88

تعريف المستدركات وبيان كم حال أحاديث  مستدرك الحاكم النيسابوري إذ كل الضعيف160.حديثا وقد احصاها الذهبي فقال 100 حديث وذكر ابن الجوزي في الضعفاء له 60 حديثا أُخر فيكون  كل الضعيف في كل المستدرك 160 حديثا من مجموع 8803=الباقي الصحيح =8743.فهذه قيمة رائعة لمستدرك الحاكم

روابط مصاحف م الكاب الاسلامي

روابط مصاحف م الكاب الاسلامي
 

السبت، 20 أغسطس 2022

مجلد19.و20.تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام للذهبي.

 

19. : تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام للذهبي. شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي.

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 510
وذكر إبراهيم بن عبد الرحمن أن القاضي أبا عبيد الله احتال على بنان حتى ضربه سبع درر فقال: حسبك الله بكل درة سنة. فحبسه ابن طولون سبع سنين. وقال الزبير بن عبد الواحد: سمعت بناناً يقول: الحر عبد ما طمع، والعبد حر ما قنع. ويروى أنه كان لرجل على رجل دين مائة دينار بوثيقة، قال: فطلبها الرجل فلم يجدها، فجاء إلى بنان ليدعو له، فقال: أنا رجل قد كبرت وأحب الحلواء. اذهب إلى عند دار فرج فاشتر لي رطل حلواء، وأت به حتى أدعو لك.) ففعل الرجل وجاء. فقال بنان: افتح ورقة الحلواء. ففتحها فإذا هي الوثيقة. فقال: هذه وثيقتي. قال: خذها، وأطعم الحلواء صبيانك. قال ابن يونس: توفي في رمضان، وخرج في جنازته أكثر أهل مصر. وكان شيئاً عجباً.
4 (حرف الحاء)
الحسين بن محمد بن مصعب السنجي الإسكاف. سمع: أبا سعيد الأشج، ومحمد بن الوليد البسري، ويونس بن عبد الأعلى، والربيع المرادي. وعنه: أبو حاتم بن حبان، وزاهر السرخسي. وتوفي في رجب.

(23/510)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 511
4 (حرف الدال)
داود بن الهيثم بن إسحاق بن بهلول بن حسان الأنباري. أبو سعد. سمع: جده إسحاق، وعمر بن شبة، وزياد بن يحيى الحساني. وعنه: طلحة بن محمد، ومحمد بن المظفر، وأحمد بن إسحاق الأزرق. وكان فصيحاً نحوياً لغوياً بارعاً مصنفاً، حسن المعرفة باستخراج المعمى. أخذ عن: ثعلب، وغيره. وسمع الخليفة المتوكل بقراءة هذا على جده فضائل العباس. ولد سنة تسع وعشرين ومائتين.
4 (حرف الزاي)
الزبير بن محمد بن أحمد البغدادي. أبو عبد الله الحافظ. سمع: أبا ميسرة النهاوندي، وعباساً الدوري، وجماعة. عنه: الطستي، والطبراني، وعلي بن الحسن الحراجي، وأبو حفص بن شاهين. وكان ثقة. زيد بن عبد العزيز بن حبان. أبو جابر الموصلي.)

(23/511)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 512
سمع: أبا سعيد الأشج، ومحمد بن عبد الله بن عمار، ومحمد بن يحيى الزماني. وعنه: ابن المقرئ، وعلي بن عبيد الله بن طوق. سمعنا من طريقه مسند المعافى بن عمران.
4 (حرف الصاد)
صالح بن أبي مقاتل أحمد بن يونس البغدادي القيراطي. أبو الحسين البزاز. سمع: محمد بن معاوية بن مالج، ويعقوب الدورقي، ومحمد بن يحيى بن أبي حزم القطعي، وجماعة. وعنه: أبو علي بن الصواف، وابن المظفر، وأبو حفص بن شاهين، وأبو بكر بن شاذان. وكان حافظاً كثير المناكير. وقال السلمي: سألت الدارقطني عنه، فقال: كذاب.
4 (حرف العين)
عبد الله بن أبي داود سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير.

(23/512)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 513
أبو بكر الأزدي السجستاني الحافظ. ولد بسجستان، ونشأ بنيسابور وبغداد. وسمع بهما، وبالحرمين، ومصر، والشام، والثغور، والعراق. سمع: أحمد بن صالح المصري، وعيسى بن حماد، وأبا الطاهر بن السرح، وإسحاق الكوسج، ومحمد بن أسلم، وعلي بن خشرم. وسلمة بن شبيب، ومحمد بن يحيى الزماني، والمسيب بن واضح، وأبا سعيد الأشج، وأمماً سواهم. روى عنه: عبد الرحمن بن أبي حاتم، وأبو بكر بن مجاهد، ودعلج، ومحمد بن المظفر، والدارقطني، وأبو عمر بن حيويه، وأبو حفص بن شاهين، وأبو بكر الوراق، وأبو الحسين بن سمعون، وأبو أحمد الحاكم، وأبو القاسم بن حبابة، وأبو طاهر المخلص، وعيسى بن الجراح، ومحمد بن زنبور، وأبو مسلم الكاتب، وخلق كثير. ولد سنة ثلاثين ومائتين وقال: رأيت جنازة إسحاق بن راهويه سنة ثمان وثلاثين. وأول ما سمعت من محمد بن أسلم الطوسي في سنة إحدى وأربعين، وكان بطوس، وكان رجلاً) صالحاً، فسر أبي لما كتبت عنه، وقال: أول ما كتبت عن رجل صالح.

(23/513)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 514
وقال: دخلت الكوفة ومعي درهم واحد، فاشتريت به ثلاثين مد باقلاء، فكنت آكل منه مداً، وأكتب عن الأشج ألف حديث، فكتبت عنه في الشهر ثلاثين ألف حديث، ما بين مقطوع ومرسل. وقال أبو بكر بن شاذان: قدم ابن أبي داود سجستان، فسألوه أن يحدثهم فقال: ما معي أصل. فقالوا: ابن أبي داود وأصول قال: فأثاروني، فأمليت عليهم ثلاثين ألف حديث من حفظي. فلما قدمت بغداد قال البغداديون: مضى ابن أبي داود إلى سجستان ولعب بالناس. ثم فيجوا فيجاً اكثروه بستة دينانير إلى سجستان ليكتب لهم النسخة. فكتبت لهم وجيء بها، وعرضت على الحفاظ، فخطؤني في ستة أحاديث منها، حدثت بها كما حدثت، وثلاثة أخطأ فيها. رواها الخطيب عن أبي القاسم الأزهري، عن ابن شاذان. ورواها غير الأزهري، عن ابن شاذان، فذكر أن ذلك الإملاء كان بإصبهان. وكذا روى أبو علي النيسابوري، عن ابن أبي داود، وهو المعروف، فكأن الأزهري غلط وقال: سجستان، عوض إصبهان. وقال الخطيب: سمعت أبا محمد الخلال يقول: كان أبو بكر بن أبي داود أحفظ من أبيه. وقال أبو القاسم بن النحاس: سمعت ابن أبي داود يقول: رأيت أبا هريرة في النوم، وأنا بسجستان أصنف حديث أبي هريرة، كث اللحية، ربعة أسمر، عليه ثياب غلاظ. فقلت: إني لأحبك يا أبا هريرة. فقال: أنا أول صاحب حديث كان في الدنيا. فقلت: كم من رجل أسند عن أبي صالح، عنك قال: مائة رجل.

(23/514)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 515
قال ابن أبي داود: فنظرت فإذا عندي نحوها. وقال صالح بن أحمد الهمداني: الحافظ أبو بكر بن أبي داود إمام العراق ومن نصب له السلطان المنبر. وقد كان في وقته بالعراق مشايخ أسند منه، ولم يبلغوا في الآلة والإتقان ما بلغ هو. وقال أبو ذر الهروي: ثنا أبو حفص بن شاهين قال: أملى علينا ابن أبي داود زماناً ما رأيت) بيده كتاباً، إنما كان يملي حفظاً. وكان يقعد على المنبر بعد ما عمي، ويقعد تحته بدرجة ابنه أبو معمر، وبيده كتاب يقول له: حديث كذا. فيسر من حفظه حتى يأتي على المجلس. وقرأ علينا يوماً حديث القنوت من حفظه، فقام أبو تمام الزينبي وقال: لله درك، ما رأيت مثلك إلا أن يكون إبراهيم الحربي. فقال: كل ما كان يحفظ إبراهيم أنا أحفظه، وأنا أعرف النجوم وما كان يعرفها. وقال ابن شاهين: لما أراد علي بن عيسى الوزير أن يصلح بين ابن صاعد وابن أبي داود جمعهما عنده، وحضر أبو عمر القاضي، فقال الوزير: يا أبا بكر، أبو محمد أكبر منك، فلو قمت إليه. فقال: لا أفعل. فقال يعني الوزير: أنت شيخ زيف. فقال ابن أبي داود: الشيخ الزيف الكذاب على رسول الله. فقال الوزير: من الكذاب على رسول الله قال: هذا. ثم قام وقال: تتوهم أني أذل لك لأجل أن رزقي يصل إلي على يديك. والله لا أخذت من يدك شيئاً أبداً. فكان المقتدر يزن رزقه بيده، ويبعث به في طبق على يد الخادم. وقال أبو أحمد الحاكم: سمعت أبا بكر يقول: قلت لأبي زرعة الرازي:

(23/515)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 516
ألق علي حديثاً غريباً من حديث مالك. فألقى علي هذا، يعني حديث مالك، عن وهب بن كيسان، عن أسماء: لا تحصي فيحصي الله عليك. ألقاه علي عن عبد الرحمن بن شيبة المديني، وهو ضعيف. فقلت له: تحب أن تكتبه عني، عن أحمد بن صالح، عن عبد الله بن نافع، عن مالك. فغضب وشكاني إلى أبي وقال: أنظر ما يقول لي أبو بكر. قال يوسف بن الحسن الزنجاني التفكري: سمعت الحسن بن علي بن بندار الزنجاني يقول: كان أحمد بن صالح يمتنع على المرد من التحديث تورعاً. وكان أبو داود يسمع منه، وكان له) ابن أمرد، فاحتال بأن شد على وجهه قطعة من الشعر، ثم أحضره وسمع. فأخبر الشيخ بذلك فقال: أمثلي يعمل معه هذا فقال أبو داود: لا تنكر علي، واجمع ابني مع شيوخ الرواة، فإن لم يقاومهم بمعرفته فاحرمه السماع. هذه حكاية منقطعة. وقال السلمي: سألت الدارقطني عن ابن أبي داود، فقال: ثقة، كثير الخطأ في الكلام على الحديث. وقال أبو نعيم الحافظ: توفي محمد بن عبد الله بن حفص الهمداني سنة خمس وثمانين ومائتين. حدث عن صالح بن مهران، والناس. عرض عليه قضاء إصبهان فهرب إلى قاشان، وهو سبط أمير إصبهان خالد بن الأزهر، وهو الساعي في خلاص عبد الله بن أبي داود لما أمر أبو ليل الحارث بن عبد العزيز الأمير بضرب عنقه لما تقولوا عليه.

(23/516)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 517
وذلك أنه حسده جماعة لما قدم إصبهان، لتبحره في الحفظ، وأجرى يوماً في مذاكرته ما قالته الناحبة في علي، فنسبوا إليه الحكاية، وتقولوا عليه، وأقاموا بعض العلوية خصماً، فأحضروه مجلس أبي ليلى، وأقاموا عليه الشهادة فيما ذكر محمد بن يحيى بن مندة، وأحمد بن علي بن الجارود، ومحمد بن العباس الأخرم، فأمر بقتله، فاتصل الخبر بمحمد بن عبد الله، فأتى وجرح الشهود، ونسب ابن مندة إلى العقوق لوالديه، ونسب ابن الجارود إلى أنه يأكل الربا ويوكله الناس، ونسب الآخر إلى أنه مفتر غير صدوق. وأخذ بيد ابن أبي داود فأخرجه وخلصه من القتل، فكان يدعو له طول حياته، ويدعو على الذين شهدوا له. فاستجيب له فيهم، فمنهم من احترق، ومنهم من خلط وفقد عقله. قلت: وقتل أبو ليلى الأمير في سنة أربع وثمانين ومائتين. قال أبو الشيخ: رأيت يدار برأسه. وقال أحمد بن يوسف الأزرق: سمعت ابن أبي داود غير مرة يقول: كل من بيني وبينه شيء فهو في حل، إلا من رماني ببغض علي رضي الله عنه. قال ابن عدي: سمعت علي بن عبد الله الداهري: سألت ابن أبي داود عن حديث الطير، فقال: إن صح حديث الطير فنبوة النبي صلى الله عليه وسلم باطل، لأنه حكي عن حاجب النبي) صلى الله عليه وسلم، يعني أنس، خيانة، وحاجب النبي لا يكون خائناً. قال: وسمعت محمد بن الضحاك بن عمرو بن أبي عاصم يقول: أشهد على محمد بن يحيى بن مندة بين يدي الله قال: روى الزهري، عن عروة قال: كانت حفيت أظافير علي من كثرة ما كان يتسلق على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم. قال الذهبي: هذه حكاية باطلة، لعلها من كذب النواصب، قبحهم الله. وقال ابن عدي: لولا أنا شرطنا أن كل من تكلم فيه ذكرناه لما ذكرت

(23/517)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 518
ابن أبي داود، وقد تكلم فيه أبوه وإبراهيم الإصبهاني، يعني ابن أورمه. ونسب في الابتداء إلى شيء من النصب، ونفاه ابن الفرات من بغداد إلى واسط، ورده علي بن عيسى. وحدث وأظهر فضائل علي، ثم تحنبل، فصار شيخاً فيهم وهو مقبول عند أصحاب الحديث. وأما كلام أبيه فيه فلا أدري إيش تبين له منه. وسمعت عبدان يقول: سمعت أبا داود السجستاني يقول: ومن البلاء أن عبد الله يطلب القضاء. وسمعت علي بن عبد الله الداهري يقول: سمعت محمد بن أحمد بن عمرو: يقول: ابني عبد الله كذاب. قال ابن عدي: وكان ابن صاعد يقول: كفانا ما قال أبوه فيه. وقال محمد بن عبد الله القطان: كنت عند محمد بن جرير الطبري فقال له رجل: إن ابن أبي داود يقرأ على الناس فضائل علي، فقال: تكبيرة من حارس. قلت: لا يسمع قول ابن صاعد، ولا قول ابن جرير في عبد الله، لأنه كان معاديهما، وبينهم شنآن. ولعل قول أبي داود لا يصح سنده، أو كذاب في غير الحديث. وقال محمد بن عبيد الله بن الشخير: إنه كان زاهداً ناسكاً، صلى عليه نحو ثلاثمائة ألف إنسان وأكثر. وتوفي في ذي الحجة. وقال عبد الأعلى ابنه: خلف أبي أبا داود محمداً، وأنا، وأبا معمر عبيد الله، وخمس بنات. وتوفي أبي وله ست وثمانون سنة وأشهر. وصلي عليه ثمانين مرة. عبد الله بن محمد بن عمر. أبو محمد القنطري النيسابوري. قد سمع: أحمد بن حفص بن عبد الله السلمي، ومحمد بن يحيى الذهلي. روى عنه: أبو علي الحافظ، والمشايخ.)

(23/518)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 519
عبد الله بن محمد بن الفرج. أبو الحسن الزطني، نزيل مكة. سمع: بحر بن نصر الخولاني. وعنه: أبو بكر بن المقرئ، وغيره. عبد الرحمن بن محمد بن حريث. أبو أحمد البخاري. سمع من: جده حريث بن عبد الرحمن، وسعيد بن مسعود المروزي، ويحيى بن أبي طالب. وعنه: ابنه حريث، وغيره. عبد الرحمن بن محمد بن علي بن زهير. أبو سعيد القرشي الجرجاني. روى عن: أبيه، وسعدان بن نصر، وأحمد بن منصور الرمادي، ومحمد بن زياد بن معروف، ومحمد بن الجنيد الجرجاني، وطائفة كبيرة. روى عنه: ابن عدي، والإسماعيلي، وغيرهما. علي بن محمد البجلي الإفريقي. روى عن: أبي إبراهيم المزني. توفي بالقيروان. عمر بن حفص بن غالب الثقفي الصابوني. أبو حفص القرطبي، عرف بابن أبي تمام.

(23/519)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 520
سمع في رحلته سنة ستين: محمد بن عزيز الأيلي، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وأخاه سعداً، وأحمد بن البرقي، وبحر بن نصر، وإبراهيم بن مرزوق، وأبا أمية الطرسوسي. وكان فقيهاً ثبتاً. سمع منه الناس كثيراً. وروى عنه: عبد الله ابن أخي ربيع، ووهب بن مسرة، وآخرون.
4 (حرف القاف)
القاسم بن عبد الرحمن الأنباري.) عن: يعقوب الدورقي، وإسحاق بن بهلول. وعنه: ابن المظفر، وطلحة الشاهد. وثقه الخطيب. قتيبة بن أحمد بن شريح. أبو حفص البخاري القاص، صاحب التفسير. سكن نسف وحدث عن: سعيد بن مسعود المروزي، وأبي يحيى بن أبي مسرة. سمع منه: نصوح بن واصل. كان شيعياً.
4 (حرف الميم)
محمد بن أحمد بن الحسن بن زياد. أبو الفضل النيسابوري الزورابذي.

(23/520)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 521
سمع: الذهلي، وأبا سعيد الأشج، وهارون بن إسحاق. وعنه: أبو علي الحافظ، وأبو أحمد الحاكم، وجماعة. محمد بن أحمد بن سليمان بن بردة. أبو بكر المصري. سمع: يونس بن عبد الأعلى. محمد بن جعفر بن محمد بن ثوابة. أبو الحسن بن أبي الحسين الكاتب. من البلغاء. كان صاحب ديوان الإنشاء. مات في شوال سنة. محمد بن جعفر بن محمد بن المهلب. أبو الطيب الديباجي. سمع: يعقوب، الدورقي، وأحمد بن المقدام. وعنه: أبو بكر الشافعي، ومحمد بن المظفر.) وثقه الخطيب. محمد بن حامد بن عبد الله القرشي. مولاهم الدمشقي. سمع: هشام بن عمار، ودحيماً، وأبا حفص الفلاس، ونصر بن علي. وعنه: أبو سليمان بن زبر، وأبو بكر الأبهري، والربعي، وابن المقرئ، وأبو هاشم المؤدب.

(23/521)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 522
قال أبو أحمد الحاكم: فيه نظر. محمد بن الحسين بن أحمد بن محمد بن الحسين بن حفص الهمداني الإصبهاني. أبو بكر المعدل. سمع: أحمد بن عصام، وأسيد بن عاصم، وسهل بن الفرخان، وجماعة. وعنه: أحمد بن محمد بن جشنس، والطبراني، وعبد الله بن محمد بن الحجاج. محمد بن الحسين بن حفص. أبو بكر الكاتب. بغدادي مشهور. حدث في هذه السنة بمجلس ابن صاعد. روى عن: محمد بن سنان القزاز، وأحمد بن عبيد بن ناصح. وعنه: ابن حيويه، وأبو الفضل الزهري. محمد بن خريم بن محمد بن عبد الملك بن مروان. أبو بكر العقيلي الدمشقي. سمع: هشام بن داود، ودحيماً، وأحمد بن أبي الحواري، ومحمد بن يحيى الزماني، وجماعة.

(23/522)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 523
وعنه: أحمد بن عتبة بن مكين، وحميد بن الحسن الوراق، ومحمد بن موسى السمسار، وعلي بن الحسين الأنطاكي، وعبد الله بن عدي، وأبو بكر الأبهري، وخلق آخرهم عبد الوهاب الكلابي. توفي لست بقين من جمادى الآخرة. وهو صدوق مشهور. محمد بن السري البغدادي النحوي. أبو بكر السراج، صاحب المبرد.) له كتاب الأصول في العربية وهو مصنف نفيس، وكتاب شرح سيبويه، وكتاب احتجاج الفراء، وكتاب الهواء والنار، وكتاب الجمل، وكتاب الموجز، وكتاب الاشتقاق، وكتاب الشعر والشعراء. وكان يلثغ بالراء غيناً. أخذ عنه: أبو القاسم عبد الرحمن الزجاجي، وأبو سعيد السيرافي، وعلي بن عيسى الرماني، وغيرهم. وثقه الخطيب.

(23/523)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 524
وكان أديباً شاعراً، إماماً في النحو، مقبلاً على الطرب والموسيقى، وعشق ابن يانس المغني وغيره له أخبار وهنات. توفي في ذي الحجة ببغداد، ولم يخلق في النحو مثله. مات كهلاً، والله يغفر له ويرحمه. محمد بن عقيل بن الأزهر بن عقيل. أبو عبد الله البلخي الحافظ. محدث بلخ وعالمها. صنف المسند، والتاريخ، والأبواب، ورحل، وسمع: علي بن خشرم، وحم بن نوح، وعباد بن الوليد الغبري، وعلي بن أشكاب، وجماعة. وعنه: محمد بن عبد الله الهندواني، وعبد الرحمن بن أبي شريح، وطائفة. توفي في شوال. محمد بن محمد بن الربيع بن سليمان المرادي. عن: جده. مات فجأة. روى عنه: ابن يونس وكناه أبا إسماعيل. محمد بن معاذ بن الفرة الماليني. أبو جعفر الهروي.

(23/524)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 525
روى عن: الحسين بن الحسن المروزي، ومحمد بن مقاتل الرازي الفقيه، وأبي داود السنجي، وأحمد بن حكيم، ومحمد بن حفص بن ميسرة الهروي. وعنه: أحمد بن بشر المزني، ومحمد بن محمد بن داود التاجر.) روى عنه أنه قال سنة ثلاثمائة: إنه في ثمانين سنة. توفي في رجب. وروى عنه أيضاً: عبد الله بن يحيى الطلحي، وأبو بكر المفيد، وزاهر بن أحمد، والخليل بن أحمد.
4 (حرف النون)
نصر بن الفتح بن يزيد. أبو منصور العتكي السمرقندي الفامي. سمع: رجاء بن مرجا، وأبا محمد الدارمي، وجماعة. وله رحلة إلى العراق.
4 (حرف الياء)
إلياس بن رجاء النيسابوري. أبو إسحاق الدهان. سمع: إسحاق الكوسج، وأحمد زاج. وعنه: أبو إسحاق المزكي، وعبد الله بن سعد، وغيرهما. يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد. أبو عوانة النيسابوري، ثم الإسفرائيني الحافظ. صاحب المسند

(23/525)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 526
الصحيح المخرج على كتاب مسلم. سمع بخراسان، والعراق، والحجاز، واليمن، والشام، والثغور، والجزيرة، وفارس، وإصبهان، ومصر. سمع: محمد بن يحيى، ومسلم بن الحجاج، ويونس بن عبد الأعلى، وعمر بن شبة، وأحمد ابن أخي ابن وهب، وشعيب بن عمرو الضبعي، وعلي بن حرب، وعلي بن أشكاب، وسعدان بن نصر، والحسن بن محمد الزعفراني، والربيع المرادي، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وخلقاً سواهم. وعنه: أحمد بن علي الرازي الحافظ، وأبو علي النيسابوري، ويحيى بن منصور، وعبد الله بن عدي، والطبراني، وأبو بكر الإسماعيلي، وحسينك بن علي التميمي، وابنه أبو مصعب محمد بن يعقوب.) وآخر من روى عنه ابن ابن أخته أبو نعيم عبد الملك بن لحسن الإسفرائيني، ودخل دمشق مرات. قال الحاكم: وأبو عوانة من علماء الحديث وأثباتهم. سمعت ابنه محمد يقول إنه توفي سنة ست عشرة. وقال غيره: على قبر أبي عوانة مشهد بإسفرائين يزار، وهو بداخل البلد، رحمة الله عليه. وكان أول من أدخل مذهب الشافعي وتصانيفه إلى إسفرائين. أخذ ذلك عن: إبراهيم المزني، والربيع.

(23/526)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 527
4 (وفيات سنة سبع عشرة وثلاثمائة)

4 (حرف الألف)
أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن حاجب. أبو سعيد النيسابوري الحاجب، المعروف بحمدان. سمع: محمد بن يحيى، وأحمد بن منصور زاج، وعبد الرحمن بن بشر، وأبا الأزهر. وعنه: أبو علي الحافظ، وأبو إسحاق المزكي، وجماعة. محله الصدق. أحمد بن جعفر بن محمد بن سعيد الإصبهاني. أبو حامد الأشعري. له إلى العراق بضع عشرة رحلة، كأنه كان تاجراً. روى عن: إبراهيم بن سلم، والمنذر بن الوليد. وعنه: محمد بن عبد الرحمن بن الفضل، والحسن بن إسحاق، ونسبه أبو الشيخ إلى الضعف. ويقال له الملحمي. أدرك لويناً. أخذ عنه أيضاً: أبو إسحاق بن حمزة. وقال ابن مردويه في تاريخه: كان يدعي ما لم يسمعه. ثم ورخ وفاته. أحمد بن الحسن بن العباس بن شقير البغدادي.

(23/527)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 528
أبو بكر النحوي. روى عن أحمد بن عبيد بن ناصح تصانيف الواقدي.) وعنه: إبراهيم الخرقي، وأبو بكر بن شاذان. أحمد بن الحسين. أبو سعيد البرذعي. شيخ الحنفية ببغداد. أخذ عن: أبي علي الدقاق، وموسى بن نصر. وكان فقيهاً مناظراً، بارعاً، إلا أنه كان معتزلياً. تفقه به: أبو الحسن الكرخي، وأبو عمرو الطبري، وأبو طاهر الدباس، وغيرهم. ناظر مرة داود الظاهري فقطع داود. قتل مع الحاج شهيداً إن شاء الله، والله أعلم بطويته، في عشر ذي الحجة بمكة. وقتلت القرامطة حول البيت خلائق، واقتلعوا الحجر الأسود وأخذوه، فبقي عندهم بالبادية سنين عديدة. أحمد بن عقيل بن الأزهر البلخي. أبوالفضل، أخو محمد بن عقيل. في شعبان.

(23/528)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 529
أحمد بن محمد بن أحمد بن حفص بن سلم بن يزيد النيسابوري. أبو عمرو الحيري. شيخ العدالة بنيسابور، وسبط أحمد بن عمرو الحرشي. سمع: محمد بن رافع، وإسحاق الكوسج، وعبد الله بن هاشم، وعيسى بن أحمد البلخي، وموسى بن نصر، وأبا زرعة، ومحمد بن مسلم بن وارة، والرمادي، وبحر بن نصر الخولاني صادفه في الحج وطائفة سواهم. سمع منه: أحمد بن المبارك المستملي أحد شيوخه، وأبو علي الحافظ، ودعلج، وأبو بكر الإسماعيلي، وآخرون آخرهم موتاً أبو الحسين الخفاف، ومحمد بن أحمد بن عبدوس. وكان من أهل الثروة والجلالة بالبلد. توفي في ذي القعدة. أحمد بن محمد بن إسحاق بن أبي خميصة. أبو عبد الله المكي. نزيل بغداد.) هو حرمي بن أبي العلاء، كاتب أبي عمر القاضي. روى عن: الزبير بن بكار كتاب النسب. وروى عن: محمد بن أبي عبد الرحمن المقرئ، وغيره. وسيأتي في الحاء.

(23/529)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 530
أحمد بن محمد بن إسماعيل. أبو بكر الهيتي. حدث في هذا العام ببغداد، عن: يعيش بن الجهم، وابن عرفة، والزيادي. وعنه: الدارقطني، وأبو بكر بن شاذان. وثق. أحمد بن محمد بن يحيى الرازي. أبو العباس الشحام. ثقة، سمع: عن بن عبد المؤمن الزعفراني، وسليمان بن داود القزاز. وعنه: جماعة. أحمد بن محمد بن شبيب البغدادي البزاز. أبو بكر بن أبي شيبة. سمع: عبد الله بن هشام الطوسي، وأبا حفص الفلاس، ومحمد بن عمرو بن حيان. وعنه: أبو عمر بن حيويه، وأبو حفص بن شاهين، وأبو بكر بن شاذان. توفي في جمادى الأولى، ووثقه الدارقطني. وولد سنة ثلاثين. أحمد بن نصير بن زياد. أبو جعفر الهواري المالكي. أخذ عن: ابن عبدوس، وابن سحنون، والمغامي.

(23/530)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 531
وكان حاذقاً بالمناظرة، عارفاً بالمذهب. عاش ثمانين سنة. إبراهيم بن محمد بن عبد الله القرشي الكريزي القاضي.) أبو محمد، من ولد الأمير بعد الله بن عامر بن كريز ولي قضاء الديار المصرية بعد ابن عبيد بن حربويه، فحكم بها من صفر سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة. ولي سنة وشهراً وعزل. وكان قليل العلم. وكان موته سنة سبع عشرة بحلب. إسحاق بن إبراهيم بن عمار. أبو يعقوب الأنصاري النيسابوري. شيخ رئيس، وجيه، عدل. سمع: محمد بن رافع، والكوسج، وعمر بن شبة، وأبا زرعة الرازي، وجماعة. وعنه: إبراهيم بن عبدوس، ومحمد بن شريك الإسفرائيني.
4 (حرف الباء)
بدر بن الهيثم بن خلف. أبو القاسم اللخمي الكوفي القاضي المعمر، نزيل بغداد. سمع: أبا كريب، وهارون بن إسحاق الهمداني، وهشام بن يونس، وعمرو بن عبد الله الأودي، وأبا سعيد الأشج.

(23/531)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 532
وعنه: أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر بن المقريء، وعمر بن شاهين، وعيسى ابن الوزير. وسمع الحديث وقد صار ابن أربعين سنة. قال ابن شاهين: بلغني أنه بلغ مائة وست عشرة سنة. وقال الدارقطني إنه مائةً وسبع عشرة سنة. قال: وكان ثقة، نبيلاً. أدرك أبا نعيم الفضل بن دكين. قال: ودخل على الوزير علي بن عيسى فقال له: كم سن القاضي قال: ما أدري، لكن ظهر بالكوفة أعجوبة، فركبت مع أبي سنة خمس عشرة ومائتين زاد بعضهم فيها: فركبت مع أبي إلى عامل المأمون وركبت الآن إلى حضرة الوزير، وبين الركبتين مائة سنة. وقد وقع لي من عواليه. قرأت على أحمد بن إسحاق: أخبرك الفتح بن عبد السلام، أنا هبة الله بن الحسين، أنا أحمد بن محمد البزاز، ثنا عيسى بن علي إملاءً قال: قريء على بدر بن الهيثم وأنا أسمع: حدثكم أبو كريب: ثنا أبو معاوية، ثنا عبد الرحمن بن إسحاق، عن النعمان) بن سعد، عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن في الجنة سوقاً ما فيها بيع ولا شراء إلا الصور من النساء والرجال. فإذا اشتهى الرجل صورة دخل فيها. وذكر الحديث.

(23/532)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 533
قال لنا أبو القاسم بدر: هذا الحديث رفعه أبو معاوية. وثنا علي بن المنذر: ثنا محمد بن فضيل موقوفاً. توفي في شوال. وهو ممن جزمت بأنه جاوز المائة.
4 (حرف الجيم)
جعفر بن أحمد بن عمرو النيسابوري. أبو محمد جعفرك الغازي، أستاذ أبي بكر أحمد بن إسحاق في الفروسية. سمع: أحمد بن الأزهر، وأحمد بن يوسف. وعنه: جماعة. جعفر بن عبد الله بن مجاشع. أبو محمد الختلي. حدث عن: محمد بن أشكاب، وعبيد الله بن جرير بن جبلة، ومحمد بن الحجاج الضبي، وجماعة. وعنه: أبو الفضل الزهري، وعمر بن شاهين. ووثق. جعفر بن محمد بن إبراهيم. أبو بكر بن أبي الصعو البغدادي الصيدلاني. سمع: محمد بن المثنى، ويعقوب الدورقي، ومحمد بن منصور الطوسي. وعنه: ابن شاهين، وعلي الحربي. وثقه الدارقطني.

(23/533)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 534
جعفر بن محمد بن احمد بن بحر. أبو محمد التميمي النيسابوري.) سمع: أحمد بن يوسف، ومحمد بن يزيد السلميني، وسهل بن عمار. وعنه: أبو علي، وأبو أحمد الحاكم الحافظان.
4 (حرف الحاء)
حرمي بن أبي العلاء. أبو عبد الله. حدث ببغداد عن: أبي عبيد الله سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، ومحمد بن منصور الجواز، ويحيى بن الربيع المكيين، ومحمد بن عزيز الأيلي. وحدث بكتاب النسب عن مصنفه الزبير بن بكار. وعنه: أبو عمر بن حيويه، وأبو حفص بن شاهين، وعبيد الله بن حبابة، وغيرهم. مات في جمادة الآخرة. وقد وثقه الخطيب، وغيره. وقد تقدم أن اسمه أحمد بن محمد بن إسحاق. وكان كاتب القاضي أبي عمر محمد بن يوسف. الحسن بن إسماعيل الغساني المصري الفارض. سمع: يونس بن عبد الأعلى. الحسن بن علي العدوي.

(23/534)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 535
أحد الكذابين. قيل: توفي فيها، وهو في سنة تسع عشرة. الحسن بن محمد بن الحسن بن زياد الإصبهاني. أبو علي الداركي. ثقة، صاحب كتاب. سمع: صالح بن مسمار، ومحمد بن عبد العزيز أبي رزمة، ومحمد بن حميد الرازي، والحسين بن حريث، وسعيد بن عنبسة، ومحمد بن إسماعيل البخاري. وعنه: أبو أحمد العسال، وأبو بكر محمد بن جشنس، وأهل إصبهان. توفي في جمادى الآخرة. الحسن بن محمد بن سنان.) أبو علي القنطري السواق. سمع: أحمد بن يوسف، ومحمد بن يحيى. وعنه: أبو علي الحافظ، وغيره من النيسابوريين. الحسن بن محمد بن يحيى. أبو أحمد العقيلي، قاضي شمشاط. سمع: حميد بن الربيع، وغيره. وعنه: يوسف القواس الزاهد، وأبو بكر بن شاذان حدث في هذا العام، ولم نعرف وفاته.

(23/535)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 536
الحسين بن محمد بن غويث. أبو عبد الله التنوخي الدمشقي. رحل وسمع من: يونس بن عبد الأعلى، ومحمد بن عزيز الأيلي، والمزني، والربيع المرادي، وخلق. روى عنه: أبو سليمان بن زير، وأبو بكر بن المقريء، وعبد الوهاب الكلابي.
4 (حرف الدال)
داود بن سليمان بن خزيمة. أبو محمد الكرميني القطان. روى التفسير عن: عبد بن حميد. وروى عن: الدارمي، ورجاء بن مرجا. وعنه: أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم، وعبد الكريم بن محمد الطواويسي.
4 (حرف الزاي)
الزبير بن أحمد بن سليمان بن عبد الله بن عاصم بن المنذر بن الزبير بن العوام الأسدي الزبيري البصري. الفقيه الشافعي الضرير.

(23/536)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 537
له تصانيف في الفقه كالكافي، وغيره. وحدث عن: محمد بن سنان القزاز، وغيره. وعنه: أبو بكر النقاش، وعمر بن بشران، وعلي بن لؤلؤ، ومحمد بن بخيت.) وكان ثقة إماماً مقرئاً. عرض على: روح بن قرة، ورويس، ومحمد بن يحيى القطعي، ولم يختم عليه. قرأ عليه: أبو بكر النقاش، وغيره.
4 (حرف الطاء)
طاهر بن علي بن عبدوس. أبو الطيب الطبراني القطان القاضي. مولى بني هاشم. روى عن: نوح بن حبيب، وعصام بن رواد، وحماد بن نجيج، وجماعة. وعنه: الطبراني، وعبد الله بن عدي، وأبو زرعة محمد بن إبراهيم الجرجاني، وعبد الوهاب الكلابي.
4 (حرف العين)
عبد الله بن أحمد بن إبراهيم. أبو العباس البغدادي المارستاني الضرير. سمع: رزق الله بن موسى، وإسحاق بن بهلول، ومهنا الشامي. وعنه: أبو الحسن الدارقطني، وابن شاهين، وعمر بن إبراهيم الكناني، وأبو طاهر المخلص. قال ابن قانع: تكلم فيه.

(23/537)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 538
عبد الله بن محمد بن احمد بن نصر. أبو محمد النيسابوري العابد. سمع: جديه أحمد بن نصر المقريء، ومحمد بن عقيل الخزاعي، والذهلي. وعنه: عبيد الله بن سعد، وأبو إسحاق المزكي، وجماعة. عبد الله بن محمد بن عبد العزيز بن المرزبان بن سابور. أبو القاسم البغوي الأصل البغدادي. مسند الدنيا وبقية الحفاظ ابن بنت أحمد بن منيع. ولد ببغداد في أول رمضان سنة أربع عشرة، ومائتين، وسمع: علي بن الجعد، وخلف بن هشام، وأبا نصر التمار، ويحيى الحماني، وعلي بن المديني، وأحمد بن حنبل، وشيبان بن) فروخ، وسويد بن سعيد، وداود بن عمرو الضبي، وخلقاً كثيراً أزيد من ثلاثمائة. وعنه: ابن صاعد، والجعابي، وأبو بكر القطيعي، وأبو حفص الزيات، وابن المظفر، والدارقطني، وأبو حفص بن شاهين، وعمر الكناني، وأبو القاسم

(23/538)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 539
ابن حبابة، وأبو طاهر المخلص، وعبد الرحمن بن أبي شريح الهروي، وأبو مسلم محمد بن أحمد الكاتب، وهو آخر من حدث عنه. وروى عنه خلق لا يحصيهم إلا الله تعالى، لأنه طال عمره، وتفرد في الدنيا بعلو السند. قال: رأيت أبا عبيد ورأيت جنازته. وأول ما كتبت الحديث سنة خمسٍ وعشرين ومائتين. وحضرت مع عمي عليٍ مجلس عاصم بن علي. وقال أحمد بن عبدان الحافظ: سمعت البغوي يقول: كنت يوماً ضيق الصدر، فخرجت إلى الشط، وقعدت وفي يدي جزء عن يحيى بن معين أنظر فيه، فإذا بموسى بن هارون فقال: أيش معك قلت: جزء عن يحيى. فأخذه من يدي فرماه في دجلة وقال: تريد أن تجمع بين أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وعلي بن المديني وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: أبو القاسم البغوي يدخل في الصحيح. وقال الدارقطني: كان البغوي قل أن يتكلم على الحديث. فإذا تكلم كان كلامه كالمسمار في الساج. وقال ابن عدي: كان صاحب حديث، وكان وراقاً، من ابتدأ أمره يورق على جده وعمه، وغيرهما. وكان يبيع أهل نفسه في كل وقت. ووافيت العراق سنة سبعٍ وتسعين ومائتين وأهل العلم والمشايخ منهم مجتمعين على ضعفه،

(23/539)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 540
وكانوا زاهدين في حضور مجلسه. وما رأيت في مجلسه قط في ذلك الوقت إلا دون العشرة غرباء، بعد أن يسأل بنوه الغرباء مرةً بعد مرة حضور مجلس أبيهم، فيقرأ عليهم لفظاً. وكان مجانهم يقولون: ابن منيع شجرة تحمل داود بن عمر الضبي، أي من كثرة ما يروي عنه. وما علمت أحداً حدث عن علي بن الجعد أكثر مما حدث هو. وسمعه قاسم المطرز يقول: ثنا عبيد الله العيشي. فقال القاسم: في حرم من يكذب.) وتكلم قوم فيه عند عبد الحميد الوراق، ونسبوه إلى الكذب فقال: هو أنغش من أن يكذب، يعني ما يحسن. قال: وكان بذيء اللسان، يتكلم في الثقات. وسمعته يقول يوم مات المروزي محمد بن يحيى: أنا قد ذهب بي عمي إلى أبي عبيد، وعاصم بن علي، وسمعت منهما. ولما مات أصحابه احتمله الناس واجتمعوا عليه، ونفق عندهم، ومع نفاقه وإسناده كان مجلس ابن صاعد أضعاف مجلسه. قلت: قد بالغ ابن عدي من الحط على البغوي، ولم يقدر يخرج له مما غلط فيه سوى حديثين. ثم قال: والبغوي كان معه طرف من معرفة الحديث ومن معرفة التصانيف. وطال عمره، واحتاجوا إليه، وقبله الناس. ولولا أني شرطت أن كل من تكلم فيه متكلم ذكرته، وإلا كنت لا أذكره. وقال الحافظ عبد الغني المصري: سألت أبا بكر محمد بن علي النقاش: تحفظ شيئاً مما أخذ على ابن بنت منيع. قال: غلط في حديث، عن محمد بن عبد الوهاب، عن أبي شهاب، عن أبي إسحاق الشيباني، رواه عن محمد، وإنما سمعه من إبراهيم بن هانيء، عنه. فأخذه عبد الحميد الوراق بلسانه ودار على أصحاب الحديث. فبلغ ذلك

(23/540)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 541
ابن بنت منيع، فخرج إلينا، وعرفنا أنه غلط، وأنه أراد أن يكتب: ثنا إبراهيم بن هانيء، فمرت يده على العادة، ورجع عنه. ورأيت فيه الإنكسار والغم. وكان رحمه الله ثقة. وقال غير واحد: توفي ليلة عيد الفطر، وعاش مائةً وثلاث سنين وشهراً. قلت: آخر من روى حديثه عالياً أبو المنجا بن اللتي. وأعرف له حديثاً منكراً في الأول من حديث ابن أخي ميمي، وفي جزء بيبي. وقد احتج به عامة من خرج الصحيح كالدارقطني، والإسماعيلي، والبرقاني. قال الخطيب: كان ثقة ثبتاً فهماً عارفاً. قلت: وله كتاب معجم الصحابة في مجلدين، يدل على سعة حفظه وتبحره. وكذلك تأليفه للجعديات أحسن ترتيبها وأجاد تأليفها.) قال الدارقطني: لم يرو البغوي عن يحيى بن معين غير حكاية. وقال: أبو عبد الرحمن السلمي: سألت الدارقطني، عن أبي القاسم البغوي فقال: ثقة، جبل، إمام، أقل المشايخ خطأ، وكلامه في الحديث أحسن من كلام ابن صاعد. قال الخليلي: أبو القاسم البغوي من المعمرين العلماء. سمع: داود بن رشيد، والحكم بن موسى، وطالوت بن عباد، وابني أبي شيبة، ونعيم بن الهيصم، والقواريري. ثم قال: وعنده مائة شيخ لم يشاركه أحد في آخر عمره فيهم. ثم نزل إلى الشيوخ، وهو حافظ عارف. صنف مسند عمه علي بن عبد العزيز. وقد حسدوه في آخر عمره، فتكلموا فيه بشيء لا يقدح فيه. وقد سمعت عبد الرحمن بن محمد: سمعت أبا أحمد الحاكم: سمعت البغوي يقول: ورقت لألف شيخ.

(23/541)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 542
عبد الله بن محمد بن عبدوس البغدادي. أبو القاسم العطشي المقريء. سمع: علي بن حرب، وحماد بن عنبسة، وإبراهيم بن عبد الله بن الجنيد. وعنه: ابن شاهين، والآجري. عبد الله بن معمر بن العمركي. شيخ بلخي، قدم بغداد في هذا العام. وحدث عن: عبد الصمد بن الفضل، وإسماعيل بن بشر. روى عنه: الدارقطني، وابن شاهين، وجماعة. قال الخطيب: لا بأس به. عبد الرحمن بن الحسن. أبو القاسم الدمياطي اللواز. ثقة، سمع: يونس بن عبد الأعلى، ويزيد بن سنان القزاز. وكان عدلاً مقبولاً. توفي في شوال. عبد الرحمن بن عبد الله بن الزبير. أبو بكر الرهاوي.) سمع: أباه، ومحمد بن المستهل البصري. وعنه: ابن عدي، وابن المقريء. عدم بمكة لما دخلتها القرامطة. عفير بن مسعود بن عفير بن بشر الغساني.

(23/542)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 543
أبو الحرم. من أهل مورور، سكن قرطبة. صحب محمد بن عبد السلام الخشني. وعاش سنة. وكان حافظاً للغة والسير، إخبارياً. علي بن الحسن بن سعد بن المختار. أبو الحسن الهمداني البزاز. سمع: هارون بن إسحاق الهمداني، ومحمد بن وزير، وحميد بن زنجويه، وعبد الرحمن بن عمر رستة، ومحمد بن عبيد، ومحمد بن علي بن الحسن بن شقيق، وأحمد بن بديل. وعنه: صالح بن أحمد، وأحمد بن محمد بن روزبة، وجبريل العدل، وآخرون. قال شيرويه: كان ثقة خيراً. توفي في شهر رمضان. علي بن الحسن بن المغيرة. أبو أحمد البغدادي الدقاق. سمع: إسحاق بن أبي إسرائيل، والحسن بن عيسى بن ماسرجس. وعنه: عمر بن بشران ووثقه، وأبو بكر بن شاذان، وجماعة. علي بن أحمد بن سليمان بن ربيعة. أبو الحسن بن الصقيل المصري، المعروف بعلان. سمع: محمد بن رمح، وعمر بن سواد، ومحمد بن هشام بن أبي خيرة، وسلمة بن شبيب، وخلقاً.

(23/543)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 544
وعنه: أبو سعيد بن يونس، وأبو بكر بن المقريء، وعبيد الله بن محمد بن أبي غالب البزاز، ومحمد بن أحمد الإخميمي، وطائفة سواهم. وقال ابن يونس: كان ثقة كثير الحديث. ولد فيما حدثنا سنة عشرين ومائتين، وكتب سنة) أربعين. وكان أحد كبراء عدول البلد. وفي خلقه زعارة. توفي في شوال. علي بن محمد بن يحيى بن خالد المروزي. أبو الحسن الخالدي. سمع: علي بن خشرم، ومحمد بن عبدة المروزي. وعنه: أبو علي النيسابوري، وأبو العباس السياري، وجماعة. عمران بن عثمان بن يونس الأندلسي. أبو محمد. سمع: علي بن عبد العزيز بمكة، وغيره. عمر بن حفص بن غالب بن أبي التمام الأندلسي. روى عن: يونس بن عبد الأعلى، وغيره.
4 (حرف الفاء)
الفضل بن أحمد بن منصور بن ذيال الزبيدي. بغدادي يكنى أبا العباس. سمع: أحمد بن حنبل، وعبد الأعلى بن حماد النرسي، وغرهما. وعنه: أبو الفتح القواس، ومحمد بن جعفر النجار، وابن معروف

(23/544)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 545
القاضي، وأبو الحسن الدارقطني وقال: ثقة مأمون. وقال القواس: ثنا إملاءً سنة سبع عشرة. قلت: لم يورخوا وفاته. وقد روى القواس عنه، عن عبد الأعلى حديث أبي العشراء الدارمي.
4 (حرف الميم)
محمد بن أحمد بن زهير بن همان القيسي. أبو الحسن الطوسي. محدث مصنف. سمع: عبد الله بن هاشم، وإسحاق الكوسج، وعبد الرحمن بن بشر بن الحكم، والذهلي. وعنه: أبو الوليد حسان الفقيه، وأبو علي النيسابوري، وأحمد بن منصور الحافظ، وأبو إسحاق) المزكي، وزاهر بن أحمد الفقيه. وتوفي بنوقان. محمد بن إبراهيم بن فوزان النيسابوري. سمع: الذهلي، وسهل بن عمار. وحدث. محمد بن إدريس بن وهب الأعور. بغدادي. حدث بمصر عن: سعدان بن نصر، وطبقته.

(23/545)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 546
مات في جمادى الأولى. محمد بن جابر بن سنان الحراني البتاني. أبو عبد الله المنجم الحاسب. صاحب الزيج، الصابيء. له أعمال عجيبة. وابتدأ بالرصد من سنة أربعٍ وستين ومائتين إلى سنة ست وثلاثمائة. وكان بارعاً في فنه. وشرح مقالات بطليموس. وبتان: من أعمال حران. محمد بن أبي الحسين أحمد بن محمد بن عمار بن محمد بن حازم بن المعلى بن الجارود. أبو الفضل الهروي، الحافظ الشهيد. إمام كبير، عارف بعلل الحديث. له جزء فيه بضعة وثلاثون حديثاً من الأحاديث التي بين عللها، قد أخرجها مسلم في صحيحه. سمع: أحمد بن نجدة، والحسين بن إدريس، ومحمد بن عبد الله بن إبراهيم الأنصاري، ومعاذ بن المثنى، وأحمد بن إبراهيم بن ملحان، وطبقتهم. ورحل وطوف، ودخل نيسابور فسمع من: السراج. روى عنه: أبو علي الحافظ، وأبو الحسين الحجاجي، وعبد الله بن سعد

(23/546)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 547
النيسابوريون، ومحمد بن أحمد بن حماد الكوفي، ومحمد بن المظفر. وقال الحاكم: سمعت بكر بن أحمد الحداد بمكة يقول: كأني أنظر إلى الحافظ أبي الفضل بن) أبي الحسين، وقد أخذته السيوف، وهو متعلق بيديه جميعاً بحلقتي الباب حتى سقط رأسه على عتبة الكعبة سنة ثلاثٍ وعشرين. كذا قال وإنما كان ذلك سنة سبع عشرة. ورخه غير واحد. قتله القرامطة، لعنهم الله. وهو سبط أبي سعد يحيى بن منصور الزاهد الهروي. وقتل معه أخوه أبو نصر أحمد بن أبي الحسين. سمع من جده أبي سعد، وابن خزيمة. روى عنه علي بن الحسن السرخسي، وغيره. وقد خرج صحيحاً على رسم مسلم، ولم يتكهل. محمد بن خالد بن يزيد البرذعي. ممن قتله القرامطة بمكة، رحمه الله. محمد بن زبان بن حبيب. أبو بكر الحضرمي المصري. سمع: أباه، ومحمد بن رمح، وأبا الطاهر بن السرح، وزكريا بن يحيى كاتب العمري، والحارث بن مسكين، وطبقتهم. وعنه: أبو يونس، وقال: قال لي: ولدت سنة خمسٍ وعشرين وأبو بكر بن المقريء، وإبراهيم بن أحمد رئيس المؤذنين بمصر، وطاهر بن أحمد الخلال، وأبو عدي عبد العزيز ابن الإمام القاريء، ومحمد بن يحيى بن عمار الدمياطي، ومحمد بن أحمد بن العباس الإخميمي، وخلق سواهم.

(23/547)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 548
توفي في جمادى الأولى. قال ابن يونس: كان رجلاً صالحاً، ثقة، ثبتاً، فقيراً، لم يكن يقبل من أحد شيئاً. محمد بن عبد الله بن سعيد. أبو بكر الإصبهاني. حدث ببغداد عن: أسيد بن عاصم، وأحمد بن عصام. وعنه: ابن شاهين الواعظ، وأبو بكر بن شاذان.) محمد بن عبد الحميد. أبو جعفر الفرغاني العسكري الضرير. نزيل دمشق. سمع: أبا سعيد الأشج، والحسن بن عرفة، وعمر بن شبة، وطبقتهم. وعنه: أبو هاشم عبد الجبار المؤدب، وأبو بكر أحمد بن السني، وأبو أحمد الحاكم، ومحمد بن المظفر. محمد بن عبد السلام بن عثمان. أبو بكر الفرازي الدمشقي. سمع: أبا أمية الطرسوس، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وحنبل بن إسحاق، وأحمد بن شيبان الرملي. وعنه: أبو سليمان بن زبر، وأبو بكر الربعي، وأبو أحمد الحاكم ومحمد بن المظفر. محمد بن عبد الصمد بن هشام الصدفي. أبو بكر المصري.

(23/548)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 549
عن: يونس بن عبد الأعلى، وياسين بن عبد الأحد. وعنه: ابن يونس. توفي في جمادى الآخرة. محمد بن عبيد بن أيوب. أبو عبد الله القرطبي الدباج. رحل وسمع من: إسماعيل القاضي. وكان يعاني عمل الديباج. وسمع من: أحمد بن زهير. وحدث، وكان ثقة. روى عنه: عبد الله بن عثمان، وعمر بن يوسف. محمد بن الفضل بن العباس. أبو عبد الله البلخي الزاهد. الحبر الواعظ. كان سيداً عارفاً نزل سمرقند وتلك الديار ويقال إنه وعظ مرةً فمات في ذلك المجلس أربعة أنفس. صحب أحمد بن خضرويه البلخي، وغيره.) وقال أبو عبد الرحمن السلمي: ثنا علي بن القاسم الخطابي الواعظ بمرو إملاءً: ثنا محمد بن الفضل البلخي الزاهد الصوفي بسمرقند، ثنا قتيبة بن

(23/549)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 550
سعيد، ثنا الليث، فذكر حديثاً. وقال السلمي: توفي سنة سبع عشرة. وسمعت محمد بن علي الحيري: سمعت أبا عثمان الحيري يقول: لو وجدت من نفسي قوةً لرحلت إلى أخي محمد بن الفضل، فاستروح بروايته. وسمع منه: أبو بكر محمد بن عبد الله الرازي، وغيره. روى عنه: أبو بكر بن المقريء إجازةً. ولعله آخر من حدث عن قتيبة. وروى عن أبي بشر محمد بن المهدي، عن محمد بن السماك. ومن الرواة عنه: إسماعيل بن نجيد، وإبراهيم بن محمد بن عمرويه، ومحمد بن مكي النيسابوري، وعبد الله بن محمد الصيدلاني البلخي شيخ لأبي ذر الهروي. وقال أبو نعيم، سمع الكثير من قتيبة. وسمعت محمد بن عبد الله الرازي بنيسابور: سمعت محمد بن الفضل يقول: ذهاب الإسلام من أربعة: أولها: لا يعملون بما يعلمون. الثاني: يعملون بما لا يعلمون. الثالث: لا يتعلمون ما لا يعلمون. الرابع: يمنعون الناس من التعليم.

(23/550)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 551
وقال: الدنيا بطنك، فبقدر زهدك في بطنك زهدك في الدنيا. قال السلمي في محن الصوفية: لما تكلم محمد بن الفضل ببلخ في فهم القرآن وأحوال الأئمة، أنكر عليه فقهاء بلخ وعلماؤها، وقالوا: مبتدع. وإنما ذاك لسبب اعتقاده مذهب أهل الحديث. فقال لا أخرج حتى يخرجوني ويطوفوا لي في الأسواق، ويقولوا مبتدع. ففعلوا به ذلك: فقال: نزع الله من قلوبكم محبته ومعرفته. فقيل: لم يخرج بها صوفي من أهلها. فأتى سمرقند. فبالغوا في إكرامه. محمد بن القاسم بن جعفر.) أبو الطيب الكوكبي. أخو الحسين. سمع: عمر بن شبة، وقعنب بن المحرر، وإبراهيم بن عبد الله بن الجنيد. وعنه: أبو عمر بن حيويه، والدارقطني، والمخلص. وكان ثقة، بغدادياً. محمد بن يزيد بن أبي خالد الأندلسي. سمع: محمد بن وضاح. وحدث. محمد بن هارون بن منصور. أبو سعيد النيسابوري المسبكي.

(23/551)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 552
محدث محتشم رئيس. سمع: الذهلي، وأحمد بن الأزهر، وأحمد بن يوسف، والعباس الدوري، والصغاني، وابن أبي مسرة، وإسحاق الدبري. وعنه: أبو علي الحافظ، وأبو أحمد الحاكم، وأبو إسحاق المزكي، وآخرون. مات في المحرم. محمد بن محمد بن خالد. أبو القاسم القيسي الطويري. سمع من: محمد بن سحنون كثيراً. وولي مظالم بلد القيروان لعيسى بن مسكين. ثم ولي قضاء قشطيلة. قال ابن حارث الحافظ: صحبناه وقد هرم. وقرأنا عليه بعض كتاب ابن سحنون في خفيةٍ وتوارٍ لما كنا فيه، يعني خوفاً من الدولة. وهم بنو عبيد الرافضة. قال: وكان قليل ذات اليد، مات ولم يكن له كفن. وامتحن رحمه الله على يد محمد بن عمر المروزي، قاضي الشيعة. ضربه في الجامع وحبسه. فعل ذلك به وبجماعة من الفقهاء والغزاة، وكان البلاء عظيماً ببني عبيد الباطنية. محمد بن أبي خالد الأندلسي البجاني. رحل وسمع: محمد بن عبد الله بن عبد الحكم.) وسمع بالقيروان من أصحاب سحنون. وسمع من: أبي مصعب أحمد بن سليمان الإلبيري. وحدث. توفي في شعبان. منثيل بن عفيف. أبو وهب المرادي الوشقي.

(23/552)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 553
سمع من: يحيى بن عبد العزيز، وغيره. ورحل فسمع: أبا يحيى بن أبي مسرة، وإسحاق الدبري، وإبراهيم بن برة الصنعاني. روى عنه: زكريا بن يحيى، وغيره. توفي في رمضان.
4 (حرف الهاء)
هشام بن الوليد بن محمد بن عبد الجبار. أبو الوليد الغافقي القرطبي. سمع من: بقي بن مخلد، ومحمد بن وضاح. وكان نحوياً عروضياً، أدب أمير المؤمنين الناصر وولده المستنصر. وتوفي في ربيع الأول.
4 (حرفالياء)
يحيى بن محمود بن عبيد الله بن أسد النيسابوري. أبو زكريا. سمع: عتيق بن محمد، وعلي بن الحسن الأفطس، ومحمد بن يحيى الذهلي. وعنه: أبو علي الحافظ، وأبو إسحاق المزكي، وأبو أحمد الحاكم، وجماعة.

(23/553)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 554
4 (وفيات سنة ثمان عشرة وثلاثمائة)

4 (حرف الألف)
أحمد بن إبراهيم بن أبي عاصم. أبو بكر اللؤلؤي القيرواني، النحوي الشاعر اللغوي. إمام بارع في الحديث والفقه والعربية.) مات كهلاً وهو القائل هذه الأبيات.
(أيا طلل الحي الذين تحملوا .......... بوادي الغضا كيف الأحبة والحال)

(وكيف قضيب البان والقمر الذي .......... بوجنته ماء الملاحة مختال)

(ولما استقلت ظعنهم وحدوجهم .......... دعوت، ودمع العين مني هطال)

(سقيت نقيع السم إن كان ذا الذي .......... أتاك به الواشون عني كما قالوا)
أحمد بن إسحاق بن بهلول بن حسان التنوخي.

(23/554)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 555
أبو جعفر الأنباري الحنفي الفقيه. ترجمه أبو بكر الخطيب فقال: ولي قضاء مدينة المنصور عشرين سنة. وسمع: أبا كريب، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، ومحمد بن زنبور، ويعقوب الدورقي، ووالده. وعنه: محمد الوراق، وعمر بن شاهين، والدارقطني، وأبو طاهر المخلص. وكان ثقة، عظيم القدر واسع الأدب، تام المروءة، فقيهاً حنفياً، بارعاً في العربية. ولد سنة إحدى وثلاثين ومائتين، وصرف عن القضاء قبل موته بعام. وله مصنف في نحو الكوفيين، وكان قيماً به. وكان شاعراً بليغاً فصيحاً مفوهاً متقناً. قال ابن الأنباري: ما رأيت صاحب طيلسان أنحى منه. وكان أبوه من حفاظ الحديث، أدرك ابن عيينة. أحمد بن جعفر. أبو بكر الفهري المصري. سمع: يونس بن عبد الأعلى. وعنه: أبو بكر بن المقريء، وغيره. ذكر وفاته أبو سعيد بن يونس. توفي في ذي الحجة. أحمد بن علي بن عبيد الله. أبو علي الأنصاري. حدث بنيسابور عن: أحمد بن حنبل، وأبي الصلت الهروي. وزعم أنه

(23/555)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 556
سمع سنة إحدى وثلاثين ومائتين.) قال الحاكم: غريب طير طري علينا، يضعفه بذلك، وتوفي عندنا في المحرم. وسمعوا منه. أحمد بن محمد بن حكيم. أبو بكر الصدفي المصري. سمع: يونس بن عبد الأعلى. أحمد بن محمد بن سليمان بن حبش الكاتب. عن: أبي هشام الرفاعي. وعنه: ابن شاهين. أحمد بن محمد بن المغلس البغدادي. أبو عبد الله البزاز. أخو جعفر. سمع: لويناً، والوليد بن شجاع، وإسحاق بن أبي إسرائيل. وعنه: يوسف القواس، وأبو حفص بن شاهين، وأبو بكر بن شاذان. وكان ثقة. توفي في جمادى الأولى قبل ابن صاعد بنحو من شهر. وكان في عشر المائة. أكثر عن لوين، وكان من بقايا أصحابه. أحمد بن يعقوب. أبو عبد الله البغدادي العطار الخصيب.

(23/556)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 557
سمع: أحمد بن إبراهيم الدورقي. وعنه: محمد بن أحمد بن المفيد، وأبو حفص بن شاهين، وهو أخو محمد. إسماعيل بن إبراهيم بن عمار الأنصاري الخزرجي النيسابوري. أخو إسحاق من ولد سعد بن عبادة. وكان من رؤساء نيسابور. وحدث. إسماعيل بن داود بن وردان. أبو العباس المصري البزاز.) سمع: زغبة، ومحمد بن رمح، وزكريا كاتب العمري، وعبيد الله... سنة ست وعشرين ومائتين. وعنه: ابن يونس، وأبو بكر بن المقريء، ومحمد بن أحمد الإخميمي. توفي في ربيع الآخر. إسماعيل بن سليمان. أبو معمر البزاز. بغدادي، ثقة. سمع: عبد الله بن محمد بن المسور، ومحمد بن الوليد، ومحمد بن المثنى. وعنه: ابن المظفر، وأبو بكر بن شاذان، وعمر بن شاهين. إسحاق بن حمدان بن العباس. أبو يعقوب البلخي المعدل.

(23/557)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 558
في جمادى الآخرة.
4 (حرف الثاء)
ثابت بن بدير القرطبي المالكي المفتي. مصنف كتاب الجهاد. سمع: محمد بن عبد السلام الخشني، ومحمد بن وضاح، وجماعة. وكان مائلاً إلى الحديث.
4 (حرف الجيم)
جعفر بن محمد بن يعقوب. أبو الفضل الصندلي. ثقة، بغدادي، زاهد. قال القواس: كان يقال إنه من الأبدال. سمع: إبراهيم بن مجشر، والحسن بن محمد الزعفراني، ومحمد بن إسماعيل الحساني، وعلي بن حرب. وعنه: عبد العزيز بن جعفر الفقيه، وأبو عمر بن حيويه، ويوسف القواس.)
4 (حرف الحاء)
الحسن بن حمدون بن الوليد. أبو علي النيسابوري. سمع: محمد بن رافع، وإسحاق بن منصور، والذهلي. وعنه: أبو محمد الشيباني، وإسماعيل بن نجيد، وغيرهما.

(23/558)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 559
حسن بن عبد الله بن مذحج بن محمد. أبو القاسم الزبيدي الإشبيلي. سمع: محمد بن جنادة، وطاهر بن عبد العزيز، وعبيد الله بن يحيى. وحج فسمع جماعةً بعد الثلاثمائة. ولم يكن له بصر بالحديث. الحسن بن علي بن أحمد بن بشار البغدادي. أبو بكر بن العلاف المقريء الشاعر. قرأ القرآن على أبي عمر الدوري. وسمع منه، ومن: حميد بن مسعدة، ونصر الجهضمي. قرأ عليه: أبو فرج الشنبوذي، والشذائي. وحدث عنه: أبو عمر بن حيويه، وأبو حفص بن شاهين، وجماعة. وكان ظريفاً أديباً، من ندماء المعتضد. وعاش نيفاً وتسعين سنة. وكان ضريراً. وهو صاحب القصيدة المشهورة:
(يا هر فارقتنا ولم تعد .......... وكنت منا بمنزل الولد)
الحسين بن الحسن بن سفيان بن زياد. أبو العباس الفسوي التاجر. نزيل بخارى. سمع: محمد بن رافع، والحسين بن حريث الخزاعي، وجماعة. وعنه: خلف الخيام.

(23/559)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 560
الحسين بن محمد بن مودود.) أبو عروبة بن أبي معشر الحراني السلمي الحافظ. أحد أئمة هذا الشأن. أول سماعه وطلبه سنة ست وثلاثين ومائتين. سمع: مخلد بن مالك السلمسيني، ومحمد بن الحارث الرافقي، ومحمد بن وهب الحراني، وإسماعيل بن موسى السدي، وعبد الوهاب بن الضحاك، ومحمد بن المصفى الحمصي، والمسيب بن واضح، وعبد الجبار بن العلاء، وخلقاً سواهم. وكان ثقة نبيلاً. روى عنه: أبو حاتم بن حبان، وعبد الله بن عدي، وابن المقريء، وأبو أحمد الحاكم، ومحمد بن المظفر، وعمر بن علي القطان، والقاضي أبو بكر الأبهري، وطائفة سواه. رحلوا إليه إلى حران. قال ابن عدي: كان عارفاً بالحديث والرجال، وكان مع ذلك مفتي أهل حران، شفاني حيث سألته عن قوم. وقال أبو أحمد في الكنى: أبو عروبة الحسين بن محمد بن مودود بن حماد السلمي سمع: أبا عثمان عبد الرحمن بن عمرو البجلي، وأبا وهب الوليد بن عبد الملك بن مسرح. كان من أثبت من أدركناه وأحسنهم حفظاً. يرجع إلى حسن المعرفة بالحديث والفقه والكلام. وذكره ابن عساكر في ترجمة معاوية، فقال: كان أبو عروبة غالياً في

(23/560)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 561
التشيع، شديد الميل على بني أمية. قلت: كل من أحب الشيخين فليس بغالٍ في التشيع. ومن تكلم فيهما فهو غالٍ رافضي. ورخ موته القراب. الحسين بن يوسف بن يعقوب الأسواني الفحام. سمع: يونس بن عبد الأعلى، وبحر بن نصر، والربيع المرادي. وكان ثقة. مات في ذي القعدة.
4 (حرف الزاي)
زنجويه بن محمد بن الحسن الزاهد.) أبو محمد النيسابوري اللباد. كان أحد المجتهدين في العبادة. سمع: محمد بن رافع، ومحمد بن أسلم، والحسين بن عيسى البسطامي، وحميد بن الربيع، والرمادي. وعنه: أبو علي الحافظ، وأبو الفضل بن إبراهيم الهاشمي، وأبو محمد المخلدي، وآخرون.
4 (حرفالسين)
سعيد بن عبد العزيز بن مروان.

(23/561)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 562
أبو عثمان الحلبي الزاهد، نزيل دمشق. سمع: عبد الرحمن بن عبيد الله الحلبي، وأبا نعيم عبيد بن هشام، والقاسم الجوعي، وأحمد بن أبي الحواري، ومحمد بن مصفى الحمصي، وجماعة. وعنه: أبو الحسين محمد بن عبد الله الرازي وورخه سنة سبع عشرة، وأبو سليمان بن زبر، وورخه سنة ثمان عشرة، وعلي بن الحسين الأذني، وأبو أحمد الحاكم، وعبد الوهاب الكلابي، وأبو بكر الأبهري، وطائفة. وقال أبو أحمد الحاكم: كان من عباد الله الصالحين. وقال السلمي: صحب سرياً السقطي، وهو من جلة مشايخ الشام وعلمائهم. وقال أبو نعيم: تخرج به إبراهيم بن المولد، وغيره. وهو ملازم للشرع، متبع له. رحمه الله. سليمان بن أبي الشريف القضاعي المصري. روى عنه: يونس بن عبد الأعلى، وغيره. وعنه: ابن يونس وقال: توفي في جمادى الآخرة.
4 (حرف الصاد)
صهيب بن منيع. أبو القاسم القرطبي. سمع كثيراً من بقي بن مخلد، وابن وضاح، وجماعة. وولي قضاء إشبيلية. وتوفي في رجب.)

(23/562)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 563
4 (حرف العين)
عبد الله بن أحمد بن عتاب العبدي. عن: الرمادي، ومحمد بن عتاب بن حبان. وعنه: أبو عمر بن حيويه، وابن شاهين. وثقه الخطيب، وورخه في المحرم. عبد الله ابن إسحاق بن سيامرد. أبو عبد الرحمن النهاوندي. حدث في هذا العام بهمذان عن: محمد بن عزيز الأيلي، ويونس بن عبد الأعلى، وحرب بن إسماعيل الكرماني، وأبي عتبة الحمصي، وطائفة. وعنه: عبد الرحمن الأنماطي، وصالح بن أحمد الهمذاني. وكان ثقة حافظاً. قاله الحافظ شيرويه. عبد الله بن جعفر بن أحمد بن خشيش البغدادي الصيرفي. أبو العباس. سمع: يعقوب الدورقي، وأبا شعث العجلي. وعنه: الدارقطني ووثقه، وابن شاهين. عبد الله بن حمويه بن إبراهيم الهمذاني. أبو بكر بن أبرك. سمع: يحيى بن جعفر، والحنيني، والحسين بن محمد بن أبي معشر. وعنه: صالح بن أحمد الحافظ. وكان ثقة.

(23/563)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 564
عبد الله بن محمد بن مسلم. أبو بكر الإسفرائيني الحافظ. أحد المجودين الأثبات الطوافين في الأرض. سمع: محمد بن يحيى الذهلي، والحسن بن محمد الزعفراني، وأبا زرعة الرازي، ويونس بن عبد الأعلى، وحاجب بن سليمان، والعباس بن الوليد بن مزيد.) وعنه: أبو عبد الله بن الأخرم، وأبو علي الحافظ، وأبو أحمد الحاكم، وابن عدي، وأبو بكر الإسماعيلي، ومحمد بن الفضل بن خزيمة، وآخرون. ولد سنة تسع وثلاثين ومائتين. ذكره ابن عساكر. عبد الله بن محمد بن حسن. أبو محمد الكلاعي، مولاهم القرطبي، يعرف بابن أخي ربيع الصائغ. سمع: عبيد الله بن يحيى بن يحيى، والأعناقي. وكان حافظاً بصيراً بعلل الحديث ورجاله. اختصر مسند بقي بن مخلد وتفسيره. وكان ثقة. عبد الله بن محمد بن حنين القرطبي.

(23/564)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 565
الحافظ أبو محمد ابن أخي ربيع. سمع: عبيد الله بن يحيى الليثي. فمن بعده. وحج متأخراً فسمع محمد بن زبان. أخذ عنه: أبو سعيد بن يونس بمصر، وجماعة من كبار الحفاظ. عبد الحكم بن محمد بن سلام. أبو عثمان الصدفي، مولاهم المصري. روى عن: عيسى زغبة، وأبي الطاهر بن السرح، وذي النون المصري، وغيرهم. قال ابن يونس: كان صدوقاً ألا إنه إنقطع من أوائل أصوله شيء، ولم يكن ممن يميز، فحدث بما لم يسمع، فثبتناه ورجع. وكان كثير الحديث. قال لي: ولدت سنة تسع وعشرين ومائتين. قلت: روى عنه: ابن يونس، وأبو بكر بن المقري، وجماعة. عبد الحميد بن محمد بن الحسين. أبو أحمد البغدادي السمسار. ويعرف بغلام ابن درستويه. بلخي الأصل. سمع: لويناً، وإبراهيم بن سعيد الجوهري. وعنه: عمر بن سنبك، ويوسف القواس. أحاديثه مستقيمة.) عبد العليم بن محمد. أبو الحسن الدمياطي. سمع: يونس بن عبد الأعلى، ويزيد بن سنان القزاز، وغيرهما. ومات في ذي الحجة. وكان مقبولاً عند الحكام، ويعرف باللواز.

(23/565)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 566
عبد الملك بن أحمد بن نصر البغدادي. أبو الحسين الحناط. سمع: زهير بن قمير، ويعقوب الدورقي، ويونس بن عبد الأعلى، وجماعة في الرحلة. وعنه: أبو القاسم عبد الله بن النحاس، ويوسف القواس، وابن شاهين. وثقه الخطيب. عبد الواحد بن محمد المهتدي بالله بن هارون الواثق بن المعتصم. أبو أحمد العباسي البغدادي. سمع: يحيى بن أبي طالب، وجعفر بن شاكر، والحسين بن محمد بن أبي معشر. وعنه: الدارقطني، وأبو حفص بن شاهين، وأبو طاهر المخلص. قال أبو بكر الوراق: كان راهب بني هاشم صلاحاً وورعاً. قلت: وأبوه أفقه الخلفاء. حديثه في جزئي. عروة بن حسين بن عياض. أبو الذكر المصري. سمع: أحمد بن أخي ابن وهب. عمرو بن يوسف بن مساور. أبو بكر المعافري القرطبي.

(23/566)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 567
روى عن: محمد بن وضاح. وحج فلقي: عمران بن موسى بن حميد. روى عنه: أحمد بن بشر، وعبد الله بن محمد بن عثمان، وغيرهما. توفي في شوال.) عيسى بن محمد الموسقندي الرازي. والد محمد بن عيسى. ثقة: سمع أبا زرعة، وجماعة.
4 (حرف الفاء)
فرج بن إسحاق القتابي المصري. قال ابن يونس: حكى لنا عن الحارث بن مسكين، وغيره.
4 (حرف الميم)
محمد بن إبراهيم بن نيروز. أبو بكر البغدادي الأنماطي. سمع: أبا حفص الفلاس، ومحمد بن المثنى، ومحمد بن عوف الحمصي، وخلاد بن أسلم. وعنه: محمد بن إبراهيم العاقولي، ومحمد بن المظفر، والدارقطني، ويوسف القواس ووثقه. أخبرنا أبو المعالي المصري، أنا الفتح بن عبد السلام، أنا هبة الله، أنا ابن النقور، ثنا عيسى بن الوزير، أنا محمد بن إبراهيم الأنماطي، ثنا الحسين بن مهدي، ثنا عبد الرزاق: سمعت سفيان الثوري يقول: ما استودعت قلبي شيئاً قط فخانني. محمد بن أحمد بن حماد زغبة بن مسلم.

(23/567)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 568
أبو عبد الله التجيبي المصري. يروي عن: عمه عيسى بن حماد. وعنه: المصريون، وأبو بكر بن المقريء. توفي في ربيع الأول. محمد بن أحمد بن سهل بن أبي زيد. أبو بكر الإخميمي. سمع: الربيع، وبحر بن نصر، وإبراهيم بن مرزوق. توفي في صفر. قال ابن يونس: كتبت عنه. محمد بن إبراهيم بن المنذر.) الإمام أبو بكر النيسابوري الفقيه. صاحب التصانيف، نزل مكة. صنف كتباً لم يصنف مثلها في الفقه، وغيره. له كتاب المبسوط في الفقه وهو كتاب جليل، وكتاب الإشراق في اختلاف العلماء وهو مشهور، وكتاب الإجماع وكان على نهاية من معرفة الحديث والاختلاف. وكان مجتهداً لا يقلد أحداً.

(23/568)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 569
سمع: محمد بن ميمون، ومحمد بن إسماعيل الصائغ، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم. روى عنه: أبو بكر بن المقريء، ومحمد بن يحيى بن عمار الدمياطي شيخ الطلمنكي، والحسن بن علي بن شعبان، وأخوه الحسين، وآخرون. قال أبو إسحاق الشيرازي: توفي سنة تسع أو عشر. وهذا ليس بشيء، فإن ابن عمار لقيه سنة عشرة. ووجدت ابن القطان نقل وفاته في هذه السنة فليعتمد. محمد بن أحمد بن معمر. أبو عيسى الحربي. سمع: علي بن أشكاب، وأبا بكر الصغاني، وإبراهيم بن هانيء. روى عنه: أبو حفص بن شاهين أحاديث مستقيمة. محمد بن إبراهيم بن مسرور. أبو عبد الله بن الحباب القرطبي. روى عن: بقي بن مخلد ومحمد بن وضاح وكان بصيراً بمذهب مالك وبالأحكام. له رئاسة وقدر. توفي في رمضان. محمد بن إسماعيل بن الفرج. المهندس أبو العباس. عن: إبراهيم بن مرزوق، والحسن بن سليمان قبيطة. وعنه: ابنه.

(23/569)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 570
وثقه ابن يونس.) محمد بن بكر بن بكار. أبو عبد الله الملائي العابد. في ذي القعدة. محمد بن الحسين بن حميد بن الربيع اللخمي. أبو الطيب الكوفي. من بيت علم. روى عن: جده، وأبي سعيد الأشج، وهارون بن إسحاق، والخضر بن أبان الهاشمي. وعنه: أبو طاهر عبد الواحد بن أبي هاشم، وأبو حفص بن الزيات، وابن المظفر، وأبو حفص الكناني. وكان ثقة يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر. ولد سنة أربعين. محمد بن حمدان بن سفيان الطرائفي البغدادي. فيها. حدث بهمذان عن: علي بن مسلم الطوسي، وابن عرفة، وأبي زرعة الرازي. روى عنه: صالح بن أحمد، وأبو علي بن بشار الهمدانيان، وابن المظفر. محمد بن زهير بن الفضل.

(23/570)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 571
أبو يعلى الأبلي. سمع: بنداراً محمد بن بشار، ونصر بن علي الجهضمي، وأزهر بن جميل، وأحمد بن عبدة الضبي. وعنه: الطبراني، وزاهر بن أحمد السرخسي، وجماعة. وبلغنا أنه اختلط قبل موته بسنتين. محمد بن سعيد بن محمد المروزي. أبو عبد الله البورقي. حدث ببغداد ونيسابور عن: محمد بن علي بن شقيق، وأحمد بن عبد الله الفرياناني. وعنه: عيسى الرخجي، وغيره.) وهو كذاب. قال الحاكم: من أفحش ما وضع، روايته عن شيخ، عن الفضل بن موسى عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، رفعه يكون في أمتي رجل يقال له أبو حنيفة هو سراج أمتي، ويكون في أمتي رجل يقال له محمد بن إدريس فتنته أضر من فتنة إبليس. توفي المعثر بمرو. روى عنه: أبو بكر الشافعي. وقال الخطيب في ترجمته: نا علي بن محمد الدينوري: حدثني حمزة

(23/571)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 572
السهمي، قال: محمد بن سعيد البورقي كذاب، حدث بغير حديث وضعه. وقال الحاكم: قد وضع ما لا يحصى. وقال الخطيب: ما كان أجرأه على الكذب. قلت: ومما وضع بإسناده عن علقمة، عن عبد الله، مرفوعاً: من ترك درهم مشبهةٍ أعطاه الله ثواب نبي من الأنبياء. ومن ترك الكذب دخل الجنة بغير حساب. محمد بن الطيب. أبو نصر الكشي الزاهد. أجد الفقهاء العباد الرحالة في الحديث. سمع: محمد بن إبراهيم البوشنجي، ومحمد بن أيوب الرازي، ويوسف القاضي، والموجودين قبل الثلاثمائة. وعنه: أبو إسحاق المزكي، وأبو الوليد حسان بن محمد، وأبو سعيد بن أبي عثمان. قال الحاكم: وكان حسينك التميمي سلمه أبو موالي أبي نصر حتى حج به وسمعه ببغداد. فسمعت حسنك يذكر من اجتهاده وعبادته وورعه وصومه عجائب. محمد بن محمد بن الربيع بن سليمان المرادي. أبو سليمان. سمع: جده، وبكار بن قتيبة. مات في ذي الحجة. وعنه ابن يونس. محمد بن موسى بن محمد بن سليمان بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن) علي بن عبد الله بن عباس الهاشمي.

(23/572)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 573
أبو بكر الزينبي المقريء. قرأ على قنبل، وغيره. قرأ عليه: أبو بكر أحمد بن محمد الشارب، وأبو بكر أحمد بن نصر الشذائي، وعلي بن محمد بن خشنام المالكي، وأبو الفرج الشنبوذي، وأحمد بن محمد العجلي شيخ الأهوازي، وآخرون. محمد بن يوسف بن حماد. أبو بكر الأستراباذي. ذكره حمزة في تاريخ جرجان فقال: كان عنده كتب أبي بكر بن أبي شيبة عنه. ومات بجرجان في رمضان سنة ثمان عشرة. قلت: وروى أيضاً عن: عبد الأعلى بن حماد، ومحمدبن حميد، وجماعة. روى عنه: أبو نعيم بن عدي، ومحمد بن الحسن بن حمويه، وغيرهما. وكذا ورخه ابن مندة. مكحول بن الفضل. أبو مطيع النسفي. عالم مصنف. سمع: أبا عيسى الترمذي، ومحمد بن أيوب الرازي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل. روى عنه: أحمد بن محمد النسفي. وكان من غلاة أصحاب الرأي. له كتاب في الحط على الشافعي.

(23/573)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 574
موسى بن هارون بن كامل. أبو القامس المصري. في صفر. وولد سنة ست وثلاثين ومائتين.
4 (حرف الهاء)
هشام بن الوليد الغافقي الأندلسي. يروي عن: بقي بن مخلد، ومحمد بن وضاح. وأخذ عنه جماعة.)
4 (حرف الواو)
الوليد بن المطلب السهمي. عن: هارون بن سعيد الأيلي. ورخه ابن يونس.
4 (حرف الياء)
يحيى بن زكريا. أبو علي الرازي حيكويه. سمع: يحيى بن عبدك القزويني، ومحمد بن عبد العزيز الدينوري. قال الخليلي: أدركت جماعة من أصحابه. يحيى بن محمد بن صاعد بن مكاتب.

(23/574)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 575
مولى أبي جعفر المنصور الهاشمي، أبو محمد البغدادي الحافظ. سمع: محمد بن سليمان لوين، والحسن بن عيسى بن ماسرجس، وسوار بن عبد الله القاضي، وأحمد بن منيع، ويحيى بن سليمان بن نضلة، والحسن بن حماد سجادة، وهارون بن عبد الله الحمال، وأبا همام السكوني، وأبا عمار الحسين بن حريث المروزي، وعبد الله بن عمران العابدي، ومحمد بن زنبور المكي، وخلقاً سواهم بالحجاز، والعراق، والشام، ومصر. وعنه: أبو القاسم البغوي مع تقدمه، ومحمد بن عمر الجعابي، وابن المظفر، والدارقطني، وأبو القاسم بن حبابة، وأبو طاهر المخلص، وعبد الرحمن بن أبي شريح، وأبو مسلم الكاتب، وخلق كثير. ورواية البغوي عنه في ترجمة ابن صاعد من تاريخ دمشق قال ابن صاعد: ولدت سنة ثمان وعشرين، وكتبت الحديث عن ابن ماسرجس سنة تسع وثلاثين. وكان لابن صاعد أخوان: يوسف، وأحمد، وعم سمه عبد الله بن صاعد. سئل الدارقطني عن يحيى فقال: ثقة، ثبت، حافظ. وقال أحمد بن عبدان الشيرازي: هو أكثر حديثاً من ابن الباغندي، ولا يتقدمه أحد في الدراية.

(23/575)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 576
وقال أبو علي النيسابوري: لم يكن بالعراق في أقران ابن صاعد أحد في فهمه، والفهم عندنا أجل من الحفظ. وهو فوق ابن أبي داود في الفهم والحفظ.) وسئل الجعابي: أكان ابن صاعد يحفظ فتبسم وقال: لا يقال لأبي محمد يحفظ، كان يدري. وقال البرقاني: قال لي الفقيه أبو بكر الأبهري: كنت عند ابن صاعد، فجاءته امرأة فقالت: ما تقول في بئر سقطت فيها دجاجة فماتت، هل الماء الطاهر أو نجس فقال: ويحك، وكيف وقعت ألا غطيتيه. فقلت: يا هذه إن لم يكن الماء تغير فهو طاهر. قال أبو بكر الخطيب. قد كان ابن صاعد ذا محل من العلم، وله تصانيف في السنن والأحكام. ولعله لم يجب المرأة ورعاً. فإن المسألة فيها خلاف. وتوفي في ذي القعدة. قلت: وله كلام متين في الجرح والتعديل والعلل، يدل على تبحره وسعة علمه. وحديثه عند ابن اللتي في غاية العلو. وقد أنبأنا المسلم بن محمد، عن القاسم بن علي: أنا أبي، أنا علي بن أحمد، أنا ابن الأبنوسي، أنا عيسى ابن الوزير: ابنا البغوي: ثنا يحيى بن محمد بن صاعد رجل من أصحابنا ثقة، ثنا الحسن بن مدرك: ثنا يحيى بن حماد، عن أبي عوانة، عن داود بن عبد الله الأودي، عن حميد بن عبد الرحمن قال: دخلت على أسير، رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: قال رسول

(23/576)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 577
الله: لا يأتيك من الحياء إلا خير. وقد حدث ابن صاعد بحديث استغربوه. قال ابن المظفر: ثم وجدناه عند حسين الصفار، فجئت ابن صاعد أعدو أبشره، فقال: يا صبي، أنا أحتاج إلى متابعة الصفار فخجلت وقمت. وقال أبو علي النيسابوري الحافظ: سمعت ابن صاعد يقول: كنت أسمع مشايخنا يتجنبون أحاديث الضعفاء وأصحاب الأهواء، ويقولون: إنا إذا أجلسنا الأخيار مجالس الصيادلة، وجلسنا مجالس النقاد، ودللنا على موضع الثقة والإعتماد، وهجرنا المغموز ودللنا على عواره، وكشفنا عن قناعه، كنا في ذلك كمن قمع المبتدعة وأحيى السنة.

(23/577)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 578
4 (وفيات سنة تسع عشرة وثلاثمائة)

4 (حرف الألف)
) أحمد بن الحسين بن أحمد بن طلاب بن كثير الدمشقي. أبو الجهم المشغراني. أصله من بيت لهيا، وكان يؤدب بها. ثم انتقل إلى قرية مشغرا فصار خطيبها. وكان يتردد إلى دمشق فمات بها. قال ابن زبر: سقط من دابته فمات لوقته. سمع: هشام بن عمار، وأحمد بن أبي الحواري، وهشام بن خالد الأزرق، وعلي بن سهل الرملي، وجماعة. وعنه: أبو الحسين والد تمام الرازي، وأبو أحمد الحاكم، وأبو بكر بن المقريء، وعبد الوهاب الكلابي، وآخرون.

(23/578)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 579
أحمد بن علي بن معبد الشعيري. سمع: الحسن بن عرفة، وأحمد بن منصور زاج. وعنه: الدارقطني، وابن أخي ميمي. قال الخطيب: صدوق. أحمد بن محمد بن إسحاق. أبو جعفر العنزي. روى عنه: علي بن حجر، وغيره. وعنه: زاهر بن أحمد السرخسي، وأبو حامد أحمد بن عبد الله النعيمي. توفي في شهر ذي القعدة. وقع لنا حديثه. إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الملك بن مروان. أبو إسحاق القرشي الدمشقي الحافظ. ويقال إنه أموي. سمع: أحمد بن إبراهيم بن ملاس، ومحمد بن سعيد بن أبي قفيز، وموسى بن عامر المري، وشعيب بن شعيب، ويونس بن عبد الأعلى، وابن عبد الحكم، وجماعة. وعنه: ابنه محمد، وأبو سليمان بن زبر، وابن المقريء، وعبد الوهاب الكلابي، وحميد بن) الحسن الوراق، وجماعة. وتوفي في رجب. سمع بمصر، والشام. إبراهيم بن محمد بن بقيرة، بموحدة، البغدادي.

(23/579)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 580
أبو إسحاق البزاز. روى عنه: علي بن المديني، وعلي بن الحسين الدرهمي، ولوين، ويحيى بن أكثم. وعنه: أبو بكر بن شاذان، والدارقطني وقال: ضعيف. أرخه ابن قانع. وأما أبو القاسم بن الثلاج فقال: مات سنة. إسحاق بن محمد الكيساني القزويني. الحافظ. رحل وسمع: علي بن حرب، وأبا زرعة، ومحمد بن مسلم بن وارة. أسلم بن عبد العزيز بن هشام بن خالد الأموي. من ولد أبان مولى عثمان بن عفان، أبو الجعد الأندلسي الفقيه المالكي. كان عظيم القدر، كبير الشأن بعيد الصيت، وافر الجلالة، إماماً فقيهاً، محدثاً رئيساً نبيلاً. صحب بقي بن مخلد زماناً. ورحل سنة ستين ومائتين، فلقي إبراهيم المزني، ويونس بن عبد الأعلى، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم. وعاد إلى الأندلس، وولي قضاء الجماعة للناصر لدين الله أمير الأندلس. وكان محمود السيرة. وكف بصره في الآخر وعجز عن الحكم. وكان شديداً على الشهود.

(23/580)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 581
توفي في رجب. أرخه ابن يونس. وهو أخو هاشم. أوس بن الحارث بن إبراهيم بن سهيل. أبو شيبة الصدفي. في ذي الحجة. روى عن يونس الصدفي.
4 (حرف الجيم)
) جعفر بن محمد بن المغلس البغدادي. أخو أحمد. سمع: حوثرة المنقري، وأبا سعيد الأشج، وأحمد بن سنان القطان. وعنه: ابن شاهين، وأبو حفص الكناني. وثقه الدارقطني.
4 (حرف الحاء)
الحسن بن علي بن زكريا بن صالح. أبو سعيد البصري العدوي الملقب بالذئب. نزيل بغداد. حدث بافترائه عن: عمرو بن مرزوق، ومسدد، وطالوت بن عباد، وكامل بن طلحة، وخراش بن عبد الله.

(23/581)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 582
روى عنه: أبو بكر القطيعي، وعمر الكتاني، والدارقطني، وأبو بكر بن شاذان، وآخرون. وزعم أنه ولد سنة عشر ومائتين، فالله أعلم. قال ابن عدي: كان يضع الحديث. وقال الدارقطني: متروك. قلت: جريء على وضع الأسانيد والمتون. ومن موضوعاته: عليكم بالوجوه الملاح والحدث السود. توفي في ربيع الأول. الحسين بن الحسين. أبو عبد الله الأنطاكي قاضي الثغور. سمع: سعد بن محمد البيروتي، ومحمد بن أصبغ بن الفرج المصري، وغيرهما. روى عنه: الدارقطني، ومحمد بن عبيد الله بن الشخير، ويوسف القواص، وأبو حفص بن شاهين، والمعافى بن زكريا. وقد وثقه الدارقطني والخطيب. وتوفي ببغداد.
4 (حرف الراء)
راغب بن أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عياض المصري.) أبو عوانة. سمع: بحر بن نصر الخولاني. كتب عنه: أبو سعيد بن يونس.

(23/582)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 583
4 (حرف السين)
سفيان بن الحافظ أبي عبد الله محمد بن يحيى بن مندة العبدي. أبو سعيد، أخو إسحاق وإبراهيم. سمع: أحمد بن يونس، وغيره. وعنه: أبو الشيخ. سليمان بن محمد بن إسماعيل. أبو أيوب الخزاعي الدمشقي. سمع: القاسم الجوعي، وهشام بن خالد، ومحمد بن وزير، وموسى بن عامر المري. وعنه: أبو بكر، وأبو زرعة ابنا أبي دجانة، وأحمد بن محمد بن معيوف، وابن عدي، وأبو بكر بن المقريء، وعبد الوهاب الكلابي، وآخرون. توفي في ذي القعدة. سلامة بن عمر بن حفص. أبو عمر المصري. عن: أبيه، وغيره. وعنه: ابن يونس، وقال: كتبت عنه، وأمره مستقيم ثم خلط وحدث بما لم يسمع. قال لي: إنه ولد سنه تسع وثلاثين ومائتين. ومات في سادس عشر ربيع الأول.
4 (حرف الطاء)
طاهر بن محمد بن الحكم. أبو العباس التميمي الدمشقي المؤدب البزاز.

(23/583)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 584
إمام مسجد سوق الأحد. سمع: هشام بن عمار.) وعنه: علي بن عمرو الحريري، وأبو الحسين الرازي، وأبو بكر بن المقريء، وعبد الوهاب الكلابي. قال ابن زبر: توفي سنة تسع عشرة. وقال أبو الحسين الرازي: توفي سنة اثنتين وعشرين.
4 (حرف العين)
عبد الله بن أحمد بن محمود. أبو القاسم الكعبي البلخي. رأس المعتزلة في زامنه وداعيتهم. قال جعفر المستغفري: لا أستجيز الرواية عن أمثاله. وقال غيره: أخذ الكعبي عن أبي الحسن بن أبي عمرو الخياط شيخ المعتزلة. وكان الكعبي يقول: إرادة الله تعالى ليستا من صفات ذاته، ولا هي قائمة به، ولا هي حادثة في محل ولا لا في محل. ويقول: الله مريد لأفعاله، بمعنى أنه خالق لها على وفق علمه. روى عنه: محمد بن زكريا. ودخل نسف فأكرموا مورده، إلا الحافظ عبد المؤمن بن خلف، فإنه ما سلم عليه وكان يكفره. فسأل الكعبي عنه، فقالوا: لا يدخل على أحد. فقال:

(23/584)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 585
نحن نأتيه. فأتاه، فلما دخل عليه لم يقم له، ولم يلتفت إليه من محرابه. فعلم الكعبي، وحلف من بعيد: بالله عليك يا شيخ، أي لا تقم ودعا له قائماً وانصرف، ودفع الخجل من نفسه. توفي في جمادى الآخرة من السنة. عبد الجبار بن أحمد بن محمد بن هارون. أبو القاسم السمرقندي، ثم التنيسي. روى عن: عبد الغني بن أبي عقيل، وجعفر بن مسافر، وجماعة. قال ابن يونس: توفي في جمادى الأولى سنة تسع عشرة. عبيد الله بن ثابت بن أحمد بن خازم. أبو الحسن الكوفي الحريري. سمع: أبا سعيد الأشج، وعلي بن المنذر الطريقي.) وعنه: عبد العزيز الحرقي، ومحمد بن المظفر، وأبو حفص بن شاهين. وكان ثقة، صاحب حديث. نزل بغداد. عبد الوهاب بن عيسى بن أبي حية. وراق الجاحظ. سمع: محمد بن معاوية بن مالج، وإسحاق بن أبي إسرائيل. وعنه: ابن حيويه، والدارقطني، وأبو حفص الكتاني. قال الدارقطني: كان ثقة، يرمى بالوقف. قلت: توفي في شعبان. علي بن الحسين بن معدان.

(23/585)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 586
أبو الحسن الفارسي الفسوي. سمع: إسحاق بن راهويه، وأبا عمار الحسين بن حريث. روى عنه: الحسن بن أحمد أبو علي الفارسي النحوي جزءاً عند أبي محمد الجوهري. وروى عنه: أبو بكر محمد بن أحمد الإصبهاني السمسار شيخ لأبي نعيم، ومحمد بن القاسم بن بشر الفارسي شيخ ابن باكويه. توفي في ربيع الأول. قال أبو القاسم بن مندة. علي بن الحسين بن حرب بن عيسى البغدادي. القاضي أبو عبيد بن حربويه. سمع: أحمد بن المقدام العجلي، ويوسف بن موسى، والحسن بن عرفة، وزيد بن أخزم، والحسن بن محمد الزعفراني. روى عنه: أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر بن المقريء، وعمر بن شاهين، وجماعة. قال البرقاني: ذكرته للدارقطني فذكر من جلالته وفضله وقال: حدث عنه

(23/586)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 587
النسائي في الصحيح. بم يحصل لي عنه حرف. وقد مات بعد أن كتبت بخمس سنين. قلت: ولي قضاء مصر ثماني عشرة سنة، فسار إليها في سنة ثلاث وتسعين ومائتين. قال ابن زولاق: كان عالماً بالإختلاف والمعاني والقياس، عارفاً بعلم القرآن والحديث. فصيحاً عاقلاً عفيفاً، قوالاً بالحق سمحاً متعصباً.) ثم ذكر ابن زولاق احترام أمير مصر تكين له. وأنه كان يأتي مجلسه، ولا يدعه يقوم له. وإذا هو إلى مجلس تكين مشى تكين وتلقاه. ولم يكن في زيه ولا منظره بذاك. وكان بوجهه جدري، ولكنه كان من فحول العلماء. قال الفقيه أبو بكر بن الحداد: سمعت أبا عبيد القاضي يقول: ما لي وللقضاء. لو اقتصرت على الوراقة، ما كان خطي بالرديء. وكان رزقه في الشهر مائة وعشرين ديناراً. قال ابن زولاق: قال أبو عبيد القاضي: ما تقلد إلا عصبي أو غبي. قال: فجمع أحكامه بمصر باختباره. وكان أولاً يذهب إلى قول أبي ثور. قال: وكان يورث ذوي الأرحام. وقد ولي قضاء واسط قبل مصر. قال: وأبو عبيد آخر قاض ركب إليه الأمراء بمصر. وقد تسرى بمصر بجارية، فتجنت عليه وطلبت البيع. وكان به فتق. وذكر ابن زولاق حكايات عدة تدل على وقاره وكمال عقله وإمامته وعدله وورعه التام وقال: حدث عنه في سنة ثلاثمائة النسائي. وقال أبو زكريا النووي: كان من أصحاب الوجوه. تكرر ذكره في

(23/587)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 588
المهذب والروضة. وقال أبو سعيد بن يونس الصدفي: هو قاضي مصر. أقام بها طويلاً. وكان شيئاً عجباً، ما رأينا مثله لا قبله ولا بعده. وكان يتفقه على مذهب أبي ثور، وعزل عن القضاء سنة إحدى عشرة لأنه كتب يستعفي من القضاء، ووجه رسولاً إلى بغداد يسأل في عزله، وأغلق بابه وامتنع من الحكم فأعفي. فحدث حين جاء عزله وأملى مجالس ورجع إلى بغداد. وكان ثقة، ثبتاً، حدث عن: زيد بن أخزم، وأحمد بن المقدام، وطبقتهما. وروى الخطيب في تاريخه: أن ابن حربويه توفي في صفر، وصلى عليه أبو سعيد الأصطخري. فأما. أبو عبيد الله محمد بن عبدة بن حرب القاضي فقد مر سنة.
4 (حرف الفاء)
الفضل بن الخصيب بن العباس بن نصر. أبو العباس الإصبهاني الزعفراني.) سمع: أحمد بن عبد الله البزي المقريء، والنضر بن سلمة، وهارون الفروي، ومحمد بن عبد الله المخرمي. روى عنه: والد أبي نعيم، وأبو أحمد العسال، وأبو بكر بن المقريء، والحسن بن عبد الله بن سعيد، وغيرهم. وتوفي في رمضان.

(23/588)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 589
قال ابن مردويه في تاريخه: كان يذكر عن أبي كريب حديثين، ثم زاد وكان يقرأ عليه من كتب أبي مسعود كل ما يحمل إليه.
4 (حرف اللام)
لقمان بن يوسف القيرواني. سمع: يحيى بن عمر، وابن مسكين صاحبي سحنون. وحج فأخذ عن: علي بن عبد العزيز، وغيره. وكان حافظاً صواماً قواماً، عارفاً بمذهب مالك، بصيراً باللغة. ذهب بصره مدة ثم أبصر. وتوفي بتونس.
4 (حرف الميم)
محمد بن جعفر بن حيان الإصبهاني. أبو عبد الله الضرير. سمع: أحمد بن عصام، ويونس بن حبيب، وأحمد بن يونس. روى عنه: ابنه أبو الشيخ. محمد بن زيد بن أبي خالد البجاني المالكي. نزيل إلبيرة بالأندلس. دارت عليه الفتيا والأحكام. وقد أخذ عنه محمد بن سحنون.

(23/589)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 590
وفي الرحلة من ابن عبد الحكم. وطال عمره، وحملوا عنه.) محمد بن عبد الله بن حمدويه بن الحكم بن ورق. أبو بكر الشماخي البخاري. عن: سعيد بن مسعود المروزي، ومحمد بن عيسى الطرسوسي، ويحيى بن أبي طالب، وأبي حاتم الرازي. وعنه: خلف الخيام، وأبو نصر محمد بن سعيد التاجر. محمد بن عبد الله بن مسرة الأندلسي. رحل وسمع من: عبيد الله بن يحيى الليثي، ومحمد بن وضاح، والخشني، ووالده عبد الله بن مسرة. قال ابن الفرضي: قال لي خطاب بن مسلمة: إتهم بازندقة فخرج فاراً، وتردد في المشرق مدةً، فاشتغل بملاحات أهل الجدل وأصحاب الكلام والمعتزلة. ثم رجع إلى الأندلس، فأظهر نسكاً وورعاً، واغتر الناس بظاهره، فاختلفوا إليه وسمعوا منه. ثم ظهر الناس على سوء معتقده وقبح مذهبه فانقبض عنه أولوا الفهم. وكان يقول بالقدر، ويحرف التأويل في كثير من القرآن. وله كلام عذب في التصوف والعرفان. ومات كهلاً. محمد بن عبد الصمد البغدادي. أبو الطيب الدقاق، ابن خالة البغوي. عن: حماد بن الحسن بن عنبسة، وطبقته.

(23/590)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 591
وعنه: أبو حفص بن شاهين، وابن أخي ميمي. محمد بن عبد الله بن عيسى بن حماد زغبة التجيبي. أبو الحسن المصري. يروي عن: بحر بن نصر الخولاني، وغيره. محمد بن فطيس بن واصل. أبو عبد الله الغافقي الأندلسي إلبيري. محدث مسند بتلك الديار. روى عن: محمد بن أحمد العتبي الفقيه، وأبان بن عيسى، وابن مزين. ورحل فسمع بمصر:) أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، ويونس بن عبد الأعلى، ومحمد بن أصبغ، وأبا إبراهيم المزني. وبإفريقية من: شجرة بن عيسى، وابن عون واسمه يحيى. وصنف كتاب الروع والأهوال، وكتاب الدعاء. وكان عارفاً بمذهب مالك، وكانت رحلته إلى الشرق في سنة سبع وخمسين، فأكثر عن أهل مكة، ومصر، والقيروان. وسمع بأطرابلس من أحمد بن عبد الله بن صالح الحافظ. وقال: ولقيت في رحلتي مائتي شيخ، ما رأيت فيهم مثل محمد بن عبد الله بن عبد الحكم. قال ابن الفرضي: كان ابن فطيس ضابطاً نبيلاً صدوقاً. وكانت الرحلة إليه. ثنا عنه غير واحد. توفي في شوال، وهو ابن تسعين سنة.

(23/591)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 592
محمد بن موسى بن سهل أبو بكر العطار البربهاري. سمع: الحسن بن عرفة، وإسحاق بن بهلول. وعنه: أبو الحسن علي الجراحي، والدارقطني. وثقوه. محمد بن المؤمل بن أحمد بن الحارث. أبو جعفر القرشي العدوي. المجاور بمكة. سمع: محمد بن إسماعيل بن علية بدمشق، والزبير بن بكار، وجماعة. وعنه: جعفر الخلدي، وأبو هاشم المؤدب، وأبو بكر بن المقريء. وكان ثقة نحوياً متقناً. المؤمل بن الحسن بن عيسى بن ماسرجس. أبو الوفا النيسابوري الماسرجسي شيخ نيسابور في عصره أبوةً وثروةً، حتى كان يضرب به المثل في ذلك. وكان أبوه من بيت حشمة في النصارى، فأسلم على يد ابن المبارك. وهو من شيوخ النبل. ولم يسمع المؤمل من أبيه لصغره.) وسمع من: إسحاق بن منصور، ومحمد بن يحيى الذهلي. وبالعراق من: الحسن بن محمد بن الصباح، الورمادي، وطبقتهم. روى عنه: ابناه أبو بكر محمد، وأبو القاسم علي، وأبو إسحاق المزكي، وأبو محمد المخلدي، وأبو الحسن محمد بن علي بن سهل الماسرجسي الشافعي، وجماعة.

(23/592)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 593
قال أبو علي النيسابوري: نظرت للمؤمل في ألف جزء من أصوله، وخرجت له عشرة أجزاء، فما رأيت أحسن أصولاً منه. فلما فرغت بعث إلي بأثواب ومائة دينار. وقال الحاكم: سمعت محمد بن المؤمل يقول: حج جدي وهو ابن نيفٍ وسبعين سنة. فدعا الله أن يرزقه ولداً فلما روق أبي فسماه المؤمل لتحقيق ما أمله، وكناه أبو الوفا ليفي الله بالنذور، ووفاها. ويروى أن ابن طاهر أمير خراسان اقترض من ابن ماسرجس ألف ألف درهم. توفي المؤمل سنة تسع عشرة في ربيع الآخر. وقد روى من بيته غير واحد.
4 (حرف الفاء مكرر)
فاطمة الأندلسية. أخت يوسف بن يحيى بن يوسف المغامي الفقيه. كانت فقيهة، عالمة، زاهدة، صالحة لها ذكر. توفيت بقرطبة سنة تسع عشرة.
4 (حرف الهاء)
هاشم بن القاسم بن هاشم. أبو العباس الهاشمي. عن: الزبير بن بكار، والعباس بن يزيد البحراني. وعنه: أبو بكر بن شاذان، ويوسف القواس. وثقه الخطيب.

(23/593)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 594
وقال القواس: كان يقال إنه راهب بني هاشم.
4 (حرفالياء)
يحيى بن عبد الله بن موسى الفارسي.) ثقة، صدوق. روى عن: الربيع المؤذن، وطبقته. وكان تاجراً موسراً بمصر. مات في جمادى الآخرة. قاله ابن يونس.

(23/594)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 595
4 (وفيات سنة عشرين وثلاثمائة)

4 (حرف الألف)
أحمد بن جعفر. أبو بكر الناقد. سمع: الحسن بن عرفة، ويحيى بن أبي طالب، وغيرهما. وعنه: محمد بن إسحاق القطيعي، ويوسف القواس. بقي إلى هذا الوقت. أحمد بن الحسن بن عزون بن أبي الجعد. أبو عمرو الطاهري. سمع من إبراهيم بن أحمد بن يعيش مسنده. وهن: أحمد بن بديل الكوفي، وعلي بن حرب، وحمدويه بن عباد. وعنه: صالح بن أحمد، وعبد الرحمن بن أحمد الأنماطي، وأهل همدان. أحمد بن داود بن سليمان بن جوين. أبو بكر ابن القربي. مصري، ثقة. روى عن: يونس بن عبد الأعلى، والربيع المرادي. أحمد بن سعيد.

(23/595)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 596
أبو الحارث الدمشقي. هن: الحسن بن أبي ربيع، وسعدان بن نصر، ويونس بن عبد الأعلى، وطائفة. وعنه: أبو أحمد الحاكم، وابن المقريء، وعبد الوهاب الكلابي. ويعرف بابن أم سعيد.) أحمد بن عبد الله بن أحمد. أبو جعفر ابن النيري البزاز. بغدادي صدوق. سمع: أبا سعيد الأشج، ومحمد بن عبد الله المخرمي. وعنه: ابن المظفر، وابن شاهين، ويوسف القواس. أحمد بن عمير بن يوسف بن موسى بن جوصا. أبو الحسن، مولى بني هاشم. ويقال مولى محمد بن صالح، الكلابي الدمشقي حافظ الشام. سمع: موسى بن عامر، ومحمد بن وزير، ومحمد بن هاشم البعلبكي،

(23/596)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 597
وعمرو بن عثمان، وكثير بن عبيد، وأبا التقي هشام بن عبد الملك، ومحمد بن ميمون الإسكندراني، ويونس بن عبد الأعلى، وخلقاً بمصر والشام. وصنف وتكلم على العلل والرجال. وأعلى ما وقع له ما روى عنه ابن عدي في كامله. قال: ثنا معاوية بن عبد الرحمن الرحبي: سمعت حريز بن عثمان يقول: سألت عبد الله بن بسر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كان في عنفقته شعرات بيض. قلت: وحدثه أيضاً شيخ، عن معروف الخياط الذي رأى واثلة بن الأسقع. روى عنه: حمزة الكناني، وابن عدي، وأبو علي النيسابوري، والطبراني، والزبير بن عبد الواحد، وأبو بكر بن السني، وأبو أحمد الحاكم الحفاظ، وخلق آخرهم عبد الوهاب الكلابي. وثقه الطبراني. وقال أبو علي النيسابوري: سمعت ابن جوصا يقول، وكان ركناً من أركان الحديث: إسناد خمسين سنة من موت الشيخ إسناد علو. وقال أبو ذر الهروي: سمعت أبا مسعود الدمشقي يقول: جاء رجل بغدادي يحفظ إلى ابن جوصا، فقال له ابن جوصا: كلما أغربت علي حديثاً من حديث الشام أعطيتك درهماً. فلم يزل الرجل يلقي عليه ما شاء الله ولا يغرب عليه، فاغتم لذلك الرجل، فقال للرجل: لا تجزع. وأعطاه بكل حديث ذاكره به درهماً. وكان ابن جوصا ذا مال كثير. وقال الحافظ عبد الغني المصري: سمعت محمد بن إبراهيم الكرجي

(23/597)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 598
يقول: ابن جوصا بالشام كابن عقدة بالكوفة.) قال الدارقطني: أجمع أهل الكوفة على أنه لم ير من زمان ابن مسعود رضي الله عنه إلى زمان ابن عقدة أحفظ من ابن عقدة. قال أبو عمرو النيسابوري الصغير: نزلنا خاناً بدمشق العصر، ونحن على أن نبكر إلى ابن جوصا، فإذا الخاني يعدو ويقول: أين أبو علي الحافظ فقلت: هاهنا. قال: قد حضره الشيخ زائراً. فإذا بابن جوصا على بغلةٍ، فنزل عليها، ثم صعد إلى غرفتنا، وسلم على أبي علي ورحب له، وأخذ في المذاكرة معه إلى قرب العتمة. ثم قال: يا أبا علي، جمعت حديث عبد الله بن دينار. قال: نعم. قال: أخرجه إلي. فأخرجه، فأخذه في كمه وقام. فلما أصبحنا جاءنا رسوله وحملنا إلى منزله، فذاكره أبو علي، وانتخب عليه إلى المساء. ثم انصرفنا إلى رحلنا، وجماعة من الرحالة ينتظرون أبا علي. فسلموا عليه، ثم ذكروا شأن ابن جوصا، وما نقموا عليه من الأحاديث التي أنكروها، وأبو علي يسكتهم ويقول: لا تفعلوا. هذا إمام من أئمة المسلمين، وقد جاز القنطرة. وقال حمزة الكناني: عندي عن ابن جوصا مائتي جزء، واليتها كانت بياضاً. وترك حمزة الرواية عنه أصلاً. وقال أبو عبد الرحمن السلمي: سألت الدارقطني عن ابن جوصا، فقال تفرد بأحاديث، ولم يكن بالقوي.

(23/598)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 599
قلت: توفي في جمادى الأولى. وهو ثقة، له غرائب كغيره من مبادرة الحديث، فما للضعف عليه مدخل. وقد روى عنه جماعة. قال: أنبأ أبو التقي: نا بقية، نا ورقاء وابن ثوبان، عن عمرو بن دينار، عن عطاء، عن أبي هريرة رفعه: إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة. فأنكر على ابن جوصا ذكر ابن) ثوبان فيه. والخطب يسير. فلو كان وهماً لما ضر، ولعله حفظه. قال الطبراني: تفرد ابن جوصا، وكان من ثقات المسلمين. قال ابن المقريء: ثنا الحسن بن بقي بن أبي التقي هشام بن عبد الملك، عن جده، فذكر الحديث كما قال ابن جوصا. ورواه ثقتان عن أحمد بن محمد بن عنبسة الحمصي: ثنا أبو التقي، فذكره كذلك. فبرئ عرض ابن جوصا من الحديث. وصح أن أبا التقي، وهو ثبت رواه عن بقية، عن ورقاء، وابن ثوبان. وقال ابن عنبسة: ما أوضح ذلك. وهو أن هذا الحديث كان عند أبي التقي في موضعين. موضع عن ورقاء، وموضع عن ابن ثوبان، فجمعهما. قلت: قد كان قبل ذلك كثيراً ما يحدث بالحديث عن بقية، عن ورقاء

(23/599)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 600
وحده. فلهذا وقع الكلام فيه. قال حمزة الكناني: سمعت ابن جوصا يقول: كنا ببغداد، فتذاكروا حديث أيوب وأشباهه، فقلت: أيش أسند جنادة عن عبادة فسكتوا. ثم قلت: أي شيء أسند عمر بن عمرو الأحموسي فلم يجيبوا بشيء. وقال أبو علي النيسابوري الحافظ: إنما حدثونا عن أبي التقي رواية ابن ثوبان، وهي عن بقية، عن ابن ثوبان، عن عطاء بن يسار، ليس فيه عمرو بن دينار. وذكر حكاية طويلة. أحمد بن القاسم بن نصر. أبو بكر، أخو أبي الليث الفرائضي. سمع: لويناً، وإسحاق بن أبي إسرائيل، والحسن بن حماد سجادة، وأبا همام السكوني. وعنه: أبو حفص بن شاهين، والكناني. وثقه الخطيب وعمر ثمانياً وتسعين سنة، فإنه ولد سنة اثنتين وعشرين ومائتين، وتوفي في ذي الحجة من هذه السنة. أحمد بن محمد بن أسيد المديني. أبو أسيد.) رحل، وسمع من بحر بن نصر، وابن أبي مسرة، ومحمد بن إسماعيل الأحمسي، ومحمد بن ثواب الهباري، وأحمد بن الفرات الرازي.

(23/600)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 601
روى عنه: عبد الله بن محمد بن عمر القاضي، وأبو بكر أحمد بن محمد بن إبراهيم القطان، وسليمان بن أحمد الطبراني، وعبد الله بن محمد بن الحجاج. توفي في رمضان. أحمد بن محمد بن سهل. أبو بكر البلخي القاضي. من جلة علماء بلده. إبراهيم بن محمد بن إبراهيم. أبو إسحاق العمري الكوفي. عن: أبي كريب، وسلم بن جنادة، وابن عرفة. وعنه: الدارقطني، ومحمد بن الظفر. حدث ببغداد، وتكلموا فيه ولم يترك. وكان أحد الشهود. إبراهيم بن محمد بن يحيى بن مندة العبدي الإصبهاني. الحافظ بن الحافظ أبو إسحاق. تام العناية بالحديث. صنف الشيوخ، وروى عن أحمد بن خشنام، وإبراهيم بن سعدان، وعلي بن محمد بن عبد الوهاب المروزي، وعبد الله بن محمد بن النعمان. وعنه: أبو الشيخ، وأبو إسحاق بن حمزة، وعبد الله بن محمد بن الحجاج. توفي في رمضان. إسحاق بن موسى بن سعيد الرملي.

(23/601)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 602
سكن بغداد. وحدث عن: محمد بن عوف، والعباس البيروتي. وروى عن أبي داود السنن. روى عنه: المعافى بن زكريا الجريري، ويوسف القواس، وعمر بن شاهين.) وثقه الدارقطني. إسماعيل بن عباد. أبو علي القطان. سمع: عباد بن يعقوب الرواجني، وأحمد بن المقدام. وعنه: عمر بن شاهين، وأبو بكر بن شاذان، وأبو الفتح القواس. محله الصدق. أيوب بن سليمان بن نصر المري الأندلسي المالكي. كان مفتي مدينة إلبيرة في وقته. وروى عن: بقي بن مخلد، ومحمد بن وضاح، وابنه سليمان.
4 (حرف الباء)
برد بن عبد الله. مولى جعفر الفهري. يروي عن: محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وبحر بن نصر. وكان ثقة. غرق في بحر عيذاب.

(23/602)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 603
بكير الشراك. الزاهد. من مشايخ الطريق. سكن الشونيزية. ورخه السلمي.
4 (حرف الجيم)
جعفر أبو الفضل المقتدر بالله.

(23/603)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 604
أمير المؤمنين ابن المعتضد بالله أبي العباس أحمد بن أبي أحمد طلحة بن المتوكل على الله العباسي. بويع بعد أخيه المكتفي بالله علي في سنة خمس وتسعين ومائتين، وسنه ثلاث عشرة سنة، ولم يل أمر الأمة قبله أحد أصغر منه. ولهذا انخرم النظام في أيامه، وجرت أشياء قد ذكرنا) بعضها في الوقائع. وقتل في شوال من السنة كما شرحنا. وقد خلع في أوائل خلافته لعبد الله بن المعتز، فلم يتم الأمر، وقتل ابن المعتز، وأعيد إلى الخلافة. ثم خلع في سنة سبع عشرة، وكتب خطه لهم بخلع نفسه، وبايعوا أخاه القاهر بالله محمداً. ثم بعد ثلاثة أيام أعيد المقتدر، وجددت له البيعة. وكان ربعةً جميل الوجه، أبيض، مشرباً حمرة. قد عاجله الشيب بعارضيه. وكان له يوم قتل ثمان وثلاثون سنة. قال المحسن التنوخي: كان جيد العقل، صحيح الرأي، ولكنه مؤثراً للشهوات. لقد سمعت أبا الحسن علي بن عيسى يقول: ما هو إلا أن يترك هذا الرجل، يعني المقتدر، النبيذ خمسة أيام، فكان ربما يكون في أصالة الرأي كالمأمون والمعتضد. وكان قتله في شوال، رماه بربري بحربةٍ فقتله في موكبه. وقد ولي الخلافة من أولاده ثلاثة: الراضي، والمتقي، والمطيع. وهكذا اتفق للمتوكل قتل وولي الخلافة من أولاده ثلاثة: المنتصر، والمعتز، والمعتمد. وفي أولاد الرشيد ثلاثة ولوا الأمر: الأمين، والمأمون، والمعتصم.

(23/604)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 605
وأما عبد اللمك فولي الأمر من أولاده أربعة. ولا نظير لذلك إلا في الملوك. فإن الملك العادل ولي السلطنة من أولاده بدمشق أربعة وهم: المعظم، والأشرف، والكامل، والصالح إسماعيل.
4 (حرف الحاء)
حديد بن موسى. أبو القاسم المصري الخياش. سمع: أبا أمية الطرسوسي، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم. وثقه ابن يونس، وكتب عنه. الحر بن محمد بن الحسين بن أشكاب. سمع: أباه وعمه علياً، وإبراهيم بن مجشر، والزبير بن بكار. وعنه: ابن المظفر، وابن شاهين، ومحمد بن إسماعيل الوراق. وثقه الخطيب وورخه. الحسن بن محمد بن عمر بن سنان.) أبو علي. نيسابوري. حج وحدث ببغداد عن: أحمد بن يوسف السلمي، ومحمد بن يحيى. وعنه: أبو الحسين بن البواب، ويوسف القواس. وكان ثقة. توفي ببغداد. الحسين بن صالح بن خيران. أبو علي. في الكنى. يأتي آخر السنة.

(23/605)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 606
4 (حرف الزاي)
الزبير بن أحمد بن سليمان. أبو عبد الله الزبيري الفقيه الشافعي. توفي في صفر بالبصرة. وصلى عليه ابنه أبو عاصم. وقد تقدم ذكره. له مصنفات.
4 (حرف السين)
سليمان بن داود النيسابوري. سمع: محمد بن يحيى، ويزيد بن عبد الصمد الدمشقي، وأبا قلابة الرقاشي. وعنه: يحيى العنبري، وغيره.
4 (حرف العين)
العباس بن بشر بن عيسى بن الأشعث. أبو الفضل الرخجي. بغدادي نبيل. حدث عن: يعقوب الدورقي، وأبي السهمي، وطبقتهما. وعنه: ابن شاهين، ويوسف القواس، وزوج الحرة. قال الدارقطني: ليس به بأس. العباس بن الوليد بن شجاع.

(23/606)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 607
أبو الفضل الإصبهاني.) روى عن: محمد بن يحيى الذهلي، وأحمد بن منصور زاج. وعنه: الطبراني، وأبو الشيخ، وحسين بن محمد بن علي، وابن المقريء. عبد الله بن حمشاد بن جندل. أبو عبد الرحمن النيسابوري المطوعي. سمع: محمد بن يزيد، وسهل بن عمار النيسابوريين، وأبا قلابة، وعبد الله بن أبي مسرة. وعنه: ابنه أبو بكر، وأبو علي الماسرجسي، وغيرهما. عبد الله بن عتاب بن أحمد بن كثير البصري الأصل الدمشقي. أبو العباس بن الزفتي. سمع: هشام بن عمار، ودحيماً، وأحمد بن أبي الحواري، وعيسى بن حماد، وهارون بن سعيد الأيلي. وعنه: علي بن عمرو الحريري، وأبو سليمان بن زبر، وشافع بن محمد الإسفرائيني، وأبو أحمد الحاكم، وعبد الوهاب الكلابي، وجماعة. ولد سنة أربع وعشرين ومائتين. قال أبو أحمد الحاكم: رأيناه ثبتاً. قلت: كان أسند من بقي بالشام. عمر ستاً وتسعين سنة. ومات في رجب. عبد الله بن محمد بن عبد الكريم بن يزيد بن فروخ بن داود.

(23/607)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 608
أبو القاسم الرازي ابن أخي الحافظ أبي زرعة. ولاؤهم لبني مخزوم. ويروي عن: عمه، ويونس بن عبد الأعلى، وأحمد بن منصور الرمادي، ويوسف بن سعيد بن مسلم، ومحمد بن عيسى بن حيان المدائني، والعراقيين، والرازيين، والمصريين. روى عنه: والد أبي نعيم، والحسن بن إسحاق بن إبراهيم، وابن المقريء، وأبو بكر محمد بن عبيد الله الذكواني، وأحمد بن أحمد العسال، وخلق سواهم. وكان صاحب أصول، ثقة. قاله أبو نعيم، وقال: توفي عندنا بإصبهان. عبد الرحمن بن إسحاق بن محمد بن معمر بن حبيب الجوهري السامري. أبو علي القاضي. محدث، رحال مكثر.) روى عن: علي بن حرب، والربيع المرادي، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم. قال ابن يونس: ناب في القضاء بمصر، وكان ثقة. توفي في ربيع الآخر. قلت: روى عنه: ابن المقريء، والطبراني، وغيرهما. وكان مولده في سنة إحدى وخمسين ومائتين. قلت: عمل قضاء ديار مصر وحده، لأن الذي استنابه كان ببغداد وهو هارون بن إبراهيم بن حماد. قال ابن زولاق: كان عاقلاً فقيهاً حاسباً خبيراً بالدور. له حلقة بالجامع.

(23/608)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 609
حدث عن علي بن حرب بنحو خمسين جزءاً، وعن الربيع بأكثر كتب الشافعي. وكان يتأدب مع الطحاوي كثيراً، وكان يقول: هو أمس مني بإحدى عشرة سنة، ولو أنها إحدى عشرة ساعة. والقضاء أقل من أن أفخر به على أبي جعفر. وكانت ولايته سنة وشهرين، وعزل. عبد الرحمن بن يحيى بن مندة العبدي. أبو محمد الإصبهاني، أخو محمد. سمع: عقيل بن يحيى، وأحمد بن الفرات، ويحيى بن حاتم. وعنه: أبو الشيخ، وابن المقريء، وأبو عبد الله بن مندة الحافظ، وعبد الله بن محمد بن الحجاج. عثمان بن سعيد الكناني الجياني. أبو سعيد. يعرف بحرقوص. سمع: بقي بن مخلد، وكان من كبار أصحابه وكان بارعاً في الأدب. توفي قريباً من سنة عشرين. علوان بن الحسين. أبو اليسير المالكي البغدادي. رحل، وسمع من: إسحاق الدبري، وطائفة. وعنه: ابن شاهين، والقواس. علي بن محمد بن علي ابن الخراساني.)

(23/609)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 610
أبو الحسن الأزدي القطان. دمشقي، سمع: محمد بن عوف، ويونس بن عبد الأعلى، وجماعة. وعنه: أبو هاشم المؤدب، وعبد الوهاب الكلابي. عيسى بن عبد الله بن عمرو. أبو حسان البغدادي العثماني. شيخ. حدث بما وراء النهر بالعجائب. عن: علي بن حجر، ومحمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، والفلاس. روى عنه: عبد المؤمن، ومحمد بن زكريا، وأهل نسف. وادعى أنه سمع من آمنة بنت أنس بن مالك. وهذا يكفيه في الفضيحة. قال المستغفري.
4 (حرف القاف)
القاسم بن بكر الطيالسي. بغدادي، ثقة، نبيل. سمع: الرمادي، وأحمد بن شيبان، وبكار بن قتيبة. وعنه: ابن المظفر، وابن حيويه، ويوسف القواس.
4 (حرف الميم)
محمد بن إبراهيم بن حفص بن شاهين البغدادي البزاز. سمع: محمد بن الوليد البسري، والحسن بن أبي الربيع، ويوسف بن موسى.

(23/610)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 611
وعنه: أبو بكر الوراق، والدارقطني، وأبو حفص الكناني. ومات فجأة في رمضان. محمد بن حسن بن أزهر. أبو بكر القطائعي الأصم الدعاء. حدث عن: عمر بن شبة، وقعنب بن المحرر، وجماعة. روى عنه: محمد بن بخيت، وأبو حفص الكناني. روى عنه ابن السماك كتاب الحيدة. قال الخطيب: كان غير ثقة، يروي الموضوعات.) محمد بن حمدون بن خالد النيسابوري. أبو بكر. أحد الثقات الرحالين. سمع: محمد بن يحيى، وأبا زرعة، وابن وارة، والربيع بن سليمان، وسليمان بن سيف الحراني، وأبا أمية الطرسوسي، وعباساً الدوري. وعنه: محمد بن صالح بن هانيء، وأبو علي الحافظ، والحسن بن أحمد المخلدي، وأبو طاهر بن خزيمة، وأبو بكر بن مهران المقريء، وطائفة. عاش سبعاً وثمانين سنة. توفي في ربيع الآخر. قال الحاكم: كان من الثقات الأثبات الجوالين في أقطار الأرض، رحمه الله تعالى.

(23/611)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 612
محمد بن زكريا بن إبراهيم الدقاق. بغدادي. روى عن: شعيب الصريفيني، وعلي بن حرب. وعنه: أبو الفتح الأزدي، ويوسف القواس مما صح. محمد بن سعيد بن حاتم. أبو جعفر البخاري الزندني. من قرية زندنة. سمع: سعيد بن مسعود المروزي، وعبيد الله بن واصل، وأبا صفوان إسحاق بن أحمد. وعنه: محمد بن حم بن ثابت، وأهل بخارى. محمد بن سعيد بن عبد الرحمن. أبو عبد الله التستري الزاهد. حدث بمصر عن: أبي يوسف القلوسي، وأحمد بن أبي غروة، والمسلم بن محمد بن المسلم اليماني صاحب عبد الرزاق. قال ابن يونس: كتبنا عنه، وكان من أهل الورع. ثقة. مات بمصر في رمضان. محمد بن موسى. أبو علي الواسطي، قاضي الرملة.) قال ابن يونس: كان عالماً باللغة والتفسير، وتفقه على مذهب أهل الظاهر. وقد رمي بالقدر. توفي في ربيع الأول.

(23/612)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 613
محمد بن هارون بن محمد بن إسحاق العباسي. أبو عبد الله، خطيب مصر. ولد بمكة وروى عن: محمد بن إسماعيل الصائغ، وابن أبي مسرة. وكان نبيلاً صدوقاً. توفي بمصر. وقد حدث عن أبيه بكتاب أخبار دولة بني العباس. محمد بن هارون بن الحجاج. أبو بكر القزويني. إمام جامع قزوين. سمع: أباه، وإسماعيل بن توبة، ويحيى بن عبدك، وأبا زرعة الرازي، وسعدان بن نصر، ومحمد بن عبد الملك الدقيقي. وطائفة. وكان ثقة، أكثر عن أبي زرعة. روى عنه أهل بلده. محمد بن يوسف بن مطر بن صالح بن بشر. سمع الصحيح من أبي عبد الله البخاري بفربر في ثلاث سنين. وسمع من علي بن خشرم لما قدم فربر مرابطاً.

(23/613)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 614
قال ابن السمعاني في أماليه: كان ثقة، ورعاً. ولد سنة إحدى وثلاثين ومائتين. قلت: أخطأ من قال إنه سمع من قتيبة. روى عنه الصحيح: أبو زيد المروزي الفقيه، ومحمد بن عمر الشبوي، وأبو محمد بن حمويه، وأبو الهيثم الكشميهني، وأبو إسحاق المستملي، وأبو حامد أحمد بن عبد الله النعيمي، وإسماعيل بن حاجب الكشاني وهو آخر من حدث عنه. وقد على في صحيح البخاري حديث رحلة موسى إلى الخضر فقال: ثناه علي بن خشرم، ثنا سفيان، فذكره. توفي في شوال من السنة لعشر بقين منه. وسماعه للصحيح سنة ثمانٍ وأربعين ومائتين.) وأيضاً مرةً أخرى سنة اثنتين وخمسين ومائتين. وكانت رحلة المستملي إليه في سنة أربع عشرة وثلاثمائة وسمع منه الحموري في سنة خمس عشرة، وست عشرة. وقال أبو زيد: رحلت إلى الفربري سنة ثماني عشرة. وقال أبو الهيثم: سمعت منه الصحيح بفبر في ربيع الأول سنة عشرين. وحدث عن الفربري بالصحيح: أبو علي سعيد بن السكن الحافظ بمصر في سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة. فهو أول من حدث بالكتاب عن الفربري، وأعلمهم بالحديث. وروي عن الفربري أنه قال: سمع الصحيح من البخاري تسعون ألف رجل، فما بقي أحد يرويه غيري. والفربري بكسر الفاء وفتحها، نسبةً إلى قرية فربر من قرى بخارى. ذكر الوجهين عياض، وابن قرقول، والحازمي، وقال: الفتح أشهر.

(23/614)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 615
وما ذكر ابن ماكولا غير الفتح. محمد بن يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن حماد بن زيد الأزدي. مولاهم أبو عمر البغدادي القاضي. سمع: الحسن بن أبي الربيع، وزيد بن أخزم، ومحمد بن الوليد البسري. وعنه: الدارقطني، وأبو بكر الأبهري، وأبو القاسم بن حبابة، وأبو بكر بن المقريء، وآخرون. مولده بالبصرة سنة ثلاثٍ وأربعين ومائتين. وولي قضاء مدينة المنصور سنة أربع وثمانين. وكان لا نظير له في الحكام عقلاً وحلماً وذكاءً، حتى أن الرجل كان إذا بالغ في وصف الشخص قال: كأنه أبو عمر القاضي. وقلده المقتدر قضاء الجانب الشرقي وعدة نواحي، ثم قلده قضاء القضاة سنة سبع عشرة وثلاثمائة. وحمل الناس عنه علماً واسعاً من الحديث والفقه. ولم ير الناس ببغداد أحسن من مجلسه.

(23/615)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 616
كان يجلس للحديث، والبغوي عن يمينه، وابن صاعد عن يساره، وأبو بكر بن زياد النيسابوري بين يديه. وكان يذكر أن جده لقنه حديثاً وهو ابن أربع سنين، عن وهب بن جرير، عن أبيه، عن الحسن) قال: لا بأس بالكحل للصائم. قال الخطيب: هو ممن لا نظير له في الأحكام عقلاً وذكاءً واستيفاءً للمعاني الكثيرة بالألفاظ اليسيرة. وكان الإنسان إذا امتلأ غيظاً قال: لو أني أبو عمر القاضي ما صبرت. استخلف ولده على قضاء الجانب الشرقي. قال الخطيب: وحمل الناس عنه علماً واسعاً، وكتب الفقه لإسماعيل القاضي، وقطعةً من التفسير. وعمل مسنداً كبيراً قرأ أكثره على الناس. قرأت على أبي المعالي الأبرقوهي: أخبركم الفتح بن عبد الله، أنا هبة الله الكاتب، أنبأ أحمد بن النقور، ثنا عيسى بن الجراح: قريء على أبي عمر بن يوسف القاضي، وأنا أسمع، سنة تسع عشرة: حدثكم الحسن بن أبي الربيع، ثنا عبد الرزاق، أنا معمر، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري قال: فرضت الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به خمسين صلاة: ثم نقصت حتى جعلت خمساً. فقال الله تعالى: إن لك بالخمس خمسين، الحسنة بعشر أمثالها. توفي في رمضان.

(23/616)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 617
4 (حرف النون)
نصر بن ببرويه. أبو القاسم الشيرازي. عن: الحسن بن محمد الزعفراني، وإسماعيل بن أبي الحارث. وعنه: الدارقطني، وابن شاهين، وعمر الكناني، وغيرهم. نصر بن الفتح. أبو القاسم المصري، إمام مسجد صندل. حدث عن: الربيع، بن سليمان المرادي، وطائفة. وثقه ابن يونس، وقال: مات نحو سنة عشرين وثلاثمائة.
4 (حرف الهاء)
هبة الله بن محمد بن بندار. أبو القاسم الفارسي.) بفارس.
4 (الكنى)
أبو علي بن خيران. هو الحسين بن صالح بن خيران الفقيه الشافعي. من كبار الأئمة ببغداد.

(23/617)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 618
قال أبو الطيب الطبري: كان أبو علي بن خيران يعاتب ابن سريج على ولاية القضاء، ويقول: هذا الأمر لم يكن في أصحابنا، إنما كان في أصحاب أبي حنيفة. وقال أبو إسحاق الشيرازي في ترجمة ابن خيران: عرض عليه القضاء فلم يتقلد. وكان بعض وزراء المقتدر وكل بداره ليتقلد القضاء، فلم يتقلد. وخوطب الوزير في ذلك فقال: إنما قصدنا ليقال في زماننا: من وكل بداره ليتقلد القضاء فلم يفعل. قلت: تخرج بأبي علي بن خيران جماعةٌ ببغداد. وقيل: إن وفاته سنة عشرين وهم، وإنما توفي في حدود سنة عشر. والأول أظهر، فإن أبا بكر محمد بن أحمد الحداد الفقيه سافر من مصر إلى بغداد يسعى لأبي عبيد بن حربويه القاضي في أن يعفى من قضاء مصر. فقال ابن زولاق في تاريخ قضاة مصر: وشاهد ابن الحداد ببغداد في شوال سنة عشر باب أبي علي بن خيران الفقيه الشافعي مسموراً لامتناعه من القضاء، وقد استتر. قال: فكان الناس يأتون بأولادهم الصغار، فيقولون لهم: انظروا حتى تحدثوا بهذا. قال أبو عبد الله الحسين بن محمد العسكري: توفي لثلاث عشرة ليلةٍ بقيت من ذي الحجة سنة عشرين. امتنع من القضاء، فوكل الوزير ابن عيسى ببابه، فشاهدت الموكلين على بابه حتى كلم فأعفاه. وقال: ختم الباب بضعة عشر يوماً. قلت: لم يبلغنا على من اشتغل ولا من أخذ عنه. وأظنه مات كهلاً، ولم يسمع شيئاً فيما أعلم. أبو عمرو الدمشقي الصوفي.

(23/618)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 619
قال السلمي: كان من كبار مشايخ الشام وعلمائهم، ومن ذوي المقامات المعروفة والكرامات المشهورة. يحكى عنه أنه كان يقول بالشواهد والصفات. وهذا مذهب لأهل الشام، ربما تكلموا في أشياء تدق في مسائل الأرواح وغيرها، وهذا مكذوب على أبي عمر لأنه أحد مشايخ) العلماء. وقد ورد على الحلولية وأصحاب الشواهد والصفات مقالاتهم. حكى أبو عمرو عن: ابن الجلاء، وغيره. حكى عنه: أحمد بن علي الإصطخري، ومحمد بن عبد الله الرازي، وأبو سعيد الدمشقي، وجماعة. قال أبو القاسم الدمشقي: سألت أبا عمرو: أي الخلق أعجز قال: من عجز عن سياسة نفسه قلت: فأي الخلق أقوى قال: من قوي على مخالفة هواه قال: فقلت: أي الخلق أعقل قال: من ترك المكونات وأقبل على مكونها وقال محمد بن عبد الله الرازي: سمعت أبا عمر الدمشقي يقول: كما فرض الله على الأنبياء إظهار المعجزات ليؤمنوا بها، كذلك فرض على الأولياء كتمان الكرامات لئلا يفتنوا بها. قال السلمي: توفي سنة عشرين. وقال ابن زبر: في سنة أربع وعشرين.

(23/619)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 620
1 (ذكر من لم أعرف وفاته)
من رجال هذه الطبقة الثانية والثلاثين على ترتيب المعجم
4 (حرف الألف)
أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي. أبو سليمان الطبراني. سمع: دحيماً، وغيره. ورحل بابنه إلى اليمن، فسمع من الدبري. روى عنه: ابنه، وابن المقريء. حدث في سنة خمس عشرة وثلاثمائة، وكان قد نيف على الثمانين. توفي بإصبهان. أحمد بن عبد الله. أبو بكر البغدادي. سمع: سريج بن يونس. وعنه: أبو الفتح الحافظ. أحمد بن محمد بن الحسين. أبو بكر السحيمي، قاضي همدان. كان حافظاً، ثقة، واسع العلم. سمع: إبراهيم بن الهيثم البلدي، وجعفر بن محمد بن شاكر، وإسماعيل القاضي، ويحيى بن عثمان بن صالح المصري. روى عنه: المعافى بن زكريا، وابن الثلاج، وآخرون. إبراهيم بن خزيم بن قمير بن خاقان.

(23/620)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 621
أبو إسحاق الشاشي. رواية عبد بن حميد. شيخ مستور، مقبول. روى عن عبدٍ تفسيره ومسنده الكبير.) وحدث بخراسان. روى عنه: أبو محمد بن حمويه السرخسي، وغيره. ولم يبلغني وفاته رحمه الله. وقد سمع منه ابن حمويه بالشاش في سنة ثماني عشرة وثلاثمائة في شعبان، وقال: كان أصل أجداده من مرو، وأن سماعه من عبد في سنة تسعٍ وأربعين ومائتين. وحدث عنه: أبو حاتم بن حبان. إبراهيم بن عبد الله. أبو إسحاق العسكري الزبيبي. حدث بعسكر مكرم عن: أبي حفص الفلاس، ومحمد بن عبد الأعلى الصغاني. ومحمد بن بشار، وغيرهم. وعنه: عمر بن شاهين، وزاهر بن أحمد، وأبو بكر بن المقريء، وغيرهم. قرأت على أحمد بن هبة الله، عن أبي روح عبد المعز، أنا زاهر، أنا سعيد البحيري، أنا زاهر السرخسي: ثنا إبراهيم بن عبد الله الزبيبي بعسكر مكرم، ثنا بندار، ثنا محمد، ثنا شعبة: سمعت قتادة، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه. رواه مسلم، عن بندار.

(23/621)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 622
إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن غالب الأنباري. أبو القاسم المؤدب. حدث ببغداد عن: إبراهيم بن عبد الله الهروي، وسوار بن عبد الله العنبري، وعمرو بن علي، وجماعة. روى عنه: أبو عمر بن حيويه، وأبو الحسن الجراحي. وكان ثقة. أحمد بن جعفر بن نصر. أبو العباس الرازي الجمال. سمع: أحمد بن أبي سريج، ومحمد بن حميد، وجماعة. روى عنه: أبو أحمد الحاكم، وأهل بلده.) أحمد بن علي البغدادي. أبو علي السمسار. أخذ القراءة عرضاً وتلقيناً عن: محمد بن يحيى الكسائي الصغير وهو أميز أصحابه. وروى عن: محمد بن الجهم. روى عنه القراءة: بكار بن أحمد، وعبد الواحد بن أبي هاشم، وزيد بن أبي بلال، وأحمد بن عبد الرحمن الولي. أحمد بن عيسى زغبة. روى عن: محمد بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد الحداد المصري. ينظر من تاريخ ابن يونس. أحمد بن موسى. أبو زرعة المكي التميمي. عن: أحمد بن أبي روح، وغيره. وعنه: أبو محمد بن السقاء، وأبو بكر بن المقريء، وغيرهما. مستور.

(23/622)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 623
أحمد بن سعيد. أبو بكر الطائي المصري الكاتب. نزل دمشق، وحدث بآثارٍ عم جماعة. روى عنه: محمد بن يحيى الصولي، والحسين بن إبراهيم بن أبي الرمرام، ومحمد بن عمران المرزباني. قال أبو سليمان بن زبر: اجتمعت أنا وعشرة فيهم أبو بكر الطائي يقرأ فضائل علي رضي الله عنه في الجامع بدمشق. قلت: هذا كان بعد الثلاثمائة، إذ العوام بدمشق نواصب قال: فوثب إلينا نحو المائة من أهل الجامع يريدون ضربنا. وأخذ شخص بلحيتي، فجاء بعض الشيوخ، وكان قاضياً، في الوقت فخلصني وعلقوا أبا بكر فضربوه، وعملوا على سوقه إلى الوالي في الخضراء، فقال لهم أبو بكر: يا سادة، إنما في كتابي فضائل علي، وأنا أخرج لكم غداً فضائل معاوية أمير المؤمنين. واسمعوا هذه الأبيات التي قلتها الآن:)
(حب علي كله ضرب .......... يرجف من خيفته القلب)

(فمذهبي حب إمام الهدى .......... يزيد والدين هو النصب)

(من غير هذا قال فهو امرؤ .......... مخالف ليس له لب)

(والناس من ينقد لأهوائهم .......... يسلم وإلا فالقفا نهب)
بقي الطائي هذا إلى سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة. أحمد بن محمد بن عبد الجبار. أبو جعفر الرياني. راوي كتاب الترغيب عن مؤلفه حميد بن زنجويه. روى عنه: عبد الرحمن بن أبي سريج. وهو مخفف: ذكره ابن نقطة بعد محمد بن أحمد بن عون. أسامة بن محمد.

(23/623)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 624
أبو بكر الكرخي الدقاق. عن: حفص الربالي. وعنه: الدارقطني، ويوسف القواس، وجماعة. إسحاق بن حمدان. أبو يعقوب النيسابوري، نزيل بلخ. يروي عن: حم بن نوح، ومحمد بن رافع، وإسحاق الكوسج. عنده عجائب عن حم. روى عنه: أبو بكر أحمد بن علي الرازي، وأبو علي النيسابوري، وأبو إسحاق المزكي. وحج سنة سبع وثلاثمائة. إبراهيم بن كيغلع. الأمير أبو إسحاق. ولاه المقتدر ساحل الشام، فقدمها سنة ست عشرة وثلاثمائة. وكان شاعراً محسناً جواداً ممدحاً. فمن شعره:
(قم يا غلام أدر مدامك .......... واحثث على الندمان جامك)

(تدعى غلامي ظاهراً .......... وأظل في سر علامك)
)
(الله يعلم أنني .......... أهوى عناقك والتزامك)

(23/624)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 625
إسحاق بن سليمان. الطبيب المعروف بالإسرائيلي. أستاذ مصنف، مشهور بالحذق والبراعة في الطب. وهو مصري سكن القيروان، ولازم إسحاق بن عمران البغدادي نزيل إفريقية الملقب بسم ساعة. أخذ عنه وتتلمذ له، وخدم أبا محمد المهدي صاحب إفريقية، وكان طبيبه. وطال عمره وأسن، ولم يتزوج قط، فقال له بعضهم: أيسرك أن لك ولداً قال: أما إذا صار لي كتاب الحميات فلا. وقال: لي أربع كتب تحيي ذكري، وهي: كتاب الحميات، وكتاب الأغذية والأدوية، وكتاب البول، وكتاب الأسطقصات. وللإسرائيلي كتب أخر في الطب والمنطق. وتوفي قريباً من سنة عشرين وثلاثمائة.
4 (حرف الجيم)
جعفر بن أحمد بن مروان. أبو محمد الحلبي الوزان الكبير. سمع: أيوب بن محمد الوزان، وهشام بن خالد الأزرق. وعن: ابن المقريء، وعلي بن محمد الحلبي، وغيرهما. جعفر بن حمدان الموصلي الشحام. روى عن: يوسف بن موسى القطان، وطبقته.

(23/625)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 626
وعنه: محمد بن المظفر، وعمر بن شاهين. جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي. أبو الفضل. سمع: الهيثم بن سهل التستري، وغيره. وعنه: ابنه أبو بكر أحمد، وأحمد بن حفص الكناني.) جبير بن محمد بن أحمد. أبو عيسى الواسطي. حدث عن: سعدان بن نصر، وشعيب بن أيوب الصريفيني. وعنه: ابن المظفر، وابن شاهين، وابن المقريء. وهو ثقة.
4 (حرف الحاء)
الحسن بن إسماعيل بن سليمان. أبو علي الفارسي. حدث بخراسان عن: أحمد بن المقدم، ويعقوب الفسوي. وعنه: محمد بن الحسن بن منصور، وأبو إسحاق المزكي، وغير واحد. وأظنه نزل بخارى. الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن فيل الأسدي. أبو طاهر البالسي الإمام بمدينة أنطاكية، وصاحب الجزء المعروف. رحل وطوف بعد الأربعين ومائتين.

(23/626)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 627
وسمع: أبا كريب، وعبد الجبار بن العلاء، وعقبة بن مكرم، والحسين بن الحسن المروزي. ومحمد بن مصفى، ويحيى بن عثمان، وأحمد بن عبد الله البزي، ومؤمل بن إهاب، وسفيان بن وكيع، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، وكثير بن عبيد، وإسحاق بن موسى الأنصاري، ومحمد بن قدامة، وغيرهم. وعنه: أبو القاسم الطبراني، وأبو بكر بن المقريء، وعلي بن الحسين بن بندار قاضي أذنة، وشاكر بن عبد الله المصيصي، وجماعة. وهو صدوق، ما عرفت فيه جرحاً. الحسين بن إبراهيم بن عامر بن أبي عجرم. الإمام أبو عيسى الأنطاكي المقريء. قرأ على: أحمد بن جبير الأنطاكي المقريء. وطال عمره واشتهر ذكره.) وقرأ عليه: عبد الله بن اليسع الأنطاكي، وعلي بن الحسين الغضائري.
4 (حرف السين)
سعيد بن هاشم بن مرثد. أبو عثمان الطبراني. سمع: أباه، ودحيماً، وإبراهيم بن الوليد بن سلمة الطبراني. وعنه: أبو حاتم بن حبان، ومحمد بن بكر بن مطروح المصري، والفضل بن جعفر المؤذن، والطبراني، وأبو بكر بن المقريء. وقال ابن حبان: صدوق. روى عنه: ابن المظفر، عن مؤمل بن شهاب.

(23/627)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 628
4 (حرف الصاد)
صدقة بن منصور بن عدي. أبو الأزهر الكندي الحراني. عن: محمد بن بكار بن الريان، وأبي معمر إسماعيل بن إبراهيم الهذلي، ويحيى بن أكثم. وعنه: أبو أحمد الحاكم، وأبو بكر بن المقريء، وجماعة. قال أبو أحمد: كان أبو عروبة يسيء الرأي فيه.
4 (حرف العين)
العباس بن الخليل بن جابر. أبو الخليل الطائي الحمصي. عن: كثير بن عبيد، ويحيى بن عثمان، وسلمة بن الخليل. وعنه: أبو أحمد الحاكم، وابن المقريء. قال أبو أحمد: فيه نظر. العباس بن علي بن العباس بن واضح النسائي. بغدادي، ثقة. روى عن: عيسى بن أبي حرب، والرمادي، وطبقتهما. وعنه: محمد بن المظفر، وابن البواب، وإسحاق النعالي، وغيرهم.) عبد الله بن جابر الطرسوسي. سمع: زهير بن قمير، وعبد الله بن خبيق الأنطاكي، ويمان بن سعيد

(23/628)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 629
اليحصبي، وجماعة. وعنه: ابن حيان، وأبو بكر بن المقريء. عبد الله بن جامع بن زياد الحلواني. سمع: علي بن حرب، والربيع المرادي. وعنه: أبو أحمد الغطريفي، وأبو أحمد الحاكم، وجماعة. عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن الخليل. أبو القاسم بن الأشقر. راوي تاريخ البخاري المختصر عن مصنفه. سمع: لويناً، والحسين بن مهدي، ورجاء بن مرجا، والحسن بن عرفة، ويوسف بن موسى القطان. وعنه: محمد بن المظفر، وجبريل بن محمد الهمذاني، وأبو عمر بن حيويه، وأبو حفص بن شاهين، ومحمد بن جعفر بن يوسف، وغيرهم. وكان على قضاء كرخ بغداد. وحدث بهمذان وإصبهان. روى عنه أهل تلك الديار. عبد الله بن محمد بن سلم بن حبيب. أبو محمد المقدسي الفريابي. سمع: هشام بن عمار، وعبد الله بن ذكوان، ودحيماً، ومحمد بن رمح، وحرملة، وجماعة.

(23/629)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 630
وعنه: أبو حاتم بن حبان ووثقه، والحسن بن رشيق، ويوسف الميانجي، وابن عدي. ووصفه أبو بكر بن المقريء بالصلاح والدين، وروى عنه. وله رحلة. عبد الله بن محمد بن النضر. أبو محمد البصري الجرار الكواز. سمع حديثاً واحداً من هدبة بن خالد عن الحمادين. روى عنه: محمد بن حميد المخرمي، وعمر بن سنبك، وأبو عمر بن حيويه.) حدث ببغداد سنة اثنتي عشرة. عبد الرحمن بن داود بن منصور الفارسي. رحال، سمع: هلال بن عبد العلاء، وأحمد بن عبد الوهاب الحوطي، وعثمان بن خرزاذ. وعنه: الإصبهانيون أبو الشيخ، والعسال، والحسن بن عبد الله العسكري. وكان فقيهاً كثير الحديث. عبد الرحمن بن عبيد الله بن عبد العزيز بن الفضل الهاشمي العباسي الحلبي. ابن أخي الإمام.

(23/630)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 631
سمع: عبد الرحمن بن عبيد الله الأسدي الحلبي ابن أخي الإمام، وهو سميه وأكبر شيخ له. ولعله هو آخر من روى عنه. وسمع أيضاً: محمد بن قدامة المصيصي، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، وبركة بن محمد الحلبي، وجماعة. وعنه: أبو أحمد بن عدي، ومحمد بن سليمان. عبد الرحمن بن عبيد الله بن أحمد الأسدي. أبو محمد ابن أخي الإمام الحلبي الصغير المعدل. عنه: إبراهيم بن سعيد الجوهري، ومحمد بن قدامة المصيصي، وأحمد بن حرب الموصلي. وعنه: أبو أحمد بن عدي الحافظ، ومحمد بن المظفر الحافظ، وأبو أحمد الحاكم الحافظ، وأبو بكر بن المقريء، وأبو طاهر محمد بن سليمان بن أحمد بن ذكوان. وهو صدوق أيضاً فقد اشترك في اسمه وكنيته وعرفه هو والذي قبله. وكذلك اشتركا في الرواية عن جماعة من الشيوخ، وهذا من غريب الإتفاق. وأما: عبد الرحمن بن عبيد الله ابن أخي الإمام الحلبي الكبير. فقد مر في طبقة أحمد بن حنبل والله أعلم. عبد الرحمن بن عيسى الهمذاني الكاتب.

(23/631)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 632
كاتب رسائل الأمير بكر بن عبد العزيز ابن الأمير أبي دلف العجلي. وقد ولي هذا إمرة همدان للمعتضد في سنة إحدى وثمانين ومائتين.) وعاش عبد الرحمن بعد ذلك مدة، وبقي إلى بعد الثلاثمائة. وله كتاب الألفاظ، الكتاب المشهور الذي قال فيه الصاحب بن عباد: لو أدركت عبد الرحمن مصنف كتاب الألفاظ لأمرت بقطع لسانه ويده. فسئل عن سبب ذلك، فقال: لأنه جمع شذور العربية الجزلة المعروفة في أوراق يسيرة، فأضاعها في أفواه صبيان المكاتب. ورفع عن المتأدبين تعب الدروس والحفظ الكثير، والمطالعة الدائمة. وقال ابن فارس اللغوي: أنشدني أبي، عن عبد الرحمن كاتب بكر:
(ما ودني أحد إلا بذلت له .......... من المودة ما يبقى على الأبد)

(ولا قلاني وإن كنت المحب له .......... إلا دعوت له الرحمن بالرشد)

(ولا ائتمنت على سر فبحت له .......... ولا مددت إلى غير الجميل يدي)

(ولا أقول نعم يوماً فأتبعها .......... بلا، ولو ذهبت بالمال والولد)
علي بن أحمد بن محفوظ أبو الحسن المحفوظي النيسابوري. سمع: عبد الله بن هاشم، وأحمد بن سعيد الدارمي، وجماعة. وعنه: أبو علي الحافظ، وعبد الله بن سعد، ومحمد بن أحمد بن عبدوس. قرأت على أحمد بن عساكر، عن أبي روح: أنا زاهر، أنا أبو الحسن عبد الله بن عبد الرحمن البحيري، أنا محمد بن أحمد بن عبدوس، أنا علي بن أحمد المحفوظي، نا عبد الله بن هاشم، ثنا بهز بن أسد، ثنا محمد بن طلحة بن مصرف، عن عبد الله بن شريك العامري، عن عبد الرحمن بن عدي الكندي، عن الأشعث بن قيس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أشكر الناس له أشكرهم للناس.

(23/632)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 633
عبد الله تكلم فيه لكونه من شيعة المختار الكذاب. عبد الرحمن بن زاذان، أبو عيسى الرزاز. روى عن: أحمد بن حنبل حديثاً واحداً. رواه عنه: أبو محمد بن السقاء، وأبو بكر بن شاذان، وأبو القاسم ابن الثلاج.) مولده سنة إحدى وعشرين ومائتين. وبقي إلى سنة خمس عشرة وثلاثمائة. علي بن إسماعيل بن حماد البغدادي البزاز. سمع: يعقوب الدورقي، ومحمد بن المثنى، وطبقتهما. روى عنه: ابن لؤلؤ، وابن المظفر. قال الخطيب: كان صدوقاً فهماً. جمع حديث شعبة واختلط آخر عمره. علي بن سليم بن إسحاق المقريء البزاز الخصيب. بغدادي. سمع: أبا عمر الدوري، وقرأ عليه أيضاً. وسمع أيضاً من: الحسن بن عرفة، ومحمد بن حسان الأزرق. وعنه: أبو القاسم عبد الله بن النحاس، ومحمد بن عبيد الله بن الشخير، وإبراهيم بن أحمد الخرقي. وقرأ عليه القرآن: أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن الولي، وأخبر أنه قرأ على الدوري.

(23/633)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 634
علي بن الحسين. أبو الحسن بن الرقي الوزان المقريء. شيخ بغدادي، لا يعرف إلا من جهة أبي أحمد السامري. ذكره الدامي فقال: أخذ القراءة عرضاً عن: أبي شبيب السدوسي، وقنبل، وعبد الرحمن بن عبدوس، وأحمد بن علي الخزاز، وإسحاق الخزاعي. مشهور ثقة. روى عنه القراء عرضاً: عبد الله بن الحسين، يعني السامري. نسبه لنا فارس بن أحمد، عنه. علي بن الفتح. أبو الحسن العسكري الرومي. روى حديثاً عن: الحسين بن عرفة. رواه: الدارقطني، والقاضي أبو بكر الأبهري، وابن شاهين. علي بن محمد بن حاتم.) أبو الحسين القومسي، نزيل فزوين. حدث ببغداد عن: محمد بن عزيز الأيلي. روى عنه: أبو بكر الوراق، والحربي. علي بن المبارك. أبو الحسن المسروري. سمع: عبد الأعلى بن حماد، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، وجماعة.

(23/634)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 635
وعنه: أبو أحمد الحاكم. علي بن موسى بن محمد بن النضر. أبو القاسم الأنباري. حدث ببغداد عن: محمد بن وزير، وزياد بن أيوب، ويعقوب الدورقي، وجماعة. وعنه: أبو القاسم بن النحاس، وأبو عمير بن حيويه، وعمر بن شاهين. وثقه ابن النحاس. علي بن الحسن بن الحارث بن غيلان. أبو القاسم المروذي البغدادي. عن: زياد بن أيوب، ومحمد بن سهل بن عسكر، وابن عرفة، وعدة. وعنه: أبو الفضل الزهري، وعلي بن عمر السكري، وعمر بن نوح. وثقه الخطيب. عمر بن عثمان بن الحارث بن ميسرة الرغيثس الحمصي. روى عن: عطية بن بقية بن الوليد، وأبي سعيد الأشج. وعنه: الحسين بن أحمد بن عتاب، وابن المقريء. عمر بن محمد بن شعيب الصابوني. حدث عن: عبد الله المخرمي، وحنبل، وجماعة. وعنه: عبيد الله الزهري، وابن المظفر، والدارقطني، وجماعة. وثقه الخطيب. عمر بن محمد بن عيسى الجوهري السذابي.) شيخ بغدادي.

(23/635)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 636
سمع: محمود بن خداش، والحسن بن عرفة، والأثرم. وعنه: الشافعي، وابن بخيت، ومحمد بن الشخير، وغيرهم. قال الخطيب: في حديثه نكرة. عيسى بن عمر بن العباس بن حمزة بن عمرو بن أعين. أبو عمران السمرقندي، صاحب أبي محمد الدارمي. شيخ مستور مقبول. روى عنه: أبو الحسين محمد بن عبد الله الكاغدي، وعبد الله بن أحمد بن حمويه السرخسي، وغيرهما. لا أعلم متى توفي، إلا أنه كان في هذا العصر حياً.
4 (حرف الفاء)
الفضل بن إسماعيل البغدادي الغلفي. أبو غانم. عن: الحسن الزعفراني، والرمادي، وطبقتهما. وعنه: الدارقطني، وابن شاهين، ويوسف القواس. الفضل بن محمد بن حماد السلمي الحراني. أبو معشر بن أبي معشر، أخو أبي عروبة. شيخ مسن كأخيه. سمع: عبد السلام بن عبد الحميد الإمام، وجده عمرو بن أبي عمرو سعيد بن زاذان، والزبير بن بكار. وعنه: ابن المقريء، وأبو أحمد الحاكم.

(23/636)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 637
4 (حرف القاف)
القاسم بن عيسى. أبو بكر العصار، دمشقي مشهور، ثقة. سمع: مؤمل بن إهاب، وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، وعبد السلام بن عتيق، وموسى بن) عامر المري، وطبقتهم. وعنه: محمد بن حميد بن معتوق، وأبو هاشم عبد الجبار، ومحمد بن المظفر، وأبو بكر الربعي، وأبو أحمد الحاكم، وابن المقريء. القاسم بن محمد بن عبد الرحمن. أبو الحسن الجدي، ثم المكي البزار. سمع: محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، والحسن الحلواني، والحسين بن الحسن المروزي. روى عنه: أبو بكر بن المقريء، وأبو أحمد الحاكم.
4 (حرف الميم)
محمد بن أحمد بن حمدان. أبو الطيب المروروذي ثم الرسعني الوراق. يروي عن: الربيع بن سليمان، وأبي عتبة الحمصي، وإسحاق بن شاهين، وأبي هشام الرفاعي، وطائفة كثيرة. وعنه: بكير الطرسوسي، وعبد الله بن عدي ورماه بوضع الحديث، وأبو أحمد الحاكم.

(23/637)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 638
وقال أبو عروبة الحراني: ما رأيت في الكذابين أصفق وجهاً منه. محمد بن أحمد بن سلم. أبو العباس الرقي الضراب، نزيل حران. سمع: محمد بن سليمان لوين، وسليمان بن عمر الأقطع، وإسحاق بن موسى الأنصاري، وجماعة. وعنه: ابن المقريء، وأبو أحمد الحاكم. محمد بن أحمد بن عمر الرملي الضرير المقريء. أبو بكر الداجوني الكبير. من شيوخ القراءة. تلا على: العباس بن الفضل الرازي، ومحمد بن موسى الصوري، وهارون بن موسى الأخفش الدمشقي، وجماعة بعده روايات. وكان كثير التطواف.) قرأ عليه: عبد الله بن محمد بن فورك القباب، وأبو بكر بن مجاهد، وأحمد العجلي شيخ أبي علي الأهوازي، وزيد بن أبي بلال، وأبو بكر الشذائي، والعباس بن محمد الداجوني الصغير، ومحمد بن أحمد الباهلي. محمد بن إبراهيم بن شعيب الغازي.

(23/638)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 639
أبو الحسين الحافظ الجرجاني. ثقة مشهور. سمع: أبا حفص الفلاس، وابن أبي الشوارب، ومحمد بن عبد الملك بن زنجويه، والذهلي، وأبا زرعة الرازي، والبخاري. روى عنه: ابن عدي، والإسماعيلي، وأبو أحمد الحاكم. محمد بن إبراهيم بن أبي الجحيم. أبو كثير الشيباني البصري. حدث ببغداد عن: يونس بن عبد الأعلى، والربيع بن سليمان، ومحمد بن إسماعيل الصائغ، وطبقتهم. روى عنه: محمد بن المظفر، وابن حيويه، وابن شاهين. قال حمزة السهمي: سألت عنه أبا محمد غلام الزهري فوثقه. محمدبن أيوب بن مشكان. أبو عبد الله النيسابوري. حدث عن: المنسجر بن الصلت القزويني، وأبي عتبة الحمصي، ومحمد بن عمر بن أبي السمح. روى عنه: أبو بكر بن أبي دجانة، وأبو هاشم المؤدب، وأبو بكر بن المقريء، وجماعة. محمد بن حصن بن خالد. أبو عبد الله البغدادي الألوسي. سمع: محمد بن معمر البحراني، ومحمد بن زنبور المكي، ومحمد بن

(23/639)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 640
زياد الزيادي، وعلي بن الحسين الدرهمي، وجماعة. وحدث بدمشق.) وعنه: محمد بن حميد بن معيوف، وأحمد بن جعفر بن حمدان الطرسوسي، والطبراني، وأبو بكر المقريء، وجماعة. محمد بن سعيد بن محمد. أبو بكر الترخمي الحمصي الحافظ، وقيل اسمه: محمد بن جعفر بن سعيد. سمع: أباه، والحسن بن علي بمعان، وأبا أمية الطرسوسي، وسعيد بن عمرو السكوني، وطائفة. وعنه: محمد بن المظفر، وأبو الفضل محمد بن عبد الله الشيباني، وأبو الخير أحمد بن علي الحمصي الحافظ، وأبو الفضل جعفر بن الفرات، وآخرون. وترخم بطن من يحصب. محمد بن الحسن. أبو بكر العجلي الكاراتي. روى عن: سعدان بن نصر، وطبقته.

(23/640)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 641
روى عنه: أبو عمر بن السماك، وأبو بكر بن شاذان. محمد بن سليمان بن محبوب. أبو عبد الله الحافظ المعروف بالسخل. روى عن: محمد بن عوف الحمصي، وجماعة. وعنه: الجعابي، وابن المظفر، وجماعة. محمد بن عبد الله بن محمد بن أعين الطائي. الحمصي، أبو بكر. سمع: محمد بن عوف، والعباس بن الوليد بن مزيد، ويزيد بن عبد الصمد، وجماعة. وعنه: أبو بكر بن المقريء، وأبو أحمد الحاكم، والحسن بن عبد الله الكندي. والطبراني، وغيرهم. محمد بن عبد الله بن سعيد. أبو الحسن المهراني. سمع: محمد بن الوليد البسري، والحسن بن محمد الزعفراني، ومحمد بن بشار.) وعنه: محمد بن أحمد الإخميمي. محمد بن سفيان بن موسى المصيصي. أبو يوسف الصفار. روى عن: محمد بن آدم المصيصي، ومحمد بن قدامة، وسعيد بن رحمة. وعنه: ابن المقريء، وأبو أحمد الحاكم.

(23/641)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 642
محمد بن عبد الله بن ثابت. أبو بكر الأشناني. كذاب. روى عن: علي بن الجعد، وأحمد بن حنبل. وعنه: أبو بكر بن شاذان، وغيره. قال الدارقطني: هو دجال. محمد بن المبارك بن عبد الملك المعافري المصري. حدث عنه: دحيم، وغيره. وعنه: ابن يونس. وتوفي سنة بضع عشرة. محمد بن علي القاضي. أبو عبد الله المروزي الزاهد العابد، الملقب بالخياط، لأنه كان يخيط على الأيتام والمساكين حسبةً. ولي قضاء نيسابور سنة ثمانٍ وثلاثمائة، إلى أن استفى سنة إحدى عشرة. ورد خريطة الحكم ابتداءً منه إلى الرئيس أبي الفضل البلعمي، فلم يشرب لأحد ماءً، ولا عثر عليه في الدين والدنيا على زلة. وكان لا يدع سماع الحديث وهو على القضاء، ولا يتخلف عن مجالس أبي العباس السراج. وقد كان سمع منه: علي بن خشرم، ومحمود بن آدم، وأحمد بن سيار، والمشايخ.

(23/642)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 643
وسئل أن يحدث فلم يحدث إلا في المذاكرة بالشيء بعد الشيء. قاله الحاكم. وقد سمعت أبا الوليد الفقيه يقول: مررت أنا وأبو الحسن الصباغ على باب مسجد رجاء،) ومحمد بن علي الخياط جالس وكاتبه بحذائه، وليس معهما أحد. فقلت: أنحتسب ونتقدم إليه، ويدعي أحدنا على الآخر. فتقدمنا وجلسنا، فادعيت أنا أو هو أني سمعت في كتابه، وليس يعيرني سماعي. فسكت ساعةً ثم قال: بإذنك سمع في كتابك قال: نعم. قال: فأعره سماعه. وقال الحاكم: سمعت أبي يقول: كان محمد بن علي الحاكم المروزي طول أيامه يسكن دار ابن حمدون بحذاء دارنا، وكنت أعرفه يخيط بالليل، وعند فراغه بالنهار، للأيتام والضعفاء، ويعدها صدقة. سمعت محمد بن عبدان خادم الجامع يقول: كان محمد بن علي الحاكم يجيء في كل أسبوع ليلةً إلى الجامع، فيتعبد إلى الصباح من حيث لا يعرف غيري. فصادفته ليلةً وهو يتلو: ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون والفاسقون والظالمون فكلما تلا آية منها ضرب بيده على صدره ضربةً، أسمع صوت الضربة من شدته. قلت: ولم يورخ له موتاً. محمد بن السري بن عثمان. أبو بكر البغدادي التمار. عن: الحسن بن عرفة، والرمادي، وعباس الدوري، وعدة.

(23/643)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 644
وعنه: ابن نجيب، والدارقطني، وابن زنبور الوراق، وغيرهم. وكذا ذكره الخطيب، ولم يورخه. محمد بن صالح بن رغيل البصري التمار. شيخ معمر. روى عن: طالوت بن عباد، وعبد الواحد بن غياث. أدركه أبو حفص بن شاهين بالبصرة وروى عنه. محمد بن عبد الله بن يوسف. أبو بكر المهري. سمع: الحسن بن عرفة، وطبقته. وعنه: أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر بن شاذان.) وكان ثقة. محمد بن عبد الملك التاريخي البغدادي. أبو بكر السراج. روى عن: الحسن بن محمد الزعفراني، والرمادي، وهذه الطبقة. روى عنه: القاضي أبو الطاهر الذهلي فقط. ولقب بالتاريخي لاعتنائه التام بالتواريخ. قال الخطيب: كان فاضلاً أديباً حسن الأخبار. محمد بن عمر بن حفص. أبو بكر القبلي الثغري.

(23/644)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 645
عن: هلال بن العلاء، وغيره. وعنه: ابن شاهين، وأبو بكر بن شاذان، والمعافى الجريري. قال الدارقطني: ضعيف جداً. محمد بن علي بن الحسين بن يزيد. أبو بكر الهمذاني الصيدلاني. سمع: أحمد بن بديل، وأحمد بن محمد التبعي، وأحمد بن عصام الإصبهاني. وعنه: ابنه أحمد، وصالح بن أحمد الحافظ، والحسن بن علي بن أحمد بن سليمان البغدادي الإصبهاني. وكان سمحاً سهلاً صالحاً صدوقاً. قاله شيرويه في الطبقات. محمد بن علي. أبو سهل الزعفراني. سمع: أحمد بن سنان القطان، وشعيب الصريفيني. وعنه: أبو بكر بن شاذان، وأبو حفص بن شاهين. محمد بن محمد بن سليمان الباغندي. أخو الحافظ أبي بكر. أبو عبد الله. روى عن: شعيب بن أيوب الصريفيني بالموصل.) وعنه: محمد بن المظفر. محمد بن محمد بن عمرو. أبو الحسن الجارودي البصري. حدث ببغداد عن: محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، ونصر بن علي.

(23/645)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 646
روى عنه: ابن بخيت الدقاق، وابن شاهين، وعلي بن الحسن الجراحي. وهو من جملة من تجاوز مائة سنة. قال الخطيب: روايته مستقيمة. حدث في سنة عشرين وثلاثمائة، وقد ولد سنة ثمان عشرة ومائتين. أبو بكر بن المقريء. بصري نزل بغداد. وقرأ على محمد بن المتوكل رويس. وهو أجل أصحابه وأضبطهم لقراءة يعقوب. قرأ عليه: أحمد بن محمد اليقطيني، وأبو بكر النقاش، وأبو بكر بن الأنباري، وعبد الواحد بن أبي هاشم، وعبيد الله بن سليمان النحاس، وأحمد بن محمد الشنبوذي، وأبو الحسن الغضائري، ومحمد بن محمد بن فيروز الكرجي، وعبد الله بن الحسين السامري، وآخرون. قال أبو بكر محمد بن الحسن بن الجلندي: قرأت على أبي بكر محمد بن هارون التمار، وأخذ مني ثمانية عشر درهماً. وأخبرني أنه قرأ على رويس أربعاً وعشرين ختمةً. قلت: توفي سنة بضع عشرة وثلاثمائة. معروف بن محمد بن زياد الجرجاني. حدث ببغداد عن: الحسن بن علي بن عفان، وإسحاق بن مهران الرازي، ويحيى بن أبي طالب. وعنه: أبو بكر الأبهري، ومحمد بن عبيد الله بن الشخير، وآخرون.

(23/646)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 647
المفجع. هو محمد بن عبد الله البصري النحوي. من كبار النحاة. يكنى أبا عبد الله، وهو مشهور بلقبه. أخذ عنه: ثعلب، وغيره. وكان شاعراً مفلقاً وشيعياً متحرقاً، وبينه وبين ابن دريد مهاج) صنف كتاب الترجمان، وكتاب عرائس المجالس، وكتاب المتقدمين في الأيمان، وغير ذلك. ذكره القفطي في تاريخه. منصور بن إسماعيل. أبو الحسن التميمي المصري. الفقيه الشافعي الضرير. مصنف كتاب الهداية، وكتاب الواجب، وغير ذلك. تفقه على أصحاب الشافعي. وتوفي قبل العشرين وثلاثمائة، يمكن سنة. موسى بن أنس. أبو التهيان الأنصاري.

(23/647)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 648
عن: نصر بن علي الجهضمي. وعنه: ابن شاهين، ومحمد بن المظفر، وغيرهما.
4 (حرف الواو)

4 (وصيف بن عبد الله)
أبو علي الرومي الأنطاكي الأشروسني الحافظ. عني بالحديث ورحل فيه. وروى عن: أحمد بن حرب الطائي، وعلي بن سراج، وحاجب بن سليمان المنبجي، وسليمان بن سيف الحراني، وطبقتهم. وعنه: أبو زرعة، وأبو بكر، ابنا أبي دجانة، وابن عدي الجرجاني، وحمزة الكناني، والطبراني، وأبو جعفر محمد بن اليقطيني.

(23/648)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 5
5 (بسم الله الرحمن الرحيم)

5 (الطبقة الثالثة والثلاثون احداث)

1 (الأحداث من سنة إلى)

4 (أحداث سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة)

4 (شغب الجند على القاهر)
فيها شغب الجُنْد على القاهر بالله، وهجموا الدّار، فنزل في طيّار إلى دار مؤنس فشكا إليه. فصبّرهم مُؤنس عشرة أيّام. وكان ابن مُقْلَة منحرفاً عن محمد بن ياقوت، فنقل إلى مؤنس أنّ ابن ياقوت يدبّر عليهم. فبعث مؤنس غلمان عليّ بن بُلَيْق إلى دار الخلافة يطلبون عيسى الطّبيب لأنه اتُّهم بالفضول. فهجموا إلى أن أخذوه من حضرة القاهر فنفاه موْنس إلى الموصل.
4 (التضييق على القاهر)
وآتَّفق ابن مُقْلَة وموْنس وبُلَيْق وآبنه على الإيقاع بابن ياقوت، فعلم فآستتر وتفرّق رجاله. وجاء عليّ بن بُلَيْق إلى دار الخلافة، فوكّل بها أحمد بن زَيْرك، وأمره بالتضييق على القاهر وتفتيش مَن يدخل.

(24/5)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 6
وطالب ابن بُلَيْق القاهرَ بما كان عنده مِن أثاث أمّ المقتدر، فأعطاه إيّاه، فبيع وجُعِل في بيت المال، وصُرِفَ إلى الجُنْد.
4 (موت أم المقتدر)
ونقل ابن بُلَيْق أمّ المقتدر إلى عند أمّهِ، فبقيت عندها مكرّمةً عشرة أيّام، وماتت في سادس جُمَادَى الآخرة.
4 (الإرجاف بسبّ معاوية)
وفيها وقع الإرجاف بأنّ عليّ بن بُلَيْق وكاتبه الحسن بن هارون عَزَما على سبّ معاوية على المنابر، فآرتجّت بغداد.
4 (استتار البربهاريّ)
ونقدم ابن بُلَيْق بالقبض على رئيس الحنابلة أبي محمد البَرْبهاريّ فآستتر، فَنُفِيَ جماعة من أصحابه إلى البصرة.
4 (القبض على ابن بُليق)
) وبقي تحيُّل القاهر في الباطن على موْنس وابن مُقْلَة، فبلغهم فعملوا على خلْعهِ وتولية ابن المكتفي. فدبَّر ابن مُقْلَة تدبيراً انعكس عليه. أشاعَ بأنّ القَرْمَطِيّ قد غلب على الكوفة، وأرسل إلى القاهر: المصلحة خروج ابن بُلَيْق إلى قتاله. ليدخل ابن بُلَيْق يقبّل يده، فيقبض عليه. ففهِمها القاهر، وكرَّر ابن

(24/6)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 7
مُقْلَة الطّلب بأن يدخل ابن بُلَيْق ليقبّل يده ويسير. فآسترابَ القاهرُ، وراسل الغلمان الحجريّة وفرَّقهم على الدّركاه، وراح ابن بُلَيْق إلى القاهر في عددٍ يسير، فقام إليه السّاجيّة وشتموه، فهرب واستتر، واضطّرب النّاسُ، وأصبحوا في مُسْتَهَلّ شعبان قلقين.
4 (القبض على مؤنس)
وجاء بُلَيْق إلى دار الخليفة ليعتذر عن ابنِه، فقُبِضَ عليه معلى أحمد بن زَيْرك، وعلى يُمْن المؤنسيّ صاحب شرطة بغداد وحُبِسوا وصار الجيش كلّه في دار الخليفة، فراسل موْنساً وقال: أنتَ عندي كالوالد، فأْتِني تُشير عليّ. فآعتذرَ بثقل الحركة. ثم أشاروا عليه بالإتيَان، فلمّا حصل في دار الخلافة قُبِض عليه، فاختفى ابن مُقْلة. فاستوزرَ القاهر أبا جعفر محمد بن القاسم بن عُبَيْد الله.
4 (إحراق دار ابن مقلة)
وأُحْرِقت دار ابن مقلة، كما أُحْرِقت قبلَ هذه المرّة.
4 (هرب ابن ياقوت إلى فارس)
وهرب محمد بن ياقوت إلى فارس، فكتب إليه بعهده على إصبهان.

(24/7)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 8
4 (حجابة الطولوني)
وقلَّدَ سلامة الطولونيّ الحجابة.
4 (القبض على ابن المكتفي)
وقبضَ على أبي أحمد بن المكتفي وطيّن عليه بن حيطتين، ونهبَ القاهر دُور المخالفين.
4 (ذبح بُليق ومؤنس)
ثمّ إنّه ظَفَرَ بعليّ بن بُلَيْق بعد جمعة، فحبسه بعد الضَّرْب، فآضطرب رجال موْنس وشغبوا، وقصدوا دار الوزير محمد بن القاسم وأحرقوا بعض داره في ثامن عشر شعبان. فدخل قاهر إلى موْنس وبُلَيْق وابنه، فأمر بذبح بُلَيْق وآبنه، وذَبَح بعدهما موْنساً، وأُخرجت رؤوسهم إلى النّاس وطِيْفَ بها.) وكان على موْنس دماغٌ هائل.
4 (ذْبح يُمْن وابن زيرك)
ثمْ ذُبح يُمن وابن زَيْرك.

(24/8)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 9
ثم أطلقت أرزاق الجُنْد فسكنوا.
4 (تلقيب القاهر بالمنتقم)
واستقامت الأمور للقاهر، وعظم في القلوب، وزيد في ألقابه: المنتقم مِن أعداء دين الله. ونقش ذلك على السّكّة ثمَ أحضر عيسى الطّبيب مِن الموصل. وأمَرَ أنْ لا يركب في طيّار سوى الوزير والحاجب، والقاضي، وعيسى الطّبيب.
4 (تقليد ابن كيغلغ مصر)
وفيها خلع القاهر على أحمد بن كَيْغَلَغ، وقلّده مصرَ.
4 (تحريم الخمر والقِيان)
وفيها أمَرَ القاهر بتحريم القِيان والخمر، وقبضَ على المغنّين، ونفى المخانيث، وكسر آلات اللهو. وأمَرَ ببيع المغنّيات من الجواري على أنّهم سواذج. وكان مع ذلك يشرب المطبوخ والسّلاف، ولايكاد يصحو مِن السُّكر، ويختار القَيْنات ويسمعهنّ.
4 (وزارة ابن الخصيب)
وفيها عزل القاهر الوزير محمداً، وآستوزر أبا العبّاس بن الخصيب.

(24/9)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 10
4 (الحجّ هذا الموسم)
وحجّ بالنّاس مؤنس الورقانيّ.
4 (وفاة الطحاوي)
وفيها تُوُفّي أبو جعفر الطّحاويّ شيخ الحنفيّة.
4 (وفاة الأمير تكين)
وفي ربيع الأوّل تُوُفّي أمير مصر أبو منصور تكين الخاصّة بمصر وحُمِلَ إلى بيت المقدس، وقام بعده بالأمر ابنه محمد يسيراً.
4 (ولاية ابن طغج)
ثمّ ولي محمد بن طُغْج.)
4 (ولاية ابن كيغلغ)
وعُزِل بابن كَيْغَلَغ بعد اثنتين وثلاثين يوماً.
4 (القضاء في مصر)
وقدِم على قضاء مصر أحمد بن عبد الله بن مسلم بن قُتيبة، ثم، صُرِفَ بعد شهرين ونصف.
4 (وفاة أمّ المقتدر)
وفيها تُوُفّيت شغب أمّ المقتدر كما قدَّمنا.

(24/10)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 11
وكان دخْل مُغَلِّها في العام ألف ألف دينار، فتتصدّق بها، وتُخرج مِن عندها مثلها. وكانت صالحة. ولمّا قُتِل ابنها كانت مريضة، فعظُم جَزَعُها، وآمتنعت من الأكل حتّى كادت تهلك. ثمّ عذّبها القاهرُ، فحلفت أنّه ما عندها مال، فقيل: ماتت في العذاب معلّقة، وقيل لا. ولم يظهر لها إلاّ ما قيمته مائة وثلاثون ألف دينار لا غير. وكان لها الأمر والنَّهْي في دولة ابنها.
4 (ترجمة مؤنس الخادم)
وقد ذكرنا قتل مؤنس الخادم الملقَّب بالمظفّر، وكان شجاعاً فاتكاً مَهِيباً، عاش تسعين سنة، منها ستّون سنة أميراً. وكان كلّ ما له في عُلُوٍّ ورِفْعة. كان قد أبعده المعتضد إلى مكّة، ولمّا بُويع المقتدر أحضره وفوَّض إليه الأمور. وقد مَرّ مِن أخباره.
4 (تغلُّب الروم على الرساتيق)
وفيها غلبت الرُّوم على رساتيق مَلَطْية وسُمَيْساط، وصار أكثر البلد في أيديهم.

