا بَاءَ أَحَدُهُمَا بِالْكُفْرِ .
38 حَدَّثَنَا ابْنُ
أَبِي غَرَزَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَعْلَى ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ ، عَنْ
فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ :
قَالَ النَّبِيُّ -
صلى الله عليه وسلم - : أَيُّمَا رَجُلٍ كَفَّرَ أَخَاهُ فَإِنْ كَانَ كَمَا قَالَ
، وَإِلا فَقَدْ بَاءَ بِالْكُفْرِ .
39 حَدَّثَنَا يُونُسُ
بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ، قَالَ : أنبا ابْنُ وَهْبٍ : أَنَّ مَالِكًا أَخْبَرَهُ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ ،
عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، أَنّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : إِذَا قَالَ
رَجُلٌ لأَخِيهِ كَافِرٌ فَقَدْ بَاءَ بِهِ أَحَدُهُمَا .
40 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ وَحَدَّثَنَا أَبُو إِبْرَاهِيمَ
الزُّهْرِيُّ ، وَأَبُو الزِّنْبَاعِ ، قَالا : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ
، قَالَ : حَدَّثَنِي اللَّيْثُ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ ،
عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ الأَشَجِّ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ
ابْنِ عُمَرَ ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : إِنْ قَالَ رَجُلٌ
لأَخِيهِ يَا كَافِرُ وَجَبَ الْكُفْرُ عَلَى أَحَدِهِمَا .
41 حَدَّثَنِي أَبِي ،
قَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ وَحَدَّثَنَا يُوسُفُ الْقَاضِي ،
قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ ، قَالا : أنبا إِسْمَاعِيلُ بْنُ
جَعْفَرٍ وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا وَهْبُ اللَّهِ ، قَالَ : قَالَ : حَدَّثَنَا حَيْوَةُ ، عَنْ
يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ ، كِلاهُمَا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ ، عَنِ
ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : أَيُّمَا امْرِئٍ قَالَ لأَخِيهِ كَافِرٌ فَقَدْ بَاءَ بِهَا
أَحَدُهُمَا ، إِنْ كَانَ كَمَا قَالَ ، وَإِلا رَجَعَتْ عَلَيْهِ
.
42 حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ
بْنُ مَرْزُوقٍ الْبَصْرِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ
الْوَارِثِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ ، عَنِ ابْنِ
بُرَيْدَةَ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمُرَ ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ
، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : لا يَرْمِي
رَجُلٌ رَجُلا بِالْكُفْرِ إِلا ارْتَدَّتْ إِنْ لَمْ يَكُنْ صَاحِبُهُ كَذَلِكَ
.
43 حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ خُرَّزَاذ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو
مَعْمَرٍ وَحَدَّثَنَا صَالِحٌ الرَّازِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ
، قَالَ : أنبا عَبْدُ الْوَارِثِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ ،
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ يَعْمُرَ
، أَنَّ أَبَا الأَسْوَدِ حَدَّثَهُ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، سَمِعَ النَّبِيَّ - صلى
الله عليه وسلم - يَقُولُ : مَنِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ فَلَيْسَ مِنَّا ،
وَمَنِ ادَّعَى مَا لَيْسَ لَهُ فَلَيْسَ مِنَّا ، وَمَنْ رَمَى رَجُلا
بِالْكُفْرِ أَوْ رَمَاهُ بِالْفِسْقِ وَلَيْسَ كَذَلِكَ ارْتَدَّتْ عَلَيْهِ
.
44 حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ
التَّرْقُفِيُّ ، وَيُوسُفُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالا : حَدَّثَنَا
الْمُقْرِئُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَيْوَةُ وَحَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ
التِّرْمِذِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ ، قَالَ : أنبا نَافِعُ
بْنُ يَزِيدَ وَحَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ
الْحَارِثِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي ابْنُ
وَهْبٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ ، كُلُّهُمْ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ
، عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ ، يَقُولُ
: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : لا تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ ، فَمَنْ رَغِبَ
عَنْ أَبِيهِ فَهُوَ كُفْرٌ ، قَالَ يُوسُفُ : فَإِنَّهُ كَافِرٌ ، وَقَالَ نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ : فَهُوَ كُفْرٌ
.
45 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو
الْوَلِيدِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ زُبَيْدٍ ، سَمِعَ أَبَا وَائِلٍ
، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : سبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ ، وَقِتَالُهُ
كُفْرٌ ، قَالَ زُبَيْدٌ : قُلْتُ : أَنْتَ سَمِعْتَ عَبْدَ اللَّهِ يُحَدِّثُه
عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ؟ قَالَ : نَعَمْ .
46 حَدَّثَنَا يُونُسُ
بْنُ حَبِيبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ
عَيَّاشٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ ، قَالَ : أنبا شُعْبَةُ ،
قَالَ : أَخْبَرَنِي الأَعْمَشُ ، وَمَنْصُورٌ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ
، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ .
47 حَدَّثَنَا
الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا رَوْحٌ وَحَدَّثَنَا
أَبُو الْعَبَّاسِ الْغَزِّيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ ، قَالَ
: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
الثَّوْرِيُّ ، عَنْ زُبَيْدٍ الإِيَامِيِّ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ : أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ :
سِبَابُ الْمُسْلِمِ فِسْقٌ ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ ، قَالَ زُبَيْدٌ : قُلْتُ
لأَبِي وَائِلٍ : أَنْتَ سَمِعْتَ مِنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ؟ قَالَ : نَعَمْ
.
48 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حبِيبٍ ، وَعَمَّارُ بْنُ رَجَاءٍ ، قَالا :
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ
مُدْرِكٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا زُرْعَةَ بْنَ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ يُحَدِّثُ
، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله
عليه وسلم - : يَا جَرِيرُ ، اسْتَنْصِتِ النَّاسَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ ، ثُمَّ
قَالَ : لا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ
حَدَّثَنَا أَبُو قِلابَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ ، وَيَعْقُوبُ
بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ ، قَالا : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ وَحَدَّثَنَا الصَّاغَانِيُّ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُدْرِكٍ
بِمِثْلِهِ .
49 وَحَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، وَأَبُو قِلابَةَ ، قَالا : حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ
، وَحَدَّثَنَا جَعْفَرٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَفَّانُ وَحَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ
الْقَاضِي ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ
، عَنْ وَاقِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ ، سَمِعَ أَبَاهُ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ
، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : لا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ
.
50 أَخْبَرَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزِيدٍ الْعُذْرِيُّ ،
قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبِي ، قَالَ : حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنِي أَبِي مُحَمَّدِ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ،
قَالَ : كُنَّا نَتَحَدَّثُ بِحَجَّةِ الْوَدَاعِ وَلا نَدْرِي أَنَّهُ الْوَادِعُ
مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ،
فَلَمَّا كَانَ حَجَّةُ الْوَدَاعِ حَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ
ذَكَرَ الْمَسِيحَ ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ ، ثُمَّ قَالَ : وَيْلَكُمْ أَوْ
وَيْحَكُمُ انْظُرُوا لا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ
رِقَابَ بَعْضٍ .
51 حَدَّثَنَا الْحَسَنُ
بْنُ عَفَّانَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ ، عَنِ
الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ
- صلى الله عليه وسلم - قَالَ : اثْنَتَانِ فِي النَّاسِ وَهُمْ بِهِمَا كُفْرٌ
: الطَّعْنُ فِي
النَّسَبِ ، وَالنِّيَاحَةُ عَلَى الْمَيِّتِ .
52 حَدَّثَنَا
الصَّوْمَعِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ حُمَيْدٍ بِالْكُوفَةِ ، قَالَ
: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي زَائِدَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي
وَائِلٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -
: سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ .
53 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، أَنَّ مَالِكًا حَدَّثَهُ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ ، قَالَ : صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - صَلاةَ الصُّبْحِ بِالْحُدَيْبِيَةِ فِي إِثْرِ سَمَاءٍ كَانَتْ مِنَ اللَّيْلِ ، فَلَمَّا انْصَرَفَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ ، فَقَالَ : هَلْ تَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ ؟ ، قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : فَقَالَ : أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ ، فَأَمَّا مَنْ قَالَ : مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي كَافِرٌ بِالْكَوْكَبِ ، وَأَمَّا مَنْ قَالَ مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَى وَكَذَا وَكَذَى فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي مُؤْمِنٌ بِالْكَوْكَبِ .
54 حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، قَالَ : صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ حَدَّثَنِي ، سَمِعَ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يُحَدِّثُ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ ، قَالَ : مُطِرَ النَّاسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ذَاتَ لَيْلَةٍ ، فَلَمَّا أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : أَلَمْ تَسْمَعُوا مَا قَالَ رَبُّكُمُ اللَّيْلَةَ ؟ قَالَ : مَا أَنْعَمْتُ عَلَى عِبَادِي مِنْ نِعْمَةٍ إِلا أَصْبَحَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِهَا كَافِرِينَ ، فَأَمَّا مَنْ آمَنَ بِي وَحَمِدَنِي عَلَى سُقْيَايَ فَذَلِكَ الَّذِي آمَنَ بِي وَكَفَرَ بِالْكَوْكَبِ ، وَأَمَّا الَّذِي قَالَ : مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا فَذَلِكَ الَّذِي آمَنَ بِالْكَوْكَبِ وَكَفَرَ بِي أَوْ كَفَرَ نِعْمَتِي .
55 حَدَّثَنَا حَمْدَانُ السُّلَمِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا النَّضْرُ
بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ ، قَالَ حَدَّثَنَا
أَبُو زُمَيْلٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ ، قَالَ : مُطِرَ النَّاسُ عَلَى
عَهْدِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، فَقَالَ النَّبِيُّ
- صلى الله عليه وسلم -
: أَصْبَحَ مِنَ النَّاسِ مِنْهُمْ شَاكِرٌ وَمِنْهُمْ كَافِرٌ ، قَالَ بَعْضُهُمْ
: هَذِهِ رَحْمَةٌ وَضَعَهَا اللَّهُ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : لَقَدْ صَدَقَ نَوْءُ
كَذَا وَكَذَا ، قَالَ : وَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ : { فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ
النُّجُومِ حَتَّى بَلَغَ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ }
[سورة الواقعة آية 75
– 82 ] ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الْمَدَائِنِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ بِمَكَّةَ عِنْدَ ثَنِيَّةِ الْمَدِينَةِ
، عَنْ سِمَاكٍ الْحَنَفِيِّ ، قَالَ : سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ ، فَذَكَرَ
مِثْلَهُ .
56 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ
بْنُ عِصَامٍ الأَصْبَهَانِيُّ ، وَيُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ ، وَأَبُو عُبَيْدِ
اللَّهِ الْعَسْكَرِيُّ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْغُدَانِيِّ ، سَمِعَ
الشَّعْبِيَّ ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ ، عَنِ النَّبِيِّ
- صلى الله عليه وسلم - قَالَ : الْعَبْدُ الآبِقُ لا تُقْبَلُ لَهُ صَلاةٌ حَتَّى
يَرْجِعَ إِلَى مَوَالِيهِ ، حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ ، وَالْمَعْمَرِيُّ
الصَّنْعَانِيُّ ، قَالا : حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ مَنْصُورٍ
الأَشَلِّ بِمِثْلِهِ .
57 حَدَّثَنَا الصَّاغَانِيُّ ، وَأَبُو أُمَيَّةَ ، قَالا : حَدَّثَنَا
مَكِّيٌّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ يَزِيدَ الأَوْدِيُّ ، عَنْ عَامِرٍ ،
عَنْ جَرِيرٍ ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَال : إِذَا أَبَقَ
الْعَبْدُ فَلَحِقَ بِالْعَدُوِّ فَمَاتَ فَهُوَ كَافِرٌ .
58 حَدَّثَنَا أَبُو
زَكَرِيَّا الأَعْرَجُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حُمَيْدُ
بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ ،
عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ جَرِيرٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه
وسلم - يَقُولُ : إِذَا أَبَقَ الْعَبْدُ إِلَى الشِّرْكِ فَقَدْ حَلَّ دَمُهُ
.
59 حَدَّثَنَا عَلِيُّ
بْنُ حَرْبٍ ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي
ثَابِتٍ ، عَنِ الْمُغِيرَةِ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ جَرِيرٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : إِذَا أَبَقَ الْعَبْدُ فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ
الذِّمَّةُ .
بيان المعاصي التي إذا قالها العبد أو عملها لم يدخل الجنة بمعصيته
60 حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ
كُرْيَزَانُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، قَالَ
: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
، عَنْ عَاصِمٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ يُحَدِّثُ ، عَنْ سَعْدٍ ،
وأبي بكرة ، أن رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : مَنِ ادَّعَى
إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ غَيْرُ أَبِيهِ فَالْجَنَّةُ
عَلَيْهِ حَرَامٌ .
61 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ إِسْحَاقَ الصَّاغَانِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الْعَطَّارُ الأَبْرَصُ
، قَالا : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ ، قَالَ : أنبا شُعْبَةُ ،
عَنْ عَاصِمٍ ، أَنَّ أَبَا عُثْمَانَ قَالَ : عَنْ سَعْدٍ ، وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ
رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، وَأَبَا بَكْرَةَ ، وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ
نَزَلَ مِنْ قَصْرِ الطَّائِفِ مُسْلِمًا ، قَالا : سَمِعْنَا النَّبِيَّ - صلى
الله عليه وسلم - يَقُولُ : مَنِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ
غَيْرُ أَبِيهِ فَالْجَنَّةُ عَلَيْهِ حَرَامٌ .
62 حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ
الْحَرَّانِيُّ ، وَالصَّاغَانِيُّ ، قَالا : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ
النَّهْدِيِّ ، عَنْ سَعْدٍ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : مَنِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ
وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ غَيْرُ أَبِيهِ فَالْجَنَّةُ عَلَيْهِ حَرَامٌ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، بِمِثْلِهِ .
63 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو
مُعَاوِيَةَ ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ ، عَنْ أَبِي
بَكْرَةَ ، قَالَ : سَمِعَتْ أُذُنَايَ وَوَعَاهُ قَلْبِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى
الله عليه وسلم - قَالَ : مَنِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ
غَيْرُ أَبِيهِ فَالْجَنَّةُ عَلَيْهِ حَرَامٌ ، وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ
، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ ، عَنْ أَبِي
عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ ، قَالَ : سَمِعْتُ سَعْدًا ، يَقُولُ : سَمِعَتْ أُذُنَايَ وَوَعَاهُ قَلْبِي
مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ
.
64 حَدَّثَنِي عَبْدُ
الْكَرِيمِ بْنُ الْهَيْثَمِ الدَّيْرُعَاقُولِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ عِيسَى بْنِ الطَّبَّاعِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ
، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ ، قَالَ إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ : ثُمَّ لَقِيتُ
عَاصِمً الأَحْوَلَ بِمَكَّةَ فَحَدَّثَنِي ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ ، عَنْ سَعْدٍ
، قَالَ : سَمِعَتْ أُذُنَايَ وَوَعَاهُ قَلْبِي مِنْ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه
وسلم - أَنَّهُ قَالَ : مَنِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ فَالْجَنَّةُ عَلَيْهِ
حَرَامٌ ، ثُمَّ لَقِيتُ أَبَا بَكْرَةَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ ، فَقَالَ :
وَأَنَا سَمِعَ أُذُنَايَ وَوَعَاهُ قَلْبِي مِنْ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم
- .
65 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ
، قَالَ : أنبا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى :
وَحَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ
بْنُ أَبِي حَازِمٍ ، كِلاهُمَا عَنِ الْعَلاءِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : لا يَدْخُلُ
الْجَنَّةَ مَنْ لا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ .
66 حَدَّثَنَا الْحَسَنُ
بْنُ عَفَّانَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ وَحَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ
بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ وَحَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ الْكُوفِيُّ
، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ
لا تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا ، وَلا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا
، أَلا أَدُلُّكُمْ عَلَى أَمْرٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ ؟ أَفْشُوا
السَّلامَ بَيْنَكُمْ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْحَرَّانِيُّ ، قَالَ
: حَدَّثَنَا النُّفَيْلِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى ، وَابْنُ أَبِي شُعَيْبٍ
، وَحَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ ، وَأَبُو أُمَيَّةَ ، قَالا :
حَدَّثَنَا النُّفَيْلِيُّ ، كُلُّهُمْ قَالُوا : حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، عَنِ الأَعْمَشِ
بِمِثْلِهِ .
67 حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَيَّارٍ النَّصِيبِيُّ ، وَيَعْقُوبُ بْنُ
سُفْيَانَ الْفَارِسِيُّ ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ الْبَصْرِيُّ ، وَأَبُو
بَكْرٍ الرَّازِيُّ ، وَأَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ أَبَانَ بْنِ
تَغْلِبَ ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عَمْرٍو الْفُقَيْمِيِّ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ
، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : لا يَدْخُلُ النَّارَ مِثْقَالُ
ذَرَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ ، وَلا يَدْخُلُ الْجَنَّةُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ
.
68 قَالَ رَجُلٌ
: يَارَسُولَ اللَّهِ ،
إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنٌ وَنَعْلُهُ حَسَنٌ ، قَالَ
: إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ ، الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْصُ
النَّاسِ .
69 حَدَّثَنَا ابْنُ
أَبِي رَجَاءٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ وَحَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ ، قَالَ
: حَدَّثَنَا يَعْلَى ، قَالا : حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ هَمَّامٍ ، قَالَ
: كُنْتُ جَالِسًا
عِنْدَ حُذَيْفَةَ فَمَرَّ رَجُلٌ ، فَقَالُوا : هَذَا يَرْفَعُ الْحَدِيثَ إِلَى
السُّلْطَانِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : لا يَدْخُلُ
الْجَنَّةَ قَتَّاتٌ ، قَالَ الأَعْمَشُ : وَالْقَتَّاتُ : النَّمَّامُ ، وَهَذَا لَفْظُ يَعْلَى وَهُوَ
أَتَمُّهُ حَدِيثًا .
70 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى
الْمَدَائِنِيُّ ، قَالا : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ مَنْصُورٍ
وَحَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ
مُنَبِّهٍ ، قَالَ : قِيلَ لِحُذَيْفَةَ فِي رَجُلٍ : إِنَّ هَذَا يُبَلِّغُ الأُمَرَاءَ ،
فَقَالَ حُذَيْفَةُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم
- يَقُولُ : لا
يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَتَّاتٌ ، وَهَذَا لَفْظُ حَدِيثِ أَبِي دَاوُدَ وَهُوَ
أَتَمُّهُمَا حَدِيثًا .
71 حَدَّثَنَا الْحَسَنُ
بْنُ عَفَّانَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ وَحَدَّثَنَا أَبُو
أُمَيَّةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ، وَقَبِيصَةُ ، كلهم عَنْ
سُفْيَانَ ، عَنْ مَنْصُورٍ بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ حَدَّثَنِي أَبِي رَحِمَهُ
اللَّهُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ وَحَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ رَجَاءٍ
، قَالَ : حَدَّثَنَا حَبَّانُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْمَدِينِيُّ
، كِلاهُمَا عَنِ الْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ كَعْبٍ
الأَسْلَمِيِّ ، عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ
، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : مَنِ اقْتَطَعَ حَقَّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ بِيَمِينِهِ
فَقَدْ أَوْجَبَ اللَّهُ لَهُ النَّارَ وَحَرَّمَ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ ، فَقَالَ
لَهُ رَجُلٌ : وَإِنْ كَانَ شَيْئًا يَسِيرًا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ :
وَإِنْ كَانَ قَضِيبًا مِنْ أَرَاكٍ .
72 حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ الْبَصْرِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ ، أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ زِيَادٍ عَادَ مَعْقِلَ بْنَ يَسَارٍ فِي مَرَضِهِ ، فَقَالَ لَهُ مَعْقِلٌ : إِنِّي مُحَدِّثُكَ حَدِيثًا لَوْلا أَنِّي فِي الْمَوْتِ لَمْ أُحَدِّثْكَ بِهِ ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : مَا مِنْ أَمِيرٍ يَلِي أَمْرَ الْمُسْلِمِينَ ثُمَّ لا يَجْهَدُ لَهُمْ وَيَنْصَحُ إِلا لَمْ يَدْخُلْ مَعَهُمُ الْجَنَّةَ ، فِي هَذَا الْحَدِيثِ دَلِيلٌ أَنَّ الْعَاصِيَ يَسْتَوْجِبُ بِعِصْيَانِهِ النَّارَ إِلا أَنْ يَلْقَى اللَّهَ وَهُوَ تَائِبٌ ، فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ فَهُوَ فِي مَشِيئَةِ اللَّهِ إِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ وَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ .
بَيَانُ نَفْيِ الإِيمَانِ عَنِ الَّذِي يُحَرِّمُ هَذِهِ الأَخْلاقَ الْمُثْبَتَةَ فِي هَذَا الباب إيجاب النهي عن المنكر ونفي عمن لايتكره بقلبه
73 حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ
وَحَدَّثَنَا الصَّاغَانِيُّ ، قَالَ : أنبا أَبُو النَّضْرِ ، قَالا : حَدَّثَنَا
شُعْبَةُ ، قَالَ : سَمِعْتُ قَتَادَةَ يُحَدِّثُ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ،
قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : لا يُؤْمِنُ عَبْدٌ
حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ
أَجْمَعِينَ .
74 حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ
مُسْلِمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ ، قَالَ : حَدَّثَنِي شُعْبَةُ وَحَدَّثَنَا
الصَّاغَانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ وَحَدَّثَنَا أَبُو
أُمَيَّةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا رَوْحٌ ، قَالا : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ
قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -
قَالَ : لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ
.
75 حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ
بْنُ مُحَمَّدٍ ، وَالصَّاغَانِيُّ ، وَأَبُو أُمَيَّةَ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا
رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ ، عَنْ
قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ - صلى الله عليه
وسلم - قَالَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لا يُؤْمِنُ عَبْدٌ حَتَّى يُحِبَّ
لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ مِنَ الْخَيْرِ .
76 حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَبَّانُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
هَمَّامٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا قَتَادَةُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَنَسٌ ، أَنَّ نَبِيَّ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : لا يُؤْمِنُ عَبْدٌ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ
مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ .
77 حَدَّثَنَا السُّلَمِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، قَالَ : أنبا مَعْمَرٌ وَحَدَّثَنَا يُونُسُ
بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ، قَالَ : أنبا ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي يُونُسُ وَحَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبِي ، كُلُّهُمْ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ
بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنّ النَّبِيَّ - صلى الله
عليه وسلم - قَالَ : مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ
فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ
وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ
وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ .
78 حَدَّثَنَا شُعَيْبُ
بْنُ عَمْرٍو الدِّمَشْقِيُّ ، وَزَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنِ أَسَدٍ الْبَغْدَادِيُّ
، قَالا : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ ،
سَمِعَ نَافِعَ بْنَ جُبَيْرٍ يُخْبِرُ ، عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْخُزَاعِيِّ ،
أَنّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ
وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُحْسِنْ إِلَى جَارِهِ ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ
بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ
وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَسْكُتْ .
79 حَدَّثَنَا الصَّاغَانِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْخَلِيلِ الْمُخَرِّمِيُّ ، وهانئ بن أحمد الرقي ، قَالُوا : حَدَّثَنَا أَبُو الْجَوَّابِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ رُزَيْقٍ وَحَدَّثَنِي فَضْلَكُ الرَّازِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَهَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ ، قَالا : حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ ، كِلاهُمَا عَنْ أَبِي حَصِينٍ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَسْكُتْ ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلا يُؤْذِ جَارَهُ ، هَذَا لَفْظُ الصَّاغَانِيِّ ، وَهَانِئٍ ، عَنْ أَبِي الْجَوَّابِ ، وَكَذَلِكَ حَدِيثُ أَبِي الأَحْوَصِ بِمِثْلِهِ .
80 حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو الأَزْدِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ وَحَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، كِلاهُمَا عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ ، قَالَ : أَوَّلُ مَنْ قَدَّمَ الْخُطْبَةَ قَبْلَ الصَّلاةِ يَعْنِي فِي يَوْمِ عِيدٍ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ ، فَقَامَ رَجُلٌ ، فَقَالَ : خَالَفْتَ السُّنَّةَ يَا مَرْوَانُ ! فَقَالَ : قَدْ تُرِكَ مَا هُنَاكَ ، فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ : أَمَّا هَذَا فَقَدْ قَضَى مَا عَلَيْهِ ، رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : إِذَا رَأَى أَحَدٌ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَاكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ ، لَفْظُ الْفِرْيَابِيِّ ، وَحَدِيثُ شُعْبَةَ مَا ذَكَرَ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِمِثْلِهِ .
81 حَدَّثَنَا الصَّاغَانِيُّ ، قَالَ : أنبا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ فُضَيْلٍ الْخَطْمِيُّ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ مَوْلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : مَا كَانَ مِنْ نَبِيٍّ إِلا وَلَهُ حَوَارِيُّونَ يَهْدُونَ بِهَدْيِهِ وَيَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِهِ ، ثُمَّ يَكُونُ مِنْ بَعْدِهِمْ خُلُوفٌ يَقُولُونَ مَا لا يَفْعَلُونَ ، وَيَعْمَلُونَ مَا يُنْكِرُونَ ، فَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِيَدِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ ، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِلِسَانِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ ، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِقَلْبِهِ فَهُو مُؤْمِنٌ وَلَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ مِنَ الإِيمَانِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ ، قَالَ : أنبا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ جَعْفَرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ فُضَيْلٍ بِمِثْلِهِ .
