88

تعريف المستدركات وبيان كم حال أحاديث  مستدرك الحاكم النيسابوري إذ كل الضعيف160.حديثا وقد احصاها الذهبي فقال 100 حديث وذكر ابن الجوزي في الضعفاء له 60 حديثا أُخر فيكون  كل الضعيف في كل المستدرك 160 حديثا من مجموع 8803=الباقي الصحيح =8743.فهذه قيمة رائعة لمستدرك الحاكم

روابط مصاحف م الكاب الاسلامي

روابط مصاحف م الكاب الاسلامي
 

السبت، 20 أغسطس 2022

مجلد19.و20.تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام للذهبي.

 

19. : تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام للذهبي. شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي.

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 510
وذكر إبراهيم بن عبد الرحمن أن القاضي أبا عبيد الله احتال على بنان حتى ضربه سبع درر فقال: حسبك الله بكل درة سنة. فحبسه ابن طولون سبع سنين. وقال الزبير بن عبد الواحد: سمعت بناناً يقول: الحر عبد ما طمع، والعبد حر ما قنع. ويروى أنه كان لرجل على رجل دين مائة دينار بوثيقة، قال: فطلبها الرجل فلم يجدها، فجاء إلى بنان ليدعو له، فقال: أنا رجل قد كبرت وأحب الحلواء. اذهب إلى عند دار فرج فاشتر لي رطل حلواء، وأت به حتى أدعو لك.) ففعل الرجل وجاء. فقال بنان: افتح ورقة الحلواء. ففتحها فإذا هي الوثيقة. فقال: هذه وثيقتي. قال: خذها، وأطعم الحلواء صبيانك. قال ابن يونس: توفي في رمضان، وخرج في جنازته أكثر أهل مصر. وكان شيئاً عجباً.
4 (حرف الحاء)
الحسين بن محمد بن مصعب السنجي الإسكاف. سمع: أبا سعيد الأشج، ومحمد بن الوليد البسري، ويونس بن عبد الأعلى، والربيع المرادي. وعنه: أبو حاتم بن حبان، وزاهر السرخسي. وتوفي في رجب.

(23/510)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 511
4 (حرف الدال)
داود بن الهيثم بن إسحاق بن بهلول بن حسان الأنباري. أبو سعد. سمع: جده إسحاق، وعمر بن شبة، وزياد بن يحيى الحساني. وعنه: طلحة بن محمد، ومحمد بن المظفر، وأحمد بن إسحاق الأزرق. وكان فصيحاً نحوياً لغوياً بارعاً مصنفاً، حسن المعرفة باستخراج المعمى. أخذ عن: ثعلب، وغيره. وسمع الخليفة المتوكل بقراءة هذا على جده فضائل العباس. ولد سنة تسع وعشرين ومائتين.
4 (حرف الزاي)
الزبير بن محمد بن أحمد البغدادي. أبو عبد الله الحافظ. سمع: أبا ميسرة النهاوندي، وعباساً الدوري، وجماعة. عنه: الطستي، والطبراني، وعلي بن الحسن الحراجي، وأبو حفص بن شاهين. وكان ثقة. زيد بن عبد العزيز بن حبان. أبو جابر الموصلي.)

(23/511)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 512
سمع: أبا سعيد الأشج، ومحمد بن عبد الله بن عمار، ومحمد بن يحيى الزماني. وعنه: ابن المقرئ، وعلي بن عبيد الله بن طوق. سمعنا من طريقه مسند المعافى بن عمران.
4 (حرف الصاد)
صالح بن أبي مقاتل أحمد بن يونس البغدادي القيراطي. أبو الحسين البزاز. سمع: محمد بن معاوية بن مالج، ويعقوب الدورقي، ومحمد بن يحيى بن أبي حزم القطعي، وجماعة. وعنه: أبو علي بن الصواف، وابن المظفر، وأبو حفص بن شاهين، وأبو بكر بن شاذان. وكان حافظاً كثير المناكير. وقال السلمي: سألت الدارقطني عنه، فقال: كذاب.
4 (حرف العين)
عبد الله بن أبي داود سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير.

(23/512)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 513
أبو بكر الأزدي السجستاني الحافظ. ولد بسجستان، ونشأ بنيسابور وبغداد. وسمع بهما، وبالحرمين، ومصر، والشام، والثغور، والعراق. سمع: أحمد بن صالح المصري، وعيسى بن حماد، وأبا الطاهر بن السرح، وإسحاق الكوسج، ومحمد بن أسلم، وعلي بن خشرم. وسلمة بن شبيب، ومحمد بن يحيى الزماني، والمسيب بن واضح، وأبا سعيد الأشج، وأمماً سواهم. روى عنه: عبد الرحمن بن أبي حاتم، وأبو بكر بن مجاهد، ودعلج، ومحمد بن المظفر، والدارقطني، وأبو عمر بن حيويه، وأبو حفص بن شاهين، وأبو بكر الوراق، وأبو الحسين بن سمعون، وأبو أحمد الحاكم، وأبو القاسم بن حبابة، وأبو طاهر المخلص، وعيسى بن الجراح، ومحمد بن زنبور، وأبو مسلم الكاتب، وخلق كثير. ولد سنة ثلاثين ومائتين وقال: رأيت جنازة إسحاق بن راهويه سنة ثمان وثلاثين. وأول ما سمعت من محمد بن أسلم الطوسي في سنة إحدى وأربعين، وكان بطوس، وكان رجلاً) صالحاً، فسر أبي لما كتبت عنه، وقال: أول ما كتبت عن رجل صالح.

(23/513)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 514
وقال: دخلت الكوفة ومعي درهم واحد، فاشتريت به ثلاثين مد باقلاء، فكنت آكل منه مداً، وأكتب عن الأشج ألف حديث، فكتبت عنه في الشهر ثلاثين ألف حديث، ما بين مقطوع ومرسل. وقال أبو بكر بن شاذان: قدم ابن أبي داود سجستان، فسألوه أن يحدثهم فقال: ما معي أصل. فقالوا: ابن أبي داود وأصول قال: فأثاروني، فأمليت عليهم ثلاثين ألف حديث من حفظي. فلما قدمت بغداد قال البغداديون: مضى ابن أبي داود إلى سجستان ولعب بالناس. ثم فيجوا فيجاً اكثروه بستة دينانير إلى سجستان ليكتب لهم النسخة. فكتبت لهم وجيء بها، وعرضت على الحفاظ، فخطؤني في ستة أحاديث منها، حدثت بها كما حدثت، وثلاثة أخطأ فيها. رواها الخطيب عن أبي القاسم الأزهري، عن ابن شاذان. ورواها غير الأزهري، عن ابن شاذان، فذكر أن ذلك الإملاء كان بإصبهان. وكذا روى أبو علي النيسابوري، عن ابن أبي داود، وهو المعروف، فكأن الأزهري غلط وقال: سجستان، عوض إصبهان. وقال الخطيب: سمعت أبا محمد الخلال يقول: كان أبو بكر بن أبي داود أحفظ من أبيه. وقال أبو القاسم بن النحاس: سمعت ابن أبي داود يقول: رأيت أبا هريرة في النوم، وأنا بسجستان أصنف حديث أبي هريرة، كث اللحية، ربعة أسمر، عليه ثياب غلاظ. فقلت: إني لأحبك يا أبا هريرة. فقال: أنا أول صاحب حديث كان في الدنيا. فقلت: كم من رجل أسند عن أبي صالح، عنك قال: مائة رجل.

(23/514)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 515
قال ابن أبي داود: فنظرت فإذا عندي نحوها. وقال صالح بن أحمد الهمداني: الحافظ أبو بكر بن أبي داود إمام العراق ومن نصب له السلطان المنبر. وقد كان في وقته بالعراق مشايخ أسند منه، ولم يبلغوا في الآلة والإتقان ما بلغ هو. وقال أبو ذر الهروي: ثنا أبو حفص بن شاهين قال: أملى علينا ابن أبي داود زماناً ما رأيت) بيده كتاباً، إنما كان يملي حفظاً. وكان يقعد على المنبر بعد ما عمي، ويقعد تحته بدرجة ابنه أبو معمر، وبيده كتاب يقول له: حديث كذا. فيسر من حفظه حتى يأتي على المجلس. وقرأ علينا يوماً حديث القنوت من حفظه، فقام أبو تمام الزينبي وقال: لله درك، ما رأيت مثلك إلا أن يكون إبراهيم الحربي. فقال: كل ما كان يحفظ إبراهيم أنا أحفظه، وأنا أعرف النجوم وما كان يعرفها. وقال ابن شاهين: لما أراد علي بن عيسى الوزير أن يصلح بين ابن صاعد وابن أبي داود جمعهما عنده، وحضر أبو عمر القاضي، فقال الوزير: يا أبا بكر، أبو محمد أكبر منك، فلو قمت إليه. فقال: لا أفعل. فقال يعني الوزير: أنت شيخ زيف. فقال ابن أبي داود: الشيخ الزيف الكذاب على رسول الله. فقال الوزير: من الكذاب على رسول الله قال: هذا. ثم قام وقال: تتوهم أني أذل لك لأجل أن رزقي يصل إلي على يديك. والله لا أخذت من يدك شيئاً أبداً. فكان المقتدر يزن رزقه بيده، ويبعث به في طبق على يد الخادم. وقال أبو أحمد الحاكم: سمعت أبا بكر يقول: قلت لأبي زرعة الرازي:

(23/515)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 516
ألق علي حديثاً غريباً من حديث مالك. فألقى علي هذا، يعني حديث مالك، عن وهب بن كيسان، عن أسماء: لا تحصي فيحصي الله عليك. ألقاه علي عن عبد الرحمن بن شيبة المديني، وهو ضعيف. فقلت له: تحب أن تكتبه عني، عن أحمد بن صالح، عن عبد الله بن نافع، عن مالك. فغضب وشكاني إلى أبي وقال: أنظر ما يقول لي أبو بكر. قال يوسف بن الحسن الزنجاني التفكري: سمعت الحسن بن علي بن بندار الزنجاني يقول: كان أحمد بن صالح يمتنع على المرد من التحديث تورعاً. وكان أبو داود يسمع منه، وكان له) ابن أمرد، فاحتال بأن شد على وجهه قطعة من الشعر، ثم أحضره وسمع. فأخبر الشيخ بذلك فقال: أمثلي يعمل معه هذا فقال أبو داود: لا تنكر علي، واجمع ابني مع شيوخ الرواة، فإن لم يقاومهم بمعرفته فاحرمه السماع. هذه حكاية منقطعة. وقال السلمي: سألت الدارقطني عن ابن أبي داود، فقال: ثقة، كثير الخطأ في الكلام على الحديث. وقال أبو نعيم الحافظ: توفي محمد بن عبد الله بن حفص الهمداني سنة خمس وثمانين ومائتين. حدث عن صالح بن مهران، والناس. عرض عليه قضاء إصبهان فهرب إلى قاشان، وهو سبط أمير إصبهان خالد بن الأزهر، وهو الساعي في خلاص عبد الله بن أبي داود لما أمر أبو ليل الحارث بن عبد العزيز الأمير بضرب عنقه لما تقولوا عليه.

(23/516)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 517
وذلك أنه حسده جماعة لما قدم إصبهان، لتبحره في الحفظ، وأجرى يوماً في مذاكرته ما قالته الناحبة في علي، فنسبوا إليه الحكاية، وتقولوا عليه، وأقاموا بعض العلوية خصماً، فأحضروه مجلس أبي ليلى، وأقاموا عليه الشهادة فيما ذكر محمد بن يحيى بن مندة، وأحمد بن علي بن الجارود، ومحمد بن العباس الأخرم، فأمر بقتله، فاتصل الخبر بمحمد بن عبد الله، فأتى وجرح الشهود، ونسب ابن مندة إلى العقوق لوالديه، ونسب ابن الجارود إلى أنه يأكل الربا ويوكله الناس، ونسب الآخر إلى أنه مفتر غير صدوق. وأخذ بيد ابن أبي داود فأخرجه وخلصه من القتل، فكان يدعو له طول حياته، ويدعو على الذين شهدوا له. فاستجيب له فيهم، فمنهم من احترق، ومنهم من خلط وفقد عقله. قلت: وقتل أبو ليلى الأمير في سنة أربع وثمانين ومائتين. قال أبو الشيخ: رأيت يدار برأسه. وقال أحمد بن يوسف الأزرق: سمعت ابن أبي داود غير مرة يقول: كل من بيني وبينه شيء فهو في حل، إلا من رماني ببغض علي رضي الله عنه. قال ابن عدي: سمعت علي بن عبد الله الداهري: سألت ابن أبي داود عن حديث الطير، فقال: إن صح حديث الطير فنبوة النبي صلى الله عليه وسلم باطل، لأنه حكي عن حاجب النبي) صلى الله عليه وسلم، يعني أنس، خيانة، وحاجب النبي لا يكون خائناً. قال: وسمعت محمد بن الضحاك بن عمرو بن أبي عاصم يقول: أشهد على محمد بن يحيى بن مندة بين يدي الله قال: روى الزهري، عن عروة قال: كانت حفيت أظافير علي من كثرة ما كان يتسلق على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم. قال الذهبي: هذه حكاية باطلة، لعلها من كذب النواصب، قبحهم الله. وقال ابن عدي: لولا أنا شرطنا أن كل من تكلم فيه ذكرناه لما ذكرت

(23/517)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 518
ابن أبي داود، وقد تكلم فيه أبوه وإبراهيم الإصبهاني، يعني ابن أورمه. ونسب في الابتداء إلى شيء من النصب، ونفاه ابن الفرات من بغداد إلى واسط، ورده علي بن عيسى. وحدث وأظهر فضائل علي، ثم تحنبل، فصار شيخاً فيهم وهو مقبول عند أصحاب الحديث. وأما كلام أبيه فيه فلا أدري إيش تبين له منه. وسمعت عبدان يقول: سمعت أبا داود السجستاني يقول: ومن البلاء أن عبد الله يطلب القضاء. وسمعت علي بن عبد الله الداهري يقول: سمعت محمد بن أحمد بن عمرو: يقول: ابني عبد الله كذاب. قال ابن عدي: وكان ابن صاعد يقول: كفانا ما قال أبوه فيه. وقال محمد بن عبد الله القطان: كنت عند محمد بن جرير الطبري فقال له رجل: إن ابن أبي داود يقرأ على الناس فضائل علي، فقال: تكبيرة من حارس. قلت: لا يسمع قول ابن صاعد، ولا قول ابن جرير في عبد الله، لأنه كان معاديهما، وبينهم شنآن. ولعل قول أبي داود لا يصح سنده، أو كذاب في غير الحديث. وقال محمد بن عبيد الله بن الشخير: إنه كان زاهداً ناسكاً، صلى عليه نحو ثلاثمائة ألف إنسان وأكثر. وتوفي في ذي الحجة. وقال عبد الأعلى ابنه: خلف أبي أبا داود محمداً، وأنا، وأبا معمر عبيد الله، وخمس بنات. وتوفي أبي وله ست وثمانون سنة وأشهر. وصلي عليه ثمانين مرة. عبد الله بن محمد بن عمر. أبو محمد القنطري النيسابوري. قد سمع: أحمد بن حفص بن عبد الله السلمي، ومحمد بن يحيى الذهلي. روى عنه: أبو علي الحافظ، والمشايخ.)

(23/518)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 519
عبد الله بن محمد بن الفرج. أبو الحسن الزطني، نزيل مكة. سمع: بحر بن نصر الخولاني. وعنه: أبو بكر بن المقرئ، وغيره. عبد الرحمن بن محمد بن حريث. أبو أحمد البخاري. سمع من: جده حريث بن عبد الرحمن، وسعيد بن مسعود المروزي، ويحيى بن أبي طالب. وعنه: ابنه حريث، وغيره. عبد الرحمن بن محمد بن علي بن زهير. أبو سعيد القرشي الجرجاني. روى عن: أبيه، وسعدان بن نصر، وأحمد بن منصور الرمادي، ومحمد بن زياد بن معروف، ومحمد بن الجنيد الجرجاني، وطائفة كبيرة. روى عنه: ابن عدي، والإسماعيلي، وغيرهما. علي بن محمد البجلي الإفريقي. روى عن: أبي إبراهيم المزني. توفي بالقيروان. عمر بن حفص بن غالب الثقفي الصابوني. أبو حفص القرطبي، عرف بابن أبي تمام.

(23/519)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 520
سمع في رحلته سنة ستين: محمد بن عزيز الأيلي، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وأخاه سعداً، وأحمد بن البرقي، وبحر بن نصر، وإبراهيم بن مرزوق، وأبا أمية الطرسوسي. وكان فقيهاً ثبتاً. سمع منه الناس كثيراً. وروى عنه: عبد الله ابن أخي ربيع، ووهب بن مسرة، وآخرون.
4 (حرف القاف)
القاسم بن عبد الرحمن الأنباري.) عن: يعقوب الدورقي، وإسحاق بن بهلول. وعنه: ابن المظفر، وطلحة الشاهد. وثقه الخطيب. قتيبة بن أحمد بن شريح. أبو حفص البخاري القاص، صاحب التفسير. سكن نسف وحدث عن: سعيد بن مسعود المروزي، وأبي يحيى بن أبي مسرة. سمع منه: نصوح بن واصل. كان شيعياً.
4 (حرف الميم)
محمد بن أحمد بن الحسن بن زياد. أبو الفضل النيسابوري الزورابذي.

(23/520)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 521
سمع: الذهلي، وأبا سعيد الأشج، وهارون بن إسحاق. وعنه: أبو علي الحافظ، وأبو أحمد الحاكم، وجماعة. محمد بن أحمد بن سليمان بن بردة. أبو بكر المصري. سمع: يونس بن عبد الأعلى. محمد بن جعفر بن محمد بن ثوابة. أبو الحسن بن أبي الحسين الكاتب. من البلغاء. كان صاحب ديوان الإنشاء. مات في شوال سنة. محمد بن جعفر بن محمد بن المهلب. أبو الطيب الديباجي. سمع: يعقوب، الدورقي، وأحمد بن المقدام. وعنه: أبو بكر الشافعي، ومحمد بن المظفر.) وثقه الخطيب. محمد بن حامد بن عبد الله القرشي. مولاهم الدمشقي. سمع: هشام بن عمار، ودحيماً، وأبا حفص الفلاس، ونصر بن علي. وعنه: أبو سليمان بن زبر، وأبو بكر الأبهري، والربعي، وابن المقرئ، وأبو هاشم المؤدب.

(23/521)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 522
قال أبو أحمد الحاكم: فيه نظر. محمد بن الحسين بن أحمد بن محمد بن الحسين بن حفص الهمداني الإصبهاني. أبو بكر المعدل. سمع: أحمد بن عصام، وأسيد بن عاصم، وسهل بن الفرخان، وجماعة. وعنه: أحمد بن محمد بن جشنس، والطبراني، وعبد الله بن محمد بن الحجاج. محمد بن الحسين بن حفص. أبو بكر الكاتب. بغدادي مشهور. حدث في هذه السنة بمجلس ابن صاعد. روى عن: محمد بن سنان القزاز، وأحمد بن عبيد بن ناصح. وعنه: ابن حيويه، وأبو الفضل الزهري. محمد بن خريم بن محمد بن عبد الملك بن مروان. أبو بكر العقيلي الدمشقي. سمع: هشام بن داود، ودحيماً، وأحمد بن أبي الحواري، ومحمد بن يحيى الزماني، وجماعة.

(23/522)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 523
وعنه: أحمد بن عتبة بن مكين، وحميد بن الحسن الوراق، ومحمد بن موسى السمسار، وعلي بن الحسين الأنطاكي، وعبد الله بن عدي، وأبو بكر الأبهري، وخلق آخرهم عبد الوهاب الكلابي. توفي لست بقين من جمادى الآخرة. وهو صدوق مشهور. محمد بن السري البغدادي النحوي. أبو بكر السراج، صاحب المبرد.) له كتاب الأصول في العربية وهو مصنف نفيس، وكتاب شرح سيبويه، وكتاب احتجاج الفراء، وكتاب الهواء والنار، وكتاب الجمل، وكتاب الموجز، وكتاب الاشتقاق، وكتاب الشعر والشعراء. وكان يلثغ بالراء غيناً. أخذ عنه: أبو القاسم عبد الرحمن الزجاجي، وأبو سعيد السيرافي، وعلي بن عيسى الرماني، وغيرهم. وثقه الخطيب.

(23/523)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 524
وكان أديباً شاعراً، إماماً في النحو، مقبلاً على الطرب والموسيقى، وعشق ابن يانس المغني وغيره له أخبار وهنات. توفي في ذي الحجة ببغداد، ولم يخلق في النحو مثله. مات كهلاً، والله يغفر له ويرحمه. محمد بن عقيل بن الأزهر بن عقيل. أبو عبد الله البلخي الحافظ. محدث بلخ وعالمها. صنف المسند، والتاريخ، والأبواب، ورحل، وسمع: علي بن خشرم، وحم بن نوح، وعباد بن الوليد الغبري، وعلي بن أشكاب، وجماعة. وعنه: محمد بن عبد الله الهندواني، وعبد الرحمن بن أبي شريح، وطائفة. توفي في شوال. محمد بن محمد بن الربيع بن سليمان المرادي. عن: جده. مات فجأة. روى عنه: ابن يونس وكناه أبا إسماعيل. محمد بن معاذ بن الفرة الماليني. أبو جعفر الهروي.

(23/524)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 525
روى عن: الحسين بن الحسن المروزي، ومحمد بن مقاتل الرازي الفقيه، وأبي داود السنجي، وأحمد بن حكيم، ومحمد بن حفص بن ميسرة الهروي. وعنه: أحمد بن بشر المزني، ومحمد بن محمد بن داود التاجر.) روى عنه أنه قال سنة ثلاثمائة: إنه في ثمانين سنة. توفي في رجب. وروى عنه أيضاً: عبد الله بن يحيى الطلحي، وأبو بكر المفيد، وزاهر بن أحمد، والخليل بن أحمد.
4 (حرف النون)
نصر بن الفتح بن يزيد. أبو منصور العتكي السمرقندي الفامي. سمع: رجاء بن مرجا، وأبا محمد الدارمي، وجماعة. وله رحلة إلى العراق.
4 (حرف الياء)
إلياس بن رجاء النيسابوري. أبو إسحاق الدهان. سمع: إسحاق الكوسج، وأحمد زاج. وعنه: أبو إسحاق المزكي، وعبد الله بن سعد، وغيرهما. يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد. أبو عوانة النيسابوري، ثم الإسفرائيني الحافظ. صاحب المسند

(23/525)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 526
الصحيح المخرج على كتاب مسلم. سمع بخراسان، والعراق، والحجاز، واليمن، والشام، والثغور، والجزيرة، وفارس، وإصبهان، ومصر. سمع: محمد بن يحيى، ومسلم بن الحجاج، ويونس بن عبد الأعلى، وعمر بن شبة، وأحمد ابن أخي ابن وهب، وشعيب بن عمرو الضبعي، وعلي بن حرب، وعلي بن أشكاب، وسعدان بن نصر، والحسن بن محمد الزعفراني، والربيع المرادي، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وخلقاً سواهم. وعنه: أحمد بن علي الرازي الحافظ، وأبو علي النيسابوري، ويحيى بن منصور، وعبد الله بن عدي، والطبراني، وأبو بكر الإسماعيلي، وحسينك بن علي التميمي، وابنه أبو مصعب محمد بن يعقوب.) وآخر من روى عنه ابن ابن أخته أبو نعيم عبد الملك بن لحسن الإسفرائيني، ودخل دمشق مرات. قال الحاكم: وأبو عوانة من علماء الحديث وأثباتهم. سمعت ابنه محمد يقول إنه توفي سنة ست عشرة. وقال غيره: على قبر أبي عوانة مشهد بإسفرائين يزار، وهو بداخل البلد، رحمة الله عليه. وكان أول من أدخل مذهب الشافعي وتصانيفه إلى إسفرائين. أخذ ذلك عن: إبراهيم المزني، والربيع.

(23/526)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 527
4 (وفيات سنة سبع عشرة وثلاثمائة)

4 (حرف الألف)
أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن حاجب. أبو سعيد النيسابوري الحاجب، المعروف بحمدان. سمع: محمد بن يحيى، وأحمد بن منصور زاج، وعبد الرحمن بن بشر، وأبا الأزهر. وعنه: أبو علي الحافظ، وأبو إسحاق المزكي، وجماعة. محله الصدق. أحمد بن جعفر بن محمد بن سعيد الإصبهاني. أبو حامد الأشعري. له إلى العراق بضع عشرة رحلة، كأنه كان تاجراً. روى عن: إبراهيم بن سلم، والمنذر بن الوليد. وعنه: محمد بن عبد الرحمن بن الفضل، والحسن بن إسحاق، ونسبه أبو الشيخ إلى الضعف. ويقال له الملحمي. أدرك لويناً. أخذ عنه أيضاً: أبو إسحاق بن حمزة. وقال ابن مردويه في تاريخه: كان يدعي ما لم يسمعه. ثم ورخ وفاته. أحمد بن الحسن بن العباس بن شقير البغدادي.

(23/527)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 528
أبو بكر النحوي. روى عن أحمد بن عبيد بن ناصح تصانيف الواقدي.) وعنه: إبراهيم الخرقي، وأبو بكر بن شاذان. أحمد بن الحسين. أبو سعيد البرذعي. شيخ الحنفية ببغداد. أخذ عن: أبي علي الدقاق، وموسى بن نصر. وكان فقيهاً مناظراً، بارعاً، إلا أنه كان معتزلياً. تفقه به: أبو الحسن الكرخي، وأبو عمرو الطبري، وأبو طاهر الدباس، وغيرهم. ناظر مرة داود الظاهري فقطع داود. قتل مع الحاج شهيداً إن شاء الله، والله أعلم بطويته، في عشر ذي الحجة بمكة. وقتلت القرامطة حول البيت خلائق، واقتلعوا الحجر الأسود وأخذوه، فبقي عندهم بالبادية سنين عديدة. أحمد بن عقيل بن الأزهر البلخي. أبوالفضل، أخو محمد بن عقيل. في شعبان.

(23/528)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 529
أحمد بن محمد بن أحمد بن حفص بن سلم بن يزيد النيسابوري. أبو عمرو الحيري. شيخ العدالة بنيسابور، وسبط أحمد بن عمرو الحرشي. سمع: محمد بن رافع، وإسحاق الكوسج، وعبد الله بن هاشم، وعيسى بن أحمد البلخي، وموسى بن نصر، وأبا زرعة، ومحمد بن مسلم بن وارة، والرمادي، وبحر بن نصر الخولاني صادفه في الحج وطائفة سواهم. سمع منه: أحمد بن المبارك المستملي أحد شيوخه، وأبو علي الحافظ، ودعلج، وأبو بكر الإسماعيلي، وآخرون آخرهم موتاً أبو الحسين الخفاف، ومحمد بن أحمد بن عبدوس. وكان من أهل الثروة والجلالة بالبلد. توفي في ذي القعدة. أحمد بن محمد بن إسحاق بن أبي خميصة. أبو عبد الله المكي. نزيل بغداد.) هو حرمي بن أبي العلاء، كاتب أبي عمر القاضي. روى عن: الزبير بن بكار كتاب النسب. وروى عن: محمد بن أبي عبد الرحمن المقرئ، وغيره. وسيأتي في الحاء.

(23/529)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 530
أحمد بن محمد بن إسماعيل. أبو بكر الهيتي. حدث في هذا العام ببغداد، عن: يعيش بن الجهم، وابن عرفة، والزيادي. وعنه: الدارقطني، وأبو بكر بن شاذان. وثق. أحمد بن محمد بن يحيى الرازي. أبو العباس الشحام. ثقة، سمع: عن بن عبد المؤمن الزعفراني، وسليمان بن داود القزاز. وعنه: جماعة. أحمد بن محمد بن شبيب البغدادي البزاز. أبو بكر بن أبي شيبة. سمع: عبد الله بن هشام الطوسي، وأبا حفص الفلاس، ومحمد بن عمرو بن حيان. وعنه: أبو عمر بن حيويه، وأبو حفص بن شاهين، وأبو بكر بن شاذان. توفي في جمادى الأولى، ووثقه الدارقطني. وولد سنة ثلاثين. أحمد بن نصير بن زياد. أبو جعفر الهواري المالكي. أخذ عن: ابن عبدوس، وابن سحنون، والمغامي.

(23/530)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 531
وكان حاذقاً بالمناظرة، عارفاً بالمذهب. عاش ثمانين سنة. إبراهيم بن محمد بن عبد الله القرشي الكريزي القاضي.) أبو محمد، من ولد الأمير بعد الله بن عامر بن كريز ولي قضاء الديار المصرية بعد ابن عبيد بن حربويه، فحكم بها من صفر سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة. ولي سنة وشهراً وعزل. وكان قليل العلم. وكان موته سنة سبع عشرة بحلب. إسحاق بن إبراهيم بن عمار. أبو يعقوب الأنصاري النيسابوري. شيخ رئيس، وجيه، عدل. سمع: محمد بن رافع، والكوسج، وعمر بن شبة، وأبا زرعة الرازي، وجماعة. وعنه: إبراهيم بن عبدوس، ومحمد بن شريك الإسفرائيني.
4 (حرف الباء)
بدر بن الهيثم بن خلف. أبو القاسم اللخمي الكوفي القاضي المعمر، نزيل بغداد. سمع: أبا كريب، وهارون بن إسحاق الهمداني، وهشام بن يونس، وعمرو بن عبد الله الأودي، وأبا سعيد الأشج.

(23/531)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 532
وعنه: أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر بن المقريء، وعمر بن شاهين، وعيسى ابن الوزير. وسمع الحديث وقد صار ابن أربعين سنة. قال ابن شاهين: بلغني أنه بلغ مائة وست عشرة سنة. وقال الدارقطني إنه مائةً وسبع عشرة سنة. قال: وكان ثقة، نبيلاً. أدرك أبا نعيم الفضل بن دكين. قال: ودخل على الوزير علي بن عيسى فقال له: كم سن القاضي قال: ما أدري، لكن ظهر بالكوفة أعجوبة، فركبت مع أبي سنة خمس عشرة ومائتين زاد بعضهم فيها: فركبت مع أبي إلى عامل المأمون وركبت الآن إلى حضرة الوزير، وبين الركبتين مائة سنة. وقد وقع لي من عواليه. قرأت على أحمد بن إسحاق: أخبرك الفتح بن عبد السلام، أنا هبة الله بن الحسين، أنا أحمد بن محمد البزاز، ثنا عيسى بن علي إملاءً قال: قريء على بدر بن الهيثم وأنا أسمع: حدثكم أبو كريب: ثنا أبو معاوية، ثنا عبد الرحمن بن إسحاق، عن النعمان) بن سعد، عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن في الجنة سوقاً ما فيها بيع ولا شراء إلا الصور من النساء والرجال. فإذا اشتهى الرجل صورة دخل فيها. وذكر الحديث.

(23/532)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 533
قال لنا أبو القاسم بدر: هذا الحديث رفعه أبو معاوية. وثنا علي بن المنذر: ثنا محمد بن فضيل موقوفاً. توفي في شوال. وهو ممن جزمت بأنه جاوز المائة.
4 (حرف الجيم)
جعفر بن أحمد بن عمرو النيسابوري. أبو محمد جعفرك الغازي، أستاذ أبي بكر أحمد بن إسحاق في الفروسية. سمع: أحمد بن الأزهر، وأحمد بن يوسف. وعنه: جماعة. جعفر بن عبد الله بن مجاشع. أبو محمد الختلي. حدث عن: محمد بن أشكاب، وعبيد الله بن جرير بن جبلة، ومحمد بن الحجاج الضبي، وجماعة. وعنه: أبو الفضل الزهري، وعمر بن شاهين. ووثق. جعفر بن محمد بن إبراهيم. أبو بكر بن أبي الصعو البغدادي الصيدلاني. سمع: محمد بن المثنى، ويعقوب الدورقي، ومحمد بن منصور الطوسي. وعنه: ابن شاهين، وعلي الحربي. وثقه الدارقطني.

(23/533)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 534
جعفر بن محمد بن احمد بن بحر. أبو محمد التميمي النيسابوري.) سمع: أحمد بن يوسف، ومحمد بن يزيد السلميني، وسهل بن عمار. وعنه: أبو علي، وأبو أحمد الحاكم الحافظان.
4 (حرف الحاء)
حرمي بن أبي العلاء. أبو عبد الله. حدث ببغداد عن: أبي عبيد الله سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، ومحمد بن منصور الجواز، ويحيى بن الربيع المكيين، ومحمد بن عزيز الأيلي. وحدث بكتاب النسب عن مصنفه الزبير بن بكار. وعنه: أبو عمر بن حيويه، وأبو حفص بن شاهين، وعبيد الله بن حبابة، وغيرهم. مات في جمادة الآخرة. وقد وثقه الخطيب، وغيره. وقد تقدم أن اسمه أحمد بن محمد بن إسحاق. وكان كاتب القاضي أبي عمر محمد بن يوسف. الحسن بن إسماعيل الغساني المصري الفارض. سمع: يونس بن عبد الأعلى. الحسن بن علي العدوي.

(23/534)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 535
أحد الكذابين. قيل: توفي فيها، وهو في سنة تسع عشرة. الحسن بن محمد بن الحسن بن زياد الإصبهاني. أبو علي الداركي. ثقة، صاحب كتاب. سمع: صالح بن مسمار، ومحمد بن عبد العزيز أبي رزمة، ومحمد بن حميد الرازي، والحسين بن حريث، وسعيد بن عنبسة، ومحمد بن إسماعيل البخاري. وعنه: أبو أحمد العسال، وأبو بكر محمد بن جشنس، وأهل إصبهان. توفي في جمادى الآخرة. الحسن بن محمد بن سنان.) أبو علي القنطري السواق. سمع: أحمد بن يوسف، ومحمد بن يحيى. وعنه: أبو علي الحافظ، وغيره من النيسابوريين. الحسن بن محمد بن يحيى. أبو أحمد العقيلي، قاضي شمشاط. سمع: حميد بن الربيع، وغيره. وعنه: يوسف القواس الزاهد، وأبو بكر بن شاذان حدث في هذا العام، ولم نعرف وفاته.

(23/535)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 536
الحسين بن محمد بن غويث. أبو عبد الله التنوخي الدمشقي. رحل وسمع من: يونس بن عبد الأعلى، ومحمد بن عزيز الأيلي، والمزني، والربيع المرادي، وخلق. روى عنه: أبو سليمان بن زير، وأبو بكر بن المقريء، وعبد الوهاب الكلابي.
4 (حرف الدال)
داود بن سليمان بن خزيمة. أبو محمد الكرميني القطان. روى التفسير عن: عبد بن حميد. وروى عن: الدارمي، ورجاء بن مرجا. وعنه: أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم، وعبد الكريم بن محمد الطواويسي.
4 (حرف الزاي)
الزبير بن أحمد بن سليمان بن عبد الله بن عاصم بن المنذر بن الزبير بن العوام الأسدي الزبيري البصري. الفقيه الشافعي الضرير.

(23/536)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 537
له تصانيف في الفقه كالكافي، وغيره. وحدث عن: محمد بن سنان القزاز، وغيره. وعنه: أبو بكر النقاش، وعمر بن بشران، وعلي بن لؤلؤ، ومحمد بن بخيت.) وكان ثقة إماماً مقرئاً. عرض على: روح بن قرة، ورويس، ومحمد بن يحيى القطعي، ولم يختم عليه. قرأ عليه: أبو بكر النقاش، وغيره.
4 (حرف الطاء)
طاهر بن علي بن عبدوس. أبو الطيب الطبراني القطان القاضي. مولى بني هاشم. روى عن: نوح بن حبيب، وعصام بن رواد، وحماد بن نجيج، وجماعة. وعنه: الطبراني، وعبد الله بن عدي، وأبو زرعة محمد بن إبراهيم الجرجاني، وعبد الوهاب الكلابي.
4 (حرف العين)
عبد الله بن أحمد بن إبراهيم. أبو العباس البغدادي المارستاني الضرير. سمع: رزق الله بن موسى، وإسحاق بن بهلول، ومهنا الشامي. وعنه: أبو الحسن الدارقطني، وابن شاهين، وعمر بن إبراهيم الكناني، وأبو طاهر المخلص. قال ابن قانع: تكلم فيه.

(23/537)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 538
عبد الله بن محمد بن احمد بن نصر. أبو محمد النيسابوري العابد. سمع: جديه أحمد بن نصر المقريء، ومحمد بن عقيل الخزاعي، والذهلي. وعنه: عبيد الله بن سعد، وأبو إسحاق المزكي، وجماعة. عبد الله بن محمد بن عبد العزيز بن المرزبان بن سابور. أبو القاسم البغوي الأصل البغدادي. مسند الدنيا وبقية الحفاظ ابن بنت أحمد بن منيع. ولد ببغداد في أول رمضان سنة أربع عشرة، ومائتين، وسمع: علي بن الجعد، وخلف بن هشام، وأبا نصر التمار، ويحيى الحماني، وعلي بن المديني، وأحمد بن حنبل، وشيبان بن) فروخ، وسويد بن سعيد، وداود بن عمرو الضبي، وخلقاً كثيراً أزيد من ثلاثمائة. وعنه: ابن صاعد، والجعابي، وأبو بكر القطيعي، وأبو حفص الزيات، وابن المظفر، والدارقطني، وأبو حفص بن شاهين، وعمر الكناني، وأبو القاسم

(23/538)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 539
ابن حبابة، وأبو طاهر المخلص، وعبد الرحمن بن أبي شريح الهروي، وأبو مسلم محمد بن أحمد الكاتب، وهو آخر من حدث عنه. وروى عنه خلق لا يحصيهم إلا الله تعالى، لأنه طال عمره، وتفرد في الدنيا بعلو السند. قال: رأيت أبا عبيد ورأيت جنازته. وأول ما كتبت الحديث سنة خمسٍ وعشرين ومائتين. وحضرت مع عمي عليٍ مجلس عاصم بن علي. وقال أحمد بن عبدان الحافظ: سمعت البغوي يقول: كنت يوماً ضيق الصدر، فخرجت إلى الشط، وقعدت وفي يدي جزء عن يحيى بن معين أنظر فيه، فإذا بموسى بن هارون فقال: أيش معك قلت: جزء عن يحيى. فأخذه من يدي فرماه في دجلة وقال: تريد أن تجمع بين أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وعلي بن المديني وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: أبو القاسم البغوي يدخل في الصحيح. وقال الدارقطني: كان البغوي قل أن يتكلم على الحديث. فإذا تكلم كان كلامه كالمسمار في الساج. وقال ابن عدي: كان صاحب حديث، وكان وراقاً، من ابتدأ أمره يورق على جده وعمه، وغيرهما. وكان يبيع أهل نفسه في كل وقت. ووافيت العراق سنة سبعٍ وتسعين ومائتين وأهل العلم والمشايخ منهم مجتمعين على ضعفه،

(23/539)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 540
وكانوا زاهدين في حضور مجلسه. وما رأيت في مجلسه قط في ذلك الوقت إلا دون العشرة غرباء، بعد أن يسأل بنوه الغرباء مرةً بعد مرة حضور مجلس أبيهم، فيقرأ عليهم لفظاً. وكان مجانهم يقولون: ابن منيع شجرة تحمل داود بن عمر الضبي، أي من كثرة ما يروي عنه. وما علمت أحداً حدث عن علي بن الجعد أكثر مما حدث هو. وسمعه قاسم المطرز يقول: ثنا عبيد الله العيشي. فقال القاسم: في حرم من يكذب.) وتكلم قوم فيه عند عبد الحميد الوراق، ونسبوه إلى الكذب فقال: هو أنغش من أن يكذب، يعني ما يحسن. قال: وكان بذيء اللسان، يتكلم في الثقات. وسمعته يقول يوم مات المروزي محمد بن يحيى: أنا قد ذهب بي عمي إلى أبي عبيد، وعاصم بن علي، وسمعت منهما. ولما مات أصحابه احتمله الناس واجتمعوا عليه، ونفق عندهم، ومع نفاقه وإسناده كان مجلس ابن صاعد أضعاف مجلسه. قلت: قد بالغ ابن عدي من الحط على البغوي، ولم يقدر يخرج له مما غلط فيه سوى حديثين. ثم قال: والبغوي كان معه طرف من معرفة الحديث ومن معرفة التصانيف. وطال عمره، واحتاجوا إليه، وقبله الناس. ولولا أني شرطت أن كل من تكلم فيه متكلم ذكرته، وإلا كنت لا أذكره. وقال الحافظ عبد الغني المصري: سألت أبا بكر محمد بن علي النقاش: تحفظ شيئاً مما أخذ على ابن بنت منيع. قال: غلط في حديث، عن محمد بن عبد الوهاب، عن أبي شهاب، عن أبي إسحاق الشيباني، رواه عن محمد، وإنما سمعه من إبراهيم بن هانيء، عنه. فأخذه عبد الحميد الوراق بلسانه ودار على أصحاب الحديث. فبلغ ذلك

(23/540)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 541
ابن بنت منيع، فخرج إلينا، وعرفنا أنه غلط، وأنه أراد أن يكتب: ثنا إبراهيم بن هانيء، فمرت يده على العادة، ورجع عنه. ورأيت فيه الإنكسار والغم. وكان رحمه الله ثقة. وقال غير واحد: توفي ليلة عيد الفطر، وعاش مائةً وثلاث سنين وشهراً. قلت: آخر من روى حديثه عالياً أبو المنجا بن اللتي. وأعرف له حديثاً منكراً في الأول من حديث ابن أخي ميمي، وفي جزء بيبي. وقد احتج به عامة من خرج الصحيح كالدارقطني، والإسماعيلي، والبرقاني. قال الخطيب: كان ثقة ثبتاً فهماً عارفاً. قلت: وله كتاب معجم الصحابة في مجلدين، يدل على سعة حفظه وتبحره. وكذلك تأليفه للجعديات أحسن ترتيبها وأجاد تأليفها.) قال الدارقطني: لم يرو البغوي عن يحيى بن معين غير حكاية. وقال: أبو عبد الرحمن السلمي: سألت الدارقطني، عن أبي القاسم البغوي فقال: ثقة، جبل، إمام، أقل المشايخ خطأ، وكلامه في الحديث أحسن من كلام ابن صاعد. قال الخليلي: أبو القاسم البغوي من المعمرين العلماء. سمع: داود بن رشيد، والحكم بن موسى، وطالوت بن عباد، وابني أبي شيبة، ونعيم بن الهيصم، والقواريري. ثم قال: وعنده مائة شيخ لم يشاركه أحد في آخر عمره فيهم. ثم نزل إلى الشيوخ، وهو حافظ عارف. صنف مسند عمه علي بن عبد العزيز. وقد حسدوه في آخر عمره، فتكلموا فيه بشيء لا يقدح فيه. وقد سمعت عبد الرحمن بن محمد: سمعت أبا أحمد الحاكم: سمعت البغوي يقول: ورقت لألف شيخ.

(23/541)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 542
عبد الله بن محمد بن عبدوس البغدادي. أبو القاسم العطشي المقريء. سمع: علي بن حرب، وحماد بن عنبسة، وإبراهيم بن عبد الله بن الجنيد. وعنه: ابن شاهين، والآجري. عبد الله بن معمر بن العمركي. شيخ بلخي، قدم بغداد في هذا العام. وحدث عن: عبد الصمد بن الفضل، وإسماعيل بن بشر. روى عنه: الدارقطني، وابن شاهين، وجماعة. قال الخطيب: لا بأس به. عبد الرحمن بن الحسن. أبو القاسم الدمياطي اللواز. ثقة، سمع: يونس بن عبد الأعلى، ويزيد بن سنان القزاز. وكان عدلاً مقبولاً. توفي في شوال. عبد الرحمن بن عبد الله بن الزبير. أبو بكر الرهاوي.) سمع: أباه، ومحمد بن المستهل البصري. وعنه: ابن عدي، وابن المقريء. عدم بمكة لما دخلتها القرامطة. عفير بن مسعود بن عفير بن بشر الغساني.

(23/542)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 543
أبو الحرم. من أهل مورور، سكن قرطبة. صحب محمد بن عبد السلام الخشني. وعاش سنة. وكان حافظاً للغة والسير، إخبارياً. علي بن الحسن بن سعد بن المختار. أبو الحسن الهمداني البزاز. سمع: هارون بن إسحاق الهمداني، ومحمد بن وزير، وحميد بن زنجويه، وعبد الرحمن بن عمر رستة، ومحمد بن عبيد، ومحمد بن علي بن الحسن بن شقيق، وأحمد بن بديل. وعنه: صالح بن أحمد، وأحمد بن محمد بن روزبة، وجبريل العدل، وآخرون. قال شيرويه: كان ثقة خيراً. توفي في شهر رمضان. علي بن الحسن بن المغيرة. أبو أحمد البغدادي الدقاق. سمع: إسحاق بن أبي إسرائيل، والحسن بن عيسى بن ماسرجس. وعنه: عمر بن بشران ووثقه، وأبو بكر بن شاذان، وجماعة. علي بن أحمد بن سليمان بن ربيعة. أبو الحسن بن الصقيل المصري، المعروف بعلان. سمع: محمد بن رمح، وعمر بن سواد، ومحمد بن هشام بن أبي خيرة، وسلمة بن شبيب، وخلقاً.

(23/543)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 544
وعنه: أبو سعيد بن يونس، وأبو بكر بن المقريء، وعبيد الله بن محمد بن أبي غالب البزاز، ومحمد بن أحمد الإخميمي، وطائفة سواهم. وقال ابن يونس: كان ثقة كثير الحديث. ولد فيما حدثنا سنة عشرين ومائتين، وكتب سنة) أربعين. وكان أحد كبراء عدول البلد. وفي خلقه زعارة. توفي في شوال. علي بن محمد بن يحيى بن خالد المروزي. أبو الحسن الخالدي. سمع: علي بن خشرم، ومحمد بن عبدة المروزي. وعنه: أبو علي النيسابوري، وأبو العباس السياري، وجماعة. عمران بن عثمان بن يونس الأندلسي. أبو محمد. سمع: علي بن عبد العزيز بمكة، وغيره. عمر بن حفص بن غالب بن أبي التمام الأندلسي. روى عن: يونس بن عبد الأعلى، وغيره.
4 (حرف الفاء)
الفضل بن أحمد بن منصور بن ذيال الزبيدي. بغدادي يكنى أبا العباس. سمع: أحمد بن حنبل، وعبد الأعلى بن حماد النرسي، وغرهما. وعنه: أبو الفتح القواس، ومحمد بن جعفر النجار، وابن معروف

(23/544)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 545
القاضي، وأبو الحسن الدارقطني وقال: ثقة مأمون. وقال القواس: ثنا إملاءً سنة سبع عشرة. قلت: لم يورخوا وفاته. وقد روى القواس عنه، عن عبد الأعلى حديث أبي العشراء الدارمي.
4 (حرف الميم)
محمد بن أحمد بن زهير بن همان القيسي. أبو الحسن الطوسي. محدث مصنف. سمع: عبد الله بن هاشم، وإسحاق الكوسج، وعبد الرحمن بن بشر بن الحكم، والذهلي. وعنه: أبو الوليد حسان الفقيه، وأبو علي النيسابوري، وأحمد بن منصور الحافظ، وأبو إسحاق) المزكي، وزاهر بن أحمد الفقيه. وتوفي بنوقان. محمد بن إبراهيم بن فوزان النيسابوري. سمع: الذهلي، وسهل بن عمار. وحدث. محمد بن إدريس بن وهب الأعور. بغدادي. حدث بمصر عن: سعدان بن نصر، وطبقته.

(23/545)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 546
مات في جمادى الأولى. محمد بن جابر بن سنان الحراني البتاني. أبو عبد الله المنجم الحاسب. صاحب الزيج، الصابيء. له أعمال عجيبة. وابتدأ بالرصد من سنة أربعٍ وستين ومائتين إلى سنة ست وثلاثمائة. وكان بارعاً في فنه. وشرح مقالات بطليموس. وبتان: من أعمال حران. محمد بن أبي الحسين أحمد بن محمد بن عمار بن محمد بن حازم بن المعلى بن الجارود. أبو الفضل الهروي، الحافظ الشهيد. إمام كبير، عارف بعلل الحديث. له جزء فيه بضعة وثلاثون حديثاً من الأحاديث التي بين عللها، قد أخرجها مسلم في صحيحه. سمع: أحمد بن نجدة، والحسين بن إدريس، ومحمد بن عبد الله بن إبراهيم الأنصاري، ومعاذ بن المثنى، وأحمد بن إبراهيم بن ملحان، وطبقتهم. ورحل وطوف، ودخل نيسابور فسمع من: السراج. روى عنه: أبو علي الحافظ، وأبو الحسين الحجاجي، وعبد الله بن سعد

(23/546)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 547
النيسابوريون، ومحمد بن أحمد بن حماد الكوفي، ومحمد بن المظفر. وقال الحاكم: سمعت بكر بن أحمد الحداد بمكة يقول: كأني أنظر إلى الحافظ أبي الفضل بن) أبي الحسين، وقد أخذته السيوف، وهو متعلق بيديه جميعاً بحلقتي الباب حتى سقط رأسه على عتبة الكعبة سنة ثلاثٍ وعشرين. كذا قال وإنما كان ذلك سنة سبع عشرة. ورخه غير واحد. قتله القرامطة، لعنهم الله. وهو سبط أبي سعد يحيى بن منصور الزاهد الهروي. وقتل معه أخوه أبو نصر أحمد بن أبي الحسين. سمع من جده أبي سعد، وابن خزيمة. روى عنه علي بن الحسن السرخسي، وغيره. وقد خرج صحيحاً على رسم مسلم، ولم يتكهل. محمد بن خالد بن يزيد البرذعي. ممن قتله القرامطة بمكة، رحمه الله. محمد بن زبان بن حبيب. أبو بكر الحضرمي المصري. سمع: أباه، ومحمد بن رمح، وأبا الطاهر بن السرح، وزكريا بن يحيى كاتب العمري، والحارث بن مسكين، وطبقتهم. وعنه: أبو يونس، وقال: قال لي: ولدت سنة خمسٍ وعشرين وأبو بكر بن المقريء، وإبراهيم بن أحمد رئيس المؤذنين بمصر، وطاهر بن أحمد الخلال، وأبو عدي عبد العزيز ابن الإمام القاريء، ومحمد بن يحيى بن عمار الدمياطي، ومحمد بن أحمد بن العباس الإخميمي، وخلق سواهم.

(23/547)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 548
توفي في جمادى الأولى. قال ابن يونس: كان رجلاً صالحاً، ثقة، ثبتاً، فقيراً، لم يكن يقبل من أحد شيئاً. محمد بن عبد الله بن سعيد. أبو بكر الإصبهاني. حدث ببغداد عن: أسيد بن عاصم، وأحمد بن عصام. وعنه: ابن شاهين الواعظ، وأبو بكر بن شاذان.) محمد بن عبد الحميد. أبو جعفر الفرغاني العسكري الضرير. نزيل دمشق. سمع: أبا سعيد الأشج، والحسن بن عرفة، وعمر بن شبة، وطبقتهم. وعنه: أبو هاشم عبد الجبار المؤدب، وأبو بكر أحمد بن السني، وأبو أحمد الحاكم، ومحمد بن المظفر. محمد بن عبد السلام بن عثمان. أبو بكر الفرازي الدمشقي. سمع: أبا أمية الطرسوس، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وحنبل بن إسحاق، وأحمد بن شيبان الرملي. وعنه: أبو سليمان بن زبر، وأبو بكر الربعي، وأبو أحمد الحاكم ومحمد بن المظفر. محمد بن عبد الصمد بن هشام الصدفي. أبو بكر المصري.

(23/548)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 549
عن: يونس بن عبد الأعلى، وياسين بن عبد الأحد. وعنه: ابن يونس. توفي في جمادى الآخرة. محمد بن عبيد بن أيوب. أبو عبد الله القرطبي الدباج. رحل وسمع من: إسماعيل القاضي. وكان يعاني عمل الديباج. وسمع من: أحمد بن زهير. وحدث، وكان ثقة. روى عنه: عبد الله بن عثمان، وعمر بن يوسف. محمد بن الفضل بن العباس. أبو عبد الله البلخي الزاهد. الحبر الواعظ. كان سيداً عارفاً نزل سمرقند وتلك الديار ويقال إنه وعظ مرةً فمات في ذلك المجلس أربعة أنفس. صحب أحمد بن خضرويه البلخي، وغيره.) وقال أبو عبد الرحمن السلمي: ثنا علي بن القاسم الخطابي الواعظ بمرو إملاءً: ثنا محمد بن الفضل البلخي الزاهد الصوفي بسمرقند، ثنا قتيبة بن

(23/549)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 550
سعيد، ثنا الليث، فذكر حديثاً. وقال السلمي: توفي سنة سبع عشرة. وسمعت محمد بن علي الحيري: سمعت أبا عثمان الحيري يقول: لو وجدت من نفسي قوةً لرحلت إلى أخي محمد بن الفضل، فاستروح بروايته. وسمع منه: أبو بكر محمد بن عبد الله الرازي، وغيره. روى عنه: أبو بكر بن المقريء إجازةً. ولعله آخر من حدث عن قتيبة. وروى عن أبي بشر محمد بن المهدي، عن محمد بن السماك. ومن الرواة عنه: إسماعيل بن نجيد، وإبراهيم بن محمد بن عمرويه، ومحمد بن مكي النيسابوري، وعبد الله بن محمد الصيدلاني البلخي شيخ لأبي ذر الهروي. وقال أبو نعيم، سمع الكثير من قتيبة. وسمعت محمد بن عبد الله الرازي بنيسابور: سمعت محمد بن الفضل يقول: ذهاب الإسلام من أربعة: أولها: لا يعملون بما يعلمون. الثاني: يعملون بما لا يعلمون. الثالث: لا يتعلمون ما لا يعلمون. الرابع: يمنعون الناس من التعليم.