(24/11)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 12
4 (أحداث سنة اثنتين وعشرين وثلا ثمائة)

4 (ظهور الدَّيْلم)
فيها ظهرت الدَّيْلم، وذاك لأنّ أصحاب مرداويخ دخلوا إصبهان، وكان من قُوّاده عليّ بن بُوَيْه. فاقتطع مالاً جليلاً وانفرد عن مخدومه. ثم التقى هو ومحمد بن ياقوت، فهزم محمداً واستولى على فارس. وكان بُوَيْه فقيراً صُعْلُوكاً يَصِيد السّمك، رأى أنّه بالَ، فخرج من ذَكَره عمود نار. ثمّ تشعَّب العمود حتّى ملأ الدّنيا. فقّص رؤياه على معبّر، فقال: لا أعبرها إلاّ بألف درهم.) فقال: والله ما رأيتُ عُشْرها، وإنما أنا صيّاد. ثمّ مضى وصادَ سمكة فأعطاه إيّاها، فقال له: ألكَ أولاد قال: نعم. قال: أبشِرْ فإنهم يملكون الدّنيا، ويبلغ سلطانهم على قدر ما آحتوت النّار الّتي رأيتَها.

(24/12)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 13
وكان معه أولاده عليّ والحسن، وأحمد. ثمّ مَضَتْ السُّنُون، وخرج بولده إلى خُراسان، فخدموا مرداويخ بن زيار الدَّيْلَمِي، إلى أن صار عليّ قائداً، فأرسله يستخرج له مالاً من الكُرْجِ، فاستخرج خمسمائة ألف درهم، فأخذ المال وآتى همدان ليملكها، فغلّق أهلها في وجهه الأبواب، فقاتلهم وفتحها عَنْوةً وقتل خلقاً. ثم صار إلى إصبهان وبها المظفّر بن ياقوت، فلم يحاربه وسارَ إلى أبيه بشيراز. ثمّ صار إلى أَرَّجان، فأخذ الأموال، وتنقّل في النّواحي، وانضم إليه خلْق، وصارت خزائنه خمسمائة ألف دينار. فجاء إلى شيراز وبها ابن ياقوت، فخرج إليه في بضع عشر ألفاً، وكان عليّ بن بُوَيْه في ألف رجل، فهابهُ عليّ وسأله أن يُفْرِج له عن الطّريق لينصرف، فأبى عليه، فالتقوا فانكسر عليّ، ثمّ انهزم ابن ياقوت، ودخل عليّ شيراز. ثمّ إنه قلّ ما عنده فنام على ظهره، فخرجت حيّة من سقف المجلس، فأمر بنقْضه، فخرجت صناديق ملأى ذَهَباً، فأنفقها في جُنْده.

(24/13)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 14
وضاق مرّةً فطلب خيّاطاً يخيط له، وكان أَطْروشاً، فظنّ أنّه قد سُعيَ به، فقال: والله ما عندي سوى اثني عشر صندوقاً، لا أعلم ما فيها. فأمرَ عليّ بإحضارها، فوجد فيها مالاً عظيماً فأخذه. وركب يوماً، فَسَاحَتْ قوائم فرسه، فحفروه فوجد فيه كنزاً. واستولى على البلاد، وخرجت خُراسان وفارس عن حُكْم الخلافة. وسيأتي من أخبار هؤلاء الثّلاثة الإخوة، وإنّ المستكفي بالله لقّب عليّاً عماد الدولة. أبا شجاع، ولقّب الحسن رُكْن الدّولة، ولقّب أحمد معزّ الدّولة. وملكوا الدّنيا سنين.
4 (قتل أبي السرايا والنوبختيّ)
وفيها قَتَلَ القاهرُ أبا السّرايا نصر بن حمدان وإسحاق بن إسماعيل النُّوبَخْتيّ الّذي كان قد أشار بخلافة القاهر، ألقاهما على رؤوسهما في بئر وطُمّت وكان ذنْبهما أنهما فيما قيل زايَدَا القاهرَ قبل الخلافة في جاريتين واشترياهما، فحقد عليهما.)
4 (وفاة الو رقاني)
ومات مؤنس الورقانيّ الّذي حجّ بالنّاس.

(24/14)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 15
4 (رواية ابن سنان عن القاهر)
وقال ثابت بن سنان: كان أبو عليّ بن مقلة في اختفائه يُراسل السّاجيّة والحُجَريّة ويُضَرّبهم على القاهر ويُحشهم منه. وكان الحسن بن هارون كاتب بُلَيْق يخرج باللّيل في زيّ المُكدّيّين أو النساء فيسعى إلى أن اجتمعت كلمتهم على الفتك بالقاهر. وكان يقول لهم: قد بنى لكم المطامير ليحبسكم. وألزموا منجّم سيما حتى كان يقول له: إن القاهر يقبض عليك. وهاجت الحُجَريّة وقالوا: أتريد أن تحبسنا في المطامير فحلف القاهرُ أنّه لم يفعل، وإنّما هذه حمّامات للحُرَم. وحضر الوزير ابن خصيب وعيسى المتطبّب عند القاهر، فقال لسلامة الحاجب: اخرج فاحلف لهم. ففعل، فسكنوا.
4 (القبض على القاهر)
ثمّ بكّروا على الشرّ إلى دار القاهر، وكان نائماً سكراناً إلى أن طلعت الشّمس، ونبّهوه فلم ينتبه لشدّة سُكْرِه، وهرب الوزير في زيّ امرأة، وكذا سلامة الحاجب. فدخلوا بالسّيوف على القاهر، فأفاق مِن سُكْرِه، وهربَ إلى سطح حمّام فاستتر، فأتوا مجلسَ القاهر وفيه عيسى الطّبيب، وزَيْرك الخادم، واختيار القَهْرَمانة، فسألوهم، فقالوا: ما نعرف له خبراً. فرسموا عليهم. ووقع في أيديهم خادم له فضربوه، فدلّهم عليه، فجاؤوه وهو على السطح وبيده سيف مسلول، فقالوا: انزل. فامتنع، فقالوا: نحن عبيدك فلِمَ تستوحش منّا فلم

(24/15)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 16
ينزل ففوّق واحدٌ منهم سهماً وقال: انزل وإلا قتلتُك. فنزل إليهم، فقبضوا عليه في سادس جُمَادى الآخرة.
4 (خلافة الراضي)
وأخرجوا أبا العبّاس محمد بن عبد المقتدر وأمّه، وبايعوه بالخلافة ولقّبوه الرّاضي بالله، فأحضر عليّ بن عيسى وأخاه عبد الرحمن واعتمد على رأيهما، وأدخل عليّ بن عيسى، والقاضي أبو الحسين عمر بن محمد بن يوسف، والقاضي أبو محمد الحسن بن عبد الله بن أبي الشّوارب، والقاضي أبو طالب بن البُهْلُول على القاهر، فقال له طريف اليَشْكُرِيّ: ما تقول) قال: أنا أبو منصور محمد بن المعتضد، لي في أعناقكم بَيعة وفي أعناق النّاس، ولست أُبَرِّئكم ولا أُحَلّكم منها، فقوموا فقاموا، فلما بُعدوا قال القاضي لطريف: وأيّ شيء كان مجيئنا إلى رجلٍ هذا اعتقاده فقطب عليّ بن عيسى وقال: يُخلع ولا يُفكَّر فيه. أفعاله مشهورة. قال القاضي أبو الحسين: فدخلتُ على الرّاضيّ وأعدتُ ما جرى سرّاً، وأعلمته بأنّي أرى إمامته فَرْضاً. فقال: انصرف ودعني وإيّاه. وأشار سِيما مقدّم

(24/16)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 17
الحُجَرّية على الرّاضي بسمله. فأرسلَ سيما وطريفاً إلى البيت الّذي فيه القاهر، فَكُحِّل بمِسمار مُحَمَّى.
4 (وزارة ابن مقلة)
ثمّ طلب الرّاضيّ من عليّ بن عيسى أن يلي الوزارة، فامتنع، فقال: يتولّى أخوك عبد الرحمن. فقال: لا. فاستوزر ابن مُقْلَة بعد أن كتب له أماناً.
4 (سبب خلع القاهر)
وقال محمود الإصبهانيّ: كان سبب خلع القاهر سوء سيرته وسفْكه الدّماء. فامتنع عليهم من الخلع فَسَمَلوا عينيه حتّى سالتا على خدَّيْه. وكانت خلافته سنة ونصفاً وأسبوعاً. وقال الصُّوليّ: كان أهْوَج، سفّاكاً للدّماء، قبيح السّيرة، كثيرة التَّلوُّن والاستحالة، مُدمن الخمر. ولولا جَوْدة حاجبه سلامة لأهلك الحْرث والنَّسْل. وكان قد صنع حربة يحملها فلا يطرحها حتّى يقتل بها إنساناً.

(24/17)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 18
4 (سؤال القاهر عن خلفاء بني العباس)
وقال محمد بن عليّ الخراساني: أحضرني القاهر يوماً والحَرْبةُ بين يديه، فقال: قد علمت حالي إذا وضعت هذه. فقلت: الأمان. فقال: على الصِّدْق. قلت: نعم. قال: أسألك عن خلفاء بني العبّاس في أخلاقهم وسيمتهم. قلت: أما السّفّاح، فكان مسارعاً إلى سفْك الدّماء. سفك ألف دم. واتَّبعه عُمّاله على ذلك، مثل) محمد بن الأشعث بالمغرب، وعمةّ صالح بن عليّ بمصر، وخازم بن خُزَيْمَة، وحُمَيْد بن قَحْطَبَة. وكان مع ذلك سمْحاً بحراً، وَصولاً بالمال. قال: فالمنصور قلت: كان أول مَن أوقع الفُرْقة بين ولد العبّاس وولد أبي طالب. وكانوا قبله متّفقين. وهو أوّل خليفة قرّب المنجّمين وعمل بقَولهم. وكان عنده نُوبَخْت المنجّم، وعليّ بن عيسى الإصْطرلابيّ. وهو أول خليفة تُرْجِمت له الكُتُب السُّرْيانيّة والأعجميّة ككتاب كليلة ودِمْنَة، وكتاب أرسطاطاليس في المنطق، وإقليدس، وكُتُب اليونان. فنظر النّاس فيها وتعلّقوا بها. فلمّا رأى ذلك محمد بن إسحاق جمع المغازى والسّيَر. والمنصور أوّل من استعمل مواليه وقدّمهم على العرب. قال: فما تقول في المهديّ قلت: كان جواداً عادلاً منصِفاً. ردَّ ما أخذ أبوه مِن أموال النّاس غصْباً، وبالغ في إتلاف الزّنادقة وأحرق كُتُبهم لمّا أظهروا المعتقدات الفاسدة كابن دَيْصان، وماني، وابن المقفّع، وحمّاد عَجْرَد. وبنى المسجدَ الحرام، ومسجد المدينة، ومسجد بيت المقدس. قال: فالهادي؟

(24/18)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 19
قلت: كان جبّاراً متكبّراً، فسلك عُمّاله طريقَه على قِصَر أيّامه. قال: فالرّشيد قلت: كان مواظباً على الجهاد والحجَ، وعَمَّر القصور والبِرَك بطريق مكّة، وبنى الثغور كآذنة، وطرسوس، والمَصِيصة، وعين زَربة، والحَدَث، ومَرْعَش. وعَمّ النّاس إحسانُه. وكان في أيامه البرامكة وما اشتهر من كرمهم. وهو أول خليفة لعب بالصوالجة ورمى النّشّاب في البر جاس، ولعب الشَّطَرَنْج من بني العباّس. وكانت زوجته بنت عمّه أمّ جعفر زُبَيْدة بنت جعفر بن المنصور من أكمل النّساء. وَقَفَت الأوقاف وعملت المصانع والبِرَك، وفعلت وفعلت. قال: فالأمين قلت: كان جواداً، إلاّ أنّه انهمك في لذّاته ففسدت الأمور. قال: فالمأمون قلت: غلبَ عليه الفضْل بن سهْل، فاشتغل بالنّجوم، وجالسَ العلماء. وكان حليماً جواداً.) قال: فالمعتصم قلت: سلكَ طريقه، وغلبَ عليه حُب الفُرُوسيّة، والتّشبُّه بملوك الأعاجم، واشتغل بالغزو والفتوح. قال: فالواثق قلت: سلك طريقة أبيه. قال: فالمتوكّل قلت: خالفَ ما كان عليه المأمون والمعتصم والواثق مِن الاعتقادات، ونهى عن الجَدَل والمناظرات في الأهواء، وعاقب عليها. وأمر بقراءة الحديث وسماعه، ونهى عن القول بخلق القرآن، فأحبه النّاسُ. ثمّ سأل عن باقي الخلفاء، وأنا أُجيبه بما فيهم، فقال لي: قد سمعت كلامك وكأني مشاهد القوم. وقام على أثري والحَرْبة بيده، فاستسلمت للقتل، فعطف على دُور الحُرَم.

(24/19)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 20
4 (رواية المسعودى عن القاهر)
وقال المسعودى: أخذ القاهر من مؤنس وأصحابه أموالاً كثيرة، فلمّا خُلِعَ وسُمِلَ طُولِب بها، فَعُذِّبَ بأنواع العذاب، فلم يُقرّ بشيء. فأخذه الراضي بالله فقرّبه وأدناه وقال له: قد ترى مطالبة الجُنْد بالمال، وليس عندي شيء، والّذي عندك ليس بنافعٍ لك، فاعترف به. فقال: أمّا إذا فعلت هذا فالمال مدفون في البستان، وكان قد أنشأ بستاناً فيه أصناف الشجر حملت إليه من البلاد، وزَخرفه وعمل فيه قصراً، وكان الرّاضي مغرماً بالبستان والقصر، فقال: وفي أيّ مكان المال منه أنا مكفوف لا أهتدي إلى مكان، فاحفر البستان تجدْه. فحفر الراضي البستان وأساسات القصر، وقلع الشجر، فلم يجد شيئاً. فقال له: وأين المال فقال: وهل عندي مال، وإنما كان حسرتي في جلوسك في البستان وتنعّمك، فأردتُ أن أفجعك فيه. فندم الراضي وأبعده وحبسه. فأقام إلى سنة ثلاثٍ وثلاثين. ثمّ أُخرج إلى دار ابن طاهر، فكان تارة يُحبس، وتارة يُطلق، فوقف يوماً بجامع المنصور بين الصُّفوف وعليه مُبطنّة بيضاء وقال: تصدَّقوا عليَّ، فأنا مَن قد عرفتم. وكان مقصوده أن يشنّع) على المستكفي، فقام إليه أبو عبد الله بن أبي موسى الهاشميّ، فأعطاه خمسمائة درهم. وقيل: ألف درهم، ثمّ مُنع من الخروج، وعاش إلى سنة تسعٍ وثلاثين خاملاً. وعاش ثلاثاً وخمسين سنة. وكان له من الولد عبد الصّمد، وأبو القاسم، وأبو الفضل، وعبد العزيز.

(24/20)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 21
ووزر له ابن مُقْلَة، ثمّ محمد بن القاسم بن عُبَيد الله، فكان جباراً ظالماً، ثمّ الخصيبي.
4 (صفة الراضي)
وكان الراضي بالله أبو العبّاس محمد بن المقتدر مربوعاً، خفيف الجسم، أسمر، وأمّه ظَلُوم الروميّة. بويع يوم خُلع القاهر، وكان هو وأخوه في حبْس القاهر، وقد عزمَ على قتلهما. فأخرجهما الغلمان ورأسهم سِيما ألمنا خلي، وعاش سيما بعد البيعة مائة يوم.
4 (إمرة ابن رائق الجيش)
وولّى الراضي أتابكه محمد بن رائق إمارة الجيش ببغداد.
4 (مثالب القاهر في كتاب)
ثمّ أمر ابن مُقْلة عبد الله بن ثوابه أن يكتب كتاباً فيه مثالب القاهر ويُقرأ على النّاس.
4 (مصادرة عيسى المتطبّب)
وصودر عيسى المتطبّب على مائتي ألف دينار.
4 (قتل مرداويخ الدّيلمي)
وفيها مات مرداويخ، مُقَدَّم الدَّيْلَم بإصبهان. وكان قد عظُم أمرُه، وتحدّثوا أنّه يريد قصْد بغداد. وأنه مسالمٌ لصاحب المجوس. وكان يقول: أنا أردّ دولة العجم وأَمْحق دولة العرب. ثمّ أنه أساء إلى أصحابه، فتواطأوا على قتْله في حمّام.

(24/21)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 22
4 (مقاطعة ابن بويه للراضي على البلاد)
وفيها بعث عليّ بن بوية إلى الراضي يُقاطعه على البلاد الّتي استولى عليها بثمانية آلاف ألف درهم كلّ سنة. فبعث له لواء وخِلَعاً. ثّم أخذ ابن بوية يماطل بحمل المال.
4 (وفاة المهديّ صاحب المغرب)
وفيها في نصف ربيع الأوّل مات المهدي عُبَيْد الله صاحب المغرب عن اثنتين وستين سنة. وكانت أيّامه خمساً وعشرين سنة وأشهُراً وقام بالأمر بعده ابنه القائم بأمر الله أبو القاسم محمد، فبقي إلى سنة أربع وثلاثين.)
4 (نسب المهديّ)
وقال القاضي عبد الجبّار بن أحمد بن عبد الجبّار البصْريّ: اسم جدّ الخلفاء المصريّين سعيد، ويلقب بالمصريّ. وكان أبوه يهوديّاً حدّاداً بسَلَمّية. زعم سعيد هذا أنّه ابن ابن الحسين بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن ميمون القدّاح. وأهل الدّعوة أبو القاسم بن الأبيض العلويّ، وغيره يزعمون أنّ سعيداً إنّما هو ابن امرأة الحسين المذكور. وأنّ الحسين ربّاه وعلّمه أسرار الدّعوة، وزوّجه ببنت أبي الشَّلَغْلَغ فجاءه ابن سمّاه عبد الرحمن، فلمّا دخل المغرب وأخذ سجلماسة تسمى بعُبَيد وتكنّى بأبي محمد، وسمَّى ابنَه الحسن. وزعمت المغاربة أنّه يتيم ربّاه، وليس بابنه، وكنّاه أبا القاسم، وجعله وليّ عهده. وقتل عُبَيد خلقاً من العساكر والعُلماء، وبثّ دُعاته في الأرض. وكانت طائفة تزعم أنّه الخالق الرّازق، وطائفة تزعم أنّه نبيّ، وطائفة تزعم أنه المهديّ حقيقة.

(24/22)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 23
4 (قول الباقلاني في القداح)
وقال القاضي أبو بكر بن ألبا قلاني: إنّ القدّاح جدّ عُبَيد الله كان مجوسيّاً. ودخل عُبَيد الله المغرب، وأدّعى أنّه علويّ، ولم يعرفهُ أحدّ من علماء النَّسَب، وكان باطنيّاً خبيثاً، حريصاً على إزالة مِلّة الإسلام. أَعْدَمَ العلماء والفقهاء ليتمكّن من إغواء الخلْق. وجاء أولاده على أُسلوبه. أباحوا الخُمور والفُرُوج، وأشاعوا الرَّفْض، وبثُّوا دُعاةً، فأفسدوا عقائد خلقٍ من جبال الشّام كالنصيرة والد رزية. وكان القدّاح كاذباً ممخرقاً. وهو أصل دُعاة القرامطة. وقال أيضاً في كتابكشف أسرار الباطنيّة. أوّل من وضع هذه الدّعوى طائفة من المجوس وأبناء الأكاسرة. فذكر فَصلاً، ثمّ قال: ثمّ اتّفقوا على عبد الله بن عَمْرو بن ميمون القدّاح الأهوازيّ وأمدّوه بالأموال في سنة ثلاثين ومائتين أو قبلها، وكان مُشَعْوِذاً مخرقا يُظْهِر الزُّهْد، ويزعم أن الأرض تُطْوَى له. وجدُّ القدّاح هو دَيْصَان أحد الثَّنَوِيّة. وجاء ابن القدّاح على أسلوب أبيه، وكذا ابنه، وابن ابنه سعيد بن حسين بن أحمد بن محمد بن عبد الله. وهو الّذي يقال له عُبَيد الله. يُلقَّب بالمهديّ صاحب القيروان، وجدّ بني عُبَيد الّذين تسمّيهم جَهَلَةُ النّاس الخلفاء الفاطميّين.)
4 (قول ابن خلّكان في نسب المهديّ)
قال ابن خلّكان: اختُلِف في نَسَبه، فقال صاحب تاريخ القيروان: هو عُبَيْد الله بن الحسن بن عليّ بن محمد بن عليّ الرّضا بن موسى الكاظم بن جعفرالصّادق. وقال غيره: هو عُبَيْد الله بن محمد بن إسماعيل بن جعفر الصّادق. وقيل: هو عليّ بن الحسين بن أحمد بن عبد الله بن الحسن بن محمد بن زين العابدين عليّ بن الحسين. وإنّما سمّى نفسه عُبَيد الله استتاراً. وهذا على قول مَن يصحِّح نَسَبَه. وأهل العلم بالأنساب والمحقّقين يُنكِرون دعواه في النَّسبِ ويقولون:

(24/23)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 24
اسمه سعيد، ولَقَبه عُبَيد الله، وزوج أمّه الحسين بن أحمد القدّاح. وكان كحّالاً يقدح العين. وقيل: إن عُبَيد الله لمّا سار من الشّام وتوصّل إلى سجلماسة أحسن به ملكها اليسع آخر ملوك بني مدرار وأعلم بأنه الذي يدعو إليه أبو عبد الله الشيعي بالقيروان فيسجنه فجمع الشيعي جيشاً من كتامة وقصد سلجماسة، فلمّا قُربوا قتله الْيسع في السجن، وهرب. فلمّا دخل الشّيعيّ السّجن وجده مقتولاً، وخاف أن ينتقض عليه الأمر، وكان عنده رجلٌ من أصحابه يخدمه، فأخرجه إلى الجُنْد، وقال: هذا المهديّ. قلت: وهذا قولٌ منكر. بل أخرج عُبَيدَ الله وبايَع النّاس له، وسلّم إليه الأمر، ثمّ ندم، ووقعت الوحشة بينهما كما قدَّمنا قبل هذا في موضعه من هذا الكتاب. آخر الأمر أنّ المهديّ قَتَلَ أبا عبد الله الشّيعي وأخاه، ودانت له المغرب، وبنى مدينة المهديّة، والله أعلم.
4 (ظهور الشلمغانيّ)
وفيها ظهر محمد بن عليّ الشلْمغانيّ المعروف بابن أبي العز اقر. وكان مستتراً ببغداد، وقد أشاع أنّه يدّعي الأُلُوهيّة، وأنّه يُحْيي الموتى وله أصحاب. فتعصَّب له أبو عليّ بن مُقْلَة، فأحضره عند الرّاضي، فسمع كلامه وأنكر ما قيل عنه، وقال: إن لم تنزل العقوبة على الّذي باهلَنَي بعد ثلاثة أيّام وأكثره تسعة أيام، وإلا فَدَمي حلال. قال: فضُرب ثمانين سوطاً، ثمّ قتل وصُلب.

(24/24)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 25
4 (قتل وزير المقتدر)
) وقُتل بسببه الحسين بن القاسم بن عُبَيْد الله بن سليمان بن وهْب وزير المقتدر، وكان زنديقاً متَّهماً بالشَّلْمغانيّ، وفي نفس الرّاضي منه لكونه أذاه عند المقتدر بالله.
4 (قتل الأنبا ري)
وقُتل معه أيضاً أبو إسحاق إبراهيم بن أبي عَوْن أحمد بن هلال الأنبا ري الكاتب، صاحب كتابالأجوبة المسكتة، وكتا بالتّشبيهات، وكتاببيت المال السّرور. وكان قد مَرَق من الإسلام وصحِب ابن أبي العز اقر، وصار مِن المتغالين في حبّه، وصرَّح بإلهيته، تعالى الله عما يقول عُلوّاً كبيراً.
4 (قتل ابن أبي عون)
فلّما تتبّعوا أصحاب ابن أبي العز اقر قالوا لإبراهيم بن أبي عون: سُبّه وابصق عليه. فامتنع وأرعد وأظهر الخوف، فضُربَ بالسّياط، فلم يرجع، فَضُرِبت عُنقه، وأحْرِق في أوّل ذي القعدة.
4 (قتل ابن غريب الخال)
وفيها قُتِل هارون بن غريب الخال، كان مقيماً بالدّينَوَر، فلمّا ولي الراّضي كاتَب قوّاد بغداد بأنّه أحقّ بالحضرة ورئاسة الجيش، فأجابوه، فسارَ إلى بغداد حتّى بقي بينه وبينها يوم. فعُظم ذلك على ابن مُقْلة الوزير ومحمد بن ياقوت والحُجَريّة، وخاطبوا الراضي فعرّفهم كراهيته له، وأمر بممانعته، فأرسل ابن مُقْلَة إليه بأن يرجع، فقال، قد أنضمّ إليّ جُنْدٌ لا يكفيهم عملي.

(24/25)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 26
فأرسل إليه الراضي ابن ياقوت القراريطّي بأن قد قلّدوك أعمال طريق خرا سان، فقال للقراريطيّ: إن جُنْدي لا يقنعون بهذا، ومَن أحقّ منّي بخدمة الخليفة فقال: لو كنت تراعي أمير المؤمنين ما عصيته. فأغلظ له، فقام مِن عنده وأدّى الرسالة إلى الخليفة. وشَخَص إلى هارون مُعْظم جُنْد بغداد، فبعث إليه محمد بن ياقوت يتلطّف به، فلم يلتفت. ووقعت طلائعه على طلائع ابن ياقوت، فظهر عليها، ثمّ تقدَّم إلى قنطرة نهر بين، واشتبكت الحرب، فعبر هارون القنطرة، وأنفردَ عن أصحابه على شاطئ النّهر، وهو يظنّ أنّه يظفر بمحمد بن ياقوت، فتقنطر به فرسه، وبادره مملوك ابن ياقوت فقتله، ومزّق جيشه، ونهبهم عسكر ابن ياقوت، وذلك في جُمادَى الآخرة.)
4 (وفاة السّجزيّ)
وفيها تُوُفّي أبو جعفر السَّجْزِيّ أحد الحُجّاب. قيل: بلغ من العمر أربعين ومائة سنة. وكان يركب وحده وحواسُّه جيّدة.
4 (القبض على الخصيبي وابن مَخْلد)
وفيها قبض ابن مُقْلَة على أبي العبّاس الخصِيبيّ، والحسن بن مَخْلَد ونفاهما إلى عُمان، فرجعا إلى بغداد مختَفِيَيْن.
4 (وفاة ابن المقتدر)
وفيها تُوُفّي موسى بن المقتدر

(24/26)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 27
4 (توقّف الحجّ)
ولم يحجّ الناس إلى سنة سبْعٍ وعشرين من بغداد. والله أعلم

(24/27)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 28
4 (أحداث سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة)

4 (تقليد ولدي الراضي المشرق والمغرب)
فيها تمكن الرّاضي بالله وقلَّدَ ابنَيْه المشرقَ والمغربَ، وهما أبو جعفر وأبو الفضل. واستكتب لهما أبا الحسين عليّ بن محمد بن مُقْلَة.
4 (القبض على ابن شَنَبُوذ المقرئ وضرْبه)
وفيها بلغ الوزير أبا عليّ بن مُقْلَة أنْ ابن شَنَبُوذ المقريء يغيّر حروفاً مِن القرآن، ويقرأ بخلاف ما أنزل. فأحضره، وأحضر عمر بن أبي عمر محمد بن يوسف القاضي، وأبا بكر بن مجاهد، وجماعة من القُرّاء، ونوظر، فأغلظ للوزير في الخطاب وللقاضي ولابن مجاهد، ونَسَبَهم إلى الجهل، وأنّهم ما سافروا في طلب العلم كما سافر. فأمرَ الوزير بضربه، فنُصب بين الهِنبازَيْن وضُرِب سبْع دِرَر، وهو يدعو على الوزير بأن تُقْطَع يده، ويشتّت شمله. ثمّ أوقف على الحروف الّتي قيل إنّه يقرأ بها، فأهْدِرَ منها ما كان شنيعاً، وتوّبوه غصْباً. وكتب عنه الوزير محضراً. ومّما أُخِذَ عليه:) فأمضوا (إلى ذكر الله في الجمعة وكان) إمامهم (ملك يأخذ كلّ سفينةٍ) صالحة (غصباً.)

(24/28)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 29
وتكون الجبال) كالصّوف (المنفوش. تّبت يدا أبي لهب و) قد (تبّ. فلمّا خرّ تبيّنت) الإنسُ أنّ (الجنَّ لو كانوا يعلمون الغيبَ) لَما (لبِثوا) حَوْلاً (في العذاب المهين. والذّكر والأنثى. فاعترفَ بها. ولا ريب أنّها قد رُويت ولم يخترعْها الرّجلُ من عنده. وقيل إنه نُفي إلى البصرة. وقيل: إلى الأهواز. وكان إماماً في القراءة.
4 (شغب الجُنْد على محمد بن ياقوت)
وفي ربيع الأوّل شغب الجُنْد، وصاروا إلى دار محمد بن ياقوت، وطلبوا أرزاقهم، فأغلظ لهم، فغضبوا وهمّوا به، فدافع عنه غلمانه، وقام إلى دار الحُرَم. فجاء الوزير وسكّنهم. ثمّ عادوا في اليوم الثّاني وخرجوا إلى الصّحراء، وعاونتهم العامّة. فعبَروا إلى الجانب الغربيّ، وفتحوا السّجون والمُطْبق، وأخرجوا مَن بها، وعظُمت الفتنة، وشرع القتال، ونُهِبت الأسواق. وركب بدر الخَرشنيّ ليكُفَّهُم، فرموه بالنّشّاب. واتَّفقَ الحُجَريّة والسّاجيّة، وقصدوا دار الخليفة فمنعهم الحُجّاب، فكاشفوا محمد بن ياقوت وقالوا: لا نرضى أن تكون كبير الجيش. وحاصّروا دار الخليفة أيّاماً، ثمّ أرضاهم، فسكنوا.

(24/29)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 30
4 (القبض على ابن ياقوت والقراريطيّ)
وفيها قبض الرّاضي على محمد بن ياقوت، وأخيه المظفّر، وأبي إسحاق القراريطيّ، وأخذ خطّ القراريطيّ بخمسمائة ألف دينار.
4 (ازدياد شأنِ ابن مُقْلة)
وعظُم شأن الوزير ابن مُقْلَة، واستقلّ بالدولة. ثمّ شَغَبَ الجُنْد عليه ونهبوا داره، فأرضاهم بمال.
4 (فتح جنوه)
وفيها أخرجَ المنصور إسماعيل العُبَيْدي يعقوب بن إسحاق في أسطول من المهديّة عدّته ثلاثون حربيّاً إلى ناحية إفرنجة، ففتح مدينة جنوه، ومرّوا بمدينة سر دانية، فأوقعوا بأهلها وسّبوا وأحرقوا عدّة مراكب، وقتلوا رجالها، وأسرعوا بالخروج إلى جنة، وحرّقوا مراكب قرسقة، ونقبوا أسوار جنوه، واستولوا على المدينة، وأسروا ألف امرأة، وقدِموا بالغنائم إلى) المهديّة.
4 (فتنة البربهاريّ وأصحابه)
وفي جُمَادى الأولى جرت فتنة عظيمة من البَرْبهاريّ الحنبليّ وأصحابه، فنوديّ أن لا يجتمع أحدٌ من أصحاب البَرْبهاريّ. وحُبِس منهم جماعة واستتر الشّيخ.

(24/30)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 31
فقيل: إنّهم صاروا يكبسون دُور الأمراء والكُبراء، فإن رأوا نبيذاً أراقوه، وإن صادفوا مغنّيةً ضربوها، وكسروا آلة الملاهي، وأنكروا في بيع النّاس وشرائهم، وفي مشْي الرجال مع الصّبيان. فَنَهاهُم متولّي الشّرطة، فما التفتوا عليه: فكتب الرّاضي توقيعاً يزجُرُهم ويوبّخهم باعتقادهم: وأنّكم تزعمون أنّ الله على صُوَركم الوحشة، وتذكرون أنّه يصعد وينزل. وأُقسم: إنْ لم تنتهوا لأقتلنَّ فيكم ولأُحَرّقنّ دُوركم.
4 (هبوب الريح ببغداد)
وفي الشّهر هبّت ريح عظيمة ببغداد، واسودَّت الدّنيا وأظلمت من العصر إلى المغرب برعدٍ وبَرْق.
4 (شغب الجنْد بابن مُقْلَة)
وفيه شَغَب الجُنْد بابن مُقْلة وهمّوا بالشّرّ.
4 (قتل سعيد بن حمدان)
وكان سعيد بن حمدان قد ضمِن المَوْصل وغيرها سِرّاً من ابن أخيه الحسن بن عبد الله بن حمدان، وخلع عليه ببغداد، فخرج سعيد في صورة أنّه يساعد ابنُ أخيه مظهِراً لتَلَقِّيه. ومضى العمّ إلى دار ابن أخيه فنزلها، وسأل عنه فقيل: خرج لتَلَقّيك. فجلس ينتظره.

(24/31)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 32
فلمّا علم الحسن بأنّ عمّه في داره وجّه غلمانه فقبضوا عليه وقيَّدوه، ثمّ قتله بعد أيام.
4 (خروج ابن مقلة لحرب الحسن بن حمدان)
وتألَّم له الرّاضي، وأمرَ أبا عليّ بن مُقْلَة بالخروج إلى الموصل، والإيقاع بالحَسَن. فخرج في جميع الجيش واستخلَف ابنَه أبا الحسين موضعه. فلمّا قرُب من المَوْصل نزح عنها الحسن في شعبان، فتبِعَه ابن مُقْلَة، فصعِد الجبل ودخل بلد الزوزان، فاستقرّ ابن مُقْلَة بالموصل يستخرج أموالاً، ويستسلف من التُّجّار على غلات البلد، فاجتمع له أربعمائة ألف دينار. فاحتال سهل بن هاشم كاتب الحسن، وكان مقيماً ببغداد، فبذل لولد ابن مُقْلَة عشرة آلاف دينار حتى يكتب) إلى أبيه بأن الأمور بالحضرة مضطّربة، فانزعج الوزير وسار إلى بغداد، فدخل في ذي القعدة.
4 (القبض على جعفر بن المكتفي)
وفيها وقعوا برجلٍ قد أخذ البيعة لجعفر بن المكتفي، وبذل أموالاً عظيمة، فقُبِض عليه وعلى جعفر، ونُهب منزل جعفر.
4 (عَوْد الحسن بن حمدان إلى الموصل)
وعاد الحسن بن عبد الله بن حمدان إلى الموصل بعد حرب تمّ له مع جيش الخليفة وهزمهم، وكتب إلى الخليفة يعتذر.

(24/32)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 33
4 (مهاجمة القرمطيّ لِركْب الحجّاج)
وخرج الرَّكْبُ العراقيّ ومعهم لؤلؤ يَخْفُرُهم، فاعترضهم أبو طاهر القَرْمَطِيّ، فانهزم لؤلؤ وبه ضربات. فقتل القَرْمطيُّ الحاجّ وسبى الحُرَم، والتجأ الباقون إلى القادسيّة، وتسللوا إلى الكوفة.
4 (موت الأمير ابن ياقوت)
وفي ذي الحِجّة مات الأمير أبو بكر محمد بن ياقوت في الحبْس حتْف أنفه.
4 (الغلاء ببغداد)
وفيها غلا السِّعْر ببغداد حتّى أبيع كَرّ القمح بمائةٍ وعشرين ديناراً.
4 (استمالة ابن رائق للدَّيلم)
وفيها قدِم غلمان مرداويخ الدَّيْلَميّ إلى بغداد، وفيهم بَجْكم، فخافت الحُجَريّة منهم. ثمّ إن محمد بن رائق أمير واسط ونواحيها كاتَبَهم، فأتوا إليه، فأكرمهم وقدَّم عليهم بجكم، وأفرط في الإحسان إليه، وأمره بمكاتبة جُنْد الجبال ليَقْدَمُوا عليه. ففعلوا، فصار عنده عدّة كبيرة، وتمكّن وجبى الخراج.

(24/33)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 34
4 (أحداث سنة أربع وعشرين)

4 (وفاة هارون بن المقتدر)
تُوُفّي هارون بن المقتدر، وحزن عليه أخوه الخليفة، واغتّم له، وأمرَ بِنَفْيِ الطّبيب بُخْتيشوع بن يحيى، واتهمه بتعمُّد الخطأ في علاجه.
4 (تقليد ابن طغج عملاً في مصر)
) وفيها قلّد ابن مقلة أبا بكر محمد بن طُغْج أعمال المعاون بمصر مُضافاً إلى ما بيده مِن الشّام.
4 (قطْع ابن رائق الحمْل عن بغداد)
وفيها قطع الحمل عن بغداد محمد بن رائق، واحتجَّ بكثرة كلْفة الجيش عنده، وقطع حمْل الأهواز، وطمع غيرهم.
4 (إطلاق المظفّر بن ياقوت من الحبْس)
وفي ربيع الأوّل أطلق من الحبس المظفر بن ياقوت، وحلف للوزير على المصافاة، وفي نفسه الحقْد عليه لأنه نكبه، ونكب أخاه محمداً. ثمّ أخذ

(24/34)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 35
يسعى في هلاكه ويشغب عليه الحجرية. فعلم الوزير فاعتضد بالأمير بدر صاحب الشرطة ليوقع بالمظفر، فانحدر بدر وأصحابه بالسلاح إلى دار الخليفة، ومنعوا الحجرية من دخولها فضعفت نفس المظفر، وأشار على الحجرية بالتذلل لابن مقلة، وأظهر له المظفر أنه على أيمانه، فاغتر بذلك وصرف بدراً والجند من دار الخلافة. فمشى الغلمان بعضهم إلى بعض وأوحشوا نفوس الجند من ابن مقلة ومن بدر، وتحالفوا وصارت كلمتهم واحدة. ثمّ صاروا إلى دار الخلافة فأحدقوا بها وصار الراضي في أيديهم كالأسير، وطالبوه أن يخرج معهم إلى الجامع فيصلي بالناس ليعلموا أنه من حزبهم. فخرج يوم الجمعة سادس جمادى الأولى، فصلى بالناس، وقال في خطبته: اللهم إن هؤلاء الغلمان بطانتي وظهارتي، فمن أرادهم بخير فأزده، ومن كايدهم فكده.
4 (إمرة بدر الخرشني على دمشق)
وأمر بدراً الخرشني بالمسير على إمرة دمشق مسرعاً.
4 (تدبير ابن مقلة للإيقاع بابن رائق)
ثمّ أخذ ابن مقلة يشير على الراضي سراً أن يخرج بنفسه ليدفع محمد بن رائق عن واسط والبصرة. ثمّ بعث ابن مقلة بمقدم من الحجرية، وآخر من الساجية برسالة إلى ابن رائق يطلب المحاسبة. فأحسن ابن رائق إليهما، وحملهما رسالة إلى الراضي سراً بأنه إن استدعي إلى الحضرة قام بتدبير الخلافة، وكفى أمير المؤمنين كل مهم. فقدما. فلم يلتفت الراضي إلى الرسالة. ولما رأى ابن مقلة امتناع ابن رائق عليه عمل على خروج الراضي إلى الأهواز، وأن يرسل القاضي برسالة إلى ابن رائق لئلا يستوحش.

(24/35)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 36
4 (إخراج ابن مقلة من الوزارة)
) فبينا ابن مقلة في الدهليز شغب الغلمان ومعهم المظفر، وأظهروا المطالبة بالأرزاق، وقبضوا على الوزير، وبعثوا إلى الراضي يعرفونه ليستوزر غيره، فبعث إليهم يستصوب رأيهم، ثم قال: سموا من شئتم حتى استوزره. فسموا علي بن عيسى، وقالوا: هو مأمون كافي. فاستحضره وخاطبه بالوزارة فامتنع، فخاطبه ثانية وثالثة فامتنع، فقال: أشر بمن ترى. فأومأ إلى أخيه عبد الرحمن بن عيسى. فبعث الراضي إليه المظفر بن ياقوت، فأحضره وقلده، وركب الجيش بين يديه، وأحرقت دار ابن مقلة، وهذه المرة الثالثة. وكان قد أحرق دار سليمان بن الحسن. فكتبوا على داره:
(أحسنت ظنك بالأيام إذ حسنت .......... ولم تخف سوء ما يأتي به القدر)

(وسالمتك الليالي فاغتررت بها .......... وعند صفو الليالي يحدث الكدر)
واختفى الوزير وأعوانه
4 (ظهور الخصيبي وسليمان بن الحسن)
وظهر أبو العباس الخصيبيّ، وسليمان بن الحسن، وصارا يدخلان مع الوزير عبد الرحمن وأخيه عليّ، ويدخل معهم أبو جعفر محمد بن القاسم والأعيان.
4 (تعذيب ابن مقلة)
وأخذ ابن مقلة فتسلّمه عبد الرحمن الوزير، وضرب بالمقارع، وأخذ خطُّه

(24/36)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 37
بألف ألف دينار. ثم سلم إلى أبي العباس الخصيبيّ، فجرى عليه من المكاره والتعليق والضرب عجائب.
4 (رواية ثابت بن سنان عن تعذيب ابن مقلة)
قال ثابت: كلفني الخصيبي الدخول إليه يوماً وقال: إن كان يحتاج إلى الفصد فليفصد بحضرتك. فدخلت فوجدته مطروحاً على حصيرٍ، وتحت رأسه مخدة وسخة، وهو عريان في وسطه سراويل، ورأيت بدنه من رأسه إلى أطراف رجليه كالباذنجان، وبه ضيق نفسٍ شديد. وكان الذي تولى عذابه ودهق صدره الدستوائي. فقلت: يريد الفصد. فقال الخصيبي: وكيف نعمل، ولابد من تعذيبه كل يوم فقلت: فيتلف. قال: افصده.) ففصد ته ورفهته ذلك اليوم. واتفق أنّ الخصيبي استتر ذلك اليوم، فاطمأن ابن مقلة وتصلح. وحضر أبو بكر بن قرابة، وضمن ما عليه وتسلمه.
4 (القبض على المظفر بن ياقوت وهدم داره)
وفي جمادى الأولى قبض الراضي على المظفر بن ياقوت وهدم داره، ثمّ أطلقه بعد جمعة وأصدره إلى أبيه ياقوت.
4 (عزل الخرشني عن الشرطة)
وعزل بدر الخرشني عن الشرطة، ووليها كاجوا.

(24/37)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 38
4 (تقليد الخرشني أعمال إصبهان وفارس)
وقلد الخرشني أعمال إصبهان وفارس.
4 (وزارة الكرخي)
وعجز الوزير عبد الرحمن عن النفقات، وضاق المال. فاستعفى. فقبض عليه الراضي في رجب وعلى أخيه، واستوزر أبا جعفر محمد بن القاسم الكرخيّ، وسلم ابني عيسى إلى الكرخي، فصادرهما برفق، فأدى كل واحد سبعين ألف دينار، وانصرفا إلى منازلهما.
4 (قتل ياقوت الأمير)
وفي رمضان قتل ياقوت الأمير بعسكر مكرم، فأراد الحجرية قتل أبي الحسين البريدي ببغداد، وكان يخلف أخاه في الكتابة لياقوت، فاختفى. وكان ياقوت قد سار بجموعه لحرب عليّ بن ابن بويه، فالتقيا بباب أرجان، فهزمه ابن بويه، فعاد إلى الأهواز، وتواترت الأخبار بأن بويه وافى إلى رامهرمز مقتفياً آثار ياقوت. فعبر ياقوت إلى عسكر مكرم وقطع الجسر. وأقام ابن بويه أياماً برامهرمز إلى أن وقع الصلح بينه وبين الخليفة، وجرت فصول. وضعف أمر ياقوت، وجاع عساكره، وتفرقت رجاله، وتمت له حروب مع كاتبه أبي عبد الله البريدي، ثم انهزم وأوى إلى قريٍ ةٍ، فظفروا به وقتلوه، وكان قد شاخ. ثم طغى البريدي وأظهر العصيان.

(24/38)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 39
4 (وزارة سليمان بن الحسن)
وفيها استوزر الراضي أبا القاسم سليمان بن الحسن. وسببه أن ابن رائق تغلب على ناحيته،) وابن بويه تغلب على فارس. وضاقت الدنيا على الوزير الكرخي، وكان غير ناهض بالأمور، فعزل في شوّال. وقلد سليمان، فكان في العجز بحال الكرخي وزيادة.
4 (عودة ابن رائق إلى بغداد)
فدعت الضرورة إلى أن كاتب الراضي محمد بن رائق يلاطفه مع كاجو، فأصغى وأسرع، فأرسل إليه الراضي بالخلع واللواء. فانحدر إليه أعيان الساجية، فقيدهم وحبسهم، فاستوحش الحجرية ببغداد، وأحدقوا بباب دار الخليفة. فوصل ابن رائق في جيشه إلى بغداد في ذي الحجة، ودخل على الراضي في قواده. ثم إنه أمر الحجرية بقلع خيامهم وذهابهم إلى منازلهم، فلم يفعلوا، وبطل حينئذٍ أمر الوزارة والدواوين وبقي الاسم لا غير، وتولى الجميع محمد بن رائق وكتابه، وصارت الأموال تحمل إليه، وبطلت بيوت المال. وحكم ابن رائق على البلاد وبقي الراضي معه صورةً.
4 (الوباء والغلاء بإصبهان وبغداد)
وفيها وقع الوباء العظيم بإصبهان وبغداد، وغلت الأسعار.

(24/39)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 40
4 (الغزوة الأولى لعليّ بن حمدان)
وفيها سار الدمستق في جيوش الروم إلى أرض آمد وسميساط فسار عليّ ابن عبد الله ابن حمدان، وهو شاب، وهذه من أول مغازيه، إلى آمد، وبعث الأقوات إلى سميساط، فاختلف عليه بعض أمرائه، ثمّ حاربه فظفر به، ثمّ عفا عنه.
4 (تغلب الحسن بن حمدان على الموصل)
وكان الحسن بن عبد الله بن حمدان أخوه قد غلب على الموصل، فسار إليه خلق من الساجية والحجرية، وهم خاصكية الخليفة، هربوا من محمد بن رائق، فأحسن الحسن إليهم.
4 (محاربة اليشكري للساجي وانهزامه)
وسار من عنده نظيف الساجي متقلداً أذربيجان، فحاربه اليشكري، فانهزم نظيف واستبيح عسكره، وغلب اليشكري على أذربيجان، فسار لحربه ديسم وابن الديلمي وطائفة، فهزموه ونهبوا وسبوا، وفعلوا القبائح.
4 (استيلاء الروم على سميساط)
وفيها استولت الروم على سميساط ودكوها، وأمن ألد مستق أهلها ووصلهم إلى مأمنهم.)
4 (غارات بني نمير وقشير)
وفيها عاثت العرب من بني نمير وقشير وملكوا ديار ربيعه ومضر، وشنوا الغارات، وسبوا وقطعوا السبل، وخلت المدائن من الأقوات، فسار لحربهم علي ابن عبد الله بن حمدان، فأوقع بهم وهزمهم بسروج وطردهم إلى ناحية سنجار وهيت.

(24/40)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 41
4 (خلعة الملك لصاحب الموصل)
ونفد الراضي بالله خلع الملك إلى صاحب الموصل الحسن بن عبد الله، فبعث على أذربيجان ابن عمه حسين بن سعيد بن حمدان. وكان على ديار بكر أخوه عليّ.

(24/41)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 42
4 (أحداث سنة خمس وعشرين وثلاثمائة)

4 (محاربة ابن رائق للحجرية والساجية)
فيها أشار محمد بن رائق على الراضي بأن ينحدر معه إلى واسط، فخرج أول السنة منحدراً، فوصل واسط في عاشر المحرم. واستخلف بالحضرة أبا محمد الصلحي، فاضطربت الحجرية وقالوا: هذه حيلة علينا ليعمل بنا مثل ما عمل بالساجية. فأقام بعضهم ثم انحدروا. واستخدم ابن رائق ستين حاجباً، وأسقط الباقين، وكانوا أربعمائة وثمانين. ونقص أرزاق الحشم، فثاروا وحاربوا ابن رائق، وجرى بينهم قتال شديد، وانهزم من بقي من الساجية إلى بغداد ولم يبق من الحجرية إلاّ قليل، مثل صافي الخازن، والحسن بن هارون، فأطلقا. ولمّا فرغ ابن رائق من الحجرية والساجية أشار على الراضي بالله بالتقدم إلى الأهواز، فأخرج المضارب.
4 (رسالة الراضي إلى البريدي)
وبعث ابن رائق أبا جعفر محمد بن يحيى بن شيرزاد، والحسن بن إسماعيل الإسكافي إلى أبي عبد الله البريدي برسالة من الراضي، مضمونها أنه قد أخر

(24/42)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 43
الأموال وأفسد الجيوش. وأنه ليس طالبياً فينازع الأمر، ولا جنديا فينازع الإمارة، ولا ممن يحمل السلاح، فيؤهل لفتح البلاد. وأنه كان كاتباً صغيراً، فرفع فطغى وكفر النعمة فإن راجع سومح عن الماضي. فأجاب إلى أنه يحمل مالاً عينه، وأن الجيش الذي عنده لا يقوم بهم مال الحضرة، فسيوجههم إلى فارس لحرب من بها. فبعث إليه الراضي بالعهد فما حمل المال ولا جهز الجيش.)
4 (ضمان البريدي البلاد)
وكان أبو الحسين البريدي ببغداد، فجهزه ابن رائق إلى أخيه أبي عبد الله، ثمّ صمن البريدي البلاد.
4 (تقلد بجكم الشرطة)
ورجع الراضي إلى بغداد، وتقلّد الشرطة بجكم.
4 (خروج الحجرية من بغداد)
وخرج من بقي من الحجرية من بغداد إلى الأهواز، فقبلهم البريدي، وأجرى أرزاقهم، ورثى لهم.
4 (تفرق البلدان عن الخلافة)
وصارت البلدان بين خارجي قد تغلب عليها، أو عامل لا يحمل مالاً، وصاروا مثل ملوك الطوائف، ولم يبق بيد الراضي غير بغداد والسواد، مع كون يد ابن رائق عليه.

(24/43)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 44
4 (الوحشة بين ابن رائق والبريدي)
وفيها ظهرت الوحشة بين محمد بن رائق وبين أبي عبد الله البريدي.
4 (دخول القرمطي الكوفة)
ووافى أبو طاهر القرمطي إلى الكوفة فدخلها في ربيع الآخر، فخرج ابن رائق في جمادى الأولى، وعسكر بظاهر بغداد. وسير رسالة إلى القرمطي فلم تغن شيئاً، ثمّ إن القرمطي رد إلى بلده.
4 (وزارة ابن الفرات)
وفيها استوزر الراضي أبا الفتح الفضل بن جعفر بن الفرات بمشورة ابن رائق. وكان ابن الفرات بالشام فأحضروه.
4 (انهزام جيش ابن رائق)
ومضى ابن رائق إلى واسط وراسل البريدي، فلم يلتفت وأخذ يماطله. وبعث جيشاً إلى البصرة يحفظها من ابن رائق، وطيب قلوب أهلها، فقلق ابن رائق، وبعث إلى البصرة جيشاً، فالتقوا فانهزم جيش ابن رائق غير مرة.
4 (محاربة ابن رائق للبصرة وعصيان أهلها عليه)
) ثم قدم بدر الخرشني من مصر، فأكرمه ابن رائق، ثم نفده وبجكماً إلى الأهواز، فجهز إليهما البريدي أبا جعفر الجمال في ألف نفس، فالتقوا على

(24/44)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 45
السوس، فهزمهم الخرشني، وساق وراءهم، فخرج البريدي وأخوه في طيار، وحملوا معهم ثلاثمائة ألف دينار، فغرق بهم الطيار، فأخرجهم الغواصون، واستخرجوا بعض الذهب لبجكم، ووافوا البصرة، ودخل بجكم الأهواز، وكتب إلى ابن رائق بالفتح. ودخل البريديون البصرة واطمأنوا، فساق ابن رائق بنفسه إلى البصرة في نصف شوّال. فهرب البريدي إلى جزيرة أوال، ووافاه بجكم. وسار ابن رائق وجيشه ليدخلوا البصرة، فقاتلهم أهلها ومنعوهم لظلمهم. وذهب البريدي إلى فارس، واستجار بعلي بن بويه فأجاره، وأنفذ معه أخاه وأبا الحسين أحمد بن بويه لفتح الأهواز. وبلغ ابن رائق ذلك، فجهز بجكم إلى الأهواز، فقال: لست أحارب هؤلاء إلا بعد أن تحصل لي إمارتها وخراجها. فقال ابن رائق: نعم. وأمضى له ذلك على مائة وثلاثين ألف دينار في السنة. ودام أهل البصرة على عصيان ابن رائق لسوء سيرته، فحلف إن تمكن من البصرة ليجعلها رماداً. فازدادا غيظهم منه.
4 (ولاية بدير لدمشق)
وفيها ولي إمرة دمشق بدير مولى محمد بن طغج، فأقام بها إلى سنة سبع وعشرين.

(24/45)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 46
4 (قدوم ابن رائق إلى دمشق)
وقدم محمد بن رائق دمشق، فأقام بها، وزعم أن المتقي ولاه إياها، وأخرج بديراً.
4 (عودة الولاية لبدير)
ثم ولي بدير دمشق بعد ذلك من قبل كافور الإخشيدي.
4 (اختلاف البريديين)
وإما البريديون فهم ثلاثة من الكتّاب: أبو عبد الله، وأبو الحسين، وأبو يوسف. كان أبوهم كاتباً على البريد بالبصرة، فغلبوا على الأهواز وجرت لهم قصص، ثمّ اختلفوا وتمزقوا.
4 (تغلب ابن حمدان على مضر)
وفيها سار عليّ بن عبد الله بن حمدان إلى مضر، فتغلب عليها لما خرج عنها بدر الخرشني) إلى العراق.
4 (امتناع الحجاج)
ولم يجسر أحد أن يحج هذا العام.
4 (تأسيس مدينة الزهراء بالأندلس)
وفيها أسس أمير الأندلس الناصر لدين الله الأموي مدينة الزهراء. وكان منتهى الإنفاق في بنائها كل يوم ما لا يحد، يدخل فيها كل يوم من الصخر المنحوت ستة آلاف صخرة، سوى التبليط. وجلب إليها الرخام من أقطار المغرب، ودخل فيها أربعة آلاف وثلاثمائة سارية، منها ثلاث وعشرون سارية

(24/46)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 47
ملونة. وأهدى له ملك الإفرنج أربعين سارية رخام. وأما الوردي والأخضر فمن إفريقية والحوض المذهب جلب من القسطنطينية، والحوض الصغير عليه صورة أسد، وصورة غزال، وصورة عقاب، وصورة ثعبان، وغير ذلك. كل ذلك ذهب مرصع بالجوهر. وبقوا في بنائها ست عشرة سنة. وكان ينفق عليها ثلث دخل الأندلس. وكان دخل الأندلس يومئذٍ خمسة آلاف ألف وأربعمائة ألف وثمانون ألف درهم. وعمل في الزهراء قصر المملكة. غرم عليه من الأموال ما لا يعلمه إلا الله. وبين الزهراء وبين قرطبة أربعة أميال، وطولها ألف وستمائة ذراع، وعرضها ألف وسبعون ذراعاً. ولم يبن في الإسلام أحسن منها، لكنها صغيرة بالنسبة إلى المدائن كما ترى لا بل هي متوسطة المقدار. وكانت من عجائب الدنيا. وسورها ثلاثمائة برج، وكل شرافة حجر واحد. وعمل ثلثها قصور الخلافة، وثلثها للخدم، وكانوا اثني عشر ألف مملوك، وثلثها الثالث بساتين. وقيل إنه عمل فيها بحيرة ملأها بالزئبق. وقيل: كان يعمل فيها ألف صانع، مع كل صانع اثنا عشر أجيراً. وقد أحرقت وهدمت في حدود سنة أربعمائة، وبقيت رسومها وسورها. فسبحان الباقي بلا زوال.

(24/47)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 48
4 (أحداث سنة ست وعشرون وثلاثمائة)

4 (انتصار البريدي على بجكم)
فيها سار أبو عبد الله البريدي لمحاربة بجكم. وأقبل في مددٍ من ابن بويه، فخرج بجكم لحربه،) وعاد منهزماً بعد ثلاث، لأن الأمطار عطلت نشاب أصحابه وقسيهم، فقبض على وجوه أهل الأهواز، وحملهم معه، وسار إلى واسط.
4 (ازدياد قوة أحمد بن بويه)
وأقام البريدي وأحمد بن بويه بالأهواز أياماً. ثمّ هرب البريدي في الماء، ثم أخذ يراوغ أحمد بن بويه، وجرت له فصول. وقوي ابن بويه. وبجكم مقيم بواسط ينازع إلى الملك ببغداد. وقد جمع ابن رائق أطرافه وأقام ببغداد، والبريدي هارب في أسفل الأهواز.
4 (المصاهرة بين ابن رائق والوزير أبي الفتح)
ولما رأى الوزير أبو الفتح الفضل اختلاف الحضرة، واستيلاء المخالفين على البلاد، أطمع ابن رائق في أن يحمل إليه الأموال من الشام ومصر. وأن

(24/48)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 49
ذلك لا يتم مع بعده. وصاهره فزوج ابنه بابنة محمد بن رائق، وزوج مزاحم بن رائق ببنت محمد بن طغج.
4 (محاربة البريدي لبجكم)
ثمّ خرج الوزير أبو الفتح إلى الشام على البرية، وقد استخلف على الحضرة عبد الله بن علي النقري. وسار ابن شيرزاد بين البريدي وابن رائق في الصلح، فكتبوا للبريدي بالعهد على البصرة، وأن يجتهد في أخذ الأهواز من أحمد بن بويه، وأن يحارب بجكم. فواقع عسكر البريدي عسكر بجكم فهزمه، فسر بذلك ابن رائق. ثم أرسل بجكم إلى البريدي: أنت قد أنفقت مع ابن رائق علي وقد عفوت عنك، وأنا أعاهدك إن ملكت الحضرة أن أقلدك واسطاً. فسجد البريدي شكراً لله وحلف له واتفقا.
4 (قطع يد ابن مقلة)
وقيها قطعت يد ابن مقلة. وسببه أن محمد بن رائق لما صار إليه تدبير المملكة قبض على ضياع ابن مقلة وابنه، فسأله ابن مقلة إطلاقها، فوعده ومطلة. فأخذ ابن مقلة في السعي عليه من كل وجهٍ، وكتب إلى بجكم يطمعه في الحضرة، وكتب إلى الراضي يشير عليه بالقبض على ابن رائق، ويضمن له إذا فعل ذلك وأعاده إلى الوزارة أنه يستخلص له منه ثلاثة آلاف) دينار. وأشار باستدعاء بجكم ونصبه في بغداد. فأصغى إليه، فكتب ابن مقلة إلى بجكم يخبره ويحثه على القدوم.

(24/49)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 50
واتفق معهم أن ابن مقلة ينحدر سراً إلى الراضي ويقيم عنده، فركب من داره، وعليه طيلسان، في رمضان في الليل. فلما وصل إلى دار الخليفة لم يمكن، وعدل به إلى حجرة فحبس بها. وبعث الراضي إلى ابن رائق فأخبره. فتردد الرسل بينهما أسبوعين، ثم أظهر الخليفة أمره، واستفتى القضاة في أمره، وأفشى ما أشار به ابن مقلة من مجيء بجكم وقبض ابن رائق. فيقال إن القضاة، أفتوا بقطع يده، ولم يصح. ثم أخرجه الراضي إلى الدهليز، فقطعت يده بحضرة الأمراء.
4 (رواية ابن سنان عن ابن مقلة)
قال ثابت بن سنان: فاستدعاني الراضي وأمرني بالدخول عليه وعلاجه، فدخلت، فإذا به جالس يبكي، ولونه مثل الرصاص، فشكا ضربان ساعده. فطلبت كافوراً، وطليت به ساعده فسكن. وكنت أتردد عليه، فعرضت له علة النقرس في رجله. ثم لما قرب بجكم من بغداد قطع ابن رائق لسان ابن مقلة، وبقي في الحبس مدة، ثم لحقه ذرب وشقي إلى أن مات بدار الخلافة.

(24/50)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 51
وقد وزر ثلاث مرات لثلاثة من الخلفاء. ومات سنة ثمان وعشرين، وهو صاحب الخط المنسوب.
4 (دخول بجكم بغداد وتلقيبه: أمير الأمراء)
ثم أقبل بجكم في جيوشه وضعف عنه محمد بن رائق، فاستتر ببغداد، ودخلها بجكم في ذي القعدة، فأكرمه الراضي ورفع منزلته، ولقبه أمير الأمراء، وانقضت أيام محمد بن رائق.
4 (كتاب ملك الروم إلى الخليفة بالهدنة)
وفيها ورد كتاب من ملك الروم. والكتابة بالذهب، وترجمتها بالعربية بالفضة وهو: من رومانس وقسطنطين وأسطانوس عظماء ملوك الروم، إلى الشريف البهي ضابط سلطان المسلمين. بسم الآب والابن وروح القدس الإله الواحد، الحمد لله ذي الفضل العظيم، الرؤوف بعباده، الذي جعل الصلح أفضل الفضائل، إذ هو محمود العاقبة في السماء والأرض. ولما بلغنا ما) رزقته أيها الأخ الشريف الجليل من وفور العقل وتمام الأدب، واجتماع الفضائل أكثر ممن تقدمك من الخلفاء، حمنا الله.. وذكر كلاماً يتضمن طلب الهدنة والفداء. وقدموا تقدمه سنية. فكتب إليهم الراضي بإنشاء أحمد بن محمد بن ثوابه، بعد البسملة: من عبد الله أبي العباس الإمام الراضي بالله أمير المؤمنين إلى رومانس وقسطنطين

(24/51)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 52
وأسطانوس رؤساء الروم. سلام على من اتبع الهدى وتمسك بالعروة الوثقى وسلك سبيل النجاة، والزلفى. وأجابهم إلى ما طلبوا.
4 (تقلد بجكم إمارة بغداد وخرا سان)
وفيها قلد الراضي بجكم إمارة بغداد وخرا سان. وابن رائق مستتر.
4 (امتناع الحجاج)
ولم يحج أحد.
4 (انتصار ابن حمدان على الدمستق)
وفيها كانت ملحمة عظيمة بين الحسن بن عبد الله بن حمدان وبين الدمستق، ونصر الله الإسلام، وهرب الدمستق. وقتل من النصارى خلائق، وأخذ سرير الدمستق وصليبه.

(24/52)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 53
4 (أحداث سنة سبع وعشرين وثلاثمائة)

4 (الحرب بين بجكم وابن حمدان)
فيها سافر الراضي وبجكم لمحاربة الحسن بن عبد الله بن حمدان، وكان قد أخر الحمل عن ما ضمنه من الموصل والجزيرة. فأقام القاضي بتكريت، ثمّ التقى بجكم وابن حمدان، فانهزم أصحاب بجكم وأسر بعضهم فحقق بجكم الحملة بنفسه، فانهزم أصحاب ابن حمدان. واتبعه بجكم إلى أن بلغ نصيبين فأقام بها، وهرب ابن حمدان إلى آمد، وسار الراضي إلى الموصل.
4 (انضمام القرامطة إلى ابن رائق)
وكان في جند بجكم طائفة من القرامطة، وبقوا مع الراضي، فلحقتم الطائفة بتكريت، فذهبوا مغاضبين إلى بغداد. وظهر محمد بن رائق من استتاره فانضموا إليه، وكانوا ألف رجل. وقيل أن الراضي إنما سارع إلى الموصل خوفاً منهم، فدخلها في صفر، فاستناب بجكم قواده على نصيبين وديار ربيعه، وعاد إلى الموصل وهو قلق من أمر ابن رائق.

(24/53)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 54
4 (الفتنة بين أهل الموصل وجند بجكم)
) وبعد أيام وقعت فتنة بين المواصلة وجند الأمير بجكم، فركب بجكم ووضع السيف في أهل الموصل، وأحرق فيها أماكن.
4 (مسير ابن حمدان إلى نصيبين)
وسار ابن حمدان إلى نصيبين فهرب عمال بجكم عنها، وأخذ أصحابه يتسللون إلى ابن رائق. ثم طلب ابن حمدان من بجكم الصلح، فما صدق به، وبعث إليه بعهده.
4 (تقلد ابن رائق الفرات وجند قنسرين)
وأما ابن رائق فهرب أصحاب السلطان ببغداد وهزمهم، وراسل والدة الراضي وحرمه رسالة جميلة، وراسل الراضي وبجكم يلتمس الصلح وأن يقلد الفرات وجند قنسرين ويخرج إليها. فأجيب إلى ذلك، فسار ابن رائق إلى الشام.
4 (إهلاك عبد الصمد بن المكتفي)
وفيها أهلك عبد الصمد بن المكتفي لكونه راسل ابن رائق في ظهوره أن يقلد الخلافة.
4 (مصاهرة بجكم لابن حمدان)
وفيها صاهر بجكم الحسن بن عبد الله بن حمدان.

(24/54)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 55
4 (موت ابن الفرات)
وفيها مات الوزير أبو الفتح الفضل بن الفرات بالرملة.
4 (مصالحة البريدي وبجكم)
وفيها وقع الصلح على أن يضمن البريدي من بجكم واسطة في السنة بستمائة ألف دينار.
4 (وزارة البريدي)
وفيها استوزر الراضي أبا عبد الله أحمد بن محمد البريدي. أشار عليه بذلك ابن شيرزاد، وقال: نكتفي شره. فبعث الراضي قاضي القضاة أبا الحسن عمر بن محمد بن يوسف القاضي إليه بالخلع والتقليد.
4 (إطلاق الطريق للحجاج)
وفيها كتب أبو علي عمر بن يحيى العلوي إلى القرمطي، وكان يحبه، أن يطلق طريق الحاج، ويعطيه عن كل جمل خمسة دنانير. فأذن، وحج الناس وهي أول سنة أخذ فيها المكس من الحجاج.)

(24/55)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 56
4 (أحداث سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة)

4 (انهزام الدمستق)
في أولها ورد الخبر بأن علي بن عبد الله بن حمدان لقي الدمستق، فهزمه علي.
4 (زواج بجكم ببنت البريدي)
وفيها تزوج بجكم بسارة بنت الوزير أبي عبد الله البريدي.
4 (وفاة قاضي القضاة ابن يوسف)
وفي شعبان توفي قاضي القضاة، أبو الحسين عمر بن محمد بن يوسف، وقلد مكانه ابنه القاضي أبو نصر يوسف.
4 (وزارة ابن مخلد)
وفيها سار بجكم إلى الجبل وعاد، وفسد الحال بينه وبين الوزير البريدي

(24/56)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 57
لأمور، فعزل بجكم الوزير، واستوزر أبا القاسم سليمان بن مخلد. وخرج بجكم إلى واسط.
4 (انهزام ابن رائق أمام الإخشيد)
وفي رمضان ملك محمد بن رائق حمص، ودمشق، والرملة، وإلى العريش، ولقيه محمد بن طغج الإخشيد فانهزم الإخشيد، ووقع جند ابن رائق في النهب، فخرج عليهم كمين ابن طغج فهزمهم، ونجا ابن رائق إلى دمشق في سبعين رجلاً.
4 (موت ابن مقلة والخصيبي)
وفي شوال مات أبو علي ابن مقلة، وأبو العباس أحمد بن عبيد الله الخصيبي اللذين وزرا.
4 (مصالحة الإخشيد لابن رائق بعد مقتل ابنه)
وفيها واقع محمد بن رائق أبا نصر بن طغج في أرض اللجون، فانهزم أصحاب ابن طغج، واستؤسر وجوه قواده، وقتل في المعركة. فعز ذلك على ابن رائق وكفنه، وأنفذ معه ابنه مزاحماً إلى الإخشيد محمد بن طغج يعزيه في أخيه، ويحلف أنه ما أراد قتله، وأنه أنفد إليه ولده مزاحماً ليقيده به. فشكره وخلع على مزاحم ورده، واصطلحا على أن يفرج ابن رائق عن الرملة للإخشيد، ويحمل إليه الإخشيد في السنة مائة وأربعين ألف دينار.

(24/57)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 58
4 (غرق بغداد)
وفي شعبان غرقت بغداد غرقاً عظيماً، حتى بلغت زيادة الماء تسعة عشر ذراعاً. وغرق) الناس والبهائم، وانهد مت الدور، فلله الأمر.
4 (غزوة ابن حمدان بلاد الروم)
وفيها غزا سيف الد ولة علي بن حمدان بلاد الروم، وجرت له مع الدمستق واقعات ينصر الله فيها المؤمنين، وله الحمد.

(24/58)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 59
4 (أحداث سنة تسع وعشرين وثلاثمائة)

4 (عزل بجكم لابن شيرزاد ومصادرته)
فيها عزل بجكم ابن شيرزاد عن كتابته، وصادره على مائة وخمسين ألف دينار،
4 (وفاة الراضي بالله)
وفي ربيع الأول اشتدت علة الراضي بالله، وقاء في يومين أرطالاً من دم، ومات. وبويع المتقي لله أخوه. وكان الراضي سمحاً كريماً أديباً شاعراً فصيحاً، محباً للعلماء. سمع من البغوي، وله شعر مدون. قال الصولي: سئل الراضي أن يخطب يوم الجمعة، فصعد المنبر بسر من رأى، فحضرت أنا وإسحاق بن المعتمد. فلما خطب شنف الأسماع وبالغ في الموعظة. ثم نزل فصلى بالناس.

(24/59)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 60
وقيل إن الراضي استسقى وأصابه ذرب عظيم. وكان من أعظم آفاته كثرة الجماع. توفي في منتصف ربيع الآخر وله إحدى وثلاثون سنة ونصف. ودفن بالرصافة. وهو آخر خليفة جالس الندماء.
4 (خلافة المتقي)
وقال الصولي: لما مات الراضي، كان بجكم بواسط، وبلغه الخبر، فكتب إلى كاتبه أبي عبد الله أحمد بن علي الكوفي يأمره أن يجمع القضاة والأعيان بحضرة وزير الراضي أبي القاسم سليمان بن الحسن ويشاورهم فيمن يصلح. وبعث الحسين بن الفضل بن المأمون إلى الكوفي بعشرة آلاف دينار له، وبأربعين ألف دينار ليفرقها في الجند إن ولاه الخلافة، فلم ينفع. ثم إنهم اتفقوا على أبي إسحاق إبراهيم بن المقتدر، فأحد روه من داره إلى دار الخلافة لعشرٍ بقين من الشهر، فبايعوه وهو ابن أربعٍ وثلاثين سنة.) وأمه أمةٌ اسمها خلوب، أدركت خلافته. وكان حسن الوجه، معتدل الخلق بحمرة، أشهل العين، كث اللحية. فصلى ركعتين وصعد إلى السرير، وبايعوه، ولم يغير شيئاً قط، ولم يتسر على جاريته التي له. وكان كثير الصوم والتعبد، لم يشرب نبيذاً قط. وكان يقول: لا أريد نديماً غير المصحف.

(24/60)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 61
4 (إقرار سليمان بن الحسن في الوزارة)
وأقر في الوزارة، على ما قال ثابتٌ، الوزير سليمان بن الحسن. وإنما كان له الاسم، والتدبير للكوفي، كاتب بجكم.
4 (حجابة الطولوني)
واستحجب المتقي سلامة الطولوني.
4 (ولاية المظالم)
وولى علي بن عيسى المظالم.
4 (سقوط القبة الخضراء بمدينة المنصور)
وفي سابع جمادى الآخرة سقطت القبة الخضراء بمدينة المنصور، وكانت تاج بغداد ومأثرة بني العباس. فذكر الخطيب في تاريخه أن المنصور بناها ارتفاع ثمانين ذراعاً، وأن تحتها إيواناً طوله عشرون ذراعاً في مثلها.

(24/61)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 62
وقيل: كان عليها تمثال فارس في يده رمح. فإذا استقبل جهة علم أن خارجياً يظهر من تلك الجهة. فسقط رأس هذه القبة في ليلة ذات مطر ورعد.
4 (الغلاء والوباء ببغداد)
وكان فيها غلاء مفرط ووباء عظيم ببغداد، وخرج الناس يستسقون وما في السماء غيم، فرجعوا يخوضون الوحل. واستسقى بهم أحمد بن الفضل الهاشمي.
4 (وزارة ابن ميمون الكاتب)
وفيها عزل المتقي لله الوزير سليمان واستوزر أبا الحسين أحمد بن محمد ابن ميمون الكاتب.
4 (وزارة البريدي)
) وقدم أبو عبد الله البريدي من البصرة، فطلب الوزارة، فأجابه المتقي. وصار إليه ابن ميمون فأكرمه. وكانت وزارة ابن ميمون شهراً، فشغب الجند على أبي عبد الله يطلبون أرزاقهم، فهرب من بغداد بعد أربعة وعشرين يوماً.

(24/62)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 63
4 (وزارة القراريطي)
فاستوزر المتقي أبا إسحاق محمد بن أحمد الإسكافي المعروف بالقراريطي، وعزل بعد ثلاثة وأربعين يوماً.
4 (وزارة الكرخي)
وقلد ابن القاسم الكرخي، وعزل بعد ثلاثة وخمسين يوماً.
4 (تقليد كورتكين إمرة الأمراء)
وفيها قلد المتقي إمرة الأمراء كورتكين الديلمي.
4 (تقليد بدر الحجابة)
وقلد بدراً الخرشني الحجابة.

(24/63)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 64
4 (مقتل بجكم التركي)
وفيها قتل بجكم التركي أبو الخير. وكان قد استوطن واسطاً، وقرر مع الراضي أنه يحمل إليه في العام ثمانمائة ألف دينار. وأظهر العدل وبنى دار الضيافة للضعفاء بواسط. وكان ذا أموال عظيمة. وكان يخرجها في الصناديق، ويخرج الرجال في صناديق أخر على الحمال إلى البر، ثم يفتح عليهم فيحضرون ويدفن المال، ثم يعيدهم إلى الصناديق، فلا يدرون أين دفنوا، ويقول: إنما أفعل هذا لأني أخاف أن يحال بيني وبين داري. فضاعت بموته الدفائن. قال ثابت بن سنان: لما مات الراضي استدعى بجكم ولدي إلى واسط، فقال: إني أريد أن أعتمد عليك في تدبير بدني، وفي أمر آخر أهم من بدني، وهم تهذيب أخلاقي. فقد غلب علي الغضب وسوء الخلق، حتى أخرج إلى ما ندم عليه من قتلٍ وضرب. فقال: سمعاً وطاعة. فحدثه بكلام جيد في مداراة نفسه بالتأني إذا غضب، وحضه على العفو. وكان جيش البريدي قد وصل إلى المذار، فأنفد بجكم كورتكين وتوزون للقائم، فالتقوا على) المذار في رجب، فانكسر أصحاب بجكم وراسلوه يستمدونه، فخرج من واسط. فأتاه كتاب بنصر أصحابه، فتصيدا عند نهر جور، وهنك قو أكراد مياسير، فشره إلى أخذ أموالهم، وقصدهم في عددٍ يسير من غلمانه وهو متخفٍّ. فهرب الأكراد منه، وبقي منهم غلام أسود، فطعنه برمح، وهو لا يعلم أنه بجكم، قتله لتسع بقين من رجب.

(24/64)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 65
وخامر معظم جنده إلى البريدي، وأخذ المتقي من داره ببغداد حوا صله، فحصل له من ماله ما يزيد على ألفي ألف دينار. فصار توزون وكورتكين وغيرها من كبار أصحابه إلى الموصل، ثم إلى الشام، إلى محمد بن رائق. واستدعاء المتقي إلى الحضرة.
4 (مسير ابن رائق إلى بغداد)
فسار ابن رائق من دمشق في رمضان، واستخلف على الشام أحمد بن علي بن مقاتل. فلما قرب من الموصل كتب كورتكين إلى القائد إصبهان ابن أخيه بأن يصعد من واسط، فصعد ودخل بغداد، فخلع عليه المتقي وطوقه وسوره. وحمل الحسن بن عبد الله بن حمدان إلى ابن رائق مائة ألف دينار من غير أن يجتمع به. فانحدر ابن رائق إلى بغداد.
4 (خطبة البريدي لابن رائق)
وخطب البريدي بواسط والبصرة لابن رائق وكتب اسمه على أعلامه وترسه.
4 (الحرب بين ابن رائق وكورتكين)
ثم وقع الحرب بين ابن رائق وكورتكين على بغداد أياماً، في جميعها الدبرة على ابن رائق. وجرت الأمور.

(24/65)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 66
ثم قوي ابن رائق، ثم دخل بغداد، وأقام كورتكين بعكبرا، وذلك في ذي الحجة، ودخل على المتقي لله، فلما تنصف النهار وثب كورتكين على بغداد بجيشه وهم في غاية التهاون بابن رائق، يسمون جيشه القافلة، وكان نازلاً بغربي بغداد، فعزم على العود إلى الشام. ثم تثبت فعبر في سفينة إلى الجانب الشرقي ومعه بعض الأتراك، فاقتتلوا، فبينما هم كذلك أخذتهم زعقات العامة من ورائهم، ورموهم بالآجر، فانهزم كورتكين واختفى، وقتل أصحابه في الطرقات. وظهر الكوفي، فاستكتبه ابن رائق.)
4 (أسر قادة الديلم)
واستأ سر ابن رائق من قواد ألد يلم بضعة عشرة، فضرب أعناقهم وهرب الباقون، ولم يبق ببغداد من ألد يلم أحد. ولم يبق ببغداد من ألد يلم أحد. وكانوا قد أكثروا الأذية.
4 (إمرة الأمراء لابن رائق)
وقلد ابن رائق إمرة الأمراء، وعظم شأنه.

(24/66)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 67
4 (أحداث سنة ثلاثين وثلاثمائة)

4 (حبس كورتكين في دار ابن رائق)
في المحرم وجد كورتكين الديلمي في درب، فأحضر إلى دار ابن رائق وحبس.
4 (الغلاء العظيم ببغداد)
وفيها كان الغلاء العظيم ببغداد، وأبيع كر القمح بمائتي دينار وعشرة دنانير، وأكلوا الميتة، وكثر الأموات على الطرق، وعم البلاء.
4 (انتشار الجوع)
وفي ربيع الآخر خرج الحرم من قصر الرصافة يستغيثون في الطرقات: الجوع الجوع.
4 (خروج الأتراك إلى البريدي)
وخرج الأتراك وتوزون، فساقوا إلى عند البريدي إلى واسط.

(24/67)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 68
4 (وصول الروم إلى حلب)
وفيها وصلت الروم إلى بلد حلب إلى صوص، وهي على ست فراسخ من حلب، فخربوا وأحرقوا، وسبوا عشرة آلاف نسمة.
4 (وزارة البريدي)
وفيها استوزر المتقي أبا عبد الله البريدي، برأي ابن رائق لما رأى انضمام الأتراك إليه، فاحتاج إلى مداراته.
4 (تقلد الخرقي القضاء)
وفيها تقلد قضاء الجانبين ومدينة أبي جعفر أبو الحسن أحمد بن عبد الله ابن إسحاق الخرقي التاجر، وتعجب الناس من تقليد مثله.
4 (تقليد القراريطي الوزارة)
) وفيها عزل البريدي، وقلد القراريطي الوزارة.
4 (خروج المتقي لقتال البريدي)
وفي حادي عشر جمادى الأولى ركب المتقي ومعه ابنه أبو منصور، ومحمد بن رائق، والوزير القراريطي، والجيش، وساروا وبين أيديهم القراء في المصاحف لقتال البريدي. ثم انحدر من الشماسية في دجلة إلى داره، واجتمع

(24/68)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 69
الخلق على كرسي الجسر، فثقل بهم وانخسف، فغرق خلقٌ. وأمر ابن رائق بلعن البريدي على المنابر.
4 (دخول البريدي بغداد وانتهابها)
وأقبل أبو الحسين علي بن محمد أخو البريدي إلى بغداد وقارب المتقي وابن رائق، فهزمهما، وكان معه الترك والد يلم والقرامطة، وكثر النهب ببغداد. وتحصن ابن رائق، فزحف أبو الحسين البريدي على الدار، واستفحل الشر. ودخل طائفة من ألد يلم دار الخلافة، فقتلوا جماعة، وخرج المتقي وابنه هاربين إلى الموصل ومعهما ابن رائق. واستتر القراريطي. ونهبت دار الخلافة، ودخل على الحرم. ووجدوا في السجن كورتكين الديلمي، وأبا الحسن بن سنجلا، وعلي بن يعقوب. فجيء بهم إلى أبي الحسين، فقيد كورتكين، وبعث به إلى أخيه إلى البصرة، فكان آخر العهد به، وأطلق الآخران.

(24/69)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 70
ثم نزل أبو الحسين بدار ابن رائق، وقلد توزون الشرطة، وأبا منصور تورتكين الشرطة بالجانب الغربي.
4 (إنتهاب بغداد والغلاء بها)
ونهبت بغداد، وأهجج أهلها من دورهم. واشتد القحط حتى أبيع ببغداد كر الحنطة بثلاثمائة وستة عشر ديناراً، وهلك الخلق. وكان قحطاً لم يعهد ببغداد مثله أبداً. هذا والبريدي يصادر الناس.
4 (وقعة الأتراك والقرامطة)
ثم وقعت وقعة بين الأتراك والقرامطة، فانهزم القرامطة.
4 (ازدياد دجلة)
) وزادت دجلة حتى بلغت في نيسان عشرين ذراعاً، وغرقت الناس.
4 (محاربة أهل بغداد للديلم)
ثم تناخى أهل بغداد لما تم عليهم من جور ألد يلم، ووقع بينهم وبينهم الحرب.
4 (الحرب بين الأتراك والبريدي)
ثم اتفق توزون وتورتكين والأتراك على كبس البريدي. ثم غدر تورتكين فبلغ البريدي الخبر فاحترز.

(24/70)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 71
وقصد توزون الدار في رمضان، ووقع الحرب، وخذله تورتكين، فانصرف توزون في خلق من الأتراك إلى الموصل. فبعث البريدي خلفه جيشاً ففاتهم. فلما وصل توزون إلى الموصل قوي قلب ناصر الدولة الحسن بن عبد الله بن حمدان، وعزم على أن ينحدر إلى بغداد بالمتقي، فتهيأ أبو الحسين البريدي. وكان لما وصل المتقي وابن رائق تكريت وجدا هناك سيف الدولة أبا الحسن علي بن عبد الله بن حمدان، وكان ابن رائق قد كتب إلى الحسن بن عبد الله بن حمدان أن يبعث إليه نجدة لقتال البريدي، فنفد أخاه سيف الدولة هذا، فإذا معه الإقامات والميرة، وسار الكل إلى الموصل، فلم يحضر الحسن، وترددت الرسل بينه وبين ابن رائق إلى أن توثق كل منهم بالعهود والأيمان. فجاء الحسن واجتمع بابن رائق وبأبي منصور ابن الخليفة في رجب، وذلك بمخيم الحسن. فلما أراد الانصراف ركب ابن المتقي وقدم فرس ابن رائق ليركب، فتعلق به الحسن وقال: تقيم اليوم عندي نتحدث. فقال: ما يحسن بي أن أتخلف عن ابن أمير المؤمنين. فألح عليه حتى استراب محمد بن رائق وجذب كمه من يده فتخرق. هذا ورجله في الركاب ليركب، فشب به الفرس فوقع، فصاح الحسن بغلمانه: لايفوتنكم، اقتلوه. فنزلوا عليه بالسيوف، فاضطرب أصحابه خارج المخيم، وجاء مطر فتفرقوا، فدفن وعفي قبره ونهبت داره التي بالموصل. فنقل ابن المحسن التنوخي، عن عبد الواحد بن محمد الموصلي قال: حدثني رجل أن الناس نهبوا دار ابن رائق، فدخلت فأجد كيساً فيه ألف دينار أو أكثر، فقلت: إن خرجت به أخذه مني الجند. فطفت في الدار فمررت

(24/71)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 72
بالمطبخ، فأخذت قدر سكباج ملأى، فرميت فيها الكيس) وحملتها على رأسي، فكل من رآني يظن أني جائع، فذهبت بها إلى منزلي.
4 (تلقيب ابني حمدان: ناصر الدولة وسيف الدولة)
وبعث الحسن إلى المتقي: إن ابن رائق أراد أن يغتالني. فأمره بالمصير إليه. فجاء إليه فقلده مكان ابن رائق ولقبهناصر الدولة وخلع على أخيه ولقبه سيف الدولة. وعاد إلى بغداد وهم معه.
4 (هرب البريدي إلى واسط)
فهرب البريدي إلى واسط. فكانت مدة إقامته ببغداد ثلاثة أشهر وعشرين يوماً. ودخل المتقي بغداد في شوال، وعملت القباب.
4 (وفاة الخرشني)
وقلد المتقي بدراً الخرشني طريق الفرات. فسار إليها، ثم سار إلى مصر، فأكرمه الإخشيد واستعمله على دمشق، فمات بها.
4 (انهزام البريدي أمام ناصر الدولة الحمداني)
وفي ذي القعدة جاء الخبر بأن البريدي يريد بغداد، فاضطرب الناس وخرج المتقي ليكون مع ناصر الدولة، وهرب وجوه أهل بغداد.

(24/72)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 73
ثم سار سيف الدولة أبو الحسن للقاء البريدي فكانت بينهما وقعة هائلة بقرب المدائن. فكان البريدي أبو الحسن في ألد يلم وابن حمدان في الأتراك واقتتلوا يوم الخميس ويوم الجمعة، فكانت أولاً على بني حمدان وانهزم أصحابهم، وكان ناصر الدولة على المدائن فردهم، ثم كانت الهزيمة على البريدي، وقتل جماعة من قواده، وأسر طائفةٌ، فعاد بالويل إلى واسط. وساق سيف الدولة إلى واسط، فانهزم البريدي بين يديه إلى البصرة، فأقام سيف الدولة بواسط ومعه جميع الأتراك والد يلم.
4 (وفاة النهر جوري)
وفيها توفي العارف أبو يعقوب النهر جوري شيخ الصوفية إسحاق بن محمد بمكة، وقد صحب سهل بن عبد الله، والجنيد.
4 (وفاة المحاملي)
وفيها توفي المحاملي صاحبالدعاء وغيره.
4 (وفاة أبي صالح الزاهد)
) والزاهد أبو صالح الدمشقي مفلح بن عبد الله، وإليه ينسب مسجد أبي صالح خارج باب شرقي. والله أعلم

(24/73)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 74
5 (الطبقة الثالثة والثلاثون وفيات)

1 (مرتبة كل سنة على حروف المعجم)

1 (وفيات سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة)

4 (حرف الألف)
أحمد بن إسماعيل بن عامر. أبو بكر السمرقندي. رئيس كبير، حدث بجامع أبي عيسى الترمذي، عن مصنفه وتوفي ببخاري. قاله جعفر المستغفري. أحمد بن الحسين بن محمد بن عبد الله بن بكر. أبو حامد الدقاق. ورخه ابن مندة. أحمد بن حمدون بن أحمد بن رستم. أبو حامد النيسابوري، ولقبه أبو تراب، الأعمشي الحافظ. كان قد جمع حديث الأعمش كله وحفظه. سمع: محمد بن رافع، وإسحاق الكوسج، وعلي بن خشرم، وعمار بن رجاء الجرجاني، وأبا زرعة، والحسن بن محمد الزعفراني، وأبا سعيد الأشج، ويحيى بن حكيم المقوم، وطبقتهم. روى عنه: أبو الوليد الفقيه، وأبو علي الحافظ، وأبو إسحاق المزكي، وأبو سهل الصعلوكي، وأبو أحمد الحاكم.

(24/74)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 75
قال أبو عبد الله الحاكم: سمعت أبا علي يقول: اثنا أحمد بن حمدون، إن حلت الرواية عنه. فقلت: هذا الذي تذكره في أبي تراب من جهة المجون والسخف الذي كان، أو لشيءٍ أنكرته منه في الحديث قال: بل من جهة الحديث. قلت: فما أنكرت عليه) قال: حديث عبيد الله بن عمر، عن عبد الله بن الفضل. قلت: قد حدث به غيره. فأخذ يذكر أحاديث حدث بها غيره. فقلت: أبو تراب مظلوم في كل ما ذكرته. ثم حدثت أبا الحسين الحجاجي بهذا القول، فرضي كلامي فيه، وقال: القول ما قلته. ثم تأملت أجزاء كثيرة بخطه، فلم أجد فيها حديثاً يكون الحمل فيه عليه، وأحاديثه كلها مستقيمة. وسمعت أبا أحمد الحافظ يقول: حضرت ابن خزيمة يسأل أبا حامد الأعمشي: كم روى الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد فأخذ أبو حامد يسرد الترجمة حتى فرغ منها، وابن خزيمة يتعجب من مذاكرته. سمعت محمد بن حامد البزاز يقول: دخلنا على أبي حامد الأعمشي وهو عليل فقلنا: كيف تجدك قال: بخير، لولا هذا الجار، يعني أبا حامد الجلودي، يدعي أنه محدث عالم، ولا يحفظ إلا ثلاث كتب: كتاب عمى القلب، وكتاب النسيان، وكتاب الجهل. دخل علي أمس فقال: يا أبا حامد أعلمت أن زنجويه قد مات قلت: رحمه الله. فقال: دخلت اليوم على المؤمل بن الحسن وهو في النزع ثم قال: يا أبا حامد ابن كم أنت قلت: أنا في السادس والثمانين. قال: فأنت إذاً أكبر من أبيك يوم مات. فقلت: أنا بحمد الله في عافية، وجامعت البارحة مرتين، واليوم فعلت كذا. فقام خجلاً.

(24/75)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 76
توفي الأعمشي في ربيع الأول. أحمد بن داود بن سليمان بن جوين. أبو بكر القربي. مصري ثقة. سمع: يونس بن عبد الأعلى، والربيع بن سليمان، وابن مثر ود. روى عنه: ابن يونس، وغيره. أحمد بن عبد الله بن أحمد بن ذكوان.) الدمشقي المقريء. قرأ على أبيه، وسمع منه. قرأ عليه: أبو هاشم عبد الجبار المؤدب. وروى عنه: ابن عدي، لكن سماه محمداً فوهم، وأبو بكر الربعي، وابن المقريء، وعبد الوهاب الكلابي، وآخرون. قال الدارقطني: لا بأس به. وورخ وفاته ابن زبر. أحمد بن عبد الوارث بن جرير. أبو بكر الأسواني العسال. سمع: عيسى بن حماد، ومحمد بن رمح، وجماعة. وهو آخر من حدث عن ابن رمح. روى عنه: أبو سعيد بن يونس الحافظ ووثقه، والطبراني، وابن المقرئ، وعبد الكريم بن أبي جدار، وميمون بن حمزة العلوي، وعلي بن محمد الحضرمي الطحان والد الحافظ يحيى، وخلق.

(24/76)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 77
توفي في جمادى الآخرة، وقد جاوز التسعين، وولاؤه لعثمان بن عفان رضي الله عنه. أحمد بن محمد بن سلامة بن سلمة بن عبد الملك. أبو جعفر الأزدي الحجري المصري الطحاوي الفقيه الحنفي، المحدث الحافظ. أحد الأعلام. سمع: هارون بن سعيد الأيلي، وعبد الغني بن رفاعة، ويونس بن عبد الأعلى، ومحمد بن عبد الله بن الحكم، وعيسى بن مثرود، وبحر من نصر، وطائفة من أصحاب ابن وهب، وغيره. روى عنه: أبو الحسن الإخميمي، وأحمد بن القاسم الخشاب، وأبو بكر ابن المقريء، والميانجي، وأحمد بن عبد الوارث الزجاج، وعبد العزيز بن محمد الجوهري قاضي الصعيد، والطبراني، ومحمد بن بكر بن مطروح.

(24/77)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 78
وخرج إلى الشام سنة ثمان وستين، فلقي قاضيها أبا خازم فتفقه به وبغيره. قال ابن يونس: ولد سنة تسعٍ وثلاثين ومائتين، وتوفي في مستهل ذي القعدة. قال: وكان ثقة ثبتاً، فقيهاً عاقلاً. لم يخلف مثله.) وقال أبو إسحاق الشيرازي: انتهت إلى أبي جعفر رئاسة أصحاب أبي حنيفة بمصر. أخذ العلم عن أبي جعفر أحمد بن أبي عمران. وأبي خازم، وغيرهما. وكان شافعياً يقرأ على المزني، فقال له يوماً: والله لا جاء منك شيء. فغضب من ذلك، وانتقل إلى ابن أبي عمران. فلما صنف مختصره قال: رحم الله أبا إبراهيم، لو كان حياً لكفر عن يمينه. ومن نظر في تصانيف أبي جعفر رحمه الله علم محلة من العلم وسعة معرفته. وقد ناب في القضاء عن أبي عبيد الله محمد بن عبده قاضي الديار المصرية سنة نيف وسبعين ومائتين. وترقت حاله فحدث أنه حضر رجلٌ معتبرٌ عند ا لقاضي محمد بن عبده فقال: أيش روى أبو عبيده بن عبد الله بن مسعود، عن أمه، عن أبيه فقلت أنا: حدثنا بكار عن قتيبة: نا أبو أحمد الزبيري، اثنا سفيان، عن عبد الأعلى التغلبي، عن أبي عبيده، عن أمه، عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله ليغار للمؤمن فليغر. وثنا به إبراهيم بن داود: اثنا سفيان بن وكيع، عن أبيه، عن سفيان موقوفاً. فقال لي الرجل: تدري ما تقول تدري ما تتكلم به فقلت له: ما الخبر؟

(24/78)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 79
قال: رأيتك العشية مع الفقهاء في ميدانهم، ورأيتك الآن في ميدان أهل الحديث. وقل من يجمع ذلك. فقلت: هذا من فضل الله وإنعامه. صنف رحمه الله الآثار، ومعاني الآثار، واختلاف العلماء، والشروط، وأحكام القرآن. وكان ابن أبي عمران قد قدم من العراق قاضياً على مصر، وكان من كبار الحنفية وعليه تخرج الطحاوي. والمزني هو خال الطحاوي رحمهما الله تعالى. أحمد بن محمد بن علي بن رزين. أبو علي الباشاني الهروي. سمع: علي بن خشرم، وأحمد بن عبد الله الفاريابي، وأبا الحسين الحنفي، وسفيان بن وكيع،) وهذه الطبقة. وعنه: أبو عبد الله بن أبي ذهل، وأبو بكر بن أبي إسحاق القراب، وزاهر ابن محمد السرخسي، ومحمد بن محمد بن جعفر الماليني. وكان ثقة. أحمد بن محمد بن عيسى بن محمد بن القاسم بن حسن بن زيد ابن الحسن بن علي بن أبي طالب. أحمد بن محمد بن موسى البغدادي أبو بكر، ويعرف بابن أبي حامد. صاحب بيت المال. سمع: حمدون الفرغاني، والعباس الدوري. وعنه: الدار قطني، والقواس. وكان ثقة، جواداً، كريماً. قاله الخطيب.

(24/79)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 80
أحمد بن محمد بن يزيد الفقيه أبو العباس الكرجي. ثقة، سمع: يوسف بن سعيد بن مسلم، وأحمد بن الفرات. روى عنه: علي بن لؤلؤ، وابن المظفر. حدث ببغداد. ومات في جمادى الأولى. أحمد بن محمود أبو عيسى اللخمي الأنبا ري. عن: علي بن حرب، وأبي عتبة الحجازي، وجماعة. وعنه: ابن شاهين، وإبراهيم بن سعيد الجوهري. أرخه الخطيب. أحمد بن نصر بن سندويه أبو بكر البغدادي حبشون. سمع: الحسن بن عرفة، ويوسف بن موسى القطان، ومحمد بن هارون أبا نشيط.) وعنه: ابن شاهين، والدار قطني. وقال: ثقة. إبراهيم بن عمروس بن محمد أبو إسحاق الفساطيطي. من فقهاء همدان. سمع: محمد بن عبيد الأسدي، وحميد بن زنجويه، وأحمد بن بديل، وموسى بن نصر، وعبد الرحمن بن بشر بن الحكم، ومحمد بن علي بن شقيق، وعبد الحميد بن عصام الجرجاني، وجماعة.

(24/80)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 81
وعنه: صالح بن أحمد، وأحمد بن محمد بن روزبة، والحسن بن بشار وعبد الرحمن بن محمد بن خيران الفقيه، وآخرون. وثقة بعضهم ووصفوه بالصدق. إبراهيم بن الفضل بن حيان الحلواني قاضي سامراء. سمع: العطاردي، وغيره. وعنه: المعافى الجريري. أحيد بن محمد بن الحسن بن شجاع. المعروف بدينار. توفي في ربيع الأول. إسحاق بن محمد بن أحمد القاضي. أبو يعقوب الحلبي. قدم بغداد، وروى عن: سليمان بن سيف الحراني. وعنه: الدار قطني، ويوسف القواس، وحفيده علي بن محمد. حدث فيها، وبقي بعدها.
4 (حرف الباء)
بكر بن المرزبان السمرقندي. حدث في هذه السنة في صفر، عن عبد بن حميد بتفسيره.
4 (حرف التاء)
) تكين الخاصة. الأمير أبو منصور المعتضدي.

(24/81)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 82
ولي نيابة دمشق غير مرة، وولي أيضاً مصر للمقتدر، وبها توفي في ربيع الأول، وحمل في تابوت إلى بيت مقدس. روى عنه: يوسف القاضي روى عنه: علي بن محمد بن رستم. قال ابن النجاد: تكين الخزري، ولي نيابة مصر سنة سبع وتسعين، ثم عزل سنة اثنتين وثلاثمائة فولي إمرة دمشق. ثم بعد خمس سنين أعيد إلى مصر، فبقي عليها إلى أن مات زمن القاهر بالله. وكان من كبار الملوك، سامحه الله.
4 (حرف الجيم)
جامع بن إبراهيم بن محمد بن جامع. أبو القاسم السكري. بمصر جعفر بن محمد بن بكر بن بكار بن يوسف البلخي. في شوال.
4 (حرف الخاء)
حاتم بن محبوب أبو يزيد القرشي السامي الهروي. سمع: سلمة بن شبيب، وأحمد بن سعيد الرباطي، وابن زنبور، وغيرهم.

(24/82)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 83
وعنه: الرئيس أبو عبد الله العصمي، ومحمد بن أحمد الأسفزاري، وأحمد بن محمد المزني، وآخرون. وكان ثقة، صالحاً. أخبرنا أحمد بن هبة الله، عن أبي روح: أنا محمد بن إسماعيل، أنا أبو عمر المليحي، أنا محمد بن عمر بن حفصويه السرخسي سنة خمس وثمانين، أنا حاتم بن محبوب، اثنا سلمة بن شبيب، اثنا الحسن بن محمد، يعني ابن أعين، اثنا زهير قال: دخلت البصرة فقلت: لا أكتب) الحديث إلا بنية، فما كتبت فيها إلا حديثاً واحداً. زهير هو ابن معاوية، مشهور. الحسن بن محمد بن النضر بن أبي هريرة. أبو علي الأصبهاني. سمع: إسماعيل بن يزيد القطان، وعبد الله بن عمر أخا رستة، وأحمد بن الفرات، وسعيد بن عيسى البصري. وعنه: أبو الشيخ، والحسين بن أحمد، وأبو عبد الله بن مندة، وآخرون. أخبرنا محمد بن يوسف: أنبا كريمة، عن مسعود الثقفي، أنا عبد الوهاب ابن محمد، أنا أبي الحافظ أبو عبد الله، أنا الحسن بن محمد بن النضر، اثنا إسماعيل بن يزيد، اثنا الوليد بن مسلم، بحديث ذكره. حمدون بن مجاهد الكلبي. الفقيه المالكي صاحب عيسى بن مسكين. سمع من: محمد بن سحنون. وأكثر عن عيسى. وكان من جلة علماء القيروان.
4 (حرف الزاي)
زاهر بن عبد الله. أبو غالب السغدي.

(24/83)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 84
روى عن عبد تفسيره. زيد بن الحسن بن محمد الكندي الكوفي. ابن بطة الصائغ. قال محمد بن أحمد بن حماد الحافظ: سمعت منه، وكان ثقة قليل الحديث.
4 (حرف السين)
سعيد بن محمد بن أحمد. أبو عثمان البغدادي البيع. أخو زبير الحافظ. سمع: إسحاق بن أبي إسرائيل، وعقبة بن مكرم، وعبد الرحمن بن يونس السراج.) وعنه: عمر بن شاهين، والدار قطني، وأبو الفضل بن المأمون، ويوسف القواس وقال: ثقة.
4 (حرف العين)
عبد الله بن محمد بن شبيب الفارسي. توفي ببلخ في المحرم. وهو ابن أخت يعقوب بن سفيان. عبد الرحمن بن الفيض بن سنده بن ظهر. أبو الأسود. أحد ثقاة الإصبهانيين. سمع: عقيل بن يحيى، وأبا غسان أحمد بن محمد ختن رجاء، وإبراهيم ابن ناصح صاحب النضر بن شميل.

(24/84)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 85
وعنه: أبو الشيخ، وأخو أبي الشيخ عبد الرحمن، والحسين بن محمد بن علي، وابن المقريء. وله أرجوزة في السنة. عبد السلام بن محمد بن عبد الوهاب. أبو هاشم بن أبي علي البصري الجبائي، نسبة إلى قرية من قرى البصرة. هو وأبوه من رؤوس المعتزلة. وكتب الكلام مشحونة بمذاهبهما. توفي هذا في شعبان ببغداد. قال ابن درستويه النحوي: اجتمعت مع أبي هاشم، فألقى علي ثمانين مسألة من غريب النحو ما كنت أحفظ لها جواب. ولأبي هاشم تصانيف وتلامذة. وكان يصرح بخلق القرآن كأبيه، ويقول بخلود الناس في النار. وأن التوبة لا تصح مع الإصرار عليها، وكذا لا تصح مع العجز عن الفعل. فقال: من كذب ثم خرس، أو من زنا ثم جب ذكره ثم تابا لم تصح توبتهما. وأنكر كراميات الأولياء. توفي في ثامن عشر شعبان هو وابن دريد في يوم واحد، ودفنا بمقبرة الخيزران.

(24/85)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 86
عبيد الله بن جعفر البغدادي. أبو علي بن الرازي.) عن: الحسن بن علي العامري، وعباس الدوري، وطبقتهما. وعنه: ابن البواب، ومحمد بن الشخير، وأبو القاسم بن الثلاج. وثقة الخطيب. علي بن أحمد بن مروان السامري المقريء. أبو الحسن. عرف بابن نقيش. سمع: الحسين بن عبد الرحمن الأقساطي، والحسن بن عرفة، وعمر بن شبه، وطائفة. وعنه: ابن عدي، وشافع بن محمد الإسفرائيني، وابن المظفر. وثقة الخطيب. وأرخه ابن قانع. علي بن أحمد بن كردي. أبو الحسن الفسوي، قاضي شيراز. سمع: يحيى بن أبي طالب، وجماعة. وكان يتقلب في مرضه ويقول: من القضاء إلى القبر. عمر بن محمد بن المسيب البغدادي. عن: الحسن بن عرفة، وإبراهيم بن مجشر. وعنه: ابن المظفر، والدار قطني، وجماعة. وكان ثقة.

(24/86)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 87
4 (حرف القاف)
القاسم بن عبد الله بن إبراهيم. أبو العباس الكلاعي الدمشقي. عن: علي بن معبد، ويونس بن عبد الأعلى، والربيع. وعنه: عبد الوهاب الكلابي، وأحمد بن عبد الله البرامي، وغيرهما.
4 (حرف الميم)
محمد بن أحمد بن الوليد بن أبي إسماعيل بن علية. وعنه: الطبراني، وعبد الوهاب الكلابي، وأبو سليمان بن زبر وهو أرخه في هذه السنة. محمد بن الحسن بن دريد بن عتاهية.) أبو بكر الأزدي البصري. نزيل البصرة. تنقل في جزائر البحر وفارس، وطلب الأدب واللغة. وكان أبوه من رؤساء زمانه.

(24/87)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 88
وكان أبو بكر رأساً في العربية وأشعار العرب. وله شعر كثير وتصانيف مشهورة. حدث عن: أبي حاتم السجستاني، وأبي الفضل العباس الرياشي، وابن أخي الأصمعي. روى عنه: أبو سعيد السيرافي، وأبو بكر بن شاذان، وأبو الفرج صاحب الأغاني، وأبو عبيد الله المرزباني، وأبو العباس إسماعيل بن مكيال، وغيرهم. وعاش بضعاً وتسعين سنة. فإن مولده في سنة ثلاث وعشرون ومائتين. قال أحمد بن يوسف الأزرق: ما رأيت أحفظ من ابن دريد. وما رأيته قرء عليه ديوان قط إلا وهو يسابق إلى روايته لحفظه له. وقال أبو حفص بن شاهين: كنا ندخل على ابن دريد فنستحي مما نرى من العيدان المعلقة والشراب. وقد جاوز التسعين. وقال أبو منصور الأزهري: دخلت عليه فرأيته سكران، فلم أعد إليه. ولابن دريد كتاب الجمهرة، وكتاب الأمالي، وكتاب اشتقاق أسماء القبائل، وكتاب المجتبى، وهو صغير سمعناه بعلو، وكتاب الخيل، وكتاب السلاح، وكتاب الغريب القرآن، ولم يتم، وكتاب أدب الكاتب، وكتاب فعلت وفعلت، وكتاب المطر، وغير ذلك. وحكى الخطيب عن أبي بكر الأسدي قال: كان يقال ابن دريد أعلم الشعراء وأشعر العلماء.

(24/88)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 89
وقال ابن يوسف الأزرق: كان ابن دريد واسع الحفظ جداً، وله قصيدة طنانة يمدح بها الشافعي رحمه الله ويذكر علومه. دفن هو وأبو هاشم الجبائي في يوم واحد في مقبرة الخيزران لاثنتي عشرة ليلة بقيت من شعبان، فقيل: مات الكلام واللغة جميعاً. وأول شعرٍ قاله:
(ثوب الشباب علي اليوم بهجته .......... فسوف تنزعه عني يد الكبر)

(أنا ابن عشرين لا زادت ولا نقصت .......... إن ابن عشرين من شيبٍ على خطر)
وكان عبد الله بن مكيال على إمرة الأهواز للمقتدر، فأحضر ابن دريد لتأديب ولده إسماعيل،) فقال فيهما مقصورته المشهورة التي يقول فيها:
(إن ابن ميكال الأمير انتاشني .......... من بعد ما قد كنت كالشيء اللقا)

(ومد ضبعي أبو العباس من .......... بعد انقباض الذرع والباع الورا)

(نفسي الفداء لأميري ومن .......... تحت السماء لأميري الفدا)
فوصله بجوائز منها ثلاثمائة دينار من خاصة الصبي وحده. ذكره أبو الحسن الدار قطني فقال: تكلموا فيه. قلت: ووقع لنا من عوا ليه في أمالي الوزير. محمد بن الحسن سليم بن يحيى القلعي البلخي الحريري. في جمادى الآخرة. محمد بن حمزة بن عمارة بن حمزة بن يسار الأصبهاني. الفقيه أبو عبد الله والد الحافظ أبي إسحاق. سمع: أحمد بن الفرات، ويعقوب الفسوي، ويزيد المبارك الفسوي، وابن عفان العامري، وعباس الدوري.

(24/89)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 90
وعنه: ابنه إبراهيم، والحسن بن إسحاق بن إبراهيم، وابن المقري، وابن مندة، وغيرهم. توفي في المحرم. محمد بن رمضان بن شاكر. أبو بكر الجيشاني، مولاهم المصري الفقيه المالكي أحد الآثمة. أخذ عن: محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وغيره. وجلس في موضع ابن عبد الحكم. وروى كتب الربيع بن سليمان المرادي. وما علمت إلا خيراً. قاله ابن يونس. توفي في المحرم. محمد بن صالح بن خلف. أبو بكر البغدادي الجورابي. حدث عن: عمرو بن علي الصيرفي، وحميد بن زنجويه، وأحمد بن المقدام. وعنه: ابن المظفر، والدار قطني.) وكان صدوقاً. محمد بن عبد الله بن سعيد. أبو الحسن المهراني البصري الإخباري. عن: بندار، وأبي حاتم السجستاني، والرياشي. وثقة ابن يونس. محمد بن عبد الله بن عبد السلام بن أبي أيوب البيروتي. مكحول. الحافظ أبو عبد الرحمن.

(24/90)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 91
سمع: أبا عمير بن النحاس، ومحمد بن هاشم البعلبكي، ومحمد بن إسماعيل بن علية، وأحمد بن حرب الموصلي، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وأحمد بن سليمان الرهاوي، وسليمان بن سيف، وهذه الطبقة التي بعد الخمسين ومائتين. وعنه: أبو سليمان بن زبر، وأبو محمد بن ذكوان البعلبكي، وعلي بن الحسين قاضي أذنه، وأبو أحمد الحاكم، وعبد الوهاب الكلابي، وابن المقريء، وخلق سواهم. وكان من الثقاة المشهورين. توفي في جمادى الآخرة. محمد بن علي المكتفي بالله بن أحمد المعتضد بالله. قال ثابت بن سنان: قبض المقتدر على أبي أحمد بن الكتفي واعتقله لأنه

(24/91)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 92
بلغه أن جماعة سعوا في خلافته، وأنه أحضر بعد قتل المقتدر مع عمه محمد بن المعتضد، وخاطبه مؤنس بولاية الخلافة فامتنع وقال: عمي أحق بها. فحينئذ بويع محمد ولقب بالقاهر بالله. روى محمد بن المكتفي عن جده، وعن: عبد الله بن المعتز. روى عنه: ولده أحمد شيخ أبي الحسين بن المهتدي بالله. وذكر الصولي أن القاهر قتل أبا أحمد بن المكتفي في ذي الحجة. ضربه ضرباً مبرحاً يقرره على المال فما دفع إليه شيئاً. ثم أمر به فلف في بساطٍ إلى أن مات رحمه الله. محمد بن عمران بن موسى. أبو بكر الهمداني الخراز.) قدم بغداد، وروى عن: علي بن إبراهيم الواسطي، وجعفر الطيالسي. وعنه: ابن عقدة، وابن المظفر. محمد بن الغمر. أبو بكر الطائي الغوطي. من بيت أرانس. سمع: محمد بن إسحاق بن يزيد الصيني، وهاشم بن بشر. وعنه: محمد بن زهير، وعبد الوهاب الكلابيان. محمد بن القاسم بن عبيد الله بن سليمان بن وهب. الوزير أبو جعفر البغدادي. صدر نبيل معرق في الوزارة.

(24/92)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 93
وزر للقاهر بالله في شعبان من هذه السنة، ثم عزل بعد ثلاثة أشهر. وكان سيئ السيرة ظالماً، فلم يلبث بعد عزله إلا عشرة أيام حتى هلك بالقولنج وله ست وثلاثون سنة. محمد بن موسى بن عيسى. أبو بكر الحضرمي، مولاهم. مصري حافظ. عن: يونس بن عبد الأعلى، وغيره. ذكره ابن يونس فقال: كان حافظ الحديث، وهو أخو أبي عجينة الحسن بن موسى. مات في رمضان. يقال إنه كان يحفظ نحواً من مائة ألف حديث. أخذ ذلك عن إبراهيم بن داود البرلسي، وكان إبراهيم أحد الحفاظ. ثم دخل العراق وكتب عن عبد الله بن أحمد، ونحوه. وحدث عن يونس بكتاب سفيان بن عيينة، ثم أخرج أيضاً كتباً كثيرة فتكلم فيه واستصغر وأنكر أن يكون سمع على صغر سنه هذه الكتب الكثيرة. محمد بن نوح. أبو الحسن الجنديسابوري الفارسي. نزيل بغداد. سمع: هارون بن إسحاق، وشعيب الصريفيني، وابن عرفة. وعنه: الدار قطني، وأبو بكر شاذان، وابن شاهين، وآخرون.) وثقة الدار قطني. توفي في ذي القعدة. أخبرنا الأبرقوهي، أنا الفتح، أنا ابن أبي شريك، أنا ابن النقور، أنا ابن الجراح، أنا محمد بن نوح، فذكر الحديث. وقد حدث بدمشق، وبمصر.

(24/93)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 94
قال ابن يونس: ثقة حافظ. وقال الدار قطني أيضاً مأمون. ما رأيت كتباً أصح من كتبه وأحسن. محمد بن هارون بن عبد الله بن حميد. أبو حامد الحضرمي. بغدادي. وثقة الدار قطني، وغيره. سمع: أبا همام السكوني، وإسحاق بن أبي إسرائيل، ونصر بن علي الجهضمي، وغيرهم. وعنه: أبو بكر الوراق، والدار قطني، ويوسف القواس، وابن شاهين، وخلق كثير. توفي في أول السنة عن نيفٍ وتسعين سنة. مونس الخادم. الملقب بالمظفر.

(24/94)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 95
قتل في هذه السنة. وكان قد بلغ درجة الملوك، وحارب المقتدر فقتل المقتدر يوم الوقعة. ولا أعلم أحداً من الخدم بلغ من الرفعة ونفوذ الأمر ما بلغه مؤنس وكافور الإخشيدي صاحب مصر. وقد مرت أخبار مؤنس في الحوادث. ذكره ابن عساكر في تاريخه مختصراً وقال: كان أحد قواد بني العباس. ولاه المقتدر حرب المغاربة. وقدم الشام سنة إحدى عشرة وثلاثمائة. قلت: مؤنس مخفف بسكون الواو.
4 (حرف اللام)
لؤلؤ الخادم. مولى أبي الجيش، خما رويه صاحب الشام ومصر.) قدم لؤلؤ دمشق، وحدث عن المزني. قال الربيع المرادي: وعنه: الطبراني، وأبو الحسين الرازي.
4 (حرف الياء)
يوسف بن يعقوب. أبو عمرو النيسابوري، نزيل بغداد. رماه أبو علي النيسابوري بالكذب. روى عن: محمد بن بكار بن الريان، وأبي بكر بن أبي شيبة، وأحمد بكر بن شاذان، والدار قطني، وأبو الحسن بن الجندي.

(24/95)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 96
توفي فيها أو في سنة اثنتين. قال الحاكم: حدث عن كل من شاء من أهل الحجاز والعراق. قال: وسمعت أبا علي الحافظ يقول: ما رأيت في رحلتي في أقطار الأرض نيسابورياً يكذب غير أبي عمرو النيسابوري هذا.

(24/96)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 97
1 (وفيات سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة)

4 (حرف الألف)
أحمد بن إبراهيم بن عجنس بن أسباط. أبو الفضل الأندلسي الزبادي، زباد بن كعب بن حجر الكلاعي. وهو أخو عبد الرحمن. حدث عن: أبيه. أحمد بن خالد بن يزيد. أبو عمر بن الجباب الأندلسي القرطبي الحافظ الكبير. منسوب إلى بيع الجباب. سمع: قاسم بن محمد، ومحمد بن وضاح، وبقي بن مخلد. ورحل إلى الحجاز واليمن، فسمع: إسحاق الدبري، وعلي بن عبد العزيز البغوي، وهذه الطبقة. روى عنه: ابنه محمد، ومحمد بن محمد بن أبي دليم، وعبد الله بن محمد بن علي الباجي، وغيرهم.) وولد سنة ست وأربعين ومائتين.

(24/97)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 98
قال القاضي عياض: كان إماماً في وقته في الفقه في مذهب مالك، وفي الحديث لا ينازع. سمع منه خلق، وصنف مسند مالك، وكتاب الصلاة، وكتاب الإيمان، وكتاب قصص الأنبياء. توفي في جمادى الآخرة. أحمد بن سليمان بن داود. أبو عبد الله الطوسي. حدث ببغداد بالنسب عن: الزبير بن بكار. وروى عن ابن شاذان، وابن شاهين، والمخلص، وكان صدوقاً. ولد سنة أربعين، وتوفي في صفر. أحمد بن سعيد بن ميسرة الغفاري الطرطوشي. حج وسمع: محمد بن إسماعيل الصائغ، وعلي بن عبد العزيز. وروى عنه: يحيى بن مالك. أحمد بن العباس بن أحمد. أبو الحسن البغوي الصوفي. سمع: عمر بن شبة، وعباد بن الوليد الغبري، والحسن بن عرفة. وعنه: الدار قطني، وأبو حفص بن شاهين. وكان ثقة. قال يوسف القواس: كان يقال إنه من الإبدال. توفي في ذي القعدة ببغداد. أحمد بن العباس. أبو الطيب الشيباني.

(24/98)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 99
عن: الربيع المرادي، وغيره. ولقبه: طنجير. حمل عنه: ابن يونس. وورخه فيها.) أحمد بن عبد الله بن محمد بن الحكم. أبو جعفر اليواني، بفتح الياء الخفيفة. من محدثي إصبهان. سمع: أحمد بن عصام، ويحيى بن أبي يحيى طالب البغدادي. وعنه: ابن المقريء، وعبد الله بن أحمد بن فادويه. مات سنة اثنتين وعشرين. أرخه ابن نقطة في الاستدراك. أحمد بن عبد الله بن مسلم بن قتيبة. أبو جعفر الكاتب البغدادي. روى عن: أبيه كتبه. روى عنه: عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي، وابنه عبد الواحد. وولي قضاء مصر فأدركه بها أجله. وذكر يوسف بن يعقوب بن خرزاد أن أبا جعفر حدث بكتب أبيه كلها بمصر من حفظه، ولم يكن معه كتاب. وتوفي في ربيع الأول. وبقي في القضاء أربعة وسبعين يوماً، وعزل لأنه وثبت به الرعية وشتموه. وكان قبله عبد العزيز عبد الله بن زبر، وولي بعده أحمد بن إبراهيم بن حماد.

(24/99)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 100
قال المسبحي في تاريخه: كان أبو جعفر يحفظ كتب أبيه كلها بالنقط والشكل كما يحفظ القرآن، وهي أحد وعشرون مصنفاً، فلما سمع بذلك أهل العلم والأدب جاءوه، فجاءه أحمد بن محمد بن ولاد، وأبو جعفر أحمد بن النحاس، وأبو غانم المظفر بن أحمد، والنحاة والملوك وأولادهم فأخذوا عنه. وذكره ابن زولاق فقال: كان مالكياً شيخاً جاداً أتيناه لنسمع منه فقال: ما معي حديث، لكن معي كتب أبي وأنا أحفظها وأقرأها عليكم، وهي أحد وعشرون كتاباً. فكان يحفظها كلها. وهي: كتاب المشكل، كتاب الفقه، كتاب المعارف، كتاب عيون الأخبار، كتاب أعلام النبي صلى الله عليه وسلم، كتاب الرؤية، كتاب الأشربة، كتاب العرب والمعجم، كتاب) الأنواء، كتاب الميسر، كتاب طبقات الشعراء، كتاب معاني الشعر، كتاب إصلاح الغلط، كتاب أدب الكاتب، كتاب الأبنية، كتاب النحو، كتاب المسائل، كتاب القراء آت. وكان يرد النقطة. ذكر أن أباه حفظه إياها في اللوح. أحمد بن عبد الله بن نصر بن بجير الذهلي. أبو العباس، والد أبي الطاهر. ولي قضاء البصرة وواسط وسمع: يعقوب الدورقي، ومحمود بن خداش. وعنه: المعافى الجريري، والدارقطني، والمخلص، وغيرهم. وثقة الخطيب. أحمد بن علي بن الحسن بن شاهمرد. الفقيه أبو عمرو الصيرفي.

(24/100)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 101
حدث بدمشق في هذا العام عن: أبي داود السجستاني، ومحمد بن عبيد الله بن المنادي، وأحمد بن الوليد الفحام، وعبد الله بن محمد بن شاكر. وعنه: أحمد بن عتبة، وأبو هاشم المؤدب، ونصر بن أحمد المرجي، والميانجي، وعبد الوهاب الكلابي. أحمد بن محمد بن إسماعيل بن السوطي. بغدادي، ثقة. أحمد بن محمد بن الجليل، بجيم، بن خالد بن حريث. أبو الخير العبقسي البخاري البزاز. روى كتاب الأدب عن مؤلفه أبي عبد الله البخاري في هذا العام ببخاري، فسمعه منه أبو نصر أحمد بن محمد بن حسن بن النيازكي البخاري شيخ القاضي أبي العلاء الواسطي. فأما: الجليل، فبالجيم. قيده غير واحدٍ آخر هم علي بن المفضل الحافظ. قال ابن ماكولا: روى عن: البخاري، وعبد الله بن أحمد بن شبويه المروزي، وعجيف بن آدم، ومحمد بن الضو الشيباني. روى عنه: النيازكي، ومحمد بن خالد المطوعي. أحمد بن محمد بن الحارث.) أبو الحسن القباب. مصري يفهم هذا الشأن. روى عن: بحر بن نصر الخولاني، وطبقته.

(24/101)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 102
وعنه: ابن المقريء، وابن يونس. أحمد. هو أبو علي الروذباري. يأتي بكنيته في آخر هذه السنة. أحمد بن محمد بن عيسى المكي. أبو بكر. إخباري، موثق. حدث ببغداد عن: أبي العيناء، وإبراهيم بن فهد. وعنه: ابن حيويه، والدار قطني. أحمد بن محمد بن عبد الكريم بن يزيد. أبو طلحا الفزاري الوساوسي. سمع: عبد الله بن خبيق الأنطاكي، ونصر بن علي الجهضمي، وزيد بن أخزم، ومحمد بن الوليد البسري، والربيع بن سليمان، وسعد بن محمد البيروتي. وعنه: أبو بكر الأبهري، وأبو الفضل الزهري، وأبو سليمان بن زبر، والدار قطني، وعمر بن شاهين. وثقة البرقاني. وتوفي بالمحرم في العراق. أحمد بن معروف بن بشر الخشاب. أبو الحسن.

(24/102)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 103
سمع: أبا البختري عبد الله بن محمد بن شاكر، وجماعة. وعنه: أبو عمر بن حيويه، وأبو الحسن بن الجندي. وكان ثقة بغدادياً.) أحمد بن موسى بن إسحاق بن موسى الأنصاري. بغدادي، يكنى أبا عبد الله. عن: أبيه، وسهل بن بحر، وأبي يوسف القلوسي. وعنه: ابن شاهين، والمعافى الجريري. قال الخطيب: ثقة. تقلد قضاء البصرة. ولد سنة ومات في شعبان سنة. إبراهيم بن أحمد هلال. أبو إسحاق الأنبا ري ابن أبي عون. إخباري علامة، صاحب ابن ربيعه له تصانيف. انسلخ من الدين وصحب الشلمغاني الزنديق وادعى فيه الإلهية. ضربت عنقه وأحرق في ذي القعدة منها. إسحاق بن محمد بن الفضل بن جابر. أبو العباس الزيات. سمع: يعقوب الدورقي، وسلم بن جنادة. وعنه: ابن شاهين، والدار قطني، والقواس.

(24/103)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 104
4 (حرف الجيم)
جعفر بن أحمد بن شهزيل. أبو محمد الأستراباذي الفقيه الزاهد. سمع: عمار بن رجاء، وإسحاق الطلقي، ومحمد بن عبد الله بن المقريء، وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي المكي. وعنه: عبد الله بن عدي، وجماعة من أهل بلده. جعفر بن أحمد بن يحيى السراج المصري. ثقة صالح. روى عن: يونس بن عبد الأعلى، وغيره.
4 (حرف الحاء)
حسن بن أحمد بن الحسن بن أحمد بن ربيعه.) أبو علي بن الناعس الهمداني الدمشقي المقريء. سمع: هلال بن العلاء، ويزيد بن محمد بن عبد الصمد، ومحمد بن عبد الله السوسي، وجماعة. روى عنه: أبو سليمان بن زبر، وعبد الوهاب الكلابي. الحسن بن أحمد بن غطفان. أبو علي الفزاري الدمشقي. عن: العباس بن الوليد البيروتي، وأحمد بن الفرج الحمصي، وجماعة. وعنه: ابن زبر، وعبد الوهاب الكلابي. الحسن بن علي بن الحسين بن الحارث بن مرداس.

(24/104)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 105
أبو عبد الله التميمي الهمذاني المعروف بابن أبي الحناء. سمع: محمد بن عبيد الأسدي، والعباس بن يزيد البصري، وأحمد بن بديل، وعبيد الله بن سعد الأزهري، ومحمد بن علي بن الحسن بن شقيق، وأبا زرعة، وطائفة. سواهم. وعنه: صالح بن أحمد، وأبو علي بن بشار، وأبو سعيد خيران، وآخرون. قال شيرويه: صدوق.
4 (حرف الخاء)
خير بن عبد الله النساج الزاهد. أبو الحسن. بغدادي مشهور، اسمه محمد بن إسماعيل. كانت له حلقة يتكلم فيها. صحب أبا حمزة محمد بن إبراهيم الصوفي، والجنيد. وعمر أكثر من مائة سنة فيما قيل. حكى عنه: أحمد بن عطاء الروذباري، ومحمد بن عبد الله الرازي، وغيرهما. وقيل إنه أدرك السري السقطي وصحبه. وكان خير أسود، فقيل إنه حج مرة، فلما أتى الكوفة أخذه رجل فقال: أنت عبدي واسمك خير. فلم يكلمه وانقاد معه، فاستعمله سنين في نسج الخز. ثم بعد مدة قال: ما أنت عبدي. وأطلقه وكان اسمه محمد بن إسماعيل، فقيل له: ألا ترجع إلى اسمك فقال: لا أغير اسما سماني به رجل مسلم. وقيل: ألقي عليه شبه عبد ذلك الرجل، ثم زال عنه الشبه بعد مدة.)

(24/105)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 106
وله كرامات وأحوال. وكان ممن يحضر سماع القوم. وقد أخبر أنه يموت غداً المغرب، فكان كذلك. وقال السلمي: عاش مائة وعشرين سنة، وتاب في مجلسه إبراهيم الخواص، والشبلي.
4 (حرف الزاي)
زيدان بن محمد البرتي الكاتب. سمع: زياد بن أيوب، وأحمد زاج. وحدث في هذه السنة. وعنه: الدار قطني، وابن الثلاج، وأبو الحسن بن الجندي. أحاديثه مستقيمة.
4 (حرف السين)
سعيد بن أحمد بن ذكريا. أبو محمد القضاعي المصري. سمع: جده لأمه ذكريا كاتب العمري، والحارث بن مسكين. قال ابن يونس عنه: يعرف وينكر. سليمان بن حسن بن علي بن الجعد. أبو الطيب أخو عمر. سمع: أحمد بن المقدام العجلي، وسليمان الأقطع. وعنه: عبد الله بن موسى الهاشمي، وابن شاهين. أحاديثه مستقيمة. قاله الخطيب.

(24/106)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 107
4 (حرف الصاد)
صالح بن أحمد بن عبد الله بن صالح بن مسلم العجلي. أبو مسلم الأطرابلسي المغربي. روى عن: أبيه كتابه في الجرح والتعديل. وهو مصنف جليل في بابه. رواه عن صالح: علي بن أحمد بن ذكريا الهاشمي. توفي في هذا العام.)
4 (حرف العين)
عبد الله بن محمد بن الحجاج بن مهاجر. أبو الليث الرعيني. سمع من يونس عبد الأعلى، وغيره. وتوفي في ربيع الأول. عبد الله بن محمد بن حنين. أبو محمد الأندلسي مولى بني أمية. عبد الرحمن بن إسماعيل بن علي بن كردم. أبو محمد الرقي. حدث عن: علي بن سهل الرملي، والحسن بن عرفة، وعلي بن حرب، ويونس بن عبد الأعلى، وجماعة كبيرة. وسكن دمشق. وعنه: أبو محمد بن عدي، وأبو أحمد الحاكم، وابن المقرئ، وأبو أحمد الناصح، وعبد الوهاب الكلابي. توفي في شهر جمادى الآخرة.

(24/107)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 108
عبيد الله المهدي. أبو محمد، أول خلفاء الباطنية بني عبيد أصحاب مصر والمغرب وهو دعي كذاب ادعى أنه من ولد الحسن بن علي. والمحققون متفقون على أنه ليس بحسيني. وما أحسن ما قال المعز صاحب القاهرة وقد سأله ابن طبابة العلوي عن نسبهم، فجذب سيفه من الغمد وقال: هذا نسبي. ونثر على الحاضرين والأمراء الذهب وقال: وهذا حسبي. توفي عبيد الله في ربيع الأول بالمغرب. وقد ذكرنا من أخباره في حوادث هذه السنة، فلا رحم الله فيه مغرز إبرة. قال أبو حسن القابسي صاحب المخلص رحمه الله: إن الذين قتلهم عبيد الله وبنوه أربعة آلاف رجل في دار النحر في العذاب، ما بين عابدٍ وعالمٍ ليردهم عن الرضى عن الصحابة فاختاروا الموت. وفي ذلك يقول سهل في قصيدته:)
(وأحل دار النحر في أغلاله .......... من كان ذا تقوى وذا صلوات)
ودفن جميعهم في المنستير وحولها. والمنستير بلسان الفرنج: المعبد الكبير،

(24/108)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 109
وبها قبور كبارهم. وكانت دولة عبيد الله بضعاً وعشرين سنة. ويا حبذا لو كان رافضياً، ولكنه زنديق. وحكى الوزير القفطي في سيرة بني عبيد قال: كان أبو عبيد الشيعي أحد الدواهي. وذلك أنه جمع مشايخ كتامة وقال: إن الإمام كان بسلمية قد نزل عند يهودي عطار يعرف بعبيد، فقام به وكتم أمره. ثم مات عبيد عن ولدين فأسلما وأمهما على يد الأمام وتزوج بها، وبقي مستتراً والأخوان في دكان العطر. فولدت للإمام ابنين فعند اجتماعي به سألت: أي الابنين إمامي بعدك فقال: من أتاك منهما فهو أمامك. فسيرت أخي لإحضارهما، فوجدت أباهما قد مات هو وأحد الولدين ووجد هذا فأتى به. وقد خفت أن يكون هذا أحد ابني عبيد. فقالوا: وما أنكرت منه قال: إن الإمام يعلم الكاينات قبل وقوعها. وهذا قد دخل معه بولدين ونص الأمر في الصغير بعده، ومات بعد عشرين يوماً. ولو كان إماماً لعلم بموته. قالوا: ثم ماذا قال: والإمام لا يلبس الحرير ولا الذهب وقد لبسهما. وليس له أن يطأ إلا ما تحقق أمره، وهذا قد وطئ نساء زيادة الله. فتشككت كتامة في أمره، وقالوا: ما ترى قال: قبضه ونسير من يكشف لنا عن أولاد الإمام على الحقيقة. فأجمعوا أمرهم. وخف هارون بن يوسف كبير كتامة فواجه المهدي. وقال: قد شككنا فيك فأت بآية. فأجابه بأجوبة قبلها عقله، وقال: إنكم تيقنتم واليقين لا يزول بالشك. وإن الطفل لم يمت وإنه إمامك. وإنما الأئمة ينتقلون. وقد انتقل لإصلاح جهة أخرى. فقال: آمنت. فلبسك الحرير قال: أنا نائب للمشرع أحلل لنفسي ما أريد، وكل الأموال لي. وزيادة الله كان غاصباً.

(24/109)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 110
وأما أبو عبد الله وأخوه فأخذا يخبان عليه فرتب من قتلهما. ثم خرج عليه جماعة من كتامة فظفر بهم وقتلهم. وخالف أهل طرابلس، فوجه ولده القائم) فافتتحها عنوة، ثم برقة فافتتحها، ثم صقلية فأخذها، واستقر ملكه. وجهز ولده القائم لأخذ مصر مرتين ويرجع مهزوماً. وبنى المهدية ونزلها سنة ثمانٍ وثلاثمائة. وعاش ثلاثاً وستين سنة، وخلف ثلاثة عشر ولداً، منهم ست بنين، آخرهم موتاً أبو علي أحمد في سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة. عثمان بن حديد بد حميد الكلابي. أبو سعيد الأندلسي الإلبيري. محدث رحال. روى عن: العتبي الفقيه، ويونس بن عبد الأعلى، ومحمد بن عبد الله بن الحكم، وأحمد بن عبد الله بن صالح العجلي نزيل طرابلس المغرب، ومحمد ابن سحنون الإفريقي، وبقي بن مخلد. وكان فقيهاً عارفاً لرأي مالك. روى عنه: خالد بن سعد، وعبد الله بن محمد الباجي، وغيرهما. توفي سنة تسع عشرة، ففي وفاته ثلاثة أقوال.

(24/110)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 111
علي بن عبد الله بن عبد البر الفرغاني التركي. عن: أبي حاتم الرازي. وعنه: ابن المظفر، وابن شاهين. ثقة. علي بن محمد بن حاتم بن دينار. أبو الحسن القرشي الحدادي. وحدادة: قرية بقرب بسطام. سمع: محمد بن عزيز الأيلي، والربيع بن سليمان، ومحمد بن حماد الظهراني، وزكريا بن دويد الكندي. وعنه: أبو بكر الإسماعيلي في صحيحه، وابن عدي، وعلي بن عمر الحربي، وجماعة. ومات في رمضان. علي بن محمد بن عيسى.) أبو الحسن المرادي المعروف بابن العسراء الخياط. بصري، نزل مصر وحدث عن: محمد بن هشام بن أبي خيرة، وطبقته. قال ابن يونس: ليس بشيءٍ. لا يجوز لأحد الرواية عنه. عبد الوهاب بن سعيد بن عثمان. أبو الحديد الحمراوي المصري. مولى القرشيين. قال ابن يونس: ولد سنة أربع وخمسين ومائتين، وقال لي: كتبت الحديث سنة سبعين. وكان أحد المجودين الثقاة. صالحاً متواضعاً حسن الهدي. مات في المحرم. وقال ابن ماكولا: مشهور بالجمع، كثير الكتابة.

(24/111)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 112
روى عن: يحيى بن عثمان بن صالح وغيره. روى عنه ابن يونس.
4 (حرف الميم)
محمد بن أحمد بن أبي الثلج. أبو بكر الكاتب. بغدادي، ثقة. سمع: عمر بن شبة، وجماعة. وعنه: الدارقطني، وابن شاهين، ويوسف القواس. محمد بن أحمد بن أبي يوسف. أبو بكر المصري ابن الخلال الفقيه. درس وأقرأ، وصنف كتاباً في أربعين جزءاً في نصوص قول مالك. أخذ عن محمد بن إصبع، عن أبيه. محمد بن أحمد بن إبراهيم. أبو عبيد الله المادارئي الأطروش. نزيل مصر. روى عن: الزبير بن بكار، وعبيد الله بن سعد الزهري، وعمر بن شبة. روى عنه: ابنه عثمان، وأبو أحمد بن أبي الطيب المادرائي، وأبو الطيب أحمد بن سليمان) الحريري، وعبيد الله بن محمد البزاز. وكان له تجارة وأملاك. وكان ثقة. وهم الخطيب فسماه: أحمد بن محمد بن إبراهيم. قاله ابن النجار.

(24/112)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 113
محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن الفضل. أبو جعفر الديبلي، نسبة إلى بلدة من الهند، ثم المكي. سمع: محمد بن زنبور، وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي، والحسين بن الحسن المروزي، وجماعة. وعنه: أبو بكر بن المقرئ، وأحمد بن إبراهيم بن فراس، ومحمد بن يحيى بن عمار الدمياطي، وأبو أحمد الحاكم، وخلق كثير من الحجاج. وكان صدوقاً مقبولاً. توفي في جمادى الأولى. وقع لنا حديثه بعلو. محمد بن إسماعيل بن أحمد بن أسيد بن عاصم الثقفي. أبو مسلم الإصبهاني. سمع: أسيد بن عاصم، وأخاه محمد بن عاصم. وعنه: أبو الشيخ، وغيره. محمد بن الحسن بن المهلب. أبو صالح المديني. أكثر عن أحمد بن الفرات، وحمل عنه تصنيفه. وعنه: أبو الشيخ، وأبو بكر بن المقرئ. محمد بن زكريا بن محمد بن جعفر اللخمي. أبو عبد الله القرطبي. سمع: محمد بن وضاح. ورحل مع قاسم بن إصبع، وابن أيمن فسمع: محمد بن إسماعيل الصائغ، وأحمد بن أبي خيثمة، وإسماعيل القاضي، وطبقتهم. وكان ثقة زاهداً، صاحب ليل عبادة.)

(24/113)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 114
سمع الناس منه تاريخ ابن أبي خيثمة. روى عنه: أبو محمد الباجي، وغيره. محمد بن سليمان بن محمد. أبو جعفر الباهلي النعماني. من بلد النعمانية، وهي بين بغداد و واسط. سمع: أحمد بن بديل، ومحمد بن عبد الله المخرمي الحافظ، وجماعة. وعنه: الدارقطني ووثقه. توفي في ذي الحجة. محمد بن عبد الله بن غيلان. أبو بكر السوسي الخزاز من ثقات البغداديين ومستنديهم. سمع: سوار بن عبد الله القاضي، وأحمد بن منيع، والحسن بن الصباح البزاز. وعنه: الدارقطني، وأبو بكر بن شاذان، وابن شاهين، وعدة. محمد بن عبد الرحمن بن زياد. أبو جعفر الأرزناني الحافظ. سمع بالشام والعراق وإصبهان. سمع: إسماعيل بن عبد الله سمويه، ومحمد بن غالب تمتام، وعلي بن عبد العزيز، وطبقتهم. وعنه: أبو الشيخ، وأبو أحمد الحاكم، وأحمد بن يوسف الخشاب، وأبو بكر أحمد بن مهران المقرئ. قال أبو عبد الله الحاكم: سمعت محمد بن العباس الشهيد يقول: ما قدم علينا مثل أبي جعفر الأرزناني زهداً وورعاً وحفظاً وإتقاناً.

(24/114)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 115
وقال أبو نعيم: توفي سنة اثنتين وعشرين. محمد بن علي. أبو جعفر بن أبي العزاقر الشلمغاني الزنديق. أحدث مذهباً في الرفض ببغداد، ثم قال بالتناسخ وحلول الألوهية، ومخرق على الناس فضل به جماعة، وأظهر أمره أبو القاسم الحسين بن روح الذي تسميه الرافضة: الباب، تعني به أحد الأبواب إلى صاحب الزمان. فطلب الشلمغاني فاختفى وهرب إلى الموصل فأقام سنين، ثم رد) إلى بغداد. وظهر عنه أنه يدعي الربوبية. وقيل: إن الوزير الحسين بن القاسم بن عبيد الله بن وهب وزير المقتدر، وابني بسطام، وإبراهيم بن أحمد بن أبي عون، وغيرهم اتبعوه، وطلبوا فتغيبوا، وذلك في أيام وزارة ابن مقلة للمقتدر. فلما كان في شوال سنة اثنتين وعشرين ظهر الشلمغاني فقبض عليه ابن مقلة وسجنه وكبس داره فوجد فيها رقعا وكتباً مما يدعى عليه وفيها يخاطبونه بما لا يخاطب به البشر. وعرضت على الشلمغاني، فأقر أنها خطوطهم، وأنكر مذهبه، وتبرأ مما يقال فيه. وأصر على الإنكار بعض أتباعه. ومد ابن عبدوس يده فصفعه. وأما ابن أبي عون فمد يده إلى لحيته ورأسه وارتعدت يده وقبل لحية الشلمغاني ورأٍ سه وقال: إلهي وسيدي ورازقي. فقال له الخليفة الراضي بالله، وكان ذلك بحضرته: قد زعمت أنك لا تدعي الإلهية، فما هذا؟

(24/115)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 116
قال: وما علي من قول ابن أ بي عون، والله يعلم أنني ما قلت له إنني إله قط. فقال ابن عبدوس: إنه لم يدع إلهية قط، إنما ادعى إنه الباب إلى الإمام المنتظر. ثم أحضروا مرات ومعهم الفقهاء والقضاة. وفي الآخر أفتى العلماء بإباحة دمه، فأحرق بالنار في ذي القعدة من السنة. وضرب ابن أبي عون بالسياط، ثم ضربت عنقه، ثم أحرق. ولابن أبي عون المعثر تصانيف مليحة منها: التشبيهات، والأجوبة المسكتة، وكان من أعيان الكتاب. وشلمغان: قرية بنواحي واسط. محمد بن علي بن جعفر. أبو بكر الكتاني الصوفي. من كبار الشيوخ البغداديين. حكى عن: أبي سعيد الخراز، وإبراهيم الخواص. حكى عنه: الخلدي، ومحمد بن أحمد النجاد، ومحمد بن علي التكريتي، و جماعة. وجاور بمكة وبها توفي في هذا العام. قال محمد بن عبد الله بن شاذان: يقال إن الكتاني ختم في الطواف اثني عشر ألف ختمة.

(24/116)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 117
وقال أبو القاسم البصري: سمعت الكتاني يقول: من يدخل في هذه المفازة يحتاج إلى أربعة أشياء: حالاً يحميه، وعلماً) يسوسه، وورعاً يحجزه، وذكراً يؤنسه. ومن قوله: من حكم المريد أن يكون نومه غلبة، وأكله فاقة، وكلامه ضرورة. وقيل: إنه توفي سنة ثمان وعشرين. محمد بن عمر بن حماد. أبو جعفر العقيلي الحافظ. له مصنف جليل في الضعفاء. وعداده في الحجازيين. قال مسلمة بن القاسم: كان العقيلي جليل القدر، عظيم الخطر، ما رأيت مثله. وكان كثير التصنيف. فكان من أتاه من المحدثين قال: اقرأ من كتابك. ولا يخرج أصله. فتكلمنا في ذلك وقلنا: إما أن يكون من أحفظ الناس، وإما أن يكون من أكذب الناس. فاجتمعنا واتفقنا على أن نكتب له أحاديث من أحاديثه ونزيد فيها وننقص لنمتحنه. وأتيناه بها، فقال لي: اقرأ. فقرأتها عليه فلما أتيت بالزيادة والنقص فطن لذلك، فأخذ مني الكتاب وأخذ القلم فأصلحها من حفظه وألحق النقصان وصححها كما كانت. فانصرفنا من عنده وقد طابت أنفسنا وعلمنا أنه من أحفظ الناس. قلت: وقال أبو الحسن ابن القطان: أبو جعفر مكي الثقة، جليل القدر، عالم الحديث، مقدم في الحفظ. توفي سنة. سمع: جده يزيد بن محمد بن حماد العقيلي، ومحمد بن إسماعيل الصائغ، وإسحاق بن إبراهيم

(24/117)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 118
الدبري، وعلي بن عبد العزيز البغوي، ومحمد بن إسماعيل الترمذي، ومحمد ابن موسى البلخي صاحب عبيد الله بن موسى، ومحمد بن أيوب بن الضريس، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وجماعة. وعنه: يوسف بن أحمد بن الدخيل المصري، وأبو بكر بن المقرئ، وأبو الحسن محمد بن نافع الخزاعي، وآخرون. وكان مقيماً بالحجاز. توفي بمكة في شهر ربيع الأول. مسرة المتوكلي. أبو شاكر الخادم. روى عن: الحسن بن عرفة، وأبي زرعة، وغيرهما.) وعنه: عبد الواحد بن أبي هاشم، وأبو بكر بن شاذان، والمعافى النهرواني. قال الخطيب: كان غير ثقة، وضع على أبي زرعة. موسى بن إبراهيم بن شاهك. أبو عمران. بغدادي سكن بلخ. وحدث عن: العطاردي، والحسن بن عرفة. روى عنه: إبراهيم بن أحمد المستملي البلخي وقال: مات في المحرم.
4 (حرف الهاء)
الهذيل بن عبد الله بن عبيد الله بن الهذيل. أبو زفر الضبي.

(24/118)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 119
توفي في شعبان. وسكن قرية جيران من إصبهان. سمع: أحمد بن يونس الضبي. وعنه: أبو الشيخ، وعبد الله بن محمد بن الحجاج، وابن المقرئ.
4 (حرف الياء)
يعقوب بن إبراهيم. أبو بكر البغدادي البزاز. عرف بالجراب، بفتح الجيم وتخفيف الراء. سمع: علي بن مسلم الطوسي، والحسن بن عرفة، ورزق الله بن موسى. وعنه: الدارقطني، وابن شاهين، وعلي بن محمد الحلبي، وجماعة. وثقة الدار قطني.
4 (الكنى)
أبو ذهل بن أبي العباس بن محمد بن عصم بن بلال بن عصم الضبي العصمي. واسمه العباس بن أحمد بن محمد. وهو والد الحافظ محمد بن أبي ذهل. أبو علي الروذباري. شيخ الصوفية.

(24/119)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 120
قيل: اسمه أحمد بن محمد بن القاسم بن منصور البغدادي.) وقيل: اسمه حسن بن هارون. وهو خال أحمد بن عطاء الروذباري. أخذ عنه: ابن أخته، ومحمد بن عبد الله بن شاذان الرازي، وأحمد بن علي الوجيهي، ومعروف الزنجاني، وآخرون. ورخ وفاته أبو سعيد النقاش. وقد سكن مصر، وصار شيخها. صحب أبا القاسم الجنيد، وأبا الحسين النوري، وأبا حمزة، وطبقتهم من البغداديين. وصحب بالشام أبا عبد الله بن الجلاء. وكان فقيهاً عالماً محدثاً. روى عن: مسعود الرملي، وغيره. وسئل عمن يسمع الملاهي ويقول: هي لي حلال لأني قد وصلت إلى درجة لا يؤثر في اختلاف الأحوال، فقال: نعم، قد وصل لعمري، ولكن إلى سقر. وقال: أنفع اليقين ما عظم الحق في عينك، وصغر ما دونه عندك، وأثبت الرجاء والخوف في قلبك. وقال أبو علي الكاتب: ما رأيت أحداً أجمع لعلم الشريعة والحقيقة من أبي علي الروذباري. وقال أحمد بن عطاء: كان خالي يتفقه بالحديث، ويفتي بالمقاطع. وعن أبي علي قال: أستاذي في التصوف الجنيد، وأستاذي في الحديث إبراهيم الحربي، وأستاذي في الفقه أبو العباس بن سريج، وأستاذي في الأدب ثعلب.

(24/120)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 121
وعن الجعابي قال: رحلت إلى عبدان فأتيت مسجده فوجدت شيخاً فكلمته، فذ اكرني بأكثر من مائتي حديث في الأبواب. وكنت قد سلبت في الطريق فأعطاني الذي عليه. فلما دخل عبدان اعتنقه وبش به، فقلت لهم: من هذا قالوا: أبو علي الروذباري. ثم كلمته بعد فرأيته حافظاً. رحمه الله ورضي عنه. أبو نعيم بن عدي. هو عبد الملك بن محمد بن عدي الجرجاني.) توفي سنة اثنتين في قول علي بن محمد بن شعيب الأستراباذي. وقال غيره سنة ثلاث كما يأتي.

(24/121)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 122
1 (وفيات سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة)

4 (حرف الألف)
أحمد بن عيسى بن السكين. أبو العباس الشيباني البلدي. حدث ببغداد عن: سليمان بن سيف، وهاشم بن قاسم الحرانيين. وعنه: الدار قطني، وعمر بن شاهين، ويوسف بن مسرور القواس، ومحمد بن إبراهيم بن حمدان العاقولي. قال الخطيب: خرج إلى واسط في حاجة، فمات بها. وكان ثقة رحمه الله تعالى. أحمد بن محمد بن عمرو. أبو بشر الكندي المصعبي المروزي. حدث ببغداد عن: محمود بن آدم، وغيره. وعنه: أبو الفتح الأزدي، وابن المظفر.

(24/122)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 123
قال الدارقطني: كان حافظاً عذب اللسان مجرداً في السنة والرد على المبتدعة، لكنه كان يضع الأحاديث. وقال ابن حبان: هو أحمد بن محمد بن مصعب بن بشر بن فضالة، كان ممن يضع المتون ويقلب الأسانيد، لعله قد قلب على الثقاة أكثر من عشرة آلاف حديث كتبت أنا منها أكثر من ثلاثة آلاف حديث مما لم أشك أنه قلبها. ثم في آخر عمره جعل يدعي شيوخاً لم يرهم، لأني سألته قلت: أقدم من كتبت عنه بمرو من قال: أحمد بن سيار. ثم لما امتحن بتلك المحنة وحمل إلى بخارى حدث عن علي بن خشرم. فأرسلت أنكر عليه، فكتب يعتذر إلي. سرد له ابن حبان عدة أحاديث، وقال: على أنه كان من أصلب أهل زمانه في السنة، وأنصرهم لها، وأذبهم لحريمها، وأقمعهم لمن خالفها. فنسأل الله الستر.) توفي في ذي القعدة. أحمد بن نصر بن طالب. أبو طالب البغدادي الحافظ.

(24/123)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 124
سمع: عباس بن محمد الدوري، ويحيى بن عثمان بن صالح المصري، وإسحاق الدبري، وإبراهيم بن برة، وهذه الطبقة. وعنه: أبو عمر بن حيويه، وابن المظفر، والدار قطني. وكان الدار قطني يقول: أبو طالب الحافظ أستاذي. قلت: توفي في رمضان. وآخر من حدث عنه المخلص. وقال الخطيب: كان ثقة ثبتاً. روى عنه عبد الله بن زيدان البجلي وهو أكبر منه. قلت: كان حافظ بغداد في زمانه. إبراهيم بن حماد بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن يزيد. أبو إسحاق الأزدي العابد. سمع: علي بن مسلم الطوسي، والحسن بن عرفة، وعلي بن حرب. وعنه: الدارقطني، والمخلص، وأبو حفص بن شاهين. قال الدارقطني: ثقة، جبل. وقال أبو حسن الجراحي: ما جئته إلا وجدته يقرأ أو يصلي. وقال أبو بكر النيسابوري: ما رأيت أعبد منه. قلت: قد ولي ولده هارون بن إبراهيم قضاء الديار المصرية في حياة أبيه بعد أبي عبيد بن حربويه، واستناب على الإقليم أخاه أبا عثمان. ثم عزل هارون سنة ست عشرة. توفي إبراهيم في سادس صفر عن نيف وثمانين سنة.

(24/124)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 125
إبراهيم بن محمد بن عرفة بن سليمان العتكي الواسطي. أبو عبد الله نفطويه النحوي. قيل إنه من ولد المهلب بن أبي صفرة. سكن بغداد، وصنف تصانيف. قال الخطيب: إبراهيم بن محمد بن عرفة بن سليمان بن المغيرة بن حبيب بن المهلب بن أبي) صفرة الأزدي العتكي. روى عن إسحاق بن وهب العلاف، ومحمد بن عبد الملك الدقيقي، وشعيب بن أيوب، وأحمد بن عبد الجبار العطاردي، وطبقتهم. روى عنه: المعافى الجريري، وأبو بكر بن شاذان، وابن حيويه، وأبو بكر ابن المقرئ، وغيرهم. مولده سنة أربعٍ وأربعين، وكان متفنناً في العلوم. ينكر الاشتقاق ويحيله. وكان يحفظ نقائض جرير والفرزدق، وشعر ذي الرمة.

(24/125)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 126
وأخذ العربية عن: ثعلب، والمبرد، ومحمد بن الجهم. وخلط نحو الكوفيين بنحو البصريين. وتفقه على مذهب، أهل الظاهر، ورأس فيه. وكان ديناً، ذا سنةٍ، ومروءة، وفتوة، وكيسٍ، وحسن خلق. صنف: غريب القرآن، والمقنع في النحو، وكتاب البارع وغير ذلك. وله شعر رائق. توفي قبل الذي قبله بيوم واحد في صفر، كلاهما ببغداد. وله تاريخ الخلفاء في مجلدتين. إبراهيم بن محمد بن القاسم بن هلال القيسي الأندلسي. بها. توفي في هذه السنة أو في سنة ثمان وعشرين. من أهل قرطبة. متعبد، فاضل، عالم. سمع من: الخشني، ومحمد بن وضاح، ومن عمه إبراهيم بن القاسم. أسامة بن علي بن سعيد بن بشير. أبو رافع الرازي. ولد بسامراء، سنة خمسين ومائتين. وقدمت به أممه على والده عليك الرازي فأسمعه الكثير، وعني به. وكان حسن الحديث ثبتاً. توفي بمصر في ذي الحجة. قاله ابن يونس. قلت: سمع محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وطبقته. وعنه: أبو بكر بن المقرئ.)

(24/126)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 127
إسماعيل بن العباس بن عمر بن مهران. أبو علي الوراق. ولد سنة أربعين ومائتين، وسمع: الحسن بن عرفة، والزبير بن بكار، وعلي بن حرب، وطائفة. وعنه: ابنه محمد، والدار قطني، والمخلص، وعيسى بن الوزير. ووثقه الدار قطني. مات في المحرم راجعاً من الحج. قرأت على الأبرقوهي: أنا الفتح، أنا هبة الله، أنا ابن النقور، ثنا عيسى، أنا إسماعيل الوراق، اثنا الحسن بن عرفة: حدثني المحاربي، عن محمد عن عمرو، عن أ بي سلمة عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين وأقلهم من يجوز ذلك. هذا حديث حسن عالٍ. إسماعيل بن يونس البغدادي الشيعي. عن: إسحاق بن أبي إسرائيل، وعمرو بن علي الفلاس، وغيرهما. وعنه: ابن الثلاج، والدارقطني.
4 (حرف الباء)
بندار بن إبراهيم بن عيسى. أبو محمد الأستراباذي، قاضي أستراباذ. ثقة، خير. سمع: عمار بن رجاء، وحامد بن سهل الثغري، والحارث بن أبي أسامة. وعنه: أحمد بن محمد بن بندار، وعبد الله بن عدي.

(24/127)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 128
4 (حرف الجيم)
جعفر بن عبد الجبار. ويقال: ابن عبد الرزاق القراطيسي. روى عن: أبي زرعة الدمشقي، وجماعة.) وعنه: أبو هاشم بن عبد الجبار، وعبد الوهاب الكلابي.
4 (حرف الحاء)
الحسن بن سعيد. أبو القاسم البغدادي الوراق، ابن الهرش. سمع: محمد بن عبد الملك بن زنجويه، وإسحاق بن إبراهيم البغوي لؤلؤ، وإبراهيم بن هانئ. وعنه: عمر بن شاهين، والدارقطني، وابن الثلاج. وثقه الخطيب. الحسن بن صالح البهنسي. في رجب. سمع: يونس بن عبد الأعلى، وبحر بن نصر بن سابق، وجماعة. وتوفي بالبهنسا. الحسن بن علي بن سواده الفهمي. مولاهم المصري. في رمضان. سمع: ابن يونس.

(24/128)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 129
الحسن بن يوسف بن يعقوب. أبو سعيد الطرميسي العلوي. مولى الحسين بن علي بن أبي طالب. روى عن: هشام بن عمار، وغيره. روى عنه: عبد الله بن محمد بن عبد الغفار بن ذكوان، ومحمد بن مسلم ابن السمت، وعبد الوهاب الكلابي. وطر ميس: من قرى دمشق. توفي سنة.
4 (حرف الدال)
داود بن نصر بن سهيل. أبو سليمان البزدوي. أحد علماء مدينة نسف.) سمع: عيسى بن أحمد العسقلاني، وأحمد بن محمويه، ومكتوم بن أحمد، والترمذي. روى عنه للمستغفري: أحمد بن عبد العزيز، ومحمد بن الفضل النسفيان.
4 (حرف العين)
العباس بن الفضل بن العباس. أبو الفضل الدينوري ابن فضلويه. سكن الشام، وحدث عن: أبي زرعة الدمشقي، ووريزة بن محمد، والقاسم بن موسى الأشيب.

(24/129)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 130
وعنه: أبو سليمان بن زبر، وأبو هاشم المؤدب، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، وآخرون. وتوفي في آخر السنة. عبد الله بن محمد بن سعيد. أبو محمد المقرئ ابن الجمال. بغدادي، سمع: يعقوب الدورقي، وعمر بن شبة، وجماعة. وعنه: الجعابي، والدارقطني ووثقه، وابن شاهين. عبد الملك بن سلمان الوراق. روى عن: شعيب الصريفني. وعنه: أبو بكر الوراق، والدارقطني، وابن شاهين. وثقه الخطيب وأرخه. عبد الملك بن محمد بن عدي. أبو نعيم الجرجاني الأستراباذي الفقيه الحافظ الرحال. سمع: عمر بن شبة، وعلي بن حرب، والرمادي، ويزيد بن عبد الصمد،

(24/130)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 131
وسليمان بن سيف والربيع بن سليمان، وعمار بن رجاء، ومحمد بن عيسى الدامغاني، ومحمد بن عوف، وأبا زرعة الرازي، وأبا حاتم، وطبقتهم بالعراق، ومصر، والشام، والجزيرة، والحجاز، وخراسان. روى عنه: ابن صاعد، وأبو علي الحافظ، وأبو محمد المخلدي، وأبو إسحاق المزكي، وأبو بكر الجوزقي، وأبو سعد عبد الرحمن بن محمد الإدريسي، وخلق سواهم. قال الحاكم: كان من أئمة المسلمين. ورد نيسابور وهو متوجه إلى بخارى فروى عنه الحافظ.) وسمعت الأستاذ أبا وليد حسان بن محمد يقول: لم يكن في عصرنا من الفقهاء أحفظ للفقهيات وأقاويل الصحابة بخراسان من أبي نعيم الجرجاني، ولا بالعراق من أبي بكر بن زياد النيسابوري. قال: وسمعت أبا الحافظ يقول: كان أبو نعيم الجرجاني أحد الأئمة، ما رأيت بخراسان بعد ابن خزيمة مثله أو أفضل منه. كان يحفظ الموقوفات والمراسيل كما نحفظ نحن المسانيد. وقال أبو سعد الإدريسي: ما أعلم نشأ بأسترباذ مثله في حفظه وعلمه. وقال الخطيب: كان أحد الأئمة، ومن الحفاظ لشرائع الدين مع صدقٍ وتيقظ وورع. وقال حمزة السهمي: كان مقدماً في الفقه والحديث. وكانت الرحلة إليه. ولد سنة اثنتين وأربعين ومائتين. أخبرنا أحمد بن عساكر، عن المؤيد الطوسي: أنا أحمد بن سهل المساجدي، أنا يعقوب بن أحمد الفقيه، اثنا الحسن بن أحمد المخلدي، أنبا أبو نعيم بن عدي: اثنا عمر بن شبة، اثنا عبد الوهاب الثقفي، اثنا أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس قال: أمر بلال أن يشفع الأذان ويوتر الإقامة.

(24/131)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 132
توفي في آخر السنة. وأرخه الحاكم سنة اثنتين وعشرين. عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد السكري. أبو محمد. بغدادي، ثقة. سمع: زكريا المنقري، وعبد الله بن مسلم بن قتيبة. وعنه: ابن حيويه، والدار قطني، وأبو بكر شاذان، والمخلص. عبيد الله بن عبد الصمد بن المهدي بالله. أبو عبد الله العباسي، حفيد الخلفاء. حدث عن: إسحاق بن سنين الختلي، وسيار بن نصر الحلبي، وأحمد بن خليد الحلبي، وبكر بن سهلالدمياطي، ونحوهم. وكان ثقة فقيهاً شافعياً ببغداد. روى عنه: عبد العزيز الخرقي، والدارقطني، وابن شاهين، وجماعة.) توفي في رمضان. أخبرنا ابن الظافري وطائفة، عن ابن اللتي، أخبرنا ابن الظافري وطائفة، عن ابن اللتي، عن أبي الوقت، عن أبي عاصم الفضيلي، عن عبد الرحمن بن أبي شريح، عنه بأحاديث. عثمان بن أحمد بن الخصيب. أبو عمرو البغدادي. عن: حنبل بن إسحاق، وابن أبي العوام، وجماعة. وعنه: أبو الفتح الأزدي، ومحمد بن جعفر بن النجار، وابن الثلاج.

(24/132)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 133
عثمان بن أحمد بن عثمان. أبو عمرو المصري الدباغ. سمع من: عبيد الله بن سعيد بن عفير، وطبقته. فال ابن يونس: مات في صفر. كتبت عنه، وكان ثقة ثبتاً. علي بن الحسن بن قحطبة البغدادي الصقل. روى عن: محمود بن خداش، ويعقوب الدورقي، ومجاهد بن موسى. وعنه: الدارقطني، وابن شاهين، ويوسف القواس، وعبد الله بن عثمان الصفار. ثقة. علي بن الحسن بن سلام الشرغي. وشرغ: قرية ببخارى. سمع من: عبد الصمد بن الفضل البلخي، وسهل بن خلف، وسهل بن المتوكل البخاري، وعلي بن العزيز البغوي. ورحل إلى مصر وغيرها. وعنه: محمد بن نصر بن خلف، وغيره. علي بن الفضل البلخي الحافظ. رحال جواد ثبت. روى عن: أحمد بن سيار المروزي، وأبي حاتم، وأبي قلابة الرقاشي، وطبقتهم.

(24/133)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 134
روى عنه: ابن المظفر، والدارقطني، وابن شاهين.) مات ببغداد. علي بن محمد بن عمر. أبو القاسم بن الشريحي البزاز. بغدادي. روى عن: علي بن حرب، وحميد بن الربيع، وعمر بن شبة. وعنه: ابن شاهين، والدارقطني، وجماعة. علي بن محمد بن هارون. أبو الحسن الحميري، الكوفي الفقيه. حدث ببغداد عن: أبي كريب، وأبي سعيد الأشج، وهارون بن إسحاق. روى عنه: أبو بكر الوراق وأثنى عليه، ومحمد بن أحمد بن حماد الحافظ فقال: كان يحفظ عامة حديثه، وكان ثقة. سمعته يقول: ولدت سنة إحدى وثلاثين ومائتين. وتوفي سنة ثلاث وعشرين. وقيل: هو آخر من روى عن أبي كريب، وآخر من حدث عنه محمد بن عبد الله الجعفي الهرواني. وولي قضاء الكوفة. وقع لنا جزء من حديثه. وعنه أيضاً محمد بن محمد الكندي الطحان. عمر بن الحسن بن علي بن الجعد الجوهري البغدادي. أبو عاصم. روى عن: أبي الأشعث، وزيد بن أخرم، وجماعة.

(24/134)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 135
وعنه: أبو بكر بن شاذان، وابن شاهين. وثقه الخطيب.
4 (حرف القاف)
القاسم بن إسماعيل بن محمد بن أبان. أبو عبيد المحاملي، أخو القاضي أبي عبد الله المحاملي.) سمع: الفلاس، ومحمد بن المثنى، ويعقوب الدورقي، وطبقتهم. وعنه: ابن المظفر، والدارقطني، وعيسى بن الجراح، وطائفة. وكان ثقة. القاسم بن إبراهيم الملطي. حدث ببغداد عن: لوين. روى عنه: علي بن لؤلؤ، وعلي الحربي. قال الخطيب: كان كذاباً أفاكاً. ثم ورخ وفاته.
4 (حرف الميم)
محمد بن أحمد بن أسد. أبو بكر الحافظ، ويعرف بابن البستنبان، ويلقب كزاز. سمع: الزبير بن بكار، وعيسى بن أبي حرب، وجماعة.

(24/135)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 136
وعنه: الدارقطني، والمعافى الجريري. وثقه الخطيب. وعاش اثنتين وثمانين سنة. محمد بن أحمد بن عمارة. أبو الحسن الدمشقي العطار. ولد سنة سبعٍ وعشرين ومائتين. وسمع: أبا هاشم الرفاعي، والمسيب بن واضح، وعبده بن عبد الرحيم المروزي، وزياد بن أيوب. وعنه: محمد بن موسى السمسار، وأبو بكر المقرئ، وابن زبر وقال: توفي في رمضان، وأبو علي بن مهنا، وعبد الوهاب الكلابي. محمد إبراهيم بن عبدويه بن سدوس. أبو عبد الله الهذلي العبدي النيسابوري الحافظ. سمع: أبا عبد الله البوسنجي، وأحمد بن نجدة الهروي، وأبا خليفة. ورحل إلى الشام، ومصر. روى عنه: الحسين الماسرجسي، وأبو إسحاق المزكي، وأحمد بن حسكويه.) محمد بن إسماعيل بن محمد بن سلام. أبو بكر الخشني. مولاهم الدمشقي المعدل، المعروف بابن البصال. أصلهم من خراسان، وكان نائب أبي محمد بن زبر القاضي على قضاء دمشق. روى عن: شعيب بن عمرو، وصالح بن أحمد بن حنبل، وبكار بن قتيبة، وجماعة.

(24/136)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 137
وعنه: محمد وأحمد أبنا موسى السمسار، وأبو هاشم المؤدب، وعبد الوهاب الكلابي. محمد بن الحسن بن محمد بن قديد. أبو منصور السعدي البخاري. روى عن: أبي عبد الله البخاري. وعنه: ابنه أبو حرب. توفي في ربيع الآخر. محمد بن الحسين بن موسى السعدي. أبو التريك الحمصي، نزيل طرابلس. سمع: محمد بن عوف، وأبا عتبة أحمد بن الفرج، وأحمد بن ميمون الصنعاني، وعبد العزيز بن بكر بن الشرود. فإنه دخل اليمن. وعنه: أبو أحمد بن عدي، والحسن بن علي المطرز، وأبو سليمان بن زبر، وأحمد بن إبراهيم بن فراس، لقيه بمكة، وابن جميع فقال: اثنا في ربيع الأول سنة ثلاث وعشرين. أخبرنا عمر بن القواس: أنا ابن الحرستاني حضوراً: أنا جمال الإسلام، أنا ابن طلاب، أنا أبو الحسين بن جميع، اثنا أبو التريك محمد بن الحسين، اثنا أبو عتبة، اثنا بقية، عن ابن جريح، عن أبي الزبير، عن جابر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صام يوماً في سبيل الله جعل الله بينه وبين النار سبع خنادق، كل خندقٍ كما بين سبع سموات وسبع أرضين.

(24/137)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 138
محمد بن عبيد الله بن محمد. أبو سلمة الجمحي الدمشقي. سمعك موسى بن عامر، وبكار بن قتيبة، وجماعة. وعنه: عمر بن علي العتكي، وعبد الوهاب الكلابي، وابن زبر. محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن بلبل الهمداني الزعفراني.) سمع: الحسن بن أبي ربيع، وعلي بن أشكاب، وأبا زرعة الرازي، وكتب عنه خمسين ألف حديث. وعنه: الدارقطني، وأبو علي بن البغدادي الإصبهاني، وأهل إصبهان. روي عنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم نيفاً وتسعين مرة. وجده هو ابن زياد بن يزيد بن هارون الواسطي. وأخوه قاسم سيذكر قريباً. محمد بن عبد الأعلى بن محمد. أبو هاشم الأنصاري. مولاهم الدمشقي. ويعرف بابن عليل كان إمام جامع دمشق. روى عن: هشام بن عمار، وقاسم بن عثمان الجوعي، وغيرهما. وعنه: ابنه إبراهيم، وأبو محمد بن ذكوان، وأبو هاشم عبد الجبار، وأبو سليمان بن زبر، وعبد الوهاب الكلابي، وعبد الله بن محمد الرازي. وكان يخضب بالحمرة. توفي في ربيع الآخر. وقع لنا من عواليه.

(24/138)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 139
محمد بن علي بن حمزة بن أبي هريرة الأنطاكي. أبو بكر. سمع: أبا أمية الطرسوسي، ويزيد بن عبد الصمد، وعنه: ابن شاهين، والمعافى الجريري، والدرقطني. وكان ثقة. توفي في رمضان. محمد بن يوسف. أبو علي الترباني السمرقندي. رحل وسمع: محمد بن إسحاق الصغاني. وعنه: محمد بن جعفر بن جابر. وتربان: من قرى سمرقند. موسى بن العباس. أبو عمران الجويني الحافظ.) سمع: أحمد بن الأزهر، والذهلي، وعبد الله بن هاشم، وأحمد بن يوسف السلمي، ويونس بن عبد الأعلى، والرمادي، وخلقاً من طبقتهم.

(24/139)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 140
وعنه: الحسين بن سفيان وهو أكبر منه، وأبو علي الحافظ، وأبو سهل الصعلوكي، وأبو أحمد الحاكم، وأبو محمد المخلدي، وجماعة كبيرة. وتوفي بجوين. وكان حافظاً نبيلاً. قال أبو عبد الله الحاكم: هو حسن الحديث بمرة، صنف على صحيح مسلم صحيحاً، وصحب أبا زكريا الأعرج بمصر والشام. وسمعت الحسن بن أحمد المزكي يقول: كان أبو عمران الجويني نازل في دارنا. وكان يقوم الليل، ويصلي ويبكي طويلاً. أخبرنا ابن عساكر، عن أبي روح: أنا زاهر، أنا أحمد بن منصور، أنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن، أنبا موسى بن العباس، اثنا عبد الله بن هاشم، اثنا وكيع، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة قالت: لما مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم مرض موته قال: مروا أبا بكر فليصل بالناس.

(24/140)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 141
4 (أحداث سنة أربع وعشرين وثلاثمائة)

4 (حرف الألف)
أحمد بن إبراهيم بن كمونة. أبو جعفر المعافري المصري. روى عن: علي بن معبد، ويونس بن عبد الأعلى. وثقه ابن يونس، وحدث عنه. أحمد بن إبراهيم بن حبيب الهمداني البغدادي. سمع: ابن المظفر، والدارقطني، وعبد الوهاب الكلابي. ووثقه الدارقطني. أحمد بن بقي بن مخلد الأندلسي. أبو عمر.) سمع كتب أبيه بس. وكان حليماً وقوراً عاقلاً إلى الغاية، كثير التلاوة قوي المعرفة بالقضاء.

(24/141)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 142
ولي الحكم عشرة أعوام وكان يثبت في أحكامه. وكان أمير الأندلس الناصر لدين الله يحترمه ويجله. وسمع الناس منه كثيراً. مات رحمه الله في جمادى الأولى، وكان من أوعية العلم. أحمد بن جعفر بن موسى بن يحيى بن خالد بن برمك. أبو الحسن البرمكي جحظة النديم. كان أديباً بارعاً إخبارياً متصرفاً في فنون العلم. وكان مقدماً في صناعة الغناء. له أخبار ونوادر. وعاش مائة سنة، والأصح أنه عاش ستاً وتسعين سنة. جمع أبو نصر بن المرزبان أخباره وأشعاره. له:
(أصبحت بين معاشر هجروا الندى .......... وتقبلوا الأخلاق من أسلافهم)

(قوم أحاول بذلهم فكأنما .......... حاولت نتف الشعر من آنافهم)

(هات اسقنيها بالكبير وغنني .......... ذهب الذين يعاش في أكنافهم)

(24/142)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 143
وكان جحظة مشوهاً فعمل فيه ابن الرومي:
(نبئت جحظة يستعير جحوظه .......... من فيل شطرنجٍ ومن سرطان)

(و ارحمتا لمنادميه تحملوا .......... ألم العيون للذة الآذان)
وقال الخطيب: أخذ عنه: أبو فرج الإصبهاني، والمعافى بن زكريا، وأبو عمر بن حيويه، وغيرهم. وما أحسبه روى شيئاً من المسند سامحه الله. ومن جيد شعره:
(وليل في كواكبه حران .......... فليس لطول مدته انقضاء)

(عدمت محاسن الإصباح فيه .......... كأن اصبح جود أو وفاء)
قال أبو فرج صاحب الأغاني: كان جحظة متصرفاً في فنون كثيرة، عارفاً بصناعة النجوم،) كثير الإصابة في أحكامها. مليح الشعر، حلو الطبع. حاضر النادرة، بارعاً في لعب النرد، حاذقاً بالطبخ له فيه مصنف. عالماً بابنيات الملوك وزيهم في مجالسهم. وكان لي واداً مخلصاً. ولي آنساً متحققاً. ولم يكن أحد يتقدمه في صنعة الغناء وأكثرها من شعره، فيقال: ما رأى مثل نفسه. فحدثني أنه دخل على المعتمد على الله فغناه طرب وأمر له بخمسمائة دينارفكانت أول خمسمائة دينار رأيتها عندي جملة. وأخباره كثيرة. أحمد بن الحسين بن الجنيد. أبو عبد الله الدقاق. بغدادي، صدوق.

(24/143)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 144
سمع: زياد بن أيوب، وأحمد بن المقادم. وعنه: الدارقطني، وابن شاهين، وغيرهما. أحمد بن خالد بن الخليل البخاري. عن: أحمد بن زهير، وأبي عبد الله بن أبي حفصة. وعنه: خلف الخيام. أحمد بن السري بن سهل. أبو حامد النيسابوري الجلاب. سمع: محمد بن يزيد السلمي، وسهل بن عمار، وطبقتهما. وعنه: محمد بن الفضل المذكر، وأبو محمدالشيباني. أحمد بن عبد الله بن يحيى بن يحيى بن يحيى بن كثير الليثي القرطبي اللغوي. روى عن: عم أبيه عبيد الله. وقتل شهيداً رحمه الله تعالى. أحمد بن محمد بن الجراح الضراب. سمع: الزعفراني، وسعدان بن نصر، ومحمد بن سعيد العطار. بغدادي، ثقة. روى عنه: الدارقطني، وابن شاهين، والقواس.) أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد. أبو بكر البغدادي. شيخ القراء في عصره، ومصنف السبعة.

(24/144)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 145
سمع: الرمادي، وسعدان بن نصر، ومحمد بن عبد الله المخرمي، وأبا بكر الصغاني، وجماعة. قرأ القرآن على: قنبل، وأبي الزعراء بن عبدوس، وغيرهما. وسمع الحروف من جماعة سماهم في كتابالقراءآت له. وقال الخطيب بإسنادٍ ذكره إلى ثعلب أنه قال في سنة ست وثمانين ومائتين. ما بقي في عصرنا أعلم بكتاب الله من ابن مجاهد. وكان من أهل الظرف. جاء عنه في ذلك أشياء. قال مرة: من قرأ لأبي عمرو، وتمذهب للشافعي، واتجر في البز، وروى شعر ابن المعتز، فقد كمل ظرفه. وعن عبيد الله الزهري قال: انتبه أبي فقال: رأيت يا بني كأن من يقول: مات مقوم وحي الله. فلما أصبحنا إذا بابن مجاهد قد مات. قرأ عليه خلق كثيرون، منهم: عبد الواحد بني أبي هاشم، وأبو عيسى بكار ابن أحمد، والحسن بن سعيد المطوعي، وأبو فرج الشنبوذي، وأبو بكر الشذائي، وأبو أحمد السامري، وأحمد بن محمد العجلي، والحسين بن حبش الدينوري، وأبو الحسن علي بن الحسين الغضائري، وأبو الحسين عبيد الله بن البواب، وطلحة بن محمد بن جعفر، وأبو الحسن منصور بن محمد بن عثمان المجاهدي الضرير عاش إلى سنة أربعمائة. وكان يأخذ على الإنسان الخاتمة بدينار، أعني المجاهدي. وممن حدث عن أبي مجاهد: أبو حفص بن شاهين، وعمر الكتاني، وأبو بكر بن شاذان، والدارقطني، وأبو مسلم الكاتب. وكان ثقة مأموناً. ولد سنة خمسٍ وأربعين ومائتين، وتوفي في شعبان من هذا العام.

(24/145)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 146
قرأت كتابه في السبعة على أبي حفص بن القواس: أنبأنا الكندي، أنا أبو الحسن بن توبة، أنبا أبو محمد الصريفيني، أنبا أبو حفص الكتاني، أنا المصنف رحمه الله. قال أبو عمرو الداني: فاق ابن مجاهد في عصره سائر نظائره من أهل صناعته مع اتساع) علمه وبراعة فهمه وصدق لهجته وظهور نسكه. ثم سمى الداني خلقاً كثيراً ممن قرأ عليه، وأنه تصدر للإقراء في حياة محمد بن يحيى الكسائي. وقال عبد الواحد بن أبي هاشم: سأل رجل ابن مجاهد: لم لا تختار لنفسك حرفاً يحمل عنك قال: نحن إلى أن نعمل أنفسنا في حفظ ما مضى عليه أثمتنا أحوج منا إلى اختيار حرفٍ يقرأ به من بعدنا. وسمعت فارس بن أحمد يقول: انفرد ابن مجاهد عن قنبل بعشرة أحرف لم يتابع عليها. وقال علي بن عمر المقرئ: كان لابن مجاهد في حلقته أربعة وثمانون خليفة يأخذون على الناس. وقال عبد الباقي بن الحسن: كان في حلقته خمسة عشر ضريراً يتلقفون لعاصم. وقيل: كان ابن مجاهد يجيد الغناء والموسيقى، وفيه ظرف البغاددة مع الدين والخير. أحمد بن محمد بن علويه الجرجاني الرزاز. عن: محمد بن سليمان الباغندي، وإسماعيل القاضي، وطبقتهما. وعنه: إسماعيل بن سعيد الجرجاني الحافظ، وأحمد بن أبي عمران. توفي في ربيع الآخر، رحمه الله تعالى.

(24/146)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 147
أحمد بن محمد بن موسى. الفقيه أبو بكر الجرجاني. روى عن: أبي حاتم الرازي، وعبد الله بن روح المدائني، وجعفر الصائغ.
4 (حرف الجيم)

4 (جحظة.)
مر. جعفر بن عبد الكريم. أبو الحسين الجرجاني العطار. سمع: عمار بن رجاء، وأبا حاتم. توفي في جمادى الأولى.
4 (حرف الحاء)
) الحسن بن علي بن موسى العداس. المصري الإخباري. أرخه ابن يونس. الحسن بن محمد بن أحمد بن هشام. أبو القاسم بن برغوث السلمي الدمشقي. عن: العباس بن الوليد، ويزيد بن عبد الصمد، وجماعة.

(24/147)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 148
وعنه: أبو هاشم المؤدب، وعبد الوهاب الكلابي، وآخرون.
4 (حرف الراء)
رضوان بن أحمد بن إسحاق بن عطية الصيدلاني. ابن جالينوس. سمع: الحسن بن عرفة، والرمادي، وأحمد بن عبد الجبار العطاردي. وروى عنه المغازي. وعنه: الدارقطني، وابن شاهين، والمخلص، وغيرهم. وكان ثقة.
4 (حرف الصاد)
صاعد بن عبد الرحمن بن صاعد بن عبد السلام. أبو القاسم التميمي. ويقال النصري النحاس، ويعرف بابن البراد الدمشقي. سمع: شعيب بن عمرو، وشعيب بن شعيب، ومحمد بن سليمان ابن بنت مطر، والربيع المرادي، وبكار بن قتيبة. وعنه: عبد الجبار المؤدب، وأبو محمد عبد الله بن ذكوان البعلبكي، وأبو بكر بن المقرئ، وعبد الوهاب الكلابي. وحدث بمصر. وثقه ابن يونس. وتوفي في ربيع الأول.) صالح بن محمد بن شاذان. أبو الفضل الكردي الإصبهاني.

(24/148)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 149
سمع بمكة: علي بن عبد العزيز، وأحمد بن مهران بإصبهان. وعنه: أبو الشيخ، وابن المقرئ.
4 (حرف العين)
عبد الله بن أحمد بن عامر. أبو القاسم الطائي. عن أبيه عن علي بن موسى الرضا بنسخةٍ. وعنه: أبو بكر بن شاذان، وأبو حفص بن شاهين، وأبو الحسن الجنيدي وأحسبه واضع تلك النسخة، والحسن بن علي الزهري. عبد الله بن أحمد بن محمد بن المغلس البغدادي. أبو الحسن الفقيه الداوودي الظاهري أحد أئمة الظاهر. له مصنفات في مذهبه. روى عن: جده، وجعفر بن محمد بن شاكر، وأبي قلابة الرقاشي، وإسماعيل القاضي. روى عنه: أبو الفضل الشيباني، وغيره. أخذ عن محمد بن داوود الظاهري. انتشر عنه مذهب أهل الظاهر في البلاد. وكان ثقة إماماً، واسع العلم، كبير المحل. خلفه في حلقته تلميذه حيدرة ابن عمر. وممن تفقه به: عبد الله بن محمد بن أخت وليد الذي ولي قضاء مصر، وعلي بن خالد البصري، وغير واحدٍ.

