29.تاريخ الإسلام ووفيات
المشاهير والأعلام للذهبي. شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون
الصفحة 41
4 (ثمان وأربعين وخمسمائة)
4 (خروج الغُزّ على السلطان سنجر)
فيها خرجت التُرك على السلطان سنجر، وهم الغزّ، يدينون بالإسلام في الجملة،
ويفعلون فعل التتار. وكان بينهم ملحمة عظيمة، فكُسر سنجر، واستُبيح عسكره قتلاً
وأسراً، ثم هجمت الغُزّ نيسابور، فقُتل معظم من فيها من المسلمين، ثم ساروا الى
بلخ، فملكوا البلد، وكانت عدتهم فيما قيل مائة ألف خركاه. ثم أسروا سنجر وأحاطوا
به، وذاق الذل، وملكوا بلاده، وبتّوا الخطبة باسمه وقالوا: أنت السلطان ونحن
أجنادُك، ولو أمِنّا إليك لمكّناك من الأمر، وبقي معهم صورةً بلا معنى.
4 (محاصرة عسكر المقتفي تكريت)
وبعث المقتفي عسكراً يحاصرون، تكريت، فاختلفوا، وخامر ترشك المقتفوي، واتفق مع
متولي تكريت، وسلكوا درب خراسان، ونهبوا وعاثوا، فخرج الخليفة لدفعهم، فهربوا،
فسار الى تكريت، وشاهد القلعة ورجع، ثم برز السُرادق للانحدار الى واسط لدفع
ملكشاه، فانهزم الى خوزستان، فنزل
(37/41)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 42
الخليفة بظاهر واسط أياماً، ورجع الى بغداد.
4 (نجاة الوزير ابن هُبيرة من الغرق)
وسلِم يوم دخوله الوزير ابن هُبيرة من الغرق، انفلقت السفينة التي كان فيها،
وغاصوا في الماء، فأعطى للذي استنقذه ثيابه، ووقّع له بذهب كثير.
4 (مقتل ابن السلار)
وفيها قُتل العادل علي بن السلار بمصر.
4 (تسلّم الغوري هَراة)
وفيها حاصر الملك غياث الدين الغوري مدينة هَراة، وتسلّمها بالأمان، وكانت للسلطان
سنجر.
4 (إصابة شهاب الدين الغوري أمام الهند)
) وفيها سار شهاب الدين الغوري أخو غياث الدين، فافتتح مدينة من الهند، فتحزّبت
عليه ملوك الهند، وجاءوا في جيش عرمرم، فالتقوا، فانكسر المسلمون. وجاءت شهاب
الدين ضربة في يده اليسرى بطُلت منها. وجاءته ضربة أخرى على رأسه فسقط. وحجز الليل
بين الفريقين، والتُمس شهاب الدين بين القتلى، فحمله أصحابه ونجوا به، فغضب على
أمرائه لكونهم انهزموا، وملأ لكل واحد منهم مِخلاة شعير، وحلف لئن لم يأكلوا
ليضربنّ
(37/42)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 43
أعناقهم، فأكلوا بعد الجهد. ثم نجده أخوه بجيش ثقيل، فالتقى الهند ونُصر عليهم.
4 (رواية ابن الأثير عن محاربة الهنود لشهاب الدين)
قال ابن الأثير: عاد الهنود، وسارت ملكتهم في عدد يضيق عنه الفضاء، فراسلها شهاب
الدين الغوري بأنه يتزوجها، فأبت، فبعث يخادعها، وحفظ الهنود المخاضات. فأتى هندي
الى شهاب الدين، فذكر أنه يعرف مخاضة، فجهّز جيشاً عليهم حسين بن حرملك الغوري
الذي صار صاحب هراة بعد. وكان شجاعاً مذكوراً. فساروا مع الهندي، وكبسوا الهنود،
ووضعوا فيهم السيف، واشتغل الموكَّلون بحفظ المخاضات، فعبر شهاب الدين في العسكر،
وأكثروا القتل في الهنود، ولم ينج منهم إلا من عجز المسلمون عنه. وقُتلت ملكتهم.
وتمكن شهاب الدين من بلاد الهند، والتزموا له بحمل الأموال وصالحوه. وأقطع مملوكه قطب
الدين أيبك مدينة دهلي، وهي كرسيّ مملكة الهند، وجهّز جيشاً، فافتتحوا مواضع ما
وصل إليها مسلم قبل، حتى قاربوا لجهة الصين.
4 (تسلّم مجير الدين مفاتيح صرخد)
ومن سنة ثمان وأربعين، في صفر توجه صاحب دمشق مجير الدين، ومعه مؤيَّد الدين
الوزير، فنازل بصرى لمخالفته وجوره على أهل الناحية، وسلّم إليه مجاهد الدين
مفاتيح صرخد، فأعطاه جملة. ثم صالحة سرخاك نائب بُصرى.
4 (أخذ الفرنج عسقلان)
وجاءت الأخبار بأن نور الدين يجمع الجيوش للغزو، وليكشف عن أهل عسقلان، فإن الفرنج
نزلوا عليها في جمع عظيم، فتوجه مُجير الدين صاحب دمشق الى خدمة نور الدين، واجتمع
به في أمر الجهاد، وساروا الى بانياس،
(37/43)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 44
فبلغهم أخذ عسقلان وتخاذل أهلها واختلافهم.
4 (الوزارة بدمشق)
) وقد مرّ شرح حال الرئيس وتمكّنه من وزارة دمشق، فعرض الآن بينه وبين أخويه عز
الدولة وزين الدولة مشاحنات وشرّ أفضى الى اجتماعهما بمجير الدين صاحب دمشق، فأنفذ
يستدعي الرئيس للإصلاح بينهم، فامتنع، فآلت الحال الى أن تمكّن زين الدولة منه
بإعانة مجير الدين عليه، فتقرر بينهما إخراج الرئيس من دمشق، وجماعته الى قلعة
صرخد مع مجاهد الدين بُزان، وتقلّد زين الدولة الوزارة. فلم يلبث إلا أشهراً، فظلم
فيها وعسف، الى أن ضرب عنقه مجير الدين، وردّ أمرَ الرئاسة والنظر في البلد الى
الرئيس رضيّ الدين أبي غالب بن عبد المنعم بن محمد بن راشد بن علي التميمي.
فاستبشر الناس قاطبةً.
4 (الغلاء بدمشق)
وكان الغلاء بدمشق شديد، بلغت الغرارة خمسة وعشرين ديناراً، ومات الفقراء على
الطرق، فعزم نور الدين على منازلتها، وطمع لهذه الحال في تملّكها.
4 (رئاسة رضي الدين التميمي)
وأما رضيّ الدين التميمي، فإنه طُلب الى القلعة، وشُرّف بالخِلع
(37/44)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 45
المكمد، والمركوب بالسخت، والسيف المحلّى، والترس، وركب معه الخواصّ الى داره،
وكُتب له التقليد، ولُقِّب الرئيس، الأجل، وجيه الدولة، شرف الرؤساء.
4 (قتل متولي بعلبك)
ونفذ مجير الدين الى بعلبك، فاعتقل وقيّد متوليها عطاء الخادم، وكان جباراً،
ظالماً، غشوماً. فسُرَّت بمصرعه النفوس، ونُهبت حواصله، ثم ضُربت عنقه.
(37/45)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 46
4 (تسع وأربعين وخمسمائة)
4 (حصار تكريت)
فيها نفذ الخليفة عسكراً، فما أخذوا تكريت بعد حصار ومجانيق وتعب، وقُتل من
الفريقين عدة، ثم رأى الخليفة أن أخذها يطول، فرجع بعد أن نازلها مدة أيام. ثم بعد
شهر عرض جيشه، فكانوا ستة آلاف، فجهزهم لحصارها مع الوزير ابن هُبيرة، وأنفق في
الجيش نحو ثلاثمائة ألف دينار، سوى الإقامة، فإنها كانت تزيد على ألف كرّ، فوصل الخبر
بأن مسعود بلال جاء في عسكر عظيم الى شهرابان، ونهبوا الناس. وطلب ابن هبيرة
للخروج إليهم.)
4 (موقعة الخليفة والسلطان)
وكان مسعود بلال وألبقش قد اجتمعا بالسلطان محمد، وحثّاه على قصد العراق، فلم
يتهيأ له، فاستأذناه في التقدّم أمامه، فأذن لهما، فجمعا خلقاً من التركمان، ونزلا
في طريق خراسان، فخرج الخليفة إليهما، فتنازلوا ثمانية عشر يوماً، وتحصّن التركمان
بالخركاوات والمواشي. ثم كانت الوقعة في سلخ رجب، فانهزمت ميسرة الخليفة وبعض
القلب، كسرهم مسعود الخادم، وتُرشك. وثبت الخليفة، وضربوا على خزائنه، وقتلوا خازنه
يحيى بن يوسف
(37/46)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 47
الجزَري، فجاء منكورس، وأمير آخر، فقبّلا الأرض، وقالا: يا مولانا، ثبت علينا ساعة
حتى نحمل. فقال: لا والله إلا معكما. ورفع الطرحة، وجذب السيف، ولبس الحديد هو
وولّى العهد وكبرا، وصاح الخليفة: يالَ مُضر، كذب الشيطان وفرّ، وردّ الله الذين
كفروا بغيظهم ثلاثة. فحمل العسكر بحملته، ووقع القتل، حتى سُمع وقع السيوف كوقع
المطارق على السنادين، وانهزم القوم وسُبي التركمان، وأخذت مواشيهم وخيلهم، فقيل:
كانت الغنم أربعمائة ألف رأس، وبيعت كل ثمانين بدانق. ثم نودي بردّ من سُبي من
أولادهم وأخذ ألبقش أرسلان شاه بن طُغرل، وهرب به الى بلده، وانهزم تُرشك، ومسعود
الخادم الى القلعة. ثم أغارا بعد أيام على واسط، ونهبوا ما يختص بالوزير ابن هبيرة
فرجع الخليفة الى القتال، فخرج بالعسكر، فانهزم العدو، فأدركهم، ونهب منهم، وعاد
منصوراً، فخلع عليه الخليفة، ولقّبه: سلطان العراق، ملك الجيوش. وعرض الجيش في
أبهة كاملة.
4 (زلزلة بغداد)
ولما كان يوم الفطر، جاء مطر، ورعدٌ، وبرق، وزُلزلت بغداد من شدة الرعد. ووقعت
صواعق، منها صاعقة في التاج المسترشدي.
4 (موت ألبقش)
وجاءت الأخبار بمجيء محمد شاه، وبإيفاده الى عسكر الموصل
(37/47)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 48
يستنجدهم، والى مسعود بلال صاحب تكريت يستنجد به، فأخرج الخليفة سُرادقه، واستعرض
الجيش، فزادوا على اثني عشر ألف فارس، فجاء الخبر بموت ألبقش، فضعُف محمد شاه
وبطَل، فتسحّب جماعة من أمرائه، ولجأوا الى الخليفة. وحصل الأمن.)
4 (التجريد الى همذان)
ثم جرّد الخليفة ألفي فارس الى جهة همذان.
4 (ظهور دم بنواحي واسط)
وفيها حدث بنواحي واسط ظهور دم من الأرض، لا يُعلم له سبب.
4 (حال السلطان سنجر في الأسر)
وجاءت الأخبار أن السلطان سنجر تحت الأسر وتحت حكمية الغُزّ، وله اسم السلطنة،
وراتبه في قدر راتب سائس من سيّاسه، وأنه يبكي على نفسه.
4 (دخول الغزّ مرو)
ودخلت الغُزّ مرو وغيرها، فقتلوا خلقاً، ونهبوا، وبدّعوا.
4 (مقتل الظافر العُبيدي)
وفيها قُتل بمصر خليفتها الظافر بالله العُبيدي وهو شاب، وأقاموا الفائز صبياً
صغيراً و ووهى أمر المصريين.
(37/48)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 49
4 (ولاية نور الدين مصر)
فكتب المقتفي لأمر الله عهداً لنور الدين محمود بن زنكي، وولاه مصر، وأمره بالمسير
إليها، وكان مشغولاً بحرب الفرنج، وهو لا يفتر من الجهاد، وما له إلا أياماً قد
تملّك دمشق في صفر، وأخذها من صاحبها مجير الدين أبق بن محمد بن بوري بن طُغتكين.
4 (أخذ نور الدين دمشق)
وكانت الفرنج قد ملكوا عسقلان، وطمعوا في دمشق، حتى أنهم استعرضوا من بها من الرقيق،
فمن أراد المقام تركوه، ومن أراد العود الى وطنه أُخذ قهراً من مالكه. وكان لهم
على أهلها كل سنة قطيعة، فتجيء رسلهم ويأخذون من الناس. فراسل نور الدين مالكها
مجير الدين واستماله، وواصله بالهدايا، وأظهر له المودة حتى ركن إليه، وكان يرسل
إليه أن فلاناً قد بعث إليّ وكاتبني في تسلّم دمشق فاحذره. فكان مجير الدين يقبض
على ذلك الرجل، ويقطع خبره، الى أن قبض على نائبه عطاء بن حفّاظ وقتله. وكان نور
الدين لا يتمكن مع وجود عطاء من أخذ دمشق. ثم كاتب نور الدين من بدمشق من الأحداث،
واستمالهم، ووعدهم، ومنّاهم، فوعدوه بأن يسلموا إليه البلد، فلما وصل نور الدين
الى) دمشق بعث مجير الدين يستنجد بالفرنج، فتسلّم نور الدين البلد من قبل أن
يقدموا، وذلك أن نور الدين حاصرها، فسلّم إليه أهل البلد من ناحية الباب الشرقي،
وحصر مجير الدين في القلعة، وبذل له إن سلّم القلعة بلد حمص، فنزل، فلما سار الى
حمص أعطاه
(37/49)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 50
عوضها بالِس، فغضب ولم يرض بها، وسار الى بغداد، فبقي بها مدة، وبنى بها داراً
فاخرة بقرب النظامية.
4 (انهزام الاسماعيلية أمام الخراسانيين)
وفيها ثارت الإسماعيلية، واجتمعوا سبعة آلاف مقاتل من بين فارس وراجل، وقصدوا
خراسان ليملكوها عندما ينزل بها من الغُزّ، فتجمّع لهم أمراء من جند خراسان، ووقع
المصافّ، فهزم الله الإسماعيلية، وقتل رؤوسهم وأعيانهم، ولم ينج منهم إلا الأقل.
وخلَت قلاعهم من الحُماة. ولولا أن عسكر خراسان كانوا مشغولين بالغز لملكوا
حصونهم، واستأصلوا شأفتهم.
(37/50)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 51
4 (خمسين وخمسمائة)
4 (دخول الغُزّ نيسابور)
من أولها جاءت الأخبار الى بغداد بدخول الغز التركمان نيسابور، والفتك بأهلها،
فقتلوا بها نحواً من ثلاثين ألفاً، وكان سنجر معهم، عليه اسم السلطنة، وهو في غاية
الإهانة بين الغز، ولقد أراد أن يركب، فلم يجد من يحمل سلاحه، فشدّه على وسطه،
وإذا قُدّم إليه الطعام خبأ منه شيئاً لوقت آخر، خوفاً من انقطاعه عنه.
4 (الوقعة بين عسكر التركماني وعسكر الخليفة)
كانت وقعة بين العسكر التركماني وبين عسكر الخليفة، فهزموه وتبعوه، ثم خرج لهم
كمين فهزمهم، ثم أذعن بطاعة الخليفة، وأطلق الأسرى.
4 (دخول المقتفي الكوفة)
وفيها سار المقتفي الى الكوفة، واجتاز في سوقها، ودخل جامعها.
4 (مسير ابن رزّيك الى القاهرة)
وفي أولها سار الصالح طلائع بن رُزّيك من الصعيد على قصد القاهرة للانتقام من عباس
صاحب مصر الذي قتل الظافر بالله. فلما سمع مجيئه خرج
(37/51)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 52
من مصر لقلة من بقي معه من الجند، وسار نحو الشام بما معه من الأموال والتحف التي
لا تُحصى، لأنه كان قد استولى على القصر، وتحكّم في ذخائره ونفائسه.)
4 (قتل الفرنج صاحب مصر)
فخرجت عليه الفرنج من عسقلان، فقاتلوه وقتلوه، واستولوا على جميع ما معه، وأسروا
ابنه نصراً، وباعوه للمصريين.
4 (دخول ابن رزّيك القاهرة)
وأما طلائع فدخل القاهرة بأعلام مسوّدة، وثياب سود في هيئة الحزن، وعلى الرماح
شعور النساء مقطعة حزناً على الظافر. ثم نبش الظافر من دار عباس، ونقله الى مقبرة
آبائه.
4 (هجوم إفرنج صقلية على تِنّيس)
وجاءت مراكب الفرنج من صقلية، فأرسوا على تنيس وهجموها، فقتلوا وأسروا، وردوا
بالغنائم، وخاف أهل مصر من استيلاء الفرنج، فإنا لله وإنا إليه راجعون، حتى عزن
ابن رُزّيك وزيرُها على موادعة الفرنج بمال يُحمل إليه من الخزانة، فأوكس ذلك
الأمراء، وعزموا على عزله.
(37/52)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 53
4 (اشتداد شوكة المقتفي)
وأما المقتفي لأمر الله، فإنه عظُم سلطانه، واشتدت شوكته، واستظهر على المخالفين،
وأجمع على قصد الجهات المخالفة لأمره.
4 (تملّك نور الدين قلاعاً بنواحي قونية)
وأما نور الدين، فإنه سار بجيشه، فملك عدة قلاع وحصون بالسيف وبالأمان من بلاد
الروم، من نواحي قونية، وعظُمت ممالكه وبعُد صيته، وبعث إليه المقتفي تقليداً،
وأمر بالمسير الى مصر، ولُقِّب بالملك العادل.
(37/53)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 54
آخر الطبقة الخامسة والخمسين والحمد لله ربّ العالمين
5 (بسم الله الرحمن الرحيم)
5 (ربّنا أفرغْ علينا صبراً)
5 (الطبقة الخامسة والخمسون وفيات)
4 (وفيات سنة احدى وأربعين وخمسمائة)
4 (حرف الألف)
4 (أحمد بن حامد بن أحمد بن محمود)
الثقفي، أبو طاهر الإصبهاني، حفيد الشيخ أبي طاهر. توفي في هذه السنة. قاله عبد
الرحيم الحاجي. قلت: هو والد أبي المجد زاهر الثقفي، من أعيان طلبة الحديث بإصبهان
يلقَّب بالرفيع من بيت علم ورئاسة وجلالة، وله شعر حسن، وخطّ مليح، قرأ الكثير
لولده. قال ابن السمعاني: لما قدمتُ صادفته يقرأ لوالده مُسند أبي يعلى، عن أبي
عبد الله الخلال. سمع: القاسم الثقفي، وأبا مطيع. ولد سنة ثمانين تقريباً.
4 (أحمد بن محمد بن أحمد)
أبو نصر الحديثي المعدل، البغدادي. تفقّه على: أبي إسحاق الشيرازي
(37/54)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 55
وكان من أوائل شهود قاضي القضاة الزينبي. توفي في جمادى الآخرة. وحضره القضاة
والكبار. روى عنه: ابن السمعاني، وقال: ولد سنة سبع وخمسين وأربعمائة. وتوفي في
جمادى الآخرة، وصلى عليه ابنه أبو طالب رَوح. ثنا عن أبي الفضل بن طوق.
4 (أحمد بن محمد بن محمد بن ابراهيم بن الإخوة)
أبو العباس البغدادي، العطار، الوكيل. سمع: أبا القاسم بن البُسري، وأبا منصور
العُكبَري. وهو آخر من حدّث بكتاب المجتَنى لابن دريد، عن العكبري. روى عنه: ابن
السمعاني، وقال: شيخ بهي، حسن المنظر، خيّر، متقرّب الى أهل الخير، وهو أبو شيخنا
عبد الرحيم، وعبد الرحمن. توفي في خامس رمضان.)
(37/55)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 56
روى عنه جماعة آخرهم أبو الفرج الفتح بن عبد السلام الكاتب. عاش ستاً وثمانين سنة.
4 (ابراهيم بن محمد بن أحمد بن مالك)
أبو أحمد العاقولي، الوزّان. شيخ من أهل باب الأزَج لا بأس به. سمع: عاصم بن
الحسن، وجماعة. وكان مولده في سنة ثلاث وستين وأربعمائة. روى عنه: أبو سعد
السمعاني، وقال: توفي في جمادى الأولى هو وأخوه محمد في يوم واحد. وروى عنه: يوسف
بن المبارك الخّفاف. وأجاز لأبي منصور بن غُنيمة، وغيره.
4 (اسماعيل بن أبي سعد أحمد بن محمد بن دُوَسْت)
أبو البركات النيسابوري، الصوفي. شيخ الشيوخ ببغداد. ولد سنة خمس وستين وأربعمائة
ببغداد. وسمع من: أبي القاسم عبد العزيز الأنماطي، وأبي القاسم بن البُسري، وأبي
نصر الزينبي، ورزق الله التميمي، وجماعة. قال ابن السمعاني: كان على شاكلة حميدة
الى أن طعن في السن، وكان
(37/56)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 57
وقوراً، مهيباً، ما عرفت له هفوة، قرأت عليه الكثير، وكنت نازلاً عنده في رباطه.
قلت: وروى عنه: إبناه عبد الرحيم وعبد اللطيف، وعبد الخالق بن أسد، وأبو القاسم بن
عساكر، وسِبطه عبد الوهاب بن سُكينة، وأحمد بن الحسن العاقلوي، وسليمان بن محمد
الموصلي، وطائفة سواهم. توفي في عاشر جمادى الآخرة، وعُمل له عُرس على عادة
الصوفية، غرِم عليه نحو ثلاثمائة دينار. قال ابن النجار: سمعتُ ابن سُكينة يقول:
لما حضرَت جدّي الوفاة كنت حاضراً، وأولاده حوله، وهو في السياق، فقالت له والدتي:
يا سيدتي، ما تجد فما قدر على النطق، فكتب بيده على يدها: رَوحٌ ورَيحانٌ وجنةُ
نعيم ثم مات رضي الله عنه.
4 (اسماعيل بن طاهر)
أبو علي الموصلي، ثم البغدادي.) سمع أباه عن أبي الحسن بن مَخلَد. روى عنه: ابن
السمعاني، وابن طبرزَد. توفي سنة إحدى وأربعين في جُمادى الأولى.
4 (أمين الدولة)
نائب قلعة صرخد، وقلعة بُصرى، واسمه كمشتكين. أمير جليل، كثير الحُرمة. ولاه على
القلعتين الأتابك طُغتكين. فامتدت أيامه الى أن توفي في ربيع الآخر سنة وهو واقف
المدرسة الأمينية بدمشق.
(37/57)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 58
ولما مات توثّب مملوكه ألتُنْتاش فتملّك بصرى، وصرخد، وانتصر بالفرنج وحالفهم،
فسار لحربهم نائب دمشق معين الدين أنُر فهزمهم، وانهزم معهم الى بلادهم ألتُنتاش.
ونازل أنُر قلعتي بصرى وصرخد، فافتتحهما.
4 (حرف الباء)
4 (بختيار بن عبد الله)
أبو الحسن الهندي، عتيق أبي بكر محمد بن منصور السمعاني. سمع ببغداد، وإصبهان،
وهمذان كثيراً مع مولاه. وحدّث عن: أبي سعد محمد بن عبد الملك الأسدي، وأبي سعد
محمد بن عبد الكريم بن خُشيش. روى عنه: أبو سعد ابن مُعتقه، وقال: توفي ثاني صفر.
4 (بختيار بن عبد الله)
الهندي، أبو الحسن الصوفي، عتيق القاضي أبي منصور محمد بن اسماعيل البوشَنجي. رحل
مع مولاه الى بغداد، وسمع: أبا نصر محمد بن محمد الزينبي، وعاصم بن الحسن. روى
عنه: أبو القاسم بن عساكر، وأبو سعد السمعاني. وقد سمّاه مولاه بعد العتق: عبد
الرحيم بن عبد الرحمن.
(37/58)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 59
قال أبو سعد: رحل الى بغداد، والحجاز، والبصرة، وإصبهان وعُمّر، وهو شيخ، صالح،
متعبد، متخلي عن الدنيا. سمع أيضاً بالبصرة من أبي علي التُستري، وانتخبتُ عليه
ببوشنج ثلاثة أجزاء. وحُمل من بوشَنج الى هَراة، ونزل في دار الحافظ أبي النضْر
الفامي، وكانت محطّ رحال) الشيوخ الطارئين، وقُرئ عليه كتاب السُنّة للالكائي.
وكان شيخاً متيقظاً، قد ناطح الثمانين. توفي ببوشَنج في سنة إحدى أو سنة اثنتين
وأربعين.
4 (حرف الحاء)
4 (الحسن بن محمد بن أحمد بن علي)
أبو محمد الأستِراباذي، الحنفي، الفقيه، قاضي الري. قدِم بغداد سنة ست وسبعين،
وتفقّه على قاضي القُضاة أبي عبد الله الدامغاني حتى برع في الفقه. وسمع من: أبي
نصر الزينبي، وعاصم بن الحسن، وابن خيرون، وطِراد. قال ابن السمعاني: كتبتُ عنه
بالري، توفي أواخر جُمادى الآخرة بها. وولد في جُمادى الأولى سنة خمسٍ وخمسين
وأربعمائة. وكان يرى الاعتزال، وفيه بُخل، فقالوا فيه:
(وقاضٍ لنا خبز ربّهُ .......... ومذهبه أنه لا يُرى)
(37/59)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 60
4 (الحسين بن الحسن بن أبي نصر بن يوسف المروروذي)
أبو محمد الصائغ، المعروب بالحاجي. دخل بغداد، وسمع مع أبي بكر السمعاني من ثابت
بن بُندار، وبهمذان من: مكي بن بَحيرة الحافظ، وعبد الرحمن الدوني. وبإصبهان من:
أبي الفتح أحمد بن محمد الحداد. توفي في العشرين من رمضان. روى عنه: أبو سعد.
4 (حنبلُ بن عليّ بن الحسين بن الحسن)
أبو جعفر البخاري، ثم السجستاني، الصوفي. قدِم هَراة، وأدرك بها شيخ الإسلام أبا
اسماعيل، وصحبه، وسمع منه. ومن: أبي عامر محمود بن القاسم الأزدي، وأبي نصر
الترياقي، ونجيب بن ميمون، وأحمد بن عُبيد الله بن أبي سعيد الأزدي. وببغداد من:
ابن طلحة النعالي، وابن البطِر، وأبي بكر الطريثيثي.) روى عنه: أبو سعد السمعاني،
وابن عساكر، وأبو رَوح عبد المعز، وجماعة. وأجاز لعبد الرحيم بن السمعاني.
(37/60)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 61
وكان شيخاً، كيّساً، ظريفاً، حدّث بمرو، وهَراة. وولد بسجستان في سنة أربع وستين
وأربعمائة. ورحل وهو ابن بضع عشرة سنة. وتوفي بهَراة في السابع والعشرين من شوال.
4 (حرف الخاء)
4 (خلف بن محمد بن أبي الحسن بن أبي الحسين بن مروان)
البوسَنجي، أبو علي المحتسب. نزيل هَراة. كان يخدم جمال الإسلام أبا الحسن
الداوودي، وسمع منه مجلسين. وأجاز لعبد الرحيم بن السمعاني. وعمّر دهراً طويلاً.
وآخر من روى عنه أبو رَوح الهروي. قال أبو سعد السمعاني: وجدنا له مجلسين من أمالي
الداوودي، وقرأناهما. ولد في غرة ربيع الأول سنة ثلاثين وأربعمائة، وكان صالحاً
معمراً، رحمه الله.
4 (حرف الزاي)
4 (زنكي بن آقسُنقُر)
(37/61)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 62
الملك عماد الدين صاحب الموصل، ويُعرف أبوه بالحاجب قسيم التركي، وقد تقدّم ذكره.
وزنكي فوّض إليه السلطان محمود بن محمد بن ملكشاه السلجوقي ولاية بغداد وشرطتها في
سنة إحدى عشر وخمسمائة، ثم نقله الى الموصل، وسلّم إليه ولده فرّوخ شاه الملقلب
بالخفاجي ليربّيه، ولهذا قيل له أتابك. وذلك في سنة اثنتين وعشرين. واستولى على
البلاد، وقوي أمره، وافتتح الرُّها في سنة تسع وثلاثين. وترقّت به الحال الى أن
ملك الموصل، وحلب، وحماه، وحمص، وبعلبك، ومدائن كثيرة يطول تعدادها. وسار بجيشه
الى دمشق وحاصرها، ثم استقر الحال على أن خُطب له بدمشق. واسترجع عدة حصون من
الفرنج، مثل كَفرْطاب وافتتح الرها. وكان بطلاً، شجاعاً، صارماً. وقد نازل قلعة
جعبر، وصاحبها يومئذ علي بن مالك، فحاصرها، وأشرف على أخذها، فأصبح يوم الأربعاء
خامس ربيع الآخر مقتولاً. قتله خادمه غيلة وهو) نائم، ودُفن بصفّين عند الرقة.
وسار
(37/62)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 63
ولده الملك نور الدين محمود، فاستولى على حلب، واستولى ولده الآخر سيف الدين غازي
قُطب الدين مودود الأعرج على الموصل. قال ابن الأثير: نزل أتابك زنكي على حصن جعبر
المُطل على الفرات، وقاتله من بها، فلما طال أرسل الى صاحبها ابن مالك العُقيلي
رسالة مع الأمير حسان المنبجي، لمودة بينهما في معنى تسليمها، ويبذل له القطاع
والمال، ويتهدده إن لم يفعل، فما أجاب، فقتل أتابك بعد أيام، وثب عليه جماعة من
مماليكه في الليل، وهربوا الى القلعة، فدخلوها، فصاح أهلها وفرحوا بقتله، فدخل
أصحابه إليه. حدّثني أبي، عن بعض خواصه قال: دخلت إليه في الحال وهو حيّ، فظن أني
أريد قتله، فأشار إليّ بإصبعه يستعطفني، فقلت: يا مولانا مَن فعل هذا فلم يقدر على
الكلام، وفاضت نفسه. قال: وكان حسن الصورة، أسمر، مليح العينين، قد وخطه الشيب،
وزاد عمره على الستين، وكان صغيراً لما قُتل أبوه. وكان شديد الهيبة على عسكره
ورعيته، وكانت البلاد خراباً من الظلم ومجاورة الفرنج، فعمّرها. حكى لي والدي قال:
رأيت الموصل وأكثرها خراب، بحيث يقف الإنسان قريب محلة الطبالين، ويرى الجامع
العتيق، ودار السلطان، ولا يقدر أحد أن يصل الى جامع إلا ومعه من يحميه، لبعده عن
العمارة، وهو الآن في وسط العمارة. وكان شديد الغيرة لاسيما على نساء الأجناد،
ويقول: إن لم نحفظهن
(37/63)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 64
بالهيبة، وإلا فسدن لكثرة غيبة أزواجهن. قال: وكان من أشجع خلق الله. أما قبل أن
يملك، فيكفيه أنه حضر مع الأمير مودود صاحب الموصل مدينة طبرية، وهي للفرنج، فوصلت
طعنته الى باب البلد، وأثّر فيه. وحمل أيضاً على قلعة عُقر الحميدية، وهي على جبل
عالٍ، فوصلت طعنته الى سورها. الى أشياء أخَر. وأما بعد ملكه، فكان الأعداء محدقين
ببلاده، وكلهم يقصدها، ويريد أخذها، وهو لا يقنع بحفظها، حتى أنه لا ينقضي عليه
عام إلا وهو يفتح من بلادهم. وكان معه حين قُتل الملك ألب أرسلان بن السلطان
محمود، فركب يومئذ، واجتمعت حوله العسكر، وحسّنوا له اللهو والشرب، وأدخلوه الرقة،
فبقي بها أياماً لا يظهر، ثم سار الى ماكِسين، ثم الى سنجار، وتفرّق العسكر عنه،
وراح الى الشرق، ثم ردّوه، وحُبس في قلعة) الموصل. وملك البلاد غازي بن زنكي،
واستولى نور الدين على حلب وما يليها. ثم سار فتملّك الرها، وسبى أهلها، وكان
أكثرهم نصارى. وقال القاضي جمال الدين بن واصل: لم يخلّف قسيم الدولة آقسنقر مولى
السلطان ألب أرسلان السلجوقي ولداً غير أتابك زنكي، وكان عمره حين قُتل والده عشر
سنين. فاجتمع عليه مماليك والده وأصحابه. ولما تخلص كربوقا من سجن حمص بعد قتل
تُتُش، ذهب الى حران، وانضم إليه جماعة، فملك حران، ثم ملك الموصل وقرّب زنكي،
وبالغ في الإحسان إليه، ورباه.
(37/64)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 65
4 (حرف السين)
4 (سعد الله بن أحمد بن علي بن الشداد)
أبو القاسم البغدادي. سمع: أبا نصر الزينبي، وعاصم بن الحسن. روى عنه: أبو سعد
السمعاني، وابن أسد الحنفي. وتوفي في ذي القعدة.
4 (سعد الخير بن محمد بن سهل بن سعد)
أبو الحسن الأنصاري، البلنسي، المحدّث. رحل الى أن دخل الصين، ولهذا كان يكتب
الأندلسي، الصيني. وكان فقيهاً، متديناً، عالماً، فاضلاً. سمع ببغداد: أبا عبد
الله النعالي، وابن البطر، وطِراد بن محمد. وسمع بإصبهان: أبا سعد المطرّز. وسكنها
وتزوج بها. وولدت له فاطمة، فسمّعها حضوراً معجم الطبراني، وغير ذلك، ومُسند أبي
يعلى. وسمع بالدون سنن النسائي من الدوني، وحصّل الكثير من الكتب الجيدة. وحدّث
ببغداد، وسكنها مدة بعد انفصاله عن إصبهان.
(37/65)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 66
روى عنه: ابن عساكر، وابن السمعاني، وأبو موسى المديني، وعبد الخالق بن أسد ووصفه
بالحفظ، وأبو اليُمن الكندي، وأبو الفرج بن الجوزي، وبنته فاطمة بنت سعد الخير،
وعمر بن أبي السعادات بن صرما. وقال ابن الجوزي: سافر وركب البحار، وقاسى الشدائد،
وتفقّه ببغداد على أبي حامد الغزالي،) وسمع الحديث. وقرأ الأدب على أبي زكريا
التبريزي. وحصّل كتباً نفيسة وقرأت عليه الكثير، وكان ثقة. توفي في عاشر المحرم
ببغداد. قلت: آخر من روى عنه بالإجازة: أبو منصور بن عفيجة. وأورد ابن السمعاني في
الأنساب حكاية غريبة فقال: سمّع بناته الى أن رُزق ابناً سماه جابراً، فكان يسمعه
بقراءتي. واتفق أنه حمل الى الشيخ أبي بكر قاضي المرستان شيئاً يسيراً من عود
بغدان، وجد الشيخ منه رائحة، فقال: ذا عود طيب. فحمل إليه منه نزراً قليلاً، ثم
دفعه الى جاريته، فاستحيت الجارية أن تعلم الشيخ به لقلته، فلما دخل على الشيخ
قال: يا سيدنا، وصل العود قال: لا. فطلب الجارية فسألها، فاعتذرت لقلته، وأحضرته،
فقال لسعد الخير: أهو هذا قال: نعم. فرمى به الشيخ وقال: لا حاجة لنا فيه. ثم طلب
منه سعد الخير أن يسمّع لابنه جزء الأنصاري، فحلف الشيخ أن لا يُسمعه إياه إلا أن
يحمل إليه سعد الخير خمسة أمْناء عود. فامتنع سعد الخير، وألح على الشيخ أن يكفّر
عن يمينه، فما فعل. ولا حمل هو شيئاً. ومات الشيخ، ولم يُسمّع ابنه الجزء.
(37/66)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 67
4 (حرف الشين)
4 (شافع بن عبد الرشيد بن القاسم)
أبو عبد الله الجيلي. سكن بالكرخ، وتفقّه على إلكِيا الهرّاسي، ورحل الى أبي حامد
الغزالي فتفقّه عليه. وكانت له حلقة بجامع المنصور للمناظرة. وكل جمعة يحضرها
الفقهاء. سمع بالبصرة: أبا عمر النهاوندي القاضي. وبطبَس: فضل الله بن أبي الفضل
الطبسي. روى عنه: أبو سعد السمعاني، وقال: سألته عن مولده، فقال: دخلت بغداد سنة
تسعين وأربعمائة ولي نيّف وعشرون سنة. وتوفي في العشرين من المحرم. وقال ابن
الجوزي: كنت أحضر حلقته وأنا صبي، فألقى المسائل. قلت: هذا من أئمة الشافعية.)
4 (حرف الصاد)
4 (صاعد بن أبي الفضل بن أبي عثمان)
الشيخ أبو العلاء الشُعيثي، الماليني، شيخ خيّر. سمع: أبا اسماعيل الأنصاري، وأبا
عطاء عبد الرحمن بن محمد الجوهري، وبِيبَى بنت عبد الصمد.
(37/67)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 68
وكان فقيهاً فاضلاً، قديم المولد. ولد سنة سبع وخمسين وأربعمائة. وآخر من سمع منه
روح بن المعز الهروي.
4 (حرف الظاء)
4 (ظاهر بن أحمد بن محمد)
أبو القاسم البغدادي، المساميري، البزّاز. شيخ صالح، مُكثر. سمع من: رزق الله
التميمي، وطِراد الزينبي، وابن البطِر، وطائفة. وتوفي في ذي القعدة. روى عنه: ابن
السمعاني، ويوسف بن المبارك، ومحمد بن علي بن القُبَيطي. وكان معمّراً.
4 (ظفَر بن هارون بن ظفر)
أبو الفوح الهمذاني. أصله موصلي. سمع: ثابت بن الحسين التميمي. كتب عنه السمعاني
وقال: مات في جمادى الأولى عن ثلاث وثمانين سنة.
4 (حرف العين)
4 (عائشة بنت عبد الله بن علي البلخي، ثم البوشنجي)
أم الفضل، صالحة، معمّرة. سمعت: أباها أبا بكر البلخي، وأبا الحسن الداوودي، وأبا
منصور كَلار.
(37/68)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 69
كتب عنها السمعاني وقال: ماتت سابع ذي الحجة.)
4 (عبّاس)
شِحنة الري. دخل في الطاعة، وسلّم الري الى السلطان مسعود. ثم إن الأمراء اجتمعوا
عند السلطان ببغداد، وقالوا: ما بقي لنا عدو سوى عباس، فاستدعاه السلطان الى دار
المملكة في رابع عشر ذي القعدة وقتله، وأُلقي على باب الدار. فبكى الناس عليه لأنه
كان يفعل الجميل، وكانت له صدقات. وقيل: إنه ما شرب الخمر قط، ولا زنى، وإنه قتل
من الباطنية لعنهم الله ألوفاً كثيرة، وبنى من رؤوسهم منارة. ثم حُمل ودُفن في
المشهد المقابل لدار السلطان. قاله ابن الجوزي.
4 (عبد الله بن علي بن أحمد بن عبد الله)
الإمام أبو محمد المقرئ، النحوي، سِبط الزاهد أبي منصور الخياط،
(37/69)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 70
وإمام مسجد ابن جردة، وشيخ القراء بالعراق. ولد في شعبان سنة أربع وستين وأربعمائة،
وتلقّن القرآن من أبي الحسن بن الفاعوس. وسمع من: أبي الحسين بن النّقور، وأبي
منصور محمد بن محمد العكبري، وطِراد الزينبي، ونصر بن البطر، وثابت بن بُندار،
وجماعة. وقرأ العربية على أبي الكرم بن فاخر. وسمع الكُتب الكبار، وصنّف المصنفات
في القراءات مثل المبهج، والكفاية، والاختيار، والإيجاز. وقرأ القرآن على جده،
وعلى: الشريف عبد القاهر بن عبد السلام المكي، وأبي طاهر بن سِوار، وأبي الخطاب بن
الجرّاح، وأبي المعالي ثابت بن بُندار، وأبي البركات محمد بن عبيد الله الوكيل،
والمقرئ المعمّر يحيى بن أحمد السيبي صاحب الحمّامي، وابن بدران الحلواني، وأبي
الغنائم محمد بن علي الزينبي، وأبي العز القلانسي، وغيرهم. وتصدّر للقراءات
والنحو، وأمّ بالمسجد المذكور سنة سبع وثمانين وأربعمائة الى أن توفي. وقرأ عليه
خلق وختم ما لا يُحصى. قاله أبو الفرج بن الجوزي، وقال: قرأت عليه القرآن والحديث،
الكثير، ولم أسمع قارئاً قط أطيب صوتاً منه ولا أحسن أداء على كبر سنه. وكان) لطيف
الأخلاق، ظاهر الكياسة والظرافة وحُسن المعاشرة للعوام والخاص. قلت: وكان عارفاً
باللغة، إماماً في النحو والقراءات وعللها، ومعرفة رجاله، وله شعر حسن.
(37/70)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 71
قال ابن السمعاني: كان متواضعاً، متودداً، حسن القراءة في المحراب، خصوصاً في
ليالي رمضان. وكان يحضر عنده الناس لاستماع قراءته. وقد تخرّج عليه جماعة كثيرة،
وختموا عليه القرآن. وله تصانيف في القراءات. وخولف في بعضها، وشنّعوا عليه،
وسمعتُ أنه رجع عن ذلك، والله يغفر لنا وله. وكتبت عنه، وعلقت عنه من شعره. ومنه:
(ومن لم تؤدبه الليالي وصرفها .......... فما ذاك إلا غائب العقل والحُسن)
(يظن بأن الأمر جارٍ بحُكمه .......... وليس له علم، أيُصبح أو يُمسي)
وله:
(أيها الزائرون بعد وفاتي .......... جدثاً ضمّني ولحداً عميقا)
(ستروني الذي رأيت من المو .......... ت عياناً وتسلكون الطريقا)
وقال الحمد بن صالح الجيلي: سار ذكره في الأغوار والأنجاد. ورأس أصحاب الإمام
أحمد، وصار أوحد وقته، ونسيج وحده، ولم أسمع في جميع عمري من يقرأ الفاتحة أحسن
ولا أصحّ منه. وكان جمال العراق بأسره، وكان ظريفاً كريماً، لم يخلّف مثله في أكثر
فنونه. قلت: قرأ عليه القراءات: شهاب الدين محمد بن يوسف الغزنوي، وتاج الدين أبو
اليُمن الكندي، وعبد الواحد بن سلطان، وأبو الفتح نصر الله بن علي بن الكيال
الواسطي، والمبارك بن المبارك بن زُريقالحداد، وأبو عبد الله محمد بن محمد بن هرون
الحلّي المعروف بابن الكال المقرئ، وصالح بن علي الصرصري، وأبو يعلى حمزة بن علي
بن القبيطي، وأبو أحمد عبد الوهاب بن سُكينة، وزاهر بن رستم نزيل مكة. وحدّث عنه:
محمود بن المبارك بن الذّارع، ويحيى بن طاهر الواعظ،
(37/71)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 72
واسماعيل بن ابراهيم بن فارس السيبي، وعبد الله بن المبارك بن سُكينة، وعبد العزيز
بن منينا، وتلميذه الكندي، وعليه تلقّن القرآن وعلم العربية. وتوفي في ثامن وعشرين
ربيع الآخر. وصلى عليه الشيخ عبد القادر. قال ابن الجوزي: قد رأيت أنا جماعة من
الأكابر، فما رأيت أكثر جمعاً من جمعه. قال عبد الله بن حريز القرشي: ودُفن من
الغد بباب حرب عند جده على دكة الإمام أحمد.) وكان الجمع كثيراً جداً يفوق
الإحصاء، وغلّق أكثر البلد في ذلك اليوم.
4 (عبد الله بن علي بن عبد العزيز بن فرج)
الغافقي، القرطبي، أبو محمد. عن: أبي محمد بن رزق، وعبد الله محمد بن فرج، وأبي
علي الغساني. قال ابن بشكوال: كان فقيهاً، حافظاً، متيقظاً.
(37/72)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 73
توفي رحمه الله في ربيع الآخر.
4 (عبد الله بن نصر بن عبد العزيز بن نصر)
أبو محمد المرندي. دار في الآفاق، وأخذ عن الأئمة، وأفنى أكثر عمره في الأسفار،
وتفقّه ببغداد على أسعد الميهني، ثم سكن مرو. وكان بارعاً في الأدب. أخذ عن:
الأبيوردي الأديب، وله شعر حسن. توفي في يوم عاشوراء. قاله ابن السمعاني.
4 (عبد الباقي بن أبي بكر محمد بن عبد الباقي)
الأنصاري، البزاز، أبو طاهر. قال ابن السمعاني: هو أحد الشهود المعدلين، سمّعه
أبوه من نصر بن البطر، وطبقته. سمعنا بقراءته على أبيه مغازي الواقدي. وكان سريع
القراءة. ولد سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة. ومات في رمضان.
4 (عبد الحق بن غالب بن عبد الملك بن غالب بن تمام بن عطية)
(37/73)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 74
الإمام الكبير، قدوة المفسرين، أبو محمد بن الحافظ الناقد الحجة أبي بكر المحاربي،
الغرناطي، القاضي. أخذ عن: أبيه، وأبي علي الغساني الحافظ، ومحمد بن الفرج
الطلاعي، وأبي الحسين يحيى بن البياز، وخلق سواهم. وكان فقيهاً، عارفاً بالأحكام،
والحديث، والتفسير، بارع الأدب، بصيراً بلسان العرب، ذا ضبط) وتقييد، وتحرٍ،
وتجويد، وذهن سيال، وفكرٍ الى موارد المُشكل ميال. ولو لم يكن له إلا تفسيره
الكبير لكفاه. وكن والده من حفّاظ الأندلس، فاعتنى به، ولحق به المشايخ. وقد ألّف
برنامجاً ضمنه مروياته. ولد في سنة ثمانين وأربعمائة. حدّث عنه: أولاده، والحافظ
أبو القاسم بن حُبيش، وأبو محمد بن عبيد الله البستي، وأبو جعفر بن مضاء، وعبد
المنعم بن الفرس، وأبو جعفر بن حكم، وآخرون. مات بحصن لورقة في الخامس والعشرين من
شهر رمضان سنة إحدى وأربعين وخمسمائة. وولي قضاء المرية في سنة سبع وعشرين
وخمسمائة. وكان يتوقد ذكاء، رحمه الله. قال الحافظ ابن بشكوال: توفي سنة اثنتين
وأربعين. وقال: كان واسع المعرفة، قوي الأدب. متفنناً في العلوم، أخذ الناس عنه.
(37/74)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 75
4 (عبد الرحمن بن عبد الرحيم بن أبي حامد)
الخطيب، أبو عبد الله الدارمي، الهروي. قال ابن السمعاني: كان فاضلاً، صالحاً،
ورِعاً، عابداً، كان ينوب عن خطيب هَراة. وسمع من: بيبي، وكلاب، وعبد الله بن محمد
الأنصاري، وأبي عبد الله العميري، وأبي بكر الغورجي، وجماعة. وحدّث. وتوفي بهراة
في المحرّم. روى عنه: أبو رَوح في مشيخته، وبالإجازة: أبو المظفر بن السمعاني.
وظني أن أباه روى عنه أيضاً. وكان مولده سنة أربع وستين وأربعمائة.
4 (عبد الرحمن بن عبد الملك بن غشليان)
المحدّث، أبو الحكم الأنصاري، السرقسطي. له إجازة من القاضي أبي الحسن الخلعي،
وجماعة على يد أبي علي الصدفي. وسمع من: الصدفي، وجماعة. حتى إنه سمع من ابن
بشكوال. وقال ابن بشكوال: أخذت عنه، وأخذ عني كثيراً. وكان من أهل المعرفة والذكاء
واليقظة.)
(37/75)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 76
سكن قرطبة، وبها توفي في رمضان. قلت: آخر من روى عنه في الدنيا بالإجازة: محمد بن
أحمد ابن صاحب الأحكام، شيخ سمع منه ابن سيسري، وبقي الى سنة.
4 (عبد الرحمن بن عمر بن أبي الفضل)
أبو بكر البصري، ثم المروروذي، شيخ صالح، حسن السيرة، معمَّر. وهو آخر من سمع من
القاضي حسين بن محمد الشافعي المروروذي صاحب التعليق. سمع منه مجلساً من أماليه.
وسمع من: شيخ الإسلام أبي إسماعيل الأنصاري. وكان مولده في سنة اثنتين وخمسين
وأربعمائة. وتوفي في ذي الحجة سنة إحدى وأربعين. أجاز لأبي المظفر بن السمعاني.
4 (عبد الرحمن بن عمر بن أحمد)
أبو مسلم الهمذاني، الصوفي، العابد. مات في شوال عن سبع وسبعين سنة. أجاز له محمد
بن عثمان القومساني.
4 (عبد الرحمن بن علي بن محمد بن سليمان)
أبو القاسم، وأبو زيد التُجيبي، ابن الأديب الأندلسي، نزيل أورِيولة، ووالد الشيخ
أبي عبد الله. أخذ بمُرسية عن: أبي محمد بن أبي جعفر تلمَذ له. ولقي بالمَرية: أبا
(37/76)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 77
القاسم ابن ورد، وأبا الحسن بن موهب الجذامي. وحج سنة تسع وعشرين وخمسمائة، وسمع
بمكة من الحسين بن طحّال. وأخذ القراءات عن أبي علي الحسن بن عبد الله. باشر
القضاء ووليه مُكرَهاً. وكان خاشعاً، متقللاً من الدنيا، له بضاعة يعيش من كسبها.
وكان إذا خطب بكى وأبكى، وكان فصيحاً، مشوّهاً. ثم إنه أعفي من القضاء بعد شهرين
من ولايته. وبعد الأربعين وفاته.
4 (عبد الرحمن بن عيسى بن الحاج)
) أبو الحسن القُرطبي، المجريطي. أخذ القراءات عن: أبي القاسم بن النحاس. وولي
قضاء رنْدة. أخذ عنه القراءات ابنه يحيى القاضي.
4 (عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن عيسى)
أبو القاسم الأموي، الإشبيلي، النحوي، المعروف بابن الرمّاك. روى عن: أبي عبد الله
بن أبي العافية، وأبي الحسن بن الأخضر، وأبي الحسين بن الطراوة. وكان أستاذاً في
صناعة العربية، محققاً، مدققاً، متصدراً للإقراء بها، قائماً على كتاب سيبويه. قلّ
مشهورٌ من فضلاء عصره إلا وقد أخذ عنه. قال أبو علي الشلوبيني: ابن الرماك عليه
تعلّم طلبة الأندلس الجِلّة.
(37/77)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 78
أخذ عنه: أبو بكر بن خير، وأبو إسحاق بن ملكون، وأبو بكر بن طاهر المحدث، وأبو
العباس بن مضاء، وآخرون. وتوفي كهلاً.
4 (عبد الرحيم بن عبد الرحمن)
أبو الحسن الكندي، الصوفي، مولى أبي منصور محمد بن اسماعيل اليعقوبي. مرّ بختيار
تقدّم.
4 (عبد الرحيم بن محمد بن الفضل)
الإصبهاني الحداد. توفي في شوال.
4 (عبد الكريم بن خلف بن طاهر بن محمد بن محمد)
أبو المظفر الشحامي، النيسابوري. من بيت الحديث والعدالة. سمع: الفضل بن المحبّ،
وأبا إسحاق الشيرازي الفقيه لما قدم عليهم، وأبا بكر بن خلف، وجماعة كثيرة. وكان
مولده في سنة ست وستين وأربعمائة، ومات في سلخ جمادى الأولى بنيسابور.) روى عنه:
جماعة. وممن روى عنه بالإجازة: عبد الرحيم بن السمعاني.
(37/78)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 79
4 (عبد الكريم بن عبد المنعم بن أبي القاسم القُشيري)
أبو محمد بن أبي المظفّر النيسابوري. سمع من: عبد الواحد، وعلي بن الحمد المديني،
المؤدّب. وببغداد: أبا القاسم بن بيان. حدّث، وتوفي رحمه الله في الثالث والعشرين
من شعبان.
4 (عبد المحسن بن غُنيمة بن أحمد بن فاحة)
أبو نصر البغدادي. شيخ صالح، ديّن، خيّر. سمع: أبا عبد الله النعالي، وابن نبهان،
وشجاعاً الذهلي. روى عنه: أبو سعد السمعاني، وقال: توفي في المحرم.
4 (حرف الميم)
4 (محمد بن أحمد بن خلف بن بيش)
أبو عبد الله العبدري، الأندلسي، الأثري. إمام مشاوَر، له إجازة من أبي عبد الله
الخولاني. روى عنه: أبو بكر بلبيس. وتوفي في صفر.
4 (محمد بن أحمد بن محمد بن عبد القاهر)
الطوسي، أخو خطيب الموصل. سمع: النعالي، وابن البطِر. وعنه: ابن أخيه. وكان فقيهاً
شافعياً، مناظراً. مات في المحرّم.
(37/79)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 80
4 (محمد بن أحمد بن مالك)
) العاقولي. عن: طِراد، وابن البطِر. وعنه: ابن هُبل الطبيب.
4 (محمد بن اسماعيل بن أبي بكر بن عبد الجبار)
الناقدي، الجراحي، المروزي، الساسياني. وساسيان محلة بمرو، شيخ صالح. قرأ عليه أبو
سعد السمعاني صحيح البخاري بسماعه من أبي الخير محمد بن موسى الصفّار، وقال: توفي
سنة إحدى أو اثنتين وأربعين.
4 (محمد بن الحسن بن محمد بن سورة)
أبو بكر التميمي، النيسابوري. سمع: الفضل بن أبي حرب، وأحمد بن سهل السراج، وابن
خلف. توفي في جمادى الأولى.
4 (محمد بن طراد بن محمد بن علي)
أبو الحسين العباسي، الزينبي، نقيب الهاشميين ببغداد.
(37/80)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 81
سمع: عمه أبا نصر، وأباه، وأبا القاسم بن البُسري، واسماعيل بن مسعدة الإسماعيلي،
وهو أخو الوزير أبي القاسم عليّ. ولد سنة اثنتين وستين وأربعمائة. وكان كثير الحج،
صدراً، نبيلاً، مسنِداً. روى عنه: ابن السمعاني، وأبو أحمد بن سكينة، وعمر بن
طبَرزد، وجماعة. وبالإجازة أبو القاسم بن صَصْرى. وتوفي في شعبان. ودُفن بداره بباب
الأزج، وبقي في النقابة ثمان عشرة سنة.
4 (محمد بن علي بن عبد الله)
أبو بكر الكِشمَردي. سمع: الحسين بن السري، وثابت بن بُندار. وعنه: أبو سعد
السمعاني، وابن عساكر في مُعجميهما. وكان صالحاً.) توفي في رجب ببغداد.
4 (محمد بن علي بن عبد الله)
(37/81)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والثلاثون الصفحة 82
(37/82)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والثلاثون الصفحة 83
(37/83)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والثلاثون الصفحة 84
(37/84)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 85
الإمام أبو عبد الله العراقي، البغدادي، نزيل البوازيج. من كبار أئمة الشافعية
القائمين على المذهب. تفقّه على: إلكيا الهرّاسي، وأبي حامد الغزالي، وأبي الشاشي.
وأخذ عن: أبي الوفاء بن عقيل، وأبي بكر بن المظفر الشامي. لقيه المحدّث أبو
الفوارس الحسن بن عبد الله بن شافع الدمشقي بإربل، وسمع منه جزءاً ومقاطع من شعره.
وكان العراقي قد قدِم إربل لحاجة. مولده في حدود الثمانين وأربعمائة، وبقي الى بعد
الأربعين وخمسمائة.
4 (محمد بن علي بن محمد)
أبو جعفر المروزي، الدرقي. فقيه، صالح، معمَّر. أخذ عن: أبي القاسم الدبوسي. وعنه:
السمعاني، وغيره.
(37/85)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 86
4 (محمد بن فضل الله)
أبو الفتح بن مخمخ البنجديهي، الفقيه، العابد. سمع من: أبي سعيد البغوي الدباس.
ومات ببنج ديه في جمادى الآخرة عن ثلاث وسبعين سنة. أخذ عنه: السمعاني.
4 (محمد بن محمد بن عبد الرحمن)
أبو الفتح النيسابوري، الخشّاب، الكاتب. سمع: أبا القاسم بن هوازن القُشيري،
وفاطمة بنت أبي علي الدقاق، والفضل بن المحب. قال أبو سعد: لقيته بإصبهان، وله
شعرٌ رائق، وخطّ فائق. قلت: هو آخر من حدّث بإصبهان عن القشيري وزوجته بنت الدقاق
رحمه الله.)