(23/550)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 551
وقال: الدنيا بطنك، فبقدر زهدك في بطنك زهدك في الدنيا. قال السلمي في محن الصوفية: لما تكلم محمد بن الفضل ببلخ في فهم القرآن وأحوال الأئمة، أنكر عليه فقهاء بلخ وعلماؤها، وقالوا: مبتدع. وإنما ذاك لسبب اعتقاده مذهب أهل الحديث. فقال لا أخرج حتى يخرجوني ويطوفوا لي في الأسواق، ويقولوا مبتدع. ففعلوا به ذلك: فقال: نزع الله من قلوبكم محبته ومعرفته. فقيل: لم يخرج بها صوفي من أهلها. فأتى سمرقند. فبالغوا في إكرامه. محمد بن القاسم بن جعفر.) أبو الطيب الكوكبي. أخو الحسين. سمع: عمر بن شبة، وقعنب بن المحرر، وإبراهيم بن عبد الله بن الجنيد. وعنه: أبو عمر بن حيويه، والدارقطني، والمخلص. وكان ثقة، بغدادياً. محمد بن يزيد بن أبي خالد الأندلسي. سمع: محمد بن وضاح. وحدث. محمد بن هارون بن منصور. أبو سعيد النيسابوري المسبكي.

(23/551)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 552
محدث محتشم رئيس. سمع: الذهلي، وأحمد بن الأزهر، وأحمد بن يوسف، والعباس الدوري، والصغاني، وابن أبي مسرة، وإسحاق الدبري. وعنه: أبو علي الحافظ، وأبو أحمد الحاكم، وأبو إسحاق المزكي، وآخرون. مات في المحرم. محمد بن محمد بن خالد. أبو القاسم القيسي الطويري. سمع من: محمد بن سحنون كثيراً. وولي مظالم بلد القيروان لعيسى بن مسكين. ثم ولي قضاء قشطيلة. قال ابن حارث الحافظ: صحبناه وقد هرم. وقرأنا عليه بعض كتاب ابن سحنون في خفيةٍ وتوارٍ لما كنا فيه، يعني خوفاً من الدولة. وهم بنو عبيد الرافضة. قال: وكان قليل ذات اليد، مات ولم يكن له كفن. وامتحن رحمه الله على يد محمد بن عمر المروزي، قاضي الشيعة. ضربه في الجامع وحبسه. فعل ذلك به وبجماعة من الفقهاء والغزاة، وكان البلاء عظيماً ببني عبيد الباطنية. محمد بن أبي خالد الأندلسي البجاني. رحل وسمع: محمد بن عبد الله بن عبد الحكم.) وسمع بالقيروان من أصحاب سحنون. وسمع من: أبي مصعب أحمد بن سليمان الإلبيري. وحدث. توفي في شعبان. منثيل بن عفيف. أبو وهب المرادي الوشقي.

(23/552)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 553
سمع من: يحيى بن عبد العزيز، وغيره. ورحل فسمع: أبا يحيى بن أبي مسرة، وإسحاق الدبري، وإبراهيم بن برة الصنعاني. روى عنه: زكريا بن يحيى، وغيره. توفي في رمضان.
4 (حرف الهاء)
هشام بن الوليد بن محمد بن عبد الجبار. أبو الوليد الغافقي القرطبي. سمع من: بقي بن مخلد، ومحمد بن وضاح. وكان نحوياً عروضياً، أدب أمير المؤمنين الناصر وولده المستنصر. وتوفي في ربيع الأول.
4 (حرفالياء)
يحيى بن محمود بن عبيد الله بن أسد النيسابوري. أبو زكريا. سمع: عتيق بن محمد، وعلي بن الحسن الأفطس، ومحمد بن يحيى الذهلي. وعنه: أبو علي الحافظ، وأبو إسحاق المزكي، وأبو أحمد الحاكم، وجماعة.

(23/553)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 554
4 (وفيات سنة ثمان عشرة وثلاثمائة)

4 (حرف الألف)
أحمد بن إبراهيم بن أبي عاصم. أبو بكر اللؤلؤي القيرواني، النحوي الشاعر اللغوي. إمام بارع في الحديث والفقه والعربية.) مات كهلاً وهو القائل هذه الأبيات.
(أيا طلل الحي الذين تحملوا .......... بوادي الغضا كيف الأحبة والحال)

(وكيف قضيب البان والقمر الذي .......... بوجنته ماء الملاحة مختال)

(ولما استقلت ظعنهم وحدوجهم .......... دعوت، ودمع العين مني هطال)

(سقيت نقيع السم إن كان ذا الذي .......... أتاك به الواشون عني كما قالوا)
أحمد بن إسحاق بن بهلول بن حسان التنوخي.

(23/554)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 555
أبو جعفر الأنباري الحنفي الفقيه. ترجمه أبو بكر الخطيب فقال: ولي قضاء مدينة المنصور عشرين سنة. وسمع: أبا كريب، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، ومحمد بن زنبور، ويعقوب الدورقي، ووالده. وعنه: محمد الوراق، وعمر بن شاهين، والدارقطني، وأبو طاهر المخلص. وكان ثقة، عظيم القدر واسع الأدب، تام المروءة، فقيهاً حنفياً، بارعاً في العربية. ولد سنة إحدى وثلاثين ومائتين، وصرف عن القضاء قبل موته بعام. وله مصنف في نحو الكوفيين، وكان قيماً به. وكان شاعراً بليغاً فصيحاً مفوهاً متقناً. قال ابن الأنباري: ما رأيت صاحب طيلسان أنحى منه. وكان أبوه من حفاظ الحديث، أدرك ابن عيينة. أحمد بن جعفر. أبو بكر الفهري المصري. سمع: يونس بن عبد الأعلى. وعنه: أبو بكر بن المقريء، وغيره. ذكر وفاته أبو سعيد بن يونس. توفي في ذي الحجة. أحمد بن علي بن عبيد الله. أبو علي الأنصاري. حدث بنيسابور عن: أحمد بن حنبل، وأبي الصلت الهروي. وزعم أنه

(23/555)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 556
سمع سنة إحدى وثلاثين ومائتين.) قال الحاكم: غريب طير طري علينا، يضعفه بذلك، وتوفي عندنا في المحرم. وسمعوا منه. أحمد بن محمد بن حكيم. أبو بكر الصدفي المصري. سمع: يونس بن عبد الأعلى. أحمد بن محمد بن سليمان بن حبش الكاتب. عن: أبي هشام الرفاعي. وعنه: ابن شاهين. أحمد بن محمد بن المغلس البغدادي. أبو عبد الله البزاز. أخو جعفر. سمع: لويناً، والوليد بن شجاع، وإسحاق بن أبي إسرائيل. وعنه: يوسف القواس، وأبو حفص بن شاهين، وأبو بكر بن شاذان. وكان ثقة. توفي في جمادى الأولى قبل ابن صاعد بنحو من شهر. وكان في عشر المائة. أكثر عن لوين، وكان من بقايا أصحابه. أحمد بن يعقوب. أبو عبد الله البغدادي العطار الخصيب.

(23/556)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 557
سمع: أحمد بن إبراهيم الدورقي. وعنه: محمد بن أحمد بن المفيد، وأبو حفص بن شاهين، وهو أخو محمد. إسماعيل بن إبراهيم بن عمار الأنصاري الخزرجي النيسابوري. أخو إسحاق من ولد سعد بن عبادة. وكان من رؤساء نيسابور. وحدث. إسماعيل بن داود بن وردان. أبو العباس المصري البزاز.) سمع: زغبة، ومحمد بن رمح، وزكريا كاتب العمري، وعبيد الله... سنة ست وعشرين ومائتين. وعنه: ابن يونس، وأبو بكر بن المقريء، ومحمد بن أحمد الإخميمي. توفي في ربيع الآخر. إسماعيل بن سليمان. أبو معمر البزاز. بغدادي، ثقة. سمع: عبد الله بن محمد بن المسور، ومحمد بن الوليد، ومحمد بن المثنى. وعنه: ابن المظفر، وأبو بكر بن شاذان، وعمر بن شاهين. إسحاق بن حمدان بن العباس. أبو يعقوب البلخي المعدل.

(23/557)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 558
في جمادى الآخرة.
4 (حرف الثاء)
ثابت بن بدير القرطبي المالكي المفتي. مصنف كتاب الجهاد. سمع: محمد بن عبد السلام الخشني، ومحمد بن وضاح، وجماعة. وكان مائلاً إلى الحديث.
4 (حرف الجيم)
جعفر بن محمد بن يعقوب. أبو الفضل الصندلي. ثقة، بغدادي، زاهد. قال القواس: كان يقال إنه من الأبدال. سمع: إبراهيم بن مجشر، والحسن بن محمد الزعفراني، ومحمد بن إسماعيل الحساني، وعلي بن حرب. وعنه: عبد العزيز بن جعفر الفقيه، وأبو عمر بن حيويه، ويوسف القواس.)
4 (حرف الحاء)
الحسن بن حمدون بن الوليد. أبو علي النيسابوري. سمع: محمد بن رافع، وإسحاق بن منصور، والذهلي. وعنه: أبو محمد الشيباني، وإسماعيل بن نجيد، وغيرهما.

(23/558)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 559
حسن بن عبد الله بن مذحج بن محمد. أبو القاسم الزبيدي الإشبيلي. سمع: محمد بن جنادة، وطاهر بن عبد العزيز، وعبيد الله بن يحيى. وحج فسمع جماعةً بعد الثلاثمائة. ولم يكن له بصر بالحديث. الحسن بن علي بن أحمد بن بشار البغدادي. أبو بكر بن العلاف المقريء الشاعر. قرأ القرآن على أبي عمر الدوري. وسمع منه، ومن: حميد بن مسعدة، ونصر الجهضمي. قرأ عليه: أبو فرج الشنبوذي، والشذائي. وحدث عنه: أبو عمر بن حيويه، وأبو حفص بن شاهين، وجماعة. وكان ظريفاً أديباً، من ندماء المعتضد. وعاش نيفاً وتسعين سنة. وكان ضريراً. وهو صاحب القصيدة المشهورة:
(يا هر فارقتنا ولم تعد .......... وكنت منا بمنزل الولد)
الحسين بن الحسن بن سفيان بن زياد. أبو العباس الفسوي التاجر. نزيل بخارى. سمع: محمد بن رافع، والحسين بن حريث الخزاعي، وجماعة. وعنه: خلف الخيام.

(23/559)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 560
الحسين بن محمد بن مودود.) أبو عروبة بن أبي معشر الحراني السلمي الحافظ. أحد أئمة هذا الشأن. أول سماعه وطلبه سنة ست وثلاثين ومائتين. سمع: مخلد بن مالك السلمسيني، ومحمد بن الحارث الرافقي، ومحمد بن وهب الحراني، وإسماعيل بن موسى السدي، وعبد الوهاب بن الضحاك، ومحمد بن المصفى الحمصي، والمسيب بن واضح، وعبد الجبار بن العلاء، وخلقاً سواهم. وكان ثقة نبيلاً. روى عنه: أبو حاتم بن حبان، وعبد الله بن عدي، وابن المقريء، وأبو أحمد الحاكم، ومحمد بن المظفر، وعمر بن علي القطان، والقاضي أبو بكر الأبهري، وطائفة سواه. رحلوا إليه إلى حران. قال ابن عدي: كان عارفاً بالحديث والرجال، وكان مع ذلك مفتي أهل حران، شفاني حيث سألته عن قوم. وقال أبو أحمد في الكنى: أبو عروبة الحسين بن محمد بن مودود بن حماد السلمي سمع: أبا عثمان عبد الرحمن بن عمرو البجلي، وأبا وهب الوليد بن عبد الملك بن مسرح. كان من أثبت من أدركناه وأحسنهم حفظاً. يرجع إلى حسن المعرفة بالحديث والفقه والكلام. وذكره ابن عساكر في ترجمة معاوية، فقال: كان أبو عروبة غالياً في

(23/560)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 561
التشيع، شديد الميل على بني أمية. قلت: كل من أحب الشيخين فليس بغالٍ في التشيع. ومن تكلم فيهما فهو غالٍ رافضي. ورخ موته القراب. الحسين بن يوسف بن يعقوب الأسواني الفحام. سمع: يونس بن عبد الأعلى، وبحر بن نصر، والربيع المرادي. وكان ثقة. مات في ذي القعدة.
4 (حرف الزاي)
زنجويه بن محمد بن الحسن الزاهد.) أبو محمد النيسابوري اللباد. كان أحد المجتهدين في العبادة. سمع: محمد بن رافع، ومحمد بن أسلم، والحسين بن عيسى البسطامي، وحميد بن الربيع، والرمادي. وعنه: أبو علي الحافظ، وأبو الفضل بن إبراهيم الهاشمي، وأبو محمد المخلدي، وآخرون.
4 (حرفالسين)
سعيد بن عبد العزيز بن مروان.

(23/561)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 562
أبو عثمان الحلبي الزاهد، نزيل دمشق. سمع: عبد الرحمن بن عبيد الله الحلبي، وأبا نعيم عبيد بن هشام، والقاسم الجوعي، وأحمد بن أبي الحواري، ومحمد بن مصفى الحمصي، وجماعة. وعنه: أبو الحسين محمد بن عبد الله الرازي وورخه سنة سبع عشرة، وأبو سليمان بن زبر، وورخه سنة ثمان عشرة، وعلي بن الحسين الأذني، وأبو أحمد الحاكم، وعبد الوهاب الكلابي، وأبو بكر الأبهري، وطائفة. وقال أبو أحمد الحاكم: كان من عباد الله الصالحين. وقال السلمي: صحب سرياً السقطي، وهو من جلة مشايخ الشام وعلمائهم. وقال أبو نعيم: تخرج به إبراهيم بن المولد، وغيره. وهو ملازم للشرع، متبع له. رحمه الله. سليمان بن أبي الشريف القضاعي المصري. روى عنه: يونس بن عبد الأعلى، وغيره. وعنه: ابن يونس وقال: توفي في جمادى الآخرة.
4 (حرف الصاد)
صهيب بن منيع. أبو القاسم القرطبي. سمع كثيراً من بقي بن مخلد، وابن وضاح، وجماعة. وولي قضاء إشبيلية. وتوفي في رجب.)

(23/562)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 563
4 (حرف العين)
عبد الله بن أحمد بن عتاب العبدي. عن: الرمادي، ومحمد بن عتاب بن حبان. وعنه: أبو عمر بن حيويه، وابن شاهين. وثقه الخطيب، وورخه في المحرم. عبد الله ابن إسحاق بن سيامرد. أبو عبد الرحمن النهاوندي. حدث في هذا العام بهمذان عن: محمد بن عزيز الأيلي، ويونس بن عبد الأعلى، وحرب بن إسماعيل الكرماني، وأبي عتبة الحمصي، وطائفة. وعنه: عبد الرحمن الأنماطي، وصالح بن أحمد الهمذاني. وكان ثقة حافظاً. قاله الحافظ شيرويه. عبد الله بن جعفر بن أحمد بن خشيش البغدادي الصيرفي. أبو العباس. سمع: يعقوب الدورقي، وأبا شعث العجلي. وعنه: الدارقطني ووثقه، وابن شاهين. عبد الله بن حمويه بن إبراهيم الهمذاني. أبو بكر بن أبرك. سمع: يحيى بن جعفر، والحنيني، والحسين بن محمد بن أبي معشر. وعنه: صالح بن أحمد الحافظ. وكان ثقة.

(23/563)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 564
عبد الله بن محمد بن مسلم. أبو بكر الإسفرائيني الحافظ. أحد المجودين الأثبات الطوافين في الأرض. سمع: محمد بن يحيى الذهلي، والحسن بن محمد الزعفراني، وأبا زرعة الرازي، ويونس بن عبد الأعلى، وحاجب بن سليمان، والعباس بن الوليد بن مزيد.) وعنه: أبو عبد الله بن الأخرم، وأبو علي الحافظ، وأبو أحمد الحاكم، وابن عدي، وأبو بكر الإسماعيلي، ومحمد بن الفضل بن خزيمة، وآخرون. ولد سنة تسع وثلاثين ومائتين. ذكره ابن عساكر. عبد الله بن محمد بن حسن. أبو محمد الكلاعي، مولاهم القرطبي، يعرف بابن أخي ربيع الصائغ. سمع: عبيد الله بن يحيى بن يحيى، والأعناقي. وكان حافظاً بصيراً بعلل الحديث ورجاله. اختصر مسند بقي بن مخلد وتفسيره. وكان ثقة. عبد الله بن محمد بن حنين القرطبي.

(23/564)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 565
الحافظ أبو محمد ابن أخي ربيع. سمع: عبيد الله بن يحيى الليثي. فمن بعده. وحج متأخراً فسمع محمد بن زبان. أخذ عنه: أبو سعيد بن يونس بمصر، وجماعة من كبار الحفاظ. عبد الحكم بن محمد بن سلام. أبو عثمان الصدفي، مولاهم المصري. روى عن: عيسى زغبة، وأبي الطاهر بن السرح، وذي النون المصري، وغيرهم. قال ابن يونس: كان صدوقاً ألا إنه إنقطع من أوائل أصوله شيء، ولم يكن ممن يميز، فحدث بما لم يسمع، فثبتناه ورجع. وكان كثير الحديث. قال لي: ولدت سنة تسع وعشرين ومائتين. قلت: روى عنه: ابن يونس، وأبو بكر بن المقري، وجماعة. عبد الحميد بن محمد بن الحسين. أبو أحمد البغدادي السمسار. ويعرف بغلام ابن درستويه. بلخي الأصل. سمع: لويناً، وإبراهيم بن سعيد الجوهري. وعنه: عمر بن سنبك، ويوسف القواس. أحاديثه مستقيمة.) عبد العليم بن محمد. أبو الحسن الدمياطي. سمع: يونس بن عبد الأعلى، ويزيد بن سنان القزاز، وغيرهما. ومات في ذي الحجة. وكان مقبولاً عند الحكام، ويعرف باللواز.

(23/565)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 566
عبد الملك بن أحمد بن نصر البغدادي. أبو الحسين الحناط. سمع: زهير بن قمير، ويعقوب الدورقي، ويونس بن عبد الأعلى، وجماعة في الرحلة. وعنه: أبو القاسم عبد الله بن النحاس، ويوسف القواس، وابن شاهين. وثقه الخطيب. عبد الواحد بن محمد المهتدي بالله بن هارون الواثق بن المعتصم. أبو أحمد العباسي البغدادي. سمع: يحيى بن أبي طالب، وجعفر بن شاكر، والحسين بن محمد بن أبي معشر. وعنه: الدارقطني، وأبو حفص بن شاهين، وأبو طاهر المخلص. قال أبو بكر الوراق: كان راهب بني هاشم صلاحاً وورعاً. قلت: وأبوه أفقه الخلفاء. حديثه في جزئي. عروة بن حسين بن عياض. أبو الذكر المصري. سمع: أحمد بن أخي ابن وهب. عمرو بن يوسف بن مساور. أبو بكر المعافري القرطبي.

(23/566)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 567
روى عن: محمد بن وضاح. وحج فلقي: عمران بن موسى بن حميد. روى عنه: أحمد بن بشر، وعبد الله بن محمد بن عثمان، وغيرهما. توفي في شوال.) عيسى بن محمد الموسقندي الرازي. والد محمد بن عيسى. ثقة: سمع أبا زرعة، وجماعة.
4 (حرف الفاء)
فرج بن إسحاق القتابي المصري. قال ابن يونس: حكى لنا عن الحارث بن مسكين، وغيره.
4 (حرف الميم)
محمد بن إبراهيم بن نيروز. أبو بكر البغدادي الأنماطي. سمع: أبا حفص الفلاس، ومحمد بن المثنى، ومحمد بن عوف الحمصي، وخلاد بن أسلم. وعنه: محمد بن إبراهيم العاقولي، ومحمد بن المظفر، والدارقطني، ويوسف القواس ووثقه. أخبرنا أبو المعالي المصري، أنا الفتح بن عبد السلام، أنا هبة الله، أنا ابن النقور، ثنا عيسى بن الوزير، أنا محمد بن إبراهيم الأنماطي، ثنا الحسين بن مهدي، ثنا عبد الرزاق: سمعت سفيان الثوري يقول: ما استودعت قلبي شيئاً قط فخانني. محمد بن أحمد بن حماد زغبة بن مسلم.

(23/567)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 568
أبو عبد الله التجيبي المصري. يروي عن: عمه عيسى بن حماد. وعنه: المصريون، وأبو بكر بن المقريء. توفي في ربيع الأول. محمد بن أحمد بن سهل بن أبي زيد. أبو بكر الإخميمي. سمع: الربيع، وبحر بن نصر، وإبراهيم بن مرزوق. توفي في صفر. قال ابن يونس: كتبت عنه. محمد بن إبراهيم بن المنذر.) الإمام أبو بكر النيسابوري الفقيه. صاحب التصانيف، نزل مكة. صنف كتباً لم يصنف مثلها في الفقه، وغيره. له كتاب المبسوط في الفقه وهو كتاب جليل، وكتاب الإشراق في اختلاف العلماء وهو مشهور، وكتاب الإجماع وكان على نهاية من معرفة الحديث والاختلاف. وكان مجتهداً لا يقلد أحداً.

(23/568)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 569
سمع: محمد بن ميمون، ومحمد بن إسماعيل الصائغ، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم. روى عنه: أبو بكر بن المقريء، ومحمد بن يحيى بن عمار الدمياطي شيخ الطلمنكي، والحسن بن علي بن شعبان، وأخوه الحسين، وآخرون. قال أبو إسحاق الشيرازي: توفي سنة تسع أو عشر. وهذا ليس بشيء، فإن ابن عمار لقيه سنة عشرة. ووجدت ابن القطان نقل وفاته في هذه السنة فليعتمد. محمد بن أحمد بن معمر. أبو عيسى الحربي. سمع: علي بن أشكاب، وأبا بكر الصغاني، وإبراهيم بن هانيء. روى عنه: أبو حفص بن شاهين أحاديث مستقيمة. محمد بن إبراهيم بن مسرور. أبو عبد الله بن الحباب القرطبي. روى عن: بقي بن مخلد ومحمد بن وضاح وكان بصيراً بمذهب مالك وبالأحكام. له رئاسة وقدر. توفي في رمضان. محمد بن إسماعيل بن الفرج. المهندس أبو العباس. عن: إبراهيم بن مرزوق، والحسن بن سليمان قبيطة. وعنه: ابنه.

(23/569)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 570
وثقه ابن يونس.) محمد بن بكر بن بكار. أبو عبد الله الملائي العابد. في ذي القعدة. محمد بن الحسين بن حميد بن الربيع اللخمي. أبو الطيب الكوفي. من بيت علم. روى عن: جده، وأبي سعيد الأشج، وهارون بن إسحاق، والخضر بن أبان الهاشمي. وعنه: أبو طاهر عبد الواحد بن أبي هاشم، وأبو حفص بن الزيات، وابن المظفر، وأبو حفص الكناني. وكان ثقة يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر. ولد سنة أربعين. محمد بن حمدان بن سفيان الطرائفي البغدادي. فيها. حدث بهمذان عن: علي بن مسلم الطوسي، وابن عرفة، وأبي زرعة الرازي. روى عنه: صالح بن أحمد، وأبو علي بن بشار الهمدانيان، وابن المظفر. محمد بن زهير بن الفضل.

(23/570)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 571
أبو يعلى الأبلي. سمع: بنداراً محمد بن بشار، ونصر بن علي الجهضمي، وأزهر بن جميل، وأحمد بن عبدة الضبي. وعنه: الطبراني، وزاهر بن أحمد السرخسي، وجماعة. وبلغنا أنه اختلط قبل موته بسنتين. محمد بن سعيد بن محمد المروزي. أبو عبد الله البورقي. حدث ببغداد ونيسابور عن: محمد بن علي بن شقيق، وأحمد بن عبد الله الفرياناني. وعنه: عيسى الرخجي، وغيره.) وهو كذاب. قال الحاكم: من أفحش ما وضع، روايته عن شيخ، عن الفضل بن موسى عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، رفعه يكون في أمتي رجل يقال له أبو حنيفة هو سراج أمتي، ويكون في أمتي رجل يقال له محمد بن إدريس فتنته أضر من فتنة إبليس. توفي المعثر بمرو. روى عنه: أبو بكر الشافعي. وقال الخطيب في ترجمته: نا علي بن محمد الدينوري: حدثني حمزة

(23/571)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 572
السهمي، قال: محمد بن سعيد البورقي كذاب، حدث بغير حديث وضعه. وقال الحاكم: قد وضع ما لا يحصى. وقال الخطيب: ما كان أجرأه على الكذب. قلت: ومما وضع بإسناده عن علقمة، عن عبد الله، مرفوعاً: من ترك درهم مشبهةٍ أعطاه الله ثواب نبي من الأنبياء. ومن ترك الكذب دخل الجنة بغير حساب. محمد بن الطيب. أبو نصر الكشي الزاهد. أجد الفقهاء العباد الرحالة في الحديث. سمع: محمد بن إبراهيم البوشنجي، ومحمد بن أيوب الرازي، ويوسف القاضي، والموجودين قبل الثلاثمائة. وعنه: أبو إسحاق المزكي، وأبو الوليد حسان بن محمد، وأبو سعيد بن أبي عثمان. قال الحاكم: وكان حسينك التميمي سلمه أبو موالي أبي نصر حتى حج به وسمعه ببغداد. فسمعت حسنك يذكر من اجتهاده وعبادته وورعه وصومه عجائب. محمد بن محمد بن الربيع بن سليمان المرادي. أبو سليمان. سمع: جده، وبكار بن قتيبة. مات في ذي الحجة. وعنه ابن يونس. محمد بن موسى بن محمد بن سليمان بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن) علي بن عبد الله بن عباس الهاشمي.

(23/572)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 573
أبو بكر الزينبي المقريء. قرأ على قنبل، وغيره. قرأ عليه: أبو بكر أحمد بن محمد الشارب، وأبو بكر أحمد بن نصر الشذائي، وعلي بن محمد بن خشنام المالكي، وأبو الفرج الشنبوذي، وأحمد بن محمد العجلي شيخ الأهوازي، وآخرون. محمد بن يوسف بن حماد. أبو بكر الأستراباذي. ذكره حمزة في تاريخ جرجان فقال: كان عنده كتب أبي بكر بن أبي شيبة عنه. ومات بجرجان في رمضان سنة ثمان عشرة. قلت: وروى أيضاً عن: عبد الأعلى بن حماد، ومحمدبن حميد، وجماعة. روى عنه: أبو نعيم بن عدي، ومحمد بن الحسن بن حمويه، وغيرهما. وكذا ورخه ابن مندة. مكحول بن الفضل. أبو مطيع النسفي. عالم مصنف. سمع: أبا عيسى الترمذي، ومحمد بن أيوب الرازي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل. روى عنه: أحمد بن محمد النسفي. وكان من غلاة أصحاب الرأي. له كتاب في الحط على الشافعي.

(23/573)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 574
موسى بن هارون بن كامل. أبو القامس المصري. في صفر. وولد سنة ست وثلاثين ومائتين.
4 (حرف الهاء)
هشام بن الوليد الغافقي الأندلسي. يروي عن: بقي بن مخلد، ومحمد بن وضاح. وأخذ عنه جماعة.)
4 (حرف الواو)
الوليد بن المطلب السهمي. عن: هارون بن سعيد الأيلي. ورخه ابن يونس.
4 (حرف الياء)
يحيى بن زكريا. أبو علي الرازي حيكويه. سمع: يحيى بن عبدك القزويني، ومحمد بن عبد العزيز الدينوري. قال الخليلي: أدركت جماعة من أصحابه. يحيى بن محمد بن صاعد بن مكاتب.

(23/574)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 575
مولى أبي جعفر المنصور الهاشمي، أبو محمد البغدادي الحافظ. سمع: محمد بن سليمان لوين، والحسن بن عيسى بن ماسرجس، وسوار بن عبد الله القاضي، وأحمد بن منيع، ويحيى بن سليمان بن نضلة، والحسن بن حماد سجادة، وهارون بن عبد الله الحمال، وأبا همام السكوني، وأبا عمار الحسين بن حريث المروزي، وعبد الله بن عمران العابدي، ومحمد بن زنبور المكي، وخلقاً سواهم بالحجاز، والعراق، والشام، ومصر. وعنه: أبو القاسم البغوي مع تقدمه، ومحمد بن عمر الجعابي، وابن المظفر، والدارقطني، وأبو القاسم بن حبابة، وأبو طاهر المخلص، وعبد الرحمن بن أبي شريح، وأبو مسلم الكاتب، وخلق كثير. ورواية البغوي عنه في ترجمة ابن صاعد من تاريخ دمشق قال ابن صاعد: ولدت سنة ثمان وعشرين، وكتبت الحديث عن ابن ماسرجس سنة تسع وثلاثين. وكان لابن صاعد أخوان: يوسف، وأحمد، وعم سمه عبد الله بن صاعد. سئل الدارقطني عن يحيى فقال: ثقة، ثبت، حافظ. وقال أحمد بن عبدان الشيرازي: هو أكثر حديثاً من ابن الباغندي، ولا يتقدمه أحد في الدراية.

(23/575)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 576
وقال أبو علي النيسابوري: لم يكن بالعراق في أقران ابن صاعد أحد في فهمه، والفهم عندنا أجل من الحفظ. وهو فوق ابن أبي داود في الفهم والحفظ.) وسئل الجعابي: أكان ابن صاعد يحفظ فتبسم وقال: لا يقال لأبي محمد يحفظ، كان يدري. وقال البرقاني: قال لي الفقيه أبو بكر الأبهري: كنت عند ابن صاعد، فجاءته امرأة فقالت: ما تقول في بئر سقطت فيها دجاجة فماتت، هل الماء الطاهر أو نجس فقال: ويحك، وكيف وقعت ألا غطيتيه. فقلت: يا هذه إن لم يكن الماء تغير فهو طاهر. قال أبو بكر الخطيب. قد كان ابن صاعد ذا محل من العلم، وله تصانيف في السنن والأحكام. ولعله لم يجب المرأة ورعاً. فإن المسألة فيها خلاف. وتوفي في ذي القعدة. قلت: وله كلام متين في الجرح والتعديل والعلل، يدل على تبحره وسعة علمه. وحديثه عند ابن اللتي في غاية العلو. وقد أنبأنا المسلم بن محمد، عن القاسم بن علي: أنا أبي، أنا علي بن أحمد، أنا ابن الأبنوسي، أنا عيسى ابن الوزير: ابنا البغوي: ثنا يحيى بن محمد بن صاعد رجل من أصحابنا ثقة، ثنا الحسن بن مدرك: ثنا يحيى بن حماد، عن أبي عوانة، عن داود بن عبد الله الأودي، عن حميد بن عبد الرحمن قال: دخلت على أسير، رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: قال رسول

(23/576)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 577
الله: لا يأتيك من الحياء إلا خير. وقد حدث ابن صاعد بحديث استغربوه. قال ابن المظفر: ثم وجدناه عند حسين الصفار، فجئت ابن صاعد أعدو أبشره، فقال: يا صبي، أنا أحتاج إلى متابعة الصفار فخجلت وقمت. وقال أبو علي النيسابوري الحافظ: سمعت ابن صاعد يقول: كنت أسمع مشايخنا يتجنبون أحاديث الضعفاء وأصحاب الأهواء، ويقولون: إنا إذا أجلسنا الأخيار مجالس الصيادلة، وجلسنا مجالس النقاد، ودللنا على موضع الثقة والإعتماد، وهجرنا المغموز ودللنا على عواره، وكشفنا عن قناعه، كنا في ذلك كمن قمع المبتدعة وأحيى السنة.

(23/577)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 578
4 (وفيات سنة تسع عشرة وثلاثمائة)

4 (حرف الألف)
) أحمد بن الحسين بن أحمد بن طلاب بن كثير الدمشقي. أبو الجهم المشغراني. أصله من بيت لهيا، وكان يؤدب بها. ثم انتقل إلى قرية مشغرا فصار خطيبها. وكان يتردد إلى دمشق فمات بها. قال ابن زبر: سقط من دابته فمات لوقته. سمع: هشام بن عمار، وأحمد بن أبي الحواري، وهشام بن خالد الأزرق، وعلي بن سهل الرملي، وجماعة. وعنه: أبو الحسين والد تمام الرازي، وأبو أحمد الحاكم، وأبو بكر بن المقريء، وعبد الوهاب الكلابي، وآخرون.

(23/578)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 579
أحمد بن علي بن معبد الشعيري. سمع: الحسن بن عرفة، وأحمد بن منصور زاج. وعنه: الدارقطني، وابن أخي ميمي. قال الخطيب: صدوق. أحمد بن محمد بن إسحاق. أبو جعفر العنزي. روى عنه: علي بن حجر، وغيره. وعنه: زاهر بن أحمد السرخسي، وأبو حامد أحمد بن عبد الله النعيمي. توفي في شهر ذي القعدة. وقع لنا حديثه. إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الملك بن مروان. أبو إسحاق القرشي الدمشقي الحافظ. ويقال إنه أموي. سمع: أحمد بن إبراهيم بن ملاس، ومحمد بن سعيد بن أبي قفيز، وموسى بن عامر المري، وشعيب بن شعيب، ويونس بن عبد الأعلى، وابن عبد الحكم، وجماعة. وعنه: ابنه محمد، وأبو سليمان بن زبر، وابن المقريء، وعبد الوهاب الكلابي، وحميد بن) الحسن الوراق، وجماعة. وتوفي في رجب. سمع بمصر، والشام. إبراهيم بن محمد بن بقيرة، بموحدة، البغدادي.

(23/579)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 580
أبو إسحاق البزاز. روى عنه: علي بن المديني، وعلي بن الحسين الدرهمي، ولوين، ويحيى بن أكثم. وعنه: أبو بكر بن شاذان، والدارقطني وقال: ضعيف. أرخه ابن قانع. وأما أبو القاسم بن الثلاج فقال: مات سنة. إسحاق بن محمد الكيساني القزويني. الحافظ. رحل وسمع: علي بن حرب، وأبا زرعة، ومحمد بن مسلم بن وارة. أسلم بن عبد العزيز بن هشام بن خالد الأموي. من ولد أبان مولى عثمان بن عفان، أبو الجعد الأندلسي الفقيه المالكي. كان عظيم القدر، كبير الشأن بعيد الصيت، وافر الجلالة، إماماً فقيهاً، محدثاً رئيساً نبيلاً. صحب بقي بن مخلد زماناً. ورحل سنة ستين ومائتين، فلقي إبراهيم المزني، ويونس بن عبد الأعلى، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم. وعاد إلى الأندلس، وولي قضاء الجماعة للناصر لدين الله أمير الأندلس. وكان محمود السيرة. وكف بصره في الآخر وعجز عن الحكم. وكان شديداً على الشهود.

(23/580)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 581
توفي في رجب. أرخه ابن يونس. وهو أخو هاشم. أوس بن الحارث بن إبراهيم بن سهيل. أبو شيبة الصدفي. في ذي الحجة. روى عن يونس الصدفي.
4 (حرف الجيم)
) جعفر بن محمد بن المغلس البغدادي. أخو أحمد. سمع: حوثرة المنقري، وأبا سعيد الأشج، وأحمد بن سنان القطان. وعنه: ابن شاهين، وأبو حفص الكناني. وثقه الدارقطني.
4 (حرف الحاء)
الحسن بن علي بن زكريا بن صالح. أبو سعيد البصري العدوي الملقب بالذئب. نزيل بغداد. حدث بافترائه عن: عمرو بن مرزوق، ومسدد، وطالوت بن عباد، وكامل بن طلحة، وخراش بن عبد الله.

(23/581)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 582
روى عنه: أبو بكر القطيعي، وعمر الكتاني، والدارقطني، وأبو بكر بن شاذان، وآخرون. وزعم أنه ولد سنة عشر ومائتين، فالله أعلم. قال ابن عدي: كان يضع الحديث. وقال الدارقطني: متروك. قلت: جريء على وضع الأسانيد والمتون. ومن موضوعاته: عليكم بالوجوه الملاح والحدث السود. توفي في ربيع الأول. الحسين بن الحسين. أبو عبد الله الأنطاكي قاضي الثغور. سمع: سعد بن محمد البيروتي، ومحمد بن أصبغ بن الفرج المصري، وغيرهما. روى عنه: الدارقطني، ومحمد بن عبيد الله بن الشخير، ويوسف القواص، وأبو حفص بن شاهين، والمعافى بن زكريا. وقد وثقه الدارقطني والخطيب. وتوفي ببغداد.
4 (حرف الراء)
راغب بن أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عياض المصري.) أبو عوانة. سمع: بحر بن نصر الخولاني. كتب عنه: أبو سعيد بن يونس.

(23/582)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 583
4 (حرف السين)
سفيان بن الحافظ أبي عبد الله محمد بن يحيى بن مندة العبدي. أبو سعيد، أخو إسحاق وإبراهيم. سمع: أحمد بن يونس، وغيره. وعنه: أبو الشيخ. سليمان بن محمد بن إسماعيل. أبو أيوب الخزاعي الدمشقي. سمع: القاسم الجوعي، وهشام بن خالد، ومحمد بن وزير، وموسى بن عامر المري. وعنه: أبو بكر، وأبو زرعة ابنا أبي دجانة، وأحمد بن محمد بن معيوف، وابن عدي، وأبو بكر بن المقريء، وعبد الوهاب الكلابي، وآخرون. توفي في ذي القعدة. سلامة بن عمر بن حفص. أبو عمر المصري. عن: أبيه، وغيره. وعنه: ابن يونس، وقال: كتبت عنه، وأمره مستقيم ثم خلط وحدث بما لم يسمع. قال لي: إنه ولد سنه تسع وثلاثين ومائتين. ومات في سادس عشر ربيع الأول.
4 (حرف الطاء)
طاهر بن محمد بن الحكم. أبو العباس التميمي الدمشقي المؤدب البزاز.

(23/583)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 584
إمام مسجد سوق الأحد. سمع: هشام بن عمار.) وعنه: علي بن عمرو الحريري، وأبو الحسين الرازي، وأبو بكر بن المقريء، وعبد الوهاب الكلابي. قال ابن زبر: توفي سنة تسع عشرة. وقال أبو الحسين الرازي: توفي سنة اثنتين وعشرين.
4 (حرف العين)
عبد الله بن أحمد بن محمود. أبو القاسم الكعبي البلخي. رأس المعتزلة في زامنه وداعيتهم. قال جعفر المستغفري: لا أستجيز الرواية عن أمثاله. وقال غيره: أخذ الكعبي عن أبي الحسن بن أبي عمرو الخياط شيخ المعتزلة. وكان الكعبي يقول: إرادة الله تعالى ليستا من صفات ذاته، ولا هي قائمة به، ولا هي حادثة في محل ولا لا في محل. ويقول: الله مريد لأفعاله، بمعنى أنه خالق لها على وفق علمه. روى عنه: محمد بن زكريا. ودخل نسف فأكرموا مورده، إلا الحافظ عبد المؤمن بن خلف، فإنه ما سلم عليه وكان يكفره. فسأل الكعبي عنه، فقالوا: لا يدخل على أحد. فقال:

(23/584)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 585
نحن نأتيه. فأتاه، فلما دخل عليه لم يقم له، ولم يلتفت إليه من محرابه. فعلم الكعبي، وحلف من بعيد: بالله عليك يا شيخ، أي لا تقم ودعا له قائماً وانصرف، ودفع الخجل من نفسه. توفي في جمادى الآخرة من السنة. عبد الجبار بن أحمد بن محمد بن هارون. أبو القاسم السمرقندي، ثم التنيسي. روى عن: عبد الغني بن أبي عقيل، وجعفر بن مسافر، وجماعة. قال ابن يونس: توفي في جمادى الأولى سنة تسع عشرة. عبيد الله بن ثابت بن أحمد بن خازم. أبو الحسن الكوفي الحريري. سمع: أبا سعيد الأشج، وعلي بن المنذر الطريقي.) وعنه: عبد العزيز الحرقي، ومحمد بن المظفر، وأبو حفص بن شاهين. وكان ثقة، صاحب حديث. نزل بغداد. عبد الوهاب بن عيسى بن أبي حية. وراق الجاحظ. سمع: محمد بن معاوية بن مالج، وإسحاق بن أبي إسرائيل. وعنه: ابن حيويه، والدارقطني، وأبو حفص الكتاني. قال الدارقطني: كان ثقة، يرمى بالوقف. قلت: توفي في شعبان. علي بن الحسين بن معدان.

(23/585)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 586
أبو الحسن الفارسي الفسوي. سمع: إسحاق بن راهويه، وأبا عمار الحسين بن حريث. روى عنه: الحسن بن أحمد أبو علي الفارسي النحوي جزءاً عند أبي محمد الجوهري. وروى عنه: أبو بكر محمد بن أحمد الإصبهاني السمسار شيخ لأبي نعيم، ومحمد بن القاسم بن بشر الفارسي شيخ ابن باكويه. توفي في ربيع الأول. قال أبو القاسم بن مندة. علي بن الحسين بن حرب بن عيسى البغدادي. القاضي أبو عبيد بن حربويه. سمع: أحمد بن المقدام العجلي، ويوسف بن موسى، والحسن بن عرفة، وزيد بن أخزم، والحسن بن محمد الزعفراني. روى عنه: أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر بن المقريء، وعمر بن شاهين، وجماعة. قال البرقاني: ذكرته للدارقطني فذكر من جلالته وفضله وقال: حدث عنه

(23/586)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 587
النسائي في الصحيح. بم يحصل لي عنه حرف. وقد مات بعد أن كتبت بخمس سنين. قلت: ولي قضاء مصر ثماني عشرة سنة، فسار إليها في سنة ثلاث وتسعين ومائتين. قال ابن زولاق: كان عالماً بالإختلاف والمعاني والقياس، عارفاً بعلم القرآن والحديث. فصيحاً عاقلاً عفيفاً، قوالاً بالحق سمحاً متعصباً.) ثم ذكر ابن زولاق احترام أمير مصر تكين له. وأنه كان يأتي مجلسه، ولا يدعه يقوم له. وإذا هو إلى مجلس تكين مشى تكين وتلقاه. ولم يكن في زيه ولا منظره بذاك. وكان بوجهه جدري، ولكنه كان من فحول العلماء. قال الفقيه أبو بكر بن الحداد: سمعت أبا عبيد القاضي يقول: ما لي وللقضاء. لو اقتصرت على الوراقة، ما كان خطي بالرديء. وكان رزقه في الشهر مائة وعشرين ديناراً. قال ابن زولاق: قال أبو عبيد القاضي: ما تقلد إلا عصبي أو غبي. قال: فجمع أحكامه بمصر باختباره. وكان أولاً يذهب إلى قول أبي ثور. قال: وكان يورث ذوي الأرحام. وقد ولي قضاء واسط قبل مصر. قال: وأبو عبيد آخر قاض ركب إليه الأمراء بمصر. وقد تسرى بمصر بجارية، فتجنت عليه وطلبت البيع. وكان به فتق. وذكر ابن زولاق حكايات عدة تدل على وقاره وكمال عقله وإمامته وعدله وورعه التام وقال: حدث عنه في سنة ثلاثمائة النسائي. وقال أبو زكريا النووي: كان من أصحاب الوجوه. تكرر ذكره في

(23/587)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 588
المهذب والروضة. وقال أبو سعيد بن يونس الصدفي: هو قاضي مصر. أقام بها طويلاً. وكان شيئاً عجباً، ما رأينا مثله لا قبله ولا بعده. وكان يتفقه على مذهب أبي ثور، وعزل عن القضاء سنة إحدى عشرة لأنه كتب يستعفي من القضاء، ووجه رسولاً إلى بغداد يسأل في عزله، وأغلق بابه وامتنع من الحكم فأعفي. فحدث حين جاء عزله وأملى مجالس ورجع إلى بغداد. وكان ثقة، ثبتاً، حدث عن: زيد بن أخزم، وأحمد بن المقدام، وطبقتهما. وروى الخطيب في تاريخه: أن ابن حربويه توفي في صفر، وصلى عليه أبو سعيد الأصطخري. فأما. أبو عبيد الله محمد بن عبدة بن حرب القاضي فقد مر سنة.
4 (حرف الفاء)
الفضل بن الخصيب بن العباس بن نصر. أبو العباس الإصبهاني الزعفراني.) سمع: أحمد بن عبد الله البزي المقريء، والنضر بن سلمة، وهارون الفروي، ومحمد بن عبد الله المخرمي. روى عنه: والد أبي نعيم، وأبو أحمد العسال، وأبو بكر بن المقريء، والحسن بن عبد الله بن سعيد، وغيرهم. وتوفي في رمضان.

(23/588)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 589
قال ابن مردويه في تاريخه: كان يذكر عن أبي كريب حديثين، ثم زاد وكان يقرأ عليه من كتب أبي مسعود كل ما يحمل إليه.
4 (حرف اللام)
لقمان بن يوسف القيرواني. سمع: يحيى بن عمر، وابن مسكين صاحبي سحنون. وحج فأخذ عن: علي بن عبد العزيز، وغيره. وكان حافظاً صواماً قواماً، عارفاً بمذهب مالك، بصيراً باللغة. ذهب بصره مدة ثم أبصر. وتوفي بتونس.
4 (حرف الميم)
محمد بن جعفر بن حيان الإصبهاني. أبو عبد الله الضرير. سمع: أحمد بن عصام، ويونس بن حبيب، وأحمد بن يونس. روى عنه: ابنه أبو الشيخ. محمد بن زيد بن أبي خالد البجاني المالكي. نزيل إلبيرة بالأندلس. دارت عليه الفتيا والأحكام. وقد أخذ عنه محمد بن سحنون.

(23/589)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 590
وفي الرحلة من ابن عبد الحكم. وطال عمره، وحملوا عنه.) محمد بن عبد الله بن حمدويه بن الحكم بن ورق. أبو بكر الشماخي البخاري. عن: سعيد بن مسعود المروزي، ومحمد بن عيسى الطرسوسي، ويحيى بن أبي طالب، وأبي حاتم الرازي. وعنه: خلف الخيام، وأبو نصر محمد بن سعيد التاجر. محمد بن عبد الله بن مسرة الأندلسي. رحل وسمع من: عبيد الله بن يحيى الليثي، ومحمد بن وضاح، والخشني، ووالده عبد الله بن مسرة. قال ابن الفرضي: قال لي خطاب بن مسلمة: إتهم بازندقة فخرج فاراً، وتردد في المشرق مدةً، فاشتغل بملاحات أهل الجدل وأصحاب الكلام والمعتزلة. ثم رجع إلى الأندلس، فأظهر نسكاً وورعاً، واغتر الناس بظاهره، فاختلفوا إليه وسمعوا منه. ثم ظهر الناس على سوء معتقده وقبح مذهبه فانقبض عنه أولوا الفهم. وكان يقول بالقدر، ويحرف التأويل في كثير من القرآن. وله كلام عذب في التصوف والعرفان. ومات كهلاً. محمد بن عبد الصمد البغدادي. أبو الطيب الدقاق، ابن خالة البغوي. عن: حماد بن الحسن بن عنبسة، وطبقته.

(23/590)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 591
وعنه: أبو حفص بن شاهين، وابن أخي ميمي. محمد بن عبد الله بن عيسى بن حماد زغبة التجيبي. أبو الحسن المصري. يروي عن: بحر بن نصر الخولاني، وغيره. محمد بن فطيس بن واصل. أبو عبد الله الغافقي الأندلسي إلبيري. محدث مسند بتلك الديار. روى عن: محمد بن أحمد العتبي الفقيه، وأبان بن عيسى، وابن مزين. ورحل فسمع بمصر:) أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، ويونس بن عبد الأعلى، ومحمد بن أصبغ، وأبا إبراهيم المزني. وبإفريقية من: شجرة بن عيسى، وابن عون واسمه يحيى. وصنف كتاب الروع والأهوال، وكتاب الدعاء. وكان عارفاً بمذهب مالك، وكانت رحلته إلى الشرق في سنة سبع وخمسين، فأكثر عن أهل مكة، ومصر، والقيروان. وسمع بأطرابلس من أحمد بن عبد الله بن صالح الحافظ. وقال: ولقيت في رحلتي مائتي شيخ، ما رأيت فيهم مثل محمد بن عبد الله بن عبد الحكم. قال ابن الفرضي: كان ابن فطيس ضابطاً نبيلاً صدوقاً. وكانت الرحلة إليه. ثنا عنه غير واحد. توفي في شوال، وهو ابن تسعين سنة.

(23/591)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 592
محمد بن موسى بن سهل أبو بكر العطار البربهاري. سمع: الحسن بن عرفة، وإسحاق بن بهلول. وعنه: أبو الحسن علي الجراحي، والدارقطني. وثقوه. محمد بن المؤمل بن أحمد بن الحارث. أبو جعفر القرشي العدوي. المجاور بمكة. سمع: محمد بن إسماعيل بن علية بدمشق، والزبير بن بكار، وجماعة. وعنه: جعفر الخلدي، وأبو هاشم المؤدب، وأبو بكر بن المقريء. وكان ثقة نحوياً متقناً. المؤمل بن الحسن بن عيسى بن ماسرجس. أبو الوفا النيسابوري الماسرجسي شيخ نيسابور في عصره أبوةً وثروةً، حتى كان يضرب به المثل في ذلك. وكان أبوه من بيت حشمة في النصارى، فأسلم على يد ابن المبارك. وهو من شيوخ النبل. ولم يسمع المؤمل من أبيه لصغره.) وسمع من: إسحاق بن منصور، ومحمد بن يحيى الذهلي. وبالعراق من: الحسن بن محمد بن الصباح، الورمادي، وطبقتهم. روى عنه: ابناه أبو بكر محمد، وأبو القاسم علي، وأبو إسحاق المزكي، وأبو محمد المخلدي، وأبو الحسن محمد بن علي بن سهل الماسرجسي الشافعي، وجماعة.

(23/592)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 593
قال أبو علي النيسابوري: نظرت للمؤمل في ألف جزء من أصوله، وخرجت له عشرة أجزاء، فما رأيت أحسن أصولاً منه. فلما فرغت بعث إلي بأثواب ومائة دينار. وقال الحاكم: سمعت محمد بن المؤمل يقول: حج جدي وهو ابن نيفٍ وسبعين سنة. فدعا الله أن يرزقه ولداً فلما روق أبي فسماه المؤمل لتحقيق ما أمله، وكناه أبو الوفا ليفي الله بالنذور، ووفاها. ويروى أن ابن طاهر أمير خراسان اقترض من ابن ماسرجس ألف ألف درهم. توفي المؤمل سنة تسع عشرة في ربيع الآخر. وقد روى من بيته غير واحد.
4 (حرف الفاء مكرر)
فاطمة الأندلسية. أخت يوسف بن يحيى بن يوسف المغامي الفقيه. كانت فقيهة، عالمة، زاهدة، صالحة لها ذكر. توفيت بقرطبة سنة تسع عشرة.
4 (حرف الهاء)
هاشم بن القاسم بن هاشم. أبو العباس الهاشمي. عن: الزبير بن بكار، والعباس بن يزيد البحراني. وعنه: أبو بكر بن شاذان، ويوسف القواس. وثقه الخطيب.

(23/593)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 594
وقال القواس: كان يقال إنه راهب بني هاشم.
4 (حرفالياء)
يحيى بن عبد الله بن موسى الفارسي.) ثقة، صدوق. روى عن: الربيع المؤذن، وطبقته. وكان تاجراً موسراً بمصر. مات في جمادى الآخرة. قاله ابن يونس.

(23/594)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 595
4 (وفيات سنة عشرين وثلاثمائة)

4 (حرف الألف)
أحمد بن جعفر. أبو بكر الناقد. سمع: الحسن بن عرفة، ويحيى بن أبي طالب، وغيرهما. وعنه: محمد بن إسحاق القطيعي، ويوسف القواس. بقي إلى هذا الوقت. أحمد بن الحسن بن عزون بن أبي الجعد. أبو عمرو الطاهري. سمع من إبراهيم بن أحمد بن يعيش مسنده. وهن: أحمد بن بديل الكوفي، وعلي بن حرب، وحمدويه بن عباد. وعنه: صالح بن أحمد، وعبد الرحمن بن أحمد الأنماطي، وأهل همدان. أحمد بن داود بن سليمان بن جوين. أبو بكر ابن القربي. مصري، ثقة. روى عن: يونس بن عبد الأعلى، والربيع المرادي. أحمد بن سعيد.