(24/149)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 150
وله من التصانيف: كتاب أحكام القرآن، وكتاب الموضح في الفقه، وكتاب المبهج، وكتاب الدامغ في الرد على من خالفه، وغير ذلك. عبد الله بن محمد بن زياد بن واصل بن ميمون. أبو بكر النيسابوري الحافظ الفقيه الشافعي، مولى آل عثمان بن عفان رضي الله عنه. سمع: محمد بن يحيى، وأحمد بن يوسف، وعبد الله بن هاشم، وأحمد بن الأزهر ببلده، ويونس، والربيع، وأحمد بن أخي ابن وهب، وأبا إبراهيم المزني المصريين، وأبا زرعة الرازي، والعباس بن الوليد البيروتي، والحسن بن محمد الزعفراني، والرمادي، وعلي بن) حرب، ومحمد بن عوف، وهذه الطبقة. وعنه: ابن عقدة، وأبو علي النيسابوري، وحمزة الكتاني، وأبو إسحاق بن حمزة الإصبهاني، والدارقطني، وابن المظفر حفاظ الدنيا، وأبو عمر بن حيويه، وأبو حفص الكتاني، وابن شاهين، والمخلص، وعبيد الله بن أحمد الصيدلاني، وإبراهيم بن خرشيد قوله، وآخرون. قال الحاكم: كان إمام عصره من الشافعية بالعراق، ومن أحفظ الناس للفقهيات واختلاف الصحابة. وقال الدارقطني: ما رأيت أحفظ منه. وكان يعرف زيادات الألفاظ في المتون. ولما قعد للتحديث قالوا: حدث. قال: بل سلوا.

(24/150)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 151
فسئل عن أحاديث أجاب فيها وأملاها. وكان اثنا عن يوسف بن مسلم، عن حجاج، عن ابن جريح، عن أبي زبير، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم لا تنكح المرأة على عمتها ولا على خالتها. ثم سمعت صوابه عن أبي الزبير، عن طاوس مرسلاً. وقال يوسف القواس: سمعت أبا بكر النيسابوري يقول: نعرف من أقام أربعين سنة لم ينم الليل ويتقوت كل يوم بخمس حبات. يصلي صلاة الغداة على طهارة العشاء الآخرة. ثم قال: أنا هو. وهذا كله قبل أن أعرف أم عبد الرحمن لمن زوجني. ثم قال: ما أراد إلا الخير. وقال الدارقطني: كنا في مجلس فيه أبو طالب الحافظ، والجعابي، وغيرهما، فجاء فقيه فسأل: من روى عن النبي صلى الله عليه وسلم: وجعلت تربتها لنا طهوراً فلم يجيبوه. ثم ذكروا وقاموا فسألوا أبا بكر بن زياد فقال: نعم، اثنا فلان. ثم ساق الحديث من حفظه. والحديث في مسلم. قال ابن نافع: توفي في رابع ربيع الآخر. قلت: وولد سنة ثمانٍ وثلاثين ومائتين. أخبرنا أحمد بن إسحاق، أنا أبو الفتح بن عبد الله، أنا هبة الله بن الحسين، أنا أحمد بن محمد، نا عيسى بن علي، اثنا أبو بكر عبد الله بن محمد

(24/151)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 152
النيسابوري إملاءً: اثنا محمد بن يحيى، اثنا محمد بن عبيد: حدثني الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله) عليه وسلم نهى أن يمشي الرجل في نعلٍ واحدة. عبد الله بن محمد بن حسين. أبو محمد بن عرة الحذاء. سمع جزءاً من إسحاق الفارسي شاذان. روى عنه: الدارقطني، وابن شاهين، وعمر بن إبراهيم الكتاني. عبد الله بن محمد نصير. أبو محمد المديني. عن: أحمد بن مهدي. وعنه: ابنه أبو مسلم. عبد الرحمن بن سعيد بن هارون. أبو صالح الإصبهاني. حدث ببغداد عن: عبد الرحمن بن عمر رستة، وأحمد بن الفرات، وعباس الدوري. وعنه: الدارقطني، وابن شاهين، وأبو العباس بن مكرم، وأبو الحسن الجراحي. وثقه الخطيب.

(24/152)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 153
عبد الرحمن بن محمد بن الحسين الخراساني. أبو القاسم الواعظ البارع، الأديب. سمع: السري بن خزيمة، والحسين بن الفضل، وموسى بن هارون. وعنه: ابنه أبو الحسين، وأبو إسحاق المزكي، وجماعة. وعاش إحدى وستين سنة. قال الحاكم: سمعت أبي يقول: سمعت ابن خزيمة وحضر مجلس أبي القاسم، فلما فرغ من الوعظ قال ابن خزيمة: ما رأينا مثل أبي القاسم ولا رأى مثل نفسه. قال أبو السهل الصعلوكي: ما رأيت مثل أبي القاسم مذكراً، ولا مثل السراج محدثاً، ولا مثل أبي سليمة أديباً. عبد الصمد بن سعيد بن عبد الله بن سعيد. أبو القاسم الكندي القاضي الحمصي، قاضيها.) سمع: محمد بن عوف، وسليمان بن عبد الحميد البهراني، وعمران بن بكار، وأحمد بن عبد الوهاب الحوطي، وأحمد بن محمد بن أبي الخناجر، وجماعة. وله تاريخ لطيف في ذكر من نزل حمص من الصحابة. سمع منه: جمح بن القاسم، وأبو سليمان بن زبر، وأبو بكر الأبهري، والحسن بن عبد الله بن سعيد الكندي، وعلي بن محمد بن إسحاق الحلبي، وآخرون. عتيق بن أحمد بن حامد بن سعدان. أبو منصور البخاري الكرميني. سمع: عبيد الله بن واصل، والفضل بن عمير.

(24/153)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 154
وعنه: النضر بن موسى بن هارون الأديب، وغيره. تقريباً عتيق بن عامر بن المنتجع. أبو بكر الأسدي البخاري. عن: صالح بن محمد الرازي، والبخاري. وعنه: محمد بن نصر الميداني، وأحمد بن عروة البخاريان. توفي فيها. علي بن إسماعيل بن أبي بشر إسحاق بن سالم بن إسماعيل بن عبد الله بن موسى بن بلال بن أبي بردة بن أبي موسى عبد الله بن قيس الأشعري. أبو الحسن البصري المتكلم صاحب التصانيف في الكلام والأصول والملل والنحل. ولد سنة ستين ومائتين، وقيل سنة سبعين. أخذ عن: أبي علي الجبائي الكلام. وسمع من: زكريا الساجي، وأبي خليفة الجمحي، وسهل بن نوح، ومحمد بن يعقوب المقرئ، وعبد الرحمن بن خلف الضبي البصريين. وروى عنهم في تفسيره كثيراً. وكان معتزلا، ثم تاب من الاعتزال.

(24/154)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 155
وصعد يوم الجمعة كرسياً بجامع البصرة ونادى بأعلى صوته: من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا فلان بن فلان، كنت أقول بخلق القرآن، وأن الله لا يرى بالأبصار، وأن أفعال) الشر أنا أفعلها، وأنا تائب معتقد الرد على المعتزلة، مبين لفضائحهم. قال الأهوازي: سمعت أبا عبد الله الجمراني يقول: لم نشعر يوم الجمعة وإذا بالأشعري قد طلع على منبر الجامع بالبصرة بعد الصلاة ومعه شريط، فشده إلى وسطه ثم قطعه وقال: اشهدوا علي أني كنت على غير دين الإسلام وإني أسلمت الساعة، وإني تائب من الاعتزال. ثم نزل. قال أبو عمرو الزجاجي: سمعت أبا سهل الصعلوكي يقول: حضرنا مع الأشعري مجلس علوي بالبصرة، فناظر أبو الحسن المعتزلة، وكانوا كثيراً، حتى أتى على الكل فهزمهم، كل ما انقطع واحدٌ أخذ الآخر حتى انقطعوا، فعدنا في المجلس الثاني، فما عاد أحد فقال بين يدي العلوي: يا غلام اكتب على الباب: فروا. وقال أبو الحسن علي بن محمد بن يزيد الحلبي: سمعت أبا بكر الصيرفي يقول: كانت المعتزلة قد رفعوا رؤوسهم حتى أظهر الله الأشعري فحجرهم في أقماع السمسم. ابن الصيرفي هذا من كبار الأئمة الشافعية. وقال ابن الباقلاني: سمعت أبا عبد اله بن خفيف يقول: دخلت البصرة، وكنت أطلب أبا الحسن فإذا هو في مجلس يناظر، وثم جماعة من المعتزلة، فكانوا يتكلمون، فإذا سكتوا وأنهوا كلامهم قال: كذا قلت وكذا وكذا، والجواب كذا وكذا. إلى أن يجيب الكل. فلما قام تبعته فقلت: كم لسان لك، وكم أذن لك، وكم عين لك فضحك وقال: من أين أنت قلت: من شيراز.

(24/155)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 156
وكنت أصحبه بعد ذلك. وقال ابن باكويه: سمعت ابن خفيف، فذكر حكاية وفيها: فحملني أبو الحسن إلى دارٍ لهم تسمى دار الماوردي، فاجتمع به جماعة من مخالفيه، فقلت له: تسألهم مسألة فقال: السؤال بدعة لأني أظهرت بدعة أنقض بها كفرهم، وإنما هم يسألوني عن منكرهم فيلزمني رد بطلهم إلزاماً. فسألوه، فتعجبت من حسن كلام أبي الحسن لما أجاب. ولم يكن في القوم من يواز يه في النظر. قال ابن عساكر: قرأت بخط علي بن نقا المصري المحدث في الرسالة كتب بها أبو محمد بن أبي يزيد القيرواني المالكي جواباً لعلي بن أحمد بن إسماعيل البغدادي المعتزلي حين ذكر) الأشعري ونسبه إلى ما هو من بريء. فقال ابن أبي يزيد في حق الأشعري: هو رجل مشهور إنه يرد على أهل البدع وعلى القدرية والجهمية. متمسك بالسنن. قال الأستاذ أبو إسحاق الإسفرائيني: كنت في جنب أبي الحسن الباهلي كقطرةٍ في البحر. وسمعت الباهلي يقول: كنت أنا في جنب الأشعري رحمه الله كقطرة في جنب البحر. وعن ابن الباقلاني قال: أفضل أحوالي أن أفهم كلام أبي الحسن الأشعري. وقال بندار خادم الأشعري: كانت غلة أبي الحسن من ضيعةٍ وقفها جدهم بلال بن أبي بردة على عقبه، فكانت نفقته في السنة سبعة عشر درهماً. وقال أبو بكر بن الصيرفي: كانت المعتزلة قد رفعوا رؤوسهم حتى أظهر الله الأشعري فجحرهم في أقماع السمسم. وذكر الحافظ أبو محمد بن حزم أن لبي الحسن خمسة وخمسين تصنيفاً، وأنه توفي سنة أربعٍ وعشرين. وكذا قال أبو بكر بن فورك، والقراب.

(24/156)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 157
وقال غيرهم: سنة ثلاثين. وقيل سنة نيف وثلاثين. أخذ عنه: زاهر بن أحمد السرخسي، وأبو عبد الله بن مجاهد، وغير واحد. وله كتاب الإبانة، عامته في عقود أهل السنة، وهو مشهور وكتاب جمل المقلات، وكتاب اللمع، وكتاب الموجز، وكتاب فرق الإسلاميين واختلاف المصلين. ومن نظر في هذه الكتب عرف محله. ومن أراد أن يتبحر في معرفة الأشعري فليطالع كتابتبيين كذب المفتري تأليف أبي القاسم بن عساكر. الهم توفنا على السنة وأدخلنا الجنة، واجعل أنفسنا بك مطمئنة، نحب فيك أولياءك ونبغض فيك أعداءك، ونستغفر للعصية من عبادك، ونعمل بمحكم كتابك ونؤمن بمتشابه. ونصفك بما وصفت فيه نفسك، ونصدق بما جاء به رسولك. إنك سميع الدعاء، آمين. قيل إن الأشعري سأل أبا علي الجبائي عن ثلاثة اخوة مؤمن تقي وكافر وصبي ماتوا، ما حالهم قال: المؤمن في الجنة، والكافر في النار، والصغير من أهل السلامة.) فقال: إن أراد الصغير أن يرقى إلى درجة التقي هل يأذن له قال: لا. يقال له إن أخاك إنما نال هذه الدرجة بطاعته وليس لك مثلها. قال: فإن قال: التقصير ليس مني، فلو أحييتني حتى كنت أطعتك. قال: يقول الله له: كنت أعلم أنك لو بقيت لعصيت ولعوقبت فراعيت مصلحتك. فقال أبو الحسن: فلو قال الأخ الكافر: يا رب علمت حاله كما علمت حالي فهلا راعيت مصلحتي مثله. فانقطع الجبائي، فسبحان من لا يسأل عما يفعل. قال القشيري: سمعت أبا علي الدقاق: سمعت زاهر بن أحمد الفقيه يقول: مات الأشعري ورأسه في حجري، وكان يقول شيئاً في حال نزاعه من داخل حلقه. فأدنيت له رأٍ سي، فكان يقول: لعن الله المعتزلة، موهوا ومخرقوا. وقال أبو حازم العبدوي: سمعت زاهر بن أحمد بقول: لما قرب حضور أجل أبي الحسن الأشعري في داري ببغداد أتيته فقال: اشهد علي أني لا أكفر

(24/157)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 158
أحداً من أهل القبلة، لأن الكل يشيرون إلى معبودٍ واحد، وإنما هذا كله اختلاف العبارات. وممن أخذ عن الأشعري: ابن مجاهد، وزاهر، وأبو الحسن الباهلي، وأبو الحسن عبد العزيز بن محمد بن إسحاق الطبري، وأبو الحسن علي بن محمد بن مهدي الطبري، وأبو جعفر الأشعري النقاش، وبندار بن الحسين الصوفي. قال أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم القراب في تاريخه: توفي أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري سنة أربع وعشرين وثلاثمائة. وكذا أرخه أبو بكر بن فورك الإصبهاني، وغيره. علي بن عبد الله بن مبشر. أبو الحسن الواسطي. سمع: عبد الحميد بن بيان، وأحمد بن سنان القطان، ومحمد بن حرب البشاستجي، وعمار بن خالد التمار، ومحمد بن مثنى، وجماعة. وعنه: أبو بكر بن المقرئ، والدارقطني، وأبو أحمد الحاكم، وزاهر بن أحمد وآخرون. وهو أحد الشيوخ الكبار، ثقة. قرأت على أبي الفضل بن عساكر، عن عبد المعز: أنا زاهر، أنا سعيد البحيري، أنا زاهر، أنا) علي بن عبد الله، اثنا عبد الحميد بن بيان، نا خالد بن عبد الله، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أذن المؤذن أدبر الشيطان له حصاص.

(24/158)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 159
علي بن محمد بن الحسن. أبو القاسم النخعي الكوفي الفقيه الحنفي المعروف بابن كاس. ولي قضاء الشام وغيرها. وكان إماماً في الفقه كبير القدر من ولد الأشتر النخعي. سمع: الحسين بن علي بن عفان العامري، وإبراهيم بن عبد الله القصار، وإبراهيم بن أبي العنبس، والحسن بن مكرم، وأحمد بن أبي غرزة، وأحمد بن يحيى الأودي، ومحمد بن الحسين الحنيني. وعنه: أبو علي بن هارون، وأبو بكر الربعي، وابن زبر، والدارقطني، والمعافى بن زكريا، وأبو حفص بن شاهين، وعبد الوهاب الكلابي. غرق يوم عاشوراء فأخرج من الماء وفيه حياة ثم مات. وله كتاب يغض فيه من الشافعي. ورد عليه نصر المقدسي. عمر بن يوسف بن عمروس. أبو حفص الأندلسي الأستجي. سمع: محمد بن وضاح، وإبراهيم بن باز. وكان عارفاً بمذهب مالك، شروطياً. حدث عنه: ابنه محمد، وحسان بن عبد الله، ومحمد بن أصبغ، وغيرهم. توفي في رمضان.
4 (حرف الميم)
محمد بن أحمد بن صالح الأزدي. أبو بكر السامري.

(24/159)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 160
سمع: الزبير بن بكار، والحسن بن عرفة، وأحمد بن بديل. وعنه: ابن شاهين، والدارقطني، ووثقه، والمخلص.) محمد بن أحمد بن عمر الرملي الضرير المقرئ. أبو بكر الداجوني الكبير. من شيوخ القراءة. تلا على: العباس بن الفضل الرازي، ومحمد بن موسى الضرير، وهارون ابن موسى الأخفش الدمشقي، وجماعة بعدة رواياتٍ. وكان كثير الطواف. قرأ عليه: عبد الله بن محمد بن فورك القباب، وأبو بكر بن مجاهد، وأحمد العجلي شيخ أبي علي الأهوازي، وزيد بن أبي بلال، وأبو بكر الشذائي، والعباس بن محمد الرملي الداجوني الصغير، ومحمد بن أحمد الباهلي. محمد بن إسماعيل بن عيسى. أبو عبد الله الجرجاني المستملي على ابن خزيمة، وعلى ابن الشرقي. سمع: مسدد بن قطن، وعمران بن موسى بن مجاشع. روى عنه: أبو الحسين الحجاجي، وغيره. محمد بن جعفر بن محمد بن خازم. أبو جعفر الخازمي الجرجاني الفقيه الشافعي صاحب ابن سريج. أحد الأئمة. محمد بن حلبس بن أحمد بن مزاحم. أبو بكر البخاري.

(24/160)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 161
سمع: سهل بن المتوكل، وحمدويه بن الخطاب، ومحمد بن الضو، وعبيد الله بن واصل، وهذه الطبقة. وعنه: خلف الخيام، والحسن بن أحمد الماشي، وجماعة. مات في شعبان. محمد بن الربيع بن سليمان بن داود الجيزي المصري. أبو عبيد الله. ولد سنة تسع وثلاثين ومائتين، وسمع: محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وغيره. وقد سمع من: أبيه، وهارون الأيلي. وعنه: إبراهيم بن علي التمار، وعلي بن محمد الحلبي، وأبو بكر بن المقرئ، وغيرهم.) توفي في ربيع الأول. محمد بن زكريا. أبو بكر الكاغدي المزكي. سمع: الحسين بن الفضل، وإبراهيم بن ديزل، وغيرهما. محمد بن شعيب بن إبراهيم العجلي. أبو الحسن البيهقى، مفتي الشافعية، وأحد المذكورين بالفصاحة والبراعة. تفقه على ابن سريج. وسمع: داود بن الحسين البيهقي، ومحمد بن إبراهيم البوسنجي. أخذ عنه الأستاذ أبو الوليد حسان. محمد بن عبد الله بن محمد بن أيوب الكندي. أبو عبد الله الرهاوي المعروف بالمنجم.

(24/161)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 162
حدث بدمشق عن: الربيع بن سليمان، ومحمد بن علي الصائغ، وصالح ابن بشر، وجماعة. وعنه: محمد وأحمد ابنا موسى السمسار، وعبد الوهاب الكلابي. محمد بن عبد الله بن إبراهيم. أبو عبد الله الجرجاني الشافعي. قال جعفر المستغفري: كان كبش الشافعية في وقته، فقيه، مناظر. محمد بن عبدوس بن العلاء. أبو بكر النيسابوري. سمع: محمد بن يحيى، ومحمد بن يزيد، وإسحاق بن رزين. وعنه: أبو علي الحافظ، وعبد الله بن سعد. محمد بن عمرو بن هشام. أبو أحمد النيسابوري البزاز. سمع: عبد الرحمن بن بشر، والذهلي، وسعدان بن نصر، وجماعة. وعنه: أبو الوليد، وأبو علي الحافظ، والشيوخ. محمد بن الفضل بن عبد الله بن مخلد.) أبو ذر التميمي الجرجاني الفقيه، رئيس جرجان في زمانه كانت داره مجمع الفضلاء. رحل وسمع: أبا إسماعيل الترمذي، وحفص بن عمر سنجة، والحسن بن جرير الصوري، وبكر بن سهل الدمياطي، وأحمد بن عبد الرحمن الحوطي، وآخرين. روى عنه: أحمد بن أبي عمران الوكيل، وإبراهيم بن محمد بن سهل، وأسهم بن عم حمزة السهمي، وغيرهم.

(24/162)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 163
محمد بن محمد ين سعيد بن بالويه. أبو العباس النيسابوري البحيري. سمع: محمد بن عبد الوهاب الفراء، وعثمان الدارمي. وعنه: أبو سعيد بن أبي بكر، وغيره. محمد بن محمد بن يحيى. أبو علي الهروي القراب. سمع: عثمان بن سعيد الدارمي، وغيرهز وعنه: أبو عبد الله بن أبي ذهل. محمد بن هارون. أبو جعفر الإصبهاني. سمع بمصر من: الربيع بن سليمان المرادي. وعنه: أبو الشيخ، وغيره. لقبه: مما. محمد بن همام. أبو العباس النيسابوري الزاهد، المجاب الدعوة. سمع: أحمد بن الأزهر، وقطن بن إبراهيم. وعنه: أبو علي الحافظ، وأبو إسحاق المزكي، وأبو الحسن بن منصور. وكان كبير القدر ببلده، كثير الحج، رحمه الله. مطرف بن عبد الرحمن بن هاشم القرطبي المشاط. سمع: محمد بن وضاح، و مطرف بن قيس، ومحمد بن يوسف بن مطروح.) وكان رجلاً صالحاً عالماً، رحمه الله تعالى.

(24/163)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 164
معاوية بن سعيد الأندلسي. يروي عن: محمد بن وضاح، وغيره. موسى بن العباس الآزاذياري. عن إبراهيم بن عتيق عن مروان الطاطري. روى عنه: عبد الله بن عدي، والإسماعيلي، وأبو زرعة الكشي، ويوسف والد حمزة الحافظ، وجماعة غير من ذكرنا. وتوفي في صفر بجرجان.
4 (الكنى)
أبو عمر الدمشقي. الزاهد. توفي فيها. قاله ابن زبر. مر سنة عشرين. أبو عمران الطبري. من كبار الصوفية والزهاد. وصحب ابن الجلاء، وأبا عبد الله العرجي، وسكن القدس. حكى عنه: أحمد بن محمد الآملي، وعلي بن عبدك القزويني.

(24/164)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 165
1 (وفيات سنة خمس وعشرين وثلاثمائة.)

4 (حرف الألف)
أحمد بن إبراهيم بن أبي أيوب المصري. سمع: بحر بن نصر، والربيع بن سليمان المؤذن، وبكار بن قتيبة. كتبت عنه وتوفي في المحرم، قاله ابن يونس. أحمد بن عبد الله. أبو بكر النحاس. وكيل أبي صخرة، بغدادي ثقة. سمع: أبا حفص الفلاس، وزيد بن أخزم، وأحمد بن بديل.) وعنه: الدارقطني، وابن شاهين، وعمر بن إبراهيم الكتاني، وآخرون. أحمد بن محمد بن حسن. أبو حامد بن الشرقي النيسابوري الحجة الحافظ، تلميذ مسلم.

(24/165)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 166
سمع: محمد بن يحيى، وأحمد بن يوسف، وأحمد بن الأزهر، وأحمد ابن حفص بن عبد الله، وعبد الله بن بشر، وأبا حاتم، ومحمد بن إسحاق الصاغاني، وعبد الله بن محمد بن شاكر، وأحمد بن أبي عروة، وعبد الله بن أبي مسرة، وخلقاً. وصنف الصحيح. وكان واحد عصره حفظاً وثقة ومعرفة. حج مرات. قال السلمي: سألت دار القطني عن أبي حامد فقال: ثقة مأمون إمام. قلت: مم تكلم فيه ابن عقدة فقال: سبحان الله، ترى يؤثر فيه مثل كلامهولو كان بدل ابن عقدة يحيى بان معين. قلت: وأبو علي قال: ومن أبو علي حتى يسمع كلامه فيه. وقال الخطيب: أبو حامد ثبت حافظ متقن. وقال حمزة السهمي: سألت أبا بكر بن عبدان عن أبي عقدة إذا نقل حديثاً في الجرح والتعديل هل يقبل قوله قال: لا يقبل. نظر إليه ابن خزيمة فقال: حياة أبي حامد تحجز بين الناس وبين الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم. روى عنه: أبو بكر محمد بن محمد الباغندي، وأبو العباس بن عقدة، وأبو أحمد العسال، وأبو أحمد بن عدي، وأبو علي الحافظ، وزاهر بن أحمد، والحسن بن أحمد المخلدي، وأبو بكر محمد بن عبد الله الجوزقي، وغيرهم. ولد سنة أربعين ومائتين، وتوفي في رمضان. وصلى عليه أخوه عبد الله.

(24/166)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 167
أحمد بن محمد بن عبيد الله. أبو الحسن التمار المقرئ.) حدث عن: يحيى بن معين، وعثمان بن أبي شيبة. وعنه: ابن شاذان، وعمر الكتاني. وكان غير ثقة. قال الخطيب: بقي إلى هذا العام، وزعم أنه ولد سنة ثلاثٍ وعشرين ومائتين. أحمد بن محمد بن موسى بن أبي عطاء. أبو بكر القرشي، مولاهم الدمشقي المفسر. روى عن: بكار بن قتيبة، وعبد الله بن الحسين المصيصي، ووريزة بن محمد. وعنه: أبو هاشم المؤدب، وعبد الوهاب الكلابي، وغيرهما. أحمد بن محمد بن يزيد. أبو الحسن الزعفراني. بغدادي ثقة. روى عن: أحمد بن محمد بن سعيد التبعي، ومحمود بن علقمة المروزي. وعنه: الدارقطني، وابن شاهين.

(24/167)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 168
إبراهيم، يعرف بنهشل، بن دارم. أبو إسحاق. بغدادي، ثقة. سمع: عمر بن شبة، وعلي بن حرب. وعنه: ابن المظفر، والدارقطني، وعمر الكتاني، وغيرهم. إبراهيم بن محمد بن يعقوب. أبو إسحاق الهمداني البزار الأنماطي الحافظ ابن مموس. سمع: أزهر بن ديزيل، ويحيى بن أبي طالب، وأبا قلابة، وخلقاً كثيراً. روى عنه: صالح بن أحمد الحافظ، وأبو حاكم بن حبان، وأحمد بن إبراهيم العبقسي، وآخرون. وكان ثقة واسع الرحلة. رحل إلى الحجاز، والشام، والعراق، ومصر، واليمن. وله أفراد وغرائب.) توفي في هذا العام. إبراهيم بن عبد الصمد بن موسى بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس الهاشمي. أبو إسحاق البغدادي راوي الموطأ عن أ بي مصعب. سمع: أبا مصعب الزهري بالمدينة، وأبا سعيد الأشج، والحسين بن الحسن المروزي، ومحمد بن الوليد البسري، وعبيد بن أبي أسباط، وجماعة.

(24/168)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 169
وعنه: الدارقطني، وابن شاهين، وابن المقرئ، وطائفة آخرها ابن الصلت المجبر شيخ البانياسي. وكان أبوه أمير الحاج في زمان المتوكل غير مرة، فأخذ معه إبراهيم وأسمعه من أبي مصعب. قال الدارقطني: سمعت القاضي محمد بن علي ابن أم شيبان يقول: رأيت على ظهر الموطأ المسموع من أبي مصعب فرأيت السماع على ظهره سماعاً صحيحاً قديماً: سمع الأمير عبد الصمد بن موسى الهاشمي وابنه إبراهيم. وقال حمزة السهمي: سمعت أبا الحسن بن لؤلؤ يقول: رحلت إلى سامراء، إلى إبراهيم عن عبد الصمد لأسمع الموطأ فلم أر له أصلاً صحيحاً، فتركت ولم أسمع. توفي بسامراء في أول المحرم هذه السنة. إسماعيل بن عبد الواحد. أبو هاشم الربعي المقدسي الشافعي القاضي. ولي قضاء مصر نحواً من شهرين في سنة إحدى وعشرين، ثم أصابه فالج وتحول إلى الرملة فمات بها في هذا العام. وكان من كبار الشافعية، وكان جباراً ظلوماً، ولم تطل ولايته.
4 (حرف الجيم)
جعفر بن محمد. أبو الفضل القافلائي. عن: أحمد بن الوليد الفحام، ومحمد بن إسحاق الصغاني.)

(24/169)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 170
وعنه: ابن المظفر، وابن شاهين، والقواس. ثقة. جعفر بن محمد بن عبدويه البرائي. عن: محمد بن الوليد البسري، وحفص الربالي، وجماعة. وعنه: ابن شاهين، والمعافى بن زكريا، وعبد الله بن عثمان الصفار. وكان ثقة.
4 (حرف الحاء)
الحسن بن آدم. أبو القاسم العسقلاني نزيل مصر. روى عن: أحمد بن أبي الخناجر. قال ابن يونس: كان ثقة، يتولى عملات مصر. وتوفي بالفيوم في شوال منها. الحسن بن علي بن زيد بن حميد العباسي. مولاهم. عن: الفلاس، وحجاج الشاعر. من أهل سامراء. وروى عن: أبي هاشم الرفاعي، وطبقتهم. وعنه: الدارقطني، وابن بطة، وأبو القاسم بن الثلاج. محله الصدق. مات في المحرم وقيل: مات سنة ستٍّ.

(24/170)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 171
الحسين بن محمد بن زنجي. أبو عبد الله البغدادي الدباغ. حدث عن: سلم بن جنادة، وأبي عتبة الحمصي، والحسين بن أبي زيد الدباغ. وعنه: الدارقطني، وابن شاهين. توفي في رجب.) قال أبو القاسم الأبندوني: لا بأس به.
4 (حرف الخاء)
الخضر بن محمد بن غوث. المدعو بغويث. أبو بكر التنوخي الدمشقي، نزيل عكا. روى عن: الربيع المرادي، وبحر بن نصر، وإبراهيم بن مرزوق. وعنه: أبو سليمان بن زبر، وعبد الوهاب الكلابي، وابن جميع، وآخرون. توفي في ذي القعدة.
4 (حرف السين)
سعيد بن جابر بن موسى. أبو عثمان الكلاعي الإشبيلي. سمع: محمد بن جنادة بإشبيلية، وعبيد الله بن يحيى بقرطبة، وأحمد بن

(24/171)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 172
شعيب النسائي بمصر فأكثر عنه، وأبي يعقوب إسحاق المنجنيقي، وعبد الله بن محمد بن علي الباجي، وأحمد بن عبادة. وكان ينسب إلى الكذب. قال ابن الفرضي: ولم يكن إن شاء الله كذاباً. رأيت كثيراً من أصوله تدل على صدقه وورعه في السماع. وكان محمد بن قاسم بن محمد يثني عليه. سعدون بن أحمد. أبو عثمان الخولاني المغربي الرجل الصالح. أدرك الفقيه سحنون. ثم سمع من الفقيه محمد بن سحنون، وصحب الصلحاء ورابط مدة بقصر المنستير. قال القاضي عياض: عاش مائة سنة. سيد أبيه بن العاص. أبو عمر المرادي الإشبيلي الزاهد.) سمع من: عبيد الله بن يحيى، وسعيد بن حمير، ومحمد بن جنادة. وكان الأغلب عليه علم القرآن وعبارة الرؤيا. وكان أحد العباد المتبتلين، منقطع القرين في وقته. عالي الصيت. يقال: كان مجاب الدعوة. روى عنه: عبد الله بن محمد بن علي، وغيره. قاله الفرضي.
4 (حرف العين)
عبد الله بن السري. أبو عبد الرحمن الأستراباذي.

(24/172)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 173
ثقة نبيل. يروي عن: عمار بن رجاء، والكديمي، وغيرهما. روى عنه: أبو جعفر المستغفري، وعبد الله بن عدي. وروي عنه أنه حدث مرة بقول شعبة: من كتبت عنه حديثاً فأنا له عبد. فقال أبو عبد الرحمن: وأنا أقول من كتب عني حديثاً فأنا له عبد. عبد الله بن محمد بن سفيان. أبو الحسن النحوي الخزاز. له مصنفات في علوم القرآن. وصحب إسماعيل القاضي. وأخذ عن: المبرد، وثعلب. روى عنه: عيسى بن الجراح. وأرخه الخطيب ووثقه. عبد الله بن محمود بن الفرج. أبو عبد الرحمن الإصبهاني، خال أبي الشيخ. حدث عن: أبي حاتم، وهلال بن العلاء، ومحمد بن النضر بن حبيب الإصبهاني. وعنه: أبو الشيخ، والحسين بن إسحاق بن إبراهيم، وابن المقرئ. عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد بن أبي هاشم. أبو عمرو البخاري.) سمع: جده محمد بن أبي هاشم، وسعيد بن مسعود المروزي. وعنه: محمد بن سعيد.

(24/173)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 174
عبد الرحمن بن القاسم بن حبيش التجيبي. أبو القاسم المصري المالكي. عارف باختلاف أشهب. توفي في صفر. وروى عن: مالك بن يحيى السوسي. عبد الرحمن بن محمد بن العباس. أبو بكر بن الدرفس الغساني الدمشقي. سمع: أباه، والعباس بن الوليد البيروتي، وأحمد بن مسعود المقدسي، وأبا زرعة النضري. وعنه: علي بن الحسين الأذني، وأبو سليمان بن زبر، وأبو بكر بن المقرئ، وعبد الوهاب الكلابي، وأبو علي بن مهنا الداراني، وآخرون. عبد الرحمن بن معمر بن محمد. أبو عمر الجوهري المصري، أخو كهمس. ثقة، سمع: يونس بن عبد الأعلى، وطبقته. وتوفي في المحرم. عبيدون بن محمد بن فهد بن الحسن بن علي بن أٍ سد الجهني. أبو الغمر الأندلسي. ولي قضاء الأندلس بقرطبة يوماً واحداً. وكان عالي الإسناد بناحيته. يروي عن: يونس بن عبد الأعلى، وغيره.

(24/174)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 175
عثمان بن عبد الرحمن بن عبد الحميد بن يزيد. أبو عمرو القرطبي، مولى بني أمية. أكثر أيضاً عن: بقي بن مخلد، وعن: إبراهيم بن قاسم، وكان فقيهاً مشاوراً متحرياً فاضلاً وقوراً. وروى عنه: محمد بن محمد بن أبي دليم، وعبد الله بن محمد بن علي ووثقاه، وخالد بن سعد.) ويعرف بابن أبي زيد، وبابن برير أيضاً، فإن جده يزيد بن برير. عدنان بن الأمير أحمد بن طولون. أبو معد. روى عن: الربيع بن سليمان، وبكر بن سهل الدمياطي. وعنه: أبو هاشم المؤدب، وعبد الوهاب الكلابي، ومحمد بن أحمد المفيد. علي بن عبد الله بن مبشر الواسطي. في جمادى الأولى. أرخه ابن قانع. وهذا أصح. علي بن عبد القادر بن أبي شيبة الكلاعي. الأندلسي. سمع: بقي من مخلد، ومحمد بن وضاح. وكان فقيهاً بصيراً بالفتيا، مالكياً. أرخه عياض. عمر بن أحمد بن علي بن علك الجوهري. أبو حفص.

(24/175)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 176
سمع: سعيد بن مسعود المروزي، وأحمد بن سيار، وعباس الدوري، وخلقاً بمرو. وحدث ببغداد. وعنه: ابن المظفر، وعيسى، وابن شاهين، والدارقطني. وكان فقيهاً متقناً.
4 (حرف الميم)
محمد بن أحمد بن هارون العسكري. أبو بكر الفقيه. كان يتفقه لأبي ثور. روى عن: الحسين بن عرفة، وإبراهيم بن الجنيد. وعنه: أبو بكر الآجري، والدارقطني، ووثقه، والمرزباني.) مات في شوال. محمد بن أحمد بن قطن بن خالد البغدادي. أبو عيسى السمسار. سمع: الحسن بن عرفة، وحميد بن الربيع، وعلي بن حرب. وعنه: أبو الحسن الجراحي، والدارقطني، وأبو حفص الكتاني، وأبو مسلم الكاتب. وتوفي في ربيع الآخر. وقد سمع منه ابن مجاهد مع تقدمه قراءة أبي عمرو رضي الله عنه. وقد روى عنه ابن جميع، لقيه بحلب.

(24/176)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 177
محمد بن أحمد بن يوسف. أبو يوسف الجريري. روى كتب المدائني، عن أحمد بن الحارث، عنه. روى عنه: ابن حيويه، وأبو بكر بن شاذان، والدارقطني، وعمر الكتاني، وتوفي في المحرم. وهو شيخ من ولد جرير بن عبد الله رضي الله عنه. محمد بن أحمد بن محمد بن نافع. أبو الحسن المصري الطحان. يروي عن: يونس الصدفي، ويزيد بن سنان القزاز. وكان أعرج. توفي في ربيع الآخر. محمد بن أحمد بن يحيى. أبو عبد الله القرطبي المعرف بالإشبيلي، الزاهد الزهري المؤدب. روى عن: محمد بن وضاح، وإبراهيم بن باز، وقاسم بن محمد. وكان وقوراً ديناً، حسن السمت. محمد بن الحسين بن معاذ الأستراباذي. كان ثقة بارعاً في الأدب، سمع من أبي قتيبة أكثر تصنيفه. ومن: عمار بن رجاء، وأحمد بن ملاعب البغدادي، وابن عوف البزوري.)

(24/177)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 178
محمد بن سهل الفضيل الكاتب. سمع: الزبير بن بكار، وعمر بن شبة. وعنه الدارقطني، وغيره. وثقة الخطيب. محمد بن عبد الرحمن بن محمد. أبو العباس الدغولي السرخسي الفقيه الحافظ. إمام وقته بخراسان. سمع: الذهلي، وعبد الرحمن بن بشر، ومحمد بن إسماعيل الأحمسي، وطبقتهم بنيسابور، والعراق. وعنه: أبو علي الحافظ، وأبو بكر الجوزقي، وجماعة. قال أبو الوليد الفقيه: قيل لأبي العباس الدغولي: لم لا تقنت في صلاة الفجر فقال: لراحة الجسد، ومداراة الأهل والولد، وسنة أهل البلد. وعن أبي أحمد بن عدي قال: ما رأيت مثل أبي العباس الدغولي. وقال أبو بكر أحمد بن علي بن الحسين الحافظ: خرجنا مع أبي خزيمة إلى سمرقند لتهنئة الأمير الشهيد والتعزية عن الأمير الماضي أبي إبراهيم. فلما انصرفنا قلت لمحمد بن إسحاق: ما رأينا في سفرنا مثل أبي العباس الدغولي. فقال أبو بكر: ما رأيت أنا مثل أبي العباس. وقال محمد بن العباس: قال الدغولي: أربع مجلدات لا تفارقني في

(24/178)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 179
السفر والحضر كتاب المزني و كتاب العين و التاريخ للبخاري وكليلة ودمنة. محمد بن الزاهد بن أبي عثمان سعيد بن إسماعيل الحيري. أبو بكر النيسابوري الحافظ الأديب الزاهد الفقيه. سمع: علي بن الحسن الهلالي، ومحمد بن عبد الوهاب الفراء، وإسماعيل القاضي، ومحمد بن غالب تمتام، وبكر بن سهل الدمياطي، وأبو بكر أحمد الحاكم، وابنه أبو سعيد. وكان من المجاهدين في سبيل الله بالثغر وبطرسوس. توفي في المحرم.) محمد بن علي بن الجارود. أبو بكر الإصبهاني. محدث، ثقة، مكثر. سمع: يونس بن حبيب، وأحمد بن معاوية. وعنه: أبو إسحاق بن حمزة، وأبو بكر بن المقرئ، ومحمد بن عبد الرحمن بن مخلد. وروى عن: يحيى بن النضر، عن أبي داود الطيالسي. محمد بن عمران بن مهيار. أبو أحمد الصيرفي. سمع: حميد بن الربيع، وعبد الله بن علي بن المديني. وعنه: ابن حيويه، وعبد الله بن عثمان الصفار. وثقة الدارقطني.

(24/179)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 180
محمد بن محمد بن إسحاق بن يحيى. العلامة أبو الطيب ابن الوشاء، البغدادي النحوي الإخباري. أخذ عن: ثعلب، والمبرد. وبرع في فنون الأدب. وألف كتباً كثيرة منها: الجامع في النحو، وكتاب المذكر والمؤنث، و كتاب خلق الإنسان، وكتاب السلوان، وكتاب سلسلة الذهب، وكتاب حدود الظرف، وغير ذلك. توفي هذا العام. محمد بن المسور بن عمر بن محمد الأندلسي. مولى بني هاشم. يروي عن: محمد بن وضاح، ومحمد الخشني. وكان ثقة حافظاً للفقه، مشاوراً في الأحكام، زاهداً. محمد بن المعلى الشونيزي. أبو عبد الله.

(24/180)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 181
سمع: يعقوب الدورقي، وجماعة.) وعنه: أبو حفص الزيات، وأبو بكر بن شاذان. وقد قرأ على محمد بن غالب صاحب شجاع البلخي. قرأ عليه: أحمد بن محمد العجلي، وعبد الغفار الحصيني، وأبو بكر الشذائي، وغيرهم. محمد بن هاشم بن محمد بن عمر. العلامة أبو الفضل القرطبي، مولى آل العباس. ثقة ضابط. يروي عن: ابن وضاح، وابن باز. وكان فقيهاً بصيراً بالأقضية. مسرور بن يعقوب القلوسي. عن: علي بن حرب، وغيره. وعن محمد بن جعفر زوج الحرة، وابن شاهين. وكان صدوقاً. محمد بن أبي الأزهر مزيد بن محمود. أبو بكر الخزاعي البغدادي. حدث عن: لوين، وأبي كريب، وإسحاق بن أبي إسرائيل، والزبير بن بكار. وعنه: الدارقطني، وأبو بكر بن شاذان، والمعافى الجريري، وغيرهم. قال محمد بن عمران المرزباني: كان كذاباً. كذبه أصحاب الحديث. مكي بن عبدان بن محمد بن بكر بن مسلم. أبو حاتم التميمي النيسابوري.

(24/181)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 182
سمع: عبد الله بن هاشم، ومحمد بن يحيى، وأحمد بن حفص بن عبد الله، وأحمد بن يوسف السلمي، وعمار بن رجاء، ومسلم بن الحجاج. وعنه: أبو علي بن الصواف، وعلي بن عمر الحربي، وأبو أحمد الحاكم، وأبو بكر محمد بن عبد الله الجوزقي، وآخرون من أهل نيسابور وبغداد. قال أبو علي الحافظ: هو ثقة مأمون مقدم على أقرانه المشايخ. وقال الحاكم: مولده سنة اثنتين وأربعين ومائتين، وتوفي في جمادى الآخرة سنة خمسٍ.) وصلى عليه أبو حامد بن الشرقي. وقد حدث عنه ابن عقدة الحافظ إجازة. أخبرنا ابن أبي عصرون، أنا أبو روح، أنا زاهر، أنبا عبد الرحمن بن علي التاجر، أنبا أبو زكريا يحيى بن إسماعيل سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة، أنبا مكي ابن عبدان، اثنا أحمد بن الأزهر، اثنا أبو أسامة، عن الأعمش، عن زيد بن وهب قال: كنا نصلي مع عبد الله الجمعة ثم نرجع نقيل. موسى بن عبيد الله بن يحيى بن خاقان. أبو مزاحم المقرئ المحدث ابن وزير المتوكل. سمع: عباس بن محمد الدوري، وأبو بكر المروذي، وأبا قلابة الرقاشي، وغيرهم. وعنه: أبو بكر الآجري، وعبد الواحد بن هاشم المقرئ، والمعافى

(24/182)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 183
الجريري، وأبو عمر بن حيويه، وأبو حفص بن شاهين. وكان متبحراً في حرف الكسائي، تلا به على: الحسن بن عبد الوهاب صاحب الدوري. قرأ عليه الكبار: أحمد بن نصر الشذائي، ومحمد بن أحمد الشنبوذي، وغيرهما. وكان من جلة العلماء. قال الخطيب: كان ثقة من أهل السنة. مات رحمه الله في ذي الحجة. قلت: سمعت قصيدته في التجويد بعلو.
4 (حرف النون)
نهشل بن دارم. عن: علي بن حرب. وعنه: ابن شاهين، وعمر الكتاني. وثقة الخطيب.
4 (حرف الياء)
يحيى بن عبد الله بن يحيى بن إبراهيم البغدادي. أبو القاسم العطار.) سمع: محمد بن أبي مذعور، والحسن بن عرفة، والزعفراني. وعنه: يوسف القواس، وعمر بن شاهين، وغيرهما. وثقه الخطيب.

(24/183)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 184
4 (الكنى)
أبو حامد بن الشرقي. هو أحمد بن محمد بن الحسن. تقدم.

(24/184)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 185
1 (وفيات سنة ست وعشرين وثلاثمائة)

4 (حرف الألف)
أحمد بن حم. أبو القاسم البلخي الصفار. في شوال. كان من أئمة الحنفية. عاش سبعاً وثمانين سنة. أحمد بن زياد بن محمد بن زياد. اللخمي القرطبي أبو القاسم. سمع: ابن الوضاح، وكان مختصاً به، وإبراهيم بن باز. وكان فاضلاً زاهداً، تضعف لقلته رحمه الله. أحمد بن صالح. أبو جعفر الخولاني المصري. نزيل دمياط.

(24/185)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 186
يروي عن: يونس بن عبد الأعلى، وغيره. توفي في صفر. أحمد بن عامر بن محمد بن يعقوب. أبو الحسن الطائي الدمشقي. روى عن: أبيه، والربيع بن سليمان، والنضر بن عبد الله الحلوائي، وجماعة.) وعنه: أبو الحسن الرازي، وعبد الوهاب الكلابي. أحمد بن علي بن بيغجور. أبو بكر بن الإخشيد المتكلم المعتزلي. روى في مصنفاته عن: أبي مسلم الكجي، وموسى بن إسحاق الأنصاري، ومات كهلاً في هذا العام. قال الوزير أبو محمد بن حزم: رأيت لأبي بكر أحمد بن علي بن بيغجور المعروف بابن الإخشيد، أحد أركان المعتزلة، وكان أبوه من أبناء الملوك فرغانة الأتراك. وقد ولي أبوه الثغور، وكان أبو بكر يتفقه للشافعي، فرأيت له في بعض كتبه يقول: التوبة هي الندم فقط وإن لم ينو مع ذلك ترك المراجعة لتلك الكبيرة. وهذا أشنع ما يكون من قول المرجئة. لأن كل مسلم نادم على ما يفعله من الكبائر. قلت: ومن تلامذة أبي بكر هذا القاضي أبو الحسن محمد بن محمد بن عمرو النيسابوري المعتزلي الملقب بالبيض. ورأيت له كتاباً حافلاً في نقل القرآن. وقد روى فيه عن جماعة وبحث فيه بحوثاً جيدة.

(24/186)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 187
عاش ستاً وخمسين سنة، أرخه الخطيب. وقد ارتحل إلى أبي خليفة الجمحي. أحمد بن محمد بن حسن بن قريش. أبو نصر الماهيناني المروزي. في ربيع الأول. أحمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن الفضل. أبو الفتح الهاشمي العباسي. حدث في هذا العام عن: أبن عرفة، وعباد بن الوليد العنزي. وعنه: ابن الثلاج، وأبو القاسم بن الصيدلاني. أحمد بن محمد بن عبد الواحد. أبو الحسن المصري الكتاني، بتاء مثقلة. روى عن: يونس بن عبد الأعلى، وعلي بن زيد الفرائضي.) أرخه ابن يونس: وقال: لم يكن بذاك. أحمد بن محمد بن محمد بن سليمان بن الحارث. أبو ذر الباغندي، واسطي الأصل البغدادي الدار. سمع: عمر بن شبة، وعبيد الله بن سعد الأزهري، وعلي بن إشكاب، وسعدان بن نصر. وعنه: الدارقطني، والمعافى، وأبو حفص بن شاهين.

(24/187)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 188
قال فيه الدارقطني: ما علمت إلا خيراً وأصحابنا يؤثرونه على أبيه. أحمد بن موسى بن حماد. أبو حامد النيسابوري. توفي في شعبان، وله مائة وسبع سنين أو نحو ذلك. وهو آخر من سمع من محمد بن رافع، لكنه حلف أن لا يحدث. أحمد بن موسى. أبو جعفر التونسي التمار. فقيه مناظر. سمع: يحيى بن عمرو الفران. إبراهيم بن داود القصار. أبو إسحاق الرقي الزاهد. من مشايخ الشام. عمر زماناً، وصحب الكبار. حكى عنه: إبراهيم بن المولد، وغيره. ومن كلامه: ما دام لأعراض الكون في قلبك خطر فاعلم أنه لا خطر لك عند الله. وقال: التوكل السكون إلى مضمون الحق. إبراهيم بن عبدوس. وهو ابن عبد الله بن أحمد بن حفص الحرسي النيسابوري الحيري. أبو إسحاق العدل. سمع: محمد بن يحيى، وأحمد بن الأزهر، وعثمان الدارمي، وطائفة.) وعنه: أبو علي النيسابوري، وأبو الطيب ربيع بن محمد الحاتمي، وجماعة.

(24/188)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 189
وهو من بيت العلم والجلالة. ملت في جمادى الأولى. أيوب بن سليمان بن حكم بن عبد الله بن بلكايش بن آليان القوطي القرطبي. أبو سليمان. صحب بقي بن مخلد وأكثر عنه. ورحل إلى العراق، فسمع من: إسماعيل بن إسحاق القاضي. وكان مجتهداً لا يرى التقليد. وكان مع علمه شريفاً. وعلى يد جده آليان دخل الإسلام الأندلس. روى عنه: ابنه سليمان.
4 (حرف الباء)
بكر بن محمد بن إبراهيم بن زياد بن المواز. الإسكندراني، المالكي. سمع أباه.
4 (حرف الجيم)
جبلة بن محمد بن كريز بن سعيد بن قتادة الصدفي. أبو قمامة. رأى أبا شريك المعافري. وحدث عن: يونس، وعيسى بن مثرود، وبحر بن نصر. قال ابن يونس: سمعنا منه، وكان صدوقاً. مات في شوال. جعفر بن أحمد بن عبد السلام. أبو الفضل البزاز.

(24/189)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 190
يروي عن: يونس بن عبد الأعلى، ويزيد بن سنان. قال ابن يونس: ما علمت عليه إلا خيراً.)
4 (حرف الخاء)
الحسين بن روح بن بحر. أبو القاسم القيني أو القسي. وكذا صورته في تاريخ يحيى بن أبي علي الغساني، وخطة معلق سقيم. ثم قال: هو الشيخ الصالح أحد الأبواب لصاحب الأمر. نص عليه بالنيابة أبو جعفر محمد بن عثمان بن سعيد العمري عنه، وجعله من أول من يدخل عليه حين جعل الشيعة طبقات. وقد خرج على يديه تواقيع كثيرة. فلما مات أبو جعفر صارت النيابة إلى أبي القاسم. وجلس في الدار ببغداد، وجلس حوله الشيعة، وخرج ذكاء الخادم ومعه عكازه ومدرح وحقة، وقال: إن مولانا قال: إذا دفنني أبو القاسم وجلس، فسلم هذا إليه. وإذا في الحق خواتيم الأئمة. ثم قام في آخر اليوم ومعه طائفة. فدخل دار أبي جعفر محمد بن علي الشلمغاني، وكثرت غاشيته، حتى كان الأمراء يركبون إليه والوزراء والمعزولون عن الوزارة والأعيان. وتوصف الناس عقله وفهمه، فقال علي بن محمد الإيادي، عن أبيه قال: شاهدته يوماً وقد دخل عليه أبو عمر القاضي، فقال له أبو القاسم: صواب الرأي عند المشغف عبرة عند المتورط، فلا يفعل القاضي ما عزم عليه.

(24/190)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 191
فرأيت أبا عمر قد نظر إليه ثم قال: من أين لك هذا قال له: إن كنت قلت لك ما عرفته، فمسألتي من أين لي فضول، وإن كنت لم تعرفه، فقد ظفرت بي. فقبض أبو عمر على يديه وقال: لا، بل والله أؤخرك ليومي ولغدي. فلما خرج أبو عمر قال أبو القاسم: ما رأيت محجوجاً قط يلقى البرهان بنفاق مثل هذا، لقد كاشفته بما لم أكاشف به أمثاله أبداً. ولم يزل أبو القاسم على مثل هذه الحال مدة وافر الحرمة إلى أن ولي الوزارة حامد بن العباس، فجرت له معه خطوب يطول شرحها. قتل: ثم ذكر ترجمته في ست ورقات، وكيف قبض عليه وسجن خمسة أعوام، وكيف أطلق لما خلعوا المقتدر من الحبس، فلما أعيد إلى الخلافة شاوروه فيه فقال: دعوه، فبخطيه جرى) علينا ما جرى. وبقيت حرمته على ما كانت إلى أن توفيت في هذه السنة. وقد كاد أمره أن يظهر ويستفحل، ولكن وقى الله شره. ومما رموه به أنه يكاتب القرامطة ليقدموا ويحاصروا بغداد، وأن الأموال تجبى إليه، وقد تلطف في الذب عن نفسه بعبارات تدل على رزانته و وفور عقله ودهائه وعلمه. وكان يفتي الشيعة ويفيدهم. وله رتبة عظيمة بينهم. الحسن بن الضحاك بن مطر. سمع: عجيف بن آدم، وعلي بن النضر الطواويسي. وعنه: أبو بكر سليمان بن عثمان، وغيره من أهل بخارى. الحسن بن عبد الله بن محمد. أبو عبد الملك الأندلسي زونان. سمع: عبيد الله، وابن وضاح.

(24/191)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 192
وأم بجامع قرطبة رحمه الله تعالى. الحسن بن علي بن زيد. أبو محمد السامري. سمع: حجاج بن الشاعر، ومحمد بن المثنى، وأبا حفص الفلاس. وعنه: أبو عبد الله بن بطة، وأبو القاسم بن الثلاج، والدارقطني. مستقيم الحديث. مات سنة خمسٍ، وقيل: سنة ست وعشرين. حميد بن محمد الشيباني. أبو عمرو النيسابوري. رئيس نبيل. سمع: السري بن خزيمة، ومحمد بن إسماعيل الترمذي، وإسماعيل القاضي. وعنه: أبو سعيد بن أبي بكر، وعمر بن أحمد الزاهد، وغيرهما.
4 (حرف الشين)
) شعيب بن محمد بن عبيد الله. أبو الفضل البغدادي الكاتب. سمع: عمر بن شبة، وعلي بن حرب. وعنه: الدارقطني، وأبو الطاهر الذهبي، وغيرهما. وكان ثقة.
4 (حرف العين)
عباس بن أحمد بن محمد بن ربيعه. أبو الفضل بن الصباغ السلمي الدمشقي.

(24/192)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 193
سمع: عمران بن موسى الطرسوسي، والعباس البيروتي، وأحمد بن أصرم المعقلي. وعنه: أبو هاشم عبد الجبار المؤدب، وعبد الوهاب الكلابي. عباس بن منصور بن العباس بن شداد. أبو الفضل الفرنداباذي. وفرنداباذ: قرية على باب نيسابور. كان فقيهاً حنفياً. سمع: عتيق بن محمد، وأيوب بن الحسن بن زاهد، وأحمد بن يوسف السلمي، والذهلي. وعنه: أبو علي الحافظ، وأبو إسحاق المزكي، والشيوخ. عبد الله بن العباس الشمعي. أبو محمد الوراق. بغدادي، يروي عن: علي بن حرب، وأحمد بن ملاعب. وعنه: الدارقطني، ويوسف القواس، وابن شاهين. عبد الله بن محمد بن الحسن الكاتب. عن: علي بن المديني. وعنه: أبو القاسم عبد الله بن الثلاج وحده، ولكن أبا القاسم متهم.

(24/193)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 194
عبد الله بن الهيثم بن خالد. أبو محمد الطيني الخياط. سمع: الحسن بن عرفة، وأبا عتبة أحمد بن الفرج الحمصي.) وعنه: يوسف القواس، والدارقطني ووثقه. عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين المهري. أبو محمد مصري ثقة. كان ينسخ للناس. روى عن: سلمة بن شبيب، والحارث بن مسكين، وأبي الطاهر بن السرح، والقدماء. روى عنه: ابن يونس، والطبراني، وأبو بكر بن المقرئ، وأهل مصر والغرباء. وكان أسند من بقي. توفي في الحرم من السنة عن سن عالية. عبد العزيز بن جعفر. أبو شيبة الخوارزمي ثم البغدادي. عن: الحسن بن عرفة، ومحمد بن عبد الله المخرمي، وحميد بن الربيع. وعنه: القاضي الجراحي، وأبو الحسن الدارقطني، وجماعة. أرخه الخطيب ووثقه. عبد بن محمد بن محمود بن مجاهد. أبو بكر النسفي المؤذن الزاهد. سمع: عيسى بن أحمد العسقلاني، وأبا عيسى الترمذي، وطفيل بن زيد.

(24/194)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 195
وعنه: عبد المؤمن بن خلف، ومحمد بن زكريا، وأهل نسف. عثمان بن أبي الزنباع روح بن الفرج. أبو عمرو. يروي عن: والده، وجماعة. توفي بدمياط في أول السنة. قال ابن يونس: كتبت عنه، وكان ثقة صالحاً. علي بن جعفر بن مسافر التنيسي. عن: أبيه. وكان صحيح السماع. علي بن محمد بن أحمد بن الجهم.) أبو طالب الكاتب. بغدادي، ثقة، مشهور، أضر في آخر عمره، وكان أحد العلماء. سمع: الحسن بن عرفة، ومحمد بن المثنى، وعلي بن حرب. وعنه: محمد بن المظفر، والدارقطني، و أبو حفص بن شاهين. توفي في آخر السنة، وله تسعون عاماً.
4 (حرف الميم)
مبرمان النحوي. هو محمد بن علي بن إسماعيل، أبو بكر العسكري مصنف شرح سيبويه ولم يتمه.

(24/195)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 196
لقبه المبرد: مبرمان، لكثرة سؤاله وملازمته له. أفاد الناس بالأهواز مدة، وكان دني النفس مهيناً، يلح في الطلب من تلامذته. وكان إذا أراد أن يذهب إلى منزله أحضر حمال طبلية وقعد فيها وحمله، من غير عجزٍ به. وربما بال على الحمال، فيصيح ذاك الحمال، فيقول: احسب أنك حملت رأس غنم. وربما كان يتنقل بالتمر، ويحدف الناس من الطبلية بالنوى. أخذ عنه الكبار: كأبي سعيد السيرافي، وأبي علي الفارسي. وله كتاب العيون، وكتاب علل النحو. محمد بن جعفر بن رميس القصري. بغدادي، وثقه الدارقطني وروى عنه. يروي عن: الحسن بن محمد الزعفراني، وجماعة. محمد بن جعفر بن بشير. أبو عبد الله البلخي. توفي في رجب ببلخ. محمد بن شريك بن محمد. أبو بكر الإسفرائيني. سمع: الحارث بن أبي أسامة. محمد بن عبد الله بن الحسين.) أبو بكر البغدادي العلاف، المعروف بالمستعيني. حدث عن: الحسين بن عرفة، وعلي بن حرب.

(24/196)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 197
وعنه: الدارقطني، والقواس، وعبد الله بن عثمان الصفار. وقال الخطيب: ثقة. توفي سنة خمسٍ، وقيل: سنة ستٍّ وعشرين. محمد بن القاسم بن زكريا. أبو عبد الله المحاربي الكوفي السوداني. يروي عن: أبي كريب محمد بن العلاء، وهشام بن يونس، وحسين بن نصر بن مزاحم، وسفيان بن وكيع. قال أبو الحسن بن حماد الحافظ: توفي في صفر. ما رؤى له أصل قط. وحضرت مجلسه، وكان ابن سعيد يقرأ عليه كتاب النهي، عن حسين بن نصر ابن مزاحم. قال: وكان يؤمن بالرجعة. قلت: روى عنه: محمد بن عبد الله الجعفي، وأبو الحسن الدارقطني. محمد بن محمد بن إسحاق بن راهويه الحنظلي. سكن ببغداد، وتولى بها القضاء نيابة في هذه السنة. وكان إماماً عارفاً بمذهب مالك. روى عن: محمد بن المغيرة الهمداني. وعنه: أبو الفضل الشيباني.

(24/197)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 198
4 (حرف الهاء)
هاني بن المنذر. أبو تمامه الصدفي المصري. سمع: يونس بن عبد الأعلى، وعيسى بن إبراهيم بم مثرود. وعنه: المصريون. وقد رأى أبا شريك يحيى بن يزيد.
4 (حرف الواو)
) الوليد بن محمد بن العباس بن الوليد بن الدرفس. سمع: أباه، وأبا أمية، الطرسوسي، والربيع بن سليمان. وعنه: أبو سليمان بن زبر، وأبو هاشم المؤدب، وعبد الوهاب الكلابي، وهو من بيت علم. كنيته أبو العباس الدمشقي.

(24/198)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 199
1 (وفيات سنة سبع وعشرين وثلاثمائة)

4 (حرف الألف)
أحمد بن إبراهيم بن الخليل القزويني. جد أبي يعلى الخليلي. سمع: محمد بن ماجة، وإبراهيم بن ديزيل. وكتب السنن عن ابن ماجة بيده. أحمد بن بشر بن محمد بن إسماعيل بن بشر التجيبي. أبو عمر الأندلسي ابن الأغبس القرطبي اللغوي. روى عن: محمد بن وضاح، ومطرف بن قيس، والخشني. وكان شافعي المذهب، يميل إلى النظر والحجة رحمه الله. روى عنه جماعة. وكان بارعاً في اللغة، ثقة.

(24/199)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 200
أحمد بن سعيد بن مسعدة لأندلسي. من أهل مدينة وادي الحجارة. توفي في ذي الحجة كهلاً. يروي عن: أحمد بن خالد الحباب، والمتأخرين. أحمد بن عبد الله بن أبي طالب. أبو عمر الأصبحي الأندلسي الفقيه، القاضي بالأندلس. ولي قضاء قرطبة بعد أحمد بن بقي. قاله ابن الفرضي مختصراً. أحمد بن عثمان بن أحمد.) أبو الطيب السمسار. هو والد أبي حفص بن شاهين. سمع: الرمادي، وعباساً الدوري، وجماعة. وعنه: ولده، وابن سمعون. وثقه الخطيب. مات في رجب. أحمد بن علي بن عيسى بن مالك. أبو عبد الله الرازي. عن: موسى بن نصر، وأبي حاتم، ويحيى بن عبدك. وعنه: أبو حفص الزيات، ويوسف القواس، وأبو القاسم بن الصيدلاني، وجماعة.

(24/200)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 201
لا أعلم موته، لكنه حدث ببغداد في السنة. أحمد بن محمد بن أحمد بن سلم. أبو الحسن المخرمي الكاتب. سمع: الزبير بن بكار، والحسن بن محمد بن الصباح، وعلي بن حرب. وعنه: الدارقطني، وأبو الحسين بن سمعون الواعظ. وكان ثقة. أحمد بن محمد بن سعيد بن موسى بن حدير. أبو عمر القرطبي. سمع: محمد بن وضاح، وعبد الله بن مسرة. وحج سنة خمسٍ وسبعين ومائتين وولي الوزارة والمظالم فحمد. أحمد بن عثمان بن أحمد بن شاهين البغدادي. أبو عمر. روى عن: عباس الدوري، وأحمد بن منصور الرمادي. وعنه: ولده الحافظ أبو حفص بن شاهين، وأبو الحسين بن سمعون. وثقه الخطيب. أحمد بن محمد بن إسماعيل.) أبو بكر الأدمي المقرئ. المعمر المعروف بالحمزي، لأنه أقرأ الناس دهراً بحرف حمزة في جامع المدينة. وحمل الناس عنه لضبطه وزهده وخيره، وهو أجل أصحاب أبي أيوب سليمان بن يحيى الضبي.

(24/201)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 202
روى القراءة عنه عرضاً: محمد بن أشتة، وعبد الله بن الصقر، ومحمد بن أحمد الشنبوذي، وعبد الله بن الحسين. وقد سمع: الحسن بن عرفة، والفضل بن سهل الأعرج. وعنه: الدارقطني، وابن شاهين. وكان صالحاً ثقة عالماً. مات في ربيع الآخر وله تسعون سنة رحمه الله. أحمد بن محمد بن الحسين. أبو الحسين الخداشي النيسابوري. سمع: أحمد بن يوسف السلمي، والرمادي، وسعدان بن نصر، وأبا زرعة الحافظ. وعنه: أبو علي الحافظ، وأبو الحسين بن يعقوب الحجاجي. أحمد بن أبي إدريس. أبو بكر الأمام بحلب. توفي في شهر صفر. أحمد بن يحيى بن علي بن يحيى بن المنجم. أبو الحسن. من كبار المعتزلة، ببغداد رأساً فيهم. عمر يقال جاوز التسعين. حدث عن: أبيه، وعميه أحمد وهارون. إبراهيم بن داود القرطبي. سمع: محمد بن وضاح، والخشني. توفي في غزاة الخندق سنة سبعٍ وعشرين.

(24/202)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 203
إسحاق بن إبراهيم بن بيان، وقيل بنان، النضري الجوهري.) سكن دمشق، وحدث عن: أبي أمية، وسليمان بن سيف الحراني، والربيع بن سليمان المرادي. وعنه: علي بن أحمد بن ثابت، وأبو أحمد بن ذكوان، وعبد الوهاب الكلابي، وآخرون. إسماعيل بن محمد الحكمي. عن: حنبل بن إسحاق. وعنه: أبو أحمد بن عدي. مات بأستراباذ في ربيع الأول.
4 (حرف الجيم)
جحاف بن يمن الأندلسي الفقيه. قاضي بلنسية. قتل في غزاة.
4 (حرف الحاء)
حجاج بن أحمد بن حجاج. أبو يزيد المعافري الإسكندري. سمع: محمد بن حماد الظهراني، وغيره. توفي في شوال. الحسن بن القاسم بن دحيم عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي. القاضي أبو علي.

(24/203)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 204
حدث عن: أبي أمية الطرسوسي، والعباس بن الوليد البيروتي، وجماعة. وعنه: ابن المظفر، وأبو بكر بن المقرئ، وآخرون. وكان إخبارياً علامة. توفي بمصر في المحرم. الحسين بن القاسم بن جعفر. أبو علي الكوكبي الكاتب، الإخباري، الأديب. سمع: أبا بكر بن أبي الدنيا، وأحمد بن أبي خيثمة، وأبا العيناء. وعنه: المعافى الجريري، والدارقطني، وإسماعيل بن سويد.) قال الخطيب: ما علمت من حاله إلا خيراً. الحسين ابن القاضي أبي زرعة محمد بن عثمان الدمشقي. أبو عبد الله قاضي دمشق وابن قاضيها. ولي قضاء ديار مصر سنة أربعٍ وعشرين، وتوفي يوم عيد الأضحى سنة سبعٍ بمصر. هذا ما قال فيه ابن عساكر. ولما غلب الإخشيد على ديار مصر أقام الحسين في القضاء. وكان قضاء مصر إلى ابن أبي الشوارب، وهو مقيم ببغداد فيستخلف من شاء. فكتب بالعهد إلى الحسين، وركب بالسواد وقرء عهده. واستناب الإمام أبا بكر بن الحداد شيخ ديار مصر. وكان الحسين كبير القدر معظماً، نقيبه بسيف ومنطقة. وكان ينفق على مائدته في الشهر أربعمائة دينار.

(24/204)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 205
واتسعت ولايته، وجمع له القضاء بمصر والشام، فحكم على مصر، ودمشق، وحمص، والرملة، وكثرت نوابه. ولكن لم تمتد أيامه، وعاش ثلاثاً وأربعين سنة. وكان كريماً جواداً عارفاً بالقضاء، منفذاً للأحكام.
4 (حرف الزاي)
زريق بن عبد الله بن نصر. أبو أحمد المخرمي الدلال. سمع: عباساً الدوري، ومحمد بن عبد النور المقرئ، وأحمد بن عبد الجبار العطاردي. وعنه: أبو القاسم بن الثلاج، والدارقطني، وأبو الحسن بن الجندي. قال الدارقطني: لم يكن به بأس. قيل: مات في رمضان.
4 (حرف السين)
سفيان بن محمد بن حاجب. أبو الفضل النيسابوري الجوهري. سمع: أحمد بن يوسف، ومحمد بن يزيد، وقطن بن إبراهيم النيسابوريين، وأبا حاتم الرازي،) وأبا قلابة الرقاشي. وعنه: أبو علي الحافظ وانتقى له فوائد، وأبو بكر الجوزقي، وأبو يعلى حمزة بن عبد العزيز المهلبي، و آخرون.
4 (حرف العين)
عبد الله بن أحمد بن محمود. رأس المعتزلة أبو القاسم الكعبي.

(24/205)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 206
عبد الله بن محمد الفارسي التاجر. حدث بأستراباذ عن: يعقوب بن سفيان الحافظ، وغيره. وعنه: أبو جعغر المستغفري، وغيره. عبد الرحمن بن القاسم بن عبد الرحمن بن أبي صالح عبد الغفار بن داود. أبو مسلم الحراني ثم المصري. سمع: محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وبحر بن نصر بن سابق، وإبراهيم بن مرزوق، ومحمد بن إسماعيل الصائغ بمكة. وعني بالحديث. توفي في شوال. وقل ما روى لأنه كان يمتنع. عبد الرحمن بن أبي حاتم محمد بن إدريس بن المنذر بن داود ابن مهران. أبو محمد التميمي الحنظلي، وقيل: بل الحنظلي فقط. وهي نسبة إلى درب حنظلة بالري، كان يسكنه والده.

(24/206)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 207
هو الإمام ابن الإمام حافظ الري وابن حافظها. رحل مع أبيه صغيراً وبنفسه كبيراً. وسمع: أباه، وابن وارة، وأبا زرعة، والحسين بن عرفة، وأحمد بن سنان القطان، وأبا سعيد الأشج، وعلي بن المنذر الطريقي، و يونس بن عبد الأعلى، وخلقاً كثيراً بالحجاز، والشام، ومصر، والعراق، والجبال، والجزيرة. روى عنه: الحسين بن علي حسينك التميمي، و يوسف الميانجي، و أبو الشيخ، وعلي بن عبد العزيز بن مردك، و أحمد بن محمد بن الحسين البصير، وأبو القاسم عبد الله بن محمد بن أسد) الفقيه، وأبو علي حمد بن عبد الله الإصبهاني، و إبراهيم وأحمد ابنا محمد بن عبد الله بن يزداد، وإبراهيم بن محمد النصراباذي، و أبو سعيد عبد الله بن محمد الرازي، و علي بن محمد القصار، وآخرون. قال أبو يعلى الخليلي: أخذ علم أبيه وأبي زرعة، وكان بحراً في العلوم ومعرفة الرجال. صنف في الفقه واختلاف الصحابة والتابعين وعلماء الأمصار. قال: وكان زاهداً يعد من الأبدال. وقال يحيى بن مندة: صنف ابن أبي حاتم المسند في ألف جزء، وكتاب الزهد، وكتاب الكنى، و الفوائد الكثيرة، و فوائد الرازيين، و كتاب مقدمة الجرح والتعديل، وأشياء. قلت: وله كتاب في الجرح والتعديل في عدة مجلدات تدل على سعة حفظ الرجل وإمامته. وله كتاب في الرد على الجهمية في مجلد كبير يدل على تبحره في السنة. وله تفسير كبير سائره آثار مسندة في أربع مجلدات كبار، قل أن يوجد مثله. وقد صنف أبو الحسين علي بن إبراهيم الرازي الخطيب المجاور بمكة لأبي محمد ترجمة قال فيها: سمعت علي بن الحسن المصري ونحن في جنازة

(24/207)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 208
ابن أبي حاتم يقول: قلنسوة عبد الرحمن من السماء. وما هو بعجبٍ، رجل منذ ثمانين سنة على وتيرة واحدة، لم ينحرف عن الطريق. وسمعت علي بن أحمد الفرضي يقول: ما رأيت أحداً ممن عرف عبد الرحمن بن أبي حاتم ذكر عنه جهالة قط. وسمعت عباس بن أحمد يقول: بلغني أن أبا حاتم قال: ومن يقوى على عبادة عبد الرحمن. لا أعرف لعبد الرحمن ذنباً. سمعت ابن أبي حاتم يقول: لم يدعني أبي أشتغل في الحديث حتى قرأت القرآن على الفضل بن شاذان الرازي ثم كتبت الحديث. قال أبو الحسن: وكان عبد الرحمن قد كساه الله بهاء ونوراً يسر به من نظر إليه. سمعته يقول: أخرجني أبي، يعني رحل بي، سنة خمسٍ وخمسين ومائتين وما احتملت بعد، فلما أن بلغنا الليلة التي خرجنا فيها من المدينة نريد ذا الحليفة احتلمت فحكيت لأبي، فسر بذلك رحمه الله، وحمد الله حيث أدركت حجة الإسلام. وسمع عبد الرحمن في هذه السنة من محمد بن أبي عبد الرحمن المقرئ صاحب ابن عيينة.) قال: وسمعت علي بن أحمد الخوارزمي يقول: سمعت عبد الرحمن يقول: كنا بمصر سبعة أشهر لم نأكل فيها مرقةً، كل نهارنا مقسم لمجالس الشيوخ، وبالليل للنسخ والمقابلة. فأتينا يوماً أنا ورفيق لي شيخاً فقالوا: هو عليل. فرأينا في طريقنا سمكةً أعجبتنا. قال: فاشتريناه، فلما صرنا إلى البيت حضر وقت مجلس بعض الشيوخ ولم يمكننا إصلاحه ومضينا إلى المجلس. فلم نزل حتى أتى عليه ثلاثة أيام وكاد أن يتغير، فأكلناه نياً، ولم يكن لنا فراغ أن نعطيه لمن يشويه. ثم قال: لا يستطاع العلم براحة الجسد. قال أبو الحسن: كان له ثلاث رحلات: رحلة مع أبيه سنة خمسٍ والسنة التي بعدها. ثم إنه حج مع محمد بن حماد الظهراني في الستين ومائتين.

(24/208)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 209
ثم رحل بنفسه إلى السواحل، والشام، ومصر، في سنة اثنتين وستين ومائتين. ثم إنه رحل إلى إصبهان، فأدرك يونس بن حبيب ونحوه في سنة أربع وستين. سمعت أبا عبد الله القزوني الواعظ يقول: إذا صليت مع عبد الرحمن فسلم نفسك إليه يعمل بها ما يشاء. ودخلنا يوماً على أبي محمد يغلس في مرض موته، فكان على الفراش قائماً يصلي، وركع فأطال الركوع. وقال عمر بن إبراهيم الهروي الزاهد: ثنا الحسين بن أحمد الصفار: سمعت عبد الرحمن بن أبي حاتم يقول: وقع عندنا الغلاء، فأنفذ بعض أصدقائي حبوباً من إصبهان، فبعته بعشرين ألف درهم، وسألني أن أشتري له داراً عندنا، فإذا نزل عندنا نزل فيها. فأنفقتها على الفقراء. فكتب إلي: ما فعلت قلت: اشتريت لك بها قصراً في الجنة. قال: رضيت إن ضمنت ذلك لي، فتكتب على نفسك صكاً. قال: ففعلت، فأريت في المنام، قد وفينا بما ضمنت، ولا تعد لمثل هذا. وقال أبو الوليد سليمان بن خلف الباجي: عبد الرحمن بن أبي حاتم، ثقة حافظ. وقال أبو الربيع: محمد بن الفضل البلخي: سمعت أبا بكر محمد بن مهرويه الرازي: سمعت علي بن الحسين بن الجنيد: سمعت يحيى بن معين يقول: إن لنطعن على أقوام لعلهم حطوا رحالهم في الجنة منذ أكثر من مائتي سنة.) قال ابن مهرويه: فدخلت على ابن أبي حاتم وهو يقرأ على الناس كتاب الجرح والتعديل فحدثته بهذا، فبكى وارتعدت يداه حتى سقط الكتاب. وجعل يبكي ويستعيدني الحكاية. توفي رحمه الله في المحرم في عشر التسعين.

(24/209)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 210
عبد الرحمن محمد بن عصام أو عصيم. أبو القاسم القرشي، مولاهم الدمشقي. سمع: هشام بن عمار. وكان يسكن بباب الجابية. روى عنه: أبو الحسين الرازي، ومحمد بن موسى السمسار، وعبد المحسن بن عمر الصفار. عبد الرحيم بن محمد بن عبد الله بن مخلد. أبو القاسم المخلدي. في ذي القعدة. عبد المؤمن بن حسن بن كردوس. أبو بكر المصري. جل صالح. روى عن: الربيع المرادي، و غيره. قاله ابن يونس. عبد الواحد بن محمد بن سعيد. أبو أحمد الأرغياني. سمع: عبد الرحمن بن بشر بن الحكم، وأحمد بن سعيد الدارمي. وبالعراق: محمد بن إسماعيل الأحمسي، و الرمادي. وعنه: أبو علي الحافظ، وأبو إسحاق المزكي، وشيوخ نيسابور. وقع لي حديثه من رواية أبي بكر بن مهران المقرئ، ومن رواية أبي بكر الجوزقي، عنه. عثمان بن خطاب بن عبد الله بن عوام. أبو عمر البلوي المغربي الأشج المعروف بأبي الدنيا الذي ادعى أنه سمع من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وأنه، معمر، وحدث عنه ببغداد.

(24/210)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 211
فكتب عنه: محمد بن أحمد المفيد أحد الضعفاء، والحسن بن أخي طاهر، وغيرهما.) ليس بثقة والله ولا صادق. وعلى قوله يكون قد عاش ثلاثمائة سنة أو أكثر. علي بن العباس النوبختي الأديب. أحد مشايخ الكتاب الأعيان بمدينة السلام. أخذ عن: البحتري، وابن الرومي. وله شعر رائق. توفي سنة سبعٍ عن سن عالية. علي بن العباس الهروي ثم البغدادي. سمع: الحسن بن محمد الزعفراني، وأحمد بن منصور الرمادي. وعنه: الدارقطني، ويوسف القواس. عمر بن أحمد الدري. بغدادي. سمع: الحسن بن عرفة، ومحمد بن الوليد البسري، ومحمد بن عثمان ابن كرامة، ومحمد بن إسماعيل الحساني. وعنه: ابن زنبور، والدارقطني، وابن شاهين. وكان ثقة. توفي في ذي الحجة.

(24/211)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 212
عمر بن حفص بن أحلم بن مينا. أبو حفص البخاري. روى عن: سهل بن المتوكل، و حمدويه بن الخطاب، ومحمد بن الضوء. وعبد الله بن عافية، وغيرهم. وعنه: محمد بن بكر بن خلف، وسهل بن عثمان بن سعيد. أرخه الأمير. وأحلم: بضم اللام.
4 (حرف الفاء)
الفضل بن جعفر بن محمد بن موسى بن الفرات. أبو الفتح بن حنزابة الكاتب. و حنزابة جارية رومية، وهي أمه، كان كاتباً مجوداً ديناً متألهاً.) وزر سنة عشرين وثلاثمائة للمقتدر، ثم ولاه الراضي جميع الشام فسار إليها. ثم قلده الراضي الوزارة، فقدم بغداد فرأى اضطراب الأمور واستيلاء محمد بن رائق على الدست. فأطمع ابن رائق في أن يحمل إليه أموالاً من مصر والشام. وشخص إلى هناك، فمات بغزة كهلاً. وتوفي ابنه الوزير جعفر سنة إحدى وتسعين. الفضل بن الحسين. أبو العباس الهمداني الحافظ، ويعرف بابن تازي.

(24/212)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 213
ثقة. أملى عن: إبراهيم بن ديزيل، و يحيى بن عبد الله الكرابيسي. وعنه: صالح بن أحمد، والحسن بن علي بن بشار، والهمدانيون.
4 (حرف الميم)
محمد بن أحمد بن الحسين بن عاصم. أبو جعفر البوسنجي العاصمي. في شهر ذي القعدة. محمد بن إبراهيم بن حمك القزويني الرزاز. سمع: أبا حاتم، ويحيى بن عبدك. وكان ثقة. روى عنه: جماعة ببلده. محمد بن بركة بن إبراهيم بن مرداج. أبو بكر اليحصبي القنسريني الحافظ، المعروف ببرداعس. سكن حلب، وروى بها عن: أحمد بن شيبان الرملي، ومحمد بن عوف، و يوسف بن سعيد ابن مسلم، وأبي أمية، وهلال بن العلاء، وجماعة كثير. ورحل وأكثر. روى عنه: عثمان بن خرزاذ وهو من شيوخه، وأبو بكر الربعي، وأبو

(24/213)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 214
سليمان بن زبر، وعبد الله بن عدي، ويوسف الميانجي، وأبو بكر بن المقرئ، وعلي بن محمد بن إسحاق الحلبي، وطائفة آخرها موتاً أبو بكر محمد بن أبي الحديد.) قال أبو أحمد الحاكم: رأيته حسن الحفظ. وقال ابن ماكولا: كان حافظاً. وأما حمزة السهمي فروى عن الدارقطني أنه ضعيف. محمد بن جعفر بن أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة بن البتلهي. الدمشقي. سمع من: جده. روى عنه: أبو الحسين الرازي، وعبد الوهاب الكلابي. محمد بن جعفر بن محمد بن سهل بن شاكر. أبو بكر السامري الخرائطي. مصنف مكارم الأخلاق، وغيرها. سمع: عمر بن شبة، والحسن بن عرفة، وسعدان بن نصر، وسعدان بن يزيد، وحميد بن الربيع، وعلي بن حرب، والرمادي، وأحمد بن بديل، وشعيب ابن أيوب، وطبقتهم. وعنه: أبو سليمان بن زبر، وأبو علي بن مهنا الداراني، ومحمد وأحمد ابنا موسى السمسار، ويوسف الميانجي، والكلابي، ومحمد بن أحمد بن عثمان بن أبي الحديد، وآخرون.

(24/214)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 215
قدم دمشق سنة خمسٍ وعشرين، وتوفي بعسقلان. قال ابن ماكولا: صنف الكثير، وكان من الأعيان الثقات. قيل: توفي بيافا في ربيع الأول. قال الخطيب: كان حسان الأخبار، مليح التصانيف. محمد بن جعفر بن نوح. أبو نعيم البغدادي الحافظ. نزل الرملة، و حدث بها عن: محمد بن شداد المسمعي، و محمد بن يوسف الطباع، و تمتام، وخلق. وعنه: محمد بن المظفر، وابن المقرئ، وغيرهما من الرحالة. محمد بن حمدويه المروزي. قال الخطيب: قال الحاكم: توفي سنة سبعٍ وعشرين. قال الخطيب: والصحيح سنة تسعٍ وعشرين.) محمد بن صالح بن محمد الخولاني المصري. عن: الربيع، ويحيى بن نصر، وجماعة. وكان ثقة من الصالحين. محمد بن عبد الله بن خليفة بن الجارود. أبو أحمد النيسابوري الأحنف. كان كثير الحديث والتصنيف، إلا أن حفاظ نيسابور لينه بعضهم. سمع: محمد بن أشرس، والسرى بن خزيمة. وعنه: أبو أحمد الحاكم وكان يوثقه. وله حديث منكر تفرد به كأنه موضوع.

(24/215)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 216
محمد بن علي. أبو بكر المصري العسكري الفقيه الشافعي، مفتي عسكر مصر وعينهم. تفقه للشافعي وروى كتبه عن الربيع. وحدث أيضاً عن: يونس بن عبد الأعلى، وطبقته. مات في ربيع الأول. قاله أبو سعيد بن يونس. محمد بن عيسى بن موسى ين بلبل. أبو بكر السمسار. بغدادي ثقة. سمع: الحسن بن عرفة، وزيد بن أخرم، ومحمد بن المثنى العنزي. وعنه: أبو حفص بن شاهين، وأبو الفضل الجوهري. محمد بن قاسم بن محمد بن قاسم بن محمد بن سيار الأموي. مولاهم القرطبي البياني أبو عبد الله الحافظ. سمع من: أبيه، وبقي بن مخلد، ومحمد بن وضاح، وجماعة. ورحل سنة أربعٍ وتسعين ومائتي، فسمع بالكوفة من: محمد بن عبد الله مطين، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة. وببغداد من: يوسف بن يعقوب القاضي. وبالبصرة من: أبي الخليفة، وزكريا الساجي.) وبمصر من: النسائي، وطائفة. قال أبو محمد الباجي: لم أدرك بقرطبة من الشيوخ أكره حديثاً منه، وكان عالماً ثقة، بارعاً في علم الوثائق. توفي في ذي الحجة من السنة.

(24/216)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 217
وقد روى عنه خلق. وسيعاد في سنة ثمانٍ. محمد بن محمد بن مهدي. أبو الحسين النيسابوري، الصيدلاني المعدل. سمع: قطن بن إبراهيم، ومحمد بن الجهم السمري، وعبد الله بن أبي مسرة، وإسحاق الدبري، وطائفة. وعنه: أبو عمرو بن حمدان، و أبو أحمد الحاكم. توفي في رمضان. معاوية بن محمد بن قنينة الأزدي. أبو عبد الرحمن. سكن الشام، وسمع: أبا زرعة الدمشقي، والحسن بن جرير الصوري، وجماعة. وعنه: أبو هاشم المؤدب، وجماعة.
4 (حرف الياء)
يزداد بن عبد الرحمن بن محمد المروزي. ثم البغدادي. الكاتب أبو محمد. سمع: أبا سعيد الأشج، ومحمد بن المثنى. وعنه: الدارقطني، وابن شاهين، ويوسف القواس. وكان ثقة. توفي في جمادى الأولى.

(24/217)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 218
يحيى بن زكريا بن الشامة الأموي الأندلسي. المحدث.) روى عن: خاله إبراهيم بن قاسم، ويحيى بن مزين. وعنه: أحمد بن مطرف، وغيره. ولهم آخر اسمه: يحيى بن زكريا بن عبد الملك الثقفي. ويعرف بابن الشامة. مات قبل هذا. توفي سنة 274.

(24/218)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 219
1 (وفيات سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة)

4 (حرف الألف)
أحمد بن إسحاق بن إبراهيم. أبو بكر الخزاعي الملحمي البغدادي القاضي. سمع بدمشق من: أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة. وبالعراق من: الكديمي، وطبقته. وعنه: الدارقطني، وعمر الكتاني، وجماعة من البغداديين. أحمد بن بشر بن محمد بن إسماعيل. الإمام أبو الأعمش التجيبي القرطبي. سمع: ابن وضاح، وطبقته. وكان فقيهاً مجتهداً علامة رأساً في اللغة والنحو. أرخه عياض. أحمد بن عبيد الله. أبو العباس الخصيبي الوزير.

(24/219)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 220
توفي هو والوزير أبو علي بن مقلة في شوال. وقد ذكرنا من أخبارهما في حوادث السنين، سامحهما الله. وقد وزر جده أحمد بن الخصيب للمنتصر. وكان هو أديباً رئيساً عاقلاً مليح الخط. أحمد بن علي بن العلاء. أبو عبد الله الجوزجاني. ولد سنة خمسٍ وثلاثين ومائتين.) وسمع: أحمد بن المقدام، وزياد بن أيوب، وغيرهما. وعنه: الدارقطني، وابن شاهين، وعمر الكتاني، وغيرهم. وكان شيخاً صالحاً، بكاءً، ثقة. توفي في ربيع الأول. أخبرنا أبو حفص القواس، أنا ابن الحرستاني، أنا جمال الإسلام، وأنا ابن طلاب، أنا ابن جميع، أنا أحمد بن علي، ثنا أبو عبيده، بن أبي السفر، ثنا زيد بن الحباب، نا سفيان، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم أفرد الحج. أحمد بن محمد بن بشر بن يوسف بن مامويه. أبو الميمون القرشي الدمشقي.

(24/220)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 221
سمع: محمد بن إسماعيل بن علية بدمشق، والربيع المرادي بمصر. وعنه: جماعة آخرها أبو بكر بن أبي الحديد. مات في رجب رحمه الله. أحمد بن محمد بن إسماعيل بن يحيى بن يزيد. أبو الدحداح التميمي الدمشقي. سمع: أباه، وموسى بن عامر، ومحمود بن خالد، ومحمد بن هاشم البعلبكي، و عبد المهاب بن عبد الرحيم الأشجعي، وجماعة كبيرة. وعنه: الطبراني، وأبو بكر الربعي وأبو بكر الأبهري، وأبو بكر بن المقرئ، وعبد الوهاب الكلابي، وأبو بكر بن أبي الحديد، وجماعة. وكان يسكن بطرف العقيبة. قال الخطيب: كان مليئاً بحديث الوليد بن مسلم، روى عن جماعة من أصحابه. قلت: وقع لنا أجزاء من حديثه. توفي في المحرم، وقيل: في ذي القعدة. أحمد بن محمد بن عبد ربه بن حبيب بن حدير. أبو عمر الأموي، مولى هشام ابن الداخل عبد الرحمن بن معاوية الأندلسي القرطبي. صاحب كتاب العقد في الأخبار والآداب.

(24/221)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 222
سمع: بقي بن مخلد، ومحمد بن وضاح.) روى عنه: العائذي، وغيره. ولد سنة ستٍّ وأربعين ومائتين. وكان أديب الأندلس و فصيحها. مدح ملوك الأندلس. وكان صدوقاً ثقة، متصوناً، ديناً، رئيساً. وهو القائل:
(الجسم في بلدٍ، والروح في بلدٍ .......... يا وحشة الروح، بل يا غربة الجسد)

(إن تبك عيناك لي يا من كلفت به .......... من رحمةٍ فهما سهمان في كبدي)
وله قصائد زهديات نظمها في آخر أيامه، ومنها:
(ألا إنما الدنيا غضارة أيكةٍ .......... إذا أخضر منها جانب جف جانب)

(هي الدار ما الآمال إلا فجائع .......... عليها، ولا اللذات إلا مصائب)

(فكم سخنت بالأمس عين قريرة .......... وقرت عيون دمعها اليوم ساكب)

(فلا تكتحل عيناك فيها بعبرةٍ .......... على ذاهب منها فإنك ذاهب)

(24/222)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 223
وله:
(وحاملة راحاً على راحة اليد .......... موردةٍ تسعى بلونٍ مورد)

(متى ما ترى الإبريق للكاس راكعاً .......... تصلي له من غير طهرٍ وتسجد)

(على ياسمين كاللجين ونرجسٍ .......... كإفراط در في قضيب زبرجد)

(بتلك وهذه فآله يومك كله .......... وعنها فسل لا تسأل الناس عن غد)

(ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً .......... ويأتيك بالأخبار من لم تزود)
وله:
(يا ليلة ليس في ظلماتها نورٌ .......... إلا وجوهٌ تضاهيها الدنانير)

(حور سقتني كأس الموت أعينها .......... ماذا سقتني تلك الأعين الحور)

(إذا ابتسمن فدر الثغر منتظمٌ .......... وإن نطقن فدر اللفظ منثور)

(خل الصبى عنك واختم بالتقى عملاً .......... فإن خاتمة الأعمال تكفير)
وله:
(بيضاء مضمومة مقرطقة .......... ينقد عن نهدها قراطقها)

(كأنما بات ناعماً جذلاً .......... في جنة الخلد من يعانقها)
)
(أي شيء ألذ من أملٍ .......... نالته معشوقةٌ وعاشقها)

(دعني أمت من هوى مخدرةٍ .......... تعلق نفسي بها علائقها)

(من لم يمت غبطة يمت هرماً .......... للموت كاسٌ المرء ذائقها)
توفي في جمادى الأولى.

(24/223)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 224
أحمد بن محمد بن الحسن أبو بكر الدينوري الضراب. حدث ببغداد عن: عبد الله بن محمد بن سنان الروحي، ومحمد بن عبد العزيز الدينوري. وعنه: عمر بن الزيات، وابن شاهين، ويوسف القواس. وثقه الخطيب. أحمد بن محمد بن عمار. أبو بكر البغدادي القطان سبنك. هو جد عمر بن محمد بن سنبك لأمه. سمع: الحسن بن عرفة، وشعيب بن أيوب. وعنه: سبطه عمر، والدارقطني ووثقه. أحمد بن معاوية. أبو الحسين الكاغدي الرازي. سمع: أبا زرعة، وسليمان بن داود القزاز. روى عنه: جماعة. أحمد بن محمد بن موسى. أبو حامد النيسابوري القلانسي. سمع: محمد بن يزيد، وإسحاق بن عبد الله بن رزين. وعنه: علي بن عمر النيسابوري، وغيره. إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن خلاد. أبو إسحاق الأنماطي الهمداني.

(24/224)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 225
عن: ابن ديزل.) وعنه: أبو القاسم بن الثلاج، وابن جميع، وغيرهما. حدث في هذه السنة، وانقطع خبره. إبراهيم بن محمد بن قاسم بن هلال القرطبي. سمع: عمه: إبراهيم بن قاسم، ومحمد بن وضاح. وكان متعبداً، رحمه الله تعالى. إبراهيم بن ميمون بن إبراهيم. أبو إسحاق الصواف. سمع: علي بن معبد بن نوح الذي روى النسائي، عن رجلٍ، عنه، ومحمد بن عمرو السوسي، و غير واحد. إسحاق بن محمد بن إسحاق. أبو عيسى الناقد. من أهل بغداد. سمع من: الحسن بن عرفة. روى عنه: أبو الحسن الجراحي، ويوسف الثلاج.
4 (حرف الحاء)
حامد بن أحمد أحمد المروزي الحافظ، ويعرف بالزيدي لجمعه حديث زيد بن أبي أنيسة.

(24/225)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 226
سكن طرسوس، وانتقى على خيثمة. وحدث عن: محمد بن حمدون المروزي المتوفى بعده بسنة. روى عنه: الدارقطني، وابن جميع، وجماعة. مات وله نيف وأربعون سنة. حامد بن أحمد. أبو الحسين البزاز. عن: الرمادي. مات سنة ثمانٍ أيضاً. حامد بن بلال بن حسن.) أبو أحمد البخاري. راوي نسخة عيسى بن غنجار. سمع: عيسى بن أحمد العسقلاني، وأسباط بن اليسع. وعنه: أبو بكر الشافعي، وعلي بن عمر الحربي، وأبو حفص بن شاهين. توفي في رجب. فالحوامد الثلاثة في سنةٍ. الحسن بن أحمد بن يزيد. أبو سعيد الإصطخري شيخ الشافعية.

(24/226)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 227
سمع ببغداد: سعدان بن نصر، وحفص بن عمرو الربالي، والرمادي، وحنبل بن إسحاق. وعنه: ابن المظفر، والدارقطني، وابن شاهين، وأبو الحسن بن الجندي، وغيرهم. قال أبو إسحاق المروزي: لما دخلت بغداد لم يكن بها من يستحق أن ندرس عليه إلا ابن سريج وأبو سعيد الإصطخري. وقال الخطيب: ولي قضاء قم. وقد ولي حسبة بغداد، فأحرق مكان الملاهي، وكان ورعاً زاهداً متقللاً من الدنيا. وله تصانيف مفيدة منها: كتاب أدب القضاء ليس لأحد مثله. قلت: وكان من أصحاب الوجوه في المذهب. وقيل: إن قميصه وعمامته وطيلسانه وسراويله كان من شقة واحدة. وعاش نيفاً وثمانين سنة. وقد استقضاه المقتدر على سجستان. وقد استفتاه المقتدر في الصابئين، فأفتاه بقتلهم لأنهم يعبدون الكواكب. فعزم الخليفة على ذلك، حتى جمعوا له مالاً كثيراً. مات الإصطخري في جمادى الآخرة، رحمه الله. الحسن بن إبراهيم. أبو محمد البغدادي المقرئ ابن أخت أبي الآذان. سمع: محمد بن أحمد بن أبي المثنى، وإبراهيم بن جبلة. وروى عنه: الدارقطني ووثقه. الحسن بن يزيد بن يعقوب بن راشد.) أبو علي الهمذاني الدقاق.

(24/227)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 228
سمع: إبراهيم بن ديزيل، ويحيى بن عبدك، وعلي بن عبد العزيز البغوي، وجماعة. ويعرف في بلده بعبدان. روى عنه: صالح بن أحمد الحافظ، وأبو بكر بن المقرئ، وأبو بكر أحمد بن علي بن لال، وجماعة. وكان صدوقاً. له ترجمة في طبقات شيرويه هذا منها. الحسين بن محمد بن سعيد. أبو عبد الله بن المطبقي. بغدادي موثق. سمع: خلاد بن أسلم، ومحمد بن منصور الطوسي، ومحمد بن عبد الملك بن زنجويه، والربيع بن سليمان المرادي. ويقال: إنه كان علوياً لم يظهر نسبه. قرأت على أبي حفص الطائي: أنا ابن الحرستاني حضوراً، أنا أبو الحسن بن المسلم، أنا أبو نصر بن طلاب، أنا محمد بن أحمد قال: توفي الحسين بن سعيد، يعني المطبقي، ليومين بقيا من شوال سنة. الحسين بن يزيد بن أسد بن سعيد بن كثير بن عفير. أبو علي المصري. توفي في شوال. حمزة بن الحسين بن عمر. أبو عيسى السمسار. بغدادي، ثقة.

(24/228)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 229
سمع: محمد بن أشكاب، والدقيقي، وابن وارة، وأحمد بن منصور الرمادي. وعنه: أبو بكر محمد بن إسماعيل الوراق، وابن شاهين، وأبو الحسين بن جميع. وثقه الخطيب. وقيل: إنما اسمه عمرو، ولقبه حمزة.) وقع لي حديثه بعلو.
4 (حرف الخاء)
خير. أبو صالح. مولى عبد الله بن يحيى التغلبي. سمع من: بكار بن قتيبة، وجماعة. وكان أسود مخصياً، ثقة، تقبله القضاة. كتب عنه: ابن يونس ووثقه، وقال: توفي في رمضان.
4 (حرف الطاء)
الطيب بن العباس بن محمد بن المغيرة. أبو الحسين البغدادي الجوهري. سمع: الحسن بن محمد الزعفراني، وصالح بن أحمد بن حنبل، و عبيد الله بن سعد بن إبراهيم. وعنه: أبو عمر بن حيويه، والدارقطني، وابن شاهين، والمرزباني. وكان ثقة. توفي في رجب. روى عنه ابن جميع.

(24/229)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 230
4 (حرف العين)
عبد الله بن سليمان بن عيسى. أبو محمد الوراق الفامي. بغدادي، ثقة. سمع: محمد بن مسلم بن وارة، و إبراهيم بن هانئ، وأحمد بن ملاعب، والعطاردي، و جماعة. وعنه: يوسف القواس، وابن شاهين، وعبد الله بن عثمان، وأبو الحسن بن جميع. توفي في شوال. عبد الله بن محمد بن الحسن. أبو محمد بن الشرقي، أخو أبي حامد.) كان أسن من أبي حامد. سمع: الذهلي، وعبد الله بن هاشم، وعبد الرحمن بن بشر، وأحمد بن الأزهر، وأحمد بن يوسف، وأحمد بن منصور زاج. وعنه: أحمد بن إسحاق الضبعي، وأبو علي الحافظ، ويحيى بن إسماعيل الحربي، وعبد الله بن حامد الواعظ، وأبو الحسن الماسرجسي، ومحمد بن أحمد بن عبدوس، ومحمد بن الحسين الحسني. قال الحاكم: توفي في ربيع الآخر، وله اثنتان وتسعون سنة. وقد رأيته: شيخ طوال، أسمر، وله أذنان كأنهما مروحتان، وأصحاب المحابر بين يديه، ولم أرزق السماع منه. وكان أوحد وقته في معرفة الطب. ولم يدع الشرب إلى أن مات. فذلك الذي نقموا عليه. وكان أخوه لا يرى لهم السماع منه لذلك.

(24/230)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 231
عبد الله بن وهبان. أبو محمد البغدادي. حدث بمصر عن: عبد الله المخرمي، وأحمد بن الخليل البرجلاني، وعنه: الحسن بن زولاق، ومحمد بن الحسين اليميني، وكان ثقة. عبد الرحمن بن إبراهيم. أبو طاهر الحراني. سمع: يزيد بن عبد الصمد. وعنه: أبو هاشم المؤدب. عبد الوهاب بن محمد بن عبد الوهاب بن العباس بن ناصح الأندلسي. كان حافظاً لمذهب مالك، متصرفاً في اللغات والعربية، شاعراً ماهراً. عثمان بن عبدويه بن عمرو. أبو عمرو البغدادي البزاز الكيشي. سمع: علي بن شعيب السمسار، وابن المنادي، والحسن بن علي بن عفان. وعنه: علي بن أحمد بن عون، وغيره. وثقه الخطيب.) علي بن أحمد بن الهيثم. أبو الحسن البغدادي البزار.

(24/231)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 232
عن: علي بن حرب، وعباس الترقفي وجماعة. وعنه: الدارقطني، ويوسف القواس، وابن الثلاج. ووثقه القواس. علي بن الحسن بن العبدة. أبو الحسن الوراق، صاحب أبي داود السجستاني، وراوي كتابه. روى عنه: الدارقطني، والحسين بن محمد الكاتب، وابن الثلاج. أرخه ابن شاهين. علي بن شيبان بن بنان الجوهري. نزيل دمشق. روى عن: محمد بن عبيد الله بن المنادي. وعنه: أبو سليمان بن زبر، وأحمد بن عتبة الجوبري. علي بن محمد بن عمر بن أبان. أبو الحسن الطبري. قاضي إصبهان. كان رأساً في الفقه والحديث والتصوف. خرج في آخر عمره فمات ببلاد الجبل. يروي عن: محمد بن أيوب الرازي، وأبي خليفة، والقاسم بن الليث الرسغني، وابن سلم المقدسي. روى عنه: والد أبي نعيم، ومحمد بن أحمد بن حشنس، وأبو بكر بن المقرئ. عمر بن عصام الجراح البغدادي. أبو حفص الحافظ. روى يسيراً عن: أحمد بن محمد القابوسي. روى عنه ابن الثلاج.

(24/232)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 233
عمر ابن القاضي أبي عمر محمد بن يوسف بن يعقوب الأزدي.) القاضي أبو الحسين. ناب في القضاء عن أبيه، فلما توفي أبوه أقر على القضاء. وكان إماماً بارعاً في العلوم الإسلامية، كبير القدر عارفاً بمذهب مالك. صنف مسنداً متقناً. وسمع من جده أحاديث. وقال إسماعيل بن سعيد المعدل: كان أبو عمر القاضي يقول: مازلت مروعاً من مسألة تجيئني من السلطان، حتى نشأ أبو الحسين. توفي في شعبان.
4 (حرف الغين)
غيلان بن زفر. الفقيه أبو الهيذام المازني الشافعي. كانت له حلقة أشغال بدمشق. كتب عنه والد تمام الرازي.
4 (حرف القاف)
القاسم بن أحمد بن الحارث بن شهاب. أبو محمد المرادي المصري. في صفر.
4 (حرف الميم)
محمد بن أحمد بن أيوب بن الصلت بن شنبوذ. أبو الحسن المقرئ المشهور.

(24/233)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 234
قرأ على: أبي حسان محمد بن أحمد العنزي، وإسماعيل بن عبد الله النحاس، والزبير بن محمد بن عبد الله العمري المدني. صاحب: قالون، وأحمد بن إسحاق الخزاعي، وقنبل، وموسى بن جمهور، وهارون بن موسى الأخفش، وإدريس بن عبد الكريم، وأحمد بن محمد بن رشدين، وبكر بن سهيل الدمياطي، ومحمد بن شاذان الجوهري، ومحمد بن يحيى الكسائي الصغير، وغيرهم. وكان أسند من أبي مجاهد.) وقد سمع الحديث من: عبد الرحمن بن منصور الحارثي، وإسحاق الدبري، وبشر بن موسى، ومحمد بن الحسين الحنيني، وجماعة. وطوف الأقاليم في طلب الكتاب والسنة، وحدث وأقرأ الناس ببغداد واستقر بها. فقرأ عليه: المعافى بن زكريا الجريري، وأبو بكر أحمد بن نصر الشذائي، و أبو الفرج محمد بن أحمد الشنبوذي، وعلي بن الحسين الغضائري، وأبو الحسين أحمد بن عبد الله. وروى عنه: أبو الشيخ، وأحمد بن الخضر الشافعي، وأبو بكر بن الشاذان، وأبو حفص بن شاهين، وأبو سعد بن محمد بن إبراهيم النيسابوري. وكان قد تخير لنفسه شواذ قراءات كان يقرأ بها في المحراب. مما يروى عن ابن مسعود وأبي بن كعب حتى فحش أمره.

(24/234)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 235
قال إسماعيل الخطبي: فأنكر ذلك الناس فقبض عليه السلطان في سنة ثلاثٍ وعشرين، وحمل إلى دار الوزير ابن مقلة، وأحضر القضاة والفقهاء، فناظروه، فنصر فعله، فاستتر له الوزير عن ذلك، فأبى. فأنكر عليه جميع من حضر، وأشاروا بعقوبته إلى أن يرجع. فأمر الوزير بتجريده وإقامته بين الهنبازين، و ضرب بالدرة نحو العشر ضرباً شديداً، فاستغاث وأذعن بالرجوع والتوبة. فكتب عليه محضر بتوبته. توفي رحمه الله في صفر. قلت: وهو موثق النقل. وقد احتج به أبو عمرو الداني، وأبو علي الأهوازي، وسائر المصنفين في القراءات. وإنما نقم عليه رأيه لا روايته. وهو مجتهدٌ في ذلك مخطئ، والله يعفو عنه ويسامحه. وقد فعل ما يسوغ فيه الاجتهاد. وذلك رواية عن مالك، وعن أحمد بن حنبل. وكان رحمه الله يحط على ابن مجاهد ويقول: هذا العطشي لم تغبر قدماه في هذا العلم. وقال محمد بن يوسف الحافظ: كان ابن شنبوذ إذا أتاه رجل يقرأ عليه قال: هل قرأت على ابن مجاهد فإن قال: نعم. لم يقرئه. قلت: هذا خلق مذموم يرتكبه بعض العلماء الجفاة. ذكره ابن شنبوذ الحاكم في تاريخه، وأنه سمع من: الحسن بن عرفة، وعلي بن حرب، ومحمد بن عوف الطائي. كذا قال الحاكم. وما أحسبه أدرك هؤلاء. فلعل الحاكم وهم في قوله أنه سمع منهم.) محمد بن إبراهيم بن عيسى. أبو بكر الكناني القرطبي، المعروف بابن حيونه. سمع: محمد بن وضاح، وإبراهيم بن باز، وقاسم بن محمد. وكان حافظاً للفقه، مشاوراً، عظيم الوجاهة.

(24/235)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 236
محمد بن جعفر بن أحمد بن سليمان بن إسحاق بن بكر بن مضر المصري. مؤذن جامع مصر. يروي عن: الربيع، وبكار بن قتيبة. محمد بن جعفر بن محمد بن هشام بن قسيم بن ملاس النميري. مولاهم، أبو العباس الدمشقي المحدث. روى عن: جده، وموسى بن عامر المري، ومحمد بن إسماعيل بن علية، وشعيب بن شعيب بن إسحاق، وأبي إسحاق الجوزجاني، وخلق كثير من الشاميين. روى عنه: أبو القاسم الطبراني، والحسن بن منير، وأبو علي بن مهنا، وعبد الوهاب الكلابي، وأبو بكر بن أبي حديد، وآخرون. وكان أبو ه وجده وأخو جده وابن عم أبيه وجماعة من أهل بيتهم محدثين. توفي في جمادى الأولى. محمد بن حامد بن إدريس. أبو حفص الكرابيسي البخاري. سمع من: عبد الصمد بن الفضل البلخي، وحمدان بن ذي النون. وعنه: أحمد بن إبراهيم البلخي الحافظ. محمد بن الحسين بن محمد بن حاتم. أبو الحسين البغدادي، عرف أبوه بعبيد العجل. روى عن: زكريا بن يحيا المروزي، وموسى بن هارون الطوسي.

(24/236)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 237
وعنه: الدارقطني، وأبو بكر بن شاذان. فيه لين. محمد بن سهل بن هارون.) أبو بكر العسكري. سمع: حميد بن الربيع، والحسن بن عرفة. وعنه: أبو الحسن الجراحي، وطالب الأزدي، وأبو الحسين بن جميع. وكان ثقة. عاش تسعين سنة. وقع لي من عواليه من طريق ابن جميع. توفي في رجب. محمد بن صابر بن كاتب. أبو بكر البخاري المؤذن. سمع: محمد بن الحسين، ومعاذ بن عبد الله الصرام، وجماعة. وعنه: ابنه محمد، وإسحاق بن محمد بن حمدان الخطيب. محمد بن عبد الله. أبو جعفر البقلي. بغدادي، ثقة. سمع: علي بن أشكاب، وأخاه محمداً. وعنه: ابن المظفر، وأبو بكر الأبهري، والمعافى الجريري، وغيرهم. محمد بن عبد الرحمن بن عبد المؤمن بن خالد. أبو عمرو الأزدي المهلبي الجرجاني.

(24/237)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 238
محدث ابن محمد. رحل إلى مصر وسمع من: يحيى بن عثمان بن صالح، ويحيى بن أيوب، وجماعة من مشايخ مصر والشام والعراق. روى عنه: أبو بكر الإسماعيلي، وغيره. محمد بن عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن عبد الوهاب. أبو علي الثقفي النيسابوري الزاهد، الواعظ، الفقيه، من ولد الحجاج بن يوسف. ولد بقهستان سنة أربعٍ وأربعين ومائتين.) وسمع في كبره: محمد بن عبد الوهاب الفراء، وموسى بن نصر الرازي، وأحمد بن ملاعب البغدادي، ومحمد بن الجهم، وجماعة. وتوفي في جمادى الأولى. قال الحاكم: شهدت جنازته فلا أذكر أني رأيت بنيسابور مثل ذلك الجمع. وحضرت مجلس وعظه وسمعته يقول: إنك أنت الوهاب. وقال شيخنا أبو بكر أحمد بن إسحاق: شمائل الصحابة والتابعين أخذها الإمام مالك عنهم، يعني، وأخذها عن مالك يحيى بن يحيى، وأخذها عنه محمد بن نصر المروزي، وأخذها عنه أبو علي الثقفي. سمعت أبا الوليد الفقيه يقول: دخلت على ابن سريج ببغداد فسألني على من درست فقه الشافعي قلت: على أبي علي الثقفي.

(24/238)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 239
قال: لعلك تعني الحجاجي الأزرق؟ قلت: بلى. قال: ما جاءنا من خراسان أفقه منه. سمعت أبا العباس الزاهد يقول: كان أبو علي الثقفي في عصره حجة الله على خلقه. سمعت أبا بكر الصبغي يقول: ما عرفنا الجدل والنظر حتى ورد أبو علي الثقفي من العراق. وقال السلمي، لقي أبو علي أبا حفص النيسابوري حمدون القصار. قال: وكان إماماً في أكثر علوم الشرع، مقدماً في كل فن منه. عطل أكثر علومه واشتغل بعلم الصوفية، وقعد وتكلم عليهم أحسن الكلام في عيوب النفس وآفات الأفعال. ومع علمه وكماله خالف الإمام ابن خزيمة في مسائل منها: مسألة التوفيق والخذلان، ومسألة الإيمان، ومسألة اللفظ بالقرآن. فألزم البيت. ولم يخرج منه إلى أن مات، وأصابه في ذلك الجلوس محن. قال السلمي: وكان يقول: يا من باع كل شيء بلا شيء، واشترى لا شيء بكل شيء. وقال: أفٍّ من أشغال الدنيا إذا أقبلت، وأفٍّ من حسراتها إذا أدبرت. العاقل لا يركن إلى شيء، إن أقبل كان شغلاً، وإن أدبر كان حسرةً. وقال أبو بكر الرازي: سمعت أبا علي يقول: هو ذا أنظر إلى طريق نجاتي مثل ما أنظر إلى) الشمس، وليس أخطو خطوة. وكان أبو علي كثيراً ما يتكلم في رؤية عيب الأفعال. محمد بن علي بن الحسن بن مقلة. أبو علي الوزير، صاحب الخط المنسوب.

(24/239)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 240
ولي بعض أعمال فارس، وتنقلت به الأحوال حتى وزر للمقتدر سنة ست عشرة، ثم قبض عليه بعد عامين وصادره وعاقبه ونفاه إلى فارس. قال ابن النجار: فأول تصرفٍ كان له وسنه إذ ذاك ست عشرة سنة، وذلك في سنة. وقرر له كل شهر محمد بن داود بن الجراح ستة دنانير، ولما استعفى علي بن عيسى من الوزارة أشار على المقتدر بأبي علي، فوزر له، ثم نفي وسجن بشيراز. وقد حدث عن: أبي العباس ثعلب، وعن: ابن دريد. روى عنه: ولده أحمد، وعمر بن محمد بن سيف، وأبو الفضل محمد بن الحسن بن المأمون، وعبد الله بن علي بن عيسى بن الجراح، ومحمد بن ثابت. قال الصولي: ما رأيت وزيراً منذ توفي القاسم بن عبيد الله أحسن حركةً، ولا أظرف إشارةً، ولا أملح خطاً، ولا أكثر حفظاً، ولا أسلط قلماً، ولا أقصد

(24/240)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 241
بلاغة، ولا أأخذ بقلوب الخلفاء من محمد بن علي. وله بعد هذا كله علم بالإعراب وحفظ للغة. قلت: روى ابن مقلة عن ثعلب:
(إذا ما تعيب الناس عابوا فأكثروا .......... عليك وأبدوا منك ما كنت تستر)

(فلا تعبن خلقاً بما فيك مثله .......... وكيف يعيب العور من هو أعور)
وقال أبو الفضل بن المأمون: أنشدنا أبو علي بن مقلة لنفسه:
(إذا أتى الموت لميقاته .......... فخل عن قول الأطباء)

(وإن مضى من أنت صب به .......... فالصبر من فعل الألباء)

(ما مر شيء ببني آدم .......... أمر من فقد الأحباء)
وقال محمد بن إسماعيل الكاتب المعروف بزنجي قال: لما نكب أبو الحسن بن الفرات أبا علي بن مقلة لم أدخل إليه إلى الحبس ولا كاتبته خوفاً من ابن الفرات، فلما طال أمره كتب إلي:
(ترى حرمت كتب الأخلاء بينهم .......... أبن لي، أم القرطاس أصبح غاليا)
)
(فما كان لو ساءلتنا كيف حالنا .......... وقد دهمتنا نكبة هي ما هيا)

(صديقك من راعاك عند مصيبةٍ .......... وكل تراه في الرخاء مراعيا)

(فهبك عدوي لا صديقي، فربما .......... تكاد الأعادي يرحمون الأعاديا)
وأنفذ في طي الورقة ورقةً إلى الوزير، فكانت: أمسكت أطال الله بقاء الوزير، عن الشكوى حتى تناهت البلوى، في النفس والمال، والجسم والحال، إلى ما فيه شفاء للمنتقم، وتقويم للمجترم، وحتى أفضيت إلى الحيرة والتبلد، وعيالي إلى الهتكة والتلدد.

(24/241)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 242
ولا أقول إن حالاً أتاها الوزير، أيده الله، في أمري، إلا بحق واجب، وظن غير كاذب، وعلى كل حال، فلي ذمام وحرمة، وصحبة وخدمة. إن كانت الإساءة أضاعتها، فرعاية الوزير، أيده الله، تحفظها ولا مفزع إلا إلى الله ولطفه، ثم كنف الوزير وعطفه. فإن رأى أطال الله بقاءه أن يلحظ عبد بعين رأفته، وينعم بإحياء مهجته، وتخليصها من العذاب الشديد، والجهد الجهيد ويجعل له من معروفه نصيباً، ومن البلوى فرجاً قريباً، فعل إن شاء الله. ومن شعره:
(لست ذا ذلةٍ إذا عضني الده .......... ر ولا شامخاً إذا واتاني)

(أنا نارٌ في مرتقى نفس الحا .......... سد ماءٌ جارٍ مع الأخوان)
وروى الحسين بن الحسن الواثقي، وكان يخدم في دار ابن مقلة مع حاجبه، أن فاكهة ابن مقلة لما ولي الوزارة الأولة كانت تشترى له في كل يوم جمعة بخمسمائة دينار. وكان لابد له أن يشرب بعد الصلاة من يوم الجمعة، ويصطبح يوم السبت. وحكى أنه رأى الشبكة التي كان أخرج فيها ابن مقلة الطيور الغريبة، قال: فعمد إلى مربع عظيم، فيه بستان عظيم عدة جربان شجر بلا نخل، فقطع منه قطعة من زاوية كالشابورة، فكان مقدار ذلك جربين بشباك إبريسم وعمل في الحائط بيوتاً تأوي إليها الطيور وتفرخ فيها، ثم أطلق فيها القماري، والدباسي، و النقارط، والنوبيات، والشحرور، والزرياب، والهزار الببغ، والفواخت، والطيور التي من أقاصي البلاد من المصوتة، ومن المليحة الريش مما لا يكسر بعضه بعضاً. فتوالدت ووقع بعضها على بعض. وتولدت بينها أجناس. ثم عمد إلى باقي الصحن فطرح فيه الطيور التي لا تطير، كالطواويس، والحجل، والبط، وعمل منطقة) أقفاص فيها فاخر الطيور. وجعل من خلف البستان الغزلان، والنعام، والأيل، وحمر الوحش. ولكل صحن أبواب تنفتح إلى الصحن الآخر، فيرى من مجلسه سائر ذلك.

(24/242)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 243
وقال محمد بن عبد الملك الهمداني في تاريخه إن أبا علي بن مقلة حين شرع في بناء داره، التي من جملتها البستان المعروف بالزاهر، على دجلة، جمع ستين منجماً حتى اختاروا له وقتاً لبنائه. فكتب إليه شاعرٌ:
(قل لابن مقلة مهلاً لا تكن عجلاً .......... واصبر فإنك في أضغاث أحلام)

(تبني بأنقاض دور الناس مجتهداً .......... داراً ستهدم أيضاً بعد أيام)

(ما زلت تختار سعد المشتري لها .......... فلم توق به من نحس بهرام)

(إن القرآن وبطليموس ما اجتمعا .......... في حال نقضٍ ولا في حال إبرام)
قال: فأحرقت هذه الدار بعد ستة أشهر، فلم يبق فيها جدار. وعن الحسن بن علي بن مقلة قال: كان أمر أخي قد استقام مع الراضي وابن رائقٍ، وأمرا برد ضياعه. وكان الكوفي يكتب لابن رائق، وكان خادم أبي علي قديماً. وكان ابن مقاتل مستولياً على أمر ابن رائق، وأبو علي يراه بصورته الأولى، وكانا يكرهان أن ترد ضياع أبي علي ويدافعان. وكان الكوفي يريد من أبي علي أن يخضع له، وأبو علي يتحامق. فكنا نشير إليه بالمداراة وهو يقول: والله لا فعلت، ومن هذا الكلب وضعني الزمان هكذا بمرة فاتفق أنهما أتياه يوماً، فما قام لهما ولا احترمهما، وشرع يخاطبهما بإذلالٍ زائد. ثم أخذ يتهدد ويتوعد كأنه في وزارته. فكان ذلك سبباً في قطع يده وسجنه. وقال محمد بن جني صاحب أبي علي قال: كنت معه في الليلة التي عزم فيها على الاجتماع بالراضي بالله وعنده أنه يريد أن يستوزره. قال: فلبس ثيابه وجاءوه بعمامة، وقد كانوا اختاروا له طالعاً ليمضي فيه إلى الدار، فلما تعمم استطولها خوفاً من فوات وقت اختيار المنجمين له فقطعها بيده وغرزها، فتطيرت من ذلك عليه. ثم انحدرنا إلى ذلك الحاجب ليلاً، فصعدت إليه، واستأذنت له، فقال:

(24/243)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 244
قل له: أنت تعلم أني صنيعك، وأنك استحجبتني لمولاي، ومن حقوقك أن أنصحك. قل له: انصرف ولا تدخل. فعدت فأخبرته، فاضطرب وقال لابن غيث النصراني، وكان معه في السميرية: ما ترى فقال له: يا سيدي ذكي عاقل، وهو لك صنيعه، وما قال هذا إلا وقد أحس بشيء، فأرجع.) فسكت ثم قال: هذا محال، وهذه عصبية منه لابن رائق. وهذه رقاع الخليفة عندي بخطه، يحلف لي فيها بالأيمان الغليظة كيف يخفرني. ارجع وقل له يستأذن. فرجعت فأعلمته، فحرك رأسه وقال: ويحك يتهمني قل له: والله لا استأذنت لك أبداً، ولا كلن هذا الأمر بمعاونتي عليك. فجئت فحدثته، فقام في نفسه أن هذا عصبية من ذكي لابن رائق وقال: لو عدلنا إلى باب المطبخ. فعدلنا له وقال: اصعد واستدع لي فلاناً الخادم. فأتيته، فعدا مسرعاً يستأذن له، فجئته فأخبرته فقال: ارجع وقف في موضعك لئلا يخرج فلا يجدك. فرجعت فخرج إلي وجاء معي إلى السميرية، وسلم عليه، ولم يقبل يده وقال: قم يا سيدي. فأنكر ذلك ابن مقلة وقال لي سراً: ويحك ما هذا قلت: ما قال لك ذكي. قال: فما نعمل قلت: فات الرأي. فأخذ يكرر الدعاء والاستخارة، وقال: إن طلعت الشمس ولم تروا لي خبراً فانجوا بأنفسكم. قال: ومضى، وغلق الخادم الباب غلقاً استربت منه. ووقفنا إلى أن كادت الشمس أن تطلع فقلنا: في أي شيء وقوفنا، والله لا خرج الله بنا أبداً. فانصرفنا وكان آخر العهد به. فلما بلغنا منازلنا قيل: قد قبض على ابن مقلة، وقطعت يده من يومه بحضرة الملأ من الناس. وقال إبراهيم بن الحسن الديناري: سمعت الحسن ابن الوزير ابن مقلة

(24/244)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 245
يحدث أن الراضي بالله قطع لسان أبيه قبل موته وقتله بالجوع. قال: وكان سبب ذلك أن الراضي تندم على قطع يده، واستدعاه من الحبس واعتذر إليه. وكان بعد ذلك يشاوره في الأمر بعد الأمر، ويعمل برأيه ويخلو به، ورفهه في محبسه، ونادمه سراً على النبيذ، وأنس به ونبل في نفسه، وزاد ندمه على قطع يده. فبلغ ابن رائق، فقامت قيامته، فدس إلى الخليفة من أشار عليه بأن لا يدنيه، وقال له: إن الخلفاء كانت إذا غضبت لم ترض، وهذا قد أوحشته فلا تأمنه على نفسك. فقال: هذا محال، فهو قد بطل عن أن يصلح لشيء، وإنما تريدون أن تحرموني الأنس به.) فقيل له: ليس الأمر كما يقع لك، وهو لو طمع في أنك تستوزره لكلمك، فإن شئت فأطمعه في الأمر حتى ترى فقد كان أبي يتعاطى أن يكتب باليسرى، فجاء خطه أحسن من كل خط، لا يكاد أن يفرق بينه وبين خطه باليمين، وجاءتني رقعه مرات من الحبس باليسرى، فما أنكرته. قال: وتوصل ابن رائق إلى قومٍ من الخدم بأن يقولوا لابن مقلة أن الخليفة قد صح رأيه على استيزارك، وسيخاطبك على هذا، وبشرناك بهذا لنستحق البشارة عليك. فلم يشك في الأمر وقالوا هم للراضي: جربه وخاطبه بالوزارة لترى ما يجيبك به. فخاطبه بذلك، فأراه أبي نفوراً شديداً وقصوراً عنه. فأخذ الراضي يحلف له على صحة ما في نفسه من تقليده ولو علم أن فيه بقية لذلك وقياماً به. فقال: يا أمير المؤمنين إذا كان الأمر هكذا فلا يغمك الله بأمر يدي، فإن مثلي لا يراد منه إلا لسانه ورأيه وهما باقيان. وأما الكتابة فلو كنت باطلاً منها لما ضرني ذلك، وكان كاتب ينوب عني. ولست أخلو من القدرة على تعليم العلامات باليسرى. ولو أنها ذهبت اليسرى أيضاً حتى أحتاج أن أشد قلماً على اليمنى لكنت أحسن خطاً. فلما سمع ذلك تعجب واستدعى دواةً فكتب باليسرى خطاً لا يشك أنه خطه القديم، ثم شد على يمينه بالقلم. فكتب به في غاية الحسن. فقامت قيامة الراضي واشتد خوفه منه. فلما قام إلى محبسه أمر أن تنزع ثيابه عنه، وأن يقطع

(24/245)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 246
لسانه ويلبس جبة صوف، ولا يترك معه في الحبس إلا دورق يشرب منه، ووكل به خادماً صبياً أعجمياً، فكان لا يفهم عنه ولا يخدمه. ثم فرق بينه وبين الخادم، وبقي وحده. فكان الخدم يقولون لي بعد ذلك إنهم كانوا يرونه من شقوق الباب يستقي بفيه ويده الصحيحة من البئر للوضوء والشرب. ثم أمر الراضي أن يقطع عنه الخبز، فقطع عنه أياماً ومات. وكان مولده في سنة. وقال غيره: استوزره القاهر بالله ثم نكبوه. ثم وزر للراضي بالله قليلاً، ثم مسك سنة أربعٍ وعشرين وضرب وعلق وصودر، وأخذ خطه بألف ألف دينار، ثم تخلص. ثم إن أبا بكر محمد بن رائق لما استولى على الأمور وعظم عند الراضي احتاط على ضياع ابن مقلة وأملاكه. فأخذ في السعي بابن رائق وألب عليه، وكتب إلى الراضي يشير عليه بإمساكه، وضمن له إن فعل ذلك وقلده الوزارة استخرج له ثلاثة آلاف ألف دينار. وسعى بالرسالة علي بن هارون المنجم، فأطمعه الراضي بالإجابة. فلما حضر حبسه، وعرف ابن) رائق بما جرى، وذلك في سنة ستٍّ وعشرين. فطلب ابن رائق من الراضي قطع يد ابن مقلة. فقطعت وحبس. ثم ندم الراضي وداواه حتى برئ. فكان ذلك لعل بدعاء ابن شنبوذ المقرئ عليه بقطع اليد. فكان ينوح ويبكي على يده ويقول: كتبت بها القرآن وخدمت بها الخلفاء. ثم أخذ يراسل الراضي ويطمعه في الأموال. وكان يشد القلم على زنده ويكتب. فلما قرب بجكم التركي، أحد خواص ابن رائق، من بغداد، أمر ابن رائق بقطع لسان ابن مقلة فقطع. ولحقه ذرب، وقاسى الذل، ومات في السجن وله ستون سنة. ومن شعره قوله:
(قد سئمت الحياة لما توثقت .......... بأيمانهم فبانت يميني)

(24/246)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 247
(بعت ديني لهم بدنياي حتى .......... حرموني دنياهم بعد ديني)

(ولقد حطت ما استطعت بجهدي .......... حفظ أرواحهم فما حفظوني)

(ليس بعد يميني لذة عيشٍ .......... يا حياتيبانت يميني فبيني)
محمد بن القاسم بن محمد بن بشار. أبو بكر بن الأنباري النحوي اللغوي العلامة. ولد سنة إحدى وسبعين ومائتين. وسمع بإفادة أبيه من: محمد بن يونس الكديمي، وثعلب، وإسماعيل القاضي، وأحمد بن الهيثم البزاز، وأبيه. قال الخطيب: كان صدوقاً ديناً من أهل السنة. صنف في القراءات، والغريب والمشكل، والوقف، والابتداء. روى عنه: أبو عمر بن حيويه، وأحمد بن نصر الشذائي، وأبو الفتح بن بدهن، وعبد الواحد بن أبي هاشم، والدارقطني، ومحمد بن أخي ميمي، وأحمد بن محمد بن الجراح.

(24/247)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 248
وقال أبو علي القالي تلميذه: كان أبو بكر يحفظ فيما قيل ثلاثمائة ألف بيت شاهد في القرآن. وقال أبو علي التنوخي: كان ابن الأنباري يملي من حفظه، وما أملى قط من دفتر. وقال حمزة بن محمد بن طاهر: كان ابن الأنباري زاهداً متواضعاً. حكى الدارقطني أنه حضره في مجلسٍ يوم جمعة فصحف اسماً فعظمت له وهمه وهبته. فلما انقضى المجلس عرف مستمليه، فلما حضرت الجمعة الثانية قال ابن الأنباري للمستملي: عرف الجماعة أنا) صحفنا الاسم الفلاني ونبهنا ذلك الشاب على الصواب. وقال محمد بن جعفر التميمي: ما رأيت أحفظ من الأنباري ولا أغزر بحراً من علمه. وحدثوني عنه أنه قال: أحفظ ثلاثة عشر صندوقاً. وحدثني أبو الحسن العروضي أنه اجتمع هو وابن الأنباري عند الراضي بالله، وكان قد عرف الطباخ ما يأكل ابن الأنباري، فسوى له قليةً يابسة فأكلنا من ألوان الطعام وهو يعالج تلك القلية فلمته، فضحك الراضي وقال: لم تفعل هذا قال: أبقي على حفظي. قلت: كم تحفظ قال: ثلاثة عشر صندوقاً. قال التميمي: وهذا ما لا يحفظ لأحد قبله. فحدثت أنه كان يحفظ عشرين ومائة تفسير بأسانيدها. وقال لي أبو الحسن العروضي، قال: كان ابن الأنباري يتردد إلى أولاد الراضي بالله فسألته جارية عن تفسير رؤيا فقال: أنا حاقن، ومضى. فلما عاد من الغد عاد وقد صار عابراً. مضى من يومه فدرس كتاب الكرماني، وقيل إنه أملى كتاب غريب الحديث في خمسة وأربعين ألف ورقة.

(24/248)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 249
وله كتاب شرح الكافي في ألف ورقة، وكتاب الأضداد وما رأيت أكبر منه، وكتاب الجاهليات في سبعمائة ورقة. وله تصانيف سوى هذا معروفة. وكان إماماً في نحو الكوفيين. وكان أبوه أديباً لغوياً له مصنفات. ولأبي بكر كتاب المذكر والمؤنث ما عمل أحد أتم منه. توفي ليلة النحر ببغداد. محمد بن القاسم بن محمد البياني. أبو عبد الله. بالأندلس في المحرم. وقد مر والده في سنة. يكنى أبا عبد الله البياني.) روى عن: أبيه، وبقي، ومحمد بن وضاح، والعباس بن الفضل البصري، ومالك بن عيسى القتبي، ومحمد بن عبد السلام الخشني. روى عنه: ابنه محمد بن أحمد، وخالد بن سعد، وسليمان بن أيوب، وآخرون. مات بالأندلس، وكان صدوقاً. وقد مر في العام الماضي، فإنه مات في آخره فيضم أحدهما إلى الآخر. محمد بن مهلهل. أبو عبد الله القرطبي الزاهد. سمع من: عبيد الله بن يحيى الليثي، وغيره.

(24/249)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 250
وكان منقطعاً إلى الله، مقبلاً على شأنه مجتهداً في العبادة حسن الاستنباط. توفي في جمادى الأولى. محمد بن يعقوب. أبو جعفر الكليني الرازي. شيخ فاضل شهير، من رؤوس الشيعة وفقهائهم المصنفين في مذاهبهم الرذلة. روى عنه: أحمد بن إبراهيم الصيمري، وغيره. وكان ببغداد وبها مات. وقبره ظاهر عليه لوح. والكليني: بضم الكاف وإمالة اللام والياء ثم بنون. قيده الأمير. موسى بن جعفر بن قرين. أبو الحسن العثماني الكوفي. عن: محمد بن عبد الملك الدقيقي، والربيع بن سليمان، وابن حبان المدائني، وطبقتهم بالعراق، والشام، والجزيرة، ومصر. وعنه: أبو بكر الأبهري، والدارقطني، وجماعة. وثقه الخطيب وقال: جاوز ثمانين سنة.

(24/250)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 251
4 (الكنى)

4 (أبو الحسن المزين)
من مشايخ الصوفية.) بغدادي، اسمه فيما قيل علي بن محمد. قال السلمي: صحب الجنيد، وسهل بن عبد الله. وأقام بمكة مجاوراً حتى مات. وكان من أروع المشايخ وأحسنهم حالاً. سمعت أبا بكر الرازي يقول: سمعت أبا الحسن المزين يقول: الذنب بعد الذنب عقوبة الذنب. والحسنة بعد الحسنة ثواب الحسنة. وحكى أيضاً عنه محمد بن أحمد النجار، وغيره. ومن كلامه: أحسن العبيد حالاً من كان محمولاً في أفعاله وأحواله، لا يشاهد غير واحد، ولا يأنس إلا به، ولا يشتاق إلا إليه. وهذا هو أبو الحسن المزين الصغير. فأما:
4 (أبو الحسن المزين الكبير)
فبغدادي أيضاً، له ترجمة في تاريخ السلمي، مختصرة، وأنه جاور بمكة سنين ومات بها. واسمه علي بن محمد.
4 (أبو سعيد الإصطخري)
هو حسن بن أحمد. نقدم.

(24/251)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 252
4 (أبو محمد المرتعش الزاهد)
هو عبد الله بن محمد. نيسابوري، من محلة الحيرة. صحب أبا حفص، وأبا عثمان ببلده، والجنيد. وأقام ببغداد وصار أحد مشايخ العراق. قال أبو عبد الرازي: كان مشايخ العراق يقولون: عجائب بغداد في التصوف ثلاثة: إشارات الشبلي، ونكت أبي محمد المرتعش، وحكايات جعفر الخلدي. وكان المرتعش بمسجد الشونيزية. قلت: وحكى عنه محمد بن عبد الله الرازي، وأحمد بن عطاء الروذباري، وأحمد بن علي بن) جعفر. وسئل بماذا ينال العبد المحبة قال: بموالاة أولياء الله ومعاداة أعدائه. وقيل له: إن فلاناً يمشي على الماء. فقال: عندي إن من مكنه الله من مخالفة هواه، أعظم من المشي على الماء. وسئل: أي الأعمال أفضل قال: رؤية فضل الله. وسماه الخطيب جعفراً، وقال: كان من ذوي الأموال فتخلى عنها، وسافر الكثير. ثم سكن بغداد.

(24/252)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 253
وحكي عنه أنه قال: جعلت سياحتي أن أمشي كل سنة ألف فرسخ حافياً حاسراً. أم عيسى. بنت الإمام إبراهيم بن إسحاق الحربي. كانت عالمة تفتي، فيما قيل. توفيت في هذه السنة ببغداد.

(24/253)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 254
1 (وفيات سنة تسع وعشرين وثلاثمائة)

4 (حرف الألف)
أحمد بن إبراهيم بن حماد بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد. أبو عثمان الأزدي القاضي. ولي قضاء مصر، وتوفي بها في رمضان. روى عن: إسماعيل القاضي وطبقته. وكان ثقة، كريماً، جواداً. ولي قضاء ديار مصر ثلاث مرات. المرتين الأوليتين من قبل أخيه هارون بن إبراهيم، والثالثة من قبل الخليفة القاهر. وذلك في رمضان سنة إحدى وعشرين. وكان يتردد إلى الطحاوي، ويسمع منه. وكان ذا حياءٍ مفرط، لا يكاد يسمع حديثه بحيث يضرب به المثل. قيل إنه حج، فلبى بأخفض صوت يكون، حتى كان النساء يرفعن أصواتهن أكثر منه.) ثم عزل بعد خمسة أشهر. ومات فقيراً. إنما كفنه محمد بن علي المادرائي.

(24/254)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 255
أحمد بن إبراهيم بن معاذ. أبو علي السيرواني. نزيل نسف. سمع: إسحاق الدبري، وعبيداً الكشوري، وعلي بن عبد العزيز البغوي. وحدث بنسف. أحمد بن محمد بن حمدان. أبو علي. عرف بالبربهاري. روى عن: أحمد بن الوليد الفحام، وابن أبي العوام. وعنه: عبد الله بن عدي، وأبو القاسم بن الثلاج. أحمد بن محمد بن يونس. أبو إسحاق الهروي البزاز الحافظ. صنف تاريخاً لهراة. وكان ثقة مأموناً. يروي عن: عثمان بن سعيد الدارمي، من بعده. وعنه: الرئيس أبو عبد الله بن أبي ذهل، ومنصور بن عبد الله الخالدي، وجماعة. توفي في شعبان. إسحاق بن إبراهيم بن موسى الفقيه. أبو القاسم الغزال. عن: ابن عرفة، وعلي بن إشكاب. وعنه: يوسف القواس، وعبد الله بن عثمان الصفار، وجماعة.

(24/255)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 256
4 (حرف الباء)
بجكم الأمير. ذكر في الحوادث. بختيشوع بن يحيى الطبيب. ببغداد. كان بارعاً في الطب، له ذكرٌ.
4 (حرف الجيم)
) جعفر بن محمد بن الحسن بن عبد العزيز بن وزير. أبو القاسم الجروي المصري. ثم البغدادي. روى عن: أحمد بن المقدام العجلي، ومحمد بن إسماعيل البخاري، وغيرهما ببغداد. فيما أرى، وبمصر. وعنه: محمد بن الحسن الفارسي شيخ اللالكائي، وأبو الحسن أحمد بن عبد الله بن حميد بن زريق المخزومي، وغيرهما. توفي بتنيس في شعبان. وهو آخر من حدث بديار مصر عن المذكورين. وكان قد سكن تنيس. وكان من كبراء الناس. سمع أيضاً: أبا هاشم الرفاعي، وعمر بن محمد بن التل. وعاش أزيد من تسعين سنة. روى عنه: أبو بكر محمد بن علي التنيسي الحذاء، وأحمد بن محمد الأزهر. ومحله الصدق. جعفر بن محمد بن سعيد الدمشقي. عن: أبي زرعة النصري، و غير واحدٍ. روى عنه: أبو هاشم عبد الجبار المؤدب، وعبد الوهاب الكلابي.

(24/256)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 257
جعفر بن أحمد. أبو محمد القارئ. بغدادي يعرف بالبارد. سمع: السري بن يحيى، وموسى بن هارون. وعنه: ابن المظفر، والدارقطني، وغيرهما.
4 (حرف الحاء)
الحسن بن أحمد بن سعيد الرهاوي. سمع من: جده، وجماعة. مقبول. روى عنه: ابن المظفر، والدارقطني، وابن شاهين. وتوفي بالرها.) الحسن بن أحمد بن الربيع. أبو محمد الأنماطي. سمع: عمر بن شبة، والحسن بن عرفة، وعلي بن إشكاب، وحميد بن الربيع. وعنه: أبو بكر بن شاذان، والدارقطني، وابن شاهين، ويوسف القواس، وابن جميع. مات في ذي القعدة. الحسن بن إدريس. أبو القاسم القافلاني.

(24/257)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 258
عن: عبد الله بن أيوب مولى بني هاشم، وعيسى بن أبي حرب. وعنه: ابن حيويه، والدارقطني، وأبو القاسم بن الثلاج، وابن جميع في معجمه. وهو الحسن بن إدريس بن محمد بن شاذان. أرخه ابن قانع. الحسن بن علي بن خلف. أبو محمد البربهاري الفقيه العابد. شيخ الحنابلة بالعراق. وكان شديداً على المبتدعة، له صيت عند السلطان وجلالة، وكان عارفاً بالمذهب أصولاً وفروعاً. أخذ عن المروذي، وصحب سهل بن عبد الله التستري. وحكى أبو علي الأهوازي أنه سمع أبا عبد الله الحمرائي يقول: لما دخل الأشعري بغداد جاء إلى البربهاري فجعل يقول: رددت على الجبائي وعلى النصارى والمجوس، وقلت وقالوا. فقال البربهاري: ما أدري مما قلت قليلاً ولا كثيراً، ولا نعرف إلا ما قاله أبو عبد الله أحمد بن حنبل. قال: فخرج من عنده وصنف كتاب الإبانة، فلم يقبله منه. وقد صنف أبو محمد البربهاري مصنفات، منها: شرح السنة، يقول فيه: و احذر صغار المحدثات من الأمور، فإن صغار البدع تعود كباراً. والكلام في الرب تعالى محدث وبدعة وضلالة، فلا تتكلم في الرب إلا بما وصف به نفسه. ولا تقول في صفاته: لم، ولا كيف. والقرآن كلام الله وتنزيله ونوره، ليس مخلوقاً، لأن القرآن من الله وما كان فيه فليس بمخلوق والمراء فيه كفرٌ. وقال أبو عبد الله بن بطة: سمعت أبا محمد البربهاري يقول: المجلسة للمناصحة فتح باب) الفائدة، والمجالسة للمناظرة، غلق باب الفائدة. وسمعته لما

(24/258)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 259
أخذ الحاج يقول: يا قوم، إن كان من يحتاج إلى معونة بمائة ألف دينار ومائة ألف دينار خمس مرات عاونته. قال ابن بطة: لو أرادها حصلها من الناس. وقال أبو الحسين بن الفراء: كان للبربهاري مجالدات ومقامات في الدين كبيرة، وكان المخالفون يغيظون قلب السلطان عليه. ففي سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة أرادوا حبسه، فاستتر وقبض على جماعة من كبار أصحابه، وحملوا إلى البصرة، فعاقب الله الوزير ابن مقلة وسخط عليه الخليفة وأحرق داره، ثم سملت عينا الخليفة في جمادى الآخرى سنة اثنتين وعشرين. وأعاد الله البربهاري إلى حشمته وزادت، حتى أنه لما حضر جنازة نفطويه النحوي تقدم في الصلاة عليه، وعظم جاهه، وكثر أصحابه، فبلغنا أنه اجتاز بالجانب الغربي، فعطس، فشمته أصحابه، فارتفعت صيحتهم حتى سمعها الخليفة وهو في روشن فسأل: ماذا فأخبر بالحال، فاستهولها. ثم لم تزل المبتدعة يوحشوا قلب الراضي بالله عليه إلى أن نودي في بغداد أن لا يجتمع من أصحاب البربهاري نفسان. فاختفى البربهاري إلى أن توفي مستتراً في رجب من هذه السنة، ودفن بدار أخت توزون مختفياً. فقيل إنه لما كفن وعنده الخادم صلى عليه وحده، فنظرت من الروشن ست الخادم، فرأت البيت ملآن رجالاً بثياب بيض، يصلون عليه. فخافت وطلبت الخادم تهدده، كيف أذن للناس. فحلف أن الباب لم يفتح. ويقال: إنه تنزه عن ميراث أبيه لم يأخذه، وكان سبعين ألفاً. قال ابن النجار: روى عنه: أبو بكر محمد بن محمد بن عثمان المغربي، وأبو الحسين بن سمعون، وابن بطة. فعنٍ ابن سمعون أنه سمع البربهاري يقول: رأيت بالشام صومعة بها راهب منقطع، وحولها رهبان يستلمونها ويتمسحون بها لأجل الراهب، فقلت لحدثٍ

(24/259)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 260
منهم: بأي شيء أعطي هذا فقال: سبحان الله، رأيت الله تعالى يعطي شيئاً على شيء ومن شعر البربهاري:
(من قنعت نفسه ببلغتها .......... أضحى غنياً وظل متبعا)
)
(لله در القنوع من خلقٍ .......... كم من وضيعٍ به ارتفعا)

(تضيق نفس الفتى إذا افتقرت .......... ولو تعزى بربه اتسعا)
في تاريخ محمد بن أحمد بن مهدي أن في سنة ثلاثٍ وعشرين أوقع بأصحاب البربهاري، فاستتر وتتبع أصحابه، ونهبت منازلهم. ولم يظهر إلى أن مات. وعاش سبعاً وسبعين سنة. وكان في آخر عمره قد تزوج بجارية بكر، رحمه الله تعالى. الحسن بن علي بن سوار. أبو علي المصري الحريري. قال ابن يونس: حدث عن محمد بن هلال، ويونس بن عبد الأعلى، وعيسى بن مثرود. كتبت عنه وما علمت عليه إلا خيراً. توفي رحمه الله في جمادى الآخرة. الحسن بن محمد بن أبي الشوك الزيات. بغدادي، ثقة. سمع: العطاردي، وأبا فروة الرهاوي، وهلال بن العلاء. وعنه: أبو بكر الوراق، والدارقطني، وعمر بن شاهين، وأبو أحمد الفرضي. وكان ثقة.

(24/260)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 261
4 (حرف السين)
سعيد بن سفيان الأندلسي البجاني. رحل إلى المشرق، وسمع من: يونس بن عبد الأعلى، وعلي بن عبد العزيز البغوي، وإسحاق الدبري. سلمان بن قريش الأندلسي. يروي عن: علي بن عبد العزيز، ومحمد بن وضاح. وولي قضاء مدينة ماردة. وسمع الناس منه بقرطبة في هذا العام في أوله. وتوفي في المحرم منه. وكان فصيحاً بليغاً، ثقة. وولي قضاء بطليوس.
4 (حرف العين)
) العباس بن علي بن الفضل الهاشمي. أبو الفضل الخاطب. دمشقي. سمع: علي بن حرب، وأبا أمية الطرسوسي. وعنه: عبد الوهاب الكلابي، وموسى بن محمد، وغيرهما. عباس بن محمد بن عبد العظيم. أبو القاسم السليحي الإشبيلي. سمع: محمد بن جنادة، وبقي بن مخلد، وجماعة. وكان ذا ديانة وفضل. روى عنه: عباس بن أصبغ، وغيره.

(24/261)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 262
العباس أخو محمد وعبيد الله بنو القاضي موسى بن إسحاق بن موسى الأنصاري الخطمي. روى عن: الكديمي، وجماعة. وعنه: الدارقطني، وابن الثلاج. عبد الله بن أحمد بن ثابت بن سلام. أبو القاسم البغدادي البزاز. سمع: حفصاً الربالي، ويعقوب الدورقي، وابن أبي مذعور، وسعدان بن نصر. وعنه: الدارقطني، وابن شاهين، ويوسف القواس، وابن جميع. وكان ثقة مسناً. عبد الله بن أحمد بن ربيعة بن سليمان بن زبر الربعي القاضي. أبو محمد. بغدادي مشهور. ولد سنة خمسٍ وخمسين ومائتين. وسمع: عباساً الدوري، وأبا بكر الصغاني، وأبا داود السختياني، وحنبل بن إسحاق، ويوسف بن مسلم، وعبد الله بن محمد بن شاكر، وهذه الطبقة التي على رأس السبعين ومائتين.

(24/262)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 263
روى عنه: ابنه أبو سليمان محمد، والدارقطني، وأحمد بن القاضي الميانجي، وأبو حفص بن) شاهين، وأبو بكر بن أبي حديد. ولي قضاء مصر سنة ست عشرة وثلاثمائة، وعزل سنة سبع عشرة وأعيد هارون بن حماد، واستخلف أخاه أحمد. ثم وليها سنة عشرين، وعزل سنة إحدى وعشرين، ثم وليها سنة تسع وعشرين، وتوفي بعد شهر. قلت: توفي في ربيع الأول. وقال الخطيب: وكان غير ثقة. وقال محمد بن عبيد الله المسبحي: تقلد ابن زبر، وكان من سكان دمشق، القضاء على مصر. وكان شيخاً ضابطاً من الدهاة، ممشياً لأموره. وكان عارفاً بالأخبار والكتب والسير. صنف في الحديث كتباً، وعمل كتاب تشريف الفقر على الغنى. وعن يحيى بن مكي العدل قال: لو كان أبو محمد بن زبر عادلاً ما عدلت به قاضياً. قال أبو عمر محمد بن يوسف الكندي: أخبرني علي بن محمد المصري أنه رأى القاضي ابن زبر بدمشق اجتاز بسوق الأساكفة فشغبوا عليه ودقوا بشفارهم على تخوتهم قائلين كلاماً قبيحاً وهو يسلم عليهم ويتطارش، ويظهر أنهم يدعون له. وقال عبد الغني بن سعيد: سمعت الدارقطني يقول: دخلت على أبي محمد بن زبر وأنا حدث، وهو يملي الحديث من جزء والمتن من جزء، فظن أني لا أتنبه على هذا. قال ابن زولاق: استناب على الحكم أبا بكر بن الحداد الفقيه وولاه وقف المرستان، وقرر له في الشهر ثلاثين ديناراً. وكان يصول على الشهود بأقبح قول. وبسط يده في الأموال. واعترض في التركات والوصايا. وألف سيرة في الدولتين، وألف في الحديث كتباً.

(24/263)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 264
قال لنا أبو عمر محمد بن يوسف الكندي: أخذ من محمد بن بدر على قبوله وتزكيته ألف دينار. وكان قوي النفس واسع الحيلة. جاءه أبو جعفر الطحاوي فأدى عنده شهادة، فقام وأجلسه معه وانحرف إليه وقال: حديث كتبته عن رجلٍ عنك منذ ثلاثين سنة. قال: فأملاه عليه. وقيل إنه بذل على القضاء ألف دينار لمحمد بن طغج. عبد الله بن محمد بن إسحاق بن يزيد. أبو القاسم المروزي الأصل، والبغدادي المعروف بحامض رأسه، وبالحامض.) سمع: الحسن بن أبي الربيع، وسعدان بن نصر، وأبا يحيى العطار، وأبا أمية الطرسوسي وغيرهم. وعنه: أبو عمر بن حيويه، والدارقطني، وأبو بكر الأبهري، والمعافى الجريري، وعمر بن أحمد الواعظ، وأبو الحسين بن جميع. وكان ثقة، توفي في رمضان. عبد الملك بن يحيى الزعفراني العطار. بغدادي. سمع: عبد الرحمن بن محمد بن منصور. وعنه: الدارقطني، وأبو القاسم بن الثلاج. وكان ثقة. عبيد الله بن إبراهيم بن بالويه. أبو القاسم النيسابوري المزكي.

(24/264)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 265
سمع: أحمد بن يوسف، ومحمد بن يزيد، وإسحاق بن عبد الله السلميين. وعنه: أبو بكر بن إسحاق الصبغي، وأبو علي الحافظ، فمن بعدهما. وعاش أربعاً وثمانين سنة. عبيد الله بن موسى بن إسحاق الأنصاري الخطمي. أبو الأسود. أخو أحمد والعباس. سمع: إبراهيم بن عبد الله العبسي، ومحمد بن سعد العوفي. وعنه: ابن المظفر، والدارقطني، وأبو حفص بن شاهين. وكان ثقة. توفي في رجب. علي بن محمد بن عبد الرحمن بن موسى. أبو الحسن الخولاني المصري. ثقة، صالح. سمع: يونس بن عبد الأعلى، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم.) توفي في رجب. عمار بن خرز بن عمرو العذري. أبو القاسم الجسريني قاضي الغوطة. حدث عن: محمد بن عبد الله بن يزيد البعلبكي، وعطية بن أحمد الجهني، وأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة. وعنه: أبو الحسين الرازي، وأحمد بن عتبة، وعبد الوهاب الكلابي.

(24/265)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 266
عمر بن محمد بن رجاء. أبو حفص العكبري. روى عن: عبد الله بن الأمام أحمد، وموسى بن حمدون العكبري. وعنه: أبو عبد الله بن بطة. وكان عبداً صالحاً ديناً، ثقة، كبير القدر، من أئمة الحنابلة. قال ابن بطة: إذا رأيت الرجل العكبري يحب أبا حفص بن رجاء، فأعلم أنه صاحب سنة. ولنا رجلان من أئمة الحنابلة بعد الثمانين وثلاثمائة كل منهما يكنى أبا حفص العكبري.
4 (حرف الميم)
متى بن يونس. رأس الفلسفة. أخذ عنه الفارابي. أرخه المؤيد. محمد بن أحمد بن عبد الواحد بن صالح. أبو المغيث الأموي، مولاهم الدمشقي الصفار. سمع: بكار بن قتيبة، وجماعة. وعنه: أبو الحسين الرازي، وعبد الوهاب الكلابي.

(24/266)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 267
محمد بن أحمد بن دلويه. أبو بكر الدقاق. نيسابوري صدوق.) سمع: أحمد بن حفص، ومحمد بن يزيد السلميين، ومحمد بن إسماعيل البخاري. وعنه: عبد الله بن سعد، وأبو علي الحافظ، ومحمد بن الحسين العلوي، وحمزة المهلبي، وآخرون. توفي في جمادى الآخرة. محمد بن أيوب بن المعافى. أبو بكر العكبري. سمع: الحارث بن أبي أسامة، وإبراهيم الحربي، وجماعة. وعنه: ابن بطة. وكان صالحاً زاهداً ثقة. قال ابن بطة: ما رأيت أفضل منه. مات في رمضان. قلت: آخر من روى عنه أبو الطيب محمد بن أحمد بن خاقان العكبري. محمد، وقيل أحمد، أبو إسحاق أمير المؤمنين الراضي بالله بن المقتدر بالله جعفر بن المعتضد بالله أحمد بن أبي أحمد الموفق ولي العهد بن المتوكل. ولد سنة. وأمه أمةٌ رومية. وكان قصيراً أسمر نحيفاً، في وجهه طول.

(24/267)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 268
بويع بالأمر بعد عمه القاهر لما سملوا القاهر سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة. قال الخطيب أبو بكر: وللراضي فضائل منها أنه آخر خليفة له شعرٌ مدون، وآخر خليفة انفرد بتدبير الجيوش، وآخر خليفة خطب يوم الجمعة، وآخر خليفة جالس الندماء، وكانت جوائزه وأموره على ترتيب المتقدمين منهم. ومن شعره:
(كل صفوٍ إلى كدر .......... كل أمرٍ إلى حذر)

(ومصير الشباب للمو .......... ت فيها أو الكبر)

(دردرالمشيب من .......... واعظٍ ينذر البشر)

(24/268)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 269
(أيها الأمل الذي .......... تاه في لجة الغرر)
)
(أين من كان قبلنا .......... ذهب الشخص والأثر)

(رب فاغفر لي الخطي .......... ئة يا خير من غفر)
توفي في ربيع الأول، وله سنة. محمد بن أبي جعفر. الأستاذ أبو الفضل المنذري الهروي اللغوي الأديب. روى عن: عثمان بن سعيد الدارمي، وغيره. ورحل فأخذ العربية، عن: ثعلب، والمبرد. وله عدة مصنفات منها: كتاب نظم الجمان، وكتاب الملتقط، وكتاب الفاخر، وكتاب الشامل. روى عنه: أبو منصور الأزهري فأكثر، وحامد بن محمد الماليني، والعباس القرشي. وقد ملأ الأزهري التهذيب بالرواية عنه. توفي في هذه السنة في رجب. محمد بن حسين بن يزيد. أبو جعفر التنيسي. حدث عن: يونس بن عبد الأعلى، وغيره. وطال عمره. قال ابن يونس: ثقة، عاقل. كان له بتنيس منزلة جليلة ومحل ويسار. توفي بتنيس في شعبان.

(24/269)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 270
محمد بن حمدويه بن سهل المروزي. أبو نصر الغازي المطوعي. قدم بغداد، وحدث عن: سليمان بن معبد السنجي، ومحمود بن آدم، وعبد الله بن عبد الوهاب الخوارزمي، وغيرهم. وعنه: أبو عمر بن حيويه، والدارقطني، ويوسف القواس، وأبو إسحاق المزكي، ومحمد بن أحمد السليطي، وآخرون. قال الدارقطني: ثقة حافظ.) أخبرنا أحمد بن هبة الله، أنا عبد الرحيم بن السمعاني كتابةً، أنا عمر بن أحمد بن منصور، أنا موسى بن عمران الأنصاري، أنا محمد بن الحسين العلوي، أنا أبو نصر محمد بن حمدويه الغزي: ثنا محمود بن آدم المروزي، ثنا سفيان بن عيينة، عن جامع بن أبي راشد، عن أبي وائل قال: قال حذيفة لعبد الله: عكوفاً بين دارك ودار أبي موسى، وقد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة. فقال عبد الله: لعلك نسيت وحفظوا، وأخطأت فأصابوا. محمد بن خالد بن وهب. أبو بكر التيمي القرطبي الفقيه. قاضي أكشونية. سمع من أبيه، ومن: ابن وضاح، وسعيد بن حمير.

(24/270)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 271
محمد بن سعيد بن حماد البغدادي. أبو سالم الجلودي. سمع: الحسن بن عرفة، ومحمد بن عبد الملك الدقيقي، وأبا جعفر بن المنادي، وروى السنن لأبي داود، عنه. روى عنه: الدارقطني، وابن شاهين، وأبو الفتح القواس ووثقه. محمد بن سليمان بن أحمد بن حبيب بن الوليد بن عمر الأموي. المرواني الأندلسي. بالأندلس. لم يذكره ابن الفرضي. قال ابن يونس: يعرف بالحبيبي، روى عن أهل بلده. محمد بن العباس بن شجاع. أبو مقاتل المروزي، ثم البغدادي. حدث عن: أحمد العطاردي، وابن أبي الدنيا. وعنه: يوسف القواس، وغيره. محمد بن العباس بن مهران المستملي.) عن: محمد بن عيسى المدائني، وابن أبي العوام. وعنه: الدارقطني، وابن شاهين. توفي في شعبان ببغداد.

(24/271)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 272
محمد بن عبيد الله بن محمد بن العلاء البغدادي. أبو جعفر الكاتب. سمع: أحمد بن بديل اليامي، وعلي بن حرب. وعنه: الدارقطني، وأبو الحسن الجراحي، وإسماعيل بن الحسن الصرصري، وابن جميع. وقع لي حديثاً عالياً. توفي في جمادى الأولى. قال الدارقطني: ثقة، مأمون. محمد بن عبيد الله بن محمد بن رجاء. الوزير أبو الفضل البلعمي التميمي البخاري. واحد عصره في العقل والرأي. سمع: أبا الموجه محمد بن عمرو، والإمام محمد بن نصر المروزيين. وله كتاب تلقيح البلاغة، وكتاب المقالات، وغير ذلك. ثم إن الحاكم بعد أن قال أكثر من هذا روى أحاديث، عن جماعة، عنه. وهو وزير صاحب ما وراء النهر وخراسان إسماعيل بن أحمد. وكان جده الأعلى قد استوى على بلعم، وهي من بلاد الروم، حين دخلها مسلمة بن عبد الملك. فأقام بها وكثر نسله بها، فنسبوا إليها. سمع أكثر الكتب من محمد بن نصر. وكان يتنحل مذهبه، وله يد طولى في الإنشاء والبلاغة. مات في صفر.

(24/272)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 273
محمد بن علي بن إسماعيل. أبو عبد الله الأيلي. سمع: إسحاق الدبري، ومقدام بن داود الرعيني، وأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة بالشام، ومصر، واليمن. وعنه: الدارقطني، وابن أخي ميمي، ومحمد بن الحسن بن المأمون، وآخرون.) وثقة الخطيب. وتوفي في شوال. محمد بن علي بن الفياض البغدادي الكاتب. أملى بدمشق عن: الكديمي. وعنه: أبو بكر بن أبي الحديد. محمد بن القاسم بن محمد. أبو عبد الله الأزدي ابن بنت كعب. بغدادي، ثقة صالح. سمع: الحسن بن عرفة، والهيثم بن سهل، وعلي بن حرب. وعنه: الدارقطني، ويوسف القواس، وأبو القاسم بن الثلاج. وتوفي في ربيع الآخر عن سنٍّ عالية. محمد بن منير بن محمد بن عنبسة. أبو جعفر المصري. عن: يونس بن عبد الأعلى. وعنه: أبو الحسين الرازي، وأبو بكر بن أبي الحديد.

(24/273)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 274
منصور بن محمد بن علي بن قرينة بن سوية. وضبطه ابن ماكولا قرينة، وقال غيره، مزينة. كذا في نسخة صحيحة بتاريخ نسف للمستغفري، وكذا في نسخة بصحيح البخاري. أبو طلحة البزدوي النسفي الدهقان. ويقال فيه: البزدي. دهقان قرية بزدة. وثقه ابن ماكولا وقال: كان آخر من حدث بالجامع الصحيح عن البخاري. قال جعفر المستغفري: يضعفون روايته من جهة صغره حين سمع. ويقولون: وجد سماعه بخط جعفر بن محمد مولى أمير المؤمنين دهقان توين. وقرأوا كل الكبار من أصل حماد بن شاكر. وسمع منه أهل بلده، وصارت إليه الرحلة في أيامه. ثم قال المستغفري: ثنا عنه أحمد بن عبد) العزيز المقرئ، ومحمد بن علي بن الحسين. ومات سنة تسعٍ وعشرين. موسى بن عيسى بن مهدي. أبو القاسم الدباغ. سمع: أبا أمية الطرسوسي. مات في شوال بمصر.
4 (حرف الياء)
يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول التتنوخي الأزرق. الكاتب. بغدادي الدار، أنباري المولد.

(24/274)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 275
ولد سنة ثمانٍ وثلاثين ومائتين. وسمع: جده، والزبير بن بكار، وبشر بن مطر، ويعقوب بن شيبة السدوسي، والحسن بن عرفة، وجماعة. وعنه: ابن المظفر، والدارقطني، وابن جميع، وأبو الحسين بن المتيم، وإبراهيم بن عبد الله بن خرشيد قولة، وآخرون. قال أحمد بن يوسف الأزرق: سمعت أبي يقول: خرج عن يدي إلى سنة خمس عشرة وثلاثمائة نيفٌ وخمسون ألف دينار في أبواب البر. قال أبو القاسم التنوخي: كان كاتباً جليلاً، متصرفاً. وكان متخشناً في دينه، أماراً بالمعروف. توفي في آخر السنة. قرأت على عبد الحافظ بن بدران: أخبركم أبو محمد المقدسي سنة خمس عشرة وستمائة، أنا محمد بن عبد الباقي، أنا علي بن محمد، ثنا عبيد الله بن أبي مسلم، ثنا يوسف بن يعقوب الأزرق، ثنا بشر بن مطر، ثنا سفيان، عن أبي نجيح، عن إبراهيم بن أبي بكر، عن مجاهد، في قوله عز وجل: لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم. قال: ذلك في الضيافة. إذا أتيت رجلاً فلم يضفك، فقد رخص لك أن تقول.

(24/275)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 276
1 (وفيات سنة ثلاثين وثلاثمائة)
)
4 (حرف الألف)
أحمد بن إبراهيم بن سعد الخير الأزدي. عن: أبيه، وعمه خطاب. وعنه: أبو هاشم المؤدب، وغيره بدمشق. أحمد بن أحيد بن فرينام. أبو محمد الوراق. سمع: أبا عيسى الترمذي، وعبيد الله بن واصل البخاري. وعنه: أهل ما وراء النهر. أحمد بن سليمان بن فرينام البخاري. عن: أبي صفوان إسحاق بن أحمد السلمي، وعبيد الله بن واصل، وجماعة. وعنه: حفيده عبد الرحمن بن محمد، وسهل بن عثمان السلمي. أحمد بن عبادة بن علكدة. أبو عمر الرعيني القرطبي. سمع: محمد بن وضاح، والخشني.

(24/276)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 277
وحج فسمع من ابن المنذر كتابه في الاختلاف. توفي في رجب. أحمد بن عبد الرحمن بن إسماعيل النيسابوري. أبو حامد الجلودي. سمع: أيوب بن الحسن، ونحوه. وعنه: أبو سعيد بن أبي بكر، وأبو عبد الله العلوي. أحمد بن ماجد بن عمرويه. أبو حامد البخاري المتكلم. روى عن: سفيان بن عبد الحكيم، وغيره. وعنه: سهل بن عثمان السلمي البخاري. أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي الرجال الصلحي.) أبو عبد الله. عن: أبي أمية، ويزيد بن محمد الرهاوي. وعنه: الدارقطني، وعمر الكتاني، وجماعة. عاش إحدى وثمانين سنة. أحمد بن محمد بن ميمون بن هارون بن مخلد. أبو الحسين البغدادي الكاتب. ولي الوزارة للمتقي لله ابن المقتدر سنة تسعٍ وعشرين وثلاثمائة، فبقي شهراً وعزل، فنصب أبو عبد الله البريدي. ومات بعد أشهر في المحرم مسجوناً، وله خمسون سنة.

(24/277)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 278
أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال. أبو حامد النيسابوري، ويعرف بالخشاب لسكناه بالخشابين. سمع: الذهلي، وعبد الرحمن بن بشر، وأحمد بن يوسف. وبالحجاز: الحسن بن محمد الزعفراني، وبحر بن نصر الخولاني، وجماعة. وعنه: أبو علي الحافظ، وأبو عبد الله بن مندة، وعاصم بن يحيى الزاهد، والحسين بن محمد الستوري، وطائفة سواهم. توفي يوم عيد الأضحى. وقد رآه أبو عبد الله الحاكم ولم يسمع منه. أحمد بن محمود بن طالب بن حيت، بحاء مهملة وياء ساكنة ثم تاء مثناة، ابن موسى. أبو حامد البخاري الصرام. حدث عن: أبي عبد الله بن أبي حفص، ويعقوب بن عرمل. توفي بعد الثلاثين وثلاثمائة وكتب هنا سهواً. روى عنه: سهل بن عثمان السلمي. عاش مائة وخمسين سنة. إسحاق بن محمد. أبو يعقوب النهرجوري الصوفي، أحد المشايخ. صحب الجنيد، وعمرو ابن عثمان المكي،) وجاور بمكة مدة، وبها مات.

(24/278)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 279
قال أبو عثمان المغربي: ما رأيت في مشايخنا أنور من النهرجوري. قال السلمي: سمعت محمد بن عبد الله الرازي: سمعت أبا يعقوب النهرجوري يقول في الفناء والبقاء: هو فناء رؤية قيام العبد لله، وبقاء رؤية قيام الله في الأحكام. وعنه قال: الصدق موافقة الحق في السر والعلانية، وحقيقة الصدق القول بالحق في مواطن الهلكة. وقال إبراهيم بن فاتك: سمعت أبا يعقوب يقول: الدنيا بحر، والآخرة ساحل، والمركب التقوى، والناس سفر. وعنه قال: اليقين مشاهدة الإيمان بالغيب. أرخ موته أبو عثمان المغربي.
4 (حرف الباء)
بدر الخرشني الأمير، حاجب المتقي لله. هرب إلى الشام لما غلب محمد بن رائق على بغداد فأكرمه الإخشيد وولاه إمرة دمشق فوليها في هذه السنة شهرين، ومات، فولي بعده الحسين بن لؤلؤ.
4 (حرف التاء)
تبوك بن أحمد بن تبوك بن خالد. أبو محمد السلمي، مولاهم الدمشقي.

(24/279)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 280
سمع: أباه، وهشام بن عمار. وعنه: أبو الحسين محمد بن عبد الله الرازي، والحسن بن محمد بن درستويه. وأرخ موته الرازي. وروى الأهوازي عن ابن درستويه عنه.
4 (حرف الجيم)
جعفر بن علي بن سهل. أبو محمد الدقاق الحافظ.) بغدادي. روى عن: محمد بن إسماعيل الترمذي، ومحمد بن زكريا الغلابي، وإبراهيم الحربي. وعنه: أبو محمد بن ماسي، وأبو أحمد الغطريفي، والدارقطني، وابن جميع الصيداوي. وقع لنا حديثه بعلو. قال أبو زرعة: محمد بن يوسف الجرجاني كان فاسقاً كذاباً.
4 (حرف الحاء)
الحسن بن الحسين بن منصور. أبو محمد النيسابوري النصراباذي السمسار. أحد العباد المشهورين بطلب العلم، المنفقين مالهم على الحديث. سمع محمد بن عبد الوهاب الفراء، وأحمد ابن يوسف السلمي. وعنه: ابنه أبو الحسن، وأبو علي الحافظ.

(24/280)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 281
الحسين بن أحمد بن صدقة. أبو القاسم الفارسي، ثم البغدادي الفرائضي الأزرق. سمع: محمد بن حمزة الطوسي، وزكريا المروزي، وعباس بن محمد الدوري، وأحمد بن الوليد الفحام، ومحمد بن المنادي وكان عنده تاريخ أحمد بن أبي خيثمة عنه. روى عنه: أبو حفص بن شاهين، وأبو الحسين بن جميع، وابن الصلت الأهوازي. قال الخطيب: كان ثقة. الحسين بن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن سعيد بن إبان. أبو عبد الله الضبي البغدادي المحاملي القاضي. ولد في أول سنة خمسٍ وثلاثين. وأول سماعه سنة أربعٍ وأربعين ومائتين. سمع: أبا هشام الرفاعي، وعمرو بن علي الفلاس، وعبد الرحمن بن

(24/281)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 282
يونس السراج، وزياد بن أيوب، ويعقوب الدورقي، وأحمد بن المقدام، وأحمد بن إسماعيل السهمي، وخلقاً كثيراً. وروى عنه: دعلج، والدارقطني، وابن جميع، وإبراهيم بن خرشيد قولة، وابن الصلت الأهوازي، وأبو عمر بن مهدي، وأبو محمد بن البيع. قال الخطيب: كان فاضلاً ديناً صادقاً، شهد عند القضاة، وله عشرون سنة. وولي قضاء) الكوفة ستين سنة. وقال ابن جميع: عند المحاملي سبعون رجلاً من أصحاب ابن عيينة. وقال أبو بكر الداوودي: كان يحضر مجلس المحاملي عشرة الآلف رجل. استعفى من القضاء قبل سنة عشرين وثلاثمائة، وكان محموداً في ولايته. عقد سنة سبعين ومائتين في داره مجلساً للفقه، فلم يزل أهل العلم والنظر يختلفون إليه. وقال محمد بن الحسين الإسكاف: رأيت في النوم كأن قائلاً يقول: إن الله ليدفع عن أهل بغداد البلاء بالمحاملي. آخر من روى عن المحاملي عالياً سبط السفلي، وبالإجازة ابن عبد الدائم. ولعله قد تفرد بالرواية عن مائة شيخ. ومن شيوخه: البخاري، وأبو حاتم، والحسن بن الصباح البزار، والحسن الزعفراني، ومحمد بن المثنى الزمن، ومحمد بن الوليد البسري، ومحمد بن عبد الله المخرمي، وطبقتهم. وأول سماعه في سنة أربعٍ وأربعين ومائتين. قال حمزة بن محمد بن طاهر: سمعت ابن شاهين يقول: حضر معنا ابن

(24/282)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 283
المظفر مجلس المحاملي، فقال لي: يا أبا حفص، ما عدمنا من أبي محمد بن صاعد إلا عينيه. يريد أن المحاملي في طبقة ابن صاعد. أملى المحاملي مجلساً في ثاني عشر ربيع الآخر من السنة، ثم مات بعد ذلك المجلس بأحد عشر يوماً رحمه الله. حديثه بعلو عن سبط السلفي. الحسين بن محمد بن إبراهيم. أبو عبد الله التميمي البقال الدمشقي. روى عن: أبي زرعة الدمشقي، وزكريا خياط السنة. روى عنه: أبو الحسين الرازي، وأبو سليمان بن زبر.
4 (حرف الخاء)
خليل بن إبراهيم الأندلسي. يروي عن: عبيد الله بن يحيى ين يحيى، وغيره.) وكان عبداً صالحاً.
4 (حرف الزاي)
زكريا بن أحمد ابن المحدث يحيى بن موسى خت. أبو يحيى البلخي. ولي قضاء دمشق أيام المقتدر.

(24/283)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 284
وحدث عن: يحيى بن أبي طالب، وأبي حاتم الرازي، وعبد الرحمن بن مرزوق البزوري، وعبد الصمد بن الفضل البلخي، ومحمد بن الفضل البخاري، ومحمد بن سعد العوفي، وجماعة. وعنه: أبو الحسين الرازي، وأبو بكر وأبو زرعة ابنا أبي دجانة، وأبو بكر ابن المقرئ، وعبد الوهاب الكلابي، وأبو بكر بن أبي الحديد، وخلق كثير. وكان من كبار الشافعية وأصحاب الوجوه. تكرر ذكره في المهذب و الوسيط. فمن غرائبه: أن القاضي إذا أراد نكاح من لا ولي لها له أن يتولى طرفي العقد. قال الرافعي: يقال إنه لما كان قاضياً بدمشق تزوج امرأة ولى أمرها لنفسه. ومن غرائبه قال: لو شرط في القراض أن يعمل رب المال مع العامل جاز. حكاه عنه العبادي في الرقم له.
4 (حرف العين)
عبد الله بن باذان. أبو محمد الإصبهاني المقرئ. قرأ على: محمد بن عبد الرحيم. وحدث عن: جعفر بن الصباح، وغيره. وعنه: أبو سنم بن شهدل. توفي في شعبان. عبد الله بن يونس بن محمد بن عبيد الله. أبو محمد القبري الأندلسي المراكشي.)

(24/284)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 285
أصله من قبره. سمع الكثير من: بقي بن مخلد، ومحمد بن عبد السلام الخشني، وجماعة. وسمع الناس عنه كثيراً. قال ابن الفرضي: ثنا عنه جماعة، وتوفي في رمضان عن سنة. عبد الرحمن بن عبد الله بن هاشم. أبو عيسى الأنباري. عن: إسحاق بن سيار النصيبي، وإسحاق بن خالد البالسي. وعنه: الدارقطني، والجراحي، وابن الثلاج. عبد الغافر بن سلامة بن أحمد بن عبد الغافر. أبو هاشم الحضرمي الحمصي. حدث في عدة مدن عن: كثير بن عبيد، ويحيى بن عثمان، ومحمد بن عوف الحمصيين. وعنه: الدارقطني، وأبو حفص بن شاهين، وابن جامع الدهان، وابن الصلت الأهوازي، وأبو عمر الهاشمي، وابن جميع الغساني. قال الخطيب: كان ثقة، مات بالبصرة فيما بلغني، وله بضعٌ وتسعون سنة.

(24/285)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 286
عبد الملك بن أحمد بن أبي حمزة البغدادي. أبو العباس الزيات. سمع: الحسن بن عرفة، والحسن بن أبي الربيع، وحفص بن عمرو الربالي، وغيرهم. وعنه: الدارقطني، وأبو حفص بن شاهين، وأبو الفضل محمد بن المأمون، ومحمد بن نجاح، ومحمد بن أحمد بن جميع. وثقة الخطيب. وتوفي في جمادى الأولى. أخبرنا ابن القواس: أنا ابن الحرستاني حضوراً، أنا جمال الإسلام، أنا أبو نصر الخطيب، أنا ابن جميع: ثنا عبد الملك بن أحمد، ثنا حفص بن عمرو الربالي، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن إسرائيل، عن عبد الكريم، عن عكرمة، عن ابن العباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن النفخ في الطعام والشراب.) عبد الملك بن محمد بن بكر السعدي الأندلسي. سمع الكثير من: ابن لبانة الأندلسي، وغيره. وارتحل إلى المشرق، فسمع من: يحيى بن صاعد، وطبقته. وصنف في نصرة مالك. ومات كهلاً.

(24/286)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 287
علي بن الحسن بن سليمان بن شعيب الكيساني. روى عن: جده، وغيره. وكان ثقة، فقيراً مؤدباً. مات في شعبان. قاله ابن يونس. علي بن محمد بن عبيد بن عبد الله بن حساب. أبو الحسن البغدادي البزاز الحافظ. سمع: عباساً الدوري، والحنيني، وأحمد بن أبي غرزة. وعنه: الدارقطني، وابن جميع. وأبو الحسين بن المتيم، وغيرهم. قال الخطيب: كان ثقة عارفاً. توفي في شوال. وقد ولد سنة اثنتين وخمسين ومائتين. وروى عن خلقٍ سوى من ذكرنا. عمر بن سهل بن إسماعيل. أبو بكر القرميسيني الدينوري الحافظ. سمع: الحسن بن سلام السواق، وإبراهيم بن أبي العنبس، وأبا قلابة الرقاشي. وعنه: صالح بن أحمد الهمذاني، وابن تركان، والهمدانيون. وكان ثقة عارفاً بالفن.

(24/287)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 288
4 (حرف الميم)
محمد بن أحمد بن صالح بن أحمد بن محمد بن حنبل. أبو جعفر الذهلي الشيباني. سمع: أباه، وعمه زهيراً، وإبراهيم بن خالد الهسنجاني.) وعنه: أبو القاسم عبد الله بن إبراهيم الأبندوني، وأبو بكر الوراق، والدارقطني. محمد بن أحمد بن عمرويه. أبو عبد الله النيسابوري البيلي، بباءٍ موحدة، المعدل. سمع: علي بن الحسن الدرابجردي، ومحمد بن عبد الوهاب الفراء. وعنه: أبو أحمد محمد بن الفضل، وغيره. محمد بن ابراهيم بن علي العلوي الحسيني محمد بن بدر بن عبد العزيز المصري. قاضيها. روى عن: علي بن عبد العزيز البغوي. وولي قضاء مصر. كتب عنه: أبو الحسين الرازي، وأبو سعيد بن يونس. وكان أبوه رومياً صيرفياً.

(24/288)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 289
وتفقه على مذهب أبي حنيفة. وأخذ عن: الطحاوي. وكان ثقة. روى غريب الحديث لأبي عبيد، عن علي، عنه. وحدث بدمشق، وولي قضاء مصر ثلاث مرات. أخباره في آخر الطبقة. محمد بن خالد بن وهب بن الصغير. أبو بكر السهمي القرطبي. سمع: أباه، ومحمد بن وضاح. وكان حافظاً للفقه، يعتمد على قول ابن الماجشون. محمد بن رائق. أبو بكر الأمير ابن الأمير أبي مسلم المعتضدي.

(24/289)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 290
كان بطلاً شجاعاً مقداماً، وافر الحرمة، عظيم السطوة، عالي الهمة. قدم دمشق، وأخرج عنها بدراً الإخشيدي، فأقام أشهراً، ثم توجه إلى مصر، فالتقى هو ومحمد بن طغج الإخشيد صاحب) مصر، فهزمه الإخشيد، ورجع ابن رائق فأقام بدمشق أشهراً، ثم سار إلى الموصل قاصداً بغداد، فدخلها وخلع عليه المتقي لله خلعة الأمارة وألبسه الطوق والسوار، وقلده الأمور. ثم خرج مع المتقي لله إلى الموصل لحرب ناصر الدولة الحسن بن عبد الله بن حمدان. وجرت له أمور طويلة. وقتل بالموصل كما ذكرنا في الحوادث. قال الصولي: أنشدنا الأمير محمد بن رائق في فتاه مشرق:
(يصفر لوني إذا بصرت به .......... خوفاً ويحمر وجهه خجلاً)

(حتى كأن الذي بوجنته .......... من دم قلبي إليه قد نقلا)
محمد بن عبد الله بن قرن. أبو عبد الله الفرغاني الوراق، المعروف بأخي أرغل. سكن دمشق، وحدث عن: علي بن حرب، وعباس الترقفي، وعباس الدوري، وأبي قلابة. وعنه: أبو هاشم المؤدب، وعبد الله بن محمد بن أيوب الحافظ، وشافع ابن محمد الإسفرائيني، وعبد المحسن بن عمر الصفار، وعبد الوهاب الكلابي. توفي في ذي القعدة بدمشق. محمد بن عبد الله. أبو بكر الصيرفي البغدادي. تفقه على ابن سريج.

(24/290)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 291
قيل: كان أعلم الناس بالأصول بعد الشافعي. وله كتاب في الشروط في غاية الحسن. وله مصنفات في أصول المذهب وفروعه. وكان صاحب وجه. سمع: أحمد بن منصور الرمادي. روى عنه: علي بن محمد الحلبي، وسمع منه بمصر. وتوفي في رجب. ومن غرائب وجوهه إيجاب الحد على من وطئ في النكاح بلا ولي إذا كان يعتقد تحريم ذلك. محمد بن عبد الله بن محمد بن سلم. أبو بكر الحميري. مولاهم المصري النحوي المعروف بالملطي. إمام جامع عمرو بن العاص.) روى عن: بكار بن قتيبة، وإبراهيم بن مرزوق، وجماعة. وكان ربما تمنع من الرواية. وكان يعلم أولاد الملوك النحو. توفي في ربيع الآخر. قاله ابن يونس. محمد بن المحدث عبد الصمد بن الفضل البلخي. أبو ذر. وجد مقتولاً بنهر بلخ في شوال. محمد بن عبد الملك بن أيمن بن فرج. أبو عبد الله القرطبي. سمع: محمد بن وضاح، وعبد الله بن خالد، ويحيى بن هلال.