4 (محمد بن محمد بن أحمد بن أحمد السلال)
(37/86)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 87
أبو عبد الله الكرخي، الوراق، الحبّار. كان يبيع الحبر في دكان عند باب النوبي.
سمع: أبا جعفر ابن المسلمة، وعبد الصمد بن المأمون، وجابر بن ياسين، وأبي بكر بن
سياوش الكازَروني، وأبي الحسن بن البيضاوي، وأبي علي بن وشاح. وتفرّد بالرواية عن
هؤلاء الثلاثة، وطال عمره، وتفرّد. ولد في رمضان سنة سبع وأربعين وأربعمائة. قال
ابن السمعاني: كان في خلقه زعارّة، وكنا نسمع عليه بجهد. وهو متهم، معروف بالتشيع.
قال أبو بكر محمد بن عبد الباقي: بيت السّلال معروف في الكرخ بالتشيّع. وقال
الحافظ ابن ناصر: كنت أمضي الى الجمعة وقد ضاق وقتها، فأراه على باب وكأنه فارغ
القلب، ليس على خاطره من الصلاة شيء. قلت: روى عنه: ابن السمعاني، وعمر بن طبرزد،
وأبو الفرج بن الجوزي، ومحمد بن أبي عبد الله بن أبي فتح النهرواني، ومحمد بن
عَبدة البروجِردي، وسليمان الموصلي، وأخوه عليّ، والنفيس بن وهبان، وآخرون. توفي
في جُمادى الأولى، وله أربع وتسعون سنة. روى عنه بالإجازة أبو منصور بن عفيجة.
وأبو القاسم بن صَصرى.
4 (محمد بن محمد بن الفضل بن دلاّل)
أبو منصور الشيباني، الباجِسرائي، ثم البغدادي، الحافظ.
(37/87)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 88
سمع الكثير، وقرأ، وكتب، وعُني بهذا الشأن وكان سريع القراءة، جيّد التحصيل. سمع:
طراد بن محمد، وابن البطر، وطبقتهما. روى عنه: أبو اليُمن الكندي. توفي في شعبان
وله إحدى وثمانون سنة. ذكره ابن النجار.
4 (المبارك بن أحمد بن محبوب.)
أبو المعالي المحبوبي، أخو أبي علي البغدادي.) سمع من: طراد الزينبي، ونصر بن
البطر، وجماعة. وكان شيخاً صالحاً، خيّراً. توفي في نصف رجب. روى عنه: ابن
السمعاني، وابن الجوزي.
4 (المبارك بن المبارك بن أحمد بن المحسّن بن كيلان)
أبو بكر الكيلاني، السِّقلاطوني، البابَصري، من أهل باب البصرة
(37/88)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 89
من أهل الستر والصلاح. سمع: أباه، وثابت بن بُندار. وتوفي في رجب وقد قارب الستين.
4 (مسلم بن الخضِر بن قسيم)
أبو المجد الحموي، من شعراء نور الدين. له شعر في الخريدة. فمن شعره:
(أهلاً بطيف خيالٍ جاءني سَحَراً .......... فقمت والليل قد شابتْ ذوائبُه)
(أقبّل الأرضَ إجلالاً لزورته .......... كأنما صدقتْ عندي كواذبُه)
(ومودع القلب من نار الجوى حرقا .......... قضى بها قبل أن تُقضى مآربُه)
(تكاد من ذِكر يوم البَين تحرقُه .......... لولا المدامع أنفاسٌ تُغالبه)
(37/89)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والثلاثون الصفحة 90
(37/90)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 91
4 (مسعود بن أبي غالب بن التُرَيكي)
السّقلاطوني. سمع: محمد بن عبد الواحد الأزرق في سنة ثمان وتسعين وأربعمائة. روى
عنه: عمر بن طبَرْزَد، وسمع منه في هذا العام، بقراءة أخيه أبي البقاء محمد.
4 (المفضَّل بن أحمد بن نصر بن علي بن أبي الحسين أحمد بن محمد بن قاذشاه)
أبو عبد الله الإصبهاني. سمع: أبا عبد الله الثقفي، وأبا بكر بن ماجة الأبهري.
وتوفي بهمذان في جُمادى الأولى. كتب عنه: الحافظ أبو سعد، وعبد الخالق بن أسد.)
4 (المَهدي بن هبة الله بن مهدي)
أبو المحاسن الخليلي، القزويني. إمامٌ، زاهد، عابد، ورع، قوّال بالحقّ، نزل بنواحي
مَرو. وقد تفقّه على أسعد المَيهني، وقرأ المقامات بالبصرة على المصنِّف، ثم
تزهّد، وصحِب يوسف بن أيوب مدة. روى عنه: أبو سعد السمعاني: حدّثنا عن محيي
السُنّة البغوي. ولد سنة خمسٍ وثمانين وأربعمائة، وتوفي بقرية جيرنج في شعبان.
(37/91)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 92
4 (حرف النون)
4 (نصر بن أسعد بن سعد بن فضل الله بن أحمد)
المَيهني، الصوفي. سمع: أبا الفضل محمد بن أحمد العارف في سنة بضعٍ وستين. أخذ
عنه: أبو سعد، وقال: مات في المحرَّم.
4 (حرف الواو)
4 (وجيه بن طاهر بن محمد بن محمد بن أحمد بن يوسف بن محمد بن المَرزبان)
أبو بكر الشّحّامي، أخو زاهر. من بيت الحديث والعدالة بنيسابور. رحل بنفسه الى
هَراة أو الى بغداد. ومولده في شوال سنة خمسٍ وخمسين وأربعمائة. سمع: أبا القاسم
القُشيري، وأبا حامد الأزهري، وأبا المظفَّر محمد بن إسماعيل الشّحامي، وأبا نصر
عبد الرحمن بن محمد بن موسى التاجر، ويعقوب بن أحمد الصيرفي، وأبا صالح المؤذّن،
ووالده أبا عبد الرحمن الشحامي، وشيخ الحجاز عليّ بن يوسف الجُوَيني، وشبيب بن
أحمد البستيغي،
(37/92)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 93
وأبا سهل الحفصي، وأبا المعالي عمر بن محمد بن الحسين البِسطامي، وأخته عائشة بنت
البسطامي، ومحمد بن يحيى المزكي، وأبا القاسم إسماعيل بن مَسعدة، الإسماعيلي،
وطائفة بنيسابور. وبهَراة: شيخ الإسلام، وبيبى الهَرثَمية، وعاصم بن عبد الملك
الخليلي، وأبا عطاء عبد الرحمن) بن محمد الجوهري، وأبا العلاء صاعد بن سيّار،
ونجيب بن ميمون الواسطي، وعطاء بن الحسَن الحاكم، وجماعة بهَراة. وعبد الرحمن بن
محمد بن عفيف البوشنجي، وأبا سعد محمد بن محمد الحجري ببوشنج. وأبا نصر محمد بن
محمد الزينبي، وأبا الحسين الصاحبي ببغداد. وأبا نصر محمد بن وَدعان الموصلي
بالمدينة. روى عنه: أبو سعد السمعاني، وابن عساكر، وأبو الفضل محمد بن أحمد
الطّبَسي، ومحمد بن فضل الله السالاري، ومنصور الفراوي، والمؤيَّد الطوسي، وزينب
الشعرية، ومجد الدين سعيد بن عبد الله بن القاسم الشهرزوري، والقاسم بن عبد الله
الصّفّار، وأبو النجيب إسماعيل بن عثمان الغازي، وأبو سعد عبد الواحد بن علي بن
حمّوَيه الجُويني، وآخرون. قال ابن السمعاني: كتبت عنه الكثير، وكان يُعملي في
الجامع الجديد بنيسابور كل جمعة في مكان أخيه زاهر. وكان كخير الرجال، متواضعاً،
ألُوفاً، متودداً، دائم الذِّكر، كثير التلاوة، وصولاً للرجم، تفرّد في عصره
بأشياء، ومرض أسبوعاً.
(37/93)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 94
وتوفي في ثامن عشر جمادى الآخرة. ودُفن بجنب أبيه وأخيه.
4 (حرف الياء)
4 (يحيى بن خلف بن النفيس)
أبو بكر، المعروف بابن الخَلوف، الغرناطي، المقرئ، الأستاذ. لقي من المقرئين: أبا
الحسن العبسي، وخازم بن محمد، وأبا بكر بن المفرّج البطليوسي، وأبا القاسم بن
النحاس، وأبا الحسن بن كرز، وعيّاش بن خلف. ومن المحدّثين: ابن الطّلاع، وأبا علي
الغساني، وأبا مروان بن سراج، فسمع من بعضهم، وأجاز له سائرهم. وحجّ فسمع صحيح
مسلم بمكة، من أبي عبد الله الحسين الطبري، ودخل العراق، فسمع من: أبي طاهر بن
سِوار المقرئ، وبالشام من أبي الفتح نصر بن ابراهيم المقدسي. وأقرأ الناس بجامع
غرناطة زماناً، وطال عمره، واشتهر اسمه وحدّث، وأقرأ الناس، وكان بارعاً فيها، حاذقاً
بها، مع التفنن، والحفظ، ومعرفة التفاسير، والجلالة والحُرمة. حدّث عنه: أبو عبد
الله النميري، ويقول فيه: يحيى بن أبي سعيد، وأبو بكر بن رزق، وأبو) الحسن بن
الضحاك، وأبو عبد الله محمد بن عبد الرحيم بن الفرس، وابنه عبد المنعم بن محمد،
وابنه عبد المنعم بن يحيى بن الخَلوف، وأبو القاسم القنطري، وأبو محمد بن عُبيد
الله الحَجري، وأبو عبد الله بن عروس. وتوفي بغرناطة في آخر العام.
(37/94)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 95
وكان مولده في أول ست وستين وأربعمائة. ترجمه الأبّار. ومن بقايا الرواة عنه: أحمد
بن عبد الودود بن سمجون، بقي الى سنة ثمانٍ وستمائة.
4 (يحيى بن زيد بن خليفة بن داعي بن مَهدي بن إسماعيل)
أبو الرضا العلوي، الحَسني، السّاوي، شيخ الصوفية بساوة. ديّن صالح، خيّر، متودد،
متواضع، جميل. سمع بإصبهان: أبا سعد المطرِّز، وأبا منصور بن مَندويه، وأبا عليّ
الحداد. وتوفي في شعبان عن بضعٍ وسبعين سنة. روى عنه أبو سعد السمعاني.
4 (يحيى بن عبد الله بن أبي الرجاء محمد بن علي عليّ التميمي)
أبو الوفاء الإصبهاني. توفي في الخامس والعشرين من رمضان. وكان فاضلاً، نبيلاً،
معدّلاً، عالماً بالشروط. روى عنه: أبو موسى المديني، والسمعاني. سمع: أباه، وعبد
الجبار بن عبد الله بن برزة، وأبا طاهر النقّاش.
4 (يحيى بن موسى بن عبد الله)
أبو بكر القُرطبي.
(37/95)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 96
روى عن: محمد بن فرج، وأبي عليه الغساني. وكان رجلاً صالحاً، طاهراً، مُقبلاً على
ما يعنيه. روى عنه ابن بَشكوال فوائد أبي الحسن بن صخر، بسماعه من عبد العزيز بن
أبي غالب القروي، عنه، وقال: توفي في عقِب صفر.
(37/96)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 97
4 (وفيات سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة)
)
4 (حرف الألف)
4 (أحمد بن الحُصين بن عبد الملك بن عطاف)
القاضي، أبو العباس العُقيلي، الجيّاني. طلب العلم وهو ابن ستّ عشرة سنة، وهذا
يندر في المغاربة، ورحل
(37/97)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 98
إلى قرطبة، فسمع من: أبي محمد بن عَتّاب، وأبي الأصبغ بن سهل. وسمع بإشبيلية من:
أبي القاسم الهَوزَني. وسكن غرناطة، وأفتى بها، وحدّث. روى عنه: أبو محمد بن عُبيد
الله الحَجري.
4 (أحمد بن عبد الله بن علي بن عبد الله)
أبو الحسن بن أبي موسى بن الآبنوسي، الفقيه الشافعي، الوكيل. ولد سنة ست وستين
وأربعمائة، وسمع: أبا القاسم بن البُسري، وأبا نصر الزينبي، وإسماعيل بن مَسعدة
الإسماعيلي، وعاصم بن الحسن، وأبا الغنائم بن أبي عثمان، ورزق الله، وجماعة كثيرة.
وتفقّه على القاضي محمد بن المظفّر الشامي، وعلى أبي الفضل الهمذاني. ونظر في علم
الكلام والاعتزال. ثم فتح الله له بحسن نيته، وصار من أهل السُّنة. روى عنه: بنته
شرف النساء وهي آخر من حدّث عنه، وابن السمعاني، وابن عساكر، وأبو اليُمن الكِندي،
وسليمان الموصلي، وآخرون. قال ابن السمعاني: فقيه، مُفتٍ، زاهد. يعرف المذهب
والفرائض. اعتزل عن الناس، واختار الخمول، وترك الشهرة، وكان كثير الذِّكر. دخلت
عليه، فرأيته على طريقة السّلف من خشونة العيش، وترك التكلّف. وقال ابن الجوزي:
صحب شيخنا أبا الحسن بن الزاغوني، فحمله
(37/98)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 99
على السُنّة بعد أن كان معتزلياً، وكانت له اليد الحسَنة في المذهب، والخلاف،
والفرائض، والحساب، والشروط. وكان ثقة، مصنّفاً، على سنن السّلف، وسبيل أهل
السُّنة في الاعتقاد. وكان يُنابذ مَن يخالف ذلك من المتكلمين. وله أذكار وأوراد
من بكرة الى وقت الظهر، ثم يُقرأ عليه من بعد الظهر. وكان يلازم بيته،) ولا يخرج
أصلاً. وما رأيناه في مسجد، وشاع أنه لا يصلي الجمعة، وما عرفنا عنه في ذلك. وتوفي
في ثامن ذي الحجة. قلت: وأجاز لأبي منصور بن عُفيجة، ولأبي القاسم، يعني ابن سعد.
4 (أحمد بن عبد الخالق بن أبي الغنائم)
الهاشمي، أبو العباس. سمع مجلساً من طِراد. روى عنه: الفضل بن عبد الخالق الهاشمي.
4 (أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الباري)
أبو جعفر البِطرَوجي، ويقال البطروشي، بالشين، الحافظ. أحد الأئمة المشاهير
بالأندلس. أخذ عن: أبي عبد الله الطّلاعي، وأبي علي الغساني، وأبي الحسن العبسي،
وخازم بن محمد، وخلف بن مدبّر، وخلف بن ابراهيم الخطيب المقرئ، وجماعة. وأكثر عن
أبي عبد الله الطّلاعي. وقرأ القراءات بقُرطبة على عيسى بن خيرة.
(37/99)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 100
وناظر في المدوَّنة على عبد الصمد بن أبي الفتح العبدري، وفي المستخرَجة على أبي
الوليد بن رشد. وعرض المستخرجة مرتين على أصبع بن محمد. وأجاز له أبو المطرّف
الشعبي، وأبي داود الهروي، وأبو علي بن سُكّرة، وأبو عبد الله بن عون، وأبو أسامة
يعقوب بن علي بن حزم. وكان إماماً عاقلاً، عارفاً بمذهب مالك، بصيراً، حافظاً،
محدّثاً، عارفاً بالرجال، وأحوالهم، وتواريخهم، وأيامهم، وله مصنّفات مشهورة. وكان
إذا سُئل عن شيء فكأنما الجواب على طرف لسانه، ويورد المسألة، بنصها ولفظها لقوة
حافظته، ولم يكن للأندلس في وقته مثله، لكنه كان قليل البضاعة من العربية رثّ
الهيئة، خاملاً لخفة كانت به. ولذلك لم يلحق بالمشاهير، ولا ولّوه شيئاً من أمور
المسلمين، وعسى كان ذلك خيراً له، رحمه الله. وروى عنه الموطّأ: أبو محمد عبد الله
بن محمد بن عُبيد الله الحجري، وخلف بن بشكوال الحافظ، وأخوه محمد بن بشكوال، وأبو
الحسن محمد بن عبد العزيز الشّقوري، ومحمد بن) ابراهيم بن الفخّار، ويحيى بن محمد
الفِهري البلنسي، وخلق سواهم. قال ابن بشكوال: كان من أهل الحفظ للفقه، والحديث،
والرجال، والتواريخ، مقدَّماً في ذلك على أهل عصره.
(37/100)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 101
وتوفي لثلاث بقين من المحرّم. وهو قرطبي، أصله من بِطروش.
4 (الإمام أبو جعفر بن علي بن أحمد بن خلف الأنصاري، الغرناطي.)
روى عن: أبيه وأبي علي الصّدفي، وابن عتّاب، وطبقتهم فأكثر، وتفنن في العربية وكان
من الحفّاظ الأذكياء. خطب بغرناطة، وحمل الناس عنه. واشتهر باسمه. مات في هذا
العام ببلده كهلاً أو في الشيخوخة.
4 (أحمد بن علي بن عبد الواحد)
أبو بكر ابن الأشقر، البغدادي، الدلال. ولد سنة سبع وخمسين وأربعمائة. وسمع: أبا
الحسن بن المهتدي بالله، وأبا محمد الصّريفيني، وأبا نصر الزينبي. روى عنه: أبو
سعد السمعاني، وعمر بن طَبرزد، وأبو بكر محمد بن المبارك بن عتيق، وعبد الله بن
يحيى بن الخزّاز الخريمي، وعمر بن الحسين بن المِعوجّ، وتُرْكُ بن محمد العطار،
وفاطمة بنت المبارك بن قَيداس،
(37/101)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 102
وإسماعيل بن إبراهيم السيبي الخبّاز، وأحمد بن سلمان بن الأصفر، وعبد الملك بن أبي
الفتح الدّلال، وآخرون. قال ابن الجوزي: كان خيّراً، صحيح السماع. توفي في ثامن
صفر.
4 (أحمد بن علي بن أحمد بن يحيى بن أفلح بن رزقون بن سحنون)
المُرسي، الفقيه، المالكي، المقرئ. أخذ القراءات عن: أبي داود البيار، وابن أخي
الدّوش. وسمع من: أبي عبد الله محمد بن الجزّار الضرير صاحب مكي. وتصدّر للإقراء
بالجزيرة الخضراء، وأخذ الناس عنه. وكان فقيهاً، مشاوَراً، حافظاً، محدّثاً،
مفسّراً، نحوياً.) روى عنه: أبو حفص بن عكبرة، وابن خير، وأبو الحسن بن مؤمن،
وجماعة آخرهم موتاً أحمد بن أبي جعفر بن فطَيس الغافقي، طبيب الأندلس، وبقي الى
سنة. توفي في ذي القعدة سنة اثنتين، وقيل: توفي في حدود سنة خمسٍ وأربعين.
4 (أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن حاطب.)
(37/102)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 103
أبو العباس الباجي. كان رأساً في اللغة والنحو، مع الصلاح والزهد. أخذ عن: عاصم بن
أيوب، وجماعة. وعاش نحواً من ثمانين سنة رحمه الله.
4 (أحمد بن محمد بن عبد العزيز)
أبو البقاء بن الشطرنجي، البغدادي، العُمري. كان يكتب العمر مجاوراً بمكة. سمع:
مالكاً البانياسي، وأبا الحسن الأنباري، وأبا الغنائم بن أبي عثمان. روى عنه: محمد
بن معمَّر بن الفاخر، وثابت بن محمد المَديني. توفي في رمضان أو في شوال.
4 (أحمد بن محمد بن غالب)
أبو السعادات، العُطاردي، الكرخي، الخزّاز، البيّع. سمع: عاصم بن الحسن، وأبا يوسف
القزويني، المعتزلي، وجماعة. وعنه: أحمد بن علي بن حراز، ويوسف بن المبارك
الخفّاف. وله شعر مليح، ومعرفة بالكلام. عاش ثمانياً وثمانين سنة.
4 (أحمد بن محمد بن محمد)
(37/103)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 104
أبو المعالي بن أبي اليُسر البخاري، الفقيه. تفقّه على والده. وسمع منه، ومن غيره
وأفتى وناظر وأملى الحديث، وكان حسن السيرة. توفي في وسط السنة بسرخس، وحُمل الى
بخارى.)
4 (أحمد بن ما شاء الله)
أبو نصر السِّدري. سمع: أبا الفضل بن خَيرون. وحدّث. وكان مستوراً من أهل القرآن
والسُنّة ببغداد. وتوفي في ثالث صفر. روى عنه: المبارك بن كامل، ومحمد بن حسين
النهرواني.
4 (إبراهيم بن خلف بن جماعة بن مهدي)
أبو إسحاق البكري، بكر بن وائل. من الأندلس، من أهل دانية. سمع: أبا داود المقرئ،
ومحمد بن يوسف بن خليفة، وأبا علي الصّدفي. وولي قضاء بلده سنة تسع وعشرين، وعُزل
سنة ثلاثين وخمسمائة. وولي قضاء شاطبة مدة. وكان حسن السيرة، ثقة، معتنياً
بالحديث. روى عنه: أبو عمر بن عياد، وعليم بن عبد العزيز، وأبو بكر بن مفوَّز،
وتوفي في رجب، وغسّله وصلى عليه أبو عبد الله بن سعيد الداني. وكان مولده في سنة
ثلاثٍ وستين وأربعمائة.
4 (إسحاق بن علي بن يوسف بن تاشفين اللمتوني)
(37/104)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 105
ولي نيابة مرّاكش لأخيه تاشفين، وهو صبي حدث، فقُتل أخوه سنة تسع وثلاثين، فانضمت
العساكر الى هذا وملّكوه، فقصده عبد المؤمن، وحاصر مرّاكش أحد عشر شهراً، ثم أخذها
عنوة لما اشتدّ بها القحط. وأخرج إسحاق الى بين يدي عبد المؤمن، فعزم أن يعفو عنه
لأنه دون البلوغ، فلم توافق خواصّه، فخلى بينهم وبينه، فقتلوه، وقتلوا معه سير بن
الحاجّ أحد الشجعان المذكورين. وكان إسحاق آخر ملوك بني تاشفين.
4 (أسعد بن عبد الله بن حُميد بن محمد بن عبد الله بن عبد الصمد)
أبو منصور بن المهتدي. شيخ جليل، شريف، معمّر.) ولد سنة بضعٍ وثلاثين وأربعمائة،
وكان يمكنه السماع من أبي طالب بن غيلان، وابن المُذهِب. ثم كان يمكنه أن يسمع
بنفسه من أبي الطيب الطّبري، والجوهري، وإنما سمع وقد تكهّل من: طِراد الزينبي،
وطاهر بن الحسين. وهو أخو الشيخ أبي الفضل محمد شيخ الكِندي. قال ابن السمعاني:
شيخ بهي المنظر، أضرّ في آخر عمره، وكان منسوباً الى الصّلاح. قال ابن الجوزي في
كتابه المنتظم: كان الناس يُثنون عليه. وقال ابن السمعاني: قال لي: حملوني الى أبي
الحسن القزويني، فمسح يده على رأسي، فمن ذلك الوقت ما أوجعني رأسي ولا اعتراني
صُداع. ورأيته وأنا منتصب القامة في هذا السن. قلت: روى عنه: ابن السمعاني، وعبد
الخالق بن أسد، وعمر بن طَبرْزد، ويوسف بن المبارك، والخفّاف، وغيرهم. وتوفي في
رمضان، وله مائة وبضعُ سنين.
(37/105)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 106
قال ابن الجوزي: ولد سنة ثلاثٍ أو أربع وثلاثين وأربعمائة. وقال عبد المغيث بن
زُهير: أنشدني أسعد بن عبد الله بن المهتدي بالله: سمعت أبا الحسن القزويني يُنشد:
(إن السلامة في السكوت .......... وفي مُلازمة البيوت)
(فإذا تحصّل ذا وذا .......... فاقنع إذاً بأقلّ قُوت)
4 (حرف الدال)
4 (دَعوان بن علي بن حمّاد بن صدقَة)
أبو محمد الجُبّي، الضّرير، المقرئ. ولد بجُبّة، قرية عند العقر في طريق خراسان من
بغداد، في سنة ثلاثٍ وستين. وقدِم بغداد. وسمع من: رزق الله التميمي، ونصر بن
البَطِر، وجماعة. وقرأ القراءات على: عبد القاهر العباسي، وأبي طاهر بن سِوار.
وتفقّه على أبي سعد المخرّمي. وحدّث، وأقرأ، وأفاد الناس. وكان يعيد الخلاف بين
يدي أبي سعد شيخه. وكان خيّراً، ديّناً، مُتصاوناً، على طريق السّلف.) توفي في
السادس والعشرين من ذي القعدة.
(37/106)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 107
قرأ عليه: منصور بن أحمد الجميلي الضرير، وجماعة. وقال عبد الله بن أبي الحسن
الجُبّائي: رأيت دعوان في النوم، فقال: عُرضت على الله خمسين مرة، وقال لي: إيش
عملتَ قلت: قرأت القرآن وأقرأته. فقال لي: أنا أتولاك، أنا أتولاك.
4 (حرف الذال)
4 (ذكوان بن سيّار بن محمد بن عبد الله)
أبو صالح الهَروي، الدّهان. أخو أبي العلاء صاعد بن سيّار الحافظ. سمّعه أخوه من
محمد بن أبي مسعود الفارسي أجزاء يحيى بن صاعد. وكان يُلقَّب بأميرجَهْ. روى عنه:
ابن السمعاني، وأبو رَوح الهروي. وبالإجازة أبو المظفّر بن السمعاني. توفي سابع ذي
الحجة.
4 (حرف السين)
4 (سعيد بن خلف بن سعيد)
أبو الحسن القرطبي، المقرئ. أخذ القراءات عن: أبي القاسم بن النحاس، وغيره. وسمع
من: أبي عبد الله الطّلاع، وخازم بن محمد، وأبي عليّ الغساني، وجماعة. وتصدّر
للإقراء وتعليم النحو. أخذ عنه: أبو عليّ والد الحافظ أبي محمد القرطبي، وغيره.
وقرأ عليه إبراهيم بن يوسف المعاجري.
(37/107)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 108
4 (حرف الطاء)
4 (طاهر بن زاهر بن طاهر)
أبو يزيد الشّحامي، النيسابوري، السروجي. سمع: أبا بكر بن خلف، وعبد الملك بن عبد
الله الدّشتي. مات في شوال، وله ستون سنة.)
4 (طلحة الأندلس)
أحد الأبطال الموصوفين. جاء الى الموحّدين وخدمهم، ثم نفّرته أخلاقهم، فكان يأخذ
المائة راجل فيغير بها على تيملك، وينكي فيهم، وكان شهماً شجاعاً، فهابته
المصامدة. ثم كان في حصار مرّاكش بها، فلما افتتحها عبد المؤمن وبذل فيها السيف
تطلّب طلحة فوجدوه في برج، فقاتل حتى قتل جماعة، فأتوه بأمان بخطّ عبد المؤمن،
فسلّم نفسه، وأتوه به، فقال أبو الأحسن، شيخ من العشيرة: أنا أتقرّب بدمه. فقال
طلحة: ألم ينهكم المهدي عن إضاعة المال، وعليّ ما يساوي مالاً كثيراً، وقد أمركم
المهدي، فكيف تفسدوه بالدم. فقال أبو الأحسن: حلوا ثيابه وجرّدوه. فأخرج في الحال
سكّيناً من قلنسوته، ووثب بها على أبي الأحسن والسيف في يده، فلم يُغنِ عنه. وقتله
طلحة، فقتلوه، وماتا جميعاً.
(37/108)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع
والثلاثون الصفحة 109
4 (حرف العين)
4 (عبد الله بن أحمد بن عمر)
أبو محمد القيسي، المالقي، المعروف الوحيدي، القاضي. روى عن: أبي المطرّف الشعبي،
وأبي الحسين العبسي، وأبي علي الغساني. وكان من أهل العلم والفهم. ولّي قضاء مالفة
مدة حُمد فيها. وتوفي عن بضع وثمانين سنة. قال فيه أليَسَع بن حزم: طودٌ علا،
أظهره سبوقه، وعلق فصل نفقت أبداً سوقه، فلا تُعجزه المحاضر، ولا يقطعه المُحاضر،
فمن ذا الذي يجاريه في الحديث والسنن، ومعرفة الصحيح والحسن. كنا نقرأ عليه صحيح
مسلم، فيُصلحه من لفظه، ونجد الحق موافقاً لحفظه، وإذا وقع غريب ذكر اختلاف
المحدّثين فيها مع اللغويين.
4 (عبد الله بن عبد المعز بن عبد الواسع بن عبد الهادي ابن شيخ الإسلام)
الأنصاري، أبو المعالي الهَروي. شابٌ فاضل، مليح الوعظ، لم يكن أهل بيته مثله في
عصره، رحل به أبوه، وسمع المُسنَد من) ابن الحُصين. وبمكة من: عبد الله بن محمد بن
غزال. وبإصبهان من: فاطمة، وجعفر الثقفي. وبهَراة من: أبي الفتح نصر بن أحمد
الحنفي.
(37/109)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 110
كتب عنه: أبو سعد السمعاني، وقال: سمع مني الكثير، وخرج معي الى بوشَنج، وكتبنا
جميعاً. توفي في ربيع الأول، وله ثمان وثلاثون سنة.
4 (عبد الله بن علي بن عبد الله بن علي بن خلف)
أبو محمد اللّخمي، المعروف بالرُّشاطي، الأندلسي، المريّي، الحافظ، مصنّف كتاب
إقتباس الأنوار والتماس الأزهار في أنساب الصحابة ورواة الآثار. وهو على أسلوب
الأنساب لابن السمعاني. وقد ذكرناه في الطبقة الماضية وأنه توفي في حدود الأربعين،
ثم وقعتُ بوفاته في يوم الجمعة العشرين من جمادى الأولى من سنتنا هذه، وأنه
استُشهد عند تغلّب العدو على المرية، رحمه الله.
4 (عبد الله بن علي بن سعيد)
(37/110)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 111
أبو محمد القصري، الشافعي، الفقيه. قال ابن عساكر: أدرك أبا بكر الشاشي، وأبا
الحسن الهرّاسي، وعلّق المذهب والأصول على أسعد الميهَني. وسمع: أبا القاسم بن
بيان، وجماعة. وقدِم دمشق، وسمعتُ درسه، وسمعتُ منه. وانتقل الى حلب، وتوفي بها،
رحمه الله.
4 (عبد الله بن محمد بن سهل)
أبو المعالي العدوي، الصوفي. سمع بنيسابور: أبا بكر بن خلف، وأبا الحسن بن الأخرم.
مات في شعبان. أخذ عنه السمعاني.
4 (عبد الرحمن بن طاهر بن سعيد بن أبي سعيد بن أبي الخير)
) أبو القاسم الميهني. شيخ رباط البِسطامي ببغداد، كان له سكون ووقار.
(37/111)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 112
سمع بنيسابور أبا المظفّر موسى بن عمران، وأبا الحسن المديني، وجماعة. قال أخوه
أبو الفضل أحمد بن طاهر: ولد في سنة سبع وستين وأربعمائة. روى عنه: أبو سعد
السمعاني، وغيره. توفي في ربيع الأول ببغداد.
4 (عبد الرحمن بن علي بن الموفَّق)
الفقيه، أبو محمد النُعَيمي، المروزي. من جِلة فقهاء مرو. تفقّه على أبي المظفّر
السمعاني، وسمع منه ومن أبي سعد عبد العزيز القايني. مات في ربيع الأول. عنه: أبو
سعد.
4 (عبد الرحيم بن محمد بن الفرج)
أبو القاسم بن الفرس الأنصاري، الغرناطي. قرأ القرآن على موسى بن سليمان، وطبقته.
وقرأ الفقه على جماعة، وارتحل الى أبي داود، وابن الدّوش فأخذ عنهما القراءات. سمع
من جماعة. وتصدّر للإقراء بجامع المريّة، ثم عاد الى بلده ولازم الإقراء،
والفُتيا، وخطة الشورى، وارتحل إليه القرّاء، وانتفعوا به. وكان محققاً، عارفاً
بالقراءات وعلَلها. روى عنه: ابنه أبو عبد الله، وأبو القاسم القنطري، وأبو العباس
بن اليتيم، وأبو جعفر بن حكم، وأبو الحجاج الشعري.
(37/112)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 113
فلما وقعتْ الفتنةُ في غرناطة عند زوال الدولة اللمتونية سنة تسع وثلاثين
وخمسمائة، خرج الى المنكّب، فأقرأ بها الى أن توفي في شعبان، وله سنة.
4 (عبد السيد بن علي بن الطيب)
أبو جعفر ابن الزيتوني. تفقّه على أبي الوفاء بن عقيل، ثم انتقل حنفياً، واتصل
بنور الهدى الزينبي، وقرأ عليه الفقه، وعلى خلَف الضرير علم الكلام، وصار داعية
الى الاعتزال، ثم اشتغل عن ذلك بمشارفة) المارستان. وتوفي في شوال.
4 (عبد الملك بن محمد بن عمر)
التميمي، الأندلسي، أبو مروان، من أهل المرية، ويُعرف بابن ورد. كان فقيهً،
مفتياً. لقي: أبو علي الغساني، والصّدفي.
(37/113)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 114
وتوفي في هذه السنة ظناً. قاله الأبّار.
4 (علي بن عبد السيد بن محمد بن عبد الواحد بن أحمد)
أبو القاسم بن العلامة أبي نصر ابن الصبّاغ، البغدادي، العدْل الشاهد. سمع كتاب
السبعة لابن مجاهد من الصّريفيني، وسمع منه غير ذلك. ومن: والده، وطِراد الزّينبي.
روى عنه: أبو سعد السمعاني، وابن عساكر، وابن طبَرْزد، والمؤيّد ابن الإخوة
الإصبهاني، وآخرون. قال ابن السمعاني: شيخ كبير، مسن، ثقة، صالح، صدوق، حسن
السيرة. ولد سنة إحدى وستين وأربعمائة، وتوفي في رابع عشر جُمادى الأولى. قلت: آخر
من روى عنه بالإجازة أبو القاسم بن صَصْرى.
4 (عمار بن طاهر بن عمار بن إسماعيل)
أبو سعد الهمذاني. رحل في شبيبته، وتفرّج في مصر، والشام، والعراق. وسمع بالقدس من
مكي بن عبد السلام الرُميلي كتاب فضائل بيت المقدس. قرأ عليه الكتاب أبو سعد
السمعاني بهمذان، وبها مات في ذي القعدة عن سنٍ عالية.
4 (عمر بن أحمد بن حسين)
أبو حفص الهمذاني، الصوفي، الورّاق، المقرئ.
(37/114)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 115
سمع ببغداد من أبي الحسين بن الطُّيوري، وبإصبهان من غانم البجي. روى عنه: أبو
القاسم بن عساكر. وتوفي بهمذان في جمادى الآخرة.)
4 (عمر بن ظفر بن أحمد)
أبو حفص المغازلي، البغدادي، المقرئ، المحدِّث. ولد في سنة إحدى وستين وأربعمائة.
وسمع: أبا القاسم بن البُسري، ومالكاً البانياسي، وطِراداً الزينبي، وابن البطِر،
وخلقاً كثيراً. روى عنه: ابن عساكر، وابن السمعاني، وأبو اليُمن الكندي، وأبو
الفرج بن الجوزي، وجماعة. وطلب بنفسه: ونسخ، وحصّل وجوّد القرآن. وقرأ بالروايات
على: أحمد بن عمر السمرقندي صاحب الأهوازي. قرأ عليه: يحيى بن أحمد الأذَني، وغير
واحد. قال ابن السمعاني: شيخ صالح، خيّر، حسن السيرة، صحِب الأكابر وخدَمهم، وهو
قيّم بكتاب الله. ختم عليه القرآن خلقٌ في مسجده، وكتبتُ عنه الكثير. وأظهر
المبارك بن كامل المفيد في الجزء السادس من المخلّصيّات،
(37/115)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 116
سماع عمر على ورقة عتيقة، من أبي القاسم بن البُسري، فشنّع أبو القاسم بن
السمرقندي عليه، وقال: ما سمع عمر من ابن البُسري شيئاً. وذكر أن الطبقة التي أثبت
اسم عمر معهم شاهدها في نسخة أخرى، وما كان عمر معهم. قال ابن السمعاني: كان سنّ
عمر يحتمل ذلك، فإن ابن البُسري مات ولعمر ثلاث عشرة سنة. توفي في حادي عشر شعبان،
وقد روى عنه بالإجازة عبد الوهاب السمعاني.
4 (حرف الفاء)
4 (فاطمة خاتون)
بنت السلطان محمد بن ملكشاه، زوجة أمير المؤمنين المقتفي. توفيت في ربيع الآخر
ببغداد، وعُمل لها العزاء ثلاثة أيام، وجلس الأعيان.
4 (الفضل بن زاهر بن طاهر الشّحّامي)
أبو الفتح. كبير مشهور بنيسابور. سمع: نصر الله الخشنامي، وابن الأخرم. عاش ثلاثاً
وخمسين سنة.)
(37/116)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 117
4 (حرف الميم)
4 (محمد بن أحمد بن أبي الفتح حسن)
أبو عبد الله الطرائفي. قال ابن السمعاني: شيخ، صالح، مستور. سمع صفة المنافق من
أبي جعفر ابن المسلمة، وأجاز له: ابن المسلمة، وأبو القاسم بن المأمون، وأبو بكر
الخطيب. كتبتُ عنه. وكان مولده تقريباً في سنة خمسين وأربعمائة، وتوفي في ذي
الحجة. قلت: سمع منه الفتح بن عبد السلام الجزء المذكور، وهو آخر من روى عنه.
4 (محمد بن أحمد بن طاهر)
أبو بكر الإشبيلي، القيسي. أكثر عن أبي علي الغساني، واختصّ به. وسمع من: عبد
العزيز بن أبي غالب القيرواني، وأبي الحسن العبسي. وعُني بالحديث. أخذ عنه الناس،
وعمِّر دهراً. وتوفي في جُمادى الأولى وله ثلاثٌ وتسعون سنة.
4 (محمد بن أحمد بن أبي بكر)
أبو بكر الصّدفي، الخُراساني، النجار، الجوجاني. نزيل وإمام رباط
(37/117)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 118
إسماعيل بن أبي سعد. سمع بمكة شيئاً سنة أربع وخمسين. روى عنه: عبد الخالق بن أسد،
وأبو سعد السمعاني، وقال: كان رفيقي في سفرة الشام، وخرجنا صُحبةً الى زيارة
القدس، وما افترقنا الى أن رجعنا الى العراق، وكان نِعم الرفيق، شيخ صالح، قيّم
بكتاب الله، دائم البكاء، كثير الحزن. جاور بمكة مدة. وتوفي سابع ربيع الأول وله
ثمانون سنة.
4 (محمد بن سعد بن محمد بن إبراهيم)
أبو الفتح الأسداباذي. سمع: أبا بكر بن خلَف، وأبا موسى بن عمران، وأبا نصر عبد
الله بن الحسين بنيسابور. وكان يذكر أنه سع الكامل لابن عديّ، من كامل بن ابراهيم
الجندي، عن حمزة السهمي، عنه. روى عنه: أبو سعد، وابنه أبو المظفّر وقال: توفي
بمرو في جُمادى الأولى.)
4 (محمد بن عبيد الله بن أحمد بن سهلون)
أبو السعادات الصّريفيني، سِبط أبي محمد بن هزارمَرد الصّريفيني.
(37/118)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 119
روى عنه جده. روى عنه: أحمد بن الحسين العراقي نزيل. وأجاز لمحمد بن يوسف
الغَزْنوي في المحرّم في هذا العام. ولا أعلم حتى مات.
4 (محمد بن عبد الغفار بن عبد السلام)
أبو الفتح الغياثي، الماهاني، المروزي. سمع: أبا سعيد عبد الله بن أحمد الظاهري.
وعنه: السمعاني وقال: مات في عاشر جُمادى الأولى.
4 (محمد بن عبد الغفار بن محمد بن سعيد)
أبو الفضل القاشاني، المعدَّل. توفي بإصبهان في جمادى الأولى. قاله أبو مسعود
الحاجّي. سمع ابن شكروَيه.
4 (محمد بن علي بن محمد بن محمد بن الطيب)
(37/119)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 120
القاضي أبو عبد الله بن الجُلابي، الواسطي، يعرف بالمَغازلي. سمّعه أبوه من: أبي
الحسن محمد بن محمد بن مَخلَد الأزدي، والحسن بن أحمد بن موسى الغَندجاني، وأبي
علي إسماعيل بن محمد بن كُماري، وأبي يَعلى علي بن عبد الله بن العلاف، وأبي منصور
محمد بن محمد العُكبري قدِم عليهم، وجماعة. وسمع ببغداد من: أبي عبد الله
الحُميدي. وأجاز له: أبو غالب بن بِشران النحوي، وأبو بكر الخطيب، وأبو تمام عليّ
بن محمد بن الحسَن القاضي صاحب محمد بن المظفّر الحافظ. وطال عمره وتفرّد في وقته.
وكان مولده في سنة سبعٍ وخمسين وأربعمائة. قال ابن السمعاني: شيخ من بيت الحديث،
متودد الى الناس، حسن المجالسة. كان ينوب عن) قاضي واسط، انحدرتُ إليه قاصداً في
سنة ثلاثٍ وثلاثين، وسمعتُ منه الكثير، من ذلك مُسند الخلفاء الراشدين لأحمد بن
سِنان، وكتاب البِرّ والصلة لابن المبارك، يرويه عن الغَندجاني، عن المخلّص. وقدم
بغداد بعد العشرين وخمسمائة، وحدّث بها، وكان شيخنا أحمد بن الأغلاقي يرميه بأنه
ادعى سماع شيء لم يسمعه، وأما ظاهره فالصدق والأمانة، وهو صحيح السماع والأصول.
قلت: وروى عنه أيضاً: أبو الفتح محمد بن أحمد المندائي،
(37/120)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 121
والحسن بن مكي المَرَندي، وأبو المظفّر علي بن عليّ بن نغوبا، وأبو المكارم علي بن
عبد الله بن فضل الله بن الجَلَخْت، وأبو بكر أحمد بن صدقة بن كُلَيز الغدّاني،
وآخرون. وتوفي في رمضان. والجُلابي: مختلَفٌ في ضمه وفتحه، فقال أبو طاهر بن
الأناطي: قال لنا شيخنا أبو الفتح الماندائي: هو الجَلابي، بفتح الجيم بلا شك.
فراجعتُه، فغضب وقال: كان ينوب عن والدي في الضاء وأنا أخبَر به. قال ابن
الأنماطي: وسألت عنه الشريف ابنَ عبد السميع، فقال: لا أعرفه إلا بالضم. وتعجّب من
قول أبي الفتح. قلت: والصحيح الضمّ، لأني رأيته مضبوطاً بخطّ والده عليّ في غير
موضع فيما جمعه من ذيل تاريخ واسط، وبخطّ جماعة في سياق السماع لهذا التاريخ على
مؤلّفه بالضم. وكذا قيّده ابن نقطة، وغيره. ولم يذكروا فيه خلافاً. فأما الجَلابي
بالفتح، فهو:
4 (أبو سعيد أحمد بن علي الفقيه)
فاضل، سمع منه أبو سعد السمعاني شيئاً بخراسان.
4 (محمد بن محمد بن الحسين بن السّكَن)
أبو غالب بن المفرّج البغدادي، الحاجب، صاحب باب النُوبي.
(37/121)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 122
متودد الى الناس، راغب في الخير، محبّ للرواية. سمع: الخطيب أبا الحسن الأنباري، وأبا
سعد بن الكوّاز. روى عنه: ابن السمعاني، وقال: توفي في صفر وله ستٌ وسبعون سنة.
4 (محمد بن محمد بن عبد الرحمن)
) أبو عبد الله الأموي، من أولاد سليمان بن الناصر لدين الله. سمع من: ابن مروان
بن سِراج، ومحمد بن الفرج الكلاعي. وكان مقدّماً في مذهب مالك، عارفاً به، وقد
عَمِي.
4 (محمد بن محمد بن معمّر بن يحيى)
أبو البقاء بن طَبَرْزَد. وكان اسمه: المبارك، فسمّى نفسه محمد. وهو أحد من عُني
بالحديث، وجمعه ونسخه. سمع الناس بإفادته من أبي الحُصين، وأبي غالب بن البنّا،
وأبي بكر بن القاضي، وخلْق. قال ابن النجار: قال عمر بن المبارك بن شهلان: لم يكن
أبو البقاء من طبَرزَد ثقة، كان كذّاباً يضع الناس أسماءهم في الأجزاء، ثم يذهب
فيقرأ عليهم. علِم بذلك شيخنا عبد الوهاب، وابن ناصر، وغيرهما. قلت: وسمع أخاه عنه
الكثير. وله شِعر مقارِب. توفي في جُمادى الأولى وله نحوٌ من أربعين سنة، سامحه
الله.
4 (محمد بن محمد بن أبي إسماعيل)
السعدي، السّرخسي. سمع: أبا حامد الشجاعي. كتب عنه السمعاني بسرخَس وقال: مات في
رمضان.
(37/122)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 123
قيل: عاش مائة سنة وست سنين.
4 (محمد بن المظفّر بن علي ابن المسلمة)
أبو الحسن بن أبي الفتح بن الوزير أبي القاسم. ولد سنة أربع وثمانين، وسمع من:
جعفر السرّاج، وغيره. وحدّث، وآنزوى وتصوّف. وأقبل على الطاعة. ولزِم المراكبة.
وجعل داره التي بدار الخلافة رباطاً للصوفية. توفي في تاسع رجب، وتقدّم في الصلاة
عليه الوزير أبو علي بن صدقة.
4 (المبارك بن خَيرون بن عبد الملك بن الحسن بن خَيرون)
أبو السعود.) سمع: عمّ أبيه أبا الفضل بن خَيرون، ومالكاً البانياسي، وجماعة. روى
عنه: أبو الفرج بن الجوزي، وغيره. وتوفي في المحرّم. وكان رحمه الله صحيح السماع
خيّراً. قاله أبو الفرج.
4 (محمود بن محمد بن عبد الحميد بن أبي بكر)
أبو القاسم بن أبي بكر الحدادي، الرازي، الواعظ. حدّث عن: أحمد بن محمد بن صاعد
النيسابوري، القاضي. روى عنه: ابن السمعاني، وقال لقيته بالري وله نحو من سبعين
سنة، وقد دخل بغداد غير مرة.
4 (محمشاد بن محمد بن محمشاد بن محمد)
أبو القاسم العبدي، النيسابوري، الرجل الصالح. سمع: أبا بكر بن خلَف.
(37/123)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 124
توفي في ربيع الآخر. قال السمعاني: بتّ عنده ليلة، فما نام تلك الليلة أحياها في
الصلاة والذِّكر، رحمه الله.
4 (حرف النون)
4 (نصر الله بن محمد بن عبد القوي.)
الفقيه أبو الفتح المصّيصي، ثم اللاذِقي، ثم الدمشقي. الشافعي،
(37/124)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 125
الأصولي، الأشعري، نسباً ومذهباً. كذا قال الحافظ ابن عساكر. وقال: نشأ بصور، وسمع
بها من: أبي بكر الخطيب، وعمرو بن أحمد العطار الآمدي، وعبد الرحمن بن محمد
الأبهري، والفقيه نصر المقدسي، وتفقّه عليه. وسمع بدمشق: أبا القاسم بن أبي
العلاء، وغيره. وببغداد: عاصم بن الحسن، ورزق الله بن عبد الوهاب. وبإصبهان: أبا
منصور محمد بن عليّ بن شكروَيه، ونظام المُلك الوزير. وبالأنبار: أبا الحسن عليّ
بن محمد بن الأخضر. وقرأ بصور علم الكلام على أبي بكر محمد بن عتيق القيرواني. ثم
سكن دمشق.) قال: وكان متصلباً في السُنّة، حسن الصلاة، متجنباً أبواب السلاطين.
وكان مدرّس الزاوية الغربية بالجامع الأموي بعد وفاة شيخه الفقيه نصر. وقد وقف
وقوفاً في وجه البِرّ. وكان مولده باللاذقية في سنة ثمان وأربعين وأربعمائة. وهو
آخر من حدّث بدمشق عن الخطيب. وقال ابن السمعاني في ذيله: إمام، مفتي، فقيه،
أصولي، متكلّم، خيّر، ديّن، بقية مشايخ الشام. كتبتُ عنه. وكان يشتهي أن يتحدث
وأقرأ عليه.
(37/125)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 126
وكان متيقظاً، حسن الإصغاء. وانتقل من صور الى دمشق سنة ثمانين وأربعمائة. وقال
ابن عساكر: توفي ليلة الجمعة ثاني ربيع الأول ودُفن بعد صلاة الجمعة بباب الصغير.
قلت: روى عنه: هو، وابنه القاسم بن عساكر، وابن السمعاني، ومكي بن علي العراقي،
وأبو الفرج جابر بن محمد بن اللحية الحمَوي، وعسكر بن خليفة الحموي، والخطيب أبو
القاسم بن ياسين الدَّولعي، ويوسف بن مكي الحارثي، وولده نصر الله، والخضِر بن
كامل المعبّر، وزينب بنت إبراهيم القيسي، وأحمد بن محمد بن سيدهم الأنصاري، وأبوه،
وأبو القاسم عبد الصمد بن الحَرستاني، وهبة الله بن الخضِر، وابن طوس. وآخر من
حدّث عنه أبو المحاسن بن أبي لُقمة، روى عنه العاشر من الرقائق لخَيثمة.
4 (نور عزيز بنت مسعود بن أحمد بن السَّرْنك)
أخت أبي الغنائم محمد. امرأة صالحة من بيت حديث.
(37/126)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 127
روت عن ابن الأخضر الأنباري. ماتت في شوال.
4 (حرف الهاء)
4 (هبة الله بن أحمد بن علي بن عبيد الله بن سوار)
الوكيل أبو الفوارس، ابن المقرئ الأستاذ أبي طاهر. شيخ مطبوع، متودّد، محترم، قيّم
بالوكالة والدّعاوى وكتابة الوثائق والمحاضر. سمع: أباه، ومالكاً البانياسي، وعاصم
بن الحسين، وأبا يوسف القزويني، وأبا الفوارس الزينبي. روى عنه: أبو سعد السمعاني،
وغيره.) ولد سنة سبع وسبعين وأربعمائة. وتوفي في رابع عشر شوال. قال ابن الجوزي:
كان ثقة، أميناً، توحّد في علم الشروط. وأخوه محمد بقي الى سنة ست وخمسين.
4 (هبة الله بن الفرج)
أبو بكر الهمذاني، المعروف بابن أخت الطويل. شيخ صالح خيّر، مُكثر، مشهور. سمع من:
علي بن محمد بن عبد الحميد الجريري، ويوسف بن محمد القومساني، وعبدوس بن عبد الله،
وبكر بن حِيْد، وسفيان بن الحسين بن فنجوية. روى سُنن أبي داود بعُلُوّ. وعُمّر
تسعين سنة. وكان الحافظ أبو العلاء يقول: هو أحبّ إليّ من كل شيخٍ بهمذان.
(37/127)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 128
وذكره السمعاني في التحبير وأثنى عليه، وقال: قال لي: ولدتُ سنة اثنتين وخمسين
وأربعمائة. وقال لأبي العلاء: ولدتُ سنة ثلاث. ومن مسموعاته كتاب مكارم الأخلاق
لابن لال، سمعه من أبي الفرج الجريري، بسماعه منه. قلت: روى عنه: أبو سعد
السمعاني، والحافظ أبو العلاء الهمذاني، وأولاده أحمد، وعبد الغني، ووائلة،
والمؤيَّد ابن الإخوة، وأبو القاسم بن عساكر، وجماعة. وتوفي في شعبان.
4 (هبة الله بن علي بن محمد بن حمزة)
أبو السعادات بن الشّجري، العلوي، النحوي، النقيب.
(37/128)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 129
ولد سنة خمسين وأربعمائة. أحد الأئمة الأعلام في علم اللسان. قرأ على الشريف أبي
المعمّر يحيى بن محمد بن طباطبا النحوي، وقرأ الحديث في كهولته على: أبي الحسين بن
المبارك بن الطُّيوري، وأبي علي بن نبهان، وغيرهما. وطال عمره، وانتهى إليه علم
النحو، وناب في النّقابة بالكرخ. ومُتِّع بجوارحه وحواسّه. وأظنّه أخذ الأدب أيضاً
عن أبي زكريا التبريزي.) قرأ عليه التاج الكندي كتاب الإيضاح لأبي علي الفارسي،
واللُّمع لابن جني، وتخرّج به طائفة كبيرة. وصنّف التصانيف في العربية. قال أبو
الفضل بن شافع في تاريخه: مُتّع بجوارحه الى آخر وقت، وكان نحوياً، حسن الشرح،
والإيراد، والمحفوظ. قد صنّف أمالي قُرئت عليه، فيها أغاليط، لأن اللغة لم يك
مضطلعاً فيها. قال ابن السمعاني: سعت مه، وكان فصيحاً، حلو الكلام، حسن البيان
والإفهم. دُفن يوم الجمعة السابع والعشرين من رمضاننننن بداره بالكرخ.
(37/129)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 130
وعن أبي السعادات بن الشجري قال: ما سمعت في المدح أبلغ من قول أبي فراس:
(وأمامك الأعداء تطلبهم .......... ووراءك القُصّاد في الطّلب)
(فإذا سلبتهم وقفتَ لهم .......... فسُلبت ما تحوي من السّلبِ)
(37/130)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 131
4 (همّام بن يوسف)
أبو محمد العاقولي، ثم الأزجي، الوكيل عند القضاء. سمع: الخطيب أبا الحسين
الأنباري. وعنه: أبو أحمد بن سُكينة.
4 (حرف الياء)
4 (يحيى بن علي بن محمد بن زهير)
أبو القاسم السُّلمي، الدمشقي، المعدّل، محتسب دمشق. سمع: عبد المنعم الكُريدي،
وأبا القاسم النسيب، وأبا طاهر الحِنّائي. روى عنه: الحافظ ابن عساكر، وقال: مات
في رمضان، وأخلف مالاً عظيماً وذخائر. وورثه السلطان. وكان مقتِّراً على نفسه في
الأكل واللبس، عفا الله عنه.
(37/131)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 132
4 (يحيى بن المعتز بن أسعد)
أبو القاسم العُتبي، من ذرية بن غزوان. شيخ من أهل نيسابور. سمع: أحمد بن سهل
السّراج، وابن خلف. أخذ عنه السمعاني، وأرّخه.
4 (يوسف بن علي بن محمد)
) أبو الحجاج القُضاعي، الأُندي. نزيل المرية. ويُعرف بالقفّال، وبالحدّاد. حجّ
ودخل العراق، وسمع من أبي القاسم بن بيان، وأُبي النّرسي، وأبي طالب الحسين بن
محمد الزينبي. وسمع صحيح مسلم من إسماعيل بن عبد الغافر الفارسي، عن والده، ومن
الحريري مقاماته. وكتب الكثير، وقفل الى الأندلس سنة اثنتي عشرة وخمسمائة. ثم
ترحّل من الأندلس، ثم عاد إليه سنة عشرة وسكن المرية، وحدّث بالكثير. روى عنه: أبو
الحسن رزين العبدري، وأبو محمد، وأبو الطاهر ابني العثماني، وخطيب الموصل، وأبو
الوليد بن الدباغ، وأبو القاسم بن بشوال، وأبو عبد الله بن عبد الرحيم النرسي،
وأبو القاسم بن حُبيش، وأبو محمد بن عبيد الله الحجري، وخلْق سواهم. قال أبو عبد
الله الأبّار: كان صدوقاً، صحيح السماع، ليس عنده كبير علم
(37/132)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 133
ولا ضبط. استُشهد يوم غلبة العدو الملعونننن على المرية في العشرين من جُمادى
الأولى وقُتل يومئذ خلق كثير. عاش خمساً وثمانين سنة.
4 (يوسف بن يَبقى بن يوسف بن مسعود بن عبد الرحمن بن يَسعون)
أبو الحجاج التُجَيبي، الأندلسي، المريي، النحوي، المعروف بالشنشي. صاحب الأحكام
المرية. سمع من: أبي عبد الله محمد بن فرج، وأبي علي الغساني، وأبي الوليد العبسي،
وأبي الحسين بن سرّاج، وجماعة. وعُني بالعربية وبرع فيها. وله كتاب المصباح في شرح
أبيات الإيضاح، دلّ على تبحّره في النحو وإمامته. حدّث وأقرأ، وطال عمره. روى عنه:
عُلَيم بن عبد العزيز، وأبو عبد الله بن حُميد، وأبو العباس ابن اليتيم، وأبو
عُبيد الله، وآخرون. وكان حياً يُرزق في هذا العام، وانقطع خبره بعده، رحمه الله.
