من 5321 الي 5909 .
مج15. من كتاب : مستخرج أبي عوانة
المؤلف : يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم أبو عوانة
الإسفراينى النيسابورى
فَأَرْضِهِ مِنْ حَقِّهِ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لاهَا اللهِ إِذًا لا يَعْمِدُ إِلَى أَسَدٍ مِنْ أُسْدِ اللَّهِ يُقَاتِلُ، عَنِ اللَّهِ وَعَنْ رَسُولِهِ فَيُعْطِيَكَ سَلَبَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: صَدَقَ أَعْطِهِ إِيَّاهُ، فَأَعْطَانِي، فَبِعْتُ الدِّرْعَ، فَابْتَعْتُ بِهِ مَخْرَفًا فِي بَنِي سَلَمَةَ، فَإِنَّهُ لأَوَّلُ مَالٍ تَأَثَّلْتُهُ فِي الإِسْلامِ، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: أنبأ الشَّافِعِيُّ، قَالَ: أنبأ مَالِكٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ كَثِيرِ بْنِ أَفْلَحَ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ، مَوْلَى أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ الأَنْصَارِيِّ، بِمِثْلِهِ: عَلَى حَبْلِ عَاتِقِهِ ضَرْبَةً، قَالَ: فَقُلْتُ: مَا بَالُ النَّاسِ؟ وَقَالَ: فَاقْتَصَصْتُ عَلَيْهِ الْقِصَّةَ، وَسَلَبُ ذَلِكَ الْقَتِيلِ عِنْدِي، فَأَرْضِهِ مِنْهُ، فَأَعْطَانِيهِ، فَبَعَثَ الدِّرْعَ، فَابْتَعْتُ بِهِ مَخْرَفًا فِي بَنِي سَلِمَةَ، فَإِنَّهُ أَوَّلُ مَالٍ تَأَثَّلْتُهُ فِي الإِسْلامِ، بِمِثْلِهِ، قَالَ الشَّافِعِيُّ: هَذَا حَدِيثٌ ثَابِتٌ مَعْرُوفٌ عِنْدَنَا، وَالَّذِي لا شَكَّ فِيهِ أَنْ يُعْطَى السَّلَبَ مَنْ قَتَلَ، وَالْمُشْرِكُ مُقْبِلٌ يُقَاتِلُ مِنْ أَيِ جِهَةٍ قَتَلَهُ مُبَارَزَةً أَوْ غَيْرَ مُبَارَزَةٍ، وَلَمْ يُحْفَظْ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ أَعْطَى أَحَدًا قَتَلَ مُوَلِّيًا بِسَلَبِ مَنْ قَتَلَهُ.
5321 حَدَّثَنَا يُوسُفُ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ كَثِيرِ بْنِ أَفْلَحَ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ، مَوْلَى أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ يَوْمَ حُنَيْنٍ: مَنْ أَقَامَ بَيِّنَةً عَلَى قَتِيلٍ أَنَّهُ قَتَلَهُ فَلَهُ سَلَبُهُ، بِطُولِهِ، وَفِي حَدِيثِ اللَّيْثِ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ: كَلا، لا يُعْطِهِ أُضَيْبِعَ مِنْ قُرَيْشٍ، وَنَدَعُ أَسَدًا مِنْ أُسْدِ اللَّهِ.
5322 حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو وَحَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ كَثِيرِ بْنِ أَفْلَحَ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، أَنَّهُ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ حُنَيْنٍ، فَلَمَّا جَلَسَ النَّاسُ إِلَيْهِ، قَالَ: مَنْ قَتَلَ قَتِيلا، وَأَقَامَ عَلَيْهِ بَيِّنَةً فَلَهُ سَلَبُهُ، فَنَهَضْتُ نَهْضَةً، ثُمَّ ذَكَرْتُ أَنَّهُ لَيْسَتْ لِي بَيِّنَةٌ فَجَلَسْتُ، وَقَدْ كَانَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَرَجُلٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ مَشْيًا أَحَدُهُمَا إِلَى الآخَرِ، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ مِنْ خَلْفِ الْمُسْلِمِ فَرَفَعَ يَدَهُ لِيَضْرِبَهُ فَضَرَبْتُهُ، فَقُطِعَتْ يَدُهُ، ثُمَّ ضَرَبْتُهُ أُخْرَى عَلَى عَاتِقِهِ فَقَتَلْتُهُ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَيْضًا: مَنْ قَتَلَ قَتِيلا، وَأَقَامَ عَلَيْهِ بَيِّنَةً فَلَهُ سَلَبُهُ، فَنَهَضْتُ، ثُمَّ جَلَسْتُ، فَقَالَ: مَا لَكَ يَا أَبَا قَتَادَةَ؟، فَحَدَّثْتُهُ الَّذِي كَانَ مِنْ أَمْرِي، وَأَنَّهُ لَيْسَتْ لِي بَيِّنَةٌ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: أَنَا سَلَبْتُ هَذَا الرَّجُلَ الَّذِي يَقُولُ فَأَرْضِهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مِنْ سَلَبِهِ، فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: لا تُرْضِهِ مِنْ سَلَبِهِ، أَيَعْمَدُ أَحَدُكُمْ إِلَى سَلَبِ رَجُلٍ قَتَلَهُ أَسَدٌ مِنْ آسادِ اللَّهِ يُقَاتِلُ عَنِ اللَّهِ، وَعَنْ رَسُولِهِ فَتَأْخُذُهُ؟ ثُمَّ تَقُولُ: أَرْضِهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مِنْهُ، لَعَمْرِي لا تُرْضِهِ مِنْهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: صَدَقَ فَأَعْطِهِ سَلَبُهُ، فَأَخَذْتُ سَلَبَهُ
فَاشْتَرَيْتُ
بِهِ مَخْرَطًا أَوْ مَخْرَفًا، فَإِنَّهُ أَوَّلُ مَالٍ اتَّخَذْتُهُ مِنْ ذَلِكَ
السَّلَبِ، حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُرَيْحُ بْنُ
النُّعْمَانِ، قَالَ : حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ،
عَنْ عُمَرَ بْنِ كَثِيرِ بْنِ أَفْلَحَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ
الأَنْصَارِيُّ، وَكَانَ جَلِيسًا لأَبِي قَتَادَةَ، قَالَ: كَانَ أَبُو قَتَادَةَ
يَذْكُرُ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِنَحْوِ حَدِيثِ الْفَزَارِيِّ، عَنِ
ابْنِ عُيَيْنَة.
5323 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالَ:
أنبأ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ كَثِيرِ
بْنِ أَفْلَحَ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ -
صلى الله عليه وسلم - نَفَّلَ أَبَا قَتَادَةَ سَلَبَ قَتِيلٍ قَتَلَهُ، قَالَ
هُشَيْمٌ: الْمَخْرَفُ: النَّخْلُ، قَالَ يُونُسُ: أَبُو مُحَمَّدٍ مَوْلَى أَبِي
قَتَادَةَ اسْمُهُ نَافِعٌ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى: نَافِعٌ الأَقْرَعُ
وَكَانَ جَلِيسًا لأَبِي قَتَادَةَ، وَبَعْضُ النَّاسِ يَقُولُ: مَوْلَى بَنِي
غِفَارٍ .
بَيَانُ الإبَاحَةِ لِلإِمَامِ إِذَا قَتَلَ رَجُلانِ قَتِيلا أَنْ يعْطِيَ سَلَبَ الْمَقْتُولِ أحدهما دون الآخر
5324 حَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الْمَاجِشُونِ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: بَيْنَا أَنَا وَاقِفٌ فِي الصَّفِّ يَوْمَ بَدْرٍ نَظَرْتُ عَنْ يَمِينِي، وَعَنْ شِمَالِي، فَإِذَا أَنَا بَيْنَ غُلامَيْنِ مِنَ الأَنْصَارِ حَدِيثَةٌ أَسْنَانُهُمَا، تَمَنَّيْتُ أَنْ أَكُونَ بَيْنَ أَضْلَعَ مِنْهُمَا، فَغَمَزَنِي أَحَدُهُمَا، فَقَالَ: يَا عَمِّ هَلْ تَعْرِفُ أَبَا جَهْلٍ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، وَمَا حَاجَتُكَ إِلَيْهِ يَا ابْنَ أَخِي؟ قَالَ: أُخْبِرْتُ أَنَّهُ يَسُبُّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَئِنْ رَأَيْتُهُ لا يفَارِقُ سِوَادِي سَوَادَهُ، حَتَّى يَمُوتَ الأَعْجَلُ مِنَّا، قَالَ: فَتَعَجَّبْتُ لِذَلِكَ، فَغَمَزَنِي الآخَرُ، فَقَالَ مِثْلَهَا، فَلَمْ أَنْشَبْ أَنْ نَظَرْتُ إِلَى أَبِي جَهْلٍ يَزُولُ فِي النَّاسِ، فَقُلْتُ: أَلا تَرَيَانِ هَذَا صَاحِبُكُمُ الَّذِي تَسْأَلانِ عَنْهُ، فَابْتَدَرَاهُ بِسَيْفَيْهِمَا فَضَرَبَاهُ حَتَّى قَتَلاهُ، ثُمَّ انْصَرَفَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَأَخْبَرَاهُ، فَقَالَ: أَيُّكُمَا قَتَلَهُ؟، فَقَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا: أَنَا قَتَلْتُهُ، فَقَالَ: هَلْ مَسَحْتُمَا سَيْفَيْكُمَا؟، فَقَالا: لا فَنَظَرَ فِي سَيْفَيْهِمَا، فَقَالَ: كِلاكُمَا قَتَلَهُ، وَقَضَى سَلَبَهُ لِمُعَاذِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، زَادَ عَفَّانُ وَمُسَدَّدٌ: وَهُمَا مُعَاذُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ، وَمُعَاذُ بْنُ عَفْرَاءَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ حَيَّوَيْهِ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، قَالَ : حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الْمَاجِشُونِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: بَيْنَا أَنَا وَاقِفٌ فِي الصَّفِّ يَوْمَ بَدْرٍ إِذْ نَظَرْتُ فَذَكَرَ مِثْلَهُ سَوَاءً، حَدَّثَنَا يُوسُفُ الْقَاضِي، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ الْمَاجِشُونُ، قَالَ : حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، مِثْلَهُ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَيَّارٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ : حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الْمَاجِشُونِ، مِثْلَهُ، إِلَى قَوْلِهِ: عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ كَثِيرٍ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الأَصْبَغِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ يَحْيَى الْحَرَّانِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحِيمِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَدْرَكْتُ أَبَا جَهْلٍ يَوْمَ بَدْرٍ صَرِيعًا، فَقُلْتُ: أَيْ عَدُوَّ اللَّهِ ! هَلْ أَخْزَاكَ اللَّهُ؟ قَالَ: وَبِمَ أَخْزَانِي، عَمْدًا مِنْ رَجُلٍ قَتَلْتُمُوهُ؟ وَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَفِيهِ فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَأَخْبَرْتُهُ.
5325 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أنبأ عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - هَوَازِنَ، فَبَيْنَا نَحْنُ نَتَضَحَّى مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَفِينَا ضَعَفَةٌ وَرِقَّةٌ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ عَلَى بَعِيرٍ لَهُ أَحْمَرَ، فَأَطْلَقَ حَبْلا مِنْ حَقَبِهِ، وَجَاءَ وَجَلَسَ مَعَ الْقَوْمِ، فَأَكَلَ فَلَمَّا رَأَى ضَعَفَةَ الْقَوْمِ، خَرَجَ يَعْدُو إِلَى جَمَلِهِ، قَالَ: وَكَانَ طَلِيعَةً لِلْكُفَّارِ، فَأَطْلَقَ قَيْدَهُ، ثُمَّ قَعَدَ عَلَيْهِ، فَخَرَجَ فَجَعَلَ يَرْكُضُهُ، وَخَرَجَ النَّاسُ عَلَى أَرْجُلِهِمْ فِي إِثْرِهِ، قَالَ: فَخَرَجْتُ أَنَا وَرَجُلٌ مِنْ أَسْلَمَ، وَهُوَ عَلَى نَاقَةٍ وَرْقَاءَ، قَالَ: فَأَنَا عِنْدَ وَرِكِ النَّاقَةِ وَرَأْسُ النَّاقَةِ عِنْدَ وَرِكِ جَمَلِ الطَّلِيعَةِ، قَالَ: فَأَخَذْتُ بِخِطَامِ الْجَمَلِ، فَقُلْتُ: أَخٍ أَخٍ، فَمَا عَدَا أَنْ وَضَعَ رُكْبَتهُ إِلَى الأَرْضِ، فَأَضْرِبُ رَأْسَ الطَّلِيعَةِ، فَنَدَرَ، ثُمَّ جِئْتُ بِرَاحِلَتِهِ أَقُودُهَا، فَاسْتَقْبَلَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: مَنْ قَتَلَهُ؟ قَالَ: ابْنُ الأَكْوَعِ، فَقَالَ: لَهُ سَلَبُهُ أَجْمَعُ .
5326 حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا قُرَادٌ أَبُو نُوحٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذْ جَاءَ رَجُلٌ شَابٌّ فَنَزَعَ طَلَقًا مِنْ حَقَبِ بَعِيرِهِ، فَقَيَّدَهُ ثُمَّ تَقَدَّمَ فَتَغَدَّى مَعَ الْقَوْمِ، فَلَمَّا رَأَى فِيهِمْ ضَعَفَةً وَرِقَّةً مِنَ الظَّهْرِ، خَرَجَ يَشْتَدُّ حَتَّى أَتَى بَعِيرَهُ فَأَنَاخَهُ، ثُمَّ قَعَدَ عَلَيْهِ فَرَكَضَهُ، فَتَبِعَهُ رَجُلٌ مِنْ أَسْلَمَ عَلَى نَاقَةٍ وَرْقَاءَ، هِيَ أَنْزَلَ ظَهْرِ الْقَوْمِ، قَالَ: وَخَرَجْتُ أَشْتَدُّ حَتَّى لَحِقْتُ بِالنَّاقَةِ، ثُمَّ تَقَدَّمْتُ حَتَّى أَخَذْتُ بِخِطَامِ الْبَعِيرِ، ثُمَّ أَنَخْتُهُ، فَلَمَّا وَضَعَ رُكْبَتَيْهِ فِي الأَرْضِ اخْتَرَطْتُ سَيْفِي فَضَرَبْتُهُ فَنَدَرَ رَأْسَهُ، ثُمَّ جِئْتُ بِالْجَمَلِ وَرَحْلِهِ وَأَدَاتِهِ وَسَيْفِهِ أَقُودُهُ، فَاسْتَقْبَلَنِي النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: مَنْ قَتَلَ الرَّجُلَ؟ قَالُوا: ابْنُ الأَكْوَعِ قَالَ: لَهُ سَلَبُهُ أَجْمَعُ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، قَالَ : حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ الْيَمَامِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - هَوَازِنَ، قَالَ: فَبَيْنَا نَحْنُ نَتَضَحَّى إِذْ جَاءَ رَجُلٌ عَلَى جَمَلٍ أَحْمَرَ فَانْتَزَعَ طَلَقًا مِنْ حَقَبِ الْبَعِيرِ، فَقَيَّدَ بِهِ بَعِيرَهُ، ثُمَّ جَاءَ يَمْشِي حَتَّى قَعَدَ مَعَنَا يَتَغَدَّى، فَنَظَرَ فِي الْقَوْمِ فَإِذَا ظَهْرُهُمْ فِيهِ رِقَّةٌ، وَأَكْثَرُهُمْ
مُشَاةٌ،
فَلَمَّا نَظَرَ إِلَى الْقَوْمِ خَرَجَ يَعْدُو فَأَتَى بَعِيرَهُ فَقَعَدَ
عَلَيْهِ، فَخَرَجَ يَرْكُضُهُ، وَهُوَ طَلِيعَةٌ لِلْكُفَّارِ، فَاتَّبَعَهُ
رَجُلٌ مِنْ أَسْلَمَ عَلَى نَاقَةٍ لَهُ وَرْقَاءَ، قَالَ إِيَاسٌ: قَالَ أَبِي:
فَأَتْبَعْتُهُ أَعْدُو عَلَى رِجْلَيَّ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
5327 حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي رَجَاءٍ، قَالَ :
حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ،
عَنْ إِيَاسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:
خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -
فِي غَزَاةٍ لَهُ، فَنَزَلْنَا مَنْزِلا يَتَضَحَّوْنَ، فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ
عَلَى بَعِيرٍ لَهُ فَعَقَلَهُ، فَرَأَى فِي الْقَوْمِ رِقَّةً، فَعَادَ إِلَى
بَعِيرِهِ فَرَكِبَهُ، فَتَبِعَهُ رَجُلٌ مِنْ أَسْلَمَ عَلَى نَاقَةٍ لَهُ، وَاتَّبَعْتُهُ،
فَتَقَدَّمَنِي فَصَارَ عِنْدَ عَجُزِ الْبَعِيرِ، وَصِرْتُ عِنْدَ عَجُزِ النَّاقَةِ،
ثُمَّ تَقَدَّمْتُهُ فَصِرْتُ عِنْدَ عَجُزِ الْبَعِيرِ، ثُمَّ تَقَدَّمْتُهُ
فَصِرْتُ عِنْدَ عُنُقِهِ، قَالَ:
فَقُلْتُ بِخِطَامِهَا أَخٍ، فَلَمَّا أَهْوَى
بِيَدَيْهِ عَلَى الأَرْضِ، ضَرَبْتُ عُنُقَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى
الله عليه وسلم -: مَنْ قَتَلَ الرَّجُلَ؟، فَقَالُوا: سَلَمَةُ بْنُ الأَكْوَعِ،
قَالَ: لَهُ السَّلَبُ كُلُّهُ.
5328 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، وَعَلِيُّ بْنُ سَهْلٍ،
وَأَبُو أُمَيَّةَ، قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو
الْعُمَيْسِ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَتَى رَسُولَ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَيْنُ الْمُشْرِكِينَ وَهُوَ فِي سَفَرٍ، قَالَ:
فَجَلَسَ، فَتَحَدَّثَ عِنْدَ أَصْحَابِهِ ثُمَّ انْسَلَّ، فَقَالَ رَسُولُ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -:
اطْلُبُوهُ فَاقْتُلُوهُ، قَالَ: فَسَبَقْتُهُمْ
إِلَيْهِ فَقَتَلْتُهُ، وَأَخَذْتُ سَلَبَهُ فَنَفَّلَنِيهِ إِيَّاهُ.
5329 حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ،
وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، قَالا: حدثنا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، قَالَ:
أنبأ أَبُو عُمَيْسٍ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:
جَاءَ عَيْنُ الْمُشْرِكِينَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ
يَأْكُلُ، فَلَمَّا طَعِمَ انْسَلَّ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه
وسلم -: عَلَيَّ بِالرَّجُلِ اقْتُلُوهُ فَابْتَدَرَهُ الْقَوْمُ، وَكَانَ أَبِي
يَسْبِقُ الْفَرَسَ شَدًّا، فَسَبَقَهُمْ إِلَيْهِ، فَأَخَذَ بِخِطَامِ نَاقَتِهِ،
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: أَوْ وَرَاحِلَتِهِ، وَقَالا جَمِيعًا: فَقَتَلَهُ،
فَنَفَّلَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سَلَبَهُ.
5330 حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي رَجَاءٍ، قَالَ :
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْعُمَيْسِ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ
سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ رَأَى رَجُلا فَقَتَلَهُ، قَالَ: فَنَفَّلَنِي
رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سَلَبَهُ.
بَيَانُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ دَفْعَ سَلَبِ الْمَقْتُولِ إِلَى قَاتِلِهِ إِلَى الإمام
، إن رأي دفعه إليه دفعه وإن
إستكثره، وإن رأي منعه منه منعه
5331 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالَ:
أنبأ ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: وَأَخْبَرَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَتَلَ رَجُلٌ مِنْ حِمْيَرَ رَجُلًا مِنَ الْعَدُوِّ،
فَأَرَادَ سَلَبَهُ، فَمَنَعَهُ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
وَكَانَ وَالِيًا عَلَيْهِمْ، فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -
عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: يَا خَالِدُ مَا مَنَعَكَ أَنْ
تُعْطِيَهُ سَلَبَهُ؟، فَقَالَ:
اسْتَكْثَرْتُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: ادْفَعْهُ
إِلَيْهِ، فَمَرَّ خَالِدٌ بِعَوْفٍ فَجَرَ بِرِدَائِهِ، فَقَالَ: هَلْ أَنْجَزْتَ
مَا ذَكَرْتُ لَكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -؟ فَسَمِعَهُ رَسُولُ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَاسْتُغْضِبَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه
وسلم -، فَقَالَ: لا تُعْطِهِ يَا خَالِدُ، لا تُعْطِهِ يَا خَالِدُ، هَلْ
أَنْتُمْ تَارِكُو لِي أُمَرَائِي؟ إِنَّمَا مَثَلُكُمْ وَمَثَلُهُ كَمَثَلِ
رَجُلٍ اسْتُرْعِيَ إِبِلا أَوْ غَنَمًا فَرَعَاهَا، ثُمَّ تَحَيَّنَ سَقْيَهَا
فَأَوْرَدَهَا حَوْضًا، فَشَرِبْنَ مِنْهُ صَفْوَهُ، وَتَرَكَتْ كَدْرَهُ
فَصَفْوُهُ لَكُمْ وَكَدْرُهُ عَلَيْهِمْ.
5332 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَهْلٍ الرَّمْلِيُّ، قَالَ :
حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ
مَدَدَيًّا رَافَقَنِي فِي غَزْوَةِ مُؤْتَةَ، وَأَشَدَّ عَلَى رُومِيٍّ
فَقَتَلَهُ، فَأَعْطَاهُ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ فَرَسَهُ وَسِلاحَهُ وَحَبَسَ
مِنْهُ، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا خَالِدُ ! أَلَمْ تَعْلَمْ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -
صلى الله عليه وسلم - قَضَى بِالسَّلَبِ لِلْقَاتِلِ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ
سَهْلٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ خَالِدِ
بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ
الأَشْجَعِيِّ، بِنَحْوٍ مِنْهُ.
5333 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَهْلٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا
الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَوْفِ بْنِ
مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - لَمْ يُخَمِّسِ السَّلَبَ .
5334 حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ الطَّرَسُوسِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَهْبِ بْنِ عَطِيَّةَ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، وَثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كُنْتُ فِيمَنْ خَرَجَ مَعَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي بَعْثِ مُؤْتَةَ، فَرَافَقَنِي مَدَدِيٌّ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ لَيْسَ مَعَهُ إِلا سَيْفُهُ، فَنَحَرَ رَجُلٌ مِنَ الْجَيْشِ جَزُورًا لَهُ، فَاسْتَوْهَبَهُ الْمَدَدِيُّ مِنْ جِلْدِهِ، فَوَهَبَ لَهُ، فَبَسَطَهُ فِي الشَّمْسِ عَلَى أَطْرَافِهِ، فَلَمَّا جَفَّ اتَّخَذَهُ كَهَيْئَةِ الدَّرَقَةِ، وَجَعَلَ لَهُ مِقْبَضًا، وَمَضَيْنَا حَتَّى لَقِينَا الرُّومَ، وَمَعَهُمْ مَنْ مَعَهُمْ مِنْ نَصَارَى الْعَرَبِ فَقَاتَلُونَا قِتَالا شَدِيدًا وَمَعَهُمْ رُومِيٌّ عَلَى فَرَسٍ لَهُ أَشْقَرَ عَلَيْهِ سَيْفٌ مُذْهَبٌ وَسِلاحُهُ مُذْهَبٌ فِيهِ الْجَوْهَرُ وَسَرْجَهُ مُذْهَبٌ،قَالَ: فَجَعَلَ يُغْرِي بِالنَّاسِ، قَالَ: فَتَلَطَّفَ الْمَدَدِيُّ فَجَلَسَ لَهُ جَانِبَ صَخْرَةٍ، فَلَمَّا مَرَّ بِهِ ضَرَبَ عُرْقُوبَيْ فَرَسِهِ، فَقَعَدَ عَلَى رِجْلَيْهِ وَخَرَّ عَنْهُ الرُّومِيُّ، وَعَلاهُ الْمَدَدِيُّ بِالسَّيْفِ حَتَّى قَتَلَهُ، وَأَخَذَ سَلَبَهُ فَأَتَى بِهِ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ، فَلَمَّا فَتْحَ اللَّهُ عَلَيْنَا أَعْطَاهُ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ السَّلَبَ وَأَمْسَكَ مِنْهُ، فَقُلْتُ: يَا خَالِدُ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَضَى بِالسَّلَبِ لِلْقَاتِلِ؟ قَالَ: بَلَى، قَالَ: فَقُلْتُ: فَلِمَ لَمْ تُعْطِهِ السَّلَبَ كُلَّهُ؟ قَالَ:
اسْتَكْثَرْتُهُ، قُلْتُ: لَتَرُدَّنَّهُ إِلَيْهِ أَوْ لأُعَرِّفَنَّكَهَا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَأَبَى أَنْ يَرُدَّ عَلَيْهِ، قَالَ عَوْفٌ: فَاجْتَمَعْنَا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ قِصَّةَ الْمَدَدِيِّ، وَمَا فَعَلَ خَالِدٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: يَا خَالِدُ ! مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اسْتَكْثَرْتُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: يَا خَالِدُ، أَعْطِهِ السَّلَبَ كُلَّهُ، قَالَ فَوَلَّى خَالِدٌ لِيَفْعَلَ، قَالَ: فَقُلْتُ: كَيْفَ رَأَيْتَ يَا خَالِدُ أَلَمْ أَفِ لَكَ بِمَا قُلْتُ لَكَ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: وَمَا ذَاكَ؟ فَأَخْبَرْتُهُ قَالَ: يَا خَالِدُ، لا تُعْطِهِ شَيْئًا، هَلْ أَنْتُمْ تَارِكُو لِي أُمَرَائِي؟ لَكُمْ صَفْوُهُ، وَعَلَيْهِمْ كَدْرُهُ، قَالَهَا مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ السِّجْزِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، بِمِثْلِهِ، إِلَى قَوْلِهِ كَدْرُهُ، وَقَالَ: فَنَحَرَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ جَزُورًا لَهُ، وَحَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، قَالَ: سَأَلْتُ ثَوْرًا هَذَا عَنِ الْحَدِيثِ، فَحَدَّثَنِي، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ، بِنَحْوِهِ.
5335 حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ، قَالَ : حَدَّثَنَا دُحَيْمٌ، وَعَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، قَالا: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ مَنْ خَرَجَ مَعَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ فِي غَزْوَةِ مُؤْتَةَ فَرَافَقَنِي مَدَدِيُّ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ نَحْوَهُ إِلَى قَوْلِهِ: فَأَتَيْتُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ، فَقُلْتُ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: إِنَّ السَّلَبَ لِمَنْ قَتَلَ، قَالَ: نَعَمْ.
5336 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: غَزَوْنَا هَوَازِنَ، حَتَّى إِذَا دَنَوْنَا مِنْ مِيَاهِ بَنِي فَزَارَةَ، فَأَمَرَنَا أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَعَرَّسْنَا قَدْرَ مَا نُصَبِّحُهُمْ صُبْحًا، قَالَ: فَلَمَّا صَلَّيْنَا الصُّبْحَ أَمَرَنَا أَبُو بَكْرٍ بالرَّكْضِ فَحَمَلْنَا رَجَّالَتُنَا وفُرْسَانُنَا، فَسَبَقْتُهُمْ فَوَرَدْتُ الْمَاءَ، فَإِذَا عُنُقٌ مِنْهُمْ أُسِرُوا بِلَيْلٍ، فَهُمْ أُنَاسٌ مِنَ النَّاسِ لِيَسْنِدُوا إِلَى جَبَلٍ قَرِيبٍ مِنْهُمْ، وَإِذَا فِي أَوَّلِهِمُ امْرَأَةٌ، يُقَالُ لَهَا: فِهْرَةُ، مَعَهَا ابْنَةٌ لَهَا مِنْ أَجْمَلِ النَّاسِ، قَدْ كَانَتْ تَشْتَدُّ فِي الْجَبَلِ فَاتَّبَعْتُهُمْ حَتَّى خَلَّفْتُ النَّاسَ وَرَائِي، فَلَمَّا خَشِيتُ أَنْ تَسْبِقَنِي أَرْسَلْتُ سَهْمًا أَمَامَهَا فَلَمَّا أَبْصَرَتْهُ وَعَلَيْهَا قَشْعٌ مِنْ أَدَمٍ، فَجِئْتُ بِهَا وَابْنَتَهَا وبِأُولَئِكَ الأَوَّلِينَ أَسُوقُهُمْ، حَتَّى أَجِدُ أَبَا بَكْرٍ عَلَى الْمَاءِ قَدْ قَتَلَ وَسَبَى فَنَفَّلَنِي الْجَارِيَةَ الْحَسْنَاءَ، فَوَاللَّهِ مَا كَشَفْتُ لَهَا ثَوْبًا حَتَّى قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ، فَلَقِيَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: يَا سَلَمَةُ ! هَبْهَا لِي لِلَّهِ أَبُوكَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ! لَقَدْ وَاللَّهِ أَعْجَبَتْنِي، فَسَكَتَ، وَبَاتَتْ عِنْدِي لَمْ أَكْشِفْ لَهَا ثَوْبًا، فَلَقِيَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنَ الْغَدِ، فَقَالَ: يَا سَلَمَةُ ! هَبْهَا لِي لِلَّهِ أَبُوكَ، فَقُلْتُ: هِيَ لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَبَعَثَ بِهَا
رَسُولُ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى مَكَّةَ، فَفَدَى بِهَا رَجُلا مِنَ الْمُسْلِمِينَ
كَانَ أُسِرَ بِمَكَّةَ، أَوْ فَدَى بِهَا نَاسًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ كَانُوا
أُسِرُوا بِمَكَّةَ، الشَّكُّ مِنْ أَبِي عَوَانَةَ.
5337 حَدَّثَنَا حَمْدَانُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ :
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ،
عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ وَحَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ
الْحَرَّانِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، قَالَ : حَدَّثَنَا
عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَ:
حَدَّثَنِي إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي
أَبِي، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ أَبِي بَكْرٍ، وَأَمَّرَهُ عَلَيْنَا رَسُولُ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَغَزَوْنَا فَزَارَةَ، فَلَمَّا دَنَوْنَا مِنَ الْمَاءِ
أَمَرَنَا أَبُو بَكْرٍ فَشَنَنَّا الْغَارَةَ، فَقَتَلْنَا عَلَى الْمَاءِ مَنْ
قَتَلْنَا، قَالَ سَلَمَةُ: ثُمَّ نَظَرْتُ إِلَى عُنُقٍ مِنَ النَّاسِ فِيهِ
الذُّرِّيَّةُ وَالنِّسَاءُ وَأَنَا أَعْدُو فِي آثَارِهِمْ، فَخَشِيتُ أَنْ
يَسْبِقُونِيَ إِلَى الْجَبَلِ فَرَمَيْتُ بِسَهْمٍ فَوَقَعَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ
الْجَبَلِ، فَقَامُوا فَجِئْتُ بِهِمْ أَسُوقُهُمْ إِلَى أَبِي بَكْرٍ حَتَّى
أَتَيْتُهُ عَلَى الْمَاءِ، وَفِيهِمُ امْرَأَةٌ مِنْ فَزَارَةَ عَلَيْهَا قَشْعٌ
مِنْ أَدَمٍ مَعَهَا ابْنَةٌ لَهَا مِنْ أَحْسَنِ الْعَرَبِ فَنَفَّلَنِي أَبُو
بَكْرٍ ابْنَتَهَا، فَلَمْ أَكْشِفْ لَهَا ثَوْبًا حَتَّى قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، ثُمَّ
بِتُّ وَلَمْ أَكْشِفْ لَهَا ثَوْبًا، فَلَقِيَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه
وسلم -، فَقَالَ: يَا سَلَمَةُ! هَبْ لِيَ الْمَرْأَةَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ
اللَّهِ ! لَقَدْ وَاللَّهِ أَعْجَبَتْنِي وَمَا كَشَفْتُ لَهَا ثَوْبًا،
فَسَكَتَ
رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَتَرَكَنِي ثُمَّ لَقِيَنِي مِنَ الْغَدِ
فِي السُّوقِ، فَقَالَ لِي: يَا سَلَمَةُ، هَبْ لِيَ الْمَرْأَةَ لِلَّهِ أَبُوكَ،
فَقُلْتُ: وَاللَّهِ
مَا كَشَفْتُ لَهَا ثَوْبًا وَهِيَ لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ! فَبَعَثَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى
الله عليه وسلم - إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ وَفِي أَيْدِيهِمْ أَسْرَى مِنَ
الْمُسْلِمِينَ، فَفَدَاهُمْ بِتِلْكَ الْمَرْأَةِ فَكَّهُمْ بِهَا .
5338 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شَيْبَانَ الرَّمْلِيُّ،
قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ،
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: بَارَزَ الْبَرَاءُ بْنُ
مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَرْزُبَانَ الفَزَارَةِ فَطَعَنَهُ طَعْنَةً
كَسَرَتِ القَرَبُوسَ، وَخَلُصَتِ الطَّعْنَةُ فَقَتَلْتُهُ، فَصَلَّى عُمَرُ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الصُّبْحَ، ثُمَّ أَتَانَا، ثُمَّ قَالَ: إِنَّا كُنَّا لا نُخَمِّسُ
الأَسْلابَ، وَإِنَّ سَلَبَ الْبَرَاءِ قَدْ بَلَغَ مَالا، وَلا أُرَانَا إِلا
خَامِسِيهِ، فَقُوِّمَ ثَلاثِينَ أَلْفًا فَأَعْطَيْنَا عُمَرَ سِتَّةَ آلافٍ.
بَابُ مَا يَجِبُ لِلإِمَامِ مِنَ الْقَرْيَةِ إِذَا فُتِحَتْ عَنْوَةً ولمن فتحها من سهامها
، وما لمن يغنم المسلمين بها
5339 حَدَّثَنَا حَمْدَانُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ،
قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أنبأ مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ
مُنَبِّهٍ، قَالَ: هَذَا مَا حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ،
عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَذَكَرَ أَحَادِيثَ مِنْهَا، وَقَالَ
رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: أَيُّمَا قَرْيَةٍ أَتَيْتُمُوهَا،
وَأَقَمْتُمْ فِيهَا فَسَهْمُكُمْ فِيهَا، وَأَيُّمَا قَرْيَةٍ عَصَتِ اللَّهَ
وَرَسُولَهُ، فَإِنَّ خُمُسَهَا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَلِرَسُولِهِ ثُمَّ هِيَ
لَكُمْ رَوَاهُ سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ خِلاسٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -
صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: أَيُّمَا مَدِينَةٍ
أَعْطَتْ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ طَوْعًا فَهُوَ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ وَإِذَا
فُتِحَتْ عَنْوَةً، فَأَرْبَعَةُ أَخْمَاسِهَا لِمَنْ قَاتَلَ عَلَيْهَا، وَخُمُسُهَا
لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ.
بَابُ الأَخْبَارِ الدَّالَّةِ عَلَى الإبَاحَةِ أَنْ يَعْمَلَ فِي أَمْوَالِ مَنْ لَمْ يوجف عليه خيلا ولا ركاب من المشركين
مثل ما
عمل النبي صلي الله عليه وسلم فإنها لا تورث
5341 حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلامِ بْنُ أَبِي فَرْوَةَ
النَّصِيبِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ
دِينَارٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ وَحَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا
أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ سَلامٍ، قَالَ: فَإِنَّ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا، عَنْ
عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَمَعْمَرِ بْنِ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَالِكِ
بْنِ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ النَّصْرِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كَانَتْ أَمْوَالُ بَنِي النَّضِيرِ مِمَّا أَفَاءَ
اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ لَمْ يُوجِفِ الْمُسْلِمُونَ عَلَيْهِ بِخَيْلٍ، وَلا
رِكَابٍ، فَكَانَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - خَاصَّةً، فَكَانَ
يُنْفِقُ مِنْهَا عَلَى أَهْلِهِ نَفَقَةَ سَنَةٍ وَمَا بَقِيَ جَعَلَهُ فِي
الْكُرَاعِ عِدَّةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ الْقَاضِي، قَالَ :
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ
عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، بِمِثْلِهِ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ
عَفَّانَ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ،
عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، بِنَحْوِهِ .
5342 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شَيْبَانَ الرَّمْلِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ، عَنْ عُمَرَ، قَالَ: إِنَّ أَمْوَالَ بَنِي النَّضِيرِ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِمَّا لَمْ يُوجِفِ الْمُسْلِمُونَ عَلَيْهِ بِخَيْلٍ وَلا رِكَابٍ، فَكَانَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - خَالِصًا يُنْفِقُ مِنْهَا عَلَى أَهْلِهِ نَفَقَةَ سَنَةٍ وَمَا بَقِيَ جَعَلَهُ فِي الْكُرَاعِ وَالسِّلاحِ عِدَّةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ، ثُمَّ هِيَ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - خَاصَّةً.
5343 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شَيْبَانَ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ، قَالَ: أَرْسَلَ إِلَيَّ عُمَرُ، فَدَعَانِي فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ وَهُوَ عَلَى رِمَالٍ، فَقَالَ: يَا مَالِ ! إِنَّهَا قَدْ تَرِدُ عَلَيْنَا دَوَافٍ مِنْ قَوْمِكَ، فَخُذْ هَذَا الْمَالَ فَاقْسِمْهُ بَيْنَهُمْ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَلِّ ذَلِكَ غَيْرِي، فَقَالَ: خُذْهَا عَنْكَ أَيُّهَا الرَّجُلُ، فَجَلَسْتُ فَجَاءَ يَرْفَأُ، فَقَالَ: هَلْ لَكَ فِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَطَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ وَسَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، قَالَ: قُلْ لَهُمْ فَلْيَدْخُلُوا، فَقَالَ: هَلْ لَكَ فِي عَلِيٍّ وَعَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قُلْ لَهُمَا فَلْيَدْخُلا فَدَخَلا، وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يُكَلِّمُ صَاحِبَهُ، قَالُوا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ! اقْضِ بَيْنَهُمَا وَارْحَمْهُمَا، قَالَ: أَنْشُدُكُمُ اللَّهَ الَّذِي بِإِذْنِهِ تَقُومُ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ، هَلْ عَلِمْتُمْ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: إِنَّا لا نُورَّثُ، مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ، قَالَ الْقَوْمُ: نَعَمْ، قَالَ: وَقَالَ: إِنَّ أَمْوَالَ بَنِي النَّضِيرِ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِمَّا لَمْ يُوجِفْ الْمُسْلِمُونَ عَلَيْهِ بِخَيْلٍ وَلا رِكَابٍ، فَكَانَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - خَالِصًا يُنْفِقُ مِنْهَا عَلَى أَهْلِهِ نَفَقَةَ سَنَةٍ، وَمَا بَقِيَ جَعَلَهُ فِي الْكُرَاعِ وَالسِّلاحِ، ثُمَّ هِيَ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - خَاصَّةً.
5344 حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ الْبَصْرِيُّ، وَأَبُو أُمَيَّةَ قَالا: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ : حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ، قَالَ: أَرْسَلَ إِلَيَّ عُمَرُ حِينَ تَعَالَى النَّهَارُ فَوَجَدْتُهُ جَالِسًا عَلَى سَرِيرٍ مُفْضِيًا إِلَى رِمَالِهِ، فَقَالَ حِينَ دَخَلْتُ عَلَيْهِ: يَا مَالُ ! إِنَّهُ قَدْ دَفَّتْ أَهْلَ أَبْيَاتٍ مِنْ قَوْمِكَ، وَقَدْ أَمَرْتُ فِيهِمْ بِرَضْخِ، فَخِذِهِ فَاقْسِمْهُ فِيهِمْ، قُلْتُ: لَوْ أَمَرْتَ غَيْرِي بِذَلِكَ، فَقَالَ: خُذْهُ فَجَاءَ يَرْفَأُ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ! هَلْ لَكَ فِي عُثْمَانَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَالزُّبَيْرِ، وَسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَأَذِنَ لَهُمْ فَدَخَلُوا ثُمَّ جَاءَ يَرْفَأُ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ! هَلْ لَكَ فِي الْعَبَّاسِ وَعَلِيٍّ، قَالَ: نَعَمْ، فَأَذِنَ لَهُمَا فَدَخَلا، فَقَالَ الْعَبَّاسُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ! اقْضِ بَيْنِي وَبَيْنَ هَذَا، يَعْنِي عَلِيًّا، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَجَلْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ! فَاقْضِ بَيْنَهُمَا وَارْحَمْهُمَا، فَقَالَ عُمَرُ: اتَّئِدْ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى أُولَئِكَ الرَّهْطِ، فَقَالَ: أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ الَّذِي بِإِذْنِهِ تَقُومُ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ، هَلْ تَعْلَمُونَ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: لا نُوَرَّثُ، مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ، قَالُوا: نَعَمْ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى عَلِيٍّ وَالْعَبَّاسِ، فَقَالَ: أَنْشُدُكُمَا بِاللَّهِ الَّذِي بِإِذْنِهِ تَقُومُ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ، هَلْ تَعْلَمَانِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: لا نُوَرَّثُ، مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ، قَالا:
نَعَمْ، قَالَ: فَإِنَّ اللَّهَ خَصَّ رَسُولَهُ بِخَاصَّةٍ لَمْ يَخْصُصْ بِهَا أَحَدًا مِنَ النَّاسِ، قَالَ: {وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكَابٍ}[سورة الحشر آية 6 ] الآيَةُ، فَكَانَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ بَنِي النَّضِيرِ فَوَاللَّهِ مَا اسْتَأْثَرَ بِهَا عَلَيْكُمْ، وَلا أَخَذَهَا دُونَكُمْ، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَأْخُذُ مِنْهَا نَفَقَةَ سَنَةٍ أَوْ نَفَقَتَهُ وَنَفَقَةَ أَهْلِهِ سَنَةً، وَيَجْعَلْ مَا بَقِيَ مِنْهَا أُسْوَةَ الْمَالِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى أُولَئِكَ الرَّهْطِ، فَقَالَ: أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ الَّذِي بِإِذْنِهِ تَقُومُ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ هَلْ تَعْلَمُونَ ذَلِكَ؟ قَالُوا: نَعَمْ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى عَلِيٍّ وَالْعَبَّاسِ، فَقَالَ: أَنْشُدُكُمَا بِاللَّهِ الَّذِي بِإِذْنِهِ تَقُومُ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ هَلْ تَعْلَمَانِ ذَلِكَ؟ قَالا: نَعَمْ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا وَلِيُّ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَجِئْتَ أَنْتَ وَهَذَا إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَطَلَبْتَ أَنَّهُ مِيرَاثُكَ مِنَ ابْنِ أَخِيكَ، وَطَلَبَ هَذَا مِيرَاثَ امْرَأَتِهِ مِنْ أَبِيهَا، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: لا نُوَرَّثُ، مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ، فَرَأَيْتُمَاهُ كَاذِبًا غَادِرًا آثِمًا خَائِنًا، وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنَّي صَادِقٌ بَارٌّ رَاشِدٌ تَابِعٌ لِلْحَقِّ، فَوَلِيَهَا أَبُو بَكْرٍ فَلَمَّا تُوُفِّيَ، قُلْتُ: أَنَا وَلِيُّ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَوَلِيُّ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَرَأَيْتُمَانِي كَاذِبًا آثِمًا غَادِرًا خَائِنًا، وَاللَّهُ يَعْلَمُ
أَنِّي لَصَادِقٌ بَارٌّ رَاشِدٌ تَابِعٌ لِلْحَقِّ، فَوُلِّيتُهَا ثُمَّ جِئْتَنِي أَنْتَ وَهَذَا وَأَنْتُمَا جَمِيعٌ وَأَمْرُكُمَا وَاحِدٌ فَسَأَلْتُمَانِيهَا، فَقُلْتُ: إِنْ شِئْتُمَا أَنْ أَدْفَعَهَا إِلَيْكُمَا عَلَى أَنَّ عَلَيْكُمَا عَهْدَ اللَّهِ أَنْ يَلِيَاهَا بِالَّذِي كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَلِيَهَا فَأَخَذْتُمَاهَا مِنِّي عَلَى ذَلِكَ، ثُمَّ جِئْتُمَانِي لأَقْضِيَ بَيْنَكُمَا بِغَيْرِ ذَلِكَ، وَاللَّهِ لا أَقْضِي بَيْنَكُمَا بِغَيْرِ ذَلِكَ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ، فَإِنْ عَجَزْتُمَا عَنْهَا فَرُدَّاهَا إِلَيَّ هَذَا لَفْظُ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ، وَحَدِيثُ أَبِي أُمَيَّةَ بِمَعْنَاهُ أَيْضًا، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَزِيزٍ الأَيْلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَلامَةُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ: فَإِنْ عَجَزْتُمَاهَا فَادْفَعَاهَا إِلَيَّ فَإِنِّي أَكْفِيكُمَاهَا.
5345 حَدَّثَنَا الدَّبَرِيُّ، قَالَ: قَرَأْنَا عَلَى عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ النَّصْرِيِّ، قَالَ: أَرْسَلَ إِلَيَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَقَالَ: إِنَّهُ قَدْ حَضَرَ الْمَدِينَةَ أَهْلُ أَبْيَاتٍ مِنْ قَوْمِكَ، وَإِنَّا قَدْ أَمَرْنَا لَهُمْ بِرَضْخٍ فَاقْسِمْهُ بَيْنَهُمْ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ! مُرْ بِذَلِكَ غَيْرِي، قَالَ: اقْبِضْهُ أَيُّهَا الْمَرْءُ، قَالَ: فَبَيْنَا أَنَا كَذَلِكَ إِذْ جَاءَ مَوْلاهُ يَرْفَأُ، فَقَالَ: هَذَا عُثْمَانُ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِنَحْوِهِ، إِلا أَنَّهُ قَالَ الْعَبَّاسُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ! اقْضِ بَيْنِي وَبَيْنَ هَذَا وَهُمَا حِينَئِذٍ يَخْتَصِمَانِ فِيمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَمْوَالِ بَنِي النَّضِيرِ، فَقَالَ الْقَوْمُ: اقْضِ بَيْنَهُمَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَأَرِحْ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِنْ صَاحِبِهِ فَقَدْ طَالَتْ خُصُومَتُهُمَا، وَقَالَ أَيْضًا فِيهِ: فَكَانَتْ هَذِهِ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - خَاصَّةً، ثُمَّ وَاللَّهِ مَا اخْتَارَهَا دُونَكُمْ، وَلا اسْتَأْثَرَ بِهَا عَلَيْكُمْ وَقَدْ قَسَمَهَا بَيْنَكُمْ وَبَثَّهَا فِيكُمْ حَتَّى بَقِيَ مِنْهَا هَذَا الْمَالَ، فَكَانَ يُنْفِقُ عَلَى أَهْلِهِ مِنْهُ نَفَقَةَ سَنَةٍ، ثُمَّ يَجْعَلُ مَا بَقِيَ مَجْعَلَ مَالِ اللَّهِ، فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا وَلِيُّ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَعْدَهُ أَعْمَلُ فِيهَا بِمَا كَانَ يَعْمَلُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِيهَا، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى عَلِيٍّ وَالْعَبَّاسِ، فَقَالَ: وَأَنْتُمَا تَزْعُمَانِ أَنَّهُ فِيهَا ظَالِمٌ فَاجِرٌ،
وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنَّهُ فِيهَا صَادِقٌ بَارٌّ تَابَعٌ لِلْحَقِّ، ثُمَّ وُلِّيتُهَا بَعْدَ أَبِي بَكْرٍ سَنَتَيْنِ مِنْ إِمَارَتِي، فَعَمِلَتُ فِيهَا بِمَا عَمِلَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَبُو بَكْرٍ وَأَنْتُمَا تَزْعُمَانِ أَنِّي فِيهَا ظَالِمٌ فَاجِرٌ، وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّي فِيهَا صَادِقٌ بَارٌّ تَابَعٌ لِلْحَقِّ، ثُمَّ جِئْتُمَانِي جَاءَنِي هَذَا، يَعْنِي الْعَبَّاسَ يَسْأَلُنِي مِيرَاثَهُ مِنَ ابْنِ أَخِيهِ، وَجَاءَنِي هَذَا، يَعْنِي عَلِيًّا، يَسْأَلُنِي مِيرَاثَ امْرَأَتِهِ مِنْ أَبِيهَا، فَقُلْتُ لَكُمَا إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: لا نُوَرَّثُ، مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ، ثُمَّ بَدَا لِي أَنْ أَدْفَعَهَا إِلَيْكُمَا فَأَخَذْتُ عَلَيْكُمَا عَهْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَمِيثَاقَهُ لَتَعْمَلانِ فِيهَا بِمَا عَمِلَ فِيهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَبُو بَكْرٍ، وَأَنَا مَا وُلِّيتُهَا، فَقُلْتُمَا: ادْفَعْهَا إِلَيْنَا عَلَى ذَلِكَ تُرِيدَانِ مِنِّي قَضَاءً غَيْرَ هَذَا، إِنْ كُنْتُمَا عَجَزْتُمَا عَنْهَا فَادْفَعَاهَا إِلَيَّ، قَالَ فَغَلَبَهُ عَلَيْهَا عَلِيٌّ، فَكَانَتْ بِيَدِ عَلِيٍّ، ثُمَّ بِيَدِ حَسَنٍ، ثُمَّ بِيَدِ حُسَيْنٍ، ثُمَّ بِيَدِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، ثُمَّ بِيَدِ حَسَنِ بْنِ حَسَنٍ، ثُمَّ بِيَدِ زَيْدِ بْنِ حَسَنٍ، قَالَ مَعْمَرٌ: ثُمَّ كَانَتْ بِيَدِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ وَفِي حَدِيثِ مَعْمَرٍ: فَكَانَ يُنْفِقُ عَلَى أَهْلِهِ مِنْهُ سَنَةً، وَرُبَّمَا قَالَ مَعْمَرٌ: يَحْبِسُ قُوتَ أَهْلِهِ مِنْهُ سَنَةً، ثُمَّ يَجْعَلُ مَا بَقِيَ مِنْهُ مَجْعَلَ مَالِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
5346 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ الصَّبَّاحِ،
وَالْبَوْسِيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَأَخْبَرَنِي أَبُو
سَلَمَةَ الْفَقِيهُ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَحَدَّثَنَا السُّلَمِيُّ،
قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أنبأ مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ،
قَالَ: أَخْبَرَنِي مَالِكُ بْنُ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ، قَالَ: سَمِعْتُ
عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -
يَحْبِسُ نَفَقَةَ أَهْلِهِ سَنَةً، قَالَ مَعْمَرٌ: رُبَّمَا قَالَ: قُوتَ
سَنَةٍ، ثُمَّ يَجْعَلُ مَا بَقِيَ مِنْهُ مَجْعَلَ مَالِ اللَّهِ.
5347 حَدَّثَنَا ابْنُ مُهِلٍّ، قَالَ : حَدَّثَنَا
عَبْدُ الرَّزَّاقِ، بِإِسْنَادِهِ، عَنْ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى
الله عليه وسلم -: لا نُورَثُ، مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ، إِنَّمَا يَأْكُلُ أَهْلُ
مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ هَذَا الْمَالِ، مِنْ هُنَا لَمْ
يُخَرِّجَاهُ .
5348 حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ، قَالَ: أنبأ أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَالِكُ بْنُ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ دَعَاهُ بَعْدَ مَا ارْتَفَعَ النَّهَارُ، وَقَالَ: فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ، فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ عَلَى رِمَالِ سَرِيرٍ، لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الرِّمَالِ فِرَاشٌ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ نَحْوَ حَدِيثِ مَعْمَرٍ فِيهِ بِطُولِهِ، حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أُسَامَةَ وَحَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: أنبأ ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أُسَامَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ وَلَمْ يُطَوِّلاهُ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، قَالَ: أنبأ ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ شِهَابٍ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ أَوْسٍ، بِنَحْوِ حَدِيثِ مَالِكٍ بِمَعْنَاهُ أَوْ قَرِيبٍ مِنْهُ.
5349 حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عِيسَى الْجَيْشَانِيُّ، قَالَ :
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَنَدِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي
الزِّنَادِ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسِ
بْنِ الْحَدَثَانِ النَّصْرِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: كَانَ لِلنَّبِيِّ
- صلى الله عليه وسلم - ثَلاثُ صَفَايَا: خَيْبَرَ، وَفَدَكَ، وَبَنِي النَّضِيرِ،
فَأَمَّا بَنُو النَّضِيرِ فَكَانَتْ حُبُسًا لِمَوَالِيهِ، وَأَمَّا فَدَكُ
فَكَانَتْ لابْنِ السَّبِيلِ، وَأَمَّا خَيْبَرُ فَجَزَّأَهَا ثَلاثَةَ أَجْزَاءٍ:
فَجُزْءَانِ لِلْمُسْلِمِينَ، وجُزْءٌ يُنْفِقُ عَلَى أَهْلِهِ مِنْهُ، فَمَا
فَضَلَ شَيْءٌ مِنْهُ رَدَّهُ عَلَى فُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ، وَقَالَ مَرَّةً
إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ: عَنْ يَحْيَى بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ،
قَالَ أَبُو عَوَانَةَ: أَفَادَنِيهِ ابْنُ الْمُقْرِئِ، وَمَا أَعْلَمُهُ عِنْدَ أَحَدٍ
الْيَوْمَ غَيْرِي.
5350 حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، قَالَ :
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى الأَنْصَارِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا تَلِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ
وَهُوَ أَبُو إِدْرِيسَ الأَعْرَجُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنِ
الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ،
عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: لا نُورَثُ، مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ.
5351 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالَ: أنبأ ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنَّ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - حِينَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَرَدْنَ أَنْ يَبْعَثْنَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَسْأَلْنَهُ مِيرَاثَهُنَّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَتْ لَهُنَّ عَائِشَةُ: أَلَيْسَ قَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: لا نُوَرَّثُ، مَا تَرَكْنَا هُوَ صَدَقَةٌ.
5352 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْوَاسِطِيُّ، وَأَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، وَأَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ الأُوَيْسِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَخْبَرَتْهُ: أَنَّ فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سَأَلَتَ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يَقْسِمَ لَهَا مِيرَاثَهَا مِمَّا تَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهَا أَبُو بَكْرٍ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: لا نُوَرَّثُ، مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ، قَالَ: وَعَاشَتْ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سِتَّةَ أَشْهُرٍ، قَالَ: وَكَانَتْ فَاطِمَةُ تَسْأَلُ أَبَا بَكْرٍ نَصِيبَهَا مِمَّا تَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ خَيْبَرَ، وَفَدَكَ، وَصَدَقَتُهُ بِالْمَدِينَةِ، فَأَبَى أَبُو بَكْرٍ عَلَيْهَا ذَلِكَ، وَقَالَ: لَسْتُ تَارِكًا شَيْئًا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَعْمَلُ بِهِ إِلا عَمِلْتُ بِهِ إِنِّي أَخْشَى إِنْ تَرَكْتُ شَيْئًا مِنْ أَمْرِهِ أَنْ أَزِيغَ، فَأَمَّا صَدَقَتُهُ بِالْمَدِينَةِ فَدَفَعَهَا عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى عَلِيٍّ وَالْعَبَّاسِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَغَلَبَهُ عَلَيْهَا
عَلِيٌّ،
وَأَمَّا خَيْبَرَ وَفَدَكُ فَأَمْسَكَهُمَا عُمَرُ، وَقَالَ: هُمَا صَدَقَةُ
رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَتَا لِحُقُوقِهِ الَّتِي
تَعْرُوهُ وَنَوَائِبِهِ وَأَمْرُهُمَا إِلَى مَنْ وَلِيَ الأَمْرَ، قَالَ:
فَهُمَا عَلَى ذَلِكَ الْيَوْمَ.
5353 حَدَّثَنَا ابْنُ عُزَيْزٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا
سَلامَةُ بْنُ رَوْحٍ، عَنْ عُقَيْلٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ، فَحَدَّثْتُ
ذَلِكَ يَعْنِي حَدِيثَ مَالِكِ بْنِ أَوْسٍ،عَنْ عُمَرَ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ
الزُّبَيْرِ قَالَ: صَدَقَ مَالِكُ بْنُ أَوْسٍ، أنا، سَمِعْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهَا، زَوْجَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، تَقُولُ: أَرْسَلَ أَزْوَاجُ رَسُولِ اللَّهِ -
صلى الله عليه وسلم - عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى أَبِي
بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَسْأَلْنَهُ مِيرَاثَهُنَّ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ
عَلَى رَسُولِهِ، حَتَّى كُنْتُ أَنَا، تَعْنِي نَفْسَهَا، أَرُدُّهُنَّ عَنْ ذَلِكَ،
فَقُلْتُ لَهُنَّ: أَلا تَتَّقِينَ اللَّهَ؟ أَلَمْ تَعْلَمْنَ أَنَّ رَسُولَ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَقُولُ: لا نُوَرَّثُ، يُرِيدُ بِذَلِكَ
نَفْسَهُ، مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ، إِنَّمَا يَأْكُلُ آلُ مُحَمَّدٍ - صلى الله
عليه وسلم - فِي هَذَا الْمَالِ، فَانْتَهَى أَزْوَاجُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه
وسلم - إِلَى مَا أَخْبَرَتْهُنَّ.
5354 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّنْعَانِيُّ، قَالَ: أنبأ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أنبأ مَعْمَرٌ وَحَدَّثَنَا الدَّبَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنَّ فَاطِمَةَ وَالْعَبَّاسَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَتَيَا أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَلْتَمِسَانِ مِيرَاثَهُمَا، مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُمَا حِينَئِذٍ يَطْلُبَانِ أَرْضَهُ مِنْ فَدَكَ، وَسَهْمَهُ مِنْ خَيْبَرَ، فَقَالَ لَهُمَا أَبُو بَكْرٍ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، يَقُولُ: لا نُوَرَّثُ، مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ، إِنَّمَا يَأْكُلُ آلُ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ هَذَا الْمَالِ، وَإِنِّي وَاللَّهِ لا أَدَعُ أَمْرًا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَصْنَعُهُ فِيهِ إِلا صَنَعْتُهُ، قَالَ: فَهَجَرَتْهُ فَاطِمَةُ فَلَمْ تُكَلِّمُهُ فِي ذَلِكَ حَتَّى مَاتَتْ، فَدَفَنَهَا عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَيْلا وَلَمْ يؤَذِّنْ بِهَا أَبَا بَكْرٍ، قَالَتْ عَائِشَةُ: وَكَانَ لِعَلِيٍّ مِنَ النَّاسِ وَجْهُ حَيَاةِ فَاطِمَةَ، فَلَمَّا تُوُفِّيَتْ فَاطِمَةُ انْصَرَفَتْ وجُوهُ النَّاسِ عَنْ عَلِيٍّ، فَمَكَثَتْ فَاطِمَةُ سِتَّةَ أَشْهُرٍ بَعْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ثُمَّ تُوُفِّيَتْ، قَالَ رَجُلٌ لِلزُّهْرِيِّ: فَلَمْ يُبَايِعْهُ عَلِيٌّ سِتَّةَ أَشْهُرٍ، قَالَ: وَلا أَحَدٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ، حَتَّى بَايَعَهُ عَلِيٌّ فَلَمَّا رَأَى عَلِيٌّ انْصِرَافَ وجُوهِ النَّاسِ عَنْهُ ضَرَعَ إِلَى مُصَالَحَةِ أَبِي بَكْرٍ، فَأَرْسَلَ عَلِيٌّ إِلَى أَبِي بَكْرٍ أَنِ ائْتِنَا
وَلا تَأْتِنَا مَعَكَ بِأَحَدٍ، وَكَرِهَ أَنْ يَأْتِيَهُ عُمَرُ لِمَا عَلِمَ مِنْ شِدَّتِهِ، فَقَالَ عُمَرُ: لا تَأْتِيهِمْ وَحْدَكَ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَاللَّهِ لآتِيَنَّهُمْ، وَمَا عَسَى أَنْ يَصْنَعُوا بِي، فَانْطَلَقَ أَبُو بَكْرٍ فَدَخَلَ عَلَى عَلِيٍّ وَقَدْ جَمَعَ بَنِي هَاشِمٍ عِنْدَهُ، فَقَامَ عَلِيٌّ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قَالَ: أَمَا بَعْدُ فَإِنَّهُ لَمْ يَمْنَعْنَا أَنْ نُبَايِعَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ إِنْكَارًا لِفَضِيلَتِكَ، وَلا نَفَاسَةً عَلَيْكَ لَخَيْرٍ سَاقَهُ اللَّهُ إِلَيْكَ، وَلَكِنَّا كُنَّا نَرَى أَنَّ لَنَا فِي هَذَا الأَمْرِ حَقًّا فَاسْتَبْدَدْتُمْ بِهِ عَلَيْنَا، ثُمَّ قَالَ: ثُمَّ ذَكَرَ قَرَابَتَهُمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَحَقَّهُمْ فَلَمْ يَزَلْ عَلِيٌّ يَذْكُرُ ذَلِكَ حَتَّى بَكَى أَبُو بَكْرٍ، فَلَمَّا سَكَتَ عَلِيٌّ، تَشَهَّدَ أَبُو بَكْرٍ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ فَوَاللَّهِ لَقَرَابَةُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَصِلَ مِنْ قَرَابَتِي، وَإِنِّي وَاللَّهِ مَا أَلَوْتُ فِي هَذِهِ الأَمْوَالِ الَّتِي كَانَتْ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ عَلَى الْخَيْرِ، وَلَكِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، يَقُولُ: لا نُوَرَّثُ، مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ، إِنَّمَا يَأْكُلُ آلُ مُحَمَّدٍ مِنْ هَذَا الْمَالِ، وَإِنِّي وَاللَّهِ لا أَدَعُ أَمْرًا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَصْنَعُهُ فِيهِ إِلا صَنَعْتُهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، قَالَ عَلِيٌّ: مَوْعِدُكَ الْعَشِيَّةَ لِلْبَيْعَةِ، فَلَمَّا صَلَّى أَبُو بَكْرٍ الظُّهْرَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ بِوَجْهِهِ، ثُمَّ عَذَرَ عَلِيًّا
بِبَعْضِ مَا اعْتَذَرَ بِهِ، ثُمَّ قَامَ عَلِيٌّ فَعَظَّمَ مِنْ حَقِّ أَبِي بَكْرٍ، وَذَكَرَ مِنْ فَضِيلَتِهِ وَسَابِقَتِهِ، ثُمَّ مَضَى إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَبَايَعَهُ فَأَقْبَلَ النَّاسُ إِلَى عَلِيٍّ، فَقَالُوا: أَصَبْتَ وَأَحْسَنْتَ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَكَانَ النَّاسُ قَرِيبًا إِلَى عَلِيٍّ حِينَ رَاجَعَ الأَمْرَ، وَقَالَ أَحَدُهُمَا: قَارَبَ الأَمْرَ وَالْمَعْرُوفَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ الْمِصْرِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، بِإِسْنَادِهِ بِطُولِهِ، قَالَ أَبُو عَوَانَةَ: رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ يَحْيَى فِي الْمَنَامِ كَأَنَّهُ بِالرَّيِّ فِي كَرْمٍ، مَعَ أَبِي زُرْعَةَ فَذَكَرْتُ هَذَا الْحَدِيثَ الَّذِي حَدَّثَنَا بِهِ ابْنُ عَبْدِ الْحَكَمِ، عَنِ ابْنِ أَبِي مَرْيَمَ عَنْهُ، فَقَالَ: نَعَمْ حَدَّثَنَاهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَلَمْ أَسُوقُهُ لَهُ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، بِإِسْنَادِهِ بِطُولِهِ إِلا بَعْضَ الأَحْرُفِ فَإِنَّهُمَا اخْتَلَفَا فِيهِ.
5355 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ الْحِمْصِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ دِينَارٍ، وَبِشْرُ بْنُ شُعَيْبٍ، قَالَ عُثْمَانُ حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، أَنَّ عَائِشَةَ، أَخْبَرَتْهُ: أَنَّ فَاطِمَةَ ابْنَة َرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَرْسَلَتْ إِلَى أَبِي بَكْرٍ تَسْأَلُهُ مِيرَاثَهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِيمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ، وَفَاطِمَةُ تَطْلُبُ صَدَقَةَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الَّتِي بِالْمَدِينَةِ وَفَدَكَ وَمَا بَقِيَ مِنْ خُمُسِ خَيْبَرَ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ إِنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: لا نُوَرَّثُ، مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ، إِنَّمَا يَأْكُلُ آلُ مُحَمَّدٍ مِنْ هَذَا الْمَالِ، يَعْنِي مَالَ اللَّهِ، لَيْسَ لَهُمْ أَنْ يَزِيدُوا عَلَى الْمَأْكَلِ، وَإِنِّي وَاللَّهِ لا أُغَيِّرُ شَيْئًا مِنْ صَدَقَاتِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ حَالِهَا الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهَا فِي عَهْدِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَلأَعْمَلَنَّ فِيهَا بِمَا عَمِلَ فِيهَا النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فَأَبَى أَبُو بَكْرٍ أَنْ يَدْفَعَ إِلَى فَاطِمَةَ مِنْهَا شَيْئًا، حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: أنبا شُعَيْبٌ، بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ أَعْيَنَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ عَائِشَةَ، أَخْبَرَتْهُ بِنَحْوِهِ.
5356 حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: أنبأ ابْنُ وَهْبٍ، أن مالكا،
حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: لا تَقْسِمُ وَرَثَتِي
دِينَارًا وَلا دِرْهَمًا، مَا تَرَكْتُ بَعْدَ نَفَقَةِ نِسَائِي وَمَئُونَةِ
عَامِلِي فَهُوَ صَدَقَةٌ، حَدَّثَنَا السُّلَمِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ
الرَّزَّاقِ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ، عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه
وسلم -: لا تَقْسِمُ فَذَكَرَ مِثْلَهُ، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ،
قَالَ : حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ اللَّيْثِ، قَالَ : حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنِ
ابْنِ عَجْلانَ وَحَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ : حَدَّثَنَا شَبَابَةُ،
قَالَ : حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ، كِلاهُمَا عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، بِمِثْلِهِ
.
5357 حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ، وَأَبُو
أُمَيَّةَ، قَالا: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، قَالَ: أنبأ ابْنُ
الْمُبَارَكِ، عَنِ ابْنِ يَزِيدَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: لا نُوَرَّثُ،
مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ.
بَيَانُ قَسْمِ الْفَرَسِ والرجل من النفل
5358 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحَارِثِيُّ،
وَأَبُو الأَزْهَرِ، قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ
عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَسُولَ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَسْهَمَ لِلْفَرَسِ سَهْمَيْنِ، وَلِصَاحِبِهِ سَهْمٌ.
5359 حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْحَاقَ الْقَوَّاسُ،
قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ
اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى
الله عليه وسلم - قَسَمَ لِلْفَرَسِ سَهْمَيْنِ، وَلِلرَّجُلِ سَهْمٌ.
5360 حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ السِّجْزِيُّ، قَالَ :
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ
: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ
النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَسْهَمَ لِرَجُلٍ وَلِفَرَسِهِ ثَلاثَةَ
أَسْهُمٍ: سَهْمًا لَهُ، وَسَهْمَيْنِ لِفَرَسِهِ .
بَابُ إِبَاحَةِ قَتْلِ الأُسَارَى الْمُشْرِكِينَ وترك قبول الفدية منهم والاثخان فيهم إن خيف غائلتهم
، والخبر المبيح للإمام الإطلاق
عما لا يخافه
5361 حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ،
وَبَكَّارُ بْنُ قُتَيْبَةَ، وَأَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى السَّابِرِيُّ، قَالُوا:
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ يُونُسَ بْنِ الْقَاسِمِ الْيَمَامِيُّ، قَالَ :
حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو زُمَيْلٍ، قَالَ:
حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ:
حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ
بَدْرٍ نَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى الْمُشْرِكِينَ،
وَهُمْ أَلْفٌ وَأَصْحَابُهُ ثَلاثُمِائَةٍ وَبِضْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا، قَالَ:
فَاسْتَقْبَلَ نَبِيُّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْقِبْلَةَ، ثُمَّ مَدَّ
يَدَيْهِ فَجَعَلَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ:
اللَّهُمَّ أَنْجِزْ لِي مَا وَعَدْتَنِي، اللَّهُمَّ
آتِنِي مَا وَعَدْتَنِي، اللَّهُمَّ إِنْ تُهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةَ مِنْ
أَهْلِ الإِسْلامِ لا تُعْبَدْ فِي الأَرْضِ أَبَدًا، فَمَا زَالَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ
مَادًّا يَدَيْهِ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ حَتَّى سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ
مَنْكِبَيْهِ، فَأَتَاهُ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَخَذَ رِدَاءَهُ
فَأَلْقَاهُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ، ثُمَّ الْتَزَمَهُ مِنْ وَرَائِهِ، فَقَالَ: يَا
نَبِيَّ اللَّهِ ! كَفَاكَ مُنَاشَدَتُكَ رَبَّكَ إِنَّهُ سَيُنْجِزُ لَكَ مَا
وَعَدَكَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ
فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ
مُرْدِفِينَ}[سورة الأنفال آية 9 ]، فَأَمَدَّهُ اللَّهُ بِالْمَلائِكَةِ.
5362 قَالَ أَبُو زُمَيْلٍ فَحَدَّثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ، قَالَ: بَيْنَمَا رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَئِذٍ فِي إِثْرِ رَجُلٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ أَمَامَهُ إِذْ سَمِعَ ضَرْبَةً بِالسَّوْطِ، كَصَوْتِ فَارِسٍ، يَقُولُ: أَقْدِمْ حَيْزُومُ، إِذْ نَظَرَ إِلَى الْمُشْرِكِ أَمَامَهُ فَخَرَّ مُسْتَلْقِيًا، فَنَظَرَ إِلَيْهِ فَإِذَا هُوَ قَدْ خُطِمَ عَلَى أَنْفِهِ، وَشُقَّ وَجْهُهُ كَضَرْبَةٍ بِالسَّوْطِ فَاخْضَرَّ ذَاكَ أَجْمَعُ، فَأَتَى الأَنْصَارِيُّ، فَحَدَّثَ ذَاكَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: صَدَقْتَ ذَلِكَ مِنْ مَدَدٍ مِنَ السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ، فَقَتَلُوا يَوْمَئِذٍ سَبْعِينَ وَأَسَرُوا سَبْعِينَ.
5363 قَالَ أَبُو زُمَيْلٍ حَدَّثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ، قَالَ: فَلَمَّا أَسَرُوا الأُسَارَى شَاوَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: مَا تَرَوْنَ فِي هَؤُلاءِ الأُسَارَى؟، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، هُمْ بَنُو الْعَمِّ وَالْعَشِيرَةِ، أَرَى أَنْ تَأْخُذَ مِنْهُمْ فِدْيَةً، فَتَكُونُ لَنَا قُوَّةٌ عَلَى الْكُفَّارِ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُمْ إِلَى الإِسْلامِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: مَا تَرَى يَا ابْنَ الْخَطَّابِ؟، قُلْتُ: لا وَاللَّهِ مَا أَرَى الَّذِي رَأَى أَبُو بَكْرٍ، وَلَكِنِّي أَرَى تُمَكِّنَّا مِنْهُمْ فَنَضْرِبَ أَعْنَاقَهُمْ، تُمَكِّنِّي مِنْ فُلانٍ نَسِيبًا لِعُمَرَ فَأَضْرِبُ عُنُقَهُ، وَتُمَكِّنُ حَمْزَةَ مِنْ فُلانٍ أَخًا لَهُ لِيضْرِبَ عُنُقَهُ، وَتُمَكِّنُ عَلِيًّا مِنْ عَقِيلٍ، فَيَضْرِبَ عُنُقَهُ، فَإِنَّ هَؤُلاءِ أَئِمَّةٌ الْكُفْرِ وَصَنَادِيدُهَا وقَادَتُهَا، فَهَوِيَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، مَا قَالَ أَبُو بَكْرٍ، وَلَمْ يَهْوَ مَا قُلْتُ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ جِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَبِي بَكْرٍ قَاعِدَيْنِ يَبْكِيَانِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ! مِنْ أَيِ شَيْءٍ تَبْكِي أَنْتَ وَصَاحِبُكَ؟ فَإِنْ وَجَدْتُ بُكَاءً بَكَيْتُ، وَإِنْ لَمْ أَجِدْ بُكَاءً تَبَاكَيْتُ لِبُكَائِكُمَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: أَبْكِي لِلَّذِي عَرَضَ عَلَيَّ أَصْحَابُكَ مِنْ أَخْذِهُمُ الْفِدَاءَ، لَقَدْ عُرِضَ عَلَيَّ عَذَابُكُمْ أَدْنَى مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ، شَجَرَةٍ قَرِيبَةٍ مِنْ نَبِيِّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ
أَسْرَى
حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ
الآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ {67} لَوْلا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ
فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ {68} فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلالا
طَيِّبًا}[سورة الأنفال آية 67: 69 ]، فَأَحَلَّ اللَّهُ الْغَنِيمَةَ لَهُمْ
حَدِيثُهُمَا وَاحِدٌ.
5364 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ :
حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ : حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ،
قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو زُمَيْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
عَبَّاسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ
بَدْرٍ، نَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى أَصْحَابِهِ، وَهُمْ
ثَلاثُمِائَةٍ وَنَيِّفٌ، ثُمَّ نَظَرَ إِلَى الْمُشْرِكِينَ فَإِذَا هُمْ أَلْفٌ
أَوْ زِيَادَةٌ، فَاسْتَقْبَلَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - الْقِبْلَةَ، ثُمَّ
مَدَّ يَدَيْهِ وَعَلَيْهِ رِدَاؤُهُ وَإِزَارُهُ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ
آتِنِي مَا وَعَدْتَنِي، فَذَكَرَ مِثْلَهُ، وَقَالَ فِيهِ أَيْضًا: فَمَا زَالَ
يَدْعُو وَيَسْتَغِيثُ، وَقَالَ فِيهِ أَيْضًا: {أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ
الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلا بُشْرَى}[سورة الأنفال آية
9: 10 ] إِلَى آخِرِ الآيَةِ. فَلَمَّا الْتَقَوْا وَهَزَمَ اللَّهُ
الْمُشْرِكِينَ، فَقَتَلَ مِنْهُمْ سَبْعِينَ رَجُلا، وَزَادَ فِي آخِرِ
الْحَدِيثِ، فَلَمَّا كَانَ فِي الْعَامِ الْمُقْبِلِ فِي أُحُدٍ، عُوقِبُوا بِمَا
صَنَعُوا، قُتِلَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - سَبْعُونَ،
وَأُسِرَ سَبْعُونَ، وَكُسِرَتْ رَبَاعِيَتُهُ وَهُشِمَتِ الْبَيْضَةُ عَلَى رَأْسِهِ،
وَسَالَ الدَّمُ عَلَى وَجْهِهِ، وَفَرَّ أَصْحَابُ
النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَصَعَدُوا إِلَى الْجَبَلِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ الآيَةَ {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا} [سورة آل عمران آية 165 ] إِلَى {عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [سورة آل عمران آية 165 ] وَنَزَلَتْ: {إِذْ تُصْعِدُونَ وَلا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ}[سورة آل عمران آية 153 ] إِلَى قَوْلِهِ {ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً} [سورة آل عمران آية 154 ]، حَدَّثَنَا السُّلَمِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو زُمَيْلٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: لَمَّا نَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ بَدْرٍ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ إِلَى قَوْلِهِ {أَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ}[سورة الأنفال آية 9 ] حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا قُرَادٌ أَبُو نُوحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا سِمَاكٌ أَبُو زُمَيْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ، بِمِثْلِهِ بِتَمَامِهِ إِلَى قَوْلِهِ: {قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا}[سورة آل عمران آية 165 ] إِلَى قَوْلِهِ {كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}[سورة آل عمران آية 165 ].
5365 حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ الْبَصْرِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - خَيْلا لَهُ نَحْوَ أَرْضِ نَجْدٍ، فَجَاءُوا بِرَجُلٍ يُقَالُ لَهُ: ثُمَامَةُ بْنُ أُثَالٍ الْحَنَفِيُّ سَيِّدُ أَهْلِ الْيَمَامَةِ، فَرَبَطُوهُ بِسَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ، فَخَرَجَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: مَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ؟، فَقَالَ: عِنْدِي يَا مُحَمَّدُ خَيْرٌ، إِنْ تَقْتُلْنِي تَقْتُلُ ذَا دَمٍ، وَإِنْ تُنْعِمْ تُنْعِمْ عَلَى شَاكِرٍ، فَإِنْ تُرِدِ الْمَالَ فَسَلْ تُعْطَ مِنْهُ مَا شِئْتَ، قَالَ: فَتَرَكَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى كَانَ الْغَدُ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: مَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ؟ قَالَ: عِنْدِي مَا قُلْتُ لَكَ، فَرَدَّهَا عَلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: أَطْلِقُوا ثُمَامَةَ، فَخَرَجَ إِلَى نَخْلٍ قَرِيبٍ مِنَ الْمَسْجِدِ، فَخَرَجَ فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ دَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، يَا مُحَمَّدُ ! مَا كَانَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ مِنْ وَجْهٍ أَبْغَضُ إِلَيَّ مِنْ وَجْهِكَ، وَقَدْ أَصْبَحْتُ وَوَجْهُكَ أَحَبَّ الْوجُوهِ إِلَيَّ، وَمَا كَانَ دَيْنٌ أَبْغَضَ إِلَىَّ مِنْ دِينِكِ، وَلَقَدْ أَصْبَحَ دِينُكَ أَحَبَّ الأَدْيَانِ إِلَيَّ، وَمَا كَانَ بَلَدٌ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْ بَلَدِكَ، وَقَدْ أَصْبَحَ بَلَدُكَ أَحَبَّ الْبُلْدَانِ إِلَيَّ كُلِّهَا، وَإِنَّ خَيْلَكَ أَخَذَتْنِي،
وَأَنَا أُرِيدُ الْعُمْرَةَ، فَمَاذَا تَرَى؟ فَسَيَّرَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَمَرَهُ أَنْ يَعْتَمِرَ، فَلَمَّا قَدِمَ مَكَّةَ، قَالُوا: صَبَوْتَ يَا ثُمَامَةُ؟ قَالَ: لا وَاللَّهِ مَا صَبَوْتُ، وَلَكِنِّي أَسْلَمْتُ مَعَ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَاللَّهِ لا تَأْتِيكُمْ حَبَّةُ حِنْطَةٍ مِنَ الْيَمَامَةِ، حَتَّى يَأْذَنَ فِيهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - .
5366 حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ، والصَّغَانِيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ مَنْصُورُ بْنُ سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - خَيْلا قِبَلَ نَجْدٍ فَجَاءَتْ بِرَجُلٍ مِنْ بَنِي حَنِيفَةَ، يُقَالُ لَهُ ثُمَامَةُ بْنُ أُثَالٍ سَيِّدُ أَهْلِ الْيَمَامَةِ، فَرَبَطُوهُ بِسَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ لَهُ: مَاذَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ؟، فَقَالَ: عِنْدِي يَا مُحَمَّدُ خَيْرٌ إِنْ تَقْتُلْ تَقْتُلْ ذَا دَمٍ، وَإِنْ تُنْعِمْ تُنْعِمْ عَلَى شَاكِرٍ، وَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ الْمَالَ فَسَلْ تُعْطَ مِنْهُ مَا شِئْتَ، فَتَرَكَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى كَانَ الْغَدُ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: مَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ؟، قَالَ: مَا قُلْتُ لَكَ إِنْ تُنْعِمْ تُنْعِمْ عَلَى شَاكِرٍ، وَإِنْ تَقْتُلْ تَقْتُلْ ذَا دَمٍ وَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ الْمَالَ فَسَلْ تُعْطَ مَا شِئْتَ، فَتَرَكَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى كَانَ بَعْدَ الْغَدِ، فَقَالَ: مَاذَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ؟، فَقَالَ: عِنْدِي مَا قُلْتُ لَكَ إِنْ تُنْعِمْ تُنْعِمْ عَلَى شَاكِرٍ، وَإِنْ تَقْتُلْ تَقْتُلْ ذَا دَمٍ، وَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ الْمَالَ فَسَلْ تُعْطَ مِنْهُ مَا شِئْتَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: أَطْلِقُوا ثُمَامَةَ، فَانْطَلَقَ إِلَى نَخْلٍ قَرِيبٍ مِنَ الْمَسْجِدِ فَاغْتَسَلَ مِنَ الْمَاءِ، ثُمَّ دَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَاللَّهِ مَا كَانَ عَلَى الأَرْضِ وَجْهٌ
أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْ وَجْهِكَ فَقَدْ أَصْبَحَ وَجْهُكَ أَحَبَّ الْوجُوهِ كُلِّهَا إِلَيَّ، وَاللَّهِ مَا كَانَ دَيْنٌ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْ دِينِكَ فَأَصْبَحَ دِينُكَ أَحَبَّ الدِّينِ إِلَيَّ، وَاللَّهِ مَا كَانَ بَلَدٌ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْ بَلَدِكَ فَأَصْبَحَ بَلَدُكَ أَحَبَّ الْبِلادِ إِلَيَّ، وَإِنَّ خَيْلَكَ أَخَذَتْنِي وَأَنَا أُرِيدُ الْعُمْرَةَ، فَمَاذَا تَرَى؟ فَبَشَّرَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَمَرَهُ أَنْ يَعْتَمِرَ، فَلَمَّا قَدِمَ مَكَّةَ، قَالَ لَهُ رَجُلٌ بِمَكَّةَ: صَبَوْتَ؟ فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا صَبَوْتُ، وَلَكِنِّي أَسْلَمْتُ مَعَ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم -، وَلا وَاللَّهِ مَا تَأْتِيكُمْ مِنَ الْيَمَامَةِ حَبَّةُ حِنْطَةٍ حَتَّى يَأْذَنَ اللَّهُ لِي فِيهَا وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ السِّجْزِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ، وَقُتَيْبَةُ، قَالا: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ.