(24/291)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 292
ورحل سنة أربعٍ وسبعين مع قاسم بن أصبغ فسمع: أحمد بن أبي خيثمة، وإسماعيل القاضي، ومحمد بن الجهم السمري، ومحمد بن إسماعيل الترمذي، ومحمد بن إسماعيل الصائغ، وجعفر بن محمد بن شاكر، وعلي بن عبد العزيز البغوي، والمطلب بن شعيب المصري، وجماعة. وكان مفتياً، فقيهاً، مشاوراً، مالكياً، حافظاً، ثقة. صنف كتاباً على سنن أبي داود كما فعل ابن أصبغ. وذهب بصره في أواخر أيامه. مولده سنة اثنتين وخمسين ومائتين، وتوفي في منتصف شوال. روى عنه: عباس بن أصبغ الحجازي، وابنه أحمد بن محمد، وطائفة بالأندلس. اشتهر ذكره، وولي الصلاة بقرطبة بعد أحمد بن بقي. محمد بن عبيد الله بن زياد البغدادي. أبوأحمد، يعرف بابن زبورا. سمع: أبا بكر بن أبي الدنيا، وتمتام، وجعفر بن محمد بن كزال. وعنه: الدارقطني، وغيره. محمد بن عمرو بن حفص. أبو جعفر الجورجيري الإصبهاني. سمع: إسحاق بن إبراهيم بن شاذان، وإسحاق بن الفيض، ومسعود بن يزيد القطان، ومحمد بن) عاصم الثقفي، وحجاج بن يوسف بن قتيبة، وإبراهيم ابن عبد الله الجمحي.

(24/292)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 293
وعنه: الحافظ ابن إسحاق بن حمزة، وأبو بكر بن المقرئ، وأبو عبد الله بن مندة، وعثمان البرجمي، وآخرون. توفي في ربيع الأول. يقع حديثه عالياً في الثقفيات. محمد بن يحيى بن عمر بن لبابة. أبو عبد الله القرطبي. سمع من: عمه محمد بن عمر الحافظ. ورحل، فسمع من: حماس بن مروان بالقيروان. وكان عارفاً بمذهب مالك، حافظاً له. ولي قضاء البيرة، وله مصنف في الفقه. وكان جاهلاً بالآثار عايباً لأهلها. لم يكن بالمرضي. محمد بن يوسف بن بشر بن النضر بن مرداس. أبو عبد الله الهروي الحافظ، الفقيه الشافعي. أحد الرحالين في العلم. سمع: محمد بن حماد الطهراني، والربيع المرادي، وأحمد بن البرقي، ومحمد بن عوف الحمصي، والحسن بن مكرم، والعباس بن الوليد البيروتي، وخلقاً سواهم.

(24/293)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 294
وعنه: الطبراني، والزبير بن عبد الواحد الأسداباذي، وعبد الواحد ابن أبي هاشم المقرئ، وأبو بكر الأبهري، وآخرون. توفي في رمضان، وقد كمل المائة وتجاوزها بأشهر. وآخر من حدث عنه: أبو بكر بن أبي الحديد. وثقه الخطيب.
4 (حرف الهاء)
هارون بن عبد الملك بن عبد الله القيسي الأندلسي. يروي عن: بقي بن مخلد، ومحمد بن وضاح، وجماعة.) وكان رجلاً صالحاً. مذكور في تاريخ ابن الفرضي. وهو قرطبي. أرخه ابن يونس أيضاً.
4 (الكنى)
أبو صالح العابد. وإليه ينسب مسجد أبي صالح الذي بين الجسر الغيدي والفواخير. صحب: أبا بكر بن سيد حمدويه. حكى عنه: الموحد بن إسحاق، وعلي بن القجة، وأبو بكر محمد بن داود الدقي، وغيرهم. واسمه مفلح بن عبد الله. ساح في جبل لبنان في طلب العباد. قال: رأيت في جبل اللكام رجلاً عليه مرقعة جالساً على حجر، فقلت: يا شيخ ما تصنع ههنا

(24/294)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 295
قال: أنظر وأرعى. قلت: ما أرى بين يديك إلا الحجارة، فما تنظر وترعى فتغير وقال: أنظر خواطر قلبي، وأرعى أوامر ربي. فبحق الذي أظهرك علي إلا جزت عني. فقلت له: كلمني بشيء أنتفع به حتى أمضي. قال: من لزم الباب أثبت في الخدم، ومن أكثر الذنوب أكثر الندم، ومن استغنى بالله أمن العدم. وروى عنه الدقي قال: الجسم لباس القلب، والقلب لباس الفؤاد، والفؤاد لباس الضمير، والضمير لباس السر، والسر لباس المعرفة. ورخ موته ابن زبر.
4 (أبو يعقوب النهرجوري.)
اسمه إسحاق. مر.

(24/295)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 296
4 (من كان حياً في هذا الوقت ولم أعرف تاريخ الله وفاته فكتبتهم تخميناً لا يقيناً)

4 (حرف الألف)
أحمد بن جعفر بن عبد ربه الكاتب. حدث في سنة ثلاثين عن: عمر بن شبة. روى عنه: أبو القاسم بن الثلاج، وأبو الفتح بن مسرور.) أحمد بن خالد بن مصعب الحزوري. آخر من حدث بالري عن محمد بن حميد الرازي. وسمع بنيسابور محمد بن يحيى الذهلي. أخر من حدث عنه علي بن عمر الفقيه بالري. أحمد بن كيغلغ الأمير. ولي نيابة دمشق. ثم ولي سنة إحدى وعشرين نيابة. وجرت بينه وبين محمد بن تكين حروب. وله شعرٌ جيد.

(24/296)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 297
أحمد بن مطرف البستي القاضي. روى عن: أحمد بن عبيد الله النرسي، وعبد الله بن أبي مسرة. وعنه: علي بن أحمد الرفاء السامري. أحمد بن يعقوب. التائب المقرئ، المحقق أبو الطيب الأنطاكي. رأى أحمد بن جبير، و قرأ على أصحابه. واعتمد على أبي المغيرة عبيد الله بن صدقة، فقرأ عليه بخمس روايات. ثم قرأ على محمد بن حفص الخشاب صاحب السوسي. وسمع من: أبي أمية الطرسوسي، وعثمان بن خرزاذ، وعدة. قال الداني: له كتاب حسنٌ في القراءات السبع، وهو إمام في هذه الصناعة. ضابط بصير بالعربية. روى عنه القراءة: علي بن محمد بن بشر، وعبيد الله بن عمر البغدادي، ومبارك بن علي. نا أحمد بن أبي عبد الملك، نا علي بن محمد، نا أحمد بن يعقوب التائب برواية ورش. وقال بعض أصحابه: لم يكن بعد ابن مجاهد أحفظ منه لحروف القرآن وعلمه. كان إمام أهل الشام في زمانه في القراءة. وقد ذكر التائب في كتابه أنه أدرك أحمد بن جبير وسنه نحو العشرين، ولم أقرأ عليه. أحمد بن يونس الضبي الإصبهاني.) عن: سميه أحمد بن يونس.

(24/297)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 298
وعنه: ابن المظفر، والدارقطني. شيخ، محله الصدق. أحمد بن محمد بن عبد الله. أبو عيسى الصيرفي. عن: أحمد بن ملاعب، وعبد الله بن روح المدائني. وعنه: الدارقطني، وابن جميع. أحمد بن علي بن عيسى. أبو عبد الله الرازي. قدم بغداد، وحدث عن: موسى بن نصر، وأبي حاتم محمد بن إدريس الرازيين. وعنه: عمر الزيات، ومحمد بن إسماعيل الوراق، وأبو القاسم عبيد الله الصيدلاني. بقي إلى سنة سبعٍ وعشرين. إبراهيم بن محمد بن عبيد بن جهينة. أبو إسحاق الشهرزوري الحافظ. سمع: أبا زرعة بالري، والحسن بن محمد الزعفراني ببغداد، وعمرو بن عبد الله الأودي بالكوفة. ومحمد بن أبي عبد الرحمن المقرئ بمكة، ومحمد ابن عوف بحمص، والعباس بن الوليد ببيروت، والربيع بن سليمان بمصر، وخلقاً كبيراً.

(24/298)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 299
وكان من العالمين المكثرين. روى عنه: أهل الري، وقزوين أحمد بن علي بن حبيش الرازي، وأبو بكر بن يحيى الفقيه، وعلي بن أحمد، وأحمد بن الحسن القزوينيان، وعمر بن أحمد بن شجاع وغيرهم. إبراهيم بن إسحاق بن أبي الدرداء. أبو إسحاق الأنصاري الصرفندي. سمع: بكار بن قتيبة، وأبا أمية الطرسوسي، وجماعة. وعنه: شهاب الصوري، وابن جميع، وعبد الله بن علي بن أبي العجائز. وصرفنده: حصنٌ بالساحل.) إبراهيم بن نصر بن عنبر الضبي السمرقندي. سمع: علي بن خشرم، ومحمد بن علي بن حسن بن شقيق. وعنه: أبو سعيد بن رمح النسوي، ومحمد بن أحمد بن مت الأشتيخني، وإسماعيل بن حاجب الكشاني. توفي في حدود العشرين أبو بعدها. إسماعيل بن محمد بن أحمد بن صالح. أبو إسحاق بن الحكمي الأستراباذي.

(24/299)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 300
عن: أحمد بن منصور الرمادي، وسعدان بن نصر. وعنه: محمد بن جعفر المستغفري، وأبو أحمد بن عدي. قال جعفر المستغفري: متهم بالكذب، لا يحتج بحديثه. إسماعيل بن هارون البزاز. عن: الحسن بن أبي الربيع، وجماعة. وعنه: الدارقطني، ومحمد بن أحمد بن عبدان.
4 (حرف الثاء)
ثواب بن يزيد ين ثواب. أبو بكر الموصلي. عن: محمد بن أحمد بن المثنى، وإبراهيم بن الهيثم البلدي، وأبي يعلى. وعنه: ابن عدي، وابن المقرئ، وأبو بكر بن شاذان. وحدث بمصر، ومكة.
4 (حرف الجيم)
جعفر بن سليمان. أبو أحمد المشحلائي الحلبي. سمع الحروف من أبي شعيب السوسي. وهو آخر أصحابه وفاةً. روى عنه القراءة: أبو الطيب عبد المنعم بن غلبون، وعبد الله بن مبارك. وهو من قرية مشحلايا.)

(24/300)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 301
جعفر بن محمد بن علي الهمداني. المعروف بالمليح. روى عن: أبي حاتم الرازي، وهلال بن العلاء، وابن ديزيل، وأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، وخلق كثير. روى عنه: أبو يعلى عبد الله بن محمد الصيداوي، وأحمد بن عتبة الجوبري، وابن جميع الصيداوي.
4 (حرف الحاء)
الحسن بن محمد بن سعدان. أبو علي العرزمي. كوفي. سمع: الحسن بن علي بن عفان. وعنه: عمر الكتاني، وابن الجندي، والدارقطني في سننه، وجماعة. الحسن بن علي بن يحيى. أبو علي البجلي الشعراني الطبراني المقرئ. عن: أحمد بن شيبان الرملي، ومحمد بن خلف العسقلاني، وجماعة. وعنه: أبو بكر المقرئ، وأبو بكر بن أبي الحديد السلمي، وآخرون. الحسن بن الوليد بن موسى الكلابي. الدمشقي المعدل المعروف بابن الأبرش. روى عن: بكار بن قتيبة القاضي، وأبي زرعة الدمشقي، وجماعة. روى عنه: ابنه عبد الوهاب الكلابي، وصالح بن عبد الله المستملي.

(24/301)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 302
الحسين بن عيسى العرقي. أبو الرضا. روى عن: يوسف بن بحر، ومحمد بن إسماعيل الصائغ، وجماعة. روى عنه: أبو الحسين بن جميع، وأبو بكر بن شاذان، وعلي بن محمد ابن إسحاق الحلبي. الحسين بن محمد بن إبراهيم الدمشقي.) ابن البقال، أبو عبد الله. روى عن: أبي زرعة البصري. وعنه: أبو سليمان بن زبر، وغيره. الحسين بن محمد بن أحمد. أبو عبد الله قاضي طرابلس. روى عن: أنس بن السلم، وغيره. روى عنه: أبو بكر بن شاذان، وعبد الوهاب الكلابي. وقد روى عن عبد الرحمن بن جبير، عن سفيان بن عيينة. وحدث في سنة ثمانٍ وعشرين. الحسين بن محمد بن عبد الله بن عبادة. أبو القاسم العجلي الواسطي. حدث ببغداد عن: هلال بن العلاء، وأحمد بن عبد الوهاب الحوطي، وأبي أسامة الحلبي، وغيرهم.

(24/302)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 303
وعنه: أبو حفص الكتاني، ويوسف القواس. ثقة.
4 (حرف الدال)
دينار بن بنان بن دينار الرملي الجوهري. الشاهد. حدث عن: جعفر بن سليمان النوفلي، والحسن بن جرير الصوري، وغيرهما. وعنه: عمر بن عبد الله الرملي، وأبو الحسين الكرخي. وبنان: بنون ثقيلة، من الإكمال، وغيره.
4 (حرف السين)
سعيد بن الحسين الدراج الزاهد. كان كبير القدر. صحب إبراهيم الخواص.) وبقي إلى بعد العشرين وثلاثمائة.
4 (حرف العين)
العباس بن الفضل بن حبيب. أبو الفضل السامري الحافظ، ويعرف بالدباج.

(24/303)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 304
أكثر التطواف، وحدث عن: محمد بن إسماعيل الترمذي، والكديمي، وطبقتهما. روى عنه: محمد بن عبد الله الشيباني، ومحمد بن موسى السمسار، وعبد الوهاب الكلابي، وابن جميع الصيداوي، و آخرون. قال أبو الحسين الرازي: هو شيخ حافظ، كتبت عنه بدمشق. العباس بن عبد الله بن محمد بن عصام. أبو الفضل المزني البغدادي الفقيه الشافعي. عن: هلال بن العلاء، وعباس الدوري، وعبد الكريم الديرعاقولي، وبكر ابن سهل الدمياطي، وخلق. وعنه: عبد الله بن إبراهيم الأبندوني، وأبو زرعة أحمد بن الحسين، وجماعة. قال عبد الرحمن بن أحمد الأنماطي: كان كذاباً أفاكاً. استعدي عليه بقزوين، وقدم علينا همدان سنة خمسٍ وعشرين وثلاثمائة. وقال الخطيب: لم يكن ثقة. عبد الله بن أحمد بن وهيب الدمشقي. أبو العباس بن عدبس. عن: أبي أمية الطرسوسي، وابن إسحاق الجوزجاني، والعباس بن الوليد ابن مزيد. عبد الله بن علي. أبو بكر الخلال.

(24/304)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 305
حدث ببغداد عن: عباس الترقفي، ومحمد بن عبد الملك الدقيقي، وأحمد بن ملاعب. وعنه: الدارقطني، وعمر الكتاني، وجماعة. عبد الله بن الفضل بن جعفر. أبو محمد الوراق، وراق الديرعاقولي.) عن: الحسين بن محمد بن أبي معشر، ويحيى بن أبي طالب، وعبد الله ابن محمد بن شاكر. وعنه: موسى السراج، وأحمد بن الفرج، وأبو القاسم بن الثلاج. مستقيم الحديث. عبد الله بن المغلس الأندلسي الدمشقي الزاهد. كان عالماً عابداً مجاب الدعوة. به يضرب المثل في الفضل والعبادة ببلده. وله ذرية بوشقة. عبد العزيز بن موسى. أبو القاسم البغدادي بدهن. سمع: علي بن حرب، وأبا عتبة الحمصي، وقعنب بن المحرر. وعنه: ابنه أحمد، وابن الشخير، والدارقطني، والقواس. وثقه الخطيب. عبيد الله بن أحمد بن يعقوب بن نصر. أبو طالب الأنباري. أحد شيوخ الشيعة. ويعرف بابن أبي زيد. كان إخبارياً علامة. صنف كتاب الخط والقلم.

(24/305)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 306
وروى عن: إسحاق بن موسى الرملي، ومحمد بن حنيفة بن ماهان، وثعلب، ويوسف القاضي. وعنه: محمد بن زهير بن أخطل، وعلي بن عبد الرحيم بن دينار الواسطي، وأبو الحسن أحمد بن الجندي. عثمان بن جعفر بن محمد بن حاتم. أبو عمرو بن اللبان الأحوال. بغدادي، ثقة. سمع: محمد بن الوليد البسري، وحفص بن عمرو الربالي، وعباد بن الوليد العنبري، ومحمد بن إسماعيل الأحمسي، وعمر بن شبة. وعنه: الدارقطني، وابن شاهين، وأبو حفص الكتاني، وأبو الحسن بن الجندي، ومحمد بن جميع الغساني. وقع لي حديثه بعلو. وقد أرخ ابن قانع موته سنة.) عثمان بن مروان. أبو القاسم النهاوندي شيخ الصوفية. أكثر السياحة، وصحب أبا سعيد الخراز أربع عشرة سنة. والجنيد وسمنون.

(24/306)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 307
أخذ عنه: أبو بكر النقاش، وابن مقسم، وأبو عبد الله البروجردي، وعمر ابن زمبل. ودخل الشام. روى الماليني، عن الحارث بن عدي، عنه. وقال قيس بن عبد العزيز: ورد علي ابن مردان، فاجتمع عليه جماعة من الصوفية ومعهم قوال، فاستأذنوه، فأذن لهم. فأنشد القوال قصيدة فتواجدوا، ولم يتحرك ابن مردان رحمه الله تعالى. عرس بن فهد. أبو جابر الأزدي الموصلي. عن: علي بن حرب، والحسن بن عرفة، ومحمد بن أحمد بن أبي المثنى. وعنه: أبو الفضل الشيباني، وأبو بكر بن أبي موسى الهاشمي، وعيسى بن الوزير، وابن جميع الصيداوي. وثقه الخطيب. علي بن الحسن بن هارون السقطي. بغدادي. سمع: ابن عرفة، والحسن الزعفراني. وعنه: الدارقطني، وابن شاهين، وجماعة. حدث سنة إحدى وعشرين. وكان ثقة.

(24/307)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 308
علي بن محمد بن سختويه بن نصر. الحافظ أبو الحسن النيسابوري. سمع: تمتام، وإسماعيل القاضي، ومحمد بن أيوب بن الضريس، وطبقتهم. أكثر عنه أبو أحمد الحاكم. علي بن محمد بن أبي سليمان أيوب بن حجر.) أبو الطيب الرقي ثم الصوري. سمع: أباه، ومؤمل بن إهاب، ويونس بن عبد الأعلى، والربيع المؤذن، ومحمد بن عوف الطائي، وطبقتهم. وعنه: محمد بن أحمد الملطي، وأحمد بن محمد بن هارون البردعي، وعبد الله بن محمد بن أيوب القطان، وأحمد بن محمد بن مزاحم الصوري، وأبو حفص بن شاهين، وأبو الحسن بن جميع، وجماعة. وثقه ابن عساكر. علي بن محمد بن أحمد بن فور. أبو الحسن النيسابوري الوراق. سمع: أحمد بن يوسف السلمي، وعبد الرحمن بن بشر، وطبقتهما. وعنه: بشر بن محمد القاضي، ومحمد بن حامد البزاز. قيل: توفي سنة عشرين، وقيل سنة أربعٍ وعشرين وثلاثمائة.

(24/308)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 309
عمر بن يوسف الزعفراني. حدث عن: الحسن بن عرفة، والحسن بن محمد بن الصباح، وسعدان بن نصر. وعنه: يوسف القواس، وأبو حفص بن الزيات. وكان ثقة. تأخر موته. عمرو بن عصيم بن يحيى الصوري. سمع: مؤمل بن إهاب، ومحمد بن إبراهيم الصوري، والحسن بن الليث. وعنه: أحمد بن عتبة الجوبري، وأبو يعلى ابن أبي كريمة، وأبو المفضل محمد الشيباني، وأبو الحسين بن جميع. مولده سنة.
4 (حرف القاف)
القاسم بن عبد الله بن بلبل الزعفراني. عن: أبي زرعة، وعباس الدوري، وطبقتهما. وعنه: الدارقطني، وابن شاهين، والقواس، وصالح بن أحمد الحافظ، وقال: صدوق.)
4 (حرف الميم)
محمد بن إبراهيم بن الفضل. أبو بكر النيسابوري المعمري الفحام.

(24/309)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 310
سمع: محمد بن يحيى الذهلي. وعنه: محمد بن محمد بن محمش. محمد بن أحمد بن محمد بن أبي خنبش. أبو بكر البعلبكي القاضي. سمع: عبد الله بن الحسين المصيصي، ويحيى بن أيوب العلاف المصري. وعنه: أبو محمد بن ذكوان البعلبكي، وأبو بكر أحمد بن الحسين بن مهران المقرئ، وغيرهما. محمد بن أحمد بن أبي مهزول. أبو الحسن المصيصي المعدل. سمع: يوسف بن مسلم. وعنه: أبو أحمد الحاكم، وابن جميع. محمد بن أحمد بن محمد بن شيبان. أبو جعفر الرملي الخلال. سمع: أحمد بن عبد الله بن البرقي، وأبا أمية، ومحمد بن حماد الظهراني. وعنه: أبو حفص بن شاهين، وأبو مسلم محمد بن أحمد الكاتب، وأبو الحسين بن جميع، وآخرون.

(24/310)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 311
محمد بن أحمد بن محمد بن الصلت البغدادي. أبو الحسن الصفار. حدث بدمشق عن: أبي قلابة الرقاشي، والكديمي. وعنه: أبو بكر الربعي، وعبد الوهاب الكلابي، وغيرهما. ولم يذكره الخطيب في تاريخه. محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن فروخ. أبو بكر المزني البغدادي، نزيل الرقة.) حدث عن: أبي حفص الفلاس، وأحمد بن المقدام، وطبقتهما. وعنه: الطبراني، ومحمد بن المظفر، وعلي بن لؤلؤ الوراق.، قال الخطيب: توفي بعد العشرين وثلاثمائة. محمد بن إسماعيل بن إبراهيم. أبو الحسن المروزي. سمع: علي بن حجر. روى عنه: أبو أحمد محمد بن محمد بن مكي الجرجاني، وطاهر بن محمد بن سهلويه النيسابوري، والحسن بن أحمد المخلدي، ومحمد بن الحسين العلوي، وهذا أعلى سندٍ عند البيهقي. محمد بن إسماعيل بن سلمة الإصبهاني. سمع: عمرو بن علي الفلاس، وغيره. وهو من كبار شيوخ أبي عبد الله بن مندة.

(24/311)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 312
محمد بن بدر. القاضي أبو بكر، مولى يحيى بن حكيم، الكتاني، المصري، والفقيه الحنفي، كان أبوه رومياً صيرفياً موسراً، خلف لمحمد مائة ألف دينار سوى الأملاك، ولمحمد يومئذ عشرون سنة. فكتب الحديث والفقه، ولازم الطحاوي، وتعلم الفروسية ولزم الرباط. وسمع من: علي بن عبد العزيز البغوي، وأبي الزنباع روح بن الفرج، وأبي يزيد القراطيسي. وكان من محبته للقضاء قد جلس قاضياً في بستان وعدل جماعة، ووقف عن قوم على سبيل النزهة، وخدم القضاة مدة. ثم رام الشهادة أيام الكريزي إبراهيم بن محمد، وأيام أبي عثمان، فتعذرت عليه. وكانت له تجارة ببغداد، فكتب إلى من يثق به يسعى له في القضاء في سنة ست عشرة وثلاثمائة. فعلم بذلك أبو عثمان، فكتب إلى أخيه يستنجد به، وكتب محضراً يتضمن القدح في محمد بن بدر، فكتب فيه كباراً وأئمة، وفيه أنه لا يعلمون أباه خرج من الرق إلى أن مات. وأطلق في محمد بن بدر كل قول، وأسجله أبو عثمان أحمد بن إبراهيم عليه وحكم بفسقه. واستتر حينئذٍ محمد بن بدر. فقام معه القاضي أبو هاشم المقدسي، وأخذه ليلاً إلى تكين أمير) مصر، وحدثه بأمره، فطلب المحاضر والسجلات، فستر بعضها. وكان تكين سيئ الرأي في أبي عثمان. ثم تمشت حال ابن بدر، وولي قضاء ابن زبر، فداخله وعدله عنده الفقيه أبو بكر بن الحداد. وبذل جملة من الذهب. وكان ذا هيبة جميلة وتجمل وافر وغلمان.

(24/312)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 313
ولما قدم ابن قتيبة على القضاء قام ابن بدر بأمره، وفرش له الدار التي يسكنها، فكتب قتيبة إلى محمد بن الحسن بن أبي الشوارب يشكره. وكان قتيبة حاكماً من قبل محمد ومحمد مقلد من جهة الخليفة الراضي بالله. ثم إن ابن أبي الشوارب هذا كتب بالعهد عل قضاء مصر إلى محمد بن بدر، فجاء العهد وأمر مصر إلى وزيرها محمد بن علي المادرائي، ولأميرها أحمد بن كيغلغ. وأحمد من تحت أمر المادرائي ونهيه. فامتنع المادرائي من قبول الكتاب، فذهب إليه أبو عبد الله بن الطحاوي وقال: لو كان أبي حياً لجاءك في أمره. فأذن له، فتأخر عنه طائفة من كبار العدول، فعدل خلقاً في عدتهم، واستقامت أحواله. وكان مبالغاً في إكرام الأيتام والنظر لهم. وكان لا يتأخر عن قضاء حقوق الشهود الذين تأخروا عنه. يعود مرضاهم، ويشهد جنائزهم. فلما استولى الإخشيد على مصر تلقاه محمد بن بدر، ثم عزل، ثم ولي، ثم عزل ثم ولي ثالثاً. وكان مليح الخط، عارفاً بالقضاء، كثير السلام على الناس في الطرق. مات سنة ثلاثين وله سنة. وقد مر من أخباره. محمد بن بشر بن موسى بن مروان. أبو بكر القراطيسي الأنطاكي. حدث بدمشق، وبغداد عن: الحسن بن عرفة، والحسن بن محمد الزعفراني، والربيع المرادي، وبحر بن نصر الخولاني، وعنه: الدارقطني، وأبو الفتح القواس، والكلابي. مات بعد العشرين بيسير.

(24/313)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 314
محمد بن ثابت بن أحمد.) أبو بكر الواسطي. حدث ببغداد عن: شعيب الصريفيني، ومحمد بن عبد الملك الدقيقي. وعنه: ابن شاهين، وابن جميع، والكتاني. وكان ثقة. محمد بن جعفر بن رباح الأشجعي الكوفي. سمع: علي بن المنذر الطريقي. وعنه: محمد بن عبد الله الجعفي. محمد بن الحسن بن أحمد بن الصباح. أبو بكر بن أبي الذيال الثقفي الإصبهاني الزاهد. إمام مسجد سوق الصاغة بدمشق. ثم سكن بيت المقدس. سمع: إبراهيم بن فهد، وعثمان بن خرزاذ، والحسن بن جرير الصوري. وعنه: محمد بن أحمد بن يوسف الجندري، وعمر بن داود بن سلمون، وأبو بكر بن أبي الحديد. صحب سهل بن عبد الله الإصبهاني ببلده. محمد بن الحسين. أبو جعفر الجهني الهمداني الطيان. رحل وسمع: محمد بن الجهم، ويحيى بن أبي طالب. وكتب الكثير.

(24/314)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 315
وعنه: ابن المظفر، وأحمد بن إبراهيم بن فراس المكي، والدارقطني، وأبو الحسين بن البواب، وغيرهم. وثقه الدارقطني. وأما حمزة السهمي فقال: سألت أبا محمد بن غلام الزهري، وأبا بكر بن عدي المنقري عنه فقالا: ليس بالمرضي. وحكيا عنه أنه قال: كان عندنا بهمدان برد شديد، وكان على سطحنا مري في آنية فانكسرت الآنية وانصب المرق، فجمد حتى صار مثل الجلد، فقطعت منه خفين ولبستهما وركبت إلى السلطان.) قال حمزة: ورأت له أحاديث منكرة الإسناد والمتن لا أصل لها. محمد بن خالد بن يحيى بن محمد بن يحيى بن حمزة. أبو علي قاضي بيت لهيا. سمع: جده لأمه أحمد بن محمد بن يحيى، ونوح بن عمرو بن جوي. وعنه: علي بن عمرو الحريري، وشافع بن محمد الإسفرائيني، و أبو محمد بن ذكوان، وأبو بكر بن المقرئ مات بعد العشرين. محمد بن داود بن بنوس. أبو السري الفارسي ثم البعلبكي. حدث عن: أبي المضاء محمد بن الحسن بن ذكوان البعلبكي، وعلي بن عبد العزيز البغوي، وجماعة. وعنه: أبو محمد بن ذكوان البعلبكي، وأحمد بن جحاف الأزدي. وبقي إلى بعد سنة عشرين وثلاثمائة. محمد بن سليمان بن أيوب. أبو علي البصري المالكي، شيخ الدارقطني.

(24/315)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 316
سمع: أحمد بن عبده، وأبا الأشعث العجلي، وطبقتهما. ورحل الناس إليه. وعنه: الدارقطني، وزاهر السرخسي، وعبد الواحد بن شاه، وجماعة. وكان صدوقاً. محمد بن العباس بن سهيل الخصيب الضرير. روى عن: لوين، وأبي هشام الرفاعي، وجماعة. وعنه: أبو القاسم بن الثلاج. وكان غير ثقة، يضع الحديث. بقي إلى بعد العشرين وثلاثمائة ببغداد. محمد بن العباس بن عبده. أبو بكر الإصبهاني.) نزل بغداد، وحدث عن: يونس بن حبيب. وعنه: محمد بن المظفر، وعمر بن بشران. وثقه بعض الحفاظ. محمد بن العباس بن مهدي. أبو بكر الصائغ. سمع: عباساً الدوري، وطبقته. روى عنه: عبد الله بن عثمان الصفار، وابن جميع. وثقه الخطيب. وتوفي قبل الثلاثين.

(24/316)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 317
محمد بن عبد الله بن العباس بن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب. الأموي. مولاهم أبو الفضل الفقيه. ولي القضاء ببغداد في خلافة المتقي لله. محمد بن عبد الله بن إبراهيم. أبو بكر الأسدي الأكفاني. بغدادي نبيل، ثقة. سمع: أحمد بن عبد الجبار العطاردي. وعنه: ابنه القاضي أبو محمد عبد الله، وغيره. وقد روى أيضاً عن فوران صاحب الإمام أحمد.
4 (محمد بن عبد الملك التاريخي.)
في الطبقة الماضية. محمد بن عثمان بن سمعان. أبو بكر الواسطي المعدل. كان محدثاً حافظاً. سمع من بحشل تاريخ واسط. روى عنه: أحمد بن بيري، وعلي بن الحسن الصلحي.) محمد بن عزير. أبو بكر السجستاني.

(24/317)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 318
مصنف غريب القرآن. وهو كتاب نفيس قد أجاد فيه. قيل: إنه كان يقرأه على أبي بكر بن الأنباري ويصلح له فيه. ويقال إنه صنفه في خمس عشرة سنة. وكان رجلاً صالحاً فاضلاً. روى عنه هذا الكتاب: أبو عبيد الله بن بطة. وعثمان بن أحمد بن سمعان الرزاز، وأبو أحمد عبد الله بن الحسين السامري المقرئ، وغيرهم. وكان ببغداد. ذكره ابن النجار وما ذكر له وفاةً، وقال: لا أدري قدم إلى سجستان أو أصله منها. والصحيح في اسم أبيه عزير. هكذا رأيته براء بخط ابن ناصر الحافظ، وذكر أنه شاهده بخط يده، وبخط غير واحدٍ من الذين كتبوا كتابة عنه، وكانوا متقنين. قال: وذكر لي شيخنا أبو محمد بن الأخضر أنه رأى نسخةً بغريب القرآن بخط مصنفه وفي آخرها: وكتب محمد بن عزير، بالراء المهملة. وحكى أبو منصور بن الجواليقي، عن أبي زكريا التبريزي قال: رأيت بخط ابن عزير، وعليه علامة الراء غير المعجمة. وقال الحافظ عبد الغني في المختلف: محمد بن عزيز بمعجمتين. قلت: والأول أصح، والثاني تصحيف لا يكاد يعرف الناس سواه. وقيل: كان أبوه يسمى عزيراً وعزيزاً، فالله أعلم. وقال ابن ناصر. ملكت نسخة بكتاب الملاحن، وقد كتبها عن ابن دريد في سنة عشرٍ وثلاثمائة، وكتب في آخرها: وكتب محمد بن عزير، بالراء، السجستاني. قال ابن ناصر: وقد كتب نسخة عن المصنف، وفيه الترجمة تأليف محمد بن عزير بالراء غير معجمة. وكذلك رأيت نسخة بخط محمد بن نجدة، وكان في غاية الإتقان، خطه حجة، محمد بن عزير السجستاني، الأخيرة راء غير معجمة.

(24/318)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 319
قلت: إنما جسر الدهماء على النطق بالزاي تقييده الدارقطني، وعبد الغني، والخطيب،) والأمير، له بزاي مكررة. محمد بن علي بن الحسين. أبو جعفر، وأبو عيسى التخاري بنقتطين. سمع: أحمد بن ملاعب، وغيره. وكتب عنه: الدارقطني. محمد بن عيسى بن محمد. أبو حاتم الوسقندي الرازي. وثقه الخليلي في الإرشاد وقال: سمع: أبا حاتم الرازي، ومحمد بن أيوب، والحارث بن أبي أسامة، ومحمد بن غالب، وعلي بن عبد العزيز البغوي. وعنه: علي بن عمر الفقيه، ومحمد بن إسحاق الكيساني، وغيرهما. محمد بن قارن بن العباس. أبو بكر الرازي. سمع: أبا زرعة، والمنذر بن شاذان، وأحمد بن منصور الرمادي. وله تصانيف.

(24/319)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 320
محمد بن القاسم بن كوفي الكراني الإصبهاني. من كبار شيوخ ابن مندة. سمع من: يحيى بن واقد الطائي النحوي، ومحمد بن عاصم الثقفي. محمد بن موسى. الأستاذ أبو بكر الفرغاني الزاهد، شيخ الصوفية. نشأ بواسط، واستوطن مرو. وكان من أكابر تلامذة الجنيد والنوري. قيل: لم يتكلم أحد في أًول التصوف قبله. وكان عالماً لشريعة الإسلام، وله كلام نافع. ومن كلامه: قد ابتلينا بزمان ليس فيه آداب الإسلام، ولا أخلاق الجاهلية، ولا أحلام ذوي المروءآت. محمد بن موسى بن إسحاق. الفقيه أبو عبد الله السرخسي الحنفي.) ولاه القاهر بالله قضاء الديار المصرية فسار إليها وأقام بها. قدم في سنة اثنتين وعشرين، وعزل أبو عثمان أحمد بن إبراهيم بن حماد. قال ابن زولاق: كان حافظاً لقول ابن حنيفة، عفيفاً عن الأموال ستيراً. وقف عن قبول الجماعة، وعن كثير من الأحكام. حدثت أنه قال للشهود: كم هذا المجيء في كل يوم، أما لكم معايش سبيلكم أن لا تجيئوا إلا لحاجةٍ أو شهادة. وكان يحب المذاكرة بالعلم وكان ذا صلاح وورع. وحفظ عنه أنه قال: ما وصلت إلى مصر حتى علمت أني مصروف لأني لا أصلح للذي وليته. وكانت ولايته سبعة أشهر وأيام. ورجع إلى بغداد، وولي بعده ابن بدر.

(24/320)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 321
محمد بن يعقوب بن الحجاج التيمي. أبو العباس البصري المعدل المقرئ. قرأ على: محمد بن وهب الثقفي، وأبي الزعراء عبد الرحمن بن عبدوس، وغيرهما. وحدث عن: أبي داود السجستاني. قرأ عليه: محمد بن عبد الله بن أشته، وعلي بن محمد بن خشنام المالكي، وأبو أحمد السامري، وآخرون. وانفرد بالإقامة في بلده. وكان بصيراً بقراءة يعقوب، عدلاً حجةً مشهوراً. محمود بن محمد. أبو العباس الرافقي. كان يسكن مدينة بغراص من الثغر. سمع: أحمد بن عبد الرحمن الكزبراني، وعبد الله بن الهيثم العبدي.
4 (حرف النون)
نصر بن أحمد. أبو القاسم البصري، الشاعر المعروف بالخبزرزي. قرء عليه ديوانه ببغداد.

(24/321)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 322
روى عنه: المعافى الجريري، وأبو الحسين بن الجندي، وجماعة.
4 (حرف الهاء)
) هارون بن إبراهيم بن حماد بن إسحاق بن إسماعيل الأزدي القاضي. من بيت العلم والقضاء ببغداد. ولي ببغداد قضاء الديار المصرية، فبعث إلى مصر كتابه باستنابة أبي علي عبد الرحمن بن إسحاق الجوهري، فحكم على الديار المصرية من جهته نحواً من سنة، ثم صرفه وبعث من جهته أخاه أبا عثمان أحمد بن إبراهيم بن حماد، وذلك في حياة والدهما. فدخل أبو عثمان مصر في ربيع الآخر سنة، وقريء عهده بالجامع، وقريء عهد أخيه من قبل المقتدر. وأكرمه متولي مصر تكين لأبوته، فنظر في القضاء والأوقاف والمواريث. وكان كثير الحياء. والخجل، قليل الكلام جميل الصورة. وقد حدث بمصر عن: إبراهيم الحربي، وإسماعيل القاضي، وطبقتهما. ولم يزل يتولى القضاء إلى آخر سنة ست عشرة وثلاثمائة فعزل أخوه بابن زبر. وقد حدث أخوه هارون، صاحب الترجمة، عن: عباس الدوري، وطبقته. روى عنه: الطبراني. ومات أبوهما سنة. كما ذكرنا.
4 (الكنى)
أبو بكر بن أبي سعدان الزاهد. شيخ الصوفية محمد بن أحمد.

(24/322)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 323
ويقال: أحمد بن محمد بن أبي سعدان البغدادي، العارف. ذكره السلمي في تاريخه مختصراً وقال: لم يكن في زمانه أعلم بعلوم هذه الطائفة منه. وكان أستاذ شيخنا أبي القاسم الرازي. سمعت أبا القاسم يقول: سمعت ابن صديق وأبا العباس الفرغاني يقولان: لم يبق في هذا الزمان لهذه الطائفة إلا رجلان: أبو علي الروذباري، وأبو بكر بن أبي سعدان. وأبو بكر أفهمهما. أبو بكر بن طاهر الأبهري. هو محمد، وقيل: عبد الله بن طاهر الطائي، أوحد مشايخ أبهر. كان في أيام الشبلي، ويتكلم على علم الظاهر وعلم الحقيقة، وكان مقبولاً على جميع الألسنة. كتب الحديث الكثير ورواه. قال ذلك فيه السلمي. ثم قال: سمعت محمد بن عبد الله بن شاذان) يقول: سمعت أبا بكر بن طاهر يقول، وسئل عن السماع، فقال: لذة كسائر اللذات. قال مهدي بن أحمد: ما نفعني صحبة شيخٍ كما نفعني صحبة أ بي بكر عبد الله بن طاهر الأبهري. سمعت منصور بن عبد الله: سمعت ابن طاهر يقول: عطاياه لا تحمل إلا مطاياه. وقيل: سئل ابن طاهر عن الحقيقة، فقال: كلها علم. فسئل عن العلم، فقال: كله حقيقة. وقال إبراهيم بن شيبان: ما رأى ابن طاهر مثل نفسه.

(24/323)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 5
5 (بسم الله الرحمن الرحيم)

5 (الطبقة الرابعة والثلاثون احداث)

1 (الأحداث من سنة إلى)

4 (أحداث سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة)
زواج ابن المتقي ببنت ناصر الدولة الحمداني: في المحرم كُتب كتاب أبي منصور إسحاق بن المتقي على بنت الأمير ناصر الدولة بن حمدان، والصداق مائتا ألف دينار، وقيل: مائة ألف دينار وخمسمائة ألف درهم. وولي العقد عبد الله محمد بن أبي موسى الهاشمي، ولم يحضر أبوها. غزو الروم إلى أرزان وغيرها: وفي صفر وصلت الروم إلى أرزان، وميافارقين، ونصيبين، فقتلوا وسبوا، وثم طلبوا منديلاً في كنيسة الرُّها يزعمون أن المسيح مسح به وجهه فارتسمت صورته فيه، على أنهم يُطلقون جميع من سبوا، فأرسل إليهم وأطلقوا الأسرى.

(25/5)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 6
تضيق ناصر الدولة على المتقي: وفيها ضيق الأمير ناصر الدولة على المتقي في نفقاته، وأخذ ضياعه، وصادر الدواوين، وأخذ الأموال، وكرهه الناس. استئمان الديلم لابن بويه: وفيها وافى الأمير أحمد بن بويه يقصد قتال البريدي، فاستأمن إليه جماعة من الديلم. هروب سيف الدولة وأخيه: وفيها هاج الأمراء على سيف الدولة بواسط، فهرب في البرية يريد بغداد. ثم سار إلى الموصل ناصر الدولة خائفاً، لهروب أخيه، ونهبت داره. نزوح البغداديين إلى الشام ومصر: وفيها نزح خلق كثير من بغداد مع الحجاج إلى الشام، ومصر، خوفاً من اتصال الفتن ببغداد. خلعة المتقي لابن بويه: وفيها بعث المتقي إلى أحمد بن بويه بخلعٍ، فسر بها ولبسها. ولادة مولود للقرمطي: وفيها ولد لأبي طاهر القرمطي ولدٌ، فأهدى إليه أبو عبد الله هدايا عظيمة، فيها مهد ذهب مجوهر.

(25/6)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 7
الحج هذا الموسم: وحج بالناس القرمطي على مالٍ أخذه منهم. وزارة) علي بن مقلة: واستوزر المتقي أبا الحسين علي بن أبي مقلة. دخول توزون بغداد وإمرته: وسار من واسط توزون، فقصد بغداد، وقد هرب منه سيف الدولة، فدخل توزون بغداد في رمضان، فانهزم سيف الدولة إلى الموصل أيضاً، فخلع المتقي على توزون ولقبه أمير الأمراء. الوحشي بين المتقي وتوزون: وفيها وقعت الوحشية بين المتقي وتوزون، فعاد إلى واسط. عزل ابن مقلة: وفيها عزل المتقي ولد ابن مقلة وأخذ منه مائة ألف دينار، ثم استوزره. وفاة بدر الخرشني: وفيها هلك بدمشق بدر الخرشني. وكان قد جرت له أمور ببغداد، ثم صار إلى الإخشيد محمد بن طغج، فولاه إمرة دمشق، فوليها شهرين ومات.

(25/7)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 8
وفاة سنان بن ثابت: وفي ذي القعدة مات أبو سعيد سنان بن ثابت المتطبب والد مصنِّف التاريخ ثابت. وقد اسلم سنان على يد القاهر بالله. وقد طبب جماعةً من الخلفاء وكان متفنناً. وفاة ابن عبدوس الجهشياري: وفيها مات محمد بن عبدوس مصنف كتابالوزراء ببغداد. وكان من الرؤساء. وزارة الإصبهاني: وفي حدودها استوزر المتقي غير وزيرٍ من هؤلاء الخاملين، ويعزله، فاستوزر أبا العباس الكاتب الإصبهاني وكان ساقط الهمة بحيث أنه كان يركب وبين يديه اثنان وما ذاك إلا لضعف دست الخلافة ووهن دولة بني العباس.

(25/8)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 9
4 (أحداث سنة اثنتين وثلاثين)
الحرب بين توزون والمتقي: فيها قدم أبو جعفر بن شيرزاد من واسط من قبل توزون إلى بغداد، فحكم على بغداد وأمر ونهى. فكاتب المتقي بني حمدان بالقدوم عليه، فقدم أبو عبد الله الحسين بن سعيد بن حمدان في جيشٍ كثيف في صفر، ونزل بباب حرب، فخرج إليه المتقي وأولاده والوزير. واستتر ابن شيرزاد. وسار المتقي بآله إلى تكريت ظناً منه أن ناصر الدولة في الطريق ويعودون معاً إلى بغداد. فظهر ابن شيرزاد فأمر ونهى، فقدم سيف الدولة على المتقي بتكريت فأشار عليه بأن يصعد إلى الموصل ليتفقوا على رأي، فقال: ما على هذا عاهدتموني. فتفلّل أصحاب المتقي إلى الموصل، وبقي في عددٍ يسير مع ابن حمدان. فقدم توزون بغداد واستعد للحرب. فجمع ناصر عدداً كثيراً من الأعراب والأكراد، وسار بهم إلى تكريت. وكان الملتقى بينه وبين توزون بُعكبرا، واقتتلوا أياماً، ثم انهزم بنو حمدان والمتقي إلى الموصل. وراسل ناصر الدولة توزون في الصلح على يد أبي عبد الله بن أبي موسى الهاشمي، وكان توزون على تكريت، فتسلل بعض أصحابه إلى ابن حمدان، وردّ توزون إلى بغداد. وجاء) سيف الدولة إلى تكريت فرد إليه توزون، فالتقوا في شعبان على حربى، فانهزم سيف الدولة إلى الموصل، وتبعه توزون، ففر بنو حمدان

(25/9)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 10
والخليفة إلى نصيبين، فدخل توزون الموصل ومعه ابن شيرزاد، فاستخلص من أهلها مائة ألف دينار. مصالحة المتقي وتوزون: وراسل المتقي توزون في الصلح وقال: ما خرجت من بغداد بأهلي إلا بلغني أنك اتفقت مع البريديّ علي. والآن آثرت رضاي فصالح ابني حمدان، وأنا أرجع إلى داري. وأشار ابن شيرزاد على توزون بالصلح. وتواترت الأخبار أن أحمد بن بويه نزل واسطاً وهو يريد بغداد. فأجاب توزون إلى الصلح، ورجع إلى بغداد. وكان السفير بينهم يحيى بن سعيد السوسي، فحصل له مائة ألف دينار. عقد البلد لناصر الدولة: وعقد توزون للبلد على ناصر الدولة ثلاث سنين بثلاثة آلاف ألف درهم.

(25/10)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 11
موت البريديّ: وفيها قتل أبو عبد الله البريدي أخاه أبا يوسف، ثم مات بعده بيسير. ولاية ابن لؤلؤ إمرة دمشق: وفيها ولى الإخشيد الحسين بن لؤلؤ إمرة دمشق، فبقي عليها سنةً وأشهراً. إمرة المؤنسي على دمشق: ثم نقله إلى حمص، وأمر عليها يانس المؤنسي. ولاية الحسين بن حمدان قنسرين والعواصم: وفيها ولّى ناصر الدولة ابن عمه الحسين بن سعيد بن حمدان قنسرين والعواصم، فسار إلى حلب. وصول الإخشيد إلى المتقي: وفيها كتب المتقي إلى صاحب مصر الإخشيد أن يحضر إليه، فخرج من مصر وسار إلى الرقة، وبها الخليفة، فلم يُمكن من دخولها لأجل سيف الدولة، فإنه كان مبايناً له. فمضى إلى حران، واصطلح مع سيف الدولة، وبان للمتقي من بني حمدان الملل والضجر منه، فراسل توزون واستوثق منه. واجتمع الإخشيد بالمتقي على الرقة، وأهدى إليه تحفاً وأموالاً. وبلغه

(25/11)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 12
مراسلته لتوزون فقال: يا أمير المؤمنين أنا عبدك وابن عبدك، وقد عرفت الأتراك وغدرهم وفجورهم، فالله الله في نفسك. سر معي إلى الشام ومصر، فهي لك وتأمن على نفسك. فلم يقبل. فقال: أقم ههنا وأمدك بالأموال والرجال. فلم يقبل. فعدل الإخشيد إلى الوزير ابن مقلة وقال: سر معي. فلم يفعل مراعاة للمتقي. فكان ابن مقلة يقول: يا ليتني قبلت نصح الإخشيد. ورجع الإخشيد إلى بلاده. مقتل حمدي اللص: وفيها قُتل حمدي اللص، وكان فاتكاً. ضمنه ابن شيرزاد اللصوصية ببغداد في الشهر بخمسة وعشرين ألف دينار. فكان يكبس بيوت الناس بالمشعل والشمع، ويأخذ الأموال. وكان أسكورج الديلمي قد ولي شرطة بغداد، فأخذه ووسطه. دخول ابن بويه واسط: وفيها دخل أحمد بن بويه واسطاً، وهرب أصحاب البريدي إلى البصرة.

(25/12)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 13
إصابة توزون) بالصرع: وفي شوال كان توزون ببغداد على سرير المُلك، فعرض له صرعٌ، فوثب ابن شيرزاد فأرخى بينه وبين القواد ستراً وقال: قد حدثت للأمير حمى. امتناع الحج: ولم يحج في هذه السنة أحدٌ لموت القرمطي ترجمة أبي طاهر القرمطي: وهو أبو طاهر سليمان بن أبي سعيد الجنابي بهجر في رمضان بالجدري. وهو الذي قتل الحجيج وأشياخهم مرات، واقتلع الحجر الأسود، وبقي بعده أبو القاسم سعيد. تتمة أخبار القرمطي كما أثبتها الناسخ استجابة لأمر المؤلف الذهبي: هذه تتمة أخبار أبي طاهر سليمان بن أبي سعيد الحسن بن بهرام الجنابي القرمطي ذكرها المصنف في غير موضعها وأمر أن تُلحق هنا، فألحقتها حسب مرسومه. الناسخ. قال: وكان أبوه يحبه ويرجحه للأمر من بعده، وأوصى: إن حدث بي موتٌ، فالأمر إلى ابني سعيد إلى أن يكبر أبو طاهر، فيُعيد سعيد إليه الأمر. وكان أبو سعيد قد عتا وتمرد، وأخاف العباد، وهزم الجيوش، وكان قد أسر فيمن أسر خادماً، فحسنت منزلته عنده حتى صار على طعامه وشرابه. وكان

(25/13)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 14
الخادم ينطوي على إسلام، قلم ير أبا سعيد يصلي صلاةً، ولا صام شهر رمضان. فأبغضه وأضمر قتله، فخلاه وقد دخل حماماً في الدار ووثب عليه بخنجر فذبحه، ثم خرج ودعا بعض قواد أبي سعيد فقال له: كلم أبا سعيد. فلما حصل ذبحه. ثم استدعى آخر، ففعل به كذلك حتى فعل بجماعة من الكبار، وكان شجاعاً قوياً جلداً. ثم استدعى في الآخر رجلاً، فدخل في أول الحمام، فإذا الدماء تجري، فأدبر مسرعاً وصاح، فتجمع الناس. وقد مر ذلك في سنة إحدى وثلاثمائة. وأخذ سعيد ذلك الخادم، فقرض لحمه بالمقاريض إلى أن مات. فلما كان سنة خمس وثلاثمائة سلم سعيد الأمر إلى أخيه أبي طاهر، فاستجاب لأبي طاهر خلق وافتتنوا به، بسبب أنه دلهم على كنوز كان والده أطلعه عليها وحده، فوقع لهم أنه علم غيب، وتخير موضعاً من الصحراء وقال: أريد أن أحفر ههنا عيناً. فقيل له: هنا لا ينبع ماء. فخالفهم وحفر فنبع الماء فازدادت فتنتهم به. ثم استباح البصرة، وأخذ الحجيج، وفعل العظائم، وأرعب الخلائق وكثرت جموعه، وتزلزل له الخليفة. وزعم بعض أصحابه به أنه إله المسيح، ومنهم من قال هو نبي. وقيل: هو المهدي، وقيل: هو المهد للمهدي. وقد هزم جيش الخليفة المقتدي غير مرة، ثم إنه قصد بغداد ليأخذها فدفع الله شره. وقد قتل بحرم الله تعالى مقتلة عظيمة لم يتم مثلها قط في الحرم. وأخذ الحجر الأسود. ثم لم يُمهله الله بعد ذلك. فلما أشفى على التلف سلم مكة إلى أبي الفضل بن زكريا المجوسي العجمي. قال محمد بن علي بن) رزام الكوفي: قال لي ابن حمدان الطبيب: أقمت بالقطيف أعالج مريضاً فقال لي الرجل: أنظر ما يقول الناس. يقولون إن ربهم قد ظهر.

(25/14)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 15
فخرجت، فإذا الناس يهرعون، إلى أن أتينا دار أبي طاهر سليمان القرمطي، فإذا بغلامٍ حسن الوجه، دري اللون، خفيف العارضين، له نحو عشرين سنة، وعليه عمامة صفراء تعميم العجم، وعليه ثوب أصفر، وفي وسطه منديل وهو راكب فرساً شهباً، والناس قيام، وأبو طاهر القرمطي وإخوته حوله. فصاح أبو طاهر بأعلى صوته: يا معشر الناس، من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا أبو طاهر سليمان بن الحسن. اعلموا أنا كنا وإياكم حمير، وقد من الله علينا بهذا، وأشار إلى الغلام هذا ربي وربكم، وإلهي وإلهكم، وكلنا عباده والأمر إليه، وهو يملكنا كلنا. ثم أخذ هو والجماعة التراب، ووضعوه على رؤوسهم ثم قال أبو طاهر: اعلموا يا معشر الناس، إن الدين قد ظهر، وهو دين أبينا آدم، وكل دين كنا عليه فهو باطل. وجميع ما توصلت به الدعاة إليكم فهو باطل وزور من ذكر موسى، وعيسى، ومحمد. إنما الدين دين آدم الأول، وهؤلاء كلهم دجالون محتالون فالعنوهم. فلعنهم الناس. وكان أبو الفضل المجوسي، يعني الغلام الأمرد، قد سن لهم اللواط ونكاح الأخوات، وأمر بقتل الأمرد الممتنع. وكان أبو طاهر يطوف هو والناس عراةً به ويقولون: إلهنا عز وجل. قال ابن حمدان الطبيب: أُخلت على أبي الفضل فوجدت بين يديه أطباقاً عليها رؤوس جماعة، فسجدتُ له كعادتهم والناس حوله قيام وفيهم أبو طاهر، فقال لأبي طاهر: إن الملوك لم تزل تُعدّ الرؤوس في خزائنها فسلوه، وأشار إلي، كيف الحيلة في بقائها بغير تغيير فسألني أبو طاهر فقلت: إلهنا أعلم، ويعلم أن هذا الأمر ما علمته. ولكن أقول على التقدير إن جملة الإنسان إذا يحتاج إلى كذا وكذا صبر وكافور. والرأس جزءٌ من الإنسان، فيؤخذ بحسابه. فقال أبو الفضل: ما أحسن ما قال. قال ابن حمدان: وما زلت أسمع الناس تلك الأيام يلعنون إبراهيم،

(25/15)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 16
وموسى، ومحمداً صلى الله عليه وسلم، وعلياً، وأولاده، ورأيت المصحفُيمسح به الغائط. وقال أبو الفضل لكاتبه ابن سنبر: اكتب كتاباً إلى الخليفة فصلِّ لهم على محمد، وكِل لهم من جراب النورة. قال ابن سنبر: والله ما تنبسط يدي لذلك. وكان لأبي طاهر أخت فاقتنصها أبو الفضل، وذبح ابناً لها في حجرها، وقتل زوجها، ثم عزم على قتل أبي طاهر، فبلغ ذلك أبا طاهر، فأجمع رأيه ورأي ابن سنبر ووالدة أبي طاهر على أن يمتحنوه ويقتلوه. فأتياه فقالا: يا إلهنا، إن مرجة أم أبي طاهر قد ماتت، ونشتهي أن تحضر لنشق جوفها) ونحشوه جمراً، وكان قد شرع لهم ذلك. فمضى معهما، فوجد مرجة مسجاة، فأمر بشق بطنها. فقال أبو طاهر: يا إلهي أنا أشتهي أن تحييها لي. قال: ما تستحق فإنها كافرة. فعاوده مراراً، فاستراب وأحس بتغيرهما عليه، فقال: لاتعجلا علي ودعاني أخدم دوابكما إلى أن يأتي أبي، فإني سرقت منه العلامة، فيرى في رأيه. فقال له ابن سنبر: ويلك هتكت أستارنا وحريمنا، وكشفت أمرنا، ونحن نرتب هذه الدعوة من ستين سنة، لا يعلم ما نحن فيه. فأنت لو رآك أبوك على هذه الحالة لقتلك، قم يا أبا طاهر فاقتله. قال: أخشى أن يمسخني. فقام إليه سعيد أخو أبي طاهر فقتله وأخرج كبده، فأكلتها أخت أبي طاهر. ثم جمع ابن سنبر الناس وذكر حقه فيهم، لأنه كان شيخهم، وقال لهم: إن الغلام ورد بكذبٍ سرقه من معدن حقّ، وعلامةٍ موّه بها، فأطعناه لذلك.

(25/16)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 17
وإنا وجدنا فوقه غلاماً ينكحه فقتلناه. وقد كنا نسمع أنه لا بد للمؤمنين من فتنةٍ عظيمة يظهر بعدها الحقّ، وهذه هي. فارجعوا عن نكاح المحرمات، واطفئوا بيوت النيران، واتركوا اتخاذ الغلمان، وعظموا الأنبياء عليهم السلام. فضج الناس بالصياح وقالوا: كل يوم تقولون لنا قولاً. فأنفق أبو طاهر أموالاً، كان جمعها أبو الفضل، في أعيان الناس فسكتوا. قال ابن حمدان الطبيب: وبعد قتل أبي الفضل اتصلت بخدمة أبي طاهر، فأخرج إلي يوماً الحجر الأسود وقال: هذا الذي كان المسلمون يعبدونه. قلت: ما كانوا يعبدونه. قال: بلى. فقلت: أنت أعلم. وأخرجه إلي يوماً وهو ملفوف بثياب ديبقي، وقد طيبه بالمسك، فعرفنا أنه معظم له. ثم إنه جرت بين أبي طاهر وبين المسلمين حروب وأمور، وضعف جانبه، وقتل من أصحابه في تلك الوقعات خلق وقلوا، فطلب من المسلمين الأمان على أن يردّ الحجر الأسود وأن لا يتعرض للحجاج أبداً. وأن يأخذ على كل حاج ديناراً ويخفرهم. فطابت قلوب الناس وحجوا آمنين. حصل له أضعاف ما كان ينتهبه من الحاج. وقد كان هذا الملعون بلاءً عظيماً على الإسلام وأهله، وطالت أيامه. ومنهم من يقول إنه هلك عقيب أخذه الحجر الأسود. والظاهر خلاف ذلك. تسمية أمير الأندلس بأمير المؤمنين: فلما ضعف أمر الأمة، ووهت أركان الدولة العباسية، وتغلبت القرامطة والمبتدعة على الأقاليم، قويت همة صاحب الأندلس الأمير عبد الرحمن بن محمد الأموي المرواني، وقال: أنا أولى الناس بالخلافة. وتسمى بأمير

(25/17)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 18
المؤمنين. وكان خليقاً بذلك. فإنه صاحب غزوٍ وجهاد وهيبة زائدة استولى على أكثر الأندلس، ودانت له أقطار الجزيرة. انتهى ما ألحقه المؤلف بخطه من أخبار أبي طاهر القرمطي في غير موضعه) فألحقته هنا. ولا قوة إلا بالله، ففي كتابة مثل هذا مضض. ونسأل الله العفو والسلامة. الناسخ. سبب قتل البريدي لأخيه: فأما أبو يوسف البريدي فكان يتكبر على أخيه أبي عبد الله، ويُطلق لسانه فيه، ويعامل عليه أحمد بن بويه وتوزون، وينسبه إلى الغدر والظلم والجبن والبخل، فاستدعاه أخوه عبد الله إلى الدار بالبصرة، وأقعد له جماعةً في الدهليز ليقتلوه. فلما دخل ضربوه بالسكاكين، فلامه بعض إخوته فقال: اسكت وإلا ألحقتك به. ثم مات بعده بثمانية أشهر ووُجد له ألف ألف دينار ومائتا ألف دينار، وعشرة الآلف ألف درهم. ومن الفرش وغيرها ما قيمته ألف ألف دينار وألف. وقد تقدم من أخباره. وسيذكر في العام الآتي.

(25/18)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 19
4 (أحداث سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة)
قتل المتقي: قد ذُكر أن توزون حلف وبالغ في الأيمان للمتقي، فلما كان رابع محرم توجه المتقي من الرقة إلى بغداد، فأقام بهيت، وبعث القاضي أبا الحسين الخرقي إلى توزون وابن شيرزاد، فأعاد الأيمان عليهما. وخرج توزون وتقدمه ابن شيرزاد، فالتقى المتقي بين الأنبار وهيت. رواية المسعودي عن مقتل المتقي: وقال المسعودي: لما التقى توزون بالمتقي ترجل وقبّل الأرض، فأمره بالركوب، فلم يفعل، ومشى بين يديه إلى المخيم الذي ضربه له. فلما نزل قبض عليه ابن مقلة ومن معه. ثم كحله، فصاح المتقي، وصاح النساء، فأمر توزون بضرب الدبادب حول المخيم. وأُدخل بغداد مسمول العينين، وقد أخذ منه الخاتم والبردة والقضيب. وبلغ القاهر فقال: صرنا اثنين، ونحتاج إلى ثالث، يُعرض بالمستكفي، فكان كما قال، سُمل بعد قليل.

(25/19)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 20
خلافة المستكفي: وقال ثابت: أحضر توزون عبد الله بن المكتفي وبايعه بالخلافة، ولقبه بالمستكفي بالله، ثم بايعه المتقي لله المسمول، وأشهد على نفسه بالخلع لعشرٍ بقين من المحرم سنة ثلاثٍ وثلاثين. ثم أُخرج المتقي إلى جزيرة مقابل السندية، وسُمل حتى سالت عيناه. وقيل: إنما خُلع لعشرٍ بقين من صفر. ولم يحل الحول على توزون حتى مات. صفة المستكفي بالله: وكنية المستكفي: أبو القاسم، من أم ولد. بويع وعمره إحدى وأربعون سنة. وكان مليحاً، ربعةً، معتدل الجسم، أبيض بحمرة، خفيف العارضين. وعاش المتقي لله بعد خلعه حمساً وعشرين سنة. الحرب بين ابن بويه وتوزون: وفيها استولى أحمد بن بويه على الأهواز، والبصرة، وواسط، فخرج إليه توزون فالتقيا، ودام الحرب بينهما أشهراً، وهي كلها على توزون، والصرع يعتريه. فقطع الجسر الذي بينه وبين أحمد بن بويه عند ديالى، وضاق بابن بويه) الحال وقلت الأقوات، فرجع إلى الأهواز. وصُرع توزون يومئذٍ، وعاد إلى بغداد مشغولاً بنفسه.

(25/20)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 21
وزارة أبي الفرج السامري ومصادرته: وفي صفر استوزر المستكفي أبا الفرج محمد بن علي السامري، ثم عزله توزون بعد أربعين يوماً، وصادره وأخذ منه ثلاثمائة ألف دينار. وزارة ابن شيرزاد: ثم استوزر أبا جعفر بن شيرزاد بإشارة توزون. الحرب بين سيف الدولة والإخشيد: وفيها سار سيف الدولة بن حمدان إلى حلب فملكها، وهرب أميرها يانس المؤنسي إلى مصر، فجهز الإخشيد جيشاً إلى سيف الدولة، فالتقوا على الرستن، فهزمهم سيف الدولة وأسر منهم ألف رجل، وفتح الرستن. ثم سار إلى دمشق فملكها. فجاء الإخشيد ونزل طبريه، فتسلل أكثر أصحاب سيف الدولة إلى الإخشيد، فخرج سيف الدولة إلى حلب وجمع القبائل وحشد. وسار إليه الإخشيد، فالتقوا على قنسرين، فهزمه الإخشيد، فهرب إلى الرقة، ودخل الإخشيد حلب. الغلاء والجوع ببغداد: وفيها عظم الغلاء ببغداد حتى هرب الناس وبقي النساء. فكن المخدرات

(25/21)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 22
يخرجن عشرين عشرين من بيوتهن، ممسكات بعضهن بعضاً، يصحن: الجوع الجوع. وتسقط الواحدة منهن بعد الأخرى ميتة من الجوع. فإنا لله و إنا إليه راجعون. قيام أبي الحسين البريدي مكان أخيه: وكان أبو عبد الله البريدي قد استولى على الأهواز والبصرة. ووزر للمتقي كما ذكرنا. وكان قد قتل أخاه لكونه يذكر عيوبه، فلم يُمتَّع بعده، وأخذته الحمى أسبوعاً، فهلك في اليوم الثامن من شوال. وقام أخوه أبو الحسين البريدي مقامه. وكان يانس مقدم جيوشه يبغض أبا الحسين. النزاع بين البريدي وأخيه: ثم إن أبا الحسين أساء العشرة على الترك والديلم، وحط من أقدارهم، فشكوه إلى يانس، فقال لأبي القاسم ولد أبي عبد الله: إن كان عندك مال عقدت لك الرئاسة على عمك. فقال: هذه ثلاثمائة ألف دينار. فأخذها يانس، فأصلح بها قلوب الجند، وعقد لأبي القاسم. فهرب أبو الحسين ليلاً ماشياً متنكراً إلى هجر، فاستجار بالقرامطة، فأجاروه، وبعثوا معه جيشاَ إلى البصرة فنازلوها حتى ضجروا. ثم أصلحوا بينه وبين ابن أخيه، ثم مضى إلى بغداد. قتل يانس: ثم إن يانس طمع في الملك، فوطأ الديلم على قتل أبي القاسم. وعلم أبو القاسم فاحتال حتى قبض على يانس، وأخذ منه مائة ألف دينار وقتله، واستقام له الدست.

(25/22)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 23
غزوة سيف الدولة في الروم: وفيها غزا سيف الدولة بلاد الروم، ورد سالماً بعد أن بدَّع في العدو. وسبب هذه الغزاة أنه بلغ الدُّمُستُق ما فيه سيف الدولة من الشغل بحرب أضداده، فسار في جيشٍ عظيم، وأوقع بأهل بغراس ومرعش، وقتل وأسر. فأسرع) سيف الدولة إلى مضيق وشعاب، فأوقع بجيش الدمستق وبيّتهم، واستنقذ الأسارى والغنيمة، وانهزم الروم أقبح هزيمة. ثم بلغ سيف الدولة أن مدينةً للروم قد تهدَّم بعض سورها، وذلك في الشتاء، فاغتنم سيف الدولة الفرصة، وبادر فأناخ عليهم، وقتل وسبى، لكن أُصيب بعض جيشه.

(25/23)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 24
4 (أحداث سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة)
وفاة توزون وطمع ابن شيرزاد بالإمارة: في المحرم توفي التركي بهيت، وكان معه كاتبه أبو جعفر بن شيرزاد، فطمع في المملكة وحلّف العساكر لنفسه، وجاء فنزل بباب حرب، فخرج إليه الديلم وباقي الجند، وبعث إليه المستكفي بالإقامات وبخلع بيض. ولم يكن معه مال، وضاق ما بيده، فشرع في مصادرات التجار والكتاب، وانقطع الجلب عنها فخربت. زواج سيف الدولة ببنت الإخشيد: وفيها تزوج سيف الدولة بن حمدان ببنت أخي الإخشيد، واصطلح مع الإخشيد على أن يكون لسيف الدولة حلب، وأنطاكية، وحمص. تلقب المستكفي بإمام الحق: وفيها لقب المستكفي نفسه إمام الحق وضرب ذلك على السكة.

(25/24)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 25
دخول ابن بويه بغداد ومبايعته الخليفة: وفيها قصد مُعزّ الدولة أحمد بن بويه بغداد، فلما نزل باجسرى استتر المستكفي وابن شيرزاد، وتسلل الأتراك إلى الموصل، وبقي الديلم ببغداد، وظهر الخليفة. فنزل معزّ الدولة بباب الشماسية، وبعث إليه الحليفة الإقامات والتحف. فبعث معزّ الدولة يسأله في ابن شيرزاد، وأن يأذن له في استكتابه. ودخل في جمادى الأولى دار الخلافة، فوقف بين يدي الخليفة، وأُخذت عليه البيعة بمحضر الأعيان. ثم خلع الخليفة عليه، ولقبهمعز الدولة، ولقب أخاه علياً عماد الدولة وأخاهما الحسنركن الدولة. وضُربت ألقابهم على السكة. ثم ظهر ابن شيرزاد واجتمع بمعزّ الدولة، وقرر معه أشياء منها: كل يوم برسم النفقة للخليفة خمسة آلاف درهم فقط. عناية ابن بويه بالشباب: وهو أول من ملك العراق من الديلم. وهو أول من أظهر السعاة ببغداد ليجعلهم قيوجاً بينه وبين أخيه ركن الدولة إلى الرِّي. وكان له ركائبيان: فضل، وموكوش، فكان كل واحد يمشي في اليوم ستة وثلاثين فرسخاً، فغزى بذلك شباب بغداد وانهمكوا فيه. وكان يحضر المصارعين بين يديه في الميدان ويأذن للعوام، فمن غلب خلع عليه. وشرع في تعليم السباحة، حتى صار السباح يسبح وعلى يده كانون فوق قدره، فيسبح حتى ينضج اللحم.

(25/25)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 26
ولاية عتبة قضاء الجانب الشرقي: وفيها ولي قضاء الجانب الشرقي أبو السائب عتبة بن عبيد الله. خلع المستكفي بالله: وفيها خُلع المستكفي وسمل. وسبب ذلك أن علم القهرمانة كانت) واصلة عند الخليفة وتأمر وتنهى، فعملت دعوةً عظيمة حضرها خُرشيد الديلم مقدَّم الديلم، وجماعة من القواد. فاتهمها معزّ الدولة، وخاف أن تفعل كما فعلت مع توزون وتُحلِّف الديلم للمستكفي، فتزول رئاسة معزّ الدولة. وكان إصفهد الديلم قد شفع إلى الخليفة في رجل شيعيّ يثير الفتن، فلم يقبل الخليفة شفاعته، فحقد على الخليفة وقال لمعزّ الدولة: إن الخليفة يراسلني في أمرك لألقاك في الليل. فقوي سوء ظن معزّ الدولة. فلما كان في جمادى الآخرة دخل على الخليفة، فوقف والناس وقوف على مراتبهم، فتقدم اثنان من الديلم فطلبا من الخليفة الرزق، فمد يده إليهما ظناً منه أنهما يريدان تقبيلها، فجذباه من السرير طرحاه على الأرض، وجراه بعمامته. وهجم الديلم دار الخلافة إلى الحُرم. ونهبوا وقبضوا على القهرمانة وخواص الخليفة. ومضى معزّ الدولة إلى منزله، وساقوا المستكفي ماشياً إليه، ولم يبق في دار الخلافة شيء. خلع المستكفي، وسُملت يومئذٍ عيناه.

(25/26)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 27
وكانت خلافته سنة وأربعة أشهر ويومين. وتوفي بعد ذلك في سنة ثمانٍ وثلاثين وعمره ست وأربعين سنة.

(25/27)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 28
خلافة المطيع لله: ثم إنهم أحضروا أبا القاسم الفضل بن المقتدر جعفر وبايعوه بالخلافة، ولقبوه المطيع لله، وسُنُّه يومئذٍ في أربع وثلاثين سنة. ثم قدموا ابن عمه المستكفي، فسلم عليه بالخلافة، وأشهد على نفسه بالخلع قبل أن يُسمل. ثم صارد المطيع خواصّ المستكفي، وأخذ منهم أموالاً كثيرة، ووصل العباسيين والعلويين في يوم، مع إضاقته، بنيفٍ وثلاثين ألف دينار. وقرر له معزّ الدولة كل يوم مائة دينار ليس إلا نفقةً. الغلاء ببغداد: وعظم الغلاء ببغداد في شعبان، وأكلوا الجيف والروث، وماتوا على الطرق، وأكلت الكلاب لحومهم، وبيع العقار بالرُّغفان، ووجدت الصغار مشوية مع المساكين، وهرب الناس إلى البصرة وواسط، فمات خلق في الطرقات. وذكر ابن الجوزي أنه اشترى لمعزّ الدولة كُرّ دقيق بعشرين ألف درهم. قلت: الكُرّ سبعة عشر قنطاراً بالدمشقي. لأن الكُرّ أربعٌ وثلاثون كارة. والكارة خمسون رطلاً بالدمشقي.

(25/28)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 29
الحرب بين ناصر الدولة ومعزّ الدولة بن بويه: ووقع ما بين معز الدولة وبين ناصر الدولة بن حمدان، فجمع ناصر الدولة وجاء فنزل سامراء، فخرج إليه معزّ الدولة ومعه المطيع في شعبان، وابتدأت الحرب بينهم بُعكبرا. وكان معزّ الدولة قد تغير على ابن شيرزاد واستخانه في الأموال، فأحفظه ذلك، ووقع القتال، فاندفع معزّ الدولة والمطيع بين يديه، فجاء ناصر الدولة فنزل بغداد، من الجانب الشرقي فملكها، وجاء معزّ الدولة ومعه المطيع كالأسير، فنزل في الجانب الغربي، وبقي في شدة غلاء) حتى اشتري له كرّ حنطة بعشرة آلاف درهم أو بأكثر. وعزم على المسير إلى الأهواز فقال: روِّزوا لنا الشطّ، فإن قدرنا على العبور كان أهون علينا. فلما عبرت الديالمة اضطرب عسكر ناصر الدولة وانهزموا، وهرب ناصر الدولة فعبر معزّ الدولة إلى الجانب الشرقي، وأحرق الديلم سوق يحيى، ووضعوا السيف في الناس وسبوا الحريم، وهرب النساء إلى عُكبرا، ومات منهن جماعة من العطش. امتناع الحج: ولم يحج أحدُ من أهل العراق. وفاة القاضي الخرقيّ: وفيها توفي القاضي أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن إسحاق الخرقيّ قاضي قضاة المتقي لله بدمشق.

(25/29)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 30
وفاة الخرقيّ الحنبليّ: وأبو القاسم عمر بن الحسين الخرقي الحنبلي مصنفمختصر دمشق. وفاة توزون: وتوزون الذي غلب على العراق وسمل المتقي لله. وفاة الإخشيد: وصاحب مصر والشام الإخشيد محمد بن طُغج الفرغانيّ أبو بكر. ويقال: إن جده جُف ابن ملك فرغانة. وكل من ملك فرغانة سمي الإخشيد، أي ملك الملوك وهي من كبار مدن الترك. كما أن الإصبهبذ لقب ملك طبرستان، وصول ملك جرجان، وخاقان ملك الترك، والأفشين ملك أشرسونة، وسامان ملك سمرقند. وكان مولد محمد الإخشيد ببغداد، وكان شجاعاً مهيباً فارساً، ولي دمشق، ثم ولي مصر من قِبل القاهر سنة إحدى وعشرين. وبدمشق توفي في آخر السنة بحمى حادة وله ستون سنة، ودفن في القدس. وكان له ثمانية آلاف مملوك.

(25/30)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 31
وقيل إن عدة جيشه بلغت أربعمائة ألف دجل. وقام بعده ابنه أبو القاسم أنوجور مع غلبة كافور على الأمور. وفاة أبي القاسم صاحب المغرب: وفيها مات أبو القاسم محمد بن عبيد الله صاحب المغرب. وكان مولده بسليمة سنة ثمانٍ وسبعين. ودخل مع أبيه في زيّ التجار، فآل بهم الأمر إلى ما آل. وبويع هذا سنة اثنين وعشرين وثلاثمائة عند موت أبيه. وقد خرج عليه سنة اثنين وثلاثين مخلد بن كيداد. وكانت بينهما وقائع مشهورة. وحصره مخلد بالمهدية وضيق عليه واستولى على بلاده، فعرض للقائم وسواس فاختلط عقله، ومات في تلك الحال في شوال، وله خمسٌُ وخمسون سنة. وستُرت وفاته سنة ونصفاً. وقام بعده ولي عهده المنصور بالله أبو الطاهر إسماعيل ولده. وكان القائم شراً من أبيه المهدي، زنديقاً ملعوناً. مقاتلة ابن كيداد لأبي القاسم: ذكر القاضي عبد الجبار أنه أظهر سب الأنبياء عليهم السلام، وكان مناديه ينادي: إلعنوا الغار وما حوى، وقتل خلقاً من العلماء. وكان يراسل أبا طاهر القرمطي إلى البحرين وهجر، ويأمره بإحراق المساجد والمصاحف. ولما كثر

(25/31)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 32
فجوره اجتمع أهل الجبال على رجل من الإباضيّة يقال) له مخلد بن كيداد، وكان شيخاً لا يقدر على ركوب الخيل، فركب حماراً. وكان وزيره أعمى، فاجتمع معه خلائق، فسار فحصر القائم بالمهدية. وكان مخلد أعرج يُكنى أبا يزيد، وهو من زناتة، قبيلة كبيرة من البربر، وكان يتنسك ويقصر دلقة الصوف، ويركب حماراً، ولا يثبت على الخيل. وكان نافذ الأمر في البربر، زاهداً، ديناً، خارجياً. قام على بني عبيد، والناس على فاقة وحاجةٍ لذلك. فقاموا معه وأتوه أفواجاً، ففتح البلاد، ودخل القيروان. وتحيز منه المنصور وتحصن بالمهدية التي بناها جده. ونفر مع مخلد الخلق والعلماء والصلحاء، منهم الإمام أبو الفضل التنيسي العباس بن عيسى الفقيه، وأبو سليمان ربيع القطان، وأبو العرب، وإبراهيم بن محمد. قال القاضي عياض في ترجمة العباس بن عيسى هذا: وركب أبو العرب وتقلد مصحفاً، وركب الفقهاء في السلاح، وشقوا القيروان وهم يُعلنون التكبير والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والترضي على الصحابة. وركزوا بنودهم عند باب الجامع. وهي سبعة بنود حمر فيها: لا إله إلا الله، ولا حكم إلا لله وهو خير الحاكمين وبندان أصفر لربيع القطان فيهما: نصرٌ من الله وفتح قريب وبند مخلد فيه: اللهم أنصر وليك على من سب نبيك وبند أبي العرب فيه: قاتلوا الذين يؤمنون بالله، وبند أصفر لابن نصرون الزاهد فيه: قاتلوهم يُعذبهم الله بأيديكم وبند أبيض فيه: محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، أبو بكر الصديق، عمر الفاروق، وبند أبيض لإبراهيم بن محمد المعروف بالعشّاء فيه إن تنصروه فقد نصره الله الآية. وحضرت الجمعة فخطبهم أحمد بن أبي الوليد، وحضّ على الجهاد. ثم ساروا ونازلوا المهدية. فلما التقوا وأيقن مخلد بالنصر غلب عليه ما عنده من الخارجية، فقال لأصحابه: انكشفوا عن أهل القيروان حتى ينال منهم عدوهم. ففعلوا ذلك، فاستشهد خمسةٌ وثمانون رجلاً من العلماء والزهاد، منهم ربيع القطان، والتنيسي، والعشّاء.

(25/32)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 33
الإباضيّة: والإباضية فرقة من الخوارج، رأسهم عبد الله بن يحيى بن إباض، خرج في أيام مروان الحمار. وانتشر مذهبه بالمغرب، ومذهبه أن أفعالنا مخلوقة لنا. ويكفر بالكبائر، وأنه ليس في القرآن خصوص. ومن خالفه كفر وحل له دمه وماله. وفاة الشبليّ: وفيها توفي الزاهد أبو بكر الشبلي بالعراق. وفاة الوزير علي بن عيسى: وفي آخرها توفي الوزير علي بن عيسى.

(25/33)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 34
4 (أحداث سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة)
عودة المطيع إلى دار الخلافة: ولما انهزم سيف الدولة بن حمدان إلى الموصل جدد معزّ الدولة) أحمد بن بويه الإيمان بينه وبين المطيع، وأزال عنه التوكل، وأعاده إلى دار الخلافة. صرف ابن أبي الشوارب عن القضاء: وصرف القاضي محمد بن الحسن بن أبي الشوارب عن القضاء بالجانب الغربي وقُلد قضاء الجانبين أبو الحسن محمد بن صالح، ويُعرف بابن أم شيبان. امتلاك سيف الدولة دمشق: ولما مات الإخشيد بدمشق، سار سيف الدولة من حلب فملك دمشق، واستأمن إليه يانس المؤنسيّ. ثم سار سيف الدولة فنزل الرملة. وجاء من مصر أنوجور بن الإخشيد بالجيوش، والقائم على أمره كافور الخادم. فرد سيف الدولة إلى دمشق، وسار وراءه المصريون، فانهزم إلى حلب، فساروا خلفه، فانهزم إلى الرقة. ثم تصالحوا على أن يعود سيف الدولة إلى ما كان بيده. قال المسبحي: وكان بين سيف الدولة وبين أبي المظفر حسن بن طُغج،

(25/34)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 35
وهو أخو الإخشيد، وقعة عظيمة باللجون، فانكسر ابن حمدان ووصل إلى دمشق بعد شدةٍ وتشتت. وكانت أمه بدمشق. فنزل المرج خائفاً، وأخرج حواصله، وسار نحو حمص على طريق قارا. وسار أخو الإخشيد وكافور الإخشيدي إلى دمشق. ثم سار إلى حلب في آخر السنة واستقر أمرهم. مصالحة معزّ الدولة وناصر الدولة: وفيها اصطلح معز الدولة وناصر الدولة على أن يكون لناصر الدولة من تكريت إلى الشام. وكان ناصر الدولة قد عاد فنزل عُكبراً. قيادة تكين الشيرازي للترك: فلما علم الترك الذين مع ناصر الدولة بالمصالحة جاؤوا إليه ليقتلوه، فانهزم إلى الموصل، فقدموا عليهم تكين الشيرازي. وكانوا خمسة آلاف. وساقوا وراء ناصر الدولة. حبس ابن شيرزاد: وكان أبو جعفر بن شيرزاد قد هرب من معز الدولة إلى ناصر الدولة، فلما قرب من الموصل سمله وحبسه.

(25/35)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 36
هزيمة الترك: وبعث ناصر الدولة إلى أخيه سيف الدولة يستنجده، وتقهقر إلى سنجار ونزل الحُديثة والترك وراءه. ثم إن معز الدولة جهز له نجدةً، وجاءه عسكر حلب، فالتقوا على الحُديثة، فانهزم الترك وقُتلوا وأُسروا، ورجع ناصر الدولة إلى الموصل. استيلاء ابن بويه على الري والجبال: وفيها استولى ركن الدولة بن بويه على الري والجبال. امتناع الحج: ولم يحج أحد. وثوب غلبون على مصر: وفيها في غيبة الإخشيد عن مصر، وثب عليها غلبون متولي الريف في جموع، ووقع النهب في مصر، فلم يستقر أمره حتى لطف الله، وقدم الجيش فهرب فاتبعه طائفة فقُتل. وزارة ابن الفرات بمصر: وفيها استوزر بمصر لولد الإخشيد أبو القاسم جعفر بن الفضل بن الفرات. الدعوة لسيف الدولة بطرسوس: وفيها أقيمت الدعوة لسيف الدولة، فنفد لهم الخِلع والذهب، ونفد) ثمانية ألف دينار للفداء.

(25/36)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 37
4 (أحداث سنة ست وثلاثين وثلاثمائة)
خروج المطيع لمحاربة البريديّ: فيها خرج المطيع ومعز الدولة من بغداد إلى البصرة لمحاربة أبي القاسم عبد الله بن البريدي، فسلكوا البرية، فلما قاربوها استأمن إلى معز الدولة جيش البريدي، وهرب هو إلى القرامطة. وملك معز الدولة البصرة، وأقطع المطيع منها ضياعاً. قدوم عماد الدولة على أخيه معز الدولة: وفيها وصل عماد الدولة علي بن بويه إلى الأهواز، فبادر أخوه معز الدولة إلى خدمته، وجاء فقبل الأرض وتأدب معه. ثم بعد أيام ودعه، وعاد معز الدولة وقد أخذ واسطاً والبصرة. تكحيل صاحب خراسان أخويه وعمه: وفيها وردت الأخبار بأن نوحاً صاحب خراسان كحل أخويه وعمه إبراهيم. ظفر صاحب المغرب بابن كيداد: وفيها ظفر المنصور صاحب المغرب بمخلد بن كيداد، وقتل قواده، ومزق جيشه.

(25/37)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 38
وفاة الصولي: وفيها توفي أبو بكر محمد بن يحيى الصولي النديم الإخباري العلامة صاحب الهندسة والبراعة في الشطرنج. وقع لنا جزءٌ من حديثه بعلو. غارة الروم على أطراف الشام: وفيها أغارت الروم لعنهم الله على أطراف الشام، فسبوا وأسروا، فساق وراءهم سيف الدولة ولحقهم، فقتل منهم مقتلة، واسترد ما أخذوا ثم أخذ حصن برزية من الأكراد بعد أن نازله مدةً، ثم افتتحه في سنة سبع.

(25/38)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 39
4 (أحداث سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة)
غرق بغداد: فيها كان الغرق ببغداد. زادت دجلة إحدى وعشرين ذراعاً وهرب الناس، ووقعت الدور، ومات تحت الهدم خلق. استئمان أبي القاسم البريدي: وفيها دخل بغداد أبو القاسم بن البريدي بأمانٍ من معز الدولة، وأقطعه قرى. اختلاف معز الدولة وناصر الدولة وصلحهما: وفيها اختلف معز الدولة وناصر الدولة، وسار معز الدولة إلى الموصل، فتأخر ناصر الدولة إلى نصيبين خائفاً. ثم صالحه كل سنة على ثمانية آلاف ألف درهم. امتلاك الروم مرعش: وفيها خرجت الروم، فالتقاهم سيف الدولة على مرعش، فهزموه وملكوا مرعش.

(25/39)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 40
امتناع الحج: ولم يحج أحد. ولاية أبي المظفر دمشق: وفيها ولي إمرة دمشق أبو المظفر الحسن بن طُغج نيابةً لأخيه الإخشيد. وقد وليها مدةً في أيام القاهر.

(25/40)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 41
4 (أحداث سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة)
) ولاية عتبة قضاء القضاة: فيها تقلد أبو السائب عتبة بن عبد الله الهمداني قضاء القضاة ببغداد. وصول تقادم أنوجور إلى معز الدولة بن الإخشيد من مصر، ويسأل معز الدولة أن يكون أخوه علي مشاركاً له في الأمر، ويكون من يعده، فأجابه. تحرك القرامطة: وفيها تحركت القرامطة. امتناع الحج: ولم يحج أحدٌ من العراق. بناء المنصورية بالمغرب: وعمّر المنصور إسماعيل صاحب المغرب مدينة المنصورية.

(25/41)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 42
وفاة المستكفي بالله: وتوفي المستكفي بالله بن المكتفي علي معتقلاً في دار معز الدولة بنفث الدم. وله ست وأربعون سنة وفاة عماد الدولة الديلمي: وفيها توفي السلطان عماد الدولة أبو الحسن علي بن بويه بن فناخسرو الديلمي. وقد ذكرنا مبدأهم في سنة اثنين وعشرين وثلاثمائة. وكان قد ملك بلاد فارس. وكان عاقلاً شجاعاً مهيباً، اعتلّ بقرحةٍ في الكلا أنهكت جسمه، وتوفي بشيراز وله تسعٌ وخمسون سنة. وأقام المطيع لله مقامه أخاه أبا علي ركن الدولة والد السلطان عضد الدولة. وكان معز الدولة يحب أخاه عماد الدولة ويحترمه ويكاتبه بالعبودية. ولاية شعلة إمرة دمشق: وفيها ولي إمرة دمشق شعلة بن بدر الإخشيدي من قبل ولد الإخشيد، وكان أحد الأبطال الموصوفين، وفيه ظلم.

(25/42)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 43
4 (أحداث سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة)
استيلاء قراتكين على الري والجبال: فيها استولى قراتكين على الري والجبال، ودفع عنها عسكر ركن الدولة. غزوة سيف الدولة وانهزامه: وفيها غزا سيف الدولة بن حمدان بلاد الروم في ثلاثين ألفاً، ففتح حصوناً وقتل وسبى وغنم، فأخذ عليه الروم الدرب عند خروجه، فاستولى على عسكره قتلاً وأسراً، واستردوا جميع ما أخذ، وأخذوا جميع خزائنه، وهرب في عددٍ يسير. رد الحجر الأسود: وفيها رُد الحج الأسود إلى موضعه. بعث به القرمطي مع محمد بن سنبر إلى المطيع. وكان بجكم قد دفع قبل هذا خمسين ألف دينار وما أجابوا، وقالوا: أخذناه بأمر وما نرده إلا بامر. فلما ردوه في هذه السنة قالوا: رددناه بأمر من أخذناه بأمره.

(25/43)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 44
وكذبوا، فإن الله سبحانه وتعالى قال: فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها، فكذبهم الله بقوله: قل إن الله لا يأمر بالفحشاء وأن عنوا بالأمر القدر، فليس ذلك حجة لهم، فإن الله تعالى قدر عليهم الضلال والمروق من الدين، وقدر عليهم أنه يدخلهم النار، فلا ينفعهم قولهم: أخذناه بأمر. وقد أعطاهم المطيع مالاً، وبقي الحجر عندهم اثنين وعشرين سنة. وفيها قاله المسبحي وافى سنبر بن الحسن إلى مكة ومعه الحجر الأسود، وأمير مكة معه، فلما صار بفناء البيت) أظهر الحجر من سفط وعليه ضباب فضة قد عُملت من طوله وعرضه، فضبط شقوقاً حدثت عليه بعد انقلاعه، وأحضر له صانعاً معه جص يشده. فوضع سنبر بن الحسن بن سنبر الحجر بيده، وشده الصانع بالجص، وقال لما رده: أخذناه بقدرة الله ورددناه بمشيئة الله. وفاة الصيمري الكاتب: وفيها تزوج محمد بن أحمد الصيمري كاتب معز الدولة ووزيره.

(25/44)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 45
تقليد المهلبي الكتابة: فقلد مكانه أبا محمد الحسن بن محمد المهلبي الوزير. مقتل عبد الله ابن الناصر لدين الله الأموي: وفي عيد الأضحى قتل الناصر لدين الله عبد الرحمن بن محمد الأموي صاحب الأندلس ولده عبد الله، وكان قد خاف من خروجه عليه، وكان من كبار العلماء، روى عن: محمد بن عبد الملك بن أيمن، وقاسم بن أصبغ. وله تصانيف منها مجلد فيمناقب بقيّ بن مخلد، رواه عنه: مسلمة بن قاسم. غزوة سيف الدولة وإيغاله في الروم: وفيها غزا سيف الدولة كما قدمنا، فسار في ربيع الأول، ووافاه عسكر طرسوس في أربعة آلاف، عليهم القاضي أبو حصين. فسار إلى قيسارية، ثم إلى... ووغل في بلاد الروم، وفتح عدة حصون، وسبى وقتل، ثم سار إلى سمندو، ثم إلى خرشنة يقتل ويسبي، ثم إلى بلد صارخة وبينها وبين قسطنطينية سبعة أيام. فلما نزل عليها واقع الدمستق مقدمته، فظهرت عليه، فلجأ إلى الحصن وخاف على نفسه. ثم جمع والتقى سيف الدولة، فهزمه الله أقبح هزيمة، وأُسرت بطارقته، وكانت غزوة مشهورة. وغنم المسلمون ما لا يوصف، وبقوا في الغزو أشهراً.

(25/45)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 46
ثم إن الطرسوسيين قفلوا، ورجع العربان، ورجع سيف الدولة في مضيق صعب، فأخذت الروم عليه الدروب، وحالوا بينه وبين المقدمة، وقطعوا الشجر، وسدوا به الطرق، ودهدهوا الصخور في المضائق على الناس. والروم وراء الناس مع الدمستق يقتلون ويأسرون، ولا منفذ لسيف الدولة. وكان معه أربعمائة أسير من وجوه الروم فضرب أعناقهم، وعقر جماله وكثيراً من دوابه، وحرق الثقل، وقاتل قتال الموت، ونجا في نفر يسير. واستباح الدمستق أكثر الجيش، وأسر أمراء وقضاة. ووصل سيف الدولة إلى حلب، ولم يكد. ثم مالت الروم فعاثوا وسبوا، وتزلزل الناس، ثم لطف الله تعالى، وأرسل الدمستق إلى سيف الدولة يطلب الهدنة، فلم يجب سيف الدولة، وبعث يتهدده. ثم جهز جيشاً فدخلوا بلاد الروم من ناحية حران، فغنموا وأسروا خلقاً. وغزا أهل طرسوس أيضاً في البر والبحر. ثم سار سيف الدولة من حلب إلى آمد، فحارب الروم وخرب الضياع، وانصرف سالماً. وأما الروم، فإنهم احتالوا على أخذ آمد،) وسعى لهم في ذلك نصراني على ان ينقب لهم من مسافة أربعة أميالٍ حتى وصل إلى سورها. ففعل ذلك، وكان نقياً واسعاً، فوصل إلى البلد من تحت السور. ثم عرف به أهلها، فقتلوا النصراني، وأحكموا ما نقبه وسدوه. ومعنى الدمستق نائب البلاد في شرقي قسطنطينية.

(25/46)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 47
4 (أحداث سنة أربعين وثلاثمائة)
مهاجمة صاحب عُمان البصرة: فيها قصد صاحب عُمان البصرة، وساعده أبو يعقوب القرمطي، فسار إليهم أبو محمد المهلبي في الديلم فالتقوا، فانهزم المهلبي واستباح عسكرهم، وعاد إلى بغداد بالأسارى والمراكب. إيغال سيف الدولة في بلاد الروم: وفيها جمع سيف الدولة بن حمدان جيوش الموصل، والجزيرة، والشام، والأعراب، ووغل في بلاد الروم، فقتل وسبى شيئاً كثيراً، وعاد إلى حلب سالماً. الحج هذه السنة: وحج الناس في هذه السنة. إصلاح الحجر الأسود وتمكينه في الكعبة: وفيها قلع حجبة الكعبة الحجر الذي نصبه صاحب الجنابي وجعلوه في الكعبة، وأحبوا أن يجعلوا له طوقاً من فضةٍ فيشد به كما كان قديماً لما عمله عبد الله بن الزبير. وأخذ في إصلاحه صائغان حاذقان فأحكماه. قال أبو الحسن محمد بن نافع الخزاعي: فدخلت الكعبة فيمن دخلها،

(25/47)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 48
فتأملتُ الحجر، فإذا السواد في رأسه دون سائره أبيض. وكان مقدار طوله فيما حرزت مقدار عُظم الذراع. قال: ومبلغ ما عليه من الفضة فيما قيل ثلاثة آلاف وسبعمائة وسبعة وتسعون درهماً ونصف. وفاة الكرخي شيخ الحنفية: وفيها توفي شيخ الحنفية أبو الحسن الكرخي عبد الله بن لال، وله ثمانون سنة، ببغداد. الزلازل بحلب والعواصم: وفيها كثرت الزلازل بحلب والعواصم، ودامت أربعين يوماً، وهلك خلق كثير تحت الهدم. وتهدم حصن رغبان ودلوك وتل حامد، وسقط من سور دلوك ثلاثة أبرجة. ولله الأمر.

(25/48)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 49
5 (بسم الله الرحمن الرحيم)

5 (الطبقة الرابعة والثلاثون وفيات)

1 (مرتباً كل سنة على حروف المعجم)

1 (وفيات سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة)

4 (حرف الألف)
أحمد بن عمران: أبو جعفر الليموسكي الأستراباذي الفقيه الحنفي. وليموسك: على فرسخ من أستراباذ. سمع: الحسن بن سلام السواق، ومحمد بن سعد العوفي، وأحمد بن أبي غرزة. سمع منه في هذه السنة: أبو جعفر المستغفري. أحمد بن محمد بن بكر: أبو روق الهزاني البصري. سمع: أبا حفص الفلاس، ومحمد بن النعمان بن شبل الباهلي، وميمون

(25/49)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 50
ابن مهران، ومحمد بن الوليد البسري، وأحمد بن روح، وطائفة سواهم. وأول سماعه سنة سبع وأربعين ومائتين. روى عنه: ابن أخيه أبو عمرو محمد بن محمد الهزاني، وأحمد ابن محمد بن عمران بن الجندي، وأبو الحسين بن جميع، وعلي بن القاسم الشاهد، وأبو بكر بن المقرئ، لكن ذكر أن سماعه منه في شعبان سنة اثنين وثلاثين وثلاثمائة. ووقع لنا حديثه بعلو فيمعجم ابن جميع. أحمد بن محمد بن الربيع بن سليمان المرادي المصري: أبو بكر. في شوال. قال ابن ماكولا: ليس هو حفيد الربيع صاحب الشافعي. قلت: ذكره ابن يونس مختصراً، وقال فيه: سليمان بن أيوب بن سنان. وصاحب الشافعي هو الربيع بن سليمان بن عبد الجبار بن كامل. أحمد بن يزيد بن وركشين: أبو حفص البلخي المؤدب. سكن دمشق. وحدث عن: الحسن بن عرفة، وحماد بن المؤمل. وعنه: أبو الحسين الرازي، وأبو بكر الربعي. وهذا الرجل أول ترجمةٍ فيتاريخ دمشق لابن عساكر. إبراهيم بن أحمد العجلي:

(25/50)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 51
رحل وسمع: يحيى بن أبي طالب، ومحمد بن الهجم، وغيرهما. ثم وضع أحاديث فافتضح، وتُرك. إبراهيم بن أحمد بن سهل: أبو إسحاق الجهني. سمع: بكار بن قتيبة. توفي في رجب بمصر. إسماعيل بن يقعوب بن بهلول الأنباري: حدث عن: الحارث بن أبي أسامة، وجعفر بن محمد بن شاكر، وطبقتهما. وعنه: ابن أخيه أحمد بن يوسف. وكان عالما نسابة، ثقة. عاش ثمانين سنة.
4 (حرف الباء)
بكر بن أحمد بن حفص: أبو محمد التنيسي الشعراني. سمع: يونس بن عبد الأعلى، وابن عبد الحكم، وعمران بن بكار، ومحمد بن عوف الطائي، ويزيد بن عبد الصمد، وجماعة. وعنه:) أبو سعيد بن يونس، والميمون بن حمزة الحسيني، وأحمد بن عبد الله بن زريق البغدادي، ومحمد بن المظفر، وأحمد بن عبد الله بن حميد، وآخرون.

(25/51)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 52
قال ابن يونس: كان ثقة حسن الحديث. توفي في ربيع الآخر.
4 (حرف الجيم)
جعفر بن محمد بن يعقوب: أبو الفضل البغدادي الشيرجي الوارق. سمع: علي بن إشكاب. وعنه: أبو الفضل الزهري، وابن شاهين. حدث في هذا العام.
4 (حرف الحاء)
حبان بن موسى بن حبان الكلابي: عن: زكريا بن يحيى خياط السنة. وعنه: أبو الحسين الرازي، والعباس بن محمد بن حبان حفيده. حبشون بن موسى بن أيوب:

(25/52)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 53
أبو نصر البغدادي الخلال. سمع: الحسن بن عرفة، وعلي بن سعيد الرملي، وعلي بن إكشاب، وحنبل بن إسحاق، وغيرهم. وعنه: الدارقطني، وابن شاهين، وأبو بكر بن شاذان، وأحمد بن الفرج ابن الحجاج. ثقة. مولده سنة أربعٍ وثلاثين ومائتين، وتوفي في شعبان. أخبرنا ابن القواس: أنا أبو القاسم الحاكم وأنا حاضر: أنا أبو الحسن الفقيه، أنا أبو نصر الخطيب، أنا ابن جميع، أنا جبشون بن موسى: ثنا علي بن سعيد، ثنا ضمرة بن ربيعة، عن العلاء بن هارون، عن ابن عون، عن حفصة بنت سيرين، عن أم الرباب، عن سلمان بن عامر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: صدقتك على المسكين صدقة، وصدقتك على ذي الرحم صدقةٌ وصلة. حسن بن سعد بن إدريس بن خلف: أبو علي الكتامي القرطبي الحافظ. سمع من بقيّ بن مخلد مسنده.

(25/53)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 54
ورحل، فسمع بمكة من: علي بن عبد العزيز. وباليمن من: إسحاق الدبري، وعبيد الكشوري، وبمصر من: أبي يزيد القراطيسي. وسمع من: أبي مسلم الكجي. قال ابن الفرضي: وكان يذهب إلى ترك التقليد، ويميل إلى قول الشافعي. وكان يحضر الشورى، فلما رأى الفتيا دائرةً على المالكية ترك شهودها. وسمع الناس منه الكثير. وكان شيخاً صالحاً، لم يكن بالضابط جداً. توفي يوم الجمعة، يوم عرفة. وكان مولده سنة ثمانٍ وأربعين.
4 (حرف العين)
العباس بن عبد الله السميع بن هارون بن سليمان بن الخليفة المنصور: أبو الفضل الهاشمي. عن أحمد بن الخليل البرجلاني، وابن أبي العوام، وغيرها. وعنه: الدارقطني، وابن شاهين،) ويوسف القواس. وثقة الخطيب. عبد الله بن الحسين بن محمد بن جمعة: أبو محمد السلمي الدمشقي. سمع: أباه، وشعيب بن عمرو، والربيع بن سليمان، وأحمد بن سليمان الرملي، وأبا أمية.

(25/54)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 55
وعنه: أبو بكر بن المقرئ، وأبو الحسين بن المظفر، وأحمد بن الميانجي، وأبو بكر بن أبي الحديد. مات في ذي القعدة. عبد الله بن محمد بن يحيى: أبو الطيب البغدادي البزاز. عن: إسحاق الختلي، وعبد الملك بن محمد الرقاشي. وعنه: الدارقطني، وعبد الله بن عثمان الصفار، وأبو القاسم بن الثلاج. توفي بالموصل. قال الدارقطني: حافظ، ثقة. عبد الله بن محمد بن منازل: أبو محمد النيسابوري الزاهد، المجرد على الصحة والحقيقة. وقيل: كنيته أبو محمد. سمع: السري بن خزيمة، والحسين بن الفضل، وجماعة. وحدث عن: أحمد بن سلمة بالمسند الصحيح. روى عنه: علي بن مفلح القزويني، ومحمد بن حمدون، ووالد أبي عبد الرحمن السلمي. وقال السلمي: له طريقة يتفرد بها. صحب هارون القصار، وكان عالماً بعلوم الظاهر. سمعت محمد بن عبد الله بن شاذان يقول: سمعت ابن منازل يقول: لا خير فيمن لم يذق ذُل المكاسب، وذل السؤال، وذل الرد.

(25/55)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 56
وسمعت عبد الله بن محمد بنفضلويه المعلم يقول: سمعت عبد الله بن محمد يقول: التفويض مع الكسب خيرٌ من خلوه عنه. وسأله إنسان عن مسألة فأجاب، فقال له: أعد علي. قال: أنا في ندامةٍ ما جرى. وسمعته يقول لبعض أصحابه: قد عشقت نفسك، وعشقت من يعشقك، وقال الحاكم: حُملت إليه، يعني ابن المنازل، غيره مرةً متبركاً به، وصورته نصب عينيّ. توفي رحمه الله في ربيع الأول. وكان أعرج. علي بن عبد الله بن البازيار: سمع: إبراهيم بن عبد الله القصار، ونجيح بن إبراهيم. وعنه: الدارقطني، وأحمد بن الفرج بن الحجاج. بقي هذا العام. علي بن محمد بن سهل: أبو الحسن الدينوري الصائغ الزاهد. أحد مشايخ القوم. سمع: محمد بن عبد العزيز الدينوري، وغيره. وكان يتكلم على الناس. له كشف وكرامات. روى عنه: عبد الملك بن حبان المرادي، وأبو بكر بن المهلب. قال علي بن عثمان القرافي: لايجوز لأحدٍ لأن يتكلم على الناس إلا من

(25/56)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 57
يكون حاله مثل حال أبي الحسن الدينوري، فإن الخلق كانوا مكشفين بين يديه. ومن كلامه قال: من أيقن أنه لغيره ليس له أن يبخل بنفسه. قال السلمي: سمعت الحسين بن أحمد يقول: قال حمشاذ: رأيت نسراً واقفاً في الهواء لا يتحرك. فمشيت فإذا أنا بأبي الحسن بن الصائغ يصلي، والنسر يظله. وسمعت أبا عثمان المغربي يقول: ما رأيت في المشايخ أهيب من أبي الحسن الدينوري) بمصر. وقال أبو الحسن الطحان: كان أبو الحسن بن الصائغ من الصديقين. وتوفي في نصف رجب بمصر. عيسى بن محمد بن أبي يزيد البلخي: أبو بكر. روى عن: عيسى بن أحمد العسقلاني البلخي، وعبد الصمد بن الفضل.
4 (حرف الميم)
محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة السدوسي: أبو بكر البغدادي. سمع: جده، ومحمد بن شجاع الثلجي، وعلي بن حرب الطائي، وعبيد الله بن جرير بن جبلة، والرمادي. وعنه: عبد الواحد بن أبي هاشم، وطلحة الشاهد، وعبد الرحمن بن عمر الخلال، وأبو عمر بن مهدي، وآخرون. وثقه الخطيب، وقال: أنا البرقاني، أنا عبد الرحمن بن عمر قال محمد:

(25/57)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 58
سمعت المسند من جدي في سنة ستين، وسنة إحدى وستين بسامراء، فسمع أبو مسلم الكجي من جدي، وبقي عليه شيء سمعه أبو مسلم مني. ومات جدي وهو يقرأ علي. والذي سمعت منه مسند العشرة، وابن عباس، وبعض الموالي، ولي دون العشر. ولدت في أول سنة أربع وخمسين. قلت: وخلف له أموالاً عظيمة فضيعها وافتقر. قال أبو سعد السمعاني فيالأنساب: ذكر أبو بكر بن يعقوب قال: لما ولدت دخل أبي على أمي فقال: إن المنجمين قد أخذوا مولد هذا الصبي، فإذا هو يعيش كذا وكذا. وقد حسبتها أياماً، وقد عزمت أن أُعد لكل يوم ديناراً، فإن ذلك يكفي المتوسط. فأعد لي حباً في الأرض وملأه دنانير. ثم قال لها: أعدي له حُباً آخر. فجعل فيه مثل ذلك استظهاراً، ثم استدعى حباً آخر وملأه ودفنهم. قال أبو بكر: وما نفعني ذلك مع حوادث الزمان، وقد احتجت إلى ما ترون. قال أبو بكر بن السقطي: رأينا فقيراً يجيئنا بلا إزار، ونسمع عليه ويبرّ بالشيء بعد الشيء. قلت: وتوفي في ربيع الآخر. أخبرني الحافظ أبو محمد بن عبد المؤمن بن خلف، أنا يحيى بن أبي السعود: أخبرتنا شهدة، أنا أبو عبد الله النعالي، أنا عبد الواحد بن حنبل سُئل عن حديث النبي صلى الله عليه وسلم في عمار: تقتلك الفئة الباغية. فقال: هو كما قال

(25/58)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 59
رسول الله صلى الله عليه وسلم قتلته الفئة االباغية. وقال: في هذا غير حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم. وكره أن يتكلم في هذا بأكثر من هذا. محمد بن إبراهيم بن نومرد: أبو بكر الدامغاني. سمع: عمار بن رجاء الجرجاني، ويحيى بن أبي طالب. وقبلهما أحمد بن منصور زاج. وعنه: الحسين بن محمد بن قيصر الدامغاني، وعبد الله بن محمد الدروقي، وعبد الرحمن بن أبي عبد الرحمن القاضي، وغيرهم. توفي في جمادى الآخرة.) محمد بن إسحاق بن إبراهيم: أبو بكر البغدادي المقرئ. سمع: محمد بن حمزة الطوسي، ومحمد بن عبيد الله المنادي. وعنه: عبد الواحد بن مسرور البلخي، وابن جميع، وعبد الله بن أحمد خجنج النحوي. وكان صدوقاً. بقي إلى هذه السنة. محمد بن إسماعيل:

(25/59)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 60
أبو بكر الفرغاني الصوفي، أستاذ أبي بكر الدقي. كان من المجتهدين في العبادة. قال الدقي: ما رأيت أحسن منه ممن يظهر الغنى في الفقر. كان يلبس قميصين أبيضين ورداءً وسراويل ونعلاً نظيفاً وعمامة. وفي يده مفتاح، وليس له بيت. ينطرح في المساجد ويطوي الخمس والستَّ. وقال أحمد بن علي الرستمي: كان يسيح ومعه كوزٌ فيه قميص نظيف رقيق، فإذا اشتهى دخول بلدٍ تنظف ولبس القميص، ومعه مفتاح منقوش، فيصلي ويطرحه بين يديه، يوهم أنه تاجر. وقال عبد الواحد بن بكر: سمعت الدقي: سمعت الفرغاني محمد بن إسماعيل يقول: دخلت الدير الذي بطور سيناء فأتاني مطرانهم بأقوامٍ كأنهم نشروا من القبور فقال: هؤلاء يأكل أحدهم في الأسبوع أكلةً يفخرون بذلك. فقلت لهم: كم صبر مسيحيكم هذا قالوا: ثلاثين يوماً. وكنت قاعداً في وسط الدير، فلم أزل جالساً أربعين يوماً لم أأكل ولم أشرب، فخرج إلي مطرانهم قال: يا هذا، قم فقد أفسدت قلوب كل من في الدير. فقلت: حتى أتم ستين يوماً. فألحوا علي فخرجت. محمد بن إسماعيل القرطبي النحوي: ويُعرف بالحكيم. سمع: محمد بن وضاح، وعبد الله بن مسرة، ومحمد بن عبد السلام الخشني، ومطرف بن قيس. وكان عالماً بالنحو والحساب، لطيف النظر، مثيراً للمعاني.

(25/60)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 61
عاش ثمانين سنة، وتخرج به أئمة كبار. محمد بن حكم الزيات القرطبي: أبو القاسم. توفي في هذا الحد. روى عن: محمد بن وضاح، وإبراهيم بن باز، ومطرف بن قيس. روى عنه: عبد الله بن محمد بن عثمان، ويحيى بن هلال، وخلف بن محمد الخولاني، وغيرهم. محمد بن الحسين بن ماقولة: أبو جعفر المديني مستملي أحمد بن مهدي. محمد بن العباس بن يونس: أبو بكر المحاربي الدمشقي، ويعرف بابن زلزل. كان جدهم قسيساً بجوبر. سمع بكار بن قتيبة، وأبا زرعة النضري، وجماعة. وعنه: أبو العباس السمسار، وعبد الوهاب الكلابي. محمد بن علي بن الحسين بن أبي الحديد الصدفي المصري: سمع: يونس بن عبد الأعلى، ووفاء بن سهيل، والربيع بن سليمان، وابن عبد الحكم، والقاضي بكار. قال ابن يونس: كان ثقة، يكنى أبا الحسين مولى الصدف. وكان فقيهاً على مذهب أبي حنيفة، فرضياً عاقلاً. توفي في جمادى الأولى.

(25/61)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 62
محمد بن عمير الجهني: مولاهم الدمشقي، سبط محمد بن) هشام بن ملاس. روى عن: محمد بن سليمان بن مطر، ويونس بن عبد الأعلى. وعنه: عبد الوهاب الكلابي، وأبو بكر بن أبي الحديد السلمي، وأحمد ابن عبد الله بن زُريق البغدادي ثم المصري. محمد بن مخلد بن حفص: أبو عبد الله الدوري العطار. سمع: يعقوب الدورقي، والفضل بن سهل، وأصبغ بن إسماعيل السهمي، والحسن بن عرفة، ومحمد بن عثمان بن كرامة، ومسلم بن الحجاج القشيري، وخلقاً كثيراً. وعنه: أبو بكر الآجري، والجعابي، والدارقطني، وأبو الحسن بن الجندي، وابن الصلت الأهوازي، وأبو عمر بن مهدي، وطائفة سواهم. وكان موصوفاً بالصدق والثقة والصلاح. ولد سنة أربع وثلاثين ومائتين أو سنة ثلاثٍ. سُئل عنه الدارقطني فقال: ثقة مأمون. قلت في جمادى الآخرة رحمه الله تعالى.

(25/62)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 63
محمد بن يحيى بن عمر بن لبابة الأندلسي: بالأندلس. يقال: توفي فيها. وقد تقدم ذكره. له رواية عن عمه محمد بن عمر.
4 (حرف النون)
نصر بن أحمد بن إسماعيل بن أسد بن سامان: الملك أبو الحسن صاحب ما وراء النهر، وابن ملوكها. كان ملكاً رفيع العماد، وروى الزناد، زكي المراد، ملك البلاد، ودانت له العباد. وكان قد قتل أبوه سنة إحدى وثلاثمائة، ويقي نصر في الملك ثلاثين سنة وثلاثين يوماً. وقام بعده ولده أبو محمد نوح.
4 (حرف الهاء)
هارون بن يوسف بن هارون بن ناصح: أبو علي الأسواني. سمع: بحر بن نصر الخولاني، وابن عبد الحكم. وكانت القضاة تقبله. وتوفي في ربيع الأول. قال ابن يونس: سمع منه معي ابني علي. هناد بن السري بن يحيى أخي هناد بن السري التميمي الكوفي: أبو السري.

(25/63)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 64
كان ثقة، عسراً في الرواية، ويعرف بهناد الصغير. سمع: أبا سعيد الأشج، وأباه السري بن يحيى. وعنه: محمد بن عبد الله الجعفي القاضي، وأبو بكر بن أبي درام الحافظ، وأبو حازم محمد بن علي الوشاء، ومحمد بن عمر العلوي الكوفيون.
4 (حرف الواو)
وثيمة بن عمارة بن وثيمة بن موسى بن الفرات: أبو حذيفة. مصري، توفي في شعبان. وأصله فارسي. سمع من: أبيه، وجماعة. ذكره ابن يونس.)
4 (حرف الياء)
يزيد بن الحسن بن يزيد: أبو الطيب بن المسلمة. بغدادي كبير. سمع: الحسن الزعفراني، والحسن بن عرفة، وابن وارة. وعنه: الدارقطني، وابن شاهين. وكان ثقة. يعقوب بن عبد الرحمن بن أحمد بن يعقوب: أبو يوسف البغدادي الجصّاص الدّعاء. سمع: أبا حُذافة أحمد بن إسماعيل السهمي، وحفص بن عمرو الربالي، وحميد بن الربيع، وعلي بن إشكاب، وجماعة.

(25/64)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 65
وعنه: الدارقطني، وإسماعيل بن زنجي، وعبد الله بن محمد الحنائي، وابن جميع، وغيرهم. قال الخطيب: في حديثه وهمٌ كثير. قرأت على عمر بن غدير، عن ابن الحرستاني حضوراً: أنا أبو الحسن الفقيه، أنا أبو نصر بن طلاب، أنا محمد بن أحمد: ثنا يعقوب بن عبد الرحمن الواعظ، ثنا حميد بن الربيع، ثنا حفص بن غياث، عن الأعمش، عن إبراهيم. عن عبيدة، عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرأ علي سورة النساء. قلت: أقرأ عليك، وعليك أُنزل قال: إني أشتهي أن اسمعه من غيري. فقرأت حتى انتهيت إلى قوله: فكيف إذا جئنا من كل أمةٍ بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً. قال: فسالت عيناه فسكت. متفق عليه، وهو أعلى ما وقع لي عن الجصاص. يونس بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى الصدفي: أبو سهل المصري الزاهد. سمع: عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم، وأبا عبد الرحمن النسائي. وعنه: أخوه الحافظ أبو سعيد عبد الرحمن وقال: كان أفضل أهل زمانه، يمني في العبادة. روى عنه: عبد الملك بن حبان، وغيره. ذكره الماليني في أربعي الصوفية، له.

(25/65)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 66
1 (وفيات سنة اثنين وثلاثين وثلاثمائة)

4 (حرف الألف)
أحمد بن إشكاب بن محمد: أبو بكر الإصبهاني. سمع: عبيد بن الحسن، وأبا طالب بن سوادة. ذكره أبو عبد الله بن مندة، وأحسبه روى عنه. أحمد بن عامر بن بشر: أبو حامد المروروذي الفقيه الشافعي. تفقه على: أبي إسحاق المروزي، وصنفالجامع في الفقه، وشرح

(25/66)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 67
مختصر المزني، وصنف في أصول الفقه. وكان إماماً لا يشق غباره. نزل البصرة، وعنه أخذ فقهاؤها. أحمد بن عبادة بن علكدة بن نوح: أبو عمر الرعيني المالكي، إمام جامع قرطبة. سمع: محمد بن وضاح، ومحمد بن عبد السلام الخشني. توفي في رجب. وكان زاهداً فاضلاً، قُلد الشورى فلم يتقلدها. وحج فسمع من: العقيلي. أحمد بن عبيد الله بن الحريص البغدادي: سمع: العباس) الترقفي، ومحمد بن عبد الملك الدقيقي. وعنه: الدارقطني، وابن شاهين، وعمر الكتاني. أحمد بن عيسى: أبو بكر الخواص. سمع: علي بن حرب، وجماعة. وعنه: ابن نحيب، وابن شاهين، والدارقطني ووثقه. عاش بضعاً وثمانين سنة. أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمن:

(25/67)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 68
مولى بني هاشم، أبو العباس الكوفي الحافظ المعروف بابن عقدة، وهو لقب أبيه. سمع: أبا الجعفر بن المنادي، والحسن بن علي بن عفان، وأحمد بن عبد الحميد الحارثي، والحسن بن مكرم، وعلي بن داود القنطري، وعبد الله بن أبي مسرة المكي، وإبراهيم بن أبي بكر بن أبي شيبة، وعبد الله بن أسامة لكلبي، ويحيى بن أبي طالب، ومحمد بن الحسين الحنيني، وخلقاً كثيراً حتى سمع من أقرانه، وأصغر منه. وكان حافظاً كبيراً، جمع الأبواب والتراجم. روى عنه: الجعابي، وابن عدي، والطبراني، والدارقطني، وعمر الكتاني، وابن جميع، وإبراهيم بن خرشيد قولة، وأبو عمر بن مهدي، وابن الصلت، وأبو الحسين بن المتيم، وخلق سواهم. وكان أبو عقدة إماماً في النحو والتصريف، ورعاً خيراً. أنبأني ابن علان، ومؤمل بن محمد البالسي قلا: ثنا الكندي، أنا القزاز، نا أبو بكر الخطيب: أنا أبو الحسين أحمد بن محمد الواعظ نا ابن عقدة سنة ثلاثة إملاءً: نا عبد الله بن الحسين الأشقر: سمعت عثام بن علي: سمعت سفيان يقول: لا يجتمع حب علي وعثمان إلا في قلوب نبلاء الرجال. قلت: ما يملي ابن عقدة مثل هذا وإلا وأمره في التشيع متوسط. قال الوزير أبو الفضل بن حنزابة: سمعت الدارقطني يقول: أجمع أهل

(25/68)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 69
الكوفة أنه لم ير بالكوفة من زمن ابن مسعود رضي الله عنه إلى زمن أبي العباس ابن عقدة أحفظ منه. أبو أحمد الحاكم قال: قال لي ابن عقدة: دخل البرديجي الكوفة، فزعم أنه أحفظ مني. فقلت: لا تطول، نتقدم إلى دكان ورّاق، ونضع القبان، ونزن من الكتب ما شئت. ثم يلقي علينا فنذكره. قال: فبقي. قال الحاكم: سمعت أبا علي الحافظ يقول: ما رأيت أحفظ لحديث الكوفيين من ابن عقدة. وعن ابن عقدة قال: أنا أجيب في ثلاثمائة ألف حديث من حديث أهل البيت وبني هاشم. وروى هذا أيضاً الدارقطني. وعن ابن عقدة قال: أحفظ مائة ألف حديث بالإسناد والمتن، وأُذاكر بثلاثمائة ألف حديث. وقال عبد الغني: سمعت الدارقطني قال: كان ابن عقدة يعلم ما عند الناس، ولا يعلم الناس ما عنده. وقال أبو سعيد الماليني: أراد ابن عقدة أن ينتقل، فكانت كتبه ستمائة حملة. قلت: وكل أحدٍ يخضع لحفظ ابن عقدة، ولكنه ضعيف. قال أبو أحمد بن عدي: كان أبو العباس صاحب معرفة وحفظ، ومقدم في هذه الصنعة، إلا أني رأيت مشايخ) بغداد يسيئون الثناء عليه، ورأيت فيه

(25/69)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 70
مجازفات، حتى كان يقول: حدثني فلانة قالت: هذا كتاب فلان قرأت فيه: ثنا فلان. وهذا مجازفة. وكان مقدماً في الشيعة. ولولا اشتراطي أن أذكر كل من تكلم فيه لما ذكرته للفضل الذي فيه. وقال البرقاني: قلت للدارقطني: إيش أكثر ما في نفسك من ابن عقدة قال: الإكثار بالمناكير. وقال السلمي: سألت الدارقطني عنه فقال: حافظ محدث، ولم يكن في الدين بقوي، ولا أزيد على هذا. وقال حمزة بن محمد بن طاهر: سمعت الدارقطني يقول: ابن عقدة رجل سوء. وقال أبو عمر بن حيوية: كان ابن عقدة يملي مثالب الصحابة، أو قال: الشيخين، فتركت حديثه. وقال عبدان الأهوازي: ابن عقدة خرج عن معاني أصحاب الحديث، ولا يذكر معهم. يعني لما كان يظهر من الكثرة. وتكلم فيه مُطين. وقال ابن عدي: سمعت أبا بكر بن أبي غالب يقول: ابن عقدة لا يتدين بالحديث لأنه كان يجمل شيوخاً بالكوفة على الكذب، يسوي لهم نسخاً ويأمرهم أن يرووها، ثم يرويها عنهم. قد تبينا ذلك منه في غير شيخ. وسمعت محمد بن محمد الباغندي يحكي فيه شبيهاً بهذا، وقال: كتب إلينا أنه قد خرج من الكوفة شيخ عنده نسخ فقدمنا عليه، وقصدنا الشيخ وطالبناه بأصول ما يرويه. فقال: ليس عندي أصلٌ، إنما جاءني ابن عقدة بهذه النسخ، وقال: إروه يكن لك من ذكر، ويرحل إليك.

(25/70)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 71
مولد ابن عقدة في سنة تسعٍ وأربعين ومائتين، وتوفي في ذي القعدة. ووقع لي حديثه بعلو. أخبرنا ابن غدير، أنا أبو القاسم الأنصاري، أنا علي بن مسلم، أنا أبو نصر، أنا ابن جميع، أنا أحمد بن محمد بن سعيد الحافظ بالكوفة، ثنا يحيى بن زكريا بن شيبان، ثنا علي بن سيف عميرة: حدثني أبي: حدثني العباس بن الحسن بن عبيد الله النخعي: حدثني أبي، عن ثعلبة أبي بحرٍ، عن أنس قال: استضحك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: عجبت لأمر المؤمن أن الله لا يقضي له قضاءً إلا كان خيراً له. أحمد بن محمد بن أبي سعيد: أبو بكر البزاز. سمع: أحمد بن أبي غرزة. وعنه: يوسف القواس وقال: ثقة. أحمد بن محمد بن عمر بن أبان: أبو الحسن العبدي اللنباني الإصبهاني. سمع ببغداد من أبي بكر بن أبي الدنيا جملةً من تصانيفه. وسمعالمسند كله من عبد الله بن أحمد بن حنبل. وعنه: الحسن بن محمد بن أريوه، وأبو عبد الله بن مندة، وأبو عمر عبد الله ابن محمد بن عبد الوهاب السلمي، وغيرهم.

(25/71)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 72
توفي في ربيع الآخر. أحمد بن محمد بن الوليد: أبو العباس التميمي، ابن ولاد المصري. هو من كبار النحاة، وكذا أبو وجده. سافر إلى العراق، وأخذ عن أبي إسحاق الزّجّاج، وطبقته ورجع.) صنف كتابالانتصار لسيبويه على المبرد وهو من أحسن الكتب. وله: المقصود والممدود. وكان هو وأبو جعفر النحاس شيخي مصر في زمانهما. وقيل هو بغدادي سكن مصر. وقد روى عن المبرد أيضاً. حدَّث عنه: عبد الله بن محمد بن سعيد المصري الشاعر. أحمد بن محمد بن يعقوب: أبو عبد الله البصري، المعروف بالبريدي. أحد الأعيان والمتمولين، وأُولي الدهاء والإقدام. ولي وزارة الراضي بالله محمد بن المقتدر سنة سبعٍ وعشرين، وخلفه بالحضرة أبو بكر النفري لأنه كان بواسط، ثم عزل عن الوزارة بعد سنة وأشهر.

(25/72)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 73
ثم وزر للمتقي بالله إبراهيم بن المقتدر في سنة تسعٍ وعشرين، ثم اختلف عليه الجند وحاربوه وهزموه، فانحدر إلى واسط بعد أيام من وزارته. ثم وزر سنة ثلاثين شهراً، ثم عزل وصودر مرات. وقد مر في الحوادث من أخباره. توفي بالبصرة من شوال. إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم: أبو إسحاق الحنبلي الفقيه، صاحب المروذي. سمه منه، ومن: عباس الدوري، ويحيى بن أبي طالب. وصنف في المذهب. روى عنه: الدارقطني. إبراهيم بن محمد بن علي بن بطحاء التميمي البغدادي المحتسب: سمع: أبا، وعلي بن حرب، والعطاردي، وعباساً الدوري، وطبقتهم. وعنه: الدارقطني، ويوسف القواس، وعبيد الله بن أبي مسلم الفرضي. ولد سنة خمسين ومائتين. ومات في صفر. قال الدارقطني: ثقة، فاضل. إسماعيل بن عمر بن الوليد القرطبي الفقيه: أبو الأصبغ. كان مشاوراً في الأحكام، مفتياً، نبيلاً. سمع: محمد بن وضاح، وابن مطروح. أرّخه القاضي عياض.

(25/73)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 74
أيوب بن صالح بن سليمان بن صالح ين هشام بن غريب: أبو صالح المعافري، القرطبي المالكي. روى عن: العتبي الفقيه، وأبي زيد، وعبد الله بن خالد، وابن مزين. وقال ابن الفرضي: كان إماماً في مذهب مالك. دارت عليه الفتوى في وقته وعلى محمد بن لبابة. وكان متصرفاً في علم النحو والبلاغة والشعر. وكان مجانباً للدولة، لكنه ولي الحسبة فأحسن السيرة. وتوفي في المحرم.
4 (حرف الحاء)
الحسن بن سعد بن إدريس بن خلف: أبو علي الكتامي البربري. سمع: بقي بن مخلد الحافظ. وباليمن من: إسحاق الدبري. وكُتامة قبيلة من ابربر. الحسن بن يوسف بن يعقوب بن ميمون: أبو علي الحدادي، إمام جامع مصر. يروي عن: يونس بن عبد الأعلى، وبحر بن نصر، ومحمد بن عبد الله بن الحكم، وغيرهم.

(25/74)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 75
وعنه: ابن مندة أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن) أحمد بن النضير بن حليم: أبو عبد الله النضري المروزي، والد عبد الله بن الحسين البصري. امتنع من التحديث، فيما أخبار ابن ماكولا، إلى أن أنفذ إليه الحاكم أبو الفضل ابنه، فحدث بكتب ابن أبي الدنيا، وسنن أبي داود، وفوائد عباس الدوري، عنهم. وحدث بكتابمعاني القرآن للفرّاء، عن السري، عنه.
4 (حرف السين)
سعيد بن محمد بن نصر: أبو عمرو بن مموس القطان. سمع أباه، وعلي بن عبد العزيز البغوي، وأبا يزيد القراطيسي. وعنه: أحمد بن فارس اللغوي، والقاسم بن محمد السراج، وجماعة. توفي بجرجان. سليمان بن أبي سعيد الجنابي القرمطي: زعيم قومه، هلك بالجدري في رمضان، فلا رحمه الله. وقد مرت أخباره في سنة سبع عشرة في الحوادث.

(25/75)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 76
4 (حرف العين)
العباس بن محمد بن قوهيار: أبو الفضل النيسابوري. سمع: إسحاق بن عبد الله بن رزين، وعلي بن الحسن الهلالي، ومحمد ابن عبد الوهاب. وانتخب عليه أبو علي الحافظ. قال الحاكم: سمعت ولده يذكرون أنه دخل الحمام، فحلق القيّم رأسه، والقيم سكران، فأرسل الموسى في دماغه. فأخرجوه من الحمام فمات في ربيع الآخر. روى عن: ابن محمش، ومحمد بن المظفر الحافظ، وأبو الحسن العلوي، وآخرون. قيل: اسم جده قوهيار معاذ. عبد الله بن إسحاق: أبو محمد المصري الجوهري. حدث ببغداد عن: الربيع بن سليمان، وبكار القاضي، وإبراهيم بن مرزوق، وأبي زرعة الدمشقي. وعنه: الدارقطني، وابن شاهين، وابن جميع، وأبو أحمد الفرضي، وأبو عمر بن مهدي، ومحمد بن عثمان النفري. مات في ربيع الأول. وحدث عنه أبو يعلى عثمان بن المحسن الطوسي، وقال: ثقة. عبد الله بن محمد بن أحمد بن أبي سعيد:

(25/76)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 77
أبو بكر البزاز. خال ابن الجعابي. سمع: الزعفراني، وعلي بن إشكاب، وجماعة. وعنه: الدارقطني، وابن شاهين وعبد الله الصفار. وكان ثقة. عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي عبد الرحمن بن عبد الله ابن يزيد: المقرئ المالكي. سمع من: جده. روى عنه ابن جميع بالإجازة. عبد العزيز بن أحمد بن الفرج: أبو محمد الغافقي، مولاهم المصري. كان يخضب بالحناء، فقيل له: الأحمري. قال ابن يونس: ثقة، ثبت. روى عن: محمد بن زيدان الكوفي، وبكار بن قتيبة، وإبراهيم بن مرزوق. توفي في جمادى الأول من السنة. عبد العزيز بن قيس: أبو زيد) البصري، ثم المصري. روى عن: بكّار بن قتيبة، ويزيد بن سنان القزاز. قال ابن يونس: كان ثقة. لم يكن من أهل المعرفة بالحديث. توفي في ربيع الأول سنة 332.

(25/77)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 78
عبيد الله بن أحمد بن عبد الله بن عمرو النصري: أبو محمد الدمشقي. ورى عن: جده لأمه أبي زرعة. وعنه: عبد الوهاب الكلابي، ومحمد ب جعفر الصيداوي. عمرو بن صالح: أبو حفص المري الجدياني. حدث بقرية جديا من الغوطة، عن: إبراهيم الجوزجاني، وبكر بن حفص. وعنه: عبد الوهاب الكلابي، ووالد تمتام.
4 (حرف القاف)
القاسم بن داود بن سليمان بن مردانشاه: أبو ذر الكاتب. بغدادي، ثقة، نبيل. روى عن: سعدان بن نصر، وعباس الترقفي، وأحمد بن منصور الرمادي، وجماعة. وعنه: أبو بكر بن شاذان، والمعافى بن زكريا، وابن جميع، وآخرون. ورَّخه الخطيب.

(25/78)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 79
4 (حرف الميم)
محمد بن أحمد بن أبي سعيد: أبو بكر البغدادي، البزاز. روى عن: أحمد بن أبي غرزة الغفاري. وعنه: يوسف القواس، وعبيد الله بن أحمد المقرئ. وثقة القواس. محمد بن إبراهيم بن عمرو القرشي السهمي: أبو الحسين. مصري، روى عن: عبيد الله بن سعيد بن عفير، وخير بن موفق. محمد بن بشر بن بطريق: أبو بكر الزبيري العكري. في شوال. سمع: بحر بن نصر الخولاني، وابن عبد الحكم الفقيه، وجماعة. وعنه: أبو بكر بن المقرئ، وعبد الرحمن عمر النحاس. وقال يحيى بن علي بن الطحان: عند كثير من أهل العمل إنه مصري، لأنه دخل مصر صغيراً. وولد بسامراء سنة ثمانٍ وأربعين. قال ابن يونس: هو مولى عتيق بن مسلمة الزيري. والزبيري ضبطه الصوري. محمد بن بكار بن يزيد بن المرزبان:

(25/79)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 80
أبو الحسن السكسكي، قاضي بيت لهيا. سمع: محمد بن إسماعيل بن علية، وشعيب بن شعيب بن إسحاق، وبكار بن قتيبة، وجماعة. وعنه: أبو محمد بن ذكوان البعلبكي، وأبو بكر بن المقرئ، وعبد الوهاب الكلابي، وأبو بكر بن أبي الحديد، وابن ابنه الحسين بن أحمد بن محمد بن بكار. توفي ببيت لهيا. محمد بن الحس بن يونس: أبو العباس الهذلي، النحوي، الكوفي. قرأ القرآن وتلقنه على أبي الحسن علي بن الحسن بن عبد الرحمن التيمي المقرئ. قرأ عليه: القاضي محمد بن عبد الله الهرواني الجعفي، وأبو الحسن محمد بن جعفر التميمي النجار. محمد بن الحسين بن) الحسن بن الخليل: أبو بكر النيسابوري القطان، الشيخ صالح، مسند نيسابور. سمع: أحمد بن منصور، وأحمد بن الأزهر، وأحمد بن يوسف، وعبد الرحمن بن بشر، والذهلي، وهذه الطبقة. روى عنه: أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه، وأبو علي الحافظ، وابن مندة، ومحمد بن محمد بن محمش، ومحمد بن الحسين العلوي.

(25/80)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 81
قال أبو عبد الله الحاكم: أحضروني مجلسه غير مرة، ولم يصح لي عنه شيء. توفي في شوال، وأظنه جاوز التسعين. محمد بن زُفر: الفقيه أبو بكر المازني. سمع: عبد الملك بن عبد الحميد الميموني الفقيه، وأبا زرعة الدمشقي، وعبد الله بن الحسين المصيصي، وجماعة. وعنه: أبو الحسين الرازي، وأحمد بن البرامي. محمد بن سهل بن أسود الجملي: مصري. عن: أبي الزنباع روح بن الفرج، وطبقته. محمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن ثابت: أبو بكر بن شلحويه الدمشقي. سمع: شعيب بن عمرو، وأبا إسحاق الجوزجاني، وإسماعيل بن عبيد الله العجلي. وعنه: أبو سليمان بن زبر، وأبو هشام المؤدب، وأبو حفص بن شاهين. محمد بن علي بن روبة: سمع: العطاردي. وعنه: الدارقطني. وكان ثقة. محمد بن عمار العجلي العطار: أبو جعفر.

(25/81)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 82
كوفي حافظ، عاش خمساً وثمانين سنة. قال ابن حماد الحافظ: كان ابن عقدة يتكلم فيه، وهو يتكلم في ابن عقدة. محمد بن عمران بن موسى: أبو جعفر الشرمغولي. وشرمغول بها قلعة، وهي علي أربع فراسخ من نسا. سمع ببغداد: موسى الوشاء، ومحمد بن يوسف بن الطباع، وأحمد بن أبي خيثمة، جماعة. وسمع منهتاريخ ابن أبي خيثمة جماعةً منهم: أبو علي الحافظ، وأبو أحمد الحاكم. محمد بن محمد بن أبي حذيفة الدمشقي: أبو علي واسم أبي حذيفة: القاسم بن عبد الغني. سمع: محمد بن هشام بن ملاس، والوليد بن مروان، وربيعة بن الحارث الحمصي، وبكار بن قتيبة، وأبو أمية الطرسوسي، وجماعة. وعنه: أبو الحسين بن شمعون، وأبو حفص بن شاهين، وأبو عبد الوهاب الكلابي، وأبو بكر بن أبي الحديد، وجماعة. محمد بن يزداد الشهرزوري الأمير: ولي إمرة دمشق من قبل محمد بن رائق، إذ غلب على دمشق سنة ثمان وعشرين.

(25/82)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 83
فلما قتل ابن رائق وجاء الإخشيد صاحب مصر، استأمن إليه محمد بن يزداد. وبلغنا أنه توفي في مصر وهو على شرطة الإخشيد في هذا العام. محمد بن يونس بن إبراهيم بن النضر: أبو عبد الله النيسابوري الشعراني المقرئ. قال الحاكم: كان من أئمة القراء والعباد. رأيته يرسل شعره الأبيض. سمع: السري بن خزيمة،) والحسين بن الفضل. وبالعراق: أبا مسلم الكجي، وطبقته. روى عنه: يحيى العنبري، وأبو علي الحافظ. محمود بن إسحاق البخاري القواس: سمع من: محمد بن إسماعيل البخاري، ومحمد بن الحسن بن جعفر صاحب يزيد بن هارون. وحدث، وعمّر دهراً. أرخه الخليلي، وقال: ثنا عنه محمد بن أحمد الملاحمي.
4 (حرف الهاء)
هشام بن أحمد بن هشام بن عبد الله بن كثير: أبو الوليد الدمشقي المقرئ. سمع: العباس بن الوليد البيروتي، وأبا زرعة، وهلال بن العلاء، والكديمي، وجماعة. وعنه: أحمد بن عتبة الجويري، والطبراني، وأبو بكر بن المقريء، وعبد الوهاب الكلابي، وأبو حفص بن شاهين، وآخرون.

(25/83)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 84
4 (حرف الياء)
يعقوب بن إسحاق: أبو الفضل الهروي الحافظ. سمع: عثمان بن سعيد الدارمي، ومن بعده. وصنف جزءاً في الرد على اللفظية. روى عنه: عبد الرحمن بن أبي حاتم بالإجازة وهو أكبر منه، وأهل بلده. يوسف بن عبد الله التميمي القفصي المالكي: كان من أفقه أهل زمانه، وله شعرٌ جيد. ذكره القاضي عياض، وعظمه.

(25/84)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 85
1 (وفيات سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة)

4 (حرف الألف)
أحمد بن إبراهيم بن عبد الوهاب الشيباني الدمشقي: أبو الطيب، المعروف بابن عبادل. سمع: أبا أمية، والعباس بن الوليد البيروتي، وبحر بن نصر الخولاني، وإبراهيم بن منقذ، وخلقاً كثيراً. روى عنه: أبو هاشم المؤدب، والطبراني، وأبو بكر بن أبي الحديد، وعبد الوهاب الكلابي، وجماعة. وثِّق. أحمد بن إسماعيل بن جبريل بن الفيل: أبو حامد الصرام. روى كتب الفقه والتفسير ببلخ أو بخارى. وسمع: يوسف بن بلال، وغيره. وجاوز ثمانين سنة. أحمد بن عبد الله بن محمد بن المبارك بن حبيب الأموي المرواني الأندلسي:

(25/85)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 86
من بيت حشمة وشرف. يروي عن: بقي بن مخلد، وغيره، ومحمد بن وضاح، ومحمد بن عبد السلام الخشني. وكان مائلاً إلى الأخبار والآداب. روى عنه: عبد الله الباخي، وسليمان بن أيوب، ومحمد بن أحمد بن مفرج. توفي في صفر. أحمد بن علي بن رازح: أبو بكر الخولاني المصري. يروي عن: أبي) يزيد يوسف القراطيسي، وغيره. أحمد بن عمرو بن جابر: أبو بكر الطحان الحافظ، نزيل الرملة. سمع: سليمان بن سيف الحراني، ومحمد بن عوف الحمصي، وأبا زرعة الدمشقي، والعباس بن الوليد البيروتي، وبكار بن قتيبة، والحارث بن أبي أسامة، وإبراهيم بن عبد الله العبسي، وطبقتهم. وعنه: أبو سليمان بن زبر، وأبو بكر بن القريء، ومحمد بن المظفر، وعمر بن علي الأنطاكي، وأبو بكر بن أبي الحديد، وابن جميع، وآخرون كثيرون. وقع لنا حديثه عالياً.

(25/86)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 87
أحمد بن محمد بن إبراهيم بن حكيم: أبو عمرو بن ممك المديني، رحل، وسمع: ابن وارة، وأبا حاتم بالري، ويحيى بن أبي طالب ببغداد، وأحمد بن محمد بن أبي الخناجر بأطرابلس، وأبا أسامة بحلب. وعنه: أبو الشيخ، وأبو عبد الله بن مندة، وعلي بن ميلة الزاهد، وعبد الله ابن أحمد بن جولة، وأحمد بن مردويه شيوخ أبي عبد الله الثقفي. وكان أديباً، فاضلاً حسن المعرفة بالحديث. توفي في جمادى الآخرة. أحمد بن محمد بن عاصم: أبو بكر بن أبي سهل الحلواني. عن: يحيى بن أبي طالب، وأبي قلابة، وجماعة. وعنه ابن حيويه، وأبو حفص الكتاني، وأبو الحسن بن الجندي. وثقه الخطيب. وكان إخبارياً، علامة، نسابة. أحمد بن محمد بن عبد الله: أبو بكر الجوهري. بغدادي، مستور.

(25/87)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 88
حدث في هذا العام عن: محمد بن يوسف الطباع، وأحمد بن الهيثم البزاز، وطبقتهم. وعنه: أبو عبد الله المرزباني، وابن الصلت المجبر، وغيرهما. أحمد بن مسعود بن عمرو بن إدريس: أبو بكر الزنبري المصري. سمع: الربيع بن سليمان بن عبد الجبار المرادي، وبحر بن نصر الخولاني، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم. وعنه: أبو بكر بن المقريء، وابن يونس، وأبو حفص بن شاهين، وغيرهم من الرحالة. توفي في ثالث رمضان. وقع لنا حديثه. ولا ذكر ابن ماكولا في الزنبري سواه. إبراهيم بن جعفر بن أحمد:

(25/88)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 89
أمير المؤمنين المتقي لله أبو إسحاق بن المقتدر الهاشمي العباسي. ولد سنة سبعٍ وتسعين ومائتين، واستخلف سنة تسعٍ وعشرين وثلاثمائة بعد أخيه الراضي بالله. فولي الخلافة إلى هذه السنة. ثم إنهم خلعوه وسملوا عينيه، وبقي في قيد الحياة إلى أن مات في شعبان سنة سبعٍ وخمسين وثلاثمائة. وكان حسن الجسم، أبيض مشرباً حمرة. أشقر الشعر بجعودة، أشهل العينين، كث اللحية. وكان فيه دين وصلات وكثرة صلاة، وصيام. ولا يشرب الخمر.
4 (حرف الحاء)
حاتم بن عقيل بن المهتدي المراري: أبو سعيد اللؤلؤي. سمع: عبد الله بن حماد الآملي، وغير) واحد. وعنه: القاسم بن محمد بن الخليل. الحسين بن محمد: أبو عبد الله الخزاعي الزيات. كوفي ثقة. كان ابن عقدة يفيد عنه ويكتب عنه. توفي هذا العام.

(25/89)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 90
4 (حرف العين)
عبيد الله بن محمد بن يعقوب بن الحارث: أبو الفضل البخاري. أخو الفقيه عبد الله. سمع: سهل بن المتوكل، وصالح بن محمد الحافظ. وعنه: أهل بخارى. مات في رمضان. عبيد الله بن يعقوب بن يوسف: أبو القاسم الرازي الواعظ، نزيل نيسابور. ختن أبي العباس بن سريج. رحل، وسمع: هلال بن العلاء الرقي، ويزيد بن عبد الصمد الدمشقي، وأبا إسماعيل الترمذي، وجماعة كثيرة. وعنه: يحيى العنبري، ومحمد بن أبي بكر الإسماعيلي. قال أبو علي الحافظ: كان يكذب. وقال الحاكم: كان أوحد أهل خراسان في مجالس التذكير. حضرت مجلسه. علي بن أحمد بن نوكرد الأستراباذي: سمع بمكة: علي بن عبد العزيز. علي بن إبراهيم بن معاوية: أبو الحسن النيسابوري المعدل، الصالح. سمع: أبا زرعة، وابن وارة، وأحمد بن عبد الجبار العطاردي، وأبا حاتم. وعنه: أبو علي الحافظ، وأبو الحسين الحجاجي، وأبو عبد الله الحاكم لكن ذهب سماعه منه.

(25/90)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 91
علي بن الحسن بن أحمد بن فروج: أبو الحسين الحراني ابن الكلاس. قدم بغداد وحدث بها، عن: سليمان بن سيف، وهلال بن العلاء، وطبقتهما. وعنه: الدارقطني، وابن شاهين، وأبو حفص الكتاني. قال الدارقطني: لم يكن قوياً. وقال أبو الفتح القواس: كان حياً في هذه السنة. علي بن محمد بن منصور بن قريش: أبو الحسن السني البخاري. سمع: محمد بن عيسى الطرسوسي، وعبيد الله بن واصل، ومحمد بن إسماعيل الميداني. وعنه: أهل بلده. علي بن محمد بن المرزبان: أبو الحسن الأسوري الإصبهاني العابد. سمع: أحمد بن مهدي، وابن النعمان. وصحب أبا عبد الله الخشوعي. قال أبو نعيم: لم يخرج حديثه. عمرو بن عبيد: أبو علي البلخي الصيدلاني. توفي ببلخ في ذي القعدة.

(25/91)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 92
4 (حرف الميم)
محمد بن أحمد بن تميم بن تمام: أبو العرب الإفريقي. كان جده من أمراء إفريقية. وسمع محمد من أصحاب سحنون، وكان حافظاً لمذهب مالك، مفتياً. غلب عليه علم الحديث والرّجال، وله تصنيف منها كتابمحن العلماء، وكتابطبقات أهل إفريقية، وكتابفضائل مكة، وكتابفضائل سحنون، وكتابعباد إفريقية، وغير ذلك. وتوفي في ذي القعدة. محمد بن) أحمد بن عمرو: أبو علي اللؤلؤي. بصري مصهور ثقة. سمع: أبا داود السجستاني، ويعقوب بن إسحاق القلوسي، والحسن بن علي بن بحر، والقاسم بن نصر، وعلي بن عبد الحميد القزويني. وعنه: الحسن بن علي الجيلي، وأبو عمر القاسم بن جعفر الهاشمي،

(25/92)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 93
وأبو الحسين الفسوي، ومحمد بن أحمد بن جميع الغساني. وقال أبو عمر الهاشمي: كان أبا علي اللؤلؤي قد قرأ كتاب السنن على أبي داود عشرين سنة، وكان يسمى وراقه. والوراق عندهم القارئ للناس. قال: والزيادات التي في رواية ابن داسة حذفها أبو داود آخراً لشيءٍ رابه في الإسناد. أخبرنا أبو القاسم عمر بن عبد المنعم: أنا عبد الصمد بن محمد حضرواً، أنا علي بن المسلم، أنا أبو نصر بن طلاّب، نا محمد بن أحمد: ثنا أبو علي محمد بن أحمد، ثنا أبو الهيثم بشر بن فأفاء: ثنا أبو نعيم، ثنا شعبة، مروان الأصغر قال: قلت لأنس: أقنت عمر قال: خيرٌ من عمر. محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن يعقوب بن زوزان: الحافظ أبو بكر الأنطاكي. كان حياً في هذا الوقت، ولم أر له تاريخ وفاة. وجده قيده الأمير بمعجمتين، وقال: ورى عن: محمد بن إبراهيم بن كثير الصوري، وأبي الوليد بن برد، وأبي يزيد القراطيسي، وأبي علاثة محمد بن عمرو بن خالد، وأحمد بن يحيى الرقي، وبشر بن موسى. قلت: وزكريا خياط السُّنة، وهذه الطبقة. روى عنه: محمد بن عبد الله الدهان، وأبو محمد بن ذكوان، وفرج بن إبراهيم النصيبي، وأبو الحسين بن جميع. قال الأمير ابن ماكولا: له رحلةٌ في الحديث. كتب بالشام، والعراق، ومصر.

(25/93)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 94
قلت: وتوفي سنة نيفٍ وثلاثين وثلاثمائة. محمد بن إسحاق بن عيسى: أبو بكر بن حضرون التمار: بغدادي، ثقة. سمع: علي بن حرب، والعباس الترقفي. وعنه: أبو بكر الوارق، ومحمد بن سليم البزاز. محمد بن حامد بن احمد بن حمدويه: أبو بكر البخاري الوزّان. سمع: سهل بن المتوكل، ومحمد بن عبد الله السعدي، وجماعة. وعاش سبعين سنة. محمد بن أبي الفتح: أبو بكر القلانسي. بغدادي، ثقة. سمع: عباس الترقفي، وعبد الرحمن بن محمد بن منصور. وعنه: ابن المظفر، والدارقطني، وأحمد بن الفرج، وابن جميع. محمد بن محمد بن عبد السلام بن ثعلبة: أبو الحسن الخشني الأندلسي. سمع أباه فأكثر عنه. وكان فقيهاً مشاوراً في الأحكام، قليل الفقه، رحمه الله تعالى.

(25/94)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 95
محمد بن محمد بن وشاح: أبو بكر ابن اللباد اللخمي. مولاهم الفقيه الإفريقي المالكي. من أصحاب يحيى بن عمر الفقيه. صنففضائل مالك، وكتابعصمة النبيين، وكتابالطهارة. وتوفي في صفر. وعليه تفقه أبو محمد بن أبي زيد. محمد بن محمد) بن يونس الأبهري الإصبهاني: سمع: يونس بن حبيب، وأحمد بن عصام، وأسيد بن عاصم، وإبراهيم ابن فهد. وعنه: ابن منده، وعلي بن مقلة. توفي في ربيع الآخر. مذكور بن جعفر بن أحمد: أبو زيد البلوي المؤذن المصري. روى حديثاً واحداً عن بكار بن قتيبة. وتوفي في المحرم. مظفر بن أحمد بن حمدان: أبو غانم المصري النحوي المقرئ. من جلة المقرئين بمصر. قرأ علي: أحمد بن عبد الله بن هلال.

(25/95)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 96
قرأ عليه: محمد بن علي الأدفوني، ومحمد بن خراسان الصقلي، وعامة أهل مصر. قال ابن خراسان: توفي في ربيع الأول سنة.
4 (حرف الياء)
يعقوب بن محمد بن عبد الوهاب: أبو عيسى الدوري. حدث عن: الحسن بن عرفة، وحفص الربالي، ويحيى بن حبيب الجمال. وعنه: أبو الفتح القواس، وأبو الحسن الجندي، ومحمد بن أحمد بن جميع الصيداوي لكنه سماه يعقوب بن عبد الرحمن. وذاك وهمٌ منه. قال الخطيب: كان صدوقاً.

(25/96)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 97
1 (وفيات سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة)

4 (حرف الألف)
أحمد بن حامد بن مخلد البغدادي: أبو عبد الله القطان المقرئ. سمع: إبراهيم بن عبد الله القصار، وأحمد بن أبي خثيمة. وعنه: ابن شاهين، وأبو القاسم بن الثلاج، وأبو الحسن بن الصلت الأهوازي. وثقه الخطيب. أحمد بن عبد الله بن إسحاق: أبو الحسن الخرقي. تقلد القضاء بواسط، ثم بمصر والمغرب. ثم ولي قضاء بغداد سنة ثلاثين

(25/97)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 98
وكان هو وأبوه وعمومته من التجار يشهدون على القضاء. وكان المتقي لله يرعى له خدمته. فلما أفضت الخلافة إليه أحب أن ينّوه باسمه، ويبلغه إلى حال لم يبلغها أحد من أهله فقلده القضاء. ولم يكن له خدمة للعلم ولا مجالسة لأهله، فتعجب الناس. لكن ظهرت منه رُجلة وكفاءة وعفة ونزاهة. وانقطع خبره في هذا العام لأنه ترحل إلى الشام ومات هناك. أحمد بن إسحاق بن عبد الله بن أبي قماش: أبو عيسى الأنماطي. سمع: الزعفراني، وسعدان بن نصر، وجماعة. وعنه: أبو أحمد بن الفرضي، وإسماعيل بن الحسن الصرصري. وثقه الخطيب. مات في ربيع الآخر. أحمد بن عبد الله بن نصر بن هلال: أبو الفضل السلمي. سمع: أباه، وموسى بن عامر المري، ومحمد بن إسماعيل بن علية، ومؤمل بن إهاب، وأبا إسحاق الجوزجاني،) وغيرهم. وكان أسند من بقي بدمشق. روى عنه: أبو حفص بن شاهين، وعبد الوهاب الكلابي، ومحمد بن علي الإسفرائيني الحافظ، وأبو بكر بن أبي حديد، وعمران بن الحسن. توفي في جمادى الأولى عن بضع وتسعين سنة. أحمد بن ععلي بن سعيد: أبو عبد الله الكوفي الكاتب الوزير. خدم سيف الدولة بن حمدان.

(25/98)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 99
أحمد بن محمد بن أوس: أبو عبد الله الهمداني المقرئ. مسند معمر. روى عن: إبراهيم بن أحمد بن يعيش، وأحمد بن بديل اليامي، وجماعة. وعنه: صالح بن أحمد الحافظ، وأبو بكر بن لال، وشعيب بن علي القاضي. وأهل همدان. وهو صدوق. أحمد بن محمد بن الحسن بن مرار: أبو بكر الضبي الحلبي المعروف بالصنوبري. الشاعر المشهور، روى عنه من شعره: أبو الحسن الأديب، وأبو الحسين بن جميع، وغيرهما. فمن شعره السائر:
(لا النوم أدري به ولا الأرق .......... يدري بهاذين من به رمق)

(إن دموعي من طول ما استبقت .......... كلت فما تستطيع تستبق)

(ولي مليكٌ لم تبد صورته .......... مذ كان إلا صلَّت له الحدق)

(نويت تقبيل نار وجنته .......... وخفت أدنو منها فأحترق)

(25/99)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 100
وحكى الصنوبري أن جده الحسن كان صاحب بيت حكمةٍ من بيوت حكم المأمون، فتكلم بين يديه فأعجبه كلمه ومزاحه فقال: إنك لصنوبري الشكل، يعني الذكاء، فلقبوا جدي الصنوبري. أحمد بن محمد بن إبراهيم الإصبهاني: أبو علي الصحاف. سمع: إسماعيل بن عبد الله سمويه، وأحمد بن عبيد الله النرسي، وموسى ابن سهل الوشاء. وعنه: ابن مندة. أحمد بن محمد بن عصام: أبو بكر القزويني. ثقة، سمع: هارون بن هزاري، ويحيى بن عبدك. روى عنه جماعة. أحمد بن محمد بن ياسين: أبو إسحاق الهروي الحدادي. مؤرخ هراة. سمع: موسى بن أحمد الفريابي، وعثمان بن سعيد الدرامي، ومعاذ بن المثنى، ومحمد بن إبراهيم، وجماعة يكثر عددهم. روى عنه: أبو عبد الله بن أبي ذهل، وأبو علي منصور الخالدي، ومحمد ابن علي بن الحسن. لا يوثق به. حط عليه الدارقطني والناس.

(25/100)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 101
روى أيضاً عن الفضل بن عبد الله اليشكري. قال أبو عبد الرحمن السلمي: سألت الدارقطني عنه فقال: هو شرٌ من أبي بشر المروزي وكذبهما. وقال أبو سعد الإدريسي: سمعت أهل بلدة يطعنون فيه ولا يرضونه. وكان يحفظ الحديث ويعرف، ويقع في حديثه مناكير أرجو أنها لا تقع من جهته. وتوفي في ذي) القعدة من سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة.
4 (حرف الباء)
بصير بن صابر بن داود: أبو محمد البخاري. سمع: أسباط بن اليسع، وأبا عبد الله بن أبي حفص، والبخاريين. وعنه: أحمد بن محمد بن عمر، وسهل بن عثمان.
4 (حرف الحاء)
حسان بن عبد الله بن حسان: أبو علي الأندلسي، من أهل أستجة. كان نبيلاً في الفقه، معتنياً بالحديث، متصرفاً في اللغة والآداب، ولم يكن بأستجة مثله. روى عن: عبيد الله بن يحيى، والأعناقي، وعبد الله بن الوليد، وجماعة. الحسن بن أحمد بن يعقوب:

(25/101)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 102
أبو محمد الهمداني اليمني، المعروف بابن الحائك. اللغوي النحوي الإخباري الطبيب، صاحب التصانيف. كان نادرة زمانه، وواحد أوانه. وكان جده يعرف بذي الدُمينة الحائك. وعند أهل اليمن الشاعر وهو الحائك لأنه يحوك الكلام. ولأبي محمد شعر ومدائح في ملوك اليمن. وله كتاب كبير في عجائب اليمن، وكتاب في الطب، وكتابالمسالك والممالك. وشعره سائر. ولما دخل الحسين بن خالويه اليمن جمع ديوان هذا الرجل. ومات بصنعاء في السجن في هذا السنة. الحسن بن بويه: أمير إصبهان. الحسن بن محمد بن هارون: أبو علي الفرمي. سمع: أحمد بن داود المكي، ويحيى بن أيوب العلاف، والمصريين. وكان موثقاً خيراً. مات في ذي القعدة. الحسين بن يحيى بن عياش: أبو عبد الله المتوثي البغدادي القطان الأعور. سمع: أحمد بن المقدام العجلي، والحسن بن أبي الربيع، والحسن بن عرفة، وإبراهيم بن مجشر، وجماعة. وعنه: الدارقطني، والقواس ووثقه، وأبو الحسين بن جميع، وهلال الحفار، وأبو عمر بن مهدي، وإبراهيم بن مخلد، وأبو عمر الهاشمي.

(25/102)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 103
توفي في جمادى الآخرة. ومولده في سنة تسع وثلاثين ومائتين. عواليه فيالثقفيات. وكان صاحب حديث كثير الرواية.
4 (حرف السين)
سليمان بن إسحاق الجلاب: سمع: إسحاق الحربي، وغيره. وعنه: أبو عمر بن حيويه، وأبو القاسم بن الثلاج. وثقه الخطيب.
4 (حرف العين)
عباد بن العباس بن عباد: أبو الحسن الطالقاني. عبد الله أمير المؤمنين الخليفة المستكفي بالله:) ابن الخليفة

(25/103)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 104
المكتفي بالله علي بن المعتضد أحمد بن الموفق العباسي. أبو القاسم. بويع عند خلع المتقي لله في صفر سنة ثلاثٍ وثلاثين. وقُبض عليه في جمادى الآخرة هذه السنة، سنة أربعٍ. وسملت عيناه، وسجن. وتوفي بعد ذلك في سنة ثمانٍ وثلاثين في السجن عن ست وأربعين سنة. وكان أبيض جميلاً، ربعة من الرجال، خفيف العارضين، أكحل، أقنى، ابن أمةٍ. وبايعوه بعد المطيع لله الفضل ابن المقتدر. عبد الملك بن بحر بن شاذان: أبو مروان الجلاب المكي: ثقة، مكثر. قاله ابن يونس. حدث بمصر عن: محمد بن إسماعيل الصائغ، وعبد الله بن أبي مسرة. وعنه: أبو بكر بن المقريء، وعبد الرحمن بن عمر النحاس. عبيد الله بن أحمد بن عبد الله بن بكير: أبو القاسم التميمي. سمع: يحيى بن أبي طالب، وعبد الله بن قتيبة، حمدان الورّاق، وعلي ابن عبد العزيز البغوي، وطائفة. وعنه: الدارقطني، وأبو حفص عمر الآجري، ومحمد بن عبد الرحيم المازني.

(25/104)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 105
وثقه الخطيب، وغيره. توفي ببغداد. عبدوس بن الحسين بن منصور: أبو الفضل النيسابوري النصراباذي. أخو الحسن. سمع: أبا حاتم، وأبا أحمد محمد بن عبد الوهاب، وأبا إسماعيل الترمذي. وعنه: أبو علي الحافظ، وأبو إسحاق المزكي. توفي في رمضان. عثمان بن محمد بن علان بن أحمد بن جعفر البغدادي: أبو الحسين الذهبي. حدث بمصر، ودمشق. عن: أبي بكر بن أبي الدنيا، والحارث بن أبي أسامة، وإبراهيم الحربي، وطبقتهم. وعنه: أبو هاشم المؤدب، وابن الضراب المصري، وأحمد بن الميانجي، وأبو محمد عبد الوهاب الكلابي، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، وأحمد بن عمر الجيزي شيخ الداني، وآخرون. وثقه الخطيب. توفي بحلب. علي بن إسحاق بن البختري: أبو الحسن المادرائي البصري. محدث مشهور ثقة.

(25/105)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 106
سمع: علي بن حرب، وأبا قلابة الرقاشي، ويوسف بن صاعد، وطائفة. وعنه: أبو الحسين بن جميع، وأبو القاسم بن جعفر الهاشمي، وجماعة. ورحل إليه أبو عبد الله بن مندة فبلغته وفاته، فرد من الطرق ولم يدخل البصرة. علي بن حسن المري البجاني الأندلسي: سمع من: يوسف المغامي، وطاهر بن عبد العزيز. وحدث. وسمع من أحمد بن موسى بن جرير. حدث عنه: أحمد بن سعيد بن حزم، وأحمد بن عون الله، وعلي بن عمر ابن نجيح. توفي ببجانة. علي بن عيسى بن داود بن الجراح:

(25/106)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 107
أبو الحسن البغدادي الكاتب الوزير. وزر للمقتدر وللقاهر. وحدث عن: أحمد بن بديل اليامي، والحسن بن محمد الزعفراني، وحميد بن الربيع، وعمر بن شبة. روى عنه: ابنه عيسى، والطبراني وأبو الطاهر الذهلي. وكان) صدوقاً، ديناً، خيراً، صالحاً عالماً من خيار الوزراء، ومن صلحاء الكبراء. وكان على الحقيقة غنياً شاكراً، ولما نزل به صابراً. وما أحسن قوله إذ عزى ولدي القاضي عمر بن أبي عمر محمد بن يوسف بأبيهما: مصيبةٌ قد وجب أجرها، خيرٌ من نعمةٍ لا يؤدّى شكرها. وصدق والله. وكان كثير البر والمعروف، والصلاة والصيام، ومجالسة العلماء. حكى أبو سهل بن زياد القطان أنه كان معه لما نفي إلى مكة. وقال: فطاب يوماً، وجاء فرمى بنفسه وقال: أشتهي على الله شربة ماءٍ مثلوج. فنشأت بعد ساعةٍ سحابةٌ ورعدت، وجاء بردٌ كثير، وجمع الغلمان منه جراراً، وكان الوزير صائماً، فلما كان الإفطار جاءته أقداحٌ مملوءة من أصناف

(25/107)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 108
الأسوقة فأقبل يسقي المجاورين، ثم شرب وحمد الله، وقال: ليتني تمنيت المغفرة. وكان متواضعاً، قال: ما لبست ثوباً بأكثر من سبعة دنانير. وقال أحمد بن كامل القاضي: سمعت علي بن عيسى الوزير يقول: كسبت سبعمائة ألف دينار، أخرجت منها في وجوه البر ستمائة وثمانين ألفاً. توفي في آخر السنة، وله تسعون سنة. وقد ذكرناه في الحوادث. ووقع لي من حديثه بعلو في أمالي ابنه عيسى. وله كتابجامع الدعاء، وكتابمعاني القرآن وتفسيره، وأعانه عليه أبو بكر بن مجاهد، وأبو الحسين الواسطي، وكتاب ترسلاته. وزر أولاً سنة إحدى وثلاثمائة، وعُزل بعد أربع سنين. ثم وزر في سنة خمس عشرة. قال الصولي: لا أعلم أنه وزر لبني العباس وزير يشبهه في عفته وزهده، وحفظه للقرآن وعلمه بمعانيه. وكان يصوم نهاره ويقوم ليله. ولا أعلم أنني خاطبت أحداً أعرف منه بالشعر. وكان يجلس للمظالم وينصف الناس. ولم يروا أعف بطناً ولساناً وفرجاً منه. ولما عٌ زل ثانياً لم يقنع ابن الفرات حتى أخرجه عن بغداد، فجاوره بمكة. وقال في نكبته:
(ومن يك عني سائلاً لشماتةٍ .......... لما نابني أو شامتاً غير سائل)

(فقد أبرزت مني الخطوب ابن حرةٍ .......... صبوراً على أحوال تلك الزلازل)

(إذا سر لم يبطر وليس لنكبةٍ .......... إذا نزلت بالخاشع المتضائل)
وأشار على المقتدر فوقف ما مُغله في العام تسعون ألف دينار على

(25/108)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 109
الحرمين والثغر. وأفرد لهذه الوقوف ديواناً سماهديوان البر. عمر بن الحسين به عبد الله: أبو القاسم البغدادي الخرقي الحنبلي، صاحب المختصر في الفقه. روى عنه: عبد الله بن عثمان الصفار حكايةً، وكان من كبار الأئمة. قال أبو يعلى بن الفراء: كانت لأبي القاسم مصنفات كثيرة لم تظهر لأنه خرج) عن بغداد لما ظهر بها سبّ الصحابة، وأودع كتبه في دار، فاحترقت تلك الدار. قلت: قدم دمشق وبها مات. وقبره بباب الصغير. قال أبو بكر الخطيب: زرت قبره. قلت: وكان أبوه من أئمة الحنابلة رحمه الله تعالى. عمرو بن عبد الله بن درهم: أبو عثمان النيسابوري الزاهد المطوعي، والمعروف بالبصري. سمع: محمد بن عبد الوهاب الفراء، وأحمد بن معاذ. وعنه: أبو علي الحافظ، وأبو إسحاق المزكي، وأبو عبد الله بن مندة، والحسن بن علي بن المؤمل، ومحمد بن محمش، وغيرهم. قال الحاكم: لم أُرزق السماع منه، على أنه كان يحضر منزلنا وانبسط

(25/109)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 110
إليه. قال أبي: صحبته إلى رباطٍ فراوة، وما رأيت مثل اجتهاده حضرا وسفراً. توفي في شعبان، وقد جاوز الثمانين.
4 (حرف الفاء)
فياض بن القاسم بن حريش: أبو علي الدمشقي. سمع: شعيب بن عمرو الضبعي. ثن من: أبي عبد الملك البسري، وغيره. وعنه: جمح بن القاسم المؤذن، وأحمد بن الميانجي، وأبو بكر بن أبي الحديد، وغيرهم. توفي في جمادى الآخرة.
4 (حرف الميم)
محمد بن إبراهيم بن أبي صبيح: أبو عبد الله المغربي الخراط. شيخ صالح، حسن. له رحلة قديمة. سمع: يونس بن عبد الأعلى، ومحمد بن عبد الله بن الحكم، وأصحاب سحنون. ذكر عياض في الفقهاء المالكية. محمد بن سعيد بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن عيسى بن مرزوق القشيري:

(25/110)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 111
أبو علي الحراني الحافظ، نزيل الرقة ومؤرخها. سمع: سليمان بن سيف الحراني، وعلي بن عثمان النفيلي، وأبا الحسن عبد الملك بن عبد المجيد الميموني، ومحمد بن علي ين ميمون العطار، وهلال بن العلاء، وعبد الحميد بن محمد بن المستام، وجماعة. وعنه: أبو أحمد بن عبد الله بن جامع الدهان، ومحمد بن جعفر البغدادي غندر، وأبو الحسين بن جميع، وأبو مسلم محمد بن أحمد الكاتب. عاش إلى هذه السنة. قرأت على أبي حفص بن القواس، أنا عبد الصمد بن محمد حضوراً: أنا علي بن المسلم، أنا حسين بن محمد القرشي، أنا محمد بن أحمد بصيداء: ثنا محمد بن سعيد بالرقة، ثنا أبو عمر عبد الحميد بن محمد: حدثني أبو عبد الرحمن عبد الله بن محمد: حدثني مالك: حدثني عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفرد الحج. محمد بن طُغج بن جُف بن يلتكين بن فوران:)

(25/111)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 112
أبو بكر الفرغاني التركي، صاحب مصر. روى عن: عمه بدر بن جف. حكى عنه: عبد الله بن أحمد الفرغاني. ولي ديار مصر سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة، ولقب بلإخشيد. ثم ولي دمشق من قبل الراضي بالله سنة ثلاثٍ وعشرين، مضافاً إلى مصر. الإخشيد بلسان الفرغانيين ملك الملوك. وطغج يعني عبد الرحمن. وأصله من أولاد ملوك فرغانة. وجُف من الترك الذين حُملوا إلى المعتصم فبالغ في إكرامه وتوفي جف سنة. فاتصل ابنه طغج بابن طولون صاحب مصر، وترقت به الحال، وصار من أكبر القواد. فلما قتل خمارويه بن أحمد بن طولون، سار طغج إلى الخليفة المكتفي فأكرم مورده. ثم بدا منه تكبر على الوزير، فحُبس هو وابنه هذا فمات طغج في الحبس، وبعد مدة أُخرج محمد من السجن، وجرت له أمورٌ يطول ذكرها. وكان ملكا شجاعاً حازماً حسن التدبير، متيقظاً في حروبه، مكرماً للجند، شديد البطش، لايكاد أحد يجر قوسه، وله هيبة عظيمة. وبلغ عدة مماليكه ثمانية آلاف مملوك، وعدة جيوشه أربعمائة ألف فيما قيل. وقيل: بل عاش ستين سنة، وله أولاد ملكوا. وهو أستاذ كافور الإخشيدي الذي تملك. توفي الإخشيد بدمشق في ذي الحجة عن سنة ونقل فدفن ببيت المقدس. ومولده ببغداد.

(25/112)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 113
محمد بن عبد الله بن معاذ: أبو بكر التيمي، مولاهم الدمشقي. سمع: يزيد بن عبد الصمد، وبكار بن قتيبة، وأبا زرعة النصري. وعنه: أبو الحسين الرازي، وعبد الوهاب الكلابي. محمد بن عيسى الفقيه الحنفي أبو عبد الله بن أبي موسى الضرير. ولي قضاء بغداد زمن المتقي وزمن المستكفي. وكان ثقة مشهوراً بالفقه والتصوف لا مطعن عليه. قتلته اللصوص بداره في ربيع الأول. محمد بن محمد بن أحمد الحاكم: أبو الفضل السلمي المروزي الحنفي، الوزير الشهيد. كان عالم مرو، وشيخ الحنفية. ولي قضاء بخارى، واختلف إلى الأمير الحميد، فأقرأه العلم، فلما تملك الحميد قلده أزمة الأمور كلها. وكان يمتنع عن اسم الوزارة، فلم يزل به الأمير الحميد حتى تقلدها. سمع أبا رجاء محمد بن حمدويه، ويحيى بن ساسويه الذهلي، والهيثم ابن خلف الدوري، وطبقتهم بخراسان، والعراق، ومصر، والحجاز، فاكثر وكان يحفظ الفقيهات، ويتكلم على الحديث. ويصوم الاثنين والخميس، ويقوم الليل. ومناقبه جمة. وكان لا ينهض بأعباء الوزارة، بل نهمته في العلم وفي الطلبة الفقراء.

(25/113)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 114
قُتل ساجداً. من الأنساب. محمد بن محمد بن عباد النحوي: ذكره القفطي. محمد بن مطهر بن عبيد: أبو النجا المصري الضرير. أحد الأئمة المالكية الأعلام. وكان رأساً في الفرائض. به مصنفات في) الفرائض والمذهب. محمد بن معاذ بن فهد الشعراني: أبو بكر النهاوندي. روى عن: إبراهيم بن ديزيل، تمتام، والكديمي، وطائفة وعنه: أبو بكر بن بلال، ومنصور بن جعفر النهاوندي، وغيرهما.
4 (حرف النون)
نزار:

(25/114)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 115
واسمه محمد القائم بأمر الله، أبو القاسم ابن الملقب بالمهدي عبيد الله، الذي توثب على الأمر، وادعى أنه علوي فاطمي. بايع أبا القاسم والده بولاية العهد من بعده بإفريقية، وجهزه في جيشٍ عظيم إلى مصر مرتين ليأخذها. المرة الأولى في سنة إحدى وثلاثمائة، فوصل إلى الإسكندرية، فملكها وملك الفيوم، وصار في يده أكثر خراج مصر، وضيق على أهلها. ثم رجع. ثم قدمها في سنة سبعٍ وثلاثمائة، فنزح عامل المقتدر عن مصر ودخلها. ثم خرج إلى الجيزة في جحفلٍ عظيم، فبلغ المقتدر، فجهز مؤنساً الخادم إلى حربه، فجد في السير وقدم مصر، والقائم مالك الجيزة والأشمونين وأكثر بلاد الصعيد، فالتقى الجمعان وجرت بينهما حروب لا توصف. ووقع في جيش القائم الوباء والغلاء، فمات الناس وخيلهم. فتقهقر إلى إفريقية، وتبعه عسكر المسلمين إلى أن بعد عنهم ودخل المهدية، وهي المدينة التي بناها أبوه. وفي أيامه خرج عليه أبو يزيد مخلد بن كيداد، وخرج معه خلق كثر من المسلمين الصلحاء ابتغاء وجه الله تعالى لما رأوا من إظهاره للبدعة وإماتته للسنة. وجرت له مع هؤلاء أمور. وبخروج هذا الرجل الصالح وأمثاله على بني عبيد، أحسنوا السيرة مع الرعية، وتهذبوا وطووا ما يرومونه من إظهار مذهبهم الحبيث، وساسوا ملكهم، وقنعوا بإظهار الرفص والتشيع. توفي القائم بالمهدية في شوال سنة أربعٍ هذه، ومخلد المذكور محاصراً له. وقيل: إن مخلد كان على رأي الخوارج.

(25/115)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 116
وكان مولد القائم بسلمية في حدود الثمانين ومائتين. وقام بعده في الحال ولده المنصور إسماعيل. وكتم موت أبيه. وبذل الأموال، زجد في قتال مخلد. وقد ورد عن القائم عظائم، منها ما نقله القاضي عياض، وغيره، قال: لما أظهر بنو عبيد أمرهم نصبوا حسن الأعمى السباب، لعنه الله، في السواق للسب بأسجاع لُقنها، منها: إلعنوا الغار وما وعى... والكساء وما حوى. وغير ذلك. نصر بن محمد بن عبد العزيز: أبو القاسم البغدادي الدلال سمع الحسن بن محمد الزعفراني، وأحمد بن منصور الرمادي. وعنه: أبو الحسن بن الجندي، وابن جميع في معجمه.)
4 (الكنى)
أبو بكر الشبلي: الصوفي المشهور، صاحب الأحوال.

(25/116)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 117
اسمه دلف بن جحدر، وقيل جعفر بن يونس، وقيل: جعفر بن دلف، وقيل غير ذلك. أصله من الشبلية، وهي قرية، ومولده بسر من رأى. ولي خاله إمرة الإسكندرية، وولي أبوه حجابة الحجاب، وولي هو حجابة الموفق. فلما عُزل الموفق من ولاية العهد، حضر الشبلي يوماً مجلسٍ خيرٍ النساج وتاب فيه، وصحب الجنيد ومن في عصره. وصار أوحد الوقت حالاً وقالاً، في حال صحوه لا في حال غيبته. وكان فقيهاً، مالكي المذهب. وسمع الحديث. حكى عنه: محمد بن عبد الله الرازي، ومنصور بن عبد الله الهروي، ومحمد بن الحسن البغدادي، وأبو القاسم عبد الله بن محمد الدمشقي، ومحمد ابن أحمد الغساني، وجماعة. وله كلام مشهور، وفي الكتب مسطور. فعن الشبلي في قوله تعالى: لو اطلعت عليهم لوليت منهم فراراً. قال: لو اطلعت على الكل لوليت منهم فراراً إلينا. وقال مرةً: آه. فقيل: من أي شيء قال: من كل شيء. وقيل: إن ابن مجاهد قال للشبلي: اين في العلم إفساد ما ينتفع به قال له: فأين قوله: فطفق مسحاً بالسوق والأعناق ولكن أين معك يا مقرئ القرآن. إن المحب لا يعذب حبيبه. فسكت.

(25/117)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 118
قال: قوله: وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه. وقال: ما قلت: الله، قط، إلا واستغفرت الله من قولي الله. قال جعفر الخلدي: أحسن أحوال الشبلي أن يقال فيه مجنون، يريد أنه كثير الشطح، والمجنون رفع عنه القلم. وقال السلمي: سمعت أبا بكر الأبهري يقول: سمعت الشبلي يقول: الإنبساط بالقول مع الله ترك الأدب، وترك الأدب يوجب الطرد. وقال أحمد بن عطاء: سمعت الشبلي قال: كتبت الحديث عشرين سنة، وجالست الفقهاء عشرين سنة. وكان يتفقه لمالك. وكان له يوم الجمعة صيحة، فصاح يوماً فتشوش الخلق، فحرد أبو عمران الأشيب والفقهاء، فقام الشبلي وجاء إليهم، فلما رآه أبو عمران أجلسه بجنبه، فأراد بعض أصحابه أن يرى الناس أن الشبلي جاهل فقال: يا أبا بكر، إذا اشتبه على المرأة دم الحيض بدم الإستحاضة كيف تصنع فأجاب الشبلي بثمانية عشر جواباً. فقام أبو عمران وقبل رأسه وقال: من الأجوبة ستة ما كنت أعرفها. رواها أبو عبد الرحمن السلمي عن أحمد بن محمد بن زكريا، عن أحمد ابن عطاء. وقيل: إنه أنشد:
(يقول خليلي: كيف صبرك عنهم .......... فقلت: وهل صبرٌ فيسأل عن كيف)

(بقلبي جوىً أذكى من النار حره .......... وأصلى من التقوى وأمضي من السيف)
) وقيل: إنه سأله سائل: هل يتحقق العارف بما يبدو له فقال: كيف يتحقق بما لا يثبت، وكيف يطمئن إلى ما لا يظهر، وكيف يأنس بما لا يخفى. فهو الظاهر الباطن الظاهر. ثم أنشد:

(25/118)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 119
(فمن كان في طول الهوى ذاق سلوةً .......... فإني من ليلى لها غير ذائق)

(وأكبر شيءٍ نلته من نوالها .......... أماني لم تصدق كلمحة بارق)
وكان رحمه الله لهجاً بالغزال والمحبة، فمن شعره:
(تغنى العود فاشتقنا .......... إلى الأحباب إذ غنا)

(أزور الدير سكراناً .......... وأغدوا حاملاً دنا)

(وكنا حيث ما كانوا .......... وكانوا حيث ما كنا)
أحبرنا عمر بن عبد المنعم: أنا ابن الحرستاني، أنا علي بن مسلم، أنا ابن طلاّب، أنا ابن جميع: أنشدنا الشبلي:
(خرجنا السن نستن .......... ومعنا من ترى منّ)

(فلما جننا الليل .......... بذلنا بيننا دنّ)
وكان للشبلي في ابتدائه مجاهدات فوق الحد. قال أبو علي الدقاق: بلغني أنه كحل عينيه بكذا وكذا من الملح ليعتاد السهر. ويروى أن أباه خلف له ستين ألف دينار سوى الأملاك، فأنفق الجميع، ثم قعد مع الفقراء. وقال أبو عبد الله الرازي: لم أر في الصوفية أعلم من الشبلي. قال السلمي: سمعت محمد بن الحسن البغدادي: سمعت الشبلي يقول: أعرف من لم يدخل في هذا الشان حتى أنفق جميع ملكه، وغرق في دجلة سبعين قمطراً بخطه، وحفظ الموطأّ، وقرأ كذا وكذا قراءة. يعني نفسه.

(25/119)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 120
وقال حسن الفرغاني: سألت الشبلي: ما علاقة العارف فقال: صدره مشروح، وقلبه مجروح، وجسمه مطروح. وقد تغير مزاج الشبلي مدة، وجف دماغه، وتوفي ببغداد في آخر سنة أربعٍ وثلاثين، وله سبعٌ وثمانون سنة.