(23/595)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 596
أبو الحارث الدمشقي. هن: الحسن بن أبي ربيع، وسعدان بن نصر، ويونس بن عبد الأعلى، وطائفة. وعنه: أبو أحمد الحاكم، وابن المقريء، وعبد الوهاب الكلابي. ويعرف بابن أم سعيد.) أحمد بن عبد الله بن أحمد. أبو جعفر ابن النيري البزاز. بغدادي صدوق. سمع: أبا سعيد الأشج، ومحمد بن عبد الله المخرمي. وعنه: ابن المظفر، وابن شاهين، ويوسف القواس. أحمد بن عمير بن يوسف بن موسى بن جوصا. أبو الحسن، مولى بني هاشم. ويقال مولى محمد بن صالح، الكلابي الدمشقي حافظ الشام. سمع: موسى بن عامر، ومحمد بن وزير، ومحمد بن هاشم البعلبكي،

(23/596)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 597
وعمرو بن عثمان، وكثير بن عبيد، وأبا التقي هشام بن عبد الملك، ومحمد بن ميمون الإسكندراني، ويونس بن عبد الأعلى، وخلقاً بمصر والشام. وصنف وتكلم على العلل والرجال. وأعلى ما وقع له ما روى عنه ابن عدي في كامله. قال: ثنا معاوية بن عبد الرحمن الرحبي: سمعت حريز بن عثمان يقول: سألت عبد الله بن بسر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كان في عنفقته شعرات بيض. قلت: وحدثه أيضاً شيخ، عن معروف الخياط الذي رأى واثلة بن الأسقع. روى عنه: حمزة الكناني، وابن عدي، وأبو علي النيسابوري، والطبراني، والزبير بن عبد الواحد، وأبو بكر بن السني، وأبو أحمد الحاكم الحفاظ، وخلق آخرهم عبد الوهاب الكلابي. وثقه الطبراني. وقال أبو علي النيسابوري: سمعت ابن جوصا يقول، وكان ركناً من أركان الحديث: إسناد خمسين سنة من موت الشيخ إسناد علو. وقال أبو ذر الهروي: سمعت أبا مسعود الدمشقي يقول: جاء رجل بغدادي يحفظ إلى ابن جوصا، فقال له ابن جوصا: كلما أغربت علي حديثاً من حديث الشام أعطيتك درهماً. فلم يزل الرجل يلقي عليه ما شاء الله ولا يغرب عليه، فاغتم لذلك الرجل، فقال للرجل: لا تجزع. وأعطاه بكل حديث ذاكره به درهماً. وكان ابن جوصا ذا مال كثير. وقال الحافظ عبد الغني المصري: سمعت محمد بن إبراهيم الكرجي

(23/597)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 598
يقول: ابن جوصا بالشام كابن عقدة بالكوفة.) قال الدارقطني: أجمع أهل الكوفة على أنه لم ير من زمان ابن مسعود رضي الله عنه إلى زمان ابن عقدة أحفظ من ابن عقدة. قال أبو عمرو النيسابوري الصغير: نزلنا خاناً بدمشق العصر، ونحن على أن نبكر إلى ابن جوصا، فإذا الخاني يعدو ويقول: أين أبو علي الحافظ فقلت: هاهنا. قال: قد حضره الشيخ زائراً. فإذا بابن جوصا على بغلةٍ، فنزل عليها، ثم صعد إلى غرفتنا، وسلم على أبي علي ورحب له، وأخذ في المذاكرة معه إلى قرب العتمة. ثم قال: يا أبا علي، جمعت حديث عبد الله بن دينار. قال: نعم. قال: أخرجه إلي. فأخرجه، فأخذه في كمه وقام. فلما أصبحنا جاءنا رسوله وحملنا إلى منزله، فذاكره أبو علي، وانتخب عليه إلى المساء. ثم انصرفنا إلى رحلنا، وجماعة من الرحالة ينتظرون أبا علي. فسلموا عليه، ثم ذكروا شأن ابن جوصا، وما نقموا عليه من الأحاديث التي أنكروها، وأبو علي يسكتهم ويقول: لا تفعلوا. هذا إمام من أئمة المسلمين، وقد جاز القنطرة. وقال حمزة الكناني: عندي عن ابن جوصا مائتي جزء، واليتها كانت بياضاً. وترك حمزة الرواية عنه أصلاً. وقال أبو عبد الرحمن السلمي: سألت الدارقطني عن ابن جوصا، فقال تفرد بأحاديث، ولم يكن بالقوي.

(23/598)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 599
قلت: توفي في جمادى الأولى. وهو ثقة، له غرائب كغيره من مبادرة الحديث، فما للضعف عليه مدخل. وقد روى عنه جماعة. قال: أنبأ أبو التقي: نا بقية، نا ورقاء وابن ثوبان، عن عمرو بن دينار، عن عطاء، عن أبي هريرة رفعه: إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة. فأنكر على ابن جوصا ذكر ابن) ثوبان فيه. والخطب يسير. فلو كان وهماً لما ضر، ولعله حفظه. قال الطبراني: تفرد ابن جوصا، وكان من ثقات المسلمين. قال ابن المقريء: ثنا الحسن بن بقي بن أبي التقي هشام بن عبد الملك، عن جده، فذكر الحديث كما قال ابن جوصا. ورواه ثقتان عن أحمد بن محمد بن عنبسة الحمصي: ثنا أبو التقي، فذكره كذلك. فبرئ عرض ابن جوصا من الحديث. وصح أن أبا التقي، وهو ثبت رواه عن بقية، عن ورقاء، وابن ثوبان. وقال ابن عنبسة: ما أوضح ذلك. وهو أن هذا الحديث كان عند أبي التقي في موضعين. موضع عن ورقاء، وموضع عن ابن ثوبان، فجمعهما. قلت: قد كان قبل ذلك كثيراً ما يحدث بالحديث عن بقية، عن ورقاء

(23/599)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 600
وحده. فلهذا وقع الكلام فيه. قال حمزة الكناني: سمعت ابن جوصا يقول: كنا ببغداد، فتذاكروا حديث أيوب وأشباهه، فقلت: أيش أسند جنادة عن عبادة فسكتوا. ثم قلت: أي شيء أسند عمر بن عمرو الأحموسي فلم يجيبوا بشيء. وقال أبو علي النيسابوري الحافظ: إنما حدثونا عن أبي التقي رواية ابن ثوبان، وهي عن بقية، عن ابن ثوبان، عن عطاء بن يسار، ليس فيه عمرو بن دينار. وذكر حكاية طويلة. أحمد بن القاسم بن نصر. أبو بكر، أخو أبي الليث الفرائضي. سمع: لويناً، وإسحاق بن أبي إسرائيل، والحسن بن حماد سجادة، وأبا همام السكوني. وعنه: أبو حفص بن شاهين، والكناني. وثقه الخطيب وعمر ثمانياً وتسعين سنة، فإنه ولد سنة اثنتين وعشرين ومائتين، وتوفي في ذي الحجة من هذه السنة. أحمد بن محمد بن أسيد المديني. أبو أسيد.) رحل، وسمع من بحر بن نصر، وابن أبي مسرة، ومحمد بن إسماعيل الأحمسي، ومحمد بن ثواب الهباري، وأحمد بن الفرات الرازي.

(23/600)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 601
روى عنه: عبد الله بن محمد بن عمر القاضي، وأبو بكر أحمد بن محمد بن إبراهيم القطان، وسليمان بن أحمد الطبراني، وعبد الله بن محمد بن الحجاج. توفي في رمضان. أحمد بن محمد بن سهل. أبو بكر البلخي القاضي. من جلة علماء بلده. إبراهيم بن محمد بن إبراهيم. أبو إسحاق العمري الكوفي. عن: أبي كريب، وسلم بن جنادة، وابن عرفة. وعنه: الدارقطني، ومحمد بن الظفر. حدث ببغداد، وتكلموا فيه ولم يترك. وكان أحد الشهود. إبراهيم بن محمد بن يحيى بن مندة العبدي الإصبهاني. الحافظ بن الحافظ أبو إسحاق. تام العناية بالحديث. صنف الشيوخ، وروى عن أحمد بن خشنام، وإبراهيم بن سعدان، وعلي بن محمد بن عبد الوهاب المروزي، وعبد الله بن محمد بن النعمان. وعنه: أبو الشيخ، وأبو إسحاق بن حمزة، وعبد الله بن محمد بن الحجاج. توفي في رمضان. إسحاق بن موسى بن سعيد الرملي.

(23/601)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 602
سكن بغداد. وحدث عن: محمد بن عوف، والعباس البيروتي. وروى عن أبي داود السنن. روى عنه: المعافى بن زكريا الجريري، ويوسف القواس، وعمر بن شاهين.) وثقه الدارقطني. إسماعيل بن عباد. أبو علي القطان. سمع: عباد بن يعقوب الرواجني، وأحمد بن المقدام. وعنه: عمر بن شاهين، وأبو بكر بن شاذان، وأبو الفتح القواس. محله الصدق. أيوب بن سليمان بن نصر المري الأندلسي المالكي. كان مفتي مدينة إلبيرة في وقته. وروى عن: بقي بن مخلد، ومحمد بن وضاح، وابنه سليمان.
4 (حرف الباء)
برد بن عبد الله. مولى جعفر الفهري. يروي عن: محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وبحر بن نصر. وكان ثقة. غرق في بحر عيذاب.

(23/602)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 603
بكير الشراك. الزاهد. من مشايخ الطريق. سكن الشونيزية. ورخه السلمي.
4 (حرف الجيم)
جعفر أبو الفضل المقتدر بالله.

(23/603)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 604
أمير المؤمنين ابن المعتضد بالله أبي العباس أحمد بن أبي أحمد طلحة بن المتوكل على الله العباسي. بويع بعد أخيه المكتفي بالله علي في سنة خمس وتسعين ومائتين، وسنه ثلاث عشرة سنة، ولم يل أمر الأمة قبله أحد أصغر منه. ولهذا انخرم النظام في أيامه، وجرت أشياء قد ذكرنا) بعضها في الوقائع. وقتل في شوال من السنة كما شرحنا. وقد خلع في أوائل خلافته لعبد الله بن المعتز، فلم يتم الأمر، وقتل ابن المعتز، وأعيد إلى الخلافة. ثم خلع في سنة سبع عشرة، وكتب خطه لهم بخلع نفسه، وبايعوا أخاه القاهر بالله محمداً. ثم بعد ثلاثة أيام أعيد المقتدر، وجددت له البيعة. وكان ربعةً جميل الوجه، أبيض، مشرباً حمرة. قد عاجله الشيب بعارضيه. وكان له يوم قتل ثمان وثلاثون سنة. قال المحسن التنوخي: كان جيد العقل، صحيح الرأي، ولكنه مؤثراً للشهوات. لقد سمعت أبا الحسن علي بن عيسى يقول: ما هو إلا أن يترك هذا الرجل، يعني المقتدر، النبيذ خمسة أيام، فكان ربما يكون في أصالة الرأي كالمأمون والمعتضد. وكان قتله في شوال، رماه بربري بحربةٍ فقتله في موكبه. وقد ولي الخلافة من أولاده ثلاثة: الراضي، والمتقي، والمطيع. وهكذا اتفق للمتوكل قتل وولي الخلافة من أولاده ثلاثة: المنتصر، والمعتز، والمعتمد. وفي أولاد الرشيد ثلاثة ولوا الأمر: الأمين، والمأمون، والمعتصم.

(23/604)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 605
وأما عبد اللمك فولي الأمر من أولاده أربعة. ولا نظير لذلك إلا في الملوك. فإن الملك العادل ولي السلطنة من أولاده بدمشق أربعة وهم: المعظم، والأشرف، والكامل، والصالح إسماعيل.
4 (حرف الحاء)
حديد بن موسى. أبو القاسم المصري الخياش. سمع: أبا أمية الطرسوسي، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم. وثقه ابن يونس، وكتب عنه. الحر بن محمد بن الحسين بن أشكاب. سمع: أباه وعمه علياً، وإبراهيم بن مجشر، والزبير بن بكار. وعنه: ابن المظفر، وابن شاهين، ومحمد بن إسماعيل الوراق. وثقه الخطيب وورخه. الحسن بن محمد بن عمر بن سنان.) أبو علي. نيسابوري. حج وحدث ببغداد عن: أحمد بن يوسف السلمي، ومحمد بن يحيى. وعنه: أبو الحسين بن البواب، ويوسف القواس. وكان ثقة. توفي ببغداد. الحسين بن صالح بن خيران. أبو علي. في الكنى. يأتي آخر السنة.

(23/605)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 606
4 (حرف الزاي)
الزبير بن أحمد بن سليمان. أبو عبد الله الزبيري الفقيه الشافعي. توفي في صفر بالبصرة. وصلى عليه ابنه أبو عاصم. وقد تقدم ذكره. له مصنفات.
4 (حرف السين)
سليمان بن داود النيسابوري. سمع: محمد بن يحيى، ويزيد بن عبد الصمد الدمشقي، وأبا قلابة الرقاشي. وعنه: يحيى العنبري، وغيره.
4 (حرف العين)
العباس بن بشر بن عيسى بن الأشعث. أبو الفضل الرخجي. بغدادي نبيل. حدث عن: يعقوب الدورقي، وأبي السهمي، وطبقتهما. وعنه: ابن شاهين، ويوسف القواس، وزوج الحرة. قال الدارقطني: ليس به بأس. العباس بن الوليد بن شجاع.

(23/606)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 607
أبو الفضل الإصبهاني.) روى عن: محمد بن يحيى الذهلي، وأحمد بن منصور زاج. وعنه: الطبراني، وأبو الشيخ، وحسين بن محمد بن علي، وابن المقريء. عبد الله بن حمشاد بن جندل. أبو عبد الرحمن النيسابوري المطوعي. سمع: محمد بن يزيد، وسهل بن عمار النيسابوريين، وأبا قلابة، وعبد الله بن أبي مسرة. وعنه: ابنه أبو بكر، وأبو علي الماسرجسي، وغيرهما. عبد الله بن عتاب بن أحمد بن كثير البصري الأصل الدمشقي. أبو العباس بن الزفتي. سمع: هشام بن عمار، ودحيماً، وأحمد بن أبي الحواري، وعيسى بن حماد، وهارون بن سعيد الأيلي. وعنه: علي بن عمرو الحريري، وأبو سليمان بن زبر، وشافع بن محمد الإسفرائيني، وأبو أحمد الحاكم، وعبد الوهاب الكلابي، وجماعة. ولد سنة أربع وعشرين ومائتين. قال أبو أحمد الحاكم: رأيناه ثبتاً. قلت: كان أسند من بقي بالشام. عمر ستاً وتسعين سنة. ومات في رجب. عبد الله بن محمد بن عبد الكريم بن يزيد بن فروخ بن داود.

(23/607)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 608
أبو القاسم الرازي ابن أخي الحافظ أبي زرعة. ولاؤهم لبني مخزوم. ويروي عن: عمه، ويونس بن عبد الأعلى، وأحمد بن منصور الرمادي، ويوسف بن سعيد بن مسلم، ومحمد بن عيسى بن حيان المدائني، والعراقيين، والرازيين، والمصريين. روى عنه: والد أبي نعيم، والحسن بن إسحاق بن إبراهيم، وابن المقريء، وأبو بكر محمد بن عبيد الله الذكواني، وأحمد بن أحمد العسال، وخلق سواهم. وكان صاحب أصول، ثقة. قاله أبو نعيم، وقال: توفي عندنا بإصبهان. عبد الرحمن بن إسحاق بن محمد بن معمر بن حبيب الجوهري السامري. أبو علي القاضي. محدث، رحال مكثر.) روى عن: علي بن حرب، والربيع المرادي، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم. قال ابن يونس: ناب في القضاء بمصر، وكان ثقة. توفي في ربيع الآخر. قلت: روى عنه: ابن المقريء، والطبراني، وغيرهما. وكان مولده في سنة إحدى وخمسين ومائتين. قلت: عمل قضاء ديار مصر وحده، لأن الذي استنابه كان ببغداد وهو هارون بن إبراهيم بن حماد. قال ابن زولاق: كان عاقلاً فقيهاً حاسباً خبيراً بالدور. له حلقة بالجامع.

(23/608)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 609
حدث عن علي بن حرب بنحو خمسين جزءاً، وعن الربيع بأكثر كتب الشافعي. وكان يتأدب مع الطحاوي كثيراً، وكان يقول: هو أمس مني بإحدى عشرة سنة، ولو أنها إحدى عشرة ساعة. والقضاء أقل من أن أفخر به على أبي جعفر. وكانت ولايته سنة وشهرين، وعزل. عبد الرحمن بن يحيى بن مندة العبدي. أبو محمد الإصبهاني، أخو محمد. سمع: عقيل بن يحيى، وأحمد بن الفرات، ويحيى بن حاتم. وعنه: أبو الشيخ، وابن المقريء، وأبو عبد الله بن مندة الحافظ، وعبد الله بن محمد بن الحجاج. عثمان بن سعيد الكناني الجياني. أبو سعيد. يعرف بحرقوص. سمع: بقي بن مخلد، وكان من كبار أصحابه وكان بارعاً في الأدب. توفي قريباً من سنة عشرين. علوان بن الحسين. أبو اليسير المالكي البغدادي. رحل، وسمع من: إسحاق الدبري، وطائفة. وعنه: ابن شاهين، والقواس. علي بن محمد بن علي ابن الخراساني.)

(23/609)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 610
أبو الحسن الأزدي القطان. دمشقي، سمع: محمد بن عوف، ويونس بن عبد الأعلى، وجماعة. وعنه: أبو هاشم المؤدب، وعبد الوهاب الكلابي. عيسى بن عبد الله بن عمرو. أبو حسان البغدادي العثماني. شيخ. حدث بما وراء النهر بالعجائب. عن: علي بن حجر، ومحمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، والفلاس. روى عنه: عبد المؤمن، ومحمد بن زكريا، وأهل نسف. وادعى أنه سمع من آمنة بنت أنس بن مالك. وهذا يكفيه في الفضيحة. قال المستغفري.
4 (حرف القاف)
القاسم بن بكر الطيالسي. بغدادي، ثقة، نبيل. سمع: الرمادي، وأحمد بن شيبان، وبكار بن قتيبة. وعنه: ابن المظفر، وابن حيويه، ويوسف القواس.
4 (حرف الميم)
محمد بن إبراهيم بن حفص بن شاهين البغدادي البزاز. سمع: محمد بن الوليد البسري، والحسن بن أبي الربيع، ويوسف بن موسى.

(23/610)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 611
وعنه: أبو بكر الوراق، والدارقطني، وأبو حفص الكناني. ومات فجأة في رمضان. محمد بن حسن بن أزهر. أبو بكر القطائعي الأصم الدعاء. حدث عن: عمر بن شبة، وقعنب بن المحرر، وجماعة. روى عنه: محمد بن بخيت، وأبو حفص الكناني. روى عنه ابن السماك كتاب الحيدة. قال الخطيب: كان غير ثقة، يروي الموضوعات.) محمد بن حمدون بن خالد النيسابوري. أبو بكر. أحد الثقات الرحالين. سمع: محمد بن يحيى، وأبا زرعة، وابن وارة، والربيع بن سليمان، وسليمان بن سيف الحراني، وأبا أمية الطرسوسي، وعباساً الدوري. وعنه: محمد بن صالح بن هانيء، وأبو علي الحافظ، والحسن بن أحمد المخلدي، وأبو طاهر بن خزيمة، وأبو بكر بن مهران المقريء، وطائفة. عاش سبعاً وثمانين سنة. توفي في ربيع الآخر. قال الحاكم: كان من الثقات الأثبات الجوالين في أقطار الأرض، رحمه الله تعالى.

(23/611)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 612
محمد بن زكريا بن إبراهيم الدقاق. بغدادي. روى عن: شعيب الصريفيني، وعلي بن حرب. وعنه: أبو الفتح الأزدي، ويوسف القواس مما صح. محمد بن سعيد بن حاتم. أبو جعفر البخاري الزندني. من قرية زندنة. سمع: سعيد بن مسعود المروزي، وعبيد الله بن واصل، وأبا صفوان إسحاق بن أحمد. وعنه: محمد بن حم بن ثابت، وأهل بخارى. محمد بن سعيد بن عبد الرحمن. أبو عبد الله التستري الزاهد. حدث بمصر عن: أبي يوسف القلوسي، وأحمد بن أبي غروة، والمسلم بن محمد بن المسلم اليماني صاحب عبد الرزاق. قال ابن يونس: كتبنا عنه، وكان من أهل الورع. ثقة. مات بمصر في رمضان. محمد بن موسى. أبو علي الواسطي، قاضي الرملة.) قال ابن يونس: كان عالماً باللغة والتفسير، وتفقه على مذهب أهل الظاهر. وقد رمي بالقدر. توفي في ربيع الأول.

(23/612)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 613
محمد بن هارون بن محمد بن إسحاق العباسي. أبو عبد الله، خطيب مصر. ولد بمكة وروى عن: محمد بن إسماعيل الصائغ، وابن أبي مسرة. وكان نبيلاً صدوقاً. توفي بمصر. وقد حدث عن أبيه بكتاب أخبار دولة بني العباس. محمد بن هارون بن الحجاج. أبو بكر القزويني. إمام جامع قزوين. سمع: أباه، وإسماعيل بن توبة، ويحيى بن عبدك، وأبا زرعة الرازي، وسعدان بن نصر، ومحمد بن عبد الملك الدقيقي. وطائفة. وكان ثقة، أكثر عن أبي زرعة. روى عنه أهل بلده. محمد بن يوسف بن مطر بن صالح بن بشر. سمع الصحيح من أبي عبد الله البخاري بفربر في ثلاث سنين. وسمع من علي بن خشرم لما قدم فربر مرابطاً.

(23/613)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 614
قال ابن السمعاني في أماليه: كان ثقة، ورعاً. ولد سنة إحدى وثلاثين ومائتين. قلت: أخطأ من قال إنه سمع من قتيبة. روى عنه الصحيح: أبو زيد المروزي الفقيه، ومحمد بن عمر الشبوي، وأبو محمد بن حمويه، وأبو الهيثم الكشميهني، وأبو إسحاق المستملي، وأبو حامد أحمد بن عبد الله النعيمي، وإسماعيل بن حاجب الكشاني وهو آخر من حدث عنه. وقد على في صحيح البخاري حديث رحلة موسى إلى الخضر فقال: ثناه علي بن خشرم، ثنا سفيان، فذكره. توفي في شوال من السنة لعشر بقين منه. وسماعه للصحيح سنة ثمانٍ وأربعين ومائتين.) وأيضاً مرةً أخرى سنة اثنتين وخمسين ومائتين. وكانت رحلة المستملي إليه في سنة أربع عشرة وثلاثمائة وسمع منه الحموري في سنة خمس عشرة، وست عشرة. وقال أبو زيد: رحلت إلى الفربري سنة ثماني عشرة. وقال أبو الهيثم: سمعت منه الصحيح بفبر في ربيع الأول سنة عشرين. وحدث عن الفربري بالصحيح: أبو علي سعيد بن السكن الحافظ بمصر في سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة. فهو أول من حدث بالكتاب عن الفربري، وأعلمهم بالحديث. وروي عن الفربري أنه قال: سمع الصحيح من البخاري تسعون ألف رجل، فما بقي أحد يرويه غيري. والفربري بكسر الفاء وفتحها، نسبةً إلى قرية فربر من قرى بخارى. ذكر الوجهين عياض، وابن قرقول، والحازمي، وقال: الفتح أشهر.

(23/614)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 615
وما ذكر ابن ماكولا غير الفتح. محمد بن يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن حماد بن زيد الأزدي. مولاهم أبو عمر البغدادي القاضي. سمع: الحسن بن أبي الربيع، وزيد بن أخزم، ومحمد بن الوليد البسري. وعنه: الدارقطني، وأبو بكر الأبهري، وأبو القاسم بن حبابة، وأبو بكر بن المقريء، وآخرون. مولده بالبصرة سنة ثلاثٍ وأربعين ومائتين. وولي قضاء مدينة المنصور سنة أربع وثمانين. وكان لا نظير له في الحكام عقلاً وحلماً وذكاءً، حتى أن الرجل كان إذا بالغ في وصف الشخص قال: كأنه أبو عمر القاضي. وقلده المقتدر قضاء الجانب الشرقي وعدة نواحي، ثم قلده قضاء القضاة سنة سبع عشرة وثلاثمائة. وحمل الناس عنه علماً واسعاً من الحديث والفقه. ولم ير الناس ببغداد أحسن من مجلسه.

(23/615)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 616
كان يجلس للحديث، والبغوي عن يمينه، وابن صاعد عن يساره، وأبو بكر بن زياد النيسابوري بين يديه. وكان يذكر أن جده لقنه حديثاً وهو ابن أربع سنين، عن وهب بن جرير، عن أبيه، عن الحسن) قال: لا بأس بالكحل للصائم. قال الخطيب: هو ممن لا نظير له في الأحكام عقلاً وذكاءً واستيفاءً للمعاني الكثيرة بالألفاظ اليسيرة. وكان الإنسان إذا امتلأ غيظاً قال: لو أني أبو عمر القاضي ما صبرت. استخلف ولده على قضاء الجانب الشرقي. قال الخطيب: وحمل الناس عنه علماً واسعاً، وكتب الفقه لإسماعيل القاضي، وقطعةً من التفسير. وعمل مسنداً كبيراً قرأ أكثره على الناس. قرأت على أبي المعالي الأبرقوهي: أخبركم الفتح بن عبد الله، أنا هبة الله الكاتب، أنبأ أحمد بن النقور، ثنا عيسى بن الجراح: قريء على أبي عمر بن يوسف القاضي، وأنا أسمع، سنة تسع عشرة: حدثكم الحسن بن أبي الربيع، ثنا عبد الرزاق، أنا معمر، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري قال: فرضت الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به خمسين صلاة: ثم نقصت حتى جعلت خمساً. فقال الله تعالى: إن لك بالخمس خمسين، الحسنة بعشر أمثالها. توفي في رمضان.

(23/616)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 617
4 (حرف النون)
نصر بن ببرويه. أبو القاسم الشيرازي. عن: الحسن بن محمد الزعفراني، وإسماعيل بن أبي الحارث. وعنه: الدارقطني، وابن شاهين، وعمر الكناني، وغيرهم. نصر بن الفتح. أبو القاسم المصري، إمام مسجد صندل. حدث عن: الربيع، بن سليمان المرادي، وطائفة. وثقه ابن يونس، وقال: مات نحو سنة عشرين وثلاثمائة.
4 (حرف الهاء)
هبة الله بن محمد بن بندار. أبو القاسم الفارسي.) بفارس.
4 (الكنى)
أبو علي بن خيران. هو الحسين بن صالح بن خيران الفقيه الشافعي. من كبار الأئمة ببغداد.

(23/617)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 618
قال أبو الطيب الطبري: كان أبو علي بن خيران يعاتب ابن سريج على ولاية القضاء، ويقول: هذا الأمر لم يكن في أصحابنا، إنما كان في أصحاب أبي حنيفة. وقال أبو إسحاق الشيرازي في ترجمة ابن خيران: عرض عليه القضاء فلم يتقلد. وكان بعض وزراء المقتدر وكل بداره ليتقلد القضاء، فلم يتقلد. وخوطب الوزير في ذلك فقال: إنما قصدنا ليقال في زماننا: من وكل بداره ليتقلد القضاء فلم يفعل. قلت: تخرج بأبي علي بن خيران جماعةٌ ببغداد. وقيل: إن وفاته سنة عشرين وهم، وإنما توفي في حدود سنة عشر. والأول أظهر، فإن أبا بكر محمد بن أحمد الحداد الفقيه سافر من مصر إلى بغداد يسعى لأبي عبيد بن حربويه القاضي في أن يعفى من قضاء مصر. فقال ابن زولاق في تاريخ قضاة مصر: وشاهد ابن الحداد ببغداد في شوال سنة عشر باب أبي علي بن خيران الفقيه الشافعي مسموراً لامتناعه من القضاء، وقد استتر. قال: فكان الناس يأتون بأولادهم الصغار، فيقولون لهم: انظروا حتى تحدثوا بهذا. قال أبو عبد الله الحسين بن محمد العسكري: توفي لثلاث عشرة ليلةٍ بقيت من ذي الحجة سنة عشرين. امتنع من القضاء، فوكل الوزير ابن عيسى ببابه، فشاهدت الموكلين على بابه حتى كلم فأعفاه. وقال: ختم الباب بضعة عشر يوماً. قلت: لم يبلغنا على من اشتغل ولا من أخذ عنه. وأظنه مات كهلاً، ولم يسمع شيئاً فيما أعلم. أبو عمرو الدمشقي الصوفي.

(23/618)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 619
قال السلمي: كان من كبار مشايخ الشام وعلمائهم، ومن ذوي المقامات المعروفة والكرامات المشهورة. يحكى عنه أنه كان يقول بالشواهد والصفات. وهذا مذهب لأهل الشام، ربما تكلموا في أشياء تدق في مسائل الأرواح وغيرها، وهذا مكذوب على أبي عمر لأنه أحد مشايخ) العلماء. وقد ورد على الحلولية وأصحاب الشواهد والصفات مقالاتهم. حكى أبو عمرو عن: ابن الجلاء، وغيره. حكى عنه: أحمد بن علي الإصطخري، ومحمد بن عبد الله الرازي، وأبو سعيد الدمشقي، وجماعة. قال أبو القاسم الدمشقي: سألت أبا عمرو: أي الخلق أعجز قال: من عجز عن سياسة نفسه قلت: فأي الخلق أقوى قال: من قوي على مخالفة هواه قال: فقلت: أي الخلق أعقل قال: من ترك المكونات وأقبل على مكونها وقال محمد بن عبد الله الرازي: سمعت أبا عمر الدمشقي يقول: كما فرض الله على الأنبياء إظهار المعجزات ليؤمنوا بها، كذلك فرض على الأولياء كتمان الكرامات لئلا يفتنوا بها. قال السلمي: توفي سنة عشرين. وقال ابن زبر: في سنة أربع وعشرين.

(23/619)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 620
1 (ذكر من لم أعرف وفاته)
من رجال هذه الطبقة الثانية والثلاثين على ترتيب المعجم
4 (حرف الألف)
أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي. أبو سليمان الطبراني. سمع: دحيماً، وغيره. ورحل بابنه إلى اليمن، فسمع من الدبري. روى عنه: ابنه، وابن المقريء. حدث في سنة خمس عشرة وثلاثمائة، وكان قد نيف على الثمانين. توفي بإصبهان. أحمد بن عبد الله. أبو بكر البغدادي. سمع: سريج بن يونس. وعنه: أبو الفتح الحافظ. أحمد بن محمد بن الحسين. أبو بكر السحيمي، قاضي همدان. كان حافظاً، ثقة، واسع العلم. سمع: إبراهيم بن الهيثم البلدي، وجعفر بن محمد بن شاكر، وإسماعيل القاضي، ويحيى بن عثمان بن صالح المصري. روى عنه: المعافى بن زكريا، وابن الثلاج، وآخرون. إبراهيم بن خزيم بن قمير بن خاقان.

(23/620)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 621
أبو إسحاق الشاشي. رواية عبد بن حميد. شيخ مستور، مقبول. روى عن عبدٍ تفسيره ومسنده الكبير.) وحدث بخراسان. روى عنه: أبو محمد بن حمويه السرخسي، وغيره. ولم يبلغني وفاته رحمه الله. وقد سمع منه ابن حمويه بالشاش في سنة ثماني عشرة وثلاثمائة في شعبان، وقال: كان أصل أجداده من مرو، وأن سماعه من عبد في سنة تسعٍ وأربعين ومائتين. وحدث عنه: أبو حاتم بن حبان. إبراهيم بن عبد الله. أبو إسحاق العسكري الزبيبي. حدث بعسكر مكرم عن: أبي حفص الفلاس، ومحمد بن عبد الأعلى الصغاني. ومحمد بن بشار، وغيرهم. وعنه: عمر بن شاهين، وزاهر بن أحمد، وأبو بكر بن المقريء، وغيرهم. قرأت على أحمد بن هبة الله، عن أبي روح عبد المعز، أنا زاهر، أنا سعيد البحيري، أنا زاهر السرخسي: ثنا إبراهيم بن عبد الله الزبيبي بعسكر مكرم، ثنا بندار، ثنا محمد، ثنا شعبة: سمعت قتادة، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه. رواه مسلم، عن بندار.

(23/621)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 622
إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن غالب الأنباري. أبو القاسم المؤدب. حدث ببغداد عن: إبراهيم بن عبد الله الهروي، وسوار بن عبد الله العنبري، وعمرو بن علي، وجماعة. روى عنه: أبو عمر بن حيويه، وأبو الحسن الجراحي. وكان ثقة. أحمد بن جعفر بن نصر. أبو العباس الرازي الجمال. سمع: أحمد بن أبي سريج، ومحمد بن حميد، وجماعة. روى عنه: أبو أحمد الحاكم، وأهل بلده.) أحمد بن علي البغدادي. أبو علي السمسار. أخذ القراءة عرضاً وتلقيناً عن: محمد بن يحيى الكسائي الصغير وهو أميز أصحابه. وروى عن: محمد بن الجهم. روى عنه القراءة: بكار بن أحمد، وعبد الواحد بن أبي هاشم، وزيد بن أبي بلال، وأحمد بن عبد الرحمن الولي. أحمد بن عيسى زغبة. روى عن: محمد بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد الحداد المصري. ينظر من تاريخ ابن يونس. أحمد بن موسى. أبو زرعة المكي التميمي. عن: أحمد بن أبي روح، وغيره. وعنه: أبو محمد بن السقاء، وأبو بكر بن المقريء، وغيرهما. مستور.

(23/622)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 623
أحمد بن سعيد. أبو بكر الطائي المصري الكاتب. نزل دمشق، وحدث بآثارٍ عم جماعة. روى عنه: محمد بن يحيى الصولي، والحسين بن إبراهيم بن أبي الرمرام، ومحمد بن عمران المرزباني. قال أبو سليمان بن زبر: اجتمعت أنا وعشرة فيهم أبو بكر الطائي يقرأ فضائل علي رضي الله عنه في الجامع بدمشق. قلت: هذا كان بعد الثلاثمائة، إذ العوام بدمشق نواصب قال: فوثب إلينا نحو المائة من أهل الجامع يريدون ضربنا. وأخذ شخص بلحيتي، فجاء بعض الشيوخ، وكان قاضياً، في الوقت فخلصني وعلقوا أبا بكر فضربوه، وعملوا على سوقه إلى الوالي في الخضراء، فقال لهم أبو بكر: يا سادة، إنما في كتابي فضائل علي، وأنا أخرج لكم غداً فضائل معاوية أمير المؤمنين. واسمعوا هذه الأبيات التي قلتها الآن:)
(حب علي كله ضرب .......... يرجف من خيفته القلب)

(فمذهبي حب إمام الهدى .......... يزيد والدين هو النصب)

(من غير هذا قال فهو امرؤ .......... مخالف ليس له لب)

(والناس من ينقد لأهوائهم .......... يسلم وإلا فالقفا نهب)
بقي الطائي هذا إلى سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة. أحمد بن محمد بن عبد الجبار. أبو جعفر الرياني. راوي كتاب الترغيب عن مؤلفه حميد بن زنجويه. روى عنه: عبد الرحمن بن أبي سريج. وهو مخفف: ذكره ابن نقطة بعد محمد بن أحمد بن عون. أسامة بن محمد.

(23/623)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 624
أبو بكر الكرخي الدقاق. عن: حفص الربالي. وعنه: الدارقطني، ويوسف القواس، وجماعة. إسحاق بن حمدان. أبو يعقوب النيسابوري، نزيل بلخ. يروي عن: حم بن نوح، ومحمد بن رافع، وإسحاق الكوسج. عنده عجائب عن حم. روى عنه: أبو بكر أحمد بن علي الرازي، وأبو علي النيسابوري، وأبو إسحاق المزكي. وحج سنة سبع وثلاثمائة. إبراهيم بن كيغلع. الأمير أبو إسحاق. ولاه المقتدر ساحل الشام، فقدمها سنة ست عشرة وثلاثمائة. وكان شاعراً محسناً جواداً ممدحاً. فمن شعره:
(قم يا غلام أدر مدامك .......... واحثث على الندمان جامك)

(تدعى غلامي ظاهراً .......... وأظل في سر علامك)
)
(الله يعلم أنني .......... أهوى عناقك والتزامك)

(23/624)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 625
إسحاق بن سليمان. الطبيب المعروف بالإسرائيلي. أستاذ مصنف، مشهور بالحذق والبراعة في الطب. وهو مصري سكن القيروان، ولازم إسحاق بن عمران البغدادي نزيل إفريقية الملقب بسم ساعة. أخذ عنه وتتلمذ له، وخدم أبا محمد المهدي صاحب إفريقية، وكان طبيبه. وطال عمره وأسن، ولم يتزوج قط، فقال له بعضهم: أيسرك أن لك ولداً قال: أما إذا صار لي كتاب الحميات فلا. وقال: لي أربع كتب تحيي ذكري، وهي: كتاب الحميات، وكتاب الأغذية والأدوية، وكتاب البول، وكتاب الأسطقصات. وللإسرائيلي كتب أخر في الطب والمنطق. وتوفي قريباً من سنة عشرين وثلاثمائة.
4 (حرف الجيم)
جعفر بن أحمد بن مروان. أبو محمد الحلبي الوزان الكبير. سمع: أيوب بن محمد الوزان، وهشام بن خالد الأزرق. وعن: ابن المقريء، وعلي بن محمد الحلبي، وغيرهما. جعفر بن حمدان الموصلي الشحام. روى عن: يوسف بن موسى القطان، وطبقته.

(23/625)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 626
وعنه: محمد بن المظفر، وعمر بن شاهين. جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي. أبو الفضل. سمع: الهيثم بن سهل التستري، وغيره. وعنه: ابنه أبو بكر أحمد، وأحمد بن حفص الكناني.) جبير بن محمد بن أحمد. أبو عيسى الواسطي. حدث عن: سعدان بن نصر، وشعيب بن أيوب الصريفيني. وعنه: ابن المظفر، وابن شاهين، وابن المقريء. وهو ثقة.
4 (حرف الحاء)
الحسن بن إسماعيل بن سليمان. أبو علي الفارسي. حدث بخراسان عن: أحمد بن المقدم، ويعقوب الفسوي. وعنه: محمد بن الحسن بن منصور، وأبو إسحاق المزكي، وغير واحد. وأظنه نزل بخارى. الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن فيل الأسدي. أبو طاهر البالسي الإمام بمدينة أنطاكية، وصاحب الجزء المعروف. رحل وطوف بعد الأربعين ومائتين.

(23/626)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 627
وسمع: أبا كريب، وعبد الجبار بن العلاء، وعقبة بن مكرم، والحسين بن الحسن المروزي. ومحمد بن مصفى، ويحيى بن عثمان، وأحمد بن عبد الله البزي، ومؤمل بن إهاب، وسفيان بن وكيع، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، وكثير بن عبيد، وإسحاق بن موسى الأنصاري، ومحمد بن قدامة، وغيرهم. وعنه: أبو القاسم الطبراني، وأبو بكر بن المقريء، وعلي بن الحسين بن بندار قاضي أذنة، وشاكر بن عبد الله المصيصي، وجماعة. وهو صدوق، ما عرفت فيه جرحاً. الحسين بن إبراهيم بن عامر بن أبي عجرم. الإمام أبو عيسى الأنطاكي المقريء. قرأ على: أحمد بن جبير الأنطاكي المقريء. وطال عمره واشتهر ذكره.) وقرأ عليه: عبد الله بن اليسع الأنطاكي، وعلي بن الحسين الغضائري.
4 (حرف السين)
سعيد بن هاشم بن مرثد. أبو عثمان الطبراني. سمع: أباه، ودحيماً، وإبراهيم بن الوليد بن سلمة الطبراني. وعنه: أبو حاتم بن حبان، ومحمد بن بكر بن مطروح المصري، والفضل بن جعفر المؤذن، والطبراني، وأبو بكر بن المقريء. وقال ابن حبان: صدوق. روى عنه: ابن المظفر، عن مؤمل بن شهاب.

(23/627)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 628
4 (حرف الصاد)
صدقة بن منصور بن عدي. أبو الأزهر الكندي الحراني. عن: محمد بن بكار بن الريان، وأبي معمر إسماعيل بن إبراهيم الهذلي، ويحيى بن أكثم. وعنه: أبو أحمد الحاكم، وأبو بكر بن المقريء، وجماعة. قال أبو أحمد: كان أبو عروبة يسيء الرأي فيه.
4 (حرف العين)
العباس بن الخليل بن جابر. أبو الخليل الطائي الحمصي. عن: كثير بن عبيد، ويحيى بن عثمان، وسلمة بن الخليل. وعنه: أبو أحمد الحاكم، وابن المقريء. قال أبو أحمد: فيه نظر. العباس بن علي بن العباس بن واضح النسائي. بغدادي، ثقة. روى عن: عيسى بن أبي حرب، والرمادي، وطبقتهما. وعنه: محمد بن المظفر، وابن البواب، وإسحاق النعالي، وغيرهم.) عبد الله بن جابر الطرسوسي. سمع: زهير بن قمير، وعبد الله بن خبيق الأنطاكي، ويمان بن سعيد

(23/628)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 629
اليحصبي، وجماعة. وعنه: ابن حيان، وأبو بكر بن المقريء. عبد الله بن جامع بن زياد الحلواني. سمع: علي بن حرب، والربيع المرادي. وعنه: أبو أحمد الغطريفي، وأبو أحمد الحاكم، وجماعة. عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن الخليل. أبو القاسم بن الأشقر. راوي تاريخ البخاري المختصر عن مصنفه. سمع: لويناً، والحسين بن مهدي، ورجاء بن مرجا، والحسن بن عرفة، ويوسف بن موسى القطان. وعنه: محمد بن المظفر، وجبريل بن محمد الهمذاني، وأبو عمر بن حيويه، وأبو حفص بن شاهين، ومحمد بن جعفر بن يوسف، وغيرهم. وكان على قضاء كرخ بغداد. وحدث بهمذان وإصبهان. روى عنه أهل تلك الديار. عبد الله بن محمد بن سلم بن حبيب. أبو محمد المقدسي الفريابي. سمع: هشام بن عمار، وعبد الله بن ذكوان، ودحيماً، ومحمد بن رمح، وحرملة، وجماعة.

(23/629)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 630
وعنه: أبو حاتم بن حبان ووثقه، والحسن بن رشيق، ويوسف الميانجي، وابن عدي. ووصفه أبو بكر بن المقريء بالصلاح والدين، وروى عنه. وله رحلة. عبد الله بن محمد بن النضر. أبو محمد البصري الجرار الكواز. سمع حديثاً واحداً من هدبة بن خالد عن الحمادين. روى عنه: محمد بن حميد المخرمي، وعمر بن سنبك، وأبو عمر بن حيويه.) حدث ببغداد سنة اثنتي عشرة. عبد الرحمن بن داود بن منصور الفارسي. رحال، سمع: هلال بن عبد العلاء، وأحمد بن عبد الوهاب الحوطي، وعثمان بن خرزاذ. وعنه: الإصبهانيون أبو الشيخ، والعسال، والحسن بن عبد الله العسكري. وكان فقيهاً كثير الحديث. عبد الرحمن بن عبيد الله بن عبد العزيز بن الفضل الهاشمي العباسي الحلبي. ابن أخي الإمام.

(23/630)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 631
سمع: عبد الرحمن بن عبيد الله الأسدي الحلبي ابن أخي الإمام، وهو سميه وأكبر شيخ له. ولعله هو آخر من روى عنه. وسمع أيضاً: محمد بن قدامة المصيصي، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، وبركة بن محمد الحلبي، وجماعة. وعنه: أبو أحمد بن عدي، ومحمد بن سليمان. عبد الرحمن بن عبيد الله بن أحمد الأسدي. أبو محمد ابن أخي الإمام الحلبي الصغير المعدل. عنه: إبراهيم بن سعيد الجوهري، ومحمد بن قدامة المصيصي، وأحمد بن حرب الموصلي. وعنه: أبو أحمد بن عدي الحافظ، ومحمد بن المظفر الحافظ، وأبو أحمد الحاكم الحافظ، وأبو بكر بن المقريء، وأبو طاهر محمد بن سليمان بن أحمد بن ذكوان. وهو صدوق أيضاً فقد اشترك في اسمه وكنيته وعرفه هو والذي قبله. وكذلك اشتركا في الرواية عن جماعة من الشيوخ، وهذا من غريب الإتفاق. وأما: عبد الرحمن بن عبيد الله ابن أخي الإمام الحلبي الكبير. فقد مر في طبقة أحمد بن حنبل والله أعلم. عبد الرحمن بن عيسى الهمذاني الكاتب.

(23/631)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 632
كاتب رسائل الأمير بكر بن عبد العزيز ابن الأمير أبي دلف العجلي. وقد ولي هذا إمرة همدان للمعتضد في سنة إحدى وثمانين ومائتين.) وعاش عبد الرحمن بعد ذلك مدة، وبقي إلى بعد الثلاثمائة. وله كتاب الألفاظ، الكتاب المشهور الذي قال فيه الصاحب بن عباد: لو أدركت عبد الرحمن مصنف كتاب الألفاظ لأمرت بقطع لسانه ويده. فسئل عن سبب ذلك، فقال: لأنه جمع شذور العربية الجزلة المعروفة في أوراق يسيرة، فأضاعها في أفواه صبيان المكاتب. ورفع عن المتأدبين تعب الدروس والحفظ الكثير، والمطالعة الدائمة. وقال ابن فارس اللغوي: أنشدني أبي، عن عبد الرحمن كاتب بكر:
(ما ودني أحد إلا بذلت له .......... من المودة ما يبقى على الأبد)

(ولا قلاني وإن كنت المحب له .......... إلا دعوت له الرحمن بالرشد)

(ولا ائتمنت على سر فبحت له .......... ولا مددت إلى غير الجميل يدي)

(ولا أقول نعم يوماً فأتبعها .......... بلا، ولو ذهبت بالمال والولد)
علي بن أحمد بن محفوظ أبو الحسن المحفوظي النيسابوري. سمع: عبد الله بن هاشم، وأحمد بن سعيد الدارمي، وجماعة. وعنه: أبو علي الحافظ، وعبد الله بن سعد، ومحمد بن أحمد بن عبدوس. قرأت على أحمد بن عساكر، عن أبي روح: أنا زاهر، أنا أبو الحسن عبد الله بن عبد الرحمن البحيري، أنا محمد بن أحمد بن عبدوس، أنا علي بن أحمد المحفوظي، نا عبد الله بن هاشم، ثنا بهز بن أسد، ثنا محمد بن طلحة بن مصرف، عن عبد الله بن شريك العامري، عن عبد الرحمن بن عدي الكندي، عن الأشعث بن قيس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أشكر الناس له أشكرهم للناس.

(23/632)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 633
عبد الله تكلم فيه لكونه من شيعة المختار الكذاب. عبد الرحمن بن زاذان، أبو عيسى الرزاز. روى عن: أحمد بن حنبل حديثاً واحداً. رواه عنه: أبو محمد بن السقاء، وأبو بكر بن شاذان، وأبو القاسم ابن الثلاج.) مولده سنة إحدى وعشرين ومائتين. وبقي إلى سنة خمس عشرة وثلاثمائة. علي بن إسماعيل بن حماد البغدادي البزاز. سمع: يعقوب الدورقي، ومحمد بن المثنى، وطبقتهما. روى عنه: ابن لؤلؤ، وابن المظفر. قال الخطيب: كان صدوقاً فهماً. جمع حديث شعبة واختلط آخر عمره. علي بن سليم بن إسحاق المقريء البزاز الخصيب. بغدادي. سمع: أبا عمر الدوري، وقرأ عليه أيضاً. وسمع أيضاً من: الحسن بن عرفة، ومحمد بن حسان الأزرق. وعنه: أبو القاسم عبد الله بن النحاس، ومحمد بن عبيد الله بن الشخير، وإبراهيم بن أحمد الخرقي. وقرأ عليه القرآن: أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن الولي، وأخبر أنه قرأ على الدوري.

(23/633)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 634
علي بن الحسين. أبو الحسن بن الرقي الوزان المقريء. شيخ بغدادي، لا يعرف إلا من جهة أبي أحمد السامري. ذكره الدامي فقال: أخذ القراءة عرضاً عن: أبي شبيب السدوسي، وقنبل، وعبد الرحمن بن عبدوس، وأحمد بن علي الخزاز، وإسحاق الخزاعي. مشهور ثقة. روى عنه القراء عرضاً: عبد الله بن الحسين، يعني السامري. نسبه لنا فارس بن أحمد، عنه. علي بن الفتح. أبو الحسن العسكري الرومي. روى حديثاً عن: الحسين بن عرفة. رواه: الدارقطني، والقاضي أبو بكر الأبهري، وابن شاهين. علي بن محمد بن حاتم.) أبو الحسين القومسي، نزيل فزوين. حدث ببغداد عن: محمد بن عزيز الأيلي. روى عنه: أبو بكر الوراق، والحربي. علي بن المبارك. أبو الحسن المسروري. سمع: عبد الأعلى بن حماد، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، وجماعة.

(23/634)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 635
وعنه: أبو أحمد الحاكم. علي بن موسى بن محمد بن النضر. أبو القاسم الأنباري. حدث ببغداد عن: محمد بن وزير، وزياد بن أيوب، ويعقوب الدورقي، وجماعة. وعنه: أبو القاسم بن النحاس، وأبو عمير بن حيويه، وعمر بن شاهين. وثقه ابن النحاس. علي بن الحسن بن الحارث بن غيلان. أبو القاسم المروذي البغدادي. عن: زياد بن أيوب، ومحمد بن سهل بن عسكر، وابن عرفة، وعدة. وعنه: أبو الفضل الزهري، وعلي بن عمر السكري، وعمر بن نوح. وثقه الخطيب. عمر بن عثمان بن الحارث بن ميسرة الرغيثس الحمصي. روى عن: عطية بن بقية بن الوليد، وأبي سعيد الأشج. وعنه: الحسين بن أحمد بن عتاب، وابن المقريء. عمر بن محمد بن شعيب الصابوني. حدث عن: عبد الله المخرمي، وحنبل، وجماعة. وعنه: عبيد الله الزهري، وابن المظفر، والدارقطني، وجماعة. وثقه الخطيب. عمر بن محمد بن عيسى الجوهري السذابي.) شيخ بغدادي.

(23/635)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 636
سمع: محمود بن خداش، والحسن بن عرفة، والأثرم. وعنه: الشافعي، وابن بخيت، ومحمد بن الشخير، وغيرهم. قال الخطيب: في حديثه نكرة. عيسى بن عمر بن العباس بن حمزة بن عمرو بن أعين. أبو عمران السمرقندي، صاحب أبي محمد الدارمي. شيخ مستور مقبول. روى عنه: أبو الحسين محمد بن عبد الله الكاغدي، وعبد الله بن أحمد بن حمويه السرخسي، وغيرهما. لا أعلم متى توفي، إلا أنه كان في هذا العصر حياً.
4 (حرف الفاء)
الفضل بن إسماعيل البغدادي الغلفي. أبو غانم. عن: الحسن الزعفراني، والرمادي، وطبقتهما. وعنه: الدارقطني، وابن شاهين، ويوسف القواس. الفضل بن محمد بن حماد السلمي الحراني. أبو معشر بن أبي معشر، أخو أبي عروبة. شيخ مسن كأخيه. سمع: عبد السلام بن عبد الحميد الإمام، وجده عمرو بن أبي عمرو سعيد بن زاذان، والزبير بن بكار. وعنه: ابن المقريء، وأبو أحمد الحاكم.

(23/636)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 637
4 (حرف القاف)
القاسم بن عيسى. أبو بكر العصار، دمشقي مشهور، ثقة. سمع: مؤمل بن إهاب، وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، وعبد السلام بن عتيق، وموسى بن) عامر المري، وطبقتهم. وعنه: محمد بن حميد بن معتوق، وأبو هاشم عبد الجبار، ومحمد بن المظفر، وأبو بكر الربعي، وأبو أحمد الحاكم، وابن المقريء. القاسم بن محمد بن عبد الرحمن. أبو الحسن الجدي، ثم المكي البزار. سمع: محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، والحسن الحلواني، والحسين بن الحسن المروزي. روى عنه: أبو بكر بن المقريء، وأبو أحمد الحاكم.
4 (حرف الميم)
محمد بن أحمد بن حمدان. أبو الطيب المروروذي ثم الرسعني الوراق. يروي عن: الربيع بن سليمان، وأبي عتبة الحمصي، وإسحاق بن شاهين، وأبي هشام الرفاعي، وطائفة كثيرة. وعنه: بكير الطرسوسي، وعبد الله بن عدي ورماه بوضع الحديث، وأبو أحمد الحاكم.

(23/637)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 638
وقال أبو عروبة الحراني: ما رأيت في الكذابين أصفق وجهاً منه. محمد بن أحمد بن سلم. أبو العباس الرقي الضراب، نزيل حران. سمع: محمد بن سليمان لوين، وسليمان بن عمر الأقطع، وإسحاق بن موسى الأنصاري، وجماعة. وعنه: ابن المقريء، وأبو أحمد الحاكم. محمد بن أحمد بن عمر الرملي الضرير المقريء. أبو بكر الداجوني الكبير. من شيوخ القراءة. تلا على: العباس بن الفضل الرازي، ومحمد بن موسى الصوري، وهارون بن موسى الأخفش الدمشقي، وجماعة بعده روايات. وكان كثير التطواف.) قرأ عليه: عبد الله بن محمد بن فورك القباب، وأبو بكر بن مجاهد، وأحمد العجلي شيخ أبي علي الأهوازي، وزيد بن أبي بلال، وأبو بكر الشذائي، والعباس بن محمد الداجوني الصغير، ومحمد بن أحمد الباهلي. محمد بن إبراهيم بن شعيب الغازي.