5367 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنبأ عُبَيْدُ اللَّهِ، وَعَبْدُ اللَّهِ ابْنَا عُمَرَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ ثُمَامَةَ الْحَنَفِيَّ أُسِرَ، فَكَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَغْدُو إِلَيْهِ، فَيَقُولُ: مَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ؟، فَيَقُولُ: إِنْ تَقْتُلْ ذَا دَمٍ، وَإِنْ تَمُنَّ تَمُنَّ عَلَى شَاكِرٍ، وَإِنْ تُرِدِ الْمَالَ تُعْطَ مِنْهُ مَا شِئْتَ، وَكَانَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - يُحِبُّونَ الْفِدَاءَ، وَيَقُولُونَ: مَا يَصْنَعُ بِقَتْلِ هَذَا، فَمَنَّ عَلَيْهِ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمًا فَأَسْلَمَ، فَحَلَّهُ إِلَى حَائِطِ ابْنِ طَلْحَةَ فَأَمَرَهُ أَنْ يَغْتَسِلَ، فَاغْتَسَلَ وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: لَقَدْ حَسُنَ إِسْلامُ أَخِيكُمْ .
باب الخبر الموجب إخراج إليهود والنصاري من جزيرة العرب
5368 حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى بْنُ أَبِي مَسَرَّةَ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، قَالَ : حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ فِي الْمَسْجِدِ إِذْ خَرَجَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: انْطَلِقُوا إِلَى يَهُودَ، فَخَرَجْنَا مَعَهُ حَتَّى جِئْنَا بَيْتَ الْمِدْرَاسِ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ لَهُمْ: يَا مَعْشَرَ الْيَهُودِ ! أَسْلِمُوا تَسْلَمُوا، فَقَالُوا: قَدْ بَلَّغْتَ يَا مُحَمَّدُ !، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: أَسْلِمُوا تَسْلَمُوا، فَقَالُوا: قَدْ بَلَّغْتَ يَا مُحَمَّدُ !، فَقَالَ: ذَلِكَ أُرِيدُ، ثُمَّ قَالَ لَهُمُ الثَّالِثَةَ: أَسْلِمُوا تَسْلَمُوا، فَقَالُوا: قَدْ بَلَّغْتَ يَا مُحَمَّدُ !، فَقَالَ: ذَلِكَ أُرِيدُهُ، فَقَالَ: اعْلَمُوا أَنَّمَا الأَرْضُ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ، فَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُجَلِّيَكُمْ مِنْ هَذِهِ الأَرْضِ، فَمَنْ وَجَدَ مِنْكُمْ بِمَا لَهُ ثَمَنًا شَيْئًا فَلْيَبِعْهُ، وَإِلا فَاعْلَمُوا أَنَّ الأَرْضَ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ، حَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ، وَيَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، بِمِثْلِهِ، إِلا أَنَّهُ قَالَ: بَدَلَ مُحَمَّدُ يَا أَبَا الْقَاسِمِ.
5369 حَدَّثَنَا يونس بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، فِي الْمَغَازِي،
قَالَ: أنبأ ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنْ مُوسَى
بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ
يَهُودَ بَنِي النَّضِيرِ، وَقُرَيْظَةَ، قُتِلَ رِجَالُهُمْ، وَقُسِمَ
نِسَاؤُهُمْ، وَأَمْوَالُهُمْ، وَأَوْلادُهُمْ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ، إِلا أَنَّ
بَعْضَهُمَ لَحِقُوا بِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَأَمَّنَهُمْ،
وَأَسْلَمُوا، وَأَجْلَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَهُودَ
الْمَدِينَةِ كُلِّهِمْ مِنْ بَنِي قَيْنُقَاعَ، وَهُمْ قَوْمُ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ سَلامٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَيَهُودَ بَنِي حَارِثَةَ، وَكُلَّ يَهُودِيٍّ
كَانَ بِالْمَدِينَةِ.
5370 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ :
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أنبأ ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ
عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: كَانَتِ الْيَهُودُ
وَالنَّصَارَى وَمَنْ سِوَاهُمْ مِنَ الْكُفَّارِ، مَنْ جَاءَ إِلَى الْمَدِينَةِ
مِنْهُمْ سَفَرًا، لا يَقِرُّونَ فَوْقَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَلا أَدْرِي أَكَانَ يَفْعَلُ بِهِمْ قَبْلَ ذَلِكَ أَمْ
لا.
5371 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ النَّجَّارُ،
قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أنبأ ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ مُوسَى
بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ يَهُودَ بَنِي النَّضِيرِ،
وَقُرَيْظَةَ، حَارَبُوا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَأَجْلَى
رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم
- بَنِي النَّضِيرِ، وَأَقَرَّ قُرَيْظَةَ، وَمَنْ
عَلَيْهِمْ حَتَّى حَارَبَتْ قُرَيْظَةُ بَعْدَ ذَلِكَ، فَقَتَلَ رِجَالَهُمْ،
وَقَسَمَ نِسَاءَهُمْ، وَأَمْوَالَهُمْ، وَأَوْلادَهُمْ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ،
إِلا بَعْضَهُمْ لَحِقُوا بِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَآمَنَهُمْ،
وَأَسْلَمُوا، وَأَجْلَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَهُودَ
الْمَدِينَةِ كُلِّهِمْ مِنْ بَنِي قَيْنُقَاعَ، وَهُمْ قَوْمُ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ سَلامٍ، وَيَهُودَ بَنِي حَارِثَةَ، وَكُلَّ يَهُودِيٍّ كَانَ بِالْمَدِينَةِ.
5372 حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ،
وَعَبَّاسٌ الدُّورِيُّ، والصغاني، وأبو أمية، قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: أنبأ
ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ
بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ
الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه
وسلم -: لَئِنْ عِشْتُ لأُخْرِجَنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ،
حَتَّى لا أَتْرُكَ فِيهَا إِلا مُسْلِمًا، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ
الصَّغَانِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أنبأ ابْنُ
جُرَيْجٍ بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ حَتَّى لا أَدَعَ إِلا مُسْلِمًا .
5373 حَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ،
قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ
جَابِرٍ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله
عليه وسلم -: لَئِنْ عِشْتُ لأُخْرِجَنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى مِنْ جَزِيرَةِ
الْعَرَبِ، حَتَّى لا أَتْرُكَ فِيهَا إِلا مُسْلِمًا.
5374 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْحَرَّانِيُّ،
قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو الْحَرَّانِيُّ، قَالَ:
قُرِئَ عَلَى مَعْقِلِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَأَنَا حَاضِرٌ، عَنْ أَبِي
الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، سَمِعَ النَّبِيَّ -
صلى الله عليه وسلم -، يَقُولُ:
لأُخْرِجَنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ.
بَيَانُ الإبَاحَةِ لِلإِمَامِ إِذْ أَنْزَلَ الإِمَامَ عَلَى حُكْمِهِ أَنْ يَرُدَّ فِيهِمُ الحكم إلى غيره
، فإذا حكم فيهم أمضي الإمام
فيهم
5375 حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ السِّجْزِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ،
قَالَ : حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: أُصِيبَ سَعْدٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمَ الْخَنْدَقِ،
رَمَاهُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ، يُقَالُ لَهُ حِبَّانُ بْنُ الْعَرِقَةِ، رَمَاهُ
فِي الأَكْحَلِ فَضَرَبَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - خَيْمَةً فِي
الْمَسْجِدِ يَعُودُهُ مِنْ قَرِيبٍ.
5376 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَهْلٍ، قَالَ :
حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ حَامِدٍ، عَنِ ابْنِ نُمَيْرٍ، بِمِثْلِهِ، وَزَادَ:
فَلَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنَ الْخَنْدَقِ وَضَعَ السِّلاحَ،
وَاغْتَسَلَ، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ، وَهُوَ يَنْفُضُ رَأْسَهُ مِنَ الْغُبَارِ،
فَقَالَ: قَدْ وَضَعْتَ السِّلاحَ، وَاللَّهِ مَا وَضَعْنَاهَا، اخْرُجْ
إِلَيْهِمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: فَأَيْنَ؟، قَالَ:
فَأَشَارَ إِلَى قُرَيْظَةَ، قَالَ:
فَأَتَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -
فَنَزَلُوا عَلَى حُكْمِهِ، فَرَدَّ الْحُكْمَ فِيهِمْ إِلَى سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ،
قَالَ: فَإِنِّي أَحْكُمُ فِيهِمْ أَنْ نَقْتُلَ الْمُقَاتِلَةَ، وَأَنْ نَسَبِيَ
النِّسَاءَ وَالذُّرِّيَّةَ، وَأَنْ نُقَسِّمَ أَمْوَالَهُمْ. قَالَ هِشَامٌ:
قَالَ أَبِي: فَأُخْبِرْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ:
لَقَدْ حَكَمْتَ فِيهِمْ بِحُكْمِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ .
5377 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَهْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ حَامِدٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ سَعْدًا، قَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أُجَاهِدَ فِيكَ مِنْ قَوْمٍ كَذَبُوا رَسُولَكَ وَأَخْرَجُوهُ، اللَّهُمَّ فَإِنِّي أَظُنُّ أَنَّكَ قَدْ وَضَعْتَ الْحَرْبَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ، فَإِنْ كَانَ بَقِيَ مِنْ حَرْبِ قُرَيْشٍ مِنْ شَيْءٍ فَأَبْقِنِي لَهُمْ حَتَّى أُجَاهِدَهُمْ فِيكَ، وَإِنْ كُنْتَ قَدْ وَضَعْتَ الْحَرْبَ فِيمَا بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ فَأَفْجِرْهَا، وَاجْعَلْ مَوْتَتِي فِيهَا، قَالَ: فَانْفَجَرَتْ مِنْ لَبَّتِهِ، فَلَمْ يَرُعْهُمْ، وَمَعَهُ فِي الْمَسْجِدِ خَيْمَةٌ مِنْ بَنِي غِفَارٍ إِلا وَالدَّمُ يَسِيلُ إِلَيْهِمْ، فَقَالُوا: يَا أَهْلَ الْخَيْمَةِ ! مَا هَذَا الَّذِي يَأْتِينَا مِنْ قِبَلِكُمْ؟ فَإِذَا سَعْدٌ جُرْحُهُ يَغْذُو دَمًا فَمَاتَ مِنْهَا، رَوَاهُ مُسْلِمٌ، عَنْ أَبِي كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ نُمَيْرٍ.
5378 ذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْخَلِيلِ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، بِهَذَا الإِسْنَادِ، قَالَتْ: رُمِيَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ يَوْمَ الْخَنْدَقِ، فَقُطِعَ مِنْهُ الأَكْحَلُ رَمَاهُ ابْنُ الْعَرِقَةِ، فَقَالَ سَعْدٌ: عَرَّقَ اللَّهُ وَجْهَكَ فِي النَّارِ، الْحَدِيثَ بِطُولِهِ، فَضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - خَيْمَةً فِي الْمَسْجِدِ لِيُدَاوِيَهُ وَلْيَعُودَهُ مِنْ قَرِيبٍ، فَلَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنَ الْخَنْدَقِ وَضَعَ السِّلاحَ ثُمَّ اغْتَسَلَ، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ قَدْ عَصَبَ رَأْسَهُ الْغُبَارُ، فَقَالَ: قَدْ وَضَعْتَ السِّلاحَ، فَوَاللَّهِ مَا وَضَعَتِ الْمَلائِكَةُ فَاخْرُجْ إِلَى الْقَوْمِ فَقَاتِلْهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: أَيْنَ؟، فَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ فَحَاصَرَهُمْ وَسَعْدٌ فِي الْمَسْجِدِ، فَلَمَّا أَنِ اشْتَدَّ عَلَيْهِمُ الحِصَارَ نَزَلُوا عَلَى حُكْمِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ عُرْوَةُ: فَأُخْبِرْتُ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - رَدَّ الْحُكْمَ فِيهِمْ إِلَى سَعْدٍ، فَقَالَ سَعْدٌ: فَإِنِّي أَحْكُمُ فِيهِمْ أَنْ تُقْتَلَ مُقَاتِلَتُهُمْ، وَتُسْبَى ذُرِّيَّتُهُمْ، وَتُقْسَمَ أَمْوَالُهُمْ، وَذَكَرَ نَحْوَهُ، وَقَالَ: تَلَبَّدَ الدَّمُ، ذَكَرَ مُسْلِمٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ سُلَيْمَانَ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامٍ، نَحْوَهُ، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: فَانْفَجَرَ مِنْ لَيْلَتِهِ، فَمَاتَ فَمَا زَالَ يَسِيلُ حَتَّى مَاتَ، وَزَادَ فِي الْحَدِيثِ، قَالَ: فَذَاكَ حِينَ يَقُولُ
الشَّاعِرُ:
أَلا يَا سَعْدُ سَعْدُ بَنِي مُعَاذٍ فَمَا فَعَلَتْ قُرَيْضَةُ وَالنَّضِيرِ
لَعَمْرُكَ أَنَّ سَعْدَ بَنِي مُعَاذٍ غَدَاةَ
تَحَمَّلُوا لَهُوَ الصَّبُورُ
تَرَكْتُمْ قِدْرَكُمْ لا شَيْءَ فِيهَا وَقِدْرُ
الْقَوْمِ حَامِيَةٌ تَفُورُ
وَقَدْ قَالَ الْكَرِيمُ أَبُو حُبَابٍ أَقِيمُوا
قَيْنُقَاعَ وَلا تَسِيرُوا
وَقَدْ كَانُوا بِبَلْدَتِهِمْ ثِقَالا كَمَا ثَقُلَتْ
بِمَيْطَانَ الصُّخُورُ
5379 حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مَسْعُودٍ، وَأَبُو
الْحَسَنِ الْخَيَّاطُ، ببيت المقدس في قدمتي الثالثة الشام، قَالَ : حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ الطَّبَّاعِ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ
زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ
عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله
عليه وسلم - عَلَى سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ خَيْمَةً فِي الْمَسْجِدِ لِيَعُودَهُ مِنْ
قَرِيبٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ فَهِدٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ
عُثْمَانَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُتَوَكِّلِ، قَالا: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي
زَائِدَةَ، بِمِثْلِهِ.
5380 حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ بَهَارٍ، بِعَسْكَرِ
مُكْرَمٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ
أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ،
قَالَتْ: نَزَلُوا عَلَى حُكْمِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَوَلاهَا
سَعْدًا، يَعْنِي بَنِي قُرَيْظَةَ.
5381 حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - لَمَّا فَرَغَ مِنَ الأَحْزَابِ، وَجَاءَ لِيَغْتَسِلَ فَجَاءَهُ جِبْرِيلُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ ! قَدْ وَضَعْتُمْ سِلاحَكُمْ، وَمَا وَضَعْنَا أَسْلِحَتَنَا بَعْدُ، انْهَدْ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ! لَقَدْ رَأَيْتُ رَأْسَهُ مِنْ خَلَلِ الْبَابِ، وَقَدْ عَصَبَهُ الْغُبَارُ.
5382 حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ بْنَ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: نَزَلَ أَهْلُ قُرَيْظَةَ عَلَى حُكْمِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، فَأَرْسَلَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى سَعْدٍ، فَأَتَاهُ عَلَى حِمَارٍ، فَلَمَّا دَنَا قَرِيبًا مِنَ الْمَسْجِدِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِلأَنْصَارِ: قُومُوا إِلَى سَيِّدِكُمْ أَوْ خَيْرِكُمْ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ هَؤُلاءِ نَزَلُوا عَلَى حُكْمِكَ، قَالَ: تُقْتَلُ مُقَاتِلَتُهُمْ، وَتُسْبَى ذَرَارِيُّهُمْ، قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: حَكَمْتَ بِحُكْمِ اللَّهِ، وَرُبَّمَا قَالَ: حَكَمْتَ بِحُكْمِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا أَبُو قِلابَةَ، قَالَ : حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، بِمِثْلِهِ، رَوَاهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ بَهْزٍ، عَنْ شُعْبَةَ، بِمِثْلِهِ، لَقَدْ حَكَمْتَ فِيهِمْ بِحُكْمِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا ابْنُ حَبِيبٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، بِنَحْوِهِ.
5383 حَدَّثَنَا أَبُو الْمُثَنَّى مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى الْعَنْبَرِيُّ، وَأَبُو الأَحْوَصِ صَاحِبُنَا، قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْمَاءَ، قَالَ : حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: نَادَى فِينَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ انْصَرَفَ عَنِ الأَحْزَابِ: أَنْ لا يُصَلِّيَنَّ أَحَدٌ الظُّهْرَ إِلا فِي بَنِي قُرَيْظَةَ، قَالَ: فَتَخَوَّفَ نَاسٌ فَوْتَ الْوَقْتِ فَصَلُّوا دُونَ بَنِي قُرَيْظَةَ، وَقَالَ الآخَرُونَ: لا نُصَلِّي إِلا حَيْثُ أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَإِنْ فَاتَنَا الْوَقْتُ فَمَا عَنَّفَ وَاحِدًا مِنَ الْفَرِيقَيْنِ، قَالَ أَحَدُهُمَا: الْعَصْرَ بَدَلَ الظُّهْرَ .
بَيَانُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَسَمَ غنائم خيبر في المهاجرين
وغيرهم ما
وجب
5384 حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ
الْفَارِسِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ التِّنِّيسِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ،
قَالَ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ
مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ الْمُهَاجِرُونَ مِنْ
مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ قَدِمُوا وَلَيْسَ بِأَيْدِيهِمْ شَيْءٌ، وَكَانَ الأَنْصَارُ
أَهْلَ الأَرْضِ وَالْعَقَارِ، قَالَ: فَقَاسَمَهُمُ الأَرْضَ عَلَى أَنْ
أَعْطَوْهُمْ أَنْصَافَ ثِمَارِ أَمْوَالِهِمْ كُلَّ عَامٍ وَيَكْفُوهُمُ
الْعَمَلَ والمَؤْنَةَ، قَالَ: وَكَانَتْ أُمُّهُ أُمُّ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ،
وَهِيَ تُدْعَى أُمُّ سُلَيْمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، وَكَانَتْ أُمَّ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ أَبِي طَلْحَةَ كَانَ أَخًا لأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ لأُمِّهِ، وَكَانَتْ أُمَّ
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَهِيَ تُدْعَى أُمُّ سُلَيْمٍ أَعْطَتْ رَسُولَ اللَّهِ -
صلى الله عليه وسلم - عِذَاقًا لَهَا، فَأَعْطَاهُنَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله
عليه وسلم - أُمَّ أَيْمَنَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وَهِيَ مَوْلاتُهُ أُمُّ أُسَامَةَ
بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: فَأَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَمَّا فَرَغَ مِنْ قِتَالِ أَهْلِ
خَيْبَرَ، وَانْصَرَفَ إِلَى الْمَدِينَةِ رَدَّ الْمُهَاجِرُونَ إِلَى
الأَنْصَارِ مَنَائِحَهُمُ الَّتِي كَانُوا مَنَحُوهُمْ مِنْ ثِمَارِهِمْ، قَالَ:
فَرَدَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى أُمِّي أَعْذَاقَهَا،
وَأَعْطَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أُمَّ أَيْمَنَ مَكَانَهُنَّ
مِنْ حَائِطِهِ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَكَانَ مِنْ شَأْنِ أُمِّ أَيْمَنَ
أُمِّ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ أَنَّهَا كَانَتْ وَصِيفَةً لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَكَانَتْ مِنَ الْحَبَشَةِ، فَلَمَّا وَلَدَتْ آمِنَةُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَعْدَمَا تُوُفِّيَ أَبُوهُ، وَكَانَتْ أُمُّ أَيْمَنَ تَحْضُنُهُ حَتَّى كَبِرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَأَعْتَقَهَا ثُمَّ أَنْكَحَهَا زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ، ثُمَّ تُوُفِّيَتْ بَعْدَ مَا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِخَمْسَةِ أَشْهُرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْوَهْبِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا عَمِّي، قَالَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ الْمُهَاجِرُونَ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ قَدِمُوا وَلَيْسَ بِأَيْدِيهِمْ شَيْءٌ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِمِثْلِهِ.
5385 ذَكَرَ مُحَمَّدُ بَنُ يَحْيَى، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِيَ يُحَدِّثُ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: كَانَ الرَّجُلُ يَجْعَلُ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - النَّخَلاتِ مِنْ أَرْضِهِ حَتَّى فُتِحَتْ عَلَيْهِ قُرَيْظَةُ وَالنَّضِيرُ فَجَعَلَ بَعْدَ ذَلِكَ يَرُدُّ مَا كَانَ أَعْطَاهُ، قَالَ أَنَسٌ: فَإِنَّ أَهْلِي أَمَرُونِي أَنْ آتِيَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَأَسْأَلَهُ مَا كَانَ أَهْلُهُ أَعْطَوْهُ أَوْ بَعْضَهُ، وَكَانَ نَبِيُّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَدْ أَعْطَاهُ أُمَّ أَيْمَنَ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَأَعْطَانِيهِنَّ، فَجَاءَتْ أُمُّ أَيْمَنَ فَجَعَلَتِ الثَّوْبَ فِي عُنُقِي وَذَكَرَهُ وَفِيهِ أَوْ قَرِيبًا مِنْ عَشْرَةِ أَمْثَالِهِ،، رَوَاهُ مُسْلِمٌ، عَنِ ابْنِ عَبْدِ الأَعْلَى، وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ مُعْتَمِرٍ، بِمِثْلِهِ
بَيَانُ كِتَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى هِرَقْلَ
، وأنه كتب إلى كسرى وقيصر وإلى
الجبابرة
5386 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، فِيمَا قُرِئَ
عَلَيْهِ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ، قَالَ قَرَأْنَا عَلَى عَبْدِ الرَّزَّاقِ، قَالَ:
أنبأ مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ
أَخْبَرَهُ مِنْ فِيهِ إِلَى فِيهِ، قَالَ: انْطَلَقْتُ فِي الْمُدَّةِ الَّتِي
كَانَتْ بَيْنِي وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ:
فَبَيْنَمَا أَنَا بِالشَّامِ إِذْ جِئَ بِكِتَابٍ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى
الله عليه وسلم - إِلَى هِرَقْلَ، فَأَجْلَسَنَا بَيْنَ يَدَيْهِ، ثُمَّ قَالَ:
أَيُّكُمْ أَقْرَبُ نَسَبًا مِنْ هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ
نَبِيٌّ؟ قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: فَقُلْتُ: أَنَا، فَأَجْلَسُونِي بَيْنَ يَدَيْهِ
وَأَجْلَسُوا أَصْحَابِي خَلْفِي، ثُمَّ دَعَا بِتَرْجُمَانِهِ، فَقَالَ: قُلْ
لَهُمْ إِنِّي سَائِلٌ هَذَا عَنْ هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ
فَإِنْ كَذَّبَنِي فَكَذِّبُوهُ، قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: وَايْمُ اللَّهِ لَوْلا
أَنْ يُؤْثَرَ عَلَيَّ الْكَذِبَ لَكَذَبْتُهُ، ثُمَّ قَالَ لِتَرْجُمَانِهِ: سَلْ
كَيْفَ حَسَبُهُ فِيكُمْ؟ قَالَ: قُلْتُ هُوَ فِينَا ذُو حَسَبٍ، قَالَ: فَهَلْ
كَانَ مِنْ آبَائِهِ مَلِكٌ؟ قُلْتُ: لا، قَالَ: فَهَلْ كُنْتُمْ تَتَّهِمُونَهُ
بِالْكَذِبِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ مَا قَالَ؟ قَالَ: قُلْتُ: لا، قَالَ: مَنْ
يَتْبَعُهُ أَشْرَافُ النَّاسِ أَمْ ضُعَفَاؤُهُمْ؟ قَالَ: قُلْتُ: بَلْ
ضُعَفَاؤُهُمْ، قَالَ: أَيَزِيدُونَ أَمْ يَنْقُصُونَ؟ قَالَ: قُلْتُ: لا، بَلْ
يَزِيدُونَ، قَالَ: هَلْ يَرْتَدُّ أَحَدٌ مِنْهُمْ عَنْ دِينِهِ بَعْدَ أَنْ
يَدْخُلَ
فِيهِ سَخْطَةً لَهُ؟ قَالَ: قُلْتُ: لا، قَالَ: فَهَلْ قَاتَلْتُمُوهُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَكَيْفَ كَانَ قِتَالُكُمْ إِيَّاهُ، قَالَ: قُلْتُ: يَكُونُ الْحَرْبُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ سِجَالا يُصِيبُ مِنَّا وَنُصِيبُ مِنْهُ، قَالَ: فَهَلْ يَغْدِرُ؟ قُلْتُ: لا، وَنَحْنُ مَعَهُ فِي مُدَّةٍ لا نَدْرِي مَا هُوَ صَانِعٌ فِيهَا، قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا أَمْكَنَنِي مِنْ كَلِمَةٍ أَدْخَلَ فِيهَا شَيْئًا غَيْرَ هَذِهِ، قَالَ: فَهَلْ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ أَحَدٌ قَبْلَهُ؟ قُلْتُ: لا، قَالَ لِتَرْجُمَانِهِ: إِنِّي سَأَلْتُكَ عَنْ حَسَبِهِ فَزَعَمْتَ أَنَّهُ فِيكُمْ ذُو حَسَبٍ، وَكَذَلِكَ الرُّسُلُ تُبْعَثُ فِي أَحْسَابِ قَوْمِهَا، وَسَأَلْتُكَ هَلْ كَانَ فِي آبَائِهِ مَلِكٌ؟ فَزَعَمْتَ أَنْ لا، فَقُلْتُ: لَوْ كَانَ مِنْ آبَائِهِ مَلِكٌ قُلْتُ رَجُلٌ يَطْلُبُ مُلْكَ آبَائِهِ، وَسَأَلْتُكَ عَنْ أَتْبَاعِهِ: أَضُعَفَاؤُهُمْ أَمْ أَشْرَافُهُمْ؟ فَقُلْتَ: بَلْ ضُعَفَاؤُهُمْ وَهُمْ أَتْبَاعُ الرُّسُلِ، وَسَأَلْتُكَ هَلْ كُنْتُمْ تَتَّهِمُونَهُ بِالْكَذِبِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ مَا قَالَ؟ فَزَعَمْتَ أَنْ لا فَقَدْ عَرَفْتُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لِيَدَعَ الْكَذِبَ عَلَى النَّاسِ ثُمَّ يَذْهَبُ فَيَكْذِبَ عَلَى اللَّهِ، وَسَأَلْتُكَ هَلْ يَرْتَدُّ أَحَدٌ مِنْهُمْ عَنْ دِينِهِ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَ يَعْنِي فِيهِ سَخْطَةً لَهُ، فَزَعَمْتَ أَنْ لا، وَكَذَلِكَ الإِيمَانُ إِذَا خَالَطَ بَشَاشَةَ الْقُلُوبِ، وَسَأَلْتُكَ هَلْ يَزِيدُونَ أَمْ يَنْقُصُونَ؟ فَزَعَمْتَ أَنَّهُمْ يَزِيدُونَ وَكَذَلِكَ الإِيمَانُ حَتَّى يتِمَّ، وَسَأَلْتُكَ هَلْ قَاتَلْتُمُوهُ؟ فَزَعَمْتَ أَنَّكُمْ قَاتَلْتُمُوهُ فَتَكُونَ الْحَرْبُ بَيْنَكُمْ سِجَالا يَنَالُ مِنْكُمْ وَتَنَالُونَ مِنْهُ، وَكَذَلِكَ الرُّسُلُ تُبْتَلَى ثُمَّ
تَكُونُ لَهَا الْعَاقِبَةُ، وَسَأَلْتُكَ هَلْ يَغْدِرُ؟ فَزَعَمْتَ أَنْ لا، وَكَذَلِكَ الرُّسُلُ لا تَغْدِرُ، وَسَأَلْتُكَ: هَلْ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ أَحَدٌ قَبْلَهُ؟ فَزَعَمْتَ أَنْ لا، فَقُلْتُ: لَوْ كَانَ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ أَحَدٌ قَبْلَهُ قُلْتُ رَجُلٌ ائْتَمَّ بِقَوْلٍ قِيلَ قَبْلَهُ، ثُمَّ قَالَ: بِمَ يَأْمُرُكُمْ؟ قَالَ: قُلْتُ: يَأْمُرُنَا بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ وَالصِّلَةِ وَالْعَفَافِ، قَالَ: إِنْ يَكُنْ مَا تَقُولُ فِيهِ حَقًّا فَإِنَّهُ نَبِيٌّ، وَقَدْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّهُ خَارِجٌ، وَلَمْ أَكُنْ أَظُنُّهُ مِنْكُمْ، وَلَوْ أَنِّي أَعْلَمُ أَنِّي أَخْلُصُ إِلَيْهِ لأَحْبَبْتُ لِقَاءَهُ وَلَوْ كُنْتُ عِنْدَهُ لَغَسَلْتُ عَنْ قَدَمَيْهِ، وَلَيَبْلُغَنَّ مُلْكُهُ مَا تَحْتَ قَدَمَيَّ، قَالَ: ثُمَّ دَعَا بِكِتَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَرَأَهُ، وَإِذَا فِيهِ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّومِ، سَلامٌ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى، أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي أَدْعُوكَ بِدِعَايَةِ الإِسْلامِ، أَسْلِمْ تَسْلَمْ، وَأَسْلِمْ يُؤْتِكَ اللَّهُ أَجْرَكَ مَرَّتَيْنِ، فَإِنْ تَوَلَّيْتَ فَإِنَّ عَلَيْكَ إِثْمُ الأَرِيسِيِّينَ: {يَأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلا نَعْبُدَ إِلا اللَّهَ}[سورة آل عمران آية 64 ]، إِلَى قَوْلِهِ {مُسْلِمُونَ}[سورة آل عمران آية 64 ]، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ قِرَاءَةِ الْكِتَابِ ارْتَفَعَتِ الأَصْوَاتُ عِنْدَهُ، وَكَثُرَ اللَّغَطُ، وَأَمَرَ بِنَا فَأُخْرِجْنَا، فَقُلْتُ لأَصْحَابِي حِينَ خَرَجْنَا: لَقَدْ أَمِرَ أَمْرُ ابْنِ أَبِي كَبْشَةَ إِنَّهُ لَيَخَافُهُ مَلِكُ بَنِي الأَصْفَرِ، قَالَ:
فَمَا زِلْتُ مُوقِنًا بِأَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، أَنَّهُ سَيَظْهَرُ حَتَّى أَدْخَلَ اللَّهُ عَلَيَّ الإِسْلامَ، قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَدَعَا هِرَقْلُ عُظَمَاءَ الرُّومِ، فَجَمَعَهُمْ فِي دَارٍ لَهُ، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الرُّومِ ! هَلْ لَكُمْ فِي الْفَلاحِ وَالرُّشْدِ آخِرَ الأَبَدِ وَأَنْ يُثَبَّتَ لَكُمْ مُلْكُكُمْ؟ قَالَ: فَحَاصُوا حَيْصَةَ حُمْرِ الْوَحْشِ إِلَى الأَبْوَابِ فَوَجَدُوهَا قَدْ غُلِّقَتْ، فَقَالَ: عَلَيَّ بِهِمْ فَدَعَاهُمْ، فَقَالَ: إِنِّي إِنَّمَا اخْتَبَرْتُ شِدَّتَكُمْ عَلَى دِينِكُمْ فَقَدْ رَأَيْتُ الَّذِيَ أَحْبَبْتُ فَسَجَدُوا لَهُ وَرَضُوا عَنْهُ .
5387 حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ، أَخْبَرَهُ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَتَبَ إِلَى قَيْصَرَ يَدْعُوهُ إِلَى الإِسْلامِ، وَبَعَثَ بِكِتَابِهِ مَعَ دِحْيَةَ الْكَلْبِيِّ، وَأَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يَدْفَعَهُ إِلَى عَظِيمِ بُصْرَى يَدْفَعُهُ إِلَى قَيْصَرَ، فَدَفَعَهُ عَظِيمُ بُصْرَى إِلَى قَيْصَرَ، وَكَانَ قَيْصَرُ لَمَّا كَشَفَ اللَّهُ عَنْهُ جُنُودَ فَارِسَ مَشَى مِنْ حِمْصَ إِلَى إِيلِيَاءَ شُكْرًا لَمَّا أَبْلاهُ اللَّهُ، فَلَمَّا جَاءَ قَيْصَرَ كِتَابُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ حِينَ قَرَأَهُ: الْتَمِسُوا، هَلْ هَهُنَا مِنْ قَوْمِهِ أَحَدٌ لِنَسْأَلَهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -؟ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَأَخْبَرَنِي أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ، أَنَّهُ كَانَ بِالشَّامِ فِي رِجَالٍ مِنْ قُرَيْشٍ قَدِمُوا تُجَّارًا فِي الْمُدَّةِ الَّتِي كَانَتْ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَبَيْنَ كُفَّارِ قُرَيْشٍ، قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: فَوَجَدْنَا رَسُولَ قَيْصَرَ بِبَعْضِ الشَّامِ فَانْطَلَقَ بِي وَبِأَصْحَابِي حَتَّى قَدِمْنَا إِيلِيَاءَ فَأَدْخَلَنَا عَلَيْهِ، فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ فِي مَجْلِسِ مُلْكِهِ وَعَلَيْهِ التَّاجُ، وَحَوْلَهُ عُظَمَاءُ الرُّومِ، فَقَالَ لِتَرْجُمَانِهِ: سَلْهُمْ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ نَسَبًا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ؟ قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: فَقُلْتُ: أَنَا أَقْرَبُهُمْ إِلَيْهِ
نَسَبًا، فَقَالُوا: مَا قَرَابَةُ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ؟ قَالَ: قُلْتُ: هُوَ ابْنُ عَمِّي، قَالَ: وَلَيْسَ فِي الرَّكْبِ يَوْمَئِذٍ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ غَيْرِي، قَالَ: فَقَالَ قَيْصَرُ: أَدْنُوهُ مِنِّي، قَالَ: ثُمَّ أَمَرَ أَصْحَابِي فَجُعِلُوا خَلْفَ ظَهْرِي عِنْدَ كَتِفَيَّ، قَالَ: ثُمَّ قَالَ لِتَرْجُمَانِهِ: قُلْ لأَصْحَابِهِ إِنِّي سَائِلٌ هَذَا عَنْ هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ فَإِنْ كَذَبَ فَكَذِّبُوهُ، قَالَ أَبُو سُفْيَانُ: وَاللَّهِ لَوْلا الْحَيَاءُ يَوْمَئِذٍ مِنْ أَنْ يَأْثُرَ أَصْحَابِي عَلَيَّ الْكَذِبَ لَكَذَبْتُهُ عَنْهُ حِينَ سَأَلَنِي، وَلَكِنِ اسْتَحْيَيْتُ أَنْ يَأْثِرُوا عَلَيَّ الْكَذِبَ فَصَدَقْتُهُ عَنْهُ، ثُمَّ قَالَ لِتَرْجُمَانِهِ: كَيْفَ نَسَبُ هَذَا الرَّجُلِ فِيكُمْ؟ قُلْتُ: هُوَ فِينَا ذُو نَسَبٍ، قَالَ: فَهَلْ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ مِنْكُمْ أَحَدٌ قَبْلَهُ؟ قَالَ: قُلْتُ: لا، قَالَ: فَهَلْ كُنْتُمْ تَتَّهِمُونَهُ بِالْكَذِبِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ مَا قَالَ؟ قَالَ: قُلْتُ: لا، قَالَ: فَهَلْ كَانَ مِنْ آبَائِهِ مَلِكٌ؟ قَالَ: قُلْتُ: لا، قَالَ: قَالَ: فَأَشْرَافُ النَّاسِ اتَّبَعُوهُ أَمْ ضُعَفَاؤُهُمْ؟ قَالَ: قُلْتُ: بَلْ ضُعَفَاؤُهُمْ، قَالَ: أَفَيَزَيدُونَ أَمْ يَنْقُصُونَ؟ قَالَ: قُلْتُ: بَلْ يَزِيدُونَ، قَالَ: قَالَ: فَهَلْ يَرْتَدُّ أَحَدٌ سَخْطَةً لِدِينِهِ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ؟ قَالَ: قُلْتُ: لا، قَالَ: فَهَلْ يَغْدِرُ؟ قَالَ: قُلْتُ: لا وَنَحْنُ مِنْهُ الآنَ فِي مُدَّةٍ وَنَحْنُ نَخَافُ أَنْ يَغْدِرَ، قَالَ: وَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: وَلَمْ تُمْكِنِّي كَلِمَةٌ أَدْخِلُ فِيهَا شَيْئًا أَنْتَقِصُهُ بِهِ لا أَخَافُ أَنْ يُؤْثَرَ عَنِّي غَيْرَهَا، قَالَ: فَهَلْ قَاتَلْتُمُوهُ وَهَلْ قَاتِلَكُمْ؟ قَالَ:
قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَكَيْفَ كَانَ حَرْبُكُمْ وَحَرْبُهُ؟ قَالَ: قُلْتُ: كَانَتْ دُوَلا وَسِجَالا يُدَالُ عَلَيْنَا مَرَّةً وَنُدَالُ عَلَيْهِ الأُخْرَى، قَالَ: فَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ؟ قَالَ: قُلْتُ: يَأْمُرُنَا أَنْ نَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ، وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا، وَيَنْهَانَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا، وَيَأْمُرُنَا بِالصَّلاةِ، وَالصِّدْقِ، وَالْعَفَافِ، وَالْوَفَاءِ بِالْعَهْدِ، وَأَدَاءِ الأَمَانَةِ، قَالَ: فَقَالَ لِتَرْجُمَانِهِ حِينَ قُلْتُ ذَلِكَ لَهُ: قُلْ لَهُ إِنِّي سَأَلْتُكَ عَنْ نَسَبِهِ فِيكُمْ فَزَعَمْتَ أَنَّهُ فِيكُمْ ذُو نَسَبٍ، وَكَذَلِكَ الرُّسُلُ تُبْعَثُ فِي نَسَبِ قَوْمِهَا، وَسَأَلْتُكَ هَلْ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ أَحَدٌ مِنْكُمْ قَبْلَهُ؟ قُلْتَ: لا، فَقُلْتُ: لَوْ كَانَ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ أَحَدٌ مِنْكُمْ قَبْلَهُ قُلْتُ رَجُلٌ يَأْتَمُّ بِقَوْلٍ قِيلَ قَبْلَهُ، وَسَأَلْتُكَ هَلْ كُنْتُمْ تَتَّهِمُونَهُ بِالْكَذِبِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ مَا قَالَ؟ قَالَ: فَزَعَمْتَ أَنْ لا فَقَدْ عَرَفْتُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لِيَذَرَ الْكَذِبَ عَلَى النَّاسِ وَيَكْذِبَ عَلَى اللَّهِ، وَسَأَلْتُكَ هَلْ كَانَ مِنْ آبَائِهِ مَلِكٌ؟ فَزَعَمْتَ أَنْ لا، فَقُلْتُ لَوْ كَانَ مِنْ آبَائِهِ مَلِكٌ لَقُلْتُ رَجُلٌ يَطْلُبُ مَلَكَ آبَائِهِ، وَسَأَلْتُكَ أَشْرَافُ النَّاسِ اتَّبَعُوهُ أَمْ ضُعَفَاؤُهُمْ؟ فَزَعَمْتَ أَنَّ ضُعَفَاءَهُمُ اتَّبَعُوهُ وَهُمْ أَتْبَاعُ الرُّسُلِ، وَسَأَلْتُكَ هَلْ يَنْقُصُونَ أَمْ يَزِيدُونَ؟ فَزَعَمْتَ أَنَّهُمْ يَزِيدُونَ وَكَذَلِكَ الإِيمَانُ حِينَ يتِمُّ، وَسَأَلْتُكَ هَلْ يَرْتَدَّ أَحَدٌ مِنْهُمْ سَخْطَةً لِدِينِهِ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ؟ فَزَعَمْتَ أَنْ لا، وَكَذَلِكَ الإِيمَانُ حِينَ تُخَالِطُ بَشَاشَتُهُ الْقَلْبَ، لا
يُبْغِضُهُ أَحَدٌ، وَسَأَلْتُكَ هَلْ يَغْدِرُ؟ فَزَعَمْتَ أَنْ لا، وَكَذَلِكَ الرُّسُلُ لا يَغْدِرُونَ، وَسَأَلْتُكَ هَلْ قَاتَلْتُمُوهُ وَقَاتَلَكُمْ؟ فَزَعَمْتَ أَنْ قَدْ فَعَلَ، وَأَنَّ حَرْبَكُمْ وَحَرْبَهُ تَكُونُ دُوَلا يُدَالُ عَلَيْكُمُ الْمَرَّةَ وَتُدَالُونَ عَلَيْهِ الأُخْرَى، وَكَذَلِكَ الرُّسُلُ تُبْتَلَى وَتَكُونُ لَهَا الْعَاقِبَةُ، وَسَأَلْتُكَ بِمَاذَا أَمَرَكُمْ؟ فَزَعَمْتَ أَنَّهُ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَعْبُدُوا اللَّهَ وَحْدَهُ، وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَيَنْهَاكُمْ عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُكُمْ وَيَأْمُرُكُمْ بِالصَّلاةِ، وَالصِّدْقِ، وَالْعَفَافِ، وَالْوَفَاءِ بِالْعَهْدِ، وَأَدَاءِ الأَمَانَةِ، قَالَ: وَهَذِهِ صِفَةُ نَبِيٍّ قَدْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّهُ خَارِجٌ، وَلَمْ أَكُنْ أَظُنُّ أَنَّهُ مِنْكُمْ، وَإِنْ يَكُ مَا قُلْتَ حَقًّا فَيوشِكُ أَنْ يَمْلِكَ مَوْضِعَ قَدَمَيَّ هَاتَيْنِ، وَوَاللهِ لَوْ أَرْجُو أَخْلُصُ إِلَيْهِ لَتَجَشَّمْتُ لَقْيَهُ، وَلَوْ كُنْتُ عِنْدَهُ لَغَسَلْتُ عَنْ قَدَمَيْهِ، قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: ثُمَّ دَعَا بِكِتَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَأَمَرَ بِهِ فَقُرِئَ، فَإِذَا فِيهِ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ إِلَى هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّومِ، سَلامٌ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى، أَمَّا بَعْدُ: فَإِنِّي أَدْعُوكَ بِدِعَايَةِ الإِسْلامِ أَسْلِمْ تَسْلَمْ، وَأَسْلِمْ يُؤْتِكَ اللَّهُ أَجْرَكَ مَرَّتَيْنِ، وَإِنْ تَوَلَّيْتَ فَإِنَّ عَلَيْكَ إِثْمُ الأَرِيسِيِّينَ: وَ {يَأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ}[سورة آل عمران آية 64 ]، إِلَى {مُسْلِمُونَ}[سورة آل عمران آية 64 ]، قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: فَلَمَّا قَضَى مَقَالَتَهُ عَلَتْ
أَصْوَاتُ الَّذِينَ حَوْلَهُ مِنْ عُظَمَاءِ الرُّومِ، وَكَثُرَ لَغَطُهُمْ فَلا أَدْرِي مَاذَا قَالُوا وَأَمَرَ بِنَا فَأُخْرِجْنَا، قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: فَلَمَّا خَرَجْتُ مَعَ أَصْحَابِي، وَخَلُصْتُ بِهِمْ، قُلْتُ: لَقَدْ أَمِرَ أَمَرُ ابْنِ أَبِي كَبْشَةَ هَذَا مَلِكُ بَنِي الأَصْفَرِ يَخَافُهُ، قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: فَوَاللَّهِ مَا زِلْتُ ذَلِيلا مُسْتَيْقِنًا بِأَنَّ أَمْرَهُ سَيَظْهَرُ حَتَّى أَدْخَلَ اللَّهُ قَلْبِي الإِسْلامَ وَأَنَا لَهُ كَارِهٌ،، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ النُّعْمَانِ الْمَقْدِسِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ الأُوَيْسِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَخْبَرَهُ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَعَثَ بِكِتَابِهِ إِلَى كِسْرَى مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُذَافَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَدْفَعَهُ إِلَى عَظِيمِ الْبَحْرَيْنِ، وَذَكَرَ فِيهِ قِصَّةَ كِسْرَى، وَقِصَّةَ قَيْصَرَ، الْحَدِيثَيْنِ بِطُولِهِ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، بِإِسْنَادِهِ بِطُولِهِ مِثْلَهُ، وَقِصَّةُ قَيْصَرٍ أَيْضًا بِطُولِهِ.
5388 حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي صَالِحٌ، وَابْنُ أَخِي الزُّهْرِيِّ، كلاهما عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حُذَافَةَ بِكِتَابِهِ إِلَى كِسْرَى، فَدَفَعَهُ إِلَى عَظِيمِ الْبَحْرَيْنِ، فَدَفَعَهُ عَظِيمُ الْبَحْرَيْنِ إِلَى كِسْرَى فَلَمَّا قَرَأَهُ خَرَقَهُ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: فَحَسِبْتُ ابْنَ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: فَدَعَا عَلَيْهِمْ .
5389 حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَسَرَّةَ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يْونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَعَثَ بِكِتَابِهِ إِلَى كِسْرَى، وَأَمَرَهُ أَنْ يَدْفَعَهُ إِلَى عَظِيمِ الْبَحْرَيْنِ، ويَدْفَعُهُ عَظِيمُ الْبَحْرَيْنِ إِلَى كِسْرَى، فَلَمَّا قَرَأَهُ كِسْرَى مَزَّقَهُ، فَحَسِبْتُ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: فَدَعَا عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يُمَزَّقُوا كُلَّ مُمَزَّقٍ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ المَخْضُوفُ الْهَرَوِيُّ، بِبَغْدَادَ وَاسْمُهُ يَحْيَى بْنُ مَنْصُورٍ وَيُعْرَفُ بِيَحْيَى بْنِ أَبِي نَصْرٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: أنبا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، أَخْبَرَهُ: أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ، أَخْبَرَهُ: أَنَّ هِرَقْلَ أَرْسَلَ إِلَى نَفَرٍ مِنْ قُرَيْشٍ، وَكَانُوا تُجَّارًا بِالشَّامِ فَأَتَوْهُ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ، قَالَ: ثُمَّ دَعَا بِكِتَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقُرِئَ فَإِذَا فِيهِ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مِنْ مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّومِ سَلامٌ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى أَمَّا بَعْدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَزِيزٍ الأَيْلِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَلامَةُ بْنُ رَوْحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ وَحَدَّثَنَا الدَّنْدَانِيُّ، وَأَبُو أُمَيَّةَ، قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: أنبأ شُعَيْبٌ، عَنِ
الزُّهْرِيِّ،
قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ
بْنَ عَبَّاسٍ، أَخْبَرَهُ: أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ، أَخْبَرَهُ: أَنَّ
هِرَقْلَ أَرْسَلَ إِلَيْهِ فِي رَكْبٍ مِنْ قُرَيْشٍ، وَكَانُوا تُجَّارًا فِي
الشَّامِ فِي الْمُدَّةِ الَّتِي كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -
مَادَّا فِيهَا أَبَا سُفْيَانَ، وَكُفَّارَ قُرَيْشٍ، فَأَتَوْهُ وَهُمْ
بِإِيلِيَاءَ، فَدَعَاهُمْ فِي مَجْلِسِهِ وَحَوْلَهُ عُظَمَاءُ الرُّومِ، ثُمَّ
دَعَاهُمْ وَتَرْجُمَانُهُ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ مِنْ هُنَا لَمْ يُخَرِّجَاهُ.
5390 حَدَّثَنَا أَبُو الأَزْهَرِ، قَالَ : حَدَّثَنَا وَهْبُ
بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ
إِسْحَاقَ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ، قَالَ: لَمَّا
كَانَتِ الْهُدْنَةُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -
عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ، وَكُنَّا قَوْمًا تُجَّارًا، وَكَانَتِ الْحَرْبُ قَدْ
حَصَرَتْنَا فَلَمْ نَأْمَنْ، فَلَمَّا أَنْ أَمَّنَّا خَرَجْتُ تَاجِرًا إِلَى
الشَّامِ فِي رَهْطٍ مِنْ قُرَيْشٍ.
5391 حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ،
والصَّبِيحِيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو أَيُّوبَ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، بِإِسْنَادِهِ:
نَهَانَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الْمَيْتَةِ وَالدَّمِ، حَدَّثَنَا
الصَّائِغٌ، بِمَكَّةَ، قَالَ : حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ بُهْلُولٍ، قَالَ: أنبا
ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، بِإِسْنَادِهِ بِطُولِهِ نَحْوَ
حَدِيثِ وَهْبِ بْنِ جَرِيرٍ .
5392 أَخْبَرَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَخٌ لَنَا، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى قَيْصَرَ يَدْعُوهُ إِلَى الإِسْلامِ، وَبَعَثَ بِكِتَابِهِ دِحْيَةَ بْنَ خَلِيفَةَ الْكَلْبِيَّ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَدْفَعَهُ إِلَى عَظِيمِ بُصْرَى، لِيَدْفَعَهُ إِلَى قَيْصَرَ، وَكَانَ قَيْصَرُ لَمَّا كَشَفَ اللَّهُ عَنْهُ جُنُودَ فَارِسَ جَعَلَ لِلَّهِ عَلَيْهِ أَنْ يَمْشِيَ مِنْ حِمْصَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ شُكْرًا، فَلَمَّا أَتَاهُ كِتَابُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: ابْغُوا لِي هَهُنَا أَحَدًا مِنْ قَوْمِهِ لِنَسْأَلَهُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَحَدَّثَنِي أَبُو سُفْيَانَ، قَالَ: كُنَّا قَدِمْنَا الشَّامَ تُجَّارًا فِي الْمُدَّةِ الَّتِي كَانَتْ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَبَيْنَ كُفَّارِ قُرَيْشٍ، قَالَ: فَجَاءَنِي الرَّسُولُ فَانْطَلَقَ بِي حَتَّى أَدْخَلَنَا عَلَيْهِ وَهُوَ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ، وَعَلَى رَأْسِهِ التَّاجُ، وَعِنْدَهُ عُظَمَاءُ الرُّومِ، فَقَالَ: أَيُّكُمْ أَقْرَبُ نَسَبًا بِهَذَا الرَّجُلِ الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ؟ قُلْتُ: أَنَا، قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: وَلَمْ يَكُنْ فِي الْقَوْمِ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ غَيْرِي، قَالَ: مَا قَرَابَةُ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ؟ قُلْتُ: هُوَ ابْنُ عَمِّي، قَالَ: أَدْنُوا هَذَا مِنِّي، فَأَدْنَوْنِي مِنْهُ وَأَقَامَ أَصْحَابِي خَلْفَ ظَهْرِي، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ نَحْوَ حَدِيثِ شُعَيْبٍ
بِطُولِهِ،
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الْمَلِكِ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ عَائِذٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
مُسْلِمٍ، بِإِسْنَادِهِ بِطُولِهِ.
5393 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ :
حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ وَحَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ خُرَّزَاذَ، قَالَ:
حَدَّثَنِي نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنِي
خَالِدُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَتَبَ إِلَى قَيْصَرَ،
وَكِسْرَى، وَإِلَى كُلِّ جُبَارٍ يَدْعُوهُمْ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
5394 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ :
حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ وَحَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ خُرَّزَاذَ، قَالَ:
حَدَّثَنِي نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ
: حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَتَبَ إِلَى
بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ: مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -
إِلَى بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ أَنَّ أَسْلِمُوا تَسْلَمُوا، فَلَمْ يَجِدُوا مَنْ يَقْرَؤُهُ
إِلا رَجُلٌ مِنْ بَنِي ضُبَيْعَةَ، فَهُمْ يُسَمَّوْنَ بَنِي الْكَاتِبِ.
5395 حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا
نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنِي نُوحُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ أَخِيهِ خَالِدِ
بْنِ قَيْسٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم
- كَتَبَ إِلَى كِسْرَى، وَقَيْصَرَ، وَكُلِّ جَبَّارٍ يَدْعُوهُمْ إِلَى اللَّهِ
عَزَّ وَجَلَّ.
5396 حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ
الطَّيَالِسِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ حَمَّادٍ الْمَعْنِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا
عَبْدُ الأَعْلَى السَّامِيُّ، عَنْ سَعِيدٍ يَعْنِي ابْنَ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ
قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَتَبَ قَبْلَ
مَوْتِهِ إِلَى كِسْرَى، وَقَيْصَرَ، وَإِلَى النَّجَاشِيِّ، وَإِلَى كُلِّ
جَبَّارٍ يَدْعُوهُمْ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَلَيْسَ بِالنَّجَاشِيِّ
الَّذِي صَلَّى عَلَيْهِ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -، رَوَاهُ مُسْلِمٌ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ
عَطَاءٍ، عَنْ سَعِيدٍ، بِمِثْلِهِ
.
5397 حَدَّثَنَا أَبُو شَيْبَةَ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ،
وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ دَاوُدَ، قَالا: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ
وَحَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ،
قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ : حَدَّثَنَا
عِمْرَانُ الْقَطَّانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -
كَتَبَ إِلَى كِسْرَى، وَقَيْصَرَ، وَأُكَيْدِرَ دُومَةَ
يَدْعُوهُمْ إِلَى اللَّهِ، إِلَى هُنَا لَمْ يُخَرِّجَاهُ.
5398 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِصَامٍ
الأَصْبَهَانِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي
أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنّ النَّبِيَّ - صلى الله
عليه وسلم - أَرَادَ أَنْ يَكْتُبَ إِلَى الْعَجَمِ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ
الْعَجَمَ لا يَقْبَلُونَ إِلا كِتَابًا عَلَيْهِ خَاتَمٌ، فَاصْطَنَعَ خَاتَمًا
مِنْ فِضَّةٍ، فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى بَيَاضِهِ فِي كَفِّهِ.
5399 حَدَّثَنَا أَبُو عَوْفٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْزُوقٍ
الْمَرْوَزِيُّ، وَابْنُ أَبِي الْعَوَّامِ، قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ
بْنُ عَطَاءٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ،
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَرَادَ أَنْ يَكْتُبَ
إِلَى كِسْرَى، وَقَيْصَرَ، فَقِيلَ: إِنَّهُمْ لا يَقْبَلُونَ كِتَابًا إِلا بِخَاتَمٍ،
فَاتَّخَذَ خَاتَمًا مِنْ فِضَّةٍ، نَقْشُهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله
عليه وسلم -.
5400 حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ :
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ،
يُحَدِّثُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: أَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله
عليه وسلم - أَنْ يَكْتُبَ إِلَى الرُّومِ، فَقِيلَ: إِنَّهُمْ لا يَقْرَؤُنَ
كِتَابًا إِلا مَخْتُومًا، فَاتَّخَذَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -
خَاتَمًا مِنْ فِضَّةٍ، فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى بَيَاضِهِ فِي يَدِ رَسُولِ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَنَقْشُهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله
عليه وسلم -، حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ رَجَاءٍ،
قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ وَحَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو
النَّضْرِ، كِلاهُمَا عَنْ شُعْبَةَ، بِمِثْلِهِ.
5401 حَدَّثَنَا طَاهِرُ بْنُ خَالِدِ بْنِ نِزَارٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَجَّاجُ بْنُ الْحَجَّاجِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: أَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يَكْتُبَ إِلَى مُلُوكِ الْعَجَمِ: فَقَالَ لَهُ أُنَاسٌ مِنَ الْعَجَمِ: إِنَّهُمْ لا يَقْبَلُونَ كِتَابًا إِلا بِخَاتَمٍ، فَاتَّخَذَ خَاتَمًا مِنْ فِضَّةٍ، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى بَيَاضِهِ فِي كَفِّهِ، وَنَقَشَ فِيهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ.
بَيَانُ مُحَارَبَةِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ حُنَيْنٍ
، والدليل على الإباحة للرجل
محاربة الفئة وحده
5402 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالَ:
أنبأ ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ،
قَالَ: حَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، قَالَ: قَالَ
الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: شَهِدْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم
- يَوْمَ حُنَيْنٍ، فَلَزِمْتُ أَنَا، وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ
عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَلَمْ
نُفَارِقْهُ، وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى بَغْلَةٍ لَهُ بَيْضَاءَ
أَهْدَاهَا لَهُ فَرْوَةُ بْنُ نُفَاثَةَ الْجُذَامِيُّ، فَلَمَّا الْتَقَى
الْمُسْلِمُونَ وَالْكُفَّارَ وَلَّى الْمُسْلِمُونَ مُدْبِرِينَ، فَطَفِقَ
رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُرْكِضُ بَغْلَتَهُ نَحْوَ الْكُفَّارِ،
قَالَ الْعَبَّاسُ: وَأَنَا آخِذٌ بِخِطَامِ بَغْلَةِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله
عليه وسلم - أَكُفُّهَا إِرَادَةَ أَنْ لا تُسْرِعَ، وَأَبُو سُفْيَانَ آخِذٌ
بِرِكَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى
الله عليه وسلم -: أَيْ عَبَّاسُ، نَادِ أَصْحَابَ السَّمُرَةِ، قَالَ الْعَبَّاسُ:
وَكُنْتُ رَجُلا صَيِّتًا، فَقُلْتُ بِأَعْلَى صَوْتِي: أَيْنَ أَصْحَابُ السَّمُرَةِ؟ قَالَ:
وَاللَّهِ لَكَأَنِّي عَطَفْتُهُمْ حِينَ سَمِعُوا صَوْتِي عَطْفَ الْبَقَرِ عَلَى
أَوْلادِهَا، فَقَالُوا: لَبَّيْكَ يَا لَبَّيْكَ، قَالَ: فَاقْتَتَلُوا هُمْ
وَالْكُفَّارُ، وَالدَّعْوَةُ فِي الأَنْصَارِ: يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ، ثُمَّ
قُصِرَتِ الدَّعْوَةُ عَلَى بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، فَقَالُوا: يَا بَنِي
الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -
وَهُوَ عَلَى بَغْلَتِهِ كَالْمُتَطَوِّلِ عَلَيْهَا
إِلَى قِتَالِهِمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: هَذَا حِينَ حَمِيَ الْوَطِيسُ، قَالَ: ثُمَّ أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَصَيَاتٍ، فَرَمَى بِهِنَّ وجُوهَ الْكُفَّارِ، ثُمَّ قَالَ: انْهَزَمُوا وَرَبِّ مُحَمَّدٍ، فَذَهَبْتُ أَنْظُرُ، فَإِذَا الْقِتَالُ عَلَى هَيْئَتِهِ عَلَى مَا أَرَى، قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا هُوَ إِلا أَنْ رَمَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِحَصَيَاتِهِ، فَمَا زِلْتُ أَرَى حَدَّهُمْ كَلِيلا وَأَمَرَهُمْ مُدْبِرًا .
5403 حَدَّثَنَا الدَّبَرِيُّ، قَالَ: قَرَأْنَا عَلَى عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي كَثِيرُ بْنُ الْعَبَّاسِ، عَنْ أَبِيهِ الْعَبَّاسِ، قَالَ: شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ حُنَيْنٍ، فَلَقَدْ رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - وَمَا مَعَهُ إِلا أَنَا، وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَلَزِمْنَا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَلَمْ نُفَارِقْهُ، وَهُوَ عَلَى بَغْلَةٍ شَهْبَاءَ، وَرُبَّمَا قَالَ مَعْمَرٌ: بَيْضَاءَ أَهْدَاهَا لَهُ فَرْوَةُ بْنُ نُفَاثَةَ الْجُذَامِيُّ، فَلَمَّا الْتَقَى الْمُسْلِمُونَ وَالْكُفَّارُ وَلَّى الْمُسْلِمُونَ مُدْبِرِينَ، وَطَفِقَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُرْكِضُ بَغْلَتَهُ قَبْلَ الْكُفَّارِ، قَالَ الْعَبَّاسُ: وَأَنَا آخِذٌ بِلِجَامِ بَغْلَةِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَكُفُّهَا، وَهُوَ لا يَأْلُو مَا أَسْرَعَ نَحْوَ الْمُشْرِكِينَ، وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ آخِذٌ بِغَرْزِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: يَا عَبَّاسُ، نَادِ أَصْحَابَ السَّمُرَةِ، قَالَ: وَكُنْتُ رَجُلا صَيِّتًا، فَقُلْتُ بِأَعْلَى صَوْتِي: أَيْنَ أَصْحَابُ السَّمُرَةِ؟، قَالَ: فَوَاللَّهِ لَكَأَنِّي عَطَفْتُهُمْ حِينَ سَمِعُوا صَوْتِي عَطْفَ الْبَقَرِ عَلَى أَوْلادِهَا، فَقَالُوا: لَبَّيْكَ يَا لَبَّيْكَ، وَأَقْبَلَ الْمُسْلِمُونَ فَاقْتَتَلُوا هُمْ وَالْكُفَّارُ، فَنَادُوا الأَنْصَارَ، تَقُولُ: يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ، ثُمَّ قُصِرَتِ الدَّعَوَاتُ عَلَى بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، فَنَادُوا: يَا بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، قَالَ: فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه
وسلم - وَهُوَ عَلَى بَغْلَتِهِ كَالْمُتَطَوِّلِ عَلَيْهِمْ إِلَى قِتَالِهِمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: هَذَا حِينَ حَمِيَ الْوَطِيسُ، قَالَ: ثُمَّ أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِحَصَيَاتٍ فَرَمَى بِهِنَّ وجُوهَ الْكُفَّارِ، ثُمَّ قَالَ: انْهَزَمُوا وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، انْهَزَمُوا وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، قَالَ: فَذَهَبْتُ أَنْظُرُ فَإِذَا الْقِتَالُ عَلَى هَيْئَتِهِ فِيمَا أَرَى، قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا هُوَ إِلا أَنْ رَمَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِحَصَيَاتٍ فَمَا زِلْتُ أَرَى حَدَّهُمْ كَلِيلا وَأَمَرَهُمْ مُدْبِرًا حَتَّى هَزَمَهُمُ اللَّهُ، قَالَ: وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - يَرْكُضُ خَلْفَهُمْ عَلَى بَغْلَةٍ لَهُ.
5404 حَدَّثَنَا الدَّبَرِيُّ، قَالَ: أنبأ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَزْهَرَ، يُحَدِّثُ، أَنَّ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ، خَرَجَ يَوْمَئِذٍ وَهُوَ عَلَى الْخَيْلِ، خَيْلِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ ابْنُ أَزْهَرَ: قَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَعْدَ مَا هَزَمَ اللَّهُ الْكُفَّارَ، وَرَجَعَ الْمُسْلِمُونَ إِلَى رِحَالِهِمْ يَمْشِي فِي الْمُسْلِمِينَ، وَيَقُولُ: مَنْ يَدُلُّ عَلَى رَحْلِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ، حَتَّى دُلِلْنَا عَلَى رَحْلِهِ، فَأَتَاهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَنَظَرَ إِلَى جُرْحِهِ، قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَحَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ: وَنَفَثَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، وَابْنُ أَخِي ابْنِ وَهْبٍ، قَالا: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَزْهَرَ، يُحَدِّثُ: أَنَّ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ يَوْمَ جُرِحَ وَهُوَ عَلَى خَيْلِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِمِثْلِهِ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُثْمَانَ النُّفَيْلِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَسْعُودٍ الْمَقْدِسِيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الصَّنْعَانِيُّ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي كَثِيرُ بْنُ الْعَبَّاسِ، عَنْ أَبِيهِ الْعَبَّاسِ، بِمِثْلِ حَدِيثِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، غَيْرَأَنَّهُ قَالَ: عَلَى بَغْلَةٍ بَيْضَاءَ، أَهْدَاهَا لَهُ فَرْوَةُ بْنُ نُفَاثَةَ الْجُذَامِيُّ، وَأَمَّا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، فَقَالَ: ابْنُ نَعَامَةَ وَإِنَّمَا هُوَ نُفَاثَةُ.
5405 حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا
يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ
صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَزْهَرَ، كَانَ
يُحَدِّثُ أَنَّهُ: حَضَرَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حِينَ كَانَ يَحْثِي
فِي وجُوهِهِمُ التُّرَابَ.
5406 حَدَّثَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ الْهَيْثَمِ
الدَّيْرُعَاقُولِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ :
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ، يَقُولُ: أَخْبَرَنِي
كَثِيرُ بْنُ عَبَّاسٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ حُنَيْنٍ
بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْقَعْقَاعَ بْنَ أَبِي حَدْرَدٍ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ يَأْتِيهِ بِالْخَبَرِ، فَذَهَبَ إِلَيْهِمْ، فَإِذَا مَالِكُ بْنُ
عَوْفٍ النَّصْرِيُّ فِي جَمْعٍ كَثِيرٍ مِنْ هَوَازِنَ، وَهُوَ يُحَرِّضْهُمْ
عَلَى الْجِهَادِ، وَيَقُولُ: الْقَوْهُمْ بِالسُّيوفِ صَلْتَةً، وَلا
تَلْقَوْهُمْ بِسَهْمٍ وَلا بِرُمْحٍ، فَإِنَّ مُنْهَزِمَهُمْ لا يَرُدَّهُ شَيْءٌ
دُونَ النَّحْرِ، فَرَجَعَ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَأَخْبَرَهُ
فَدَخَلَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ مِنْ ذَلِكَ رُعْبٌ شَدِيدٌ، وَقَالَ عُمَرُ:
كَذِبَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ سُفْيَانُ: وَإِنَّمَا قَالَ عُمَرُ كَذِبَ
لَمَّا رَأَى الْمُسْلِمِينَ قَدْ دَخَلَهُمْ، فَقَالَ الْقَعْقَاعُ لِعُمَرَ بْنِ
الْخَطَّابِ: لَئِنْ كَذَّبْتَنِي يَا ابْنَ الْخَطَّابِ لَرُبَّمَا كَذَبْتَ
بِالْحَقِّ، فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلا تَسْمَعُ مَا يَقُولُ لِي
هَذَا؟، قَالَ لَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: قَدْ كُنْتَ ضَالا فَهَدَاكَ
اللَّهُ، قَالَ: وَكَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَئِذٍ
فِي نَحْوٍ مِنْ عَشْرَةِ آلافٍ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: لا نُغْلَبَ الْيَوْمَ مِنْ قِلَّةٍ فَابْتُلُوا بِكَلِمَتِهِ، فَانْهَزَمُوا حَتَّى لَمْ يَبْقَ مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - إِلا الْعَبَّاسُ، وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ الْعَبَّاسُ: وَكُنْتُ آخِذًا بِلِجَامِ بَغْلَةِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ يَمِينِهِ، وَأَبُو سُفْيَانَ آخِذٌ بِرِكَابِهِ عَنْ يَسَارِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: يَا عَبَّاسُ، نَادِ فِي النَّاسِ، يَا أَصْحَابَ السَّمُرَةِ، يَا أَصْحَابَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، قَالَ سُفْيَانُ: يُذَكِّرُهُمُ الْبَيْعَةَ الَّتِي بَايَعُوهُ تَحْتَ الشَّجَرَةِ، وَالشَّجَرَةِ سَمُرَةَ بَايَعُوهُ تَحْتَهَا عَلَى أَنْ لا يَفِرُّوا، قَالَ الْعَبَّاسُ: فَنَادَيْتُ فَخَلُصَتِ الدَّعْوَةُ إِلَى الأَنْصَارِ إِلَى بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، فَأَقْبَلُوا وَلَهُمْ حَنِينٌ كَحَنِينِ الإِبِلِ، فَقَالُوا: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَسَعْدَيْكَ، فَلَمَّا رَآهُمُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - قَدْ أَقْبَلُوا، قَالَ: هِيهْ عَطْفَةُ الْبَقَرَةِ عَلَى أَوْلادِهَا، الآنَ حَمِيَ الْوَطِيسُ، فَأَخَذَ كَفًّا مِنْ حَصًى فَضَرَبَ بِهَا وجُوهَ الْمُشْرِكِينَ، وَقَالَ: شَاهَتِ الْوجُوهُ، فَهَزَمَهُمُ اللَّهُ وَأَعَزَّ نَبِيَّهُ - صلى الله عليه وسلم -، وَنَزَلَ الْقُرْآنُ: {إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ}[سورة التوبة آية 25 ] .
5407 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، وَعَبْدُ الْكَرِيمِ بْنِ الْهَيْثَمِ، قَالا: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ الْجُرْجُسِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، عَنِ الزُّبَيْدِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: كَانَ كَثِيرُ بْنُ الْعَبَّاسِ، يُحَدِّثُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، كَانَ يُحَدِّثُ عَنْ صَلاةِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ كَسَفَتِ الشَّمْسُ، مِثْلَ مَا حَدَّثَ عُرْوَةُ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، زَادَ مُحَمَّدٌ، قَالَ الزُّهْرِيُّ: قُلْتُ لِعُرْوَةَ: إِنَّ أَخَاكَ يَوْمَ كَسَفَتِ الشَّمْسُ بِالْمَدِينَةِ لَمْ يَزِدْ عَلَى رَكْعَتَيْنِ مِثْلَ صَلاةِ الصُّبْحِ، قَالَ: أَخْطَأَ السُّنَّةَ.
5408 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ أَخُو خَطَّابٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلادٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ الْعَبَّاسِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ حُنَيْنٍ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْقَعْقَاعَ يَأْتِيهِ بِالْخَبَرِ، فَذَهَبَ فَإِذَا عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ صَاحِبُ هَوَازِنَ قَدْ جَمَعَ أَصْحَابَهُ، وَحَرَّضَهُمْ عَلَى الْقِتَالِ، فَقَالَ: الْقَوْهُمْ بِالسُّيوفِ صَلْتَةً صَلْتَةً، فَإِنَّ مُنْهَزِمَهُمْ لا يَرُدُّهُ شَيْءٌ دُونَ النَّحْرِ، قَالَ: فَرَجَعَ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، إِنِّي رَأَيْتُ عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ قَدْ جَمَعَ هَوَازِنَ فَوَعَظَهُمْ وَحَرَّضَهُمْ عَلَى الْقِتَالِ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ، وَقَالَ فِي آخِرِهِ: فَهَزَمَهُمُ اللَّهُ وَغَنَّمَ نَبِيَّهُ - صلى الله عليه وسلم -، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ سَيْفٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ بُرَيْعٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، بِبَعْضِ هَذَا الْحَدِيثِ.
5409 حَدَّثَنَا ابْنُ حَبِيبٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَعُمَرُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَوْ قَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا عُمَارَةَ، أَفَرَرْتُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ حُنَيْنٍ؟ قَالَ الْبَرَاءُ: لَكِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَمْ يَفِرَّ، إِنَّ هَوَازِنَ كَانُوا قَوْمًا رُمَاةً فَلَمَّا لَقِينَاهُمْ فَحَمَلْنَا عَلَيْهِمُ انْهَزَمُوا، وَأَقْبَلَ النَّاسُ عَلَى الْغَنَائِمِ، وَاسْتَقْبَلُونَا بِالسِّهَامِ فَانْهَزَمَ النَّاسُ، فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَئِذٍ، وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ آخِذٌ بِلِجَامِ الْبَغْلَةِ، وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى بَغْلَتِهِ الْبَيْضَاءِ، وَالنَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -، يَقُولُ: أَنَا النَّبِيُّ لا كَذِبْ، أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبْ.
5410 حَدَّثَنَا الصَّاغَانِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ
الْهَرَوِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: قَالَ
رَجُلٌ لِلْبَرَاءِ: فَرَرْتُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ
حُنَيْنٍ، فَقَالَ الْبَرَاءُ: لَكِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -
لَمْ يَفِرَّ، إِنَّ هَوَازِنَ كَانُوا قَوْمًا رُمَاةً، وَإِنَّا لَمَّا
الْتَقَيْنَا انْكَشَفُوا، وَأَقْبَلَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه
وسلم - عَلَى الْغَنَائِمِ، وَرَمَوْهُمْ بِالسِّهَامِ، وَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -
عَلَى بَغْلَةٍ بَيْضَاءَ، وَإِنَّ أَبَا سُفْيَانَ بْنَ
الْحَارِثِ آخِذٌ بِلِجَامِهَا، وَهُوَ يَقُولُ: أَنَا النَّبِيُّ لا كَذِبْ،
أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبْ
.
5411 حَدَّثَنَا الْغَزِّيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ،
قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ
بْنَ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَيَسْأَلُ: يَا أَبَا عُمَارَةَ أَوَلَّى
رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ حُنَيْنٍ؟، فَقَالَ: مَعَاذَ
اللَّهِ، قَالَ: أَمَّا أَنَا فَأَشْهَدُ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -
لَمْ يُوَلِّ يَوْمَئِذٍ، وَلَكِنْ وَلَّى سَرَعَانُ مِنَ النَّاسِ حِينَ
رَشَقَهُمْ هَوَازِنُ بِالنَّبْلِ، وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ يَقُودُ بَغْلَتَهُ،
وَالنَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -، يَقُولُ: أَنَا النَّبِيُّ لا كَذِبْ، أَنَا
ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبْ.
5412 حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ، قَالَ: مَا كَانَ مَعَنَا يَوْمَ كَذَا وَكَذَا ذَكَرَ يَوْمًا مِنْ أَيَّامِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَارِسٌ إِلا الْمِقْدَادُ بْنُ الأَسْوَدِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَارِسُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ رَجُلٌ يُمَازِحُهُ: فَرَرْتُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ الْبَرَاءُ: إِنِّي أَشْهَدُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَا فَرَّ يَوْمَئِذٍ، كَانَ وَاللَّهِ إِذَا اشْتَدَّ الْقِتَالُ وَاحْمَرَّ الْبَأْسُ اتَّقَيْنَا بِهِ.
5413 حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى، قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، وَغَيْرُهُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِلْبَرَاءِ: هَلْ كُنْتُمْ وَلَّيْتُمْ يَا أَبَا عُمَارَةَ يَوْمَ حُنَيْنٍ، فَقَالَ: أَشْهَدُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَا وَلَّى، وَلَكِنَّهُ انْطَلَقَ أَخِفَّاءُ مِنَ النَّاسِ وَحَسَرَ إِلَى هَذَا الْحَيِّ، وَهُمْ قَوْمٌ رُمَاةٌ، فَرَمَوْهُمْ بِرِشْقٍ مِنْ نَبْلٍ، كَأَنَّهَا رَجُلٌ مِنْ جَرَادٍ، فَانْكَشَفُوا فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ هُنَالِكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ يَقُودُ بِهِ بَغْلَتَهُ، فَلَمَّا غَشِيَهُ الْمُشْرِكُونَ، نَزَلَ فَدَعَا وَاسْتَنْصَرَ، وَهُوَ يَقُولُ: أَنَا النَّبِيُّ لا كَذِبْ، أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبْ، اللَّهُمَّ أَنْزِلْ نَصْرَكَ، قَالَ: فَكُنَّا وَاللَّهِ إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ نَتَّقِي بِهِ، وَإِنَّ الشُّجَاعَ مِنَّا الَّذِي يُحَاذِي بِهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُوَيْدِ بْنِ سَعِيدٍ الطَّحَّانُ بَغْدَادِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَنَابٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ.
5414 حَدَّثَنَا هِلالُ بْنُ الْعَلاءِ، قَالَ : حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَيَّاشٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ أَبُو خَيْثَمَةَ الْجُعْفِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ، وَسَأَلَهُ رَجُلٌ: أَكُنْتُمْ فَرَرْتُمْ يَا أَبَا عُمَارَةَ يَوْمَ حُنَيْنٍ قَالَ: لا وَاللَّهِ مَا وَلَّى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَلَكِنْ خَرَجَ شُبَّانُ أَصْحَابِهِ، وَأَخِفَّاؤُهُمْ حُسَّرًا، لَيْسَ عَلَيْهِمْ سِلاحٌ فَأَتَوْا قَوْمًا رُمَاةً جَمَعَ هَوَازِنَ، وَبَنِي نَضْرٍ، مَا يَكَادُ يَسْقُطُ لَهُمْ سَهْمٌ، فَرَشَقُوهُمْ رَشْقًا، مَا يَكَادُونَ يُخْطِئُونَ، فَأَقْبَلُوا هُنَالِكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى بَغْلَتِهِ الْبَيْضَاءِ، وَابْنُ عَمِّهِ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يَقُودُ بِهِ فَاسْتَنْصَرَ، ثُمَّ قَالَ: أَنَا النَّبِيُّ لا كَذِبْ، أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبْ، رَوَى عُمَرُ بْنُ يُونُسَ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حُنَيْنًا، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
بَيَانُ مُحَارَبَةِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَهْلَ الطَّائِفِ وانصرافه عنهم قبل فتحها
5415 حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنِ أَسَدٍ الْمَرْوَزِيُّ بِبَغْدَادَ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ الشَّاعِرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: حَاصَرَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَهْلَ الطَّائِفِ، فَلَمْ يَنَلْ مِنْهُمْ شَيْئًا، قَالَ: إِنَّا قَافِلُونَ غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ، فَقَالَ الْمُسْلِمُونَ: أَنَرْجِعُ وَلَمْ نَفْتَحْهُ؟ فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: اغْدُوا عَلَى الْقِتَالِ غَدًا، فَغَدَوْا عَلَيْهِ فَأَصَابَهُمْ جِرَاحٌ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: إِنَّا قَافِلُونَ غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ، فَأَعْجَبَهُمْ ذَلِكَ، فَضَحِكَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَيَّوَيْهِ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ الأَعْمَى وَاسْمُهُ السَّائِبُ بْنُ فَرُّوخٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، يَقُولُ: لَمَّا حَاصَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الطَّائِفَ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ، قَالَ أَبُو عَوَانَةَ: بَلَغَنِي أَنَّ إِسْحَاقَ بْنَ مُوسَى الأَنْصَارِيَّ، وَغَيْرَهُ قَالُوا: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، وَرَوَاهُ عَنْهُ مِنْ أَصْحَابِهِ مِمَّنْ يَفْهَمُ وَيَضْبِطُ، فَقَالُوا: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ.
5416 حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ الصَّائِغُ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أنبأ ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - شَاوَرَ حَيْثُ بَلَغَهُ إِقْبَالُ أَبِي سُفْيَانَ، قَالَ: فَتَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، فَتَكَلَّمَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، فَقَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ: إِيَّانَا يُرِيدُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَمَرْتَنَا أَنْ نُخِيضَهَا الْبَحْرَ لأَخَضْنَاهَا، وَلَوْ أَمَرْتَنَا أَنْ نَضْرِبَ أَكْبَادَهَا بَرَكَ الْغِمَادِ لَفَعَلْنَا، قَالَ: فَنَدَبَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - النَّاسَ، قَالَ: فَانْطَلَقُوا حَتَّى نَزَلُوا بَدْرًا، وَوَرَدَتْ عَلَيْهِمْ رَوَايَا قُرَيْشٍ، وَفِيهِمْ غُلامٌ لِبَنِي النَّجَّارِ، فَأَخَذُوهُ فَكَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَسْأَلُونَهُ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، وَأَصْحَابِهِ، فَيَقُولُ: مَا لِي عَلِمٌ بِأَبِي سُفْيَانَ، وَلَكِنْ هَذَا أَبُو جَهْلٍ، وَعُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَشَيْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَأُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ، فَإِذَا قَالَ ذَلِكَ ضَرَبُوهُ، فَإِذَا ضَرَبُوهُ، قَالَ: نَعَمْ أَنَا أُخْبِرُكُمْ هَذَا أَبُو سُفْيَانَ فَإِذَا تَرَكُوهُ، فَسَأَلُوهُ، قَالَ مَا لِي عَلِمٌ بِأَبِي سُفْيَانَ، وَلَكِنْ هَذَا أَبُو جَهْلٍ، وَعُتْبَةُ، وَشَيْبَةُ، وَأَبُو أُمَيَّةَ، فِي النَّاسِ، فَإِذَا قَالَ هَذَا أَيْضًا ضَرَبُوهُ، وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَائِمٌ يُصَلَّى، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ انْصَرَفَ، فَقَالَ: وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ
بِيَدِهِ،
إِنَّكُمْ لَتَضْرِبُونَهُ إِذَا صَدَقَكُمْ، وَتَتْرُكُونَهُ إِذَا كَذَبَكُمْ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: هَذَا مَصْرَعُ فُلانٍ غَدًا،
وَهَذَا مَصْرَعُ فُلانٍ غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ، يَضَعُ يَدَهُ عَلَى الأَرْضِ
هَهُنَا وَهَهُنَا، قَالَ: فَمَا زَالَ أَحَدُهُمْ عَنْ مَوْضِعِ يَدِ رَسُولِ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - .
5417 حَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا
مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَحَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ
الْحَرَّانِيُّ، وَأَبُو أُمَيَّةَ، قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ،
قَالَ: أنبأ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ رَبَاحٍ، قَالَ: وَفَدْنَا إِلَى مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ،
وَمَعَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَجَعَلَ هَذَا صَنَعَ
طَعَامًا يَوْمًا، وَيَدْعُو وَذَا يَصْنَعُ يَوْمًا طَعَامًا وَيَدْعُو ذَا،
فَقُلْتُ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، إِنَّ الْيَوْمَ يَوْمِي، فَجَاءَ قَبْلَ أَنْ
يَحْضُرَ الطَّعَامُ، فَقُلْتُ:
يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، حَدِّثْنَا بِشَيْءٍ سَمِعْتَهُ
مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى يُدْرِكَ الطَّعَامَ، فَقَالَ: شَهِدْتُ رَسُولَ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ الْفَتْحِ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ - صلى الله
عليه وسلم - خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى الْمُجَنِّبَةَ
الْيُمْنَى، وَجَعَلَ الزُّبَيْرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى الْمُجَنِّبَةَ
الْيُسْرَى، وَاسْتَعْمَلَ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ عَلَى السَّالِفَةِ السَّاقَةِ، قَالَ: فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ لَقُوهُمْ، قَالَ:
وَفُتِحَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَابُ
الصَّفَا، وَقَالَ أَحَدُهُمَا: فَجَاءَ فَصَعِدَ الصَّفَا، قَالَ: وَجَاءَتِ الأَنْصَارُ فَأَحْدَقَتْ حَوْلَهُ، قَالَ: وَجَاءَ أَبُو سُفْيَانَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أُبِيحَتْ خَضْرَاءُ قُرَيْشٍ، لا قُرَيْشَ بَعْدَ الْيَوْمِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: مَنْ أَغْلَقَ بَابَهُ فَهُوَ آمِنٌ، وَمَنْ أَلْقَى سِلاحَهُ فَهُوَ آمِنٌ، وَمَنْ دَخَلَ دَارَ أَبِي سُفْيَانَ فَهُوَ آمِنٌ، قَالَ: فَقَالَتِ الأَنْصَارُ: أَمَّا الرَّجُلُ فَقَدْ أَخَذْتُهُ رَأْفَةً بِعَشِيرَتِهِ وَرَغْبَةً فِي قَرْيَتِهِ، قَالَ: فَنَزَلَ الْوَحْيُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَلَمَّا سُرِّيَ عَنْهُ، قَالَ: يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ، قُلْتُمْ أَمَّا الرَّجُلُ فَقَدْ أَخَذْتُهُ رَأْفَةً بِعَشِيرَتِهِ، وَرَغْبَةً فِي قَرْيَتِهِ، كَلا أَنَا مُحَمَّدٌ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، هَاجَرْتُ إِلَى اللَّهِ وَإِلَيْكُمْ فَالْمَحْيَا مَحْيَاكُمْ، وَالْمَمَاتُ مَمَاتُكُمْ، قَالُوا: وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا قُلْنَا هَذَا إِلا ضَنًّا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ، قَالَ: فَإِنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يَعْذُرَانِكُمْ وَيُصَدِّقَانِكُمْ.