(37/133)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 134
4 (وفيات سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة)
4 (حرف الألف)
4 (أحمد بن عبيد الله بن المبارك بن أحمد)
أبو المكارم بن الشهرزوري، البغدادي.) من أولاد المحدثين. سمع: نصر بن البطِر،
وأحمد بن عبد القادر اليوسفي. وعنه: ابن عساكر، والسمعاني. وكان يؤمّ بأمير الحاج
نظر. توفي في رجب.
4 (أحمد بن علي بن الفضل بن الإمام أبي محمد بن حزم)
الأندلسي، القرطبي، أبو عمرو، الكاتب، الأديب. توفي بالأندلس، قاله الأبّار.
(37/134)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 135
4 (أحمد بن أبي العز محمد بن المختار بن محمد بن عبد الواحد بن المؤيَّد بالله)
أبو تمام العباسي، الهاشمي، البغدادي، المعروف بابن الخُص، أخو أبي الفضل المختار.
كان تاجراً سفّاراً، ركب البحار، ودخل الهند، وما وراء النهر، وكثُر ماله، وطال
عمره، وسكن خراسان. وكان مولده فيح دود سنة خمسين وأربعمائة أو قبلها. وسمع: أبا
جعفر ابن المسلمة، وأبا نصر الزينبي، وغيرهما. وهو آخر من حدّث بخراسان عن ابن
المسلمة بجزء صفة المنافق. حضر عليه هذا الجزء أبو المظفّر عبد الرحيم بن
السمعاني، بقراءة والده، وقال: هو أول شيخ حضرتُ عنده لقراءة الحديث. وتوفي
بنيسابور في خامس ذي القعدة. وروى عنه أيضاً: القاسم الصفّار، وإسماعيل القارئ.
4 (أحمد بن محمد بن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن بشار)
الإمام أبو بكر البوشَنجي، المعروف بالخرجردي، نزيل نيسابور.
(37/135)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 136
إمام متفنن، ورع، تفقّه بمرو على أبي المظفّر بن السمعاني. وبهَراة على الشاشي.
وبرع في الفقه، وسمع الكثير، وحدّث. توفي في رمضان بنيسابور. وصفه السمعاني
بالعبادة والعلم، وأنه كتب تصانيف جده جميعها، وتخلى للعبادة.)
4 (أحمد بن محمد بن الفضل)
أبو العلاء الإصبهاني، المحدِّث، المعروف ببنحِك. توفي في صفر. قال السمعاني: كان
حافظاً، متقناً، ورعاً، وقوراً، نزِهاً، وبالغ في الطلب، ونسخ بخطه الصحيح المليح
كثيراً. سمع: أبا علي الحداد، وطبقته. استفدتُ منه الكثير، ومات كهلاً.
4 (ابراهيم بن محمد بن نبهان بن محرز)
أبو إسحاق الغنوي، الرّقي، الصوفي، الفقيه، الشافعي. ولد سنة تسع وخمسين
وأربعمائة. وسمع: أبا محمد الشيحي، وأبا محمد بن السّرّاج، وغيرهم.
(37/136)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع
والثلاثون الصفحة 137
وتفقّه على: الأستاذ أبي بكر الشاشي، وأبي حامد الغزالي. وكتب كثيراً من مصنّفات
الغزالي، وقرأها عليه، وصحبه مدة. قال أبو الفرج بن الجوزي: رأيته وله سمتٌ وصمت،
وعليه وقار وخشوع. قلت: روى عنه: أبو سعد السمعاني، وأبو اليُمن الكندي، وحدّث عنه
بخُطب ابن نُباتة. وروى عنه: عمر بن طبرزد، وآخرون. وتوفي في رابع عشر ذي الحجة
ببغداد، وله خمسٌ وثمانون سنة إلا أشهُراً. قال ابن طبرزد: أنا أبو إسحاق بن
نبهان: ثنا الحُميدي قال: قرأت على القُضاعي: أخبركم أحمد بن عمر بن محمد بن عمرو
الجيزي قراءةً: أنا زيد بن محمد بن خلف القرشي، أنا ابن أخي ابن وهب، ثنا عمي،
فذكر حديثاً. كان قدوم ابن نبهان من الرقة الى بغداد في سنة إحدى وثمانين. قال ابن
ناصر: قدِم الخطيب أبو القاسم يحيى بن طاهر بن محمد بن عبد الرحيم بن محمد بن
نُباتة الى بغداد في سنة أربع وثمانين ليتّجر من نظام المُلك أدراراً، فقال: إن
الخطب سماعي من أبي، عن جدي. ولم يكن معه كتاب ولا أصل، فقرأ عليه هذا الشيخ، يعني
أبا إسحاق الغنوي، الخطب من نسخة جديدة غير مقروءة، ولا عليها سماع لأحد. ولم يكن
سبط ابن نُباتة) هذا كبيراً في العُمر، ولا يعرف العربية، ولو كان له سماع لم
يسبقني إليه أحد. ثم أثنى ابن ناصر على أبي إسحاق الغنوي، ووصفه بالدين والصدق.
4 (إسماعيل بن أبي نصر بن عبديل)
الإصبهاني، الشاعر. ذكره العماد في الخريدة فقال: كان من أشعر شعراء إصبهان
وأفوههم. لم يعهد بعد أبي إسماعيل الطغرائي من عرف مجراه.
(37/137)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 138
مات بفارس سنة ثلاث أو أربع وأربعين وخمسمائة.
4 (أسعد بن محمد بن موسى)
أبو منصور الفوشنجي. فاضل، عالم، سمع: أبا عامر الأزدي، وعبد الرحمن بن محمد بن
عفيف كلاز. روى عنه: أبو سعد السمعاني، وقال: مات في ذي القعدة.
4 (أميرك بن إسماعيل بن أميرك)
أبو الفتوح العلوي، الهروي. سمع: إلياس بن نصر، وعبيد بن ميمون الواسطي، وجماعة.
روى عنه: أبو سعد السمعاني، وغيره. مات في ثاني وعشرين شوال.
4 (حرف الباء)
4 (بقاء بن عليّ بن خطّاب)
أبو المعمّر البغدادي، الرقّاق، الساكيني، ابن أختب أبي نصر أحمد بن عمر بن الفرج
الإبري. حدّث عن: طِراد الزينبي، وغيره. وتوفي في ربيع الأول عن ستين سنة. عنه:
ابن عساكر، وابن سُكينة.
(37/138)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 139
4 (حرف الثاء)
4 (ثابت بن زيد بن القاسم)
أبو البركات بن جوالق النّحاس. ثم البزّاز.) حلّث عن: الحسين بن علي بن البُسري.
وتوفي في جمادى الآخرة.
4 (حرف الحاء)
4 (الحافظ لدين الله)
قيل: مات في جمادى الآخرة على الصحيح، وقيل: سنة أربع كما سيأتي.
4 (الحسن بن مسعود بن الحسن)
أبو علي ابن الوزير، الدمشقي، الحافظ. أصله من خوارزم. كان جده الحسن وزير المُلك
تاج الدولة تُتُش، وتزيّا أبو علي بزي الجند مدة، ثم اشتغل بالفقه والحديث، ورحل
قبل سنة عشرين وخمسمائة الى بغداد، وسمع، ودخل الى إصبهان، وأدرك بها حديث
الطبراني بعلوّ. وكتب عن: فاطمة الجوزدانية. وتوجه الى نيسابور، ومرو، وبلخ،
والهند، وسمع الكثير، وعُني: بهذا الشأن.
(37/139)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 140
قال ابن السمعاني: حافظ، فطِن، له معرفة بالحديث، والأنساب. وقال لي: ولدتُ في صفر
سنة ثمانٍ وتسعين وأربعمائة. وتوفي بمرو في سابع المحرّم. وقال ابن عساكر: كان
يحدّث من غير مقابلة بسماعه، واستوطن مرو، وتفقّه بها لأبي حنيفة على أبي الفضل
الكِرماني. وأملى بجامع مرو. ومن شعر أبي علي:
(أخلائي إن أصبحتم في دياركم .......... فإني بمرو الشاهجان غريبُ)
(أموت اشتياقاً ثم أحيى تذكُّراً .......... وبين التراقي والضلوع لهيب)
(فما في موت الغريب صبابةٌ .......... ولكن بقاءه في الحياة عجيبُ)
4 (الحسين بن ابراهيم بن الحسين بن جعفر)
الحافظ، المجوّد، أبو عبد الله الجوزقاني، وجوزقان من قرى همذان.) له مصنّف في
الموضوعات ما قصّر فيه. وروى فيه عن الدوني فمن بعده. وعليه بنى ابن الجوزي كتابه
في الموضوعات، ومنه أخذ كثيراً.
(37/140)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 141
قال ابن شافع: مات، فبلغنا خبرُه في رجب سنة ثلاثٍ وأربعين وخمسمائة. أدركه أجله
في السفر.
4 (حمدُ بن أبي الفتح)
الإصبهاني. عن: عبد الرحمن بن مندة، وأبي المظفّر الكوسج. وعنه: ابن السمعاني. مات
في رجب رحمه الله.
4 (حرف الخاء)
4 (خضر بن الحسين بن عبد الله بن الحسين بن عُبيد الله بن أحمد بن عبدان)
الأزدي، الدمشقي، أبو القاسم الصفّار. سمع: والده، وأبا القاسم المصّيصي، وأبا عبد
الله بن أبي الحديد، وعلي بن أحمد بن زهير، ونصر بن ابراهيم الفقيه، وسهل بن بشر،
وأجاز له عبد العزيز الكتاني. قال ابن عساكر: كتبت عنه، وكان شيخاً سليم الصدر.
ولد في شوال سنة خمسٍ وستين وأربعمائة. ومات في نصف شعبان.
(37/141)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 142
قلت: روى عنه: هو، وابنه القاسم، وأبو المحاسن بن أبي لُقمة، وجماعة.
4 (حرف الذال)
4 (ذو النون بن أبي الفرج بن علي)
الميهني الصوفي. سمع: أبا بكر بن زاهر الطرَيثيثي. وروى عنه: أبو سعد السمعاني
وقال: مات في ذي الحجة ببغداد.
4 (حرف السني)
4 (سلطان بن علي بن مقلّد بن نصر بن منقذ)
الأمبر أبو العساكر الكناني، صاحب شيزر.) ولد بأطرابلس في سنة أربع وستين
وأربعمائة. وسمع بشيزر صحيح البخاري من أبي السمح ابراهيم الحيفي. وله شعر حسن.
(37/142)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والثلاثون الصفحة 143
(37/143)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 144
توفي في شوال بشيزر.
4 (سهل بن محمد بن أحمد بن حسين بن طاهر)
أبو علي الإصبهاني، الحاجي، المقرئ.
(37/144)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 145
شيخ كبير، فاضل، مُكثر من الحديث، أديب، خيّر، مبارَك. سمع: أبا القاسم يوسف بن
جُبارة الهُذَلي، وإسماعيل بن مسعدة الإسماعيلي، ونظام المُلك الوزير، وأبا
المظفّر منصور بن محمد السمعاني، ومحمد بن أحمد بن ماجة الأبهري، وسليمان بن
ابراهيم الحافظ، والقاسم بن الفضل الثقفي. وولد سنة خمس وخمسين وأربعمائة، وقيل:
ولد بعد سنة خمسين وختم خلقاً كثيراً. وكان شيخ القراء بإصبهان. وهو آخر من حدّث
عن الهُذلي، مصنّف الكامل في القراءات. روى عنه: أبو سعد السمعاني، وأبو موسى
المديني، وقال: هو مؤدبي، وكان من الطراز الأول. توفي في نصف شعبان.
4 (حرف الشين)
4 (شاهنشاه بن أيوب بن شاذي بن مروان بن يعقوب)
الأمبر أكبر الإخوة، وأقدم بني أيوب وفاةً. وهو والد الملكين: المظفّر تقي الدين
عمر صاحب حماة، وعز الدين فرّوخشاه، والد صاحب بعلبك الملك الأمجد. قُتل في الوقعة
الكائنة بظاهر دمشق بين الفرنة خذلهم الله وبين المسلمين كما نذكره في الحوادث،
وذلك في ربيع الأول وفُجع به أبوه نجم الدين.
(37/145)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 146
4 (حرف الصاد)
4 (صاعد بن محمد بن الحسين)
أبو القاسم السهلوي، السّرخسي.) شيخ كبير، ورع، فاضل. ولد بسرخس في سنة تسعٍ
وخمسين وأربعمائة. وسمع بسرخس من: أبي الحسن محمد بن محمد بن زيد الحُسيني. قدِم
عليهم، وسمع من أبي الخير محمد بن الصفّار. روى عنه: أبو سعد السمعاني، وغيره.
وتوفي بسرخس سنة.
4 (صالح بن شافع بن صالح بن حاتم)
أبو المعالي الجيلي. كان أبوه فقيهاً حنبلياً، سكن بغداد وولد له بها صالح وغيره.
وصالح: عالم، فاضل، مليح الكتابة، شاهد، متودد، حسن الشكل. سمع: أبا الحسين بن
الطُيوري، وأبا منصور محمد بن أحمد الخياط. وجدتُ وفاته في رجب. روى عنه: أبو
الفرج محمد بن علي بن القُنّبيطي، وابنه الحافظ أحمد.
(37/146)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 147
4 (صالح بن كامل بن أبي غالب)
أبو محمد الظفري، البقّال. سمع: أبا الحسن بن منجاب الشهرزوري، وأبا القاسم بن
بيان. وكان اسمه قديماً: المبارك، فغيّره بصالح. سمع منه: أخوه أبو بكر المفيد،
وابن السمعاني.
4 (حرف العين)
4 (عباد بن سرحان بن مسلم بن سيد الناس)
أبو الحسن المعافري، الأندلسي، الشاهد. سكن العُدوة. وكان مولده في سنة أربعٍ
وستين وأربعمائة. وسمع من: طاهر بم مفوأهز بشاطبة، وحجّ، ودخل بغداد، وسمع من: رزق
الله بن عبد الوهاب التميمي، والمبارك بن الطّبري. وأجاز له أبو عبد الله
الحُميدي. وسمع بمكة من: الحسين بن علي الطّبري.) قال ابن بَشكُوال: قدِم قُرطبة،
فسمعنا منه. وكانت عنده فوائد. وكان يميل الى مسائل الخلاف ويدّعي معرفة الحديث
ولا يُحسنه، عفا الله عنه. توفي بالعدوة في نحو سنة ثلاث وأربعين.
4 (عبد الله بن الحسن بن أحمد بن الحسن بن أحمد بن قسامي)
أبو القاسم الحريمي، المعدّل، الفقيه الحنبلي.
(37/147)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 148
سمع: أبا نصر الزينبي، وأبا الحُصين العاصمي. روى عنه: أبو سعد السمعاني وأثنى
عليه، وسأله عن مولده فقال: سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة. وتوفي في سادس ذي
القعدة. وحدّث بالنّعت في مكة، وكان يُفتي. قال ابن النجّار: ثنا عنه أحمد بن عبد
الملك المقرئ. وقساميّ: بفتح ثم كسر. قيّده ابن نقطة.
4 (عبد الله بن سعيد بن محمد)
أبو المحاسن البنجديهي، الخمقَري. وهي نسبة الى خمس قرى بحذف السين. والخمس قرى هي
بَنَجديه، من أعمال مرو. كان رجلاً فاضلاً، عالماً. روى عن: هبة الله بن عبد
الوارث الشيرازي. روى عنه أبو سعد السمعاني.
(37/148)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 149
4 (عبد الله بن علي بن سعيد)
أبو محمد القيسراني، القصري، الفقيه. فاضل، إمام، ديّن، فصيح، مُناظر، من كبار
فُقهاء النظامية. سمع: أبا القاسم بن بيان. وقد مرّ في سنة اثنتين وأربعين. وقال
ابن السمعاني: بنى ابن العجمي بحلب له مدرسة، ودرّس بها، وكتبتُ عنه بها جاء ابن
عرفة. وقال لي: ولدتُ بقيسارية. والقصر الذي انتب له بُليدة بين عكا وحيفا على
الساحل. قال: ومات بحلب في سنة ثلاث أو أربع وأربعين. يحوَّل.)
4 (عبد الرحمن بن عبد الله الحلحولي، الحلبي)
سافر وأقام بمصر مدة. ثم سكن دمشق. وكان من كبار الصالحين والعُبّاد. وحلحول: قرية
بها قبر يونس صلى الله عليه وسلم فيما يُقال، وهي بين القدس والخليل. أقام بها سبع
سنين، بنى بها مسجداً، وتعبّد فيه بين الفرنج، وسمعنا أنهم كانوا يتبرّكون به،
ويعتقدون فيه. ثم انتقل الى دمشق. قال ابن عساكر: مضيت إليه غير مرة، وانتفعت
بروايته وبكلامه، وما رأيت بالشام في فنه مثله. واستُشهد بظاهر دمشق في وقعة
الفرنج، رحمه الله.
(37/149)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 150
4 (عبد الرحمن بن محمد بن أميرويه بن محمد)
العلامة أبو الفضل الكرماني، شيخ الحنفية بكرمان في زمانه. تفقّه بمرو على القاضي
محمد بن الحسين. تزاحم عليه الطلبة، وتخرّج به الأصحاب. وانتشرت سيرته في الآفاق،
وصار معظَّماً عند الخاص، والعام. وكان في رمضان يقرأون عليه التفسير والحديث.
سمع: أباه بكرمان، وشيخه القاضي الأرسابَندي، وأبا الفتح عبيد الله بن أردشير
الهُشامي. سمع منه أبو سعد السمعاني، وبالغ في تعظيمه، وقال: ولد سنة سبع وخمسين،
ومات في الحادي والعشرين من ذي القعدة بمدرسة القاضي الشهيد سنة.
4 (عبد الرحمن بن محمد بن حسن بن طوق)
(37/150)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 151
أبو القاسم البغدادي. سمع: نصر بن البطِر، وغيره. وكان ضعيفاً في دينه. روى عنه:
أبو سعد السمعاني.
4 (عبد الرحيم بن قاسم بن محمد)
أبو الحسن القيسي، الأندلسي، الحجازي، الفرجي، من أهل مدينة الفرج. روى عنه: أبي
علي الغسّاني، وخازم بن محمد، ومحمد بن المورة، وغيرهم. قال ابن بَشكوال: كان من
أهل المعرفة والفهم والذكاء والحفظ، قوي الأدب، كثير الكتب، ديّناً) فاضلاً، صاحب
ليل وعبادة وكثرة بكاء، حتى أثّر ذلك بعينيه. توفي في شعبان. قال ابن مَسْدي: آخر
من روى عنه بالسماع الخطيب أبو جعفر بن يحيى الحِميري. وأجاز أبو جعفر لي، ومات
سنة إحدى عشرة وستمائة. قلت: بل مات سنة عشر بقرطبة.
4 (عبد الرشيد بن محمد بن خليل)
أبو محمد البوشنجي. سمع: عبد الرحمن بن عفيف كلاز. أخذ عنه: السمعاني، وقال: مات
في محرّم أو صفَر سنة ثلاثٍ وأربعين.
4 (عبد العزيز بن محمد بن بَشكولة)
(37/151)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 152
الميهني، الصوفي. سمع من العارف أبي الفضل محمد بن أحمد الميهني كتاب المرض لابن
أبي الدنيا، عن الصيرفي، عن الصفّار، عنه. قرأه عليه السمعاني وقال: مات في جمادى
الآخرة.
4 (عبد القادر بن جَندَب بن سَمُرة)
أبو محمد الصوفي، الهروي. صالح عابد، خيّر، من مُريدي شيخ الإسلام أبي إسماعيل،
كان يسكن برباطه. سمع: محمد بن أبي مسعود الفارسي، وأبا إسماعيل شيخه. وولد بعد
سنة ستين وأربعمائة. روى عنه: ابن السمعاني، وأبو رَوح عبد المعز. وبالإجازة: عبد
الرحيم بن السمعاني. وأخوه هو سمُرة بن جَندب يروي أيضاً عن محمد بن أبي مسعود. روى
عنه: أبو رَوح. توفي عبد القادر ثالث عشر ربيع الأول.
4 (عبد الواحد بن محمد بن عبد الواحد)
) أبو المظفّر بن الصبّاغ، بغدادي. سمع من: طِراد الزينبي، وابن البطِر، وحَمْد
الحدّاد. وحدّث.
(37/152)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 153
توفي في جمادى الآخرة.
4 (علي بن الحسين بن محمد)
أبو عبد الله الطابراني، الصوفي، النقّاش. سمع بطوس من: أبي علي الفضل بن محمد
الفارَمْذي. وبالرّي: البياضيّ. وبهمذان: شيروَيه الدّيلمي. وعنه: السمعاني.
4 (علي بن الحسين بن محمد بن علي)
قاضي القُضاة، أبو القاسم، الأكمل ابن نور الهُدى أبي طالب الزينبي، الهاشمي،
العباسي، البغدادي. ولد سنة سبع وسبعين وأربعمائة. سمع من: أبيه، وعمه طراد، وابن
البطر، وأبي الحسن العلاف، وغيرهم. روى عنه: الفتح بن عبد السلام. وكان للمسترشد
إليه مَيْل، فوعده بالنقابة، فاتفق موت الدامغاني، فطُلب مكانه، فناله.
(37/153)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 154
ذكره ابن السمعاني فقال: كان غزير الفضل، وافر العقل، له سكون، ووقار، ورزانة،
وثبات. ولي قضاء القضاة بالعراق في سنة ثلاث عشرة وخمسمائة. وقرأتُ عليه جزأين.
قال أبو شجاع محمد بن علي بن الدهّان: يُحكى أن الزينبي منذ ولي القضاء ما رآه أحد
إلا بطرحة وخفاف حتى زوجته. ولقد دخلت عليه في مرض موته وهو نائم بالطّرحة. قلت:
هذا تكلّف وبأوٌ زائد. وقال أبو الفرج بن الجوزي: كان رئيساً، ما رأينا وزيراً ولا
صاحب منصب أوقر منه، ولا أحسن هيبة وسمْتاً. قلّ أن سُمع منه كلمة. وطالت ولايتُه،
فأحكم الزمان، وخدم الراشد، وناب في الوزارة. ثم استوحش من الخليفة، فخرج الى
الموصل، فأسِر هناك. ووصل الراشد الى) الموصل وقد بلغه ما جرى ببغداد من خلعه فقال
له: اكتب خطّك بإبطال ما جرى، وصحة إمامتي. فامتنع، فتواعده زنكي، وناله بشيء من
العذاب، وأذن في قتله، ثم دفع الله عنه. ثم بُعث من الديوان لاستخلاصه، فجيء به،
فبايع المقتفي، وناب في الوزارة لما التجأ ابن عمه الوزير علي بن طِراد الى دار
السلطان. ثم إن المقتفي أعرض عنه بالكلية. قال ابن الجوزي: وقال لي: التقيت الطّاهر،
جاء إليّ فقال: يا ابن عم، أنظر ما يصنع معي، فإن الخليفةُعرض عني. فكتبت الى
المقتفي، فأعاد الجواب بأنه فعل كذا وكذا، فعذرتُه، وجعلت الذنب لابن عمي. ثم جعل
ابن المرخّم مناظِراً له، ومناقضاً ما يبني، والتوقعيات تصدر
(37/154)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 155
بمراضي ابن المرخّم، وسخطان الزينبي، ولم يبق له إلا الاسم، فمرض وتوفي يوم عيد
النّحر، وصلى عليه ابن عمه نقيب النقباء طلحة بن علي. ودُفن بمشهد أبي حنيفة الى
جانب والده. وخلّف جماعة بنين ماتوا شباباً. وعاش ستاً وسبعين سنة.
4 (علي بن أبي الوفاء سعد بن علي بن عبد الواحد بن عبد القاهر بن أحمد بن مُسهر)
مهذّب الدين، أبو الحسن المَوصلي، الشاعر. صدرٌ، رئيس، وشاعر مُحسن. مدح الملوك
الكُثُر، وتنقّل في المناصب الكبار ببلده. وديوانه في مجلدتين. ومن شعره:
(إذا ما لسانُ الدمع نمّ على الهوى .......... فليس بسرٍ ما الضلوعُ أجنّتِ)
(فوالله ما أدري عشية ودّعتْ .......... أناحَت حماماتُ اللِّوى أم تغنّتِ)
(وأعجب من صبري القَلوص التي سرتْ .......... بهودجكِ المزحوم كيف استقلّت)
(أعاتب فيك اليَعمُلات على السّرى .......... وأسأل عنك الريح من حيث هبّتِ)
(أطبقُ أحناء الضلوع على جوى .......... جميعٍ وصبرٍ مستحيلٍ مشتّتِ)
(37/155)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 156
وله:
(ولما اشتكيتَ اشتكى كلُّ ما .......... على الأرض، واعتلّ شرقٌ وغربُ)
(لأنك قلبٌ لجسم الزمان .......... وما صحّ جسمُ إذا اعتلّ قلبُ)
4 (علي بن محمد بن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن محمد بن جعفر)
) أبو الحسن البحيري. من شيوخ نيسابور. من بيت الرواية. حدّث عن: أبي بكر بن سنان،
وغيره. ذكره ابن السمعاني في مُعجمه، وأنه مات في ذي الحجة.
4 (عمر بن أبي غالب بن بُقيرة)
أبو الكرم البغدادي، البقّال. سمع: ثابت بن بُندار. كتب عنه السمعاني، وقال: توفي
في شوال، وصلّيت عليه ببغداد.
(37/156)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 157
4 (عيسى بن يوسف بن عيسى بن علي)
أبو موسى بن الملجوم، الأزدي، الفانيني. سمع من: أبيه قاضي القُضاة أبي الحجاج
يوسف، وأبي الفضل النحوي، وأبي الحجاج الكلبي. وبأغمات من: أبي محمد عبد الله
اللخمي سِبط أبي عمر بن عبد البرّ. ودخل الأندلس فسمع من: أبي علي، وابن الطّلاع،
وخازم بن محمد. وكان جمّاعةً للكتب، ابتاع من أبي علي الغساني أصله بسنن أبي داود
الذي سمعه من أبي عمر بن عبد البرّ. روى عنه: ابنه عبد الرحيم، وأبو محمد بن ماتح.
وتوفي في رجب، رحمه الله، وله سبعٌ وستون سنة.
4 (حرف الفاء)
4 (فضل الله بن أحمد بن المحسّن)
أبو البدر الطوسي. وكان حسن السيرة، جميل الأمر، متواضعاً، كثير الخير. سمع: أبا
علي الفضل الفارَمذي، وأحمد بن عبد الرحمن الكندي، وأبا تُراب المراغي. سمع منه:
أبو سعد السمعاني بطوس. توفي في آخر يوم من السنة وله سبعون سنة. وهو من طابران
قصبة طوس.
4 (الفضل بن يحيى بن صاعد بن سيار بن يحيى)
)
(37/157)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 158
أبو القاسم الكناني، الهروي، الحنفي. ولي قضاة هَراة مدة. وكان عالماً، كريماً،
متودداً. سمع من: جده أبي العلاء، وأبي عامر الأزدي، ونجيب بن ميمون. كتبتُ عنه
الكثير، قاله أبو سعد السمعاني، فمن ذلك: الزهد لسعيد بن منصور، بإسناد هروي، الى
أحمد بن نجدة، عنه. مات في نصف ذي الحجة وقد نيّف على السبعين.
4 (حرف الميم)
4 (محمد بن الحسين بن أبي القاسم)
أبو بكر الطبري، الشالوسي الصوفي، الواعظ. وشالوسا من قرى طرستان. كان مليح الوعظ،
خيّراً، حريصاً على طلب الحديث. سمع: نصر الله الخُشنامي، فمن بعده. سمع منه:
السمعاني، وقال: مات في المحرّم.
(37/158)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 159
4 (محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أحمد)
الإمام أبو بكر بن العربي، المعافري، الأندلسي، الإشبيلي، الحافظ. أحد الأعلام.
ولد في شعبان سنة ثمان وستين وأربعمائة. قال ابن بشكوال: أخبرني أنه رحل مع أبيه
الى المشرق سنة خمسٍ وثمانين، وأنه دخل الشام ولقي بها: أبا بكر محمد بن الوليد
الطُّرطوشي، وتفقّه عنده. ولقي بها جماعة من العلماء والمحدّثين. وأنه دخل بغداد،
وسمع بها من طِراد الزينبي. ثم حجّ سنة تسع وثمانين، وسمع من الحسين بن علي
الطّبري. وعاد الى بغداد، فصحب أبا بكر الشاشي، وأبا حامد الغزالي، وغيرهم،
(37/159)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 160
وتفقه عندهم. ثم صدر عن بغداد، ولقي بمصر، والإسكندرية جماعة، فاستفاد منها، وعاد
الى بلده سنة ثلاثٍ وتسعين بعلم كثير لم يدخله أحد قبله ممن كانت له رحلة الى
المشرق. وكان من أهل التفنن في العلوم، والاستبحار فيها، والجمع لها، مقدّماً في
المعارف كلها، متكلماً في أنواعها، نافذاً في جميعها، حريصاً على آدابها ونشرها،
ثاقب الذهن في تمييز الصواب) منها. يجمع الى ذلك كله آداب الأخلاق مع حُسن
المعاشرة، ولين الكنف، وكثرة الاحتمال، وكرم النفس، وحُسن العهد، وثبات الودّ.
واستُفتي ببلده، فنفع الله به أهلها لصرامته وشدّته، ونفوذ أحكامه. وكانت له في
الظالمين سورةٌ مرهوبة. ثم صُرف عن القضاء، وأقبل على نشر العلم وبثّه. قرأت عليه،
وسمعت منه بإشبيلية، وقرطبة كثيراً من روايته وتواليفه. وتوفي بالعدوة، ودُفن بفاس
في ربيع الآخر. قال ابن عساكر: سمع أبا الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي، وأبا الفضل
بن الفرات، وأبا البركات أحمد بن طاوس، وجماعة. وسمع ببغداد: نصر بن البطِر، وأبا
طلحة النّعالي، وطِراد بن محمد. وسمع ببلده من خاله الحسن بن عمر الهوزني، يعني
المذكور سنة اثنتي عشرة. قلت: ومن تصانيفه: كتاب عارضة الأحوَذي في شرح الترمذي،
وكتاب التفسير في خمس مجلدات كبار، وغير ذلك من الكتب في الحديث، والفقه، والأصول.
(37/160)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 161
وورّخ موته في هذه السنة أيضاً الحافظ أبو الحسن بن الفضل، والقاضي أبو العباس بن
خلّكان. وكان أبوه رئيساً، عالماً، من وزراء أمراء الأندلس، وكان فصيحاً،
مفوَّهاً، شاعراً، توفي بمصر في أول سنة ثلاث وتسعين. روى عن أبي بكر: عبد الرحمن
وعبد الله ابني أحمد وصابر، وأحمد بن سلامة الأبّار الدمشقيون. وأحمد بن خلف
الكلاعي قاضي إشبيلية، والحسن بن علي القرطبي الخطيب، والزاهد أبو عبد الله محمد
بن أحمد بن المجاهد، وأبو بكر محمد بن عبد الله بن الجد الفِهري، ومحمد بن أحمد بن
الفخّار، ومحمد بن مالك الشريشي، ومحمد بن يوسف بن سعادة الإشبيلي، ومحمد علي
الكُتّامي، ومحمد بن جابر الثعلبي، ونجية بن يحيى الرّعَيني، وعبد الله بن أحمد بن
جُمهور، وعبد الله بن أحمد بن علوش نزيل مراكُش، وأبو زيد عبد الرحمن بن عبد الله
السُهَيلي، وعبد الرحمن بن أحمد بن عبد الرحمن بن ربيع الأشعري، وعبد المنعم بن
يحيى بن الخلوف الغرناطي، وعلي بن صالح بن عز الناس الداني، وعليّ بن أحمد
الشَّقوري، وأحمد بن عمر الخزرجي التاجر. وروى عنه خلق سوى هؤلاء، وكان أحد من بلغ
رتبة الاجتهاد، وأحد من انفرد بالأندلس بعلوّ) الإسناد. وقد وجدتُ بخطي أنه توفي
سنة ستٍ وأربعين، فما أدري من أين نقلته. ثم وجدت وفاته في سنة ست في تاريخ ابن
النجار، نقله عن ابن بشكوال، والأول الصحيح إن شاء الله. وذكر ابن النجار أنه سمع
أيضاً من محمد بن عبد الله بن أبي داود الفارسي بمصر، ومن أبي الحسن القاضي
الخلعي، وبالقدس من مكي الرُميلي. وقرأ كتب الأدب ببغداد على أبي زكريا التبريزي،
وقرأ الفقه والأصلين على الغزالي، وأبي بكر الشاشي، وحصّل الكتب والأصول، وحدّث
(37/161)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 162
ببغداد على سبيل المذاكرة، فروى عنه: أبو منصور بن الصباغ، وعبد الخالق الموصلي.
وروى الكثير ببلده، وصنّف مصنفات كثيرة في الحديث، والفقه، والأصول، وعلوم القرآن،
والأدب، والنحو، والتواريخ، واتسع حاله، وكثُر أفضاله، ومدحه الشعراء. وعمل على
إشبيلية سوراً من ماله، وولي قضاءها، وكان من الأئمة المقتدى بهم. وقد ذكره
اليَسَع بن حزم، وبالغ في تعظيمه، وقال: ولي القضاء فمُحِن، وجرى في أعراض العابرة
فلحن، وأصبح يتحرك بإثارة الألسنة، ويأبى بما أجراه القدرُ عليه النوم والسنة، وما
أراد إلا خيراً، نصب الشيطان عليه شباكه، وسكّن الإدبار حِراكه، فأبداه للناس صورة
تبدو، وسورة تُتلى، لكونه تعلَّق بأذيال المُلك، ولم يجر مجرى العلماء في مجاهرة
السلاطين وحربهم، بل داهن. ثم انتقال الى قرطبة مكرَّماً، حتى حُوِّل الى العدوة،
فقضى بما قرأت. قرأت بخط ابن مَسدي في معجمه: أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن
مفرّج النباتي بإشبيلية: سمعت الحافظ أبا بكر بن الجدّ وغيره يقولون: حضر فقهاء
إشبيلية أبو بكر بن المُرجّى، وفلان، وفلان، وحضر معهم أبو بكر بن العربي،
فتذاكروا
(37/162)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 163
حديث المِغفَر، فقال ابن المرجّى: لا يُعرف إلا من حديث مالك، عن الزُهري. فقال
ابن العربي: قد رويته من ثلاثة عشر طريقاً، غير طريق مالك. فقالوا له: أفِدنا هذه
الفوائد، فوعدهم، ولم يُخرج لهم شيئاً. وفي ذلك يقوم خلف بن خير الأديب:
(يا أهل حمص ومن بها أوصيكمُ .......... بالبرّ والتقوى وصية مشفقِ)
(فخذوا عن العربي أسمارَ الدّجا .......... وخُذوا الرواية عن إمامٍ متقي)
)
(إن الفتى حلو الكلام مهذّبٌ .......... إن لم يجد خبراً صحيحاً يخلقِ)
قلت: هذه الحكاية لا تدل على ضعف الرجل ولابد.
4 (محمد بن عبد الرحمن بن ابراهيم بن يحيى)
أبو الحسن ابن الوزّان، صاحب الصلاة بجامع قرطبة. روى عن: أبي عبد الله محمد بن
فرج. وكان أديبً، فاضلاً، معتنياً بالعلم والرواية، ثقة، ثَبتاً، طويل الصلاة،
كثير الذِّكر.
(37/163)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 164
توفي رحمه الله في جمادى الآخرة.
4 (محمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن الطفيل بن الحسن بن عظيمة)
الإشبيلي، الأستاذ، المقرئ. رحل وأخذ القراءات عن ابن الفحّام بالثغر، وأبي الحسين
بن الخشّاب بمصر. أخذ عننه ولده عيّاش. وله قصيدة في القراءات، وكتاب الغنية. روى
عنه: أبو مروان الباجي، وأبو بكر بن خير. وقد حدّث عن أبي علي الغساني، وطبقته.
توفي في صفر، قاله ابن الأبّار.
4 (محمد بن علي)
أبو غالب البغدادي، المكبّر، المعروف بابن الداية. سمع: صفة المنافق من ابن
المسلمة، وسماعه صحيح، ثُبّت في سنة أربع وستين بخط طاهر النيسابوري. وتوفي في
المحرم، قاله أبو سعد. قلت: روى عنه: حمزة ومحمد ابنا علي بن القنّبيطي، وسليمان
وعلي ابنا الموصلي، وجماعة آخرهم الفتح بن عبد السلام. وعاش تسعاً وثمانين سنة.
وكان أبوه فرّاشاً في بيت رئيس الرؤساء.
(37/164)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 165
4 (محمد بن علي بن عمر بن أبي بكر بن علي)
) أبو بكر الكابُلي. روى عن: عبد الجبار بن عبد الله بن برزة الواعظ بإصبهان. روى
عنه: أبو موسى بن المديني، وقال: توفي في العشرين من صفر سنة ثلاث وأربعين. وقال:
قيل إن مولده سنة ثلاث أو أربع أو ست وأربعين وأربعمائة. وروى عنه: أبو سعد
السمعاني، وأبو بكر أحمد بن أبي نصر الخِرقي.
4 (محمد بن أبي بكر عمرو بن محمد بن القاسم)
أبو غالب الشيرازي، من شيوخ أبي موسى المديني. هو نسبه. وذكره أبو سعد السمعاني
فسمى جده محمد: أحمد. وكذا قال عبد الرحيم الحاجي في الوفيات. توفي يوم عيد الفطر.
وقال ابن السمعاني: كان شيخاً، عالماً، صالحاً، سديد السيرة، سمع: المظفّر
البزاني، وابن شكرويه، وجماعة. ولد سنة ست وستين وأربعمائة. وقال أبو موسى: كان
خازن كتب الصاحب.
4 (محمد بن علي بن محمد بن خُشنام)
(37/165)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 166
المروزي، المُلحمي، الصوفي. شيخ معمر، عاش بضعاً وتسعين سنة، فيه خير ودين. سُمع
منه سنة أربع وستين، من عبد العزيز بن موسى القصّاب عن الدهّان، عن فاروق الخطابي.
روى عنه: السمعاني، وعبد الرحيم.
4 (محمد بن علي بن محمد بن علي)
أبو العز البُستي، الصوفي. سمع بمرو، وغيرها جماعة، وسافر الكثير، وسلك البوادي
على التجريد والوحدة. وحدّث عن: موسى بن عمران، وجماعة، حتى إنه روى عن السلفي.
قال السمعاني: كتبت عنه بمرو وبشاور، وكان شيخنا إسماعيل بن أبي سعد يسيء الثناء
عليه.) ولد سنة، ومات في ثاني ذي القعدة.
4 (محمد بن محمد بن الطّبر)
أبو الفرج القصري، الضرير، المقرئ.
(37/166)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 167
عن: ابن طلحة النّعالي، وابن البطِر، وجماعة. وعنه: أبو سعد السمعاني، وأبو القاسم
بن عساكر، وعلي بن أحمد بن وهب. شيخ ابن النجار، وهو صالح خيّر لا بأس به، يؤم
بمسجد. توفي في جمادى الآخرة وإنما أضرّ بأخَرَة.
4 (المبارك بن كامل بن أبي غالب الحسين بن أبي طاهر)
أبو بكر الخفّاف، البغدادي، الظفري، المفيد. كان يفيد الغرباء عن الشيوخ. سمع
الكثير، وأفنى عمره في الطلب. وسمع العالي والنازل. وأخذ عمّن دبّ ودرج، وما يدخل
أحدٌ بغداد إلا ويبادر ويسمع منه. قال ابن السمعاني: وهو سريع القراءة والخط، يشبه
بعضه بعضاً في الرداءة. وكان يدور معي على الشيوخ. سمع: أبا القاسم بن بيان، وأبا
علي بن نبهان، وعليّ بن أحمد بن فتحان الشهرزوري، فمن بعدهم. سمعت منه وسمع مني،
وقال لي: ولدت في سنة تسعين وأربعمائة. توفي في تاسع وعشرين جمادى الأولى. وقال
أبو الفرج بن الجوزي: أبو بكر المفيد، يُعرف أبوه بالخفّاف، سمع خلقاً كثيراً،
ومازال يسمع العالي والنازل، ويتتبّع الأشياخ في الزوايا، وينقل السمّاعات، فلو
قيل: إنه سمع من ثلاثة آلاف شيخ لما رُدّ القائل. وانتهت إليه معرفة المشايخ،
ومقدار ما سمعوا والإجازات لكثرة دِربته في
(37/167)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 168
ذلك. وكان قد صحب هزارسبَ بن عوض، ومحمود الإصبهاني، إلا أنه كان قليل التحقيق
فيما ينقل من السماعات، لكونه يأخذ عن ذلك ثمناً، وكان فقيراً الى ما يأخذ، ولكن
كثير التزويج والأولاد.
4 (المبارك بن المبارك بن أبي نصر بن زوما)
أبو نصر البغدادي، الحنبلي الرّفّاء، ثم تحول شافعياً، وتفقّه على أبي سعد
الميهني. وبرع في) المذهب، وكان من الصلحاء العُبّاد. سمع من: أُبي النّرسي،
وطبقته. وحدّث. ومات كهلاً، رحمه الله.
4 (منير بن محمد بن منير)
أبو الفضل النّخعي، الرازي، واعظ. سمع ببغداد: عاصم بن الحسن، ومالك البانياسي،
وأبا الغنائم بن أبي عثمان، وجماعة. روى عنه: عبد الوهّاب بن سُكينة، وغيره. قال
ابن السمعاني: كان على التركات، وسمعت جماعة يسيئون الثناء عليه. كتبتُ عنه.
(37/168)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 169
وتوفي في ذي القعدة. وولد في سنة خمسٍ وستين.
4 (موسى بن أبي بكر بن أبي زيد)
أبو عبد الله الفرغاني، الصوفي. قدِم بغداد، وحجّ كثيراً. وكان شيخاً صالحاً،
خدوماً، ذكر أنه سمع من أصحاب أبي علي بن شاذان، ولم يظهر له شيء. توفي بدمشق في
صفر.
4 (حرف الياء)
4 (ياقوت)
أبو الدرّ الرومي، التاجر، السفّار، عتيق عُبيد الله بن أحمد البخاري. سمع معه من
ابن هزارمُرد الصّريفيني كتاب المُزاح والفكاهة للزُبير، وسمع مجالس المخلّص. قال
ابن السمعاني: كان شيخاً ظاهره الصلاح والسداد، لا بأس به، حدّث بالعراق ودمشق،
ومصر. وقال ابن عساكر: قدم دمشق، ومصر، مرات للتجارة، ولم يكن يفهم شيئاً، وتوفي
بدمشق في شعبان. قلت: روى عنه: ابن عساكر، وولده القاسم، وابن السمعاني، وأبو
المواهب بن صصرى، ومحمد بن وهب بن الزّنْف، والحسين بن كامل
(37/169)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 170
المعبّر، وعقيل بن الحسين بن أبي الجن،) وأحمد بن وهب بن الزّنف، وعبد الرحمن بن
سلطان بن يحيى القرشي، وعبد الرحمن بن إسماعيل الجنزوي، وعبد الرحمن بن عبد الواحد
بن هلال، وعبد الصمد بن يونس التنوخي، وطائفة سواهم.
4 (يحيى بن أحمد بن محمد بن أحمد)
أبو جعفر بن الزوال. سمع: أبا نصر الزينبي، وعامر بن الحسن. وعنه: ابن سُكينة،
ويوسف بن المبارك بن كامل. مات في ربيع الأول. قاله ابن النجار.
4 (يحيى بن محمد بن سعادة بن فصّال)
أبو بكر القرطبي، المقرئ. أخذ القراءات عن: أبي الحسن العبسي، وأبي القاسم بن
النخّاس. وحجّ فسمع من رزين بن مغرب كتاب تجريد الصحاح وكتاب فضائل مكة. روى عنه:
أبو القاسم بن بشكوال، وأبو خالد المرواني، وأبو الحسن بن مؤمن، وأبو القاسم
الشرّاط.
4 (يوسف بن دوناس بن عيسى)
(37/170)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 171
أبو الحجاج الفِندلاوي، المغربي الفقيه المالكي، الشهيد، إن شاء الله. قدم الشام
حاجاً، فسكن بانياس مدة، وكان خطيباً بها، ثم انتقل الى دمشق، ودرّس بها الفقه،
وحدّث بالموطأ. أنبأنا المسلم بن محمد عن القاسم بن عساكر: أنا أبي، أنا أبو
الحجاج الفِندلاوي: أنبا محمد بن عبد الله بن الطيب الكلبي، أنبا أبي، أنبا عبد
الرحمن الخِرَقيّ، أنا علي بن محمد الفقيه، فذكر حديثاً. قال الحافظ ابن عساكر:
كان الفندلاوي حسن الفاكهة، حلو المحاضرة، شديد التعصّب لمذهب أهل السنة، يعين
الأشاعرة، كريم النفس، مطّرحاً التكلّف، قوي القلب. سمعت أبا تُراب بن قيس يذكر
أنه كان يعتقد اعتقاد الحشوية، ويبغض الفندلاوي لردّه عليهم، وأنه خرج الى الحج،
وأُسر في الطريق، وألقي في جبّ، وألقي عليه صخرة، وبقي كذلك مدة يُلقى إليه ما
يأكل، وأنه أحس) ليلة بحس، فقال: من أنت فقال: ناولني يدك. فناوله يده، فأخرجه من
الجب، فلما طلع إذا هو الفِندلاوي، فقال: تُب مما كنت عليه. فتاب عليه. قال ابن
عساكر: وكان ليلة الختم في رمضان يخطب رجل في حلقة الفندلاوي بالجامع ويدعو، وعنده
أبو الحسن بن المسلم الفقيه، فرماهم خارج من الحلقة بحجر، فلم يُعرف. وقال
الفندلاوي: اللهم إقطع يده. فما مضى إلا يسير حتى أُخذ قصير الركابي من الحلقة
الحنابلة ووُجد في صندوقه مفاتيح كثيرة تفتح الأبواب للسرقة، فأمر شمس الملوك بقطع
يديه، ومات من قطعهما.
(37/171)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 172
قُتل الفندلاوي يوم السبت سادس ربيع الأول سنة ثلاث بالنيرب مجاهداً للفرنج. وفي
هذا اليوم نزلوا على دمشق، فبقوا أربعة أيام، ورحلوا لقلة العلف والخوف من العساكر
المتواصلة من حلب، والموصل نجدةً. وكان خروج الفندلاوي إليهم راجلاً فيمن خرج.
وذكر صاحب الروضتين أن الفندلاوي قُتل على الماء قريب الربوة، لوقوفه في وجوه
الفرنج، وترك الرجوع عنهم، اتّبع أوامر الله تعالى وقال بِعنا واشتري. وكذلك عبد
الرحمن الحلحولي الزاهد، رحمه الله، جرى أمره هذا المجرى. وذكر ابن عساكر أن
الفِندلاوي رؤي في المنام، فقيل له: أين أنت فقال: في جنات عدن على سُرُرٍ
متقابلين. وقبره يُزار بمقبرة باب الصغير من ناحية حائط المصلّى، وعليه بلاطة
كبيرة فيها شرحُ حاله. وأما عبد الرحمن الحلحولي فقبره في بستان الشعباني، في جهة
شرقه، وهو البستان المحاذي لمسجد بستان شعبان المعروف الآن بمسجد طالوت. وقد جرت
للفندلاوي، رحمه الله، بحوث، وأمور، وحِسبة مع شرف الإسلام ابن الحنبلي في
العقائد، أعاذنا الله من الفتن والهوى.
(37/172)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 173
4 (وفيات سنة أربع وأربعين وخمسمائة)
4 (حرف الألف)
4 (أحمد بن الوزير نظام المُلك الحسن بن عليّ بن إسحاق)
أبو نصر الطوسي، الصاحب، الرئيس.) سكن بغداد عند مدرسة والده، وكان وزيراً في
دولتي الخليفة والسلطان، وآخر ما وزَر للمسترشد بالله في رمضان سنة ستّ عشرة
وخمسمائة، وعُزل بعد ستة أشهر، ولزم منزله، ولم يتلبّس بعدها بولاية. وآخر من روى
عنه حفيده الأمير داود بن سليمان بن أحمد. وكان صدراً، بهيّ المنظر، مليح الشيبة،
يملأ العين والقلب، قعد عن الأشغال، وكان جليس يَمنة. وحدّث عن: أبيه، وأبي الفضل
الحسناباذي، وغيرهما، وأبو الفضل كان عبد الرزاق الراوي، عن الحافظ ابن مردوَيه،
وغيره. روى عنه: أبو أسعد السمعاني، وذكره في معجمه، وقال: توفي في الخامس
والعشرين من ذي الحجة، ودُفن بداره. عاش تسعاً وسبعين سنة.
4 (أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن)
(37/173)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 174
أبو نصر البهوني. وبهونة: من قرى مرو. إمام فاضل، لكن اختلط في آخر عمره واختلّ.
سمع: هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي، وأبا سعيد محمد بن عليّ البغوي. ذكره ابن
السمعاني في معجمه، وقال: توفي في ربيع الآخر.
4 (أحمد بن عبد الباقي بن الجلا)
أبو البركات، أمين القاضي ببغداد. حدّث عن: نصر بن البطِر. وعنه: ابن السمعاني،
وإبراهيم بن سفيان بن مَندة. وكان مقرئاً، مجوِّداً. توفي في جمادى الأولى.
4 (أحمد بن علي بن أبي جعفر بن أبي صالح)
الإمام، أبو جعفر البيهقي، النحوي، المفسّر، المعروف ببوجعفرَك. نزيل نيسابور،
وعالِمها. قال السمعاني: كان إماماً في القراءة، والتفسير، والنحو، واللغة، وصنّف
(37/174)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 175
المصنّفات المشهورة.) وسمع: أحمد بن محمد بن صاعد، وعلي بن الحسين بن العباس
الصندلي. وولد في حدود السبعين وأربعمائة. وذكره جمال الدين القفطي في تاريخ
النحويين فقال: صنّف التصانيف المشهورة، منها كتاب تاج المصادر. وظهر له تلامذة
نُجباء. وكان لا يخرج من بيته إلا في أوقات الصلاة. وكان يُزار ويتبرّك به. توفي
رحمه الله بلا مرض في آخر يوم من رمضان، وازدحم الخلق على جنازته.
4 (أحمد بن علي بن حمزة بن جبيرة)
أبو محمد البصلاني، ويُعرف بطفان. طلب بنفسه، وكتب عن: ابن البطِر، والنعالي،
وعاصم بن الحسن، وطِراد. وقال ابن النجار: روى اليسير لسوء طريقه، وقُبح أفعاله.
كان ينجّم ويتمسخر على العرب، ويحضر مجالس اللهو، فتركوه. روى عنه: الحافظ ابن
عساكر، والمبارك بن كامل، ونور العين بنت المبارك. قال ابن ناصر: متروك، لا تجوز
الرواية عنه. وقال ابن شافع: مات في رجب.
(37/175)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 176
4 (أحمد بن محمد بن الحسين)
القاضي، أبو بكر الأرجاني، ناصح الدين، قاضي تُستَر، وصاحب الديوان الشعر المشهور.
كان شاعر عصره، مدح أمير المؤمنين المسترشد بالله. وسمع من أبي بكر بن ماجة
الأبهري حديث لُوَين. روى عنه جماعة منهم: أبو بكر محمد بن القاسم بن المظفّر بن
الشهرزوري، وعبد الرحيم بن أحمد ابن الإخوة، وابن الخشّاب النحوي، ومنوجهر بن
تُركانشاه، ويحيى بن زيادة الكاتب.
(37/176)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 177
وأصله شيرازي. وكان في عنفوان شبابه بالمدرسة النظامية بإصبهان، وناب في القضاء
بعسكر مُكرَم. والذي جُمِع من شعره لا يكوّن العُشر منه. قال العِماد في الخريدة:
لما وافيت عسكر مُكرَم لقيتُ بها ولد رئيس الدين محمداً، فأعارني إضبارة كبيرة من
شعر والده. منبتُ شجرته أرّجان، ومواطن أسرته تُستَر، وعسكر مُكرَم من خوزستان.
وهو وإن كان في العجم مولده، فمن العرب محتِده، سلفه القديم من الأنصار، لم) يسمح
بنظيره سالف الأعصار، أوسيّ الأسّ خزرَجيُّه، قسيُّ النطق إياديّه، فارسي القلم،
وفارس ميدانه، وسلمان برهانه، من أبناء فارس، الذين نالوا العلم المعلّق بالثريا.
جمع بين العذوبة والطيب والريّا. وله:
(أنا أشعر الفقهاء غير مُدافعٍ .......... في العصر، أو أنا أفقهُ الشعراءِ)
(شِعري إذا ما قلتُ دوّنه الورى .......... بالطبع لا يتكلّفِ الإلقاءِ)
(كالصوت في حُلل الجبال إذا علا .......... للسمع هاج تجاوبَ الأصداء)
وله:
(شاور سواكَ إذا نابتكَ نائبةٌ .......... يوماً، وإن كنتَ من أهل المشوراتِ)
(فالعينُ تنظر منها ما دنا ونأى .......... ولا ترى نفسَها إلا بمرآةِ)
(37/177)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 178
وله:
(ولما بلوتُ الناسَ أطلبُ عندهم .......... أخا ثقةٍ عند اعتراض الشدائدِ)
(تطلّعتُ في حالَي رخاءٍ وشدةٍ .......... وناديتُ في الأحياء: هل من مُساعد)
(فلم أرَ فيما ساءني غير شامتٍ .......... ولم أرَ فيما سرّني غيرَ حاسدِ)
(مُتِّعتُما يا ناظريّ بنظرة .......... وأوردتما قلبي أشرَّ المواردِ)
(أعينيّ كُفّا عن فؤادي فإنه .......... من البغي سعيُ اثنين في قتل واحدِ)
وله يمدح خطير المُلك محمد بن الحسين وزير السلطان محمد السلجوقي:
(طلعتْ نجومُ الدين فوق الفرقَد .......... بمحمدٍ، ومحمدٍ، ومحمدِ)
(نبيُّنا الهادي وسلطان الورى .......... ووزيره المولى الكريم المُنجدِ)
(سعدان للأفلاك يكنفانها .......... والدين يكنفُه ثلاثة أسعدِ)
(بكتاب ذا، وبسيف ذا، وبرأي ذا .......... نُظمتْ أمورُ الدين بعد تبدُّدِ)
(فالمعجزاتُ لمُفترٍ، والباتراتُ .......... لمُعتَد، والمكرُماتُ لمُجتدي)
(لله درُّ زمانه من مجاجدٍ .......... ملك أغرّ من المكارم أصيدِ)
وله:
(ما جُبتُ آفاقَ البلاد مطوِّفاً .......... إلا وأنتم في الورى متطلّبي)
)
(سعي إليكم في الحقيقة، والذي .......... تجدون عنكم فهو سعيُ الدهرِ بي)
(أنحوكمُ ويردُّ وجهي القهقرى .......... عنكم بسَيري مثلُ سير الكوكبِ)
(فالقصدُ نحو المشرقِ الأقصى لكم .......... والسير رأيَ العين نحو المغربِ)
(37/178)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع
والثلاثون الصفحة 179
وله:
(رثى لي وقد ساويتُه في نُحوله .......... خيالي لما لم يكن لي راحمُ)
(فدلّس بي حتى طرقتُ مكانَه .......... وأوهمتُ إلفي أنه بي حالمُ)
(وبتنا ولم يشعر بنا الناسُ ليلةً .......... أنا ساهرٌ في جفنه، وهو نائم)
وله، وقد ناب عن القاضي ناصر الدين عبد القاهر بن محمد بتُستر، وعسكر مُكرَم:
(ومن النوائب أنني .......... في مثل هذا الشغل نائبْ)
(ومن العجائب أن لي .......... صبراً على هذي العجائب)
وله:
(أحبُّ المرء ظاهرُه جميلٌ .......... لصاحبه وباطنُه سليمُ)
(مودتُه تدومُ لكل هولٍ .......... وهل كلُ مودتُه تدوم)
وله:
(وهل دُفِعتُ الى الهموم تنوبني .......... منها ثلاثُ شدائد، جُمعنَ لي)
(أسفٌ على ماضي الزمان، وحيرةٌ .......... في الحال، وخشيةُ المستقبل)
(ما إن وصلتُ الى زمان آخرٍ .......... إلا بكيتُ على الزمان الأول)
وله:
(حيث انتهيتَ من الهجران لي فقفْ .......... ومن وراء دمي بيضُ الظبا فخفِ)
(يا عابثاً بِعداتِ الوصل يُخلفُها .......... حتى إذا جاء ميعادُ الفراق يَفي)
(اعدِلْ كفاتن قدٍ منك معتدِلٍ .......... واعطف كمائل غصن منك منعطفِ)
(ويا عذولي ومن يُصغي الى عذلٍ .......... إذا رنا أحورُ العينين لا تقفِ)
(37/179)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 180
(تلوّم قلبي إن أصماه وناظره .......... فيمَ اعتراضُك بين السهم والهدفِ)
(سلوا عقائِكَ هذا الحي أي دمٍ .......... للأعين النجل عند الأعيُن الذُرُفِ)
(يستوصفون لساني عن محبتهم .......... وأنت أصدقُ، يا دمعي، لهم فصفِ)
)
(ليست دموعي لنار الشوق مطفئة .......... وكيف والماءُ بادٍ واللهيبُ خفي)
(لم أنسَ يوم رحيل الحي موقفَنا .......... والعيسُ تطلعُ أولاها على شُرُفِ)
(وفي المحامل تخفى كل آنسةٍ .......... أن ينكشف سجفُها للشمس تنكسفِ)
(يبين عن معصمٍ بالوهم ملتزم .......... منها، وعن مبسم باللحظ مُرتَشفِ)
(في ذمة الله ذاك الركب إنهم .......... ساروا وفيهم حياةُ المُغرم الدنفِ)
(فإن أعِش بعدهم فرداً فواعجباً .......... وإن أمتُ هكذا وجداً أفيا أسفي.)