(23/638)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 639
أبو الحسين الحافظ الجرجاني. ثقة مشهور. سمع: أبا حفص الفلاس، وابن أبي الشوارب، ومحمد بن عبد الملك بن زنجويه، والذهلي، وأبا زرعة الرازي، والبخاري. روى عنه: ابن عدي، والإسماعيلي، وأبو أحمد الحاكم. محمد بن إبراهيم بن أبي الجحيم. أبو كثير الشيباني البصري. حدث ببغداد عن: يونس بن عبد الأعلى، والربيع بن سليمان، ومحمد بن إسماعيل الصائغ، وطبقتهم. روى عنه: محمد بن المظفر، وابن حيويه، وابن شاهين. قال حمزة السهمي: سألت عنه أبا محمد غلام الزهري فوثقه. محمدبن أيوب بن مشكان. أبو عبد الله النيسابوري. حدث عن: المنسجر بن الصلت القزويني، وأبي عتبة الحمصي، ومحمد بن عمر بن أبي السمح. روى عنه: أبو بكر بن أبي دجانة، وأبو هاشم المؤدب، وأبو بكر بن المقريء، وجماعة. محمد بن حصن بن خالد. أبو عبد الله البغدادي الألوسي. سمع: محمد بن معمر البحراني، ومحمد بن زنبور المكي، ومحمد بن

(23/639)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 640
زياد الزيادي، وعلي بن الحسين الدرهمي، وجماعة. وحدث بدمشق.) وعنه: محمد بن حميد بن معيوف، وأحمد بن جعفر بن حمدان الطرسوسي، والطبراني، وأبو بكر المقريء، وجماعة. محمد بن سعيد بن محمد. أبو بكر الترخمي الحمصي الحافظ، وقيل اسمه: محمد بن جعفر بن سعيد. سمع: أباه، والحسن بن علي بمعان، وأبا أمية الطرسوسي، وسعيد بن عمرو السكوني، وطائفة. وعنه: محمد بن المظفر، وأبو الفضل محمد بن عبد الله الشيباني، وأبو الخير أحمد بن علي الحمصي الحافظ، وأبو الفضل جعفر بن الفرات، وآخرون. وترخم بطن من يحصب. محمد بن الحسن. أبو بكر العجلي الكاراتي. روى عن: سعدان بن نصر، وطبقته.

(23/640)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 641
روى عنه: أبو عمر بن السماك، وأبو بكر بن شاذان. محمد بن سليمان بن محبوب. أبو عبد الله الحافظ المعروف بالسخل. روى عن: محمد بن عوف الحمصي، وجماعة. وعنه: الجعابي، وابن المظفر، وجماعة. محمد بن عبد الله بن محمد بن أعين الطائي. الحمصي، أبو بكر. سمع: محمد بن عوف، والعباس بن الوليد بن مزيد، ويزيد بن عبد الصمد، وجماعة. وعنه: أبو بكر بن المقريء، وأبو أحمد الحاكم، والحسن بن عبد الله الكندي. والطبراني، وغيرهم. محمد بن عبد الله بن سعيد. أبو الحسن المهراني. سمع: محمد بن الوليد البسري، والحسن بن محمد الزعفراني، ومحمد بن بشار.) وعنه: محمد بن أحمد الإخميمي. محمد بن سفيان بن موسى المصيصي. أبو يوسف الصفار. روى عن: محمد بن آدم المصيصي، ومحمد بن قدامة، وسعيد بن رحمة. وعنه: ابن المقريء، وأبو أحمد الحاكم.

(23/641)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 642
محمد بن عبد الله بن ثابت. أبو بكر الأشناني. كذاب. روى عن: علي بن الجعد، وأحمد بن حنبل. وعنه: أبو بكر بن شاذان، وغيره. قال الدارقطني: هو دجال. محمد بن المبارك بن عبد الملك المعافري المصري. حدث عنه: دحيم، وغيره. وعنه: ابن يونس. وتوفي سنة بضع عشرة. محمد بن علي القاضي. أبو عبد الله المروزي الزاهد العابد، الملقب بالخياط، لأنه كان يخيط على الأيتام والمساكين حسبةً. ولي قضاء نيسابور سنة ثمانٍ وثلاثمائة، إلى أن استفى سنة إحدى عشرة. ورد خريطة الحكم ابتداءً منه إلى الرئيس أبي الفضل البلعمي، فلم يشرب لأحد ماءً، ولا عثر عليه في الدين والدنيا على زلة. وكان لا يدع سماع الحديث وهو على القضاء، ولا يتخلف عن مجالس أبي العباس السراج. وقد كان سمع منه: علي بن خشرم، ومحمود بن آدم، وأحمد بن سيار، والمشايخ.

(23/642)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 643
وسئل أن يحدث فلم يحدث إلا في المذاكرة بالشيء بعد الشيء. قاله الحاكم. وقد سمعت أبا الوليد الفقيه يقول: مررت أنا وأبو الحسن الصباغ على باب مسجد رجاء،) ومحمد بن علي الخياط جالس وكاتبه بحذائه، وليس معهما أحد. فقلت: أنحتسب ونتقدم إليه، ويدعي أحدنا على الآخر. فتقدمنا وجلسنا، فادعيت أنا أو هو أني سمعت في كتابه، وليس يعيرني سماعي. فسكت ساعةً ثم قال: بإذنك سمع في كتابك قال: نعم. قال: فأعره سماعه. وقال الحاكم: سمعت أبي يقول: كان محمد بن علي الحاكم المروزي طول أيامه يسكن دار ابن حمدون بحذاء دارنا، وكنت أعرفه يخيط بالليل، وعند فراغه بالنهار، للأيتام والضعفاء، ويعدها صدقة. سمعت محمد بن عبدان خادم الجامع يقول: كان محمد بن علي الحاكم يجيء في كل أسبوع ليلةً إلى الجامع، فيتعبد إلى الصباح من حيث لا يعرف غيري. فصادفته ليلةً وهو يتلو: ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون والفاسقون والظالمون فكلما تلا آية منها ضرب بيده على صدره ضربةً، أسمع صوت الضربة من شدته. قلت: ولم يورخ له موتاً. محمد بن السري بن عثمان. أبو بكر البغدادي التمار. عن: الحسن بن عرفة، والرمادي، وعباس الدوري، وعدة.

(23/643)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 644
وعنه: ابن نجيب، والدارقطني، وابن زنبور الوراق، وغيرهم. وكذا ذكره الخطيب، ولم يورخه. محمد بن صالح بن رغيل البصري التمار. شيخ معمر. روى عن: طالوت بن عباد، وعبد الواحد بن غياث. أدركه أبو حفص بن شاهين بالبصرة وروى عنه. محمد بن عبد الله بن يوسف. أبو بكر المهري. سمع: الحسن بن عرفة، وطبقته. وعنه: أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر بن شاذان.) وكان ثقة. محمد بن عبد الملك التاريخي البغدادي. أبو بكر السراج. روى عن: الحسن بن محمد الزعفراني، والرمادي، وهذه الطبقة. روى عنه: القاضي أبو الطاهر الذهلي فقط. ولقب بالتاريخي لاعتنائه التام بالتواريخ. قال الخطيب: كان فاضلاً أديباً حسن الأخبار. محمد بن عمر بن حفص. أبو بكر القبلي الثغري.

(23/644)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 645
عن: هلال بن العلاء، وغيره. وعنه: ابن شاهين، وأبو بكر بن شاذان، والمعافى الجريري. قال الدارقطني: ضعيف جداً. محمد بن علي بن الحسين بن يزيد. أبو بكر الهمذاني الصيدلاني. سمع: أحمد بن بديل، وأحمد بن محمد التبعي، وأحمد بن عصام الإصبهاني. وعنه: ابنه أحمد، وصالح بن أحمد الحافظ، والحسن بن علي بن أحمد بن سليمان البغدادي الإصبهاني. وكان سمحاً سهلاً صالحاً صدوقاً. قاله شيرويه في الطبقات. محمد بن علي. أبو سهل الزعفراني. سمع: أحمد بن سنان القطان، وشعيب الصريفيني. وعنه: أبو بكر بن شاذان، وأبو حفص بن شاهين. محمد بن محمد بن سليمان الباغندي. أخو الحافظ أبي بكر. أبو عبد الله. روى عن: شعيب بن أيوب الصريفيني بالموصل.) وعنه: محمد بن المظفر. محمد بن محمد بن عمرو. أبو الحسن الجارودي البصري. حدث ببغداد عن: محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، ونصر بن علي.

(23/645)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 646
روى عنه: ابن بخيت الدقاق، وابن شاهين، وعلي بن الحسن الجراحي. وهو من جملة من تجاوز مائة سنة. قال الخطيب: روايته مستقيمة. حدث في سنة عشرين وثلاثمائة، وقد ولد سنة ثمان عشرة ومائتين. أبو بكر بن المقريء. بصري نزل بغداد. وقرأ على محمد بن المتوكل رويس. وهو أجل أصحابه وأضبطهم لقراءة يعقوب. قرأ عليه: أحمد بن محمد اليقطيني، وأبو بكر النقاش، وأبو بكر بن الأنباري، وعبد الواحد بن أبي هاشم، وعبيد الله بن سليمان النحاس، وأحمد بن محمد الشنبوذي، وأبو الحسن الغضائري، ومحمد بن محمد بن فيروز الكرجي، وعبد الله بن الحسين السامري، وآخرون. قال أبو بكر محمد بن الحسن بن الجلندي: قرأت على أبي بكر محمد بن هارون التمار، وأخذ مني ثمانية عشر درهماً. وأخبرني أنه قرأ على رويس أربعاً وعشرين ختمةً. قلت: توفي سنة بضع عشرة وثلاثمائة. معروف بن محمد بن زياد الجرجاني. حدث ببغداد عن: الحسن بن علي بن عفان، وإسحاق بن مهران الرازي، ويحيى بن أبي طالب. وعنه: أبو بكر الأبهري، ومحمد بن عبيد الله بن الشخير، وآخرون.

(23/646)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 647
المفجع. هو محمد بن عبد الله البصري النحوي. من كبار النحاة. يكنى أبا عبد الله، وهو مشهور بلقبه. أخذ عنه: ثعلب، وغيره. وكان شاعراً مفلقاً وشيعياً متحرقاً، وبينه وبين ابن دريد مهاج) صنف كتاب الترجمان، وكتاب عرائس المجالس، وكتاب المتقدمين في الأيمان، وغير ذلك. ذكره القفطي في تاريخه. منصور بن إسماعيل. أبو الحسن التميمي المصري. الفقيه الشافعي الضرير. مصنف كتاب الهداية، وكتاب الواجب، وغير ذلك. تفقه على أصحاب الشافعي. وتوفي قبل العشرين وثلاثمائة، يمكن سنة. موسى بن أنس. أبو التهيان الأنصاري.

(23/647)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 648
عن: نصر بن علي الجهضمي. وعنه: ابن شاهين، ومحمد بن المظفر، وغيرهما.
4 (حرف الواو)

4 (وصيف بن عبد الله)
أبو علي الرومي الأنطاكي الأشروسني الحافظ. عني بالحديث ورحل فيه. وروى عن: أحمد بن حرب الطائي، وعلي بن سراج، وحاجب بن سليمان المنبجي، وسليمان بن سيف الحراني، وطبقتهم. وعنه: أبو زرعة، وأبو بكر، ابنا أبي دجانة، وابن عدي الجرجاني، وحمزة الكناني، والطبراني، وأبو جعفر محمد بن اليقطيني.

(23/648)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 5
5 (بسم الله الرحمن الرحيم)

5 (الطبقة الثالثة والثلاثون احداث)

1 (الأحداث من سنة إلى)

4 (أحداث سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة)

4 (شغب الجند على القاهر)
فيها شغب الجُنْد على القاهر بالله، وهجموا الدّار، فنزل في طيّار إلى دار مؤنس فشكا إليه. فصبّرهم مُؤنس عشرة أيّام. وكان ابن مُقْلَة منحرفاً عن محمد بن ياقوت، فنقل إلى مؤنس أنّ ابن ياقوت يدبّر عليهم. فبعث مؤنس غلمان عليّ بن بُلَيْق إلى دار الخلافة يطلبون عيسى الطّبيب لأنه اتُّهم بالفضول. فهجموا إلى أن أخذوه من حضرة القاهر فنفاه موْنس إلى الموصل.
4 (التضييق على القاهر)
وآتَّفق ابن مُقْلَة وموْنس وبُلَيْق وآبنه على الإيقاع بابن ياقوت، فعلم فآستتر وتفرّق رجاله. وجاء عليّ بن بُلَيْق إلى دار الخلافة، فوكّل بها أحمد بن زَيْرك، وأمره بالتضييق على القاهر وتفتيش مَن يدخل.

(24/5)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 6
وطالب ابن بُلَيْق القاهرَ بما كان عنده مِن أثاث أمّ المقتدر، فأعطاه إيّاه، فبيع وجُعِل في بيت المال، وصُرِفَ إلى الجُنْد.
4 (موت أم المقتدر)
ونقل ابن بُلَيْق أمّ المقتدر إلى عند أمّهِ، فبقيت عندها مكرّمةً عشرة أيّام، وماتت في سادس جُمَادَى الآخرة.
4 (الإرجاف بسبّ معاوية)
وفيها وقع الإرجاف بأنّ عليّ بن بُلَيْق وكاتبه الحسن بن هارون عَزَما على سبّ معاوية على المنابر، فآرتجّت بغداد.
4 (استتار البربهاريّ)
ونقدم ابن بُلَيْق بالقبض على رئيس الحنابلة أبي محمد البَرْبهاريّ فآستتر، فَنُفِيَ جماعة من أصحابه إلى البصرة.
4 (القبض على ابن بُليق)
) وبقي تحيُّل القاهر في الباطن على موْنس وابن مُقْلَة، فبلغهم فعملوا على خلْعهِ وتولية ابن المكتفي. فدبَّر ابن مُقْلَة تدبيراً انعكس عليه. أشاعَ بأنّ القَرْمَطِيّ قد غلب على الكوفة، وأرسل إلى القاهر: المصلحة خروج ابن بُلَيْق إلى قتاله. ليدخل ابن بُلَيْق يقبّل يده، فيقبض عليه. ففهِمها القاهر، وكرَّر ابن

(24/6)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 7
مُقْلَة الطّلب بأن يدخل ابن بُلَيْق ليقبّل يده ويسير. فآسترابَ القاهرُ، وراسل الغلمان الحجريّة وفرَّقهم على الدّركاه، وراح ابن بُلَيْق إلى القاهر في عددٍ يسير، فقام إليه السّاجيّة وشتموه، فهرب واستتر، واضطّرب النّاسُ، وأصبحوا في مُسْتَهَلّ شعبان قلقين.
4 (القبض على مؤنس)
وجاء بُلَيْق إلى دار الخليفة ليعتذر عن ابنِه، فقُبِضَ عليه معلى أحمد بن زَيْرك، وعلى يُمْن المؤنسيّ صاحب شرطة بغداد وحُبِسوا وصار الجيش كلّه في دار الخليفة، فراسل موْنساً وقال: أنتَ عندي كالوالد، فأْتِني تُشير عليّ. فآعتذرَ بثقل الحركة. ثم أشاروا عليه بالإتيَان، فلمّا حصل في دار الخلافة قُبِض عليه، فاختفى ابن مُقْلة. فاستوزرَ القاهر أبا جعفر محمد بن القاسم بن عُبَيْد الله.
4 (إحراق دار ابن مقلة)
وأُحْرِقت دار ابن مقلة، كما أُحْرِقت قبلَ هذه المرّة.
4 (هرب ابن ياقوت إلى فارس)
وهرب محمد بن ياقوت إلى فارس، فكتب إليه بعهده على إصبهان.

(24/7)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 8
4 (حجابة الطولوني)
وقلَّدَ سلامة الطولونيّ الحجابة.
4 (القبض على ابن المكتفي)
وقبضَ على أبي أحمد بن المكتفي وطيّن عليه بن حيطتين، ونهبَ القاهر دُور المخالفين.
4 (ذبح بُليق ومؤنس)
ثمّ إنّه ظَفَرَ بعليّ بن بُلَيْق بعد جمعة، فحبسه بعد الضَّرْب، فآضطرب رجال موْنس وشغبوا، وقصدوا دار الوزير محمد بن القاسم وأحرقوا بعض داره في ثامن عشر شعبان. فدخل قاهر إلى موْنس وبُلَيْق وابنه، فأمر بذبح بُلَيْق وآبنه، وذَبَح بعدهما موْنساً، وأُخرجت رؤوسهم إلى النّاس وطِيْفَ بها.) وكان على موْنس دماغٌ هائل.
4 (ذْبح يُمْن وابن زيرك)
ثمْ ذُبح يُمن وابن زَيْرك.

(24/8)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 9
ثم أطلقت أرزاق الجُنْد فسكنوا.
4 (تلقيب القاهر بالمنتقم)
واستقامت الأمور للقاهر، وعظم في القلوب، وزيد في ألقابه: المنتقم مِن أعداء دين الله. ونقش ذلك على السّكّة ثمَ أحضر عيسى الطّبيب مِن الموصل. وأمَرَ أنْ لا يركب في طيّار سوى الوزير والحاجب، والقاضي، وعيسى الطّبيب.
4 (تقليد ابن كيغلغ مصر)
وفيها خلع القاهر على أحمد بن كَيْغَلَغ، وقلّده مصرَ.
4 (تحريم الخمر والقِيان)
وفيها أمَرَ القاهر بتحريم القِيان والخمر، وقبضَ على المغنّين، ونفى المخانيث، وكسر آلات اللهو. وأمَرَ ببيع المغنّيات من الجواري على أنّهم سواذج. وكان مع ذلك يشرب المطبوخ والسّلاف، ولايكاد يصحو مِن السُّكر، ويختار القَيْنات ويسمعهنّ.
4 (وزارة ابن الخصيب)
وفيها عزل القاهر الوزير محمداً، وآستوزر أبا العبّاس بن الخصيب.

(24/9)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 10
4 (الحجّ هذا الموسم)
وحجّ بالنّاس مؤنس الورقانيّ.
4 (وفاة الطحاوي)
وفيها تُوُفّي أبو جعفر الطّحاويّ شيخ الحنفيّة.
4 (وفاة الأمير تكين)
وفي ربيع الأوّل تُوُفّي أمير مصر أبو منصور تكين الخاصّة بمصر وحُمِلَ إلى بيت المقدس، وقام بعده بالأمر ابنه محمد يسيراً.
4 (ولاية ابن طغج)
ثمّ ولي محمد بن طُغْج.)
4 (ولاية ابن كيغلغ)
وعُزِل بابن كَيْغَلَغ بعد اثنتين وثلاثين يوماً.
4 (القضاء في مصر)
وقدِم على قضاء مصر أحمد بن عبد الله بن مسلم بن قُتيبة، ثم، صُرِفَ بعد شهرين ونصف.
4 (وفاة أمّ المقتدر)
وفيها تُوُفّيت شغب أمّ المقتدر كما قدَّمنا.

(24/10)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 11
وكان دخْل مُغَلِّها في العام ألف ألف دينار، فتتصدّق بها، وتُخرج مِن عندها مثلها. وكانت صالحة. ولمّا قُتِل ابنها كانت مريضة، فعظُم جَزَعُها، وآمتنعت من الأكل حتّى كادت تهلك. ثمّ عذّبها القاهرُ، فحلفت أنّه ما عندها مال، فقيل: ماتت في العذاب معلّقة، وقيل لا. ولم يظهر لها إلاّ ما قيمته مائة وثلاثون ألف دينار لا غير. وكان لها الأمر والنَّهْي في دولة ابنها.
4 (ترجمة مؤنس الخادم)
وقد ذكرنا قتل مؤنس الخادم الملقَّب بالمظفّر، وكان شجاعاً فاتكاً مَهِيباً، عاش تسعين سنة، منها ستّون سنة أميراً. وكان كلّ ما له في عُلُوٍّ ورِفْعة. كان قد أبعده المعتضد إلى مكّة، ولمّا بُويع المقتدر أحضره وفوَّض إليه الأمور. وقد مَرّ مِن أخباره.
4 (تغلُّب الروم على الرساتيق)
وفيها غلبت الرُّوم على رساتيق مَلَطْية وسُمَيْساط، وصار أكثر البلد في أيديهم.

(24/11)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 12
4 (أحداث سنة اثنتين وعشرين وثلا ثمائة)

4 (ظهور الدَّيْلم)
فيها ظهرت الدَّيْلم، وذاك لأنّ أصحاب مرداويخ دخلوا إصبهان، وكان من قُوّاده عليّ بن بُوَيْه. فاقتطع مالاً جليلاً وانفرد عن مخدومه. ثم التقى هو ومحمد بن ياقوت، فهزم محمداً واستولى على فارس. وكان بُوَيْه فقيراً صُعْلُوكاً يَصِيد السّمك، رأى أنّه بالَ، فخرج من ذَكَره عمود نار. ثمّ تشعَّب العمود حتّى ملأ الدّنيا. فقّص رؤياه على معبّر، فقال: لا أعبرها إلاّ بألف درهم.) فقال: والله ما رأيتُ عُشْرها، وإنما أنا صيّاد. ثمّ مضى وصادَ سمكة فأعطاه إيّاها، فقال له: ألكَ أولاد قال: نعم. قال: أبشِرْ فإنهم يملكون الدّنيا، ويبلغ سلطانهم على قدر ما آحتوت النّار الّتي رأيتَها.

(24/12)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 13
وكان معه أولاده عليّ والحسن، وأحمد. ثمّ مَضَتْ السُّنُون، وخرج بولده إلى خُراسان، فخدموا مرداويخ بن زيار الدَّيْلَمِي، إلى أن صار عليّ قائداً، فأرسله يستخرج له مالاً من الكُرْجِ، فاستخرج خمسمائة ألف درهم، فأخذ المال وآتى همدان ليملكها، فغلّق أهلها في وجهه الأبواب، فقاتلهم وفتحها عَنْوةً وقتل خلقاً. ثم صار إلى إصبهان وبها المظفّر بن ياقوت، فلم يحاربه وسارَ إلى أبيه بشيراز. ثمّ صار إلى أَرَّجان، فأخذ الأموال، وتنقّل في النّواحي، وانضم إليه خلْق، وصارت خزائنه خمسمائة ألف دينار. فجاء إلى شيراز وبها ابن ياقوت، فخرج إليه في بضع عشر ألفاً، وكان عليّ بن بُوَيْه في ألف رجل، فهابهُ عليّ وسأله أن يُفْرِج له عن الطّريق لينصرف، فأبى عليه، فالتقوا فانكسر عليّ، ثمّ انهزم ابن ياقوت، ودخل عليّ شيراز. ثمّ إنه قلّ ما عنده فنام على ظهره، فخرجت حيّة من سقف المجلس، فأمر بنقْضه، فخرجت صناديق ملأى ذَهَباً، فأنفقها في جُنْده.

(24/13)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 14
وضاق مرّةً فطلب خيّاطاً يخيط له، وكان أَطْروشاً، فظنّ أنّه قد سُعيَ به، فقال: والله ما عندي سوى اثني عشر صندوقاً، لا أعلم ما فيها. فأمرَ عليّ بإحضارها، فوجد فيها مالاً عظيماً فأخذه. وركب يوماً، فَسَاحَتْ قوائم فرسه، فحفروه فوجد فيه كنزاً. واستولى على البلاد، وخرجت خُراسان وفارس عن حُكْم الخلافة. وسيأتي من أخبار هؤلاء الثّلاثة الإخوة، وإنّ المستكفي بالله لقّب عليّاً عماد الدولة. أبا شجاع، ولقّب الحسن رُكْن الدّولة، ولقّب أحمد معزّ الدّولة. وملكوا الدّنيا سنين.
4 (قتل أبي السرايا والنوبختيّ)
وفيها قَتَلَ القاهرُ أبا السّرايا نصر بن حمدان وإسحاق بن إسماعيل النُّوبَخْتيّ الّذي كان قد أشار بخلافة القاهر، ألقاهما على رؤوسهما في بئر وطُمّت وكان ذنْبهما أنهما فيما قيل زايَدَا القاهرَ قبل الخلافة في جاريتين واشترياهما، فحقد عليهما.)
4 (وفاة الو رقاني)
ومات مؤنس الورقانيّ الّذي حجّ بالنّاس.

(24/14)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 15
4 (رواية ابن سنان عن القاهر)
وقال ثابت بن سنان: كان أبو عليّ بن مقلة في اختفائه يُراسل السّاجيّة والحُجَريّة ويُضَرّبهم على القاهر ويُحشهم منه. وكان الحسن بن هارون كاتب بُلَيْق يخرج باللّيل في زيّ المُكدّيّين أو النساء فيسعى إلى أن اجتمعت كلمتهم على الفتك بالقاهر. وكان يقول لهم: قد بنى لكم المطامير ليحبسكم. وألزموا منجّم سيما حتى كان يقول له: إن القاهر يقبض عليك. وهاجت الحُجَريّة وقالوا: أتريد أن تحبسنا في المطامير فحلف القاهرُ أنّه لم يفعل، وإنّما هذه حمّامات للحُرَم. وحضر الوزير ابن خصيب وعيسى المتطبّب عند القاهر، فقال لسلامة الحاجب: اخرج فاحلف لهم. ففعل، فسكنوا.
4 (القبض على القاهر)
ثمّ بكّروا على الشرّ إلى دار القاهر، وكان نائماً سكراناً إلى أن طلعت الشّمس، ونبّهوه فلم ينتبه لشدّة سُكْرِه، وهرب الوزير في زيّ امرأة، وكذا سلامة الحاجب. فدخلوا بالسّيوف على القاهر، فأفاق مِن سُكْرِه، وهربَ إلى سطح حمّام فاستتر، فأتوا مجلسَ القاهر وفيه عيسى الطّبيب، وزَيْرك الخادم، واختيار القَهْرَمانة، فسألوهم، فقالوا: ما نعرف له خبراً. فرسموا عليهم. ووقع في أيديهم خادم له فضربوه، فدلّهم عليه، فجاؤوه وهو على السطح وبيده سيف مسلول، فقالوا: انزل. فامتنع، فقالوا: نحن عبيدك فلِمَ تستوحش منّا فلم

(24/15)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 16
ينزل ففوّق واحدٌ منهم سهماً وقال: انزل وإلا قتلتُك. فنزل إليهم، فقبضوا عليه في سادس جُمَادى الآخرة.
4 (خلافة الراضي)
وأخرجوا أبا العبّاس محمد بن عبد المقتدر وأمّه، وبايعوه بالخلافة ولقّبوه الرّاضي بالله، فأحضر عليّ بن عيسى وأخاه عبد الرحمن واعتمد على رأيهما، وأدخل عليّ بن عيسى، والقاضي أبو الحسين عمر بن محمد بن يوسف، والقاضي أبو محمد الحسن بن عبد الله بن أبي الشّوارب، والقاضي أبو طالب بن البُهْلُول على القاهر، فقال له طريف اليَشْكُرِيّ: ما تقول) قال: أنا أبو منصور محمد بن المعتضد، لي في أعناقكم بَيعة وفي أعناق النّاس، ولست أُبَرِّئكم ولا أُحَلّكم منها، فقوموا فقاموا، فلما بُعدوا قال القاضي لطريف: وأيّ شيء كان مجيئنا إلى رجلٍ هذا اعتقاده فقطب عليّ بن عيسى وقال: يُخلع ولا يُفكَّر فيه. أفعاله مشهورة. قال القاضي أبو الحسين: فدخلتُ على الرّاضيّ وأعدتُ ما جرى سرّاً، وأعلمته بأنّي أرى إمامته فَرْضاً. فقال: انصرف ودعني وإيّاه. وأشار سِيما مقدّم

(24/16)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 17
الحُجَرّية على الرّاضي بسمله. فأرسلَ سيما وطريفاً إلى البيت الّذي فيه القاهر، فَكُحِّل بمِسمار مُحَمَّى.
4 (وزارة ابن مقلة)
ثمّ طلب الرّاضيّ من عليّ بن عيسى أن يلي الوزارة، فامتنع، فقال: يتولّى أخوك عبد الرحمن. فقال: لا. فاستوزر ابن مُقْلَة بعد أن كتب له أماناً.
4 (سبب خلع القاهر)
وقال محمود الإصبهانيّ: كان سبب خلع القاهر سوء سيرته وسفْكه الدّماء. فامتنع عليهم من الخلع فَسَمَلوا عينيه حتّى سالتا على خدَّيْه. وكانت خلافته سنة ونصفاً وأسبوعاً. وقال الصُّوليّ: كان أهْوَج، سفّاكاً للدّماء، قبيح السّيرة، كثيرة التَّلوُّن والاستحالة، مُدمن الخمر. ولولا جَوْدة حاجبه سلامة لأهلك الحْرث والنَّسْل. وكان قد صنع حربة يحملها فلا يطرحها حتّى يقتل بها إنساناً.

(24/17)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 18
4 (سؤال القاهر عن خلفاء بني العباس)
وقال محمد بن عليّ الخراساني: أحضرني القاهر يوماً والحَرْبةُ بين يديه، فقال: قد علمت حالي إذا وضعت هذه. فقلت: الأمان. فقال: على الصِّدْق. قلت: نعم. قال: أسألك عن خلفاء بني العبّاس في أخلاقهم وسيمتهم. قلت: أما السّفّاح، فكان مسارعاً إلى سفْك الدّماء. سفك ألف دم. واتَّبعه عُمّاله على ذلك، مثل) محمد بن الأشعث بالمغرب، وعمةّ صالح بن عليّ بمصر، وخازم بن خُزَيْمَة، وحُمَيْد بن قَحْطَبَة. وكان مع ذلك سمْحاً بحراً، وَصولاً بالمال. قال: فالمنصور قلت: كان أول مَن أوقع الفُرْقة بين ولد العبّاس وولد أبي طالب. وكانوا قبله متّفقين. وهو أوّل خليفة قرّب المنجّمين وعمل بقَولهم. وكان عنده نُوبَخْت المنجّم، وعليّ بن عيسى الإصْطرلابيّ. وهو أول خليفة تُرْجِمت له الكُتُب السُّرْيانيّة والأعجميّة ككتاب كليلة ودِمْنَة، وكتاب أرسطاطاليس في المنطق، وإقليدس، وكُتُب اليونان. فنظر النّاس فيها وتعلّقوا بها. فلمّا رأى ذلك محمد بن إسحاق جمع المغازى والسّيَر. والمنصور أوّل من استعمل مواليه وقدّمهم على العرب. قال: فما تقول في المهديّ قلت: كان جواداً عادلاً منصِفاً. ردَّ ما أخذ أبوه مِن أموال النّاس غصْباً، وبالغ في إتلاف الزّنادقة وأحرق كُتُبهم لمّا أظهروا المعتقدات الفاسدة كابن دَيْصان، وماني، وابن المقفّع، وحمّاد عَجْرَد. وبنى المسجدَ الحرام، ومسجد المدينة، ومسجد بيت المقدس. قال: فالهادي؟

(24/18)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 19
قلت: كان جبّاراً متكبّراً، فسلك عُمّاله طريقَه على قِصَر أيّامه. قال: فالرّشيد قلت: كان مواظباً على الجهاد والحجَ، وعَمَّر القصور والبِرَك بطريق مكّة، وبنى الثغور كآذنة، وطرسوس، والمَصِيصة، وعين زَربة، والحَدَث، ومَرْعَش. وعَمّ النّاس إحسانُه. وكان في أيامه البرامكة وما اشتهر من كرمهم. وهو أول خليفة لعب بالصوالجة ورمى النّشّاب في البر جاس، ولعب الشَّطَرَنْج من بني العباّس. وكانت زوجته بنت عمّه أمّ جعفر زُبَيْدة بنت جعفر بن المنصور من أكمل النّساء. وَقَفَت الأوقاف وعملت المصانع والبِرَك، وفعلت وفعلت. قال: فالأمين قلت: كان جواداً، إلاّ أنّه انهمك في لذّاته ففسدت الأمور. قال: فالمأمون قلت: غلبَ عليه الفضْل بن سهْل، فاشتغل بالنّجوم، وجالسَ العلماء. وكان حليماً جواداً.) قال: فالمعتصم قلت: سلكَ طريقه، وغلبَ عليه حُب الفُرُوسيّة، والتّشبُّه بملوك الأعاجم، واشتغل بالغزو والفتوح. قال: فالواثق قلت: سلك طريقة أبيه. قال: فالمتوكّل قلت: خالفَ ما كان عليه المأمون والمعتصم والواثق مِن الاعتقادات، ونهى عن الجَدَل والمناظرات في الأهواء، وعاقب عليها. وأمر بقراءة الحديث وسماعه، ونهى عن القول بخلق القرآن، فأحبه النّاسُ. ثمّ سأل عن باقي الخلفاء، وأنا أُجيبه بما فيهم، فقال لي: قد سمعت كلامك وكأني مشاهد القوم. وقام على أثري والحَرْبة بيده، فاستسلمت للقتل، فعطف على دُور الحُرَم.

(24/19)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 20
4 (رواية المسعودى عن القاهر)
وقال المسعودى: أخذ القاهر من مؤنس وأصحابه أموالاً كثيرة، فلمّا خُلِعَ وسُمِلَ طُولِب بها، فَعُذِّبَ بأنواع العذاب، فلم يُقرّ بشيء. فأخذه الراضي بالله فقرّبه وأدناه وقال له: قد ترى مطالبة الجُنْد بالمال، وليس عندي شيء، والّذي عندك ليس بنافعٍ لك، فاعترف به. فقال: أمّا إذا فعلت هذا فالمال مدفون في البستان، وكان قد أنشأ بستاناً فيه أصناف الشجر حملت إليه من البلاد، وزَخرفه وعمل فيه قصراً، وكان الرّاضي مغرماً بالبستان والقصر، فقال: وفي أيّ مكان المال منه أنا مكفوف لا أهتدي إلى مكان، فاحفر البستان تجدْه. فحفر الراضي البستان وأساسات القصر، وقلع الشجر، فلم يجد شيئاً. فقال له: وأين المال فقال: وهل عندي مال، وإنما كان حسرتي في جلوسك في البستان وتنعّمك، فأردتُ أن أفجعك فيه. فندم الراضي وأبعده وحبسه. فأقام إلى سنة ثلاثٍ وثلاثين. ثمّ أُخرج إلى دار ابن طاهر، فكان تارة يُحبس، وتارة يُطلق، فوقف يوماً بجامع المنصور بين الصُّفوف وعليه مُبطنّة بيضاء وقال: تصدَّقوا عليَّ، فأنا مَن قد عرفتم. وكان مقصوده أن يشنّع) على المستكفي، فقام إليه أبو عبد الله بن أبي موسى الهاشميّ، فأعطاه خمسمائة درهم. وقيل: ألف درهم، ثمّ مُنع من الخروج، وعاش إلى سنة تسعٍ وثلاثين خاملاً. وعاش ثلاثاً وخمسين سنة. وكان له من الولد عبد الصّمد، وأبو القاسم، وأبو الفضل، وعبد العزيز.

(24/20)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 21
ووزر له ابن مُقْلَة، ثمّ محمد بن القاسم بن عُبَيد الله، فكان جباراً ظالماً، ثمّ الخصيبي.
4 (صفة الراضي)
وكان الراضي بالله أبو العبّاس محمد بن المقتدر مربوعاً، خفيف الجسم، أسمر، وأمّه ظَلُوم الروميّة. بويع يوم خُلع القاهر، وكان هو وأخوه في حبْس القاهر، وقد عزمَ على قتلهما. فأخرجهما الغلمان ورأسهم سِيما ألمنا خلي، وعاش سيما بعد البيعة مائة يوم.
4 (إمرة ابن رائق الجيش)
وولّى الراضي أتابكه محمد بن رائق إمارة الجيش ببغداد.
4 (مثالب القاهر في كتاب)
ثمّ أمر ابن مُقْلة عبد الله بن ثوابه أن يكتب كتاباً فيه مثالب القاهر ويُقرأ على النّاس.
4 (مصادرة عيسى المتطبّب)
وصودر عيسى المتطبّب على مائتي ألف دينار.
4 (قتل مرداويخ الدّيلمي)
وفيها مات مرداويخ، مُقَدَّم الدَّيْلَم بإصبهان. وكان قد عظُم أمرُه، وتحدّثوا أنّه يريد قصْد بغداد. وأنه مسالمٌ لصاحب المجوس. وكان يقول: أنا أردّ دولة العجم وأَمْحق دولة العرب. ثمّ أنه أساء إلى أصحابه، فتواطأوا على قتْله في حمّام.

(24/21)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 22
4 (مقاطعة ابن بويه للراضي على البلاد)
وفيها بعث عليّ بن بوية إلى الراضي يُقاطعه على البلاد الّتي استولى عليها بثمانية آلاف ألف درهم كلّ سنة. فبعث له لواء وخِلَعاً. ثّم أخذ ابن بوية يماطل بحمل المال.
4 (وفاة المهديّ صاحب المغرب)
وفيها في نصف ربيع الأوّل مات المهدي عُبَيْد الله صاحب المغرب عن اثنتين وستين سنة. وكانت أيّامه خمساً وعشرين سنة وأشهُراً وقام بالأمر بعده ابنه القائم بأمر الله أبو القاسم محمد، فبقي إلى سنة أربع وثلاثين.)
4 (نسب المهديّ)
وقال القاضي عبد الجبّار بن أحمد بن عبد الجبّار البصْريّ: اسم جدّ الخلفاء المصريّين سعيد، ويلقب بالمصريّ. وكان أبوه يهوديّاً حدّاداً بسَلَمّية. زعم سعيد هذا أنّه ابن ابن الحسين بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن ميمون القدّاح. وأهل الدّعوة أبو القاسم بن الأبيض العلويّ، وغيره يزعمون أنّ سعيداً إنّما هو ابن امرأة الحسين المذكور. وأنّ الحسين ربّاه وعلّمه أسرار الدّعوة، وزوّجه ببنت أبي الشَّلَغْلَغ فجاءه ابن سمّاه عبد الرحمن، فلمّا دخل المغرب وأخذ سجلماسة تسمى بعُبَيد وتكنّى بأبي محمد، وسمَّى ابنَه الحسن. وزعمت المغاربة أنّه يتيم ربّاه، وليس بابنه، وكنّاه أبا القاسم، وجعله وليّ عهده. وقتل عُبَيد خلقاً من العساكر والعُلماء، وبثّ دُعاته في الأرض. وكانت طائفة تزعم أنّه الخالق الرّازق، وطائفة تزعم أنّه نبيّ، وطائفة تزعم أنه المهديّ حقيقة.

(24/22)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 23
4 (قول الباقلاني في القداح)
وقال القاضي أبو بكر بن ألبا قلاني: إنّ القدّاح جدّ عُبَيد الله كان مجوسيّاً. ودخل عُبَيد الله المغرب، وأدّعى أنّه علويّ، ولم يعرفهُ أحدّ من علماء النَّسَب، وكان باطنيّاً خبيثاً، حريصاً على إزالة مِلّة الإسلام. أَعْدَمَ العلماء والفقهاء ليتمكّن من إغواء الخلْق. وجاء أولاده على أُسلوبه. أباحوا الخُمور والفُرُوج، وأشاعوا الرَّفْض، وبثُّوا دُعاةً، فأفسدوا عقائد خلقٍ من جبال الشّام كالنصيرة والد رزية. وكان القدّاح كاذباً ممخرقاً. وهو أصل دُعاة القرامطة. وقال أيضاً في كتابكشف أسرار الباطنيّة. أوّل من وضع هذه الدّعوى طائفة من المجوس وأبناء الأكاسرة. فذكر فَصلاً، ثمّ قال: ثمّ اتّفقوا على عبد الله بن عَمْرو بن ميمون القدّاح الأهوازيّ وأمدّوه بالأموال في سنة ثلاثين ومائتين أو قبلها، وكان مُشَعْوِذاً مخرقا يُظْهِر الزُّهْد، ويزعم أن الأرض تُطْوَى له. وجدُّ القدّاح هو دَيْصَان أحد الثَّنَوِيّة. وجاء ابن القدّاح على أسلوب أبيه، وكذا ابنه، وابن ابنه سعيد بن حسين بن أحمد بن محمد بن عبد الله. وهو الّذي يقال له عُبَيد الله. يُلقَّب بالمهديّ صاحب القيروان، وجدّ بني عُبَيد الّذين تسمّيهم جَهَلَةُ النّاس الخلفاء الفاطميّين.)
4 (قول ابن خلّكان في نسب المهديّ)
قال ابن خلّكان: اختُلِف في نَسَبه، فقال صاحب تاريخ القيروان: هو عُبَيْد الله بن الحسن بن عليّ بن محمد بن عليّ الرّضا بن موسى الكاظم بن جعفرالصّادق. وقال غيره: هو عُبَيْد الله بن محمد بن إسماعيل بن جعفر الصّادق. وقيل: هو عليّ بن الحسين بن أحمد بن عبد الله بن الحسن بن محمد بن زين العابدين عليّ بن الحسين. وإنّما سمّى نفسه عُبَيد الله استتاراً. وهذا على قول مَن يصحِّح نَسَبَه. وأهل العلم بالأنساب والمحقّقين يُنكِرون دعواه في النَّسبِ ويقولون:

(24/23)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 24
اسمه سعيد، ولَقَبه عُبَيد الله، وزوج أمّه الحسين بن أحمد القدّاح. وكان كحّالاً يقدح العين. وقيل: إن عُبَيد الله لمّا سار من الشّام وتوصّل إلى سجلماسة أحسن به ملكها اليسع آخر ملوك بني مدرار وأعلم بأنه الذي يدعو إليه أبو عبد الله الشيعي بالقيروان فيسجنه فجمع الشيعي جيشاً من كتامة وقصد سلجماسة، فلمّا قُربوا قتله الْيسع في السجن، وهرب. فلمّا دخل الشّيعيّ السّجن وجده مقتولاً، وخاف أن ينتقض عليه الأمر، وكان عنده رجلٌ من أصحابه يخدمه، فأخرجه إلى الجُنْد، وقال: هذا المهديّ. قلت: وهذا قولٌ منكر. بل أخرج عُبَيدَ الله وبايَع النّاس له، وسلّم إليه الأمر، ثمّ ندم، ووقعت الوحشة بينهما كما قدَّمنا قبل هذا في موضعه من هذا الكتاب. آخر الأمر أنّ المهديّ قَتَلَ أبا عبد الله الشّيعي وأخاه، ودانت له المغرب، وبنى مدينة المهديّة، والله أعلم.
4 (ظهور الشلمغانيّ)
وفيها ظهر محمد بن عليّ الشلْمغانيّ المعروف بابن أبي العز اقر. وكان مستتراً ببغداد، وقد أشاع أنّه يدّعي الأُلُوهيّة، وأنّه يُحْيي الموتى وله أصحاب. فتعصَّب له أبو عليّ بن مُقْلَة، فأحضره عند الرّاضي، فسمع كلامه وأنكر ما قيل عنه، وقال: إن لم تنزل العقوبة على الّذي باهلَنَي بعد ثلاثة أيّام وأكثره تسعة أيام، وإلا فَدَمي حلال. قال: فضُرب ثمانين سوطاً، ثمّ قتل وصُلب.

(24/24)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 25
4 (قتل وزير المقتدر)
) وقُتل بسببه الحسين بن القاسم بن عُبَيْد الله بن سليمان بن وهْب وزير المقتدر، وكان زنديقاً متَّهماً بالشَّلْمغانيّ، وفي نفس الرّاضي منه لكونه أذاه عند المقتدر بالله.
4 (قتل الأنبا ري)
وقُتل معه أيضاً أبو إسحاق إبراهيم بن أبي عَوْن أحمد بن هلال الأنبا ري الكاتب، صاحب كتابالأجوبة المسكتة، وكتا بالتّشبيهات، وكتاببيت المال السّرور. وكان قد مَرَق من الإسلام وصحِب ابن أبي العز اقر، وصار مِن المتغالين في حبّه، وصرَّح بإلهيته، تعالى الله عما يقول عُلوّاً كبيراً.
4 (قتل ابن أبي عون)
فلّما تتبّعوا أصحاب ابن أبي العز اقر قالوا لإبراهيم بن أبي عون: سُبّه وابصق عليه. فامتنع وأرعد وأظهر الخوف، فضُربَ بالسّياط، فلم يرجع، فَضُرِبت عُنقه، وأحْرِق في أوّل ذي القعدة.
4 (قتل ابن غريب الخال)
وفيها قُتِل هارون بن غريب الخال، كان مقيماً بالدّينَوَر، فلمّا ولي الراّضي كاتَب قوّاد بغداد بأنّه أحقّ بالحضرة ورئاسة الجيش، فأجابوه، فسارَ إلى بغداد حتّى بقي بينه وبينها يوم. فعُظم ذلك على ابن مُقْلة الوزير ومحمد بن ياقوت والحُجَريّة، وخاطبوا الراضي فعرّفهم كراهيته له، وأمر بممانعته، فأرسل ابن مُقْلَة إليه بأن يرجع، فقال، قد أنضمّ إليّ جُنْدٌ لا يكفيهم عملي.

(24/25)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 26
فأرسل إليه الراضي ابن ياقوت القراريطّي بأن قد قلّدوك أعمال طريق خرا سان، فقال للقراريطيّ: إن جُنْدي لا يقنعون بهذا، ومَن أحقّ منّي بخدمة الخليفة فقال: لو كنت تراعي أمير المؤمنين ما عصيته. فأغلظ له، فقام مِن عنده وأدّى الرسالة إلى الخليفة. وشَخَص إلى هارون مُعْظم جُنْد بغداد، فبعث إليه محمد بن ياقوت يتلطّف به، فلم يلتفت. ووقعت طلائعه على طلائع ابن ياقوت، فظهر عليها، ثمّ تقدَّم إلى قنطرة نهر بين، واشتبكت الحرب، فعبر هارون القنطرة، وأنفردَ عن أصحابه على شاطئ النّهر، وهو يظنّ أنّه يظفر بمحمد بن ياقوت، فتقنطر به فرسه، وبادره مملوك ابن ياقوت فقتله، ومزّق جيشه، ونهبهم عسكر ابن ياقوت، وذلك في جُمادَى الآخرة.)
4 (وفاة السّجزيّ)
وفيها تُوُفّي أبو جعفر السَّجْزِيّ أحد الحُجّاب. قيل: بلغ من العمر أربعين ومائة سنة. وكان يركب وحده وحواسُّه جيّدة.
4 (القبض على الخصيبي وابن مَخْلد)
وفيها قبض ابن مُقْلَة على أبي العبّاس الخصِيبيّ، والحسن بن مَخْلَد ونفاهما إلى عُمان، فرجعا إلى بغداد مختَفِيَيْن.
4 (وفاة ابن المقتدر)
وفيها تُوُفّي موسى بن المقتدر

(24/26)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 27
4 (توقّف الحجّ)
ولم يحجّ الناس إلى سنة سبْعٍ وعشرين من بغداد. والله أعلم

(24/27)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 28
4 (أحداث سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة)

4 (تقليد ولدي الراضي المشرق والمغرب)
فيها تمكن الرّاضي بالله وقلَّدَ ابنَيْه المشرقَ والمغربَ، وهما أبو جعفر وأبو الفضل. واستكتب لهما أبا الحسين عليّ بن محمد بن مُقْلَة.
4 (القبض على ابن شَنَبُوذ المقرئ وضرْبه)
وفيها بلغ الوزير أبا عليّ بن مُقْلَة أنْ ابن شَنَبُوذ المقريء يغيّر حروفاً مِن القرآن، ويقرأ بخلاف ما أنزل. فأحضره، وأحضر عمر بن أبي عمر محمد بن يوسف القاضي، وأبا بكر بن مجاهد، وجماعة من القُرّاء، ونوظر، فأغلظ للوزير في الخطاب وللقاضي ولابن مجاهد، ونَسَبَهم إلى الجهل، وأنّهم ما سافروا في طلب العلم كما سافر. فأمرَ الوزير بضربه، فنُصب بين الهِنبازَيْن وضُرِب سبْع دِرَر، وهو يدعو على الوزير بأن تُقْطَع يده، ويشتّت شمله. ثمّ أوقف على الحروف الّتي قيل إنّه يقرأ بها، فأهْدِرَ منها ما كان شنيعاً، وتوّبوه غصْباً. وكتب عنه الوزير محضراً. ومّما أُخِذَ عليه:) فأمضوا (إلى ذكر الله في الجمعة وكان) إمامهم (ملك يأخذ كلّ سفينةٍ) صالحة (غصباً.)

(24/28)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 29
وتكون الجبال) كالصّوف (المنفوش. تّبت يدا أبي لهب و) قد (تبّ. فلمّا خرّ تبيّنت) الإنسُ أنّ (الجنَّ لو كانوا يعلمون الغيبَ) لَما (لبِثوا) حَوْلاً (في العذاب المهين. والذّكر والأنثى. فاعترفَ بها. ولا ريب أنّها قد رُويت ولم يخترعْها الرّجلُ من عنده. وقيل إنه نُفي إلى البصرة. وقيل: إلى الأهواز. وكان إماماً في القراءة.
4 (شغب الجُنْد على محمد بن ياقوت)
وفي ربيع الأوّل شغب الجُنْد، وصاروا إلى دار محمد بن ياقوت، وطلبوا أرزاقهم، فأغلظ لهم، فغضبوا وهمّوا به، فدافع عنه غلمانه، وقام إلى دار الحُرَم. فجاء الوزير وسكّنهم. ثمّ عادوا في اليوم الثّاني وخرجوا إلى الصّحراء، وعاونتهم العامّة. فعبَروا إلى الجانب الغربيّ، وفتحوا السّجون والمُطْبق، وأخرجوا مَن بها، وعظُمت الفتنة، وشرع القتال، ونُهِبت الأسواق. وركب بدر الخَرشنيّ ليكُفَّهُم، فرموه بالنّشّاب. واتَّفقَ الحُجَريّة والسّاجيّة، وقصدوا دار الخليفة فمنعهم الحُجّاب، فكاشفوا محمد بن ياقوت وقالوا: لا نرضى أن تكون كبير الجيش. وحاصّروا دار الخليفة أيّاماً، ثمّ أرضاهم، فسكنوا.

(24/29)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 30
4 (القبض على ابن ياقوت والقراريطيّ)
وفيها قبض الرّاضي على محمد بن ياقوت، وأخيه المظفّر، وأبي إسحاق القراريطيّ، وأخذ خطّ القراريطيّ بخمسمائة ألف دينار.
4 (ازدياد شأنِ ابن مُقْلة)
وعظُم شأن الوزير ابن مُقْلَة، واستقلّ بالدولة. ثمّ شَغَبَ الجُنْد عليه ونهبوا داره، فأرضاهم بمال.
4 (فتح جنوه)
وفيها أخرجَ المنصور إسماعيل العُبَيْدي يعقوب بن إسحاق في أسطول من المهديّة عدّته ثلاثون حربيّاً إلى ناحية إفرنجة، ففتح مدينة جنوه، ومرّوا بمدينة سر دانية، فأوقعوا بأهلها وسّبوا وأحرقوا عدّة مراكب، وقتلوا رجالها، وأسرعوا بالخروج إلى جنة، وحرّقوا مراكب قرسقة، ونقبوا أسوار جنوه، واستولوا على المدينة، وأسروا ألف امرأة، وقدِموا بالغنائم إلى) المهديّة.
4 (فتنة البربهاريّ وأصحابه)
وفي جُمَادى الأولى جرت فتنة عظيمة من البَرْبهاريّ الحنبليّ وأصحابه، فنوديّ أن لا يجتمع أحدٌ من أصحاب البَرْبهاريّ. وحُبِس منهم جماعة واستتر الشّيخ.

(24/30)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 31
فقيل: إنّهم صاروا يكبسون دُور الأمراء والكُبراء، فإن رأوا نبيذاً أراقوه، وإن صادفوا مغنّيةً ضربوها، وكسروا آلة الملاهي، وأنكروا في بيع النّاس وشرائهم، وفي مشْي الرجال مع الصّبيان. فَنَهاهُم متولّي الشّرطة، فما التفتوا عليه: فكتب الرّاضي توقيعاً يزجُرُهم ويوبّخهم باعتقادهم: وأنّكم تزعمون أنّ الله على صُوَركم الوحشة، وتذكرون أنّه يصعد وينزل. وأُقسم: إنْ لم تنتهوا لأقتلنَّ فيكم ولأُحَرّقنّ دُوركم.
4 (هبوب الريح ببغداد)
وفي الشّهر هبّت ريح عظيمة ببغداد، واسودَّت الدّنيا وأظلمت من العصر إلى المغرب برعدٍ وبَرْق.
4 (شغب الجنْد بابن مُقْلَة)
وفيه شَغَب الجُنْد بابن مُقْلة وهمّوا بالشّرّ.
4 (قتل سعيد بن حمدان)
وكان سعيد بن حمدان قد ضمِن المَوْصل وغيرها سِرّاً من ابن أخيه الحسن بن عبد الله بن حمدان، وخلع عليه ببغداد، فخرج سعيد في صورة أنّه يساعد ابنُ أخيه مظهِراً لتَلَقِّيه. ومضى العمّ إلى دار ابن أخيه فنزلها، وسأل عنه فقيل: خرج لتَلَقّيك. فجلس ينتظره.