82 حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ ، عَنِ الْحَارِثِ يَعْنِي ابْنَ فُضَيْلٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمِسْوَرِ يَعْنِي ابْنَ مَخْرَمَةَ ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : مَا مِنْ نَبِيٍّ بَعَثَهُ اللَّهُ فِي أُمَّتِهِ قَبْلِي إِلا كَانَ لَهُ فِي أُمَّتِهِ حَوَارِيُّونَ ، وَأَصْحَابٌ يَأْخُذُونَ بِسُنَّتِهِ وَيَقْتَدُونَ بِأَمْرِهِ ، ثُمَّ إِنَّهَا تَخْلُفُ مِنْ بَعْدِهِمْ خُلُوفٌ يَقُولُونَ مَا لا يَفْعَلُونَ ، وَيَفْعَلُونَ مَا لا يُؤْمَرُونَ ، فَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِيَدِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ ، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِلِسَانِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ ، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِقَلْبِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ لَيْسَ مِنْ وَرَاءِ ذَلِكَ مِنَ الإِيمَانِ حَبَّةُ خَرْدَلٍ ، قَالَ أَبُو رَافِعٍ : فَحَدَّثْتُهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ فَأَنْكَرَهُ عَلَيَّ ، فَقَدِمَ ابْنُ مَسْعُودٍ فَنَزَلَ بِفِنَائِهِ وَاسْتَتْبَعَنِي إِلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ يَعُودُهُ فَأَنْطَلِقُ مَعَهُ فَلَمَّا جَلَسْنَا سَأَلْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ فَحَدَّثَنِيهِ كَمَا حَدَّثَتْهُ ابْنَ عُمَرَ .
83 حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الدَّارِمِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ، وَقَبِيصَةُ وَحَدَّثَنَا الدَّارِمِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَبَّانُ بْنُ هِلالٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ ، عَنْ سُهَيْلٍ وَحَدَّثَنَا الْغَزِّيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ ، عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : إِنَّمَا الدِّينُ النَّصِيحَةُ ثَلاثَ مَرَّاتٍ ، قِيلَ : لِمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ ، قَالَ : لِلَّهِ ، وَلِرَسُولِهِ ، وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْمُبَارَكِ وَحَدَّثَنَا ابْنُ عُمَيْرَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ وَحَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، قَالَ : أنبا الشَّافِعِيُّ ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ ، عَنْ سُهَيْلٍ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ ، حَدَّثَنَا وَحْشِيُّ بْنُ عَمْرِو بْنِ الرَّبِيعِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي وَحَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْحَكَمِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَسَرَّةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ ، كُلُّهُمْ عَنِ اللَّيْثِ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ سُهَيْلٍ بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ ، إِلاأنه قال : النَّصِيحَةُ مَرَّةً وَاحِدَةً .
84 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْبَكَّائِيُّ الْكُوفِيُّ ،
وَعَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ ، وَأَبُو أُمَيَّةَ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا يَعْلَى وَحَدَّثَنَا
يَزْدَادُ بْنُ عُمَرَ بْنِ رَزِينٍ الْهَمْدَانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ
بْنُ هَارُونَ وَحَدَّثَنَا أَبُو الْبَخْتَرِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو
أُسَامَةَ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ قَيْسِ
بْنِ أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ جَرِيرٍ ، قَالَ : بَايَعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله
عليه وسلم - عَلَى إِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَالنُّصْحِ لِكُلِّ
مُسْلِمٍ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : لِكُلِّ مُؤْمِنٍ .
85 حَدَّثَنَا عَلِيُّ
بْنُ حَرْبٍ ، وَزَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنِ أَسَدٍ ، وَعَبْدُ السَّلامِ بْنُ
أَبِي فَرْوَةَ النصيبي ، قَالُوا : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ
زِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ جَرِيرًا ، يَقُولُ : بَايَعْتُ رَسُولَ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى النُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ ، فَأَنَا
لَكُمْ نَاصِحٌ .
86 حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ
بْنُ سَيَّارٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ ، قَالَ : أنبا سُفْيَانُ ،
عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ جَرِيرًا يُحَدِّثُ حِينَ مَاتَ الْمُغِيرَةُ
بْنُ شُعْبَةَ ، خَطَبَ النَّاسَ ، فَقَالَ : أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ
وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، وَالسَّكِينَةِ وَالْوَقَارِ ، فَإِنِّي بَايَعْتُ رَسُولَ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِيَدِي هَذِهِ عَلَى الإِسْلامِ ، وَاشْتَرَطَ
عَلَيَّ النُّصْحَ لِكُلِّ مُسْلِمٍ ، فَوَرَبِّ الْكَعْبَةِ إِنِّي لَكُمْ
نَاصِحٌ أَجْمَعِينَ ، وَاسْتَغْفَرَ وَنَزَلَ .
87 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى الْمُعَدِّلُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا ، قَالَ : حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى إِقَامِ الصَّلاةِ ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ، وَالنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ ، قَالَ الشَّعْبِيُّ : فَكَانَ جَرِيرٌ رَجُلا فَطِنًا ، قَالَ : فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فِيمَا اسْتَطَعْتُ ، فَقَالَ : فِيمَا اسْتَطَعْتَ ، فَكَانَتْ رُخْصَةً .
بَيَانُ الأَعْمَالِ الَّتِي يَسْتَوْجِبُ صَاحِبُهَا عَذَابَ اللَّهِ وَغَضَبَهُ ، وَالدَّلِيلُ عَلَى أَنَّهُ لا ينفعه معها عمل إذا لقي الله بها
88 حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي رَجَاءٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنِ الأَعْمَشِ
، عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -
صلى الله عليه وسلم - : مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينِ صَبْرٍ لِيَقْتَطِعَ بِهَا
مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ وَهُوَ فِيهَا فَاجِرٌ لَقِيَ اللَّهَ وَهُوَ عَلَيْهِ
غَضْبَانُ ، فَدَخَلَ الأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ ، فَقَالَ : مَا يُحَدِّثُكُمْ أَبُو
عَبْدِ الرَّحْمَنِ ؟ قُلْنَا : كَذَا وَكَذَا ، قَالَ : صَدَقَ فِيَّ نَزَلَتْ ، خَاصَمْتُ رَجُلا
إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي أَرْضٍ لَنَا ، فَقَالَ
: بَيِّنَتُكَ ، قُلْتُ
: لَيْسَتْ لِي بَيِّنَةٌ ، قَالَ : فَيَمِينُهُ ، قُلْتُ : إِذًا يَحْلِفُ ،
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عِنْدَ ذَلِكَ : مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينِ صَبْرٍ لِيَقْتَطِعَ بِهَا
مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ وَهُوَ فِيهَا فَاجِرٌ لَقِيَ اللَّهَ وَهُوَ عَلَيْهِ
غَضْبَانُ ، فَنَزَلَتْ { إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ
وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلا } إِلَى قَوْلِهِ : { وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }
[سورة آل عمران آية :77 ] .
89 حَدَّثَنَا الْحَسَنُ
بْنُ عَفَّانَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ
شَقِيقٍ ، قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
- صلى الله عليه وسلم -
: مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينِ صَبْرٍ لِيَقْتَطِعَ مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ وَهُوَ
فِيهَا فَاجِرٌ لَقِيَ اللَّهَ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ ، حَدَّثَنَا أَبُو
دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ وَحَدَّثَنَا أَبُو قِلابَةَ ، قَالَ
: حَدَّثَنَا أَبُو
زَيْدٍ الْهَرَوِيُّ ، كِلاهُمَا عَنْ شُعْبَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، بِإِسْنَادِهِ
نَحْوَهُ .
90 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُنَادِي ، قَالَ
: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنِ
الأَعْمَشِ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُسْهِرٍ ، عَنْ خَرَشَةَ بْنِ الْحُرِّ ،
عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
ثَلاثَةٌ لا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وَلا
يُزَكِّيهِمْ ، وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ : الْمَنَّانُ بِمَا أَعْطَى ،
وَالْمُسْبِلُ إِزَارَهُ ، وَالْمُنَفِّقُ سِلْعَتَهُ بِالْحَلِفِ الْكَاذِبِ أَوِ
الْفَاجِرِ ، حَدَّثَنَا السُّلَمِيُّ ، وَأَبُو أُمَيَّةَ ، وَإِسْحَاقُ بْنُ
سَيَّارٍ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى ، قَالَ : أنبا
شَيْبَانُ ، عَنِ الأَعْمَشِ بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ ، وَقَالَ : الْمَنَّانُ :
الَّذِي لا يُعْطِي شَيْئًا إِلا مِنَّةً ، وَالْمُنْفِقُ سِلْعَتَهُ بِالْحَلِفِ
الْكَاذِبِ ، لَمْ يَذْكُرْ شَيْبَانُ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ فَقَطْ ، ذَكَرَ
مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ ، عَنِ الثَّوْرِيِّ ، عَنِ الأَعْمَشِ
، بِإِسْنَادِهِ .
91 حَدَّثَنَا عَلِيُّ
بْنُ حَرْبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ
أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَحَدَّثَنَا الصَّاغَانِيُّ ، قَالَ
: أنبا ابْنُ نُمَيْرٍ
، قَالَ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ أَبِي
حَازِمٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه
وسلم - : ثَلاثَةٌ لا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَلا
يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ : شَيْخٌ زَانٍ ، وَمَلِكٌ كَذَّابٌ ، وَعَائِلٌ مُسْتَكْبِرٌ
.
92 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ ، وَعَمَّارُ بْنُ رَجَاءٍ ، قَالا : حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُدْرِكٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا زُرْعَةَ بْنَ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ يُحَدِّثُ ، عَنْ خَرَشَةَ بْنِ الْحُرِّ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : ثَلاثَةٌ لا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَلا يُكَلِّمُهُمْ ، وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ هَؤُلاءِ ؟ فَقَدْ خَابُوا وَخَسِرُوا ، فَقَالَ : الْمَنَّانُ ، وَالْمُسْبِلُ إِزَارَهُ ، وَالْمُنَفِّقُ سِلْعَتَهُ بِالْحَلِفِ الْكَاذِبِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَكِّيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَفَّانُ وَحَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ ، وَأَبُو عُمَرَ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُدْرِكٍ ، بِنَحْوِهِ . حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، بِإِسْنَادِهِ : ثَلاثَةٌ لا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ ، وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ، أَعَادَ الآيَةَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَنْ هُمْ ؟ بِمِثْلِهِ الْكَاذِبُ أَوِ الْفَاجِرُ .
94 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ ، وَأَبُو عُمَرَ الْعُطَارِدِيُّ ، قَالا
: حَدَّثَنَا
أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : ثَلاثَةٌ لا
يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ ، وَلا
يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ : رَجُلٌ عَلَى فَضْلِ مَاءٍ بِفَلاةٍ فَمَنَعَهُ ابْنَ السَّبِيلِ ، وَرَجُلٌ
بَايَعَ رَجُلا بِسِلْعَةٍ بَعْدَ الْعَصْرِ فَحَلَفَ لَهُ بِاللَّهِ لأَخَذَهَا
بِكَذَا وَكَذَا فَصَدَّقَهُ وَهُوَ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ ، وَرَجُلٌ بَايَعَ
إِمَامًا لا يُبَايِعُهُ إِلا لِدُنْيَا فَإِنْ أَعْطَاهُ مِنْهَا وَفَى لَهُ
وَإِنْ لَمْ يُعْطِهِ لَمْ يَفِ لَهُ .
95 حَدَّثَنَا
الأَحْمَسِيُّ ، وَابْنُ أَبِي رَجَاءٍ ، وابن أبي الخيبري ، قَالُوا : حَدَّثَنَا
وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
ثَلاثَةٌ لا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَلا يُزَكِّيهِمْ
وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ : رَجُلٌ مَنَعَ ابْنَ السَّبِيلِ فَضْلَ مَاءٍ عِنْدَهُ ، وَرَجُلٌ حَلَفَ
عَلَى سِلْعَةٍ بَعْدَ الْعَصْرِ كَاذِبًا فَصَدَّقَهُ وَاشْتَرَاهَا بِقَوْلِهِ ،
وَرَجُلٌ بَايَعَ إِمَامًا فَإِنْ أَعْطَاهُ وَفَى لَهُ وَإِنْ لَمْ يُعْطِهِ لَمْ
يَفِ لَهُ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَيَّارٍ ، وَأَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ
السُّلَمِيُّ ، قَالا : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا
شَيْبَانُ ، عَنِ الأَعْمَشِ بِمِثْلِه ، وَحَدَّثَنَا ابْنُ عَفَّانَ ، قَالَ
: حَدَّثَنَا ابْنُ
نُمَيْرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ بِمِثْلِهِ .
96 حَدَّثَنَا تَمْتَامٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ بِإِسْنَادِهِ بِهَذَا الْحَدِيثِ ، وَقَالَ فِيهِ : رَجُلٌ عَلَى فَضْلِ مَاءٍ بِالطَّرِيقِ ، وَقَالَ فِيهِ أَيْضًا : وَرَجُلٌ أَقَامَ سِلْعَةً بَعْدَ الْعَصْرِ فِي سُوقِ الْمَدِينَةِ أَوْ بِالْبَقِيعِ فَحَلَفَ لَقَدْ مَنَعَهَا مِنْ كَذَا وَكَذَا فَجَاءَ رَجُلٌ فَرَغِبَ فِيهَا فَأَخَذَهَا ، وَرَوَاهُ عَمْرٌو النَّاقِدُ ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ ، عَنْ عَمْرٍو ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أُرَاهُ مَرْفُوعًا بِهَذَا ، وَقَالَ فِيهِ : رَجُلٌ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ بَعْدَ الْعَصْرِ عَلَى مَالِ الْمُسْلِمِ فَاقْتَطَعَهُ .
بَيَانُ التَّشْدِيدِ فِي الَّذِي يَقْتُلُ نَفْسَهُ ، وَفِي لَعْنِ الْمُؤْمِنِ وَأَخْذِ مَالِهِ والدَّليلُ علَى القاتلِ
أن إذا مَاتَ بِغيرِ تَوْبةٍ لم يَنْفَعْه إِسلامُه واجْتِهادُه ،
ويخلُدُ في نارِ جهنمَ ، وأن مَن قُتِلَ علَي المعصيةِ اسْتَوْجَبَ بمعصِيَتِه النارَ
، ولا يكونُ ذلك كَفَّارَةَ مَعصيَتِه ، وبيانُ إباحةِ قَتْلِ مَن تَعَمَّدَ
قِتالَه ، وأنه إنْ قُتِلَ علَي مَنْعِ مالِه فهو شَهِيدٌ ، وبيانُ أنَّ الجنَّةَ
لا يدخُلُها إلا المؤمنونَ وأنه لا فَرْقَ بينَ الإيمانِ والإسلامِ
97 حَدَّثَنَا
الأَحْمَسِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ،
وَيَعْلَى وَحَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
أَبُو مُعَاوِيَةَ ، وَوَكِيعٌ ، وَيَعْلَى ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي
صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم
- : مَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ
بِحَدِيدَةٍ فَحَدِيدَتُهُ فِي يَدَهُ يَجَأُ بِهَا فِي بَطْنِهِ فِي نَارِ
جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا ، وَمَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ
فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ يَتَرَدَّى فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا
فِيهَا أَبَدًا ، وَمَنْ حَسَا سُمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَسُمُّهُ فِي يَدِهِ
يَتَحَسَّاهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا ،
حَدَّثَنِي أَبُو عَلَيٍّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ قِيرَاطٍ الْعُذْرِيُّ
، قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي مَرْوَانُ بْنُ جَنَاحٍ ، عَنِ
الأَعْمَشِ أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ،
عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِمِثْلِهِ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ
حَبِيبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ وَحَدَّثَنَا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ وَحَدَّثَنَا أَبُو قِلابَةَ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ الْهَرَوِيُّ وَحَدَّثَنَا الصَّائِغُ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنِ الأَعْمَشِ
بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى النَّهْرَتِيرِيُّ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ
بْنُ الْجُنَيْدِ الْبَزَّازُ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَبَّانَ
الطَّائِيُّ ، قَالا : حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ الْمِقْدَامِ ، عَنْ دَاوُدَ
الطَّائِيِّ ، عَنِ الأَعْمَشِ بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ .
98 حَدَّثَنَا
الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي الْعَلاءُ بْنُ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَجُلا جَاءَ إِلَى
النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ،
فَقَالَ : أَرَأَيْتَ إِنْ جَاءَنِي رَجُلٌ يُرِيدُ أَخْذَ مَالِي ؟ قَالَ :
فَلا تُعْطِهْ
مَالَكَ ، فَقَالَ : أَفَرَأَيْتَ إِنْ قَاتَلَنِي ؟ قَالَ : فَقَاتِلْهُ ، قَالَ
: أَرَأَيْتَ إِنْ قَتَلَنِي ؟ قَالَ : فَأَنْتَ شَهِيدٌ ، قَالَ : أَرَأَيْتَ إِنْ قَتَلْتُهُ ؟ قَالَ :
فَهُوَ فِي النَّارِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى
بْنُ صَالِحٍ الْوُحَاظِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ ، قَالَ
: حَدَّثَنِي الْعَلاءُ ، بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ سَوَاءً .
99 حَدَّثَنَا يُوسُفُ
بْنُ مُسْلِمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، قَالَ :
أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ الأَحْوَلُ ، أَنَّ ثَابِتٌ مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ
أَخْبَرَهُ : أَنَّهُ لَمَّا كَانَ بَيْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، وَبَيْنَ
عَنْبَسَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ مَا كَانَ وَتَيَسَّرُوا لِلْقِتَالِ رَكِبَ
خَالِدُ بْنُ الْعَاصِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو فَوَعَظَهُ خَالِدٌ ،
فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ : أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم
- قَالَ : مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ .
100 حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ سَعْدَانُ بْنُ يَزِيدَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الأَزْرَقُ وَحَدَّثَنَا أَبُو الأَزْهَرِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ وَحَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ ، كُلُّهُمْ قَالُوا : حَدَّثَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ ، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - : مَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ فِي الدُّنْيَا عُذِّبَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَمَنْ قَذَفَ مُؤْمِنًا بِالْكُفْرِ فَهُوَ كَقَتْلِهِ ، وَلَعْنُ الْمُؤْمِنِ كَقَتْلِهِ ، وَلَيْسَ عَلَى الرَّجُلِ نَذْرٌ فِيمَا لا يَمْلِكُ ، وَمَنْ حَلَفَ أَنَّهُ بَرِيءٌ مِنَ الإِسْلامِ ، فَهُوَ كَمَا قَالَ ، هَذَا لَفْظُ وَهْبٍ ، وَحَدِيثُ عَبْدِ الصَّمَدِ مَعْنَاهُ ، إِلا أَنَّهُ قَالَ : وَأَبُو دَاوُدَ أَيْضًا : وَمَنْ حَلَفَ بِمِلَّةٍ سِوَى الإِسْلامِ كَاذِبًا فَهُوَ كَمَا قَالَ ، لَمْ يَأْتِ أَبُو دَاوُدَ بِتَمَامِهِ ، وَزَادَ عَبْدُ الصَّمَدِ أَيْضًا : وَمَنْ قَذَفَ مُؤْمِنًا بِكُفْرٍ فَهُوَ كَقَتْلِهِ .
101 حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الدِّمَشْقِيُّ ،
وَمُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ الْحِمْصِيُّ ، قَالا : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ
، قَالَ : حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلامٍ ، عَنْ يَحْيَى ، عَنْ أَبِي
قِلابَةَ ، أَنَّ ثَابِتَ بْنَ الضَّحَّاكِ أَخْبَرَهُ : أَنَّهُ بَايَعَ رَسُولَ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - تَحْتَ الشَّجَرَةِ ، فَقَالَ : مَنْ حَلَفَ بِمِلَّةٍ
سِوَى الإِسْلامِ كَاذِبًا فَهُوَ كَمَا قَالَ ، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ
عُذِّبَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَلَيْسَ عَلَى الرَّجُلِ نَذْرٌ فِيمَا لا
يَمْلِكُ .
102 حَدَّثَنَا أَبُو
بَكْرِ بْنُ السُّكَّرِيِّ الْكَفْرِتَاثِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو تَوْبَةَ
، قَالَ : حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلامٍ ، بِمِثْلِهِ وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ
بْنُ حَرْبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ أَبِي
قِلابَةَ ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ ، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - : مَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ
بِشَيْءٍ فِي الدُّنْيَا عَذَّبَهُ اللَّهُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
.
103 حَدَّثَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ الْغَزِّيُّ ، حَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ وَحَدَّثَنَا الدَّقِيقِيُّ
، قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أنبا سُفْيَانُ ، عَنْ
خَالِدٍ الْحَذَّاءِ ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ
الأَنْصَارِيِّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : مَنْ
حَلَفَ بِمِلَّةٍ سِوَى الإِسْلامِ كَاذِبًا مُتَعَمِّدًا فَهُوَ كَمَا قَالَ ،
وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ عَذَّبَهُ اللَّهُ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ
.
104 حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الصَّنْعَانِيُّ ، قَالَ : قَرَأْنَا عَلَى عَبْدِ الرَّزَّاقِ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : شَهِدْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - خَيْبَرَ ، أَوْ قَالَ : لَمَّا كَانَ يَوْمُ خَيْبَرَ ، قَالَ لِرَجُلٍ مِمَّنْ كَانَ مَعَهُ يُدْعَى بِالإِسْلامِ : هَذَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ ، قَالَ : فَلَمَّا حَضَرُوا الْقِتَالَ قَاتَلَ فَأَصَابَتْهُ جِرَاحٌ ، فَقَائِل : قَدْ مَاتَ ، فَأُتِيَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فَقِيلَ لَهُ : الرَّجُلُ الَّذِي قُلْتَ هُوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَإِنَّهُ قَاتَلَ الْيَوْمَ قِتَالا شَدِيدًا وَقَدْ مَاتَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - : إِلَى النَّارِ ، فَكَادَ بَعْضُ النَّاسِ أَنْ يَرْتَابَ ، فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ ، إِذْ قِيلَ لَمْ يَمُتْ وَلَكِنْ بِهِ جِرَاحٌ شَدِيدَةٌ ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ اللَّيْلِ لَمْ يَصْبِرْ عَلَى الْجِرَاحِ فَقَتَلَ نَفْسَهُ ، فَأُخْبِرَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بِذَلِكَ ، فَقَالَ : اللَّهُ أَكْبَرُ أَشْهَدُ أَنِّي عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ ، ثُمَّ أَمَرَ بِلالا فَنَادَى أَنَّهُ لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلا نَفْسٌ مُؤْمِنَةٌ ، وَأَنَّ اللَّهَ يُؤَيِّدُ هَذَا الدِّينَ بِالرَّجُلِ الْفَاجِرِ ، حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ ، قَالَ : أنبا شُعَيْبٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ .
105 وَحَدَّثَنَا أَبُو قِلابَةَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّقَاشِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ الْحَسَنَ ، يَقُولُ : حَدَّثَنَا جُنْدُبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ مَا نَسِينَاهُ مُنْذُ حَدَّثَنَا ، وَمَا نَخْشَى أَنَّ جُنْدُبًا كَذَبَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : جُرِحَ رَجُلٌ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ جِرَاحَةً فَضَجِرَ ، فَعَمَدَ إِلَى سِكِّينٍ فَقَطَعَ يَدَهُ ، فَلَمْ يَرْقَأِ الدَّمُ حَتَّى مَاتَ ، فَقَالَ اللَّهُ : بَادَرَنِي عَبْدِي بِنَفْسِهِ حَرَّمْتُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ .
106 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَالِمٍ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّاغَانِيُّ ، وأبو داود الحراني ، قَالُوا : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنِ الْحَجَّاجِ الصَّوَّافِ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ : جَاءَ الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو الدَّوْسِيُّ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هَلْ لَكَ فِي حِصْنٍ حَصِينٍ وَمَنَعَةٍ ؟ قَالَ : فَأَبَى ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِلَّذِي ذَخَرَ اللَّهُ لِلأَنْصَارِ ، فَلَمَّا هَاجَرَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى الْمَدِينَةِ هَاجَرَ الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو وَهَاجَرَ مَعَهُ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهِ فَاجْتَوَوُا الْمَدِينَةَ فَمَرِضَ فَجَزِعَ فَأَخَذَ مَشَاقِصَ فَقَطَعَ بِهِ بَرَاجِمَهُ ، فَشَخَبَتْ يَدَاهُ حَتَّى مَاتَ ، فَرَءَاهُ الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو فِي مَنَامِهِ ، فَقَالَ : مَا صَنَعَ بِكَ رَبُّكَ ؟ قَالَ : غَفَرَ لِي بِهِجْرَتِي إِلَى نَبِيِّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَرَآهُ فِي هَيْئَةٍ حَسَنَةٍ وَرَآهُ مُغَطِّيًا يَدَيْهِ ، فَقَالَ : مَا لِي أَرَاكَ مُغَطِّيًا يَدَيْكَ ؟ قَالَ : قِيلَ لِي : لَنْ نُصْلِحَ مِنْكَ مَا أَفْسَدْتَ ، قَالَ : فَقَصَّهَا الطُّفَيْلُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : اللَّهُمَّ وَلِيَدَيْهِ فَاغْفِرْ .