وله:
(قلبي وشعري أبداً للورى .......... يصبح كل وحماه مُباح)
(ولملوك العصر فيما أرى .......... نهب، وهذا لوجوه الملاح)
(الحُسن للحسناء سيجتمع .......... والحظ الأمتع عند القباح)
وله:
(قفْ يا خيالُ وإن تساوينا ضنا .......... أنا منك أولى بالزيارة مُهنا)
(نافستُ طيفي في خيالي ليلةً .......... في أن يزورَ العامرية أيُّنا)
(فسريتُ أعتجرُ الظلامَ الى الحمى .......... ولقد عناني من أميمة ما عنا)
(وعقلتُ راحلتي بفضل زمامِها .......... لما رأيتُ خيامهم بالمُنحنى)
(لما طرقتُ الحيَّ قالت خيفةً .......... لا أنت إن علم الغيورُ ولا أنا)
(فدنوت طوع مقالها متخفياً .......... ورأيت خطبَ القوم عندي أهونا)
(37/180)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 181
(سترت مُحيّاها مخافةَ فتنتي .......... ببنانها عني، فكانت أفتنا)
(وتجرّدتْ أعطافُها من زينة .......... عمداً، فكان لها التجرد أزينا)
(قسماً بما زار الحجيجُ وما سعوا .......... زُمراً، وما نحروا على وادي منا)
(ما اعتاد قلبي ذكرَ من سكن الحِمى .......... إلا استطار وملّ صدري مسكنا)
وله:
(لو كنتُ أجهلُ ما عملتُ، لسرّني .......... جهلي، كما قد ساءني ما أعلمُ)
(كالصّعو يرتع في الرياض، وإنما .......... حُبس الهزارُ لأنه يترنمُ)
وله:)
(سهامُ نواظرٍ تُصمي الرمايا .......... وهنّ من الحواجب في حنايا)
(ومن عجب سهامٌ لم تفارقْ .......... حناياها وقد جرحتْ حشايا)
(نهيتكُ لا تناضِلها فإنني .......... رميتُ فلم يُصب قلبي سوايا)
(جعلتُ طليعتي طرفي سفاها .......... فدلّ على مقاتلي الخفايا)
(وهل يُحمى حريمٌ من عدوٍ .......... إذا ما الجيشُ خانته الرمايا)
(هززن من القدود لنا رماحاً .......... فخلّينا القلوبَ لها ردايا)
(ولي نفَسٌ إذا ما اشتدّ شوقاً .......... أطار القلبَ من حُرَقٍ شظايا)
(ومحتكمٍ على العشاق جوراً .......... وأين من الدمى عدلُ القضايا)
(يُريك بوجنتيه الوردَ غضّاً .......... ونورَ الأقحوان من الثنايا)
(ولا تَلمِ المتيّم في هواه .......... فعدلُ العاشقين من الخطايا)
(37/181)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 182
توفي الأرجاني بُتستَر في شهر ربيع الأول. وأرّجان: بليدة من كور الأهواز، بشد
الراء. ضبطها صاحب الصّحاح. واستعملها المتنبي مخفّفة في قوله:
(أرَجانَ أيتها الجيادُ، فإنهُ .......... عزمي الذي يذَرُ الوشيجَ مكسّرا)
4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن أُبيّ)
الأمير أبو الفضل الفراتي، الخونجاني، النيسابوري. سمع: أبا بكر بن خلف الشيرازي،
وأبا عمرو عبد الله بن عمر البحيري. وكان مولده في سنة خمس وستين وأربعمائة. وتوفي
في أواخر شوال. روى عنه: أبو سعد السمعاني، وابنه عبد الرحيم.
(37/182)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 183
4 (أحمد بن يحيى بن علي)
أبو البركات السِّقلاطوني، الفقيه، المعروف بابن الصبّاغ. روى عن: أبي نصرٍ
الزينبي. سمع منه: ابن الخشّاب، والمبارك بن عبد الله بن النّقّور. توفي في هذه
السنة تقريباً، أو بعدها.)
4 (ابراهيم بن محمد بن أحمد الجاجَرمي)
ثم النيسابوري، الفقيه. يؤمّ بجامع نيسابور نيابة. سمع: أبا الحسن المديني،
وجماعة.
4 (ابراهيم بن يحيى بن ابراهيم بن سعيد)
أبو إسحاق بن الأمين، القرطبي. قال ابن بشكُوال: أكثر عن جماعة من شيوخنا، وكان من
جلّة المحدّثين، وكبار المُسندين، والأدباء المتفننين، من أهل الدراية والرواية.
أخذتُ عنه وأخذ عني، وكان من الدين بمكان. وولد في سنة تسعٍ وثمانين وأربعمائة.
قلت: له استدراك على كتاب الاستيعاب.
4 (أسعد بن علي بن الموفّق بن زياد)
(37/183)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 184
الرئيس، أبو المحاسن الزيادي، الهروي، الحنبلي. ثقة، صدوق، صالح، عابد، سديد
السيرة، دائم الصلاة والذِّكر، مستغرق الأوقات بالعبادة. وكان يسرد الصوم. وصفه
ابن السمعاني، وغيره، بهذا. وكان يسكن قديماً مالين. سمع منتخب مُسند عبد، من جمال
الإسلام أبي الحسن الداوودي، وصحيح البخاري ومُسند الدارمي أيضاً. وولد في رابع
عشر ربيع الآخر سنة تسعٍ وخمسين وأربعمائة. روى عنه: الحافظان: ابن عساكر، وابن
السمعاني، وأبو الفتح محمد بن عبد الرحمن الفاميّ، وعبد الجامع بن علي المعروف
خخّة، وآخرون. وروى عنه بالإجازة المؤيد الطوسي، ؤأبو المظفّر السمعاني. وآخر من
روى عنه بالسماع: أبو روح عبد المعز الهروي، فأخبرنا أحمد بن هبة الله، أنا عبد
المعزّ بن محمد، أنا أسعد بن علي بن الموفق، بقراءة أبي علي ابن الوزير في سنة
تسعٍ وعشرين وخمسمائة، أنا أبو الحسن الداوودي، فذكر حديثاً عن عبد بن حُميد.
4 (إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن المهدي بن إبراهيم)
) أبو الغنائم الهاشمي، العلوي، الحسيني، الموسوي، الإصبهاني. نشأ ببغداد. وسمع:
أبا الخطّاب بن البطر، وأبا عبد الله النعاليّ الحافظ، وثابت بن بُندار. وحدّث.
وتوفي ببلاد فارس في هذه السنة أو بعدها. روى عنه: عبد الرحيم بن السمعاني.
(37/184)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 185
4 (آمنة بنت شيخ الشيوخ إسماعيل بن أحمد بن محمد النيسابوري)
أم عبد الرحمن، صاحبة أبي منصور علي بن علي بن سُكينة. كانت صالحة، عابدة، قانتة،
خيّرة، كثيرة النوافل. حجّت غير مرة. وروت عن رزق الله التميمي بالإجازة. أخذ
عنها: أبو سعد السمعاني. توفيت في ربيع الأول.
4 (أُنُر)
الأمير معين الدين، مدبّر دول أستاذه طُغتِكين بدمشق. وكان عاقلاً، خيّراً، حسن
السيرة والديانة، موصوفاً بالرأي والشجاعة، محباً للعلماء والصالحين، كثير الصدقة
والبِرّ، وله المدرسة المعينية بقصر الثقفيين ولقبره قبة بالعُوينة خلف دار بطيخ،
وقبلي الشامية.
(37/185)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 186
وكان له أثر حسن في ترحيل الفرنج عن دمشق لما حاصرها ملك الألمان، ونزلوا
بالميادين. وقد تزوج الملك نور الدين محمود بن زنكي بابنته عصمة الدين خاتون في
حياته. توفي معين الدين في ربيع الآخر، وأغفله ابن عساكر كغيره من أعيان
المتأخرين.
4 (حرف الثاء)
4 (ثابت بن أبي تمام عمر بن أحمد)
أبو منصور الكتبي، الواسطي. سمع: أبا القاسم بن بيان، وابن نبيهان. وولد في سنة ست
وثمانين وأربعمائة.) وتوفي ببغداد في ليلة السابع والعشرين من رمضان. كتب عنه: أبو
سعد بن السمعاني، وأحمد بن منصور الكازروني، وغيرهما.
4 (حرف الحاء)
4 (الحسن بن سعيد بن أحمد)
الإمام أبو علي القُرشي، الأموي، الجزري. قدم بغداد، وتفقّه بها في مذهب الشافعي.
وسمع من: عبد العزيز بن علي الأنماطي، وأبي القاسم بن البُسري، وعمر بن عبيد الله
البقّال، وغيرهم. وولي قضاء جزيرة ابن عمر، ثم سكن آمِد. قال ابن عساكر: سألته عن
مولده، فقال: سنة إحدى وخمسين وأربعمائة.
(37/186)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 187
وقال يوسف بن محمد بن مقلّد: مات بفنك في أوائل رمضان سنة. سمعت منه. قلت: هذا كان
من بقايا المُسندين، ضاع في تلك الديار.
4 (الحسن بن عبد الله بن عمر)
أبو علي بن أحمد بن العرجاء، المالكي. تلا بالسبع على والده صاحب ابن نفيس، وأبي
معشر. قال أبو علي: وحدّثني بالقراءات إجازةً أبو معشر الطبري. قرأ عليه بالسمع:
أبو الحسن علي بن أحمد بن كوثر المحاربي بمكة المتوفى بالأندلس سنة تسع وثمانين.
كانت قراءته عليه وعلى ابن رضا في سنة أربع وأربعين وخمسمائة.
4 (حرف الخاء)
4 (خليفة بن محفوظ)
أبو الفوارس الأنباري، المؤدّب، الأديب. صالح، عالم، مطبوع، مقرئ. سمع: أبا طاهر
بن أبي الصّقر، وأبا الحسن الأقطع. وعنه: السمعاني، وابن عساكر.
(37/187)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 188
أرّخه ابن النجار.)
4 (حرف السين)
4 (سعد بن علي بن أبي سعد بن علي بن الفضل)
أبو عامر الجرجاني، الواعظ، المعروف بالعصاري، نسبة الى عصر البزور، وكذلك أهل
جرجان يُنسَبون. كان إماماً فاضلاً، فيه صلاح، وزهد، وخير. سافر الكثير، ودخل
البلدان. ودخل بغداد قبل الخمسمائة، فسمع من: جعفر السراج، والمبارك بن الطّيوري،
وأبي غالب بن الباقلاني. ومن: أبي سعد المطرّز، وأبي علي الحداد. وقبلها من أبي
مطيع بإصبهان. قال أبو سعد السمعاني: سمعت منه حلية الأولياء لأبي نُعيم بمرو.
وآخر ما لقيته بنيسابور سنة أربع وأربعين. وقال لي: ولدتُ بجُرجان في سنة ثمان
وسبعين وأربعمائة. قلت: وروى عنه عبد الرحيم بن السمعاني.
4 (سلمان بن جروان بن حسين)
أبو عبد الرحمن الماكسيني. وهي قريبة من الرّحبة. قدِم بغداد، وكان صالحاً، حافظاً
للقرآن، بعمل البواري. سمع من: أبي سعد بن خُشيش، وشجاع الذّهلي.
(37/188)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 189
وحدّث. وتوفي بإربل في ربيع الأول.
4 (حرف الصاد)
4 (صخر بن عبيد بن صخر بن محمد)
أبو عبيد الطوسي. سمع: أبا الفتح نصر بن علي الحاكمي، ومحمد بن سعيد الفرَخرداني،
وأبا شُريح إسماعيل بن أحمد الشاشي. حدّث بطوس، وبنيسابور.) وولد في شعبان سنة
اثنتين وخمسين وأربعمائة، وتوفي بالطّابران في ذي القعدة سنة أربع هذه، وله اثنتان
وتسعون سنة وأشهر. روى عنه: ابن السمعاني، وولده عبد الرحيم، وغيرهما.
4 (حرف العين)
4 (عبدان بن رزين بن محمد)
(37/189)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 190
أبو محمد الأذربيجاني، الدويني، المقرئ، الضرير. قدِم دمشق في صباه وسكنها. وسمع
من: الفقيه نصر المقدسي، وأبي البركات بن طاوس المقرئ. ولقي جماعة. قال ابن عساكر:
كان ثقة خيّراً يسكن دويرة حمْد، ويصلي بالناس في الجامع عند مرض البدلسي. قلت:
روى عنه الحافظ ابن عساكر، وابنه القاسم، وأبو المحاسن محمد بن أبي لُقمة. ومات في
رجب. وقع لي جزء من روايته.
4 (عبد الله بن عبد الباقي)
أبو بكر التّبّان، الحنبلي، الفقيه. كان أمياً لا يكتب. تفقّه على: ابن عقيل.
وناظر، وأفتى، ودرّس. وسمع من: أبي الحسين بن الطيوري.
4 (عبد الله بن علي بن سهل)
أبو الفتوح الخركوشي، نسبة الى سكة بنيسابور.
(37/190)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 191
قال ابن السمعاني: شيخ صالح، عفيف، نظيف، ثقة. سمع: إسماعيل بن زاهر النوقاني،
ومحمد بن إسماعيل التفليسي، ومحمد بن عبيد الله الصرّام، وعثمان بن محمد المحمي،
وأبا بكر بن خلف، وغيرهم. رحلتُ إليه بابني عبد الرحيم، وأكثرتُ عنه، وقرأتُ عليه
أكثر تاريخ يعقوب الفسوي، عن) النوقاني. مولده في سنة ست وستين وأربعمائة، وتوفي
في الثاني والعشرين من شوال. قلت: روى عنه المؤيد الطوسي أيضاً.
4 (عبد الرحمن بن الحسن بن علي)
أبو الفضل بن السّراف، البنجديهي قال السمعاني: شيخ صالح، تالٍ للقرآن. سمع بمرو:
محمد بن أبي عمران الصفّار، وبمرو الروذ: عبد الرزاق بن جسّان المنيعي. وولد في
حدود الخمسين وأربعمائة، وعُمِّر دهراً. وتوفي في رجب. روى عنه: عبد الرحيم
السمعاني، وأبوه. وقال: كتبت نيّفاً وتسعين ختمة، وتلوت أربعة عشر ألف ختمة.
4 (عبد الرحمن بن يوسف بن عيسى)
أبو القاسم بن الملجوم، الأزدي، الفاسي. أجاز له أبو عبد الله بن الطّلاع، وأبو
علي الغساني. وكان يسرد تفسير العزيزي وغريب الحديث لأبي عبيد من حفظه.
(37/191)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 192
روى عنه: ابن أخيه عبد الرحيم بن عيسى.
4 (عبد الرحيم بن الموفّق بن أبي نصر)
الهروي، الديوقاني، الحنفي. سمع من: بيبى الهرثمية، وجماعة. مات في ثاني صفر عن
سبع وثمانين سنة. روى عنه: السمعاني.
4 (عبد السلام بن محمد بن عبد الله بن اللبّان)
أبو محمد التيمي، الإصبهاني، المعدّل. سمع: المظفّر البراثي، وأبا عيسى بن زياد.
وعنه: السمعاني، وورّخه في المحرّم.)
4 (عبد السلام بن أبي الفتح بن أبي القاسم)
أبو الفتح الخباز الهروي. شيخ صالح، حدّث عن: بيبى الهرثمية ومات في سلخ جمادى
الأولى. قاله السمعاني. روى عنه أبو روح. وبالإجازة أبو المظفّر السمعاني.
(37/192)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 193
4 (عبد الصمد بن علي)
أبو الفضل النيسابوري، الصوفي داود. سمع: أبا بكر بن خلف، وعثمان بن محمد بن
المحمي. مات في جمادى الآخرة في عشر الثمانين. كتب عنه: السمعاني، وغيره.
4 (عبد العزيز بن خلف بن مدير)
أبو بكر الأزدي، القرطبي. روى عن: أبيه، وأبي الوليد الباجي، وأبي العباس العذري.
مولده سنة سبع وستين. وتوفي بأرلش. هكذا ترجمه ابن بشكوال. وآخر من روى عنه
بالسماع: خطيب قرطبة أبو جعفر بن يحيى الحِميري.
4 (عبد الغني بن محمد بن سعيد)
أبو القاسم الزينبي. وتوفي في شوال وهو كهل.
4 (عبد المجيد الحافظ لدين الله)
(37/193)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 194
أبو الميمون بن محمد بن المستنصر بالله معدّ بن الظاهر علي بن الحاكم العبيدي،
صاحب مصر. بويع يوم مقتل ابن عمه الآمر بولاية العهد وتدبير المملكة، حتى يولد
حملٌ للآمر، فغلب عليه أبو علي أحمد بن الأفضل بن بدر الجمالي أمير الجيوش. وكان
الآمر قد قتل الأفضل، وحبس) ابنه أحمد، فلما قُتل الآمر وثب الأمراء فأخرجوا أحمد،
وقدموه عليهم. فسار الى القصر، وقهر الحافظ، وغلب على الأمر، وبقي الحافظ معه صورة
من تحت حكمه، وقام في الأمر والمُلك أحسن قيام وعدل، وردّ على المصادَرين أموالهم،
ووقف عند مذهب الشيعة، وتمسّك بالإثني عشر، وترك الأذان بحي على خير العمل. وقيل:
بل أقرّ على خير العمل، وأسقط محمد وعلي خير البشر، والحمد لله. كذا وجدت بخطّ
النّسّابة. ورفض الحافظ لدين الله وأهل بيته وأباهُ، ودعا على المنابر للإمام
المنتظَر صاحب الزمان على زعمهم. وكتب اسمه على السكة. وبقي على ذلك الى أن وثب
عليه واحد من الخاصة، فقتله بظاهر القاهرة في المحرم سنة ست وعشرين وخمسمائة. وكان
ذلك بتدبير الحافظ. فبادر الأجناد والدولة الى الحافظ، وأخرجوه من السجن، وبايعوه
ثانياً، واستقل بالأمور.
(37/194)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 195
وكان مولده بعسقلان سنة سبع وستين. وسبب ولادته بها أن أباه خرج إليها في غلاء
مصر. وسبب توليته أن الآمر لم يخلّف ولداً، وخلّف حملاً، فماج أهل مصر، وقال
الجُهّال: هذا بيت لا يموت الإمام منهم حتى يخلّف ولداً وينص على إمامته. وكان
الآمر قد نصّ لهم على الحمْل، فوضعت المرأة بنتاً، فبايعوا حينئذ الحافظ. وكان
الحافظ كثير المرض بالقولنج، فعمل له شيرماه الديلمي طبل القولنج الذي وجده
السلطان صلاح الدين في خزائنهم، وكان مركّباً من المعادن السبعة، والكواكب السبعة
في إشراقها، وكان إذا ضربه صاحب القولنج خرج من باطنه ريح وفسا، فاستراح من
القولنج. توفي في الخامس من جمادى الأولى، وكانت خلافته عشرين سنة إلا خمسة أشهر،
وعاش بضعاً وسبعين سنة. وكان كلما أقام وزيراً حكم عليه، فيتألم ويعمل على هلاكه.
ولي الأمر بعده ابنه الظافر إسماعيل، فوزر له ابن مصّال أربعين يوماً، وخرج عليه
ابن السّلار فأهلكه.
4 (عثمان بن علي بن أحمد)
أبو عمرو، المعروف بابن الصالح المؤدِّب. كان يؤدّب بمسجد ويؤم به.) سمع: رزق الله
التميمي، والفضل بن أبي حرب الجُرجاني، وابن طلحة النعالي. سمع منه: أبو سعد
السمعاني، وأبو محمد بن الخشّاب، وسعد بن هبة الله بن الصباغ. شيخ لابن النجار،
حدّث في هذا العام ببغداد.
4 (عفاف بنت أبي العباس أحمد بن محمد بن الإخوة العطار)
(37/195)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 196
سمعت من: أبي عبد الله النعالي، وأمة الرحمن بنت ابن الجُنيد التي روت عن عبد
الملك بن بِشران. روى عنها: أبو سعد السمعاني. توفيت في نصف ذي الحجة.
4 (علي بن خلف بن رضا)
أبو الحسن الأنصاري، البلنسي، المقرئ، الضرير. روى عن أبي داود المقرئ، وأخذ عنه
التفسير، وحجّ وأقرأ بمكة. وبها أخذ عنه أبو الحسن بن كوثر القراءات في هذه السنة.
4 (علي بن سليمان بن أحمد بن سليمان)
أبو الحسن المرادي، الأندلسي، القرطبي، الشقوري، الفرغُليطي. وفرغليط من أعمال
شقّورة، الفقيه الشافعي، الحافظ. خرج من الأندلس في سنة نيّف وعشرين، ورحل الى
بغداد، ودخل خُراسان. وسكن نيسابور مدة.
(37/196)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 197
وتفقه على الإمام محمد بن يحيى الغزّالي، وسمع مصنّفات البيهقي، وغير ذلك من: أبي
عبد الله الهراوي، وهبة الله السيدي أبي المظفّر بن القُشيري، وطائفة. وكتب الكثير
بخطه. وصحب عبد الرحمن الأكّاف، الزاهد. وقدِم دمشق بعد الأربعين وخمسمائة، وفرح
بقدومه الحافظ ابن عساكر، لأه أقدم معه جملة من مسموعاته التي اتكل ابن عساكر في
تحصيلها على المُرادي، وحدّث بدمشق بالصحيحين. قال ابن السمعاني: كنتُ آنسُ به
كثيراً، وكان أحد عُبّاد الله الصالحين، خرجنا جملة الى نوقان لسماع تفسير الثعلبي
فلمحت منه أخلاقاً وأحوالاً قلّ ما تجتمع في أحد من الورعين. وعلّقت) عنه. وقال
ابن عساكر: نُدب للتدريس بحماه، فمضى إليها، ثم نُدب الى التدريس بحلب، فمضى ودرّس
بها المذهب بمدرسة ابن العجمي. وكان شيخاً، صلباً في السنّة. توفي بحلب في ذي
الحجة، وقال لابن السمعاني: مولدي قبل الخمسمائة بقريب. روى عنه: القاسم بن عساكر،
وأبو القاسم بن الحرستاني، وجماعة.
4 (علي بن عثمان بن محمد بن الهيصم بن أحمد بن الهيصم بن طاهر)
أبو رشيد الهروي، الهيصمي، الواعظ، الضرير. شيخ الكراميّة ومقدّمهم، وإمامهم في
البدعة. كان متوسعاً في العِلم، بارع الأدب. سمع من: محمد بن أبي مسعود الفارسي.
(37/197)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 198
وعنه: السمعاني، وقال: مات في ذي القعدة. ومولده سنة ستين وأربعمائة.
4 (علي بن المفرّج بن حاتم)
أبو الحسن المقدسي، جدّ الحافظ عليّ بن الفضل. سمع من القاضي الرشيد المقدسي.
وفيها ولد الحافظ المذكور.
4 (علي بن أبي بكر بن الحسين بن أبي معشر)
أبو الحسن البغوي، المقرئ، الصوفي. سمع: محمد بن علي بن أبي صالح الدبّاس، وهبة
الله الشيرازي، ومحمد بن أحمد بن عبد الملك العبدري. مات في شعبان عن تسعين سنة.
4 (عياض بن موسى بن عياض بن عمرو بن موسى بن عياض بن محمد بن موسى بن)
عياض
(37/198)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 199
اليَحصُبي، القاضي، أبو الفضل السّبتي. أحد الأعلام. ولد بسبتة في النصف من شعبان
سنة ست وسبعين وأربعمائة. وأصله من الأندلس، ثم انتقل أحد أجداده الى مدينة فاس،
ثم من فاس الى سبتة.) أجاز له الحافظ أبو علي الغساني، وكان يمكنه لُقيّه، لكنه
إنما رحل الى الأندلس بعد موته، فأخذ عن: القاضي أبي عبد الله محمد بن حمدين، وأبي
الحسين سِراج بن عبد الملك، وأبي محمد بن عتّاب، وهشام بن أحمد، وأبي بحر بن
العاص، وطبقتهم. وحمل الكثير عن أبي علي بن سُكّرة. وعُني بلقاء الشيوخ والأخذ
عنهم. وتفقّه على الفقيه أبي عبد الله محمد بن عيسى التميمي، القاضي، السبتي،
والقاضي أبي عبد الله محمد بن عبد الله المسيلي. وصنّف التصانيف المفيدة، واشتهر
اسمه، وسار علمه. قال ابن بشكوال: هو من أهل التفنن في العلم، والذكاء، والفهم،
استُفتي بسبتة مدة طويلة، حُمدت سيرتُه فيها، ثم نُقل عنها الى قضاء غرناطة، فلم
يُطْل أمره. وقدم علينا قُرطبة، وأخذنا عنه. وقال الفقيه محمد بن حمادة السبتي،
رفيق القاضي عياض فيه: جلس
(37/199)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 200
للمناظرة وله نحوٌ من ثمان وعشرين سنة، وولي القضاء وله خمسٌ وثلاثون سنة، فسار
بأحسن سيرة، كان هيّناً من غير ضعف، صليباً في الحق. تفقّه على أبي عبد الله
التميمي، وصحب أبا إسحاق بن جعفر الفقيه. ولم يكن أحد بسبتة في عصر من الأعصار أكثر
تواليف من تواليفه، له كتاب الشفا في شرف المصطفى وكتاب ترتيب المدارك وتقريب
المسالك في ذكر فقهاء مذهب مالك، وكتاب العقيدة، وكتاب شرح حديث أم زرع، وكتاب
جامع التاريخ الذي أربى على جميع المؤلفات، جمع فيه أخبار ملوك الأندلس، وسبتة،
والمغرب، من دخول الإسلام إليها، واستوعب فيه أخبار ملوك الأندلس وسبتة وعُلمائها.
وكتاب مشارق الأنوار في اقتفاء صحيح الآثار الموطّأ والبخاري ومسلم. قال: وحاز من
الرئاسة في بلده ومن الرفعة ما لم يصل إليه أحدٌ قط من أهل بلده، وما زاده ذلك إلا
تواضعاً وخشيةً لله تعالى. وله من المؤلفات الصغار أشياء لم نذكرها. وقال القاضي
ابن خلّكان: هو إمام في الحديث في وقته، وأعرف الناس بعلومه، وبالنحو، واللغة،
وكلام العرب، وأيامهم، وأنسابهم. ومن تصانيفه كتاب الإكمال في شرح مسلم، كمّل به)
كتاب المُعلَم للمازري. ومنها: مشارق الأنوارق في تفسير غريب الحديث، يعني الكتاب
المذكور آنفاً، وكتاب التنبيهات فيه فوائد وغرائب. وكل تواليفه بديعة.
(37/200)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 201
له شعرٌ حسن، فمنه ما رواه عنه أبو عبد الله محمد بن عياض قاضي دانية:
(أنظر الى الزرع وخاماتِه .......... تحكي وقد ماسَت أمام الرياح)
(كتيبةً خضراء مهزومةً .......... شقائق النعمان فيها جراحْ)
وقال ابن بشكوال: توفي بمراكش مُغرِّباً عن وطنه في وسط سنة أربع. وقال ابنه محمد
في ليلة الجمعة نصف الليل، التاسعة جمادى الآخرة، ودُفن بمراكش. وتوفي ابنه في سنة
خمس وسبعين. وشيوخ عياض يقاربون المائة. وقد روى عنه خلق كثير، منهم: عبد الله بن
محمد الأشير، وأبو جعفر بن القصير الغرناطي، وأبو القاسم خلف بن بشكوال، وأبو محمد
بن عبيد الله، ومحمد بن الحسن الجابري.
4 (عيسى بن هبة الله بن هبة الله بن عيسى)
أبو عبد الله بن البغدادي، النقّاش. ظريف، كيّس، خفيف الروح، صاحب نوادر وشعر
رقيق، وحكايات موثقة.
(37/201)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 202
قد رأى الناس، وعاشر الظرفاء، وطال عمره، وسار ذكره. ولد سنة سبع وخمسين
وأربعمائة. وسمع: أبا القاسم بن البُسري، وأبا الحسن الأنباري، الخطيب. قال ابن
السمعاني: كتبتُ عنه بجهد، فإنه كان يقول: ما أنا أهلٌ للتحديث. وعلّقت عليه من
شعره. وقال ابن الجوزي: كان يحضر مجلسي كثيراً، وكتبت إليه يوماً برقعة، خاطبته
فيها بنوع احترام، فكتب إلي:
(قد زدتني في الخطب حتى .......... خشيتُ نقصاً من الزيادة)
(فاجعل خطابي خطاب مثلي .......... ولا تغيّر عليّ عادة)
ومن شعره:)
(إذا وجد الشيخ من نفسه .......... نشاطاً فذلك موتٌ خفي)
(ألستَ ترى أن ضوء السّراج .......... له لهبٌ قبل أن ينطفي)
قلت: روى عنه أبو اليُمن الكندي كتاب الكامل للمبرّد، وغير ذلك. وتوفي في جمادى
الآر. وهبة الله مرتين، وعليها صحّ بخط الحافظ الضياء.
4 (حرف الغين)
4 (غازي بن زنكي بن أقسُنقر التركي.)
(37/202)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 203
السلطان، سيف الدين بن الأتابك عماد الدين، صاحب الموصل. لما قُتل والده أتابك على
قلعة جعبر اقتسم ولداه مملكته، فأخذ غازي الموصل وبلادها، وأخذ نور الدين محمود
حلب ونواحيها. وكان مع أتابك على جعبر ألْب رسلان بن السلطان محمود السلجوق، وهو
السلطان، وأتابكه هو زنكي، فاجتمع الأكابر والدولة، وفيهم الوزير جمال الدين محمد
الإصبهاني المعروف بالجواد، والقاضي كمال الدين الشهرزوري ومشيا الى مخيم السلطان
ألْب رسالن، وقالوا: كان عماد الدين، رحمه الله، غلامك، والبلاء لك، وطمّنوه بهذا
الكلام. ثم إن العسكر افترق، فطائفة توجهت الى الشام مع نور الدين، وطائفة سارت مع
ألْب رسلان، وعساكر الموصل وديار ربيعة الى الموصل. فلما انتهوا الى سنجار، تخيل
ألب رسلام منهم الغدر فتركهم وهرب، فلحقوه وردوه، فلما وصل الى الموصل أتاهم سيف
الدين غازي، وكان مقيماً بشهرزور، وهي إقطاعه. ثم إنه وثب على ألب رسلام، وقبض
عليه، وتملّك الموصل. وكان منطوياً على خير وديانة، يحب العلم وأهله، وفيه كرم،
وشجاعة وإقدام. وبنى بالموصل مدرسة. ولم تطل مدته حتى توفي في جمادى الآخرة، وقد
جاوز الأربعين. وتملك بعد أخوه قطب الدين مودود.
(37/203)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 204
وخلّف ولداً صبياً، فانتشا، وتزوج ببنت عمه قطب الدين، ومات شاباً ولم يُعقب. وكان
غازي مليح الصورة، حسن الشكل، وافر الهيبة، وكان يمد السماط غداءً وعشاء. ففي بكرة
يذبح نحو المائة رأس. وهو أول من حُمل فوق رأسه السنجق في الإقامة، وأول من أمر
الأجناد أن يركّبوا السيف في أوساطهم، والدبوس تحت ركبهم.) ومدرسته من أحسن
المدارس، وقفها على الشافعية والحنفية. وبنى أيضاً رباطاً للصوفية. وقد وصل الحيص
بيص بألف دينار، سوى الخلع على قصيدته الرائية. قاله ابن الأثير.
4 (حرف الميم)
4 (محمد بن أبي بكر أحمد بن محمد)
أبو عبد الله المقرئ، الورّاق. إمام جامع هَراة. سمع: أبا إسماعيل الأنصاري، وعبد
الأعلى بن المليحي. وكان صالحاً، عفيفاً. مات في رجب عن اثنتين وسبعين سنة.
(37/204)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 205
4 (محمد بن جعفر بن عبد الرحمن بن صافي)
أبو بكر، وأبو عبد الله اللخمي، القرطبي. أصله جياني. أخذ القراءات عن: أبي محمد
عبد الرحمن بن شعيب، وخازم بن محمد. وروى عن: أبي مروان بن سِراج، وأبي محمد بن
عتّاب. وتصدّر للإقراء بقرطبة، وأقرأ الناس بغرناطة أيضاً وبلنسية. وكان صالحاً،
زاهداً. توفي بوهران وقد قارب الثمانين. قاله الأبّار.
4 (محمد بن سليمان بن الحسن بن عمرو)
أبو عبيد الله، الإمام الفُنديني المروزي، وفُندين: من قرى مرو. قال ابن السمعاني:
كان فقيهاً، زاهداً، ورعاً، عابداً، متهجّداً، تاركاً للتكلّف. تفقّه على الإمام
عبد الرحمن الرزّاز، وسمع منه، ومن: أبي بكر محمد بن علي بن حامد الشاشي، وأبي
المظفّر السمعاني. وولد سنة اثنتين وستين وأربعمائة. توفي في العشرين من المحرم
بفندين. روى عنه: عبد الرحيم السمعاني.)
4 (محمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الرحمن بن العاص)
(37/205)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 206
أبو عبد الله بن أبي زيد الفهمي، القرطبي، ثم المريّي. روى عن: أبي الوليد
العُتبي، وأبي تميم بن بقية، وجماعة. وأجاز له خازم بن محمد. وكان عالماً بالنحو،
منتصباً لإقرائه، مشارِكاً في الأصول والكلام، مع فضلٍ وعبادة. روى عنه: ابن
بشكوال، وابن رزق، وابن حُبيش، وغيرهم. وكان حياً يُرزق في هذا العام. ترجمه
الأبّار.
4 (محمد بن عبد الرحمن بن علي)
الحافظ أبو عبد الله النُميري، الغرناطي. كتب عن أبي محمد بن عتّاب، وطبقته. قال
ابن بشكوال: هو صاحبنا، أخذ عن جماعة من شيوخنا، وكان من أهل العناية الكاملة
بتنفيذ العلم والسنن، جامعاً لها، ثقة، ثبتاً، عالماً بالحديث والرجال. توفي
بغرناطة رحمه الله.
4 (محمد بن عبد الواحد بن محمد بن عمر)
أبو الفضل المغازلي، التاجر، المعروف بالصّائن، الإصبهاني. سمع: ابن ماجة الأبهري،
وأبا منصور بن شكرويه، وسليمان بن إبراهيم، ورزق الله، وغيرهم. وكان شيخً صالحاً، ملازماً
للجماعات، صائناً، مشتغلاً بالتجارة. ورد بغداد مع خاله أبي سهل بن سعدويه. وولد
في سنة ثمان وستين وأربعمائة.
(37/206)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 207
روى عنه: ابن السمعاني، وابنه عبد الرحيم، وجماعة. فم حديثه: أخبرنا أحمد بن هبة
الله، أنا عبد الرحيم بن أبي سعيد إجازةً، أنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن علي
الباهلي إملاءً، أنا أبو عمر القاسم بن جعفر الهاشمي، أنا علي بن إسحاق المادرائي،
ثنا أبو بكر محمد بن إسحاق الصّغاني، ثنا أبو مسهر، ثنا سعيد بن عبد العزيز، عن
ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي ذر رضي الله عنه، عن رسول الله صلى
الله عليه وسلم، عن الله تبارك وتعالى أنه قال: يا عبادي إني حرّمت الظلمَ على
نفسي، وجعلته) بينكم محرّماً، فلا تظالموا. يا عبادي إنكم الذين تخطئون بالليل
والنهار، وأنا اذي أغفِر الذنوب ولا أبالي، فاستغفروني أغفر لكم. يا عبادي كلكم
جائع إلا من أطعمتُ، فاستطعموني أطعمكم. يا عبادي كلكم عارٍ، إلا من كسوت،
فاستكسوني أكسِكم. يا عبادي لو أن أوّلكم وآخركم، وإنسكم وجنّكم كانوا على أفجر
قلب رجل منكم لم ينتقص ذلك من ملكي. يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا
على أتقى قلب رجل منكم لم يزد ذلك في ملكي شيئاً. يا عبادي لو أن أولكم وآخركم
وإنسكم وجنّكم اجتمعوا في صعيد واحد فسألوني، فأعطيتُ كل إنسان منهم ما سأل، لم
ينتقص ذلك مني شيئاً، إلا كما ينتقص البحر أن يُغمس فيه المخيطُ غمسةً واحدة. يا
عبادي إنما هي أعمالُكم أحفظها عليكم، فمن وجد خيراً فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك
فلا يلومنّ إلا نفسه. قال سعيد: كان أبو إدريس الخولاني إذا حدّث بهذا الحديث جثا
على ركبتيه. قال أبو مُسهر: ليس لأهل الشام حديثاً أشرف من حديث أبي ذر. م عن
الصّغاني، فوافقناه بعلوّ. توفي المغازلي بنيسابور في العشرين من جمادى الأولى.
(37/207)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 208
4 (محمد بن علي بن الحسن)
أبو بكر الكرجي. رحل فسمع بإصبهان من: أبي عليّ الحدّاد، وغانم البُرجي. وبهَراة
من: عيسى بن شُعيب السجزي، والمختار بن عبد الحميد، وأبي عطية جابر بن عبد الله
الأنصاري، وطائفة. وكتب الكثير، وقدِم بغداد فسمع منه: أبو سعد السمعاني، وعبد
الخالق بن أسد الحنفي. وكان صالحاً، عفيفاً، متودداً. توفي في رمضان ببوشنج عن
ستين سنة.
4 (محمد بن علي بن حدّاني)
أبو بكر الباقلاني. سمع: أبا نصر الزينبي. وعنه: يوسف بن كامل.) عاش نيّفاً
وثمانين سنة.
4 (محمد بن محمد بن أحمد بن القاسم)
(37/208)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 209
أبو السعادات بن الرسولي، البغدادي، الفقيه. تفقّه على إلكِيا الهرّاسي. وله شِعر
وفضيلة. وسمع من: جعفر السرّاج، وابن نُباتة. لكنه كان كثير الكلام، يقع في الناس.
توفي بإسفراين غريباً.
4 (محمد بن محمد بن خليفة)
أبو سعيد الصوفي. حلّث عن: أبي عبد الرحمن طاهر الشحّامي. وكان فقيهاً، واعظاً،
كثير المحفوظ. روى عنه المؤيد الطوسي في أربعيّه.
4 (محمد بن محمد بن خليفة)
اسم خليفة: منصور بن دُوَست، من أهل نيسابور. حدّث أيضاً عن: أبي بكر بن خلف،
وأحمد بن سهل السراج. وأملى مجالس. قال السمعاني وأخذ عنه. ثم قال: مات في جمادى
الأولى.
4 (محمد بن محمد بن هبة الله بن الطيب)
(37/209)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 210
أبو الفتح الكاتب. سمع: عبد الواحد بن فهد العلاف. وعنه: مكي بن الفرّاء. مات
مجذوماً، رحمه الله.
4 (محمد بن مسعود بن عبد الله بن مسعود)
أبو بكر بن أبي ركب الخُشني، الحناوي، المقرئ، النحوي، العلامة. أخذ القراءات عن:
أبي القاسم بن موسى، وأبي الحسن بن شفيع، وجماعة.) وأخذ العربية والآداب عن: ابن
أبي العافية، وابن الأخضر، وابن الأبرش. وروى عن: أبي الحسن بن سِراج، وأبي علي بن
سكّرة، وابن عتّاب، وجماعة. قال الأبّار: تقدّم في صناعة العربية، وتصدّر
لإقرائها، وولي بأخَرة خطابة غرناطة. وكان من جلّة النحاة وأئمتهم. شرح كتاب
سيبويه، ولم يتمّه. وكان حافظاً للغريب واللغة، متصرفاً في فنون الأدب مع الجدّ
والصلاح، وله شِعر. توفي في نصف ربيع الأول عن خمس وستين سنة. أخذ عنه: أبو عبد
الله حُميد، وابنه أبو ذر الخُشني.
4 (المبارك بن عبد الوهاب بن محمد بن منصور بن زُريق)
القزاز، الشيباني، البغدادي، أبو غالب المُسدّي. قال ابن السمعاني: شيخ صالح. سمع
الكثير، وحصّل بعض الأصول. سمع: رزق الله التميمي، وطِراداً الزينبي، وأبا طاهر
الباقلاني، وغيرهم.
(37/210)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 211
وكان حريصاً على التحديث. واتفق أن أبا البقاء بن طبرزد أخرج سماعه في جزء ابن
كرامة، عن التميمي، وسمّع له بخطّه، وقرأ عليه، فطولب بالأصل، فتعلل وامتنع، فشنّع
الطلبة على أبي البقاء، وظهر أمره. ثم بعد ذلك أخرج أبو القاسم بن السمرقندي سماعه
بخط من يوثَق به والطبقة الذين سمّع أبو البقاء معهم جماعة مجاهيل لا يُعرفون،
ففرح أبو البقاء حيث وجد سماعه، فقلت له: لا تفرح، فإن الآن ظهر أن التسميع الأول
كان باطلاً حيث ما وجد الأصول. واتفق أن الشيخ أقرّ أن الجزء كان له، وأن أبا
البقاء أخذه، ونقل له فيه. توفي في شعبان.
4 (محلّى بن الفضل بن حسن)
أبو الفرج الحمصي، الموصلي، التاجر، السفّار. سكن بنيسابور مدة، وحدّث عن: أبي علي
نصر الله الخُشنامي، وغيره. توفي برو.
4 (مليكة، وقيل ملكة، بنت أبي الحسن بن أبي محمد)
النيسابورية.) امرأة صالحة، ثقة، مُسنِدة. سمع نصف جزء من مسند السرّاج من الفضل بن
عبد الله بن المحب. وماتت في ثامن جمادى الآخرة، ولها نيّف وثمانون سنة. روى عنها
عبد الرحيم بن السمعاني، وأبوه. وقع لنا من روايتها.
4 (منصور بن علي بن عبد الرحمن)
أبو سعد الحجري، البوشنجي.
(37/211)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 212
إمام ورع، صالح. روى عن: عبد الرحمن بن عفيف كلار، وأحمد بن محمد العاصمي. وتوفي
في سلخ ذي القعدة.
4 (موسى الطواشي)
أبو السّداد الحبشي، الخصيّ، مولى الوزير نظام المُلك. ذكره ابن النجار في تاريخه
فقال: سمع أبا نصر الزينبي. وبمصر: القاضي أبا الحسن الخلعي. وسكن بغداد برباط
الزوزني. روى عنه: أبو طاهر السفلي، ومحمد بن عسير. وبقي حتى سمع منه: أبو محمد بن
الخشّاب في سنة أربع وأربعين وخمسمائة. قلت: لم يذكره السمعاني في الذيل، وأخشى لا
يكون وقع غلط في بقائه الى هذه السنة، فيُراجع الأصل.
4 (حرف النون)
4 (نصر بن أحمد بن نظام الملك الوزير أبي علي الحسن بن إسحاق)
الأمير أبو الفضل ابن أخي المسمى باسم أبيه. من أهل الطابران. قال السمعاني: كان
شيخاً كثير الصدقة، جواداً، من بيت وزارة. رأيته بطوس وقد قعد به الدهر، ولازم
بيته. كتبتُ عنه.
(37/212)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 213
سمع: أبا إسحاق الشيرازي الفقيه لما قدِم نيسابور، وشيرويه بن شهردار بهمذان. ودخل
بغداد حاجاً بعد الخمسمائة. وقال لي: ولدتُ سنة ست وستين وأربعمائة بطوس، وبها
توفي في حادي عشر رمضان.) قلت: لم ينبّه السمعاني على أنه ابن أخي أحمد المذكور في
هذه السنة. والظاهر أنه أسنّ من ابن عمه. وقد روى عنه أبو المظفر عبد الرحيم
السمعاني.
4 (نصر بن الحسن بن ابراهيم بن نوح)
أبو الفتوح النيسابوري، الغضائري، المقرئ. ولد سنة بضع وستين وأربعمائة. وسمع من:
فاطمة بنت أبي علي الدقاق، والسيد ظفر ابن الداعي العلوي، والحسن بن أحمد
السمرقندي، وغيرهم. ومن شيوخه أيضاً: طاهر بن سعيد الميهني، وأبو تُراب المراغي.
سكن ميهنة مدة، ثم سكن نَسا. قال ابن السمعاني: مقرئ فاضل، حسن التلاوة كثير
العبادة والخير والنظافة، مبالغ في الطهارة. كان يضع الطرق للألحان الرقيقة. وأكثر
المسمّعين بخُراسان غلمانه. يعني كان يعرف الموسيقى. سمع منه: عبد الرحيم بن
السمعاني في هذه السنة.
4 (نَظَرُ)
(37/213)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 214
الأمير أبو الحسن الكمالي، الجيوشي. حج نيّفاً وعشرين مرة أميراً على الركب العراقي.
وكان مشكوراً، كثير الخير، مَهيباً. سمع: ابن طلحة النعالي، وابن البطِر. روى عنه:
أحمد بن الحسن العاقولي. وتوفي رحمه الله في ذي القعدة.
4 (حرف الهاء)
4 (هبة الله بن القاسم بن منصور)
أبو الوفاء البغدادي، البُندار. شيخ مستور، مُسنّ.) روى عن: طِراد الزينبي، وأبي
سعد بن خُشيش. توفي في رجب.
(37/214)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 215
4 (وفيات سنة خمس وأربعين وخمسمائة)
4 (حرف الألف)
4 (أحمد بن إبراهيم بن محمد)
أبو العباس الأصبهاني، المعروف بصلاح. حج نوَباً، وجاور مدة. وكان كثير العبادة
والخير. أثنى عليه ابن السمعاني، وقال: سمع بقراءتي كثيراً، وكتبتُ عنه شعراً.
أغارت العرب على الحُجاج في أوائل المحرّم، فهلك جماعة، منهم صلاح هذا.
4 (أحمد بن عليّ بن عبد العزيز بن علي)
أبو نصر ابن الصوفي. روى عن جده أبي بكر بن النجار مجلساً بروايته، عن أبي علي بن
المُذهب. وعاش ستين سنة.
4 (ابراهيم بن سهل بن إبراهيم بن أبي القاسم)
أبو إسحاق المسجدي، السُبعي. نيسابوري صالح. سمّعه أبوه من أبي الحسن المديني
المؤذّن، وطائفة. توفي في رابع جُمادى الأولى.
(37/215)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 216
4 (أسعد بن محمد بن أحمد)
الأنصاري الثابتي، أبو سعد المروزي، الفقيه، نزيل بنجديه. روى عن: أبي سعيد محمد
بن علي البغوي. روى عنه: ابن السمعاني الحافظ.
4 (إسماعيل بن الحسن بن إسماعيل)
أبو عطاء الشيباني، الهروي، القلانسي، المستملي. شيخ صالح، حسن السيرة. سمع: أبا
عطاء عبد الرحمن بن محمد الجوهري، وأبا إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري،
والحافظ عبد الله بن يوسف الجرجاني.) وببغداد: أبا بكر الطُريثيثي. وولد في سنة
سبع وستين وأربعمائة. روى عنه: ابن السمعاني، وابنه، وأبو رَوح عبد المعزّ. توفي
في شعبان.
4 (إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن المهدي بن إبراهيم)
الموسوي. توفي في سنة أو وأربعين.
4 (إسماعيل بن محمد بن عبد الواحد بن الحسن)
(37/216)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 217
أبو الفتح بن أبي غالب الشيباني، القزّاز. سمع: أباه، وثابت بن بُندار، وعلياً
الرّبعي، والمبارك بن عبد الجبار، وجماعة. ثنا عنه: عبد الملك بن أبي الفتح
الدلال. وهو أخو أبي منصور القزاز. قال السمعاني: شابٌ صالح، كتبت عنه، ومات في
ربيع الأول ودُفن بباب حرب.
4 (حرف الحاء)
4 (الحسن بن ذي النون بن أبي القاسم)
الواعظ المشهور، أبو المفاخر الشُغري، النيسابوري. سمع من: عبد الغفار الشيرويّي.
وكان فقيهاً، أديباً، واعظاً. وعظ ببغداد في جامع القصر مدة، وأظهر التحنبُل وذمّ
الأشاعرة، وبالغ. وهو كان السبب في إخراج أبي الفتوح الإسفرائيني من بغداد. ومال
إليه الحنابلة. ثم بان أنه معتزلي يقول بخلق القرآن، بعد أن كان يُظهر ذمّ
المعتزلة. ثم قلعه الله من بغداد، وهلك بغربة، رحم الله المسلمين. قال ابن النجار:
روى عنه: علي بن أبي الكرم القطّان، ويحيى بن مُقبل بن الصّدر، وأبو الفرج بن
الجوزي.
(37/217)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 218
ومات في جمادى الأولى.
4 (الحسن بن محمد بن عمر)
) العميد، أبو الفتوح النيسابوري، المستوفي، يُعرف بحلمه. ترك الديوان ولزم الخير
والانقطاع. وحدّث عن: علي بن أحمد المديني. روى عنه: ابن السمعاني، وابنه عبد
الرحيم، وتوفي في جمادى الأولى.
4 (الحسين بن جهير)
ناصح الدولة، أستاذ دار المسترشد. سمع من: أبي الحسن بن العلاف. وهو ابن أخي
الوزير أبي القاسم.
4 (الحسين بن علي بن محمد بن محمد بن أحمد بن يوسف)
الرئيس أبو علي النيسابوري الشحامي. كان يخدم الخاتون في العراق، وتردد معها في
نواحي الإقليم. وكان مكثِراً من الحديث. روى عن: الفضل بن عبد الله بن المحب،
والصرّام، وأبي بكر بن خلف، ومحمد بن إسماعيل التفليسي. وكان مولده في سنة سبع
وستين وأربعمائة. روى عنه: ابن السمعاني، وولده أبو المظفّر. قال أبو المظفّر:
سمعت منه صلاة الضحى للحاكم، وجزءين من
(37/218)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 219
حديث أبي العباس السرّاج عن ابن المحب، وجزءاً انتخبه مسلم على أبي محمد بن عبد
الوهاب الفرّاء، وغير ذلك. توفي ليلة نصف شعبان بمرو. أخبرنا أحمد بن هبة الله عن
عبد الرحيم بن السمعاني، أنا الحسين بن علي، وعبد الله بن محمد الفُراوي قالا: أنا
محمد بن عبيد الله الصرّام، أنا أبو عبد الله الحاكم، أنا الحسين بن الحسن بن أيوب
الطوسي، ثنا أبو حاتم الرازي، ثنا أبو توبة الحلبي، ثنا الهيثم بن حُميد، عن ثور
بن يزيد، عن عكرمة، عن ابن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى مسجد قباء،
فإذا قوم يصلّون صلاة الضحى، فقال: صلاة رغبةٍ ورهبة، كان الأوّابون يصلّونها حين
ترمَض الفِصال. هذا حديث حسن، ثابت الإسناد.)
4 (حرف الزاي)
4 (زاهر بن أحمد بن محمد بن أبي الحسن)
الفقيه أبو علي البشاري، السّرخسي. فقيه، مستور، صالح، متميز. سمع: أباه، وأبا
منصور محمد بن عبد الملك المظفّري. توفي بسرخس في شوال. وأجاز لعبد الرحيم بن
السمعاني. كتبناه لاسمه الموافق لأبي علي راوي موطّأ أبي مصعب. وقد حدّث عنه: أبو
سعد.
(37/219)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 220
4 (حرف السين)
4 (سليمان بن سعيد)
أبو الربيع العبدري، الداني، القاضي، المعروف باللوشي. سمع من: أبيه، وأبي داود
المقرئ، وأبي علي الصدفي. وولي قضاء دانية عشرة أعوام، وصرف سنة أربعين وخمسمائة.
وكان فاضلاً، جباراً، على غفلة كانت فيه. توفي في ربيع الآخر بدانية.
4 (حرف الصاد)
4 (صافي)
أبو سعيد الجمالي، عتيق أبي علي بن جردة. سمع: أبا علي بن البنا، وأبا الحسين بن
النقّور. قال ابن السمعاني: وجدنا له مجالس من أمالي أبي علي بن البنا، ومن أمالي
ابن أبي الفوارس، فقرأت عليه منها. وكان شيخاً مليح الشيبة، حسن المشاهدة. وكان
شيخنا ابن ناصر يقول: إن صافي كان غلاماً آخر لابن جردة. فأُخبر صافي بذلك، فحضر
يوماً دار أبي منصور الجواليقي، ونحن نسمع منه، ومن ابن ناصر، وسعد الخير غريب
الحديث لأبي عُبيد، فقال لابن ناصر: سمعت أنك تقول إن هذه الأجزاء ليست سماعي على
ابن البنا، وكان لسيدي غلام) آخر باسمي. وما الأمر كما تظن، ما كان له غلام اسمه
صافي غيري، وأنا أذكر أبا عليّ بن البنّا، وكنت أقرأ عليه القرآن والعلم، ولست ممن
يشتهي الرواية ويتشوّف بها. فعلم الحاضرون صدقه، واعتذر ابن ناصر إليه، ورجع.
(37/220)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 221
توفي في ربيع الأول في الثالث والعشرين منه. قلت: وروى عنه أبو الفرج بن الجوزي،
وغيره.
4 (حرف العين)
4 (عبد الله بن علي بن محمد)
أبو البركات الكرخي، النهري. سمع: عاصم بن الحسن، وعبد الواحد بن فهد العلاف.
وعنه: ابن مشتف، وعمر بن طبرزد، وغيرهما. قال ابن الدبيثي: مات في شوال سنة خمس.
4 (عبد الله بن محمد)
أبو القاسم البنديهي، الخمقري. سمع: أبا سعد محمد بن علي البغوي، الدبّاس. وعنه:
أبو سعد السمعاني. مات في ذي الحجة.
4 (عبد الله بن هبة الله بن السامري)
أبو الفتح الحنبلي. مُكثر من الرواية. روى عن: أبي سعد بن خُشيش، وغيره. وتوفي في
المحرّم.
(37/221)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 222
4 (عبد الباقي بن أحمد بن إبراهيم بن علي بن النّرسي)
أبو البركات الأزجي، المعدّل، المحتسب. قال ابن السمعاني: شيخ مسنّ، بهي المنظر،
به طرش. وجدنا له ثلاثة أجزاء عن أبي القاسم عبد الله بن الحسن الخلال، قرأناها
عليه. وقال لي: ولدت) في سنة تسع وخمسين وأربعمائة. وتوفي في عاشر شعبان. قلت:
سمعنا على أبي النداء بن الفراء جزءاً من حديث ابن صاعد، بسماعه من أبي القاسم بن
صصرى، والطبقة بخط الحافظ الضياء، بإجازته من عبد الباقي النُرسي، بسماعه من
القاضي أبي يَعلى، وفرحتُ بذلك، فلما انتبهت في الحديث بان لي أن هذا غلط وأن عبد
الباقي ولد بعد موت أبي يعلى بسنة.