5418 حَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ، قَالَ: أنبأ أَبُو النَّضْرِ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةَ، قَالَ: وَكُنْتُ حَدِيدَ الْبَصَرِ، فَرَأَيْتُهُ وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ يَزْعُمُ: فَرَأَيْنَا الْهِلالَ أَنَّهُ رَآهُ غَيْرِي، فَكُنْتُ أَقُولُ لِعُمَرَ: أَمَا تَرَى؟ فَجَعَلَ لا يَرَاهُ، قَالَ: سَأَرَاهُ، وَأَنَا مُسْتَلْقٍ عَلَى فِرَاشِي، ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُنَا عَنْ أَهْلِ بَدْرٍ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَيُرِينَا مَصَارِعَ أَهْلَ بَدْرٍ بِالأَمْسِ، يَقُولُ: هَذَا مَصْرَعُ فُلانٍ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، وَهَذَا مَصْرَعُ فُلانٍ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، وَهَذَا مَصْرَعُ فُلانٍ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، قَالَ عُمَرُ: وَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ مَا أَخْطَأُوُا تِلْكَ الْحُدُودَ يُصْرَعُونَ عَلَيْهَا، ثُمَّ جُعِلُوا فِي بِئْرٍ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ .
5419 حَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ، وَأَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُصَلَّى فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ، وَأَبُو جَهْلٍ، وَأُنَاسٌ مِنْ قُرَيْشٍ، وَقَدْ نُحِرَ جَزُورٌ فِي نَاحِيَةٍ مِنْ مَكَّةَ، فَجَاؤا مِنْ سَلاهَا فَطَرَحُوهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ، قَالَ: فَجَاءَتْ فَاطِمَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَطَرَحَتْهُ عَنْهُ، قَالَ: فَلَمَّا انْصَرَفَ، وَكَانَ يسْتَحِبُّ ثَلاثًا، فَقَالَ: اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيْشٍ، قَالَهَا ثَلاثًا، بِأَبِي جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ، وَبِعُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، وَبِشَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، وَبِالْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ، وَبِأُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ، وَبِعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَلَقَدْ رَأَيْتُهُمْ قَتْلَى فِي قَلِيبِ بَدْرٍ، قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: وَنَسِيتُ السَّابِعَ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَهْلٍ الْمِصِّيصِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ حُبَابٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ بِمَعْنَاهُ، إِلا أَنَّهُ قَالَ: فَحَفَظْتُ سِتَّةً وَسَمَّى هَؤُلاءِ وَنَسِيتُ.
5420 حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ، وَأَبُو أُمَيَّةَ، قَالا: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - بَيْنَمَا هُوَ بِمَكَّةَ يُصَلَّى وَقُرَيْشٌ قُعُودٌ وَسَلا جَزُورٍ قَرِيبٍ مِنْهُ، فَلَمَّا سَجَدَ، قَالُوا: مَنْ يَأْخُذُ هَذَا السَّلا فَيُلْقِيَهُ عَلَى ظَهْرِهِ، فَكَأَنَّهُمْ هَابُوهُ، فَقَالَ عُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْطٍ: أَنَا، فَقَامَ فَأَخَذَهُ فَأَلْقَى عَلَى ظَهْرِهِ.
5421 حَدَّثَنَا ابْنُ حَبِيبٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، سَمِعَ عَمْرَو بْنَ مَيْمُونٍ، يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سَاجِدٌ وَحَوْلَهُ نَاسٌ مِنْ قُرَيْشٍ، وَثَمَّ سَلا بَعِيرٍ، فَقَالُوا: مَنْ يَأْخُذُ سَلا هَذَا الْجَزُورِ أَوِ الْبَعِيرِ، فَيُلْقِيَهُ عَلَى ظَهْرِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَجَاءَ عُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْطٍ، فَقَذَفَهُ عَلَى ظَهْرِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَذَكَرُوا كُلُّهُمُ الْحَدِيثَ، وَجَاءَتْ فَاطِمَةُ، فَأَخَذَتْهُ عَنْ ظَهْرِهِ وَدَعَتْ عَلَى مَنْ صَنَعَ ذَلِكَ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - دَعَا عَلَيْهِمْ إِلا يَوْمَئِذٍ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِالْمَلأِ مِنْ قُرَيْشٍ، اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِأَبِي جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ، وَعُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، وَشَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، وَعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ، وَأُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ، أَوْ أُبَيِّ بْنِ خَلَفٍ، شَكَّ عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَلَقَدْ رَأَيْتُهُمْ قُتِلُوا يَوْمَ بَدْرٍ، وَأُلْقُوا فِي قَلِيبٍ، أَوْ قَالَ: فِي بِئْرٍ، غَيْرَ أَنَّ أُبَيَّ بْنَ خَلَفٍ، أَوْ أُمَيَّةَ بْنَ خَلَفٍ كَانَ بَادِنًا، فَتَقَطَّعَ قَبْلَ أَنْ يُبْلَغَ بِهِ الْبِئْرَ .
5422 حَدَّثَنَا غَيْلانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، والصَّغَانِيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ وَحَدَّثَنَا هِلالُ بْنُ الْعَلاءِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَيَّاشٍ وَحَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، وَأَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ، قَالُوا جَمِيعًا حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: اسْتَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْبَيْتَ، فَدَعَا عَلَى نَفَرٍ مِنْ قُرَيْشٍ سَبْعَةٍ مِنْهُمْ: أَبُو جَهْلٍ، وَأُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ، وَعُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَشَيْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَعُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْطٍ، فَأُقْسِمُ بِاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُهُمْ صَرْعَى عَلَى بَدْرٍ، قَدْ غَيَّرَتْهُمُ الشَّمْسُ، وَكَانَ يَوْمًا حَارًّا، قَالَ هِلالٌ وَعَلانُ: قَالَ زُهَيْرٌ فِيهِ: يَعْنِي مَنْ أَرَادَ أَنْ يَدْعُوَ أَنْ يَسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةَ، قَالَ الصَّغَانِيُّ: بَدَلَ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ، ثُمَّ ذَكَرَ الْبَاقِي مِثْلَهُ إِلَى قَوْلِهِ: قَدْ غَيَّرَتْهُمُ الشَّمْسُ.
5423 حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ الْخَوْلانِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى، عَنْ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، وَغَيْرُهُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّي عِنْدَ الْبَيْتِ، وَقَدْ نُحِرَ جَزُورٌ بِالأَمْسِ، وَجَمْعُ قُرَيْشٍ أَبُو جَهْلٍ، وَأَصْحَابُهُ فِي مَجَالِسِهِمْ يَنْظُرُونَ، إِذْ قَالَ أَبُو جَهْلٍ: أَلا تَرَوْنَ إِلَى هَذَا الْمُرَائِي، أَيُّكُمْ يَقُومُ إِلَى جَزُورِ آلِ فُلانٍ مُعْتَمِدًا فَيَعْمِدُ إِلَى سَلاهَا وَدَمِهَا وَفَرْثِهَا، فَيَضَعُهُ عَلَى كَتِفَيْ مُحَمَّدٍ إِذَا سَجَدَ، فَانْبَعَثَ أَشْقَى الْقَوْمِ، فَأَخَذَهُ فَلَمَّا سَجَدَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - وَضَعَهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ، وَثَبَتَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - سَاجِدًا كَمَا هُوَ، وَضَحِكُوا وَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَمِيلُ عَلَى بَعْضٍ، وَأَنَا قَائِمٌ أَنْظُرُ لَوْ كَانَتْ لِي مَنَعَةٌ لَطَرَحْتُهُ عَنْ ظَهْرِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَالنَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - سَاجِدٌ مَا يَرْفَعُ رَأْسَهُ، حَتَّى انْطَلَقَ مُنْطَلِقٌ فَأَخْبَرَ فَاطِمَةَ، وَهِيَ جُوَيْرِيَةٌ، فَأَقْبَلَتْ تَسْعَى فَأَلْقَتْهُ عَنْهُ، ثُمَّ أَقْبَلَتْ تَشْتِمُهُمْ، فَلَمَّا قَضَى النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - صَلاتَهُ رَفَعَ صَوْتَهُ فَدَعَا عَلَيْهِمْ، وَكَانَ إِذَا دَعَا دَعَا ثَلاثًا وَإِذَا سَأَلَ سَأَلَ ثَلاثًا، قَالَ: اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيْشٍ، اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيْشٍ، فَلَمَّا سَمِعُوا صَوْتَهُ ذَهَبَ عَنْهُمُ الضَّحِكَ وَخَافُوا دَعْوَتَهُ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِأَبِي الْحَكَمِ بْنِ
هِشَامٍ، وَعُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، وَشَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، وَالْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ، وَأُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ، وَعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ، قَالَ يَحْيَى: وَسَمَّى إِسْرَائِيلُ السَّابِعَ: وَعُمَارَةُ بْنُ الْوَلِيدِ، فَوَالَّذِي بَعَثَ مُحَمَّدًا بِالْحَقِّ لَقَدْ رَأَيْتُ الَّذِيَ سَمَّى صَرْعَى يَوْمَ بَدْرٍ، ثُمَّ سُحِبُوا إِلَى الْقَلِيبِ، قَلِيبِ بَدْرٍ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: وَأُتْبِعَ أَصْحَابُ الْقَلِيبِ لَعْنَةَ اللَّهِ.
5424 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الصَّائِغُ بِمَكَّةَ، قَالَ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الْحَنَفِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، فِي بَيْتِ الْمَالِ قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَائِمٌ يُصَلِّي عِنْدَ الْكَعْبَةِ، وَقُرَيْشٌ فِي مَجَالِسِهِمْ يَنْظُرُونَ، إِذْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ: أَلا تَرَوْنَ إِلَى هَذَا الْمُرَائِي، أَيُّكُمْ يَقُومُ إِلَى جَزُورِ آلِ فُلانٍ، فَيَعْمِدُ إِلَى فَرْثِهَا وَدَمِهَا وَسَلاهَا، فَيَأْتِي بِهَا، ثُمَّ يُمْهِلُ حَتَّى إِذَا سَجَدَ وَضَعَهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ، قَالَ: فَانْبَعَثَ أَشْقَاهُمْ فَجَاءَ بِهِ، فَلَمَّا سَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَضَعَهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ، وَثَبَتَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - سَاجِدًا كَمَا هُوَ، وَضَحِكُوا حَتَّى مَالَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنَ الضَّحِكِ، فَانْطَلَقَ مُنْطَلِقٌ إِلَى فَاطِمَةَ وَهِيَ جُوَيْرِيَةٌ، فَأَقْبَلَتْ تَسْعَى حَتَّى أَلْقَتْهُ عَنْهُ وَأَقْبَلَتْ عَلَيْهِمْ تَشْتِمُهُمْ، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - صَلاتَهُ اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيْشٍ، ثُمَّ سَمَّى، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِعَمْرِو بْنِ هِشَامٍ، وَعُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، وَالْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ، وَشَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، وَعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ، وَأُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ، وَعُمَارَةَ بْنِ الْوَلِيدِ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ رَأَيْتُهُمْ صَرْعَى يَوْمَ بَدْرٍ، سُحِبُوا إِلَى الْقَلِيبِ، قَلِيبِ بَدْرٍ، ثُمَّ قَالَ
رَسُولُ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: وَأُتْبِعَ أَصْحَابُ الْقَلِيبِ لَعْنَةً.
5425 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِشْكَابَ، وَإِسْحَاقُ
بْنُ سَيَّارٍ، وَأَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، قَالُوا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَنَسٍ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ يَوْمَ
بَدْرٍ: مَنْ يَنْظُرُ مَا صَنَعَ أَبُو جَهْلٍ، فَانْطَلَقَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَوَجَدَهُ قَدْ ضَرَبَهُ ابْنَا عَفْرَاءَ،
حَتَّى بَرَدَ، قَالَ: أَنْتَ أَبُو جَهْلٍ؟ قَالَ: فَأَخَذَ بِلِحْيَتِهِ، قَالَ: وَهَلْ
فَوْقَ رَجُلٍ قَتَلْتُمُوهُ أَوْ رَجُلٍ قَتَلَهُ قَوْمُهُ، حَدَّثَنَا أَبُو
أُمَيَّةَ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، وَأَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ،
قَالا: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ وَحَدَّثَنَا الدَّنْدَانِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا النُّفَيْلِيُّ،
قَالَ : حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، أَنَّ
أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، حَدَّثَهُمْ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه
وسلم -، فَذَكَرَ مِثْلَهُ.
5426 حَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: مَنْ يَنْظُرُ مَا صَنَعَ أَبُو جَهْلٍ؟، قَالَ: فَانْطَلَقَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، وَقَدْ ضَرَبَهُ ابْنَا عَفْرَاءَ، حَتَّى بَرَدَ، فَأَخَذَ بِلِحْيَتِهِ، فَقَالَ: أَنْتَ أَبُو جَهْلٍ الشَّيْخُ الضَّالُّ؟ قَالَ: وَهَلْ فَوْقَ رَجُلٍ قَتَلْتُمُوهُ، قَالَ: قَالَ أَنَسٌ: أَوْ قَتَلَهُ قَوْمُهُ، قَالَ سُلَيْمَانُ: وَقَالَ أَبُو مِجْلَزٍ: قَالَ أَبُو جَهْلٍ: فَلَوْ أَنَّ غَيْرَكَ قَتَلَنِي .
بَيَانُ صِفَةِ فَتْحِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِمَكَّةَ وتوجيه الزبير
، وخالد بن الوليد، وأبا عبيدة
رضى الله عنهم قدامه
5427 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ وَحَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ :
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلابِيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ
بْنُ الْمُغِيرَةِ، قَالَ : حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبَاحٍ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: وَفَدَ وَفْدٌ إِلَى
مُعَاوِيَةَ، وَأَنَا فِيهِمْ، وَأَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ: وَذَلِكَ فِي رَمَضَانَ، فَجَعَلَ
بَعْضُنَا يَصْنَعُ لِبَعْضٍ الطَّعَامَ، فَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يُكْثِرُ ثُمَّ
يَدْعُونَا إِلَى رَحْلِهِ، فَقُلْتُ: أَلا أَصْنَعُ طَعَامًا فَأَدْعُوهُمْ إِلَى
رَحْلِي، فَأَمَرْتُ بِطَعَامٍ يُصْنَعُ، وَلَقِيتُ أَبَا هُرَيْرَةَ مِنَ
الْعَشِيِّ، فَقُلْتُ: الدَّعْوَةُ عِنْدِي اللَّيْلَةَ، قَالَ: سَبَقْتَنِي؟
قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَدَعَوْتُهُمْ وَهُوَ عِنْدِي، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: أَلا
أُعَلِّمُكُمْ بِحَدِيثٍ مِنْ حَدِيثِكُمْ يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ، ثُمَّ ذَكَرَ
فَتْحَ مَكَّةَ، أقبل رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى أَتَى مَكَّةَ، فَبَعَثَ
الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى إِحْدَى
الْمُجَنِّبَتَيْنِ، وَبَعَثَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
عَلَى الْمُجَنِّبَةِ الأُخْرَى، قَالَ:
وَبَعَثَ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ عَلَى الْحُسَّرِ، فَأَخَذُوا بَطْنَ الْوَادِي وَرَسُولُ اللَّهِ
- صلى الله عليه وسلم - فِي كَتِيبَةٍ، فَرَآنِي، فَقَالَ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، فَقُلْتُ:
لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: اهْتِفْ لِي بِالأَنْصَارِ، وَلا
يَأْتِينِي إِلا أَنْصَارِيٌّ، قَالَ: فَهَتَفْتُ بِهِمْ فَجَاءُوا حَتَّى طَافُوا
بِهِ، وَقَدْ وَبَّشَتْ قُرَيْشُ أَوْبَاشًا
وَأَتْبَاعًا، فَقَالُوا: نُقَدِّمُ هَؤُلاءِ فَإِنْ كَانَ لَهُمْ شَيْءٌ كُنَّا مَعَهُمْ، وَإِنْ أُصِيبُوا أُعْطِينَا سُؤْلَنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِلأَنْصَارِ حِينَ أَطَافُوا بِهِ: تَرَوْنَ إِلَى أَوْبَاشِ قُرَيْشٍ وَأَتْبَاعِهِمْ؟، ثُمَّ قَالَ بِيَدَيْهِ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى يَضْرِبُ ظَهْرَ كَفِّهِ عَلَى بَطْنِ كَفِّهِ الْيُسْرَى: احْصُدُوهُمْ حَصْدًا حَتَّى تُوَافُونِيَ بِالصَّفَا، قَالَ: فَانْطَلَقْنَا فَمَا شَاءَ أَحَدٌ مِنَّا أَنْ يَقْتُلَ أَحَدًا مِنْهُمْ إِلا قَتَلَهُ، وَمَا أَحَدٌ مِنْهُمْ يُوَجِّهُ إِلَيْنَا شَيْئًا، قَالَ: فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أُبِيحَتْ خَضْرَاءُ قُرَيْشٍ، لا قُرَيْشَ بَعْدَ الْيَوْمِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: مَنْ دَخَلَ دَارَ أَبِي سُفْيَانَ، فَهُوَ آمِنٌ، وَمَنْ أَغْلَقَ بَابَهُ فَهُوَ آمِنٌ، قَالَ: فَغَلَّقَ النَّاسُ أَبْوَابَهُمْ، قَالَ: فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى اسْتَلَمَ الْحَجَرَ، وَطَافَ بِالْبَيْتِ فَأَتَى عَلَى صَنَمٍ إِلَى جَنْبِ الْبَيْتِ يَعْبُدُونَهُ، وَفِي يَدِهِ قَوْسٌ، وَهُوَ آخِذٌ بِسِيَةِ الْقَوْسِ، فَجَعَلَ يَطْعَنُ بِهَا فِي عَيْنَيْهِ، وَيَقُولُ: {جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا}[سورة الإسراء آية 81]، حَتَّى فَرَغَ مِنْ طَوَافِهِ، ثُمَّ أَتَى الصَّفَا فَعَلاهَا، حَيْثُ نَظَرَ إِلَى الْبَيْتِ فَرَفَعَ يَدَهُ فَجَعَلَ يَحْمَدُ اللَّهَ، وَيَذْكُرُهُ، وَيَدْعُو بِمَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدْعُوهُ، وَالأَنْصَارُ تَحْتَهُ، قَالَ: يَقُولُ الأَنْصَارُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ أَمَّا الرَّجُلُ فَأَدْرَكَتْهُ رَغْبَةٌ فِي قَرَابَتِهِ وَرَأْفَةٌ بِعَشِيرَتِهِ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَجَاءَ
الْوَحْيُ، وَكَانَ إِذَا جَاءَ الْوَحْيُ لَمْ يَخْفَ عَلَيْنَا فَلَيْسَ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ يَرْفَعُ رَأْسَهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى يُقْضَى الْوَحْيُ، فَلَمَّا قُضِيَ الْوَحْيُ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: يَا مَعَاشِرَ الأَنْصَارِ، قَالُوا: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: قُلْتُمْ: أَمَّا الرَّجُلُ فَأَدْرَكْتُهُ رَغْبَةٌ فِي قَرَابَتِهِ، وَرَأْفَةٌ بِعَشِيرَتِهِ، قَالُوا: قَدْ قُلْنَا ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: فَمَا إِذًا؟ كَلا، إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، هَاجَرْتُ إِلَى اللَّهِ وَإِلَيْكُمْ، فَالْمَحْيَا مَحْيَاكُمْ وَالْمَمَاتُ مَمَاتُكُمْ، قَالَ: فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَبْكُونَ، قَالَ: وَيَقُولُونَ: وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا قُلْنَا إِلا الضِّنَّ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ، قَالَ: فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى وَرَسُولَهُ يُصَدِّقَانِكُمْ وَيَعْذِرَانِكُمْ، مَعْنَى حَدِيثِهِمَا وَاحِدٌ، حَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَحَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ، وَأَبُو أُمَيَّةَ، قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، قَالَ: أنبأ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبَاحٍ، قَالَ: وَفَدْنَا إِلَى مُعَاوِيَةَ، وَمَعَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ بِنَحْوِهِ وَفِي الْحديث مَنْ أَغْلَقَ بَابَهُ فَهُوَ آمِنٌ، وَمَنْ أَلْقَى سِلاحَهُ فَهُوَ آمِنٌ، وَمَنْ دَخَلَ دَارَ أَبِي سُفْيَانَ فَهُوَ آمِنٌ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
5428 حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ الطَّرَسُوسِيُّ، قَالَ :
حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ سُفْيَانَ، وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَيَّارٍ، نا
سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ
ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ ثَمَانِينَ رَجُلا مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ هَبَطُوا
عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ جَبَلِ التَّنْعِيمِ عِنْدَ صَلاةِ الْفَجْرِ
لِيَقْتُلُوهُ، فَأَخَذَهُمُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَخْذًا،
فَأَعْتَقَهُمْ فَعَفَا عَنْهُمْ، فَنَزَلَتْ: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ
عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ}[سورة الفتح آية 24 ]، إِلَى
آخِرِ الآيَةِ، قَالَ إِسْحَاقُ:
فَأُخِذُوا أَخْذًا فَعَفَا عَنْهُمْ رَسُولُ اللَّهِ -
صلى الله عليه وسلم -، فَأَنْزَلَ
اللَّهُ .
5429 حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ السِّجْزِيُّ، قَالَ :
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أنبا
ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ ثَمَانِينَ رَجُلا مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ هَبَطُوا
عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَأَصْحَابِهِ مِنْ جِبَالِ التَّنْعِيمِ
عِنْدَ صَلاةِ الْفَجْرِ لِيَقْتُلُوهُ، فَأَخَذَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله
عليه وسلم - سِلْمًا، فَأَعْتَقَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -،
فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ
عَنْهُمْ}[سورة الفتح آية 24 ]، إِلَى آخِرِ الآيَةِ.
5430 حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ رَجَاءٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أنبأ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْحُدَيْبِيَةِ، هَبَطَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَصْحَابِهِ ثَمَانُونَ رَجُلا مِنْ جَبَلِ التَّنْعِيمِ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ فِي سِلاحِهِمْ، فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَأُخِذُوا سِلْمًا، فَأَعْتَقَهُمُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ}[سورة الفتح آية 24 ]، قَالَ: يَعْنِي أَنَّ جَبَلَ التَّنْعِيمِ مِنْ مَكَّةَ.
5431 حَدَّثَنَا الْحَارِثِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، أَنَّ أَبَا مُرَّةَ مَوْلَى عَقِيلٍ، حَدَّثَهُ، أَنَّ أُمَّ هَانِئٍ بِنْتَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، حَدَّثَتْهُ، أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، دَخَلَ عَلَيْهَا وَهُوَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي غَزْوَةِ الْفَتْحِ بِمَكَّةَ، فَوَجَدَ عِنْدَهَا رَجُلَيْنِ قَدْ قَعَدَا إِلَيْهَا فَأَرَادَ قَتْلَهُمَا، قَالَتْ: فَقُلْتُ لَهُ: قَدْ أَجَرْتُهُمَا فَأَبَى إِلا أَنْ يَقْتُلَهُمَا فَأَغْلَقْتُ عَلَيْهِمَا بَيْتِي، ثُمَّ ذَهَبْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ بِأَعْلَى مَكَّةَ، فَلَمَّا رَآنِي رَسُولُ اللَّهِ رَحَّبَ بِي، قَالَ: مَا جَاءَ بِكِ؟ قُلْتُ: رَجُلانِ مِنْ أَهْلِ زَوْجِي اسْتَجَارَا بِي فَوَجَدَهُمَا عِنْدِي عَلِيٌّ فَزَعَمَ أَنَّهُ قَاتِلُهُمَا، فَجِئْتُكَ فِي ذَلِكَ، قَالَ: قَدْ أَجَرْنَا مَنْ أَجَرْتِ، وَأَمَّنَّا مَنْ أَمَّنْتِ .
5432 حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلامِ بْنُ أَبِي فَرْوَةَ
النَّصِيبِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْهَيْثَمِ أَبُو الْحُسَيْنِ الْمَعْرُوفُ
بِرَسُولِ نَفْسِهِ، قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ
أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه
وسلم - مَكَّةَ يَوْمَ الْفَتْحِ، وَحَوْلَ الْبَيْتِ ثَلاثُمِائَةٍ وَسِتُّونَ
صَنَمًا، فَجَعَلَ يَطْعَنُهَا بِقَضِيبٍ مَعَهُ، وَيَقُولُ: {جَاءَ الْحَقُّ
وَزَهَقَ الْبَاطِلُ، إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا}[سورة الإسراء آية 81 ]، حَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا
الْحُمَيْدِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي
نَجِيحٍ، بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ، وَقَالَ: فَجَعَلَ يَطْعَنُهَا بِعُودٍ فِي يَدِهِ.
5433 حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
بَرَّةَ الصَّنْعَانِيُّ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى الْبَوْسِيُّ الصَّنْعَانِيُّ،
قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أنبأ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ:
أَنّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - دَخَلَ مَكَّةَ يَوْمَ الْفَتْحِ،
وَحَوْلَ الْكَعْبَةِ ثَلاثُمِائَةٍ وَسِتُّونَ صَنَمًا فَجَعَلَ يَطْعَنُهَا،
وَهُوَ يَقُولُ: {جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا}[سورة
الإسراء آية 81 ].
بَيَانُ حَظْرِ قَتْلِ أَحَدٍ مِنْ قُرَيْشٍ صَبْرًا، والدليل على أنهم قتلوا يوم الفتح صبراً
، وعلى إباحة قتل غيرهم من
المشركين صبراً
5434 حَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا
جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، قَالَ: أنبأ زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنِ
الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُطِيعٍ، عَنْ مُطِيعٍ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ
فَتْحِ مَكَّةَ، يَقُولُ: لا يُقْتَلُ قُرَشِيٌّ صَبْرًا أَبَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ،
قَالَ: وَلَمْ يُدْرِكِ الإِسْلامَ عُصَاةُ قُرَيْشٍ غَيْرَ مُطِيعٍ، كَانَ
اسْمُهُ الْعَصَا، فَسَمَّاهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - مُطِيعًا.
5435 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي رَجَاءٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى، وَيَعْلَى بْنُ
عُبَيْدٍ، قَالا: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُطِيعٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُطِيعًا، يَقُولُ: سَمِعْتُ
رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ: لا
يُقْتَلُ قُرَشِيٌّ بَعْدَ هَذَا الْيَوْمِ، وَقَالَ يَعْلَى لا يُقْتَلُ
قُرَشِيٌّ بَعْدَهَا صَبْرًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
5436 حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُنَادِي، قَالَ : حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ
: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُطِيعٍ، عَنْ أَبِيهِ مُطِيعٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
- صلى الله عليه وسلم -: لا يُقْتَلُ قُرَشِيٌّ بَعْدَ هَذَا الْيَوْمِ صَبْرًا
إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
5437 حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ : حَدَّثَنَا
الْقَاسِمُ بْنُ الْحَكَمِ، قَالَ: أنبأ زَكَرِيَّا، بِهَذَا الإِسْنَادِ،
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ:
لا يُقْتَلُ قُرَشِيٌّ صَبْرًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
بَيَانُ مُصَالَحَةِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ
، والدليل على الإباحة للإمام
صرف أصحابة عن العدو، وإجابتهم إلى ما ليس لهم فى الصلح إذا ظن إن ذلك أصلح
للمسلمين
5438 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ،
عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: لَمَّا صَالَحَ
رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مُشْرِكِي قُرَيْشٍ كَتَبَ بَيْنَهُمْ
كِتَابًا: هَذَا مَا صَالَحَ عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم
-، فَقَالُوا: لَوْ عَلِمْنَا أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ لَمْ نُقَاتِلْكَ، فَقَالَ
لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: امْحُهُ، فَأَبَى، فَمَحَاهُ رَسُولُ اللَّهِ -
صلى الله عليه وسلم - وَكَتَبَ: هَذَا مَا صَالَحَ عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ، وَاشْتَرَطُوا عَلَيْهِ أَنْ يُقِيمُوا ثَلاثًا، وَلا يَدْخُلُوا مَكَّةَ
بِسِلاحٍ إِلا جُلُبَّانِ السِّلاحِ، قَالَ شُعْبَةُ: قُلْتُ لأَبِي إِسْحَاقَ:
مَا جُلُبَّانُ السِّلاحِ، قَالَ: السَّيْفُ بِقُرَابِهِ أَوْ بِمَا فِيهِ.
5439 حَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ، يَقُولُ: صَالَحَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَهْلَ مَكَّةَ عَلَى أَنْ يُقِيمَ بِهَا ثَلاثًا، وَعَلَى أَنْ لا يَدْخُلَهَا إِلا بِجُلُبَّانِ السِّلاحِ، قُلْتُ: وَمَا جُلُبَّانُ السِّلاحِ؟، قَالَ: الْقِرَابُ وَمَا فِيهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَيَّوَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ، بِنَحْوِ هَذَا.
5440 حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ، وَعَمَّارٌ، قَالا: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أنبأ إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ، قَالَ: اعْتَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي ذِي الْقَعْدَةِ، فَأَبَى أَهْلُ مَكَّةَ أَنْ يَدَعُوهُ حَتَّى قَاضَاهُمْ عَلَى أَنْ يُقِيمَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ، فَلَمَّا كَتَبُوا الْكِتَابَ كَتَبُوا: هَذَا مَا قَاضَى عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ، قَالُوا: لا نُقِرُّ بِهَذَا لَوْ نَعْلَمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ مَا مَنَعْنَاكَ شَيْئًا، وَلَكِنْ أَنْتَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَنَا رَسُولُ اللَّهِ، وَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ لِعَلِيٍّ: امْحُ رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: وَاللَّهِ لا أَمْحُوكَ أَبَدًا، فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْكِتَابَ، وَلَيْسَ يُحْسِنُ يَكْتُبُ، فَكَتَبَ: هَذَا مَا قَاضَى عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: أَنْ لا يَدْخُلَ مَكَّةَ السِّلاحُ إِلا السَّيْفُ فِي الْقِرَابِ، وَلا يَخْرُجُ مِنْ أَهْلِهَا بِأَحَدٍ أَرَادَ أَنْ يَتْبَعَهُ، وَلا يَمْنَعُ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِهِ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُقِيمَ بِهَا، فَلَمَّا دَخَلَهَا وَمَضَى الأَجَلُ أَتَوْا عَلِيًّا، فَقَالُوا: قُلْ لِصَاحِبِكَ يَخْرُجُ عَنَّا فَقَدْ مَضَى الأَجَلُ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -.
5441 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ أَيُّوبَ
الأَهْوَازِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِيُّ مِنْ
عَسْكَرِ مُكْرَمٍ، قَالَ أَبُو عَوَانَةَ: أَنْبَلُ مِنْ سَهْلِ بْنِ عُثْمَانَ،
وَأَقْدَمُ مَوْتًا، قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ،
عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ، قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه
وسلم - مُعْتَمِرًا فِي ذِي الْقَعْدَةِ، فَلَمَّا نَزَلَ الْحُدَيْبِيَةَ صَدَّهُ
قُرَيْشٌ، فَأُحْصِرَ عَنِ الْبَيْتِ.
5442 حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى، قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ
أَبِي زَائِدَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ
بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: أَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ثَلاثَةَ
أَيَّامٍ فِي عُمْرَةِ الْقَضَاءِ فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الثَّالِثِ، قَالُوا
لِعَلِيٍّ: إِنَّ هَذَا آخِرُ يَوْمٍ مِنْ شَرْطِ صَاحِبِكَ فَمُرْهُ
فَلْيَخْرُجْ، فَحَدَّثَهُ بِذَلِكَ، قَالَ: نَعَمْ، فَلْنَخْرُجْ .
5443 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَيَّوَيْهِ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ أَبُو حُذَيْفَةَ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: صَالَحَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ عَلَى ثَلاثَةِ أَشْيَاءَ: عَلَى مَنْ أَتَاهُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ رَدَّهُ إِلَيْهِمْ، وَمَنْ أَتَاهُمْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ لَمْ يَرُدُّوهُ، فَجَاءَ أَبُو جَنْدَلٍ فَحَجَلَ فِي قُيودِهِ فَرَدَّهُ إِلَيْهِمْ، وَعَلَى أَنْ يَدْخُلَهَا مِنْ قَابِلٍ فَيُقِيمُ بِهَا ثَلاثَةَ أَيَّامٍ وَلا يَدْخُلُهَا إِلا بِجُلُبَّانِ السِّلاحِ.
5444 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الصَّغَانِيُّ، وَجَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ، قَالا: حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أنبأ ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ قُرَيْشًا صَالَحُواالنَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فِيهِمْ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - لِعَلِيٍّ: اكْتُبْ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، فَقَالَ سُهَيْلٌ: أَمَّا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فَلا نَدْرِي مَا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وَلَكِنِ اكْتُبْ مَا نَعْرِفْ بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ، فَقَالَ: اكْتُبْ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ، فَقَالَ: لَوْ عَلِمْنَا أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ لاتَّبَعْنَاكَ، وَلَكِنِ اكْتُبِ اسْمَكَ وَاسْمَ أَبِيكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: اكْتُبْ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، فَاشْتَرَطُوا عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: أَنَّ مَنْ جَاءَ مِنْكُمْ لَمْ نَرُدَّهُ عَلَيْكُمْ، وَمَنْ جَاءَكُمْ مِنَّا رَدَدْتُمُوهُ عَلَيْنَا، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتَكْتُبُ هَذَا؟، قَالَ: نَعَمْ، إِنَّهُ مَنْ ذَهَبَ مِنَّا إِلَيْهِمْ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَمَنْ جَاءَنَا مِنْهُمْ فَسَيَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ فَرَجًا وَمَخْرَجًا.
5445 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، والصَّغَانِيُّ، وَعَمَّارُ بْنُ رَجَاءٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ سِيَاهٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: تَكَلَّمَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ يَوْمَ صِفِّينَ، فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، اتَّهِمُوا أَنْفُسَكُمْ لَقَدْ رَأَيْتُنَا يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ فِي الصُّلْحِ الَّذِي كَانَ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَبَيْنَ الْمُشْرِكِينَ، وَلَوْ نَرَى قِتَالا لَقَاتَلْنَا، فَجَاءَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: أَلَسْنَا عَلَى الْحَقِّ وَهُمْ عَلَى الْبَاطِلِ؟ أَلَيْسَ قَتْلانَا فِي الْجَنَّةِ، وَقَتْلاهُمْ فِي النَّارِ، فَفِيمَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ فِي دِينِنَا؟ فَقَالَ: يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ، وَلَنْ يُضَيِّعَنِي أَبَدًا، قَالَ: فَرَجَعَ وَهُوَ مُتَغَيِّظٌ، فَلَمْ يَصْبِرْ حَتَّى أَتَى أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ لَهُ كَمَا قَالَ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَزَادَ: وَلَمَّا يَحْكُمِ اللَّهُ بَيْنَنَا، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، إِنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ وَلَنْ يُضَيِّعَهُ أَبَدًا، قَالَ: وَنَزَلَتْ سُورَةُ الْفَتْحِ، فَأَرْسَلَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى عُمَرَ فَأَقْرَأَهَا إِيَّاهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوَ فَتْحٌ هُوَ؟ قَالَ: نعَمْ، روَاهُ ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَزَادَ: طَابَتْ نَفْسُهُ فَرَجَعَ حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ رَجَاءٍ، وَعَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، والصَّغَانِيُّ، قَالُوا: حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ يَعْنِي ابْنَ
سِيَاهٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، قَالَ: أَتَيْتُ أَبَا وَائِلٍ فِي مَسْجِدِ أَهْلِهِ أَسْأَلُهُ عَنْ هَؤُلاءِ الْقَوْمِ الَّذِينَ قَتَلَهُمْ عَلِيٌّ بِالنَّهْرَوَانِ وَفِيمَ اسْتَجَابُوا لَهُ، وَفِيمَ فَارَقُوهُ، وَفِيمَ اسْتَحَلَّ قِتَالَهُمْ، فَقَالَ: كُنَّا بِصِفِّينَ، فَلَمَّا اسْتَحَرَّ الْقَتْلُ بِأَهْلِ الشَّامِ اعْتَصَمُوا بَتَلٍّ، فَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ لِمُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَرْسِلْ إِلَى عَلِيٍّ بِالْمُصْحَفِ فَادْعُهُ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ، فَإِنَّهُ لَنْ يَأْبَى عَلَيْكَ فَجَاءَ بِهِ رَجُلٌ، فَقَالَ: بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كِتَابُ اللَّهِ: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ}[سورة آل عمران آية 23 ]، فَقَالَ عَلِيٌّ: نَعَمْ إِنَّا أَوْلَى بِذَلِكَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كِتَابُ اللَّهِ، فَجَاءَتْهُ الْخَوَارِجُ، وَنَحْنُ يَوْمَئِذٍ نَدْعُوهُمُ الْقُرَّاءَ، وَسُيوفُهُمْ عَلَى عَوَاتِقِهِمْ، فَقَالُوا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا نَنْتَظِرُ بِهَؤُلاءِ الْقَوْمِ الَّذِينَ عَلَى التَّلِّ إِلا نَمْشِي إِلَيْهِمْ بِسُيوفِنَا، حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ، فَتَكَلَّمَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، اتَّهِمُوا أَنْفُسَكُمْ، فَلَقَدْ رَأَيْتُنَا يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ فِي الصُّلْحِ الَّذِي كَانَ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَبَيْنَ الْمُشْرِكِينَ فَذَكَرَ مِثْلَهُ.
5447 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو
مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ
حُنَيْفٍ، بِصِفِّينَ وَهُوَ يَقُولُ: أَيُّهَا النَّاسُ، اتَّهِمُوا رَأْيَكُمْ، فَوَاللَّهِ
لَقَدْ رَأَيْتُنِي يَوْمَ أَبِي جَنْدَلٍ، وَلَوْ أَسْتَطِيعُ أَنْ أَرُدَّ
أَمَرَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَرَدَدْتُ، وَاللَّهِ مَا
وَضَعْنَا سُيوفَنَا عَلَى عَوَاتِقَنَا إِلَى أَمْرٍ قَطُّ، إِلا أَسْهَلْنَ بِنَا
إِلَى أَمْرٍ نَعْرِفُهُ، إِلا أَمْرَكُمْ هَذَا، حَدَّثَنَا عَمَّارٌ، قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ
: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الأَعْمَشِ، قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ حُنَيْفٍ، يَقُولُ يَوْمَ
صِفِّينَ بِمِثْلِهِ، وَقَالَ: إِلا أَمْرَنَا هَذَا، حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ،
قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ
الأَعْمَشِ، بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ.
5448 حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَاضِرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ
سَهْلَ بْنَ حُنَيْفٍ، بِصِفِّينَ يَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، اتَّهِمُوا
رَأْيَكُمْ، فَوَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُنِي يَوْمَ أَبِي جَنْدَلٍ، وَلَوْ
أَسْتَطِيعُ أَنْ أَرُدَّ أَمْرَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَرَدَدْتُهُ،
وَاللَّهِ مَا وَضَعْنَا سُيوفَنَا عَلَى عَوَاتِقَنَا إِلَى أَمْرٍ قَطُّ مَعَ
رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، إِلا أَسْهَلَ بِنَا إِلَى أَمْرٍ
نَعْرِفُهُ إِلا قِتَالَنَا هَذَا فِي يَوْمِ صِفِّينَ .
5449 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَيَّوَيْهِ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ،
قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: سَمِعْتُ الأَعْمَشَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ
أَبَا وَائِلٍ، يَقُولُ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ صِفِّينَ وَحُكِّمَ الْحَكَمَيْنِ
سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ حُنَيْفٍ، يَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، اتَّهِمُوا
رَأْيَكُمْ، فَلَقَدْ رَأَيْتُنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -
يَوْمَ أَبِي جَنْدَلٍ، وَلَوْ نَسْتَطِيعُ أَنْ نَرُدَّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -
صلى الله عليه وسلم - أَمْرَهُ لَرَدَدْنَاهُ، وَايْمُ اللَّهِ، مَا وَضَعْنَا سُيوفَنَا
عَلَى عَوَاتِقِنَا مُنْذُ أَسْلَمْنَا لأَمْرٍ يُفْظِعُنَا إِلا أَسْهَلَتْ بِنَا
إِلَى أَمْرٍ نَعْرِفُهُ أَلا، وَإِنَّ هَذَا الأَمْرَ مَا نَسُدُّ مِنْهُ خَصْمًا
إِلا انْفَتَحَ عَلَيْنَا مِنْهُ خَصْمٌ آخِرُ.
5450 حَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ، وَأَبُو أُمَيَّةَ،
قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ
مِغْوَلٍ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو وَائِلٍ: لَمَّا قَدِمَ سَهْلُ
بْنُ حُنَيْفٍ مِنْ صِفِّينَ أَتَيْنَاهُ نَسْتَخْبِرُهُ، فَقَالَ: اتَّهِمُوا الرَّأْيَ،
فَلَقَدْ رَأَيْتُنِي يَوْمَ أَبِي جَنْدَلٍ، وَلَوْ أَسْتَطِيعُ أَنْ أَرُدَّ
عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَمْرَهُ لَرَدَدْتُ، وَاللَّهُ
وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ مَا وَضَعْنَا سُيوفَنَا عَلَى عَوَاتِقِنَا لأَمْرٍ
يُفْظِعُنَا إِلا أَسْهَلَ بِنَا إِلَى أَمْرٍ نَعْرِفُهُ قَبْلَ هَذَا الأَمْرِ،
مَا نَسُدُّ مِنْهُ خَصْمًا إِلا انْفَجَرَ عَلَيْنَا خَصْمٌ، مَا نَدْرِي كَيْفَ
نَأْتِي لَهُ، رَوَاهُ أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ مَالِكٍ.
5451 حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَجَّاجِ بْنِ فَرْقَدٍ الرَّقِّيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْخَطَّابِيُّ، وَحَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَبِي عَوْفٍ الدِّمَشْقِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ أَيُّوبَ الأَهْوَازِيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ النَّضْرِ، قَالا: حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِيَ، قَالَ : حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: لَمَّا رَجَعْنَا مِنْ غَزْوَةِ الْحُدَيْبِيَةِ، وَقَدْ حِيلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ نُسُكِنَا، قَالَ: فَنَحْنُ بَيْنَ الْحُزْنِ وَالْكَآبَةِ، قَالَ: فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ}[سورة الفتح آية 1: 2 ]، إِلَى قَوْلِهِ: {مُسْتَقِيمًا}[سورة الفتح آية 2 ]، أوْ كَمَا شَاءَ اللهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: لَقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آيَةٌ هِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا جَمِيعًا، وَقَالَ عَاصِمٌ: آيَةٌ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا جَمِيعًا.
5452 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي دَاوُدَ أَبُو جَعْفَرٍ الْمُنَادِي، قَالَ : حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكِ: إِنَّمَا أُنْزِلَتْ عَلَى نَبِيِّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَرْجِعَهُ مِنَ الْحُدَيْبِيَةِ، وَأَصْحَابُهُ مُخَالِطُونَ الْحُزْنَ وَالْكَآبَةَ قَدْ حِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَنَاسِكِهِمْ وَنَحَرُوا الْهَدْيَ بِالْحُدَيْبِيَةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: لَقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آيَةٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا جَمِيعًا، فَقَرَأَهَا عَلَى أَصْحَابِهِ، فَقَالُوا: هَنِيئًا مَرِيئًا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ بَيَّنَ اللَّهُ مَاذَا يَفْعَلُ بِكَ فَمَاذَا يَفْعَلُ بِنَا؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي ذَلِكَ: {لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ}[سورة الفتح آية 5 ] .
5453 حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ الْفَارِسِيُّ، وَأَبُو
دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ، وَأَبُو أُمَيَّةَ، قَالُوا: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ
عَاصِمٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ،
قَالَ: أُنْزِلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: {إِنَّا
فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا}[سورة الفتح آية 1 ]، مَرْجِعَهُمْ مِنَ
الْحُدَيْبِيَةِ، وَقَدْ خَالَطَ أَصْحَابَهُ الْحُزْنَ وَالْكَآبَةَ، قَالَ:
فَقَرَأَهَا عَلَيْهِمْ حَتَّى بَلَغَ: {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ
مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا
مُسْتَقِيمًا وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا}[سورة الفتح آية 2: 3 ]،
فَقَالَ رَجُلٌ: هَنِيئًا لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ بَيَّنَ اللَّهُ لَكَ
مَا يَفْعَلُ بِكَ، فَمَاذَا يَفْعَلُ بِنَا؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ الآيَةَ
الأُخْرَى بَعْدَهَا: {لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ
تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ
سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا}[سورة الفتح آية 5 ]، زَعَمَ بَعْضُ النَّاسِ أَنَّ الصَّحِيحَ مِنْ
هَذَا الْحَدِيثِ عَنْ أَنَسٍ، هُوَ مَا رَوَى سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ
بِزِيَادَةٍ، هِيَ: عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ،
عَنْ هَمَّامٍ.
5454 0 حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ، قَالَ :
حَدَّثَنَا الْمَدَائِنِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا
شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله
عليه وسلم - بِالْحُدَيْبِيَةِ، فَنَزَلَتْ: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} [سورة الفتح آية
1 ].
5455 رَوَاهُ مُسْلِمٌ، عَنْ نَصْرِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ خَالِدِ
بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ،
حَدَّثَهُمْ، لَمَّا نَزَلَتْ {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا}[سورة الفتح آية 1 ]،
مَرْجِعُهُ مِنَ الْحُدَيْبِيَةِ، وَهُمْ مُخَالِطُهُمُ الْحُزْنُ وَالْكَآبَةُ
وَقَدْ نَحَرَ الْهَدْيَ بِالْحُدَيْبِيَةِ، فَقَالَ: لَقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آيَةٌ
هِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا
5456 حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ شُعَيْبٍ
الْكَيْسَانِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ
الرَّصَاصِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ
أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ حِينَ رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى
الله عليه وسلم - مِنَ الْحُدَيْبِيَةِ: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا}[سورة
الفتح آية 1 ].
5457 حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الدَّارِمِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا
عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أنبأ شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: فِي
قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا}[سورة الفتح آية 1 ]،
قَالَ: فَتْحُ الْحُدَيْبِيَةِ، قَالَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم
-: هَنِيئًا
لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، غُفِرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ، وَمَا
تَأَخَّرَ، فَمَا لَنَا؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {لِيُدْخِلَ
الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتَهَا
الأَنْهَارُ}[سورة الفتح آية 5 ]، إِلَى قَوْلِهِ: {فَوْزًا عَظِيمًا}[سورة الفتح
آية 5 ]، قَالَ شُعْبَةُ: فَأَتَيْتُ الْكُوفَةَ، فَحَدَّثْتُهُمْ بِهَذَا
الْحَدِيثِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، فَلَمَّا رَجَعْنَا إِلَى الْبَصْرَةِ
سَأَلْتُ عَنْهُ قَتَادَةَ، فَقَالَ:
أَمَّا الأَوَّلُ فَتْحُ الْحُدَيْبِيَةِ، فَهُوَ عَنْ
أَنَسٍ، وَأَمَّا هَذَا قَوْلُ أَصْحَابِهِ: هَنِيئًا لَكَ هَذَا، عَنْ عِكْرِمَةَ.
5458 0 حَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا
أَبُو النَّضْرِ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ
مَالِكٍ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ حِينَ رَجَعَ
النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - مِنَ الْحُدَيْبِيَةِ: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا
مُبِينًا لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا
تَأَخَّرَ}[سورة الفتح آية 1: 2
].
بَابُ عَدَدِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ
، وأنهم بايعوه تحت الشجرة
5459 حَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا
عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي
زَائِدَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: نَزَلْنَا
الْحُدَيْبِيَةَ، فَوَجَدْنَا مَاءَهَا قَدْ شَرِبَهُ أَوَائِلُ النَّاسِ،
فَجَلَسَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى الْبِئْرِ، ثُمَّ دَعَا
بِدَلْوٍ مِنْهَا، فَأَخَذَهُ بِفِيهِ، ثُمَّ مَجَّهُ فِيهَا، وَدَعَا اللَّهَ،
فَكَثُرَ مَاؤُهَا حَتَّى تَرَوَّى النَّاسُ.
5460 حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ، قَالَ: أنبأ الشَّافِعِيُّ،
قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: كُنَّا يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ أَلْفًا وَأَرْبَعَمِائَةٍ،
وَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: أَنْتُمُ الْيَوْمَ خَيْرُ أَهْلِ
الأَرْضِ، قَالَ جَابِرٌ: لَوْ كُنْتُ أُبْصِرُ لأَرَيْتُكُمْ مَوْضِعَ
الشَّجَرَةِ.
5461 حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ :
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَعْيَنَ، قَالَ : حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، قَالَ:
أَنْبَأَنَا الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ: أَنَّهُمْ كَانُوا
مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ أَلْفًا وَأَرَبَعَمِائَةٍ
أَوْ أَقَلَّ أَوْ أَكْثَرَ، فَنَزَلُوا عَلَى بِئْرٍ فَنَزَحُوهَا، فَأَتَوْا
رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَأَتَى الْبِئْرَ، فَقَعَدَ عَلَى
شَفِيرِهَا، ثُمَّ قَالَ: ائْتُونِي بِدَلْوٍ مِنْ مَائِهَا، فَأُتِيَ فَبَسَقَ
وَدَعَا، ثُمَّ قَالَ: دَعُوهَا سَاعَةً، فَأَرْوَوْا أَنْفُسَهُمْ، وَرِكَابَهُمْ
حَتَّى ارْتَحَلُوا.
5462 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: خَرَجْتُ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَأَنَا غُلامٌ حَدَثٌ، وَتَرَكْتُ أَهْلِي وَمَالِي إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَرَسُولِهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَكُنْتُ تَبِيعًا لِطَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَخْدِمُهُ، وَآكُلُ مَعَهُ مِنْ طَعَامِهِ، فَقَدِمْنَا الْحُدَيْبِيَةَ، وَنَحْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِائَةٍ مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَعَلَيْهَا يَوْمَئِذٍ خَمْسُونَ شَاةً مَا تُرْوِيهَا، فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حِينَ قَعَدَ عَلَى جَبَاهَا، قَالَ: فَإِمَّا بَسَقَ فِيهَا، وَإِمَّا دَعَا، فَمَا نُزِحَتْ بَعْدُ، ثُمَّ إِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَايَعَنَا تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَبَايَعْتُهُ فِي أَوَّلِ النَّاسِ، ثُمَّ بَايَعَ حَتَّى كَانَ فِي وَسَطٍ مِنَ النَّاسِ، ثُمَّ قَالَ: يَا سَلَمَةُ، أَلا تُبَايِعُنِي؟، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بَايَعْتُكَ فِي أَوَّلِ النَّاسِ، قَالَ: وَأَيْضًا، ثُمَّ قَالَ: يَا سَلَمَةُ أَمَا لَكَ جُنَّةٌ؟، فَأَعْطَانِي جَحَفَةً، أَوْ قَالَ دَرَقَةً ثُمَّ بَايَعَ، حَتَّى إِذَا كَانَ فِي آخِرِ النَّاسِ، قَالَ: يَا سَلَمَةُ، أَلا تُبَايِعُنِي؟، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ بَايَعْتُكَ، وَاللَّهِ أَوَّلَ النَّاسِ وَفِي أَوْسَطِهِمْ، قَالَ: وَأَيْضًا، ثُمَّ قَالَ: يَا سَلَمَةُ، أَيْنَ جَحَفَتُكَ؟ أَوْ قَالَ: دَرَقَتُكَ الَّتِي أَعْطَيْتُكَ؟، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَعْطَيْتُهَا عَمِّي عَامِرًا رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ، وَكَانَ أَعْزَلَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَضَحِكَ: إِنَّكَ كَالَّذِي قَالَ الأَوَّلُ: اللَّهُمَّ ابْغِنِي حَبِيبًا أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي، ثُمَّ إِنَّ قَوْمًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ كَانَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ صُلْحٌ حَتَّى تَمَشَّتْ بَعْضُنَا فِي بَعْضٍ، واخْتَلَطْنَا، فَأَتَيْتُ الشَّجَرَةَ فَكَسَحْتُ شَوْكَهَا، ثُمَّ نَزَلْتُ فِي ظِلِّهَا ثُمَّ اضْطَجَعْتُ، وَوَضَعْتُ سِلاحِي، فَأَتَانِي أَرْبَعَةٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ يَتَمَاشَوْنَ، فَجَلَسُوا إِلَيَّ فَجَعَلُوا يَقَعُونَ فِي النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَأَبْغَضْتُهُمْ، فَتَحَوَّلْتُ إِلَى شَجَرَةٍ أُخْرَى، فَمَا عَدَا أَنْ وَضَعُوا ثِيَابَهُمْ، وَعَلَّقُوا سِلاحَهُمْ، إِذْ نَادَى مُنَادٍ مِنْ أَسْفَلِ الْوَادِي يَا لَلْمُهَاجِرِينَ، قُتِلَ ابْنُ زُنَيْمٍ، قَالَ: فَأَشُدُّ عَلَيْهِمْ حَتَّى أَقِفُ عَلَى رُؤُسِهِمْ بِالسَّيْفِ، ثُمَّ قَالَ: وَالَّذِي كَرَّمَ وَجْهَ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - لا يَمُدُّ وَاحِدٌ مِنْكُمْ يَدَهُ إِلَى سِلاحِهِ إِلا ضَرَبْتُ الَّذِي فِيهِ عَيْنَاهُ، ثُمَّ ضَمَمْتُ سِلاحَهُمْ، وَسُقْتُهُمْ بِسَيْفِي حَتَّى آتِيَ بِهِمُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، وَجَاءَ عَمِّي عَامِرٌ بِمِكْرَزٍ أَوِ ابْنِ مِكْرَزٍ، رَجُلٍ مِنَ الْعَبَلاتِ يَقُودُ بِهِ فَرَسَهُ مُتَسَلِّحًا فِي سَبْعِينَ رَجُلا، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِمْ نَبِيُّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: ذَرُوهُمْ يَكُنْ لَهُمْ بَدْءُ الْفُجُورِ وَثِنَاهُ، ثُمَّ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةَ، فَمَرَرْنَا عَلَى جَبَلٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْعَدُوِّ فَاسْتَغْفَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِمَنْ طَلَعَهُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ فَأُطْلِعْتُهُ ثَلاثَ مَرَّاتٍ
أَوْ مَرَّتَيْنِ،
ثُمَّ قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ، فَخَرَجْتُ بِفَرَسِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ
اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَعَ رَبَاحٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ غُلامِ رَسُولِ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي ظَهْرِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم
-، فَلَمَّا كَانَ بِغَلَسٍ إِذَا نَحْنُ بِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُيَيْنَةَ
بْنِ بَدْرٍ الْفَزَارِيِّ، قَدْ أَغَارَ عَلَى سَرْحِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله
عليه وسلم - فَاسْتَاقَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ وَقَتَلُوا رَاعِيَهَا، فَقُلْتُ: يَا
رَبَاحُ، ارْكَبْ هَذَا الْفَرَسَ، فَأَبْلِغْهُ طَلْحَةَ، وَأَخْبِرْ رَسُولَ
اللَّهِ - صلى
الله عليه وسلم - أَنَّ الْمُشْرِكِينَ قَدْ أَغَارُوا عَلَى سَرْحِهِ وَقَتَلُوا
رَاعِيَهُ، قَالَ: وَأَشْرَقْتُ شَرْقًا مِنَ الأَرْضِ ثُمَّ نَادَيْتُ بِأَعْلَى
صَوْتِي: يَا صَبَاحَاهُ ! ثُمَّ اتَّبَعْتُ الْقَوْمَ أَرْمِيهِمْ بِالنَّبْلِ،
وَأَقُولُ:
أَنَا ابْنُ الأَكْوَعِ ……وَالْيَوْمُ يَوْمُ الرُّضَّعِ
وَأَهْوَى لِرَجُلٍ مِنْهُمْ بِسَهْمٍ فَأَضَعُهُ فِي
بَعْضِ الْكَتِفِ، ثُمَّ قُلْتُ:
خُذْهَا وَأَنَا ابْنُ الأَكْوَعِ …وَالْيَوْمُ يَوْمُ
الرُّضَّعِ
فَلَمْ أَزَلْ أَرْمِيهِمْ بِالنَّبْلِ، فَإِذَا حَمَلُوا عَلَيَّ لَجَأْتُ إِلَى شَجَرَةٍ، ثُمَّ نَثَرْتُ نَبْلِي فَعَقِرْتُ بِهِمْ، وَإِذَا تَضَايَقَ الْوَادِي عَلَوْتُ عَلَيْهِمُ الْجَبَلَ فَرَمَيْتُهُمْ بِالْحِجَارَةِ حَتَّى أَحْرَزْتُ الظَّهْرَ الَّذِي أَخَذُوا كُلَّهُ، وَأَخَذْتُ مِنْ مُشَاتَهُمْ سِوَى ذَلِكَ أَكْثَرَ مِنْ ثَلاثِينَ رُمْحًا وَثَلاثِينَ بُرْدَةً يَطَرَحُونَهَا لا أَضُمَّ مِنْهَا شَيْئًا ثَمَّةَ إِلا جَعَلْتُهُ طَرِيقَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَصْحَابِهِ، وَجَعَلْتُ عَلَيْهِ حِجَارَةً عَلامَةً لِيَعْرِفُوا، فَلَمَّا امْتَدَّ الضُّحَى إِذَا عُيَيْنَةُ بْنُ بَدْرٍ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَدْ أَتَاهُمْ مَدَدًا، فَنَزَلُوا يَتَضَحَّوْنَ، وَعَلَوْتُ عَلَيْهِمُ الْجَبَلَ فَقَعَدْتُ فَنَظَرَ إِلَيَّ عُيَيْنَةُ، فَقَالَ: مَا هَذَا الَّذِي أَرَى؟ قَالُوا: لَقِينَا مِنْ هَذَا الْبُرَحَاءَ مَا فَارَقَنَا بِغَلَسٍ حَتَّى هَذَا مَكَانُهُ، قَالَ: أَفَلا يَقُومُ إِلَيْهِ نَفَرٌ مِنْكُمْ، فَقَامَ إِلَيَّ أَرْبَعَةٌ مِنْهُمْ فَسَنَدُوا إِلَى الْجَبَلِ، فَلَمَّا دَنَوْا مِنِّي، قُلْتُ: أَتَعْرِفُونِي أَنَا ابْنُ الأَكْوَعِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لا يَطْلُبُنِي رَجُلٌ مِنْكُمْ فَيَلْحَقُنِي وَلا أَطْلُبُهُ فَيَفُوتُنِي، قَالُوا: إِنَّا نَظُنُّ فَرَجَعُوا، ثُمَّ إِذَا أَنَا بِفَوَارِسَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَوَّلُهُمُ الأَخْرَمُ الأَسَدِيُّ، وَأَبُو قَتَادَةَ، وَالْمِقْدَادُ بْنُ الأَسْوَدِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، فَانْحَدَرْتُ مِنَ الْجَبَلِ، فَأَعْرَضَ الأَخْرَمُ وَهُوَ أَوَّلُ الْقَوْمِ فَآخُذُ بِعِنَانِ فَرَسِهِ، فَقُلْتُ: يَا أَخْرَمُ، أَتَذَرُ الْقَوْمَ أَنْ يَقْتَطِعُوكَ حَتَّى يَلْحَقَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -
وَأَصْحَابُهُ؟ فَقَالَ: يَا سَلَمَةُ، إِنْ كُنْتَ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ، وَتَعْلَمُ أَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ وَالنَّارَ حَقٌّ، فَلا تَحُلْ بَيْنِي وَبَيْنَ الشَّهَادَةِ فَتَرَكْتُهُ، فَتَقَدَّمَ فَالْتَقَى هُوَ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُيَيْنَةَ، فَاخْتَلَفَا طَعْنَتَيْنِ فَعُقِرَ بِعَبْدِ الرَّحْمَنِ فَرَسُهُ، وَطَعَنَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَقَتَلَهُ، ثُمَّ تَحَوَّلَ عَلَى فَرَسِهِ فَالْتَقَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَأَبُو قَتَادَةَ فَاخْتَلَفَا طَعْنَتَيْنِ فَعَقَرَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بِأَبِي قَتَادَةَ، وَطَعَنَهُ أَبُو قَتَادَةَ فَقَتَلَهُ، وَتَحَوَّلَ عَلَى فَرَسِهِ، ثُمَّ وَلَّى الْقَوْمُ لا يَلْوُونَ عَلَى شَيْءٍ، فَاتَّبَعْتُهُمْ عَلَى رِجْلَيَّ حَتَّى مَا أَرَى مِنْ فُرْسَانِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَلا مِنْ رَجَّالَتِهِمْ أَحَدًا، ثُمَّ مَالُوا إِلَى مَاءٍ، يُقَالُ لَهُ ذُو قَرَدٍ فَأَبْصَرُونِي وَرَاءَهُمْ فَحَلَّيْتُهُمْ عَنْهُ، وَهُمْ عِطَاشٌ، حَتَّى أَلْحَقَ فِي ثَنِيَّةِ ذِي الدَّثِيرِ، فَأَلْحَقَ رَجُلا عَلَى رَاحِلَتِهِ فِي مُؤَخَّرِ الْقَوْمِ فَأَرْمِيهِ بِسَهْمٍ، فَقُلْتُ: خُذْهَا وَأَنَا ابْنُ الأَكْوَعِ… وَالْيَوْمُ يَوْمُ الرُّضَّعِ قَالَ: وَاثُكْلُ أُمِّي ! أَكْوَعِيًّا بَكْرَةً، قُلْتُ: نَعَمْ أَيْ عَدُوَّ نَفْسِهِ، وَأَخَذْتُ بِفَرَسَيْنِ أُرْدِيهِمَا فِي الثَّنِيَّةِ، فَسُقْتُهُمَا مَعِي حَتَّى أَلْقَى عَمِّي عَامِرًا فِي الظَّلامِ عَلَى بَعِيرٍ مَعَهُ سَطِيحَتَانِ إِحْدَاهُمَا مَذْقَةٌ أَيْ بَقِيَّةٌ مِنْ لَبَنِ وَالأُخْرَى مَاءٌ فَتَوَضَّأْتُ وَصَلَّيْتُ، حَتَّى آتِيَ نَبِيَّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - نَازِلا عَلَى الْمَاءِ الَّذِي حَلَّيْتُهُمْ عَنْهُ ذُو قَرَدٍ وَوَجَدْتُ بِلالا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَشْوِي
كَبِدًا وَسِنَامًا مِنْ جَزُورٍ نُحِرَ مِنَ الإِبِلِ الَّتِي حُوِيَتْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، ذَرْنِي فَأَنْتَخِبُ مِنَ الْقَوْمِ مِائَةً، فَآخُذُ عَلَيْهِمْ بالْعَشْوَةِ فَأُصْبِحُ، وَلَمْ يَبْقَ مُخْبِرٌ، فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ فِي عَشْوَةِ النَّارِ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: يَا سَلَمَةُ، أَكُنْتَ فَاعِلا؟، قُلْتُ: نَعَمْ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: إِنَّهُمُ الآنَ لَيَقَرُّونَ فِي غَطَفَانَ، فَمَا بَرِحْتُ حَتَّى جَاءَ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، نَزَلُوا بِفُلانٍ الْغَطَفَانِيِّ فَنَحَرَ لَهُمْ جَزُورًا، ثُمَّ أَبْصَرُوا الْغَبَرَةَ، فَقَذَفَ اللَّهُ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ، فَخَرَجُوا وَتَرَكُوا قِرَاهُمْ، قَالَ: وَأَعْطَانِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سَهْمَ الْفَارِسِ وَسَهْمَ الرَّاجِلِ جَمِيعًا، وَأَرْدَفَنِي خَلْفَهُ عَلَى الْعَضْبَاءِ، فَلَمَّا كَانَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْمَدِينَةِ كَالرَّوْحَةِ أَوِ الْغَدْوَةِ أَتَانَا رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ كَانَ لا يُسْبَقُ، فَقَالَ: هَلْ مِنْ مُسَابِقٍ؟ أَلا هَلْ مِنْ مُسَابِقٍ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا، فَأَقْبَلْتُ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ أَمَا تُكْرِمُ عَلَيْهِ كَرِيمًا، وَلا تَهَابُ شَرِيفًا؟ قَالَ: لا إِلا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، أَفَلا أُسَابِقُ الرَّجُلَ؟ قَالَ: إِنْ شِئْتَ، فَثَنَيْتُ رِجْلَيَّ، فَطَفَرْتُ عَنْ ظَهْرِ النَّاقَةِ، ثُمَّ قُلْتُ: اذْهَبْ إِلَيْكَ، وَرَبَطْتُ عَلَيْهِ شَرَفًا أَوْ شَرَفَيْنِ، ثُمَّ تَرَفَّعْتُ حَتَّى
أَلْحَقَهُ،
فَصَكَكْتُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ، ثُمَّ قُلْتُ: سَبَقْتُكَ وَاللَّهِ، قَالَ: إِنِّي أَظُنُّ، ثُمَّ قَدِمْنَا
الْمَدِينَةَ فَمَا لَبِثْنَا بِهَا إِلا ثَلاثًا، حَتَّى خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ
- صلى الله عليه وسلم - إِلَى خَيْبَرَ، فَخَرَجْتُ وَعَمِّي عَامِرُ بْنُ
الأَكْوَعِ، فَجَعَلَ يَرْتَجِزُ الْقَوْمَ، وَيَقُولُ:
تَالَلَّهِ لَوْلا اللهُ مَا اهْتَدَيْنَا
وَلا تَصَدَّقْنَا وَلا صَلَّيْنَا
إِنَّ الَّذِينَ هُمْ بَغَوْا عَلَيْنَا
إِذَا أَرَادُوا فِتْنَةً أَبَيْنَا
وَنَحْنُ عَنْ فَضْلِكَ مَا اسْتَغْنَيْنَا
فَثَبِّتِ الأَقْدَامَ إِنْ لاقَيْنَا
وَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا
فَنَادَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: مَنْ هَذَا؟، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا عَامِرٌ، فَقَالَ: غَفَرَ لَكَ رَبُّكَ، قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا اسْتَغْفَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَطُّ يَخُصُّهُ لِرَجُلٍ إِلا اسْتُشْهِدَ، قَالَ: فَنَادَاهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ عَلَى رَاحِلَتِهِ فِي نَاحِيَةِ الْقَوْمِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوْ مَتَّعْتَنَا بِعَامِرٍ، قَالَ: فَلَمَّا قَدِمْنَا خَيْبَرَ أَقْبَلَ مَرْحَبٌ، فَقَالَ: قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي مَرْحَبُ… شَاكِ السِّلاحِ بَطَلٌ مُجَرَّبُ إِذَا الْحُرُوبُ أَقْبَلَتْ تَلَهَّبُ، فَقَالَ عَامِرٌ: قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي عَامِرُ شَاكِ السِّلاحِ بَطَلٌ مُغَامِرُ فَاخْتَلَفَا ضَرْبَتَيْنِ، فَوَقَعَ سَيْفُ مَرْحَبٍ فِي تُرْسِ عَامِرٍ وَرَجَعَ سَيْفُ عَامِرٍ عَلَيْهِ، فَأَصَابَ سَاقَ نَفْسِهِ فَأَتَى لَهُ فِيهَا، قَالَ: فَمَرَرْتُ عَلَى نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَهُمْ يَقُولُونَ: بَطَلَ عَمَلُ عَامِرٍ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَبْكِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ! أَبَطَلَ عَمَلُ عَامِرٍ؟ قَالَ: وَمَنْ قَالَ ذَاكَ؟، قَالَ: قُلْتُ: بَعْضُ أَصْحَابِكَ، قَالَ: كَذَبَ ذَاكَ، بَلْ لَهُ أَجْرُهُ مَرَّتَيْنِ، قَالَ: ثُمَّ أَرْسَلَ نَبِيُّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقِيلَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، إِنَّهُ أَرْمَدُ، فَجِئْتُ بِهِ أَقُودُهُ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَبْلَ ذَلِكَ: لأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ رَجُلا يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، فَبَسَقَ رَسُولُ اللَّهِ -
صلى الله
عليه وسلم - فِي عَيْنَيْهِ، ثُمَّ أَعْطَاهُ الرَّايَةَ، فَكَانَ الْفَتْحُ عَلَى
يَدَيْهِ، وَلَمَّا بَرَزَ عَلِيٌّ فَارْتَجَزَ مَرْحَبٌ، فَقَالَ:
قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي مَرْحَبُ
شَاكِ السِّلاحِ بَطَلٌ مُجَرَّبُ
إِذَا الْحُرُوبُ أَقْبَلَتْ تَلَهَّبُ
قَالَ: فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
أَنَا الَّذِي سَمَّتْنِي أُمِّي حَيْدَرَهْ
كَلَيْثِ غَابَاتٍ كَرِيهِ الْمَنْظَرَهْ
أُوفِيهِمْ بِالصَّاعِ كَيْلَ السَّنْدَرَهْ
فَقَالَ: فَفَلَقَ عَلِيٌّ رَأْسَهُ وَكَانَ الْفَتْحُ
عَلَى يَدَيْهِ .
5463 حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ، قَالَ : حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَدِمْنَا الْحُدَيْبِيَةَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَبَايَعْنَاهُ فِي أَصْلِ شَجَرَةٍ وَبَايَعْتُهُ فِي أَوَّلِ النَّاسِ، فَلَمَّا كَانَ فِي وَسَطٍ مِنَ النَّاسِ، قَالَ: بَايِعْنِي يَا سَلَمَةُ، فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، قَدْ وَاللَّهِ بَايَعْتُكَ فِي أَوَّلِ النَّاسِ، قَالَ: وَأَيْضًا، قَالَ: فَبَايَعْتُهُ، فَرَآنِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَعْزَلُ لَيْسَ مَعِي جُنَّةٌ اسْتَجِنُّ بِهَا فَأَعْطَانِي دَرَقَةً، أَوْ قَالَ: جَحَفَةً، فَلَقِيَنِي عَمِّي عَامِرٌ، وَهُوَ أَعْزَلُ، فَسَأَلَنِيهَا فَأَعْطَيْتُهُ إِيَّاهَا، فَلَمَّا كَانَ فِي آخِرِ النَّاسِ، قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: أَلا تُبَايعُنِي يَا سَلَمَةُ؟، فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، قَدْ وَاللَّهِ بَايَعْتُكَ فِي أَوَّلِ النَّاسِ وَفِي وَسْطِهِمْ، فَقَالَ: وَأَيْضًا، فَبَايَعْتُهُ، ثُمَّ قَالَ: يَا سَلَمَةُ، أَيْنَ الْجَحَفَةُ أَوِ الدَّرَقَةُ الَّتِي أَعْطَيْتُكَ؟، فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، سَأَلَنِيهَا عَمِّي عَامِرٌ وَهُوَ أَعْزَلُ فَأَعْطَيْتُهُ إِيَّاهَا وآثَرْتُهُ بِهَا، قَالَ: فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ثُمَّ قَالَ: إِنَّكَ كَالَّذِي قَالَ الأَوَّلَ: اللَّهُمَّ أَبْغِنِي حَبِيبًا هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي، قَالَ: ثُمَّ إِنَّ الْمُشْرِكِينَ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ وَاسُونَا الصُّلْحَ حَتَّى مَشَى بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ وَاصْطَلَحْنَا، قَالَ: وَكُنْتُ تَبِيعًا لِطَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَتَرَكْتُ أَهْلِي وَمَالِي مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ
وَرَسُولِهِ، وَكُنْتُ آكُلُ مِنْ طَعَامِهِ وَأُحْسِنُ فَرَسَهُ، وَأَسْقِيهِ وَأَخْدِمُهُ، فَأَتَيْتُ شَجَرَةً فَكَسَحْتُ شَوْكَهَا، وَاضْطَجَعْتُ فِيهَا، فَأَتَانِي أَرْبَعَةٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، فَجَعَلُوا يَقَعُونَ فِي رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: فَأَبْغَضْتُهُمْ، قَالَ: وَعَلَّقُوا أَسْلِحَتَهُمْ وَوَضَعُوا ثِيَابَهُمْ فِي الشَّجَرَةِ وَاضْطَجَعُوا فِي ظِلِّهَا، فَأَتَيْتُ شَجَرَةً أُخْرَى، فَكَسَحْتُ شَوْكُهَا فَاضْطَجَعْتُ تَحْتَهَا فَمَا عَدَا أَخَذُوا يَنَامُونَ فَإِذَا مُنَادٍ مِنْ أَسْفَلَ الْوَادِي: يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ، قُتِلَ ابْنُ زُنَيْمٍ، قَالَ: فَخَرَجْتُ أَشْتَدُّ بِسَيْفِي، حَتَّى وَقَفْتُ عَلَى رُءُوسِهِمْ وَهُمْ مُضْطَجِعُونَ، فَقُلْتُ: وَالَّذِي كَرَّمَ وَجْهَ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - لا يَرْفَعُ رَجُلٌ مِنْكُمْ رَأْسَهُ إِلا ضَرَبْتُ الَّذِي فِيهِ عَيْنَاهُ، فَلَمَّا أَخَذْتُ سِلاحَهُمْ، فَجَعَلْتُهُ ضِغْثًا فِي يَدِي، ثُمَّ جِئْتُ بِهِمْ أَسُوقُهُمْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَجَاءَ عَمِّي هُوَ وَأَصْحَابٌ لَهُ بِسَبْعِينَ رَجُلا مِنْهُمْ مِكْرِزٌ رَجُلٌ مِنَ الْعَبَلاتِ مِنْ قُرَيْشٍ يَقُودُ بِهِ عَمِّي مُجَفَّفٍ عَلَى فَرَسٍ فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: دَعُوهُمْ يَكُونُ بَدْءُ الْفُجُورِ وَثِنَاهُ مِنْهُمْ، فَخَلاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ اللَّهُ: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ}[سورة الفتح آية 24 ]، قَالَ: ثُمَّ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ، وَبَيْنَنَا وَبَيْنَ بَنِي لِحْيَانَ، أَو بَنِي ذَكْوَانَ، رَأْسٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ
جَبَلٌ،
قَالَ: فَاسْتَغْفَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِمَنْ رَقَى فِي
هَذَا الْجَبَلِ، قَالَ: وَمَا اسْتَغْفَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -
لأَحَدٍ قَطُّ يَخُصُّهُ إِلا اسْتُشْهِدَ، قَالَ: فَرَقَيْتُهُ تِلْكَ
اللَّيْلَةَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثَةً، قَالَ: ثُمَّ قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ
فَبَعَثَ نَبِيُّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِظَهْرِهِ إِلَى الْغَابَةِ يُنَدِّيهِ،
فَخَرَجْتُ أَنَا وَرَبَاحٌ غُلامُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -،
وَخَرَجْتُ مَعِي بِفَرَسٍ لِطَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ أُنَدِّيهِ، فَلَمَّا
كَانَ عِنْدَ الصُّبْحِ إِذَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُيَيْنَةَ بْنِ بَدْرٍ
الْفَزَارِيُّ، قَدْ أَغَارَ عَلَى سَرْحِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -
فَطَرَدَهُ، فَذَهَبَ بِهِ، وَقَتَلَ رَاعِيَهُ، فَقُلْتُ: يَا رَبَاحُ، خُذْ
هَذَا الْفَرَسَ، فَأَبْلِغْهُ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَأَخْبِرْ
رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّ الْمُشْرِكِينَ قَدْ أَغَارُوا
عَلَى سَرْحِهِ، فَقَعَدَ رَبَاحٌ عَلَى الْفَرَسِ وَقُمْتُ عَلَى أَكَمَةٍ، وَوَجَّهْتُ
وَجْهِيَ قِبَلَ الْمَدِينَةِ، ثُمَّ نَادَيْتُ ثَلاثَ دَعَوَاتٍ: يَا صَبَاحَاهُ،
ثُمَّ أَتْبَعْتُ الْقَوْمَ فَجَعَلْتُ أَرْشُقُهُمْ بِالنَّبْلِ وَأَرْتَجِزُ
أَرْمِيهِمْ، وَأَقُولُ:
أَنَا ابْنُ الأَكْوَعِ… وَالْيَوْمُ يَوْمُ الرُّضَّعِ
وَأَعْقِرُ بِهِمْ حَتَّى أَلْحَقَ رَجُلا مِنْهُمْ
رَاكِبًا عَلَى رَحْلِهِ، فَأَصُكُّ رِجْلَهُ بِسَهْمٍ حَتَّى نَفَذَ فِي
كَتِفِهِ، فَقُلْتُ:
خُذْهَا وَأَنَا ابْنُ الأَكْوَعِ…… وَالْيَوْمُ يَوْمُ
الرُّضَّعِ
قَالَ فَمَا زِلْتُ أَعْقِرُ بِهِمْ وَأَرْتَجِزُ، فَإِذَا رَجُلٌ عَلَى فَرَسٍ، فَجَثَمْتُ إِلَى شَجَرَةٍ فَنَثَرْتُ نَبْلِي ثُمَّ عَقَرْتُ بِهِ، وَلا يَقْدُمُ عَلَيَّ، قَالَ: فَمَا زَالَ ذَلِكَ شَأْنِي وَشَأْنُهُمْ حَتَّى مَا تَرَكْتُ شَيْئًا مِنْ ظَهْرِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلا اسْتَنْقَذْتُهُ، وَجَعَلْتُهُ وَرَاءَ ظَهْرِي، قَالَ: وَطَرَحُوا أَكْثَرَ مِنْ ثَلاثِينَ بُرْدَةً وَثَلاثِينَ رُمْحًا كُلُّ ذَلِكَ يَسْتَخِفُّونَ مِنِّي، وَأَجْعَلُ عَلَيْهِ آرَامًا حَتَّى لا يَخْفَى عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَلا عَلَى أَصْحَابِهِ حَتَّى إِذَا امْتَدَّ الضُّحَى الأَكْبَرُ، قَالَ: وَدَخَلُوا الْمَضِيقَ عَلَوْتُ الْجَبَلَ، وَجَعَلْتُ أُرَدِّيهِمْ بِالْحِجَارَةِ إِذَا عُيَيْنَةُ بْنُ بَدْرٍ، قَدْ جَاءَ مَدَدًا لِلْمُشْرِكِينَ فَنَزَلُوا يَتَضَحَّوْنَ، فَأَشْرَفَ عَلَى جَبَلٍ فَأَقْعَدَ عَلَيْهِ، فَقَالَ عُيَيْنَةُ: مَا هَذَا الَّذِي أَرَى؟ قَالُوا: هَذَا لَقِينَا مِنْهُ الْبَرْحَ، فَوَاللَّهِ إِنْ فَارَقَنَا بِغَلَسٍ حَتَّى اسْتَنْقَذَ كُلَّ شَيْءٍ فِي أَيْدِينَا، فَقَالَ عُيَيْنَةُ: لَوْلا أَنَّ هَذَا يَرَى وَرَاءَهُ طَلَبًا، لَتَرَكَكُمْ لِيَقُمْ إِلَيْهِ مَعِي مِنْكُمْ، فَقَامَ أَرْبَعَةٌ فَسَنَدُوا إِلَيَّ فِي الْجَبَلِ، فَلَمَّا أَسْمَعْتُهُمُ الصَّوْتَ، قُلْتُ لَهُمْ: أَتَعْرِفُونِي؟ قَالُوا: وَمَنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: أَنَا ابْنُ الأَكْوَعِ، وَالَّذِي كَرَّمَ وَجْهَ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - لا يَطْلُبُنِي رَجُلٌ مِنْكُمْ فَيُدْرِكُنِي وَلا أَطْلُبُهُ فَيَفُوتُنِي، فَقَالَ أَحَدُهُمْ: إِنِّي أَظُنُّ، فَوَاللَّهِ مَا بَرِحْتُ مَقْعَدِي ذَاكَ حَتَّى رَأَيْتُ فَوَارِسَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَتَخَلَّلُونَ الشَّجَرَ،
فَإِذَا أَوَّلُهُمُ الأَخْرَمُ الأَسَدِيُّ، وَإِذَا عَلَى إِثْرِهِ أَبُو قَتَادَةَ، وَإِذَا عَلَى إِثْرِ أَبِي قَتَادَةَ الْمِقْدَادُ بْنُ الأَسْوَدِ الْكِنْدِيُّ، وَوَلَّوْا مُدْبِرِينَ، فَأَعْرَضَ الأَخْرَمُ الأَسَدِيُّ، فَآخُذُ بِعِنَانِ فَرَسِهِ، فَقُلْتُ: يَا أَخْرَمُ، أَنْذِرْهُمْ، فَإِنَّ الْقَوْمَ قَلِيلٌ خَبِيثٌ، وَلا آمَنُهُمْ أَنْ يَقْتَطِعُوكَ حَتَّى يَلْحَقَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَصْحَابُهُ، فَقَالَ: يَا سَلَمَةُ، إِنْ كُنْتَ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ، وَتَعْلَمُ أَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ وَالنَّارَ حَقٌّ، فَلا تَحُلْ بَيْنِي وَبَيْنَ الشَّهَادَةِ، قَالَ: وَالتَقَى هُوَ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، فَاخْتَلَفَا ضَرْبَتَيْنِ فَقَتَلَهُ، وَعَقَرَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَرَسَهُ، وَتَحَوَّلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَلَى فَرَسِ الأَخْرَمِ، وَيَلْحَقُهُ أَبُو قَتَادَةَ فَارِسُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَاخْتَلَفَا طَعْنَتَيْنِ، فَقَتَلَهُ أَبُو قَتَادَةَ، وَعُقِرَ بِأَبِي قَتَادَةَ فَرَسُهُ، وَتَحَوَّلَ أَبُو قَتَادَةَ عَلَى فَرَسِ الأَخْرَمِ، قَالَ: وَخَرَجَ الْمُشْرِكُونَ لا يَلْوُوُنَ عَلَى شَيْءٍ، قَالَ: فَوَالَّذِي كَرَّمَ وَجْهَ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - إِنِّي بِطَلَبِ الْخَيْلِ، وَالرِّكَابِ، وَالرِّجَالِ الَّذِينَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى مَا أَرَى غُبَارَهُمْ، قَالَ: فَعَرَضُوا الشِّعْبَ فِيهِ مَاءٌ يُقَالُ لَهُ: ذُو قَرَدٍ يُرِيدُونَ أَنْ يَشْرَبُوا مِنْهُ وَهُمْ عِطَاشٌ، قَالَ: فَنَظَرُوا إِلَيَّ أَعْدُو وَرَاءَهُمْ، قَالَ: فَحَلأْتُهُمْ، فَمَا ذَاقُوا مِنْهُ قَطْرَةً وَهُمْ عِطَاشٌ حَتَّى سُنِدُوا فِي ثَنِيَّةٍ، يُقَالُ لَهُ: نَيْرُ، قَالَ: وَأَلْحَقُ رَجُلا مِنْ آخِرِهِمْ عِنْدَ
الثَّنِيَّةِ
فَأَصْطَكُّهُ بِسَهْمٍ فِي نُغْصِ كَتِفِهِ، فَقُلْتُ:
خُذْهَا وَأَنَا ابْنُ الأَكْوَعِ وَالْيَوْمُ يَوْمُ
الرُّضَّعِ
قَالَ:
وَاثُكْلَ أُمِّي ! أَكْوَعِيًّا بَكْرَةً؟ فَقُلْتُ:
نَعَمْ، أَيْ عَدُوَّ نَفْسِهِ، قَالَ: فَأَدْرَكَ فَرَسَيْنِ عَلَى الْعَقَبَةِ فَجِئْتُ
بِهِمَا أَسُوقُهُمَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى
وَجَدْتُهُ عَلَى الْمَاءِ الَّذِي حَلأْتُهُمْ عَنْهُ ذُو قَرَدٍ، وَإِذَا
رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي مِائَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ قَدْ
نَزَلُوا الْمَاءَ، وَأَخَذُوا الإِبِلَ، وَالْبُرُدَ، وَكُلَّ شَيْءٍ خَلَّفْتُ
وَرَائِي، وَإِذَا بِلالٌ قَدْ أَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -،
فَنَحَرَ جَزُورًا مِنَ الإِبِلِ الَّذِي عَدَّيْتُ لَهُمْ، وَإِذَا هُوَ يَشْوِي
لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ سَنَامِهَا وكَبِدِهَا، قَالَ:
وَجَاءَ عَمِّي عَامِرٌ بِسَطِيحَةٍ فِيهَا مَذْقَةٌ مِنْ لَبَنٍ، وَسَطِيحَةٍ
أُخْرَى فِيهَا مَاءٌ، فَتَوَضَّأْتُ ثُمَّ صَلَّيْتُ وَشَرِبْتُ، فَقُلْتُ: يَا
رَسُولَ اللَّهِ، خَلِّنِي فَلأَنْتَخِبُ مِنَ الْقَوْمِ مِائَةَ رَجُلٍ فَآخُذُ عَلَى
الْمُشْرِكِينَ بِالْعَشْرَةِ، فَلا يَبْقَى مِنْهُمْ رَجُلٌ، فَضَحِكَ رَسُولُ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى نَوَاجِذِهِ فِي ضَوْءِ
النَّارِ، فَقَالَ: أَكُنْتَ فَاعِلا يَا سَلَمَةُ؟، قُلْتُ: نَعَمْ، وَالَّذِي
كَرَّمَ وَجْهَكَ، فَقَالَ: إِنَّهُمُ الآنَ لَيُقْرَوْنَ بِأَرْضِ غَطَفَانَ، قَالَ:
فَمَا بَرِحْنَا حَتَّى جَاءَ رَجُلٌ مِنْ غَطَفَانَ، فَقَالَ: نَحَرَ لَهُمْ
فُلانٌ الْغَطَفَانِيُّ جَزُورًا، فَلَمَّا كَشَطَ جِلْدَهَا رَأَوْا غُبَارًا، فَقَالُوا:
هَذَا غُبَارُ الْقَوْمِ فَمَا خَافُوهَا وَوَلَّى الْقَوْمُ، فَلَمَّا
أَصْبَحْنَا
أَعْطَانِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سَهْمَ الْفَارِسِ
وَالرَّاجِلِ جَمِيعًا، قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -:
كَانَ خَيْرَ فُرْسَانِنَا الْيَوْمَ: أَبُو قَتَادَةَ، وَخَيْرَ
رَجَّالَتِنَا: سَلَمَةُ، قَالَ: ثُمَّ أَرْدَفَنِي نَبِيُّ اللَّهِ - صلى الله
عليه وسلم - رَاجِعِينَ إِلَى الْمَدِينَةِ عَلَى نَاقَتِهِ الْعَضْبَاءِ، فَلَمَّا
كَانَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْمَدِينَةِ ضَحْوَةً، وَفِينَا رَجُلٌ مِنَ
الأَنْصَارِ لا يَسْبِقُ عَدُوًّا، قَالَ: هَلْ مِنْ مُسَابِقٍ إِلَى
الْمَدِينَةِ، أَلا مِنْ مُسَابِقٍ فَأَعَادَهَا مِرَارًا وَأَنَا سَاكِتٌ، ثُمَّ
قُلْتُ لَهُ: مَا تُكْرِمُ كَرِيمًا، وَلا تَهَابُ شَرِيفًا، فَقَالَ: لا إِلا أَنْ يَكُونَ
رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ذَرْنِي
بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي لأُسَابِقَ الرَّجُلَ، قَالَ: إِنْ شِئْتَ، فَقُلْتُ: اذْهَبْ
إِلَيْكَ، فَخَرَجَ يَشْتَدُّ وأَطْفُرُ عَنِ النَّاقَةِ، ثُمَّ أَعْدُو
فَرَبَطْتُ عَلَيْهِ شَرَفًا أَوْ شَرَفَيْنِ، فَسَأَلْتُهُ مَا رَبَطْتَ؟
فَقَالَ: اسْتَبْقَيْتُ نَفْسِي، ثُمَّ إِنِّي عَدَوْتُ عَدْوَتِي حَتَّى
أَلْحَقَهُ وَأَصُكُّ بَيْنَ كَتِفَيْهِ، فَقُلْتُ: سَبَقْتُكَ وَاللَّهِ، قَالَ:
فَنَظَرَ إِلَيَّ فَضَحِكَ، وَقَالَ: إِنِّي أَظُنُّ، قَالَ: حَتَّى وَرَدَ
الْمَدِينَةَ فَمَا لَبِثْنَا إِلا ثَلاثَ لَيَالٍ، حَتَّى خَرَجْنَا إِلَى
خَيْبَرَ، فَجَعَلَ عَمِّي عَامِرٌ يَرْتَجِزُ بِالْقَوْمِ، وَهُوَ يَسُوقُ
بِهِمْ، وَهُوَ يَقُولُ:
تَالَلَّهِ لَوْلا اللهُ مَا اهْتَدَيْنَا
وَلا تَصَدَّقْنَا وَلا صَلَّيْنَا
إِنَّ الَّذِينَ هُمْ بَغَوْا عَلَيْنَا
إِذَا أَرَادُوا فِتْنَةً أَبَيْنَا
وَنَحْنُ عَنْ فَضْلِكَ مَا اسْتَغْنَيْنَا
فَثَبِّتِ
الأَقْدَامَ إِنْ لاقَيْنَا
وَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَغَوْا عَلَيْنَا
إِذَا أَرَادُوا فِتْنَةً أَبَيْنَا
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: مَنْ
هَذَا؟، فَقُلْتُ: عَمِّي عَامِرٌ يَا نَبِيَّ اللَّهِ، فَقَالَ: غَفَرَ لَكَ
رَبُّكَ، فَقَالَ عُمَرُ وَهُوَ فِي أَوَّلِ الْقَوْمِ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ،
لَوْمَا مَتَّعْتَنَا بِعَامِرٍ، وَمَا اسْتَغْفَرَ لإِنْسَانٍ قَطُّ يَخُصُّهُ إِلا
اسْتُشْهِدَ، فَلَمَّا قَدِمْنَا خَيْبَرَ خَرَجَ مَرْحَبٌ يَخْطِرُ بِسَيْفِهِ
يَقُولُ: قَدْ عَلِمْتْ خَيْبَرُ أَنِّي مَرْحَبُ
شَاكِ السِّلاحِ بَطَلٌ مُجَرَّبُ
إِذَا الْحُرُوبُ أَقْبَلَتْ تَلَهَّبُ
فَبَرَزَ عَامِرٌ، فَقَالَ:
قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي عَامِرٌ
شَاكِ السِّلاحِ بَطَلٌ مُغَامِرُ
اخْتَلَفَا
ضَرْبَتَيْنِ فَوَقَعَ سَيْفُ مَرْحَبٍ فِي تُرْسِ عَامِرٍ، وَذَهَبَ عَامِرٌ
يَسْفُلُ لَهُ، فَرَجَعَ سَيْفُهُ عَلَى نَفْسِهِ، فَكَانَتْ فِيهِ نَفْسُهُ،
قَالَ: فَمَا مَرَرْتُ عَلَى نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - إِلا وَهُمْ
يَقُولُونَ: بَطَلَ عَمَلُ عَامِرٍ، قَتَلَ نَفْسَهُ، فَأَتَيْتُ نَبِيَّ اللَّهِ
- صلى الله عليه وسلم - أَبْكِي، فَقُلْتُ: أَبَطَلَ عَمَلُ عَامِرٍ؟ فَقَالَ رَسُولُ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: مَنْ قَالَ ذَلِكَ؟، فَقُلْتُ: نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِكَ،
فَقَالَ: كَذَبَ مَنْ قَالَ ذَلِكَ؟ بَلْ لَهُ أَجْرُهُ مَرَّتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم
-: لأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ رَجُلا يُحِبُّ اللَّهَ
وَرَسُولَهُ وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، فَدَنَا لَهَا النَّاسُ، قَالَ:
فَأَرْسَلَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي
طَالِبٍ فَجِئْتُ بِهِ أَقُودُهُ وَهُوَ أَرْمَدُ فَبَزَقَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله
عليه وسلم - فِي عَيْنَيْهِ، فَبَرَأَ، وَأَعْطَاهُ الرَّايَةَ، فَخَرَجَ مَرْحَبٌ
يَخْطُرُ بِسَيْفِهِ، وَيَقُولُ:
قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي مَرْحَبُ
شَاكِ السِّلاحِ بَطَلٌ مُجَرَّبُ
إِذَا الْحُرُوبُ أَقْبَلَتْ تَلَهَّبُ
فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ:
أَنَا الَّذِي سَمَّتْنِي أُمِّي حَيْدَرَهْ
كَلَيْثِ غَابَاتٍ كَرِيهِ الْمَنْظَرَهْ
أُوفِيهِمْ بِالصَّاعِ كَيْلَ السَّنْدَرَهْ
فَفَلَقَ رَأْسَ مَرْحَبٍ بِالسَّيْفِ وَكَانَ الْفَتْحُ
عَلَى يَدَيْهِ.