(25/120)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 121
1 (وفيات سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة)

4 (حرف الألف)
أحمد بن محمد بن أبي سعيد الدوري: أبو البعاس البزاز. قال الجعاني: حدث عن: أبي حذافة السهمي، والحسن بن محمد الزعفراني، وعلي بن إشكاب. وعنه: يوسف القواس وقال: ثقة، وأبو الحسين بن خمة الخلال، وابن البواب المقرئ، وأبو عبد الله بن دوست. توفي في) رمضان. أحمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن يعقوب: مولى الداخل عبد الرحمن بن معاوية الأموي، أبو عمر الحذاء القرطبي. سمع: محمد بن وضاح، وإبان بن عيسى، ومحمد بن يوسف بن مطروح. وأمَّ بالأمير عبد الله بن محمد الأموي، وبالناصر عبد الرحمن بن محمد. وحدث وتوفي في ذي الحجة. أحمد بن أبي أحمد الطبري:

(25/121)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 122
أبو العباس ابن القاص الشافعي، صاحب أبي العباس بن سريج. إمامٌ كبيرصنف في المذاهب كتاب المفتاح وأدب القاضي، والمواقيت، والتلخيص الذي شرحه أبو عبد الله ختن الإسماعيلي. تفقه عليه أهل طبرستان. وكانت وفاته بطرسوس. وقد شرح حديث أبي عمير. وحدث عن: أبي خليفة، وغيره. أحمد بن الوليد بن عيسى: أبو بشر الأسيوطي. في سنة خمسٍ أو سنة ست وثلاثين توفي. سمع: أبا الزنباع روح بن الفرج. إبراهيم بن محمد بن خلف بن قديد: أبو إسحاق المصري، مولى الأزد. سمع: الربيع بن سليمان، وغيره. قال أبو سعيد بن يونس: لم يكن بذلك.
4 (حرف الحاء)
الحسن بن حمويه:

(25/122)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 123
قاضي أستراباذ. روى عن: محمد بن يزداد، وإبراهيم بن علي النيسابوري، وجماعة. حمزة بن القاسم بن عبد العزيز: أبو عمر الهاشمي البغدادي، إمام جامع المنصور. سمع: سعدان بن نصر، وعيسى بن أبي حرب، وعباس بن عبد الله الترقفي، وعباس بن محمد الدوري. وعنه: الدارقطني، وأبو الحسين بن المتيم، وإبراهيم بن مخلد، وجماعة. قال الخطيب: كان ثقة، مشهوراً بالصلاح. استسقى للناس فقال: اللهم إن عمراً استسقى بشيبة العباس وهو أبي، وأنا أستسقي به. قال: فجاء المطر وهو على المنبر. ولد سنة.
4 (حرف السين)
سعيد بن مروان: أبو عثمان الحضرمي الأندلسي. رحل، وحج، وسمع من: علي بن عبد العزيز، ويحيى بن عمر الفقيه. سمع منه: حكم بن إبراهيم المرادي كتابالفضائل لأبي عبيد. وكان شيخاً فاضلاً، ومشهوراً بالعلم. رحمه الله. سليمان بن عبد الله بن المبارك:

(25/123)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 124
أبو أيوب القرطبي. عرف بابن المشترى. سمع: محمد بن وضاح، وأبا صالح أيوب بن سليمان، وعبيد الله بن يحيى. وكان عالماً متعبداً مجتهداً فقيهاً. روى عنه: محمد بن أحمد بن مفرج، وغيره. وقيل: بل توفي سنة سبعٍ وثلاثين. سليمان بن عبد الملك: أبو أيوب القرطبي: سمع: محمد بن) وضاح، وأبا صالح. وصنف. وكان عابداً مجتهداً، مشاوراً في الأحكام. توفي فيها أو بعدها.
4 (حرف الشين)
شقيق بن محمد بن عبد الله: أبو دجانة الأنصاري المصري. وثقه أبو سعيد بن يونس وقال: روى عن إبراهيم بن مرزوق. توفي سنة خمسٍ وثلاثين.
4 (حرف العين)
عباد بن العباس بن عباد بن أحمد بن إدريس: الوزير أبو الحسن. والد الصاحب إسماعيل بن عباد. ولي الوزارة للحسن بن بويه.

(25/124)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 125
وحدث عن: محمد بن حبان المازني، ومحمد بن يحيى المروزي، وأبي خليفة. وعنه: أبو الشيخ، وأبو بكر بن المقرئ. عبد الله بن الحسن: أبو محمد الأندلي الوشقي، يعرف بابن الهندي. سمع بالقيروان: يحيى بن عمر. وولي قضاء بلده. وتوفي في هذا العام. عبد الله بن حوثرة بن العباس الأموي المرواني القرطبي: أبو محمد. روى عن: بقيٌ بن مخلد. وذكره ابن الفرضي مختصراً. علقمة بن يحيى بن علقمة: أبو سليم المصري الجوهري. روى عن: أبيه، وبكار بن قتيبة. وكتب الكثير. وثقه ابن يونس وورّخه. علب بن محمد بن مهرويه:==

20. : تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام للذهبي.
تأليف: شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي.

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 126
أبو الحسن القزويني. شيخ مسن نيف على المائة. سمع: يحيى بن عبدك القزويني، وعباساً الدوري ببغداد، والحسن ين علي بن عفان، وإبراهيم بن برة باليمن. ورحل إلى العراق مرتين: وكتب ما لا يحصى. وانتخب عليه أبو العباس بن عقدة، مع تقدمه، ثلاثة أجزاء. روى عنه: أبو طالب علي بن عبد الملك النحوي، وعلي بن الحسن بن سعيد، ومحمد بن أحمد بن عثمان الزبيري، وولده الزبير بن محمد، وجماهة. ومن أهل جرجان: ابن عدي، وأبو بكر الإسماعيلي، وغيرهما. وأحمد ابن علي الآبندوني. وسكن جرجان. وكانت وفاته بقزوين. وروى عنه: صالح بن أحمد الهمداني وقال: كان صويلحاً. وكان يأخذ على نسخة علي بن موسى الرضا. وقال شيرويه الهمداني: قال عبد الرحمن: روى نسخة الرضا ظاهراً وباطناً. فما رواه سراً لم أسمعه. وكان يأخذ عليه. وتكلموا فيه. قلت: كأنه كان شيعياً. روى عنه من البغداديين: عمر بن سنبك، أبو بكر الأبهري، وأبو حامد ابن شاهين. وقال صالح الحافظ: محله الصدق. أخبرنا محفوظ بن معتوق التاجر سنة، أنبا عبد اللطيف بن محمد، أنا طاهر بن محمد، أنا محمد بن الحسين المقومي، أنا الزبير بن محمد، أنا علي بن محمد بن مهرويه: ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا أبو عبيد، ثنا هشيم، أنا

(25/126)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 127
أبو هاشم، عن أبي) مجلز، عن قيس بن عباد، عن أبي سعيد الجندي قال: من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بينه وبين البيت العتيق. علي بن محمد بن موسى: أبو القاسم البغدادي، المعروف بابن صغدان الأنباري الملقب حسنس. سمع: عباساً الدوري، ويحيى بن أبي طالب، وهلال بن العلاء. وحدّث في هذا العام عن جماعة، وانقطع ذكره. روى عنه: أبو الفضل الشيباني، وأبو الحسين بن جميع، وأبو بكر الهيتي. وقع لي حديثه عالياً. وقد رواه الخطيب عن ابن عياض، عن ابن جميع، عنه. وروى الخطيب أيضاً عن محمد بن عبد الله الهيتي، إملاءً عنه.
4 (حرف الميم)
محمد بن أحمد بن عبد الله: أبو الفضل المروزي الحاكم. قُتل بمرو. محمد بن أحمد بن الربيع بن سليمان بن أبي مريم: أبو رجاء الأسواني المصري الشاعر. صاحب القصيدة التي ما أعلم في الوجود أطول منها. ذكره ابن يونس، وأنه مات في ذي القعدة.

(25/127)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 128
وأنه سمع من علي بن عبد العزيز البغوي. وأنه كان أديباً وفقيهاً على مذهب الشافعي. له قصيدة نظم فيها أخبار العالم، فذكر قصص الأنبياء نبياً نبياً عليهم السلام. قال: وبلغني أنه سُئل قبل موته بسنتين: كم بلغت قصيدتك إلى الآن فقال: ثلاثين ومائة ألف بيت، وقد بقي علي فيها أشياء. ونظم فيها الفقه، ونظم كتاب المزني فيها، وكتاب طب، وكتب الفلسفة. وكان سكون ووقار. وكان حسن الصيانة. توفي في ذي الحجة. قلت: كذا أعاد وفاته بعد أن قدم أنها في ذي القعدة. ثم روى عنه حديثاً. محمد بن أحمد بن سليمان القواس: بغدادي. يروي عن: إسحاق الختلي. وعنه: الدارقطني، وغيره. محمد بن إسماعيل بن إسحاق بن بحر: أبو عبد الله الفارسي. بغدادي الدار، ثقة. فقيه على مذهب الشافعي. روى عن: أبي زرعة الدمشقي، وعثمان بن جرزاذ، وإسحاق بن إبراهيم الدبري، وبكر بن سهل الدمياطي. روى عنه: الدارقطني فأكثر، وإبراهيم بن خرشيد قولة، وأبو عمر بن مهدي. ومولده سنة تسعٍ وأربعين ومائتين.

(25/128)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 129
محمد بن جعفر بن أحمد بن يزيد البغدادي: الصيرفي أبو بكر المطيري. من مطيرة سامراء. نزل بغداد، وحدث بها عن: الحسن بن عرفة، وعلي بن حرب، وعباس الدوري، وابن عفان العامري. وعنه: الدارقطني، وابن شاهين، وأبو الحسين بن جميع، وأبو الحسن بن الصلت. قال الدارقطني: هو ثقة مأمون. محمد بن الحسين بن علي: أبو العباس النيسابوري. سمع: الحسين بن الفضل،) وغيره. توفي في رمضان. محمد بن حيان بن حمدويه: أبو بكر النيسابوري. الصوفي الزاهد. قال السلمي: كان يذهب مذهب الحسين بن الفضل، وهو من كبار فتيان أصحاب أبي عثمان. قعد في حلقة الشبلي، وقد حلق ووضع رأسه على ركبتيه، فصفعه الشبلي، فلم يرفع رأسه وقال: لبيك. فأخذ الشبلي يعتذر إليه. فقال: هو لا ذا ولا ذاك. فقال الشبلي: ورد علينا من أرانا قيمتنا. قال الحاكم: هو من كبار مشايخ الصوفية، وممن جرى له ببغداد مع الشبلي مناظراتٌ كثيرة. وكان يغشانا أيام والدي، وكان يحفظ حديثاً قرأه علي مرات، سمعه من محمد بن مندة، عن بكر بن بكار.

(25/129)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 130
توفي في جمادى الآخرة. وقد صحب أبا عثمان الحيري. محمد بن عمر بن حفص النيسابوري: لا الجورجيري، ذاك تقدم ذكره سنة ثلاثين. أبو بكر السمسار الزاهد. كان لا يشتغل إلى بالصلاة والتلاوة، والصلاة على الجنائز. سمع: إسحاق بن عبد الله بن زريق، وسهل بن عمار. روى عنه: أبو الحسين الحجاجي، وأبو إسحاق المزكي، وابن محمش، وأبو عبد الله بن مندة. توفي في شوال، وله اثنتان وتسعون سنة. وشيعه خلق كجمع العبد. وكان في مكسب عظيم فتركه. محمد بن يحيى بن عبد الله بن العباس بن محمد بن صول:

(25/130)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 131
أبو بكر الصولي البغدادي. أحد الأدباء المتفننين في الآداب والأخبار والشعر والتواريخ. حدث عن: أبي داود السجستاني، والكديمي، والمبرد، وثعلب، وأبي العيناء. وكان حاذقاً بتصنيف الكتب. نادم عدةً من الخلفاء، وصنف أحبار الخلفاء وأخبار الشعراء والوزراء. وكان حسن الاعتقاد، مقبول القول. وكان جده صول من ملوك جرجان. روى عنه: أبو عمر بن حيويه، والدارقطني، وأبو بكر بن شاذان، وأبو الحسن بن الجندي، وأبو الحسين بن جميع، وعبيد الله بن أبي مسلم الفرضي، وعلي بن القاسم، والحسين الغضائري. وله شعرٌ كثير سائر. خرج عن بغداد لإضاقةٍ لحقته. وحديثه بعلوٍّ عند أصحاب السلفي.

(25/131)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 132
4 (حرف الهاء)
هارون بن محمد بن هارون: أبو جعفر الضبي. أحد الأشراف، من أهل عُمان. سكن بغداد. روى عنه: ابنه القاضي أبو عبد الله الحسين الضبي في أماليه. يروي عن: صالح بن محمد بن مهران الأيلي، وغيره. ذكره الدارقطني فقال: ساد بعُمان في حداثته، ثم خرج عنها فلقي علماء مكة والعراق، ودخل بغداد سنة خمسٍ وثلاثمائة، فارتفع قدره عند السلطان، وانتشرت مكارمه، وأكثر الشعراء مدائحه، وأنفق الأموال في بر العلماء، وفي الصلات. وكان مبرّزاً في اللغة) والنحو ومعاني القرآن. وكانت داره مجمع العلماء إلى أن مات. الهيثم بن كليب بن سريج بن معقل: أبو سعيد الشاشي الحافظ. مصنف المسند سمع: عيسى بن أحمد العسقلاني البلخي، ومحمد بن عيسى الترمذي، وزكريا بن يحيى المروزي، ومحمد بن عبيد الله بن المنادي، وعباس بن محمد

(25/132)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 133
الدوري، ويحيى بن أبي طالب. روى عنه: أبو عبد الله بن مندة، ورحل إليه إلى الشاش وعلي بن أحمد الخزاعي، ومنصور بن نصر الكاغدي، وأهل ما وراء النهر.

(25/133)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 134
1 (وفيات سنة ست وثلاثين وثلاثمائة)

4 (حرف الألف)
أحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن معاوية بن أبي السوار: أبو الحسن المصري. وثقه ابن يونس وقال: روى عن أبي يزيد القراطيسي، وأحمد بن حماد زغبة. أحمد بن جعفر ابن المحدث أبي جعفر محمد بن عبيد الله بن المنادي: أبو الحسين البغدادي الحافظ. سمع: جده، ومحمد بن عبد الملك الدقيقي، ومحمد بن إسحاق الصغاني، وأبا داود السجستاني، وخلقاً سواهم. روى عنه: أبو عمر بن حيويه، وجماعة آخرهم محمد بن فارس الغوري. قال الخطيب: كان صلب الدين، شرس الأخلق، فلذلك لم تنتشر عنه الرواية.

(25/134)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 135
وقد صنف أشياء وجمع. وكان مولده سنة سبعٍ وخمسين ومائتين تقريباً، وتوفي في المحرم من هذا العام. قلت: وكان من جلة القراء. فإنه قد ذكر الداني فقال: أخذ القراءة عرضاً، وروى الحروف سماعاً عن: الحسن بن العباس، وأبي أيوب الضنبي، وإدريس الحداد، والفضل بن مخلد الدقاق. وسمى جماعةً، ثم قال: مقرىء جليل، غاية في الإتقان، فصيح اللسان، عالم بالآثار، نهاية في علم العربية. صاحب سنة، ثقة مأمون. قرأ عليه: أحمد بن نصر الشدائي، وعبد الرحمن بن أبي هاشم، وجماعة منهم أحمد بن عبد الرحمن شيخ عبد الباقي بن الحسن. ومن شيوخه: زكريا بن يحيى المروزي، وعباس الدوري. أحمد بن الحسين بن داناج: أبو العباس الأصطخري الزاهد. نزيل مصر. سمع: علي بن عبد العزيز البغوي، والحسن بن سهل المجوز، وإسحاق الدبري، ومطيناً، وجماعة بالشام وبغداد. روى عنه: أبو بكر بن جابر التنيسي، والحسن بن إسماعيل الضراب، وعبد الرحمن بن النحاس. وكان ممتعاً بعين واحدة. توفي في شوال. أحمد بن محمد بن يحيى بن مفرج: أبو القاسم القرطبي، والد الحافظ أبي عبد الله. روى عن: محمد بن وضاح، وجماعة. روى عنه: ابنه.

(25/135)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 136
وهو مولى الإمام عبد الرحمن بن الحكم. أحمد بن يوسف بن حجاج بن عمير بن جبيب:) أبو عمرو الإشبيلي الأديب. كان حافظاً للنحو، مدققاً شاعراً عروضياً.
4 (حرف الحاء)
حاجب بن أحمد بن يرحم بن سفيان: أبو محمد الطوسي. حدث عن: محمد بن رافع، ومحمد بن يحيى الذهلي، ومحمد بن حماد الأبيوري، وأبي عبد الرحمن المروزي، وجماعة. وكان يزعم أنه ابن مائة وثمانين سنين في سنة خمسٍ وثلاثين. قال الحاكم: بلغني أن شيخنا أبا محمد البلاذري كان يشهد له بلقي هؤلاء الشيوخ. وحضرت أنا دار السنة بعد فراغ أبي العباس من الإملاء، وحمل حاجب فوضع على الدكة. وقرأ عليه أبو أحمد الورّاق ثلاثة أجزاء، وفيها عن عبد الله بن هاشم، وعبد الرحيم بن منيب. ولم أظفر بذلك السماع. وتوفي سنة ستٍّ فجأة. قال مسعود بن علي السجزي: سألت الحاكم عن حاجب الطوسي فقال: لم يسمع حديثاً قط، لكنه كان له عمّ قد سمع الحديث، فجاء البلاذري إليه. فقال: هل كنت مع عمك في المجلس قال: بلى. فانتخب له من كتب عمه تلك الأجزاء الخمسة.

(25/136)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 137
قلت: روى عنه: منصور بن عبد الله الخالدي، وأحمد بن محمد البصير الرازي، وعلي بن إبراهيم المزكي، ومحمد بن إبراهيم الجرجاني، وأبو عبد الله ابن مندة، وأبو بكر أحمد بن الحسن الحيري، ومحمد بن محمد بن محمش. وقال أو نصر بن ماشاذة: قلت للحافظ أبي عبد الله بن مندة: ما تقول في حاجب بن أحمد فقال: هو ثقة ثقة. حسن بن عبيد الله بن محمد بن عبد الملك: أبو عبد الملك القرطبي. سمع: محمد بن وضاح، وعبيد الله بن يحيى الليثي. وكان مشاوراً في الأحكام. توفي في رجب.
4 (حرف الزاي)
زند بن محمد بن خلف الشامي المصري: أبو عمرو. شيخ معمر، حدث عن يونس بن عبد الأعلى، وأحمد بن عبد الرحمن بن وهب بشيءٍ يسير. قال ابن يونس: ليس بالقوي في الحديث. توفي في ذي القعدة. قلت: روى عنه: عبد الرحمن بن عمر بن النحاس، ولكن سماه زيد بن خلف بن زيد بن مالك القرشي. وقد وقع لنا حديثه عالياً في الخُلعيات.

(25/137)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 138
4 (حرف العين)
عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد الزهري العوفي: أبو محمد البغدادي. والد عبيد الله. سمع: عباس بن محمد الدوري، وجعفراً الصائغ، ومحمد بن) غالب. وعنه: أبو عمر بن حيويه، وأبو حفص بن شاهين، وعبد الله بن عثمان الصفار. وثقه الخطيب، وقال: توفي سنة ستٍّ. ومولده سنة سبعٍ وخمسين ومائتين. عبيد الله بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن الحسن بن حفص الهمداني: الأصبهاني المعدل. قال الحسين بن محمد الزعفراني في معجمه: ثنا قال: ثنا عبد الله بن محمد التيمي. علي بن الحسن بن علي الإصبهاني: أبو الحسن المظالمي، قاضي البلد. والمظالمي من يرفع الظلامات إلى السلطان. يروي عن: أبي حاتم، والحارث بن أبي أسامة، وجعفر بن محمد بن شاكر، ومحمد بن غالب تمتام، وطبقتهم. وعنه: أبو الشيخ، والحسين بن علي بن بكر، وعلي بن محمد القماط، وأبو بكر بن المقرىء

(25/138)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 139
عيسى بن محمد بن عيسى: أبو بكر البلخي. يروي عن: محمد بن مسلمة الواسطي. عيسى بن مكرم الغافقي القرطبي: سمع: محمد بن وضاح. ولم يكن بالنافذ في العلم. أرّخه عياض.
4 (حرف الفاء)
الفضل بن محمد بن محفوظ المروروذي: نزيل بخارى. سمع: يوسف بن يعقوب القاضي، والفريابي. ومات في الكهولة.
4 (حرف الميم)
محمد بن أحمد بن أحمد بن حماد بن إبراهيم: أبو العباس البغدادي القرىء الأثرم. كذا نسبه الدارقطني وجماعة. سمع: الحسن بن عرفة، وعمرو بن شبة، وحميد بن الربيع، وبشر بن مطر، وعلي بن حرب، وعباساً الترقفي. وانتقى عليه الحافظ عمر البصري. وحدث عنه: الدارقطني، وابن المظفر، عمر الكتاني، وأبو الحسين بن

(25/139)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 140
جميع، والحسن بن علي النيسابوري، وأبو عمر القاسم الهاشمي، وعلي بن القاسم النجاد. وسكن البصرة بآخرة. وكان مولده بسامراء سنة أربعين ومائتين. أنبأنا ابن علاّن، أنا الكندي، أنا السيباني، أنا الخطيب، أنا أبو عمر الهاشمي، أنا أبو العباس الأثرم سنة ثلاثين وثلاثمائة، نا أحمد بن يحيى السوسي سنة، نا علي بن عاصم، عن خالد وهشام، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تلقوا الجلب، فمن تلقى جلباً فصاحبه بالخيار إذا دخل السوق. محمد بن أحمد بن إبراهيم بن قريش الحكيمي: أبو عبد الله البغدادي الكاتب. سمع: زكريا بن يحيى المروزي، ومحمد بن عبد النور، ومحمد بن عبيد الله بن المنادي، والدوري، والصغاني،) والحسن بن مكرم، وجماعة. وعنه: الدارقطني، والمرزباني، وابن جميع الصيداوي، وإبراهيم بن مخلد، وأحمد بن محمد بن دوست. وثقه البرقاني وقال: إلا أنه يروي مناكير. قال الخطيب: وهو بلخي الأصل. مات في ذي الحجة.

(25/140)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 141
محمد بن أحمد بن محمد بن معقل: أبو علي النيسابوري الميداني، من محلة ميدان زياد. سمع من محمد بن يحيى الذهلي جزءاً هو عند سبط السلفي في السماء. روى عنه: أبو سعيد بن أبي بكر، وأبو عبد الله بن مندة، ومحمد بن محمد ابن محمش، وأبو بكر أحمد بن الحسن الحيري. روى أبو عبد الله الحاكم حديثين عن الحيري عنه. وقال: توفي في رجب فجأة. محمد بن الحسن: أبو طاهر النيسابوري المحمداباذي: محلةٌ بظاهر نيسابور. كان من كبار الثقات العالمين بمعاني القرآن والأدب. سمع: أحمد بن يوسف السلمي، وعلي بن الحسن الهلالي، وحامد بن محمود، وعباس بن محمد الدوري، ومحمد بن إسحاق الصغاني، ويحيى بن أبي طالب. وكان كثير الحديث. روى عنه: أبو بكر أحمد بن إسحاق، وأبو علي الحافظ، وعبد الله بن سعد، وأبو عبد الله بن مندة، وابن محمش، ومحمد بن إبراهيم الجوزجاني، وجماعة. وقال الحاكم: اختلفت إليه أكثر من سنة، ولم أصل إلى حرف من سماعاتي منه. وقد سمعت منه الكثير. سمعت أبا النضر الفقيه بقول: كان ابن خزيمة إذا شك في اللغة لا يرجع فيها إلا إلى أبي طاهر المحمداباذي.

(25/141)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 142
قلت: حديثه بعلو عند السلفي. محمد بن الحسن بن يزيد بن أبي خبزة: أبو بكر الرقي. يروي عن: هلال بن العلاء، وجماعة. وعنه: الدارقطني. وبقي إلى هذه السنة، وانقطع خبره. محمد بن عبد الله بن أحمد بن أسيد: أبو عبد الله المديني. سمعه أبوه من العراقيين وغيرهم. من: جعفر الصائغ، وتمتام. ومن: عبيد بن شريك، ومحمد بن علي الصائغ، وعبد الله بن أيوب القربي، وعلي بن أحمد بن النضر. وعنه: أبو إسحاق بن حمزة، وأبو الشيخ، وعلي بن محمود، وأبو بكر المقرئ، وأبو عبد الله بن مندة، وعلي بن ميلة. وثقه ابن مردويه. محمد بن يحيى بن عمر بن لبابة: أبو عبد الله الأندلسي، الملقب بالبرجون. جُلّ سماعه من عمه محمد بن عمر. ورحل فسمع بالقيروان من: حماس، وغيره. وكان من أحفظ أهل زمانه. ولي قضاء البيرة فلم تُحمد سيرته فعُزل. وله في مذهب مالك كتابالمنتخب، و كتابالوثائق. وكان بارعاً في الشروط.

(25/142)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 143
توفي في ذي الحجة. محمد بن يوسف بن ديزويه: أبو بكر الدينوري، يلقب سقلاب. سمع: أحمد بن محمد بن سليمان البرذعي. وتوفي في شعبان. مكي بن عجيف بن نصير: أبو) بكرالنسفي الواعظ. سمع: عبد الصمد بن الفضل، وحمدان بن ذي النون. وعنه: عيسى بن الحسين بن الربيع. موسى بن أحمد السوسي المغربي: الفقيه. يروي عن: يحيى بن عمر، وابن مسكين. من كبار المالكية.

(25/143)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 144
1 (وفيات سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة)

4 (حرف الألف)
أحمد بن إسحاق بن إبراهيم: أبو بكر الصيدلاني النيسابوري المعدل الطبيب. سمع: الفضل بن محمد الشعراني، والحسين بن الفضل البجلي، وطبقتهما. وعنه: أبو أحمد الحافظ، والحسين الماسرجسي، والحاكم بن البيع وقال: توفي في رمضان. أحمد بن إسماعيل بن القاسم بن عاصم: أبو جعفر، ويقال أبو بكر الصدفي المصري العطار. سمع: أبا زرعة الدمشقي، ويحيى بن عثمان بن صالح، وروحاً أبا الزنباع، وعبد الله بن أحمد بن حنبل. ورحل وحصل. روى عنه: الحسن بن إسماعيل الضراب، والقاسم بن عبيد الله الوراق، ونصر بن أبي نصر الطوسي، وعبد الرحمن بن عمر النحاس، والمغاربة. أحمد بن عبد الله بن أحمد بن دليل: أبو الحسين الإصبهاني القاضي. سمع: أحمد بن يونس الضبي.

(25/144)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 145
وعنه: ابن مردويه. أحمد بن عبد الله بن زكريا: أبو الحسين الجرجاني الفقيه. تلميذ ابن سُريج. سمع: مطيناً، وأبا خليفة، وطبقتهما. وعنه: الحاكم، وغيره. أحمد بن محمد بن سليمان الحافظ: أبو الطيب الحنفي الصعلوكي النيسابوري، عم الأستاذ أبي سهل. كان إماماً مقدماً في معرفة الفقه واللغة. أدرك الأسانيد العالية، وصنف في الحديث، وأمسك عن الرواية بعد أن عُمِّر. قال الحاكم: وكنا نراه حسرةً. سمع: يحيى بن الذهلني، وعلي بن الحسن بن أبي عيسى الدارابجردي، ومحمد بن عبد الوهاب. وبالري: علي بن الجنيد، ومحمد بن أيوب. وببغداد: عبد الله بن أحمد روى عنه: أبو سهل الأستاذ، والحافظ أبو عبد الله بن الأخرم. وسمعت منه حديثاً في المذاكرة. توفي في رجب. وكان إماماً في الشافعية. أحمد بن نزار المغربي المالكي: روى عن: حمديس القطان. روى عنه: اللبيدي، وغيره. وكان فقيهاً عابداً، متبتلاً خائفاً رحمة الله عليه.

(25/145)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 146
إبراهيم بن شيبان: أبو إسحاق القرميسيني الصوفي. شيخ الجبل في زمانه. صحب إبراهيم لخواص، ومحمد بن إسماعيل المغربي، ومحمد بن عبد الله الرازي، ومحمد بن ثوابة، وغيرهم. وساح بالشام، وغيرها. سُئل عبد الله بن منازل عن إبراهيم بن شيبان فقال: إبراهيم حجة الله على الفقراء،) وأهل الآداب والمعاملات. وعن إبراهيم قال: من أراد أن يتعطل ويتبطل فليلزم الرُّخص. وقال: علم الفناء والبقاء يدور على إخلاص الوحدانية وصحة العبودية. وما كان غير هذا. فهو من المغاليط والزندقة. وقال: الخوف إذا سكن القلب أحرق مواضع الشهوات فيه، وطرد عنه رغبة الدنيا. وقال: الشرف في التواضع، والعز في التقوى، والحرية في القناعة. قال السلمي: توفي سنة سبعٍ وثلاثين. وقال أبو زيد المروزي: سمعت إبراهيم بن شيبان يقول: الخلق محل الآفات، وأكثر آفة منهم من سكنوا إليهم. إبراهيم بن محمد بن أحمد بن هشام: أبو إسحاق البخاري الفقيه الأمين.

(25/146)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 147
قدم في هذا العام نيسابور، وقيل توفي فيه. روى عن: صالح جزرة، وأبي الموجه المروزي، وسهل بن شادويه. وعنه: أبو عمر بن حيويه، وأبو عبد الله الحاكم. وكان فقيه أهل النظر في عصره. روى عنه: الأستاذ أبو الوليد الفقيه في صحيحه. إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن يوسف البحري الجرجاني: المحدث المسند. كان رحلة جرجان في وقته. سمع: محمد بن بسام، والحارث بن أبي أسامة، وعبد الله بن أبي مسرة، وهلال بن العلاء، وإسحاق الدبري، وجماعة. وعنه: عبد الله بن عدي، وأبو بكر الإسماعيلي، وابن الإسماعيلي أبو نصر، والنعمان بن محمد الجرجاني، وأبو بكر السباك، وغيرهم.
4 (حرف الباء)
بدر الخرشني: الأمير. ولاه أستاذه الإخشيد دمشق سنة خمسٍ وعشرين وثلاثمائة، فبقي عليها عامين. فلما قدم محمد بن رائق من بغداد زعم أن المتقي لله ولاه الشان، فهرب بدر بعد وقعةٍ كبيرة بينهما. ثم ولي بدر دمشق سنة ستٍّ وثلاثين وثلاثمائة من قبل كافور الإخشيدي. فلما ولي الحسن بن الإخشيد قبض على بدر، ثم أُهلك سنة 337.

(25/147)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 148
4 (حرف الحاء)
حبيب بن أحمد بن إبراهيم المعلم: أبو إسماعيل القرطبي. روى عن: محمد بن وضاح، وإبراهيم بن باز، والخشني. حدث عنه: أحمد بن عون الله، وغيره. توفي في رجب. الحسن بن حمشاد بن سختويه التميمي: أبو محمد النيسابوري، أخو علي. سمع: السري بن خزيمة، وأبا إسماعيل الترمذي، وإبراهيم بن عبد الله القصار، وأحمد بن أبي خيثمة. وتوفي في جمادى الاخرة عن خمسٍ وثمانين سنة. عنه: أبو عبد الله الحاكم.
4 (حرف الزاي:)
) زكريا بن خطاب بن إسماعيل: أبو يحيى الندلسي. حج سنة ثلاثٍ وتسعين، وسمع الموطأ من إبراهيم بن سعد الحذاء، عن أبي مصعب، عن مالك. وسمع من جماعة. سمع منه: المستنصر بالله، وجماعة. وكان ثقة، فقيهاً، مفتياً. توفي في رمضان، وولي القضاء ببعض مدن الأندلس.

(25/148)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 149
4 (حرف العين)
عبد الله بن الفضل بن محمد بن عقيل بن خويلد: أبو بكر النيسابوري. سمع: أبا المثنى العنبري، وأبا مسلم الكشي. وعنه: أبو سعيد بن حمشاد. وهو من بيت حديث. عبد الفغار بن محمد: أبو نصر السائح. سمع: الربيع بن سليمان المرادي. عدي بن أحمد بن عبد الباقي: أبو عمير الأذني. سمع: عمه يحيى، ويوسف القاضي. وعنه: عبد المنعم بن غلبون المقرىء، وأحمد بن عبد الكريم الحلبي، وعمر بن علي الأنطاكي، وابن جميع الغساني. عمر بن يوسف بن موسى بن فهد: أبو حفص ابن الإمام الأموي، مولاهم الأندلسي.

(25/149)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 150
من أهل تطيلة. ولي قضاءها، وامتحن بالأسر هو وابنه وأخوه، فافتدوا بخمسة عشر ألف دينار. وتوفي في رجب، وله ثلاثٌ وتسعون. لا نعلمه روى. عيسى بن زيد بن عيسى: أبو الحسن الهاشمي الطالبي العقيلي النيسابوري الشافعي. سمع بمكة من: علي بن عبد العزيز وطبقته قال الحاكم: فلم بقتصر، وارتقى إلى قومٍ لم يدركهم، فحدثنا عن الحسن بن عرفة، ويونس بن عبد الأعلى. فقلت له: فمتى دخلت مصر قال: سنة اثنين وسبعين ومائتين. ومولدي سنة إحدى وأربعين ومائتين. وكنت أتورع عن الرواية عن هذا وأمثاله. قلت: روى عنه ابن مندة.
4 (حرف الميم)
محمد بن إبراهيم بن نافع: أبو عبد الله السجزي: حدث بهراة عن: موسى بن هارون، وأبي شعيب الحراني. روى عنه: محمد بن علي السياوشائي، وغيره. محمد بن الحسين بن محمد بن سعيد: أبو عبد الله الواسطي الزعفراني، راويالتاريخ الكبير عن أحمد بن أبي خيثمة. وروى عن: أحمد بن الخليل البرجلاني، ومحمد بن زكريا الغلابي، وابن أبي الدنيا.

(25/150)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 151
وعنه: أبو عمر الهاشمي، وعلي بن محمد بن خزفة الصيدلاني، وغيرهم. وكان متمولاً، أكرم صاحب الزنج، فلما ظفر بواسط واستباحها حمى محلّته. محمد بن عبد الله بن سفيان: أبو بكر البغدادي المعمري. سمع: محمد بن الفرج الأزرق، ومحمد بن يونس الكديمي. وعنه: الدارقطني، وأبو) عمر الهاشمي. وهو ثقة. محمد بن عبيد الله بن أحمد بن محمد بن حفص الإصبهاني: أبو صالح الجلكي. سمع: أحمد بن عصام. وعنه: أحمد بن موسى بن مردويه، سمع منه في هذه السنة. وثقه أبو نعيم. محمد بن علي بن عمر: أبو علي المذكر النيسابوري البرنوذي: كان أبوه ثقة، فسمعه من أحمد بن الأزهر، ومحمد بن يزيد السلمي، وإسحاق بن عبد الله بن رزين.

(25/151)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 152
ولو اقتصر على هؤلاء أبو علي لصار محدث عصره. ولكنه حدث عن شيوخ أبيه: محمد بن رافع، وعلي بن سلمة اللبقي، وعتيق بن محمد. قال الحاكم: والشره يحملنا على الرواية عن أمثاله. وتوفي في شعبان وله مائة وسبع سنين. قلت: روى عنه: أبو إسحاق المزكي، والحاكم، وابن مندة، وغيرهم. محمد بن عيسى بن رفاعة: أبو عبد الله الخولاني، المعروف بابن الفلاس الأندلسي. من أهل رية بسكن قرطبة. وكان قد رحل وسمع من: علي بن عبد العزيز البغوي، وبكر بن سهل الدمياطي، وجماعة. وكان يُنسب إلى الكذب. كان محمد بن أحمد بن يحيى واحمد بن عون الله قد اسقطا روايتهما عنه. وقال عبد الله بن محمد بن علي الباجي: كان يكذب. محمد بن أبي المنظور عبد الله بن حسان الأندلسي: أبو عبد الله، شيخ قديم الرحلة. سمع ببغداد من ابن قتيبة بعض تصانيفه، ومن: إسماعيل القاضي، وسكن القيروان، واشتغل بالتجرد. ولم ينتصب للتحديث. ولاه أبو القاسم العبيدي القضاء، وأراد بتوليته تسكين نفوس العامة والسنة. وشاخ وعمر. روى أيضاً عن: إسحاق الدبري، والحارث بن أبي أسامة. روى عنه: عبد الله بن أبي هاشم، وابن التبان الفقيه. توفي في المحرم.

(25/152)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 153
1 (وفيات سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة)

4 (حرف الألف)
أحمد بن إبراهيم: أبو سعيد الرازي الزاهد. عن الكجي، وابن الضريس. وعنه: الحاكم أبو عبد الله. أحمد بن دحيم، أو رحيم، بن خليل: أبو عبد الله القرطبي. سمع: عبيد الله بن يحيى، والأعناقي. ورحل، وسمع ببغداد. وكان فقيهاً، ثقة، جامعاً للسنن. ولي قضاء طليطلة، وغيرها. وتوفي في الطاعون سنة ثمانٍ وثلاثين. سمع من: البغوي. أحمد بن سليمان بن زبان: أبو بكر الكندي الدمشقي الضرير المعروف بابن أبي هريرة.

(25/153)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 154
ذكر أنه قرأ القرآن على: أحمد بن يزيد الحلواني. وأنه سمع من: هشام بن عمار، وأحمد بن أبي الحواري، وإبراهيم بن أيوب. قرأ عليه: أحمد بن عبد الله بن زريق البغدادي. وروى عنه: أبو الحسين بن شمعون، وأبو بكر بن) شاذان، وأبو حفص بن شاهين، وعبد الله بن ذكوان البعلبكي. وروى عنه: تمام الرازي، وعبد الرحمن بن أبي نصر ثم تركا الرواية عنه. قال أبو الفتح عبد الواحد بن مسرور: سألت أبا بكر أحمد بن سليمان بن إسحاق بن زبان الكندي من ولد الأشعث بن قيس عن مولده، فقال: ولدت سنة خمسٍ وعشرين ومائتين. وقال عبد الغني المصري: كان غيرد ثقة. وقال الأمير ابن ماكولا: آخر من روى عنه عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم ثم ترك الحديث عنه لسببٍ حكاه لي أبو محمد الكتاني لا يكون جرحاً في ابن زبان. وقال جمال الإسلام: قال لنا عبد العزيز الكتاني: لما قرأنا على أبي محمد بن أبي نصر بعض الجزء، قلت: قد تكلموا في ابن زبان. فقطع علي أبو محمد القراءة وامتنع من الرواية عنه. قلت: صدق ابن ماكولا، مثل هذا لا يوجب ترك الرجل. قال الكتاني: وكان يُعرف ابن زبان بالعابد لزهده وورعه، وحديثه بعلو عند الكندي، وأنا فأتهمته في لقي مثل هشام. فالله أعلم. أحمد بن شاذان بن إبراهيم بن الحكم: أبو الحسين البلخي. له رواية.

(25/154)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 155
أحمد بن محمد بن إسماعيل: أبو جعفر بن النحاس المصري النحوي اللغوي. رحل إلى الشام، وأخذ عن الزجاج. وكان ينظر بابن الأنباري ونفطويه ببلده. له كتابإعراب القرآن، وكتابالمعاني، وكتاباشتقاق الأسماء الحسنى، وكتابتفسير أبيات سيبويه، والكافي المؤلف النحو. وفسره عشرة دواوين وأملاها. وروى كثيراُ عن: علي بن سليمان الأخفش الصغير. وكان حاذقاً، بارعاً، كبير الشأن. سمع الحديث من: الحسن بن علي، ونحوه. وقيل: كان شديد التقتير على نفسه. ربما وهبوه العمامة، فيقطعها ثلاث عمائم. وروى أيضاً عن: محمد بن جعفر بن أعين، وأحمد بن شعيب النسائي، وبكر بن سهل الدمياطي، وجعفر الفريابي، وعمر بن أبي غيلان، ومحمد بن الحسن بن سماعة الكوفي، وإبراهيم بن السري الزجاج. وغلط ابن النجار في قوله: إنه سمع من المبرد، فإنه لم يدركه. روى عنه: أبو بكر محمد بن علي الأدفوي مصنفاته. ووصفه بمعرفة النحو أبو سعيد بن يونس، وقال: توفي في ذي الحجة. وقيل: إنه جلس على درج مقياس نيل مصر يقطع لبعض الطلبة بيتاً من

(25/155)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 156
الشعر، فسمعه جاهلٌ فقال: هذا يسحر النيل حتى لا يزيد. فدفعه برجله فألقاه في النيل، فعدم. أحمد بن محمد بن شعيب: أبو حامد النيسابوري الشعبي، الفقيه الصالح العابد. سمع: يحيى بن محمد ين يحيى الذهلي، وسهل بن عمار. وعنه: ابن أخيه أبو أحمد الشاهد، وأحمد بن هارون الفقيه، وأبو عبد الله الحاكم، وجماعة. توفي في ذي القعدة. أحمد بن محمد بن عبد البر بن) يحيى: أبو عبد الملك القرطبي الأموي. صاحب تاريخ الفقهاء والقضاة. وكان ممن طلب العلم كثيراً، وبحث عنه. وأخذ عن شيوخ الأندلس، وعول على محمد بن لبابة، وأسلم بن عبد العزيز. ومات كهلاً. إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم: إبو إسحاق النيسابوري العابد المعروف بإبراهيمك. القارئ. سمع: يحيى بن الذهلي، والسري بن خزيمة، وعثمان بن سعيد الدارمي. توفي في ربيع الآخر. روى عنه: الحاكم. وعاش ثلاثاً وتسعين سنة. إبراهيم بن عبد الرزاق بن الحسن الأنطاكي:

(25/156)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 157
المقرئ أبو إسحاق. فقيه، مقرئ كبير. قرأ على: هارون بن موسى الأخفش، وأحمد بن أبي رجاء، وقنبل، وعثمان بن خرزاذ، وغيرهم. وعلى والده. وصنف كتاباً في القراءآت الثمان. وسمع: أبا أمية الطرسوسي، ومحمد بن إبراهيم الصوري، ويزيد بن عبد الصمد، وعلي بن عبد العزيز البغوي. قرأ عليه: أبو الحسن بن بشر، وأبو علي بن حبش الدينوري، وأبو طاهر محمد بن الحسن الأنطاكي، وعلي بن إسماعيل البصري، وأبو الطيب عبد المنعم بن غلبون. وكان مقرئ الشام في زمانه. روى عنه الحديث: شهاب بن محمد الصوري، وأبو أحمد محمد بن جامع الدهان، ومحمد بن أحمد الملطي، وأبو الحسين بن جميع، وآخرون. توفي سنة ثمانٍ. قاله فارس بن أحمد. وقال غيره: في شعبان سنة تسعٍ. أخبرنا ابن غدير، أنا ابن الحرستاني وأنا في الرابعة، أنا أبو الحسن بن المسلم، أنا ابن طلاب: انبا ابن جميع، ثنا إبراهيم بن عبد الرزاق بأنطاكية: ثنا محمد بن إبراهيم الصوري، ثنا خالد بن عبد الرحمن، ثنا مالك، عن الزهري، عن علي بن الحسين، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه.

(25/157)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 158
إبراهيم بن محمد بن أحمد بن أبي ثابت: أبو إسحاق العبسي السامري، نزيل دمشق، ونائب الحكم بها. وصاحب الجزء العالي الذي تفردت به كريمة. سمع: الحسن بن عرفة، وسعدان بن نصر، وزكريا بن يحيى المروزي، والربيع بن سليمان المرادي، وإبراهيم بن مرزوق، ومحمد بن عوف الحمصي، ويزيد بن عبد الصمد، وجماعة. وعنه: عبد الوهاب الكلابي، وأبو بكر الأبهري، وابن جميع، وأبو مسلم الكاتب، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، وعبد الرحمن بن أبي نصر، وجماعة. وتوفي في ربيع الآخر رحمه الله. وثقه الخطيب. وقيل: كان تاجراً رئيساً، كثير الفضائل. قال أبو الحسين الرازي: كان بدمشق يسأل عن المعدلين، وأصله من العراق. تاجر نبيل.)

(25/158)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 159
4 (حرف الباء)
بقاء بن سلامة بن محمد: أبو القاسم المصري. ثم سمى نفسه: عبد الله. قال ابن يونس: كان يفهم الحديث. كتب عن النسائي، ومن بعده. وتوفي في شوال. بكار بن أحمد بن بكار بن سعيد السلمي: أبو القاسم المصري. حدث عن: الربيع، وبكار بن قتيبة، وإبراهيم بن منقذ.
4 (حرف الجيم)
جعفر بن أحمد بن الحارث بن شهاب المرادي: أخو علي والقاسم. توفي بمصر. وهو أصغر الأخوة.
4 (حرف الحاء)
الحسن بن حبيب بن عبد الملك الدمشقي:

(25/159)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 160
الفقيه أبو علي الشافعي الحصائري. حدث بكتاب الأم للشافعي عن اصحابه. سمع: الربيع بن سليمان المؤذن، وبكار بن قتيبة، ومحمد بن إسماعيل الصائغ، والعباس بن الوليد البيروتي، وصالح بن أحمد بن حنبل، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وأبا أمية الطرسوسي. وقرأ على: هارون بن موسى الأخفش. روى عنه: عبد المنعم بن غلبون، وابن جميع، وابن المقرئ، وأبو حفص بن شاهين، وتمام الرازي، وأبو بكر بن أبي الحديد، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، وعبد الرحمن بن أبي نصر، وخلق سواهم. وقال: ولدت سنة. وقال عبد العزيز الكتاني: هو ثقة، نبيل، حافظ لمذهب الشافعي. ومات في ذي القعدة. وقال ابن عساكر: كان إمام مسجد باب الجابية. الحسن بن علي بن الحسن بن مقلة: الكاتب البارع، أخو الوزير أبي علي محمد. كان أول من نقل، الطريقة المنسوبة في الكتابة من القلم الكوفي، هو وأخوه الوزير على خلاف في ذلك. توفي الحسن في ربيع الآخر، وله سبعون سنة. ذكره ابن النجار فسمى جده عبد الله بدل الحسن. وكان أديباً شاعراً، وفد على سيف الدولة بن حمدان، وكتب له مجلدات عديدة. عنه: أبو الفضل بن مأمون، وأبو عبد الله الحسين النمري.

(25/160)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 161
مات بالشام، فيقال نقل إلى بغداد. توفي في ربيع الآخر من السنة.
4 (حرف السين)
سليمان بن داود بن سليمان بن أيوب: أبو القاسم المصري العساكري، عساكر فسطاط مصر. سمع: الربيع المرادي، وأبا غسان مالك بن يحيى، ومحمد بن خزيمة البصري. وثقه أبو سعيد بن يونس وقال: توفي في ذي الحجة. روى عنه ابن جميع.)
4 (حرف العين)
عبد الله بن علي بن أحمد العباسي: الخليفة المستكفي بالله ابن المكتفي. مات في السجن. وقد ذكرناه في سنة أربعٍ، سنة خلعوه وسلموه، نسأل الله العافية. العباس بن أحمد بن محمد بن الفرات: أبو الخطاب، والد المحدث أبي الحسن. كان صدراً نبيلاً أُريد على الوزارة فامتنع تديناً. وقد حدث عن: أحمد بن فرح المقرئ، وغيره. علي بن أحمد بن الوليد:

(25/161)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 162
أبو الحسن المري الدمشقي المقرئ: قرأ على: هارون الأخفش. وأقرأ الناس. روى عنه: تمام الرازي، وغيره، وأبو بكر محمد بن أمحد السلمي الجبني، وسلامة بن الربيع المطرز. وقد حدث عن: أخطل بن الحكم. شيخ روى عن الوليد بن مسلم. وفي سنة وفاته سمع منه تمام. علي بن بويه بن فناخسرو بن تمام، بالتخفيف، بن كوهي: السلطان عماد الدولة أبو الحسن الديلمي، صاحب بلاد فارس. أخو معز الدولة، وركن الدولة أبي علي. كان هذا أول من ملك من بني بويه. وكان بويه صياداً للسمك، ثم آل أمر بنيه إلى ملك البلاد العراقين والأهواز وفارس. ثم ملك ابن أخيه عضد الدولة بن ركن الدولة. وكانت أيام عماد الدولة ست عشرة سنة، وعاش بضعاً وخمسين سنة.

(25/162)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 163
وقد ذكرنا من أخبارهم في الحوادث طرفاً صالحاً. علي بن الحسين بن أحمد بن السفر: أبو الغنم الجرشي الدمشقي البزاز. قرأ القرآن على هارون الأخفش. وروى عن: بكار بن قتيبة، وأحمد بن عبد الله بن البرقي، ويزيد بن عيد الصمد، وجماعة. وعنه: تمام الرازي، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، وأبو سهل المقرئ، وغيرهم. ورخه الميداني. وقرأ عليه محمد بن أحمد بن الجبني. علي بن داود بن أحمد: أبو الحسن الأذربيجاني المؤدب. سكن المزة، وصنف بالنيرب في شوال سنة ثمانٍ عن: تمتام، وأبي

(25/163)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 164
بكر بن أبي الدنيا، وحامد بن سهل الثغري، وجماعة. وعنه: عمران الخفاف، والمظفر بن أحمد المقرئ، وعبد الرحمن بن عمر. علي بن محمد بن أحمد بن حسن المصري: أبو الحسن الواعظ. بغدادي، أقام بمصر مدة ورجع. سمع: أحمد بن عبيد بن ناصح، وأبا إسماعيل الترمذي، وابن أبي العوام. وبمصر: عبد الله بن أبي مريم، وأبا يزيد القراطيسي، وروح بن الفرج القطان، وطبقتهم. وعنه: ابن المظفر، وابن شاهين، ومحمد بن فارس الغوري، وابن دوست، ومحمد بن أحمد بن رزقويه، وهلال الحفار، وأبو الحسين بن بشران. قال الخطيب وكان ثقة عارفاً: جمع حديث الليث، وابن لهيعة، وصنف في الزهد كتباً كثيرة. وله مجلس وعظ. حدثني الأزهري أن أبا الحسن المصري كان) يحضر مجلس، وعظه رجالٌ ونساء، فكان يجعل على وجهه برقعاً تخوفاً أن يفتتن به الناس من حسن وجهه. قال الزهري: فحُدِّثت أن أبا بكر النقاش المقرىء حضر مجلسه متخفياً،

(25/164)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 165
فلما سمع كلامه قام وشهر نفسه وقال: أيها الشيخ، القصص بعدك حرام. قال الخطيب: مات في ذي القعدة وله نيف وثمانون سنة. قلت: عند سبط السلفي جزءٌ عالٍ من حديثه. علي بن حمشاذ بن سختويه بن نصر: أبو الحسن النيسابوري المعدل الإمام. واسم حمشاذ محمد. قال الحاكم: كان من أتقن مشايخنا وأكثرهم تصنيفاً. سمع: الحسين بن الفضل، والفضل بن محمد الشعراني. وحج سنة سبعٍ وسبعين، فسمع: محمد بن مندة بالري، وإبراهيم بن ديزل بهمذان، والحارث التميمي ببغداد، وعلي بن عبد العزيز بمكة، وطائفة كبيرة. وصنف المسند الكبير في أربعمائة جزء، وعمل الأبواب في مائتين وستين جزءاً، والتفسير في مائتين وثلاثين جزءاً. ومات فجأة في الحمام يوم الجمعة. ولما صلينا عليه قال أبو العباس الأصم: كنت أقول: إذا متُّ إنما يكون السوق في التحديث لعلي بن حمشاذ. وسنعت أبا بكر أحمد بن إسحاق يقول: صحبّت علي بن حمشاذ من الحضر والسفر، فما أعلم أن الملائكة كتبت عليه خطيئة. وسمعت أبا أحمد الحاكم يقول: ما رأيت في مشايخنا أثبت في الرواية والتصنيف من علي بن حمشاذ. قال: وولد سنة ثمانٍ وخمسين ومائتين، وتوفي في شوال. قلت: روى عنه: ابن مندة، وأبو الحسن بن محمد بن الحسين العلوي، وطائفة كبيرة.

(25/165)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 166
علي بن محمد بن عامر: أبو الحسن إمام جامع نهاوند. حدث في هذا العام عن: سعد بن محمد البيروتيّ، وإسحاق الدبريّ. وعنه: ابن لال، وعلي بن جهضم، وأبو الحسن محمد بن علي الحسني الهمذاني، وأبو غانم مظفر بن حسين، وآخرون. وكان واسع الرحلة عالي الهمة. وثقه الخليلي وقال: مات بنهاوند سنة.
4 (حرف القاف)
القاسم بن أبي صالح بندار بن إسحاق: أبو أحمد الهمداني الأديب ابن الرزاز. سمع: إبراهيم بن ديزيل، وأبا حاتم الرازي، وجماعة. وعنه: شعيب بن علي القاضي، وأحمد ابن لال، وأبو زرعة أحمد بن الحسين الحافظ، وطائفة. وكان صدوقاً.
4 (حرف الميم)
محمد بن إبراهيم بن حبيش البغدادي المعدل: روى عن: محمد بن شجاع البلخي، وعباس الدوري، وإبراهيم بن عبد الله القصار. وعنه: الدارقطني، وأحمد بن الفرج بن الحجاج، وعبد) الرحمن بن عمر الخلال.

(25/166)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 167
وعاش ستاً وثمانين سنة. محمد بن عبد الله بن دينار: أبو عبد الله النيسابوري الزاهد المعدل الفقيه الحنفي. سمع: السري بن خزيمة، ومحمد بن أشرس، والحسين بن الفضل، وأحمد بن سلمة، وجماعة كثيرة. وعنه: الحاكم، وقال: كان يصوم النهار ويقوم الليل ويصبر على الفقر. ما رأيت في مشايخ أصحاب الرأي أعبد منه. كان يحج ويغزو. وكان عارفاً بمذهب أبي حنيفة. خرج للحج فتوفي غريباً ببغداد. قال الخطيب: ثقة. توفي في غرة صفر. وسمع منه ابن شاهين. وكان قد رغب عن الفتوى لاشتغاله بالعبادة مع صبر على الفقر. وكان يأكل من عمل يده ويتصدق ويؤثر على نفسه. محمد بن عبد الله بن عبد الملك بن أبي دليم: أبو عبد الملك القرطبي. سمع: محمد بن وضاح، ومحمد بن عبد السلام الخشني، وعبيد الله بن يحيى، ومطرف بن قيس. وكان منقبضاً عن الحكام، متشبهاً بابن وضاح. حدث عنه أهل الأندلس: أحمد بن القاسم التاهرتي، وابن الباجي. وتوفي في رمضان. محمد بن المسيب: أبو الحسين.

(25/167)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 168
عن أبي الزنباع روح بن الفرج. محمد بن يحيى بن زكريا: أبو الحسين الرازي القاضي الحافظ. من كبار الأئمة. سمع ببغداد من: أبي شعيب الحراني. وبالكوفة من: مطين. وتفقه بابن سريج. وصنف في الفقه والأصول. ومات شهيداً.
4 (حرف الهاء)
هارون بن عبد العزيز بن الخليفة المعتمد على الله أحمد بن المتوكل: أبو محمد الهاشمي النحوي. سكن مصر، وأملى بها عن: أبي العيناء، والمبرد، وثعلب، والكديمي. وحدث في هذه السنة. روى عنه: جعفر بن حنزابة الوزير.
4 (حرف الياء)
يحيى بن محمد بن يحيى: أبو سلمة المروزي. سمع: أبا مسلم الكجي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وجماعة. ووجد مقتولاً في مصلاه ليلة سبعٍ وعشرين من رمضان.

(25/168)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 169
1 (وفيات سنة تسعٍ وثلاثين وثلاثمائة)

4 (حرف الألف)
أحمد بن عبد الله بن علي: أبو الحسين المصري الناقد. سمع: بكار بن قتيبة، والربيع بن سليمان، وعبد الله بن أبي مريم. وعنه: عبد الرحمن بن النحاس، وجماعة. قال ابن يونس: كان ثقة طريفاً. توفي في صفر. وعنه أيضاً: ابن جميع وعلي بن محمد الحلبي. أحمد بن محمد بن) إبراهيم الطوسي الحافظ: أبو محمد البلاذري الواعظ. قال الحاكم: كان واحد عصره في الحفظ والوعظ. كان شيخنا أبو علي الحافظ ومشايخنا يحضرون مجلسه، ويفرحون بما يذكره على رؤوس الملأ من الأسانيد. ولم أرهم قط غمزوه في إسناده أو اسم أو حديث. سمع: تميم بن محمد الحافظ، ومحمد بن أيوب الرازي، وعبد الله بن محمد بن شيرويه، وجماعة كثيرة بالعراق، وخراسان. وخرّج صحيحاً على وضع كتاب مسلم. واستشهد بالطابران، وهي مريحلة من نيسابور.

(25/169)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 170
أحمد بن محمد بن داود: الفقيه النساج النحوي الزاهد. قزويني كبير السن. حج، وسمع بمكة: محمد بن إسماعيل الصائغ، وعبد الله بن أبي مسرة، وحدث. أحمد بن محمد عاصم: أبو علي الكراني الإصبهاني الحافظ. ثقة، يفهم ويذاكر. سمع: عبد الله بن محمد النعمان، ومحمد بن إبراهيم الحيراني، وعمران ابن عبد الرحيم، وأبا بكر بن أبي عاصم، وطبقتهم. وعنه: أبو إسحاق بن حمزة، وأبو بكر المقرئ، وأبو بكر بن مردويه الحفاظ، وعلي بن ميلة. توفي في ربيع الأول. وكران: محلة بإصبهان. قال ابن مردويه: ثقة، مأمون، مكثر. أحمد بن محمد بن فضالة بن غيلان: أبو علي الهمداني الحمصي الصفار المعروف بالسوسي.

(25/170)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 171
سمع: أبا زرعة الدمشقي، ويزيد بن عبد الصمد، وبحر بن نصر الخولاني، والربيع بن سليمان، وبكار بن قتيبة، ومحمد بن عوف الطائي، وخلقاً من المصريين والشاميين. وعنه: شجاع بن محمد العسكري، وأبو بكر بن أبي الحديد، وأبو محمد بن النحاس، وتمام الرازي. قال أبو سعيد بن يونس: كان ثقة، وكانت كتبه جياداً. قدم مصر وتوفي في رمضان. أحمد بن هارون: أبو البعاس التباني الفقيه. في رجب. كان شيخ الحنفية ومفتيهم في نيسابور. سمع: الفضل بن محمد الشعراني، وبشر بن موسى، وطبقتهما. وعنه: الحاكم. إبراهيم بن أبان بن رستة المديني: أبو إسحاق. سمع: محمد بن الصائغ المكي، وأبا مسلم الكشي، وأحمد بن يحيى ابن خالد الرقي. توفي في جمادى الأولى.
4 (حرف الجيم)
جعفر بن أبي داود بن حمدان بن سليمان: أبو الفضل النيسابوري المقرئ، المؤدب. نزيل دمشق. قرأ على: هارون الأخفش، وكان من جلة أصحابه. قرأ عليه: عبد الله بن عطية، وأبو بكر محمد بن أحمد الجبني، والمظفر

(25/171)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 172
بن عبد الله، ومحمد بن الحسين الدبيلي، وجماعة. وتوفي في صفر.)
4 (حرف الحاء)
الحسن بن عبد الرحمن بن إسحاق: أبو محمد المصري الجوهري الفقيه. تقلد فضاء مصر هو وأبوه. وكان رئيساً متصوناً، من بيت حشمة وعلم. قال ابن يونس: كتب كثيراً وكتبت عنه. وتوفي في جمادى الآخرة. الحسن بن عبد الله بن عياش: أبو علي. رحل وسمع: محمد بن يونس الكديمي، وعلي بن سهل بن المغيرة. وكان حافظاً أظنه من أردبيل. الحسن بن محمد: أبو الطيب المصري الرياش. شيخ معمر. حدث في هذا العام عن: عبد الملك بن شعيب بن الليث. وهو آخر من حدث عنه. روى عنه: عبد الرحمن بن عمر النحاس. وقال الحبال: لم يكن عند النحاس من حديث عبد الملك بعلوٍّ غير حديث واحد. وروى أيضاً يونس بن عبد الأعلى. وقع لي حديثه عالياً في الرابع منالخلعيات. وهو الحسن بن محمد بن إبراهيم البرمكي. وذكره ابن ماكولا فقال: روى عن: أبي أمية الطرسوسي، وابن عبد

(25/172)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 173
الحكم، والربيع الجيزي، وبحر بن نصر. وسمى جماعة. روى عنه ابن النحاس. ولم يزد. قلت: وحديثه عن عبد الملك رواه ابن طاهر المقدسي، عن الحبال، عن النحاس، عنه. الحسين بن أحمد بن الناصر: أبو عبد الله العلوي الكوفي. أحد وجوه السادة. كان ورعاً، زاهداً، ثقة. روى عن: أبيه، وإسحاق الحميري. وعنه: أبو عمر بن حيويه. الحسن بن إسماعيل الفارسي: حدث ببخارى عن: سهل بن المتوكل. وثقه أبو زرعة أحمد الحافظ. حفص بن عمر الأردبيلي: الحافظ أبو القاسم. سمع: أبا حاتم الرزاي، ويحيى بن أبي طالب، وأبا قلابة عبد الملك الرياشي، وإبراهيم بن ديزيل. وله تصانيف وفوائد. وكان ثقة، عارفاً. روى عنه: أحمد بن طاهر الميامجي، وأحمد بن علي بن لال، وجماعة.

(25/173)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 174
4 (حرف السين)
سليمان بن يزيد: أبو داود القزويني الفامي. ارتحل مع أبي الحسن القطان باليمن. وسمع: أبا حاتم الرازي، والمنسجر بن الصلت، ومحمد بن ماجة، وإسحاق الدبري. وعنه: أبو الحسين أحمد الفارس، وسليمان بن أحمد النساج.
4 (حرف العين)
عبد الله بن محمد بن حمدويه بن نعيم بن الحكم الضبي: أبو محمد النيسابوري البيع المؤذن. قال الحاكم: هو الذي أذن ثلاثاً وستين سنة محتسباً، وحج ثلاث حجج، وغزا اثنتين وعشرين) غزوة. وما ترك قيام الليل. وأنفق على العلماء والزهاد أكثر من مائة ألف. توفي سنة تسعٍ وثلاثين. عبد الرحمن بن سلمويه: أبو بكر الرازي الفقيه الشافعي. نزيل مصر. روى عن: أبي شعيب الحراني، وغيره. وعنه: أبو محمد النحاس. قال ابن يونس: كان ثقة، له حلقة بجامع مصر للعلم كتب الكثير عن أهل بلده، وغيرهم. علي بن عبد الله بن يزيد بن أبي مطر المعافري: أبو الحسن الإسكندراني الفقيه.

(25/174)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 175
قاضي الإسكندرية، وله مائة سنة. سمع: محمد بن عبد الله بن ميمون صاحب الوليد بن مسلم، وأحمد بن محمد بن عبد ربه صاحب سفيان بن عيينة، ومحمد بن المواز المالكي. وكان الرحلة إليه. سمع منه القاضي أبو الحسن التلباني، ودرس بن إسماعيل، وعبد الرحمن بن عمر النحاس، ومنير بن أحمد الحسّاب. علي بن محمد بن عامر النهاوندي: سمع: بكر بن سهل الدمياطي، وأحمد بن محمد بن رشدين. وعنه: ابن لال، وابن روزبة، والهمدانيون. عمر بن الحسن بن علي بن مالك الشيباني البغدادي: أبو الحسن بن الأشناني القاضي. سمع: أباه، ومحمد بن عيسى، بن حيان المدائني، ومحمد بن شداد المسمعي، وموسى بن سهل الوشاء، وابن أبي الدنيا. وعنه: أبو العباس بن عقدة مع تقدمه، وابن المظفر، والدارقطني، والمعافى بن زكريا، وأبو الحسن بن بشران، وأبو الحسن بن مخلد وهو آخر من حدث عنه. ولي القضاء بنواحي الشام. وقد روى حروف عاصم عن محمد بن الجهم السمري. سمعها منه أبو طاهر بن أبي هاشم، وأحمد بن نصر الشذائي. وقال الحاكم: قلت للدارقطني: سمعت أبا علي الحافظ يوثق عمر بن الأشناني.

(25/175)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 176
فقال: بئس ما قال شيخنا أبو علي: دخلت عليه وبين يديه كتاب الشفعة، وفيه: عن أبي إسماعيل الترمذي، عن عمر أبي صالح، عن عبد العزيز بن الماجشون، عن مالك، عن الزهري. فقلت: قطع الله يد من كتب هذا ومن يحدث به. ما حدث به إسماعيل ولا أبو صالح ولا ابن الماجشون. قال: فما زال يداريني حتى أخذ الكتاب مني وانصرفت. فلما أصبحت دق غلامه الباب، فخرجت إليه فإذا القاضي، فما زال يتلافى ذلك بأنواعٍ من البر. ورأيت مرةً في كتابه: عن أحمد بن سعيد الحمال، عن قُبيصة، عن سفيان بن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر: نهى عن بيع الولاء. وكان يكذب. وقد ولي القضاء ببغداد ثلاثة أيام، وعزل. وقد حدث في أيام الحربي إبراهيم بن إسحاق سنة نيفٍ وثمانين. ومولده سنة ستين ومائتين. قال أبو عبد الرحمن السلمي: سألت الدارقطني عن عمر بن الأشناني فقال: سعيد. توفي في ذي الحجة. محمد بن أحمد بن عبد) العزيز بن منير: أبو بكر بن أبي الأصبغ الحراني، إمام عمرو بن العاص، ونزيل مصر.

(25/176)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 177
قرأ القرآن على: أحمد بن هلال. وسمع قراءة نافع من عبد الله بن عيسى عن عيسى بن مينا المدني قالون. وحدث، ودرس مذهب مالك. روى عنه: أحمد بن عمر القاضي، ومحمد بن مفرج القاضي الأندلسي القرطبي، وغيرهما. توفي في شوال. قاله الداني. وروى عن: محمد بن سليمان المنقري. وعنه: منير الخشاب، وابن النحاس. وكان يروي المسائل الأسدية، وكان قيماً بها، عن أبي الزنباع القطان، عن أبي زيد بن أبي الغمر، عن ابن القاسم. مات في شوال. محمد بن الحافظ أحمد بن عمرو المتكي البزاز: سمع: أبا الأحوص محمد بن الهيثم، وأبا علاثة المصري. وعنه: الدراقطني، وابن شاهين، وابن جميع. محمد بن القاهر بالله:

(25/177)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 178
أمير المؤمنين أبو المنصور بن المعتضد بالله أحمد بن طلحة بن المتوكل على الله. استخلف سنة عشرين عند قتل المقتدر، وخلعوه في جمادى الأولى سنة اثنين وعشرين، وسملت عيناه فسالتا. وحبسوه مدةً ثم أهملوه وسيبوه. ومات في هذا العام في جمادى الآخرة. وكان ربعةً أسمراً، أصهب الشعر، طويل الأنف. ذكرت من سيرته في الحوادث. محمد بن إبراهيم بن حمدويه البخاري الفرائضي الحساب: روى عنه: صالح جرزة، وموسى بن أفلح. محمد بن بكر بن العوام: أبو بكر الشيباني المصري. روى عن: أبي يزيد القراطيسي، وبكر بن سهل. وتوفي في رجب. محمد بن حاتم بن خزيمة:

(25/178)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 179
أبو جعفر الأسامي الكشي المعمر. من ولد أسامة بن زيد الحباب. قال الحاكم: قدم علينا سنة تسعٍ وثلاثين ليحج، فحدثنا عن عبد حميد، والفتح بن عمرو. وذكر أنه ابن مائة وثمان سنين. وعرضت كتبه على شيخنا أبي بكر الصبغي، فأمرنا بالسماع منه. توفي بهمدان في شوال من السنة. وقال ابن الصلاح في النوع الستين: روينا عن الحاكم أنه قال: لما قدم علينا محمد بن حاتم وحدث عن عبدٍ سألته عن مولده، فقال: سنة ستين ومائتين. قلت: فظهر كذبه. محمد بن الحسين بن علي أبو الحسين بن محمد بن أبي معاذ البلخي: أبو جعفر. محمد بن طالب بن علي: أبو الحسين النسفي الفقيه، إمام الشافعية بتلك الديار. كان فقيهاً عارفاً باختلاف العلماء. نقي الحديث، صحيحه. ما كتب إلا عن الثقات. وكذا قال جعفر المستغفري. سمع: علي بن عبد العزيز بمكة، وموسى بن هارون، وطائفة، توفي في رجب بنسف. محمد بن عبد الله بن أحمد: أبو عبد الله الإصبهاني الصفار:

(25/179)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 180
قال الحاكم: هو محدث عصره. وكان مجاب الدعوة، لم يرفع رأسه إلى السماء، كما بلغنا، نيفاً وأربعين سنة.) سمع ببلده: أحمد بن عصام، وأسيد بن عاصم، وأحمد بن رستم، وعبيداً الغزال، وجماعة في سنة ثلاثٍ وستين ومائتين. وبفارس: أحمد بن مهران بن خالد. وببغداد: أحمد بن عبيد الله النرسي، ومحمد بن الفرج الأزرق. والتصانيف من: أبي بكر بن أبي الدنيا. وبمكة: علي بن عبد العزيز، وجماعة. وصنف في الزهديات. وورد نيسابور قبل الثلاثمائة فسكنها. وكان قد سمعالمسند من عبد الله ابن أحمد بن حنبل. وكتب مصنفات إسماعيل القاضي. وصحب العُبّاد، ورحل إلى الحسن بن سفيان. وحصلالمسند ومصنفات ابن أبي شيبة. قال الحاكم: كان ورّاقه أبو العباس المصري خانه واختزل عيون كتبه، وأكثر من خمسمائة جزء من أصوله، فكان يجامله أبو عبد الله جاهداً في استرجاعها منه، فلم ينجع فيه شيء. وكان كبير المحل في الصنعة، فذهب علمه بدعاء الشيخ عليه. روى عنه: أبو علي الحافظ، وأكثر مشايخنا. وتوفي في ذي القعدة سنة تسعٍ وثلاثين، وله ثمانٍ وتسعون سنة. قلت: روى عنه الحاكم بن البيع، ومحمد بن إبراهيم الجرجاني، ومحمد ابن موسى الصيرفي، وأبو الحسين الحجاجي، وأبو عيد الله بن مندة، وآخرون. محمد بن عبد الله بن يحيى بن يحيى بن يحيى بن كثير الليثي: مولاهم القرطبي القاضي أبو عبد الله بن أبي عيسى.

(25/180)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 181
سمع من: عم أبيه عبيد الله، وأحمد بن خالد، ومحمد بن لبابة، وحج، فسمع: محمد بن إبراهيم بن المنذر، ومحمد بن عمرو العقيلي. وقيل: لم يكن في قضاة الأندلس أكثر شعراً منه. وكان فصيحاً مفوهاً، صارماً في القضاء. وسمع أيضاً بمصر من: محمد بن محمد الباهلي، وابن زبان. وكان حافظاً للفقه، جامعاً للسنن. ولي قضاء الجماعة للناصر. محمد بن عمرو بن البختري بن مدرك البغدادي: أبو جعفر الرزاز. ولد سنة إحدى وخمسين ومائتين. وسمع: سعدان بن نصر، ومحمد بن عبد الملك الدقيقي، ومحمد بن عبيد الله بن المنادي، وعباس بن محمد الدوري، وطبقتهم. وانتخب عليه عمر البغوي. قال الحاكم: كان ثقة مأموناً. وقال الخطيب: كان ثقة ثبتاً. روى عنه: ابن رزقويه، وأبو الحسين بن بشران، وهلال الحفار، وأبو عبد الله بن مندة، وأبو نصر بن حسنون النرسي، وأبو الحسن بن محمد بن محمد بن مخلد، وخلق سواهم. آخر من روى حديثه بعُلُو ابن شاتيل، ونصر الله القزاز. محمد بن محمد بن طرخان بن أوزلغ:

(25/181)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 182
أبو نصر التركي الفارابي الحكيم. صاحب الفلسفة. كان بارعاً في الكلام والنطق والموسيقى، وله تصانيف مشهورة، من ابتغى منها أضله الله. وبكتبه تخرج أبو علي بن سينا. قدم أبو نصر بغداد، فأتقن بها اللغة، وأدرك) بها متَّى بن يونس الفيلسوف المنطقي، فأخذ عنه. وسار إلى حران فلزم يوحنا بن جيلان النصراني فأخذ عنه، وسار إلى دمشق، وإلى مصر، ثم رجع إلى دمشق. وكان مفرطاً في الذكاء. وقيل إنه دخل بدمشق على سيف الدولة بن حمدان وهو بزي الترك وكان هذا زيه دائماً. وكان يعرف فيما زعموا، سبعين لساناً. وكان أبوه قائد جيش فيما بلغنا فقعد في الصدر وأخذ يتكلم مع علماء المجلس في كل فن، ولم يزل كلامه يعلو وكلامهم يسفل حتى صمت الكل. ثم إنه خلا به، فإذا به أبرع من يوجد لعب العود. فأخرج عوداً من خريطة، وركبه ولعب به، فضحك كل من في المجلس طرباً. ثم غير تركيبه وحركه فنام كل من في المجلس، حتى البواب، فتركهم وراح. ويقال: إن القانون هو أول من أخترعه. وكان منفرداً لا يعاشر أحداً. وكان يقعد بدمشق في المواضع النزهة، ويصنف ويشغل. وقلما بيض من تصانيفه. وسألوه: من أعلم أنت أو أرسطو فقال: لو أدركته لكنت أكبر تلاميذه. وقد ذكر أبو العباس أحمد بن أبي أُصيبعة في ترجمة أبي نصر: له شعراً جيداً، وأدعية مليحة على اصطلاح الفلاسفة وعباراتهم. وسرد أسماء مصنفاته،

(25/182)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 183
وهي كثيرة منها: مقالة في إثبات الكيمياء والرد على مبطلها. وكل مصنفاته في الرياضي والإلهي. وكان زاهداً كزهد الفلاسفة، لا يحتفل بملبسٍ ولا مسكن. أجرى عليه سيف الدولة كل يوم أربعة دراهم. وبدمشق توفي، وصلى عليه سيف الدولة. وعاش نحواً من ثمانين سنة. ومات في رجب، ودفن بمقبرة باب الصغير. محمد بن مروان بن زريق: أبو عبد الله البطليوسي. سمع ببلده من: منذر بن حزم، ومحمد بن سوبد. ورحل، فأكثر عن: البغوي، وابن أبي داود، وابن زبان المصري. حدث بقرطبة.

(25/183)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 184
1 (وفيات سنة أربعين وثلاثمائة)

4 (حرف الألف)
أحمد بن إسحاق بن سليمان بن عبد ويه: أو نصر العبدوي النسائي الرئيس. سمع: محمد بت عبد الوهاب الفراء، والسري بن خزيمة، وطبقتهما. وقد سمع منه الحاكم حكايات، وقال: امتنع من التحديث. أحمد بن سعد بن عبد الرحيم: أبو نصر الشاشي. توفي في جمادى الأولى. أحمد بن محمد بن زياد بن بشر بن درهم العنزي: الإمام أبو سعيد ابن الأعرابي البصري. نزيل مكة. سمع: الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني، وسعدان بن نصر

(25/184)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 185
وعبد الله بن أيوب المخرمي، ومحمد بن عبد الملك الدقيقي، وأبا جعفر بن المنادي. وجمع وصنف وطال عمره.) روى عنه: أبو بكر المقرىء، وابن مندة، عبد الله بن يوسف، وعبد الله بن ممد القطان الدمشقي، ومحمد بن أحمد بن جميع، وعبد الرحمن بن عمر النحاس، ومحمد بن أحمد بن مفرج القرطبي، وعبد الوهاب بن منير، وأبو الفتح محمد بن إبراهيم الطرسوسي، وصدقة بن محمد بن الدلم الدمشقي، وخلق كثير من الحجاج. وكان شيخ الحرم في وقته سنداً وعلماً وزهداً وعبادة وتسليكا. فإنه صحب الجنيد، وعمرو بن عثمان المكي، وأبا أحمد القلانسي، وأبا الحسين النوري. وجمع كتابطبقات النساك، وكتابتاريخ البصرة. وما أحسن ما قال فيطبقات النساك في ترجمة النوري أنه مات وهم عنده يتكلمون في شيءٍ سُكوتهم عنه أولى، لأنه شيء يتكهنون فيه ويتعسفون بظنونهم. فإذا كان أولئك كذلك، فكيف بمن حدث بعدهم إلى أن قال ابن الأعرابي: وإنما كانوا يقولون جمعٌ، وصورة الجمع عند كل واحد بخلافها عند الآخر. وكذلك صعدة الفناء. فكانوا يتفقون في الأسماء ويختلفون في معناها. لأن ما تحت الاسم غير محصور، لأنها من المعارف، وكذلك علم المعرفة غير محصور، ولا نهاية له، ولا لوجوده، ولا لذوقه. إلى أن قال: فإذا سمعت الرجل يسأل عن الجمع أو الفناء أو يجيب فيهما، فاعلم أنه فارغ ليس من أهلها. لأن أهلها لا يسألون عنها، لعلمهم بأنها لا تدرك وصفاً. وكذلك المجيب فيها إن كان من أهلها علم أن السائل عنها ليس من أهلها، فمحالٌ إجابته، كما هو محال سؤال من أهلها. فإذا رأيت سائلاً عن ذلك فاعلم فراغه وعاميته. قلت: وصنف في شرف الفقر، وفي التصوف. وكان ثقة ثبتاً.

(25/185)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 186
ومن كلامه: أخسر الخاسرين من أبرز للناس صالح أعماله، وبارز بالقبيح من هو أقرب إليه من حبل الوريد. وقال السلمي: سمعت أبا بكر محمد بن عبد الله الرازي: سمعت ابن الأعرابي يقول: إن الله طيب الدنيا للعارفين بالخروج منها، وطيب الجنة لأهلها بالخلود فيها. وسمعته يقول: ثبت الوعد والوعيد عن الله تعالى، فإذا كان الوعد قبل الوعيد فالوعيد تهديد، وإذا كان الوعيد قبل الوعد فالوعيد منسوخ. وإذا كان معاً، فالغلبة والثبات للوعد، لأن الوعد حق العبد، والوعيد حق الله عز وجل والكريم يتغافل عن حقه. وقال السلمي: سمعت محمد بن الحسن الخشاب: سمعت ابن الأعرابي يقول: المعرفة كلها الاعتراف بالجهل، والتصوف كله ترك الفضول، والزهد كله أخذ ما لا بد منه، والمعاملة كلها استعمال الأولى بالأولى، والرضا كله ترك الاعتراض، والعافية كلها سقوط التكلف بلا تكلف. وذكر أبو عمر الطلمنكي، عن شيخه أبي عبد الرحمن بن مفرج قال: لقيت بمكة أبا سعيد ابن) الأعرابي المعنزي، وتوفي يوم السابع والعشرين من ذي القعدة سنة أربعين، وصلينا عليه. ومولده سنة ستٍّ وأربعين ومائتين. وقال عبد الله بن يوسف بن بامويه: حضرت موته في ذي القعدة سنة أربعين. آخر من روى لنا حديث ابن الأعرابي بعلو: محمد بن أبي العز في الخليعات.

(25/186)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 187
أحمد بن أبي بكر محمد بن إسماعيل بن مهران: أبو الحسن الإسماعيلي النيسابوري العدل. سمع: أباه، ومحمد بن إبراهيم البوشنجي. وعنه: الحاكم. أحمد بن يعقوب بن أحمد بن مهران: أبو سعيد الثقفي النيسابوري الزاهد العابد، نسيب أبي العباس السراج. سمع: محمد بن إبراهيم البوشجي، ومحمد بن عمرو، والحرشي، وأبا مسلم الكجي، ومحمد بن بن عثمان بن أبي شيبة، ومحمد بن أيوب الرازي، وطبقتهم. وعنه: أبو علي الحافظ، والحاكم أبو عبد الله، وجماعة. توفي في رمضان، وقد شاخ. إبراهيم بن أحمد: ابو إسحاق المروزي، الشافعي. شيخ المذهب، وشيه أبي زيد المروزي الزاهد. أحد أعلام المذهب. أقام ببغداد مدة طويلة يُفتى ويدرس. وأنجب من أصحابه خلقٌ كثير. شرح المذهب ولخصه. وتفقه على أبي العباس بن سريج. وصنف كتباً كثيرة، وانتهت إليه رئاسة المذهب بعد ابن سريج.

(25/187)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 188
وانتقل في آخر عمره إلى مصر. وإليه ينسب درب المروزي الذي في قطيعة الربيع. ومن جملة أصحابه أبو حامد أحمد بن بشر المروروذي عالم أهل البصرة ومفتيهم وصاحب المصنفات المتوفى سنة، وسيأتي. توفي أبو إسحاق بمصر في تاسع رجب، وقيل: في حادي عشرة من السنة، ودفن عند ضريح الشافعي رحمه الله. أسباط بن إبراهيم المعدل: روى عن: أحمد بن خشنام، وإبراهيم بن سعدان، وابن أبي عاصم. روى عنه مثل ابن مندة. إسحاق بن إبراهيم بن زيد سلمة: أبو عثمان التيمي الإصبهاني المعدل: ثقه مأمون، سمع: عمران بن عبد الرحيم، وإسماعيل بن بحر سمعان، ومطيناً، وعبد الله بن النعمان. وعنه: أبو إسحاق بن حمزة، وأبو الحسن بن ميلة، وجماعة.
4 (حرف الحاء)
الحسن بن يوسف بن مُليح الطرائفي المصري: توفي في رجب. سمع: بحر بن نصر الخولاني، ويزيد بن سنان البصري، وغير واحد. وهو ثقة إن شاء الله. وعنه: أبو بكر بن المقرىء، وابن مندة، وعبد الرحمن بن النحاس. الحسين بن الحسن بن أيوب:

(25/188)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 189
أبو عبد الله الطوسي الأديب. كان من كبار المحدثين وثقاتهم. رحل إلى أبي حاتم فأقام عليه مدة، وجاور) فسمع مسند أبي يحيى بن أبي مسرة منه، وكتب أبي عبيد من علي البغوي. وقال: سمعت ابن أبي مسرة يقول: أنا أفتي بمكة منذ سبعين سنة. روى عنه: أبو علي الحافظ، وأبو إسحاق المزكي، وأبو الحسين الحجاجي، وأبو عبد الله الحاكم، وأبو علي الروذباري، وآخرون. الحسين بن صفوان بن إسحاق بن إبراهيم: أبو علي البرذعي. سمع: أبا بكر بن أبي الدنيا، ومحمد بن شداد المسمعي، ومحمد بن الفرج الأزرق، والبرتي. توفي في شعبان. قال الخطيب: كان صدوقاً رحمه الله تعالى.
4 (حرف السين)
سليمان بن محمد بن سليمان بن خالد العبدي النيسابوري الميداني: سمعه أبوه من: محمد بن يحيى الذهلي، ويحيى بن الذهلي. وكانت سماعاته عند ابن أخته. قال الحاكم: فقصدنا غير مرة فلم يخرج سماعه لنا، وقال هو رجل أمي لا يليق به التحديث. ثم وجدنا مجالس ليحيى بن الذهلي، فقرأناها عليه.

(25/189)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 190
4 (حرف العين)
عبد الله بن محمد بن يعقوب بن الحارثي بن الخليل: أبو محمد الحارث الكلاباذي البخاري الفقيه، شيخ الحنفية بما وراء النهر، ويعرف بعبد الله الأستاذ. كان كبير الشأن كثير الحديث، إماماً في الفقه. روى عن: عبيد الله بن واصل، وعبد الصمد بن الفضل، وحمدان بن ذي النون، أحمد بن الضوء، وأبي الموجه المروزي، ومحمد بن علي الصائغ المكي، موسى بن هارون الحافظ، وخالد بن تمام الأسدي، والفضل بن محمد الشعراني، وأبي بكر بن أبي عبد الله بن أبي حفص الكبير، وأبي معشر حمدويه بن خطاب، وعمران بن فرينام، ومحمد بن الليث السرخسي، وأبي همام محمد بن خلف النسفي. وعاش ثمانين سنة أو أكثر. وصنف كتابالكشف عن وهم الطائفة الظالمة أبا حنيفة. وعنه: أبو الطيب عبد الله بن محمد، ومحمد بن الحسن بن منصور النيسابوريان، وأحمد بن يعقوب الفارسي، وطائفة. ومن القدماء: أبو العباس بن عقدة. ومن المتأخرين: أبو عبد الله بن مندة. وكان حسن الرأي فيه. قال حمزة السهمي: سألت عنه أبا زرعة أحمد بن الحسين الرازي فقال: ضعيف. وقال الحاكم: هو صاحب عجائب عن الثقات.

(25/190)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 191
وقال الخطيب: لا يُحتج به. ولد سنة ثملنٍ وخمسين ومائتين، وتوفي في شوال. قلت: وقد جمعمسند أبي حنيفة. عبد الرحمن بن إسحاق النهاوندي: أبو) القاسم الزجاجي النحوي، صاحبالجمل. أصله من صيمر، نزل بغداد ولزم أبا إسحاق الزجاج حتى برع في النحو. ثم نزل حلب، ثم دمشق. وأملى عن: محمد بن العباس اليزيدي، وعلي بن سليمان الأخفش، وابن دريد، وغيرهم. روى عنه: أحمد بن علي الحلبي، وأبو محمد بن أبي نصر التميمي، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، وأحمد بن محمد بن سرام النحوي. قال الكتاني: توفي بطبرية في رمضان سنة أربعين. وبلغنا أنه صنف الجمل بمكة. وكان إذا فرغ الباب طاف به أسبوعاً، ودعا بالمغفرة. وللنُّحاة عليه في هذا الكتاب مؤاخذات معروفة، وقد انتفع به خلقٌ من المشارقة والمغاربة. علي بن محمد بن أمد بن أبي العوام الرياحي:

(25/191)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 192
سمع: أباه. وعنه: أبو حفص بن شاهين، والكتاني. وثقه الخطيب.
4 (حرف القاف)
القاسم بن أصبغ بن محمد بن يوسف بن واضح: أبو محمد الأندلسي القرطبي. مولى الوليد بن عبد الملك الأموي البياني. وبيانة محلة من قرطبة. هذا مسند العصر بالأندلس وحافظها ومحدثها الذي من أخذ عنه فقد استراح من الرحلة. فانه سمع: بقي بن مخلد، ومحمد بن وضاح، وأصبغ بن خليل، ومحمد بن عبد السلام الخشني. ورحل إلى المشرق سنة، هو ابن بضعٍ وعشرين سنة، فسمع: محمد بن إسماعيل الصائغ، وجماعة بمكة. وأبا محمد بن قتيبة، ومحمد بن الجهم السمري، والكديمي، وجعفر بن محمد بن شاكر، والحارث بن أبي أسامة، وأبا بكر أبي الدنيا، وأبا إسماعيل القاضي، ونحوهم ببغداد. وإبراهيم بن أبي العيش القاضي، وإبراهيم بن عبد الله العبسي القصار صاحب وكيع. وكان رفيقه في الرحلة محمد بن عبد الملك بن أيمن.

(25/192)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 193
وصنف كتاب السنن علو وضع سنن أبي داود لكونه فاته السماع منه. وصنفمسند مالك، وكتاببر الوالدين، وغير ذلك. وكان بصيراً بالحديث والرجال، نبيلاً في النحو والغريب والشعر، مشاوراً في الأحكام. ولد في ذي الحجة سنة سبعٍ وأربعين ومائتين، وكان ممتعاً بذهنه، لا بنكر منه شيء إلا النسيان، خاصةً إلى آخر سنة سبعٍ وثلاثين، فتغير ذهنه إلى أن مات في رابع عشر جمادى الأولى سنة أربعين. ومن مصنفاته: كتابالمنتقى وهو كصحيح مسلم في الصحة، وكتاب المنتقى في السنن، وآثار التابعين. وله مصنف في الأنساب في غاية الحسن. وقيل: ترك التحديث قبل موته بعامين. روى عنه: حفيده قاسم بن محمد، وعبد الله بن محمد الباجي الحافظ، وعبد الوارث بن سليمان، وعبد الله بن نصر، وأبو) بكر محمد بن مفرج، وأحمد بن القاسم التاهرتي، وقاسم بن محمد بن غسلون، وأبو عمر أحمد بن الجسور، وأبو عثمان سعيد بن نصر، وخلق غيرهم. وتوفي في قرطبة في جمادى الأولى. القاسم بن فهد بن أحمد بن أبي هريرة المصري: يروي عن: النسائي، وعُليك الرازي. توفي في رجب.
4 (حرف الميم)
محمد بن أحمد بن إبراهيم: أبو بكر بن السقاء الهروي، مفيد أهل هراة. يروي عن: محمد بن أبي علي الخلادي، والحسن بن سفيان. وعنه: عبد الله بن يوسف الإصبهاني. محمد بن أحمد بن بالويه:

(25/193)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 194
أبو بكر النيسابوري الجلاب. من أعيان المحدثين والرؤساء ببلده. رحل به أبوه وسمعه من: محمد بن غالب تمتام، ومحمد بن رمح البزاز، ومحمد بن يونس الكديمي، وبشر بن موسى، وموسى بن الحسن النسائي البغداديين. وعنه: أبو علي الحافظ، وأبو عبد الله الحاكم، وأبو عبد الله بن مندة، وغير واحد. قال الحاكم: سمعته يقول: قال لي أبو بكر بن خزيمة: بلغني أنك كتبت عن محمد بن جرير تفسيره. قلت: نعم، كتبته عنه كله إملاءً من سنة إلى سنة. فاستعاره ابن خزيمة مني. قال الحاكم: وسمعته يقول: كتبت عن عبد الله بن أحمد بن حنبل ثلاثمائة جزء. توفي في رجب سنة. محمد بن أحمد بن محمد بن زيد: أبو علي بن حيكان المعدل النيسابوري. ثقة. قال الحاكم: سمعت الأستاذ أبا الوليد الفقيه يذكر فضل أبي علي وتقدمه في العدالة. وقال: خطب محمد بن يحيى الذهلي في تزويجه بنت ابنه يحيى الشهيد: وثنا أبو علي، عن أحمد بن الأزهر، فذكر حديثاً. قلت: مات في عشر المائة. محمد بن إبراهيم بن محمد بن الحسن

(25/194)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 195
أبو عبد الله بن متويه الإصبهاني. إمام الجامع وابن إمامة. كان معدلاً فاضلاً. سمع: عبد الله بن محمد بن النعمان، والهروي، والطبقة. وحدث. قال أبو نعيم الحافظ: مسح رأسي وأعطاني حلواء. محمد بن جعفر بن إبراهيم: أبو بكر المناسكي. سمع: عثمان بن سعيد الدارمي، ومحمد بن إبراهيم البوشنجي. وعنه: أبو عبد الله الحاكم. محمد بن حمزة بن أيوب اللخمي: مولاهم المصري، وأبو الحسن. روى عن: يحيى بن أيوب، وطبقته. توفي في رجب. محمد بن سعيد داود المديني: سمع: علي بن محمد الثقفي الإصبهاني. وعنه: محمد بن عبد الرحمن ين سهل. محمد بن عبيد الله: أبو الفضل الحوتكي الحصار، مصري جليل. روى عن: يحيى بن عثمان بن صالح، وأحمد بن داود المكي،) وطبقتهما. قال ابن يونس: كان ثقة. مات في صفر رحمه الله. محمد بن عبد الله بن بالويه بن زيد الشاماتي: أبو جعفر النيسابوري. قال الحاكم: صدوق صاحب كتاب سمع: الحسين بن الفضل، وأحمد ابن نصر. كتبت عنه.

(25/195)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 196
محمد بن عيسى بن بندار: أبو بكر البغدادي الجصاص. قرأ على: إسحاق الخزاعي، وأبي ربيعة الربعي، وسعدان بن كثير. قرأ عليه: علي بن مجاهد الحجازي. محمد بن ملاق بن نصر: أبو العباس الأموي، مولاهم المصري. روى عن: روح بن الفرج، وخير بن عرفة. وتوفي في شهر رمضان. محمد بن يحيى الطائي الموصلي: قدم بغداد، وحدث بها عن: جد أبيه، وجده، أحمد بن إسحاق الخشاب. وعنه: محمد بن أحمد بن رزقويه، وأبو الحسين محمد بن الحسين بن الفضل، وعمر بن أحمد العكبري، وغيرهم. قال أبو حازم العبدوي: لا أعلمه إلا ثقة. وحسّن أبي بكر البرقاني أمره. توفي ببغداد في رمضان. وعند سبط السلفي من حديثه جزءان في السماء علواً. محمد بن يحيى بن مهدي: أبو الذكر المصري الأسواني التمار. قاضي مصر. كان من كبار فقهاء المالكية. له حلقة. وحضر جنازته خلقٌ لا يحصى عددهم. وقد أطنب في ذكره وأسهب في أمره أبو سعيد بن يونس فقال: كان له

(25/196)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 197
بمصر قدرٌ ومنزلة جليلة. وكان تسلم القضاء من أبي عبيد علي بن الحسين. وكان جلداً. وكان فٌ تياً أهل مصر في وقته إليه. حدث بيسير، ونيفّ على الثمانين. توفي ي يوم عيد الفطر. قلت: لك يذكر ابن يونس أبا عبيد هذا في تاريخه. وكان لأبي الذكر قدمٌ في العبادة رحمه الله تعالى.
4 (الكنى)
أبو الحسن الكرخي: شيخ الحنيفة بالعراق. اسمه عبيد الله بن الحسين بن دلال. سمع ببغداد: إسماعيل القاضي. وسمع: محمد بن عبد الله الحضرمي مطين. روى عنه: أبو عمر بن حيويه، وابن شاهين، وعبد الله بن محمد الأكفاني القاضي. وكان علامة كبير الشأن، بارعاً. انتهت إليه رئاسة الأصحاب، وانتشر تلامذته في البلاد. وكان عظيم العبادة والصلاة والصوم، صبوراً على الفقر والحاجة. قال أبو بكر الخطيب: حدثني الصيمري: حدثني أيو القاسم بن علان الواسطي قال: لما أصاب أبا الحسن الكرخي الفالح في آخر عمره حضرته وحضر أصحابه أبو بكر الدامغاني، وأبو علي الشاشي، وأبو عبد الله البصري

(25/197)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 198
فقالوا: هذا مرض يحتاج إلى نفقة وعلاج، والشيخ مقل. ولا ينبغي أن نبذله للناس. فكتبوا إلى سيف الدولة بن) حمدان. فأحس أبو الحسن بما هم فيه، فبكى وقال: اللهم لا تجعل رزقي إلا من حيث عودتني. فمات قبل أن يحمل إليه شيء. ثم ورد من سيف الدولة عشرة آلاف درهم قتُصدق بها. توفي وله ثمانون سنة. وأخذ عنه الفقه الذين ذكرناهم، والإمام أبو بكر أحمد بن علي الرازي، وأبو القاسم علي بن محمد التنوخي. أبو عمر الطبري الفقيه: كان يدّرس ببغداد مذهب أبي حنيفة هو، والكرخي، فماتا في عامٍ واحد. ولهذا شرح الجامعين.

(25/198)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 199
1 (وفيات سنة تقريباً)

4 (حرف الألف)
أحمد بن إسماعيل العسكري المصري: سمع: يونس بن الأعلى. وعنه: ابن مندة. أحمد بن محمود بن طالب بن حيت. بحاء مهملة مكسورة: وذلك مستفاد من خنب. أبو حامد البخاري الصرام. ذكره ابن ماكولا، وأبو حيت فردٌ، قال: حدث أبو حامد عن: عبد الله ابن أبي حفص، ويعقوب بن غرمل. وعنه: سهل بن عثمان. مات بعد الثلاثين وثلاثمائة، وقد أتى عليه مائة وخمس وستون. أحمد بن مروان: أبو بكر الدينورب المالكي، ومصن فالمج السة. سمع: محمد بن عبد العزيز الدينوري، وأبا بكر بن أبي الدنيا، وأبا قلابة الرقاشي، وعبد الله بن مسلم بن قتيبة، والكديمي، والنضر بن عبد الله الحلواني،

(25/199)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 200
وعباس بن محمد الدوري، وإبراهيم بن ديزل، وعبد الرحمن بن مرزوق البزوري، وخلقاً سواهم. وعنه: الحسين بن إسماعيل الضراب، وإبراهيم بن علي بن غالب التمار، والقاضي أبو بكر الأبهري. وله: فضائل مالك، وكتابالرد على الشافعي. وله يدٌ في المذهب. ضعّفه الدارقطني واتهمه. قال ابن زولاق فيقضاة مصر. كان أحمد بن مروان قد قدم مصر وحدث بها بكتب ابن قتيبة وغيرها. ثم سافر إلى أسوان لقضائها، فأقام بها سنين كثيرة. فحدثني أحمد بن مروان قال: ولي ابن قتيبة، قضاء مصر، يعني أبا جعفر، فجاءني كتاب أبي الذكر محمد بن يحيى يقول فيه: خاطبت القاضي في أمرك، فوعدني بإنفاذ العهد إليك. فلما ذكرت له أنك تروي كتب أبيه، وقف وبدا له، وقال: أنا أعرف كل من سمع من أبي وما أعرف هذا الرجل. فإن كان عندك علامة فاكتب إلى بها، فكتبت إليه بعلامات يعرفها، فكتب لي يعتذر، وبعث بعهدي. أحمد بن يحيى بن سعد: أبو حامد النيسابوري. سمع: محمد بن يحيى. وعنه: ابن مندة. أحمد بن محمد بن أبي يعقوب بن الخليفة هارون الرشيد: أبو الحسن الرشيدي.

(25/200)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 201
سمع: الحسن بن عرفة،) والعباس الترقفي، واحمد بن محمد بن يحيى ابن حمزة، وجماعة. وعنه: عر بن علي الأنطاكي، منصور بن عبد الله الخالدي الذهلي، ويعقوب بن مسدد القلوسي، وغيرهم. أحمد بن هشام بن حميد الحصري: أبو بكر. عن: العطاردي، ويحيى بن أبي طالب، ومحمد بن الجهم. وعنه: القاضي أبو عمر الهاشمي، ومحمد بن عبد الرحمن بن أشتافنا.
4 (حرف الجيم)
جعفر بن محمد بن الحسن: أبو عبد الله الإصبهاني، ونزيل سيراف. حدث عن: هارون بن سليمان، وحذيفة بن غياث، وجماعة. روى عنه: مسلمة بن القاسم الأندلسي، وأبو الحسين بن جميع. وقع لنا حديثه عالياً.
4 (حرف الحاء)
الحسن بن علي بن إسحاق: أبو علي بن شيرزاد. بغدادي، يروي عن: عباس الدوري، والحسن بن مكرم. وعنه: ابن رزقويه، وغيره. وثقه الخطيب.

(25/201)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 202
الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي: أبو علي. حدث بالبصرة عن: يعقوب الفسوي: وعنه: ابن جميع. الحسن بن محمد بن يزيد بن محمد بن عبد الصمد: أبو علي الدمشقي. روى عن: جده. وعنه: أبو هاشم المؤدب. قال أبو الحسين الرازي: اختلط في سنة. حمدان بن عون: أبو جعفر الخولاني المصري المقرىء. أحد الحذاق. قرأ على: إسماعيل بن عبد الله النحاس. قرأ عليه: عمر بن محمد بن عراك فقال عمر بن محمد: قال لي حمدان ابن عون بن حكيم في سنة إحدى وثلاثين: قرأت على أحمد بن هلال ثلاثمائة ختمة، ثم أى بي إلى النحاس فقال له: هذا تلميذي وقد قرا علي وجود، فخذ عليه. فأخذ علي ختمتين. قال الداني: توفي حمدان حول سنة.
4 (حرف الخاء)
خالد بن محمد بن عبيد الدمياطي: الفقيه المالكي. ويعرف بابن عين الغزال. كانت له حلقة بدمياط في الجامع.

(25/202)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 203
روى عن: عبيد بن أبي جعفر الدمياطي، وبكر بن سهل، وجماعة. وثقه ابن يونس، وقال: توفي سنة نيفٍ وثلاثين وثلاثمائة.
4 (حرف العين)
عباد بن عباس بن عباد: أبو الحسن الطالقاني، والد الصاحب إسماعيل بن عباد. سمع: أبا خليفة الجمحي، وجعفر الفريابي. وعنه: أبو الشيخ. توفي سنة أربعٍ أو خمسٍ وثلاثين. عبد الله) بن يعقوب بن إسحاق الكرماني: حدث بنيسابور عن: يحيى بن بحر، ومحمد بن أبي يعقوب الكرمانيين وعنه: أبو أحمد الحاكم، وأبو طاهر بن محمش، وأبو عبد الله بن مندة. وحديثه بعلوٍّ في بلد إصبهان من أربعين السلفي لكنه ضعيف. قال أبو علي الحافظ: قلت له: في أي سنةٍ ولدت قال: سنة خمسين ومائتين. فقلت له: مات ابن أبي يعقوب قبل أن تولد بسبع سنسن فاعلمه. وقال الحاكم: كان في أيامي، ولم أسمع منه. عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الله بن محمد البغدادي: أبو عبد الله بن الختلي. سمع: أباه، وإسماعيل القاضي. وابن الدنيا، وأبا إسماعيل السلمي، والبرتي، وهذه الطبقة.

(25/203)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 204
وعنه: الدراقطني، وأبو الحسن بن البواب، وأبو القاسم بن الثلاج، وأبو عمر الهاشمي. وكان ثقة حافظاً عارفاً. سكن البصرة. قال المحسن التنوخي: دخل إلينا أبو عبد الله الختلي البصرة وليس معه كتبه، فحدث شهوراً إلى أن لحقته كتبه، فسمعته يقول: حدثت بخمسين ألف حديث من حفظي إلى أن لحقتني كتبي. علي بن سعيد بن الحسن البغدادي: القزاز المقرىء أبو الحسن، المعروف بابن ذؤابة. كان من جلة أهل الأداء، مشهور ضابط محقق. قرأ على: إسحاق بن أحمد الخزاعي، وأبي عبد الرحمن اللهبي، وأحمد ابن فرج الضرير، وابن مجاهد، وطائفة. وأقرأ القرآن مدة. قرأ عليه: أبو الحسن الدارقطني، وصالح بن إدريس، وعامة أهل بغداد. قال أبو عمرو الداني: مشهور بالضبط والإتقان، ثقة مأمون. علي بن محمد: أبو الحسين المري الدمشقي المقرئ. قرأ على: هارون بن موسى الأخفش، وعلى: أبيه محمد بن أحمد المري. وقرأ عليه: سلامة بن الربيع المطرز، ومحمد بن أحمد بن الجبني. ووالده هو محمد بن عمر بن أبان بن الوليد القاضي أبو الحسن الطبري. ولي قضاء إصبهان مدة. وحدث عن: محمد بن أيوب بن الضريس، وأبي خليفة، والحسن بن سفيان، وخلق لقيهم بالشام ومصر والعجم. وعنه: والد أبي نعيم، ومحمد بن أحمد بن محمد، وأبو بكر بن

(25/204)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 205
المقرئ، وغيرهم. قال أبو نعيم الحافظ: كان رأساً في الفقه والحديث والتصوف. خرج فتولى بلاد لجبل، رحمه الله تعالى. عمر بن أحمد بن مهدي: والد الدارقطني. قال الخطيب: كان ثقة. روى عن: إبراهيم بن شريك، وجعفر الفريابي. روى عنه: ابنه. عمر بن سعد القراطيس: روى عن: أبي بكر بن أبي الدنيا. وعنه: الآجري، وابن حيويه، والمرزباني. وثقه الخطيب. عيسى بن محمد بن حبيب: أبو عبد الله الأندلسي. روى بمصر والشام عن: ياسين بن محمد البجاني، وأحمد بن هارون الإسكندراني، ومحمد بن أحمد) بن حماد زغبة. روى عنه: أبو سعيد بن يونس، وأبو الحسين الرازي والد تمام. وهما أكبر منه ومحمد بن إبراهيم الطرسوسي، وأبو الحسين بن جميع.
4 (حرف الميم)
محمد بن أحمد بن مخزوم:

(25/205)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 206
أبو الحسين البغدادي المقرئ. يروي عن: إسحاق بن سنين، وإبراهيم بن الهيثم البلدي. وعنه: أبو بكر الأبهري. محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن يعقوب بن زوزان: أبو بكر الأنطاكي. قيل: اصله بغدادي. سمع بمصر من: يوسف بن يزيد القراطيسي، وأبي علاثة محمد بن عمرو. وبالشام من: محمد بن إبراهيم بن كثير الصوري، وزكريا خياط السنة، ومحمد بن يحيى حامل كفنه، وطائفة. وببغداد: بشر بن موسى، وجماعة. روى عنه: أبو أحمد محمد بن عبد الله الدهان، وأبو محمد بن ذكوان، وأبو الحسين بن جميع، وأحمد بن علي الحلبي، وأبو الفرج بن إبراهيم النصيبي. وحدث بأنطاكية، وغيرها. وزوزان بمعجمتين. محمد بن أحمد بن عبد الله بن صفوة: أبو الحسن المصيصي. روى عن: يوسف بن مسلم، وغيره. وعنه: علي بن محمد بن إسحاق الحلبي، وأحمد بن محمد بن علي

(25/206)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 207
النسوي، ومحمد بن أحمد بن يعقوب الهاشمي، وابن جميع الغساني. محله الصدق. محمد بن سعيد بن إسحاق الإصبهاني القطان: سمع: يحيى بن أبي طالب، والحسن بن مكرم ببغداد، وأحمد بن عصام، وجماعة. وعنه: الحافظ أبو إسحاق بن حمزة، وأحمد بن عبيد الله القصار، وأبو بكر المقرئ، وأبو عبد الله بن مندة، وعبد الله بن محمد بن مندة، ومحمد بن أحمد ابن جعفر الأبح. ووصفه ابن المقرئ بالصلاح. محمد بن عبد الله الشعيري: أبو الطيب النيسابوري. شيخ الحاكم. محمد بن عبد الله بن جبلة البغدادي: أبو بكر المضري الطرسوسي. حدث بدمشق عن: الحسن بن عرفة، وصالح بن أحمد بن حنبل، وهشام ابن علي السيرافي. وعنه: علي بن أحمد الشرابي، وتمام الرازي، وعبد الرحمن بن أبي نصر. وقال عبد العزيز الكتاني: حدث عن يوسف بن مسلم، وأحمد بن شيبان. وكان شيخاً فيه نظر. محمد بن الحسن بن يونس:

(25/207)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 208
الإمام أبو العباس الكوفي المقرىء النحوي. قرأ القرآن على: إسماعيل القاضي، والحسن بن عمران الشحام صاحبي قالون. وعلى: علي بن الحسن التميمي صاحب محمد بن غالب الصيرفي. وتصدر بالكوفة. قرأ عليه: عبد الغفار بن عبيد الله الخصيبي، ومحمد بن فيروز الكرجي. وعلى محمد الشاهد، والقاضي أبو عبد الله محمد بن عبد الله الجعفي) الهرواني، وأبو الحسن محمد بن جعفر التميمي النحوي ابن النجار، وغيرهم. محمد بن جعفر بن محمد بن المستفاض: أبو الحسن بن الفريابي. عداده في البغداديين، ثم نزل حلب. وحدث عن: عباس الدوري، وإسحاق بن سيار النصيبي، ومحمد بن أحمد بن الجنيد، وإسماعيل القاضي ورى عنه رواية قالون. حدث عنه: عبد المنعم بن غلبون، وعلي بن محمد بن إسحاق الحلبي، وأبو حفص بن شاهين، وعمر بن إبراهيم الكتاني، وآخرون. وعاش دهراً. فإنه ولد سنة. وثقه أبو بكر الخطيب. وآخر من حدث عنه ابن جميع الغساني. محمد بن جعفر بن محمد بن عصام الأنصاري النسفي: شيخ معمر.

(25/208)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 209
روى عن: أبي عبد الله البخاري أربعة عشر حديثاً. قال جعفر المستغفري: وهو آخر من روى عنه فيما أعلم. محمد بن إسماعيل: أبو الحسن الرازي المؤدب. نزل بغداد. روى عن: أبي حاتم موسى بن نصر، وإبراهيم الحربي. وعنه: ابن رزقويه، وأبو علي بن شاذان. يؤخر. محمد بن عبد الله الحربي: المقرىء أبو عبد الله. وقيل: محمد بن جعفر. قرأ على: أحمد بن سهل الأشناني، وأبي جعفر أحمد بن علي البزاز. وكان من جلة أصحابهما. مجوداً لحرف عاصم. قرأ عليه الدراقطني، فقال وحدُه: محمد بن عبد الله. وقرأ عليه: أحمد بن نصر الشذائي، ومحمد بن أحمد الشنبوذي، وعمر ابن إبراهيم الكتاني فقالوا: محمد بن جعفر. وكان من صلحاء المقرئين. محمد بن علي بن محمد: أبو بكر النيسابوري. سمع: عيسى بن أحمد العسقلاني. وعنه: أبو عبد الله بن مندة.
4 (حرف الياء)
يزيد بن إسماعيل:

(25/209)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 210
أبو بكر الخلال. سمع: عبد الله بن أبو المخرمي، وأحمد بن منصور الرمادي، والترقفي. وعنه: أيوب عمر الهاشمي، و القاضي علي بن القاسم النجاد، وعلي بن أحمد البزاز البصريون، شيوخ الخطيب. قال الخطيب: ثقة سكن البصرة. يزيد بن محمد بن إياس: أبو زكريا الأزدي الحافظ. مؤرخ الموصل وقاضيها. سمع: إسحاق الحربي، ومحمد بن أحمد بن أبي المثنى، وعبيد بن عثام، ومطيناً، وخلقاً سواهم. وولي قضاء الموصل. وكان يُعرف بابن زكرة. روى عنه: المظفر بن محمد الطوسي، ومحمد بن أحمد بن جميع، ونصر بن أبي نصر الطوسي العطار. وقع لنا حديثه بعلوّ.

(25/210)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 211

(25/211)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 212

(25/212)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 213
5 (بسم الله الرحمن الرحيم)

5 (الطبقة الخامسة والثلاثون أحداث)

1 (الأحداث منسنة إلى)

4 (أحداثسنة إحدى وأربعين وثلاثمائة)
تعزيز القائلين بالتناسخ: فيها اطلع أبو محمد المهلبي على قومٍ من التناسخية فيهم شابٌ يزعم أن روح علي رضي الله عنه انتقلت إليه. وفيهم امرأة تزعم أن روح فاطمة عليها السلام انتقلت إليها. وفيهم آخر يدعي أنه جبريل، فضربوا فتعزروا بالإنتماء إلى أهل البيت، فأمر معز الدولة، بإطلاقهم لميله إلى أهل البيت. وهذا كان من أفعاله الملعونة أخذ الروم سروج: وفيها اخذت الروم سروج، فقتلوا وسبوا وأخربوا البلد. الحج هذه الموسم: وحج بالناس أحمد بن عمر بن يحيى العلوي. وفاة المنصور إسماعيل بن القائم: وفي آخر شوال مات المنصور أبو الطاهر ابن القائم محمد بن

(25/213)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 214
عبيد صاحب المغرب بالمنصورية التي مصرها. وصلى عليه ولي عهده أبو تميم معد بن المنصور الملقب بالمعز لدين الله. وكان بعيد الغور، حاد الذهن، سريع الجواب عاش أربعين سنة، وبقي في السلطنة سبعة أعوام وأيام، وخلف خمسة بنين وخمس بنات. وكان فصيحاً مفوهاً يخترع الخطبة. حارب ابن كيداد ولم يزل حتى أسره، ومات في حبسه فسلخ جلده وحشاه تبناً، ثم صلبه وأحرقه. وأحسن السيرة وأبطل مظالم أبيه. وقام بعده ابنه المعز فأحسن السيرة فأحبه الناس، وصفت له المغرب، وافتتح مصر وبنى القاهرة. وفاة أبي الخير التيناتي: وفيها أو قريباً منها توفي العابد القدوة أبو الخير التيناتي الأقطع صاحب الكرامات. وستأتي ترجمته رحمه الله تعالى.

(25/214)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 215
4 (أحداث سنة اثنين وأربعين وثلاثمائة)
أسر سيف الدولة لابن الدمستق: وفيها عاد سيف الدولة من الروم سالماً مؤيداً غانماً قد أسر قسطنطين بن الدمستق. محاربة ابن محتاج لابن بويه: وفيها جاء صاحب خراسان ابن محتاج إلى الري محارباً لابن بويه، وجرت بينهما حروب. وعاد إلى خراسان. محنة ابن بهزاد السيرافي: وفيها كانت بمصر محنة أحمد بن بهزاد بن مهران السيرافي المحدث. أقام يملي بمصر زماناً. فأملى في داره حديث الشاك الذي جاء إلى علي رضي الله عنه فقال: إني شككت في شيء. فقال: سل. وأجابه. فقام جماعةٌ من المالكية وشكوه إلى أبي المسك كافور الإخشيدي، فرد الأمر إلى الوزير أبي الفضل بن حنزابه. فحضر عند القضاة والفقهاء فكتبوا) كلهم أن من حدث بهذا الحديث فليس بثقةٍ أن يؤخذ عنه. فامتنع أبو بكر بن

(25/215)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 216
الحداد أن يُفنى بذلك. وعنف ابن بهزاد ومنع من الحديث. وقال أبو جعفر أحمد بن عون الله القرطبي: قرص لي عثمان رضي الله عنه وأشار إلى ما لا يحل اعتقاده، فتركته. وقال ابو عمر الطلمنكي: أملى على أهل الحديث حديثاً منكراً متضمناً مخالفة الجماعة، فقال: أجيفوا الباب ما أمليته من ثلاثين سنة. فاستشعر القوم، فقاموا عليه لما أملاه، ومنع من التحديث. ثم أنه تعصب له قومٌ من الفرس، فأُذن له بالحديث. وقد وثقه جماعةٌ. وروى عن الربيع المرادي. وتوفي في شعبان سنة ستٍّ وأربعين. حديثه بعلو فيالخليعات. أسر ابن الدمستق: وأسر سيف الدولة ابن الدمستق، كما ذكرنا، في وقعة كانت بينه وبين أبيه. وكان الذي أسره ثواب العقيلي، فدخل سيف الدولة حلب، وابن الدمستق بين يديه. وكان مليح الصورة، فبقي عنده مكرماً حتى مات. وفاة الحسن بن طغج: وفيها توفي الحسن بن طغج أبو المظفر أخو الإخشيد. ولي إمرة دمشق مرتين، ثم ولي إمرة الرملة، وبها مات.

(25/216)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 217
4 (أحداث سنة ثلاثٍ وأربعين وثلاثمائة)
وقعة سيف الدولة والدمستق: فيها كانت وقعة عظيمة بين سيف الدولة وبين الدمستق على الحدث. وكان الدمستق قد جمع أمماً من الترك والروس والبلغار والخزر، فكانت الدبرة عليه، وقتل معظم بطارقته، وهرب هو واُسر صهره وجماعة من بطارقته. وأما القتلى فلا يحصون. وغنم سيف الدولة عسكرهم بما فيه. خطبة ابن محتاج للمطيع: وفيها خطب أبو علي بن محتاج صاحب خراسان للمطيع، ولم يكن خطب له قبل ذلك. وبعث له المطيع اللواء والخلع. مرض معز الدولة: وفيها مرض معز الدولة بعلة الإنعاظ الدائم، وأُرجف بموته واضطربت بغداد. فركب بكلفة ليسكن الناس.

(25/217)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 218
الوحشة بين أنوجور وكافور: وفيها وقعت الوحشة بين أنوجور بن الإخشيد وبين كافور وسببه أن قوماً كلموا ابن الإخشيد وقالوا: قد احتوى كافور على الأموال، وتفرد بتدبير الجيوش، واقتطع أموال أبيك، وأنت معه مقهور. وزينوا له الكيد، وحملوه على التنكر له، ولزم الصيد والتباعد فيه إلى المحلة وغيرها، والجلوس إذا رجع في بستانه منهمكاً في اللعب واللهو. فلما كان في حادي عشر المحرم علمت والدة أبي القاسم أنوجور أن ابنها الليلة على المسير إلى الرملة، فقلِقت لذلك، وأرسلت أبا المسك كافور بالمضي إليه فلم يفعل، بل أرسل إليه برسالات بليغة، وبعثت أمه إليه تخوفه الفتنة وتنصحه.) ثم طابت نفسه واصطلحوا. وفاة نوح بن نصر الساماني: وفيها توفي الأمير نوح بن نصر ببخارى في جمادى الأولى.

(25/218)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 219
4 (أحداث سنة أربع وأربعين وثلاثمائة)
انعقاد إمرة الأمراء لبختيار: في المحرم عقد معز الدولة إمرة الأمراء لابنه أبي منصور بختيار. مهاجمة صاحب خراسان لركن الدولة: وفيها تحرك صاحب خراسان على ركن الدولة فنَجده أخوه بجيش من العراق. دخول ابن ماكان الديلمي إصبهان واعتقاله: وفيها دخل ابن ماكان الديلمي، أحد قواد صاحب خراسان، إلى إصبهان، فنزح عنها أبو منصور بن ركن الدولة، فتبعه ابن ماكان فأخذ خزائنه. وعارضه أبو الفضل بن العميد وزير الدولة ومعه القرامطة، فأوقعوا به وأثخنوه بالجراح، وأسروا قواده، وحملوه إلى القلعة. وصار ابن العميد إلى إصبهان فأوقع بمن فيها من أصحابه ورجع إليها أبو منصور بويه. الوباء بالري: وفيها وقع وباء عظيم بالري. وكان أبو علي بن محتاج صاحب خراسان قد نازلها فمات في الوباء.

(25/219)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 220
إصابة ابن مقلة بالفالج: وفيها فُلج أبو الحسين علي بن مقلة وأُسكت وله تسعٌ وثلاثون سنة. عهد المطيع ولواؤه لصاحب خراسان: وفيها ورد رسول أبي الفوارس عبد الملك بن نوح صاحب خراسان، فبعث إليه المطيع بالعهد واللواء. الزلزلة في مصر: وفيها زُلزلت مصر زلزلة صعبة هدمت البيوت، ودامت مقدار ثلاث ساعات زمانية، وفزع الناس إلى الله بالدعاء.

(25/220)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 221
4 (أحداث سنة خمس وأربعين وثلاثمائة)
زيادة اقطاع الوزير المهلبي: وفيها زاد الملك معز الدولة في إقطاع الوزير أبي محمد المهلبي وعظم قدره عنده. إيقاع الروم بأهل طرسوس: وفيها أوقع أهل الروم بأهل طرسوس وقتلوا وسبوا، وأحرقوا قراها. خروج روزبهان الديلمي على معز الدولة: وفيها خرج روزبهان الديلمي على معز الدولة وانحاز المهلبي بمن معه، فخرج معز الدولة لقتال روزبهان. وانحدر بعده المطيع لله. ثم ظفر معز الدولة بروزبهان في المصاف وبه ضربات، وأسر قواده. وقدم بغداد وروزبهان على جمل، ثم غرق. غزوة سيف الدولة للروم: وفيها غزا سيف الدولة بلاد الروم، وافتتح حصوناً وسبى وغنم، وعاد إلى حلب.

(25/221)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 222
غارة الروم على نواحي ميافارقين: ثم أغارت الروم على نواحي ميافارقين. وفاة أم المطيع لله: وفيها توفيت أم المطيع لله بعلة الاستسقاء.)

(25/222)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 223
4 (أحداث سنة ستٍّ وأربعين وثلاثمائة)
ظهور جبال وجزر في البحر: فيها نقص البحر ثمانين ذراعاً، وظهر فيه جبال وجزائر لم تعهد. وكان العام قليل المطر جداً. الزلازل بالري: وكان بالري ونواحيها زلازل عظيمة. الإنخساف بالطالقان: وخُسف ببلد الطالقان في ذي الحجة، ولم يفلت من أهلها إلا نحو ثلاثين رجلاً.

(25/223)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 224
وخسف بخمسين ومائة قرية من قرى الري، واتصل الأمر إلى حلوان فخسف بأكثرها. وقذفت الأرض عظام الموتى، وتفجرت منها المياه. وتقطع بالري جبل. وعلقت قريةٌ بين السماء والأرض بمن فيها نصف نهار، ثم خسف بها. وانحرفت الأرض خروقاً عظيمة، وخرج منها مياه منتنة ودخان عظيم هكذا نقل ابن الجوزي فالله أعلم. وفاة أبي العباس الأصم: وفيها توفي أبو العباس الأصم محدث خراسان في ربيع الأول، وقد ناهز المائة.

(25/224)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 225
4 (أحداثسنة سبع وأربعين وثلاثمائة)
عودة الزلازل بحلوان: وفيها عادت الزلازل بحلوان وقمم الجبال، فأتلفت خلقاً عظيماً، وهدمت الحصون. هجوم الجراد: وجاء جرادٌ طبق الدنيا، فأتى على جميع الغلات والأشجار. خروج الروم إلى آمد وغيرها: وفي ربيع الأول خرجت الروم إلى آمد وأرزن وميافارقين، ففتحوا حصوناً كثيرة، وقتلوا خلائق، وهدموا سميساط. شغب الترك والديلم على ناصر الدولة: وفي ربيع الآخر شغب الترك والديلم بالموصل على ناصر الدولة،

(25/225)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 226
أحاطوا بداره. فحاربهم بغلمانه وبالعامة، فظفر وقتل جماعة، ومسك جماعة، وهربوا إلى بغداد. الوقعة بين الروم وسيف الدولة وهربه: وفي شعبان كانت وقعة عظيمة بنواحي حلب بين الروم وسيف الدولة، فقتلوا معظم رجاله وغلمانه، وأسروا أهله، وهرب في عددٍ يسير. دخول معز الدولة الموصل: وفيها سار معز الدولة إلى الموصل ودخلها، فنزح عنها ناصر الدولة بن حمدان إلى نصيبين. فسار ناصر الدولة إلى ميافارقين، واستأمن عسكره إلى معز الدولة، فهرب إلى حلب مستجيراً بأخيه سيف الدولة، فأكرم مورده، وبالغ في خدمته. وجرت فصول، ثم قدم في الرسلية أبو محمد الفياضي، كاتب سيف الدولة، إلى الموصل. فقرر الأمر على أن تكون الموصل وديار ربيعة والرحبة على سيف الدولة. لأن معز الدولة لم يثق بناصر الدولة، فإنه غدر به مراراً ومنعه الحمل. فقال معز الدولة: أنت عندي الثقة. وأن يقدم ألف ألف درهم. ثم انحدر معز الدولة إلى بغداد. وتأخر الوزير المهلبي والحاجب

(25/226)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 227
سبكتكين بالموصل إلى أن يحمل مال) التعجيل. وفاة القاضي ابن حذلم: وفيها توفي قاضي دمشق أبو الحسن أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم. وكان إماماً فقيهاً على مذهب الأوزاعي، له حلقة بالجامع.

(25/227)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 228
4 (أحداث سنة ثمانٍ وأربعين وثلاثمائة)
خلعة السلطنة لبختيار: فيها خَلع المطيع على بختيار بن معز الدولة خِلع السلطنة، وعقد له لواء، ولقبه عز الدولة أمير الأمراء. سرية محمد بن ناصر الدولة وأسره: وفيها خرج محمد بن ناصر الدولة بن حمدان في سرية نحو بلاد الروم، فأسرته الروم بمن معه. وقوع أبي الهيثم ابن القاضي أبي حصين في أسر الروم: وفيها وصلت الروم إلى الرها وحران، فأسروا أبا الهيثم ابن القاضي أبي حصين، وسبوا وقتلوا. غرق زوارق الحجاج: وفي سابع ذي القعدة غرق من الحجاج الواردين من الموصل إلى بغداد، في دجلة، بضعة عشر زورقاً فيها من الرجال والنساء نحو ستمائة نفس.

(25/228)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 229
موت ملك الروم: وفيها مات ملك الروم وطاغيتهم الأكبر بالقسطنطينة، وأُقعد ابنه مكانه. ثم قتل ونُصب غيره. دخول الروم طرسوس والهارونية: ووصلت الروم لعنهم الله إلى طرسوس فقتلوا جماعة وفتحوا حصن الهارونية وخربوا الحصن وقتلوا أهله خطب ابن نباتة الجهادية ثن كرت الروم إلى ديار بكر، ووصلوا ميافارقين، فعمل الخطيب عبد الرحيم بن نباتة الخطب الجهادية. هرب ابن المطيع: وفيها هرب بن عبد الواحد بن المطيع لله من بغداد إلى دمشق.

(25/229)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 230
وفاة جماعة من الأعلام: وفيها توفي: الوزير عبد الرحمن بن عيسى بن الجراح، وأبو بكر أحمد بن سليمان الفقيه النجاد شيخ الحنابلة، وجعفر بن محمد بن نصير الخلدي الزاهد المحدث، وأبو بكر محمد جعفر الأدمي المحدث. محاصرة جوهر المعزي لفاس: وسار جوهر المعزي إلى آخر المغرب وحاصر فاس، فافتتحها عنوةً، وأخذها من الملك أحمد بن بكر في رمضان.

(25/230)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 231
4 (أحداث سنة تسع وأربعين وثلاثمائة)
إيقاع نجا غلام سيف الدولة بالروم: فيها أوقع نجا، غلام سيف الدولة، بالروم فقتل وأسر. الفتنة بين السُّنة والشيعة ببغداد: وفيها جرت وقعة هائلة ببغداد في شعبان بين السنة والشيعة، وتعطلت الصلوات في الجوامع سوى جامع براثا الذي يأوي إليه الرافضة. وكان جماعة بني هاشم أثاروا الفتنة، فاعتقلهم معز الدولة، فسكنت الفتنة. ظهور أمر المستجير بالله ومقتله: وفيها ظهر ابنٌ لعيسى بن المكتفي بالله بناحية أرمينية، وتلقب بالمستجير بالله يدعو إلى) الرضى من آل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس الصوف وأمر بالمعروف. ومضى إلى جبال الديلم فاستنصر بهم، وهم سنة، فخرج معه جماعة منهم وساروا إلى أذربيجان. فاستولى المستجير بالله على عدة بلدان، وبعضها كان في يد سالار الديلمي. فسار إليه سالار فهزمه، ويقال قتله.

(25/231)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 232
مرض معز الدولة: وفي شوال عرض للملك معز الدولة مرض في كلاه فبال الدم، ثم احتبس بوله، ثم رمى حصاً صغاراً ورملاً. وأرجفوا بموته. غزوة سيف الدولة في بلاد الروم وكثرتهم عليه: وفيها جمع سيف الدولة جموعاً كثيراً وغزا بلاد الروم، فأسر وقتل وسبى، فثارت الروم وكثروا عليه، فعاد في ثلاثمائة من خواصه، وذهب جميع ما كان معه، وقتل أعيان قواده، وخرج من ناحية طرسوس. وفاة ابن ثوابة الكاتب: وفيها توفي أحمد بن محمد بن ثوابة كاتب الرسائل لمعز الدولة، فقلد مكانه أبو إسحاق إبراهيم بن هلال الصابيء. وفاة أنوجور بن الإخشيد: وفي آخر السنة مات السلطان أنوجور الإخشيد، وتقلد أخوه علي مكانه. ونائب المملكة أبو المسك كافور.

(25/232)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 233
إسلام الترك: وفيها أسلم من الترك مائتا ألف خركاه. كذا ذكر أبو المظفر ابن الجوزي. بذل الهاشمي المال لتقلده القضاء: وفيها بذل القاضي الحسن بن محمد الهاشمي مائتي ألف درهم على أن يقلد قضاة البصرة. فأُخذ المال منه، ولم يقلد. وفاة الإمام حسان شيخ خراسان: وفيها توفي الإمام أبو الوليد حسان بن محمد الفقيه شيخ أهل الحديث والفقه بخراسان عن اثنتين وسبعين سنة. وفاة النيسابوري: ومحدث نيسابور وحافظها الكبير أبو علي الحسين بن علي بن يزيد النيسابوري الصائغ.

(25/233)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 234
4 (أحداث سنة خمسين وثلاثمائة)
بناء معز الدولة للدار الهائلة في بغداد: فيها شرع معز الدولة لما تعافى في بناء دارٍ هائلة عظيمة ببغداد، أخرب لأجلها دوراً وقصوراً، وقلع أبواب الحديد التي على باب مدينة المنصور. وألزم الناس ببيع أملاكهم ليدخلها في البناء، ونزل في الأساسات ستة وثلاثين ذراعاً. فحاصله أنه لزمه من الغرامات عليها إلى أن مات ثلاثة عشر ألف ألف درهم. وصادر الدواوين وغيرهم. وجعل كل ما صح له شيء أخرجه في بنائها. وقد درست من قبل سنة ستمائة، ولم يبق لها أثر. وبقي مكانها دحلة يأوي إليها الوحوش، وشيء من الأساس يعتبر به من يراه. تقليد ابن أبي الشوارب قضاء القضاة: وفيها قلد قضاء القضاة أبو العباس عبد الله بن الحسن بن أبي الشوارب، وركب بالخلع من دار معز الدولة، وبين يديه الدبادب) والبوقات، وفي خدمته الجيش. وشرط على نفسه أن يحمل في كل سنة إلى خزانة معز الدولة مائتي ألف درهم. وكتب عليه سجلاً بذلك. فانظر إلى هذه المصيبة. وامتنع المطيع من تقليده ومن دخوله عليه، وأمر أن لا يمكن من الدخول عليه أبداً.

(25/234)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 235
ضمان معز الدولة للحسبة والشرطة: وفيها ضمن معز الدولة الحسبة ببغداد والشرطة، فلا كان الله عافاه. وفاة ابن مقاتل بمصر: وفي شعبان مات بمصر متولي ديوان الخراج بها، وهو أبو بكر محمد بن علي بن مقاتل. فوجدوا في داره ثلاثمائة ألف دينار مدفونة. غزوة نجا غلام سيف الدولة لبلاد الروم: وفيها دخل نجا، غلام سيف الدولة بن حمدان، إلى بلاد الروم فسبى ألف نفس، وغنم أموالاً، وأسر خمسمائة. انتزاع الروم أقريطش: وفيها أخذ ملط الروم أرمانوس بن قسطنطين من المسلمين جزيرة أقريطش فلا حولة ولا قوة إلا بالله. وكان الذي افتتح أقريطش عمر بن شعيب الغليظ البلوطي، غزاها فافتتحها في حدود الثلاثين ومائتين، وصارت في يد أولاده إلى هذا الوقت.

(25/235)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 236
وفاة القطان محدث بغداد: وفيها توفي محدث بغداد أبو سهل أحمد بن محمد بن زياد القطان في شعبان. وكان صواماً قوامً، روى الكثير. وفاة الخطبي: وفيها توفي أبو محمد إسماعيل بن محمد بن علي الخطبي. وكان عالماً إخبارياً محدثاً يرتجل الخطب. وفاة الهاشمي خطيب جامع المنصور: وفيها توفي أبو جعفر عبد الله بن إسماعيل الهاشمي خطيب جامع المنصور. وكان ذا قعدد في الأبوة، فإنه في طبقة الواثق، إذ هو عبد الله بن إسماعيل بن إبراهيم بن عيسى بن المنصور أبي جعفر. وفاة عتبة الهمذاني: وفيها توفي، في ربيع الآخر، القاضي أبو السائب عتبة بن عبيد الله بن موسى الهمذاني. ولد بها سنة أربعٍ وستين ومائتين، وكان أبوه تاجراً. ولي أولاً قضاء أذربيجان، ثم قضاء همدان، ثم آل به الأمر إلى أن تقلد قضاء القضاة. وفاة فاتك المجنون: وفيها توفي فاتك المجنون أبو شجاع، أكبر مماليك الإخشيد. ولي إمرة دمشق. وكان فارساً شجاعاً. وقد رثاه المتنبي.

(25/236)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 237
وفاة الناصر لدين الله صاحب الأندلس: وفيها توفي صاحب الأندلس الناصر لدين الله أبو المطرف عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام ابن الداخل إلى الأندلس عند زوال ملك بني أمية عبد الرحمن بن معاوية الأموي. ولي الإمرة سنة ثلاثمائة وطالت أيامه. ولما ضعف شأن الخلافة ببغداد من أيام المقتدر تلقب هذا بأمير المؤمنين. وكذا تلقب عبيد الله المهدي وبنوه بالقيروان. وكان هذا شجاعاً شهماً محمود) السيرة. لم يزل يستأصل المتغابين حتى تم أمره بالأندلس. واجتمع في دولته من العلماء والفضلاء ما لم يجتمع في دولة غيره. وله غزوات عظيمة ووقائع مشهورة. قال ابن عبد ربه: قد نظمت أرجوزةً ذكرت فيها غزواته. قال: وافتتح سبعين حصناً من أعظم الحصون، ومدحه الشعراء. وتوفي في رمضان من السنة. وكانت إمرته خمسين سنة، وقام بعده ولده الحكم.

(25/237)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 238
1 (الطبقة الخامسة والثلاثون وفيات)

1 (وفيات سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة على الحروف)

4 (حرف الألف)
أحمد بن أحيد الكرابيسي البخاري: سمع: صالح بن محمد جزرة، وسهل بن المتوكل. توفي في جمادى الآخرة. أحمد بن عبد الله بن الفرج: أبو بكر بن البرامي القرشي الدمشقي. روى عن: أبي قصي إسماعيل العذري، وأحمد بن علي بن سعيد القاضي، وجماعة. وعنه: تمام الرازي، وعبد الوهاب الكلابي، وأبو بكر بن أبي الحديد، وغيرهم. أحمد بن محمد بن جعفر بن حمويه:

(25/238)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 239
أبو الحسين الجوزي. بغدادي، ثقة. سمع: أحمد بن عبد الجبار العطاردي، وأبا جعفر بن المنادي، وابن أبي الدنيا. روى عن: أبو الحسن بن بشران. توفي في ربيع الآخر. وثقه الخطيب. وعنه أيضاً: أبو إسحاق الطبري، وغيره. أحمد بن محمد بن عمرو: أبو الطاهر المديني الحامي. شيخ مصري صدوق. سمع: يونس بن عبد الأعلى، وبحر بن نصر، وغيرهما. وعنه: ابن مندة، ومنير بن أحمد الخشاب، ومحمد بن أحمد بن جميع، وأبو محمد بن النحاس. وحديثه من عوالي الخليعات. وتوفي في ذي الحجة وله ثلاثٌ وتسعون سنة. وكان قد عدله القاضي عبد الله بن وليد الداوودي. فلما عزل أسقطه القاضي الذي بعده في جماعة. فاجتمعوا ودخلوا على كافور الخادم، وفيهم أبو الطاهر هذا، فقال: أيها الأستاذ، ثنا يونس بن عبد الأعلى، نا سفيان، عن الزهري، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تحاسدوا ولا تقاطعوا ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخواناً. ولا يحل لمسلمٍ أن يهجر أخاه فوق ثلاث.

(25/239)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 240
وهؤلاء القوم قاطعونا وهاجرونا، وقد صار لمخالفة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عُصاة غير مقبولين. فلان لهم كافور ووعدهم بخير. إسحاق بن عد الكريم: أبو يعقوب الصواف الفقيه. مصري محدث. سمع: أبا عبد الرحمن النسائي، وأبا العلاء الكوفي.) وحدث. إسحاق بن محمد بن يحيى بن مندة: أبو يعقوب الإصبهاني. سمع: عبد الله بن محمد بن النعمان، وأحمد بن عمرو البزار، وأمد بن عمرو بن أبي عاصم. وعنه: محمد بن عبد الرحمن بن مخلد، وابنه أبو عبد الله الحافظ. وقال أبو نعيم: رأيته. إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن صالح البغدادي:

(25/240)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 241
أبو علي الصفار النحوي الملحي، صاحب المبرد. سمع: الحسن بن عرفة، وزكريا بن يحيى المروزي، والمخرمي، وأحمد بن منصور الرمادي، وسعدان بن نصر، ومحمد بن عبيد الله بن المنادي، وطائفة سواهم. وعنه: الدارقطني، وابن المظفر، وعبيد الله بن محمد السقطي، وأبو عمر بن مهدي، وابن رزقويه، وأبو الحسين بن بشران، وعبد الله بن يحيى السكوني، ومحمد بن محمد بن مخلد، وطائفة كبيرة. وثقه الدارقطني وقال: كان متعصباً للسنة. قلت: وعاش دهراً، وصار مسند العراق. ولد سنة سبعٍ وأربعين ومائتين، وتوفي في رابع عشر محرم سنة إحدى وأربعين. وكان نحوياً إخبارياً، له شعر طويل. إسماعيل المنصور: أبو الطاهر ابن القائم ابن المهدي العبيدي. خليفة إفريقية، واحد خلفاء الباطنية. بايعوه يوم توفي أبوه القائم. وكان أبوه قد ولاه محاربة أبي يزيد مخلد بن كيداد الخارجي الإباضي.

(25/241)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 242
وكان أبو يزيد مع كونه سيئ الإعتقاد زاهداً. قام غضباً لما انتهك هؤلاء من المحرمات وقلبوا الدين. وكان يركب حماراً ويلبس الصوف. فقام معه خلق كثير، فحارب القائم مرات، واستولى على جميع مدن القيروان. ولم يبق للقائم إلا المهدية. فنازلها أبو يزيد وحاصرها، فهلك القائم في الحصار. وقام المنصور وأخفى موت أبيه، ونهض على سوسة يحاصرها. فخرج إليه المنصور من المهدية والتقيا، فانهزم أبو يزيد، وساقوا وراءه فأسروه في سنة ستٍّ وثلاثين، فمات بعد أسره بأربعة أيام من الجراحات، فأمر بسلخه وحشا جلده قطناً وصلبه، وبنى مدينةً في موضع الوقعة وسماها المنصورية واستوطنها. وكان شجاعاً قوي الجأش، فصيحاً مفوهاً، يرتجل الخطبة. خرج في رمضان سنة إحدى وأربعين إلى مدينة جلولا للتنزه، فأصابه مطر وبرد وريح عظيمة، فأثر فيه ومرض، ومات خلق ممن معه. مات هو في سلخ شوال، وله تسعٌ وثلاثون سنة. وقد كان في سنة أربعين جهز جيشه في البحر إلى صقلية، فالتقوا الروم ونصروا عليهم، وقتل من الروم ثلاثون ألفاً، وأسر منهم خلق. وغنم البربر ما لا يوصف. ذكر شيوخ القيروان أنهم ما رأوا فتحاً مثله قط. ومن عجيب أخباره أنه جمع في قصره من أولاد جنده ورعيته عشرة آلاف صبي، وأمر لهم بكسوة فاخرة، وعمل) لهم وليمة لم ير مثلها، وختنهم في آن واحد، بعد أن وهب للصبي مائة دينار أو خمسين ديناراً على أقدارهم. وبقي الختان أياماً عديدة حتى فرغوا من ختانهم.

(25/242)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 243
وكان يرجع إلى إسلامٍ ودين في الجملة بخلاف أبيه وجده.
4 (حرف الباء:)
بشر بن علي بن عبيد: الإمام أبو الحسن الطليطلي. أخذ عن: عبيد الله بن يحيى، وسعد بن عثمان، وجماعة. ورحل إلى المشرق. تكلم فيه أبو عمران الفاسي. وقيل: حدث عن الأعرابي وما سمع منه.
4 (حرف الجيم:)
جعفر بن محمد بن إبراهيم: شيخ مقل، حدث عن: أبي حاتم الرازي.
4 (حرف الحاء:)
الحسن بن محمد بن عبد الرحمن بن زرنك: أبو محمد البخاري. عن: أبي معشر حمدويه بن خطاب، وسهل بن المتوكل، وصالح بن محمد جزرة، وطبقتهم. روى عنه أهل بلده. وتوفي في شوال. الحسين بن يحيى بن جزلان الدمشقي:

(25/243)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 244
أبو عبد الله. حدث عن: أبي زرعة النصري، ويزيد بن عبد الصمد، وخالد بن روح. روى عنه: أبو محمد عبد الرحمن بن أبي نصر وقال: توفي في المحرم. وقال الكتاني: لم اسمع فيه شيئاً. قلت: لم يذكر ابن عساكر أحداً روى عنه سوى ابن أبي نصر.
4 (حرف الزاي:)
زيد بن محمد بن جعفر: المعروف بابن أبي اليابس العامري، أبو الحسين الكوفي. حدث ببغداد عن: إبراهيم بن عبد الله القصار، وداود بن يحيى الدهقان، والحسين بن الحكم الحبري، وأحمد بن موسى الحمار. وعنه: ابن المظفر، وأبو حفص بن شاهين، وأبو الحسن بن رزقويه. قال الخطيب: كان صدوقاً.
4 (حرف السين:)
سعيد بن إبراهيم بن معقل بن الحجاج: أبو عثمان النسفي. رئيس أصحاب الحديث ببلده. سمع: أباه، ومعمر بن محمد البلخي. وبمكة: علي بن عبد العزيز، وغير واحد. وعنه: ابنه عبد الملك. وكان نقمة على القرامطة.)

(25/244)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 245
4 (حرف الشين:)
شعبة بن الفضل بن سعيد: أبو الحسن التغلبي. سمع: إدريس بن جعفر العطار، وبشر بن موسى، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة. وعنه: أبو الفتح بن مسرور لكن سماه سعيداً، وقال: لقبه شعبة وعبد الرحمن بن عمر النحاس، وآخرون. وثقه الخطيب أبو بكر. وحدث بمصر، وبها مات.
4 (حرف العين:)
عبد الله بن عبد الرحمن بن أحمد بن حماد: الفقيه أبو العباس العسكري. سمع: محمد بن عبيد الله المنادي، وأبا داود السجستاني، وأحمد بن ملاعب، وجماعة. وعنه: ابن المظفر، والدارقطني، وابن رزقويه، وآخرون. توفي في ربيع الأول. عبد الرحمن بن عمر بن سعيد البلوي الإسكندراني: ابن العلاف.

(25/245)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 246
علي بن الحسين بن إسحاق التستري: الدقيقي. توفي في صفر. علي بن محمد بن أحمد دلويه: أبو الحسن النيسابوري المذكر، من كبار مشايخ الكرامية. كان يلقب نفسه بالعاصي على رؤوس الناس. سمع: العباس بن حمزة، وجماعة. وعنه: الحاكم، وغيره. علي بن عبد الله بن سليمان بن مطر العطار: أبو عبد الله، شيخ بغدادي. ذكر أبو القاسم بن الثلاج أنه سمع منه في هذا العام. حدث عن: علي بن حرب، وعباس الدوري. روى عنه: ابن الثلاج، وعبيد الله بن عثمان الدقاق. عمر بن عبد العزيز بن محمد بن دينار: أبو القاسم الفارسي. سمع: محمد بن رمح البزاز، ومحمد بن أحمد بن أبي العوام، وأبا يزيد يوسف القراطيسي، والحسين بن السميدع الأنطاكي. وعنه: الدارقطني، وابن شاهين، وأبو الحسن بن رزقويه. وثقه الخطيب.

(25/246)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 247
عمرو بن محمد بن يحيى: أبو سعيد الدينوري. وراق محمد بن جرير الطبري. سمع منه ومن: مطين، وأبي شعيب الحراني، وجماعة. وعنه: تمام الرازي، وعبد الرحمن بن أبي نصر. وتوفي في ربيع الأول. قال عبد العزيز الكتاني: حدث بدمشق بتفسير ابن جرير، وهو ثقة مأمون.
4 (حرف الميم:)
محمد بن أحمد: أبو نصر النيسابوري الخفاف، الشيخ الصالح. سمع: أحمد بن سلمة، ومحمد بن عمرو الحرشي، والحسين بن محمد القباني. وعنه: الحاكم، وولده أبو الحسين أحمد بن محمد القنطري. محمد بن أحمد بن الحسن: أبو الطيب النيسابوري المناديلي المؤذن. أحد) الصالحين. سمع: محمد بن عبد الوهاب، والفراء، وأحمد بن معاذ السلمي، وأبا يحيى بن أبي مسرة المكي، وإسماعيل القاضي. وعنه: الحاكم، وابن مندة. مات في رمضان.

(25/247)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 248
محمد بن أيوب بن حبيب الرقي الصموت: أبو الحسن. نزيل. سمع: أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، وهلال ب العلاء، وصالح بن علي النوفلي، وجماعة. عنه: مسلمة بن القاسم الأندلسي، ومحمد بن جميع، وأبو عبد الله بن مندة، والحسن بن إسماعيل الضراب، ومحمد بن أحمد بن عثمان بن أبي الحديد، وعبد الرحمن بن عمر النحاس. توفي في ربيع الآخر. محمد بن جعفر بن محمد بن كامل الحضرمي: أبو العباس. في ربيع الأول بمصر. ويعرف بابن الدهان. محمد بن الحسين الزعفراني: بواسط. يقال: توفي فيها. وقد تقدم. محمد بن حميد بن محمد بن سليمان بن معاوية الكلابي:

(25/248)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 249
أبو الطيب الحوراني. عن: عباد بن الوليد الغبري، وأحمد بن منصور الرمادي، وعباس الترقفي، وأبي حاتم الرازي، وابن أبي الدنيا، وإسحاق بن سيار النصيبي، وجماعة. وعنه: تمام الرازي، ويوسف الميانجي، وأبو سليمان بن زبر، وعبد الوهاب الكلابي، وغيرهم. مولده بسامراء. وتوفي فيما أحسب بدمشق. محمد بن عبد الله بن عبد البر: أبو عبد الله التجيبي القرطبي سمع: عبد الله بن يحيى بن يحيى بن يحيى، واسلم بن عبد العزيز، ومحمد بن عمر بن لبابة الأندلسي. وبمصر: محمد بن محمد الباهلي، وسعيد بن هاشم الطبراني. روى عنه: عمر بن نمارة الأندلسي، وعبد الرحمن بن عمر النحاس. ورحل ثانياً فمات بأطربلس الشام. وكان حافظاً كبير القدر. محمد بن الحسن بن علي بن بكر بن هانيء: أبو الحسن النيسابوري.

(25/249)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 250
سمع: جده لأمه إبراهيم بن محمد بن هانيء، والحسين بن الفضل البجلي، والكديمي، وطبقتهم. وعنه: الحاكم، وجماعة. مات في شعبان. محمد بن عبد الله بن محمد بن النعمان: أبو العباس الإسفرائيني. سمع: الكديمي، وبشر بن موسى، وأحمد بت سهل. وعنه: الحاكم. محمد بن عبد الله بن محمد بن أبي الوزير: أبو عبد الرحمن الجحافى التاجر. شيخ صالح. سمع: أبا حاتم الرازي، والسري بن خزيمة. وعنه: الحاكم. وعاش تسعين سنة. محمد بن عبد الواحد بن شاذان: أبو عبد الله الهمذاني البزاز. روى عن: إبراهيم بن الحسين، وعلي بن عبد العزيز، وإسحاق الدبري، وأهل الحجاز، واليمن.

(25/250)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 251
وعنه: أبو بكر بن لال، وشعيب بن علي، وخلف بن عمر الحافظ، وأبو عبد الله بن مندة، وعبد الجبار بن أحمد الإستراباذي. قال صالح بن أحمد: كتبنا عنه وتركنا الرواية عنه. وكان شيخاً لا بأس به. لم يكن الحديث من) شأنه. أفسده قومٌ لم يعرفوا الحديث، ولا كان من صناعتهم. محمد بن عيسى بن محمد: أبو حاتم الوسقندي. سمع: أبا حاتم الرازي، وعلي بن بعد العزيز بمكة. والحارث بن أبي أسامة، وتمتاماً ببغداد. وعنه: محمد بن إسحاق الكيساني، وعلي بن عمر بن العباس الفقيه. وثقه أبو يعلى الخليلي. محمد بن عمر بن سعد بن عبد الله بن الحكم: المصري. محمد بن قريش بن سليمان: أبو أحمد المرورذي. في رمضان. محمد بن النضر بن مر بن الحر:

(25/251)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 252
أبو الحسن بن الأخرم الربعي الدمشقي المقرىء. صاحب هارون بن الأخفش. قرأ على: الأخفش، وجعفر بن أحمد بن كراز. وانتهى إليه رئاسة الإقراء بدمشق. قرأ عليه: علي بن داود الداراني الخطيب، وأبو بكر محمد بن أحمد السلمي الجبني، وسلامة بن الربيع المطرز، وعبد الله بن عطية المفسر، وأبو بكر أمد بن الحسين بن مهران، وأحمد بن إبراهيم بن برهان، وجماعة. وطال عمره، وارتحل الناس إليه. وكان عارفاً بعلل القراءات، بصيراً بالتفسير والعربية، متواضعاً، حسن الأخلاق، كبير الشأن. قال محمد بن علي السلمي: قمت ليلة الأذان الكبير لأخذ النوبة على ابن الأخرم، فوجدت قد سبقني ثلاثون قارئاً، ولم تدركني النوبة إلى العصر. وذكر بعضهم أن ابن الأخرم رحل إلى بغداد وحضر حلقة ابن مجاهد، فأمر ابن مجاهدٍ أصحابه أن يقرأوا على ابن الأخرم. قال أبو علي أحمد بن محمد الإصبهاني: توفي أبو الحسن بن الأخرم الربعي سنة إحدى وأربعين. وقال غيره: سنة اثنتين. محمد بن هميان بن محمد بن عبد الحميد البغدادي الوكيل: ولقبه: زنبيلويه. قدم دمشق سنة أربعين، وحدث عن: علي بن مسلم الطوسي، والحسن بن عرفة. وعنه: أحمد بن إبراهيم السكسكي المقرىء، وعبد الله بن الحسن بن المطبوع، وتمام الرازي.

(25/252)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 253
توفي في ثامن ربيع الأول. وقال عبد العزيز الكتاني: تكلموا فيه. وقال لي أبو محمد بن أبي نصر: إن ابن هميان كتب له الجزء الذي عنده. قال: وجاء به إلي، فلم يتفق لي سماعه. أنبأنا الفخر علي، أنا ابن الحرستاني، أنا عبد الكريم بن حمزة، أنا الكتاني، نا تمام الرازي، نا أبو الحسين محمد بن هميان البغدادي، نا الحسن بن عرفة، نا ابن علية، عن الجريري، عن أبي نصرة قال: كان المسلمون يرون أن من شكر النعم أن يحدث بها. محمد بن يحيى بن أحمد بن عبيد الله: أبو عمر القيرواني. توفي بدمشق في ربيع الآخر. ولم يذكره ابن عساكر الحافظ. معبد بن جمعة: أبو شافع الطبري الروياني المطوعي. سمع: يوسف القاضي ببغداد، ومطيناً بالكوفة، وأبا خليفة بالبصرة، وأبا يعلى بالموصل، ومحمد بن أيوب بالري،) والنسائي بمصر. وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وأبو بكر بن علي الدهان. قال أبو زرعة محمد بن يوسف الكشي فيه: ثقة، إلا أنه كان يشرب المسكر.

(25/253)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 254
منجح الأمير: كان من كبار الإخشيدية. ولي نيابة طرسوس والثغر. وكانت أيامه طيبة برخص الأسعار. وغزا فافتتح أماكن. وكان الناس في أمن. وحمل تابوته إلى بيت المقدس بعد أن صلى عليه الملك ابن الإخشيد. موسى بن هارون بن جعفر: أبو عمران الإستراباذي. يروي عن: أحمد بن الحسن بن أبان المصري. رأى مسلم الكجي. وعنه: جماعة.

(25/254)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 255
1 (وفيات سنة اثنين وأربعين وثلاثمائة)

4 (حرف الألف)
أحمد بن إبراهيم الأندلسي: ثم المصري. المالكي الفقيه. كان إماماّ فصيحاً رئيساً، متمولاً وجيهاً. كتب إلى بغداد يطلب قضاء مصر، فجاء العهد بعد موته بأربعة أيام، وتعجب الناس. وكان قد بذل مالاً كثيراً. فسر ابن الخصيب قاضي مصر بموته سامحه الله. ذكره ابن زولاق. أحمد بن أسامة بن أحمد بن أسامة بن عبد الرحمن بن عبد الله بن السمح التجيبي: مولاهم المصري المقرئ أبو جعفر بن أبي سلمة. قرأ القرآن لورش على إسماعيل بن عبد الله النحاس. وسمع: أباه. روى عنه القراءة: محمد بن النعمان، وخلف بن قاسم، وعبد الرحمن بن يونس.

(25/255)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 256
قال خلف بن إبراهيم: توفي سنة اثنتين وأربعين، وقد نيف على المائة. وأما يحيى بن علي الطحان فسمع منه وقال: توفي سنة ستٍّ وخمسين وثلاثمائة. وهذا أصح، وسيعاد. أحمد بن إسحاق بن أيوب بن يزيد: أبو بكر النيسابوري الشافعي الفقيه المعروف بالصبغي. رأى يحيى بن الذهلي، وأبا حاتم الرازي. وسمع: الفضل بن محمد الشعراني، وإسماعيل بن قتيبة، ويعقوب بن يوسف القزويني، ومحمد بن أيوب. وببغداد: الحارث بن أبي أسامة، وإسماعيل القاضي. وبالبصرة: هشام بن علي وبمكة: علي بن عبد العزيز. وعنه: حمزة بن محمد الزيدي، وأبو علي الحافظ، وأبو بكر الإسماعيلي، وأبو أحمد الحاكم، وأبو عبد الله الحاكم، ومحمد بن إبراهيم الجرجاني، وخلق كثير. ولد سنة ثمانٍ وخمسين ومائتين، وتوفي في شعبان. وكان في صباه قد اشتغل بعلم الفروسية، فما سمع إلى سنة ثمانين. وكان إماماً في الفقه. قال الحاكم: أقام يفتي نيفاً وخمسين سنة، لم يؤخذ عليه في فتاويه مسألة وهم فيها. وله الكتب المطولة مثل: الطهارة والصلاة والزكاة، ثم

(25/256)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 257
كذلك إلى آخر كتاب المبسوط وله) كتابالأسماء والصفات، وكتابالإيمان والقدر، وكتابفضل الخلفاء الأربعة، وكتابالرؤية، وكتابالأحكام، وكتابالإمامة وكان يخلف ابن خزيمة في الفتوى بضع وعشرة سنة في الجامع وغيره. وسمعته وهو يخاطب فقيهاً فقال: حدثونا عن سليمان بن حرب. فقال ذلك الفقيه: دعنا من حدثنا إلى متى حدثنا وأخبرنا. فقال الصبغي: يا هذا، لست أشم من كلامك رائحة الإيمان، ولا يحل لك أن تدخل داري. ثم هجره حتى مات. وسمعت محمد بن حمدون يقول: صحبت أبا بكر الصبغي سنين، فما رأيته قط ترك قيام الليل، لا في سفرٍ ولا في حضر. قال الحاكم: وسمعت أبا بكر غير مرة إذا أنشد بيتاً يفسره ويغيره، يقصد ذلك، وكان يضرب المثل بعقله ورأيه. سئل عن الرجل يدرك الركوع ولم يقرأ الفاتحة. فقال: يعيد الركعة. ثم صنف هذه المسألة: روي عن أبي هريرة وعن جماعة من التابعين قالوا: يعيد الركعة. ورأيته غير مرة إذا أذن المؤذن يدعو بين الأذان والإقامة ثم بكي، وربما كان يضرب برأسه الحائط، حتى خشيت يوماً أن يدمي رأسه. وما رأيت في جميع مشايخنا أحسن صلاةً منه. وكان لا يدع أحداً يغتاب في مجلسه. وثنا قال: ثنا يعقوب القزويني، فذكر حديثاً. ثم قال الحاكم: كتبه عني الدارقطني، وقال: ما كتبته عن أحدٍ قط. وسمعت أبا بكر الصبغي يقول: حملت إلى الري وأبو حاتم حيٌّ، وسألته عن مسألةٍ في ميراث أبي. ثم انصرفنا إلى نيسابور. وسمعت أبا بكر يقول: خرجنا من مجلس إبراهيم الحربي ومعنا رجلٌ كثير المجون، فرأى أمرداً فتقدم فقال: السلام عليك، وصافحه وقبل عينيه وخده، ثم قال: ثنا الدبري بصنعاء بإسناده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا أحب أحدكم أخاه فليعلمه.

(25/257)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 258
قال: فقلت له: ألا تستحي، تلوط وتكذب في الحديث. يعني أنه ركب الإسناد. أحمد بن جعفر البغدادي: أبو الحسن الصيدلاني. حدث بدمشق عن: أبي شعيب الحراني، ومحمد بن سليمان الباغندي، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، وأحمد بن علي الأبار، وجماعة. وعنه: تمام، وعبد الرحمن بن أبي نصر، وغيرهما. توفي في ربيع الأول. أحمد بن عبيد بن إبراهيم الأسدي الهمذاني: أبو جعفر. سمع: إبراهيم بن ديزل، وإبراهيم الحربي، والسري بن سهل الجنديسابوري، وغيرهم. وكان صدوقاً حافظاً مكثراً. روى عنه: أبو بكر بن لال، وابن مندة، والحاكم أبو عبيد الله، والقاضي عبد الجبار المتكلم، وأحمد بن فارس اللغوي، وآخرون بهمذان. وتوفي في أول جمادى الآخرة أحمد بن علي بن أحمد بن علي بن حاتم:

(25/258)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 259
أبو عبد الله التميمي الكوفي. حدث في هذه السنة،) وانقطع خبره. عن: إبراهيم بن أبي العنبس، وإبراهيم بن عبد الله القصار. وعنه: أبو الحسين بن يشران، وأبو أحمد الفرضي. أحاديثه مستقيمة. إبراهيم بن المولد: هو إبراهيم بن أحمد بن المولد، أبو الحسن الرقي الزاهد، الصوفي الواعظ. روى عن: الجنيد بن محمد القواريري، وأحمد بن عبد الله المصري الناقد، وإبراهيم بن السري السقطي، والحسين بن عبد الله القطان، وعبد الله بن جابر المصيصي. وعنه: أبو عبد الله بن بطة العكبري، والحسن الضراب، وتمام الرازي، وابن جميع، وعلي بن محمد بن إسحاق الحلبي. قال عمر بن عراك: ما رأيت أحداً أحسن كلاماً من إبراهيم المولد، ولا رأيت أحسن صمتاً من أخيه أبي الحسن. وقال عبد الله بن يحيى الصوفي: سمعت إبراهيم بن المولد يقول: السياحة بالنفس للآداب الظواهر علماً وشرعاً وخلقاً. والسياحة بالقلب للآداب البواطن حلاً ووجدا وكشفاً. وعنه قال: الفترة بعد المجاهدة من فساد الابتداء، والحجب بعد الكشف من السكون إلى الأحوال.

(25/259)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 260
وأنشد ابن المولد متمثلاً:
(لولا مدامع عشاقٍ ولوعتهم .......... لبان في الناس عر الماء والنار)

(فكل نارٍ فمن أنفاسهم قدحت .......... وكل ماءٍ فمن عينْ لهم جاري)
ذكره السلمي وقال: من كبار مشايخ الرقة وفتيانهم صحب أبا عبد الله بن الجلاء الدمشقي، وإبراهيم بن داود القصار الرقي. وكان من أفتى المشايخ وأحسنهم سيرة، رحمه الله. إبراهيم بن عصمة بن إبراهيم: أبو إسحاق النيسابوري العدل. سمع: أباه، والسري بن خزيمة، والحسين بن داود، والمسيب بن زهير. وعنه: الحاكم، وقال: أدركته وقد هرم. وأصوله صحيحة ولكن زاد فيها بعض الوراقين أحاديث. ولم يكن الحديث من شأن إبراهيم. توفي في ذي القعدة، وله أربعٌُ وتسعون سنة. إبراهيم بن أحمد بن علي بن أحمد بن فراس العبقسي المكي: شيخ صدوق. يروي عن: علي بن عبد العزيز البغوي، ومحمد بن علي بن الصائغ. توفي سنة اثنتين وأربعين. إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن حاتم:

(25/260)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 261
أبو إسحاق النيسابوري الحيري العابد. قال الحاكم: قل من رأيت في الزهاد مثله. توفي في شوال. وعاش نيفاً وتسعين سنة، على الورع والزهد. وكان يختفي من الناس، ويصلي الظهر في موضعٍ لا يُعرف من الجامع. ثم يتعبد إلى العصر ويصوم الدهر. وهو من أكابر أصحاب أبي عثمان الحيري. وهو معروف بأبي إسحاق الزاهد. سمع: محمد بن عبد الوهاب العبدي، وترك الرواية عنه لصغره والسري بن خزيمة، والفضل بن محمد الشعراني. وباليمن: إسحاق بن إبراهيم الدبري. وعنه:) الحاكم.
4 (حرف الحاء)
الحسن بن طغج بن جف: أبو المظفر الفرغاني. ولي إمرة دمشق نيابةً عن أخيه الإخشيد محمد، ثم ولي الرملة، لابن ابنه أبي القاسم بن الإخشيد. الحسن بن محمد بن موسى بن إسحاق بن موسى: أبو علي الأنصاري. سمع: جده موسى، وابن أبي الدنيا، والمبرد، وغيرهم.

(25/261)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 262
وعنه: القاضي أبو القاسم بن أبي عمرو، ومحمد بن أحمد بن أبي عون شيخا الخطيب. وثقه الخطيب، وقال: توفي في ذي الحجة. الحسن بن يعقوب بن يوسف: أبو الفضل البخاري العدل. ثم النيسابوري. كان أبوه وهو من ذوي اليسار والثروة. له بنيسابور خطة ومسجد وبساتين فأنفق الأموال على العلماء والصالحين، وبقي يأوي إلى المسجد. سمع: محمد بن عبد الوهاب الفراء، وأبا حاتم الرازي، ويحيى بن أبي طالب، وإبراهيم بن عبد الله القصار. وبمكة: أبا يحيى بن أبي مرة، وجاور بها سنةً. وعنه: أبو علي الحافظ، وأبو إسحاق المزكي، وأبو عبد الله الحاكم، وابن مندة، ويحيى بن أبي إسحاق المزكي.
4 (حرف الراء)
الربيع بن محمد بن الربيع بن سليمان الجيزي المصري: سمع: عبيد الله بن سعيد بن عفير، وعبد الله بن أبي مريم. وعنه: أبو محمد بن النحاس، وغيره. قال ابن يونس: لم يكن يشبه أهل العلم.

(25/262)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 263
4 (حرف السين)
سليمان بن أحمد بن محمد بن الوليد الرهاوي: وله ستٌّ وثمانون سنة.
4 (حرف الشين)
شيطان الطاق المتكلم: اسمه عبيد الله بن الفضل بن محمد بن هلال بن جعفر الأنباري. أبو عيسى. وفي عصر الثوري شيطان الطاق آخر.
4 (حرف العين)
عبد الله بن عمر بن علي بن أحمد بن علي بن شوذب: أبو محمد الواسطي المقرىء، المحدث. سمع: شعيب بن أيوب الصريفيني، ومحمد بن عبد الملك الدقيقي، وصالح بن الهيثم، وجعفر بن محمد الواسطيين. وكان مولده في سنة تسعٍ وأربعين ومائتين.

(25/263)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 264
قال أبو بكر أحمد بن بيري: ما) رأيت أقرأ منه لكتاب الله. قال: وتوفي يوم الجمعة لإحدى عشر بقيت من ربيع الآخر سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة. قلت: روى عنه ابنه عمر، وأبو علي منصور بن عبد الله الخالدي، وأبو بكر بن لال الهمذاني، وابن مندة، وابن جميع في معجمه، وأبو علي الحسين الروذباري شيخ البيهقي. عبد الله بن محمد بن قدامة: الفقيه أبو محمد الإصبهاني. كان ينوب في القضاء عن عبد الله بن محمد بن عمر القاضي. وروى عن: عباس بن مجاشع، وغيره. عبد الرحمن بن حمدان بن المرزبان الهمذاني: أبو محمد الجلاب الجزار. أحد أركان السُّنة بهمذان. سمع: أبا حاتم الرازي، وإبراهيم بن ديزيل، وإبراهيم بن نصر، وهلال بن العلاء، وأبا بكر بن أبي الدنيا، وتمتاماً. قال شيرويه: كان صدوقاً قدوة، له أتباع. روى عنه: صالح بن أحمد، وعبد الرحمن الأنماطي، وابن مندة، والحاكم، وأبو الحسين بن فارس اللغوي، وعبد البجار المعتزلي، وأبو الحسن علي بن عبد الله بن جهضم، وغيرهم. عبد العزيز بن أحمد الوارق: أبو أحمد النيسابوري.

(25/264)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 265
سمع: الفضل الشعراني، ومحمد بن عمر، والحرشي. وعنه: الحاكم. علي بن محمد بن أبي الفهم داود بن إبراهيم: أبو القاسم التنوخي القاضي. مات بالبصرة في ربيع الأول. وولد بأنطاكية سنة ثمانٍ وسبعين ومائتين. وقدم بغداد، وتفقه على مذهب أبي حنيفة. وسمع: أحمد بن خليد الحلبي، وعمر بن أبي غيلان، وحامد بن شعيب، والحسن بن حبيب الراوي عن مسدد. وكان عارفاً بأقوال المعتزلة وبالنجوم. وله ديوان شعر. وولي قضاء الأهواز. روى عنه: أبو حفص الآجري، وأبو القاسم بن الثلاج، وابنه المحسن بن علي. وكان حافظاً للشعر، من الأذكياء.

(25/265)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 266
حكى عنه ابنه أنه حفظ ستمائة بيت شعر، وهي قصيدة لدعبل، وفي يوم وليلة أنه حفظ لأبي تمام وللبحتري مائتي قصيدة، غير ما يحفظ لغيرهما. وله كتاب في العروض بديع. وولي القضاء بعدة بلدان. وكان المطيع قد عول على صرف أبي السائب عن قضاء القضاة وتقليده إياه، فأفسد عليه بعض أعدائه. ولما مات بالبصرة صلى عليه الوزير المهلبي وقضى ديونه، وهي خمسون ألف درهم. وكان موصوفاً بالجود والإفضال. قال ولده أبو علي: كان أبي يحفظ للطالبيين سبعمائة قصيدة، وكان يحفظ من النحو واللغة شيئاً عظيماً. وكان في الفقه والشروط والمحاضر بارعاً، مع التقدم في الهيئة والهندسة والمنطق وعلم الكلام. قال: وكان مع ذلك يحفظ ويجيب في فوق من عشرين ألف حديث. ما رأيت أحد أحفظ منهم، ولولا أن حفظه تفرق في علومٍ عدة لكان أمراً هائلاً. وقال أبو منصور الثعالبي: هو من) أعيان أهل العلم والأدب. كان المهلبي وغيره من الرؤساء يميلون إليه جداً، ويعدونه ريحانة الندماء وتاريخ الظرفاء. قال: وبلغني أنه كان له غلام يسمى نسيماً في نهاية الملاحة، كان يؤثره على سائر غلمانه. وفيه يقول شاعرٌ:

(25/266)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 267
(هل على من لامه مدغمه .......... لاضطرار الشعر في ميم نسيم)
وكان شاعراً محسناً خليعاً معاشراً، يحضر المجالس المذمومة، والله يسامحه. ومن شعره:
(وراح من الشمس مخلوقةٍ .......... بدت لك في قدحٍ من نهار)

(هواءً ولكنه جامد .......... وماءٌ ولكنه غير جاري)
عيسى بن محمد بن موسى بن سقلاب: أبو أحمد المصري. سمع: أحمد بن زغبة.
4 (حرف القاف)
القاسم بن القاسم بن مهدي: الزاهد أبو العباس المروزي السياري، ابن بنت الحافظ أحمد بن سيار المروزي. كان شيخ أهل مرو في زمانه في الحديث والتصوف. وأول من تكلم عندهم في الأحوال.

(25/267)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 268
وكان فقيهاً إماماً محدثاً. صحب أبا بكر محمد بن موسى الفرغاني الواسطي. وسمع: أبا الموجه محمد بن عمرو بن الموجه، وأحمد بن عباد، وغيرهما. وعنه: عبد الواحد بن علي السياري، وأبو عبد الله الحاكم، وجماعة من شيوخ خراسان. ومن قوله: ما التذ عاقل بمشاهدةٍ قط، لأن مشاهدة الحق فناءٌ ليس فيه لذة ولا حظ ولا التذاذ. وقال: من حفظ قلبه مع الله بالصدق أجرى الله على لسانه الحكم. وقال: الخطرة للأنبياء، والوسوسة للأولياء، والفكرة للعوام، والعزم للفتيان. وقال: قيل لبعض الحكماء: من أين معاشك فقال: من عند من ضيق المعاش على من شاء بغير علة، ووسع على من شاء من غير علة. القاسم بن هبة الله بن المقدام بن جعفر المصري: سمع: النسائي، وغيره.
4 (حرف الميم:)
محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن سابور:

(25/268)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 269
أبو الحسين الأسواري، بفتح الهمزة. ثقة، مسند. من كبار شيوخ إصبهان. وأسوارى من قرى إصبهان. رحل، وسمع: إبراهيم بن عبد الله القصار، وأبا حاتم الرازي، والفضل بن محمد الشعراني، وعبد الله بن أبي مسرة، ومحمد بن غالب تمتام، ومحمد بن إسماعيل الترمذي. وعنه: أبو إسحاق بن حمزة، وأبو الشيخ، والحسين بن علي بن أحمد، وأبو بكر بن مردويه، وعلي بن ميلة، وأبو بكر بن المقرىء. وحديثه بعلوٍّ) فيالثقيفات، وغيرهما. توفي في شعبان. محمد بن داود بن سليمان النيسابوري: الزاهد، شيخ الصوفية أبو بكر. أحد الأئمة في الحديث والتصوف. سمع: محمد بن إبراهيم البوشنجي، محمد بن عمرو الحرشي. وبهراة: الحسين بن إدريس، ومحمد بن بد الرحمن، وبمرو: حماداً القاضي وبالري: محمد بن أيوب وبنسا: الحسن ب سفيان وبجرجان: عمران بن موسى وبالبصرة: أبا خليفة وبمكة: المفضل الجندي وببغداد:

(25/269)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 270
الفريابي وبالأهواز: عبدان وبالكوفة: محمد بن جعفر القتات وبمصر: النسائي وبالشام: الفضل الأنطاكي وبالموصل: أبا يعلى. وصنف الشيوخ والأبواب، والزهديات. وعقد مجلس الإملاء. وعنه من الكبار: أبو بكر بن داود، وابن صاعد، وابن عقدة ثم أبو عبد الله الحاكم، وابن مندة، وطائفة. وكان صدوقاً مقبولاً واسع العلم حسن الحفظ. توفي في ربيع الأول بنيسابور. وممن روى عنه: ابن جميع، ويحيى بن إبراهيم المزكي. وقال يوسف القواس: سمعت منه، وكان يقال إنه من الأولياء. وسئل الدارقطني عنه فقال: فاضل ثقة. وقال عبد الرحمن بن أبي إسحاق المزكي: سمعت أبا بكر بن داود الزاهد يقول: كنت بالبصرة أيام القحط، فلم آكل في أربعين يوماً إلا رغيفاً واحداً. كنت إذا جعت قرأتيس على نية الشبع، فكفاني الله الجوع. محمد بن ربيعة بن محمد بن ربيعة بن الوليد: أبو عبد الله المصري. قال ابن يونس: سمع: يونس بن عبد الأعلى، وغيره. وكتبت عنه. توفي في شعبان سنة 342. محمد بن محمود بن عنبر بن نعيم: أبو الفضل النسفي.

(25/270)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 271
روى عن: أبي عيسى الترمذي. وعنه: أحمد بن يعقوب النسفي، وغيره. محمد بن موسى بن يعقوب بن عبد الله المأمون بن هارون الرشيد: أبو بكر العباسي. توفي بمصر في ذي الحجة. وكان فقيهاً شافعياً. قد ولي مكة في شبيبته وعمر دهراً. وكان ذا عقلٍ ورأيٍ وتودد. وعمي بآخرة. روى الموطأ عن: علي بن عبد العزيز، عن القعنبي. وحدث أيضاً عن النسائي. وكان ثقة مأموناً. محمد بن طلحة بن منصور: أبو عبد الله النيسابوري القطان. سمع: إبراهيم بن الحارث البغدادي. ثم من طائفة بعده. وعنه: الحاكم. مات في المحرم. وأثنى عليه فقال: كان من الصالحين، عاش سنة.
4 (حرف النون:)
نصر بن محمد بن يعقوب: أبو القاسم التغلبي الموصلي. سمع: بشر بن ومسى الأسدي. وعنه: عبد الرحمن بن النحاس. توفي بمصر.)

(25/271)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 272
1 (وفيات سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة)

4 (حرف الألف:)
أحمد بن بالويه النيسابوري العفصي: أبو حامد. سمع: بشر بن موسى، وأحمد بن سلمة، وابن الضريس. وعنه: الحاكم، وغيره. أحمد بن زكريا بن يحيى: أبو محمد بن الشامة الأندلسي. سمع: محمد بن وضاح، ولم يرو له شيئاً، لكونه سمع منه صغيراً، ومن

(25/272)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 273
غيره. وكان زاهداً متبتلاً ناسكاً منقطعاً. وقد حدث، وكان عارفاً باللغة. توفي في شعبان. أحمد بن الزاهد أبي عثمان سعيد بن إسماعيل: أبو الحسن الحيري النيسابوري. الزاهد ابن الزاهد. عاش نيفاً وثمانين سنة. لم يشتغل بشيء من أسباب الدنيا، بل كان يكد في طلب العلم. وربما كان يعظ. سمع: محمد بن إبراهيم البوشنجي، ومحمد بن عمرو الحرشي، والمسيب بن زهير. وعنه: ابن أخيه أبو سعيد بن أبي بكر، وأبو عبد الله الحاكم. وكان أبوه يقول: أحمد من الأبدال. أحمد بن سهل بن نوح الشطوي: أبو حاتم. عن: العطاردي. وعنه: ابن الثلاج. أحمد بن عبد الله بن سعيد: أبو العباس الدبيلي النيسابوري.

(25/273)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 274
زاهد رحال. سمع: أبا خليفة، والفرياني، وابن جوصا، وأبا عروبة. وعنه: أبو عبد الله الحاكم. إبراهيم بن مجبب العبدي النيسابوري: سمع من: محمد بن إبراهيم البوشنجي، وجعفر بن سوار، وطبقتهما. وعنه: الحاكم.
4 (حرف الحاء:)
الحسن بن إبراهيم: أبو محمد الأسلمي الفارسي القطان. الرجل الصالح. نزل نيسابور، وحدث عن: حماد بن مدرك، وجعفر بن درستويه، وابن ناجية، وطبقتهم. عنه: الحاكم. الحسن بن الحسين: أبو علي النيسابوري العابد المقرىء. سمع: خاله محمد أشرس، وأحمد بن سلمة. وعنه: الحاكم.

(25/274)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 275
الحسن بن علي بن الحسن بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن حسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب: الهاشمي الحسني، المعروف بابن طباطبا. توفي بمصر في المحرم عن سنٍّ عالية. وحضر جنازته الملك أبو القاسم ابن الإخشيد، وأتابكه كافور أيضاً، عامة الأعيان. كنيته أبو محمد. وكان سيداً جليلاً معظماً. الحسن بن عمران الحنظلي: أبو محمد، القاضي بهراة. سمع: عبد الرحمن بن يوسف الحنفي صاحب يعلى بن عبيد، وأبا حاتم عبد الجليل بن عبد الرحمن صاحب عبيد الله بن موسى: وعنه: أبو منصور محمد الأزدي، وعبد الله بن يوسف بن بابويه.)
4 (حرف الخاء:)
خيثمة بن سليمان بن حيدرة:

(25/275)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 276
أبو الحسن القرشي الأطرابلسي، أحد الثقات المشهورين.

(25/276)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 277
حدث عن: أبي عتبة الحمصي، والعباس البيروتي، والحسين بن

(25/277)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 278
محمد بن أبي معشر السندي، وإبراهيم بن عبد الله القصار، ويحيى بن أبي طالب، ومحمد بن عيسى بن حيان المدائني، وأبي قلابة الرقاشي، وأبي يحيى بن أبي مسرة وإسحاق الدبري، وعبيد الكشوري، وخلق كثير. روى عنه: ابن جميع، وتمام، وابن مندة، وعبد الرحمن بن أبي نصر، وأبو نصر بن هارون، وأبو عبد الله بن أبي كامل، وخلق. وذكر ابن كامل أن خيثمة ولد سنة خمسين ومائتين. وقال عبيد بن أحمد بن فطيس: توفي في ذي القعدة سنة ثلاث، ثم ذكر أنه سأله عن مولده فقال: سنة سبع عشرة ومائتين. وقال الخطيب: هو ثقة، قد جمع فضائل الصحابة. وقال ابن أبي كامل: سمعت خيثمة يقول: ركبت البحر وقصدت جبلة لأسمع من يوسف بن بحر، وخرجت منها أريد أنطاكية لأسمع من يوسف بن

(25/278)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 279
سعيد بن المسلم فلقينا مركب من مراكب العدو فقاتلناهم، ثم ثلم المركب قومٌ من مقدمه، فأخذوني ثم ضربوني وكتبوا أسماء الأسرى فقالوا: ما اسمك قلت: خيثما بن سليمان. فقالوا: اكتب حمار بن حمار. ولما ضربت سكرت ونمت، فرأيت كأني أنظر إلى الجنة وعلى بابها جماعة من الحور يلعبن، فقالت إحداهن: يا شقي، ما فاتك. فقالت أخرى: إيش فاته قالت: لو كان قتل كان في الجنة مع الحور. فقالت لها: لأن يرزقه الله الشهادة في عز من الإسلام وذل من الشرك خير له. ثم انتبهت. قال: ورأيت في منامي مرةً كأن قائلاً يقول لي: اقرأبراءة: فقرأت إلى قوله: فسيحوا في الأرض أربعة أشهرٍ فانتهيت، فعددت من ليلة الرؤيا أربعة أشهر، فقلت الله أسري. قلت: آخر من روى حديث خيثمة بعلوٍّ: مكرم بن أبي الصقر. قال الحسين بن أبي كامل الأطرابلسي: سمعت خيثمة الأطرابلسي يقول: كمنت بدمشق، فرويت حديث الثوري، عن طلحة بن عمرو، عن عطاء، عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اطلبوا الخير عند حسان الوجوه. فأنكر القاضي البلخي يعني زكريا بن أحمد هذا الحديث وبعث فيجاً قاصداً إلى

(25/279)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 280
الكوفة، ليسأل ابن عقدة عنه. فكتب عليه: وقد كان السري بن يحيى حدث بهذا الحديث في تاريخ كذا وكذا. فإن هذا الشيخ قد حضر في ذلك الوقت فقد سمعه. فأنفذ إلي البلخي: أن أنفذ إلي الأصل. فأنفذته إليه، فوافق ما قال ابن عقدة من التاريخ. فاستحلني البلخي فلم أحله. رواه السري، عن قبيصة، عنه.)
4 (حرف السين:)
سعيد بن عبد الله بن محمد: أبو عثمان السمرقندي، الزاهد العابد. صحب أبا عثمان الحيري، وخدمه. قال الحاكم: ما رأينا أعبد منه. صلى حتى أقعد، وقال: كانت لي سماعات كثيرة بسمرقند والعراق، فضاعت.
4 (حرف الطاء:)
طاهر بن أحمد: أبو الطيب البيهقي. سمع من: خاله الفضل بن محمد الشعراني. وعنه: الحاكم.

(25/280)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 281
4 (حرف العين:)
عبد الله بن محمد بن أبي خلاد الطرائفي: حدث بمصر عن: جعفر الفريابي. وعنه: أبو محمد بن النحاس، وغيره. وثقه الخطيب. عبد الرحيم بن محمد بن مسلم: أبو علي المديني الإصبهاني. عن: إبراهيم بن سعدان، وإبراهيم بن نائلة. وعنه: الحسين بن محمد بن علي، وأبو بكر بن مردويه، وجماعة. عثمان بن شعبان بن محمد بن ربيعة بن سليمان بن داود بن أيوب ابن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر: أبو عمر. علي بن سليمان: أبو الحسن السلمي الخرقي. بغدادي، صدوق.