107 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ ، قَالا : حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو زُمَيْلٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، قَالَ : لَمَّا كَانَ يَوْمُ خَيْبَرَ قُتِلَ أُنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَجَعَلُوا يَقُولُونَ : قُتِلَ فُلانٌ شَهِيدًا ، حَتَّى مَرُّوا بِرَجُلٍ ، فَقَالُوا : قُتِلَ فُلانٌ شَهِيدًا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : كَلا إِنِّي رَأَيْتُهُ فِي النَّارِ فِي عَبَاءَةٍ غَلَّهَا أَوْ بُرْدَةٍ غَلَّهَا ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : يَا ابْنَ الْخَطَّابِ نَادِ فِي النَّاسِ : لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلا الْمُؤْمِنُونَ ، قَالَ : فَنَادَيْتُ أَلا إِنَّهُ لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلا الْمُؤْمِنُونَ ، هَذَا لَفْظُ أَبِي النَّضْرِ ، وَحَدِيثُ مُحَمَّدٍ بِمَعْنَاهُ ، وَقَالَ : فَقُمْتُ فَنَادَيْتُ ، رَوَاهُ أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ الْوَرَّاقُ ، عَنْ أَبِي عَاصِمٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ مِثْلَهُ ، قَالَ أَبُو عَوَانَةَ : قَدْ صَحَّ فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَمَرَ بِلالا أَنْ يُنَادِيَ : أَنَّهُ لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلا نَفْسٌ مَسْلَمَةٌ ، وَأَمَرَ عُمَرَ أَنْ يُنَادِيَ : لا يَدْخُلُ الْجَنَّةُ إِلا الْمُؤْمِنُونَ ، وَقَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : { وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ } [سورة آل آية 85 ] ، وَقَدْ وَصَفَ اللَّهُ صِفَةَ الْمُؤْمِنِينَ فِي
أَوَّلِ سُورَةِ الأَنْفَال ، وَفِي سُورَةِ الْمُؤْمِنِينَ ، فَقَالَ : { فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ } إِلَى قَوْلِهِ : { يُنْفِقُونَ } [سورة الأنفال آية 1 – 3 ] ، وَقَالَ : { قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ }إِلَى قَوْلِهِ : { يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } [سورة المؤمنون آية 1 – 11 ] ، قَالَ أَبُو عَوَانَةَ : وَسَأَلْتُ الْمُزَنِيَّ فِي أَوَّلِ مَا وَقَعَ الْخَبَرُ إِلَيْنَا بِمِصْرَ أَنَّ بِحَرَّانَ اخْتِلافٌ بَيْنَ أَهْلِ الْحَدِيثِ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ فَسَأَلْتُهُ عَنِ الإِيمَانِ وَالإِسْلامِ ؟ فَقَالَ لِي : هُمَا وَاللَّهِ وَاحِدٌ كَانَ بَلَغَنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ أَنَّهُ فَرَّقَ بَيْنَهُمَا ، وَزَعَمَ أَنَّ حَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ فَرَّقَ بَيْنَهُمَا ، ثُمَّ حَدَّثَنَا بِهِ صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، عَنْ أَبِيهِ بِذَلِكَ ، فَقَالَ لِي الْمُزَنِيُّ : هُمَا وَاحِدٌ ، فَاحْتَجَجْتُ عَلَيْهِ بِحَدِيثِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - : لا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ ، وَبُقُولِ الزُّهْرِيِّ فِي ذَلِكَ ، وَالأَحَادِيثِ الَّتِي جَاءَتْ فِي أَنَّ جِبْرِيلَ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، فَسَأَلَهُ عَنِ الإِيمَانِ وَسَأَلَهُ عَنِ الإِسْلامِ فِي أَحَادِيثَ أُخَرَ ، فَرَأَيْتُهُ لا يَرْجِعُ عَنْ قَوْلِهِ ، وَقُلْتُ لَهُ : { قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا } [سورة الحجرات آية 14] ، قَالَ : هَذِهِ اسْتَسْلَمْنَا ، فَقَالَ لِي فِيمَا قَالَ : قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : { وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ
يُقْبَلَ مِنْهُ } [سورة آل آية 85 ] ، وَقَالَ لِي : وَيْحَكَ
أَفَدِينٌ أَعْلاهَا عِنْدَ اللَّهِ ؟ قَالَ اللَّهُ : { إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ
اللَّهِ الإِسْلامُ } [سورة آل آية 19 ] ، وَكَذَلِكَ كَانَ إِسْمَاعِيلُ
الْقَاضِي ، يَقُولُ : إِنَّهُمَا وَاحِدٌ .
108 حَدَّثَنَا يُونُسُ
بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ، قَالَ : أنبا ابْنُ وَهْبٍ ، أن مالكا حَدَّثَهُ وَحَدَّثَنَا
عِيسَى بْنُ أَحْمَدَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ
: حَدَّثَنَا مَالِكٌ وَحَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ ، عَنْ مَالِكٍ ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ الدِّيلِيِّ
، عَنْ أَبِي الْغَيْثِ مَوْلَى ابْنِ مُطِيعٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ :
خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَامَ خَيْبَرَ فَلَمْ يَغْنَمْ ذَهَبًا ، وَلا وَرِقًا ، إِلا الأَمْوَالَ
وَالثِّيَابَ ، قَالَ : فَوَجَّهَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - نَحْوَ
وَادِي الْقُرَى وَقَدْ أُهْدِيَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَبْدٌ أَسْوَدُ يُقَالُ لَهُ مِدْعَمٌ ، حَتَّى
إِذَا كُنَّا بِوَادِي الْقُرَى فَبَيْنَمَا مِدْعَمٌ يَحُطُّ رَحْلَ رَسُولِ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذْ جَاءَهُ سَهْمٌ عائِرٌ فَأَصَابَهُ فَقَتَلَهُ
، فَقَالَ النَّاسُ : هَنِيئًا لَهُ الْجَنَّةُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى
الله عليه وسلم - : كَلا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ الشَّمْلَةَ الَّتِي
أَخَذَهَا يَوْمَ خَيْبَرَ مِنَ الْمَغَانِمِ لَمْ يُصِبْهَا الْمَقَاسِمُ
لَتَشْتَعِلُ عَلَيْهِ نَارًا ، فَلَمَّا سَمِعَ النَّاسُ ذَلِكَ جَاءَ رَجُلٌ
بِشِرَاكٍ أَوْ شِرَاكَيْنِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ،
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : شِرَاكٌ مِنْ نَارٍ أَوْ
شِرَاكَانِ مِنْ
نَارٍ .
بَيَانُ الْخُرُوجِ مِنَ الإِيمَانِ لِمَنْفَعَةٍ يَنَالُهَا مِنْ عَرَضِ الدُّنْيَا فِي الْفِتْنَةِ
، وَالدَّليلُ علَي ذَهابِه بميْله إلى صَاحبِها
لمنفعةِ الدُّنيا وإيجابِ مُبادَرَةِ العَمَلِ قَبلَ حُلُولها ، وأن السَّريرةَ
إذا كانت بخلافِ العَلانيِةَِّ لم يَنتَفِعْ بعَمَلِه ، وأنَّ العَملَ بخوَاتيمِهِ
109 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ يَحْيَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ ، عَنِ الْعَلاءِ ، عَنْ أَبِيهِ
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ :
بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ ، يُصْبِحُ
الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا ، وَيُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ
كَافِرًا ، يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا .
110 حَدَّثَنَا الصَّاغَانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ ، قَالَ : أنبا أَبُو غَسَّانَ
مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ
، أَنَّ رَجُلا كَانَ مِنْ أَعْظَمِ الْمُسْلِمِينَ غَنَاءً عَنِ الْمُسْلِمِينَ
فِي غَزْوَةٍ غَزَاهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَنَظَرَ
إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ،
فَقَالَ : مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَلْيَنْظُرْ
إِلَى هَذَا ، فَاتَّبَعَهُ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ وَهُوَ عَلَى ذَلِكَ أَشَدُّ
النَّاسِ عَلَى الْمُشْرِكِينَ ، حَتَّى جُرِحَ فَاسْتَعْجَلَ الْمَوْتَ فَجَعَلَ
ذُبَابَ سَيْفِهِ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ ، حَتَّى خَرَجَ مِنْ بَيْنَ كَتِفَيْهِ ،
فَأَقْبَلَ الرَّجُلُ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - الَّذِي كَانَ
مَعَهُ حَتَّى أَتَى رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مُسْرِعًا ، فَقَالَ
لَهُ : أَشْهَدُ
أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
وَمَا لَكَ ؟ قَالَ : قُلْتَ لِفُلانٍ : مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ
مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا ، فَكَانَ مِنْ أَعْظَمِنَا غِنًا
عَنِ الْمُسْلِمِينَ ، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ لا يَمُوتُ عَلَى ذَلِكَ ، فَلَمَّا
جُرِحَ اسْتَعْجَلَ الْمَوْتَ فَقَتَلَ نَفْسَهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى
الله عليه وسلم - : إِنَّ الْعَبْدَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَإِنَّهُ
لَمِنْ أَهْلِ النَّارِ ، وَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ النَّارِ وَإِنَّهُ لَمِنْ أَهْلِ
الْجَنَّةِ ، إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالْخَوَاتِيم ، رَوَاهُ الْقَعْنَبِيُّ ،
عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ أَبِيه ، عَنْ سَهْلِ بْنِ
سَعْدٍ ، أَنّ
النَّبِيَّ - صلى
الله عليه وسلم - الْتَقَى هُوَ وَالْمُشْرِكُونَ فِي بَعْضِ مَغَازِيهِ . . . . . .
َذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ بِمَعْنَاهُ .
بَيَانُ انْتِزَاعِ الأَمَانَةِ مِنَ الْقُلُوبِ وَرَفْعِهَا ، وأن القلب إذا أشربه
الميل إلى الفتنة وإلى صاحبها ولم ينكرها بقلبة وركن إلى صاحب ران على
قلبة وانتزع الأيمان منه
111 حَدَّثَنَا الْحَسَنُ
بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ ، عَنْ حُذَيْفَةَ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَدِيثَيْنِ ،
فَرَأَيْتُ أَحَدَهُمَا وَأَنَا أَنْتَظِرُ الآخَرَ ، حَدَّثَنَا : أَنَّ
الأَمَانَةَ تَنْزِلُ فِي جِذْرِ قُلُوبِ الرِّجَالِ ، وَنَزَلَ الْقُرْآنُ
فَعَلِمُوا مِنَ الْقُرْآنِ ، وَعَلِمُوا مِنَ السُّنَّةِ ، ثُمَّ حَدَّثَنَا عَنْ
رَفْعِهَا ، يَعْنِي : الأَمَانَةَ ، فَيَنَامُ الرَّجُلُ النَّوْمَةَ فَتُقْبَضُ
الأَمَانَةُ مِنْ قَلْبِهِ فَيَظَلُّ أَثَرُهَا كَأَثَرِ الْوَكْتِ ، ثُمَّ
يَنَامُ النَّوْمَةَ فَتُنْزَعُ الأَمَانَةُ مِنْ قَلْبِهِ فَيَظَلُّ أَثَرُهَا
كَأَثَرِ الْمَجْلِ كَجَمْرٍ دَحْرَجْتَهُ عَلَى رِجْلِكَ فَنَفِطَ فَتَرَاهُ
مُنْتَبِرًا وَلَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ ، وَلَقَدْ كُنْتُ وَمَا أُبَالِي أَيُّكُمْ
بَايَعْتُ لَئِنْ كَانَ مُسْلِمًا لَيَرُدَّنَّهُ عَلَيَّ دِينُهُ ، وَإِنْ كَانَ
نَصْرَانِيًّا لَيَرُدَّنَّهُ عَلَيَّ سَاعِيهِ ، وَأَمَّا الْيَوْمَ فَإِنِّي
لَمْ أَكُنْ لأُبَايِعَ مِنْكُمْ إِلا فُلانًا وَفُلانًا ، فَيُصْبِحُ النَّاسُ يَتَبَايَعُونَ
وَمَا يَكَادُ أَحَدُهُمْ يُؤَدِّي الأَمَانَةَ ، حَتَّى يُقَالَ : إِنَّ فِي
بَنِي فُلانٍ رَجُلا أَمِينًا ، وَحَتَّى يُقَالَ لِلرَّجُلِ : مَا أَجْلَدَهُ ،
وَمَا أَظْرَفَهُ
وَأَعْقَلَهُ ، وَمَا فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ
مِنْ إِيمَانٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ ، وَأَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ ،
قَالا : حَدَّثَنَا النُّفَيْلِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، عَنِ
الأَعْمَشِ ، بِإِسْنَادِهِ . . . . نَحْوَهُ .
112 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الدَّقِيقِيُّ الْوَاسِطِيُّ ، وَعَمَّارُ بْنُ رَجَاءٍ ،
قَالا : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أنبا أَبُو مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ
، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ ، عَنْ حُذَيْفَةَ ، أَنَّهُ قَدِمَ مِنْ عِنْدِ
عُمَرَ ، فَقَالَ لَمَّا جَلَسْنَا : أَيُّكُمْ سَمِعَ حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ -
صلى الله عليه وسلم - فِي الْفِتَنِ ؟ قَالُوا : نَحْنُ ، قَالَ : لَعَلَّكُمْ تَعْنُونَ فِتْنَةَ الرَّجُلِ فِي
أَهْلِهِ وَجَارِهِ ؟ قَالُوا : أَجَلْ ، قَالَ : لَسْتُ عَنْ تِلْكَ أَسْأَلُ ، تِلْكَ
تُكَفِّرُهَا الصَّلاةُ وَالصِّيَامُ وَالصَّدَقَةُ ، وَلَكِنْ أَيُّكُمْ سَمِعَ
قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْفِتَنِ الَّتِي تَمُوجُ
مَوْجَ الْبَحْرِ ؟ فَسَكَتَ الْقَوْمُ وَظَنَنْتُ أَنَّهُ إِيَّايَ يُرِيدُ ،
قُلْتُ : أَنَا سَمِعْتُهُ ، قَالَ : أَنْتَ لِلَّهِ أَبُوكَ ، قَالَ : قُلْتُ : تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ
عَرْضَ الْحَصِيرِ فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَتْ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ
، وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَتْ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ ، حَتَّى
تَصِيرَ الْقُلُوبُ عَلَى قَلْبَيْنِ : أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا لا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتِ
السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ ، وَالآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَدًّا كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا ،
وَأَمَالَ كَفَّهُ ، لا يُعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلا يُنْكِرُ مُنْكَرًا إِلا مَا
أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ ، وَحَدَّثْتُهُ أَنَّ
بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا بَابٌ مُغْلَقٌ يُوشِكُ أَنْ يُكْسَرَ ، فَقَالَ : لا أَبَالَكَ أَيُكْسَرُ كَسْرًا ! ، قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : فَلَوْ أَنَّهُ فُتِحَ كَانَ لَعَلَّهُ أَنْ يُعَادَ فَيُغْلَقَ ، وَحَدَّثْتُهُ أَنَّ ذَلِكَ الْبَابَ رَجُلٌ يُقْتَلُ أَوْ يَمُوتُ ، حَدِيثًا لَيْسَ بِالأَغَالِيطِ ، قَالَ أَبُو عَوَانَةَ : يُقَالُ إِنَّ تَفْسِيرَ مُرْبَدٌّ : شِدَّةُ الْبَيَاضِ فِي السَّوَادِ ، وَتَفْسِيرُ الْكُوزُ مُجَخِّيًا ، قَالَ : مَنْكُوسًا ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا النُّفَيْلِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ . . . . . بِنَحْوِهِ بِطُولِهِ ، وَرَوَاهُ غَسَّانُ بْنُ الرَّبِيعِ ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ ، عَنْ رِبْعِيٍّ ، عَنْ حُذَيْفَةَ ، أَنَّ عُمَرَ قَالَ : مَنْ يُحَدِّثُنَا مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْفِتْنَةِ ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِنَحْوِهِ ، وَقَالَ فِي آخِرِهِ ، قَالَ حُذَيْفَةُ : حَدَّثْتُهُ حَدِيثًا لَيْسَ بِالأَغَالِيطِ .
بَيَانُ الْكَبَائِرِ وَالذُّنُوبِ الْمُوبِقَاتِ
113 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ
، قَالَ : حَدَّثَنَا الْجُرَيْرِيُّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي
بَكْرَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -
: أَلا أُخْبِرُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ ؟ قَالَهَا ثَلاثًا ، قَالُوا :
بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ ، وَعُقُوقُ
الْوَالِدَيْنِ ، قَالَ : وَكَانَ جَالِسًا وَكَانَ مُتَّكِئًا يَعْنِي رَسُولَ اللَّهِ - صلى
الله عليه وسلم - فَجَلَسَ ، قَالَ : وَقَوْلُ الزُّورِ ، قَالَ : فَمَا زَالَ يَقُولُهَا
حَتَّى قُلْنَا : لَيْتَهُ سَكَتَ ، كَذَا قَالَ ابْنُ عُلَيَّةَ : وَكَانَ
رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - جَالِسًا .
114 حَدَّثَنَا يُونُسُ
بْنُ حَبِيبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ،
عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ :
سُئِلَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الْكَبَائِرِ ، فَقَالَ : الإِشْرَاكُ
بِاللَّهِ ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ ، وَقَتْلُ النَّفْسِ ، وَشَهَادَةُ الزُّور
، أَوْ قَالَ : قَوْلُ الزُّورِ .
115 حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ أَبِي الْغَيْثِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ ، قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا هُنَّ ؟ قَالَ : الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ ، وَالسِّحْرُ ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ ، وَأَكْلُ الرِّبَا ، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ ، وَالْمُولِّي يَوْمَ الزَّحْفِ ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَخِي ، عَنْ سُلَيْمَانَ . . . . . بِمِثْلِهِ .
بَيَانُ كَبَائِرِ الذُّنُوبِ
116 حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُسْلِمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ ،
قَالَ : حَدَّثَنِي شُعْبَةُ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ وَحَدَّثَنَا عَمَّارُ
بْنُ رَجَاءٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ حُمَيْدِ
بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، عَنِ
النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : إِنَّ مِنْ أَكْبَرِ الذُّنُوبِ أَنْ
يَسُبَّ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ ، قَالُوا : وَكَيْفَ يَسُبُّ الرَّجُلُ
وَالِدَيْهِ ؟ قَالَ : يَسُبُّ الرَّجُلُ أَبَاهُ فَيَسُبُّ أَبَاهُ ، وَيَسُبُّ
أُمَّهُ فَيَسُبُّ أُمَّهُ ، رَوَاهُ ابْنُ الْهَادِ ، عَنْ سَعْدٍ
.
117 حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، وَحَدَّثَنَا
الْغَزِّيُّ ، حَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ
الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ ، عَنِ ابْنِ
مَسْعُودٍ ، قَالَ : قَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَيُّ الذَّنْبِ أَكْبَرُ ؟
قَالَ : أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ ، قَالَ : ثُمَّ أَيُّ
؟ قَالَ : أَنْ تُقْتَلَ وَلَدَكَ خَشْيَةَ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ ، قَالَ
: ثُمَّ أَيُّ ؟ قَالَ
: أَنْ تُزَانِيَ حَلِيلَةَ جَارِكَ ، قَالَ : فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَصْدِيقَ قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه
وسلم - فِي كِتَابِهِ { وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ
وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ
وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا } [سورة الفرقان آية 68
] ، حَدَّثَنَا أَبُو الأَزْهَرِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا رَوْحٌ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، عَنْ
عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : سَأَلْتُ النَّبِيَّ
- صلى الله عليه وسلم -
أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ ؟ قَالَ : أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ
. . . . وَذَكَرَ نَحْوَهُ ، رَوَاهُ جَرِيرٌ ، عَنْ مَنْصُورٍ بِمِثْلِهِ
.
بَيَانُ الأَعْمَالِ الَّتِي بَرِئَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ عاملها
118 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، قَالَ
: حَدَّثَنَا أَبِي ،
قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، قَالَ : أنبا شُعْبَةُ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ
رِبْعِيٍّ ، أَنَّ أَبَا مُوسَى أُغْمِيَ عَلَيْهِ فَبَكَتْ عَلَيْهِ ابْنَةُ الدُّومِيِّ
أُمُّ أَبِي بُرْدَةَ ، فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ : أَبْرَأُ إِلَيْكُمْ مِمَّنْ
حَلَقَ وَسَلَقَ وَشَقَّ .
119 حَدَّثَنَا أَبُو حُمَيْدٍ
الْعَوْهِيُّ الأَزْدِيُّ الْحِمْصِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
الْمُبَارَكِ الصُّورِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ وَحَدَّثَنِي
ابْنُ عَبْدُوسٍ ، وَأَبُو حَفْصٍ الْقَاصُّ ، قَالا : حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ
مُوسَى ، عَنْ يَحْيَى ابْنُ حَمْزَةَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ
بْنِ جَابِرٍ ، أَنَّ الْقَاسِمَ بْنَ مُخَيْمِرَةَ حَدَّثَهُ ، قَالَ :
حَدَّثَنِي أَبُو بُرْدَةَ بْنُ أَبِي مُوسَى ، قَالَ : وَجِعَ أَبُو مُوسَى
وَجَعًا فَغُشِيَ عَلَيْهِ وَرَأْسُهُ فِي حِجْرِ امْرَأَةٍ مِنْ أَهْلِهِ
فَصَاحَتِ امْرَأَةٌ مِنْ أَهْلِهِ ، فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَرُدَّ عَلَيْهَا
شَيْئًا فَلَمَّا أَفَاقَ ، قَالَ : أَنَا بَرِيءٌ مِمَّنْ بَرِئَ مِنْهُ رَسُولُ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم
- : بَرِيءٌ مِنَ
الصَّالِقَةِ ، وَالْحَالِقَةِ ، وَالشَّالِقَةِ .
120 حَدَّثَنَا يَزِيدُ
بْنُ سِنَانٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ ، بِإِسْنَادِهِ ، أَنّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -
: بَرِيءٌ مِنَ السَّالِقَةِ ، وَالْحَالِقَةِ .
121 حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ الْخَوْلانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ سَلامٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ ، عَنِ
الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى قَالَ :
إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَرِيءٌ مِنْ أَقْوَامٍ ، وَأَنَا
بَرِيءٌ مِمَّنْ بَرِئَ مِنْهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، إِنَّ
رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : بَرِيءٌ مِمَّنْ سَلَقَ ، أَوْ حَلَقَ ، أَوْ شَقَّ
.
122 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ يَحْيَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ ، قَالَ : أنبا مُحَمَّدُ
بْنُ جَعْفَرٍ يَعْنِي : ابْنَ أَبِي كَثِيرٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي الْعَلاءُ ، عَنْ أَبِيهِ
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : جَاءَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم
- إِلَى السُّوقِ
فَإِذَا حِنْطَةٌ مُصْبَرَةٌ فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِيهَا فَرَأَى بِهَا بَلَلا ،
فَقَالَ : مَا هَذَا يَا صَاحِبَ الطَّعَامِ ؟ قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ
أَصَابَهُ مَطَرٌ فَهُوَ هَذَا الْبَلَلُ الَّذِي تَرَى ، قَالَ : فَلا جَعَلْتَهُ
عَلَى رَأْسِ الطَّعَامِ حَتَّى يَرَاهُ النَّاسُ ، مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّي ،
مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّي .
123 حَدَّثَنَا عُثْمَانُ
بْنُ خُرَّزَاذَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ مُحَمَّدُ بْنُ حَيَّانَ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ سُهَيْلٍ ، عَنْ أَبِيهِ
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ
: مَنْ حَمَلَ
عَلَيْنَا السِّلاحَ فَلَيْسَ مِنَّا ، كَذَا رَوَاهُ يَعْقُوبُ الدَّوْرَقِيُّ ،
عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَرْفَعُهُ : مَنْ غَشَّنَا . . . . . .
124 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ
، قَالَ : حَدَّثَنَا إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : مَنْ سَلَّ عَلَيْنَا السِّلاحَ
فَلَيْسَ مِنَّا .
125 حَدَّثَنَا عَلِيُّ
بْنُ حَرْبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ وَحَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْحَاقَ
الْقَوَّاسُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ وَحَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ
شَبَّةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ وَحَدَّثَنَا
الْحَسَنُ بْنُ عَفَّانَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحَارِثِيُّ ،
قَالا : حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، كُلُّهُمْ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ ، عَنْ
نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - :
مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلاحَ فَلَيْسَ مِنَّا .
بَيَانُ الأَخْلاقِ وَالأَعْمَالِ الْمَحْمُودَةِ الَّتِي جَعَلَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم مِن الإيمانِ
ونَسَبها إلى أهلِ الحجازِ ومَا يَليها ، والأخلاقِ والأعمالِ
المذمومةِ التي نسَبَها إلى الكُفْرِ وأنها قِبَل المشْرِقِ ،
وباللهِ التَّوْفِيقِ
126 حَدَّثَنَا
الصَّنْعَانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أنبا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ أَبِي
مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ ، قَالَ : أَشَارَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم
- بِيَدِهِ نَحْوَ الْيَمَنِ ، فَقَالَ : الإِيمَانُ هَاهُنَا ، وَأَشَارَ بِيَدِهِ نَحْوَ الْيَمَنِ ، أَلا
وَإِنَّ الْقَسْوَةَ وَغِلَظَ الْقُلُوبِ فِي الْفَدَّادِينَ أَصْحَابِ الإِبِلِ حَيْثُ
يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ فِي رَبِيعَةَ ، وَمُضَرَ .
127 حَدَّثَنَا أَبُو
الأَزْهَرِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ
إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ أَبِي
مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ :
الإِيمَانُ هَاهُنَا ، وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى الْيَمَنِ ، وَالْجَفَاءُ
وَغِلَظُ الْقُلُوبِ فِي الْفَدَّادِينَ عِنْدَ أُصُولِ أَذْنَابِ الإِبِلِ حَيْثُ
يَطْلُعُ قَرْنَا الشَّيْطَانِ مِنْ رَبِيعَةَ ، وَمُضَرَ .