(24/31)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 32
فلمّا علم الحسن بأنّ عمّه في داره وجّه غلمانه فقبضوا عليه وقيَّدوه، ثمّ قتله بعد أيام.
4 (خروج ابن مقلة لحرب الحسن بن حمدان)
وتألَّم له الرّاضي، وأمرَ أبا عليّ بن مُقْلَة بالخروج إلى الموصل، والإيقاع بالحَسَن. فخرج في جميع الجيش واستخلَف ابنَه أبا الحسين موضعه. فلمّا قرُب من المَوْصل نزح عنها الحسن في شعبان، فتبِعَه ابن مُقْلَة، فصعِد الجبل ودخل بلد الزوزان، فاستقرّ ابن مُقْلَة بالموصل يستخرج أموالاً، ويستسلف من التُّجّار على غلات البلد، فاجتمع له أربعمائة ألف دينار. فاحتال سهل بن هاشم كاتب الحسن، وكان مقيماً ببغداد، فبذل لولد ابن مُقْلَة عشرة آلاف دينار حتى يكتب) إلى أبيه بأن الأمور بالحضرة مضطّربة، فانزعج الوزير وسار إلى بغداد، فدخل في ذي القعدة.
4 (القبض على جعفر بن المكتفي)
وفيها وقعوا برجلٍ قد أخذ البيعة لجعفر بن المكتفي، وبذل أموالاً عظيمة، فقُبِض عليه وعلى جعفر، ونُهب منزل جعفر.
4 (عَوْد الحسن بن حمدان إلى الموصل)
وعاد الحسن بن عبد الله بن حمدان إلى الموصل بعد حرب تمّ له مع جيش الخليفة وهزمهم، وكتب إلى الخليفة يعتذر.

(24/32)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 33
4 (مهاجمة القرمطيّ لِركْب الحجّاج)
وخرج الرَّكْبُ العراقيّ ومعهم لؤلؤ يَخْفُرُهم، فاعترضهم أبو طاهر القَرْمَطِيّ، فانهزم لؤلؤ وبه ضربات. فقتل القَرْمطيُّ الحاجّ وسبى الحُرَم، والتجأ الباقون إلى القادسيّة، وتسللوا إلى الكوفة.
4 (موت الأمير ابن ياقوت)
وفي ذي الحِجّة مات الأمير أبو بكر محمد بن ياقوت في الحبْس حتْف أنفه.
4 (الغلاء ببغداد)
وفيها غلا السِّعْر ببغداد حتّى أبيع كَرّ القمح بمائةٍ وعشرين ديناراً.
4 (استمالة ابن رائق للدَّيلم)
وفيها قدِم غلمان مرداويخ الدَّيْلَميّ إلى بغداد، وفيهم بَجْكم، فخافت الحُجَريّة منهم. ثمّ إن محمد بن رائق أمير واسط ونواحيها كاتَبَهم، فأتوا إليه، فأكرمهم وقدَّم عليهم بجكم، وأفرط في الإحسان إليه، وأمره بمكاتبة جُنْد الجبال ليَقْدَمُوا عليه. ففعلوا، فصار عنده عدّة كبيرة، وتمكّن وجبى الخراج.

(24/33)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 34
4 (أحداث سنة أربع وعشرين)

4 (وفاة هارون بن المقتدر)
تُوُفّي هارون بن المقتدر، وحزن عليه أخوه الخليفة، واغتّم له، وأمرَ بِنَفْيِ الطّبيب بُخْتيشوع بن يحيى، واتهمه بتعمُّد الخطأ في علاجه.
4 (تقليد ابن طغج عملاً في مصر)
) وفيها قلّد ابن مقلة أبا بكر محمد بن طُغْج أعمال المعاون بمصر مُضافاً إلى ما بيده مِن الشّام.
4 (قطْع ابن رائق الحمْل عن بغداد)
وفيها قطع الحمل عن بغداد محمد بن رائق، واحتجَّ بكثرة كلْفة الجيش عنده، وقطع حمْل الأهواز، وطمع غيرهم.
4 (إطلاق المظفّر بن ياقوت من الحبْس)
وفي ربيع الأوّل أطلق من الحبس المظفر بن ياقوت، وحلف للوزير على المصافاة، وفي نفسه الحقْد عليه لأنه نكبه، ونكب أخاه محمداً. ثمّ أخذ

(24/34)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 35
يسعى في هلاكه ويشغب عليه الحجرية. فعلم الوزير فاعتضد بالأمير بدر صاحب الشرطة ليوقع بالمظفر، فانحدر بدر وأصحابه بالسلاح إلى دار الخليفة، ومنعوا الحجرية من دخولها فضعفت نفس المظفر، وأشار على الحجرية بالتذلل لابن مقلة، وأظهر له المظفر أنه على أيمانه، فاغتر بذلك وصرف بدراً والجند من دار الخلافة. فمشى الغلمان بعضهم إلى بعض وأوحشوا نفوس الجند من ابن مقلة ومن بدر، وتحالفوا وصارت كلمتهم واحدة. ثمّ صاروا إلى دار الخلافة فأحدقوا بها وصار الراضي في أيديهم كالأسير، وطالبوه أن يخرج معهم إلى الجامع فيصلي بالناس ليعلموا أنه من حزبهم. فخرج يوم الجمعة سادس جمادى الأولى، فصلى بالناس، وقال في خطبته: اللهم إن هؤلاء الغلمان بطانتي وظهارتي، فمن أرادهم بخير فأزده، ومن كايدهم فكده.
4 (إمرة بدر الخرشني على دمشق)
وأمر بدراً الخرشني بالمسير على إمرة دمشق مسرعاً.
4 (تدبير ابن مقلة للإيقاع بابن رائق)
ثمّ أخذ ابن مقلة يشير على الراضي سراً أن يخرج بنفسه ليدفع محمد بن رائق عن واسط والبصرة. ثمّ بعث ابن مقلة بمقدم من الحجرية، وآخر من الساجية برسالة إلى ابن رائق يطلب المحاسبة. فأحسن ابن رائق إليهما، وحملهما رسالة إلى الراضي سراً بأنه إن استدعي إلى الحضرة قام بتدبير الخلافة، وكفى أمير المؤمنين كل مهم. فقدما. فلم يلتفت الراضي إلى الرسالة. ولما رأى ابن مقلة امتناع ابن رائق عليه عمل على خروج الراضي إلى الأهواز، وأن يرسل القاضي برسالة إلى ابن رائق لئلا يستوحش.

(24/35)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 36
4 (إخراج ابن مقلة من الوزارة)
) فبينا ابن مقلة في الدهليز شغب الغلمان ومعهم المظفر، وأظهروا المطالبة بالأرزاق، وقبضوا على الوزير، وبعثوا إلى الراضي يعرفونه ليستوزر غيره، فبعث إليهم يستصوب رأيهم، ثم قال: سموا من شئتم حتى استوزره. فسموا علي بن عيسى، وقالوا: هو مأمون كافي. فاستحضره وخاطبه بالوزارة فامتنع، فخاطبه ثانية وثالثة فامتنع، فقال: أشر بمن ترى. فأومأ إلى أخيه عبد الرحمن بن عيسى. فبعث الراضي إليه المظفر بن ياقوت، فأحضره وقلده، وركب الجيش بين يديه، وأحرقت دار ابن مقلة، وهذه المرة الثالثة. وكان قد أحرق دار سليمان بن الحسن. فكتبوا على داره:
(أحسنت ظنك بالأيام إذ حسنت .......... ولم تخف سوء ما يأتي به القدر)

(وسالمتك الليالي فاغتررت بها .......... وعند صفو الليالي يحدث الكدر)
واختفى الوزير وأعوانه
4 (ظهور الخصيبي وسليمان بن الحسن)
وظهر أبو العباس الخصيبيّ، وسليمان بن الحسن، وصارا يدخلان مع الوزير عبد الرحمن وأخيه عليّ، ويدخل معهم أبو جعفر محمد بن القاسم والأعيان.
4 (تعذيب ابن مقلة)
وأخذ ابن مقلة فتسلّمه عبد الرحمن الوزير، وضرب بالمقارع، وأخذ خطُّه

(24/36)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 37
بألف ألف دينار. ثم سلم إلى أبي العباس الخصيبيّ، فجرى عليه من المكاره والتعليق والضرب عجائب.
4 (رواية ثابت بن سنان عن تعذيب ابن مقلة)
قال ثابت: كلفني الخصيبي الدخول إليه يوماً وقال: إن كان يحتاج إلى الفصد فليفصد بحضرتك. فدخلت فوجدته مطروحاً على حصيرٍ، وتحت رأسه مخدة وسخة، وهو عريان في وسطه سراويل، ورأيت بدنه من رأسه إلى أطراف رجليه كالباذنجان، وبه ضيق نفسٍ شديد. وكان الذي تولى عذابه ودهق صدره الدستوائي. فقلت: يريد الفصد. فقال الخصيبي: وكيف نعمل، ولابد من تعذيبه كل يوم فقلت: فيتلف. قال: افصده.) ففصد ته ورفهته ذلك اليوم. واتفق أنّ الخصيبي استتر ذلك اليوم، فاطمأن ابن مقلة وتصلح. وحضر أبو بكر بن قرابة، وضمن ما عليه وتسلمه.
4 (القبض على المظفر بن ياقوت وهدم داره)
وفي جمادى الأولى قبض الراضي على المظفر بن ياقوت وهدم داره، ثمّ أطلقه بعد جمعة وأصدره إلى أبيه ياقوت.
4 (عزل الخرشني عن الشرطة)
وعزل بدر الخرشني عن الشرطة، ووليها كاجوا.

(24/37)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 38
4 (تقليد الخرشني أعمال إصبهان وفارس)
وقلد الخرشني أعمال إصبهان وفارس.
4 (وزارة الكرخي)
وعجز الوزير عبد الرحمن عن النفقات، وضاق المال. فاستعفى. فقبض عليه الراضي في رجب وعلى أخيه، واستوزر أبا جعفر محمد بن القاسم الكرخيّ، وسلم ابني عيسى إلى الكرخي، فصادرهما برفق، فأدى كل واحد سبعين ألف دينار، وانصرفا إلى منازلهما.
4 (قتل ياقوت الأمير)
وفي رمضان قتل ياقوت الأمير بعسكر مكرم، فأراد الحجرية قتل أبي الحسين البريدي ببغداد، وكان يخلف أخاه في الكتابة لياقوت، فاختفى. وكان ياقوت قد سار بجموعه لحرب عليّ بن ابن بويه، فالتقيا بباب أرجان، فهزمه ابن بويه، فعاد إلى الأهواز، وتواترت الأخبار بأن بويه وافى إلى رامهرمز مقتفياً آثار ياقوت. فعبر ياقوت إلى عسكر مكرم وقطع الجسر. وأقام ابن بويه أياماً برامهرمز إلى أن وقع الصلح بينه وبين الخليفة، وجرت فصول. وضعف أمر ياقوت، وجاع عساكره، وتفرقت رجاله، وتمت له حروب مع كاتبه أبي عبد الله البريدي، ثم انهزم وأوى إلى قريٍ ةٍ، فظفروا به وقتلوه، وكان قد شاخ. ثم طغى البريدي وأظهر العصيان.

(24/38)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 39
4 (وزارة سليمان بن الحسن)
وفيها استوزر الراضي أبا القاسم سليمان بن الحسن. وسببه أن ابن رائق تغلب على ناحيته،) وابن بويه تغلب على فارس. وضاقت الدنيا على الوزير الكرخي، وكان غير ناهض بالأمور، فعزل في شوّال. وقلد سليمان، فكان في العجز بحال الكرخي وزيادة.
4 (عودة ابن رائق إلى بغداد)
فدعت الضرورة إلى أن كاتب الراضي محمد بن رائق يلاطفه مع كاجو، فأصغى وأسرع، فأرسل إليه الراضي بالخلع واللواء. فانحدر إليه أعيان الساجية، فقيدهم وحبسهم، فاستوحش الحجرية ببغداد، وأحدقوا بباب دار الخليفة. فوصل ابن رائق في جيشه إلى بغداد في ذي الحجة، ودخل على الراضي في قواده. ثم إنه أمر الحجرية بقلع خيامهم وذهابهم إلى منازلهم، فلم يفعلوا، وبطل حينئذٍ أمر الوزارة والدواوين وبقي الاسم لا غير، وتولى الجميع محمد بن رائق وكتابه، وصارت الأموال تحمل إليه، وبطلت بيوت المال. وحكم ابن رائق على البلاد وبقي الراضي معه صورةً.
4 (الوباء والغلاء بإصبهان وبغداد)
وفيها وقع الوباء العظيم بإصبهان وبغداد، وغلت الأسعار.

(24/39)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 40
4 (الغزوة الأولى لعليّ بن حمدان)
وفيها سار الدمستق في جيوش الروم إلى أرض آمد وسميساط فسار عليّ ابن عبد الله ابن حمدان، وهو شاب، وهذه من أول مغازيه، إلى آمد، وبعث الأقوات إلى سميساط، فاختلف عليه بعض أمرائه، ثمّ حاربه فظفر به، ثمّ عفا عنه.
4 (تغلب الحسن بن حمدان على الموصل)
وكان الحسن بن عبد الله بن حمدان أخوه قد غلب على الموصل، فسار إليه خلق من الساجية والحجرية، وهم خاصكية الخليفة، هربوا من محمد بن رائق، فأحسن الحسن إليهم.
4 (محاربة اليشكري للساجي وانهزامه)
وسار من عنده نظيف الساجي متقلداً أذربيجان، فحاربه اليشكري، فانهزم نظيف واستبيح عسكره، وغلب اليشكري على أذربيجان، فسار لحربه ديسم وابن الديلمي وطائفة، فهزموه ونهبوا وسبوا، وفعلوا القبائح.
4 (استيلاء الروم على سميساط)
وفيها استولت الروم على سميساط ودكوها، وأمن ألد مستق أهلها ووصلهم إلى مأمنهم.)
4 (غارات بني نمير وقشير)
وفيها عاثت العرب من بني نمير وقشير وملكوا ديار ربيعه ومضر، وشنوا الغارات، وسبوا وقطعوا السبل، وخلت المدائن من الأقوات، فسار لحربهم علي ابن عبد الله بن حمدان، فأوقع بهم وهزمهم بسروج وطردهم إلى ناحية سنجار وهيت.

(24/40)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 41
4 (خلعة الملك لصاحب الموصل)
ونفد الراضي بالله خلع الملك إلى صاحب الموصل الحسن بن عبد الله، فبعث على أذربيجان ابن عمه حسين بن سعيد بن حمدان. وكان على ديار بكر أخوه عليّ.

(24/41)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 42
4 (أحداث سنة خمس وعشرين وثلاثمائة)

4 (محاربة ابن رائق للحجرية والساجية)
فيها أشار محمد بن رائق على الراضي بأن ينحدر معه إلى واسط، فخرج أول السنة منحدراً، فوصل واسط في عاشر المحرم. واستخلف بالحضرة أبا محمد الصلحي، فاضطربت الحجرية وقالوا: هذه حيلة علينا ليعمل بنا مثل ما عمل بالساجية. فأقام بعضهم ثم انحدروا. واستخدم ابن رائق ستين حاجباً، وأسقط الباقين، وكانوا أربعمائة وثمانين. ونقص أرزاق الحشم، فثاروا وحاربوا ابن رائق، وجرى بينهم قتال شديد، وانهزم من بقي من الساجية إلى بغداد ولم يبق من الحجرية إلاّ قليل، مثل صافي الخازن، والحسن بن هارون، فأطلقا. ولمّا فرغ ابن رائق من الحجرية والساجية أشار على الراضي بالله بالتقدم إلى الأهواز، فأخرج المضارب.
4 (رسالة الراضي إلى البريدي)
وبعث ابن رائق أبا جعفر محمد بن يحيى بن شيرزاد، والحسن بن إسماعيل الإسكافي إلى أبي عبد الله البريدي برسالة من الراضي، مضمونها أنه قد أخر

(24/42)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 43
الأموال وأفسد الجيوش. وأنه ليس طالبياً فينازع الأمر، ولا جنديا فينازع الإمارة، ولا ممن يحمل السلاح، فيؤهل لفتح البلاد. وأنه كان كاتباً صغيراً، فرفع فطغى وكفر النعمة فإن راجع سومح عن الماضي. فأجاب إلى أنه يحمل مالاً عينه، وأن الجيش الذي عنده لا يقوم بهم مال الحضرة، فسيوجههم إلى فارس لحرب من بها. فبعث إليه الراضي بالعهد فما حمل المال ولا جهز الجيش.)
4 (ضمان البريدي البلاد)
وكان أبو الحسين البريدي ببغداد، فجهزه ابن رائق إلى أخيه أبي عبد الله، ثمّ صمن البريدي البلاد.
4 (تقلد بجكم الشرطة)
ورجع الراضي إلى بغداد، وتقلّد الشرطة بجكم.
4 (خروج الحجرية من بغداد)
وخرج من بقي من الحجرية من بغداد إلى الأهواز، فقبلهم البريدي، وأجرى أرزاقهم، ورثى لهم.
4 (تفرق البلدان عن الخلافة)
وصارت البلدان بين خارجي قد تغلب عليها، أو عامل لا يحمل مالاً، وصاروا مثل ملوك الطوائف، ولم يبق بيد الراضي غير بغداد والسواد، مع كون يد ابن رائق عليه.

(24/43)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 44
4 (الوحشة بين ابن رائق والبريدي)
وفيها ظهرت الوحشة بين محمد بن رائق وبين أبي عبد الله البريدي.
4 (دخول القرمطي الكوفة)
ووافى أبو طاهر القرمطي إلى الكوفة فدخلها في ربيع الآخر، فخرج ابن رائق في جمادى الأولى، وعسكر بظاهر بغداد. وسير رسالة إلى القرمطي فلم تغن شيئاً، ثمّ إن القرمطي رد إلى بلده.
4 (وزارة ابن الفرات)
وفيها استوزر الراضي أبا الفتح الفضل بن جعفر بن الفرات بمشورة ابن رائق. وكان ابن الفرات بالشام فأحضروه.
4 (انهزام جيش ابن رائق)
ومضى ابن رائق إلى واسط وراسل البريدي، فلم يلتفت وأخذ يماطله. وبعث جيشاً إلى البصرة يحفظها من ابن رائق، وطيب قلوب أهلها، فقلق ابن رائق، وبعث إلى البصرة جيشاً، فالتقوا فانهزم جيش ابن رائق غير مرة.
4 (محاربة ابن رائق للبصرة وعصيان أهلها عليه)
) ثم قدم بدر الخرشني من مصر، فأكرمه ابن رائق، ثم نفده وبجكماً إلى الأهواز، فجهز إليهما البريدي أبا جعفر الجمال في ألف نفس، فالتقوا على

(24/44)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 45
السوس، فهزمهم الخرشني، وساق وراءهم، فخرج البريدي وأخوه في طيار، وحملوا معهم ثلاثمائة ألف دينار، فغرق بهم الطيار، فأخرجهم الغواصون، واستخرجوا بعض الذهب لبجكم، ووافوا البصرة، ودخل بجكم الأهواز، وكتب إلى ابن رائق بالفتح. ودخل البريديون البصرة واطمأنوا، فساق ابن رائق بنفسه إلى البصرة في نصف شوّال. فهرب البريدي إلى جزيرة أوال، ووافاه بجكم. وسار ابن رائق وجيشه ليدخلوا البصرة، فقاتلهم أهلها ومنعوهم لظلمهم. وذهب البريدي إلى فارس، واستجار بعلي بن بويه فأجاره، وأنفذ معه أخاه وأبا الحسين أحمد بن بويه لفتح الأهواز. وبلغ ابن رائق ذلك، فجهز بجكم إلى الأهواز، فقال: لست أحارب هؤلاء إلا بعد أن تحصل لي إمارتها وخراجها. فقال ابن رائق: نعم. وأمضى له ذلك على مائة وثلاثين ألف دينار في السنة. ودام أهل البصرة على عصيان ابن رائق لسوء سيرته، فحلف إن تمكن من البصرة ليجعلها رماداً. فازدادا غيظهم منه.
4 (ولاية بدير لدمشق)
وفيها ولي إمرة دمشق بدير مولى محمد بن طغج، فأقام بها إلى سنة سبع وعشرين.

(24/45)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 46
4 (قدوم ابن رائق إلى دمشق)
وقدم محمد بن رائق دمشق، فأقام بها، وزعم أن المتقي ولاه إياها، وأخرج بديراً.
4 (عودة الولاية لبدير)
ثم ولي بدير دمشق بعد ذلك من قبل كافور الإخشيدي.
4 (اختلاف البريديين)
وإما البريديون فهم ثلاثة من الكتّاب: أبو عبد الله، وأبو الحسين، وأبو يوسف. كان أبوهم كاتباً على البريد بالبصرة، فغلبوا على الأهواز وجرت لهم قصص، ثمّ اختلفوا وتمزقوا.
4 (تغلب ابن حمدان على مضر)
وفيها سار عليّ بن عبد الله بن حمدان إلى مضر، فتغلب عليها لما خرج عنها بدر الخرشني) إلى العراق.
4 (امتناع الحجاج)
ولم يجسر أحد أن يحج هذا العام.
4 (تأسيس مدينة الزهراء بالأندلس)
وفيها أسس أمير الأندلس الناصر لدين الله الأموي مدينة الزهراء. وكان منتهى الإنفاق في بنائها كل يوم ما لا يحد، يدخل فيها كل يوم من الصخر المنحوت ستة آلاف صخرة، سوى التبليط. وجلب إليها الرخام من أقطار المغرب، ودخل فيها أربعة آلاف وثلاثمائة سارية، منها ثلاث وعشرون سارية

(24/46)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 47
ملونة. وأهدى له ملك الإفرنج أربعين سارية رخام. وأما الوردي والأخضر فمن إفريقية والحوض المذهب جلب من القسطنطينية، والحوض الصغير عليه صورة أسد، وصورة غزال، وصورة عقاب، وصورة ثعبان، وغير ذلك. كل ذلك ذهب مرصع بالجوهر. وبقوا في بنائها ست عشرة سنة. وكان ينفق عليها ثلث دخل الأندلس. وكان دخل الأندلس يومئذٍ خمسة آلاف ألف وأربعمائة ألف وثمانون ألف درهم. وعمل في الزهراء قصر المملكة. غرم عليه من الأموال ما لا يعلمه إلا الله. وبين الزهراء وبين قرطبة أربعة أميال، وطولها ألف وستمائة ذراع، وعرضها ألف وسبعون ذراعاً. ولم يبن في الإسلام أحسن منها، لكنها صغيرة بالنسبة إلى المدائن كما ترى لا بل هي متوسطة المقدار. وكانت من عجائب الدنيا. وسورها ثلاثمائة برج، وكل شرافة حجر واحد. وعمل ثلثها قصور الخلافة، وثلثها للخدم، وكانوا اثني عشر ألف مملوك، وثلثها الثالث بساتين. وقيل إنه عمل فيها بحيرة ملأها بالزئبق. وقيل: كان يعمل فيها ألف صانع، مع كل صانع اثنا عشر أجيراً. وقد أحرقت وهدمت في حدود سنة أربعمائة، وبقيت رسومها وسورها. فسبحان الباقي بلا زوال.

(24/47)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 48
4 (أحداث سنة ست وعشرون وثلاثمائة)

4 (انتصار البريدي على بجكم)
فيها سار أبو عبد الله البريدي لمحاربة بجكم. وأقبل في مددٍ من ابن بويه، فخرج بجكم لحربه،) وعاد منهزماً بعد ثلاث، لأن الأمطار عطلت نشاب أصحابه وقسيهم، فقبض على وجوه أهل الأهواز، وحملهم معه، وسار إلى واسط.
4 (ازدياد قوة أحمد بن بويه)
وأقام البريدي وأحمد بن بويه بالأهواز أياماً. ثمّ هرب البريدي في الماء، ثم أخذ يراوغ أحمد بن بويه، وجرت له فصول. وقوي ابن بويه. وبجكم مقيم بواسط ينازع إلى الملك ببغداد. وقد جمع ابن رائق أطرافه وأقام ببغداد، والبريدي هارب في أسفل الأهواز.
4 (المصاهرة بين ابن رائق والوزير أبي الفتح)
ولما رأى الوزير أبو الفتح الفضل اختلاف الحضرة، واستيلاء المخالفين على البلاد، أطمع ابن رائق في أن يحمل إليه الأموال من الشام ومصر. وأن

(24/48)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 49
ذلك لا يتم مع بعده. وصاهره فزوج ابنه بابنة محمد بن رائق، وزوج مزاحم بن رائق ببنت محمد بن طغج.
4 (محاربة البريدي لبجكم)
ثمّ خرج الوزير أبو الفتح إلى الشام على البرية، وقد استخلف على الحضرة عبد الله بن علي النقري. وسار ابن شيرزاد بين البريدي وابن رائق في الصلح، فكتبوا للبريدي بالعهد على البصرة، وأن يجتهد في أخذ الأهواز من أحمد بن بويه، وأن يحارب بجكم. فواقع عسكر البريدي عسكر بجكم فهزمه، فسر بذلك ابن رائق. ثم أرسل بجكم إلى البريدي: أنت قد أنفقت مع ابن رائق علي وقد عفوت عنك، وأنا أعاهدك إن ملكت الحضرة أن أقلدك واسطاً. فسجد البريدي شكراً لله وحلف له واتفقا.
4 (قطع يد ابن مقلة)
وقيها قطعت يد ابن مقلة. وسببه أن محمد بن رائق لما صار إليه تدبير المملكة قبض على ضياع ابن مقلة وابنه، فسأله ابن مقلة إطلاقها، فوعده ومطلة. فأخذ ابن مقلة في السعي عليه من كل وجهٍ، وكتب إلى بجكم يطمعه في الحضرة، وكتب إلى الراضي يشير عليه بالقبض على ابن رائق، ويضمن له إذا فعل ذلك وأعاده إلى الوزارة أنه يستخلص له منه ثلاثة آلاف) دينار. وأشار باستدعاء بجكم ونصبه في بغداد. فأصغى إليه، فكتب ابن مقلة إلى بجكم يخبره ويحثه على القدوم.

(24/49)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 50
واتفق معهم أن ابن مقلة ينحدر سراً إلى الراضي ويقيم عنده، فركب من داره، وعليه طيلسان، في رمضان في الليل. فلما وصل إلى دار الخليفة لم يمكن، وعدل به إلى حجرة فحبس بها. وبعث الراضي إلى ابن رائق فأخبره. فتردد الرسل بينهما أسبوعين، ثم أظهر الخليفة أمره، واستفتى القضاة في أمره، وأفشى ما أشار به ابن مقلة من مجيء بجكم وقبض ابن رائق. فيقال إن القضاة، أفتوا بقطع يده، ولم يصح. ثم أخرجه الراضي إلى الدهليز، فقطعت يده بحضرة الأمراء.
4 (رواية ابن سنان عن ابن مقلة)
قال ثابت بن سنان: فاستدعاني الراضي وأمرني بالدخول عليه وعلاجه، فدخلت، فإذا به جالس يبكي، ولونه مثل الرصاص، فشكا ضربان ساعده. فطلبت كافوراً، وطليت به ساعده فسكن. وكنت أتردد عليه، فعرضت له علة النقرس في رجله. ثم لما قرب بجكم من بغداد قطع ابن رائق لسان ابن مقلة، وبقي في الحبس مدة، ثم لحقه ذرب وشقي إلى أن مات بدار الخلافة.

(24/50)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 51
وقد وزر ثلاث مرات لثلاثة من الخلفاء. ومات سنة ثمان وعشرين، وهو صاحب الخط المنسوب.
4 (دخول بجكم بغداد وتلقيبه: أمير الأمراء)
ثم أقبل بجكم في جيوشه وضعف عنه محمد بن رائق، فاستتر ببغداد، ودخلها بجكم في ذي القعدة، فأكرمه الراضي ورفع منزلته، ولقبه أمير الأمراء، وانقضت أيام محمد بن رائق.
4 (كتاب ملك الروم إلى الخليفة بالهدنة)
وفيها ورد كتاب من ملك الروم. والكتابة بالذهب، وترجمتها بالعربية بالفضة وهو: من رومانس وقسطنطين وأسطانوس عظماء ملوك الروم، إلى الشريف البهي ضابط سلطان المسلمين. بسم الآب والابن وروح القدس الإله الواحد، الحمد لله ذي الفضل العظيم، الرؤوف بعباده، الذي جعل الصلح أفضل الفضائل، إذ هو محمود العاقبة في السماء والأرض. ولما بلغنا ما) رزقته أيها الأخ الشريف الجليل من وفور العقل وتمام الأدب، واجتماع الفضائل أكثر ممن تقدمك من الخلفاء، حمنا الله.. وذكر كلاماً يتضمن طلب الهدنة والفداء. وقدموا تقدمه سنية. فكتب إليهم الراضي بإنشاء أحمد بن محمد بن ثوابه، بعد البسملة: من عبد الله أبي العباس الإمام الراضي بالله أمير المؤمنين إلى رومانس وقسطنطين

(24/51)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 52
وأسطانوس رؤساء الروم. سلام على من اتبع الهدى وتمسك بالعروة الوثقى وسلك سبيل النجاة، والزلفى. وأجابهم إلى ما طلبوا.
4 (تقلد بجكم إمارة بغداد وخرا سان)
وفيها قلد الراضي بجكم إمارة بغداد وخرا سان. وابن رائق مستتر.
4 (امتناع الحجاج)
ولم يحج أحد.
4 (انتصار ابن حمدان على الدمستق)
وفيها كانت ملحمة عظيمة بين الحسن بن عبد الله بن حمدان وبين الدمستق، ونصر الله الإسلام، وهرب الدمستق. وقتل من النصارى خلائق، وأخذ سرير الدمستق وصليبه.

(24/52)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 53
4 (أحداث سنة سبع وعشرين وثلاثمائة)

4 (الحرب بين بجكم وابن حمدان)
فيها سافر الراضي وبجكم لمحاربة الحسن بن عبد الله بن حمدان، وكان قد أخر الحمل عن ما ضمنه من الموصل والجزيرة. فأقام القاضي بتكريت، ثمّ التقى بجكم وابن حمدان، فانهزم أصحاب بجكم وأسر بعضهم فحقق بجكم الحملة بنفسه، فانهزم أصحاب ابن حمدان. واتبعه بجكم إلى أن بلغ نصيبين فأقام بها، وهرب ابن حمدان إلى آمد، وسار الراضي إلى الموصل.
4 (انضمام القرامطة إلى ابن رائق)
وكان في جند بجكم طائفة من القرامطة، وبقوا مع الراضي، فلحقتم الطائفة بتكريت، فذهبوا مغاضبين إلى بغداد. وظهر محمد بن رائق من استتاره فانضموا إليه، وكانوا ألف رجل. وقيل أن الراضي إنما سارع إلى الموصل خوفاً منهم، فدخلها في صفر، فاستناب بجكم قواده على نصيبين وديار ربيعه، وعاد إلى الموصل وهو قلق من أمر ابن رائق.

(24/53)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 54
4 (الفتنة بين أهل الموصل وجند بجكم)
) وبعد أيام وقعت فتنة بين المواصلة وجند الأمير بجكم، فركب بجكم ووضع السيف في أهل الموصل، وأحرق فيها أماكن.
4 (مسير ابن حمدان إلى نصيبين)
وسار ابن حمدان إلى نصيبين فهرب عمال بجكم عنها، وأخذ أصحابه يتسللون إلى ابن رائق. ثم طلب ابن حمدان من بجكم الصلح، فما صدق به، وبعث إليه بعهده.
4 (تقلد ابن رائق الفرات وجند قنسرين)
وأما ابن رائق فهرب أصحاب السلطان ببغداد وهزمهم، وراسل والدة الراضي وحرمه رسالة جميلة، وراسل الراضي وبجكم يلتمس الصلح وأن يقلد الفرات وجند قنسرين ويخرج إليها. فأجيب إلى ذلك، فسار ابن رائق إلى الشام.
4 (إهلاك عبد الصمد بن المكتفي)
وفيها أهلك عبد الصمد بن المكتفي لكونه راسل ابن رائق في ظهوره أن يقلد الخلافة.
4 (مصاهرة بجكم لابن حمدان)
وفيها صاهر بجكم الحسن بن عبد الله بن حمدان.

(24/54)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 55
4 (موت ابن الفرات)
وفيها مات الوزير أبو الفتح الفضل بن الفرات بالرملة.
4 (مصالحة البريدي وبجكم)
وفيها وقع الصلح على أن يضمن البريدي من بجكم واسطة في السنة بستمائة ألف دينار.
4 (وزارة البريدي)
وفيها استوزر الراضي أبا عبد الله أحمد بن محمد البريدي. أشار عليه بذلك ابن شيرزاد، وقال: نكتفي شره. فبعث الراضي قاضي القضاة أبا الحسن عمر بن محمد بن يوسف القاضي إليه بالخلع والتقليد.
4 (إطلاق الطريق للحجاج)
وفيها كتب أبو علي عمر بن يحيى العلوي إلى القرمطي، وكان يحبه، أن يطلق طريق الحاج، ويعطيه عن كل جمل خمسة دنانير. فأذن، وحج الناس وهي أول سنة أخذ فيها المكس من الحجاج.)

(24/55)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 56
4 (أحداث سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة)

4 (انهزام الدمستق)
في أولها ورد الخبر بأن علي بن عبد الله بن حمدان لقي الدمستق، فهزمه علي.
4 (زواج بجكم ببنت البريدي)
وفيها تزوج بجكم بسارة بنت الوزير أبي عبد الله البريدي.
4 (وفاة قاضي القضاة ابن يوسف)
وفي شعبان توفي قاضي القضاة، أبو الحسين عمر بن محمد بن يوسف، وقلد مكانه ابنه القاضي أبو نصر يوسف.
4 (وزارة ابن مخلد)
وفيها سار بجكم إلى الجبل وعاد، وفسد الحال بينه وبين الوزير البريدي

(24/56)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 57
لأمور، فعزل بجكم الوزير، واستوزر أبا القاسم سليمان بن مخلد. وخرج بجكم إلى واسط.
4 (انهزام ابن رائق أمام الإخشيد)
وفي رمضان ملك محمد بن رائق حمص، ودمشق، والرملة، وإلى العريش، ولقيه محمد بن طغج الإخشيد فانهزم الإخشيد، ووقع جند ابن رائق في النهب، فخرج عليهم كمين ابن طغج فهزمهم، ونجا ابن رائق إلى دمشق في سبعين رجلاً.
4 (موت ابن مقلة والخصيبي)
وفي شوال مات أبو علي ابن مقلة، وأبو العباس أحمد بن عبيد الله الخصيبي اللذين وزرا.
4 (مصالحة الإخشيد لابن رائق بعد مقتل ابنه)
وفيها واقع محمد بن رائق أبا نصر بن طغج في أرض اللجون، فانهزم أصحاب ابن طغج، واستؤسر وجوه قواده، وقتل في المعركة. فعز ذلك على ابن رائق وكفنه، وأنفذ معه ابنه مزاحماً إلى الإخشيد محمد بن طغج يعزيه في أخيه، ويحلف أنه ما أراد قتله، وأنه أنفد إليه ولده مزاحماً ليقيده به. فشكره وخلع على مزاحم ورده، واصطلحا على أن يفرج ابن رائق عن الرملة للإخشيد، ويحمل إليه الإخشيد في السنة مائة وأربعين ألف دينار.

(24/57)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 58
4 (غرق بغداد)
وفي شعبان غرقت بغداد غرقاً عظيماً، حتى بلغت زيادة الماء تسعة عشر ذراعاً. وغرق) الناس والبهائم، وانهد مت الدور، فلله الأمر.
4 (غزوة ابن حمدان بلاد الروم)
وفيها غزا سيف الد ولة علي بن حمدان بلاد الروم، وجرت له مع الدمستق واقعات ينصر الله فيها المؤمنين، وله الحمد.

(24/58)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 59
4 (أحداث سنة تسع وعشرين وثلاثمائة)

4 (عزل بجكم لابن شيرزاد ومصادرته)
فيها عزل بجكم ابن شيرزاد عن كتابته، وصادره على مائة وخمسين ألف دينار،
4 (وفاة الراضي بالله)
وفي ربيع الأول اشتدت علة الراضي بالله، وقاء في يومين أرطالاً من دم، ومات. وبويع المتقي لله أخوه. وكان الراضي سمحاً كريماً أديباً شاعراً فصيحاً، محباً للعلماء. سمع من البغوي، وله شعر مدون. قال الصولي: سئل الراضي أن يخطب يوم الجمعة، فصعد المنبر بسر من رأى، فحضرت أنا وإسحاق بن المعتمد. فلما خطب شنف الأسماع وبالغ في الموعظة. ثم نزل فصلى بالناس.

(24/59)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 60
وقيل إن الراضي استسقى وأصابه ذرب عظيم. وكان من أعظم آفاته كثرة الجماع. توفي في منتصف ربيع الآخر وله إحدى وثلاثون سنة ونصف. ودفن بالرصافة. وهو آخر خليفة جالس الندماء.
4 (خلافة المتقي)
وقال الصولي: لما مات الراضي، كان بجكم بواسط، وبلغه الخبر، فكتب إلى كاتبه أبي عبد الله أحمد بن علي الكوفي يأمره أن يجمع القضاة والأعيان بحضرة وزير الراضي أبي القاسم سليمان بن الحسن ويشاورهم فيمن يصلح. وبعث الحسين بن الفضل بن المأمون إلى الكوفي بعشرة آلاف دينار له، وبأربعين ألف دينار ليفرقها في الجند إن ولاه الخلافة، فلم ينفع. ثم إنهم اتفقوا على أبي إسحاق إبراهيم بن المقتدر، فأحد روه من داره إلى دار الخلافة لعشرٍ بقين من الشهر، فبايعوه وهو ابن أربعٍ وثلاثين سنة.) وأمه أمةٌ اسمها خلوب، أدركت خلافته. وكان حسن الوجه، معتدل الخلق بحمرة، أشهل العين، كث اللحية. فصلى ركعتين وصعد إلى السرير، وبايعوه، ولم يغير شيئاً قط، ولم يتسر على جاريته التي له. وكان كثير الصوم والتعبد، لم يشرب نبيذاً قط. وكان يقول: لا أريد نديماً غير المصحف.

(24/60)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 61
4 (إقرار سليمان بن الحسن في الوزارة)
وأقر في الوزارة، على ما قال ثابتٌ، الوزير سليمان بن الحسن. وإنما كان له الاسم، والتدبير للكوفي، كاتب بجكم.
4 (حجابة الطولوني)
واستحجب المتقي سلامة الطولوني.
4 (ولاية المظالم)
وولى علي بن عيسى المظالم.
4 (سقوط القبة الخضراء بمدينة المنصور)
وفي سابع جمادى الآخرة سقطت القبة الخضراء بمدينة المنصور، وكانت تاج بغداد ومأثرة بني العباس. فذكر الخطيب في تاريخه أن المنصور بناها ارتفاع ثمانين ذراعاً، وأن تحتها إيواناً طوله عشرون ذراعاً في مثلها.

(24/61)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 62
وقيل: كان عليها تمثال فارس في يده رمح. فإذا استقبل جهة علم أن خارجياً يظهر من تلك الجهة. فسقط رأس هذه القبة في ليلة ذات مطر ورعد.
4 (الغلاء والوباء ببغداد)
وكان فيها غلاء مفرط ووباء عظيم ببغداد، وخرج الناس يستسقون وما في السماء غيم، فرجعوا يخوضون الوحل. واستسقى بهم أحمد بن الفضل الهاشمي.
4 (وزارة ابن ميمون الكاتب)
وفيها عزل المتقي لله الوزير سليمان واستوزر أبا الحسين أحمد بن محمد ابن ميمون الكاتب.
4 (وزارة البريدي)
) وقدم أبو عبد الله البريدي من البصرة، فطلب الوزارة، فأجابه المتقي. وصار إليه ابن ميمون فأكرمه. وكانت وزارة ابن ميمون شهراً، فشغب الجند على أبي عبد الله يطلبون أرزاقهم، فهرب من بغداد بعد أربعة وعشرين يوماً.

(24/62)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 63
4 (وزارة القراريطي)
فاستوزر المتقي أبا إسحاق محمد بن أحمد الإسكافي المعروف بالقراريطي، وعزل بعد ثلاثة وأربعين يوماً.
4 (وزارة الكرخي)
وقلد ابن القاسم الكرخي، وعزل بعد ثلاثة وخمسين يوماً.
4 (تقليد كورتكين إمرة الأمراء)
وفيها قلد المتقي إمرة الأمراء كورتكين الديلمي.
4 (تقليد بدر الحجابة)
وقلد بدراً الخرشني الحجابة.

(24/63)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 64
4 (مقتل بجكم التركي)
وفيها قتل بجكم التركي أبو الخير. وكان قد استوطن واسطاً، وقرر مع الراضي أنه يحمل إليه في العام ثمانمائة ألف دينار. وأظهر العدل وبنى دار الضيافة للضعفاء بواسط. وكان ذا أموال عظيمة. وكان يخرجها في الصناديق، ويخرج الرجال في صناديق أخر على الحمال إلى البر، ثم يفتح عليهم فيحضرون ويدفن المال، ثم يعيدهم إلى الصناديق، فلا يدرون أين دفنوا، ويقول: إنما أفعل هذا لأني أخاف أن يحال بيني وبين داري. فضاعت بموته الدفائن. قال ثابت بن سنان: لما مات الراضي استدعى بجكم ولدي إلى واسط، فقال: إني أريد أن أعتمد عليك في تدبير بدني، وفي أمر آخر أهم من بدني، وهم تهذيب أخلاقي. فقد غلب علي الغضب وسوء الخلق، حتى أخرج إلى ما ندم عليه من قتلٍ وضرب. فقال: سمعاً وطاعة. فحدثه بكلام جيد في مداراة نفسه بالتأني إذا غضب، وحضه على العفو. وكان جيش البريدي قد وصل إلى المذار، فأنفد بجكم كورتكين وتوزون للقائم، فالتقوا على) المذار في رجب، فانكسر أصحاب بجكم وراسلوه يستمدونه، فخرج من واسط. فأتاه كتاب بنصر أصحابه، فتصيدا عند نهر جور، وهنك قو أكراد مياسير، فشره إلى أخذ أموالهم، وقصدهم في عددٍ يسير من غلمانه وهو متخفٍّ. فهرب الأكراد منه، وبقي منهم غلام أسود، فطعنه برمح، وهو لا يعلم أنه بجكم، قتله لتسع بقين من رجب.

(24/64)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 65
وخامر معظم جنده إلى البريدي، وأخذ المتقي من داره ببغداد حوا صله، فحصل له من ماله ما يزيد على ألفي ألف دينار. فصار توزون وكورتكين وغيرها من كبار أصحابه إلى الموصل، ثم إلى الشام، إلى محمد بن رائق. واستدعاء المتقي إلى الحضرة.
4 (مسير ابن رائق إلى بغداد)
فسار ابن رائق من دمشق في رمضان، واستخلف على الشام أحمد بن علي بن مقاتل. فلما قرب من الموصل كتب كورتكين إلى القائد إصبهان ابن أخيه بأن يصعد من واسط، فصعد ودخل بغداد، فخلع عليه المتقي وطوقه وسوره. وحمل الحسن بن عبد الله بن حمدان إلى ابن رائق مائة ألف دينار من غير أن يجتمع به. فانحدر ابن رائق إلى بغداد.
4 (خطبة البريدي لابن رائق)
وخطب البريدي بواسط والبصرة لابن رائق وكتب اسمه على أعلامه وترسه.
4 (الحرب بين ابن رائق وكورتكين)
ثم وقع الحرب بين ابن رائق وكورتكين على بغداد أياماً، في جميعها الدبرة على ابن رائق. وجرت الأمور.

(24/65)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 66
ثم قوي ابن رائق، ثم دخل بغداد، وأقام كورتكين بعكبرا، وذلك في ذي الحجة، ودخل على المتقي لله، فلما تنصف النهار وثب كورتكين على بغداد بجيشه وهم في غاية التهاون بابن رائق، يسمون جيشه القافلة، وكان نازلاً بغربي بغداد، فعزم على العود إلى الشام. ثم تثبت فعبر في سفينة إلى الجانب الشرقي ومعه بعض الأتراك، فاقتتلوا، فبينما هم كذلك أخذتهم زعقات العامة من ورائهم، ورموهم بالآجر، فانهزم كورتكين واختفى، وقتل أصحابه في الطرقات. وظهر الكوفي، فاستكتبه ابن رائق.)
4 (أسر قادة الديلم)
واستأ سر ابن رائق من قواد ألد يلم بضعة عشرة، فضرب أعناقهم وهرب الباقون، ولم يبق ببغداد من ألد يلم أحد. ولم يبق ببغداد من ألد يلم أحد. وكانوا قد أكثروا الأذية.
4 (إمرة الأمراء لابن رائق)
وقلد ابن رائق إمرة الأمراء، وعظم شأنه.

(24/66)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 67
4 (أحداث سنة ثلاثين وثلاثمائة)

4 (حبس كورتكين في دار ابن رائق)
في المحرم وجد كورتكين الديلمي في درب، فأحضر إلى دار ابن رائق وحبس.
4 (الغلاء العظيم ببغداد)
وفيها كان الغلاء العظيم ببغداد، وأبيع كر القمح بمائتي دينار وعشرة دنانير، وأكلوا الميتة، وكثر الأموات على الطرق، وعم البلاء.
4 (انتشار الجوع)
وفي ربيع الآخر خرج الحرم من قصر الرصافة يستغيثون في الطرقات: الجوع الجوع.
4 (خروج الأتراك إلى البريدي)
وخرج الأتراك وتوزون، فساقوا إلى عند البريدي إلى واسط.

(24/67)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 68
4 (وصول الروم إلى حلب)
وفيها وصلت الروم إلى بلد حلب إلى صوص، وهي على ست فراسخ من حلب، فخربوا وأحرقوا، وسبوا عشرة آلاف نسمة.
4 (وزارة البريدي)
وفيها استوزر المتقي أبا عبد الله البريدي، برأي ابن رائق لما رأى انضمام الأتراك إليه، فاحتاج إلى مداراته.
4 (تقلد الخرقي القضاء)
وفيها تقلد قضاء الجانبين ومدينة أبي جعفر أبو الحسن أحمد بن عبد الله ابن إسحاق الخرقي التاجر، وتعجب الناس من تقليد مثله.
4 (تقليد القراريطي الوزارة)
) وفيها عزل البريدي، وقلد القراريطي الوزارة.
4 (خروج المتقي لقتال البريدي)
وفي حادي عشر جمادى الأولى ركب المتقي ومعه ابنه أبو منصور، ومحمد بن رائق، والوزير القراريطي، والجيش، وساروا وبين أيديهم القراء في المصاحف لقتال البريدي. ثم انحدر من الشماسية في دجلة إلى داره، واجتمع

(24/68)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 69
الخلق على كرسي الجسر، فثقل بهم وانخسف، فغرق خلقٌ. وأمر ابن رائق بلعن البريدي على المنابر.
4 (دخول البريدي بغداد وانتهابها)
وأقبل أبو الحسين علي بن محمد أخو البريدي إلى بغداد وقارب المتقي وابن رائق، فهزمهما، وكان معه الترك والد يلم والقرامطة، وكثر النهب ببغداد. وتحصن ابن رائق، فزحف أبو الحسين البريدي على الدار، واستفحل الشر. ودخل طائفة من ألد يلم دار الخلافة، فقتلوا جماعة، وخرج المتقي وابنه هاربين إلى الموصل ومعهما ابن رائق. واستتر القراريطي. ونهبت دار الخلافة، ودخل على الحرم. ووجدوا في السجن كورتكين الديلمي، وأبا الحسن بن سنجلا، وعلي بن يعقوب. فجيء بهم إلى أبي الحسين، فقيد كورتكين، وبعث به إلى أخيه إلى البصرة، فكان آخر العهد به، وأطلق الآخران.

(24/69)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 70
ثم نزل أبو الحسين بدار ابن رائق، وقلد توزون الشرطة، وأبا منصور تورتكين الشرطة بالجانب الغربي.
4 (إنتهاب بغداد والغلاء بها)
ونهبت بغداد، وأهجج أهلها من دورهم. واشتد القحط حتى أبيع ببغداد كر الحنطة بثلاثمائة وستة عشر ديناراً، وهلك الخلق. وكان قحطاً لم يعهد ببغداد مثله أبداً. هذا والبريدي يصادر الناس.
4 (وقعة الأتراك والقرامطة)
ثم وقعت وقعة بين الأتراك والقرامطة، فانهزم القرامطة.
4 (ازدياد دجلة)
) وزادت دجلة حتى بلغت في نيسان عشرين ذراعاً، وغرقت الناس.
4 (محاربة أهل بغداد للديلم)
ثم تناخى أهل بغداد لما تم عليهم من جور ألد يلم، ووقع بينهم وبينهم الحرب.
4 (الحرب بين الأتراك والبريدي)
ثم اتفق توزون وتورتكين والأتراك على كبس البريدي. ثم غدر تورتكين فبلغ البريدي الخبر فاحترز.

(24/70)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 71
وقصد توزون الدار في رمضان، ووقع الحرب، وخذله تورتكين، فانصرف توزون في خلق من الأتراك إلى الموصل. فبعث البريدي خلفه جيشاً ففاتهم. فلما وصل توزون إلى الموصل قوي قلب ناصر الدولة الحسن بن عبد الله بن حمدان، وعزم على أن ينحدر إلى بغداد بالمتقي، فتهيأ أبو الحسين البريدي. وكان لما وصل المتقي وابن رائق تكريت وجدا هناك سيف الدولة أبا الحسن علي بن عبد الله بن حمدان، وكان ابن رائق قد كتب إلى الحسن بن عبد الله بن حمدان أن يبعث إليه نجدة لقتال البريدي، فنفد أخاه سيف الدولة هذا، فإذا معه الإقامات والميرة، وسار الكل إلى الموصل، فلم يحضر الحسن، وترددت الرسل بينه وبين ابن رائق إلى أن توثق كل منهم بالعهود والأيمان. فجاء الحسن واجتمع بابن رائق وبأبي منصور ابن الخليفة في رجب، وذلك بمخيم الحسن. فلما أراد الانصراف ركب ابن المتقي وقدم فرس ابن رائق ليركب، فتعلق به الحسن وقال: تقيم اليوم عندي نتحدث. فقال: ما يحسن بي أن أتخلف عن ابن أمير المؤمنين. فألح عليه حتى استراب محمد بن رائق وجذب كمه من يده فتخرق. هذا ورجله في الركاب ليركب، فشب به الفرس فوقع، فصاح الحسن بغلمانه: لايفوتنكم، اقتلوه. فنزلوا عليه بالسيوف، فاضطرب أصحابه خارج المخيم، وجاء مطر فتفرقوا، فدفن وعفي قبره ونهبت داره التي بالموصل. فنقل ابن المحسن التنوخي، عن عبد الواحد بن محمد الموصلي قال: حدثني رجل أن الناس نهبوا دار ابن رائق، فدخلت فأجد كيساً فيه ألف دينار أو أكثر، فقلت: إن خرجت به أخذه مني الجند. فطفت في الدار فمررت

(24/71)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 72
بالمطبخ، فأخذت قدر سكباج ملأى، فرميت فيها الكيس) وحملتها على رأسي، فكل من رآني يظن أني جائع، فذهبت بها إلى منزلي.
4 (تلقيب ابني حمدان: ناصر الدولة وسيف الدولة)
وبعث الحسن إلى المتقي: إن ابن رائق أراد أن يغتالني. فأمره بالمصير إليه. فجاء إليه فقلده مكان ابن رائق ولقبهناصر الدولة وخلع على أخيه ولقبه سيف الدولة. وعاد إلى بغداد وهم معه.
4 (هرب البريدي إلى واسط)
فهرب البريدي إلى واسط. فكانت مدة إقامته ببغداد ثلاثة أشهر وعشرين يوماً. ودخل المتقي بغداد في شوال، وعملت القباب.
4 (وفاة الخرشني)
وقلد المتقي بدراً الخرشني طريق الفرات. فسار إليها، ثم سار إلى مصر، فأكرمه الإخشيد واستعمله على دمشق، فمات بها.
4 (انهزام البريدي أمام ناصر الدولة الحمداني)
وفي ذي القعدة جاء الخبر بأن البريدي يريد بغداد، فاضطرب الناس وخرج المتقي ليكون مع ناصر الدولة، وهرب وجوه أهل بغداد.