5464 حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي رَجَاءٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعَيْبُ
بْنُ حَرْبٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ،
عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: خَرَجَ عَمِّي عَامِرٌ إِلَى مَرْحَبٍ، فَذَهَبَ يَسْفُلُ
لَهُ، فَرَجَعَ السَّيْفُ عَلَيْهِ فَكَانَتْ فِيهَا نَفْسُهُ، فَقَالَ النَّاسُ:
إِنَّ عَامِرًا قَتَلَ نَفْسَهُ، فَبَلَغَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -
فَقَالَ: لَهُ أَجْرُهُ مَرَّتَيْنِ.
5465 حَدَّثَنَا بَكَّارُ بْنُ قُتَيْبَةَ
الْبَكْرَاوِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ : حَدَّثَنَا
عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَ :
حَدَّثَنَا إِيَاسٌ، أَوْ قَالَ: حَدَّثَنِي إِيَاسُ
بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: غَزَوْنَا خَيْبَرَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ
- صلى الله عليه وسلم -: لأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ الْيَوْمَ رَجُلا يُحِبُّهُ اللَّهُ
وَرَسُولُهُ، يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ، فَدَعَا عَلِيَّ بْنَ أَبِي
طَالِبٍ، فَأَعْطَاهَا إِيَّاهُ
.
5466 حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ :
حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي
عُبَيْدٍ، قَالَ: قُلْتُ لِسَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ: عَلَى أَيِ شَيْءٍ
بَايَعْتُمُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ؟ قَالَ:
بَايَعْنَاهُ عَلَى الْمَوْتِ.
5467 حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَيَّارٍ، وَأَبُو دَاوُدَ، قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ، قَالَ: خَرَجْتُ وَأَنَا أُرِيدُ الْغَابَةَ، حَتَّى إِذَا أَتَيْتُ الْغَابَةَ، إِذَا أَنَا بِغُلامٍ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، يَقُولُ: أَخَذْتُ لِقَاحَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، قُلْتُ: مَنْ أَخَذَهَا؟ قَالَ: غَطَفَانُ، وَبَنُو فَزَارَةَ، قَالَ: فَصَعِدْتُ فَصِحْتُ ثَلاثَةَ أَصْوَاتٍ، فَأَسْمَعْتُ مَا بَيْنَ لابَتَيْهَا: واصَبَاحَاهُ، ثُمَّ انْطَلَقْتُ فِي آثَارِهِمْ فَاسْتَنْقَذْتُهَا مِنْهُمْ، وَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي نَاسٍ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، الْقَوْمُ عِطَاشٌ عَلَى كَلالَتِهِمْ، وَلَيْسَ مَعَهُمْ مَاءٌ لِشِفْتِهِمْ، فَقَالَ: يَا ابْنَ الأَكْوَعِ، إِنَّهُمْ فِي غَطَفَانَ الآنَ يَقْرَوْنَ، وَقَالَ: يَا سَلَمَةُ، إِذَا مَلَكْتَ فَأَسْجِحْ، مَعْنَى حَدِيثِهِمْ وَاحِدٌ، قَالَ: وَلَحِقَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَأَرْدَفَنِي خَلْفَهُ، وَحَدَّثَنِي أَبُو أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِي عَاصِمٍ، بِمِثْلِهِ، وَأَبُو دَاوُدَ، لَمْ يَذْكُرْ أَرْدَفَنِي خَلْفَهُ فَقَطْ، وَالْبَاقُونَ ذَكَرُوهُ.
5468 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ
مَرْزُوقٍ، قَالا: حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ : حَدَّثَنَا
يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ، قَالَ:
سَمِعْتُ سَلَمَةَ بْنَ الأَكْوَعِ، يَقُولُ: خَرَجْتُ
مِنَ الْمَدِينَةِ نَحْوَ الْغَابَةِ، حَتَّى إِذَا كُنْتُ بِثَنِيَّةِ الْغَابَةِ
لَقِيَنِي غُلامٌ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، فَقَالَ: أَخَذْتُ لِقَاحَ رَسُولِ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: قُلْتُ: مَنْ؟ قَالَ: غَطَفَانُ، وَفَزَارَةُ، قَالَ:
فَصَرَخْتُ ثَلاثَ صَرَخَاتٍ: يَا صَبَاحَاهُ ! يَا صَبَاحَاهُ، ثُمَّ دَفَعَتُ
حَتَّى أَلْقَاهُمْ فَجَعَلْتُ أَرْمِيهِمْ، وَأَقُولُ:
أَنَا ابْنُ الأَكْوَعِ والْيَوْمُ يَوْمُ الرُّضَّعِ
واسْتَنْقَذْتُهَا مِنْهُمْ، قَبْلَ أَنْ يَشْرَبُوا،
وَأَقْبَلْتُ أَسُوقُهَا، فَلَقِيَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -،
فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ الْقَوْمَ عِطَاشٌ وَإِنِّي أَعْجَلْتُهُمْ
قَبْلَ أَنْ يَشْرَبُوا، فَابْعَثْ فِي إِثْرِهِمْ، فَقَالَ: يَا ابْنَ
الأَكْوَعِ، مَلَكْتَ فَأَسْجِحْ، إِنَّ الْقَوْمَ يَقْرَوْنَ فِي قَوْمِهِمْ.
5469 حَدَّثَنَا ابْنُ الْجُنَيْدِ، وَعَبَّاسٌ الدُّورِيُّ، قَالا:
حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ،
قَالَ: بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ تَحْتَ
الشَّجَرَةِ، قَالَ: فَتَنَحَّيْتُ فَبَايَعَ وَبَايَعَ، فَقَالَ: يَا ابْنَ
الأَكْوَعِ، أَلا تُبَايِعَ؟، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ بَايَعْتُ،
قَالَ: وَأَيْضًا، قَالَ: فَبَايَعْتُهُ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ بَايَعْتُ،
قَالَ: وَأَيْضًا، قَالَ: فَبَايَعْتُهُ، قَالَ: قُلْتُ عَلَى مَا بَايَعْتُمُوهُ
يَا أَبَا مُسْلِمٍ؟ قَالَ: عَلَى الْمَوْتِ.
5470 حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، قَالَ
: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ،
عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: خَرَجْنَا إِلَى خَيْبَرَ، فَكَانَ عَمِّي يَرْتَجِزُ
بِالْقَوْمِ، وَهُوَ يَقُولُ:
وَاللَّهِ لَوْلا اللَّهُ مَا اهْتَدَيْنَا
وَلا تَصَدَّقْنَا وَلا صَلَّيْنَا
وَنَحْنُ عَنْ فَضْلِكَ مَا اسْتَغْنَيْنَا
فَثَبِّتِ الأَقْدَامَ إِنْ لاقَيْنَا
فَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: مَنْ
هَذَا؟، قَالُوا: عَامِرٌ، قَالَ: غَفَرَ اللَّهُ لَكَ يَا عَامِرُ، وَمَا
اسْتَغْفَرَ رَسُولُ اللَّهِ لِرَجُلٍ يَخُصُّهُ إِلا اسْتُشْهِدَ، فَنَادَى
عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوْمَا مَتَّعْتَنَا بِعَامِرٍ، فَلَمَّا
قَدِمْنَا خَيْبَرَ خَرَجَ مَرْحَبٌ يَخْطِرُ بِسَيْفِهِ، وَهُوَ مَلِكُهُمْ،
وَهُوَ يَقُولُ:
قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي مَرْحَبُ
شَاكِي السِّلاحِ بَطَلٌ مُجَرَّبُ
إِذَا الْحُرُوبُ أَقْبَلَتْ تَلَهَّبُ
قَالَ: فَبَرَزَ لَهُ عَامِرٌ، فَقَالَ:
قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي عَامِرٌ
شَاكِي
السِّلاحِ بَطَلٌ مُغَامِرُ
فَاخْتَلَفَا ضَرْبَتَيْنِ وَقَعَ سَيْفُ مَرْحَبٍ فِي
تُرْسِ عَامِرٍ، وَذَهَبَ عَامِرٌ يَسْفُلُ لَهُ، فَرَجَعَ سَيْفُهُ عَلَى
نَفْسِهِ، وَقَطَعَ أَكْحَلَهُ، فَكَانَتْ فِيهَا نَفْسُهُ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَنَا أَبْكِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ،
بَطُلَ عَمَلُ عَامِرٍ، فَقَالَ: مَنْ قَالَ ذَاكَ؟، قُلْتُ: نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِكَ،
فَقَالَ: كَذِبَ مَنْ قَالَ ذَلِكَ، بَلْ لَهُ أَجْرُهُ مَرَّتَيْنِ، ثُمَّ
أَرْسَلَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى عَلِيٍّ، وَهُوَ أَرْمَدُ
حَتَّى أَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فَبَسَقَ فِي عَيْنِهِ،
فَبَرَأَ ثُمَّ أَعْطَاهُ الرَّايَةَ، وَخَرَجَ مَرْحَبٌ، فَقَالَ:
قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي مَرْحَبُ
شَاكِي السِّلاحِ بَطَلٌ مُجَرَّبُ
إِذَا الْحُرُوبُ أَقْبَلَتْ تَلَهَّبُ
فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
أَنَا الَّذِي سَمَّتْنِي أُمِّي حَيْدَرَهْ
كَلَيْثِ غَابَاتٍ كَرِيهِ الْمَنْظَرَهْ
أُوفِيهِمْ بِالصَّاعِ كَيْلَ السَّنْدَرَهْ
فَضَرَبَهُ فَفَلَقَ رَأْسَ مَرْحَبٍ فَقَتَلَهُ،
وَكَانَ الْفَتْحُ عَلَى يَدَيْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
بَيَانُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ الشَّهِيدَ فِي
الْمَعْرَكَةِ جَائِزٌ غُسْلُهُ والصلاة عليه، وأن القاتل نفسه خطأ فى حرب العدو
وهو شهيد يعطى أجره مرتين
5471 حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ :
حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي
عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ، قَالَ: لَمَّا خَرَجْنَا إِلَى
خَيْبَرَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: أَلا رَجُلٌ
يُسْمِعُنَا؟، فَقَالَ عَامِرٌ:
اللَّهُمَّ لَوْلا أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا
وَلا
تَصَدَّقْنَا وَلا صَلَّيْنَا
فَأَنْزِلِ السَّكِينَةَ عَلَيْنَا
وَثَبِّتِ الأَقْدَامَ إِنْ لاقَيْنَا
قَالَ:
فَلَمَّا قَدِمْنَا خَيْبَرَ ضَرَبَ عَامِرٌ رَجُلا مِنَ
الْيَهُودِ بِسَيْفِهِ، فَأَصَابَ ذُبَابُ السَّيْفِ رُكْبَةَ عَامِرٍ فَمَاتَ مِنْهَا،
فَخَاضَ فِي ذَلِكَ نَاسٌ مِنَ الأَنْصَارِ، وَقَالُوا: إِنَّ عَامِرًا قَدْ
حَبِطَ عَمَلُهُ، قَدْ قَتَلَ نَفْسَهُ، قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ
قَوْمًا زَعَمُوا أَنَّ عَامِرًا حَبِطَ عَمَلُهُ، قَالَ: مَنْ هَؤُلاءِ؟، قُلْتُ:
فُلانٌ وَفُلانٌ، قَالَ: كَذَبُوا إِنَّ لِعَامِرٍ أَجْرَيْنِ اثْنَيْنِ، وَإِنَّ
عَامِرًا جَاهَدٌ مُجَاهِدٌ.
5472 حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ، قَالَ :
حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي
عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ، قَالَ: لَمَّا خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى
الله عليه وسلم - إِلَى خَيْبَرَ، قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: أَسْمِعْنَا يَا عَامِرُ
مِنْ هُنَيَّاتِكَ، قَالَ: فَحَدَا بِهِمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله
عليه وسلم -: مَنِ السَّائِقُ؟، قَالُوا: عَامِرٌ، قَالَ: رَحِمَهُ اللَّهُ، قَالَ
عُمَرُ: هَلا أَمْتَعْتَنَا؟ قَالَ:
فَأُصِيبَ صَبِيحَةَ لَيْلَتِهِ، فَقَالَ الْقَوْمُ:
حَبِطَ عَمَلُهُ، قَتَلَ نَفْسَهُ، فَلَمَّا رَجَعْتُ وَهُمْ يَتَحَدَّثُونَ أَنَّ
عَامِرًا حَبِطَ عَمَلُهُ، فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهُ، فِدَاكَ أَبِي
وَأُمِّي، زَعَمُوا أَنَّ عَامِرًا حَبِطَ عَمَلُهُ، قَالَ: كَذِبَ مَنْ قَالَهَا،
إِنَّ لَهُ أَجْرَهُ مَرَّتَيْنِ، إِنَّهُ لَجَاهِدٌ مُجَاهِدٌ، وَأَيُّ قَتْلٍ
يَزِيدُكَ عَلَيْهِ .
5473 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّنْعَانِيُّ،
بِصَنْعَاءَ قَالَ: أنبأ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أنبأ ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ:
حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ كَعْبِ
بْنِ مَالِكٍ الأَنْصَارِيُّ، أَنَّ سَلَمَةَ بْنَ الأَكْوَعِ، قَالَ: لَمَّا
كَانَ يَوْمٌ أَظُنُّهُ خَيْبَرَ قَاتَلَ أَخِي قِتَالا شَدِيدًا مَعَ رَسُولِ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -
فَارْتَدَّ عَلَيْهِ سَيْفُهُ فَقَتَلَهُ، فَقَالَ
أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِيهِ: رَجُلٌ مَاتَ
بِسِلاحِهِ، وَشَكُّوا فِي بَعْضِ أَمْرِهِ، فَقَالَ سَلَمَةُ: فَقَفَلَ رَسُولُ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ خَيْبَرَ، أَوْ قَالَ حُنَيْنٍ، فَقُلْتُ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أَرْجُزَ بِكَ فَأَذِنَ لِي، فَقَالَ لِي
عُمَرُ: انْظُرْ مَا تَقُولُ، قَالَ: فَقُلْتُ:
اللَّهُمَّ لَوْلا أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا
وَمَا صُمْنَا وَلا صَلَّيْنَا
فَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا
وَثَبِّتِ الأَقْدَامَ إِنْ لاقَيْنَا
وَالْمُشْرِكُونَ قَدْ بَغَوْا عَلَيْنَا
إِذَا يَقُولُونَ اكْفُرُوا أَبَيْنَا فَلَمَّا قَضَيْتُ رَجَزِي، قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: مَنْ قَالَ هَذِهِ؟، قُلْتُ: قَالَهَا أَخِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: يَرْحَمُهُ اللَّهُ، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أُنَاسًا لَيَهَابُونَ أَنْ يُصَلُّوا عَلَيْهِ، وَيَقُولُونَ رَجُلٌ مَاتَ بِسِلاحِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: مَاتَ جَاهِدًا مُجَاهِدًا، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: ثُمَّ أَتَيْتُ ابْنَ سَلَمَةَ، فَحَدَّثَنِي عَنْ أَبِيهِ مِثْلَ الَّذِي حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ: غَيْرَ أَنَّ ابْنَ سَلَمَةَ بْنَ الأَكْوَعِ، قَالَ مَعَ ذَلِكَ: حَتَّى قُلْتُ مَا قُلْتُ يَهَابُونَ الصَّلاةَ عَلَيْهِ، قَالَ: مَاتَ جَاهِدًا مُجَاهِدًا، فَلَهُ أَجْرُهُ مَرَّتَيْنِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِأُصْبُعَيْهِ.
5474 حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ خُرَّزَاذَ الأَنْطَاكِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ عُفَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ
سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَالِدِ بْنِ مُسَافِرٍ، عَنِ ابْنِ
شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ سَلَمَةَ بْنَ
الأَكْوَعِ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ خَيْبَرَ، قَاتَلَ أَخِي قِتَالا شَدِيدًا
مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَارْتَدَّ عَلَيْهِ سَيْفُهُ فَقَتَلَهُ،
فَقَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي ذَلِكَ: رَجُلٌ
مَاتَ فِي سِلاحِهِ، وَشَكُّوا فِي بَعْضِ أَمْرِهِ، قَالَ سَلَمَةُ: فَلَمَّا قَفَلَ
رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ خَيْبَرَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ
اللَّهِ، ائْذَنْ لِي أَنْ أَرْجُزَ بِكَ، فَأَذِنَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى
الله عليه وسلم -، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: اعْلَمْ مَا تَقُولُ، قَالَ:
فَقُلْتُ:
لَوْلا اللَّهُ مَا اهْتَدَيْنَا
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -:
صَدَقْتَ
وَلا تَصَدَّقْنَا وَلا صَلَّيْنَا
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -:
صَدَقْتَ
وَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا
وَثَبِّتِ الأَقْدَامَ إِنْ لاقَيْنَا
وَالْمُشْرِكُونَ قَدْ بَغَوْا عَلَيْنَا
قَالُوا اكْفُرُوا
قُلْنَا لَهُمْ أَبَيْنَا فَلَمَّا قَضَيْتُ رَجَزِي، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى
الله عليه وسلم -: مَنْ قَالَ هَذَا؟، قُلْتُ: قَالَهُ أَخِي، فَقَالَ رَسُولُ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم
-: يَرْحَمُهُ اللَّهُ، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ
اللَّهِ، إِنَّ نَاسًا لَيَهَابُونَ الصَّلاةَ عَلَيْهِ، يَقُولُونَ: رَجُلٌ مَاتَ
بِسِلاحِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: مَاتَ جَاهِدًا مُجَاهِدًا،
قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: ثُمَّ سَأَلْتُ ابْنَ سَلَمَةَ بْنَ الأَكْوَعِ، فَحَدَّثَنِي
عَنْ أبيه كَذَلِكَ الَّذِي حَدَّثَنِي بِهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، إِلا أَنَّهُ
قَالَ حِينَ قُلْتُ: إِنَّ نَاسًا لَيَهَابُونَ الصَّلاةَ عَلَيْهِ، وَقَدْ
شَكُّوا فِي شَأْنِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: كَذَبُوا
مَاتَ جَاهِدًا مُجَاهِدًا، فَلَهُ أَجْرَانِ اثْنَانِ.
5475 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَزِيزٍ الأَيْلِيُّ،
حَدَّثَنَا سَلامَةُ، عَنْ عُقَيْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، قَالَ:
حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ سَلَمَةَ بْنَ
الأَكْوَعِ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ خَيْبَرَ، قَاتَلَ أَخِي مَعَ رَسُولِ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قِتَالا شَدِيدًا، فَارْتَدَّ عَلَيْهِ سَيْفُهُ
فَقَتَلَهُ، فَقَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي ذَلِكَ
وَشَكُّوا فِي أَمْرِهِ: رَجُلٌ مَاتَ بِسِلاحِهِ، فَشَكُّوْا فِي بَعْضِ أَمْرِهِ،
قَالَ سَلَمَةُ: فَقَفَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ خَيْبَرَ،
فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ائْذَنْ لِي أَرْجُزَ بِكَ، فَأَذِنَ لَهُ رَسُولُ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ:
فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: اعْلَمْ مَا تَقُولُ،
فَقُلْتُ:
وَاللَّهِ
لَوْلا اللَّهُ مَا اهْتَدَيْنَا
وَلا تَصَدَّقْنَا وَلا صَلَّيْنَا
قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -:
صَدَقْتَ
فَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا
وَثَبِّتِ الأَقْدَامَ إِنْ لاقَيْنَا
وَالْمُشْرِكُونَ قَدْ بَغَوْا عَلَيْنَا
فَلَمَّا قَضَيْتُ رَجَزِي، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى
الله عليه وسلم -: مَنْ قَالَ هَذَا؟، قُلْتُ: قَالَهَا أَخِي، فَقَالَ رَسُولُ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: يَرْحَمُهُ اللَّهُ، بِمِثْلِهِ مُجْتَهِدًا،
قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: ثُمَّ سَأَلْتُ ابْنَ سَلَمَةَ بْنَ الأَكْوَعِ،
فَحَدَّثَنِي عَنْ أَبِيهِ، مِثْلَ الَّذِي حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ غَيْرَ أَنَّهُ
قَالَ: قَالَ: فَلَهُ أَجْرُهُ مَرَّتَيْنِ، قَالَ: وَأَشَارَ رَسُولُ اللَّهِ -
صلى الله عليه وسلم - بِأُصْبُعَيْهِ.
5476 حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ السِّجْزِيُّ، قَالَ :
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ
يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ كَعْبِ
بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ سَلَمَةَ بْنَ الأَكْوَعِ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ
خَيْبَرَ قَاتَلَ أَخِي قِتَالا شَدِيدًا، فَارْتَدَّ عَلَيْهِ سَيْفُهُ
فَقَتَلَهُ، فَقَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَشَكُّوا
فِيهِ لأَنَّهُ مَاتَ بِسِلاحِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم
-: مَاتَ جَاهِدًا مُجَاهِدًا، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: ثُمَّ سَأَلْتُ ابْنَ
سَلَمَةَ بْنَ الأَكْوَعِ، فَحَدَّثَنِي عَنْ أَبِيهِ بِمِثْلِ ذَلِكَ، غَيْرَ
أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: كَذَبُوا، مَاتَ جَاهِدًا مُجَاهِدًا،
فَلَهُ أَجْرُهُ مَرَّتَيْنِ .
بَيَانُ السُّنَّةِ فِيمَنْ يَأْخُذُهُ الْعَدُوُّ فَيُعْطِيهِمْ عَهْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَمِيثَاقَهُ
أنه لا
يعين عليهم، والدليل على إيجاب الأيمان المكرهة
5477 حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ، قَالَ :
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أنبأ الْوَلِيدُ بْنُ جُمَيْعٍ،
عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ:
مَا مَنَعَنَا أَنْ نَشْهَدَ بَدْرًا إِلا أَنِّي خَرَجْتُ أَنَا، وأَبِي نُرِيدُ
رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَأَخَذَنَا كُفَّارُ قُرَيْشٍ،
فَقَالُوا: إِنَّكُمْ تُرِيدُونَ مُحَمَّدًا؟ فَقُلْنَا: مَا نُرِيدُهُ إِنَّمَا
نُرِيدُ الْمَدِينَةَ، فَأَخَذُوا عَلَيْنَا عَهْدَ اللَّهِ وَمِيثَاقَهُ،
لَنَنْصَرِفَنَّ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَلا نُقَاتِلُ مَعَ مُحَمَّدٍ، أَوْ قَالَ:
وَلا نُقَاتِلَنَّ مَعَ مُحَمَّدٍ، فَلَمَّا جَاوَزْنَاهُمْ أَتَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ
- صلى الله عليه وسلم -، أَخْبَرْنَاهُ الْخَبَرَ، فَقَالَ: انْصَرِفَا، نَفْي لَهُمْ
بِعَهْدِهِمْ، وَنَسْتَعِينُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ.
5478 حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا
جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ جَمِيعٍ، قَالَ:
حَدَّثَنِي أَبُو الطُّفَيْلِ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: مَا مَنَعَنَا أَنْ نَشْهَدَ بَدْرًا
إِلا أَنَّا أَقْبَلْنَا أَنَا، وأَبِي يَعْنِي الْيَمَانَ نُرِيدُ رَسُولَ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -
بِبَدْرٍ، عَارَضَنَا كُفَّارُ قُرَيْشٍ فَأَخَذُونَا،
فَقَالَ: إِنَّكُمْ تُرِيدُونَ مُحَمَّدًا؟ قَالَ: قُلْنَا: مَا نُرِيدُهُ، قَالَ: فَأَعْطُونَا
عَهْدَ اللَّهِ وَمِيثَاقَهُ لَتَنْصَرِفُنَّ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَلا
تُقَاتِلُونَا فَأَعْطَيْنَاهُمْ عَهْدَ اللَّهِ وَمِيثَاقَهُ لَنَنْصَرِفَنَّ
إِلَى الْمَدِينَةِ، قَالَ: فَأَتَيْنَا النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -
فَأَخْبَرْنَاهُ بِذَلِكَ، فَقَالَ:
نَسْتَعِينُ اللَّهَ عَلَيْهِمْ، وَنَفْي لَهُمْ
بِعَهْدِهِمْ، ارْجِعَا إِلَى الْمَدِينَةِ، فَذَلِكَ الَّذِي مَنَعَنَا.
5479 حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا
ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ
جَمِيعٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الطُّفَيْلٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا حُذَيْفَةُ
بْنُ الْيَمَانِ، قَالَ: مَا مَنَعَنِي أَنْ أَشْهَدَ بَدْرًا إِلا أَنِّي
خَرَجْتُ أَنَا وَأَبِي، فَأَخَذَنَا كُفَّارُ قُرَيْشٍ، فَقَالَ: إِنَّكُمْ
تُرِيدُونَ مُحَمَّدًا، فَقُلْنَا: مَا نُرِيدُ إِلا الْمَدِينَةَ، فَأَخَذُوا
مِنَّا عَهْدَ اللَّهِ وَمِيثَاقَهُ لَنَنْصَرِفَنَّ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَلا
نُقَاتِلُ مَعَهُ، فَأَتَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَأَخْبَرْنَاهُ
الْخَبَرَ، فَقَالَ: انْصَرِفَا، نَفِي لَهُمْ بِعَهْدِهِمْ، وَنَسْتَعِينُ
اللَّهَ تَعَالَى عَلَيْهِمْ.
بَيَانُ السُّنَّةِ فِي تَوْجِيهِ الطَّلِيعَةِ والمخاطرة به
، والسنة فى ترك التعرض للعدو
إن قدر على ذلك، وثوابه وثواب حارس المسلمين
5480 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ
الصَّائِغُ، قَالَ : حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا
جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:
كُنَّا عِنْدَ حُذَيْفَةَ، فَقَالَ رَجُلٌ: لَوْ أَدْرَكْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى
الله عليه وسلم - قَاتَلْتُ مَعَهُ وَأَبْلَيْتُ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ: أَنْتَ كُنْتَ
تَفْعَلُ، لَقَدْ رَأَيْتُنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -
لَيْلَةَ الأَحْزَابِ، وَأَخَذَتْنَا رِيحٌ شَدِيدَةٌ وَقَرٌ، وَقَالَ رَسُولُ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: أَلا رَجُلٌ يَأْتِينَا بِخَبَرِ الْقَوْمِ
جَعَلَهُ اللَّهُ مَعِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟، فَسَكَتْنَا فَلَمْ يُجِبْهُ مِنَّا
أَحَدٌ، ثُمَّ قَالَ: أَلا رَجُلٌ يَأْتِينَا بِخَبَرِ الْقَوْمِ جَعَلَهُ اللَّهُ
مَعِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟، فَسَكَتْنَا فَلَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ مِنَّا، فَقَالَ:
قُمْ يَا حُذَيْفَةُ، فَأْتِنَا بِخَبَرِ الْقَوْمِ، فَلَمْ أَجِدْ بُدًّا إِذْ دَعَانِي
بِاسْمِي أَنْ أَقُومَ، قَالَ: اذْهَبْ فَأْتِنِي بِخَبَرِ الْقَوْمِ وَلا
تَذْعَرْهُمْ عَلَيَّ، فَلَمَّا وَلَّيْتُ مِنْ عِنْدِهِ جَعَلْتُ كَأَنَّمَا
أَمْشِي فِي حَمَّامٍ، حَتَّى أَتَيْتُهُمْ فَرَأَيْتُ أَبَا سُفْيَانَ يُصْلِي
ظَهْرَهُ بِالنَّارِ، فَوَضَعْتُ سَهْمًا فِي كَبِدِ الْقَوْسِ، فَأَرَدْتُ أَنْ
أَرْمِيَهُ، فَذَكَرْتُ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: لا
تَذْعَرْهُمْ عَلَيَّ، وَلَوْ رَمَيْتُهُ لأَصَبْتُهُ، فَرَجَعْتُ وَأَنْا أَمْشِي
فِي مِثْلِ الْحَمَّامِ، فَلَمَّا أَتَيْتُهُ فَأَخْبَرْتُهُ خَبَرَ الْقَوْمِ، وَفَرَغْتُ
قُرِرْتُ
فَأَلْبَسَنِي
رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ فَضْلِ عَبَاءَةٍ كَانَتْ
عَلَيْهِ يُصَلِّي فِيهَا، فَلَمْ أَزَلْ نَائِمًا حَتَّى أَصْبَحْتُ .
5481 حَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا خَالِدٌ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ
اللَّهِ، عَنْ أَبِي سَعْدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ،
قَالَ: قَالَ رَجُلٌ عِنْدَ حُذَيْفَةَ: لَوْ كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله
عليه وسلم - لَخَدَمْتُهُ وَلَفَعَلْتُ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ: لَقَدْ رَأَيْتُنَا
لَيْلَةَ الأَحْزَابِ، وَالنَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: أَلا رَجُلٌ
يَأْتِي هَؤُلاءِ الْقَوْمِ فَيَأْتِينَا بِخَبَرِهِمْ؟، قَالَ: فَمَا قَامَ أَحَدٌ،
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: يَا أَبَا بَكْرٍ، فَقَالَ أَبُو
بَكْرٍ: اعْفِنِي، فَقَالَ: يَا عُمَرُ، فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ،
اعْفِنِي، فَقَالَ: يَا حُذَيْفَةُ، فَقُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ،
قَالَ: انْطَلِقْ إِلَى هَؤُلاءِ الْقَوْمِ، فَأْتِنِي بِخَبَرِهِمْ، وَلا
تُحْدِثَنَّ شَيْئًا حَتَّى تَرْجِعَ، قَالَ: فِي لَيْلَةٍ قُرَّةٍ شَدِيدَةِ
الْقُرِّ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ احْفَظْهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ، وَمِنْ خَلْفِهِ،
وَعَنْ يَمِينِهِ، وَعَنْ يَسَارِهِ حَتَّى يَرْجِعَ، قَالَ: فَأَخَذْتُ قَوْسِي وَشَدَدْتُ
عَلَيَّ ثِيَابِي، فَانْطَلَقْتُ حَتَّى أَتَيْتُ الْقَوْمَ فَإِذَا هُمْ عِنْدَ
نَارِهِمْ يَصْطَلُونَ، قَالَ: وَإِذَا أَبُو سُفْيَانَ فِي الْقَوْمِ، قَالَ:
فَجَلَسْتُ بَيْنَ رَجُلَيْنِ، قَالَ:
فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: أَفِيكُمْ مِنْ غَيْرِكُمْ،
لَعَلَّ فِيكُمْ غَيْرَكُمْ لِيَنْظُرِ الرَّجُلُ جَلِيسَهُ، قَالَ: فَبَادَرْتُ
صَاحِبِي، وَقُلْتُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَقَالَ: أَنَا فُلانٌ،
قَالَ: فَأَرْسَلَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الرِّيحَ، قَالَ: فَقَطَعَتْ أَطْنَابَهُمْ، وَأَطْفَتْ نَارَهُمْ، وَلَقُوا شِدَّةً وَبَلاءً، قَالَ: فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَثِبُ إِلَى بَعِيرِهِ، وَإِنَّهُ لَمَعْقُولٌ، قَالَ: فَأَخَذْتُ قَوْسِي ثُمَّ أَخَذْتُ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِي فَوَضَعْتُهُ فِي كَبِدِ قَوْسِي، ثُمَّ هَمَمْتُ أَنْ أَرْمِيَ أَبَا سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ، ثُمَّ ذَكَرْتُ قَوْلَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: لا تُحْدِثَنَّ شَيْئًا حَتَّى تَرْجِعَ، قَالَ: فَرَدَدْتُ سَهْمِي، ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَأَخْبَرْتُهُ الْخَبَرَ، وَلَكَأَنِّي أَمْشِي فِي حَمَّامٍ ذَاهِبًا وجَائِيًا، قَالَ: فَلَمَّا انْتَهَيْتُ أَخْبَرْتُهُ عَادَ إِلَيَّ الْقُرُّ، فَأَخَذَتْنِي الرِّعْدَةُ مِنْ شِدَّةِ الْقُرِّ، قَالَ فَجَعَلْتُ أَدْنُو مِنْ قَدَمِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قُرْبًا سَرَّهُ، حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ أَبِي سَعْدٍ، بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ.
5482 حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ بْنُ مُوسَى بْنِ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ أَبِي قُدَامَةَ الْحَنَفِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ ابْنِ أَخِي حُذَيْفَةَ، قَالَ: ذَكَرَ حُذَيْفَةُ مَشَاهِدَهُمْ مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ جُلَسَاؤُهُ: أَمَا وَاللَّهِ لَو كُنَّا شَهِدْنَا لَفَعَلْنَا وَلَفَعَلْنَا، فَقَالَ حُذَيْفَةُ: لا تَمَنَّوْا ذَلِكَ، فَلَقَدْ رَأَيْتُنَا لَيْلَةَ الأَحْزَابِ، وَنَحْنُ صَافُّونَ قُعُودًا أَبُو سُفْيَانَ، وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الأَحْزَابِ فَوْقَنَا، وَقُرَيْظَةُ الْيَهُودِ أَسْفَلُ مِنَّا، نَخَافُهُمْ عَلَى ذَرَارِينَا، وَمَا أَتَتْ عَلَيْنَا لَيْلَةٌ أَشَدُّ ظُلْمَةً، وَلا أَشَدُّ رِيحًا مِنْهَا فِي أَصْوَاتِ رِيحِهَا أَمْثَالُ الصَّوَاعِقِ، وَهِيَ مُظْلِمَةٌ مَا يَرَى أَحَدُنَا إِصْبَعَهُ، وَجَعَلَ الْمُنَافِقُونَ يَسْتَأْذِنُونَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَيَقُولُونَ: بُيوتُنَا عَوْرَةٌ، وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ، فَمَا يَسْتَأْذِنُهُ أَحَدٌ مِنْهُمْ إِلا أَذِنَ لَهُ فَيَأْذَنَ لَهُمْ فَيَنْسَلُّونَ، وَنَحْنُ ثَلاثُمِائَةٍ أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ، إِذِ اسْتَقْبَلَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - رَجُلا رَجُلا، فَقَالَ: مَنْ يَأْتِينَا بِخَبَرِ الْقَوْمِ اللَّيْلَةَ جَعَلَهُ اللَّهُ رَفِيقًا لِمُحَمَّدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟، قَالَ: فَمَا مِنْهُمْ رَجُلٌ يَقُومُ، قَالَ: فَمَا زَالَ يَسْتَقْبِلُهُمْ رَجُلا رَجُلا حَتَّى مَرَّ عَلَيَّ، وَمَا عَلَيَّ جُنَّةٌ مِنَ الْعَدُوِّ، وَلا مِنَ الْبَرْدِ إِلا مِرْطٌ لا يُجَاوِزُ رُكْبَتِي، قَالَ: فَأَتَانِي وَأَنَا جَاثِي عَلَى رُكْبَتِي، فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟، فَقَالَ حُذَيْفَةُ:
قَالَ: حُذَيْفَةُ؟، فَتَقَاصَرْتُ بِالأَرْضِ، فَقُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَرَاهِيَةَ أَنْ أَقُومَ، فَقَالَ: قُمْ، فَقُمْتُ، فَقَالَ: إِنَّهُ كَائِنٌ فِي الْقَوْمِ خَبَرٌ فَأْتِنِي بِخَبَرِ الْقَوْمِ، قَالَ: وَأَنَا مِنْ أَشَدِّ الرِّجَالِ فَزَعًا وَأَشَدُّهُمْ قُرًّا، فَخَرَجْتُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: اللَّهُمَّ احْفَظْهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ، وَمِنْ خَلْفِهِ، وَعَنْ يَمِينِهِ، وَعَنْ شِمَالِهِ، وَمِنْ فَوْقِهِ، وَمِنْ تَحْتِهِ، قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَزَعًا وَلا قُرًّا أَجِدُهُ فِي جَوْفِي إِلا خَرَجَ مِنْ جَوْفِي حَتَّى إِذَا دَنَوْتُ مِنْ عَسْكَرِ الْقَوْمِ نَظَرْتُ فِي ضَوْءِ نَارٍ لَهُمْ تُوقَدُ، وَإِذَا رَجُلٌ ضَخْمٌ آدَمٌ يَقُولُ بِيَدَيْهِ عَلَى النَّارِ وَيُسَخِّنُ خَاصِرَتَهُ، وَيَقُولُ: الرَّحِيلَ، وَلَمْ أَكُنْ أَعْرِفُ أَبَا سُفْيَانَ قَبْلَ ذَلِكَ، فَانْتَزَعْتُ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِي أَبْيَضَ الرِّيشِ فَأَضَعُهُ عَلَى كَبِدِ قَوْسِي لأَرْمِي بِهِ فِي ضَوْءِ النَّارِ، فَذَكَرْتُ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: لا تُحْدِثَنَّ شَيْئًا حَتَّى تَأْتِي، فَأَمْسَكْتُ وَرَدَدْتُ سَهْمِي، ثُمَّ إِنِّي شَجَّعْتُ نَفْسِي حَتَّى دَخَلْتُ الْعَسْكَرَ، فَإِذَا أَدْنَى النَّاسِ بَنِي عَامِرٍ، وَيَقُولُونَ: يَا آلَ عَامِرٍ، الرَّحِيلَ، لا مُقَامَ لَكُمْ، وَإِنَّ الرِّيحَ فِي عَسْكَرِهِمْ مَا تُجَاوِزُ عَسْكَرَهُمْ شِبْرًا، قَدْ دَفَنَتْ رِحَالَهُمْ وَطَنَافِسَهُمْ، يَسْتَتِرُونَ بِهَا مِنَ التُّرَابِ، فَجَلَسْتُ بَيْنَ اثْنَيْنِ، فَلَمَّا اسْتَوَيْتُ بَيْنَهُمَا قَالَ ذَلِكَ الرَّجُلُ: اللَّيْلَةُ لَيْلَةُ طَلائِعٍ، فَلْيَسْأَلْ كُلُّ رَجُلٍ جَلِيسَهُ، فَوَاللَّهِ إِنِّي لأَسْمَعُ صَوْتَ
الْحِجَارَةِ فِي رِحَالِهِمْ وَفُرُشِهِمْ، الرِّيحُ تَضْرِبُهُمْ بِهَا فَقُلْتُ لِلَّذِي عَنْ يَمِينِي: مَنْ أَنْتَ؟ وَقُلْتُ لِلَّذِي عَنْ شِمَالِي مَنْ أَنْتَ؟ ثُمَّ خَرَجْتُ نَحْوَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَلَمَّا انْتَصَفَ بِيَ الطَّرِيقُ أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ إِذَا أَنَا بِنَحْوٍ مِنْ عِشْرِينَ فَارِسًا مُعْتَمِّينَ، فَقَالُوا لِي: أَخْبِرْ صَاحِبَكَ أَنَّ اللَّهَ قَدْ كَفَاهُ الْقَوْمَ، فَرَجَعْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَهُوَ مُشْتَمِلٌ بِشَمْلَةٍ يُصَلِّي، فَوَاللَّهِ مَا عَدَا أَنْ رَجَعْتُ رَجَعَ إِلَيَّ الْقُرُّ رَجَعْتُ أُقَرْقِفُ، فَأَوْمَأَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَيَّ بِيَدِهِ، وَهُوَ يُصَلِّي فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَأَسْبَلَ عَلَيَّ شَمْلَتَهُ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ صَلَّى فَأُخْبِرَ خَبَرَ الْقَوْمِ، وَأُخْبِرَ أَنَّهُمْ يَتَرَحَّلُونَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا}[سورة الأحزاب آية 9 ]، إِلَى آخِرِ الآيَةِ.
5483 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي رَجَاءٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ : حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ وَأَخْبَرَنَا يُوسُفُ الْقَاضِي،
قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ،
عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، قَالَ: أَشْهَدُ عَلَى
جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، يُحَدِّثُنَا أَنَّهُ
لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْخَنْدَقِ اشْتَدَّ الأَمْرُ، قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله
عليه وسلم - فِي الثَّالِثَةِ: إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيًّا، وَإِنَّ
الزُّبَيْرَ حَوَارِيَّ .
5484 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالَ :
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، سَمِعَ
جَابِرًا، يَقُولُ: نَدَبَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - النَّاسَ
يَوْمَ الْخَنْدَقِ، فَانْتَدَبَ الزُّبَيْرُ، ثُمَّ نَدَبَهُمْ، فَانْتَدَبَ الزُّبَيْرُ،
ثُمَّ نَدَبَهُمْ، فَانْتَدَبَ الزُّبَيْرُ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه
وسلم -: لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيٌّ، وَحَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ، قَالَ يُونُسُ:
قَالَ لَنَا سُفْيَانُ: والْحَوَارِيُّ النَّاصِرُ.
بَيَانُ الشِّدَّةِ الَّتِي أَصَابَتِ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - وَأَصْحَابَهُ
فِي غزوة
ذات الرقاع، ويوم أحد ومحاربته أعداءه
5485 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ،
وَأَبُو الْبَخْتَرِيِّ الْعَنْبَرِيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ
بُرَيْدٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ
النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي غَزَاةٍ، وَنَحْنُ سِتَّةُ نَفَرٍ،
بَيْنَنَا بَعِيرٌ نَعْتَقِبُهُ، فَنَقِبَتْ أَقْدَامُنَا، فَنَقِبَتْ قَدَمَايَ،
وَسَقَطَتْ أَظْفَارِي، فَكُنَّا نَلُفُّ عَلَى أَرْجُلِنَا الْخِرَقَ، قَالَ:
فَسُمِّيَتْ غَزْوَةَ ذَاتِ الرِّقَاعِ مِمَّا كُنَّا نَعْصِبُ عَلَى أَرْجُلِنَا
مِنَ الْخِرَقِ، فَقَالَ أَبُو بُرْدَةَ: فَحَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى بِهَذَا
الْحَدِيثِ، ثُمَّ كَرِهَ ذَاكَ، قَالَ: مَا كُنْتُ أَصْنَعُ بِأَنْ أَذْكُرَهُ
كَأَنَّهُ كَرِهَ أَنْ يَكُونَ شَيْئًا مِنْ عَمَلِهِ أَفْشَاهُ، وَقَالَ:
وَاللَّهُ يَجْزِي بِهِ، قَالَ أَبُو الْبَخْتَرِيِّ: قَالَ أَبُو أُسَامَةَ:
وَزَادَنِي غَيْرُهُ: وَاللَّهُ يَجْزِي بِهِ .
5486 حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ سَيْفٍ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَعْيَنَ، وَأَبُو جَعْفَرَ بْنُ نُفَيْلٍ، قَالا: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، سَمِعْتُ الْبَرَاءَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُحَدِّثُ وَحَدَّثَنَا هِلالُ بْنُ الْعَلاءِ، قَالَ : حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَيَّاشٍ أَبُو بَكْرٍ السُّلَمِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ أَبُو خَيْثَمَةَ الْجُعْفِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ، يُحَدِّثُ قَالَ: جَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى الرُّمَاةِ يَوْمَ أُحُدٍ، وَكَانُوا خَمْسِينَ رَجُلا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جُبَيْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَقَالَ: إِنْ رَأَيْتُمُونَا يَتَخَطَّفُنَا الطَّيْرُ، فَلا تَبْرَحُوا مِنْ مَكَانِكُمْ هَذَا حَتَّى أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ، وَإِنْ رَأَيْتُمُونَا هَزَمْنَا الْقَوْمَ وَأَوْطَأْتُهُمْ، وَقَالَ حُسَيْنٌ: وَأَوْطَأْنَاهُمْ فَلا تَبْرَحُوا حَتَّى أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ، قَالَ: فَهَزَمَهُمُ اللَّهُ، فَأَنَا وَاللَّهِ رَأَيْتُ النِّسَاءَ يَشْتَدُّونَ عَلَى الْجَبَلِ قَدْ بَدَتْ خَلاخِلُهُنَّ وَسُوقُهُنَّ رَافِعَاتٍ ثِيَابَهُنَّ، فَقَالَ أَصْحَابُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُبَيْرٍ الْغَنِيمَةَ: أَيْ قَوْمِ الْغَنِيمَةَ ظَهْرَ أَصْحَابُكُمْ فَمَا تَنْتَظِرُونَ؟ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جُبَيْرٍ: أَنَسِيتُمْ مَا قَالَ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -؟ فَقَالُوا: إِنَّا وَاللَّهِ لَنَأْتِيَنَّ النَّاسَ، فَلَنُصِيبَنَّ مِنَ الْغَنِيمَةِ، فَلَمَّا أَتَوْهُمْ صُرِفَتْ وجُوهُهُمْ فَأَقْبَلُوا مُنْهَزِمِينَ، وَقَالَ حُسَيْنٌ: فَذَلِكَ إِذْ يَدْعُوهُمُ الرَّسُولُ فِي أُخْرَاهُمْ، فَلَمْ يَبْقَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله
عليه وسلم - غَيْرُ اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلا فَأَصَابُوا مِنَّا سَبْعِينَ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَصَابَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ بَدْرٍ أَرْبَعِينَ وَمِائَةً سَبْعِينَ أَسِيرًا وَسَبْعِينَ قَتِيلا، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: أَفِي الْقَوْمِ مُحَمَّدٌ؟ أَفِي الْقَوْمِ مُحَمَّدٌ؟ فَنَهَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يُجِيبُوهُ، ثُمَّ قَالَ: أَفِي الْقَوْمِ ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ؟ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، أَفِي الْقَوْمِ ابْنُ الْخَطَّابِ؟ ثَلاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: أَمَّا هَؤُلاءِ فَقَدْ قُتِلُوا، قَالَ فَمَا مَلَكَ عُمَرُ نَفْسَهُ، فَقَالَ: كَذَبْتَ وَاللَّهِ يَا عَدُوَّ اللَّهِ، إِنَّ الَّذِينَ عَدَدْتَ لأَحْيَاءٌ كُلُّهُمْ، وَقَدْ بَقِيَ لَكَ مَا يَسُوءُكَ، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: يَوْمٌ بِيَوْمِ بَدْرٍ، وَالْحَرْبُ سِجَالٌ، إِنَّكُمْ سَتَجِدُونَ فِي الْقَوْمِ مُثْلَةً لَمْ آمُرْ بِهَا وَلَمْ تَسُؤْنِي، ثُمَّ أَخَذَ يَرْتَجِزُ اعْلُ هُبَلْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: أَلا تُجِيبُوهُ؟، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا نَقُولُ؟، قَالَ: قُولُوا: اللَّهُ أَعْلَى وَأَجَلُّ، قَالَ: إِنَّ لَنَا الْعُزَّى وَلا عُزَّى لَكُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: أَلا تُجِيبُوهُ؟، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا نَقُولُ؟، قَالَ: قُولُوا: اللَّهُ مَوْلانَا وَلا مَوْلَى لَهُمْ، هَذَا لَفْظُ حَدِيثِ أَبِي دَاوُدَ، وَحَدِيثِ الْحَسَنِ بِمِثْلِهِ، وَقَالَ: اعْلُ هُبَلْ، اعْلُ هُبَلْ مَرَّتَيْنِ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: أَلا تُجِيبُونَهُ؟، وَقَالَ: قُولُوا: اللَّهُ مَوْلانَا وَلا مَوْلَى لَهُمْ، أَوْ لَكُمْ، وَالْبَقِيَّةُ كُلَّهُ مِثْلَهُ.
5487 حَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ
إِسْمَاعِيلَ، قَالَ : حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ وَحَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ، قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ، وَالنُّفَيْلِيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، قَالَ
: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، قَالَ:
سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ، يُحَدِّثُ قَالَ:
جَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى الرُّمَاةِ يَوْمَ أُحُدٍ،
وَكَانُوا خَمْسِينَ رَجُلا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جُبَيْرٍ وَضَعَهُمْ مَكَانًا، وَقَالَ
لَهُمْ: إِنْ رَأَيْتُمُونَا تَخْطَفُنَا الطَّيْرُ، فَلا تَبْرَحُوا مَكَانَكُمْ
هَذَا حَتَّى أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ، وَإِنْ رَأَيْتُمُونَا هَزَمْنَا الْقَوْمَ
وَأَوْطَأْنَاهُمْ، فَلا تَبْرَحُوا حَتَّى أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ، وَسَارُوا،
وَقَالُوا: مَضَى رَسُولُ اللَّهِ
- صلى الله عليه وسلم - فِيمَنْ مَعَهُ فَهَزَمَهُمْ،
فَأَنَا وَاللَّهِ رَأَيْتُ النِّسَاءَ يَشْتَدِدْنَ عَلَى الْجَبَلِ قَدْ بَدَتْ خَلاخِلُهُنَّ
وَسُوقُهُنَّ رَافِعَاتٍ بِثَوْبِهِنَّ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِمِثْلِهِ، وَقَالَ:
فَذَاكَ إِذْ يَدْعُوهُمُ الرَّسُولُ، وَقَالَ: قُولُوا: اللَّهُ مَوْلانَا وَلا
مَوْلَى لَكُمْ .
5488 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي
رَجَاءٍ قَالَ : حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا
إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ، يَقُولُ: لَمَّا
قُتِلَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَنْ قُتِلَ يَوْمَ
أُحُدٍ، قَامَ أَبُو سُفْيَانَ عَلَى نَشَزٍ، فَقَالَ: أَفِي الْقَوْمِ مُحَمَّدٌ؟
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: لا تُجِيبُوهُ، وَقَالَ فِي آخِرِهِ،
قَالَ: أَبُو سُفْيَانَ: الْحَرْبُ سِجَالٌ يَوْمٌ بِيَوْمِ بَدْرٍ.
5489 حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ، قَالَ : حَدَّثَنَا
عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ
ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: بَارَزْتُ
سَبْعِينَ مِنَ الأَنْصَارِ يَوْمَ أُحُدٍ، وَسَبْعِينَ يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ،
وَسَبْعِينَ يَوْمَ مُؤْتَةَ، وَسَبْعِينَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ.
5490 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، وَأَبُو أُمَيَّةَ،
قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ
الْمُغِيرَةِ الْقَيْسِيُّ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ
مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ عَمِّي أَنَسُ بْنُ النَّضْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
سُمِّيتُ بِهِ، لَمْ يَشْهَدْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَدْرًا،
فَقَالَ: أَوَّلُ مَشْهَدٍ شَهِدَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -
غِبْتُ عَنْهُ، أَمَا وَاللَّهِ لإنْ أَشْهَدَنِي اللَّهُ مَشْهَدًا مَعَ رَسُولِ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِيَرَانِي مَا أَصْنَعُ، فَهَابَ أَنْ يَقُولَ
غَيْرَهَا، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ شَهِدَ أُحُدًا، فَلَقِيَهُ
سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا عَمْرٍو،
أَيْنَ؟ فَقَالَ: وَاهًا لِرِيحِ الْجَنَّةِ أَجِدُهُ دُونَ أُحُدٍ، قَالَ: فَقَاتَلَ حَتَّى
قُتِلَ، فَوُجِدَ بِهِ بِضْعًا وَثَمَانِينَ بَيْنَ رَمْيَةٍ وَضَرْبَةٍ وَطَعْنَةٍ،
قَالَتْ أُخْتُهُ: فَمَا عَرَفْنَا أَخِي إِلا بِبَنَانِهِ، وَكَانَ حَسَنَ
الْبَنَانِ، وَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ:
{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا
اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ}[سورة الأحزاب آية 23 ]،
فَكُنَّا نَرَى أَنَّهَا نَزَلَتْ فِيهِ وَفِي أَصْحَابِهِ، حَدَّثَنَا أَبُو
أُمَيَّةَ، قَالَ :
حَدَّثَنَا
أَبُو دَاوُدَ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، وَحَمَّادُ
بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، بِمِثْلِهِ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ
الصَّائِغُ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ
سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ أَنَسَ بْنَ النَّضْرِ، تَغَيَّبَ
عَنْ قِتَالِ بَدْرٍ، فَقَالَ: تَغَيَّبْتُ عَنْ أَوَّلِ مَشْهَدٍ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ إِلَى
قَوْلِهِ: {رِجَالٌ صَدَقُوا}[سورة الأحزاب آية 23 ]، لَمْ يُخَرِّجْهُ مُسْلِمٌ، إِلا
عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، فَقَطْ.
5491 حَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا
عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ
: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ :
حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ،
قَالَ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أنبأ حَمَّادٌ، عَنْ
ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ أَبَا طَلْحَةَ، كَانَ يَرْمِي يَوْمَ أُحُدٍ بَيْنَ يَدَيْ
رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه
وسلم - خَلْفَهُ، وَكَانَ رَامِيًا، وَكَانَ إِذَا رَمَى رَفَعَ رَأْسَهُ يَنْظُرُ
أَيْنَ يَقَعُ سَهْمُهُ، وَكَانَ أَبُو طَلْحَةَ يَرْفَعُ صَدْرَهُ، يَقُولُ:
هَكَذَا بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، لا يُصِيبُكَ سَهْمٌ،
نَحْرِي دُونَ نَحْرِكَ، وَكَانَ أَبُو طَلْحَةَ يُشْرِفُ نَفْسَهُ بَيْنَ يَدَيْ
رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، يَقُولُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي
قَوِيٌّ جَلْدٌ، فَمُرْنِي بِمَا شِئْتَ وابْعَثْنِي فِي حَوَائِجِكَ، وَاللَّفْظُ
لِلْصَغَانِيِّ .
5492 حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو الدِّمَشْقِيُّ،
قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ وَحَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى الْعَسْقَلانِيُّ،
وَعُبَيْدُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ أَبِي السَّائِبِ، قَالا: حَدَّثَنَا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَمَاعَةَ وَحَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الطَّالْقَانِيُّ، عَنِ
ابْنِ الْمُبَارَكِ، كِلاهُمَا عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ أَبُو
طَلْحَةَ حَسَنَ الرَّمْيِ، وَكَانَ إِذَا رَمَى يُشْرِفُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه
وسلم -، فَيَنْظُرُ إِلَى مَوْضِعِ نَبْلِهِ، قَالَ أَبُو زُرْعَةَ فِي حَدِيثِهِ:
كَانَ يَقْعُدُ خَلْفَ تُرْسِهِ يَنْظُرُ إِلَى مَوَاقِعِ نَبْلِهِ، حَدَّثَنَا
عَلانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، قَالَ : حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ :
حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، بِنَحْوِهِ.
5493 حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ،
قَالَ : حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ،
عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى
الله عليه وسلم - يَوْمَ أُحُدٍ وَهُوَ يَسْلُتُ الدَّمَ عَنْ وَجْهِهِ، وَهُوَ
يَقُولُ: كَيْفَ يُفْلِحُ قَوْمٌ شَجُّوا نَبِيَّهُمْ، وَكَسَرُوا رَبَاعِيَتَهُ،
وَهُوَ يَدْعُوهُمْ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {لَيْسَ لَكَ
مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ}[سورة آل عمران آية 128 ].
5494 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَيَّوَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا
سَهْلُ بْنُ بَكَّارٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ،
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَنْفُضُ
الدَّمَ عَنْ جَبْهَتِهِ يَوْمَ أُحُدٍ، وَيَقُولُ: كَيْفَ يُفْلِحُ قَوْمٌ
شَجُّوا نَبِيَّهُمْ، وَكَسَرُوا رَبَاعِيَتَهُ، وَهُوَ يَدْعُوهُمْ إِلَى اللَّهِ
عَزَّ وَجَلَّ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ
شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ}[سورة
آل عمران آية 128]، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ : حَدَّثَنَا
أَسَدُ بْنُ مُوسَى، قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، بِمِثْلِهِ
وَزَادَ: وَكَذَّبُوهُ.
5495 حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ
إِسْحَاقَ، قَالَ: أنبا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ إِسْحَاقَ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ
أَبُو طَلْحَةَ يَتَتَرَّسُ مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِتُرْسٍ
وَاحِدٍ، وَكَانَ أَبُو طَلْحَةَ حَسَنَ الرَّمْيِ، فَكَانَ إِذَا رَمَى يَتَشَرَّفُ
نَبِيُّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَيَنْظُرَ إِلَى مَوْقِعِ نَبْلِهِ.
5496 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالَ: أنبأ ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ جُرِحِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لأَعْرِفُ مَنْ كَانَ يَغْسِلُ جُرْحَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَمَنْ كَانَ يَسْكُبُ الْمَاءَ، وَبِمَاذَا دُووِيَ بِهِ، كُسِرَتِ الْبَيْضَةُ عَلَى رَأْسِهِ، وَكُسِرَتْ رَبَاعِيَتُهُ وَجُرِحَ وَجْهُهُ، قَالُوا: هَاتِ يَا أَبَا الْعَبَّاسِ، فَحَدَّثَنَا قَالَ: كَانَتْ فَاطِمَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا تَغْسِلُهُ، وَكَانَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَسْكُبُ الْمَاءَ بِالْمِجَنِّ، فَلَمَّا رَأَتْ فَاطِمَةُ أَنَّ الْمَاءَ لا يَزِيدُ الدَّمَ إِلا كَثْرَةً، أَخَذَتْ قِطْعَةً مِنْ حَصِيرٍ فَأَحْرَقَتْهَا، وَأَلْصَقَتْهَا عَلَى جُرْحِهِ فَاسْتَمْسَكَ الدَّمُ، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَبَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ .
5497 حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا
النُّفَيْلِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ:
أَخْبَرَنِي أَبِي، أَنَّهُ سَمِعَ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ، سُئِلَ عَنْ جُرْحِ
النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ أُحُدٍ، فَقَالَ: جُرِحَ وَجْهُهُ،
وَكُسِرَتْ رَبَاعِيَتُهُ، وَهُشِمَتِ الْبَيْضَةُ عَلَى رَأْسِهِ، فَكَانَتْ
فَاطِمَةُ ابْنَتُهُ تَغْسِلُ الدَّمَ، وَعَلِيٌّ يَسْكُبُ الْمَاءَ، فَلَمَّا
رَأَتْ أَنَّ الْمَاءَ لا يَزِيدُ الدَّمَ إِلا كَثْرَةً، أَخَذَتْ قِطْعَةَ
حَصِيرٍ فَأَحْرَقَتْهُ حَتَّى إِذَا صَارَ رَمَادًا، أَلْصَقَتْهُ الْجُرْحَ
اسْتَمْسَكَ الدَّمُ.
5498 حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ، وَمُسَدَّدٌ، قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ قُتَيْبَةُ بْنُ
سَعِيدٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدٍ الْقَارِيُّ الْقُرَشِيُّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ،
أَنَّهُ رَأَى سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ، وَهُوَ يُسْأَلُ عَنْ جُرْحِ رَسُولِ اللَّهِ -
صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لأَعْرِفُ مَنْ كَانَ
يَغْسِلُ جُرْحَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَمَنْ كَانَ يَسْكُبُ
الْمَاءَ، وَبِمَاذَا دُووِيَ، قَالَ:
كَانَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله
عليه وسلم - تَغْسِلُهُ، وَعَلِيٌّ يَسْكُبُ الْمَاءَ بِالْمِجَنِّ، فَلَمَّا رَأَتْ فَاطِمَةُ
أَنَّ الْمَاءَ لا يَزِيدُ الدَّمَ إِلا كَثْرَةً، أَخَذَتْ قِطْعَةً مِنْ
حَصِيرٍ، فَأَحْرَقَتْهَا وَأَلْصَقَتْهَا فَاسْتَمْسَكَ الدَّمُ، وَكُسِرَتْ
رَبَاعِيَتُهُ يَوْمَئِذٍ، وَجُرِحَ وَجْهُهُ وَكُسِرَتِ الْبَيْضَةُ.
5499 حَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ، قَالَ: أنبا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ،
قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي
أَبُو حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: هُشِمَتِ الْبَيْضَةُ عَلَى رَأْسِ
رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ أُحُدٍ، وَكُسِرَتْ رَبَاعِيَتُهُ
وَجُرِحَ وَجْهُهُ، قَالَ: فَكَانَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله
عليه وسلم - تَغْسِلُ عَنْهُ الدَّمَ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ يَأْتِيهَا بِالْمَاءِ،
فَلَمَّا أَصَابَ الْجُرْحَ الْمَاءُ كَثُرَ دَمُهُ، فَلَمْ يَرْقَأِ الدَّمُ
حَتَّى أَخَذَتْ قِطْعَةَ حَصِيرٍ فَأَحْرَقَتْهُ حَتَّى عَادَ رَمَادًا، ثُمَّ
جَعَلَتْهُ عَلَى الْجُرْحِ فَرَقَأَ الدَّمُ.
5500 حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: أنبأ ابْنُ وَهْبٍ،
قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ
سَعْدٍ: أَنَّ فَاطِمَةَ، كَانَتْ يَوْمَ أُصِيبَ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى
الله عليه وسلم - تَحْرِقُ الْحَصِيرَ تُدَاوِيهِ بِهِ تُلْصِقُهُ عَلَيْهِ
رَوَاهُ مُسْلِمٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَوَّادٍ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ
الْحَارِثِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلالٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ.
5501 حَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ
بْنُ الْخَلِيلِ، قَالَ: أنبأ عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ،
عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: لَكَأَنِّي
أَنْظُرُ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: حَكَى نَبِيًّا مِنَ الأَنْبِيَاءِ
ضَرَبَهُ قَوْمُهُ حَتَّى أَدْمَوْا وَجْهَهُ، فَجَعَلَ يَمْسَحُ الدَّمَ عَنْ
وَجْهِهِ، وَيَقُولُ: رَبِّ اغْفِرْ لِقَوْمِي، فَإِنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ،
حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْجُنَيْدِ الدَّقَّاقُ، قَالَ :
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الطَّالْقَانِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا
أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: لَكَأَنِّي
أَنْظُرُ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - حَكَى نَبِيًّا مِنَ
الأَنْبِيَاءِ قَدْ ضَرَبَهُ قَوْمُهُ، بِمِثْلِهِ .
5502 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالا: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ
شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه
وسلم - يَحْكِي: نَبِيًّا ضَرَبَهُ قَوْمُهُ يَمْسَحُ الدَّمَ عَنْ وَجْهِهِ،
وَيَقُولُ: رَبِّ اغْفِرْ لِقَوْمِي، فَإِنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ.
بَيَانُ شِدَّةِ غَضِبِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ عَلَى مَنْ قَتَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم فى سبيل الله
، والإباحة لمن يخاطر بنفسه فى
حرب العدو عن الأمام، وبيان ثوابه، والدليل على أنه يكره للإمام إذا أمر رعيته
بذلك ولم ينصفهم
5503 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أنبأ مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ
مُنَبِّهٍ، قَالَ: هَذَا مَا حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ،
عَنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَذَكَرَ أَحَادِيثَ مِنْهَا،
وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَى
قَوْمٍ فَعَلُوا بِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -،
وَهُوَ يَوْمَئِذٍ يُشِيرُ إِلَى رَبَاعِيَتِهِ، وَقَالَ: اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ
عَلَى رَجُلٍ يَقْتُلُهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي سَبِيلِ
اللَّهِ.
5504 حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ،
قَالَ : حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ،
قَالَ: أنبأ ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ
الْمُشْرِكِينَ لَمَّا رَهِقُوا النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، وَهُوَ فِي
سَبْعَةٍ مِنَ الأَنْصَارِ وَرَجُلَيْنِ مِنْ قُرَيْشٍ، قَالَ: مَنْ يَرُدُّهُمْ
عَنَّا، وَهُوَ رَفِيقِي فِي الْجَنَّةِ؟، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ،
فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، فَلَمَّا رَهِقُوهُ أَيْضًا، قَالَ: مَنْ يَرُدُّهُمْ عَنَّا
وَهُوَ رَفِيقِي فِي الْجَنَّةِ؟، فَتَقَدَّمَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ، فَقَاتَلَ
حَتَّى قُتِلَ، فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى قُتِلَ السَّبْعَةُ، قَالَ: فَقَالَ
رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم
- لِصَاحِبَيْهِ: مَا أَنْصَفْنَا أَصْحَابَنَا .
5505 حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، وَعَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، لَمَّا رَهِقَهُ الْمُشْرِكُونَ يَوْمَ أُحُدٍ، وَمَعَهُ سَبْعَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ، وَرَجُلانِ مِنْ قُرَيْشٍ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: مَنْ يَرُدُّهُمْ عَنَّا وَهُوَ رَفِيقِي فِي الْجَنَّةِ؟، فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ، فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، ثُمَّ قَالَ مِثْلَهَا، فَقَامَ آخَرُ، فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، ثُمَّ قَالَ مِثْلَهَا، فَقَامَ آخَرُ، فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، فَلَمْ يَزَالُوا كَذَلِكَ حَتَّى قُتِلَ السَّبْعَةُ جَمِيعًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِصَاحِبَيْهِ: مَا أَنْصَفْنَا أَصْحَابَنَا.
بَيَانُ الإبَاحَةِ فِي الاسْتِعَانَةِ بِالنِّسَاءِ وَالْعَبِيدِ لِلإِمَامِ فِي مَغَازِيهِ
5506 أَخْبَرَنَا الصَّغَانِيُّ، وَأَبُو أُمَيَّةَ، وَجَعْفَرٌ
الصَّائِغُ، قَالُوا: حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، كَانَتْ مَعَ أَبِي طَلْحَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
يَوْمَ حُنَيْنٍ، فَإِذَا مَعَ أُمِّ سُلَيْمٍ خِنْجَرٌ، فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ:
مَا هَذَا مَعَكِ يَا أُمَّ سُلَيْمٍ؟ قَالَتْ: اتَّخَذْتُهُ إِنْ دَنَا مِنِّي أَحَدٌ
مِنَ الْكُفَّارِ أَنْ أَبْعَجَ بِهِ بَطْنَهُ، قَالَ أَبُو طَلْحَةَ: يَا نَبِيَّ
اللَّهِ، أَمَا تَسْمَعُ مَا تَقُولُ أُمُّ سُلَيْمٍ، قَالَتْ كَذَا وَكَذَا،
فقالت يا رَسُولَ اللَّهِ، قُتِلَ مَنْ بَعْدَنَا مِنَ الطُّلَقَاءِ، انْهَزَمُوا
بِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: يَا أُمَّ
سُلَيْمٍ، إِنَّ اللَّهَ قَدْ كَفَى وَأَحْسَنَ.
5507 حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ خُرَّزَاذَ، وَأَبُو
دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلامِ بْنُ مُطَهَّرٍ
وَحَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ،
قَالا: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ : حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسِ
بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَغْزُو بِأُمِّ
سُلَيْمٍ مَعَهُ، وَنِسْوَةٍ مِنَ الأَنْصَارِ يَسْقِينَ الْمَاءَ، وَيُدَاوِينَ
الْجَرْحَى.
5508 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو
دَاوُدَ وَحَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ،
قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: جَاءَتْ هَوَازِنُ يَوْمَ
حُنَيْنٍ بِالنِّسَاءِ، وَالصِّبْيَانِ، وَالإِبِلِ وَالْغَنَمِ، فَجَعَلَهُمْ صُفُوفًا
يَكْثُرُونَ بِهِمْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَالْتَقَى الْمُسْلِمُونَ وَالْمُشْرِكُونَ،
فَوَلَّى الْمُسْلِمُونَ مُدْبِرِينَ كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، فَقَالَ
رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: يَا عِبَادَ اللَّهِ، أَنَا عَبْدُ
اللَّهِ وَرَسُولُهُ، ثُمَّ قَالَ: يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ، أَنَا عَبْدُ
اللَّهِ وَرَسُولُهُ، فَهَزَمَ اللَّهُ الْمُشْرِكِينَ، وَلَمْ يَضْرِبْ بِالسَّيْفِ،
وَلَمْ يَطْعَنْ بِرُمْحٍ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -
يَوْمَئِذٍ: مَنْ قَتَلَ كَافِرًا، فَلَهُ سَلَبُهُ، فَقَتَلَ أَبُو طَلْحَةَ
عِشْرِينَ رَجُلا وَأَخَذَ أَسْلابَهُمْ، قَالَ: وَقَالَ الْمِقْدَادُ: يَا رَسُولَ
اللَّهِ، إِنِّي ضَرَبْتُ رَجُلا عَلَى حَبْلِ الْعَاتِقِ، وَعَلَيْهِ دِرْعٌ،
وَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
5509 قَالَ: وَجَاءَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ وَمَعَهَا
خِنْجَرٌ، فَقَالَ: مَا هَذَا يَا أُمَّ سُلَيْمٍ؟ قَالَتْ: أَرَدْتُ وَاللَّهِ
إِنْ دَنَا مِنِّي أَحَدٌ مِنْهُمْ أَنْ أَبْعَجَ بِهِ بَطْنَهُ، قَالَ:
فَأَخْبَرَ أَبُو طَلْحَةَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - بِذَلِكَ، قَالَ:
وَجَاءَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ، فَقَالَتْ: قُتِلَ مِنْ بَعْدِنَا الطُّلَقَاءُ
انْهَزَمُوا بِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ: يَا أُمَّ سُلَيْمٍ، إِنَّ
اللَّهَ كَفَى وَأَحْسَنَ.
5510 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ أَبُو جَعْفَرٍ
الْحُنَيْنِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو،
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ
صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ انْهَزَمَ نَاسٌ مِنَ
النَّاسِ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَأَبُو طَلْحَةَ بَيْنَ يَدَيْ
نَبِيِّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مُجَوِّبٌ عَلَيْهِ بِجَحَفَةٍ، قَالَ:
وَكَانَ أَبُو طَلْحَةَ رَجُلا رَامِيًا شَدِيدَ النَّزْعِ، وَكَسَرَ يَوْمَئِذٍ قَوْسَيْنِ
أَوْ ثَلاثًا، قَالَ: وَكَانَ الرَّجُلُ يَمُرُّ مَعَهُ الْجُعْبَةُ مِنَ
النَّبْلِ، فَيُقَالُ: انْثُرْهَا لأَبِي طَلْحَةَ، قَالَ: فَيُشْرِفُ نَبِيُّ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَيَنْظُرَ إِلَى الْقَوْمِ، فَيَقُولُ أَبُو
طَلْحَةَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، لا تُشْرِفْ، يُصِيبُكَ
سَهْمٌ مِنْ سِهَامِ الْقَوْمِ نَحْرِي دُونَ نَحْرِكَ .
5511 قَالَ: وَلَقَدْ رَأَيْتُ عَائِشَةَ بِنْتَ أَبِي
بَكْرٍ، وَأُمَّ سُلَيْمٍ وَإِنَّهُمَا لَمُشَمِّرَتَانِ، أَرَى خَدَمَ سُوقِهِمَا
تَنْقُلانِ الْقِرَبَ عَلَى مُتُونِهِمَا، ثُمَّ تُفْرِغَانِهِ فِي أَفْوَاهِ
الْقَوْمِ، ثُمَّ تَرْجِعَانِ فَتَمْلآَنِهَا، ثُمَّ تَجِيئَانِ فَتُفْرِغَانِهِ
فِي أَفْوَاهِ الْقَوْمِ، وَلَقَدْ وَقَعَ السَّيْفُ مِنْ يَدَيْ أَبِي طَلْحَةَ
إِمَّا مَرَّتَيْنِ وَإِمَّا ثَلاثًا مِنَ النُّعَاسِ.
5512 حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ السِّجْزِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ، قَالَ
: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ : حَدَّثَنَا
بُرَيْدٌ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ:
قَدِمْنَا فَوَافَقْنَا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حِينَ افْتَتَحَ خَيْبَرَ
فَأَسْهَمَ لَنَا، أَوْ قَالَ: فَأَعْطَانَا مِنْهَا، وَمَا قَسَمَ لأَحَدٍ غَابَ
عَنْ فَتْحِ خَيْبَرَ مِنْهَا شَيْئًا إِلا لِمَنْ شَهِدَ مَعَهُ، إِلا أَصْحَابَ
سَفِينَتِنَا جَعْفَرَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَأَصْحَابَهُ، أَسْهَمَ لِمَنْ مَعَهُ.