4 (عبد الرحمن بن أحمد بن خلف بن رضا)
أبو القاسم القرطبي، خطيب قرطبة. روى القراءات عن أبي القاسم بن مُدير. وسمع
الموطأ من أبي عبد الله محمد بن فرج. وسمع أيضاً من: أبي علي الغساني، وأبي الحسن
العبسي. وتأدّب بأبي الوليد مالك العُتبي واختصّ به. وبرع في الآداب وشوور في
الأحكام. وكان محموداً في جميع ما نواه، رفيع القدر، عالي الذّكر. توفي عاشر
جُمادى الآخرة. قاله ابن بشكوال. قال: وتوفي أبوه وهو حَملٌ له في سنة سبعين
وأربعمائة. قلت: أخذ عنه القراءات أبو بكر بن سمحون، وحسن بن علي بن خلف، وعبيد
الله بن الصيقل، وعبد الرحمن بن الشرّاط.
(37/222)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 223
4 (عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن أحمد بن الأخوة)
أخو عبد الرحيم، أبو القاسم البغدادي، العطّار. سمع: أبا عبد الله النعالي، وابن
البطِر، وجماعة. كتب عنه: أبو سعد السمعاني، وقال: توفي في صفر.
4 (عبد الرحمن بن أبي رجاء)
أبو القاسم البلوي، الأندلسي اللبسي، نسبة الى قرية من قرى وادي آش. أخذ القراءات
بغرناطة عن: أبي الحسن بن كرْز، وجماعة. وحجّ سنة سبع وتسعين، فأخذ القراءات عن
أبي علي بن أبي العرجا.) وسمع من أبي حامد الغزالي، وأجاز له. وأخذ بالمهدية عن:
علي بن محمد بن ثابت الخولاني الأقطع، وانصرف الى الأندلس، وتصدّر للإقراء. أخذ
عنه: ابنه عبد الصمد، وأبو القاسم بن حُبيش، وأبو القاسم بن بشكوال. قال الأبّار:
وكان زاهداً، صوفياً، مُجاب الدعوة. خرج عن المرية في سنة إحدى وأربعين قبل تغلّب
الروم عليها بعام، ونزل وادي آش الى أن توفي به وله ثمان وسبعون سنة.
4 (عبد الغني بن أحمد بن محمد)
أبو اليُمن الدارمي، البوشنجي.
(37/223)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 224
شيخ صالح عفيف. سمع: أبا إسماعيل عبد الله الأنصاري، وأبا عطاء عبد الرحمن
الجوهري. وولد سنة بضعٍ وستين وأربعمائة. وتوفي في ثامن عشر رجب. روى عنه
بالإجازة: عبد الرحيم السمعاني.
4 (عبد الكريم بن محمد بن أبي منصور)
أبو القاسم الدامغاني. قال أبو سعد السمعاني: كان من أهل الفضل والإفضال. ولد في
ربيع الأول سنة، ودخل نيسابور، وتفقّه مدة على إمام الحرمين، وكتب بها عن: أبي
القاسم إسماعيل النوقاني، وأبي بكر بن خلف الشيرازي. وبجُرجان عن: كامل بن إبراهيم
الخندقي، والمظفّر بن حمزة التميمي. كتبتُ عنه بالدّامغان عند توجهي الى إصبهان،
وعُمِّر دهراً. وتوفي في ذي القعدة. توفي النوقاني سنة، وكان آخر من حدّث عن
النوقاني.
4 (عبد الملك بن عبد الوهّاب بن الشيخ)
أبي الفرج الشيرازي، ثم الدمشقي، القاضي الأوحد، بهاء الدين ابن الحنبلي، شيخ
الحنابلة ورئيسهم بدمشق.)
(37/224)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 225
قال حمزة بن القلانسي: مات في رجب. قال: وكان إماماً مناظِراً، مُفتياً على مذهب
أبي حنيف وأحمد بن حنبل. تفقه بخُراسان مدة، وكان يوم دفنه في جوار جدّه وأبيه
يوماً مشهوداً بكثرة العالَم والباكين حول سريره.
4 (عبد الملك بن علي بن محمد بن حسن)
الإمام، أبو سعد القُرشي الزُهري العَوفي، الأيوبي، الأبيوردي. قال أبو سعد
السمعاني: كان إماماً، صالحاً، زاهداً، عفيفاً. روى عن أبيه بأبيورد، وبها ولد في
سنة إحدى وستين وأربعمائة. وتوفي في أحد الربيعين. روى عنه: عبد الرحيم بن
السمعاني، وأبوه عنه.
4 (عبد الملك بن أبي نصر بن عمر)
الفقيه أبو المعالي الجيلي، الفقير، نزيل بغداد. قال أبو الفرج بن الجوزي: كان
فقيهاً، صالحاً، خيّراً، عاقلاً، كثير التعبّد، يأوي المساجد. حج في هذا العام،
فأغارت العرب على الحجاج، فتوصّل وأقام بفِيد. وتوفي في هذه السنة.
(37/225)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 226
4 (عثمان بن إسماعيل بن أحمد)
أبو بكر الخفّاف، من المزكّين المشهورين بنيسابور. قال ابن السمعاني: كان صالحاً،
خيّراً، سمع: هبة الله بن أحمد البرويي، والقاضي أبا نصر أحمد بن محمد بن صاعد،
وغيرهما. روى عنه: أبو المظفّر بن السمعاني، وقال: توفي بنيسابور في ربيع الأول.
4 (علي بن أحمد بن محمد)
أبو الحسن البغدادي، الأحدب، المؤدب، المقرئ. قال أبو سعد: شيخ، صالح، فاضل، عارف
بالأدب. دخلت مكتبه وذاكرتُه، فقال: سمعت من رزق الله التميمي، وطِراد الزينبي،
ولكن أصولي نُهبت. فعلّقت عنه شِعراً. وقال: ولدت سنة أربع وسبعين وأربعمائة،
وتوفي في تاسع عشر شعبان سنة خمس هذه.
(37/226)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 227
4 (علي بن دُبيس الأسدي)
) أمير العرب، وصاحب الحِلة. كان شجاعاً، جواداً، ممدَّحاً، كبير الشأن. يقال إنه
سُقي السم. وقيل: مات في القولنج. وولي بعده إبنه مهلهل.
4 (علي بن أبي سعد بن حسين)
أبو الحسن البغدادي، الأقراصي، الحلاوي. شاب صالح، ديّن، خيّر، عابد. روى عن: جعفر
السرّاج. قال ابن السمعاني: كتبت عنه أحاديث. وتوفي في ربيع الأول.
4 (عمر بن عبّاد بن أيوب)
أبو حفص اليحصُبي، الشُريشي. حج، وسمع: أبا عبد الله الرازي بالإسكندرية، ورزين بن
معاوية بمكة. حدّث عنه: أبو بكر بن خير بتجويد الصحاح لرزين. وحدّث عنه: عبد الحق
الإشبيلي، وعبد الله بن حُميد بالإجازة. وتوفي في ذي الححجة. قاله الأبّار.
4 (عمر بن محمد بن طاهر)
(37/227)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 228
أبو حفص الفرغاني، التركي. شيخ صالح، نزل فاشان، إحدى قرى مرو. سمع ببخارى: بكر بن
محمد الزرنجري، وبمرو: المؤمّل بن مسرور. وحدّث.
4 (حرف الفاء)
4 (فاطمة بنت محمد بن عبد الله)
أم الفتوح القيسية الإصبهانية، صالحة، خيّرة، معمرة. كتب عنها: السمعاني، وقال:
سمعت من عائشة بنت الحسن الوركانية.) ماتت في رمضان.
4 (فضل الله بن جعفر)
السيد أبو المعالي الحسني، المروروذي. ارتحل الى بلخ، وسمع مسند الهيثم الشاشي من
أبي القاسم أحمد بن محمد الزيادي. وكان زاهداً، خيّراً. مات في رمضان.
(37/228)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 229
4 (حرف الميم)
4 (محمد بن أحمد بن أميركا)
أبو عبيد الله الجيلي، نزيل الدواليب على وادي مرو. شدا قليلاً من الفقه. وسمع من:
أبي المظفّر بن السمعاني، ومحمد بن إسماعيل بن عبيد الله المؤدّب. ومولده بمرو في
سنة سبعين وأربعمائة. وتوفي في نصف المحرّم. روى عنه: عبد الرحيم بن السمعاني،
وغيره.
4 (محمد بن أحمد بن عبد الواحد بن أحمد بن محمد بن تولة)
(37/229)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 230
أبو بكر الإصبهاني، القصّاب. روى عن: جده أبي بكر عبد الواحد، وإبراهيم بن عمر بن
يونس. روى عنه: أبو موسى المديني، وقال: مات في جمادى الأولى، وكان مولده في سنة
ثلاث وستين وأربعمائة.
4 (محمد بن أبي بكر بن ريحان)
أبو الفتح الهروي، الدلال، النشّابي، الزمِن، كانت له عجلة يركبها ويسيّرها إما
بنفسه وإما بغيره. سمع: أبا إسماعيل الأنصاري، ومحمد بن علي العُميري. وتوفي في
هذه السنة أو في سنة ست.
4 (محمد بن الحسن بن تميم بن الحسم بن محمد)
) أبو عبد الله بن أبي غسان الطائي، الزوزني. أحد المشهورين بالعلم والأدب. حدّث
بنيسابور، وبغداد عن: محمد بن عبد الرحمن الخطيبي الزوزني، الراوي عن الحسن بن
أحمد المَخلدي. وحدّث عن: أبي بكر بن خلف، وأبي القاسم الحسن بن محمد الخوافي،
وأملى مجالس، وله شِعر جيد. وقد سمع منه: أبو المعمّر الأنصاري، وأبو القاسم بن
عساكر، وأبو سعد ابن السمعاني، وابنه عبد الرحيم. قال أبو سعد: ولم يكن حسن
السّمت. قرأنا على أحمد بن هبة الله، عن عبد الرحيم بن عبد الكريم: أنشدنا أبو عبد
الله بن أبي غسان لنفسه من لفظه:
(سرّي وسني بعد الشيب قد بطلا .......... والعينُ والأنفُ من وجه به انهملا)
(37/230)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 231
(ورعشةٌ لزمت نفسي بجُملتها .......... وجملةٌ صيّرتني في الورى مثلا)
(ولستُ أزعم أن الشيب يظلمني .......... بعد الثمانين لا والله قد عدلا)
توفي في غرة المحرم، وهو في عشر التسعين، فإنه ولد في أول سنة تسع وخمسين.
4 (محمد بن الحسن بن محمد بن علي بن محمد بن علي بن حمدون)
الأديب أبو نصر. من كتّاب الإنشاء ببغداد. وله شِعر ورسائل. روى عن: أبي عبد الله
بن البُسري. وعنه: المبارك بن كامل. مات في ذي الحجة، وله ثمان وخمسون سنة.
4 (محمد بن عبد العزيز بن علي بن محمد بن عمر)
أبو بكر بن أبي حامد الدينوري، ثم البغدادي، البيّع. من أهل باب المراتب. قال أبو
سعد: كان من أولاد المياسير، وكان شيخاً متودداً، مطبوعاً، كيّساً، غير أنه يلعب)
بالحمام. سمع: أباه، وأبا نصر الزينبي، وعاصم بن الحسن، ورزق الله التميمي، وابن
طلحة النعالي. سمعتُ منه أجزاء، وقال لي: ولدت في المحرّم سنة خمس وسبعين. قلت:
فيكون سماعه من أبي نصر حضوراً.
(37/231)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 232
روى عنه: ابن أخيه محمد بن هبة الله شيخ الأبرقوهي، وغير واحد. وتوفي في ثالث
وعشرين المحرّم.
4 (محمد بن علي بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن دوست)
أبو عمر النيسابوري، الحاكم. ولد سنة أربع وستين وأربعمائة. وسمع: أبا ملظفر موسى بن
عمران الصوفي، وأبا بكر بن خلف، وأحمد بن محمد بن صاعد، وأبا تُراب عبد الباقي بن
يوسف. وحدّث بمرو. قال أبو سعد: كان من بيت الحديث، وسكن مدة بسرخس، وكانوا يقعون
فيه، ويسيئون الثناء عليه، بكونه على أبواب القضاة، وأنه يزوّر، ولكن سماعه صحيح.
توفي في ثامن عشر رمضان. قلت: روى عنه: هو، وابنه عبد الرحيم، وغيرهما. أخبرنا
أحمد بن عساكر، عن ابن السمعاني: أنا أبو عمر، أنا موسى بن عمران، أنا أبو الحسن
العلوي، أنا أبو حامد بن الشرقي، فذكر حديثاً.
4 (محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن مسلمة)
أبو بكر القرطبي. أحد رؤساء البلد. أكثر عن: أبي علي الغساني، وأبي الحسن العبسي.
وأجاز له أبو عبد الله بن فرج.
(37/232)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 233
وكان فاضلاً، سرياً، عالي القدر، متصاوناً، طويل الصلاة، كثير الذكر، مسارعاً في
الخيرات. توفي في جمادى الأولى. قاله ابن بشكوال.
4 (المبارك بن أحمد بن بركة)
) أبو محمد الكندي، البغدادي، الخبّاز. شيخ صعلوك، ديّن، يخبز بيده ويبيعه. سمع
الكثير مع عبد الوهاب الأنماطي. سمع: أبا نصر الزينبي، وعاصم بن الحسن، وطِراد بن
محمد. وولد سنة ست وستين وأربعمائة. روى عنه: أبو سعد السمعاني، وعمر بن طبرزد،
وجماعة. وأجاز لأبي منصور بن عُفيجة، وغيره. وتوفي في خامس شوال.
4 (محفوظ بن الحسن بن محمد بن الحسن بن أحمد بن الحسين بن صصرى)
أبو البركات التغلبي، الدمشقي، من رؤساء البلد وأعيانهم. ولد في حدود سنة خمس
وستين وأربعمائة، وعاش ثمانين سنة. وسمع سنة ست وثمانين من نصر الله بن أحمد
الهمذاني، جزءاً، رواه
(37/233)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 234
عنه أبو القاسم بن عساكر، وقال: توفي في ذي الحجة، ودُفن بباب توما. وقال حمزة
التميمي: كان مشهوراً بالخير والعفاف، وسلامة الطبع.
4 (محمود بن غانم بن أبي الفتح أحمد بن محمد)
أبو الفتوح الإصبهاني، الحدّاد. جدّه البيّع. أخو أبي عبد الله. سمع من: جده، ورزق
الله التميمي. سافر الى ديار مصر في طلب مال ورثه من بعض أقاربه. روى عنه: أبو سعد
السمعاني، وقال: توفي في غرة صفر.
4 (مساعد بن أحمد بن مساعد)
أبو عبد الرحمن الأصبحي، الأندلسي، الأوريولي، المعروف بابن زعوقة. روى عن أبي عبد
الله الحسين بن علي الطّبري صحيح مسلم. وسمع في رحلته من جماعة. وبالأندلس من: أبي
عمران بن أبي تليد، وأبي عليّ الصّدفي. وسمع الناس منه لعلوّ سنّه.) قال الأبّار:
وكان من أهل المعرفة، والصّلاح، والورع. روى عنه: عبد المنعم بن الفرس، وأبو
القاسم بن بشكوال وغفل عن ذكره في الصلة، وأبو الحجاج الغرناطي. وكان مولده في سنة
ثمان وستين وأربعمائة.
4 (مُكرَم بن حمزة بن محمد بن أحمد بن أبي جميل)
(37/234)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 235
أبو المفضّل بن أبي الصّقر القُرشي، الدمشقي. سمع: أبا الحسن بن الموازيني. وحدّث
باليسير. قال ابن عساكر: كان يدخل في العمالات، ولم يكن مرضياً. قلت: وفي هذه
السنة كانت وفاته بدمشق. وهو عمّ نجم الدين مُكرم شيخ شيوخنا، رحمهم الله.
4 (حرف النون)
4 (نابت بن مُفرّج بن يوسف)
أبو الزهراء الخثعمي، الشاعر البلنسي، نزيل مصر. تفقّه بها على مذهب الشافعي، وله
شِعر في الذّروة. ورّخ السلفي موته في رجب بمصر سنة خمس.
4 (حرف الياء)
4 (يحيى بن أحمد بن بقي)
أبو بكر الطُليطلي، ثم الإشبيلي. قال الأبّار: كان يتقدّم أدباء عصره تفنناً في
الآداب وتصرفاً في النّظم. روى عنه: أبو بكر عبد الله بن طلحة، ومحمد بن جابر.
4 (يحيى بن عبد الغفار بن عبد المنعم بن إسماعيل)
أبو الكرم الدمشقي، الخاطب. سمع ببغداد من رزق الله التميمي كتاب الناسخ والمنسوخ
لهبة الله. روى عنه: أبو القاسم بن عساكر، وأبو المواهب بن صصرى، وأخوه أبو القاسم
بن صصرى وهو آخر من روى عنه، وسماعه منه في رجب من هذه السنة.)
(37/235)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 236
4 (وفيات سنة ست وأربعين وخمسمائة)
4 (حرف الألف)
4 (أحمد بن المبارك بن عبد الباقي بن محمد بن قفرجل)
أبو محمد القطّان، المقرئ، أخو أبي القاسم أحمد. وكان أبو محمد الأصغر. سمع من:
طِراد، وأبي الحسن بن أيوب، وأبي طاهر أحمد بن الحسن الكرجي. وعنه: المبارك بن
كامل، وأحمد بن طارق الكركي. مات في شوال.
4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي عثمان الحسين بن عثمان)
أبو المعالي بن المَذاري. ولد في سنة اثنتين وستين وأربعمائة. وسمع: أبا القاسم بن
البُسري، وأبا عليّ بن البنّا الفقيه. وقال: إنه سمع من أبي الحسين بن النّقور.
وكان محله الصدق. وهو رجل من أهل البيوتات. قال ابن الجوزي: كان سماعه صحيحاً،
وقرأت عليه كثيراً من حديثه.
(37/236)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 237
وروى عنه أيضاً: عبد الخالق بن أسد، وأبو سعد بن السمعاني، وابن سُكينة، وأحمد بن
العاقولي، وأحمد بن أزهر، وجماعة من المتأخرين. وتوفي الثامن والعشرين من جمادى
الأولى. والمَذار قرية تحت البصرة، قريبة من عبّادان، سكنها أبوه زماناً، فنُسب
إليها.
4 (أحمد بن محمد بن عبيد الله بن سهل)
أبو الفتوح النيسابوري، البزّار. سمع من: عبد الجبار بن سعد بن محمد البحيري. روى
عنه: عبد الرحيم بن السمعاني.
4 (إبراهيم بن أحمد بن محمد بن الحسين بن أحمد بن سهل)
أبو إسحاق البلخي، الضرير، الواعظ. شيخ صالح من أهل العلم، قدِم بغداد، وسمع من:
جعفر السرّاج، والحسن بن محمد بن عبد) العزيز النكلي، وأبي غالب الباقلاني. وحدّث
ببلخ. سمع منه: أبو علي بن الوزير الدمشقي. وتوفي في ربيع الآخر ببلخ.
4 (إبراهيم بن الشيخ أبي عبد الله محمد بن الحسن بن محمد بن سعيد بن الفرس)
أبو إسحاق الداني. حج مع والده، وقرأ عليه. وقرأ على أبي علي بن العرجاء بجميع ما
في كتاب متون العروس لأبي معشر، وفيه ألف وخمسمائة وخمسون رواية وطريقاً، وقرأ
عليه جزءين ونصف من الختمة بداخل الكعبة. وذلك في سنة تسع وعشرين وخمسمائة.
(37/237)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 238
وسمع صحيح البخاري. وتوفي في آخر السنة، قبل أبيه بأشهر.
4 (إبراهيم بن مروان)
الإشبيلي. حج، وسمع من: ابن الحُصين ببغداد. وحدّث بإشبيلية.
4 (حرف الباء)
4 (بوشتكين بن عبد الله)
الرضواني، البغدادي. سمع: أبا القاسم بن البسري، وغيره. روى عنه: جماعة آخرهم
الفتح بن عبد السلام.
4 (حرف الجيم)
4 (جعفر بن محمد بن يوسف)
أبو الفضل الشّنتمري. ولي قضاء شنتمرية.) روى عن أبيه، عن جده أبي الحجاج يوسف
الأعلم جميع رواياته وتصانيفه. روى عنه: أبو محمد بن عبدان، وابن خير. وكان
فقيهاً، مُشاوَراً، مفتياً، كاتباً، شاعراً. استُشهد بشنتمرية.
(37/238)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 239
4 (الجُنيد بن يعقوب بن حسن)
أبو القاسم الجيلي، الحنبلي. ولد بجيلان، واستوطن بغداد. تفقّه وتأدّب، وكتب
العلم. وسمع: رزق الله التميمي، وأبا الحسن الهكّاري. روى عنه: أبو القاسم بن
عساكر. مات في جُمادى الآخرة.
4 (جرجي الإفرنجي)
وزير الملك رُجّار المتغلّب على مملكة صقلية. كان بطلاً شجاعاً، من دُهاة النّصارى.
سار في البحر وأخذ المهدية من المسلمين. ثم سار في البحر بالجيوش، فحاصر
القسطنطينية، ودخل فم الميناء، وأخذ عدة شواني، ورمى أصحابه بالنشّاب في قصر
الملك. وجرت له مع صاحب القسطنطينية عدة حروب يُنصر في جميعها على ملك
القسطيطينية. وكان لا يُصطلى له بنار، فهلك بالبواسير والحصى في ست هذه، وفرح
الناس لموته، ولله الحمد على هلاكه.
(37/239)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 240
4 (حرف الحاء)
4 (الحسن بن محمد بن الحسين)
أبو علي الراذاني. نزيل بغداد. سمع من: المبارك بن عبد الجبار بن الطيوري. وتفقّه
على: أبي سعيد المخرّمي. ووعظ، وسمع الكثير.) وتوفي فجأة في رابع صفر.
4 (الحسين بن إسماعيل بن الحسن بن علي)
أبو عبد الله النعماني، والنيسابوري. شيخ صالح، من بيت الحديث. سمع: أبا القاسم
الواحدي، وأبا بكر بن خلف، وأبا السنابل هبة الله بن أبي الصهباء. روى عنه: ابن
السمعاني، وابنه عبد الرحيم. وتوفي في العشرين من المحرّم. وروى عنه: عمر العليمي،
والمؤيّد الطوسي، والقاسم الصفّار.
(37/240)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 241
4 (الحسن بن محمد بن علي بن أحمد بن حمدي)
أبو عبد الله الخِرَقي، الشاهد. سمع: أبا عبد الله النعالي. وحدّث. توفي في ذي
القعدة.
4 (حرف الخاء)
4 (خلف بن عبد الكريم بن خلف بن طاهر بن محمد بن محمد)
أبو نصر النيسابوري، الشحّامي. سمع: عبد الجبار بن سعيد بن محمد البحيري، وأبا
عليّ نصر الله الخُشنامي. روى عنه: أبو سعد السمعاني، وابنه عبد الرحيم وقال: توفي
في المحرّم، ودُفن عند الشّحّاميين.
4 (حرف السين)
4 (سعد بن الرضا بن يزيد)
أبو محمد الهاشمي، الجعفري، الإصبهاني. سمع: عبد الوهاب بن مندة، وطراد الزينبي.
أخذ عنه: السمعاني، وقال: مات في جمادى الآخرة وله ثمانون سنة.
4 (سعد بن محمد بن محمود بن المشّاط)
أبو الفضائل الرازي، المتكلم، الواعظ.) قال أبو سعد السمعاني: له يدٌ باسطة في علم
الكلام، وكان يذبّ عن الأشعري، وله قوة في الجدال. وكان يعظ ويتكلم في مسائل
الخلاف، لقيته
(37/241)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 242
بالري، وكان يلبس الحرير، ويخضِب بالسواد، ويحمل معه سيفاً مشهوراً. وسمعت أن
طريقته ليست مرضيّة. سمع من أبيه حلية الأولياء، بسماعه من أبي نُعيم. وسمع من:
أبي الفرج محمد بن محمود القزويني. وقال لي: ولدت سنة. وتوفي بالري في خامس عشر
رمضان.
4 (سعيد بن أبي بكر بن أبي نصر الشعري)
النيسابوري. سمع: عثمان بن محمد المَحمي، وأبا بكر بن خلف. وعنه: أبو المظفّر عبد
الرحيم السمعاني. توفي في صفر.
4 (حرف الشين)
4 (شجاع بن علي بن حسن)
أبو المظفّر الشجاعي، السرخسي، البنّاء. رجل صالح. وهو أصغر من أخويه عبد الصمد،
والحسن. سمع: محمد بن عبد الملك المظفّري، وأحمد بن عبد الرحمن الدّغولي. مولده
قبل السبعين. أخذ عنه: السمعاني، وقال: مات فجأة في شوال سنة ست وأربعين.
(37/242)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 243
4 (شُكر بن أبي طاهر أحمد بن أبي بكر)
أبو زيد الأبهري، الإصبهاني، المؤدّب، الأديب. سمع: أبا عبد الله الثقفي، الرئيس.
وتوفي في ذي القعدة.
4 (حرف الصاد)
4 (صافي)
) أبو الفضل، مولى ابن الخرقي. بغدادي، مقرئ، مجوّد، صالح، متعبّد. وله إسناد عالي
في القراءات، فإنه قرأ على رزق الله التميمي، ويحيى بن أحمد السيبي. وسمع: مالك بن
أحمد البانياسي، وغيره. واحترقت كتبه. قال السمعاني: سمعته يقول: سلوا القلوب عن
المودات، فإنها لا تقبل الرّشا. سمعتُ منه أحاديث. وتوفي أظن في سنة ست وأربعين،
ولم يبق الى سنة سبع، رحمه الله.
4 (حرف العين)
4 (عبد الله بن أحمد بن عمروس)
أبو محمد الشلبي، الأندلسي، المالكي. كان فقيهاً، حافظاً، مشاوَراً، لغوياً،
فاضلاً.
(37/243)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 244
سمع: أبا الحسن بن مُغيث، وأبا بكر بن العربي.
4 (عبد الله بن خلف بن بقي)
القيسي، البيّاسي، أبو محمد. أخذ القراءات عن: ابن البيّاز، وابن الدوش. وحج فلقي
ابن الشحّام. وبمكة عبد الله بن عمر بن العرجاء صاحب ابن نفيس، وعبد الباقي بن
فارس، فحمل عنهم القراءات، وبرع فيها وتصدّر ببلده. وتلا عليه: أبو بكر محمد بن
حسنون، وغير واحد. وكان زاهداً، صالحاً، مجاهداً. توفي بعد الأربعين.
4 (عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن)
أبو سعيد الرازي، الحصيري، الضرير. سمع سنن ابن ماجة من أبي منصور محمد بن الحسين
المقوّمي. وسمع: واقد بن الخليل القزويني، والفضل بن أبي حرب الجرجاني، وعبد
الواحد بن إسماعيل الرويانيّ الفقيه، وجماعة سواهم.
(37/244)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 245
روى عنه: أبو سعد السمعاني، وأبو القاسم بن عساكر. وكان فقيهاً، صالحاً، خيّراً.)
روى عنه: المؤيَّد الطوسي بالإجازة. توفي في شوال، وله أربع وثمانون سنة.
4 (عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسن بن أحمد بن عبد الواحد بن أبي بكر محمد بن
أحمد بن)
عثمان بن أبي الحديد، واسمه الحسين بن أبي القاسم السُلمي: أبو الحسين الدمشقي،
خطيب دمشق. سمع: جده أبا عبد الله، وأبا القاسم بن أبي العلاء المصّيصي، وابن
الفرات. روى عنه: أبو القاسم بن عساكر، وابنه القاسم، وأبو اليُمن الكندي، وغيرهم.
وتوفي في جمادى الآخرة، وله اثنتان وثمانون سنة. وخطب بعده ابنه الفضل. وروى عنه
أبو سعد السمعاني فقال: شيخ، صالح، سليم الجانب، سديد السيرة: سمعتُ منه أجزاء،
ودخلت داره المليحة، ورأيت نعل النبي صلى الله عليه وسلم معه. دُفن بمقبرة باب
الصغير.
4 (عبد الرحمن بن عبد الجبار بن عثمان بن منصور)
(37/245)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 246
أبو النصر الفامي، الحافظ الهروي. ولد سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة بهَراة. قال
أبو سعد السمعاني: كان حسن السيرة، جميل الطريقة، دمث الأخلاق، كثير الصدقة
والصلاة، دائم الذِكر، متودداً، متواضعاً، له معرفة بالحديث والأدب، يُكرم
الغرباء، ويفيدهم عن الشيوخ. سمع: أبا اسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري، وأبا
عبد الله العُميري، ونجيب بن ميمون الواسطي، وأبا عامر الأزدي. وورد بغداد حاجاً،
فسمع من ابن الحُصين، وهبة الله بن النجار. كتبتُ عنه بهرَاة ونواحيها. وكان ثقة،
مأموناً. مات في الخامس والعشرين من ذي الحجة. قلت: وروى عنه الحافظ ابن عساكر،
وأبو رَوح الهروي، وجماعة. وجمع تاريخ هَراة. وليس بمستوعب. ولقبه: ثقة الدين.
4 (عبد الرحمن بن عبد الصمد بن أبي سعيد)
) أبو سعيد القايني، النيسابوي، المقرئ، مقدم القرّاء، وشيخهم، وإمامهم. قرأ على
الإمام أبي الحسن الغزّال وتلمذ له وحده، وخدمه مدّة. قال ابن السمعاني: كان
إماماً، فاضلاً، صالحاً، ورعاً، كثير العبادة،
(37/246)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 247
وعُمِّر حتى رحلوا إليه في علم القراءات، فظهر له أصحاب وتلامذة. وقد سمع من:
المعتز بن أبي مسلم البيهقي، وأبي بكر محمد بن المأمون علي المتولي، وعلي بن أحمد
المديني، ونصر الله الخشنامي. ولد في رجب سنة خمس وسبعين وأربعمائة. وكان أبوه من
قاين. روى عنه: أبو سعد، وابنه عبد الرحيم. وتوفي في شوال أو ذي القعدة.
4 (عبد الرحمن بن عبد الواحد بن عبد الكريم)
أبو القاسم الغسّاني، الدمشقي، السمسار. كان رجلاً خيّراً. وروى عنه: ابن عساكر،
وابنه القاسم. توفي في ربيع الآخر.
4 (عبد الرحمن بن محمد بن سهل بن المحب)
أبو البركات النيسابوري. نظيف، شريف، متودد. سمع: أبا الحسن المديني، وعبد الغفّار
الشيرويي، وأبا سعيد القُشيري، وعمر الرؤاسيّ الحافظ. وحدّث. مات في ثالث ذي
القعدة في ذكر وخير، وله ستون سنة.
4 (عبد الفتاح بن أميرجة بن أبي سعيد)
(37/247)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 248
الصيرفي، الهروي، أبو الفتح، نزيل مرو. شيخ صالح، بهي المنظر. سمع من: أبي إسماعيل
عبد الله بن محمد الأنصاري. روى عنه: ابن السمعاني، وولده عبد الرحيم.) توفي في
غرة رمضان.
4 (عبد الملك بن عبد الرزاق بن عبد الله بن علي بن إسحاق بن العباس)
الطوسي، أبو المكارم، ابن أخي نظام المُلك. محتشماً، بذولاً، كريماً، من رجال
العلم. سمع: علي بن أحم المديني، وعبد الغفار الشيرويّي. توفي بطوس في رجب. وقد
كتب عنه: أبو سعد السمعاني، وابنه عبد الرحيم.
4 (علي بن عبد الله بن محمد بن عبد الباقي بن أبي جرادة)
(37/248)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 249
أبو الحسن العقيلي، الحلبي، المعروف بالأنطاكي لسُكناه بحلب عند باب أنطاكية. ذكره
ابن السمعاني، وقال: غزير الفضل، وافر العقل، دمث الأخلاق، له معرفة بالأدب،
والحساب، والنجوم، وله خط حسن. رأيته بحلب، وقد قدم بغداد سنة سبع عشرة وخمسمائة.
وكتب عن جماعة. وسمع بحلب من: عبد الله بن إسماعيل الحلبي، وهو أجود شيخ له، وأبا
الفتيان محمد بن سلطان بن حيّوس. وقرأتُ عليه الأجزاء في منزله، وعلّقت عنه قصائد،
وخرجت من عنده يوماً فرآني بعض الصالحين، فقال: أين كنت قلت: عند أبي الحسن بن أبي
جرادة، قرأتُ عليه شيئاً من الحديث. فأنكر عليّ وقال: ذاك يُقرأ عليه الحديث قلت:
هل هو إلا متشيّع يرى رأي الحسين. فقال: ليته اقتصر على هذا، بل يقول بالنجوم،
ويرى رأي الأوائل. قال: وسمعت بعض الحلبيين بدمشق يتّهمه بمثل هذا. وقال أبو
الحسن: ولدت في سنة إحدى وستين وأربعمائة. توفي ظناً سنة ست وأربعين. قال: وقرأت
عليه الموطّأ لابن وهب بروايته عن أبي الفتح بن الجلي عبد الله بن إسماعيل، عن أبي
الحسن بن الطيوري، عن القاضي أبي محمد الصابوني، عن محمد بن عبد الله بن عبد الكريم،
عنه.
4 (علي بن عبد العزيز بن عبد الله بن السّمّاك)
) سمع: أبا نصر الزينبي، ورزق الله التميمي، وجماعة.
(37/249)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 250
قال ابن السمعاني: كان يحضر معنا مجالس الحديث، ويسمع على كبر السن. قال لي: ولدت سنة
أربع وستين وأربعمائة. وقال ابن الجوزي: كان ثقة من أهل السنّة الجياد. روى لنا
عن: أبي الفضل بن الطيب. قلت: وروى عنه: عبد الخالق بن أسد، وعبد الرزاق الجيلي،
ويوسف بن المبارك، وجماعة. وتوفي في شوال.
4 (علي بن محمد بن محمد بن الفراء)
أبو الفرج بن أبي خازم بن القاضي أبي يَعلى الحنبلي. سمع: أبا عبد الله النعالي
فمن بعده. وتوفي في ثاني عشر رمضان. وصلى عليه ولده القاضي أبو القاسم عبيد الله.
كتب عنه ابن السمعاني أحاديث.
4 (علي بن مرشد بن علي بم مقلَّد بن نصر بن منقذ)
عز الدولة، أبو الحسن الكناني، الشيزري. ولد بشيزر، وكان أكبر إخوته، في سنة سبع
وثمانين وأربعمائة. وكان ذكياً، شاعراً، جندياً. دخل بغداد، وسمع من: قاضي
المرستان أبي بكر، وغيره.
(37/250)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 251
وله الى أخيه أسامة:
(لقد حمل الغادون عنك تحية .......... إليّ كنشر المسكِ شيبت به الخمرُ)
(فيا ساكناً قلبي على خفقانه .......... وطرفي وإن رواه من أدمعي بحرُ)
(لك الخير همي مذ نأيتَ مروعٌ .......... وصبري غريب لا يُنهنه الزّجر)
(ولو رام قلبي سلوةً عنك صدّه .......... خلائقكَ الحُسنى وأفعالُك الغرّ)
(كأن فؤادي كلما مرّ راكبٌ .......... إليك جناحٌ رام نهضاً به كسرُ)
استُشهد عز الدولة بعسقلان في هذا العام.
4 (علي بن هبة الله بن علي بن رهمويه)
أبو الحسن الأزجي. سمع: أبا نصر الزينبي، وعاصم بن الحسن، وأبا جعفر محمد بن أحمد
البخاري قاضي حلب.) قال ابن السمعاني: كتبت عنه، وكان له تقدّم وثروة. وسماعه
صحيح. توفي في سادس ذي القعدة.
(37/251)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 252
4 (علي بن يحيى بن رافع بن عافية)
أبو الحسن النابلسي، المؤذّن بمنارة باب الفراديس. سمع: أبا الفتح نصر بن إبراهيم
المقدسي، وأحمد بن عبد المنعم الكريدي، وجماعة. روى عنه: القاسم بن عساكر، ووالده.
وقال: كان ملازماً للحضور في حلقتي، وسقط من المنارة في جمادى الآخرة، فبقي ثلاثة
أيام ومات، رحمه الله تعالى.
4 (عمر بن علي بن الحسين بن أحمد بن محمد بن أبي ذر)
أبو سعد المحمودي، الطالقاني، ثم البلخي. ولد ببلخ سنة سبع وخمسين وأربعمائة.
وسمع: الحافظ أبا علي الحسن بن علي الوخشي، ومنصور بن محمد البِسطامي، وغيرهما.
وهو آخر من حدّث عنهما. قال ابن السمعاني: كان فاضلاً، عالماً، صالحاً، كثير
التهجّد والعبادة، لطيف السمع. توفي في أواخر رمضان. قلت: وأجاز لعبد الرحيم بن
السمعاني، وروى عنه الافتخار الهاشمي، وغيره.
(37/252)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 253
4 (حرف الفاء)
4 (الفرج بن أحمد بن محمد بن الخراساني)
أبو علي البغدادي، الخريمي، ويُعرف بابن الأخوّة. قال ابن السمعاني: شاب فاضل،
ديّن، له معرفة كاملة باللغة والآداب. سمع: أبا الحسين بن الطيوري، وأبا الحسن بن
العلاف. كتبت عنه، وتوفي في رابع عشر جمادى الآخرة.
4 (حرف الميم)
4 (محمد بن أحمد بن الفضل)
الإمام أبو بكر المهرجاني، الإسفرائيني، البيّع. فقيه صالح، سمع: الحسن بن أحمد
السمرقندي، وعبد الواحد بن
(37/253)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 254
القشيري، وغيرهما.) وولد سنة سبعين وأربعمائة، وخرج ليحجّ فتوفي بالكوفة في ذي
القعدة. قال عبد الرحيم بن السمعاني: سمعت منه جزءاً. قال: أنبا الحسن السمرقندي،
أنا منصور بن نصر الكاغذي، فذكره.
4 (محمد بن أحمد بن عمر بن بكران)
أبو الفتح الأنباري، ابن الخلال. إمام جامع الأنبار. قرأ الحديث على أبي الحسن
الأنباري، الأقطع. وسمع من: أبي طاهر بن أبي الصقر. وكان مولده في سنة خمس وستين
وأربعمائة. روى عنه: أبو القاسم عبد الله بن محمد بن النفيس الأنباري، وغيره.
4 (محمد بن أحمد بن مكي بن الغريب)
أبو السعادات المقرئ، الضرير. كان طيب الصوت، عارفاً بالألحان، مشهوراً. سمع: أبا
نصر الزينبي. توفي في جمادى الآخرة.
4 (محمد بن أحمد بن إبراهيم بن عيسى بن هشام)
أبو عبد الله الخزرجي، الأنصاري، الجيّاني، المعروف بالبغدادي لسُكناه بها. أخذ
عن: أبي علي الغساني، وحجّ ودخل بغداد ولقي: إلكِيا أبا الحسن، وأبا بكر الشاشي،
وأبا طالب الزينبي. وكان فقيهاً، مشاوَراً، فاضلاً، حدّث عنه: أبو عبد الله
النميري، وأبو محمد بن عبيد الله الحجري، وأبو عبد الله بن حُميد، وعبد الرحمن بن
الملجوم، وغيرهم.
(37/254)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 255
ومولده في سنة سبعين وأربعمائة. وتوفي بفاس في ذي الحجة، وكان قد قدِمها، وحدّث
بها.
4 (محمد بن إدريس بن عبيد الله)
) أبو عبد الله البلنسي، المخزومي. لقي أبا الوليد الوقشي ولازمه. وصحب: أبا محمد
الركلي، وأبا عبد الله بن الجزار. ومع من: عبد الباقي بن بزال، وخُليص بن عبد
الله. قال الأبّار: كان متحققاً بالحديث، واللغة، والأدب. روى عنه: أحمد بن
سليمان، وعلي بن إدريس الزناتي، وأبو محمد بن سفيان.
4 (محمد بن أسعد بن علي بن الموفق)
أبو الفتح الهروي. سمع: محمد بن نصر السامي، وغيره. كتب عنه: السمعاني.
4 (محمد بن إسماعيل بن أميرك بن أميرك بن إسماعيل بن جعفر بن القاسم بن جعفر بن
محمد)
بن زيد بن علي بن ريحانة رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسين السيد أبو الحسن العلوي،
الحسيني، الهروي. قال ابن السمعاني: كان عالماً زاهداً، كثير الخير، سنياً، حسن
السيرة. سمع: شيخ الإسلام، وأبا عطاء الجوهري، وأبا سهل الواسطي. سمعتُ منه الكثير
بهَراة.
(37/255)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 256
ولد سنة إحدى وسبعين وأربعمائة، وتوفي بهراة في ذي القعدة. قلت: أنا ابن عساكر، عن
أبي روح، أنا الإمام أبو الحسن محمد بن إسماعيل بن أميرك الحسني، أنا أبو عامر
الأزدي، فذكر حديثاً.
4 (محمد بن الحسن بن أبي قُدامة)
الأمير أبو قُدامة القرشي، الهروي. صدر معظّم، سمع إسماعيل بن عبد الله الخازمي،
ونجيب الواسطي. أخذ عنه: السمعاني. كان مولده في رجب سنة سبعين.
4 (محمد بن زيادة الله)
) أبو عبد الله بن الخلال المُرسي، والد القاضي أبي العباس. قال الأبّار: سمع من
أبي علي بن سُكّرة. وكان شيخاً جليلاً، معظّماً. توفي في ذي القعدة.
4 (محمد بن عبد الله)
أبو بكر بن العربي. مرّ.
4 (محمد بن عبد الرحمن بن أحمد)
العلامة أبو عبد الله البخاري، الواعظ، المفسّر. قال السمعاني: كان إماماً متقناً.
قيل إنه صنّف في التفسير كتاباً أكثر من ألف جزء.
(37/256)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 257
وأملى في آخر عمره عن: أبي نصر أحمد بن عبد الرحمن الربغذموني، ولكنه كان مجازفاً
متساهلاً. مات في جمادى الآخرة. كتب إليّ بالإجازة.
4 (محمد بن عبد الخالق بن عزيز بن أحمد)
أبو النور المُضري، الإصبهاني. سمع حضوراً من أبي عمرو مندة. مولده في حدود سنة سبعين.
أخذ عنه: السمعاني.
4 (محمد بن محمد بن حسين بن صالح)
العلامة، زين الأئمة، أبو الفضل البغدادي، الفقيه، الحنفي، الضرير. سمع: أبا الفضل
بن خيرون، وأبا طاهر أحمد بن الحسن الكرخي، وغيرهما. وعنه: ابنه إسماعيل، ويوسف بن
المبارك الخفّاف. وكان من كبار الحنفية. درّس بمشهد أبي حنيفة نيابةً عن قاضي
القضاة أبي القاسم الزينبي. ثم درّس بالغياثية. وكان صالحاً، ديّناً. توفي في ربيع
الأول.
4 (محمد بن الموفق بن محمد)
)
(37/257)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 258
أبو الفتح الجرجاني. عدل عالم. سمع: العميري، ونجيب بن ميمون. وعنه: السمعاني.
4 (منصور بن حاتم)
أبو القاسم الهروي، رجل صالح. سمع: محمد بن أبي مسعود الفارسي، وأبا عطاء الجوهري.
كتب عنه: السمعاني، وقال: توفي بهراة في شعبان.
4 (حرف النون)
4 (نصر الله بن منصور بن سهل)
أبو الفتوح الدويني الجَنزي. ودُوين: بُليدة من آخر بلاد أذربيجان من جهة الروم.
(37/258)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 259
كان فقيهاً، صالحاً، مستوراً، لقبه: كمال الدين. قدم بغداد وتفقّه بها بالنظامية
على أبي حامد الغزالي. وسمع بنيسابور من: أبي الحسن المديني، وأبي بكر أحمد بن سهل
السرّاج، وعبد الواحد بن القشيري، وغيرهم. وحدّث ببلخ. كتب عنه أبو سعد السمعاني،
وقال: مات ببلخ في أواخر رمضان. وقد انتخبتُ عليه جزأين.
4 (نوشتكين بن عبد الله)
الرضواني، مولى أبي الفرج محمد بن أحمد بن عبد الله بن رضوان المراتبي. قال
السمعاني: شيخ صالح، متودد كثير الذكر، أصابته علة أقعدته في بيته. وقرأت عليه
الجزء الثالث من انتقاء البقّال على المخلّص، وكان يكتب اسمه أنوشتكين، بألف. سمع:
أبا القاسم بن البُسري، وعاصم بن الحسن، وغيرهما. روى عنه: عبد الخالق بن أسد،
وأبو سعد السمعاني، وأبو اليُمن الكندي، والفتح بن عبد السلام. وبالإجازة أبو
منصور بن عُفَيجة، وأبو المحاسن محمد بن لقمة، وغير واحد.) وقد سمع أيضاً من
الإمام أبي إسحاق الشيرازي. وقع لنا الجزء الأول من فوائده. وتوفي في سادس عشر ذي
القعدة، وله اثنتان وثمانون سنة. قرأتُ على محمد بن علي الواسطي: أخبركم محمد بن
السيد الأنصاري سنة اثنتين وعشرين وستمائة، بالمزّة، أنا نوشتكين الرضواني في
(37/259)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 260
كتابه، أنا علي بن أحمد البُندار سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة، أنا محمد بن عبد
الرحمن: ثنا البغوي، ثنا شُجاع بن مَخلد، نأنا هُشيم، عن يونس، عن ابن سيرين، عن
أنس بن مالك، قال: نُهينا أن يبيع حاضرٌ لباد وإن كان أخاه لأبيه وأمه. رواه مسلم
عن يحيى بن يحيى بن هُشيم، وسقط من سماعنا لفظة: عن.
4 (حرف الهاء)
4 (هبة الله بن عبد الواحد بن أبي القاسم عبد الكريم بن هوزان)
أبو الأسعد القشيري، النيسابوري، خطيب نيسابور، وكبير القشيرية في وقته. قال أبو
سعد السمعاني: كان يرجع الى فضل وتمييز، ومعرفة بعلوم القوم، ظريف، حسن الأخلاق،
متودد، سليم الجانب. ورد بغداد حاجاً، وسمع جزء ابن عرفة من ابن نبات حضوراً من جدّه.
وسمع من: جدته فاطمة بنت الدقاق، وأبيه، وعمّيه أبي سعد، وأبي
(37/260)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 261
منصور، وأبي صالح المؤذن، وأبي نصر عبد الرحمن بن علي التاجر، وأبي سهل الحفصي،
ومحمد بن عبد العزيز الصفّار، وأبي بكر محمد بن يحيى بن إبراهيم المزكي، وأبي
الفتح نصر بن علي الحاكمي، ويعقوب بن أحمد الصيرفي، وإسماعيل بن مسعدة الإسماعيلي،
وطائفة سواهم. قلت: وحدّث بمُسند أبي عوانة، عن عبد الحميد بن عبد الرحمن البحيري،
عن أبي نُعيم الأسفرائيني، عنه. وسمع سنن أبي داود، من نصر الحاكم وصحيح البخاري
من أبي سهل الحفصي. روى عنه: أبو سعد السمعاني، وابنه أبو المظفّر عبد الرحيم،
وأبو القاسم بن عساكر، والمؤيد بن محمد الطوسي، والمؤيد بن عبد الله القشيري،
والقاسم بن عبد الله بن عمر الصفّار، وسمعا منه مسند أبي عوانة، وأبو روح المطهّر
بن أبي بكر البيهقي، وأبو الفتوح محمد بن محمد بن محمد البكري، وآخرون.) ومولده في
العشرين من جُمادى الأولى سنة ستين وأربعمائة. وسمع في الخامسة من جده أبي القاسم.
وأملى مجالس كثيرة. ولم يقل في شيء منها ولا في الأربعين السباعيات: أنبا جدي
حضوراً. وقد سمع أيضاً من: الزاهد عبد الوهاب بن عبد الرحمن السُلمي، والسيد أبي
الحسن محمد بن محمد بن زيد العلوي، وأبي سعد عبد الرحمن بن منصور بن رامِش،
وإسماعيل بن عبد الله الخشّاب، وشبيب بن أحمد البستيغي.
(37/261)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 262
وروى بالإجازة عن: أبي نصر محمد بن محمد الزينبي، وغيره. وسماعه لصحيح البخاري في
سنة خمس وستين وأربعمائة من الحفصي عن الكُشميهني. وكان أسند من بقي بخُراسان
وأعلاهم رواية. قال أبو سعد: وكانت الرحلة إليه، وظهر به صمم، ومع ذلك كان يسمع
إذا رفع القارئ صوته. وسمعت أصحابنا يقولون: إنه ادعى سماع الرسالة من جده، وما
ظهر له عن جده إلا أجزاء من حديث السرّراج، ومجالس من أماليه، وكتاب عيون الأجوبة
في فنون الأسولة. توفي في ثالث عشر شوال، ودُفن من الغد. أخبرنا أحمد بن هبة الله:
أنبأنا إسماعيل بن عثمان النيسابوري، ثنا أبو سعد هبة الرحمن إملاءً، أنا أبو بكر
يعقوب بن أحمد، أنا الحسن بن أحمد المَخلدي، أنا المؤمّل بن الحسين الماسرجسي، ثنا
الحسن بن محمد الزعفراني، ثنا بكر بن بكّار، عن سفيان الثوري، عن زيد بن أسلم، عن
سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من جُعل
قاضياً فقد ذُبح بغير سكين. تفرّد به بكر، وليس بحجة.
(37/262)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 263
4 (حرف الياء)
4 (يوسف بن عبد العزيز بن يوسف بن عمر بن فيرُّه)
الحافظ، أبو الوليد، ابن الدبّاغ، اللخمي، الأندلسي، الأُندي، نزيل مُرسية. قال
ابن بشكوال: روى عن أبي علي الصدفي كثيراً، ولازمه طويلاً. وأخذ عن جماعة من
شيوخنا، وصحبنا عند بعضهم. وكان من أجل أصحابنا وأعرفهم بطريقة الحديث، وأسماء
الرجال، وأزمانهم، وثقاتهم، وضُعفائهم وأعمارهم، وآثارهم، ومن أهل العناية الكاملة
بتقييد) العلم، ولقاء الشيوخ. لقي منهم كثيراً، وكتب عنهم، وسمع منهم، وشوور في
الأحكام ببلده، ثم خطب به وقتاً. وقال لي مولده في سنة إحدى وثمانين وأربعمائة.
قلت: روى عنه ابن بشكوال، والوزير أبو عبد الملك مروان بن عبد العزيز التُجيبي
البلنسي، وأحمد بن أبي المطرِّف البلنسي، وأحمد بن سلمة الدورقي، ومحمد بن الشيخ
أبي الحسن بن هُذيل، وآخرون. وله جزء صغير في تسمية طبقات الحفاظ، وعاش خمساً
وستين سنة. رأيت برنامجه، وفيه كتب كثيرة من مروياته.
(37/263)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 264
4 (يوسف بن عمر الحربي)
الزاهد، العابد، أبو يعقوب الحربي، المقرئ. والد يعقوب، وعبد المحسن. زاهد، ورع،
قوّال بالحق، بقية سلف. روى عن: أحمد بن عبد القادر بن يوسف. روى عنه: أحمد بن
طارق، وعمر بن أحمد المقرئ، وغيرهما. قال مرة: ما يعرف المتكبّر إلا متكبر، مثله.
مات في ذي الحجة. قلت: يمكن أن يعرفه بأنه كان متكبراً وتاب.
4 (يحيى بن أحمد بن بدر)
أبو القاسم الموصلي. سمع: ابن طلحة النعالي، والطريثيثي. وعنه: محمد الخشّاب.
4 (يحيى بن المظفّر بن محمد)
أبو المواهب الكاتب. سمع: أبا نصر الزينبي، وأبا منصور بن عبد العزيز العُكبري.
وعنه: أبو شجاع بن القزون. مات في ربيع الآخر، وله ستٌ وثمانون سنة.)
(37/264)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 265
4 (وفيات سنة سبع وأربعين وخمسمائة)
4 (حرف الألف)
4 (أحمد بن إسحاق بن أحمد بن إسحاق بن أبي دلَف)
الفقيه، أبو دلف الطوسي، الرزّاني. ورزّان: على فرسخين من طوس. فقيه، إمام، عارف
بالمذهب، حسن السيرة. سمع: أبا منصور بن علي الكراعي، ويحيى بن علي الحلواني.
وتوفي كهلاً في أواخر رجب. روى عنه: عبد الرحيم السمعاني.
4 (أحمد بن جعفر بن عبد الله بن جحاف)
أبو محمد المعافري، البلنسي. سمع من: أبي داود المقرئ، وأبي علي بن سكّرة. وولي
قضاء بلنسية، وحُمدت سيرته. وكان من سروات الرجال وعلمائهم.
4 (أحمد بن عبيد الله بن الحسين)
(37/265)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 266
أبو محمد بن الأغلاقي، الواسطي، المقرئ، الزاهد. سمع من: أبي المعالي بن شاندة،
وأبي البركات أحمد بن نفيس، ونصر بن البطِر، وأحمد بن يوسف. وقرأ القرآن على أبي
الخطاب بن الجراح. وكان يقرئ الناس، ويقصد للتبرك. روى عنه: عبد الوهاب بن سُكينة.
وقد سأل السلفي خميساً، عن أبي محمد الآمدي هذا، فقال: متحقق بالسنّة، صاحب مسجد
لا يُعاب بشيء. وقال السمعاني: ولد سنة اثنتين وستين وأربعمائة، وكتبت عنه بواسط.
قلت: مات في العشرين من شوال، وشيّعه الخلق، رحمه الله.
4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر)
أبو الفتح الخُلمي، وخُلم: من نواحي بلخ.) تفقّه ببخارى مدة، وكان صالحاً،
متصوناً. كانت إليه ببلخ التزكية، وكان ينوب عن قاضيها. وحج سنة سبع عشرة. وسمع
ببغداد من: أبي سعد بن الطيوري. وسمع بمكة، وببخارى، وكان مولده سنة. وتوفي في
صفر.
(37/266)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 267
4 (أحمد بن منير)
الطربلسي، الشاعر. يأتي في سنة ثمان. وقيل: توفي سنة سبع.
4 (إبراهيم بن صالح)
أبو إسحاق بن السمّاذ المرادي، الأندلسي، المريي. أخذ القراءات عن: أبي الحسن بن
شفيع، وعلي بن محمد البُرجي. وسمع من: أبي علي بن سكّرة. وحج وأخذ بالإسكندرية عن
الطرطوشي، والرازي صاحب السداسيات. روى عنه: أبو عبد الله بن حُميد، وأبو بكر بن
أبي جمرة. توفي بلورقة.
4 (حرف التاء)
4 (تمرتاش بن إيلغازي بن أُرتُق)
الأمير حسام الدين التركماني، الأُرتقي، صاحب ماردين، وميّافارقين. ولي الملك بعد
والده، فكانت مدته نيفاً وثلاثين سنة.
(37/267)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 268
وولي بعده ابنه نجم الدين النبي، والمُلك في عقبه إلى اليوم.
4 (حرف الجيم)
4 (جامع بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن أبي نصر)
أبو الخير النيسابوري، الصوفي، السقّاء، الرّام. كان يعلّم الشبان الرمي، وكان
صالحاً، مستوراً.) سمع: أبا سعيد محمد بن عبد العزيز الصفّار، وأبا بكر بن خلف،
وأبا بكر محمد بن يحيى المزكي. روى عنه: المؤيّد الطوسي، وعبد الرحيم بن السمعاني،
وغيرهما. ولد سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة. وتوفي سنة سبع أو ثمان وأربعين. قال
عبد الرحيم: سمعتُ منه كتاب الأمثال والاستشهادات للسلمي، عن الصفّار، عن السلمي،
وكتاب طبقات الصوفية، عن السلمي المصنّف، وكتاب محن مشايخ الصوفية، عن محمد بن
يحيى الكزكّي، عن مصنّفه السلمي.
4 (الجنيد بن محمد)
(37/268)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 269
أبو القاسم القايني، نزيل هَراة. توفي في شوال في هذه، وقيل سنة ست. وقد تقدّم
ذكره. فيحوّل الى هنا، لأنه ظهر لي أن سنة ست وهم وكان إماماً، ورعاً، متعبداً.
وكان شيخ الصوفية في رباط فيروزاباد بظاهر هَراة أربعين سنة. سمع بطبس أبا جعفر
محمد بن أحمد الحافظ. وبإصبهان: أبا بكر بن ماجة الأبهري، وسليمان الحافظ. وبمرو:
أبا المظفّر السمعاني، وأبا منصور بن شكرويه. وبهراة: محمد بن علي العميري، ونجيب
بن ميمون. قال أبو سعد السمعاني: سمعت منه جماعة كتب. ولد سنة اثنتين وستين
وأربعمائة. قال: وتوفي في رابع عشر شوال. وقد أورده ابن النجار في تاريخه فقال:
كان فقيهاً، فاضلاً، محدثاً، صدوقاً، موصوفاً بالزهد والعبادة، تفقه على أبي
المظفّر السمعاني، وسمع الكثير، وحصّل الأصول، وحدّث بجميع ما سمع. سمع بقاين:
الحسن بن إسحاق التوني.