(24/72)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 73
ثم سار سيف الدولة أبو الحسن للقاء البريدي فكانت بينهما وقعة هائلة بقرب المدائن. فكان البريدي أبو الحسن في ألد يلم وابن حمدان في الأتراك واقتتلوا يوم الخميس ويوم الجمعة، فكانت أولاً على بني حمدان وانهزم أصحابهم، وكان ناصر الدولة على المدائن فردهم، ثم كانت الهزيمة على البريدي، وقتل جماعة من قواده، وأسر طائفةٌ، فعاد بالويل إلى واسط. وساق سيف الدولة إلى واسط، فانهزم البريدي بين يديه إلى البصرة، فأقام سيف الدولة بواسط ومعه جميع الأتراك والد يلم.
4 (وفاة النهر جوري)
وفيها توفي العارف أبو يعقوب النهر جوري شيخ الصوفية إسحاق بن محمد بمكة، وقد صحب سهل بن عبد الله، والجنيد.
4 (وفاة المحاملي)
وفيها توفي المحاملي صاحبالدعاء وغيره.
4 (وفاة أبي صالح الزاهد)
) والزاهد أبو صالح الدمشقي مفلح بن عبد الله، وإليه ينسب مسجد أبي صالح خارج باب شرقي. والله أعلم

(24/73)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 74
5 (الطبقة الثالثة والثلاثون وفيات)

1 (مرتبة كل سنة على حروف المعجم)

1 (وفيات سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة)

4 (حرف الألف)
أحمد بن إسماعيل بن عامر. أبو بكر السمرقندي. رئيس كبير، حدث بجامع أبي عيسى الترمذي، عن مصنفه وتوفي ببخاري. قاله جعفر المستغفري. أحمد بن الحسين بن محمد بن عبد الله بن بكر. أبو حامد الدقاق. ورخه ابن مندة. أحمد بن حمدون بن أحمد بن رستم. أبو حامد النيسابوري، ولقبه أبو تراب، الأعمشي الحافظ. كان قد جمع حديث الأعمش كله وحفظه. سمع: محمد بن رافع، وإسحاق الكوسج، وعلي بن خشرم، وعمار بن رجاء الجرجاني، وأبا زرعة، والحسن بن محمد الزعفراني، وأبا سعيد الأشج، ويحيى بن حكيم المقوم، وطبقتهم. روى عنه: أبو الوليد الفقيه، وأبو علي الحافظ، وأبو إسحاق المزكي، وأبو سهل الصعلوكي، وأبو أحمد الحاكم.

(24/74)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 75
قال أبو عبد الله الحاكم: سمعت أبا علي يقول: اثنا أحمد بن حمدون، إن حلت الرواية عنه. فقلت: هذا الذي تذكره في أبي تراب من جهة المجون والسخف الذي كان، أو لشيءٍ أنكرته منه في الحديث قال: بل من جهة الحديث. قلت: فما أنكرت عليه) قال: حديث عبيد الله بن عمر، عن عبد الله بن الفضل. قلت: قد حدث به غيره. فأخذ يذكر أحاديث حدث بها غيره. فقلت: أبو تراب مظلوم في كل ما ذكرته. ثم حدثت أبا الحسين الحجاجي بهذا القول، فرضي كلامي فيه، وقال: القول ما قلته. ثم تأملت أجزاء كثيرة بخطه، فلم أجد فيها حديثاً يكون الحمل فيه عليه، وأحاديثه كلها مستقيمة. وسمعت أبا أحمد الحافظ يقول: حضرت ابن خزيمة يسأل أبا حامد الأعمشي: كم روى الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد فأخذ أبو حامد يسرد الترجمة حتى فرغ منها، وابن خزيمة يتعجب من مذاكرته. سمعت محمد بن حامد البزاز يقول: دخلنا على أبي حامد الأعمشي وهو عليل فقلنا: كيف تجدك قال: بخير، لولا هذا الجار، يعني أبا حامد الجلودي، يدعي أنه محدث عالم، ولا يحفظ إلا ثلاث كتب: كتاب عمى القلب، وكتاب النسيان، وكتاب الجهل. دخل علي أمس فقال: يا أبا حامد أعلمت أن زنجويه قد مات قلت: رحمه الله. فقال: دخلت اليوم على المؤمل بن الحسن وهو في النزع ثم قال: يا أبا حامد ابن كم أنت قلت: أنا في السادس والثمانين. قال: فأنت إذاً أكبر من أبيك يوم مات. فقلت: أنا بحمد الله في عافية، وجامعت البارحة مرتين، واليوم فعلت كذا. فقام خجلاً.

(24/75)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 76
توفي الأعمشي في ربيع الأول. أحمد بن داود بن سليمان بن جوين. أبو بكر القربي. مصري ثقة. سمع: يونس بن عبد الأعلى، والربيع بن سليمان، وابن مثر ود. روى عنه: ابن يونس، وغيره. أحمد بن عبد الله بن أحمد بن ذكوان.) الدمشقي المقريء. قرأ على أبيه، وسمع منه. قرأ عليه: أبو هاشم عبد الجبار المؤدب. وروى عنه: ابن عدي، لكن سماه محمداً فوهم، وأبو بكر الربعي، وابن المقريء، وعبد الوهاب الكلابي، وآخرون. قال الدارقطني: لا بأس به. وورخ وفاته ابن زبر. أحمد بن عبد الوارث بن جرير. أبو بكر الأسواني العسال. سمع: عيسى بن حماد، ومحمد بن رمح، وجماعة. وهو آخر من حدث عن ابن رمح. روى عنه: أبو سعيد بن يونس الحافظ ووثقه، والطبراني، وابن المقرئ، وعبد الكريم بن أبي جدار، وميمون بن حمزة العلوي، وعلي بن محمد الحضرمي الطحان والد الحافظ يحيى، وخلق.

(24/76)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 77
توفي في جمادى الآخرة، وقد جاوز التسعين، وولاؤه لعثمان بن عفان رضي الله عنه. أحمد بن محمد بن سلامة بن سلمة بن عبد الملك. أبو جعفر الأزدي الحجري المصري الطحاوي الفقيه الحنفي، المحدث الحافظ. أحد الأعلام. سمع: هارون بن سعيد الأيلي، وعبد الغني بن رفاعة، ويونس بن عبد الأعلى، ومحمد بن عبد الله بن الحكم، وعيسى بن مثرود، وبحر من نصر، وطائفة من أصحاب ابن وهب، وغيره. روى عنه: أبو الحسن الإخميمي، وأحمد بن القاسم الخشاب، وأبو بكر ابن المقريء، والميانجي، وأحمد بن عبد الوارث الزجاج، وعبد العزيز بن محمد الجوهري قاضي الصعيد، والطبراني، ومحمد بن بكر بن مطروح.

(24/77)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 78
وخرج إلى الشام سنة ثمان وستين، فلقي قاضيها أبا خازم فتفقه به وبغيره. قال ابن يونس: ولد سنة تسعٍ وثلاثين ومائتين، وتوفي في مستهل ذي القعدة. قال: وكان ثقة ثبتاً، فقيهاً عاقلاً. لم يخلف مثله.) وقال أبو إسحاق الشيرازي: انتهت إلى أبي جعفر رئاسة أصحاب أبي حنيفة بمصر. أخذ العلم عن أبي جعفر أحمد بن أبي عمران. وأبي خازم، وغيرهما. وكان شافعياً يقرأ على المزني، فقال له يوماً: والله لا جاء منك شيء. فغضب من ذلك، وانتقل إلى ابن أبي عمران. فلما صنف مختصره قال: رحم الله أبا إبراهيم، لو كان حياً لكفر عن يمينه. ومن نظر في تصانيف أبي جعفر رحمه الله علم محلة من العلم وسعة معرفته. وقد ناب في القضاء عن أبي عبيد الله محمد بن عبده قاضي الديار المصرية سنة نيف وسبعين ومائتين. وترقت حاله فحدث أنه حضر رجلٌ معتبرٌ عند ا لقاضي محمد بن عبده فقال: أيش روى أبو عبيده بن عبد الله بن مسعود، عن أمه، عن أبيه فقلت أنا: حدثنا بكار عن قتيبة: نا أبو أحمد الزبيري، اثنا سفيان، عن عبد الأعلى التغلبي، عن أبي عبيده، عن أمه، عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله ليغار للمؤمن فليغر. وثنا به إبراهيم بن داود: اثنا سفيان بن وكيع، عن أبيه، عن سفيان موقوفاً. فقال لي الرجل: تدري ما تقول تدري ما تتكلم به فقلت له: ما الخبر؟

(24/78)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 79
قال: رأيتك العشية مع الفقهاء في ميدانهم، ورأيتك الآن في ميدان أهل الحديث. وقل من يجمع ذلك. فقلت: هذا من فضل الله وإنعامه. صنف رحمه الله الآثار، ومعاني الآثار، واختلاف العلماء، والشروط، وأحكام القرآن. وكان ابن أبي عمران قد قدم من العراق قاضياً على مصر، وكان من كبار الحنفية وعليه تخرج الطحاوي. والمزني هو خال الطحاوي رحمهما الله تعالى. أحمد بن محمد بن علي بن رزين. أبو علي الباشاني الهروي. سمع: علي بن خشرم، وأحمد بن عبد الله الفاريابي، وأبا الحسين الحنفي، وسفيان بن وكيع،) وهذه الطبقة. وعنه: أبو عبد الله بن أبي ذهل، وأبو بكر بن أبي إسحاق القراب، وزاهر ابن محمد السرخسي، ومحمد بن محمد بن جعفر الماليني. وكان ثقة. أحمد بن محمد بن عيسى بن محمد بن القاسم بن حسن بن زيد ابن الحسن بن علي بن أبي طالب. أحمد بن محمد بن موسى البغدادي أبو بكر، ويعرف بابن أبي حامد. صاحب بيت المال. سمع: حمدون الفرغاني، والعباس الدوري. وعنه: الدار قطني، والقواس. وكان ثقة، جواداً، كريماً. قاله الخطيب.

(24/79)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 80
أحمد بن محمد بن يزيد الفقيه أبو العباس الكرجي. ثقة، سمع: يوسف بن سعيد بن مسلم، وأحمد بن الفرات. روى عنه: علي بن لؤلؤ، وابن المظفر. حدث ببغداد. ومات في جمادى الأولى. أحمد بن محمود أبو عيسى اللخمي الأنبا ري. عن: علي بن حرب، وأبي عتبة الحجازي، وجماعة. وعنه: ابن شاهين، وإبراهيم بن سعيد الجوهري. أرخه الخطيب. أحمد بن نصر بن سندويه أبو بكر البغدادي حبشون. سمع: الحسن بن عرفة، ويوسف بن موسى القطان، ومحمد بن هارون أبا نشيط.) وعنه: ابن شاهين، والدار قطني. وقال: ثقة. إبراهيم بن عمروس بن محمد أبو إسحاق الفساطيطي. من فقهاء همدان. سمع: محمد بن عبيد الأسدي، وحميد بن زنجويه، وأحمد بن بديل، وموسى بن نصر، وعبد الرحمن بن بشر بن الحكم، ومحمد بن علي بن شقيق، وعبد الحميد بن عصام الجرجاني، وجماعة.

(24/80)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 81
وعنه: صالح بن أحمد، وأحمد بن محمد بن روزبة، والحسن بن بشار وعبد الرحمن بن محمد بن خيران الفقيه، وآخرون. وثقة بعضهم ووصفوه بالصدق. إبراهيم بن الفضل بن حيان الحلواني قاضي سامراء. سمع: العطاردي، وغيره. وعنه: المعافى الجريري. أحيد بن محمد بن الحسن بن شجاع. المعروف بدينار. توفي في ربيع الأول. إسحاق بن محمد بن أحمد القاضي. أبو يعقوب الحلبي. قدم بغداد، وروى عن: سليمان بن سيف الحراني. وعنه: الدار قطني، ويوسف القواس، وحفيده علي بن محمد. حدث فيها، وبقي بعدها.
4 (حرف الباء)
بكر بن المرزبان السمرقندي. حدث في هذه السنة في صفر، عن عبد بن حميد بتفسيره.
4 (حرف التاء)
) تكين الخاصة. الأمير أبو منصور المعتضدي.

(24/81)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 82
ولي نيابة دمشق غير مرة، وولي أيضاً مصر للمقتدر، وبها توفي في ربيع الأول، وحمل في تابوت إلى بيت مقدس. روى عنه: يوسف القاضي روى عنه: علي بن محمد بن رستم. قال ابن النجاد: تكين الخزري، ولي نيابة مصر سنة سبع وتسعين، ثم عزل سنة اثنتين وثلاثمائة فولي إمرة دمشق. ثم بعد خمس سنين أعيد إلى مصر، فبقي عليها إلى أن مات زمن القاهر بالله. وكان من كبار الملوك، سامحه الله.
4 (حرف الجيم)
جامع بن إبراهيم بن محمد بن جامع. أبو القاسم السكري. بمصر جعفر بن محمد بن بكر بن بكار بن يوسف البلخي. في شوال.
4 (حرف الخاء)
حاتم بن محبوب أبو يزيد القرشي السامي الهروي. سمع: سلمة بن شبيب، وأحمد بن سعيد الرباطي، وابن زنبور، وغيرهم.

(24/82)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 83
وعنه: الرئيس أبو عبد الله العصمي، ومحمد بن أحمد الأسفزاري، وأحمد بن محمد المزني، وآخرون. وكان ثقة، صالحاً. أخبرنا أحمد بن هبة الله، عن أبي روح: أنا محمد بن إسماعيل، أنا أبو عمر المليحي، أنا محمد بن عمر بن حفصويه السرخسي سنة خمس وثمانين، أنا حاتم بن محبوب، اثنا سلمة بن شبيب، اثنا الحسن بن محمد، يعني ابن أعين، اثنا زهير قال: دخلت البصرة فقلت: لا أكتب) الحديث إلا بنية، فما كتبت فيها إلا حديثاً واحداً. زهير هو ابن معاوية، مشهور. الحسن بن محمد بن النضر بن أبي هريرة. أبو علي الأصبهاني. سمع: إسماعيل بن يزيد القطان، وعبد الله بن عمر أخا رستة، وأحمد بن الفرات، وسعيد بن عيسى البصري. وعنه: أبو الشيخ، والحسين بن أحمد، وأبو عبد الله بن مندة، وآخرون. أخبرنا محمد بن يوسف: أنبا كريمة، عن مسعود الثقفي، أنا عبد الوهاب ابن محمد، أنا أبي الحافظ أبو عبد الله، أنا الحسن بن محمد بن النضر، اثنا إسماعيل بن يزيد، اثنا الوليد بن مسلم، بحديث ذكره. حمدون بن مجاهد الكلبي. الفقيه المالكي صاحب عيسى بن مسكين. سمع من: محمد بن سحنون. وأكثر عن عيسى. وكان من جلة علماء القيروان.
4 (حرف الزاي)
زاهر بن عبد الله. أبو غالب السغدي.

(24/83)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 84
روى عن عبد تفسيره. زيد بن الحسن بن محمد الكندي الكوفي. ابن بطة الصائغ. قال محمد بن أحمد بن حماد الحافظ: سمعت منه، وكان ثقة قليل الحديث.
4 (حرف السين)
سعيد بن محمد بن أحمد. أبو عثمان البغدادي البيع. أخو زبير الحافظ. سمع: إسحاق بن أبي إسرائيل، وعقبة بن مكرم، وعبد الرحمن بن يونس السراج.) وعنه: عمر بن شاهين، والدار قطني، وأبو الفضل بن المأمون، ويوسف القواس وقال: ثقة.
4 (حرف العين)
عبد الله بن محمد بن شبيب الفارسي. توفي ببلخ في المحرم. وهو ابن أخت يعقوب بن سفيان. عبد الرحمن بن الفيض بن سنده بن ظهر. أبو الأسود. أحد ثقاة الإصبهانيين. سمع: عقيل بن يحيى، وأبا غسان أحمد بن محمد ختن رجاء، وإبراهيم ابن ناصح صاحب النضر بن شميل.

(24/84)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 85
وعنه: أبو الشيخ، وأخو أبي الشيخ عبد الرحمن، والحسين بن محمد بن علي، وابن المقريء. وله أرجوزة في السنة. عبد السلام بن محمد بن عبد الوهاب. أبو هاشم بن أبي علي البصري الجبائي، نسبة إلى قرية من قرى البصرة. هو وأبوه من رؤوس المعتزلة. وكتب الكلام مشحونة بمذاهبهما. توفي هذا في شعبان ببغداد. قال ابن درستويه النحوي: اجتمعت مع أبي هاشم، فألقى علي ثمانين مسألة من غريب النحو ما كنت أحفظ لها جواب. ولأبي هاشم تصانيف وتلامذة. وكان يصرح بخلق القرآن كأبيه، ويقول بخلود الناس في النار. وأن التوبة لا تصح مع الإصرار عليها، وكذا لا تصح مع العجز عن الفعل. فقال: من كذب ثم خرس، أو من زنا ثم جب ذكره ثم تابا لم تصح توبتهما. وأنكر كراميات الأولياء. توفي في ثامن عشر شعبان هو وابن دريد في يوم واحد، ودفنا بمقبرة الخيزران.

(24/85)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 86
عبيد الله بن جعفر البغدادي. أبو علي بن الرازي.) عن: الحسن بن علي العامري، وعباس الدوري، وطبقتهما. وعنه: ابن البواب، ومحمد بن الشخير، وأبو القاسم بن الثلاج. وثقة الخطيب. علي بن أحمد بن مروان السامري المقريء. أبو الحسن. عرف بابن نقيش. سمع: الحسين بن عبد الرحمن الأقساطي، والحسن بن عرفة، وعمر بن شبه، وطائفة. وعنه: ابن عدي، وشافع بن محمد الإسفرائيني، وابن المظفر. وثقة الخطيب. وأرخه ابن قانع. علي بن أحمد بن كردي. أبو الحسن الفسوي، قاضي شيراز. سمع: يحيى بن أبي طالب، وجماعة. وكان يتقلب في مرضه ويقول: من القضاء إلى القبر. عمر بن محمد بن المسيب البغدادي. عن: الحسن بن عرفة، وإبراهيم بن مجشر. وعنه: ابن المظفر، والدار قطني، وجماعة. وكان ثقة.

(24/86)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 87
4 (حرف القاف)
القاسم بن عبد الله بن إبراهيم. أبو العباس الكلاعي الدمشقي. عن: علي بن معبد، ويونس بن عبد الأعلى، والربيع. وعنه: عبد الوهاب الكلابي، وأحمد بن عبد الله البرامي، وغيرهما.
4 (حرف الميم)
محمد بن أحمد بن الوليد بن أبي إسماعيل بن علية. وعنه: الطبراني، وعبد الوهاب الكلابي، وأبو سليمان بن زبر وهو أرخه في هذه السنة. محمد بن الحسن بن دريد بن عتاهية.) أبو بكر الأزدي البصري. نزيل البصرة. تنقل في جزائر البحر وفارس، وطلب الأدب واللغة. وكان أبوه من رؤساء زمانه.

(24/87)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 88
وكان أبو بكر رأساً في العربية وأشعار العرب. وله شعر كثير وتصانيف مشهورة. حدث عن: أبي حاتم السجستاني، وأبي الفضل العباس الرياشي، وابن أخي الأصمعي. روى عنه: أبو سعيد السيرافي، وأبو بكر بن شاذان، وأبو الفرج صاحب الأغاني، وأبو عبيد الله المرزباني، وأبو العباس إسماعيل بن مكيال، وغيرهم. وعاش بضعاً وتسعين سنة. فإن مولده في سنة ثلاث وعشرون ومائتين. قال أحمد بن يوسف الأزرق: ما رأيت أحفظ من ابن دريد. وما رأيته قرء عليه ديوان قط إلا وهو يسابق إلى روايته لحفظه له. وقال أبو حفص بن شاهين: كنا ندخل على ابن دريد فنستحي مما نرى من العيدان المعلقة والشراب. وقد جاوز التسعين. وقال أبو منصور الأزهري: دخلت عليه فرأيته سكران، فلم أعد إليه. ولابن دريد كتاب الجمهرة، وكتاب الأمالي، وكتاب اشتقاق أسماء القبائل، وكتاب المجتبى، وهو صغير سمعناه بعلو، وكتاب الخيل، وكتاب السلاح، وكتاب الغريب القرآن، ولم يتم، وكتاب أدب الكاتب، وكتاب فعلت وفعلت، وكتاب المطر، وغير ذلك. وحكى الخطيب عن أبي بكر الأسدي قال: كان يقال ابن دريد أعلم الشعراء وأشعر العلماء.

(24/88)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 89
وقال ابن يوسف الأزرق: كان ابن دريد واسع الحفظ جداً، وله قصيدة طنانة يمدح بها الشافعي رحمه الله ويذكر علومه. دفن هو وأبو هاشم الجبائي في يوم واحد في مقبرة الخيزران لاثنتي عشرة ليلة بقيت من شعبان، فقيل: مات الكلام واللغة جميعاً. وأول شعرٍ قاله:
(ثوب الشباب علي اليوم بهجته .......... فسوف تنزعه عني يد الكبر)

(أنا ابن عشرين لا زادت ولا نقصت .......... إن ابن عشرين من شيبٍ على خطر)
وكان عبد الله بن مكيال على إمرة الأهواز للمقتدر، فأحضر ابن دريد لتأديب ولده إسماعيل،) فقال فيهما مقصورته المشهورة التي يقول فيها:
(إن ابن ميكال الأمير انتاشني .......... من بعد ما قد كنت كالشيء اللقا)

(ومد ضبعي أبو العباس من .......... بعد انقباض الذرع والباع الورا)

(نفسي الفداء لأميري ومن .......... تحت السماء لأميري الفدا)
فوصله بجوائز منها ثلاثمائة دينار من خاصة الصبي وحده. ذكره أبو الحسن الدار قطني فقال: تكلموا فيه. قلت: ووقع لنا من عوا ليه في أمالي الوزير. محمد بن الحسن سليم بن يحيى القلعي البلخي الحريري. في جمادى الآخرة. محمد بن حمزة بن عمارة بن حمزة بن يسار الأصبهاني. الفقيه أبو عبد الله والد الحافظ أبي إسحاق. سمع: أحمد بن الفرات، ويعقوب الفسوي، ويزيد المبارك الفسوي، وابن عفان العامري، وعباس الدوري.

(24/89)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 90
وعنه: ابنه إبراهيم، والحسن بن إسحاق بن إبراهيم، وابن المقري، وابن مندة، وغيرهم. توفي في المحرم. محمد بن رمضان بن شاكر. أبو بكر الجيشاني، مولاهم المصري الفقيه المالكي أحد الآثمة. أخذ عن: محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وغيره. وجلس في موضع ابن عبد الحكم. وروى كتب الربيع بن سليمان المرادي. وما علمت إلا خيراً. قاله ابن يونس. توفي في المحرم. محمد بن صالح بن خلف. أبو بكر البغدادي الجورابي. حدث عن: عمرو بن علي الصيرفي، وحميد بن زنجويه، وأحمد بن المقدام. وعنه: ابن المظفر، والدار قطني.) وكان صدوقاً. محمد بن عبد الله بن سعيد. أبو الحسن المهراني البصري الإخباري. عن: بندار، وأبي حاتم السجستاني، والرياشي. وثقة ابن يونس. محمد بن عبد الله بن عبد السلام بن أبي أيوب البيروتي. مكحول. الحافظ أبو عبد الرحمن.

(24/90)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 91
سمع: أبا عمير بن النحاس، ومحمد بن هاشم البعلبكي، ومحمد بن إسماعيل بن علية، وأحمد بن حرب الموصلي، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وأحمد بن سليمان الرهاوي، وسليمان بن سيف، وهذه الطبقة التي بعد الخمسين ومائتين. وعنه: أبو سليمان بن زبر، وأبو محمد بن ذكوان البعلبكي، وعلي بن الحسين قاضي أذنه، وأبو أحمد الحاكم، وعبد الوهاب الكلابي، وابن المقريء، وخلق سواهم. وكان من الثقاة المشهورين. توفي في جمادى الآخرة. محمد بن علي المكتفي بالله بن أحمد المعتضد بالله. قال ثابت بن سنان: قبض المقتدر على أبي أحمد بن الكتفي واعتقله لأنه

(24/91)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 92
بلغه أن جماعة سعوا في خلافته، وأنه أحضر بعد قتل المقتدر مع عمه محمد بن المعتضد، وخاطبه مؤنس بولاية الخلافة فامتنع وقال: عمي أحق بها. فحينئذ بويع محمد ولقب بالقاهر بالله. روى محمد بن المكتفي عن جده، وعن: عبد الله بن المعتز. روى عنه: ولده أحمد شيخ أبي الحسين بن المهتدي بالله. وذكر الصولي أن القاهر قتل أبا أحمد بن المكتفي في ذي الحجة. ضربه ضرباً مبرحاً يقرره على المال فما دفع إليه شيئاً. ثم أمر به فلف في بساطٍ إلى أن مات رحمه الله. محمد بن عمران بن موسى. أبو بكر الهمداني الخراز.) قدم بغداد، وروى عن: علي بن إبراهيم الواسطي، وجعفر الطيالسي. وعنه: ابن عقدة، وابن المظفر. محمد بن الغمر. أبو بكر الطائي الغوطي. من بيت أرانس. سمع: محمد بن إسحاق بن يزيد الصيني، وهاشم بن بشر. وعنه: محمد بن زهير، وعبد الوهاب الكلابيان. محمد بن القاسم بن عبيد الله بن سليمان بن وهب. الوزير أبو جعفر البغدادي. صدر نبيل معرق في الوزارة.

(24/92)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 93
وزر للقاهر بالله في شعبان من هذه السنة، ثم عزل بعد ثلاثة أشهر. وكان سيئ السيرة ظالماً، فلم يلبث بعد عزله إلا عشرة أيام حتى هلك بالقولنج وله ست وثلاثون سنة. محمد بن موسى بن عيسى. أبو بكر الحضرمي، مولاهم. مصري حافظ. عن: يونس بن عبد الأعلى، وغيره. ذكره ابن يونس فقال: كان حافظ الحديث، وهو أخو أبي عجينة الحسن بن موسى. مات في رمضان. يقال إنه كان يحفظ نحواً من مائة ألف حديث. أخذ ذلك عن إبراهيم بن داود البرلسي، وكان إبراهيم أحد الحفاظ. ثم دخل العراق وكتب عن عبد الله بن أحمد، ونحوه. وحدث عن يونس بكتاب سفيان بن عيينة، ثم أخرج أيضاً كتباً كثيرة فتكلم فيه واستصغر وأنكر أن يكون سمع على صغر سنه هذه الكتب الكثيرة. محمد بن نوح. أبو الحسن الجنديسابوري الفارسي. نزيل بغداد. سمع: هارون بن إسحاق، وشعيب الصريفيني، وابن عرفة. وعنه: الدار قطني، وأبو بكر شاذان، وابن شاهين، وآخرون.) وثقة الدار قطني. توفي في ذي القعدة. أخبرنا الأبرقوهي، أنا الفتح، أنا ابن أبي شريك، أنا ابن النقور، أنا ابن الجراح، أنا محمد بن نوح، فذكر الحديث. وقد حدث بدمشق، وبمصر.

(24/93)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 94
قال ابن يونس: ثقة حافظ. وقال الدار قطني أيضاً مأمون. ما رأيت كتباً أصح من كتبه وأحسن. محمد بن هارون بن عبد الله بن حميد. أبو حامد الحضرمي. بغدادي. وثقة الدار قطني، وغيره. سمع: أبا همام السكوني، وإسحاق بن أبي إسرائيل، ونصر بن علي الجهضمي، وغيرهم. وعنه: أبو بكر الوراق، والدار قطني، ويوسف القواس، وابن شاهين، وخلق كثير. توفي في أول السنة عن نيفٍ وتسعين سنة. مونس الخادم. الملقب بالمظفر.

(24/94)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 95
قتل في هذه السنة. وكان قد بلغ درجة الملوك، وحارب المقتدر فقتل المقتدر يوم الوقعة. ولا أعلم أحداً من الخدم بلغ من الرفعة ونفوذ الأمر ما بلغه مؤنس وكافور الإخشيدي صاحب مصر. وقد مرت أخبار مؤنس في الحوادث. ذكره ابن عساكر في تاريخه مختصراً وقال: كان أحد قواد بني العباس. ولاه المقتدر حرب المغاربة. وقدم الشام سنة إحدى عشرة وثلاثمائة. قلت: مؤنس مخفف بسكون الواو.
4 (حرف اللام)
لؤلؤ الخادم. مولى أبي الجيش، خما رويه صاحب الشام ومصر.) قدم لؤلؤ دمشق، وحدث عن المزني. قال الربيع المرادي: وعنه: الطبراني، وأبو الحسين الرازي.
4 (حرف الياء)
يوسف بن يعقوب. أبو عمرو النيسابوري، نزيل بغداد. رماه أبو علي النيسابوري بالكذب. روى عن: محمد بن بكار بن الريان، وأبي بكر بن أبي شيبة، وأحمد بكر بن شاذان، والدار قطني، وأبو الحسن بن الجندي.

(24/95)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 96
توفي فيها أو في سنة اثنتين. قال الحاكم: حدث عن كل من شاء من أهل الحجاز والعراق. قال: وسمعت أبا علي الحافظ يقول: ما رأيت في رحلتي في أقطار الأرض نيسابورياً يكذب غير أبي عمرو النيسابوري هذا.

(24/96)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 97
1 (وفيات سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة)

4 (حرف الألف)
أحمد بن إبراهيم بن عجنس بن أسباط. أبو الفضل الأندلسي الزبادي، زباد بن كعب بن حجر الكلاعي. وهو أخو عبد الرحمن. حدث عن: أبيه. أحمد بن خالد بن يزيد. أبو عمر بن الجباب الأندلسي القرطبي الحافظ الكبير. منسوب إلى بيع الجباب. سمع: قاسم بن محمد، ومحمد بن وضاح، وبقي بن مخلد. ورحل إلى الحجاز واليمن، فسمع: إسحاق الدبري، وعلي بن عبد العزيز البغوي، وهذه الطبقة. روى عنه: ابنه محمد، ومحمد بن محمد بن أبي دليم، وعبد الله بن محمد بن علي الباجي، وغيرهم.) وولد سنة ست وأربعين ومائتين.

(24/97)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 98
قال القاضي عياض: كان إماماً في وقته في الفقه في مذهب مالك، وفي الحديث لا ينازع. سمع منه خلق، وصنف مسند مالك، وكتاب الصلاة، وكتاب الإيمان، وكتاب قصص الأنبياء. توفي في جمادى الآخرة. أحمد بن سليمان بن داود. أبو عبد الله الطوسي. حدث ببغداد بالنسب عن: الزبير بن بكار. وروى عن ابن شاذان، وابن شاهين، والمخلص، وكان صدوقاً. ولد سنة أربعين، وتوفي في صفر. أحمد بن سعيد بن ميسرة الغفاري الطرطوشي. حج وسمع: محمد بن إسماعيل الصائغ، وعلي بن عبد العزيز. وروى عنه: يحيى بن مالك. أحمد بن العباس بن أحمد. أبو الحسن البغوي الصوفي. سمع: عمر بن شبة، وعباد بن الوليد الغبري، والحسن بن عرفة. وعنه: الدار قطني، وأبو حفص بن شاهين. وكان ثقة. قال يوسف القواس: كان يقال إنه من الإبدال. توفي في ذي القعدة ببغداد. أحمد بن العباس. أبو الطيب الشيباني.

(24/98)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 99
عن: الربيع المرادي، وغيره. ولقبه: طنجير. حمل عنه: ابن يونس. وورخه فيها.) أحمد بن عبد الله بن محمد بن الحكم. أبو جعفر اليواني، بفتح الياء الخفيفة. من محدثي إصبهان. سمع: أحمد بن عصام، ويحيى بن أبي يحيى طالب البغدادي. وعنه: ابن المقريء، وعبد الله بن أحمد بن فادويه. مات سنة اثنتين وعشرين. أرخه ابن نقطة في الاستدراك. أحمد بن عبد الله بن مسلم بن قتيبة. أبو جعفر الكاتب البغدادي. روى عن: أبيه كتبه. روى عنه: عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي، وابنه عبد الواحد. وولي قضاء مصر فأدركه بها أجله. وذكر يوسف بن يعقوب بن خرزاد أن أبا جعفر حدث بكتب أبيه كلها بمصر من حفظه، ولم يكن معه كتاب. وتوفي في ربيع الأول. وبقي في القضاء أربعة وسبعين يوماً، وعزل لأنه وثبت به الرعية وشتموه. وكان قبله عبد العزيز عبد الله بن زبر، وولي بعده أحمد بن إبراهيم بن حماد.

(24/99)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 100
قال المسبحي في تاريخه: كان أبو جعفر يحفظ كتب أبيه كلها بالنقط والشكل كما يحفظ القرآن، وهي أحد وعشرون مصنفاً، فلما سمع بذلك أهل العلم والأدب جاءوه، فجاءه أحمد بن محمد بن ولاد، وأبو جعفر أحمد بن النحاس، وأبو غانم المظفر بن أحمد، والنحاة والملوك وأولادهم فأخذوا عنه. وذكره ابن زولاق فقال: كان مالكياً شيخاً جاداً أتيناه لنسمع منه فقال: ما معي حديث، لكن معي كتب أبي وأنا أحفظها وأقرأها عليكم، وهي أحد وعشرون كتاباً. فكان يحفظها كلها. وهي: كتاب المشكل، كتاب الفقه، كتاب المعارف، كتاب عيون الأخبار، كتاب أعلام النبي صلى الله عليه وسلم، كتاب الرؤية، كتاب الأشربة، كتاب العرب والمعجم، كتاب) الأنواء، كتاب الميسر، كتاب طبقات الشعراء، كتاب معاني الشعر، كتاب إصلاح الغلط، كتاب أدب الكاتب، كتاب الأبنية، كتاب النحو، كتاب المسائل، كتاب القراء آت. وكان يرد النقطة. ذكر أن أباه حفظه إياها في اللوح. أحمد بن عبد الله بن نصر بن بجير الذهلي. أبو العباس، والد أبي الطاهر. ولي قضاء البصرة وواسط وسمع: يعقوب الدورقي، ومحمود بن خداش. وعنه: المعافى الجريري، والدارقطني، والمخلص، وغيرهم. وثقة الخطيب. أحمد بن علي بن الحسن بن شاهمرد. الفقيه أبو عمرو الصيرفي.

(24/100)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 101
حدث بدمشق في هذا العام عن: أبي داود السجستاني، ومحمد بن عبيد الله بن المنادي، وأحمد بن الوليد الفحام، وعبد الله بن محمد بن شاكر. وعنه: أحمد بن عتبة، وأبو هاشم المؤدب، ونصر بن أحمد المرجي، والميانجي، وعبد الوهاب الكلابي. أحمد بن محمد بن إسماعيل بن السوطي. بغدادي، ثقة. أحمد بن محمد بن الجليل، بجيم، بن خالد بن حريث. أبو الخير العبقسي البخاري البزاز. روى كتاب الأدب عن مؤلفه أبي عبد الله البخاري في هذا العام ببخاري، فسمعه منه أبو نصر أحمد بن محمد بن حسن بن النيازكي البخاري شيخ القاضي أبي العلاء الواسطي. فأما: الجليل، فبالجيم. قيده غير واحدٍ آخر هم علي بن المفضل الحافظ. قال ابن ماكولا: روى عن: البخاري، وعبد الله بن أحمد بن شبويه المروزي، وعجيف بن آدم، ومحمد بن الضو الشيباني. روى عنه: النيازكي، ومحمد بن خالد المطوعي. أحمد بن محمد بن الحارث.) أبو الحسن القباب. مصري يفهم هذا الشأن. روى عن: بحر بن نصر الخولاني، وطبقته.

(24/101)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 102
وعنه: ابن المقريء، وابن يونس. أحمد. هو أبو علي الروذباري. يأتي بكنيته في آخر هذه السنة. أحمد بن محمد بن عيسى المكي. أبو بكر. إخباري، موثق. حدث ببغداد عن: أبي العيناء، وإبراهيم بن فهد. وعنه: ابن حيويه، والدار قطني. أحمد بن محمد بن عبد الكريم بن يزيد. أبو طلحا الفزاري الوساوسي. سمع: عبد الله بن خبيق الأنطاكي، ونصر بن علي الجهضمي، وزيد بن أخزم، ومحمد بن الوليد البسري، والربيع بن سليمان، وسعد بن محمد البيروتي. وعنه: أبو بكر الأبهري، وأبو الفضل الزهري، وأبو سليمان بن زبر، والدار قطني، وعمر بن شاهين. وثقة البرقاني. وتوفي بالمحرم في العراق. أحمد بن معروف بن بشر الخشاب. أبو الحسن.

(24/102)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 103
سمع: أبا البختري عبد الله بن محمد بن شاكر، وجماعة. وعنه: أبو عمر بن حيويه، وأبو الحسن بن الجندي. وكان ثقة بغدادياً.) أحمد بن موسى بن إسحاق بن موسى الأنصاري. بغدادي، يكنى أبا عبد الله. عن: أبيه، وسهل بن بحر، وأبي يوسف القلوسي. وعنه: ابن شاهين، والمعافى الجريري. قال الخطيب: ثقة. تقلد قضاء البصرة. ولد سنة ومات في شعبان سنة. إبراهيم بن أحمد هلال. أبو إسحاق الأنبا ري ابن أبي عون. إخباري علامة، صاحب ابن ربيعه له تصانيف. انسلخ من الدين وصحب الشلمغاني الزنديق وادعى فيه الإلهية. ضربت عنقه وأحرق في ذي القعدة منها. إسحاق بن محمد بن الفضل بن جابر. أبو العباس الزيات. سمع: يعقوب الدورقي، وسلم بن جنادة. وعنه: ابن شاهين، والدار قطني، والقواس.

(24/103)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 104
4 (حرف الجيم)
جعفر بن أحمد بن شهزيل. أبو محمد الأستراباذي الفقيه الزاهد. سمع: عمار بن رجاء، وإسحاق الطلقي، ومحمد بن عبد الله بن المقريء، وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي المكي. وعنه: عبد الله بن عدي، وجماعة من أهل بلده. جعفر بن أحمد بن يحيى السراج المصري. ثقة صالح. روى عن: يونس بن عبد الأعلى، وغيره.
4 (حرف الحاء)
حسن بن أحمد بن الحسن بن أحمد بن ربيعه.) أبو علي بن الناعس الهمداني الدمشقي المقريء. سمع: هلال بن العلاء، ويزيد بن محمد بن عبد الصمد، ومحمد بن عبد الله السوسي، وجماعة. روى عنه: أبو سليمان بن زبر، وعبد الوهاب الكلابي. الحسن بن أحمد بن غطفان. أبو علي الفزاري الدمشقي. عن: العباس بن الوليد البيروتي، وأحمد بن الفرج الحمصي، وجماعة. وعنه: ابن زبر، وعبد الوهاب الكلابي. الحسن بن علي بن الحسين بن الحارث بن مرداس.

(24/104)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 105
أبو عبد الله التميمي الهمذاني المعروف بابن أبي الحناء. سمع: محمد بن عبيد الأسدي، والعباس بن يزيد البصري، وأحمد بن بديل، وعبيد الله بن سعد الأزهري، ومحمد بن علي بن الحسن بن شقيق، وأبا زرعة، وطائفة. سواهم. وعنه: صالح بن أحمد، وأبو علي بن بشار، وأبو سعيد خيران، وآخرون. قال شيرويه: صدوق.
4 (حرف الخاء)
خير بن عبد الله النساج الزاهد. أبو الحسن. بغدادي مشهور، اسمه محمد بن إسماعيل. كانت له حلقة يتكلم فيها. صحب أبا حمزة محمد بن إبراهيم الصوفي، والجنيد. وعمر أكثر من مائة سنة فيما قيل. حكى عنه: أحمد بن عطاء الروذباري، ومحمد بن عبد الله الرازي، وغيرهما. وقيل إنه أدرك السري السقطي وصحبه. وكان خير أسود، فقيل إنه حج مرة، فلما أتى الكوفة أخذه رجل فقال: أنت عبدي واسمك خير. فلم يكلمه وانقاد معه، فاستعمله سنين في نسج الخز. ثم بعد مدة قال: ما أنت عبدي. وأطلقه وكان اسمه محمد بن إسماعيل، فقيل له: ألا ترجع إلى اسمك فقال: لا أغير اسما سماني به رجل مسلم. وقيل: ألقي عليه شبه عبد ذلك الرجل، ثم زال عنه الشبه بعد مدة.)

(24/105)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 106
وله كرامات وأحوال. وكان ممن يحضر سماع القوم. وقد أخبر أنه يموت غداً المغرب، فكان كذلك. وقال السلمي: عاش مائة وعشرين سنة، وتاب في مجلسه إبراهيم الخواص، والشبلي.
4 (حرف الزاي)
زيدان بن محمد البرتي الكاتب. سمع: زياد بن أيوب، وأحمد زاج. وحدث في هذه السنة. وعنه: الدار قطني، وابن الثلاج، وأبو الحسن بن الجندي. أحاديثه مستقيمة.
4 (حرف السين)
سعيد بن أحمد بن ذكريا. أبو محمد القضاعي المصري. سمع: جده لأمه ذكريا كاتب العمري، والحارث بن مسكين. قال ابن يونس عنه: يعرف وينكر. سليمان بن حسن بن علي بن الجعد. أبو الطيب أخو عمر. سمع: أحمد بن المقدام العجلي، وسليمان الأقطع. وعنه: عبد الله بن موسى الهاشمي، وابن شاهين. أحاديثه مستقيمة. قاله الخطيب.

(24/106)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 107
4 (حرف الصاد)
صالح بن أحمد بن عبد الله بن صالح بن مسلم العجلي. أبو مسلم الأطرابلسي المغربي. روى عن: أبيه كتابه في الجرح والتعديل. وهو مصنف جليل في بابه. رواه عن صالح: علي بن أحمد بن ذكريا الهاشمي. توفي في هذا العام.)
4 (حرف العين)
عبد الله بن محمد بن الحجاج بن مهاجر. أبو الليث الرعيني. سمع من يونس عبد الأعلى، وغيره. وتوفي في ربيع الأول. عبد الله بن محمد بن حنين. أبو محمد الأندلسي مولى بني أمية. عبد الرحمن بن إسماعيل بن علي بن كردم. أبو محمد الرقي. حدث عن: علي بن سهل الرملي، والحسن بن عرفة، وعلي بن حرب، ويونس بن عبد الأعلى، وجماعة كبيرة. وسكن دمشق. وعنه: أبو محمد بن عدي، وأبو أحمد الحاكم، وابن المقرئ، وأبو أحمد الناصح، وعبد الوهاب الكلابي. توفي في شهر جمادى الآخرة.

(24/107)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 108
عبيد الله المهدي. أبو محمد، أول خلفاء الباطنية بني عبيد أصحاب مصر والمغرب وهو دعي كذاب ادعى أنه من ولد الحسن بن علي. والمحققون متفقون على أنه ليس بحسيني. وما أحسن ما قال المعز صاحب القاهرة وقد سأله ابن طبابة العلوي عن نسبهم، فجذب سيفه من الغمد وقال: هذا نسبي. ونثر على الحاضرين والأمراء الذهب وقال: وهذا حسبي. توفي عبيد الله في ربيع الأول بالمغرب. وقد ذكرنا من أخباره في حوادث هذه السنة، فلا رحم الله فيه مغرز إبرة. قال أبو حسن القابسي صاحب المخلص رحمه الله: إن الذين قتلهم عبيد الله وبنوه أربعة آلاف رجل في دار النحر في العذاب، ما بين عابدٍ وعالمٍ ليردهم عن الرضى عن الصحابة فاختاروا الموت. وفي ذلك يقول سهل في قصيدته:)
(وأحل دار النحر في أغلاله .......... من كان ذا تقوى وذا صلوات)
ودفن جميعهم في المنستير وحولها. والمنستير بلسان الفرنج: المعبد الكبير،

(24/108)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 109
وبها قبور كبارهم. وكانت دولة عبيد الله بضعاً وعشرين سنة. ويا حبذا لو كان رافضياً، ولكنه زنديق. وحكى الوزير القفطي في سيرة بني عبيد قال: كان أبو عبيد الشيعي أحد الدواهي. وذلك أنه جمع مشايخ كتامة وقال: إن الإمام كان بسلمية قد نزل عند يهودي عطار يعرف بعبيد، فقام به وكتم أمره. ثم مات عبيد عن ولدين فأسلما وأمهما على يد الأمام وتزوج بها، وبقي مستتراً والأخوان في دكان العطر. فولدت للإمام ابنين فعند اجتماعي به سألت: أي الابنين إمامي بعدك فقال: من أتاك منهما فهو أمامك. فسيرت أخي لإحضارهما، فوجدت أباهما قد مات هو وأحد الولدين ووجد هذا فأتى به. وقد خفت أن يكون هذا أحد ابني عبيد. فقالوا: وما أنكرت منه قال: إن الإمام يعلم الكاينات قبل وقوعها. وهذا قد دخل معه بولدين ونص الأمر في الصغير بعده، ومات بعد عشرين يوماً. ولو كان إماماً لعلم بموته. قالوا: ثم ماذا قال: والإمام لا يلبس الحرير ولا الذهب وقد لبسهما. وليس له أن يطأ إلا ما تحقق أمره، وهذا قد وطئ نساء زيادة الله. فتشككت كتامة في أمره، وقالوا: ما ترى قال: قبضه ونسير من يكشف لنا عن أولاد الإمام على الحقيقة. فأجمعوا أمرهم. وخف هارون بن يوسف كبير كتامة فواجه المهدي. وقال: قد شككنا فيك فأت بآية. فأجابه بأجوبة قبلها عقله، وقال: إنكم تيقنتم واليقين لا يزول بالشك. وإن الطفل لم يمت وإنه إمامك. وإنما الأئمة ينتقلون. وقد انتقل لإصلاح جهة أخرى. فقال: آمنت. فلبسك الحرير قال: أنا نائب للمشرع أحلل لنفسي ما أريد، وكل الأموال لي. وزيادة الله كان غاصباً.

(24/109)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 110
وأما أبو عبد الله وأخوه فأخذا يخبان عليه فرتب من قتلهما. ثم خرج عليه جماعة من كتامة فظفر بهم وقتلهم. وخالف أهل طرابلس، فوجه ولده القائم) فافتتحها عنوة، ثم برقة فافتتحها، ثم صقلية فأخذها، واستقر ملكه. وجهز ولده القائم لأخذ مصر مرتين ويرجع مهزوماً. وبنى المهدية ونزلها سنة ثمانٍ وثلاثمائة. وعاش ثلاثاً وستين سنة، وخلف ثلاثة عشر ولداً، منهم ست بنين، آخرهم موتاً أبو علي أحمد في سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة. عثمان بن حديد بد حميد الكلابي. أبو سعيد الأندلسي الإلبيري. محدث رحال. روى عن: العتبي الفقيه، ويونس بن عبد الأعلى، ومحمد بن عبد الله بن الحكم، وأحمد بن عبد الله بن صالح العجلي نزيل طرابلس المغرب، ومحمد ابن سحنون الإفريقي، وبقي بن مخلد. وكان فقيهاً عارفاً لرأي مالك. روى عنه: خالد بن سعد، وعبد الله بن محمد الباجي، وغيرهما. توفي سنة تسع عشرة، ففي وفاته ثلاثة أقوال.

(24/110)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 111
علي بن عبد الله بن عبد البر الفرغاني التركي. عن: أبي حاتم الرازي. وعنه: ابن المظفر، وابن شاهين. ثقة. علي بن محمد بن حاتم بن دينار. أبو الحسن القرشي الحدادي. وحدادة: قرية بقرب بسطام. سمع: محمد بن عزيز الأيلي، والربيع بن سليمان، ومحمد بن حماد الظهراني، وزكريا بن دويد الكندي. وعنه: أبو بكر الإسماعيلي في صحيحه، وابن عدي، وعلي بن عمر الحربي، وجماعة. ومات في رمضان. علي بن محمد بن عيسى.) أبو الحسن المرادي المعروف بابن العسراء الخياط. بصري، نزل مصر وحدث عن: محمد بن هشام بن أبي خيرة، وطبقته. قال ابن يونس: ليس بشيءٍ. لا يجوز لأحد الرواية عنه. عبد الوهاب بن سعيد بن عثمان. أبو الحديد الحمراوي المصري. مولى القرشيين. قال ابن يونس: ولد سنة أربع وخمسين ومائتين، وقال لي: كتبت الحديث سنة سبعين. وكان أحد المجودين الثقاة. صالحاً متواضعاً حسن الهدي. مات في المحرم. وقال ابن ماكولا: مشهور بالجمع، كثير الكتابة.

(24/111)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 112
روى عن: يحيى بن عثمان بن صالح وغيره. روى عنه ابن يونس.
4 (حرف الميم)
محمد بن أحمد بن أبي الثلج. أبو بكر الكاتب. بغدادي، ثقة. سمع: عمر بن شبة، وجماعة. وعنه: الدارقطني، وابن شاهين، ويوسف القواس. محمد بن أحمد بن أبي يوسف. أبو بكر المصري ابن الخلال الفقيه. درس وأقرأ، وصنف كتاباً في أربعين جزءاً في نصوص قول مالك. أخذ عن محمد بن إصبع، عن أبيه. محمد بن أحمد بن إبراهيم. أبو عبيد الله المادارئي الأطروش. نزيل مصر. روى عن: الزبير بن بكار، وعبيد الله بن سعد الزهري، وعمر بن شبة. روى عنه: ابنه عثمان، وأبو أحمد بن أبي الطيب المادرائي، وأبو الطيب أحمد بن سليمان) الحريري، وعبيد الله بن محمد البزاز. وكان له تجارة وأملاك. وكان ثقة. وهم الخطيب فسماه: أحمد بن محمد بن إبراهيم. قاله ابن النجار.

(24/112)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 113
محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن الفضل. أبو جعفر الديبلي، نسبة إلى بلدة من الهند، ثم المكي. سمع: محمد بن زنبور، وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي، والحسين بن الحسن المروزي، وجماعة. وعنه: أبو بكر بن المقرئ، وأحمد بن إبراهيم بن فراس، ومحمد بن يحيى بن عمار الدمياطي، وأبو أحمد الحاكم، وخلق كثير من الحجاج. وكان صدوقاً مقبولاً. توفي في جمادى الأولى. وقع لنا حديثه بعلو. محمد بن إسماعيل بن أحمد بن أسيد بن عاصم الثقفي. أبو مسلم الإصبهاني. سمع: أسيد بن عاصم، وأخاه محمد بن عاصم. وعنه: أبو الشيخ، وغيره. محمد بن الحسن بن المهلب. أبو صالح المديني. أكثر عن أحمد بن الفرات، وحمل عنه تصنيفه. وعنه: أبو الشيخ، وأبو بكر بن المقرئ. محمد بن زكريا بن محمد بن جعفر اللخمي. أبو عبد الله القرطبي. سمع: محمد بن وضاح. ورحل مع قاسم بن إصبع، وابن أيمن فسمع: محمد بن إسماعيل الصائغ، وأحمد بن أبي خيثمة، وإسماعيل القاضي، وطبقتهم. وكان ثقة زاهداً، صاحب ليل عبادة.)

(24/113)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 114
سمع الناس منه تاريخ ابن أبي خيثمة. روى عنه: أبو محمد الباجي، وغيره. محمد بن سليمان بن محمد. أبو جعفر الباهلي النعماني. من بلد النعمانية، وهي بين بغداد و واسط. سمع: أحمد بن بديل، ومحمد بن عبد الله المخرمي الحافظ، وجماعة. وعنه: الدارقطني ووثقه. توفي في ذي الحجة. محمد بن عبد الله بن غيلان. أبو بكر السوسي الخزاز من ثقات البغداديين ومستنديهم. سمع: سوار بن عبد الله القاضي، وأحمد بن منيع، والحسن بن الصباح البزاز. وعنه: الدارقطني، وأبو بكر بن شاذان، وابن شاهين، وعدة. محمد بن عبد الرحمن بن زياد. أبو جعفر الأرزناني الحافظ. سمع بالشام والعراق وإصبهان. سمع: إسماعيل بن عبد الله سمويه، ومحمد بن غالب تمتام، وعلي بن عبد العزيز، وطبقتهم. وعنه: أبو الشيخ، وأبو أحمد الحاكم، وأحمد بن يوسف الخشاب، وأبو بكر أحمد بن مهران المقرئ. قال أبو عبد الله الحاكم: سمعت محمد بن العباس الشهيد يقول: ما قدم علينا مثل أبي جعفر الأرزناني زهداً وورعاً وحفظاً وإتقاناً.

(24/114)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 115
وقال أبو نعيم: توفي سنة اثنتين وعشرين. محمد بن علي. أبو جعفر بن أبي العزاقر الشلمغاني الزنديق. أحدث مذهباً في الرفض ببغداد، ثم قال بالتناسخ وحلول الألوهية، ومخرق على الناس فضل به جماعة، وأظهر أمره أبو القاسم الحسين بن روح الذي تسميه الرافضة: الباب، تعني به أحد الأبواب إلى صاحب الزمان. فطلب الشلمغاني فاختفى وهرب إلى الموصل فأقام سنين، ثم رد) إلى بغداد. وظهر عنه أنه يدعي الربوبية. وقيل: إن الوزير الحسين بن القاسم بن عبيد الله بن وهب وزير المقتدر، وابني بسطام، وإبراهيم بن أحمد بن أبي عون، وغيرهم اتبعوه، وطلبوا فتغيبوا، وذلك في أيام وزارة ابن مقلة للمقتدر. فلما كان في شوال سنة اثنتين وعشرين ظهر الشلمغاني فقبض عليه ابن مقلة وسجنه وكبس داره فوجد فيها رقعا وكتباً مما يدعى عليه وفيها يخاطبونه بما لا يخاطب به البشر. وعرضت على الشلمغاني، فأقر أنها خطوطهم، وأنكر مذهبه، وتبرأ مما يقال فيه. وأصر على الإنكار بعض أتباعه. ومد ابن عبدوس يده فصفعه. وأما ابن أبي عون فمد يده إلى لحيته ورأسه وارتعدت يده وقبل لحية الشلمغاني ورأٍ سه وقال: إلهي وسيدي ورازقي. فقال له الخليفة الراضي بالله، وكان ذلك بحضرته: قد زعمت أنك لا تدعي الإلهية، فما هذا؟

(24/115)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 116
قال: وما علي من قول ابن أ بي عون، والله يعلم أنني ما قلت له إنني إله قط. فقال ابن عبدوس: إنه لم يدع إلهية قط، إنما ادعى إنه الباب إلى الإمام المنتظر. ثم أحضروا مرات ومعهم الفقهاء والقضاة. وفي الآخر أفتى العلماء بإباحة دمه، فأحرق بالنار في ذي القعدة من السنة. وضرب ابن أبي عون بالسياط، ثم ضربت عنقه، ثم أحرق. ولابن أبي عون المعثر تصانيف مليحة منها: التشبيهات، والأجوبة المسكتة، وكان من أعيان الكتاب. وشلمغان: قرية بنواحي واسط. محمد بن علي بن جعفر. أبو بكر الكتاني الصوفي. من كبار الشيوخ البغداديين. حكى عن: أبي سعيد الخراز، وإبراهيم الخواص. حكى عنه: الخلدي، ومحمد بن أحمد النجاد، ومحمد بن علي التكريتي، و جماعة. وجاور بمكة وبها توفي في هذا العام. قال محمد بن عبد الله بن شاذان: يقال إن الكتاني ختم في الطواف اثني عشر ألف ختمة.