5513 حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَيَّارٍ، قَالَ :
حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بْنُ سَعِيدٍ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ
غِيَاثٍ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ،
عَنْ جَدِّهِ أَبِي مُوسَى، قَالَ: قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله
عليه وسلم - بَعْدَ خَيْبَرَ بِثَلاثٍ، فَأَسْهَمَ لَنَا، وَلَمْ يُسْهِمْ لأَحَدٍ
لَمْ يَشْهَدْ غَيْرِنَا.
5514 حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ الْمَرْوَزِيُّ،
قَالَ: أنبأ النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، قَالَ: أنبأ هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ
حَفْصَةَ، عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى
الله عليه وسلم - سَبْعَ غَزَوَاتٍ، فَكُنْتُ أَصْنَعُ لَهُمُ الطَّعَامَ،
وَأَقُومُ عَلَى الْمَرْضَى، وَأُدَاوِي الْجَرْحَى، حَدَّثَنَا أَبُو
الْبَخْتَرِيِّ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ : حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ
حَسَّانَ، بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ وَزَادَ وَأَخْلُفُهُمْ فِي رِحَالِهِمْ.
5515 حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ قَيْسًا، يُحَدِّثُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ، قَالَ: كَتَبَ نَجْدَةُ بْنُ عَامِرٍ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنِ اكْتُبْ إِلَيَّ: مِنْ ذَوِي الْقُرْبَى الَّذِينَ ذَكَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَفَرَضَ لَهُمْ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ؟ وَمَتَى يَنْقَضِي يُتْمُ الْيَتِيمِ؟ وَهَلْ كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَقْتُلُ مِنْ أَوْلادِ الْمُشْرِكِينَ أَحَدًا؟ وَهَلْ كَانَ لِلْمَرْأَةِ أَوِ الْعَبْدِ إِذَا حَضَرَ الْبَأْسُ مِنْ سَهْمٍ مَعْلُومٍ؟ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَاللَّهِ لَوْلا أَنْ أَرُدَّهُ عَنْ شَيْءٍ يَقَعُ فِيهِ مَا كَتَبْتُ إِلَيْهِ، وَلا نِعْمَةَ عَيْنٍ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ وَأَنَا شَاهِدٌ: أَمَّا ذَوو الْقُرْبَى، فَكُنَّا نَرَى أَنَّ قَرَابَةَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - هُمْ، فَأَبَى ذَلِكَ عَلَيْنَا قَوْمُنَا، وَأَمَّا الْيَتِيمُ، فَإِذَا بَلَغَ الْحُلُمَ وَأُونِسَ مِنْهُ الرُّشْدُ دُفِعَ إِلَيْهِ مَالُهُ وَقَدِ انْقَضَى يُتْمُهُ، وَأَمَّا أَوْلادُ الْمُشْرِكِينَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ لا يَقْتُلُ مِنْهُمْ أَحَدًا، فَأَنْتَ لا تُقْتَلْ مِنْهُمْ أَحَدًا إِلا أَنْ تَكُونَ تَعْلَمُ مِنْهُمْ مَا عَلِمَ الْخَضِرُ عَلَيْهِ السَّلامُ مِنَ الْغُلامِ حِينَ قَتَلَهُ، وَأَمَّا الْمَرْأَةُ وَالْعَبْدُ، فَإِنَّهُ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا إِذَا حَضَرَا الْبَأْسَ سَهْمٌ مَعْلُومٌ إِلا أَنْ يُحْذَيَا مِنْ غَنَائِمِ الْقَوْمِ .
5516 حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ وَحَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ سَيْفٍ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ، قَالَ : حَدَّثَنَا جَرِيرٌ وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَيَّوَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ، قَالَ : حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، وَهَذَا لَفْظُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ، قَالَ: كَتَبَ نَجْدَةُ بْنُ عَامِرٍ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ يَسْأَلُهُ عَنْ أَشْيَاءَ، فَشَهِدْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ حِينَ قَرَأَ كِتَابَهُ، وَحِينَ كَتَبَ الْجَوَابَ فَكَتَبَ إِلَيْهِ إِنَّكَ سَأَلْتَنِي عَنْ سَهْمِ ذِي الْقُرْبَى الَّذِينَ ذَكَرَهُمْ مَنْ هُمْ؟ وَإِنَّا كُنَّا نَرَى أَنَّ قَرَابَةَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - هُمْ فَأَبَى ذَلِكَ عَلَيْنَا قَوْمُنَا، وَسَأَلْتُ عَنِ الْيَتِيمِ مَتَى يَنْقَضِي يُتْمُهُ؟ وَإِنَّهُ إِذَا بَلَغَ النِّكَاحَ وَأُونِسَ مِنْهُ رُشْدٌ، دُفِعَ إِلَيْهِ مَالُهُ فَقَدِ انْقَضَى يُتْمُهُ، وَسَأَلْتُ هَلْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقْتُلُ مِنْ صِبْيَانِ الْمُشْرِكِينَ أَحَدًا؟ وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَمْ يَكُنْ يَقْتُلُ مِنْهُمْ أَحَدًا، وَأَنْتَ لا تُقْتَلْ مِنْهُمْ أَحَدًا إِلا أَنْ تَكُونَ تَعْلَمُ مِنْهُمْ مَا عَلِمَ الْخَضِرُ مِنَ الْغُلامِ حِينَ قَتَلَهُ، وَسَأَلْتَ عَنِ الْمَرْأَةِ، وَالْعَبْدِ هَلْ كَانَ لَهُمَا سَهْمٌ مَعْلُومٌ إِذَا حَضَرُوا الْبَأْسَ؟ وَإِنَّهُمْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ مَعْلُومٌ إِلا أَنْ يُحْذَيَا مِنْ غَنَائِمِ الْقَوْمِ، حَدَّثَنَا الدُّورِيُّ عَبَّاسٌ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ،
قَالَ :
حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ
قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، بِنَحْوِهِ.
5517 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شَيْبَانَ الرَّمْلِيُّ،
قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ،
عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ، قَالَ: كَتَبَ
نَجْدَةُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ يَسْأَلُهُ عَنْ سَهْمِ ذِي الْقُرْبَى مَنْ هُمْ،
وَعَنِ الْمَرْأَةِ وَالْعَبْدِ يَحْضُرَانِ الْفَتْحَ هَلْ لَهُمَا مِنَ الْمَغْنَمِ
شَيْءٌ؟ وَعَنْ قَتْلِ الْوِلْدَانِ، وَعَنِ الْيَتِيمِ مَتَى يَنْقَضِي يُتْمُهُ؟
فَقَالَ: وَاللَّهِ لَوْلا أَنْ يَقَعَ فِي أُحْمُوقَةٍ مَا أَجَبْتُهُ، اكْتُبْ
يَا يَزِيدُ: إِنَّا زَعَمْنَا أَنَّا نَحْنُ ذَوو الْقُرْبَى فَأَبَى ذَلِكَ
عَلَيْنَا قَوْمُنَا، وَأَمَّا الْمَرْأَةُ وَالْعَبْدُ يَحْضُرَانِ الْمَغْنَمَ
فَلَيْسَ لَهُمَا مِنَ الْمَغْنَمِ شَيْءٌ إِلا أَنْ يُحْذَيَا، وَأَمَّا
الْيَتِيمُ فَإِذَا أُونِسَ مِنْهُ رُشْدٌ فَقَدِ انْقَضَى يُتْمُهُ، وَأَمَّا
الصِّبْيَانُ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَمْ يَقْتُلْهُمْ
فَلا تَقْتُلْهُمْ إِلا أَنْ تَعْلَمَ مِنْهُمْ مَا عَلِمَ صَاحِبُ مُوسَى مِنَ الْغُلامِ.
5518 حَدَّثَنَا أَبُو الْمُثَنَّى، قَالَ : حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَحَدَّثَنَا السُّلَمِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَسَرَّةَ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ، أَنَّ نَجْدَةَ، كَتَبَ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، إِلَى أَنَّهُ قَالَ: وَعَنْ قَتْلِ الْوِلْدَانِ، وَقَالَ: وَأَمَّا الصِّبْيَانُ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَمْ يَقْتُلْهُمْ فَلا تَقْتُلْهُمْ إِلَى أَنْ تَعْلَمَ مِنْهُمْ مَا عَلِمَ صَاحِبُ مُوسَى مِنَ الْغُلامِ الَّذِي قَتَلَهُ،، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَسَرَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ، قَالَ: كَتَبَ نَجْدَةُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ.
5519 حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، عَنْ زَائِدَةَ، قَالَ مُعَاوِيَةُ: وَقَدْ سَمِعْتُهُ مِنْ زَائِدَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ صَيْفِيٍّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ، قَالَ: كَتَبَ نَجْدَةُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، يَسْأَلُهُ عَنِ الْيَتِيمِ، مَتَى يَنْقَطِعُ عَنْهُ اسْمُ الْيُتْمِ؟ وَعَنْ قَتْلِ الْوِلْدَانِ، وَعَنِ الْمَمْلُوكِ أَلَهُ مِنَ الْفَيْءِ شَيْءٌ؟ وَعَنِ النِّسَاءِ هَلْ كُنَّ يَخْرُجْنَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -؟ وَهَلْ لَهُنَّ نَصِيبٌ مِنَ الْفَيْءِ؟ وَعَنِ الْخُمُسِ لِمَنْ هُوَ؟ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَوْلا أَنْ يَأْتِيَ حَمُوقَةً مَا كَتَبْتُ إِلَيْهِ، ثُمَّ كَتَبَ إِلَيْهِ: أَمَّا الْيَتِيمُ فَإِذَا احْتَلَمَ وَأُونِسَ مِنْهُ رِشْدَةٌ، فَقَدِ انْقَطَعَ عَنْهُ الْيُتْمُ، وَأَمَّا الْوِلْدَانُ فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ مَا عَلِمَ الْخَضِرُ وَإِلا فَلا تَقْتُلْهُمْ، وَأَمَّا الْمَمْلُوكُ فَقَدْ كَانَ يُحْذَى، وَأَمَّا النِّسَاءُ فَقَدْ كُنَّ يُدَاوِينَ الْجَرْحَى، وَيَسْقِينَ الْمَاءَ، وَأَمَّا الْخُمُسُ فَنَزْعُمُ أَنَّهُ لَنَا، وَيَزْعُمُ قَوْمُنَا أَنَّهُ لَيْسَ لَنَا، حَدَّثَنَا أَبُو خُرَاسَانَ، والصَّغَانِيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ صَيْفِيٍّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ، ثُمَّ ذَكَرَ إِلَى آخِرِهِ مِثْلَهُ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ السِّجْزِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ مَحْبُوبُ بْنُ مُوسَى، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مُخْتَارِ بْنِ
صَيْفِيٍّ،
بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ.
5520 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالَ :
حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ،
عَنْ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ، أَنَّ نَجْدَةَ كَتَبَ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ يَسْأَلُهُ
عَنْ خَمْسِ خِلالٍ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّ النَّاسَ يَقُولُونَ: إِنَّ ابْنَ
عَبَّاسٍ يُكَاتِبُ الْحَرُورِيَّةَ، وَلَوْلا أَنِّي أَخَافُ أَنْ أَكْتُمَ
عِلْمًا لَمْ أَكْتُبْ إِلَيْهِ، فَكَتَبَ إِلَى نَجْدَةَ: أَمَّا بَعْدُ فَأَخْبِرْنِي هَلْ
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَغْزُو بِالنِّسَاءِ؟ وَهَلْ كَانَ
يَضْرِبُ لَهُنَّ بِسَهْمٍ؟ وَهَلْ كَانَ يَقْتُلُ الصِّبْيَانَ؟ وَأَخْبِرْنِي
مَتَى يَنْقَضِي يُتْمُ الْيَتِيمِ؟ وَعَنِ الْخُمُسِ لِمَنْ هُوَ، فَكَتَبَ
إِلَيْهِ ابْنُ عَبَّاسٍ: كَتَبْتَ تَسْأَلُنِي هَلْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى
الله عليه وسلم - يَغْزُو بِالنِّسَاءِ؟ فَقَدْ كَانَ يَغْزُو بِهِنَّ فَيُدَاوِينَ
الْجَرْحَى، وَيُحْذَيْنَ مِنَ الْغَنِيمَةِ، وَأَمَّا سَهْمٌ فَلَمْ يَضْرِبْ
لَهُنَّ بِسَهْمٍ، وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَمْ يَكُنْ
يَقْتُلُ الصِّبْيَانَ، فَلا تَقْتُلِ الصِّبْيَانَ إِلا أَنْ تَكُونَ تَعْلَمُ
مَا عَلِمَ الْخَضِرُ مِنَ الصَّبِيِّ الَّذِي قَتَلَهُ، فَتُمَيِّزُ الْكَافِرَ
مِنَ الْمُؤْمِنِ فَتَقْتُلَ الْكَافِرَ وَتَدَعُ الْمُؤْمِنَ، وَكَتَبْتَ
تَسْأَلُنِي مَتَى يَنْقَضِي يُتْمُ الْيَتِيمِ؟ وَلَعَمْرِي إِنَّ الرَّجُلَ
لَتَنْبُتُ لِحْيَتُهُ وَإِنَّهُ لَضَعِيفُ الأَخْذِ لِنَفْسِهِ ضَعِيفُ
الإِعْطَاءِ، فَإِذَا أَخَذَ لِنَفْسِهِ مِنْ صَالِحِ مَا يَأْخُذُ النَّاسُ،
فَقَدِ انْقَطَعَ عَنْهُ، وَكَتَبْتَ تَسْأَلُنِي عَنِ الْخُمُسِ لِمَنْ هُوَ؟ وَإِنَّا
نَقُولُ هُوَ لَنَا فَأَبَى
ذَلِكَ عَلَيْنَا قَوْمُنَا، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، قَالَ: أَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: عَنْ أَنَسِ بْنِ عِيَاضٍ، بِمِثْلِهِ، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: أنبأ الشَّافِعِيُّ، قَالَ: أنبأ حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ، أَنَّ نَجْدَةَ، كَتَبَ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ يَسْأَلُهُ عَنْ خِلالٍ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّ نَاسًا يَقُولُونَ: إِنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ يُكَاتِبُ الْحَرُورِيَّةَ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَكَتَبَ يَسْأَلُ عَنِ الْخُمُسِ، وَإِنَّا نَقُولُ: هُوَ لَنَا فَأَبَى ذَلِكَ عَلَيْنَا قَوْمُنَا فَصَبَرْنَا عَلَيْهِ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، قَالَ: أنبأ ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، وَغَيْرُهُ أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ، أَخْبَرَهُمْ عَنْ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، بِنَحْوِ ذَلِكَ.
5521 حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ،
قَالَ : حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ يَزِيدَ
بْنَ هُرْمُزَ، حَدَّثَهُ، أَنَّ نَجْدَةَ صَاحِبَ الْيَمَامَةِ كَتَبَ إِلَى
ابْنِ عَبَّاسٍ يَسْأَلُهُ عَنْ سَهْمِ ذِي الْقُرْبَى، فَكَتَبَ إِلَيْهِ ابْنُ
عَبَّاسٍ أَنَّهُ لَنَا، وَقَدْ كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ دَعَانَا
لِيَنْكِحَ فِيهِ أَبْنَاءَنَا، وَيَكْرِمَ مِنْهُ غَائِبَنَا فَأَبَيْنَا إِلا
أَنْ يُسْهِمَ لَنَا، حَدَّثَنَا ابْنُ أُخْتِ غَزَالٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ
بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ ابْنُ أَنَسٍ، أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ،
حَدَّثَهُ أَنَّ ابْنَ هُرْمُزَ، حَدَّثَهُ، أَنَّ نَجْدَةَ صَاحِبَ الْيَمَامَةِ كَتَبَ
إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي دَاوُدَ الْبُرُلُّسِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ، عَنْ
مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ يَزِيدَ بْنَ هُرْمُزَ، حَدَّثَهُ أَنَّ
نَجْدَةَ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ.
5522 حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ الْقَاضِي، قَالَ :
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ،
قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ
يَزِيدَ بْنَ هُرْمُزَ، حَدَّثَهُ عَنْ نَجْدَةَ، صَاحِبِ الْيَمَامَةِ كَتَبَ
إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، يَسْأَلُهُ عَنْ سَهْمِ ذِي الْقُرْبَى، فَكَتَبَ إِلَيْهِ ابْنُ
عَبَّاسٍ، أَنَّهُ كَانَ لَنَا، وَقَدْ كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ دَعَانَا
أَنْ يَنْكِحَ إمَاءُنَا، وَيَقْضِي مِنْهُ عَنِ الْغَارِمِينَ مِنَّا،
فَأَبَيْنَا إِلا أَنْ يُسَلِّمَهُ إِلَيْنَا كُلَّهُ، وَرَأَيْنَا أَنَّهُ لَنَا
فَأَبَى ذَلِكَ عُمَرُ .
5523 حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ سَيْفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ
الْعَزِيزِ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ، وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ
بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ، قَالَ: كَتَبَ نَجْدَةُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ
وَحَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ السِّجْزِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
يَحْيَى، قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ
إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، وَالزُّهْرِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ،
كَتَبَ نَجْدَةُ الْحَرُورِيُّ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ يَسْأَلُهُ عَنِ النِّسَاءِ:
هَلْ كُنَّ يَشْهَدْنَ الْحَرْبَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ؟ وَهَلْ كَانَ يَضْرِبُ لَهُنَّ
بِسَهْمٍ، فَأَنَا كَتَبْتُ كِتَابَ ابْنَ عَبَّاسٍ إِلَى نَجْدَةَ: قَدْ كُنَّ
يَحْضُرْنَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَأَمَّا أَنْ يَضْرِبَ
لَهُنَّ بِسَهْمٍ فَلا، وَقَدْ كَانَ رَضَخَ لَهُنَّ.
5524 حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ السِّجْزِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَيْرٌ مَوْلَى آبِي اللَّحْمِ،
قَالَ: شَهِدْتُ خَيْبَرَ مَعَ سَادَتِي، وَكَلَّمُوا فِيَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى
الله عليه وسلم -، فَأَمَرَنِي فَقُلِّدْتُ سَيْفًا، فَإِذَا أَنَا أَجْرُهُ
فَأُخْبِرَ أَنِّي مَمْلُوكٌ، فَأَمَرَ لِي بِشَيْءٍ مِنْ خُرْثِيِّ الْمَتَاعِ.
5525 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْعُطَارِدِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَيْرٌ مَوْلَى آبِي اللَّحْمِ، قَالَ: شَهِدْتُ خَيْبَرَ وَأَنَا عَبْدٌ مَمْلُوكٌ، فَقُلْتُ: رَسُولَ اللَّهِ، أَسْهِمْ لِي فَأَعْطَانِي سَيْفًا، فَقَالَ: تَقَلَّدْ هَذَا، وَأَعْطَانِي خُرْثِيَّ مَتَاعٍ وَلَمْ يُسْهِمْ لِي.
بَيَانُ السُّنَّةِ فِي تَرْكِ الاسْتِعَانَةِ لِلإِمَامِ بِمَنْ لا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وبالمشركين فى مغازيه
، والدليل على أنهم إن حضروا
الفتح لم يسهم لهم
5526 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالَ:
أنبا ابْنُ وَهْبٍ وَحَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ
وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ أَبِي عَبْدِ
اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نِيَارٍ الأَسْلَمِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ
الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنَّهَا قَالَتْ: خَرَجَ
رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَبْلَ بَدْرٍ، فَلَمَّا كَانَ بِحَرَّةِ
الْوَبَرَةِ، أَدْرَكَهُ رَجُلٌ قَدْ كَانَ يُذْكَرُ مِنْهُ جُرْأَةٌ، وَنَجْدَةٌ،
فَفَرِحَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حِينَ رَأَوْهُ
فَلَمَّا أَدْرَكَهُ، قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - جِئْتُ
لأَتْبَعُكَ، وَأُصِيبُ مَعَكَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه
وسلم -: تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ؟، قَالَ: لا، قَالَ: فَارْجِعْ فَلَنْ
أَسْتَعِينَ بِمُشْرِكٍ، قَالَتْ: ثُمَّ مَضَى حَتَّى كَانَ بِالشَّجَرَةِ
أَدْرَكَهُ الرَّجُلُ، فَقَالَ لَهُ كَمَا قَالَ أَوَّلَ مَرَّةٍ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ
- صلى الله عليه وسلم - كَمَا قَالَ أَوَّلَ مَرَّةٍ، قَالَ: لا، قَالَ: فَارْجِعْ فَلَنْ
أَسْتَعِينَ بِمُشْرِكٍ، قَالَتْ: فَرَجَعَ، ثُمَّ أَدْرَكَهُ بِالْبَيْدَاءِ،
فَقَالَ لَهُ كَمَا قَالَ أَوَّلَ مَرَّةٍ: تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ؟،
قَالَ: نَعَمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: فَانْطَلِقْ،
حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا مَالِكٌ وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَيَّوَيْهِ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ
عُفَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ
الْعِجْلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي
أُوَيْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنِ الْفُضَيْلِ
بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نِيَارٍ، عَنْ عُرْوَةَ،
عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: خَرَجَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى بَدْرٍ،
فَذَكَرَ مِثْلَهُ وَمَعْنَاهُ.
بَيَانُ الشِّدَّةِ الَّتِي أَصَابَتِ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ الْعَقَبَةِ وعفوة عمن عصاه بعد قدرته عليه وعمن آذاه بالقول
5527 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمِّي وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أنبأ يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ مَرَّ عَلَيْكَ يَوْمٌ أَشَدُّ مِنْ يَوْمِ أُحُدٍ؟ قَالَ: لَقَدْ لَقِيتُ مِنْ قَوْمِكِ شَرًّا، وَأَشَدُّ مَا لَقِيتُ مِنْهُمْ يَوْمَ عَرَضْتُ نَفْسِي عَلَى ابْنِ عَبْدِ يَالِيلِ بْنِ كُلالٍ، فَلَمْ يُجِبْنِي إِلَى مَا أَرَدْتُ فَانْطَلَقْتُ، وَأَنَا حَزِينٌ حَتَّى بَلَغْتُ قَرْنَ الثَّعَالِبِ، فَإِذَا بِظِلِّهِ، فَإِذَا جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ اللَّهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ، وَقَدْ بَعَثَ إِلَيْكَ مَلَكَ الْجِبَالِ لِتَأْمُرَهُ فِيهِمْ بِأَمْرِكَ وَسَلَّمَ عَلَيَّ مَلَكُ الْجِبَالِ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ اللَّهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ، وَمَا رَدُّوا عَلَيْكَ، وَأَنَا مَلَكُ الْجِبَالِ وَقَدْ أَمَرَنِي أَنْ أُطِيعُكَ فِيمَا أَمَرْتَنِي بِهِ، وَإِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمُ الأَخْشَبَيْنِ فَعَلْتُ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ
أَصْلابِهِمْ
مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ، وَيُوَحِّدُهُ لا شَرِيكَ لَهُ .
5528 حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، بِهَذَا
الإِسْنَادِ: أَنَّ عَائِشَةَ حَدَّثَتْهُ، أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ
اللَّهِ، هَلْ أَتَى عَلَيْكَ يَوْمٌ كَانَ أَشَدَّ عَلَيْكَ مِنْ يَوْمِ أُحُدٍ؟
قَالَ: لَقَدْ لَقِيتُ مِنْ قَوْمِكَ وَكَانَ أَشَدُّ مَا لَقِيتُ مِنْهُمْ
يَوْمَ الْعَقَبَةِ إِذْ عَرَضْتُ نَفْسِي عَلَى ابْنِ عَبْدِ يَالِيلِ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ
إِلا أَنَّهُ، قَالَ: فَانْطَلَقْتُ وَأَنَا مَهْمُومٌ عَلَى وَجْهِي فَلَمْ
أَسْتَفِقْ إِلا وَأَنَا بِقَرْنِ الثَّعَالِبِ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَإِذَا أَنَا
بِسَحَابَةَ أَظَلَّتْنِي فَنَظَرْتُ، فَإِذَا فِيهَا جِبْرِيلُ عَلَيْهِ
السَّلامُ فَنَادَانِي، وَقَالَ فِيهِ أَيْضًا: فَنَادَانِي مَلَكُ الْجِبَالِ
فَسَلَّمَ عَلَيَّ.
5529 حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ المَيْمُونِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الصَّائِغُ، قَالا: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شَبِيبِ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - حَدَّثَتْهُ، أَنَّهَا قَالَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ أَتَى عَلَيْكَ يَوْمٌ كَانَ أَشَدَّ عَلَيْكَ مِنْ يَوْمِ أُحُدٍ؟ قَالَ: لَقَدْ لَقِيتُ مِنْ قَوْمِكِ، وَكَانَ أَشَدُّ مَا لَقِيتُ مِنْهُمْ يَوْمَ الْعَقَبَةِ إِذْ عَرَضْتُ نَفْسِي عَلَى ابْنِ عَبْدِ يَالِيلِ بْنِ عَبْدِ كُلالٍ، فَلَمْ يُجِبْنِي إِلَى مَا أَرَدْتُ، فَانْطَلَقْتُ وَأَنَا مَهْمُومٌ عَلَى وَجْهِي فَلَمْ أَسْتَفِقْ إِلا بِقَرْنِ الثَّعَالِبِ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَإِذَا أَنَا بِسَحَابَةٍ قَدْ أَظَلَّتْنِي فَإِذَا فِيهَا جِبْرِيلُ فَنَادَى: إِنَّ اللَّهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ، وَمَا رَدُّوا عَلَيْكَ وَقَدْ بَعَثَ إِلَيْكَ مَلَكَ الْجِبَالِ لِتَأْمُرَهُ بِمَا شِئْتَ فِيهِمْ، قَالَ فَنَادَى مَلَكُ الْجِبَالِ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ، وَأَنَا مَلَكُ الْجِبَالِ وَقَدْ بَعَثَنِي رَبُّكَ إِلَيْكَ لِتَأْمُرَنِي أَمْرَكَ بِمَا شِئْتَ، إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمُ الأَخْشَبَيْنِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ أَصْلابِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ، لا يُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا، وَقَالَ الصَّائِغُ: مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ.
مج16.
كتاب : مستخرج أبي عوانة
المؤلف : يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم أبو عوانة
الإسفراينى النيسابورى
5530 حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ الْعَامِرِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُفْيَانُ، قَالَ:
أَخْبَرَنِي الأَسْوَدُ بْنُ قَيْسٍ، أَنَّهُ سَمِعَ جُنْدُبًا رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ، يَقُولُ: دَمِيَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بِحَجَرٍ فِي
إِصْبَعِهِ، فَقَالَ: هَلْ أَنْتَ إِلا أَصْبُعٌ دَمِيتِ، وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ
مَا لَقِيت، فَمَكَثَ لَيْلَتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا لا يَقُومُ، فَقَالَتْ لَهُ
امْرَأَةٌ: مَا أَرَى شَيْطَانَكَ إِلا قَدْ تَرَكَكَ فَنَزَلَتْ: وَالضُّحَى،
حَدَّثَنَا الْغَزِّيُّ، والصَّغَانِيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ،
قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، بِمِثْلِهِ إِلَى قَوْلِهِ: مَا لَقِيتِ.
5531 حَدَّثَنَا أَبُو الأَزْهَرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا
أَبُو قُتَيْبَةَ وَحَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، وَعَمَّارُ بْنُ رَجَاءٍ،
قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الأَسْوَدِ
بْنِ قَيْسٍ، عَنْ جُنْدُبٍ، قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -
إِلَى الصَّلاةِ، فَعَثَرَتْ إِصْبَعُهُ فَدَمِيَتْ، فَقَالَ: هَلْ أَنْتِ إِلا أَصْبُعٌ
دَمِيتِ…، وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ مَا لَقِيتِ .
5532 حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ عَمْرٍو، وَأَحْمَدُ بْنُ
شَيْبَانَ، قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ
جُنْدُبٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي غَارٍ،
فَنُكِبَتْ إِصْبَعُهُ، فَقَالَ: هَلْ أَنْتِ إِلا أَصْبُعٌ دَمِيتِ، وَفِي
سَبِيلِ اللَّهِ مَا لَقِيتِ.
5533 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ جُنْدُبٍ، قَالَ: أَبْطَأَ جِبْرِيلُ
عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ: قَدْ وُدِّعَ
مُحَمَّدٌ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا
سَجَى مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى}[سورة الضحى آية 1: 3 ].
5534 0 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، وَعَمَّارُ
بْنُ رَجَاءٍ، قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ،
عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جُنْدُبًا، يَقُولُ: أَبْطَأَ
جِبْرِيلُ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَتِ امْرَأَةٌ: مَا أَرَى صَاحِبَهُ
إِلا قَدْ قَلاهُ، فَنَزَلَتْ: {وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ} [سورة الضحى آية 1: 2 ].
5535 0 حَدَّثَنَا الْغَزِّيُّ، والصَّغَانِيُّ،
وَعَمَّارٌ، قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ،
عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جُنْدُبًا، يَقُولُ: اشْتَكَى النَّبِيُّ
- صلى الله عليه وسلم -، فَلَمْ يَقُمْ لَيْلَةً أَوْ لَيْلَتَيْنِ، فَأَتَتِ
امْرَأَةٌ، فَقَالَتْ: يَا مُحَمَّدُ، مَا أَرَى شَيْطَانُكَ إِلا قَدْ تَرَكَكَ،
فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ:
وَالضُّحَى.
5536 حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ الدُّورِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ وَحَدَّثَنَا هِلالُ بْنُ الْعَلاءِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَيَّاشٍ، قَالا: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، قَالَ : حَدَّثَنَا الأَسْوَدُ بْنُ قَيْسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جُنْدُبًا، يَقُولُ: اشْتَكَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَلَمْ يَقُمْ لَيْلَتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا، فَجَاءَتْهُ امْرَأَةٌ، فَقَالَتْ: يَا مُحَمَّدُ، إِنِّي أَرْجُو أَنْ يَكُونَ شَيْطَانُكَ قَدْ تَرَكَكَ لَمْ أَرَهُ قَرِبَكَ مُنْذُ لَيْلَتَيْنِ أَوْ ثَلاثٍ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَالضُّحَى.
بَيَانُ عَفْوِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - عَمَّنْ دَعَاهُ إِلَى الإِيمَانِ بالله فرد عليه قوله وأسمعه
5537 حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ : حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَخْبَرَهُ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - رَكِبَ عَلَى حِمَارٍ عَلَى إِكَافٍ عَلَى قَطِيفَةٍ، وَأَرْدَفَ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ وَرَاءَهُ يَعُودُ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ قَبْلَ وَقْعَةِ بَدْرٍ، فَسَارَ حَتَّى مَرَّ بِمَجْلِسٍ فِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيِّ ابْنُ سَلُولٍ قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَ عَبْدُ اللَّهِ، فَإِذَا فِي الْمَجْلِسِ أَخْلاطٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَالْمُشْرِكِينَ، وَعَبْدَةِ الأَوْثَانِ وَالْيَهُودِ، وَفِي الْمُسْلِمِينَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ الأَنْصَارِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَلَمَّا غَشِيَتِ الْمَجْلِسَ عَجَاجَةُ الدَّابَّةِ خَمَّرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ بِرِدَائِهِ، ثُمَّ قَالَ: لا تُغَبِّرُوا عَلَيْنَا، فَسَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَوَقَفَ فَدَعَاهُمْ إِلَى اللَّهِ، وَقَرَأَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ: يَا أَيُّهَا الْمَرْءُ، إِنَّهُ لا أَحْسَنَ مِمَّا تَقُولُ إِنْ كَانَ حَقًّا فَلا تُؤْذِنَا بِهِ فِي مَجَالِسِنَا وَارْجِعْ إِلَى رَحْلِكَ فَمَنْ جَاءَكَ فَاقْصُصْ عَلَيْهِ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَاغْشِنَا بِهِ فِي مَجَالِسِنَا فَإِنَّا نُحِبُّ ذَلِكَ، فَاسْتَبَّ الْمُسْلِمُونَ، وَالْمُشْرِكُونَ، وَالْيَهُودُ حَتَّى كَادُوا يَتَثَاوَرُونَ، فَلَمْ يَزَلْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُخَفِّضُهُمْ حَتَّى سَكَتُوا، فَرَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ
- صلى الله عليه وسلم - دَابَّتَهُ حَتَّى دَخَلَ عَلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، فَقَالَ: أَيْ سَعْدُ، أَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالَ أَبُو حُبَابٍ؟، يُرِيدُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ، قَال كَذَا وَكَذَا، قَالَ سَعْدٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بِأَبِي أَنْتَ اعْفُ عَنْهُ وَاصْفَحْ، فَقَدْ أَعْطَاكَ اللَّهُ مَا أَعْطَاكَ، وَلَقَدِ اجْتَمَعَ أَهْلُ هَذِهِ الْبُحَيْرَةِ أَنْ يُتَوِّجُوهُ، وَيُعَصِّبُوهُ بِالْعِصَابَةَ، فَلَمَّا رَدَّ اللَّهُ ذَلِكَ بِالْحَقِّ الَّذِي أَعْطَاكَ شَرِقَ بِذَلِكَ، فَذَلِكَ فَعَلَ اللَّهُ بِهِ مَا رَأَيْتَ، فَعَفَا عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -.
5538 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَحَدَّثَنَا الدَّبَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أنبأ مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، أَنَّ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ أَخْبَرَهُ، أَنّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - رَكِبَ حِمَارًا عَلَيْهِ إِكَافٌ تَحْتَهُ قَطِيفَةٌ فَدَكِيَّةٌ، وَأَرْدَفَ - صلى الله عليه وسلم - وَرَاءَهُ أُسَامَةَ، وَهُوَ يَعُودُ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ فِي بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَذَلِكَ قَبْلَ وَقْعَةِ بَدْرٍ، فَسَارَ حَتَّى مَرَّ بِمَجْلِسٍ فِيهِ أَخْلاطٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَالْمُشْرِكِينَ عَبْدَةِ الأَوْثَانِ، وَالْيَهُودِ، وَفِيهِمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ، وَفِي الْمَجْلِسِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ، فَلَمَّا غَشِيَتِ الْمَجْلِسُ عَجَاجَةُ الدَّابَّةِ، خَمَّرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ أَنْفَهُ، ثُمَّ قَالَ: لا تُغَبِّرُوا عَلَيْنَا، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - ثُمَّ وَقَفَ فَنَزَلَ فَدَعَاهُمْ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَقَرَأَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ: أَيُّهَا الْمَرْءُ، لا أَحْسَنَ مِنْ هَذَا إِنْ كَانَ مَا تَقُولُ حَقًّا فَلا تُؤْذِنَا فِي مَجَالِسِنَا، وَارْجِعْ إِلَى رَحْلِكَ فَمَنْ جَاءَكَ مِنَّا فَاقْصُصْ عَلَيْهِ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ: اغْشِنَا فِي مَجَالِسِنَا فَإِنَّا نُحِبُّ ذَلِكَ، فَاسْتَبَّ الْمُسْلِمُونَ، وَالْمُشْرِكُونَ، وَالْيَهُودُ حَتَّى هَمُّوا أَنْ يَتَوَاثَبُوا، فَلَمْ يَزَلِ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يُخَفِّضُهُمْ ثُمَّ رَكِبَ دَابَّتَهُ حَتَّى دَخَلَ عَلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، فَقَالَ: أَيْ سَعْدُ، أَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالَ أَبُو حُبَابٍ؟، يُرِيدُ عَبْدَ اللَّهِ
بْنَ
أُبَيٍّ، قَالَ كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ: اعْفُ عَنْهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ
وَاصْفَحْ، فَوَاللَّهِ لَقَدْ أَعْطَاكَ اللَّهُ الَّذِي أَعْطَاكَ، وَلَقَدِ اصْطَلَحَ
أَهْلُ هَذِهِ الْبُحَيْرَةِ عَلَى أَنْ يُتَوِّجُوهُ فَيُعَصِّبُونَهُ
بِالْعِصَابَةِ، فَلَمَّا رَدَّ اللَّهُ ذَلِكَ بِالْحَقِّ الَّذِي أَعْطَاكَهُ
شَرِقَ بِذَلِكَ، فَذَلِكَ فَعَلَ بِهِ مَا رَأَيْتَ، فَعَفَا عَنْهُ النَّبِيُّ -
صلى الله عليه وسلم - .
5539 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ
سِبُّوَيْهِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُهَلٍّ الصَّنْعَانِيُّ،
قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ
عُرْوَةَ، عَنْ أُسَامَةَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَرَّ
بِمَجْلِسٍ، وَهُوَ عَلَى حِمَارٍ فِيهِ أَخْلاطٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ
وَالْيَهُودِ، وَالْمُشْرِكِينَ، وَعَبْدَةِ الأَوْثَانِ فِيهِمْ عَبْدُ اللَّهِ
بْنُ أُبَيٍّ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ، حَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ، قَالَ: أنبأ أَبُو
الْيَمَانِ، قَالَ: أنبأ شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُرْوَةُ، أَنَّ أُسَامَةَ،
أَخْبَرَهُ: أَنّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - رَكِبَ عَلَى حِمَارٍ عَلَى
إِكَافٍ، فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ عُقَيْلٍ بِنَحْوِهِ بِطُولِهِ.
5540 حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ شَرِيكٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قِيلَ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: لَوْ أَتَيْتَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ؟ قَالَ: فَانْطَلَقَ إِلَيْهِ وَرَكِبَ حِمَارًا، وَرَكِبَ مَعَهُ قَوْمٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَلَمَّا أَتَاهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ: تَنَحَّ، فَقَدْ آذَانِي نَتْنُ حِمَارِكَ، قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ: وَاللَّهِ لَحِمَارُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَطْيَبُ رِيحًا مِنْكَ، قَالَ: فَغَضِبَ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا قَوْمُهُ، قَالَ: فَتَضَارَبُوا بِالْجَرِيدِ وَالنِّعَالِ، فَبَلَغَنَا أَنَّهَا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فِيهِمْ: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا}[سورة الحجرات آية 9 ]، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَهْلٍ الأَهْوَازِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ، قَالَ: وَحَدَّثَ أَبِي، أَنَّ أَنَسًا، قَالَ: قِيلَ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَذَكَرَ مِثْلَهُ.
بَيَانُ نَدْبِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَصْحَابَهُ إِلَى عَدُوِّهِ والمؤذى له
، وإباحته لهم المكر به بالقول
والفعل
5541 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالَ:
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرٍ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -:
مَنْ لِكَعْبِ بْنِ الأَشْرَفِ؟ فَإِنَّهُ قَدْ آذَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ، فَقَامَ
مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ،
أَتُحِبُّ أَنْ أَقْتُلَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَائْذَنْ لِي أَقُولَ شَيْئًا
فَأَتَاهُ، فَقَالَ لَهُ: إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ سَأَلَنَا الصَّدَقَةَ وَقَدْ
عَنَّانَا، وَقَدِ اتَّبَعْنَاهُ، وَنَحْنُ نَكْرَهُ أَنْ نَدَعَهُ حَتَّى
نَنْظُرَ إِلَى أَيِّ شَيْءٍ يَصِيرُ أَمْرُهُ، قَالَ: وَقَدْ أَرَدْتُ أَنْ
تُسَلِّفَنِي سَلَفًا، قَالَ: فَأَيُّ شَيْءٍ تَرْهَنُونَ، قَالُوا: وَمَا تُرِيدُ
مِنَّا؟ قَالَ: تَرْهَنُونِي نِسَاءَكُمْ، قَالُوا: أَنْتَ أَجْمَلُ الْعَرَبِ
كَيْفَ نَرْهَنُكَ نِسَاءَنَا؟ يَكُونُ ذَلِكَ عَارًا عَلَيْنَا، قَالَ: تَرْهَنُونِي
أَوْلادَكُمْ، قَالُوا: سُبْحَانَ اللَّهِ يُسَبُّ ابْنُ أَحَدِنَا، فَيُقَالُ
لَهُ: رُهِنْتَ بِوَسْقٍ أَوْ وَسْقَيْنِ مِنْ تَمْرٍ، قَالُوا: نَرْهَنُكَ
اللأْمَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ يُرِيدُ السِّلاحَ، فَلَمَّا أَتَاهُ نَادَاهُ فَخَرَجَ
إِلَيْهِ وَهُوَ يَتَطَيَّبُ، فَلَمَّا أَنْ جَلَسَ إِلَيْهِ وَكَانَ قَدْ جَاءَ
مَعَهُ بِنَفَرٍ ثَلاثَةٍ أَوْ أَرْبَعَةٍ وَرِيحُ الطِّيبِ يَنْفَحُ مِنْهُ،
قَالَ: فَذَكَرُوا لَهُ، قَالَ: عِنْدِي فُلانَةُ وَهِيَ مِنْ أَعْطَرِ نِسَاءِ
النَّاسِ، قَالَ: تَأْذَنُ لِي فَأَشُمَّ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَوَضَعَ
يَدَهُ فِي رَأْسِهِ فَشَمَّهُ، قَالَ: أَعُودٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَلَمَّا
اسْتَمْكَنَ مِنْ رَأْسِهِ، قَالَ: دُونَكُمْ فَضَرَبُوهُ حَتَّى قَتَلُوهُ، قَالَ
يُونُسُ: أنبأ ابْنُ وَهْبٍ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، بِمِثْلِهِ، حَدَّثَنَا مُوسَى
بْنُ إِسْحَاقَ الأَنْصَارِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ
الرَّحِيمِ، قَالَ: أنبأ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ
بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: مَنْ لِكَعْبِ
بْنِ الأَشْرَفِ؟ فَقَدْ آذَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَقَالَ:
فَقَتَلَهُ، فَرَجَعَ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَأَخْبَرَهُ .
بَيَانُ صِفَةِ حَفْرِ الْخَنْدَقِ ونقل النبى صلى الله عليه وسلم التراب
، والشدة التى أصابتهم يوم هزم
الأحزاب
5542 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ،
عَنِ الْبَرَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى
الله عليه وسلم - يَحْفِرُ مَعَنَا حَتَّى رَأَيْتُ التُّرَابَ قَدْ وَارَى
بَيَاضَ إِبْطَيْهِ، وَهُوَ يَقُولُ: وَاللَّهِ لَوْلا اللَّهُ مَا اهْتَدَيْنَا، وَلا
تَصَدَّقْنَا وَلا صَلَّيْنَا، فَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا، وَثَبِّتِ
الأَقْدَامَ إِنْ لاقَيْنَا، قَالَ شُعْبَةُ: وَحِفْظِي: إِنَّ الْمَلا قَدْ
بَغَوْا عَلَيْنَا، إِذَا أَرَادُوا فِتْنَةً أَبَيْنَا، قَالَ: فَيَقُولُ رَسُولُ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: أَبَيْنَا أَبَيْنَا، يَرْفَعُ بِهَا صَوْتَهُ .
5543 حَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ
سَعِيدُ بْنُ الرَّبِيعِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ:
سَمِعْتُ الْبَرَاءَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ
الأَحْزَابِ يَنْقُلُ مَعَنَا التُّرَابَ، وَلَقَدْ وَارَى التُّرَابُ بَيَاضَ بَطْنِهِ،
وَهُوَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ لَوْلا أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا، وَلا تَصَدَّقْنَا
وَلا صَلَّيْنَا، فَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا، وَرُبَّمَا قَالَ: إِنَّ
الأُولَى قَدْ بَغَوْا عَلَيْنَا، إِذَا أَرَادُوا فِتْنَةً أَبَيْنَا، وَيَرْفَعُ
بِأَبَيْنَا صَوْتَهُ.
5544 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ الأَوْدِيُّ،
قَالَ : حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ
سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: مَرَّ
النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى قَوْمٍ يَرْمُونَ وَيَتَحَالَفُونَ،
فَقَالَ: ارْمُوا، وَلا إِثْمَ عَلَيْكُمْ، وَهُمْ يَقُولُونَ: أَخْطَأْتَ وَاللَّهِ،
أَصَبْتَ وَاللَّهِ.
5545 حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ، حَدَّثَنَا
أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، سَمِعْتُ مُصْعَبَ بْنَ
سَعْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: تَعَلَّمُوا
الرَّمْيَ، فَإِنَّهُ خَيْرُ لِعَبِكُمْ.
5546 حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، وَمُحَمَّدُ
بْنُ خَلَفٍ الْعَسْقَلانِيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا
ابْنُ الْغَسِيلِ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ
بَدْرٍ حِينَ صُفُّوا لِقُرَيْشٍ، وَصُفُّوا لَنَا: إِذَا كَثَبُوا بِكُمْ، فَارْمُوهُمْ
بِالنَّبْلِ.
5547 حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو
عَاصِمٍ، وَسَأَلْتُهُ عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَخِيهِ، عَنْ
أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا
وَرَجُلانِ مِنَ الأَشْعَرِيِّينَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَتَكَلَّمَا وَعَرَّضْنَا بِالْعَمَلِ، فَقَالَ:
إِنَّ أَخْوَنَكُمْ عِنْدِي مَنْ طَلَبَهُ وَعَلَيْكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ.
5548 حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ، حَدَّثَنَا أَبُو
نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْغَسِيلِ، عَنْ حَمْزَةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ
زِيَادٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم
- يَوْمَ الْخَنْدَقِ، وَهُوَ يُبَايِعُ النَّاسَ عَلَى الْهِجْرَةِ، فَقُلْتُ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ، بَايَعَ هَذَا، قَالَ: وَمَنْ هَذَا؟، قُلْتُ: ابْنُ عَمِّي،
قَالَ: إِنَّكُمْ مَعْشَرَ الأَنْصَارِ لا تُهَاجِرُوا إِلَى أَحَدٍ، وَلَكِنَّ
النَّاسَ يُهَاجِرُونَ إِلَيْكُمْ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لا يُحِبُّ
الأَنْصَارَ رَجُلٌ حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ إِلا لَقِيَ اللَّهَ وَهُوَ يُحِبُّهُ،
وَلا يُبْغِضُ الأَنْصَارَ رَجُلٌ حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ إِلا لَقِيَ اللَّهَ
وَهُوَ يُبْغِضُهُ.
5549 حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الدَّارِمِيُّ،
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَتَّابٍ مَوْلَى
هُرْمُزَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ:
بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِيمَا
اسْتَطَعْتُ.
5550 حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، حَدَّثَنَا
أَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْغَسِيلِ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ
بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ،
قَالَ: أُصِيبَتْ عَيْنُهُ يَوْمَ أُحُدٍ، أَوْ يَوْمَ بَدْرٍ، فَسَالَتْ عَلَى
وَجْنَتِهِ، فَأَرَادُوا أَنْ يَقْطَعُوهَا، ثُمَّ قَالُوا: نَأْتِي رَسُولَ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - نَسْتَشِيرُهُ، فَأَتَوُا النَّبِيَّ - صلى الله
عليه وسلم -، فَذَكَرُوا ذَلِكَ لَهُ، قَالَ: فَوَضَعَهَا فِي مَوْضِعِهَا، ثُمَّ
غَمَزَهَا بِرَاحَتِهِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ أَكْسِبْهُ جَمَالا، قَالَ: فَمَا
يَدْرِي مَنْ لَقِيَهُ أَيَّ عَيْنَيْهِ أُصِيبَتْ.
5551 حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ صَاحِبُ
الشَّافِعِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى وَحَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ،
قَالَ: أنبأ أَبُو النَّضْرِ، قَالا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ
بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - إِنَّهُ كَانَ
يَقُولُ: اللَّهُمَّ لا عَيْشَ إِلا عَيْشُ الآخِرَهْ، فَاغْفِرْ لِلأَنْصَارِ
وَالْمُهَاجِرَهْ .
5552 حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ رَجَاءٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، قَالَ:
سَمِعْتُ أَنَسًا يُحَدِّثُ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ
قَالَ: لا عَيْشَ إِلا عَيْشُ الآخِرَهْ، فَأَصْلِحِ الأَنْصَارَ وَالْمُهَاجِرَهْ،
حَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ، أنبأ أَبُو النَّضْرِ، أنبأ شُعْبَةُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ
بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِمِثْلِهِ.
5553 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَالِمٍ
الْمَكِّيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: كَانُوا
يَرْتَجِزُونَ، وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَعَهُمْ، وَهُمْ
يَقُولُونَ: اللَّهُمَّ لا خَيْرَ إِلا خَيْرُ الآخِرَهْ، فَاغْفِرْ لِلأَنْصَارِ
وَالْمُهَاجِرَهْ.
5554 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ
: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ
أَبِي التَّيَّاحِ، عَنْ أَنَسٍ، فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ ذَكَرَهُ، قَالَ: فَجَعَلُوا
يَرْتَجِزُونَ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم معهم، يقولون: لا خَيْرَ إِلا
خَيْرُ الآخِرَه، فَاغْفِرْ لِلأَنْصَارِ وَالْمُهَاجِرَه.
5555 حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ، قَالَ : حَدَّثَنَا
أَبُو الْوَلِيدِ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ،
عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ يَبْنِي الْمَسْجِدَ:
اللَّهُمَّ إِنَّ الْخَيْرَ خَيْرُ الآخِرَهْ، فَاغْفِرْ لِلأَنْصَارِ
وَالْمُهَاجِرَهْ.
5556 حَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ
بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْمَكِّيُّ وَحَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ، قَالَ
: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ سُحَيْمٌ، قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ
الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: جَاءَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَنَحْنُ
نَحْفِرُ الْخَنْدَقَ، وَنَنْقُلُ التُّرَابَ عَلَى أَكْتَافِنَا، فَقَالَ: اللَّهُمَّ لا
عَيْشَ إِلا عَيْشُ الآخِرَةِ، فَاغْفِرْ لِلْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ.
5557 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ،
عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَيْمَنَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ، قَالَ: مَكَثَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - وَأَصْحَابُهُ
ثَلاثًا يَحْفِرُونَ الْخَنْدَقَ فَحَانَتْ مِنِّي الْتِفَاتَةٌ، فَرَأَيْتُ رَسُولَ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَدْ شَدَّ بَطْنَهُ بِحَجَرٍ مِنَ الْجُوعِ،
حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ مَسْرُورُ بْنُ نُوحٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَيْمَنَ،
عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قُلْتُ لِجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَذَكَرَ حَدِيثًا
طَوِيلا، رَوَاهُ ابْنُ أَبِي عُمَرَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فُضَيْلٍ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ
بْنِ أَيْمَنَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرٍ، بِمَعْنَاهُ.
5558 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ ابْنُ أَخِي حُسَيْنِ بْنِ
عَلِيٍّ الْجُعْفِيِّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ حَيَّانَ، عَنْ
عَاصِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعُمَرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: لا يَزَالُ
هَذَا الأَمْرُ فِي قُرَيْشٍ مَا بَقِيَ مِنْهُمُ اثْنَانِ.
5559 حَدَّثَنَا الدَّارِمِيُّ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ
بْنُ نُصَيْرٍ، حَدَّثَنَا عُمَارَةُ يَعْنِي ابْنَ مِهْرَانَ، قَالَ: كَانَ
الْحَسَنُ يَكْرَهُ الأَصْوَاتَ بِالْقُرْآنِ هَذَا التَّطْرِيبُ، حَدَّثَنَا
الدَّارِمِيُّ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ، حَدَّثَنَا عُمَارَةُ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ
أَنَسٍ، أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ هَذَا أَيْضًا.
5560 حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، مَرَّةً مِنْ حِفْظِهِ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مِينَاءَ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيَّ، قَالَ: لَمَّا أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِحَفْرِ الْخَنْدَقِ، رَأَيْتُ بِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - خَمَصًا شَدِيدًا، فَانْكَفَأْتُ إِلَى أَهْلِي، فَقُلْتُ: إِنِّي رَأَيْتُ بِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - خَمَصًا شَدِيدًا، فَأَخْرَجَتْ إِلَيَّ امْرَأَتِي مُدًّا مِنْ شَعِيرٍ، فَطَحَنْتُهُ، وَلَنَا بُهَيْمَةٌ دَاجِنٌ، فَذَبَحَتْهَا، وَقَطَّعَتْهَا فِي بُرْمَتِهَا، فَفَرَغَتْ إِلَى فَرَاغِي، فَقُلْتُ: حَتَّى آتِيَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَأَدْعُوهُ، فَقَالَتْ: لا تَفْضَحْنِي بِرَسُولِ اللَّهِ وَمَنْ مَعَهُ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَأَخْبَرْتُهُ، فَصَاحَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: يَا أَهْلَ الْخَنْدَقِ، إِنَّ جَابِرًا قَدْ عَمِلَ سُورًا فَهَلُمَّ هَلا بِكُمْ، فَجَاءَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فِي أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: يَا جَابِرُ، لا تَخْبِزُنَّ عَجِينَكُمْ، وَلا تَطْبُخُنَّ قِدْرَكُمْ حَتَّى أَجِئَ، فَجِئْتُ إِلَى امْرَأَتِي فَأَخْبَرْتُهَا، فَقَالَتْ: بِكَ وَبِكَ، وَجَاءَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -، فَأَخْرَجْنَا لَهُ عَجِينًا فَبَصَقَ فِيهِ، وَبَارَكَ، وَأَخْرَجْنَا لَهُ قِدْرَنَا، فَبَصَقَ فِيهَا وَبَارَكَ، ثُمَّ قَالَ لامْرَأَتِي: هَلُمِّي خَابِزَةً تَخْبِزُ مَعَكِ، قَالَ: ثُمَّ قَالَ: يَا جَابِرُ، أَدْخِلْ عَلَيَّ عَشْرَةً عَشْرَةً، فَجَعَلْنَا نَقْدَحُ لَهُمْ مِنْ قِدْرِنَا فَيَأْكُلُونَ، ثُمَّ
يَدْخُلُ
عَشْرَةً حَتَّى أَكَلُوا جَمِيعًا وَهُمْ أَرْبَعُمِائَةٍ، فَأُقْسِمُ بِاللَّهِ لَقَدْ
أَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا وَإِنَّ قِدْرَنَا لَتَغِطُّ كَمَا هِيَ وَإِنَّ
عَجِينَتَنَا لَتُخْبَزُ كَمَا هِيَ، قَالَ أَبُو عَوَانَةَ: قَالَ لِي
الْعَبَّاسُ: جَاءَنِي أَبُو الدَّرْدَاءِ الْمَرْوَزِيُّ، فَقَالَ: أُحِبُّ أَنْ تُمْلِيَهُ عَلَيَّ
فَأَمْلَيْتُهُ عَلَيْهِ، قَالَ: وَقَالَ لِي يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: تَكَلَّمَ
النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم
- بِالْفَارِسِيَّةِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ، فَقَالَ:
قُومُوا، فَإِنَّ جَابِرًا صَنَعَ سُورًا .
5561 حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ،
قَالَ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَائِشَةَ الْقُرَشِيُّ،
قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانُوا
يَقُولُونَ وَهُمْ يَحْفِرُونَ الْخَنْدَقَ: نَحْنُ الَّذِينَ بَايَعُوا
مُحَمَّدًا… عَلَى الإِسْلامِ مَا بَقِينَا أَبَدًا، وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله
عليه وسلم - يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنَّ الْخَيْرَ خَيْرُ الآخِرَهْ، فَاغْفِرْ
لِلأَنْصَارِ وَالْمُهَاجِرَهْ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ
بْنُ دِيزِيلَ، قَالَ : حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا
شُعْبَةُ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ،
يَقُولُ: كَانَتِ الأَنْصَارُ يَوْمَ الْخَنْدَقِ، تَقُولُ: نَحْنُ الَّذِينَ
بَايَعُوا مُحَمَّدًا، ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَهُ.
بَيَانُ مُوَافَاتِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - خَيْبَرَ وصفة محاربتهم ومحصارتهم وفتحها
5562 حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَيَّارٍ النَّصِيبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - غَزَا خَيْبَرَ، قَالَ: فَصَلَّيْنَا عِنْدَهَا صَلاةَ الْغَدَاةِ بِغَلَسٍ، قَالَ: فَرَكِبَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -، وَرَكِبَ أَبُو طَلْحَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَأَنَا رِدْفٌ لأَبِي طَلْحَةَ، فَأَجْرَى نَبِيُّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي زُقَاقِ خَيْبَرَ، وَإِنَّ رُكْبَتِي لَتَمَسُّ فَخِذَيْ نَبِيِّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَقَدِ انْحَسَرَ الإِزَارُ عَنْ فَخِذِ نَبِيِّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَإِنِّي لأَرَى بَيَاضَ فَخِذَيْهِ، قَالَ: فَلَمَّا دَخَلَ نَبِيُّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْقَرْيَةَ، قَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ، خَرِبَتْ خَيْبَرُ إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ، قَالَ: وَقَدْ خَرَجَ الْقَوْمُ إِلَى أَعْمَالِهِمْ، فَقَالُوا: مُحَمَّدٌ مُحَمَّدٌ، قَالَ: وَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا: وَالْخَمِيسُ، وَالْخَمِيسُ: الْجَيْشُ، فَأَصَبْنَاهَا عَنْوَةً فَجَمَعَ السَّبْيَ، فَجَاءَ دِحْيَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَعْطِنِي جَارِيَةً مِنَ السَّبْيِ، فَقَالَ: اذْهَبْ فَخُذْ جَارِيَةً، فَأَخَذَ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى نَبِيِّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَعْطَيْتَ دِحْيَةَ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ سَيِّدَةَ قُرَيْظَةَ وَالنَّضِيرِ، مَا تَصْلُحُ إِلا لَكَ، قَالَ: ادْعُوهُ بِهَا، فَجِئَ بِهَا، فَلَمَّا نَظَرَ
إِلَيْهَا
نَبِيُّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: خُذْ جَارِيَةً مِنَ السَّبْيِ
غَيْرَهَا، قَالَ: وَإِنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَعْتَقَهَا، وَتَزَوَّجَ بِهَا،
فَقَالَ ثَابِتٌ: يَا أَبَا حَمْزَةَ، مَا أَصْدَقَهَا؟ قَالَ: نَفْسَهَا،
أَعْتَقَهَا، وَتَزَوَّجَهَا، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالطَّرِيقِ جَهَّزَتْهَا
أُمُّ سُلَيْمٍ، فَأَهْدَتْهَا إِلَيْهِ مِنَ اللَّيْلِ، فَأَصْبَحَ رَسُولُ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -
عَرُوسًا، وَقَالَ: مَنْ كَانَ عِنْدَهُ شَيْءٌ،
فَلْيَجِئْ بِهِ، قَالَ: وَبَسَطَ نِطَعًا، فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَجِئُ بِالأَقِطِ،
وَجَعَلَ الرَّجُلُ يَجِئُ بِالتَّمْرِ، وَجَعَلَ الرَّجُلُ يَجِئُ بِالسَّوِيقِ، وَجَعَلَ
الرَّجُلُ يَجِئُ بِالسَّمْنِ، فَحَاسُوا حَيْسًا، فَكَانَتْ وَلِيمَةَ نَبِيِّ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم
-.
5563 حَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، قَالَ
: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، نا ثَابِتٌ،
وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: صَلَّى
رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - صَلاةَ الصُّبْحِ بِغَلَسٍ، ثُمَّ رَكِبَ
فَأَتَى خَيْبَرَ، فَقَالَ: خَرِبَتْ خَيْبَرَ، إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ
فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ، فَخَرَجُوا يَسْعَوْنَ .
5564 حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ الصَّائِغُ، قَالَ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كُنْتُ رَدِيفًا لأَبِي طَلْحَةَ يَوْمَ خَيْبَرَ، وَإِنَّ قَدَمِي لَتَمَسُّ قَدَمَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَأَتَيْنَا حِينَ بَزَغَتِ الشَّمْسُ، وَقَدْ خَرَجُوا بِمَوَاشِيهِمْ، وَفُؤُوسِهِمْ، وَمُرُورِهِمْ، وَمَكَاتِلِهِمْ، فَقَالُوا: مُحَمَّدٌ، وَالْخَمِيسُ، مُحَمَّدٌ ، وَالْخَمِيسُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: اللَّهُ أَكْبَرُ، خَرِبَتْ خَيْبَرُ، إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ، فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ، فَقَاتَلَهُمْ نَبِيُّ اللَّهِ، فَظَهَرَ عَلَيْهِمْ حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: كُنْتُ رَدِيفَ أَبِي طَلْحَةَ يَوْمَ أَتَيْنَا خَيْبَرَ وَبِأَيْدِيهِمُ الْمَسَاحِي، والفُؤُوسُ، فَلَمَّا رَأَوْنَا أَلْقُوا مَا بِأَيْدِيهِمْ، وَذَكَرَ مِثْلَهُ.
5566 حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ
إِسْحَاقَ الْقَاضِي، قَالا: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا
حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى
الله عليه وسلم - صَلَّى الصُّبْحَ يَوْمًا بِغَلَسٍ، وَهُوَ قَرِيبٌ مِنْ
خَيْبَرَ، ثُمَّ أَغَارَ عَلَيْهِمْ، وَقَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ، خَرِبَتْ
خَيْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، خَرِبَتْ خَيْبَرُ، إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ
قَوْمٍ، فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ، قَالَ: فَخَرَجُوا يَسْعَوْنَ فِي السِّكَكِ،
وَيَقُولُونَ: مُحَمَّدٌ وَالْخَمِيسُ، مُحَمَّدٌ وَالْخَمِيسُ، قَالَ: وَقَتَلَ
رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم
- الْمُقَاتِلَةَ، وَسَبَى الذُّرِّيَّةَ، وَكَانَتْ فِي
ذَلِكَ السَّبْيِ صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ فَصَارَتْ لِدِحْيَةَ الْكَلْبِيِّ،
ثُمَّ صَارَتْ بَعْدُ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَأَعْتَقَهَا، وَتَزَوَّجَهَا،
وَجَعَلَ عِتْقَهَا صَدَاقَهَا، فَقَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ
لِثَابِتٍ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، أَنْتَ قُلْتَ لأَنَسٍ مَا أَصْدَقَهَا؟ قَالَ:
أَصْدَقَهَا نَفْسَهَا، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
5567 ذَكَرَ أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، قَالَ
: حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ
قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: لَمَّا أَتَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى
الله عليه وسلم - خَيْبَرَ، قَالَ: إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ، فَسَاءَ
صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ، حَدَّثَنَا تَمَامٌ، حَدَّثَنَا زَاجٌ، قَالَ :
حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، بِنَحْوِهِ، قَالَ أَبُو عَوَانَةَ: وَهُوُ
حَدِيثُ النَّضْرِ
5568 حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ سَيْفٍ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَنَفِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ،
قَالَ : حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه
وسلم - قَالَ: خَرِبَتْ خَيْبَرُ، إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ،
فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ.
5569 حَدَّثَنَا بَكَّارُ بْنُ قُتَيْبَةَ، قَالَ :
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ،
قَالَ: حَدَّثَنَا إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: غَزَوْنَا
خَيْبَرَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: لأُعْطِيَنَّ
الرَّايَةَ الْيَوْمَ رَجُلا يُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ يَفْتَحُ اللَّهُ
عَلَى يَدَيْهِ، فَدَعَا عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَأَعْطَاهَا إِيَّاهُ .
5570 حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا
مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ،
عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: لَمَّا خَرَجْنَا مَعَ
رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى خَيْبَرَ قَالَ رَجُلٌ مِنَ
الْقَوْمِ: أَسْمِعْنَا يَا عَامِرُ هُنَيَّاتِكَ، قَالَ: فَحَدَا بِهِمْ، فَقَالَ
رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: مَنِ السَّائِقُ؟، فَقَالُوا: عَامِرٌ،
قَالَ: رَحِمَهُ اللَّهُ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلا أَمْتَعْتَنَا بِهِ
فَأُصِيبَ عَامِرٌ صَبِيحَةَ لَيْلَتِهِ، فَقَالَ الْقَوْمُ: حَبِطَ عَمَلُهُ،
قَتَلَ نَفْسَهُ، فَلَمَّا رَجَعْتُ وَهُمْ يَتَحَدَّثُونَ أَنَّ عَامِرًا حَبِطَ
عَمَلُهُ، فَجِئْتُ إِلَى نَبِيِّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ
اللَّهِ، فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي زَعَمُوا أَنَّ عَامِرًا حَبِطَ عَمَلُهُ، قَالَ:
كَذَبَ مَنْ قَالَهَا، إِنَّ لَهُ لأَجْرَيْنِ اثْنَيْنِ، إِنَّهُ لَجَاهِدٌ
مُجَاهِدٌ، وَأَيُّ قَتْلٍ يَزِيدُكَ عَلَيْهِ.
5571 حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ :
حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي
عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ، قَالَ: لَمَّا خَرَجْنَا إِلَى
خَيْبَرَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: أَلا رَجُلٌ
يُسْمِعُنَا؟، فَقَالَ عَامِرٌ:
اللَّهُمَّ لَوْلا أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا ... وَلا
تَصَدَّقْنَا وَلا صَلَّيْنَا
فَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا ... وَثَبِّتِ
الأَقْدَامَ إِنْ لاقَيْنَا
فَلَمَّا قَدِمْنَا خَيْبَرَ ضَرَبَ عَامِرٌ رَجُلا مِنَ
الْيَهُودِ بِسَيْفِهِ، فَأَصَابَ ذُبَابُ السَّيْفِ رُكْبَةَ عَامِرٍ، فَمَاتَ
مِنْهَا فَخَاضَ فِي ذَلِكَ نَاسٌ مِنَ الأَنْصَارِ، وَقَالُوا: إِنَّ عَامِرًا
حَبِطَ عَمَلُهُ قَتَلَ نَفْسَهُ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ قَوْمًا
زَعَمُوا أَنَّ عَامِرًا حَبِطَ عَمَلُهُ، قَالَ: مَنْ هَؤُلاءِ؟ قُلْتُ: فُلانٌ
وَفُلانٌ، قَالَ: كَذَبُوا، إِنَّ لِعَامِرٍ أَجْرَيْنِ اثْنَيْنِ، وَإِنَّ
عَامِرًا جَاهَدٌ مُجَاهِدٌ.
بَيَانُ عَدَدِ غَزَوَاتِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -
5572 حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَيَّارٍ، وَابْنُ الْجُنَيْدِ، وَعَبَّاسٌ الدُّورِيُّ، وأبو أمية، قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ، قَالَ: غَزَوْتُ مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - سَبْعَ غَزَوَاتٍ، وَمَعَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ تِسْعَ غَزَوَاتٍ، كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يُؤَمِّرُهُ عَلَيْنَا.
5573 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ دَاوُدَ ابْنُ أُخْتِ
غَزَالٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
أَحْمَدَ بْنِ الْجُنَيْدِ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى يَعْنِي ابْنَ غَيْلانَ،
قَالَ: حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ،
قَالَ: سَمِعْتُ سَلَمَةَ بْنَ الأَكْوَعِ، يَقُولُ: غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ
- صلى الله عليه وسلم - سَبْعَ غَزَوَاتٍ، وَخَرَجْتُ فِيمَا يَبْعَثُ مِنَ
الْبُعُوثِ تِسْعَ غَزَوَاتٍ، مَرَّةً عَلَيْنَا أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ، وَمَرَّةً عَلَيْنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، كَذَا قَالَ حَاتِمُ:
أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، وَأَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: زَيْدُ
بْنُ حَارِثَةَ، وَكَذَا رَوَاهُ عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ يَزِيدَ،
مِثْلَ رِوَايَةِ حَاتِمٍ.
5574 حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ، قَالَ : حَدَّثَنَا
أَبُو الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو إِسْحَاقَ،
قَالَ: خَرَجَ النَّاسُ يَسْتَسْقُونَ، وَزَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ مَعَهُمْ، مَا بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ إِلا رَجُلٌ، قَالَ: قُلْتُ: كَمْ غَزَا
رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ غَزْوَةٍ؟ قَالَ: تِسْعَ عَشْرَةَ
غَزْوَةً، قُلْتُ: كَمْ غَزَوْتَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -؟ قَالَ: سَبْعَ
عَشْرَةَ، قُلْتُ لِزَيْدٍ: أَوَّلُ غَزْوَةٍ غَزَاهَا؟، قَالَ: ذُو الْعَشِيرَةِ،
أَوْ العَسِيرا .
5575 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو
دَاوُدَ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: قُلْتُ لِزَيْدِ
بْنِ أَرْقَمَ: كَمْ غَزَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -؟ قَالَ: تِسْعَ عَشْرَةَ غَزْوَةً، قُلْتُ: كَمْ
غَزَوْتَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -؟ قَالَ: سَبْعَ عَشْرَةَ
غَزْوَةً، قُلْتُ لِزَيْدٍ: أَوَّلُ غَزْوَةٍ غَزَاهَا؟ قَالَ: ذَا الْعَشِيرِ،
أَوِ الْعَشِيرَةِ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ: فِي هَذَا الْحَدِيثِ ذَاتُ العَشِيرَا
أَوِ الْعَشِيرِ.
5576 حَدَّثَنَا هِلالُ بْنُ الْعَلاءِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ زُهَيْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ،
قَالَ : حَدَّثَنَا الأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، وَالنُّفَيْلِيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا
زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: قُلْتُ لِزَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ: كَمْ
غَزَوْتَ مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -؟ قَالَ: سَبْعَ عَشْرَةَ.
5577 قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: وَحَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ
أَرْقَمَ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - غَزَا تِسْعَ عَشْرَةَ
غَزْوَةً، وَأَنَّهُ حَجَّ بَعْدَ مَا هَاجَرَ حَجَّةً وَاحِدَةً، حَجَّةَ
الْوَدَاعِ.
5578 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا
النُّفَيْلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ،
قَالَ: حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه
وسلم - غَزَا تِسْعَ عَشْرَةَ غَزْوَةً، وَأَنَّهُ حَجَّ بَعْدَ مَا هَاجَرَ
حَجَّةَ الْوَدَاعِ لَمْ يَحْجُجْ غَيْرَهَا، قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: وَأُخْرَى بِمَكَّةَ،
وَقَالَ: سَأَلْتُ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ: كَمْ غَزَوْتَ مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه
وسلم -؟ قَالَ: سَبْعَ عَشْرَةَ.
5579 حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ سَعِيدٍ الدَّنْدَانِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ،
قَالَ : حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو
الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُمَا، يَقُولُ: غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - تِسْعَ
عَشْرَةَ غَزْوَةً، قَالَ جَابِرٌ: لَمْ أَشْهَدْ بَدْرًا وَلا أُحُدًا، مَنَعَنِي
أَبِي، فَلَمَّا قُتِلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، يَعْنِي: ابْنَ حَرَامٍ،
يَوْمَ أُحُدٍ، لَمْ أَتَخَلَّفْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي
غَزْوَةٍ غَزَاهَا.
5580 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ
الْمُعَدَّلُ، قَالَ: أنبأ عَبْدُ الْوَهَّابِ، قَالَ: أنبأ الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ: أَنَّ أَبَاهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ غَزَا مَعَ
رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم
- تِسْعَ عَشْرَةَ غَزْوَةً، قُلْتُ: أَكَانَ مِنْ
أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ؟ قَالَ: نَعَمْ.
5581 حَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ
بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه
وسلم - غَزَا تِسْعَ عَشْرَةَ غَزْوَةً، قَاتَلَ فِي ثَمَانٍ .
5582 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ الطَّبَّاعِ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو تُمَيْلَةَ، قَالَ :
حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:
غَزَا النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - تِسْعَ عَشْرَةَ غَزَاةً، قَاتَلَ
مِنْهَا فِي ثَمَانٍ.
5583 يُرْوَى: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - غَزَا
بِنَفْسِهِ سِتَّةً وَعِشْرِينَ غَزْوَةً.