128 حَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ
، قَالَ : أنبا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ ، قَالَ : أنبا عَبْدُ الْعَزِيزِ
الدَّرَاوَرْدِيُّ ، عَنِ الْعَلاءِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ،
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : الإِيمَانُ يَمَانٍ ، وَالْكُفْرُ قِبَلَ الْمَشْرِقِ ،
وَالسَّكِينَةُ فِي أَهْلِ الْغَنَمِ ، وَالْفَخْرُ وَالرِّئَاءُ فِي
الْفَدَّادِينَ أَهْلِ الْخَيْلِ وَأَهْلِ الْوَبَرِ .
129 حَدَّثَنَا عَلِيُّ
بْنُ حَرْبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ
أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه
وسلم - : أَتَاكُمْ أَهْلُ الْيَمَنِ أَلْيَنَ قُلُوبًا وَأَرَقَّ أَفْئِدَةً ،
الإِيمَانُ يَمَانٍ وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ ، رَأْسُ الْكُفْرِ قِبَلَ
الْمَشْرِقِ
حَدَّثَنَا عَلِيُّ
بْنُ حَرْبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ الْمِقْدَامِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا دَاوُدُ الطَّائِيُّ
، عَنِ الأَعْمَشِ بِمِثْلِهِ إِلَى قَوْلِهِ : وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ ،
وَالْقَسْوَةُ وَغِلَظُ الْقُلُوبِ فِي الْفَدَّادِينَ أَصْحَابِ الإِبِلِ قِبَلَ
الْمَشْرِقِ .
131 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ، قَالَ : أنبا ابْنُ
وَهْبٍ ، أن مالكا أخبره ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ ، عَنِ الأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : رَأْسُ
الْكُفْرِ نَحْوَ الْمَشْرِقِ ، وَالْفَخْرُ وَالْخُيَلاءُ ، فِي أَهْلِ الْخَيْلِ
وَالإِبِلِ وَالْفَدَّادِينَ أَهْلِ الْوَبَرِ ، وَالسَّكِينَةُ فِي أَهْلِ الْغَنَمِ
.
132 حَدَّثَنَا عَلِيُّ
بْنُ عُثْمَانَ النُّفَيْلِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا مَالِكٌ ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ ، عَنِ الأَعْرَجِ ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : أَتَاكُمْ
أَهْلُ الْيَمَنِ هُمْ أَلْيَنُ قُلُوبًا ، وَأَرَقُّ أَفْئِدَةً ، الإِيمَانُ
يَمَانٍ ، وَالْفِقْهُ يَمَانٍ ، وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ .
133 حَدَّثَنَا يُوسُفُ
بْنُ مُسْلِمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، قَالَ :
أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ،
يَقُولُ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : غِلَظُ
الْقُلُوبِ وَالْجَفَاءُ فِي أَهْلِ الْمَشْرِقِ ، وَالإِيمَانُ فِي أَهْلِ
الْحِجَازِ .
134 حَدَّثَنَا أَبُو
أُمَيَّةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعَيْبٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبُو
سَلَمَةَ ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -
صلى الله عليه وسلم - : الْفَخْرُ وَالْخُيَلاءُ فِي الْفَدَّادِينَ أَهْلِ
الْوَبَرِ ، وَالسَّكِينَةُ فِي أَهْلِ الْغَنَمِ ، وَالإِيمَانُ يَمَانٍ ،
وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ .
135 حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ ، قَالَ : أنبا شُعَيْبٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، يَقُولُ : جَاءَ أَهْلُ الْيَمَنِ هُمْ أَرَقُّ أَفْئِدَةً وَأَضْعَفُ قُلُوبًا ، الإِيمَانُ يَمَانٍ ، وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ . . . ، ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَهُ ، رَوَاهُ ابْنُ أَخِي الزُّهْرِيِّ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ سَعِيدٍ أَيْضًا كَمَا قَالَ شُعَيْبٌ .
بَيَانُ أَفْضَلِ الأَعْمَالِ ، وَالدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ الإِيمَانَ قَوْلٌ وَعَمَلٌ ، وأن مَن تَرَك الصَّلاةَ فقد كَفَرَ
، والدَّليلُ علَي أنها أعْلَى الأعْمالِ إذْ
تَارِكُها يَصِيرُ بتَرْكِها كَافرًاً
136 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ يَحْيَى ، وَالدَّارِمِيُّ ، قَالا : حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ أَبِي
الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
لَيْسَ بَيْنَ الْعَبْدِ وَبَيْنَ الْكُفْرِ إِلا تَرْكُ الصَّلاةِ
.
137 حَدَّثَنَا ابْنُ
أَبِي رَجَاءٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ ،
قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - : بَيْنَ الْعَبْدِ وَبَيْنَ
الْكُفْرِ تَرْكُ الصَّلاةِ .
138 حَدَّثَنَا عَلِيُّ
بْنُ حَرْبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَحَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
أَبُو عَوَانَةَ كِلاهُمَا ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ ، عَنْ جَابِرٍ
، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : بَيْنَ الْعَبْدِ وَبَيْنَ
الْكُفْرِ أَوِ الشِّرْكِ تَرْكُ الصَّلاةِ ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ
الدَّارِمِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ،
عَنِ الأَعْمَشِ مِثْلَهُ .
139 حَدَّثَنَا أَبُو
دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ
سَعْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي وَحَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو أَيُّوبَ الْعَبَّاسِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ
سَعْدٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ،
قَالَ : سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَيُّ الأَعْمَالِ
أَفْضَلُ ؟ قَالَ : إِيمَانٌ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ، قِيلَ : ثُمَّ مَاذَا ؟ قَالَ :
ثُمَّ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، قِيلَ : ثُمَّ مَاذَا ؟ قَالَ : حَجٌّ مَبْرُورٌ
، حَدَّثَنَا الدَّبَرِيُّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنِ
الزُّهْرِيِّ بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ ، ثُمَّ حَجٌّ مَبْرُورٌ أَوْ عُمْرَةٌ
.
140 حَدَّثَنَا
الْعُطَارِدِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ ،
عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم
- يَقُولُ : بَيْنَ
الْمَرْءِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكُ الصَّلاةِ .
141 حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَيَّارٍ ، وَأَبُو أُمَيَّةَ ، قَالا :
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى وَحَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ رَجَاءٍ ،
وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ ، قَالا : حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ كِلاهُمَا ، عَنْ هِشَامِ بْنِ
عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي مُرَاوِحٍ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، قَالَ
: سَأَلْتُ النَّبِيَّ
- صلى الله عليه وسلم - أَيُّ الأَعْمَالِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : إِيمَانٌ بِاللَّهِ
، وَجِهَادٌ فِي سَبِيلِهِ ، قَالَ : قُلْتُ : فَأَيُّ الرِّقَابِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : أَغْلاهَا ثَمَنًا ،
وَأَنْفَسُهَا عِنْدَ أَهْلِهَا ، قَالَ : قُلْتُ : فَإِنْ لَمْ أَفْعَلْ ؟ قَالَ
: تُعِينُ ضَائِعًا ،
أَوْ تَصْنَعُ لأَخْرَقَ ، قَالَ : قُلْتُ : فَإِنْ لَمْ أَفْعَلْ ؟ قَالَ :
تَدَعُ النَّاسَ مِنَ الشَّرِّ ، فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ تَصَّدَّقُ بِهَا عَلَى
نَفْسِكَ .
142 حَدَّثَنَا الأَحْمَسِيُّ
، قَالَ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ
أَبِي مُرَاوِحٍ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، قَالَ : سَأَلْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَيُّ الأَعْمَالِ
أَفْضَلُ ؟ قَالَ : إِيمَانٌ بِاللَّهِ ، وَجِهَادٌ فِي سَبِيلِهِ
.
143 حَدَّثَنَا الدَّبَرِيُّ ، قَالَ : أنبا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، قَالَ :
أنبا مَعْمَرٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ حَبِيبٍ مَوْلَى عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِي
مُرَاوِحٍ الْغِفَارِيِّ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَسَأَلَهُ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ،
أَيُّ الأَعْمَالِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : إِيمَانٌ بِاللَّهِ ، وَجِهَادٌ فِي سَبِيلِ
اللَّهِ ، قَالَ : فَأَيُّ الْعَتَاقَةِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : أَنْفَسُهَا ، قَالَ :
أَفَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ أَجِدْ ؟ قَالَ : فَتُعِينُ الضَّائِعَ ، وَتَصْنَعُ
لأَخْرَقَ ، قَالَ : أَفَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ أَسْتَطِعْ ؟ قَالَ : فَدَعِ النَّاسَ مِنْ
شَرِّكَ ، فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ تَتَصَدَّقُ بِهَا عَلَى نَفْسِكَ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ
الدَّبَرِيُّ ، قَالَ : أنبا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ هِشَامِ
بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي مُرَاوِحٍ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ
بِنَحْوِهِ .
144 حَدَّثَنَا يُونُسُ
بْنُ حَبِيبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ وَحَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ
، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ ، قَالا : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي الْوَلِيدُ ابْنُ
الْعَيْزَارِ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو الشَّيْبَانِيَّ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا صَاحِبُ هَذِهِ الدَّارِ وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى دَارِ عَبْدِ
اللَّهِ ، قَالَ : سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَيُّ الأَعْمَالِ
أَفْضَلُ ؟ قَالَ : الصَّلاةُ لِوَقْتِهَا ، قُلْتُ : ثُمَّ أَيُّ ؟ قَالَ : ثُمَّ
بِرُّ الْوَالِدَيْنِ ، قَالَ : قُلْتُ : ثُمَّ أَيُّ ؟ قَالَ : الْجِهَادُ فِي
سَبِيلِ اللَّهِ ، فَحَدَّثَنِي بِهِنَّ وَلَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي
.
145 حَدَّثَنَا ابْنُ الْجُنَيْدِ الدَّقَّاقُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ بِإِسْنَادِهِ ، حَدَّثَنِي صَاحِبُ هَذِهِ
الدَّارِ يَعْنِي : عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ ، سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ -
صلى الله عليه وسلم - عَنْ أَحَبِّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ ؟ قَالَ
: الصَّلاةُ عَلَى
وَقْتِهَا بِمِثْلِهِ ، ذَكَرَ عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو
مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْعَيْزَارِ
بِنَحْوِهِ ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ ابْنُ أُخْتِ الأَسْفَاطِيِّ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْفَزَارِيُّ ، عَنْ
أَبِي يَعْفُورٍ ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْعَيْزَارِ ، بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ
.
146 حَدَّثَنَا عَبَّاسُ
بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو
الشَّيْبَانِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -
قَالَ : أَفْضَلُ الأَعْمَالِ الصَّلاةُ لِوَقْتِهَا ، وَبِرُّ الْوَالِدَيْنِ
.
147 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ أَخُو خَطَّابٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْعَيْزَارِ ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَيُّ الأَعْمَالِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : الصَّلاةُ لِوَقْتِهَا ، قَالَ : ثُمَّ أَيَّةُ ؟ قَالَ : بِرُّ الْوَالِدَيْنِ ، قُلْتُ : ثُمَّ أَيَّةُ ؟ قَالَ : الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، فَمَا تَرَكْتُ أَنْ أَسْتَزِيدَهُ إِلا إِرْعَاءً عَلَيْهِ .
بَيَانُ حَقْنِ دِمَاءِ مَنْ يُقِرُّ بِالإِسْلامِ مِنَ الْكُفَّارِ فِي الْمُحَارَبَةِ ، وَإِنْ كانَ إقرارُه تُقْيَةً
، ودَرْءِ القَوَدِ عَنْه بعدَ إقرارِه فيما أَصَابَ
في كُفرِه ومحارَبَتِه ولا يُفَتِّشُ باطِنُه ، والدَّليلُ علَي أن المؤمنَ يخرُجُ
مِن إيمانِه إذا قَتَلَ المقِرَّ بالإسلامِ
148 حَدَّثَنَا يُوسُفُ
بْنُ مُسْلِمٍ الْمِصِّيصِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَجَّاجُ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ
، قَالَ : أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ ،
عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ أَخْبَرَنِي ، أَنَّ
الْمِقْدَادَ أَخْبَرَهُ ، قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ لَقِيتُ
رَجُلا مِنَ الْكُفَّارِ فَقَاتَلَنِي فَاخْتَلَفْنَا ضَرْبَتَيْنِ فَضَرَبَ
إِحْدَى يَدَيَّ بِالسَّيْفِ فَقَطَعَهَا ، ثُمَّ لاذَ مِنِّي بِشَجَرَةٍ ،
فَقَالَ : أَسْلَمْتُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، أَفَأَقْتُلُهُ يَا رَسُولَ
اللَّهِ بَعْدَ مَا قَالَهَا ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : لا
تَقْتُلْهُ ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّمَا قَالَ ذَلِكَ بَعْدَ مَا
قَطَعَ يَدَيَّ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : لا تَقْتُلْهُ
فَإِنَّكَ إِنْ قَتَلْتَهُ فَإِنَّهُ بِمَنْزِلَتِكَ قَبْلَ أَنْ تَقْتُلَهُ
وَأَنْتَ بِمَنْزِلَتِهِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ كَلَّمْتَهُ الَّتِي قَالَ ،
حَدَّثَنَا ابْنُ الْجُنَيْدِ الدَّقَّاقُ ، وَأَبُو يُوسُفَ الْفَارِسِيُّ ،
وَأَبُو أُمَيَّةَ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ،
عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ مِثْلَهُ .
149 حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ الْبَصْرِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيٍّ ، عَنِ الْمِقْدَادِ بْنِ عَمْرٍو الْكِنْدِيِّ وَكَانَ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ ، أَنَّهُ قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ لَقِيتُ رَجُلا مِنَ الْكُفَّارِ فَقَاتَلَنِي فَقَطَعَ إِحْدَى يَدَيَّ ثُمَّ لاذَ مِنِّي بِشَجَرَةٍ ، فَقَالَ : أَسْلَمْتُ لِلَّهِ ، أَفَأَقْتُلُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، بَعْدَ أَنْ قَالَهَا ؟ قَالَ : لا تَقْتُلْهُ فَإِنْ قَتَلْتَهُ فَإِنَّهُ بِمَنْزِلَتِكَ قَبْلَ أَنْ تَقْتُلَهُ ، وَأَنْتَ بِمَنْزِلَتِهِ قَبْلَ أَنْ يَقُولُ كَلَّمْتَهُ الَّتِي قَالَ ، سَمِعْتُ الرَّبِيعَ بْنَ سُلَيْمَانَ ، قَالَ : سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ ، يَقُولُ : مَعْنَاهُ أَنْ يَصِيرَ مُبَاحُ الدَّمِ لا أَنَّهُ يَصِيرُ مُشْرِكًا كَمَا كَانَ مُبَاحَ الدَّمِ قَبْلَ الإِقْرَارِ .
150 حَدَّثَنَا السُّلَمِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مَهَلٍّ الصَّنْعَانِيُّ ، قَالا : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، قَالَ : أنبا مَعْمَرٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ ثُمَّ الْجُنْدَعِيِّ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ ، أَنَّ الْمِقْدَادَ بْنَ الأَسْوَدِ حَدَّثَهُ ، قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَرَأَيْتَ إِنِ اخْتَلَفْتُ أَنَا وَرَجُلٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ضَرْبَتَيْنِ بِالسَّيْفِ فَقَطَعَ يَدِي ، فَلَمَّا أَهْوَيْتُ إِلَيْهِ لأَضْرِبَهُ ، قَالَ : لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ أَقْتُلُهُ أَمْ أَدَعُهُ ؟ قَالَ : لا بَلْ دَعْهُ ، قُلْتُ : وَإِنْ قَطَعَ يَدِي ؟ قَالَ : وَإِنْ فَعَلَ ، فَرَاجَعْتُهُ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا ، قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - : إِنْ قَتَلْتَهُ بَعْدَ أَنْ يَقُولَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ فَأَنْتَ مِثْلُهُ قَبْلَ أَنْ يَقُولَهَا ، وَهُوَ مِثْلُكَ قَبْلَ أَنْ تَقْتُلَهُ ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ الْجُنَيْدِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ وَحَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ ، قَالا : حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ وَحَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنْ صَالِحٍ وَحَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ رَاشِدٍ كُلُّهُمْ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ وَحَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ أَحْمَدَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، عَنْ أُسَامَةَ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ .
151 حَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ ، وَأَبُو أُمَيَّةَ ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ السري بن يحيى ، قَالُوا : حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ ، قَالَ : بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سَرِيَّةً إِلَى الْحُرَقَاتِ فَنَذِرُوا بِنَا فَهَرَبُوا فَأَدْرَكْنَا رَجُلا ، فَلَمَّا غَشِينَاهُ ، قَالَ : لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ فَضَرَبْنَاهُ حَتَّى قَتَلْنَاهُ ، فَعَرَضَ فِي نَفْسِي شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ ، فَذَكَرْتُهُ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، فَقَالَ : مَنْ لَكَ بِلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّمَا قَالَهَا مَخَافَةَ السِّلاحِ ، وَالْقَتْلِ ، قَالَ : أَفَلا شَقَقْتَ عَنْ قَلْبِهِ حَتَّى تَعْلَمَ قَالَهَا مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَمْ لا ؟ مَنْ لَكَ بِلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟ ، فَمَا زَالَ يَقُولُهَا ، حَتَّى وَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أُسْلِمْ إِلا يَوْمَئِذٍ ، قَالَ أَبُو ظَبْيَانَ : فَقَالَ سَعْدٌ : وَأَنَا وَاللَّهِ لا أَقْتُلُ مُسْلِمًا حَتَّى يَقْتُلَهُ ذُو الْبَطِينِ يَعْنِي : أُسَامَةَ ، فَقَالَ رَجُلٌ : أَلَيْسَ قَدْ قَالَ اللَّهُ : { وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ } [سورة البقرة آية 193 ] ، فَقَالَ سَعْدٌ : قَدْ قَاتَلْنَا حَتَّى لَمْ تَكُنْ فِتْنَةٌ ، وَأَنْتَ وَأَصْحَابُكَ تُرِيدُونَ أَنْ تُقَاتِلُوا حَتَّى تَكُونَ فِتْنَةٌ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ ، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، وَلَمْ يَذْكُرْ قَوْلَ سَعْدٍ فِيهِ .
152 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْوَاسِطِيُّ ،
وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْرَائِيلَ الْجَوْهَرِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ
الْخَيَّاطُ الْوَاسِطِيُّ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْحَارِثُ
بْنُ مَنْصُورٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ
أَبِي ظَبْيَانَ ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ ، قَالَ : غَزَوْنَا أَهْلَ بَيْتٍ
مِنْ جُهَيْنَةَ ، فَحَمَلْتُ عَلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ ، فَقَالَ : لا إِلَهَ إِلا
اللَّهُ ، فَقَتَلْتُهُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - : قَتَلْتَ رَجُلا يَقُولُ : لا إِلَهَ إِلا
اللَّهُ ، قُلْتُ : إِنَّمَا قَالَهَا تُقيَةً ، قَالَ : فَهَلا شَقَقْتَ عَنْ قَلْبِهِ
.
153 حَدَّثَنَا
الصَّغَانِيُّ ، قَالَ : أنبا خَلَفُ بْنُ سَالِمٍ ، قَالَ : أنبا هُشَيْمٌ ،
قَالَ : أنبا حُصَيْنٌ وَحَدَّثَنَا الدَّنْدَانِيُّ مُوسَى بْنُ سَعِيدٍ
الطَّرَسُوسِيُّ بِهَا ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ ، قَالَ : عَنْ حُصَيْنٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو ظَبْيَانَ ، قَالَ : سَمِعْتُ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ ، يَقُولُ
: بَعَثَنَا رَسُولُ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى الْحُرَقَاتِ ، فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ
يَعْلَى بْنِ عُبَيْدٍ إِلَى قَوْلِهِ : حَتَّى وَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أُسْلِمْ
إِلا يَوْمَئِذٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ الصَّلْتِ ، عَنْ أَبِي كُدَيْنَةَ ، عَنْ حُصَيْنٍ ، بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ
وَلَمْ يَذْكُرْ قَوْلَ سَعْدٍ .
بَيَانُ رَفْعِ الإِثْمِ عَنِ الَّذِي يَأْتِي الشَّيْءَ الْمَنْهِيَّ عَنْهُ قَبْلَ عَلْمِهِ بالنَّهْي عنه
، وأن الكَافِرَ سَاقِطٌ عنه ما عَمِلَ في
كُفرِه إذا أَسلَمَ وحَسَنَ إسْلامُه ، ومَن أسَاءَ في إِسْلامِهِ لم يَسْقُطْ عنه
ما كان منه في كُفْرِه وأخَذَ بها
154 حَدَّثَنَا جَعْفَرُ
بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، قَالَ : أنبا ثَابِتٌ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ
مَالِكٍ ، قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ : { يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ
فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ } [سورة الحجرات آية 2 ] ، قَعَدَ ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ
فِي بَيْتِهِ ، فَفَقَدَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَقَالَ
لِسَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ : يَا أَبَا عَمْرٍو ، مَا شَأْنُ ثَابِثِ بْنِ قَيْسٍ لا
نَرَاهُ ، اشْتَكَى ؟ فَقَالَ : مَا عَلِمْتُ لَهُ مَرَضًا وَإِنَّهُ لَجَارِي ،
فَدَخَلَ عَلَيْهِ سَعْدٌ فَذَكَرَ لَهُ قَوْلَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -
، فَقَالَ : قَدْ عَلِمْتُمْ أَنِّي كُنْتُ مِنْ أَشَدِّكُمْ رَفْعَ صَوْتٍ عَلَى
رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، وَقَدْ نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ وَقَدْ هَلَكْتُ
أَنَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ ، فَذَكَرَ سَعْدٌ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ -
صلى الله عليه وسلم -
، فَقَالَ : هُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، حَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ ثَابِتٍ ،
بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ وَأَتَمَّ مِنْهُ .
155 حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَزْهَرُ بْنُ سَعْدٍ السَّمَّانُ ، قَالَ : أنبا ابْنُ عَوْنٍ ، قَالَ : أَنْبَانِي مُوسَى بْنُ أَنَسٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، أَنّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - افْتَقَدَ ثَابِتَ بْنَ قَيْسٍ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : مَنْ يَعْلَمُ لِي عَلِمَهُ ؟ قَالَ لَهُ رَجُلٌ : أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَأَتَاهُ فِي مَنْزِلِهِ فَوَجَدَهُ جَالِسًا فِي بَيْتٍ مُنَكِّسٌ رَأْسَهُ ، فَقَالَ : مَا شَأْنُكَ ؟ قَالَ : شَرٌّ ، كُنْتُ أَرْفَعُ صَوْتِي فَوْقَ صَوْتِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ ، فَرَجَعَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَأَخْبَرَهُ ، قَالَ مُوسَى بْنُ أَنَس : فَرَجَعَ وَاللَّهِ إِلَيْهِ فِي الْمَرَّةِ الأَخِيرَةِ بِبِشَارَةٍ عَظِيمَةٍ ، فَقَالَ : اذْهَبْ فَقُلْ لَهُ : إِنَّكَ لَسْتَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ ، وَلَكِنَّكَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ .
156 حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ الْبَصْرِيَّيْنِ ، والصغاني ، وسليمان بن سيف ، قَالُوا : حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ ، عَنِ ابْنِ شِمَاسَةَ الْمَهْرِيِّ ، قَالَ : حَضَرْنَا عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ وَهُوَ فِي سِيَاقَةِ الْمَوْتِ وَوَلَّى وَجْهَهُ إِلَى الْحَائِطِ فَجَعَلَ يَبْكِي طَوِيلا ، فَقَالَ لَهُ ابْنُهُ : مَا يُبْكِيكَ ؟ أَمَا بَشَّرَكَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِكَذَا ؟ أَمَا بَشَّرَكَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ؟ قَالَ : ثُمَّ أَقْبَلَ بِوَجْهِهِ ، فَقَالَ : إِنَّ أَفْضَلَ مَا تَعُدُّ عَلِيَّ : شَهَادَةَ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، إِنِّي قَدْ رَأَيْتُنِي عَلَى أَطْبَاقٍ ثَلاثٍ : لَقَدْ رَأَيْتُنِي وَمَا أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ أَبْغَضُ إِلَيَّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَلا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَكُونَ قَدِ اسْتَمْكَنْتُ مِنْهُ فَقَتَلْتُهُ فَلَوْ مِتُّ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ لَكُنْتُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ ، فَلَمَّا جَعَلَ اللَّهُ الإِسْلامَ فِي قَلْبِي أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، ابْسُطْ يَدَكَ لأُبَايِعَكَ ، فَبَسَطَ يَمِينَهُ فَقَبَضْتُ يَدِي ، فَقَالَ : مَا لَكَ يَا عَمْرُو ؟ فَقُلْتُ : أَرَدْتُ أَنْ أَشْتَرِطَ ، فَقَالَ : تَشْتَرِطُ مَاذَا ؟ قُلْتُ : يُغْفَرَ لِي ، قَالَ : أَمَا عَلِمْتَ يَا عَمْرُو أَنَّ الإِسْلامَ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ ، وَأَنَّ الْهِجْرَةَ تَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهَا ، وَأَنَّ الْحَجَّ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ ، فَبَايَعْتُهُ وَمَا كَانَ أَحَدٌ أَجَلُّ فِي عَيْنِي مِنْهُ ،
إِنِّي لَمْ أَكُنْ أَسْتَطِيعُ أَنْ أَمْلأَ عَيْنِي مِنْهُ إِجْلالا
، فَلَوْ سُئِلْتُ أَنْ أَصِفَهُ مَا أَطَقْتُ ، لأَنِّي لَمْ أَكُنْ أَمْلأُ
عَيْنِي مِنْهُ فَلَوْ مِتُّ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ لَرَجَوْتُ أَنْ أَكُونَ مِنْ
أَهْلِ الْجَنَّةِ ، ثُمَّ وُلِّينَا أَشْيَاءَ لا أَدْرِي مَا حَالِي فِيهَا ،
فَإِذَا أَنَا مِتُّ فَلا تَتْبَعْنِي نَائِحَةٌ وَلا نَارٌ ، فَإِذَا
دَفَنْتُمُونِي فِي قَبْرِي فَسُنُّوا عَلَيَّ التُّرَابَ سَنًّا ، فَإِذَا
فَرَغْتُمْ مِنْ دَفْنِي فَأَقِيمُوا عِنْدَ قَبْرِي قَدْرَ مَا تُنْحَرُ جَزُورٌ وَيُقَسَّمُ
لَحْمُهَا حَتَّى أَعْلَمَ مَا أُرَاجِعُ بِهِ رُسُلَ رَبِّي فَإِنِّي
أَسْتَأْنِسُ بِكُمْ ، مَعْنَى حَدِيثِهِمْ وَاحِدٌ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ ، قَالَ
: أنبا ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ
أَبِي حَبِيبٍ ، بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ .
157 حَدَّثَنَا أَبُو
بَكْرِ بْنُ أَخِي حُسَيْنٍ الْجُعْفِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ وَحَدَّثَنَا ابْنُ عَفَّانَ ، قَالَ
: حَدَّثَنَا ابْنُ
نُمَيْرٍ ، قَالا : حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ شَقِيقٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ،
قَالَ : أَتَى رَجُلٌ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ
اللَّهِ ، أَنُؤَاخَذُ بِمَا كُنَّا نَعْمَلُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ؟ فَقَالَ :
مِنْ أَحْسَنَ فِي الإِسْلامِ لَمْ يُؤَاخَذْ بِمَا عَمِلَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ،
وَمَنْ أَسَاءَ أُخِذَ بِالأَوَّلِ وَالآخَرِ .
158 حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
أَبُو حُذَيْفَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُؤَاخَذُ أَحَدُنَا بِمَا عَمِلَ
فِي الْجَاهِلِيَّةِ ؟ قَالَ : مَنْ أَحْسَنَ فِي الإِسْلامِ لَمْ يُؤَاخَذْ بِمَا
عَمِلَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، وَمَنْ أَسَاءَ فِي الإِسْلامِ أُخِذَ بِالأَوَّلِ
وَالآخَرِ .
159 ذَكَرَ أَبُو عَلِيٍّ
الزَّعْفَرَانِيُّ ، عَنْ حَجَّاجٍ وَحَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ ، قَالَ
: حَدَّثَنَا أَبُو
عُبَيْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، قَالَ :
أَخْبَرَنِي يَعْلَى ابْنُ مُسْلِمٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ
يُحَدِّثُ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّ نَاسًا مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ قَتَلُوا
فَأَكْثَرُوا وَزَنَوْا فَأَكْثَرُوا ، ثُمَّ أَتَوْا مُحَمَّدًا - صلى الله عليه
وسلم - ، فَقَالُوا : إِنَّ الَّذِي تَقُولُ وَتَدْعُو لَحَسَنٌ لَوْ تُخْبِرُنَا
أَنَّ لِمَا عَمِلْنَا كَفَّارَةً ، فَنَزَلَتْ { وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ
إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا
بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ }
إِلَى قَوْلِهِ : { غَفُورًا رَحِيمًا } [سورة الفرقان آية 68 -70
] ، وَنَزَلَتْ : { يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ
لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ } [سورة الزمر آية 53 ] .
بَيَانُ أَنَّ الْكَافِرَ لا يَبْطُلَ مَعْرُوفُهُ فِي كُفْرِهِ إِذَا أَسْلَمَ وكانَ علَى ذلك وأنَّ الشِّرْكَ يُسَمَّي ظُلْمًا
160 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ، قَالَ : أنبا ابْنُ
وَهْبٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ ، أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ أَخْبَرَهُ
، قَالَ : أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ ، أَنَّ حَكِيمَ بْنَ حِزَامٍ
أَخْبَرَهُ ،أَنَّهُ قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَرَأَيْتَ أُمُورًا كُنْتُ
أَتَحَنَّثُ بِهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ مَالِي فِيهَا مِنْ شَيْءٍ ؟ فَقَالَ لَهُ
رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : أَسْلَمْتَ عَلَى مَا أَسْلَفْتَ مِنْ خَيْرٍ ، وَالتَّحَنُّثُ : هُوَ
التَّعَبُّدُ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ ، وَأَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ
، قَالا : حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ ، قَالَ : أنبا يُونُسُ ، عَنِ ابْنِ
شِهَابٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ ، ثُمَّ
ذَكَرَ مِثْلَهُ .
161 حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ
الْحَرَّانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنْ صَالِحٍ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، قَالَ :
أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ ، أَنَّ حَكِيمَ بْنَ حِزَامٍ أَخْبَرَهُ ، أَنَّهُ قَالَ
لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : أَرَأَيْتَ أُمُورًا كُنْتُ أَتَحَنَّثُ بِهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ
مِنْ صِلَةٍ ، وَعَتَاقَةٍ ، وَصَدَقَةٍ ، وَصِلَةِ رَحِمٍ ، فَهَلْ لِي فِيهَا مِنْ
أَجْرٍ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : أَسْلَمْتَ عَلَى مَا سَلَفْتَ مِنْ خَيْرٍ ، رَوَاهُ عَبْدُ
الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنِ ، بِمِثْلِهِ ، حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ ،
قَالَ : أنبا أَبُو الْيَمَانِ ، قَالَ : أنبا شُعَيْبٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ،
نَحْوَهُ ، إِلاأَنَّهُ لَمْ يَذْكُرْ شُعَيْبٌ صِلَةَ الرَّحِمِ فَقَطْ
.
162 حَدَّثَنَا الْعُطَارِدِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ،
عَنْ هِشَامٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ ، قَالَ : قُلْتُ :
يَا رَسُولَ اللَّهِ
، أَرَأَيْتَ أَشْيَاءَ كُنْتُ أَتَحَنَّثُهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ؟ قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : أَسْلَمْتَ عَلَى مَا سَلَفَ لَكَ ، قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، لا
أَدَعُ شَيْئًا مِمَّا كُنْتُ أَصْنَعُهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ إِلا صَنَعْتُ فِي
الإِسْلامِ بِمِثْلِهِ ، وَكَانَ أَعْتَقَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ مِائَةَ رَقَبَةٍ
فَأَعْتَقَ فِي الإِسْلامِ مِائَةَ رَقَبَةٍ ، وَسَاقَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ
مِائَةَ بَدَنَةٍ وَسَاقَ فِي الإِسْلامِ مِائَةَ بَدَنَةٍ ، رَوَاه ابْنُ
نُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَن أَبِيهِ : أَنَّ حَكِيمًا أَعْتَقَ
فِي الْجَاهِلِيَّةِ مِائَةَ رَقَبَةٍ َحَمَلَ عَلَى مِائَةِ بَعِيرٍ ، ثُمَّ
أَعْتَقَ فِي الإِسْلامِ مِثْلَهُ ، ثُمَّ أَتَىالنَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم
- ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ .
163 حَدَّثَنَا عَلِيُّ
بْنُ حَرْبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ ،
وَوَكِيعٌ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ
عَلْقَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ لَمَّا نَزَلَتْ : { الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا
إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ } [سورة الأنعام آية 82 ] ، شَقَّ ذَلِكَ عَلَى النَّاسِ ،
قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَأَيُّنَا لَمْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ؟ فَقَالَ :
إِنَّهُ لَيْسَ الَّذِي تَعْنُونَ ، أَلَمْ تَسْمَعُوا قَوْلَ الْعَبْدِ
الصَّالِحِ : { يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ
عَظِيمٌ } [سورة لقمان آية 13 ] ، إِنَّمَا هُوَ الشِّرْكُ .
164 حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ
الزُّبَيْرِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ
إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَلْقَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى
الله عليه وسلم - : { وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ } [سورة الأنعام
آية 82 ] ، قَالَ : بِالشِّرْكِ .
165 حَدَّثَنَا عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْقُرَشِيُّ ، وَالْعُطَارِدِيُّ ، قَالا :
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ
عَلْقَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ : {
الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ } [سورة الأنعام آية
82 ] ، شَقَّ ذَلِكَ عَلَى النَّاسِ ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ،
وَأَيُّنَا لَمْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ؟ قَالَ : إِنَّهُ لَيْسَ الَّذِي تَعْنُونَ
أَلَمْ تَسْمَعُوا مَا قَالَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ : { يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ
إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ } [سورة لقمان آية 13 ] ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْجُنَيْدِ ، وَأَبُو أُمَيَّةَ ، قَالا
: حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ وَحَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا سُلَيْمُ
بْنُ حَرْبٍ ، قَالا : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، بِإِسْنَادِهِ
مِثْلَهُ : فَطَابَتْ أَنْفُسُنا وَحَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْخَلِيلِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ وَحَدَّثَنَا ابْنُ الْجُنَيْدِ
أَبُو جَعْفَرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ
: حَدَّثَنَا عَبْدُ
الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ كِلاهُمَا ، عَنِ الأَعْمَشِ ، بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ ،
فَقَالُوا : يَارَسُولَ اللَّهِ ،
فَأَيُّنَا لا يَظْلِمُ نَفْسَهُ ؟ قَالَ : لَيْسَ ذَلِكَ إِنَّمَا هُوَ الشِّرْكُ ، أَلَمْ تَسْمَعُوا قَوْلَ لُقْمَانَ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ : { يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ } [سورة لقمان آية 13 ] ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْجَوَّابِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ رُزَيْقٍ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، بِمِثْلِهِ ، حَدَّثَنَا الْمَعْمَرِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ ، قَالَ : حَدَّثَنِيهِ أَوَّلا أَبِي ، عَنْ أَبَانَ بْنِ تَغْلِبَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، ثُمَّ سَمِعْتُهُ مِنَ الأَعْمَشِ ، بِمِثْلِهِ .
بَيَانُ رَفْعِ الْخَطَأِ وَالنِّسْيَانِ عَنِ الْمُسْلِمِينَ وَمَا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا وَوَسْوَسَتْ
167 حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ وَحَدَّثَ وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ آدَمَ بْنِ سُلَيْمَانَ مَوْلَى خَالِدٍ ، سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ يُحَدِّثُ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ : { إِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ } [سورة البقرة آية 284 ] ، قَالَ : دَخَلَ قُلُوبَهُمْ مِنْهَا شَيْءٌ لَمْ يَدْخُلْ قُلُوبَهُمْ مِنْ شَيْءٍ ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - : قُولُوا : سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَسَلَّمْنَا ، قَالَ : فَأَلْقَى اللَّهُ الإِيمَانَ فِي قُلُوبِهِمْ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ : { لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا إِلَى قَوْلِهِ : أَوْ أَخْطَأْنَا } [سورة البقرة آية 286 ] ، قَالَ : قَدْ فَعَلْتُ ، { رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا } [سورة البقرة آية 286 ] ، قَالَ : قَدْ فَعَلْتُ ، { وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا } [سورة البقرة آية 286 ] ، قَالَ : قَدْ فَعَلْتُ ، هَذَا لَفْظُ وَكِيعٍ ، وَحَدِيثُ يَزِيدَ بِنَحْوِهِ ، وَلَمْ يَذْكُرْ قَوْلَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِيهِ .
168 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا آدَمُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ : { آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ } [سورة البقرة آية 285 ] ، قَرَأَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَلَمَّا قَالَ : { غُفْرَانَكَ رَبَّنَا } [سورة البقرة آية 285 ] ، قَالَ اللَّهُ : قَدْ غَفَرْتُ لَكَ ، قَالَ : { رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا } [سورة البقرة آية 286] ، قَالَ اللَّهُ : لا أُؤَاخِذُكُمْ ، فَلَمَّا قَالَ : { وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا } [سورة البقرة آية 286 ] ، قَالَ : لا أَحْمِلُ عَلَيْكُمْ ، فَلَمَّا قَالَ : { وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ } [سورة البقرة آية 286 ] ، قَالَ : لا أُحَمِّلُكُمْ ، فَلَمَّا قَالَ : { وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا } [سورة البقرة آية 286 ] ، قَالَ اللَّهُ : قَدْ عَفَوْتُ عَنْكُمْ وَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ ، فَلَمَّا قَالَ : { وَارْحَمْنَا } [سورة البقرة آية 286 ] ، قَالَ : قَدْ رَحِمْتُكُمْ ، قَالَ : { فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ } [سورة البقرة آية 286 ] ، قَالَ : قَدْ نَصَرْتُكُمْ ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ بِمِثْلِهِ .
169 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، وَأَبُو بَكْرٍ الرَّازِيُّ ، قَالا : حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ وَحَدَّثَنَا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أُمَيَّةُ بْنُ بِسْطَامٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ وَحَدَّثَنَا أَبُو إِبْرَاهِيمَ الزُّهْرِيُّ ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ خُرَّزَاذَ ، وَمَسْرُورُ بْنُ نُوحٍ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ ابْنُ الْمِنْهَالِ ، قَالا : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ ، عَنْ رَوْحِ بْنِ الْقَاسِمِ ، عَنِ الْعَلاءِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : لَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ : { لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ إِلَى قَوْلِهِ : عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } [سورة التغابن آية 1 ] ، قَالَ : فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَأَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، ثُمَّ بَرَكُوا عَلَى الرُّكَبِ ، فَقَالُوا : أَيْ رَسُولَ اللَّهِ ، كُلِّفْنَا مِنَ الأَعْمَالِ مَا نُطِيقُ : الصَّلاةَ ، وَالصِّيَامَ ، وَالْجِهَادَ ، وَالصَّدَقَةَ ، وَقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيْكَ هَذِهِ الآيَةُ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : أَتُرِيدُونَ أَنْ تَقُولُوا كَمَا قَالَ أَهْلُ الْكِتَابِ قَبْلَكُمْ : سَمِعْنَا وَعِصينَا ، بَلْ قُولُوا : سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ، فَلَمَّا أَقَرَّ بِهَا الْقَوْمُ وَذَلَّتْ بِهَا أَلْسِنَتُهُمْ ، أَنْزَلَ اللَّهُ فِي إِثْرِهَا : { آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ إِلَى
قَوْلِهِ : وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ } [سورة البقرة آية 285 ] ، فَلَمَّا فَعَلُوا ذَلِكَ نَسَخَهَا اللَّهُ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ : { لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا إِلَى قَوْلِهِ : أَوْ أَخْطَأْنَا } [سورة البقرة آية 286 ] ، قَالَ : نَعَمْ ، { رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا } [سورة البقرة آية 286 ] ، قَالَ : نَعَمْ ، { رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ } [سورة البقرة آية 286 ] ، قَالَ : نَعَمْ ، إِلا { وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ } [سورة البقرة آية 286 ] ، قَالَ : نَعَمْ ، إِلا أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ الْمِنْهَالِ قَدَّمَ بَعْضَ الْكَلامِ وَأَخَّرَ بَعْضًا ، وَقَالَ : { اغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا } [سورة البقرة آية 286 ] ، قَالَ : قَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ وَرَحِمْتُكُمْ ، وَالْحَدِيثُ كُلُّهُ وَاحِدٌ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ إِمْلاءً ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْمِنْقَرِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ ، بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ .
170 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْوَاسِطِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْجُنَيْدِ ، قَالا : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أنبا مِسْعَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي مَا تُحَدِّثُ بِهِ أَنْفُسَهَا أَوْ وَسْوَسَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا مَا لَمْ تَتَكَلَّمْ بِهِ أَوْ تَعْمَلْ بِهِ ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي رَجَاءٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا هِشَامٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، بِمِثْلِهِ مَرْفُوعٌ ، وَقَالَ فِيهِ : إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ لأُمَّتِي ، حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ الْهَرَوِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ ، عَنْ قَتَادَةَ ، بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ ، إِلاأَنَّهُ قَالَ : مَا لَمْ يَعْمَلْ بِيَدِهِ .
بَيانُ الوسْوَسَةِ التي يجدُها المؤمنُ في نَفْسِه مما يَسْتَعْظِمُ أن يَتَكَلَّمَ بِه
، التي جَعَلَها النبيّ صَلَّي اللهُ علية
وسلَّم مِن الإِيمانِ إذا أنْكَرَهَا واجِدُها
171 حَدَّثَنَا أَبُو
أُمَيَّةَ الطَّرَسُوسِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ
أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : جَاءَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ،
نَجِدُ فِي أَنْفُسِنَا شَيْئًا نُعْظِمُ أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهِ ، أَوِ الْكَلامَ بِهِ
، قَالَ : وَقَدْ وَجَدْتُمُوهُ ؟ قَالُوا : نَعَمْ ، قَالَ : ذَاكَ صَرِيحُ الإِيمَانِ
.
172 حَدَّثَنَا يُونُسُ
بْنُ حَبِيبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ وَحَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ الْخَلِيلِ الْمُخَرِّمِيُّ أَبُو جَعْفَرٍ ، وَأَبُو بَكْرٍ
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ ، قَالا : حَدَّثَنَا أَبُو الْجَوَّابِ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ رُزَيْقٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
، قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، فَقَالَ
: يَا رَسُولَ اللَّهِ
، إِنِّي أُحَدِّثُ نَفْسِي بِالْحَدِيثِ لأَنْ أَخِرَّ مِنَ السَّمَاءِ أَحَبُّ
إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَتَكَلَّمَ بِهِ ، قَالَ : ذَاكَ صَرِيحُ الإِيمَانِ ، هَذَا
لَفْظُ عَمَّارٍ ، وَلَفْظُ شُعْبَةَ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - ،
سُئِلَ عَمَّا يُحَدِّثُ بِهِ الرَّجُلُ نَفْسَهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى
الله عليه وسلم - : ذَاكَ مَحْضُ الإِيمَانِ .
173 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عَثَّامٍ ، يَقُولُ
: أَتَيْتُ سُعَيْرَ
بْنَ الْخِمْسِ ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ حَدِيثِ الْوَسْوَسَةِ ، فَلَمْ يُحَدِّثْنِي
، فَأَدْبَرْتُ أَبْكِي ، ثُمَّ لَقِيَنِي ، فَقَالَ لِي : تَعَالَ ، حَدَّثَنَا
مُغِيرَةُ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَلْقَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ :
سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، عَنِ الرَّجُلِ يَجِدُ
الشَّيْءَ لَوْ خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ كَانَ أَحَبَّ إِلَيْهِ
مِنْ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ ، قَالَ : ذَاكَ مَحْضُ ، أَوْ صَرِيحُ الإِيمَانِ
.
174 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ، قَالَ : أنبا ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : نَحْنُ أَحَقُّ بِالشَّكِّ مِنْ إِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ : { رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي } [سورة البقرة آية 260 ] ، قَالَ : وَيَرْحَمُ اللَّهُ لُوطًا لَقَدْ كَانَ يَأْوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ ، وَلَوْ لَبِثْتُ فِي السِّجْنِ طُولَ لُبْثِ يُوسُفَ لأَجَبْتُ الدَّاعِيَ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُثْمَانَ النُّفَيْلِيُّ الْحَرَّانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ تَلِيدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ .
175 حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ الْمَرْوَزِيُّ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو
أُوَيْسٍ وَحَدَّثَنَا حَمْدَانُ بْنُ عَلِيٍّ ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي
دَاوُدَ الأَسَدِيُّ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنِ رَوْزَنَةَ ، وَإِسْمَاعِيلُ الْقَاضِي
، قَالُوا : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْمَاءَ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ ، عَنْ مَالِكٍ وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ
دَاوُدَ ، عَنْ مَالِكٍ وَحَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ
الأَسْوَانِيُّ وَاسْمُهُ : مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ بِمِصْرَ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، كِلاهُمَا عَنِ
الزُّهْرِيِّ ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ ، وَأَبَا عُبَيْدٍ أَخْبَرَاهُ ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : يَرْحَمُ
اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ نَحْنُ أَحَقُّ بِالشَّكِّ مِنْهُ قَالَ : { رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ
تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ
قَلْبِي } [سورة البقرة آية 260 ] ، زَادَ يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ :
ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ حَتَّى أَنْجَزَهَا ، وَقَالَ : وَيَرْحَمُ اللَّهُ
لُوطًا لَقَدْ كَانَ يَأْوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ ، وَلَوْ لَبِثْتُ فِي
السِّجْنِ طُولَ مَا لَبِثَ يُوسُفَ ، ثُمَّ أَتَانِي الدَّاعِي لأَجَبْتُ ، قَالَ
أَبُو أُوَيْسٍ : ثُمَّ جَاءَنِي الدَّاعِي ، سَمِعْتُ أَبَا حَاتِمٍ الرَّازِيَّ
، يَقُولُ : يَعْنِي نَحْنُ أَحَقُّ بِالْمَسْأَلَةِ ، وَسَمِعْتُ الْقَاضِيَ
إِسْمَاعِيلَ ، يَقُولُ : كَانَ يَعْلَمُ بِقَلْبِهِ أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي
الْمَوْتَى ، وَلَكِنَّهُ أَحَبَّ أَنْ يَرَى
مُعَايَنَةً
.
بَيَانُ الْمَسْأَلَةِ الْمَكْرُوهَةِ الَّتِي لا يَجُوزُ السُّؤَالُ عَنْهَا وَعَنْ رَدِّ جَوَابِهَا
، والدليل على إيجاب ترك التفكير فيها وأنها من
سؤال الشيطان ،
وما يحب أن يقول
المسئول عنها من يجدها نفسه
176 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ
بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ
: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي
كَثِيرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ لِي
رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : لا يَزَالُونَ يَسْأَلُونَكَ يَا أَبَا
هُرَيْرَةَ حَتَّى يَقُولُوا : هَذَا اللَّهُ خَلَقَنَا ، فَمَنْ خَلَقَ اللَّهَ ؟
، قَالَ : فَبَيْنَا أَنَا فِي الْمَسْجِدِ إِذْ جَاءَنِي نَاسٌ مِنَ الأَعْرَابِ
، فَقَالُوا : يَا أَبَا هُرَيْرَةَ هَذَا اللَّهُ ، فَمَنْ خَلَقَ اللَّهُ ؟ ،
قَالَ : فَأَخَذَ حَصًى بِكَفِّهِ فَرَمَاهُمْ ، ثُمَّ قَالَ : قُومُوا ، قُومُوا
، صَدَقَ خَلِيلِي - صلى الله عليه وسلم - .
177 حَدَّثَنَا أَبُو شُعَيْبٍ صَالِحُ بْنُ حَكِيمٍ الْبَصْرِيُّ ، وَحَمْدَانُ
بْنُ عَلِيٍّ ، قَالا : حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
وُهَيْبٌ وَحَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ،
قَالا جَمِيعًا : عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : لا يَزَالُ النَّاسُ
يَسْأَلُونَ عَنِ الْعِلْمِ حَتَّى يَقُولُوا : هَذَا اللَّهُ خَلَقَنَا ، فَمَنْ
خَلَقَ اللَّهُ ؟ ، قَالَ : فَبَيْنَمَا أَبُو هُرَيْرَةَ ذَاتَ يَوْمٍ آخِذٌ
بِيَدِ رَجُلٍ وَهُوَ يَقُولُ صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ صَدَقَ اللَّهُ
وَرَسُولُهُ ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : فَقَدْ سَأَلَنِي عَنْهَا رَجُلانِ وَهَذَا الثَّالِثُ ، هَذَا لَفْظُ
الْمُعَلَّى .
178 حَدَّثَنَا عَلِيُّ
بْنُ حَرْبٍ ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ ، قَالا : حَدَّثَنَا
حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ ، عَنْ زَائِدَةَ ، عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ ، عَنْ
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - : إِنَّ
اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَ يَقُولُ : لا يَزَالُ أُمَّتُكَ يَسْأَلُونَ حَتَّى يَقُولُوا
: هَذَا اللَّهُ خَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ ، فَمَنْ خَلَقَ اللَّهَ ؟
.
179 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْجُنَيْدِ الدَّقَّاقُ ، وَمُحَمَّدُ
بْنُ يَحْيَى ، قَالا : حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ ، قَالَ
: حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ عَمِّهِ ، قَالَ
: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ
بْنُ الزُّبَيْرِ ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : يَأْتِي الشَّيْطَانُ
أَحَدَكُمْ فَيَقُولُ : مَنْ خَلَقَ كَذَا وَكَذَا حَتَّى يَقُولَ لَهُ
: مَنْ خَلَقَ رَبَّكَ
؟ فَإِذَا بَلَغَ ذَلِكَ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ وَلْيَنْتَهِ
.
180 حَدَّثَنَا أَبُو
إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : لا يَزَالُ النَّاسُ
يَسْأَلُونَ حَتَّى يَقُولُون : هَذَا اللَّهُ خَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ ، فَمَنْ
خَلَقَ اللَّهَ ؟ قَالَ : فَإِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ ذَلِكَ فَلْيَقُلْ آمَنَّا
بِاللَّهِ ، قَالُوا لِسُفْيَانَ : هُوَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ،
لا شَكَّ فِيهِ .