(24/116)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 117
وقال أبو القاسم البصري: سمعت الكتاني يقول: من يدخل في هذه المفازة يحتاج إلى أربعة أشياء: حالاً يحميه، وعلماً) يسوسه، وورعاً يحجزه، وذكراً يؤنسه. ومن قوله: من حكم المريد أن يكون نومه غلبة، وأكله فاقة، وكلامه ضرورة. وقيل: إنه توفي سنة ثمان وعشرين. محمد بن عمر بن حماد. أبو جعفر العقيلي الحافظ. له مصنف جليل في الضعفاء. وعداده في الحجازيين. قال مسلمة بن القاسم: كان العقيلي جليل القدر، عظيم الخطر، ما رأيت مثله. وكان كثير التصنيف. فكان من أتاه من المحدثين قال: اقرأ من كتابك. ولا يخرج أصله. فتكلمنا في ذلك وقلنا: إما أن يكون من أحفظ الناس، وإما أن يكون من أكذب الناس. فاجتمعنا واتفقنا على أن نكتب له أحاديث من أحاديثه ونزيد فيها وننقص لنمتحنه. وأتيناه بها، فقال لي: اقرأ. فقرأتها عليه فلما أتيت بالزيادة والنقص فطن لذلك، فأخذ مني الكتاب وأخذ القلم فأصلحها من حفظه وألحق النقصان وصححها كما كانت. فانصرفنا من عنده وقد طابت أنفسنا وعلمنا أنه من أحفظ الناس. قلت: وقال أبو الحسن ابن القطان: أبو جعفر مكي الثقة، جليل القدر، عالم الحديث، مقدم في الحفظ. توفي سنة. سمع: جده يزيد بن محمد بن حماد العقيلي، ومحمد بن إسماعيل الصائغ، وإسحاق بن إبراهيم

(24/117)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 118
الدبري، وعلي بن عبد العزيز البغوي، ومحمد بن إسماعيل الترمذي، ومحمد ابن موسى البلخي صاحب عبيد الله بن موسى، ومحمد بن أيوب بن الضريس، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وجماعة. وعنه: يوسف بن أحمد بن الدخيل المصري، وأبو بكر بن المقرئ، وأبو الحسن محمد بن نافع الخزاعي، وآخرون. وكان مقيماً بالحجاز. توفي بمكة في شهر ربيع الأول. مسرة المتوكلي. أبو شاكر الخادم. روى عن: الحسن بن عرفة، وأبي زرعة، وغيرهما.) وعنه: عبد الواحد بن أبي هاشم، وأبو بكر بن شاذان، والمعافى النهرواني. قال الخطيب: كان غير ثقة، وضع على أبي زرعة. موسى بن إبراهيم بن شاهك. أبو عمران. بغدادي سكن بلخ. وحدث عن: العطاردي، والحسن بن عرفة. روى عنه: إبراهيم بن أحمد المستملي البلخي وقال: مات في المحرم.
4 (حرف الهاء)
الهذيل بن عبد الله بن عبيد الله بن الهذيل. أبو زفر الضبي.

(24/118)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 119
توفي في شعبان. وسكن قرية جيران من إصبهان. سمع: أحمد بن يونس الضبي. وعنه: أبو الشيخ، وعبد الله بن محمد بن الحجاج، وابن المقرئ.
4 (حرف الياء)
يعقوب بن إبراهيم. أبو بكر البغدادي البزاز. عرف بالجراب، بفتح الجيم وتخفيف الراء. سمع: علي بن مسلم الطوسي، والحسن بن عرفة، ورزق الله بن موسى. وعنه: الدارقطني، وابن شاهين، وعلي بن محمد الحلبي، وجماعة. وثقة الدار قطني.
4 (الكنى)
أبو ذهل بن أبي العباس بن محمد بن عصم بن بلال بن عصم الضبي العصمي. واسمه العباس بن أحمد بن محمد. وهو والد الحافظ محمد بن أبي ذهل. أبو علي الروذباري. شيخ الصوفية.

(24/119)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 120
قيل: اسمه أحمد بن محمد بن القاسم بن منصور البغدادي.) وقيل: اسمه حسن بن هارون. وهو خال أحمد بن عطاء الروذباري. أخذ عنه: ابن أخته، ومحمد بن عبد الله بن شاذان الرازي، وأحمد بن علي الوجيهي، ومعروف الزنجاني، وآخرون. ورخ وفاته أبو سعيد النقاش. وقد سكن مصر، وصار شيخها. صحب أبا القاسم الجنيد، وأبا الحسين النوري، وأبا حمزة، وطبقتهم من البغداديين. وصحب بالشام أبا عبد الله بن الجلاء. وكان فقيهاً عالماً محدثاً. روى عن: مسعود الرملي، وغيره. وسئل عمن يسمع الملاهي ويقول: هي لي حلال لأني قد وصلت إلى درجة لا يؤثر في اختلاف الأحوال، فقال: نعم، قد وصل لعمري، ولكن إلى سقر. وقال: أنفع اليقين ما عظم الحق في عينك، وصغر ما دونه عندك، وأثبت الرجاء والخوف في قلبك. وقال أبو علي الكاتب: ما رأيت أحداً أجمع لعلم الشريعة والحقيقة من أبي علي الروذباري. وقال أحمد بن عطاء: كان خالي يتفقه بالحديث، ويفتي بالمقاطع. وعن أبي علي قال: أستاذي في التصوف الجنيد، وأستاذي في الحديث إبراهيم الحربي، وأستاذي في الفقه أبو العباس بن سريج، وأستاذي في الأدب ثعلب.

(24/120)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 121
وعن الجعابي قال: رحلت إلى عبدان فأتيت مسجده فوجدت شيخاً فكلمته، فذ اكرني بأكثر من مائتي حديث في الأبواب. وكنت قد سلبت في الطريق فأعطاني الذي عليه. فلما دخل عبدان اعتنقه وبش به، فقلت لهم: من هذا قالوا: أبو علي الروذباري. ثم كلمته بعد فرأيته حافظاً. رحمه الله ورضي عنه. أبو نعيم بن عدي. هو عبد الملك بن محمد بن عدي الجرجاني.) توفي سنة اثنتين في قول علي بن محمد بن شعيب الأستراباذي. وقال غيره سنة ثلاث كما يأتي.

(24/121)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 122
1 (وفيات سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة)

4 (حرف الألف)
أحمد بن عيسى بن السكين. أبو العباس الشيباني البلدي. حدث ببغداد عن: سليمان بن سيف، وهاشم بن قاسم الحرانيين. وعنه: الدار قطني، وعمر بن شاهين، ويوسف بن مسرور القواس، ومحمد بن إبراهيم بن حمدان العاقولي. قال الخطيب: خرج إلى واسط في حاجة، فمات بها. وكان ثقة رحمه الله تعالى. أحمد بن محمد بن عمرو. أبو بشر الكندي المصعبي المروزي. حدث ببغداد عن: محمود بن آدم، وغيره. وعنه: أبو الفتح الأزدي، وابن المظفر.

(24/122)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 123
قال الدارقطني: كان حافظاً عذب اللسان مجرداً في السنة والرد على المبتدعة، لكنه كان يضع الأحاديث. وقال ابن حبان: هو أحمد بن محمد بن مصعب بن بشر بن فضالة، كان ممن يضع المتون ويقلب الأسانيد، لعله قد قلب على الثقاة أكثر من عشرة آلاف حديث كتبت أنا منها أكثر من ثلاثة آلاف حديث مما لم أشك أنه قلبها. ثم في آخر عمره جعل يدعي شيوخاً لم يرهم، لأني سألته قلت: أقدم من كتبت عنه بمرو من قال: أحمد بن سيار. ثم لما امتحن بتلك المحنة وحمل إلى بخارى حدث عن علي بن خشرم. فأرسلت أنكر عليه، فكتب يعتذر إلي. سرد له ابن حبان عدة أحاديث، وقال: على أنه كان من أصلب أهل زمانه في السنة، وأنصرهم لها، وأذبهم لحريمها، وأقمعهم لمن خالفها. فنسأل الله الستر.) توفي في ذي القعدة. أحمد بن نصر بن طالب. أبو طالب البغدادي الحافظ.

(24/123)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 124
سمع: عباس بن محمد الدوري، ويحيى بن عثمان بن صالح المصري، وإسحاق الدبري، وإبراهيم بن برة، وهذه الطبقة. وعنه: أبو عمر بن حيويه، وابن المظفر، والدار قطني. وكان الدار قطني يقول: أبو طالب الحافظ أستاذي. قلت: توفي في رمضان. وآخر من حدث عنه المخلص. وقال الخطيب: كان ثقة ثبتاً. روى عنه عبد الله بن زيدان البجلي وهو أكبر منه. قلت: كان حافظ بغداد في زمانه. إبراهيم بن حماد بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن يزيد. أبو إسحاق الأزدي العابد. سمع: علي بن مسلم الطوسي، والحسن بن عرفة، وعلي بن حرب. وعنه: الدارقطني، والمخلص، وأبو حفص بن شاهين. قال الدارقطني: ثقة، جبل. وقال أبو حسن الجراحي: ما جئته إلا وجدته يقرأ أو يصلي. وقال أبو بكر النيسابوري: ما رأيت أعبد منه. قلت: قد ولي ولده هارون بن إبراهيم قضاء الديار المصرية في حياة أبيه بعد أبي عبيد بن حربويه، واستناب على الإقليم أخاه أبا عثمان. ثم عزل هارون سنة ست عشرة. توفي إبراهيم في سادس صفر عن نيف وثمانين سنة.

(24/124)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 125
إبراهيم بن محمد بن عرفة بن سليمان العتكي الواسطي. أبو عبد الله نفطويه النحوي. قيل إنه من ولد المهلب بن أبي صفرة. سكن بغداد، وصنف تصانيف. قال الخطيب: إبراهيم بن محمد بن عرفة بن سليمان بن المغيرة بن حبيب بن المهلب بن أبي) صفرة الأزدي العتكي. روى عن إسحاق بن وهب العلاف، ومحمد بن عبد الملك الدقيقي، وشعيب بن أيوب، وأحمد بن عبد الجبار العطاردي، وطبقتهم. روى عنه: المعافى الجريري، وأبو بكر بن شاذان، وابن حيويه، وأبو بكر ابن المقرئ، وغيرهم. مولده سنة أربعٍ وأربعين، وكان متفنناً في العلوم. ينكر الاشتقاق ويحيله. وكان يحفظ نقائض جرير والفرزدق، وشعر ذي الرمة.

(24/125)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 126
وأخذ العربية عن: ثعلب، والمبرد، ومحمد بن الجهم. وخلط نحو الكوفيين بنحو البصريين. وتفقه على مذهب، أهل الظاهر، ورأس فيه. وكان ديناً، ذا سنةٍ، ومروءة، وفتوة، وكيسٍ، وحسن خلق. صنف: غريب القرآن، والمقنع في النحو، وكتاب البارع وغير ذلك. وله شعر رائق. توفي قبل الذي قبله بيوم واحد في صفر، كلاهما ببغداد. وله تاريخ الخلفاء في مجلدتين. إبراهيم بن محمد بن القاسم بن هلال القيسي الأندلسي. بها. توفي في هذه السنة أو في سنة ثمان وعشرين. من أهل قرطبة. متعبد، فاضل، عالم. سمع من: الخشني، ومحمد بن وضاح، ومن عمه إبراهيم بن القاسم. أسامة بن علي بن سعيد بن بشير. أبو رافع الرازي. ولد بسامراء، سنة خمسين ومائتين. وقدمت به أممه على والده عليك الرازي فأسمعه الكثير، وعني به. وكان حسن الحديث ثبتاً. توفي بمصر في ذي الحجة. قاله ابن يونس. قلت: سمع محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وطبقته. وعنه: أبو بكر بن المقرئ.)

(24/126)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 127
إسماعيل بن العباس بن عمر بن مهران. أبو علي الوراق. ولد سنة أربعين ومائتين، وسمع: الحسن بن عرفة، والزبير بن بكار، وعلي بن حرب، وطائفة. وعنه: ابنه محمد، والدار قطني، والمخلص، وعيسى بن الوزير. ووثقه الدار قطني. مات في المحرم راجعاً من الحج. قرأت على الأبرقوهي: أنا الفتح، أنا هبة الله، أنا ابن النقور، ثنا عيسى، أنا إسماعيل الوراق، اثنا الحسن بن عرفة: حدثني المحاربي، عن محمد عن عمرو، عن أ بي سلمة عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين وأقلهم من يجوز ذلك. هذا حديث حسن عالٍ. إسماعيل بن يونس البغدادي الشيعي. عن: إسحاق بن أبي إسرائيل، وعمرو بن علي الفلاس، وغيرهما. وعنه: ابن الثلاج، والدارقطني.
4 (حرف الباء)
بندار بن إبراهيم بن عيسى. أبو محمد الأستراباذي، قاضي أستراباذ. ثقة، خير. سمع: عمار بن رجاء، وحامد بن سهل الثغري، والحارث بن أبي أسامة. وعنه: أحمد بن محمد بن بندار، وعبد الله بن عدي.

(24/127)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 128
4 (حرف الجيم)
جعفر بن عبد الجبار. ويقال: ابن عبد الرزاق القراطيسي. روى عن: أبي زرعة الدمشقي، وجماعة.) وعنه: أبو هاشم بن عبد الجبار، وعبد الوهاب الكلابي.
4 (حرف الحاء)
الحسن بن سعيد. أبو القاسم البغدادي الوراق، ابن الهرش. سمع: محمد بن عبد الملك بن زنجويه، وإسحاق بن إبراهيم البغوي لؤلؤ، وإبراهيم بن هانئ. وعنه: عمر بن شاهين، والدارقطني، وابن الثلاج. وثقه الخطيب. الحسن بن صالح البهنسي. في رجب. سمع: يونس بن عبد الأعلى، وبحر بن نصر بن سابق، وجماعة. وتوفي بالبهنسا. الحسن بن علي بن سواده الفهمي. مولاهم المصري. في رمضان. سمع: ابن يونس.

(24/128)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 129
الحسن بن يوسف بن يعقوب. أبو سعيد الطرميسي العلوي. مولى الحسين بن علي بن أبي طالب. روى عن: هشام بن عمار، وغيره. روى عنه: عبد الله بن محمد بن عبد الغفار بن ذكوان، ومحمد بن مسلم ابن السمت، وعبد الوهاب الكلابي. وطر ميس: من قرى دمشق. توفي سنة.
4 (حرف الدال)
داود بن نصر بن سهيل. أبو سليمان البزدوي. أحد علماء مدينة نسف.) سمع: عيسى بن أحمد العسقلاني، وأحمد بن محمويه، ومكتوم بن أحمد، والترمذي. روى عنه للمستغفري: أحمد بن عبد العزيز، ومحمد بن الفضل النسفيان.
4 (حرف العين)
العباس بن الفضل بن العباس. أبو الفضل الدينوري ابن فضلويه. سكن الشام، وحدث عن: أبي زرعة الدمشقي، ووريزة بن محمد، والقاسم بن موسى الأشيب.

(24/129)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 130
وعنه: أبو سليمان بن زبر، وأبو هاشم المؤدب، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، وآخرون. وتوفي في آخر السنة. عبد الله بن محمد بن سعيد. أبو محمد المقرئ ابن الجمال. بغدادي، سمع: يعقوب الدورقي، وعمر بن شبة، وجماعة. وعنه: الجعابي، والدارقطني ووثقه، وابن شاهين. عبد الملك بن سلمان الوراق. روى عن: شعيب الصريفني. وعنه: أبو بكر الوراق، والدارقطني، وابن شاهين. وثقه الخطيب وأرخه. عبد الملك بن محمد بن عدي. أبو نعيم الجرجاني الأستراباذي الفقيه الحافظ الرحال. سمع: عمر بن شبة، وعلي بن حرب، والرمادي، ويزيد بن عبد الصمد،

(24/130)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 131
وسليمان بن سيف والربيع بن سليمان، وعمار بن رجاء، ومحمد بن عيسى الدامغاني، ومحمد بن عوف، وأبا زرعة الرازي، وأبا حاتم، وطبقتهم بالعراق، ومصر، والشام، والجزيرة، والحجاز، وخراسان. روى عنه: ابن صاعد، وأبو علي الحافظ، وأبو محمد المخلدي، وأبو إسحاق المزكي، وأبو بكر الجوزقي، وأبو سعد عبد الرحمن بن محمد الإدريسي، وخلق سواهم. قال الحاكم: كان من أئمة المسلمين. ورد نيسابور وهو متوجه إلى بخارى فروى عنه الحافظ.) وسمعت الأستاذ أبا وليد حسان بن محمد يقول: لم يكن في عصرنا من الفقهاء أحفظ للفقهيات وأقاويل الصحابة بخراسان من أبي نعيم الجرجاني، ولا بالعراق من أبي بكر بن زياد النيسابوري. قال: وسمعت أبا الحافظ يقول: كان أبو نعيم الجرجاني أحد الأئمة، ما رأيت بخراسان بعد ابن خزيمة مثله أو أفضل منه. كان يحفظ الموقوفات والمراسيل كما نحفظ نحن المسانيد. وقال أبو سعد الإدريسي: ما أعلم نشأ بأسترباذ مثله في حفظه وعلمه. وقال الخطيب: كان أحد الأئمة، ومن الحفاظ لشرائع الدين مع صدقٍ وتيقظ وورع. وقال حمزة السهمي: كان مقدماً في الفقه والحديث. وكانت الرحلة إليه. ولد سنة اثنتين وأربعين ومائتين. أخبرنا أحمد بن عساكر، عن المؤيد الطوسي: أنا أحمد بن سهل المساجدي، أنا يعقوب بن أحمد الفقيه، اثنا الحسن بن أحمد المخلدي، أنبا أبو نعيم بن عدي: اثنا عمر بن شبة، اثنا عبد الوهاب الثقفي، اثنا أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس قال: أمر بلال أن يشفع الأذان ويوتر الإقامة.

(24/131)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 132
توفي في آخر السنة. وأرخه الحاكم سنة اثنتين وعشرين. عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد السكري. أبو محمد. بغدادي، ثقة. سمع: زكريا المنقري، وعبد الله بن مسلم بن قتيبة. وعنه: ابن حيويه، والدار قطني، وأبو بكر شاذان، والمخلص. عبيد الله بن عبد الصمد بن المهدي بالله. أبو عبد الله العباسي، حفيد الخلفاء. حدث عن: إسحاق بن سنين الختلي، وسيار بن نصر الحلبي، وأحمد بن خليد الحلبي، وبكر بن سهلالدمياطي، ونحوهم. وكان ثقة فقيهاً شافعياً ببغداد. روى عنه: عبد العزيز الخرقي، والدارقطني، وابن شاهين، وجماعة.) توفي في رمضان. أخبرنا ابن الظافري وطائفة، عن ابن اللتي، أخبرنا ابن الظافري وطائفة، عن ابن اللتي، عن أبي الوقت، عن أبي عاصم الفضيلي، عن عبد الرحمن بن أبي شريح، عنه بأحاديث. عثمان بن أحمد بن الخصيب. أبو عمرو البغدادي. عن: حنبل بن إسحاق، وابن أبي العوام، وجماعة. وعنه: أبو الفتح الأزدي، ومحمد بن جعفر بن النجار، وابن الثلاج.

(24/132)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 133
عثمان بن أحمد بن عثمان. أبو عمرو المصري الدباغ. سمع من: عبيد الله بن سعيد بن عفير، وطبقته. فال ابن يونس: مات في صفر. كتبت عنه، وكان ثقة ثبتاً. علي بن الحسن بن قحطبة البغدادي الصقل. روى عن: محمود بن خداش، ويعقوب الدورقي، ومجاهد بن موسى. وعنه: الدارقطني، وابن شاهين، ويوسف القواس، وعبد الله بن عثمان الصفار. ثقة. علي بن الحسن بن سلام الشرغي. وشرغ: قرية ببخارى. سمع من: عبد الصمد بن الفضل البلخي، وسهل بن خلف، وسهل بن المتوكل البخاري، وعلي بن العزيز البغوي. ورحل إلى مصر وغيرها. وعنه: محمد بن نصر بن خلف، وغيره. علي بن الفضل البلخي الحافظ. رحال جواد ثبت. روى عن: أحمد بن سيار المروزي، وأبي حاتم، وأبي قلابة الرقاشي، وطبقتهم.

(24/133)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 134
روى عنه: ابن المظفر، والدارقطني، وابن شاهين.) مات ببغداد. علي بن محمد بن عمر. أبو القاسم بن الشريحي البزاز. بغدادي. روى عن: علي بن حرب، وحميد بن الربيع، وعمر بن شبة. وعنه: ابن شاهين، والدارقطني، وجماعة. علي بن محمد بن هارون. أبو الحسن الحميري، الكوفي الفقيه. حدث ببغداد عن: أبي كريب، وأبي سعيد الأشج، وهارون بن إسحاق. روى عنه: أبو بكر الوراق وأثنى عليه، ومحمد بن أحمد بن حماد الحافظ فقال: كان يحفظ عامة حديثه، وكان ثقة. سمعته يقول: ولدت سنة إحدى وثلاثين ومائتين. وتوفي سنة ثلاث وعشرين. وقيل: هو آخر من روى عن أبي كريب، وآخر من حدث عنه محمد بن عبد الله الجعفي الهرواني. وولي قضاء الكوفة. وقع لنا جزء من حديثه. وعنه أيضاً محمد بن محمد الكندي الطحان. عمر بن الحسن بن علي بن الجعد الجوهري البغدادي. أبو عاصم. روى عن: أبي الأشعث، وزيد بن أخرم، وجماعة.

(24/134)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 135
وعنه: أبو بكر بن شاذان، وابن شاهين. وثقه الخطيب.
4 (حرف القاف)
القاسم بن إسماعيل بن محمد بن أبان. أبو عبيد المحاملي، أخو القاضي أبي عبد الله المحاملي.) سمع: الفلاس، ومحمد بن المثنى، ويعقوب الدورقي، وطبقتهم. وعنه: ابن المظفر، والدارقطني، وعيسى بن الجراح، وطائفة. وكان ثقة. القاسم بن إبراهيم الملطي. حدث ببغداد عن: لوين. روى عنه: علي بن لؤلؤ، وعلي الحربي. قال الخطيب: كان كذاباً أفاكاً. ثم ورخ وفاته.
4 (حرف الميم)
محمد بن أحمد بن أسد. أبو بكر الحافظ، ويعرف بابن البستنبان، ويلقب كزاز. سمع: الزبير بن بكار، وعيسى بن أبي حرب، وجماعة.

(24/135)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 136
وعنه: الدارقطني، والمعافى الجريري. وثقه الخطيب. وعاش اثنتين وثمانين سنة. محمد بن أحمد بن عمارة. أبو الحسن الدمشقي العطار. ولد سنة سبعٍ وعشرين ومائتين. وسمع: أبا هاشم الرفاعي، والمسيب بن واضح، وعبده بن عبد الرحيم المروزي، وزياد بن أيوب. وعنه: محمد بن موسى السمسار، وأبو بكر المقرئ، وابن زبر وقال: توفي في رمضان، وأبو علي بن مهنا، وعبد الوهاب الكلابي. محمد إبراهيم بن عبدويه بن سدوس. أبو عبد الله الهذلي العبدي النيسابوري الحافظ. سمع: أبا عبد الله البوسنجي، وأحمد بن نجدة الهروي، وأبا خليفة. ورحل إلى الشام، ومصر. روى عنه: الحسين الماسرجسي، وأبو إسحاق المزكي، وأحمد بن حسكويه.) محمد بن إسماعيل بن محمد بن سلام. أبو بكر الخشني. مولاهم الدمشقي المعدل، المعروف بابن البصال. أصلهم من خراسان، وكان نائب أبي محمد بن زبر القاضي على قضاء دمشق. روى عن: شعيب بن عمرو، وصالح بن أحمد بن حنبل، وبكار بن قتيبة، وجماعة.

(24/136)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 137
وعنه: محمد وأحمد أبنا موسى السمسار، وأبو هاشم المؤدب، وعبد الوهاب الكلابي. محمد بن الحسن بن محمد بن قديد. أبو منصور السعدي البخاري. روى عن: أبي عبد الله البخاري. وعنه: ابنه أبو حرب. توفي في ربيع الآخر. محمد بن الحسين بن موسى السعدي. أبو التريك الحمصي، نزيل طرابلس. سمع: محمد بن عوف، وأبا عتبة أحمد بن الفرج، وأحمد بن ميمون الصنعاني، وعبد العزيز بن بكر بن الشرود. فإنه دخل اليمن. وعنه: أبو أحمد بن عدي، والحسن بن علي المطرز، وأبو سليمان بن زبر، وأحمد بن إبراهيم بن فراس، لقيه بمكة، وابن جميع فقال: اثنا في ربيع الأول سنة ثلاث وعشرين. أخبرنا عمر بن القواس: أنا ابن الحرستاني حضوراً: أنا جمال الإسلام، أنا ابن طلاب، أنا أبو الحسين بن جميع، اثنا أبو التريك محمد بن الحسين، اثنا أبو عتبة، اثنا بقية، عن ابن جريح، عن أبي الزبير، عن جابر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صام يوماً في سبيل الله جعل الله بينه وبين النار سبع خنادق، كل خندقٍ كما بين سبع سموات وسبع أرضين.

(24/137)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 138
محمد بن عبيد الله بن محمد. أبو سلمة الجمحي الدمشقي. سمعك موسى بن عامر، وبكار بن قتيبة، وجماعة. وعنه: عمر بن علي العتكي، وعبد الوهاب الكلابي، وابن زبر. محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن بلبل الهمداني الزعفراني.) سمع: الحسن بن أبي ربيع، وعلي بن أشكاب، وأبا زرعة الرازي، وكتب عنه خمسين ألف حديث. وعنه: الدارقطني، وأبو علي بن البغدادي الإصبهاني، وأهل إصبهان. روي عنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم نيفاً وتسعين مرة. وجده هو ابن زياد بن يزيد بن هارون الواسطي. وأخوه قاسم سيذكر قريباً. محمد بن عبد الأعلى بن محمد. أبو هاشم الأنصاري. مولاهم الدمشقي. ويعرف بابن عليل كان إمام جامع دمشق. روى عن: هشام بن عمار، وقاسم بن عثمان الجوعي، وغيرهما. وعنه: ابنه إبراهيم، وأبو محمد بن ذكوان، وأبو هاشم عبد الجبار، وأبو سليمان بن زبر، وعبد الوهاب الكلابي، وعبد الله بن محمد الرازي. وكان يخضب بالحمرة. توفي في ربيع الآخر. وقع لنا من عواليه.

(24/138)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 139
محمد بن علي بن حمزة بن أبي هريرة الأنطاكي. أبو بكر. سمع: أبا أمية الطرسوسي، ويزيد بن عبد الصمد، وعنه: ابن شاهين، والمعافى الجريري، والدرقطني. وكان ثقة. توفي في رمضان. محمد بن يوسف. أبو علي الترباني السمرقندي. رحل وسمع: محمد بن إسحاق الصغاني. وعنه: محمد بن جعفر بن جابر. وتربان: من قرى سمرقند. موسى بن العباس. أبو عمران الجويني الحافظ.) سمع: أحمد بن الأزهر، والذهلي، وعبد الله بن هاشم، وأحمد بن يوسف السلمي، ويونس بن عبد الأعلى، والرمادي، وخلقاً من طبقتهم.

(24/139)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 140
وعنه: الحسين بن سفيان وهو أكبر منه، وأبو علي الحافظ، وأبو سهل الصعلوكي، وأبو أحمد الحاكم، وأبو محمد المخلدي، وجماعة كبيرة. وتوفي بجوين. وكان حافظاً نبيلاً. قال أبو عبد الله الحاكم: هو حسن الحديث بمرة، صنف على صحيح مسلم صحيحاً، وصحب أبا زكريا الأعرج بمصر والشام. وسمعت الحسن بن أحمد المزكي يقول: كان أبو عمران الجويني نازل في دارنا. وكان يقوم الليل، ويصلي ويبكي طويلاً. أخبرنا ابن عساكر، عن أبي روح: أنا زاهر، أنا أحمد بن منصور، أنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن، أنبا موسى بن العباس، اثنا عبد الله بن هاشم، اثنا وكيع، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة قالت: لما مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم مرض موته قال: مروا أبا بكر فليصل بالناس.

(24/140)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 141
4 (أحداث سنة أربع وعشرين وثلاثمائة)

4 (حرف الألف)
أحمد بن إبراهيم بن كمونة. أبو جعفر المعافري المصري. روى عن: علي بن معبد، ويونس بن عبد الأعلى. وثقه ابن يونس، وحدث عنه. أحمد بن إبراهيم بن حبيب الهمداني البغدادي. سمع: ابن المظفر، والدارقطني، وعبد الوهاب الكلابي. ووثقه الدارقطني. أحمد بن بقي بن مخلد الأندلسي. أبو عمر.) سمع كتب أبيه بس. وكان حليماً وقوراً عاقلاً إلى الغاية، كثير التلاوة قوي المعرفة بالقضاء.

(24/141)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 142
ولي الحكم عشرة أعوام وكان يثبت في أحكامه. وكان أمير الأندلس الناصر لدين الله يحترمه ويجله. وسمع الناس منه كثيراً. مات رحمه الله في جمادى الأولى، وكان من أوعية العلم. أحمد بن جعفر بن موسى بن يحيى بن خالد بن برمك. أبو الحسن البرمكي جحظة النديم. كان أديباً بارعاً إخبارياً متصرفاً في فنون العلم. وكان مقدماً في صناعة الغناء. له أخبار ونوادر. وعاش مائة سنة، والأصح أنه عاش ستاً وتسعين سنة. جمع أبو نصر بن المرزبان أخباره وأشعاره. له:
(أصبحت بين معاشر هجروا الندى .......... وتقبلوا الأخلاق من أسلافهم)

(قوم أحاول بذلهم فكأنما .......... حاولت نتف الشعر من آنافهم)

(هات اسقنيها بالكبير وغنني .......... ذهب الذين يعاش في أكنافهم)

(24/142)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 143
وكان جحظة مشوهاً فعمل فيه ابن الرومي:
(نبئت جحظة يستعير جحوظه .......... من فيل شطرنجٍ ومن سرطان)

(و ارحمتا لمنادميه تحملوا .......... ألم العيون للذة الآذان)
وقال الخطيب: أخذ عنه: أبو فرج الإصبهاني، والمعافى بن زكريا، وأبو عمر بن حيويه، وغيرهم. وما أحسبه روى شيئاً من المسند سامحه الله. ومن جيد شعره:
(وليل في كواكبه حران .......... فليس لطول مدته انقضاء)

(عدمت محاسن الإصباح فيه .......... كأن اصبح جود أو وفاء)
قال أبو فرج صاحب الأغاني: كان جحظة متصرفاً في فنون كثيرة، عارفاً بصناعة النجوم،) كثير الإصابة في أحكامها. مليح الشعر، حلو الطبع. حاضر النادرة، بارعاً في لعب النرد، حاذقاً بالطبخ له فيه مصنف. عالماً بابنيات الملوك وزيهم في مجالسهم. وكان لي واداً مخلصاً. ولي آنساً متحققاً. ولم يكن أحد يتقدمه في صنعة الغناء وأكثرها من شعره، فيقال: ما رأى مثل نفسه. فحدثني أنه دخل على المعتمد على الله فغناه طرب وأمر له بخمسمائة دينارفكانت أول خمسمائة دينار رأيتها عندي جملة. وأخباره كثيرة. أحمد بن الحسين بن الجنيد. أبو عبد الله الدقاق. بغدادي، صدوق.

(24/143)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 144
سمع: زياد بن أيوب، وأحمد بن المقادم. وعنه: الدارقطني، وابن شاهين، وغيرهما. أحمد بن خالد بن الخليل البخاري. عن: أحمد بن زهير، وأبي عبد الله بن أبي حفصة. وعنه: خلف الخيام. أحمد بن السري بن سهل. أبو حامد النيسابوري الجلاب. سمع: محمد بن يزيد السلمي، وسهل بن عمار، وطبقتهما. وعنه: محمد بن الفضل المذكر، وأبو محمدالشيباني. أحمد بن عبد الله بن يحيى بن يحيى بن يحيى بن كثير الليثي القرطبي اللغوي. روى عن: عم أبيه عبيد الله. وقتل شهيداً رحمه الله تعالى. أحمد بن محمد بن الجراح الضراب. سمع: الزعفراني، وسعدان بن نصر، ومحمد بن سعيد العطار. بغدادي، ثقة. روى عنه: الدارقطني، وابن شاهين، والقواس.) أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد. أبو بكر البغدادي. شيخ القراء في عصره، ومصنف السبعة.

(24/144)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 145
سمع: الرمادي، وسعدان بن نصر، ومحمد بن عبد الله المخرمي، وأبا بكر الصغاني، وجماعة. قرأ القرآن على: قنبل، وأبي الزعراء بن عبدوس، وغيرهما. وسمع الحروف من جماعة سماهم في كتابالقراءآت له. وقال الخطيب بإسنادٍ ذكره إلى ثعلب أنه قال في سنة ست وثمانين ومائتين. ما بقي في عصرنا أعلم بكتاب الله من ابن مجاهد. وكان من أهل الظرف. جاء عنه في ذلك أشياء. قال مرة: من قرأ لأبي عمرو، وتمذهب للشافعي، واتجر في البز، وروى شعر ابن المعتز، فقد كمل ظرفه. وعن عبيد الله الزهري قال: انتبه أبي فقال: رأيت يا بني كأن من يقول: مات مقوم وحي الله. فلما أصبحنا إذا بابن مجاهد قد مات. قرأ عليه خلق كثيرون، منهم: عبد الواحد بني أبي هاشم، وأبو عيسى بكار ابن أحمد، والحسن بن سعيد المطوعي، وأبو فرج الشنبوذي، وأبو بكر الشذائي، وأبو أحمد السامري، وأحمد بن محمد العجلي، والحسين بن حبش الدينوري، وأبو الحسن علي بن الحسين الغضائري، وأبو الحسين عبيد الله بن البواب، وطلحة بن محمد بن جعفر، وأبو الحسن منصور بن محمد بن عثمان المجاهدي الضرير عاش إلى سنة أربعمائة. وكان يأخذ على الإنسان الخاتمة بدينار، أعني المجاهدي. وممن حدث عن أبي مجاهد: أبو حفص بن شاهين، وعمر الكتاني، وأبو بكر بن شاذان، والدارقطني، وأبو مسلم الكاتب. وكان ثقة مأموناً. ولد سنة خمسٍ وأربعين ومائتين، وتوفي في شعبان من هذا العام.

(24/145)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 146
قرأت كتابه في السبعة على أبي حفص بن القواس: أنبأنا الكندي، أنا أبو الحسن بن توبة، أنبا أبو محمد الصريفيني، أنبا أبو حفص الكتاني، أنا المصنف رحمه الله. قال أبو عمرو الداني: فاق ابن مجاهد في عصره سائر نظائره من أهل صناعته مع اتساع) علمه وبراعة فهمه وصدق لهجته وظهور نسكه. ثم سمى الداني خلقاً كثيراً ممن قرأ عليه، وأنه تصدر للإقراء في حياة محمد بن يحيى الكسائي. وقال عبد الواحد بن أبي هاشم: سأل رجل ابن مجاهد: لم لا تختار لنفسك حرفاً يحمل عنك قال: نحن إلى أن نعمل أنفسنا في حفظ ما مضى عليه أثمتنا أحوج منا إلى اختيار حرفٍ يقرأ به من بعدنا. وسمعت فارس بن أحمد يقول: انفرد ابن مجاهد عن قنبل بعشرة أحرف لم يتابع عليها. وقال علي بن عمر المقرئ: كان لابن مجاهد في حلقته أربعة وثمانون خليفة يأخذون على الناس. وقال عبد الباقي بن الحسن: كان في حلقته خمسة عشر ضريراً يتلقفون لعاصم. وقيل: كان ابن مجاهد يجيد الغناء والموسيقى، وفيه ظرف البغاددة مع الدين والخير. أحمد بن محمد بن علويه الجرجاني الرزاز. عن: محمد بن سليمان الباغندي، وإسماعيل القاضي، وطبقتهما. وعنه: إسماعيل بن سعيد الجرجاني الحافظ، وأحمد بن أبي عمران. توفي في ربيع الآخر، رحمه الله تعالى.

(24/146)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 147
أحمد بن محمد بن موسى. الفقيه أبو بكر الجرجاني. روى عن: أبي حاتم الرازي، وعبد الله بن روح المدائني، وجعفر الصائغ.
4 (حرف الجيم)

4 (جحظة.)
مر. جعفر بن عبد الكريم. أبو الحسين الجرجاني العطار. سمع: عمار بن رجاء، وأبا حاتم. توفي في جمادى الأولى.
4 (حرف الحاء)
) الحسن بن علي بن موسى العداس. المصري الإخباري. أرخه ابن يونس. الحسن بن محمد بن أحمد بن هشام. أبو القاسم بن برغوث السلمي الدمشقي. عن: العباس بن الوليد، ويزيد بن عبد الصمد، وجماعة.

(24/147)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 148
وعنه: أبو هاشم المؤدب، وعبد الوهاب الكلابي، وآخرون.
4 (حرف الراء)
رضوان بن أحمد بن إسحاق بن عطية الصيدلاني. ابن جالينوس. سمع: الحسن بن عرفة، والرمادي، وأحمد بن عبد الجبار العطاردي. وروى عنه المغازي. وعنه: الدارقطني، وابن شاهين، والمخلص، وغيرهم. وكان ثقة.
4 (حرف الصاد)
صاعد بن عبد الرحمن بن صاعد بن عبد السلام. أبو القاسم التميمي. ويقال النصري النحاس، ويعرف بابن البراد الدمشقي. سمع: شعيب بن عمرو، وشعيب بن شعيب، ومحمد بن سليمان ابن بنت مطر، والربيع المرادي، وبكار بن قتيبة. وعنه: عبد الجبار المؤدب، وأبو محمد عبد الله بن ذكوان البعلبكي، وأبو بكر بن المقرئ، وعبد الوهاب الكلابي. وحدث بمصر. وثقه ابن يونس. وتوفي في ربيع الأول.) صالح بن محمد بن شاذان. أبو الفضل الكردي الإصبهاني.

(24/148)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 149
سمع بمكة: علي بن عبد العزيز، وأحمد بن مهران بإصبهان. وعنه: أبو الشيخ، وابن المقرئ.
4 (حرف العين)
عبد الله بن أحمد بن عامر. أبو القاسم الطائي. عن أبيه عن علي بن موسى الرضا بنسخةٍ. وعنه: أبو بكر بن شاذان، وأبو حفص بن شاهين، وأبو الحسن الجنيدي وأحسبه واضع تلك النسخة، والحسن بن علي الزهري. عبد الله بن أحمد بن محمد بن المغلس البغدادي. أبو الحسن الفقيه الداوودي الظاهري أحد أئمة الظاهر. له مصنفات في مذهبه. روى عن: جده، وجعفر بن محمد بن شاكر، وأبي قلابة الرقاشي، وإسماعيل القاضي. روى عنه: أبو الفضل الشيباني، وغيره. أخذ عن محمد بن داوود الظاهري. انتشر عنه مذهب أهل الظاهر في البلاد. وكان ثقة إماماً، واسع العلم، كبير المحل. خلفه في حلقته تلميذه حيدرة ابن عمر. وممن تفقه به: عبد الله بن محمد بن أخت وليد الذي ولي قضاء مصر، وعلي بن خالد البصري، وغير واحدٍ.

(24/149)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 150
وله من التصانيف: كتاب أحكام القرآن، وكتاب الموضح في الفقه، وكتاب المبهج، وكتاب الدامغ في الرد على من خالفه، وغير ذلك. عبد الله بن محمد بن زياد بن واصل بن ميمون. أبو بكر النيسابوري الحافظ الفقيه الشافعي، مولى آل عثمان بن عفان رضي الله عنه. سمع: محمد بن يحيى، وأحمد بن يوسف، وعبد الله بن هاشم، وأحمد بن الأزهر ببلده، ويونس، والربيع، وأحمد بن أخي ابن وهب، وأبا إبراهيم المزني المصريين، وأبا زرعة الرازي، والعباس بن الوليد البيروتي، والحسن بن محمد الزعفراني، والرمادي، وعلي بن) حرب، ومحمد بن عوف، وهذه الطبقة. وعنه: ابن عقدة، وأبو علي النيسابوري، وحمزة الكتاني، وأبو إسحاق بن حمزة الإصبهاني، والدارقطني، وابن المظفر حفاظ الدنيا، وأبو عمر بن حيويه، وأبو حفص الكتاني، وابن شاهين، والمخلص، وعبيد الله بن أحمد الصيدلاني، وإبراهيم بن خرشيد قوله، وآخرون. قال الحاكم: كان إمام عصره من الشافعية بالعراق، ومن أحفظ الناس للفقهيات واختلاف الصحابة. وقال الدارقطني: ما رأيت أحفظ منه. وكان يعرف زيادات الألفاظ في المتون. ولما قعد للتحديث قالوا: حدث. قال: بل سلوا.

(24/150)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 151
فسئل عن أحاديث أجاب فيها وأملاها. وكان اثنا عن يوسف بن مسلم، عن حجاج، عن ابن جريح، عن أبي زبير، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم لا تنكح المرأة على عمتها ولا على خالتها. ثم سمعت صوابه عن أبي الزبير، عن طاوس مرسلاً. وقال يوسف القواس: سمعت أبا بكر النيسابوري يقول: نعرف من أقام أربعين سنة لم ينم الليل ويتقوت كل يوم بخمس حبات. يصلي صلاة الغداة على طهارة العشاء الآخرة. ثم قال: أنا هو. وهذا كله قبل أن أعرف أم عبد الرحمن لمن زوجني. ثم قال: ما أراد إلا الخير. وقال الدارقطني: كنا في مجلس فيه أبو طالب الحافظ، والجعابي، وغيرهما، فجاء فقيه فسأل: من روى عن النبي صلى الله عليه وسلم: وجعلت تربتها لنا طهوراً فلم يجيبوه. ثم ذكروا وقاموا فسألوا أبا بكر بن زياد فقال: نعم، اثنا فلان. ثم ساق الحديث من حفظه. والحديث في مسلم. قال ابن نافع: توفي في رابع ربيع الآخر. قلت: وولد سنة ثمانٍ وثلاثين ومائتين. أخبرنا أحمد بن إسحاق، أنا أبو الفتح بن عبد الله، أنا هبة الله بن الحسين، أنا أحمد بن محمد، نا عيسى بن علي، اثنا أبو بكر عبد الله بن محمد

(24/151)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 152
النيسابوري إملاءً: اثنا محمد بن يحيى، اثنا محمد بن عبيد: حدثني الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله) عليه وسلم نهى أن يمشي الرجل في نعلٍ واحدة. عبد الله بن محمد بن حسين. أبو محمد بن عرة الحذاء. سمع جزءاً من إسحاق الفارسي شاذان. روى عنه: الدارقطني، وابن شاهين، وعمر بن إبراهيم الكتاني. عبد الله بن محمد نصير. أبو محمد المديني. عن: أحمد بن مهدي. وعنه: ابنه أبو مسلم. عبد الرحمن بن سعيد بن هارون. أبو صالح الإصبهاني. حدث ببغداد عن: عبد الرحمن بن عمر رستة، وأحمد بن الفرات، وعباس الدوري. وعنه: الدارقطني، وابن شاهين، وأبو العباس بن مكرم، وأبو الحسن الجراحي. وثقه الخطيب.

(24/152)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 153
عبد الرحمن بن محمد بن الحسين الخراساني. أبو القاسم الواعظ البارع، الأديب. سمع: السري بن خزيمة، والحسين بن الفضل، وموسى بن هارون. وعنه: ابنه أبو الحسين، وأبو إسحاق المزكي، وجماعة. وعاش إحدى وستين سنة. قال الحاكم: سمعت أبي يقول: سمعت ابن خزيمة وحضر مجلس أبي القاسم، فلما فرغ من الوعظ قال ابن خزيمة: ما رأينا مثل أبي القاسم ولا رأى مثل نفسه. قال أبو السهل الصعلوكي: ما رأيت مثل أبي القاسم مذكراً، ولا مثل السراج محدثاً، ولا مثل أبي سليمة أديباً. عبد الصمد بن سعيد بن عبد الله بن سعيد. أبو القاسم الكندي القاضي الحمصي، قاضيها.) سمع: محمد بن عوف، وسليمان بن عبد الحميد البهراني، وعمران بن بكار، وأحمد بن عبد الوهاب الحوطي، وأحمد بن محمد بن أبي الخناجر، وجماعة. وله تاريخ لطيف في ذكر من نزل حمص من الصحابة. سمع منه: جمح بن القاسم، وأبو سليمان بن زبر، وأبو بكر الأبهري، والحسن بن عبد الله بن سعيد الكندي، وعلي بن محمد بن إسحاق الحلبي، وآخرون. عتيق بن أحمد بن حامد بن سعدان. أبو منصور البخاري الكرميني. سمع: عبيد الله بن واصل، والفضل بن عمير.

(24/153)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 154
وعنه: النضر بن موسى بن هارون الأديب، وغيره. تقريباً عتيق بن عامر بن المنتجع. أبو بكر الأسدي البخاري. عن: صالح بن محمد الرازي، والبخاري. وعنه: محمد بن نصر الميداني، وأحمد بن عروة البخاريان. توفي فيها. علي بن إسماعيل بن أبي بشر إسحاق بن سالم بن إسماعيل بن عبد الله بن موسى بن بلال بن أبي بردة بن أبي موسى عبد الله بن قيس الأشعري. أبو الحسن البصري المتكلم صاحب التصانيف في الكلام والأصول والملل والنحل. ولد سنة ستين ومائتين، وقيل سنة سبعين. أخذ عن: أبي علي الجبائي الكلام. وسمع من: زكريا الساجي، وأبي خليفة الجمحي، وسهل بن نوح، ومحمد بن يعقوب المقرئ، وعبد الرحمن بن خلف الضبي البصريين. وروى عنهم في تفسيره كثيراً. وكان معتزلا، ثم تاب من الاعتزال.

(24/154)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 155
وصعد يوم الجمعة كرسياً بجامع البصرة ونادى بأعلى صوته: من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا فلان بن فلان، كنت أقول بخلق القرآن، وأن الله لا يرى بالأبصار، وأن أفعال) الشر أنا أفعلها، وأنا تائب معتقد الرد على المعتزلة، مبين لفضائحهم. قال الأهوازي: سمعت أبا عبد الله الجمراني يقول: لم نشعر يوم الجمعة وإذا بالأشعري قد طلع على منبر الجامع بالبصرة بعد الصلاة ومعه شريط، فشده إلى وسطه ثم قطعه وقال: اشهدوا علي أني كنت على غير دين الإسلام وإني أسلمت الساعة، وإني تائب من الاعتزال. ثم نزل. قال أبو عمرو الزجاجي: سمعت أبا سهل الصعلوكي يقول: حضرنا مع الأشعري مجلس علوي بالبصرة، فناظر أبو الحسن المعتزلة، وكانوا كثيراً، حتى أتى على الكل فهزمهم، كل ما انقطع واحدٌ أخذ الآخر حتى انقطعوا، فعدنا في المجلس الثاني، فما عاد أحد فقال بين يدي العلوي: يا غلام اكتب على الباب: فروا. وقال أبو الحسن علي بن محمد بن يزيد الحلبي: سمعت أبا بكر الصيرفي يقول: كانت المعتزلة قد رفعوا رؤوسهم حتى أظهر الله الأشعري فحجرهم في أقماع السمسم. ابن الصيرفي هذا من كبار الأئمة الشافعية. وقال ابن الباقلاني: سمعت أبا عبد اله بن خفيف يقول: دخلت البصرة، وكنت أطلب أبا الحسن فإذا هو في مجلس يناظر، وثم جماعة من المعتزلة، فكانوا يتكلمون، فإذا سكتوا وأنهوا كلامهم قال: كذا قلت وكذا وكذا، والجواب كذا وكذا. إلى أن يجيب الكل. فلما قام تبعته فقلت: كم لسان لك، وكم أذن لك، وكم عين لك فضحك وقال: من أين أنت قلت: من شيراز.

(24/155)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 156
وكنت أصحبه بعد ذلك. وقال ابن باكويه: سمعت ابن خفيف، فذكر حكاية وفيها: فحملني أبو الحسن إلى دارٍ لهم تسمى دار الماوردي، فاجتمع به جماعة من مخالفيه، فقلت له: تسألهم مسألة فقال: السؤال بدعة لأني أظهرت بدعة أنقض بها كفرهم، وإنما هم يسألوني عن منكرهم فيلزمني رد بطلهم إلزاماً. فسألوه، فتعجبت من حسن كلام أبي الحسن لما أجاب. ولم يكن في القوم من يواز يه في النظر. قال ابن عساكر: قرأت بخط علي بن نقا المصري المحدث في الرسالة كتب بها أبو محمد بن أبي يزيد القيرواني المالكي جواباً لعلي بن أحمد بن إسماعيل البغدادي المعتزلي حين ذكر) الأشعري ونسبه إلى ما هو من بريء. فقال ابن أبي يزيد في حق الأشعري: هو رجل مشهور إنه يرد على أهل البدع وعلى القدرية والجهمية. متمسك بالسنن. قال الأستاذ أبو إسحاق الإسفرائيني: كنت في جنب أبي الحسن الباهلي كقطرةٍ في البحر. وسمعت الباهلي يقول: كنت أنا في جنب الأشعري رحمه الله كقطرة في جنب البحر. وعن ابن الباقلاني قال: أفضل أحوالي أن أفهم كلام أبي الحسن الأشعري. وقال بندار خادم الأشعري: كانت غلة أبي الحسن من ضيعةٍ وقفها جدهم بلال بن أبي بردة على عقبه، فكانت نفقته في السنة سبعة عشر درهماً. وقال أبو بكر بن الصيرفي: كانت المعتزلة قد رفعوا رؤوسهم حتى أظهر الله الأشعري فجحرهم في أقماع السمسم. وذكر الحافظ أبو محمد بن حزم أن لبي الحسن خمسة وخمسين تصنيفاً، وأنه توفي سنة أربعٍ وعشرين. وكذا قال أبو بكر بن فورك، والقراب.