(37/269)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 270
وبطبس: الحافظ محمد بن أحمد بن أبي جعفر.) وبنيسابور: وبهراة، وإصبهان. روى عنه:
ابن ناصر، وابن عساكر.
4 (حرف الحاء)
4 (الحسين بن أبي القاسم بن أبي سعد)
أبو الفتح النيسابوري، القمّاصي، نسبة الى بيع القُمص. قال ابن السمعاني: شيخ،
صالح، خيّر. سمع: أبا الحسن أحمد بن محمد الشجاعي، وعبد الواحد بن القشيري. وببغداد:
أبا القاسم بن بيان. روى عنه: أبو سعد السمعاني، وسأله عن نسبته، فقال: كان جدي
يبيع القمصان. ومولدي في سنة خمس وسبعين. وقال: توفي إن شاء الله بنيسابور في سنة
سبع وأربعين، رحمه الله.
4 (حرف الراء)
4 (رزق الله بن الإمام أبي الحسن محمد بن عبد الملك بن محمد)
الكرجي، أبو معشر. ورد بغداد مع والده. وسمع: أبا الحسن بن العلاف، وابن بيان.
وبنيسابور: عبد الغفار بن محمد الشيرويي. مات بهراة في ربيع الآخر.
(37/270)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 271
4 (حرف السين)
4 (سعد بن المعتز بن الفضل بن محمد)
الرئيس، أبو الوفاء الإسفرائيني، من رؤساء بلده. سمع: محمد بن الحسين بن طلحة
المهرجاني. روى عنه: عبد الرحيم بن السمعاني. وكان مولده في سنة ثمان وسبعين
وأربعمائة.
4 (سعيدة بنت زاهر بن طاهر بن محمد)
) أم خلف الشحّامية. صالحة، عالمة. تفردت بأشياء. وسمّعها أبوها، وهي إن شاء الله
أكبر أولاد زاهر. سمعت من: جدها، ومن: عبد الرحمن بن رامش، وعثمان بن محمد المحمي،
وأبي بكر بن خلف. وولدت سنة ثمان وستين وأربعمائة. قال ابن السمعاني: وقيل إنها
لما مرضت كانت تقرأ سورة الكهف، فلما بلغت الى قوله: لهم جنات الفردوس نُزُلاً
ماتت، وذلك في سابع رمضان. روى عنها: عبد الرحيم بن السمعاني، وأبوه.
4 (سفيان بن إبراهيم بن عمرو عبد الوهاب بن الحافظ أبي عبد الله بن مندة)
(37/271)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 272
أبو محمد الفَيدي، الإصبهاني. قال ابن السمعاني: شيخ صالح، كثير الصلاة. سمع: أبا
عبد الله الثقفي، وأحمد بن عبد الرحمن الذكواني، وجماعة. وببغداد: أبا الخطاب بن
البطر. وقال: قرأت عليه ثلاثة عشر جزءاً من فوائد ابن مردويه. وتوفي في ربيع الأول
بإصبهان.
4 (سهل بن عبد الرحمن بن أحمد بن سهل بن محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدان)
أبو القاسم السرّاج، الزاهد، النيسابوري، نزيل طوس. تفقه على: أبي نصر القشيري.
وبرع في الفقه، والكلام، واللغة. ثم اشتغل بالعبادة، ولزم العزلة. سمع أبا الحسن
علي بن أحمد المؤذن، ونصر الله الخُشنامي، وأبا علي بن نبهان، وابن بيان. قال ابن
السمعاني: ورد علينا مرو، فسمعتُ منه مُسند الشافعي، بروايته عن الخُشنامي، عن
الحيري. وتوفي، رحمه الله، بالري في أول ذي القعدة.
4 (حرف العين)
4 (عاصم بن خلف بن محمد بن عتّاب)
أبو محمد التُجيبي، البلنسي.)
(37/272)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 273
روى عن: صهره أبي الحسن بن واجب. وتفقه بأبي محمد عبد الله بن سعيد الوجدي. وأخذ
عن أبي محمد البطليوسي. قال الأبّار: وكان لسِناً، فصيحاً، جزلاً، مهيباً، صادعاً
بالحق، مُقلاً، صابراً، غلب عليه علم الرأي. ودرس المدوّنة دهره. وتوفي في سجن
بلنسية، وقد بلغ السبعين.
4 (عبد الله بن أبي مطيع أحمد بن محمد بن مظفّر)
أبو بكر الهروي، ثم المروزي. قال السمعاني: كان شيخاً، مسناً، جلداً، من أولاد
العلماء. سمع البخاري من: أبي الخير محمد بن موسى الصفّار. وسمع من: نظام المُلك
أبي علي. وولد في جمادى الأولى سنة ست وستين وأربعمائة. وتوفي في نصف صفر. روى
عنه: عبد الرحيم بن السمعاني، وأبوه.
4 (عبد الرحمن بن الحسن بن أحمد بن سهل بن أحمد بن سهل بن أحمد عبدوس)
أبو القاسم الجرجاني، الشجري، الصوفي، ثم النيسابوري. قال أبو سعد: كان صالحاً،
مُكثراً من الحديث، حريصاً على طلبه. يختص بالشمّاسية، ويصلي عندهم. ولد سنة إحدى
وسبعين وأربعمائة، وكتب بخطّه عن جماعة من أصحاب الحيري مع والدي. سمع: أبا الحسن
المديني، وأبا سعيد القشيري، والفضل بن عبد الواحد التاجر. وحج سنة إحدى وخمسمائة.
وسمع: أبا سعيد بن خُشيش، وغيره.
(37/273)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 274
وسمع بشيراز: أبا شجاع محمد بن سعدان، وجماعة. وأخرج جزءاً وقال: سمعته من أبي نصر
الزينبي. فقلت: لا تقل هذا، فإنك ما لحقته، ولعلك سمعته من أبي طالب الحسين أخيه.)
وقلت له: ترجع عن هذا القول فكان متوقفاً في الرجوع. والظاهر أنه ما تعمّد الكذب
في هذا القول. وكان قد اتقل الى مسجد وخلا لنفسه، ولا يدخل البلد إلا في بعض
الأوقات. قلت: روى عنه أبو نصر السمعاني، وهو والد عبد الرحيم، وزينب الشعرية.
توفي سنة سبع أو ثمان وأربعين. قاله أبو سعد.
4 (عبد الرزاق بن علي بن الحسين بن عبد الرزّاق)
أبو بكر الكَرماني، ثم الهمذاني، إمام، فقيه، فاضل، عارف بالفقه واللغة. سمع: أبا
القاسم بن بيان، وأبا علي بن نبهان الكاتب. وولد بكرمان سنة ثمانين وأربعمائة.
وتوفي، رحمه الله في جمادى الآخرة.
4 (عبد المعز بن عطاء بن عبيد الله)
المعدّل، أبو المظفّر الهروي، الشروطي. كان يُضرب به المثل في حُسن كتابة السجلات
والوثائق. سمع: أبا سهل نجيباً الواسطي، وأبا عطاء بن المليحي. توفي في خامس رجب.
(37/274)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 275
4 (عبد المولى بن محمد بن أبي عبد الله)
الفقيه، أبو محمد المهدوي اللبني، بالسكون. ولبنة من قرى المهدية. قال شيخنا أبو
حامد بن الصابوني، فيما أجاز لنا: سمع من جماعة ببغداد، ومكة، والشام، ومصر، وحدّث
عن الفقيه نصر بن إبراهيم المقدسي بمصر، وبها توفي في سنة سبع وأربعين. سمع منه:
ابنه الفقيه محمد، والشيخ علي بن إبراهيم ابن بنت أبي سعد. وتوفي ابنه سنة أربع
وتسعين.
4 (علي بن نجا بن أسد)
مؤذّن مئذنة العروس بدمشق. سمع: سهل بن بشر الإسفرائيني. روى عنه: أبو القاسم بن
عساكر، وقال: توفي في صفر. ورأيته يبوّل غير مرة عند الحوض،) مكشوف العورة.
4 (عمران بن علي)
أبو موسى الفاسي، المغربي، الضرير، الفقيه المالكي، المقرئ. جال في الآفاق، ودخل
مصر، والشام، واليمن، وفارس، وخراسان، ووراء النهر. قال أبو سعد السمعاني: كتبتُ
عنه، وسمع بقراءتي، وكان قد حُبّب إليه التطواف في الأقاليم. ومات ببلخ.
(37/275)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 276
4 (حرف الغين)
4 (غالب بن أحمد بن المسلم)
أبو نصر الأدمي، الدمشقي. سمع: أبا الفضل بن الفرات، وأبا الحسين بن زهير. وعنه:
ابن عساكر، وابنه القاسم.
4 (حرف اللام)
4 (لوط بن علي)
الإصبهاني، أبو مطيع الخباز. سمع: أبا مطيع المصري، وغيره. أخذ عنه: السمعاني.
لعله توفي في هذا العام.
4 (حرف الميم)
4 (محمد بن إسماعيل بن الحافظ أبي صالح أحمد بن عبد الملك)
النيسابوري، المؤذّن، الإمام أبو عبد الله. إمام كبير، فاضل، مناظر، فقيه. سمع:
أبا بكر بن خلف الشيرازي، وعليّ بن أحمد المديني. ومولده في سنة ثمانين وأربعمائة.
وقد انتقل به أبوه الى كرمان فسكنها.
(37/276)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 277
قال أبو الفرج بن الجوزي: قدم الى بغداد رسولاً من صاحب كرمان في سنة ست وثلاثين.)
وقدم رسولاً الى السلطان في سنة أربع وأربعين. وتوفي في ذي القعدة سنة سبع بكرمان.
وقد سمع منه ابن السمعاني، وابنه عبد الرحيم بنيسابور لمّا قدمها بعد الأربعين.
قال ابن النجار: روى عنه عبد الواحد بن سلطان.
4 (محمد بن جعفر بن خيرة)
أبو عامر، مولى ابن الأفطس، البلنسي. سمع: أبا الوليد الوقشي، ولازمه. وقد تُكلِّم
في روايته عنه لصغره. وسمع من: أبي داود، وطاهر بن مفوّز. وولي خطابة بلنسية مدة.
وطال عمره، وجمع كتباً كثيرة. حدّث عنه: أبو القاسم بن بشكوال، وأبو عبد الله بن
حُميد، وأبو بكر بن أبي جمرة، وعبد المنعم بن الفرس. وتوفي في ذي القعدة رحمه
الله، وقد قارب المائة.
4 (محمد بن الحسن بن محمد بن سعيد)
الأستاذ، المقرئ، أبو عبد الله الداني، المعروف بابن غلام الفرس، وبابن الفرس. وهو
لقب رجل من تجّار دانية. أخذ أبو عبد الله القراءات عن: أبي داود، وأبي الحسن بن
الدوش، وأبي
(37/277)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 278
الحسين بن يحيى بن أبي زيد بن البياز، وأبي الحسن بن شفيع. وسمع من: أبي علي بن
سكّرة، وأبي محمد بن أبي جعفر. وحجّ سنة سبع وعشرين، فسمع من: أبي طاهر السلفي،
وأبي شجاع البسطامي. ذكره الأبّار قال: تصدّر بعد الثلاثين وخمسمائة للإقراء،
والرواية، وتعليم العربية، وكان صاحب ضبط وإتقان، مشاركاً في علوم جمة يتحقق منها
بعلم القرآن والأدب. وكان حسن الضبط والخط، أنيق الوراقة. رحل الناس إليه للسّماع
منه والقراءة عليه، وولي خطابة دانية. وكان مولده في سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة.
قلت: قرأ عليه جماعة منهم محمد بن علي بن أبي العاص النفّزي شيخ الشاطبي، وأبو
جعفر أحمد بن علي الحصّار شيخ علم الدين القاسم اللورقي، وعبد الله بن يحيى بن
صاحب الصلاة،) ويوسف بن سليمان البلنسي، وأبو الحجاج يوسف بن عبد الله الداني.
4 (محمد بن خلف)
أبو الحسن الغساني، اللبلي، الشلبي. أخذ القراءات عن: إسماعيل بن غالب، وأبي
القاسم بن النخّاس، وسمع منه، ومن: ابن شيرين. وعُني بالفقه، وشوور في الأحكام،
وولي قضاء شِلب. وتوفي في جمادى الآخرة.
4 (محمد بن علي بن المبارك)
أبو المفضّل الواسطي، ثم البغدادي، الحمّامي، الصائغ.
(37/278)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 279
سمع: رزق الله التميمي، وأبا طاهر الباقلاني. كتب عنه: السمعاني، وقال: توفي في
جمادى الآخرة.
4 (محمد بن علي بن الحسن بن سلْم بن العباس)
الخصيب، التميمي، الأزجي. سمع: رزق الله التميمي، وابن طلحة النّعالي، وغيرهما.
وعنه: أبو سعد السمعاني، وأحمد بن الحسن العاقولي. وهو ابن عم الخصيب ابن المؤمّل
توفي في رجب، وله اثنتان وثمانون سنة.
4 (محمد بن عمر بن يوسف بن محمد)
القاضي، أبو الفضل الأرموي، الفقيه، الشافعي. من أهل أُرمية. ولد سنة تسع وخمسين
وأربعمائة ببغداد. وسمّعوه من: زبي جعفر ابن المسلمة، وأبي الحسين بن المهتدي
بالله، وعبد الصمد بن المأمون، وأبي بكر محمد بن علي الخيّاط، وجابر بن ياسين.
وتفرد بالرواية عنهم بالسّماع. وسمع أيضاً من: أبي الحسين بن النّقّور، وأبي نصر
الزينبي. قال ابن السمعاني: هو فقيه، إمام، متدين، ثقة، صالح، حسن الكلام في
المسائل، كثير التلاوة للقرآن. تفقّه على الشيخ أبي إسحاق الشيرازي.) وقال ابن
الجوزي: سمعت منه بقراءة شيخنا ابن ناصر، وقرأت عليه
(37/279)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 280
كثيراً من حديثه. وكان فقيهاً. تفقه على أبي إسحاق. وكان ثقة، ديّناً، كثير
التلاوة. وكان شاهداً فعُزل. وتوفي في رجب. قلت: في رابعه. وقد حدّث عنه:
السِّلفي، وابن عساكر، وابن السمعاني، وعبد الخالق بن أسد، وعمر بن طبرزد،
وإبراهيم بن هبة الله بن البُتيت، والقاضي أبو المعالي أسعد بن المُنجّى، ومحمد بن
علي بن الطُراح، والمبارك بن صدقة الحاسب، ويونس بن يحيى الهاشمي، والشيخ عمر بن
مسعود البزّاز، وعلي بن يحيى الحمامي ابن أخت ابن الجوزي، وزاهر بن رستم، وعبد
اللطيف بن أبي النجيب الشهرزوري، وعثمان بن إبراهيم بن فاسي السيبي، وأخوه
إسماعيل، وشجاع بن سالم البيطار، وأبو اليُمن زيد بن الحسين الكندي، وداود بن
مُلاعب، وأخته حفصة، وسِبط الأرموي يوسف بن محمد بن محمد بن عمر، وموسى بن سعيد
ابن الصيقلي الهاشمي، وإسماعيل بن سعد الله بن حمدي، وعبد الرحمن بن عبد الغني
الغسّال الحنبلي، والمظفّر بن غيلان الدقّاق، وسعيد بن محمد الرزّاز، وبزغش عتيق
ابن حمدي، وأبو الفتح أحمد بن علي الغزنوي الحنفي، ويحيى بن محمد بن عبد الجبار
العوفي، ومسمار بن العويس النيّار، وعبد الرحمن بن المبارك بن المشتري، وأحمد بن
يوسف بن صرما. وآخر من روى عنه بالسماع الفتح بن عبد السلام. وكان أسند من بقي
ببغداد. ولي في شبيبته قضاء دير العاقول مدة.
4 (محمد بن محمد بن محمد)
أبو بكر الخُلمي، الحنفي، المعروف بدِهقان خُلم. إمام كبير من أهل
(37/280)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 281
بلخ، انتهت إليه رئاسة أصحاب أبي حنيفة ببلخ. وكان إمام الجامع ببلخ. وكان مولده
في سنة خمس وسبعين وأربعمائة. قال ابن السمعاني: كان إماماً فاضلاً، مفتياً،
مناطراً، حسن الأخلاق، حجّ سنة ست وعشرين. وسمع ببلخ من جماعة. حضرتُ بمجلس إملائه
ببلخ. ومات في ثاني شعبان، ودُفن بداره.)
4 (محمد بن المحسّن بن أحمد)
أبو عبد الله السُلمي، الدمشقي، الأديب، المعروف بابن الملحي. وملح قرية بحوران.
ويقال ابن الملحي بالتخفيف. كان أبوه قد غلب على حلب ووليها مدة، وكان معه بها. ثم
سكن دمشق. ولقي جماعةً من الأدباء. وسمع عدة دواوين. وكان شرّيباً للخمر، قاله
الحافظ ابن عساكر. وقد سمع من: جعفر السرّاج، وغيره. وتوفي في شعبان. وكتب لي
بخطّه جزأين، يعني شعراً وفوائد.
4 (محمد بن منصور بن إبراهيم)
أبو بكر القصْري. سمع من: ثابت بن بُندار، وأبي طاهر بن سوار. وقرأ القراءات. وكان
حافظاً، مجوّداً، متفنناً. وكان يطالب تفسير النقاش ويورد منه. قاله ابن الجوزي.
وقال: كانت له شيبة طويلة تعبُر سرّته. توفي في سابع شعبان. وقال ابن النجار: قرأ
بالروايات على ابن سوار، وثابت بن بُندار، وكان عالماً بالقراءات، له حلقة بجامع
المنصور يفسّر فيها كل جمعة.
(37/281)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 282
قرأ عليه جماعة. وروى عنه: عبد الرحمن بن عبد السيد. قال أبو محمد بن الخشّاب: سمع
بالسنَد، ورأى الشيخ أبا بكر القصري، فكأنه قد رآهم. وعاش سبعين سنة. ومات رحمه
الله تعالى.
4 (محمد بن منصور بن عبد الرحيم)
أبو نصر بن الحُرضي، النيسابوري، الأشناني. شيخ صالح، من أبناء المياسير والنعم،
فضربه الزمان وافتقر. وكان مولده في ربيع الأول سنة ثمان وخمسين وأربعمائة. وسمع:
أبا القاسم القُشيري، ويعقوب بن أحمد الصيرفي، وأحمد بن محمد البسّامي الأديب،
والفضل بن المحب، وعثمان المحمي، وأبا بكر محمد بن يحيى المزكي.) قال عبد الرحيم
السمعاني: سمعت منه بنيسابور أربعة مجالس لأبي القاسم القشيري، وثلاثة مجالس
المخلدي، وكتاب التاريخ للصوفية، جمع السلمي، رواه لنا عن محمد بن المزكي، عنه.
وتوفي في خامس شعبان. أخبرنا أحمد بن عساكر، عن عبد الرحيم بن أبي سعد، أنا محمد
بن منصور الحُرضي، ثنا أبو القاسم القشيري إملاءً، أنا أبو عبد الله بن باكويه
الشيرازي: سمعت أبا الطيب بن الفرّخان قال: قال الجنيد: يقبح بالفقير أن تكون عليه
خِلقان وسرُّه متشوف للعالم.
(37/282)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 283
قلت: وروى عنه: زينب الشعرية.
4 (محمد بن هبة الله بن محمد بن علي بن المطّلب)
أبو عبد الله، ابن الوزير أبي المعالي، الكرماني. سمع: ابن طلحة النّعالي، وثابت
بن بُندار، وأبا عبد الله بن البُسري، وجماعة. وحدّث. قال ابن السمعاني: قرأت عليه
أحاديث، وكان متشيعاً. توفي في المحرم ببغداد. وروى عنه أبو أحمد بن سُكينة.
4 (محمد بن يحيى بن خليفة بن ينق)
أبو عامر الشاطبي. قال الأبّار: قرأ على محمد بن فرح المِكناسي. وسمع من: أبي علي
بن سكّرة. وأخذ بقرطبة عن: أبي الحسن بن سِراج. ومهر في الأدب، والعربية، وبلغ
الغاية من البلاغة، والكتابة، والشعر. ولقي أبا العلاء بن زهر، فأخذ عنه علم الطب
ولازمه وساعده الجدّ، وبعُد صيته في ذلك، مع المشاركة في عدة علوم. وكان رئيساً،
معظّماً، جميل الرواء. وله تصنيف كبير في الحماسة، وتصنيف آخر في ذكر ملوك
الأندلس، والأعيان والشعراء. روى عنه: أبو عبد الله المِكناسي. وعاش بضعاً وستين
سنة.) وتوفي في آخر العام.
(37/283)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 284
4 (محمد بن يحيى بن محمد بن أبي إسحاق بن عمرو بن العاص)
أبو عبد الله الأنصاري، الأندلسي، اللرّي. ولُرّيّة من عمل بلنسية. أخذ عن مشيخة
بلده، ثم نزح عنه في الفتنة سنة ثمان وثمانين وأربعمائة. وسكن جيّان سبعة أعوام.
وأخذ القراءات عن: أبي بكر بن الصبّاغ. وكان قصد أبا داود سنة ست وتسعين، فلقيه
مريضاً مرض الموت. وسمع من: أبي محمد البطليوسي. وأقرأ الناس. وكان ذا بصرٍ
بالتجويد. ترجمه الأبّار، وقال: روى عنه شيخنا أبو عبد الله بن نوح الغافقي، وأبو
عبد الله بن الحسين الأندي. توفي في شوال، وقد قارب الثمانين.
4 (محمد بن يونس بن محمد بن مغيث)
أبو الوليد القرطبي. من بيت العلم والجلالة. سمع من: أبي علي الغسّاني، ومحمد بن
فرج، وأبي الحسن العبسي، وخازم بن محمد. وأكثر عن الده. وكان صالحاً، خيّراً، كثير
الذِّكر، والصلاة، طويلها. وكان إمام جامع قرطبة. وقد شوور في الأحكام. مات في
شعبان. ومولده في أول سنة ثمانين. وسمع وله خمس عشرة سنة.
4 (محمد بن أبي أحمد بن محمد)
(37/284)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 285
أبو الفتح الحضيري. صالح، كثير التلاوة، ضرير. سمع: أبا الخير بن أبي عمران
الصفّار. أخذ عنه: ابن السمعاني. ومات في ذي القعدة عن بضعٍ وثمانين سنة بقريته.)
4 (المبارك بن هبة الله بن سليمان)
أبو المعالي بن الصبّاغ، البغدادي، الواعظ، المعروف بابن سكرة، المحدِّث. سمع
الكثير، وأفاد. وأخذ عن: أبي سعد بن الطيوري، وأبي طالب عبد القادر بن يوسف،
وطبقتهما. وتوفي في ربيع الآخر عن: سبعٍ وخمسين سنة.
4 (مدبّر بن علي بن أحمد بن علي)
أبو بكر التميمي، الخُراساني، المقرئ بالألحان بإصبهان بين يدي الوعّاظ. كان
صالحاً، مستوراً.
(37/285)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 286
سمع: أبا مطيع المصري، وأبا العباس بن أشته. كتب عنه: أبو سعد السمعاني، وقال:
توفي في ذي الحجة. كتب إليّ بذلك معمّر بن الفاخر.
4 (مسعود بن محمد بن ملكشاه)
السلطان غياث الدين، أبو الفتح، السلجوقي. سلّمه والده السلطان محمد في سنة خمسٍ
وخمسمائة الى الأمير مودود صاحب الموصل ليربيه. فلما قُتل مودود وولي الموصل
الأمير أقسنقر البُرسقي، سلّمه والده إليه أيضاً، ثم سلّمه من بعده الى خوش بك
صاحب الموصل أيضاً، فلما توفي والده وتملّك بعده ولده السلطان محمود، حسّن خوش بَك
للسلطان مسعود الخروج على أخيه، وطمّعه في السلطنة. فجمع مسعود العساكر، وقصد
أخاه، فالتقيا بقرب همذان في سنة أربع عشرة، أو في أواخر سنة ثلاث عشرة وخمسمائة،
فكان الظفر لمحمود. ثم تنقلت الأحوال بمسعود، وآل به الأمر الى السلطنة، واستقلّ بها
في سنة ثمان وعشرين. ودخل بغداد، واستوزر الوزير شرف الدين أنوشروان بن خالد وزير
المسترشد بالله. قال ذلك ابن خلِّكان، وقال: كان سلطاناً، عادلاً، ليّن الجانب،
كبير
(37/286)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 287
النفس، فرّق مملكته على أصحابه، ولم يكن له من السلطنة غير الاسم، ومع هذا فما
ناوأه أحد إلا وظفر به. وقتل خلقاً من كبار الأمراء، ومن جملة من قتل الخليفتين
المسترشد والراشد، لأنه وقع بينه وبين المسترشد وحشة قبل استقلاله بالمُلك، فلما
استقل استطال نوّابه على العراق، وعارضوا الخليفة في أملاكه، فتجهّز وخرج
لمحاربته، وكان السلطان مسعود بهمذان، فجمع جيشاً عظيماً،) وخرج للقائه، فتصافّا
بقرب همذان، فكُسر جيش الخليفة وانهزموا، وأسر الخليفة في طائفة من كبار أمرائه،
وأخذه مسعود أسيراً، وطاف به معه في بلاد أذربيجان، فقتل على باب مراعة كما ذكرنا.
ثم أقبل مسعود على اللهو واللذات، الى أن حدث له علة القيء والغثيان، واستمر به
ذلك الى أن مات في جمادى الآخرة. ثم حُمل الى إصبهان ودُفن. وعاش خمساً وأربعين
سنة. قال ابن الأثير: كان كثير المزاح، حسن الأخلاق، كريماً، عفيفاً عن أموال
الرعية، من أحسن السلاطين سيرة، وألينهم عريكة. قلت: وجرت بينه وبين عمه سنجر
منازعة، ثم تهادنا، وخُطب له بعد عمه ببغداد قبل سنة ثلاثين. وقد أبطل في آخر
أيامه مُكوساً كثيرة، ونشر العدل. وقد استقل بدَست الخلافة في أيام المقتفي، واتسع
ملكه، ودانت له الأمم. وكان فيه خيرٌ في الجملة وميل الى العلماء والصلحاء، وتواضع
لهم. قال ابن النجار: أنا محمد بن سعيد الحافظ، أنبأنا علي بن محمد النيسابوري،
أنا السلطان مسعود، أنا أبو بكر الأنصاري، فذكر حديثاً من جزء الأنصاري. قال أبو
سعد السمعاني: كان بطلاً، شجاعاً، ذا رأي وشهامة، تليق به السلطنة. سمّعه علي بن
الحسن الغزنوي الواعظ من القاضي أبي بكر.
(37/287)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 288
سمع منه جماعة. وتوفي في جمادى الآخرة.
4 (المظفّر بن أردشير بن أبي منصور)
أبو منصور العبادي، المروزي، الواعظ، المعروف بالأمير. كان من أحسن الناس كلاماً
في الوعظ، وأرشقهم عبارة، وأحلاهم إشارة، بارعاً في ذلك مع قلة الدين. سمع من: نصر
الله بن أحمد الخُشنامي، وعبد الغفار الشيرويي، والعباس بن أحمد الشقّاني، ومحمد
بن محمود الرشيدي، وجماعة.) ووعظ ببغداد في سنة نيّف وعشرين وخمسمائة. ثم قدِمها
رسولاً من جهة السلطان سنجر سنة إحدى وأربعين، فأقام نحواً من ثلاث سنين يعقد مجلس
الوعظ بجامع القصر وبدار السلطان، وظهر له القبول التام من المقتفي لأمر الله ومن
الخواص. وأملى بجامع القصر. روى عنه: عبد العزيز بن الأخضر، وحمزة بن القبّيطي،
وأبو جعفر بن المكرّم، وغيرهم. وكان يُضرب به المثل في الوعظ. وروى عنه: أبو سعد
السمعاني، وقال: لم يكن موثوقاً في دينه، طالعتُ رسالة بخطّه جمعها في إباحة شرب
الخمر. وكان يلقّب قطب الدين. وقال أبو الفرج بن الجوزي: كان يعظ، فوقع مطر، فلجأ
الجماعة الى ظل العقود والجُدر، فقال: لا تفرّوا من رشاش ماء رحمة، قطرٌ عن سحاب
(37/288)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 289
رحمة. ولكن فروا من شرار نار اقتدح من زناد الغضب. ثم قال: ما لكم لا تعجبون، ما
لكم لا تطربون فقال قائل: وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مرّ السحاب. فقال:
التمالك عن المرح عند تملّك الفرح قدْح في القرح. قال ابن الجوزي: وكان مثل هذا
الكلام المستحسن يندر في كلامه، وإنما كان الغالب على كلامه ما ليس تحت كبير معنى.
وكُتب ما قاله في مدة جلوسه، فكان مجلدات كثيرة. ترى المجلد من أوله الى آخره، ليس
فيه خمس كلمات كما ينبغي، وسائرها لا معنى له. وكان يترسّل بين السلطان والخليفة،
فتقدّم إليه أن يصلح بين ملكشاه بن محمود وبين بدر الجوهري، فمضى وأصلح بينهما،
وحصل له منهما مال كثير، فأدركه أجله في تلك البلدة، فمات في سلخ ربيع الآخر بعكسر
مُكرَم. وحُمل الى بغداد ودُفن في دكة الجُنيد. ورثه ولده، ثم توفي، وعادت الأموال
التي جمعها للسلطان. وفي ذلك عبرة. وقال ابن السمعاني: لم يكن له سيرة مرضية، ولا
طريقة جميلة. سمعت من أثق به، وهو الفقيه حمزة بن مكي الحافظ ببروجرد قال: كنت معه
بأذربيجان، وبقينا مدة، فما رأيته صلى العشاء الآخرة. كان إذا أحضر السماع،
وأرادوا أن يصلوا يقول: الصلاة بعد السماع. فإذا فرغوا السماع كان ينام. ولما توفي
حكى لي بعضُهم أنه وجد في كتبه رسالة بخطه في إباحة الخمر.) وقال ابن النجار: من
وعظه قوله: لا تظنوا أن الحيّات تجيء الى القبور من خارج. إنما أفعالكم أبقى لكم،
وحيّاتكم ما أكلتم من الحرام أيام حياتكم. وعاش ستاً وخمسين سنة.
(37/289)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 290
قال أبو المظفّر بن الجوزي: حكى جماعة من مشايخنا قال: جلس المظفر بن أردشير
بالتاجية بعد العصر، وأورد حديث ردت الشمس لعلي كرّم الله وجهه، وأخذ في فضائله،
فنشأت سحابة غطّت الشمس، وظن الناس أنها غابت، فأومأ الى الشمس وارتجل:
(لا تغربي يا شمسُ حتى ينتهي .......... مدحي لآل المُصطفى ولنجله)
(واثني عِنانك إن أردت ثناءهم .......... أنسيتِ إذ كان الوقوف لأجله)
(إن كان للمولى وقوفٌ فليكن .......... هذا الوقوف لخيله ولرَجلهِ)
فطلعت الشمس من تحت الغيم، فلم يُدرى ما رُمي عليه من الأموال والثياب.
4 (المنصور بن محمد بن الحاج داود بن عمر)
أبو علي اللمتوني، الصنهاجي، الأمير. سمع بقرطبة من: أبي محمد بن عتّاب، وأبي بحر
بن العاص. وبمرسية من: أبي علي بن سكّرة. وكان من رؤساء لمتونة وأمرائهم، موصوفاً
بالذكاء، عارفاً بالحديث والآثار. جمع من الكتب النفيسة ما لم يجمعه أحد. وكان
متولياً على بلنسية ليحيى بن علي بن غانية أيام كونه بها نحواً من أحد عشر عاماً.
وعاش ستين سنة. وهو فخر صنهاجة ما لهم مثله. قاله الأبّار.
4 (موسى بن الخليفة المقتدي عبد الله بن محمد)
العباسي، أخو المستظهر بالله. ولد في سنة اثنتين وسبعين. وعاش خمساً وسبعين سنة.
توفي في ذي القعدة.
(37/290)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 291
4 (حرف الهاء)
4 (هبة الله بن سعد بن طاهر)
أبو الفوارس الطبري، الفقيه، سِبط الإمام أبي المحاسن الروياني.) قال ابن
السمعاني: هو شيخ من أهل آمُل طبرستان، له معرفة بالمذهب، حافظ لكتاب الله، كثير
التلاوة، دائم الذكر، سريعة الدمعة، كان رئيس آمُل، ثم درّس بالنظامية بآمل. وأملى
الحديث. كتبتُ عنه بآمُل. وقال لي: ولدت سنة سبعين وأربعمائة. سمع من: جده أبي
المحاسن، وطاهر بن عبد الله الخوزي، الصوفي، وأبي علي الحداد، وأبي سعد المطرِّز.
، سمعته يقول: سمعت جدي أبا المحاسن عبد الواحد يقول: الشهرة آفة، وكل يتحراها،
والخمول راحة، وكلٌ يتوقاها.
4 (حرف الياء)
4 (يعقوب البغدادي)
الكاتب. كان غاية في حُسن الخط وجودته. توفي في جمادى الآخرة، قاله ابن الجوزي.
4 (يوسف بن إبراهيم بن مرزوق)
أبو يعقوب المقدسي، الفهيبي، من قرية بيت جيزين. كان فقيهاً، ورعاً، عابداً،
صالحاً. قدِم بغداد في سنة ستّ عشرة وخمسمائة. ودخل مرو فسكنها الى أن مات بها.
(37/291)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 292
وسمع بنيسابور: سهل بن إبراهيم المسجدي، وجماعة. وبمرو: محمد بن علي بن محمود
الكراعي. قال ابن السمعاني: سمع معنا بمرو شُعَب الإيمان للبيهقي على زاهر
الشحّامي. وكان نعم الصديق. ولد في حدود التسعين وأربعمائة. ولم أسمع منه. وثنا
أبو القاسم الدمشقي بها: حدّثني يوسف بن إبراهيم بن مرزوق لفظاً، أنبا محمد بن علي
بقرية زولاب، أنا جدي أبو غانم. وأخبرناه عالياً أبو منصور محمد المذكور، أنا جدي،
أنا أبو العباس النضري، ثنا الحارث، ثنا) روح بن عُبادة، ثنا ابن جُريج، فذكر
حديثاً.
(37/292)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 293
4 (وفيات سنة ثمان وأربعين وخمسمائة)
4 (حرف الألف)
4 (أحمد بن أبي سهل بن محمد بن يزداد)
أبو عبد الله القايني، الفارسي، الصوفي. من أهل هَراة صالح، كثير العبادة. سمع:
أبا عطاء عبد الرحمن بن محمد الماليني. ولد سنة ستين وأربعمائة. وتوفي في هذا
العام، أو بعده.
4 (أحمد بن العباس بن أحمد)
الشقّاني، النيسابوري. شيخ صالح. سمع: عثمان المحمي، وأبا بكر بن خلف. وحدّث.
4 (أحمد بن عبد الباقي بن أحمد بن إبراهيم)
(37/293)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 294
أبو المظفّر بن النرسي. ولي حسبة بغداد، ثم ولي قضاء باب الأزج معها. وحدّث عن:
الحسين بن البُسري. روى عنه: عبد العزيز بن الأخضر. توفي في جمادى الأولى، وله
سنة.
4 (أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد)
الخطيب البنجديهي. سمع: أبا سعيد الدباس. كتب عنه: السمعاني.
4 (أحمد بن أبي غالب بن أحمد بن عبد الله بن محمد)
) أبو العباس ابن الطلاية البغدادي، الورّاق، الزاهد. ولد سنة اثنتين وستين
وأربعمائة، وقرأ القرآن، وروى اليسير من الحديث. قال ابن السمعاني: شيخ كبير، أفنى
عمره في العبادة، وقيام الليل والصوم على الدوام. ولعله ما طرف ساعةً من عمره إلا
في عبادة، رضي الله عنه. وانحنى حتى بقي لا يتبيّن قيامُه من ركوعه إلا بيسير.
وكان حافظاً مرات في مسجده بالعتّابيين. وسألته: هل سمعت شيئاً؟
(37/294)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 295
فقال: سمعت من أبي القاسم عبد العزيز بن علي الأنماطي. قال ابن السمعاني: وما
ظفرنا بسماعه، لكن قرأتُ عليه الردَّ على الجهمية لأبي عبد الله نفطويه، سمعه من
شيخ متأخر يقال له أبو العباس بن قريش، وحضر سماعه معنا شيخنا أبو القاسم بن
السمرقندي. وقال ابن المظفّر بن الجوزي: سمعت مشايخ الحربية يحكون عن آبائهم
وأجدادهم أن السلطان مسعود لما دخل بغداد، كان يحب زيارة العلماء والصالحين،
فالتمس حضور ابن الطلاية إليه، فقال لرسوله: أنا منذ سنين في هذا المسجد أنتظر
داعي الله في النهار خمس مرات. فعاد الرسول، فقال السلطان: أنا أولى بالمشي إليه.
فزاره من الغد، فرآه يصلي الضحى، وكان يصليها بثمانية أجزاء، فصلى معه بعضها. فقال
له الخادم: السلطان قائم على رأسك. فقال: وأين مسعود قال: هاأنا. قال: يا مسعود
إعدل، وادعُ لي. الله أكبر. ثم دخل في الصلاة. فبكى السلطان، ورقم بخطه بإزالة
المكوس والضرائب، وتاب توبة صادقة. قلت: روى عنه الجزء الذي قال إنه سمعه من عبد
العزيز الأنماطي، وهو التاسع من المخلصيات تخريج ابن البقّال، جماعة. وظهر سماعه
له بأجرة خلق منهم: يونس بن يحيى الهاشمي، وأحمد بن الحسن بن هلال بن العربي، وشجاع
بن سالم البيطار، ومحمد بن علي بن البلّ الدوري، وسعيد بن المبارك بن كمونة، وعبيد
الله بن أحمد المنصوري، وعمر بن طبرزد، وأحمد ابن سلمان بن الأصفر، وبزغش عتيق ابن
حمدي، وريحان بن تيكان الضرير،
(37/295)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 296
ومظفّر بن أبي يعلى بن جحشويه، وعبد الرحمن بن أبي سعد بن نُميرة، وعبد الله بن
محاسن بن أبي) شريك، وعبد الخالق بن عبد الرحمن الصياد، وعبد السلام بن المبارك
البردغولي، وأحمد بن يوسف بن صرْما. وآخر من روى عنه: المبارك بن علي بن أبي
الجود، شيخ الأبرقوهي. توفي في حادي عشر رمضان. وكان له يومٌ مشهود مثل يوم أبي
الحسن بن القزويني الزاهد. وحُمل على الرؤوس، ودُفن الى جانب أبي الحسين بن سمعون.
ولم يخلف بعده مثله في زهده وعبادته.
4 (أحمد بن أبي المختار)
أبو العباس بن جبر. من أولاد أمراء البطائح. وله شعر فائق. قدِم بغداد، ومدح
المستظهر، والمسترشد. مات في شعبان.
4 (أحمد بن منير بن أحمد بن مفلح)
(37/296)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والثلاثون الصفحة 297
(37/297)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 298
أبو الحسين الأطرابلسي، الشاعر، المشهور بالرّفّاء. صاحب الديوان المعروف. ولد
بأطرابلس سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة. وكان أبوه ينشد في أسواق طرابلس، ويعني. فنشأ
أبو الحسين، وتعلم القرآن، والنحو واللغة. وقال الشعر الفائق، وكان يلقَّب مهذَّب
الدين، ويقال له: عين الزمان. قال ابن عساكر: سكن دمشق، ورأيته غير مرة. وكان
رافضياً خبيثاً، خبيث الهجو والفحش، فلما كثُر ذلك منه سجنه الملك بوري بن طُغتكين
مدة، وعزم على قطع لسانه، فاستوهبه يوسف بن فيروز الحاجب، فوهبه له ونفاه، فخرج
الى البلاد الشمالية. وقال غيره: فلما ولي ابنه اسماعيل بن بوري عاد الى دمشق، ثم
تغيّر عليه لشيء بلغه عنه، فطلبه وأراد صلبه، فهرب واختفى في مسجد الوزير أياماً،
ثم لحق بحماه، وتنقل الى شيزر، وحلب. ثم قدِم دمشق في صحبة السلطان نور الدين
محمود، ثم رجع مع العسكر الى حلب، فمات بها. وقال العماد الكاتب: كان شاعراً،
مجيداً، مكثراً، هجّاءً، معارضاً
(37/298)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 299
للقيسراني في زمانه، وهما كفرسي رهان، وجوادَي ميدان. وكان القيسراني سنياً
متورعاً، وابن منير غالياً متشيعاً. وكان) مقيماً بدمشق الى أن أحفظ أكابرها،
وكدّر بهجوه مواردها ومصادرها، فأوى الى شيزر، وأقام بها. وروسل مِراراً في العود
الى دمشق، فأبى، وكتب رسائل في ذم أهلها. واتصل في آخر عمره بخدمة نور الدين،
ووافى الى دمشق رسولاً من جانبه قبل استيلائه عليها. ومن شعره:
(أحلى الهوى ما تُحلّه التُهمُ .......... باح به العاشقون أو كتموا)
(ومُعرضُ صرّح الوشاةُ له .......... فعلّموه قتلي وما علموا)
(يا ربّ خُذ لي من الوشاة إذا .......... قاموا وقُمنا إليك نحتكمُ)
(سعوا بنا لا سعَت بهم قدمٌ .......... فلا لنا اصطلحوا ولا لهمُ)
وله:
(ويلي من المُعرض الغضبان إذ نقل ال .......... واشي إليه حديثاً كله زور)
(سلّمتُ فازورّ يزوي قوسَ حاجبه .......... كأنني كأس خمرٍ وهو مخمور)
وشعره سائر. وتوفي سنة ثمان، وقيل: سنة سبع. لا، بل في جمادى الآخرة سنة ثمانٍ.
(37/299)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 300
4 (إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الداوتي)
أبو إسحاق الإصبهاني. سمع: أبا منصور بن شكرويه، وأبا عبد الله الثقفي، ورزق الله
التميمي. من شيوخ السمعاني.
4 (أسعد بن أحمد بن يوسف)
الإمام، الخطيب، أبو الغنائم اليامنجي، الخراساني. توفي في المحرم، أو في صفر.
وروى عن: عمر بن أحمد بن محمد بن الخليل البغوي. روى عنه: عبد الرحيم بن السمعاني.
4 (حرف الباء)
4 (بِهرام شاه ابن الملك مسعود بن إبراهيم بن محمود بن سُبُكتكين)
) سلطان غزنة. قال ابن الأثير: مات في رجب من هذه السنة. وقام بالمُلك بعده ولده
نظام الدين خُسروشاه. وكانت ولاية بِهرام شاه ستاً وثلاثين سنة. وكان عادلاً، حسن
السيرة، محباً للعلماء، جامعاً للكتب، تُقرأ بين يديه، ويفهم، ويدري.
4 (حرف الجيم)
4 (جعفر بن أبي طالب أحمد بن محمد بن عوانة)
(37/300)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 301
أبو الفخر القايني، الشافعي. قاضي غورج، وهي قرية كبيرة على باب هَراة. سمع جزءاً
من حديث عليّ بن الجَعد، من أبي صاعد يَعلى بن هبة الله الفُضَيلي. وسمع من شيخ
الإسلام أبي إسماعيل. روى عنه: أبو سعد السمعاني، وابنه عبد الرحيم، وقال: كان
مولده في صفر سنة. وتوفي بغورج في أثناء هذا العام.
4 (حرف الحاء)
4 (الحسن بن علي بن الحسن بن محمد)
أبو علي البخاري، ثم المروزي، القطّان، الطبيب. كان فاضلاً، عالماً بالطب، واللغة،
والآداب وعلوم الفلاسفة ومذاهبهم، ويميل إليهم. وكان يجلس في دكان، ويطيّب، ويؤذي
الناس ويشتمهم. وكان سمع الحديث على بر سنه، وقد جلس ليسمع فضائل القرآن من أبي
القاسم عبد الله بن علي الطريثيثي. وروى عنه: عبد الرحيم بن السمعاني. قُتل بمرو
في وقعة الغزّ في وسط رجب، وله ثلاث وثمانون سنة.
4 (الحسين بن محمد بن أحمد)
أبو علي السنجبستي، النيسابوري. فقيه، صالح، معمّر.
(37/301)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 302
وفد سنة سبع وخمسين وأربعمائة. سمع: أبا بكر بن خلف.) وسمع ببوشنج خمسة أجزاء من
عبد الرحمن بن محمد كلار صاحب ابن أبي شُريح. وتوفي في غرة ربيع الأول. روى عنه:
المؤيّد الطوسي، وعبد الرحيم السمعاني.
4 (الحسن بن محمد بن أبي جعفر)
القاضي، أبو المعالي البلخي، الشافعي، تلميذ محيي السنة البغوي. روى عنه أبو سعد
السمعاني، وأثنى عليه في سيرته وأحكامه، وقال: مات رحمه الله في رمضان بالدزق
العليا من أعمال مرو.
4 (حَمدين بن محمد بن علي بن محمد بن عبد العزيز بن حمدين)
الثعلبي، القُرطبي، أبو جعفر، قاضي الجماعة بقرطبة. سمع: أباه. وولي القضاء سنة
تسع وعشرين بعد مقتل أبي عبد الله بن الحاجّ.
(37/302)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 303
وكان من بيت حشمة وجلالة. صارت إليه الرئاسة عند اختلال أمر الملثّمين، وقيان ابن
قسيّ عليهم بغرب الأندلس، وهو حينئذ على قضاء قرطبة، ودُعي له بالإمارة في رمضان
سنة تسع وثلاثين، وتسمى بأمير المسلمين المنصور بالله، ودُعي له على أكثر منابر
الأندلس. ويقال إن مدة دولته كانت أربعة وعشرين يوماً، وتعاورته المِحَن، فخرج الى
العُدْوة، في قصص طويلة. ثم قفل، وترك مالقة، الى أن توفي في هذا العام. وأما ابن
قسيّ، فإنه خرج بغرب الأندلس، واسمه أحمد، وكان في أول أمره يدّعي الولاية. وكان
ذا حيل وشعبذة، ومعرفة بالبلاغة، وقام بحصين مارتلة. ثم اختلف عليه أصحابه، ودسّوا
عليه من أخرجه من الحصن بحيلة، حتى أسلموه الى الموحدين، فأتوا به عبد المؤمن،
فقال له: بلغني عنك أنك دعيت الى الهداية. فكان من جوابه أن قال: أليس الفجر
فجرين، كاذب وصادق فأنا كنت الفجر الكاذب. فضحك عبد المؤمن وعفا عنه، ولم يزل
بحضرته الى أن قتله صاحبٌ له.
4 (حيدرة بن المفرّج بن الحسن)
الوزير زَين الدولة ابن الصوفي، أخو الرئيس الوزير مُسيَّب. لم يزل الى أن عمل على
أخيه وقلعه من وزارة صاحب دمشق مُجير الدين، وولي في منصبه،) فأساء السيرة، وظلم،
وعسف، وارتشى، ومُقِت في العام الماضي والآن. وبلغ ذلك مجير الدين، فطلبه الى
القلعة على العادة، فعدل به الجُندارية الى الحمّام وذُبح صبراً، ونُصب رأسه على
حافة الخندق.
(37/303)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 304
4 (حرف الخاء)
4 (خاصّ بَك التُركماني)
صبي نفق على السلطان مسعود وأحبه، وقدّمه على جميع الأمراء. وعظُم شأنه، وصار له
من الأموال ما لا يُحصى، فلما مات مسعود خطب لملكشاه، وقال له: إني أريد أن أقبض
عليك، وأنفِذ الى أخيك محمد، فأخبره بذلك ليأتي فنسلّمه إليك، وتحوز المُلك. فقال:
افعل. فقبض عليه، ونفّذ الى أخيه الى خوزستان بأني قد قبضت على أخيك، فتعال حتى
أخطب لك، وأسلّم إليك السلطنة. فعرف محمد خُبثه، فجاء الى همذان، وجاء الناس إليه
يخاطبونه في أشياء، فقال: ما لكم معي كلام، وإنما خطابكم مع خاصّ بَك فمهما أشار
به فهو الوالد والصاحب، والكل تحت أمره. فوصل هذا القول الى خاصبك فاطمأن. فلما
التقيا خدمه خاص بَك، وقدّم لها تُحفاً وأموالاً، فأخذ الكل، وقتل خاصبك. قال أبو
الفرج بن الجوزي: ووجد له تركة عظيمة، من جملتها خمسون ألف ثوب أطلس. وقُتل في هذا
العام.
4 (حرف الراء)
4 (رُجّار)
ملك الفرنج المتغلّب على صقلية.
(37/304)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 305
ملك عشرين سنة، وعاش ثمانين سنة، وهلك بالخوانيق في أوائل ذي القعدة. وكان في أول
هذا العام قد جهّزا أصطولاً الى مدينة بونة، وقدّم عليها مملوكه فيليب المهدودي،
فحاصرها، واستعان بالعرب، فأخذها في رجب، وسبى أهلها، غير أنه أغضى عن طائفة من
العلماء والصالحين، وتلطّف في أشياء. فلما رجع الى صقلية قبض عليه رُجّار لذلك.
ويقال إن فيليب كان هو وجميع خواصّه مسلمين في الباطن، فشهدوا عليه أنه لا يصوم مع
الملك، فجمع له الأساقفة والقسوس، وأحرقه في رمضان، فلم يُمهَل بعده. وتملّك بعده
ابنه غُليالم، فاحتلّت) دولتهم في زمانه.
4 (حرف الزاي)
4 (زياد بن علي بن الموفّق بن زياد)
الرئيس، أبو الفضل الزيادي، الهروي، الحنفي. كان خيّراً، صالحاً. قيل إنه ما فاته
الصلاة في جامع هَراة نحواً من أربعين سنة. سمع: أبا عطاء بن المَليحي. وبإصبهان:
أبا الفتح الحدّاد، وغيره. ولد سنة إحدى وسبعين وأربعمائة. وتوفي رحمه الله في
جمادى الآخرة. روى عنه: عبد الرحيم السمعاني.
(37/305)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 306
4 (حرف السين)
4 (سعيد بن محمد بن طاهر بن سعيد بن الشيخ أبي سعيد بن أبي الخير)
أبو طاهر الميهني، الصوفي. نزيل مرو. شيخ رباط يعقوب. سمع من: أبي الفتح، وعُبيد
الله الهشامي. قال عبد الرحيم السمعاني: سمعتُ بمرو جزءاً من حديث أبي الموجّه
الفزراي. وعوقب في وقعة الغُزّ، وبقي عليلاً الى أن مات في ثامن شعبان. وله سبع
وستون سنة.
4 (حرف الظاء)
ظريفة بنت أبي الحسن بن أبي القاسم أم محمد الطبرية، من أهل طربستان. كانت عالمة،
صالحة، عفيفة. سكنت بلخ. وروت عن: أبي المحاسن عبد الواحد الروياني. توفي في سلخ
ربيع الآخر.
4 (حرف العين)
4 (عبد الله بن عيسى بن عبد الله بن أحمد بن سعيد)
) أبو محمد بن أبي بكر الأندلسي، الشلبي المولد، الإشبيلي المنشأ. من بيت العلم
والوزارة. قال ابن السمعاني: صرف عُمره في طلب حتى حصل له ما لم يحصل
(37/306)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 307
لغيره. وولي القضاء بالأندلس مدة. ثم حجّ، وجاور سنة، وقدم بغداد فأقام بها، ثم
وافى خراسان. واجتمعتُ به بهَراة، فوجدته بحراً لا يُنزف في العلوم من الحديث،
والفقه، والنحو، وغير ذلك. وسمعتُ بقراءته، وسمع بقراءتي. ثم قدم علينا مرو،
وكثُرت الفوائد منه. سمع بالأندلس: الحسن بن عمر الهوزني، وأبا بحر بن العاص، وأبا
الوليد محمد بن ظريف القرطبي. وببغداد: هبة الله بن الطّبر، ويحيى بن البنّاء،
وأبا بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري. وبهمذان: أنا جعفر الحافظ. وبنيسابور: أبا
القاسم الشحّامي، وجماعة كثيرة. قال الأبّار: وسمع وروى بالإجازة عن: أبي عبد الله
الخولاني، وولي قضاء شِلب. وكان من أهل العلم بالأصول، والفروع، والحفظ للحديث
والعربية، مع الزهد والخير. وامتُحن بالأمراء في قضاء بلده بعد أن تقلّده تسعة
أعوام، لإقامته الحق، وإظهاره العدل، حتى أدى ذلك الى اعتقاله. ثم سرح وحج سنة سبع
وعشرين، ودخل العراق، وخراسان. وطار ذكره في هذه البلاد، وعظُم شأنه. قال ابن
السمعاني: قال لي مولده في سنة أربع وثمانين وأربعمائة. قال: وتوفي في الخامس
والعشرين من شوال سنة ثمان وأربعين بهراة. قلت: وقيّد أبو عبد الله الأبّار وفاته
في جمادى الآخرة سنة إحدى وخمسين، وهو وهْم. وقد روى عنه: ابن السمعاني، وولده عبد
الرحيم.
(37/307)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 308
وقال عبد الرحيم: هو عبد الله بن عيسى بن عبد الله بن أحمد بن سعيد بن سليمان بن
محمد بن أبي حبيب الأنصاري، الخزرجي.
4 (عبد الله بن يوسف بن أيوب بن القاسم)
أبو محمد القرشي، الفِهري، الشاطبي. شيخ، مسند كبير. أجاز له في سنة سبعين
وأربعمائة أبو العباس بن دِلهاث العذري. وسمع الموطّأ من: طاهر بن مفوّز.) وسمع
من: أبيه، وأبي علي بن سكّرة. حدّث عنه: ابنه، وأبو الحجاج صاحب الأحكام. وتوفي
رحمه الله يوم عاشوراً المحرّم بدانية.
4 (عبد الخالق بن أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف)
المفيد، أبو الفرج البغدادي. شيخ، محدّث، فاضل، حسن الخط، كثير الضّبط، خيّر،
متواضع، متودد، محتاط في قراءة الحديث. سمع الكثير، وكتب، وحصّل لنفسه. وصفه بهذا
وبأكثر منه أبو سعد السمعاني. وقال السلفي: كان من أعيان المسلمين فضلاً، وديناً،
ومروءة، وثَبتاً. سمع معي كثيراً، وبه كان أُنسي ببغداد، ولما حججت أودعت كتبي
عنده. وقال السمعاني: سمع أباه، وأبا نصر الزينبي، وعاصم بن الحسن، وأبا عبد الله
النعالي، ونصر بن البطر، فمن بعدهم. وسمع بالأهواز، وإصبهان، وسمعتُ منه الكثير،
وقال لي: ولدت سنة أربع وستين وأربعمائة. قلت:
(37/308)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 309
روى عنه: السلفي، وابن السمعاني، وابن الجوزي، وأبو اليُمن الكندي، وأبو بكر عبد
الله بن مبادر، وعبد الوهّاب بن علي بن الأخوّة، وعبد السلام بن المبارك
البردغولي. وتوفي في الرابع والعشرين من المحرم.
4 (عبد الرحمن بن الحسن بن عبد الله)
أبو القاسم الفارسي، ثم البغدادي. شيخ صالح، حسن السيرة. قال ابن السمعاني: صحب
أبا الوفاء أحمد بن علي الفيروزاباذي مدة طويلة، وسافر معه الى الشام. وسمع من:
علي بن أحمد بن يوسف الهكّاري. توفي في ذي القعدة.
4 (عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن)
العلامة أبو محمد النيهي، المروروزي، شيخ الشافعية، وتلميذ محيي السنّة البغوي.)
سمع: البغوي، وعبد الله بن الحسن الطّبسي، وعبد الرزاق بن حسان المنيعي، ومحمد بن
عبد الواحد الدقّاق، وعدة.
(37/309)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 310
وتخرّج به أئمة بمرو الروذ. وأخذ عنه السمعاني وقال: مات رحمه الله في شعبان.
4 (عبد الرحمن بن عمر بن محمد بن أبي معشر)
أبو القاسم الغزنوي، ثم المروزي. سمع من: القاضي أبي نصر محمد بن محمد الماهاني،
وطبقته بإفادة أبي بكر محمد بن منصور السمعاني. روى عنه: عبد الرحيم السمعاني. ومات،
بعد أن عاقبته الغُزّ بأنواع العقوبات، في شوال.