181 حَدَّثَنَا الصَّائِغُ
بِمَكَّةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ وَحَدَّثَنَا هِلالُ بْنُ
الْعَلاءِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا فِهْرُ بْنُ بِشْرٍ السُّلَمِيُّ كِلاهُمَا ، عَنْ
جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ الأَصَمِّ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا
هُرَيْرَةَ ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم
- : لَيَسْأَلَنَّكُمُ
النَّاسُ حَتَّى يَقُولُوا : إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ ، فَمَنْ خَلَقَهُ
؟ .
بَيَانُ ثَوَابِ حَسَنَةٍ يَعْمَلُهَا الْمُسْلِمُ الَّذِي كَانَ حَسُنَ إِسْلامُهُ
، وثواب الذي هم بها ولم يعلمها ، وثواب من ترك
السيئة التي يهم بعملها من خشية الله ، وأن الاثم ساقط عنه ، وعن الذي يهم بالسيئة
حتى
يعملها
182 وَحَدَّثَنَا
الصَّغَانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ ، عَنِ الْعَلاءِ وَحَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ ، قَالَ : أنبا أَبُو غَسَّانَ ،
وَالدَّرَاوَرْدِيُّ وَحَدَّثَنَا الْيَزَنِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
الْقَعْنَبِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ وَحَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ ، قَالَ
: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ ، كُلُّهُمْ قَالُوا : عَنِ الْعَلاءِ
، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ
- صلى الله عليه وسلم -
قَالَ : قَالَ اللَّهُ : إِذَا هَمَّ عَبْدِي بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا
كَتَبْتُهَا لَهُ حَسَنَةً ، فَإِذَا عَمِلَهَا فَهِيَ عَشْرُ حَسَنَاتٍ إِلَى
سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ ، وَإِذَا هَمَّ عَبْدِي بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا
لَمْ أَكْتُبْهَا عَلَيْهِ ، فَإِنْ عَمِلَهَا كَتَبْتُهَا لَهُ عَلَيْهِ
سَيِّئَةً وَاحِدَةً ، قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ ، وَحَفْصٌ فِي
حَدِيثِهِمْ : قَالَ اللَّهُ .
183 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ
الرَّزَّاقِ ، قَالَ : أنبا مَعْمَرٌ ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ ، قَالَ :
هَذَا مَا حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : قَالَ اللَّهُ :
إِذَا تَحَدَّثَ عَبْدِي بِأَنْ يَعْمَلَ حَسَنَةً فَأَنَا أَكْتُبُهَا حَسَنَةً مَا
لَمْ يَعْمَلْهَا ، فَإِذَاعَمِلَهَا فَأَنَا أَكْتُبُهَا لَهُ بِعَشْرِ
أَمْثَالِهَا ، وَإِذَا تَحَدَّثَ عَبْدِي بِأَنْ يَعْمَلَ سَيِّئَةً فَأَنَا
أَغْفِرُهَا لَهُ مَا لَمْ يَعْمَلْهَا ، فَإِذَا عَمِلَهَا فَأَنَا أَكْتُبُهَا
بِمِثْلِهَا .
184 وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ
- صلى الله عليه وسلم - : إِذَا حَسَّنَ أَحَدُكُمْ إِسْلامَهُ فَكُلُّ حَسَنَةٍ
يَعْمَلُهَا يُكْتَبُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ ، وَكُلُّ
سَيِّئَةٍ يَعْمَلُهَا تُكْتَبُ لَهُ بِمِثْلِهَا حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ عَزَّ
وَجَلَّ .
185 وَقَالَ رَسُولُ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : قَالَتِ الْمَلائِكَةُ : يَا رَبِّ ذَاكَ
عَبْدُكَ يُرِيدُ أَنْ يَعْمَلَ سَيِّئَةً ، وَهُوَ أَبْصَرُ بِهِ ، فَقَالَ :
ارْقُبُوهُ ، فَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا لَهُ بِمِثْلِهَا ، وَإِنْ تَرَكَهَا
فَاكْتُبُوهَا لَهُ حَسَنَةً إِنَّمَا تَرَكَهَا مِنْ جَرَّايَ
.
186 حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ ، عَنْ هِشَامِ
بْنِ حَسَّانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ النَّبِيُّ
- صلى الله عليه وسلم - : مَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كُتِبَتْ لَهُ
حَسَنَةً ، وَإِنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ لَهُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى
سَبْعِمِائَةٍ ، وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا لَمْ تُكْتَبْ
عَلَيْهِ ، فَإِنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ سَيِّئَةً وَاحِدَةً .
187 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْجَعْدُ
أَبُو عُثْمَانَ ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ،
عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِيمَا يَرْوِي عَنْ رَبِّهِ قَالَ :
إِنَّ رَبَّكَ رَحِيمٌ مَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كُتِبَتْ لَهُ
حَسَنَةً ، فَإِنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ عَشْرًا إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ إِلَى
أَضْعَافٍ كَثِيرَةٍ ، وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كُتِبَتْ لَهُ
حَسَنَةً ، فَإِنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ لَهُ وَاحِدَةً أَوْ يَمْحُوهَا اللَّهُ
وَلا يَهْلِكُ عَلَى اللَّهِ إِلا هَالِكٌ .
بَيَانُ الأَعْمَالِ الْمَكْرُوهَةِ الَّتِي إِذَا اجْتَنَبَهَا الْمُؤْمِنُ وَالْمَحْمُودَةِ الَّتِي مَنْ يَسْتَعْمِلُهَا دَخَلَ الجنه بغير حِسَابْ
188 حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى بْنُ أَبِي مَسَرَّةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، قَالَ : أنبا حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، فَقَالَ : أَيُّكُمْ رَأَى الْكَوْكَبَ الَّذِي انْقَضَّ الْبَارِحَةَ ؟ قَالَ : قُلْتُ : أَنَا ، ثُمَّ قُلْتُ : أَمَا إِنِّي لَمْ أَكُنْ فِي صَلاةٍ وَلَكِنِّي لُدِغْتُ ، قَالَ : فَمَا صَنَعْتَ ؟ فَأَخْبَرْتُهُ ، فَقَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : عُرِضَتْ عَلَيَّ الأُمَمُ فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - مَعَهُ الرَّهْطُ ، وَالنَّبِيُّ مَعَهُ الرَّجُلُ ، وَالنَّبِيُّ مَعَهُ الرَّجُلانِ ، وَالنَّبِيُّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ ، وَرُفِعَ لِي سَوَّادٌ عَظِيمٌ ، فَقُلْتُ : هَذَا نَبِيٌّ ، فَقِيلَ لِي : هَذَا مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ وَقَوْمُهُ ، وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الأُفُقِ فَإِذَا سَوَّادٌ عَظِيمٌ ، فَقِيلَ لِي : انْظُرْ إِلَى الْجَانِبِ الآخَرِ فَإِذَا سَوَّادٌ عَظِيمٌ ، فَقِيلَ لِي : هَذِهِ أُمَّتُكَ وَمَعَهُمْ سَبْعُونَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلا عَذَابٍ ، ثُمَّ نَهَضَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَدَخَلَ مَنْزِلَهُ ، وَخَاضَ النَّاسُ فِي ذَلِكَ ، فَقَالُوا : مَنْ هَؤُلاءِ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلا عَذَابٍ ؟ فَقَالَ بَعْضُهُمْ : لَعَلَّهُمُ الَّذِينَ صَحِبُوا النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - ، وَقَالَ بَعْضُهُمُ : الَّذِينَ وُلِدُوا فِي الإِسْلامِ وَلَمْ يُشْرِكُوا بِاللَّهِ وَذَكَرُوا أَشْيَاءَ ، فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَقَالَ : مَا هَذَا الَّذِي تَخُوضُونَ فِيهِ ؟ فَأَخْبَرُوا بِمَا قَالُوا ،
فَقَالَ : هُمُ الَّذِينَ لا يَرْقُونَ وَلا يَسْتَرْقُونَ وَلا يَكْتَوُونَ وَلا يَتَطَيَّرُونَ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ، فَقَامَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ ، فَقَالَ : أَمِنْهُمْ أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ فَقَالَ : أَنْتَ مِنْهُمْ ، فَقَامَ آخَرُ ، فَقَالَ : أَنَا مِنْهُمْ ؟ فَقَالَ : سَبَقَكَ إِلَيْهَا عُكَّاشَةُ ، ذَكَرَ عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فُضَيْلٍ ، عَنْ حُصَيْنٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَذَكَرَ الْحَدِيثَ ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ ، عَنْ حُصَيْنٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ بِتَمَامِهِ مِثْلَ حَدِيثِ هِشَامٍ ، إِلاأَنَّهُ قَالَ : فَانْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَلَمْ يَسْأَلُوهُ عَنِ الْحَدِيثِ فَأَفَاضَ النَّاسُ ، فَقَالُوا : نَحْنُ هُمُ اتَّبَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَآمَنَّا بِهِ ، فَلَعَلَّهُمْ أَبْنَاؤُنَا الَّذِينَ وُلِدُوا فِي الإِسْلامِ ، فَبَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ذَلِكَ ، فَقَالَ : هُمُ الَّذِينَ لا يَكْتَوُونَ بِمِثْلِهِ .
189 حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هِلالٍ
الْعَبْدِيُّ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ ، عَنِ الْحَسَنِ ، وَابْنِ سِيرِينَ ،
عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم
- : أَعْطَانِي رَبِّي سَبْعِينَ أَلْفًا مِنْ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ
بِغَيْرِ حِسَابٍ ، قَالَ ابْنُ سِيرِينَ فِي حَدِيثِهِ : فَقَامَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ،
ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ ، فَقَالَ : أَنْتَ مِنْهُمْ ، قَالَ
: ثُمَّ قَامَ رَجُلٌ
آخَرُ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّه ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ
، قَالَ : سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ ، رَوَاهُ عِيسَى بْنُ يُونُسَ
، عَنْ هِشَامٍ ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ بِمِثْلِهِ .
190 حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ الْهَرَوِيُّ وَحَدَّثَنَا
أَبُو الأَزْهَرِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَنَفِيُّ ، قَالا
: حَدَّثَنَا أَبُو
حُرَّةَ ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ ، أَنّ النَّبِيَّ
- صلى الله عليه وسلم - قَالَ : يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ
أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ لا يَكْتَوُونَ وَلا يَسْتَرْقُونَ وَلا يَتَطَيَّرُونَ
وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَيَّارٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا الأَنْصَارِيُّ وَحَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ رَجَاءٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالا : أنبا هِشَامٌ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ
عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ ، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم
- : يَدْخُلُ الْجَنَّةَ
، وَذَكَرَ بِنَحْوِهِ وَأَتَمَّ مِنْهُ .
بَيَانُ أَنَّهُ لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ ، وأن نِصْفَ أهْلِ الجنَّةِ هم أُمَّةُ محمَّدٍ صلّي اللهُ علَيه وسلَّم
، وَالدَّليلُ علَي أنه يَكونُ مِن أمةِ محمدٍ
صلَّي اللهُ عليه وسلَم إلا مُسْلِمًا ، وأن شفاعنَه لأمَّتِه دونَ سائرِ الأُمَمِ
الذين يَتْبَعونَه ويَقْتَدونَ به مِِن الأَقْرَبينَ و الأَبْعَدِينَ ، وأن
التَّقَرُّبَ إلى النبيِّ صلي الله علية وسلم بالتَّقْوَي
191 حَدَّثَنَا يُونُسُ
بْنُ حَبِيبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ،
قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبُو إِسْحَاقَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ ، عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ مَسْعُودٍ ، قَالَ : كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى
الله عليه وسلم - فِي قُبَّةٍ نَحْوًا مِنْ أَرْبَعِينَ ، فَقَالَ : أَتَرْضَوْنَ
أَنْ تَكُونُوا رُبْعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ ؟ قُلْنَا : نَعَمْ ، قَالَ :
أَتَرْضَوْنَ أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ ؟ ، قُلْنَا : نَعَمْ ،
قَالَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لأَرْجُوا أَنْ تَكُونُوا نِصْفَ
أَهْلِ الْجَنَّةِ وَذَلِكَ أَنَّ الْجَنَّةَ لا يَدْخُلُهَا إِلا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ
، وَمَا أَنْتُمْ فِي الشِّرْكِ إِلا كَالشَّعْرَةِ الْبَيْضَاءِ فِي جَلْدِ
الثَّوْرِ الأَسْوَدِ ، وَكَالشَّعْرَةِ السَّوْدَاءِ فِي جَلْدِ الثَّوْرِ
الأَحْمَرِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ الرَّقِّيُّ ، قَالَ
: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ جُنَادٍ ، وَعَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ ، قَالا :
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ ،
عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ الأَوْدِيُّ ،
قَالَ : سَمِعْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ ، يَقُولُ : قَالَ : النَّبِيُّ - صلى الله
عليه وسلم - بِمِثْلِهِ .
192 ذَكَرَ بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ . وَسَمِعْتُ يَزِيدَ بْنَ عَبْدِ الصَّمَدِ ، قَالَ : سَأَلْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ عَنْهُ فَقَالَ : ثِقَةٌ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، بِإِسْنَادِهِ ، قَالَ : خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَأَسْنَدَ ظَهْرَهُ إِلَى قُبَّةِ أَدَمٍ ، فَقَالَ : أَلا لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ ، اللَّهُمَّ قَدْ بَلَّغْتُ اللَّهُمَّ اشْهَدْ ، قَالَ : أَتُحِبُّونَ أَنَّكُمْ رُبْعُ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَذَكَرَ نَحْوَهُ ، وَقَالَ فِيهِ : مَا مِثْلُكُمْ فِيمَنْ سِوَاكُمْ إِلا كَالشَّعْرَةِ السَّوْدَاءِ .
193 وَحَدَّثَنَا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى وَاسْمُهُ : عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَشْمِينَ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْخَيْبَرِيِّ الْكُوفِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - : يَقُولُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ : يَا آدَمُ قُمْ فَابْعَثْ بَعْثَ النَّارِ ، قَالَ : فَيَقُولُ لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ يَا رَبِّ ، وَمَا بَعْثُ النَّارِ ؟ فَقَالَ : مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعُمِائَةٍ وَتِسْعَةٌ وَتِسْعِينَ ، قَالَ : فَحِينَئِذٍ يَشِيبُ الْمَوْلُودُ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ، قَالَ : فَيَقُولُونَ : وَأَيُّنَا ذَلِكَ الْوَاحِدُ ؟ قَالَ : فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : تِسْعُمِائَةٍ وَتِسْعَةٌ وَتِسْعِينَ مِنْ يَأْجُوجَ ، وَمَأْجُوجَ وَمِنْكُمْ وَاحِدٌ ، قَالَ : فَقَالَ النَّاسُ : اللَّهُ أَكْبَرُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : وَاللَّهِ إِنِّي لأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا رُبْعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَاللَّهِ إِنِّي لأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَاللَّهِ إِنِّي لأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا نِصْفَ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، قَالَ : فَكَبَّرَ النَّاسُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : مَا أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ فِي النَّاسِ إِلا كَالشَّعْرَةِ الْبَيْضَاءِ فِي الثَّوْرِ الأَسْوَدِ ، أَوِ الشَّعَرَةِ السَّوْدَاءِ فِي الثَّوْرِ الأَبْيَضِ ، هَذَا لَفْظُ وَكِيعٍ .
194 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو
مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ
الْخُدْرِيِّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : يَقُولُ
اللَّهُ لآدَمَ : قُمْ فَابْعَثْ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ بَعْثًا إِلَى النَّارِ ،
فَيَقُولُ يَا رَبِّ كَمْ ؟ فَيَقُولُ : مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعُمِائَةٍ
وَتِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ وَيَبْقَى وَاحِدٌ ، فَعِنْدَ ذَلِكَ يَشِيبُ الصَّغِيرُ ،
وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا ، فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى النَّاسِ وَذَكَرَ الْحَدِيثَ
بِمِثْلِهِ ، رَوَاهُ جَرِيرٌ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، فَقَالَ فِي آخِرِهِ :
الرَّقْمَةُ فِي ذِرَاعِ الْحِمَارِ ، وَحَدَّثَنَا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ ، قَالَ
: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي ، قَالَ : حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ أَبِي
صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِطُولِهِ
إِلَى قَوْلِهِ : شَطْرُ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَكَبَّرْنَا .
195 حَدَّثَنَا
الأَحْمَسِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَعْلَى ، وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، وَيَعْلَى ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي
صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - : لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ
فَعَجَّلَ كُلُّ نَبِيٍّ دَعْوَتَهُ ، وَاخْتَبَأْتُ دَعْوَتِي ، شَفَاعَةً
لأُمَّتِي وَهِيَ نَائِلَةٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِي لا
يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
مُصْعَبُ بْنُ الْمِقْدَامِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا دَاوُدُ الطَّائِيُّ ، عَنِ
الأَعْمَشِ بِهَذَا .
196 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ، قَالَ : أنبا ابْنُ
وَهْبٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي مَالِكٌ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - ، قَالَ
: لِكُلِّ نَبِيٍّ
دَعْوَةٌ ، فَأُرِيدُ أَنْ أَخْتَبِئَ دَعْوَتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ شَفَاعَةً
لأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ .
197 حَدَّثَنَا يُوسُفُ
بْنُ مُسْلِمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ
جُرَيْجٍ وَحَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا رَوْحٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ ، قَالَ
: أَخْبَرَنِي أَبُو
الزُّبَيْرِ ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ، يَقُولُ : قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ قَدْ دَعَا بِهَا فِي أُمَّتِهِ ،
وَاخْتَبَأْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ
.
198 حَدَّثَنَا يُوسُفُ
بْنُ مُسْلِمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، قَالَ :
أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ،
يَقُولُ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - ، يَقُولُ : أَرْجُو أَنْ
يَكُونَ مَنْ يَتْبَعُنِي مِنْ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ رُبْعَ أَهْلِ
الْجَنَّةِ ، فَكَبَّرْنَا ، ثُمَّ قَالَ : أَرْجُو أَنْ يَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ
الْجَنَّةِ ، قَالَ : فَكَبَّرْنَا ، قَالَ : أَرْجُو أَنْ يَكُونُوا الشَّطْرَ ، حَدَّثَنَا
الْفَضْلُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
قَاضِي خُوَارِزْمَ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ
.
199 حَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - : إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةً قَدْ دَعَا بِهَا فِي أُمَّتِهِ ، وَإِنِّي اخْتَبَأْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لأُمَّتِي ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَسَرَّةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا خَلادُ بْنُ يَحْيَى وَحَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ إِسْحَاقَ ، وَأَبُو أُمَيَّةَ ، قَالا : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ قَادِمٍ ، قَالا : حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسٍ ، سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - ، يَقُولُ فَذَكَرَ بِمِثْلِهِ : لأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ .
200 حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَفَّانَ الْعَامِرِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو الْبَخْتَرِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، قَالا : حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : لَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ : { وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ } [سورة الشعراء آية 214 ] ، قَالَ : أَتَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الصَّفَا ، فَصَعِدَ عَلَيْهِ ، ثُمَّ نَادَى : يَا صَبَاحَاهُ ، فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ النَّاسُ بَيْنَ رَجُلٍ يَجِيءُ وَرَجُلٍ يَبْعَثُ رَسُولَهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ! يَا بَنِي فِهْرٍ ! يَا بَنِي لُؤَيٍّ ! يَا بَنِي فُلانٍ ! لَوْ أَنِّي أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلا بِسَفْحِ الْجَبَلِ تُرِيدُ أَنْ تُغِيرَ عَلَيْكُمْ صَدَّقْتُمُونِي ؟ قَالُوا : نَعَمْ ، قَالَ : فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ ، قَالَ أَبُو لَهَبٍ : تَبًّا لَكَ سَائِرَ الْيَوْمِ ، أَمَا جَمَعْتَنَا إِلا لِهَذَا ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ : { تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ } [سورة المسد آية 1 ] ، حَدَّثَنَا الْعُطَارِدِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ بِنَحْوِهِ ، حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَفْصٌ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ .
201 وَحَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ الْبَصْرِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ الْمُخَارِقِ ، وَزُهَيْرِ بْنِ عَمْرٍو ، قَالا : لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ : { وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ } [سورة الشعراء آية 214 ] ، قَالَ : أَتَى نَبِيُّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى رَضْفَةٍ فَعَلا أَعْلاهَا حَجَرًا ، ثُمَّ جَعَلَ يَقُولُ ، أَوْ يُنَادِي : يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافَاهُ ! إِنِّي نَذِيرٌ ، إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُكُمْ كَمَثَلِ رَجُلٍ رَأَى الْعَدُوَّ فَذَهَبَ يَرْبَأُ أَهْلَهُ فَخَشِيَ أَنْ يَسْبِقَهُ الْعَدُوُّ إِلَيْهِمْ فَجَعَلَ يُنَادِي أَوْ يَهْتِفُ : يَا صَبَاحَاهُ وَحَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى الْقَطَّانُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا التَّيْمِيُّ بِمِثْلِهِ وَحَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ ، قَالَ : أنبا عَفَّانُ وَحَدَّثَنَا ابْنُ الْجُنَيْدِ الدَّقَّاقُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالا : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ ، بِإِسْنَادِهِ بِمِثْلِهِ بِمَعْنَاهُ .
202 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ ، وَأَبُو أُمَيَّةَ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ وَحَدَّثَنَا الزَّعْفَرَانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، قَالا : عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ : { وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ } [سورة الشعراء آية 214 ] ، قَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَنَادَى : يَا بَنِي كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ ، يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ ، يَا بَنِي هَاشِمٍ أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ ، يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ ، يَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ أَنْقِذِي نَفْسَكِ مِنَ النَّارِ ، فَإِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا غَيْرَ أَنَّ لَكُمْ رَحِمًا سَأَبُلُّهَا بِبَلالِهَا .
203 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، وَهِلالُ بْنُ الْعَلاءِ ،
وَأَبُو عُثْمَانَ التَّنُوخِيُّ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ
، قَالَ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ
عُمَيْرٍ وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْحَرَّانِيُّ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا زَائِدَةُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ
عُمَيْرٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ
هَذِهِ الآيَةُ : { وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ } [سورة الشعراء آية 214
] فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قُرَيْشًا فَعَمَّ وَخَصَّ ، وَقَالَ : يَا مَعْشَرَ بَنِي عَبْدِ
مَنَافٍ ، يَا مَعْشَرَ بَنِي هَاشِمٍ ، يَا مَعْشَرَ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ،
يَقُولُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - لَكُمْ : أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ
النَّارِ ، يَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ أَنْقِذِي نَفْسَكِ مِنَ النَّارِ ،
فَإِنِّي وَاللَّهِ مَا أَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِلا أَنَّ لَكُمْ
رَحِمًا سَأَبُلُّهَا بِبَلالِهَا ، حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى ، عَنْ
شَيْبَانَ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، نَحْوَهُ .
204 حَدَّثَنَا أَبُو
قِلابَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَوْفٌ ، عَنْ
قَسَامَةَ بْنِ زُهَيْرٍ ، قَالَ : قَالَ الأَشْعَرِيُّ : لَمَّا نَزَلَتْ
: { وَأَنْذِرْ
عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ } [سورة الشعراء آية 214 ] ،
قَامَ نَبِيُّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَقَالَ : يَا آلَ عَبْدِ مَنَافَاهُ
إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ .
205 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ، قَالَ : أنبا وَهْبٌ ،
قَالَ : أَخْبَرَنِي يُونُسُ وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَزِيزٍ الأَيْلِيُّ ،
وَيُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ، قَالا : حَدَّثَنَا سَلامَةُ بْنُ رَوْحٍ ،
عَنْ عُقَيْلٍ كِلاهُمَا ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ
، وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، أن أبا هريرة ، قَالَ : قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : حِينَ أُنْزِلَ عَلَيْهِ : { وَأَنْذِرْ
عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ } [سورة الشعراء آية 214 ] ،
قَالَ : يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ ، اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ اللَّهِ لا أُغْنِي
عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ، يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لا أُغْنِي
عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ، يَا عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لا
أُغْنِي عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ، يَا صَفِيَّةُ عَمَّةَ النَّبِيِّ - صلى
الله عليه وسلم - لا أُغْنِي عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ، يَا فَاطِمَةُ بِنْتَ
مُحَمَّدٍ سَلِينِي مَا شِئْتِ لا أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا
.
206 حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ
أَحْمَدَ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْعُطَارِدِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ،
عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : لَمَّا أُنْزِلَتْ : { وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ
الأَقْرَبِينَ } [سورة الشعراء آية 214 ] ، قَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه
وسلم - ، فَقَالَ : يَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ ! يَا صَفِيَّةُ ! يَا بَنِي
عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ! لا أَمْلِكُ لَكُمْ شَيْئًا سَلُونِي مَا شِئْتُمْ مِنْ
مَالِي .
207 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَيَّوَيْهِ بْنِ مُوسَى ، قَالَ : أنبا أَبُو الْيَمَانِ ، قَالَ : أنبا شُعَيْبٌ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو الزِّنَادِ وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي كَرِيمَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحِيمِ ، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ذَكْوَانَ وَحَدَّثَنَا طَاهِرُ بْنُ خَالِدِ بْنِ نِزَارٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ اللَّهِ ، يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ اللَّهِ ، يَا أُمَّ الزُّبَيْرِ يَا عَمَّةَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، يَا فَاطِمَةُ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - اشْتَرِيَا أَنْفُسَكُمَا مِنَ اللَّهِ ، لا أَمْلِكُ لَكُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ، سَلانِي مِنْ مَالِي مَا شِئْتُمَا ، هَذَا لَفْظُ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ وَمَعْنَى حَدِيثِهِمْ وَاحِدٌ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْوَلِيدِ الْجَشَّاشُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ دَاوُدَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مَالِكٌ ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ ، بِنَحْوِهِ .