(24/156)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 157
وقال غيرهم: سنة ثلاثين. وقيل سنة نيف وثلاثين. أخذ عنه: زاهر بن أحمد السرخسي، وأبو عبد الله بن مجاهد، وغير واحد. وله كتاب الإبانة، عامته في عقود أهل السنة، وهو مشهور وكتاب جمل المقلات، وكتاب اللمع، وكتاب الموجز، وكتاب فرق الإسلاميين واختلاف المصلين. ومن نظر في هذه الكتب عرف محله. ومن أراد أن يتبحر في معرفة الأشعري فليطالع كتابتبيين كذب المفتري تأليف أبي القاسم بن عساكر. الهم توفنا على السنة وأدخلنا الجنة، واجعل أنفسنا بك مطمئنة، نحب فيك أولياءك ونبغض فيك أعداءك، ونستغفر للعصية من عبادك، ونعمل بمحكم كتابك ونؤمن بمتشابه. ونصفك بما وصفت فيه نفسك، ونصدق بما جاء به رسولك. إنك سميع الدعاء، آمين. قيل إن الأشعري سأل أبا علي الجبائي عن ثلاثة اخوة مؤمن تقي وكافر وصبي ماتوا، ما حالهم قال: المؤمن في الجنة، والكافر في النار، والصغير من أهل السلامة.) فقال: إن أراد الصغير أن يرقى إلى درجة التقي هل يأذن له قال: لا. يقال له إن أخاك إنما نال هذه الدرجة بطاعته وليس لك مثلها. قال: فإن قال: التقصير ليس مني، فلو أحييتني حتى كنت أطعتك. قال: يقول الله له: كنت أعلم أنك لو بقيت لعصيت ولعوقبت فراعيت مصلحتك. فقال أبو الحسن: فلو قال الأخ الكافر: يا رب علمت حاله كما علمت حالي فهلا راعيت مصلحتي مثله. فانقطع الجبائي، فسبحان من لا يسأل عما يفعل. قال القشيري: سمعت أبا علي الدقاق: سمعت زاهر بن أحمد الفقيه يقول: مات الأشعري ورأسه في حجري، وكان يقول شيئاً في حال نزاعه من داخل حلقه. فأدنيت له رأٍ سي، فكان يقول: لعن الله المعتزلة، موهوا ومخرقوا. وقال أبو حازم العبدوي: سمعت زاهر بن أحمد بقول: لما قرب حضور أجل أبي الحسن الأشعري في داري ببغداد أتيته فقال: اشهد علي أني لا أكفر

(24/157)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 158
أحداً من أهل القبلة، لأن الكل يشيرون إلى معبودٍ واحد، وإنما هذا كله اختلاف العبارات. وممن أخذ عن الأشعري: ابن مجاهد، وزاهر، وأبو الحسن الباهلي، وأبو الحسن عبد العزيز بن محمد بن إسحاق الطبري، وأبو الحسن علي بن محمد بن مهدي الطبري، وأبو جعفر الأشعري النقاش، وبندار بن الحسين الصوفي. قال أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم القراب في تاريخه: توفي أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري سنة أربع وعشرين وثلاثمائة. وكذا أرخه أبو بكر بن فورك الإصبهاني، وغيره. علي بن عبد الله بن مبشر. أبو الحسن الواسطي. سمع: عبد الحميد بن بيان، وأحمد بن سنان القطان، ومحمد بن حرب البشاستجي، وعمار بن خالد التمار، ومحمد بن مثنى، وجماعة. وعنه: أبو بكر بن المقرئ، والدارقطني، وأبو أحمد الحاكم، وزاهر بن أحمد وآخرون. وهو أحد الشيوخ الكبار، ثقة. قرأت على أبي الفضل بن عساكر، عن عبد المعز: أنا زاهر، أنا سعيد البحيري، أنا زاهر، أنا) علي بن عبد الله، اثنا عبد الحميد بن بيان، نا خالد بن عبد الله، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أذن المؤذن أدبر الشيطان له حصاص.

(24/158)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 159
علي بن محمد بن الحسن. أبو القاسم النخعي الكوفي الفقيه الحنفي المعروف بابن كاس. ولي قضاء الشام وغيرها. وكان إماماً في الفقه كبير القدر من ولد الأشتر النخعي. سمع: الحسين بن علي بن عفان العامري، وإبراهيم بن عبد الله القصار، وإبراهيم بن أبي العنبس، والحسن بن مكرم، وأحمد بن أبي غرزة، وأحمد بن يحيى الأودي، ومحمد بن الحسين الحنيني. وعنه: أبو علي بن هارون، وأبو بكر الربعي، وابن زبر، والدارقطني، والمعافى بن زكريا، وأبو حفص بن شاهين، وعبد الوهاب الكلابي. غرق يوم عاشوراء فأخرج من الماء وفيه حياة ثم مات. وله كتاب يغض فيه من الشافعي. ورد عليه نصر المقدسي. عمر بن يوسف بن عمروس. أبو حفص الأندلسي الأستجي. سمع: محمد بن وضاح، وإبراهيم بن باز. وكان عارفاً بمذهب مالك، شروطياً. حدث عنه: ابنه محمد، وحسان بن عبد الله، ومحمد بن أصبغ، وغيرهم. توفي في رمضان.
4 (حرف الميم)
محمد بن أحمد بن صالح الأزدي. أبو بكر السامري.

(24/159)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 160
سمع: الزبير بن بكار، والحسن بن عرفة، وأحمد بن بديل. وعنه: ابن شاهين، والدارقطني، ووثقه، والمخلص.) محمد بن أحمد بن عمر الرملي الضرير المقرئ. أبو بكر الداجوني الكبير. من شيوخ القراءة. تلا على: العباس بن الفضل الرازي، ومحمد بن موسى الضرير، وهارون ابن موسى الأخفش الدمشقي، وجماعة بعدة رواياتٍ. وكان كثير الطواف. قرأ عليه: عبد الله بن محمد بن فورك القباب، وأبو بكر بن مجاهد، وأحمد العجلي شيخ أبي علي الأهوازي، وزيد بن أبي بلال، وأبو بكر الشذائي، والعباس بن محمد الرملي الداجوني الصغير، ومحمد بن أحمد الباهلي. محمد بن إسماعيل بن عيسى. أبو عبد الله الجرجاني المستملي على ابن خزيمة، وعلى ابن الشرقي. سمع: مسدد بن قطن، وعمران بن موسى بن مجاشع. روى عنه: أبو الحسين الحجاجي، وغيره. محمد بن جعفر بن محمد بن خازم. أبو جعفر الخازمي الجرجاني الفقيه الشافعي صاحب ابن سريج. أحد الأئمة. محمد بن حلبس بن أحمد بن مزاحم. أبو بكر البخاري.

(24/160)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 161
سمع: سهل بن المتوكل، وحمدويه بن الخطاب، ومحمد بن الضو، وعبيد الله بن واصل، وهذه الطبقة. وعنه: خلف الخيام، والحسن بن أحمد الماشي، وجماعة. مات في شعبان. محمد بن الربيع بن سليمان بن داود الجيزي المصري. أبو عبيد الله. ولد سنة تسع وثلاثين ومائتين، وسمع: محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وغيره. وقد سمع من: أبيه، وهارون الأيلي. وعنه: إبراهيم بن علي التمار، وعلي بن محمد الحلبي، وأبو بكر بن المقرئ، وغيرهم.) توفي في ربيع الأول. محمد بن زكريا. أبو بكر الكاغدي المزكي. سمع: الحسين بن الفضل، وإبراهيم بن ديزل، وغيرهما. محمد بن شعيب بن إبراهيم العجلي. أبو الحسن البيهقى، مفتي الشافعية، وأحد المذكورين بالفصاحة والبراعة. تفقه على ابن سريج. وسمع: داود بن الحسين البيهقي، ومحمد بن إبراهيم البوسنجي. أخذ عنه الأستاذ أبو الوليد حسان. محمد بن عبد الله بن محمد بن أيوب الكندي. أبو عبد الله الرهاوي المعروف بالمنجم.

(24/161)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 162
حدث بدمشق عن: الربيع بن سليمان، ومحمد بن علي الصائغ، وصالح ابن بشر، وجماعة. وعنه: محمد وأحمد ابنا موسى السمسار، وعبد الوهاب الكلابي. محمد بن عبد الله بن إبراهيم. أبو عبد الله الجرجاني الشافعي. قال جعفر المستغفري: كان كبش الشافعية في وقته، فقيه، مناظر. محمد بن عبدوس بن العلاء. أبو بكر النيسابوري. سمع: محمد بن يحيى، ومحمد بن يزيد، وإسحاق بن رزين. وعنه: أبو علي الحافظ، وعبد الله بن سعد. محمد بن عمرو بن هشام. أبو أحمد النيسابوري البزاز. سمع: عبد الرحمن بن بشر، والذهلي، وسعدان بن نصر، وجماعة. وعنه: أبو الوليد، وأبو علي الحافظ، والشيوخ. محمد بن الفضل بن عبد الله بن مخلد.) أبو ذر التميمي الجرجاني الفقيه، رئيس جرجان في زمانه كانت داره مجمع الفضلاء. رحل وسمع: أبا إسماعيل الترمذي، وحفص بن عمر سنجة، والحسن بن جرير الصوري، وبكر بن سهل الدمياطي، وأحمد بن عبد الرحمن الحوطي، وآخرين. روى عنه: أحمد بن أبي عمران الوكيل، وإبراهيم بن محمد بن سهل، وأسهم بن عم حمزة السهمي، وغيرهم.

(24/162)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 163
محمد بن محمد ين سعيد بن بالويه. أبو العباس النيسابوري البحيري. سمع: محمد بن عبد الوهاب الفراء، وعثمان الدارمي. وعنه: أبو سعيد بن أبي بكر، وغيره. محمد بن محمد بن يحيى. أبو علي الهروي القراب. سمع: عثمان بن سعيد الدارمي، وغيرهز وعنه: أبو عبد الله بن أبي ذهل. محمد بن هارون. أبو جعفر الإصبهاني. سمع بمصر من: الربيع بن سليمان المرادي. وعنه: أبو الشيخ، وغيره. لقبه: مما. محمد بن همام. أبو العباس النيسابوري الزاهد، المجاب الدعوة. سمع: أحمد بن الأزهر، وقطن بن إبراهيم. وعنه: أبو علي الحافظ، وأبو إسحاق المزكي، وأبو الحسن بن منصور. وكان كبير القدر ببلده، كثير الحج، رحمه الله. مطرف بن عبد الرحمن بن هاشم القرطبي المشاط. سمع: محمد بن وضاح، و مطرف بن قيس، ومحمد بن يوسف بن مطروح.) وكان رجلاً صالحاً عالماً، رحمه الله تعالى.

(24/163)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 164
معاوية بن سعيد الأندلسي. يروي عن: محمد بن وضاح، وغيره. موسى بن العباس الآزاذياري. عن إبراهيم بن عتيق عن مروان الطاطري. روى عنه: عبد الله بن عدي، والإسماعيلي، وأبو زرعة الكشي، ويوسف والد حمزة الحافظ، وجماعة غير من ذكرنا. وتوفي في صفر بجرجان.
4 (الكنى)
أبو عمر الدمشقي. الزاهد. توفي فيها. قاله ابن زبر. مر سنة عشرين. أبو عمران الطبري. من كبار الصوفية والزهاد. وصحب ابن الجلاء، وأبا عبد الله العرجي، وسكن القدس. حكى عنه: أحمد بن محمد الآملي، وعلي بن عبدك القزويني.

(24/164)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 165
1 (وفيات سنة خمس وعشرين وثلاثمائة.)

4 (حرف الألف)
أحمد بن إبراهيم بن أبي أيوب المصري. سمع: بحر بن نصر، والربيع بن سليمان المؤذن، وبكار بن قتيبة. كتبت عنه وتوفي في المحرم، قاله ابن يونس. أحمد بن عبد الله. أبو بكر النحاس. وكيل أبي صخرة، بغدادي ثقة. سمع: أبا حفص الفلاس، وزيد بن أخزم، وأحمد بن بديل.) وعنه: الدارقطني، وابن شاهين، وعمر بن إبراهيم الكتاني، وآخرون. أحمد بن محمد بن حسن. أبو حامد بن الشرقي النيسابوري الحجة الحافظ، تلميذ مسلم.

(24/165)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 166
سمع: محمد بن يحيى، وأحمد بن يوسف، وأحمد بن الأزهر، وأحمد ابن حفص بن عبد الله، وعبد الله بن بشر، وأبا حاتم، ومحمد بن إسحاق الصاغاني، وعبد الله بن محمد بن شاكر، وأحمد بن أبي عروة، وعبد الله بن أبي مسرة، وخلقاً. وصنف الصحيح. وكان واحد عصره حفظاً وثقة ومعرفة. حج مرات. قال السلمي: سألت دار القطني عن أبي حامد فقال: ثقة مأمون إمام. قلت: مم تكلم فيه ابن عقدة فقال: سبحان الله، ترى يؤثر فيه مثل كلامهولو كان بدل ابن عقدة يحيى بان معين. قلت: وأبو علي قال: ومن أبو علي حتى يسمع كلامه فيه. وقال الخطيب: أبو حامد ثبت حافظ متقن. وقال حمزة السهمي: سألت أبا بكر بن عبدان عن أبي عقدة إذا نقل حديثاً في الجرح والتعديل هل يقبل قوله قال: لا يقبل. نظر إليه ابن خزيمة فقال: حياة أبي حامد تحجز بين الناس وبين الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم. روى عنه: أبو بكر محمد بن محمد الباغندي، وأبو العباس بن عقدة، وأبو أحمد العسال، وأبو أحمد بن عدي، وأبو علي الحافظ، وزاهر بن أحمد، والحسن بن أحمد المخلدي، وأبو بكر محمد بن عبد الله الجوزقي، وغيرهم. ولد سنة أربعين ومائتين، وتوفي في رمضان. وصلى عليه أخوه عبد الله.

(24/166)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 167
أحمد بن محمد بن عبيد الله. أبو الحسن التمار المقرئ.) حدث عن: يحيى بن معين، وعثمان بن أبي شيبة. وعنه: ابن شاذان، وعمر الكتاني. وكان غير ثقة. قال الخطيب: بقي إلى هذا العام، وزعم أنه ولد سنة ثلاثٍ وعشرين ومائتين. أحمد بن محمد بن موسى بن أبي عطاء. أبو بكر القرشي، مولاهم الدمشقي المفسر. روى عن: بكار بن قتيبة، وعبد الله بن الحسين المصيصي، ووريزة بن محمد. وعنه: أبو هاشم المؤدب، وعبد الوهاب الكلابي، وغيرهما. أحمد بن محمد بن يزيد. أبو الحسن الزعفراني. بغدادي ثقة. روى عن: أحمد بن محمد بن سعيد التبعي، ومحمود بن علقمة المروزي. وعنه: الدارقطني، وابن شاهين.

(24/167)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 168
إبراهيم، يعرف بنهشل، بن دارم. أبو إسحاق. بغدادي، ثقة. سمع: عمر بن شبة، وعلي بن حرب. وعنه: ابن المظفر، والدارقطني، وعمر الكتاني، وغيرهم. إبراهيم بن محمد بن يعقوب. أبو إسحاق الهمداني البزار الأنماطي الحافظ ابن مموس. سمع: أزهر بن ديزيل، ويحيى بن أبي طالب، وأبا قلابة، وخلقاً كثيراً. روى عنه: صالح بن أحمد الحافظ، وأبو حاكم بن حبان، وأحمد بن إبراهيم العبقسي، وآخرون. وكان ثقة واسع الرحلة. رحل إلى الحجاز، والشام، والعراق، ومصر، واليمن. وله أفراد وغرائب.) توفي في هذا العام. إبراهيم بن عبد الصمد بن موسى بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس الهاشمي. أبو إسحاق البغدادي راوي الموطأ عن أ بي مصعب. سمع: أبا مصعب الزهري بالمدينة، وأبا سعيد الأشج، والحسين بن الحسن المروزي، ومحمد بن الوليد البسري، وعبيد بن أبي أسباط، وجماعة.

(24/168)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 169
وعنه: الدارقطني، وابن شاهين، وابن المقرئ، وطائفة آخرها ابن الصلت المجبر شيخ البانياسي. وكان أبوه أمير الحاج في زمان المتوكل غير مرة، فأخذ معه إبراهيم وأسمعه من أبي مصعب. قال الدارقطني: سمعت القاضي محمد بن علي ابن أم شيبان يقول: رأيت على ظهر الموطأ المسموع من أبي مصعب فرأيت السماع على ظهره سماعاً صحيحاً قديماً: سمع الأمير عبد الصمد بن موسى الهاشمي وابنه إبراهيم. وقال حمزة السهمي: سمعت أبا الحسن بن لؤلؤ يقول: رحلت إلى سامراء، إلى إبراهيم عن عبد الصمد لأسمع الموطأ فلم أر له أصلاً صحيحاً، فتركت ولم أسمع. توفي بسامراء في أول المحرم هذه السنة. إسماعيل بن عبد الواحد. أبو هاشم الربعي المقدسي الشافعي القاضي. ولي قضاء مصر نحواً من شهرين في سنة إحدى وعشرين، ثم أصابه فالج وتحول إلى الرملة فمات بها في هذا العام. وكان من كبار الشافعية، وكان جباراً ظلوماً، ولم تطل ولايته.
4 (حرف الجيم)
جعفر بن محمد. أبو الفضل القافلائي. عن: أحمد بن الوليد الفحام، ومحمد بن إسحاق الصغاني.)

(24/169)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 170
وعنه: ابن المظفر، وابن شاهين، والقواس. ثقة. جعفر بن محمد بن عبدويه البرائي. عن: محمد بن الوليد البسري، وحفص الربالي، وجماعة. وعنه: ابن شاهين، والمعافى بن زكريا، وعبد الله بن عثمان الصفار. وكان ثقة.
4 (حرف الحاء)
الحسن بن آدم. أبو القاسم العسقلاني نزيل مصر. روى عن: أحمد بن أبي الخناجر. قال ابن يونس: كان ثقة، يتولى عملات مصر. وتوفي بالفيوم في شوال منها. الحسن بن علي بن زيد بن حميد العباسي. مولاهم. عن: الفلاس، وحجاج الشاعر. من أهل سامراء. وروى عن: أبي هاشم الرفاعي، وطبقتهم. وعنه: الدارقطني، وابن بطة، وأبو القاسم بن الثلاج. محله الصدق. مات في المحرم وقيل: مات سنة ستٍّ.

(24/170)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 171
الحسين بن محمد بن زنجي. أبو عبد الله البغدادي الدباغ. حدث عن: سلم بن جنادة، وأبي عتبة الحمصي، والحسين بن أبي زيد الدباغ. وعنه: الدارقطني، وابن شاهين. توفي في رجب.) قال أبو القاسم الأبندوني: لا بأس به.
4 (حرف الخاء)
الخضر بن محمد بن غوث. المدعو بغويث. أبو بكر التنوخي الدمشقي، نزيل عكا. روى عن: الربيع المرادي، وبحر بن نصر، وإبراهيم بن مرزوق. وعنه: أبو سليمان بن زبر، وعبد الوهاب الكلابي، وابن جميع، وآخرون. توفي في ذي القعدة.
4 (حرف السين)
سعيد بن جابر بن موسى. أبو عثمان الكلاعي الإشبيلي. سمع: محمد بن جنادة بإشبيلية، وعبيد الله بن يحيى بقرطبة، وأحمد بن

(24/171)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 172
شعيب النسائي بمصر فأكثر عنه، وأبي يعقوب إسحاق المنجنيقي، وعبد الله بن محمد بن علي الباجي، وأحمد بن عبادة. وكان ينسب إلى الكذب. قال ابن الفرضي: ولم يكن إن شاء الله كذاباً. رأيت كثيراً من أصوله تدل على صدقه وورعه في السماع. وكان محمد بن قاسم بن محمد يثني عليه. سعدون بن أحمد. أبو عثمان الخولاني المغربي الرجل الصالح. أدرك الفقيه سحنون. ثم سمع من الفقيه محمد بن سحنون، وصحب الصلحاء ورابط مدة بقصر المنستير. قال القاضي عياض: عاش مائة سنة. سيد أبيه بن العاص. أبو عمر المرادي الإشبيلي الزاهد.) سمع من: عبيد الله بن يحيى، وسعيد بن حمير، ومحمد بن جنادة. وكان الأغلب عليه علم القرآن وعبارة الرؤيا. وكان أحد العباد المتبتلين، منقطع القرين في وقته. عالي الصيت. يقال: كان مجاب الدعوة. روى عنه: عبد الله بن محمد بن علي، وغيره. قاله الفرضي.
4 (حرف العين)
عبد الله بن السري. أبو عبد الرحمن الأستراباذي.

(24/172)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 173
ثقة نبيل. يروي عن: عمار بن رجاء، والكديمي، وغيرهما. روى عنه: أبو جعفر المستغفري، وعبد الله بن عدي. وروي عنه أنه حدث مرة بقول شعبة: من كتبت عنه حديثاً فأنا له عبد. فقال أبو عبد الرحمن: وأنا أقول من كتب عني حديثاً فأنا له عبد. عبد الله بن محمد بن سفيان. أبو الحسن النحوي الخزاز. له مصنفات في علوم القرآن. وصحب إسماعيل القاضي. وأخذ عن: المبرد، وثعلب. روى عنه: عيسى بن الجراح. وأرخه الخطيب ووثقه. عبد الله بن محمود بن الفرج. أبو عبد الرحمن الإصبهاني، خال أبي الشيخ. حدث عن: أبي حاتم، وهلال بن العلاء، ومحمد بن النضر بن حبيب الإصبهاني. وعنه: أبو الشيخ، والحسين بن إسحاق بن إبراهيم، وابن المقرئ. عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد بن أبي هاشم. أبو عمرو البخاري.) سمع: جده محمد بن أبي هاشم، وسعيد بن مسعود المروزي. وعنه: محمد بن سعيد.

(24/173)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 174
عبد الرحمن بن القاسم بن حبيش التجيبي. أبو القاسم المصري المالكي. عارف باختلاف أشهب. توفي في صفر. وروى عن: مالك بن يحيى السوسي. عبد الرحمن بن محمد بن العباس. أبو بكر بن الدرفس الغساني الدمشقي. سمع: أباه، والعباس بن الوليد البيروتي، وأحمد بن مسعود المقدسي، وأبا زرعة النضري. وعنه: علي بن الحسين الأذني، وأبو سليمان بن زبر، وأبو بكر بن المقرئ، وعبد الوهاب الكلابي، وأبو علي بن مهنا الداراني، وآخرون. عبد الرحمن بن معمر بن محمد. أبو عمر الجوهري المصري، أخو كهمس. ثقة، سمع: يونس بن عبد الأعلى، وطبقته. وتوفي في المحرم. عبيدون بن محمد بن فهد بن الحسن بن علي بن أٍ سد الجهني. أبو الغمر الأندلسي. ولي قضاء الأندلس بقرطبة يوماً واحداً. وكان عالي الإسناد بناحيته. يروي عن: يونس بن عبد الأعلى، وغيره.

(24/174)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 175
عثمان بن عبد الرحمن بن عبد الحميد بن يزيد. أبو عمرو القرطبي، مولى بني أمية. أكثر أيضاً عن: بقي بن مخلد، وعن: إبراهيم بن قاسم، وكان فقيهاً مشاوراً متحرياً فاضلاً وقوراً. وروى عنه: محمد بن محمد بن أبي دليم، وعبد الله بن محمد بن علي ووثقاه، وخالد بن سعد.) ويعرف بابن أبي زيد، وبابن برير أيضاً، فإن جده يزيد بن برير. عدنان بن الأمير أحمد بن طولون. أبو معد. روى عن: الربيع بن سليمان، وبكر بن سهل الدمياطي. وعنه: أبو هاشم المؤدب، وعبد الوهاب الكلابي، ومحمد بن أحمد المفيد. علي بن عبد الله بن مبشر الواسطي. في جمادى الأولى. أرخه ابن قانع. وهذا أصح. علي بن عبد القادر بن أبي شيبة الكلاعي. الأندلسي. سمع: بقي من مخلد، ومحمد بن وضاح. وكان فقيهاً بصيراً بالفتيا، مالكياً. أرخه عياض. عمر بن أحمد بن علي بن علك الجوهري. أبو حفص.

(24/175)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 176
سمع: سعيد بن مسعود المروزي، وأحمد بن سيار، وعباس الدوري، وخلقاً بمرو. وحدث ببغداد. وعنه: ابن المظفر، وعيسى، وابن شاهين، والدارقطني. وكان فقيهاً متقناً.
4 (حرف الميم)
محمد بن أحمد بن هارون العسكري. أبو بكر الفقيه. كان يتفقه لأبي ثور. روى عن: الحسين بن عرفة، وإبراهيم بن الجنيد. وعنه: أبو بكر الآجري، والدارقطني، ووثقه، والمرزباني.) مات في شوال. محمد بن أحمد بن قطن بن خالد البغدادي. أبو عيسى السمسار. سمع: الحسن بن عرفة، وحميد بن الربيع، وعلي بن حرب. وعنه: أبو الحسن الجراحي، والدارقطني، وأبو حفص الكتاني، وأبو مسلم الكاتب. وتوفي في ربيع الآخر. وقد سمع منه ابن مجاهد مع تقدمه قراءة أبي عمرو رضي الله عنه. وقد روى عنه ابن جميع، لقيه بحلب.

(24/176)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 177
محمد بن أحمد بن يوسف. أبو يوسف الجريري. روى كتب المدائني، عن أحمد بن الحارث، عنه. روى عنه: ابن حيويه، وأبو بكر بن شاذان، والدارقطني، وعمر الكتاني، وتوفي في المحرم. وهو شيخ من ولد جرير بن عبد الله رضي الله عنه. محمد بن أحمد بن محمد بن نافع. أبو الحسن المصري الطحان. يروي عن: يونس الصدفي، ويزيد بن سنان القزاز. وكان أعرج. توفي في ربيع الآخر. محمد بن أحمد بن يحيى. أبو عبد الله القرطبي المعرف بالإشبيلي، الزاهد الزهري المؤدب. روى عن: محمد بن وضاح، وإبراهيم بن باز، وقاسم بن محمد. وكان وقوراً ديناً، حسن السمت. محمد بن الحسين بن معاذ الأستراباذي. كان ثقة بارعاً في الأدب، سمع من أبي قتيبة أكثر تصنيفه. ومن: عمار بن رجاء، وأحمد بن ملاعب البغدادي، وابن عوف البزوري.)

(24/177)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 178
محمد بن سهل الفضيل الكاتب. سمع: الزبير بن بكار، وعمر بن شبة. وعنه الدارقطني، وغيره. وثقة الخطيب. محمد بن عبد الرحمن بن محمد. أبو العباس الدغولي السرخسي الفقيه الحافظ. إمام وقته بخراسان. سمع: الذهلي، وعبد الرحمن بن بشر، ومحمد بن إسماعيل الأحمسي، وطبقتهم بنيسابور، والعراق. وعنه: أبو علي الحافظ، وأبو بكر الجوزقي، وجماعة. قال أبو الوليد الفقيه: قيل لأبي العباس الدغولي: لم لا تقنت في صلاة الفجر فقال: لراحة الجسد، ومداراة الأهل والولد، وسنة أهل البلد. وعن أبي أحمد بن عدي قال: ما رأيت مثل أبي العباس الدغولي. وقال أبو بكر أحمد بن علي بن الحسين الحافظ: خرجنا مع أبي خزيمة إلى سمرقند لتهنئة الأمير الشهيد والتعزية عن الأمير الماضي أبي إبراهيم. فلما انصرفنا قلت لمحمد بن إسحاق: ما رأينا في سفرنا مثل أبي العباس الدغولي. فقال أبو بكر: ما رأيت أنا مثل أبي العباس. وقال محمد بن العباس: قال الدغولي: أربع مجلدات لا تفارقني في

(24/178)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 179
السفر والحضر كتاب المزني و كتاب العين و التاريخ للبخاري وكليلة ودمنة. محمد بن الزاهد بن أبي عثمان سعيد بن إسماعيل الحيري. أبو بكر النيسابوري الحافظ الأديب الزاهد الفقيه. سمع: علي بن الحسن الهلالي، ومحمد بن عبد الوهاب الفراء، وإسماعيل القاضي، ومحمد بن غالب تمتام، وبكر بن سهل الدمياطي، وأبو بكر أحمد الحاكم، وابنه أبو سعيد. وكان من المجاهدين في سبيل الله بالثغر وبطرسوس. توفي في المحرم.) محمد بن علي بن الجارود. أبو بكر الإصبهاني. محدث، ثقة، مكثر. سمع: يونس بن حبيب، وأحمد بن معاوية. وعنه: أبو إسحاق بن حمزة، وأبو بكر بن المقرئ، ومحمد بن عبد الرحمن بن مخلد. وروى عن: يحيى بن النضر، عن أبي داود الطيالسي. محمد بن عمران بن مهيار. أبو أحمد الصيرفي. سمع: حميد بن الربيع، وعبد الله بن علي بن المديني. وعنه: ابن حيويه، وعبد الله بن عثمان الصفار. وثقة الدارقطني.

(24/179)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 180
محمد بن محمد بن إسحاق بن يحيى. العلامة أبو الطيب ابن الوشاء، البغدادي النحوي الإخباري. أخذ عن: ثعلب، والمبرد. وبرع في فنون الأدب. وألف كتباً كثيرة منها: الجامع في النحو، وكتاب المذكر والمؤنث، و كتاب خلق الإنسان، وكتاب السلوان، وكتاب سلسلة الذهب، وكتاب حدود الظرف، وغير ذلك. توفي هذا العام. محمد بن المسور بن عمر بن محمد الأندلسي. مولى بني هاشم. يروي عن: محمد بن وضاح، ومحمد الخشني. وكان ثقة حافظاً للفقه، مشاوراً في الأحكام، زاهداً. محمد بن المعلى الشونيزي. أبو عبد الله.

(24/180)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 181
سمع: يعقوب الدورقي، وجماعة.) وعنه: أبو حفص الزيات، وأبو بكر بن شاذان. وقد قرأ على محمد بن غالب صاحب شجاع البلخي. قرأ عليه: أحمد بن محمد العجلي، وعبد الغفار الحصيني، وأبو بكر الشذائي، وغيرهم. محمد بن هاشم بن محمد بن عمر. العلامة أبو الفضل القرطبي، مولى آل العباس. ثقة ضابط. يروي عن: ابن وضاح، وابن باز. وكان فقيهاً بصيراً بالأقضية. مسرور بن يعقوب القلوسي. عن: علي بن حرب، وغيره. وعن محمد بن جعفر زوج الحرة، وابن شاهين. وكان صدوقاً. محمد بن أبي الأزهر مزيد بن محمود. أبو بكر الخزاعي البغدادي. حدث عن: لوين، وأبي كريب، وإسحاق بن أبي إسرائيل، والزبير بن بكار. وعنه: الدارقطني، وأبو بكر بن شاذان، والمعافى الجريري، وغيرهم. قال محمد بن عمران المرزباني: كان كذاباً. كذبه أصحاب الحديث. مكي بن عبدان بن محمد بن بكر بن مسلم. أبو حاتم التميمي النيسابوري.

(24/181)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 182
سمع: عبد الله بن هاشم، ومحمد بن يحيى، وأحمد بن حفص بن عبد الله، وأحمد بن يوسف السلمي، وعمار بن رجاء، ومسلم بن الحجاج. وعنه: أبو علي بن الصواف، وعلي بن عمر الحربي، وأبو أحمد الحاكم، وأبو بكر محمد بن عبد الله الجوزقي، وآخرون من أهل نيسابور وبغداد. قال أبو علي الحافظ: هو ثقة مأمون مقدم على أقرانه المشايخ. وقال الحاكم: مولده سنة اثنتين وأربعين ومائتين، وتوفي في جمادى الآخرة سنة خمسٍ.) وصلى عليه أبو حامد بن الشرقي. وقد حدث عنه ابن عقدة الحافظ إجازة. أخبرنا ابن أبي عصرون، أنا أبو روح، أنا زاهر، أنبا عبد الرحمن بن علي التاجر، أنبا أبو زكريا يحيى بن إسماعيل سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة، أنبا مكي ابن عبدان، اثنا أحمد بن الأزهر، اثنا أبو أسامة، عن الأعمش، عن زيد بن وهب قال: كنا نصلي مع عبد الله الجمعة ثم نرجع نقيل. موسى بن عبيد الله بن يحيى بن خاقان. أبو مزاحم المقرئ المحدث ابن وزير المتوكل. سمع: عباس بن محمد الدوري، وأبو بكر المروذي، وأبا قلابة الرقاشي، وغيرهم. وعنه: أبو بكر الآجري، وعبد الواحد بن هاشم المقرئ، والمعافى

(24/182)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 183
الجريري، وأبو عمر بن حيويه، وأبو حفص بن شاهين. وكان متبحراً في حرف الكسائي، تلا به على: الحسن بن عبد الوهاب صاحب الدوري. قرأ عليه الكبار: أحمد بن نصر الشذائي، ومحمد بن أحمد الشنبوذي، وغيرهما. وكان من جلة العلماء. قال الخطيب: كان ثقة من أهل السنة. مات رحمه الله في ذي الحجة. قلت: سمعت قصيدته في التجويد بعلو.
4 (حرف النون)
نهشل بن دارم. عن: علي بن حرب. وعنه: ابن شاهين، وعمر الكتاني. وثقة الخطيب.
4 (حرف الياء)
يحيى بن عبد الله بن يحيى بن إبراهيم البغدادي. أبو القاسم العطار.) سمع: محمد بن أبي مذعور، والحسن بن عرفة، والزعفراني. وعنه: يوسف القواس، وعمر بن شاهين، وغيرهما. وثقه الخطيب.

(24/183)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 184
4 (الكنى)
أبو حامد بن الشرقي. هو أحمد بن محمد بن الحسن. تقدم.

(24/184)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 185
1 (وفيات سنة ست وعشرين وثلاثمائة)

4 (حرف الألف)
أحمد بن حم. أبو القاسم البلخي الصفار. في شوال. كان من أئمة الحنفية. عاش سبعاً وثمانين سنة. أحمد بن زياد بن محمد بن زياد. اللخمي القرطبي أبو القاسم. سمع: ابن الوضاح، وكان مختصاً به، وإبراهيم بن باز. وكان فاضلاً زاهداً، تضعف لقلته رحمه الله. أحمد بن صالح. أبو جعفر الخولاني المصري. نزيل دمياط.

(24/185)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 186
يروي عن: يونس بن عبد الأعلى، وغيره. توفي في صفر. أحمد بن عامر بن محمد بن يعقوب. أبو الحسن الطائي الدمشقي. روى عن: أبيه، والربيع بن سليمان، والنضر بن عبد الله الحلوائي، وجماعة.) وعنه: أبو الحسن الرازي، وعبد الوهاب الكلابي. أحمد بن علي بن بيغجور. أبو بكر بن الإخشيد المتكلم المعتزلي. روى في مصنفاته عن: أبي مسلم الكجي، وموسى بن إسحاق الأنصاري، ومات كهلاً في هذا العام. قال الوزير أبو محمد بن حزم: رأيت لأبي بكر أحمد بن علي بن بيغجور المعروف بابن الإخشيد، أحد أركان المعتزلة، وكان أبوه من أبناء الملوك فرغانة الأتراك. وقد ولي أبوه الثغور، وكان أبو بكر يتفقه للشافعي، فرأيت له في بعض كتبه يقول: التوبة هي الندم فقط وإن لم ينو مع ذلك ترك المراجعة لتلك الكبيرة. وهذا أشنع ما يكون من قول المرجئة. لأن كل مسلم نادم على ما يفعله من الكبائر. قلت: ومن تلامذة أبي بكر هذا القاضي أبو الحسن محمد بن محمد بن عمرو النيسابوري المعتزلي الملقب بالبيض. ورأيت له كتاباً حافلاً في نقل القرآن. وقد روى فيه عن جماعة وبحث فيه بحوثاً جيدة.

(24/186)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 187
عاش ستاً وخمسين سنة، أرخه الخطيب. وقد ارتحل إلى أبي خليفة الجمحي. أحمد بن محمد بن حسن بن قريش. أبو نصر الماهيناني المروزي. في ربيع الأول. أحمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن الفضل. أبو الفتح الهاشمي العباسي. حدث في هذا العام عن: أبن عرفة، وعباد بن الوليد العنزي. وعنه: ابن الثلاج، وأبو القاسم بن الصيدلاني. أحمد بن محمد بن عبد الواحد. أبو الحسن المصري الكتاني، بتاء مثقلة. روى عن: يونس بن عبد الأعلى، وعلي بن زيد الفرائضي.) أرخه ابن يونس: وقال: لم يكن بذاك. أحمد بن محمد بن محمد بن سليمان بن الحارث. أبو ذر الباغندي، واسطي الأصل البغدادي الدار. سمع: عمر بن شبة، وعبيد الله بن سعد الأزهري، وعلي بن إشكاب، وسعدان بن نصر. وعنه: الدارقطني، والمعافى، وأبو حفص بن شاهين.

(24/187)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 188
قال فيه الدارقطني: ما علمت إلا خيراً وأصحابنا يؤثرونه على أبيه. أحمد بن موسى بن حماد. أبو حامد النيسابوري. توفي في شعبان، وله مائة وسبع سنين أو نحو ذلك. وهو آخر من سمع من محمد بن رافع، لكنه حلف أن لا يحدث. أحمد بن موسى. أبو جعفر التونسي التمار. فقيه مناظر. سمع: يحيى بن عمرو الفران. إبراهيم بن داود القصار. أبو إسحاق الرقي الزاهد. من مشايخ الشام. عمر زماناً، وصحب الكبار. حكى عنه: إبراهيم بن المولد، وغيره. ومن كلامه: ما دام لأعراض الكون في قلبك خطر فاعلم أنه لا خطر لك عند الله. وقال: التوكل السكون إلى مضمون الحق. إبراهيم بن عبدوس. وهو ابن عبد الله بن أحمد بن حفص الحرسي النيسابوري الحيري. أبو إسحاق العدل. سمع: محمد بن يحيى، وأحمد بن الأزهر، وعثمان الدارمي، وطائفة.) وعنه: أبو علي النيسابوري، وأبو الطيب ربيع بن محمد الحاتمي، وجماعة.

(24/188)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 189
وهو من بيت العلم والجلالة. ملت في جمادى الأولى. أيوب بن سليمان بن حكم بن عبد الله بن بلكايش بن آليان القوطي القرطبي. أبو سليمان. صحب بقي بن مخلد وأكثر عنه. ورحل إلى العراق، فسمع من: إسماعيل بن إسحاق القاضي. وكان مجتهداً لا يرى التقليد. وكان مع علمه شريفاً. وعلى يد جده آليان دخل الإسلام الأندلس. روى عنه: ابنه سليمان.
4 (حرف الباء)
بكر بن محمد بن إبراهيم بن زياد بن المواز. الإسكندراني، المالكي. سمع أباه.
4 (حرف الجيم)
جبلة بن محمد بن كريز بن سعيد بن قتادة الصدفي. أبو قمامة. رأى أبا شريك المعافري. وحدث عن: يونس، وعيسى بن مثرود، وبحر بن نصر. قال ابن يونس: سمعنا منه، وكان صدوقاً. مات في شوال. جعفر بن أحمد بن عبد السلام. أبو الفضل البزاز.

(24/189)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 190
يروي عن: يونس بن عبد الأعلى، ويزيد بن سنان. قال ابن يونس: ما علمت عليه إلا خيراً.)
4 (حرف الخاء)
الحسين بن روح بن بحر. أبو القاسم القيني أو القسي. وكذا صورته في تاريخ يحيى بن أبي علي الغساني، وخطة معلق سقيم. ثم قال: هو الشيخ الصالح أحد الأبواب لصاحب الأمر. نص عليه بالنيابة أبو جعفر محمد بن عثمان بن سعيد العمري عنه، وجعله من أول من يدخل عليه حين جعل الشيعة طبقات. وقد خرج على يديه تواقيع كثيرة. فلما مات أبو جعفر صارت النيابة إلى أبي القاسم. وجلس في الدار ببغداد، وجلس حوله الشيعة، وخرج ذكاء الخادم ومعه عكازه ومدرح وحقة، وقال: إن مولانا قال: إذا دفنني أبو القاسم وجلس، فسلم هذا إليه. وإذا في الحق خواتيم الأئمة. ثم قام في آخر اليوم ومعه طائفة. فدخل دار أبي جعفر محمد بن علي الشلمغاني، وكثرت غاشيته، حتى كان الأمراء يركبون إليه والوزراء والمعزولون عن الوزارة والأعيان. وتوصف الناس عقله وفهمه، فقال علي بن محمد الإيادي، عن أبيه قال: شاهدته يوماً وقد دخل عليه أبو عمر القاضي، فقال له أبو القاسم: صواب الرأي عند المشغف عبرة عند المتورط، فلا يفعل القاضي ما عزم عليه.

(24/190)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 191
فرأيت أبا عمر قد نظر إليه ثم قال: من أين لك هذا قال له: إن كنت قلت لك ما عرفته، فمسألتي من أين لي فضول، وإن كنت لم تعرفه، فقد ظفرت بي. فقبض أبو عمر على يديه وقال: لا، بل والله أؤخرك ليومي ولغدي. فلما خرج أبو عمر قال أبو القاسم: ما رأيت محجوجاً قط يلقى البرهان بنفاق مثل هذا، لقد كاشفته بما لم أكاشف به أمثاله أبداً. ولم يزل أبو القاسم على مثل هذه الحال مدة وافر الحرمة إلى أن ولي الوزارة حامد بن العباس، فجرت له معه خطوب يطول شرحها. قتل: ثم ذكر ترجمته في ست ورقات، وكيف قبض عليه وسجن خمسة أعوام، وكيف أطلق لما خلعوا المقتدر من الحبس، فلما أعيد إلى الخلافة شاوروه فيه فقال: دعوه، فبخطيه جرى) علينا ما جرى. وبقيت حرمته على ما كانت إلى أن توفيت في هذه السنة. وقد كاد أمره أن يظهر ويستفحل، ولكن وقى الله شره. ومما رموه به أنه يكاتب القرامطة ليقدموا ويحاصروا بغداد، وأن الأموال تجبى إليه، وقد تلطف في الذب عن نفسه بعبارات تدل على رزانته و وفور عقله ودهائه وعلمه. وكان يفتي الشيعة ويفيدهم. وله رتبة عظيمة بينهم. الحسن بن الضحاك بن مطر. سمع: عجيف بن آدم، وعلي بن النضر الطواويسي. وعنه: أبو بكر سليمان بن عثمان، وغيره من أهل بخارى. الحسن بن عبد الله بن محمد. أبو عبد الملك الأندلسي زونان. سمع: عبيد الله، وابن وضاح.

(24/191)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 192
وأم بجامع قرطبة رحمه الله تعالى. الحسن بن علي بن زيد. أبو محمد السامري. سمع: حجاج بن الشاعر، ومحمد بن المثنى، وأبا حفص الفلاس. وعنه: أبو عبد الله بن بطة، وأبو القاسم بن الثلاج، والدارقطني. مستقيم الحديث. مات سنة خمسٍ، وقيل: سنة ست وعشرين. حميد بن محمد الشيباني. أبو عمرو النيسابوري. رئيس نبيل. سمع: السري بن خزيمة، ومحمد بن إسماعيل الترمذي، وإسماعيل القاضي. وعنه: أبو سعيد بن أبي بكر، وعمر بن أحمد الزاهد، وغيرهما.
4 (حرف الشين)
) شعيب بن محمد بن عبيد الله. أبو الفضل البغدادي الكاتب. سمع: عمر بن شبة، وعلي بن حرب. وعنه: الدارقطني، وأبو الطاهر الذهبي، وغيرهما. وكان ثقة.
4 (حرف العين)
عباس بن أحمد بن محمد بن ربيعه. أبو الفضل بن الصباغ السلمي الدمشقي.

(24/192)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 193
سمع: عمران بن موسى الطرسوسي، والعباس البيروتي، وأحمد بن أصرم المعقلي. وعنه: أبو هاشم عبد الجبار المؤدب، وعبد الوهاب الكلابي. عباس بن منصور بن العباس بن شداد. أبو الفضل الفرنداباذي. وفرنداباذ: قرية على باب نيسابور. كان فقيهاً حنفياً. سمع: عتيق بن محمد، وأيوب بن الحسن بن زاهد، وأحمد بن يوسف السلمي، والذهلي. وعنه: أبو علي الحافظ، وأبو إسحاق المزكي، والشيوخ. عبد الله بن العباس الشمعي. أبو محمد الوراق. بغدادي، يروي عن: علي بن حرب، وأحمد بن ملاعب. وعنه: الدارقطني، ويوسف القواس، وابن شاهين. عبد الله بن محمد بن الحسن الكاتب. عن: علي بن المديني. وعنه: أبو القاسم عبد الله بن الثلاج وحده، ولكن أبا القاسم متهم.

(24/193)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 194
عبد الله بن الهيثم بن خالد. أبو محمد الطيني الخياط. سمع: الحسن بن عرفة، وأبا عتبة أحمد بن الفرج الحمصي.) وعنه: يوسف القواس، والدارقطني ووثقه. عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين المهري. أبو محمد مصري ثقة. كان ينسخ للناس. روى عن: سلمة بن شبيب، والحارث بن مسكين، وأبي الطاهر بن السرح، والقدماء. روى عنه: ابن يونس، والطبراني، وأبو بكر بن المقرئ، وأهل مصر والغرباء. وكان أسند من بقي. توفي في الحرم من السنة عن سن عالية. عبد العزيز بن جعفر. أبو شيبة الخوارزمي ثم البغدادي. عن: الحسن بن عرفة، ومحمد بن عبد الله المخرمي، وحميد بن الربيع. وعنه: القاضي الجراحي، وأبو الحسن الدارقطني، وجماعة. أرخه الخطيب ووثقه. عبد بن محمد بن محمود بن مجاهد. أبو بكر النسفي المؤذن الزاهد. سمع: عيسى بن أحمد العسقلاني، وأبا عيسى الترمذي، وطفيل بن زيد.

(24/194)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 195
وعنه: عبد المؤمن بن خلف، ومحمد بن زكريا، وأهل نسف. عثمان بن أبي الزنباع روح بن الفرج. أبو عمرو. يروي عن: والده، وجماعة. توفي بدمياط في أول السنة. قال ابن يونس: كتبت عنه، وكان ثقة صالحاً. علي بن جعفر بن مسافر التنيسي. عن: أبيه. وكان صحيح السماع. علي بن محمد بن أحمد بن الجهم.) أبو طالب الكاتب. بغدادي، ثقة، مشهور، أضر في آخر عمره، وكان أحد العلماء. سمع: الحسن بن عرفة، ومحمد بن المثنى، وعلي بن حرب. وعنه: محمد بن المظفر، والدارقطني، و أبو حفص بن شاهين. توفي في آخر السنة، وله تسعون عاماً.
4 (حرف الميم)
مبرمان النحوي. هو محمد بن علي بن إسماعيل، أبو بكر العسكري مصنف شرح سيبويه ولم يتمه.

(24/195)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 196
لقبه المبرد: مبرمان، لكثرة سؤاله وملازمته له. أفاد الناس بالأهواز مدة، وكان دني النفس مهيناً، يلح في الطلب من تلامذته. وكان إذا أراد أن يذهب إلى منزله أحضر حمال طبلية وقعد فيها وحمله، من غير عجزٍ به. وربما بال على الحمال، فيصيح ذاك الحمال، فيقول: احسب أنك حملت رأس غنم. وربما كان يتنقل بالتمر، ويحدف الناس من الطبلية بالنوى. أخذ عنه الكبار: كأبي سعيد السيرافي، وأبي علي الفارسي. وله كتاب العيون، وكتاب علل النحو. محمد بن جعفر بن رميس القصري. بغدادي، وثقه الدارقطني وروى عنه. يروي عن: الحسن بن محمد الزعفراني، وجماعة. محمد بن جعفر بن بشير. أبو عبد الله البلخي. توفي في رجب ببلخ. محمد بن شريك بن محمد. أبو بكر الإسفرائيني. سمع: الحارث بن أبي أسامة. محمد بن عبد الله بن الحسين.) أبو بكر البغدادي العلاف، المعروف بالمستعيني. حدث عن: الحسين بن عرفة، وعلي بن حرب.

(24/196)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 197
وعنه: الدارقطني، والقواس، وعبد الله بن عثمان الصفار. وقال الخطيب: ثقة. توفي سنة خمسٍ، وقيل: سنة ستٍّ وعشرين. محمد بن القاسم بن زكريا. أبو عبد الله المحاربي الكوفي السوداني. يروي عن: أبي كريب محمد بن العلاء، وهشام بن يونس، وحسين بن نصر بن مزاحم، وسفيان بن وكيع. قال أبو الحسن بن حماد الحافظ: توفي في صفر. ما رؤى له أصل قط. وحضرت مجلسه، وكان ابن سعيد يقرأ عليه كتاب النهي، عن حسين بن نصر ابن مزاحم. قال: وكان يؤمن بالرجعة. قلت: روى عنه: محمد بن عبد الله الجعفي، وأبو الحسن الدارقطني. محمد بن محمد بن إسحاق بن راهويه الحنظلي. سكن ببغداد، وتولى بها القضاء نيابة في هذه السنة. وكان إماماً عارفاً بمذهب مالك. روى عن: محمد بن المغيرة الهمداني. وعنه: أبو الفضل الشيباني.

(24/197)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 198
4 (حرف الهاء)
هاني بن المنذر. أبو تمامه الصدفي المصري. سمع: يونس بن عبد الأعلى، وعيسى بن إبراهيم بم مثرود. وعنه: المصريون. وقد رأى أبا شريك يحيى بن يزيد.
4 (حرف الواو)
) الوليد بن محمد بن العباس بن الوليد بن الدرفس. سمع: أباه، وأبا أمية، الطرسوسي، والربيع بن سليمان. وعنه: أبو سليمان بن زبر، وأبو هاشم المؤدب، وعبد الوهاب الكلابي، وهو من بيت علم. كنيته أبو العباس الدمشقي.

(24/198)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 199
1 (وفيات سنة سبع وعشرين وثلاثمائة)

4 (حرف الألف)
أحمد بن إبراهيم بن الخليل القزويني. جد أبي يعلى الخليلي. سمع: محمد بن ماجة، وإبراهيم بن ديزيل. وكتب السنن عن ابن ماجة بيده. أحمد بن بشر بن محمد بن إسماعيل بن بشر التجيبي. أبو عمر الأندلسي ابن الأغبس القرطبي اللغوي. روى عن: محمد بن وضاح، ومطرف بن قيس، والخشني. وكان شافعي المذهب، يميل إلى النظر والحجة رحمه الله. روى عنه جماعة. وكان بارعاً في اللغة، ثقة.

(24/199)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 200
أحمد بن سعيد بن مسعدة لأندلسي. من أهل مدينة وادي الحجارة. توفي في ذي الحجة كهلاً. يروي عن: أحمد بن خالد الحباب، والمتأخرين. أحمد بن عبد الله بن أبي طالب. أبو عمر الأصبحي الأندلسي الفقيه، القاضي بالأندلس. ولي قضاء قرطبة بعد أحمد بن بقي. قاله ابن الفرضي مختصراً. أحمد بن عثمان بن أحمد.) أبو الطيب السمسار. هو والد أبي حفص بن شاهين. سمع: الرمادي، وعباساً الدوري، وجماعة. وعنه: ولده، وابن سمعون. وثقه الخطيب. مات في رجب. أحمد بن علي بن عيسى بن مالك. أبو عبد الله الرازي. عن: موسى بن نصر، وأبي حاتم، ويحيى بن عبدك. وعنه: أبو حفص الزيات، ويوسف القواس، وأبو القاسم بن الصيدلاني، وجماعة.

(24/200)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 201
لا أعلم موته، لكنه حدث ببغداد في السنة. أحمد بن محمد بن أحمد بن سلم. أبو الحسن المخرمي الكاتب. سمع: الزبير بن بكار، والحسن بن محمد بن الصباح، وعلي بن حرب. وعنه: الدارقطني، وأبو الحسين بن سمعون الواعظ. وكان ثقة. أحمد بن محمد بن سعيد بن موسى بن حدير. أبو عمر القرطبي. سمع: محمد بن وضاح، وعبد الله بن مسرة. وحج سنة خمسٍ وسبعين ومائتين وولي الوزارة والمظالم فحمد. أحمد بن عثمان بن أحمد بن شاهين البغدادي. أبو عمر. روى عن: عباس الدوري، وأحمد بن منصور الرمادي. وعنه: ولده الحافظ أبو حفص بن شاهين، وأبو الحسين بن سمعون. وثقه الخطيب. أحمد بن محمد بن إسماعيل.) أبو بكر الأدمي المقرئ. المعمر المعروف بالحمزي، لأنه أقرأ الناس دهراً بحرف حمزة في جامع المدينة. وحمل الناس عنه لضبطه وزهده وخيره، وهو أجل أصحاب أبي أيوب سليمان بن يحيى الضبي.

(24/201)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 202
روى القراءة عنه عرضاً: محمد بن أشتة، وعبد الله بن الصقر، ومحمد بن أحمد الشنبوذي، وعبد الله بن الحسين. وقد سمع: الحسن بن عرفة، والفضل بن سهل الأعرج. وعنه: الدارقطني، وابن شاهين. وكان صالحاً ثقة عالماً. مات في ربيع الآخر وله تسعون سنة رحمه الله. أحمد بن محمد بن الحسين. أبو الحسين الخداشي النيسابوري. سمع: أحمد بن يوسف السلمي، والرمادي، وسعدان بن نصر، وأبا زرعة الحافظ. وعنه: أبو علي الحافظ، وأبو الحسين بن يعقوب الحجاجي. أحمد بن أبي إدريس. أبو بكر الأمام بحلب. توفي في شهر صفر. أحمد بن يحيى بن علي بن يحيى بن المنجم. أبو الحسن. من كبار المعتزلة، ببغداد رأساً فيهم. عمر يقال جاوز التسعين. حدث عن: أبيه، وعميه أحمد وهارون. إبراهيم بن داود القرطبي. سمع: محمد بن وضاح، والخشني. توفي في غزاة الخندق سنة سبعٍ وعشرين.

(24/202)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 203
إسحاق بن إبراهيم بن بيان، وقيل بنان، النضري الجوهري.) سكن دمشق، وحدث عن: أبي أمية، وسليمان بن سيف الحراني، والربيع بن سليمان المرادي. وعنه: علي بن أحمد بن ثابت، وأبو أحمد بن ذكوان، وعبد الوهاب الكلابي، وآخرون. إسماعيل بن محمد الحكمي. عن: حنبل بن إسحاق. وعنه: أبو أحمد بن عدي. مات بأستراباذ في ربيع الأول.
4 (حرف الجيم)
جحاف بن يمن الأندلسي الفقيه. قاضي بلنسية. قتل في غزاة.
4 (حرف الحاء)
حجاج بن أحمد بن حجاج. أبو يزيد المعافري الإسكندري. سمع: محمد بن حماد الظهراني، وغيره. توفي في شوال. الحسن بن القاسم بن دحيم عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي. القاضي أبو علي.

(24/203)