(25/281)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 282
روى عن: أبي قلابة، والكديمي. وعنه: ابن رزقويه، وأبو عبد الله بن البياض. علي بن عمر بن يزيد الصيدناني: أبو القاسم القزويني. ثقة، معمر. رحل وسمع: إسحاق الدبري، وعلي بن عبد العزيز، والطبقة. علي بن الفضل بن إدريس الستوري: أبو الحسن السامري. حدث بأحاديث يسيرة عن: الحسن بن عرفة. وعنه: يوسف القواس، وابن حسنون النرسي، والحسين بن برهان. قال الخطيب: وسمعت العتيقي يوثقه، وقال: ما سمعت شيوخنا يذكرونه إلا بجميل. قلت: وله جزء عن ابن عرفة، رواه ابن التن، عن جده، عن أبي العلاء، عن محمد بن الروزبهان ببغداد، عنه. علي بن محمد بن محمد بن عقبة بن همام:

(25/282)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 283
أبو الحسن الشيباني الكوفي. قدم بغداد وحدث عن: الخضر بن أبان، وإبراهيم بن أبي العنبس، وسليمان بن الربيع النهدي، ومطين. وعنه: الدارقطني، وابن جميع الصيداوي، وأبو الحسن بن رزقويه. وقال الخطيب: كان ثقة أميناً. قال: شهدت سنة سبعين ومائتين عند إبراهيم بن أبي العنبس القاضي. وقال حماد الحافظ: كان شيخ المصر، والمنظور إليه، ومختار السلطان والقضاة. صاحب جماعة وفقه وتلاوة. توفي في رمضان يوم الجمعة لسبعٍ بقين منه. وكان ابن عقدة يفيد عنه ويحضر عنده كثيراً. وكان صاحب صلاةٍ كثيرة رضوان الله عليه. عمرو بن) محمد بن منصور: أبو سعيد النسابوري الجنزروذي، الزاهد المعدل. ختن أبي بكر بن خزيمة. قال الحاكم: صار في آواخر عمره من الأبدال.

(25/283)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 284
سمع: السري بن خزيمة، والحسين بن الفضل، والفضل الشعراني، وإسماعيل القاضي، وتمتاماً، وعلي بن عبد العزيز. وعنه: أبو علي الحافظ، وابو علي الماسرجسي، وأبو عبد الله لحاكم. وتوفي في شوال. وأضر بأخرة.
4 (حرف الميم:)
محمد بن أحمد بن هارون بن بندار بن الحريش: أبو أحمد الإستراباذي. أخو هارون. سمع: شعيب الحراني ببغداد. وعنه: ابنه أحمد بن محمد. محمد بن إسماعيل بن وهب بن عباس المصري الفقيه: مات عن ستٍّ وثمانين سنة، وقد كف بصره. كتب الحديث ورواه. وأخذ عن المزني قليلاً. محمد بن حامد بن الحارث:

(25/284)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 285
أبو رجاء البغدادي المقرىء، المعروف بالسراج. نزيل مكة، وبها توفي. حدث عن: محمد بن الجهم، وعبد الله بن مسلم بن قتيبة، وأحمد بن أبي خيثمة. وعنه: محمد بن أحمد بن مفرج قاضي قرطبة، وأحمد بن عون الله، وعبد الرحمن بن عمر بن النحاس. وثقه أبو عمرو الداني، فروى عنه ابن النحاس حديثين رواهما عن الحسن بن عرفة وقال: ما سمعت عن ابن عرفة سواهما. قال ابن النحاس: سمعتها منه بمكة سنة أربعين. نا الحسن بسر من رأى، ثنا علي بن قدامة، عن ميسرة بن عبد ربه، عن عبد الكريم الجزري، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس. رفع الحديثين بهذا الإسناد. وهما والله العظيم موضوعان متن أحدهما: يا علي خلقت أنا وأنت من نور الله وشيعتنا من نورنا. والآخر: تختم يا علي بالعقيق، فإنه أقر لله بالوحدانية ولك بالإمامة. قلت: ميسرة كان يضع الحديث، والآفة منه.

(25/285)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 286
قال ابن النحاس: ذكر محمد بن حامد أنه ولد سنة خمسٍ وأربعين ومائتين، ومات في ذي الحجة سنة أربعين. وقال ابن مفرج: توفي سنة ثلاثٍ وأربعين. محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد بن أبي عبد الرحمن: المقرئ المكي. روى عن: علي بن عبد العزيز، وغيره. وعنه: أحمد بن عون الله القرطبي، وعبد الرحمن بن النحاس، ومحمد بن أشتة. وقد قرأ على: إسحاق الخزاعي. وأقرأ. وقيل: مات سنة أربعٍ وأربعين. محمد بن عبد الرؤوف بن محمد الأزذي: مولاهم القرطبي أبو عبد الله. سمع: أحمد بن بشر، وقاسم بن أصبغ، وجماعة. وكان كاتباً بليغاً إخبارياً علامة جمع كتاباً في شعراء الأندلس بلغ فيه الغاية. وكان يطعن عليه في دينه. محمد بن عالي: أبو بكر العطوفي.

(25/286)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 287
عن: محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ويوسف القاضي.) وعنه: تمام الرازي، ومحمد بن إسحاق بن مندة، وعبد الرحمن بن النحاس. حدث سنة ثلاث. محمد بن القاسم بن محمد: أبو جعفر الكرخي. الوزير. ولي وزارة الراضي بالله سنة أربعٍ وعشرين وثلاثمائة بعد عزل عبد الرحمن بن عيسى بن الجراح. فكانت دولته ثلاثة أشهر ونصفاً. ثم استتر لفساد أمر الراضي وضعف خلافته وجرأة الأمراء وقلة المال. فوكلوا بداره ونهب ما فيها. ثم إنه وزر للمتقي لله سنة تسعٍ وعشرين شهراً واحداً وأياماً، فاضطربت الأمور، فلزم منزله. وكان بطيء الكتابة والقراءة. وفيه كرم ومروءة وحشمة نفس. توفي في شوال عن سبعٍ وسبعين سنة. من كرخ البصرة. موسى بن محمد بن هارون: أبو هارون الأنصاري الزرقي.

(25/287)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 288
سمع: أحمد بن ملاعب، ومحمد بن الحسين الحنيني، ومحمد بن عبيد الله بن المنادي، وأبا قلابة. وهو بغدادي ثقة. روى عنه: ابن الصلت المجبر، وعبد القاهر بن عقدة. وتغرب عن بغداد.
4 (حرف النون:)
نوح بن نصر بن أحمد بن إسماعيل الساماني: الأمير. من بيت ملوك بخارى. توفي في ربيع الآخر. وبقي في الإمرة اثنتي عشرة سنة وثلاثة أشهر. وهو الملك الحميد، عثرت به فرسه فقتلته. وكان مشكور السيرة.

(25/288)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 289
1 (وفيات سنة أربع وأربعين وثلاثمائة)

4 (حرف الألف:)
أحمد بن إبراهيم بن أحمد: أبو عبد الله الإصبهاني، الكيال المؤدب. أحمد بن الخضر بن أحمد: الفقيه أبو الحسن النيسابوري الشافعي، الحافظ. سمع: إبراهيم بن علي الذهلي، وأحمد بن النضر بن عبد الوهاب، وأبا عبد الله البوسنجي. وعنه: أبو الوليد الفقيه، وأبو علي الحافظ، وأبو عبد الله الحافظ. توفي في جمادى الآخرة. أحمد بن سعد: أبو الحسن البغدادي، نزيل مصر. وتوفي بتنيس. سمع: أبا مسلم الكجي، ومحمد بن عبدوس بن كامل. وكان حافظاً صدوقاً. روى عنه: أبو محمد بن النحاس.

(25/289)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 290
أحمد بن عبد الله بن عبدك الجرجاني العدسي: الورّاق. رحل، وسمع: إسحاق الدبري، وعلي بن عبد العزيز. وعنه: أحمد بن موسى المستملي، والنعمان بن محمد بجرجان. أحمد بن عثمان بن بويان: أبو الحسين البغدادي القطان. المقرئ المجود لحرف قالون. قرأ على: أحمد بن محمد بن الأشعث وعلى: إدريس) بن عبد الكريم الحداد، ومحمد بن أحمد بن واصل، وأبي عيسى الزينبي. وتصدر للإقراء. فقرأ عليه: إبراهيم بن عمر البغدادي شيخ عبد الباقي بن الحسن، وأبو الحسن علي بن محمد بن العلاف، وإبراهيم بن أحمد الطبري، وأحمد بن نصر الشذائي، وعبيد الله بن أبي مسلم الفرضي، ومحمد بن يوسف بن نهار الحرتكي البصري، وعلي بن عمر أبو الحسن الدارقطني، وغيرهم. وحدث عن: حمدان بن علي الوراق، وإدريس بن عبد الكريم، وموسى بن هارون. روى عنه: أبو نصر بن حسنون، وابن رزقويه، ومحمد بن الحسين القطان. قال الخطيب: كان ثقة، مولده سنة ستين ومائتين.

(25/290)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 291
وقال الداني: هو ثقة، حافظ، ضابط، مشهور. أحمد بن عيسى بن جمهور: البغدادي. أبو عيسى الخشاب. حدث عن عمر بن شبة بأحاديث في بعضها غرائب. قال الخطيب: ثنا عنه أبو الحسن بن رزقويه وقال: قال لنا: سمعت من عمر بن شبة وأنا غلام كبير، ورأيت الحسن بن عرفة. وقد أتى علي نحو المائة سنة. قال ابن رزقويه شهد عندي ابن الأزرق السقطي أن جده وثق هذا أحمد بن محمد بن إبراهيم بن مطرف: أبو الحسين الإستراباذي. زاهد، عابد، كثير التلاوة، معمر. سمع: عمار بن رجاء، والضحاك بن الحسين، ومحمد بن يزداد، ومحمد بن حاتم الإستراباذي. وعنه: عبد الله بن الحسن الإستراباذي، ومطرف بن الحسين، والحسن بن منصور. وقال أبو سعد عبد الرحمن بن محمد الإدريسي: توفي بعد خروجنا من إستراباذ سنة أربعٍ وأربعين. وقد لقيته. أحمد بن محمد بن إسحاق:

(25/291)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 292
أبو علي الفقيه الشاشي. شيخ الحنفية ببغداد، ورأسهم بعد شيخه أبي الحسن الكرخي. وكان كبير القدر، عارفاً بالمذهب. أحمد بن محمد بن مسور بن عمر القرطبي: من موالي الفضل بن العباس بن عبد المطلب. سمع: أباه، ومحمد بن وضاح، وأيوب بن سليمان، وعني بالفقه على مذهب مالك. روى عنه: سعيد بن أحمد بن حدير. أحمد بن محمد بن موسى بن بسير الكناني الرازي: ثم القرطبي. وفد أبوه على صاحب الأندلس، فولد له أحمد بها، فسمع منه: أحمد بن خالد بن الحباب، وجماعة. وله مصنفات كبيرة في أخبار الأندلس ودولها. وكان أديباً بليغاً شاعراً إخبارياً.

(25/292)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 293
عاش سبعين سنة. أحمد بن محمد بن الحسن بن باباج: أبو نصر البخاري الدهقان. عن: سهل بن المتوكل، وصالح جزرة. وفي الرحلة من: بشر بن موسى، وأبي مسلم الكجي، ومطين، وابن الضريس. وعنه: أبو عبد الله محمد بن أبي بكر الغنجار. مات في رمضان. أحمد بن محمد بن نصير بن عبد الله بن أبان بن جشنس: أبو الحسن) المديني. سمع: أباه، وأحمد بن عصام، وأيد بن عاصم. وعنه: أبو بكر بن المقرئ. توفي وله ثمان وثمانون سنة. أحمد بن المطلب بن عبد الله بن الواثق بن المعتصم بن الرشيد العباسي الهاشمي:

(25/293)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 294
سمع: أبا مسلم الكجي، والفرياني. وعنه: الدارقطني، وإبراهيم بن مخلد الباقرحي. وكان ثقة، صالحاً، ورعاً، بغدادياً، شريفاً. أحمد بن موسى الرازي: ثم الأندلسي النحوي الأديب. كان إخبارياً، فاضلاً. صنف كتاباً في أخبار الأندلس ودولهم. إبراهيم بن أحمد بن فراس العبقسي: أبو إسحاق المكي. من بني عبد القيس. كان ثقة مستوراً، مقبول القول. عنده كتب سعيد بن منصور، عن محمد بن علي الصائغ، عنه. توفي في ربيع الأول. كتب عنه الرحالة. إبراهيم بن مضارب: أبو إسحاق النيسابوري. سمع: أبا عبد الله البوشنجي، وجعفر الترك. وعنه: الحاكم، وغيره. إسحاق بن إبراهيم بن هاشم:

(25/294)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 295
أبو يعقوب النهدي الأذرعي. ثقة، عابد، ومحدث عارف. سمع بمصر: يحيى بن أيوب العلاف، ومقدام بن داود، وأبا يزيد القراطيسي، والنسائي، وأبا زرعة الدمشقي، وموسى بن عيسى الحمصي، وعبد الله بن جعفر الرافقي، وجماعة كبيرة. وعنه: ابن جميع، وتمام، وأبو عبد الله بن مندة، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، وأبو عبد الله بن أبى كامل الأطرابلسي، وعبد الرحمن بن أبي نصر، وخلق سواهم. قال: عبد القاهر بن عبد العزيز الصائغ: سمعت أبا يعقوب الأذرعي يقول: سألت الله أن يقبض بصري فعميت، فتضررت في الطهارة، فسألت الله تعالى إعادة بصري، فأعاده تفضلاً منه. وقال أبو الحسن الرازي: كان من جلة أهل دمشق وعبادها وعلمائها. قرأت على ابن القواس: أخبرك ابن الحرستاني حضوراً، أنا ابن المسلم، أنا ابن طلاب، نا ابن جميع، ثنا إسحاق بن إبراهيم الأذرعي: ثنا محمد بن علي، ثنا أحمد بن أبي الحواري، ثنا زهير بن عباد ثنا منصور بن عمار قال: قال سليمان بن داوود: إن الغالب لهواة أشد من الذي يفتح المدينة وحده. توفي يوم عيد الأضحى، وله نيف وتسعون سنة بدمشق. إسحاق بن عبد الرحمن بن سعيد بن تميم: أبو يعقوب المصري. في شوال.

(25/295)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 296
4 (حرف الباء)
بكر بن محمد بن العلاء: أبو الفضل البصري، القشيري، الفقيه المالكي. ولي القضاء بناحية العراق. وصنف في المذهب كنباً جليلة. وسمعموطأ القعنبي من أحمد بن موسى السامري. وسمع: أبا مسلم الكجي. وحكى عن: سهل بن عبد الله التستري. صنف كتاباً في الأحكام،) وكتاباً في الرد على المزني وكتابالأشربة، ورد فيه على الطحاوي وكتاباً في أصول الفقه، وكتابالرد على القدرية، وكتابالرد على الشافعي، وغير ذلك. وسكن مصر. روى عنه: الحسن بن رشيق، وعبد الله بن محمد بن أسد الأندلسي، وعبد الرحمن بن عمر النحاس. وتوفي بمصر في ربيع الأول.

(25/296)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 297
4 (حرف الجيم:)
جعفر بن محمد بن محمد بن زراع: أبو سعيد الطبسي المعلم. سمع: سهل بن المتوكل، وأبا معشر حمدويه، وأبا مسلم الكجي، وجماعة. توفي في رجب. جعفر بن هارون: أبو محمد الدينوري النحوي. حدث في هذا العام ببغداد. عن: عبد الله بن محمد بن سنان، وإسحاق بن صدقة الدينوري. قال الخطيب: ثنا عنه: الحسين بن الحسن، وابن الفضل القطان، وأبو علي بن شاذان.
4 (حرف الحاء:)
الحسن بن زيد بن الحسن:

(25/297)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 298
أبو محمد الجعفري. من وادي القرى قدم بغداد. وحدث عن: جعفر بن محمد القلانسي، وعبيد الله بن رماحس. وعنه: أبو الحسن بن رزقويه. وعاش ثلاثاً وتسعين سنة. فإنه ولد في ما زعم سنة إحدى وخمسين ومائتين. وهو ابن زيد بن الحسن بن محمد بن حمزة بن إسحاق بن علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب الهاشمي. الحسن بن وصاف: رئيس المؤذنين بمصر. في ذي القعدة. ثم عرف عليهم من بعده بكير بن عافية.
4 (حرف العين:)
عبد الله بن إبراهيم بن هرثمة: أبو محمد الهروي. سمع: الحسين بن داود البلخي، والحارث بن أبى أسامة، والكديمي، وإسحاق بن سنين. وعنه: يوسف القواس، وأبو أحمد الفرضي، وأبو الحسن بن رزقويه. وكان ثقة. عبد الله بن محمد بن أحمد بن محمويه:

(25/298)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 299
أبو عباد الطهماني النيسابوري السراج. سمع: إسماعيل بن قتيبة، والكجي، وطبقتهما. وعنه: الحاكم، ووهاه. عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن هارون السمرقندي: ثم التنيسي. أخو عبد الجبار. ولي قضاء تنيس. وحدث عن: محمد بن جعفر الإمام، وإسماعيل بن عرباض، والطبقة. مات بتنيس في شوال. عبد الكريم بن أحمد بن شعيب: أبو موسى بن أبي عبد الرحمن النسائي. ولد بمصر سنة سبعٍ وسبعين ومائتين. وبها توفي في شهر شعبان. سمع أباه. عبيد الله بن إدريس بن عبيد) الله بن يحيى بن خالد: مولى بني أمية، الأندلسي. أدرك محمد بن وضاح، وسمع: عبيد الله بن يحيى، ويحيى بن عبد العزيز، ومحمد بن عمر بن نباتة.

(25/299)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 300
روى عنه: ابن عائذ، وغيره. وكان معتنياً بالآثار والسنن، بصيراً بالأقضية، مالكياً علامة. عثمان بن أحمد بن عبد الله بن زيد البغدادي: أبو عمر بن السماك الدقاق. سمع: محمد بن عبيد الله بن المنادي، وحنبل بن إسحاق، وعبد الرحمن بن محمد بن منصور الحارثي، والحسن بن مكرم، ويحيى بن أبي طالب، والحسين بن أبي معشر، والحنيني، وطائفة. وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وابن مندة، وأبو عمر بن مهدي، وابن رزقويه، وابن الفضل القطان، وأبو علي بن شاذان، وغير واحد. قال الخطيب: وكان ثقة ثبتاً. سمعت ابن رزقويه يقول: ثنا الباز الأبيض أبو عمر بن السماك. وقال الدارقطني: شيخنا ابن السماك كتب عن العطاردي ومن بعده، وكتب الكتب الطوال المصنفات بخطه. وكان من الثقات. قال أبو عبد الرحمن السلمي: أنا أبو الحسن الدارقطني قال: سمعت أبا عمرو بت السماك يقول: وجه إلي الحسين النوبختي، وقد كنت قضيت له حاجةً، فقال: أبعث إلى القاضي أبي الحسين بن أبي عمر ليقبل شهادتك. فقلت: لا أنشط لذلك، أنا أشهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم وحدي فتقبل

(25/300)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 301
شهادتي. لا أحب أن أشهد على العامة ومعي آخر. توفي ابن السماك في ربيع الأول، وشيعه نحو خمسين ألف إنسان. وصلى عليه ابنه محمد. قلت: ابنه يروي عن البغوي، وأسن وحدث رحمهما الله تعالى. علي بن عيسى الوراق الهروي: سمع: أحمد بن نجدة، ومحمد بن عمرو الحرشي، وطبقتهما. وصنف التصانيف، وعاش خمساً وثمانين سنة. وعنه: أبو عبد الله الحاكم. عمرو بن إسحاق بن السكن: أبو محمد الأسدي البخاري الحافظ. سمع: صالح بن محمد، وسهل بن شاذويه، والبغوي، وخلائق. وعنه: الحاكم وغيره.
4 (حرف الميم:)
محمد بن أحمد بن بطة: أبو عبد الله بإصبهان. نزيل نيسابور. حدث عن: أبيه، وعمه عبد الله بن محمد بن زكريا، وطبقتهم. وعنه: الحاكم، وابن مندة، وطائفة. ثم رجع إلى بلده، وبها مات. وبطة: بالضم.

(25/301)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 302
محمد بن أحمد بن محمد بن جعفر: أبو بكر بن الحداد المصري، الفقيه الشافعي شيخ المصريين. ولد يوم وفاة المزني. وسمع من: النسائي، وغيره. وجالس الإمام أبا إسحاق المروزي لما قدم عليهم، ودخل بغداد في سنة عشر. ودخل على ابن جرير الطبري وأخذ عنه.) وسمع من: روح بن الفرج، ومحمد بن جعفر ابن الإمام، وخلق. وصنف الفروع في المذهب، وهو صغير الحجم، دقق مسائله. شرحه القفال المروزي، وأبو الطيب الطبري، وأبو علي السنجي. وكان أبو بكر غواصاً على المعاني، محققاً كبير القدر، له وجه في المذهب. ولي القضاء والتدريس بمصر. وكانت الملوك تعظمه وتحترمه. وكان متصرفاً في علومٍ كثيرة. قال أبو عبد الرحمن السلمي: سمعت الدارقطني: سمعت أبا إسحاق

(25/302)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 303
إبراهيم بن محمد النسوي المعدل بمصر: سمعت أبا بكر بن الحداد، وذكره بالفضل والدين والإجتهاد، يقول: أخذت نفسي بما رواه الربيع، عن الشافعي، أنه كان يختم في رمضان ستين ختمة. سوى ما يقرأ في الصلاة فأكثر ما قدرت عليه تسعاً وخمسين ختمة وأتيت في عيد رمضان بثلاثين ختمة. قال الدارقطني: كان ابن الحداد كثير الحديث، لم يحدث عن غيره أبي عبد الرحمن النسائي، وقال: رضيت به حجةً بيني وبين الله. وذكر غيره أن الإمام أبا بكر بن الحداد حدث عن: محمد بن عقيل الفريابي الفقيه، وأبي يزيد القراطيسي، وعمرو بن مقلاص، والنسائي، وغيرهم. قاله ابن يونس. ثم قال: كان يحسن النحو والفرائض، ويدخل على السلاطين. وكان حافظاً للفقه على مذهب الشافعي. وكان كثير الصلاة متعبداً. ولي القضاء بمصر نيابةً لابن هروان الرملي. وقال غيره: حج ومرض في الرجوع، فلما وصل إلى الجب توفي عند البئر والجميزة يوم الثلاثاء لأربعٍ بقين من المحرم سنة أربع. وهو يوم دخول الحاج إلى مصر. وعاش تسعاً وسبعين سنة وشهوراً. ورخه المسبحي، وقال: كان فقيهاً عالماً كثير الصلاة والصيام. يصوم يوماً ويفطر يوماً، ويختم القرآن في كل يوم وليلة، قائماً مصلياً. قال: وصلي عليه يوم الأربعاء، ودفن بسفح المقطم عند قبر والدته، وحضر جنازته أبو القاسم بن الإخشيد، وأبو المسك كافور، والأعيان.

(25/303)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 304
وكان نسيج وحده في حفظ القرآن واللغة والتوسع في علم الفقه. وكانت له حلقة من سنين كثيرة يغشاها المسلمون. وكان جداً كله رحمه الله، فما خلف بمصر بعده مثله. وكان عالماً أيضاً بالحديث، والأسماء، والرجال، والتاريخ. قال ابن زولاق في كتابقضاة مصر: ولما كان في شوال سنة أربعٍ وعشرين وثلاثمائة سلم محمد بن طغج الإخشيد قضاء مصر إلى أبي بكر الحداد. وكان أيضاً ينظر في المظالم ويوقع فيها، ونظر في الحكم خلافةً عن الحسين بن محمد بن أبي زرعة محمد بن عثمان الدمشقي، وهو لا ينظر وكان يجلس في الجامع وف داره. وربما جلس في دار ابن أبي زرعة ووقع في الأحكام، وكاتب خلفاء النواحي. وذكر من) أوصافه الجميلة ما تقدم. وأنه كان حسن الثياب رفيعها، حسن المركوب، فصيحاً غير مطعون عليه في لفظٍ ولا فضل، ثقة في اليد والفرج واللسان، مجتمعاً على صيانته وطهارته. كان من محاسن مصر، حاذقاً، يعلم القضاء. أخذ ذلك عن أبي عبيد القاضي. إلى أن قال: وكل من وقف على ما ذكرناه يقول: صدقت. ولد في رمضان سنة أربعٍ وستين ومائتين، وكتب عن طائفة، وعول على النسائي واخذ عنه علم الحديث. وأخذ الفقه عن أبي سعيد محمد بن عقيل الفرياني، وعن بشر بن نصر غلام عرف، وعن منصور بن إسماعيل، وابن بحر. وأخذ العربية عن: محمد بن ولاد. وكان لمحبته للحديث لا يدع المذاكرة. وكان ينقطع إليه أبو منصور محمد بن سعد البارودي الحافظ، فأكثر عنه في مصنفاته. فذاكره يوماً بأحاديث

(25/304)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 305
فاستحسنها أبو بكر وقال: اكتبها لي. فكتبها له، فقال: يا أبا منصور اجلس في الصفة. ففعل فقام أبو بكر وجلس بين يديه وسمعها منه وقال: هكذا يؤخذ العلم. فاستحسن الناس ذلك منه. وكانت ألفاظه تتبع، وأحكامه تجمع. ورميت له رقعة فيها:
(قولوا لحدادنا الفقيه .......... والعالم الماهر الوجيه)

(وليت حكماً بغير عقدٍ .......... وغير عهدٍ نظرات فيه)

(ثم أبحث الفروج لما .......... وقعت فيها على البديه)
في أبيات. يعني أن مادة ولايته من الإخشيد لا من الخليفة. وله كتابأدب القاضي في أربعين جزءاً، وكتابالماهر في الفقه في نحو مائة جزء، وكتابجامع الفقه، وكتابالمسائل المولدات. وفيه يقول أحمد بن محمد الكحال في قصيدة:
(الشافعي تفقهاً والأصمعي .......... تفهماً والتابعين تزهداً)
ثن أخذ ابن زولاق يذكر عن ابن الحداد ما يدل عن تشيعه، قال: فحدثنا بكتاب خصائص علي رضي الله عنه، عن النسائي، فبلغه عن بعضهم شيءٌ في علي، فقال: لقد هممت أن أملي الكتاب في الجامع. وحدثني علي بن حسن قال: سمعت ابن الحداد يقول: كنت في مجلس ابن الإخشيد، فلما قمنا أمسكني وحدي فقال: أيما أفضل أبو بكر أو عمر أو علي؟.

(25/305)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 306
فقلت: اثنين حذاء واحد. قال: فإيما أفضل أبو بكر أو علي. قلت: إن كان عندك فعليٌّ، وإن كان برا فأبو بكر. فضحك وقال: هذا يشبه ما بلغني عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنه سأله رجل: أيما أفضل أبو بكر أم علي. فقال: عُدّ إلي بعد ثلاث. فجاءه، فقال: تقدمني إلى مؤخر الجامع.) فتقدمه، فنهض ابن عبد الحكم واستعفاه، فأبى، فقال: أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم علي، وبالله لئن أخبرت بهذا عني لأقولن للأمير أحمد بن طولون فيضربك بالسياط. قال: ثم بعد ستة أشهرٍ ورد العهد بالقضاء من ابن أبي الشوارب لابن أبي زرعة، فركب بالسواد إلى الجامع، وقريء عهده على المنبر، وله يومئذٍ أربعون سنة. وكان عارفاً بالأحكام منفذاً، ثم جمع له قضاء دمشق، وحمص، والرملة، وغير ذلك. وكان حاجبه بسيف ومنطقة. ولم يزل ابن الحداد يخلقه إلى آخر أيامه. وكان الحسين بن أبي زرعة يتأدب معه ويعظمه، ولا يخالفه في شيء. ثم عُزل من بغداد ابن أبي الشوارب بأبي نصر يوسف بن عمر القاضي فبعث العهد إلى ابن أبي زرعة باستمراره. محمد بن أحمد بن سعيد: أو جعفر الرازي المكتب.

(25/306)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 307
سمع: أبا زرعة الرازي، ومحمد بن مسلم بن وارة. وعاش ثمانياً وتسعين سنة. روى عنه: أبو عبد الله الحاكم، وأبو عبد الرحمن السلمي. محمد بن إبراهيم بن عبيد الله بن سعيد بن كثير بن عفير: أبو العباس المصري. من بيت علم. وله سنة. محمد بن إسحاق بن إبراهيم القرشي الهروي: عن: عثمان الدارمي. وعنه: القاضي أبو منصور محمد بن محمد الأزدي. محمد بن حامد بن مج: أبو بكر القواريري البخاري. سمع: حامد بن سهل، وجبريل بن مجاع، وجماعة. وتوفي في جمادى الآخرة. محمد بن الحسين بن محمد بن ماهيار: أبو الحسين الجرجاني، الأديب المتكلم. سمع: إسماعيل القاضي، وإسحاق الدبري، وتمتاماً، وطبقتهم. وعنه: الحاكم وقال: مات ببخارى في دار الحليمي.

(25/307)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 308
محمد بن زكريا بن الحسين: أبو بكر النسفي الصكوكي الحافظ. رحل، وسمع: صالح بن محمد جزرة، ومحمد بن نصر المروزي، ومحمد بن إبراهيم البوشنجي. وكان إماماً مصنفاً في الأبواب، وغيرها. مات في جمادى الأولى، رحمه الله تعالى. محمد بن عبد الله بن أحمد بن عتاب: أبو بكر العبدي، البغدادي. سمع: يحيى بن أبي طالب، والحسن بن سلام، وابن أبي العوام، ومحمد بن غالب. وعنه: الدارقطني، وابو الحسن بن رزقويه، ومحمد بن الحسين بن الفضل. وكان ثقة. توفي في المحرم. محمد بن عبد الله بن محمد بن يوسف: أبو بكر النيسابوري الحنفي، سبط العباس بن حمزة. كان محدثاُ أصحاب الرأي في عصره، لولا مجونٌ كان فيه.

(25/308)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 309
سمع: الحسين بن الفضل، وجده، وبشر بن موسى، والكديمي، ومحمد بن زكريا الغلابي. وسافر في الآخر إلى مرو وإلى بخارى، ثم رجع إلى هراة، وله بها قصص وعجائب، وبها توفي. روى عنه: أهل هذه النواحي، وأبو عبد الله) الحاكم. محمد بن عبد الله بن محمد بن الحسين: الفقيه أبو بكر الصبغي النيسابوري الشافعي. من كبار أئمة المذهب. قال الحاكم: كان حانوته مجمع الحفاظ والمحدثين. سمع بخراسان: أبا حامد بن الشرقي، وطبقته وبالري: أبا محمد بن أبي حاتم وببغداد: ابن مخلد، والمحاملي. وجمع على صحيح مسلم. مات في ذي الحجة كهلاً. محمد بن عبد الله بن هشام المصري: سمع: بكار بن قتيبة وحدث. محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد بن أبي عبد الرحمن: المقرئ المكي.

(25/309)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 310
ذكر في العام الماضي. محمد بن عثمان بن ثابت: أبو بكر الصيدلاني، بغدادي ثقة. سمع: محمد بن ربح، وعبيد الله بن شريك. وعنه: ابن رزقويه، وابن الفضل القطان. محمد بن علي بن الحسن: أبو الفرج السامري الوزير. توفي بالشام، في رجب. وقد ولي الوزارة للمستكفي بالله عبد الله بن المكتفي سنة. فكانت مدة وزارته اثنتين وأربعين يوماً، وعزل. وبعده ضعف أمر وزارة الخلافة، وانتقلت الوزارة إلى ملوك الديلم، فمن وزر لهم فهو الوزير، ودام ذلك دهراً. محمد بن عيسى بن الحسن التميمي: أبو عبد الله البغدادي العلاف. حدث بحلب، وبمصر عن: أحمد بن عبيد الله النرسي، والحارث بن أبي أسامة، ومحمد بن يونس الكديمي، ومحمد بن سليمان الباغندي. وعنه: عبد الغني الحافظ، وأبو محمد بن النحاس. وآخر من روى عنه: أبو القاسم عبد الرحمن بن الطيب السراج شيخ الفقيه نصر المقدسي.

(25/310)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 311
مات فجأة في جمادى الآخرة. قلت: لح حديث منكر فيمسلسل العيد للسلفي. قال الصوري: دخل العلاف إلى مصر، روى بها مجلساً واحداً يوم جمعة، ومات في أثر ذلك فجأة. ذكر ذلك لنا ابن النحاس، وغيره. قلت: وقع لي من طريقة حديثان بعلوٍ إليه. محمد بن محمد بن يوسف بن الحجاج: أبو النضر الطوسي، الفقيه الشافعي. سمع: تميم بن محمد، وإبراهيم بن إسماعيل ببلده والحسين بن محمد القباني، ومحمد بن عمرو الحرشي، وأحمد بن سلمة بنيسابور ويحيى بن ساسويه بمرو وعثمان بن سعيد الدارمي، ومعاذ بن نجدة بهراة ومحمد بن أيوب بالري وإسماعيل القاضي، والحارث بن أبي أسامة ببغداد وعلي بن عبد العزيز بمكة وبسمرقند مصنفات محمد بن نصر الفقيه أكثر عنه. وبالكوفة: أحمد بن موسى بن إسحاق فأكثر. قال الحاكم: رحلت إليه مرتين، وسمعت كتابه المخرج على مسلم،

(25/311)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 312
وسألت: متى تتفرغ للتصنيف مع هذه الفتاوى فقال: قد جزأت الليل ثلاثة أجزاء. جزءاً للتصنيف، وجزءاً لقراءة القرآن، وجزءاً للنوم. وكان إماماً عابداً بارع الأدب، ما رأيت في مشايخي أحسن صلاةً) منه. كان يصوم النهار ويقوم الليل، ويتصدق بما فضل من قوته. ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر. سمعت أحمد بن منصور الحافظ يقول: أبو النضر يُفتي من نحو سبعين سنة، ما أُخذ عليه في الفتوى قط. وقال الحاكم: دخلت طوس وأبو أحمد الحافظ على قضائها، فقال لي: ما رأيت قط في بلد من بلاد الإسلام مثل أبي النضر. توفي أبو النضر في شعبان. محمد بن يعقوب بن يوسف الشيباني الحافظ: أبو عبد الله بن الأخرم النيسابوري، ويعرف أبوه بابن الكرماني. قال الحاكم: كان أبو عبد الله صدر أهل الحديث ببلدنا بعد أبي حامد بن الشرقي. كان يحفظ ويفهم صنف على صحيحي البخاري ومسلم، وصنفالمسند الكبير. وسأله أبو العباس السراج أن يخرج له على صحيح مسلم، ففعل. قال الحاكم: سمعت الحافظ أبا عبد الله بن الأخرم غير مرة يقول: ذهب

(25/312)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 313
عمري في جمع هذا الكتاب، يعني كتاب مسلم وسمعته يندم على تصنيفه المختصر فيما اتفق عليه البخاري ومسلم. ويقول: من حقنا أن نجهد في زيادة الصحيح. قال الحاكم: وكان من أنحى الناس، ما أخذ عليه لحنٌ قط. سمع: إبراهيم بن عبد الله السعدي، وعلي بن الحسن الهلالي، وخشنام بن الصديق، ويحيى بن الذهلي، ومحمد بن عبد الوهاب، وحامد بن أبي حامد. ثم كتب عن طبقتين بعد هؤلاء. ولم يسمع إلا بنيسابور. وله كلام حسن في العلل والرجال. روى عنه: أبو بكر الصبغي، وأبو الوليد الفقيه والحاكم، ويحيى ين إبراهيم المزكي، وأبو عبد الله بن مندة، وآخرون. وتوفي في جمادى الآخرة وله أربعٌ وتسعون سنة. وصلى على محمد بن يحيى وله ثمان سنين. سمعت: محمد بن صالح بن هانيء يقول: كان ابن خزيمة يقدم أبا عبد الله بن يعقوب على كافة أقرانه، ويعتمد قوله فيما يرد عليه. وإذا شك في شيء عرضه عليه. مسلم بن محمد بن عبد الله بن عيسى بن حماد زغبة: أبو القاسم التجيبي المصري. سمع: جده، وعم جده أحمد بن حماد. وحدث. توفي في شوال.

(25/313)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 314
4 (حرف الهاء:)
هارون بن عبد العزيز: أبو علي الأوارجي، الكاتب. عاش ستاً وستين سنة، وكان قد ولي أعمالاً جليلة من الخراج، وكتب الحديث، وصحب الصوفية وخالط الحلاج، ولما وقف على اعتقاده أظهر أمره وأطلع عليه أبا بكر بن مجاهد، وعلي بن عيسى الوزير. توفي في جمادى الأولى.
4 (حرف النون:)
) نوح بن خلف البجلي: عن: أب مسلم الكجي. روى عنه: أبو الحسن بن رزقويه. وثقه الخطيب.
4 (حرف الياء:)
يحيى بن محمد القصباني: بغدادي، ثقة.

(25/314)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 315
حدث عن: محمد بن عبد الرحيم الإصبهاني، ومحمد بن موسى البربري. وعنه: عمر بن شاهين، وجماعة. يحيى بن محمد بن عبد الله بن العنبر بن عطاء السلمي: مولاهم أبو بكر زكريا العنبري النيسابوري العدل، المفسر الأديب الأوحد. سمع: إبراهيم بن أبي طالب، ومحمد بن إبراهيم البوشنجي، والحسين بن محمد القباني، ومحمد بن عمرو الحرشي، وطائفة. روى عنه: أبو بكر بن عبدش، وأبو علي الحافظ وهما من أقرانه وأبو الحسين الحجاجي، والحاكم أبو عبد الله فمن بعدهم. وتوفي في شوال عن ستٍّ وسبعين سنة، ولم يرحل. قال أبو علي الحافظ: أبو زكريا يحفظ من العلوم ما لو كلفنا حفظ شيءٍ منها لعجزنا عنه. وما أعلم أني رأيت مثله. وقال الحاكم: اعتزل أبو زكريا الناس، وقعد عن حضور المحافل بضع عشرة سنة. سمعته يقول: للعالم المختار أن يرجع إلى حسن حال، فيأكل الطيب والحلال، ولا يكسب بعلمه المال، ويكون علمه له جمال، وماله من الله المتعال من عليه وإفضال.
4 (الكنى)
أبو القاسم بن أبى الفوارس: رجل صالح عابد قانع بكسب يده بمصر.

(25/315)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 316
كانت له بضاعة بدون الألف دينار، فلم يزل يتصدق منها حتى فرغت، فأقبل على عمل المناديل يتقوت منها هو وأمه. وكانت أمه صالحة زاهدة. أبو وهب الزاهد: أحد المشهورين بالأندلس. جمع أبو القاسم بن بشكوال جزءاً في أخباره، فمن ذلك قال أبو جعفر أحمد بن عون الله: سمعت أبا وهب يقول: والله لا عانق الأبكار في جنات النعيم والناس في الحساب إلا من عانق الذل وضاجع الصبر، وخرج منها كما دخل فيها. وسمعته يقول: ما رزق امرءٌ مثل عافيةٍ، ولا تصدق بمثل موعظة، ولا سأل مثل مغفرة. وروى عبد الوارث بن سفيان، عن خالد بن سعد أن أبا وهب قيل إنه من ولد العباس. وكان لا ينتسب. وكان صاحب عزلةٍ، باع ماعونه قبل موته، فقيل له: ما هذا. قال: أريد سفراً. فمات إلى أيامٍ يسيرة. وقال يونس بن عبد الله القاضي: أخبرني يحيى بن فرحون الخباز، قال: أخبرني أبو سعيد بن حفصون الرجل الصالح، قال: دخلت على أبي) وهب فقلت: لي إليك حاجة أحب أن تسعفني بها. قال: وما هي قلت: أنت تعلم أن داري تراث قديم وفيها سعة، أريد أن تسكنها معي، وأتولى خدمتك بنفسي، وأشاركك في الحلو والمر.

(25/316)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 317
قال: لا أفعل، لأني قد طلقت الدنيا بالأمس، أفأراجعها اليوم. ولأن المطلق إنما يطلق المرأة بعد أن يعرف سوء أخلاقها، وقد خبرها. وليس من العقل أن يرجع إلى ما قد عرف من المكروه. وفي الحديث: لا يلدغ المؤمن من جحرٍ مرتين. قال القاضي يونس: وأخبرني ثقة من إخواني، عن رجل كان يصحبه أنه قال: بت عنده في مسجدٍ كان كثيراً ما يأوي إليه بقرب حوانيت ابن نصير بقرطبة. فلما كان الليل تذكر صديقاً له من الصالحين فقال: وددت أن نكون معه الليلة. فقلت: وما يمنعنا من ذلك ليست علينا كسوة نخاف عليها، وإنما هي هذه الجبيبات، فاخرج بنا نحوه. فقال لي: وأين العلم، وهل لنا أن نمشي ليلاً ونحن نعلم أن الإمام الذي ملكه الله أمر المسلمين في هذه البلدة قد منع من المشي ليلاً، وطاعته لنا لازمةٌ ففي هذا نقص للطاعة وخروج عما يلوم جماعة المسلمين. فعجبت من فقهه في ذلك. قال القاضي يونس بن عبد الله: كان أبو وهب رحمه الله جليلاً في الخير والزهد. طرأ إلى قرطبة وبقي بها إلى أن مات. ولم يدر أحدٌ من أين هو، ولا إلى من ينتمي. وكان يقال أنه من بني العباس، إلا أن ذلك لم يعرف من قبله. وكان يقصده أهل الإرادة عندنا بقرطبة ويألفونه ويأنس إلى من عرف منهم بطول التردد. وإذا أتاه من ينكر من الناس تباله وأوهمه أنه مدخول العقل. ولم يكن يخبر أحداً باسمه، وإنما صاح صائحٌ إلى غيره: يا أبا وهبٍ فالتفت هو فعرفت كنيته. وكان إذا قيل له: ابن من أنت يقول: أنا ابن آدم ولا يزيد. وأخبرني بعض من صحبه أنه كان يفضي منه جليسه إلى علمٍ وحلمٍ وتفنن في العلم والفقه والحديث واللغة. قال القاضي: توفي في شعبان سنة أربعٍ وثلاثمائة. وعن أبي جعفر الكندي الزاهد قال: كان يوجد تحت حصر المسجد الذي

(25/317)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 318
يأوي إليه أبو وهب من حب الحبريول مراراً. وربما كان قوته منه. وربما خرج في أوقات الغبيراء والسعتر، فيجلب منه ما يبيعه ويقتات بثمنه. قال ابن بشكوال: وأخبرت عن الفقيه أبي الوليد هشام بن أحمد قال: كان أبو وهب إذا اشتهر أمره وهم أقوامٌ بمجالسته يركب قصبةً ويعدو، فإذا رأى أحداً قال: إياك المهر يركضك. وقبره مشهور يزار، رحمه الله ورضي عنه.

(25/318)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 319
1 (وفيات سنة خمسٍ وأربعين وثلاثمائة)

4 (حرف الألف:)
) أحمد بن الحسن بن أيوب بن هارون: أبو الحسن الإصبهاني النقاش. ثقة، صاحب أصول. سمع: عمران بن عبد الرحيم، وعبد الله بن سلام، ومحمد بن أحمد بن البراء. قال أبو نعيم: حضرته ولا أعرف سماعي منه، وثنا عنه أبو بكر بن المقرئ. توفي في شهر ذي الحجة. أحمد بن سلمة بن الضحاك: أبو عمرو الهلالي المصري. سمع: أبا الزنباع، وغيره. وعنه: أبو محمد بن النحاس، ونحوه. وثقه ابن يونس ووصفه بالصلاح. مات في شعبان. أحمد بن سليمان بن أيوب بن إسحاق بن عبدة:

(25/319)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 320
أبو بكر العباداني. قدم بغداد، وروى عن: الحسن بن محمد الزعفراني، وعلي بن حرب، والرمادي، وعباس الترقفي، ومحمد بن عبد الملك الدقيقي، وهلال بن العلاء. وعنه: أبو الحسن بن رزقويه، والحسين بن عمر بن برهان، وأبو علي بن شاذان. قال أبو بكر الخطيب: رأيت أصحابنا يغمزونه بلا حجة، فإن أحاديثه كلها مستقيمة، خلا حديثٍ واحد خلط في إسناده، رواه عن: علي بن حرب عن حفص بن غياث وإنما هو عن حفص بن عمر بن حكيم. وسماعه من علي بن حرب بسامراء سنة أربعٍ وستين. قال ابن رزقويه: سمعته يقول: ولدت سنة ثمانٍ وأربعين ومائتين، وحملني غلامٌ لأبي الحسن بن عرفة سنة ستٍّ وخمسين وعنده جماعة، وهو قاعد في محفة. فحول وجهه إلى أصحاب الحديث فقال: خذوا عني: ثنا المحاربي، ونسيت الباقي. وقال محمد بن يوسف القطان: هو صدوق غير أنه سمع وهو صغير. قلت: حدث في هذه السنة وانقطع خبره. وآخر من روى حديثه بعلوٍ سبط السلفي. أحمد بن عبد الله بن سعيد: أبو عمرو الأندلسي ابن القطان. ويعرف بصاحب الوردة. روى عن: محمد بن وضاح.

(25/320)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 321
وكان فقيهاً مالكياً له أخبار ونوادر في كثرة الأكل. وكان موصوفاً بذلك. قالع عياض رحمه الله تعالى. أحمد بن عبدش: أبو حامد الصرام النيسابوري. محدث متقن، رحال. سمع: أحمد بن سلمة، ومحمد بن إبراهيم البوشنجي، وجماعة. وعنه: الحاكم. أحمد بن عثمان بن الفضل بن بكرالربعي: البغدادي. أبو بكر المقرىء المعروف بغلام السباك. قرأ على: الحسن بن الحباب، والحسن بن الحسين الصواف صاحب الدوري. وأقرأ بدمشق. تلا عليه: تمام الرازي، وأبو الحسن علي بن داود الداراني، وعبد القاهر الجوهري، وعبد الرحمن بن أبي نصر. قال عبد العزيز الكتاني: سمعت عبد القاهر الصائغ يقول: سمعت غلام السباك يقول: ثقل سمعي وكان شخص يقرأ علي، وكان جميلاً، فكنت أنظر إلى فمه ولسانه مراعاة لقراءته، وكان الناس يقفون ينظرون إلى جماله، فاتهمت

(25/321)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 322
فيه، فساءني ذلك،) فسألت الله أن يرد علي سمعي، فرده علي. أحمد بن محمد بن إسماعيل بن نعيم: أبو حامد الطوسي الفقيه المفتي. تلميذ ابن سريج. سمع: ابن الضريس، ومطيناً، وطبقتهما. وعنه: الحاكم. أحمد بن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم طباطبا بن إسماعيل بن إبراهيم بن حسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب العلوي الرسي: أبو القاسم المصري، نقيب الطالبيين بمصر. له شعر جيد في الزهد وفي الغزل مدون. فمنه قوله:
(قالت: أراك سترت الشيب قلت لها: .......... سترته عنك يا سمعي ويا بصري)

(فاستضحكت، ثم قالت من تعجبها: .......... تكاثر الغش حتى صار في الشعر)
ومن شعره، وقيل ذاك القرنين ابن حمدان ولم يصح:
(قالت لطيف خيالٍ زارها ومضى: .......... بالله صفه ولا تنقص ولا تزد)

(فقال: أبصرته لو مات من ظمأٍ .......... وقلت: قف عن ورود الماء لم يرد)

(25/322)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 323
(قالت: صدقت الوفا في الحب عادته .......... يا يرد ذاك الذي قالت على كبدي)
وله:
(خليلي إني للثريا لحاسدٌ .......... وإني على ريب الزمان لواجد)

(أيبقى جميعاً شملها وهي سبعةٌ .......... وأفقد من أحببته وهو واحد)
ولقب إبراهيم بطباطبا لأنه كان يلثغ بالقاف طاء. فطلب يوماً ثيابه فقال الغلام: أجيء بدراعة فقال: لا، طباطبا يعني قباء قباء. فلقب بذلك. أحمد بن محمد بن حكيم: أبو الحسن الشيرازي، قاضي شيراز. رحل، وسمع: محمد بن غالب تمتام، وهشام بن علي السيرافي. وعنه: ابن جميع، وجماعة. أحمد بن محمد بن زكريا بن هلال: أبو الحسين المصري. يوري عن: أبي يزيد القراطيسي. أحمد بن محمد بن هشام بن خلف القيسي: أبو عمر القرطبي، الأعرج النحوي.

(25/323)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 324
كان وقوراً مهيباً في تعليم النحو. أفاد الناس مدة. وسمع من: أسلم بن عبد العزيز، وأحمد بن خالد. أحمد بن محمد بن يحيى الصدفي المصري: سمع: أبا يزيد القارطيسي، ويحيى بن أيوب العلاف. وقرأ القرآن على: عبيد بن محمد، عن داود بن أبي طيبة صاحب ورش. روى عنه القراءة: عمر بن محمد بن عراك، وخلف بن قاسم الأندلسي. كنيته: أبو الحسين، ويعرف بابن عاربة. أحمد بن منصور بن شهريار: أبو مزاحم الشيرازي الصوفي. أحمد بن منصور بن عيسى الحافظ: أبو حامد الطوسي الأديب الفقيه الشافعي، ذو الفنون) والفضائل سمع: عبد الله بن شيرويه، وإسحاق بن إبراهيم الأنماطي، وطبقتهما. وعنه: الحاكم، وغيره. قال أبو النضر الفقيه: ما رأيت بكورتنا مثله. وقال غيره: كان يحفظ ويذكر. إسحاق بن إبراهيم النعماني: سمع: إسحاق الحربي. وعنه: ابن رزقويه. قال الخطيب: لا بأس به.

(25/324)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 325
إسماعيل بن يعقوب بن إبراهيم بن أحمد بن عيسى بن الجراب: أبو القاسم البغدادي البزاز. ولد سنة اثنتين وستين ومائتين. بسامراء. وسمع: جعفر بن محمد بن شاكر، وابن أبي الدنيا، وموسى بن سهل الوشاء، والبرتي، وإسماعيل القاضي، وعبد الله بن روح المدائني. وعنه: عبد الرحمن بن عمر النحاس، وعبد الله بن سعيد أخو الحافظ عبد الغني، والحسين بن ميمون الصفار، والحافظ عبد الغني أيضاً، ومحمد بن جميع الغساني. وثقه الخطيب. وتوفي في رمضان. أخبرنا يحيى بن أحمد المقرىء، أنبا محمد بن عماد سنة عشرين وستمائة، أنا عبد الله رفاعة، أنا علي بن الحسن الشافعي: أنبا الحسن بن محمد بن زريق المخزومي الكوفي بمصر، أنا إسماعيل بن يعقوب بن الجراب إملاءً: ثنا محمد بن غالب بن حرب، ثنا عمار بن زربي، ثنا بشر بن منصور السليمي، عن داود بن أبى هند، عن وهب بن منبه قال: قرأت في بعض الكتب التي أنزلت أن الله قال لموسى: أتدري لأي شيءٍ كلمتك قال: لأي شيء قال: لأني اطلعت في قلوب العباد، فلم أر قلباً أشد حباً لي من قلبك.
4 (حرف الباء)
بكر بن محمد بن حمدان:

(25/325)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 326
أبو أحمد المروزي الصيرفي الدخمسيني. لقب بذلك لأنه كان يقول: زد خمسين. فبنوه من ذلك. قال الحاكم: كان محدث خراسان. وما أظنه جلس في حانوتٍ قط فإنه كان ينادم آل سامان لأدبه وفصاحته وتقدمه. سمع: عبد العزيز بن حاتم، وأبا الموجه بمرو وعبد الصمد بن الفضل ببلخ وأبا حاتم بالري، لكن عُدم سماعه منه وأبا قلابة، وأحمد بن عبيد الله النرسي. سمع منه: الحاكم، وغيره بمرو وروى عنه: هو وعبد الله بن عدي، وابن مندة، ومحمد بن أحمد الغنجار، والحسين بن محمد الماسرجسي، وأبو الفضل منصور الكاغدي. وخرج إلى سمرقند لميراثٍ له من غلامه، فمات ببخارى سنة خمسٍ وأربعين. كذا ورخه الحاكم. وقال ابن السمعاني وغيره: بل توفي سنة ثملنٍ وأربعين.
4 (حرف الحاء)
الحسن بن الحسين بن أبي هريرة:

(25/326)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 327
أبو علي الفقيه الشافعي القاضي. بغدادي، إمام مشهور) صاحب وجهٍ في المذهب. تفقه على: أبي العباس بن سريج، وعلي أبي إسحاق المروزي. وصنفشرح المزني. علق عنه الشرح: أبو علي الطبري، وغيره. وأخذ عنه الدارقطني. ترجمته صغيرة عند الخطيب.
4 (حرف السين)
سعيد بن عثمان بن منازل: أبو عثمان بن الشقاق البجاني الأندلسي. سمع: عبيد الله بن يحيى، ووهب بن سلمة، وأحمد بن عمرو بن منصور. وكان فقيهاً مبرزاً حافظاً. ولي قضاء بجانة مدةً، وحدث. توفي في المحرم.

(25/327)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 328
4 (حرف الشين:)
شعلة بن بدر: الأمير أبو العباس الإخشيدي. كان بطلاً شجاعاً كثير الإحتكار. غلت الأسعار في أيامه. ولي دمشق أيام المطيع لأبي القاسم بن الإخشيد. وقتل في نواحي طبرية في حربٍ بينه وبين متوليها ملهم العقيلي في ربيع الأول.
4 (حرف الصاد:)
صالح بن إدريس: أبو سهل البغدادي المقرىء المحقق. قرأ على ابن مجاهد لعاصم. وسمع من: ابن صاعد، وجماعة. وعني بالقراءات وبرع فيها، وأخذها عن جلة القراء. وتصدر للإقراء بدمشق، فقرأ عليه: عبد المنعم بن غلبون، وعلي بن محمد بن بشر، وعلي بن داود الداراني، وطائفة. وكان صالحاً ناسكاً ورعاً قانعاً. توفي شاباً في جمادى الأولى سنة خمسٍ وأربعين. نقله الداراني.

(25/328)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 329
4 (حرف العين:)
عبد الله بن إبراهيم بن واضح: أبو بكر المديني الإصبهاني الصوفي ابن أبرويه. روى عن: محمد بن العباس الأخرم، وعبد الله بن بندار. وتوفي في جمادى الآخرة. روى عنه: أبو سعيد النقاش وقال: كان من العلم بمكان. عبد الله بن محمد بن عيسى المديني الخشاب: شيخ مسند. سمع: أحمد بن عدي، وابن النعمان، وهشام بن علي السيرافي، وأبا خالد القرشي، والحسين بن معاذ. توفي في شوال. روى عنه: علي بن ميله، وأهل إصبهان. عثمان بن محمد بن أحمد بن محمد بن هارون بن وردان الحذاء:

(25/329)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 330
أبو عمرو السمرقندي. حدث بمصر عن: أحمد بن شيبان الرملي، وأبي أمية الطرسوسي، ومحمد بن حماد الطهراني، ومحمد بن عبد الحكيم القطري،) وعدة. وعنه: أبو عبد الله بن مندة، وأبو الحسين بن جميع، والحافظ عبد الغني بن سعيد، والخصيب بن عبد الله، وعبد الرحمن بن عمر النحاس، وسبطه محمد بن ذكوان التنيسي شيخ الحبال، وأحمد بن محمد بن الحاج الإشبيلي، وآخرون. ولد سنة خمسين ومائتين. حديثه بعلوٍّ فيالخليعات. توفي في شعبان. وقد روى أيضاً بالإجازة عن أحمد بن شيبان. قال ابن يونس: ثقة له سماعات صحاح في كتب أبيه. علي بن إبراهيم بن سلمة بن بحر: أبو الحسن القزويني الحافظ القطان. قال فيه الخليلي: عالم بجميع العلوم والتفسير والفقه والنحو واللغة.

(25/330)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 331
ارتحل، وسمع: أبا حاتم الرازي، وإبراهيم بن ديزيل، ومحمد بن الفرج الأزرق، والقاسم بن محمد الدلال، والحارث بن أبي أسامة، وأحمد بن موسى الحمار، وعلي بن عبد العزيز، وإسحاق الدبري، والحسن بن عبد الأعلى البوسي، وخلقاً سواهم. قلت: وسمعالسنن من ابن ماجة. ولد سنة أربعٍ وخمسين ومائتين. روى عنه: الزبير بن عبد الواحد، وأبو الحسن النحوي، وأحمد بن علي بن لال، والقاسم بن أبي المنذر الخطيب، وأبو سعيد عبد الرحمن بن محمد القزويني، وآخرون، وأبو الحسين أحمد بن فارس. وانتهت إليه رئاسة العلم وعلو السند بتلك الديار. وقال ابن فارس في بعض أماليه: سمعت أبا الحسن القطان بعدما علت سنه يقول: كنت حين رحلت أحفظ مائة ألف حديث، وأنا اليوم لا أقوم على حفظ مائة حديث. قال: وسمعته يقول: أصبت ببصري، وأظن أني عوقبت بكثرة بكائي أيام الرحلة. قلت: وكان له بنون ثلاثة: محمد، وحسن، وحسين، ماتوا شباباً. قال الخليلي: سمعت جماعةً من شيوخ قزوين يقولون: لم ير أبو الحسن مثله في الفضل الزهد، أدام الصيام ثلاثين سنة، وكان ينظر إلى الخبز والملح. قال: وفضائله أكثر من أن تعد. قلت: قد علا فيسنن ابن ماجة أماكن. علي بن جعفر بن موسى بن الأشعث:

(25/331)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 332
أبو القاسم المصري الكاتب. عن إحدى وثمانين سنة.
4 (حرف الفاء:)
فرج بن سلمة بن زهير البلوي القرطبي: سمع: محمد بن لبلبة، وبالقيروان محمد بن محمد بن اللباد. وولي الصلاة والقضاء بمدينة وادي الحجارة. رحمه الله تعالى.
4 (حرف الميم:)
محمد بن أحمد: أبو بكر بن الحداد الفقيه. قيل: توفي فيها وقيل: سنة أربع. محمد بن أحمد بن محمد بن عمرو: العلامة أبو عبد الله المالكي التستري. كان من كبار فقهاء العراق. تفقه على) يد إبراهيم بن حماد. وكان بارعاً في النحو، شديد النصرة لمذهب مالك، ألف مناقب إمامه في عشرة أجزاء، وألففضائل المدينة. وولي قضاء البصرة، وكان يناظر المعتزلة ويؤذيهم. مات ببغداد. أرخه عياض. محمد بن أحمد بن يوسف بن بريد:

(25/332)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 333
أبو بكر الطائي الخراز. حدث بدمشق عن: عبيد بن غنام، ومطين، وأحمد بن خليد الحلبي. وعنه: أبو الحسن بن رزقويه وتمام الرازي، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر. ووثقه الخطيب. محمد بن جعفر بن محمد: أبو الحسن العلوي، نقيب العلويين ببغداد، ويعرف بأبي قيراط. حدث عن أبيه سليمان بن علي الكاتب وعنه: أبو بكر محمد بن إسماعيل الوراق. محمد بن الحسن بن حمويه بن حسين: أبو نعيم الإستراباذي، نزيل سمرقند، ثم بخارى. أملى عن: الحسن بن علي الذهلي. وعنه: أبو سعيد عبد الرحمن بن محمد بن محمد الإدريسي الحافظ. وقال: هو قال: والذي ثنا بسمرقند. ومات في آخر العام. محمد بن حفص بن عمرو النيسابوري:

(25/333)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 334
سمع: البوشنجي. وعنه: الحاكم. محمد بن العباس بن نجيح: أبو بكر البغدادي البزاز. ولد سنة ثلاثٍ وستين ومائتين. وسمع: يحيى بن أبي طالب، وأبا قلابة الرقاشي، ومحمد بن الفرج، وأبا العيناء، وعيسى بن عبد الله رغاث. وعنه: ابن رزقويه، ووصفه بالحفظ وابن الفضل القطان، وأبو علي بن شاذان. توفي في جمادى الآخرة. محمد بن عبد الواحد بن أبي هاشم البغدادي: أبو عمر الزاهد، غلام ثعلب اللغوي المشهور. سمع: موسى بن سهل الوشاء، ومحمد بن يونس الكديمي وأحمد بن عبيد الله النرسي، وإبراهيم بن الهيثم البلدي، وأحمد بن سعيد الجمال، وجماعة.

(25/334)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 335
وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وأبو الحسن بن رزقويه، وأبو الحسين بن بشران، وأحمد بن عبد الله المحاملي، وأبو علي بن شاذان وهو آخر من حدث عنه. قال الخطيب: سمعت غير واحد يحكي أن الأشراف الكتاب وأهل الأدب كانوا يحضرون عند أبي عمر الزاهد ليسمعوا منه كتب ثعلب وغيرها. وكان له جزء جمع فيه فضائل معاوية، فلا يقرئهم شيئاً حتى يبتديء بقراءة ذلك الجزء. وكان جميع شيوخنا يوثقونه في الحديث. وقال أبو علي التنوخي: من الرواة الذين لم ير قط أحفظ منهم أبو عمر غلام ثعلب، أملى من حفظه ثلاثين ألف ورقة فيما بلغني، حتى اتهموه لسعة حفظه: فكان يسأل عن الشيء الذي يظن السائل أنه قد وضعه فيجيب عنه، ثم يسأله غيره عنه بعد سنةٍ فيجيب بذلك الجواب. وقال رئيس الرؤساء علي بن الحسن: قد رأيت أشياء مما أنكروا عليه مدونة في كتب أهل العلم. وقال عبد الواحد بن علي بن برهان: لم يتكلم في اللغة أحدٌ) أحسن من كلام أبي عمر الزاهد. قال: وله كتابغريب الحديث، صنفه على مسند أحمد. ونقل القفطي أن صناعة أبي عمر الزاهد كانت التطريز، وكان اشتغاله بالعلوم قد منعه من التكسب، فلم يزل مضيقاً عليه. وكان إبراهيم بن ماسي يصله. وكان آية في حفظ الأدب. وكان في شبيبته يؤدب ولد القاضي عمر بن يوسف. وله من التصانيف: غريب الحديث، كتاب الياقوتة، فائت الفصيح، العشرات، والشورى، تفسير أسماء الشعراء، كتاب القبائل، النوادر، كتاب يوم وليلة، وغير ذلك.

(25/335)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 336
وفيه يقول أبو العباس أحمد اليشكري:
(أبو عمر أوفى من العلم مرتقى .......... يذل مساميه ويردي مطاوله)

(فلو أنني أقسمت ما كنت كاذباً .......... بأن لم تر الراؤون بحراً يعادله)

(إذا قلن شارفنا أواخر علمه .......... تفجر حتى قلت: هذا أوائله)
توفي رحمه الله في ثالث عشر ذي القعدة سنة خمسٍ وأربعين. محمد بن علي بن أحمد بن رستم: أبو بكر البغدادي المادرائي. الكاتب الوزير. وزر لخمارويه صاحب مصر، وولي أبو ه خراج مصر. مولده سنة. سمع الكثير، واحترق أكثر كتيه وبقي عنده جزءان سمعهما من أحمد بن عبد الجبار العطاردي.

(25/336)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 337
وتوفي بمصر في شوال. روى عنه: ابنه علي، وابو مسلم الكاتب. كان رئيساً معظماً، كثير المعروف إلى أولاد النعم وأهل الحرمين. ولم يكن بقي أحد من الأكابر الجلة يرتفع عن الوقوف ببابه. وقد حج إحدى وعشرين حجة، وكان كثير الصيام، ملازم للصلاة في المساجد القديمة. وفيه يقول أبو العباس اليشكري:
(عز أمرٌ على البرية عزا .......... ترك الصبر طائراً مستنفزاً)

(بأبي بكر المصيبة عمت .......... كل شخصٍ تراه فيه معزا)
وكان الوزير أبو الفتح الفضل بن جعفر صادر محمد بن علي المادرائي مرةً على ألف ألف دينار، وأقام معتقلاً خمس سنين بالرملة حتى توفي أبو الفتح، فراسله الإخشيد بالمسير إليه وبإطلاقه، فقدم فأظهر إكرامه ولم يزل عارفاً بحقوقه إلى أن توفي وصلى عليه بالمصلى أبو القاسم الإخشيد ونائب المملكة كافور، ودفن بداره. قال ذلك المسبحي. وقال: يقال إن ديوان أبي بكر محمد بن علي أطبق على ستين ألفاً ممن يجري عليهم الرزق. وكان بمصر ممن يجري عليهم الرزق في كل شهر مائة ألف رطل على ما حكاه الحسن بن إسماعيل الضراب عن بعض الطحانين. قال: وأطبق ديوانه على مائة ألف عبد أعتقهم في طول عمره. وكان له) المعروف وعمارة المساجد ما لا يوقف عليه كثرة. ولد بنصيبين، ونشأ بالعراق، وقدم مصر شاباً على واحدة هو وأخوه أبو الطيب أحمد.

(25/337)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 338
ولم يكن لأبي بكر بلاغة الكتاب المنتسبين، ولا مبالغة في النحو، لكنه كان ذكياً صاحب بديهة. ولي الخراج استقلالاً، وله ثلاثٌ وعشرون سنة. وقد وزر أيضاً لأبي الجيش خمارويه، فلما قتل أبو الجيش وأُجلس في مكانه ابنه هارون بن أبي الجيش استوزر أبا بكر. فلما قتل هارون قدم محمد بن سليمان الكاتب مصر من قبل المكتفي، فأزال دولة الطولونية وخرب ديارهم، وحمل أبا بكر إلى بغداد. ثم إنه وافى مصر مع مؤنس والعساكر في نوبة حباسة، وأمر أبو بكر ونهى ودبر البلد. وكان أبو بكر على ما قيل يختم كل يوم وليلة ختمة في المصحف، وقد ملك بمصر من القرى الكبار ما لم يملكه أحد قبله حتى بلغ ارتفاع أملاكه في كل سنة أربعمائة ألف دينار، سوى الخراج. وكان يقال إنه أنفق في كل حجة حجها مائة ألف دينار. ذكر هذا كله المسبحي، وذكر عدة قصائد مليحة، مما رثاه بها الشعراء رحمه الله تعالى. محمد بن الحافظ عمر بن محمد بن بجير السمرقندي البجيري: رحل، وسمع: علي بن عبد العزيز البغوي، وإسحاق الدبري، وبشر بن موسى، وأبا مسلم الكجي، وجماعة. توفي في ربيع الأول. محمد بن معن بن هشام:

(25/338)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 339
أبو بكر الفارسي. سمع: معاذ بن المثنى، ومحمد بن محمد بن حبان التمار. وعنه: أبو حفص الكتاني، وأبو أحمد الفرضي. وثقه الخطيب. مكرم بن أحمد بن مكرم: أبو بكر البغدادي القاضي البزاز. سمع: يحيى بن أبي طالب، ومحمد بن الحسين الحنيني، ومحمد بن عيسى بن حبان المدائني، وعبد الكريم الديرعاقولي، وتمتاماً، وغيرهم. وعنه: الحاكم أبو عبد الله، وأبو الحسين بن رزقويه، وابن الفضل القطان، وأبو علي بن شاذان. وتوفي في جمادى الأولى. وثقه الخطيب. وحديثه بعلوٍّ عند نصر الله القزاز، وطبقته. موسى ابن العلامة إسماعيل القاضي بن إسحاق الأزدي: سمع: أباه، والكديمي، وبشر بن موسى. وعنه: أبو بكر الأبهري، وإبراهيم بن محمد الطبري، وأبو الحسن الهاشمي العيسوي. توفي في آخر السنة.

(25/339)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 340
4 (حرف الواو)
وهب بن جعفر بن إلياس بن صدقة الكناس المصري: سمع: جده. المسعودي: صاحب التواريخ. في جمادى الآخرة. قال المسبحي. قلت: وهو صاحبمروج الذهب أبو الحسن هلي بن الحسين بن علي. قيل إنه من ذرية ابن مسعود رضي الله عنه. عداده في البغداديين، وأقام) بمصر مدة. وكان إخبارياً علامة صاحب غرائب، وملح، ونوادر. له كتابمروج الذهب في تحف الأشراف والملوك، وكتاب ذخائر العلوم، وكتابالتاريخ في أخبار الأمم، وكتبالمقالات في أصول الديانات، وكتابأخبار الخوارج، وغير ذلك من الكتب. ذكره ياقوت فيتاريخ الأدباء، ولكن قال: توفي سنة ستٍّ وأربعين،

(25/340)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 341
والأول أصح. وقد سمع: ابن عرفة نفطويه، وابن زبر القاضي، وغيرهما. ولم يطل عمره حتى يسمعوا منه. وكان معتزلياً. فإنه ذكر غير واحدٍ من المعتزلة ويقول فيه: كان من أن أهل العدل. وله رحلة إلى البصرة لقي فيها أبا خليفة الجمحي. وقد ذكر ابن النجار مختصراً، فقال: علي بن الحسين بن علي أبو الحسن المسعودي من ولد عبد الله بن مسعود، كان كثير التصانيف في التواريخ وأيام الناس وعجائب البلاد والبحار. ذكر أنه من أهل بغداد، وأنه تغرب عنها. فمن مصنفاته: مروج الذهب في أخبار الدنيا، وكتاب ذخائر العلوم

(25/341)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 342
وما كان في سالف الدهر، كتاب الإستذكار لما مر في الأعصار، وكتاب التاريخ في أخبار الأمم. ولم يورخه ابن النجار.

(25/342)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 343
1 (وفيات سنة ستٍّ وأربعين وثلاثمائة)

4 (حرف الألف:)
أحمد بن بهزاد بن مهران: أبو الحسن الفارسي السيرافي، نزيل مصر هو أو أبوه. سمع أبو الحسن هذا من: الربيع بن سليمان، وبحر بن نصر بن سابق، وبكار القاضي، وإبراهيم بن فهد. وعنه: محمد بن أحمد بن مفرج القرطبي، وأبو عبد الله بن مندة، وعبد الرحمن بن النحاس، وجماعة. قال الطلمنكى: سمع منه أبو جعفر بن عون الله، وتركه. منع من التحديث وقتاً، فذكر ابن عون أنه قرص له عثمان، ثم إنه أملى على المحدثين حديثاً يتضمن مخالفة الجماعة، فقال: أجيفوا الباب ما أمليته منذ ثلاثين سنة. فاستشعر القوم، ولو سكت لمر عليهم. فقاموا عليه ومنع من الرواية،

(25/343)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 344
فكان يجلس منفرداً إلى أن تعصب من الفرس فإذن له بالرواية. وكان ابن مفرج القرطبي يقول: سألت قوماً من أهل الحديث عنه فقالوا: ما علمنا عليه إلا خيراً. قال المسبحي، وغيره: توفي في شعبان. أحمد بن جعفر بن أحمد بن معبد: أبو جعفر الإصبهاني السمسار. سمع: أحمد بن عصام، وأحمد بن مهدي، وعبيداً الغزال، وكبار الإصبهانيين. وعنه: ابن مندة، وابن مردويه، وأبو نعيم، وغيرهم. وكان صادقاً. وتوفي في رمضان. أحمد بن عبد الله بن الحسن: أبو هريرة بن أبي عصام العدوي المصري. سمع: أبا يزيد القراطيسي، وأبا مسلم) الكجي. وعنه: أبو محمد بن النحاس، وغيره.

(25/344)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 345
وكان ثقة يستملي على الشيوخ. مات في ربيع الآخر. أحمد بن محمد بن عبدوس بن سلمة: أبو الحسن العنزي الطرائفي النيسابوري. سمع: السري بن خزيمة، ومحمد بن أشرس السلمي، وعثمان بن سعيد الدارمي، وجماعة. وكان فيما قال الحاكم: صدوقاً سمعته يقول: أقمت ببغداد سنة أربعٍ وثمانين على التجارة، فلم أسمع بها شيئاً. روى عنه: أبو علي الحافظ وانتخب عليه، وأبو الحسين الحجاجي، وابن محمش الزيادي، والحاكم، وأبو عبد الحمن السلمي، وآخرون. توفي في رمضان، وصلى عليه أبو الوليد الفقيه. أحمد بن محمد بن عبد الله الهروي: أخو حامد الرفاء، وأحمد الأسن.

(25/345)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 346
سمع من: عبد الرحمن بن يوسف الحنفي صاحب يعلى بن عبيد. وعنه: حاتم بن محمد، وجماعة. أحمد بن محمد بن عبد العزيز: أبو محمد البلخي المؤذن. في شعبان. إبراهيم بن عثمان القيرواني النحوي: أبو القاسم بن الوزان. شيخ تلك الديار في النحو، واللغة. كان ذا صدق وتواضع وتضلع من علم العربية. قال القفطي: حفظ كتابالعين للخليل، والمصنف الغريب لأبي عبيد، وإصلاح المنطق لابنالسكيت وكتابسيبوبه، وأشياء كثيرة حتى قال فيه بعضهم: لو قيل إنه أعلم من المبرد وثعلب لصدق القائل. وكان يستخرج ابن الوزان هذا من العربية ما لم يستخرجه أحد. وكان عجباً في استخراج المعمى. توفي يوم عاشوراء من سنة ستٍّ وأربعين بالمغرب. إبراهيم بن محمد بن هشام:

(25/346)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 347
الأمين البخاري أبو إسحاق. سمع: صالحاً جزرة، وأبا الموجه محمد بن عمرو، وسهل بن شاوذيه. وحج، وحدث. روى عنه: أبو عمر بن حيويه وعبد الله بن عثمان الدقاق. قال الحاكم: هو فقيه أهل النظر في عصره. كتبنا عنه. وورّخ وفاته غنجار. إسحاق بن أحمد بن محمد بن إبراهيم: أبو الحسين الكاذي. سمع: الكديمي، ومحمد بن يوسف بن الطباع، وعبد الله بن أحمد. وعنه: أبو الحسن بن رزقويه، وأبو الحسين بن بشران. قال الخطيب: كان ثقة زاهداً. كان يقدم من قريته كاذة إلى بغداد فيحدث ويرجع. أخبرنا أبو الفهم السلمي، وأنا أبو محمد بن قدامة سنة، أنا أبو محمد الفتح بن البطي، أنا مالك بن أحمد، ثنا علي بن محمد المعدل إملاءً، أنا إسحاق بن أحمد، ثنا عبد الله بن أحمد قال: وجدت في كتاب أبي: ثنا أبو معاوية الغلابي: حدثني عامر، عن عوف الأعرابي أنه كان يقول لجلسائه: أما والله ما نعلمكم من جهالة، ولكن نذكركم بعض ما تعرفون، لعل الله أن ينفعكم به.)

(25/347)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 348
4 (حرف الباء:)
بندار بن يعقوب بن إسحاق: أبو الخير الشيرازي، السراج، المالكي.
4 (حرف التاء:)
تميم بن خيران: أبو محمد القيراواني. من كبار المالكية. بالقيروان.
4 (حرف الجيم:)
جعفر بن محمد بن أحمد: أبو الفضل البغدادي. سمع: بشر بن موسى، ومطين. وعنه: ابن رزقويه، وجماعة.
4 (حرف الحاء:)
الحسن بن محمد بن إسحاق بن الأزهر: أبو محمد الإسفرائيني، ابن أخت أبي عوانة.

(25/348)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 349
رحل به خاله بعد أن سمّعه من أبي بكر بن رجاء، وأحمد بن سهل بإسفراين. فسمع بالري: محمد بن أيوب وببغداد: أبا مسلم الكجي، وعبد الله بن أحمد وبالبصرة: أبا خليفة. وجمع له خاله حديث مالك. روى عنه الحاكم وقال: كان محدث عصره، ومن أجود الناس أصولاً. توفي في شعبان. وعنه أيضاً: علي بن محمد الإسفرائيني، عبد الرحمن بن محمد بن بالويه المزكي، وجماعة. الحسين بن أيوب: أبو عبد الله الهاشمي. بغدادي، ثقة. حدث عن: صالح بن عمران الدعاء، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، والحسن بن أحمد بن فيل. وعنه: الدارقني، وابن رزقزيه، وغيرهما.
4 (حرف السين:)
سعيد بن فحلون:

(25/349)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 350
أبو عثمان إلبيري الأندلسي. آخر من روى عن يوسف المغامي، وجماعة. روى الواضحة لابن حبيب أبو علي الحسين بن عبد الله البجاني شيخ ابن عبد البر وغيره، عن ابن فحلون، عن المغامي، عن ابن حبيب. وسمع: ابن فحلون بقرطبة من: بقي بن مخلد، ومحمد بن وضاح، وإبراهيم بن قاسم، ومطرف بن قيس. ورحل فسمع من: أحمد بن محمد بن رشدين المصري، وأبي عبد الرحمن النسائي، وطائفة. وكان صدوقاً في أخلاقه زعارة. روى عنه جماعة منهم: يحيى بن عبد الله بن أبي عيسى الليثي. وتوفي في رجب في ثانيه. ومولده سنة رحمه الله.
4 (حرف العين:)
) عبد الله بن إبراهيم بن واضح: أبو بكر الإصبهاني أحد العباد المذكورين. يقال إنه رأى الحق تعالى في النوم مرتين. جاء ذلك عنه من وجهين. عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس:

(25/350)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 351
أبو محمد الإصبهاني. سمع: يونس بن حبيب، ومحمد بن عاصم الثقفي، وأحمد بن يونس الضبي، وهارون بن سليمان، وأحمد بن عصام، والكبار. وكان ثقة عابداً. روى عنه: أبو عبد الله بن مندة، وأبو بكر محمد بن أبي علي الذكواني، وأبو ذر بن الطبري، وأبو بكر بن فورك، والحسين بن إبراهيم الجمال، ومحمد بن علي بن مصعب التاجر، وأبو علي بن يزداد غلام محسن، وأبو نعيم الحافظ، وطائفة سواهم. وهو آخر من حدث عن المسمين، وعن إسماعيل سمويه، ومحمد بن عمر أخي رسته، ويحيى بن حاتم العسكري، وغيرهم. ولد سنة. وقال ابن المقرئ: رأيته يحدث بمكة من أيام الفضل الجندي، وإسحاق الخزاعي. وقال أبو عبد الله بن مندة: كان من شيوخ الدنيا خمسة: عبد الله ين جعفر بإصبهان، والصم بنيسابور، وابن الأعرابي بمكة، وخيثمة بأطرابلس، وإسماعيل الصفار ببغداد. وقال أبو بكر بن مردويه وأبو القاسم عبد الله بن أحمد االسوذرجاني في تاريخهما إصبهان: كان ثقة. وقال أبو الشيخ: حكى أبو جعفر الخياط لنا قال: حضرت موت عبد الله بن جعفر وكنا جلوساً عنده فقال: هذا ملك الموت قد جاء.

(25/351)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 352
وقال بالفارسية: اقبض روحي كما تقبض روح رجل يقول تسعين سنة أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. وقال أبو الشيخ: سمعت أبا عمر القطان يقول: رأيت عبد الله بن جعفر في النوم فقلت: ما فعل الله بك قال: غفر لي، وأنزلني منازل الأنبياء. توفي رحمه الله تعالى في شوال. عبد الله بن فارس: أبو ظهير العمري البلخي. توفي بالري في رمضان، وهو آخر من روى في الدنيا عن: محمد بن إسماعيل البخاري. وكان قدم في هذه السنة إلى نيسابور، وحدث بها في غيبة الحاكم عن: معمر بن محمد العوفي، وعبد الصمد بن الفضل. وضبط السلفي كنيته بالضم. قال الحاكم: وكتب لي في الإجازة أنه سمع من محمد بن إسماعيل البخاري. قلت: له حديث في مجلس ابن بالويه. روى عنه: ابن بالويه، وأبو عبد الرحمن السلمي، فقال: أنا عبد الله بن فارس بن محمد بن علي بن عبد الله بن يحيى بن عبد الله بن سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب. عبد الله بن مسرور بن الحجام المالكي المغربي:

(25/352)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 353
سمع: عيسى بن مسكين، وابن أبي سليمان، وغيرهما. أخذ عنه: أبو محمد بن أبي زيد الفقيه. كان من أئمة المالكية. عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن سيان: أبو مسلم الإصبهاني المذكر.) سمع: إبراهيم بن زهير الحلواني، وأبا بكر بن أبي عاصم، وأحمد بن عمرو البزاز. وعنه: أبو نعيم، وجماعة. عبد الصمد بن علي بن محمد بن مكرم: أبو الحسين الطستي الوكيل، بغدادي، ثقة مشهور. سمع: أبا بكر بن أبي الدنيا، وأحمد بن عبيد الله النرسي، ودبيس بن سلام القصباني، وحامد بن سهل، وإبراهيم الحربي، وطبقتهم. وعنه: ابن رزقويه، وأبو الحسين بن بشران، وعلي بن داود الرزاز، وأبو علي بن شاذان. توفي في شعبان وله ثمانون سنة.

(25/353)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 354
وله جزء مشهور عند جعفر. عبد المؤمن بن خلف بن طفيل بن زيد بن طفيل: الحافظ أبو يعلى التميمي النسفي. ولد سنة تسعٍ وخمسين ومائتين. وسمع: جده، وجماعة. ثم رحل، وسمع: أبا حاتم الرازي، وعبد الله بن أبي مسرة، وعلي بن عبد العزيز، وإسحاق الدبري، وأبا الزنباع روح بن الفرج، ويحيى بن أيوب، وخلقاً سواهم. وعنه: عبد الملك بن مروان الميداني، وأحمد بن عمار بن عصمة، ويعقوب بن إسحاق النسفيون، وأبو علي منصور بن عبد الله الخالدي الهروي، وأبو نصر أحمد بن محمد الكلاباذي الحافظ، وآخرون. وكان أثرياً سنياً ظاهري المذهب، شديداً على أهل القياس، يتبع كثيراً أحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه. وأخذ عن أبي بكر محمد بن داود الظاهري مصنفاته، وكان خيراً ناسكاً. دخل أبو القاسم عبد الله بن أحمد الكعبي المعتزلي نسف، فأكرموه إلا الحافظ عبد المؤمن فإنه لم يمض إليه، فقال الكعبي: نحن نأتيه. فلما دخل عليه لم يقم ولم بلتفت من محرابه، فكسر الكعبي خجله بأن قال: بالله عليك أيها الشيخ. يعني لا تقم، ودعا له قائماً وانصرف. قال أبو جعفر محمد بن علي النسفي: شهدت جنازة الشيخ أبا يعلى بالمصلى إذ غشينا أصوات الطبول مثل ما يكون من العساكر، حتى ظن أجمعنا

(25/354)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 355
أن جيشاً قدم. وكنا نقول: ليتنا صلينا قبل أن يغشانا هذا. فلما اجتمع الناس وقاموا للصلاة وأنصتوا هدأت الأصوات كأن لم تكن. ثم إني كنت رأيت في النوم في أيام أبي يعلى كأن شخصاً واقفاً على رأس درب أبي يعلى بن خلف وهو يقول: أيها الناس من أراد منكم الطريق المستقيم فعليه بأبي يعلى. أو كلاماً نحو هذا. رواها جعفر بن محمد بن المستغفري الحافظ، عن أبي جعفر هذا. توفي أبو يعلى رحمه الله في جمادى الآخرة. عبيد الله بن أحمد بن البلخي: أبو القاسم. سمع: أبا إسماعيل الترمذي، وبشر بن موسى، ومحمد بن أيوب الرازي. وعنه: الدارقطني ووثقه، وابن رزقويه. علي بن الحسن بن الخليل بن شاذويه: أبو الحسن القهندزي البخاري.

(25/355)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 356
سمع: محمد بن إبراهيم البوشنجي، وإسرائيل بن السميدع، وسهل بن) المتوكل. وحدث. مات في جمادى الآخرة. عمر بن الحسن بن عبد العزيز بن عبد الله بن عبيد الله بن العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن عياش: القاضي أبو جعفر الهاشمي العباسي، أمير الموسم، وقاضي الديار المصرية. كان ورعاً في القضاء، حميد السيرة، وافر الدين. استعفى غير مرة في القضاء وناب عنه أبو بكر بن الحداد وكان إذا حج يسد المنصب عنه ابن الحداد. ثم صرف بعد ثلاث سنين ونصف من ولايته في آخر سنة تسعٍ وثلاثين وثلاثمائة، وبقي إلى هذا العام فمات في صفر، وولي بعده ابن الخصيب. عمر بن زكريا البزاز: سمع: يوسف بن يعقوب القاضي. وعنه: أبو الحسن بن رزقويه. وثقه الخطيب. عمر بن محمد بن أحمد بن الحداد: العطار.

(25/356)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 357
بغدادي، ثقة. سكن مصر، وروى عن: تمتام، ومحمد بن يونس الكديمي، وأحمد بن محمد البرتي، ومحمد بن أحمد بن أبي العوام. روى عنه عامة المصريين: أبو محمد بن النحاس، وعبد الغني الحافظ، والحسين بن أحمد المادرائي، ومحمد بن علي الأنباري.
4 (حرف الميم:)
محمد بن أحمد بن محبوب بن فضيل: أبو العباس المروزي المحبوبي. محدث مرو. سمع: سعيد بن مسعود المروزي، والفضل بن عبد الجبار الباهلي، ومحمد بن عيسى الترمذي، وجماعة. وعنه: أبو عبد الله بن مندة، وأبو عبد الله الحاكم، وعبد الجبار الجراحي، وإسماعيل بن ينال المحبوبي. وكان الرحلة إليه في سماع الترمذي، وغيره. كان شيخ مرو ثروةً وإفضالاً، وسماعاته مضبوطة بخط خاله أبي بمر الأحول. ولد سنة، وتوفي في رمضان سنة ستٍّ. ورحل إلى ترمذ سنة خمسٍ وستين فيما بلغني. قال الحاكم: سماعه صحيح.

(25/357)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 358
محمد بن إسحاق بن إبراهيم: أبو تراب الموصلي. من ساكني هراة. حدث بها عن: عمير بن مرداس النهاوندي، وعلي بن الحسين بن الجنيد الرازي، وعلي بن محمد بن عيسى الماليني. وعنه: أبو منصور محمد بن محمد الأزدي، وأبو القاسم الداوودي القاضي. محمد بن بكر بن محمد بن عبد الرزاق: أبو بكر بن داسة البصري التمار. راوي السنن. سمع: أبا داود السجستاني، وأبا جعفر محمد بن الحسن بن يونس الشيرازي، وإبراهيم بن فهد، وغيرهم. وعنه: أبو سليمان الخطابي، وأبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ، وابن جميع، وأبو بكر بن لال، وأبو علي الحسين بن محمد الروذباري، وغيرهم. أخبرنا عمر بن غدير: أبا أبو القاسم بن الحرستاني،) أنا جمال الإسلام، أنا ابن طلاب، أنا ابن جميع، أما محمد بن بر بالبصرة: ثنا أبو جعفر محمد بن الحسن، نا الحسن بن مالك، ثنا مبارك بن فضالة، عن عبيد الله بمن عمر، عن نافع، عن ابن عمر قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن القزع.

(25/358)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 359
محمد بن سهيل بن بسام: أبو بكر البخاري اللباد. سمع: سهل بن المتوكل، وصالح بن محمد جزرة. وحدث. محمد بن عبد الله بن إبراهيم: أبو سعيد الزاهد. أحد العباد المجتهدين بمرو. قدم نيسابور، وحدث عن: حماد بن أحمد القاضي، ويحيى بن ساسويه. وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وغيره. محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن مطرف المدني: أبو ميمون الأديب، نزيل عسقلان. قدم في هذه السنة مصر، فحدث عن: ثابت بن نعيم الهرجي، وبكر الدمياطي، وجماعة. وكان إخبارياً علامة. محمد بن عبد الله بن محمد بن زياد: أبو بكر النيسابوري، نزيل مرو الروذ. سمع: جده لأمه العباس بن حمزة، السري بن خزيمة، ومحمد بن يونس الكديمي، وبشر بن موسى.

(25/359)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 360
ويعرف بالعماني. محمد بن عبيد الله بن أبي الورد: حدث في هذه السنة، وانقطع خبره. سمع: الحارث بن أبي أسامة. وعنه: ابن رزقويه، وغيره. وهو أبو بكر البغدادي. محمد بن القاسم بن عبد الرحمن بن قاسم بن منصور: أبو منصور النيسابوري العتكي. أول سماعاته سنة ثلاثٍ وسبعين. سمع: السري بن خزيمة، ومحمد بن أشرس، والحسين بن الفضل، ومحمد بن أحمد بن أنس، والحسن بن عبد الصمد، وإسماعيل بن قتيبة، وأحمد بن سلمة. وعنه: أبو عبد الله الحاكم وقال: شيخ متيقظ فهم صدوق جيد القراءة صحيح الأصول. توفي في آخر سنة ستّ. محمد بن القاسم بن هارون:

(25/360)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 361
أبو بكر المصري الخباز. عن: أبي يزيد القراطيسي، ونحوه. وثقه ابن يونس. محمد بن محمد بن حامد: أبو نصر الترمذي. حدث ببغداد عن: محمد بن حبال الصغاني. وعنه: ابن رزقويه، وأبو الحسن الحمامي المقرئ. وكان زاهداً صالحاً. محمد بن محمد بن الحسن الكارزي: أبو الحسن المعدل. سمع كتابيالأموال، وغريب الحديث لأبي عبيد، من علي بن عبد العزيز. محمد بن محمد بن عبد الله بن حمزة بن جميل:

(25/361)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 362
أبو جعفر البغدادي الجمال المحدث. سكن سمرقند، وحدث عن: أبي بكر بن أبي الدنيا، وأحمد بن عبيد الله النرسي، وجعفر بن محمد بن شاكر، وعبد الكريم الديرعاقولي. ورحل فسمع: عبيد بن محمد الكشوري، وأبا علاثة محمد بن عمرو، ويحيى بن عثمان المصري، وأبا زرعة الدمشقي، وخير بن عرفة، وطبقتهم بالحجاز، واليمن، والشام، وبغداد. وعنه: ابن مندة، وأبو) عبد الله الحاكم، وأبو سعد الإدريسي، ومحمد بن إبراهيم الجرجاني. وانتخب عليه أبو علي الحافظ. وكان تاجراً سفاراً فحدث بأماكن. قال الحاكم: هو محدث عصره بخراسان، وأكثر رحلةً وأثبتهم أصولاً. واتجر إلى الري وسكنها مدة، فقيل له: الرازي. وكان صاحب جمال، فقيل له الجمّال. انتقى عليه أبو علي النيسابوري أربعين جزءاً. وتوفي في ذي الحجة بسمرقند. محمد بن يعقوب بن يوسف بن معقل بن سنان:

(25/362)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 363
أبو العباس الأموي، مولى بني أمية، النيسابوري الأصم. وكان يكره أن يقال له الأصم. فكان أبو بكر بن إسحاق الصبغي يقول فيه: المعقلي. قال الحاكم: إنما ظهر به الصمم بعد انصرافه من الرحلة، فاستحكم فيه حتى بقي لا يسمع نهيق الحمار. وكان محدث عصره بلا مدافعة. حدث في الإسلام ستاً وسبعين سنة ولم يختلف في صدقه، وصحة سماعاته، وضبط والده يعقوب الوراق لها. أذّن سبعين سنة فيما بلغني في مسجده، وكان حسن الخلق، سخي النفس. وربما كان يحتاج فيورق ويأكل من أجرته. وكان يكره الأخذ على التحديث. وكان وراقه وابنه أبو سعيد يطالبان الناس ويعلم هو فيكره ذلك ولا يقدر على مخالفتهما. سمع منه الآباء والأبناء والأحفاد.

(25/363)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 364
سمع منه الحسن بن الحسين بن منصور كتابالرسالة، ثم سمعها منه ابنه أبو الحسن، ثن ابنه عمر. وما رأيت الرحالة في بلد أكثر منهم إليه. رأيت جماعةً من الأندلس والقيروان، ومن أهل فارس وخوزستان على بابه. وسمعته يقول: ولدت سنة سبعٍ وأربعين ومائتين. ورأى محمد بن يحيى الذهلي وسمع: أحمد بن يوسف السلمي، وأحمد بن الأزهر، ففقد سماعه منهما عند رجوعه من مصر ورحل به أبوه سنة خمسٍ وستين على طريق إصبهان، فسمع بها: هارون بن سليمان، وأسيد بن عاصم. ولم يسمع بالأهواز، ولا بالبصرة. وسمع بمكة من أحمد بن شيبان الرملي فقط. ودخل مصر فسمع: محمد بن عبد الله بن عبد الحكم الفقيه، وبكار بن قتيبة، والربيع بن سليمان، وبحر بن نصر، وإبراهيم بن منقذ. وسمع بعسقلان: أحمد بن الفضل الصائغ. وببيت المقدس من غير واحد وببيروت: العباس بن الوليد سمع منه مسائل الأوزاعي. وبدمشق: ابن ملاس النميري، ويزيد بن عبد الصمد. وبحمص: محمد بن عوف. وبطرسوس: أبا أمية فأكثر. وبالرقة: محمد بن علي بن ميمون. وبالكوفة: الحسن بن علي بن عفان، وسعيد بن محمد الحجوائي شيخ ثقة سمع ابن عيينة، ووكيعاً. وسمع المغازي وغيرها من أحمد بن عبد الجبار العطاردي وبعضالمسند من أحمد بن أبي غرزة الغفاري.

(25/364)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 365
ثم دخل) بغداد فسمع: محمد بن إسحاق الصغاني، وعباس بن محمد الدوري، ومحمد بن عبيد الله بن المنادي، ويحيى بن جعفر، وحنبل بن إسحاق، وأكثر عنهما. خرج علينا في ربيع الأول سنة أربعٍ وأربعين، فلما نظر إلى كثرة الناس والغرباء وقد امتلأت السكة بهم، وقد قاموا يطرقون له ويحملونه على عواتقهم من داره إلى مسجده. فجاس على جدار المسجد وبكى، ثم نظر إلى المستملي فقال: اكتب. سمعت الصغاني يقول: سمعت الأشج يقول: سمعت عبد الله بن إدريس يقول: أتيت باب الأعمش بعد موته فدققت الباب، فأجابتني امرأة: هاي هاي، تبكي يعني، وقالت: يا بعد الله ما فعل جماهير العرب التي كانت تأتي هذا الباب ثم بكى الكثير، ثم قال: كأني بهذه السكة ولا يدخلها أحد منكم فإني لا أسمع، وقد ضعف البصر، وحان وقت الرحيل، وانقضى الأجل. فما كان بعد شهر أو أقل حتى كُف بصره وانقطعت الرحلة، ورجع أمره إلى أنه كان يناول قلماً فإذا أخذه بيده علم أنهم يطلبون الرواية فيقول: ثنا الربيع بن سليمان، ويسرد أحاديث يحفظها وهي أربعة عشر حديثاً وسبع حكايات. وصار بأسوأ حال. وتوفي في ربيع الآخر سنة ستٍّ وأربعين. وقد ثنا عنه: أبو عبد الله محمد بن يعقوب الأخرم، وأبو بكر بن إسحاق، ويحيى العنبري، وعبد الله بن سعد وأبو الوليد حسان بن محمد، وأبو علي الحافظ. وحدث عنه جماعة لم أدركهم: أبو عمرو الحيري، ومؤمل بن الحسن، وأبو علي محمد بن عبد الوهاب الثقفي. قلت: وروى عنه: الحاكم فأكثر عنه، وأبو عبد الله بن مندة، وأبو عبد الرحمن السلمي، وأبو بكر الحيري، وأبو سعيد الصيرفي، وأبو صادق محمد بن أحمد بن أبي الفوارس العطار، ومحمد بن إبراهيم المزكي، ومحمد بن إبراهيم الجرجاني، وأبو بكر محمد بن محمد بن رجاء، وعبد الرحمن بن محمد بن

(25/365)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 366
بالويه، وابن محمش الفقيه، وأبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن حبيب القاضي، ومحمد بن محمد بن بالويه، والحسين بن عبدان التاجر، وأبو القاسم عبد الرحمن السراج، وأبو بكر محمد بن أحمد النوقاني، وأبو نصر محمد بن علي الفقيه، وأحمد بن محمد الشاذياخي، وأبو سعد أحمد بن محمد بن مزاحم الصفار، وإبراهيم بن محمد الطوسي الفقيه، وإسحاق بن محمد السوسي، وعبد الله بن يوسف الإصبهاني، وعبد الرحمن بن أبي حامد المقرىء، وأحمد بن عبد الله المهرجاني، وأبو نصر أحمد بن محمد البالوي، وعبد الرحمن بن عبد الله بن سختويه، وعلي بن محمد الطرازي، وأبو بكر محمد بن علي بن حيد، وأحمد بن محمد بن الحسين السليطي النحوي، والحسين بن أحمد) المعاذي، ومنصور بن الحسين بن محمد النيسابوري وتوفي وهو والطرازي في سنةٍ، وهما آخر من سمع منه.

(25/366)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 367
وآخر من روى عنه في الأرض أبو نعيم الحافظ كتابةً. وقال الحاكم: سمعت أبا العباس يقول: حدثت بكتابمعاني القرآن للفراء سنة نيفٍ وسبعين ومائتين. وسمعت محمد بن حامد يقول: سمعت أبا حامد الأعمشي يقول: كتبنا عن أبي العباس بن يعقوب الوراق سنة خمس وسبعين في مجلس محمد بن عبد الوهاب الفراء. سمعت محمد بن الفضل: سمعت جدي أبا بكر بن خزيمة وسئل عن سماع كتابالمبسوط تأليف الشافعي، من الأصم فقال: اسمعوا منه فإنه ثقة،، رأيته يسمع بمصر. وقال: سمعت أبا أحمد الحافظ: سمعت عبد الرحمن بن أبي حاتم يقول: ما بقي لكتابالمبسوط راوٍ غير أبي العباس الوراق. وبلغنا أنه ثقة صدوق. قال الذهبي: وقع لنا جملة من طريق الأصم. من ذلكمسند الشافعي في مجلد. وهو المسند لم يفرده الشافعي رحمه الله، بل خرجه أبو جعفر محمد بن جعفر بن مطر لأبي العباس الأصم مما كان يروي عن الربيع، عن الشافعي، من كتابالأم، وغيره. قال الحاكم: قرأت بخط أبي علي الحافظ يحث الأصم على الرجوع عن أحاديث أدخلوها عليه، منها حديث الصغاني، وعن علي بن حكيم في قبض العلم وحديث أحمد بن شيبان، عن سفيان، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سريةً. فوقع الأصم: كل من روى عني هذا فهو كذاب، وليس هذا في كتابي.

(25/367)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 368
فأخبرنا أحمد بن عبد الكريم بمصر: أنبا نصر بن جرو. ح وأنا جماعة قالوا: أنا جعفر الهمذاني. ح، وأنا أحمد بن إسحاق الأبرقوهي، أما أبو المفاخر محمد بن محمد بن سعيد المأموني، وأنا علي القيم، أنا الجوجاني وحده، وقال راويه الصوفي: وابن رواج، أنا عبد الرحمن السلمي فقط قلا: ثنا محمد بن يعقوب الأموي. ح وقرأت على محمد بن حسين الفوي: أخبركم محمد بن عمار، وأنا ابن رفاعة، أنا أبو الحسن الخلعي، أنا عبد الرحمن بن عمر البزاز، أنا عمرو عثمان بن محمد السمرقندي سنة ثمانٍ وثلاثين وثلاثمائة بمصر قلا: ثنا أحمد بن شيبان الرملي، ثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن نافع، عن ابن عمر قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سريةً إلى نجد فبلغ سهمانهم اثني عشر بعيراً، ونفلنا النبي صلى الله عليه وسلم بعيراً بعيراً. وهم فيه أحمد بن شيبان وصوابه ما رواه الحميدي، عن سفيان فقال: عن أيوب بدل الزهري. فأما الذي أنكره أبو علي الحافظ على الأصم، ورجع الأصم كونه وهِم فيه على أحمد بن شيبان فقال: سالم، بدل نافع.) وقال الحاكم: قرأت بخط أبي عمرو أحمد بن المبارك المستملي: حدثني

(25/368)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 369
محمد بن يعقوب بن يوسف أبو العباس الوراق: ثنا الربيع بن سليمان، نا بشر بن بكر، فذكر حديثيين. قلت: بين وفاة أحمد بن المبارك هذا، وهو حافظ مشهور سمع من قتيبة وطبقته، وبين وفاة أبي نعيم الذي يروري بالإجازة عن الأصم مائة وأربعون سنة وست سنين. قال الحاكم: حضرت أبا العباس يوماً خرج ليؤذن للعصر، فوقف وقال بصوتٍ عال: أنبا الربيع بن سليمان قال: أنا الشافعي، ثم ضحك وضحك الناس، ثم أذن. وسمعت أبا العباس يقول: رأيت أبي في المنام فقال لي: عليك بكتاب البويطي، فليس في كتب الشافعي كتابٌ أقل خطأً منه. رحمه الله تعالى.
4 (حرف الواو)
وهب بن مسرة بن مفرج بن بكر: أبو الحزم التميمي الأندلسي الحجازي. سمع بقرطبة: محمد بن وضاح، وعبيد الله بن يحيى بن يحيى، وأحمد بن الراضي، والأعناقي.

(25/369)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 370
وببلده من: أبي وهب بن أبي نخيلة، ومحمد بن عزوة. وكان حافظاً للفقه، بصيراً به وبالحديث والعلل والرجال مع ورع وفضل. دارت عليه الفتيا بموضعه، وله أوضاع حسنة. واستقدم إلى قرطبة وأخرجت إليه أصول ابن وضاح التي سمع منها، فسمعت منه. وسمع منه عالم عظيم. أخذ عنه: أبو محمد القلعي، وأحمد بن العجوز والد الشيخ عبد الرحيم، ومحمد بن علي ابن الشيخ السبتي، وأبو عمر أحمد بن محمد بن الجسور، وأحمد بن القاسم التاهرتي، وآخرون. وتوفي في ببلده بعد رجوعه من قرطبة في نصف شعبان، وسمع منه الإمامان: أبو محمد بن حزم، وابن عبد البر من أصحابه. وحدث بمسند ابن أبي شيبة. وقد كانت منه هفوة في المعتقد في القدر، نسأل الله السلامة في الدين. قال ابن الفرضي: محمد بن المفرج القرطبي تُرك لأنه كان يدعو إلى بدعة وهب بن مسرة.

(25/370)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 371
1 (وفيات سنة سبع وأربعين وثلاثمائة)

4 (حرف الألف:)
أحمد بن إبراهيم بن محمد بن جامع المصري السكري: أبو العباس. سمع من: مقدام بن داود الرعيني، وأحمد بن محمد بن رشدين، وعلي بن عبد العزيز البغوي، وروح بن الفرج القطان، وطائفة. وعنه: ابن مندة، وعبد الرحمن بن النحاس، وأحمد بن محمد بن الحاج الإشبيلي، ومحمد بن أحمد بن جميع الغساني. وثقه بن يوسن ومحمد بن علي الأدفوني، ومحمد بن) الحضرمي، وأحمد بن عمر الجيزي شيخ الداني، وعمر بن محمد المقرىء. وحدث: قرأ نافع عن بكر بن سهل الدمياطي، عن أبي الأزهر، عن ورش، عن نافع. توفي سابع المحرم. أحمد بن سليمان بن أيوب بن داود بن عبد الله بن حذلم:

(25/371)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 372
أبو الحسن الأسدي الدمشقي القاضي الفقيه. الأوزاعي المذهب. سمع: أباه، وأبا زرعة، ويزيد بن عبد الصمد، وبكار بن قتيبة، وأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، وجماعة. وعنه: تمام الرازي، وعبد الرحمن بن أبي نصر، وابن مندة، وأبو الحسين بن معاذ الداراني، وأبو عبد الله بن أبي كامل. وناب في القضاء عن أبي الطاهر الذهلي، وغيره بدمشق. وكان حذلم نصرانياً فأسلم. وقال أبو الحسين الرازي: هو آخر من حدث. فكانت له حلقة بجامع دمشق يدرّس فيها مذهب الأوزاعي. وقال الكتاني: كان ثقة مأموناً نبيلاً. قلت: وقع لي حديثه بعلو. أحمد بن علي بن عبد الجبار بن جبرويه أبو سهل. بغدادي، صدوق. سمع: يحيى بن جعفر، ومحمد بن يونس الكديمي، وعنه: ابن رزقويه، وأبو الحسن الحمامي.

(25/372)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 373
أحمد بن الفضل بن العباس بن خزيمة: أبو علي. سمع: أبا قلابة الرقاشي، وعبد الله بن روح المدائني، ومحمد بن إسماعيل الترمذي، وأحمد بن سعيد الجمّال. وعنه: الدارقطني، وابن رزقويه، وأبو الحسين ابنا محمد بن عبد الله بن بشران. وهو ثقة. ولد سنة ثلاثٍ وستين، وتوفي في صفر. قال أبو الفتح محمد بن أبي الفوارس: هذا أول شيخٍ سمعت منه. أحمد بن محمد بن عبد الملك بن أيمن الأندلسي: سمع: أباه، وأحمد بن خالد، ابن لبابة. وكان فقيهاً، بصيراً بالنحو، بارعاً في الشعر. من كبار العلماء. توفي في ذي القعدة كهلاً. إسماعيل بن محمد بن الفضل بن محمد بن المسيب النيسابوري: أبو الحسن الشعراني. سمع: جده، وأباه، ومحمد بن إبراهيم البوشنجي، والطبقة.

(25/373)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 374
وخرج لنفسه الفوائد. كان مجتهداً في العبادة. توفي في رجب. روى عنه الحاكم وقال: لم أرتب في شيءٍ من أمره إلا روايته عن عمير بن مرداس، فالله أعلم. وسألته: أين كتبت عن عمير قال: لما رحلت إلى مصر بن أيوب فلعله كما قال.
4 (حرف الجيم:)
جعفر بن محمد بن هشام: أبو عبد الله الكندي ابن بنت عدبس، والدمشقي. روى عن: أبي زرعة، ويزيد بن عبد الصمد، وعبد الباري الجسريني، وأحمد بن إبراهيم بن فيل، وخلق كثير. وعنه: ابن مندة، وتمام، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، وأبو محمد عبد الرحمن بن ابي) نصر، وعبد الله ب أحمد بن معاذ الداراني. توفي في ربيع الآخر.

(25/374)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 375
قال الكتاني: ثقة، مأمون.
4 (حرف الحاء:)
الحسين بن أحمد بن يحيى بن الحسين: أبو عبد الله العلوي. حدث في هذه السنة عن أبيه، عن جده بكتابالرد على من زعم أن القرآن قد ذهب منه. روى عنه: أبو عمر بن حيويه، وعبد الله بن الثلاج، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر الدمشقي، وغيرهم. حمزة بن محمد بن العباس: أبو أحمد الدهقان العقبي. بغدادي، ثقة، يسكن بالعقبة التي بقرب دجلة. سمع: أحمد بن عبد الجبار العطاردي، ومحمد بن عيسى المدائني، والعباس الدوري، وابن أبي الدنيا، وعبد الكريم الديرعاقولي. وعنه: الحاكم، وابن رزقويه، وأبو القاسم الجرمي، وأبو الحسين بن بشران، وأبو علي بن شاذان. وآخر من روى عنه عبد الملك بن بشران.

(25/375)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 376
4 (حرف الزاي:)
الزبير بن عبد الواحد بن محمد بن زكريا: أبو عبد الله الأسداباذي وقيل: أحمد بدل محمد. سمع: محمد بن نصير الإصبهاني، وأبا خليفة الجمحي، والحسن بن سفيان، وعبدان الأهوازي، وعبد الله بن ناجية، وابن قتيبة العسقلاني، وأبا يعلى الموصلي، وأبا العباس السراج، وابن جوصا. وطوف وكان حافظاً متقناً. سمع الدارقطني، من محمد بن مخلد العطار، عنه. وقال الحاكم: كان من الصالحين المستورين الثقات الحفاظ. صنف الأبواب والشيوخ. قلت: روى عنه: الحاكم أبو عبد الله، وأبو بكر الجوزقي، وأبو

(25/376)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 377
عبد الله بن مندة، ويحيى بن إبراهيم المزكي، والقاضي عبد الجبار بن أحمد الهمذاني. توفي بأسداباذ في ذي الحجة.
4 (حرف الضاد:)
الضحاك بن يزيد: أبو عبد الرحمن السكسكي البتلهي. روى عن: أبي زرعة الدمشقي، ووزيرة الغساني. وعنه: تمام الرازي، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر. توفي في أول السنة.

(25/377)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 378
4 (حرف الطاء:)
طاهر بن محمد بن عبد الله بن خالد: أبو أحمد المزني المغفلي. من ولد عبد الله بن مغفل رضي الله عنه. هروي جليل. روى عن: عبد الله بن أبي سفيان الموصلي، وعبد الله بن عبد الرحمن السكري، وأبي صخرة الكاتب. وعنه: أبو منصور محمد بن محمد الأزدي، وغيره.
4 (حرف العين:)
) عبد الأعلى بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى: الصدفي، المصري، أبو سلمة الفقيه الحنفي، صاحب الطحاوي. توفي عن ثلاثٍ وسبعين سنة بمصر، وهو أخو الحافظ أبي سعيد عبد الرحمن. عبد الله بن بشران بن محمد بن بشر: أبو الطيب الأموي، جد أبي الحسين بن بشران وأخيه. روى عن: بشر بن موسى، ويوسف القاضي. وعنه: ابنه محمد، وأخوه عمر. قال الخطيب: كان ثقة، يتولى القضاء بنواحي حلب.

(25/378)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 379
عبد الله بن جعفر بن درستويه بن المرزبان: أبو محمد الفارسي النحوي، صاحب المبرد. سمع: يعقوب بن سفيان الفسوي، وأحمد بن الحباب، وعباس بن محمد الدوري، ويحيى بن أبي طالب، ومحمد بن الحسين الحنيني، وأبا محمد بن قتيبة، وعبد الرحمن بن محمد بن منصور. قدم من فسا في صباه، فسمع ببغداد واستوطنها. وبرع في العربية، وصنف التصانيف. مولده سنة ثمانٍ وخمسين ومائتين. روى عنه: الدارقطني، وابن شاهين، وابن مندة الحافظون، وابن رزقويه، وابن الفضل القطان، وأبو علي بن شاذان، وغيرهم. وصنف كتابالإرشاد في النحو، وتفسير كتاب الجرمي، وكتابالهجاء وهو من أحسن كتبه، ومعاني الشعر، وشرح الفصيح، وغرب الحديث، والرد على ثعلب، وكتابأدب الكاتب، المذكر والمؤنث، المقصود والممدود، وكتابالمعاني في القراءات.

(25/379)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 380
وكان شديد الانتصار للبصريين في اللغة والنحو. وثقه ابن مندة، والحسين بن عثمان الشيرازي. وتوفي في صفر. وضعفه هبة الله اللالكائي وقال: بلغني عنه أنه قيل له: حدث عن عباس الدوري حديثاً ونعطيك درهماً. ففعل، ولم يكن سمع منه. قال الخطيب: سمعت هبة الله يقول ذلك. وهذه الحكاية باطلة، لأن ابن دستوريه كان أرفع من أن يكذب. وقد ثنا ابن رزقويه، عنه بأمالي فيها أحاديث عن العباس الدوري. وسألت البرقاني عنه فقال: ضعفوه بروايته تاريخ يعقوب عنه، وقالوا: إنما حدث به قديماً، فمتى سمعه منه قال الخطيب وفي هذا نظر لأن جعفر بن درستويه كان من كبار المحدثين، سمع علي بن المديني، وطبقته. فلا يستنكر أن يكون بكر بابنه في السماع، مع أن أبا القاسم الأزهري قد حدثني، قال: رأيت أصل كتاب ابن درستويه بتاريخ يعقوب بن سفيان، ووجدت سماعه فيه صحيحاً. قلت: ولد بفسا، وأدرك من حياة يعقوب ثمانية عشر عاماً. عبد الله بن محمد بن عبد الله بن شهاب: أبو طالب العكبري. سمع: خلف بن عمرو العكبري، ومحمد بن أحمد بن البراء، وأبا شعيب الحراني، ويوسف القاضي.

(25/380)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 381
وعنه: يوسف القواس، ومحمود بن عمر العكبري، وغيرهما.) وكان ثقة. عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد: أبو الميمون البجلي الدمشقي. سمع: بكار بن قتيبة، ويزيد بن عبد الصمد، وأبا زرعة، وأحمد بن محمد بن يحيى ين حمزة، وخلقاً كثيراً. روى عنه: ابن مندة، وتمام، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، وأبو علي بن مهنى، وعبد الرحمن بن أبي نصر. وكان أديباً شاعراً، ثقة، مأموناً. بلغ خمساً وتسعين سنة. عبد الرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى: الصدفي المصري الحافظ أبو سعيد. مؤرخ ديار مصر.

(25/381)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 382
توفي في جمادى الآخرة، وله ستٌ وستون سنة، لأنه ولد سنة إحدى وثمانين ومائتين. وسمع: أباه، وأحمد بن حماد زغبة، وعلي بن سعيد الرازي، وعبد الملك بن يحيى بن بكير، وأحمد بن شعيب النسائي، وعبد السلام بن سهل البغدادي، وخلقاً سواهم. ولم يرحل، لكن كان إماماً في هذا الشان. روى عنه: أبو عبد الله بن مندة، وأبو محمد بن النحاس، وعبد الواحد بن محمد البلخي، وجماعة من الرحالة والمغاربة. وله كلام في الجرح والتعديل يدل على بصره بالرجال وعرفته بالعلل. علي بن إبراهيم بن عقار البخاري: سمع: أبا شهاب معمر بن محمد البلخي، وصالح جزرة الحافظ. وحدث. علي بن أحمد بن سهل: ويقال علي بن إبراهيم. أبو الحسن البوشنجي الزاهد، شيخ الصوفية. صحب: أبا عمر الدمشقي، وأبا العباس بن عطاء. وسمع بهراة: محمد بن عبد الرحمن الشامي، والحسين بن إدريس.

(25/382)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 383
وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وأبو الحسن العلوي، وعبد الله بن يوسف الإصبهاني. وقد صحب بنيسابور أبا عثمان الحيري. واستوطن نيسابور سنة أربعين، فبنى بها داراً للصوفية، ولزم المسجد إلى أن توفي بها. قال السلمي: هو أحد فتيان خراسان، بل واحدها، له شأنٌ عظيم في الخلق والفتوة. وله معرفة بعلومٍ عدة. وكان أكثر الخراسانيين تلامذته. وكان عارفاً بعلوم القوم. قال الحاكم: سمعته يقول وسئل: ما التوحيد قال: أن لا تكون تشبه الذات، ولا تنفي الصفات. وسعته سئل عن الفُتوّة فقال: الفتوة عندكم في آية من كتاب اللهيحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجةً مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصةٌ. وفي خبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما لا يحب لنفسه. فمن اجتمعا فيه فله الفتوة.

(25/383)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 384
وقال البوشنجي: النظر فخ إبليس نصبه للصوفية، وبكى. قال الحاكم: سمعته غير مرة بعاتب في ترك الجمعة فيقول: إن كانت الفضيلة فإن السلامة في العزلة. قلت: هذا عذرٌ غير مقبول منه، ولا رخصة في ترك الجمعة لأجل سلامة العزلة. وهذا بالإجماع. علي بن عبد الرحمن) بن عيسى بن زيد بن مأتى، بالفتح: الكاتب أبو الحسين الكوفي. مولى زيد بن علي بن الحسين الحسيني الزيدي. حدث ببغداد عن: إبراهيم بن أبي العنبس، وإبراهيم بن عبد الله القصار، أحمد بن حازم الغفاري، والحسين بن الحكم. وعنه: أبو الحسين بن رزقويه، ومحمد بن الحسين القطان، وأبو الحسن الحمامي، وأبو علي بن شاذان. قال الخطيب: ثقة. توفي في ربيع الأول وله ثمان وتسعون سنة.
4 (حرف القاف:)
القاسم بن سعدان بن إبراهيم بن عبد الوارث بن محمد بن يزيد:

(25/384)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 385
مولى عبد الرحمن بن معاوية الداخل، أبو محمد الأندلسي. من أهل رية، نزل قرطبة. وسمع: عبيد الله بن يحيى، وطاهر بن عبد العزيز، وجماعة كبيرة. وكان متقناً ضابطاً، محدثاً بصيراً بالنحو والشعر واللغة. قال ابن الفرضي: لا أعلم بالأندلس أحداً عني بالكتب عنايته، ولم يتفرغ أن يحدث. القاسم بن عبد الله بن شهريار: سبط أبي علي الروذباي. سكن مصر، وحدث عن: إسحاق بن الحسن الحربي. وكان شيخ الصوفية. قال أبو الفتح بن مسرور: كتبت عنه، وكان ثقة. القاسم بن محمد بن محمد بن عبدويه: أبو أحمد الهمذاني الصيرفي السراج. عن: الحارث بن أبي أسامة، وجماعة. وعنه: أبو بكر بن لال، وأبو سهل بن زيرك، وأحمد بن تركان. وكان من أحد الصالحين يتبرك بقبره.
4 (حرف الميم:)
محمد بن أحمد بن الحسن بن عمر بن بشير بن الفرخان الثقفي:

(25/385)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 386
مولاهم الإصبهاني الكسائي أبو عبد الله المقرئ. روى عن: أبي خالد عبد العزيز بن معاوية القرشي، وعبد الله بن محمد بن النعمان، وأحمد بن يحيى بن حمزة، وأبي بكر بن أبي عاصم. وعنه: أبو إسحاق بن حمزة الحافظ، وأبو بكر بن المقرئ، وأبو بكر محمد بن أبي علي الذكواني، ومحمد بن علي بن مصعب، وجماعة. سمعنا جزءاً من حديثه. وكان قد قرأ على: محمد بن عبد الله بن شاكر، وجعفر بن عبد الله بن الصباح الإصبهاني صاحب أبي عمر الدوري. قرأ عليه: محمد بن عبد الله بن أشته، وغيره. محمد بن أحمد بن الحسين بن مصلح: أبو بكر الرازي، قاضي الري. محمد بن أحمد بن محمد بن سهل: أبو الفضل النيسابوري، ثم البغدادي الصيرفي. عن: أبي مسلم الكجي. وعنه: ابن رزقويه، وغيره. وثقه الخطيب. محمد بن إبراهيم بن الفضل) الهاشمي: أبو الفضل. من أكابر شيوخ نيسابور، وممن زكاه إبراهيم بن أبي طالب، ومن المكثرين من كتابة الحديث.

(25/386)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 387
سمع: محمد بن عمرو الحرشي، ومحمد بن إبراهيم البوشنجي، والحسين بن محمد القباني. وبالري: محمد بن أيوب. وببغداد: أبا مسلم الكجي، وموسى بن هارون. وبالكوفة: محمد بن عبد الله الحضرمي مطيناً. وخلقاً سواهم. وعنه: الحاكم، ويحيى بن إبراهيم المزكي، وابن مندة، وآخرون. وكان ثقة، توفي في شوال. محمد بن جعفر بن محمود: أبو سعد الهروي الصيرفي. روى عن: محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، وأقرانه. وعنه: أبو عبد الله الحاكم، والسيد أبو الحسن العلوي. وكان حنبلياً صالحاً. سمع أحمد بن نجدة، وعبد الله بن محمود. محمد بن الحسن بن عبد الله بن علي بن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب: الفقيه القاضي أبو الحسن البغدادي. ولي قضاء بغداد. وحدث عن: أبي العباس بن مسروق. وعنه: الحسين بن محمد الكاتب. وكان أحد الأجواد.

(25/387)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 388
وكان قبيح الذكر فيما تولاه، وقد شاع ذلك. توفي في رمضان عن نيفٍ وسبعين سنة. وكان هو يولي قضاء مصر من يختار، ويكتب إليه بعهده، وكذا إلى ما دون مصر كدمشق وغيرها. وقد عزل عن القضاء قبل موته بمدة. وكان جده قاضي مدينة أبي جعفر المنصور وهو من بيت الحشمة والقضاء. محمد بن عبد الله بن جعفر بن عبد الله بن الجنيد: الحافظ أبو الحسين الرازي. نزيل دمشق. سمع: محمد بن حفص المهرقاني، ومحمد بن أيوب، وعلي بن الحسين بن الجنيد، وعبد الوهاب بن مسلم بن وارة، وجماعة ببلده ومحمد بن جعفر القتات بالكوفة والحسن بن سفيان بنسا والفريابي ببغداد وأصحاب هشام بن عمار بدمشق وخلقاً سواهم. وعنه: ابنه تمام، وعقيل بن عبيد الله بن عبدان، وأبو الحسن بن جهضم، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر. قال الكتاني: كان ثقة نبيلاً مصنفاً. محمد بن عبد الرحمن بن عمرو القرطمي الإصبهاني: متعبد صالح.

(25/388)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 389
سمع: عبد الله بن محمد بن النعمان، وأحمد بن عمرو البزاز. وعنه: أبو نعيم. محمد بن القاسم بن معروف بن حبيب بن أبان: أبو علي الدمشقي. سمع: أحمد بن علي المروزي القاضي، وأبا حامد محمد بن هارون الحضرمي، وابا عمر محمد بن يوسف القاضي، وزكريا بن أحمد البلخي، وجماعة. وعنه: ابن أخيه عبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر، والحافظ عبد الغني، وعبد الرحمن بن عمر النحاس، وعبيد الله بن الحسن الوراق، وآخرون. قال الكتاني: توفي في سنة سبعٍ وأربعين. وقال غيره: سنة تسعٍ. قال الكتاني: حدث عن أحمد بن علي بأكثر) كتبه، واتهم في ذلك. وقيل إن أكثرها إجازة. وكان يحب الحديث وأهله ويكرمهم. وكان صاحب دنيا. وصنف كتباً في الأخبار. وقال عبيد بن قطيش: ثنا أبو علي بن معروف أنه ولد سنة ثلاثٍ وثمانين ومائتين، وأنه سمع من أحمد بن علي القاضي سنة اثنتين وتسعين.

(25/389)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 390
قلت: وقع لنا حديثه بعلوٍ. محمد بن محمد بن أحيد بن مجاهد: أبو بكر البلخي الفقيه. سمع: معمر بن محمد العوفي، وإسحاق بن هياج. وعنه: المعافي الجريري، وابن رزقويه. وكان ثقة صالحاً. حدث ببغداد. وتوفي ببلخ. محمد بن هشام بن عدبس: أبو عبد الله الكندي الدمشقي. سمع: أبا زرعة، ويزيد بن عبد الصمد. وعنه: تمام الرازي، وعبد الرحمن بن أبي نصر. هو إن شاء الله جعفر بن محمد بن عدبس. محمد بن أبي زكريا يحيى بن النعمان: أبو بكر الهمذاني الفقيه الشافعي. صاحب ابن سريج. كان أوحد زمانه بالفقه، وله كتابالسنن، لم يسبق إلى مثله. سمع: موسى بن إسحاق الأنصاري، وأبا خليفة، وجماعة. وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وأبو بكر بن لال، والقاضي عبد الجبار المتكلم. تو في ذي الحجة. ترجمه شيرويه.

(25/390)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 391
4 (حرف الياء:)
يحيى بن عبد الرحمن بن سريج: أبو زكريا البخاري المؤذن. عن: سهل بن المتوكل، وصالح جزرة، وغيرهما. قيده ابن ماكولا في سريج بالجيم.
4 (الكنى:)
أبو محمد بن عبدك البصري: الحنفي. إمام كبير، صنفشرح الجامعيين، وغير ذلك. ودرّس وأقرأ المذهب.

(25/391)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 392
1 (وفيات سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة)

4 (حرف الألف:)
أحمد بن سلمان بن الحسن بن إسرائيل بن يونس الفقيه: أبو بكر البغدادي النجاد الحنبلي. سمع: يحيى بن أبي طالب، والحسن بن مكرم، وأبا داود السجستاني، وأبا بكر بن أبي الدنيا، وأحمد بن ملاعب، وهلال بن العلاء، وأحمد بن محمد البرتي، وإسماعيل القاضي، وخلقاً سواهم بعدهم. قال الخطيب: وكان صدوقاً عارفاً، صنف كتاباً كبيراً في السنن، وكان له في جامع المنصور يوم الجمعة حلقتان، حلقة قبل الصلاة للفتوى، في الفقه

(25/392)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 393
على مذهب أحمد بن حنبل وأخرى بعد الصلاة للإملاء. روى عنه: أبو بكر القطيعي مع تقدمه، والدارقطني، وابن) شاهين، والحاكم، وأبو الحسن بن رزقويه، وأبو السحن بن بشران، وأخوه أبو القاسم بن بشران، وابن الفضل القطان، وأبو الحسن الحمامي، ومحمد بن فارس الغوري، وأبو علي بن شاذان، وابن عقيل البارودي وأبو بكر بن مردويه، وآخرون. وكان ابن رزقويه يقول: أبو بكر النجاد ابن صاعدنا. وقال أبو إسحاق الطبري: كان النجاد يصوم الدهر، ويفطر كل ليلةٍ على رغيف ويترك منه لقمةً، فإذا كان ليلة الجمعة تصدق بذلك الرغيف وأكل تلك اللقم. ولد النجاد سنة ثلاثٍ وخمسين ومائتين. ومات في ذي الحجة. قال الدارقطني: قد حدث النجاد من كتاب غيره بما لم يكن في أصوله. قال الخطيب: كان النجاد قد أضر، فلعل بعضٌ قرأ عليه ما ذكره الدارقطني. قلت: والنجاد من كبار أئمة الحنابلة، وقد صنف كتاباً في الخلاف. وحديثه كثير. أحمد بن عبد الله بن أحمد:

(25/393)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 394
أبو بكر اللؤلؤي القرطبي. سمع: أيوب بن سليمان، وطاهر بن عبد العزيز. وكان إماماً في مذهب مالك، مقدماً في الفتيا. توفي في ثالث جمادى الأولى. أحمد بن عمر بن حاتم: أبو بكر. عن: أحمد بن علي الأبار، وعبد الله بن العباس الطيالسي. وعنه: ابن رزقويه، وإبراهيم بن مخلد الدقاق. أحمد بن القاسم بن معروف بن أبي نصر بن حبيب: أبو بكر التميمي. ولد ببلد سامراء، وقدم مع أبيه دمشق ومع أخيه فسكنوها. سمع: أبا زرعة الدمشقي، ومحمد بن عبد الله الكتاني، وعبد الواحد بن عبد الجبار الإمام. وفيهما جهالة. وعنه: أخوه أبو علي محمد، وابن أخيه عبد الرحمن بن عثمان المعدل، وأبو عبد الله بن مندة، وتمام الرازي، وغيرهم. قال الكتاني: حدث عن أبي زرعة بثلاثة أجزاء، وكان ثقة مأموناً. وقال غيره: توفي في شعبان. أحمد بن محمد:

(25/394)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 395
أبو حامد الخارزنجي البشتي النحوي. كان إمام أهل الأدب في خراسان في وقته بلا مدافعة. حج وشهد له مشايخ العراق بالتقدم. وثنا عن: محمد بن إبراهيم البوشنجي. قاله الحاكم. قال القفطي: قد حط عليه الزهري وخطأه في مواضع من كتابه الذي سماهالتكملة. توفي في شهر رجب. إبراهيم بن محمد بن بندار الطبري: أبو إسحاق. نزل بغداد، وحدث عن: خالد بن النضر النضري، وسهل بن أبي سهل الواسطي. وطائفة.

(25/395)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 396
وعنه: ابن رزقويه. أخذ عنه في هذه السنة في مجلس النجاد.
4 (حرف الباء:)
بكر بن محمد بن حمدان: أبو أحمد المروزي الصيرفي الدخمسيني. توفي في هذه السن على الصحيح. وقد ذكرنا ترجمته في سنة خمسٍ وأربعين على ما ورخ الحاكم. بكر بن عبد) الرحمن المصري البهنسي: يروي عن: عمارة بن وثيمة.
4 (حرف الجيم:)
جعفر بن محمد بن نصير بن قاسم: أبو محمد البغدادي الخلدي الخواص بشيخ الصوفية وكبيرهم ومحدثهم. سمع: الحارث بن أبي أسامة، وبشر بن موسى، وعلي بن عبد العزيز

(25/396)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 397
البغوي، وعمر بن حفص السدوسي، وإبراهيم بن عبد الله الكجي، وأبا العباس بن مسروق. وصحب: الجنيد، وأبا الحسين النوري، وأبا محمد الجريري. وكان المرجع إليه في علم القوم وتصانيفهم وحكاياتهم. قال: عندي مائة ونيف وثلاثون ديواناً من دواوين الصوفية. وعنه: يوسف القواس، وأبو عبد الله الحاكم، وأبو الحسن بن الصلت، وعبد العزيز الستوري، والحسين بن الحسن، وابن رزقويه، وابن الفضل القطان، وأبو الحسن الحمامي، وأبو علي بن شاذان. ووثقه الخطيب. وقال إبراهيم بن أحمد الطبري: سمعت الخلدي يقول: مضيت إلى عباس الدوري وأنا حدث، فكتبت عنه مجلساً، وخرجت فلقيني بعض الصوفية فقال: إيش هذا فأريته، فقال: ويحك تدع علم الخرق وتأخذ علم الورق ثم خرق الأوراق. فدخل كلامه في قلبي فلم أعد إلى عباس. ووقفت بعرفة ستاً وخمسين وقفة. وقيل: عجائب بغداد في الصوفية ثلاثة: نكت المرتعش، وإشارات الشلبي، وحكايات الخلدي. وقال أبو الفتح القواس: سمعت الخلدي يقول: لا يجد العبد لذة المعاملة مع لذة النفس، لأن أهل الحق قطعوا العلائق التي تقطعهم عن الحق قبل أن تقطعهم العلائق.

(25/397)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 398
وسئل الخلدي عن الزهد، فقال: من أراد أن يزيد فليزهد أولاً في الرئاسة، ثم ليزهد في قدر نصيب نفسه ومراداتها. ورأى امرأة ثكلى تبكي على ولدها، فأنشد:
(يقولون: ثكلى، ومن لم يذق .......... فراق الأحبة لم يثكل)

(لقد جرعتني ليالي الفراق .......... شراباً أمرَّ من الحنظل)

4 (حرف العين:)
عبد الله بن أحمد بن ذيزويه: أبو عمر الدمشقي. رحل، وسمع: أبا يعلى، والبغوي، والحسن بن فيل البالسي، وحدث بمصر، ودمشق. روى عنه: عبد الرحمن بن عمر بن نصر، وعبد الرحمن بن عمر النحاس، ومحمد بن أحمد بن سدرة المصريان، ومحمد بن مفرج القرطبي، ومحمد بن الحسن الدقاق. عبد الله بن أحمد بن علي بن الحسن بن إبراهيم بن طباطبا بن)

(25/398)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 399
إسماعيل بن الحسن بن الحسن ابن الإمام علي: الحسني، أبو محمد المصري. صدرٌ كبير، صاحب رباع وضياع وثروة، وخدم وحاشية. كان عنده رجل يكسر اللوز دائماً في الشهر بدينارين برسم عمل الحلو التي ينفدها إلى كافور الإخشيدي فمن دونه. وكان كثير الإفضال، محبباً إلى الناس. وقبره مشهور بالقرافة بالدعاء عنده. توفي في رابع رجب، وله قريب نمن ستين سنة. عبد الله بن زكريا بن يحيى: أبو محمد القهندزي. توفي في ذي القعدة. عبد الله بن محمد بن الحسن بن الخصيب بن الصقر: أبو بكر الإصبهاني الشافعي. ولي قضاء دمشق سنة إحدى وثلاثين. ثم ولي قضاء مصر، ثم ولي قضاء دمشق سنة نيف وأربعين من جهة الخليفة المطيع.

(25/399)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 400
وحدث عن: أحمد بن الحسين الطيالسي، وبهلول بن إسحاق، ومحمد بن يحيى المروزي، وإبراهيم بن أسباط، وأبي شعيب الحراني، ويوسف القاضي، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، وطبقتهم. وصنف كتاباً في الفقه سماهالمسائل المجالسية. روى عنه: ابنه أبو الحسن بن الخصيب بن عبد الله، ومنير بن أحمد الخلال، والحافظ عبد الغني، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، وعبد الرحمن بن النحاس. توفي في المحرم بمصر. قيل ابنه القاضي محمد الذي ولي القضاء بعده بأشهر. وحديثه فيالخليعات، وغيرها. وكان توليته القضاء من جهة محمد صالح بن أم شيبان. فركب بالسواد في آخر سنة تسعٍ وثلاثين إلى دار ابن الإخشيد. وكان قد امتنع أن يخلف ابن أم شيبان، فقيل له: فيكون ابنك محمد خليفة وأنت الناظر. ففعل ذلك، فنظر في أمر مصر وبعث نواب الحكم إلى النواحي، ونظر في الأوقاف وتصدر للأحكام، وشاور العلماء، وحمدت سيرته. ثم قدم أبو طاهر الذهلي قاضي دمشق، فركب الخصيب وابنه إليه فلم يجداه. ثم علم فلم يكافئهما، فصارت عداوة. ثم حج أبو طاهر وعاد، ورد إلى دمشق، وفسد ما بين أبي طاهر وبين أهل دمشق، فاستحضره كافور إلى مصر، فعمل فيه أهل دمشق محضراً وعاونهم ابن الخصيب، وهيأ جماعة يذمون أبا طاهر عند كافور، فعزل عن دمشق ووليها الخصيبي، فاستحلف عليها ابن حذلم.

(25/400)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 401
ثم وقع بين الخصيبي وبين ولده وأراد الابن أن يستبد بالقضاء، وعاند الأب. ووقع بينهما وبين أبي بكر بن الحداد الفقيه. ثم استقل الأب بالقضاء. وله تصانيف، ورد على محمد بن جرير. عبد الرحمن بن محمد بن عمر بن يحيى: أبو مسلم القرطبي المؤذن. إصبهاني معروف، توفي في ذي الحجة. وقد سمع: عبد الله بن محمد بن النعمان، وأبا طالب بن سوادة، وغيرهما. وعنه: أبو نعيم الحافظ. عبيد الله بن محمد بن جعفر:) أبو القاسم الأزدي البغدادي النحوي. سمع: محمد بن الجهم السمري، وأبا محمد بن قتيبة، وأبا بكر بن أبي الدنيا، ومسلم بن عيسى الصفار. وعنه: المعافى الجريري، وإبراهيم بن مخلد الباقرحي، ومحمد بن أحمد بن رزقويه.

(25/401)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 402
عثمان بن القاسم بن أبي نصر بن معروف بن حبيب التميمي: والد أبي محمد العفيف. كان أمير الغزاة المطوعة من أهل دمشق. سمع: محمد بن المعافى الصيداوي. وعنه: ابنه عبد الرحمن. علي بن محمد الزويني بادويه: حدث ببغداد هذا العام، عن: محمد بن أيوب بن الضريس، ويوسف بن عاصم. روى عنه: ابن رزقويه، وعثمان بن دوست، وعلي بن داود الرزاز. وثقه الخطيب. علي بن محمد بن الزبير: أبو الحسن القرشي الكوفي حدث ببغداد عن: الحسن ومحمد ابن علي بن عفان، وإبراهيم بن أبي العنبس، ومحمد بن الحسين الحنيني، وإبراهيم القصار. وعنه: أبو الحسن بن رزقويه، وأبو نصر بن حسنون، وأحمد بن كثير

(25/402)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 403
البيع، وعلي بن داود الرزاز، وأبو علي بن شاذان، وجماعة. وثقه الخطيب. وتوفي في ذي القعدة وله أربعٌ وتسعون سنة. وكان أديباً مليح الكتابة، بديع الوراقة، موصوفاً بالإتقان وكثرة الضبط. نسخ شيئاً كثيراً. وكان من جملة أصحاب ثعلب. عمر بن حفص بن عمرو بن نجيح الخولاني إلبيري: أبو حفص. سمع: أباه، وعبيد الله بن يحيى الليثي. روى عنه: ابنه علي بن عمر أحد شيوخ ابن الفرضي.
4 (حرف الفاء:)
فارس بن محمد الغوري: أبو القاسم الواعظ. عن: حامد بن شعيب، والباغندي، وطبقتهما. وعنه: ابنه محمد بن فارس، وابن رزقويه، وعبد العزيز الستوري. وثقه الخطيب وورخه.
4 (حرف القاف:)
القاسم بن سالم:

(25/403)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 404
أبو صالح الإخباري الذي روى كتابالجمل عن مؤلفه عبد الله بن الإمام أحمد. روى عنه: الدارقطني، وابن رزقويه، وابن بشران. ورخه الخطيب.
4 (حرف الميم:)
محمد بن أحمد بن إسحاق بن بهلول: أبو طالب الأنباري. سمع: بشر بن موسى، وإبراهيم بن عبد الله الكجي، وأحمد بن محمد مسروق. وعنه: ابن رزقويه، وعبيد الخفاف. وكان ينوب عن أبيه في قضاء مدينة المنصور، وكان ثقة إمام. محمد بن أحمد بن تميم القنطري البغدادي: أبو الحسين الخياط. سمع: أحمد بن عبيد الله النرسي، ومحمد بن سعد العوفي، وعبد الملك بن) محمد الرقاشي. وعنه: ابن رزقويه، وأبو الحسن الحمامي، وابن دوما. توفي في شعبان، وقد قارب التسعين. محمد بن أحمد بن علي بن جرادة الحافظ:

(25/404)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 405
سمع: البغوي، وابن جوصا. وروى من حفظه: ثلاثين ألف حديث فيما قيل. محمد بن أحمد بن عيسى بن عبدك: أبو بكر الرازي. سمع: محمد بن أيوب، والحسين بن إسحاق التستري. وثقه الخطيب وقال: ثنا عنه ابن رزقويه، وابن الفضل. محمد بن أحمد بن موسى بن زيرك: أبو حفص التميمي البخاري. رحل، وسمع: صالح بن محمد جزرة، وإبراهيم بن علي الذهلي، ومطيناً. محمد بن أحمد بن منهال: أبو بكر الحنفي. بمصر. سمع: أحمد بن زغبة، وغيره. محمد بن إبراهيم بن يوسف:

(25/405)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 406
أبو عمرو النيسابوري الزجاجي الزاهد. نزيل الحرم. كان أوحد مشايخ وقته. صحب الجنيد، وأبا الحسين النوري. وبقي شيخ الحرم مدةً. وحج بضعاً وخمسين حجة. وله كلام جليل في التصوف. قال ابن الجوزي: صحب النوري والخواصل وصار شيخ الحرم وقال غيره صحب الجنيد، وصحبه الأستاذ أبو عثمان المغربي سعيد بن سلام نزيل نيسابور. ولم يبل في الحرم أربعين سنة، كان يخرج إلى الحل. محمد بن جعفر بن محمد بن فضالة: البغدادي أبو بكر الأدمي القارىء الشاهد. صاحب الألحان والصوت الطيب المطرب. سمع: الحارث بن أبي أسامة، وأحمد بن عبيد الله النرسي، وأحمد بن عبيد بن ناصح. وعنه: أبو الحسن بن رزقويه، وعلي بن أحمد الحمامي، وأبو علي بن شاذان.

(25/406)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 407
قيل: أنه خلط قبل موته. محمد بن جعفر بن أحمد بن موسى: أبو بكر البستي الفقيه الأديب المزكي. كان من أعيان المشايخ أبوةً ودينا وورعاً. سمع: محمد بن أيوب الرازي، ومحمد بن إبراهيم البوشنجي، وأبا مسلم الكجي، والحسين بن محمد القباني، والحسن بن سفيان، وحماعة. وجمعالصحيح المخرج على مسلم. قال الحاكم: قرأ عليناالموطأ عن البوشنجي. توفي في ذي الحجة. محمد بن الحارث بن أبيض بن الأسود: أبو بكر. حدث بمصر عن: زكريا بن يحيى الساجي، وغيره. وعنه: أبو محمد بن النحاس، وغيره. وكان عريقاً في النسب، فإنه محمد بن الحارث بن أبيض بن الأسد بن نافع بن أبي عبيد بن الأمير عقبة بن نافع بن عبد القيس بن لقيط بن عامر بن الضرب بن الحارث بن فهر بن مالك. فذلك إلى فهر ثلاثة عشر رجلاً. ومن طبقته إلى فهر الخليفة يزيد بن معاوية بن أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر. وبينهما في الموت ثلاثمائة سنة إلا خمسة عشر عاماً.

(25/407)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 408
محمد بن حامد) بن محمود: أبو العباس النيسابوري القطان الشاماتي. سمع: السري بن خزيمة، والحسين بن الفضل، ومحمد بن أيوب الرازي، وأبا مسلم الكجي. وقد حدث في آخر عمره عن محمد بن أحمد بن أبي العوام، وأقرانه. روى عنه: الحاكم. محمد بن حمدون بن بخار: البخاري نسبة إلى الجد. وأما بلده فهو بيسارى، من شيوخ الحاكم. سمع: محمد بن إبراهيم البوشنجي، وإبراهيم بن أبي طالب. محمد بن سليمان بن محمد: أبو جعفر النيسابوري الأبزاري الكرامي الواعظ. عن: جعفر بن طرخان الجرجاني، ومحمد بن أشرس، والسري بن خزيمة، وابن أبي الدنيا.

(25/408)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 409
قال الحاكم: خرجت إلى قريته أبزار وبعدها فرسحان. كتبت عنه عجائب. توفي في صفر. محمد بن سمعان بن إسماعيل: الفقيه أبو العباس السمرقندي. سمع: سهل بن المتوكل، ومحمد بن الضوء الكرميني. وكان صاحب نوادر ومزاح. محمد بن عبد الله بن ممشاذ: أبو بكر الإصبهاني القارىء. ويعرف بالقنديل. قال أبو نعيم: مجاب الدعوة. يروي عن: عبيد بن الحسن الغزال، وابن النعمان. وصحب جدي محمد بن يوسف البناء. قلت: روى عنه: أبو نعيم، وأبو بكر بن أبي علي، وأهل إصبهان. محمد بن محمد بن الحسن: أبو أحمد الشيباني. ناسك، صالح، صحيح السماع. سمع: محمد بن عمرو الحرشي، ومحمد بن إبراهيم البوشنجي. وبمصر: أحمد بن حماد زغبة. روى عنه: أبو علي الحافظ، وأبو عبد الله الحاكم. وتوفي في شوال بنيسابور. المظفر بن يحيى:

(25/409)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 410
أبو الحسن بن الشرابي. عن: أحمد بن يحيى الحلواني، والحسين بن عليل. وعنه: إبراهيم بن مخلد، وابن رزقويه. وثقه الخطيب.

(25/410)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 411
1 (وفيات سنة تسع وأربعين وثلاثمائة)

4 (حرف الألف:)
أحمد بن إسحاق بن نيخاب: أبو الحسن الطيبي. حدث في هذا العام ببغداد عن: محمد بن أحمد بن أبي العوام، وإبراهيم بن الحسين بن ديزيل، وبشر بن موسى، والكجي. وعنه: ابن رزقويه، وأبو الحسين علي، وأبو القاسم عبد الملك ابنا ابن بشران، وأبو علي الحسن بن أحمد بن شاذان. قال الخطيب: لم أسمع فيه إلا خيراً. أحمد بن الحسن بن ماجة القزويني: ابن أخي محمد بن ماجة.

(25/411)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 412
سمع: محمد بن أيوب الرازي، وعلي بن الحسين بن الجنيد، ويعقوب بن يوسف القزويني صاحب القاسم بن الحكم العربي، ومحمد بن مندة الإصبهاني. وعنه: أبو منصور القومساني، وأحمد بن علي بن لال، وأبو عبد الله بن منجويه، وغيرهم. قال شيرويه:) كان صدوقاً. أحمد بن عثمان بن يحيى بن عمرو البغدادي: أبو الحسين العطشي الأدمي. سمع: أحمد بن عبد الجبار العطاردي، وعباس بن محمد الدوري، والحنيني، ومحمد بن ماهان زنبقة. وعنه: هلال الحفار، وابن رزقويه، وأبو علي بن شاذان، وأبو عبد الله الحاكم، وطلحة بن الصقر، وخلق. كان البرقاني يوثقه. وقال الخطيب: ثقة، توفي في ربيع الآخر وله أربعٌ وتسعون سنة. أحمد بن الفضل:

(25/412)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 413
أبو بكر البهرامي الدينوري المطوعي. توفي بالأندلس غريباً. وقد حدث بها عن: أبي خليفة، وجعفر الفريابي. وعنه: خلف بن هانىء، وأهل قرطبة. ومن آخر من حدث عنه أبو الفضل التاهرتي، وأبو عمر بن الجسور وأدخل إلى الأندلس جملةً من تصانيف محمد بن جرير، رواها عنه وخدمه مدةً. وكان ضعيف الخط ليس بالمتقن، وعنده مناكير، وإنما طلب العلم على كبر السن. أحمد بن كردوس بن مسعود التنيسي: أبو جعفر. سمع: بكر بن سهل الدمياطي. أحمد بن محمد بن جعفر بن ثوابة:

(25/413)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 414
الكاتب صاحب ديوان الإنشاء للمقتدر، ولغيره. كان بليغاً مفوهاً علامة. توفي في رمضان. قال أبو علي ابتنوخي: حدثني علي بن هشام الكاتب أنه سمع علي بن عيسى الوزير يقول لأبي عبد الله أحمد بن محمد بن جعفر بن ثوابة: ما قال أحدٌ على وجه الأرض: أما بعد، أكتب من جدك، وكان أبوك أكتب منه، وأنت أكتب من أبيك. قال أبو علي: قد رأيت أبا عبد الله، وكان إليه ديوان الرسائل، وكان نهايةً في حسن الكلام. أحمد بن محمد بن الحسين بن السندي: أبو الفوارس الصابوني. مصري معمر. عالي الإسناد لا يُحتج به، أُدخل عليه حديث فراواه عن الظهراني، ثقةٍ مشهور، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، عن أبي بكر قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: النظر إلى وجه علي عبادة، أخرجه السمان في كتاب الموافقة، عن ابن الحاج، وأبي علي بن مهدي الرازي، بسماعهما منه.

(25/414)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 415
سمع: يونس بن عبد الأعلى، وبحر بن نصر، والربيع بن سليمان، والمزني، وإبراهيم بن مرزوق، وفهد بن سليمان، وجماعة. وعنه: أبو عبد الله محمد بن أحمد التميمي الخطيب، وابو العباس أحمد ن محمد الإشبيلي، وعبد الرحمن بن عمر بن النحاس، ومحمد بن نظيف الفراء، وطائفة سواهم. أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن، أنا الحسن بن علي بن الحسين بن الحسن الأسدي، أما جدي الحسين، أنا أبو القاسم المصري، أنا محمد بن الفضل بن نظيف قال: قال لنا أبو الفوارس أحمد بن محمد بن لسندي: ولدت في المحرم سنة. وأول ما سمعت الحديث ولي عشر سنين.) قلت: وتوفي في شوال سنة تسعٍ وأربعين وثلاثمائة، وله مائةٌ وخمس سنين. وحديثه يقع عالياً فيالثقفيات، وفيالخليعيات. أحمد بن محمد بن يحيى: أبو عبد الله الإصبهاني القصار. سمع: أحمد بن مهدي، وأحمد بن عصام، وصالح بن أحمد بن حنبل، وأسيد بن عاصم. وعاش سبعاً وسبعين سنة. روى عنه: أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الرحمن الذكواني، وأبو نعيم الحافظ، وغيرهما.

(25/415)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 416
أبان بن عيسى بن محمد بن عبد الرحيم الغافقي الأندلسي: سمع: عبيد الله بن يحيى بن يحيى، وغيره. وحدث. وهو من كبار المالكية. إبراهيم بن محمد بن صالح بن سنان: أبو إسحاق القرشي المخزومي، مولى خالد بن الوليد. وإلى جده تنسب قنطرة سنان التي بباب توما. سمع: محمد بن سليمان ابن بنت مطر، وأبا زرعة الدمشقي، وأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، وحمزة بن عبد الله الكفر بطناني، وعبد الباري بن عبد الملك الجسريني، وجعفر بن محمد الفريابي، وجماعة كثيرة. وعنه: ابنه أحمد، وابن مندة، وعبد الوهاب الكلابي، وتمام الرازي، وعبد الرحمن بن محمد بن ياسر، وآخرون. تو في ربيع الآخر. ووثقه الكتاني. أزهر بن أحمد: أبو غانم الخرقي. بغدادي ثقة.

(25/416)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 417
روى عن: أبي قلابة الرقاشي، ومحمد بن عبد السمرقندي. وعنه: الدارقطني، وابن رزقويه، وأبو الحسن الحمامي، وغيرهم.
4 (حرف الحاء:)
حسان بن محمد بن أحمد بن هارون بن حسان بن عبد الله بن عبد الرحمن بن عنبسة بن عبد الرحمن بن عنبسة بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف: القرشي، الأموي. الأستاذ أبو الوليد الفقيه الشافعي. قال فيه الحاكم: إمام أهل الحديث بخراسان. وأزهد من رأت من العلماء وأعبدهم. درس على ابن سريج، وسمع أحمد بن الحسن الصوفي، وغيره ببغداد، ومحمد بن إبراهيم البوشنجي، ومحمد بن نعيم بنيسابور والحسن بن سفيان بنسا. وخلقاً سواهم. روى عنه: أبو عبد الله الحاكم، والقاضي أبو بكر الحيري، وأبو طاهر بن محمش، وأبو الفضل أحمد بن محمد السهلي الصفار، وآخرون. وهو صاحب وجه في المذهب، فمن غرائبه أن المصلي إذا كرر الفاتحة مرتين بطلت صلاته. وهو خلاف نص الشافعي، وحكاه أبو حامد الإسفراييني في تعليقه هن القديم.

(25/417)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 418
ومن غرائب أبي الوليد أن الحجامة تفطر الحاجم والمحجوم، وأدعى أنه المذهب لصحة الحديث. وذلك غلط لأن الشافعي قال: الحديث منسوخ. وصنف الأستاذ أبو الوليد المخرج على مذهب الشافعي والمخرج على صحيح مسلم. وقال أبو) سعيد الأديب: سألت أبا علي الثقفي قلت: من نسأل بعدك قال: أبا الوليد. وقال الحاكم: سمعت أبا الوليد: سمعت الحسن بن سفيان سمعت حرملة يقول: سئل الشافعي عن رجلٍ وضع في قبره تمرة وقال لامرأته: إن أكلتها فأنت طالق، وإن طرحتها فأنت طالق. فقال الشافعي: يأكل نصفها ويطرح نصفها. قال أبو الوليد: سمع مني أبو العباس بن سريج هذه والحكاية، وبنى عليها باقي تفريعات الطلاق. وقال الحاكم: نا أبو الوليد قال: قال أبي: أي كتابٍ تجمع قلت: أخرج على كتاب البخاري. قال: عليك بكتاب مسلم فإنه أكثر بركة، فإن البخاري كان ينسب إليه اللفظ. قال الحاكم: أرانا أبو الوليد حسان بن محمد نقش خاتمه: الله ثقة حسان بن محمد. وقال: أرانا عبد الملك بن محمد بن عدي نقش خاتمه: الله ثقة عبد الملك بن محمد. وقال: أرانا الربيع نقش خاتمه: الله ثقة الربيع بن سليمان. وقال كان نقش خاتم الشافعي: الله ثقة محمد بن إدريس. وساق الحاكم قصيدة لابن محمش الزيادي نيفٌ وستون بيتاً يرثي بها الإمام أبا الوليد. توفي أبو الوليد رحمه الله في ربيع الأول عن اثنتين وسبعين سنة.

(25/418)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 419
الحسين بن علي بن يزيد بن داود: الحافظ أبو علي النيسابوري. قال الحاكم: هو واحد عصره في الحفظ والإتقان والورع والمذاكرة والتصنيف. سمع: إبراهيم بن أبي طالب، وعلي بن الحسين، وعبد الله بن شيرويه، وجعفر بن أحمد الحافظ. وبهراة: الحسين بن إدريس، ومحمد بن عبد الرحمن وبنسا: الحسن بن سفيان وبجرجان: عمران بن موسى وببغداد: عبد الله بن ناحية، والقاسم المطرز وبالكوفة: محمد بن جعفر القتات وبالبصرة: أبا خليفة وبواسط: جعفر بن أحمد بن سنان وبالأهواز: عبدان وبإصبهان: محمد بن نصير وبالموصل أبا يعلى وبمصر: أبا عبد الرحمن إبراهيم بن العلاء، والمعافى بن سليمان. ولد سنة، وتوفي في جمادى الأولى.

(25/419)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 420
وأول سماعه سنة 294. وكان يشتغل بالصياغة، فنصحه بعض العلماء وأشار عليه بالعلم، قال: خرجت إلى هراة سنة خمسٍ وتسعين، وحضرت أبا خليفة وهو يهدد وكيلاً له يقول: تعود يا لكع. فقال: لا أصلحك الله. فقال: با أنت لا أصلحك الله. قم عني. قال الحاكم: وكنت أرى أبا علي معجباً بأبي يعلى الموصلي، وإتقانه. قال: لايخفى عليه من حديثه إلا اليسير، ولولا اشتغاله بسماع كتب أبي يوسف بن بشر بن الوليد لأدرك بالبصرة أبا الوليد وسليمان بن حرب. قال الحاكم: كان أبو علي باقعةً في الحفظ، لا تطاق مذاكرته ولا يفي بمذاكرته أحدٌ من حفاظنا. خرج إلى بغداد سنة عشر ثانياً، وقد صنف وجمع، فأقام ببغداد وما بها أحدٌ أحفظ منه. وسمعت) أبا علي يقول: كتب عني أبو محمد بن صاع غير حديثٍ في المذاكرة، وكتب عني ابن جوصا جملةً. قلت: وروى عنه: أبو بكر أحمد بن إسحاق الصبغي، وأبو الوليد الفقيه وهما أكبر منه وابن مندة، والحاكم، وابن محمش، والسلمي، والمشايخ. وقال أبو بكر بن أبي دارم الحافظ: ما رأيت ابن عقدة يتواضع لأحدٍ من الحفاظ كتواضعه لأبي علي النيسابوري. وقال الحاكم: سمعت أبا علي يقول: اجتمعت ببغداد مع أبي أحمد العسال، وإبراهيم بن حمزة، وأبي طالب بن نصر، وأبي بكر الجعابي فقالوا: أملّ

(25/420)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 421
علينا من حديث نيسابور مجلساً، فامتنعت، فما زالوا بي حتى أميلت عليهم ثلاثين حديثاً، ما أجاب واحدٌ منهم في حديثٍ منها إلا ابن حمزة في حديثٍ واحد. قال الحاكم: وكان أبو علي يقول: ما رأينا في أصحابنا مثل الجعابي، وحيرني حفظه. قال الحاكم: فحكيت ذلك لأبي بكر الجعابي، فقال: يقول أبو علي هذا وهو أستاذي على الحقيقة. قال أبو عبد الرحمن السلمي: سألن الدارقطني عن أبي علي النيسابوري فقال: إمام مهذب. أنبأنا المسلم بن علان، عن القاسم بن عساكر، أنا أبي قال: ثنا أخي أبو الحسين: سمعت أبا طاهر السلفي: سمعت غانم بن أحمد: سمعت أحمد بن الفضل الباطرقاني، سمعت ابن مندة يقول: سمعت أبا علي النيسابوري، وما رأيت أحفظ منه، قال: ما تحت أديم السماء أصح من كتاب مسلم. وقال عبد الرحمن بن مندة: سمعت أبي أبا عبد الله يقول: ما رأيت في اختلاف الحديث والإتقان أحفظ من أبي علي النيسابوري. وقال القاضي أبو بكر الأبهري: سمعت أبا بكر بن أبي داود يقول لأبي علي النيسابوري: إبراهيم، عن إبراهيم، عن إبراهيم، من هم فقال إبراهيم بن طهمان، وعن إبراهيم بن عامر البجلي، عن إبراهيم النخعي فقال: أحسنت يا أبا علي.

(25/421)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 422
4 (حرف السين:)
سعيد بن محمد بن أحمد الذهلي: نزل بخارى، وحدث بالعجائب عن جعفر بن شاكر، وإسماعيل القاضي. وعنه: منصور بن عبد الله الخالدي.
4 (حرف العين:)
العباس بن محمد بن إسرائيل: أبو محمد الجوهري. روى عن: البغوي، وأبي عروبة، والطبقة بنيسابور. وعنه: الحاكم، وغيره. وكان يعرف ويفهم. مات ببخارى. عبد الله بن أحمد بن سعد: أبو محمد النيسابوري البزاز الحاجبي الحافظ. أحد الأثبات. كتب الكثير، وجمع الشيوخ) والأبواب والملح، ولم يرحل. سمع: محمد بن إبراهيم البوشنجي، وأحمد بن النضر، وإبراهيم بن أبي طالب، وطبقتهم. ثم كتب عن أربع طبقات بعدهم.

(25/422)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 423
روى عنه الحاكم، وقال: سألته عن عبد الله بن شيرويه فقال: ثقة مأمون. قال الحاكم: توفي فجأة، وهو في عشر الثمانين. عبد الله بن إسحاق الخراساني: وهو ابن إسحاق بن إبراهيم بن عبد العزيز البغوي، أبو محمد المعدل. وأبوه ابن عم أبي القاسم البغوي. سمع: يحيى بن جعفر، وعبد الرحمن بن محمد بن منصور، وأحمد بن عبيد بن ناصح، وأبا قلابة، وأحمد بن ملاعب، وخلقاً سواهم. وعنه: الدارقطني، والحاكم، وابن رزقويه، وعثمان ين دوست، ويحيى بن إبراهيم المزكي، وأبو علي بن شاذان. وسأل حمزة السهمي الدارقطني عنه فقال: فيه لين. توفي في شهر رجب. عبد الله بن محمد بن موسى بن كعب: أبو محمد الكعبي النيسابوري. قال الحاكم: محدث كثير الرحلة والسماع. سمع: إسماعيل بن قتيبة، والفضل بن محمد الشعراني، وعلي بن عبد العزيز، واليسع بن زيد الراوي عن سفيان بن عيينة، ومحمد بن غالب تمتاماً. وعنه: الحاكم، وأبو نصر بن قتادة، وأبو عبد الرحمن السلمي، ومحمد بن محمد بن أبي صادق نزيل مصر، وآخرون. عبد الواحد بن عمر بن محمد بن أبي هاشم:

(25/423)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 424
أبو طاهر البغدادي، شيخ القراء ببغداد. كان أعلم الناس بالقراءات وطرقها وعللها، وله في ذلك تصانيف. روى عن: محمد بن جعفر القتات، ووكيع القاضي، وأحمد بن فرج الضرير، وعبد الله بن الصقر السكري، وإسحاق بن أحمد الخزاعي، والحسن بن الحباب، وطائفة سواهم. وقرأ على: أبي بكر بن مجاهد، وأحمد بن سهل الأشناني، وأبي عثمان سعيد بن عبد الرحيم الضرير، قرأ عليه إلى التغابن. وأقرأ الناس، فقرأ عليه: أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر الفارسي، وأبو الحسن علي بن أحمد بن عمر الحمامي، وأبو الحسن علي بن محمد الجوهري، وأبو الحسن علي بن العلاف، وأبو الفرج عبيد الله بن عمر المصاحفي، وأبو الحسين أحمد بن عبد الله السوسنجردي، وغيرهم. قال الخطيب: كان ثقة أميناً، مات في شولا. قلت: ويقال مولده سنة ثمانين ومائتين. وقد طول الداني ترجمته، وعظمه. قال: ولم يكن بعد ابن مجاهد مثل ابن طاهر في علمه وفهمه مع صدق لهجته واستقامة طريقته. قرأ عليه خلقٌ كثير، وكان ينتحل في النحو مذهب الكوفيين. وكان من

(25/424)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 425
أهل العلم بالعربية. سمعت عبد العزيز الفارسي يقول: لما توفي ابن مجاهد، وأذكر يوم موته، أجمعوا على أن يقدموا شيخنا أبا طاهر. فتصدر للإقراء في مجلسه، وقصده الأكابر فتحلقوا) عنده. وكان قد خالف أصحابه في إمالة الناس لأبي عمرو. وكانوا ينكرون عليه ذلك. علي بن إبراهيم الطغامي البخاري: سمع: صالح بن محمد جزرة. علي بن عمر: أبو الحسن البغدادي الدقاق الحافظ. رحال جماع. روى عن: البغوي، وعلان بن الصقيل، وأبي عروبة، وطبقتهم. وعنه: الحاكم أبو عبد الله وقال: توفي بمرو الروذ في السنة. علي بن المؤمل بن الحسن بن عيسى بن ماسرجس النيسابوري: أبو القاسم. كان يضرب به المثل في العقل والورع.

(25/425)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 426
سمع: الفضل بن محمد الشعراني، وتميم بن محمد الطوسي، ومحمد بن يونس الكديمي، ومحمد بن أيوب الرازي، وجماعة. وعنه: أهل نيسابور، والحاكم.
4 (حرف الميم:)
محمد بن أحمد بن إبراهيم بن سليمان: أبو أحمد الإصبهاني القاضي، المعروف بالعسال. سمع: محمد بن أيوب الرازي، وأبا مسلم الكجي، وإبراهيم بن زهير الحلواني، والحسن بن علي السري، وأبا بكر بن أبي عاصم، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، ومحمد بن أسد المديني، وأباه أحمد بن إبراهيم وهو أقدم شيوخه فإنه توفي سنة اثنتين وثمانين ومائتين. روى عنه: عبد الله بن عدي، وأبو بكر بن المقرىء، وابن مندة، وأبو بكر بن مردويه، وأبو بكر الذكواني، ومحمد بن عبد الله الرباطي، وأحمد بن إبراهيم القصار، وأحمد بن محمد بن عبد الله بن ماجة المؤدب، وطائفة آخرهم أبو نعيم وقال: كان من كبار الحفاظ. وقال أبو عبد الله بن مندة: كتبت عن ألف شيخ لم أر فيهم أتقن من أبي أحمد العسال. قلت: توفي في رمضان. وكان رحمه الله تعالى قاضي إصبهان وعالمها.

(25/426)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 427
محمد بن أحمد بن خالد: أبو عبد الله المصري الإعدالي. حدث بدمشق عن: النسائي بسننه وعن: أبي يعقوب المنجنيقي، وبكر بن سهل الدمياطي. وعنه: عبد الله بن بكير الطيراني، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، وتمام، وعبد الرحمن بن أبي نصر. وتوفي بدمشق في جمادى الآخرة. محمد بن أحمد بن عبد الله بن حمدويه: أبو الحسن الصفار العدل النيسابوري. سمع: البوشنجي، وإبراهيم بن علي الذهلي. وعنه: الحاكم، وغيره. محمد بن أحمد بن علي: ابو يعقوب البغدادي النحوي. حدث بتدمر ومصر عن: أبي مسلم الكجي. وعنه: أبو الفتح بن مسرور. محمد بن عبد الله بن عمرويه البغدادي:

(25/427)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 428
أبو عبد الله، ويقال أبو بكر الصفار، المعروف بابن علم. سمع: محمد بن إسحاق الصغاني، وأحمد بن أبي خيثمة وعبد الله بن أحمد، ومحمد بن نصر. وعنه: هلال الحفار، وابن رزقويه، وابن الفضل القطان،) وأبو علي بن شاذان. قال الخطيب: جميع ما عنده جزء عن المذكورين، ولم أسمع أحداً يقول فيه إلا خيراً. ومات في شعبان. يقال أتى عليه مائة سنة وسنة. قلت وقع لنا جزؤه بعلو. محمد بن علي بن الحسين: أبو بكر الدينوري الزاهد. ثقة، ورع. يذكر عنه كرامات. حدث ببغداد في هذه السنة عن: إبراهيم بن زهير الحلوائي، وإبراهيم بن عبد الله الكجي. وعنه: ابن رزقويه، وعلي بن أحمد الرزاز، وأبو الحسن الحمامي، وغيرهم. محمود:

(25/428)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 429
وهو أنوجور بن الإخشيد التركي صاحب مصر وابن صاحبها. مات شاباً كما سيأتي في ترجمة كافور الإخشيدي.

(25/429)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 430
1 (وفيات سنة خمسين وثلاثمائة)

4 (حرف الألف)
أحمد بن الحسين: أبو علي البصري الحافظ الملقب شعبة. يروي عن: محمد بت زكريا الغلابي، وهشام بن علي، وإبراهيم بن عبد الله الكجي. وثقه الخطيب ولم يسم عنه راوياً سوى أبي الحسن بن الجنيدي. وقال: كان أحد الحفاظ المذكورين. مات بعد الخمسين. أحمد بن سعيد بن حزم بن يونس: أبو عمر الصدفي الأندلسي. بها، في جمادى الآخرة بقرطبة. كان أحد من عني بالسنن والآثار. سمع من: عبيد الله بن يحيى، وسعيد الأعناقي، وسعيد بن الزراد،

(25/430)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 431
ومحمد بن أبي الوليد الأعرج، ومحمد بن عمر بن لبابة. ورحل سنة إحدى عشرة، فسمع بمكة من: ابن المنذر، وأبي الدبيلي. وبمصر من: محمد بن زبان، ومحمد بن التفاح. وبالقيروان من: أحمد بن نصر، ومحمد بن محمد بن اللباد. ورجع إلى الأندلس فصنف تاريخاً في المحدثين بلغ فيه الغاية، ولم يزل يحدث إلى أن مات. روى عنه جماعةٌ كثيرة. وستأتي ترجمة سميه الوزير ابن حزم والد الفقيه أبي محمد. أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان: أبو حامد بن حسنويه النيسابوري التاجر. سمع: أبا عيسى الترمذي، وأبا حاتم الرازي، والسري بن خزيمة، والحارث بن أبي أسامة، ومحمد بن عبد الوهاب الفراء، وطبقتهم. قال الحاكم: كان من المجتهدين في العبادة الليل والنهار، ولو اقتصر على سماعه الصحيح يعني من المسمين، لكان أولى به. لكنه حدث عن جماعةٍ أشهد بالله أنه لم يسمع منهم. وقد سألته سنة ثمانٍ وثلاثين عن سنه فقال لي: ستٌّ وثمانون سنة. وأدخلت الشام وأنا ابن اثنتي عشرة سنة. وسمعته يقول: أخرجت في مشايخي من اسمه أحمد، فخرج مائة وعشرون شيخاً. دخلت عليه سنة تسعٍ وثلاثين فقال: قد حلفت أن لا أحدث أحداً. ثم

(25/431)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 432
بعد ساعة قال: ثنا أبو سعيد، نا محمد، فذكر) حكايةً. ولا أعلم أن أبا حامد وضع حديثاً أو دخل إسناداً في إسنادٍ. إنما المنكر روايته عن قوم تقدم موتهم، والنفس تأبى ترك مثله، والله المستعان. وقال ابن عساكر في تاريخه: روى عن: أحمد بن شيبان الرملي، وأحمد بن يوسف السلمي، وعيسى بن أحمد العسقلاني البلخي، ومسلم بن الحجاج، وإسحاق الدبري وسمى طائفةً. وعنه: الحاكم، وأبو أحمد بن عدي، ومنصور بن عبد الله الخالدي، وأبو عبد الرحمن السلمي، وأحمد بن أبي عمران الهروي، وابو عبد الله بن مندة، وعلي بن محمد الطرازي، وعبد الرحمن بن محمد السراج. قال الحاكم: قد حدث قديماً، فأخبرنا أبو القاسم الحسن بن محمد السكوني ثقة، ثنا سعيد بن عبد الله الأنباري بن عجب، ثنا محمد بن معاذ، ثنا أحمد بن علي النيسابوري، ثنا أبو حاتم الرازي، ثنا محمد بن عثمان التنوخي، ثنا سعيد، عن قتادة، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعاً: من أتى الجمعة فليغتسل.

(25/432)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 433
قال: ودخلت يوماً عليه فقال: ألا تراقبون الله في توقير المشايخ أما لكم حياء يحجزكم فسألته ما أصابه، فقال: جاءني أبو علي المعروف بالحافظ وأنكر علي روايتي عن أحمد بن أبي رجاء المصيصي. وهذا كتابي وسماعي منه. ثم قال: رأيت والله أكبر من أحمد بن أبي رجاء، فقد كتبت عن ثلاثة، عن عبد الرحمن بن مهدي. وعن ثلاثة عن مروان بن معاوية، وهذا حفيدي، وأشار إلى كهلٍ واقفٍ. وقال حمزة السهمي: سئل ابن مندة بحضرتي عن أحمد بن علي بن الحسن المقرىء فقال: كان شيخاً أتى عليه مائةٌ وعشر سنين. وقال حمزة: وسألت أبا زرعة محمد بن يوسف الجرجاني عنه فقال: هو كذاب. وقال الحاكم: سمعت أبا حامد الحسنوي يقول: ما رأيت أعجب من أمر هذا الأصم، كان يختلف معنا إلى الربيع بن سليمان، وكان منزل ياسين القتباني لزيق منزل الربيع ولم يسمع منه الأصم. فكتبت قوله هذا وناولته أبا العباس الصم، فصاح: يا معشر المسلمين، بلغني أن ابن حسنويه يروي عن الربيع وابن عبد الحكيم، ويذكر أنه كان معي بمصر، والله ما التقينا ولا عرفته إلا بعد رجوعي من مصر. وسمعت محمد بن صالح بن هانىء يقول: كان ابن حسنويه يديم الاختلاف معنا إلى السري بن خزيمة وأقرانه، ثم شيعناه يوم خروجه إلى أبي حاتم. وقال أبو القاسم بن مندة: توفي في شهر رمضان سنة خمسين.

(25/433)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 434
أحمد بن الفضل بن شبابة: أبو الصقر الهمداني الكاتب الأديب. سمع من: إبراهيم بن ديزيل، ومحمد بن يزيد المبرد، وأبي العباس ثعلب، وأبي خليفة. وعنه: أبو بكر بن لال، وخلف بن محمد الخياط، والهمدانيون. أحمد بن كامل بن خلف بن شجرة: أبو بكر البغدادي) القاضي، تلميذ محمد بن جرير. تقلد قضاء الكوفة من قبل أبي عمر محمد بن يوسف القاضي. وحدث عن: محمد بن الجهم، ومحمد بن سعد العوفي، ومحمد بن مسلمة الواسطي، وأبي قلابة الرقاشي، والحسن بن سلام، وطبقتهم. وعنه: الدارقطني، وأبو العلاء محمد بن الحسن الوراق، ويحيى بن إبراهيم المزكي، وابن رزقويه، وأبو الحسن الحمامي، وآخرون. قال ابن رزقويه: لم تر عيناي مثله. سمعته يقول: ولدت سنة ستين ومائتين.

(25/434)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 435
وقال الخطيب: كان من العلماء بالأحكام وعلوم القرآن والنحو والشعر والتواريخ، وله في ذلك مصنفات. وقال الدارقطني: كان متساهلاً. ربما حدث من حفظه بما ليس في كتابه. وأهلكه العجب. كان يختار لنفسه ولا يقلد أحداً. توفي رحمه الله تعالى في شهر المحرم. وكان لا يعد لأحد وزناً من الفقهاء وغيرهم أملى كتاباً في السنن، وتكلم على الأخبار. أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد بن عباد المحدث: أبو سهل القطان، بغدادي مشهور. سمع: محمد بن عبيد الله المنادي، ومحمد بن عيسى المدائني، وأحمد بن عبد الجبار العطاردي، ويحيى بن أبي طالب، ومحمد بن الجهم السمري، ومحمد بن الحسين الحنيني، وإسماعيل القاضي، وطائفة. وعنه: الدارقطني، والحاكم، وابن مندة، وابن رزقويه، وأبو الحسين، وأبو القاسم ابنا بشران، وأبو الحسن الحمامي، وأبو علي بن شاذان، وآخرون. قال الخطيب: كان صدوقاً، أديباً، شاعراً، روايةً للأدب عن ثعلب والمبرد، وكان يميل إلى التشيع. وقال أبو عبد الله بن بشر القطان: ما رأيت أحسن انتزاعاً لما أراد من آي

(25/435)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 436
القرآن من أبي سهل بن زياد، وكان جارنا. وكان يديم صلاة الليل والتلاوة، فلكثرة درسه صار القرآن كأنه بين عينيه. وقال الخطيب: كان في أبي سهل مزاح ودعابة. سمعت البرقاني يقول: كرهوه لمزاحٍ فيه. وهو صدوق. وقال الصوري: سمعت علي بن نصر الصباح بمصر يقول: كنا يوماً بين يدي أبي سهل بن زياد، فاخذ شخصٌ سكيناً بين يديه ينظر فيها، فقال: ما لك ولها، أتريد أن تسرقها كما سرقتها أنا هذه سكين البغوي سرقتها. ولد ابن زياد سنة، وتوفي في شعبان. وقع لنا جملة من حديثه. أحمد بن محمد بن فطيس القرشي: حدث بدمشق بكتابالجمل وصفين عن: أبي عبد الملك البسري، عن ابن عائذ. وكان يكتب خطاً منسوباً. وروى أيضاً عن: علي بن غالب السكسكي، وأحمد بن علي بن سعيد القاضي، وهذه الطبقة. روى عنه: تمام، وأبو بكر بن المقرىء، وعبد الرحمن بن أبي نصر، وآخرون. وكان ثقة. توفي في شوال.

(25/436)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 437
أحمد بن محمد بن عبدان بن فضال الأسدي: أبو الطيب الصفار.) عن: إسماعيل بن محمد الفسوي، وأحمد بن علي الخزاز. وعنه: عبد الله بن عثمان الصفار، وأبو أحمد الفرضي. وثقه الخطيب. إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن إسحاق بن عيسى بن أصبغ: أبو إسحاق الباجي. سمع: محمد بن عمر بن لبابة، وأحمد بن خالد الحباب، ومحمد بن عبد الله القوق. وكان فصيحاً، بليغاً، شاعراً، لغوياً، فقيهاً، صاحب صلاة باجة. عاش ثلاثاً وستين سنة. إسماعيل بن علي بن إسماعيل بن يحيى: أبو محمد البغدادي الخطبي. سمع: الحارث بن أبي أسامة، ومحمد بن يونس الكديمي، وبشر ين موسى، وجماعة. وعنه: أبو حفص بن شاهين، والدارقطني، وابن رزقويه، وأبو الحسن الحمامي، وأبو علي بن شاذان، وغيرهم. ولد في أول سنة 269.

(25/437)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 438
وقال الخطيب: كان فاضلاً عارفاً بأيام الناس، وأخبارهم وخلفائهم. وصنف تاريخاً كبيراً على السنين. ووثقه الدارقطني. وذكر أبو الحسن بن رزقويه، عن إسماعيل الخطبي، قال: وجه إلي الراضي بالله ليلة الفطر، فحملت إليه راكباً، فدخلت وهو جالس في الشموع، فقال لي: يا إسماعيل، قد عزمت في غدٍ على الصلاة بالناس، فما الذي أقول إذا انتهيت إلى الدعاء لنفسي فأطرقت ساعةً، ثم قلت: يا أمير المؤمنين: رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي الآية. فقال لي: حسبك. ثم تبعني خادم فأعطاني أربعمائة دينار. توفي الخطبي في جمادى الآخرة، وكان يرتجل الخطب، وله فضائل. قال محمد بن العباس بن العراب: كان الخطبي ركيناً عاقلاً مقدماً عند كبار الهاشميين، وغيرهم من أهل الفقه والأدب وأيام الناس. قلّ من رأيت مثله. إسماعيل بن شعيب النهاوندي: أبو علي المقرىء. نزيل بغداد. روى عن أحمد بن محمد بن سلمويه الإصبهاني كتاب قراءة الكسائي لقتيبة بن مهران.

(25/438)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 439
روى عنه: إبراهيم بن مخلد الباقرحي، وغيره.
4 (حرف التاء:)
تمام بن محمد بن سليمان: أبو بكر الهاشمي البغدادي. عن: محمد بن عثمان بن أبي شيبة، وعبد الله بن أحمد بن حنبل. وعنه: أبو الحسن بن رزقويه. توفي في ذي القعدة.
4 (حرف الثاء)
ثبات بن عمرو بن ميمون البجلي البغدادي: أبو العباس القطان. سمع: محمد بن غالب تمتام، ومحمد بن يونس الكديمي، وبشر بن موسى، وعبيداً العجل. وعنه: ابن رزقويه، وطلحة الكتاني، وغيرهما. قال الخطيب: صدوق، لم يبلغني موته. بل حدث في هذه السنة.)
4 (حرف الحاء:)
الحسن بن علي بن عبيد: أبو أحمد البغدادي الخلال، يعرف بابن الكوسج.

(25/439)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 440
سمع: أبا شعيب الحراني، والحسن بن علي المعمري، وجماعة. وعنه: ابن رزقويه، والمعافى الجريري، وغيرهما. مات في جمادى الأولى. الحسن بن القاسم: أبو علي الطبري الفقيه. مصنفالمحرر في النظر. وهو أول من جرد الخلاف وصنفه، وصنف كتابالافصاح. ودرّس مذهب الشافعي ببغداد بعد شيخه أبي علي بن أبي هريرة. وأخذ عنه الفقهاء، وهو صاحب وجه في المذهب. الحسين بن علي: أبو بكر الزيات. بغدادي. سمع: بشر بن موسى، وأبا شعيب الحراني. وعنه: ابن رزقويه، وجماعة.

(25/440)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 441
4 (حرف السين:)
سلم بن الفضل بن سهل: أبو قتيبة الأدمي. بغدادي، سكن مصر. وحدث عن: محمد بن يونس الكديمي، وموسى بن هارون، والحسن بن علي المعمري، وجعفر الفريابي. وعنه: عبد الغني بن سعيد الحافظ، وأبو محمد بن النحاس، ومحمد بن نظيف، وأبو عبد الله بن مندة، وآخرون. وهو صدوق. سليمان بن محمد بن ناجية: أبو القاسم النيسابوري. كانت له أصول بخط أبيه صحيحة. سمع: أحمد بن المبارك المستملي، وأحمد بن سلمة، وبشر بن موسى السدي، وأبا المثنى العنبري، وطبقتهم. وعنه: الحاكم، وغيره. عبد الله بن إسماعيل بن إبراهيم بن عيسى ابن الخليفة أبي جعفر المنصور الهاشمي:

(25/441)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 442
إمام الجامع أبو جعفر بن بريه. بغدادي، شريف نبيل، ذا قعدد في النسب. سمع: أحمد بن عبد الجبار العطاردي، وأبا بكر بن أبي الدنيا، وجماعة. وعنه: أبو الحسن بن رزقويه، وأبو القاسم بن المنذر، وأحمد بن علي البادي، وأبو علي بن شاذان. وكان يقول: رقى هذا المنبر الواثق وأنا، وكلانا في درجةٍ في النسب إلى المنصور. ولد سنة، وتوفي في صفر سنة خمسين. وثقه الخطيب. وقد عاش بعد الواثق مائة وثماني عشرة سنة. عبد الرحمن بن سيما بن عبد الرحمن: أبو الحسين البغدادي المجبر، مولى بني هاشم. حدث عن: البرتي، ومحمد بن غالب بن تمتام، ومحمد بن يونس الكديمي. وعنه: أبو بكر محمد بن إسماعيل الوراق، وأبو الحسن بن رزقويه، وأبو علي بن شاذان. وثقه الخطيب. وتوفي في جمادى الأولى.