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ هَاشِمٍ الأَنْطَاكِيُّ أَبُو
بَكْرٍ الأَشَلُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَبِي مَنِيعٍ وَهُوَ الْحَجَّاجُ
بْنُ يُوسُفَ وَيُكَنَّى يُوسُفَ أَبَا مَنِيعٍ، سَنَةَ عِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ،
قَالَ: حَدَّثَنِي جَدِّي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي زِيَادِ، قَالَ: هَذَا مَا
ذَكَرَ لَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الزُّهْرِيُّ، مِمَّا سَأَلْنَاهُ عَنْهُ
مِنْ أَوَّلِ مَخْرَجِ النَّبِيِّ -
صلى الله عليه وسلم -، فَذَكَرَ صَدْرًا مِنَ
الْحَدِيثِ، فَكَانَ أَوَّلُ مَشْهَدٍ شَهِدَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه
وسلم - يَوْمَ بَدْرٍ، وَرَئِيسُ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَئِذٍ عُتْبَةُ بْنُ
رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ، فَالْتَقَوْا بِبَدْرٍ يَوْمَ الْجُمُعَةِ لِسَبْعَ
عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ، وَأَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه
وسلم - يَوْمَئِذٍ ثَلاثُمِائَةٍ وَبِضْعَةَ عَشَرَ رَجُلا، وَالْمُشْرِكُونَ
بَيْنَ الأَلْفِ والتِّسْعِمِائَةٍ فَكَانَ ذَلِكَ يَوْمَ الْفُرْقَانِ، يَوْمَ
فَرَّقَ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ، وَكَانَ أَوَّلُ قَتِيلٍ قُتِلَ
يَوْمَئِذٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ مَهْجِعَ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُمَا، ثُمَّ كَانَتْ غَزْوَةُ بَنِي النَّضِيرِ، وَهُمْ طَائِفَةٌ
مِنَ الْيَهُودِ عَلَى رَأْسِ سِتَّةِ أَشْهُرٍ مِنْ وَقْعَةِ بَدْرٍ، وَكَانَ
مَنْزِلَهُمْ وَنَخْلَهُمْ بِنَاحِيَةِ الْمَدِينَةِ، فَحَاصَرَهُمْ رَسُولُ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى نَزَلُوا عَلَى الْجَلاءِ، وَعَلَى أَنَّ
لَهُمْ مَا أَقَلَّتِ الإِبِلُ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَمْتِعَةِ إِلا الْحَلْقَةَ،
وَهُوَ السِّلاحُ فَأَجْلاهُمْ رَسُولُ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قِبَلَ الشَّامِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِمْ مِنْ أَوَّلِ سُورَةِ الْحَشْرِ إِلَى قَوْلِهِ: {وَلِيخْزِيَ الْفَاسِقِينَ}[سورة الحشر آية 5 ] ثُمَّ كَانَتْ وَقْعَةُ أُحُدٍ فِي شَوَّالٍ عَلَى رَأْسِ سِتَّةِ أَشْهُرٍ مِنْ وَقْعَةِ بَنِي النَّضِيرِ، وَرَئِيسُ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَئِذٍ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ، فَلَمَّا نَزَلَ أَبُو سُفْيَانَ بِالْمُشْرِكِينَ أُحُدًا، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لأَصْحَابِهِ: إِنِّي رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ أَنِّي فِي دِرْعٍ حَصِينَةٍ، وَإِنِّي أَوَّلْتُهَا الْمَدِينَةَ فَاجْلِسُوا فِي صُنْعِكُمْ، وَقَاتِلُوا مِنْ وَرَائِهِ، وَكَانُوا قَدْ شَكَوْا أَزِقَّةَ الْمَدِينَةِ بِالْبُنْيَانِ، فَقَالَ رِجَالٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَمْ يَكُونُوا شَهِدُوا بَدْرًا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اخْرُجْ بِنَا إِلَيْهِمْ، فَلَمْ يَزَالُوا بِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى لَبِسَ لأْمَتَهُ، فَلَمَّا لَبِسَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لأْمَتَهُ، فَقَالَ: أَمَا إِنِّي أَظُنُّ الصَّرْعَى مُسْتَكْثِرٌ مِنْكُمْ، وَمِنْهُمُ الْيَوْمَ إِنِّي رَأَيْتُ فِيَ النَّوْمِ بَقَرًا مُنَحَّرَةً، فَأَرَانِي أَقُولُ: بَقَرٌ، وَاللَّهِ خَيْرٌ، فَتَقَدَّمَ الَّذِينَ كَانُوا يَدْعُونَهُ إِلَى الْخُرُوجِ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، امْكُثْ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: إِنَّهُ لا يَنْبَغِي لِنَبِيٍّ أَنْ يَلْبِسَ لأْمَتَهُ، ثُمَّ يَنْتَهِي حَتَّى يَأْتِيَ الْبَأْسُ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِأَصْحَابِهِ، حَتَّى الْتَقَوْا هُمْ وَالْمُشْرِكُونَ بِأُحُدٍ، وَالْمُسْلِمُونَ يَوْمَئِذٍ قَرِيبٌ مِنْ أَرْبَعِمِائَةٍ، وَالْمُشْرِكُونَ
مِنْ ثَلاثَةِ آلافٍ فَاقْتَتَلُوا، قَالَ اللَّهُ: {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ}[سورة آل عمران آية 152 ]، إِلَى قَوْلِهِ: {وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [آل عمران آية 153]، وَكَانَ فِيمَنْ قُتِلَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَئِذٍ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَمُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ مِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ جَمَّعَ الْجُمُعَةَ لِلْمُسْلِمِينَ بِالْمَدِينَةِ، قَبْلَ أَنْ يَقْدُمَهَا فَذَلِكَ يَوْمَ نَجَمَ النِّفَاقُ، وَسَمُّوا الْمُنَافِقِينَ، وَهُمُ الَّذِينَ خَذَلُوا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حِينَ نَهَضَ إِلَى الْمُشْرِكِينَ بِأُحُدٍ، وَكَانُوا قَرِيبًا مِنْ ثُلُثِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَمَشَوْا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى إِذَا بَلَغُوا الْجَبَّانَةَ، وَبَرَزُوا مِنْ دُورِ الْمَدِينَةِ انْصَرَفُوا إِلَى أَهْلِيهِمْ، وَرَأْسُهُمْ يَوْمَئِذٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ، وَكَانَ عَظِيمُ أَهْلِ تِلْكَ الْبُحَيْرَةِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ثُمَّ كَانَتْ وَقْعَةُ الأَحْزَابِ لِسَنَتَيْنِ، وَذَلِكَ يَوْمَ خَنْدَقَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَالْمُسْلِمُونَ الْخَنْدَقَ بِجَبَّانَةِ الْمَدِينَةِ، وَرَئِيسُ الْكُفَّارِ يَوْمَئِذٍ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ، فَحَاصَرُوا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَصْحَابَهُ بِضْعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً، فَخَلُصَ إِلَى الْمُسْلِمِينَ الْكَرْبُ والأَزْلُ، حَتَّى قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، كَمَا أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَنْشُدُكَ عَهْدَكَ وَوَعْدَكَ، اللَّهُمَّ إِنَّكَ إِنْ تَشَأْ لا
تُعْبَدْ، وَأَرْسَلَتْ بَنُو قُرَيْظَةَ إِلَى أَبِي سُفْيَانَ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الأَحْزَابِ: أَنِ اثْبُتُوا فَإِنَّا سَنَغِيرُ عَلَى بَيْضَةِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ وَرَائِهِمْ، فَسَمِعَ بِذَلِكَ نُعَيْمُ بْنُ عَمْرٍو الأَشْجَعِيُّ، وَهُوَ مُوَادِعٌ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَكَانَ نُعَيْمٌ رَجُلا لا يَكْتُمُ الْحَدِيثَ، فَأَقْبَلَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَأَخْبَرَهُ وَبَعَثَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الرِّيحَ حَتَّى مَا يَكَادُ أَحَدٌ مِنْهُمْ، يَهْتَدِي لِمَوْضِعِ رِجْلِهِ، فَارْتَحَلُوا، وَوَلَّوْا مُنْهَزِمِينَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ}[سورة الأحزاب آية 9 ] إِلَى {وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلا يَسِيرًا}[سورة الأحزاب آية 14 ]، فَلَمَّا وَلَّى الْكُفَّارُ، طَلَبَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ حَتَّى بَلَغُوا جَبَلا يُقَالُ لَهُ: حَمْرَاءُ الأَسَدِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ}[سورة الأحزاب آية 25 ]، إِلَى قَوْلِهِ: {وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا}[سورة الأحزاب آية 27 ]، فَأَنْزَلَ اللَّهُ هَذَا فِي طَلَبِهِمْ، وَسَارَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِمَنْ مَعَهُ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ، فَحَاصَرَهُمْ حَتَّى نَزَلُوا عَلَى حُكْمِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ثُمَّ كَانَتْ غَزْوَةُ الْحُدَيْبِيَةِ وَأَهَلَّ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ ذِي الْحُلَيْفَةِ بِعُمْرَةٍ، وَمَنْ مَعَهُ يَوْمَئِذٍ بِضْعَ عَشْرَةَ مِائَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: إِنَّا لَمْ نَأْتِ لِقِتَالِ أَحَدٍ،
وَلَكِنَّا جِئْنَا لِنَطُوفَ بِالْبَيْتِ، فَمَنْ صَدَّنَا عَنْهُ قَاتَلْنَاهُ، وَرَئِيسُهُمْ يَوْمَئِذٍ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ، فَنَحَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - هَدْيَهُ، وَحَلَقَ رَأْسَهُ، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى الْمَدِينَةِ عَلَى أَنْ يُخَلُّوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْبَيْتِ عَامًا قَابِلا، فَيَطُوفُ بِهِ ثَلاثَ لَيَالٍ، وَنَزَلَ بِخَيْبَرَ، وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا} [سورة الفتح آية 20 ]، فَغَزَاهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَفَتَحَهَا، فَقَسَمَ فِيهَا لِمَنْ بَايَعَهُ بِالْحُدَيْبِيَةِ، تَحْتَ الشَّجَرَةِ مِنْ غَائِبٍ أَوْ شَاهِدٍ مِنْ أَجْلِ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ كَانَ وَعَدَهُمْ إِيَّاهَا، وَخَمَّسَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - خَيْبَرَ، ثُمَّ قَسَمَ سَائِرَهَا مَغَانِمَ بَيْنَ مَنْ شَهِدَهَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَغَابَ عَنْهَا مِنْ أَهْلِ الْحُدَيْبِيَةِ، ثُمَّ اعْتَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْعَامَ الْقَابِلَ فِي ذِي الْقَعْدَةِ فِي الْمُدَّةِ آمِنًا، فَخَرَجَ كُفَّارُ قُرَيْشٍ مِنْ مَكَّةَ، وَخَلَوْهَا لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَخَلَّفُوا حُوَيْطِبَ بْنَ عَبْدِ الْعُزَّى، وَأَمَرُوهُ إِذَا طَافَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِالْكَعْبَةِ ثَلاثَ لَيَالٍ أَنْ يَأْتِيَهُ، فَيَسْأَلَهُ أَنْ يَرْتَحِلَ، فَأَتَى حُوَيْطِبٌ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَعْدَ ثَلاثٍ، فَكَلَّمَهُ فِي الرَّحِيلِ، فَارْتَحَلَ قَافِلا إِلَى الْمَدِينَةِ ثُمَّ كَانَتْ غَزْوَةُ الْفَتْحِ فَتْحِ مَكَّةَ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنَ الْمَدِينَةِ فِي رَمَضَانَ، وَمَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ عَشْرَةُ آلافٍ،
وَذَلِكَ عَلَى رَأْسِ ثَمَانِي سِنِينَ وَنِصْفِ سَنَةٍ مِنْ مَقْدِمِهِ الْمَدِينَةَ، فَسَارَ بِمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلَى مَكَّةَ، فَافْتَتَحَ مَكَّةَ لِثَلاثَ عَشْرَةَ لَيْلَةٍ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ، وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَاتَلَ بِمَنْ مَعَهُ صُفُوفَ قُرَيْشٍ بِأَسْفَلَ مَكَّةَ حَتَّى هَزَمَهُمْ، ثُمَّ أَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَئِذٍ بِالسِّلاحِ، فَرَفَعَ عَنْهُمْ وَدَخَلُوا فِي الدِّينِ وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ، ثُمَّ أَخَّرَهُ ثُمَّ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَبِمَنْ أَسْلَمَ يَوْمَ الْفَتْحِ مِنْ قُرَيْشٍ، وَبَنِي كِنَانَةَ قَبْلَ حُنَيْنٍ، وَحُنَيْنٍ وَادٍ قَبْلَ الطَّائِفِ ذُو مِيَاهٍ بِهِ مِنَ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَئِذٍ الْعَجَزُ مِنْ هَوَازِنَ مَعَهُمْ ثَقِيفٌ، وَرَئِيسُ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَئِذٍ مَالِكُ بْنُ عَوْفٍ النَّضْرِيُّ، فَقَتَلُوا بِحُنَيْنٍ، فَنَصَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ نَبِيَّهُ - صلى الله عليه وسلم - وَالْمُسْلِمِينَ، وَكَانَ يَوْمًا شَدِيدَ الْبَأْسِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ}[سورة التوبة آية 25 ]، فَسَبَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَئِذٍ سِتَّةَ آلافٍ سَبْي مِنَ النِّسَاءِ وَالذَّرَارِيِّ، وَأَخَذَ مِنَ الإِبِلِ وَالشَّاةِ مَا لا يُدْرَى عَدَدُهُ، وَخَمَّسَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - السَّبْيَ وَالأَمْوَالَ، ثُمَّ جَاءَهُ وَفْدُ هَوَازِنَ مُسْتَأْمِنِينَ، فَقَالُوا: قَدِ اجْتَحْتَ نِسَاءَنَا وَذَرَارِيَّنَا، وَأَمْوَالَنَا، فَارْدُدْ إِلَيْنَا ذَلِكَ
كُلَّهُ، قَالَ: لَسْتُ رَادًّا إِلَيْكُمْ كُلَّهُ، فَاخْتَارُوا إِنْ شِئْتُمُ النِّسَاءَ وَالذَّرَارِيَّ وَإِنْ شِئْتُمُ الأَمْوَالَ، قَالُوا: فَإِنَّا نَخْتَارُ نِسَاءَنَا وَذَرَارِيَّنَا، فَرَدَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَيْهِمْ نِسَاءَهُمْ وَذَرَارِيَّهُمْ، وَقَسَمَ النَّعَمَ، وَالشَّاءَ بَيْنَ مَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ بِالْجِعْرَانَةِ، ثُمَّ أَهَلَّ مِنْهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِعُمْرَةٍ، وَذَلِكَ فِي ذِي الْقَعْدَةِ، ثُمَّ قَفَلَ إِلَى الْمَدِينَةِ حَتَّى إِذَا قَدِمَهَا أَمَّرَ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى الْحَجِّ ثُمَّ غَزَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - غَزْوَةَ تَبُوكَ، وَهُوَ يُرِيدُ الرُّومَ، وَكُفَّارَ الْعَرَبِ بِالشَّامِ، حَتَّى إِذَا بَلَغَ تَبُوكَ أَقَامَ بِهَا بِضْعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً، وَلَقِيَهُ بِهَا وَفْدُ أَذْرَحَ، وَوَفْدُ أَيْلَةَ، فَصَالَحَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى الْجِزْيَةِ، ثُمَّ قَفَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ تَبُوكَ، وَلَمْ يُجَاوِزْهَا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ}[سورة التوبة آية 117 ]، {وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا}[سورة التوبة آية 118 ]، وَكَانُوا قَدْ تَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي تِلْكَ الْغَزْوَةِ فِي بَضْعَةٍ وَثَمَانِينَ رَجُلا، فَلَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - صَدَّقَهُ أُولَئِكَ الثَّلاثَةُ، واعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ، وَكَذَبُوا سَائِرُهُمْ، فَحَلَفُوا لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَا حَبَسَهُمْ إِلا عُذْرٌ، فَقَبِلَ مِنْهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -
وَوَكَّلَهُمْ فِي سَرَائِرِهِمْ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى، وَلَمْ يَغْزُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - غَزْوَةً بَعْدُ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَكَانَتْ وَفَاتُهُ - صلى الله عليه وسلم - فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ عَشْرٍ، وَلَمْ يَغْزُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - غَزْوَةً قَطُّ يَجْلِسُ فِيهَا تَحْتَ لِوَاءٍ أَوْ شَهْرٍ فِيهَا سُيوفًا إِلا ذُكِرَ فِي الْقُرْآنِ، ثُمَّ حَجَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَجَّةَ الْوَدَاعِ، وَتَمَتَّعَ فِيهَا بِعُمْرَةٍ وَسَاقَ الْهَدْيَ مَعَهُ، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَجَّةَ الْوَدَاعِ قَفَلَ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَلَبِثَ شَهْرَيْنِ وَبَعْضَ شَهْرٍ، ثُمَّ شَكَا شَكْوَاهُ الَّتِي تَوَفَّاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ سَيْفٍ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ بَزِيعٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: وَكَانَ جَمِيعُ مَا غَزَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سِتًّا وَعِشْرِينَ غَزْوَةً، أَوَّلُ غَزْوَةٍ غَزَاهَا بِنَفْسِهِ: وَدَّانُ، وَهِيَ غَزْوَةُ الأَبْوَاءِ، ثُمَّ غَزْوَةُ: بُوَاطٍ إِلَى نَاحِيَةِ رَضْوَى، ثُمَّ غَزْوَةُ: الْعَشِيرَةِ، مِنْ بَطْنِ يَنْبُعَ، ثُمَّ غَزْوَةُ: بَدْرٍ الأُولَى يَطْلُبُ كُرْزَ بْنَ جَابِرٍ، ثُمَّ غَزْوَةُ: بَدْرٍ الَّتِي قُتِلَ فِيهَا صَنَادِيدُ قُرَيْشٍ، ثُمَّ غَزْوَةُ: بَنِي سُلَيْمٍ حَتَّى بَلَغَ الكُدْرَ مَاءً لِبَنِي سُلَيْمٍ، ثُمَّ غَزْوَةٌ: يَطْلُبُ أَبَا سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ حَتَّى بَلَغَ قَرْقَرَ الكُدْرِ، ثُمَّ غَزْوَةُ: غَطَفَانَ إِلَى نَجْدٍ، وَهِيَ غَزْوَةُ ذِي أَمَرَ، ثُمَّ غَزْوَةُ: نَجْرَانَ، مَعْدِنٌ بِالْحِجَازِ فَوْقَ الْفَرْعِ، ثُمَّ غَزْوَةُ: أُحُدٍ، ثُمَّ غَزْوَةُ: حَمْرَاءَ الأَسَدِ، ثُمَّ غَزْوَةُ: بَنِي النَّضِيرِ، أَجْلاهُمْ إِلَى خَيْبَرَ، ثُمَّ غَزْوَةُ: ذَاتِ الرِّقَاعِ مِنْ نَجْرَانَ، ثُمَّ غَزْوَةُ: بَدْرٍ، الآخِرَةِ لِمِيعَادِ أَبِي سُفْيَانَ وَهِيَ غَزْوَةُ السَّوِيقِ، ثُمَّ غَزْوَةُ: دَوْمَةِ الْجَنْدَلِ، ثُمَّ غَزْوَةُ الْخَنْدَقِ، ثُمَّ غَزْوَةُ: بَنِي قُرَيْظَةَ، ثُمَّ غَزْوَةُ: بَنِي لِحْيَانَ مِنْ هُذَيْلٍ، ثُمَّ غَزْوَةُ: ذِي قَرَدٍ يَطْلُبُ عُيَيْنَةَ بْنَ حِصْنٍ، ثُمَّ غَزْوَةُ: بَنِي الْمُصْطَلِقِ مِنْ خُزَاعَةَ، ثُمَّ غَزْوَةُ: الْحُدَيْبِيَةِ لا يُرِيدُ قِتَالا فَصَدَّهُ الْمُشْرِكُونَ، ثُمَّ غَزْوَةُ: خَيْبَرَ، ثُمَّ اعْتَمَرَ عُمْرَةَ الْقَضَاءِ، ثُمَّ غَزْوَةُ: الْفَتْحِ فَتْحِ مَكَّةَ، ثُمَّ غَزْوَةُ: حُنَيْنٍ، ثُمَّ غَزْوَةُ: الطَّائِفِ، ثُمَّ غَزْوَةُ:
تَبُوكَ قَاتَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ ذَلِكَ فِي تِسْعِ غَزَوَاتٍ: غَزْوَتِهِ بَدْرًا، وَغَزْوَتِهِ أُحُدًا، وَغَزْوَتِهِ الْخَنْدَقَ، وَغَزْوَتِهِ بَنِي قُرَيْظَةَ، وَغَزْوَتِهِ بَنِي الْمُصْطَلِقِ، وَغَزْوَتِهِ خَيْبَرَ، وَغَزْوَتِهِ الْفَتْحَ فَتْحَ مَكَّةَ، وَغَزْوَتِهِ حُنَيْنًا، وَغَزْوَتِهِ الطَّائِفَ وَكَانَتْ سَرَايَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَبُعُوثُهُ فِيمَا بَيْنَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ، وَبَيْنَ أَنْ قَبَضَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ خَمْسًا وَثَلاثِينَ، بَيْنَ بَعْثٍ وَسَرِيَّةٍ: غَزْوَةُ عُبَيْدَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى إخْنَا أَسْفَلَ مِنْ ثَنِيَّةِ الْمَرَّةِ، وَهُوَ مَاءٌ بِالْحِجَازِ، ثُمَّ غَزْوَةُ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ مِنْ نَاحِيَةِ الْعِيصِ، وَبَعْضُ النَّاسِ يُقَدِّمُ غَزْوَةَ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَلَى غَزْوَةِ عُبَيْدَةَ، ثُمَّ غَزْوَةُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الْخَزَّارَ مِنْ أَرْضِ الْحِجَازِ، ثُمَّ غَزْوَةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى نَخْلَةَ، ثُمَّ غَزْوَةُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى الْقِرَدَةِ أَوِ الْقَرَدِ، الشَّكُّ مِنْ أَبِي عَوَانَةَ، ثُمَّ غَزْوَةُ مَرْثَدِ بْنِ أَبِي مَرْثَدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الرَّجِيعِ، ثُمَّ غَزْوَةُ الْمُنْذِرِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِئْرِ مَعُونَةَ، ثُمَّ غَزْوَةُ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى ذِي الْقَصَّةِ مِنْ طَرِيقِ الْعِرَاقِ، ثُمَّ غَزْوَةُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ تُرْبَةَ مِنْ أَرْضِ بَنِي عَامِرٍ، ثُمَّ غَزْوَةُ عَلِيِّ
بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الْيَمَنِ، ثُمَّ غَزْوَةُ غَالِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْكَلْبِيِّ، كَلْبَ لَيْثٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَصَابَ بَنِي الْمُلَوَّحِ، وَغَزْوَةُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ إِلَى بَنِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ مِنْ أَهْلِ فَدَكَ، وَغَزْوَةُ ابْنُ أَبِي الْعَوْجَاءِ السُّلَمِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَرْضَ بَنِي سُلَيْمٍ أُصِيبَ بِهَا هُوَ وَأَصْحَابُهُ جَمِيعًا، وَغَزْوَةُ عُكَّاشَةَ بْنِ مِحْصَنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الغَمُرَةَ، وَغَزْوَةُ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الأَسَدِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَطَنَ مَاءٍ مِنْ مِيَاهِ بَنِي أَسَدٍ مِنْ نَاحِيَةِ نَجْدٍ قُتِلَ فِيهَا مَسْعُودُ بْنُ عُرْوَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَغَزْوَةُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَخِي بَنِي حَارِثَةَ إِلَى القُرْطَا مِنْ هَوَازِنَ، وَغَزْوَةُ بَشِيرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَرَّةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِفَدَكَ، وَغَزْوَةُ بَشِيرِ بْنِ سَعْدٍ أَيْضًا إِلَى نَمِرٍ وَحَنَانَ بَلَدَيْنِ مِنْ أَرْضِ خَيْبَرَ، وَغَزْوَةُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الْجَمُومَ مِنْ أَرْضِ بَنِي سُلَيْمٍ، وَغَزْوَةُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ أَيْضًا جُذَامٍ مِنْ أَرْضِ حَسْمَى، وَغَزْوَةُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ أَيْضًا الطَّرْفِ مِنْ نَاحِيَةِ نَخْلٍ مِنْ طَرِيقِ الْعِرَاقِ، وَغَزْوَةُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ وَادِي الْقُرَى لَقِيَ بِهِ بَنِي فَزَارَةَ وَأُصِيبَ بِهَا أُنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ وارْتُثَّ زَيْدٌ مِنْ بَيْنِ الْقَتْلَى، وَفِيهَا أُصِيبَ وَرْدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ مَدَاسٍ، فَلَمَّا قَدِمَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ نَذَرَ أَنْ لا يَمَسَّ رَأْسَهُ غُسْلٌ مِنْ جَنَابَةٍ حَتَّى يَغْزُو فَزَارَةَ، فَلَمَّا اسْتُلَّ مِنْ جِرَاحِهِ، بَعَثَهُ رَسُولُ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي جَيْشٍ إِلَى بَنِي فَزَارَةَ، فَلَقِيَهُمْ بِوَادِي الْقُرَى فَأَصَابَ مِنْهُمْ، وَقَتَلَ قَيْسَ بْنَ المِشْجَرِ الْيَعْمَرِيَّ، وَمَسْعَدَةَ بْنَ حِكْمَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ بَدْرٍ، وَأَسَرَ أُمَّ قِرْفَةَ فَاطِمَةَ بِنْتَ رَبِيعَةَ بْنِ زَيْدٍ، كَانَتْ عِنْدَ مَالِكِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ بَدْرٍ، وَغَزْوَةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَرَّتَيْنِ، إِحْدَاهُمَا الَّتِي أَصَابَ فِيهَا الْبَشِيرَ بْنَ رِزَامٍ الْيَهُودِيَّ، وَغَزْوَةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَتِيكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى خَيْبَرَ، فَأَصَابَ فِيهَا أَبَا رَافِعٍ سَلامَ بْنَ أَبِي الْحُقَيْقِ، وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَعَثَ مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَأَصْحَابَهُ فِيمَا بَيْنَ بَدْرٍ وَأُحُدٍ إِلَى كَعْبِ بْنِ الأَشْرَفِ فَقَتَلُوهُ، وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُنَيْسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى خَالِدِ بْنِ سُفْيَانَ بْنِ نُبَيْحٍ الْهُذَلِيِّ وَهُوَ بِنَخْلَةَ أَوْ بِعُرَنَةَ يَجْمَعُ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - النَّاسَ لِيَغْزُوهُ فَقَتَلَهُ، وَغَزْوَةُ ابْنِ حَارِثَةَ، وَجَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، مُؤْتَةَ مِنْ أَرْضِ الشَّامِ فَأُصِيبُوا بِهَا، وَغَزْوَةُ كَعْبِ بْنِ عُمَيْرٍ الْغِفَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ذَاتَ أَطْلاحٍ مِنْ أَرْضِ الشَّامِ أُصِيبَ بِهَا هُوَ وَأَصْحَابُهُ جَمِيعًا، وَغَزْوَةُ عُيَيْنَةَ بْنِ حِصْنِ بْنِ حُذَيْفَةَ بَلْعَنْبَرَ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، وَغَزْوَةُ غَالِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْكَلْبِيِّ، كَلْبَ لَيْثٍ أَرْضَ بَنِي مُرَّةَ، وَغَزْوَةُ عَمْرِو بْنِ
الْعَاصِ
بْنِ وَائِلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ذَاتَ السَّلاسِلِ مِنْ أَرْضِ بَلِيٍّ وَعُذْرَةَ،
وَغَزْوَةُ ابْنِ أَبِي حَدْرَدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَأَصْحَابِهِ إِلَى
بَطْنِ أَصَمَّ، وَكَانَ قَبْلَ الْفَتْحِ، وَغَزْوَةُ ابْنِ أَبِي حَدْرَدٍ
الأَسْلَمِيِّ إِلَى الْغَابَةِ، وَسَرِيَّةُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، ثُمَّ سَرِيَّةُ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ إِلَى سَيْفِ الْبَحْرِ، وَزَوَّدَهُمْ جِرَابًا مِنْ تَمْرٍ،
قَالَ: فَحَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَقَدْ كَانَ
تَكَلَّمَ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مُسَيْلِمَةُ بْنُ
حَبِيبٍ بِالْيَمَامَةِ فِي بَنِي حَنِيفَةَ، وَالأَسْوَدُ بْنُ كَعْبٍ الْعَنْسِيُّ
بِصَنْعَاءَ
بَقِيَّةُ بَابِ عَدَدِ غَزَوَاتِ النَّبِيِّ - صلى الله
عليه وسلم -
حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي رَزِينٍ،
قَالَ : حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عْنِ قَتَادَةَ، أَنَّ
مَغَازِيَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَسَرَايَاهُ كَانَتْ ثَلاثَةً
وَأَرْبَعِينَ: أَرْبَعٌ وَعِشْرِينَ سَرِيَّةً بَعَثَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى
الله عليه وسلم -، وَتِسْعَ عَشْرَةَ غَزْوَةً خَرَجَ فِيهَا يَلْقَى ثَمَانٍ
بِنَفْسِهِ: بَدْرًا، وَأُحُدًا، والأَحْزَابَ، والمُرَيْسِيعَ، وَقُدَيْدًا، وخَيْبَرَ،
وَفَتَحَ مَكَّةَ، وحُنَيْنًا، وَكَانَتِ الْحُدَيْبِيَةُ فِي سَنَةِ سِتٍّ،
وَكَانَتِ الْعُمْرَةُ، فَصَدَّهُ الْمُشْرِكُونَ وَصَالَحَهُمْ عَلَى أَنْ
يَعْتَمِرَ الْعَامَ الْمُقْبِلَ وَاعْتَمَرَ سَنَةَ سَبْعٍ، وَكَانَ الْفَتْحُ
فِي رَمَضَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ، وَحَجَّ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَنَةَ
تِسْعٍ، وَقَرَأَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى
النَّاسِ: بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَحَجَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى
الله عليه وسلم - سَنَةَ عَشْرٍ، وَصَدَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَتُوُفِّيَ بِهَا
فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ
حَدَّثَنَا الدَّبَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ
مَعْمَرٍ، عَنْ عُثْمَانَ الْجَزَرِيِّ، عَنْ مِقْسَمٍ، قَالَ: كَانَتِ السَّرَايَا
أَرْبَعًا وَعِشْرِينَ، والمَغَازِي ثَمَانِيَ عَشْرَةَ أَوْ تِسْعَ عَشْرَةَ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْحَكَمِ الْقَطْرِيُّ بِالرَّمْلَةِ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، ذَكَرَ مَغَازِي رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الَّتِي قَاتَلَ فِيهَا بِنَفْسِهِ، فَلَمَّا قَضَى اللَّهُ فِعْلَهُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ بَدْرٍ، وَرَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى الْمَدِينَةِ، غَزَا بَنِي سُلَيْمٍ بِالْكُدْرَةِ، ثُمَّ غَزَا غَطَفَانَ بِنَخْلٍ، ثُمَّ غَزَا قُرَيْشًا وَبَنِي سُلَيْمٍ بِنَجْرَانَ، ثُمَّ رَجَعَ، وَلَمْ يَلْقَ أَحَدًا، ثُمَّ غَزَا يَوْمَ أُحُدٍ، ثُمَّ طَلَبَ الْعَدُوَّ حَتَّى بَلَغَ حَمْرَاءَ الأَسَدِ، ثُمَّ غَزَا قُرَيْشًا لِمَوْعِدِهِمْ فَأَخْلَفُوهُ، ثُمَّ غَزَا بَنِي النَّضِيرِ الْغَزْوَةَ الَّتِي أَجْلاهُمْ مِنْهَا إِلَى خَيْبَرَ، ثُمَّ غَزَا تِلْقَاءَ نَجْدٍ يُرِيدُ مُحَارِبًا، وَبَنِي ثَعْلَبَةَ، وَهِيَ غَزْوَةُ ذَاتِ الرِّقَاعِ الَّتِي قُصِرَتْ فِيهَا الصَّلاةُ صَلاةُ الْخَوْفِ، ثُمَّ غَزْوَةُ دَوْمَةِ الْجَنْدَلِ، ثُمَّ غَزْوَةُ الْخَنْدَقِ، ثُمَّ غَزْوَةُ بَنِي قُرَيْظَةَ، ثُمَّ غَزْوَةُ بَنِي الْمُصْطَلِقِ بِالْمُرَيْسِيعَ فَهَزَمَهُمُ اللَّهُ وَسَبَى فِي غَزْوَتِهِ تِلْكَ جُوَيْرِيَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي ضِرَارٍ، فَقَسَمَ لَهَا، فَكَانَتْ مِنْ نِسَائِهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، وَزَعَمَ بَعْضُ بَنِي الْمُصْطَلِقِ أَنَّ أَبَاهَا طَلَبَهَا فَافْتَدَاهَا مِنَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، ثُمَّ خَطَبَهَا فَزَوَّجَهَا إِيَّاهُ، ثُمَّ كَانَتْ غَزْوَةُ قَطَنٍ قُتِلَ فِيهَا مَسْعُودُ بْنُ عُرْوَةَ، وَغَزْوَةُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِثَنِيَّةِ الْقِرَدَةَ،
وَغَزْوَةُ الْجَمُومِ تِلْقَاءَ أَرْضِ بَنِي سُلَيْمٍ، وَغَزْوَةُ بَحَسْمَى، وَغَزْوَةُ الطَّرْفِ، وَغَزْوَةُ وَادِي الْقُرَى وَقْعَةُ وَرْدِ بْنِ مِرْدَاسٍ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَذَكَرَ مَغَازِي رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الَّتِي قَاتَلَ فِيهَا يَوْمَ بَدْرٍ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ ثِنْتَيْنِ، ثُمَّ قَاتَلَ أُحُدًا فِي شَوَّالٍ مِنْ سَنَةِ ثَلاثٍ، ثُمَّ قَاتَلَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ، وَهُوَ يَوْمُ الأَحْزَابِ، وَبَنِي قُرَيْظَةَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ، ثُمَّ قَاتَلَ بَنِي الْمُصْطَلِقِ وَبَنِي لِحْيَانَ فِي شَعْبَانَ مِنْ سَنَةِ خَمْسٍ، ثُمَّ قَاتَلَ يَوْمَ خَيْبَرَ مِنْ سَنَةِ سِتٍّ، ثُمَّ قَاتَلَ يَوْمَ الْفَتْحِ فِي رَمَضَانَ مِنْ سَنَةِ ثَمَانٍ، ثُمَّ قَاتَلَ يَوْمَ حُنَيْنٍ، وَحَصَرَ أَهْلَ الطَّائِفِ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ ثَمَانٍ، ثُمَّ حَجَّ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَنَةَ تِسْعٍ، ثُمَّ حَجَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَجَّةَ التَّمَامِ سَنَةَ عَشْرٍ وَغَزَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ثِنْتَيْ عَشْرَةَ غَزْوَةً، لَمْ يَكُنْ فِيهَا قِتَالٌ وَكَانَتْ أَوَّلُ غَزْوَةٍ غَزَاهَا: الأَبْوَاءَ، وَغَزْوَةُ: ذِي الْعَشِيرَةِ مِنْ قِبَلِ يَنْبُعَ، يُرِيدُ كُرْزَ بْنَ جَابِرٍ، وَكَانَتْ مَعَهُ قُرَيْشٌ، وَغَزْوَةُ بَدْرٍ الآخِرَةِ، وَغَزْوَةُ غَطَفَانَ، ثُمَّ غَزْوَةُ الْخَنْدَقِ يَوْمَ الأَحْزَابِ، وَغَزْوَةُ بَنِي سُلَيْمٍ بِالْكُدْرِ، وَغَزْوَةُ بُوَاطٍ، وَغَزْوَةُ نَجْرَانَ، وَغَزْوَةُ الطَّائِفِ، وَغَزْوَةُ الْحُدَيْبِيَةِ، وَغَزْوَةُ تَبُوكَ وَهِيَ آخِرُ غَزْوَةٍ غَزَاهَا النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -
مُبْتَدَأُ كِتَابِ الأُمَرَاءِ
بَيَانُ إِثْبَاتِ الْخِلافَةِ لِقُرَيْشٍ وَأَنَّهَا فِيهِمْ أَبَدًا، وأنهم المقتدى بهم فى الإسلام والكفر
5597 حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، قَالَ: أنا
عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَحَدَّثَنَا السُّلَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ،
قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ: هَذَا مَا
حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ، وَذَكَرَ أَحَادِيثَ، وَقَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: النَّاسُ تَبَعٌ لِقُرَيْشٍ فِي هَذَا الشَّأْنِ،
أُرَاهُ يَعْنِي الإِمَارَةَ، مُسْلِمُهُمْ تَبَعٌ لِمُسْلِمِهِمْ، وَكَافِرُهُمْ
تَبَعٌ لِكَافِرِهِمْ .
5598 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالَ:
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ: يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - وَحَدَّثَنَا أَبُو
إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ،
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: النَّاسُ تَبَعٌ لِقُرَيْشٍ
بِهَذَا الشَّأْنِ مُسْلِمُهُمْ لِمُسْلِمِهِمْ، وَكَافِرُهُمْ لِكَافِرِهِمْ،
حَدَّثَنَا الْبِرْتِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ وَحَدَّثَنَا أَبُو
بَكْرٍ الرَّازِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْقَطَوَانِيُّ،
قَالَ: أنبأ الْمُغِيرَةُ الْحِزَامِيُّ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: النَّاسُ
تَبَعٌ لِقُرَيْشٍ فِي هَذَا الشَّأْنِ مُسْلِمُهُمْ، بِمِثْلِهِ.
5599 حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ:
حَدَّثَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَيْضًا أَنَّهُ سَمِعَ
جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: النَّاسُ تَبَعٌ لِقُرَيْشٍ فِي الْخَيْرِ
وَالشَّرِّ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ، وَابْنُ الْجُنَيْدِ،
والصَّغَانِيُّ، قَالُوا: أنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، بِإِسْنَادِهِ
مِثْلَهُ.
5600 حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ،
عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ
الأَنْطَاكِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ هُوَ ابْنُ جَمِيلٍ وَحَدَّثَنَا
الصَّغَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمُنْذِرِ، قَالا: حَدَّثَنَا عَاصِمُ
بْنُ مُحَمَّدٍ وَحَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، وَأَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالا:
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْعُمَرِيُّ وَحَدَّثَنَا أَبُو
حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُمَرِيُّ بِصَنْعَاءَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو
الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، كُلُّهُمْ، قَالُوا: عَنْ
أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
- صلى الله عليه وسلم -: لا يَزَالُ هَذَا الأَمْرُ فِي قُرَيْشٍ مَا بَقِيَ مِنَ النَّاسِ
اثْنَانِ، وَقَالَ أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ: مَا بَقِيَ مِنْهُمُ اثْنَانِ.
5601 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي
زَنْبَرٍ الصُّورِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ، أَيْضًا وَحَدَّثَنَا أَبُو
أُمَيَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، قَالا: حَدَّثَنَا عَاصِمُ
بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ -
صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: لا يَزَالُ هَذَا الأَمْرُ فِي قُرَيْشٍ مَا بَقِيَ
مِنَ النَّاسِ اثْنَانِ، زَادَ أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، وَغَيْرُهُ: وَيَقُولُ
بِإِصْبَعَيْهِ هَكَذَا.
بَيَانُ عَدَدِ الْخُلَفَاءِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الَّذِينَ ينصرون على من خالفهم
ويعز الله
بهم الدين وأنهم كلهم من قريش والدليل على إبطال قول الخوارج
5602 حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ مَنْصُورٍ الْقَاضِي، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، عَنِ
ابْنِ عَوْنٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: لا يَزَالُ هَذَا الأَمْرُ
عَزِيزًا مَنِيفًا، لا يَضُرُّهُ مَنْ نَاوَأَهُ، حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ إِلَى
اثْنَيْ عَشَرَ خَلِيفَةً كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ .
5603 حَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ
مُكْرَمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَحْبُوبُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ
بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: لا يَزَالُ الأَمْرُ عَزِيزًا إِلَى اثْنَيْ
عَشَرَ خَلِيفَةً، قَالَ: فَضَجَّ النَّاسُ، وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله
عليه وسلم - كَلِمَةً خَفِيَتْ عَلَيَّ، فَقُلْتُ لأَبِي: مَا قَالَ؟ قَالَ:
قَالَ: كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْجُنَيْدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا
الأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ دَاوُدَ،
بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ.
5604 حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: نا
خَلْفُ بْنُ تَمِيمٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، قَالَ : حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ، قَالَ:
حَدَّثَنَا جَابِرُ بْنُ سَمُرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله
عليه وسلم - يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ: لا يَزَالُ هَذَا الدِّينُ قَائِمًا حَتَّى
يَقُومَ اثْنَا عَشَرَ خَلِيفَةً، ثُمَّ تَكَلَّمَ بِشَيْءٍ لَمْ أَفْهَمْهُ،
فَقُلْتُ لأَبِي: مَا قَالَ؟ قَالَ: قَالَ: كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ.
5605 حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ قُتَيْبَةَ الأَنْصَارِيُّ فِي أَشْجَعَ بِالْكُوفَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَوْصِلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْثَرٌ، عَنْ حُصَيْنٍ،
عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ:
دَخَلْتُ مَعَ أَبِي عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه
وسلم -، سَمِعْتُ يَقُولُ: إِنَّ هَذَا الأَمْرَ لَنْ يَنْقَضِي حَتَّى يَكُونَ
فِيهِمِ اثْنَا عَشَرَ خَلِيفَةً، قَالَ: ثُمَّ قَالَ شَيْئًا لَمْ أَسْمَعْهُ، قُلْتُ
لأَبِي: مَا قَالَ؟ قَالَ: قَالَ: كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ.
5606 حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْغَزِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ جَابِرِ
بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: لا
يَزَالُ أَمَرُ النَّاسِ صَالِحًا حَتَّى يَكُونَ اثْنَا عَشَرَ أَمِيرًا
كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ.
5607 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ :
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ
الْمَلِكِ وَحَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ الرَّقِّيُّ،
قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُرَارَةَ، قَالَ :
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ، قَالَ: نا زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ،
عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: لا يَزَالُ الإِسْلامُ عَزِيزًا إِلَى
اثْنَيْ عَشَرَ خَلِيفَةً، ثُمَّ قَالَ كَلِمَةً لَمْ أَفْهَمْهَا، فَقُلْتُ
لأَبِي: مَا قَالَ؟ قَالَ: كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ.
5608 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى السَّابِرِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا بُكَيْرُ بْنُ جَعْفَرٍ الْجُرْجَانِيُّ الزَّاهِدُ، عَنْ أَبِي
خَيْثَمَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، وَزِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ، وَحُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ، كلهم، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه
وسلم -، قَالَ: يَكُونُ بَعْدِي اثْنَا عَشَرَ أَمِيرًا كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ.
5609 حَدَّثَنَا ابْنُ شَاذَانَ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا
عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، قَالَ
: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ سِمَاكٍ، وَزِيَادِ بْنِ
عِلاقَةَ، وَحُصَيْنٍ، كلهم، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، أَنّ النَّبِيَّ - صلى
الله عليه وسلم - قَالَ: يَكُونُ بَعْدِي اثْنَا عَشَرَ أَمِيرًا كُلُّهُمْ مِنْ
قُرَيْشٍ.
5610 حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ الرَّزِايُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ
عُمَيْرٍ، وَزِيَادَ بْنَ عِلاقَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ
النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مَعَ أَبِي، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: يَكُونُ
بَعْدِي اثْنَا عَشَرَ خَلِيفَةً، ثُمَّ أَخْفَى صَوْتَهُ، فَقُلْتُ لأَبِي: يَا
أَبَهْ، سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: اثْنَا عَشَرَ
خَلِيفَةً، وَلَمْ أَسْمَعْ مَا بَعْدَهُ، قَالَ: كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ.
5611 حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ طَرِيفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: أنبأ عُمَرُ بْنُ
عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ
سَمُرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: يَكُونُ بَعْدِي اثْنَا
عَشَرَ أَمِيرًا، ثُمَّ تَكَلَّمَ فَخَفِيَ عَلَيَّ، فَسَأَلْتُ الَّذِي يَلِينِي
أَوْ بَعْضَ الْقَوْمِ، فَقَالَ: كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ، حَدَّثَنَا أَبُو
زُرْعَةَ الرَّازِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي بَكْرِ
بْنِ أَبِي مُوسَى، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه
وسلم -، بِمِثْلِهِ.
5612 حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ، قَالَ :
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سَابِقٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي
قَيْسٍ، عَنْ فُرَاتٍ الْقَزَّازِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عَبَّادٍ،
عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ:
دَخَلْتُ أَنَا وَأَبِي، عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله
عليه وسلم - فَصَلَّى بِنَا، فَلَمَّا سَلَّمَ أَوْمَأَ النَّاسُ بِأَيْدِيهِمْ يَمِينًا
وَشِمَالا فَأَبْصَرَهُمْ، فَقَالَ: مَا شَأْنُكُمْ تُقَلِّبُونَ أَيْدِيكُمْ
كَأَنَّهَا الْخَيْلُ الشُّمْسُ، إِذَا سَلَّمَ أَحَدُكُمْ فَلْيسَلِّمْ عَلَى
مَنْ عَلَى يَمِينِهِ، وَلْيُسَلِّمْ عَلَى مَنْ عَلَى يَسَارِهِ، قَالَ: فَلَمَّا
صَلُّوا مَعَهُ أَيْضًا لَمْ يَفْعَلُوا ذَلِكَ قَالَ: فَجَلَسْنَا مَعَهُ.
5613 فَقَالَ: لا يَزَالُ الأَمْرُ ظَاهِرًا حَتَّى يَكُونَ اثْنَا
عَشَرَ أَمِيرًا أَوْ خَلِيفَةً كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ.
5614 حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ سُفْيَانَ
الْجُنْدَيْسَابُورِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْجَهْمِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ جَابِرِ
بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ:
يَكُونُ بَعْدِي اثْنَا عَشَرَ أَمِيرًا، وَقَالَ كَلِمَةً لَمْ أَسْمَعْهَا فَزَعَمَ
الْقَوْمُ أَنَّهُ، قَالَ: كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ.
5615 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ،
قَالَ: نا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَزِينٍ، عَنْ سُفْيَانَ يَعْنِي ابْنَ
حُسَيْنٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أَشْوَعَ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ،
عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ السُّوَائِيِّ، قَالَ: جِئْتُ مَعَ أَبِي إِلَى الْمَسْجِدِ
وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَخْطُبُ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: مِنْ
بَعْدِي اثْنَا عَشَرَ، ثُمَّ خَفَضَ صَوْتَهُ فَلَمْ أَدْرِ مَا يَقُولُ، قُلْتُ
لأَبِي: مَا يَقُولُ؟ قَالَ: كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ، قَالَ أَبُو عَوَانَةَ:
ابْنُ أَشْوَعَ يَجْمَعُ حَدِيثَهُ، وَهَذَا مِمَّا انْتَخَبَهُ أَبُو زَكَرِيَّا
الأَعْرَجُ، وَهُوَ حَدِيثٌ حَسَنٌ حَسَنٌ.
5616 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ أَبُو
الْحَسَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ
عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي الأَشْهَبِ جَعْفَرِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ الْعَوَّامِ،
عَنِ الْمُسَيِّبِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: قَالَ
النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم
-: إِنَّ هَذَا الأَمْرَ لا يَزَالُ ظَاهِرًا لا
يَضُرُّهُ خِلافُ مَنْ خَالَفَهُ حَتَّى يُؤَمَّرَ اثْنَا عَشَرَ مِنْ أُمَّتِي
كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ.
5617 حَدَّثَنِي مَطِينٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ
الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ
خَالِدٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -،
قَالَ: يَكُونُ مِنْ بَعْدِي اثْنَا عَشَرَ أَمِيرًا.
5618 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ دَاوُدَ
السَّنْدَفِيُّ الْمِصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ:
سَمِعْتُ أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ، يَقُولُ: اثْنَا عَشَرَ
خَلِيفَةً، فَسَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ كَلِمَةً لَمْ أَفْهَمْهَا،
فَقُلْتُ لأَبِي: مَا يَقُولُ؟ قَالَ:
كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ، حَدَّثَنَا أَبُو قِلابَةَ،
قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ العَلافُ، قَالَ: حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ سَوَاءٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ
الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه
وسلم - يَقُولُ: وَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
5619 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُثْمَانَ النُّفَيْلِيُّ، قَالَ :
حَدَّثَنَا دُحَيْمٌ، قَالَ : حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ،
قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: لا يَزَالُ هَذَا
الدِّينُ قَائِمًا حَتَّى يَكُونَ اثْنَا عَشَرَ خَلِيفَةً كُلُّهُمْ يَجْتَمِعُ
عَلَيْهِ الأُمَّةُ، سَمِعْتُ كَلامًا مِنَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -
لَمْ أَفْهَمْهُ فَقُلْتُ لأَبِي: مَا يَقُولُ؟، قَالَ: كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ.
5620 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ
الصَّغَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرِ بْنِ الْبُرِّيِّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُهَاجِرُ بْنُ
مِسْمَارٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: كَتَبْتُ إِلَى
جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ مَعَ غُلامِي نَافِعٍ، أَنْ أَخْبِرْنِيَ بِشَيْءٍ
سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ
- صلى الله عليه وسلم -، فَكَتَبَ إِلَيَّ: سَمِعْتُ
رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ يَوْمَ جُمُعَةٍ عَشِيَّةَ رَجَمَ
الأَسْلَمِيَّ، يَقُولُ: لا يَزَالُ الدِّينُ قَائِمًا حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ .
5621 أَوْ يَكُونُ عَلَيْكُمُ اثْنَا عَشَرَ خَلِيفَةً
كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ.
5622 وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: عُصَيْبَةٌ مِنَ
الْمُسْلِمِينَ يَفْتَتِحُونَ الْبَيْتَ الأَبْيَضَ بَيْتَ كِسْرَى وَآلِ كِسْرَى.
5623 وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ
السَّاعَةِ كَذَّابِينَ فَاحْذَرُوهُمْ.
5624 وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: إِذَا أَعْطَى اللَّهُ
أَحَدَكُمْ خَيْرًا، فَلْيَبْدَأْ بِنَفْسِهِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ.
5625 وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: أَنَا الْفَرَطُ عَلَى
الْحَوْضِ.
5626 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْجُنَيْدِ
الدَّقَّاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ غَيْلانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَاتِمُ
بْنُ إِسْمَاعِيلَ، بِمِثْلِهِ إِلَى قَوْلِهِ: كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ، وَسَمِعْتُهُ
يَقُولُ: أَنَا الْفَرَطُ عَلَى الْحَوْضِ.
5627 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
عَبْدِ الْحَكَمِ الْمِصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ
مُهَاجِرِ بْنِ مِسْمَارٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، أَنَّهُ أَرْسَلَ إِلَى
ابْنِ سَمُرَةَ الْعَدَوِيِّ: حَدَّثَنَا مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه
وسلم -، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: لا
يَزَالُ الدِّينُ قَائِمًا حَتَّى يَكُونَ اثْنَا عَشَرَ خَلِيفَةً مِنْ قُرَيْشٍ،
ثُمَّ يَخْرُجُ كَذَّابُونَ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ، ثُمَّ يَخْرُجُ عِصَابَةٌ
مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَسْتَخْرِجُونَ كَنْزَ الْقَصْرِ الأَبْيَضِ كَنْزَ كِسْرَى
وَآلِ كِسْرَى، وَإِذَا أُعْطِيَ أَحَدُكُمْ خَيْرًا، فَلْيَبْدَأْ بِنَفْسِهِ وَأَهْلِهِ
وَمَالِهِ، وَأَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ.
ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُبِينِ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - لَمْ يَسْتَخْلِفْ
، والدليل على أن المستخلف
خليفة يكون عليه مثل وزره فيما يأتى إلى رعيته مما لا يجوز
5628 حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ،
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ،
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: حَضَرْتُ أَبِي حِينَ
أُصِيبَ، فَأَثْنَوْا عَلَيْهِ وَقَالُوا: جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا، فَقَالَ: رَاغِبٌ
وَرَاهِبٌ، فَقَالُوا: اسْتَخْلِفْ، فَقَالَ: أَتَحَمَّلُ أَمْرَكُمْ حَيًّا
وَمَيِّتًا، لَوَدِدْتُ أَنَّ حَظِّيَ مِنْهَا الْكَفَافَ، لا عَلَيَّ، وَلا لِيَ،
فَإِنْ أَسْتَخْلِفْ فَقَدِ اسْتَخْلَفَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي يَعْنِي: أَبَا
بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَإِنْ أَتْرُكْكُمْ فَقَدْ تَرَكَكُمْ مَنْ هُوَ
خَيْرٌ مِنِّي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ:
فَعَرَفْتُ أَنَّهُ حِينَ ذَكَرَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - غَيْرَ مُسْتَخْلِفٍ.
5629 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: نا مُحَاضِرُ
بْنُ الْمُوَرِّعِ، قَالَ : حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ الْمُهَاجِرِينَ، قَالُوا لِعُمَرَ: لَوِ
اسْتَخْلَفْتَ عَلَيْنَا؟ فَقَالَ: أَتَحَمَّلُ أَمُورَكُمْ حَيًّا وَمَيِّتًا،
إِنْ أَدْعْكُمْ فَقَدْ وَدَعَكُمْ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي رَسُولُ اللَّهِ - صلى
الله عليه وسلم -، وَإِنْ أَسْتَخْلِفْ عَلَيْكُمْ فَقَدِ اسْتَخْلَفَ مَنْ هُوَ
خَيْرٌ مِنِّي أَبُو بَكْرٍ .
5630 حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ،
قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ،
عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ عُمَرَ، قِيلَ لَهُ: أَلا تَسْتَخْلِفُ؟ قَالَ: إِنْ
أَتْرُكْ فَقَدْ تَرَكَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي، وَإِنْ أَسْتَخْلِفْ فَقَدِ
اسْتَخْلَفَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي أَبُو بَكْرٍ.
5631 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، فِي مُسْنَدِ عُمَرَ وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ، فِي كِتَابِ الزُّهْرِيِّ، قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أنبأ مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فَقَالَتْ: عَلِمْتُ أَنَّ أَبَاكِ غَيْرَ مُسْتَخْلِفٍ، قَالَ: قُلْتُ: مَا كَانَ لِيَفْعَلَ، قَالَتْ: إِنَّهُ فَاعِلٌ، قَالَ: فَحَلَفْتُ أَنْ أُكَلِّمَهُ فِي ذَلِكَ، فَسَكَتَ حَتَّى غَدَوْتُ، وَقَالَ السُّلَمِيُّ: حَتَّى خَرَجْتُ سَفَرًا أَوْ غَزَاةً وَلَمْ أُكَلِّمْهُ، قَالَ: فَكُنْتُ فِي سَفَرِي كَأَنَّمَا أَحْمِلُ بِيَمِينِي جَبَلا حَتَّى رَجَعْتُ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَجَعَلَ يَسْأَلُنِي عَنْ حَالِ النَّاسِ وَأَنَا أُخْبِرُهُ، ثُمَّ قُلْتُ: يَا أَبَتَاهُ، إِنِّي سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ مَقَالَةً، فَآلَيْتُ أَنْ أَقُولَهَا لَكَ، زَعَمُوا أَنَّكَ غَيْرَ مُسْتَخْلِفٍ، وَإِنَّهُ لَوْ كَانَ رَاعِيَ إِبِلٍ أَوْ رَاعِيَ غَنْمٍ ثُمَّ جَاءَكَ وَتَرْكَهَا، وَقَالَ السُّلَمِيُّ: وَجَاءَ وَتَرَكَ رِعَايَتَهُ رَأَيْتَ أَنْ قَدْ ضَيَّعَ فَرَاعِيَةَ النَّاسِ أَشَدُّ، قَالَ: فَوَافَقَهُ قَوْلِي فَوَضَعَ رَأْسَهُ سَاعَةً ثُمَّ رَفَعَهُ، وَقَالَ السُّلَمِيُّ: فَأَطَرَقَ مَلِيًّا ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيَّ، وَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ يَحْفَظُ دِينَهُ وَإِنِّي إِلا أَسْتَخْلِفْ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَمْ يَسْتَخْلِفْ، وَإِنِ اسْتَخْلَفْتُ فَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ قَدِ اسْتَخْلَفَ، قَالَ: فَمَا هُوَ إِلا أَنْ ذَكَرَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَعَلِمْتُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لِيَعْدِلَ بِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -
أَحَدًا وَأَنَّهُ غَيْرُ مُسْتَخْلِفٍ، لَمْ يَقُلِ السُّلَمِيُّ: إِنَّ اللَّهَ يَحْفَظُ دِينَهُ فَقَطْ، حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَالِمٌ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ، فَذَكَرَ بِطُولِهِ بِنَحْوِهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ خُلِّيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ شُعَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، قَالَ: قَالَتْ لِي حَفْصَةُ زَوْجُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - هَلْ شَعَرْتَ أَنَّ أَبَاكَ غَيْرَ مُسْتَخْلِفٍ بَعْدَهُ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ أَعْيَنَ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ.
بَيَانُ حَظْرِ طَلَبِ الإِمَارَةِ والإستشراف لها والدليل على إباحة الدخول فيها إذا قلدها من غير سؤال
وأن
الإمام يجب عليه منعها من يسألها أو يحرص عليها
5632 حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ الْبَصْرِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ صَدَقَةَ، قَالَ : حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ
عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ،
وَكَانَ قَدْ غَزَا مَعَهُ كَابُلَ شَتْوَةً أَوْ شَتْوَتَيْنِ، أَنّ رَسُولَ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ، لا تَسْأَلِ
الإِمَارَةَ، فَإِنَّكَ إِنْ أُعْطِيتَهَا عَنْ مَسْأَلَةٍ وُكِلْتَ إِلَيْهَا،
وَإِنْ أُعْطِيتَهَا مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ أُعِنْتَ عَلَيْهَا، وَذَكَرَ
الْحَدِيثَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَالِمُ بْنُ
نُوحٍ، وَمَحْبُوبُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ،
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله
عليه وسلم - فَذَكَرَ مِثْلَهُ، وَلَمْ يَذْكُرْ كَابُلَ .
5633 حَدَّثَنَا أُسَيْدُ بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ يُونُسَ
بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ:
قَالَ لِي النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: لا تَسْأَلِ الإِمَارَةَ،
بِمِثْلِهِ.
5634 حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَهْلُ
بْنُ نَصْرٍ المَطْبَخِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ يُونُسَ،
وَمَنْصُورٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: إنَّ
النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ، لا تَسْأَلِ
الإِمَارَةَ، فَإِنَّكَ إِنْ أُعْطِيتَهَا عَنْ مَسْأَلَةٍ وُكِلْتَ إِلَيْهَا،
وَإِنْ أُعْطِيتَهَا عَنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ أُعِنْتَ عَلَيْهَا، حَدَّثَنَا
بِشْرُ بْنُ مُوسَى، قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أنبا مَنْصُورٌ، وَيُونُسُ، وَحُمَيْدٌ، عَنِ
الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -
بِمِثْلِهِ.
5635 حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَلانِسِيُّ
الرَّمْلِيُّ، فِي آخَرِينَ، قَالُوا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ
الْوَهَّابِ الْحَجَبِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ :
حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ حَمَّادٌ: وَحَدَّثَنَا سِمَاكُ بْنُ
عَطِيَّةَ، وَهِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: قَالَ لِي النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: لا تَسْأَلِ
الإِمَارَةَ، فَإِنَّكَ إِنْ أُعْطِيتَهَا عَنْ مَسْأَلَةٍ وُكِلْتَ إِلَيْهَا،
وَإِنْ أُعْطِيتَهَا عَنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ أُعِنْتَ عَلَيْهَا.
5636 حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ : حَدَّثَنَا
أَسَدُ بْنُ مُوسَى وَحَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ
الْجُنَيْدِ، قَالَ : حَدَّثَنَا الأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالا: حَدَّثَنَا
جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ
سَمُرَةَ، وَقَالَ الدَّقَّاقُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: قَالَ لِي
رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم
-: يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ، لا تَسْأَلِ الإِمَارَةَ،
فَإِنَّكَ إِنْ أُوتِيتَهَا عَنْ مَسْأَلَةٍ وُكِلْتَ إِلَيْهَا، وَإِنْ
أُوتِيتَهَا عَنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ أُعِنْتَ عَلَيْهَا، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
5637 حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، وَأَبُو
قِلابَةَ، قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ،
قَالَ: نا ابْنُ عَوْنٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ،
قَالَ: قَالَ لِي النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ، لا
تَسْأَلِ الإِمَارَةَ، فَإِنَّكَ إِنْ أُوتِيتَهَا عَنْ مَسْأَلَةٍ وُكِلْتَ
إِلَيْهَا، وَإِنْ أُوتِيتَهَا عَنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ أُعِنْتَ عَلَيْهَا.
5638 حَدَّثَنَا الْعُطَارِدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي
ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
سَمُرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: لا تَسْأَلِ
الإِمَارَةَ، الْحَدِيثَ.
5639 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ تَمْتَامٌ، قَالَ :
حَدَّثَنَا غَسَّانُ بْنُ الرَّبِيعِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ أَبُو
زَيْدٍ، عَنْ أَبِي عَامِرٍ صَالِحِ بْنِ رُسْتُمَ، عَنِ الْحَسَنِ، وَمُحَمَّدٍ،
أن النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ
سَمُرَةَ، لا تَسْأَلِ الإِمَارَةَ، فَإِنَّكَ إِنْ أُعْطِيتَهَا عَنْ مَسْأَلَةٍ
وُكِلْتَ إِلَيْهَا، وَإِنْ أُعْطِيتَهَا عَنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ أُعِنْتَ عَلَيْهَا،
وَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
5640 حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْعَامِرِيُّ،
وَأَبُو الْبَخْتَرِيِّ، قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي
بُرَيْدٌ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ،
قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ
- صلى الله عليه وسلم - أَنَا وَرَجُلانِ مِنْ بَنِي
عَمِّي، فَقَالَ أَحَدُ الرَّجُلَيْنِ: أَمِّرْنَا عَلَى بَعْضِ مَا وَلاكَ
اللَّهُ، وَقَالَ الآخَرُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَقَالَ: إِنَّا وَاللَّهِ لا نُوَلِّي
هَذَا الْعَمَلَ أَحَدًا سَأَلَهُ، وَلا أَحَدًا حِرْصَ عَلَيْهِ.
5641 حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ: نا أَبُو
عَتَّابٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ،
عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: جَاءَ أَبُو مُوسَى إِلَى النَّبِيِّ
- صلى الله عليه وسلم - وَمَعَهُ رَجُلانِ مِنَ الأَشْعَرِيِّينَ، وَكِلاهُمَا
يَسْأَلُهُ الْعَمَلَ، قَالَ: أَنْتَ مَا تَقُولُ يَا أَبَا مُوسَى، أَوْ يَا
عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ،، قَالَ:
وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا أَطْلَعَانِي عَلَى
مَا فِي أَنْفُسِهِمَا، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: إِنَّا لا نَسْتَعْمِلُ
عَلَى عَمَلِنَا مَنْ طَلَبَهُ، وَكَأَنَّمَا أَنْظُرُ إِلَى السِّوَاكِ، قَدْ
قَلَصَ وَهُوَ يَسْتَاكُ، وَلَكِنْ يَا أَبَا مُوسَى، اذْهَبْ إِلَى الْيَمَنِ
أَمِيرًا.
5642 ثُمَّ بَعَثَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ، فَقَالَ: إِنِّي رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَيْكُمْ،
فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ مُوثَقٍ فَأَلْقَيْتُ لِمُعَاذٍ وِسَادَةً، فَقَالَ:
اجْلِسْ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالَ: كَانَ يَهُودِيًّا فَأَسْلَمَ، ثُمَّ رَجَعَ
إِلَى دِينِهِ، فَقَالَ: مَا أَنَا بِجَالِسٍ حَتَّى يُقْتَلَ قَضَاءُ اللَّهِ وَرَسُولِهِ،
قَالَ ذَلِكَ ثَلاثًا، فَأَمَرَ بِهِ فَقُتِلَ، ثُمَّ تَذَاكَرَا الْقِيَامَ مِنَ
اللَّيْلِ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا مُعَاذٌ: أَمَّا أَنَا فَأَنَامُ وَأَقُومُ وَأَرْجُو
فِي نَوْمَتِي مَا أَرْجُو فِي قَوْمَتِي.
5643 حَدَّثَنَا يُوسُفُ الْقَاضِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا
قُرَّةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ هِلالٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو
بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: أَقْبَلْتُ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه
وسلم - وَمَعِي رَجُلانِ مِنَ الأَشْعَرِيِّينَ بِنَحْوِهِ، وَقَالَ: فَقَالَ لِي:
إِنِّي لا أَسْتَعْمِلُ عَلَى عَمَلِنَا مَنْ أَرَادَهُ.
5644 حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ
مُقَدَّمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُمَيْسٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ،
عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: جَاءَ أُنَاسٌ مِنْ قَوْمِي، فَقَالُوا: إِنَّ
لَنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَاجَةً، فَاذْهَبْ مَعَنَا فَذَهَبْتُ
مَعَهُمْ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اسْتَعِنْ بِنَا فِي عَمَلِكَ، فَقَالَ
رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: إِنَّا لا نَسْتَعْمِلُ فِي عَمَلِنَا
مَنْ سَأَلَنَاهُ، قَالَ أَبُو مُوسَى:
فَاعْتَذَرْتُ مِمَّا قَالُوا وَإِنِّي لَمْ أَعْلَمْ
حَاجَتَهُمْ .
بَيَانُ التَّرْغِيبِ فِي اجْتِنَابِ الإِمَارَةِ والْكَرَاهِيَةِ فِي الدُّخُولِ فِيهَا
5645 حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى بْنُ أَبِي مَسَرَّةَ، وَأَبُو بَكْرٍ الْجُعْفِيُّ، قَالا: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي سَالِمٍ الْجَيْشَانِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: يَا أَبَا ذَرٍّ، إِنِّي أَرَاكَ ضَعِيفًا، وَإِنِّي أُحِبُّ لَكَ مَا أُحِبُّ لِنَفْسِي، لا تَوَلَّيَنَّ مَالَ يَتِيمٍ، وَلا تَأَمَّرَنَّ عَلَى اثْنَيْنِ.
بَيَانُ ثَوَابِ الإِمَامِ الْعَادِلِ الْمُقْسِطِ
5646 حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ أَحْمَدَ الْعَسْقَلانِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ خُبَيْبِ
بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،
أَوْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ
لا ظِلَّ إِلا ظِلُّهُ: إِمَامٌ عَادِلٌ، وَشَابٌّ نَشَأَ بِعِبَادَةِ اللَّهِ عَزَّ
وَجَلَّ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
5647 حَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا
هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ،
عَنْ عَمْرِو بْنِ أَوْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ،
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: الْمُقْسِطُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
عِنْدَ اللَّهِ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ، عَلَى يَمِينِ الرَّحْمَنِ،
وَرُبَّمَا قَالَ: بِمَا أَقْسَطُوا لَهُ فِي الدُّنْيَا.
5648 حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ أَحْمَدَ الْعَسْقَلانِيُّ، عَنِ ابْنِ
وَهْبٍ، عَنْ حَرْمَلَةَ يَعْنِي ابْنَ عِمْرَانَ التُّجِيبِيَّ، عَنِ ابْنِ
شِمَاسَةَ وَهُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْمَهْرِيُّ، قَالَ: أَتَيْتُ عَائِشَةَ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْها أسألها عن شَيْءٍ، فَقَالَتْ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ:
رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ، قَالَتْ: كَيْفَ كَانَ صَاحِبُكُمْ لَكُمْ فِي
غَزَاتِكُمْ هَذِهِ؟ قَالَ: مَا نَقَمْنَا مِنْهُ شَيْئًا، وَإِنْ كَانَ لَيَمُوتُ
لِلرَّجُلِ مِنَّا الْبَعِيرُ فَيُعْطِيَهُ الْبَعِيرَ، وَالْعَبْدُ فَيُعْطِيَهُ
الْعَبْدَ، وَيحْتَاجُ إِلَى النَّفَقَةِ فَيُعْطِيَهُ النَّفَقَةَ، فَقَالَتْ:
أَمَا إِنَّهُ لا يَمْنَعُنِي الَّذِي فَعَلَهُ فِي مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُمَا أَنْ أُخْبِرُكَ مَا سَمِعْتُ مِنَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله
عليه وسلم -، يَقُولُ فِي بَيْتِي هَذَا: اللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ
أُمَّتِي شَيْئًا، فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ، وَمَنْ وَلِيَ مِنْ
أُمُورِهِمْ شَيْئًا، فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ.
5649 قَالَ حَرْمَلَةُ: وَسَمِعْتُ عَيَّاشَ بْنَ عَبَّاسٍ،
يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ
أُمَّتِي شَيْئًا، فَرَفَقَ بِهِمْ فَرَفَقَ اللَّهُ بِهِ، وَمَنْ وَلِيَ مِنْهُمْ
شَيْئًا، فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَعَلَيْهِ بَهْلَةُ اللَّهِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ
اللَّهِ، وَمَا بَهْلَةُ اللَّهِ؟ قَالَ: لَعْنَةُ اللَّهِ .
5650 حَدَّثَنَا مَوْهَبُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ خَالِدٍ الرَّمْلِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ، عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ شِمَاسَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا سَمِعَتِ الَّذِينَ
يَعْدِلُونَ فِي حُكْمِهِمْ، يَعْنِي النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ:
اللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا، فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَشُقَّ
عَلَيْهِ، وَمَنْ رَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ.
5651 حَدَّثَنَا حَمْدَانُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ،
وَمُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ كَيْلَجَةَ، وَهِلالُ بْنُ الْعَلاءِ، قَالُوا:
حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ
بْنُ حَازِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ عِمْرَانَ الْمِصْرِيُّ، عَنْ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِمَاسَةَ الْمَهْرِيِّ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ
أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَتْ لِي: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: مِنْ أَهْلِ
مِصْرَ، قَالَتْ: كَيْفَ وَجَدْتُمُ ابْنَ حُدَيْجٍ فِي غَزَاتِكُمْ هَذِهِ؟
فَقُلْتُ: وَجَدْنَاهُ خَيْرَ أَمِيرٍ، مَا مَاتَ لِرَجُلٍ مِنَّا عَبْدٌ إِلا أَعْطَاهُ
عَبْدًا، وَلا بَعِيرٌ إِلا أَعْطَاهُ بَعِيرًا وَلا فَرَسٌ إِلا أَعْطَاهُ
فَرَسًا، فَقَالَتْ: أَمَا إِنَّهُ لا يَمْنَعُنِي قَتْلَهُ أَخِي أَنْ سَمِعْتُ
مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -،
فَأَخْبِرْهُ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: مَنْ
وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا، فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ، وَمَنْ
شَقَّ عَلَيْهِمْ فَشُقَّ عَلَيْهِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مِهْرَانِ
الطَّبْسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، بِمِثْلِهِ.
بَيَانُ الأَخْبَارِ الدَّالَّةِ عَلَى أَنَّهُ يَجِبُ عَلَى الإِمَامِ حِفْظَ رَعِيَّتِهِ وتعاهدهم وحفظ أحوالهم
وحياطتهم
والذب عنهم وأنه مسئول عنهم إذا ضيعهم ولن يحوطهم
5652 حَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ عَارِمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ،
قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: كُلُّكُمْ
رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ، فَالأَمِيرُ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْئُولٌ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ
عَلَى أَهْلِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ
زَوْجِهَا، وَهِيَ مَسْئُولَةٌ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ، وَهُوَ
مَسْئُولٌ، أَلا وَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُهَلٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ وحَدَّثَنَا الصَّائِغُ بِمَكَّةَ، قَالَ : حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ،
كِلاهُمَا عَنْ أَيُّوبَ، بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ.
5653 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ابْنُ
ابْنَةِ مَطَرٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ
نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ
عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ
.
5654 حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْحَاقَ الْقَوَّاسُ، نا عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ
نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ:
كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، أَلا فَالأَمِيرُ
الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ عَلَيْهِمْ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ،
أَلا فَإِنَّ الرَّجُلَ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ،
أَلا وَإِنَّ الْمَرْأَةَ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا، وَهِيَ مَسْئُولَةٌ
عَنْهُمْ، أَلا وَإِنَّ الْعَبْدَ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ
عَنْهُ، أَلا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ.
5655 حَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو
النَّضْرِ وحَدَّثَنَا السُّلَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ
وَحَدَّثَنَا طَاهِرُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الرَّبِيعِ بْنِ طَارِقٍ، قَالَ:
حَدَّثَنِي أَبِي، قَالُوا: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ
ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، أَنَّهُ قَالَ: أَلا
كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالأَمِيرُ الَّذِي
عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ
عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى
بَيْتِ بَعْلِهَا، وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ،
وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ، أَلا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ
رَعِيَّتِهِ.
5656 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْفَرَجِ الْحِمْصِيُّ، قَالَ :
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الضَّحَّاكُ بْنُ
عُثْمَانَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله
عليه وسلم - قَالَ: أَلا كُلُّكُمْ رَاعٍ، فَالأَمِيرُ رَاعٍ عَلَى رَعِيَّتِهِ،
وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى بَيْتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ زَوْجِهَا،
وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ، أَلا كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ
مَسْئُولٌ.
5657 حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَعِيسَى
بْنُ أَحْمَدَ، قَالا: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أنبأ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ،
عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَمَسْئُولٌ عَنْ
رَعِيَّتِهِ، فَالأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَمَسْئُولٌ عَنْ
رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَمَسْئُولٌ عَنْهُمْ،
وَامْرَأَةُ الرَّجُلِ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ زَوْجِهَا وَوَلَدِهِ،
وَمَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ، وَعَبْدُ الرَّجُلِ رَاعٍ عَلَى مَالِ الرَّجُلِ،
وَمَسْئُولٌ عَنْهُ، أَلا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ
رَعِيَّتِهِ، مِنْ هُنَا لَمْ يُخَرِّجَاهُ.
5658 حَدَّثَنَا أَبُو قِلابَةَ الرَّقَاشِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا
أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَسْمَاءُ
بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله
عليه وسلم - قَالَ: الأَمِيرُ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، قَامَ بِأَمْرِ اللَّهِ
فِيهِمْ أَوْ ضَيَّعَ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَمَسْئُولٌ
عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِهَا وَمَا وَلِيَتْ مِنْ أَمْرِ زَوْجِهَا،
وَمَسْئُولَةٌ عَنْهُ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ، وَمَسْئُولٌ
عَنْهُ، أَلا وَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ.
5659 حَدَّثَنَا أَبُو حَمْزَةَ الأَنْصَارِيُّ أَنَسُ
بْنُ خَالِدٍ الْبَصْرِيُّ مِنْ وَلَدِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ
الْمَكِّيُّ، وَأُسَيْدُ بْنُ عَاصِمٍ الأَصْبَهَانِيُّ، قَالُوا: حَدَّثَنَا
الْحَسَنُ بْنُ حَفْصٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ
أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -:
كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالإِمَامُ، وَقَالَ
بَعْضُهُمْ: فَالأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ
رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِهِ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ
رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا، وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُ، فَكُلُّكُمْ رَاعٍ،
وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، قَالَ الأَنْصَارِيُّ: وَالْعَبْدُ رَاعٍ
عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ، وَلَمْ يَقُلِ:
الْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا.
5660 حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْغَفَّارِ
بْنِ مُحَمَّدٍ الْخَشَّابُ النَّيْسَابُورِيُّ بِمِصْرَ، وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ
بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ رَجَاءٍ، قَالا: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: إِنَّ
اللَّهَ سَائِلٌ كُلَّ رَاعٍ عَمَّا اسْتَرْعَاهُ، حَفِظَ ذَلِكَ أَمْ ضَيَّعَ،
حَتَّى يَسْأَلَ الرَّجُلَ عَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، هَذَا لَفْظُ مُحَمَّدٍ، وَقَالَ
مَكِّيٌّ: كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَعَنْ
قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، بِمِثْلِهِ.
5661 حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ، وَعَبْدُ
الْكَرِيمِ بْنُ الْهَيْثَمِ الدَّيْرُعَاقُولِيُّ، وعثمان بن خرزاذ الأنطاكي،
قَالُوا: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ الرَّمَادِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ،
عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ
أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -
قَالَ: كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ.
5662 حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ الأَبَّارُ،
قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيُّ، عَنْ
أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ -
صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ
رَعِيَّتِهِ، الْحَدِيثَ.
5663 حَدَّثَنَا أَبُو حُمَيْدٍ الْعَوْهِيُّ، وَأَبُو أُمَيَّةَ، قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَالِمٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا،أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ فِي أَهْلِهِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ، وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ فِي مَالِ سَيِّدِهِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، قَالَ: فَسَمِعْتُ هَؤُلاءِ مِنَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَأَحْسَبُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: وَالرَّجُلُ فِي مَالِ أَبِيهِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ.
5664 حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ قَاضِي مَكَّةَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا مُطَرِّفٌ، قَالَ : حَدَّثَنَا مَالِكٌ وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ
عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، عَنْ مَالِكٍ وَحَدَّثَنَا
شُعَيْبُ بْنُ شُعَيْبٍ الدِّمَشْقِيُّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ وَحَدَّثَنَا
أَبُو الزِّنْبَاعِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكًا،
كُلُّهُمْ قَالُوا: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنّ
النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم
- قَالَ: كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ
رَعِيَّتِهِ، فَالأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ عَلَيْهِمْ، وَهُوَ
مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ،
وَامْرَأَةُ الرَّجُلِ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ زَوْجِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ
مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ، وَعَبْدُ الرَّجُلِ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ، وَهُوَ
مَسْئُولٌ عَنْهُ أَلا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ، حَدِيثُهُمْ
وَاحِدٌ، وَحَدِيثُ ابْنِ بُكَيْرٍ نَحْوَهُ حَدَّثَنَا بَكَّارٌ، قَالَ: نا مُؤَمَّلٌ،
قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، بِنَحْوِهِ..
5665ح
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَهْبٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَمِّي وَحَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الصَّائِغُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ حَدَّثَهُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، أَنَّهُ قَالَ: كُلُّ مُسْتَرْعى مَسْئُولٌ عَمَّا اسْتُرْعِيَ، حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ يُسْأَلُ عَنْ زَوْجَتِهِ وَوَلَدِهِ وَعَبْدِهِ، قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، وَابْنُ أَخِي ابْنِ وَهْبٍ، قَالَ: أَنْبَأَ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، وَابْنُ لَهِيعَةَ، رَوَاهُ مُسْلِمٌ، عَنِ ابْنِ أَخِي ابْنِ وَهْبٍ، فَقَالَ: عَمْرٌو، وَرَجُلٌ لَمْ يسَمِّهِ مُسْلِمٌ فِي كِتَابِهِ.
بَيَانُ عِقَابِ الْوَالِي الَّذِي يَلِي أَمْرَ النَّاسِ ولا ينصح لهم ويغشهم ولا يحتاط لهم
5666 حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاذُ
بْنُ هِشَامٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ، قَالَ: أَمْلَى
عَلَيْنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ
أَبِي الْمَلِيحِ، أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ زِيَادٍ، عَادَ مَعْقِلَ بْنَ
يَسَارٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي مَرَضِهِ، فَقَالَ لَهُ مَعْقِلٌ: إِنِّي
مُحَدِّثُكَ بِحَدِيثٍ لَوْلا أَنِّي فِي الْمَوْتِ لَمْ أُحَدِّثْكَ بِهِ،
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: مَا مِنْ أَمِيرٍ يَلِي
الْمُسْلِمِينَ ثُمَّ لا يَجْهَدُ لَهُمْ، وَلا يَنْصَحُ لَهُمْ، إِلا لَمْ
يَدْخُلْ مَعَهُمُ الْجَنَّةَ .
5667 حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الجَوْزِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رُشَيْدٍ، وَكَانَ ثِقَةً، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ مَجَاعَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ الْعَتَكِيُّ، عَنِ
الْحَسَنِ، قَالَ: أَتَيْنَا مَعْقِلَ بْنَ يَسَارٍ نَعُودُهُ، إِذْ جَاءَ
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ، فَقَالَ مَعْقِلٌ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى
الله عليه وسلم - يَقُولُ: مَنِ اسْتُرْعِيَ رَعِيَّةً، فَلَمْ يُحِطْ مِنْ وَرَائِهَا
بالنَّصِيحَةِ، أَوْ مَاتَ وَهُوَ لَهَا غَاشٌّ، أَدْخَلَهُ اللَّهُ نَارَ
جَهَنَّمَ، قَالَ لَهُ عُبَيْدُ اللَّهِ: أَلا كُنْتَ حَدَّثَتْنَا هَذَا
الْحَدِيثَ قَبْلَ الْيَوْمِ، قَالَ: إِنِّي كُنْتُ فِي سُلْطَانٍ سِوَى
سُلْطَانِكَ، قَالَ أَبُو عَوَانَةَ: ذَكَرَ شُعْبَةُ مَجَاعَةَ، فَقَالَ:
الصَّوَّامُ الْقَوَّامُ، وَقَالَ ابْنُ خِرَاشٍ: رِوَايَتُهُ عَنِ الصِّغَارِ لَيْسَ
مِمَّا يُعْتَبَرُ بِهِ أَيْ أَنَّهُ نَزَلَ عَنِ الْحَسَنِ إِلَى مَنْ هُوَ
دُونَهُ.
5668 حَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ
أَبِي بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الأَشْهَبِ جَعْفَرُ بْنُ حَيَّانَ، عَنِ
الْحَسَنِ، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى
الله عليه وسلم - يَقُولُ: مَا مِنْ رَجُلٍ يَسْتَرْعِي رَعِيَّةً يَمُوتُ حِينَ يَمُوتُ،
وَهُوَ غَاشٌّ لِلرَّعِيَّةِ، إِلا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ .
5669 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ فَضَالَةَ، وَعَبَّادُ بْنُ رَاشِدٍ،
وَأَبُو الأَشْهَبِ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: دَخَلَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ
عَلَى مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ، فَقَالَ: حَدِّثْنِي بِحَدِيثٍ سَمِعْتَهُ مِنَ
النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: مَنِ اسْتُرْعِيَ
رَعِيَّةً فَمَاتَ وَهُوَ لَهَا غَاشٌّ، حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ،
حَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا هَوْذَةُ، عَنْ عَوْفٍ، عَنِ
الْحَسَنِ، قَالَ: مَرِضَ مَعْقِلُ بْنُ يَسَارٍ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِمِثْلِهِ.
5670 حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ الْخَوْلانِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا سَوَادَةُ بْنُ أَبِي
الأَسْوَدِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ: أَنَّ عُبَيْدَ
اللَّهِ بْنَ زِيَادٍ، عَادَ مَعْقِلَ بْنَ يَسَارٍ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ،
فَقَالَ مَعْقِلٌ لِعُبَيْدِ اللَّهِ: إِنَّكَ كُنْتَ لَتُكْرِمُنِي فِي
الصِّحَّةِ، وَتَعُودُنِي فِي الْمَرَضِ، وَلَوْلا مَا أَتَى بِهِ يَعْنِي
الْمَوْتَ مَا حَدَّثْتُكَ بِهِ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -
يَقُولُ: مَا مِنْ رَاعٍ غَشَّ رَعِيَّتَهُ، إِلا وَهُوَ فِي النَّارِ.
5671 حَدَّثَنَا ابْنُ الْجُنَيْدِ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ،
قَالَ : حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، عَنْ
عَائِذِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَكَانَ مِنْ صَالِحِي أَصْحَابِ
النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ
زِيَادٍ، حَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَعَارِمٌ،
قَالا: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، قَالَ: أنبأ الْحَسَنُ، قَالَ: دَخَلَ
عَائِذُ بْنُ عَمْرٍو، وَكَانَ مِنْ صَالِحِي أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه
وسلم - عَلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ، فَقَالَ لَهُ: أَيْ بُنَيَّ، إِنِّي
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: إِنَّ شَرَّ الرِّعَاءِ
الْحُطَمَةُ، فَإِيَّاكَ أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ، فَقَالَ لَهُ عُبَيْدُ اللَّهِ:
اجْلِسْ فَإِنَّمَا أَنْتَ مِنْ نُخَالَةِ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم
-، قَالَ: فَهَلْ كَانَتْ لَهُ نُخَالَةٌ؟ إِنَّمَا النُّخَالَةُ فِي غَيْرِهِمْ،
وَمَنْ بَعْدَهُمْ.
5672 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَهْلٍ الْبَزَّازُ،
قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يُونُسَ،
عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ عَائِذَ بْنَ عَمْرٍو وَحَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ
مَرْزُوقٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ، جَرِيرٍ، قَالَ:
سَمِعْتُ الْحَسَنَ، يَقُولُ: دَخَلَ عَائِذُ بْنُ عَمْرٍو الْمُزَنِيُّ، وَكَانَ
مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ
زِيَادٍ، فَقَالَ: أَيْ بُنَيَّ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -
يَقُولُ: إِنَّ شَرَّ الرِّعَاءِ الْحُطَمَةُ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
بَيَانُ التَّشْدِيدِ فِي قَبُولِ الْوَالِي هَدَايَا رَعِيَّتِهِ
وحبسها
لنفسه وكتمانه إمامة ما يصيب فى إمرته
5673 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ
الْبَكَّائِيُّ، وَأَبُو أُمَيَّةَ، قَالا: حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْجُنَيْدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا
الْوَلِيدُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ:
حَدَّثَنِي قَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ الأَحْمَسِيُّ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ عَمِيرَةَ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: يَا
أَيُّهَا النَّاسُ، مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ لَنَا مِنْ عَمَلٍ، فَكَتَمَنَا
مِخْيَطًا فَهُوَ يَأْتِي بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ
الأَنْصَارِ وَكَأَنِّي أُرَاهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اقْبَلْ عَنِّي
عَمَلَكَ، فَقَالَ: وَمَا لَكَ؟ فَقَالَ: سَمِعْتُكَ تَقُولُ الَّذِي قُلْتَ،
قَالَ: وَأَنَا أَقُولُهُ: أَلا مَنِ اسْتَعْمَلْنَاهُ عَلَى عَمَلٍ، فَلْيَجِئْ
بِقَلِيلِهِ وَكَثِيرِهِ فَمَا أُوتِيَ مِنْهُ أَخَذَهُ، وَمَا نُهِيَ عَنْهُ
انْتَهَى .
5674 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْوَاسِطِيُّ،
قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أنبأ إِسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْسٍ،
عَنْ عَدِيِّ بْنِ عَمِيرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه
وسلم -، يَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ لَنَا عَلَى عَمَلٍ
فَكَتَمَنَا مِنْهُ مِخْيَطًا، فَمَا فَوْقَهُ فَهُوَ غُلٌّ يَأْتِي بِهِ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ، فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ أَسْوَدُ، وَكَأَنِّي أُرَاهُ
الآنَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اقْبَلْ عَنِّي عَمَلَكَ، قَالَ: مَا ذَاكَ؟
قَالَ: سَمِعْتُكَ تَقُولُ كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله
عليه وسلم -: وَأَنَا ذَاكَ، أَلا مَنِ اسْتَعْمَلْنَاهُ عَلَى عَمَلٍ، فَلْيَجِئْ
بِقَلِيلِهِ وَكَثِيرِهِ، فَمَا أُوتِيَ مِنْهُ أَخَذَهُ، وَمَا نُهِيَ عَنْهُ
انْتَهَى حَدَّثَنَا أَبُو الْبَخْتَرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، بِنَحْوِهِ.
5675 حَدَّثَنَا الْغَزِّيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا
الْفِرْيَابِيُّ وَحَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ،
قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ
عَدِيِّ بْنِ عَمِيرَةَ الْكِنْدِيِّ، قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى
الله عليه وسلم - فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، مَنِ اسْتَعْمَلْنَا مِنْكُمْ عَلَى
عَمَلٍ فَكَتَمَنَا مِنْهُ مِخْيَطًا فَهُوَ غُلٌّ، يَأْتِي بِهِ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ، فَقَامَ رَجُلٌ أَسْوَدُ مِنَ الأَنْصَارِ كَأَنِّي أَنْظُرُ
إِلَيْهِ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ.
5676 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْخَلِيلِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ أَبُو جَعْفَرٍ الْمُخَرِّمِيُّ بِسُرَّمَرَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ عَمِيرَةَ الْكِنْدِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: مَنِ اسْتَعْمَلْنَا عَلَى عَمَلٍ فَكَتَمَنَا مِخْيَطًا فَمَا فَوْقَهُ، فَإِنَّهُ غُلٌّ يَأْتِي بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، قَالَ: فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ آدَمٌ طَوِيلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لا حَاجَةَ لِي فِي عَمَلِكَ، قَالَ: لِمَ؟ قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُكَ قُلْتَ مَا قُلْتَ آنِفًا، قَالَ: وَأَنَا أَقُولُهُ الآنَ: مَنِ اسْتَعْمَلْنَاهُ فَلْيَأْتِنَا بِقَلِيلِهِ وَكَثِيرِهِ، فَإِنْ نُهِيَ عَنْهُ انْتَهَى، فَإِنْ أُوتِيَ مِنْهُ أَخَذَ.
5677 حَدَّثَنَا أَبُو الْبَخْتَرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: اسْتَعْمَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - رَجُلا مِنَ الأَزْدِ عَلَى صَدَقَاتِ بَنِي سُلَيْمٍ يُدْعَى ابْنُ الأُتْبِيَّةَ، فَلَمَّا جَاءَ حَاسَبَهُ، فَقَالَ: هَذَا مَا لَكُمْ وَهَذَا هَدِيَّةٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: فَهَلا جَلَسْتَ فِي بَيْتِ أَبِيكَ وَأُمِّكَ، فَقَامَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - خَطِيبًا فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ، إِنِّي أَسْتَعْمِلُ الرَّجُلَ مِنْكُمْ عَلَى الْعَمَلِ مِمَّا وَلانِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، فَيَقُولُ: هَذَا مَا لَكُمْ وَهَذَا هَدِيَّةٌ أُهْدِيَ لِي، أَفَلا جَلَسَ فِي بَيْتِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ حَتَّى تَأْتِيَهُ هَدِيَّتُهُ إِنْ كَانَ صَادِقًا، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لا يَأْخُذُ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا إِلا جَاءَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَحْمِلُهُ فَلا أَعْرِفُ مَا جَاءَ رَجُلٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِبَعِيرٍ لَهُ رُغَاءٌ، أَوْ بَقَرَةٍ لَهَا خُوَارٌ، أَوْ شَاةٍ تَيْعَرُ، ثُمَّ رَفَعَ يَدَهُ، وَقَالَ ثَلاثًا: اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ.
5678 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالَ: أنبأ أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ أَبَا حُمَيْدٍ صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَخَا بَنِي سَاعِدَةَ حَدَّثَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - اسْتَعْمَلَ ابْنَ الأُتْبِيَّةَ أَحَدَ الأَزْدِ عَلَى صَدَقَاتِ بَنِي سُلَيْمٍ، وَأَنَّهُ جَاءَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَلَمَّا حَاسَبَهُ، قَالَ: هَذَا مَا لَكُمْ، وَهَذِهِ هَدِيَّةٌ أُهْدِيَتْ لِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: أَلا جَلَسْتَ فِي بَيْتِ أَبِيكَ وَأُمِّكَ حَتَّى تَأْتِيَكَ هَدِيَّتُكَ إِنْ كُنْتَ صَادِقًا، ثُمَّ قَامَ خَطِيبًا، فَحَمِدَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي أَسْتَعْمِلُ الرَّجُلَ مِنْكُمْ عَلَى الْعَمَلِ مِمَّا وَلانِي اللَّهُ، فَيَقُولُ: هَذَا مَا لَكُمْ وَهَذَا هَدِيَّةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: فَهَلا جَلَسْتَ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ، ثُمَّ قَالَ: أَلا هَلْ بَلَّغْتُ، قَالَ أَبُو حُمَيْدٍ: بَصُرَتْ عَيْنَايَ، وَسَمِعَتْ أُذُنَايَ.