4 (عبد الرحمن بن محمد بن منصور بن جبريل)
الفقيه، أبو نصر الخطيبي، الخرجوردي. سكن بمرو، وتفقّه مدة بنيسابور، وهَراة،
ومرو، وبرع في الفقه. وكان يحفظ كثيراً من النُتف والطُّرف. وكان صالحاً، عفيفاً،
متعبداً. سمع من: أبي نصر عبد الرحيم بن القشيري، والفضل بن محمد الأبيورذي وخرّج
لنفسه جزءين عن جماعة. وروى عنه عبد الرحيم بن السمعاني، وقال: أحرقه الغزّ في
رجب. وكان
(37/310)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 311
في المنارة، فأحرقوا المنارة، فاحترق فيها جماعة.
4 (عبد الرحيم بن أحمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم ابن الأخوّة)
البغدادي، اللؤلؤي، أبو الفضل بن أبي العباس، وأخو عبد الرحمن. نزل بإصبهان
وسكنها. قال ابن السمعاني: شيخ فاضل، يعرف الأدب، وله شعر رقيق، صحيح القراءة
والنقل. قرأ كثيراً بنفسه، ونسخ بخطّه ما لا يدخل تحت الحد، مليح الخط، سريعه.
سافر الى خراسان، وسمع بها. وسمّعه خاله أبو الحسن بن الزاغوني الفقيه من: أبي عبد
الله) النّعالي، ونصر بن البطر، ومن دونهما. وكتب إلي جزءاً بخطه بإصبهان. وسمعتُ
منه. سمعتُ يحيى بن عبد الملك المكي، وكان شاباً صالحاً، يقول: أفسد عليّ عبد
الرحيم ابن الخوّة سماع معجم الطبراني. حضرت دار بعض الأكابر، وكان يقرأ فيها
المعجم الكبير على فاطمة الجوزدانية، وكان يقرأ في ساعة جزءاً أو جزءين، حتى قلت
في نفسي: لعله يقلب ورقتين. فقعدت يوماً قريباً منه، وكنت أسارقه النظر، فعمل كما
وقع لي من ترك حديث وحديثين، وتصفّح ورقتين، فأحضرت معي نسخة، وقعدت أعارض، فما
قرأ في ذلك المجلس إلا شيئاً يسيراً، وظهر ذلك للحاضرين، وثقُل عليه ما فعلت،
فانقطعتُ وتركت سماع الكتاب، أو كما قال. وأنا فما رأيت منه إلا الخير. وسمعتُ
بقراءتي جزءاً، وسمع ولده بقراءتي الكثير، والله أعلم. وتوفي بشيراز في شعبان. قال
ابن النجار: ورحل، وسمع من عبد الغفار الشيرويي، وعدة. وأكثر
(37/311)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 312
عن أبي علي الحداد فمن بعده. وكتب ما لا يدخل تحت الحد، وكان مليح الخط، سريع القراءة.
رأيت بخطه كتاب التنبيه لأبي إسحاق الشيرازي، فذكر في آخره أنه كتبه في يوم واحد.
وكانت له معرفة بالحديث والأدب. وكان مولده في سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة.
4 (عبد العزيز بن بدر)
أبو القاسم القصري، قصر كنكور. سمع: أبا غالب أحمد بن محمد الهمذاني، ومحمد بن نصر
الأعمش. مات في المحرّم في عشر الثمانين. روى عنه: أبو سعد السمعاني.
(37/312)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 313
4 (عبد المغيث بن محمد بن أحمد بن المطهِّر)
أبو تميم العبدي، الخطيب، الصالح، الإصبهاني. سمع: حمد بن ولكيز، والمطهّر البزّاني.
قال السمعاني: مات في صفر عن أربع وثمانين سنة.
4 (عبد الملك بن عبد الله بن أبي سهل بن القاسم بن أبي منصور بن ماح)
) أبو الفتح الكروخي، الهروي. قال ابن السمعاني: شيخ، صالح، ديّن، خيّر، حسن
السيرة، صدوق، ثقة. قرأت عليه جامع الترمذي، وقُرئ عليه عدة نوَب ببغداد وكتبَ
نسخةً بخطه ووقفها. وسمع: أبا إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري، وأبا عامر محمود
بن القاسم الأزدي، وأبا نصر الترياقي، وأبا بكر الغورجي، وأبا المظفّر عبيد الله
الدهّان، وأبا عطاء، وجماعة.
(37/313)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 314
ووجدوا سماعه في أصول المؤتَمن الساجي، وأبي محمد بن السمرقندي، وغيرهما. وكنت
أقرأ عليه جامع أبي عيسى، فمرض، فنفذ له بعض من كان يحضر معنا السماع شيئاً من
الذهب، فما قبل، وقال: بعد السبعين واقتراب الأجل آخذ على حديث رسول الله صلى الله
عليه وسلم شيئاً وردّه مع الاحتياج إليه. ثم انتقل في آخر عمره الى مكة، وجاور بها
حتى توفي. وكان ينسخ الترمذي بالأجرة ويأكل منها. وقال لي: ولدت في ربيع الأول سنة
اثنتين وستين وأربعمائة بهراة. وكروخ: على عشرة فراسخ من هَراة. وقال الحافظ ابن
نقطة: كان صوفياً، وحدّث بالجامع عن أبي عامر الأزدي، وأحمد بن عبد الصمد التاجر،
وعبد العزيز بن محمد الترياقي، سوى الجزء الأخير ليس عند الترياقي، وأول الجزء:
مناقب ابن عباس. وقد سمع الجزء المذكور من أبي المظفر عبيد الله بن علي الدهان.
قالوا: أنا عبد الجبار الجراحي، عن المحبوبي، عن الترمذي. وقد سمع من: أبي عبد
الله محمد بن علي العميري، وشيخ الإسلام، وحكيم بن أحمد الإسفراييني. وثنا عنه:
أبو أحمد عبد الوهّاب بن سُكينة، وعمر بن طبرزد، وأبو بكر المبارك بن صدقة
الباخرزي، وعبد العزيز بن الأخضر، وأحمد بن علي الغزنوي، وعلي بن أبي الكرم المكي
ابن البنّاء خاتمة أصحابه. وهؤلاء الجماعة سمعوا منه كتاب الجامع لأبي عيسى. وقال
الحافظ يوسف بن أحمد البغدادي: هو من جملة من لحقته بركةُ شيخ الإسلام. ولازم
الفقر والورع الى أن توفي بمكة في خامس وعشرين ذي الحجة، بعد رحيل الحاج بثلاثة
أيام.
(37/314)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 315
قلت: كذا ورّخ ابن السمعاني، وغيره.) وقد روى عنه خلق من المغاربة والمشارقة،
منهم: ابن عساكر، وابن السمعاني، وأبو الفرج بن الجوزي، والخطيب عبد الملك بن
ياسين الدولعي، وأبو اليُمن الكندي، وأبو القاسم بن المعز بن عبد الله الهروي
الأنصاري، وعبد السلام بن مكي القيّاري، والمبارك بن صدقة الباخرزي، وزاهر بن
رستم، وعبد الملك بن المبارك الحريمي، ومحمد بن معالي ابن الحلاوي الفقيه، وأحمد
بن يحيى بن الدبيقي، وثابت بن مشرّف البنّاء.
4 (عبد الملك بن عبد الله بن عمر بن محمد)
الشريف العمري، من ذريّة سالم بن عبد الله بن عمر الهروي. سكن أرجاه واستوطنها،
وهي من ناحية خابران. قال ابن السمعاني: كان شريفاً، فاضلاً، عالماً، متواضعاً،
حسن السيرة. قدم علينا مرو قبل وقعة الغزّ. وكان بمرو حين الوقعة، وعذّبوه بأنواع
العقوبة. وتوفي في شعبان، وولد سنة إحدى وسبعين وأربعمائة. وسمع: محمد بن علي
العميري، ونجيب بن ميمون الواسطي، والحافظ عبد الله بن يوسف الجرجاني. روى عنه:
عبد الرحيم بن السمعاني.
4 (عبد الواحد بن محمد بن عبد الجبار بن عبد الواحد)
الإمام أبو محمد التوثي، المروزي. وتوث: من قرى مرو. كان فقيهاً، مسناً، صحب أبا
المظفّر السمعاني، وتفقّه عليه مدة. قال عبد الرحيم بن السمعاني: عمّر العمر
الطويل حتى قارب المائة.
(37/315)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 316
سمع: محمد بن الحسن المهربندقساني، وأبا الفضل محمد بن أحمد العارف، وجدي الأعلى
أبا المظفّر شيخه. وحملني والدي إليه الى قريته لأسمع منه، فسمعت منه. وهلك في
وقعة الغزّ في خامس شعبان. وكان مولده في حدود سنة خمسين وأربعمائة.
4 (عبد الوهاب بن عبد الباقي بن مدلل)
أبو الفرج البغدادي، الغزّال. سمع من: طراد وأبي طاهر بن سوار.) روى عنه: أبو سعد
السمعاني.
4 (عتيق بن نصر بن منصور)
الطبيب، الأستاذ، موفق الدين، أبو نصر ابن العين زربي. اشتغل بالطب، والفلسفة
ببغداد، ومهر فيها وفي التنجيم، ثم سكن مصر، وخدم الخلفاء الباطنية. ونال دنيا
واسعة، وصنّف كتباً كثيرة في الطب، والمنطق، والدّيات. وتخرج به جماعة. وكان في
صباه منجّماً. وقرأ مع ذلك العربية، وكتب الخط المليح. توفي في هذه السنة.
4 (علي بن أحمد بن محمد بن المقرئ)
(37/316)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 317
أبو الحسن البغدادي، الخيّاط، أخو أبي نصر محمد. سمع من: طِراد والنعالي. وعنه:
يوسف بن كامل. مات سنة ثمان في ذي القعدة.
4 (علي بن الحسن بن محمد)
أبو الحسن البلخي، الحنفي، الفقيه. سمع بما وراء النهر، وسمع بمكة من زين العبدري،
وتفقّه على جماعة. ووعظ بدمشق، ثم درّس بالصادرية وتفقّه عليه جماعة. وجعلت له دار
الأمير طرخان مدرسة، وقامت عليه الحنابلة لأنه أظهر خلافهم، وتكلم فيهم. ورزق
وجاهةً من الناس. وكان كثير التبذّل، لا يدّخر شيئاً. وتوفي في شعبان بدمشق. وإليه
تُنسب المدرسة البلخية التي داخل المدرسة الصادرية. وكان يلقّب برهان الدين. وكان
معظّماً في الدولة. ودرّس أيضاً بمسجد خاتون، وأقبلت عليه الدنيا، فما التفت
إليها. قيل إن نور الدين حضر مجلس وعظه بالجامع، فناداه: يا محمود. وهو الذي قام
بإبطال حيّ على خير العمل من الأذان بحلب. وقد أخذ جلّ علمه ببخارى عن البرهان بن
مازة. وقدم دمشق، ونزل بالصادرية، ومدرّسها علي بن مكي الكاساني، وناظر
(37/317)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 318
في الخلافيات. ثم حج) وجاور، وأمّ بمكة. ثم إن الكاساني قال لأصحابه: كاتبوه
ورغّبوه في الرجوع. ثم إنه قدم دمشق وتسلّم المدرسة، وكثُر أصحابه. ووجه من أحضر
كتبه من خراسان. قال ابن السمعاني: روى عن أبي المعين المكحولي، وأبي بكر محمد بن
الحسن النّسفي. كتبت عنه.
4 (علي بن الحسن بن محمد)
أبو الحسن الطوسي، الطابراني، الصوفي، المقرئ. كان عارفاً بالقراءات. سمع من: أحمد
بن عبد الجبار النيسابوري، وغيره. روى عنه: حفيده المؤيّد بن محمد الطوسي، وهو ضبط
موته.
4 (علي بن السّلار)
(37/318)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 319
الوزير أبو الحسن الكردي، العبدي، الملقّب بالملك العادل سيف الدين، وزير الخليفة
الظافر العبيدي، صاحب مصر. كان كردياً، زرزارياً فيما قيل، وتربى في القصر بالقاهرة.
وتنقلت به الأحوال في الولايات بالصعيد وغيره الى أن ولّي الوزارة في رجب سنة ثلاث
وأربعين وخمسمائة. وقد كان الظافر استوزر نجم الدين سليم بن مصّال في أول دولته،
وكان ابن مصّال من كبار أمراء دولته، ثم تغلب عليه ابن السلار، فعدى ابن مصال الى
الجيزة في سنة أربع وأربعين، عندما سمع بقدوم ابن السلار من ولاية الاسكندرية
طالباً الوزارة ليأخذها بالقهر. فدخل ابن السلار القاهرة، وغلب على الأمور، وتولى
تدبير المملكة. ونُعت بالعادل أمير الجيوش. فحشر ابن مصّال وجمع عسكراً من
المغاربة وغيرهم، وأقبل، فجرّد ابن السلار لحربه جيشاً، فالتقوا، فكُسر ابن مصّال
بدلاص من الوجه القبلي، وقُتل، وأُخذ رأسه ودُخل به القاهرة على رُمح في ذي القعدة
من السنة. وكان ابن السّلار شهماً، شجاعاً، مِقداماً، مائلاً الى أرباب العلم
والصلاح، سنياً، شافعياً. ولي ثغر الاسكندرية مدة، واحتفل بأمر أبي طاهر السلفي،
وزاد في إكرامه وبنى له المدرسة العادلية، وجعله مدرسها، وليس بالثّغر مدرسة
للشافعية سواها، إلا أنه كان جباراً، ظالماً، ذا سطوة، يأخذ بالصغائر والمحقّرات.
فمما نقل ابن خلّكان في ترجمته عنه لما كان جندياً دخل) على الموفّق بن معصوم
التنيسي متولي الديوان، فشكى له غرامة لزمته في ولايته بالغربية، فقال: إن كلامك
ما يدخل في أذني. فحقدها عليه. فلما وزر اختفى الموفّق، فنودي في البلد: إن من
أخفاه فدمه هدر. فأخرجه الذي خبأه، فخرج في زي امرأة، فعُرف، وأُخذ، فأمر العادل
بإحضار لوح خشب، ومسمار طويل، وعُمل اللوح تحت أذنه، وضُرب المسمار في الأذن
الأخرى حتى تسمّر في اللوح، وصار كلما صرخ يقول له: دخل كلامي في أذنك أم لا؟
(37/319)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 320
وكان قد وصل من إفريقية أبو الفضل عباس بن أبي الفتوح بن يحيى بن تميم بن المعزّ بن
باديس الصنهاجي، وهو صبي مع أمه، فتزوج بها العادل قبل الوزارة، وأقامت عنده مدة،
وتزوج عباس، وجاءه ولد، فسماه نصراً، فأحبه العادل، وعزّ عنده. ثم إن العادل جهّز
عباساً الى الشام بسبب الجهاد، وفي صحبته أسامة بن منقذ، فلما قدِم بتلبيس تذاكر
هو وأسامة طيب الديار المصرية، وكرها البيكار والقتال، وأشار عليه أسامة، على ما
قيل، بقتل العادل، وأن يستقلّ هو بالوزارة، وتقرر الأمر بينهما أن ولده نصراً
يباشر قتل العادل إذا نام. وحاصل الأمر أن نصراً قتل العادل على فراشه في سادس
المحرم بالقاهرة. ونصر المذكور هو الذي قتل الخليفة الظافر إسماعيل بن الحافظ
أيضاً في العام الآتي.
4 (علي بن معضاد)
الدمشقي، الدبّاغ، المقرئ بالألحان، الطفيلي. روى عن: أبي عبد الله بن أبي الحديد.
روى عنه: ابن عساكر، وابنه قاسم.
4 (عمر بن علي بن الحسين)
أبو حفص البلخي، الأديب. ويُعرف بأديب شيخ، ويلقب أيضاً بالشيخي. سمع: أبا القاسم
أحمد بن محمد الخليلي، ومحمد بن حسين السمنجاني. قال أبو سعد السمعاني: قرأت عليه
الشمائل للترمذي ببلخ. مات في جمادى الأولى سنة 8.
(37/320)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 321
4 (حرف الفاء)
4 (أبو الفتوح ابن الصّلاح)
الفيلسوف. ورّخ موته فيها أبو يَعلى حمزة في تاريخه وقال: كان غاية في الذكاء
وصفاء) الحس، والنفاذ في العلوم الرياضية الطب، والهندسة، والمنطق، والحساب،
والنجوم، والفقه، والتواريخ، والآداب، بحيث وقع الإجماع عليه بأنه لم يُر مثله في
جميع العلوم. وكان لا يقبل من الولاة صلة. قدم دمشق في أوائل العام من بغداد،
ومات.
4 (الفضل بن سهل بن بِشر بن أحمد)
الإسفرائيني، الدمشقي، أبو المعالي بن أبي الفتوح، ويُعرف بالأثير الحلبي. ولد
بمصر ونشأ ببيت المقدس. وسافر الى العراق، وخُراسان تاجراً. وله شِعر وسط.
(37/321)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 322
سمع بدمشق: أباه، وأبا القاسم بن أبي العلاء المصّيصي. وأجاز له أبو بكر الخطيب
الحافظ، وأقام بحلب مدة فنسب إليها، ووعظ بها. وكان مليح الخط. وداخل الشيخ أبا
الفتح الإسفرائيني، وزعم أن بينه وبينه قرابة. وكان قد سمع من أبيه كتاب السنن
الكبير للنسائي، القدر الذي سمعه أبوه بمصر. وحدّث بأكثر تاريخ بغداد ومكة عن
الخطيب إجازة. قال السمعاني: سمعتهم يتهمونه بالكذب في حكاياته، وسماعه صحيح. قلت:
روى عنه ابن السمعاني، والحافظ ابن عساكر، وجماعة. وآخر من روى عنه بالإجازة: أبو
الحسن بن المقبّر. توفي في رجب ببغداد.
4 (حرف اللام)
4 (الليث بن أحمد بن أبي الفضل)
أبو الفضل البغوي. وقيل: اسمه صالح. شيخ من أهل القرآن والعبادة. سمع جامع الترمذي
من أبي سعيد محمد بن علي بن أبي صالح. روى عنه: السمعاني، وقال: عُدم في إغارة
الغزّ وهو في عشر التسعين.
(37/322)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 323
4 (حرف الميم)
4 (محمد بن أحمد بن علي بن مجاهد)
أبو سعد الخُسروشاهي، المروزي. تفقّه على الإمام أبي المظفّر السمعاني، والفقيه
محمد بن عبد الرزاق الماخوائي. وكان شيخاً،) صالحاً، سليم الجانب. روى عنه: عبد
الرحيم السمعاني، وقال: مات بعد وقعة الغزّ بمرو في رجب.
4 (محمد بن أحمد بن محمد بن الخليل بن أحمد)
الإمام أبو سعد الخليلي، النوقاني. ولد في سنة سبع وستين وأربعمائة. وسمع: أبا بكر
بن خلف الشيرازي. روى عنه: عبد الرحيم السمعاني، وقال: توفي في أواخر المحرّم
بنوقان. قال أبو سعد في التحبير: هو من أهل نوقان طوس، إمام، حافظ، فقيه، مفسّر،
أديب، شاعر، واعظ، حسن السيرة. سمع: محمد بن سعيد الفرخزاذي، وأبا الفضل محمد بن
أحمد
(37/323)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 324
العارف. كتبتُ عنه بنوقان في المرات الأربع. وكان من مفاخر خراسان.
4 (محمد بن الحسن بن أبي جعفر)
أبو بكر الزوزني، الأديب. من أهل مرو. كان فقيهاً، صالحاً، أديباً، ديّناً، قرأ
الفقه. وسمع من: عبد الغفار الشيرويي. روى عنه: عبد الرحيم السمعاني. وعُدِم في
وقعة الغزّ.
4 (محمد بن الحسن بن محمد)
أبو نصر المروزي، الأديب. ثقة، خيّر. تخرّج به جماعة. سمع: محمد بن الفضل الخرقي،
وعبيد الله بن محمد الهشامي، وكامكار المروزيين. أخذ عنه: السمعاني، وقال: مات في
رجب في معاقبة الغز، وله ستٌ وثمانون سنة.
4 (محمد بن أبي سعيد بن محمد)
أبو بكر المروزي، الذزغاني، البزّاز، الفقيه، شريك أبي بكر محمد بن
(37/324)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 325
السمعاني. قرأ قطعة من الفقه على: أبي المظفّر بن السمعاني، ثم أقبل على جمع
الدنيا. وكان يشرب الخمر ويرى رأي) الأوائل على ما قيل. وكان مظلماً، وكان مولده
سنة نيّف وخمسين وأربعمائة. وكان يروّض نفسه ويداريها بالأغذية. سمع: أبا الفتح
عبيد الله الهشامي، وإسماعيل بن محمد الزاهري. قُتل تحت عقوبة الغزّ في رجب. قاله
عبد الرحيم بن السمعاني، وحدّث عنه.
4 (محمد بن عبد الله بن الحسين بن بُكير)
أبو علي الفارقي، ثم الكرخي، التاجر. حدّث بمرو عن أصحاب أبي علي بن شاذان. توفي
بنواحي جوين في شعبان.
4 (محمد بن عبد الله بن محمد بن أبي صالح)
البسطامي، أبو علي الفقيه، المعروف بإمام بغداد. قال السمعاني: كان فقيهاً،
مناظراً، وشاعراً مجوّداً، تفقه على إلكيا الهرّاسي.
(37/325)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 326
وسمع من: أبي الحسن بن العلاف. وتوفي في رجب ببلخ، ولم يحدّث.
4 (محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن أبي توبة)
أبو الفتح الكشميهني، الخطيب، المروزي. شيخ الصوفية بمرو، وآخر من روى في الدنيا
عن أبي الخير محمد بن أبي عمران، سمع منه صحيح البخاري. وكان مولده في سنة اثنتين
وستين وأربعمائة. روى عنه: عبد الرحيم السمعاني، وقال: توفي في الثالث والعشرين من
جمادى الأولى، وسمعت منه كتاب الصحيح مرتين.
(37/326)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 327
وقال ابن نقطة: سمع منه صحيح البخاري جماعة منهم ابنه أبو عبد الرحمن محمد بن
محمد، وشريفة بنت أحمد بن علي العيّاري، ومسعود بن محمود المنيعي. وقال: قال أبو
سعد: كان شيخ مرو في عصره، تفقّه على جدي وصاهره على بنت أخيه. لم أر في شيوخ
الصوفية مثله. وكان لي مثل الوالد للمودة الأكيدة. سمع من الجدّ، ومن: أبي الفضل
محمد بن أحمد العارف الميهني، وهبة الله بن عبد الوارث.) سمعت منه الكثير، وأضرّ
في الآخر. ومولده في ذي القعدة سنة إحدى وستين. الى أن قال السمعاني: كان عالماً،
حسن السيرة، جميل الأمر، سخياً، مُكرِماً للغرباء. وكان سماعه للصحيح سنة إحدى
وسبعين بقراءة الحافظ أبي جعفر الهمذاني، وعمره تسع سنين.
4 (محمد بن عبد الكريم بن أحمد)
(37/327)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 328
أبو الفتح بن أبي القاسم الشهرستاني، المتكلم، ويلقب بالأفضل. كان إماماً، مبرزاً
في علم الكلام والنظر، تفقّه على أحمد الخوافي، وبرع في الفقه، وقرأ الكلام
والأصول على أبي نصر بن القُشيري، وأخذ عنه طريقة الأشعري. وقرأ الكلام أيضاً على
الأستاذ أبي القاسم الأنصاري. وصنّف كتاب الملل والنحل، وكتاب نهاية الإقدام، وغير
ذلك. وكان كثير المحفوظ مليح الوعظ. دخل بغداد سنة عشر وخمسمائة، وأقام بها ثلاث
سنين، ووعظ بها، وظهر له قبول عند العوام. وقد سمع بنيسابور من: أبي الحسن علي بن
أحمد المديني، وغيره. قال ابن السمعاني: كتبت عنه بمرو، وقال لي: ولدت بشهرستان في
سنة سبع وستين وأربعمائة، وبها توفي في أواخر شعبان. غير أنه كان متّهماً
(37/328)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 329
بالميل الى أهل القلاع، يعني الإسماعيلية، والدعوة إليهم والنصرة لطامّتهم. وقال
في التعجبير: هو من أهل شهرستان، كان إماماً أصولياً، عارفاً بالأدب والعلوم
المهجورة، وهو متّهم بالإلحاد والميل إليهم، غالٍ في التشيع.
(37/329)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 330
ثم ذكر نحواً مما تقدم، لكن قال في مولده سنة تسع، بدل سبع. والله أعلم.
4 (محمد بن عمر بن محمد بن علي)
الإمام أبو الفتح الشيرزي، السرخسي، ثم المروزي. فقيه، فاضل، مناظر، شاعر. سمع
بنفسه من جماعة كأبي نصر محمد بن محمد الماصاني، ومحمد بن عبد الواحد الدقّاق،
وأبي بكر عبد الغفار الشيرويي. قتل في عاشر رجب بمرو فيمن قُتل. روى عنه: عبد
الرحيم السمعاني.
4 (محمد بن محمد بن عبد الله بن أبي سهل بن أبي طلحة)
)
(37/330)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 331
الحافظ أبو طاهر بن أبي بكر المروزي، السنجي، المؤذن، الخطيب. ولد بقرية سنج
العظمى في سنة ثلاث وستين وأربعمائة أو قبلها. وسمع الكثير، ورحل الى نيسابور،
وبغداد، وإصبهان، وتفقّه أولاً على الإمام أبي المظفّر بن السمعاني. وعلى: عبد
الرحمن الرزاز. وكتب الكثير، وحصّل. قال أبو سعد السمعاني: كان إماماً، ورعاً،
متهجداً، متواضعاً، سريع الدمعة. سمع: إسماعيل بن محمد الزاهري، وأبا بكر محمد بن
علي الشاشي الفقيه، وعلي بن أحمد المديني، ونصر الله بن أحمد الخُشنامي، وفَيد بن
عبد الرحمن الشعراني الهمذاني، والشريف محمد بن عبد السلام الأنصاري، وثابت بن
بُندار، وجعفر السّراج، وأبا البقاء المعمر الحبّال، وعبد الملك ابن بنته لما حج، وأبا
بكر أحمد بن محمد الحافظ ابن مردويه، وأبا سعد المطرّز، وعبد الرحمن بن حمد
الدوني، وعبد الله بن أحمد النيسابوري صاحب عبد الغافر الفارسي، وخلقاً سواهم.
وكان من أخصّ أصحاب والدي في الحضر والسّفر. سمع الكثير معه، ونسخ لنفسه ولغيره،
وله معرفة بالحديث. وهو ثقة، ديّن، قانع بما هو فيه، كثير التلاوة. حجّ مع والدي،
وكان يتولى أموري بعد والدي. وسمعت من لفظه الكثير. وكان يلي الخطابة بمرو في
الجامع الأقدم. وتوفي في التاسع والعشرين من شوال. قلت: سمع منه: عبد الرحيم بن
السمعاني سنن النسائي، وصحيح
(37/331)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 332
مسلم، وكتاب الرقاق لابن المبارك، بروايته له عن إسماعيل الزاهري، عن إسماعيل بن
ينال المحبوبي، وكتاب حلية الأولياء لأبي نُعيم، وكتاب الأحاديث الألف لشيخه
الإمام أبي المظفر عبد الجبار بن السمعاني، وأشياء أخر.
4 (محمد بن محمد بن محمد بن خلف)
العدل، أبو نصر البلخي. سمع من: أحمد بن محمد الخليلي. قال السمعاني: كتبت عنه
ببلخ. وولد في سنة اثنتين وسبعين، وله إجازة من القاضي الخليل بن) أحمد السجزي.
مات في صفر.
4 (محمد بن محمد بن منصور)
أبو سعد المروزي، الغزّال، الغازي. قتل في وقعة الغز بمرو. روى عنه: عبد الرحيم
السمعاني. ثنا أبو الفتح عبيد الله بن محمد بن أزدشير بن محمد الهشامي، أنا جدي،
فذكر حديثاً.
4 (محمد بن محمد بن أبي الخير)
أبو بكر الصوفي، الشيرازي، ثم المروزي. حدّث عنه عبد الرحمن السمعاني. ومن كهول
شيوخه. وقتل في وقعة الغزّ.
(37/332)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 333
4 (محمد بن المفضّل بن سيار بن محمد)
أبو عبد الله الهروي، الدهان، وهو أميرجة. سمع بإفادة عمه صاعد بن سيار من: أبي
عبد الله محمد بن علي العميري، والقاضي أبي عامر الأزدي، وأبي عطاء عبد الأعلى بن
عبد الواحد المليجي، ونجيب بن ميمون، وجماعة. وحدّث بمرو، وهراة. قال عبد الرحيم
بن السمعاني: سمعت منه جامع الترمذي، وسمعتُ منه درجات التائبين لإسماعيل بن
المقري، بروايته عن أبي عطاء المليجي، عنه. وولد في سنة خمس وسبعين. وتوفي في ذي
الحجة بمرو. وترجمة أبي نصر أخيه في سنة.
4 (محمد بن نصر بن صغير بن خالد)
(37/333)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 334
أبو عبد الله القيسراني، الأديب، صاحب الديوان المشهور، وحامل لواء الشعر في
زمانه. ولد بعكا، ونشأ بقيسارية فنسب إليها. وسكن دمشق وامتدح الملوك والكبار.
وتولى إدارة الساعات التي على باب الجامع، وسكن فيها في دولة تاج الملوك وبعده. ثم
سكن حلب مدة، وولي بها خزانة الكتب. وتردد الى دمشق، وبها مات. وقد قرأ الأدب على)
توفيق بن محمد. وأتقن الهندسة، والحساب، والنجوم. وصحب أبا عبد الله بن الخياط
الشاعر، فتخرّج به في الفرائض، وانطلق لسانه بشعر أرقّ من نسيم السحَر، وألذّ من
سماع الوتر. ودخل بغداد، ومدح صاحب ديوان إنشائها سديد الدولة محمد بن الأنباري.
ومن شعره:
(مَن لقلبٍ يألف الفكَرا .......... ولعينٍ ما تذوق كَرا)
(ولصبٍ بالغرام قضى .......... ما قضى من حُبّكم وطَرا)
(ويحَ قلبي من هوى قمر .......... أنكرتْ عيني له القمرا)
(37/334)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 335
(حالفتْ أجفانَه سنةٌ .......... قتلتْ عُشّاقَه سهرا)
(يا خليليّ اعذرا دنِفاً .......... يصطفي في الحب من غدرا)
(وذراني من ملامكُما .......... إن لي في سلوتي نظرا)
وله:
(سقى الله بالزوراء من جانب الغرب .......... مهاً رودت ماء الحياة من القلب)
(عفائف إلا عن مُعاقرة الهوى .......... ضعائف إلا عن مغالبة الصبِ)
(تظلّمت من أجفانهن الى النوى .......... سفاهاً، وهل يُعدى البعادُ على القُرب)
(ولما دنا التوديع قلت لصاحبي .......... حنانيك، سِر بي عن ملاحظة السرب)
(إذا كانت الأحداق نوعاً من الظُبى .......... فلا شك أن اللحظ ضربٌ من الضرب)
(تقضّى زماني بين بينٍ وهجرةٍ .......... فحتام لا يصحو فؤادي من حب)
(وأهوى الذي أهوى له البدرُ ساجداً .......... ألستَ ترى في وجهه أثر التربِ)
(وأعجب ما في خمر عينيه أيها .......... يضاعف سُكري كلما أقللتُ شربي)
(مازال عوّادي يقولون: من به .......... وأكتمهم حتى سألتهم: من بي)
(فصرت إذا ما هزّني الشوق هزة .......... أحيل عذولي في الغرام على صحبي)
(وعند الصبي منا حديثٌ كأنه .......... إذا دار بين الشرب ريحانة الشرب)
(تتم عليه نفحة بابلية .......... نمت من ثناياها الى البارد العذب)
(تُراحُ لها الأرواح حتى تظنها .......... نسيم جمال الدين هبّ على الركب)
) وخرج الى مديح الوزير جمال الدين أبي المحاسن علي بن محمد. ومن شعره:
(يا هلالاً لاح في شفقِ .......... أعْفِ أجفاني من الأرقِ)
(فكّ قلبي يا معذبه .......... فهو من صدغيك في حنقِ)
(37/335)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 336
وله في خطيب:
(شُرح المنبر صدراً .......... لتلقيك رحيبا)
(أترى ضم خطيباً .......... منك، أم ضُمِّخ طيبا)
قال ابن السمعاني: هو أشعر رجل رأيته بالشام، غزير الفضل، له معرفة تامة باللغة
والأدب، وله شعر أرق من الماء الزلال. سألته عن مولده، فقال لي: سنة ثمان وسبعين
وأربعمائة بعكا. وقال الحافظ ابن عساكر: لما قدم اقيسراني دمشق آخر قدمة نزل بمسجد
الوزير ظاهر البلد، وأخذ لنفسه طالعاً، فلم ينفعه تنجيمه، ولم تطل مدته. وكان قد
أنشد والي دمشق قصيدة، مدحه بها يوم الجمعة، فأنشده إياها وهو محموم، فلم تأت عليه
الجمعة الأخرى. وكنت وجدت أخي قاصداً عيادته فاستصحبني معه، فقلت لأخي في الطريق:
إني أظن القيسراني سيلحق ابن منير كما لحق جريرُ الفرزدق. فكان كما ظننت. ولما
دخلنا عليه وجدناه جالساً، ولم نر من حاله ما يدل على الموت. وذكر أنه تناول
مُسهلاً خفيفاً. فبلغنا بعد ذلك
(37/336)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 337
أنه عمل عملاً كثيراً، فمات ليلة الأربعاء الثاني والعشرين من شعبان، ودُفن بباب
الفراديس. قلت: وفي أولاده جماعة وزراء وفُضلاء.
4 (محمد بن يحيى بن منصور)
العلامة أبو سعد النيسابوري، الفقيه الشافعي محيي الدين، تلميذ الغزالي. تفقّه
على: أبي حامد الغزالي، وأبي المظفّر أحمد بن محمد الخوافي. وبرع في الفقه، وصنف
في المذهب والخلاف. وانتهت إليه رئاسة الفقهاء بنيسابور. ورحل الفقهاء الى الأخذ
عنه من النواحي. واشتهر اسمه. وصنّف كتاب المحيط في شرح الوسيط، وكتاب الانتصاف في
مسائل الخلاف. ودرّس بنظامية نيسابور. وتخرّج به أئمة. قال القاضي ابن خلّكان: هو
أستاذ المتأخرين، وأوحدهم علماً وزهداً. سمع الحديث سنة ست وتسعين من أبي حامد
أحمد بن علي بن عبدوس، وكان مولده سنة ست) وسبعين بطرَيثيث. ويُنسب إليه من الشعر
بيتان وهما:
(37/337)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 338
(وقالوا: يصير الشعر في الماء حيةً .......... إذا الشمس لاقته فما خِلته حقا)
(فلما التوى صُدغاه في ماء وجهه .......... وقد لسعا قلبي تيقّنته صِدقا)
ولعلي بن أبي القاسم البيهقي فيه يرثيه وقد قتلته الغز:
(يا سافكاً دم عالمٍ متبحّر .......... قد طال في أقصى الممالك صيتُه)
(بالله قل لي يا ظلوم ولا تخف .......... من كان مُحيي الدين كيف تُميتُه)
ومما قيل فيه:
(وفاةُ الدين والإسلام تُحيى .......... بمحيي الدين مولانا ابن يحيى)
(كأن الله ربَّ العرش يُلقي .......... عليه حين يلقي الدرس وحيا)
قتلته الغز، قاتلهم الله، حين دخلوا نيسابور في رمضان، دسّوا في فيه التراب حتى
مات، رحمه الله. وقال السمعاني: سنة تسع في حادي عشر شوال بالجامع الجديد قتلته
الغز لما أغاروا على نيسابور. قال: ورأيته في المنام، فسألته عن حاله، فقال: غُفر
لي. وكان والده من أهل جَنزة، فقدم نيسابور، لأجل القشيري، وصحبه مدة، وجاور،
وتعبّد. وابنه كان أنظر الخراسانيين في عصره. وقد سمع من: نصر الله الخُشنامي،
وجماعة.
(37/338)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 339
قال: وكتبت عنه رحمه الله.
4 (محمود بن الحسين بن بُندار بن محمد)
أبو نجيح بن أبي الرجاء الطلحي، الإصبهاني، الواعظ. قال ابن السمعاني: ولد في سنة
إحدى وسبعين وأربعمائة. وسمع: مكي بن منصور الثقفي، وأحمد بن عبد الله السوذرجاني،
وأبا مطيع محمد بن عبد الواحد. وورد بغداد، وسمع الكثير بقراءته على ابن الحُصين،
وطبقته. وله قبولٌ تام في الوعظ عند العامة. وهو شيخ، متودد، مطبوع، كريم، حريص
على طلب الحديث. كتبت عنه، وكتب عني.) وتوفي في سلخ ربيع الآخر. قلت: وروى عنه:
ابن عساكر، وأبو أحمد بن سُكينة.
4 (محمود بن كاكويه بن أبي علي)
أبو القاسم المروروذي. ولد سنة ستين وأربعمائة. وحدّث بجامع أبي عيسى، عن عمه أبي
عبد الله محمد بن محمد بن عبد الله العلاوي، عن الجراحي. وتوفي في أحد الربيعين أو
الجمادين.
4 (منير بن محمد بن محمد بن محمد ابن الأستاذ)
كان يخدمهم، ويحصّل الأموال، ويُنفق عليهم.
(37/339)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 340
حدّث عن: أبي الفتح ناصر البيّاضي. وقُتل صبراً بمرو في فتنة الغُز في رجب. روى
عنه: عبد الرحيم السمعاني.
4 (حرف النون)
4 (ناصر بن حمزة)
أبو المناقب بن طباطبا العلوي، الإصبهاني. سمع جزء لوين من ابن ماجة الأبهري. أخ
عنه: السمعاني، وقال: مات في ربيع الآخر.
4 (نصر بن أحمد بن مقاتل بن مطكود)
أبو القاسم السوسي، ثم الدمشقي. سمع من: جده. وأبي القاسم بن أبي العلاء المصيصي،
وأبي عبد الله بن أبي الحديد، وسهل بن بشر الإسفرائيني. روى عنه: أبو القاسم بن
عساكر، وابنه القاسم، والحافظ أبو المواهب بن صصرى، وأخوه أبو القاسم، وطرخان بن
ماضي الشاغوري، وآخرون. قال ابن عساكر: كان شيخاً مستوراً، لم يكن الحديث من
شأنه.) توفي في تاسع عشر ربيع الأول. قلت: وهو راوي جزء علي بن حرب، راوية
البلديين.
4 (النعمان بن محمد بن النعمان)
(37/340)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 341
أبو سهل الباجخوستي، وهي من قرى مرو. شيخ صالح، متعبد، خيّر، فلاح يأكل من زراعته.
ثم عجز ولزم بيته. روى عن الأديب كامكار المحتاجي. قال عبد الرحيم بن السمعاني:
سمعت منه أوراقاً. توفي في أواخر رمضان، وله نيّف وثمانون سنة.
4 (حرف الهاء)
4 (هبة الله بن الحسين بن علي بن محمد بن عبد الله)
أبو القاسم بن عبد الله بن أبي شريك البغدادي، الحاسب. سمع: أباه، وأبا الحسين بن
النقّور. قال أبو سعد السمعاني: كتبت عنه، وعلى التركات. وكانت الألسنة مجمعة على
الثناء السيئ عليه. وكانوا يقولون إنه ليست له طريقة محمودة، وقال لي ولدت في صفر
سنة إحدى وستين وأربعمائة. توفي فيما بين أواخر صفر وأوائل ربيع الأول. قلت: روى
عنه: أبو الفتوح محمد بن علي الجلاجلي، والحافظ أبو الفرج بن الجوزي، والفتح بن
عبد السلام، وآخرون. أخبرنا أحمد بن إسحاق، أبا الفتح بن عبد السلام، أنا هبة الله
بن أبي شريك، أنا أحمد بن محمد البزاز، قال: ثنا عيسى بن علي، أنا يحيى بن محمد بن
صاعد، نا عبد الجبار بن العلاء، ثنا سفيان، عن ابن جريج، عن عطاء، عن زيد بن خالد
قال: قال رسول الله صلى الله علي وسلم: من جهّز غازياً أو حاجاً أو
(37/341)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 342
معتمراً وخلفه في أهله فله مثل أجره.
4 (هبة الله بن خلف بن المبارك بن البطر)
أبو نصر بن الحنبلي، البغدادي، البيّع. تفقّه على أسعد الميهني، ثم ترك الفقه،
واشتغل بالكسب والتجارة.) سمع قريبه أبا الخطاب به البطر. روى عنه: أبو سعد بن
السمعاني، وقال: توفي في ثامن ربيع الآخر.
4 (حرف الياء)
4 (يحيى بن الحسين بن سعيد)
أبو زكريا الغزنوي، الصوفي. سافر من غزنة الى خراسان، والعراق، والشام، وركب
البحار. وسمع بسجستان من: أبي نصر هبة الله بن عبد الجبار. وبكرمان: أبا غانم أحمد
بن رضوان. روى عنه: عبد الكريم بن السمعاني، وقال: مات رحمه الله في أواخر السنة،
وقد جاوز السبعين.
4 (يوسف بن محمد بن فاروا)
أبو الحجاج الأنصاري، الأندلسي. نشأ بجيّان، وقدم العراق، ودخل خراسان. وسمع
الكثير ونسخ وجمع،
(37/342)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 343
وسمع مع ابن عساكر، وابن السمعاني. قال ابن السمعاني: كان شاباً، صالحاً، ديّناً،
خيّراً، حريصاً على طلب العلم، مجدّاً في السماع، صحيح النقل، حسن الخط، له معرفة
بالحديث. كتب عني وكتبت عنه. وكان حسن الأخلاق، متودداً، متواضعاً، يفيد الناس
ويسمعهم ويقرأ لهم. ثم دخل بلخ، وصار إمام مسجد رانجوم الى أن مات. وقال لي: ولدت
سنة بضع وتسعين وأربعمائة. وقد أسره الفرنج وقاسى شدائد، وخلّصه الله. توفي ببلخ
في سلخ ذي القعدة. قلت: لم يذكره أبو عبد الله الأبّار.
4 (الكنى)
4 (أبو الحسين بن عبد الله بن حمزة)
المقدسي، الزاهد. من أولي المقامات والكرامات. قد جمع الضياء المقدسي جزءاً من
أخباره، فسمعه منه ابنا أخويه: الفخر بن علي البخاري،) والشمس محمد بن الكمال.
وقال: حدثني الإمام عبد الله بن أبي الحسن الجيّاني، بإصبهان قال: مضيت الى زيارة
الشيخ أبي الحسين الزاهد بحلب، ولم تكن نيتي صادقة ف زيارته، فخرج إلي وقال: إذا
جئت الى المشايخ فلتكن نيّتُك صادقة في الزيارة. وقال: كان لي شَعرٌ قد طال، وكنت
قد حلقته قبل ذلك، فقال لي أبو الحسين: إذا كنت قد جعلت شيئاً لله فلا ترجع فيه.
(37/343)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 344
سألت خالي أبا عمر عن الشيخ أبي الحسين، وقلت له: هل رأيته يأكل شيئاً قال: رأيته
يأكل خرّوباً، يمصّه ثم يرمي به. ورأيته يأكل بقلاً مسلوقاً. قال: ونقلت من خط
الإمام أبي سعد السمعاني قال: سمعت سنان بن مشيّع الرّقي يقول: رأيت أبا الحسين
المقدسي برأس العين، في موضع قاعداً عرياناً، وقد اتّزر بقميصه، ومعه حمار، والناس
قد تكابّوا عليه، فجئت وطالعته، فأبصرني وقال: تعال: فتقدّمت، فأخذ بيدي وقال:
نتواخى قلت: ما لي طاقة. فقال: أيش لك في هذا. وآخاني. وقال لواحد من الجماعة:
حماري يحتاج الى رسن، بكم رسن قالوا: بأربعة فلوس. فقال لواحد، وأشار بيده في موضع
في الحائط: فإني جُزت ههنا وقتاً، وخبّأت ثم أربع فلوس، اشتروا لي بها حبلاً. فأخذ
الرجل الأربع فلوس من الحائط. ثم قال: أريد أن تشتري لي بدينار سمك. قلت له:
كرامة، ومن أين لك ذهب قال: بلى. معي ذهب كثير. قلت: الذهب يكون أحمر. قال: أحمر.
قال: أبصِر تحت الحشيش، فإني أظن أن لي فيه ديناراً. وكان ثمّ حشيش، فنحّيت
الحشيش، فخرج دينار وازن، فاشتريت له به سمكاً. فنظّفه بيده، وشواه، ثم قلاه، ثم
أخرج منه الجلد والعظم، وجعله أقراصاً، وجففه، وتركه في الجُراب، ومضى.) وكان قوته
من ذا. وله كذا وكذا سنة ما أكل الخبز. وكان يسكن جبال الشام، ويأكل البلوط
والخرنوب. قال: وقرأت بخط أبي الحجاج يوسف بن محمد بن مقلّد الدمشقي أنه
(37/344)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 345
سمع من الشيخ أبي الحسين أبياتاً من الشعر بمسجد باب الفراديسي، ثم قال: وهذا
الشيخ عظيم الشأن، يقعد نحو خمسة عشر يوماً لا يأكل إلا أكلةً واحدة، وأنه يتقوّت
من الخرنوب البري، وأنه يجفف السمك ويدقّه، ويستفّه. وحدثني الإمام يوسف بن الشيخ
أبي الحسين الزاهد المقدسي أن رجلاً كان مع الشيخ، فرأى معه صرة يستف منها، فمضى
الشيخ يوماً وتركها، فأبصر الرجل ما فيها، فإذا فيها شيء مرّ، فتركها. فجاء الشيخ،
فقال له: يا شيخ ما في هذه الصرة فأخذ منها كفاً وقال: كُل. قال: فأكلته، فإذا هو
سكّر ملتوت بقلب لوز. وأخبرنا أبو المظفّر بن السمعاني، عن والده قال: سمعت الشيخ
عبد الواحد بن عبد الملك الزاهد بالكرخ يقول: سمعتُ أبا الحسين المقدسي، وكان صاحب
آيات وكرامات عجيبة، وكان طاف الدنيا، يقول: رأيت أعجمياً بخراسان يتكلم في الوعظ
بكلام حسن. قلت: في أيها رأيت قال: في مرو، واسمه يوسف، يعني يوسف بن أيوب الزاهد.
قال عبد الواحد: ورأيته في غير الموسم، يعني أبا الحسين، بمكة مرات، فسلّمت عليه،
فعرفني وسألني، فقلت له: أيش هذه الحالة فقال: اجتزت ههنا، فأردت أن أطوف وأزور.
قال: وحدّثني أبو تمام أحمد بن ثُركي بن ماضي بن معرّف بقرية دجانية، قال: حدّثني جدي
قال: كنا بعسقلان في يوم عيد، فجاء أبو الحسين الزاهد الى امرأة معها خبز سُخن،
فقال: يا أم فلان، نشتهي من هذا الخبز السخن لزوجك. وكان في الحج. فناولته رغيفين،
فلفّهما في مئزر، ومضى الى مكة، فقال: خُذ هذا من عند أهلك. وأخرجه سُخناً، ورجع.
فقالوا إنهم رأوه ضحوة بعسقلان، ورأوه ذلك اليوم بمكة فجاء الرجل من الحج، فلقي
أبا الحسين، فقال: ما أنت أعطيتني رغيفين قال: لا تفعل قد اشتبه عليك.
(37/345)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 346
وحدّثني قال: حدثني جدي قال: كان أبو الحسين بعسقلان فوصّوا البوابين أن لا يخلّوه
يخرج لئلا تأخذه الفرنج، فجاء الى باب، وعمل أبو الحسين طرف قميصه فيه، وسعى من
الباب. قال: فإذا هو في جبال لبنان.) قال: فقال في نفسه: ويلك يا أبا الحسين، وأنت
ممن بلغ الى هذه المنزلة، أو كما قال. وسمعت الإمام الزاهد أحمد بن مسعود القرشي
اليماني: حدّثني أبي قال: قالت الفرنج: لو أن فيكم رجلاً آخر مثل أبي الحسين
لاتّبعناكم على دينكم. مروا يوماً فإذا هو راكب على سبع، وفي يده حية، فلما رآهم
نزل ومضى. وقال أبو سعد السمعاني: سمعت الزاهد عبد الواحد بالكرج قال: سمعنا
الكفار يقولون: الأسود والنمور كأنها نعم أبي الحسين المقدسي. قال الضياء: وقد
سمعنا له غير ذلك من مشي الأسد معه. وحكى له الضياء، فيما رواه، أنه عمل مرة حلاوة
من قشور البطيخ، فعرف حلاوة من أحسن الحلاوة. وقال: حدثني الإمام عبد المحسّن بن
محمد بن الشيخ أبي الحسين: حدثني أبي قال: كان والدي يعمل لنا الحلاوة من قشور
البطيخ ويسوطها بيده. قال: فعملنا بعد موته من قشور البطيخ، فلم تنعمل، فقالت أمي:
بقيت تعوز المغرفة. تعني يده. حدثني الإمام عبد الرحمن بن محمد بن عبد الجبار:
حدّثني جمال الدولة سنقر بن اليماني قال: جاء الشيخ أبو الحسين عندنا مرة الى سوق
العرب، فقلنا له: يا شيخ ما تُطعمنا حلاوة. قال: هاتوا إلي مرجل. فجئنا له بمرجل،
فجمع قشور البطيخ، وتركه فيه،
(37/346)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 347
وأوقد تحته، وجعل يسوطه بيده، فصار حلاوة ما رأينا مثلها، لا قراضيّة ولا صابونية.
قال: وسمعت عبد الله بن عبد الجيّار البدوي بديرة بظاهرة القدس: حلثني عيسى
المصري، قال: جاء أبو الحسين الى حلب، فقال له رجل: تنزل عندي. قال: على شرط أنزل
أين أردت. فقال: نعم. فجاء فنزل في الحشّ. حدّثني الحاج نجم بن سعد بدجانية قال:
حدّثني الشيخ أحمد بن مسعود اليماني قال: جاء أبو الحسين الى أبي وأنا صبي، فقال:
يا شيخ قُل للجماعة يعطوني جردي من العنب. فجاء ذا بسلّ عنب، وذا بسل، حتى صار منه
شيء كثير، فقال لي: تعال اعصُره. قال: فبقيت أطأه حتى ينعصر، وجعله في قدر، وغلى
عليه، فصار دبساً، وجاء الى خرق في الأرض، وصبّه فيه،) ويقول: امضِ الى أخي
الفلاني في البلد الفلاني، ويسمي أصدقاءه حتى فرغ منه. وحدثني خالي الزاهد أبو
عمر، قال: كان أبو الحسين يأتي الى عندنا، وكان يقطع البطيخ ويطبخه، واستعار مني
سكيناً يقطع بها البطيخ فجرحته فقال: ما سكينك إلا حمقاء. ومشى هو وسالم أبو أحمد
وعمي الى صرخد، ومعه رجل مصري، فحمّله الى رأسه جرة صغيرة فيها ماء بطيخ مطبوخ،
وفي يده شربة أيضاً. فلما وصلوا الى الغور انكسرت الشربة، وبقيت تلك على رأسه،
فانعفر رأسه منها. فلما وصلوا الى حوران قال: هاتِ حتى نزرع البطيخ. فقلبها في
الأرض. سمعت خالي أبا عمر: حدثني خالي إسماعيل قال: جاء أبو الحسين الى عندي مرة،
فقال: اطبخوا لي طبيخاً. فطبخنا، فأخذه ومضى الى الجبل، وجاء الى زردة فصبّه فيها.
قال الضياء: والحكايات عنه في طبخه لماء البطيخ مشهورة.
(37/347)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 348
قال: ذكر أن النار كان يدخلها وحملها في ثوبه. سمعت الحاج حرميّ بن فارس بالأرض
المقدسة قال: حدّثتني امرأة كبيرة من قريتنا أن أختها كانت زوجة أبي الحسين
الزاهد، فذكرت عنه أنه دخل تنوراً فيه نار، وخرج منه. قال: وسمعت الزاهد عبد
الحميد بن أحمد بن إسماعيل المقدسي: حدثني أبي أنه رأى أبا الحسين يوقد ناراً يطبخ
رِبّاً، ومعه سلّ يسقي فيه، أظنه قال بيده، ثم يبدد النار، ويأتي بالماء في السل،
فيقلبه على الربّ. حدثني الإمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بقرية مرو، أنا أبو
يوسف حسن قال: كنت مع أبي الحسين الزاهد، فجئنا الى قرية، وإذا عندهم نار عظيمة،
فقال: أعطوني من هذه النار. فجاءوا إليه بقطعة جرة فملأوها فقال: صبوها في ملحفتي.
فصبّوها في ملحفته، فأخذها ومضى. وحدّثني آخر هذه الحكاية عن أبي يوسف. وحدّثني
الإمام أبو أحمد محمد بن أحمد بن إسماعيل المقدسي قال: سمعت مشايخ من أهل بلدنا،
أن أبا الحسين كان يجيء الى الأتون وهم يوقّروه، فيقول: دعوني أدفأ. فيعبُر فيه،
ويخرج من الموضع الذي يخرجون منه الرماد، وهو ينقض ثيابه من الرماد، ويقول: دفيت.
سمعت الإمام أبا الثناء محمود بن همّام الأنصاري: حدثني الحافظ يوسف قال: كان
بدمشق أبو عبد الله الطرائفي رجل له معروف قال لي: أشتهي الشيخ أبا الحسين يدخل
بيتي.) فقلت له، فقال: نعم، ولكن إن كان عنده للأتان موضع. فقلت للطرائفي، فقال:
نعم. فبقي سنةً، ثم قال لي يوماً: ألا تمضي بنا الى عند الرجل الذي وعدناه فمضيت
وهو على حماره، فدخلنا الدار، وللطرائفي أخت مقعدة، فقال له عنها، فقال ائتني بماء
من هذا البئر. فجاءه بماء في قدح، فرقي فيه، ثم قال:
(37/348)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 349
رشّ منه عليها. قال: فرشّ عليها، فقامت، وجاءت وسلّمت على الشيخ. هذا معنى ما حكاه
لي. وحدثني الإمام الزاهد يوسف بن الشيخ أبي الحسن الزاهد: حدثتني أمي أن أبي كان
يصلي مرة في البيت، فرأت السقف قد ارتفع، وقد امتلأ البيت نوراً. سمعت خالي الإمام
موفق الدين يقول: حُكي أن الشيخ أبا الحسين كان راكباً مرة على حمار عند غباغب،
وهو ممدد على الحمار، فرآه رجل فقال: أقتُل هذا وآخذُ حماره. فلما حاذاه أراد أن
يمد يده إليه، فيبست يداه، فمرّ أبو الحسين وهو يضحك منه، فلما جاوزه عادت يداه.
فسأل عنه، فقيل له: هذا الشيخ أبو الحسين. قال الضياء: وكان فيما بلغني ينزع
سراويله فيلبسه للحمار. فإذا رآه الناس تعجبوا وقالوا: أيش هذا فيقول: حتى توارى
عورة الحمار. فيضحكون منه. وبلغني أنه فعل هكذا بحماره، وكان ينقل عليه حجارة لعمل
شيء من قلعة دمشق، وكان الناس يتفرجون عليه، فجاء رجل على بلغة فعرفه، فنزل وجاء
إليه، وأظنه قبّل رجليه، فقال: ما تركتنا نكسب الأجر، وما كان أحد يعرفنا. وسمعت
خالي أبا عمر يقول: حدثني أبو غانم الحلبي قال: دخلت امرأة الشيخ أبي الحسين الى
عند امرأة السلطان، فأعطتها شقّة حرير، فجاء أبو الحسين فعملها سراويل للحمار.
سمعت عمر بن يحيى بن شافع المؤذن: حدّثني عبد الغني، رجل خيّر، بمصر قال: جاء أبو
الحسين الى عندنا، فخرج فرأى حمّالاً قفص معه فخاراً قد وقع وتكسّر، فجمعه فقال:
يا شيخ أيش نفع جمعه فأتى معه الى صاحبه وحطه عنه، فإذا كله صحيح.
(37/349)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 350
وقبر أبي الحسين بحلب يُزار عند مقام إبراهيم. وأخبرني ولده أبو الحجاج يوسف أنه
فيما يغلب على ظنه توفي والده سنة ثمان وأربعين قال:) توفي بعد أخذ عسقلان بسنة.