208 وَحَدَّثَنَا أَبُو إِبْرَاهِيمَ الزُّهْرِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَحَدَّثَنَا هِلالُ بْنُ الْعَلاءِ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ فِي آخَرِينَ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ قَيْسٍ يَعْنِي ابْنَ أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - جِهَارًا غَيْرَ سِرٍّ يَقُولُ : أَلا إِنَّ آلَ أَبِي فُلانٍ لَيْسُوا لِي بِأَوْلِيَاءَ ، إِنَّمَا وَلِيِّي اللَّهُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ، حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ ، وَفَهْدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، قَالا : حَدَّثَنَا أَبُو الْعَاصِ مِنْ وَلَدِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَنْبَسَةُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ ، عَنْ بَيَانٍ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ ، عَنِ ابْنِ الْعَاصِ ، سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - ، يَقُولُ : إِنَّ بَنِي فُلانٍ ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ ، وَلِيِّي اللَّهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَكِنْ لَهُمْ رَحِمٌ أَبُلُّهَا بِبَلاهَا .
بَيَانُ تَهْوِينِ الْعَذَابِ عَلَى أَبِي طَالِبٍ بِشَفَاعَةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم
، وأنه تناله شفاعته بنجاه الله من النار ،
والكافر لا ينفعة معروفه إذا مات
209 عَنْ عَبْدِ
الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ ، عَن الْعَبَّاسِ
بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هَلْ نَفَعْتَ أَبَا طَالِبٍ بِشَيْءٍ ؟
فَإِنَّهُ قَدْ كَانَ يَحُوطُكَ وَيَغْضَبُ لِغَضَبِكَ ، قَالَ : نَعَمْ ، هُوَ
فِي ضَحْضَاحٍ مِنْ نَارٍ ، وَلَوْلا ذَلِكَ لَكَانَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ
النَّارِ ، حَدَّثَنَا الْبِرْتِيُّ الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا يَحْيَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ
عُمَيْرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ
بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، قَالَ : قُلْتُ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - :
مَاذَا أَغْنَيْتَ عَنْ عَمِّكَ ؟ . . . . . . وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِمِثْلِهِ ، حَدَّثَنَا هِلالُ بْنُ الْعَلاءِ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ ، عَنْ عُبَيْدِ
اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ
الْمُطَّلِبِ ، قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَذَكَرَ بِمِثْلِهِ
.
210 حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَمِّي ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ ،
عَنِ ابْنِ الْهَادِ وَحَدَّثَنَا السُّلَمِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ
ضِرَارٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ يَزِيدَ
بْنِ الْهَادِ وَحَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدُوسِ بْنِ كَامِلٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
ابْنُ أَبِي عُمَرَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنِ
ابْنِ الْهَادِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَبَّابٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ
الْخُدْرِيِّ ، أَنّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - : ذُكِرَ عِنْدَهُ عَمُّهُ
أَبُو طَالِبٍ ، فَقَالَ : لَعَلَّهُ يَنْفَعُهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُجْعَلَ فِي ضَحْضَاحٍ
مِنَ النَّارِ تَبْلُغُ كَعْبَيْهِ يَغْلِي مِنْهُ دِمَاغُهُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ حَرْبٍ الْمَدِينِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ
الزُّبَيْرِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ
الدَّرَاوَرْدِيُّ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهَادِ ،
بِإِسْنَادِهِ ، ذُكِرَ أَبُو طَالِبٍ عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -
بِمِثْلِهِ : مِنَ النَّارِ يَغْلِي مِنْهُ أُمُّ دِمَاغِهِ .
211 حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ
الدُّورِيُّ ، وَالصَّغَانِيُّ ، وَالصَّائِغُ بِمَكَّةَ 0 ، قَالُوا : حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ
أَبِي صَالِحٍ ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ،
أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : أَدْنَى أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا يُنْعَلُ بِنَعْلَيْنِ مِنْ نَارٍ يَغْلِي
دِمَاغُهُ مِنْ حَرَارَةِ نَعْلَيْهِ .
212 حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الصَّائِغُ بِمَكَّةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَفَّانُ وَحَدَّثَنَا أَبُو قَيْسٍ عَبْدُ الْبَرِّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَرَّانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُبَارَكِ الْبَصْرِيُّ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : أَهْوَنُ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا أَبُو طَالِبٍ وَفِي رِجْلَيْهِ نَعْلانِ مِنْ نَارٍ يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ ، وَحَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الدِّمَشْقِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، مِثْلَهُ .
213 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ وَحَدَّثَنَا
أَبُو قِلابَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ بَكَّارٍ وَحَدَّثَنَا أَبُو
أُمَيَّةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ الْهَرَوِيُّ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا
شُعْبَةُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ ، قَالَ :
قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : إِنَّ أَهْوَنَ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا رَجُلٌ
فِي أَخْمَصِ قَدَمَيْهِ جَمْرَتَانِ يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ ، حَدَّثَنَا
أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سَابِقٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْسٍ وَحَدَّثَنَا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ ، قَالَ
: سَمِعْتُ يَحْيَى
بْنَ مَعِينٍ ، يَقُولُ : عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْسٍ ثِقَةٌ ، عَنْ أَبِي
إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيِّ ، بِمِثْلِهِ وَزَادَ : كَغَلْيِ الْمِرْجَلِ .
214 حَدَّثَنَا أَبُو
أُمَيَّةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو
أُسَامَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ
بَشِيرٍ ، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - : إِنَّ أَهْوَنَ
أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ لَهُ نَعْلانِ مِنْ نَارٍ يَغْلِي
مِنْهُمَا دِمَاغُهُ كَمَا يَغْلِي الْمِرْجَلُ ، مَا يَرَى أَنَّ أَحَدًا أَشَدَّ
عَذَابًا مِنْهُ وَإِنَّهُ لأَهْوَنُهُمْ عَذَابًا .
215 حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَفَّانُ
، قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَحَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ
السِّجْزِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، أَنَّ رَجُلا
، قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَيْنَ أَبِي ؟ قَالَ : فِي النَّارِ ، قَالَ :
فَلَمَّا قَفَّى دَعَا بِهِ ، فَقَالَ : إِنَّ أَبِي وَأَبَاكَ فِي النَّارِ .
216 حَدَّثَنَا أَبُو
عِمْرَانَ مُوسَى بْنُ عِيسَى بْنِ حَرْبٍ بِصُورَ ، وَلَقَبُهُ مُوشٌ ، قَالَ
: حَدَّثَنَا عَفَّانُ
بْنُ مُسْلِمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ ،
عَنْ عَائِشَةَ ، أَنَّهَا قَالَتْ : قُلْتُ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - :
إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جُدْعَانَ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَقْرِي الضَّيْفَ
وَيَصِلُ الرَّحِمَ وَيَفُكُّ الْعَانِ وَيُحْسِنُ الْجِوَارَ ، فَأَثْنَيْتُ
عَلَيْهِ ، هَلْ نَفَعَهُ ذَلِكَ ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -
: لا إِنَّهُ لَمْ يَقُلْ يَوْمًا اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ
، حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ الْقَلُوسِيُّ الْبَصْرِيُّ ، قَالَ
: حَدَّثَنَا جَامِعُ
بْنُ حَمَّادٍ ، قَالَ : عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ ، عَنِ الأَعْمَشِ
بِإِسْنَادِهِ ، قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ ابْنَ جُدْعَانَ
بِمِثْلِهِ ، وَيَصِلُ الرَّحِمَ فَهَلْ يَنْفَعُهُ ذَلِكَ ، بِمِثْلِهِ ، اغْفِرْ
لِي يَوْمَ الدِّينِ ، لَمْ يَذْكُرْ فِيهِ خَطِيئَتِي وَقَوْلُهُ أَثْنَيْتُ
عَلَيْهِ فَقَطْ .
217 حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ ، وَجَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَطَّانُ الرقي ، قَالا : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ ، عَنْ دَاوُدَ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ مَسْرُوقٍ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ ابْنَ جُدْعَانَ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَصِلُ الرَّحِمَ وَيُطْعِمُ الْمِسْكِينَ ، فَهَلْ ذَاكَ نَافِعُهُ ؟ قَالَ : لا يَا عَائِشَةُ ، إِنَّهُ لَمْ يَقُلْ يَوْمًا رَبِّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ .
بَيَانُ أَنَّ السَّاعَةَ لا تَقُومُ مَا دَامَ فِي الأَرْضِ مَنْ يُوَحِّدُ الله
، وأن الاسلام يعز في جميع الارض ويعود إلى
المدينة كما بدأ منها ، والدليل على ذهاب الاسلام في الفتنة
218 حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ
بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ
ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : لا
تَقُومُ السَّاعَةُ عَلَى أَحَدٍ يَقُولُ : اللَّهَ اللَّهَ .
219 حَدَّثَنَا جَعْفَرُ
بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَحَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ الأَزْرَقُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شَاذَانُ ، قَالا :
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لا
يُقَالَ فِي الأَرْضِ : اللَّهَ اللَّهَ
220 حَدَّثَنَا عَبْدُ
الْمُؤْمِنِ بْنُ أَحْمَدَ الْجُنْدَيْسَابُورِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَهْلُ
بْنُ عُثْمَانَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ خَالِدٍ ، عَنْ عُبَيْدِ
اللَّهِ ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : إِنَّ الإِيمَانَ لَيَأْرِزُ
إِلَى الْمَدِينَةِ كَمَا تَأْرِزُ الْحَيَّةُ إِلَى جُحْرِهَا ، حَدَّثَنِي
إِبْرَاهِيمُ بْنُ دِيزِيلَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي
أُوَيْسٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَخِي ، عَنْ سُلَيْمَانَ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ
بْنِ عُمَرَ ، بِإِسْنَادٍ مِثْلِهِ ، حَدَّثَنَا الْمَيْمُونِيُّ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ
.
221 حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ
الدُّورِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ، وَحَدَّثَنَا
الصَّغَانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ وَحَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ الرَّقِّيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُوسَى
بْنُ مَرْوَانَ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ
، قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ كَيْسَانَ ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : بَدَأَ الإِسْلامُ غَرِيبًا
وَسَيَعُودُ غَرِيبًا فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ .
222 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ الطَّائِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
أَبُومُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، عَنْ حُذَيْفَةَ ،
قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - : أَحْصُوا لِي كَمْ تَلَفَّظَ الإِسْلامَ
؟ قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَتَخَافُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ مَا بَيْنَ
السِّتِّمِائَةِ إِلَى السَّبْعِمِائَةِ ؟ ! قَالَ : إِنَّكُمْ لا تَدْرُونَ لَعَلَّكُمْ تُبْتَلُونَ ، فَابْتُلِيَنَا
حَتَّى جَعَلَ الرَّجُلُ مِنَّا مَا يُصَلِّي إِلا سِرًّا ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
اللَّيْثِ الْمَرْوَزِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدَانُ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ ،
قِرَاءَةً عَنِ الأَعْمَشِ بِإِسْنَادِهِ ، قَالَ : بِمِثْلِهِ اكْتُبُوا لِي مَنْ يَلْفِظُ بِالإِسْلامِ ،
فَكَتَبْنَاهُمْ فَوَجَدْنَاهُمْ خَمْسَمِائَةٍ ، فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ
، أَتَخَافُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ خَمْسُمِائَةٍ ؟ .
223 وَحَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ
، قَالَ : حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ ،
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلْمَانَ الأَغَرِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : يَبْعَثُ اللَّهُ رِيحًا مِنَ الْيَمَنِ هِيَ أَلْيَنُ
مَسًّا مِنَ الْحَرِيرِ فَلا يَبْقَى أَحَدٌ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ
خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ إِلا قَبَضَتْ نَفْسَهُ .
بَيَانُ ثَوَابِ مَنْ آمَنَ بِمُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ أَهْلِ الكتاب
، وأن من أدرك منهم محمداً أو سمع به فلم يؤمن
به وبما أرسل به من أهل النار وأن عيسي علية السلام إذا نزل يحكم بكتاب الله وسنه
محمد صلي الله علية وسلم ويكون إمامهم من أمة محمد صلي الله علية وسلم
224 حَدَّثَنَا يُونُسُ
بْنُ حَبِيبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ
، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو بُرْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
- صلى الله عليه وسلم - : ثَلاثَةٌ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ : رَجُلٌ
كَانَتْ لَهُ أَمَةٌ فَأَدَّبَهَا فَأَحْسَنَ أَدَبَهَا ، وَعَلَّمَهَا فَأَحْسَنَ
تَعْلِيمَهَا ثُمَّ أَعْتَقَهَا فَتَزَوَّجَهَا ، وَرَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ
آمَنَ بِنَبِيِّهِ ثُمَّ أَدْرَكَ النَّبِيَّ فَآمَنَ بِهِ ، وَعَبْدٌ أَدَّى
حَقَّ اللَّهِ وَحَقَّ مَوَالِيهِ ، فَقَالَ الشَّعْبِيُّ لِلرَّجُلِ : قُمْ
فَقَدْ كَانَ يُرْحَلُ إِلَى الْمَدِينَةِ فِيمَا دُونَ هَذَا ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ
الْغَزِّيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ صَالِحٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ وَحَدَّثَنَا
الْحَسَنُ بْنُ عَفَّانَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ،
وَحَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَطِيَّةَ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ حَدَّثَنَا
أَبُو الْكَرَوَّسِ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ تَمَامٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
الْمُعَلَّى بْنُ الْوَلِيدِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مَرْوَانُ ، عَنِ الْفَضْلِ
بْنِ يَزِيدَ
، قَالَ : حَدَّثَنِي الشَّعْبِيُّ
بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ .
225 حَدَّثَنَا حَنْبَلُ
بْنُ إِسْحَاقَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو زُبَيْدٍ عَبْثَرٌ ، عَنْ مُطَرِّفٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ
أَبِي بُرْدَةَ ، عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ ، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ -
صلى الله عليه وسلم - : مَنْ كَانَتْ لَهُ جَارِيَةٌ فَأَعْتَقَهَا وَتَزَوَّجَهَا
كَانَ لَهُ أَجْرَانِ .
226 حَدَّثَنَا جَعْفَرُ
بْنُ أَبِي عُثْمَانَ الطَّيَالِسِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
الْمِنْهَالِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
شُعْبَةُ ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ ، عَنْ
أَبِي مُوسَى ، أَنّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : مَنْ كَانَتْ لَهُ
جَارِيَةٌ فَأَدَّبَهَا فَأَحْسَنَ تَأْدِيبَهَا ، ثُمَّ أَعْتَقَهَا
وَتَزَوَّجَهَا كَانَ لَهُ أَجْرَانِ .
227 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ
بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ ، قَالا : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، قَالَ :
أَنْبَا مَعْمَرٌ ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ
: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لا
يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ وَلا يَهُودِيٌّ وَلا نَصْرَانِيٌّ
وَمَاتَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ إِلا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ
النَّارِ .
228 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ، قَالَ : أنبا ابْنُ
وَهْبٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ ، أَنَّ أَبَا يُونُسَ حَدَّثَهُ
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ :
وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الأمة
يَهُودِيٌّ وَلا نَصْرَانِيٌّ ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ
بِهِ إِلا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ .
229 حَدَّثَنَا يُوسُفُ
بْنُ مُسْلِمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَحَدَّثَنَا
الْحِيرِيُّ أَبُو بَكْرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مَكِّيٌّ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ كِلاهُمَا ، قَالا : عَنِ ابْنِ
شِهَابٍ ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ ، يَقُولُ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمُ
ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا مُقْسِطًا يَكْسِرُ الصَّلِيبَ ، وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ ،
وَيُوضَعُ الْجِزْيَةُ وَيَفِيضُ الْمَالُ حَتَّى لا يَقْبَلَهُ أَحَدٌ
.
230 حَدَّثَنَا أَبُو
إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ وَحَدَّثَنَا
عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ ، قَالا : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ
بِإِسْنَادِهِ ، يُوشِكُ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمُ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا وَإِمَامًا
مُقْسِطًا فَيَكْسِرُ الصَّلِيبَ ، وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ ، وَيَضَعُ
الْجِزْيَةَ ، وَيَفِيضُ الْمَالُ حَتَّى لا يَقْبَلَهُ أَحَدٌ
.
231 حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنْ صَالِحٍ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ حَدَّثَهُ ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمُ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَدْلا فَيَكْسِرُ الصَّلِيبَ ، وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ ، وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ ، وَيَفِيضُ الْمَالُ حَتَّى لا يَقْبَلَهُ أَحَدٌ ، وَحَتَّى تَكُونَ السَّجْدَةُ الْوَاحِدَةُ خَيْرًا مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ، ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ : اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ : { وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ } [سورة النساء آية 159 ] ، أَخْبَرَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبِي وَحَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ أَحْمَدَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ كِلاهُمَا ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ ، بِمِثْلِ حَدِيثِ ابْنِ جُرَيْجٍ .
232 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي
مَرْيَمَ ، قَالَ : أنبا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ وَحَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ
أَبِي أُسَامَةَ ، قَالَ : ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعْدٍ
الْمَقْبُرِيُّ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ مِينَاءَ مَوْلَى ابْنِ أَبِي ذُبَابٍ ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ
: وَاللَّهِ
لَيَنْزِلَنَّ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَدْلا فَلَيَكْسِرَنَّ الصَّلِيبَ ،
وَلَيَقْتُلَنَّ الْخِنْزِيرَ ، وَلَيَضَعَنَّ الْجِزْيَةَ ، وَلَيَتْرُكَنَّ
الْقِلاصَ ، فَلا يَسْعَى عَلَيْهَا ، وَلَيَذْهَبَنَّ الشَّحْنَاءُ
وَالتَّبَاغُضُ وَالتَّحَاسُدُ ، وَلَيَدْعُوَنَّ إِلَى الْمَالِ فَلا يَقْبَلَهُ
أَحَدٌ ، حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، وَعَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ ، عَنْ
لَيْثِ بْنِ سَعْدٍ بِمِثْلِهِ .
233 أَخْبَرَنِي
الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبِي وَحَدَّثَنَا عِيسَى
بْنُ أَحْمَدَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ ، قَالا : حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ
، قَالَ : أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ ، عَنْ نَافِعٍ مَوْلَى أَبِي قَتَادَةَ ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا نَزَلَ فِيكُمُ
ابْنُ مَرْيَمَ وَإِمَامُكُمْ مِنْكُمْ .
234 حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ نَافِعٍ مَوْلَى
أَبِي قَتَادَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم
- قَالَ : كَيْفَ بِكُمْ إِذَا نَزَلَ فِيكُمُ ابْنُ مَرْيَمَ فَأَمَّكُمْ
مِنْكُمْ ، قَالَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ : يَعْنِي وَأَمَّكُمْ بِكِتَابِ رَبِّكُمْ
وَسُنَّةِ نَبِيِّكُمْ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - .
235 حَدَّثَنَا يُوسُفُ
بْنُ مُسْلِمٍ ، وَعَبَّاسٌ الدُّورِيُّ ، ومحمد بن إسماعيل الصائغ ، قَالُوا :
حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي
أَبُو الزُّبَيْرِ ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ، يَقُولُ
: سَمِعْتُ رَسُولَ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، يَقُولُ : لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي
يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، قَالَ :
فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ، فَيَقُولُ أَمِيرُهُمْ : تَعَالَى صَلِّ لَنَا
، فَيَقُولُ : لا إِنَّ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ أُمَرَاءَ لِتَكْرِمَةِ اللَّهِ
هَذِهِ الأُمَّةِ ، حَدَّثَنِي مُضَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو الْحَرَّانِيُّ ، قَالَ : قَرَأْنَا عَلَى مَعْقِلٍ ،
عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -
بِمِثْلِهِ .
بَيَانُ الآيَاتِ الثَّلاثِ الَّتِي مَنْ آمَنَ بَعْدَ خُرُوجِهَا لَمْ يُقْبَلْ مِنْهُ
، وأنه لم يبق أحد من الكفار يومئذ إلا آمن ورجع
عن كفره ، وصفته طلوع الشمس من مغربها ، ومستقرها ، وأنها لا تطلع كل يوم حتى
تستأذن
236 حَدَّثَنَا
الصَّغَانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
فُضَيْلُ بْنُ غَزْوَانَ ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ
النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : ثَلاثٌ إِذَا خَرَجْنَ لَمْ يَنْفَعْ
نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي
إِيمَانِهَا خَيْرًا : الدَّجَّالُ ، وَالدَّابَّةُ ، وَطُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ
مَغْرِبِهَا ، أَوْ مِنَ الْمَغْرِبِ .
237 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ يَحْيَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ
بْنُ أَبِي حَازِمٍ ، عَنِ الْعَلاءِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ،
قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - : اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا ،
فَإِذَا طَلَعَتْ آمَنَ النَّاسُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ ، فَيَوْمَئِذٍ لا يَنْفَعُ
نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي
إِيمَانِهَا خَيْرًا .
238 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الصَّائِغُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا خَالِدٌ ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، أَنّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : أَتَدْرُونَ أَيْنَ تَذْهَبُ هَذِهِ الشَّمْسُ ؟ قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : إِنَّهَا تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا تَحْتَ الْعَرْشِ فَتَخِرُّ سَاجِدَةً فَلا تَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يُقَالَ لَهَا : ارْتَفِعِي فَارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ ، فَتُصْبِحُ طَالِعَةً فِي مَطْلِعِهَا فَتَجْرِي لا يُنْكِرُ النَّاسُ مِنْهَا شَيْئًا ، فَيُقَالُ لَهَا : اطْلُعِي مِنْ مَغْرِبِكِ ، قَالَ : فَتُصْبِحُ طَالِعَةً مِنْ مَغْرِبِهَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : أَتَدْرُونَ أَيَّ يَوْمٍ ذَلِكَ ؟ قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : ذَاكَ يَوْمَ لا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ .
239 حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ رَجَاءٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ وَحَدَّثَنَا ابْنُ عَفَّانَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ ، قَالا : حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، قَالَ : كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - حِينَ وَجَبَتِ الشَّمْسُ ، فَقَالَ : يَا أَبَا ذَرٍّ ، أَيْنَ تَذْهَبُ الشَّمْسُ ؟ قُلْتُ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : فَإِنَّهَا تَذْهَبُ حَتَّى تَسْجُدَ بَيْنَ يَدَيْ رَبِّهَا فَتَسْتَأْذِنُ فِي الرُّجُوعِ فَيُؤْذَنَ لَهَا ، وَكَأَنَّهَا قَدْ قِيلَ لَهَا : ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ فَتَرْجِعُ إِلَى مَطْلِعِهَا فَذَلِكَ مُسْتَقَرُّهَا ، ثُمَّ قَرَأَ : { وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا } [سورة يس آية 38 ] ، وَهَذَا لَفْظُ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ ، حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى السَّابِرِيُّ ، وَأَبُو أُمَيَّةَ ، قَالا : حَدَّثَنَا مُحَاضِرٌ ، قَالا : حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ .
240 حَدَّثَنَا حَمْدَانُ بْنُ عَلِيٍّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ بِإِسْنَادِهِ ، كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْمَسْجِدِ عِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ ، قَالَ : يَا أَبَا ذَرٍّ ، أَتَدْرِي أَيْنَ تَغْرُبُ الشَّمْسُ ؟ بِمِثْلِهِ حَتَّى تَسْجُدَ تَحْتَ الْعَرْشِ عِنْدَ رَبِّهَا ، فَتَسْتَأْذِنُ فَيُؤْذَنَ لَهَا ، وَيُوشِكُ أَنَّ تَسْتَأْذِنُ فَلا يُؤْذَنُ لَهَا حَتَّى تَسْتَشْفِعَ وَتَطْلُبَ فَإِذَا طَالَ عَلَيْهَا قِيلَ لَهَا : أَنِ اطْلُعِي مَكَانَكِ ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ : { وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ } [سورة يس آية 38 ] .
بَيَانُ صِفَةِ مَبْعَثِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَأَنَّهُ أَكْثَرُ الأَنْبِيَاءِ تبعا
، والدليل على أنه قبل أن يوحي إليه كان مؤمنا
بالله ، وعلي أن أول ما أنزل من القران :اقرأ باسم ربك
241 حَدَّثَنَا الْحَسَنُ
بْنُ عَفَّانَ ، وَعَبَّاسٌ الدُّورِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ ، عَنْ زَائِدَةَ ، عَنِ
الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : مَا صَدَقَ نَبِيٌّ مَا صَدَقْتُ ، إِنَّ مِنَ
الأَنْبِيَاءِ لَمَنْ يَجِيءُ وَمَا تَبِعَهُ مِنْ أُمَّتِهِ إِلا رَجُلٌ وَاحِدٌ
.
242 حَدَّثَنَا عَلِيُّ
بْنُ حَرْبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْيَمَانِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ وَحَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ النَّهْرَتِيرِيُّ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ
هِشَامٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ ، عَنْ
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم
- : أَنَا أَكْثَرُ
الأَنْبِيَاءِ تَبَعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ يَقْرَعُ بَابَ
الْجَنَّةِ .
243 حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ
، وَابْنُ أَبِي الْحُنَيْنِ ، قَالا : حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ
غِيَاثٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ ، قَالَ :
قَالَ أَنَسٌ : بَيْنَمَا نَحْنُ ذَاتَ يَوْمٍ نَذْكُرُ الأَنْبِيَاءَ ، فَقَالَ
رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : أَنَا أَوَّلُ شَفِيعٍ فِي الْجَنَّةِ ، وَأَنَا أَكْثَرُ
الأَنْبِيَاءِ تَبَعًا ، وَإِنَّ مِنَ الأَنْبِيَاءِ مَنْ يَأْتِي اللَّهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
مَا مَعَهُ مُصَدِّقٌ إِلا رَجُلٌ وَاحِدٌ .