(25/442)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 443
عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام ابن الداخل عبد الرحمن بن معاوية الأموي المرواني: الناصر لدين) الله أبو المطرف صاحب الندلس، الملقب أمير المؤمنين بالأندلس. بقي في الإمرة خمسين سنة، وقام بعده ولده الحكم. وقد ذكرنا من أخباره في الحوادث. وكان أبو ه قد قتله أخوه المطرف في صدر دولة أبيهما. وخلف ابنه عبد الرحمن هذا ابن عشرين يوماً. وتوفي جده عبد الله الأمير في سنة ثلاثمائة، فولي عبد الرحمن الأمر بعده جده. وكان ذلك من غرائب الوجود، لأنه كان شاباً وبالحضرة أكابر من أعمامه وأعمام أبيه. وتقدم هو، وهو ابن اثنتين وعشرين سنة، فاستقام له الأمر، وابتنى مدينة الزهراء. فجاءت من أحسن مدينةٍ على وجه الأرض. واتخذ لسطح العلية الصغرى التي على الصرح قراميد ذهب وفضة، وأنفق عليها أموالاً هائلة، وجعل سقفها صفراء فاقعةً إلى بيضاء ناصعة، تسلب الأبصار بلمعانها، وجلس فيها مسروراً فرحاً، فدخل عليه القاضي أبو الحكم منذر بن سعيد البلوطي، رحمه

(25/443)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 444
الله، حزينا، فقال: هل رأيت ملكاً قبلي فعل مثل هذا فبكى القاضي وقال: والله ما ظننت أن الشيطان يبلغ منك هذا مع ما آتاك الله من الفضل، حتى أنزلك منازل الكافرين. فاقشعر من قوله، وقال: وكيف أنزلني منازل الكافرين قال: أليس الله يقول: ولولا أن يكون الناس أمةً واحدةً لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفاً من فضةٍ وتلا الآية كلها. فوجم عبد الرحمن ونكس رأسه ملياً ودموعه تسيل على لحيته خشوعاً لله تعالى وقال: جزاك الله خيراً، فالذي قلته الحق. وقام يستغفر الله، وأمر بنقض السقف الذي للقبة. وكان كلفاً بعمارة بلاده، وإقامة معالمها، وإنباط مياهها، وتخليد الآثار الغريبة الدالة على قوة ملكه. وقد استفرغ الوسع في إتقان قصور الزهراء وزخرفتها. وقد أصابهم قحطٌ، وأراد الناس الاستسقاء، فجاء عبد الرحمن الناصر رسولٌ من القاضي منذر بن سعيد، رحمه الله، يحركه للخروج، فقال الرسول لبعض الخدم: يا ليت شعري ما الذي يصنعه الأمير فقال: ما رأيته أخشع لله منه في يومنا هذا، وأنه منفردٌ بنفسه، لابسٌ أخشن ثيابه، يبكي ويعترف بذنوبه، وهو يقول: هذه ناصيتي بيدك، أتراك تعذب الرعية من أجلي وأنت أحكم الحاكمين، لن يفوتك شيء مني. فتهلل وجه القاضي لما بلغه هذا، وقال: يا غلام أحمل الممطر معك، فقد أذن الله بسقيانا. إذا خشع جبار الأرض رحم جبار السماء. فخرج، وكان كما قال. وكان عبد الرحمن يرجع إلى دين متين وحسن خلق. وكان فيه دعابة. وكان مهيباً شجاعاً صارماً، ولم يتسم أحدٌ بأمير المؤمنين من أجداده. إنما يخطب لهم بالإمارة فقط. فلما كان سنة سبع عشرة وثلاثمائة، وبلغه

(25/444)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 445
ضعف الخلافة بالعراق، وظهور الشيعة بالقيروان،) وهم بنو عبيد الباطنية، تسمى بأمير المؤمنين. توفي في أوائل رمضان، وكانت حشمته وأبهته أعظم بكثيرٍ من خلفاء زمانه الذين بالعراق. وكان الوزير أبو مروان أحمد بن عبد الملك بن شهيد الأشجعي الأندلسي مع جلالته وزيره. ولقد نقل بعد المؤرخين أظنه أبا مروان بن حيان أن ابن شهيد قدم مرةً للخليفة الناصر تقدمة تتجاوز الوصف، وهي هذه: من المال خمسمائة ألف دينار، ومن التبر أربعمائة رطل برطلهم، ومن سبائك الفضة مائتا بدرة، ومن العود الهندي اثنا عشر رطلاً، ومن العود الصنفي مائة وثمانون رطلاً، ومن العود الأشباه مائة رطل، ومن المسك مائة أوقية، ومن الكافور ثلاثمائة أوقية، ومن الثياب ثلاثون شقة، ومن الفراء عشرة من جلود الفنك، وستة سرادقات عراقية، وثمانية وأربعون ملحفةً بغدادية لزينة الخيل من الحرير المرقوم بالذهب، وثلاثون شقة لسروج الهيئات، وعشرة قناطير سمور، وأربعة آلاف رطل حرير مغزول، وألف رطل حرير بلا غزل، وثلاثون بساطاً، البساط عشرون ذراعاً، وخمسة عشر نخاً من معمول الخزّ، وألف ترس سلطانية، وثمانمائة من تخافيف التزيين يوم العرض، ومائة ألف سهم، وخمسة عشر فرساً فائقة، وعشرون بغلاً مسرجة بمراكب الخلافة. ومن الخيل العتاق مائة رأس، ومن الغلمان أربعون وصيفاً وعشرون جارية. ومن التقدمة كتاب ضيعتين من خيار ملكه، ومن الخشب عشرون ألف عود تساوي خمسين ألف دينار. فولاه الوزارة، ولقبه ذا الوزارتين. وابتدأ الناصر في إنشاء مدينة الزهراء في سنة خمسٍ وعشرين وثلاثمائة، فأنفق عليها من للأموال ما لا يحصى، وأصعد الماء إلى دورتها، ومات ولم

(25/445)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 446
يتمها، فأتمها ابنه المستنصر. وجامعها من أحسن المساجد له منارة عظيمة لا نظير لها، ومنبره من أعظم المنابر، لم يعمل مثله في الآفاق. وعدة أبواب قصر الزهراء المصفحة بالنحاس والحديد المنقوش، على ما نقل ابن حيان، خمسة عشر ألف باب، والعهدة عليه. عبد الملك بن نوح بن نصر بن أحمد بن إسماعيل الساماني: الأمير أبو الفوارس متولي بخارى وسمرقند. توفي في شوال. وهو بيت إمرة. عتبة بن عبيد الله بن موسى بن عبيد الله الهمذاني: القاضي أبو السائب. كان أبوه تاجراً يؤم بمسجد بهمذان، فاشتغل هو بالعلم، وغلب عليه في الابتداء التصوف. وسافر فلقي الجنيد والعلماء. وعني بفهم القرآن وكتب الحديث، وتفقه للشافعي. ثم دخل مراغة، واتصل بأبي القاسم بن أبي الساج، وتولى قضاء

(25/446)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 447
مراغة، ثم تقلد قضاء أذربيجان كلها. ثم تقلد قضاء همدان. ثم سكن بغداد واتصل بالدولة، وعظم شأنه) إلى أن ولي قضاء القضاة بالعراق في سنة ثمانٍ وثلاثين. وتوفي في ربيع الآخر وله ستٌّ وثمانون سنة. وقد سمع في الكهولة. وحدث عن: عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي. وهو أول من ولي قضاء القضاة بالعراق من الشافعية. عمر بن أحمد بن أبي معمر الدوري الصفار: أبو بكر. روى عن: أحمد بن يحيى الحلواني، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، والفريابي. روى عنه: الحمامي، وابن دوما النعالي.
4 (حرف الفاء:)
فاتك المجنون: الأمير أبو شجاع الرومي. أخذه الإخشيد صاحب مصر من أستاذه بالرملة كرهاً، فأعتقه مولاه. وكان كبير الهمة شجاعاً جرئياً، وعظم عند الإخشيد، وكان رفيق الأستاذ كافور.

(25/447)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 448
فلما مات الإخشيد تقرر كافور مدبراً لولده الإخشيد، فأنف فاتك المجنون من الإقامة بمصر كيلا يكون كافوراً أعلى مرتبةً منه. وانتقل إلى اقطاعه، وهي بلاد الفيوم، فلم يصح مزاجه بها لوخمها، وكان كافور يخافه ويكرمه، فمرض وقم مصر ليتداوى، وبها المتنبي، فسمع بعظمة فاتك وبكرمه، ولم يجسر أن يمدحه خوفاً من كافور. وكان فاتك يراسله بالسلام ويسأل عنه: فاتفق اجتماعهما يوماً بالصحراء، وجرت بينهما مفاوضات، فلما رجع فاتك إلى داره بعث إلى المتنبي هديةً بقيمة ألف دينار، ثم أتبعها بهدايا بعدها فاستاذن المتنبي كافوراً في مدحه، فأذن له، فمدحه بقصيدته التي أولها:
(لا خيل عندك تهديها ولا مال، .......... فليسعد النطق إن لم تسعد الحال)
إلى أن قال فيها:
(كفاتك ودخول الكاف منقصة .......... كالشمس قلت: وما للشمس أمثال)
قلت: وليس هو بفاتك الخزندار الإخشيدي الذي ولي إمرة دمشق سنة خمسٍ وأربعين.

(25/448)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 449
توفي فاتك المجنون في شوال بمصر، ورثاه المتنبي.
4 (حرف الميم:)
محمد بن أحمد بن الخطاب: أبو الحسن البغدادي البزاز. سمع: أحمد بن علي البربهاري، وموسى بن هارون. وعنه: ابن رزقويه، وأبو الحسن الحمامي. وثقه الخطيب. محمد بن أحمد بن خنب: أبو بكر البغدادي الدهقان. نزيل بخارى ومسندها. سمع: يحيى بن أبي طالب، والحسن بن مكرم، وابن أبي الدنيا، وجعفراً الصائغ، وموسى بن سهل الوشاء، وأبا قلابة.)

(25/449)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 450
وأبوه أحمد بخاري سكن بغداد، وولد له محمد هذا، ونشأ بها ثم رجع إلى محتده وهو ابن عشرين سنة وروى. وكان شافعي المذهب محدثاً فاضلاً. ولد سنة. روى عنه: أبو أحمد الحاكم، وإسماعيل بن الحسين الزاهد، ومحمد بن أحمد الغنجار، وعلي بن القاسم بن شاذان الرازي، وأحمد بن الوليد الزوزني شيخ البيهقي، وأبو نصر أحمد بن محمد بن إبراهيم البخاري، وعامة أهل ما وراء النهر. قال أبو كامل البصيري: سمعت بعض مشايخي يقول: كنا في مجلس ابن خنب فأملى في فضائل علي بعد فراغه من فضائل أبي بكر وعمر وعثمان، إذ قام أبو الفضل السليماني وصاح: أيها الناس، إن هذا دجال فلا تكتبوا عنه. وخرج من المجلس لأنه ما سمع فضائل الثلاثة. وتوفي في غرة رجب. محمد بن أحمد أبو بكر القرطبي اللؤلؤي، الفقيه المالكي. كان أفقه أهل الأندلس بعد موت ابن أيمن. وله بصرٌ بالشعر والوثائق واللغة. قال ابن عفيف: كان أفقه أهل عصره وأبصرهم بالفتيا. وعليه كان مدار العلم في زمانه، وعليه تفقه ابن زرب. وكان أخفش العينين. محمد بن حيكان بن عبد الله:

(25/450)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 451
أبو الحسن السنجوري البزاز. سمع: الحسين بن الفضل، وأحمد بن مخلد اللباد. وعنه: أبو عبد الله الحاكم وقال: كان صالحاً أميناً يديم الاختلاف إلى الأستاذ أبي الوليد. توفي رحمه الله بنيسابور. محمد بن زكريا بن يحيى بن داود بن مسبح البغدادي: سمع: أبا شعيب الحراني، ويوسف القاضي. وولي مظالم خراسان. وحدث هناك. محمد بن علي بن الهيثم بن علوان: البغدادي، البزاز، المقرىء. سمع: ابن أبي الدنيا، ومحمد بن يونس، والحارث بن أبي أسامة، ومحمد بن غالب بن حرب. وعنه: أبو الحسن بن رزقويه، وأبو الحسن الحمامي، وأحمد بن علي البادين وأبو علي بن شاذان. وقال أبو علي: كان ثقة صالحاً. عاش تسعين سنة، وعرض القرآن على والده صاحب ابن حمدون الطيب بن إسماعيل. قرأت على عيسى بن يحيى الصوفي: أخبركم عبد الرحيم بن يوسف، أنا أحمد بن محمد السلفي، أنا محمد بن عبد الملك الأسدي، والحسين بن

(25/451)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 452
الحسين الفانيذي، وعبد الرحمن بن عمر السماني قالوا: أنا الحسن بن أحمد، أنا محمد بن علي بن الهيثم ثنا معاذ بن المثنى، ثنا أبي، عن شعبة، عن فراس، عن الشعبي، عن أبي بردة بن أبي موسى، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ثلاثة يدعون الله عز وجل فلا يستجب لهم: رجل كان له دينٌ فلم يشهد، ورجلٌ أعطى سفيهاً ماله، وقد قال الله عز وجل: ولا تؤتوا السفهاء أموالكم، ورجلٌ كانت امرأة سيئة الخلق فلم يطلقها. محمد بن المؤمل بن الحسن بن) عيسى بن ماسرجس النيسابوري: أبو بكر الماسرجسي. أحد رؤساء خراسان وأفصحهم، وأحسنهم بياناً. لم يكن يتكلم بالفارسية إلا مع من لا يحسن. كنت معه في الحج سنة إحدى وأربعين، يقول الحاكم، فكانوا يتعجبون من فصاحته. سمع: الحسين بن الفضل، والفضل بن محمد الشعراني. وأكثر سماعه قبل الثمانين، وبعدها. توفي ليلة عيد الفطر وله تسع وثمانون سنة. وقد بنى بنيسابور داراً لأهل الحديث، وكان يجري عليهم الأرزاق. وكان أبو علي الحافظ يتولى قراءة التاريخ لأحمد بن حنبل عليه. قلت: روى عنه: الحاكم، وأبو عبد الرحمن السلمي، وسعيد بن محمد بن محمد بن عبدان.

(25/452)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 453
محمد بن يوسف بن يعقوب بن حفص بن يوسف بن نصير: أبو عمر الكندي، مصنفتاريخ مصر. توفي في شوال، وله سبعٌ وستون سنة. معبد بن جمعة بن خاقان: أبو شافع الشاعر الأديب المطوعي. وكان من أهل طبرستان. سكن جرجان، ثم نيسابور. وحدث عن: محمد بن أيوب العجلي، ومطين، ويوسف القاضي، وأبي خليفة، وأبي عبد الرحمن النسائي. وعنه: الحاكم ويقال: يخالف في بعض حديثه. وقال: توفي سنة. وقال ابن مندة: توفي سنة خمسين. فالله أعلم.
4 (حرف الهاء:)
هبة الله بن جعفر البغدادي المقرىء:

(25/453)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 454
توفي في صفر سنة خمسين. يحول إلى هنا من الطبقة الآتية. هبة الله بن محمد بن حبش: أبو الحسين البغدادي الفراء. سمع: محمد بن يونس الكديمي، وإبراهيم الحربي، وأحمد بن علي الحرار، وأحمد بن علي الأبار. وعنه: ابن رزقويه، وعبد الواحد بن محمد القاضي. وثقه الخطيب. وروى عنه: الحاكم، وقال إنه مقرىء.

(25/454)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 455
1 (وفيات في هذه الحدود تقريباً)

4 (حرف الألف:)
أحمد بن إبراهيم بن غالب: أبو العباس الإمام البلدي. سمع من: علي بن حرب، وإبراهيم بن عبد الله العبسي. وعنه: أبو منصور محمد، وأبو عبد الله أحمد ابنا الحسين بن سهل البلدي، وعبد الله بن إبراهيم القاضي، وابن جميع الغساني، ومحمد بن عمر بن عيسى البلدي الحطراني، وأبو الحسن بن المثنى. الإصبهاني أحمد بن إسحاق: أبو جعفر الحلبي الحنفي، الملقب بالجرذ. ولي قضاء حلب لسيف الدولة. وحدث عن: أحمد بن خليل، وعمر بن سنان المنبجي، ومحمد بن معاذ بن المستهل، وطائفة. وعنه: ابن أخيه أبو الحسن علي بن محمد بن) إسحاق، وتمام الرازي، وابن نظيف.

(25/455)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 456
ويحتمل أن توفي بعد الخمسين. وعنه أيضاً أبو محمد بن النحاس، حدث بمصر. أحمد بن إسحاق بن محمد بن الفضل بن جابر السقطي: أبو الحسين. سمع: الكديمي، وبشر بن موسى، وجماعة. وعنه: الدارقطني، وهلال الحفار. صدوق. أحمد بن الحسن بن سهل: أبو بكر الفارسي، صحاب ابن سريج. فقيه إمام، له المصنفات الباهرة في مذهب الشافعي. ومن وجوهه: أن الكلب الأسود لا يحل صيده، كمذهب أحمد. أحمد بن حميد بن أبي العجائز سعيد بن خالد بن حميد بن صهيب الأزدي: أبو الحسن الدمشقي. روى عن: عبد الله بن الحسين المصيصي، وعلي بن غالب السكسكي، وأحمد بن إبراهيم البسري، وجماعة. وعنه: أبو هاشم المؤدب، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، وآخرون. أحمد بن خلف السابح: بباء موحدة.

(25/456)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 457
سمع: عبد الكريم الديرعاقولي. وعنه: محمد بن أحمد بن رزقويه. أحمد بن زكريا بن يحيى بن يعقوب: أبو الحسن المقدسي. سمع: أحمد بن شيبان الرملي، ومحمد بن حماد الطبراني. وعنه: أبو الحسين بن جميع، وتمام الرازي، وأبو عبد الله بن مندة، وعلي بن محمد الحلبي. أحمد بن صالح: أبو بكر البغدادي المقرىء. صاحب أبي بكر بن مجاهد. قرأ على: ابن مجاهد، والحسن بن الحباب وسمع من: أبي بكر بن أبي داود. أخذ عنه: خلف بن القاسم الأندلسي، وعبد المنعم بن غلبون، وعبد الباقي بن الحسن. قال أبو عمرو الداني: كان ثقة ضابطاً مشهوراً. أحمد بن عبيد الله بن إسماعيل:

(25/457)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 458
أبو الحسن الحافظ، الصفار البصري. محدث مشهور. حدث ببغداد وبالأهواز عن: الكديمي، ومحمد بن الفرج الأزرق، وتمتام، وخلق. وعنه: الدارقطني، وابن جميع، وعلي بن أحمد بن عبدان الشيرازي. وخلق. سمع منه ابن سنة إحدى وأربعين، وقد صنف المسند وجوده. وقيل: إنه ابن امرأة الكديمي. قال الخطيب: ثقة، ثبت. أحمد بن عبيد بن أحمد بن عبيد بن سعيد الرعيني: الحمصي، الصفار أبو بكر. يأتي في سنة. أحمد بن عبيد الله بن حمدان بن صالح: أبو علي البغدادي المقرىء. تلقن القرآن في ثلاثة أعوام على إدريس بن عبد الكريم. وعرض أيضاً على: الحسن بن الحباب. قرأ عليه: عبد الباقي بن الحسن، وغيره.

(25/458)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 459
أحمد بن علي بن أحمد بن علي بن حاتم: أبو عبد الله التميمي الكوفي البزاز. حدث عن: إبراهيم بن عبد الله القصار، وإبراهيم بن أبي العنبس، وكان أحد الشهود. روى عنه: أبو أحمد الفرضي، وأبو الحسين بن بشران. قال الخطيب: مستقيم الحديث. أحمد بن علي بن عبد الجبار: أبو سهل البغدادي ابن جبرويه. حدث) عن: يحيى بن جعفر بن الزبرقان، والكديمي. روى عنه: أبو القاسم بن الثلاج، وعلي بن أحمد الرزاز، وأبو الحسن بن رزقويه، وأبو الحسن الحمامي. توفي بعد سنة سبعٍ وأربعين وثلاثمائة. أحمد بن علي بن عمر بن حبيش: أبو سعيد الرازي. من ذرية أبي موسى الأشعري رضي الله عنه. حدث عن: محمد بن أيوب بن الضريس، وغيره. روى عنه: الدارقطني، وأبو الحسن بن رزقويه. وثقه الخطيب. أحمد بن محمد بن أحمد بن صالح بن عبد الله بن قيس بن

(25/459)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 460
الهذيل بن يزيد بن العباس بن الأحنف بن قيس: أبو الحسين التميمي البزاز الحافظ الهمداني، المعروف بابن الكوملاذي، والد صالح بن أحمد الحافظ. روى الكثير عن: محمد بن صالح الطبري، والحسن بن يزداد، وحمزة بن محمد الكاتب، ومحمد بن حباب الباهلي، وحامد بن شعيب البلخي، وخلق سواهم. وعنه: ابنه، وطاهر بن عبد الله بن ماهلة، وابن تركان، وعلي بن عبد الله بن جهضم. وكان ثقة عارفاً. قال ابنه صالح: سمعت أحمد بن محمد الصفار يقول: كنا نشبه أباك أيام كنا نسمع بأحمد بن حنبل لسكونه ووقاره وما كان عليه. أحمد بن محمد بن سهل: أبو بكر البغدادي. حدث عن: أبي مسلم الكجي، وغيره. وعنه: الدارقطني، وتمام الرازي، وغيرهما. أحمد بن محمد بن شجاع: أبو بكر البغدادي المقرىء الضراب.

(25/460)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 461
روى عن: ابن أبي الدنيا، وبشر بن موسى. وعنه: أبو علي منصور الخالدي، والحسن بن أحمد بن الليث الشيرازي، وطلحة ين خلف. ذكره ابن النجار. أحمد بن محمد بن عبد الله بن هلال: أبو الحسن السلمي المقرىء، الجبني. إمام مسجد سوق الجبن. قرأ على: هارون الأخفش. قرأ عليه: ابنه أبو بكر محمد. ذكره ابن عساكر. أحمد بن محمد بن عبد الصمد بن يزيد: أبو العباس الرازي المقرىء، نزيل الأهواز. قرأ القرآن على: أبي العباس الفضل بن شاذان الرازي. قرأ عليه: أبو بكر أحمد بن نصر الشذائي، وأحمد بن محمد بن عبيد الله العجلي، وأبو الفرج الشنبوذي.

(25/461)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 462
أحمد بن محمد ابن المحدث أبي زرعة عبد الرحمن بن عمرو النصري الدمشقي: أبو الطيب. سمع: وزيره بن محمد الغساني، وأحمد بن علي المروزي، والحسن بن الفرج الغزي. وعنه: تمام الرازي، وغيره. أحمد بن محمد الطبرستاني: حدث بدمشق. عن: محمد بن أيوب، وعلي بن الحسين بن الجنيد، ومطين. وعنه: تمام، وأبو نصر المري، وغيرهما. أحمد بن محمد الواشقي الهروي: أبو يعلى. يحرر أمره. ففيذم الكلام أنه روى عن عثمان بن سعيد الدارمي. وعنه: محمد بن أحمد الجارودي، ويحيى بن عمار، ومحمد بن) جبريل. ومحمد بن عبد الرحمن الدباس شيوخ شيخ الإسلام.

(25/462)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 463
أحمد بن مكحول محمد بن عبد الله بن عبد السلام: أبو علي البيروتي. سمع: أباه، وأبا يزيد القراطيسي، وأحمد بن نبيط، وجماعة. وعنه: ابن جميع، وأبو عبد الله بن مندة، وتمام الرازي. إبراهيم بن حاتم بن مهدي: أبو إسحاق التستري، الزاهد المعروف بالبلوطي. نزل الشام، وسكن بيت لهيا. وحدث عن جماعة من أهل تستر. روى عنه: زيد بن عبد الله البلوطي، وأبو نصر بن هارون، وعبد الله بن بكر الطبراني. وكان صاحب أحوال وكرامات ومجاهدات. ذكر عن نفسه أنه طوى سبعين يوماً. إبراهيم بن عبد الله بن إسحاق أبو الحسن الوراق:

(25/463)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 464
حدث بطرابلس عن: محمد بن يزيد بن عبد الصمد، وأحمد بن المعلى. وعنه: أبو عبد الله بن مندة، وفرج بن إبراهيم النصيبي. إبراهيم بن علي بن أحمد: أبو محمد البصري، المعروف بالجنائي. سمع: أبا مسلم الكجي، والحسن بن المثنى، وأبا خليفة. وبدمشق في الكهولة من الحصائري. وعنه: شهاب بن محمد الصوري، وعبد الله بن علي الأبزوني، وجماعة. إسحاق بن إبراهيم الفارابي اللغوي: أبو إبراهيم. صاحب ديوان الأدب في اللغة. سكن اليمن مدة، وبها صنف هذا الكتاب. وهو خال صاحبالصحاح الجوهري. إسحاق بن محمد بن علي بن خالد الكوفي: أبو أحمد المقرىء.

(25/464)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 465
سمع: إبراهيم بن أبي العنبس الزهري. وعنه: تبن مردويه. وسمع: الحسين بن الحكم الحبري. إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الرازي: سمع: الكديمي. قال الخليلي: ثنا عنه الكهولة من شيوخنا. إسماعيل بن محمد بن محفوظ: أبو محمد بن السني. دمشقي، سكن مصر. وحدث عن: زكريا خياط السنة، وأحمد بن يحيى بن حمزة، وأحمد بن علي القاضي، وأحمد بن إبراهيم البسري. وعنه: علي بن محمد بن إسحاق الحلبي، وابن مندة، والحسن بن إسماعيل الضراب، والحسن بن نظيف.
4 (حرف الباء:)
بكر بن أحمد: أبو عمرو النحاس. عن: إسحاق الدبري. روى عنه: أبو الحسن الحمامي وحده. بلال بن المبارك الحقلي: من أهل حقل أيلة.

(25/465)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 466
سمع: محمد بن عبد العزيز الأيلي. روى عنه: أبو الحسن محمد بن علي العلوي الهمداني، والحافظ أبو عبد الله بن مندة. ومات في عشر المائة.
4 (حرف الجيم:)
جعفر بن محمد بن قضاء البصري: سمع: أبا مسلم الكجي، والحسن بن المثنى العنبري.)
4 (حرف الحاء:)
الحسن بن أحمد بن عمير بن جوصا: روى عن: أبيه، وأحمد بن أنس بن مالك، وهارون الأخفش. وعنه: أبو عبد الله بن مندة، وتمام. الحسن بن داود: أبو علي الكوفي النحوي المقرىء، المعروف بالنقار. أخذ قراءة عاصم عن: القاسم بن أحمد الخياط. وأخذ قراءة حمزة، عن محمد الوزان، عن محمد بن لاحق، عن سليم. وأقرأ الناس دهراً. قرأ عليه: زيد بن علي بن أبي بلال، وعبد الواحد بن أبي هاشم، وأحمد بن نصر الشذائي، ومحمد بن جعفر التميمي، وعلي بن يوسف العلاف، وآخرون.

(25/466)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 467
وكان ثقة بارعاً في معرفة رواية عاصم. قال أبو أحمد السامري: نا أبو علي الحسن بن داود بن الحسن بن عون بن منذر بن صبيح مولى معاوية بن أبي سفيان في ربيع الآخر سنة ثلاثٍ وأربعين وثلاثمائة أنه قرأ على القاسم الحناط أربعين ختمة. وقرأ قاسم بن أحمد: علي أبي جعفر السموئي. الحسن بن علي بن إسحاق بن شيرزاذ: أبو علي البغدادي الشيرزاذي: عن: عباس الدوري، والحسن بن مكرم، وعلي بن داود القنطري، وطائفة. قال الخطيب: كان ثقة، ثنا عنه ابن رزقويه. الحسن بن علي بن الوثاق: أبو القاسم النصيبي الحافظ. رحل وسمع: أبا خليفة الجمحي، وجعفر بن محمد الفريابي، وأبا يعلى. وعنه: ابن مندة، وتمام الرازي. الحسين بن محمد بن سنان:

(25/467)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 468
أبو المعمر الأطرابلسي الضرير. سمع: أحمد بن محمد بن أبي الخناجر، وغيره. وعنه: ابن مندة، وأبو عبد الله بن أبي كامل.
4 (حرف الخاء)
خالد بن محمد بن خالد بن يحيى بن محمد بن يحيى بن حمزة: أبو القاسم الحضرمي البتلهي. روى عن: جده لأمه أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة. وعنه: ابن مندة، وتمام الرازي، وعبد الله بن بكر الطبراني، وعبد الرحمن بن أبي نصر، وغيرهم.
4 (حرف العين:)
عبد الله بن خالد بن محمد بن رستم الراذاني الخاني: روى عن: عبد الله بن أبي مسرة المكي، ومحمد بن إسماعيل الترمذي، والصائغ. روى عنه بالإجازة أبو نعيم الحافظ. عبد الله بن محمد بن إسحاق بن أبي كامل الأطرابلسي: سمع: علي بن عبد العزيز البغوي، ومحمد بن علي الصائغ.

(25/468)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 469
وعنه: ابنه أبو عبد الله، وابن مندة. عبد الرحمن بن جيش: أبو محمد الفرغاني، ثم الدمشقي الشاغوري. روى عن: زكريا خياط السنة، وأحمد بن علي بن سعيد المروزي،) وإبراهيم بن زهير الحلواني، ومحمد بن يحيى المروزي، وجعفر الفريابي، وجماعة. روى عنه: تمام، وعبد الرحمن بن أبي نصر، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، وغيرهم. جيش: بالجيم والياء والمثلثة. عبد الرحمن بن القاسم: أبو الحسين الفسوي. حدث بشيراز سنة نيفٍ وأربعين. عن: يعقوب بن سفيان. عدي بن يعقوب: أبو حاتم الطائي الدمشقي، خطب قرية الحميريين. حدث عن: جده لأمه محمد بن يزيد بن عبد الصمد، وجعفر بن أحمد ابن عاصم. وعنه: ابن مندة، وتمام، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، وغيرهم.

(25/469)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 470
عرفة بن محمد بن الغمر الغساني: أبو علي الضراب، مصري حافظ. عن: أحمد بن داود المكي، ونحوه. قال ابن يونس: كان ثقة ثبتاً. توفي بعد الأربعين. علي بن أحمد بن إسحاق: أبو الحسن البغدادي الأصل، المصري. سمع: مقدام بن داود، وحبوس بن رزق الله، وغيرهما. وعنه: منير بن أحمد الخشاب، وعبد الرحمن بن عمر النحاس. علي بن أحمد بن محمد الهمذاني التمار: ويعرف بابن قرموز. سمع: إبراهيم بن ديزيل، ومحمد بن معاذ دران، وعمر بن حفص السدوسي، وجماعة. روى عنه: صالح بن أحمد الهمذاني، وأبو بكر بن لال، وأبو عبد الله الحاكم، والقاضي عب الجبار، وآخرون. له رحلة. علي بن عبد الله البغدادي العطار: صاحب الحاكم. سمع: علي بن حرب الموصلي. وعنه: الحاكم. علي بن محمد بن عبد الله بن محمد بن حبيب:

(25/470)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 471
أبو أحمد الحبيبي المروزي. سمع: سعيد بن مسعود، وعمار بن عبد الجبار، ومحمد بن الفضل البخاري، وجماعة. وكان له معرفة وحفظ، لكنه يروي المناكير. قال الخليلي: ثنا عنه أبو عبد الله الحاكم، وسألته عنه: فقال: هو أشهر في اللين عن أن تسألني عنه. توفي سنة نيفٍ وأربعين. قلت: بل توفي سنة إحدى وخمسين.

(25/471)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 472
علي بن محمد: أبو الحسن القزويني الحافظ، ويعرف بالمقبري. كتب بالشام، والعراق، وإصبهان. سمع: أبا خليفة، وطبقته. عمر بن أحمد بن عبد الله بن شهاب العكبري: روى عن: أبي الأحوص محمد بن الهيثم. وعنه: ابن بطة، ومحمود بن عمر العكبريان. وثقه الخطيب. عمرو بن إسحاق القرشي البخاري: ولقبه: مرس. حدث ببغداد عن: صالح بن محمد جرزة، ومحمد بن حريث. وعنه: الدارقطني، وأبو بكر الوراق، وجماعة. عمرو بن محمد: أبو العباس الفزاري المؤدب. دمشقي. سمع: يزيد بن عبد الصمد، وأحمد بن إبراهيم البسري.

(25/472)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 473
وعنه: تمام الرازي، وعبد الوهاب الميداني.
4 (حرف الميم:)
) محمد بن أحمد بن بشر: أبو سعيد الهمذاني. حدث بدمشق عن: أبي خلفة، وعبدان، جعفر الفريابي، وأبي يعلى الموصلي. وعنه: أبو الحسين الرازي وهو أكبر منه، وابنه تمام الرازي. وتوفي بالرملة بعد الأربعين. محمد بن أحمد بن اببي جحوش الخريمي المري: أبو جحوش، خطيب دمشق. سمع: أحمد بن أنس، ومحمد بن يزيد بن عبد الصمد وبنيسابور من: ابن خزيمة، والسراج. وعنه: تمام الرازي، وعبد الوهاب الميداني. محمد بن أحمد بن عرفجة: أبو بكر القرشي الدمشقي.

(25/473)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 474
سمع أبا زرعة، ويزيد بن عبد الصمد. وعنه: أبو عبد الله بن مندة، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، وتمام. محمد بن أحمد بن محمويه: أبو بكر العسكري. سمع: أبا زرعة الدمشقي، ومحمد بن خالد بن خلي، وعبيد الله بن رماحس، وأحمد بن بشر الصوري. وعنه: عبد الواحد بن محمد بن شاه، وأبو الحسين بن جميع، وعلي بن أحمد بن عبدان، وأبو علي الحسين بن محمد الروزذباري، وغيرهم. محمد بن أحمد بن مرشد: أبو بكر بن الزرز الدمشقي المقرىء. قرأ على: هارون الأخفش. قرأ عليه: عبد الباقي بن السقا ثلاث ختم وقال: كان من كبار خيار المسلمين، صابراً على صيام الدهر ولزوم الجماعة. قرأ على الأخفش قبل التسعين ومائتين رحمه الله. محمد بن إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران الثقفي السراج: ابن أخي العباس السراج. ولد ببغداد، فسمع: محمد بن يونس الكديمي، والحارث بن أبي أسامة.

(25/474)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 475
وسكن ببيت المقدس. وعنه: تمام الرازي، وابن أبي كامل الأطرابلسي وكان صدوقاً. محمد بن إبراهيم بن سهل بن حية: أبو بكر الدمشقي البزاز، وإسماعيل بن قيراط، وعبد الرحمن بن الرواس، وعلي بن غالب السكسكي. وعنه: تمام، وعبد الله بن بكر الطبراني، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر. محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن يعقوب بن زوزان: قيده ابن ماكولا بزايين أبو بكر الأنطاكي. محدث رحال، سمع: بشر بن موسى الأسدي، ويوسف بن يزيد القراطيسي، وزكريا بن يحيى خياط السنة، وطبقتهم. وعنه: أبو أحمد محمد بن عبد الله الدهان، وأبو محمد بن ذكوان، وابن جميع، وغيرهم. محمد بن إسحاق السوسي:

(25/475)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 476
حدث ببغداد. عن: الحسين بن إسحاق التستري، وغيره. وعنه: الدارقطني، وابن رزقويه، وأبو الحسين بن الفضل. أحاديثه مستقيمة. محمد بن إسماعيل بن موسى الرازي: سمع: أبا حاتم الرازي. وعنه: علي بن أحمد بن داود الرزاز البغدادي. وهو آخر من حدث عن أبي حاتم. عاش بعد الخمسين، وقد سكن بغداد، وكان يؤدب. كنيته أبو الحسين. وهو كذاب ادعى لقي موسى بن) نصر صاحب جرير بن عبد الحميد. وقال: ولدت سنة سبعٍ وستين ومائتين فأنكر أبو القاسم اللالكائي وغيره ذلك. وقال موسى: شيخ قديم. قلت: روى عنه ابن رزقويه، وأبو علي بن شاذان. قال الخطيب: كان غير ثقة، روى الأباطيل. ثم ساق له الخطيب ستة أحاديث باطلة بأسانيد الصحاح. قال: وذكر أنه سمع من موسى سنة ثلاثٍ وسبعين ومائتين.

(25/476)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 477
محمد بن جعفر بن هشام: أبو الحسن بن السقا الحلبي. سمع: محمد بن معاذ دران، وسليمان بن المعافى. وعنه: عبد الرحمن بن الطبير السراج. قرأت على عبد الحافظ بن بدران: أخبركم أحمد بن الخضر الطاووسي، أنا حمزة بن أحمد السلمي سنة خمسين وخمسمائة، أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم الفقيه، أنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد العزيز بن أحمد السراج بدمشق، أنا محمد بن جعفر بن السقا بحلب: ثنا محمد بن معاذ، ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا هشام وأبان قالا: ثنا يحيى، وهو ابن أبي كثير، عن أبي جعفر، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن: دعوة الوالد ودعوة المسافر، ودعوة المظلوم. قال أبان في حديثه: دعوة الوالد على ولده. وأخبرنا به أحمد بن هبة الله، عن عبد المعز بن محمد، وزينب الشعرية قالا: أنا زاهر بن طاهر، أنا إسحاق بن عبد الرحمن، أنا عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب، أنا محمد بن أيوب البجلي: ثنا مسلم بن إبراهيم فذكر الحديث. أخرجه أبو داود، عن مسلم، فوافقناه بعلوٍّ. وأبو جعفر أنصاري من أهل المدينة. محمد بن الحسن بن الفرج:

(25/477)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 478
أبو بكر المقرىء الأنباري. سمع: أحمد بن عبيد الله النرسي، وإبراهيم بن الهيثم البلدي، وعبد الله بن الحسن الهاشمي. وعنه: أبو بكر بن مردويه، وأبو بكر الوراق، وأحمد بن الفرج بن حجاج، وعلي بن القاسم النجاد، والحسن بن علي الشابوري، وأبو عمر بن أشتافنا القاضي. سكن البصرة بآخرة. حديثه فيالثقفيات. محمد بن الحسن بن علي الدقاق: أبو بكر البغدادي. سمع: أبا مسلم الكجي، وأحمد بن علي الأبار. وكان ثقة. وعنه: أبو الحسن بن رزقويه، وغيره. محمد بن الحسن بن مسعود: حدث ببغداد عن: الكديمي. وعنه: ابن رزقويه أيضاً. محمد بن سليمان بن حيدرة: أبو علي الأطربلسي، أخو خيثمة.

(25/478)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 479
سمع: يوسف بن بحر القاضي، والعباس بن الوليد البيروتي، وإسماعيل بن حصن، وجماعة. وعنه: شهاب بن محمد الصوري، وعبد الوهاب الكلابي، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، وأبو محمد بن ذكوان البعلبكي. وتوفي بعد الأربعين أو قبلها. محمد بن العباس بن الفضل: أبو بكر البزاز. نزل حلب، وحدث بها عن:) إسماعيل القاضي، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة. قال الخطيب: حدث عنه غير واحد من الغرباء بأحاديث مستقيمة. وتوفي بعد سنة أربعين. وعنه: علي بن محمد الحلبي. محمد بن علي بن الحس: أبو بكر بن الجلندي الموصلي المقرىء. قرأ على: جعفر بن أحمد بن أسد النصيبي، والحسن بن الحسين الصواف، وأحمد بن سهل الأشناني، ومحمد بن إسماعيل القرشي صاحب السوسي، والفضل بن أحمد الزبيدي صاحب خلف البزاز، ومحمد بن هارون التمار، وغيرهم. واشتهر بالضبط والإتقان. قرا عليه: عبد الباقي بن الحسن بن السقا، وغيره.

(25/479)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 480
وله ذكر في التيسير. وقد صحب الجنيد. وسمع من: محمد بن زكريا الغلابي، وأبي يعلى الموصلي. روى عنه: عبد الواحد بن بكرالورثاني، وأحمد بن منصور الشيرازي الحافظ. وكان يكون بطرسوس. محمد بن عيسى بن أحمد: أبو عمر القزويني الحافظ. قدم دمشق، وسكن بيت لهبا. ودخل مصر، وحدث عن: إدريس بن جعفر العطار، ومحمد بن أيوب بن الضريس، ومعاذ بن المثنى، وأبي عبد الرحمن النسائي، وجماعة. وعنه: تمام الرازي، وعبد الرحمن النحاس، وجماعة. ووثقه تمام. محمد بن محمد بن جعفر:

(25/480)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 481
أبو الحسين بن لنكك البصري النحوي الشاعر. أخذ عنه: أبو الفتح عبيد الله بن أحمد النحوي، والحسن بن علي بن بشار السابوري، وأحمد بن الحسن القزويني. فمن شعره:
(لا تخدعنك اللحى ولا الصور .......... تسعة أعشار من ترى بقر)

(في شجر السرو منهم شبهٌ .......... له رواءٌ وما له ثمر)
محمد بن محمد بن علي: أبو عبد الله الهروي، نزيل مكة. سمع: إسحاق الدبري. وعنه: أبو منصور محمد بن محمد الأودي. محمود بن زيد: أبو علي الهمذاني. سمع: إسحاق الدبري، وعلي بن عبد العزيز البغوي، وعبيد بن محمد الكشوري. وعنه: عبد الرحمن الأنماطي، وأبو بكر بن لال، وجماعة. مزاحم بن عبد الوارث بن إسماعيل:

(25/481)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 482
أبو الحسن البصري العطار. حدث بدمشق عن: محمد بن زكريا الغلابي، وإبراهيم بن فهد، وأبي مسلم الكجي، والحسين بن حميد بن الربيع. وعنه: تمام الرازي، وصدقة بن الدلم، وأبو الخير أحمد بن علي الحمصي. موسى بن سعيد الحنظلي الهمذاني: سمع: يحيى الكرابيسي، ومحمد بن إسماعيل الصائغ، وبشر ين موسى. وعنه: صالح بن أحمد الحافظ، وأبو بكر بن المقرىء، وابن مندة، والحاكم. وكان يفهم هذا الشأن.)
4 (حرف النون:)
نظيف بن عبد الله: أبو الحسن الحلبي المقرىء. من جلة المقرئين وكبارهم. قرأ على: عبد الصمد بن محمد العينوني سنة تسعين ومائتين ولم يكمل عليه. وسمع منه كتاب عمرو بن الصباح، عن حفص. وقرأ على موسى بن جرير الرقي، وأحمد بن محمد اليقطيني.

(25/482)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 483
أخذ عنه: عبد الباقي بن الحسن، وعبد المنعم بن غلبون. قاله الداني.
4 (حرف الياء)
يحيى بن عبد الله بن الحارث: أبو بكر بن الزجاج القرشي الدمشقي الكاتب. سمع: زكريا خياط السنة، وأنس بن السلم، وجماعة. وعنه: ابن مندة، وتمام، وعبد الرحمن بن محمد بن ياسر.
4 (الكنى:)
أبو بكر الطمستاني الفارسي: من أعيان مشايخ الطريق. قال السلمي: كان منفرداً بحاله ووقته لا يشاركه فيه أحد من المشايخ، ولا يدانيه. وكان الشبلي يجله ويعرف له محله. صحب إبراهيم الدباغ، وغيره من مشايخ الفرس. ورد نيسابور وتوفي بها بعد سنة وأربعين. ومن كلامه: كل من استعمل الصدق بينه وبين ربه شغله صدقه مع الله عن الفراغ إلى خلق الله.

(25/483)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 484
وقال: من فضل الفقر على الغنى أو الغنى على الفقر فهو مربوطٌ بهما، وهما محل علل. وقال: النفس كالنار إذا طفي من جانب تأجج من جانب، وكذلك النفس. أبو العباس الدينوري: واسمه أحمد بن محمد. صحب: يوسف بن الحسين، وعبد الله الخراز، زأبا محمد الجريري. وهو من أفتى المشايخ. أقام بنيسابور يعظ ويتكلم بأحسن كلام. وتوفي بسمرقند بعد الأربعين. ومن كلام أبي العباس: أدنى الذكر أن تنسى ما دونه، ونهاية الذكر أن يغيب الذاكر في الذكر عن الذكر، ويستغرق بمذكوره عن الرجوع إلى مقام الذكر. وهذا حال فناء الفناء. أبو الخير التيناتي الأقطع:

(25/484)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 485
صاحب الكرامات رضي الله تعالى عنه. وهو من أهل المغرب. نزل تينات من أعمال حلب. وكان أسود اللون، سيداً من سادات الكون. قيل: اسمه حماد بن عبد الله. صحب أبا عبد الله بن الجلاء وسكن جبل لبنان مدة. حكى عنه: محمد بن عبد الله الرازي، وأحمد بن الحسن، ومنصور بن عبد الله، الإصبهاني، وغيرهم. قال السلمي: كان ينسج الخوص بإحدى يديه لا يدري كيف ينسجه وله آيات وكرامات، تأوي السباع إليه وتأنس به. وقال القشيري: كان كثير) الشأن، له كرامات وفراسة جادة. قال القشيري: قال أبو الحسين القيرواني: زرت أبا الخير التيناتي، فلما ودعته خرج معي إلى باب المسجد فقال: يا أبا الحسين أنا أعلم أنك لا تحمل معك معلوماً، ولكن احمل معك هاتين التفاحتين. قال: فأخذتهما ووضعتهما في جيبي وسرت، فلم يفتح لي بشيء ثلاثة أيام، فأخرجت واحدةً وأكلتها، ثم أردت أن أخرج الثانية فإذا هما في جيبي. فكنت كلما أكلت واحدة وجدتهما بحالهما إلى أن وصلت إلى باب الموصل، فقلت في نفسي إنهما يفسدان علي حال توكلي، فأخرجتهما من جيبي فنظرت،

(25/485)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 486
فإذا فقير مكفوف في عباءة يقول: أشتهي تفاحة. فناولته إياهما. فلما عبرت وقع لي أن الشيخ إنما بعثهما إليه فرجعت فلم أجد الفقير. وقال أبو نعيم الحافظ: ثنا غير واحد ممن لقي أبا الخير يقول أن سبب قطع يده أنه كان عاهد الله أن لا يتناول لشهوة نفسه شيئاً، فرأى يوماً بجبل لكام شجرة زعرور، فأخذ منها غصناً قطعه وأكل من الزعرور، فذكر عهده فرماه. ثم كان يقول: قطعت عضواً من شجرة فقطع مني عضواً. وقال أبو ذر عبد بن أحمد الحافظ: سمعت ابن أبي الخير الأقطع بمصر يقول، وكان صالحاً، وسألته: لم كان أبوه أقطع فذكر أنه كان عبداً أسود قال: فضاق صدري، فدعوت الله فأعتقت، فكنت أجيء إلى الإسكندرية فأحتطب وأتقوت بثمنه. وكنت أدخل المسجد وأقف على الحق. فسهل الله تعالى على لسانهم ما كنت أريد أن أسأل عنه فأحفظه وأعمل به فسمعت مرةً حكاية يحيى بن زكريا عليه السلام وما عملوا به، فقلت في نفسي: إن الله ابتلاني بشيء في يدي صبرت. ثن خرجت إلى ثغر طرسوس، وكنت آكل المباحات، معي جحفة وسيف. وكنت أقاتل العدو مع الناس، فآواني الليل إلى غارٍ، فقلت في نفسي: إني أزاحم الطير في أكل المباحات. فنويت أن لا آكل. فمررت بعد ذلك بشجرة، فقطعت منها شيئاً، فلما أردت أ ن آكلها ذكرت فرميته. ثم دخلت المغارة، فإذا قومٌ لصوص، فلم نلبث أن جاء صاحب الشرطة، فدخل الغار فأخذهم وأخذني معهم.

(25/486)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 487
قال: ثم إنهم قدموني بعد أن قطعوا أيديهم، فلما قدمت قال اللصوص: لم يكن هذا الأسود معنا. وكان أهل الثعر يعرفوني. فغطى الله تعالى عنهم أمري حتى قطعوا يدي. فلما مدوا رجلي قلت: يا رب، هذه يدي قطعت لعقدٍ عقدته، فما بال رجلي قال: فكأنه كشف عنهم فقالوا: هذا أبو الخير. واغتموا لي. فلما أرادوا أن يغمسوا يدي في الزيت امتنعت وخرجت، وبت بليلة عظيمة، ونمت فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله فعلوا بي وفعلوا. فأخذ يدي المقطوعة فقبلها، فأصبحت لا أجد ألم الجرح.) صلى أبو الخير بأصحابه يوماً، فلما سلم قال رجلٌ: لحن الشيخ. فلما كان نصف الليل خرج الرجل ليبول، فرأى أسداً والشيخ يطعمه، فغشي على الرجل. فقال الشيخ: منهم من يكون لحنه في قلبه، ومنهم من يلحن بلسانه. رواها أبو سعد السمان الحافظ عن جماعة من شيوخه. ورواها الحاكم عن أبي عثمان المغربي، وذكرها أبو القاسم القشيري في الرسالة. وقال أبو ذر الحافظ: سألت عيسى كيف حديث السبع فقال: كان أبي يخرج خارج الحصن وثم آجامٌ كثيرة وسباع. وكان أبي يضرب السبع ويقول: لا تؤذي أصحابي. فلما كان ذات يومٍ قال لي: ادخل القرية فأتنا بعيشٍ فتركت ما أمرني به واشتغلت باللعب مع الصبيان وجئته العشاء، فغضب وقال: لأبيتنك في الأجمة. فأخذني تحت إبطه وحملني إلى أجمةٍ بعيدة لا أهتدي للطريق منها، ورماني ورجع. فلم أزل أبكي وأصيح، ثم أخذني النوم فانتبهت سحرا، فإذا أنا بالسبع إلى جنبي وأبي قائمٌ يصلي. فلما فرغ قال للسبع: قم فإن رزقك على الساحل. فمضى السبع.

(25/487)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 488
وقال السلمي: سمعت منصور بن عبد الله الإصبهاني يقول: سمعت أبا الخير الأقطع يقول: دخلت مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم وأنا بفاقة، فأقمت خمسة أيام مت ذقت ذواقاً، فتقدمت إلى القبر، وسلمت على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى أبي بكر وعمر وقلت: أنا ضيفك الليلة يا رسول الله. قال: ونمت حلف المنبر، فرأيت في المنام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر عن يمينه وعمر عن شماله، وعلي بين يديه. فحركني علي وقال: قم قد جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقمت إليه وقبلت بين عينيه، فدفع إلي رغيفاً فأكلت نصفه، وانتبهت، فإذا في يدي نصف رغيف. قال السلمي: سمعت جدي إسماعيل بن بجير يقول: دخل على أبي الخير الأقطع بعض البغداديين وقعدوا يتكلمون بشطحهم فضاق صدره، فخرج. فلما خرج جاء السبع فدخل البيت فسكنوا، وانضم بعضهم إلى بعض، فدخل أبو الخير فقال: أين تلك الدعاوى وعن أبي الحسين بن زيد قال: ما كنا ندخل على أبي الخير وفي قلبنا سؤال إلا تكلم علينا في ذلك الموضع. ومن كلامه رضي الله عنه قال: ما بلغ أحدٌ إلى حالة شريفة إلا بملازمة الموافقة، ومعانقة الأدب وأداء الفرائض، وصحبة الصالحين، وخدمة الفقراء الصادقين. وقال: حرامٌ على قلبٍ مأسور بحب الدنيا أن يسيح في روح الغيوب.

(25/488)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 489
وقال السلمي: سمعت أبا الأزهر بقول: عاش أبو الخير مائة وعشرين سنة، ومات سنة تسعٍ وأربعين وثلاثمائة، أو قريب من ذلك، رحمه الله ورضي عنه)

(25/489)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 5
5 (الطبقة السادسة والثلاثون)

1 (الأحداث من سنة إلى)

4 (حوادث سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة)
فيها نقلت سنة خمسون وثلاثمائة من حيث المغلاّت في سنة إحدى وخمسين الخراجية. وكتب الصابي كتاباً عن المطيع في المعنى، فمنه: أنّ السنة الشمسية ثلاثمائة وخمسة وستون يوماً وربع بالتقريب، وأنّ الهلالية ثلاثمائة وأربعة وخمسين يوماً وكسر، وما زالت الأمم السالفة تكبس زيادات السنين على اختلاف مذاهبها. وفي كتاب الله شهادة بذلك. قال الله تعالى: ولبثوا في كهفهم ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعاً. فكانت هذه الزيادة بإزاء ذلك.

(26/5)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 6
فأما الفرس فإنّهم أجروا معاملاتهم على السنة المعتدلة التي شهورها اثني عشر شهراً، وأيامها ثلاثمائة وستون يوماً، ولقّبوا الشهور إثني عشر لقباً، وسمّوا الأيام بأسامي، وأفردوا الأيام الخمسة الزايدة وسمّوا المشرقة، وكسبوا الربع في كل مائة وعشرين سنة شهراً، فلما انقرض ملكهم بطل ذلك. وذكر كلاماً طويلاً حاصله تعجيل الخراج وحساب أيام الكسر. قال ثابت بن سنان: ودخلت الروم عين زربه مع الدمستق في مائة وستين ألفاً، وهي في سفح جبل مطل عليها، فصعد بعض جيشه الجبل، ونزل هو على بابها، وأخذوا في نقب الصور، فطلبوا الأمان، فأمنهم، وفتحوا له، فدخلها وقدّم جيشاً منهم، ونادى بأن يخرج جميع من في البلد إلى الجامع. فلما أصبح بثّ رجاله وكانوا ستين ألفاً فكل من وجدوه في منزله قتلوه، فقتلوا عالماً لا يحصى، وأخذوا جميع ما كان فيها. وكان من جملة ما أخذوا أربعون ألف رمح. وقطع لعنه الله من حوالي البلد أربعين ألف نخلة، وهدم البيوت وأحرقها. ونادى: من كان في الجامع فليذهب حيث شاء، ومن أمسى فيه قتل، فازدحم الناس في أبوابه، ومات جماعة ومرّوا على وجوههم حفاة عراة لا يدرون أين يذهبون، فماتوا في الطرقات جوعاً وعطشاً، وأخرب السّور والجامع، وهدم حولها أربعة وخمسين حصناً، أخذ منها بالأمان جملة ومنها بالسيف. انتهى قول ثابت.

(26/6)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 7
ولما عاد إلى بلاده أعاد سيف الدولة عين زربه إلى بعض ما كانت، وظنّ أنّ الدمستق لا يعود إلى البلاد في العام فلم يستعد، فبينا هو غافل وإذا بالدّمستق قد دهمه ونازل حلب ومعه ابن أخت الملك، فخرج إليه وحاربه، والدمستق في مائتي ألف بالرجالة وأهل إحصار، فلم يقو) به سيف الدولة وانهزم في نفر يسير. وكانت داره بظاهر حلب، فنزلها الدمستق وأخذ منها ثلاثمائة وتسعين بدرة دراهم، وألفاً وأربع مائة بغل، ومن السلاح ما لا يحصى، فنهبها ثم أحرقها، وملك ربض حلب. وقاتله أهل حلب من وراء السور، فقتلوا جماعة من الروم، فسقطت ثلمة من السور على جماعة من أهل حلب فقتلتهم، فأكبّت الروم على تلك الثلمة، فدافع المسلمون عنها، فلما كان الليل بنوها، ولما أصبحوا صعدوا عليها وكبّروا، فعدل الروم عنها إلى جبل جوشن فنزلوا به، ومضى رجالة الشرط بحلب إلى بيوت الناس فنهبوها، فقيل لمن على السور: إلحقوا منازلكم، فنزلوا وأخلوا السور، فسورته الروم ونزلوا ففتحوا الأبواب ودخلوها، فوضعوا السيف في الناس حتى كلّوا وملّوا، وسبوا أهلها وأخذوا ما لا يحصى، وأخربوا الجامع، وأحرقوا ما عجزوا عن حمله، ولم ينج إلاّ من صعد القلعة. ثم ألحّ ابن أخت الملك في أخذ القلعة، حتى أنه أخذ سيفاً وترساً وأتى إلى القلعة، ومسلكها ضيّق لا يحمل أكثر من واحد، فصعد وصعدوا خلفه. وكان في القلعة جماعة من الديلم، فتركوه حتى قرب من الباب

(26/7)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 8
وأرسلوا عليه حجراً أهلكه، فانصرف به خواصّه إلى الدّمستق، وكان قد أسر من أعيان حلب ألفاً ومائتين فضرب أعناقهم بأسرهم، وردّ إلى أرض الروم ولم يرد أهل القرى، وقال لهم: ازرعوا فهذا بلدنا، وبعد قليل نعود إليكم. وفيها كتبت الشيعة ببغداد على أبواب المساجد لعنة معاوية ولعنة من غضب فاطمة حقها من فدك، ومن منع الحسن أن يدفن مع جدّه، ولعنة من نفى أبا ذر. ثم إنّ ذلك محي في الليل، فأراد معزّ الدولة إعادته، فأشار عليه الوزير المهلّبي أن يكتب مكان ما محي: لعن الله الظالمين لآل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصرحوا بلعنة معاوية فقط. وفيها أسرت الروم أبا فراس بن سعيد بن حمدان من منبج وكان واليها.

(26/8)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 9
1 (الوفيات)
وفيها توفي الوزير أبو محمد الحسن بن محمد بن هارون المهلبي من بني المهلب بن أبي صفرة. أقام في وزارة معز الدولة ثلاث عشرة سنة. وكان فاضلاً شاعراً فصيحاً نبيلاً سمحاً جواداً حليماً ذا مروءة وأناة. عاش أربعاً وستّين سنة، وصادر معزّ الدولة أولاده من بعده، ثم استوزر أبا الفضل العبّاس ابن) الحسن الشيرازي. وفيها توفّي المحدّث أبو محمد دعلج بن أحمد بن دعلج السجستاني المعدّل نزيل بغداد. والشيخ أبو بكر محمد بن الحسن بن زياد النقّاش المقريء صاحب التفسير. وشيخ وقته أبو بكر محمد بن داود الدّقي الدينوري الزاهد نزيل الشام.

(26/9)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 10

(26/10)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 11
4 (أحداث سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة)
يوم عاشورا. قال ثابت: ألزم معزّ الدولة الناس بغلق الأسواق ومنع الهراسين والطبّاخين من الطبيخ، ونصبوا القباب في الأسواق وعلّقوا عليها المسوح، وأخرجوا نساء منشّرات الشعور مضجّات يلطمن في الشوارع ويقمن المآتم على الحسين عليه السلام، وهذا أول يوم نيح عليه ببغداد. وفيها قلد القضاء بالعراق أبو البشر عمر بن أكثم على أن لا يأخذ رزقاً، وصرف ابن أبي الشوارب. وفيها قتل ملك الروم، وصار الدمستق هو الملك واسمه نقفور. وفيها أصاب سيف الدولة فالج في يده ورجله، وكان دخل الروم ووصل إلى قريب، ثم عاد، وكان هبة الله ابن أخيه ناصر الدولة عنده بحلب، ثم إنه قتل رجلاً من أعيان النصارى، وساق إلى أبيه إلى الموصل.

(26/11)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 12
وفي ثامن عشر ذي الحجة عمل عيد غدير خم وضربت الدبادب، وأصبح الناس إلى مقابر قريش للصلاة هناك، وإلى مشهد الشيعة. قال ثابت بن سنان: وأنفذ بعض بطارقة الأرمن إلى ناصر الدولة بن حمدان رجلين ملتصقين عمرهما خمس وعشرون سنة ومعهما أبوهما، والإلتصاق كان في معدة الجنب، ولهما بطنان وسرتّان ومعدتان، ويختلف أوقات جوعهما وعطشهما وبولهما، ولكلّ واحد كتفان وذراعان ويدان وفخذان وساقان وإحليل وكان أحدهما يميل إلى النساء والآخر إلى المرد. قال القاضي التنوخي: ومات أحدهما وبقي أياماً فأنتن، وأخوه حيّ، وجمع ناصر الدولة الأطباء على أن يقدروا على فصلهما فلم يمكن، ثم مرض الحيّ من رائحة الميت فمات.
1 (الوفيات)
وفيها توفيت خولة أخت سيف الدولة بحلب، وهي التي رثاها المتنبّي بقوله:)
(يا أخت خير أخ يا بنت خير أب .......... كناية بهما عن أشرف النّسب)

(26/12)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 13
4 (أحداث سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة)
عمل ببغداد يوم عاشوراء كعام أول إلى الضحى، فوقعت فتنة عظيمة بن السنّة والرافضة، وجرح جماعة ونهب الناس. وفيها نزل الدمستق على المصيصة في جيش ضخم، فأقام أسبوعاً ونقب السور في أماكن، وقاتله أهلها فضاقت بهم الأسعار، ثم رحل عنها بعد أن أهلك الضياع، وإنّما رحل لشدّة الغلاء فإنّ القحط كان بالشام والثغور. وفيها بعثت القرامطة إلى سيف الدولة يستهدونه حديداً، فاشترى لهم شيئاً كثيراً منه أبواب الرّقة، وحمل إليهم في الفرات، ثم في البريّة إلى هجر. وفيها خرج معزّ الدولة إلى الموصل غضباناً على ناصر الدولة، فلما

(26/13)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 14
وصل في الماء إلى بلد كان قد لحقه برد شديد، فخلّف بالموصل جماعة من الأتراك لحفظ البلد، وقصد نصيبين، فسار ناصر الدولة إلى ميّافارقين، فساق وراءه طائفة فخرج عن ميافارقين، ولا يدري أين ذهب، فرجعت الطائفة إلى معزّ الدولة. ثم جاء ناصر الدولة إلى الموصل واقتتل مع من فيها، فظهر وانتصر، فاستأمن إليه الدّيلم، واستأسر جميع الترك، وأخذ حواصل معزّ الدولة ونقله، فسار معزّ الدولة يريد الموصل، وجرت لهم فصول ثم اصطلحوا، وعاد معزّ الدولة إلى بغداد خائباً. وفيها جاء الدمستق إلى طرسوس وأهدى هدايا إلى سيف الدولة، فاحتفل وجلس على سرير وعلى رأسه تاج. وفيها عمل لسيف الدولة خيمة عظيمة، ارتفاع عمودها خمسون ذراعاً.
1 (الوفيات)
وفيها توفي بندار بن الحسين الشيرازي الزاهد العارف بأزّجان.

(26/14)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 15
وأبو بكر محمد بن أحمد بن خروف المحدّث بمصر. والحافظ أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن حمزة الأصبهانيّ بها. والحافظ أبو عليّ سعيد بن عثمان بن السكن البغدادي بمصر. والمحدّث أبو القاسم عليّ بن يعقوب بن أبي الغوث الدمشقيّ بها.) وأبو علي محمد بن هارون بن شعيب الأنصاري بدمشق. وأبو عيسى بكار بن أحمد، أحد القرّاء المتقنين ببغداد.

(26/15)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 16

(26/16)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 17
4 (أحداث سنة أربع وخمسين وثلاثمائة)
فيها عمل يوم عاشوراء ببغداد مأتم الحسين كالعام الماضي. وفيها وثبت غلمان سيف الدولة على غلامه نجا الكبير وضربوه بالسيوف، وكان أكبر غلمانه ومقدّم جيشه. وسار سيف الدولة إلى خلاط فملكها وكانت لنجا. وفيها توفّيت أخت معزّ الدولة ببغداد، فنزل المطيع في طيّارة إلى دار معزّ الدولة يعزيه، فخرج إليه معزّ الدولة ولم يكلّفه الصعود من الطيّارة، وقبّل الأرض مرّات، ورجع الخليفة إلى داره. وفيها بنى نقفور ملك الروم قيسارية، بناها قريباً من بلاد المسلمين

(26/17)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 18
وسكنها ليغير كل وقت، وترك أبناءه بالقسطنطينية، فبعث أهل طرسوس والمصيصة إليه يسألوه أن يقبل منهم حملاً كل سنة، وينفذ إليهم نايباً له يقيم عندهم، فأجابهم، ثم رأى أنّ أهل البلاد قد ضعفوا جدّاً وأنّهم لا ناصر لهم، وأنّهم من القحط قد أكلوا الميتة والكلاب، وأنّه يخرج كل يوم من طرسوس ثلاثمائة جنازة، فبدا له في الإجابة، ثم أحضر رسولهم وقال: مثلكم مثل الحيّة في الشتاء إذا لحقها البرد ضعفت وذبلت حتى يظنّ الظانّ أنّها ميّتة، فإذا أخذها إنسان وأحسن إليها ودفّاها انتعشت ولذعته قتلته، وأنا إن أترككم حتى تستقيم أحوالكم تأذّيت بكم، ثم أحرق الكتاب على رأس الرسول فاحترقت لحيته، وقال: قم، ما لهم عندي إلاّ السيف. ثم سار بنفسه إلى المصّيصة ففتحها بالسسيف في رجب، وقتل وسبي وأسر ما لا يحصى، ثم سار إلى طرسوس فحاصرها، فطلب أهلها أماناً، فأعطاهم، ففتحوا له، فدخلها، ولقي أهلها بالجميل، وأمرهم بالخروج منها وأن يحمل كل واحد من ماله وسلاحه ما أطاق، ففعلوا، وبعث من يخفرهم إلى أنطاكية، وجعل الجامع إصطبلاً لدوابّه، وعمل فيها وفي المصّيصة جيشاً يحفظونهما وأمر بتحصينهما. وقيل رجع جماعة من أهل المصّيصة إليها وتنصّروا. وكان السبب في فتح المصّيصة أنّهم هدموا سورها بالثقوب، فأشار عليهم رجل بحيث أن يخرجوا الأساري ليعطف عليهم الملك نقفور، فأخرجوهم، فعرّفه الأساري بعدم الأقوات،) وأطمعوه في فتحها، فزحف عليها. ولقد قاتل أهلها في الشوارع حتى أبادوا من الروم أربعة آلاف، ثم غلبوهم بالكثرة وقتلوهم وأخذوا من أعيانهم ماية ضربوا رقابهم بإزاء طرسوس، فأخرج أهل طرسوس من عندهم من الأسرى فضربوا أعناقهم على باب البلد، وكانوا ثلاثة آلاف.

(26/18)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 19
وفيها حجّ الركب من بغداد. وفيها توفي شاعر زمانه أبو الطيّب أحمد بن الحسين الجعفي المتنبّي عن نيّف وخمسين سنة، قتل بين شيراز وبغداد وأخذ ما معه من الذهب. ومن بقايا سنة أربع اشتدّ الحصار كما ذكرنا على مدينة طرسوس، وتكاثرت عليهم جموع الروم، وضعفت عزائمهم بأخذ المصّيصة وبما هم عليه من القلّة والغلاء، وعجز سيف الدولة عن نجدتهم، وانقطعت الموادّ عنهم. وطال الحصار وخذلوا، فراسلوا نقفور ملك الروم في أن يسلّموا إليه البلد بالأمان على أنفسهم وأموالهم، واستوثقوا منه بأيمان وشرايط. ودخل طائفة من وكلاء الروم فاشتروا منهم من البزّ الفاخر والأواني المخروطة، واشتروا من الروم دوابّ كثيرة تحملهم، لأنه لم يبق عندهم دابّة إلا أكلوها، وخرجوا بحريمهم وسلاحهم وأموالهم، فوافى فتح الثمليّ من مصر في البحر في مراكب، واتّصل بملك الروم خبره، فقال لأهل طرسوس: غدرتم فقالوا: لا والله لو جاءت جيوش الإسلام كلها، فبعث إلى الثمليّ: يا

(26/19)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 20
هذا لا تفسد على القوم أمرهم، فانصرف، ثم عمل نقفور دعوة لكبار أهل البلد وخلع عليهم، وأعطاهم جملة وخفرهم بجيشه حتى حصّلوا ببغراس، وحصل منهم خمسة آلاف بأنطاكية، فأكرمهم أهلها. ثم دخلت الروم مدينة طرسوس فأحرقوا المنبر وجعلوا المسجد إصطبلاً. وأما سيف الدولة فإنه سار إلى أرزن وأرمينية، وحاصر بدليس وخلاط، وبها أخوا نجا غلامه عصياً عليه، فتملّك المواضع وردّ إلى ميافارقين. وعمد أهل أنطاكية وطردوا نائب سيف الدولة عنهم، وقالوا نداري ببيت المال ملك الروم أو ننزح عن أنطاكية فلا مقام لنا بعد طرسوس، ثمّ إنهم أمروا عليهم رشيق النسيمي الذي كان على طرسوس، فكاتب ملك الروم على حمل الخراج إليه عن أنطاكية، فتقرّر الأمر على حمل أربعمائة ألف درهم في السنة، وجعل على كل رأس من المسلمين والنصارى ثلاثين درهماً والأمر لله.

(26/20)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 21
4 (أحداث سنة خمس وخمسين وثلاثمائة)
) قدم أبو الفوارس محمد بن ناصر الدولة من الأسر إلى ميّافارقين، أخذته أخت الملك لتفادي به، فجاء ستة آلاف فنقّذ سيف الدولة أخاها في ثلاثمائة إلى حصن الهتاخ فلما شاهد بعضهم بعضاً سرّح المسلمون أسيرهم في خمسة فوارس، وسرّح الروم أسيرهم أبا الفوارس في خمسة، فالتقيا في وسط الطريق وتعانقا، ثم صار كل واحد إلى أصحابه، فترجّلوا له وقبّلوا الأرض، ثم احتفل سيف الدولة لابن أخيه وعلم الخيل والمماليك والعدد التامّة، فمن ذلك مائة مملوك بمناطقهم وسيوفهم وخيولهم. وفيها قتل رشيق النسيمي، ويقال: لم يقتل به أصابته هيضة وضعف

(26/21)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 22
وتجري عليه غلام له فأمسك بعنانه فسقط من الفرس ميتاً وقطع رأسه وحمل إلى قرغويه. وتغلّب على أنطاكية وزير الدّيلمي وحارب قرغويه. وطال مقام سيف الدولة بميافارقين فأنفق في سنة وثلاثة أشهر: نيّفاً وعشرين ألف ألف درهم ومائتين وستين ألف دينار. وتمّ الفداء في رجب، فخلّص من الأسر من بين أمير إلى راجل ثلاثة آلاف ومائتان وسبعون نفساً. وتقرّر أمر أربعة أعوام. وأرسل أبو القاسم الحسين بن علي المغربي لتقرير ذلك ومعه هديّة بعشرة آلاف دينار منها ثلاثمائة مثقال مسك، وأنفق سيف الدولة على الفداء ثلاثمائة ألف دينار. ثم قدم حلب وقد عزم دزبر صاحب أنطاكية على منازلة حلب، فقصده سيف الدولة ثم حمل عليه، فهرب دزبر، وقاتل رجّالته أعظم قتال، وسيف الدولة قد شهر سيفه يصيح في الناس، فانتصر وأسر طائفة، وغنم جنده شيئاً كثيراً، وردّ إلى حلب وصادر أعيان الأسرى الأنطاكيّين وأخذ خطوطهم بأموال عظيمة. وهرب دزبر الديلمي إلى بني كلاب فأسلموه، فوسّطه سيف الدولة وأحرقه، وقتل وزراءه وأعوانه، وقطع أيدي جماعة، حتى قيل إنّه قتل نحو الخمسة آلاف رجل. ثم كتب سيف الدولة يبشر ولده أبا المعالي بنصره على دزبر يقول: وقد أنجز الله وعده وأعزّ جنده ونصر عبده وأظفر ممن كان استشرى بالشام أمره، وغمر أهله غشمه وظلمه، دزبر الدّيلمي، ومحمد بن أحمد الأهوازي، وقد استوليا على مدن الشام وكاتباً الديلم من كل صقع، وتجمّع لهما عدد كثير من العرب وخلق من الثغريّين، وجبي الأموال واستغلب بأمر

(26/22)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 23
الفداء مدّة حتى لم يبق بأيدي الكفرة أسير، ولله الحمد.) ثم عبرت الفرات ونظرت في التقويم فوجدت الكسوف فتأمّلته على حسب ما أوجبه علم النجوم والمولد فكان نحساً على أعدائنا، فقصدتهم وهم على مرحلة من حلب بالناعورة، إلى ذكر هزيمتهم، ثم قال: ولا شهدت عسكراً على كثرة مشاهدتي للحرب استولى على جميع رؤسائه وأتباعه مثل هؤلاء، ولا غنم من عسكر مثل ما غنم منهم، وقد كنت ناديت بأن من جاء بدزبر والأهوازي فله كذا وكذا، فتعاقد طوائف على ذلك وجعلوهما وكدهم فأسروهما، وقيّدا، إلى أن قال: ولا شك عندي في أنّ ما أنفق على الفداء نحو ثلاثمائة ألف دينار، فكّ الله بها ثلاثة آلاف وخمسمائة إنسان. وفيها جرت بالرّيّ فتنة هائلة بين ركن الدولة وبين الخراسانية الغزاة فقتل من الفريقين نحو ثلاثة آلاف، وانتهب أهل الرّيّ من الغزاة ألفي جمل محمّلة أمتعة، ثم ظفرت الغزاة ودخلوا الرّيّ وضربوا جوانبها بالنّار، ثم طلب خلق منهم بالموصل، وذهب خلق منهم فوق العشرين ألفاً إلى خويّ وسلماس. وفيها سار طاغية الروم بجيوشه إلى بلد الشام فعاث وأفسد، وأقام به نحو خمسين يوماً، فبعث سيف الدولة يستنجد أخاه ناصر الدولة يقول: إن نقفور قد عسكر بالدرب ومنع رسولنا المغربيّ أن يكتب بشيء وقال: لا أجيب سيف الدولة إلاّ من إنطاكية، ليذهب من الشام فإنّه لنا ويمضي إلى بلده ويهادن

(26/23)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 24
عنه، وإنّ أهل أنطاكية راسلوا نقفور وبذلوا له الطاعة وأن يحملوا إليه مالاً، وإنّه التمس منهم يد يحيى بن زكريا عليهما السلام والكرسيّ، وأن يدخل بيعة أنطاكية ليصلّي فيها ويسير إلى بيت المقدس. وكان الذي جرّ خروجه وأحنقه إحراق بيعة القدس في هذا العام. وكان البترك كتب إلى كافور صاحب مصر يشكو قصور يده عن استيفاء حقوق البيعة، فكاتب متولّي القدس بالشدّ على يده، فجاءه من الناس ما لم يطق رفعه، فقتلوا البترك وحرّقوا البيعة وأخذوا زينتها، فراسل كافور طاغية الروم بأن يردّ البيعة إلى أفضل ما كانت، فقال: بل أنا أبنيها بالسيف. وأما ناص الدولة فكتب إلى أخيه إن أحبّ مسيره إليه سار، وإن أحبّ حفظه ديار بكر سار إليها، وبثّ سراياه، وأصعد سيف الدولة الناس إلى قلعة حلب وشحنها، وانجفل الناس وعظم الغضب، وأخليت نصيبّين.) ثم نزل عظيم الروم بجيوشه إلى منبج وحرّق الربض وخرج إليه أهلها فأقرّهم ولم يؤذهم. ثم سار إلى وادي بطنان. وسار سيف الدولة متأخراً إلى قنسرين، ورجاله والأعراب قد ضيّقوا الخناق على الروم، فلا يتركون لهم علوفة تخرج إلاّ أوقعوا بها، وأخذت الروم أربعة ضياع بما حوت، فراسل سيف الدولة ملك الروم وبذل له مالاً يعطيه إيّاه في ثلاثة أقساط، فقال: لا أجيبه إلاّ أن يعطيني نصف الشام، فإنّ طريقي إلى ناحية الموصل على الشام، فقال سيف الدولة: والله لا أعطيه ولا حجراً واحداً. ثم جالت الروم بأعمال حلب، وتأخّر سيف الدولة إلى ناحية

(26/24)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 25
شيزر، وانكبّ العربان في الروم غير مرّة، وكسبوا ما لا يوصف ونزل عظيم الروم على أنطاكية فحاصرها ثمانية أيّام ليلاً ونهاراً وبذل الأمان لأهلها، فأبوا، فقال: أنتم كاتبتموني ووعدتموني بالطاعة، فأجابوا: إنّما كاتبنا الملك حيث كان سيف الدولة بأرمينية بعيداً عنّا، وظنّنا أنّه لا حاجة له في البلد، وكان السيف بين أظهرنا، فلما عاد سيف الدولة لم نؤثر على ضبط أدياننا وبلدنا شيئاً. فناجزهم الحرب من جوانبها، فحاربوه أشدّ حرب، وكان عسكره معوزاً من العلوفة. ثم بعث نائب أنطاكية محمد بن موسى إلى قرغويه متولّي نيابة حلب بتفاصيل الأمور وبثبات الناس على القتال، وأنّا قد قتلنا جملة من الروم، وأن المسلمين قد أثّروا في الروم وتشجعوا وشطوا للقتال، وأنا ليلي نهاري في الحرب لا أستقرّ ساعة، وأنّ اللعين قد ترحّل عنّا وترك الجسر. وفيها أوقع تقي السيفي بسريّة للروم فاصطلموها، ثم خرج الطاغية من الدروب وذهب. ثم جاء الخبر بأنّ نائب أنطاكية محمد بن موسى الصلحيّ أخذ الأموال التي في الخزائن في أنطاكية معدّة وخرج بها كأنّه متوجّه إلى سيف الدولة، فدخل بلد الروم مرتدّاً، فقيل: كان عزم على تسليم أنطاكية للملك فلم يمكن لاجتماع أهل البلد على ضبطه، فخشي أن ينمّ خبره إلى سيف الدولة فيتلفه، فهرب بالأموال. وفيه قدم الغزاة الخراسانية ميَافارقين فتلقّاهم أبو المعالي بن سيف الدولة وبالغ في إكرامهم بالأطعمة والعلوفات ورئيسهم أبو بكر محمد بن عيسى.

(26/25)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 26

(26/26)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 27
4 (أحداث سنة ست وخمسين وثلاثمائة)
) دخلت الخراسانية فغزوا بلد ابن مسلمة وخرجوا بالسلامة والغنائم، وتصدّر أهل نصيبّين إلى ناصر الدولة بمصادرة العمّال، فأزال ضررهم وردّ إليهم كثيراً من أموالهم، حتى قيل إنّه قال لهم: قد أبحت لكم دماء من ظلمكم. وفيها رجع غزاة خراسان إلى بلادهم، ودخل سيف الدولة إلى حلب ومعه قوم من الخراسانية. ومعهم فيل، فمات الفيل بعد أيام، فاتّهموا أنّ النّصارى سمّته. ومات سيف الدولة في صفر، وبعث بتابوته إلى عند قبر أمه. وكان تقي مولى سيف الدولة أكبر الأمراء، وكان قد أخذ من أنطاكية مالاً كثيراً، حتى ضجّ الناس منه، وشكوه إلى قرغويه الحاجب نائب حلب، فاجتاز بعده عن الشام، فرفق به حتى جاء إلى حلب، ونفّذه مع التابوت المذكور

(26/27)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 28
في سبعمائة فارس وراجل، وقال له: أقم بديار بكر، فإنّها مملكة مفتقرة إلى مثلك. فأجمع رأي أبي المعالي بن سيف الدولة على المجيء إلى حلب فلما وصل تقي بالتابوت إلى ميَافارقين، خرج أبو المعالي منها لتلقّيه، فصعب على تقي، كون القاضي وابن سهل الكاتب وابن حلبه لم يترجّلوا له، فلمّا نزل قبض عليهم، فاضطرب لذلك البلد، فجهّزت والدة أبي المعالي إلى كبار الغلمان ولاطفتهم ففرّقتهم عن تقي، قالوا: ما جئنا لنخرق بابن مولانا ولا لنقاتله، واجتمعوا على مخالفة تقي، فلما أحسّ بذلك سار في حاشيته إلى ناحية أرزن، فلم يمكنه عبور النهر لزيادته، فرجع وتذلّل، فقبض عليه أبو المعالي وقيّده واعتقله بحصن كافا، وأخذ منه سبعة وعشرين ألف دينار وثلاثمائة ألف درهم كانت معه. وفيها قبض على الملك ناصر الدولة بن حمدان ولده تغلب، لأن أخلاقه ساءت، وظلم وعسف وقتل جماعة وشتم أولاده وتزايد أمره، فقبض عليه ابنه بشورة الدولة في جمادى الأول ونفّذه إلى قلعة، ورتب له كل ما يحتاج إليه، ووسّع عليه وقال: هذا قد اختلّ مزاجه. وفي رجب دخل أبو المعالي حلب وفرح الناس به. وفي هذه الأيام نزلت الروم على رعبان، فسار عسكر حلب للكشف

(26/28)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 29
عنها، فدخل ملك الروم، ثم سار عسكر حلب فنزلوا على حصن سرجون فافتتحوه بعد أيام بالسيف بعد حرب عظيم، فأخذوا منه ما لا يوصف، وحصل من السبي خمسة آلاف آدميّ، ثم نازلوا حصن سنّ الحمرا، فافتتحوه وسبوا منه نحو ألف، وأسروا ثلاثمائة علج، وأسروا سرجون لعنه الله، وهو الذي كان أسر أبا فراس بن حمدان فلله الحمد.) وغزت الخراسانية مع لؤلؤ الجراحي من أنطاكية إلى ناحية المصّيصة، فالتقاهم ثلاثة آلاف فارس من الروم، فنصر الله وقتلوا ألفاً من الروم، وأسروا خلقاً، وردّوا بالغنائم إلى أنطاكية، ثم عادوا غزوا فأصلبوا. وسار نحو ألفي فراس من الترك إلى مصر لأنّ كافوراً راسلهم. ودخل الثغر محمد بن عيسى رئيس الخراسانية ومعه ابن شاكر الطرسوسي، فظفروا وغنموا وردّوا بالغنائم. وتأخّر في السقاة محمد بن عيسى وابن شاكر في نحو ثمانمائة فارس، فدهمهم جموع الروم، فقال ابن عيسى: ما أستحلّ أن أولّيهم الدّبر بعد أن قربوا. وسار ابن شاكر يكشفهم فإذا هم فيما يقال في ثلاثين ألفاً، فرجع وقال: لا طاقة لك بهؤلاء، فلم يقبل، والتقاهم وقاتلوا أشد قتال، وأنكوا في الروم نكاية عظيمة، واستشهد عامّة المسلمين. وبقي محمد بن عيسى في مائة وخمسين فارساً، فقال له ابن شاكر: لا تلقي بيدك التهلكة، فقال له فقيه معه: إن وليت الدبر لحقوك وقتلوك وأنت فارّ، فقاتل حتى قتل أكثر أصحابه، ثم أسر محمد بن عيسى، وابن شاكر، ثم ورد الخبر بأنّ ابن عيسى اشترى نفسه بمائة ألف درهم وبمائة وعشرين علجاً كانوا بأنطاكية، وبرطل فصوص فيروزج، وإنّه بعد ذلك غزا العدوّ وظفر.

(26/29)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 30

(26/30)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 31
4 (أحداث سنة سبع وخمسين وثلاثمائة)
فيها مات ناصر الدولة، وقتل أبو فراس الحارث بن سعيد بن حمدان، وكان قد طمع في تملّك الشام، وجاء إليه خلق من غلمان سيف الدولة، وأطمعوه، فصادر أهل حمص وغيرهم، وقتل قاضيهم أبا عمّار، فأخذ من داره ستمائة ألف درهم، فلما أحسّ بأنّ أبا المعالي بن سيف الدولة يقصده سار فنزل على بني كلاب، وخلع عليهم وأعطاهم الأموال، ونفّذ حرمه معهم إلى البرّيّة، ثم سار أبو المعالي وقرغويه الحاجب إلى سلمية، فاستأمن إلى أبي المعالي جماعة من بني عقيل، وتأخّر أبو فراس وقال: قد أخليت لهم البلد، ثم سار قرغويه أحاط به فقاتل أشدّ قتال، وما زال يقاتل وهم يتبعونه إلى ناحية جبل سنير، فتقنطر به فرسه بعد العصر، فقتلوه. وله شعر رايق في الدّرر.

(26/31)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 32
ومات الخادم كافور صاحب مصر وردّ أمرها إلى الملك أبي الفوارس حسين بن علي بن طغج الإخشيدية، فوقع الخلف بن الكافورية وبينه، وتحاربوا وعظم البلاء وقتل بينهم خلق، ثم هزمت الخشيدية الكافورية وطردوهم عن مصر، فصاروا إلى الرملة وفيهم ابن محمد بن رائق، وأبو) منخل، وفنّك، وفاتك الهندي فقدموا على صاحب الرملة الحسن بن عبد الله بن طغج، فلم يقبل عليهم وقال: لا أحارب برغمتي، ثم ضاق بنفقاتهم، فتوجّهوا إلى دمشق ومتولّيها فاتك الإخشيدي، فتمّ بينهم قتال وبلاء. وفي ذي القعدة أقبل عظيم الروم نقفور بجيوشه إلى الشام، فخرج من الدّرب ونازل أنطاكية، فلم يلتفتوا عليه، فهدّدهم وقال: أرحل وأخرّب الشام كلّه وأعود إليكم من الساحل. ورحل في اليوم الثالث ونازل معرّة مصرين، فأخذها وغدر بهم، وأسر منها أربعة آلاف ومائتي نسمة. ثم نزل على معرّة النّعمان فأحرق جامعها، وكان الناس قد هربوا في كلّ وجه إلى الحصون والبراري والجبال المنيعة. ثم سار إلى كفر طاب، وشيزر، ثم إلى حماة وحمص، فخرج من تبقّى فيها، فأمّنهم ودخلها، فصلّى في البيعة، وأخذ منها رأس يحيى بن زكريا، وأحرق الجامع. ثم سار إلى عرقة فافتتحها.

(26/32)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 33
ثم سار إلى طرابلس، فأخذ بعضها. وأقام في الشام أكثر من شهرين وربع، فأرضاه أهل أنطاكية بمال عظيم.

(26/33)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 34

(26/34)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 35
4 (أحداث سنة خمس وخمسين وثلاثمائة)
أقيم المأتم يوم عاشوراء ببغداد على العادة. وفيها ورد الخبر بأن ركب الشام ومصر والمغرب أخذوا وهلك أكثرهم، ووصل الأقلّ إلى مصر، وتمزّق الناس كلّ ممزّق، فلا حول ولا قوة إلاّ بالله، أخذ تهم بنو سليم، وكان ركباً عظيماً يمدّه نحو عشرين ألف، جمل معهم الأمتعة والذهب، فما أخذ لقاضي طرسوس المعروف بالخواتيمي عشرون ألف دينار. وفيها سار جيش من خراسان بضعة عشر ألفاً إلى غزو الروم، فأتوا الرّيّ، فبعث إليهم ركن الدولة إقامات كثيرة فلما كان في يوم من الأيام ركب هؤلاء الغزاة إلى منازل قوّاد ركن الدولة، فقتلوا من جدوا من الدّيلم، ونهبوا دار أبي الفضل بن العميد وزير ركن الدولة، فظفر بهم وقتل منهم نحو ألف وخمسمائة، فانهزموا على طريق أذربيجان، ثم قدموا الموصل إلى الشام فغزوا في الروم.)

(26/35)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 36

(26/36)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 37
4 (أحداث سنة ست وخمسين وثلاثمائة)
عملت الرافضة يوم عاشوراء ببغداد وناحت. وفيها مات معزّ الدولة بن بويه، وولي إمرة العراق ابنه عزّ الدولة بختيار ابن أحمد بن بويه. قال القاسم التنوخي: حدّثني الحسين بن عثمان الفارقي الحنبلي، قال: كنت بالرملة في سنة خمس وخمسين، فقدمها أبو علي القرمطيّ القصير الثياب، يعني الذي ملك الشام، فقرّبني، فكنت ليلة عنده، فقال بديهاً:
(ومجدولة مثل صدر القناة .......... تعرت وباطنها مكتسي)

(لها مقلة هي روح لها .......... وتاج على هيئة البرنس)

(26/37)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 38
(إذا غازلتها الصّبا حرّكت .......... لساناً من الذّهب الأملس)

(فنحن من النور في أسعد .......... وتلك من النار في أنحس)
وفي المجلس أبو نصر بن كشاجم، فقبّل الأرض وزاد فيها.
(وليلتنا هذه ليلة .......... تشاكل أشكال أقليدس)

(فيا ربّة العود غنّي الغنا .......... ويا حامل الكاس لا تنعس)

(26/38)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 39
4 (أحداث سنة سبع وخمسين وثلاثمائة)
عملت الرافضة يوم عاشورا بالنّوح وتعليق المسوح، وعيّدوا يوم الغدير وبالغوا في الفرح. ولم يحجّ أحد من الشام ولا مصر. وفيها كانت فتنة الأمير أبي الحسن محمد بن المستكفي بالله عبد الله بن المكتفي بالله على ابن المعتضد العبّاسي لما خلع أبوه المستكفي وسمل، وهرب هو ودخل الشام ومصر وأقام هناك عند كافور الإخشيدي، فلاذ به جماعة وأطمعوه في الأمر وقالوا: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: المهدي من بعدي بواطيء اسمه اسمي واسم أبيه واسم أبي وإن أنت قدمت بغداد بايعك الديلم، فتوجّه إلى بغداد بايعك الديلم، فتوجّه إلى بغداد ثم دخلها سّراً وبايعه جماعة من الديلم في هذه

(26/39)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 40
السنة، فاطّلع الملك عز الدولة بختيار ابن معزّ الدولة على ذلك، وكان قد ادّعى أنّ والده نصّبه للخلافة من بعده، فصحبه من أهل بغداد خلق كثير من رؤسائها وأعيانها وبايعوه سرّاً، منهم أبو القاسم إسماعيل بن محمد المعروف بزنجي، وترتّب له وزيراً، فقبض عليه عزّ الدولة ثم جدع أنفه وقطع شفته العليا وشحمتي أذنيه، وسجن بدار الخلافة، وكان معه) أخوه علي وأنّهما هربا من الدار في يوم عيد، واختلطا بالنّاس، ومضيا إلى ما وراء النهر. وروى المتنبيّ من شعره، وله شعر وأدب، ومات بخراسان خاملاً. ووصل ملك الروم لعنهم الله إلى حمص وملكوها بالأمان، وخافهم صاحب حلب أبو المعالي بن سيف الدولة، فتأخّر عن حلب إلى بالس وأقام بها الأمير قرغويه، ثم ذهب أبو المعالي إلى ميَافارقين لما تفرّق عنه جنده، وصاروا إلى ابن عمّه صاحب الموصل أبي تغلب، فبالغ في إكرامهم، ثم ورد أبو المعالي إلى حلب فلم يمكّن من دخولها واستضعفوه، وتشاغل بحبّ جارية، فردّ إلى سروج فلم يفتحوها له، ثم إلى حرّان فلم يفتحوا لنه أيضاً، واستنصر بابن عمّه أبي تغلب، فكتب إليه يعرض عليه المقام بنصيبّين، ثم صار إلى ميَافارقين في ثلاثمائة فارس وقلّ ما بيده. ووافت الروم إلى ناحية ميَافارقين وأرزن يعبثون ويقتلون، وأقاموا ببلد الإسلام خمسة عشر يوماً ورجعوا بما لا يحصى. وكان الحج في هذا العام صعباً إلى الغاية لما لحقهم من العطش والقتل، مات من حجّاج خراسان فوق الخمسة آلاف، وقيل بل ثلاثة آلاف

(26/40)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 41
بالعطش، فلما حصلوا بمكة خرج عليهم الطلحيّون والبكريّون فوضعوا في الحجيج السيف، وأخذوا الركب بما حوى، ولم يحجّ من مصر ولا الشام أحد. وكان حجّاج المغرب خلقاً، فرجع معهم خلق من التجار فأخذوا، فيقال إنّه أخذ لتاجر فيها متاع بنحو مائتي ألف دينار، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون. وفي آخر العام جاءت القرامطة من البرّيّة وتوثّبوا على دمشق فملكوها، وساروا إلى الرملة، فالتقاهم الحسن بن عبد الله الإخشيدي فهزموه، ثم قاتلوا أهل الرملة أشدّ قتال، واستباحوها بعد يومين، ثم إنّ أهلها دافعوا عن نفوسهم بمائة وعشرين ألف دينار، وسبوا من أعمال الرملة عشرة آلاف نسمة، وعزموا على قصد مصر ليملكوها، فجاء العبيديّون فأخذوها، وقامت دولة الرفض في الأقاليم: المغرب ومصر والعراق وغير ذلك.

(26/41)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 42

(26/42)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 43
4 (أحداث سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة)
أقامت الرافضة الشعار الجاهليّ يوم عاشورا ويوم الغدير. وكان ببغداد قحط واسع، الكرّ بتسعين ديناراً. وأغارت الروم بالسام فقتلوا وسبوا، وبدّعوا في حمص، والثغور، وقتلوا خلائق.) وفيها ملك جوهر القائد ديار مصر، وخطب لبني عبيد. وحجّ بالناس من العراق أبو أحمد الموسوي والد المرتضى. وفيها ولي إمرة دمشق الحسن بن عبد الله بن طغج الإخشيدي، فأقام

(26/43)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 44
شهراً ورحل في شعبان، فاستناب بها شموّل الكافوري، ثم سار إلى الرملة فالتقى العبيديّين في ذي الحجّة بالرملة، فانهزم جيشه وأخذ أسراً، وحمل إلى المغرب إلى المعزّ. وأمّا ابن سيف الدولة فإنّ جند حلب عصوه، فجاء من ميَافارقينونازل حلب، وبقي القتال عليها مدّة. واستولى على أنطاكية الرغيليّ، رجل شاطر، فجاءت الروم فنزلوا على أنطاكية، وأخذوها في ليلة، وهرب الرعيليّ من باب البحر هو وخمسة آلاف إنسان، فنجوا إلى الشام، وكان أخذها في ذي الحجّة، وأسر أهلها، وقتل جماعة من أكابرها. وفيها جاء القائد جعفر بن فلاح إلى دمشق فحاربه أميرها ابن أبي يعلى الشريف، فانهزم الشريف ثم أسره جعفر وتملّك دمشق.

(26/44)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 45
4 (أحداث سنة تسع وخمسين وثلاثمائة)
أقامت الشيعة ببغداد مأتم عاشوراء. وجاء الخبر في المحرّم أنّ الروم لعنهم الله وردوا مع نقفور، فأحاطوا بأنطاكية، وملكوها بالأمان فيما أحسب، فأخرجوا أهلها، فأطلعوا العجائز والشيوخ والأطفال وقالوا: أمضوا حيث شئتم. وأخذوا الشباب والصّبايا والغلمان سبياً، فكانوا أكثر من عشرين ألفاً. وكان نفقور قد عتا وتجبّر وقهر البلاد وعظمت هيبته، وتزوّج امرأة الملك الذي قبله على كره منها، وكان لها ولدان، فأراد أن يخصيهما ويهديهما للبيعة ويستريح منهما لئلاّ يملّكا، فعلمت زوجته بذلك، فأرسلت إلى الدّمستق ليأتي إليها في زيّ النساء ومعه جماعة في زي النساء فجاءوا وباتوا عندها ليلة الميلاد فقتلوه، وأجلس في الملك ولدها الأكبر.

(26/45)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 46
وفي ذي الحجّة أنقضّ بالعراق كوكب عظيم أضاءت منه الدنيا حتى صار كأنّه شعاع الشمس، وسمع بعد أنقضاضه صوت كالرّعد الشديد. وحجّ بالناس من بغداد أبو أحمد النقيب والد المرتضى والرّضى.

(26/46)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 47
4 (أحداث سنة ستين وثلاثمائة)
) أقامت الرافضة رسم يوم عاشورا من النّوح واللطم والبكاء وتعليق المسوح وغلق الأسواق، وعملوا العيد والفرح يوم الغدير، وهو ثامن عشر ذي الحجّة. وفي أول صفر لحق بالمطيع لله سكنة، آل الأمر فيها إلى استرخاء جانبه الأيمن وثقل لسانه. وفيها تقلد قضاء القضاة أبو أحمد بن معروف وقبل شهادة أبي سعيد الحسن بن عبد الله السيرافي ولاّه القضاء على الجانب الشرقيّ من بغداد.

(26/47)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 48
ووثبت العامّة بالمطهّر بن سليمان، ونسبوه إلى القول بخلق القرآن. وفي صفر أعلن المؤذّنون بدمشق بحيّ على خير العمل، بأمر جعفر بن فلاح نائب دمشق للمعزّ بالله، ولم يجسر أحد على مخالفته. وفي جمادى الآخرة أمرهم بذلك في الإقامة، فتألّم الناس لذلك، فهلك لعامه، والله أعلم.

(26/48)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 49
4 (وفيات سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة)
أحمد بن إبراهيم بن جامع أبو العباس المصري السكّري. سمع: مقداد بن داود الرعيني، ويحيى بن عثمان بن صالح، وأحمد بن محمد بن رشدين، وعلي بن عبد العزيز البغوي، وجماعة من طبقتهم. وعنه: ابن مندة، وأبو محمد بن النّحَاس، وأحمد بن محمد الحاجّ الإشبيليّ، ومحمد بن إبراهيم بن غالب التّمار، والحسين بن ميمون الصّفّار. أحمد بن محمد بن خليع البغدادي نزيل مصر. سمع: بشر بن موسى الأسديّ، وغيره. قال الخطيب: كان ثقة مجوّداً. أحمد بن محمد بن أبي دارم أبو بكر التميمي الكوفي، توفّي في المحرم. سمع: إبراهيم القصّار، وأحمد بن موسى الحمّاد، وموسى بن هارون وخلقاً.

(26/49)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 50
رافضي وعنه: الحاكم، وابن مردويه، ويحيى المزنيّ، والحيريّ. أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي الموت أبو بكر المكيّ. سمع: علي بن عبد العزيز، ويوسف بن يزيد القراطيسي، والقاسم بن الليث الرسعني، وأحمد بن زغية، ومحمد بن علي الصايغ. وعنه: أبو محمد بن النّحَاس، ومحمد بن نظيف، وأبو العباس أحمد بن الحاجّ، وآخرون.) توفّي في ربيع الآخر، وله تسعون سنة بمصر. أحمد بن محمد بن عبد الله القاضي أبو الحسين النيسابوري الحنفي، قاضي الحرمين وشيخ الحنفية في زمانه. ولي قضاء الحرمين بضع عشرة سنة، ثم قدم نيسابور وتقلّد قضاءها، وبها توفّي وله سبعون سنة. تفقّه علي: أبي الحسن الكرخي، وأبي طاهر بن الدّبّاس، وبرع في المذهب وسمع: أبا خليفة، والحسن بن سفيان، وولي أيضاً قضاء الموصل، وقضاء الرملة. روى عنه أبو عبد الله الحاكم. وقال أبو إسحاق الشيرازي: به وبأبي سهل الزجاجي تفقّه فقهاء نيسابور من أصحاب أبي حنيفة.

(26/50)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 51
وقال الحاكم: سمعت أبا بكر الأبهريّ المالكي شيخ الفقهاء ببغداد بلا مدافعة يقول: ما قدم عليها من الخراسانيين أفقه من أبي الحسين النيسابوري. إبراهيم بن علي بن عبد الله الأعلى أبو إسحاق الهجيمي البصري. توفّي في آخر السنة. سمع: جعفر بن محمد بن شاكر، وعبد الرحيم بن دنوقا، والحسن بن محمد بن أبي معشر، وعبيد بن عبد الواحد، ومحمد بن يونس، وجماعة. وعنه: طلحة بن يوسف المؤذّن، وأبو بكر محمد بن الفضل البابسيري، وأبو سعيد محمد بن علي النقّاش، وجماعة. وكان معمّراً من أبناء المائة، وهو مقبول الحديث. قال الرازي في مشيخته: سمعت عبد الرحيم بن أحمد البخاري يقول: رأى أبو إسحاق الهجيمي أنّه تعمّم، فدوّر على رأسه مائة وثلاث دورات، فعبّر له أنّه يعيش مائة وثلاث سنين، فلم يحدّث حتى بلغ المائة، ثم حدّث فقرأ القاريء وأراد أن يختبر عقله:
(إنّ الجبان حتفه من فوقه .......... كالكلب يحمي جلده بروقه)
فقال الهجيمي: كالثور، فإنّ الكلب لا روق له، ففرحوا بصحّة عقله.

(26/51)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 52
إسماعيل بن بدر بن إسماعيل بن زياد أبو بكر القرطبي.) سمع: بقيّ بن مخلد، ومحمد بن وضّاح، ومطرّف بن قيس، والخشنيّ، وعبد الله بن مسرّة. إلاّ أنّ صناعة الشعر غلبت عليه وطارت باسمه وكانت به ألصق. وطال عمره إلى أن سمع بعض الناس منه وتسهّلوا فيه، وولّي أحكام السوق فحمدوا أمره فيها، وتوفيّ في هذه السنة، قاله ابن الفرضي. قلت: هو آخر من روى في الدنيا عن بقيّ. الحسن بن إسحاق بن يليل أبو سعيد المغربي القاضي. سمع بدمشق: محمد بن عون، ومحمد بن خريم، وببغداد: يوسف القاضي، وبمصر: أبا عبد الرحمن الشامي السنائي. روى عنه: عليّ بن المهذّب التنوخي، وجماعة. بقي إلى هذا العام. الحسن بن علي بن الفضل أبو بكر المعافري ابن كبّه. الحسن بن محمد بن هارون الوزير أبو محمد المهلّبي. توفي سنة إحدى، وقيل سنة اثنتين وخمسين. وقد ذكرته سنة أثنتين وخمسين. الحسن بن محمد بن يحيى بن حسن بن جعفر بن عبد الله بن الحسين ابن زين العابدين علي بن الحسين الحسيني.

(26/52)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 53
حدّث ببغداد في هذا العام عن جدّه يحيى بكتاب الأنساب، وكان شريفاً كبير القدر جليلاً. الحسين بن الفتح أبو عليّ النيسابوريّ الفقيه الشافعي. سمع: الفريابي وغيره. وعنه: يوسف الميانجي، وابن جميع، وأبو محمد بن النّحَاس المصري. دعلج بن أحمد بن دعلج أبو محمد السجزي الفقيه المعدّل. ولد سنة ستين ومائتين أو قبلها. وسمع بعد الثمانين من: علي بن عبد العزيز بمكة، وهشام بن علي السّيرافي، وعبد العزيز بن معاوية بالبصرة، ومحمد بن أيّوب، وابن الجنيد بالرّيّ، ومحمد بن إبراهيم البوسنجي وقشمرد، ومحمد بن عمرو الحرشيّ، وطائفة بنيسابور، وعثمان بن سعيد الدارميّ وغيره بهراة، ومحمد بن غالب،

(26/53)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 54
ومحمد بن رمح البزّاز، ومحمد بن سليمان الياغندي، وخلقاً ببغداد وغيرها.) وعنه: الدارقطني، والحاكم ابن رزقويه، وأبو عليّ بن شاذان، وأبو إسحاق الإسفرائيني، وعبد الملك بن بشران، وخلق. وقال الحاكم: أخذ عن ابن خزيمة الصنّفات، وكان يفتي بمذهبه، وكان شيخ أهل الحديث، له صدقات جارية على أهل الحديث بمكة والعراق وسجستان. سمعته يقول: تقدّم ليلة إليّ بمكة ثلاثة فقالوا: أخ لك بخراسان قتل أخانا ونحن نقتلك به. فقلت: أتقوا الله فإنّ خراسان ليست بمدينة واحدة، فلم أزل أداريهم إلى أن اجتمع الناس وخلّوا عنّي، فهذا سبب انتقالي من مكة إلى بغداد. وقال الحاكم: سمعت الدارقطني يقول: صنفت لدعلج المسند الكبير، فكان إذا شكّ في حديث ضرب عليه، ولم أر في مشايخنا أثبت منه وسمعت عمر البصري يقول: ما رأيت ببغداد فيمن انتخبت عليهم أصح كتباً ولا أحسن سماعاً من دعلج. قال الحاكم: اشترى دعلج بمكة دار العبّاسية بثلاثين ألف دينار. قال ويقال لم يكن في الدنيا من التّجار أيسر من دعلج. وقال الخطيب: بلغني أنه بعث بالمسند إلى ابن عقدة لينظر فيه، وجعل في الأجزاء بين كل ورقتين ديناراً. وقال ابن حيوية: أدخلني دعلج دار وأراني بدراً من المال معبأة وقال

(26/54)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 55
لي: يا أبا عمر خذ من هذا ما شئت، فشكرت له وقلت: أنا في كفاية وغنى عنها. توفي دعلج في جمادى الآخرة. وله نيّف وتسعون سنة. وقال أبو ذرّ الهرويّ: بلغني أنّ معزّ الدولة قال: أوّل مال من المواريث أخذ مال دعلج، خلّف ثلاثمائة ألف دينار. وقال أبو العلاء الواسطي: كان دعلج يقول: ليس في الدنيا مثل داري، لأنّه ليس في الدنيا مثل بغداد، ولا ببغداد مثل القطيعة، ولأنّها مثل درب أبي خلف، ولا في الدرب مثل داري. ونقل الخطيب أنّ رجلاً صلّى الجمعة فرأى رجلاً ناسكاً لم يصلّ وكلّمه فقال: استر عليّ، عليّ لدعلج خمسة آلاف درهم فلما رأيته أحدثت في ثيابي، فبلغ دعلج فطلب الرجل إلى منزله وأبرأه منها، ووصله بخمسة آلاف لكونه روّعه. وقال أحمد بن الحسن الواعظ: أودع أبو عبد الله بن أبي موسى الهاشمي عشرة آلاف دينار) ليتيم فأنفقها، فلما كبر الصّبيّ أمر السلطان بدفع المال إليه، قال ابن أبي موسى: فضاقت عليّ الدنيا فبكّرت على بغلتي إلى الكرخ، فوقفت على باب مسجد دعلج، فصلّيت خلفه الفجر، فلما انقتل رحّب بي، ودخلنا داره، فقدّم هريسة فأكلنا وقصّرت، فقال: أراك منقبضاً فأخبرته، فقال حاجتك مقضيّة، فلما فرغنا وزن لي عشرة آلاف دينار، وقمت أطير فرحاً، ثم أعطيت الصبيّ المال، وعظم ثناء الناس عليّ، فاستدعاني أمير من أولاد الخليفة فقال: قد رغبت في معاملتك وضمّنتك

(26/55)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 56
أملاكي، فضمنت منه، فربحت ربحاً مفرطاً حتى كسبت في ثلاثة أعوام ثلاثين ألف دينار، فحملت إلى دعلج ذهبه، فقال: ما خرجت والله الدنانير عن يدي، ونويت أن آخذ عوضها، صل بها الصبيان، فقال: أيها الشيخ، أيّ شيء أصل هذا المال حتى تهب لي منه عشرة آلاف دينار فقال: نشأت وحفظت القرآن وطلبت الحديث وتاجرت، فوافاني تاجر فقال: أنت دعلج قلت: نعم، قال: قد رغبت في تسليم مالي إليك مضاربة، وسلم إليّ بارنامجات ألف ألف درهم، وقال لي: إبسط يدك فيه ولا تعلم موضعاً تنفقه إلا حملت منه إليه. ولم يزل يتردّد إليّ سنةً بعد سنة يحمل إلّي مثل هذا، والمال ينمّى، فلما كان في آخر سنة اجتمعنا قال لي: أنا كثير الأسفار في البحر، فإن قضي الله عليّ قضاء فهذا المال كلّه لك، على أن تتصدّق منه وتبني المساجد. قال دعلج: فأنا أفعل مثل هذا، وقد ثمّر الله المال في يدي، فاكتم عليّ ما عشت. رواها الخطيب عن أبي منصور محمد بن محمد العسكري، حدّثني أحمد بن الحسين فذكرها. سلم بن الفضل أبو قتيبة، قد تقدّم. وقيل: توفّي فيها عبد الله بن أحمد بن مسعود. وأبو بكر الأصبهاني المقريء المطرّز: سمع: عليّ بن جبلة، ومحمد بن العباس الأخرم، وإبراهيم بن ناملة. روى عنه: أبو بكر الذكواني، وغيره، وبالإجازة أبو نعيم. عبد الله بن أحمد بن الحسين بن رجا أبو القاسم الخرقي، بغدادي مستقيم الحديث.

(26/56)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 57
روى عن: عبد الله بن روح المدايني، وتمتام، ومحمد بن يوسن الكديمي. وعنه: علي بن أحمد الرّزاز توفّي في رجب. عبد الله بن جعفر بن محمد بن الورد بن أبو محمد البغدادي ثم المصري.) سمع السيرة من عبد الرحيم بن عبد الله بن البرقي، وسمع: يحيى بن أيوب العلاّق، وأبا يزيد القراطيسي، وابن رشدين، وغيرهم. وعنه: ابن منده، وعبد الغني بن سعيد، وإبراهيم بن علي الغازي، وأبو أولاد شيوخ محمد بن أبي زيد المالكي، وأبو محمد بن النحّاس، وابن نظيف، وجماع. وكان من الصالحين المسندين. توفي في رمضان، وهو في تاريخ ابن النجّار أخصر من هذا. عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أبي دليم أبو محمد القرطبي من أولاد شيوخ الأندلس. يروي عن: أسلم، وابن أبي تمام، وغيرهما. وولي قضاء بجّانة وإلبيرة، وولي الشرطة بقرطبة، وصنّف كتاب

(26/57)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 58
طبقات الرواة عن مالك، وتوفّي فجأة بقصر الزهراء. وكان نبيلاً في الحديث، ضابطاً محقّقاً. عبد الله بن محمد بن جعفر بن شاذان البغدادي أبو الحسين البزّاز. سمع أحمد بن عبد الله النّرسي، والكديمي، والحارث بن أبي أسامة وجماعة. وعنه: الدارقطني، وأبو حفص الكتّاني، وابن رزقويه، ومحمد بن الحنّائي. ووثّقه الخطيب. عبد الله بن محمد بن أحمد أبو القاسم الدمياطي. توفّي في ذي الحجّة. عبد الباقي بن قانع بن مرزوق بن واثق أبو الحسين الأمور، مولاهم البغدادي الحافظ. سمع الحارث بن أبي أسامة، وإبراهيم بن الهيثم البلدي، وإبراهيم الحربي، وإسحاق بن الحسن الحربي، ومحمد بن مسلمة الواسطي، وإسماعيل بن الفضل البلخي، وخلقاً سواهم. وعنه: الدارقطني، وابن رزقويه، وابن الفضل القطّان، وأحمد بن علي البادا، وأبو علي بن شاذان، وعبد الملك بن بشران، وغيرهم. صنّف معجم الصّحابة ووقع لنا بعلوّ. قال البرقاني: أمّا البغداديون فيوثّقونه، وهو عندي ضعيف.

(26/58)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 59
قال الدارقطني: كان يحفظ ولكنّه كان يخطيء ويصرّ على الخطأ. وقال الخطيب: حدّثني الأزهري، عن أبي الحسن بن الفرات قال: كان ابن قانع قد حدث به اختلاط قبل أن يموت بنحو من سنتين، فتركنا السماع منه وسمع منه قوم في اختلاطه. قال الخطيب: ولد سنة خمس وستين ومائتين، وتوفي شوّال سنة إحدى.) عبد الرحمن بن إدريس بن الربيع بن فروة أبو القاسم المؤدّب، مصري. عبد العزيز بن محمد بن سهل البغدادي اللؤلؤي بن قماشويه. روى عن: إسحاق الدّبري، عن عبد الرزّاق كتاب الحدود والرّضاع. وعنه: أبو عليّ بن شاذان. قال الخطيب: لم أسمع فيه إلاّ خيراً يكنى أبا الطيّب. قال لي ابن شاذان: توفي في نصف شعبان سنة إحدى وخمسين. عبد العزيز بن إبراهيم بن بيان الرئيس أبو الحسين بن النّعمان الكاتب البغدادي. قال الخطيب: كان أحد الكتّاب الحذّاق، مأمون الدواوين، وله تواليف في الهزل. مات في رمضان. علي ابن الإمام أبي جعفر أحمد بن محمد الطحاوي المصري أبو الحسن.

(26/59)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 60
حدّث عن النّسائيّ وغيره. علي بن جعفر بن أحمد بن علي أبو الحسن الفريابي. توفي في شعبان وكان يعرف بابن ممّك. روى بمصر عن: أبي مسلم الكجّي، ومحمد بن جعفر القتات، والفريابي. روى عنه محمد بن نظيف، وغيره. ووثُقه الخطيب. علي بن ركين، أبو الحسن المصري. سمع أحمد بن حمّاد، وغيره. علي بن محمد بن عبد الله بن محمد بن حبيب أبو أحمد الحسني المروزي. سمع: سعيد بن مسعود، وعمّار بن عبد الجبّار، ومحمد بن الفضل البخاري، وعبد العزيز بن حاتم، وسهل بن المتوكّل، وجماعة. وحدّث ببخارى وبمرو. وفيه لين، ولمّا حدّث عن سهل بن المتوكّل أنكروا عليه وقالوا: كيف لقيته وما علامته قال: كان إذا وضع كفّه على وجهه غطّاه من عرض يده، فصدّقوه. روى عنه: أبو عبد الله بن منده، والحاكم، ومحمد بن أحمد

(26/60)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 61
غنجار، ومنصور بن عبد الله الذهلي، وغيرهم.) وتوفي بمرو في رجب من السنة. قال الخليليّ: سألت الحاكم عنه فقال: هو أشهر في اللّين من أن تسألني عنه. قلت: هو أسدّ من كان بمرو في زمانه. وقال الحاكم: كان يكذب مثل السكر والحسنوي أحسن حالاً منه. محمد بن أحمد بن موسى أبوحبيب النيسابوري المصاحفيّ النّاسخ، جاور بالجامع خمسين سنة. وحدّث عن: سهل بن عمار، وزكريّا بن داود الخفّاف. عنه: الحاكم وقال: عاش ثلاثاً وتسعين سنة. محمد بن الحسن بن محمد بن زياد بن هارون الموصلي ثم البغدادي أبو بكر النّقاش المقريء المفسّر. كان إمام أهل العراق في القراآت والتفسير. روى عن: إسحاق بن سنين الختلي، وأبي مسلم الكجّي، ومطيّن،

(26/61)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 62
وإبراهيم بن زهير الحلواني، ومحمد بن عبد الرحمن النسائي، والحسن بن سفيان، والحسين بن إدريس الهروي، ومحمد بن علي الصائغ. وقرأ القرآن على: الحسن بن العباس بن أبي مهران، وعلى الحسن بن الحباب ببغداد، وعلى أحمد بن أنس بن مالك، وهارون بن موسى الأخفش بدمشق، وعلى ابن أبي ربيعة محمد بن إسحاق بن أعين، وعلي ابن أبي محمد الخيّاط، وعلي بن أحمد البزّار، وجماعة سواهم. وذكر أنّ قراءته كانت على ابن أبي مهران في سنة خمس وثمانين. قرأ عليه: أبو بكر أحمد بن الحسين بن مهران، وعبد العزيز بن جعفر الفارسي، وأبو الحسن الحمّامي، والقاضي أحمد بن محمد بن عبدون الشافعي، وإبراهيم ابن أحمد الطبري، وعلي بن محمد العلاّف المقريء، وأبو الفرج عبد الملك النّهرواني، وأبو الفرج الشّنبوذي، وعلي جعفر السعيدي، والحسن بن محمد الفحّام، وأبو القاسم علي بن محمد الزيدي الحرّاني الشريف، وهو آخر من قرأ في الدنيا عليه، والحسن بن علي بن بشّار النيسابوري، وطائفة سواهم. وروى عنه: أبو بكر بن مجاهد، أحد شيوخه، وجعفر الخلدي وهو من أقرانه، والدارقطني، وأبو حفص بن شاهين، وأبو أحمد عبد الله بن أبي مسلم الفرضي، وأبو علي بن شاذان، وأبو القاسم الحرفي، وآخرون. وصنّف التفسير وسمّاه شفاء الصدور وصنّف في القراآت، وأكثر التطواف من مصر إلى ما) وراء النهر في لقاء المشايخ. وله كتاب الإشارة في غريب القرآن والموضّح في القرآن ومعانيه وصدأ العقل والمناسك وأخبار القصّاص وذمّ الحسد ودلائل النبوّة والمعجم الأوسط

(26/62)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 63
والمعجم الأصغر وكتاب معجم الأكبر في أسماء القرّاء وقراءآتها وكتاب القراآت بعللها وكتاب السبعة الأوسط وآخر لطيف، وغير ذلك. وذكر ابن أبي الفوارس أنّ مولده سنة ستّ وستّين ومائتين. قلت: الذي وضح لي أنّ هذا الرجل مع جلالته ونبله متروك ليس بثقة. وأجود ما قيل فيه قول أبي عمرو الدّاني، قال: والنقّاش مقبول الشهادة، على أنّه قد قال ابن فارس بن أحمد: سمعت عبد الله بن الحسين، سمعت ابن شنبوذ يقول: خرجت من دمشق إلى بغداد وقد فرغت من القراءة على هارون الأخفش، فإذا بقافلة مقبلة فيها أبو بكر النقّاش وبيده رغيف، فقال لي: ما فعل الأخفش قلت: توفي. ثم انصرف النقّاش وقال: قرأت على الأخفش. وقال طلحة بن محمد بن جعفر: كان النقّاش يكذب في الحديث، قال: والغالب عليه القصص. وقال البرقاني: كلّ حديث النقّاش منكر. وقال هبة الله اللالكائي الحافظ: تفسير النقّاش لشفاء الصدور ليس بشفاء الصدور. وقال الخطيب: في حديثه مناكير بأسانيد مشهورة. قلت: وروى عنه جماعة أنّ أبا غلب ابن بنت معاوية بن عمرو وحدّثه، قال: ثنا جّدي، عن زائدة، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنّ الله لا يقبل دعاء حبيب على حبيبه. قال الدارقطني: قلت للنقّاش: هذا حديث موضوع، فرجع عنه. قال الخطيب: قد رواه أبو علي الكوكبي عن أبي غالب.

(26/63)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 64
وقال الدارقطني في كتاب المصحّفين له: إنّ النقّاش قال مرّة: كسرى أبو شروان، جعلها كنية، وقال: كان يدعو فيقول: لا رجعت يد قصدتك صفراء من إعطائك، بفتح وبمدّ، وصوابه صفراً. وقال الخطيب: سمعت أبا الحسين بن الفضل القطّان يقول: حضرت أبا بكر النقّاش وهو يجود بنفسه في ثالث شوّال سنة إحدى وخمسين فجعل يحرّك شفتيه، ثم نادى بأعلى صوته: لمثل هذا فليعمل العاملون يردّدها ثلاثاً، ثّم خرجت نفسه.) قلت: قد اعتمد صاحب التيسير على رواياته. محمد بن سعيد أبو بكر الحربي الزاهد. بغدادي. وثّقه الخطيب. روى: عن: إبراهيم بن نصر المنصوري، وغيره. وعنه: ابن رزقويه. محمد بن الشبل بن بكر القيسي أبو بكر الأندلسي. سمع بقرطبة من يوسف بن يحيى المقامي، ورحل سنة اثنتين وتسعين ومائتين، فسمع بالقيروان من يحيى بن عمر، ويحيى بن عون، وعمر بن يوسف. وسمع بسوسه من آدم بن مالك وطائفة. وطال عمره. ورحلوا للسماع منه. ومات سنة ثلاث وخمسين. محمد بن علي بن الحسين أبو حرب المروزيّ الفقيه.

(26/64)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 65
محمد بن علي بن دحيم أبو جعفر الشيباني الكوفي. سمع: إبراهيم: بن عبد الله العبسي القصّار، وإبراهيم بن أبي العنبس القاضي، وأحمد بن حازم ابن أبي غرزة، وجماعة. وعنه: الحاكم، وأبو بكر أحمد بن الحسين الحيري، وأبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه، وجناح بن نذير المحاربي، ومحمد بن علي بن خشيش التميمي الكوفي، وأبو منصور المظفّر بن محمد العلوي، وزيد بن أبي هاشم العلوي، وغيرهم. حديثه في الثقفيّات وغيرها، وكان ثقة صدوقاً. حدّث في هذه السنة، وما أدري هل توفّي فيها أو بعدها. محمد بن القاسم بن محمد بن سياه أبو بكر العسّال الأصبهاني. يروي عن: عبد الله بن محمد بن النعمان، وعبيد بن الحسن الغزال. وعنه: أبو بكر بن أبي علي المعدّل، وأبو نعيم الحافظ. محمد بن راهب أبو بكر الكشّي. يروي عن حامد بن شادي الكشّي، والربيع بن حسّان، ومطيّن، وأبي عمر القتّات. محمد بن مؤمن أبو بكر الكندي المصري النّحوب المحدّث. كان فاضلاً صالحاً، عاش قريباً من ثمانين سنة.) ميمون بن إسحاق أبو محمد البغدادي الصوّاف، مولى محمد بن الحنفية.

(26/65)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 66
سمع: أحمد بن عبد الجبار العطارديّ، والحسن بن السمح، وأحمد ابن هارون البرديجي. روى عنه: ابن رزقويه، والحمّامي، وابن الفضل القطّان، وأبو علي بن شاذان. قال الخطيب: كان صدوقاً، مولده سنة ستين ومائتين. همام بن أحمد بن محمد بن مسلم أبو عمر القاضي. يروي عن: أبيه، وعن إبراهيم بن محمد بن متويه، وإسحاق بن جميل. وعنه: أبو نعيم، وأبو بكر بن أبي عليّ المعدل. يحيى بن منصور بن يحيى بن عبد الملك القاضي أبو محمد النيسابوري. ولّي قضاء نيسابور بضع عشرة سنة، ثم عزل بأبي أحمد الحنيفي سنة تسع وثلاثين، وحمدت ولايته. وكان محدّث نيسابور في وقته. روى عن: محمد بن عمرو قشمرد، وأحمد بن سلمة، وعلي بن عبد العزيز البغوي، وأبي مسلم الكجّي، وطبقتهم. وكان يحضر مجلسه أبو عبد الله بن الأخرم، وأبو علي الحافظ. روى عنه: الحاكم، ويحيى بن إبراهيم المزكّي، والزاهد أبو سعد عبد الملك بن أبي عثمان الحركوشي، وسبطه عنبر بن الطّيّب بن محمد العنبري، وآخرون.

(26/66)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 67
1 (وفيات سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة)
أحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن راشد أبو جعفر المديني الأصبهاني الزاهد. سمع: علي بن سعيد العسكري، وأحمد بن الحسن بن عبد الملك. ويذكر عنه أنّه كان مجاب الدعوة. وعنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نعيم الحافظ. توفّي في شهر ربيع الأول. أحمد بن عبيد الله بن أحمد بن سلمة أبو العباس البغدادي نزيل مكة. حدّث عن البرقي... أحمد بن عبيد بن أحمد، أبو بكر الحمصي الصّفّار. توفي فيها في حمص، وذكرناه في الطبقة الماضية. روى عنه: عبد الغني المصري، وابن مندة، وعدّة.)

(26/67)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 68
أحمد بن محمد بن السّريّ بن يحيى بن السّريّ، هو الحافظ أبو بكر بن أبي دارم الكوفي. توفّي بالكوفة في أوّلها، وكان رافضيّاً. يروي في ثلب الصحابة المناكير، واتّهم بالوضع. حدّث عن موسى بن هارون الحمّال، وقد مرّ في العام الماضي. أحمد بن محمد بن سهلويه أبو الحسن المزكّي النيسابوري سبط أبي يحيى البزّاز. سمع: محمد بن إبراهيم البوسنجي، والكجّي، وطبقتهما. روى عنه جدّه في تصنيفه وقرأه على النّاس، وروى عنه الحاكم. قال الحاكم بن أبي الطيّب الكرابيسي، عن أبي يحيى البزّاز، عن أبي الحسن، عن أحمد بن محمد اللّباد، عن أحمد بن حنبل عن، الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن عبده بن أبي كنانة، عن ابن عمّته مرفوعاً إنّ لله أقواماً اختصّهم بالنّعم الحديث. أحمد بن محمود بن أحمد بن خليد أبو الحسين الشمعي، بغداديّ معروف صدوق. سمع: الكديمي، وبشر بن موسى، وجماعة. وعنه: أبو محمد النّحّاس، وأبو عبد الله بن نظيف.

(26/68)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 69
أحمد بن مطرّف بن عبد الرحمن بن قاسم بن علقمة الأزدي. توفي أبوه سنة أربع وعشرين. روى أحمد عن: عبيد الله بن يحيى اللّيثي، وابن لبابة، والأعناقي. وولي الصلاة بقرطبة، وكان ذا وسواس في الطهارة، وكان من فقهاء المالكية الأعيان، ويعرف بأبي عمر بن المشّاط، وكان معتنياً بالسّنن زاهداً ورعاً. حدّث عنه: أحمد بن الجسور، ومحمد بن إبراهيم، وسمع الناس منه كثيراً. وتوفّي في ذي القعدة، رحمه الله. أحمد بن نصر الله بن محمد بن أشكاب أبو نصر البخاري الزّعفراني، قدم بغداد وانتخب عليه الدارقطني. قال الخطيب: يروي عنه ابن رزقويه، وأبو علي بن شاذان، وحدّث في هذه السنة ببغداد. إسحاق بن إبراهيم التجيبي مولاهم الطليطلي أبو إبراهيم المالكي، العلاّمة مصنّف كتاب النّصائح. كان فاضلاً ورعاً مشاوراً في الأحكام، يقريء الفقه بحانوته بسوق الكتّاب بقرطبة. وحدّث عن: أحمد بن خالد، ومحمد بن عمر بن لبابة.)

(26/69)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 70
إسماعيل بن علي بن علي بن رزين أبو القاسم الخزاعيّ ابن أخي دعبل الشاعر. قيل إنّه ولد سنة تسع وخمسين ومائتين. وحدّث عن: عبّاس الدّوري، ومحمد بن يونس الكديمي، ومحمد بن غالب تمتام، وإسحاق بن إبراهيم الديري. وعنه: أبو سليمان محمد بن عبد الله بن زبر، والدار قطني، وأبو الحسين ابن جميع، وهلال الحفّار. قال الخطيب: كان غير ثقة، وتوفّي بواسط، حديثه في الثقفيّات. قال الخطيب: روى عن أبيه، عن أخيه دعبل أحاديث مسنده. جعفر بن ورقاء بن محمد بن ورقاء أبو محمد الشيباني الأمير. من كبار عرب الشام، وكان فارساً شجاعاً عارفاً باللغة، وكان خصّيصاً بسيف الدولة، عاش ستّاً وثمانين سنة، وأخوه عبد الله شاعر مجوّد. الحسن بن محمد بن عبد الله بن هارون الوزير أبو محمد المهلّبي الأزدي من ولد قبيصة بن المهلّب بن أبي صفرة. وزر لمعز الدولة بن بويه، وكان كبير القدر عالي الهمّة كامل الرئاسة والعقل، محبّاً للفضلاء مقبلاً عليهم. كان في أوائل شأنه قد أصابته فاقة، حتى سافر واشتهى اللحم، فلم يقدر عليه فقال:

(26/70)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 71
(ألا موت يباع فأشتريه .......... فهذا العيش ما لا خير فيه)

(ألا موت لذيذ الطّعم هاني .......... يخلّصني من العيش الكريه)

(إذا أبصرت قبرا من بعيد .......... وددت لو أنّني قد صرت فيه)

(ألا رحم المهيمن نفس حرّ .......... تصدّق بالوفاة على أخيه)
فلما سمعه اشترى له لحماً بدرهم وطبخه وأطعمه. ثمّ تقلّبت الأحوال ووزّر المهلّبي، وضاقت الحال بذاك الرجل فقصد المهلّبي وكتب إليه:
(ألا قل للوزير فدته نفسي .......... مقالة مذكر ما قد نسيه)

(أتذكر إذ تقول لضنك عيش .......... ألا موت يباع فأشتريه)
فلما وقف عليها أمر له في الحال بسبعمائة درهم، ووقّع في ورقته: مثل الذين ينفقون أموالهم) في سبيل الله: كمثل حبة أنبتت. ثم دعا به فخلع عليه وولاّه عملاً يرتفق به. وللوزير المهلّبي أخبار وشعر رائق. وتوفيّ في طريق واسط، وحمل إلى بغداد. ومن شعره:
(قال لي من أحبّ والبين قد ج .......... دّ وفي مهجتي لهيب الحريق)

(ما الذي في الطريق تصنع بعدي .......... قلت: أبكي عليك طول الطّريق)
توفّي المهلّبي لثالث من شعبان عن نيّف وستّين سنة. ولابن الحجّاج من أبيات يرثيه:

(26/71)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 72
(مات الذي أمسى الثّناء وراءه .......... والعفو عفو الله بين يديه)

(هدم الزّمان بموته الحصن .......... الذي كنّا نفر من الزّمان إليه)
وللوزير المهلّبي:
(أراني الله وجهك كلّ يوم .......... صباحاً للتيمّن والسّرور)

(وأمتع ناظري بصفحتيه .......... لأقرأ الحسن من تلك السّطور)
ولابن عبد الله بن الحجّاج يرثي الوزير المهلّبي:
(يا معشر الشعراء دعوة موجع .......... لا يرتجي فرج السّلوّ لديه)

(عزّوا القوافي بالوزير فإنّها .......... تبكي دماً بعد الدّموع عليه)

(مات الذي أمسى الثّناء وراءه .......... والعفو عفو الله بين يديه)

(هدم الزّمان بموته الحصن الذي .......... كنّا نفرّ من الزّمان إليه)

(فليعلمنّ بنو بويه أنّه .......... فجعت به أيّام آل بويه)
الحسن بن محمد بن رمضان بن شاكر أبو علي الحميري. أظنّه مصرياً. توفّي في ربيع الأول. حمدون بن محمد بن حمدون بن هشام أبو الحسن السجستاني. توفي في صفر. من شيوخ الحاكم. خالد بن سعد أبو القاسم الأندلسي. سمع: محمد بن فطيس، وسليمان بن قريش، وسعيد بن عثمان الأعناقي، وطاهر بن عبد العزيز، وخلقاً سواهم.

(26/72)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 73
وله كتاب في رجال الأندلس، وكان إماماً في الحديث حافظاً بصيراً بالعلل متقدّماً على أهل) زمانه بقرطبة، وكان أحد الأذكياء. قيل إنّه حفظ من سمعةٍ واحدةٍ عشرين حديثاً. وبلغنا أنّ المستنصر بالله كان يقول: إذا فاخرنا أهل المشرق بيحيى بن معين فاخرناهم بخالد بن سعد. وقيل: كان خالد بذيء اللسان ينال من أعراض النّاس. عبد الله بن أحمد بن إبراهيم أبو العباس اليونسي المعروف بالأبياني التميمي. تفقّه على: يحيى بن عمر، والمغامي يوسف، وأحمد بن أبي سليمان. وعنه: أبو محمد بن أبي زيد، وأبو محمد عبد الله الأصيلي. وكان فقيه إفريقية، وكان يميل إلى مذهب الشافعي وهو بمذهب مالك أقصد. عبد الله بن محمد بن مغيث أبو محمد الأنصاري القرطبي الصفّار والد قاضي الجماعة أبي الوليد يونس. روى عن: خالد بن سعد، وأحمد بن سعيد بن حزم، وإسماعيل بن بدر، وجماعة. وكان أديباً شاعراً بارعاً بليغاً كاتباً مع العبادة والتواضع والفضل وزهد في الدنيا في آخر عمره. وتوفي في شوّال وله ثمان وستّون سنة. قال يونس بن عبد الله بن مغيث: سمعت أبي يقول: أوثق عملي في نفسي سلامة صدري أنّي آوي إلى فراشي ولا يأوي صدري غائلة لمسلم.

(26/73)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 74
وقد صنّف للحّكم المستنصر كتاب شعراء بن أميّة فأجاد، وجاء في مجلّد. ومن شعره.
(أتوا حسبة أن قيل جدّ نحوله .......... فلم يبق من لحم عليه ولا عظم)

(فعادوا قميصاً في فراش فلم يروا .......... ولا لمسوا شيئاً يدلّ على جسم)

(طواه الهوى في ثوب سقم من الضّنى .......... فليس بمحسوس بعين ولا وهم)
عبيد الله بن يحيى بن إدريس القرطبي. سمع عبيد الله بن يحيى الليثي، وسعيد بن عثمان الأعناقي، وأسلم بن عبد العزيز. وكان متقدّماً في ضروب العلم، وكان شاعراً محسنا بارعاً مع معرفته الآثار والسّنن، وكان متواضعاً نبيلاً. ولّي الوزارة فما زاده ذلك إلا فضلاً. وكان يؤذّن في مسجده وهو وزير. وكان ثقة، أخذ الناس عنه كثيراً، وتوفي في ذي القعدة.) ترجمه ابن الفرضي. كنيته: أبو عثمان. عبد الرحمن بن الحسن بن أحمد بن محمد بن عبيد الأسدي أبو القاسم الهمداني. روى عن: إبراهيم بن ديزيل، ويحيى بن عبد الله الكرابيسي، ومحمد

(26/74)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 75
ابن الضرير، وعلي بن الحسين بن الجنيد، وتكلّموا في سماعه من ابن ديزيل. وعنه: ابن منده، والحاكم، وأحمد بن موسى بن مردويه، وأبو بكر بن لال، ومحمد بن أحمد بن الحسين المحاملي، وأبو الحسن علي بن أحمد الحمّامي، وأبو علي بن شاذان، وعبد الرحمن بن محمد بن شبانة الهمداني، وآخرون سنة سبعين مائتين. رماه بالكذب القاسمي بن أبي صالح. وقال صالح بن أحمد الهمداني: ضعيف أدّعى الرواية عن إبراهيم بن الحسين فذهب عليه. عبيد الله بن آدم بن عبيد الله بن خالد أبو محمد الدمياطي. يروي عن بكر بن سهل الدمياطي وغيره. علي بن أحمد بن أبي قيس أبو الحسن البغدادي الرّفَاء المعرّي. حدّث عن ابن أبي الدّنيا، وقيل كان زوج أمّه. روى عنه: أبو الحسن علي بن أحمد الحمّامي. وكان يفسّر المنامات ويقريء القرآن في داره. قال ابن أبي الفوارس: كان ضعيفاً جدّاً. توفي في جمادى الآخرة. علي بن إسحاق بن خلف أبو القاسم البغدادي المعروف بالزّاهي. مجيد مدح سيف الدولة بن حمدان والوزير المهلّبي، وكان قطّاناً لم يتكهّل. شاعر وهو القائل:
(صدودك في الهوى هتك استتاري .......... وعاونه البكاء على اشتهاري)

(26/75)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 76
(ولم أخلع عذاري فيك إلاً .......... لما عاينت من حسن العذار)

(وكم أبصرت من حسن ولكن .......... عليك لشقوتي وقع اختياري)
وله:
(سفرن بدوراً وانتقبن أهلّة .......... ومسن غصوناً والتفتن جاذرا)

(وأطلعن في الأجياد بالدرّ أنجماً .......... جعلن لحبّات الثغور ضرائرا)
) علي بن الحسين بن علي أبو الحسن العبسي المصري الفرّاء، صاحب التاريخ. كذا ذكره أبو القاسم بن منده. علي بن محمد بن إبراهيم أبو القاسم الحلاّب. يروي عن بكر بن سهل الدمياطي. توفي في رجب. علي بن هارون بن علي بن يحيى بن أبي منصور بن المنجّم أبو الحسن البغدادي. ولد سنة وسبعين ومائتين بعد وفاة جدّه بسنة. وروى عن: بشر بن موسى، ومحمد بن العبّاس البريدي، وجماعة. وعنه: ابنه أحمد، والحسن بن يحيى النوبختي، والمرزباني. وكان أديباً إخبارياً شاعراً محسناً. فمن شعره:

(26/76)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 77
(بيني وبين الدهر فيك عتاب .......... هل يرتجى من غيبتيك إياب)

(لولا التعلّل بالرجاء تقطّعت .......... نفس عليك شعارها الأوصاب)

(لا يأس من فرج الإله فربّما .......... يصل القطوع ويقدم الغياب)
ومن شعره:
(كيف نال العثار من لم يزل من .......... ه مقيلاً في كل خطب جسيم)

(أو ترقّى الأذى إلى قدم لم .......... يخط إلاّ إلى مقام كريم)
قال الخطيب: توفي سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة. علي بن يعقوب بن إسحاق المؤذّن. سمع: محمد بن العباس الأخرم، وأحمد بن علي بن الجارود، والحسن بن هارون بن سليمان. وعنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نعيم. توفّي في شهر رمضان. محمد بن أحمد بن إسحاق بن إبراهيم النيسابوري، أبو عمرو النّحوي المعروف بأبي عمرو، والصغير رفيق أبي علي النيسابوري في الرحلة.

(26/77)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 78
سمع: عبد الله بن شذونه، وأبا القاسم البغوي، وابن جوصا، وأبا عروفة الحرّاني، وابن قتيبة العسقلاني، وطبقتهم.) وعنه الحاكم وقال: كان كبيراً في العلوم. محمد بن أحمد بن قاسم بن هلال أبو عبد الله القيسي القرطبي. سمع من عبيد الله بن يحيى، وسعيد بن عثمان الأعناقي، وجماعة. وكان مفتياً أكثر النّاس عنه. محمد بن إسحاق بن مهران شاموخ المقريء. روى عن: أحمد البراثي، والحسن بن الحباب. روى عنه: يوسف القوّاس، وأبو الحسن بن رزقويه. قال الخطيب: كثير المناكير. محمد بن أحمد بن موسى بن هارون الصّلت الأهوازي أبو الطيّب. سكن بغداد، وحدّث عن أبي خليفة، ومحمد بن جعفر القتّات، وإبراهيم بن شريك. وعنه: ابنه أحمد، وعبد الرحمن الحربي، ومن القدماء الدارقطني وغيره. قال الخطيب: كان صدوقاً. محمد بن أحمد بن محمد بن حسين أبو الحسين المعاذي

(26/78)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 79
النيسابوري الأديب، شيخ عشيرته المعاذية. سمع: أبا عبد الله البوسنجي، وإبراهيم بن علي، وإبراهيم بن أبي طالب. وعنه: الحاكم وغيره وقال: مات في رجب سنة ستين، وله ثلاث وثمانون سنة. محمد بن أحمد بن الحسين أبو طاهر النيسابوري. سمع: أبا عبد الله البوسنجي، وطبقته. وعنه: الحاكم نصر بن جعفر بن علي بن حسن بن منصور بن خالد بن يزيد بن المهلّب ابن أبي صفرة، الإمام أبو منصور المهلّبي الأزدي السمرقندي، مفتي الحنفية وعالمهم بسمرقند. انتهى إليه معرفة المذهب ودقائقه. وروى عن: أحمد بن يحيى، وفارس بن محمد، وأحمد بن عم الكلبيّين. أخذ عنه: الفقيه عبد الكريم بن محمد، وطائفة من الأنساب. علّقه ابن ناصر المصري.) محمد بن علي بن دحيم بن كيسان أبو جعفر الصائغ الشيباني. من سنة إحدى، فيحوّل.

(26/79)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 80
أرّخه هنا ابن حمّاد الكوفي فقال: حدّث في سنة اثنتين وخمسين، قال: وكان شيخاً صالحاً صدوقاً قليل المعرفة بالحديث، كان سماعه في كتب أبيه، وكان أبوه قد شرط على جزء من مسند ابن أبي غرزة، ما كان في هذا الكتاب عليه إجازة واحدة فلم يسمعه منّي محمد وحسن وحسين، وما كان عليه خرجتان فقد سمعوه منّي، وما عليه ثلاث خرجات فقد سمعوه مرّتين، فلم يضبط هذا الشرط كثير من الناس، واحتجّ من أخذ عنه ما كان أبو ذرّ ابن المنذر قرأه عليه. محمد بن عبد الله بن محمد بن بشر أبو عبد الله المزني المغفلي الهروي. سمع: أحمد بن نجدة، وعلي بن محمد الجكاني. وعنه أبو عبد الله الحاكم، وأبو علي بن شاذان، وأبو الحسن بن رزقويه. ووثّقه الخطيب. وتوفي بنيسابور. محمد بن علي بن حسن أبو بكر الشرابي الرّمّاني. سمع: محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ويوسف القاضي. وعنه: تمّام الرّازي، وعبد الرحمن بن عمر بن النحّاس، وعقيل، وحسين ابنا عبد الله بن عبدان. قال أبو الفتح بن مسرور: فيه لين. محمد بن عمر بن الحسن بن عبيد، أبو جعفر بن المسلمة. بغدادي، ثقة.

(26/80)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 81
سمع: محمد بن جرير الطّبري، وأبا عمر محمد بن يوسف القاضي. وعنه: ابنه أبو الفرج. محمد بن محمد بن أحمد بن مالك أبو بكر الإسكافي. سمع: موسى بن سهل الوشّاء، وجعفر بن محمد الصائغ، وأبا الأحوص العكبري، والحارث بن أبي أسامة. وعنه: الدارقطني، وابن رزقويه، وأحمد بن عبد الله المحاملي، وأبو علي بن شاذان. قال الخطيب: سمعت البرقاني يثني عليه وأمرنا أن نكتب حديثه.) وتوفي في ذي القعدة. قلت: له جزء معروف به. محمد بن وسيم أبو بكر القيسي الطليطلي الضّرير. سمع بقرطبة من أحمد بن خالد، ومحمد بن أيمن، وقاسم بن أصبغ. وكان بصيراً بالحديث حافظاً للفقه، نحويّاً شاعراً من الأذكياء. توفي في ذي القعدة. الوليد بن عيسى بن حارث أبو العباس الأندلسي مولى بني أميّة. كان بصيراً بالشعر والأدب في شرح ديوان أبي تمام الطائي وشعر مسلم بن الوليد، وكان بعيد الصيت في تعليم أبناء الملوك. توفّي في شوّال.

(26/81)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 82

(26/82)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 83
1 (وفيات سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة)
أحمد بن إبراهيم بن يوسف ين يزيد بن بندار التيمي، مولاهم الأصبهاني أبو جعفر. سمع: عمران بن عبد الرحيم، وسهل بن عبد الله الأصبهاني الزاهد، وإبراهيم بن فهد، وإبراهيم بن الحسين الحربي، وغيرهم. وعنه: علي بن عبد كويه، وأبو نعيم الحافظ، والحسن بن محمد بن خشويه الكاتب، وجماعة. ويعرف بابن أفرجه. أحمد بن ثابت بن أحمد بن بقية الواسطي الكاتب. حدث ببغداد في هذا العام عن: محمد بن مسلمة الواسطي، وأحمد بن أبي عوف البزوري، ومطيّن. وعنه: ابن رزقويه، وعبد الله بن يحيى السّكّري، وطلحة بن الصفراء. أحمد بن قاج بن عبد الله أبو الحسين الورّاق.

(26/83)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 84
كان من أكثر الناس سماعاً ببغداد. سمع: إبراهيم بن هاشم، ومحمد بن جرير، ومحمد بن محمد بن الباغندي، وإبراهيم بن عبد الله المخرمي. وعنه: الدارقطني، وابن رزقويه، وأبو طالب محمد بن محمد بن غيلان. وكان ثقة. توفي يوم) عيد الفطر. ذكر الخطيب أنه ورث سبعمائة دينار، فاشترى بجميعها كاغداً في صفقة، ومكث دهراً يكتب فيه الحديث، رحمه الله. أحمد بن أبي بكر محمد بن الزاهد الكبير أبي عثمان سعيد بن إسماعيل أبو سعيد الحيريّ النيسابوري الشهيد الحافظ. سمع: أبا عمرو الخفّاف، وعبد الله بن سرفعة، والحسن بن سفيان، والهيثم بن خلف الدوري، وحامد بن شعيب، والقاسم بن الفضل الرازي، وخلقاً سواهم. وصنّف التفسير الكبير والصحيح المخرّج على صحيح مسلم والأبواب وغير ذلك. ولما خرج إلى بغداد خرج بعسكر كبير وأموال، واجتمع عليه ببغداد خلق كثير، واستشهد بطرسوس، وله خمس وستون سنة. روى عنه الحاكم. إبراهيم بن محمد بن حمزة بن عمارة، أبو إسحاق بن حمزة الحافظ الأصبهاني.

(26/84)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 85
قال أبو نعيم فيه: أوحد زمانه في الحفظ، لم ير عبد الله بن طاهر في الحفظ مثله، جمع الشيوخ والسند، وعوفي في سابع رمضان، وعمارة جدّهم هو ابن حمزة بن يسّار بن عبد الرحمن بن حفص، وحفص هو أخو أبي مسلم الخراساني صاحب الدولة العباسية. سمع: أبا جعفر محمد بن عبد الله الحضرمي مطيّناً، ويوسف بن يعقوب القاضي، وأبا شعيب الحرّاني، وأبا خليفة، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، وطائفة سواهم. وعنه: أبو عبد الله بن منده وقال: لم أر أحفظ منه، وأبو الحسن علي بن عبدكويه، وأبو بكر بن أبي علي الذكواني، وأبو نعيم أحمد بن عبد الله، وأبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه، وأهل أصبهان. قال أبو جعفر بن أبي السري: سمعت أبا العباس بن عقدة يقول: قل ما رأيت مثل إبراهيم بن محمد بن حمزة في الحقظة. وقال أبو عبد الله الحاكم: قد كان في عصرنا جماعة بلغ المسند المصنف على التراجم لكل واحد منهم ألف جزء، منهم: إبراهيم بن محمد بن حمزة الأصبهاني، وأبو علي الحسين بن محمد العاسرجي.) قلت: أخبرنا أحمد بن سلامة كتابة، عن مسعود بن أبي منصور، أنا أبو علي، أنا أبو نعيم، أنا أبو إسحاق بن حمزة، أنا أبو جعفر الحضرمي إملاء، أنا عبادة بن زياد، أنا يونس بن أبي يعفور، عن أبيه، سمعت عبد الله بن عمر، سمعت عمر بن الخطاب، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلاّ سببي ونسبي. وقع لنا من عالي

(26/85)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 86
حديثه ومن عالي حديث أبيه. بكار بن أحمد بن بكار بن بنان أبو عيسى المقريء، بغدادي مشهور بالإقراء أقرأ ستين سنة. قرأ على: عبد الله بن الصقر السكري، وأبي علي الحسن بن الحسين الصوّاف صاحب أبي حمدون، وأحمد بن يعقوب بن أخي العرق، وأبي بكر بن مجاهد، وسمع الحديث من أحمد بن علي الأبّار، وعبد الله بن أحمد بن حنبل. قرأ عليه، أبو حفض الكتّاني، والحسن بن محمد الفحّام، وأبو الحسن علي بن أحمد الحمامي. وحدّث عنه هو وابن أبي الفوارس، وأبو العلاء محمد بن الحسن الورّاق. قال الخطيب: ثقة، ولد سنة خمس وسبعين ومائتين وتوفي في ربيع الأول سنة ثلاث وخمسين. قال أبو عمرو الداني: ضابط مشهور ثقة. بكير بن الحسين بن عبد الله بن مسلمة أبو القاسم الرازي الدرهمي. ولد سنة أربع وستين ومائتين. سمع بمصر: بكار بن قتيبة، وعبد الله بن أبي مريم، وغيرهما. وعنه: عبد الرحمن بن النحاس.

(26/86)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 87
بندار بن الحسين الشيرازي أبو الحسين الزاهد، نزيل أرجان. له لسان مشهور في علم الحقائق، وكان الشّبلي يعظمه. روى عنه: عبد الواحد بن محمد الأصبهاني، وغيره. قال السلمي: كان بندار بن الحسين عالماً بالأصول، ردّ على محمد بن خفيف في مسألة الإعانة وغيرها. قلت: وقد روى عن إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي حديثاً واحداً، وكان ذا أموال كثيرة فأنفقها وزهد. وقال محمد بن عبد الله الرازي: أنشدني بندار بن الحسين:)
(نوائب الدهر أدبتني .......... وإنما يوعظ الأديب)

(قد ذقت حلواً وذقت مراً .......... كذاك عيش الفتى ضروب)

(ما مر بوس ولا نعيم .......... إلاّ ولي فيهما نصيب)
قال السلمي: قال عبد الواحد بن محمد بن شعيب: سمعت بنداراً يقول: دخلت على الشبلي ومعي تجارة بأربعين ألف دينار فنظر في

(26/87)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 88
المرآة فقال: المرآة تقول: إنّ ثم سبباً، قلت: صدقت المرآة، فحملت إليه ست بدر، ثم لزمته حتى حملت جميع مالي إليه، فنظر مرة في المرآة وقال: المرآة تقول: ليس ثم سبب، فقلت: صدقت. جعفر بن محمد بن أحمد بن الحكم الواسطي المؤدب. سمع: إدريس بن جعفر العطار، ومحمد بن سليمان الباغندي، ومحمد بن يونس الكديمي، وبشر بن موسى، وجماعة. وعنه: ابن رزقويه، وطلحة الكتّاني، وأبو علي بن شاذان. وثّقه الخطيب. سعيد بن عثمان بن سعيد بن السكن أبو علي البغدادي ثم المصري البزاز الحافظ. ولد سنة أربع وتسعين ومائتين، وسمع بمصر والشام والجزيرة والعراق وخراسان وما وراء النهر، وكان كبير الشأن مكثراً متقناً مصنفاً بعيد الصيت، له تجارة في البز. سمع: محمد بن محمد بن بدر الباهلي، وسعيد بن هاشم الطبراني، وعلي بن أحمد علان، وأبا جعفر الطحاوي، وأبا القاسم البغوي، وابن صاعد، ومحمد بن يوسف الفربري، وأبا حامد بن الشرقي، ومكي بن

(26/88)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 89
عبدان، وأبا عروبة الحرّاني، وسعيد بن عبد العزيز الحلبي، وابن جوصا. وعنه: أبو سليمان بن زبر، وابن منده، والحافظ عبد الغني بن سعيد، وعلي بن محمد الدقاق، وعبد الله بن محمد بن أسد القرطبي، وجماعة من الأندلسيين والمصريين. وقع كتابه المنتقى الصحيح إلى أهل الأندلس وهو كبير. توفي في المحرم. وقد روى عنه صحيح البخاري ابن أسد الجهني، وأبو عبد الله محمد ابن أحمد بن يحيى بن مفرّج، وأبو جعفر بن عون الله. شجاع بن جعفر أبو الفوارس البغدادي الورّاق الواعظ.) سمع: أبا جعفر ابن المنادي، وأبا بكر الصّاغاني، وعبّاس بن محمد الدوري، وأحمد بن عبد الجبار العطاردي، وعبد الله بن شبيب المدني، وأحمد بن ملاعب. وعنه: أبو حفص الكتاني، وهلال الحفار، وعلي بن داود الرزاز، وأبو علي ابن شاذان، وغيرهم. وكان أسند من بقي ببغداد، وحدث بعلو في آخر مسند عمر النجاد. عبد الله بن الحسن بن بندار بن ناجية بن سدوس بن محمد المديني الأصبهاني. سمع: أسيد بن عاصم، وأحمد بن مهدي بأصبهان، ومحمد بن

(26/89)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 90
إسماعيل الصائغ بمكة. وعنه: علي بن عبدكويه، وأبو أحمد عبد الله بن عمر السكري، وأبو بكر بن أبي علي المعدل، وأبو نعيم الحافظ. عبد الله بن عمر بن إسحاق أبو جعفر المصري. يروي عن: ابن علاثة وغيره. عبد الله بن محمد بن العباس أبو محمد المكي الفاكهي. سمع: أبا يحيى عبد الله بن أبي مسرة وغيره. وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وأحمد بن أحمد بن حسن البزاز شيخ البيهقي، وأبو القاسم عبد الملك بن بشران، وأبو محمد بن النحاس، وجماعة. وكان أسند من بقي بمكة، وله كتاب أخبار مكة في مجلدتين عند صاحبنا ابن حبّه من الحافظ. عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن أبو محمد الحيري، ويعرف بالرازي الزاهد، من كتاب مشايخ الصوفية. سمع: محمد بن إبراهيم البوشنجي، وجعفر بن محمد التركي، وأحمد بن نجدة الهروي، ويوسف القاضي، وغيرهم. وكان من أكابر أصحاب الزاهد أبي عثمان الحيري. قال السلمي: صاحب الجنيد، وأبا عمران الكبير، ومحمد بن الفضل، ورويم، وسمنون، وأبا علي الجوزجاني، ومحمد بن حامد.

(26/90)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 91
وكان أبو عثمان يكرمه ويبجّله وهو من أجل مشايخ نيسابور في وقته، له من الرياضيات ما يعجز عن سماعها إلاّ أهلها. وكان عالماً بعلوم هذه الطائفة، وكتب الحديث الكثير، وكان ثقة.) قلت: وروي عنه أبو عبد الرحمن السلميّ، وأبو عبد الله الحاكم، وأبو علي بن حمشاد الصائغ. قال السلمي: سمعته يقول: قيل لبعض العارفين: ما الذي حبب إليك الخلوة ونفى عنك الغفلة قال: وثبة الأكياس من مخ الدنيا. وقال السلمي: هو أجل شيخ رأيناه من القوم وأقدمهم، وقد صحب محمد بن علي الترمذي والكبار، ويرجع إلى فنون من العلم، وكتب الحديث الكثير. وله رياضات واجتهادات يطول ذكرها. وقد امتحن في آخر عمره بحدث من أهل نيسابور، كشفت تلك المحنة عن جلالته وعظم شأنه. سمعته يقول: إذا رأيت المريد يحبّ السماع فاعلم أن فيه بقية من البطالة. عبد الصمد بن الحسين بن يوسف بن يعقوب الأزدي القاضي. بغدادي يكنى أبا الحسين، من بيت علم. حدث بمصر: عن محمد بن جعفر القتات. وعنه: عبد الواحد بن مسرور، ووثقه. عبد الملك بن محمد أبو مروان المدني، قاضي المدينة. عبد الملك بن هذيل بن إسماعيل أبو مروان التميمي القرطبي. سمع أحمد بن خالد الخشّاب، وابن أيمن، وبمكّة ابن الأعرابي. ولزم العزلة والزهد، وكان من الراسخين في العلم، رضي الله عنه. وهو أخو يحيى بن هزيل الشاعر، سيأتي سنة إحدى وسبعين.

(26/91)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 92
عبد الواحد بن أحمد بن علي بن أبي الخصيب أبو علي. توفي بتنيس في المحرّم. عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم بن الواثق بن المعتصم، أبو محمد العباسي الهاشمي البغدادي. سمع: أبا مسلم الكجي، وأبا شعيب الحرّاني، وموسى بن هارون، ويوسف بن يعقوب القاضي، وخلف بن عمرو العكبري. وعنه: الدارقطني، وأبو الحسن بن رزقويه، وابن ابنه أحمد بن عمر بن عبد العزيز، وغيرهم. وثقه الخطيب. علي بن إبراهيم أبو الحسن المستملي النجاد.) سمع السراج، وإما الأئمة ابن خزيمة الباغندي. وعنه: ابن رزقويه، وابن الفضل القطان. علي بن يعقوب بن إبراهيم بن شاكر بن زامل بن أبي العقب علي بن الحسن دليل. روى عن: يوسف القاضي، وغيره. روى عنه: الدارقطني، وابن رزقويه، وغيرهما. وثّقه الخطيب. أبو القاسم الهمداني الدمشقي أحد محدّثي الشام الثقات.

(26/92)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 93
سمع: أبا زرعة البصري، والقاسم بن موسى بن الأشيب، وأحمد بن المعلى، والحسن بن جريرالصوري، وأنس بن السلم، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، سمع منه في الحج. وقرأ بحرف عاصم على: أحمد بن نصر بن شاكر، عن الحسين العجلي، عن يحيى بن آدم. وقرأ عليه: مظفر بن أحمد الدينوري. وحدّث عنه: تمام الرازي، وأبو نصر بن هارون، وعبد الرحمن بن ياسر الجويري، وعبد الواحد بن مشماش، وأبو عبد الله بن مندة، وناقلته عبد الرحمن بن الحسين بن الحسن بن علي، وعبد الرحمن بن أبي نصر، وأبو العباس بن الحاج الإشبيلي. وأخر من روى عنه أبو الحسن بن السمسار. مولد سنة إحدى وستين ومائتين، وله شعر حسن. وكانت وفاته في ذي الحجّة من السنة. قاسم بن محمد بن قاسم بن سيّار مولى الوليد بن عبد الملك الأموري القرطبي، من بيت علم وجلالة. يكنى أبا محمد. سمع من: عبيد الله بن يحيى، والأعناقي، وغيرهما، وكان عارفاً بمذهب مالك. ولي قضاء إستجة وقبرة وإشبيلية، وحمدت سيرته. وكانت وفاته فجأت. محمد بن أحمد بن محمد بن خروف، أبو بكر المدني، ثم المصري. سمع: محمد بن علي الصائغ، وموسى بن هارون الجمّال، والحسن بن علي بن موسى، وأحمد بن علي بن سهل المروزي.

(26/93)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 94
وقع لنا جزء من حديثه. روى عنه: أبو عبد الله بن نظيف، وأبو محمد بن النحّاس، وجماعة.) توفي في ذي الحجّة. محمد بن أحمد بن أبي القاسم عبد الله بن محمد البغوي أبو الفتح. سمع: معجم الصحابة من جده، وروى عنه وعن بشر بن موسى. وعنه: ابن رزقويه، وعبد الرحمن بن عمر النحاس. قال الخطيب: لم يبلغني من حاله إلاّ خير. محمد بن أحمد بن عقبة القاضي أبو محمد المروزي الحنفي، من كبار الأئمة. ولي قضاء نيسابور سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة بعد يحيى بن منصور القاضي، فحكم نحواً من سبع سنين، ثم عزل بقاضي الحرمين، ثم ولي قضاء بخاري حتى مات في سنة ثلاث هذه. حدّث عن: عبد الله بن محمود المروزى. وعنه: الحاكم وأثنى عليه. محمد بن إبراهيم بن حسن، أبو عبد الله النيسابوري نزيل نسا. سمع البوشنجي، وإبراهيم بن أبي طالب، وخرّج لنفسه فخلّط وبان جهله. روى عنه الحاكم وغيره. محمد بن إسحاق بن أيوب بن كوشيذ أبو بكر الأصبهاني المقريء.

(26/94)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 95
سمع: إبراهيم بن سعدان، وأبا مسلم الكجّي، وجماعة. وعنه: علي بن عبد لوين، وأبو بكر بن أبي علي المعدّل، وأبو نعيم أحمد بن عبد الله. محمد بن الحسن بن عمر القرشي مولاهم أبو بكر الدمشقي ويعرف بابن مزاريب. روى عن: أبي زرعة الدمشقي، وغيره. وعنه: تمّام الرازي، وعبد الواحد بن بكر، وعبد الرحمن بن محمد بن نصر. مات في شوّال. محمد بن عبيد الله بن المرزبان بن سوار الأصبهاني أبو بكر الواعظ. سمع: محمد بن يحيى بن مندة وإبراهيم بن متويه، وعبد الله بن زيدان الكوفي، وأبا القاسم البغوي. وكان ورعاً صالحاً. صاحب أبا عبد الله الخشوعي. وعنه: أبو نعيم.) محمد بن عثمان بن سعيد أبو عبد الله الأندلسي. حدّث عن أبي خليفة في هذا العام. محمد بن مالك بن الحسن بن مالك أبو صخر السعدي المروزي. نزيل بلخ.

(26/95)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 96
محمد بن محمد بن يحيى أبو الفضل القرّاب الهوري. توفي بسمرقند في شوال، وحمل إلى هراة. حدث عن: محمد بن يوسف الفربري، ومحمد بن نوح الجنديسابوري. وعنه: أبو الحسن الديناري. محمد بن النعمان بن نصر أبو بكر العنسي إمام الجامع بصور. سمع: محمد بن علي بن حرب الرقي، وجعفر بن محمد الهمداني، وعبد الجبار بن محمد بن كوثر. وعنه: تمام الرازي، وأبو عبد الله بن مندة، وشهاب بن محمد الصوري. حدّث في هذا العام. محمد بن هارون بن شعيب بن عبد الله بن عبد الواحد. ويقال: بعد شعيب: بن علقمة بن سعد، ويقال: بن عبد الله بن ثمامة من ولد أنس بن مالك، ويقال: بن حبّان بن حكيم أبو علي الأنصاري الدمشقي من سكان قرية قينية غربيّ المعلّي. سمع بالشام ومصر والعراق وأصبهان، وصنّف وخرج. سمع: عبد الرحمن بن حاتم المرادي، وأبا علاثة محمد بن عمرو،

(26/96)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 97
وبكر بن سهل، ومحمد بن يحيى بن مندة، وأحمد بن إبراهيم البسري، وزكريا بن يحيى حفاظ السنّة، وأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، وأحمد بن خليد الحلبي، ومحمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، والفريابي، وأبا خليفة، وعبدان، وطائفة. وعنه: أبو بكر بن المقريء، وابن مندة، وتمام، وعبد الرحمن بن أبي نصر التميمي، وعبد الوهاب الميداني. وولد في رمضان سنة ست ومائتين قال عبد العزيز الكتاني: كان يتهم.) أخبرنا علي بن عثمان، وأحمد بن هبة الله، وعلي بن إبراهيم بن يحيى، والحسن بن علي بن يونس، ومحمد بن يوسف الذهبي. قالوا: أنا مكرم بن محمد بن حمزة، أنا علي بن أحمد السوسي سنة ثمان وخمسين وخمسمائة، أنا أبو علي بن محمد بن هارون، أنا زكريا بن يحيى السجزي بن إسحاق بن إبراهيم، أنا روح بن عبادة قالا: ابن حمّاد بن سلمة، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن محمد بن الحنفيّة، عن عليّ رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم ضخم الرأس، عظيم العينين، أزهر اللون، كث اللحية، شثن الكفين، والقدمين هدب الأشفار، مشرب العينين حمرة، إذا مشى تكفأ كأنما يمشي في صعد، وإذا التفت التفت جميعاً. صلى الله عليه وسلم. قال الميداني وغيره: توفي سنة ثلاث وخمسين. محمد بن هارون الطرزي أبو سهل نزيل طرسوس.

(26/97)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 98
سمع: محمد بن يونس الكديمي. محرز بن جعفر الرازي أبو الحسن الصوفي الزاهد. له حكايات. مسلمة بن القاسم بن إبراهيم أبو القاسم القرطبي. سمع: محمد بن عمر بن لبابة، وأحمد بن خالد، وجماعة، ورحل إلى المشرق فسمع بالقيروان من أحمد بن موسى، وعبد الله بن محمد بن فطيس، وبأطرابلس من صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي الكوفي، وبإقريطش من أحمد بن محمد بن خلف، وبمصر من محمد بن زيان، وأبي جعفر الطحاوي، وبمكة من الديبلي، وبواسط من علي بن عبد الله بن مبشّر، وبالبصرة من أبي روق الهزاني، وببغداد من أبي بكر بن زياد النيسابوري، وبسيراف واليمن والشام، ورجع إلى أندلس بعلم كثير، ثم كفّ بصره، وأكثر عنه الناس. قال ابن الفرضيّ: وسمعت من نسبه إلى الكذب. وقال لي محمد بن يحي بن مفرّج: لم يكن كذاباً، وكان ضعيف العقل، وحفظ عليه كلام سوء في التشبيه. معلي بن سعيد أبو خازم التنوخي، بغدادي سكن مصر. وحدّث عن: بشر بن موسى، وأبي خليفة، ومحمد، بن جرير الطبري، وجماعة. وعنه: أبو بكر بن شاذان، وأبو القاسم بن الثّلاج، وعبد الغني بن سعيد الحافظ وقال: كتبنا عنه وما كان ممن يفرح به.) قلت: وهو الذي تفرد بحكاية الهميان عن ابن جرير وفي النفس من ثبوتها شيء. ويعرف بالشيبي.

(26/98)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 99
مكّي بن إسحاق بن إبراهيم أبو القاسم البخارين قاضي بلخ. توفي ببخارى في ربيع الأول. ميسرة بن علي القزويني أبو سعيد، من كبار المحدّثين ببلده. سمع محمد بن أيوب الرازي وغيره، وروى الكثير. يقال إنّه كتب ثلاثة آلاف جزء. أبو سعيد بن أبي بكر بن أبي عثمان الحيري. مرّ في: أحمد بن محمد.

(26/99)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 100

(26/100)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 101
1 (وفيات سنة أربع وخمسين وثلاثمائة)
أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن عطية أبو بكر بن الحدّاد البغدادي مولى بني الزبير بن العوام. سمع: أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، وبعد الرحمن بن الروّاس، وأنس بن المسلم بدمشق، وبكر بن سهل الدمياطي بدمياط، ويوسف القاضي، وجماعة. وعنه: الحافظ عبد الغني، وعي بن عبد الله بن جهضم، وعبد الرحمن بن عمر النّحاس، ومحمد بن نظيف. ووثقه الخطيب. توفي بتنيس، وحمل فيما قيل إلى بغداد. عاش أربعاً وثمانين سنة. أحمد بن إبراهيم بن حوصل الكوفي ثم البخاري أبو الأسد. سمع: صالح بن محمد جزرة، وحامد بن سهل، وإبراهيم بن معقل. توفي في ذي القعدة.

(26/101)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 102
أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد أبو الطيّب الجعفي الكوفي المتنبيّ الشاعر. ولد سنة ثلاث وثلاثمائة. وأكثر المقام بالبادية لاقتباس اللغة، ونظر في فنون الأدب والأخبار وأيّام الناس، وتعاطى قول الشعر في صغره حتى طبع فيه للغاية، وفاق أهل عصره، ومدح الملوك، وسار شعره في الدنيا. مدح سيف الدولة أبا الحسن بن حمدان بالشام، والأستاذ كافور الإخشيدي بمصر، وحدّث ببغداد بديوانه.) روى عنه: أبو الحسن محمد بن أحمد المحامليّ، وعلي بن أيوب القمّي، وأبو عبد الله بن باكويه الشّيرازي، وأبو القاسم بن حبيش الحمصي، وكامل بن أحمد العزايمي، والحسن بن علي العلوي، وعنهم رووا عنه من شعره. وكان أبوه سقاء بالكوفة يلقب بعبيدان. قال أبو الحسن محمد بن يحيى العلوي: حدّثني كتبي كان يجلس إليه المتنبّي قال: ما رأيت أحفظ من هذا الفتى ابن عبيدان كان اليوم عندي وقد أحضر رجل كتاباً من كتب الأصمعيّ نحو ثلاثين ورقه ليبيعه، فأخذ ينظر فيه طويلاً، فقال له الرجل: يا هذا أريد أن أبيعه، فإن كنت تريد حفظه فهذا يكون بعد شهر، فقال له ابن عبيدان: فإن كنت قد حفظته فمالي عليك قال: أهبه لك. قال: فأخذت الدفتر من يده، فأقبل يقرأ عليّ إلى آخره، ثم

(26/102)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 103
استلبه فجعله في كمه وقام، فغلق به صاحبه وطالبه بالثمن، فمنعناه منه، وقلنا: أنت شرطت على نفسك. قال أبو الحسن العلوي: كان عبيدان يذكر أنّه جعفيّ. قال أبو القاسم التنوخيّ: كان المتنبّي خرج إلى حلب وأقام فيهم وادّعى أنّه عولي، ثم ادعى بعد ذلك النبوة إلى أن شهد عليه بالكذب في الدعوتين، وحبس دهراً وأشرف على القتل، ثم استتابوه وأطلقوه. قال التنوخي: حدّثني أبي بن أبي علي بن أبي حامد: سمعنا خلقاً بحلب يحكون والمتنبّي بها إذ ذاك أنه تنبّأ في بادية السماوة، قال: فخرج إليه لؤلؤ أمير حمصي من قبل الإخشيدية فأسره بعد أن قاتل المتنبي ومن معه، وهرب من كان اجتمع عليه من حلب، وحبسه دهراً، فاعتل وكاد أن يتلف،، ثم استتيب بمكتوب. وكان قد قرأ على البوادي كلاماً ذكر أنّه قرآن أنزل عليه نسخت منه سورة فضاعت وبقي أولها في حفظي وهو: والنجم السيار والفلك الدوار والليل والنهار إن الكافر لفي أخطار، إمض على سننك واقف أثر من كان قبلك من المرسلين، وإن الله قامع زيغ من ألحد في الدين وضل عن السبيل. قال: وهي طويلة. قال: وكان المتنبي كان إذا شوغب في مجلس سيف الدولة ونحن إذ ذاك بحلب يذكر له هذا القرآن فينكره ويجحده. وقال له ابن خالويه النحويّ يوماً في مجلس سيف الدولة، لولا أنّ الآخر جاهل لما رضي أن يدعي المتنبي لأن متنبيء معناه كاذب، فقال: إني لم أرض أن أدع به. ومن قوله مما رواه عنه ابن باكويه، سمع منه بشيراز:)
(وما أنا بالباغي على الحبّ رشوة .......... قبيح هوى يرجى عليه ثواب)

(إذا نلت منك الودّ فالمال هين .......... وكل الذي فوق التراب تراب)

(26/103)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 104
وله:
(وبعين مفتقر إليك رأيتني .......... فهجرتني ورميت بي من حالق)

(لست الملوم أنا الملوم لأنني .......... أنزلت حاجاتي بغير الخالق)
وله شعر بالسند المتصل مما ليس في ديوانه. وما خرج من مصر حتى أساء إلى كافور وهجاه، كما ذلك مشهور. قال المختار محمد بن عبد الله المسبّحي: لما هرب المتنبي من مصر وصار إلى الكوفة، ثم صار إلى ابن العميد ومدحه، فقيل إنّه وصل إليه منه ثلاثون ألف دينار، وفارقه ومضى إلى عضد الدولة إلى شيراز فمدحه، فوصله بثلاثين ألف دينار، وفارقه ومضى إلى عضد الدولة إلى شيراز فمدحه، فوصله بثلاثين ألف دينار، ففارقه على أن يمضي إلى الكوفة يحمل عياله ويجيء، فسار حتى وصل إلى النعمانية بإزاء قرية، فوجد أثر خيل هناك، فتنسّم خبرها فإذا هي خيل قد كمنت له لأنّه قصدها، فواقعوه فطعن، فوقع عن فرسه، فنزلوا فاحتزوا رأسه، وأخذوا الذهب الذي معه، وقتل معه ابنه فخشد وغلامه، وكان معه خمسة غلمان، وذلك لخمس بقين من رمضان سنة أربع وخمسين. وقال الفرغاني: لما رحل المتنبي من المنزلة جاءه خفراء فطلبوا منه خمسين درهماً ليسيروا معه فمنعه الشح والكبر، فقدّموه، فكان من أمره ما كان. ورثاه أبو القاسم مظفّر بن علي الزوزني بقوله:
(لا رعى الله سرب هذا الزمان .......... إذ دهانا في مثل ذاك اللسان)

(26/104)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 105
(ما رأى الناس ثاني المتنبي .......... أي ثان يرى لبكر الزّمان)

(كان في نفسه الكبير في جي .......... ش وفي كبرياء ذي سلطان)

(كان في شعره نبيّاً ولكن .......... ظهرت معجزاته في المعاني)
وقيل إنّه قال شيئاً في عضد الدولة، فدسّ عليه من قتله، لأنّه لما وفد عليه وصله بثلاثة آلاف دينار وثلاثة أخراس مسرجه حملاة ونياب مفتخرة ثم دس عليه من سأله: أين هذا العطاء من عطاء سيف الدولة فقال: هذا أجزل إلا أنه عطاء متكلف، وسيف الدولة كان يعطي طبعاً،) فغضب عضد الدولة، فلما انصرف جهّز عليه قوماً من بني ضبّة، فقتلوه بعد أن قاتل قتالاً شديداً، ثم انهزم، فقال له غلامه: أين قولك:
(الخيل والليل والبيداء تعرفني .......... والحرب والضرب والقرطاس والقلم)
فقال: قتلتني قاتلك الله، ثم قاتل حتى قتل. وقال ضياء الدين نصر الله بن الأثير: سافرت إلى مصر ورأيت الناس يشتغلون بشعر المتنّبي، فسألت القاضي الفاضل فقال: إنّ أبا الطيّب ينطق عن خواطر الناس. وقال صاحب اليتيمة: استنشد سيف الدولة أبا الطيب قصيدته الميمية وكانت تعجبه، فلما قال له:
(وقفت وما في الموت شك لواقف .......... كأنك في جفن الردى وهو نائم)

(تمر بك الأبطال كلمى هزيمة .......... ووجهك وضاح وثغرك باسم)
فقال: قد انتقدنا عليك من البيتين كما انتقد على أمريء القيس قوله:

(26/105)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 106
(كأني لم راكب جواداً ولم أقل .......... لخيلي كرّي كرة بعد إجفال)

(ولم أسبأ الزق الروي للذّة .......... ولم أتبطن كاعباً ذات خلخال)
ولك أن تقول الشطر الثاني من البيت الثاني مع الشطر الأول وشطره مع الثاني. فقال: أيّدك الله إن صح أن الذي استدرك على امريء القيس أعلم بالشعر منه، فقد أخطأ امروء القيس، وأنا، ومولانا يعرف أنّ الثوب لا يعرفه البزاز معرفة الحائك، لأن البزاز يعرف جملته، والحائك يعرف جملته وتفاريقه، لأنه هو الذي أخرجه من الغزل إلى الثّوبية، وإنّما قرن امرؤ القيس لذة النساء بلذة الركوب إلى الصيد، وقرن السماحة في شراء الخمر للأضياف بالشجاعة في منازلة الأعداء. وأنا لما ذكرت الموت في أول البيت أتبعته بذكر الردى وهو الموت لتجانسه، ولما كان وجه المنهزم لا يخلو من أن يكون عبوساً وعينه من أن تكون باكية. قلت: ووجهك وضاح وثغرك باسم لأجمع بين الأضداد في المعنى، وإن لم يتّسع اللفظ لجمعها. فأعجب سيف الدولة بقوله: ووصله بخمسمائة دينار. وكان المتنبي آية في اللغة وعريبها، يقال: إنّ أبا عليّ الفارسي سأله فقال: كم لنا من الجموع على وزن فعلى فقال لوقته جحلى وظربي. قال أبو علي: فطالعت كتب اللغة ثلاث ليال على أن أجد لهذين الجمعين ثالثاً فلم أجد، وجحلى جمع جحل، وهو طائر معروف، وظربى جمع) ظربان وهي دويبة منتنة الريح. ومن قوله الفائق:
(رماني الدهر بالأرزاء حتّى .......... فؤادي في غشاء من نبال)

(فصرت إذا أصابتني سها .......... تكسرت النّصال على النصال)

(26/106)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 107
وله في سيف الدولة:
(كل يوم لك ارتحال جديد .......... ومسير للمجد فيه مقام)

(وإذا كانت النفوس كباراً .......... تعبت في مرادها الأجسام)
وله:
(نهبت من الأعمار ما لو حويتها .......... لهنئت الدنيا بأنك خالد)
ومن شعره:
(قد شرّف الله أرضاً أنت ساكنها .......... وشرف الناس إذ سواك إنسانا)
وله:
(أزورهم وسواد الليل يشفع لي .......... وأنثني وبياض الصبح يغري بي)
وله:
(لولا المشقّة ساد الناس كلهم .......... الجود يفقر والإقدام قتال)

(26/107)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 108
ويحكى عن بعض الفضلاء قال: وقفت على أكثر من أربعين شرحاً لديوان المتنبّي ما بين مطول ومختصر. وقال أبو الفتح بن جني: قرأت ديوانه عليه فلما بلغت إلى قوله في كافور:
(ألا ليت شعري هل أقول قصيدة .......... ولا أشتكي فيها ولا أتعتب)

(وبي ما يذود الشعر عني أقلّه .......... ولكنّ قلبي يا ابنة القوم قلب)
فقلت له: يعزّ عليّ كيف هذا الشعر في غير سيف الدولة، فقال: حذّرناه وأنذرناه فما نفع، ألست القائل فيه: أخا الجود أعطى الناس ما أنت مالك ولا يعطى مالنا الناس، فهو الذي أعطاني كافوراً بسوء تدبيره وقلة تمييزه ما أنا قائل. وبلغنا أنّ المعتمد بن عباد صاحب الأندلس أنشد يوماً بيتاً للمتنبي قوله:
(إذا ظفرت منك العيون بنظرة .......... أثاب بها معيي المطي ورازمه)
) فجعل المعتمد يردّده استحساناً له، فارتجل عبد الجليل بن وهبون وقال:
(لئن جاد شعر ابن الحسين فإنّما .......... تجيد العطايا واللهى تفتح اللهى)

(تنبأ عجباً بالقريض ولو دري .......... بأنّك تروي شعره لتألّها)

(26/108)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 109
أحمد بن محمد بن إبراهيم أبو بكر الأصبهاني المؤدّب، عرف بابن دق الأديب. يروي عن: إسحاق بن إبراهيم بن جميل. وعنه: أبو نعيم، وبن أبي علي. أحمد بن محمد بن أحمد بن الصباح أبو العباس الكبشي البغدادي. سمع: أحمد بن محمد البرتي، وإبراهيم الحربي، ومعاذ بن المثنى. قال الخطيب: كان ثقة. روى عنه هلال الحفّار. أحمد بن يعقوب أبو جعفر النحوي البغدادي يعرف ببرزويه غلام نفطويه، أصله من أصبهان. يروي عن: محمد بن نصير، ومحمد بن يحيى بن مندة، وأبي خليفة. وعنه: أبو الحسن بن رزقويه، وأبو علي بن شاذان. توفي في رجب. إبراهيم بن محمد بن سهل أبو إسحاق التّراب. قتلته الباطنية بهراة لأنكاره للمنكر، وصلّى عليه ابنه أبو بكر. سمع: أبا خليفة لجمحي وأبا علي الموصّلي. وعنه: الجارودي، وغيره. إبراهيم بن محمد بن أحمد بن بسام، أبو إسحاق الهاشمي العبّاسي الرشيدي. يروي عن: بكر بن سهل الدمياطي، وغيره. لا أعرفه.

(26/109)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 110
بكر بن شعيب بن بكر بن محمد، أبو الوليد القرشي. سمع: أحمد بن عمرو بن عبد الخالق، وسعيد بن عبد العزيز الحلبي، وجماعة. وعنه: ابن منده، وتمّام الحافظ، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، وأحمد بن عون الله القرطبي، وهو دمشقي.) تميم بن أحمد بن تميم بن ثابت أبو الحسين البويطي المصري. توفي في رجب. ومولده ببويط سنة تسع وسبعين. قال الحسين البويطي الطحّان: حدّثونا عنه. شاكر بن عبد الله المصيصي أبو الحسن. حدّث ببغداد عن: محمد بن موسى النهرتيري وعمرو بن سعد المنبجي، والحسن بن فيل. وعنه: ابن رزقويه، ومحمد بن طلحة بن عبد الله السكري. قال الخطيب: ما علمت من حاله إلاّ خيراً. محمد بن أحمد بن عثمان بن عنبر المروزي. حدّث في هذه سنة ببغداد عن: أبي العبّاس السرّاج، وابن خزيمة. وعنه: الدارقطني مع جلالته، وأبو الحسن الحمامي، وعبد الله بن يحيى السكري. وثّقه الخطيب.

(26/110)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 111
محمد بن أحمد بن محمد بن قريش البزّاز المجهّز. سمع: محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ومحمد بن يحيى المروزي. وعنه: ابن رزقويه بن داود الرازي، وطلحة الكتّاني. توفي في رجب ببغداد، وكان ثقة. قاله الخطيب. محمد بن أبان بن سيد بن أبان أبو عبد الله اللخمي القرطبي. كان عارفاً باللغة والعربية والنسب والأخبار، مصنّفاً مكيناً عند الحكم المستنصر بالله. أخذ عن أبي علي القالي. محمد بن إيراهيم أبو بكر الجوزي الأديب المسند، أحد الأئمة. سمع: حمّاد بن مدرك، وجعفر بن أحمد متويه. وعنه: الحاكم، وغيره. مات بفارس. محمد بن إسحاق بن أيوب أبو العباس النيسابوري، أخو الإمام أبي بكر الضبعيّ، ومحمد الأسنّ. قال الحاكم: لزم الفتوة إلى عمره، وكان أخوه ينهانا عنه لما كان يتعاطاه، لا لجرح في سماعه.) سمع: إبراهيم بن عبد الله السعدي، ويحيى بن محمد الذهلي، وسهل بن عمّار، ومحمد بن أيوب بن الضريس. وعاش مائة سنة وزيادة أربع سنين، وعقد له مجلس الإملاء بعد وفاة أخيه. قلت: روى عنه الحاكم.