أنشدنا شهاب الشذيائي: أنا أبو سعد السمعاني، أنا يوسف بن محمد الدمشقي: أنشدني
أبو الحسين الزاهد:
(ما لنفسي ما لها .......... قد هوت في مطالها)
(كلما قلت قد دنا .......... وتجلى صلالها)
(رجعت تطلب الحرام .......... وتأبى حلالها)
(عاتِبوها لعلها .......... ترعوي عن فِعالها)
(وأعلِموها بأن لي .......... ولها من يسألها)
(37/350)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 351
4 (وفيات سنة تسع وأربعين وخمسمائة)
4 (حرف الألف)
4 (أحمد بن الحسن بن أحمد بن يحيى بن يحيى)
أبو عبد الرحمن النيسابوري، الكاتب، الشاعر. سمع: أبا بكر بن خلف الشيرازي، وعثمان
بن محمد المحمي. روى عنه: ابن السمعاني، وابنه عبد الرحيم وقال: كان ينحل بعض
الأجزاء ويثبت اسمه، ويدّعي أشياء لم يسمعها والدي. قرأنا عليه، إنما هو من
الأصول. توفي في شوال مقتولاً بعد أن عاقبته الغزّ. وكان مولده في سنتة اثنتين
وسبعين وأربعمائة. وروى عنه أيضاً: المؤيّد الطوسي. وقد أغارت الغز على مرو في
شوال، فقتلوا، وعذبوا، وصادروا، ونهبوا. كما فعلوا عام أول. وكذا فعلوا بنيسابور،
وهراة وطوس، وقُتل خلق كثير، فلا قوة إلا بالله.
4 (أحمد بن الحسين بن محمد بن أحمد الآمدي)
المحدّث، أبو حامد التّنّيسي
(37/351)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 352
فقيه، فاضل. سمع الكثير بنفسه، ورحل. وكان مولده بتنّيس في حدود الخمسمائة وتوفي
بأمُل طبرستان كهلاً.) روى عنه: عبد الرحيم السمعاني
4 (أحمد بن طاهر بن سعيد بن الشيخ أبي سعيد فضل الله بن أبي الخير الميهني)
أبو الفضل الصوفي، مولده بميهنة في سنة أربع وستين وأربعمائة، وسمع بنيسابور: أبا
جعفر بن عمران الصوفي، وأبا بكر بن خلف، وأبا الحسين الواسطي، وأبا الحسن المديني.
وحدّث ببغداد. وروى كتب الواحدي عنه بالإجازة. ونزل برباط الشيخ إسماعيل بن أبي
سعد. قال ابن السمعاني: سافر الكثير، وخدم المشايخ والصوفية. وهو ظريف الخلة، حسن
الشمائل، متواضع. توفي في ثامن رمضان، ودُفن على دكة الجُنيد. قلت: وروى عنه: أبو
اليُمن الكندي، والفتح بن عبد السلام، وجماعة. وآخر من روى عنه بالإجازة: أبو
الحسن بن المقيَّر.
4 (أحمد بن عبد الرحمن بن ربيع)
الأشعري، أبو عامر القرطبي. جدّ آل بني الربيع. أخذ القراءات عن: أبي القاسم بن
النحاس. ولازم أبا بكر بن العربي مدة، وتفقه به. روى عنه: ولده عبد الرحمن المتوفى
سنة خمس وثمانين.
(37/352)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 353
4 (أحمد بن الحافظ عبد الغافر بن إسماعيل بن أبي الحسين عبد الغافر الفارسي)
شيخ، صالح، عالم. سمع: نصر الله الخُشنامي، والشيرويي. مات في عقوبة الغزّ في
شوال، وله ستون سنة بنيسابور. قاله السمعاني.
4 (أحمد بن عبد الملك بن محمد)
أبو عمر الأنصاري، الإشبيلي، المعروف بابن أبي مروان. حافظ كبير، ذكره أبو عبد
الله بن الأبّار، فقال: سمع من: شُريح بن محمد، وأبي الحكم بن حجاج، ومفرّج بن
سعادة. وكان حاظاً، محدّثاً، فقيهاً، ظاهري المذهب. وله مصنّف في الحديث سماه
المنتخب المنتقى،) وعليه بنى كتابه أبو محمد عبد الحق في الأحكام. وكان عبد الحق
تلميذه. استشهد الى رحمة الله ورضوانه بلبلة عند ثورة أهلها والتغلب عليهم في
شعبان. قلت: وكان ابن قريوته أبا جعفر.
4 (أحمد بن علي بن علي بن عبد الله بن السّمين)
(37/353)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 354
أبو المعالي البغدادي، الخبّاز. سمع الكثير، ونسخ بخطه عن: نصر بن البطر، وابن
طلحة النُعالي، وجماعة. قال ابن السمعاني: كتبتُ عنه جزءاً، وسألته عن مولده،
فقال: سنة إحدى وسبعين وأربعمائة. وتوفي في رابع عشر رمضان. وصلى عليه أبو جعفر،
ثم الشيخ عبد القادر. قال ابن النجار: كان قليل العلم، وفيه غفلة. روى لنا عن: ابن
سُكينة، وابن الأخضر، وأبي الفرج بن القبيطي، ويحيى بن الحسن الأواني. قال ابن
ناصر: كاذب، لا يجوز السماع منه.
4 (أحمد بن أبي الفضل العباس بن أحمد بن محمد بن أحمد)
الإمام، أبو الحسن الشقّاني، الحسنوي، النيسابوري. شيخ، صالح. سمع: أباه، وأبا بكر
بن خلف الشيرازي، وأبا بكر محمد بن إسماعيل التفليسي، وأبا عبد الرحمن الشحّامي.
وولد في سنة خمسِ وسبعين وأربعمائة. روى عنه: ابن السمعاني، وابنه، فقال: توفي في
أواخر السنة، وقيل: سنة ثمان في كائنة الغز، قاتلهم الله.
4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن علي بن بشر)
أبو محمد النوقاني. فقيه، صالح، خيّر. أحرِق في معاقبة الغزّ في رمضان وهو صائم،
والله يكافئ من ظلمه على بغيهم.
(37/354)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 355
4 (إبراهيم بن عتيق بن أبي العيش)
) البلنسي، المقرئ، أبو إسحاق. قال الأبّار: أخذ عن أبي داود. وأقرأ الناس ببلده،
وحملوا عنه. توفي بشاطبة.
4 (إبراهيم بن مهدي بن علي بن محمد بن قلنبا)
الإمام أبو الحسين الإسكندري. قال أبو سعد السمعاني: كان إماماً، فاضلاً، بارعاً،
مناظراً، منقبضاً عن الناس. ورد خرساان في سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة. قلت: وإليه
يُنسب جزء ابن قلنبا، أظنه انتقاه من روايات السِلَفي. رواه جعفر الهمذاني، عن
السلفي.
4 (إسماعيل بن جامع بن عبد الرحمن بن سورة)
أبو القاسم النيسابوري. سكن بلخ، وولي الأعمال الكبار، واتصل بالدولة. وكان يحبَس
ويطلَق، واتصل بعسكر الغز، وقدم مرو معهم، وشرع في مصادرة المسلمين وأذيتهم. وكان
يقول: إني صائم ولا أفطِر إلا على الحلال. وقد سمع من: أبي عمرو المحمي، وأبي بكر
بن خلف. ترجمه عبد الرحيم بن السمعاني في معجمه، وقال: حملني والدي إليه، وقرأ
عليه جزءاً، وترك الرواية عنه أولى. وصلب ببلخ في أواخر ربيع الأول. صلبه الغز
بإشارة السلطان سنجر. قلت: روى عنه: أبو سعد الصفّار، والمؤيّد الطوسي سمعا منه
أربعين حديثاً خُرّجت له.
(37/355)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 356
ومن مشايخه: عبد الرحمن الواحدي، وعبد الباقي المراغي وإسماعيل بن عبد الله
الساوي.
4 (إسماعيل الظافر بالله)
أبو منصور بن الحافظ لدين الله عبد المجيد بن محمد بن المستنصر بالله معدّ بن الظاهر
عليّ بن الحاكم المصري، العبيدي، أحد الخلفاء المصريين، الشيعة، الخارجين على
الإمام. قام بالأمر بعد أبيه الحافظ، وبقي في الخلافة خمس سنين. ووزر له سليم بن
مصّال الأفضل الى أن خرج على ابن مصّال العادل ابن السلار واستأصله،) وتمكّن من
المملكة الى أن قتله ابن ابن امرأته نصر بن عباس سنة ثمان، كما ذكرنا. وقام بعده
في الوزارة أبو عباس. ثم إن نصراً وأباه وثبا على الظافر فقتلاه، وأخفياه، وجحداه
في سلخ شعبان، وأجلسا مكانه ولده الفائز عيسى. والظافر كان شاباً، صبياً، لعّاباً،
له
(37/356)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 357
نهمة في الجواري والأغاني، وكان يأنس بنصر بن عباس، فدعاه الى دار أبيه ليلاً،
فجاء متنكّراً لم يعلم به أحد، وهذه الدار هي اليوم المدرسة السيوفية، فقتله
وطمره. وقيل: كان ذلك في نصف المحرّم، وقيل: في سلخه. وكان من أحسن الناس صورة، عاش
اثنتين وعشرين سنة، وكان نصر أيضاً في غاية الملاحة، وكان الظافر يحبه، فقتله نصر
بأمر أبيه، ثم ركب عباس من الغد الى القصر. فقال: أين مولانا ففقدوه، وخرج إليه
أخواه جبريل ويوسف. فقال: أين هو مولانا فقال: سَل ولدك، فإنه أعلم به منا. فقال:
أنتما قتلتماه. وأمر بهما فضُربت رقابهما. ثم جرت أمور ستأتي.
4 (إسماعيل بن عبد الله بن أبي سعد)
أبو طاهر التوني، خادم مسجد عقيل بنيسابور. كان صالحاً، خيّراً، خدم الإمام أبا
نصر محمد بن عبد الله الأرغياني أكثر من ثلاثين سنة، وسمع معه الكثير. وقدِم بغداد
معه حاجاً سنة عشر وخمسمائة. ومولده بتون. ودخل نيسابور وهو مراهق، وسمع بها: أبا
علي نصر الله الخُشنامي، وعبد الغفار الشيرويي. قُتِل بنيسابور، بعد أن عوقب وأخذ
منه ألف دينار، في رمضان.
4 (حرف الباء)
4 (ألبُقش)
مقدّم جيش. جاء هو ومسعود بلال الى شهربان، فنهبوا وبدّعوا، ثم
(37/357)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 358
حاربهم المفتي لأمر الله بنفسه في هذه السنة. ثم مات ألبقش في رمضان، وتصرّف في
ولايته قيماز السلطاني.
4 (حرف الحاء)
)
4 (حامد بن أبي الفتح أحمد بن محمد)
الحافظ، أبو عبد الله المديني، من كبار الطلبة. سمع: الحداد، وأبا زكريا بن مندة،
وابن الحُصين، وابن فارس. وعنه: السمعاني، وولده عبد الرحيم، وعبد الخالق بن أسد.
وكان صالحاً، ورعاً، إماماً، زاهداً. مات في شعبان بيزد. أرّخه أبو موسى المديني.
4 (الحسن بن علي بن الحسن)
أبو علي الطليوسي، الأندلسي. ورد نيسابور قبل العشرين وخمسمائة. وسمع من: أبي نصر
عبد الرحيم بن القشيري، والأديب أحمد بن محمد الميداني، وسهل بن إبراهيم المسجدي.
وبالإسكندرية: أبا بكر محمد بن الوليد الطرطوشي. سمع منه: أبو يوسف السمعاني،
وقال: توفي بنيسابور سنة ثمان أو تسع وأربعين. فوهم. وسيأتي في سنة.
4 (الحسين بن أبي الأسعد هبة الرحمن بن عبد الواحد بن القشيري.)
روى عن: الشيرويي.
(37/358)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 359
وعنه: عبد الرحيم بن السمعاني، وقال: عاقبته الغزّ بالنار فهلك.
4 (الحسين بن محمد بن الفضل بن علي بن طاهر)
التيمي. أبو المرجّى الإصبهاني، البقّال، المعروف بجوجي. أخو الإمام الكبير
إسماعيل. ولد سنة تسع وستين وأربعمائة. وسمّعه أخوه من عبد الوهاب بن مندة،
وجماعة. روى عنه: الحافظ أبو موسى المديني وقال: توفي في سابع ربيع الأول، ودفن
عند والده. قلت: وحجّ، وسمع من رزق الله التميمي، وغيره. روى عنه: أبو سعد
السمعاني.)
4 (الحسين بن محمد بن الحسين)
السيد أبو علي العلوي، الطبري، نزيل هراة. سمع: أبا الفتح عبد الله بن أحمد
الدبّاس، وأبا المحاسن عبد الواحد الروياني. وكان يستملي على المشايخ. وتوفي في
المحرّم.
4 (حمزة بن محمد بن بَحسول بن فتحان)
أبو الفتح الهمذاني، نزيل هراة مدة، ثم انتقل الى بلخ. قال أبو سعد السمعاني: عارف
بطرق الحديث، سافر الكثير، ودخل بغداد، وسمع: أبا القاسم بن بيان، وأبا علي بن
نبهان. وبإصبهان من: غانم البرجي، وأبي علي الحدّاد. وعقد مجلس الإملاء ببلخ. وسمع
أهل هراة بقراءته كثيراً. وتوفي ببلخ في ربيع الأول.
(37/359)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 360
4 (حرف الراء)
4 (رقية بنت سعد الله بن أسعد بن سعيد بن الشيخ أبي سعيد الميهني)
أم الرّضا. سمعت بإسفرايين: محمد بن الحسين بن طلحة الإسفراييني. وبساوَة من: محمد
بن أحمد الكامخي. وعنها: أبو سعد السمعاني. توفيت في رمضان وقت دخول الغز ميهنة،
سجدت فوقعت ميتة.
4 (حرف السين)
4 (سالم بن عبد الله بن عمر بن محمد بن عبد الله بن عمر بن محمد بن جعفر بن محمد
بن)
حفص بن بكر بن سالم بن عبد الله بن عمر أبو الفتح العدوي، العمري، الهروي. قال ابن
السمعاني: كان شيخاً، صالحاً، عفيفاً، من بيت الحديث. سمع: أباه أبا عاصم بن أبي
الفتح، وأبا عبد الله الحسين الكتبي، وأبا علالء صاعد بن سيّار،) وأبا عطاء بن أبي
عمر المليحي، والحافظ عبد الله بن يوسف الجرجاني. ومولده سنة ستٍ وسبعين وأربعمائة
بهراة. وتوفي في شوال. روى عنه: عبد الرحيم بن السمعاني، وأبو روح.
4 (سعد بن سعد الله بن أسعد بن سعيد بن الشيخ أبي سعيد فضل الله الميهني)
أبو بكر بن أبي سعيد. قال ابن السمعاني: شيخ، صالح، جميل الطريقة، كثير العبادة. سافر
به
(37/360)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 361
أبوه الى العراق. وسمع منه جماعة. سمع من: جدّ أبيه سعيد، ومن أبي الفضل محمد بن
أحمد بن الحسن العلاف، وعبد الرحمن بن أبي صالح النيسابوري، ومحمد بن أحمد
الكامخي، ومحمد بن المظفّر الشامي، ورزق الله التميمي، وجماعة. قال لي: ولدتُ في
ربيع الأول سنة تسع وستين وأربعمائة، وتوفي قتيلاً في ذي الحجة بأيدي الغزّ. روى
عنه: عبد الرحيم السمعاني، وأبوه.
4 (حرف العين)
4 (عائشة بنت أحمد بن منصور بن محمد بن القاسم الصفّار)
النيسابورية أخت الإمام عمر. قال ابن السمعاني: امرأة صالحة كثيرة الخير. سمعت:
أبا المظفّر موسى بن عِمران، وأبا بكر بن خلف، وأبا السنابل هبة الله القرشي،
وجماعة كثيرة. ومولدها في سنة إحدى وسبعين وأربعمائة. روى عنها ابني، وغيره. وفقدت
في أيام الغارة في نصف شوال.
4 (العباس بن محمد بن أبي منصور)
أبو محمد الطابراني، الطوسي، العصّاري، الواعظ، ولقبه: عناسة. قال ابن السمعاني:
شيخ صالح، سكن نيسابور، وكان يعظ بعض
(37/361)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 362
الأوقات، وتفرّد برواية الكشف) والبيان في التفسير للأستاذ أبي إسحاق الثعالبي،
بروايته عن القاضي محمب بن سعيد الفرّخرادي، عنه. وسمع: أبا الحسن المديني، وأبا
عثمان إسماعيل الأبريسمي. ولد قبل السبعين وأربعمائة. وروى عنه: عبد الرحيم بن
السمعاني، والمؤيّد الطوسي وهو سبطه، وأبو سعد الصفّار. وعدِم في نوبة الغز في
شوال بنيسابور، رحمه الله، وقد قارب السبعين.
4 (عبد الله بن أحمد بن المفضّل بن الأيسر)
(37/362)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 363
أبو البركات البغدادي، الكاتب. سمع: مالك بن أحمد البانياسي، وأبا الغنائم بن أبي
عثمان. وتوفي في عاشر صفر. روى عنه: أبو سعد السمعاني، وعمر بن طبرزد، وغيرهما.
4 (عبد الله بن محمد بن الفضل بن أحمد)
أبو البركات ابن فقيه الحرم كمال الدين أبي عبد الله الصاعدي، الفُراوي،
النيسابوري، صفي الدين. سمع من: جده الفضل، وجده لأمه أبي عبد الرحمن طاهر
الشحّامي، ومحمد بن عبيد الله الصرّام، ومحمد بن إسماعيل التفليسي، والرئيس عثمان
بن محمد المحمي، وأبي نصر محمد بن سهل السرّاج، وفاطمة بنت أبي علي الدقّاق، وأبي
المظفّر موسى بن عمران الصوفي، والحسن بن أحمد السمرقندي، والحسن بن علي البُستي
الفقيه، وأبي القاسم عبد الرحمن بن أحمد الواحدي، وأبي بكر بن خلف الشيرازي،
وآخرون. روى عنه: ابن عساكر، وابن السمعاني، وابنه عبد الرحيم بن السمعاني، وحفيده
منصور بن عبد المنعم، والمؤيد الطوسي، والقاسم بن عبد الله الصفّار، وزينب
الشعرية، وآخرون. قال ابن السمعاني: إمام، فاضل، ثقة، صدوق، ديّن، حسن الأخلاق، له
باعٌ طويل في الشروط وكتب السجلات، لا يجري أحدٌ مجراه في هذا الفن. وهو إمام مسجد
المطرّز. وقال عبد الرحيم بن السمعاني: سمعت من لفظه معرفة علوم الحديث للحاكم،
بسماعه من ابن خلف، عنه.) وسمعت منه مُسند أبي عوانة، بروايته من أوله الى فضائل
المدينة، عن أبي عمرو المحمي، ومن ثم الى فضائل القرآن، بروايته، عن أبي الفضل
الصرّام، ومن فضائل القرآن الى آخر الكتاب، من فاطمة بنت الدقّاق، برواية الثلاثة،
عن عبد الملك، عن أبي عوانة. ولد في سنة أربع وسبعين وأربعمائة، ومات في ذي القعدة
من الجوع بنيسابور.
4 (عبد الله بن هبة الله بن المظفّر ابن رئيس الرؤساء ابن المسلمة)
(37/363)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 364
أبو الفتوح، أستاذ دار الخليفة المقتفي. قال ابن الجوزي: له صدقات، وأعطية،
ومُجالسة للفقراء والصوفية، وإنفاق عليهم. وولي بعده ابنه عضد الدين محمد.
4 (عبد الأعلى بن عزيز بن أبي الفخر)
السيد، الشريف، أبو يعلى العلوي، الحسيني، الماليني، الهروي. سبط عبد الهادي بن
شيخ الإسلام الأنصاري. كان مفضّلاً، جواداً، سخي النفس. سمع: أبا عبد الله
العميري، وأبا عطاء المليحي. سمعت منه بمرو. قاله عبد الرحيم بن السمعاني. توفي في
المحرّم.
4 (عبد الجبار بن أبي سعد بن أبي القاسم)
أبو الفتح الدهان، الهروي، الطبيب. شيخ مسن. سمع من: بيبى الهرثمية أحاديث ابن أبي
شريح. ولد سنة إحدى وستين. وتوفي بهراة في السادس والعشرين من ذي القعدة. روى عنه:
ابن السمعاني، وابنه عبد الرحيم.
4 (عبد الحكيم بن مظفّر)
أبو نصر الكرجي.
(37/364)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 365
مات في المحرّم عن إحدى وتسعين سنة. روى جزء لوين عن ابن ماجة. وعنه: السمعاني.)
4 (عبد الخالق بن زاهر بن طاهر بن محمد)
أبو منصور الشحّامي، النيسابوري. سمع من: جده، وأبي عمرو المحمي، وأبي بكر بن خلف،
وأبي القاسم عبد الرحمن بن أحمد الواحدي، ومحمد بن إسماعيل التفليسي، والفضل بن
أبي حرب الجرجاني، وأحمد بن سهل السرّاج، وعبد الملك بن عبد الله الدشتي، وهبة
الله بن أبي الصهباء، وأبي المظفّر موسى بن عمران، ومحمد بن علي بن حسان البُستي،
ومحمد بن عبيد الله الصرّام، وطائفة سواهم. وولد في سنة خمسٍ وسبعين وأربعمائة.
روى عنه: ابن عساكر، وابن السمعاني، وابنه عبد الرحيم، والمؤيّد الطوسي، والقاسم
بن الصفّار، وجماعة. قال ابن السمعاني: كان ثقة، صدوقاً، حسن السيرة والمعاشرة، لطيف
الطبع. مُكثِراً من الحديث. ولما كبر كان يستملي للشيوخ والأئمة بنيسابور كوالده
وجدّه. ولما شاخ كان يُملي في موضع أبيه وجده، بجامع المنيعي. وفقِد في وقعة الغز،
فلا يُدرى قتِل أو هلك من البرد في شوال بنيسابور. ثم سمعت بعد ذلك أنه أُحرق.
قلت: أنبأني أبو العلاء الفرضي أنه مات في العقوبة والمطالبة، وقد وقع لنا من
حديثه أربعينان. وكان متميزاً في الشروط.
4 (عبد الرحمن بن عبد الصمد بن أحمد بن أحمد)
(37/365)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 366
أبو القاسم بن الأكّاف، من أهل نيسابور. سمع: أبا سعد الحيري، وأبا بكر الشيرويي.
وكان إماماً، ورعاً، فقيهاً، مناظراً، مفيداً، قانعاً باليسير، كبير القدر. قال
أبو الفرج بن الجوزي: لما استولى الغزّ على نيسابور قبضوا عليه، وأخرجوه ليعاقبوه،
فشفع فيه السلطان سنجر، وقال: كنت أمضي إليه متبركاً به، ولا يمكّنني من الدخول
عليه، فاتركه لأجلي. فتركوه. فدخل شهرستان وهو مريض، فبقي أياماً ومات، رحمه الله.
4 (عبد الرحمن بن محمود بن إبراهيم)
أبو المعالي، الفاسي، نزيل مرو. شيخ جلْد، حسن الصلاة. كان يخدم بيت السمعاني.)
سمع: سهل بن محمد الشاذياخي، وأبا بكر الشيرويي، وإسماعيل بن البيهقي. وحدّث، روي
عنه: عبد الرحيم السمعاني. توفي في شعبان.
4 (عبد الرحمن بن مكي بن يحيى)
أبو المطهّر، الهمذاني، الأديب. تخرّج به جماعة. وسمع من: عبدوس بن عبد الله.
(37/366)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 367
روى عنه: السمعاني، وقال: مات في رجب عن إحدى وثمانين سنة.
4 (عبد الملك بن بوانة بن سعيد بن عصام)
أبو مروان العُبدري، الغرناطي، المعروف بابن بيطار. نزيل مالقة. سمع من: ثمال بن
عطية، وأبي محمد بن عتّاب، وأبي جعفر البطروجي، وجماعة. وكان عارفاً بصناعة
الحديث، معتنياً بالآثار. ولي قضاء مالقة. وقد روى عنه: أبو القاسم السهيلي، وأبو
عبد الله بن الفخّار. وتوفي سنة تسع وأربعين، وقيل: سنة ثلاث، وقد جاوز السبعين.
4 (عبد المؤمن بن عبد الجليل بن علي بن بُنان)
الإصبهاني، أبو نصر. سمع جزء لوين، عن ابن ماجة الأبهري. مات في المحرّم.
4 (عبد الواسع بن عبد الرحمن بن موفّق بن عبد الله)
الواعظ، أبو موفّق. ساق ابن السمعاني نسبه الى سري السقطي، وقال: كان واعظاً
متميزاً، من أهل هراة. سمع: حاتم بن محمد المحمودي، وأبا عطاء المليحي. روى عنه:
عبد الرحيم بن السمعاني، وقال: توفي في ربيع الآخر وله سبعون سنة.
(37/367)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 368
4 (عبيد الله بن المظفّر)
أبو الحكم الباهلي، الأندلسي، الطبيب، الشاعر، الأديب، نزيل دمشق. كان ماهراً
بالطب، خليعاً، ماجناً، له مراثٍ في قوم لم يموتوا على طريق اللعب، وكان مدمناً
للشرب، يجلس بجيرون) للطبّ، وسكن بدار الحجارة، وكان كثير المدائح في رؤساء دمشق.
توفي في ذي القعدة. وكان يلعب بالعود. ولعِرقِلة الشاعر يهجوه:
(لنا طبيبٌ شاعرٌ أشِر .......... أراحنا من وجهه اللهُ)
(ما عاد في بكرِ يومٍ فتى .......... إلا وفي بابيه رثّاه)
وديوانه موجود، وقد سماه: نهج الوضاعة. وفيه أشياء ظريفة مضحكة من الهجو والغزل.
وله مقصورة في المجون كصريع الدلاء.
4 (عرفة بن محمد)
أبو الفتوح السمرقندي.
(37/368)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 369
روى عن: أبي بكر بن خلف الشيرازي. وعنه: المؤيد الطوسي، والقاسم بن الصفّار،
وغيرهما.
4 (علي بن محمد بن عبد العزيز بن الحافظ أبي حامد بن محمد بن جعفر.)
أبو الحسن المروزي، الشاواني، من قرية شاوان. تفقّه على: أبي المظفّر السمعاني،
وسمع منه. ومن: إسماعيل بن محمد الزاهري، وجماعة. وعنه: السمعاني. مات في ربيع
الأول عن بضع وثمانين سنة.
4 (علي بن محمد بن يحيى)
أبو الحسن الدُريني.
(37/369)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 370
كان يخدم أبا نصر الإبَري، فزوّجه بنته شُهدة الكاتبة. وسمع من: طراد، وأبي عبد
الله النِعالي، وابن البطر. روى عنه: ابن السمعاني، وابن عساكر، وغيرهما. قال ابن
السمعاني: ثم علتْ درجته، وصار خصيصاً بالمقتفي لأمر الله، يشاوره، ويدنيه، ويراجع
في الأمور. وكان متودداً متواضعاً، كبير القدر، يُعرف بثقة الدولة ابن الأنباري.
وقد) بنى مدرسة ووقفها على الفقهاء. توفي في شعبان، ودفن بداره.
4 (علي بن محمد بن عتيق)
أبو الحسن النيسابوري، المطرّز. نزيل مرو. أديب فاضل، ساكن، وقور، علّم أولاد
الأمير ابن العبادي. وحدّث عن: نصر الله الخُشنامي. روى عنه: عبد الرحيم بن
السمعاني، وقال: قتلته الغز في شوال.
4 (علي بن محمد بن أبي عمر)
البغدادي، الدبّاس، البزّاز. ويُعرف بابن الباقلاني. ولد سنة سبعين. وسمع من: رزق
الله التميمي، وطِراد بن محمد، وابن البطر. روى عنه: أبو الفرج بن الجوزي، وغيره.
وتوفي في شوال. تفقّه بابن عقيل.
(37/370)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 371
4 (علي بن ناصر بن محمد)
أبو الحسن النوقاني، الفقيه الشافعي. قال ابن السمعاني: مصيب في الفتاوى، كثير
العبادة. تفقّه به جماعة. وروى جزءاً عن: علي بن حمزة النوقاني. مات في رمضان عن
ثلاث وسبعين سنة.
4 (عمر بن علي بن سهل)
أبو سعد الدامغاني، المعروف بالسلطان. قال ابن السمعاني: كان إماماً مناظراً،
فحلاً، واعظاً، حسن الباطن والظاهر، رقيق القلب، سريع الدمعة. سمع: أبا بكر بن خلف
الشيرازي، وأبا تُراب عبد الباقي المراغي، والحسن بن أحمد السمرقندي الواعظ، وأحمد
بن محمد الشحّامي.) روى عنه: عبد الرحيم بن السمعاني، لقيه بمرو. وكان قد تفقّه
بأبي حامد الغزالي. تفقه عليه القطب النيسابوري مفتي دمشق. وقيل: توفي سنة ثمان.
(37/371)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 372
4 (عمرو بن زكريا بن بطّال)
أبو الحكم البهراني، اللبلي. أخذ القراءات عن: شريح، والعربية عن: أبي الحسن بن
الأخضر. وسمع الكثير من القاضي أبي بكر بن العربي. وولي القضاء والخطابة بلبلة.
روى عنه: أبو العباس بن خليل، ويحيى بن خلف الهوزني، وأبو محمد بن جمهور، وجماعة.
وقتل في الوقعة الكائنة على لبلة في هذا العام.
4 (حرف الفاء)
4 (فاتك بن موسى بن يعيش)
أبو محمد المخزومي، المنصفي، ومُنصَف: من قرى بلنسية. سمع: بركة بن الحسين بن علي
الطبري، وأبي بكر الطرطوشي. وكان صالحاً، زاهداً، مجاب الدعوة. روى عنه: أبو بكر
بن بحر، وطارق بن موسى، والقدماء. ثم حج في آخر عمره، وجاور بمكة حتى مات.
4 (الفضل بن أبي بكر بن أبي نصر)
أبو محمد النيسابوري، السكّاف، التاجر، المقرئ. روى عن: نصر الخُشنامي.
(37/372)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 373
وعُدِم في وقعة الغزّ. وعنه: عبد الرحيم.
4 (فضل الله بن المفضّل بن فضل الله بن أحمد بن إبراهيم)
أبو بكر حفيد الإمام الزاهد أبي سعيد الميهني.) قال ابن السمعاني: لم يبق من
عشيرته أقرب الى الشيخ منه. وكان شيخاً ظريفاً، بهيّ المنظر، خرّاجاً ولاجاً. سمع:
أبا طاهر سعيد، وأبا الفضل محمد بن أحمد العارف، وأبا المظفّر موسى بن عمران
الصوفي. قلت: روى عنه: ابن السمعاني، وابنه عبد الرحيم. وقتلته الغزّ بميهنة، فمات
في الضرب والعقوبة في ذي الحجة.
4 (حرف الميم)
4 (محمد بن أحمد بن الجنيد بن محمد)
أبو بكر الزاهد، خطيب ميهنة. إمام، ورع، مصيب في الفتاوى. سمع: جده، وأبا الفضل
محمد بن أحمد العارف، وسعيد بن أبي سعيد الميهني، وأبا سهل عبد الملك الدّشتي. روى
عنه: عبد الرحيم بن السمعاني، وغيره. قتلته الغزّ بميهنة في ذي القعدة سنة تسع،
وهو ابن بضع وثمانين سنة.
(37/373)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 374
4 (محمد بن إبراهيم بن مكي)
أبو طاهر الإصبهاني، الطرازي. صالح، خيّر، روى الكثير. سمع: أحمد، وشجاعاً ابني
المصقلي، ومحمود بن جعفر. قال السمعاني: قرأتُ عليه معرفة الصحابة لابن مندة من
ابني المصقلي. مولده في سنة ستين وأربعمائة. ومات في جمادى الأولى.
4 (محمد جامع بن أبي نصر بن إبراهيم)
أبو سعد النيسابوري، الصيرفي، خياط الصوف.
(37/374)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 375
قال ابن السمعاني: كان شيخاً، صالحاً، مُكثراً، صاحب أصول. سمع: فاطمة بنت أبي علي
الدقاق، وأبا بكر بن خلف، وأبا المظفّر موسى بن عمران،) وإسماعيل بن زاهر
النوقاني، ومحمد بن سهل السرّاج، وغيرهم. روى عنه: ابن السمعاني، وابنه عبد
الرحيم، والمؤيد الطوسي، وعمه محمد بن علي بن حسن. ولد في رجب سنة ثلاث وسبعين.
وتوفي في سابع ربيع الآخر. له أربعون حديثاً، وهو من أحفاد أبي بكر بن مهران
المقرئ. سمع سنن الصوفية من ابن خلف، بسماعه من السلمي، وتاريخ أهل الصفوة بالسّنْد.
4 (محمد بن الحسن بن سعد)
أبو بكر السعدي، البخاري، نزيل هراة. قال ابن السمعاني: كان شيخاً، عفيفاً،
مستوراً، نظيفاً، مشتغلاً بما يعنيه. رحل الى العراق، وخراسان. وسمع: أحمد بن علي
الطريثيثي ببغداد، وعبد الرحمن بن حمد الدوني، ومكي بن بجير بهمذان، وأبا الفتح
الأبّار بإصبهان. وكان مولده سنة سبعين. وتوفي في أول رجب. روى عنه: عبد الرحيم،
وأبوه.
4 (محمد بن الخليل بن فارس)
(37/375)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 376
أبو العشائر القيسي، الدمشقي، المعروف بالكردي. صحب الفقيه أبا الفتح المقدسي مدة،
وسمع منه، ومن: أبي القاسم بن أبي العلاء، وأبي عبد الله بن أبي الحديد. ثم تشاغل
بأعمال السلطنة. ثم سكن بعلبك، وخدم صاحبها، ثم قدم دمشق. روى عنه: الحافظ ابن
عساكر، وابنه القاسم، وابن أخيه زين الأمناء أبو البركات، وغيرهم. توفي في سادس ذي
الحجة ببعلبك. وقع لي جزء زين الأمناء، عنه في الخامسة.
4 (محمد بن عبد الله بن أبي سعد)
الواعظ، المعمّر، أبو الفتح الهروي، الصوفي، الملقب بالشيرازي.) ولد سنة سبع
وأربعين وأربعمائة. قال ابن السمعاني: كان يسكن قرية بهراة يقال لها: نُباذان.
وكان قد بلغ مائة سنة أو جاوزها. وكان صالحاً يعظ ويذكّر بقرى هراة. وكان من أصحاب
شيخ الإسلام عبد الله الأنصاري. وسئل عن الشيرازي، فقال: كنت أحب الشيراز، وهي نوع
من اللبن. قال: وكنت آكل منه كثيراً، فلقّبني الصبيان بالشيرازي. سمع: شيخ
الإسلام، وبيبى الهرثمية، وأبا سعد محمد بن الحسين الحرمي، وهبة الله بن الشيرازي
الحافظ.
(37/376)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 377
قلت: توفي في سابع ربيع الأول. وحدّث عنه: ابن السمعاني، وابنه عبد الرحيم.
4 (محمد بن عبد الصمد بن الطرسوسي)
القاضي فخر الدين، أبو منصور الحلبي. كان ذا هيئة ومروءة ظاهرة، له أمر نافذ في
تصرفه في أعمال حلب، وأثر صالح في الوقوف. ثم انعزل، ومات في وسط سنة تسع. وفي
ذريته فقهاء وأدباء بحلب، ثم بدمشق.
4 (محمد بن عبد الواحد بن عبد الصمد)
أبو الوفاء الإصبهاني، السمسار، الفقيه، الشافعي. شيخ، صالح، وقور. سمع: أبا منصور
بن شكرويه، وابن ماجة، ورزق الله. أخذ عنه: السمعاني.
4 (محمد بن عبد الواحد بن أبي بكر)
أبو جعفر الإصبهاني، القطّان، يعرف بويرج. سمع: رزق الله التميمي. صالح، راغب في
السماع. كتب عنه السمعاني، وقال: مات في جمادى الأولى.
(37/377)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 378
4 (محمد بن عمر بن أحمد)
) أبو منصور بن البيّع الهمذاني. سمع: أباه أبا حفص الملقّب بقدوة الأئمة، وأبا
الفتح عبدوساً. مات في شعبان عن سنة.
4 (محمد بن علي بن هارون بن الشريف)
أبو جعفر الموسوي، النيسابوري، النسابة، البارع. كان من غلاة الشيعة، ثم تحوّل
شافعياً، وترضّى عن الصحابة، وتأسف على ما سلف منه، وصحب محمد بن يحيى الفقيه.
وسمع الكثير. قاله السمعاني، وأخذ عنه. وقال: قتيل في وقعة الغزّ بنيسابور في
شوال، عن بضع وستين سنة.
4 (محمد بن الفضل بن علي)
المارشكي. ومارِشك من قرى طوس. إمام مبرّز، مفتٍ، حسن السيرة، من نجباء أصحاب
الغزالي. سمع: أبا الفتيان الرؤاسي، ونصر الله بن أحمد الخشنامي. روى عنه: عبد
الرحيم بن السمعاني، وقال: مات من الخوف يوم عيد الفطر بطوس في وقعة الغز.
(37/378)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 379
4 (محمد بن محمد بن طاهر بن سعيد بن الشيخ فضل الله الميهني)
أبو المكارم. شيخ صالح، سمع الكثير، وحصّل الأصول. سمع من: جدّه طاهر، وعبيد الله
الهشامي، وسليمان بن ناصر الأنصاري، النيسابوري. روى عنه: عبد الرحيم السمعاني،
وقال: عوقب وخرج في رمضان، ومات من ذلك.
4 (محمد بن هبة الله بن الحسين بن علي)
أبو بكر الجعفري، العُكبري، يُعرف بابن المندوف. بغدادي، صالح، ديّن، خيّر. سمع:
أبا عبد الله بن السرّاج. روى عنه: أبو سعد السمعاني، وقال: ولد في سنة ست وستين.
وتوفي في رجب.)
4 (محمد بن الهيثم بن محمد بن الهيثم)
أبو سعيد السلَمي، الإصبهاني. حج سنة ثمان وتسعين، وسمع من أصحاب أبي علي بن
شاذان، وغيره. وسمع ببلده وحدّث. وكان بارعاً في اللغة، والأدب، مليح الخط. لازم
منزله. توفي في شعبان، وهو في عشر التسعين.
(37/379)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 380
أثنى عليه الحافظ أبو موسى، وروى عنه.
4 (محمد بن يحيى بن منصور)
العلامة أبو سعيد النيسابوري. الفقيه الشافعي. مرّ في عام.
4 (محمد بن يوسف بن عميرة)
أبو عبد الله الأنصاري، الأوريولي. أخذ القراءات عن: محمد بن فرج المكناسي، وأبي
القاسم بن النحاس، وشريح. وتفقه على: أبي محمد بن أبي جعفر، وسمع منه. ومن: أبي
علي الصدفي، وجماعة. وكان عالماً، متفنناً. حدّث عنه: أبو عبد الله بن عبد الرحمن
المكناسي.
4 (محمد بن الحسن بن عمر)
أبو بكر الفراء، الخباز. بغدادي، صالح. سمع: ثابت بن بندار، والحسين بن البُسري.
روى عنه: أبو سعد بن السمعاني، وقال: توفي في شعبان.
4 (المبارك بن أحمد بن عبد العزيز بن المعمر بن الحسن)
(37/380)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 381
أبو المعمر الأنصاري، الأزجي، الحافظ. قال ابن السمعاني: سمع الكثير بنفسه، وتعانى
في جمعه ونسخه، ودار على الشيوخ. وكان سريع القراءة، جميل الأمر، له أنسة بالحديث
من كثرة ما قرأ.) سمع: نصر بن البطر، وأبا عبد الله النعالي، وجماعة كثيرة من
أصحاب أبي علي بن شاذان، وأبي القاسم بن بشران. وكتب لي جزءاً بخطه عن شيوخه، وجمع
لنفسه معجماً في خمسة أجزاء ضخمة، سمعته منه. وأفادني عن جماعة، وقال لي: ولدت في
ذي القعدة سنة خمس وسبعين وأربعمائة. قلت: روى عنه: ابن عساكر، وابن السمعاني،
وأبو الفرج بن الجوزي، وأبو اليمن الكندي، وآخرون. وتوفي في رمضان في حادي عشره.
وثّقه ابن نقطة، وقال: ثنا عنه جماعة.
4 (المظفّر بن سلطان)
أبو الوفاء الدمشقي، النجار. روى عن: سهل بن بشر الإسفرائيني، وأبي البركات أحمد
بن طاوس. روى عنه: ابن عساكر، وابنه القاسم. توفي في رجب.
4 (مسعود بن أحمد بن أبي علي نصر الله بن أحمد بن عثمان)
أبو بكر الخُشنامي، النيسابوري. سمع من: جده، والفضل بن عبد الواحد التاجر، وأبي
علي الجاجرمي. روى عنه: ابن السمعاني، وابنه عبد الرحيم.
(37/381)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 382
قتل في فتنة الغز في شوال.
4 (المسيّب بن أبي الذؤاد المفرّج بن الحسن)
الكلابي ابن الصوفي، رئيس دمشق ومدبّرها. له ذكر في الحوادث، وأنه امتنع بدمشق
وجيّش، واستخدم الأحداث، حتى لاطفه صاحب دمشق، ثم عزله ناحية، ثم أبعده الى صرخد.
فلما تملّك نور الدين دمشق قدمها متمرضاً، ثم مات. وكان ظالماً، جباراً، كذا قال
أبو يعلى حمزة بن أسد التميمي في تاريخه، وهو مؤيد الدولة ابن الصوفي وزير دمشق في
دولة مجير الدين أبق.) توفي في ربيع الأول، ودفن بداره بدمشق، وسرّ الناس بموته،
فإنه كان ظالماً.
4 (المطّلب بن أحمد بن الفضل)
الشريف، أبو الكندي، القرشي، الأموي، الهروي، خطيب هراة. سمع: أحمد بن أبي عاصم
الصيدلاني. وعنه: عبد الرحيم السمعاني. وتوفي بهراة في رمضان.
4 (المظفّر بن علي بن محمد بن محمد بن جهير)
(37/382)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 383
أبو نصر الوزير بن الوزير أبي القاسم. كان مُعرقاً في الوزارة. ولي أستاذ دارية
المسترشد بالله، وولي الوزارة في أول دولة المقتفي، وعزل سنة اثنتين وأربعين.
وكانت وزارته سبع سنين. سمع: أبا عبد الله الحسن بن علي البُسري، وأبا الحسين
العلاف، وجماعة. روى عنه: أبو سعد السمعاني، ومحمد بن علي الدوري شيخ لابن النجار.
ولد في حدود سنة. وتوفي في سادس ذي الحجة.
4 (منصور بن محمد بن منصور)
أبو نصر الهلالي، الباخرزي، الفقيه. سكن المدرسة البيهقية بنيسابور. وقال أبو سعد
السمعاني: كان فقيهاً، صالحاً، ورعاً، كثير العبادة، مكثراً من الحديث. سمع: أبا
بكر بن خلف، وموسى بن عمران الأنصاري، وأبا تراب عبد الباقي المراغي. قال عبد
الرحيم بن السمعاني: سمعت منه أربعة أجزاء من تاريخ الحاكم، عن موسى، عنه. وولد في
سنة ست وستين وأربعمائة. قتل في وقعة الغز في شوال. وروى عنه المؤيّد الطوسي
أيضاً.
4 (الموفّق بن محمد بن عمر)
(37/383)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 384
الإمام أبو المعالي بن الصكّاك الطوسي، الشروطي.) إليه كان كتابة السجلات بطوس.
سمع: عبيد الله بن طاهر الروقي، وأبا سعد الحسن بن عبد الله القطّان. روى عنه: عبد
الرحيم السمعاني، وقال: ولد في حدود الثمانين وأربعمائة، وقتلته الغز بطوس في
رمضان.
4 (حرف النون)
4 (نصر بن محمود بن علي)
أبو الفضائل القرشي، الدمشقي، الصائغ. سمع من: الفقيه نصر المقدسي، وعلي بن زهير.
وكان صالحاً، كثير التلاوة. روى عنه: الحافظ ابن عساكر، وابنه القاسم.
4 (نصر بن المظفّر بن الحسين بن أحمد بن محمد بن يحيى بن أحمد بن محمد بن خالد بن)
يحيى بن خالد بن برمك بن آذروندار ويقال: أذربندار. أبو المحاسن البرمكي،
الهمذاني، الجرجاني الأصل، البغدادي المولد، المعروف بالشخص العزيز. وهو أخو أبي
الفتوح الفتح. سأله ابن السمعاني عن مولده، فقال: بلغت في سنة الغرق، وهي سنة
(37/384)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 385
ست وستين وأربعمائة. ونشأ ببغداد، ثم سكن همذان. سمع: أبا الحسين بن النقّور،
وإسماعيل بن مسعدة الإسماعيلي ببغداد، وعبد الوهّاب بن مندة، وأبا عيسى بن عبد
الرحمن بن زياد، وسليمان بن ابراهيم الحافظ بإصبهان. وانفرد بأكثر مسموعاته، وقصده
الناس. قال أبو سعد: هو شيخ مسن، كان يصلي ببعض الأتراك، وكان يلقَّب بشخص. قرأت
عليه كتاب الاستئذان لابن المبارك. قلت: روى عنه: هو، وأبو العلاء الهمذاني، وابنه
عبد البر بن أبي العلاء، وداود بن معمر بن الفاخر، ومحمد بن أحمد الروذراوري،
وأحمد بن شهريار بن شيرويه، وعبد الهادي بن علي) الواعظ، ووكيع بن مانكديم، وعبد
الجليل بن مندويه، وجماعة. قال ابن النجار: أكثر الأسفار، ودخل الى خراسان،
وبخارى، وسمرقند، وكاشغَر، والسند. ووصل الى دمشق، وبقي ليلة القدر سنة تسع
وأربعين. وقيل: توفي في ربيع الآخر سنة خمسين.
4 (نصر بن موسى بن شبرق)
البغدادي، البيّع، المعروف بالرّفّاء. روى عن: جعفر السرّاج، وغيره. روى عنه: أبو
بكر الناقداري، وأحمد بن صالح الجيلي.
4 (حرف الواو)
4 (وهب بن سليمان بن أحمد بن الزلق)
(37/385)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 386
الفقيه أبو القاسم السلَمي، الدمشقي، الشافعي. تفقّه على جمال الإسلام أبي الحسن،
وأعاد بالأمينية. وسمع: أبا الحسن، وأبا الفضل ابني الموازيني، وهبة الله بن
الأكفاني. وقرأ بالروايات على محمد بن إبراهيم النّسائي. روى عنه: أبو القاسم بن
عساكر، وجماعة. وتوفي في رمضان وله إحدى وخمسون سنة. وهو والد محمد وأحمد.
4 (حرف الهاء)
4 (هاشم بن فليتة بن قاسم بن أبي هاشم)
العلوي، الحسني، أمير الحرمين. توفي في ذي الحجة أيام الموسم بمكة. وقام بعده ولده
قاسم، فبقي الى سنة ست وخمسين، فظلم وعسف، فعُزل، وولي بعده عمه عيسى.
4 (هبة الله بن سعد الله بن أسعد بن سعيد بن الشيخ أبي سعيد فضل الله بن أبي الخير
الميهني)
أبو محمد بن أبي سعيد، أخو أبي بكر سعيد. كيّس، ظريف، خفيف الروح، خدوم. سمع: محمد
بن أحمد العارف، ومحمد بن الحسين بن طلحة المهرجاني، ومحمد بن أحمد) الكامخي،
وقاضي بغداد محمد بن المظفّر الشامي، وغيرهم. روى عنه: ابن السمعاني، وابنه عبد
الرحيم. وتوفي بميهنة في رمضان وقد قارب الثمانين.
(37/386)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 387
4 (وفيات سنة خمسين وخمسمائة)
4 (حرف الألف)
4 (أحمد بن الحسين بن عبد الرحمن بن عبد الرزاق)
أبو الفتح العبسي، الشاشي، الخرقاني، الفرابي. شيخ، صالح، سديد السيرة، أديب. روى
بالإجازة عن السيد محمد بن محمد بن زيد الحسني. قال أبو المظفّر بن السمعاني: سمعت
منه كتاب العقوبات، وهو ثلاثة عشر جزءاً، وكتاب شرف الأوقات، وكتاب عيون الأخبار
في مناقب الأخيار، وكتاب الفتن، وكتاب غرر الأنساب في شرف الرسول والأصحاب، وكتاب
أدب المشروب والمأكول، وكتاب مذهب خيار الأمة في معالم السنّة، وكتاب تحفة العالِم
وفرحة المتعلم، وكتاب الأربعين والجميع من مصنّفات السيد رحمه الله. ولد بخرقان
سنة تسع وستين وأربعمائة. وتوفي بقرية فراب في منتصف ذي الحجة.
4 (أحمد بن محمد بن محمد بن سليمان)
(37/387)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 388
أبو العباس الحويزي. وحويزة: بليدة بخورسان. قدم بغداد، وتفقه بالنظامية وتأدّب،
وقال الشعر. ثم خدم في الديوان، وترقّت حاله، وارتفعت منزلته، وصار عاملاً على نهر
المُلك، فلم تُحمد سيرته، وظلم في السواد، وعسف. وكان عابداً، قانتاً، متهجّداً،
كثير البكاء، والخشوع والأوراد. وربما أتاه الأعوان فقالوا: إن فلاناً قد ضربناه
ضرباً عظيماً، فلم يحمل شيئاً وهو عاجز. فيبكي ويقول: يا سبحان الله، قطعتم عليّ
وردي واصلوا الضرب عليه. ثم يعود الى ورده. ولا يخون في مال الدولة، بل يتحرى
الأمانة حتى في الشيء اليسير. قال ابن الجوزي: كأنه طمع بذلك أن يرقى الى مرتبة
أعلى من مرتبته، وكنت في خلوة حمّام،) وهو في خلوة أخرى، فقرأ نحواً من جزءين. هجم
عليه ثلاثة من الشّراة فضربوه بالسيوف، فجيء به الى بغداد، فمات بعد ويلات. وذلك
في شعبان. وحُفظ قبره من النبش. وظهر في قبره عجب، وهو أنه خُسف بقبره بعد دفنه
أذرعاً، وظهر من لعنه وسبّه ما لا يكون لذمي. قلت: روى عنه أبو جعفر عبد الله
المظفّري، رئيس الرؤساء جملة من شعره، ومنه قوله:
(الصّب مغلوبٌ على آرائه .......... فذروه معشرَ عاذليه لدائه)
(متى يرجّى اللائمون سلوةً .......... باللوم وهو يزيد في إغرائه)
(ما كنت أبخل بالفؤاد على اللظى .......... لولا حبيب حلّ في حوبائه)
(ولقد سكنت الى مصاحبه الضّنا .......... لما حمدت إليه حُسن وفائه)
(37/388)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 389
4 (أحمد بن معدّ بن عيسى بن وكيل)
الزاهد أبو العباس، التجيبي، الأقليشي، ثم الداني. سمع: أباه أبا بكر، وليس
بالمشهور، وسمع من: صهره طارق بن يعيش، وأبا العباس بن عيسى، وتلمذ له، وأبا
الوليد بن الدبّاغ، وجماعة. وحجّ، فسمع بمكة من الكروخي. وكان من الأئمة والعلماء
العاملين. له عدة مصنفات. روى عنه: الوزير أبو بكر بن سفيان، وغيره. وكان كثير
البكاء، والخشية، والعزوب عن الدنيا، عارفاً باللغة، والعربية، والحديث، كبير
القدر. سمع الكثير بالإسكندرية من السلفي. ومن شعره:
(أسير الخطايا عند بابك واقف .......... له عن طريق الحقّ قلبٌ مخالفُ)
(قديماً عصى عمداً، وجهلاً، وغرةً .......... ولم ينهه قلب من الله خائف)
(تزيدُ سنوهُ وهو يزداد ضلةً .......... فها هو في ليل الضلالة عاكف)
(37/389)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع
والثلاثون الصفحة 390
(فطلع صبحُ الشيب والقلبُ مظلمٌ .......... فما طاف فيه من سنا الحق طائف)
)
(ثلاثون عاماً قد تولّت كأنها .......... حلومٌ نقضت أو بروقٌ خواطف)
(وجاء المشيب المنذر المرءَ أنه .......... إذا رحلت عنه الشبيبة تالف)
(فيا أيها الخوّان قد أدبر الصِبى .......... وناداك من سن الكهولة هاتف)
(فجدْ بالدموع الحُمر حزناً وحسرةً .......... فدمعك ينبي أن قلبك آسف)
قال الأبّار: توفي بقوص سنة خمسين أو سنة إحدى وخمسين وخمسمائة.
4 (إسماعيل بن عبد الرحمن بن سعيد)
(37/390)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 391
أبو عثمان العصائدي، النيسابوري. روى عن: أبي سعيد بن رامش، وأبي عبد الرحمن طاهر
الشحّامي، وأصحاب أبي بكر الحيري. روى عنه: أبو سعد السمعاني، وابنه أبو المظفّر،
وجماعة. ولد بعد الستين وأربعمائة بنيسابور. وتوفي في جمادى الآخرة سنة خمسين.
وكان ذا رأي سديد، وعقل، وفكر.
4 (حرف الحاء)
4 (الحسن بن أحمد بن محبوب)
أبو علي البغدادي القزّاز. شيخ صالح، سمع الكثير من: طراد، وأبي طلحة النعالي،
ونصر بن البطر، والطبقة. وكان يغسّل الموتى في المارستان العضدي. روى عنه: ابن
السمعاني، وابن الأخضر، وأبو الفرج بن الجوزي، وجماعة. وتوفي في المحرّم، وقد جاوز
الثمانين. وكتب وخرّج مع الصدق والدين والتلاوة.
4 (الحسن بن أحمد بن أبي الفضل)
النيسابوري، الصوفي، المعروف بجانا.
(37/391)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 392
شيخ ظريف، عفيف، كثير العبادة. من مشهوري الصوفية. سمع: هبة الله بن أبي الصهباء،
ومحمد بن عبد الحميد المقرئ، وغيرهما.) وتوفي في المحرّم أيضاً. روى عنه: عبد
الرحيم بن السمعاني.
4 (حرف الخاء)
4 (الخضر بن عبد الرحمن بن علي)
أبو الفضائل السلمي، المعروف بابن الدارمي. سمع: الحسن بن علي بن صصرى، وأحمد بن
عبد المنعم الكريدي، وغيرهما بدمشق. روى عنه: أبو القاسم بن عساكر، وقال: توفي في
شعبان.
4 (الخليل بن أحمد)
السكوني، اللبلي. قال ابن فرتون: ديّن، فاضل، متواضع، حافظ للفروع، مُفت.
(37/392)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السابع والثلاثون الصفحة 393
أمّ بلبلة، وأقرأ القرآن، والنحو، واللغة، والفقه، والحديث. حدّث عن: ابن السيد،
وأبي محمد بن عتّاب. لقيت حفيده أبا الفضل محمد بن أحمد بن الخليل، فروى لي عن
أبيه، عن جده في سنة.
4 (حرف السين)
4 (سعيد بن أبي غالب بن أحمد بن الحسين بن أحمد بن البنّاء)
أبو القاسم البغدادي. شيخ، صالح، خيّر، من أولاد الشيوخ. سمع: أبا القاسم بن
البُسري، وأبا نصر الزينبي، وعاصم بن الحسن، وجماعة. وولد في سنة سبع وستين
وأربعمائة. روى عنه: أبو سعد السمعاني، وأبو الفرج بن الجوزي، وعبد الرحمن بن عمر
بن الغزّال الواعظ، وعبد الله بن محاسن الحربي، وعلي بن المبارك الأزجي الصائغ،
وريحان بن تيكان الضرير، والحسين بن أحمد الغزّال، وموسى بن الشيخ عبد القادر،
وأبو العباس محمد بن عبد الله الرشيدي المقرئ، وعلي بن محمد بن المهنّد السّقّاء،
وعبد الرحمن بن المبارك بن المشتري، وثابت بن مشرّف البناء، وصالح بن القاسم بن
كوّار، وظفر بن سالم البيطار، والفتح بن عبد السلام الكاتب، ومسمار بن العويس،
وخلق آخرهم موتاً ابن اللُتّي.) وآخر من روى عنه الإجازة: أبو الحسن بن المقيَّر.
توفي رابع عشر ذي الحجة.
(37/393)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع
والثلاثون الصفحة 394
4 (سعيد بن الحسين بن إسماعيل بن أبي الفضل)
أبو سعد النيسابوري، الريوندي، الجوهري. شيخ صالح. قال ابن السمعاني: قال لي: ولدت
سنة إحدى وستين وأربعمائة. سمع: الفضل بن عبد الله بن المحب المفسّر، وإسماعيل ب