بَيَانُ الْخَبَرِ المُوجِبِ مُحَاسَبَةَ الإِمَامِ عَامِلَهُ عِنْدَ انْصِرَافِهِ مِنْ عَمَلِهِ
والبحث
عما أصاب من ولايته
5679 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ الطَّائِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ،
عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ، قَالَ: اسْتَعْمَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - رَجُلا مِنَ
الأَزْدِ، يُقَالُ لَهُ: ابْنُ اللُّتْبِيَّةَ عَلَى صَدَقَاتِ بَنِي سُلَيْمٍ،
فَلَمَّا جَاءَ، قَالَ: هَذَا لَكُمْ وَهَذَا أُهْدِيَ لِي، فَقَامَ النَّبِيُّ -
صلى الله عليه وسلم - خَطِيبًا، فَحَمِدَ اللَّهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ
قَالَ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي أَسْتَعْمِلُ رَجُلا مِنْكُمْ عَلَى أُمُورٍ
مِمَّا وَلانِي اللَّهُ، فَيَقُولُ: هَذَا لَكُمْ وَهَذَا أُهْدِيَ لِي، أَفَلا
يَجْلِسُ فِي بَيْتِ أَبِيهِ أَوْ بَيْتِ أُمِّهِ فَتَأْتِيهِ هَدِيَّتُهُ،
وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَئِنْ يَأْخُذُ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا
إِلا جَاءَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَحْمِلُهُ، فَلا أَعْرِفُ رَجُلا يَوْمَ الْقِيَامَةِ
بِبَعِيرٍ لَهُ رُغَاءٌ، أَوْ بَقَرَةٍ لَهَا خُوَارٌ، أَوْ شَاةٍ تَيْعَرُ، ثُمَّ
رَفَعَ يَدَيْهِ، وَقَالَ ثَلاثًا: اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ.
5680 حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الدَّبَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنبأ ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - اسْتَعْمَلَ ابْنَ الأُتْبِيَّةِ أَحَدَ الأَزْدِ عَلَى الصَّدَقَةِ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ، قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ فِي حَدِيثِهِ: وَإِنَّهُ جَاءَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَلَمَّا حَاسَبَهُ، قَالَ: هَذَا مَا لَكُمْ وَهَذَا أُهْدِيَ إِلَيَّ، وَقَالَ فِيهِ: حَتَّى تَأْتِيَهُ هَدِيَّتُهُ، فَلا، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لا يَأْخُذُ أَحَدٌ مِنْكُمْ، وَقَالَ فِي آخِرِهِ: بَصُرَ عَيْنَا أَبِي حُمَيْدٍ، وَسَمِعَ أُذُنَاهُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ أَبُو جَعْفَرٍ الْخَيَّاطُ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْحَارِثُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَعَثَ رَجُلا عَلَى صَدَقَاتِ بَنِي سُلَيْمٍ، فَلَمَّا جَاءَ حَاسَبَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: هَذَا لَكُمْ وَهَذَا أُهْدِيَ لِي، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَخَطَبَ النَّاسَ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ أَبُو حُمَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: سَمِعَ أُذُنَايَ وَبَصُرَ عَيْنَايَ مِنَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي قِصَّةِ ابْنِ الأُتْبِيَّةِ وَزَادَ: وَسَلُوا زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَإِنَّهُ كَانَ حَاضِرًا مَعِي.
5681 حَدَّثَنَا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ، وَشُعَيْبُ بْنُ عَمْرٍو، وَأَحْمَدُ بْنُ شَيْبَانَ، قَالُوا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ، أَنّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - بَعَثَ رَجُلا مِنَ الأَزْدِ عَلَى الصَّدَقَاتِ، يُقَالُ لَهُ: ابْنُ الأُتْبِيَّةِ، وَقَالَ شُعَيْبٌ وَأَحْمَدُ: عَلَى صَدَقَةٍ، فَجَاءَ مِنْ حَيْثُ بَعَثَهُ، فَقَالَ: وَقَالَ سَعْدَانُ: فَلَمَّا قَدِمَ، قَالَ: هَذَا لَكُمْ وَهَذَا أُهْدِيَ لِي، قَالَ: وَالنَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى الْمِنْبَرِ وَقَالَ سَعْدَانُ: فَغَضِبَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -، فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَحَمِدَ اللَّهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: مَا بَالُ رِجَالٍ نَسْتَعْمِلُهُمْ عَلَى الْعَمَلِ، فَيَجِئَ أَحَدُهُمْ، فَيَقُولُ: هَذَا لَكُمْ، وَهَذَا أُهْدِيَ لِي، أَفَلا جَلَسَ أَحَدُهُمْ فِي بَيْتِ أَبِيهِ أَوْ بَيْتِ أُمِّهِ فَيَنْظُرُ أَيُهْدَى لَهُ أَمْ لا؟ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لا يَأْتِي أَحَدٌ مِنْكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِشَيْءٍ إِلا جَاءَ بِهِ عَلَى رَقَبَتِهِ، وَقَالَ سَعْدَانُ: مِنْهَا بِشَيْءٍ إِلا جَاءَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَحْمِلُهُ عَلَى رَقَبَتِهِ، إِنْ كَانَ بَعِيرًا لَهُ رُغَاءٌ، أَوْ كَانَتْ بَقَرَةٌ لَهَا خُوَارٌ أَوْ شَاةٌ تَيْعَرُ، ثُمَّ رَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَدَيْهِ حَتَّى رَأَيْنَا عُفْرَةَ إِبْطَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ، اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ، وَقَالَ سَعْدَانُ: بَلَّغْتُ ثَلاثًا.
5682 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أنبا مَعْمَرٌ وحَدَّثَنَا الدَّبَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ، قَالَ: اسْتَعْمَلَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - ابْنَ اللُّتْبِيَّةِ رَجُلا مِنَ الأَزْدِ عَلَى الصَّدَقَةِ، فَجَاءَ بِمَالٍ، فَدَفَعَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: هَذَا مَا لَكُمْ، وَهَذِهِ هَدِيَّةٌ أُهْدِيَتْ لِي، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: أَفَلا قَعَدْتَ فِي بَيْتِ أَبِيكَ وَأُمِّكَ فَتَنْظُرُ أَيُهْدَى لَكَ أَمْ لا؟، ثُمَّ قَامَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - خَطِيبًا، فَقَالَ: مَا بَالُ أَقْوَامٍ نَسْتَعْمِلُهُمْ عَلَى الصَّدَقَةِ، فَيَقُولُونَ: هَذَا لَكُمْ، وَهَذِهِ هَدِيَّةٌ لِي، أَفَلا فِي بَيْتِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ قَعَدَ فَيَنْظُرُ أَيُهْدَى لَهُ أَمْ لا؟ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لا يَغُلُّ أَحَدٌ مِنْكُمْ شَيْئًا إِلا جَاءَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَحْمِلُهُ عَلَى رَقَبَتِهِ، إِنْ كَانَ بَعِيرًا فَإِنَّهُ لَهُ رُغَاءٌ، وَإِنْ كَانَتْ بَقَرَةٌ جَاءَ بِهَا لَهَا خُوَارٌ، وَإِنْ كَانَتْ شَاةٌ جَاءَ بِهَا تَيْعَرُ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ بَلَّغْتُ، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى بَدَتْ عُفْرَةُ إِبْطَيْهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمِّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ أَبَا حُمَيْدٍ السَّاعِدِيَّ، وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَعَثَ عَامِلا مِنْ عُمَّالِهِ
عَلَى
الصَّدَقَةِ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ، إِلا أَنَّهُ قَالَ: بَقَرَةٌ لَهَا خُوَارٌ،
حَدَّثَنَا الدَّبَرِيُّ، أَيْضًا عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ
هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ، نَحْوَ حَدِيثِ
مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ.
5683 حَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ، والدَّنْدَانِيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو
الْيَمَانِ، قَالَ: أنبأ شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي
عُرْوَةُ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ، أَنَّ
النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - اسْتَعْمَلَ عَامِلا عَلَى الصَّدَقَةِ،
فَجَاءَهُ الْعَامِلُ حِينَ فَرَغَ مِنْ عَمَلِهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ،
هَذَا الَّذِي لَكُمْ، وَهَذَا أُهْدِيَ إِلَيَّ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله
عليه وسلم -: أَفَلا قَعَدْتَ فِي بَيْتِ أَبِيكَ وَأُمِّكَ فَنَظَرْتَ أَيُهْدَى
لَكَ أَمْ لا؟، ثُمَّ قَامَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - عَشِيَّةً بَعْدَ
الصَّلاةِ عَلَى الْمِنْبَرِ فَتَشَهَّدَ، وَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ
أَهْلُهُ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ، فَمَا بَالُ الْعَامِلِ نَسْتَعْمِلُهُ فَيَأْتِينَا
فَيَقُولُ: هَذَا مِنْ عَمَلِكُمْ، وَهَذَا الَّذِي أُهْدِيَ لِي، أَفَلا قَعَدَ
فِي بَيْتِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ فَيَنْظُرُ هَلْ يُهْدَى لَهُ أَمْ لا؟ وَالَّذِي
نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لا يَغُلُّ أَحَدٌ مِنْكُمْ شَيْئًا إِلا جَاءَ بِهِ
يَوْمَ الْقِيَامَةَ يَحْمِلُهُ عَلَى عُنُقِهِ، إِنْ كَانَ بَعِيرًا جَاءَ بِهِ
لَهُ رُغَاءٌ، وَإِنْ كَانَتْ بَقَرَةٌ جَاءَ بِهَا لَهَا خُوَارٌ، وَإِنْ كَانَتْ
شَاةٌ جَاءَ بِهَا تَيْعَرُ فَقَدْ بَلَّغْتُ، قَالَ أَبُو حُمَيْدٍ: ثُمَّ رَفَعَ
النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَدَيْهِ حَتَّى إِنَّا لَنَنْظُرُ إِلَى عُفْرَةِ إِبْطَيْهِ،
قَالَ
أَبُو حُمَيْدٍ: وَقَدْ سَمِعَ ذَلِكَ مَعِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه
وسلم - زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَسَلُوهُ، حَدَّثَنَا مُوسَى
بْنُ سَعِيدٍ الدَّنْدَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شَبِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ يُونُسَ بْنِ
يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ، حَدَّثَنَا أَبُو
أُمَيَّةَ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، وَسَعِيدُ بْنُ
سُلَيْمَانَ، قَالا: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ،
عَنْ عُرْوَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو حُمَيْدٍ، قَالَ: اسْتَعْمَلَ النَّبِيُّ -
صلى الله عليه وسلم - عَامِلا، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
5684 حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْعَامِرِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
ذَكْوَانَ وَهُوَ أَبُو الزِّنَادِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِي
حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ، قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - مُصَدِّقًا
إِلَى الْيَمَنِ، فَجَاءَ بِسَوَادٍ كَثِيرٍ، فَلَمَّا قَدِمَ بَعَثَ إِلَيْهِ
مَنْ يَقْبِضَهُ، فَقَالَ: هَذَا لِي وَهَذَا لَكُمْ، فَقِيلَ لَهُ: مِنْ أَيْنَ
لَكَ هَذَا؟ قَالَ أُهْدِيَ لِي، فَأَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -،
فَأَخْبَرَهُ بِذَلِكَ، فَأَقْبَلَ يَمْشِي حَتَّى صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ
اللَّهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، مَا لِي أَبْعَثُ
أَقْوَامًا إِلَى الصَّدَقَاتِ، فَيَجِئُ أَحَدُهُمْ بِالسَّوَادِ الْكَثِيرِ،
فَإِذَا بَعَثْتُ إِلَيْهِ مَنْ يَقْبِضَهُ مِنْهُ، يَقُولُ: هَذَا لِي وَهَذَا لَكُمْ،
فَلَئِنْ كَانَ صَادِقًا أُهْدِيَ لَهُ فِي بَيْتِ أَبِيهِ وَفِي بَيْتِ أُمِّهِ.
5685 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْكُوفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الأَشْعَثِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْثَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ وَهُوَ الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ذَكْوَانَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى الْيَمَنِ رَجُلا عَلَى الصَّدَقَةِ، فَجَاءَ بِسَوَادٍ كَثِيرٍ، فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَنْ يَتَوَفَّاهُ مِنْهُ، فَجَعَلَ الَّذِي جَاءَ بِهِ يَمِيزُهُ، فَيَقُولُ: هَذَا لِي وَهَذَا لَكُمْ، فَإِذَا قِيلَ لَهُ: مِنْ أَيْنَ لَكَ هَذَا؟ قَالَ: أُهْدِيَ لِي، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَخَطَبَ، قَالَ: مَا بَالُ الرَّجُلِ إِذَا بَعَثْتُهُ، فَجَاءَ بِالسَّوَادِ الْكَثِيرِ، يَقُولُ: هَذَا لِي، وَهَذَا لَكُمْ، فَإِذَا قِيلَ لَهُ: مِنْ أَيْنَ لَكَ هَذَا؟ قَالَ: أُهْدِيَ لِي أَفَلا أُهْدِيَ لَهُ، وَهُوَ فِي بَيْتِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لا أَبْعَثُ رَجُلا فَيَغُلَّ مِنْهُ شَيْئًا إِلا جَاءَ بِهِ يَحْمِلُهُ عَلَى عُنُقِهِ، فَإِيَّاكُمْ أَنْ يَجِئَ أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى عُنُقِهِ بَعِيرٌ لَهُ رُغَاءٌ يَرْغُو، أَوْ بَقَرَةٌ تَخُورُ، أَوْ شَاةٌ تَيْعَرُ، أَلا هَلْ بَلَّغْتُ، ثَلاثَ مَرَّاتٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأُوَيْسِيُّ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ، أَنّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - اسْتَعْمَلَ رَجُلا فَقَدِمَ عَلَيْهِ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ، غَرِيبٌ لَمْ يُخَرِّجَاهُ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ
حَبِيبٍ، قَالَ
: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: نا زَمْعَةُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ
عُرْوَةَ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ، قَالَ أَبُو دَاوُدَ: أَخْبَرَنِي الْمُبَارَكُ بْنُ
فَضَالَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ
السَّاعِدِيِّ، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - رَجُلا مِنَ
الأَسَدِ عَلَى عَمَلٍ، أَوْ قَالَ عَلَى الصَّدَقَةِ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
5686 حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى السِّجْزِيُّ
خَيَّاطُ السُّنَّةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ وَحَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ،
قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بُكَيْرٍ، قَالا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ
عَيَّاشٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ،
قَالَ: هَدَايَا الأُمَرَاءِ غُلُولٌ، حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ
الْحَارِثِ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي أَبُو الأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِي
حُمَيْدٍ، فِي قِصَّةِ ابْنِ الأُتْبِيَّةِ .
5687 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ وَارَةَ، وَمُحَمَّدُ
بْنُ يَحْيَى، قَالا: نا أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ:
حَدَّثَنِي قُرَّةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ،
عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ، أَنّ
النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: لِصَاحِبِ الْحَقِّ مَقَالٌ.
5688 زَادَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى: فَذَكَرَ حَدِيثًا
طَوِيلا، وَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: إِنَّ خَيْرَ
عِبَادِ اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ الْمُوفُونَ الْمُطَيِّبُونَ.
5689 حَدَّثَنَا عَلانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، قَالَ : حَدَّثَنَا
أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ
أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ
عُرْوَةَ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - بَعَثَ
رَجُلا مِنَ الأَزْدِ، يُقَالُ له: ابْنُ الأُتْبِيَّةِ، عَلَى الصَّدَقَاتِ،
فَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
5690 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحَارِثِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى
الله عليه وسلم - يَوْمًا، فَذَكَرَ الْغُلُولَ فَعَظَّمَهُ، وَعَظَّمَ أَمْرَهُ،
ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، لا أُلْفِيَنَّ يَجِيءُ أَحَدُكُمْ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ بَعِيرٌ لَهُ رُغَاءٌ، يَقُولُ: يَا رَسُولَ
اللَّهِ، أَغِثْنِي، أَقُولُ لا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا قَدْ أَبْلَغْتُكَ، لا أُلْفِيَنَّ
يَجِيءُ أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ شَاةٌ لَهَا ثُغَاءٌ،
يَقُولُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَغِثْنِي، أَقُولُ: لا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا قَدْ
أَبْلَغْتُكَ، لا أُلْفِيَنَّ يَجِيءُ أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى
رَقَبَتِهِ فَرَسٌ لَهَا حَمْحَمَةٌ، يَقُولُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَغِثْنِي،
أَقُولُ لا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا قَدْ أَبْلَغْتُكَ، لا أُلْفِيَنَّ يَجِيءُ
أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ رِقَاعٌ تَخْفِقُ، يَقُولُ: يَا
رَسُولَ اللَّهِ، أَغِثْنِي، أَقُولُ: لا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا قَدْ
أَبْلَغْتُكَ، لا أُلْفِيَنَّ يَجِيءُ أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى
رَقَبَتِهِ صَامِتٌ، يَعْنِي الْمَالَ، يَقُولُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ،
أَغِثْنِي، أَقُولُ: لا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا قَدْ أَبْلَغْتُكَ، لا أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ نَفْسٌ لَهَا صِيَاحٌ، يَعْنِي الْمَمْلُوكَ، يَقُولُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَغِثْنِي، أَقُولُ: لا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا قَدْ أَبْلَغْتُكَ حَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ، وَعَمَّارُ بْنُ رَجَاءٍ، قَالا: حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَيَّانَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - خَطِيبًا فَحَمِدَ اللَّهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ ذَكَرَ الْغُلُولَ فَعَظَّمَهُ، وَعَظَّمَ أَمْرَهُ، ثُمَّ قَالَ: لا أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِمِثْلِهِ.
5692 حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ
بْنِ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، وَيُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ القَاضِيَانِ، وأيوب بن
سافري، وإبراهيم بن أبي داود الأسدي، قَالُوا: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ
حَرْبٍ، قَالَ
: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ
أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ بْنِ حَيَّانَ التَّيْمِيِّ ،
عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنّ
رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ذَكَرَ الْغُلُولَ يَوْمًا، فَعَظَّمَهُ،
ثُمَّ قَالَ: لِيَحْذَرَ أَحَدُكُمْ أَنْ يَجِيءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَعَلَى عُنُقِهِ
بَعِيرٌ لَهُ رُغَاءٌ، فَيَقُولُ: يَا مُحَمَّدُ، أَغِثْنِي، فَأَقُولُ: إِنِّي لا
أُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا إِنِّي قَدْ بَلَّغْتُ، وَيَأْتِي وَعَلَى عُنُقِهِ فَرَسُهُ
لَهُ حَمْحَمَةٌ، فَيَقُولُ: يَا مُحَمَّدُ، أَغِثْنِي، فَأَقُولُ: لا أُغْنِي
عَنْكَ شَيْئًا إِنِّي قَدْ بَلَّغْتُ، وَيَأْتِي عَلَى عُنُقِهِ رِقَاعٌ،
فَيَقُولُ: يَا مُحَمَّدُ، أَغِثْنِي، فَأَقُولُ: لا أُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا
إِنِّي قَدْ بَلَّغْتُ، قَالَ حَمَّادٌ: ثُمَّ لَقِيتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ،
فَحَدَّثَنِي بِهِ نَحْوًا مِمَّا حَدَّثَنِي بِهِ أَيُّوبُ، وَهَذَا لَفْظُ
إِسْمَاعِيلَ، وَإِبْرَاهِيمَ.
5693 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْحُنَيْنِ
الْكُوفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ بْنِ حَيَّانَ، عَنْ أَبِي
زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، بِنَحْوِ حَدِيثِهِمْ، وَقَالَ فِيهِ: نَهَى
رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الْغُلُولِ، وَقَالَ فِيهِ قَوْلا
شَدِيدًا.
5694 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُنَادِي،
وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْجُنَيْدِ، قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، قَالَ
: حَدَّثَنَا الأَشْجَعِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ التَّيْمِيِّ،
عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى
الله عليه وسلم - الْغُلُولَ فَعَظَّمَ، فَقَالَ: لا أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ،
يَجِيءُ عَلَى رَقَبَتِهِ صَامِتٌ، يَقُولُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَغِثْنِي،
أَقُولُ: لا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا فَقَدْ أَبْلَغْتُكَ، لا أُلْفِيَنَّ
أَحَدَكُمْ عَلَى رَقَبَتِهِ رِقَاعٌ تَخْفِقُ يَقُولُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ،
أَغِثْنِي، أَقُولُ: لا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا قَدْ أَبْلَغْتُكَ، لا
أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ، يَعْنِي: عَلَى رَقَبَتِهِ، نَفْسٌ لَهَا صِيَاحٌ،
يَقُولُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَغِثْنِي، أَقُولُ: لا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ
شَيْئًا، لا أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ يَجِيءُ عَلَى رَقَبَتِهِ فَرَسٌ لَهُ
حَمْحَمَةٌ، يَقُولُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَغِثْنِي، أَقُولُ: لا أَمْلِكُ لَكَ
مِنَ اللَّهِ شَيْئًا قَدْ أَبْلَغْتُكَ، لا أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ يَجِيءُ عَلَى
رَقَبَتِهِ بَعِيرٌ لَهُ رُغَاءٌ، يَقُولُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَغِثْنِي،
أَقُولُ: لا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا قَدْ أَبْلَغْتُكَ، لا
أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ عَلَى رَقَبَتِهِ شَاةٌ لَهَا ثُغَاءٌ، يَقُولُ: يَا
رَسُولَ اللَّهِ، أَغِثْنِي، أَقُولُ: لا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا قَدْ
أَبْلَغْتُكَ .
5695 حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ عَيَّاشٍ، بِسَافِرِيَّةَ
مِنْ كُورَةِ لُدٍّ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: لا أُلْفِيَنَّ
أَحَدَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ.
بَابُ الأَخْبَارِ الْمُوجِبَةِ طَاعَةَ الأَمِيرِ الَّذِي يُؤَمِّرُهُ الإِمَامُ
وأن من
أطاعه فقد أطاع الإمام
5696 حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: أَمْلَى
عَلَيْنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا الدُّورِيُّ، والصَّغَانِيُّ،
قَالا: حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَيْضًا، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ
جُرَيْجٍ: فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ}[سورة
النساء آية59 ]، قَالَ: نَزَلَتْ فِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُذَافَةَ السَّهْمِيِّ،
إِذْ بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي السَّرِيَّةِ، أَخْبَرَنِيهِ
يَعْلَى بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،
حَدِيثُهُمْ وَاحِدٌ.
5697 حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَجَّاجُ
بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي زِيَادٌ، أَنَّ ابْنَ
شِهَابٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَخْبَرَهُ،
أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه
وسلم -: مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى اللَّهَ،
وَمَنْ أَطَاعَ أَمِيرِي فَقَدْ أَطَاعَنِي، وَمَنْ عَصَى أَمِيرِي فَقَدْ
عَصَانِي، كَذَا قَالَ حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ
زِيَادٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ، إِلاأَنَّهُ قَالَ: وَمَنْ
عَصَى أَمِيرِي فَقَدْ عَصَى اللَّهَ، كَذَا قَالَ مَكِّيٌّ
5698 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ
الصَّغَانِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ
الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ، وَمَنْ
عَصَانِي فَقَدْ عَصَى اللَّهَ، وَمَنْ أَطَاعَ أَمِيرِي فَقَدْ أَطَاعَنِي،
وَمَنْ عَصَى أَمِيرِي فَقَدْ عَصَانِي.
5699 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، وَعَمَّارُ بْنُ رَجَاءٍ،
قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي
يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَلْقَمَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ، أَنّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ
أَطَاعَ اللَّهَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى اللَّهَ، وَمَنْ أَطَاعَ الأَمِيرَ
فَقَدْ أَطَاعَنِي، وَمَنْ عَصَى الأَمِيرَ فَقَدْ عَصَانِي.
5700 حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا
أَبُو الْوَلِيدِ، عَنْ أَبِي عَوَانَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي
عَلْقَمَةَ الأَنْصَارِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ، مِنْ فِيهِ إِلَى
فِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: مَنْ أَطَاعَنِي
فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى اللَّهَ، وَمَنْ أَطَاعَ
الأَمِيرَ أَطَاعَنِي، إِنَّمَا الأَمِيرُ مِجَنٌّ، فَإِذَا صَلَّى جَالِسًا،
فَصَلُّوا جُلُوسًا، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا
عَارِمٌ، قَالَ: نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يَعْلَى، بِمِثْلِهِ.
5701 حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ،
قَالَ : حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ
اللَّهَ، وَمَنْ أَطَاعَ أَمِيرِي فَقَدْ أَطَاعَنِي، كَذَا قَالَ.
5702 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ
الرَّازِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا
الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: مَنْ
أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ، وَمَنْ يَعْصِنِي فَقَدْ عَصَى اللَّهَ،
وَمَنْ يُطِعِ الأَمِيرَ فَقَدْ أَطَاعَنِي، وَمَنْ يَعْصِ الأَمِيرَ فَقَدْ
عَصَانِي.
5703 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عُمَرَ
بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ الرَّقِّيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ،
عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى
الله عليه وسلم -: مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ، وَمَنْ عَصَانِي
فَقَدْ عَصَى اللَّهَ، وَمَنْ أَطَاعَ الأَمِيرَ فَقَدْ أَطَاعَنِي، وَمَنْ عَصَى
الأَمِيرَ فَقَدْ عَصَانِي.
5704 حَدَّثَنَا حَمْدَانُ السُّلَمِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامٍ، قَالَ: هَذَا مَا
حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ، عَنْ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ:
نَحْنُ الآخِرُونَ السَّابِقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه
وسلم -: مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ، وَمَنْ يَعْصِنِي فَقَدْ عَصَى
اللَّهَ، وَمَنْ يُطِعِ الأَمِيرَ فَقَدْ أَطَاعَنِي، وَمَنْ يَعْصِ الأَمِيرَ
فَقَدْ عَصَانِي، لَمْ يَقُلْ: أَمِيرِي.
5705 حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ مَرْزُوقٍ أَبُو الْفَتْحِ الْمِصْرِيُّ
قَالَ: حَدَّثَنَا إِدْرِيسُ بْنُ يَحْيَى الْخَوْلانِيُّ، وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَهْبُ اللَّهِ بْنُ
رَاشِدٍ، قَالا: حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، أَنَّ أَبَا يُونُسَ مَوْلَى
أَبِي هُرَيْرَةَ حَدَّثَهُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: إِنَّ
رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ
اللَّهَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى اللَّهَ، وَمَنْ أَطَاعَ الْخَلِيفَةَ
فَقَدْ أَطَاعَنِي، وَمَنْ عَصَى الْخَلِيفَةَ فَقَدْ عَصَانِي.
5706 حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُنْقِذٍ الْخَوْلانِيُّ، قَالَ:
نا إِدْرِيسُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَيَّاشٍ، قَالَ:
أَخْبَرَنِي ابْنُ هُرْمُزَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنّ النَّبِيَّ - صلى الله
عليه وسلم - قَالَ: مَنْ عَصَى الأَمِيرَ فَقَدْ عَصَانِي، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ
عَصَى اللَّهَ، وَمَنْ أَطَاعَ الأَمِيرَ فَقَدْ أَطَاعَنِي، وَمَنْ أَطَاعَنِي
فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ.
5707 حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْوَلِيدِ
الْجَشَّاشِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ دَاوُدَ الزَّنْبَرِيُّ أَبُو
عُثْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ ذَكْوَانَ أَبُو الزِّنَادِ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ هُرْمُزَ
أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -
صلى الله عليه وسلم -: مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ، وَمَنْ يَعْصِنِي
فَقَدْ عَصَى اللَّهَ، وَمَنْ يُطِعِ الأَمِيرَ فَقَدْ أَطَاعَنِي، وَمَنْ يَعْصِ
الأَمِيرَ فَقَدْ عَصَانِي.
بَيَانُ الأَخْبَارِ الْمُوجِبَةِ عَلَى الرَّعِيَّةِ فَرْضًا طَاعَةَ مَنْ يُؤَمَّرُ عَلَيْهَا عَبْدًا
كان
الأمير أو غيره
5708 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ
حُصَيْنٍ الأَحْمَسِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَتْنِي جَدَّتِي وَاسْمُهَا أُمُّ حُصَيْنٍ
الأَحْمَسِيَّةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى
الله عليه وسلم - يَقُولُ: إِنِ اسْتُعْمِلَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ يَأْخُذُكُمْ
بِكِتَابِ اللَّهِ، فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا.
5709 حَدَّثَنَا أَبُو قِلابَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا
بِشْرُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحُصَيْنِ، أَنَّهُ
سَمِعَ جَدَّتَهُ، قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ يَخْطُبُ
بِعَرَفَاتٍ، يَقُولُ: إِنِ اسْتُعْمِلَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ يَقُودُكُمْ
بِكِتَابِ اللَّهِ، فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا.
5710 حَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا
عَفَّانُ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّهُ
سَمِعَ جَدَّتَهُ، قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ يَخْطُبُ
بِعَرَفَاتٍ، يَقُولُ: وَلَوِ اسْتُعْمِلَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ يَقُودُكُمْ
بِكِتَابِ اللَّهِ، فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا.
5711 حَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ، قَالَ: أَنَا عَلِيُّ
بْنُ مَعْبَدٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زَيْدِ بْنِ
أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ أُمِّ الْحُصَيْنِ جَدَّتِهِ،
قَالَتْ: حَجَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي حَجَّةِ
الْوَدَاعِ، قَالَتْ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَوْلا
كَثِيرًا، ثُمَّ كَانَ فِيمَا يَقُولُ: إِنْ أُمِّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ مُجَدَّعٌ،
قَالَ: أُرَاهَا قَالَتْ: أَسْوَدٌ يُقِيمُ فِيكُمْ كِتَابَ اللَّهِ، فَاسْمَعُوا
وَأَطِيعُوا .
5712 حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَهْبُ
بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَوْصَانِي
خَلِيلِي بِثَلاثٍ: أَنْ أَسْمَعَ وَأُطِيعَ، وَلَوْ لِعَبْدٍ مُجَدَّعِ
الأَطْرَافِ، وَإِذَا صَنَعْتُ مَرَقَةً أَنْ أُكْثِرَ مَاءَهَا، ثُمَّ أَنْظُرُ
أَهْلَ بَيْتٍ مِنْ جِيرَانِي، فَأُصِيبُهُمْ مِنْهَا بِمَعْرُوفٍ، وَأَنْ
أُصَلَّىَ الصَّلَوَاتِ لِوَقْتِهَا، فَإِنْ كُنْتَ أَدْرَكْتَ الإِمَامَ قَدْ سَبَقَ
فَقَدْ أَحْرَزْتَ صَلاتَكَ، وَإِلا فَهِيَ لَكَ نَافِلَةٌ.
5713 حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا
حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ وَحَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ
الْحَرَّانِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَتَّابٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ،
عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ
أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: أَوْصَانِي خَلِيلِي: أَنْ أَسْمَعَ وَأُطِيعَ، وَلَوْ
لِعَبْدٍ مُجَدَّعِ الأَطْرَافِ.
5714 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا
أَبُو دَاوُدَ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ،
سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: أَمَرَنِي
رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: أَنْ أَسْمَعَ، وَأُطِيعَ، وَلَوْ
لِعَبْدٍ حَبَشِيٍّ مُجَدَّعِ الأَطْرَافِ، حَدَّثَنَا أَبُو قِلابَةَ، قَالَ :
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ، قَالَ: أنبأ شُعْبَةُ، بِمِثْلِهِ.
5715 حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الْفَلاسُ،
قَالَ: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ الْبَلْخِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا
يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الإِسْكَنْدَرَانِيُّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ،
عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ،
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: عَلَيْكَ السَّمْعَ
وَالطَّاعَةَ فِي عُسْرِكَ، وَيُسْرِكَ، وَمَنْشَطِكَ، وَمَكْرَهِكَ، وَأَثَرَةٍ عَلَيْكَ.
5716 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالَ:
أنبأ ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي
حَازِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: عَلَيْكَ الطَّاعَةَ فِي مَنْشَطِكَ،
وَمَكْرَهِكَ، وَعُسْرِكَ، وَيُسْرِكَ، وَأَثَرَةٍ عَلَيْكَ.
5717 حَدَّثَنَا أَبُو إِبْرَاهِيمَ الزُّهْرِيُّ، والصَّغَانِيُّ،
قَالا: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: عَلَيْكَ
السَّمْعَ، وَالطَّاعَةَ فِي عُسْرِكَ، وَمَنْشَطِكَ، وَمَكْرَهِكَ، وَأَثَرَةٍ
عَلَيْكَ.
بَيَانُ الأَخْبَارِ الْمُبِيحَةِ تَرْكَ طَاعَةِ الأَمِيرِ إِذَا أَمَرَ بِمَعْصِيَةٍ
ووجوب
طاعته فى جميع ما يرعوا إليه من إجابته وإتباعه فى غير معصية
5718 حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْحَاقَ الْقَوَّاسُ،
قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ
نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى
الله عليه وسلم - قَالَ: السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ عَلَى الْمَرْءِ فِيمَا أَحَبَّ
أَوْ كَرِهَ، إِلا أَنْ يُؤْمَرَ بِمَعْصِيَةٍ، فَإِنْ أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ، فَلا
سَمْعَ وَلا طَاعَةَ .
5719 حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ السِّجْزِيُّ،
والدَّنْدَانِيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ
اللَّهِ، بِإِسْنَادِهِ: الطَّاعَةُ عَلَى الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ فِيمَا أَحَبَّ
أَوْ كَرِهَ مَا لَمْ يُؤْمَرْ بِمَعْصِيَةٍ، فَإِذَا أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ، فَلا
سَمْعَ وَلا طَاعَةَ.
5720 حَدَّثَنَا عَلانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ
وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الصَّائِغُ، وَأَبُو أُمَيَّةَ،
والدَّنْدَانِيُّ، قَالُوا: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: نا لَيْثُ
بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ
عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: عَلَى الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ
السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ فِيمَا أَحَبَّ أَوْ كَرِهَ، إِلا أَنْ يُؤْمَرَ
بِمَعْصِيَةٍ، فَإِنْ أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ، فَلا سَمْعَ وَلا طَاعَةَ.
5721 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَهْلٍ الْبَزَّازُ، قَالَ: حَدَّثَنَا
عَفَّانْ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ،
عَنْ نَافِعٍ، بِإِسْنَادِهِ: إِلا أَنْ يُؤْمَرَ بِمَعْصِيَةِ اللَّهِ، فَإِنَّهُ
لا طَاعَةَ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
5722 حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَتَّابٍ سَهْلُ بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: نا زُبَيْدٌ الْيَامِيُّ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - اسْتَعْمَلَ رَجُلا مِنَ الأَنْصَارِ عَلَى جَيْشٍ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يُطِيعُوهُ، فَأَجَّجَ لَهُمْ نَارًا، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَقْتَحِمُوهَا، فَهَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَفْعَلُوا، وَقَالَ الآخَرُونَ: إِنَّمَا فَرَرْنَا مِنَ النَّارِ فَأَبَوْا، ثُمَّ قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَذَكَرُوا ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: لَوْ وَقَعُوا فِيهَا مَا خَرَجُوا مِنْهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، لا طَاعَةَ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ، إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَتَّابٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، وَالأَعْمَشِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِمِثْلِ ذَلِكَ.
5723 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، قَالَ: نا أَبُو دَاوُدَ،
قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي
عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه
وسلم - بَعَثَ سَرِيَّةً، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ رَجُلا وَأَمَرَهُمْ أَنْ
يُطِيعُوهُ، فَأَجَّجَ لَهُمْ نَارًا، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَقْتَحِمُوهَا، فَهَمَّ
قَوْمٌ أَنْ يَفْعَلُوا، وَقَالَ الآخَرُونَ: إِنَّمَا فَرَرْنَا مِنَ النَّارِ،
فَأَبَوْا، ثُمَّ قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -،
فَذَكَرُوا ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: لَوْ
دَخَلْتُمُوهَا لَمْ تَزَالُوا فِيهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، لا طَاعَةَ فِي
مَعْصِيَةِ اللَّهِ، إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ.
5724 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: نا شُعْبَةُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ
عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنّ
النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ،
حَدَّثَنَا أَبُو قِلابَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ، وَأَبُو
عَتَّابٍ، قَالا: نا شُعْبَةُ، عَنْ زُبَيْدٍ، بِإِسْنَادِ الْحَدِيثِ الأَوَّلِ وَبِنَحْوِهِ.
5725 حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي
الخَيْبَرِيِّ القَّصَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ
سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ
عَلِيٍّ، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سَرِيَّةً
وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ رَجُلا مِنَ الأَنْصَارِ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَسْمَعُوا
لَهُ وَيُطِيعُوهُ، قَالَ: فَأَغْضَبُوهُ فِي شَيْءٍ، فَقَالَ: اجْمَعُوا حَطَبًا،
فَجَمَعُوا، فَقَالَ: أَوْقِدُوا نَارًا ثُمَّ ادْخُلُوهَا، فَجَمَعُوا حَطَبًا،
ثُمَّ أَوْقَدُوا نَارًا، ثُمَّ تَدَافَعُوا أَنْ يَدْخُلُوهَا، فَقَالَ
بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: مَا تَبِعْنَا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلا
فِرَارًا مِنَ النَّارِ، فَكَيْفَ نَدْخُلَهَا؟ فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ
سَكَنَ غَضَبُهُ، وَطُفِئَتِ النَّارُ، فَذَكَرُوا ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى
الله عليه وسلم -، فَقَالَ: وَاللَّهِ لَوْ دَخَلُوا فِيهَا مَا خَرَجُوا مِنْهَا
إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ، حَدَّثَنَا
الصَّغَانِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْخَلِيلِ، قَالَ: أنبأ عَلِيُّ
بْنُ مُسْهِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ
أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سَرِيَّةً وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ رَجُلا مِنَ
الأَنْصَارِ وَأَمَرَهُمْ أَنْ يُطِيعُوهُ، فَخَرَجُوا فَوَجَدَ عَلَيْهِمْ فِي
بَعْضِ الأَمْرِ، فَقَالَ: أَلَيْسَ أَمَرَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -
أَنْ تُطِيعُونِيَ؟، قَالُوا: بَلَى، قَالَ: فَإِنِّي أَعْزِمُ عَلَيْكُمْ لَمَّا
جَمَعْتُمْ حَطَبًا، ثُمَّ أَوْقَدْتُمْ نَارًا، ثُمَّ دَخَلْتُمُوهَا،
فَجَمَعُوا حَطَبًا، ثُمَّ أَوْقَدُوا نَارًا، ثُمَّ تَدَافَعُوا
أَنْ يَدْخُلُوهَا، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: فَذَكَرَ مِثْلَهُ سَوَاءٌ،
رَوَاهُ عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ .
بَيَانُ حَظْرِ مُنَازَعَةِ الإِمَامِ أَمْرَهُ وأمر أمرائه ووجوب طاعتهم فى الشدة والحمل على النفس فيها
5726 حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْكِسَائِيُّ ابْنُ دِيزِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ بُهْلُولٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: بَايَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي الْعُسْرِ، وَالْيُسْرِ، وَالْمَنْشَطِ، وَالْمَكْرَهِ، وَعَلَى أَثَرَةٍ عَلَيْنَا، وَعَلَى أَنْ لا نُنَازِعَ الأَمْرَ أَهْلَهُ، وَعَلَى أَنْ نَقُولَ بِالْحَقِّ أَيْنَمَا كُنَّا لا نَخَافُ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لائِمٍ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَادَةُ بْنُ الْوَلِيدِ، بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ، إِلا أَنَّهُ لَمْ يَذْكُرْ: وَعَلَى أَثَرَةٍ عَلَيْنَا .
5727 حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ
وَهْبٍ، قَالَ: أنبأ مَالِكٌ وَحَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ
وَهْبٍ، أَنَّ مَالِكًا، حَدَّثَهُ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي
عُبَادَةُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي
أَبِي عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ، قَالَ: بَايَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه
وسلم - عَلَى السَّمْعِ، وَالطَّاعَةِ فِي الْعُسْرِ، وَالْيُسْرِ، وَالْمَنْشَطِ،
وَالْمَكْرَهِ، وَأَنْ لا نُنَازِعَ الأَمْرَ أَهْلَهُ، وَأَنْ نَقُولَ أَوْ
نَقُومَ بِالْحَقِّ حَيْثُ مَا كُنَّا لا نَخَافُ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لائِمٍ.
5728 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
عَبْدِ الْحَكَمِ، قَالَ : حَدَّثَنَا وَهْبُ اللَّهِ بْنُ رَاشِدٍ، قَالَ :
حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَادَةُ بْنُ الْوَلِيدِ
بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ:
بَايَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى السَّمْعِ، وَالطَّاعَةِ فِي
الْعُسْرِ، وَالْيُسْرِ، وَالْمَنْشَطِ، وَالْمَكْرَهِ، وَالأَثَرَةِ عَلَيْنَا، وَعَلَى
أَنْ لا نُنَازِعَ الأَمْرَ أَهْلَهُ، وَعَلَى أَنْ نقول أو: نَقُومَ، بِالْحَقِّ أَيْنَمَا كُنَّا،
لا نَخَافُ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لائِمٍ.
5729 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحَارِثِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ، قَالَ:
حَدَّثَنِي عُبَادَةُ بْنُ الْوَلِيدِ، أَنَّ أَبَاهُ الْوَلِيدَ حَدَّثَهُ، عَنْ
جَدِّهِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، أَنَّهُ قَالَ: بَايَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ -
صلى الله عليه وسلم - عَلَى السَّمْعِ، وَالطَّاعَةِ فِي عُسْرِنَا، وَيُسْرِنَا،
وَمَنَاشِطِنَا، وَمَكَارِهِنَا، وَأَنْ لا نُنَازِعَ الأَمْرَ أَهْلَهُ، وَأَنْ
نَقُولَ بِالْحَقِّ أَيْنَمَا كُنَّا لا نَخَافُ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لائِمٍ.
بَيَانُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى إِبَاحَةِ مُنَازَعَةِ الإِمَامِ أَمْرَهُ إِذَا ظَهْرَ مِنْهُ الكفر
الذى يخرج
به من الإيمان وعلى ترك منازعته إذا أمر بغير العدل والتقوى وأن عليه منه وزرا
5730 حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمِّي، حَدَّثَنَا عَمْرٌو، عَنْ بُكَيْرٍ،
عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ جُنَادَةَ، قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى عُبَادَةَ
وَهُوَ مَرِيضٌ، فَقُلْنَا: أَصْلَحَكَ اللَّهُ، حَدِّثْنَا بِحَدِيثٍ يَنْفَعُ اللَّهُ
بِهِ، سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -،
فَقَالَ: دَعَانَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَبَايَعْنَاهُ، فَكَانَ
فِيمَا أَخَذَ عَلَيْنَا أَنْ بَايَعْنَاهُ عَلَى السَّمْعِ، وَالطَّاعَةِ فِي
مَنْشَطِنَا، وَمَكْرَهِنَا، وَعُسْرِنَا، وَيُسْرِنَا، وَأَثَرَةٍ عَلَيْنَا،
وَأَنْ لا نُنَازِعَ الأَمْرَ أَهْلَهُ، فَقَالَ: إِلا أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا
عِنْدَكُمْ مِنَ اللَّهِ فِيهِ بُرْهَانٌ.
5731 حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ،
وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ أَبِي التَّمَامِ العسقلاني، في سطح ابن
شبح في قدمتي الثالثة الشام، قَالا: حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -،
قَالَ: إِنَّمَا الإِمَامُ جُنَّةٌ، يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ، وَيُتَّقَى بِهِ،
فَإِنْ أَمَرَ بِتَقْوَى اللَّهِ، وَعَدَلَ كَانَ لَهُ بِذَلِكَ أَجْرٌ، وَإِنْ
أَمَرَ بِغَيْرِ ذَلِكَ فَإِنَّ عَلَيْهِ مِنْهُ وِزْرًا.
بَيَانُ الْخَبَرِ المُوجِبِ عَلَى الرَّعِيَّةِ الْوَفَاءَ بِبَيْعَةِ الإِمَامِ وترك الإمتناع من إعطاء حقهم الذى يجب لهم
5732 حَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ فُرَاتٍ الْقَزَّازِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَازِمٍ، يَقُولُ: قَاعَدْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ خَمْسَ سِنِينَ، فَسَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ تَسُوسُهُمُ الأَنْبِيَاءُ، فَكُلَّمَا هَلَكَ نَبِيٌّ، قَامَ نَبِيٌّ، وَإِنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدِي وَإِنَّهُ سَتَكُونُ بَعْدِي خُلَفَاءُ فَتَكْثُرُ، قَالُوا: فَمَا تَأْمُرُنَا يَا نَبِيَّ اللَّهِ؟ قَالَ: فُوا بِبَيْعَةِ الأَوَّلِ فَالأَوَّلِ، أَعْطُوهُمْ حَقَّهُمْ وَسَلُوا اللَّهَ حَقَّكُمْ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ سَائِلُهُمْ، حَدَّثَنَا أَبُو قِلابَةَ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَعْمَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ .
5733 حَدَّثَنَا الْبِرْتِيُّ، قَالَ: نا أَبُو مَعْمَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ، عَنْ شُعْبَةَ، وَحَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ، عَنِ الْفُرَاتِ يَعْنِي الْقَزَّازَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ تَسُوسُهُمُ الأَنْبِيَاءُ، إِذَا مَاتَ نَبِيٌّ قَامَ نَبِيٌّ، وَإِنَّهُ لَيْسَ بَعْدِي نَبِيٌّ، فَقَالَ رَجُلٌ: وَمَا يَكُونُ بَعْدَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: تَكُونُ خُلَفَاءُ وَتَكْثُرُ، قَالَ: فَكَيْفَ نَصْنَعُ؟ قَالَ: أَوْفُوا بِبَيْعَةِ الأَوَّلِ فَالأَوَّلِ، أَدُّوا إِلَيْهِمْ مَا لَهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ سَائِلُهُمْ عَنِ الَّذِي لَكُمْ، وَاللَّفْظُ لِلْبِرْتِيِّ، حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ هَاشِمٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَكَّامُ بْنُ سَلْمٍ، عَنْ عَنْبَسَةَ، وَعَمْرِو بْنِ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ فُرَاتٍ، بِنَحْوِهِ.
5734 حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ بَشِيرٍ الرَّازِيُّ الصَّيْدَلانِيُّ،
وَأَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ هُوَ ابْنُ سَعِيدِ
بْنِ سَابِقٍ، قَالَ: نا عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ فُرَاتٍ الْقَزَّازِ،
عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى
الله عليه وسلم -: إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِيهِمُ الأَنْبِيَاءُ،
كُلَّمَا ذَهَبَ نَبِيٌّ قَامَ نَبِيٌّ بَعْدَهُ، أَلا وَإِنَّهُ لا يَكُونُ
بَعْدِي نَبِيٌّ، قَالُوا: فَمَا يَكُونُ بَعْدَكَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ؟ قَالَ: تَكُونُ
أُمَرَاءُ، قَالُوا: فَكَيْفَ نَصْنَعُ؟ قَالَ: فُوا بِبَيْعَةِ الأَوَّلِ
فَالأَوَّلِ، وَأَدُّوا الَّذِي عَلَيْكُمْ وَسَيَسْأَلُهُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِي
عَلَيْهِمْ.
5735 حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ، نا زَكَرِيَّا بْنُ
عَدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ حَسَنِ بْنِ فُرَاتٍ
الْقَزَّازِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ
النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ
تَسُوسُهُمُ الأَنْبِيَاءُ، كُلَّمَا ذَهَبَ نَبِيٌّ خَلَفَ نَبِيٌّ، وَإِنَّهُ
لَيْسَ كَائِنٌ فِيكُمْ نَبِيٌّ بَعْدِي، قَالَ: فَكَيْفَ يَكُونُ؟ قَالَ: تَكُونُ
خُلَفَاءُ وَتَكْثُرُ، قَالُوا:
فَكَيْفَ نَصْنَعُ؟ قَالَ: فُوا بِبَيْعَةِ الأَوَّلِ
فَالأَوَّلِ، أَدُّوا الَّذِي عَلَيْكُمْ فَإِنَّ اللَّهَ سَيَسْأَلُهُمُ الَّذِي
عَلَيْهِمْ.
5736 حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْعَامِرِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنِ
الأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: إِنَّهَا سَتَكُونُ
بَعْدِي أَثَرَةٌ، وَفِتَنٌ، وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا، قَالُوا: يَا رَسُولَ
اللَّهِ، كَيْفَ تَأْمُرُ مَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنَّا؟ قَالَ: تُؤَدُّونَ
الْحَقَّ الَّذِي عَلَيْكُمْ، وَتَسْأَلُونَ اللَّهَ الَّذِي لَكُمْ.
بَيَانُ وُجُوبِ نُصْرَةِ الْخَلِيفَةِ إِذَا بُويِعَ لِغَيْرِهِ وإباحة قتل الآخر منهما ومحاربته ودفعة
5737 حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ
عَوْنٍ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ،
عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ،
عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: إِذَا بُويِعَ لِخَلِيفَتَيْنِ،
فَاقْتُلُوا الآخَرَ مِنْهُمَا.
5738 حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ :
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ، عَنْ
عَرْفَجَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: مَنْ
جَاءَ إِلَى أُمَّتِي وَهُمْ جَمِيعٌ، فَأَرَادَ أَنْ يُفَرِّقَ جَمَاعَتَهُمْ، فَاقْتُلُوهُ،
وَقَالَ مَرَّةً: فَاضْرِبُوهُ بِالسَّيْفِ.
5739 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، قَالَ: نا أَبُو دَاوُدَ،
قَالَ: نا شُعْبَةُ، وَأَبُو عَوَانَةَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ، سَمِعَ عَرْفَجَةَ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، سَمِعَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ:
إِنَّهَا سَتَكُونُ هَنَاتٌ وَهَنَاتٌ، فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُفَرِّقَ أَمْرَ
هَذِهِ الأُمَّةِ، وَهُمْ جَمِيعٌ فَاضْرِبُوا رَأْسَهُ بِالسَّيْفِ كَائِنًا مَنْ
كَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو قِلابَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ:
نا شُعْبَةُ، بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْجُنَيْدِ الدَّقَّاقُ،
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الأَنْبَارِيُّ، عَنْ شَيْبَانَ، عَنْ
زِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ، عَنْ عَرْفَجَةَ الأَسْلَمِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَذَكَرَ مِثْلَهُ، إِلا أَنَّهُ قَالَ: فَاقْتُلُوهُ.
5740 قَرَأْتُ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ،
وَكَانَ فِي كِتَابِهِ بَعْدَ أَنْ سَأَلْتُهُ أَنْ يَقْرَأَ فَأَبَى، عَنْ أَبِي
أُسَامَةَ عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ سِيَاهٍ أَبِي يَحْيَى الثَّقَفِيِّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عِلاقَةَ، عَنْ عَرْفَجَةَ بْنِ ضُرَيْحٍ الأَشْجَعِيِّ،
قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: إِنَّهَا
سَتَكُونُ هَنَاتٌ وَهَنَاتٌ وَهَنَاتٌ، يُطَوِّلُ بِهَا صَوْتَهُ، فَمَنْ
رَأَيْتَهُ يُرِيدُ أَنْ يُفَرِّقَ أُمَّتِي وَهُمْ جَمِيعٌ، فَاقْتُلُوهُ
كَائِنًا مَنْ كَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ مَسْرُورُ بْنُ نُوحٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ يَعِيشَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى زَكَرِيَّا بْنُ سِيَاهٍ، وَكَانَ ثِقَةً، بِمِثْلِهِ
عَنْ عَرْفَجَةَ بْنِ ضُرَيْحٍ، بِمِثْلِهِ .
5741 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ حُمَيْدٍ، أَنَا سَأَلْتُهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي يَعْفُورَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَرْفَجَةَ بْنِ ضُرَيْحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: مَنْ أَتَاكُمْ وَأَمْرُكُمْ جَمِيعٌ عَلَى رَجُلٍ وَاحِدٍ يُرِيدُ أَنْ يَشُقَّ عَصَاكُمْ، وَيُفَرِّقَ جَمَاعَتَكُمْ، فَاقْتُلُوهُ، مِنْ هُنَا لَمْ يُخَرِّجَاهُ.
5742 حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ سَافِرِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الدَّالانِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي زِيَادُ بْنُ عِلاقَةَ، عَنْ عَرْفَجَةَ الأَشْجَعِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: تَكُونُ هَنَاتٌ وَهَنَاتٌ، يُطَوِّلُ بِهَا صَوْتَهُ، فَمَنْ رَأَيْتَهُ يُرِيدُ أَنْ يُفَرِّقَ أُمَّتِي وَهُمْ جَمِيعٌ، فَاقْتُلُوهُ كَائِنًا مَنْ كَانَ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْجُنَيْدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَدَقَةُ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَمْزَةَ السُّكَّرِيُّ، عَنْ لَيْثٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زِيَادٌ، رَجُلٌ قَدْ أَدْرَكَ ابْنَ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَرْفَجَةُ، وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ بَنِي ثَعْلَبَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: إِنَّهَا سَتَكُونُ هَنَاتٌ وَهَنَاتٌ وَهَنَاتٌ، وَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ أَبِي أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا مَسْرُورُ بْنُ نُوحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ زِيَادٍ، عَنْ عَرْفَجَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مِثْلَهُ، حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ، عَنْ عَرْفَجَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مِثْلَهُ: فَاقْتُلُوهُ.
5743 حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ مَسْرُورٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُقْبَةَ،
قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو شَيْبَةَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ
شَرِيكٍ، قَالَ: قَدِمْتُ وَافِدًا مَعَ وَفْدِ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ عَلَى رَسُولِ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: مَنْ خَرَجَ عَلَى
أُمَّتِي وَهُمْ مُجْتَمِعُونَ، يُرِيدُ أَنْ يُفَرِّقَ بَيْنَهُمْ، فَاقْتُلُوهُ
كَائِنًا مَنْ كَانَ.
5744 حَدَّثَنَا سَعْدَانُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الأَزْرَقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ، أَوْ
عَرْفَجَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: إِنَّهَا
سَتَكُونُ هَنَاتٌ وَهَنَاتٌ وَهَنَاتٌ، فَمَنْ جَاءَكُمْ يُفَرِّقُ
جَمَاعَتَكُمْ، فَاضْرِبُوا عُنُقَهُ كَائِنًا مَا كَانَ، إِلَى هُنَا لَمْ
يُخَرِّجَاهُ.
5745 حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ، وَعَمَّارُ بْنُ رَجَاءٍ، وَعَبْدُ السَّلامِ بْنُ أَبِي فَرْوَةَ النصيبي، قَالُوا: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ رَبِّ الْكَعْبَةِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي سَفَرٍ، فَنَزَلْنَا مَنْزِلا، فَمِنَّا مَنْ يَنْتَضِلُ، وَمِنَّا مَنْ يُصْلِحُ خِبَاءَهُ، وَمِنَّا مَنْ هُوَ فِي جَشَرِهِ، إِذْ نَادَى مُنَادِي النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: الصَّلاةُ جَامِعَةٌ، قَالَ: فَانْتَهَيْتُ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَهُوَ يَقُولُ: إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَبْلِي إِلا كَانَ لِلَّهِ عَلَيْهِ حَقٌّ أَنْ يَدُلَّ أُمَّتَهُ عَلَى الَّذِي هُوَ خَيْرٌ لَهُمْ، وَيُنْذِرَهُمُ الَّذِي هُوَ شَرٌّ لَهُمْ، وَإِنَّ هَذِهِ الأُمَّةَ جُعِلَتْ عَافِيَتُهَا فِي أَوَّلِهَا، وَسَيُصِيبُ فِي آخِرِهَا بَلاءٌ، وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا، وَفِتَنٌ تَرْمُقُ بَعْضُهَا بَعْضًا، تَجِئُ الْفِتْنَةُ، فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ: هَذِهِ مُهْلِكَتِي ثُمَّ تَنْكَشِفُ، وَتَجِئُ الْفِتْنَةُ، فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ: هَذِهِ هَذِهِ فَتَنْكَشِفُ، فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنِ النَّارِ، وَيَدْخُلَ الْجَنَّةَ فَلْتُدْرِكْهُ مَنِيَّتُهُ، وَهُوَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ، وَلْيَأْتِ إِلَى النَّاسِ مَا يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ، وَمَنْ بَايَعَ إِمَامًا فَأَعْطَى صَفْقَةَ يَمِينِهِ، وَثَمَرَةَ قَلْبِهِ فَلْيُطِعْهُ مَا اسْتَطَاعَ، فَإِنْ جَاءَ آخَرُ يُنَازِعُهُ فَاضْرِبُوا عُنُقَ الآخَرِ، قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: فَقُلْتُ: أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -،
قَالَ: سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ وَوَعَاهُ قَلْبِي، قَالَ: فَقُلْتُ: أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ وَوَعَاهُ قَلْبِي، قَالَ: فَقُلْتُ: هَذَا ابْنُ عَمِّكَ مُعَاوِيَةُ يَأْمُرُنَا أَنْ نَأْكُلَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَنْ نَقْتُلَ أَنْفُسَنَا، وَقَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا}[سورة النساء آية 29 ]، قَالَ: فَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى جَبْهَتِهِ، ثُمَّ قَالَ: أَطِعْهُ فِيمَا أَطَاعَ اللَّهَ، وَاعْصِهِ فِيمَا عَصَى اللَّهَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الأَعْمَشِ، بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ .
5746 حَدَّثَنَا أَبُو فَرْوَةَ الرُّهَاوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْجَوَّابِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي السَّفَرِ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ رَبِّ الْكَعْبَةِ، قَالَ: رَأَيْتُ جَمَاعَةً عِنْدَ الْكَعْبَةِ، فَأَقْبَلْتُ فَإِذَا شَيْخٌ يُحَدِّثُهُمْ وَإِذَا هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي سَفَرٍ، فَنَزَلَ النَّاسُ فَنَزَلْنَا، فَمِنَّا مَنْ يَبْنِي خِبَاءَهُ، وَمِنَّا مَنْ يَنْتَضِلُ، وَمِنَّا مَنْ هُوَ فِي جَشَرِهِ، إِذْ نَادَى مُنَادِي رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: الصَّلاةُ جَامِعَةٌ، فَانْتَهَيْتُ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَهُوَ يَقُولُ: إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَبْلِي إِلا حَقٌّ عَلَى اللَّهِ أَنْ يَنْصُرَ أُمَّتَهُ مَا يَعْلَمُ أَنَّهُ خَيْرٌ لَهُمْ، وَيُحَذِّرُهُمْ، أَوْ يُنْذِرُهُمْ مَا يَرَى أَنَّهُ شَرٌّ لَهُمْ أَلا، وَإِنَّ أُمَّتَكُمْ جُعِلَتْ عَافِيَتُهَا فِي أَوَّلِهَا، أَلا وَتَكُونُ فِتَنٌ وَأُمُورٌ يَرْمُقُ بَعْضُهَا بَعْضًا فَتَجِئُ الْفِتْنَةُ، فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ: هَذِهِ مُهْلِكَتِي، ثُمَّ تَنْكَشِفُ، وَتَجِئُ الأُخْرَى، فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ: هَذِهِ مُهْلِكَتِي، فَمَنْ سَرَّهُ أَنْ يُزَحْزَحَ مِنَ النَّارِ، وَيَدْخُلَ الْجَنَّةَ فَلْتُدْرِكْهُ مَنِيَّتُهُ، وَهُوَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ، وَلْيَأْتِ إِلَى النَّاسِ مَا يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ وَمَنْ أَعْطَى إِمَامًا صَفْقَةَ يَمِينِهِ، وَثَمَرَةَ قَلْبِهِ فَلْيُطِعْهُ مَا اسْتَطَاعَ فَإِنْ خَالَفَ عَلَيْهِ رَجُلٌ فَاجْلِدُوا رَأْسَهُ، قَالَ: فَفَرَجْتُ بَيْنَ رَجُلَيْنِ، فَقُلْتُ: أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -؟ قَالَ: نَعَمْ سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ وَوَعَاهُ قَلْبِي، قَالَ: فَقُلْتُ: كَيْفَ يَأْمُرُنَا هَذَا ابْنُ عَمِّكَ مُعَاوِيَةُ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ، ثُمَّ قَالَ: اذْهَبُوا فَأَطِيعُوهُ مَا أَطَاعَ اللَّهَ، واعْصُوهُ إِذَا عَصَى اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ.
بَيَانُ وُجُوبِ الصَّبْرِ عَلَى الأَثَرَةِ وحبس الإمام وترك التعرض له
وحظر حبس
ما يجب له وأن حبس ما يجب عليه ظلم
5747 حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ
مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
أَنَّ رَجُلا مِنَ الأَنْصَارِ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلا
تَسْتَعْمِلُنِي كَمَا اسْتَعْمَلْتَ فُلانًا؟ قَالَ: إِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ
بَعْدِي أَثَرَةً، فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الْحَوْضِ، حَدَّثَنَا
يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ الْفَارِسِيُّ، وَأَبُو أُمَيَّةَ، قَالا: حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَرْعَرَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ .
5748 حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ، قَالَ :
حَدَّثَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكٍ،
عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَأَلَ
يَزِيدُ بْنُ سَلَمَةَ الأَشْجَعِيُّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -،
فَقَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ قَامَتْ عَلَيْنَا أُمَرَاءُ يَسْأَلُونَا حَقَّهُمْ، وَيَمْنَعُونَا
حَقَّنَا؟ فَأَعْرَضَ عَنْهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -، ثُمَّ سَأَلَهُ،
فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ سَأَلَ، فَجَذَبَهُ الأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ، فَقَالَ
رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم
-: اسْمَعُوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِمْ مَا حُمِّلُوا،
وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ، رَوَاهُ غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، بِمِثْلِهِ.
بَيَانُ عِقَابِ مَنْ تَرَكَ الطَّاعَةَ ونكث البيعة
5749 حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ مُوسَى بِسَامِرَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ وَحَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، قَالا: حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: مَنْ خَلَعَ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ لَقِيَ اللَّهَ لا حُجَّةَ لَهُ، وَمَنْ مَاتَ لَيْسَ فِي رَقَبَتِهِ بَيْعَةٌ مَاتَ مَوْتَةً جَاهِلِيَّةً، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدٍ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ الْمَخْزُومِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَاصِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَخِيهِ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعٌ، قَالَ: أَتَى ابْنَ مُطِيعٍ ابْنُ عُمَرَ، فَقَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ مِثْلَهُ: مَيْتَةً جَاهِلِيَّةً.
5750 حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ رَجَاءٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو
عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ،
عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ عَلَى ابْنِ مُطِيعٍ، قَالَ:
مَرْحَبًا بِأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ضَعُوا لَهُ وِسَادَةً، فَقَالَ ابْنُ
عُمَرَ: إِنَّمَا جِئْتُكَ لأُحَدِّثُكَ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ
- صلى الله عليه وسلم -، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -
يَقُولُ: مَنْ نَزَعَ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ، فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ
وَلا حُجَّةَ لَهُ، وَمَنْ مَاتَ وَهُوَ مُفَارِقٌ لِلْجَمَاعَةِ، فَإِنَّهُ
يَمُوتُ مَيْتَةً جَاهِلِيَّةً، حَدَّثَنَا أَبُو قِلابَةَ، قَالَ : حَدَّثَنَا
بِشْرُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ،
عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه
وسلم - يَقُولُ مِثْلَهُ، يُحْكَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ، أَنَّهُ
قَالَ: لَمْ يَرْوِهِ هَكَذَا إِلا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ.
5751 حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ، فِي الْفَوَائِدِ،
قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ، قَالَ : حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ
عَمَّارٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ زَيْدِ
بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ قَالَ لابْنِ مُطِيعٍ:
إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: مَنْ نَزَعَ
يَدًا مِنْ طَاعَةٍ، فَلا حُجَّةَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ مَاتَ
مُفَارِقًا لِلْجَمَاعَةَ، فَمِيتَةٌ جَاهِلِيَّةٌ .
ذِكْرُ
حَظْرِ قِتَالِ الْوَالِي الْفَاجِرِ بِفُجُورِهِ وتعديه إذا صلى والدليل على
إباحته إذا طرق الصلاة
5752 حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ،
وَعَمَّارُ بْنُ رَجَاءٍ، قَالا: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَامِرٍ
الرَّمْلِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ ضَبَّةَ بْنِ مِحْصَنٍ،
عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم
-، أَنَّهُ قَالَ: سَتَكُونُ عَلَيْكُمْ أَئِمَّةٌ تَعْرِفُونَ مِنْهُمْ،
وَتُنْكِرُونَ فَمَنْ أَنْكَرَ فَقَدْ بَرِئَ، وَمَنْ كَرِهَ فَقَدْ سَلِمَ
وَلَكِنْ مَنْ رَضِيَ وَتَابَعَ، فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَلا
نُقَاتِلُهُمْ؟ قَالَ: لا، مَا صَلُّوا، حَدَّثَنَا سَعْدَانُ بْنُ يَزِيدَ
الْبَزَّازُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الأَزْرَقُ، قَالَ:
حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ، قَالَ: أَمَّا مَا
صَلُّوا، فَلا، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُثَنَّى، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ
بْنُ مَعْمَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ،
بِإِسْنَادِهِ إِلَى قَوْلِهِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا تَرَى فِي
قِتَالِهِمْ؟ قَالَ: لا، مَا صَلُّوا.
5753 حَدَّثَنَا أَبُو قِلابَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا
عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ : حَدَّثَنَا هِشَامٌ يَعْنِي الدَّسْتُوَائِيَّ، عَنْ
قَتَادَةَ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، عَنْ ضَبَّةَ بْنِ مِحْصَنٍ، عَنْ أُمِّ
سَلَمَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -،
قَالَ: سَتَكُونُ بَعْدِي أُمَرَاءٌ تَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ، فَمَنْ أَنْكَرَ
فَقَدْ بَرِئَ، وَمَنْ كَرِهَ فَقَدْ سَلِمَ، وَلَكِنْ مَنْ رَضِيَ وَتَابَعَ.
5754 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، وَعَمَّارٌ، قَالا:
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ،
عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ ضَبَّةَ بْنِ مِحْصَنٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنِ
النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: سَتَكُونُ أُمَرَاءُ فَتَعْرِفُونَ
وَتُنْكِرُونَ، فَمَنْ أَنْكَرَ فَقَدْ بَرِئَ، وَمَنْ كَرِهَ فَقَدْ سَلِمَ،
وَلَكِنْ مَنْ رَضِيَ وَتَابَعَ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَلا نَقْتُلُ
فَجَرَتُهُمْ؟ قَالَ: لا، مَا صَلُّوا، عَمَّارٌ لَمْ يَقُلْ: مَنْ رَضِيَ
وَتَابَعَ، حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو
بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، بِإِسْنَادِهِ
مِثْلَهُ، وَلَكِنْ مَنْ رَضِيَ وَتَابَعَ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَلا نُقَاتِلُهُمْ؟
قَالَ: لا مَا صَلُّوا.
5755 حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ
إِسْمَاعِيلَ بْنِ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَأَبُو
دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ، قَالُوا: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ :
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْمُعَلَّى بْنِ زِيَادٍ، عَنِ الْحَسَنِ،
عَنْ ضَبَّةَ بْنِ مِحْصَنٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
- صلى الله عليه وسلم -: سَيَكُونُ عَلَيْكُمْ أَئِمَّةٌ تَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ،
فَمَنْ أَنْكَرَ فَقَدْ بَرِئَ، وَمَنْ كَرِهَ فَقَدْ سَلِمَ، وَلَكِنْ مَنْ رَضِيَ
وَتَابَعَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَلا
نَقْتُلُهُمْ؟ قَالَ: لا، مَا صَلُّوا.
5756 حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ السِّجْزِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْمَعْنَى، قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْمُعَلَّى بْنِ زِيَادٍ، وَهِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ ضَبَّةَ بْنِ مِحْصَنٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: سَتَكُونُ عَلَيْكُمْ أَئِمَّةٌ تَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ، فَمَنْ أَنْكَرَ، قَالَ سُلَيْمَانُ: قَالَ هِشَامٌ: بِقَلْبِهِ فَقَدْ بَرِئَ، وَمَنْ كَرِهَ فَقَدْ سَلِمَ، لَكِنْ مَنْ رَضِيَ وَتَابَعَ، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَلا نُقَاتِلُهُمْ؟ قَالَ: لا، مَا صَلُّوا .
بَيَانُ الْخَبَرِ المُوجِبِ الاعْتِصَامَ بِالإِمَامِ والجماعة فى الفتنة
5757 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَهْلٍ الرَّمْلِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ ابْنِ جَابِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي بُسْرُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيُّ،أَنَّهُ سَمِعَ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: عَنِ الْخَيْرِ، وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ، فَجَاءَنَا اللَّهُ بِهَذَا الْخَيْرِ، وَجَاءَ بِكَ، فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: فَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَفِيهِ دَخَنٌ، قُلْتُ: وَمَا دَخَنُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: أَقْوَامٌ يُهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِنَا، وَيَسْتَنُّونَ بِغَيْرِ سُنَّتِنَا، تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ، قُلْتُ: هَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ: نَعَمْ، دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ، مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا، قَذَفُوهُ فِيهَا، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، صِفْهُمْ لَنَا، قَالَ: نَعَمْ، قَوْمٌ مِنْ جِلْدَتِنَا، وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَا تَرَى إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ؟ فَقَالَ: تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ، فَقُلْتُ: إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلا إِمَامٌ؟ قَالَ: فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا، وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ كَذَلِكَ.
5758 حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ أَحْمَدَ الْعَسْقَلانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا بُسْرُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِدْرِيسَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ، يَقُولُ: إِنَّ النَّاسَ كَانُوا يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الْخَيْرِ، وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا كُنَّا أَقْوَامًا ضُلالًا بِشَرٍّ، فَجَاءَ اللَّهُ بِهَذَا الْخَيْرِ وَجَاءَ بِكَ، فَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَفِيهِ دَخَنٌ، قُلْتُ: وَمَا دَخَنُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: أَقْوَامٌ يُهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِنَا، وَيَسْتَنُّونَ بِغَيْرِ سُنَّتِنَا، وَتَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ، قُلْتُ: هَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ: نَعَمْ، دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ، مَنْ أَجَابَهُمْ قَذَفُوهُ فِيهَا، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، صِفْهُمْ لَنَا، قَالَ: نَعَمْ، قَوْمٌ مِنْ جِلْدَتِنَا، وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَا تَرَى إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ؟ قَالَ: تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ، فَقُلْتُ: إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلا إِمَامٌ؟ قَالَ: فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ، وَإِنْ أَدْرَكَكَ أَجَلُكَ وَأَنْتَ عَاضٌّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ.
بَيَانُ ذِكْرِ الْخَبَرِ المُوجِبِ طَاعَةَ الإِمَامِ
وإن لم
يهتدى بهدى النبى صلى الله عليه وسلم ولم يستن بسنته وإن ضرب ظهور رعيته
5759 حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ :
حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ،
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو التَّيَّاحِ، عَنْ صَخْرِ بْنِ بَدْرٍ، عَنْ سُبَيْعِ بْنِ
خَالِدٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: لَمَّا كَانَ زَمَانٌ، حَاصَرَ النَّاسُ
تُسْتَرَ، قُلْتُ لِصَاحِبٍ لِي: انْطَلِقْ بِنَا إِلَى الْكُوفَةِ نَبْتَاعُ
بِهَا بِغَالا، فَقَدِمْنَاهَا، فَأَتَيْنَا الْكُنَاسَةَ، فَإِذَا نَحْنُ
بِأَشْيِخَةٍ وَإِذَا شَيْخٌ يُحَدِّثُهُمْ، فَقُلْتُ لِصَاحِبِي: ادْنُ حَتَّى
نَسْمَعَ مِنْ هَؤُلاءِ، فَدَنَوْتُ، فَقَعَدْتُ، فَإِذَا الشَّيْخُ حُذَيْفَةُ
بْنُ الْيَمَانِ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى
الله عليه وسلم - يَسْأَلُونَهُ عَنِ الْقُرْآنِ، وَقَدْ كَانَ اللَّهُ آتَانِي
مِنْهُ عِلْمًا، وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ،
هَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ كَمَا كَانَ قَبْلَهُ شَرٌّ؟ قَالَ: نَعَمْ،
قُلْتُ: فَمَا الْعِصْمَةُ مِنْهُ؟ قَالَ: السَّيْفُ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ،
قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَا بَعْدَ الْهُدْنَةِ؟ قَالَ: دُعَاةُ ضَلالَةٍ،
فَإِذَا رَأَيْتَ فِيَ الأَرْضِ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ خَلِيفَةً فَالْزَمْهُ، وَإِنْ
نَهَكَ ظَهْرَكَ، وَأَخَذَ مَالَكَ، وَإِنْ لَمْ تَجِدْ يَوْمَئِذٍ خَلِيفَةً
فَاهْرَبْ حَتَّى تَمُوتَ عَاضًّا بِأَصْلِ شَجَرَةٍ.
بَيَانُ الْخَبَرِ المُوجِبِ لِلإخْرَاجِ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ مَنْ يُقَاتِلُ لِلْعَصَبَةِ
ومن خرج
عليها يضرب برها وفاجرها ومن يخرج من الطاعة
5760 حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ، وَإِبْرَاهِيمُ
بْنُ مَرْزُوقٍ الْبَصْرِيَّانِ، قَالا: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي
وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَفَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ
حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ أَحْمَدَ الْبَلْخِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ،
قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ غَيْلانَ بْنَ جَرِيرٍ،
يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي قَيْسِ بْنِ رِيَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، أَنَّهُ قَالَ: مَنْ خَرَجَ مِنَ
الطَّاعَةِ، وَفَارَقَ الْجَمَاعَةَ، فَمَاتَ فَمِيتَةٌ جَاهِلِيَّةٌ، وَمَنْ
قُتِلَ تَحْتَ رَايَةٍ عِمِّيَّةٍ، يَغْضَبُ لِلْعَصَبَةِ، وَيَنْصُرُ
الْعَصَبَةَ، أَوْ يَدْعُو إِلَى عَصَبَةٍ، فَقِتْلَةٌ جَاهِلِيَّةٌ، وَمَنْ
خَرَجَ مِنْ أُمَّتِي يَضْرِبُ بَرَّهَا وَفَاجِرَهَا، لا يَتَحَاشَ مِنْ
مُؤْمِنِهَا، وَلا يَفِي لِذِي عَهْدِهَا، فَلَيْسَ مِنِّي، وَلَسْتُ مِنْهُ،
هَذَا لَفْظُ وَهْبِ بْنِ جَرِيرٍ، وَحَدِيثُ أَبِي أُسَامَةَ، وَالأَسْوَدِ،
بِمَعْنَاهُ، وَقَالَ أَبُو أُسَامَةَ: عَنْ أَبِي قَيْسِ بْنِ رِيَاحٍ مِنْ بَنِي
قَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ.
5761 حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ
إِسْحَاقَ، وَالْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، قَالُوا: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ
بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ
غَيْلانَ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ رِيَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: مَنْ خَرَجَ مِنَ الطَّاعَةِ،
وَفَارَقَ الْجَمَاعَةَ، فَمَاتَ فَمِيتَةٌ جَاهِلِيَّةٌ، وَمَنْ قُتِلَ تَحْتَ
رَايَةٍ عِمِّيَّةٍ، يَغْضَبُ لِلْعَصَبَةِ، وَيَنْصُرُ لِعَصَبَةٍ، وَيَدْعُو
إِلَى عَصَبَةٍ، فَقُتِلَ فَقِتْلَةٌ جَاهِلِيَّةٌ، وَمَنْ خَرَجَ عَلَى أُمَّتِي
يَضْرِبُ بَرَّهَا وَفَاجِرَهَا، لا يَتَحَاشَ مِنْ مُؤْمِنِهَا، وَلا يَفِي لِذِي
عَهْدِهَا، فَلَيْسَ مِنْ أُمَّتِي.
5762 حَدَّثَنَا الدَّبَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ،
عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ غَيْلانَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ رِيَاحٍ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: مَنْ
فَارَقَ الْجَمَاعَةَ، وَخَرَجَ مِنَ الطَّاعَةِ، فَمَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً،
وَمَنْ خَرَجَ مِنْ أُمَّتِي بِسَيْفِهِ يَضْرِبُ بَرَّهَا وَفَاجِرَهَا لا
يَحَاشَ مُؤْمِنًا لإِيمَانِهِ، وَلا يَفِي لِذِي عَهْدٍ بِعَهْدِهِ، فَلَيْسَ
مِنِّي، وَمَنْ قُتِلَ تَحْتَ رَايَةٍ عِمِّيَّةٍ، أَوْ يَغْضَبُ لِلْعَصَبَةِ
أَوْ يَدْعُو إِلَى عَصَبَةٍ، فَقِتْلَةٌ جَاهِلِيَّةٌ.
5763 حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الزَّعْفَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ وَحَدَّثَنَا الْبِرْتِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ وَحَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَارِمٌ وَحَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَفَّافُ الأَنْطَاكِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا غَيْلانُ بْنُ جَرِيرٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ رِيَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، أَنَّهُ قَالَ: مَنْ خَرَجَ مِنَ الطَّاعَةِ، وَفَارَقَ الْجَمَاعَةَ ثُمَّ مَاتَ، فَقَدْ مَاتَ مَيْتَةً جَاهِلِيَّةً، وَمَنْ قُتِلَ تَحْتَ رَايَةٍ عِمِّيَّةٍ، يُقَاتِلُ لِلْعَصَبَةِ، وَيَغْضَبُ لِلْعَصَبَةِ، وَيَنْصُرُ عَصَبَةً، فَلَيْسَ مِنِّي، وَمَنْ خَرَجَ مِنْ أُمَّتِي عَلَى أُمَّتِي يَضْرِبُ بَرَّهَا وَفَاجِرَهَا، لا يَتَحَاشَ مِنْ مُؤْمِنِهَا، وَلا يَفِي لِذِي عَهْدٍ عَهْدَهَا، فَلَيْسَ مِنِّي، قَالَ الْهَيْثَمُ: فَلَيْسَ مِنْ أُمَّتِي، وَقَالَ مُسْلِمٌ: وَلا يَفِي لِذِي عَهْدٍ عَهْدًا، فَلَيْسَ مِنْ أُمَّتِي.
5764 حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا غَيْلانُ بْنُ جَرِيرٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ رِيَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: مَنْ قُتِلَ تَحْتَ رَايَةٍ عِمِّيَّةٍ يَنْصُرُ لِلْعَصَبَةِ، وَيُقَاتِلُ لِلْعَصَبَةِ، وَيَغْضَبُ لِلْعَصَبَةِ، فَمِيتَةٌ جَاهِلِيَّةٌ، وَمَنْ خَرَجَ عَلَى أُمَّتِي يَضْرِبُ بَرَّهَا وَفَاجِرَهَا، لا يَحْتَشِمُ مِنْ بَرِّهَا، وَلا يَفِي لِذِي عَهْدِهَا، فَلَيْسَ مِنْ أُمَّتِي، أَوْ قَالَ: لَيْسَ مِنِّي، حدثنا أَبُو أُمَيَّةَ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ ابْنِ جَرِيرٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ رِيَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، بِنَحْوِهِ، حَدَّثَنَا تَمْتَامٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يُوسُفَ الزِّمِّيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي غَيْلانُ بْنُ جَرِيرٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ رِيَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِنَحْوِهِ، وَرَوَاهُ بُنْدَارٌ، عَنْ غُنْدَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْهُ، حَدَّثَنَا الْغَزِّيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ غَيْلانَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ مَطَرٍ الْقَيْسِيِّ، كَذَا قَالَ الْفِرْيَابِيُّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِنَحْوِهِ، حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُبَارَكٌ، عَنْ غَيْلانَ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ مَطَرٍ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ،
عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، بِنَحْوِهِ.
5765 وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَسَرَّةَ، وَالْحَارِثُ
بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، والصَّغَانِيُّ، قَالُوا: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ
حَرْبٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْجَعْدُ
أَبُو عُثْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ
عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه
وسلم -: مَنْ رَأَى مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا يَكْرَهُ فَلْيَصْبِرْ، فَإِنَّهُ لَيْسَ
أَحَدٌ يُفَارِقُ الْجَمَاعَةَ إِلا مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً، اللَّفْظُ
لِلْحَارِثِ حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ
مُوسَى، وَالْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ، وَالْقَوَارِيرِيُّ، قَالُوا: حَدَّثَنَا
حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ: يُفَارِقُ الْجَمَاعَةَ شِبْرًا فَيَمُوتُ،
إِلا مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً.
5767 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ
حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هُرَيْمُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا
الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي
مِجْلَزٍ، عَنْ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ،
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: مَنْ قُتِلَ تَحْتَ رَايَةٍ
عِمِّيَّةٍ، يَدْعُو عَصَبَتَهُ، أَوْ يَنْصُرُ عَصَبَتَهُ، فَقِتْلَةٌ
جَاهِلِيَّةٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ تَمْتَامٌ، قَالَ : حَدَّثَنَا
عُبَيْدُ بْنُ عُبَيْدَةَ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ،
عَنْ جُنْدُبٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -،
بِمِثْلِهِ.
بَيَانُ الْخَبَرِ المُوجِبِ نَقْضَ مَا يَأْتِي الْوَالِي مِنَ الْمَعْصِيَةِ وعلائمة خيار الأئمة وعلامة شرارها
5768 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَهْلٍ الرَّمْلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ ابْنِ جَابِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي رُزَيْقٌ مَوْلَى بَنِي فَزَارَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ مُسْلِمَ بْنَ قَرَظَةَ الأَشْجَعِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَمِّي عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: خِيَارُكُمْ أَئِمَّتُكُمُ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ، وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ، وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ، وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ، وَيُبْغِضُونَكُمْ، وَتَلْعَنُونَهُمْ، وَيَلْعَنُونَكُمْ، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَلا نُنَابِذُهُمْ عِنْدَ ذَلِكَ؟ فَقَالَ: لا، مَا أَقَامُوا فِيكُمُ الصَّلاةَ، مَرَّتَيْنِ، إِلا مَنْ وَلِيَ عَلَيْهِ وَالٍ فَرَآهُ يَأْتِي شَيْئًا مِنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَلْيُنْكِرْ مَا يَأْتِي مِنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ، وَلا يَنْزِعَنَّ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ، قَالَ الْوَلِيدُ: قَالَ ابْنُ جَابِرٍ: قُلْتُ لِرُزَيْقٍ حِينَ حَدَّثَنِي بِهَذَا الْحديث بِاللَّهِ يَا أَبَا مِقْدَامٍ، سَمِعْتَ مُسْلِمَ بْنَ قَرَظَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَمِّيَ عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، يَقُولُ؟ قَالَ: فَجَثَا رُزَيْقٌ عَلَى رُكْبَتِهِ، وَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، وَحَلَفَ عَلَى مَا سَأَلْتُهُ أَنْ يَحْلِفَ عَلَيْهِ، قَالَ ابْنُ جَابِرٍ: فَلَمْ أَسْتَحْلِفْهُ اتِّهَامًا وَلَكِنِ اسْتَحْلَفْتُهُ اسْتِثْبَاتًا.