244 أَخْبَرَنَا يُونُسُ
بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ، قَالَ : أنبا ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي
اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ ، عَنْ
أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -
قَالَ : مَا مِنَ الأَنْبِيَاءِ مِنْ نَبِيٍّ إِلا وَقَدْ أُعْطِيَ مِنَ الآيَاتِ
مَا مِثْلُهُ آمَنَ عَلَيْهِ الْبَشَرُ ، وَإِنَّمَا كَانَ الَّذِي أُوتِيتُ
وَحْيًا أَوْحَاهُ اللَّهُ إِلَيَّ فَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَكْثَرَهُمْ تَابِعًا
يَوْمَ الْقِيَامَةِ .
245 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ، قَالَ : أنبا ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ ، أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَخْبَرَتْهُ ، أَنَّهَا قَالَتْ : كَانَ أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنَ الْوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّادِقَةُ فِي النَّوْمِ ، فَكَانَ لا يَرَى رُؤْيَا إِلا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ ، ثُمَّ حُبِّبَ إِلَيْهِ الْخَلاءُ فَكَانَ يَخْلُو بِغَارٍ يَتَحَنَّثُ فِيهِ وَهُوَ التَّعَبُّدُ بِاللَّيَالِي أُولاتِ الْعَدَدِ قَبْلَ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى أَهْلِهِ فَيَتَزَوَّدَ ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى خَدِيجَةَ فَيَتَزَوَّدُ لِمِثْلِهَا حَتَّى فَجَأَهُ الْحَقُّ وَهُوَ فِي غَارِ حِرَاءَ ، فَجَاءَهُ الْمَلَكُ ، فَقَالَ : اقْرَأْ ، فَقَالَ : مَا أَنَا بِقَارِئٍ ، قَالَ : فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي ، فَقَالَ : اقْرَأْ ، فَقُلْتُ : مَا أَنَا بِقَارِئٍ ، قَالَ : فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي ، فَقَالَ : اقْرَأْ ، فَقُلْتُ : مَا أَنَا بِقَارِئٍ ، فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي ، فَقَالَ : اقْرَأْ ، فَقُلْتُ : مَا أَنَا بِقَارِئٍ ، فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي ، فَقَالَ : { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ } [سورة العلقآية 1 - 5] ، فَرَجَعَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - تَرْجُفُ
بَوَادِرُهُ حَتَّى دَخَلَ عَلَى خَدِيجَةَ ، فَقَالَ : زَمِّلُونِي ، فَزَمَّلُوهُ حَتَّى ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ ، قَالَ لِخَدِيجَةَ : أَيْ خَدِيجَةُ مَالِي ؟ وَأَخْبَرَهَا الْخَبَرَ ، فَقَالَ : لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي ، فَقَالَتْ لَهُ خَدِيجَةُ : كَلا أَبْشِرْ وَاللَّهِ لا يَحْزُنُكَ اللَّهُ أَبَدًا ، وَاللَّهِ إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ ، وَتَصْدُقُ الْحَدِيثَ ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ ، وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ ، فَانْطَلَقَتْ خَدِيجَةُ حَتَّى أَتَتْ بِهِ وَرَقَةَ بْنَ نَوْفَلِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى ، وَهُوَ ابْنُ عَمِّ خَدِيجَةَ أَخِي أَبِيهَا ، وَكَانَ امْرَءًا تَنَصَّرَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، وَكَانَ يَكْتُبُ الْكِتَابَ الْعَرَبِيَّ وَيَكْتُبُ مِنَ الإِنْجِيلِ بِالْعَرَبِيَّةِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكْتُبَ ، وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا قَدْ عَمِيَ ، فَقَالَتْ لَهُ خَدِيجَةُ : أَيْ عَمِّ ، اسْمَعْ مِنَ ابْنِ أَخِيكَ ، فَقَالَ وَرَقَةُ بْنُ نَوْفَلٍ : يَا ابْنَ أَخِي ، مَاذَا تَرَى ؟ فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - خَبَرَ مَا رَأَى ، فَقَالَ لَهُ وَرَقَةُ : هَذَا النَّامُوسُ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَى مُوسَى ، يَا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعًا ، يَا لَيْتَنِي أَكُونُ حَيًّا حِينَ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : أَوَ مُخْرِجِيَّ هُمْ ؟ فَقَالَ وَرَقَةُ : نَعَمْ ، لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بِمَا جِئْتَ بِهِ إِلا عُودِي ، وَإِنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ أَنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا ، ثُمَّ لَمْ يَنْشَبْ وَرَقَةُ أَنْ تُوُفِّيَ وَفَتَرَ الْوَحْيُ فَتْرَةً حَتَّى حَزِنَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِيمَا بَلَغَنَا ، فَغَدَا مِنْ أَهْلِهِ مِرَارًا
لِكَيْ يَتَرَدَّى مِنْ رؤوسِ شَوَاهِقِ جِبَالِ الْحَرَمِ ،
فَكُلَّمَا أَوْفَى ذِرْوَةَ جَبَلٍ لِكَيْ يُلْقِيَ نَفْسَهُ تَبَدَّى لَهُ
جِبْرِيلُ ، فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، إِنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ حَقًّا ،
فَيَسْكُنُ لِذَلِكَ جَأْشُهُ وَتَقِرُّ نَفْسُهُ وَيَرْجِعُ ، فَإِذَا طَالَ
عَلَيْهِ فَتْرَةُ الْوَحْيِ غَدَا لِمِثْلِ ذَلِكَ فَإِذَا أَوْفَى عَلَى
ذِرْوَةِ جَبَلٍ تَبَدَّى لَهُ جِبْرِيلُ ، فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ
.
246 قَالَ ابْنُ شِهَابُ
: فَأَخْبَرَنِي أَبُو
سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ، أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ
اللَّهِ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يُحَدِّثُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ يُحَدِّثُ عَنْ فَتْرَةِ الْوَحْيِ ،
قَالَ فِي حَدِيثِهِ : فَبَيْنَا أَنَا أَمْشِي سَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ السَّمَاءِ ،
فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَإِذَا الْمَلَكُ الَّذِي جَاءَنِي بِحِرَاءَ جَالِسًا عَلَى
كُرْسِيٍّ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه
وسلم - : فَجَثَثْتُ مِنْهُ فَرَقًا ، فَرَجَعْتُ ، فَقُلْتُ : زَمِّلُونِي
زَمِّلُونِي ، فَدَثَّرُونِي ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ : { يَأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ وَثِيَابَكَ
فَطَهِّرْ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ } [سورة المدثرآية 1- 5] ،
وَهِيَ الأَوْثَانُ ، قَالَ : ثُمَّ تَتَابَعَ الْوَحْيُ .
247 قَالَ : فَأَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ ، قَالَ : وَقَدْ كَانَتْ خَدِيجَةُ تُوُفِّيَتْ قَبْلَ أَنْ يُفْرَضَ مِنَ الصَّلاةِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : أُرِيتُ لِخَدِيجَةَ بَيْتًا مِنْ قَصَبٍ لا سَخَبَ فِيهِ وَلا نَصَبَ ، وَهُوَ قَصَبُ اللُّؤْلُؤِ ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُسْلِمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ . بِهَذَا الإِسْنَادِ ، وَقَالَ : فَخَذِيتُ ، فَجَثَثْتُ مِنْهُ فَرَقًا ، حَتَّى هَوَيْتُ إِلَى الأَرْضِ ، قَالَ يُوسُفُ : فَخَذِيتُ : انْكَسَرَتْ ، وَجَثَثْتُ : ارْتَعَدْتُ ، وَتَابَعَ يُونُسُ عَلَى قَوْلِهِ : لا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا ، وَذَكَرَ قَوْلَ خَدِيجَةَ : أَيِ ابْنَ عَمِّ اسْمَعْ مِنَ ابْنِ أَخِيكَ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي الزُّهْرِيُّ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، بِإِسْنَادِهِ وَذَكَرَ الْحَدِيثَ نَحْوَ حَدِيثِ يُونُسَ ، وَقَالَ : فَأَنْزَلَ اللَّهُ : { يَأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ إِلَى قَوْلِهِ :وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ } [سورة المدثرآية 1 – 5 ] قَبْلَ أَنْ تُفْرَضَ الصَّلاةُ ، وَهِيَ الأَوْثَانُ ، وَقَالَ : فَجَثَثْتُ مِنْهُ كَمَا قَالَ عُقَيْلٌ ، قَالَ الزُّهْرِيُّ : فَأَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ يُحَدِّثُ عَنْ فَتْرَةِ الْوَحْيِ ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ ، وَقَالَ فِيهِ : فَجَثَثْتُ مِنْهُ رُعْبًا ، فَقُلْتُ : زَمِّلُونِي ، فَدَثَّرُونِي ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ : { يَأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ إِلَى قَوْلِهِ
: وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} [سورة المدثرآية 1 – 5 ] قَبْلَ أَنْ تُفْرَضَ
الصَّلاةُ وَهِيَ الأَوْثَانُ .
248 أَخْبَرَنِي
الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزِيدٍ الْعُذْرِيُّ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي
أَبِي ، قَالَ : أنبا الأَوْزَاعِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ ، قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا
سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ : أَيُّ الْقُرْآنِ أُنْزِلَ قَبْلُ ؟ فَقَالَ
: { يَأَيُّهَا
الْمُدَّثِّرُ } [سورة المدثر آية 1 ] ، قُلْتُ : أَوِ { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ } [سورة العلق آية 1 ] ، قَالَ : سَأَلْتُ
جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ، أَيُّ الْقُرْآنِ أُنْزِلَ قَبْلُ ؟ فَقَالَ
: { يَأَيُّهَا
الْمُدَّثِّر } [سورة المدثر آية 1 ُ ] ، قُلْتُ : أَوِ { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ } [سورة العلق آية 1 ] ، فَقَالَ : قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : إِنِّي جَاوَرْتُ بِحِرَى شَهْرًا ، فَلَمَّا
قَضَيْتُ جِوَارِي نَزَلْتُ فَاسْتَبْطَنْتُ الْوَادِيَ ، فَنُودِيتُ ، فَنَظَرْتُ
بَيْنَ يَدَيَّ ، وَخَلْفِي ، وَعَنْ يَمِينِي ، وَعَنْ شِمَالِي ، فَلَمْ أَرَ
شَيْئًا ، ثُمَّ نَظَرْتُ إِلَى السَّمَاءِ فَإِذَا هُوَ عَلَى الْعَرْشِ فِي
الْهَوَاءِ ، فَأَخَذَتْنِي وَحْشَةٌ ، فَأَتَيْتُ خَدِيجَةَ فَأَمَرْتُهُمْ
فَدَثَّرُونِي ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : { يَأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ
حَتَّى بَلَغَ : وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ } [سورة المدثر آية 1 - 4
] حَدَّثَنَا عَمَّارٌ
، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ وَحَدَّثَنَا أَبُو مُقَاتِلٍ ، قَالَ
: حَدَّثَنَا عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ ، قَالا : حَدَّثَنَا حَرْبُ بْنُ شَدَّادٍ وَحَدَّثَنَا
يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
هِشَامٌ وَحَدَّثَنَا الصَّائِغُ بِمَكَّةَ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبَانُ وَحَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ بْنُ سَيَّارٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ ، عَنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ وَحَدَّثَنَا يُونُسُ
بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ، وَالْكَيْسَانِيُّ ، قَالا : حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ ، كُلُّهُمْ
عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ .
249 حَدَّثَنَا أَبِي
رَحِمَهُ اللَّهُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَمَّارٍ ، قَالَ
: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ،
عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمُبَارَكِ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، نَحْوَهُ
بِهَذَا الإِسْنَادِ ، وَقَالَ فِيهِ : قَالَ جَابِرٌ : أَلا أُخْبِرُكَ بِمَا
حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، وَقَالَ فِي آخِرِهِ :
فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَرَأَيْتُ شَيْئًا فَجَثَثْتُ مِنْهُ ، فَأَتَيْتُ خَدِيجَةَ
، فَقُلْتُ : دَثِّرُونِي فَدَثَّرُونِي وَصَبُّوا عَلَيَّ مَاءً بَارِدًا إِلَى
آخِرِهِ .
250 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَيْمُونٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ ، عَنْ يَحْيَى ، قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، أَيُّ الْقُرْآنِ أُنْزِلَ قَبْلُ ؟ قَالَ : { يَأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ } [سورة المدثر آية 1] ، فَقُلْتُ : أَوِ { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ } [سورة العلق آية 1 ]فَقَالَ : سَأَلْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ ذَلِكَ ، فَقَالَ : { يَأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ 1 } [سورة المدثر آية] ، فَقُلْتُ : أَوِ { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ } [سورة العلق آية 1 ] فَقَالَ : أُحَدِّثُكُمْ بِمَا حَدَّثَنَا بِهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَقَالَ : جَاوَرْتُ بِحِرَاءَ شَهْرًا فَلَمَّا قَضَيْتُ جِوَارِي نَزَلْتُ فَاسْتَبْطَنْتُ بَطْنَ الْوَادِي ، قَالَ : فَنُودِيتُ فَنَظَرْتُ أَمَامِي وَخَلْفِي ، وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي ، فَلَمْ أَرَ أَحَدًا ، ثُمَّ نَظَرْتُ إِلَى السَّمَاءِ فَإِذَا هُوَ عَلَى الْكُرْسِيِّ فِي الْهَوَاءِ ، فَأَخَذَتْنِي رَجْفَةٌ شَدِيدَةٌ ، فَأَتَيْتُ خَدِيجَةَ فَأَمَرْتُهُمْ فَدَثَّرُونِي ، وَصَبُّوا عَلَيَّ الْمَاءَ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيَّ : { يَأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ وربَّكَ فَكَبِّرْ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ } [سورة المدثر آية 1 - 4] .
بَيَانُ غَسْلِ قَلْبِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِمَاءِ زَمْزَمَ
بَعْدَ ما أخرج من جوفة ثم خيط أثره وحشي إيمانا وحكمة ، وصفة البراق والمعراج
، والدليل على أن السماء بعضها فوق بعض ، وأن لها أبواباً وحجاباً ، وأنه عرج بنفس
النبي صلي الله علية وسلم لا بروحه ، وأن الانبياء يرفعون إلى السماء بعد موتهم ،
والدليل على أن النبي صلي الله علية وسلم في صباه إلى أن أوحي إليه مؤمناً مهتديا
251 حَدَّثَنَا عَمَّارُ
بْنُ رَجَاءٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ
مَالِكٍ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه
وسلم - قَالَ : بَيْنَا أَنَا بَيْنَ النَّائِمِ وَالْيَقْظَانِ إِذْ
سَمِعْتُ قَائِلا يَقُولُ : أَحَدُ الثَّلاثَةِ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ ، فَأُتِيتُ بِطَسْتٍ
مُلِئَ حِكْمَةً وَإِيمَانًا ، فَشُقَّ مِنَ النَّحْرِ إِلَى مَرَاقِ الْبَطْنِ ،
ثُمَّ أُخْرِجَ الْقَلْبُ فَغُسِلَ بِمَاءِ زَمْزَمَ وَمُلِئَ حِكْمَةً
وَإِيمَانًا ، وَأُتِيتُ بِدَابَّةٍ دُونَ الْبَغْلِ وَفَوْقَ الْحِمَارِ أَبْيَضَ
يُقَالُ لَهُ الْبُرَاقُ ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ .
252 حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ وَحَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ ، قَالَ : أنبا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ ، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : بَيْنَا أَنَا عِنْدَ الْبَيْتِ بَيْنَ النَّائِمِ وَالْيَقْظَانِ إِذْ سَمِعْتُ قَائِلا يَقُولُ : أَحَدُ الثَّلاثَةِ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ ، قَالَ : فَأُتِيتُ فَانْطُلِقَ بِي ، ثُمَّ أُتِيتُ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ فِيهَا مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ ، فَشُرِحَ صَدْرِي إِلَى كَذَا وَكَذَا ، قَالَ قَتَادَةُ : قُلْتُ لِلَّذِي مَعِي مَا يَعْنِي ؟ قَالَ : قَالَ : إِلَى أَسْفَلِ بَطْنِي فَاسْتُخْرِجَ قَلْبِي فَغُسِلَ بِمَاءِ زَمْزَمَ ، ثُمَّ أُعِيدَ مَكَانَهُ فَحُشِيَ إِيمَانًا وَحِكْمَةً ، ثُمَّ أُتِيتُ بِدَابَّةٍ أَبْيَضَ ، يُقَالُ لَهُ : الْبُرَاقُ فَوْقَ الْحِمَارِ دُونَ الْبَغْلِ ، فَحُمِلْتُ عَلَيْهِ ، ثُمَّ انْطَلَقْنَا حَتَّى أَتَيْنَا السَّمَاءَ الدُّنْيَا ، ثُمَّ اسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ ، فَقِيلَ : مَنْ هَذَا ؟ قَالَ : جِبْرِيلُ ، قِيلَ : وَمَنْ مَعَكَ ؟ قَالَ : مُحَمَّدٌ ، قَالُوا : أَوَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالُوا : مَرْحَبًا بِهِ ، وَلَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ ، فَفُتِحَ لِي فَأَتَيْتُ عَلَى آدَمَ ، فَقُلْتُ : يَا جِبْرِيلُ مَنْ هَذَا ؟ قَالَ : هَذَا أَبُوكَ آدَمُ ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ، فَقَالَ : مَرْحَبًا بِالابْنِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ ، ثُمَّ انْطَلَقْنَا حَتَّى أَتَيْنَا السَّمَاءَ
الثَّانِيَةَ : فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ فَقِيلَ : مَنْ هَذَا ؟ قَالَ : جِبْرِيلُ ، قِيلَ : وَمَنْ مَعَكَ ؟ قَالَ : مُحَمَّدٌ ، قِيلَ : أَوَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالُوا : مَرْحَبًا بِهِ ، وَلَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ ، فَفُتِحَ لَنَا ، فَأَتَيْتُ عَلَى يَحْيَى ، وَعِيسَى ، فَقُلْتُ : يَا جِبْرِيلُ مَنْ هَذَانِ ؟ قَالَ : هَذَانِ يَحْيَى ، وَعِيسَى ، قَالَ : وَأَحْسَبُهُ ، قَالَ : ابْنَا الْخَالَةِ ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِمَا ، فَقَالا : مَرْحَبًا بِالأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ ، ثُمَّ انْطَلَقْنَا حَتَّى أَتَيْنَا السَّمَاءَ الثَّالِثَةَ : فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ ، فَقِيلَ : مَنْ هَذَا ؟ قَالَ : جِبْرِيلُ ، قِيلَ : وَمَنْ مَعَكَ ؟ قَالَ : مُحَمَّدٌ ، قِيلَ : وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالُوا : مَرْحَبًا بِهِ ، وَلَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ فَفُتِحَ لَنَا ، فَأَتَيْتُ عَلَى يُوسُفَ ، فَقُلْتُ : يَا جِبْرِيلُ مَنْ هَذَا ؟ قَالَ : هَذَا أَخُوكَ يُوسُفُ ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ، فَقَالَ : مَرْحَبًا بِالأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ ، ثُمَّ انْطَلَقْنَا حَتَّى أَتَيْنَا السَّمَاءَ الرَّابِعَةَ : فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ فَقِيلَ : مَنْ هَذَا ؟ قَالَ : جِبْرِيلُ ، قِيلَ : وَمَنْ مَعَكَ ؟ قَالَ : مُحَمَّدٌ ، قِيلَ : وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ ، قَالَ : نَعَمْ ، قَالُوا : مَرْحَبًا بِهِ ، وَلَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ ، فَفُتِحَ لَنَا ، فَأَتَيْتُ عَلَى إِدْرِيسَ ، فَقُلْتُ : يَا جِبْرِيلُ مَنْ هَذَا ؟ قَالَ : أَخُوكَ إِدْرِيسُ ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ، فَقَالَ : مَرْحَبًا بِالأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ ، قَالَ : قَالَ : فَكَانَ قَتَادَةُ يَقْرَأُ عِنْدَهَا : { وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا } [سورة مريم آية 57] ، ثُمَّ
انْطَلَقْنَا حَتَّى أَتَيْنَا السَّمَاءَ الْخَامِسَةَ : فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ ، فَقِيلَ : مَنْ هَذَا ؟ قَالَ : جِبْرِيلُ ، قِيلَ : وَمَنْ مَعَكَ ؟ قَالَ : مُحَمَّدٌ ، قَالَ : وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالُوا : مَرْحَبًا بِهِ ، وَلَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ ، فَفُتِحَ لَنَا ، فَأَتَيْتُ عَلَى هَارُونَ ، فَقُلْتُ : يَا جِبْرِيلُ مَنْ هَذَا ؟ قَالَ : أَخُوكَ هَارُونُ ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ، فَقَالَ : مَرْحَبًا بِالأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ ، ثُمَّ انْطَلَقْنَا حَتَّى أَتَيْنَا إِلَى السَّمَاءِ السَّادِسَةِ : فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ ، فَقِيلَ : مَنْ هَذَا ؟ قَالَ : جِبْرِيلُ ، قِيلَ : وَمَنْ مَعَكَ ؟ قَالَ : مُحَمَّدٌ ، قِيلَ : أَوَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالُوا : مَرْحَبًا بِهِ ، وَلَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ ، فَفُتِحَ لَنَا ، فَأَتَيْتُ عَلَى مُوسَى ، فَقُلْتُ : يَا جِبْرِيلُ مَنْ هَذَا ؟ قَالَ : هَذَا أَخُوكَ مُوسَى ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ، فَقَالَ : مَرْحَبًا بِالأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ ، فَلَمَّا جَاوَزْتُهُ بَكَى ، قِيلَ : وَمَا يُبْكِيكَ ؟ قَالَ : رَبِّ هَذَا غُلامٌ بَعَثَتْهُ بَعْدِي يَدْخُلُ مِنْ أُمَّتِهِ الْجَنَّةَ أَكْثَرُ مِمَّا يَدْخُلُ مِنْ أُمَّتِي ، ثُمَّ انْطَلَقْنَا حَتَّى أَتَيْنَا السَّمَاءَ السَّابِعَةَ : فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ ، فَقِيلَ : مَنْ هَذَا ؟ قَالَ : جِبْرِيلُ ، قِيلَ : وَمَنْ مَعَكَ ؟ قَالَ : مُحَمَّدٌ ، قَالُوا : وَقَدْ بُعِثَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالُوا : مَرْحَبًا بِهِ ، وَلَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ ، فَفُتِحَ لَنَا ، فَأَتَيْتُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ ، فَقُلْتُ : يَا جِبْرِيلُ مَنْ هَذَا ؟ قَالَ : أَبُوكَ إِبْرَاهِيمُ ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ، فَقَالَ : مَرْحَبًا بِالابْنِ الصَّالِحِ
وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ ، ثُمَّ رُفِعَ لَنَا الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ يَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ إِذَا خَرَجُوا مِنْهُ لَمْ يَعُودُوا فِيهِ آخِرَ مَا عَلَيْهِمْ ، ثُمَّ رُفِعَتْ لَنَا السِّدْرَةُ الْمُنْتَهَى ، فَحَدَّثَ نَبِيُّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : أَنَّ وَرَقَهَا مِثْلُ آذَانِ الْفِيَلَةِ ، وَأَنَّ نَبْقَهَا مِثْلُ قِلالِ هَجَرَ ، وَحَدَّثَ نَبِيُّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : أَنَّهُ رَأَى أَرْبَعَةَ أَنْهَارٍ يَخْرُجْنَ مِنْ أَصْلِهَا : نَهْرَانِ بَاطِنَانِ ، وَنَهْرَانِ ظَاهِرَانِ ، فَقُلْتُ : يَا جِبْرِيلُ مَا هَذِه الأَنْهَارُ ؟ قَالَ : أَمَّا النَّهْرَانِ الْبَاطِنَانِ : فَنَهَرَانِ فِي الْجَنَّةِ ، وَأَمَّا النَّهْرَانِ الظَّاهِرَانِ : فَالنِّيلُ وَالْفُرَاتُ ، قَالَ : ثُمَّ أُتِيتُ بِإِنَائَيْنِ : أَحَدُهُمَا لَبَنٌ ، وَالآخَرُ خَمْرٌ ، فَاخْتَرْتُ اللَّبَنَ ، فَقِيلَ لِي : أَصَبْتَ أَصَابَ اللَّهُ بِكَ وَأُمَّتُكَ عَلَى الْفِطْرَةِ ، وَفُرِضَتْ عَلَيَّ خَمْسُونَ صَلاةٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ ، فَأَتَيْتُ عَلَى مُوسَى ، فَقَالَ : بِمَا أُمِرْتَ ؟ قُلْتُ : فُرِضَتْ عَلَيَّ خَمْسُونَ صَلاةً كُلَّ يَوْمٍ ، قَالَ : إِنِّي قَدْ بَلَوْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ وَعَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ الْمُعَالَجَةِ ، وَإنَّ أُمَّتَكَ لا تُطِيقُ ذَلِكَ ، فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَسَلْهُ التَّخْفِيفَ لأُمَّتِكَ ، قَالَ : فَرَجَعْتُ إِلَى رَبِّي فَحَطَّ عَنِّي خَمْسًا ، ثُمَّ أَتَيْتُ عَلَى مُوسَى ، فَقَالَ : بِمَا أُمِرْتَ ؟ قُلْتُ : حَطَّ عَنِّي خَ