(26/111)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 112
محمد بن حبّان بن أحمد بن حبّان بن معاذ بن معبد بن شهيد بن هدبه بن مرة بن سعد بن يزيد بن مرة بن زيد بن عبد الله بن دارم بن حنظلة بن مالك بن زيد بن مناة بن تميم، أبو حاتم التميمي البستي الحافظ العلامة، صاحب التصانيف. سمع: الحسين بن إدريس الهروي، وأبا خليفة، وأبا عبد الرحمن النسائي، وعمران بن موسى، وأبا يعلي، والحسن بن سفيان، وابن قتيبة العسقلاني، والحسين بن عبد الله القطّان، وجعفر بن أحمد الدمشقي، وحاجب بن أركين، وأحمد بن الحسن الصوفي، وابن خزيمة، والسرّاج، وهذه الطبقة بالشام والعراق ومصر والجزيرة وخراسان والحجاز. وعنه: الحاكم، ومنصور بن عبد الله الخالدي، وأبو معاذ عبد الرحمن بن محمد بن رزق الله السجستاني، وأبو الحسن محمد بن أحمد بن هارون الزوزني، ومحمد بن أحمد بن منصور النوقاني، وجماعة. قال أبو سعيد الإدريسي: كان على قضاء سمرقند زماناً، وكان من فقهاء الدّين وحفاظ الآثار، عالماً بالطبّ والنجوم وفنون العلم. ألف المسند الصّحيح والتاريخ والضعفاء وفقّه الناس بسمرقند. وقال الحاكم: كان من أوعية العلم في الفقه واللغة والحديث والوعظ، ومن عقلاء الرجال. قدم نيسابور فسمع من عبد الله بن شيرويه، ورحل إلى

(26/112)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 113
بخارى فلقي عمر بن محمد بن بجير، ثم ورد نيسابور سنة أربع وثلاثين، ثم خرج إلى قضاء نسا، ثم انصرف سنة سبع وثلاثين فأقام بنيسابور وبنى الخانكاه، وقريء عليه جملة من مصنفاته، ثم خرج من نيسابور سنة أربعين إلى وطنه. وكانت الرحلة إليه لسماع مصنّفاته، وقال: كان ثقة نبيلاً فهماً. وقد ذكره ابن الصّلاح في طبقات الشافعية وقال: غلط الغلط الفاحش في تصرفه. وقال ابن حبّان في كتاب الأنواع والتقاسيم: ولعلّنا قد كتبنا عن أكثر من ألفي شيخ. وقال شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري: سألت يحيى بن عمار عن أبي حاتم بن حبّان: هل) رأيته قال: وكيف لم أره ونحن أخرجناه من سجستان، كان له علم كبير ولم يكن له كثير دين، قدم علينا فأنكر الحمد لله، فأخرجناه. قلت: إنكار الحمد وإثباته، مما لم يبتّ به نصّ، والكلام حكم فضول، ومن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه، والإيمان بأنّ الله تعالى ليس كمثله شيء من قواعد العقائد، وكذلك الإيمان بأن الله بائن من خلقه، متميزة ذاته المقدسة من ذوات مخلوقاته. وقال أبو إسماعيل الأنصاري: سمعت عبد الصمد محمد بن محمد سمعت أبي يقول: أنكروا على ابن حبّان قوله: النبوة: العلم والعمل، فحكموا عليه بالزندقة وهجر، وكتب فيه إلى الخليفة فكتب بقتله. وسمعت غيره يقول: لذلك أخرج إلى سمرقند. وقال الحاكم: سمعت أحمد بن محمد الطيّبي يقول: توفي أبو حاتم ليلة الجمعة لثمان بقين من شوّال سنة أربع وخمسين بمدينة بست.

(26/113)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 114
قلت: قوله النبوة: العلم والعمل، كقوله عليه السلام: الحج عرفة، وفي ذلك أحاديث. ومعلوم أن الرجل لو وقف بعرفة فقط ما صار بذلك حاجّاً، وإنما ذكر أشهر أركان الحجّ، وكذلك قول أبن حبّان فذكر أكمل نعوت النبي، ولا يكون العبد نبياً إلاّ أن يكون عالماً عاملاً، ولو كان عالماً فقط لما عد نبياً أبداً، فلا حيلة لبشر في إكتساب النبوة. محمد بن الحسن بن يعقوب بن مقسم أبو بكر البغدادي المقريء العطّار. ولد سنة خمس وستّين ومائتين. وسمع: أبا مسلم الكجّي، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، ومحمد بن يحيى المروزي، وموسى بن إسحاق الأنصاري، وغيرهم، وقرأ القرآن على إدريس بن عبد الكريم بن خلف، وطال عمره وأقرأ النّاس رواية حمزة. وقرأ عليه: إبراهيم بن أحمد الطبري، وأبو الفرج عبد الملك بن بكران النهرواني، وأبو الحسن الحمامي، وعلي بن أحمد بن محمد بن داود الرزّاز المحدّث شيخ عبد السيّد بن عتّاب في التّلاوة، وغيرهم. وحدّث عنه أبو الحسن بن رزقويه، وابن داود الرزّاز، وأبو علي بن شاذان، وغيرهم. وهو راوي أمالي ثعلب عنه، هو من عوالي ما نقع من طريقه، أعلى من الجزء المنسوب إليه بدرجة.) قال الخطيب: كان ثقة، وكان من أحفظ الناس لنحو الكوفيّين وأعرفهم بالقرآن كتباً، قال: وطعن عليه بأن عمد إلى حروف من القرآن تخالف الإجماع، فأقرأ بها، فأنكر عليه، وارتفع أمره إلى الدولة، فاستتيب بحضرة الفقهاء والقرّاء وكتب عليه محضر بتوبته، وقيل: إنّه لم ينزع فيما بعد عن ذلك بل كان يقريء بها. وقال أبو طاهر بن أبي هاشم في كتاب البيان: وقد نبغ في عصرنا

(26/114)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 115
نابغ، فزعم أنّ كل ما صحّ عنده وجه في العربية لحرف موافق خطّ المصحف فقراءته جائزة في الصلاة. وقال أبو أحمد الفرضي راتب المسجد: صلّى مع الناس، وكان ابن مقسم قد ولى ظهره القبلة، وهو يصلي مستدبرها، فأولت ذلك ما اختاره لنفسه من القراءآت. توفي ابن مقسم في ربيع الآخر. محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن عبدويه، أبو بكر الشافعي البزّاز المحدّث. مولده بجبل في جمادى الأولى أو الآخرة سنة ستين ومائتين. وسكن ببغداد، فسمع: محمد بن الجهم السمري، ومحمد بن شدّاد المسمعي، وموسى بن سهل الوشاء، وأبا قلابة، وعبد الله بن روح المدائني، ومحمد بن إسماعيل الترمذي، ومحمد بن الفرج الأزرق، ومحمد بن غالب تمتام، وإسماعيل القاضي وجماعة يطول ذكرهم. وعنه: الدارقطني، وابن شاهين، وأحمد بن عبد الله المحاملي، وأبو علي بن شاذان، وخلق كثير آخرهم أبو طالب بن غيلان. قال الخطيب: كان ثقة، ثبتاً، حسن التصنيف جمع أبواباً وشيوخاً. حدّثني ابن مخلد أنّه رأى مجلساً كتب عن الشافعي سنة ثماني عشرة وأربعمائة، ولما منعت الديلم يعني بني بويه الناس عن ذكر فضائل الصحابة وكتبوا سبّ السلف على أبواب المساجد، كان أبو بكر الشافعي يتعمّد

(26/115)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 116
إملاء الفضائل في الجامع، ويفعل ذلك حسبة وقربة. وقال حمزة السّهمي،: سئل الدارقطني عن محمد بن عبد الله الشافعي فقال: ثقة جبل ما كان في ذلك الوقت أوثق منه. وقال الدارقطني أيضاً: هو الثقة المأمون الذي لم يغمز بحال. وقال ابن رزقويه: توفي في ذي الحجّة سنة أربع. قلت: والغيلانيات هي أعلى ما يروي في الدنيا من حديثه، وأعلى ما كان عند ابن الحصين) شيخ ابن طبرزد. وأخبرنا أحمد بن عبد السلام، والمسلّم بن محمد، وجماعة كتابة قالوا: أنا عمر بن طبرزد، أنا ابن الحصين، أنا محمد بن محمد، أنا أبو بكر الشافعي، ثنا أبو يعلي محمد بن شدّاد، ثنا يحيى بن سعيد القطّان، ثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس، عن جرير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يرحم الله من لا يرحم الناس. قلت: غير الشافعي أعلى إسناداً منه فإنّه ليس بين سماعه وموته إلاّ ثمانية وسبعون عاماً، ومثل هذا كثير الوجود، وإنّما على حديثه تأخّر صاحبه ابن غيلان، وصاحب صاحبه ابن الحصين، فإنّ كلّ واحد منهما عاش بعد ما سمع ثمانياً وثمانين سنة، والله أعلم. محمد بن محرز بن مساور الفقيه أبو الحسن البغدادي الأدمي. سمع: محمد بن عبيد الله مرزوق، ومطيناً، والعمري. وعنه: أبو علي بن شاذان، ومحمد بن طلحة المدني. وثّقه ابن أبي الفوارس وقال: رأيته.

(26/116)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 117
محمد بن عمر بن إسماعيل أبو بكر المقريء الحطاب. سمع: يحيى بن أيوب العلاف. محمد بن القاسم بن عبد الرحمن الكندي المصري، أبو الحسن الحذّاء. سمع: بكر بن سهل الدمياطي. محمد بن مكي بن أحمد بن سعدويه أبو بكر البردعي. طوف وسمع: البغوي، وابن صاعد، وأبا عروبة الحراني، وأبا جعفر الطّحاوي، وابن جوصا. وعنه: أبو الوليد حسّان بن محمد، وهو أكبر منه، ونصر بن محمد الطوسي العطّار، وأبو عبد الله الحاكم، وقال: توفّي بالشّاش. نعيم بن عبد الملك بن محمد بن عديّ أبو الحسن الإستراباذي. فاضل ثقة رئيس. رحل به أبوه وسمعه من: أبي مسلم الكجّي، وعبد الله بن أحمد، وأحمد بن الحسن، وبكر بن سهل الدمياطي، وسمع الجامع الصحيح من الكزبري. وتوفي سنة ثلاث أو أربع وخمسين.) روى عنه: الفتى أبو بكر محمد بن يوسف الشّالنجي الجرجاني، وأبو زرعة محمد بن يوسف الحافظ، وحفيده عبد الملك بن أحمد بن نعيم قاضي جرجان، وآخرون.

(26/117)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 118

(26/118)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 119
1 (وفيات سنة خمس وخمسين وثلاثمائة)
أحمد بن شعيب بن صالح أبو منصور البخاري الورّاق. سمع: صالح بن محمد بن جزرة، وحامد بن سهل، ومحمد بن حريث، وأبا خليفة الجمحي، وزكريا الساجي، وعمر بن أبي غيلان. وعنه: أبو الحسن بن رزقويه، ومحمد بن طلحة النّعالي، وعبد الغفار المؤدّب. حدّث ببغداد. وقال خطيب: كان صالحاً ثبتاً. أحمد بن العبّاس بن عبيد الله أبو بكر البغدادي ويعرف بابن الإمام. قرأ القرآن على: الأشناني، وأبي بكر بن مجاهد، وكان مجوداً حاذقاً. انتقل إلى خراسان وأقرأ هناك، وتوفّي بالرّيَ. روى عنه: الحاكم وقرأ عليه لأبي عمرو وقال: كان أوحد وقته في

(26/119)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 120
القراآت، دخل مرو وبخارى، وسمعتهم يذكرون أن نوح بن نصر الأمير قرأ عليه ختمة ووصله بأموال، ثم إنّه سافر إلى فرغانة. وكان خليعاً يضيع ما يحصل له، وكان لا يخلي لياليه من اجتماع الصوفية والقوّالين. وسمعته يقول: سمعت من عبد الله بن ناحية، ومن الفريابي، وسمعته يقول يوم وفاته: أما سمعت جواريه يصحن: واسيداه من يكفّن الغريب، فبلغني أنّه مات لم يكفن. وممّن قرأ عليه: عيسى أبو بكر الحيري. أحمد بن عبد الرحمن بن الفضل أبو بكر العجلي البغدادي الدّقاق المقريء المعروف بالوليّ. سمع: أحمد بن يحيى الحلواني، وعبيد الله بن ناجية، ومحمد بن الليث الجوهري. وعنه: علي بن داود الرّزّاز، وغيره. وقد قرأ على أبي جعفر أحمد بن فرح، وعلي بن سليم بن إسحاق الخطيب، وأحمد بن سهل الأشناني، وأبي عبد الرحمن اللّهبيّ، وأبي عثمان سعيد بن عبد الرّحيم الضرير من أصحاب الدّوري. قرأ عليه: إبراهيم بن أحمد الطّبري، وإسناد تلاوته في كتاب المستنير، وأبو الحسن الحمامي،) وجماعة. توفي في رجب لثمان بقين منه ببغداد. أحمد بن قانع بن مرزوق القاضي أبو عبد الله البغدادي الفرضي، أخو عبد الباقي.

(26/120)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 121
سمع: الحسين بن المثنى بن معاذ، وخليفة بن عمرو العكبري، وأبا خليفة. وعنه: علي بن داود الرزّاز، وأحمد بن علي البادي. ووثّقه الخطيب. أحمد بن محمد بن الحسين أبو حامد الخسر وجرد بن الخطيب الأديب. سمع: داود بن الحسين البيهقي، وابن الضريس، وطبقتهما. وعنه: الحاكم. توفّي في ربيع الأول. أحمد بن محمد بن شارك أبو حامد الهروي، الفقيه الشافعي، مفتي هراة وعالمها ونحويها. سمع: محمد بن عبد الرحمن النامي، والحسن بن سفيان، وأبو يعلي، وطبقتهم. أخذ عنه: الحاكم أبو عبد الله، وأهل هراة، وبها مات. وسيأتي في أواخر الطبقة الاختلاف في وقاته. أحمد بن محمد بن رزمة، أبو الحسين القزويني. سمع: الحسين بن علي بن محمد الطنافسي، وموسى بن هارون بن حبان، ومحمد بن أيوب بن الضريس. وعاش مائة سنة. الحسن بن محمد بن عباس أبو علي الرازي الفلاّس. حدّث بهمذان سنة خمس وخمسين عن: محمد بن أيوب بن الضريس، وإبراهيم بن يوسف.

(26/121)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 122
روى عنه: ابن خانجان، وأبو طاهر بن سلمة. الحسن بن داوود بن علي بن عيسى بن محمد بن القاسم بن الحسن ابن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب أبو عبد الله العلوي النيسابوري. قال الحاكم في ترجمته: شيخ آل رسول الله صلى الله عليه وسلم في عصره بخراسان، وكان من أكثر الناس صلة ومحبة وصدقة لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في عصره.) صحبته برهة من الدهر فما سمعته ذكر عثمان إلا قال: الشهيد. وبكي، وما سمعته يذكر عائشة إلاّ قال الصّدّيقة بنت الصديق حبيبة حبيب رسول الله، وبكى. وسمع: جعفر بن أحمد الحافظ، وابن شيرويه، وابن خزيمة. وكان جدّه علي بن عيسى أزهد العلويّة في عصره وأكثرهم اجتهاداً وكان عيسى يلقب الفياض لكثرة عطائه وجوده، وكان محمد بن القاسم ينادم الرشيد والمأمون، وكان القاسم راهب آل محمد صلى الله عليه وسلم، وكان أبوه أمير المدينة وأحد من روى عنه مالك في الموطأ. قاله الحاكم. الحسين بن أيوب العلاّمة أبو علي الصيرفي شيخ المالكية بمصر. مات في ذي الحجّة. قال عياض: وشعيه كافور صاحب مصر. عبد الرحمن بن محمد بن حامد بن متويه أبو القاسم البلخي الزاهد. سمع: معمر بن محمد العوفي، وإسحاق بن هياج، وعلي بن مكرم وحدّث ببغداد بانتخاب محمد بن المظفر. روى عنه: ابن رزقويه، وأبو الحسن الحمامي، وابن مردويه، وعلي بن داود الرزّاز.

(26/122)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 123
وثّقه الخطيب. وروى عنه الحاكم وقال: قل ما رأيت في المحدّثين أودع منه، وكان محدّث بلخ في وقته، وقد حجّ سنة خمسين فحدّث بنيسابور وبغداد. علي بن الإخشيد صاحب مصر. مات شاباً في هذه السنة كما هو مذكور في ترجمة كافور. علي بن الحسن بن علان الحرّاني أبو الحسن الحافظ، مؤلّف تاريخ الجزيرة. وسمع: أبا عروبة، وأبا يعلي الموصلي وعبد الله بن زيدان، ومحمد بن جرير الطبري، ومحمد بن محمد الباغندي، وسعيد بن هاشم الطبراني، وجماعة. ورحل وطوف وصنّف. وعنه: ابن مندة، وتمام، وأحمد بن محمد بن الحاج الأشبيلي، وأبو القاسم عبد الرحمن بن الطبيز، وأبو العباس محمد بن السمسار، غيرهم. قال عبد العزيز الكتّاني: كان ثقة حافظاً نبيلاً، توفي يوم الأضحى.) محمد بن أحمد بن عبد الوهاب بن داود بن بهرام أبو بكر السلمي الأصبهاني المقريء الضرير. روى عن: علي بن جبلة، وموسى بن هارون، ومحمد بن إبراهيم بن نصر، ومحمد بن عبد الرحيم بن شبيب الأصبهاني، وقرأ القرآن على أبي الحسن الطرسوسي صاحب أبي عمر الدوري، ولا أعرفه وهو علي بن

(26/123)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 124
أحمد بن محمد بن زياد المكي. وعنه: أبو نعيم، وأبو بكر بن أبي علي. وقال أبو نعيم: قرأت عليه ختمة. قلت: وقرأ عليه محمد بن عبد الرحمن الخلقاني، وأحمد بن محمد بن عبدويه القطّان، وأبو عمر الخرقي. وحدّث عنه: محمد بن إيراهيم بن مصعب التاجر ختمة قراءة عاصم. محمد بن أحمد بن بشر المزكي الحنفي أبو عبد الله الفقيه. ذكره الحاكم فقال: شيخ أهل الرأي في عصره، وكان من الصالحين فتعجّبنا من خشوعه واجتهاده. سمع: محمد بن إبراهيم البوسنجي، وإبراهيم بن علي الذهلي، وطبقتهما، وكنت أحث البغداديين على السماع منه، وقد يعرف بابن بشرويه. محمد بن الحسين بن منصور أبو الحسن النيسابوري التاجر المعدّل، من أحد مشايخ العلم هو وأبوه وعمّه عبدوس. سمع: محمد بن عمرو الحرشي، ومحمد بن إبراهيم البوسنجي، ومحمد بن أيوب الرازي، وأبا عمر القتّات ويوسف القاضي، وطائفة. وكتب ما لم يكتبه غيره، وكان صدوقاً متفنّناً حافظاً. ولد سنة أربع وسبعين ومائتين، وأكثر الإتقان على العلماء والشيوخ. انتخب عليه أبو علي الحافظ مع تقدّمه مائتي جزء، وصنّف الكتب على رسم ابن خزيمة. قال الحاكم: سمعته يقول عندي عن عبد الله بن ناحية، وقاسم

(26/124)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 125
المطرز ألف جزء وزيادة، وخرجت إلى بخارى سنة خمس عشرة فكتبوا عني، وقد سمع مني أبي وعمّي ورويا عني. وقال عبد الله بن سعد الحافظ: كتبت عن أبي الحسن بن منصور أكثر من ثلاثة آلاف حديث) استفدتها. وقال الحاكم: رأيت مشايخنا يتعجّبون من حسن قراءة أبي الحسن للحديث وكف بصره سنة تسع وأربعين. محمد بن أحمد بن زكريا أبو الحسن النيسابوري العابد. سمع: الحسين بن محمد القباني، وأحمد بن النضر بن عبد الوهاب، وإبراهيم بن علي الذهلي، وأبا بكر الجارودي. قال الحاكم: كان من أفاضل شيوخنا وأكثرهم صحبة، وصار في آخر عمره من العبّاد المجتهدين، وألف العزلة، وعاش تسعين سنة. محمد بن الحسن بن الوليد الكلابي أخو تبوك وعبد الوهاب. دمشقي. حدّث في هذا العام عن: أبي عبد الرحمن النّسائي، والقاسم بن الليث الرسعني. وعنه: محمد بن عوف المزني، وغيره. محمد بن الحسين بن علي أبو عبد الله الأنباري الوضاحي الشاعر المشهور، نزيل نيسابور. سمع: أبا عبد الله المحامليّ، وأبا روق الهزاني. روى عنه الحاكم وقال: كان أشعر أهل وقته، فمن شعره:
(لأخمصي على هام العلى قدم .......... وقطر كفي في ضرب الطلي ديم)

(26/125)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 126
(فلست أملك مالاً لأجود به .......... ولست أشرب ما ليس فيه دم)

(يستأنس الليل بي من كلّ موحشة .......... تخشى ويعرف شخصي الغور والأكم)

(سل الصحائف عني والصفاح معاً .......... تنبي الكلوم بما تنبي به الكلم)
محمد بن صالح أبو عبد الله البستي الكاتب. سمع أبا عبد الله البوسنجي وغيره. محمد بن محمد بن عبدان أبو سهل النيسابوري الفقيه الشافعي الصوفي. حجّ وطوف وجاور. مات غريقاً في طريق فراء في رجب. محمد بن عمر بن محمد بن مسلم أبو بكر بن الجعابي التميمي البغدادي الحافظ قاضي الموصل. سمع: عبد الله بن محمد البلخي، ويحيى بن محمد الحنائي، ومحمد بن الحسن بن سماعة الحضرمي، ومحمد بن يحيى المروزي، ويوسف القاضي، وأبا خليفة، وجعفر الفريابي، وخلقاً) كثيراً. وكان حافظ زمانه. صحب أبا العبّاس بن عقدة، وصنف في الأبواب والشيوخ والتاريخ. وتشيّعه مشهور. روى عنه: الدارقطني، وأبو حفص بن شاهين، وابن رزقويه، وابن الفضل القطّان، والحاكم أبو عبد الله، وأبو عمر الهاشمي، وآخرون، آخرهم وفاة أبو نعيم الحافظ.

(26/126)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 127
مولده في صفر سنة أربع وثمانين ومائتين. قال أبو علي الحافظ النيسابوري: ما رأيت في المشايخ أحفظ من عبدان، ولا رأيت في أصحابنا أحفظ من أبي بكر الجعابي، وذاك أني حسبته من البغداديين الذين يحفظون شيخاً واحداً أو ترجمة واحدة أبو باباً واحداً، فقال لي أبو إسحاق بن حمزة يوماً: يا أبا علي لا تغلط في ابن الجعابي فإنّه يحفظ حديثاً كثيراً. قال: فخرجنا يوماً من عند ابن صاعد فقلت له: يا أبا بكر أيش أسند الثوري عن منصور، فمر في الترجمة، فقلت: أيش عند أيوب عن الحسن، فمر في الترجمة، فما زلت أجره من حديث مصر إلى حديث الشام إلى العراق إلى أفراد الخراسانيين وهو يجيب، فقلت: أيش روى الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد، وأبي هريرة بالشركة، فذكر بضعة عشر حديثاً، فحيّرني حفظه. رواها الحاكم عن أبي علي. وقال محمد بن الحسين بن الفضل. سمعت ابن الجعابي يقول: دخلت الرقة، وكان لي ثم قمطران كتب فأنفذت غلامي إلى الذي عنده كتبي، فرجع مغموماً وقال: ضاعت الكتب، فقلت: يا بني لا تغتم، فإن فيها مائتي ألف حديث لا يشكل عليّ حديث منها لا إسناداً ولا متناً. وقال أبو علي التنوخي: ما شاهدنا أحفظ من أبي بكر بن الجعابي، وسمعت من يقول إنّه يحفظ مائتي ألف حديث ويجيب في مثلها، إلاّ أنه كان يفضل الحفاظ بأنه كان يسوق المتون بألفاظها، وأكثر الحفاظ يتسمحون في ذلك، وكان إماماً في المعرفة بعلل الحديث وثقات الرجال ومواليدهم ووفياتهم، وما يطعن على كل واحد منهم، ولم يبق في زمانه من يتقدّمه في الدين. قال أبو ذر الهروي: سمعت أبا بكر بن عبدان الحافظ يقول: وقع إليّ

(26/127)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 128
جزء من حديث الجعابي، فحفظت منه خمسة أحاديث، فأجابني فيها، ثم قال: من أين لك هذا قلت: من جزء لك. قال: إن شئت ألق علي المتن وأجيبك في الإسناد أو ألق علي الإسناد وأجيبك في المتن. وقال أبو الحسن بن رزقويه، مما سمعه من الخطيب: كان ابن الجعابي يملي مجلسه وتمتليء) السكة التي يملي فيها والطريق، ويحضره ابن المظفّر والدارقطني ويملي الأحاديث بطرقها من حفظه. قال أبو علي النيسابوري: قلت لابن الجعابي: قد وصلت إلى الدينور فهلا جئت نيسابور قال: هممت به ثم قلت: أذهب إلى عجم لا يفهمون عني ولا أفهم عنهم. وقال الحاكم: قلت للدارقطني: يبلغني عن الجعابي أنه تغير عما عهدناه، فقال: وأي تغير قلت بالله: هل اتهمته قال: أي والله، ثم ذكر أشياء، فقلت: وصح لك أنه خلط في الحديث قال: أي والله. قلت: حتى خفت أنه ترك المذهب، قال: ترك الصلاة والدين. وقال محمد بن عبد الله السبحي: كان ابن الجعابي المحدّث قد صحب قوماً من المتكلمين فسقط عند كثير من الحديث، وأمر قبل موته أن تحرق دفاتره بالنّار، فأنكر عليه واستقبح ذلك منه، وقد كان وصل إلى مصر ودخل إلى الإخشيد، ثم مضى إلى دمشق فوقفوا على مذهبه فشردوه، فخرج هارباً. وقال أبو حفص بن شاهين: دخلت أنا وابن المظفر والدارقطني على الجعابي وهو مريض فقلت له: من أنا فقال: سبحان الله ألستم فلان وفلان، وسمّاناً فدعونا وخرجنا فمشينا خطوات، وسمعنا الصائح بموته،

(26/128)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 129
فرجعنا إلى داره فرأينا كتبه تل رماد. وقال الأزهري: كانت تبكيه نائحة الرافضة تنوح مع جنازته. قال أبو نعيم: قدم علينا الجعابي أصبهان سنة تسع وأربعين وثلاثمائة. ولأبي الحسن محمد بن سكرة في ابن الجعابي:
(ابن الجعابي ذو سجايا .......... محمودة منه مستطابه)

(رأى الريا والنفاق حظاً .......... في ذي العصابة وذي العصابة)

(يعطي الإمامي ما اشتهاه .......... ويثبت الأمر في القرابه)

(حتى إذا غاب عنه أنمى .......... يثبت الأمر في الصحابه)

(وإن خلا الشيخ بالنصارى .......... رأيت سمعان أو مرابه)

(قد فطن الشيخ للمعاني .......... فالغر من لامه وعابه)
أنبا بن المسلم بن علان، والمؤمل بن محمد، ويوسف بن يعقوب، أن أبا اليمن الكندي أخبرهم: أنبأ أبو منصور الشيباني، أنا أبو بكر الخطيب، الخطيب، حدثني الحسن بن محمد) الأشتر، سمعت أبا عمر القاسم بن جعفر الهاشم غير مرة يقول: سمعت ابن الجعابي يقول: أحفظ أربعمائة ألف حديث وأذاكر بستمائة ألف حديث. وبه قال الخطيب: حدثني الأزهري، ثنا أبو عبد الله بن بكير عن بعض أصحاب الحديث وأظنّه ابن درّان قال: رآني ابن الجعابي وقد جئت من مجلس المظفر فقال: كم أملى؟

(26/129)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 130
فسمّيت، فقال: أيما أحب إليك، تذكر أسانيد الأحاديث وأذكر متونها، أو تذكر المتون وأذكر أسانيدها فقلت: بل المتون. فجعلت أقول: روى حديثاً سنة كذا وكذا، فيقول: حدّثكم به عن فلان بن فلان، فلم يخطيء في جميعها. وبه سمعت التنوخي يقول: تقلّد ابن الجعابي قضاء الموصل، فلم يحمد في ولايته. وذكر الخطيب عن رجاله أنّ ابن الجعابي كان يشرب في مجلس ابن العميد. قلت: لم يبين ما كان يشرب هل هو نبيذ أو خمر. وقال السّلمي: سألت عنه الدارقطني، فقال: خلّط، وذكر مذهبه في التشيّع. وكذا ذكر الحاكم عن الدارقطني وذكر عنه، فقال: قال لي الثقة من أصحابنا ممّن كان يعاشر ابن الجعابي: إنه كان نائماً فكتبت على رجله، فكنت آراه ثلاثة أيام لم يمسّه الماء. وبالإسناد المذكور إلى الخطيب: ثنا الأزهري أنّ ابن الجعابي لما مات أوصى بأن تحرق كتبه، فكان معها كتب للناس، فحدّثني أبو الحسين بن البواب أنه كان له عنده مائة وخمسون جزءاً، فذهبت في جملة ما أحرق. وقال مسعود السجزي: سمعت الحاكم، سمعت الدارقطني يقول:

(26/130)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 131
أخبرت بعلة أبي بكر الجعابيّ، فقمت إليه في الوقت، فأتيته فرأيته يحرق كتبه بالنار، فأقمت عنده حتى ما بقي منه بينة، ثم مات من ليلته. قرأت على إسحاق الأسدي: أخبرك يوسف الحافظ، أنا أبو المكارم المعدّل، وأنا أحمد بن سلامة وغيره إجازة، عن أبي المكارم، أنّ أبا علي الحداد أخبرهم، أنا أبو نعيم، ثنا محمد بن عمر بن مسلم، ثنا محمد بن النعمان السلمي، ثنا هدية، ثنا حزم بن أبي حزم، سمعت الحسن يقول: بئس الرفيق الدينار والدرهم لا ينفعان حتى يفارقاك. محمد بن القاسم بن شعبان بن محمد بن ربيعة الفقيه أبو إسحاق المصري المالكي صاحب التصانيف. قال القاضي عياض: هو من ولد عمار بن ياسر رضي الله عنه، ويعرف أيضاً بابن القرضي،) نسبة إلى بيع القرض. كان رأس المالكية بمصر وأحفظهم للمذهب، مع التفنن من التاريخ والأدب مع الدين والورع، ومع فنونه لم يكن له بصر بالنحو، وكان واسع الرواية. له كتاب الزاهي الشعباني في الفقه وهو مشهور، وكتاب أحكام القرآن وكتاب مناقب مالك وكتاب المنسك. روى عنه: محمد بن أحمد بن الخلاص التّجاني، وخلف بن القاسم بن سهلون، وعبد الرحمن بن يحيى العطار، وطائفة. توفي لأربع عشرة بقيت من جمادى الأولى. قلت: وكان ابن شعبان صاحب سنة كغيره من أئمة الفقه في ذلك العصر، فإني وقفت على تأليفه في تسمية الرواة عن مالك، قال في أوله: بديت فيه بحمد الله الحميد ذي الرشد والتسديد، الحمد لله أحق ما بديء وأولى من شكر، الصمد الواحد ليس له صاحبة ولا ولد، جل عن المثل، فلا

(26/131)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 132
شبيه له ولا عدل عادل فهو دان بعلمه، أحاط علمه بالأمور ونفذ حكمه في سائر المقدور وذكر باقي الخطبة، ولم يكن بالمتقن للأثر مع سعة علمه. روى ابن حزم له في المحلى قال: ثنا أحمد بن إسماعيل الحضرمي، ثنا محمد بن أحمد بن الخلاص، ثنا محمد بن القاسم بن شعبان المصري، حدّثني إبراهيم بن عثمان بن سعيد، فذكر حديثاً ساقطاً، ثم قال ابن حزم: ابن شعبان في المالكية نظير عبد الباقي بن قانع في الحنفيّين، قد تأملنا حديثهما فوجدنا فيه البلاء المبين والكذب البحت والوضع، فإمّا تغيّر حفظهما وإما اختلطت كتبهما. محمد بن محمد بن عبيد الله بن عمرو أبو عبد الله الجرجاني الواعظ المقريء، وقيل كنيته أبو الحسين، ويلقب بفضله. كان كثير الأسفار. سمع: محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، وحامد بن شعيب، وعمران بن موسى، وأبا بكر بن خزيمة، والحسن بن سفيان، وعبد الله بن شيرويه، وابن جوصا الدمشقي. وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وأبو بكر بن أبي علي الذكواني، وأبو نعيم. وقال: أخرج عنه أبو الشيخ. وتوفي سنة خمس وخمسين وثلاثمائة. وهم الحاكم في قوله: توفي سنة أربع وأربعين. محمد بن معمر بن ناصح أبو مسلم الذهلي الأصبهاني الأديب.) سمع أبا بكر بن عاصم، وأبا شعيب الحرّاني، ويوسف بن يعقوب القاضي، وموسى بن هارون. وعنه: علي بن عبد ربّه، وأبو بكر الذكواني، وأبو نعيم الحافظ، وأهل أصبهان.

(26/132)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 133
منذر بن سعيد بن عبد الله بن عبد الرحمن، أبو الحاكم البلوطي الكزني. وكزنة فخذ من البربر، قاضي القضاة بقرطبة. سمع من: عبيد الله بن يحيى الليثي، وحجّ سنة ثمان وثلاثمائة، فأخذ عن أبي المنذر كتاب الأشراف وأخذ العربية من ابن النحّاس. كان يميل إلى رأي داود الظاهريّ ويحتجّ له، وولي القضاء في الثغور الشرقية. ثم ولي قضاء الجماعة سنة تسع وثلاثين، وطالت أيامه وحمدت سيرته، وكان بصيراً بالجدل والنظر والكلام، فطيناً بليغاً متفوّهاً شاعراً، وله مصنّفات في القرآن والفقه، أخذ الناس عنه. توفي في ذي القعدة، وله اثنتان وثمانون سنة، وقد ولي الصلاة بالمدينة الزهراء، وكان قوّالاً بالحق لا يخاف لومة لائم، وكان كثير الإنكار على الناصر لدين الله عبد الرحمن، بليغ الموعظة كبير الشأن. قيل إن أول معرفته بالنّاصر أنّ النّاصر احتفل لدخول رسول ملك الروم صاحب قسطنطينية بقصر قرطبة الاحتفال الذي اشتهر، فأحب أن يقوم الشعراء والخطباء بين يديه، فقدموا لذلك أبا علي القالي رصيف الدولة، فقام وحمد الله تعالى وأثنى عليه، ثم ارتج عليه وبهت وسكت، فلما رأى ذلك منذر القاضي قام دونه بدرجة، ووصل افتتاح القالي بكلام عجيب بهر

(26/133)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 134
العقول جزالة وملأ الأسماع جلالة، فقال: أمّا بعد، فإن لكل حادثة مقاماً، ولكل مقام مقالاً، وليس بعد الحق إلا الضلال، وإني قد قمت في مقام كريم، بين يدي ملك عظيم، فاصغوا لي بأسماعكم، إن من الحق أن يقال للمحق: صدقت، وللمبطل: كذبت، وإن الجليل تعالى في سمائه، وتقدس بأسمائه، أمر كليمه موسى أن يذكر قومه بنعم الله عندهم، وأنا أذكركم نعم الله عليكم، وتلافيه لكم بولاية أميركم التي آمنت سربكم ورفعت خوفكم، وكنتم قليلاً فكثركم، ومستضعفين فقواكم، ومستذلين فنصركم، ولاه الله أياماً ضربت الفتنة سرادقها على الآفاق، وأحاطت بكم شعل النفاق حتى صرتم مثل حدقة البعير، مع ضيق الحال والتغيير، فاستبدلتم من الشدة بالرخاء. فناشدتكم الله ألم تكن الدماء مسفوكة فحقنها، والسبل مخوفة فأمنها، والأموال منتهبة فأحرزها، والبلاد) خراباً فعمّرها، والثغور مهتضمة فحماها ونصرها، فاذكروا آلاء الله عليكم. وذكر كلاماً طويلاً وشعراً، فقطب الرسول وصلب وتعجب الأمير عبد الرحمن منه وولاّه خطابة الزهراء، ثم قضاء الجماعة بمملكته، ولم يحفظ له قضية جور، وقد استعفى غير مرّة فلم يعف، والله أعلم.

(26/134)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 135
1 (وفيات سنة ست وخمسين وثلاثمائة)
أحمد بن أسامة بن أحمد بن أسامة بن عبد الرحمن بن عبد الله بن السمح بن أسامة أبو جعفر التجيبي، مولاهم المصري المقريء. قرأ القرآن على إسماعيل بن عبد الله النحاس، عن أبي أيوب الأزرق صاحب ورش. وتصدر للإقراء فقرأ عليه خلف بن إبراهيم بن خاقان شيخ أبي عمرو الداني وغيره. وسمع الحديث من بكر بن سهل الدمياطي، وغيره. روى عنه: أبو القاسم يحيى بن علي بن الطحان في تاريخه، وقال: توفي في شهر رجب سنة اثنتين وأربعين، وقيل ست وخمسين. وأما أبو عمرو الداني فروى عن خلف بن إبراهيم وفاته سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة، وأنه نيف على المائة. قال أبو عمرو: روى عنه القراءة محمد بن النعمان، وخلف بن قاسم، وعبد الرحمن بن يونس.

(26/135)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 136
أحمد بن بويه الديلمي السلطان معز الدولة أبو الحسين بن فناخسرو ابن تمام بن كوفي بن شيرزيل بن شيركوه بن شيرزيل بن شيران بن شيرفنة بن شبستان شاه بن سسن فرو بن شروزيل بن سسناد بن بهرام جور. أحد ملوك بني ساسان. كذا ساق نسبه القاضي شمس الدين، وعد ما بينه وبين بهرام ثلاثة عشر أباً، وقابلته على نسختين. كان بويه يصطاد ويحترف، وكان ولده أحمد هذا ربما احتطب، قال أمره إلى الملك، وكان قدومه إلى بغداد سنة أربع وثلاثين، وكان موته بالبطن فعهد إلى ولده عزّ الدولة أبي منصور بختيار بن أحمد. وقيل: إنّه لمّا احتضر استحضر بعض العلماء فتاب على يده، كلما حضر وقت الصلاة خرج العالم إلى مسجد، فقال معزّ الدولة: لم لا تصلي هنا قال: إن الصلاة في هذه الدار لا تصح،) وسأله عن الصحابة، فذكر له سوابقهم وأن علياً زوج بنته من فاطمة بعمر رضي الله عنه، فاستعظم وقال: ما علمت بهذا، وتصدّق بأموال عظيمة، وأعتق غلمانه، وأراق الخمور، ورد المواريث إلى ذوي الأرحام. وكان يقال له الأقطع. طارت يساره في حرب، وطارت بعض اليمنى، وسقط بين القتلى ثم نجا. وتملّك بغداد بلا كلفة، ودانت له الأمم، وكان في الابتداء تبعاً لأخيه الملك عماد الدولة. مات في ربيع الآخر سنة ست وخمسين وثلاث مائة، وله ثلاث وخمسون سنة. وقد أنشأ داراً غرم عليها أربعين ألف ألف درهم، فبقيت إلى بعد

(26/136)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 137
الأربعمائة ونقضت، فاشتروا جرد ما في سقوفها من الذهب بثمانية آلاف دينار. أحمد بن محمود بن زكريا بن خرزاذ القاضي أبو بكر الأهوازي. سمع: أبا مسلم الكجي، وأبا جعفر الحضرمي مطيناً، ونحوهما. توفي في ذي القعدة. أحمد بن محمد بن خلف بن أبي حجيرة، أبو بكر القرطبي. سمع من: أحمد بن خالد بن الحباب، وجماعة، ودخل فسمع بمصر من محمد بن جعفر بن أعين. وكان زاهداً متبتلاً فقيهاً. توفي في جمادى الأولى. إبراهيم بن محمد بن شهاب أبو علي العطار الحنفي. كان من متكلمي المعتزلة. روى عن: محمد بن يونس الكديمي، وأبي مسلم الكجي. وعنه محمد بن طلحة النعالي. عداده في البغداديين. عاش بضعاً وثمانين سنة.

(26/137)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 138
إسماعيل بن القاسم بن هارون بن عيذون، العلاّمة أبو علي البغدادي القالي. سألوه عن هذه النسبة فقال: أه ولد بمنازكرد فلما انحدرنا إلى بغداد كان رفقته فيها جماعة من أهل قالي فلا فكانوا يحافظون لمكانهم من الشعر، فلمّا دخلت بغداد انتسبت إلى قالي قلا، وهي قرية من قرى منازكرد من أرمينية، ورجوت أن انتفع بذلك عند العلماء. فمضى عليّ القالي. وقيل إن مولد سنة ثمانين ومائتين.) أخذ العربية واللغة عن ابن دريد، وابن أبي بكر بن الأنباري، وابن درستويه، وسمع من أبي يعلى الموصلي، وأبي القاسم البغوي، وأبي بكر بن أبي داود، وابن صاعد، وابن عرفة نفطويه، وعلي بن سليمان الأخفش، وقرأ بحرف أبي عمرو على أبي بكر بن مجاهد. وأول دخوله إلى بغداد سنة خمس وثلاثمائة.

(26/138)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 139
حكى هارون النحوي قال: كنّا نختلف إلى أبي علي بجامع الزهراء، فأخذني المطر، فدخلت وثيابي مبتلة، وحوله أعلام أهل قرطبة، فقال لي: مهلاً يا أبا نصر هذا هيّن وتبدّله بثياب آخر، فلقد عرض لي ما أبقى بجسمي ندوباً. كنت أختلف إلى ابن مجاهد فأدلجت، فلما انتهيت إلى الدرب رأيته مغلقاً فقلت: أبكر هذا البكور وتفوتني النوبة، فنظرت إلى سرب هناك فاقتحمته، فلما أن توسطته ضاق بي، ونشبت فاقتحمته أشد اقتحام، فنجوت بعد أن تخرقت ثيابي وتزلّع جليد حتى انكشف العظم، فأين أنت مما عرض لي. ثم أنشد:
(ثبت للمجد والساعون قد بلغوا .......... جهد النفوس وألقوا دونه الأزرا)

(فكابدوا المجد حتى مل أكثرهم .......... وعانق المجد من أوفى ومن صبرا)

(لا تحسب المجد تمراً أنت آكله .......... لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا)
قال: ودخل الأندلس في سنة ثلاثين، فقصد صاحبها عبد الرحمن الناصر لدين الله فأكرمه، وصنف لولده الحكم تصانيف، وبثّ علومه هناك، وكان قد بحث على ابن درستويه الفارسي كتاب سيبويه، ودقق النظر وانتصر للبصريين، وأملي أشياء من حفظه ككتاب النوادر وكتاب الأمالي الذي اشتهر اسمه، وكتاب المقصور والممدود، وله كتاب الإبل وكتاب الخيل، وله كتاب البارع في اللغة نحو خمسة آلاف ورقة، لم يؤلف أحد مثله في الإحاطة والجمع لكن لم يتممه. وولاؤه لعبد الملك بن مروان ولهذا قصد بني أمية ملوك الأندلس، فعظم عندهم وكانت مؤلفاته على غاية الاتقان. أخذ عنه: عبد الله بن الربيع التميمي، وهو آخر من حدّث عنه، وأحمد بن أبان بن سيد، وأبو بكر محمد بن الحسن الزبيدي اللغوي، وغيرهم.

(26/139)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 140
توفي أبو علي بقرطبة في ربيع الآخر سنة ست وخمسين وثلاثمائة. جعفر بن محمد بن الحارث أبو محمد المراغي.) طوف الأقاليم وسمع محمد بن يحيى المروزي، وأبا عبد الرحمن النسائي، وأبا خليفة، والفريابي، وعبد الله بن ناجية، وأبا يعلي الموصلي، وطائفة بعد الثلاثمائة، وعاش نيفاً وثمانين سنة. روى عنه الحاكم وقال: كان من أصدق الناس في الحديث، وأبو عبد الرحمن السّلمي، وأبو القاسم عبد الرحمن بن محمد السراج، وآخرون. جعفر بن مطر النيسابوري. رحل وسمع محمد بن أيوب بن الضريس، وأبا خليفة. وعنه الحاكم وغيره. حامد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن معاذ، أبو علي الرفا الهوري المحدث الواعظ. سمع: الفضل بن عبد الله اليشكري، وعثمان بن سعيد الدارمي، والحسين بن إدريس، ومحمد بن عبد الرحمن بهراة، وبهمذان محمد بن المغيرة السكري، ومحمد بن صالح الأشج، وعلي بن عبد العزيز بمكة، ومحمد بن يونس الكديمي، وإبراهيم الحربي، وبشر بن موسى ببغداد، وسمع أيضاً بنيسابور داود بن الحسين البيهقي، وخليفة، وسمع محمد بن أيوب البجلي بالري وبالكوفة. وعنه: الحاكم، وأبو منصور محمد بن محمد الأزدي، وأبو علي بن شاذان، وأبو الفضل محمد بن أحمد الجارودي، وسعيد بن عثمان بن عمار، ومحمد بن عبد الرحمن الدّباس، وأبو عثمان سعيد بن العباس القرشي، وهو آخر من حدّث عنه.

(26/140)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 141
عاش إلى سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة. وحدّث أبو علي ببغداد بانتخاب الدارقطني. وثقه الخطيب وغيره، وكان موته بهراة في رمضان. أخبرنا أبو علي بن الخلال، أنا أبو المنخال اللّتي، أنا أبو الوقت، أنا أبو إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري، أنا محمد بن يوسف، أنا حامد بن محمد، ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا أبو نعيم، ثنا المسعودي، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن مسلمة قال: كان من دعاء علي رضي الله عنه: اللهم ثبتنا على كلمة العدل والهدى والصواب، وقام الكتاب، هادين مهديين، راضين مرضيين، غير ضالين ولا مضلّين. سعيد بن أحمد بن محمد بن عبد ربه أبو عثمان الفقيه ابن شاعر الأندلس.) سمع: محمد بن عمر بن لبابة، وأسلم بن عبد العزيز، وجماعة. وكان مقدماً في الفتوى ثقة عالماً، أخذ الناس عنه. العباس بن محمد بن نصر بن السري أبو الفضل الرافضي. سمع: هلال بن العلاء، وسعيد بن يحيى بن يزيد صاحب مصعب الزبيري، ومحمد بن الخضر بن علي، وحفص بن عمر بن سنجة، ومحمد بن محمد الجذوعي القاضي، وصباح بن محمد بن صباح صاحب المعافى بن سليمان، وغيرهم. ولعله آخر من روى عن هلال بن العلاء. روى عنه: عبد الرحمن بن عمر النّحاس، وأبو عبد الله بن نظيف،

(26/141)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 142
وأحمد بن محمد بن الحاجّ، وجماعة. وتوفي بمصر، قال يحيى بن علي الطحاوي: تكلّموا فيه. عبد الله بن محمد بن أحمد بن حبان أبو الطيّب قاضي طوس. قال الحاكم: روى عن مسدد بن قطن، ومحمد بن إسماعيل بن مهران، وجماعة. وخرجت له الفوائد. وكان من أعيان أصحاب أبي علي الثقفي. توفي سنة ست وخمسين. عبد الخالق بن الحسن بن محمد بن نصر بن أبي روبا السقطي العدل ببغداد. سمع: محمد بن سليمان الباغندي، ومحمد بن غالب تمتام، وإسحاق بن الحسن الحربي، وأبا شعيب الحراني. وعنه: أبو الحسن بن رزقويه، وعلي بن داود الرّزاز، وعبد الله بن يحيى السكري، وطلحة الكتاني، وأبو علي بن شاذان، ومحمد بن طلحة النعالي. وثقه البرقاني. عثمان بن محمد بن بشر أبو عمرو السقطي البغدادي، سنقه. سمع: محمد بن يونس الكديمي، وإسماعيل القاضي، وإبراهيم الحربي، وأحمد بن علي البربهاري، وغيرهم. وكتب الناس عنه بانتخاب الدارقطني، وأثنى عليه البرقاني ووثقه. روى عن: ابن رزقويه، وأبو الفتح بن أبي الفوارس، وعبد الله

(26/142)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 143
السكري، وطلحة بن الصقر،) ومحمد بن طلحة النعالي. توفي في ذي الحجّة، وله سبع وثمانون سنة. علي بن إبراهيم بن حمّاد بن إسحاق أبو الحسن الأزدي البغدادي القاضي. سمع: محمد بن يونس الكديمي، وبشر بن موسى، ومحمد بن عبد الله الحضرمي، وانتخب عليه الدارقطني. وعنه: أبو الحسن بن رزقويه، وعلي بن داود الرزاز. وثقه الخطيب، قال: ولي قضاء الأهواز. علي بن الحسين بن محمد بن أحمد بن الهيثم أبو الفرج الأصبهاني، الكاتب، مصنف كتاب الأغاني. سمع: محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، ومحمد بن جعفر القتات، والحسين بن أبي الأحوص، وعلي بن العباس المقانعي الكوفيين، وأبا خبيب بن البرتي، فمن بعدهم. والهيثم هو ابن عبد الرحمن بن مروان بن عبد الله بن مروان الحمار بن محمد بن مروان بن الحكم بن أبي العاص. روى عنه: الدارقطني، وأبو إسحاق إبراهيم بن أحمد الطبري، وأبو الفتح بن أبي الفوارس، وعلي بن أحمد الرزاز، وآخرون.

(26/143)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 144
واستوطن بغداد من صباه. كان من أعيان أدبائها وأفراد مصنفيها. روى عن طائفة كثيرة، وكان إخبارياً نسابة شاعراً، ظاهر التشيع. قال أبو علي التنوخي: كان أبو الفرج يحفظ من الشعر والأغاني والأخبار والمسندات والأنساب ما لم أرقط من يحفظ مثله، ويحفظ سوى ذلك من علوم أخر، منها اللغة والنحو والمغازي والسير، وله تصانيف عديدة، وحصل له ببلاد كتب صنفها لبني أمية ملوك الأندلس أقاربه، سيرها إليهم سراً وجاءه الإنعام سراً، فمن ذلك: نسب بني عبد شمس، وكتاب أيام العرب ألف وستمائة يوم، وكتاب جمهرة النسب، وكتاب نسب بني شيبان، وكتاب نسب المهالبة لكونه كان منقطعاً إلى الوزير المهلبي، وله فيه مدائح، وله كتاب أخبار الشواعر، وكتاب مقاتل الطالبيين، وكتاب الزيارات وهذا عجيب إذ هو مرواني يتشيع. قال ابن أبي الفوارس: قد خلط قبل أن يموت. قال: وتوفي في ذي الحجّة، وكان مولده سنة) أربع وثمانين ومائتين. قلت: رأيت شيخنا ابن تيمية يضعفه ويتّهمه في نقله ويستهول ما يأتي به، وما علمت فيه جرحاً إلا قول ابن أبي الفوارس: خلط قبل أن يموت وقد أثنى على كتابه الأغاني جماعة من جلة الأدباء. ومن تواليفه كتاب أخبار الطفيليين، كتاب أخبار جحظة، كتاب أدب السماع، كتاب الخمارين. قال هلال بن المحسن الصابي، كان أبو الفرج صاحب الأغاني من ندماء الوزير المهلبي، وكان وسخاً قذراً لم يغسل له ثوب أبداً منذ فصله إلى أن يتقطّع، وشعره جيد لكنّه في الهجاء أبلغ، وكانوا يتقون لسانه ويصبرون على مجالسته ومشاربته. ذكر ابن الصابي أنّ أبا القاسم الجهني محتسب البصرة كان من ندماء

(26/144)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 145
المهلبي، وكان يورد الطامات من الحكايات المنكرة، فجرى مرة حديث النعنع فقال: في البلد الفلاني نعنع يطول حتى يصير شجراً، ويعمل من شجرة سلالم، فثار منه أبو الفرج الأصبهاني وقال: نعم عجائب الدنيا كثيرة ولا ينكر هذا، والقدرة صالحة، أنا عندي ما هو أغرب من هذا، زوج حمام يبيض بيضتين، فآخذهما وأضع تحتهما سنجة مائة وسنجة خمسي، فإذا فرغ زمان الحضان انفقست السنجتان عن طشت وإبريق، فضحك أهل المجلس، وفطن الجهني لما قصد أبو الفرج من الطنز به، وانقبض عن كثير من حكاياته. ومن نظم أبي الفرج وكتب به إلى صديق وأجاد:
(أبا محمد المحمود يا حسن الإ .......... حسان والجود يا بحر الندى الطامي)

(حاشاك من عود عواد إليك ومن .......... دواء داء ومن إلمام آلام.)
علي بن عبد الله بن حمدان بن حمدون بن الحارث بن لقمان بن راشد الأمير سيف الدولة أبو الحسن التغلبي الجزري صاحب حلب وغيرها وأخو ناصر الدولة الحسن. كان مقصد الوفود، ومطلع الجود، وكعبة الآمال، ومحط الرحال، وكان أديباً شاعراً. ويقال: إنه لم يجتمع بباب ملك بعد الخلفاء ما اجتمع ببابه من الشعراء، وكان عطاء الشعراء من فرائض الأمراء، وكان كل من عبد الله بن

(26/145)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 146
الفياض الكاتب، وأبي الحسن على الشمشاطي، قد اختار من مدائح الشعراء في سيف الدولة عشرة آلاف بيت. ملك مدينة حلب سنة ثلاث وثلاثين، انتزعها من أحمد بن سعيد الكلابي نائب الإخشيد، وكان) قبلها قد استولى واسط ونواحيها، وتقلبت به الأحوال، وملك دمشق أيضاً، وكثيراً من بلاد الشام والجزيرة، وجرت له حروب، وذلك أنّه توجه من حلب إلى حمص فلقيه جيش الإخشيد وعليهم كافور الإخشيذي المتوفى أيضاً في هذه السنة، فكان الظفر لسيف الدولة، وجاء فنازل دمشق فلم يفتحوا له، فرجع، وكان الإخشيذ قد خرج بالجيوش من مصر، فالتقى هو وهو بنواحي قنسرين، فلما ظفر أحدهما بالآخر، تقهقر سيف الدولة إلى الجزيرة، ورد الإخشيذ إلى دمشق، ثم رد سيف الدولة فدخل حلب، ومات الإخشيذ بدمشق في آخر سنة أربع وثلاثين، وسار كافور بالعساكر إلى مصر، فقصد سيف الدولة دمشق وملكها وأقام بها، فذكروا أنه كان يساير الشريف العقيقي فقال: ما تصلح هذه الغوطة إلا لرجل واحد، فقال له العقيقي: هي لأقوام كثير لئن أخذتها القوانين ليتبرأون منها، فأعلم العقيقي أهل دمشق بهذا القول، فكاتبوا كافور فجاءهم وأخرجوا سيف الدولة بعد سنة، ودخلها كافور. ولد سيف الدولة سنة إحدى، ويقال سنة ثلاث وثلاثمائة، ومدحه الخالديان بقصيدة أولها:
(تصد ودارها صدد .......... وتوعده ولا تعد)

(وقد قتلته ظالمة .......... ولا عقل ولا قود)

(بوجه كله قمر .......... وسائر جسمه أسد)
وكان موصوفاً بالشجاعة، له غزوات مشهورة مع الروم، وكان مثاغراً لهم، ومن شعره:

(26/146)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 147
(وساق صبيح للصبوح دعوته .......... فقام وفي أجفانه سنة الغمض)

(يطوف بكاسات العقار كأنجم .......... فمن بين منقض علينا منقض)

(وقد نشرت أيدي الجنوب مطارفاً .......... على الجودكنا و الحواشي على الأرض)

(يطرزها قوس السحاب بأصفر .......... على أحمر في أخضر إثر مبيض)

(كأذيال خود أقبلت في غلائل .......... مصبغة، والبعض أقصر من بعض)
وله:
(أقبله على جزع .......... كشرب الطائل الفزع)

(رأى ماء فأطمعه .......... وخاف عواقب الطمع)
ومما نسب إليه:
(قد جرى في دمعه دمه .......... فإلى كم أنت تظلمه)
)
(رد عنه الطرف منك فقد .......... جرحته منك أسهمه)

(كيف يسطيع التجلد من .......... خطرات الوهم تؤلمه)

(وبقلبي من هوى رشاء .......... تائه ما الله يعلمه)

(ما دوائي غير ريقته .......... خمرة لتقلب مرهمه)
يقال إنّه مات بالفالج، وقيل بعسر البول بحلب في عاشر صفر، وحمل إلى ميَافارقين فدفن عند أمه. وكان قد جمع من نفض الغبار الذي يتجمع عليه أيام غزواته ما جاء من لبنة بقدر الكف، وأوصى أن يوضع خده عليها في لحده ففعل ذلك به، وملك بعده حلب ابنه سعيد الدولة، وهلك سنة إحدى وثماني كما يأتي. فذكر ابن محمد الشمشاطي في تاريخة قال: ورد سيف الدولة إلى حلب عليلاً فأمسك كلامه ثلاثة أيام، ثم جمع قرغويه الحاجب وظفر الخادم

(26/147)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 148
والكبار فأخذ عليهم الأيمان لولده أبي المعالي بالأمر بعده، ومات على أربع ساعات من يوم الجمعة لخمس بقين من صفر الموافق ثامن شباط، وتولي أمره القاضي أبو الهيثم بن أبي حصين، وغسله عبد الرحمن بن سهل المالكي قاضي الكوفة، وغسله بالسدر ثم الصندل، ثم بالذريرة، ثم بالعنبر والكافور، ثم بماء ورد، ثم بالماء، ونشف بثوب دبيقي بنيف وخمسين ديناراً، أخذه الغاسل وجميع ما عليه وتحته، وصبّره بصبر ومر ومن من كافور، وجعل على وجهه وبخره مائة مثقال غالية، وكفن في سبعة أثواب تساوي ألف دينار، وجعل في التابوت مضربة ومخدتان، وصلى عليه أبو عبد الله العلوي الكوفي الأقساسي فكبّر خمساً. وعاش أربعاً وخمسين سنة شمسية. وخرج أبو فراس بن حمدان في الليل إلى حمص، ولما بغلغ معز الدولة خبر موته جزع عليه وقال: أنا أعلم أن أيامي لا تطول بعده، وكذا كان. وذكر النجار أنّ سيف الدولة حضر عيد النحر، ففرّق على أرباب دولته ضحايا، وكانوا ألوفاً، فبعث إليهم ما يضحون به، فأكثر من ماله مائة رأس وأقلّهم شاة، قال: ولزمه في فداء الأساري سنة خمس وخمسين وثلاثمائة ستمائة ألف دينار، وفي ذلك يقول الببغاء:
(كانوا عبيد نداك ثم شريتهم .......... فغدوا عبيدك نعمة وشراء)
وكان سيف الدولة شيعيّا متظاهراً مفضالاً على الشيعة والعلويين. علي بن محمد بن خليع أبو الحسن البغدادي الخيّاط المقريء، أحد القراء

(26/148)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 149
أخذ القراءة عن:) يوسف بن يعقوب الواسطي، وزرعان بن أحمد. تصدّر للإقراء ببغداد. قرأ عليه الحمامي، وعبد الباقي بن الحسن، وأحمد بن عبد الله بن الخضر السوسنجردي، ومحمد بن أحمد الحربي، وآخرون، ويعرف بابن بنت القلانسي. قال الداني: سمعت فارس بن أحمد يقول: قال لي عبد الباقي: بلغت علي أبي الحسن ابن بنت القلانسي إلى الكوثر فقال لي: إختم، فختمت. ثم إنّه سقط ذلك اليوم من سلم فكسر ومات، وذلك في ذي القعدة وهو في عشر الثمانين. رحمه الله.
4 (كافور الخادم الأسود الحبشي)
الأستاذ أبو المسك الإخشيدي السلطان، اشتراه الإخشيذي من بعض رؤساء المصريين، وكان أسود بصّاصاً، فيقال أنه أبتيع بثمانية عشر ديناراً، ثم إنه تقدم عند الإخشيذ صاحب مصر لعقله ورأيه وسعده، إلى أن كان من كبار القواد، وجهزه في جيش لحرب سيف الدولة، ثم إنه لما مات أستاذه صار أتابك ولده أبي القاسم أنوجور وكيله صبياً، فغلب كافور على الأمور

(26/149)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 150
وبقي الاسم لأبي القاسم والدست لكافور حتى قال وكيله: خدمت كافور وراتبه كل يوم ثلاث عشر جراية، وتوفي وقد بلغت على يدي كل يوم ثلاثة عشر ألف جراية. وأنوجور معناه بالعربي محمود. ولي مملكة مصر والشام إلا اليسير منها بعقد الراضي بالله والمدبّر له كافور. مات في سنة تسع وأربعين وثلاثمائة عن ثلاثين سنة، وأقيم مكانه أخوه أبو الحسن عليّ، فأخذت الروم في أيامه حلب وطرسوس والمصيصة وذلك الصقع. ومات علي في أول سنة خمس وخمسين عن إحدى وثلاثين، فاستقل كافور بالأمر، فأشاروا عليه بإقامة الدعوة لولد لعليّ المذكور، فاحتجّ بصغره، وركب في الدست بخلع أظهر أنها جاءته من الخليفة وتقليده وذلك في صفر سنة خمس وخمسين، وتم له الأمر. وكان وزيره أبا الفضل جعفر بن الفرات، وكان راغباً في الخير وأهله. ولم يبلغ أحد من الخدام ما بلغ كافور، وكان ذكياً له نظر في العربية والأدب والعلم، وممن كان في خدمته أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله النجيرمي النحوي صاحب الزجاج، فدخل يوماً على كافور أبو الفضل بن عياش فقال: أدام الله أيام سيدنا بخفض أيام فتبسم كافور ونظر إلى النجيرمي وقال ارتجالاً:)
(ومثل سيدنا حالت مهابته .......... بين البليغ وبين القول بالحصر)

(فإن يكن خفض الأيام من دهش .......... وشدة الخوف لا من قلة البصر)

(فقد تفاءلت في هذا لسيدنا .......... والفأل مأثورة عن سيد البشر)

(26/150)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 151
فأمر له بثلاثمائة دينار. وكان كافور يدني الشعراء ويجيزهم، وكان يقرأ عنده كل ليلة السير وأخبار الدولة الأموية والعباسية، وله ندماء. وكان عظيم الحمية يمتنع من الأسواق، وعنده جوار مغنيات، وله من الغلمان الروم والسود ما يتجاوز الوصف. زاد ملكه على ملك مولاه الإخشيذ، وكان كريماً كثير الخلع والهبات، خبيراً بالسياسة، فطناً ذكيّا جيد العقل داهية، كان يهادي المعز صاحب المغرب ويظهر ميله إليه، وكذا يذعن بطاعة بني العباس ويداري ويخدع هؤلاء وهؤلاء. ولما فارق المتنبي سيف الدولة مغاضباً له سار إلى كافور وقال:
(قواصد كافور توارك غيره .......... ومن قصد البحر استقل السواقيا)

(فجاءت بنا إنسان عين زمانه .......... وخلت بياضاً خلفها ومآقيا)
فأقام عنده أربع سنين يأخذ جوائزه. وله فيه مدائح، وفارقه سنة خمسين، وهجاه بقول:
(من علم الأسود المخصي مكرمة .......... أقومه البيض أم آباؤه الصيد)

(وذاك أن الفحول البيض عاجزة .......... عن الجميل فكيف الخصية السود)

(26/151)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 152
وهرب ولم يسلك الدرب، ووضعت عليه العيون والخيل فلم يدركوه، وسار على البرية ودخل بغداد، ثم مضى إلى شيراز فمدح عضد الدولة. وكانت أيام كافور سديدة جميلة، وكان يدعي له على المنابر بالحجاز ومصر والشام والثغور وطرسوس والمصيصة، واستقل بملك مصر ستين وأربعة أشهر. قرأت في تاريخ إبراهيم بن إسماعيل، إمام مسجد الزبير: كان حياً في سنة بضع وسبعين وخمسمائة، قال كان كافور شديد الساعد لا يكاد واحد يمدّ قوسه، فإذا جاؤوه برام دعا بقومه، فإن أظهر العجز ضحك وقدمه وأثبته، وإن قوي على مده واستهان به عبس ونقصت منزلته عنده، ثم ذكر له حكايات تدل على أنه مغري بالرمي، قال: وكان يداوم الجلوس للناس غدوة وعشية، وقيل كان يتهجّد ثم يمرغ وجهه ساجداً ويقول: اللهم لا تسلط علي مخلوقاً. توفي في جمادى الأولى سنة ست وقيل سنة سبع وخمسين عاش بضعاً وستين سنة.) ويقال إنه وجد على ضريحه منقوراً:
(ما بال قبرك يا كافور منفرداً .......... بالصحصح المرت بعد العسكر اللجب)

(تدوس قبرك أفناء الرجال وقد .......... كانت أسود الثرى تخشاك في الكتب)
محمد بن أحمد بن إسماعيل بن إسحاق أبو بكر المعيطي من ولد عقبة بن أبي معيط. شاعر مشهور عاش أربعاً وسبعين سنة.

(26/152)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 153
محمد بن أحمد بمن حمدان بن علي أبو العباس الزاهد، أخو أبي عمرو ومحمد. نزل خوارزم. سمع: محمد بن أيوب بن الضريس، ومحمد بن إبراهيم البوسنجي، ومحمد بن عمرو قشمرد، والحسين بن أحمد القباني، والحسن بن السريّ صاحب سعدويه الواسطي. وحدث سنة ثلاث وخمسين بخوارزم وغيره، وكان من الثقات. مات في صفر سنة ست. محمد بن إبراهيم بن محمد بن الشيرجي المروزي ثم البغدادي. سمع: إبراهيم بن شريك، وجعفر الفريابي، ومحمد بن جرير. وعنه: أبو الفتح بن أبي الفوارس، وابن رزقويه. وكان ثقة. محمد بن علي بن حسين البلخي. سمع إسحاق بن هياج، وأهل ترمذ. موسى بن مردويه بن فورك، أبو عمران الأصبهاني والد الحافظ أحمد. روى عن: إبراهيم بن متويه. وعنه: ابنه أبو بكر أحمد. يوسف بن عمر بن محمد بن يوسف بن يعقوب أبو نصر القاضي ابن قاضي بغداد. ولي القضاء في حياة أبيه ببغداد، واستقل به بعد أبيه، وكان عفيفاً جميلاً متوسطاً في الفقه، حاذقاً بالقضايا، بارعاً في الأدب، واسع العلم

(26/153)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 154
باللغة والشعر، تام الهيبة، ولا نعلم ممن تقلد القضاء أعرف في القضاء منه ومن أخيه الحسين. وكان يعقوب جدهم قاضي المدينة أيام الراضي بالله.) وذكر أبن حزم أن أبا نصر كان مالكياً ثم رجع عن ذلك إلى مذهب داود ابن علي الظاهري. وله في ذلك تواليف كثيرة واحتجاجات. وكان فصيحاً بليغاً شاعراً ولي القضاء وله عشرون سنة فكتب العهد بالقضاء على الديار المصرية بيده إلى قاضي مصر والشام من قبله الحسين بن أبي زرعة الدمشقي، فولي القضاء أربع سنين، ثم صرفه الراضي بالله سنة تتسع بأخيه الحسين، وأقره على قضاء الجانب الشرقي، ثم مات الراضي في العام، ثم عزل عن القضاء من الجانب الشرقي. ومن شعره:
(يا محنة الله كفي... .......... إن لم تكفي فخفي)

(ما آن أن ترحمينا... .......... من طول هذا التشفي)

(ذهبت أطلب بختي .......... وجدته قد توفي)
ومن قوله الذي في رسالته التي يذكر فيها رجوعه عن مذهب سالك إلى مذهب داود: لسنا نجعل من تصديره في كتبه ورسائله، بقول سعيد بن المسيب والزهري وزمعة، كمن تصديره في كتبه ومسائله بقول الله ورسوله وإجماع الأئمة، هيهات هيهات. سيف الدولة بن حمدان. قد تقدم قريباً.

(26/154)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 155
1 (وفيات سنة سبع وخمسين وثلاثمائة)
أحمد بن الحسن بن إسحاق بن عتبة، أبو العباس الرازي ثم المصري. سمع: مقدام بن داود، وأبا الزنباع ورح بن الفرج، ويحيى بن عثمان بن صالح، ويحيى بن أيوب، وطبقتهم. وعنه: عبد الغني المصري، وعبد الرحمن بن عمر البزاز بن النحاس وشعيب ابن عبد الله بن المنهال، ومحمد بن الفضل بن نظيف الفراء، وآخرون. ولد سنة ثمان وستين ومائتين، وأول سماعه سنة ثمانين. وتوفي في جمادى الآخرة بمصر، وكان صدوقاً. أحمد بن سعيد بن نصر بن بكار أبو بكر البخاري الفقيه الزاهد. قدم بغداد وحدث عن صالح جزرة، وحامد بن سهل. وعنه: ابن رزقويه، والحاكم، وغيرهما.

(26/155)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 156
أحمد بن القاسم بن كثير بن صدقة بن الريان أبو الحسن المصري اللكي.) حدث بالبصرة في هذه السنة عن: أحمد بن محمد بن البرتي، وإسحاق ابن إبراهيم الدبري، والحارث بن أسامة، وعبد الله بن محمد، وسعيد بن أبي مريم، ومحمد بن غالب تمتام، ومحمد بن يونس الكديمي. وعنه: علي بن عبد كويه، وأبو بكر بن أبي علي الذكواني، وأبو نعيم، وغيرهم. وقال ابن ماكولا: فيه ضعف. قلت: له جزء سمعناه، وفيه ما ينكر، وقد ذكره الدارقطني وقال: ضعيف. أحمد بن محبوب أبو الحسن البغدادي الرملي الفقيه المعروف بغلام أبي الأديان. سمع: أبا مسلم الكجي، وأبا عقيل انس بن المسلم. وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وابن الحاج الإشبيلي، وجاوز بمكة. قال الخطيب: ثقة. أحمد بن محمد بن رميح بن عصمة أبو سعيد النخعي الفسوي ثم المروزي الحافظ. طوف وسمع الكثير وصنف وحدث عن: أبي خليفة، وعمر بن أبي

(26/156)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 157
غيلان، وعبد الله بن زيدان البجلي، وأبي العباس السراج، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة، وعبد الله بن شيرويه، وعبد الله بن محمود المروزي، وعمر بن محمد بن بجير، ومحمد بن الفضل السمرقندي، وإبراهيم بن يوسف الهسنجاني، ومكحول البيروتي، وابن قنيبر، وعلي بن أحمد علان، وطبقتهم، وصنف وجمع وأكثر الترحال. قال الحاكم: قدم نيسابور سنة خمس فعقدت له المجلس وقرأت عليه صحيح البخاري، وقد أقام بصعدة باليمن مدة، ثم خرج من عندنا إلى بغداد وقبله الناس وأكثروا عنه، وما المقل فيه إلا كما قال عباس العشيري: سألت يحيى بن معين عن عبد الرزاق فقال: يا عباس والله لو تهود عبد الرزاق لما تركنا حديثه. سألت أبا سعيد المقام بنيسابور فقال: على من أقيم، فو الله لو قدرت لم أفارق سدتك، ثم قال: ما الناس بخراسان اليوم إلا كما أنشدني بعضهم:
(كفى حزناً أن المروءة عطلت .......... وأن ذوي الألباب في الناس ضيع)

(وأن ملوكاً ليس يحظى لديهم .......... من الناس إلا من يغني ويصفع)
روى عنه: الحاكم، والدارقطني قبله، وأبو الحسن بن رزقويه، وأبو علي بن درما، وأبو عبد الرحمن السلمي، وأبو القاسم السراج، واستدعاه أمير صعدة من بغداد، فأدركته المنية بالبادية،) فتوفي بالجحفة. وثقه الحاكم، وأبو الفتح بن أبي الفوارس. وقال أبو زرعة محمد بن يوسف الكشي، وأبو نعيم أحمد بن عبد الله: كان ضعيفاً. وقال الخطيب: والأمر عندنا بخلاف ذلك فإنّ ابن رميح كان ثقة ثبتاً لم يختلف شيوخنا الذين لقوه في ذلك.

(26/157)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 158
أحمد بن أبي موسى بن عيسى الجرجاني أبو الحسن الفرضي. عن: عمران بن موسى بن مجاشع، وطبقته. إبراهيم بن المقتدر بالله جعفر بن المعتضد أحمد بن الموفق المتقي لله أمير المؤمنين أبو إسحاق. في السجن في شعبان، وقد ذكرناه في سنة ثلاث وثلاثين، عام خلعوه وسملوا عينيه، وبقي إلى هذا العام كالميت. إبراهيم بن عبد الله أبو إسحاق الزبيدي الإفريقي المعروف بالقلانسي. كان فاضلاً صالحاً عابداً عارفاً بمذهب مالك، صنف تصنيفاً في الإمامة والرد على الرافضة، فامتحن على يد أبي القاسم الرافضي العبيدي المقلب بالقائم، ضربه سبعمائة سوط وحبسه أربعة عشر شهراً بسبب هذا التصنيف. توفي سنة سبع وخمسين. إبراهيم بن محمد بن الحسين بن الحسن القطان النيسابوري أبو إسحاق العابد. سمع: محمد بن إبراهيم البوسنجي، وجماعة. بكار بن بكر بن أحمد أبو قتيبة السدوسي العراقي. حدث بمصر، وبها ولد سنة اثنتين وثمانين ومائتين.

(26/158)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 159
الحارث بن سعيد بن حمدان الأميري أبو فراس التغلبي الشاعر المشهور. كان شجاعاً كامل الأدب بارع الشعر حتى كان الصاحب بن عباد يقول: بديء الشعر بملك وختم بملك، يعني بهما أمرأ القيس، وأبا فراس. وقد أسرته الروم في وقعة وهو جريح في سنة ثمان وأربعين، وأخذته إلى القسطنطينية، وفداه ابن عمه سيف الدولة منهم بعد سنين، وكانت منبج إقطاعاً له. وعاش سبعاً وثلاثين سنة، وله ديوان مشهور. قتل في هذه السنة ببرية تدمر، وكان خرج على إثر أخيه صاحب حلب.) قال أبو علي التنوخي: كان أبو فراس قد برع في كل فضيلة، وحسن خلق وخلق، وفروسية تامة، وشجاعة كاملة، وكرم مستفيض، وترسل، وشعر في غاية الجودة، وديوانه كبير. تملك حمص. الحسن بن محمد بن حليم أبو محمد المروزي. عن: أبي الموجه محمد بن عمرو، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وجماعة. وتوفي في المحرم. الحسين بن أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي ثابت أبو عبد الله البغدادي. أملى بدمشق بعد موت عمه إبراهيم، عن زكريا بن يحيى خياط السنة،

(26/159)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 160
وغيره، وسمع أحمد بن علي المروزي، وأنساً بن لسلم. وكان ثقة. روى عنه: تمام، وجماعة: الحسين أحمد بن عتاب أبو عبد الله السقطي. سمع: الحسين بن عبد الله القطان الرقي، ومحمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني، والحسين بن إبراهيم بن أبي عجرم الأنطاكي، ويحيى بن علي بن أبي سكينة. وعنه: الدارقطني، وأبو القاسم الثّلاج. وثقه الخطيب. حمزة بن محمد بن علي بن العباس أبو القاسم الكتاني المصري الحافظ. سمع: أبا عبد الرحمن النسائي، والحسن بن أحمد بن الصيقل، وعمران بن موسى الطبيب، ومحمد بن سعيد السراج، وسعيد بن عثمان الحراني، وعبدان بن أحمد الأهوازي، وأبا يعلى الموصلي، ومحمد بن داود بن عثمان الصدقي، وجماعة كثيرة. ورحل وطوّف وجمع وصنف. وعنه: ابن مندة، والدارقطني، والحافظ عبد الغني، ومحمد بن عمر بن الخطاب، والحسين المواس، والفقيه أبو الحسن علي بن أحمد القابسي، وأحمد بن الحاج الإشبيلي، وطائفة آخرهم علي بن عمر بن حمصة الحراني.

(26/160)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 161
وقال أبو القاسم يحيى بن علي بن الطحان: توفي في ذي الحجّة وسمعت منه. قلت: وكان حافظ ديار مصر بعد أبي سعيد بن يونس، وكان ثقة ثبتاً صالحاً ديناً. وقال أبو عبد الله الحاكم: حمزة المصري كان على تقدمه في معرفة الحديث أحد من يذكر) بالزهد والورع والعبادة. سمع أبا خليفة والنسائي وأقرانهما. وقال الحافظ عبد الغني: كل شيء لحمزة في سنة خمس ولد في سنة خمس وسبعين ومائتين، وأول ما سمع سنة خمس وتسعين، ورحل سنة خمس وثلاثمائة. قال الصوري: كان حمزة رحمه الله ثبتاً حافظاً. قال ابن عساكر: أنا هبة الله بن الأكفاني، أنا سهل بن بشر: سمعت علي بن عمر الحراني، سمعت حمزة بن محمد الحافظ، وجاءه غريب، فقال: إن عسكر المغز المغاربة قد وصلوا إلى الإسكندرية فقال: اللهم لا تحيني حتى تريني الرايات الصفر، فمات حمزة، ودخل عسكرهم بعد موته بثلاثة أيام. قال ابن زولاق: حدّثني حمزة الحافظ قال: رحلت سنة خمس وثلاثمائة، فدخلت حلب، وقاضيها أبو عبد الله محمد بن عبده، فكتبت عنه، فكان يقول: لو عرفتك بمصر لملأت ركائبك ذهباً.

(26/161)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 162
قلت: يعني كان على قضاء مصر، فقيل إنه أعطى حمزة الحافظ مائتي دينار ترحل بها إلى العراق. وقال ابن منده: سمعت حمزة بن محمد الحافظ يقول: كنت أكتب الحديث فلا أكتب: وسلّم، بعد صلى الله عليه فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال لي: أما تختم الصلاة عليّ في كتابك دراس بن إسماعيل أبو ميمونة الفاسي. سمع ببلده وبإفريقية من ابن اللبّاد، ورحل فسمع من ابن مطر كتاب ابن الموّاز قلت أن مطر هو علي بن عبد الله بن مطر الإسكندراني. وكان أبو ميمونة فقيهاً عارفاً بنصوص مالك. أخذ عنه: أبو محمد بن أبي زيد، وأبو الحسن القابسي، وأبو الفرج بن عبدوس، وخلف بن أبي جعفر، وأبو عبد الله بن شيخ السبتي. وكان رجلاً صالحاً، دخل الأندلس مجاهداً وتردد إلى الثغور رحمه الله، وتوفي في ذي الحجّة بفاس. قاله عياض. عبد الله بن الحسين بن الحسن بن أحمد بن النضر بن حكيم القاضي أبو العباس المروزي النضري نسبة إلى جدّه النضر.) ولي قضاء مرورور، وكان أسند المحدّثين بها، فإنه سمع ببغداد في صباه: الحارث بن أبي أسامة، وأبا إسماعيل الترمذي، وغيرهما. مولده في حدود الستين ومائتين، وكان أبوه قد سمع من أبي داود صاحب السنن، ومن عباس الدوري، وحدث.

(26/162)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 163
روى عن عبد الله: أبو عبد الله الحاكم، وأبو تمام الكراعي المروزي، وعاش سبعاً وتسعين سنة، ومات في شعبان. عبد الحميد بن الإمام أبي سعيد عبد الرحمن بن الحسين القاضي أبو الحسين النيسابوري، أحد رجال الدهر علماً ورياسة وسؤدداً. قال الحاكم: كان من أفراد زمانه في العلم والحلم والعقل والمروءة، أطال المقام بالري وبأصبهان وبغداد، وعرض عليه المطيع قضاء بغداد فامتنع وراسله غير مرة فلم يجب. مدحته الشعراء، وفيه يقول بعضهم:
(كان عبد الحميد يدعى أديباً .......... فامحى ذكره بعبد الحميد)

(ولشتان بين ذاك وهذا .......... إن تأملت في الندى والجود)
عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن العباس بن زكريا البغدادي المعروف بأبي القاسم بن الفامي والد المخلص. سمع الكديمي، وإبراهيم الحربي، وابن سنين الختلي، وأبا شعيب الحراني. وعنه: ابن رزقويه، وأبو الحسن الحمامي، وعبد الله بن حمدويه، وأبو نعيم وهو آخر من روى عنه. وكان أصم أطروشاً. وثقه ابن أبي الفوارس، وورخ موته في رمضان.

(26/163)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 164
عبد العزيز بن محمد بن زياد بن أبي رافع العبدي بن البغدادي. نزل مصر وحدّث عن: إسماعيل القاضي، وإبراهيم الحربي، وتوفيّ في هذه السنة عن تسعين سنة. وثقه محمد بن علي الصوري، وأثنى عليه الحافظ عبد الغني بن سعيد. علي بن بندار بن الحسين أبو الحسن الصوفي العابد، ويعرف بالصيرفي. صحب مشايخ خراسان، وأبا عثمان الحربي، ومحمد بن الفضل السمرقندي، وصحب ببغداد) الجنيد، ورؤيم بن أحمد، وسمع محمد بن إبراهيم البوسنجي، وأبا خليفة الجمحي. روى عنه: الحاكم وقال: من الثقات في الرواية، أملى مدة، ومات غريقاً شهيداً. وقيل مات سنة تسع. علي بن الفضل بن محمد بن عقيل بن خويلد أبو الحسن الخزاعي النيسابوري. سمع ببغداد أبا شعيب الحراني، ومطيناً، وجماعة. وعنه: الحاكم أبو عبد الله. عمر بن أكثم بن أحمد بن حيان بن بشر الأسدي القاضي، من بيت قضاء ورئاسة ببغداد.

(26/164)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 165
ولي القضاء في أيام المطيع لله نيابة، ثم ولي قضاء ال القضاة، وكان فقيهاً شافعي المذهب. قال الخطيب: لم يل القضاء ببغداد من الشافعية أحد قبله غير أبي السائب القاضي. توفي أبو بشر في عشر الثمانين، وولي قضاء العراق بعده أبو محمد عبيد الله بن معروف. عمر بن جعفر بن عبد الله بن أبي السري البصري الحافظ الوراق أبو حفص. كتب الناس بإفادته الكثير، وانتخب على جماعة شيوخ ببغداد، وحدّث عن: الحسن بن المثنى، وأبي خليفة، وعبدان الأهوازي، ومحمد بن جرير الطبري. وعنه: ابن رزقويه، وعلي بن أحمد الرزاز، وغيرهما. قال أبو عبد الله الحاكم: سمعت عمر بن جعفر البصري ببيت عبدان عقده فأخذ يذاكرني بشيء لا أهتدي إليه، فقلت: يا أبا العباس أيش عند أيوب عن الحسن فذكر حديثين، فقلت: يحفظ عن أيوب، عن الحسن، عن أبي برزة أن رجلاً أغلظ لأبي بكر فقال عمر: يا خليفة رسول الله دعني أضرب عنقه، فقال: مه ما كانت لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبقي وكبرت وسكت، فقال: أذكر لي سماعك، فقلت: ثنا عبدان، ثنا محمد بن عبيد بن حسان، ثنا سفيان بن موسى، عن أيوب. وكان الدارقطني يتبع خطى عمر

(26/165)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 166
البصري، فيما انتقاه على أبي الشافعي خاصة، وعمل فيه رسالة. وقد كان أبو محمد الحسن السبيعي يقول: هو كذاب، وقال: مولده سنة ثمانين ومائتين. قال: وحدث بشيء يسير، وكانت كتبه ردية. الفضل بن محمد بن العباس أبو العباس الهروي الواعظ الصالح. سمع: عثمان بن سعيد الدارمي، وعاش زماناً ولم يحدث لاختلاف عقله.) فنك الخادم مولى الأستاذ كافور ملك مصر. خرج من مصر بعد موت مولاه في هذه السنة إلى الرملة، فبعثه الحسن بن عبد الله بن طغج أمير الرملة أميراً على دمشق فدخلها وأقام بها، فلما اتصل به أنّ الروم لعنهم الله أخذوا حمص يوم عيد الأضحى نادى في البلد النفير إلى ثنية العقاب، فخرج الجيش والمطوعة وغيرهم وانتشروا إلى دومة وحرستا، وانتهز هو الفرصة، في خلو البلد فرحل بثقله نحو عقبة دمر، وسار بعسكره وخواصه، وطلب نحو الساحل، فطمع الناس فيه ونهبوا بعض أثقاله وقتلوا من تأخر من رجاله، وذلك في آخر السنة. كافور الأستاذ أبو المسك الإخشيدي أمير مصر والشام. قيل توفي فيها، وقيل في الماضية كما ذكرناه، والله أعلم. ثم رأيت في تاريخ علي بن محمد الشمشاطي وفاته في سنة سبع في ثامن عشر جمادى الأولى.

(26/166)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 167
محمد بن أحمد بن حاجب أبو نصر الكشّاني. روى عن عمر بن محمد بن بجير، والفربري، ومحمد بن إبراهيم الرازي. وهو ولد إسماعيل الكشاني المشهور. محمد بن أحمد بن إبراهيم بن عبد المؤمن بن إسحاق الإسكافي الكاتب المعروف بالقراريطي الوزير. كان كاتباً لمحمد بن رائق الأمير وزير المتقي لله سنة تسع وعشرين وثلاثمائة بعد أبي عبد الله البريدي، ثم عزل بعد تسعة وثلاثين يوماً، وأخذ منه مائتان وأربعون ألف دينار ثم وزر بعد أشهر، وقبض عليه بعد ثمانية أشهر، فنزح إلى الشام، وكتب لصاحبها سيف الدولة ابن حمدان. ثم قدم بغداد في وزارة المهلبي فأكرمه ووصله. وقد روى عن علي بن سليمان الأخفش، وغيره. روى عنه: محمد بن أحمد المفيد، وأبو الحسن علي بن الحسن الجراحي، وغيرهما آثاراً. وكان ظالماً عسوفاً، توفي المحرم وله ست وسبعون سنة. محمد بن أحمد بن علي بن مخلد أبو عبد الله البغدادي الجوهري المحتسب المعروف بابن محرم الفقيه، أحد تلامذة محمد بن جرير.

(26/167)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 168
سمع: محمد بن يوسف بن الطباع، وإبراهيم بن الهيثم البلدي، والحارث بن أبي أسامة،) والكديمي، وأبو إسماعيل الترمذي، وكان أسند من بقي. روى عنه: أبو الحسن بن رزقويه، وعلي بن داود الرزاز، وأبو علي بن شاذان، وأبو نعيم الحافظ، وغيرهم. وقال عبيد الله بن عمر بن النعال: تزوج شيخنا ابن المحرم قال: فجلست على العادة أكتب فجاء أم الزوجة في بعض الأيام فرمت بالمحبرة كسرتها وقالت: بئس هذه شر على بنتي من ثلاثمائة صرة. قال ابن أبي الفوراس: لم يكن عندهم بذاك. وقال البرقاني: لا بأس به. توفي في ربيع الآخر من السنة، وله ثلاث وتسعون سنة. قلت: وحديثه بعلو عند أبي جعفر الصيدلاني. محمد بن أحمد بن شعيب بن هارون أبو أحمد الشعيبي النيسابوري العدل الفقيه. سمع: البوشنجي، وإبراهيم الذهلي، ومحمد بن عبد الرحمن الشامي الهروي، وطبقتهم، وجمع كتاب الزهد في أربعين جزءاً، وفضل أبي حنيفة في مجلد، وكان على مذهبه. مات في ربيع الآخر، وله اثنتان وثمانون سنة. محمد بن الحسين بن علي بن سليمان الحراني نزيل بغداد. روى: عن أبي خليفة، وعبدان الأهوازي، وابن قتيبة العسقلاني، وأبي

(26/168)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 169
يعلى الموصلي، وجماعة. إنتخب عليه: الدارقطني، وروى عنه أبو الحسن الحمامي، ومكي بن علي الجريري، وأبو علي بن شاذان، وجماعة. قال ابن أبي الفوارس: كان ثقة، حسن المذهب. توفي في رمضان. قلت: وقع لنا الجزء الثالث من حديثه. محمد بن علي بن محمد بن سهل أبو بكر البغدادي، ويعرف بابن الإمام. حدث عن: محمد بن عثمان بن أبي شيبة، والحسن المعمري، وأحمد بن علي الإبار، وجماعة. روى عنه: ابن رزقويه، وأبو نعيم الأصبهاني. وتوفي في شعبان. قال الخطيب: كان فيه تساهل. محمد بن محمد بن عبد الحميد بن خالد بن إسحاق بن آدم أبو علي الفزاري الدمشقي، القاضي) العدل، مولى يزيد بن عمر بن هبيرة الفزاري. سمع: أحمد بن علي المروزي القاضي، وأحمد بن أنس بن مالك، وعلي بن غالب السكسكي، ومحمد بن يحيى بن حامل كفنه، ومحمد بن يزيد بن عبد الصمد، وإسماعيل بن قيراط، وإبراهيم بن دحيم، وطبقتهم بدمشق. وعنه: عبد الوهاب الكلابي، وعلي بن بشر بن العطار، وعبد الوهاب الميداني، ومحمد بن رزق الله المتنبي، وأبو الحسن علي بن السمسار، وهو آخر من حدث عنه. توفي في جمادى الآخرة.

(26/169)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 170
قال عبد العزيز الكتاني كان ثقة. محمد بن محمد بن الحسن بن العباس بنمحمد بن علي بن الرشيد هارون بن المهدي أبو العباس الهاشمي العباسي البغدادي. حدث ببخارى وسمرقند، وقد كتب الكثير. سمع: البغوي، ومحمد بن جرير، وأبا بكر ابن أبي داود، وأبا عروبة الحراني. قال أبو عبد الله غنجار: توفي بفرغانة سنة سبع وخمسين. محمد بن نصر أبو صادق الطبري. حدث في هو السنة عن أبي القاسم البغوي، وأبي عروبة الحراني، وطائفة. وعنه: السكن بن جميع. مطرف بن عيسى بن لبيب أبو القاسم الغساني، إلبيري نزيل غرناطة. سمع ببجانة من: فضل بن سلمة، ومحمد بن خالد. وكان لغوياً إخبارياً مؤرخاً مصنفاً. هارون بن محمد بن هارون بن أحمد أبو موسى العنزي الطحان

(26/170)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 171
الدمشقي، ويعرف بالموصلي سمع: عبد الرحمن بن الرواس، وأحمد بن أنس بن مالك، وأبا علي إسماعيل بن قيراط، وإبراهيم بن دحيم. وعنه: تمام، وابن مندة، و الحافظ عبد الغني، وعبد الوهاب الميداني، وجماعة.

(26/171)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 172

(26/172)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 173
1 (وفيات سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة)
أحمد بن إسماعيل بن يحيى بن خازم أبو الفضل الإسماعيلي النيسابوري.) سمع: عبد الله بن شيرويه، وعمر بن محمد بن بجير. وعنه: أبو حازم العبدوي. أحمد بن حسن بن منده أبو عمرو الأصبهاني الوراق، نزيل نيسابور. سمع: أبا القاسم البغوي، والوليد بن أبان، وطبقتهما، وكان ممن يضرب المثل بخطه. أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عمر بن محمد بن عبيد الله بن الحسين بن حفص الهمداني الذكواني أبو علي المعدل الأصبهاني. كان صاحب سنة وصلابة في دينه. حدث عن: أبي مسعود عبد الله بن محمد بن عبدان العسكري صاحب لوين. وعنه: ابنه أبو بكر محمد بن أبي علي، وأبو نعيم الحافظ.

(26/173)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 174
أحمد بن القاسم أبو بكر محمد بن أبي السماك البغدادي الدقاق المعدل. روى عن: الهيثم بن خلف، ومحمد بن المجذر. وعليه: أبو سعيد النقاش، وأبو الفتح بن أبي الفوارس. قال طلحة الشاهد: توفي في سلخ ذي الحجّة. أحمد بن محمد بن سهل الفقيه أبو الحسين الطبسي الشافعي أحد الأعلام، صاحب أبي إسحاق المروزي. سمع: ابن خزيمة، وابن صاعد، وله تعليقة عظيمة في المذهب في نحو ألف جزء. توفي بالطبسين. روى عنه الحاكم. أحمد بن يعقوب بن أحمد بن المهرجان البغدادي المعدل. حدث عن: الحسن بن علوية القطان، ومحمد بن يحيى المروزي. وعنه: ابن رزقويه، وأبو نعيم الحافظ. إبراهيم بن أحمد بن الحسين أبو إسحاق القرميسيني المقريء،

(26/174)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 175
طوف شرقاً وغرباً وكتب بعدّة أقاليم. سمع: محمد بن يونس الكديمي، وبشر بن موسى، وعبد الرحمن بن القاسم بن الرواس، وأبا عبد الرحمن النسائي.) وعنه: الدارقطني، والحسن بن الحسن بن المنذر، وأبو الحسن الحمامي، وغيرهم، وتوفي بالموصل. قال الخطيب: كان ثقة صالحاً. إسحاق بن أحمد بن محمد بن يعقوب أبو الفضل الهروي الجوزقي الحافظ. سمع: عبد الله بن عروة الفقيه، وحاتم بن محبوب، وببغداد من البغوي، ويحيى بن صاعد. وكان ثقة عدلاً من جوزق هراة، نزل سمرقند وحدّث بها. ثوابة بن أحمد بن عيسى بن ثوابة أبو الحسين الموصلي. سمع أحمد بن عبد الله بن ذكوان بدمشق، وأبا يعلى بالموصل، ومحمد بن إسماعيل بن نباتة. وعنه: الدارقطني، وأبو الحسن بن رزقويه، وطلحة بن الصقر، وأبو محمد بن النحاس، وأحمد بن محمد بن الحاج الإشبيلي. توفي بمصر. قال الخطيب: كان صدوقاً.

(26/175)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 176
جعفر بن محمد الجوهري. سمع أحمد بن زغبة، والنسائي. كأنه مصري. الحسن بن أبي الهيجاء عبد الله بن حمدان بن حمدون بن الحارث الأمير ناصر الدولة، أبو محمد التغلبي صاحب الموصل ونواحيها. كان أكبر من أخيه سيف الدولة وأرفع منزلة عند الخلفاء، وكان سيف الدولة كثير التأدب معه، وكان هو شديد المحبّة لسيف الدولة، فلما توفي سيف الدولة تغيرت أحواله وساءت أخلاقه وضعف عقله إلى أن لم يبق له حزم عند أولاده، فقبض عليه ولده أبو تغلب الغضنفر بالموصل وحبسه مكرماً في حصن في سنة ست وخمسين، فلم يزل محبوساً حتى توفي في ربيع الأول سنة ثمان وخمسين. وكتب إليه سيف الدولة مرة:
(رضيت لك العليا وقد كنت أهلها .......... فقلت لهم بيني وبين أخي فرق)

(ولم يك بي عنها نكول وإنما .......... تجافيت عن حقي فتم لك الحق)
)
(ولا بد لي من أن أكون مصلياً .......... إذا كنت أرضى أن يكون لك السبق)
الحسن بن علان أبو علي البغدادي القاضي الخطابي. سمع: جعفر الفريابي، وأبا خليفة. وعنه: أبو نعيم الحافظ، وأبو الفتح بن أبي الفوارس وقال: كتبنا عنه

(26/176)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 177
أشياء، وكان ثقة، وتوفي في ذي الحجّة. الحسن بن محمد بن أحمد بن كيسان أبو محمد الحربي النحوي، أخو علي. سمع: إسماعيل القاضي، وبشر بن موسى، وموسى بن هارون. وعنه: أبو علي بن شاذان، وأبو نعيم، وغيرهما، وكان ثقة من كبار شيوخ أبي نعيم. توفي في شوال. الحسن بن محمد بن يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبد الله بن الحسين بن زين العابدين بن علي بن الحسين أبو محمد ابن أخي أبي طاهر العلوي. سمع: إسحاق الدبري وغيره من أهل اليمن. وعنه: أبو الفتح بن أبي الفوارس، وابن رزقويه، وابن شاذان وقال: إنّه ولد سنة ستين ومائتين. روى حديثاً موضوعاً عن إسحاق، عن عبد الرزاق، عن سفيان، عن ابن المنكدر، عن جابر رفعه قال: علي خير البشر فمن أبى فقد كفر. وهذا مما إتهم بوضعه أبو محمد هذا، وكان نسباة شيعياً. الحسن بن أحمد أبو علي الفارسي.

(26/177)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 178
سمع البوشنجي، وحمزة الكاتب، وابن ناجية. وعمر تسعين سنة. حيدرة بن عمر أبو الحسن الزندوردي الفقيه الظاهري. أخذ عن عبد الله بن الغلس الظاهري. تفقّه به البغداديون. الخليل بن أحمد أبو القاسم الشاعر. توفي في جمادى الأولى. زيد بن علي بن أحمد بن محمد بن عمران بن أبي بلال العجلي الكوفي، أبو القاسم المقريء) المجود نزيل بغداد. قرأ القرآن على: أحمد بن فرج بن جبريل، وابن مجاهد، ومحمد بن أحمد الداجوني، وعبد الله بن جعفر السواق، وسمع محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، وعلي بن العباس، وعبد الله بن زيدان، وغيرهم. قرأ عليه القرآن جماعة منهم: الحسن بن علي الصقر الكاتب وبكر بن شاذان الواعظ، وعلي بن محمد بن موسى الصابوني من شيوخ الهراس، وعبد الباقي بن الحسن. وحدّث عنه الحمامي، وأبو نعيم. قال الخطيب: كان صدوقاً توفي في جمادى الأولى.

(26/178)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 179
سيبويه المصري، الملقب أيضاً بالفصيح، اسمه أبو بكر محمد بن ابن موسى بن عبد العزيز الكندي الصيرفي المعروف بابن الجبي. ولد سنة أربع وثمانين ومائتين، وسمع من: المنجنيقي، والنسائي، والطحاوي، وتفقّه للشافعي، وجالس أبا بكر بن الحداد وتلمذ له في الفقه وكان معتزلياً متظاهراً به، ويتكلّم في الزهد وفي عبادات الصوفية بعبادة خلوة. وله شعر وفضائل. مات في شهر صفر قاله ابن ماكولا. عبد الملك بن علي أبو عمر الكازروني، الزاهد المجاب الدعوة، كان يعد من الأبدال. سمع: أبا مسلم الكجي وغيره، ورحل إليه لتفرده بكازرون. روى عنه: أبو القاسم الدهان، وأحمد بن محمد بن سهل بن منصور أبو الحسين النصيبي الملطي البزار. توفي بدمياط. علي بن عبد الله بن علي الفارسي. عن: عبد الله بن ناجية، وزكريا الساجي. وعنه: ابنه محمد. وكان ثقة فرضيّاً.

(26/179)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 180
علي بن إبراهيم بن الفضل الكشاني. سمع: عمر البحتري، وإبراهيم بن نصر بن عنترة.) علي بن عبد الله. عن: ابن ناجية، وزكريا السّاجي. وعنه: ابنه محمد. وثقه الخطيب. علي بن الفضل بن شهريار أبو الحسن التاجر الأصبهاني المعدل. سمع: محمد بن أيوب الرازي. وعنه أبو بكر بن أبي علي، وأبو نعيم وقال: ثقة. علي بن محمد بن أحمد بن حماد زغبة بن مسلم أبو الحسن التجيبي، مصري. محمد بن أحمد بن محمد الأبريسم أبو بكر النيسابوري التاجر. سمع: أبا عبد الله البوسنجي وغيره، ولم يحدث. قال: قصدناه غير مرة فلم يحدّثنا. محمد بن أحمد بن إسماعيل بن خالد أبو بكر الصرام السختياني.

(26/180)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 181
جرجاني عالي الرواية. روى عن: محمد بن أيوب الرازي، وهميم، وابن مجاشع. روى عنه: حمزة السهمي وغيره. توفي في ربيع الآخر. محمد بن أحمد بن الحسن أبو عمر الضبيّ الهيستاني. سمع: عبد الله بن محمد بن النعمان الأصبهاني، وغيره. وتوفي في عشر التسعين. وعنه: أبو بكر بن أبي علي. محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن عبد الملك ابن مروان القرشي الدمشقي أبو عبد الله، محدث دمشق في وقته. سمع: أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، وأحمد بن إبراهيم بن البسري، وإسماعيل بن قيراط، وزكريا خياط السنة، وأبا علاثة المصري، وأنس بن السلم، وجماعة. وعنه: تمام، وابن مندة، وعبد الوهاب الميداني، والخصيب بن عبد الله بالقاضي، وحوي بن علي السكسكي، وآخر من حدث عنه أبو الحسن بن السمسار، وانتقى عليه أبو عبد الله بن مندة) ثلاثين جزءاً، وأملى مدة بجامع دمشق. قال عبد العزيز الكتاني: كان ثقة مأموناً جواداً، توفي في شوال وهو في عشر التسعين.

(26/181)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 182
محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن هارون الحضرمي المصري جد الحافظ يحيى بن علي بن الطحان. يروي عن: أبي بكر بن سهل الدمياطي، وأحمد بن شعيب النسائي. توفي في المحرم. محمد بن إسماعيل أبو بكر البغدادي القاضي. سمع: أحمد بن الحسن الصوفي. وعنه: أبو نعيم وغيره. محمد بن جعفر بن دران أبو الطيب المصري غندر. روى عن: أبي خليفة المصري، وأبي يعلى الموصلي، وجماعة. وعنه: الدارقطني، وابن جميع، وأحمد بن محمد بن الحاج الإشبيلي. ويقال: توفي في العام الماضي. محمد بن الحسين بن مهران النيسابوري الكاتب، أخو الأستاذ، أبي بكر. سمع: عبد الله بن شيرويه، وابن خزيمة. وعنه: الحاكم وقال: كان يصحب الملوك، والوزراء. وعاش نيّفاً وثمانين سنة.

(26/182)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 183
محمد بن العباس بن الوليد بن كوذك أبو عمر مولى القعقاع بن خليد العنسي الدمشقي. سمع: محمد بن العباس بن الدرفس، وأحمد بن بشر الصوري، وعبد الرحمن بن القاسم الرواس، وجعفر بن أحمد الرواس، وإبراهيم بن دحيم، والمفضل بن محمد الجندي. وعنه: تمام، وأبو نصر بن هارون، وعبد الوهاب الميداني، والخصيب ابن عبد الله بن محمد، وأبو الحسن بن السمسار. توفي في آخر العام. أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن، ومحمد بن علي، وأحمد بن عبد الرحمن الحنبليّون قراءة، قالوا: أنا محمد بن السيد بن فارس، أنا الخضر بن الحسين بن عبدان سنة إحدى وأربعين) وخمسمائة، أنا أبو القاسم علي بن محمد المصيصي، أنا أبو نصر محمد بن أحمد بن هارون، أنا أبو عمر محمد بنالعباس بن كوذك، ثنا عيسى بن إدريس البغدادي، ثنا أحمد بن المقدام، ثنا يزيد بن زريع، ثنا عبد الرحمن بن إسحاق، عن أبي ذيب، عن خالد الحارث، عن أبي سلمة، عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لعن الله الراشي والمرتشي. محمد بن عبد الله بن سعيد أبو علي العسكري نزيل أصبهان. سمع: عبدان، وأبا بكر بن أبي داود، وأبا علي محمد بن سليمان المالكي، ومحمد بن محمد الباغندي.

(26/183)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 184
وعنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نعيم. محمد بن عدي بن حمدويه السجزي الصابوني. سمع ابن إدريس وغيره، وهو جد أبي عثمان الصابوني لأمه. وعنه: يحيى بن عمار وغيره. توفي في ذي القعدة، وكنيته أبو عبد الله، وهو أخو عبد الله الذي يأتي. محمد بن محمد بن إسحاق أبو عمرو السراج الحاكم. توفي بالشاش في جمادى الآخرة، وحمل إلى هراة فدفن بها. محمد بن معاوية بن عبد الرحمن بن معاوية بن إسحاق بن عبد الله ابن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان أبو بكر الأموي القرطبي المعروف بابن الأحمر. سمع: عبيد الله بن يحيى الليثي، وسعيد بن حمير، ورحل إلى المشرق سنة خمس وتسعين ومائتين، فسمع من النسائي، وإسحاق بن إبراهيم المنجنيقي، وابن المنذر، وجعفر الفريابي، ومحمد بن يحبى المروزي، وإبراهيم بن شريك الكوفي، وأبي خليفة الجمحي، والبغوي، وطائفة. ورحل إلى أرض الهند تاجراً، وكان يقول: خرجت من ارض الهند وأنا أقدر على ثلاثين ألف دينار، فلما قاربت أرض الإسلام غرقت وما نجوت إلا سباحة لا شيء معي، ورجع إلى الأندلس، وحمل الناس عنه الكثير، وكان شيخاً جميلاً ثقة، وكان معمراً. توفي في رجب. روى عنه خلق منهم: محمد بن إبراهيم بن سعيد، ومحمد بن عبد الله بن حكم شيخاً ابن عبد البر. وآخر من روى عنه: يونس بن عبد الله بن

(26/184)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 185
مغيث، وعبد الله بن الربيع.) محمد بن يحيى بن عبد السلام الأزدي الأندلسي النحوي المعروف بالرباحي. سمع من: قاسم بن أصبغ، وبمكة من ابن الأعرابي، وأخذ كتاب سيبويه عن أبي جعفر بن النحاس. وكان عارفاً بالعربية حاذقاً ذكيّاً فقيهاً عالماً، أدب المغيرة بن الناصر لدين الله. توفي في رمضان. محمد بن موسى بن عبد العزيز أبو بكر الكندي الصيرفي المصري الفقيه الملقب سيبويه. مر، ويعرف بابن الجبي. سمع: أبا عبد الله النسائي، وأبا يعقوب المنجنيقي، وكان فقيهاً شافعياً يرمي بالاعتزال. تفقه على أبي بكر محمد بن أحمد بن الحداد. موسى بن إبراهيم بن النضر أبو القاسم العطار المقريء. سمع: أبا مسلم الكجّي، وغيره. وعنه: أبو نعيم الحافظ، وأبو الحسن بن رزقويه. قال الخطيب: ما علمت من حاله إلا خيراً. منصور بن محمد بن منصور بن بحر مولى بني هاشم. أصبهاني، سكن بغداد، وحدث عن: حماد بن مدرك، وإسحاق بن زيرك. وعنه: ابن أبي الفوارس، ومحمد بن علان.

(26/185)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 186

(26/186)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 187
1 (وفيات تسع وخمسين وثلاثمائة)
أحمد بن بندار بن إسحاق أبو عبد الله الأصبهاني الشعار الفقيه. سمع: إبراهيم بن سعدان، وعبيد بن الحسن الغزال، ومحمد بن زكريا، وأبا بكر ابن أبي عاصم، وأكابر أهل أصبهان، مثل عمير بن مرداس وغيرهم. وعنه: ابن مردويه، وعلي بن جعفر العبدكوي، وأبو بكر بن أبي علي، والحافظ أبو نعيم، وجماعة آخرهم موتاً أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن عمر الصفار. وكان شيخ أصبهان ومسنده. قال أبو نعيم: درس المذهب على أبي بكر بن أبي عاصم، وسمع كتبه، وكان ثقة ظاهريّ المذهب.) قلت: وكان أبو بكر شيخه ظاهريّ المذهب مجتهداً من طبقة داود بن علي، وتأخر عنه قليلاً. أنبأنا أحمد بن سلامة، عن مسعود بن أبي منصور الجمال، وقرأت

(26/187)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 188
على أحمد بن محمد الكردي، أخبركم يوسف بن خليل، أنا مسعود، أنا أبو علي بن الحدّاد، أنا أبو نعيم، ثنا أحمد بن بندارن ثنا محمد بن زكريا، ثنا سليمان بن كراز، ثنا عمر بن صهبان الأسلمي، عن ابن المنكدر، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أطلبوا الخير عند حسان الوجوه. توفي في ذي القعدة عن بضع وتسعين سنة. أحمد بن جعفر بن بلال أبو جعفر الأصبحي المصري. روى عن النسائي. أحمد بن السندي بن حسن أبو بكر البغدادي الحذاء. سمع: الحسن بن علوية، و موسى بن هارون. وعنه: أبو علي بن شاذان، وأبو نعيم، وانتخب عليه الدارقطني. قال الخطيب: كان ثقة فاضلاً. وقال أبو نعيم. كان يعد من الأبدال. أحمد بن طاهر أبو علي النيسابوري. سمع ابن جوصا، ومكحول البيروتي، وابن خزيمة، والبغوي، وطبقتهم. وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وورخ موته. أحمد بن عبد العزيز بن بدهين المقريء البغدادي نزيل مصر.

(26/188)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 189
حدث عن: إبراهيم بن عبد الله المخرمي، وغيره. كنيته أبو الفتح. أخذ القرآن عرضاً عن أحمد بن سهل الأشناني، وسعيد بن عبد الرحيم الضرير، ومحمد بن موسى، وأبي بكر بن مجاهد، ومحمد بن الأخرم الدمشقي، وسمع الحروف من أبي حبيب بن البرتي وغيره. روى عنه: عبد المنعم بن غلبون، وابنه طاهر بن غلبون، وكان من أحسن الناس صوتاً بالقرآن وأصحهم إذا أقرأ الناس بمصر، وكان يصلي بالوزير جعفر بن الفرات. قال الدّاني: ثنا عنه محمد بن علي بن محمد المالكي، والحسن بن سليمان، وغيرهما.) أحمد بن محمد بن القطان أبو الحسين البغدادي الفقيه الشافعي تلميذ ابن سريج. عمر وشاخ، ودرس وأفتى. وله وجه في المذهب. وعليه تفقّه: علي بن أحمد بن المرزبان البغدادي وغيره، وله مصنفات كثيرة. توفي في جمادى الأولى. أحمد بن محمد بن يحيى أبا بكر النيسابوري الأشقر، شيخ أهل الكلام في عصره بنيسابور. قال الحاكم: صدوق في الحديث. سمع إبراهيم بن أبي طالب، وجعفر بن سوار، ويوسف بن موسى المروزي، وأقرانهم، وتوفي في آخر سنة تسع وخمسين. قلت: صحيح مسلم عن أحمد بن علي القلانسي عنه.

(26/189)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 190
روى عنه: الحاكم، وأبو العلاء عبد الوهاب بن ماهان، وغيرهما. أحمد بن يوسف بن خلاد بن منصور أبو بكر النصيبي ثم البغدادي العطار. رجل قليل الفضيلة لكنّه عالي الإسناد، رحلة بغداد. سمع: محمد بن الفرج الأزرق، و الكديمي، ومحمد بن غالب بن حرب، وإبراهيم الحربي، والحارث بن أبي أسامة، وتفرد بالرواية عن غير واحد. روى عنه: الدارقطني، وابن رزقويه، وهلال الحفار، وأبو علي بن شاذان، ومحمد بن عبد الواحد بن زرعة، وأبو نعيم. قال الخطيب: كان لا يعرف شيئاً من العلم غير أن سماعه صحيح. سأل الدارقطني فقال: أيما أكبر الصاع أو المد فقال للطلبة، أنظروا إلى شيخكم الذي تسمعون منه. قال أبو نعيم: كان ثقة، وكذا وثقه ابن أبي الفوارس. قال: توفي في صفر ولم يكن يعرف من الحديث شيئاً. أحمد بن يوسف أبو حامد النيسابوري الصوفي الأشقر. جاور بمكة زماناً، ويروي عن ناجية، والحسن بن شعبان. وعنه الحاكم، وتوفي بمكة. حبيب بن الحسن بن داود بن محمد أبو القاسم القزاز، بغدادي صدوق.

(26/190)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 191
سمع: أبا مسلم الكجي، ومحمد بن عثمان العبسي، وخلف بن عمرو العكبري، والحسن ين) علويه. وعنه: الدارقطني، وابن رزقويه، والحمامي، وأبو القاسم الحربي، وأبو نعيم. وثقه ابن أبي الفوارس، وأبو نعيم، والخطيب. وكان رجلاً صالحاً. وضعفه البرقاني. قال الخطيب: ما أدري ما حجته في بتضعيفه. توفي في جمادى الأولى وهو عندنا من الثقات الصلحاء. السحن بن أحمد بن الحسن القاضي أبو علي البيهقي الأديب، قاضي نسا. سمع: ابن خزيمة، وابن صاعد، وطبقتهما. وعنه: الحاكم وغيره. شمول أبو الحسين الأمبر مولى صاحب كافور. ولي نيابة دمشق في سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة فلما بلغه مسير جعفر بن فلاح من قبل جوهر المعزي إلى الشام ليملكها استخلف غلامه إقبال، وتوجه لقتال جعفر منحازاً إلى الأمير حسن بن عبيد الله بن طغج الإخشيذية، والتقى الجمعان، فانهزم حسن وجنوده، وانضم في الحال شمول إلى جعفر بن فلاح مخامراً. ويقال: إنه كان كاتبه فأمنه واستعمله على دمشق، وبقي ينوب عنه غلامه إقبال بها، فلما كان في آخر هذه السنة سنة تسع غلب على البلد أبو القاسم بن أبي يعلى الهاشميّ، ورد دعوة بين العباس، وهرب إقبال، ثم لم يدم ذلك.

(26/191)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 192
صالح بن عمر العقيلي الأمير. ولي دمشق نيابة للحسن بن عبيد الله بن طغج في سنة سبع وخمسين حين انهزم عنها فنك الكافوري، فبعث إليه عند ذلك شيوخ دمشق، وهو يومئذ متولي حوران فجاءهم وضبط البلد، فجاء ظالم بن موهوب العقيلي ليأخذ منه البلد فمنعه أهل دمشق. ثم بعد ذلك غلب على الشام الحسن بن أحمد القرمطي واختفى صالح، وولي دمشق للقرامطة وشاح السلمي، وسار صالح إلى الرملة، فلما رجع القرمطي إلى الإحساء وفارق الشام في صفر سنة ثمان وخمسين، رجع صالح إلى دمشق، وتعصب معه شبابها، وأخرجوا وشاحاً، ثم جمع ظالم العقيلي جموعاً، ونزل داريا وحاصر داريّا خمسين يوماً، فلما بلغه مجيء الحسن بن) عبيد الله الإخشيذي سار عن البلد. قال ابن عساكر الحافظ: بلغني أن صالحاً توفي بنوا سنة تسع وخمسين. طلحة بن محمد بن إسحاق أخو سعد الصيرفي. قال الخطيب: سمع العمري ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة. نا عنه أبو نعيم، وكان صدوقاً. أرخه ابن الثلاج. عبد الله بن أحمد بن إسحاق أبو محمد الأصبهاني الفقيه. توفي في رمضان.

(26/192)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 193
عبد الرحمن بن أحمد بن سعيد أبو بكر المروزي الأنماطي. قدم حاجاً وحدث ببغداد عن: يحيى بن ماسويه، ومحمد بن شاذان. وعنه: ابن حيويه، والحسن بن الحسن بن المنذر. قال الخطيب: كان ثقة حافظاً. عبد الرحمن بن محمد بن جعفر بن الأصبهاني أبو مسلم المؤدّب أخو أبي الشيخ الحافظ. سمع: محمد بن زكريا البزاز الحافظ، وأحمد بن علي الخزاعي. وعنه: أبو نعيم، وأبو بكر بن مردويه، والحفّاظ. توفي فجأة. عبد الصمد بن محمد بن حيويه الحافظ، أبو محمد البخاري الأديب. أحد الرحالة. جمع صحيح البخاري على عمر بن ملك المروزي، وكتب ببغداد وبنيسابور. روى عنه الحاكم. وقال: توفي في رمضان. علي بن بندار شيخ الصوفية. ذكرته في سنة سبع، وقيل: توفي في هذه السنة، وكأنه الأصح. وقد روى عنه: أبو يعلي حمزة المهلبي، وأبو سعد عبد الملك بن محمد، وكامل بن أحمد العزائمي. قال الحاكم: ما رأيت في مشايخنا أصبر على الفقر منه، وقد أملى سنين. وكان من الثقات.

(26/193)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 194
قال السملي: وكان ابنه أبو القاسم أوحد وقته في طريقته، سمعته يقول: سمعت الوالد يقول: يا بني إياك والخلاف على الخلق فمن رضي اللهبه لنفسه عبداً فارض به أخاً.) قد ذكرنا أنه صحب الجنيد وطبقته وأكثر من الحديث. علي بن محمد سيبويه بن مسرور بن الحسن الفقيه المالكي القيرواني الدباغ. سمع من أحمد بن أبي سليمان وعول عليه. أخذ عنه: أبو الحسن القابسي، وعبد الرحمن بن محمد الربعي، وجماعة كثيرة من المالكية. وكان إماماً عباداً عاقلاً كثير الحياء. علي بن محمد بن سعيد أبو الحسن الموصلي نزيل بغداد. روى: عن الحسن بن فيل، وأبي يعلى، وشاهين بن السميدع، وعدة. وعنه: علي بن أحمد الرزاز، وأبو نعيم وقال: هو كذاب. وقال ابن الفرات: مخلط غير محمود. مات في جمادى الآخرة. الفتح بن عبد الله الفقيه أبو نصر الهروي العابد. سمع: الحسين بن إدريس، والحسن بن شيبان، وغيرهما. وعنه: أبو عبد الله الحاكم وقال: عاش خمساً وثمانين سنة. قرأ الفقه والكلام على أبي علي الثقفي إلى أن صار من مشايخ المتكلمين. حدثني بعضهم أنه رآه ليلة بكى إلى الصباح.

(26/194)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 195
محمد بن أحمد بن سهل أبو عبد الله الإستراباذي، خال أبي الحسن العظرفي. روى عن: الحسن بن سفيان، والحسن بن الطيب البلخي. محمد بن أحمد بن لحسن بن إسحاق أبو علي بن الصواف، محدث بغداد. سمع: محمد بن إسماعيل الترمذي، وإسحاق الحربي، وبشر بن موسى، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، وطائفة. وعنه: ابن رزقويه، ومحمد بن أبي الفوارس، وأبو الحسين، وعبد الملك ابنا بشران، وأبو بكر البرقاني، وأبو نعيم، وجماعة. قال الدارقطني: ما رأت عيناي مثل أبي علي الصواف وأخر بمصر نسبه ابن الفوارس. وقال ابن أبي الفوارس: كان أبو علي ثقة مأموناً ما رأيت مثله في التحدث. توفي في شعبان وله تسع وثمانون سنة. قلت: آخر من روى حديثه بعلو عفيفة الفارقانية. سمعت من الأشج آخر أصحاب أبي نعيم. محمد بن أحمد بن حمدون ين الحسن الذهلي أبو الطيب النيسابوري المذكر.) صحيح السماع كثير الكتب، وكان يورق. سمع: إبراهيم بن أبي طالب، ومسدد بن قطن. وصنف تصانيف.

(26/195)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 196
وعنه: الحاكم، وقال: عندي بخطّه زيادة على ثلاثمائة جزء، وعاش أربعاً وثمانين سنة. محمد بن الحسين الوزير الكبير، أبو الفضل بن العميد. وزير ركن الدولة الحسن بن بويه، وكان أحد بلغاء الرجال ونبلائهم، توفي سنة. محمد بن حاتم بن زنجويه أبو بكر الفقيه الفرضي. حدث بدمشق عن: محمد بن أحمد بن صفوة المصيصي، ويعقوب بن محمد بن ثوابة، وجماعة. وعنه: تمام، وأبو نصر بن هارون، وعبد الرحمن بن محمد بن ياسر، وغيرهم. توفي في ذي القعدة، وكان إماماً في السنة. محمد بن طاهر بن علي أبو يعلى الأصبهاني. سمع: الوليد بن أبان، وبكر بن أحمد الشعراني، وأبا القاسم البغوي، وأبا عروبة. وعنه: الحاكم بن البيع، وأبو عبد الرحمن السلمي، وأبو الفضل محمد بن أحمد الجارودي، وأبو القاسم عبد الرحمن بن محمد السراج. قال الحاكم: كان يحفظ سؤالات الشيوخ وتوفي بنيسابور. محمد بن عبد العزيز بن حسنون أبو طاهر الإسكندراني الفقيه الشافعي. شيخ جليل معمر. حدث بدمشق عن: مقدام بن داود الرعيني، وأبي بكر بن سهل الدمياطي، وصالح بن شعيب، وجعفر الفريابي، وجماعة. وعنه: تمام، وعبد الوهاب الميداني، والهيثم بن أحمد الصباغ، ومحمد ابن عبد الله المنيني، وغيرهم.

(26/196)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 197
توفي في شهر رجب. محمد بن علي بن حبيش أبو الحسن الناقد، بغدادي جليل. سمع: أبا شعيب الحراني، وأحمد بن يحيى الحلواني، ومحمد بن عبد الله مطيناً، والهيثم بن خلف الدوري، وجماعة. وعنه: ابن رزقويه، وأبو علي بن شاذان، وأبو نعيم.) وقال أبو نعيم: ثقة، وكذا وثقه ابن أبي الفوارس وورخ موته. محمد بن عيسى بن ديزك العلامة أبو عبد الله البروجردي، النحوي. نزيل بغداد ومعلّم ابن الخليفة. سمع: عمر بن مرداس، ومحمد بن إبراهيم بن زياد الرازي، وانتحب عليه ابن المظفر. روى عنه: سلامة بن عمر النصيبي، وأبو نعيم وغيرهما. وثقه أبو نعيم. ويقال: إن أبا سعيد السيرافي درس عليه الأدب. قال أبو الحسن بن الفرات: كان ثقة مستوراً جميل المذهب. مات في جمادى الآخرة. محمد بن موسى بن أزهر أبو بكر الأندلسي الأستجي. روى عن أبيه، وعبيد الله بن يحيى، وكان فقيهاً شروطياً.

(26/197)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 198
توفي في جمادى الآخرة. المنذر بن محمد بن المنذر أبو سعيد السلمي الهروي. روى عن أبي جعفر أحمد بن عبد الرحمن الشامي. وعنه أبو الفضل الجارودي. المؤمل بن يحيى أبو الحسن المصري المعدل. سمع أبا الرقراق. هاشم بن أحمد بن غانم أبو خالد الغافقي القرطبي. كان فقيهاً مشاوراً، نظر الأحباس أيام منذر القاضي، وكان نحوياً شاعراً.

(26/198)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 199
1 (وفيات ستين وثلاثمائة)
أحمد بن طاهر النيسابوري. سمع ابن خزيمة، وعبد الله بن زيدان البجلي، وأبا القاسم البغوي، وأبا عروبة، وعلي بن أحمد بن علان المصري، و الهيثم بن كلب الشاشي. وعنه: أبو عبد الله الحاكم وقال: كان من الرحالة المجودين. أحمد بن محمد بن أبي الفتح بن خاقان، أبو العباس بن النجاد الدمشقي، إمام جامع دمشق وأحد الصالحين.) قرأ القرآن على هارون بن موسى الأخفش. ولعله آخر من قرأ عليه عبد القاهر الصائغ. وبقي إلى سنة عشر وأربعمائة. أحمد بن ثابت بن الزبير أبو عمر التغلبي القرطبي. سمع من عبيد الله بن يحيى، وحدّث عنه بالموطأ، وسمع من سعيد بن

(26/199)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 200
عثمان الأعناقي، وطاهر بن عبد العزيز، وجماعة. روى عنه جماعة، وكان صالحاً. ثقة، توفي في ذي القعدة. إبراهيم بن يحيى الطليطلي أبو إسحاق. سمع أحمد بن خالد بن الحباب، ومحمد بن عبد الملك بن أيمن، وولي قضاء طليطلة. روى عنه خلف بن قاسم، وعبد الرحمن بن عبيد الله. توفي حدود الستين أو قبلها. إبراهيم بن هارون بن خلف بن الزبير المصمودي. سمع بقرطبة من: ابن أيمن، وقاسم بن اصبغ. وحدث. توفي سنة ستين. أسد بن حيون بن منصور الجذامي، أبو القاسم الأستجي الأندلسي. سمع: محمد بن عبد الملك بن أيمن. ورحل فسمع من أبي القاسم البغوي ببغداد، و من أبي جعفر الديلي بمكة. وكان بصيراً بالطب. روى عنه إسماعيل. أسهم بن إبراهيم بن موسى أبو نصر القرشي السهمي الزاهد الجرجاني عم الحافظ حمزة بن يوسف. روى عن: أبي نعيم عبد الملك بن عدي، وموسى بن العباس الأزدواري.

(26/200)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 201
وعنه أبو بكر محمد بن يوسف الشالنجي. جعفر بن فلاح الأمير الذي ولي دمشق للمعز العبيدي، وهو أول أمير وليها لبني عبيد. وكان قد خرج مع القائد جوهر، وافتتح معه مصر، ثم سار فغلب على الرملة سنة ثمان وخمسين، وبعد أيام غلب على دمشق بعد أن قاتل أهلها أياماً، واستقر بها. ثم في سنة ستين) هذه سار لحربه الحسن بن أحمد القرمطي، وكان مريضاً على نهر يزيد، فظفر به القرمطي وقتله وقتل من خواصه خلقاً، وذلك في ذي القعدة. الحسن بن علي بن الإمام أبي جعفر. سمع: أحمد بن محمد بن سلامة الأزدي الطحاوي. زيري بن مناد الحميري الصنهاجي جد العزيز بن باديس. أول من ملك من بيتهم، وهو الذي بنى أشير وحصنها، وأعطاه المنصور تاهرت. وكان شجاعاً حسن السيرة. جرت بينه وبين جعفر بن علي الأندلسي حرب. قتل زيري في المصاف في رمضان، وكانت مدة إمرته ستاً وعشرين سنة.

(26/201)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 202
سعيد بن عميرة أبو عثمان الهروي. يروي عن جعفر الفريابي. سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير أبو القاسم اللخمي الطبراني الحافظ المشهور مسند الدنيا. سمع: هاشم بن مرثد الطبراني، وأبا زرعة الدمشقي، وأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، وأحمد بن عبد الوهاب بن نجدة الحوطي، وأبا زيد أحمد بن عبد الرحيم بن يزيد الحوطي، وأحمد بن مسعود المقدسي، وأحمد بن إسحاق البلدي الخشاب، وأحمد بن خليد الحلبي، وأحمد بن شعيب النسائي، وإبراهيم بن برة الصنعاني، وإسحاق بن إبراهيم الدبري، وإبراهيم بن إبراهيم الشباي، وإدريس بن جعفر العطار صاحب يزيد بن هارون، وبشر بن موسى الأسدي، والحسن بن سهل المجوز، وحفص بن عمر سنجه، وحبوش بن رزق الله، وخير بن عرفة، وأبا النرنباع روح بن الفرج، وعلي بن عبد العزيز البغوي، وعبد الله بن محمد بن سعيد ابن أبي مريم، وعبد الله بن الحسين المصيصي، وعمارة بن وثيمة، وعبيد الله بن رماحس، وعمرو بن ثور الجذامي، ومحمد بن حيان المازني، ومحمد بن حيان الباهلي، ومحمد بن يحيى بن المنذر القزاز، ومحمد بن زكريا الغلابي، ومحمد بن أسد الأصبهاني، وموسى بن عيسى بن المنذر الحمصي، ومقدام بن داود الرعيني، وهارون بن ملول، ويوسف بن يزيد القراطيسي، ويحيى بن أيوب

(26/202)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 203
العلاف وغيرهم، وأول سماعه بطبرية سنة ثلاث وسبعين ومائتين، وله ثلاث عشرة سنة. سمعه أبوه ورحل به لأنه كان له ماسة بالحديث، وقد سمع من دحيم لما قدم عليهم طبرية،) وزار به أبوه القدس سنة أربع وسبعين فسمعه من أحمد بن مسعود الخياط، حدثه عن عمرو بن أبي سلمة التنيسي، ثم رحل إلى قيسارية فسمع من إبراهيم بن أبي سفيان، وعمرو بن ثور أصحاب الفريابي، وسمع بعكا من أحمد اللحياني صاحب آدم بن أبي إياس، ثم إنه رحل سنة ثمان وسبعين إلى حلب، وسمع بحمص وجبلة ودمشق والشام في هذا القرب، ثم حج ودخل اليمن مع أبيه في نحو من سنة ثمانين، فسمع كتب عبد الرزاق، وسمع بمصر في رجوعه فيما أحسب أو في ذهابه من محدثيها، وسمع بعد ذلك من أهل بغداد والبصرة والكوفة، وأصبهان، وغير ذلك. وكان مولده بعكا في صفر سنة ستين ومائتين، وكانت أمه من عكا. وصنف معجم شيوخه وهو مجلد مروي، والمعجم الكبير في عدة مجلدات على أسماء الصحابة، والمعجم الأوسط وفيه الأحاديث الأفراد والغرائب، صنفه على ترتيب أسماء شيوخه، وصنف كتاب الدعاء، وكتاب عشرة النساء، وكتاب حديث الشاميين، وكتاب المناسك، وكتاب الأوائل، وكتاب السنة، وكتاب الطوالات، وكتاب الرمي، وكتاب النوادر، مجلد، ومسند أبي هريرة كبير، وكتاب التفسير، وكتاب دلائل النبوة.

(26/203)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 204
وكتاب مسند شعبة، و كتاب مسند سفيان، ومسانيد طائفة، وغير ذلك مما غاب عني ذكره ولم أعرف به. روى عنه: أبو خليفة الفضل بن الحباب، وأبو العباس بن عقدة، وأحمد بن محمد الصحاف وهو من شيوخه، وأبو بكر بن مردويه، وأبو عمرو محمد بن الحسين بن محمد البسطامي فقيه نيسابور، والحسين بن أحمد بن المرزبان، وأبو بكر بن أبي علي الذكواني، وأبو الفضل أحمد بن محمد الجارودي، وأبو نعيم الحافظ، وأبو الحسين بن فاذشاه، ومحمدبن عبيد الله بن شهريار، وأبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد الصفار، وآخر من حدث عنه بالسماع أبو بكر بن ريذة، وبقي بعده بسنتين عبد الرحمن بن أبي بكر الذكواني يروي عنه بالإجازة. قال أبو بكر بن أبي علي: سأل والدي أبو القاسم الطبراني عن كثرة حديثه فقال: كنت أنام على البواري ثلاثين سنة. وقال أبو نعيم: قدم الطبراني أصبهان سنة تسعين ومائتين، وخرج، ثم قدمها، فأقام بها محدثاً ستين سنة.) وذكر الحافظ سليمان بن إبراهيم الأصبهاني أن أبا أحمد العسال قاضي أصبهان قال: أنا سمعت من الطبراني عشرين ألف حديث، وسمع منه إبراهيم بن محمد بن حمزة ثلاثين ألفاً، وسمع منه أبو الفتح أربعين ألف حديث كملنا. قلت: وهؤلاء من شيوخ أصبهان في أيام الطبراني. وقال أبو نعيم: سمعت أحمد بن بندار يقول: دخلت العسكر سنة ثمان وثمانين ومائتين، فحضرت مجلس عبدان، وخرج ليملي فجعل المستملي

(26/204)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 205
يقول له: إن رأيت أن تملي علي فيقول: حتى يحضر الطبراني قال: فأقبل أبو القاسم بعد ساعة متزراً بإزار مرتدياً بآخر، ومعه أجزاء، وقد تبعه نحو عشرين نفساً من الغرباء من بلدان شتى حتى يفيدهم الحديث. وقال أبو بكر بن مردويه في تاريخه: لما قدم الطبراني قدمته الثانية سنة عشر وثلاثمائة إلى أصبهان قبله أبو علي أحمد بن محمد بن رستم العامل، وضمه إليه، وأنزله المدينة وأحسن معونته، وجعل له معلوماً من دار الخراج، فكان يقبضه إلى أن مات، وقد كنى ولده محمداً أبا ذر، وهي كنية والده. وقال أبو زكريا يحيى بن مندة الحافظ: سمعت مشايخنا ممن يعتمد عليهم يقولون: أملى أبو القاسم الطبراني حديث عكرمة في الرؤية، فأنكر عليه ابن طباطبا العلوي ورماه بدواة كانت بين يديه، فلما رأى الطبراني واجهه بكلام اختصرته، وقال في أثناء كلامه: ما تسكتون وتشتغلون بما أنتم فيه حتى لا نذكر ما جرى يوم الحرة، فلما سمع ذلك ابن طباطبا قام واعتذر إليه وندم. وقال ابن مندة المذكور: وبلغني أنه كان حسن المشاهدة طيب المحاضرة، عليه. قرأ عليه يوماً أبو طاهر ابن لوقا حديث كان يغسل حصى جماره فصحفه وقال: يغسل خصي حماره فقال: وما أراد بذلك يا أبا طاهر فقال: التواضع. وكان أبو طاهر هذا كالمغفل. قال له الطبراني يوماً: أنت ولدي يا أبا طاهر فقال: وإياك يا أبا القاسم، يعني: وأنت. وقال ابن مندة: وجدت عن أحمد بن جعفر الفقيه، أنا أبو عمر بن عبد

(26/205)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 206
الوهاب السلمي فقال: سمعت الطبراني يقول: لما قدم أبو علي بن رستم من فارس دخلت عليه، فدخل عليه بعض الكتاب، فصب على رجله بخمسمائة درهم، فلما خرج الكاتب قال لي أبو علي: إرفع هذا يا أبا القاسم، فرفعتها، فلما دخلت أم عدنان صبت على رجله خمسمائة، فقمت، فقال لي: إلى أين) فقلت: قمت لئلا يقول: جلست لهذا، فقال: إرفع هذه أيضاً، فلما كان آخر امره، تكلم في أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ببعض الشيء، فخرجت ولم أعد إليه بعد. وقال أحمد بن جعفر الفقيه: سمعت أبا عبد الله بن حمدان، وأبا الحسن المديني، وغيرهما، يقولون: سمعنا الطبراني يقول: هذا الكتاب روحي، يعني المعجم الأوسط. وقال أبو الحسين ابن فارس اللغوي: سمعت الأستاذ ابن العميد يقول: ما كنت أظن أن في الدنيا حلاوة ألذ من الرئاسة والوزارة التي أنا فيها، حتى شاهدت مذاكرة الطبراني، وأبي بكر الجعابي بحضرتي، فكان الطبراني يغلبه بكثرة حفظه، وكان الجعابي يغلب بفطنته وذكائه، حتى ارتفعت مراتبهما، ولا يكاد أحدهما يغلب صاحبه، فقال الجعابي: عندي حديث ليس في الدنيا إلا عندي فقال: هات، فقال: ثنا أبو خليفة، أنا سليمان بن أيوب، وحدث بحديث، فقال الطبراني: أنا سليمان بن أيوب ومني سمعه أبو خليفة، فاسمع مني حتى يعلو فيه إسنادك، فخجل الجعابي، فوددت أن الوزارة لم تكن، وكنت إبناً للطبراني وفرحت لفرحه أو كما قال. أنبئت عن اللبان، عن غانم البرجي، أنه سمع عمر بن محمد بن الهيثم يقول: سمعت أبا جعفر بن أبي السري قال: لقيت ابن عقدة بالكوفة، فسألته يوماً أن يعيد لي فوتاً، فامتنع، فشددت عليه، فقال: من أي بلد أنت؟

(26/206)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 207
قلت: من أصبهان. فقال: ناصبة ينصبون العداوة لأهل البيت، فقلت: لا تقل هذا فإنه فيهم متفقهة وفضلاء ومتشيعة فقال: شيعة معاوية قلت: لا والله، بل شيعة علي، وما فيهم أحد إلاّ وعلي أعز عليه من عينه وأهله، فأعاد علي ما فاتني، ثم قال لي: سمعت من سليمان بن أحمد اللخمي، فقلت: لا أعرفه، فقال: يا سبحان الله أبو القاسم ببلدكم وأنت لا تسمع منه، وتؤذيني هذا الأذى، بالكوفة ما أعرف لأبي القاسم نظيراً، قد سمعت منه وسمع مني، ثم قال: أسمعت مسند أبي داود فقلت: لا، قال: ضيعت الحزم لأن منبعه من أصبهان وقال: أتعرف إبراهيم بن محمد بن حمزة قلت: نعم قال: قل ما رأيت مثله في الحفظ. قال الحاكم: وجدت أبا علي الحافظ سيء الرأي في أبي القاسم اللخمي، فسألته عن السبب، فقال: اجتمعنا على باب أبي خليفة، فذكرت طرف حديث: أمرت أن أسجد على سبعة أعضاء فقلت له: يحفظ شعبة عن عبد الملك بن ميسرة، عن طاوس، عن ابن عباس قال: بلى، رواه غندر، وابن أبي عدي، فقلت: من عنهما قال: حدثناه عبد الله بن أحمد، عن أبيه، عنهما، فاتهمته إذ ذاك، فإنه ما حدث به غير عثمان بن عمر، عن شعبة.) قال الحافظ ضياء الدين: هذا وهم فيه الطبراني في المذاكرة، أما في جمعه حديث شعبة، فلم يروه إلاّ من طريق عثمان بن عمر، ولو كان كل من وهم في حديث واحد اتهم لكان هذا لا يسلم منه أحد. وقال أبو عبد الله بن مندة الحافظ: الطبراني أحد الحفاظ المذكورين، حدث عن أحمد بن عبد الرحيم البرقي، ولم يحتمل سنه لقيه. توفي أحمد

(26/207)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 208
بن عبد الرحيم بمصر سنة ست وستين ومائتين. قلت: كذا درجه ابن يونس في موضع، وقال: في موضع آخر: توفي سنة سبعين في رمضان، وعلى كل تقدير فلم يلقه، والذي ظهر لي أنه سمع من ابن البرقي بلا شك، لكن من عبد الرحيم أخي أحمد المذكور، فاعتقد أنه هو أحمد، وغلط في اسم الرجل، ويؤيد هذا أن الطبراني لم يخرج عن أحمد عن كبار شيوخه مثل عمرو بن أبي سلمة ونحوه، إنما روى عنه عن مثل عبد الملك بن هشام راوي السيرة. وأخرى أن الطبراني لم يسم عبد الرحيم ولا ذكره في معجمه، وقد أدركه سفيان لما دخل مصر وسمع منه، لكنه سماه باسم أخيه وهماً منه، ولهما أخ حافظ، توفي سنة تسع وأربعين ومائتين من شيوخ النبل، وهذا وهم، وحسن من الطبراني قد تكرر في كثير من معجمه قوله: نا أحمد بن عبد الله البرقي، وقد توفي عبد الرحيم بن البرقي سنة ست وثمانين. وسئل أبو العباس أحمد بن منصور الشيرازي الحافظ عن الطبراني فقال: كتبت عنه ثلاثمائة ألف حديث، وهو ثقة، إلا أنه كتب عن شيخ بمصر، وكان أخوين وغلط في اسمه. يعني: ابني البرقي. وقال أبو بكر بن مردويه: دخلت بغداد، وتطلبت حديث إدريس بن جعفر العطار، عن يزيد بن هارون، وروح بن عبادة، فلم أجد إلا أحاديث معدودة وقد روى الطبراني، عن إدريس، عن يزيد كثيراً. قالت: هذا لا يدل على شيء، فإن الطبراني لما وقع له هذا الشيخ، اغتنمه وأكثر عنه واعتنى به، ولم يعتن به أهل بلده. وقال أحمد الباطرقاني: دخل ابن مردويه بيت الطبراني وأنا معه، وذلك بعد وفاة ابنه، أبي ذر لبيع كتب الطبراني، فرأى أجزاء لا أوائل لها، فاغتم لذلك وسبّ الطبراني.)

(26/208)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 209
قال الباطرقاني: وكان ابن مردويه سيء الرأي فيه. قال سليمان بن إبراهيم الحافظ: كان ابن مردويه في قلبه شيء على الطبراني، فتلفظ بكلام، فقال له أبو نعيم: كم كتبت عنه فأشار إلى حزم، فقال أبو نعيم: ومن رأيت مثله فلم يقل شيئاً. قال الحافظ الضياء: ذكر ابن مردويه في تاريخ أصبهان جماعة وضعفهم، وذكر الطبراني فلم يضعفه، ولو كان عنده ضعيفاً لضعفه. وقال أبو بكر محمد بن أبي علي المعدل: الطبراني أشهر من أن يدل على فضله وعلمه، وكان واسع العلم كثير التصانيف. وقيل ذهبت عيناه في آخر أيامه. فكان يقول: الزنادقة سحروني، فقال له يوماً حسن العطار تلميذه يمتحن بصره: كم عدد الجذوع التي في السقف فقال: لا أدري لكن نقش خاتمي سليمان بن أحمد. قلت: هذا على سبيل البسط. وقال له مرّة أخرى: من هذا الآتي قال: أبو ذر، يعني ابنه، وليس بالغفاري. قال أبو نعيم: توفي لليلتين بقيتا من ذي القعدة سنة ستين وصليت عليه. قلت: عاش الطبراني مائة سنة وعشرة أشهر، وآخر من روى حديثه عالياً بالإجازة عندنا الزاهد القدوة أبو إسحاق الواسطي، أجاز له أصحاب فاطمة الجوزدانية، التي تفرّدت بالرواية عن ابن زهرة صاحب الطبراني. سهل بن أحمد بن عيسى أبو.. المؤدب، هروي معمر. توي يوم عرفة، وصلى عيه الخليل بن أحمد القاضي، وله مائة سنة. قاله ابن مندة.

(26/209)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 210
عبد الله بن يحيى بن معاوية أبو بكر التيمي الطلحي الكوفي. سمع عبيد بن غنام، ومطيناً، وجماعة. وثقه الحافظ محمد بن أحمد بن حماد. وروى عنه أبو نعيم الحافظ وغيره. عبد الله بن عمر بن أحمد بن محمد أبو القاسم البغدادي الفقيه الشافعي، ويعرف بعبيد الفقيه، نزيل قرطبة.) قال أبو الوليد الفرضي: قدم الأندلس، وكان قد تفقه، وناظر عند أبي سعيد الأصطخري، والقاضي أبي عبد الله المحاملي، وقرأ القرآن على ابن مجاهد، وعلى أبي الحسن بن شنبوذ، وسمع من أبي جعفر محمد بن إبراهيم الديلي، وأبي جعفر الطحاوي، وأبي القاسم البغوي، وعبد الله بن أبي داود الدحداح الدمشقي، وابن صاعد. وكان عالماً بالأصول والفروع، إماماً في القراءآت، صنف في الفقه والقراءآت والفرائض. قال: وقد ضعفه بعضهم برواية ما لم يسمع عن بعض الدمشقيين. ولد سنة خمس وتسعين ومائتين، وكان المستنصر صاحب الأندلس قد أكرمه، وتوفي في ذي الحجّة بقرطبة. قلت: لم يسم أحداً روى عنه. قال الفرضي: سمعت محمد بن أحمد بن يحيى بن مفرج ينسبه إلى الكذب، ووقفت على بعض ذلك. عمارة بن رفاعة بن عمارة بن وثيمة بن موسى أبو العباس المصري. توفي في ربيع الأول.

(26/210)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 211
عمر بن أحمد بن محمد بن ممه لخلال أبو حفص البغدادي المعدل. سمع: الحسين بن الأحوص، ومحمد بن يحيى المروزي. وعنه: ابن رزقويه، ومحمد بن طلحة. وثقه الخطيب، مات في ذي الحجّة، وهو والد عبد الرحمن شيخ ابن المهتدي بالله. عيسى بن محمد بن أحمد البغدادي أبو علي الطوماري من ولد ابن جريج. حدث عن: الحارث بن أبي أسامة، وإبراهيم الحربي، وابن أبي الدنيا، وبشر بن موسى، ومحمد بن أحمد بن البراء، ومحمد بن يونس الكديمي، وجعفر بن أبي عثمان الطيالسي، وجماعة. وعنه: أبو الحسن بن رزقويه، وعلي بن عبد الله الهاشمي، وابن داود الرزاز، وأبو علي بن شاذان، وأبو نعيم، وكان قد شهر بصحبة ابن طومار الهاشمي. قال ابن الفرات: لم يكن بذاك، حدث من غير أصول في آخر أمره. وقال ابن أبي الفوارس: كان يذكر أن عنده تاريخ ابن أبي خيثمة، وكتب ابن أبي الدنيا، ولم تكن له أصول، وكان يحفظ حكايات. وذكر أنه قريء عليه كتاب الكامل للمبرد من غير) كتابه، وذكر أن مولده في المحرم

(26/211)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 212
سنة اثنتين وستين ومائتين. ومات في صفر. قلت: تفرد بالسماع من غير واحد. الفضل بن الفضل بن العباس الكندي إمام جامع همدان. سمع الكثير من: عيسى بن هارون، وأبي خليفة، وزكريا الساجي، وأبي يعلى الموصلي، وجماعة. وعنه: الحسين بن منجويه، وأبو طاهر بن سلمة، وعبد الرحمن بن شبانة، وجماعة. وكان صدوقاً. قاله شيرويه، وقال: مات في ربيع الآخر. قلت: وقع لنا حديثه في الثاني من حديث ابن شبانة. محمد بن أحمد بن محمد أبو علي بن زبارة العلوي النيسابوري شيخ الأشراف. سمع: الحسين بن الفضل، وغيره. وعنه: الحاكم، وعاش مائة سنة، سوى شهرين. محمد بن إبراهيم الأصبهاني. سمع محمد بن علي الفرقدي، وجماعة. وعنه: أبو نعيم، ووثقه، ومحمد بن أحمد الصابوني، وعلي بن أحمد ابن داود الرزاز. محمد بن جعفر بن إبراهيم الفسوي الفقيه أبو جعفر. سمع: الحسن بن سفيان، وعبد الله بن الفرهاد، ومحمد بن جرير، والباغندي، وأبا عروبة، والمفضل الجندي، وعلان بن الصيقل، وابن جوصا، فطوف وأكثر الترحال.

(26/212)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 213
روى عنه الحاكم و قال: توفي في رجب. محمد بن جعفر بن محمد بن مطر النيسابوري، أبو عمرو بن مطر المعدل الزاهد. شيخ العدالة ببلده ومعدن الورع، معروف بالسماع والرحلة والإتقان، كذا قال فيه الحاكم. سمع: أبا عمرو، وأحمد المستملي، وإبراهيم بن أبي طالب، وإبراهيم بن علي الذهلي، ومحمد بن أيوب الرازي، ومحمد بن يحيى المروزي ثم البغدادي، والفريابي، وأبا خليفة، ومحمد بن جعفر بن حبيب الكوفي. وعنه: أبو علي الحافظ مع تقدّمه، وأبو الحسين الحجاجي، وأبو عبد الله الحاكم، وأبو بكر محمد بن إبراهيم الفارسي المشاط، وأبو نصر عمر بن قتادة، وآخرون.) وقد روى عنه أبو العباس بن عقدة، وهو من صغار شيوخه. قال الحاكم: وأعجب من ذلك ما: ثنا محمد بن صالح بن هاني، نا أبو الحسن الشافعي، عن أبي عمرو بن مطر، وقد ماتا قبله بدهر، وهو الذي انتقى الفوائد على أبي العباس فأحيا به علم الأصم بتلك الفوائد، فإن الأصم أخذ أصوله واعتمد على كتاب أبي عمرو بن مطر. قال الحاكم: وحدّثني أبو زيد بالكوفة، نا أبو عمرو محمد بن جعفر النيسابوري بالكوفة سنة ست وثلاثمائة، ثنا سليمان بن سلام فذكر حديثاً. قال الحاكم: قل ما رأيت أصبر على الفقر من أبي عمرو، فإنه يتجمل بدست ثياب الجمعة وحضور المجلس، ويلبس في بيته فرواً ضعيفة، ويأكل رغيفاً وبصلة أو جزرة. وبلغني أنه كان يحيي الليل، وكان يأمر بالمعروف

(26/213)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 214
وينهي عن المنكر، ويضرب اللبن لقبور الفقراء، ولم أر في مشايخنا له في الإجتهاد نظيراً. وتوفي في جمادى الآخرة سنة ستين وهو ابن خمس وتسعين سنة. رض. محمد بن أحمد بن موسى القاضي أبو عبيد الله الرازي الخلال ابن أخي علي بن موسى القمي. فقيه أهل الري وشيخ الحنفية. سمع: محمد بن أيوب بن الضريس، وإبراهيم بن يوسف. وعنه: الحاكم وقال: وكان من أفصح من رأينا وأدينهم، ولي قضاء سمرقند وفرغانة، وكان والد قاضي الري. قال الحاكم: انتقيت على أبي عبد الله عشرين جزءاً، ومات بفرغانة في رمضان وهو على قضائها. محمد بن جعفر بن محمد بن الهيثم بن عمران أبو بكر الأنباري البندار، ويعرف بابن أبي أحمد. سمع: أحمد بن الخليل البرجلاني، ومحمد بن أحمد بن أبي العوام، ومحمد بن إسماعيل الترمذي، وجعفر بن محمد الصائغ، وهو آخر من حدث عنهم. روى عنه: ابن سميكة، وأبو بكر البرقاني، وأبو علي بن شاذان، وبشر

(26/214)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 215
بن الفاتني، وعلي بن داود الرزاز، ومحمد بن أبي إسحاق إبراهيم المزكي، وأبو نعيم الحافظ، وآخرون ومولده في شوال سنة سبع وستين ومائتين.) قال الخطيب: سألت البرقاني عنه فقال: كان سماعه صحيحاً بخط ابنه. قال ابن أبي الفوارس: توفي فجأة يوم عاشوراء. قال: وانتقى عليه عمر البصري، وكان قريب الأمر فيه بعض الشيء، وكانت له أصول جياد بخط ابنه. محمد بن جعفر بن محمد بن كنانة أبو بكر البغدادي المؤدب. حدث عن: محمد بن يونس الكديمي، وأبي مسلم الكجي، ومحمد بن سهل العطار. وعنه: علي بن أحمد الرزاز، وبشر بن عبد الله الفاتني، وغيرهما. قال ابن أبي الفوارس: كان فيه تساهل. وقال محمد بن العباس بن الفرات: كان قريب الأمر، وتوفي في جمادى الأولى. وقال ابن أبي الفوارس: توفي سنة ست وستين. محمد بن الحسين بن محمد أبو الفضل بن العميد الكاتب وزير الملك ركن الدولة الحسن بن بويه الديلمي.

(26/215)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 216
كان آية في الترسل والإنشاء، وكان متفلسفاً متهماً برأي الأوائل، حتى كان يسمى الجاحظ الثاني، وكان يقال: بدئت الكتابة بعبد الحميد وختمت بابن العميد. وقد مدحه المتنبي وغيره وأعطى المتنبي ثلاثة آلاف دينار. وقيل كان مع فنونه لا يدري الشرع، فإذا تلكم أحد بحضرته في أمر الدين شق عليه وخنس، ثم قطع على المتكلم فيه. وكان قد ألف كتاباً سماه الخلق والخلق فلم يبيضه، ولم يكن الكتاب بذاك، ولكن جعس الروساء خبيص وصنان الأغنياء ند. وتوفي بالري. وكان الصاحب بن عابد يلزمه ويصحبه، فلذلك قيل له: الصاحب، وأقام في الوزارة ابن بعده سنه ستين وهو الوزير أبو الفتح ذو الكفايتين. محمد بن الحسين بن عبد الله أبو بكر الآجري، مصنف الشريعة في مجلدين.

(26/216)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 217
سمع: أبا مسلم الكجي، وأبا شعيب الحراني، وخلف بن عمرو العكبري، وحفص بن محمد الفريابي، وأحمد بن يحيى الحلواني، وجماعة. وعنه: أبو الحسن الحمامي، وأبو محمد عبد الرحمن بن عمر النحاس، وأبو الحسين بن بشران، وأخوه أبو القاسم عبد الملك، وأبو نعيم، وجماعة كبيرة من حجاج المشارقة والمغاربة) لأنه جاور بمكة مدة، وله تصانيف حسنة، وكان من الأئمة. قال الخطيب: كان ثقة ديناً له تصانيف، توفي بمكة في المحرم. قلت: رفع لنا جماعة أجزاء من جمعه. محمد بن داود أبو بكر الدقي الدينوري الزاهد شيخ الصوفية بالشام. قرأ القرآن على: أبي بكر بن مجاهد، وحدث عن الخرائطي، وصحب جماعة وحكى عنهم، منهم أبو بكر محمد بن الحسن الدقاق، وأبو محمد الجريري، وأبو عبد الله بن الجلاء وسعيد بن عبد العزيز الحلبي. حكى عنه: عبد الوهاب الميداني، وبكر بن محمد، وأبو الحسن بن جهضم، وعبدان المنبجي، وعبد الواحد بن بكر، وطائفة كبيرة. ذكره أبو عبد الرحمن السلمي فقال: عمر فوق مائة سنة، وكان من أجل مشايخ وقته، وأحسنهم حالاً، كان من أقران الروذباري، سمعت عبد

(26/217)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 218
الواحد الورثاني يقول: سمعت الدقي يقول: من ألف الإتصال ثم ظهر له عين الإنفصال تنقص عيشه، وامتحق وقته، وصار متأنساً في محل الوحشة، وأنشأ يقول:
(لو أن الليالي عذبت بفراقنا .......... محى دمع عين الليل نور الكواكب)

(ولو جرع الأيام كأس فراقنا .......... لأصبحت الأيام شهب الذوايب)
وقال أبو نصر عبد الله بن علي السراج الصوفي: حكى أبو بكر الدقي قال: كنت بالبادية فوافيت قبيلة، فأضافني رجل، فرأيت غلاماً أسود مقيداً هناك، ورأيت جمالاً ميتة ثم، فقال الغلام: إشفع لي فإنه لا يردك، قلت: لا آكل حتى تحله، فقال: إنه قد أفقرني. قلت: ما فعل قال: له صوت طيب فحدا لهذه الجمال وهي مثقلة، حتى قطعت مسيرة ثلاثة أيام في يوم، فلما حط عنها ماتت كلها، ولكن قد وهبته لك، فلما أصبحنا أحببت أن أسمع صوته فسألته، وكان هناك جمل يستقي عليه، فحدا، فهام الجمل على وجهه وقطع حباله، ولم أظن أني سمعت صوتاً أطيب منه، ووقعت لوجهي. قال الميداني: توفي الدقي في سابع جمادى الأولى سنة ستين. محمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن ذكوان أبو طاهر البعلبكي المؤدب نزيل صيدا. قرأ القرآن على: هارون بن موسى بن شريك الأخفش، وسمع أحمد بن محمد بن يحيى بن) حمزة، وزكريا خياط السنة، وأحمد بن إبراهيم البسري، والحسين بن محمد بن جمعة، وغيرهم. قرأ عليه: عبد الباقي بن الحسن بن السقا، وجعفر بن أحمد بن الفضل.

(26/218)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 219
وروى عنه: أبو الحسين بن جميع، وابنه السكن، وابن منده، وعلي بن جهضم، وصالح بن أحمد الميانجي، وآخرون. ولد سنة أربع وستين ومائتين، وتوفي سنة ستين وثلاثمائة. قال ابن عساكر: وقيل مات سنة أربع وخمسين وثلاثمائة. قال أبو طاهر: قرأت على الأخفش بعد الثمانين ومائتين، وكان أبو طاهر يعلم بجامع صيدا، فعل ذلك قبل موته بعامين لأنه احتاج. محمد بن صالح بن علي أبو الحارث الهاشمي البغدادي المالكي، قاضي نسا، وأخو قاضي بغداد أبي الحسن محمد بن صالح بن أم شيبان. سمع: عبد الله بن زيدان البجلي، وأبا محمد بن صاعد، وجماعة. وعنه: أبو عبد الله الحاكم. محمد بن طاهر بن محمد أبو طاهر النيسابوري الصيرفي الزاهد الصالح. سمع: ابن خزيمة، وأبا العباس السراج. وعنه الحاكم وقال: كان من العباد الصابرين على الفاقة.

(26/219)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 220
محمد بن عبد الله بن محمد بن أشتة أبو بكر الأصبهاني المقريء النحوي، أحد الأعلام. قرأ القرآن على: ابن مجاهد، ومحمد بن يعقوب المعدل، وأبي بكر النقاش، وقرأ بأصبهان على محمد بن أحمد بن الحسن الكسائي، وطائفة، وبرع في القرآن وصنف التصانيف. قال أبو عمرو صاعد: مشهور، ثقة، عالم بالعربية، بصير بالمعاني، حسن التصنيف، صاحب سنة. روى عنه جماعة من شيوخنا، وسمع منه: عبد المنعم بن غلبون، وخلف بن إبراهيم، وعبد الله بن محمد بن راشد الأندلسي وتوفي في مصر سنة ستين. ومحمد بن الفرخان بن روزبه أبو الطيب الدوري. حدث ببغداد عن: أبيه، والفضل بن الحباب أحاديث منكرة.) وعنه: يوسف القواس، وابن السوطي، وكان غير ثقة. وكان يحكي عن الجنيد وغيره. توفي سنة ستين وثلاثمائة أو قريباً منه. أبو القاسم بن أبي يعلى الشريف الهاشمي. قام بدمشق وقام معه خلق من الشباب وأهل الغوطة، وقطع دعوة المصريين، ولبس السواد، ودعا

(26/220)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 221
للمطيع لله، وذلك في ذي الحجّة سنة تسع وخمسين، واستفحل أمره ونفي عن دمشق أميرها إقبال نايب شمول الكافوري، فلم يلبث إلا أياماً حتى جاء عسكر المصريين وقاتلوا أهل دمشق، وقتل منهم جماعة، ثم هرب أبو القاسم الشريف في الليل، فصالح أهل البلد، وطلب أبو القاسم البرية يريد بغداد فلحقه ابن عليان العدوي فأسره عند تدمر وجابه، فشهره جعفر بن فلاح في عسكره على جمل، وذلك في المحرم سنة ستين وسيره إلى مصر. قال ابن عساكر: قرأت بخط عبد الوهاب إن أبا جعفر بن فلاح وعد لمن جاء بالشريف ابن أبي يعلى بمائة ألف درهم، فجيء به، ففرح، وطيف به على جمل، وعلى رأسه قلنسوة يهودي، وفي لحييه ريش، وبيده قصبة، ثم لان له ابن فلاح وقال: لأكاتبن مولانا بما يسرك. وإيش حملك على الخروج عن الطاعة قال: القضاء والقدر، وأغلظ لبني عدي الذين جاءوا به وقال: غدرتم بالرجل، ففرح أكثر الناس بهذا، ودعوا بالخلاص لابن أبي يعلى لحمله وكرمه وجوده.
4 (من لم يحفظ وفاته وله شهرة كتبنا: تقريباً)
أحمد بن إبراهيم بن جعفر أبو بكر العطار، شيخ معمر. سمع: محمد بن يونس الكديمي، وغيره. وعنه: أبو نعيم الحافظ. أحمد بن إبراهيم بن محمد أبو العباس الكندي البغدادي، نزيل مكة. حدث عن: يوسف القاضي، ومحمد بن جرير الطبري، والخرائطي.

(26/221)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 222
وعنه: أبو الحسين بن بشران، وأخوه عبد الملك، وأبو نعيم. وثقه الخطيب. أحمد بن إسحاق بن محمد بن شيبان، أبو محمد الهروي الضرير بغدادي الأصل. سمع سنة بضع وسبعين ومائتين من معاذ بن نجدة عم والدته، ومع علي بن محمد الجعابي. روى عنه: إسحاق بن إبراهيم بن الفرات، وأحمد بن عبد الرحمن الشيرازي، وأبو عثمان سعيد) بن العباس القرشي، وهو من كبار شيوخ ابن الفرات. توفي في حدود الستين وثلاثمائة، وله ترجمة في كتاب ابن النجار، وهو المعاد في سنة تسع وستين. أحمد بن الحسن بن محمد بن سهل أبو الفتح المالكي الواعظ ويعرف بابن الحمصي. حدث ببغداد عن: أبي جعفر الطحاوي، وجعفر الطيالسي. وعنه: أبو نعيم الحافظ، وغيره. أحمد بن صالح بن عمر أبو بكر المقريء. بغدادي نزل الرملة. قرأ على: الحسن بن الخباب، والحسن بن الحسين الصواف، ومحمد بن هارون التمار، وابن مجاهد. وعنه: عبد الباقي بن الحسن، وعبد المنعم بن غلبون وعلي بن محمد

(26/222)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 223
ابن بشر الأنطاكي، وخلف بن قاسم، وآخرون، بعضهم تلاوة. وصفه أبو عمرو الداني بالثقة والضبط وقال: مات بعد الخمسين. أحمد بن علي بن الحسين أبو بكر الفارسي البيضاوي. حدث عن: محمد بن هارون بن المجدر، وعبد الله بن سعيد القرشي. وعنه عمر بن أحمد البرمكي، وأبو سعيد النقاش، والحافظ أبو نعيم. أحمد بن القاسم بن كثير بن صدقة بن الريان المالكي، أبو الحسن المصري، نزيل البصرة، شيخ معمر. يروي عن: محمد بن يونس الكديمي، والحارث بن أبي أسامة، وإسحاق بن إبراهيم الدبري، وأحمد بن محمد البرتي، وعبد الله بن أبي مريم، وأبي عبد الرحمن النسائي، ومحمد بن غالب تمتام، وأحمد بن إسحاق بن سبط، وغيرهم. وعنه: علي بن عبدكويه، وأبو بكر بن أبي علي الذكواني، وأبو نعيم، وغيرهم. قال ابن ماكولا: فيه ضعف. وقال حمزة السهمي: سمعت أبا محمد الحسن بن علي البصري مولى أحمد بن محمد بن القاسم بن الريان، ليس بالمرضي، سمعت منه. قلت: مر في سنة سبع وخمسين، وهو راوي نسخة نبيط.) أحمد بن طاهر بن النجم أبو عبد الله الميانجي الحافظ. محدث رحال. سمع: أبا مسلم الكجي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، ويحيى بن

(26/223)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 224
محمد البحتري الحنائي، وأحمد بن هارون البرديجي الحافظ، وجماعة، وأخذ هذا الشأن وتخرج بسعيد بن عمرو البردعي. روى عنه: عبد الله بن أبي زرعة القزويني، ويعقوب بن يوسف الأردبيلي، وجماعة، وآخر من بقي من أصحابه أحمد بن الحسين بن علي التراسي بالمراغة. وقال سعيد بن علي الريحاني: ومن شيوخ أبي الحسين أحمد بن فارس اللغوي: أحمد بن طاهر بن المنجم، فكان يقول عنه: إنه ما رأى مثل نفسه، يعني ابن المنجم. قال ابن فارس: وما رأيت مثله. قال الخليلي في الإرشاد: توفي بعد الخمسين وثلاثمائة. أحمد بن محمد بن أحمد بن سهل أبو بكر البغدادي المعروف ببكير الحداد. جاور بمكة، وحدث عن: محمد بن يونس الكديمي، وبشر بن موسى، والكجي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وغيرهم. وعنه: الدارقطني، وأبو محمد بن النحاس، وجماعة. وثقه الخطيب وقال: توفي بعد الخمسين. أحمد بن محمد بن بشر أبو بكر بن الشارب المقريء، خراساني. نزل بغداد وأدب بها، وقرأ بها على أبي بكر الزينبي، وهو من أثبت أصحابه وأنبلهم. قرأ عليه: عبد الباقي بن الحسن، وعلي بن عمر الحمامي، وأبو بكر بن شاذان الواعظ، وغيرهم.

(26/224)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 225
أحمد بن محمد بن أحمد بن السدي أبو الطيب الدوري ابن أخت الهيثم بن خلف. سمع: الكديمي، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، ومحمد بن إسحاق بن راهويه، والحسن بن مندة، و الحسن بن أبي المنذر. ووثقه الخطيب. توفي سنة نيف وخمسين. أحمد بن محمد بن منصور أبو بكر الأنصاري الدامغاني الفقيه الحنفي، صاحب الطحاوي. تفقه على: الطحاوي، ولازم ببغداد حلقة أبي الحسن الكرخي، فلما فلج جعل الفتوى إليه، وكان كبير الشأن إماماً ورعاً، ولي مرة قضاء واسط لديون ركبته.) روى عنه: أبو محمد عبد الله بن الأكفاني، وغيره، وتفقه به جماعة. أحمد بن محمد بن أحمد أبو حام السرخسي. سمع: محمد بن إبراهيم البوسنجي، وغيره. وعنه: محمد بن جبريل بن ماج. أحمد بن محمد بن سالم أبو الحسن البصري الصوفي بن الصوفي المتكلم، صاحب مقالة السالمية. له أحوال ومجاهدة وأتباع ومجون، وهو شيخ أهل البصرة في زمانه، عمر دهراً، وأدرك سهل بن عبد الله التستري وأخذ عنه، لأن والده كان من

(26/225)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 226
تلامذة سهل، وبقي إلى قريب الستين وثلاث مائة، وكان من أبناء التسعين. قال أبو سعيد محمد بن النقاش الحافظ: رأيته وسمعت كلامه، ولم أكتب عنه شيئاً. قلت: وكان دخول النقاش البصرة سنة نيف وخمسين وثلاثمائة. روى عن أبي الحسن بن سالم: أبو طالب المكي صاحب القوت وصحبه، وأبو بكر بن شاذان الرازي، وأبو مسلم محمد بن علي بن عوف المرجي الأصبهاني، وأبو نصر الطوسي الصوفي، ومنصور بن عبد الله الصوفي، ومعروف الريحاني. وذكره أبو نعيم في الحلية فقال: ومنهم أبو عبد الله محمد بن أحمد بن سالم البصري، صاحب سهل التستري وحافظ كلامه، أدركناه وله أصحاب ينسبون إليه. قلت: هكذا سماه وكناه في الحلية. قال السلمي في تاريخ الصوفية: محمد بن أحمد بن سالم أبو عبد الله البصري والد أبي الحسن بن سالم، روى كلام سهل، هو من كبار أصحابه، أقام بالبصرة، وله بها أصحاب يسمون السالمية، هجرهم الناس لألفاظ هجنة أطلقوها وذكروها.

(26/226)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 227
قال أبو بكر الرازي: سمعت ابن سالم يقول: سمعت سهل بن عبد الله يقول: لا يستقيم قلب عبد حتى يقطع كل حيلة وكل سبب غير الله. وقال: قال سهل: ما اطلع الله على قلب قرأى فيه هم الدنيا إلا مقته، والمقت أن يتركه ونفسه. وقال أبو نصر الطوسي: سألت ابن سالم عن الوجل، فقال: إنتصاب القلب بين يدي الله. وسألته عن العجب قال: أن يستحسن العبد علمه وترى طاعته. قلت: كيف يتهيأ للعبد أن لا يستحسن) صلاته وصومه وعبادته قال: إذا علم تقصيره فيها والآفات التي تدخلها فلا يستحسنه. وسمعته يقول: متى تنكسر النفس بترك الطعام هبها هبها، فسألته بما أستعين على قوة نفسي قال: أن تجعل حيث موضع نظر الله إن مددت يدك قلت وإن مددت يدك. هذا حس النقير التي تكسر به قوته وتزول، لا لترك الطعام والشراب. قلت: السنة لهم نحلة لا أحققها. أحمد بن محمد بن شارك الفقيه أبو حامد الهروي الشافعي. مفتي هراة وأديبها وعالمها ومفسرها ومحدثها في زمانه. سمع: محمد بن عبد الرحمن السامي، والحسن بن سفيان الفسوي النيسبابوري، وعبد الله بن زيدان البجلي، وأحمد بن الحسن الصوفي، وأبا يعلى الموصلي. وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وأبو إبراهيم النصر أبادي.

(26/227)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 228
وقال الحاكم: كان حسن الحديث. توفي بهراة سنة خمس وخمسين. وكذلك قال أبو النضر الفامي، وذكره مرة أخرى قال: توفي في ربيع الآخر سنة ثمان وخمسين. أحمد بن مطرف النصري المغربي له ديوان تكلم فيه عن كثير من شيوخه في اللغة. توفي بعد الخمسين ظناً. قاله السلفي. إبراهيم بن عبد الله بن أبي العزائم أبو إسحاق الكوفي. آخر من حدث عن: أحمد بن حازم بن أبي غرزة الغفاري، وعن الخضر بن..... يروي عنه: أبو نعيم الحافظ، ومحمد بن أحمد الجواليتي الكوفي المتوفى بمصر سنة إحدى وثلاثين، وغيرهما. إبراهيم بن محمد بن الخصيب الأصبهاني العسال. سمع ببغداد من: يوسف بن يعقوب القاضي. وعنه: أبو نعيم، وأبو بكر بن أبي علي. إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الوراق الأصبهاني. سمع محمد بن العباس الأخرم. وعنه: أبو نعيم.) الحسن بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن محمد بن الكاتب

(26/228)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 229
البغدادي المقريء. محقق ضابط مشهور من كبار أصحاب ابن مجاهد. قرأ عليه: عبد الباقي بن الحسن، وعلي بن محمد الحذاء. الحسن بن عبد الله النجاد الفقيه البغدادي، من كبار الحنابلة ببغداد صنف في الأصول والفروع عن أبي محمد البر بهاري، وأبي الحسن بن بشار. تفقه به عبد العزيز غلام الزجاج، وأبو عبد الله بن حامد وجماعة. وكان في هذا الزمان موجوداً. الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد أبو محمد الرامهرمزي الحافظ القاضي، صاحب كتاب المحدث الفاصل بين الراوي والواعي حافظ متقن واسع الرحلة. سمع: أباه محمد بن عبد الله الحضرمي مطيناً، وقاضي الكوفة أبا الحصين الوادعي، ومحمد بن حيان المازني، وعبيد بن غنام، وأبا خليفة الجمحي، ويوسف بن يعقوب القاضي، والحسن بن المثنى العنبري، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، والفريابي، وعبدان الأهوازي، وموسى بن

(26/229)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 230
هارون، وأبا شعيب الحراني. وأول سماعه بفارس سنة تسعين ومائتين، وأول رحلته سنة بضع وتسعين، وهؤلاء هم كبار من روى عنه من أهل فارس، ووقع لنا من تصنيفه كتاب الأمثال. روى عنه: القاضي أبو عبد الله أحمد بن إسحاق النهاوندي، وأحمد بن موسى بن مردويه، والشيخ أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الغساني في معجمه، وطائفة من أهل رامهرمز وشيراز. قال أبو القاسم بن مندة في الوفيات له: عاش إلى قريب الستين وثلاثمائة برامهرمز. الحسن بن عبيد الله بن طغج بن جف أبو محمد. ولي إمرة دمشق سنة ثمان وخمسين فرحل بعد أشهر، واستخلف مكانه شمول الإخشيدي، ثم سار إلى الرملة، فالتقى هو وجعفر بن فلاح في آخر السنة، فانهزم جيشه وأخذ الحسن أسيراً، وحمل إلى المغرب إلى المعز بن إسماعيل العبيدي الخليفة الخارجي، وولت دولة الإخشيذية، ولعله قتل سراً. سعد بن محمد بن إبراهيم الناقدي.....) صديق بن سعيد، أبو الفضل الصوناخي، وصوناخ قرية من عمل إسبيجاب.

(26/230)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 231
قدم سمرقند، وسمع الكتب عن محمد بن نصر المروزي الفقيه، وببخارى عن سهل بن شاذويه، وحامد بن سهل، وصالح بن محمد. مات بفرياب بعد الخمسين وثلاثمائة. قاله ابن السمعاني. عبد الله بن عبيد الله بن يحيى، أبو القاسم العسكري، المقريء، البزار. روى عن: أحمد بن بشر الطيالسي، ومحمد بن إسحاق بن راهويه، وعلي بن داود الرزاز. عبد الله بن محمد بن حمزة بن أبي كريمة أبو يعلي الصيداوي. سمع: أباه، ومحمد بن المعافى الصيداوي، ومحمد بن الحسن بن قتيبة. وولي قضاء بيت المقدس. وعنه: ابن مندة، وتمام الرازي، ومعاذ بن محمد الصيداوي، وابن جميع، وابنه السكن. عبيد الله بن محمد بن حمزة بن جعفر بن أحمد بن عاصم بن الرواس الدمشقي. روى عن: أبيه والحسن بن الفرج الغزي، وإسحاق المنجنيقي. وعنه: تمام، ومحمد بن موسى السمسار. عثمان بن أحمد بن شنبك أبو سعيد الدينوري، وراق خيثمة ونزيل طرابلس.

(26/231)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 232
روى عنه: ابن صاعد، والبغوي، وابن ذريح العكبري، وأبو علي محمد بن سعيد الحمصي، ومحمد بن الربيع الجيزي. وعنه: أبو الحسن بن جهضم، وتمام، وأبو محمد بن ذكوان، وابن جميع، وعبد المنعم بن أحمد. بقي إلى سنة خمس وخمسين. عثمان بن حسين البغدادي. عن: جعفر الفريابي، وقاسم المطرز، والباغندي، وخلق. وعنه: تمام، وأبو نصر بن الجندي، وأبو نصر بن الحبان، ومحمد بن عوف الدمشقيون. وكان ثقة عارفاً بالحديث. حدث سنة سبع وخمسين. عثمان بن محمد بن إبراهيم بن رستم أبو عمر الماذرائي، ويعرف بابن الأطروش. حدث بمصر عن: أبيه، وأبي شعيب الحراني، وجعفر بن أحمد بن عاصم، وجماعة.) روى عنه: عبد الرحمن بن عمر النحاس، وإبراهيم بن علي الغازي، وابن نظيف، وآخرون. عتيق بن ما شاء الله بن محمد أبو بكر المصري المقريء الغسال. قرأ على أحمد بن عبد الله بن هلال المصري. روى عنه الحروف: أبو الطيب بن غلبون، وابنه طاهر وذكر أنه سمع من ابن هلال سنة خمس وتسعين ومائتين، وتوفي في عشر الستين.

(26/232)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 233
علي بن الحسن بن عبد العزيز الهاشمي. عن: محمد بن يحيى المروزي، وجعفر الفريابي. وعنه: أبو الفضل بن داود، وأبو نعيم الحافظ علي بن حمد الواسطي. سمع بشر بن موسى. وعنه أبو نعيم. عمر بن علي بن الحسن، أبو حفص العتكي الأنطاكي. سمع الحسن بن فيل، وأبا جعفر العقيلي، وابن جوصا، ومحمد بن يوسف الهروي، والحسن بن علي بن روح الكفر بطناوي، وطائفة كثيرة. وقدم دمشق مستنفراً لنجدة أهل أنطاكية في سنة سبع وخمسين وثلاثمائة. وعنه: الحافظ عبد الغني، وابن نظيف الفراء، وعبد الوهاب الميداني، والمسدد الأملوكي. ولا أحسبه إلا بقي إلى أيام الطبقة الآتية، فإن الأملوكي متأخر السماع. كشاجم أحد فحول الشعراء في عصر المتنبي، إسمه أبو نصر محمود ابن الحسين.

(26/233)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 234
قدم دمشق، وروى عنه الحسين بن عثمان الخرقي وغيره. ومن شعره وهو القائل:
(يقولون تب والكأس في كف أغيد .......... وصوت المثاني والمثالث عالي)

(فقلت لهم: لو كنت أضمرت توبة .......... وأبصرت هذا كله لبدالي)
وله في كافور:
(أكافور فبحت من خادم .......... ولاقتك مسرعة جائحه)

(حيث سميك في برده .......... وأخطأك اللون والرائحه)
) وشعر كشاجم سائر متداول. محمد بن أحمد بن محمد بن يعقوب أبو بكر الشيباني الأصبهاني القماط، ثقة، صاحب أصول. سمع: أبا بكر بن أبي عاصم، وإبراهيم بن نائلة، وغيرهما. وعنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نعيم الأصبهانيان. محمد بن أحمد بن أبي مطيع الهروي. سمع: عثمان بن سعيد الدارمي. وعنه: أبو الفضل الجاروي، وغيره. محمد بن أحمد بن يوسف أبو الطيب البغدادي المقريء صاحب ابن شنبوذ. تغرب وجال، وتحدث بجرجان وأصبهان عن: إدريس بن عبد الكريم الحداد، وغيره. روى عنه: أبو نصر الإسماعيلي، وأبو نعيم الحافظ.

(26/234)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 235
قال أبو نعيم: قدم علينا سنة تسع وأربعين وثلاثمائة. محمد بن إبراهيم الفروي. سمع أبا مسلم الكجي. وعنه أبو نعيم، ووثقه. محمد بن إسماعيل بن موسى الرازي. آخر من حدث عن أبي حاتم الرازي. وعنه: علي بن أحمد بن داود الرزاز، وتوفي بعد الخمسين وثلاثمائة. محمد بن الحسن بن الوليد بن موسى أبو العباس الكلابي الدمشقي أخو تبوك وعبد الوهاب. وسمع: القاسم بن الليث الرسعني، وإسحاق بن أحمد القطان، وأبا عبد الرحمن النسائي. وعنه: شعيب بن عبد الرحمن بن عمر بن نصر، ومكي بن محمد، ومكي بن عوف المزني. سمع منه عبد الوهاب الميداني في سنة خمس وخمسين. محمد بن صبيح بن رجا أبو طالب المصفى. سمع: محمد بن عبد الله الحضرمي مطيناً، وأحمد بن إبراهيم السري، وأحمد بن أنس بن مالك، وأحمد بن علي بن سعيد المروزي، وغيرهم. وعنه: أبو مسلم محمد بن أحمد الكاتب، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، ومحمد بن موسى) السمسار. وهو دمشقي.

(26/235)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 236
محمد بن عبد الله بن برزة أبو جعفر الروذراوي الداوودي. حدث بهمذان سنة سبع وخمسين عن: إسماعيل القاضي، وعبيد بن شريك بن ديزيل. قال صالح بن أحمد الحافظ:، وهو شيخ حضرته، ولم أحمد أمره. قلت: روى عنه ابن لال، وأبو طاهر بن سلمة، وابن فنجويه، وابن جهضم، وأحمد بن الحسن الإمام، وطائفة كثيرة. حدث في سنة سبع وخمسين بهمذان. محمد بن عبد الله بن عبد الله بن أبي دجانة عمرو بن عبد الله بن صفوان البصري أبو زرعة الدمشقي، ابن أخي أبي زرعة الكبير، وأخو أحمد. يروي عن: الحسين بن جمعة، وإبراهيم بن دحيم، وجماعة، بعد سنة ثلاثمائة. روى عنه: تمام، وأبو علي بن مهنا. محمد بن علي بن مسلم العقيلي، بصري. سمع محمد بن يحيى بن المنذر القزاز. وعنه أبو نعيم.

(26/236)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 237
محمد بن حامد الماليني. عن عثمان الدارمي. وعنه ابن منصور محمد بن جبريل الهروي. محمد بن عمر بن سلمة اللخمي القرطبي المعروف بابن سراج. سمع: محمد بن عمر بن لبابة، وطبقته، ورحل فسمع بمصر من أحمد بن مسعود الزبيري، وجماعة. سمع منه: محمد بن عبد الله بن سعيد البلوي، وخلف بن القاسم وكان مغفلاً قليل الفهم. توفي في حدود الستين وثلاثمائة. محمد بن عمر بن عفان الدوري نزيل مصر. سمع محمد بن جرير، وحامد بن شعيب.) وعنه ابن نظيف. وثقه الخطيب. محمد بن علي بن محمد الحافظ أبو أحمد الكرخي القصاب، أحد الأئمة، فيقال: إنما قيل القصاب لكثرة ما أهرق من دماء الكفار. وله تصانيف، منها: كتاب ثواب الأعمال، وكتاب عقاب الأعمال السيئة وكتاب شرح السيئة، وكتاب تأديب الأئمة. ==

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المستدرك للحاكم فيه8803 كل احاديثه كلها صحيح ما عدا 160.حديث بعد تعقب الذهبي فضعف100 حديث وابن الجوزي60. حديث يصبح كل الصحيح في المستدرك 8743.حديثا

تعريف المستدركات وبيان كم حال أحاديث  مستدرك الحاكم النيسابوري إذ كل الضعيف 160 .حديثا وقد احصاها الذهبي فقال 100 حديث وذكر ابن الجوزي ...