5769 حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ أَحْمَدَ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ شُعَيْبٍ، قَالا: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جَابِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي رُزَيْقٌ مَوْلَى بَنِي فَزَارَةَ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ قَرَظَةَ الأَشْجَعِيِّ وَكَانَ ابْنَ عَمِّ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ لَحَا، وَأَخْبَرَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي رُزَيْقٌ مَوْلَى بَنِي فَزَارَةَ، عن مُسْلِمِ بْنِ قَرَظَةَ الأَشْجَعِيِّ، وَكَانَ ابْنَ عَمِّ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ لَحَا، قَالَ: سَمِعْتُ عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: خِيَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ، وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ، وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ، وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَلا نُنَابِذُهُمْ عِنْدَ ذَلِكَ؟ فَقَالَ: لا، مَا أَقَامُوا فِيكُمُ الصَّلاةَ، إِلا مَنْ وَلِيَ عَلَيْهِ وَالٍ فَرَآهُ يَأْتِي شَيْئًا مِنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ، فَلْيُنْكِرْ مَا يَأْتِي مِنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ، وَلا يَنْزِعَنَّ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ كَثِيرٍ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ أَعْيَنَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي وَحَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السِّجْزِيُّ خَيَّاطُ السُّنَّةِ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ حَفْصٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَعْيَنَ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، قَالَ خَيَّاطُ السُّنَّةِ: عَنِ ابْنِ جَابِرٍ. وَقَالَ ابْنُ كَثِيرٍ: عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ
بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، قَالا جَمِيعًا حَدَّثَنِي أَبُو الْمِقْدَامِ، عَنْ مُسْلِمِ
بْنِ قَرَظَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم
- بِمِثْلِهِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَلا نُنَابِذُهُمْ؟ قَالَ: لا،
مَا أَقَامُوا الصَّلاةَ، زَادَ ابْنُ كَثِيرٍ: فَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْ والِيكُمْ
شَيْئًا تَكْرَهُونَهُ فَاكْرَهُوا عَمَلَهُ، وَلا تَنْزِعُوا يَدًا مِنْ طَاعَةٍ.
5770 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ نُفَيْلٍ الْحَرَّانِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ أَعْيَنَ، قَالَ: حَدَّثَنَا
أَبِي، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنِ ابْنِ جَابِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْمِقْدَامِ،
عَنْ مُسْلِمِ بْنِ قَرَظَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ
الأَشْجَعِيُّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: خَيْرُ
أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ، وَيُصَلُّونَ
عَلَيْكُمْ وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ، وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ
يُبْغِضُونَكُمْ وَتُبْغِضُونَهُمْ، وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ،
قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَلا نُنَابِذُهُمْ؟ قَالَ: لا، مَا أَقَامُوا
فِيكُمُ الصَّلاةَ، وَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْ والِيكُمْ شَيْئًا تَكْرَهُونَهُ
فَاكْرَهُوا عَمَلَهُ، وَلا تَنْزِعُوا يَدًا مِنْ طَاعَةٍ.
5771 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدِ بْنِ لُقْمَانَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ نَجْدَةَ وَحَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَبِي
عَوْفٍ الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ مُطَرِّفٍ،
قَالا: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ وَحَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ
السِّجْزِيُّ خَيَّاطُ السُّنَّةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
الْحَنْظَلِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، قَالَ : حَدَّثَنَا
الأَوْزَاعِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ رُزَيْقِ
بْنِ حَيَّانَ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ قَرَظَةَ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ رَسُولِ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: خِيَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ
تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ، وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ
تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ، وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ،
قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَلا نُنَابِذُهُمْ بِالسَّيْفِ؟ قَالَ: لا، مَا
أَقَامُوا فِيكُمُ الصَّلاةَ، وَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْ والِيكُمْ شَيْئًا
تَكْرَهُونَهُ فَاكْرَهُوا عَمَلَهُ، وَلا تَنْزِعُوا يَدًا مِنْ طَاعَةٍ، قَالَ
إِسْحَاقُ: السُّنَّةُ عَلَيْهِ، وَفِيهَا هَلاكُ الْمُرْجِئَةِ.
5772 حَدَّثَنَا السُّلَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو
صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ
يَزِيدَ، حَدَّثَهُ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ قَرَظَةَ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ،
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: خِيَارُكُمْ وَخِيَارُ
أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ.
5773 حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا
سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ
رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ قَرَظَةَ الأَشْجَعِيِّ، عَنْ عَوْفِ
بْنِ مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -:
خِيَارُ أَئِمَّتِكُمْ مَنْ تُحِبُّوهُ وَيُحِبُّكُمْ، وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِ
وَيُصَلَّى عَلَيْكُمْ، وَشِرَارُكُمْ وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمْ مَنْ تُبْغِضُونَهُ
وَيُبْغِضُكُمْ، وَتَلْعَنُونَهُ وَيَلْعَنُكُمْ، قَالُوا: أَفَلا نُنَابِذُهُمْ؟
قَالَ: لا، مَا صَلُّوا لَكُمُ الْخَمْسَ أَلا مَنْ وَلِيَ عَلَيْهِ وَالٍ،
بِمِثْلِهِ.
بَيَانُ صِفَةِ بَيْعَةِ الإِمَامِ والسنة فيها وإباحته التعرب بعد الهجرة
وبعد
الفتح وبيان السنة فى حفظ الهجرة والبيعة
5774 حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ :
حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو
الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: لَمَّا دَعَا رَسُولُ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - النَّاسَ لِلْبَيْعَةِ وَجَدْنَا جَدَّ ابْنِ
قَيْسٍ تَحْتَ إِبِطِ بَعِيرِهِ، قَالَ: وَلَمْ نُبَايِعْهُ عَلَى الْمَوْتِ، وَلَكِنْ
بَايَعْنَاهُ عَلَى أَنْ لا نَفِرَّ.
5775 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَيُّوبَ
الْمُخَرِّمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ،
سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، يَقُولُ: لَمْ نُبَايِعِ النَّبِيَّ - صلى
الله عليه وسلم - عَلَى الْمَوْتِ، إِنَّمَا بَايَعْنَاهُ عَلَى أَنْ لا نَفِرَّ.
5776 حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَسَرَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا
الْمُقْرِئُ، قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ،
عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: كُنَّا يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ أَلْفًا وَأَرْبَعَمِائَةٍ فَبَايَعْنَاهُ،
وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ آخِذٌ بِيَدِهِ تَحْتَ الشَّجَرَةِ، وَهِيَ سَمُرَةٌ،
وَقَالَ: بَايَعْنَاهُ عَلَى أَنْ لا نَفِرَّ، وَلَمْ نُبَايِعْهُ عَلَى الْمَوْتِ.
5777 حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَعْوَرُ،
قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ،
أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرًا سُئِلَ: هَلْ بَايَعَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -
بِذِي الْحُلَيْفَةِ؟ قَالَ: لا، وَلَكِنْ صَلَّى بِهَا، وَلَمْ يُبَايِعْ عِنْدَ شَجَرَةٍ
إِلا الشَّجَرَةَ الَّتِي بِالْحُدَيْبِيَةِ، قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأَخْبَرَنِي
أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، يَقُولُ: دَعَا
النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى بِئْرِ الْحُدَيْبِيَةِ.
5778 حَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو
نُعَيْمٍ، قَالَ: أنبأ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو، سَمِعَ جَابِرَ
بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، يَقُولُ: كُنَّا بِالْحُدَيْبِيَةِ أَلْفًا
وَأَرْبَعَمِائَةٍ، فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -:
أَنْتُمُ الْيَوْمَ خَيْرُ أَهْلِ الأَرْضِ.
5779 حَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا
يُوسُفُ بْنُ بُهْلُولٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ،
قَالَ جَابِرٌ: وَلَوْ كُنْتُ الآنَ وَمَعِي بَصَرِي لأَرَيْتُكُمْ مَوْضِعَ
الشَّجَرَةِ.
5780 حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ:
سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ أَبِي الْجَعْدِ، يَقُولُ: سَأَلْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ
اللَّهِ عَنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ، فَقَالَ: لَوْ كُنَّا مِائَةَ أَلْفٍ
لَكَفَانَا، كُنَّا أَلْفًا وَخَمْسَمِائَةٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ،
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ
مُرَّةَ، بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُة
.
5781 حَدَّثَنَا يُونُسُ، نا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا
شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ أَبِي
الْجَعْدِ، قَالَ شُعْبَةُ وَأَخْبَرَنِي حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ،
قَالَ: سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ أَبِي الْجَعْدِ، قَالَ: قُلْتُ لِجَابِرِ بْنِ
عَبْدِ اللَّهِ: كَمْ كُنْتُمْ يَوْمَ الشَّجَرَةِ؟ قَالَ: كُنَّا أَلْفًا
وَخَمْسَمِائَةٍ، وَذَكَرَ عَطَشًا أَصَابَهُمْ، فَأُتِيَ رَسُولُ اللهِ بِمَاءٍ
فِي تَوْرٍ، فَوَضَعَ يَدَهُ فِيهِ، فَجَعَلَ الْمَاءُ يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ
أَصَابِعِهِ كَأَنَّهُ الْعُيونُ، قَالَ: فَشَرِبْنَا وَوَسِعَنَا وَكَفَانَا،
قُلْتُ: كَمْ كُنْتُمْ؟ قَالَ: لَوْ كُنَّا مِائَةَ أَلْفٍ لَكَفَانَا، كُنَّا
أَلْفًا وَخَمْسَمِائَةٍ، مِنْ هُنَا لَمْ يُخَرِّجُهُ مُسْلِمٌ.
5782 حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوْحٍ
الْمَدَائِنِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ،
عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: رَأَيْتُ الشَّجَرَةَ، ثُمَّ
أَتَيْتُهَا بَعْدُ فَلَمْ أَرَهَا حَدَّثَنَا الدُّورِيُّ، وَأَبُو قِلابَةَ،
قَالا: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، بِإِسْنَادِهِ،
إِنَّهُمْ كَانُوا مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ذَاكَ الْعَامَ، وَإِنَّهُمْ
أُنْسُوهُ، يَعْنِي: مَوْضِعَ الشَّجَرَةِ، لَفْظُ أَبِي قِلابَةَ.
5784 حَدَّثَنَا أَبُو قِلابَةَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ
مُحَمَّدٍ الرَّقَاشِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ الْهَرَوِيُّ، قَالَ :
حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
الْمُسَيِّبِ، قَالَ: قُلْتُ: إِنَّ جَابِرًا، يَقُولُ: إِنَّهُمْ بَايَعُوا رَسُولَ اللَّهِ -
صلى الله عليه وسلم - تَحْتَ الشَّجَرَةِ أَلْفٌ وَأَرْبَعُمِائَةٍ، قَالَ:
أَوْهَمَ جَابِرٌ، هُوَ حَدَّثَنِي: أَنَّهُمْ بَايَعُوا رَسُولَ اللَّهِ - صلى
الله عليه وسلم - تَحْتَ الشَّجَرَةِ أَلْفٌ وَخَمْسُمِائَةٍ.
5785 حَدَّثَنَا الدَّنْدَانِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا قُرَّةُ
بْنُ خَالِدٍ، عنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ الْمُسَيِّبِ: كَمْ كَانُوا
فِي بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ؟ قَالَ: خَمْسَ عَشْرَةَ مِائَةً، قُلْتُ فَإِنَّ
جَابِرًا، يَقُولُ: أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِائَةً، قَالَ: أَوْهَمَ رَحِمَهُ اللَّهُ،
هُوَ الَّذِي حَدَّثَنَا: أَنَّهُمْ كَانُوا خَمْسَ عَشْرَةَ مِائَةً.
5786 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو
دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، سَمِعَ
ابْنَ أَبِي أَوْفَى صَاحِبَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَكَانَ قَدْ شَهِدَ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كُنَّا يَوْمَئِذٍ أَلْفًا وَثَلاثَمِائَةٍ، وَكَانَتْ
أَسْلَمُ يَوْمَئِذٍ ثُمْنُ الْمُهَاجِرِينَ.
5787 حَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ
مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي أَوْفَى، يَقُولُ: كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى
الله عليه وسلم - الَّذِينَ بَايَعُوا تَحْتَ الشَّجَرَةِ، قَالَ ابْنُ أَبِي
بُكَيْرٍ: لا أَدْرِي، قَالَ: أَلْفٌ وَأَرْبَعُمِائَةٍ، أَوْ أَلْفٌ
وَثَلاثُمِائَةٍ، وَكَانَتْ أَسْلَمُ ثُمْنُ الْمُهَاجِرِينَ.
5788 حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ
مُحَمَّدٍ، وَقَيْسُ بْنُ حَفْصٍ، قَالا: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ،
وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اللَّيْثِ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا
عَبْدَانُ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، وَحَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ
فَرْقَدٍ الرَّقِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْخَطَّابِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، وَحَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ، قَالَ :
حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، وَحَدَّثَنَا
عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنِ الْحَكَمِ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَعْرَجِ، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ، قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُبَايِعُ
تَحْتَ الشَّجَرَةِ، وَأَنَا رَافِعٌ غُصْنًا مِنْ أَغْصَانِهَا عَنْ رَأْسِهِ، وَنَحْنُ
أَرْبَعَةَ عَشَرَ مِائَةٍ، لَمْ نُبَايِعْهُ عَلَى الْمَوْتِ، إِنَّمَا بَايَعْنَاهُ
عَلَى أَنْ لا نَفِرَّ .
5789 حَدَّثَنَا حَمْدَانُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ،
قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ خَالِدٍ
الْحَذَّاءِ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ الأَعْرَجِ، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ، أَنّ
النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -: كَانَ يُبَايِعُ النَّاسَ عَامَ
الْحُدَيْبِيَةِ تَحْتَ الشَّجَرَةِ، وَمَعْقِلٌ رَافِعٌ غُصْنًا مِنْ أَغْصَانِ
الشَّجَرَةِ بِيَدِهِ عَنْ رَأْسِهِ، فَبَايَعَهُمْ يَوْمَئِذٍ عَلَى أَنْ لا يَفِرُّوا،
قَالَ: قُلْنَا كَمْ أَنْتُمْ؟، قَالَ: أَلْفٌ وَأَرْبَعُمِائَةٍ.
5790 حَدَّثَنَا الدُّورِيُّ، وَأَبُو قِلابَةَ، قَالا: حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، بِإِسْنَادِهِ، أَنَّهُمْ كَانُوا
مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم
- ذَاكَ الْعَامَ، وَأَنَّهُمْ أُنْسُوهُ، يَعْنِي:
مَوْضِعَ الشَّجَرَةِ، لَفْظُ أَبِي قِلابَةَ.
5791 حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ
مَسْعُودٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كُنَاسَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ طَارِقٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ
أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: شَهِدْتُ الشَّجَرَةَ، فَلَمَّا كَانَ
الْعَامُ الْمُقْبِلُ نَسِينَاهَا.
5792 حَدَّثَنَا الْبِرْتِيُّ، وَالْحَسَنُ بْنُ
إِسْحَاقَ الْعَطَّارُ، في دار عمارة، قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ طَارِقِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُمْ كَانُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ
- صلى الله عليه وسلم - فِي ذَاكَ الْعَامَ، وَأَنَّهُمْ أُنْسُوهُ.
5793 حَدَّثَنَا أَبُو قِلابَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا
أَبُو حُذَيْفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ طَارِقٍ، قَالَ: سَأَلْتُ سَعِيدَ
بْنَ الْمُسَيِّبِ: عَنْ مَوْضِعِ الشَّجَرَةِ؟ فَغَضِبَ، وَقَالَ: مَا أَدْرِي، ثُمَّ
قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي: أَنَّهُمْ كَانُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه
وسلم -، وَأَنَّهُمْ أُنْسُوا، يَعْنِي: مَوْضِعَهَا.
5794 حَدَّثَنَا حَمْدَانُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ، قَالَ:
حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا
عَمْرُو بْنُ يَحْيَى، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قِيلَ لَهُ: هَا ذَاكَ ابْنُ حَنْظَلَةَ
يُبَايِعُ النَّاسَ، فَقَالَ: عَلَى أَيِ شَيْءٍ؟ فَقَالَ: عَلَى الْمَوْتِ، فَقَالَ: لا أُبَايِعُ
عَلَى هَذَا أَحَدًا بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -.
5795 حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ
الْجُنَيْدِ، قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ،
عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: بَايَعْتُ رَسُولَ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ تَحْتَ الشَّجَرَةِ،
قَالَ: قُلْتُ: عَلَى مَا بَايَعْتُمُوهُ يَا أَبَا مُسْلِمٍ، قَالَ: عَلَى
الْمَوْتِ، حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَكِّيٌّ، عَنْ يَزِيدَ
بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، بِنَحْوِهِ
.
5796 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَيَّوَيْهِ، قَالَ: نا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ
يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ، أَنَّهُ دَخَلَ
عَلَى الْحَجَّاجِ، فَقَالَ: يَا ابْنَ الأَكْوَعِ، ارْتَدَدْتَ عَلَى عَقِبَيْكَ
تَعَرَّبْتَ؟ قَالَ: لا، وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَذِنَ
لِي فِي الْبُدُوِّ.
5797 حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ الْوَرَّاقُ، قَالَ :
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنَ أَبِي عُبَيْدٍ، أَنَّ
سَلَمَةَ: اسْتَأْذَنَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْبُدُوِّ، فَأَذِنَ لَهُ،
فَقِيلَ لِحَمَّادِ بْنِ مَسْعَدَةَ:
سَمِعَهُ يَزِيدُ مِنْ سَلَمَةَ؟ قَالَ: مَا كُنَّا
نَرَى يَزِيدَ يُحَدِّثُ بِشَيْءٍ إِلَى شَيْئًا سَمِعَهُ مِنْ سَلَمَةَ وَكَانَ مَوْلاهُ،
وَأَجَازَ الْحَجَّاجُ لِسَلَمَةَ بِجَائِزَةٍ، فَقَبِلَهَا.
5798 حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ ثَوْرِ بْنِ عَمْرٍو
الْقَيْسَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ وَحَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ،
قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ، عَنِ
الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ اللَّيْثِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: جَاءَ
أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -،
فَسَأَلَهُ عَنِ الْهِجْرَةِ، قَالَ: وَيْحَكَ، إِنَّ الْهِجْرَةَ شَأْنُهَا
شَدِيدٌ، فَهَلْ لَكَ مِنْ إِبِلٍ؟، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَهَلْ تَمْنَحُهَا؟، قَالَ: نَعَمْ،
وَقَالَ: تَحْتَلِبُهَا يَوْمَ وِرْدِهَا فَتُعْطِي صَدَقَتَهَا؟، قَالَ: نَعَمْ،
قَالَ: فَاعْمَلْ مِنْ وَرَاءِ الْبِحَارِ، فَإِنَّ اللَّهَ لَنْ يَتْرُكَ مِنْ
عَمَلِكَ شَيْئًا، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ السِّجْزِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا
الْمُؤَمَّلُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ،
بِإِسْنَادِهِ: فَهَلْ لَكَ مِنْ إِبِلٍ؟، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَهَلْ تُؤَدِّي
صَدَقَتَهَا؟، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَاعْمَلْ، بِمِثْلِهِ.
5799 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْوَاسِطِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أنبأ وَرْقَاءُ بْنُ عُمَرَ،
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا،
قَالَ: كُنَّا إِذَا بَايَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -،
بَايَعْنَاهُ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ - صلى الله عليه وسلم -،
فَيَقُولُ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: السَّمْعَ وَالطَّاعَةَ
فِيمَا اسْتَطَعْتُمْ.
5800 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو
دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ
ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: كُنَّا إِذَا بَايَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه
وسلم - عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، يُلَقِّنُنَا: فِيمَا اسْتَطَعْتُمْ.
5801 حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الزَّعْفَرَانِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ:
حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: كُنَّا
نُبَايِعُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ،
فَيُلَقِّنُنَا: فِيمَا اسْتَطَعْتَ.
5802 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْفُضَيْلِ العَكِّيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ وَحَدَّثَنَا الْغَزِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا
الْفِرْيَابِيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يُبَايِعُنَا
عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، يَقُولُ لَنَا: فِيمَا اسْتَطَعْتُمْ.
5803 حَدَّثَنَا النُّفَيْلِيُّ، والصَّغَانِيُّ، وَالسَّرِيُّ
بْنُ يَحْيَى أَبُو عبيدة، وأبو أمية، قَالُوا: حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ
وَحَدَّثَنَا الدَّقِيقِيُّ، وَابْنُ الْجُنَيْدِ، قَالا: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ
هَارُونَ، كِلاهُمَا عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ، عَنْ جَرِيرِ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى
الله عليه وسلم - لأُبَايِعَهُ، فَاشْتَرَطَ عَلَيَّ النُّصْحَ لِكُلِّ مُسْلِمٍ،
وَإِنِّي لَكُمْ نَاصِحٌ، وَهَذَا حَدِيثُ يَزِيدَ.
بَيَانُ صِفَةِ بَيْعَةِ النِّسَاءِ وبيعة من كان يأتى النبي صلى الله عليه وسلم بعد الفتح
5804 حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا
ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَالِكٌ وَحَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ:
حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَالِكٌ وَحَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ أَحْمَدَ،
قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ،
عَنْ عُرْوَةَ، أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ عَنْ بَيْعَةِ النِّسَاءِ، قَالَتْ:
مَا مَسَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِيَدِهِ امْرَأَةً قَطُّ، إِلا
أَنْ يَأْخُذَ عَلَيْهَا، فَإِذَا أَخَذَ عَلَيْهَا فَأَعْطَتْهُ، قَالَ: اذْهَبِي
فَقَدْ بَايَعْتُكِ .
5805 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُهَلٍّ
الصَّنْعَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أنبأ مَعْمَرٌ،
عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُبَايِعُ النِّسَاءَ بِهَذِهِ الْكَلِمَاتِ:
عَلَى أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا، وَمَا مَسَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى
الله عليه وسلم - يَدَ امْرَأَةٍ قَطُّ إِلا امْرَأَةً يَمْلِكُهَا.
5806 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالَ: أنبأ ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَتْ: كَانَتِ الْمُؤْمِنَاتُ إِذَا هَاجَرْنَ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - يَمْتَحِنُ بِقَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {يَأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلا يَسْرِقْنَ وَلا يَزْنِينَ}[سورة الممتحنة آية ]، إِلَى آخِرِ الآيَةِ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَمَنْ أَقَرَّ بِهَذَا مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ فَقَدْ أَقَرَّ بِالْمِحْنَةِ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا أَقْرَرْنَ بِذَلِكَ مِنْ قَوْلِهِنَّ، قَالَ لَهُنَّ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: انْطَلِقْنَ فَقَدْ بَايَعْتُكُنَّ، وَلا وَاللَّهِ مَا مَسَّتْ يَدُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَدَ امْرَأَةٍ قَطُّ، غَيْرَ أَنَّهُ يُبَايِعُهُنَّ بِالْكَلامِ، قَالَتْ عَائِشَةُ: وَاللَّهِ مَا أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى النِّسَاءِ قَطُّ، إِلا بِمَا أَمَرَهُ اللَّهُ، وَكَانَ يَقُولُ لَهُنَّ إِذَا أَخَذَ عَلَيْهِنَّ: قَدْ بَايَعْتُكُنَّ، كَلامًا.
5807 حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ الْجَهْمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ
عَاصِمٍ يَعْنِي الأَحْوَلَ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ مُجَاشِعِ بْنِ
مَسْعُودٍ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَا وَأَخِي، فَقُلْتُ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ، بَايِعْهُ عَلَى الْهِجْرَةِ، قَالَ: مَضَتِ الْهِجْرَةُ لأَهْلِهَا،
قُلْتُ: عَلَى مَا يُبَايِعُكَ؟ قالَ:
عَلَى الإِسْلامِ وَالْجِهَادِ، قَالَ أَبُو عُثْمَانَ:
فَلَقِيتُ أَبَا مَعْبَدٍ يَعْنِي: أَخَا مُجَاشِعٍ، فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ:
صَدَقَ مُجَاشِعٌ .
5808 حَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ، وَأَبُو الأَحْوَصِ إِسْمَاعِيلُ
بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالا: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي
عُثْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُجَاشِعُ بْنُ مَسْعُودٍ السُّلَمِيُّ، قَالَ:
أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أُبَايِعُهُ عَلَى الْهِجْرَةِ،
فَقَالَ: مَضَتِ الْهِجْرَةُ بِأَهْلِهَا، وَلَكِنْ عَلَى الإِسْلامِ وَالْجِهَادِ
وَالْخَيْرِ.
5809 حَدَّثَنَا عَلانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، وَالأَسْوَانِيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا
عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ أَبِي
عُثْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُجَاشِعٌ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله
عليه وسلم - بِأَخِي مَعْبَدٍ بَعْدَ الْفَتْحِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ،
جِئْتُكَ بِأَخِي لِتُبَايِعَهُ عَلَى الْهِجْرَةِ، فَقَالَ: ذَهَبَ أَهْلُ
الْهِجْرَةِ بِمَا فِيهَا، قَالَ: قُلْتُ: فَعَلَى أَيِ شَيْءٍ تُبَايِعَهُ يَا
رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: أُبَايِعُهُ عَلَى الإِسْلامِ، أَوِ الإِيمَانِ، وَالْجِهَادِ،
فَلَقِيتُ مَعْبَدًا بَعْدُ وَكَانَ أَكْبَرَهُمَا، فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: صَدَقَ
مُجَاشِعٌ.
5810 حَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا
خَلَفٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو
عَوَانَةَ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي
مُجَاشِعُ بْنُ مَسْعُودٍ، قَالَ:
جِئْتُ بِأَخِي أَبِي مَعْبَدٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -
صلى الله عليه وسلم - بَعْدَ الْفَتْحِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بَايِعْهُ
عَلَى الْهِجْرَةِ، فَقَالَ: مَضَتِ الْهِجْرَةُ بِأَهْلِهَا، قُلْتُ: فَبِأَيِّ شَيْءٍ
تُبَايِعَهُ؟ قَالَ: الإِسْلامِ، وَالْجِهَادِ.
مُبْتَدَأُ كِتَابِ الْجِهَادِ
بَيَانُ الْخَبَرِ المُوجِبِ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ أَنْ يَنْفِرَ إِذَا اسْتُنْفِرَ ووجوب الجهاد مع النية
وبيان
إسقاط من لم يبلغ خمس عشرة سنة والدليل على أن الإمام يجب عليه أن لا يأذن فى
الجهاد والخروج فيه من لم يبلغ
5811 حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ وَحَدَّثَنَا السُّلَمِيُّ،
قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
الثَّوْرِيُّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -
يَوْمَ الْفَتْحِ: إِنَّهُ لا هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ، وَلَكِنْ جِهَادٌ
وَنِيَّةٌ، وَإِذَا اسْتُنْفِرْتُمْ فَانْفِرُوا.
5812 حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدُوسِ بْنِ أَبِي
زَيْدُونَ، وَرَّاقٌ الْفِرْيَابِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ
وَحَدَّثَنَا بَكَّارُ بْنُ قُتَيْبَةَ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ
إِسْمَاعِيلَ، قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، بِمِثْلِهِ: لا هِجْرَةَ بَعْدَ
الْفَتْحِ.
5813 حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ،
عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ الْفَتْحِ، فَتْحِ مَكَّةَ: لا هِجْرَةَ،
وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ، وَإِذَا اسْتُنْفِرْتُمْ فَانْفِرُوا.
5814 حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا آدَمُ
بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، بِإِسْنَادِهِ:
قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ: لا هِجْرَةَ،
وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ، وَإِذَا اسْتُنْفِرْتُمْ فَانْفِرُوا.
رَوَاهُ
مُسْلِمٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا،
قَالَتْ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الْهِجْرَةِ،
فَقَالَ: لا هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ
5816 حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ
الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ
عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ:
عَرَضَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ أُحُدٍ فِي الْقِتَالِ، وَأَنَا
ابْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ، فَلَمْ يُجِزْنِي، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْخَنْدَقِ
عَرَضَنِي وَأَنَا ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ، فَأَجَازَنِي.
5817 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ
عُمَرَ، قَالَ: عُرِضْتُ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَأَنَا
ابْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ، فَاسْتَصْغَرَنِي، ثُمَّ عُرِضْتُ عَلَيْهِ وَأَنَا
ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ، فَأَجَازَنِي، قَالَ نَافِعٌ: فَحَدَّثْتُ بِهَذَا عُمَرَ
بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَقَالَ: هَذَا حَدٌّ بَيْنَ الصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ، وَكَتَبَ
إِلَى عُمَّالِهِ أَنِ افْرِضُوا لابْنِ خَمْسَ عَشْرَةَ، وَاجْعَلُوا مِنْ دُونَ
ذَلِكَ فِي الْعِيَالِ.
5818 حَدَّثَنَا الدَّبَرِيُّ، قَالَ: قَرَأْنَا عَلَى عَبْدِ
الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ
عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، قَالَ: عُرِضْتُ عَلَى النَّبِيِّ -
صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ أُحُدٍ وَأَنَا ابْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً،
بِطُولِهِ.
5819 حَدَّثَنَا الْغَزِّيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا
قَبِيصَةُ وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الحَمَّادُ، قَالَ: حَدَّثَنَا
قُطْبَةُ بْنُ الْعَلاءِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ
بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: عُرِضْتُ عَلَى النَّبِيِّ
- صلى الله عليه وسلم - فِي الْجَيْشِ يَوْمَ أُحُدٍ وَأَنَا ابْنُ أَرْبَعَ
عَشْرَةَ سَنَةً، فَلَمْ يَقْبَلْنِي، وَقَالَ قُطْبَةُ: فَلَمْ يُجِزْنِي، وَعُرِضْتُ عَلَيْهِ
يَوْمَ الْخَنْدَقِ وَأَنَا ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ فَأَجَازَنِي، قَالَ نَافِعٌ:
فَحَدَّثْتُ بِهِ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَقَالَ: هَذَا حَدٌّ بَيْنَ
الصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ، فَمَنْ كَانَ ابْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً
فَأَلْحِقُوهُ، وَمَنْ كَانَ ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً فَافْرِضُوا لَهُ.
5820 حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ الْخَوْلانِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَعْبَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ،
عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ نَافِعًا، يَقُولُ: قَالَ ابْنُ
عُمَرَ: عُرِضْتُ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ أُحُدٍ وَأَنَا ابْنُ
أَرْبَعَ عَشْرَةَ فَرَدَّنِي، ثُمَّ عُرِضْتُ عَلَيْهِ يَوْمَ الْخَنْدَقِ،
وَأَنَا ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ فَأَجَازَنِي.
بَيَانُ الْخَبَرِ النَّاهِي عَنْ إِخْرَاجِ الرَّجُلِ بِمَصَاحِفِ الْقُرْآنِ مَعَ نَفْسِهِ إِلَى أرض العدو
5821 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شَيْبَانَ الرَّمْلِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَيُّوبَ وَحَدَّثَنَا ابْنُ
حَنَّادٍ، وَعَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ الْهَيْثَمِ، وَجَعْفَرُ بْنُ طَرْخَانَ، قَالُوا:
حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ،
عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: لا تُسَافِرُوا بِالْقُرْآنِ
إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ، فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَنَالَهُ الْعَدُوُّ، وَهَذَا
لَفْظُ سُفْيَانَ، وَقَالَ شُعْبَةُ: مَخَافَةَ أَنْ يَنَالَهُ الْعَدُوُّ .
5822 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالَ:
حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ، أَنَّ مَالِكًا، حَدَّثَهُ. ح، وَحَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ
أَحْمَدَ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، عَنْ
نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -
أَنْ يُسَافَرَ بِالْقُرْآنِ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ خَشْيَةَ أَنْ يَنَالَهُ الْعَدُوُّ،
قَالَ عِيسَى: وَقَالَ يُونُسُ: قَالَ مَالِكٌ: أُرَاهُ: مَخَافَةَ أَنْ يَنَالَهُ الْعَدُوُّ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ التَّيْمِيُّ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ
مَخْلَدٍ، قَالَ: أنبأ مَالِكٌ، بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ: إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ
مَخَافَةَ أَنْ يَنَالَهُ الْعَدُوُّ.
5823 حَدَّثَنَا طَاهِرُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الرَّبِيعِ، قَالَ:
حَدَّثَنِي أَبِي وَحَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ
دَاوُدَ، وَأَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، قَالُوا: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ،
عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَنْهَى
أَنْ يُسَافَرَ بِالْقُرْآنِ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ، مَخَافَةَ أَنْ يَنَالَهُ
الْعَدُوُّ.
5824 حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو
النُّعْمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ أَبُو أُمَيَّةَ:
وَحَدَّثَنَا يَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ عُمَيْرٍ، كِلاهُمَا
عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله
عليه وسلم -: لا تُسَافِرُوا بِالْقُرْآنِ، فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَنَالَهُ
الْعَدُوُّ، حَدَّثَنَا كَيْلَجَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ
وَحَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، قَالا: حَدَّثَنَا
زُهَيْرٌ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ
النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْبَوْسِيِّ
الأَبْنَاوِيِّ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ
أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه
وسلم - بِمِثْلِهِ: مَخَافَةَ أَنْ يَنَالَهُ الْعَدُوُّ.
5825 وَحَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ سَعِيدٍ الدَّنْدَانِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ
عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم
- نَهَى أَنْ يُسَافَرَ بِالْقُرْآنِ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ مَخَافَةَ أَنْ
يَنَالَهُ الْعَدُوُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّكَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
جَهْضَمٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ نَافِعٍ، عَنْ
نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، بِمِثْلِهِ.
بَيَانُ الْخَبَرِ الْمُبِيحِ مُسَابَقَةَ الْخَيْلِ الْمُضَمَّرَةِ
وغير المضمرة
إذا كان مبرأها ومنتهاها معلومة
5826 حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ :
حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، وحدثنا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ
الأَعْلَى، قَالَ: أنبأ ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، أَخْبَرَنِي
نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - سَابَقَ
بَيْنَ الْخَيْلِ الَّتِي قَدْ أُضْمِرَتْ مِنَ الْحَفْيَاءِ، وَكَانَ أَمَدُهَا ثَنِيَّةَ
الْوَدَاعِ، وَسَابَقَ بَيْنَ الْخَيْلِ الَّتِي لَمْ تَضْمُرْ مِنَ الثَّنِيَّةِ
إِلَى مَسْجِدِ بَنِي زُرَيْقٍ، وَأَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ مِمَّنْ سَابَقَ
بِهَا، وَقَالَ يُونُسُ: كَانَ سَابَقَ بِهَا.
5827 حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَفَّانَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ،
عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -
ضَمَّرَ الْخَيْلَ، فَأَرْسَلَهَا مِنَ الْحَفْيَاءِ، وَمَا كَانَ غَيْرَ
مُضَمَّرٍ، أَرْسَلَهُ مِنَ الثَّنِيَّةِ إِلَى مَسْجِدِ بَنِي زُرَيْقٍ.
5828 حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْحَاقَ الْقَوَّاسُ،
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ
اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: ضَمَّرَ رَسُولُ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْخَيْلَ، فَكَانَ يُرْسِلُ الَّتِي ضُمِّرَتْ
مِنَ الْحَفْيَاءِ إِلَى ثَنِيَّةِ الْوَدَاعِ، وَالَّتِي لَمْ تُضَمَّرْ مِنْ ثَنِيَّةِ
الْوَدَاعِ إِلَى مَسْجِدِ بَنِيَ زُرَيْقٍ، حَدَّثَنَا قُرْبُزَانُ، قَالَ:
حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، بِمِثْلِهِ،
وحَدَّثَنَا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ،
قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ.
5829 حَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو
النُّعْمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ
نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سَبَقَ بَيْنَ
الْخَيْلِ، فَجَعَلَ غَايَةَ الْمُضَمَّرَةِ الْحَفْيَاءِ أَوِ الحَيْفَاءِ إِلَى ثَنِيَّةِ
الْوَدَاعِ، وَالَّتِي لَمْ تُضَمَّرْ مِنْ ثَنِيَّةِ الْوَدَاعِ إِلَى مَسْجِدِ
بَنِي زُرَيْقٍ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: جِئْتُ سَابِقًا يَوْمَئِذٍ .
5830 حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي
مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ:
كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - سَبَقَ بَيْنَ الْخَيْلِ، فَيَدْفَعُ مَا
ضُمِّرَ مِنْهَا مِنَ الْحَفْيَاءِ إِلَى الثَّنِيَّةِ، وَيَدْفَعُ مَا لَمْ
يُضَمَّرْ مِنْهَا إِلَى مَسْجِدِ بَنِي زُرَيْقٍ.
وَقَالَ نَافِعٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: الْخَيْلُ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى
يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
5832 حَدَّثَنَا هِلالُ بْنُ الْعَلاءِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ مُوسَى وَحَدَّثَنَا
الصَّغَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ
الْفَزَارِيِّ، عَنْ مُوسَى، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: سَابِقَ
رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَذَكَرَ نَحْوَهُ إِلَى قَوْلِهِ: بَنِي
زُرَيْقٍ.
5833 حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ :
حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ
عُمَرَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ: كَانَ يُسَابِقُ
بِالْخَيْلِ الَّتِي قَدْ ضُمِّرَتْ، فَكَانَ يُرْسِلُهَا مِنَ الْحَفْيَاءِ إِلَى
ثَنِيَّةِ الْوَدَاعِ، وَكَانَ أَمَدُهَا، وَكَانَ يُسَابِقُ بِالْخَيْلِ الَّتِي
لَمْ تُضَمَّرْ مِنْ ثَنِيَّةِ الْوَدَاعِ إِلَى مَسْجِدِ بَنِي زُرَيْقٍ، وَهُوَ أَمَدُهَا.
بَابُ فَضْلِ الْخَيْلِ عَلَى غَيْرِهَا مِنَ الدَّوَابِّ
وما يكره
من الخيل والدليل على أن الجهاد لا ينقطع إلى يوم القيامة
5834 حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، قَالَ: أنبأ شُعْبَةُ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنِ
الشَّعْبِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: الْخَيْرُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِي الْخَيْلِ
إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا الْخَيْرُ؟ قَالَ:
الأَجْرُ وَالْمَغْنَمُ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حُصَيْنٍ، وَابْنِ أَبِي
السَّفَرِ، سمعا الشعبي، يَقُولُ سَمِعْتُ عُرْوَةَ بْنَ الْجَعْدِ الْبَارِقِيَّ،
يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -
صلى الله عليه وسلم -، فَذَكَرَ مِثْلَهُ.
5835 حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ الْهَرَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ
حُصَيْنٍ، وَابْنِ أَبِي السَّفَرِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ
الْجَعْدِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: الْخَيْرُ مَعْقُودٌ
بِنَوَاصِي الْخَيْلِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ: الأَجْرُ، وَالْمَغْنَمُ.
5836 حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي رَجَاءٍ، قَالَ: أنبأ وَكِيعٌ
وَأَخْبَرَنَا الصَّغَانِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، قَالا: حَدَّثَنَا
زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ عُرْوَةَ الْبَارِقِيِّ،
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا
الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، قَالَ وَكِيعٌ: الأَجْرُ وَالْمَغْنَمُ.
5837 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، قَالَ: نا أَبُو دَاوُدَ،
قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْعَيْزَارَ بْنَ حُرَيْثٍ
يُحَدِّثُ، عَنْ عُرْوَةَ الْبَارِقِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -،
قَالَ: الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ.
5838 حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ عَمْرٍو الدِّمَشْقِيُّ،
وَأَحْمَدُ بْنُ شَيْبَانَ، قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ
شَبِيبِ بْنِ غَرْقَدَةَ، عَنْ عُرْوَةَ الْبَارِقِيِّ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -
صلى الله عليه وسلم -: الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ، قَالَ
شُعَيْبٌ: بِنَوَاصِي الْخَيْلِ، وَزَادَ شُعَيْبٌ: قَالَ سُفْيَانُ: وَزَادَ
فِيهَا مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ: الأَجْرُ، وَالْمَغْنَمُ.
5839 حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ الصَّائِغُ، والصَّغَانِيُّ،
قَالا: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ
شَبِيبٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، بِمِثْلِهِ: الْخَيْرُ إِلَى
يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
5840 حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الزَّعْفَرَانِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ
عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ
جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: رَأَيْتُ
رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَلْوِي نَاصِيَةَ فَرَسِهِ بِيَدِهِ.
5841 حَدَّثَنَا الْغَزِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا
الْفِرْيَابِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ وَحَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ وَحَدَّثَنَا السُّلَمِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ : حَدَّثَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ
يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ
عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَلْوِي نَاصِيَةَ فَرَسِهِ بِيَدِهِ، فَقُلْتُ
لَهُ: قَالَ: الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ، زَادَ قَبِيصَةُ:
قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الْخَيْرُ؟ قَالَ: الأَجْرُ، وَالْغَنِيمَةُ.
5842 حَدَّثَنَا أُسَيْدُ بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، بِإِسْنَادِهِ،
قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَلْوِي نَاصِيَةَ فَرَسِهِ،
وَيَقُولُ: الْخَيْرُ مَعْقُودٌ بِنَوَاصِي الْخَيْلِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ:
الأَجْرُ، وَالْغَنِيمَةُ.
5843 وَسَأَلْتُهُ عَنْ نَظْرَةِ الْفَجْأَةِ؟
فَأَمَرَنِي أَنْ أَصْرِفَ بَصَرِي.
5844 حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ وَحَدَّثَنَا
أَبُو الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمِنْهَالِ، قَالا:
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ
عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ جَرِيرٍ، قَالَ: رَأَيْتُ
النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَلْوِي نَاصِيَةَ فَرَسِهِ بِأُصْبُعِهِ،
وَيَقُولُ: الْخَيْرُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِي الْخَيْلِ إِلَى يَوْمِ
الْقِيَامَةِ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ قَالَ: نا الْعَبَّاسُ
بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ
عُبَيْدٍ، مِثْلَ حَدِيثِ الْفِرْيَابِيِّ، عَنِ الثَّوْرِيِّ.
5845 حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ وَحَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ
حَبِيبٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: أنا شُعْبَةُ، قَالَ:
أَخْبَرَنِي أَبُو التَّيَّاحِ، قَالَ:
سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ،
يَقُولُ: إِنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: الْبَرَكَةُ فِي
نَوَاصِي الْخَيْلِ.
5846 حَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ، قَالَ: أنبأ أَبُو النَّضْرِ،
قَالَ: أنبأ شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو التَّيَّاحِ يَزِيدُ بْنُ
حُمَيْدٍ الضُّبَعِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ -
صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: الْبَرَكَةُ فِي نَوَاصِي الْخَيْلِ.
5847 حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: أنبأ ابْنُ وَهْبٍ
وَحَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: أنبأ ابْنُ وَهْبٍ، أن مالك بن أنس، حَدَّثَهُ عَنْ
نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنّ النَّبِيَّ
- صلى الله عليه وسلم - قَالَ: الْخَيْلُ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ
الْقِيَامَةِ.
5848 حَدَّثَنَا ابْنُ الْحَسَنِ المَيْمُونِيُّ،
وَأَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ، قَالا:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ وَحَدَّثَنَا مُوسَى
بْنُ إِسْحَاقَ الْقَوَّاسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالا: حَدَّثَنَا
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ
- صلى الله عليه وسلم -: الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ
الْقِيَامَةِ.
5849 حَدَّثَنَا طَاهِرُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الرَّبِيعِ
بْنِ طَارِقٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ : حَدَّثَنَا اللَّيْثُ
وَحَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو
النَّضْرِ، قَالَ: أنبأ اللَّيْثُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ
النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم
-، قَالَ:
إِنَّ الْخَيْلَ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
5850 حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ،
أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: الْخَيْلُ فِي نَوَاصِيهَا
الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
5851 حَدَّثَنَا ابْنُ الْجُنَيْدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ
الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، قَالَ: أنبأ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ،
عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: الْخَيْلُ
مَعْقُودٌ بِنَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
5852 حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ
عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -
صلى الله عليه وسلم -: الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى
يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
5853 حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ التَّرْقُفِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرٍ يَعْنِي ابْنَ دِينَارٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ،
قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: الْخَيْلُ فِي نَوَاصِيهَا
الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، مِنْ هُنَا لَمْ يُخَرِّجَاهُ.
5854 حَدَّثَنَا الدَّقِيقِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا
يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَحَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ، قَالَ: نا أَبُو النَّضْرِ،
قَالا: حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ عُرْوَةَ
الْبَارِقِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه
وسلم -: الْخَيْرُ مَعْقُودٌ بِنَوَاصِي الْخَيْلِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، زَادَ
أَبُو النَّضْرِ، فَقِيلَ لَهُ: مَا الْخَيْرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ:
الأَجْرُ، وَالْمَغْنَمُ.
5855 حَدَّثَنَا أَبُو الأَزْهَرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ
الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي
سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ:
الأَجْرُ، وَالْغَنِيمَةُ، وَالْمُنْفِقُ عَلَيْهَا كَالْمُتَعَفِّفِ يَدَهُ
بِالصَّدَقَةِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ.
5856 حَدَّثَنَا السُّلَمِيُّ، وَأَبُو أُمَيَّةَ، قَالا:
نا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ،
وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَامِرٍ الرَّمْلِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ،
عَنْ مَعْمَرٍ، كِلاهُمَا عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،
قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا
الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو
دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَهْبٌ، عَنْ سَهْلٍ، بِمِثْلِهِ.
5857 حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ، والسُّلَمِيُّ، وَمُحَمَّدُ
بْنُ حَيَّوَيْهِ، قَالُوا: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
أَبِي، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ سَوَّارٍ، عَنْ أَبِي زِيَادٍ التَّيْمِيِّ، عَنِ
النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -
صلى الله عليه وسلم -: الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ
الْقِيَامَةِ.
5858 حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ أَبِي الْخَصِيبِ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَخِي إِبْرَاهِيمَ بْنِ
أَبِي عَبْلَةَ وَاسْمُهُ هَانِئُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ
أَبِي عَبْلَةَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ
نُفَيْرٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ نُفَيْلٍ الْكِنْدِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ،
قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي
نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، قَالَ أَبُو عَوَانَةَ: اسْمُ
أَبِي عَبْلَةَ: شِمْرٌ.
5859 حَدَّثَنَا أَبُو قِلابَةَ الرَّقَاشِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمْرَانَ،
قَالَ: حَدَّثَنِي سَلْمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجَرْمِيُّ، عَنْ سَوَادَةَ بْنِ
الرَّبِيعِ، أَنّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: الْخَيْلُ مَعْقُودٌ
فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
5860 حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ الْحَلَبِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ الأَنْصَارِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي
أَبِي، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، أَنَّ
سَهْلَ بْنَ الْحَنْظَلِيَّةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، حَدَّثَ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: الْخَيْرُ مَعْقُودٌ فِي
نَوَاصِي الْخَيْلِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَأَهْلُهَا مُعَانُونَ عَلَيْهَا،
وَالْمُنْفِقُ عَلَيْهَا كَالْبَاسِطِ يَدَهُ لا يَقْبِضُهَا.
5861 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ الطَّائِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خُلِّيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْجَرَّاحُ بْنُ مَلِيحٍ،
عَنْ أَرْطَاةَ، عَنِ الْمُعَلَّى، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: الْخَيْلُ
مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
5862 حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا
صُبَيْحُ بْنُ دِينَارٍ الْبَلَدِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ فِطْرٍ،
عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، رَفَعَهُ، قَالَ:
الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
5863 حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ، وَسَعِيدُ بْنُ
مَسْعُودٍ، قَالا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَعِيدٍ الْجُبَيْرِيُّ، قَالَ:
سَمِعْتُ أَبِي سَعِيدَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ، يُحَدِّثُ عَنْ زِيَادِ بْنِ جُبَيْرٍ،
عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ
- صلى الله عليه وسلم -: الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى
يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَأَهْلُهَا مُعَانُونَ عَلَيْهَا.
5864 حَدَّثَنَا ابْنُ فِيلٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَالِسِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ نَجْدَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ
عَيَّاشٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ،
عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى
الله عليه وسلم -، قَالَ: الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى
يَوْمِ الْقِيَامَةِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الْجَحِيمِ
الْبَصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ الْحَوْضِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنْ سَهْلِ
بْنِ الْحَنْظَلِيَّةِ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: الْخَيْلُ
مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا، بِمِثْلِ حَدِيثِ أَبِي سَعْدٍ الأَنْصَارِيِّ إِلَى
قَوْلِهِ: إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
5865 حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَازِمِ بْنِ أَبِي
غَرَزَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جُبَارَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ
بْنُ بَهْرَامَ، قَالَ: حَدَّثَنِي شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي أَسْمَاءُ
بِنْتُ يَزِيدَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ - صلى الله
عليه وسلم - يَقُولُ: الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ
الْقِيَامَةِ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
5866 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شَيْبَانَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ
عُرْوَةَ الْبَارِقِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى
الله عليه وسلم -: الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ:
الأَجْرُ، وَالْمَغْنَمُ.
5867 حَدَّثَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ الدَّيْرُعَاقُولِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو تَوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ
ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ
السُّلَمِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -
قَالَ: لا تَقُصُّوا نَوَاصِي الْخَيْلِ، وَلا مَعَارِفَهَا، وَلا أَذْنَابَهَا، فَإِنَّ
أَذْنَابَهَا: مَذَابُّهَا، وَمَعَارِفَهَا: إِدْفَاؤُهَا، وَنَوَاصِيَهَا
مَعْقُودٌ فِيهَا الْخَيْرُ، حَدَّثَنَا الْغَزِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا
الْفِرْيَابِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ شَيْخٍ، عَنْ
عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ السُّلَمِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -
بِمِثْلِهِ، حَدَّثَنَا مَسْرُورُ بْنُ نُوحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ
الْحُصَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُلاثَةَ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ
نَصْرِ بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ السُّلَمِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ
- صلى الله عليه وسلم -، بِمِثْلِهِ.
5868 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا ضِرَارٌ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو
بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَعْقُوبَ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ
الْغِفَارِيِّ، عَنِ النُّعْمَانِ الْغِفَارِيِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي
نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ، إِلَى هُنَا لَمْ يُخَرِّجَاهُ.
5869 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالَ: أنبأ ابْنُ
وَهْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ صَالِحٍ، يُحَدِّثُ، قَالَ: حَدَّثَنِي
نُعَيْمُ بْنُ زِيَادٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا كَبْشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
صَاحِبَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله
عليه وسلم -: الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ، وَأَهْلُهَا مُعَانُونَ عَلَيْهَا،
وَالْمُنْفِقُ عَلَيْهَا كَالْبَاسِطِ يَدَهُ بِالصَّدَقَةِ.
5870 حَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا
قَبِيصَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ وَحَدَّثَنَا الْغَزِّيُّ، قَالَ :
حَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ وَحَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ،
قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كُنَاسَةَ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى،
قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلْمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي
زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كَرِهَ رَسُولُ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -
الشِّكَالَ مِنَ الْخَيْلِ .
5871 حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ السِّجْزِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ،
بِإِسْنَادِهِ: قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَكْرَهُ
الشِّكَالَ مِنَ الْخَيْلِ، وَفِي غَيْرِ هَذَا الْحَدِيثِ، قَالَ: وَالشِّكَالُ:
أَنْ يَكُونَ الْفَرَسُ فِي رِجْلِهِ الْيُمْنَى بَيَاضٌ، وَفِي يَدِهِ
الْيُسْرَى، أَوْ فِي الْيُمْنَى، وَفِي رِجْلِهِ الْيُسْرَى.
5872 حَدَّثَنَا ابْنُ حَبِيبٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ
وَحَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ:
أَخْبَرَنِي، وَحَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ
جَرِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ
أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم
- كَانَ يَكْرَهُ الشِّكَالَ مِنَ الْخَيْلِ.
5873 حَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ، قَالَ: أنبأ أَبُو
النَّضْرِ، قَالَ: أنبا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ النَّخَعِيِّ،
بِإِسْنَادِهِ: أَنّ النَّبِيَّ -
صلى الله عليه وسلم - كَرِهَ الشِّكَالَ مِنَ الْخَيْلِ.
بَيَانُ صِفَةِ ارْتِبَاطِ الْخَيْلِ الَّتِي يُؤْجَرُ عَلَيْهَا مُرْتَبِطُهَا
، وبيان ثوابها وصفة إرتباط من
يأثم عليها
5874 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي خَالِدٍ
الطَّبْرِيُّ الصَّوْمَعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ:
حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُهَيْلُ بْنُ أَبِي
صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -
صلى الله عليه وسلم -: مَا مِنْ صَاحِبِ كَنْزٍ لا يُؤَدِّي زَكَاتَهُ، إِلا
يُؤْتَى بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبِكَنْزِهِ عَلَى أَوْفَرَ مَا كَانَ، فَتُحْمَى
عَلَيْهِ صَفَائِحُ مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ فَيُكْوَى بِهَا جَبِينُهُ وَظَهْرُهُ،
حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَ عِبَادِهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ
أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ، ثُمَّ يَرَى سَبِيلَهُ إِمَّا إِلَى النَّارِ،
وَإِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا مِنْ صَاحِبِ إِبِلٍ لا يُؤَدِّي زَكَاتَهَا
إِلا يُؤْتَى بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبِهَا عَلَى أَوْفَرَ مَا كَانَتْ،
فَيُبْطَحُ لَهَا بِقَاعٍ قَرْقَرٍ فَتَسْتَنُّ عَلَيْهِ، كُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ
أَوَّلُهَا كرَّ عَلَيْهِ آخِرُهَا، حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَ عِبَادِهِ فِي
يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ، ثُمَّ يَرَى
سَبِيلَهُ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِمَّا إِلَى النَّارِ، وَمَا مِنْ صَاحِبِ
غَنَمٍ لا يُؤَدِّي زَكَاتَهَا إِلا أُتِيَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبِهَا
أَوْفَرَ مَا كَانَتْ لَيْسَ فِيهَا عَقْصَاءُ، وَلا جَلْحَاءُ فَيُبْطَحُ لَهَا
بِقَاعٍ قَرْقَرٍ فَتَطَؤُهُ بِأَظْلافِهَا وَتَنْطَحُهُ بِقُرُونِهَا حَتَّى
يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَ عِبَادِهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ
سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ، ثُمَّ يَرَى سَبِيلَهُ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِمَّا
إِلَى النَّارِ، قَالُوا: فَالْخَيْلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ:
الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَهِيَ لِرَجُلٍ أَجْرٌ، وَلِرَجُلٍ سِتْرٌ، وَعَلَى رَجُلٍ وِزْرٌ، فَأَمَّا الَّذِي لَهُ أَجْرٌ فَالَّذِي يَتَّخِذُهَا، وَيَحْبِسُهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَذَلِكَ لا يَعْلِفُهَا شَيْئًا إِلا كَانَ لَهُ بِهِ أَجْرٌ، وَلَمْ يَعْرِضُ لَهُ مَرْجٌ يَرْعَاهَا فِيهِ لَمْ تُغَيِّبْ فِي بُطُونِهَا شَيْئًا إِلا كَانَ لَهُ أَجْرٌ، وَلَوِ اسْتَنَّتْ فِي شَرَفٍ أَوْ شَرَفَيْنِ لَمْ تَخْطُ فِيهَا خُطْوَةً إِلا كَانَ لَهُ أَجْرٌ، وَلَوْ مَرَّ بِنَهَرٍ فَسَقَاهَا مِنْهُ لَمْ تُغَيِّبْ فِي بُطُونِهَا مِنْهُ قَطْرَةً إِلا كَانَتْ لَهُ أَجْرٌ، حَتَّى إِنَّهُ لَيَذْكُرُ الأَجْرَ فِي أَبْوَالِهَا وَأَرْوَاثِهَا، وَأَمَّا الَّذِي لَهُ سِتْرٌ فَالَّذِي يَتَّخِذُهَا تَعَفُّفًا وَتَكَرُّمًا وَتَجَمُّلا، وَلا يَنْسَى حَقَّ بُطُونِهَا وَظُهُورِهَا فِي عُسْرِهَا وَيُسْرِهَا، وَأَمَّا الَّذِي عَلَيْهِ وِزْرٌ فَالَّذِي يَتَّخِذُهَا أَشَرًا وَبَطَرًا وَرِيَاءَ النَّاسِ وَبَذَخًا عَلَيْهِمْ، قَالُوا: فَالْحُمُرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيَّ فِيهَا شَيْئًا إِلا هَذِهِ الآيَةَ الْجَامِعَةَ الْفَاذَّةَ: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ}[سورة الزلزلة آية : 7-8]، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَيَّوَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: مَا مِنْ صَاحِبِ كَنْزٍ لا يُؤَدِّي زَكَاتَهُ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِمِثْلِهِ بِطُولِهِ.
5875 حَدَّثَنَا السُّلَمِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَهِيَ لِرَجُلٍ أَجْرٌ، وَلِرَجُلٍ سِتْرٌ، وَعَلَى رَجُلٍ وِزْرٌ، فَأَمَّا الَّذِي هِيَ لَهُ أَجْرٌ فَالَّذِي يَتَّخِذُهَا، وَيَحْبِسُهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَذَلِكَ لا يَعْلِفُهَا إِلا كَانَ بِهِ لَهُ أَجْرٌ، وَلَمْ يَعْرِضْ لَهُ مَرْجٌ يَرْعَاهَا فِيهِ لَمْ تُغَيِّبْ فِي بُطُونِهَا شَيْئًا إِلا كَانَ لَهُ أَجْرٌ، وَلَوِ اسْتَنَّتْ فِي شَرَفٍ أَوْ شَرَفَيْنِ، وَلَمْ تَخْطُ فِيهَا خُطْوَةً إِلا كَانَ لَهُ أَجْرٌ، وَلَوْ عَرَضَ لَهَا نَهَرٌ فَسَقَاهَا مِنْهُ لَمْ تُغَيِّبْ مِنْهُ فِي بُطُونِهَا قَطْرَةً إِلا كَانَ لَهُ أَجْرٌ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
بَيَانُ ثَوَابِ مَنْ يُكْلَمُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ والدليل على أن الإمام يحمل من لا يجد سعة
5876 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ الطَّائِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ، عَنْ
أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ وَحَدَّثَنَا
سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،
عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: مَا مِنْ مُكْلَمٍ يُكْلَمُ فِي
سَبِيلِ اللَّهِ إِلا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَجُرْحُهُ يَثْعَبُ دَمًا
اللَّوْنُ لَوْنُ دَمٍ، وَالرِّيحُ رِيحُ مِسْكٍ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ،
قَالَ : حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ
النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِمِثْلِهِ.
5877 حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ الْفَارِسِيُّ، وَهِلالُ
بْنُ الْعَلاءِ، قَالا: حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ الْقَعْقَاعِ، قَالَ:
حَدَّثَنِي أَبُو زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
- صلى الله عليه وسلم -: انْتَدَبَ اللَّهُ لِمَنْ خَرَجَ مُجَاهِدًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ:
لا يُخْرِجُهُ إِلا جِهَادٌ فِي سَبِيلِي إِيمَانًا بِي وَتَصْدِيقًا بِرَسُولِي،
أَنَّهُ عَلَيَّ ضَامِنٌ أَنْ أُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، أَوْ أُرْجِعَهُ إِلَى
بَيْتِهِ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ نَائِلا مَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ.
5878 قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا مِنْ
مَكْلُومٍ يُكْلَمُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ،
وَكَلْمُهُ يَدْمَى اللَّوْنُ لَوْنُ دَمٍ، وَالرِّيحُ رِيحُ الْمِسْكِ.
5879 وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: وَالَّذِي نَفْسِي
بِيَدِهِ، لَوْلا أَنِّي أَخَافُ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي مَا تَخَلَّفْتُ
خَلْفَ سَرِيَّةٍ تَغْزُو فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَلَكِنْ لا أَجِدُ مَا
أَحْمِلُهُمْ عَلَيْهِ، وَلا يَجِدُونَ سَعَةً فَيَتَّبِعُونِي، وَلا تَطِيبُ
أَنْفُسُهُمْ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنِّي.
5880 وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -:
وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوَدِدْتُ أَنِّي أَغْزُو فِي سَبِيلِ اللَّهِ
فَأُقْتَلُ ثُمَّ أَغْزُو، فَأُقْتَلُ ثُمَّ أَغْزُو فَأُقْتَلُ، ثَلاثًا.
5881 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، قَالَ: نا عُمَارَةُ بْنُ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي
زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم
-: انْتَدَبَ اللَّهُ لِمَنْ خَرَجَ فِي سَبِيلِهِ: لا يَخْرُجُ إِلا جِهَادًا،
وَإِيمَانًا بِي، وَتَصْدِيقًا بِرَسُولِي، فَهُوَ عَلَيَّ ضَامِنٌ أَنْ
أُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، أَوْ أُرْجِعَهُ إِلَى مَسْكَنِهِ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ
مَعَ مَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ.
5882 حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالَ: أنبأ سُفْيَانُ
بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،
عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: وَالَّذِي
نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوَدِدْتُ أَنْ أُقْتَلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ أُبْعَثَ،
ثُمَّ أُقْتَلَ، ثُمَّ أُبْعَثَ، ثُمَّ أُقْتَلَ، ثُمَّ أُبْعَثَ، فَكَانَ أَبُو
هُرَيْرَةَ، يَقُولُ ثَلاثًا: أَشْهَدُ لِلَّهِ، حَدَّثَنَا التِّرْمِذِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو
الزِّنَادِ، بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ، حَدَّثَنَا أَبُو فَرْوَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا
خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ المَزْرَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ، عَنْ أَبِي
الزِّنَادِ، بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ.
5883 حَدَّثَنَا التِّرْمِذِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا
الْحُمَيْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ،
عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله
عليه وسلم - يَقُولُ: لَوْلا أَنْ أَشُقَّ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ مَا قَعَدْتُ
خِلافَ سَرِيَّةٍ أَتَخَلَّفُ عَنْهَا، لَيْسَ عِنْدِي مَا أَحْمِلُهُمْ عَلَيْهِ،
وَيَشُقُّ عَلَيْهِمْ أَنْ يَتَخَلَّفُوا بَعْدِي.
5884 أَخْبَرَنَا ابْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ
وَهْبٍ، وَحَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ،
قَالَ: أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: تَكَفَّلَ
اللَّهُ لِمَنْ جَاهَدَ فِي سَبِيلِهِ لا يُخْرِجُهُ مِنْ بَيْتِهِ إِلا
الْجِهَادُ فِي سَبِيلِهِ، وَتَصْدِيقُ كَلِمَاتِهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ،
أَوْ يَرُدَّهُ إِلَى مَسْكَنِهِ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ مَعَ مَا نَالَ مِنْ
أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ، وَحَدَّثَنَا أَبُو فَرْوَةَ، قَالَ: أنبأ خَالِدُ بْنُ
يَزِيدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، بِإِسْنَادِهِ
مِثْلَهُ.
5885 حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالَ: أنبأ
سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،
يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: لا يُكْلَمُ أَحَدٌ فِي
سَبِيلِ اللَّهِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُكْلَمُ فِي سَبِيلِهِ، إِلا جَاءَ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَجُرْحُهُ يَثْعَبُ دَمًا اللَّوْنُ لَوْنُ دَمٍ،
وَالرِّيحُ رِيحُ مِسْكٍ.
5886 حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ، قَالَ : حَدَّثَنَا
الْحُمَيْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو
الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم
-: تَكَفَّلَ اللَّهُ لِمَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ
مُجَاهِدًا فِي سَبِيلِهِ: لا يُخْرِجُهُ إِلا الْجِهَادُ إِيمَانًا بِي، وَتَصْدِيقًا
بِرَسُولِي إِنْ تَوَفَّيْتَهُ أَنْ أُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، وَإِنْ رَدَدْتُهُ
أَنْ أَرُدَّهُ إِلَى بَيْتِهِ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ نَائِلا مَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ
أَوْ غَنِيمَةٍ.
5887 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ الْقَعْقَاعِ، عَنْ
أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله
عليه وسلم -: وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَوْلا أَنْ أَشُقَّ عَلَى
الْمُسْلِمِينَ مَا قَعَدْتُ خِلافَ سَرِيَّةٍ تَغْزُو فِي سَبِيلِ اللَّهِ
أَبَدًا، وَلَكِنْ لا أَجِدُ سَعَةً فَأَحْمِلُهُمْ، وَلا يَجِدُونَ سَعَةً
فَيَتَّبِعُونِي، وَلا تَطِيبُ أَنْفُسُهُمْ فَيَتَخَلَّفُوا بَعْدِي وَالَّذِي
نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَوَدِدْتُ أَنِّي أَغْزُو فِي سَبِيلِ اللَّهِ
فَأُقْتَلُ، ثُمَّ أَغْزُو فَأُقْتَلُ، ثُمَّ أَغْزُو فَأُقْتَلُ.
5888 حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أنبأ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا صَالِحٍ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: لَوْلا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي، أَوْ عَلَى النَّاسِ، لأَحْبَبْتُ أَنْ لا أَتَخَلَّفَ عَنْ سَرِيَّةٍ تَخْرُجُ، أَوْ تَغْزُو فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَلَكِنْ لا أَجِدُ سَعَةً فَأَحْمِلُهُمْ، وَلا يَجِدُونَ سَعَةً فَيَتَّبِعُونِي، وَيَشُقُّ عَلَيْهِمْ أَنْ يَتَخَلَّفُوا بَعْدِي، وَيَقْعُدُوا بَعْدِي، وَلَوَدِدْتُ أَنِّي أُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَأُقْتَلُ، ثُمَّ أُحْيَى، ثُمَّ أُقْتَلُ، ثُمَّ أُحْيَى، ثُمَّ أُقْتَلُ.
5889 حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالَ: أنبأ ابْنُ وَهْبٍ،
قَالَ: أَخْبَرَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، وَحَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ : حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، كِلاهُمَا عَنْ
يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،
أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: لَوْلا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي
لأَحْبَبْتُ أَنْ لا أَتَخَلَّفَ خَلْفَ سَرِيَّةٍ تَخْرُجُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ،
وَلَكِنْ لا أَجِدُ مَا أَحْمِلُهُمْ عَلَيْهِ، وَلا يَجِدُونَ مَا يَتَحَمَّلُونَ
عَلَيْهِ فَيَخْرُجُوا، وَيَشُقُّ عَلَيْهِمْ أَنْ يَتَخَلَّفُوا بَعْدِي،
فَلَوَدِدْتُ أَنِّي أُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَأُقْتَلُ، ثُمَّ أُحْيَى
ثُمَّ أُقْتَلُ، ثُمَّ أُحْيَى ثُمَّ أُقْتَلُ، ثَلاثًا، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ
يُوسُفَ السُّلَمِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو
صَالِحٍ، بِإِسْنَادِهِ، مِثْلَهُ: أَنِّي أُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَأُقْتَلُ
ثُمَّ أُحْيَى، ثُمَّ أُقْتَلُ.
5890 حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: نا ابْنُ
وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ،
لَوَدِدْتُ أَنِّي أُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَأُقْتَلُ، ثُمَّ أُحْيَى
فَأُقْتَلُ، ثُمَّ أُحْيَى، قَالَ: فَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قُلْتُ:
أَشْهَدُ لِلَّهِ.
5891 حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ، قَالَ:
حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، قَالَ:
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ذَكْوَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجِ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: تَكَفَّلَ
اللَّهُ بِحِفْظِ امْرِئٍ خَرَجَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، لا يُخْرِجُهُ إِلا جِهَادٌ
فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَتَصْدِيقٌ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ حَتَّى يَقْبِضَهُ، وَقَدْ
أَوْجَبَ لَهُ الْجَنَّةَ، أَوْ يَرُدَّهُ إِلَى بَيْتِهِ أَوْ مِنْ حَيْثُ خَرَجَ.
5892 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ،
قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أنبأ مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ
مُنَبِّهٍ، قَالَ: هَذَا مَا حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ
- صلى الله عليه وسلم -، فَذَكَرَ أَحَادِيثَ مِنْهَا، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -
صلى الله عليه وسلم -: كُلُّ كَلْمٍ يُكْلَمُ الْمُسْلِمُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، ثُمَّ
تَكُونُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَهَيْئَتِهَا إِذَا طُعِنَتْ تَفَجَّرُ دَمًا،
فاللَّونُ لَوْنُ الدَّمِ، وَالْعَرْفُ عَرْفُ الْمِسْكِ.
5893 وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -:
وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَوْلا أَنْ أَشُقَّ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ
مَا قَعَدْتُ خَلْفَ سَرِيَّةٍ تَغْزُو فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَلَكِنْ لا أَجِدُ
سَعَةً فَأَحْمِلُهُمْ، وَلا يَجِدُونَ سَعَةً فَيَتَّبِعُونِي، وَلا تَطِيبُ
أَنْفُسُهُمْ أَنْ يَقْعُدُوا بَعْدِي.
5894 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ
بْنُ مَخْلَدٍ الْقَطَوَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي
سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -
صلى الله عليه وسلم -: تَضَمَّنَ اللَّهُ لِمَنْ خَرَجَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، لا
يُخْرِجُهُ إِلا إِيمَانٌ بِي وَتَصْدِيقٌ بِرِسَالاتِي، أَنْ يُدْخِلَهُ
الْجَنَّةَ، أَوْ يُرْجِعَهُ إِلَى مَسْكَنِهِ بِمَا أَصَابَ مِنْ أَجْرٍ أَوْ
غَنِيمَةٍ.
5895 حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا
مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي
صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -
صلى الله عليه وسلم -: تَضَمَّنَ اللَّهُ لِمَنْ خَرَجَ فِي سَبِيلِهِ أَلا
يَخْرُجُ إِلا إِيمَانًا بِي، وَتَصْدِيقًا بِرُسُلِي، أَنْ أُدْخِلَهُ
الْجَنَّةَ، أَوْ أُرْجِعَهُ إِلَى مَسْكَنِهِ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ نَائِلا مَا نَالَ
مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ.
5896 وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -:
مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يُجْرَحُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ
بِمَنْ يُجْرَحُ فِي سَبِيلِهِ، إِلا لَقِيَ اللَّهَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ جُرِحَ
لَوْنُهُ لَوْنُ دَمٍ، وَرِيحُهُ رِيحُ مِسْكٍ، حَدَّثَنَا عِيسَى الْوَرَّاقُ،
وَأَبُو أُمَيَّةَ، قَالا: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، بِنَحْوِهِ.
5897 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ شَبُّوَيْهِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ
بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه
وسلم -: مَثَلُ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَنْ
يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، كَالصَّائِمِ الْقَائِمِ، وَتَكَفَّلَ اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِ
فِي سَبِيلِهِ بِأَنْ يَتَوَفَّاهُ وَيُدْخِلُهُ الْجَنَّةَ، أَوْ يَرْجِعُ
سَالِمًا بِمَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ.
5898 حَدَّثَنَا ابْنُ ابْنَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ
عَمْرٍو، قَالَ : حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ
الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،
أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: لا يُكْلَمُ أَحَدٌ فِي سَبِيلِ
اللَّهِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُكْلَمُ فِي سَبِيلِهِ، إِلا جَاءَ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ اللَّوْنُ لَوْنُ دَمٍ، وَالرِّيحُ رِيحُ الْمِسْكِ.
بَيَانُ ثَوَابِ الشَّهِيدِ الَّذِي يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ
5899 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو
عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ وَحَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُسْلِمٍ،
قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ:
سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُحَدِّثُ، عَنِ النَّبِيِّ -
صلى الله عليه وسلم -، أَنَّهُ قَالَ: مَا مِنْ أَحَدٍ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ
يُحِبُّ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا، وَإِنَّ لَهُ مَا عَلَى الأَرْضِ مِنْ
شَيْءٍ إِلا الشَّهِيدُ، فَإِنَّهُ يَتَمَنَّى أَنْ يَرْجِعَ، فَيُقْتَلُ عَشْرَ
مَرَّاتٍ لِمَا يَرَى مِنَ الْكَرَامَةِ.
5900 حَدَّثَنَا ابْنُ حَبِيبٍ، وَعَمَّارُ بْنُ
رَجَاءٍ، قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أنبأ قَتَادَةُ،
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: مَا
مِنْ عَبْدٍ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ يُحِبُّ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا
إِلا الشَّهِيدُ، فَإِنَّهُ وَدَّ لَوْ أَنَّهُ رَجَعَ، فَيُقْتَلُ عَشْرَ
مَرَّاتٍ لِمَا يَرَى مِنْ فَضْلِ الشَّهَادَةِ.
5901 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ الْعُصْفُرِيُّ المَخْضُوبُ،
بِالرَّافِقَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ السَّكَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا
شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، وَحَمَّادٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ،
قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: مَا مِنْ نَفْسٍ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ
فَيَسُرُّهَا أَنْ تَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا، وَإِنَّ لَهَا مَا عَلَى الأَرْضِ
إِلا الشَّهِيدُ، فَإِنَّهُ يَسُرُّهُ أَنْ يَرْجِعَ فَيُقْتَلَ عَشْرَ مِرَارٍ
لِمَا يَرَى مِنْ فَضْلِ الشَّهَادَةِ.
5902 حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ،
قَالَ : حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ:
أنا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ:
مَا مِنْ نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ تَمُوتُ لَهَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ يَسُرُّهَا أَنْ
تَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا إِلا الشَّهِيدُ، فَإِنَّهُ يَسُرُّهُ أَنْ يَرْجِعَ
إِلَى الدُّنْيَا، فَيُقْتَلَ لِمَا يَرَى مِنْ فَضْلِ الشَّهَادَةِ.
5903 حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ الصَّائِغُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ،
قَالَ: أنبأ حَمَّادٌ، قَالَ: أنا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ -
صلى الله عليه وسلم - قَالَ: يُؤْتَى بِالرَّجُلِ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ،
فَيُقَالُ لَهُ: يَا ابْنَ آدَمَ، كَيْفَ وَجَدْتَ مَنْزِلَكَ؟ فَيَقُولُ: أَرَى خَيْرَ
مَنْزِلٍ، فَيُقَالُ لَهُ: سَلْ، وَتَمَنَّ، فَيَقُولُ: مَا أَسْأَلُكَ، وَمَا
أَتَمَنَّى إِلا أَنْ أُرَدَّ إِلَى الدُّنْيَا، فَأُقْتَلَ فِي سَبِيلِكَ عَشْرَ
مَرَّاتٍ، لِمَا يَرَى مِنْ فَضْلِ الشَّهَادَةِ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ الْقَاضِي،
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ
بْنُ سَلَمَةَ، بِالْحَدِيثَيْنِ.
5904 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شَيْبَانَ الرَّمْلِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو، سَمِعَ جَابِرَ بْنَ
عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: قَالَ رَجُلٌ لِلنَّبِيِّ - صلى الله
عليه وسلم - يَوْمَ أُحُدٍ: يَارَسُولَ اللَّهِ، إِنْ قُتِلْتُ فَأَيْنَ أَنَا؟ قَالَ: فِي
الْجَنَّةِ، قَالَ: فَأَلْقَى تُمَيْرَاتٍ كُنَّ فِي يَدِهِ، ثُمَّ قَاتَلَ حَتَّى
قُتِلَ.
5905 حَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو
بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ زَكَرِيَّا،
عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: جَاءَ
رَجُلٌ مِنْ بَنِي لَيْثٍ، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ،
وَأَنَّكَ عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، ثُمَّ تَقَدَّمَ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ،
فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: عَمِلَ هَذَا يَسِيرًا، وَأُجِرَ
كَثِيرًا.
5906 حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ رَجَاءٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، قَالَ: أنبأ إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ، قَالَ: أَتَى رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - رَجُلٌ مُقَنَّعٌ فِي الْحَدِيدِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أُقَاتِلُ أَمْ أُسْلِمُ؟ قَالَ: بَلْ أَسْلِمْ، فَأَسْلَمَ، ثُمَّ قَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: عَمِلَ هَذَا قَلِيلا، وَأُجِرَ كَثِيرًا.
5907 حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ، والصَّغَانِيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بُسْبَسَةَ عَيْنًا، يَنْظُرُ مَا صَنَعَتْ عِيرُ أَبِي سُفْيَانَ، فَجَاءَ وَمَا فِي الْبَيْتِ أَحَدٌ غَيْرِي وَغَيْرُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: لا أَدْرِي مَا اسْتَثْنَى بَعْضَ نِسَائِهِ، قَالَ فَحَدَّثَهُ الْحَدِيثَ، قَالَ: فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَتَكَلَّمَ، فَقَالَ: إِنَّ لَنَا طَلِبَةً، فَمَنْ كَانَ ظَهْرُهُ حَاضِرًا فَلْيَرْكَبْ مَعَنَا، فَجَعَلَ رِجَالٌ يَسْتَأْمِرُونَهُ، وَقَالَ أَحَدُهُمَا: يَسْتَأْذِنُونَهُ فِي ظُهْرَانِهِمْ فِي عُلْوِ الْمَدِينَةِ، فَقَالَ: لا، إِلا مَنْ كَانَ ظَهْرُهُ حَاضِرًا، فَانْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَأَصْحَابُهُ حَتَّى سَبَقُوا الْمُشْرِكِينَ إِلَى بَدْرٍ، وَجَاءَ الْمُشْرِكُونَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: لا يُقُدِمَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ إِلَى شَيْءٍ حَتَّى أَكُونَ أَنَا أُوذِنُهُ، فَدَنَا الْمُشْرِكُونَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: قُومُوا إِلَى جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ، قَالَ عُمَيْرُ بْنُ حُمَامٍ الأَنْصَارِيُّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، جَنَّةٌ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: بَخٍ بَخٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: مَا يَحْمِلُكَ مِنْ قَوْلِكَ بَخٍ بَخٍ؟، قَالَ: وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِلا رَجَاءَ أَنْ أَكُونَ مِنْ أَهْلِهَا، قَالَ: فَإِنَّكَ مِنْ أَهْلِهَا، قَالَ: فَاخْتَرَجَ
تَمَرَاتٍ
مِنْ قَرْنِهِ، فَجَعَلَ يَأْكُلُ مِنْهُنَّ، ثُمَّ قَالَ: لَئِنْ أَنَا حَييتُ
حَتَّى آكُلَ تَمَرَاتِي هَذِهِ إِنَّهَا لَحَيَاةٌ طَوِيلَةٌ، قَالَ: فَرَمَى
بِمَا كَانَ مَعَهُ مِنَ التَّمْرِ، ثُمَّ قَاتَلَهُمْ حَتَّى قُتِلَ،
حَدِيثُهُمَا وَاحِدٌ.
5908 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، وَأَبُو
أُمَيَّةَ، قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا
سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ
مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كَانَ عَمِّي أَنَسُ بْنُ النَّضْرِ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ سُمِّيتُ بِهِ، لَمْ يَشْهَدْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله
عليه وسلم - بَدْرًا، فَقَالَ: أَوَّلُ مَشْهَدٍ شَهِدَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى
الله عليه وسلم - غِبْتُ عَنْهُ، أَمَا وَاللَّهِ لَئِنْ أَشْهَدَنِي اللَّهُ
مَشْهَدًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَتَرَيَنَّ مَا أَصْنَعُ، فَهَابَ
أَنْ يَقُولَ غَيْرَهَا فَشَهِدَ مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مِنَ
الْعَامِ الْمُقْبِلِ أُحُدًا، قَالَ: فَلَقِيَهُ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ، فَقَالَ
لَهُ: يَا أَبَا عَمْرٍو، أَيْنَ؟ فَقَالَ: وَاهًا لِرِيحِ الْجَنَّةِ أَجِدُهُ
دُونَ أُحُدٍ، قَالَ: فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، فَوُجِدَ بِهِ بِضْعٌ وَثَمَانُونَ فِي
جَسَدِهِ بَيْنَ رَمْيَةٍ، وَضَرْبَةٍ وَطَعْنَةٍ، قَالَتْ أُخْتُهُ: فَمَا عَرَفْنَا
أَخِي إِلا بِبَنَانِهِ، وَكَانَ حَسَنَ الْبَنَانِ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ:
{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ}[سورة
الأحزاب آية 23]، فَكُنَّا نَرَى أَنَّهَا نَزَلَتْ فِيهَا وَفِي أَصْحَابِهِ،
حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ : حَدَّثَنَا
سُلَيْمَانُ، وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ
ثَابِتٍ،
فَذَكَرَ بِطُولِهِ، حَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ، قَالَ: أنبأ أَبُو النَّضْرِ،
قَالَ: أنبأ سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ، إِلا أَنَّهُ
قَالَ: فَقَالَتِ الرَّبِيعُ بِنْتُ النَّضْرِ عَمَّتِي: فَمَا عَرَفْتُ أَخِي
إِلا بِبَنَانِهِ، وَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ}،
إِلَى قَوْلِهِ: {تَبْدِيلا}، قَالَ أَنَسٌ: يَرَوْنَ أَنَّهَا نَزَلَتْ فِيهِ
وَفِي أَصْحَابِهِ.
5909 حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ،
قَالَ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ
ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ أَنَسَ بْنَ النَّضْرِ، تَغَيَّبَ عَنْ قِتَالِ
رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: تَغَيَّبْتُ عَنْ أَوَّلِ مَشْهَدٍ
شَهِدَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ،
وَقَالَ فِيهِ: فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ، وَانْهَزَمَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ -
صلى الله عليه وسلم - أَقْبَلَ أَنَسُ بْنُ النَّضْرِ، فَرَأَى سَعْدَ بْنَ
مُعَاذٍ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَمْرٍو، أَيْنَ أَيْنَ؟ فَوَالَّذِي نَفْسُ
مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، إِنِّي لأَجِدُ رِيحَ الْجَنَّةِ دُونَ أُحُدٍ، فَحَمَلَ
حَتَّى قُتِلَ، فَقَالَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ: فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ،
مَا اسْتَطَعْتُ مَا اسْتَطَاعَ، لَمْ يُخَرِّجْهُ مُسْلِمٌ، إِلا عَنْ
سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، فَقَطْ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق