15.
تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام.
تأليف: شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 126
فوجهت بها إلى يعقوب بن بختان، فباعها وصرف ثمنها، وبقيت عندي القلنسوة. قال ومكث
خمسة عشر يوما يفطر في ثلاثة على تمر سويق، ثم جعل بعد ذلك يفطر ليلة على رغيف،
وليلة لا يفطر. وكان إذا جيء بالمائدة توضع بالدهليز لئلا يراها، فيأكل من حضر.
فكان إذا أجهده الحر بل خرقة فيضعها على صدره. وفي كل يوم يوجه إليه بابن ماسويه
فينظر إليه ويقول: يا أبا عبد الله أنا أميل إليك وإلى أصحابك، وما بك علة إلا
الضعف وقلة الزاد. إلى أن قال: وجعل يعقوب وغياث يصيران إليه ويقولان له: يقول لك
أمير المؤمنين: ما تقول في ابن أبي دؤآد وفي حاله فلا يجيب في ذلك بشيء. وجعل
يعقوب ويحيى يخبراه بما يحدث في أمر ابن أبي دؤاد في كل يوم، ثم أحدر إلى بغداد
بعدما أشهد عليه ببيع ضياعه. وكان ربما صار إليه يحيى بن خاقان وهو يصلي، فيجلس في
الدهليز حتى يفرغ. وأمر المتوكل أن يشترى لنا دار فقال: أبا صالح. قلت: لبيك. قال:
لئن أقررت لهم بشراء دار لتكونن القطيعة بيني وبينكم. إنما يريدون أن يصيروا هذا
البلد لي مأوى ومسكنا. فلم نزل ندفع بشراء الدار حتى اندفع. وجعلت رسل المتوكل
تأتيه يسألونه عن خبره، ويصيرون إليه فيقولون: هو ضعيف. وفي خلال ذلك يقولون: يا
أبا عبد الله لا بد من أن يراك. وجاءه يعقوب فقال: يا أبا عبد الله، أمير المؤمنين
مشتاق إليك ويقول:
(18/126)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 127
أنظر يوما تصير فيه أي يوم هو حتى أعرفه. فقال: ذاك إليكم. فقال: يوم الأربعاء يوم
خال. وخرج يعقوب، فلما كان من الغد جاء يعقوب فقال: البشرى يا أبا عبد الله، أمير
المؤمنين يقرأ عليك السلام ويقول: قد أعفيتك عن لبس السواد والركوب إلى ولاة
العهود وإلى الدار. فإن شئت فالبس القطن، وإن شئت فالبس الصوف. فجعل يحمد الله على
ذلك. ثم قال يعقوب: إن لي إبنا وأنا به معجب، وإن له من قلبي موقعا، فأحب أن تحدثه
بأحاديث.) فسكت، فلما خرج قال: أتراه لا يرى ما أنا فيه وكان يختم من جمعة إلى
جمعة. فإذا ختم دعا فيدعو ونؤمن، فلما كان غداة الجمعة وجه إلي وإلى أخي، فلما ختم
جعل يدعو ونحن نؤمن، فلما فرغ جعل يقول: استخير الله مرات. فجعلت أقول ما يريد. ثم
قال: إني أعطي الله عهدا، إن عهده كان مسؤولا. وقال الله تعالى: يا أيها الذين
آمنوا أوفوا بالعقود إني لا أحدث حديث تمام أبدا حتى ألقى الله، ولا أستثني منكم
أحدا. فخرجنا وجاء علي بن الجهم، فأخبرناه فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون. وأخبر
المتوكل بذلك وقال: إنما يريدون أن أحدث ويكون هذا البلد حبسي. وإنما كان سبب
الذين أقاموا بهذا البلد لما أعطوا فقبلوا وأمروا فحدثوا. وجعل أبي يقول: والله
لقد تمنيت الموت في الأمر الذي كان، وإني
(18/127)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 128
لأتمنى الموت في هذا، وذلك أن هذا، وذلك أن فتنة الدنيا، وذاك كان فتنة الدين. ثم
جعل يضم أصابعه ويقول: لو كان نفسي في يدي لأرسلتها. ثم يفتح أصابعه. وكان المتوكل
كل يوم يوجه في كل وقت يسأله عن حاله، وكان في خلال ذلك يأمر لنا بالمال ويقول:
يوصل إليهم، ولا يعلم شيخهم فيغتم. ما يريد منهم إن كان هو لا يريد الدنيا، فلم
يمنعهم وقالوا للمتوكل: إنه لا يأكل من طعامك، ولا يجلس على فراشك، ويحرم الذي
تشرب. فقال لهم: لو نشر المعتصم وقال فيه شيئا لم أقبل منه. قال صالح: ثم آنحدرت
إلى بغداد، وخلفت عبد الله عنده، فإذا عبد الله قد قدم، وجاء بثيابي التي كانت
عنده. فقلت: ما جاء بك فقال: قال لي: انحدر، وقل لصالح لا يخرج، فأنتم كنتم آفتي.
والله، لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما أخرجت واحدا منكم معي. لولاكم لمن كانت
توضع هذه المائدة ولمن كان تفرش هذه الفرش ويجرى هذا الإجراء فكتبت إليه أعلمه ما
قال لي عبد الله، فكتب إلي بخطه: أحسن الله عاقبتك، ودفع عنك كل مكروه ومحذور،
الذي حملني على الكتاب إليك الذي قلت لعبد الله: لا يأتيني منكم أحد رجاء أن ينقطع
ذكري ويخمل. إذا كنتم هنا فشا ذكري. وكان يجتمع إليكم قوم ينقلون أخبارنا، ولم يكن
إلا خيرا. فإن أقمت فلم تأتني أنت ولا أخوك فهو رضائي، ولا تجعل في نفسك إلا خيرا،
والسلام عليك ورحمة الله. قال: ولما خرجنا من العساكر رفعت المائدة والفرش وكل ما
أقيم لنا.
(18/128)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 129
ثم ذكر صالح كتاب وصيته ثم قال: وبعث إليه المتوكل بألف دينار ليقسمها، فجاء علي
بن الجهم في جوف الليل،) فأخبره أنه يهيء له حراقة لينحدر فيها. ثم جاء عبيد الله
ومعه ألف دينار وقال: إن أمير المؤمنين قد أذن لك، وقد أمر لك بهذه. قال: قد
أعفاني أمير المؤمنين مما أكره، فردها. وقال: أنا رقيق على البرد، والظهر أرفق بي.
فكتب له جواز، وكتب إلى محمد بن عبد الله في بره وتعاهده، فقدم علينا. ثم قال بعد
قليل: يا صالح. قلت: لبيك. قال: أحب أن تدع هذا الرزق، فإنما تأخذونه بسببي. فسكت،
فقال: مالك قلت: أكره أن أعطيك بلساني وأخالف إلى غيره، وليس في القوم أكثر عيالا
مني ولا أعذر. وقد كنت أشكو إليك وتقول. أمرك منعقد بأمري، ولعل الله أن يحل عني
هذه العقدة. وقد كنت تدعو لي. فأرجو أن يكون الله قد استجاب لك. فقال: والله لا
تفعل. فقلت: لا. فقال: لم فعل الله بك وفعل ثم ذكر قصة في دخول عبد الله، وقوله له
وجوابه له، ثم دخول عمه عليه وإنكاره الأخذ، إلى أن قال: فهجرنا وسد بيننا وبينه،
وتحامى منازلنا أن يدخل منا إلى منزله شيء. ثم أخبر بأخذ عمه فقال: نافقني،
وكذبني. ثم هجره وترك الصلاة في المسجد، وخرج إلى مسجد خارج يصلي فيه. ثم ذكر قصة
دعائه صالحا ومعاقبته في ذكره، ثم في كتابته إلى يحيى بن
(18/129)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 130
خاقان ليترك معاوية وأولاده. وبلغ الخبر إلى المتوكل، فأمر بحمل ما اجتمع لهم في عشرة
أشهر، وهو أربعون ألف درهم إليهم. وإنه أخبر بذلك، فسكت قليلا وضرب بذقنه على
صدره، ثم رفع رأسه فقال: ما حيلتي إن أردت أمرا وأراد الله أمرا. قال أبو الفضل
صالح: كان رسول المتوكل يأتي أبي يبلغه السلام، ويسأله عن حاله، نفضة حتى ندثره،
ثم يقول: والله، لو أن نفسي بيدي لأرسلتها وجاء رسول المتوكل إلى أبي يقول: لو سلم
أحد من الناس سلمت. رفع رجل إلي أن علويا قدم من خراسان، وأنك وجهت إليه من يلقاه،
وقد حبست الرجل وأردت ضربه فكرهت أن تغتم فمر فيه. قال: هذا باطل، يخلى سبيله.) ثم
ذكر قصة في قدوم المتوكل بغداد، وإشارته على صالح بأن لا يذهب إليهم، ثم في مجيء
يحيى بن خاقان من عند المتوكل، وما كان من احترامه ومجيئه بألف دينار ليفرقها،
وقوله: قد أعفاني أمير المؤمنين من كل ما أكره. وفي توجيه محمد بن عبد الله بن
طاهر ليحضره وامتناعه من حضوره وقوله: أنا رجل لم أخالط السلطان، وقد أعفاني أمير
المؤمنين مما أكره. وهذا مما أكره. قال: وكان قد أدمن الصوم لما قدم، وجعل لا يأكل
الدسم. وكان قبل ذلك يشترى له الشحم بدرهم، فيأكل منه شهرا، فترك أكل الشحم وأدمن
الصوم والعمل، فتوهمت أنه قد كان جعل على نفسه إن سلم أن يفعل ذلك. وقال الخلال
أبو بكر: حدثني محمد بن الحسين أن أبا بكر المروذي حدثهم: كان أبو عبد الله
بالعساكر يقول: أنظر هل تجد لي ماء الباقلاء. فكنت ربما بللت خبزه بالماء فيأكله
بالملح. وربما أنه منذ دخلنا العساكر إلى أن خرجنا ما ذاق طبخا ولا دسما.
(18/130)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن
عشر الصفحة 131
وعن المروذي قال: أنبهني أبو عبد الله ذات ليلة وكان قد واصل، فإذا هو قاعد فقال:
هوذا يدار بي من الجوع، فأطعمني شيئا، فجئته بأقل من رغيف، فأكله وقال: لولا أني
أخاف العون على نفسي ما أكلت. وكان يقوم من فراشه إلى المخرج، فيقعد يستريح من الضعف
من الجوع حتى أن كنت لأبل الخرقة فيلقها على وجهه لترجع إليه نفسه، حتى وأوصى من
الضعف من غير مرض، فسمعته يقول عند وصيته ونحن بالعساكر، وأشهد على وصيته: هذا ما
أوصى به أحمد بن محمد، أوصى أنه يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن
محمدا عبده ورسوله، وذكر ما يأتي. قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: مكث أبي بالعسكر
عند الخليفة ستة عشر يوما، ما ذاق شيئا إلا مقدار ربع سويق، ورأيت ما في قد دخلا
في حدقتيه. وقال صالح بن أحمد: وأوصى أبي بالعساكر هذه الوصية: بسم الله الرحمن
الرحيم هذا ما أوصى به أحمد بن محمد بن حنبل: أوصى أنه يشهد أن لا إله إلا الله
وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين
كله ولو كره المشركون. وأوصى من أطاعه من أهله وقرابته أن يعبدوا الله في
العابدين، ويحمدوه في الحامدين، وأن ينصحوا لجماعة المسلمين. وأوصي أني قد رضيت
بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا. وأوصي أن لعبد الله بن محمد المعروف بفوزان
علي نحوا من خمسين دينارا، وهو مصدق فيما قال، فيقضى ما له علي من غلة الدار إن
شاء الله، فإذا استوفي أعطي ولد صالح وعبد الله ابني أحمد بن محمد بن حنبل، كل ذكر
وأنثى عشرة دراهم بعد وفاء مال أبي) محمد. شهد أبو يوسف، وصالح، وعبد الله بن
أحمد.
(18/131)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 132
أنبئت عمن سمع أبا علي الحداد، أنا أبو نعيم في الحلية، ثنا سليمان بن أحمد، ثنا
عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: كتب عبيد الله بن يحيى إلى أبي يخبره أن أمير
المؤمنين أمرني أن أكتب إليك فأسألك عن أمر القرآن، لا مسألة امتحان، ولكن مسألة
معرفة وتبصرة. فأملى علي أبي رحمه الله إلى عبيد الله بن يحيى وحدي ما معي أحد:
بسم الله الرحمن الرحيم، أحسن الله عاقبتك أبا الحسن في الأمور كلها، ودفع عنك مكاره
الدنيا والآخرة برحمته. قد كتبت إليك رضي الله عنك بالذي سأل أمير المأمنين بأمر
القرآن بما حضرني. وإني أسأل الله أن يديم توفيق أمير المؤمنين، فقد كان الناس في
خوض من الباطل واختلاف شديد ينغمسون فيه، حتى أفضت الخلافة إلى أمير المؤمنين،
فنفى الله بأمير المؤمنين كل بدعة، وانجلى عن الناس ما كانوا فيه من الذل وضيق
المجالس، فصرف الله ذلك كله وذهب به بأمير المؤمنين، ووقع ذلك من المسلمين موقعا
عظيما، ودعوا الله لأمير المؤمنين وأن يزيد في نيته، وأن يعينه على ما هو عليه.
فقد ذكر عن عبد الله بن عباس أنه قال: لا تضربوا كتاب الله بعضه ببعض، فإن ذلك
يوقع الشك في قلوبكم. وذكر عن عبد الله بن عمرو أن نفرا كانوا جلوسا بباب النبي
صلى الله عليه وسلم. فقال بعضهم: ألم يقل الله كذا وقال بعضهم: ألم يقل الله كذا
فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرج كأنما فقيء في وجهه حب الرمان وقال:
أبهذا أمرتم أن تضربوا كتاب الله بعضه ببعض إنما ضلت الأمم قبلكم في مثل هذا. إنكم
لستم مما ههنا في شيء. أنظروا الذي أمرتم فآعملوا به، وآنظروا الذي نهيتم عنه،
فآنتهوا عنه. وروي عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: مراء في القرآن
كفر.
(18/132)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 133
وروي عن أبي جهم، رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال: لا تماروا في القرآن، فإن مراء فيه كفر. وقال ابن عباس: قدم على عمر بن
الخطاب رجل، فجعل عمر يسأله عن الناس، فقال: يا أمير المؤمنين قد قرأ القرآن منهم
كذا وكذا. فقال ابن عباس: فقلت: والله ما أحب أن يتسارعوا يومهم هذا في القرآن هذه
المسارعة.) قال: فزبرني عمر وقال: مه. فآنطلقت إلى منزلي مكتئبا حزينا، فبينا أنا
كذلك إذ أتاني رجل فقال: أجب أمير المؤمنين. فخرجت فإذا هو بالباب ينتظرني، فأخذ
بيدي، فخلا بي وقال: ما الذي كرهت قلت: يا أمير المؤمنين متى يتسارعوا هذه
المسارعة يحتقوا، ومتى ما يحتقوا يختصموا، ومتى ما يختصموا يختلفوا، ومتى ما
يختلفوا يقتتلوا. قال: لله أبوك، والله إن كنت لأكتمها الناس حتى جئت بها. وروي عن
جابر قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه على الناس بالموقف فيقول: هل من
رجل يحملني إلى قومه، فإن قريشا قد منعوني أن أبلغ كلام ربي. وروي عن جبير بن نفير
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنكم لن ترجعوا إلى الله بشيء أفضل مما خرج
منه، يعني القرآن.
(18/133)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 134
وروي عن ابن مسعود أنه قال: جردوا القرآن ولا تكتبوا فيه شيئا إلا كلام الله عز
وجل. وروي عن عمر بن الخطاب أنه قال: إن هذا القرآن كلام الله، فضعوه مواضعه. وقال
رجل لحسن البصري: يا أبا سعيد، إني إذا قرأت كتاب الله وتدبرته كدت أن آيس، وينقطع
رجائي. فقال: إن القرآن كلام الله، وأعمال ابن آدم إلى الضعف والتقصير، فآعمل
وأبشر. وقال فروة بن نوفل الأشجعي: كنت جارا لخباب، وهو من أصحاب النبي صلى الله
عليه وسلم، فخرجت معه يوما من المسجد وهو آخذ بيدي فقال: يا هناه، تقرب إلى الله بما
استطعت، فإنك لن تتقرب إليه بشيء أحب إليه من كلامه. وقال رجل للحكم بن عتيبة: ما
يحمل أهل الأهواء على هذا قال: الخصومات. وقال معاوية بن قرد وكان أبوه ممن أتى
النبي صلى الله عليه وسلم: إياكم وهذه الخصومات فإنما تحبط الأعمال. وقال أبو
قلابة وكان قد أدرك غير واحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تجالسوا
أهل الأهواء، وقال: أصحاب الخصومات، فإني لا آمن أن يغمسوكم في ضلالتهم، ويلبسوا
عليكم بعض ما تعرفون. ودخل رجلان من أصحاب الأهواء على محمد بن سيرين فقالا: يا
أبا بكر نحدثك بحديث قال: لا.) قالا: فنقرأ عليك آية قال: لا، لتقومان عني أو
لأقومنه. فقاما.
(18/134)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 135
فقال بعض القوم: يا أبا بكر، وما عليك أن يقرأآ عليك آية قال: إني خشيت أن يقرأآ
علي آية فيحرفانها، فيقر ذلك في قلبي، ولو أعلم أني أكون مثلي الساعة لتركتهما.
وقال رجل من أهل البدع لأيوب السختياني: يا أبا بكر أسألك عن كلمة، فولى وهو يقول
بيده: ولا نصف كلمة. وقال ابن طاووس لابن له يكلمه رجل من أهل البدع: يا بني، أدخل
إصبعيك في أذنيك حتى لا تسمع ما يقول. ثم أشدد أشدد. وقال عمر بن عبد العزيز: من
جعل دينه غرضا للخصومات أكثر التنقل. وقال إبراهيم النخعي: إن القوم لم يدخر عنهم
شيء خبيء لكم لفضل عندكم. وكان الحسن رحمه الله يقول: شر داء خالط قلبا، يعني:
الأهواء. وقال حذيفة بن اليمان: اتقوا الله، وخذوا طريق من كان قبلكم، والله لئن
استقمتم لقد سبقتم سبقا بعيدا، ولئن تركتموه يمينا وشمالا فقد ضللتم ضلالا بعيدا،
أو قال: مبينا. قال أبي: وإنما تركت ذكر الأسانيد لما تقدم من اليمين التي قد حلفت
بها مما قد علمه أمير المؤمنين. لولا ذاك ذكرتها بأسانيدها. وقد قال الله تعالى:
وإن أحد من المشركين آستجارك فأجره حتى يسمع كلام الله. وقال: ألا له آلخلق
والأمر، فأخبر بالخلق. ثم قال: والأمر فأخبر أن الأمر غير الخلق.
(18/135)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 136
وقال عز وجل: الرحمن، علم القرآن، خلق الإنسان، علمه البيان فأخبر أن القرآن من
علمه. وقال تعالى: ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم، قل إن هدى
الله هو الهدى ولئن آتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي
ولا نصير. ووقال: ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك، وما أنت
بتابع قبلتهم، وما بعضهم بتابع قبلة بعض ولئن آتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من
العلم إنك لمن الظالمين. وقال تعالى: وكذلك أنزلناه حكما عربيا ولئن آتبعت أهواءهم
بعد ما جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا واق. فلقرآن من علم الله. وفي هذه
الآيات دليل على الذي جاءه هو القرآن، لقوله: ولئن آتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من
العلم.) وقد روي عن غير واحد ممن مضى من سلفنا أنهم كانوا يقولون: القرآن كلام
الله غير مخلوق. وهو الذي أذهب إليه. لست بصاحب كلام، ولا أرى الكلام في شيء من
هذا، إلا ما كان في كتاب الله، أو في حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، أو عن
أصحابه، أو عن التابعين. فأما غير ذلك فإن الكلام فيه غير محمود. قلت: رواة هذه
الرسالة عن أحمد أئمة أثبات، أشهد بالله أنه أملاها على ولده. وأما غيرها من
الرسائل المنسوبة إليه كرسالة الإصطخري ففيها نظر. والله أعلم.
(18/136)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 137
ذكر مرضه رحمه الله قال ابنه عبد الله: سمعت أبي يقول: استكملت سبعا وسبعين سنة،
فحم من ليلته، ومات يوم العاشر. وقال صالح: لما كان في أول يوم من ربيع الأول من
سنة إحدى وأربعين ومائتين. حم أبي ليلة الأربعاء، وبات وهو محموم يتنفس نفسا
شديدا، وكنت قد عرفت علته. وكنت أمرضه إذا آعتل. فقلت له: يا أبه، على ما أفطرت
البارحة قال: على ماء باقلاء. ثم أراد القيام فقال: خذ بيدي. فأخذت بيده، فلما صار
إلى الخلاء ضعفت رجلاه حتى توكأ علي. وكان يختلف إليه غير متطبب، كلهم مسلمون،
فوصف له متطبب قرعة تشوى ويسقى ماؤها، وهذا يوم الثلاثاء وتوفي يوم الجمعة، فقال:
يا صالح. قلت: لبيك. قال: لا تشوى في منزلك ولا في منزل أخيك. وصار الفتح بن سهل
إلى الباب ليعوده فحجبه، وأتى ابن علي بن الجعد فحجبه، وكثر الناس، فقال: أي شيء
ترى قلت: تأذن لهم فيدعون لك. قال: أستخير الله تعالى. فجعلوا يدخون عليه أفواجا
حتى تمتليء الدار، فيسألونه ويدعون له ثم يخرجون، ويدخل فوج آخر. وكثر الناس،
فامتلأ الشارع، وأغلقنا الباب الزقاق، وجاء رجل من جيراننا قد خضب، فقال أبي: إني
لأرى الرجل يحيي شيئا من السنة فأفرح به. وكان له في خريقة قطيعات، فإذا أراد
الشيء أعطينا من يشتري له. وقال لي يوم الثلاثاء: أنظر في خريقتي شيء. فنظرت، فإذ
فيها درهم، فقال: وجه اقتض بعض السكان.
(18/137)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 138
فوجهت فأعطيت شيئا، فقال وجه فاشتر تمرا وكفر عني كفارة يمين، وبقي ثلاثة دراهم أو
نحو ذلك، فأخبرته فقال: الحمد لله. وقال: إقرأ علي الوصية.) فقرأتها عليه فأقرها.
وكنت أنام إلى جنبه، فإذا أراد حاجة حركني فأناوله. وجعل يحرك لسانه ولم يئن إلا
في الليلة التي توفي فيها. ولم يزل يصلي قائما، أمسكه فيركع ويسجد، وأرفعه في
ركوعه. واجتمعت عليه أوجاع الحصر وغير ذلك، ولم يزل عقله ثابتا، فلما كان يوم
الجمعة لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول لساعتين من النهار توفي. وقال المروذي:
مرض أبو عبد الله ليلة الأربعاء لليلتين خلتا من ربيع الأول، مرض تسعة أيام، وكان
ربما أذن للناس، فيدخلون عليه أفواجا يسلمون عليه، ويرد عليهم بيده. وتسامع الناس
وكثروا، وسمع السلطان بكثرة الناس، فوكل السلطان ببابه وبباب الزقاق الرابطة
وأصحاب الأخبار. ثم أغلق باب الزقاق، فكان الناس في الشوارع والمساجد، حتى تعطل
بعض الباعة، وحيل بينهم وبين الباعة والشراء. وكان الرجل إذا أراد أن يدخل إليه
ربما دخل من بعض الدور وطرز الحاكة، وربما تسلق. وجاء أصحاب الأخبار فقعدوا على
الأبواب. وجاءه حاجب ابن طاهر فقال: إن الأمير يقرئك السلام وهو يشتهي أن يراك.
فقال: هذا مما أكره، وأمير المؤمنين أعفاني مما أكره.
(18/138)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 139
وأصحاب الخبر يكتبون بخبره إلى العساكر، والبرد تختلف كل يوم. وجاء بنو هاشم
فدخلوا عليه وجعلوا يبكون عليه وجاء قوم من الفضاة وغيرهم، فلم يؤذن لهم. ودخل
عليه شيخ فقال: أذكر وقوفك بين يدي الله. فشهق أبو عبد الله وسالت دموعه على خديه.
فلما كان قبل وفاته بيوم أو بيومين قال: أدعوا لي الصبيان بلسان ثقيل. فجعلوا
ينضمون إليه، وجعل يشتمهم ويمسح بيده على رؤوسهم وعينه تدمع. وأدخلت الطست تحته،
فرأيت بوله دما عبيطا ليس فيه بول، فقلت للطبيب فقال: هذا رجل قد فتت الحزن والغم
جوفه. واشتدت علته يوم الخميس ووضأته فقال: خلال الأصابع. فلما كانت ليلة الجمعة،
ثقل، وقبض صدرا، فصاح الناس، وعلت الأصوات بالبكاء، حتى كأن الدنيا قد ارتجت،
وآمتلأت السكك والشوارع. وقال أبو بكر الخلال: أخبرني عصمة بن عصام: ثنا حنبل قال:
أعطى ولد الفضل بن إبراهيم أبا عبد الله وهو في الحبس ثلاث شعرات وقال: هذه من شعر
النبي صلى الله عليه وسلم، فأوصى عند موته أن يجعل على كل عين) شعرة، وشعرة على
لسانه. ففعل به ذلك عند موته. وقال حنبل: توفي يوم الجمعة في ربيع الأول. وقال
مطين: في ثاني عشر ربيع الأول. وكذلك قال عبد الله بن أحمد، وعباس الدوري. وقال
البخاري: مرض أحمد بن حنبل لليلتين خلتا من ربيع الأول، ومات
(18/139)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 140
يوم الجمعة لاثنتي عشرة خلت من ربيع الأول. قلت: غلط ابن قانع، وغيره، فقالوا في
ربيع الآخر، فليعرف ذلك. وقال الخلال: ثنا المروذي قال: أخرجت الجنازة بعد منصرف
الناس من الجمعة. قلت: وقد روى الإمام أحمد في مسنده: ثنا أبو عامر، ثنا هشام بن
سعد، عن سعيد بن أبي هلال، عن ربيعة بن سيف، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى
الله عليه وسلم قال: ما من مسلم يموت يوم الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر. وقال
صالح: وجه ابن طاهر، يعني نائب بغداد، بحاجبه مظفر، ومعه غلامين معهما مناديل،
فيها ثياب وطيب فقالوا: الأمير يقرئك السلام ويقول: قد فعلت ما لو كان أمير
المؤمنين حاضره كان يفعل ذلك. فقلت: أقريء الأمير السلام وقل له: إن أمير المؤمنين
قد كان أعفاه في حياته مما كان يكره، ولا أحب أن أتبعه بعد موته بما كان يكره في
حياته. فعاد. وقال: يكون شعاره، فأعدت عليه مثل ذلك. وقد كان غزلت له الجارية ثوبا
عشاريا قوم بثمانية وعشرين درهما ليقطع منه قميصين، فقطعنا له لفافتين، وأخذ منه
فوزان لفافة أخرى، فأدرجناه في ثلاث لفائف، واشترينا له حنوطا، وفرغ من غسله،
وكفناه. وحضر نحو مائة من بني هاشم ونحن نكفنه، وجعلوا يقبلون جبهته حتى رفعناه
على السرير. وقال عبد الله بن أحمد: صلى على أبي محمد بن محمد بن عبد الله بن
طاهر، غلبنا على الصلاة عليه. وقد كنا صلينا عليه نحن والهاشميون في الدار.
(18/140)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 141
وقال صالح: وجه ابن طاهر: من يصلي عليه قلت: أنا. فلما صرنا إلى الصحراء إذا ابن
طاهر واقف، فخطا إلينا خطوات وعزانا ووضع السرير. فلما انتظرت هنية تقدمت وجعلت
أسوي صفوف الناس، فجاءني ابن طاهر فقبض هذا على يدي، ومحمد بن نصر على يدي وقالوا:
الأمير.) فما نعتهم فنحياني وصلى، ولم يعلم الناس بذلك. فلما كان من الغد علم
الناس، فجعلوا يجيئون ويصلون على القبر. ومكث الناس ما شاء الله يأتون فيصلون على
القبر. وقال عبيد الله بن يحيى بن خاقان: سمعت المتوكل يقول لمحمد بن عبد الله:
طوبى لك يا محمد، صليت على أحمد بن حنبل، رحمه الله عليه. وقال أبو بكر الخلال:
سمعت عبد الوهاب الوراق يقول: ما بلغنا أن جمعا في الجاهلية والإسلام مثله، حتى
بلغنا أن الموضع مسح وحزر على الصحيح، فإذا هو نحو من ألف ألف، وحزرنا على القبور
نحوا من ستين ألف إمرأة. وفتح الناس أبواب المنازل في الشوارع والدروب ينادون: من
أراد الوضوء. وروى عبد الله بن إسحاق البغوي أن بنان بن أحمد القصباني أخبره أنه
حضر جنازة أحمد، فكانت الصفوف من الميدان إلى قنطرة باب القطيعة، وحزر من حضرها من
الرجال ثمانمائة ألف، ومن النساء ألف إمرأة. ونظروا فيمن صلى العصر في مسجد
الرصافة فكانوا نيفا وعشرين ألفا. وقال موسى بن هارون الحافظ: يقال إن أحمد لما
مات، مسحت الأمكنة
(18/141)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 142
المبسوطة التي وقف الناس للصلاة عليها، فحزر مقادير الناس بالمساحة على التقدير
ستمائة ألف وأكثر، سوى ما كان في الأطراف والحوالي والسطوح والمواضع المتفرقة أكثر
من ألف ألف. وقال جعفر بن محمد بن الحسين النيسابوري: حدثني فتح بن الحجاج قال:
سمعت في دار الأمير محمد بن عبد الله بن طاهر أن الأمير بعث عشرين رجلا يحزروا كم
صلى على أحمد بن حنبل، فحزروا فبلغ ألف ألف وثمانين ألفا، سوى من كان في السفن في
الماء. ورواها خشنام بن سعيد فقال: بلغوا ألف ألف وثلاثمائة ألف. وقال ابن حاتم:
سمعت أبا زرعة يقول: بلغني أن المتوكل أمر أن يمسح الموضع الذي وقف عليه الناس حيث
صلي على أحمد، فبلغ مقام ألفي ألف وخمسمائة ألف. وقال البيهقي: بلغني عن البغوي أن
محمد بن عبد الله بن طاهر أمر أن تحزر الخلق الذي في جنازة أحمد، فآتفقوا على
سبعمائة ألف. وقال أبو همام الوليد بن شجاع: حضرت جنازة شريك، وجنازة أبي بكر بن
عياش، ورأيت حضور الناس، فما رأيت جمعا قط يشبه هذا. يعني في جنازة أحمد. وقال أبو
عبد الرحمن السلمي: حضرت جنازة أبي الفتح القواس مع الدارقطني، فلما نظر إلى الجمع
قال: سمعت أبا سهل بن زياد: سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي يقول: قولوا
لأهل البدع: بيننا وبينكم الجنائز.) وقال ابن أبي حاتم: حدثني أبو بكر محمد بن
العباس المكي: سمعت
(18/142)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 143
الوركاني جار أحمد بن حنبل يقول: يوم مات أحمد بن حنبل وقع المأتم والنوح في أربعة
أصناف: المسلمين واليهود والنصارى والمجوس. وأسلم يوم مات عشرون ألفا من اليهود
والنصارى والمجوس. وفي لفظ عن ابن أبي حاتم: عشرة آلاف. وهي حكاية منكرة لا أعلم
رواها أحد إلا هذا الوركاني، ولا عنه إلا محمد بن العباس، تفرد بها ابن أبي حاتم،
والعقل يحيل أن يقع مثل هذا الحادث في بغداد ولا يرويه جماعة تتوفر هممهم،
ودواعيهم على نقل ما هو دون ذلك بكثير. وكيف يقع مثل هذا الأمر الكبير ولا يذكره
المروذي، ولا صالح بن أحمد، ولا عبد الله بن أحمد بن حنبل الذين حكوا من أخبار أبي
عبد الله جزيئات كثيرة لا حاجة إلى ذكرها. فوالله لو أسلم يوم موته عشرة أنفس لكان
عظيما، ولكان ينبغي أن يرويه نحو من عشرة أنفس. وقد تركت كثيرا من الحكايات، إما
لضعفها، وإما لعدم الحاجة إليها، وإما لطولها. ثم انكشف لي كذب الحكاية بأن أبا
زرعة قال: كان الوركاني، يعني محمد بن جعفر، جار أحمد بن حنبل وكان يرضاه. وقال
ابن سعد، وعبد الله بن أحمد، وموسى بن هارون، مات الوركاني في رمضان سنة ثمان
وعشرين ومائتين. فظهر لك بهذا أنه مات قبل أحمد بدهر، وكيف يحكي يوم جنازة أحمد،
رحمه الله قال صالح بن أحمد: جاء كتاب المتوكل بعد أيام من موت أبي إلى ابن طاهر
يأمره بتعزيتنا، ويأمر بحمل الكتب. فحملتها وقلت: إنها لنا سماع، فتكون في أيدينا
وتنسخ عندنا. فقال: أقول لأمير المؤمنين.
(18/143)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 144
فلم نزل ندافع الأمير، ولم تخرج عن أيدينا، والحمد لله. وقد جمع مناقب أبي عبد
الله غير واحد، منهم أبو بكر البيهقي في مجلد، ومنهم أبو إسماعيل الأنصاري في
مجيلد، ومنهم أبو الفرج بن الجوزي في مجلد، والله تعالى يرضى عنه ويرحمه. أحمد بن
الزبير الأطرابلسي. عن: زيد بن يحيى بن عبيد، ومؤمل بن إسماعيل. وعنه: ابن زياد
النيسابوري، ومحمد أخو خيثمة، وعبد الرحمن بن أبي حاتم وقال: صدوق. أحمد بن عبد
الله بن عبد الصمد بن علي الهاشمي العباسي. أبو العبر الشاعر المفلق.......) قيل
إنه هجا آل أبي طالب فقتله رجل كوفي بكلام استحل به دمه. وله شعر فائق من عهد
الأمين وإلى أيام المتوكل. ثم أخذ في الحمق والمجون. وكان من أذكياء العالم، حتى
قيل: لم يكن في الدنيا صناعة إلا وهو يعلمها ويعلمها بيده. قتل سنة خمسين. أحمد بن
محمد بن عبد الله بن القاسم بن نافع بن أبي بزة.
(18/144)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 145
أبو الحسن المخزومي مولاهم البزي المكي المقريء. مؤذن المسجد الحرام أربعين سنة.
والبزة: بالشدة. قال البخاري: اسم أبي بزة بشار مولى عبد الله بن السائب المخزومي،
أصله من همذان. أسلم على يد السائب بن صيفي. قلت: ولد سنة سبعين ومائة، وقرأ على:
عكرمة بن سليمان مولى بني شيبة، وأبي الإخريط وهب بن واضح: وأحمد مولى عبد العزيز
بن أبي، وعبد الله بن زياد مولى عبيد بن عمير الليثي، عن أحدهم، عن إسماعيل القسط،
وغيره، عن ابن كثير إمام أهل مكة نفسه، قرأ عليه بعد أن أتقن القرآن على صاحبيه
شبل بن عباد، ومعروف بن مشكان. كذا روى عنه أبو الإخريط. قرأ عليه: أبو ربيعة محمد
بن إسحاق الربعي، وإسحاق بن أحمد الخزاعي، وأحمد بن فرج، والحسن بن الحباب،
وغيرهم. وكان شيخ الحرم وقارئه في زمانه، مع الدين والورع والعبادة. وقد تفرد
بحديث مسلسل في التكبير من والضحى. رواه عنه: الحسن بن مخلد، ومحمد بن يوسف بن
موسى، والحسن بن العباس الرازي، ويحيى بن محمد بن صاعد، وجماعة. وقع لي عاليا، وهو
حديث منكر.
(18/145)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 146
قال أبو حاتم: لا أحدث عنه، فإنه روى عن عبيد الله بن موسى، عن الأعمش، عن
إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله حديثا منكرا وهو ضعيف الحديث. قلت: وذكره أبو جعفر
العقيلي في كتاب الضعفاء فقال: منكر الحديث، يوصل الأحاديث. ثنا خالد بن منصور: نا
أحمد بن أبي بزة: ثنا أبو سعيد مولى بني هاشم: ثنا الربيع بن صبيح، عن الحسن، عن
أنس: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الديك الأبيض الأفرق حبيبي وحبيب حبيبي
جبريل، يحرس ستة عشر بيتا. قلت: ما هذا الحديث ببعيد عن الوضع.) وعاش ثمانين سنة.
وتوفي بمكة خمسين ومائتين. وقد روى عنه البخاري في تاريخه، وآخرون. سمع من: مالك
بن سعيد، ومؤمل بن إسماعيل، وسليمان بن حرب، وأبي عبد الرحمن المقريء، وعبيد الله
بن موسى. أحمد بن محمد بن علقمة بن رافع بن عمر بن صبح بن عون. أبو الحسن المكي
المقريء النبال القواس. سمع من: مسلم بن خالد الزنجي، وغيره. وقرأ القرآن على أبي
الإخريط وهب بن واضح. قرأ عليه: قنبل، وأحمد بن يزيد الحلواني، وغير واحد. وحدث
عنه: بقي بن مخلد، ومحمد بن علي الصائغ، ومطين، وعلي بن أحمد بن بسطام، وغيرهم.
(18/146)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 147
توفي سنة خمس وأربعين بمكة. قال ابن مجاهد: قال لي قنبل: قال لي القواس: إلق هذا
الرجل البزي فقل له: ليس هذا الحرف من قراءتنا، يعني وما هو بميت مخففا. قال:
فلقيته فأخبرته فقال: قد رجعت. ثم أتى إليه من الغد. قال قنبل: سمعت القواس يقول:
نحن نقف حيث آنقطع البعض، إلا في ثلاث نتعمد الوقف عليها: وما يعلم تأويله إلا الله،
وما يشعركم في الأنعام، وإنما يعلمه بشر. قال الداني: توفي القواس سنة أربعين
ومائتين، فيحرر. أحمد بن محمد بن عيسى. أبو جعفر السكوني البغدادي. عن: أبي بكر بن
عياش، وأبي يوسف القاضي. روى عنه: محمد بن مخلد، وغيره. وهو من الضعفاء. أحمد بن
محمد بن نيزك ت.
(18/147)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 148
أبو جعفر البغدادي المعروف بالطوسي. عن: روح بن عبادة، والأسود شاذان، وغيرهما.)
وعنه: ت.، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وأبو حامد الحضرمي. توفي سنة ثمان وأربعين.
أحمد بن محمد بن يحيى بن المبارك. أبو جعفر العدوي اليزيدي المقريء. من كبار ندماء
المأمون وشعرائه. سمع: أبا زيد الأنصاري صاحب العربية، وأباه. وقرأ على جده فيما
أظن. روى عنه: أخواه الفضل وعبيد الله، وابن أخيه محمد بن العباس، وعون بن محمد
الكندي، ومحمد بن عبد الملك الزيات. له ذكر في تاريخ دمشق. أحمد بن مصرف بن عمرو
اليامي ن. كوفي محدث. روى عن: أبي أسامة، ومحمد بن بشير، وزيد بن الحباب، وطبقتهم.
وعنه: ن. في السنن، والحكيم الترمذي محمد بن علي، ومحمد بن عمر بن يوسف النسائي،
وغيرهم.
(18/148)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 149
قال ابن حبان في كتاب الثقات: مستقيم الحديث. أحمد بن منيع بن عبد الرحمن ع أبو
جعفر البغوي الحافظ الأصم المروروذي الأصل نزيل بغداد وصاحب المسند المشهور. سمع:
هشيما، وعباد بن العوام، وابن عيينة، ومروان بن شجاع، وعبد العزيز بن أبي حازم،
وعبد الله بن المبارك، وطبقتهم. وعنه: الجماعة، لكن خ. بواسطة، وسبطه أبو القاسم
البغوي، وعبد الله بن ناجية، وابن صاعد، وخلق. قال البغوي: أخبرت عن أحمد بن منيع
أنه قال: أنا من نحو أربعين سنة أختم في كل ثلاث. قال صالح جزرة، وغيره: ثقة.
(18/149)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 150
وقال البغوي: توفي جدي في شوال سنة أربع وأربعين، وكان مولده هو وأبو خيثمة سنة
ستين ومائة. أحمد بن ناصح ن. أبو عبد الله، نزيل الثغر.) عن: عبد العزيز
الدراوردي، وأبي بكر بن عياش. وعنه: ن.، ومحمد بن سفيان المصيصي الصفار، وغيره. لم
يذكره ابن أبي حاتم. أحمد بن نصر بن زياد. أبو عبد الله القرشي النيسابوري المقريء
الزاهد. عن: عبد الله بن نمير، وابن أبي فديك، وأبي أسامة، والنضر بن شميل،
وجماعة. سمع منه: أبو نعيم أحد شيوخه.
(18/150)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 151
وحدث عنه: ت. ن.، وسلمة بن شبيب، وابن خزيمة، وأبو عروبة الحراني، وخلق. وكان كثير
الرحلة إلى الشام، والعراق، ومصر. ورحل إلى أبي عبيد على كبر السن متفقها، فأخذ
عنه، وكان يفتي على مذهبه، وعليه تفقه ابن خزيمة قبل أن يرحل. وكان ثقة نبيلا
مأمونا صاحب سنة. توفي سنة خمس وأربعين. قال الحاكم: كان فقيه أهل الحديث في عصره،
كثير الحديث والرحلة، رحمه الله. أحمد بن نصر. أبو بكر العتكي السمرقندي. ذكره ابن
حبان في الثقات وقال: كان رجلا صالحا مجتهدا في العبادة، قمع أهل البدع في أيام
المحنة، وقام بما ينبغي. يروي عن: ابن عيينة، وأبي ضمرة. وعنه: عبد الله بن عبد
الرحمن الدارمي، وأهل سمرقند. توفي سنة خمس وأربعين. أحمد بن هشام بن بهرام
المدائني.
(18/151)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 152
عن: أبي معاوية، ووكيع. وعنه: ابن صاعد، وأبو بكر بن أبي داود. وكان ثقة، قاله
الخطيب. أحمد بن يحيى بن إسحاق.) أبو الحسين الراوندي. قال المسعودي: توفي سنة
خمسين ومائتين، عن أربعين سنة. قال: وله من الكتب مائة وأربعة عشر كتابا. قلت: غلط
المسعودي، بل بقي إلى قريب الثلاثمائة. أحمد بن يحيى بن وزير بن سليمان بن مهاجر
ن. أبو عبد الله التجيبي، مولاهم المصري الحافظ النحوي، أحد الأئمة. روى عن: عبد
الله بن وهب، وشعيب بن الليث، وأصبغ بن الفرج، وخلق سواهم. وعنه: ن. وقال ثقة،
والحسين بن يعقوب المصري، وأبو بكر بن أبي داود، وآخرون. ولد سنة إحدى وسبعين
ومائة. قال أبو عمر الكندي: كان فقيها من أصحاب ابن وهب. كان أعلم أهل زمانه
بالشعر والغريب وأيام الناس. وكان يتقبل، فانكسر عليه خراج، فسجنه
(18/152)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 153
أحمد بن محمد بن مدبر، فمات في حبسه في شوال سنة خمسين، رحمه الله. أحمد بن يعقوب
بن صالح البلخي. عن: أبي مقاتل حفص بن سلم. توفي في رمضان سنة سبع وأربعين. أحمد
بن أبي بكر القاسم بن الحارث بن زرارة بن مصعب بن عبد الرحمن بن عوف ع. الفقيه أبو
مصعب الزهري العوفي، قاضي المدينة. ولد سنة خمسين ومائة، ولزم مالكا وتفقه عليه،
وسمع منه الموطأ. وسمع من: العطاف بن خالد، ويوسف بن الماجشون، وإبراهيم بن سعد،
وعبد العزيز الدراوردي، ومحمد بن إبراهيم بن دينار، وطائفة. وعنه: الجماعة، لكن ن.
بواسطة، وبقي بن مخلد، وأبو زرعة الرازي، ومطين، وخلق آخرهم موتا إبراهيم بن عبد
الصمد الهاشمي. ذكره الزبير بن بكار فقال: هو فقيه أهل المدينة غير مدافع.
(18/153)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن
عشر الصفحة 154
توفي في رمضان سنة اثنتين وأربعين على القضاء، وله اثنتان وتسعون سنة. قال عبد
الرحمن بن أبي حاتم: ثنا عبد الله بن محمد بن الفضل الصيداوي قال: أتى قوم أبا
مصعب الزهري فقالوا: إن قبلنا ببغداد رجل يقول: لفظه بالقرآن مخلوق. فقال: هذا
كلام خبيث نبطي.) وقال أبو محمد بن حزم: آخر ما روي عن مالك موطأ أبي مصعب و موطأ
أبي حذافة. وفي هذين الموطأين نحو من مائة حديث زائدة، وهي آخر ما روى عن مالك.
فهذا دليل على أنه كان يزيد في الموطأ أحاديث بلغته فيما بعد، أو كان أغفلها ثم
أثبتها. وهكذا تكون العلماء رحمهم الله. قلت: أما أبو حذافة فهو أحمد بن إسماعيل
السهمي المدني، سيأتي في الطبقة الآتية. وقد سمعت موطأ أبي مصعب على ابن عساكر،
بإجازته من المؤيد، وبين المؤيد، وبين أبي مصعب أربعة أنفس، وهذا في غاية العو،
ولله الحمد. قال الدارقطني: أبو مصعب ثقة في الموطأ. وقدمه على يحيى بن بكير. وقال
أبو عمر بن عبد البر: قال الزبير بن بكار: كان أبو مصعب على شرطة عبيد الله بن
الحسن بن عبد الله الهاشمي عامل المأمون على المدينة، وولي القضاء. ومات وهو فقيه
أهل المدينة غير مدافع. قال أبو زرعة، وأبو حاتم: صدوق. قال ابن عبد البر: مات سنة
إحدى وأربعين ومائتين. قلت: ما علمت فيه جرحة، ولا ذكر إلا في الثقات. لكن قال
أحمد بن أبي خيثمة: لا تكتب عن مصعب، واكتب عمن شئت.
(18/154)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 155
قال ابن الذهبي: أراه نهاه عن الأخذ عنه، لكونه على القضاء، والله أعلم. وقد ذكره
ابن عساكر في النبل فقال فيه: أحمد بن أبي بكر زرارة. فقد أخبرنا ابن عساكر، عن
أبي روح: أنا زاهر، أنا الكنجرودي، أنا أبو أحمد الحاكم، أنا ابو عبد الله محمد بن
إبراهيم بن زياد الطيالسي: ثنا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري، وسألناه عن اسم
أبيه فقال: لا نعرف له اسما. أحمد بن أبي سريج الصباح النهشلي خ. د. ن. وقيل أحمد
بن عمر بن الصباح، أبو جعفر الرازي البغدادي. قرأ القرآن على أبي الحسن الكسائي،
وأقرأه. وسمع: شعيب بن حرب، وأبا معاوية الضرير، وابن علية، ووكيعا، وجماعة. وعنه:
خ. د. ن.، وأبو بكر بن أبي داود، وأهل الري. وقرأ عليه: العباس بن الفضل الرازي.
وقال النسائي: ثقة. وروى عنه أيضا: أبو زرعة، وأبو حاتم.
(18/155)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 156
وقال أبو حاتم: صدوق.) أحمد بن أبي عبيد الله السليمي البصري الوراق ت. ن. اسم
أبيه بشر. عن: يزيد بن زريع، وسلم بن قتيبة، وعمر المقدمي. وعنه: ت. ن.، وقال: ن.
ثقة والحسن بن عليل. إبراهيم بن الحارث الأنصاري. أبو إسحاق العبادي. ومن ولد
عبادة بن الصامت. بغدادي جليل نزل طرسوس مرابطا. كان الإمام أحمد بن حنبل يحترمه
ويعظمه، وكان هو يفتي بحضرة أبي عبد الله فيعجبه ويقول: جزاك الله يا أبا إسحاق
خيرا. روى عن: مصعب الزبيري، وجماعة. وأكبر شيخ له علي بن عاصم. روى عنه: أبو بكر
الأثرم، وحرب بن إسماعيل الكرماني، وأبو بكر بن أبي داود. إبراهيم بن الحسين بن
خالد.
(18/156)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 157
الفقيه أبو إسحاق الأندلسي القرطبي المالكي. رحل وحج ولقي مطرف بن عبد الله، وعلي
بن معبد، وعبد الله بن هشام، وغيرهم. وصنف تفسيرا للقرآن، وكان بصيرا بالفقه. ولي
أحكام الشرطة ببلده. ومات في رمضان سنة تسع وأربعين. إبراهيم بن حمزة الرملي
البزاز د. عن: ضمرة بن ربيعة، وزيد بن أبي الزرقاء. وعنه: د.، وعبدان الأهوازي،
وأبو بكر بن أبي داود. إبراهيم بن خالد المروزي الجرميهني. الحافظ المعروف
بالبطيطي. بلغنا عن بندار أنه قال: حفاظ الدنياأربعة، و كلهم غلماني: إ براهيم
الجرميهني، وأبو زرعة، البخاري، والدارمي.
(18/157)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 158
مات سنة خمسين.) إبراهيم بن زياد البغدادي الصائغ. عن: سفيان بن عيينة، وابن علية.
وعنه: أبو حاتم الرازي، وابن صاعد، وداودبن سليمان، وغيرهم. وكان ثقة. أما إبراهيم
بن زياد البغدادي الخياط. عن شريك، و جماعة، فشيخ أقدام من هذا. كتب عنه أبو حاتم
أيضا. إبراهيم بن سعد الجوهري د. ت. ن. ق.
(18/158)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 159
أبو إسحاق البغدادي. طبري الأصل، صاحب حديث. سمع: سفيان بن عيينة، و عبد الوهاب
الثقفي، وابن فضيل، ووكيعا، وأبا ضمرة، وأبا أسامة، وأبامعاوية، وطائفة. وعنه:
الجماعة سوى البخاري، وأبو الجهم المشغراني، وابن جوصا، وأبو طاهر الحسن بن فيل،
وابو عروبة الحراني، ومحمد بن علي الحكيم الترمذين ويحيى بن صاعد، وخلق. وروى
النسائي في كتاب، خصائص علي رضي الله عنه، عن زكريا السجزي، عنه، وقال: هو ثقة.
وقال عبد الله بن جعفر بن خاقان السلمي: سألت إبراهيم بن سعيد الجوهري، عن حديث
لأبي بكر الصديق فقال: فقال لجاريته: أخرجي لي الجزء الثالث والعشرين من مسند أبي
بكر. فقالت له: لايصح لأبي بكر خمسون حديثا، من أبن ثلاثة و عشرون جزءا فقال: كل
حديث لا يكون عندي من مائة وجه، فأنا فيه يتيم. قال الخطيب: كان مكثرا ثقة ثبتا،
صنف المسند. و قال إبراهيم الهروي: كان أبوه ثقة محتشما نبيلا، حج مرة، فحج معه
أربعمائة نفس، منهم هشيم، وإسماعيل بن عياش، و كنت أنا منهم. اختلف في موت
إبراهيم، فقيل: سنة أربع، وقيل سنة سبع، وقيل: سنة تسع وأربعين، وقيل: سنة ثلاث
وخمسين. مات بعين زربة مرابطا، رحمه الله. وكان حجاج بن الشاعر يلينه بلا حجة.
(18/159)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 160
إبراهيم بن سفيان الزبادي. اللغوي النحوي، أحد أئمة العربية بالعراق. أخذ عن:
الأصمعي، وغيره. وهو من ولد زياد بن أبيه أمير الكوفة. ذكره يعقوب بن السكيت فقال:
هو نسيج وحده.) قلت: وقد ذكره الوزير ابن القفطي في تاريخ النحاة. إبراهيم بن
سلام. أبو إسحاق المكي، مولى بني هاشم. روى عن: الدراوردي، والفضيل، وسعيد بن سالم
القداح، ويحيى بن سليم. و عنه: أبو الأحوص العكبري، وابن صاعد، وابن خزيمة. قال
أبو أحمد الحاكم: ربما روى ما لا أصل له. إبراهيم بن العباس بن محمد بن صول.
(18/160)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 161
مولى يزيد بن المهلب بن أبي صفرة، أبو إسحاق الصولي البغداي الأديب، أحد الشعراء
المشهورين والكتاب المذكورين. له ديوان مشهور وكان جده صول المجوسي ملك جرجان،
فأسلم على يد يزيد. سمع الصولي من: علي بن موسى الرضا. روى عنه: أبو العباس ثعلب،
وغيره. وكان موصوفا بالبلاغة والبراعة والنظم والشعر. قال دعبل الخزاعي: لو تكسب
إبراهيم بن العباس بالشعر لتركنا في غير شيء. ومن نثره عن الخليفة: أما بعد، فإن
أمير المؤمنين.
(أناة فإن لم تغن أعقب بعدها .......... وعبدا فإن لم يغن أغنت عزائمه)
والسلام. توفي في شعبان سنة ثلاث وأربعين بسامراء. إبراهيم بن عبد الله المروزي
الخلال ن. عن: عبد الله بن المبارك. وعنه: ن.، والحسن بن سفيان، وعبد الله بن محمد
المروزي. وثقه ابن حبان. وتوفي سنة إحدى وأربعين. إبراهيم بن عبد الله بن حاتم
الهروي ت. ق.
(18/161)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 162
أبو إسحاق الحافظ، نزيل بغداد.) سمع: إسماعيل بن جعفر، وعبد الرحمن بن أبي الزناد،
وهشيما وعبد العزيز الدراوردي، وطبقتهم. وعنه: ت. ق.، وابن أبي الدنيا، وجعفر
الفريابي، وأبو يعلى الموصلي، وأحمد بن فرج المقريء، وأحمد بن الحسين الصوفي،
وموسى بن هارون، وخلق سواهم. وكان صالحا زاهدا متعففا دائم الصيام، إلا أن يدعوه
أحد فيفطر. وكان من أعلم الناس بحديث هشيم، وأثبتهم فيه. قال الحارث بن أبي أسامة:
نا إبراهيم بن عبد الله نا إسماعيل، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة، أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال: لا عدوى ولا هامة ولا نو ولا صفر نو: من الأنواء.
قال صالح جزرة عنه: ما من حديث هشيم إلا وقد سمعه عشرين مرة وأكثر، وكنت أوقفه.
كنت سمعت منه مع سعيد الجوهري والد إبراهيم. قال صالح: أعلم الناس بحديث هشيم:
عمرو بن عون، وإبراهيم بن عبد الله الهروي. وقال ابن معين: أصحاب هشيم محمد بن
الصباح الدولابي، وإبراهيم
(18/162)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 163
الهروي، وإبراهيم أحسنهما. وقال أبو داود: إبراهيم بن عبد الله الهروي ضعيف. وقال
النسائي: ليس بالقوي. توفي في رمضان سنة أربع وأربعين، عن بضع وتسعين سنة. إبراهيم
بن عبد الله بن خالد المصيصي. عن: وكيع بن الجراح، والحارث بن عطية، وحجاج الأعور.
وعنه: عبيد بن الهيثم الحلبي، وعلي بن موسى الربعي. ضعفه ابن حبان، وغيره. وله
عجائب.
(18/163)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 164
إبراهيم بن عبد الله بن صفوان النصري الدمشقي الحماد. عم الحافظ أبي زرعة. روى عن:
ابن وهب، وضمرة بن ربيعة، والهيثم بن عمران. روى عنه: أبو زرعة، وولده محمود بن
أبي زرعة، وسليمان بن محمد الخزاعي، وآخرون. إبراهيم بن عبد الله بن المنذر
الباهلي الصنعاني ت. روى عن: وكيع، ويعلى بن عبيد، والمقريء، وعبد الرزاق. وعنه:
ت.، ومحمد بن إسماعيل السلمي الترمذي.) إبراهيم بن عبد الرحمن بن أبي الفياض. أبو
إسحاق البرقي الفقيه. يروي عن: ابن وهب، وأشهب. أخذ الناس عنه بمصر. ومات سنة خمس
وأربعين. قال ابن يونس: له مناكير. إبراهيم بن عون بن رلشد. أبو إسحاق السعدي
الإصبهاني المديني.
(18/164)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 165
سمع: ابن عيينة، ووكيعا، وعبيد الله بن موسى. وعنه: محمد بن أحمد الأبهري، ومحمد
بن أحمد بن يزيد. قال أبو نعيم الحافظ: كان من خيار الناس. إبراهيم بن عيسى
الإصبهاني الزاهد. صاحب معروف الكرخي. روى عن: شبابة بن سوار، وأبي داود الطيالسي.
وعنه: أحمد بن محمد البزاز. قال أبو الشيخ: كان خيرا عابدا فاضلا، لم يكن بإصبهان
في زمانه مثله. ومن دعائه: اللهم إن كنت مدخلي النار فعظم خلقي فيها حتى لا يكون
لأمة محمد صلى الله عليه وسلم فيها موضعا. ومن الرواة عنه: النضر بن هشام. توفي
سنة سبع وأربعين. وقيل: إن أبا العباس بن مسروق رأى هذا يمشي على الماء. إبراهيم
بن محمد بن الأغلب بن إبراهيم بن الأغلب التميمي.
(18/165)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 166
أمير القيروان، وآبن أمرائها أبو أحمد. كان حسن السيرة، كثير العطاء، ميمون
الطلعة. بنى بإفريقية حصونا كثيرة منيعة، واشترى العبيد والسلاح. وأمنت البلاد في
أيامه. مات في ذي القعدة سنة تسع وأربعين. وبعده ولي زيادة الله ابنه.) إبرهيم بن
محمد بن عبد الله د. ن. أبو إسحاق التيمي المعمري. قاضي البصرة. ثقة. عن: ابن
عيينة، ويحيى القطان، وابن داود الخريبي. وعنه: د. ن.، وأبو حامد الحضرمي، وابن
دريد، وأبو روق الهزاني. توفي في ذي الحجة سنة خمسين. وكان من كبار العلماء.
إبراهيم بن محمد بن يوسف بن سرج الفريابي ق. نزيل القدس. ما هو بابن صاحب الثوري.
سمع: الوليد بن مسلم، وضمرة بن ربيعة، وأيوب بن سويد. وعنه: ق.، وأبو بكر بن أبي
عاصم، والفريابي، وابن قتيبة العسقلاني، وبقي بن مخلد، وخلق.
(18/166)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 167
قال أبو حاتم: صدوق. إبراهيم بن المستمر. أبو إسحاق البصري العروقي. عن: أبيه،
وأبي داود، وأبي عامر العقدي، وجماعة. وعنه: د. ن. ق.، وأبو عيسى الترمذي في الشمائل،
وأبو بكر بن خزيمة، وخلق كثير. وكان أحد الثقات. إبراهيم بن مكتوم المصاحفي. حدث
بالبصرة في هذا الوقت عن: أبي داود الطيالسي، وعبد الصمد بن عبد الوارث. وعنه: ابن
صاعد، وأبو روق الهزاني. وكان صدوقا. إبراهيم بن هارون البلخي العابد ن. عن: حامد
بن إسماعيل، وداود بن الجراح.
(18/167)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 168
وعنه: ن.، والترمذي في شمائله، ومحمد بن علي الترمذي الحكيم، ومحمد بن علي بن
طرخان. إبراهيم بن هاشم بن عبيد الله.) أبو إسحاق بن أبي صالح الثقفي المروزي،
قاضي نيسابور. عن: النضر بن شميل، وروح بن عبادة. وكان قدريا. روى عنه جماعة. مات
سنة ست وأربعين. إبراهيم بن الإمام يحيى بن المبارك اليزيدي. العلامة أبو إسحاق.
بصري نزل بغداد. وكان رأسا في الأدب. سمع من: الأنصاري، والأصمعي. وله مصنف يفتخر
به اليزيديون، وهو ما اختلف معناه واتفق لفظه، نحو من سبعمائة ورقة. يرويه عنه:
عبد الرحمن بن عبد المؤمن، وجماعة. إبراهيم بن يوسف الحضرمي الكندي الكوفي
الصيرفي. عن: حفص بن غياث، وأبي بكر بن عياش. وعنه: ابن صاعد، وقاسم المطرز، وعلي
التابعي.
(18/168)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 169
وثقه ابن حبان. مات سنة تسع وأربعين. أزهر بن مروان الرقاشي البصري النواء ت. ق.
يلقب فريخ. عن: حماد بن زيد، وعبد الوارث، والحارث بن نبهان، ومحمد بن سواء. وعنه:
ت. ق.، وعبدان، وأبو بكر بن أبي عاصم، وموسى بن هارون. توفي سنة ثلاث وأربعين.
إسحاق بن أبي إسرائيل إبراهيم بن كامجر المروزي د. ن. نزيل بغداد أبو يعقوب
الحافظ. عن: شريك، وحماد بن زيد، وكثير بن عبد الله الأيلي، وخلق. ورأى زائدة.
(18/169)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 170
وعنه: د.، ون. بواسطة، وهارون الحمال، والبخاري في كتاب الأدب، وابن ناجية، وأبو
بكر أحمد بن علي) المروزي، وأبو يعلى الموصلي، وأحمد بن القاسم أخو أبي الليث
الفرائضي، وأبو العباس السراج، وخلق. وروى قراءة علي بن ضمرة الكسائي، عنه. وقرأه
ابن عامر، عن الوليد بن مسلمة، عن الذماري، عنه. قال أحمد بن زهير، عن ابن معين:
ثقة. وقال عثمان الدارمي، عن ابن معين: ثقة. ثم قال عثمان: لم يكن عثمان أظهر
الوقف حين سألت ابن معين عنه. وقال أبو القاسم البغوي: كان ثقة مأمونا، إلا أنه
كان قليل العقل. وقال صالح جزرة: صدوق، إلا أنه كان يقول: القرآن كلام الله، ويقف.
وقال السراج: سمعت إسحاق بن أبي إسرائيل يقول: هؤلاء الصبيان يقولون: كلام الله
غير مخلوق. ألا قالوا كلام الله وسكتوا. ويشير إلى دار أحمد بن حنبل. قال إسحاق بن
داود: قال أحمد بن حنبل: تجهم ابن أبي إسرائيل بعد تسعين سنة. فقال محمد بن يحيى
المكي: ذكرت لأبي عبد الله إسحاق بن أبي إسرائيل فقال: ذاك أحمق. وقال إسحاق بن
إبراهيم بن هانيء: سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل، ذكر ابن أبي إسرائيل فقال: بعد
طلبه للحديث وكثرة سماعه شك، فصار ضالا شكاكا.
(18/170)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 171
وقال أبو حاتم الرازي: كتبت عنه فوقف في القرآن، فوقفنا عن حديثه. وقد تركه الناس
حتى كنت أمر بمسجده وهو وحيد لا يقربه أحد، بعد أن كان الناس إليه عنقا واحدا. قال
شاهين بن السميدع العبدي: سمعت أحمد بن جنبل يقول: إسحاق بن أبي إسرائيل واقفي
مشؤوم، إلا أنه صاحب حديث كيس. وقال زكريا الساجي: وتركوا إسحاق بن أبي إسرائيل لموضع
الوقف، كان صدوقا. وقال الحسين بن إسماعيل الفارسي: سألت عبدوس بن عبد الله
النيسابوري عن إسحاق بن أبي إسرائيل فقال: كان حافظا جدا ولم يكن مثله في الحفظ
والورع. فقلت: كان يتهم بالوقف قال: نعم. وقال أحمد بن أبي خيثمة: قال لي مصعب
الزبيري: ناظرني إسحاق بن أبي إسرائيل فقال: لا أقول كذا ولا أقول غير ذا، يعني في
القرآن. فناظرته فقال: لم أقل في الشك ولكني أسكت كما سكت القوم قبلي. وقال موسى
بن هارون: مولده سنة خمسين ومائة.) وقال البخاري، وأحمد بن عبيد الله الثقفي، وابن
قانع: مات سنة خمس وأربعين ومائتين. زاد ابن قانع: في شعبان.
(18/171)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 172
وقال البغوي، وعلي بن أحمد بن النضر: مات سنة ست. زاد البغوي: في شعبان بسامراء.
وقع لي من عوالي ابن أبي إسرائيل. إسحاق بن إبراهيم بن داود البصري السواق ق. عن:
يحيى القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبي عاصم. وعنه: ق.، والفضل بن الحسن
الأهوازي، وعبد الرحمن بن محمد بن حماد الطهراني. إسحاق بن الأخيل الحلبي. عن:
مبشر بن إسماعيل، وعثمان بن عبد الرحمن الطرائفي، وجماعة. وعنه: أبو بكر بن أبي
داود. إسحاق بن موسى بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن يزيد الأنصاري الخطمي د.
ت. ن. ق. أبو موسى المدني الفقيه، نزيل سامراء. ثم قاضي نيسابور.
(18/172)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 173
سمع: ابن عيينة، وعبد السلام بن حرب، ومعن بن عيسى، وجماعة. وكان فاضلا صاحب سنة.
ذكره أبو حاتم الرازي وأطنب في الثناء عليه وروى عنه، وبقي بن مخلد، والفريابي،
وابن خزيمة، وابنه موسى بن إسحاق الخطمي. قيل: إنه توفي بجوسية من أعمال حمص سنة
أربع وأربعين. وثقه النسائي. وكثيرا ما يقول الترمذي: ثنا الأنصاري. وهو هذا. وقد
تفرد بحديث رواه عنه النسائي، وابن ناجية، وطائفة. قال: ثنا معن، نا مالك، عن عبد
الله بن إدريس، عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن أبيه: قال: بعث عمر إلى عبد الله
بن مسعود، وإلى أبي الدرداء، وإلى أبي مسعود فقال: ما هذا الحديث الذي تكثرون عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم فحبسهم في المدينة حتى استشهد. إسحاق بن يوسف الجرجاني
الديلماني. سمع: ابن عيينة، وحفص بن عمر العدني.) وعنه: ابنه عبد الله، وعقيل بن
يحيى. وثقه أبو نعيم الإصبهاني. ومات سنة خمس وأربعين. إسماعيل بن بهرام الوشاء
الخزاز الخبذعي الكوفي.
(18/173)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 174
سمع: عبد العزيز الدراوردي، ومعلى بن هلال، وعبيد الله الأشجعي. وعنه: ق.، وبقي بن
مخلد، وأبو داود السجستاني، ومطين، والحسن بن سفيان. قال أبو حاتم: صدوق. وقال
غيره: مات سنة إحدى وأربعين. إسماعيل بن توبة الثقفي الرازي. نزيل قزوين، أحد
الثقات الرحالة. سمع: فضيل بن عياض، وإسماعيل بن جعفر، وخلف بن خليفة، وهشيم بن
بشير. وعنه: ق.، والحسن بن إسحاق التستري، وعبد الله بن وهب الدينوري، وأهل قزوين.
قال أبو حاتم: صدوق. توفي سنة سبع وأربعين. إسماعيل بن حفص.
(18/174)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 175
أبو بكر الأبلي البصري القطان. سمع: معتمر بن سليمان، وأبا بكر عياش، وطبقتهما.
وعنه: ن. ق.، وأبو بكر بن عاصم، وعبدان، وابن خزيمة، وجماعة. إسماعيل بن خزيمة بن
المغيرة السلمي النيسابوري. سمع من: عبد الرزاق، وغيره. وعنه: ابن أخيه أبو بكر بن
إسحاق، ومحمد بن ياسين بن النضر. وكان ثقة. إسماعيل بن زياد البلخي الأزدي. عن:
ضمرة بن ربيعة، وغيره. مات سنة ست وأربعين.) إسماعيل بن عبد الله بن خالد بن يزيد.
أبو عبد الله، وأبو الحسن القرشي العبدري الرقي الفقيه المعروف بالسكري. قاضي
دمشق.
(18/175)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 176
روى عن: عبيد الله بن عمرو، وأبي المليح الحسن بن عمر، ويعلى بن الأشدق، وابن
المبارك، وأبي إسحاق الفزاري، وبقية، وعيسى بن يونس، وجماعة. وعنه: ق.، وأبو يعلى
الموصلي، ومحمد بن هشام بن ملاس، ومحمد بن محمد الباغندي، وآخرون. وثقه الدارقطني.
وقال أبو حاتم: صدوق. قال ابن الفيض الدمشقي: ولى أحمد بن أبي دؤآد على قضاء دمشق
إسماعيل بن عبد الله السكري في سنة ثلاث وثلاثين، فأقام قاضيا إلى أن ولي القضاء
للمتوكل يحيى بن أكثم، فعزل إسماعيل محمد بن هاشم بن ميسرة. قلت: لم يذكره ابن
عساكر في شيوخ النبل، وذكر بدله سميه: إسماعيل بن عبد الله بن زرارة الرقي، وقال:
روى عنه ق.، وروى ن. عن رجل، عنه. قال لنا الحافظ أبو الحجاج: روى ق. خمسة أحاديث
قال فيها: ثنا إسماعيل بن عبد الله الرقي، وإنما هو السكري لا ابن زرارة. لأن ابن
زرارة مات سنة تسع وعشرين، وإنما رحل بعد الثلاثين. قال إبراهيم بن أيوب الحوراني:
قلت لإسماعيل بن عبد الله القاضي: بلغني أنك كنت صوفيا، من أكل من جرابك كسرة
افتخر بها. فقال: حسبنا الله ونعم الوكيل.
(18/176)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 177
وقال أبو الحسن علي بن الحسن بن علاة الحراني: مات إسماعيل بن عبد الله السكري بعد
الأربعين، وكان يرمى بالتجهم. إسماعيل بن عمرو. أبو محمد المصري الفقيه، صاحب
أشهب. يروي عن: ابن وهب، وعبد الملك بن الماجشون، وغيرهما. وروى عنه جماعة آخرهم
عبد الحكم بن أحمد الصدفي. توفي في رجب سنة ثمان وأربعين، قاله ابن يونس. إسماعيل
بن الفضل. أبو إبراهيم الشالنجي، قاضي جرجان.) روى عن: إسماعيل بن جعفر، وسفيان بن
عيينة، وجماعة. وعنه: أحمد بن معاذ السلمي، وابن مجاشع السختياني، وأهل جرجان.
توفي سنة ست وأربعين. إسماعيل بن مسعود ن. أخو الصلت بن مسعود الجحدري البصري. عن:
يزيد بن زريع، ومعتمر بن سليمان التيمي، وبشر بن المفضل. وعنه: ن.، والفريابي،
ومحمد بن جرير، وجماعة. قال النسائي: ثقة.
(18/177)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 178
وتوفي سنة ثمان وأربعين. إسماعيل بن موسى الفزاري د. ت. ق. ابن إبنة إسماعيل
السدي. أبو محمد، وقيل: أبو إسحاق. كوفي، ثقة، شيعي متوالي. سمع: عمر بن شاكر،
ومالك بن أنس، وشريك بن عبد الله، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، وجماعة. وعنه: د. ت.
ق.، وأبو عروبة الحراني، وابن خزيمة، وطائفة كبيرة وأما ابن أبي حاتم فقال: سمعت
أبي يقول: سألته عن قرابته من السدي، فأنكر أن يكون ابن ابنته، وإذا قرابته منه
بعيدة. قال أبو حاتم: صدوق. سمعته يقول: سمتني أمي باسم السدي. قلت: توفي سنة خمس
وأربعين، وشيخه عمر بن شاكر يروي عن أنس بن مالك. وقبل: إنه كان يغلو ويسب. قال
عبدان الأهوازي: أنكر علينا أبو بكر بن أبي شيبة أو هناد ذهابنا إلى
(18/178)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 179
إسماعيل بن موسى. وقال: إيش عملتم عند هذا الفاسق الذي يشتم السلف رواها ابن عدي
عنه وقال: أوصل عن مالك حديثين، وتفرد عن شريك بأحاديث. وإنما أنكر غلوه في
التشيع. وقال علي بن محمد بن كاس الحنفي القاضي، وهو ثقة: ثنا علي بن جعفر
الرماني، نا إسماعيل ابن بنت السدي قال: كنت في مجلس مالك، فسئل عن فريضة، فأجاب
بقول زيد. فقلت: ما قال فيها علي وابن مسعود. فأوما إلى الحجبة، فلما هموا بي عدوت
وأعجزتهم، فقالوا: ما نصنع بكتبه ومحبرته قال: اطلبوه برفق.) فجاءوا إلي، فجئت معهم،
فقال مالك: من أين أنت قلت: كوفي. قال: فأين خلفت الأدب قلت: إنما ذاكرتك لأستفيد.
فقال: إن عليا وعبد الله لا ينكر فضلهما، وأهل بلدنا على قول زيد بن ثابت. وإذا
كنت بين قوم فلا تبدأهم بما لا يعرفون، فيبدو لك منهم ما تركه. إسماعيل بن يوسف.
أبو علي الديلمي الزاهد الحافظ. روى شيئا عن: مجاهد بن موسى.
(18/179)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 180
وأخذ عن: أحمد بن حنبل. وكان شابا يتوقد ذكاء، لم يشتهر لموته صغيرا. قال
الدارقطني: هو بغدادي، زاهد ورع، فاضل، ثقة. قلت: وكان يسهر في طاحون بثلاث دراهم.
كتب عنه: الحسن بن أبي العنبر، والعباس بن يوسف الشكلي. قال أبو الحسين بن
المنادي: ذكر لي أنه كان يحفظ أربعين ألف حديث، وكان مشهورا بالزهد. وكان مكسبه من
المساهرة في الأرحاء، رحمه الله. وقد رآه محمد بن مخلد العطار. أصبغ بن دحية
الصدفي المصري. عن: رشدين بن سعد، وعبد الله بن وهب. وعنه: ابنه جرول. توفي سنة
خمس وأربعين ومائتين. أيوب بن محمد ب أيوب الهاشمي البصري ق. المعروف بالقلب. عن:
عبد الواحد بن زياد، وعبد القاهر بن السري، وأبي عوانة. وعنه: ق.، وابن أبي
الدنيا، والحسن بن سفيان، وزكريا الساجي،
(18/180)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 181
وعلي بن سعيد بن بشير الرازي.) أيوب بن عافية بن أيوب البصري. يروي عن: ابن وهب،
ووالده عافية. توفي في شعبان سنة ست وأربعين. قاله ابن يونس. أيوب بن علي بن
الهيصم بن أيوب بن مسلم. الكناني الفلسطيني. سمع: زياد بن سيار. وعنه: سليمان بن
محمد بن الفضل، وأبو بكر بن أبي داود، وأحمد بن جوصا، وآخرون. قال أبو حاتم: شيخ.
وجده الأعلى مسلم هو أخو أبي قرصافة من أبيه. أيوب بن محمد بن زياد بن فروخ د. ن.
أبو سليمان الرقي الوازن. مولى بني هاشم. سمع: أبا إسحاق الفزاري، ومعمر بن
سليمان، ومروان بن معاوية، وابن علية. وعنه: د. ن.، وأبو عروبة، وأبو بكر بن أبي
داود، وأهل الجزيرة. وكان يزن القطن.
(18/181)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 182
وثقه النسائي، وغيره. وفاته مات في ذي القعدة سنة تسع وأربعين ومائتين.
(18/182)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 183
4 (حرف الباء)
بركة بن محمد الحلبي. أبو سعيد الأنصاري. عن: مروان بن معاوية، ويوسف بن أسباط،
وعلي بن بكار، ومبشر بن إسماعيل. وعنه: أبو نشيط محمد بن هارون، وأبو الحسين عبد
الله بن محمد بن يونس السمناني، وموسى بن محمد الأنطاكي، وأحمد بن زكريا البصري
شاذان، وعمر بن محمد الهمداني، وآخرون. قال الدارقطني: كذاب يضع الحديث. وقال ابن
أبي حاتم: سمعت أبا الحسين السمناني يقول: نظر صالح بن الأشرس في بعض حديثي، عن
بركة فقال:) ليس هذا بركة، هذا عقوبة.
(18/183)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 184
بسطام بن جعفر الأزدي الموصلي. عن: مالك، وحماد بن زيد، وإبراهيم بن أبي يحيى.
وعنه: أحمد بن حمدون، وإبراهيم بن علي الموصليان. توفي سنة اثنتين وأربعين. بشر بن
بشار البغدادي. عن: يزيد بن هارون، وداود بن المحبر. وعنه: ابن أبي الدنيا، والحسن
بن الحباب، وأبو العباس السراج، وغيرهم. بشر بن معاذ العقدي ت. ن. ق. أبو سهل
البصري الضرير. عن: إبراهيم بن عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة الجمحي،
وأبي عوانة، ومرحوم بن عبد العزيز العطار، وعبد الواحد بن زياد، وحماد بن
(18/184)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 185
زيد، وهشيم، ومعتمر، وطائفة. وعنه: ت. ن. ق.، وأبو بكر البزار، وعمر بن محمد بن
بجير، والقاسم المطرز، وابن خزيمة، وآخرون. وثقه ابن حبان وقال: مات سنة خمس
وأربعين أو في حدودها. قلت: كان من أبناء التسعين. بشر بن هلال م. ع. أبو محمد
النميري البصري الصواف. عن: جعفر بن سليمان الضبعي، وعبد الوارث، ويزيد بن زريع،
وعلي بن مسهر، وداود بن الزبرقان. وعنه: ع. سوى البخاري، وبقي بن مخلد، وإسحاق
المنجنيقي، وعبدان الأهوازي، ومحمد بن علي الحكيم، وابن خزيمة، وآخرون. قال أبو
حاتم: محله الصدق. وكان أيقظ من بشر بن معاذ. وقال ابن أبي عاصم: مات سنة سبع
وأربعين.
(18/185)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 186
بغا الكبير. أبو موسى التركي، أحد قواد المتوكل وأكبرهم. كان موصوفا بالشجاعة
والإقدام، وله همة عالية وهيبة، ووقع في النفوس.) وله فتوحات ووقعات. وكان مملوكا
للحسن بن سهل الوزير. وكان يحمق ويجهل في رأيه، وقد باشر عدة حروب وما جرح قط.
وكان فيه دين وإسلام. طال عمره وعاش نحوا من ستين سنة، وتوفي سنة ثمان وأربعين.
بكر بن محمد بن عدي بن حبيب.
(18/186)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 187
أبو عثمان المازني البصري النحوي، وهو بكنيته أشهر. أخذ عن: أبي عبيدة، والأصمعي.
وصنف التصانيف المشهورة في العربية والتصريف. روى عنه: الحارث بن أبي أسامة، وأبو
عمران موسى بن سهل الجوني، وأبو العباس محمد بن يزيد المبرد. ولزمه المبرد وأكثر
عنه. وقد دخل على الواثق فوصله بجملة. توفي سنة سبع، أو ثمان وأربعين. وكان المبرد
يقول: لم يكن بعد سيبويه أعلم بالنحو من أبي عثمان المازني. قال المبرد: قال أبو
عثمان المازني: قرأ علي رجل كتاب سيبويه في مدة
(18/187)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 188
طويلة، فلما بلغ آخره قال: أما إني ما فهمت منه حرفا، وأما أنت فجزاك الله خيرا.
وقال المازني: قرأت القرآن على يعقوب، فلما ختمت رمى إلي بخاتمه وقال: خذه، ليس لك
مثل. وكان المازني ذا دين وورع. قيل: إن يهوديا أتاه ليقرأ عليه كتاب سيبويه وبذل
له مائة دينار، فآمتنع وقال: هذا الكتاب يشتمل على ثلاثمائة آية ونيف، ولست أمكن
منه ذميا. وقال بكار بن قتيبة القاضي: ما رأيت، نحويا يشبه الفقهاء إلا حبان بن
هلال، والمازني. وقال المبرد: كان المازني إذا ناظر أهل الكلام لم يستعن بشيء من
النحو، وإذا ناظره النحاة لم يستعن بشيء من الكلام. وعن المازني قال: حضرت مجلس
المتوكل، وحضر يعقوب بن السكيت، فقال: تكلما في مسألة. فقلت: تكلما في مسألة. فقلت
ليعقوب: ما وزن نكتل فقال: نفعل.) قلت: إتئد. ففكر وقال: نفتعل. قلت: نكتل أربعة
أحرف، ونفتعل خمسة. فسكت. فقال المتوكل: ما الجواب؟
(18/188)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 189
قلت: وزنها في الأصل نفتعل لأنها نكتيل، فلما تحرك حرف العلة، وانفتح ما قبله،
وقلب ألفا، فصارت نكتال، ثم حذفت الألف للجزم، فبقيت نكتل. فقال المتوكل: هذا هو
الحق. فلما خرجنا قال يعقوب: بالغت اليوم في أذاي. قلت: لم أقصدك بسوء. وقيل: إن
جارية غنت الواثق:
(أظلوم إن مصابكم رجلا .......... أهدى السلام تحية ظلم)
فقال بعض الحاضرين: رجل، بالرفع. فقالت: هكذا لقنني المازني. فطلبه الواثق فقال:
إن معناه إن إصابتكم رجلا كقوله إن ضربك زيدا فالرجل مفعول، وظلم هو الخبر. قال:
فأعطاني الواثق ألف دينار. بكر بن النطاح. من أعيان الشعراء. كان في هذا الزمان.
(18/189)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 190
4 (حرف التاء)
تميم بن المنتصر بن تميم بن الصلت د. ن. ق. أبو عبد الله الهاشمي مولى ابن عباس،
أبو عبد الله الواسطي. عن: سفيان بن عيينة، وإسحاق الأزرق، ومحمد بن يزيد الواسطي،
وأبي همام بن الزبرقان، ويزيد بن هارون، وطائفة. وعنه: سبطاه: أسلم بن سهل الحافظ
بحشل، وخليل بن أبي دانة، ود. ن. ق.، وبقي بن مخلد، وجعفر الفريابي،) ومحمد بن
جرير الطبري، ومحمود بن محمد الواسطي، وآخرون. وكان محدثا ثقة. مات سنة أربع
وأربعين.
(18/190)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 191
4 (حرف الجيم)
جابر بن كردي الواسطي. عن: يزيد بن هارون، وسعيد بن عامر الضبعي. وعنه: محمد بن
جرير، وابن صاعد. قال النسائي: لا بأس به. الجارود بن معاذ السلمي الترمذي ت. ن. أبو
معاذ، وأبو داود. عن: جرير بن عبد الحميد، وسفيان بن عيينة، وأبي خالد الأحمر،
والفضل بن موسى السيناني، والوليد بن مسلم، ووكيع، و... وطائفة. وعنه: ت. ن.،
وابنه محمد بن الجارود، ومحمد بن علي الحكيم الترمذي، وأحمد بن علي الأبار، ومحمود
بن محمد المروزي، وطائفة.
(18/191)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 192
قال النسائي: ثقة. قال ابن عساكر: مات سنة أربع وأربعين. جبارة بن المغلس ق. أبو
محمد الحماني الكوفي. عن: شبيب بن شبة، وأبي بكر النهشلي، وأبي شيبة إبراهيم بن
عثمان العبسي، وعبد الأعلى بن أبي المساور، وعبيد بن وسيم الجمال، وقيس بن الربيع،
وأبي عوانة، وطائفة. وعنه: ق.، وابن أخيه أحمد بن الصلت الحماني، وبقي بن مخلد،
والحسين بن إدريس الهروي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، ومطين، ومحمد بن عثمان بن
أبي شيبة، والحسن بن سفيان، وأبو يعلى الموصلي، والحسين بن بحر البيروذي، وعبدان،
وطائفة. قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: عرضت على أبي أحاديث سمعتها من جبارة فأنكر
بعضها وقال: هذه موضوعة.
(18/192)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 193
وقال البخاري: مضطرب الحديث.) وقال أبو معين الحسين بن الحسن الرازي عن ابن معين:
كذاب. وقال محمد بن عبد الله بن نمير: ما هو ممن يكذب. كان يوضع له الحديث فيحدث
به. قال البخاري: مات بالكوفة سنة إحدى وأربعين. وقال موسى بن هارون: وقد قارب
الأربعين. الجراح بن عبد الله بن الفرج التجيبي. مولاهم المصري. سمع من: ابن وهب
مع يونس بن عبد الأعلى. قال ابن يونس: توفي في ذي القعدة سنة ثلاث وأربعين.
(18/193)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 194
الجراح بن مخلد العجلي البصري القزاز ت. عن: معاذ بن هشام، وروح بن عبادة، وأبي
داود الطيالسي، ووهب بن جرير، وسلم بن قتيبة، وجماعة. وعنه: ت.، وأبو داود في كتاب
القدر، والبخاري في التاريخ، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو بكر بن أبي داود، وابن
صاعد، ومحمد بن الحسين بن مكرم، وأبو عروبة، وعبدان، وآخرون. وكان ثقة. جعفر
المتوكل على الله.
(18/194)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 195
أمير المؤمنين أبو الفضل بن المعتصم بالله أبي إسحاق محمد بن هارون الرشيد القرشي
العباسي البغدادي.
(18/195)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 196
ولد سنة خمس ومائتين، وبويع في ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين بعد الواثق. وقيل: بل
ولد سنة سبع ومائتين. حكى عن: أبيه، ويحيى بن أكثم. وعنه: علي بن الجهم الشاعر،
وغيره. وكان أسمر، مليح العينين، نحيف الجسم، خفيف العارضين، إلى القصر أقرب. وأمه
أم ولد اسمها: شجاع. قال خليفة: استخلف المتوكل، فأظهر السنة، وعمل بها في مجلسه،
وكتب إلى الآفاق برفع المحنة وإظهار السنة، وبسطها ونصر أهلها، يعني محنة خلق
القرآن. وقد قدم دمشق في صفر سنة أربع وأربعين وعزم على المقام بها وأعجبته، ونقل
دواوين الملك إليها. وأمر بالبناء بها. وأمر للأتراك بما أرضاهم من الأموال، وبنى
قصرا كبيرا بداريا من جهة المزة. قال علي بن الجهم: كانت للمتوكل جمة إلى شحمة
أذنيه كأبيه وعمه. وقال ابن أبي الدنيا: أم المتوكل أم ولد إسمها شجاع.) وقال
الفسوي: بويع له لست بقين من ذي الحجة. خرج من دمشق المتوكل بعد إقامة شهرين
وأيام، ورجع إلى سامراء دار ملكه على طريق الفرات، وعرج من الأنبار. وقيل: إن
إسرائيل بن زكريا الطبيب نعت له دمشق، وأنها توافق مزاجه وتذهب عنه العلل التي
تعرض له في الصيف بالعراق. وقال خليفة: حج المتوكل بالناس قبل الخلافة في سنة سبع
وعشرين. وكان إبراهيم بن محمد التيمي قاضي البصرة يقول: الخلفاء ثلاثة: أبو بكر
الصديق يوم الردة، وعمر بن عبد العزيز في رد مظالم بني أمية، والمتوكل
(18/196)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 197
في محو البدع وإظهار السنة. وقال يزيد بن محمد المهلبي: قال لي المتوكل: يا مهلبي،
إن الخلفاء كانت تتصعب على الناس ليطيعوهم، وأنا ألين لهم ليحبوني ويطيعوني. وحكى
الأعسم أن علي بن الجهم دخل على المتوكل وبيده درتان يقلبهما، فأنشده قصيدة له
يقول فيها:
(وإذا مررت ببئر عر .......... وة فاسقني من مائها)
قال: فدحا إلي بالدرة، فقلبتها، فقال: تستنقص بها وهي والله خير من مائة ألف. قلت:
لا والله، ولكني فكرت في أبيات أعملها آخذ بها الأخرى. فقال: قل. فقلت:
(بسر من رأى إمام عدل .......... تغرف من بحره البحار)
(يرجى ويخشى لكل خطب .......... كأنه جنة ونار)
(الملك فيه وفي بنيه .......... ما اختلف الليل والنهار)
(يداه في الجود صرتان .......... عليه كلتاهما تغار)
(لم تأت منه اليمين شيئا .......... إلا أتت مثلها اليسار)
قال: فدحا التي في يساره وقال: خذها، لا بارك الله لك فيها. قال الخطيب أبو بكر:
ورويت هذه الأبيات للبحتري في المتوكل.
(18/197)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 198
وعن مروان بن أبي الجنوب أنه مدح المتوكل، فأمر له بمائة ألف وعشرين ألفا، وبخمسين
ثوبا. وقال علي بن الجهم: كان المتوكل مشغوفا بقبيحة لا يصبر عنها، فوقفت له يوما
وقد كتبت على خدها بالغالية جعفر. فتأملها ثم أنشأ يقول:)
(وكاتبة في الخد بالمسك جعفرا .......... بنفسي محط المسك من حيث أثرا)
(لئن أودعت سطرا من المسك خدها .......... لقد أودعت قلبي من الحب أسطرا)
قد ورد عن المتوكل شيء من الحديث. ويقال: إنه سلم عليه بالخلافة ثمانية كل واحد
منهم أبوه خليفة: منصور بن المهدي، والعباس بن الهادي، وأبو أحمد بن الرشيد، وعبد
الله بن الأمين، وموسى بن المأمون، وأحمد بن المعتصم، ومحمد بن الواثق، وابنه
المنتصر ابن المتوكل. وكان جوادا ممدحا ويقال: ما أعطى خليفة شاعرا ما أعطى
المتوكل. وفيه يقول مروان بن أبي الجنوب:
(فآمسك ندى كفيك عني ولا تزد .......... فقد خفت أن أطعنى وأن أتجبرا)
فقال: لا أمسك حتى يغرقك جودي. وقد بايع بولاية العهد ولده المنتصر، ثم إنه أراد
أن يعزله ويولي المعتز أخاه لمحبته لأمه قبيحة، فسأل المنتصر أن ينزل عن العهد،
فأبى. وكان يحضره
(18/198)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 199
مجالس العامة، ويحط منزلته ويتهدده، ويشتمه ويتوعده. واتفق أن الترك انحرفوا عن
المتوكل لكونه صادر وصيفا وبغا، وجرت أمور، فاتفق الأتراك مع المنتصر على قتل
أبيه. فدخل عليه خمسة في جوف الليل وهو في مجلس لهوه في خامس شوال، فقتلوه سنة سبع
وأربعين. وورد أن بعضهم رآه في النوم، فقال له: ما فعل الله بك قال: غفر لي بقليل
من السنة أحييتها. وقد كان المتوكل منهمكا في اللذات والشرب، فلعله رحم بالسنة،
ولم يصح عنه النصب. قال المسعودي: ثنا ابن عرفة النحوي، ثنا المبرد قال: قال
المتوكل لأبي الحسن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر الصادق: ما يقول ولد أبيك
في العباس قال: ما تقول يا أمير المؤمنين في رجل فرض الله طاعة نبيه على خلقه،
وافترض طاعته على نبيه. وكان قد سعي بأبي الحسن إلى المتوكل، وإن في منزله سلاحا
وكتبا من أهل قم، ومن نيته التوثب. فكبس بيته ليلا، فوجد في بيت عليه مدرعة صوف،
متوجه إلى ربه يقوم بآيات. فأخذ كهيئته إلى المتوكل وهو يشرب، فأعظمه وأجلسه إلى جانبه
وناوله الكأس فقال: ما خامر لحمي ودمي قط، فآعفني منه. فأعفاه وقال: أنشدني شعرا.
فأنشده.
(باتوا على قلل الأجبال تحرسهم .......... غلب الرجال ولم تنفعهم القلل)
) الأبيات.
(18/199)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 200
فبكى لله المتوكل طويلا، وأمر برفع الشراب، وقال: يا أبا الحسن لقد لينت هنا قلوبا
قاسية. أعليك دين قال: نعم، أربعة آلاف دينار. فأمر له ورده مكرما. وحكى المسعودي
أن بغا الصغير دعا بباغر التركي، وكان باغر أهوج مقداما، فكلمه واختبره في أشياء،
فوجده مسارعا إليها، فقال: يا باغر هذا المنتصر قد صح عندي أنه عامل على قتلي،
وأريد أن تقتله، فكيف قلبك ففكر طويلا ثم قال: هذا لا شيء، كيف نقتله وأبوه، يعني
المتوكل، باق، إذا يقتلكم أبوه. قال: فما الرأي عندك قال: نبدأ بالأب. قال: ويحك،
وتفعل قال: نعم، وهو الصواب. قال: أنظر ما تقول. وردد عليه، فوجده ثابتا، ثم قال
له: فآدخل أنت على إثري فإن قتلته وإلا فآقتلني وضع سيفك علي وقل: أراد أن يقتل
مولاه. فتم التدبير لبغا في قتل المتوكل. حدث البحتري قال: اجتمعنا في مجلس
المتوكل، فذكر له سيف هندي، فبعث إلى اليمن فآشتري له بعشرة آلاف وأتي به فأعجبه،
ثم قال للفتح: ابغني غلاما أدفع إليه هذا السيف لا يفارقني به. فأقبل باغر التركي،
فقال الفتح بن خاقان: هذا موصوف بالشجاعة والبسالة فدفع المتوكل إليه السيف وزاد
في أرزاقه، فوالله ما انتصى ذلك السيف إلى ليلة ضربه بها باغر. فلقد رأيت من
المتوكل في الليلة التي قتل فيها عجبا.
(18/200)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 201
تذاكرنا الكبر، فأخذ يذمه ويتبرأ منه. ثم سجد وعفر وجهه بالتراب، ونثر من التراب
على رأسه ولحيته وقال: إنما أنا عبد. فتطيرت له من التراب. ثم جلس للشرب، وعمل فيه
النبيذ، وغني صوتا أعجبه فبكى، فتطيرت من بكائه. فإنا في ذلك إذ بعثت إليه قبيحة
بخلعة استعملتها له دراعة حمراء خز، ومطرف خز، فلبسها، ثم جذب المطرف فخرقه من
طرفه إلى طرفه و قلعه وقال: اذهبوا ليكون كفني. فقلت: إنا لله، آنقضت والله المدة،
وسكر المتوكل سكرا شديدا، ومضى من الليل ثلاث ساعات، إذ أقبل باغر ومعه) عشرة نفر
من الأتراك تبرق أسيافهم فهجموا علينا، وقصدوا المتوكل. وصعد منهم واحد إلى
السرير، فصاح الفتح: ويلكم مولاكم. وتهارب الغلمان والجلساء والندماء على وجوههم،
وبقي الفتح وحده، فما رأيت أقوى نفسا منه، بقي يمانعهم، فسمعت صيحة المتوكل وقد ضربه
باغر بالسيف المذكور على عاتقه، فقده إلى خاصرته، وضربه آخر بالسيف، فأخرجه من
ظهره، وهو صابر لا يزول، ثم طرح نفسه على المتوكل، فماتا فلفا في بساط، وطرحا
ناحية، فلم يزالا في ليلتهما وعامة النهار، ثم دفنا معا. وكان بغا الصغير قد
استوحش من المتوكل لكلام لحقه منه. وكان المنتصر يتآلف الأتراك لا سيما من يبعده
أبوه. قال المسعودي: ونقل في قتلته غير ما ذكرنا. قال: وأنفق المتوكل على الهاروني
والجوسق والجعفري أكثر من مائتي ألف ألف درهم.
(18/201)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 202
ويقال: إنه كان له أربعة آلاف سرية وطيء الجميع ومات وفي بيت المال أربعة آلاف ألف
دينار، وسبعة آلاف درهم. ولا يعلم أحد متقدم في جد أو هزل إلا وقد حظي بدولته،
ووصل إليه نصيب وافر من المال. ذكر محمد بن أبي عون قال: حضرت مجلس المتوكل وعنده
محمد بن عبد الله بن طاهر، فغمز المتوكل مملوكا مليحا أن يسقي الحسين بن الضحاك
الخليع كأسا ويحييه بتفاحة عنبر. فأنشأ الخليع يقول:
(وكالدرة البيضاء حيا بعنبر .......... من الورد يسعى قرائط كالورد)
(له عبثات عند كل تحية .......... بعينيه تستدعي الخلي إلى الوجد)
(تمنيت أن أسقى بكفيه شربة .......... تذكرني ما قد نسيت من العهد)
(سقى الله دهرا لم أبت فيه ساعة .......... من الدهر إلا من حبيب على وعد)
فقال المتوكل: أحسنت والله يعطى لكل بيت ألف دينار. ولما قتل رثته الشعراء، فمن
ذلك قول يزيد المهلبي:
(جاءت منيته والعين هاجعة .......... هلا أتته المنايا والقنا قصد)
(خليفة لم ينل ما ناله أحد .......... ولم يصغ مثله روح ولا جسد)
قال علي بن الجهم: أهدى ابن طاهر إلى المتوكل وصائف عدة فيها محبوبة، وكانت عالمة
بصنوف من العلم عوادة، فحلت من المتوكل محلا يفوق الوصف. فلما قتل ضمت إلى بغا
الكبير، فدخلت عليه يوما للمنادمة، فأمر بهتك الستر، وأمر القيان، فأقبلن يرفلن في
الحلى والحلل. وأقبلت محبوبة في ثياب بيض، فجلست منكسرة، فقال: غن. فآعتلت. فأقسم
عليها. وأمر بالعود فوضع في حجرها، فغنت إرتجالا على العود:
(أي عيش عيلذ لي .......... لا أرى فيه جعفرا)
)
(18/202)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 203
(ملك قد رأيته .......... في نجيع معفرا)
(كل من كان ذا خبا .......... ل وسقم فقد برا)
(غير محبوبة التي .......... لو ترى الموت يشترا)
لا شترته بما حوته يداها لتقبرا فغضب وأمر بها فسحبت، فكان آخر العهد بها. وبويع
المنتصر بالله ابن المتوكل صبيحتئذ بالقصر الجعفري، وسنه ثلاث وعشرون سنة. الجماز
اسمه محمد بن عمرو الشاعر النديم. من أهل البصرة. عمر دهرا، وكان يقول: أنا أسن من
أبي نواس. طلبه المتوكل، فلما حضر قال: إني أريد أن استبرئك. فقال: بحيضة يا أمير
المؤمنين أم بحيضتين ثم عبث به ابن خاقان، فقال: إن أمير المؤمنين قد عزم على أن
يوليك جزيرة القرود. قال: أفعليك سمع وطاعة؟.
(18/203)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 204
ومر مع رفيق له المغرب، فرآهما إمام فشرع يقيم الصلاة، فقال: إصبر، أما نهى النبي
صلى الله عليه وسلم عن تلقي الجلب. وحضر عند أمير سماطا، فبقي يحول إليه زبادي
فارغة وناقصة فقال: أيها الأمير نحن اليوم عصبة ربما فضل لنا شيء، وربما حوله أهل
السهام.
(18/204)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 205
4 (حرف الحاء)
الحارث بن أسد المحاسبي. أبو عبد الله البغدادي الصوفي الزاهد، العارف، صاحب
المصنفات في أحوال القوم. روى عن: يزيد بن هارون، وغيره. وعنه: أبو العباس بن
مسروق، وأحمد بن القاسم أخو أبي الليث، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي،
والجنيد رحمه الله، وإسماعيل بن إسحاق السراج، وأبو علي بن خيران الفقيه واسمه
حسين.
(18/205)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 206
قال الخطيب: وله كتب كثيرة في الزهد، وأصول الديانة، والرد على المعتزلة والرافضة.
قال الجنيد: مات والد الحارث يوم مات، وإن الحارث لمحتاج إلى دانق، وخلف مالا
كثيرا، فما أخذ منه الحارث حبة) وقال: أهل ملتين لا يتوارثان. وكان أبوه واقفيا،
يعني يقف في القرآن لا يقول: مخلوق، ولا غير مخلوق. وقال أبو الحسن بن مقسم: سمعت
أبا علي بن خيران الفقيه يقول: رأيت الحارث بن أسد بباب الطاق متعلقا بأبيه،
والناس قد اجتمعوا عليه يقول له: طلق أمي، فإنك على دين وهي على غيره. وقال أبو
نعيم: أنبأنا الخلدي: سمعت الجندي يقول: كان الحارث يجيء إلى منزلنا فيقول: أخرج
معنا نصحر. فأقول: تخرجني من عزلتي وأمني على نفسي إلى الطرقات والآفات ورؤية
الشهوات فيقول: أخرج معي ولا خوف عليك. فأخرج معه. فكأن الطريق فارغ من كل شيء، لا
نرى شيئا نكرهه. فإذا حصلت معه في المكان الذي يجلس فيه يقول: سلني. فأقول: ما
عندي سؤال.
(18/206)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 207
ثم تنثال علي السؤالات، فأسأله فيجيبني للوقت، ثم يمضي فيعملها كتبا. وكان يقول
لي: كم تقول عزلتي أنسي، لو أن نصف الخلق تقربوا مني ما وجدت بهم أنسا، ولو أن
النصف الآخر نأى عني ما استوحشت لبعدهم. واجتاز بي الحارث يوما، وكان كثير الضر،
فرأيت على وجهه زيادة الضر من الجوع. فقلت: يا عم، لو دخلت إلينا قال: أو تفعل
قلت: نعم، وتسرني بذلك. فدخلت بين يديه، وعمدت إلى بيت عمي، وكان لا يخلو من أطعمة
فاخرة، فجئت بأنواع من الطعام، فأخذ لقمة، فرأيته يلوكها ولا يزدردها. فوثب وخرج
وما كلمني. فلما كان من الغد لقيته فقلت: يا عم، سررتني، ثم نغصت علي. قال: يا بني
أما الفاقة فكانت شديدة، وقد اجتهدت أن أنال من الطعام، ولكن بيني وبين الله
علامة، إذا لم يكن الطعام رضيا ارتفع إلى أنفي منه زفرة، فلم تقبله نفسي فقد رميت
بتلك اللقمة في دهليزكم. وقال ابن مسروق: قال حارث المحاسبي: لكل شيء جوهر، وجوهر
الإنسان العقل، وجوهر العقل التوفيق. قال: وسمعت الحارث يقول: ثلاثة أشياء عزيزة:
حسن الوجه مع الصيانة، وحسن الخلق مع الديانة، وحسن الإخاء مع الأمانة.
(18/207)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 208
ومن كلامه: ترك الدنيا مع ذكرها صفة الزاهدين. وتركها مع نسيانها صفة العارفين.
وقد كان الحارث كبير الشأن قليل المثل، لكنه دخل في شيء يسير من الكلام، فنقموه
عليه. قال أحمد بن إسحاق الصبغي الفقيه: سمعت إسماعيل بن إسحاق السراج يقول: قال
لي أحمد بن حنبل: يبلغني أن) الحارث هذا يكثر الكون عندك، فلو أحضرته منزلك
وأجلستني من حيث لا يراني، فأسمع كلامه. فقصدت الحارث، وسألته أن يحضرنا تلك
الليلة، وأن يحضر أصحابه. فقال: فيهم كثرة، فلا تزدهم على الكسب والتمر. فأتيت أبا
عبد الله فأعلمته، فحضر إلى غرفة واجتهد في ورده، وحضر الحارث وأصحابه فأكلوا، ثم
صلوا العتمة، ولم يصلوا بعدها، وقعدوا بين يدي الحارث لا ينطقون إلى قرب نصف
الليل. ثم ابتدأ رجل منهم، فسأل عن مسألة، فأخذ الحارث في الكلام، وأصحابه يستمعون
وكأن على رؤوسهم الطير، فمنهم من يبكي، ومنهم من يحن، ومنهم من يزعق، وهو في
كلامه. فصعدت الغرفة لأتعرف حال أبي عبد الله، فوجدته قد بكى حتى غشي عليه،
فآنصرفت إليهم. ولم تزل تلك حالهم حتى أصبحوا فقاموا وتفرقوا، فصعدت إلى أبي عبد
الله وهو متغير الحال، فقلت: كيف رأيت هؤلاء يا أبا عبد الله فقال: ما أعلم أني
رأيت مثل هؤلاء القوم، ولا سمعت في علم الحقائق مثل كلام هذا الرجل، ومع هذا فلا
أرى لك صحبتهم. ثم قام وخرج. رواها أبو عبد الله الحاكم، عن الصبغي. وقال سعيد بن
عمرو البردعي: شهدت أبا زرعة، وسئل عن الحارث
(18/208)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 209
المحاسبي وكتبه، فقال: إياك وهذه الكتب، هذه كتب بدع وضلالات. عليك بالأثر، فإنك
تجد فيه ما يغنيك عن هذه الكتب. قيل له: هذه الكتب عبرة. قال: من لم يكن له في
كتاب الله عبرة، فليس له في هذه الكتب عبرة. بلغكم أن مالكا، والثوري، والأوزاعي،
صنفوا هذه الكتب في الخطرات والوساوس ما أسرع الناس للبدع. وقال أبو سعيد بن
الأعرابي في طبقات النساك: كان الحارث قد كتب الحديث وتفقه، وعرف مذاهب النساك
وآثارهم وأخبارهم. وكان من العلم بموضع، لولا أنه تكلم في مسألة اللفظ ومسألة
الإيمان، صحبه جماعة، وكان الحسن المسوحي من أسنهم. وقال أبو القاسم النصراباذي:
بلغني أن الحارث تكلم في شيء من الكلام، فهجره أحمد بن حنبل، فاختفى في الدار
ببغداد ومات فيها. ولم يصل عليه إلا أربعة نفر. ومات سنة ثلاث وأربعين. قال الحسين
بن عبد الله الخرقي: سألت المروذي عن ما أنكر أبو عبد الله على المحاسبي فقال: قلت
لأبي عبد الله: قد خرج المحاسبي إلى الكوفة فكتب الحديث وقال: أنا أتوب من جميع ما
أنكر علي أبو عبد الله. فقال: ليس لحارث توبة. يشهدون عليه بالشيء ويجحد إنما
التوبة لمن اعترف. فأما من شهد عليه وجحد فليس له) توبة. ثم قال: احذروا عن حارث
بالآفة الأ..... فقلت: إن أبا بكر بن حماد قال لي إن الحارث مر به ومعه أبو حفص
الخصاف. قال: فقلت له: يا أبا عبد الله، تقول إن كلام الله بصوت.
(18/209)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 210
فقال لأبي حفص: أجبه. فقال أبو حفص: متى قلت بصوت احتجت أن تقول بكذا وكذا. فقلت
للحارث: إيش تقول أنت قال: قد أجابك أبو حفص. فقال: أبو عبد الله أحمد بن حنبل:
أنا من اليوم أحذر عن حارث. حدثني المحاربي، عن الأعمش، عن مسلم، عن مسروق، عن عبد
الله قال: إذا تكلم الله بالوحي سمع صوته أهل السماء. قلت: وبعد هذا فرحم الله
الحارث، وأين مثل الحارث الحارث بن أسد الهمداني المصري. يأتي في الطبقة الآتية.
الحارث بن أسد بن عبد الله. قاضي سنجار. روى عن: مروان بن محمد. وعنه: إبراهيم بن
رحمون، وطلحة بن بكر السنجاريان. ذكره شيخنا المزي للتمييز، ولا أعلم متى كان. وقد
مر: الحارث بن أسد العتكي في عشر ومائتين. والحارث بن أسد الإفريقي الفقيه صاحب
مالك، سنة ثمان ومائتين. الحارث بن مسكين بن محمد بن يوسف د. ن.
(18/210)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 211
قاضي الديار المصرية أبو عمرو الفقيه، مولى زبان بن عبد العزيز بن مروان الأموي.
سأل الليث بن سعد عن مسألة، وتفقه بابن وهب، وابن القاسم، وروى عنهما.) وعن: سفيان
بن عيينة، وأشهب، ويوسف بن عمرو الفارسي، وبشر بن عمر الزهراني، وجماعة. وعنه: د.
ن.، وابنه أحمد بن الحارث، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبو يعلى الموصلي، وعلي بن
الحسن بن قديد، ومحمد بن زبان بن حبيب، وأبو بكر بن أبي داود، وعبد الله بن محمد
بن يونس السمناني، وآخرون. سئل عنه أحمد بن حنبل فقال فيه قولا جميلا. وقال ابن
معين: لا بأس به.
(18/211)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 212
ونقل علي بن الحسين بن حبان، عن أبيه قال: قال أبو زكريا: الحارث بن مسكين خير من
أصبغ بن الفرج وأفضل. وقال النسائي: ثقة مأمون. وقال أبو بكر الخطيب: كان فقيها
ثبتا حمله المأمون إلى بغداد وسجنه في المحنة، فلم يجب. فلم يزل محبوسا ببغداد إلى
أن ولي المتوكل فأطلقه، فحدث ببغداد ورجع إلى مصر. وكتب إليه المتوكل بقضاء مصر.
فلم يزل يتولاه من سنة سبع وثلاثين إلى أن استعفى من القضاء، فصرف عنه سنة خمس
وأربعين ومائتين. قال بحر بن نصر: عرفت الحارث أيام ابن وهب على طريقة زهادة وورع
وصدق حتى مات. قلت: كان مع تبحره في العلم، قوالا بالحق، عديم النظير. قال يوسف بن
يزيد القراطيسي: قدم المأمون مصر وبها من يتظلم من إبراهيم بن تميم، وأحمد بن
أسباط عاملي مصر، فجلس الفضل بن مروان في الجامع، وآجتمع الأعيان: فأحضر الحارث بن
مسكين ليولى القضاء، فبينا الفضل يكلمه إذ قال المتظلم: سله أصلحك الله عن ابن
تميم وابن أسباط. فقال: ليس لذا حضر. قال: أصلحك الله سله. فقال له الفضل: ما تقول
فيهما قال: ظالمين غاشمين. فاضطرب المسجد، فقام الفضل فأعلم المأمون وقال: خفت على
نفسي من ثورة الناس مع الحارث. فطلبه المأمون، فآبتدأه بالأمثال، ثم قال: ما تقول
في هذين الرجلين.
(18/212)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 213
قال: ظالمين غاشمين. قال: هل ظلماك بشيء قال: لا. قال: فعاملتها) قال: لا. قال:
فكيف شهدت عليهما قال: كما شهدت أنك أمير المؤمنين، ولم أرك إلا الساعة. قال: أخرج
من هذه البلاد، وبع قليلك وكثيرك. وحبسه في خيمة، ثم انحدر إلى البشرود فأحدره
معه، فلما فتح البشرود أحضر الحارث، ثم سأله عن المسألة التي سأله عنها بمصر، فرد
الجواب بعينه. قال: فما تقول في خروجنا هذا قال: أخبرني ابن القاسم، عن مالك أن
الرشيد كتب إليه يسأله عن قتالهم. فقال: إن كانوا خرجوا عن ظلم من السلطان فلا يحل
قتالهم، وإن كانوا إنما شقوا العصا فقتالهم حلال. فقال له: أنت تيس، ومالك أتيس
منك. إرحل عن مصر. فقال: يا أمير المؤمنين إلى الثغور قال: إلحق بمدينة السلام.
وروى داود بن أبي صالح الحراني، عن أبيه قال: لما أحضر الحارث
(18/213)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 214
مجلس المأمون جعل المأمون يقول: يا ساعي. يرددها. قال: يا أمير المؤمنين إن أذنت
لي في الكلام تكلمت. قال: تكلم. قال: والله ما أنا بساعي، ولكني أحضرت فسمعت،
وأطعت حين دعيت، ثم سئلت عن أمر فاستعفيت، فلم أعف ثلاثا، فكان الحق آثر عندي من
غيره. فقال المأمون: هذا رجل أراد أن يرفع له علم ببلده، خذه إليك. وقال أحمد بن
المؤدب: خرج المأمون وأخرج بالحارث سنة سبع عشرة ومائتين. وخرجت امرأة الحارث فحجت
وذهبت إليه إلى العراق. وقال محمد بن عبد الله بن عبد الحكم: قال لي أبي دؤاد: يا
أبا عبد الله لقد مكر حارثكم لله عز وجل وحل مقام الأنبياء. وكان ابن أبي دؤاد إذا
ذكره أعظمه جدا. قال القراطيسي: فأقام الحارث ببغداد ستة عشرة سنة، وأطلقه الواثق
في آخر أيامه، فنزل إلى مصر.) قال ابن قديد: أتاه في سنة سبع وثلاثين كتاب ولاية
القضاء وهو بالإسكندرية فآمتنع، فلم يزل به إخوانه حتى قبل وقدم مصر. فجلس للحكم،
وأخرج أصحاب أبي حنيفة، والشافعي من المسجد وأمر بنزع حصرهم من العمد، وقطع عامة
المؤذنين من الأذان، وأصلح سقف المسجد، وبنى السقاية، ولا عن بين رجل وامرأته،
ومنع النداء على الجنائز، وضرب الحد في سب عائشة، رضي، الله عنها، وقتل ساحرين.
(18/214)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 215
روي عن الحسن بن عبد العزيز الجروي أن رجلا كان مسرفا على نفسه، فمات، فرئي في
النوم، فقال: إن الله تعالى غفر لي بحضور الحارث بن مسكين جنازتي، وإنه استشفع لي
عند ربي. ولد الحارث سنة أربع وخمسين ومائة، وتوفي لثلاث بقين من ربيع الأول سنة
خمسين. حامد بن المساور الإصبهاني شاذة. مؤذن الجامع. سمع: أزهر لسمان، وسليمان بن
حرب. وعنه: أحمد بن محمود بن صبيح، وغيره. توفي سنة خمسين. حامد بن يحيى بن هاني
د. أبو عبد الله البلخي، نزيل طرسوس.
(18/215)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 216
عن: أيوب بن النجار، وسفيان بن عيينة، ومروان الفزاري، وأبي النضر، ومحمد بن معن
الغفاري، وغيرهم. وعنه: د.، وأحمد بن العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي، وأحمد بن
يحيى بن الوزير المصري، وجعفر الفريابي، ومحمد بن يزيد الدمشقي، وجماعة. قال أبو
حاتم: صدوق. وقال مطين: توفي سنة اثنتين وأربعين. حجاج بن يوسف بن مروان الموصلي
المقريء. وليس بابن الشاعر. ذاك يأتي في الطبقة الأخرى. سمع: جعفر بن عون، ويعلى
بن عبيد. وعنه: حسين بن عبد الحميد الموصلي. ومات سنة خمس وأربعين. حرملة بن يحيى
بن عبد الله بن حرملة بن عمران م. ق. ن.)
(18/216)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 217
أبو حفص التجيبي، مولى بني رميلة المصري الحافظ، صاحب الشافعي. كان من أروى الناس
عن ابن وهب. وروى عن: الشافعي، وأيوب بن سويد الرملي، وبشر بن بكر التنيسي، وسعيد
بن أبي مريم، وجماعة. وعنه: م. ق. ون.، عن أحمد بن الهيثم، عنه، وحفيده أحمد بن
طاهر، وأبو عبد الرحمن أحمد بن عثمان النسائي. وأبو يعقوب إسحاق بن موسى
النيسابوري، وبقي بن مخلد، والحسن بن سفيان، ومحمد بن أحمد بن عثمان المديني،
ومحمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني، وخلق. قال أبو حاتم: لا يحتج به. وقال عباس،
عن يحيى بن معين: قال: شيخ بمصر يقال له حرملة، كان أعلم الناس بابن وهب. وقال ابن
عدي: سألت عبد الله بن محمد بن إبراهيم الفرهاذاني فقال: حرملة ضعيف. وقال أبو عمر
الكندي: كان فقيها لم يكن بمصر أحد أكتب عن
(18/217)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 218
ابن وهب منه. وذلك لأن ابن وهب أقام في منزلهم سنة وأشهر مستخفيا من عباد، إذ طلبه
ليوليه القضاء بمصر. أخبرني بذلك يحيى بن أبي معاوية. وأخبرني أبو سلمة، وأبو
دجانة قالا: سمعنا حرملة يقول: عادني ابن وهب من الرمد وقال: يا أبا حفص، إنه لا
يعاد من الرمد، ولكنك من أهلي. وعن أحمد بن صالح المصري قال: صنف ابن وهب مائة ألف
وعشرين ألف حديث، عند بعض الناس منها النصف يعني نفسه وعند، بعض الناس الكل، يعني
حرملة. وقال محمد بن موسى: وحديث ابن وهب كله عند حرملة، إلا حديثين. قال ابن عدي:
وقد تبحرت حديث حرملة وفتشته الكثير، فلم أجد في حديثه ما يجب أن يضعف من أجله.
ورجل توارى ابن وهب عندهم ويكون حديثه كله عنده، فليس ببعيد أن يغرب على غيره.
وقال هارون بن سعيد أشهب ونظر إلى حرملة فقال: هذا خير أهل المسجد. وقال ابن يونس:
ولد سنة ست وستين ومائة، ومات لتسع بقين من شوال
(18/218)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 219
سنة ثلاث وأربعين. قال: وكان أملي الناس بما حدث به ابن وهب. قلت: لم يرحل حرملة،
ولا عنده عن أحد من الحجازيين. الحسن بن أحمد بن أبي شعيب عبد الله بن مسلم م. ت.
أبو مسلم الحراني مولى بني أمية. كان جده مسلم مولى عمر بن عبد العزيز.) روى عن
جده، ومحمد بن سلمة، ومسكين بن بكير. وعنه: م. ت.، وأبو داود في المراسيل، وابنه
أبو شعيب عبد الله بن الحسن، والدارمي، وأبو بكر بن أبي داود، ويحيى بن صاعد، وأبو
العباس السراج، ومحمد بن الحسين بن مكرم، وآخرون. وثقه ابن حبان، وغيره. وقال موسى
بن هارون: مات بسر من رأى سنة خمسين ومائتين.
(18/219)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 220
الحسن بن إسحاق خ. ن. أبو علي الليثي مولاهم المروزي الشاعر حسنويه. عن: النضر بن
شميل، وروح بن عبادة، وأبي عاصم، وجماعة. وعنه: خ. ن.، وأبو الدرداء عبد العزيز بن
منيب، وعبدان الأهوازي. قال النسائي: شاعر ثقة. وقال البخاري: مات يوم النحر سنة
إحدى وأربعين. الحسن بن إسماعيل بن سليمان بن مجالد ن. أبو سعيد الكلبي المجالدي
المصيصي. عن: إبراهيم بن سعد، وهشيم، وفضيل بن عياض، وعبد الله بن إدريس، والمطلب
بن زياد، وجماعة. وعنه: ن.، وأبو بكر بن أبي عاصم، ومحمد بن هارون الحضرمي، وأبو
يعلى الموصلي.
(18/220)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 221
قال النسائي: ثقة. الحسن بن أيوب المدائني. عن: عبد الوهاب الثقفي، وأبي عبد الصمد
العمي. وعنه: أبو عبد الله المحاملي. الحسن بن بشر بن القاسم. أبو علي السلمي
النيسابوري الفقيه، قاضي نيسابور ومفتي أهل الرأي ببلده. رحل وسمع: سفيان بن
عيينة، ووكيعا، وأبا معاوية. ودخل الديار المصرية بعد ذلك فسمع من: عبد الله بن
صالح، وسعيد بن عفير. روى عنه: أبو يحيى البزاز، وإبراهيم بن محمد بن سفيان،
وجماعة.) قال إبراهيم بن محمد بن مزيد: سمعت الحسن بن بشر يذكر أحمد بن حنبل فقال:
لقد أعجبني مذهبه وحيرني قوله للحديث. توفي سنة أربع وأربعين. الحسن بن بكر
المروزي ت. أبو علي، نزيل مكة.
(18/221)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 222
عن: إسحاق بن منصور السلولي، ومعلى بن منصور، والنضر بن شميل، ويعقوب بن إبراهيم
بن سعد. وعنه: ت.، وأحمد بن محمد بن عباد الجوهري البغدادي، وزكريا بن يحيى
المقدسي، وجماعة. الحسن بن الجنيد البلخي ثم البغدادي. عن: عيسى بن يونس، ووكيع،
وجماعة. وعنه: ابن أبي الدنيا، وقاسم المطرز، وسعيد أخو زبير الحافظ. توفي سنة سبع
وأربعين. الحسن بن حماد بن كسيب د. ن. ق. أبو علي الحضرمي البغدادي، سجادة. عن أبي
بكر بن عياش، وعبد الرحمن المحاربي، ومحمد بن فضيل، وحفص بن غياث، وأبي خالد
الأحمر، وعلي بن هاشم بن البريد، وطائفة. وعنه: د. ق.، ون. بواسطة، وأحمد بن الحسن
الصوفي، وأبو يعلى الموصلي، وأحمد بن الحسين الصوفي، وأبو القاسم البغوي، وعلي بن
زاطيا، وأبو لبيد السرخسي، ويحيى بن صاعد، وخلق سواهم.
(18/222)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 223
قال الحسن بن الصباح البزاز: قيل لأحمد بن حنبل إن سجادة سئل عن رجل قال لامرأته:
أنت طالق ثلاثا إن كلمت زنديقا، فكلم رجلا يقول القرآن مخلوق، فقال سجادة: طلقت
امرأته. فقال أحمد: ما أبعد. وقال علي بن فيروز: سألت سجادة عن رجل حلف بالطلاق لا
يكلم كافرا، فكلم من يقول القرآن مخلوق، قال طلقت امرأته. وقال أبو علي عبد الرحمن
بن يحيى بن خاقان: سألت أحمد بن حنبل عن سجادة فقال: صاحب سنة وما بلغني عنه إلا
خير. أخبرونا عن الفتح، عن ابن أبي شريك، وأن ابن النقور أخبرهم، نا أبو القاسم
ابن الوزير، أنا ابن صاعد، ثنا الحسن) بن حماد سجادة وعبد الله بن الوضاح اللؤلؤي
قالا: ثنا أبو مالك الجنبي، فذكر حديثا في الحدود. رواه النسائي، عن عثمان بن
خرزاد، عن سجادة. توفي في رجب سنة إحدى وأربعين، وكان من جلة العلماء ببغداد.
الحسن بن خلف بن شاذان بن زياد خ.
(18/223)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 224
أبو علي الواسطي البزاز، وقد نسب إلى جده. حدث ببغداد عن: إسحاق الأزرق، ويحيى
القطان، وابن مهدي، وعبد الوهاب الثقفي، وأبي معاوية، وغيرهم. وعنه: خ. حديثا، وأحمد
بن عمرو البزار، وعلي بن العباس المقانعي، وعمر بن محمد بن بجير، وابن صاعد،
والقاسم بن المحاملي، وآخرون. وثقه الخطيب، وغيره. توفي سنة ست وأربعين. الحسن بن
داود بن محمد بن المنكدر بن عبد الله بن الهدير ن. ق. أبو محمد التيمي المنكدري.
عن: عبد الرزاق، وابن عيينة، وأبي ضمرة، ومحمد بن أبي فديك. وعنه: ن. ق. وأبو
عروبة الحراني، وزكريا الساجي، وابن صاعد، وأبو حامد محمد بن هارون، وجماعة. وقال
محمد بن عبد الرحيم البزاز: جلس إلينا المنكدري، فسألته في أي سنة كتب عن المعتمر،
فقال: في سنة كذا.
(18/224)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 225
فنظرنا فإذا هو قد كتب عن المعتمر ابن خمس سنين. قال البخاري: يتكلمون فيه. وقال
ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به. وقال ابن حبان: إنه من الثقات. قال البخاري: مات سنة
سبع وأربعين. الحسن بن رجاء بن أبي الضحاك. الأديب أبو علي الجرجرائي الكاتب
البليغ والشاعر المفلق. أخذ عن: أبي محلم، وبكر بن النطاح. روى عنه المبرد كثيرا.
قلده المأمون كور الجبل، وضم إليه الأمير أبا دلف.) قال الحسن بن رجاء: قال
المأمون: الناس على أربعة أقسام: زراعة، وصناعة، وتجارة، وإمارة، فمن خرج عن هذه
الأشياء فهو كل علينا. قال المبرد: أنشدني ابن رجاء لنفسه:
(قد يصبر الحر على السيف .......... ولا يرى الصبر على الحيف)
(18/225)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 226
(ويؤثر الموت على حالة .......... يعجز فيها عن قرى الضيف)
قيل: كان ابن رجاء جوادا شاعرا، يذهب بنفسه، ويفرط في الصلف. مات على حرب فارس
وغيرها سنة أربع وأربعين ومائتين. الحسن بن زريق. أبو علي الطهوي. عن: أبي بكر بن
عياش، وسفيان بن عيينة. وعنه: موسى بن إسحاق الأنصاري، ومطين، ويعقوب الفسوي، وعبد
الله بن ريعان البجلي. محله الصدق. الحسن بن شبيب بن راشد.
(18/226)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 227
أبو علي البغدادي المؤدب. عن: شريك بن عبد الله، وهشيم، وخلف بن خليفة، وأبي يوسف
القاضي. وعنه: أبو يعلى الموصلي، والهيثم بن خلف، ويحيى بن صاعد، والقاضي
المحاملي، وآخرون. قال ابن عدي: حدث بالبواطيل، وأوصل أحاديث مرسلة. وقال
الدارقطني: ليس بالقوي، وهو إخباري يعتبر به. الحسن بن شجاع بن رجاء ت. أبو علي
البلخي الحافظ، أحد الأئمة. سمع: مكي بن إبراهيم، وعبيد الله بن موسى، وأبا نعيم،
ومحمد بن الصلت، وأبا مسهر، وسعيد بن أبي مريم، ويحيى بن يحيى النيسابوري، وأبا
الوليد، وخلقا بالشام، والعراق، وخراسان، ومصر، والنواحي.
(18/227)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 228
ومات كهلا. روى عنه: أبو زرعة الرازي، والبخاري وهو رفيقه. وقد روى في الصحيح
فقال: ثنا الحسن بن إسماعيل بن الخليل، فقيل إنه هو.) وروى الترمذي، عن رجل، عنه،
وأحمد بن علي الآبار، ومحمد بن إسحاق الثقفي، ومحمد بن زكريا البلخي. قال الحسن بن
حماد الصغاني: سمعت قتيبة يقول: فرسان خراسان أربعة، فذكر هذا، والبخاري،
والدارمي، وزكريا بن يحيى اللؤلؤي. رواها أيضا نصر بن زكريا، عن قتيبة. وكان الحسن
بن شجاع إماما عارفا بالأبواب لا يجارى. قال محمد بن عمر بن الأشعث البيكندي: سمعت
عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول: سمعت أبي يقول: انتهى الحفظ إلى أربعة من خراسان:
أبو زرعة، والبخاري، وعبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي، والحسن بن شجاع البلخي.
قال البيكندي: فقلت لمحمد بن عقيل: لم لم يشتهر الحسن كما اشتهر هؤلاء قال: لأنه
لم يمتع بالعمر. وقال محمد بن جعفر البلخي: مات لنصف شوال سنة أربع وأربعين وله
إخوة: محمد، وهو أكبرهم، وأبو رجاء أحمد، وأبو شيخ، رحمهم الله. وعاش الحسن تسعا
وأربعين سنة.
(18/228)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن
عشر الصفحة 229
قلت: وهم من قال توفي سنة ست وستين ومائتين. الحسن بن الصباح بن محمد خ. د. ت. أبو
علي الواسطي، ثم البغدادي البزار، أحد الأئمة. عن: إسحاق الأزرق، وسفيان بن عيينة،
ومبشر بن إسماعيل، وأبي معاوية، وشبابة بن سوار، ومعن بن عيسى، وشعيب بن حرب، وحجاج
الأعور، وخلق. وعنه: خ. د. ت.، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو يعلى، والفريابي، الحسن
بن سفيان، وعمر بن بحر، وابن صاعد، وخلق آخرهم المحاملي. قال أبو حاتم: صدوق.
وكانت له جلالة عجيبة ببغداد. كان أحمد بن حنبل يرفع من قدره ويجله. وقال ابن
الإمام أحمد، عن أبيه: ما يأتي على ابن البزار يوم إلا وهو يعمل خيرا. ولقد كنا
نختلف إلى فلان، فكنا نقعد نتذاكر إلى خروج الشيخ، وابن البزار قائم يصلي.
(18/229)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 230
وقال أبو العباس السراج: سمعت الحسن بن الصباح يقول: أدخلت على المأمون ثلاث مرات.
رفع إليه أول مرة أنه يأمر بالمعروف، وكان المأمون ينهى أن يأمر أحد بمعروف، فأخذت
فأدخلت عليه، فقال لي: أنت الحسن البزار قلت: نعم.) قال: وتأمر بالمعروف قلت: لا،
ولكني أنهى عن المنكر. قال: فرفعني على ظهر رجل، وضربني خمس درر، وخلى سبيلي.
وأدخلت عليه المرة الثانية، رفع إليه أني أشتم عليا رضي الله عنه، فأدخلت، فقال:
تشتم عليا فقلت: صلى الله على مولاي وسيدي علي، يا أمير المؤمنين أنا لا أشتم يزيد
لأنه ابن عمك، فكيف أشتم مولاي وسيدي قال: خلوا سبيله. وذهبت مرة إلى أرض الروم
إلى بذندون، فدفعت إل أشناس، فلما مات خلى سبيلي. مات في ربيع الآخر سنة تسع
وأربعين. وعند ابن التي حديث عال من روايته موافقة للبخاري. الحسن بن عثمان بن
حماد.
(18/230)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 231
أبو حسان الزيادي البغدادي القاضي. ولي قضاء الشرقية في إمرة المتوكل. وكان رئيسا
محتشما جوادا. سمع: إبراهيم بن سعد، وإسماعيل بن جعفر، وهشيما، وجرير بن عبد
الحميد، وشعيب بن صفوان، ويحيى بن أبي زائدة، والوليد بن مسلم، والواقدي، وطائفة.
وعنه: ابن أبي الدنيا، وإسحاق الحربي، ومحمد بن محمد الباغندي، وأحمد بن الحسين
الصوفي، وسليمان بن داود الطوسي، وغيرهم. قال سليمان الطوسي: سمعت أبا حسان يقول:
أنا أعمل في التاريخ من ستين سنة. وسئل أحمد بن حنبل، عن أبي حسان فقال: كان مع
ابن أبي دؤاد، وكان من خاصته، ولا أعرف رأيه اليوم. وعن إسحاق الحربي قال: حدثني
أبو حسان الزيادي أنه رأى رب العزة في النوم فقال: رأيت نورا عظيما لا أحسن أصفه.
ورأيت شخصا خيل إلي أنه النبي صلى الله عليه وسلم وكأنه يشفع إلى ربه في رجل من
أمته، وسمعت قائلا يقول: ألم يكفك أني أنزلت عليك في سورة الرعد وإن ربك لذو مغفرة
للناس على ظلمهم. ثم انتبهت. قلت: والزيادي نسبه إلى أحد أجداده لكونه تزوج من أم
ولد لزياد بن أبيه. قال الخطيب: كان أبو حسان أحد العلماء الأفاضل الثقات. ولي
قضاء الشرقية، وكان كريما مفضالا.
(18/231)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 232
قال يوسف بن البهلول الأزرق: حدثني يعقوب بن شيبة قال: أظل العيد رجلا وعنده مائة
دينار، لا يملك سواها،) فكتب إليه أخ من إخوانه يستدعي منه نفقة، فأنفذ إليه
المائة دينار. فلم تلبث الصرة عنده إلا يسيرا حتى وردت عليه رقعة من بعض إخوانه
يذكر فيها إضاقة في هذا العيد، فوجه إليه بالصرة بعينها. فبقي الأول لا شيء عنده،
فآتفق أنه كتب إلى الثالث، وهو صديقه، يذكر حاله، فأرسل إليه الصرة بختمها، فعرفها
وركب إليه وقال: ما شأن هذه فأخبره الخبر. فركب إلى الذي أرسلها، وشرحوا القصة، ثم
فتحوها واقتسموها. قال ابن البهلول: الثلاثة: يعقوب بن شيبة، وأبو حسان الزيادي،
وآخر نسبه الراوي. إسنادها صحيح. توفي أبو حسان في رجب سنة اثنتين وأربعين، وكان
من كبار أصحاب الواقدي، وعاش تسعا وثمانين سنة. الحسن بن علي بن الجعد بن عبيد
الجوهري. قاضي مدينة المنصور. كان سريا محتشما، ذا مروءة. ولي القضاء في حياة أبيه
سنة ثمان وعشرين. سئل الإمام أحمد عنه فقال: بلغني أنه رجع عن التهجم. قال طلحة بن
محمد الشاهد: توفي هو وأبو حسان الزيادي في وقت واحد، وكل واحد منهما، قاض، أحدهما
على المدينة، والآخر على الشرقية في سنة اثنتين وأربعين ومائتين.
(18/232)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 233
وفي ذلك يقول ابن أبي حكيم:
(سر بالكرخ والمدينة قوم .......... مات في جمعة لهم قاضيان)
(لهف نفسي على الزيادي منهم .......... ثم لهفي على فتى الفتيان)
الحسن بن علي بن محمد الهذلي الحلواني الخلال الريحاني ع. سوى ن. أبو محمد الحافظ
نزيل مكة. عن: وكيع، وأبي معاوية، ومعاذ بن هشام، وأزهر السمان، وأبي أسامة، وزيد
بن الحباب، وعبد الرزاق، وعبد الصمد بن عبد الوارث، ويزيد بن هارون، وخلق. ولم
يلحق ابن عيينة. وعنه: ع. إلا النسائي، وأبو بكر بن أبي عاصم، وعبد الله بن صالح
البخاري، ومطين، ومحمد بن إسحاق السراج، ومحمد بن المجدر، ويحيى بن الحسن النسابة
العلوي، وآخرون. قال يعقوب بن شيبة: كان ثبتا ثقة متقنا.
(18/233)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 234
وقال أبو داود: كان عالما بالرجال، ولا يستعمل علمه.) توفي الحلواني في ذي الحجة
سنة اثنتين وأربعين. قال إبراهيم بن أورمة الحافظ: بقي اليوم في الدنيا ثلاثة:
محمد بن يحيى بخراسان، وابن الفرات بإصبهان، والحسن بن علي الحلواني بمكة. الحسن
بن قزعة بن عبيد د. ن. ق. مولى بني هاشم، وأبو علي، ويقال أبو محمد البصري
الحلقاني. عن: معتمر بن سليمان، وفضيل بن عياض، وعباد بن عباد، وفضيل بن سليمان،
ومسلمة بن علقمة، وخالد بن الحارث، وحصين بن نمير. وعنه: د. ن. ق.، وأحمد بن عمرو
البزار، وأبو يعلى، وبقي بن مخلد، وزكريا الساجي، وعمر بن محمد بن بجير، وابن
خزيمة، ومحمد بن جرير، وخلق سواهم.
(18/234)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 235
قال أبو حاتم: صدوق. ووثقه ابن حبان. توفي قريبا من سنة خمسين. الحسن بن مدرك خ.
ن. ق. أبو علي البصري الطحان الحافظ. عن: عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، ويحيى
بن حماد. وعنه: خ. ن. ق. وبقي بن مخلد، ومحمد بن هارون الروياني، ويحيى بن صاعد،
وابن أبي داود، وآخرون. ومات كهلا. الحسن بن يحيى بن كثير العنبري. عن: عبد
الرزاق، ومحمد بن كثير المصيصي، ووالده. وعنه: ن. في النبل.
(18/235)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 236
وأما المزي فقال: لم أقف على روايته عنه. وابن أبي الدنيا، وأبو بكر بن أبي داود.
الحسن بن يحيى بن هشام الرزي البصري د. أبو علي. عن: النضر بن شميل، والخريبي،
ويحيى بن حماد، ويعلى بن عمير، وبشر بن عمر الزهراني، وطائفة.) وعنه: د.، وأحمد بن
عمرو البزار، وأبو عروبة الحراني، ومحمد بن هارون الرماني، وطائفة. وكان ثقة
حافظا. الحسين بن بشر بن القاسم بن حماد. أبو محمد السلمي النيسابوري الفقيه، مفتي
البلد، وأخو القاضي أبي علي. سمع:...، وأبا أسامة، ويزيد بن هارون، وحفص بن عبد
الرحمن، وطائفة. وعنه: ابنا ياسين، وإبراهيم بن محمد بن سفيان، وجعفر بن سهل. توفي
سنة أربع وأربعين. الحسين بن حريث بن الحسن بن ثابت بن قطبة ع. إلا ق.
(18/236)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 237
أبو عمار المروزي، مولى عمران بن حصين الخزاعي. كذا نسبه جماعة. وقال ابن حبان:
الحسين بن حريث مولى الحسن بن ثابت بن قطبة، مولى عمران بن حصين. سمع: ابن
المبارك، والفضل بن موسى السيناني، وفضيل بن عياض، وجرير بن عبد الحميد، وابن
عيينة، وعبد العزيز بن أبي خازم، والدراوردي، وطائفة. وعنه: ع. إلا ابن ماجة، وأبو
زرعة الرازي، وأبو القاسم البغوي، والحسن بن سفيان، ومحمد بن هارون الحضرمي، وابن
صاعد، وإبراهيم بن محمد بن متويه، وابن خزيمة، وخلق. وثقه النسائي. قال أبو بكر بن
خزيمة: رأيته في المنام بعد وفاته على منبر النبي صلى الله عليه وسلم، وعليه ثياب
بيض وعمامة خضراء، وهو يقرأ: أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم
يكتبون فأجابه مجيب من موضع القبر: حقا قلت يا زين أركان الجنان. توفي بقرميسين
منصرفا من الحج سنة أربع وأربعين.
(18/237)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 238
الحسين بن الحسن بن حرب ت. ق. أبو عبد الله السلمي المروزي، صاحب ابن المبارك.
جاور بمكة. وروى عن: ابن المبارك، وسفيان بن عيينة، والفضل بن موسى السيناني،
ومعتمر بن سليمان، ويزيد بن زريع، وهشيم، والوليد بن مسلم، وطائفة. وعنه: ت. ق.،
وبقي بن مخلد، وداود الظاهري، وعمر بن بجير، ويحيى بن صاعد، وجعفر بن أحمد بن
فارس،) وخلق آخرهم إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي. قال أبو حاتم: صدوق. وقال ابن
حبان: مات سنة ست وأربعين. الحسين بن سلمة الأزدي اليحمدي البصري الطحان ت. ق. عن:
عبد الرحمن بن مهدي، وسلم بن قتيبة، ويوسف بن يعقوب السدوسي، وجماعة.
(18/238)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 239
وعنه: ت. ق.، ومحمد بن يحيى بن مندة، وعبدان الأهوازي، وابن أبي دؤاد، وابن خزيمة،
وابن صاعد، وجماعة. قال الدارقطني: ثقة. الحسين بن الضحاك. أبو علي البصري الشاعر
المعروف بالخليع. أقام ببغداد مدة ينادم الخلفاء. وله مع أبي نواس أخبار معروفة.
وكان ظريفا ماجنا خفيف الروح. له يد طولى في فنون الشعر، وبلغ سنا عالية وعمر.
ورأى العز والحشمة، وسمي الخليع لكثرة مجونه في شعره. توفي سنة خمسين ومائتين، عن
بضع وتسعين سنة. ومن شعره قوله:
(إن عطف الأديب في بلد الغربة .......... جود على ذوي الآداب)
(أنا في ذمة السحاب وأظمأ .......... إن هذا لوصمة في السحاب)
(18/239)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 240
الحسين بن عبد الرحمن. أبو عبد الله الإحتياطي المقريء. قرأ القرآن على أبي بكر بن
عياش. وطال عمره، وتصدر للإقراء. قرأ عليه: علي بن أحمد المكي، وأبو إسحاق إبراهيم
بن أحمد الكلابي. وطريقه في المصباح والكامل. كناه أبو أحمد الحاكم: أبا علي،
وقال: سمع: سفيان بن عيينة، وابن وهب. روى عنه: القاسم بن يحيى بن نصر المخرمي،
وأبو عروبة الحراني، وجعفر بن محمد الخصيبن وغيرهم. لم أر فيه جرحا.
(18/240)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 241
وقد تفرد الخصيب المذكور عنه، عن عبد الله بن إدريس الأودي، عن هشام بن عروة، عن
أبيه، عن عائشة قالت:) زينوا مجالسكم بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وبذكر
عمر بن الخطاب. هذا غريب موقوف. الحسين بن علي بن يزيد. أبو علي الكرابيسي
البغدادي الفقيه. سمع: إسحاق الأزرقن ومعن بن عيسى، ويعقوب بن إبراهيم، والشافعي
وتفقه به، ويزيد بن هارون. وعنه: عبيد بن محمد بن خلف البزاز، ومحمد بن علي فستقة.
(18/241)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 242
وكان فقيها فصيحا ذكيا صاحب تصانيف في الفقه والأصول تدل على تبحره. قال الخطيب
أبو بكر: حديث الكرابيسي يعز جدا. وذلك أن أحمد بن حنبل كان يتكلم فيه بسبب مسألة
اللفظ. وكان هو أيضا يتكلم في أحمد، فتجنب الناس الأخذ عنه لهذا السبب. ولما بلغ
يحيى بن معين أنه يتكلم في أحمد قال: ما أحوجه إلى أن يضرب. ثم لعنه. قال أبو
الطيب الماوردي، فيما رواه أبو بكر بن شاذان، عن عبد الله بن إسماعيل بن برهان
عنه، قال: جاء رجل إلى الحسين الكرابيسي فقال: ما تقول في القرآن قال: كلام الله
غير مخلوق. قال الرجل: فما تقول في لفظي بالقرآن قال حسين: لفظك به مخلوق. فمضى
الرجل إلى أحمد بن حنبل فعرفه ذلك، فأنكره وقال: هذه بدعة. فرجع إلى حسين فعرفه
إنكار أبي عبد الله، فقال له حسين: تلفظك بالقرآن غير مخلوق. فرجع إلى أحمد فعرفه
رجوع حسين وأنه قال: تلفظك بالقرآن غير مخلوق. فأنكر أحمد ذلك ايضا وقال: هذا أيضا
بدعة. فرجع إلى حسين فعرفه إنكار أبي عبد الله أيضا فقال: إيش نعمل بهذا الصبي إن
قلنا مخلوق، قال: بدعة، وإن قلنا: غير مخلوق، قال: بدعة فبلغ ذلك أبا عبد الله،
فغضب له أصحابه، فتكلموا في حسين الكرابيسي. وقال الفضل بن زياد: سألت أبا عبد
الله، عن الكرابيسي، وما أظهر،
(18/242)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 243
فكلح وجهه ثم أطرق، ثم قال: هذا قد أظهر رأي جهم. قال الله تعالى: وإن أحد من
المشركين آستجارك فأجره حتى يسمع كلام الله فممن يسمع إنما جاء بلاؤهم من هذه
الكتب التي وضعوها. تركوا آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وأقبلوا على
هذه الكتب.) وقال ابن عدي: سمعت محمد بن عبد الله الصيرفي الشافعي يقول لهم، يعني
التلامذة: اعتبروا بهذين: حسين الكرابيسي، وأبو ثور. فالحسين في علمه وحفظه، وأبو
ثور لا يعشره في علمه، فتكلم فيه أحمد بن حنبل في باب اللفظ فسقط، وأثنى على أبي
ثور، فارتفع للزومه السنة. توفي سنة ثمان، وقيل: سنة خمس وأربعين ومائتين. وقال
أبو جعفر محمد بن الحسين بن هارون الموصلي: سألت أبا عبد الله أحمد بن حنبل. قلت:
أنا رجل من أهل الموصل، والغالب على بلدنا الجهمية، وقد وقعت مسألة الكرابيسي نطقي
بالقرآن مخلوق. فقال: إياك وهذا الكرابيسي، لا تكلمه، ولا نكلم من يكلمه. قلت:
وهذا القول وما يتشعب منه يرجع إلى قول جهم قال: هذا كله من قول جهم. الحسين بن
علي بن جعفر بن زياد الأحمر الكوفي د.
(18/243)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 244
عن: جده جعفر الأحمر، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وداود بن الربيع. وعنه: د.،
وأحمد بن محمد بن الهيثم الدوري الدقاق، وأحمد بن عمرو البزاز، وعبد الله بن أحمد
بن سوادة. وسمع منه النسائي، وما أظنه روى عنه شيئا. الحسين بن علي بن يزيد
الصدائي الأكفاني ت. البغدادي. عن: أبيه، ووكيع، وعبد الله بن نمير، والوليد بن
القاسم بن الوليد الهمداني، وعلي بن عاصم، وجماعة. وعنه: ت.، وأبو بكر بن أبي
عاصم، والنسائي في اليوم والليلة، وعبد الله بن ناجية، وعبدان، ومحمد بن جرير،
وابن صاعد، والمحاملي، وآخرون. وكان عبدا صالحا نبيلا. قال عبد الرحمن بن خراش:
عدل، ثقة. كان حجاج بن الشاعر يمدحه يقول: هو من الأبدال. وقال البغوي: مات في
رمضان سنة ست.
(18/244)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 245
الحسين بن عيسى بن حمران خ. م. د. ن. أبو علي الطائي البسطامي الدامغاني نزيل
نيسابور. سمع: ابن عيينة، ووكيعا، وأبا أسامة، وابن أبي فديك، ومعن بن عيسى، ويزيد
بن هارون، وجماعة.) وعنه: خ. م. د. ن.، وأحمد بن سلمة، وإبراهيم بن أبي طالب، وعمر
بن بجير، وابن خزيمة، ومأمون بن هارون صاحب الجزء المشهور، وطائفة. وقال أبو حاتم:
صدوق. وقال الحاكم: كان من ثقات المحدثين ومن أئمة أصحاب العربية. مات سنة سبع
وأربعين ومائتين. الحسين بن الفضل بن أبي حديرة الواسطي. حدث بمصر عن: ضمرة بن
ربيعة، وجماعة. وآخر من حدث عنه عبد الكريم بن إبراهيم المرادي. وقال ابن يونس:
توفي قبل الخمسين ومائتين. الحسين بن المبارك الطبراني.
(18/245)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 246
عن: إسماعيل بن عياش، وبقية. وعنه: عمر بن قنان المنبجي. روى له ابن عدي حديثا
موضوعا وقال: البلاء من الحسين هذا. الحسين بن محمد بن أيوب ت. ن. أبو علي السعدي
البصري الذارع. عن: ابن علية، وخالد بن الحارث، وحصين بن نمير، وعثام بن علي،
وفضيل بن سليمان النميري، ويزيد بن زريع. وعنه: ت. ن.، وحرب الكرماني، وأحمد بن
عمرو البزار، وأحمد بن الحسن الصوفي، وآخرون. وقال أبو حاتم: صدوق. توفي سنة سبع
وأربعين. الحسين بن محمد بن جعفر البلخي الحريري ت.
(18/246)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 247
عن: عبد الرزاق، وجعفر بن عون، وإبراهيم بن إسحاق الطالقاني، وجماعة. وعنه: ت.،
وأحمد بن علي الأبار، وأحمد بن محمد بن ماهان الباهلي، وعبد الله بن محمد بن عقيل
بن طرخان البلخيان. الحسين بن معاذ البصري د. عن: سلام بن أبي خبزة، وعبد الأعلى
بن عبد الأعلى، ومحمد بن أبي عدي.) وعنه: د.، وبقي بن مخلد، والحسين بن سفيان،
وعبد الله بن ناجية. قال د.: كان ثبتا في عبد الأعلى.
(18/247)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 248
الحسين بن عدي الأيلي ت. ق. أبو سعيد البصري. عن: عبد الرزاق، وعبيد الله بن موسى،
والفريابي، وغيرهم. وعنه: ت. ق.، وأحمد البزار، وأحمد الأبار، وإسحاق بن إبراهيم
البستي القاضي، وعمر بن بجير، ومحمد بن إبراهيم بن نيروز الأنماطي. قال أبو حاتم:
صدوق. توفي سنة سبع وأربعين. الحسين بن يزيد الكوفي الطحان د. ت. عن: عبد السلام
بن حرب، والمطلب بن زياد، وحفص بن غياث، وابن فضيل، وجماعة. وعنه: د. ت.، وأبو
زرعة، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، ومطين، ومحمد بن يحيى بن مندة، وأبو يعلى،
وآخرون. قال أبو حاتم: لين الحديث. وذكره ابن حبان في الثقات. مات في رمضان سنة
أربع وأربعين. وقال ابن أبي حاتم: ثنا عنه مسلم بن الحجاج.
(18/248)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 249
حفص بن عمر بن عبد العزيز بن صهيب، ويقال صهبان ق. الإمام أبو عمر الدوري الأزدي
المقريء الضرير نزيل سامراء، وشيخ المقرئين بالعراق. سمع: إسماعيل بن جعفر المدني،
وقرأ عليه القرآن بقراءة نافع. وقرأ القرآن على أبي الحسن الكسائي بحرفه، وعلى
يحيى اليزيدي بحرف أبي عمرو، وعلى سليم بن عيسى بحرف حمزة. ويقال: إنه جمع
القراءات وصنفها. وروى عن: أبي إسماعيل المؤدب إبراهيم بن سليمان، وإبراهيم بن أبي
يحيى، وإسماعيل بن عياش، وابن عيينة، وأبي معاوية، ومحمد بن مروان السدي.) وروى
عن: أحمد بن حنبل وهو من أقرانه، وعن نصر الجهضمي، وهو أصغر منه. وقعد للإقراء
ونشر العلم. قرأ عليه: أبو الزعراء بن عبدوس أستاذ ابن مجاهد، وأبو جعفر أحمد بن
فرح، وأبو حفص عمر بن محمد الكاغدي، والحسن بن علي بن بشار العلاف
(18/249)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 250
صاحب مرثية الهر، والقاسم بن زكريا المطرز، وأبو عثمان سعيد بن عبد الرحيم الضرير،
وعلي بن سليم، وجعفر بن محمد بن أسد النصيبي، والقاسم بن عبد الوارث، وأحمد بن
مسعود السراج، وبكر السراويلي، وعبد الله بن أحمد البلخي، وابن النفاح الباهلي
نزيل مصر، ومحمد بن حمدون القطيعي، والحسن بن عبد الوهاب، وأبو حامد محمد، والحسن
بن الحسين الصواف، وأحمد بن حرب المعدل، وغيرهم. وعنه: ق.، وحاجب بن أركين
الفرغاني، وأبو زرعة الرازي، ومحمد بن حامد خال ولد البستي، وآخرون. وصدقه أبو
حاتم. قال أبو داود: رأيت أحمد بن حنبل يكتب عن أبي عمر الدوري. وقال أحمد بن فرح:
سألت أبا عمر الدوري: ما تقول في القرآن قال: كلام الله غير مخلوق. وقال محمد بن
بدر الباهلي: ثنا أبو عمر الدوري قال: قرأت على إسماعيل بن جعفر بقراءة أهل
المدينة فيه، وأدركت قراءة نافع، ولو كان عندي عشرة دراهم لرحلت إليه. قال أبو علي
الأهوازي: رحل أبو عمر الدوري في طلب القراءات، وقرأ بسائر الحروف السبعة
وبالشواذ. وسمع من ذلك شيئا كثيرا. وصنف كتابا في القراءات. وهو ثقة في جميع ما
يرويه. وعاش دهرا، وذهب بصره في آخر عمره، وكان ذا دين. قال أبو علي الصواف، وأبو
القاسم البغوي، وسعيد بن عبد الرحيم
(18/250)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 251
المؤدب الضرير، وغيرهم: مات سنة ست وأربعين. زاد بعضهم: في شوال. وقال حاجب بن
أركين: سنة ثمان. فوهم وهو منسوب إلى الدور، محله معروفة بالجانب الشرقي من بغداد.
مات في عشر المائة. قال الحاكم: قال الدارقطني: وأبو عمر الدوري أيضا يقال له
الضرير، وهو ضعيف. حفص بن عمر ن. أبو عمر المهرقاني الرازي. عن: يحيى بن سعيد
القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، وعبد الرزاق، وطائفة. وعنه: ن.، وأبو زرعة، وأبو
حاتم، وعلي بن سعيد الرازيون، وطائفة من أهل تلك الناحية.)
(18/251)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 252
وقال أبو زرعة، وأبو حاتم: صدوق. حماد بن إسماعيل بن علية م. ن. الأسدي البصري أخو
إبراهيم، ومحمد. سمع: أباه. وعنه: م. ن.، ومحمد بن عبدوس بن كامل، وغيرهم. وثقه ن.
ومات سنة أربع وأربعين. حميد بن مسعدة ع. إلا خ. أبو علي الباهلي البصري. عن: حماد
بن زيد، وجعفر بن سليمان، وعبد الوارث التنوري، وطائفة.
(18/252)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 253
وعنه: ع. سوى البخاري، وأبو زرعة، وجعفر الفريابي، وأبو جعفر محمد بن جرير، والحسن
بن محمد بن دكه، والأصبهانيون، فإنه وفد عليهم، وكان صدوقا مكثرا. توفي سنة أربع
وأربعين أيضا. وهو من كبار شيوخ محمد بن جرير. حميد بن هشام بن حميد بن خليفة
القبلي المصري. عمر دهرا، وروى عن: الليث، وابن لهيعة. وتوفي سنة سبع وأربعين في
شوال. روى عنه: ابنه محمد. وقال حفيده قرة بن محمد: أدركته شيخا كبيرا. وكان يقال
إنه مستجاب الدعاء، رحمه الله.
(18/253)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 254
4 (حرف الخاء)
خالد بن عبد السلام بن خالد. أبو يحيى المصري. جالس الليث بن سعد. وسمع: رشدين بن
سعد، وابن وهب، والفضل بن المختار. روى عنه: الربيع الجيزي، وأبو حاتم الرازي
وقال: صالح الحديث، ومحمد بن محمد بن الأشعث. وتوفي في المحرم سنة أربع وأربعين
ومائتين.) خالد بن عقبة بن خالد ن. أبو عقبة السكوني الكوفي. سمع: أباه، والحسن
الجعفي، وأبا أسامة. وعنه: ن.، ومطين، وأبو العباس السراج، وغيرهم. وثقه ابن حبان.
(18/254)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 255
وقال مطين: توفي سنة سبع وأربعين. خالد بن يوسف بن خالد بن عمر السمتي. أبو الربيع
البصري. والسمتي لقب لأبيه. روى عن: أبيه. وعن: أبي عوانة، وفضيل بن سليمان، وعبد
الله بن رجاء المكي، وآخرين. وعنه: عبدان الأهوازي، ومحمد بن أحمد بن عمرو
الإصبهاني، ومحمد بن هارون الحضرمي، ومحمد بن إسماعيل البهلاني، وأبو غسان أحمد بن
سهل الأهوازي، وطائفة. ذكره ابن عدي وحسن حاله. وفي بعض حديثه النكرة. وأما أبوه
فساقط. توفي خالد سنة تسع وأربعين ومائتين. خازم بن خزيمة البخاري. أبو خزيمة.
(18/255)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 256
عن: خليد بن حسان. وعنه: أسلم بن بشر، ومحمد بن الحسين بن غزوان، وأحمد بن الجنيد،
وحفص بن داود الربعي، ونصر بن الحسين. قال السليماني: فيه نظر. الخضر بن زياد بن
المغيرة بن زياد الموصلي. سمع: أباه، وعبد الوهاب بن عطاء، ومعتمر بن سليمان.
وعنه: ابنه مغيرة. قال يزيد بن محمد الأزدي: توفي سنة نيف وأربعين ومائتين. خلاد
بن أسلم البغدادي الصفار ت. ن.) أبو بكر. سمع: هشيم بن بشر، ومروان بن شجاع، وعبد
العزيز الدراوردي. وعنه: ت. ن.، ويحيى بن صاعد، والمحاملي، وجماعة. وكان ثقة. توفي
سنة تسع وأربعين في جمادى الآخرة بسامراء. وكان ذا جود وسخاء. الخليل بن عمرو
البغوي ق.
(18/256)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 257
حدث ببغداد. عن: شريك القاضي، وعيسى بن يونس، وجماعة. وعنه: ق.، وعلي بن سعيد بن
بشير الرازي، وأبو القاسم البغوي، وقاسم المطرز، وغيرهم. قال الخطيب: ثقة. توفي
سنة اثنتين وأربعين في صفر.
(18/257)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 258
4 (حرف الدال)
دعبل بن علي بن رزين بن عثمان بن عبد الله الخزاعي.
(18/258)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 259
أبو علي الشاعر المشهور. قيل: إنه من ولد بديل بن ورقاء، فالله أعلم. له ديوان
مشهور، وكتاب في طبقات الشعراء. وكان يكون ببغداد. وقيل: هو كوفي. وقيل: اسمه
محمد، ودعبل لقب له، وهو البعير المسن. ويقال للشيء القديم دعبل. روى عن: مالك بن
أنس، وشريك. وحكى عن: الواقدي، والمأمون. وقيل: إنه روى عن: شعبة، وسفيان الثوري،
ولا يصح ذلك. روى عنه: أحمد بن أبي دؤاد القاضي، ومحمد بن موسى البربري، وأخوه علي
بن علي. وحديثه يقع عاليا في جزء الحفار. وقد سار إلى خراسان، فنادم عبد الله بن
طاهر فأعجب به ووصله بأموال كثيرة، قيل إنها بلغت ثلاثمائة ألف درهم. وقال ابن
يونس: قدم دعبل مصر هاربا من المعتصم لكونه هجاه، وخرج إلى المغرب. وقال الخطيب:
روى دعبل، عن مالك، وغيره، وكل ذلك باطل، تراها من وضع ابن أخيه إسماعيل.) وكان
دعبل أطروشا وفي ظهره سلعة. ومن شعره قوله:
(وقائلة لما استمرت بنا النوى .......... ومحجرها فيه دم ودموع)
(ترى يقضى للسفر الذين تحملوا .......... إلى بلد فيه السخى رجوع.)
(18/259)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 260
(فقلت ولم أملك سوابق عبرة .......... نطقت بما ضمت عليه ضلوع)
(تأن فكم دار تفرق شملها .......... وشمل شتيت عاد وهو جميع)
(كذاك الليالي صرفهن كما ترى .......... لكل أناس جدبة وربيع)
وقال ابن قتيبة: سمعت دعبلا يقول: دخلت على المعتصم فقال: يا عدو الله، أنت الذي
تقول في بني العباس إنهم في الكتب سبعة وأمر بضرب عنقي. وما كان في المجلس إلا من
هو عدوي، وأشدهم علي ابن شكلة، ويعني إبراهيم بن مهدي، فقال: يا أمير المؤمنين أنا
الذي قلت هذا ونميته إلى دعبل. فقال: وما أردت بهذا قال: لما تعلم من العداوة
بيننا. فأردت أن أشيط بدمه. فقال: أطلقوه. فلما كان بعد مدة، قال لابن شكلة: سألتك
بالله، أنت الذي قلته قال: لا والله يا أمير المؤمنين، ولكن رحمته. وورد أن دعبلا
هجا الرشيد، والمأمون، وطاهر بن الحسين، وبني طاهر. وكان خبيث اللسان رافضيا هجاء.
وله في المعتصم:
(ملوك بني العباس في الكتب سبعة .......... ولم تأتنا في ثامن منهم الكتب)
(كذاك أهل الكهف في الكهف سبعة .......... غداة ثووا فيه وثامنهم كلب)
(وإني لازهي كلبهم عنك رغبة .......... لأنك ذو ذنب وليس له ذنب)
(لقد ضاع أمر الناس حيث يسوسهم .......... وصيف وأشناس وقد عظم الخطب)
(18/260)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 261
(وإني لأرجو أن ترى من مغيبها .......... مطالع شمس قد يغص بها الشرب)
(وهمك تركي عليه غلالة .......... وهم سواك الطعن في الروع والضرب)
وهجا ابن أبي دؤاد بعد كثرة إنعامه عليه، حتى قيل إنه هجا خزاعة قبيلته، فقال:)
(أخزاع غيركم الكرام فأقصروا .......... وضعوا أكفكم على الأفواه)
(الراتقين ولات حين مراتق .......... والفاتقين شرائع الأستاه)
وله يهجو الحسن بن رجاء، وبني هشام، ودينار بن أكثم جملة:
(لا تشتروا مني ملوك المخرم .......... أبع حسنا وبني هشام بدرهم)
(واعط رجاء بعد ذلك زيادة .......... وأغلط بدينار بغير تندم)
(فإن رد من عيب علي جميعهم .......... فليس يرد العيب يحيى بن أكثم)
وله يهجو أخاه ويهجو نفسه:
(مهدت له ودي صغيرا ونصرتي .......... وقاسمته مالي وبوأته حجري)
(قد كان يكفيه من العيش كله .......... رجاء ويأس يرجعان إلى فقر)
(وفيه عيوب ليس يحصى عدادها .......... فأصغرها عيب يجل عن الفكر)
(ولو أنني أبديت للناس بعضها .......... لأصبح من بصق الأحبة في بحر)
(18/261)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 262
(فدونك عرضي فآهج حيا وإن أمت .......... فبالله إلا ما خريت على قبري)
وله يهجو امرأته:
(يا من أشبهها بحمى نافض .......... قطاعة للظهر ذات زئير)
(يا ركبتي جمل وساق نعامة .......... وزنبيل كناس، ورأس بعير)
(صدغاك قد شمطا، ونحرك يابس .......... والصدر منك كجؤجؤ الطنبور)
(قبلتها فوجدت طعم لثاتها .......... فوق اللثام كلسعة الزنبور)
وله الأبيات الشهيرة التي منها قوله:
(أين الشباب وأية سلكا .......... لا، أين يطلب، ضل، بل هلكا)
(لا تعجبني يا سلم من رجل .......... ضحك المشيب برأسه فبكا)
(لا تأخذي بظلامتي أحد .......... طرفي وقلبي في دمي اشتركا)
(يا ليت شعري كيف نومكما .......... يا صاحبي إذا دمي سفكا)
وله:
(علم تحكيم وشيب مفارق .......... طلسن ريعان الشباب الرائق)
(وإمارة من دولة ميمونة .......... كانت على اللذات أشغب عائق)
)
(والآن لا أغدو ولست برائح .......... في كبر معشوق وذلة عاشق)
(أنى يكون وليس ذاك بكائن .......... يرث الخلافة فاسق عن فاسق)
(نعر ابن شكلة بالعراق وأهله .......... فهفا إليه كل أطلس مائق)
(18/262)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 263
(إن كان إبراهيم مضطلعا بها .......... فلتصلحن من بعده لمخارق)
فلما بلغت هذه الأبيات للمأمون ضحك وقال: قد غفرنا لدعبل كل ما هجانا به. وآمنه،
فسار دعبل إليه ومدحه لكون المأمون كان يتشيع، فإنه عهد إلى الرضا، وكتب اسمه على
السكة. وأقبل يجمع ما جاء في فضائل أهل البيت. وكان دعبل أول داخل إليه وآخر خارج
من عنده. فلم ينشب أن هجا المأمون، وبعث إليه بهذه الأبيات:
(ويسومني المأمون خطة ظالم .......... أو ما رأى بالأمس رأي محمد)
(إني من القوم الذين سيوفهم .......... قتلت أخاك، وشرفتك بمقعد)
(شادوا بذكرك بعد طول خموله .......... واستنقذوك من الحضيض الأوهد)
ثم إنه مدح المعتصم ونفق عليه وأجزل له الصلات، فما لبث أن هجاه وهرب. وله القصيدة
الطنانة في أهل البيت تدل على رفضه:
(مدارس آيات خلت من تلاوة .......... ومنزل وحي مقفر العرصات)
(لآل رسول الله بالخيف من منى .......... وبالركن والتعريف والجمرات)
(ألم تر أني مذ ثلاثين حجة .......... أروح وأغدو دائم الحسرات)
(أرى فيئهم في غيرهم متقسما .......... وأيديهم من فيئهم صفرات)
(وآل رسول الله نحف جسومهم .......... وآل زياد غلظ الرقبات)
(بنات زياد في القصور مصونة .......... وبنت رسول الله في الفلوات)
ولولا الذي أرجوه في اليوم أو غد تقطع قلبي إثرهم حسرات
(18/263)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 264
وهي قصيدة طويلة. توفي سنة ست وأربعين، عن بضع وتسعين سنة. ويقال إنه هجا مالك بن
طوق، فجهز عليه من ضربه بعكاز مسموم في قدمه، فمات من ذلك بعد يوم. ومات بالطيب من
ناحية واسط. وما أحلى قول عبد الله بن طاهر الأمير: دعبل قد حمل جذعه على عنقه ولا
يجد من يصلبه عليه. ولام رجل هاشمي دعبلا في هجائه الخلفاء فقال: دعني من فضولك
أنا والله استصلب منذ سبعين سنة، وما وجدت) أحدا يجود لي بخشبة. دهثم بن خلف. أبو
سعيد الرملي. حدث ببغداد عن: ضمرة بن ربيعة، وأيوب بن سويد، وجماعة. وعنه: ابن أبي
الدنيا، وعبد الله بن ناجية، ونصر بن القاسم الفوضي، وآخرون.
(18/264)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 265
4 (حرف الذال)
ذو النون المصري الزاهد، رحمة الله عليه. اسمه ثوبان بن إبراهيم، ويقال أبو الفيض
بن أحمد، ويقال ابن إبراهيم أبو الفيض، ويقال أبو الفياض الإخميمي. وأبوه نوبي.
روى عن: مالك، والليث، وابن لهيعة، وفضيل بن عياض، وسفيان بن عيينة، وسلم الخواص،
وجماعة.
(18/265)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 266
وعنه: أحمد بن صبيح الفيومي، وربيعة بن محمد الطائي، ورضوان بن محيميد، ومقدام بن
داود الرعيني، والحسن بن مصعب النخعي، والجنيد بن محمد، وغيرهم. روى سليمان بن
أحمد الملطي وهو ضعيف ثنا أبو قضاعة ربيعة بن محمد، ثنا ثوبان بن إبراهيم، نا
الليث بن سعد، فذكر حديثا. وقال محمد بن يوسف الكندي في كتاب الموالي من أهل مصر:
ومنهم ذو النون بن إبراهيم الإخميمي مولى لقريش. وكان أبوه نوبيا. وقال الدارقطني:
روى عن مالك أحاديث فيها نظر، وكان واعظا. وقال ابن يونس: كان عالما فصيحا حكيما،
أصله من النوبة. توفي في ذي القعدة سنة خمس وأربعين. وقال السلمي: حمل ذو النون
إلى المتوكل على البريد من مصر ليعظه سنة أربع وأربعين. وكان إذا ذكر بين يدي
المتوكل أهل الورع بكى. وقال يوسف بن أحمد البغدادي: كان أهل ناحيته يسمونه
الزنديق، فلما مات أظلت الطير جنازته، فاحترموا بعد ذلك قبره. وقال أبو القاسم
القشيري: كان رجلا نحيفا تعلوه حمرة، ليس بأبيض اللحية. وقيل كانت تعلوه صفرة.)
وعن أيوب مؤذن ذي النون قال: أتى أصحاب المطالب ذا النون، فخرج معهم إلى قوص وهو
شاب، فحفروا قبرا، فوجدوا فيه لوحا فيه اسم الله الأعظم، فأخذه ذو النون، وسلم
إليهم ما وجدوا.
(18/266)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 267
وقال يوسف بن الحسين الرازي: حضرت مجلس ذي النون فقيل: يا أبا الفيض ما كان سبب
توبتك قال: أردت الخروج إلى قرى مصر فنمت في الصحراء ففتحت عيني فإذا أنا بقبرة
عمياء معلقة بمكان، فسقطت من وكرها، فآنشقت الأرض، فخرج منها سكرجتان ذهب وفضة، في
أحديهما: سمسم، وفي الأخرى ماء، فأكلت وشربت. فقلت: حسبي، قد تبت. ولزمت الباب إلى
أن قبلني. وفي كتاب المحن للسلمي أن ذا النون أول من تكلم ببلدته في ترتيب الأحوال
ومقامات أهل الولاية. أنكر عليه عبد الله بن عبد الحكم، وكان رئيس مصر، وكان يذهب
مذهب مالك، ولذلك هجره علماء مصر، حتى شاع خبره، وأنه أحدث علما لم يتكلم فيه
السلف. وهجروه حتى رموه بالزندقة. قال: فدخل عليه أخوه فقال: إن أهل مصر يقولون
أنت زنديق. فأنشأ يقول:
(وما لي سوى الإطراق والصمت حيلة .......... ووضعي كفي خدي وتذكاري)
قال: وقال محمد بن يعقوب بن الفرجي: كنت مع ذي النون في الزورق، فمر بنا زورق آخر،
فقيل لذي النون: إن هؤلاء يمرون إلى السلطان يشهدون عليك بالكفر. فقال: اللهم إن
كانوا كاذبين فغرقهم. فآنقلب الزورق وغرقوا. فقلت له: إحسب أن هؤلاء قد مضوا
يكذبون، فما بال الملاح قال: لم حملهم وهو يعلم قصدهم. لأن يقفوا بين يدي الله
غرقى خير لهم من أن يقفوا شهود زور. ثم انتفض وتغير وقال: وعزتك لا أدعو على خلقك
بعد هذا. ثم دعاه أمير مصر وسأله عن اعتقاده، فتكلم، فرضي أمره، وكتب به إلى
(18/267)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 268
المتوكل، فأمر بإحضاره، فحمل على البريد. فلما سمع كلامه ولع به، وأحبه وأكرمه،
حتى أنه لو كان إذا ذكر العلماء يقول: إذا ذكر الصالحون فحي هلا بذي النون. وقال
علي بن حاتم: سمعت ذا النون يقول: القرآن كلام الله غير مخلوق. وقال يوسف بن
الحسين: سمعت ذا النون يقول: مهما تصور في وهمك، فالله بخلاف ذلك. وقال: سمعت ذا
النون يقول: الاستغفار اسم جامع لمعان كثيرة، أولهن: الندم على ما مضى، والثاني:
العزم على ترك الرجوع، والثالث: أداء كل فرض ضيعته فيما بينك وبين الله، والرابع:
رد المظالم في الأموال والأعراض) والمصالحة عليها، والخامس: إذابة كل لحم ودم نبت
على الحرام، والسادس: إذاقة البدن ألم الطاعة كما وجدت حلاوة المعصية. وعن عمرو
السراج قال: قلت لذي النون كيف خلصت من المتوكل وقد أمر بقتلك قال: لما أوصلني
الغلام إلى الستر رفعه ثم قال لي: ادخل. فنظرت فإذا المتوكل في غلالة مكشوف الرأس،
وعبيد الله قائم على رأسه متكيء على السيف. فعرفت في وجوه القوم الشر. ففتح لي
باب، فقلت في نفسي: يا من ليس في السموات قطرات ولا في البحار قطرات، ولا في ديلج
الرياح دلجات، ولا في الأرض خبيئات، ولا في قلوب الخلائق خطرات إلا وهي عليك
دليلات، ولك شاهدات، وبربوبيتك معترفات، وفي قدرتك متحيرات. فبالقدرة التي تجير
بها من في الأرض والسموات إلا صليت على محمد وآل محمد، وأخذت قلبه مني. فقام إلي
المتوكل يخطو، حتى اعتنقني وقال: أتعبناك يا أبا الفيض. إن تشأ تقيم عندنا فأقم،
وإن تشأ أن تنصرف فآنصرف. فاخترت الانصراف.
(18/268)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 269
وقال يوسف بن الحسين، حضرت مع ذي النون مجلس المتوكل، وكان مولعا به يفضله على
العباد والزهاد، فقال: يا أبا الفيض صف لي أولياء الله. قال: يا أمير المؤمنين هم
قوم ألبسهم الله النور الساطع من محبته، وجللهم بالبهاء من أردية كرامته، ووضع على
مغارقهم تيجان مسرته، ونشر لهم المحبة في قلوب خليقته، ثم أخرجهم وقد ودع القلوب
ذخائر الغيوب، فهي معلمة بمواصلة المحبوب، فقلوبهم إليه سائرة، وأعينهم إلى عظيم
جلاله ناظرة. ثم أجلسهم بعد أن أحسن إليهم على كراسي طلب المعرفة بالدواء، وعرفهم
منابت الأدواء، وجعل تلاميذهم أهل الورع والتقى، وضمن لهم الإجابة عند الدعاء،
وقال: يا أوليائي لو أتاكم عليل من فرقي فداووه، أو مريض من إرادتي فعالجوه، أو
مجروح بتركي إياه فلاطفوه، أو فار مني فرغبوه، أو خائف مني فأمنوه، أو مستوصف نحوي
فأرشدوه، أو مسيء فعاتبوه. أو استغاث بكم ملهوف فأغيثوه. في فصل طويل. ولذي النون
ترجمة طويلة في تاريخ دمشق، وأخرى في حلية الأولياء. وما أحسن قوله: العارف لا يلتزم
حالة واحدة، ولكن يلتزم أمر ربه في الحالات كلها. قد تقدمت وفاته في سنة خمس. وكذا
ورخه عبيد الله بن سعيد بن عفير. وأما حيان بن أحمد السهمي فقال: مات بالجيزة وعدي
به إلى مصر في مركب خوفا من زحمة الناس على الجسر) لليلتين خلتا من ذي القعدة سنة
ست وأربعين.
(18/269)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 270
وقال آخر: سنة ثمان وأربعين. والأول أصح. وقد قارب السبعين أو جازها.
(18/270)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 271
4 (حرف الراء)
راشد بن سعيد ق. أبو بكر المقدسي. حدث سنة ثلاث وأربعين عن: الوليد بن مسلم، وضمرة
بن ربيعة. وعنه: ق.، وأبو حاتم الرازي، وعبد الله بن محمد بن مسلم المقدسي. وقال
أبو حاتم: صدوق. كتبت عنه ببيت المقدس. رباح بن جراح. أبو الوليد العبدي الموصلي،
صاحب الزهد والمواعظ. عن: المعافى بن عمران، وعفيف بن سالم، والقاسم بن يزيد الجرمي،
وزيد بن أبي الزرقاء، وسابق الموصلي، وعمر بن أيوب، وجماعة. وعنه: أحمد بن بشر،
وأبو يعلى الموصلي، وغيرهما.
(18/271)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 272
وكتب عنه: يحيى بن معين مع جلالته وتقدمه. قال الأزدي: كان صالحا خاشعا ذا قدر
ومحل. توفي سنة نيف وأربعين ومائتين. قلت: وآخر من روى عنه: يحيى بن محمد بن صاعد.
وكان ثقة. وثقه الخطيب وقال: حدث ببغداد سنة ست وأربعين. وممن روى عنه: أبو بكر بن
أبي الدنيا، والحسن بن الحسين الصواف المقريء. وكان حفظه للرقائق، رحمه الله.
الربيع بن نافع خ. م. د. ن. ق. أبو توبة الحلبي نزيل طوسوس. عن: معاوية بن سلام،
وشريك، وأبي الأحوص، وأبي المليح الرقي
(18/272)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 273
الحسن بن عمر، وعبيد الله بن عمرو، والهيثم بن حميد، وإسماعيل بن عياش، وإبراهيم
بن سعد، ويزيد بن المقدام، وابن المبارك، وطائفة. وعنه: د. فأكثر، وخ. م. ن. ق. عن
رجل عنه، وأحمد بن حنبل، والحسن بن الصباح، والدارمي، وأبو حاتم، ويزيد) بن جهور،
ويعقوب الفسوي، وأحمد بن خليد الحلبي، وآخرون. قال أبو حاتم: ثقة. وقال أبو داود:
قدم أبو توبة الكوفة ولم يقدم البصرة. وكان يحفظ الطوال يجيء بها. ورأيته يمشي
حافيا وعلى رأسه طويلة. قال: وكان يقال إنه من الأبدال، رحمه الله. قلت: هو ى خر
من حدث عن معاوية بن سلام. قال الفسوي: مات سنة إحدى وأربعين ومائتين. رجاء بن
محمد ق. ن. أبو الحسن العذري البصري السقطي. عن: عبد الصمد بن عبد الوارث، وسعيد
بن عامر الضبعي. وعنه: ت. ن.، وجعفر الفريابي، وابن خزيمة، وآخرون. ولا أعلم متى
توفي. وقد سمع منه أبو حاتم والكبار.
(18/273)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 274
رجاء بن مرجى د. ق. أبو محمد الحافظ. ويقال أبو أحمد المروزي، ويقال السمرقندي. نزيل
بغداد. سمع: النضر بن شميل، ويزيد بن أبي حكيم العدني، وأبا نعيم، ومسلم بن
إبراهيم، وأبا اليمان، وعبد الله بن رجاء، وخلقا. وعنه: د. ق. وأحمد بن محمد بن
أبي شيبة البزاز، وعمر بن محمد بن بجير، وأبو العباس السراج، ويحيى بن صاعد،
والقاضي المحاملي، وطائفة. قال الدارقطني: حافظ ثقة. وقال الخطيب: كان ثقة ثبتا
إماما في علم الحديث وحفظه والمعرفة به. وقال البخاري: مات ببغداد في غرة جمادى
الأولى سنة تسع وأربعين ومائتين. روح بن حاتم البغدادي البزاز.
(18/274)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 275
عن: إسماعيل بن عياش، وهشيم، وزياد البكائي، وجماعة. وعنه: أبو بكر بن أبي الدنيا،
وأبو يعلى، وأبو صخرة الكاتب.) وحدث سنة إحدى وأربعين. ضعفه ابن معين، ومشاه غيره.
روح بن عصام بن يزيد الإصبهاني. المعروف بابن جبر. وكان أبوه جبر يخدم سفيان
الثوري. عن: أبيه، وشريك بن عبد الله، وعباد بن عباد، وأبي الأحوص، وهشيم. وكان بع
صمم، وهو أسن من أخيه محمد بن عصام. روى عنه: أبو غسان محمد بن أحمد الزاهد، ومحمد
بن يحيى بن مندة، وأحمد بن الحسين الأنصاري، وإسماعيل بن محمد بن عصام ولد أخيه.
(18/275)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 276
4 (حرف الزاي)
زكريا بن يحيى بن صالح م. أبو يحيى القضاعي المصري الحرسي. كاتب العمري القاضي.
واسم العمري: عبد الرحمن بن عبد الله بن مغفل بن فضالة، ورشدين بن سعد، ونافع بن
يزيد، وغيرهم. وعنه: م.، وأحمد بن محمد بن الحجاج الرشديني، والحسين بن إدريس الهروي،
ومحمد بن زبان بن حبيب، وإسماعيل بن داود بن وردان، وجماعة. وكان من كبار عدول
مصر. قال ابن يونس: توفي في شعبان سنة اثنتين وأربعين ومائتين. زياد بن عبد
الرحمن. أبو محمد النيسابوري، وإليه ينسب ميدان زياد. رحل وسمع بالكوفة: عبد الله
بن نمير، وأبا أسامة، وجماعة. وعنه: الحسين البناني، وإبراهيم بن أبي طالب.
(18/276)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 277
وقال محمد بن سليمان بن خالد: سمعت زيادا يقول: أتيت يونس بن بكير فسألني: من أين
قلت: من نيسابور. قال: من تقدمون من الرجلين يعني عليا، وعثمان. قلت: عثمان. قال:
وتمطرون) توفي زياد في رجب سنة سبع وأربعين. زيادة الله بن إبراهيم بن محمد بن
الأغلب بن إبراهيم. أبو محمد التميمي الأغلبي أمير القيروان وابن أمرائها. ولي بعد
أبيه سنة كاملة، ومات شابا في ذي القعدة سنة خمسين، وولي الأمر ابن أخيه محمد بن
أحمد. زيد بن بشر بن زيد. أبو البشر الأزدي، وقيل الحضرمي. رأى عبد الله بن لهيعة.
وسمع: ابن وهب، ورشدين بن سعد، وأشهب بن عبد العزيز. وكان أحد فقهاء المغرب. روى
عنه: أبو زرعة الرازي وقال: ثقة رجل صالح عاقل، خرج إلى المغرب فمات هناك. وروى
عنه: سليمان بن سالم، ويحيى بن عمر، وسعيد بن أبي إسحاق المغاربة.
(18/277)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 278
وكان أحد الكرماء الأجواد. قال أبو العرب: كان سبب خروجه من مصر المحنة بخلق
القرآن. وقال ابن يونس: توفي بتونس سنة اثنتين وأربعين. وقال أبو عمر الكندي: كان
زيد بن بشر من صليبة الأزد، وكانت أم أبيه مولاة لحضرموت، فأعتق بشرا عبد الله بن
يزيد الحضرمي، وربي زيد بن بشر في حجر ابن لهيعة، وما سمع منه شيئا. وقال يحيى بن
عثمان: كان فقيها من أكابر أصحاب ابن وهب. زيد بن الحريش الأهوازي. عن: عمران بن
عيينة الهلالي، وعبد الوهاب بن عطاء، وجماعة. وعنه: عبدان الأهوازي، وإبراهيم بن
يوسف الهسنجاني، وغيرهما. توفي سنة إحدى وأربعين. وكان صاحب حديث. زيد بن سنان
الأسدي. أبو سنان القيرواني. كان فقيها إماما مفتيا صالحا. سمع: ابن عيينة، وعبد
الرحمن بن القاسم، وأبا ضمرة. وعاش تسعين سنة. وكان يخدم نفسه، ويحمل خبزه إلى
الفرن.) توفي سنة أربع وأربعين. زيد بن أبي موسى المروزي. عن: نوح بن أبي مريم
الفقيه، وأبي غانم يونس بن رافع. وعنه: بيان بن عمرو البخاري، وحنش بن حرب
البيكندي، وغيرهما. توفي سنة خمسين ومائتين.
(18/278)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 279
4 (حرف السين)
سختويه بن الجنيد. أبو عبد الله الجرجاني الدباغ. رحال جوال. سمع: عبد الرزاق،
وأبا داود الطيالسي، وأبا عاصم، وطبقتهم. وعنه: عبد الرحمن بن عبد المؤمن، وأبو
عمران بن هانيء، ومحمد بن إبراهيم الرقاق الجرجانيون. ولا أعلم فيه جرحا. سعيد بن
العباس. أبو عثمان الرازي الزاهد. من سادة الصوفية. قال أبو نعيم الحافظ: له كلام
في المبسوط في مصنفاته، وله من كثرة الحديث مسانيد وتفسير ما يقارب الأئمة في
الكثرة. حدث عن: أبي نعيم، ومكي بن إبراهيم، والحميدي، وجماعة. ثم روى فصلا طويلا
من كلامه في الزهد. سعيد بن عبد الرحمن ت. ن.
(18/279)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 280
أبو عبيد الله المخزومي المكي. سمع: سفيان بن عيينة، والحسن بن زيد بن علي بن
الحسين، وعبد الله بن الوليد العدني، وجماعة. وعنه: ت. ن.، ويحيى بن صاعد، وابن
خزيمة، وطائفة. وثقه النسائي. وتوفي سنة تسع وأربعين. سعيد بن عثمان الكريزي. عن:
حفص بن غياث، وغندر، ويحيى القطان.) وعنه: يوسف بن محمد المؤدب، ومحمد بن أحمد بن
مزيد الزهري الإصبهانيان. له مناكير. سعيد بن الفرج ن. أبو النضر البلخي. عن: أبي
النضر هاشم بن القاسم، ويحيى بن أبي بكير. وعنه: ن.، وعبد الله بن محمد البلخي،
ومحمد بن شاذان النيسابوري.
(18/280)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 281
قال النسائي: لا بأس به. توفي بمكة سنة إحدى وأربعين ومائتين. سعيد بن وهب
الإصبهاني الجرواني الحافظ. رحل وسمع: مسلم بن إبراهيم، وعمرو بن حكام، وأبا عمر
الحوضي، وسليمان بن حرب، وخلقا. وعنه: محمد بن أحمد الزهري، وأبو عبد الرحمن
المقريء الإصبهانيان. سعيد بن يحيى بن الأزهر م. ق. أبو عثمان الواسطي. سمع: ابن
عيينة، ووكيعا، وجماعة. وعنه: م. ق. وأبو خبيب العباس بن البرتي، وعمران بن موسى السختياني،
وغيرهم. توفي سنة أربع وأربعين. ووثقه علي بن الحسين بن الجنيد. سعيد بن يحيى بن
سعيد بن أبان ع. إلا ق.
(18/281)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 282
أبو عثمان الأموي البغدادي. سمع: أباه، وأعمامه عبدا ومحمدا، وعبيدا، وعبد الملك
بن المبارك، وعبد الله بن إدريس. وعنه: الستة سوى ق.، وأبو يعلى الموصلي، وابن
صاعد، والقاضي المحاملي، وخلق. وثقه النسائي، وغيره. ومات في ذي القعدة سنة تسع
وأربعين. سعيد بن يعقوب د. ت. ن. أبو بكر الطالقاني.)
(18/282)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 283
عن: حماد بن زيد، وخالد بن عبد الله الطحان، وإسماعيل بن عياش، وطائفة. وعنه: د.
ت. ن.، وأبو بكر بن أبي الدنيا، والفريابي، وأبو العباس السراج، وطائفة. قال أبو
حاتم: صدوق. توفي سنة أربع وأربعين. وكان يحفظ ويذاكر الأئمة. سفيان بن زياد
الرصافي المخرمي. عن: عيسى بن يونس. وعنه: عباس الدوري، وتمتام، وغيرهما. وثقه
الخطيب. سفيان بن محمد المصيصي.
(18/283)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 284
عن: يوسف بن أسباط، وعبد الله بن وهب، وهشيم، وجماعة. وعنه: الحسين بن فهم، وأحمد
بن إسحاق بن بهلول، وآخرون. قال الدارقطني: لا شيء. وقال أبو حاتم: كتبت عنه، وهو
ضعيف لا أحدث عنه. وقال ابن عدي: يسرق الحديث. سفيان بن وكيع بن الجراح ت. ق. أبو
محمد الرؤاسي الكوفي. يروي عن: أبيه، وجرير بن عبد الحميد، وأبي خالد الأحمر، وعبد
السلام بن حرب، وحفص بن غياث، وخلق كثير. وعنه: ت. ق.، ومحمد بن جرير الطبري، وأبو
عروبة الحراني، ويحيى بن صاعد، وطائفة آخرهم أبو علي أحمد بن محمد الباشاني.
(18/284)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 285
قال البخاري: يتكلمون فيه لأشياء لقنوه إياها. وقال أبو زرعة: لا يشتغل به. كان
يتهم. وقال ابن أبي حاتم: أشار عليه أبي أن يغير وراقه فإنه أفسد حديثه، وقال له:
لا تحدث إلا من أصولك. فقال: سأفعل. ثم تمادى وحدث بأحاديث أدخلت عليه.)
(18/285)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 286
توفي سنة سبع وأربعين في ربيع الآخر. سلمة بن الخليل. أبو عمرو الكلاعي الحمصي.
وعنه: ابن جوصا، والعباس بن الخليل الطائي. ولم يذكره ابن أبي حاتم. وما علمت فيه
ضعفا. سلمة بن شبيب م. ع.
(18/286)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 287
الحافظ أبو عبد الرحمن الحجري المسمعي النيسابوري. نزيل مكة، رحال جوال. سمع: زيد
بن الحباب، ويزيد بن هارون، وعبد الرزاق، ومحمد بن يوسف الفريابي، وأبا داود
الطيالسي، وحفص بن عبد الرحمن النيسابوري، وحجاج بن محمد، وأبا المغيرة الحمصي،
وخلقا. وعنه: الستة إلا البخاري، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وعبد الله بن أحمد بن
حنبل، وعلي بن أحمد علان المصري، وحاتم بن محبوب الهروي، والحسن بن محمد بن دكة
الإصبهاني، ومحمد بن هارون الروياني، وخلق. ومن القدماء: أحمد بن حنبل أحد شيوخه.
قال النسائي: ليس به بأس. قال أبو نعيم: قدم إصبهان سنة اثنتين وأربعين. وحدث بها.
وعن: سلمة بن شبيب قال: بعت داري بنيسابور، وأردت التحول إلى مكة بعيالي، فقلت
أصلي أربع ركعات وأودع عمار الدار. فصليت وقلت: يا عمار الدار سلام عليكم، فإنا
خارجون إلى مكة نجاور بها. فسمعت هاتفا يقول: وعليكم السلام يا سلمة، ونحن خارجون
من هذه الدار، فإنه بلغنا أن الذي اشتراها يقول: القرآن مخلوق. وذكر ابن أبي داود
أن سلمة توفي من أكلة فالوذج. توفي سلمة بن شبيب في رمضان سنة سبع وأربعين. قال
ابن يونس. وذكر أنه قدم مصر سنة ست وأربعين فحدث بها، رحمه الله.
(18/287)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 288
سليمان بن أبي شيخ. أبو أيوب الواسطي. عن: ابن عيينة، وعبد الله بن إدريس.) وعنه:
أبو بكر بن أبي الدنيا، وأحمد بن خيثمة، وجماعة. وثقه أبو داود. وكان إخباريا
نسابة. توفي سنة ست وأربعين ومائتين. سليمان بن عبيد الله بن عمرو الغيلاني م. ن.
أبو أيوب البصري. سمع: بهز بن أسد، وعبد الرحمن بن مهدي، ومسلم بن قتيبة، وأبا
عامر العقدي، وجماعة. وعنه: م. ن.، وأبو بكر بن أبي عاصم، وعبد الله بن ناجية،
وآخرون. توفي سنة ست وأربعين.
(18/288)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 289
سليمان بن عمر بن خالد بن الأقطع. أبو أيوب المخرمي مولاهم الرقي. سمع: ابن علية،
ويحيى بن سعيد الأموي، وطبقتهما. روى عنه: أبو عروبة، وطبقته. قال ابن أبي حاتم
فيه: العامري. روى عن: عيسى بن يونس، ومحمد بن سلمة، ومخلد بن الحسين. كتب عنه أبي
بالرقة. وقال الحاكم أبو أحمد: يكنى أبا عمر، ويقال أبو أيوب. ورخه أبو عروبة سنة
تسع وأربعين. سليمان بن يوسف بن صالح العقيلي الإصبهاني. عن: النعمان بن عبد
السلام. وعنه: ابنه أحمد. شيخ لأبي أحمد العسال. توفي سنة إحدى وأربعين ومائتين.
سهل بن صالح د. ن. أبو سعيد الأنطاكي البزاز.
(18/289)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 290
عن: أبي خالد الأحمر، وأبي معاوية الضرير، وغيرهما. وعنه: د. ن. وابن جوصا،
وإبراهيم بن متويه الإصبهاني، وأبو حاتم وقال: ثقة، والحسن بن أحمد بن فيل،
وجماعة.) سوار بن عبد الله بن سوار بن عبد الله بن قدامة د. ت. ن. أبو عبد الله
التميمي العنبري البصري قاضي الرصافة ببغداد. وهو من بيت العلم والقضاء. سمع: عبد
الوارث بن سعيد، ويزيد بن زريع، ومعتمر بن سليمان،
(18/290)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 291
وبشر بن المفضل، ويحيى القطان. وعنه: د. ت. ن.، وعبد الله بن أحمد، وابن صاعد،
وعلي بن عبد الحميد الغضائري، وطائفة. قال النسائي: ثقة. قلت: كان ظريفا مطبوعا
شاعرا محسنا. قال إسماعيل القاضي: دخل سوار القاضي على محمد بن طاهر فقال: أيها
الأمير إني جئت في حاجة رفعتها إلى الله قبل رفعها إليك. فإن قضيتها حمدنا الله
وشكرناك، وإن لم تقضها حمدنا الله وعذرناك. فقضى جميع حوائجه. قال أحمد بن المعدل:
كان سوار بن عبد الله القاضي قد خامر قلبه شيء من الوجد فقال:
(سلبت عظامي مخها فتركتها .......... عواري في أجلادها تتكسر)
(وأخليت منها مخها فكأنها .......... قوارير في أجوافها الريح تصفر)
(خذي بيدي ثم اكشفي الثوب تنظري .......... بلى جسدي لكنني أتستر)
مات سنة خمس وأربعين بعد أن عمي، وكان فقيها فصيحا مفوها، وافر اللحية. وقع لي
حديثه بعلو من رواية المخلص، عن ابن صاعد، عنه.
(18/291)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 292
4 (حرف الشين)
شجاع. فتاة المعتصم وأم المتوكل. كانت لها الحرمة الوافرة في دولة ابنها. وكانت
دينة كثيرة الصدقات والمعروف إلى الغاية. وبلغنا أنها خلفت من الذهب المصري خمسة
آلاف ألف دينار، هذا سوى الأثاث والجواري والعقار. توفيت سنة ست وأربعين، وقيل:
سنة سبع. شعيب بن سهل. أبو صالح الرازي القاضي شعبويه.
(18/292)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 293
ولاه أحمد بن أبي دؤاد قضاء بغداد، وكان من أعيان الجهمية وفضلائهم. وكان قد كتب
على باب مسجده القول بخلق القرآن، فوثب قوم من ذعار السنة فأحرقوا بيته ونهبوه،
فهرب، وذلك) في سنة سبع وعشرين. وعاش إلى سنة ست وأربعين. روى عن الصباح بن محارب.
وقد ذكره أحمد بن حنبل فقال: أخزاه الله كان يرى رأي جهم. رواها حرب، عنه. شيبة بن
الوليد بن سعيد. أبو محمد العثماني الدمشقي. عن: أبيه، وجده لأمه عبد الرحمن بن
علي بن العجلان، وعمه خالد. وعنه: أبو داود السجزي، وأبو طالب عبد الله بن أحمد بن
سوادة، وأحمد بن المعلى القاضي.
(18/293)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 294
4 (حرف الصاد)
صالح بن حرب أبو معمر. حدث ببغداد عن: عبد الأعلى بن عبد الأعلى، وسلام بن أبي
خبزة. روى عنه: أبو بكر بن أبي الدنيا، وابن ناجية، ومحمد بن جرير الطبري، وأبو
يعلى، وأبو العباس السراج. وهو صدوق. صالح بن مسمار السلمي المروزي م. ت. عن: شعيب
بن حرب، ومعاذ بن هشام، ووكيع، وسفيان بن عيينة، وابن أبي فديك، ومعن بن عيسى،
وجماعة. وعنه: م. ت.، وأبو حاتم وقال: صدوق، وابن خزيمة، وابن جرير الطبري،
وآخرون.
(18/294)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 295
توفي بكشميهن في رمضان سنة ست وأربعين. صالح بن عدي ن. أبو الهيثم النميري البصري
الذارع. عن: يزيد بن زريع، ومعتمر بن سليمان، والسميدع بن راهب. وعنه: ن.، وأبو
حاتم، وعمر بن بجير، ومحمد بن جرير، وآخرون. قال أبو حاتم: صدوق. صالح بن محمد بن
يحيى بن سعيد القطان ق.) أخو أحمد بن محمد. عن: عثمان بن عمر بن فارس، وعبيد الله
بن موسى، وخالد بن مخلد. وعنه: ق.، وأبو داود السجستاني في حديث مالك تأليفه،
وأحمد بن عمرو البزار، وأحمد بن يحيى التستري، وآخرون. صهيب بن عاصم. أبو محمد
القيسي الكرميني.
(18/295)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 296
عن: الفضيل بن عياض، وابن عيينة، ووكيع، وطبقتهم. وعنه: عامر بن المنتجع، وسيف بن
حفص، والطيب بن محمد الإستيخني. ورخه ابن ماكولا.
(18/296)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 297
4 (حرف الضاد)
الضحاك بن حجوة المنبجي. تالف. عن: ابن عيينة، ومحمد بن عبيد الطنافسي، وجماعة.
وعنه: عمر بن سنان، وصالح بن أصبغ المنبجيان. قال ابن عدي: منكر الحديث. وقال
الدارقطني: كان يضع الحديث.
(18/297)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 298
4 (حرف الطاء)
طاهر بن عبد الله بن طاهر بن الحسين الخزاعي المصعبي. أمير خراسان وابن أميرها.
حدث عن: سليمان بن حرب. روى عنه: قطن بن إبراهيم، وغيره. ولي الأمر بعد أبيه سنة
ثلاثين ومائتين من قبل الواثق. ومات في رجب سنة ثمان وأربعين. فولي خراسان ولده
محمد بن طاهر بعده. الطيب بن إسماعيل. أبو حمدون الذهلي البغدادي اللؤلؤي المقريء
العابد.)
(18/298)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 299
كان كبير الشأن كثير الورع. إماما في القراءة والتجويد. روى الحروف عن: الكسائي،
ويعقوب الحضرمي، ويحيى بن آدم. وقرأ على: إسحاق المسيبي، وعبيد الله بن موسى،
وحسين الجعفي. وروى عن: سفيان بن عيينة، وغير واحد. روى عنه: إسحاق بن سنين
الختلي، وسليمان بن يحيى الضبي، وأبو العباس بن مسروق، والقاسم بن أحمد القسري.
وقرأ عليه: أبو علي الحسن بن الحسين الصواف المقريء، والخضر بن الهيثم الطوسي، والقاسم
بن زكريا المطرز، وعبد الله بن الهيثم البلخي، والحسين بن شيرك الآدمي شيخ
المطوعي. نقل الخطيب في تاريخه أن أبا حمدون رحمه الله كان له صحيفة فيها أسماء
ثلاثمائة نفس من أصحابه، فكان يدعو لهم كل ليلة ويسميهم. فنام عنهم ليلة، فقيل له
في النوم: يا أبا حمدون لم تسرج مصابيحك. قال: فقعد ودعا لهم. وبلغنا أنه كان
يلتقط الأشياء المنبوذة، فيتقوت بها، رحمه الله.
(18/299)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 300
4 (حرف العين)
عامر بن أسيد بن واضح. أبو عمر الإصبهاني الواضحي. عن: معتمر بن سليمان، وسفيان بن
عيينة، ويحيى بن سعيد القطان، وجماعة. وعنه: أحمد بن محمود بن صبيح، والحسين بن
إسحاق الخلال الإصبهانيان. عامر بن سيار. عن: سليمان بن أرقم، وسوار بن مصعب، وعبد
الحميد بن بهرام، ومحمد بن عبد الملك المدني الطويل، وغيرهم. وعنه: حازم بن يحيى
الحلواني، وعمر بن الحسن الحلبي شيخ لأبي المظفر. قال أبو حاتم: هو مجهول. وقال
الخطيب أبو بكر: بلغني أنه توفي نحو سنة أربعين، أو بعد ذلك.
(18/300)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 301
قلت: وروى عنه بقي بن مخلد. عامر بن عمر. أبو الفتح الموصلي المقريء. الملقب
بأوقية. كان فصيحا مجودا لكتاب الله. قرأ على: يحيى بن المبارك اليزيدي.) وسمع من:
وكيع، وأبي أسامة، وغيرهما. وتصدر للإقراء، فتلا عليه جماعة منهم: أحمد بن سمعويه،
وعيسى بن رصاص، وأحمد بن مسعود السراج، وموسى بن جمهور. وروى عنه بعض الشيوخ قليلا
من الحديث. توفي سنة خمسين وقد أخذ القراءة أيضا عن العباس بن الفضل بالموصل. عباد
بن زياد الأسدي الساجي. عن: سفيان بن عيينة، وعثمان بن عمر بن فارس، وعمرو بن أبي
المقدام ثابت، ويحيى بن العلاء الرازي. وعنه: أبو بكر البزار في مسنده، وعبد الله
بن أحمد بن حنبل، وأبو داود السجنستاني في جمعه حديث مالك، وابنه أبو بكر بن أبي
داود فقال: صدوق أراه كان يتهم بالقدر. عباد بن يعقوب الرواجني خ. ت. ق.
(18/301)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 302
أبو سعيد الأسدي الكوفي. أحد رؤوس الشيعة. روى عن: شريك القاضي، وعباد بن العوام،
وإبراهيم بن محمد بن أبي يحيى المدني، وإسماعيل بن عياش، وعبد الله القدوس،
والحسين بن زيد بن علي العلوي، والوليد بن أبي ثور، وعلي بن هاشم بن البريد،
وطائفة. وعنه: خ. حديثا واحدا قرنه بغيره وت. ق.، وأحمد بن عمرو البزار، وصالح بن
محمد جزرة، وأبو بكر بن أبي داود، ومحمد بن علي الحكيم الترمذي، وابن صاعد، وابن
خزيمة، وطائفة. وروى عنه أبو حاتم وقال: شيخ ثقة. وقال الحاكم: كان ابن خزيمة
يقول: ثنا الثقة في روايته، المتهم في دينه عباد بن يعقوب. وقال ابن عدي: فيه غلو
في التشيع. سمعت عبدان يذكر عن الثقة أن عباد بن يعقوب كان يشتم السلف.
(18/302)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 303
قال ابن عدي: وقد روى أحاديث أنكرت عليه في فضائل أهل البيت ومثالب غيرهم. وقال
علي بن محمد الحسني، عن صالح جزرة: كان ابن يعقوب يشتم عثمان رضي الله عنه، وسمعته
يقول: الله أعدل من أن يدخل طلحة والزبير الجنة قاتلا عليا بعد أن بايعاه. وقال
القاسم بن زكريا المطرز: دخلت على عباد بالكوفة، وكان يمتحن من يسمع منه. قال: من
حفر البحر فقلت: الله خلق البحر. قال: هو كذلك، ولكن من حفره) فقلت: يذكر الشيخ.
فقال: حفره علي. فمن أجراه فقلت: الله. قال: هو كذلك، ولكن من أجراه قلت: يفيدني
الشيخ. قال: أجراه الحسين. وكان عباد بن يعقوب مكفوفا، فرأيت سيفا وجحفة، فقلت:
لمن هذا السيف قال: لي، أعددته لأقاتل به مع المهدي. فلما فرغت من سماع ما أردت
منه، دخلت عليه فقال: من حفر البحر فقلت: حفره معاوية، وأجراه عمرو بن العاص. ثم
وثبت وعدوت، فجعل يصيح: أدركوا الفاسق عدو الله فاقتلوه. قلت: هذه حكاية صحيحة
رواها ابن المظفر الحافظ، عن القاسم. قال محمد بن جرير: سمعت عباد بن يعقوب يقول:
من لم يتبرأ في صلاته كل يوم من أعداء آل محمد صلى الله عليه وسلم، حشره الله
معهم.
(18/303)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 304
قلت: هذا الكلام أبو جاد الرفض. فإن آل محمد عليه السلام قد عادى بعضهم بعضا على
الملك، كآل العباس، وآل علي، وإن تبرأت من آل العباس لأجل آل علي فقد تبرأت من آل
محمد، وإن تبرأت من آل علي لأجل آل العباس فقد تبرأت من آل محمد. وإن تبرأت من
الظالم منهما للآخر، فقد يكون الظالم علويا قاطبا، فكيف أبرأ قاطبا، فكيف أبرأ منه
وإن قلت: ليس في آل علي ظالم. فهو دعوى العصمة فيهم، وقد ظلم بعضهم بعضا. فبا لله
اسكتوا حتى نسكت، وقولوا ربنا آغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان الآية.
قال البخاري: مات في شوال سنة خمسين. عبادة المخنث. صاحب نوادر ومجون. كان ببغداد
في هذا العصر. قيل: إنه دخل على الواثق زمن محنة القرآن فقال: أعظم الله أجرك يا
أمير المؤمنين. قال: ويلك، فيمن قال: في القرآن.) قال: والقرآن يموت قال: أليس كل
مخلوق يموت بالله من يصلي بالناس التراويح
(18/304)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 305
. فقال: أخرجوه، وأخرجوه. وقيل: إن عبادة دخل على المتوكل، فتوعده بالضرب وقال:
تصفع إمام مسجد فقال: يا أمير المؤمنين دخلت وأنا مستعجل، فصلى بنا الصبح وطول،
وقرأ جزءا حتى كادت الشمس أن تطلع، وأنا أتقلب. فلما سلم قال: أعيدوا صلاتكم، فإني
كنت بلا وضوء. فصفعته واحدة. فضحك المتوكل. العباس بن عبد العظيم بن إسماعيل بن
توبة الحافظ ع. أبو الفضل العنبري البصري. عن: يحيى القطان، وعبد الرحمن بن مهدي،
ومعاذ بن هشام، وعبد الرزاق، وعمر بن يونس اليمامي، والنضر بن محمد، ويزيد بن
هارون، وأبي عاصم، وخلق. وعنه: ع. لكن البخاري تعليقا، وبقي بن مخلد، وعبدان
الأهوازي،
(18/305)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 306
وابن خزيمة، وعمر بن بجير، وزكريا الساجي، وطائفة. وقال النسائي: ثقة مأمون. وقال
محمد بن المثنى السمسار: كان من سادات المسلمين. وقال غيره: كان من عقلاء أهل
زمانه وفضلائهم. توفي سنة ست وأربعين. العباس بن الوليد بن صبح ق. أبو الفضل
السلمي الدمشقي الخلال. عن: الوليد بن مسلم، وعمر بن عبد الواحد، ومحمد بن عيسى بن
سميع، وعمرو بن هاشم البيروتي، وزيد بن يحيى بن عبيد الدمشقي، وأبو مسهر، وخلق من
الشاميين.
(18/306)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 307
وعنه: ق.، وأبو الجهم أحمد بن طلاب، والحسن بن سفيان، والحسن بن علي بن عوانة
الكفربطناني، وأبو بكر بن أبي داود، ومحمد بن تمام البهراني، وخلق. قال أبو حاتم:
شيخ. وقال غيره: كان عالما بالأخبار والرجال، فاضلا.) وقال عمرو بن دحيم: توفي في
صفر سنة ثمان وأربعين. عبد الله بن أحمد بن بشير بن ذكوان د. ق. أبو عمرو وأبو
محمد البهراني، مولاهم الدمشقي. مقريء دمشق وإمام جامعها. قرأ على أيوب بن تميم
المقريء، عن يحيى الذماري، عن ابن عامر. وتصدر للإقراء والحديث، فقرأ عليه خلق
منهم: أحمد بن يوسف التغلبي، ومحمد بن موسى الصوري، وهارون بن شريك الأخفش، ومحمد
بن قاسم الإسكندراني. وحدث عن: بقية، وسويد بن عبد العزيز، والوليد بن مسلم،
ووكيع،
(18/307)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 308
وعراك بن خالد المري، وضمرة بن ربيعة، وجماعة. وعنه: د. ق.، وابنه أبو عبيدة أحمد
بن عبد الله، وعثمان بن خرزاد، وإسماعيل بن قيراط، وعبد الله بن محمد بن مسلم
المقدسي، ومحمد بن إسحاق بن الحريص، وخلق. قال أبو حاتم: صدوق. وقال أبو زرعة
الدمشقي: لم يكن بالعراق، ولا بالحجاز، ولا بالشام، ولا بمصر، ولا بخراسان في زمان
عبد الله بن ذكوان أقرأ عندي منه. وقال الوليد بن عتبة: ما با العراق أقرأ من ابن
ذكوان. وقال محمد بن الفيض الغساني: سمعت هشام بن عمار يقول وقد رأى عصا لعبد الله
بن ذكوان، وقد مضى ابن ذكوان يتوضأ: ما هذه العصا قالوا: هذه لابن ذكوان. فقال:
أنا أكبر من أبيه وما أحمل عصا. وقال ابن ذكوان: ولدت يوم عاشوراء سنة ثلاث
وسبعين. وقال غير واحد: توفي يوم الاثنين لليلتين بقيتا من شوال سنة اثنتين
وأربعين. وغلط من قال سنة ثلاث. وكان إمام جامع بني أمية. وكان هشام الخطيب وهو
أسن من ابن ذكوان بعشرين سنة، وعليهما دارت قراءة ابن عامر. وقد انفرد ابن ذكوان
بهذا الحديث، ورواه عنه جماعة قال: ثنا عراك بن
(18/308)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 309
خالد، عن عثمان بن عطاء الخراساني، عن أبيه، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: لما عزي
النبي صلى الله عليه وسلم بابنته رقية قال: الحمد لله دفن البنات من) المكرمات.
وقال محمد بن الفيض الغساني: جاء رجل من الحرجلة يطلب لعابين، لعرسه، فوجد السلطان
قد منعهم، فجاء يطلب المعبرين، فلقيه صوفي ماجن، فأرشده إلى ابن ذكوان وهو خلف
المنبر، فجاءه وقال: إن السلطان قد منع المخنثين. فقال: أحسن والله. فقال: نعمل
العرس بالمعبرين. وقد أرشدت إليك. فقال: لنا رئيس، فإن جاء معك جئت، وهو ذاك. فقام
الرجل إليه، وهو هشام بن عمار، وكان متكئا بحد المحراب، فسلم عليه، فقال هشام: أبو
من فرد عليه ردا ضعيفا وقال: أبو الوليد. قال: أنا من الحرجلة. قال: ما أبالي من
أين كنت. قال: اخي عمل عرسه. قال: فماذا أصنع قال: قد أر سلني أطلب له المخنثين.
قال: لا بارك الله فيهم ولا فيك. قال: وقد طلبت المعبرين، فأرشدت إليك. قال: من
أرشدك قال: ذاك. فرفع هشام رجله ورفسه وقال: قم. ثم قال لابن ذكوان: قد تفرغت
لهذا.
(18/309)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 310
قال: أي والله أنت رئيسنا وشيخنا، لو مضيت مضينا. عبد الله بن أحمد بن حرب
البغدادي الأديب. وهو أبو هفان الشاعر المشهور. أخذ الأدب عن: الأصمعي، وغيره.
وعنه: جنيد بن حكيم، ويموت بن المزرع، وغيرهما. عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن
يونس بن قيس ت. ن. أبو حصين اليربوعي الكوفي.) سمع: أباه، وعبثر بن القاسم ليس
إلا. وعنه: ت. ن. وقال: ثقة، ومطين، وابن خزيمة، وأبو العباس السراج، ومحمد بن
جرير، وعمر البجيري، وابو لبيد محمد بن إدريس، وأبو طاهر الحسن بن فيل.
(18/310)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 311
وقال أبو حاتم: صدوق. وقال مطين: توفي في ذي القعدة سنة ثمان وأربعين. عبد الله بن
جابر الأموي. مولاهم الأندلسي. قال ابن يونس: روى عن عبد الله بن وهب. ومات بسوسة
من المغرب سنة ست وخمسين ومائتين. عبد الله بن خالد اللؤلؤي. عن: محمد بن جعفر
غندر، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى. وعنه: محمد بن محمد الباغندي، وابن صاعد. وثقه
بعض الكبار. عبد الله بن خالد. أبو مقاتل الأزدي البخاري المكتب، ولقبه: باباج.
روى عن: عيسى غنجار، ومحمد بن الفضل، وأباه بن نهشل. وعنه: حمدويه بن خطاب، وموسى
بن أفلح، وحامد بن مجاهد. قال ابن ماكولا: مات في شوال سنة إحدى وأربعين ومائتين.
عبد الله بن ذؤاب الموصلي العابد. عن: المعافى بن عمران، وعبد الله بن المبارك،
وزيد بن أبي الورقاء. وكان أمارا بالمعروف، نهاء عن المنكر. استشهد هو وابنه أحمد
في الوقعة، ومقدمهم عمر بن عبيد الله، وذلك في
(18/311)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 312
سنة تسع وأربعين. روى عبد الله اليسير. عبد الله بن سليمان بن يوسف. أبو محمد
العبدي البعلبكي. ويقال البغدادي.) عن: الليث بن سعد، وابن لهيعة، وأبي إسحاق
الفزاري. وعنه: بكر بن سهل الدمياطي، ومحمد بن قتيبة العسقلاني، ومحمد بن محمد بن
سليمان الباغندي، وجماعة. قال أبو أحمد بن عدي: ليس بذاك المعروف. عبد الله بن
الصباح الهاشمي ع. إلا ق. مولاهم البصري العطار. عن: هشيم، ومعتمر بن سليمان،
ومحمد بن سواء، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، وعبد العزيز بن عبد الصمد العمي، ويزيد
بن هارون، وخلق. وعنه: الجماعة سوى ابن ماجة، وابن خزيمة، وأحمد بن عمرو البزار،
وأبو بكر بن أبي داود، ومحمد بن هارون الروياني، وابن صاعد، وطائفة.
(18/312)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 313
وثقه النسائي وغيره. مات سنة خمسين. وقال السراج: سنة ثلاث وخمسين. عبد الله بن
عامر بن براد بن يوسف بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري ق. وهو ابن أخي عبد الله بن
براد. سمع: عبد الله بن إدريس، وأبا أسامة، وزيد بن الحباب. وعنه: ق.، وأبو يعلى.
عبد الله بن عبد الجبار بن نضير المرادي. عن: ابن عيينة، وابن وهب. توفي سنة. عبد
الله بن عمران العابدي المخزومي المكي ت. أبو القاسم. عن: إبراهيم بن سعد، وعبد
العزيز بن أبي حاتم، وعبد الله بن عبد العزيز العمري الزاهد، وفضيل بن عياض، وجماعة.
(18/313)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 314
وعنه: ت.، وإسحاق بن إبراهيم النيسابوري البشتي، وعبد الله بن صالح البخاري، وعبد
الرحمن بن يوسف بن خراش، وعلي بن عبد الحميد الغضائري، والمفضل بن محمد الجندي،
ويحيى بن صاعد، وخلق.) قال أبو حاتم: صدوق. وقال ابن حيان: توفي سنة خمس وأربعين
ومائتين. عبد الله بن عمران ق. أبو محمد الأسدي، مولاهم الرازي. أصبهاني سكن الري.
روى عن: جرير، وأبي معاوية، ووكيع، وطبقتهم. وعنه: ق.، وإبراهيم بن محمد بن نائلة،
وإبراهيم بن يوسف الرازي، وجعفر بن أحمد بن فارس، وأبو يحيى جعفر بن محمد
الزعفراني، وخلق. قال أبو حاتم: صدوق. عبد الله بن محمد بن إسحاق د. ن.
(18/314)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 315
أبو عبد الرحمن الأذرمي النصيبي الموصلي. عن: جرير بن عبد الحميد، وزياد بن عبد
الله البكائي، وهشيم، وغندر، وسفيان بن عيينة، وطائفة. وعنه: د. ن.، وموسى بن
هارون، وأبو يعلى الموصلي، وعبد الله بن صالح البخاري، وأبو بكر بن أبي داود،
وخلق. وثقه أبو حاتم، وغيره. قال الخطيب: كان الواثق أشخص شيخا من أهل أذنة
للمحنة، وناظر ابن أبي دؤاد بحضرته، واستعلى بالحجة، فأطلقه الواثق. ويقال إنه كان
أبا عبد الرحمن الأذرمي. قلت: وقع لي حديثه عاليا. أخبرنا عمر بن عبد المنعم، أنا
ابن الحرستاني حضورا، أنا أبو الحسن السلمي، أنا ابن طلاب، أنا محمد بن أحمد
الغساني، ثنا عبد الله بن خلف بن عبد الله أبو بكر الصيدلاني بأنطاكية، ثنا عبد
الله بن محمد الأذرمي، نا هشيم، عن أبي الزبير، عن جابر أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال: لا يبيتن رجل عند امرأة ثيب إلا أن يكون ناكحا أو ذا محرم.
الأذرمي: قيده ابن نقطة بالقصر والسكون، مع الآزرمي بالمد وزاي محركة، وهو محمد بن
عبد الملك الآزرمي يروي عن أبي بكر الإسماعيلي، وطبقته. عبد الله بن محمد بن رمح
بن المهاجر التجيبي ق.
(18/315)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 316
مولاهم المصري.) سمع: عبد الله بن وهب فقط. وعنه: ق.، وبكر بن سهل الدمياطي، ومحمد
بن محمد بن الأشعث. توفي في ربيع الأول سنة خمسين. وأبوه مشهور روى عن الليث، وابن
لهيعة. نذكره في هذه الطبقة. عبد الله بن محمد بن يحيى الخشاب الرملي. عن: الوليد
بن مسلم، والفريابي، والوليد بن محمد الموقري، وجماعة. وعنه: أحمد بن سيار
المروزي، وأبو داود، وابنه عبد الله بن أبي داود، ويحيى بن عبد الباقي الأذني، وغيرهم.
عبد الله بن محمد بن يحيى الطرسوسي د. ن. الملقب بالضعيف، لكونه كان ضعيفا في
بدنه. وقال النسائي: شيخ صالح ثقة، لقب بالضعيف لكثرة عبادته. وقال ابن حبان:
لإتقانه في ضبطه. قيل له الضعيف. يعني من تسمية الشيء بالضد.
(18/316)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 317
سمع: سفيان بن عيينة، وأبا معاوية، ومعن بن عيسى، وعبد الوهاب الثقفي، ويعقوب
الحضرمي، وطبقتهم. وعنه: د. ن.، وموسى بن هارون الحافظ، وعمر بن سنان المنبجي،
وأبو بكر بن أبي داود، وآخرون. عبد الله بن محمد بن داود. أبو محمد الإصبهاني
البراد. زاهد عابد قانت. روى عن: يحيى القطان، ومعاذ، وجماعة. وعنه: علي بن يونس،
ومحمد بن أحمد بن يزيد الزهري، وغيرهما. عبد الله بن مسلم بن رشيد. أبو محمد
الهاشمي، مولاهم الدمشقي. شيخ واه، حدث بنيسابور. عن: مالك، والليث، وابن لهيعة.
وعنه: أيوب بن الحسن، ومحمد بن شاذان، وجماعة. وكان حيا بعد الأربعين.) قال ابن
حبان: كان يضع الحديث. وقال الحاكم: روى عنه من المتأخرين محمد بن عبد الله بن
المبارك. وأظنه مات بعد الأربعين.
(18/317)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 318
عبد الله بن معاوية بن موسى الجمحي البصري المعمر د. ت. ق. أبو جعفر مسند العراق
في زمانه. روى عن: الحمادين، والقاسم بن الفضل الحداني، ومحمد بن راشد المكحولي،
ومهدي بن ميمون، وثابت بن يزيد الأحول، والحارث بن نبهان، وجماعة. وتفرد بالرواية
عن غير واحد. وعمر مائة سنة وزيادة. وعنه: د. ت. ق.، وأحمد بن عمرو البزار، وأبو
يعلى الموصلي، وبكر بن أحمد بن مقبل، وعلي بن أحمد بن بسطام الزعفراني، وعلي بن
عبد الحميد الغضائري. وجده هو موسى بن أبي غليظ نشيط بن مسعود بن أمية بن خلف
القرشي الجمحي. قال الحسن بن أحمد بن الليث: رأيت عبد الله بن معاوية وكان له مائة
سنة وزيادة على عشرة، تزوج جارية فبنى بها، فسألتها أمها من الغد، فقالت افتضها
البارحة. قال موسى بن هارون: مات بالبصرة سنة ثلاث وأربعين. عبد الله بن منير خ.
ت. ن.
(18/318)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 319
أبو عبد الرحمن المروزي الزاهد. عن: النضر بن شميل، وأبي النضر بن القاسم، وعبد
الرزاق، وسعيد بن عامر، ووهب بن جرير، وعبد الله بن بكر السهمي، ويزيد بن هارون،
وخلق. وعنه: خ. ت. ن.، وإسرائيل بن السميدع، وعبدان المروزي، وهبيرة بن الحسن
البغوي. ووثقه النسائي. وكان من الأولياء. قال الفربري: سمعت بعض أصحابنا يقول:
سمعت البخاري يقول: لم أر مثله. قال الفربري: كان يسكن فربر وبها توفي سنة إحدى
وأربعين. وقال اللالكائي: توفي سنة ثلاث وأربعين في ربيع الآخر. وقال يعقوب بن
إسحاق بن محمود الهروي: سمعت يحيى بن بدر القرشي يقول: كان عبد الله بن منير قبل
الصلاة يكون بفربر، فإذا كان وقت الصلاة يرونه في مسجد آمل، فكانوا يقولون إنه
يمشي على الماء. فقيل له، فقال: أما) المشي على الماء فلا أدري، ولكن إذا أراد
الله جمع حافتي النهر حتى يعبر الإنسان. قال: وكان إذا قام من المجلس خرج إلى
البرية مع قوم من أصحابه يجمع شيئا مثل الأشنان وغيره يبيعه في السوق، ويعيش منه.
فخرج يوما مع أصحابه، فإذا هو بالأسد رابض، فقال لأصحابه: قفوا. وتقدم هو إلى
الأسد، فلا ندري ما قال له، فقام الأسد فمر.
(18/319)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 320
عبد الله بن نصر الأصم الخراساني ثم الأنطاكي. عن: أبي بكر بن عياش، ووكيع، وشبابة
بن سوار. وعنه: الفضل بن سليمان الأنطاكي، وعمر بن سنان المنبجي، ويحيى بن علي بن
هاشم، وأبو بكر بن أبي داود، وجماعة. استنكر ابن عدي له أحاديث، وأوردها. عبد الله
بن الوضاح بن سعيد أو سعد ت. أبو محمد الأودي الوضاحي الكوفي اللؤلؤي. عن: عبد
الله بن إدريس، وحفص بن غياث، وزياد بن عبد الله، وحسين الجعفي، وجماعة. وعنه: ت.،
وأحمد بن عمرو البزار، وعمر بن محمد بن بجير، وابن خزيمة، وابن صاعد، وطائفة. وثقه
ابن حبان. وقال مطين: مات في جمادى الآخرة سنة خمسين. قلت: وقع لي من عواليه. عبد
الله بن يحيى بن سعد المرادي. روى عن: ابن لهيعة.
(18/320)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 321
وعنه: أحمد بن يحيى بن خالد الرقي، وأبو علاثة محمد بن أبي غسان. توفي سنة اثنتين
وأربعين. عبد الأعلى بن واصل بن عبد الأعلى بن هلال الأسدي الكوفي ت. ن. عن: عبد الله
بن إدريس، وأبي أسامة، وابن فضيل، ويحيى بن آدم، ويعلى بن عبيد، وطائفة. وعنه: ت.
ن.، والحسن بن سفيان، ومحمد بن جرير، وابن صاعد، والمحاملي، وآخرون. قال النسائي:
ثقة.) وقال مطين: مات سنة سبع وأربعين. عبد الأول بن موسى بن إسماعيل. أبو نعيم.
روى عن: ابن عيينة، وابن وهب. قال ابن يونس: توفي سنة خمسين. قلت: وكان مؤدبا، روى
عنه محمد بن عبد الله بن عرس شيخ للطبراني. عبد الجبار بن العلاء بن عبد الجبار م.
ت. ن.
(18/321)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 322
أبو بكر البصري المجاور بمكة. مولى الأنصار. سمع: سفيان بن عيينة، ومروان بن
معاوية، وعبد الوهاب الثقفي، ويوسف بن عطية، وغندرا، وجماعة. وعنه: م. ت. ن.، وأبو
بكر بن عاصم، وإسحاق بن أحمد الخزاعي، وعمر البجيري، وأبو قريش محمد بن جمعة، وابن
صاعد، وابن خزيمة، وأبو عروبة. وروى النسائي أيضا عن زكريا خياط السنة، عنه، وقال:
لا بأس به. وقال أبو حاتم: صالح. وقال ابن خزيمة: ما رأيت أسرع قراءة منه ومن
بندار. قال السراج: مات بمكة في أول جمادى الأولى سنة ثمان وأربعين. عبد الحميد بن
بيان م. د. ق. أبو الحسن الواسطي العطار السكري.
(18/322)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 323
عن: خالد بن عبد الله الطحان، وهشيم، وإسحاق الأزرق، وعلي بن هاشم بن البريد،
وغيرهم. وعنه: م. د. ق.، وابن أبي عاصم، وأبو حبيب العباس بن البرقي، وعبدان
الأهوازي، وعلي بن عبد الله بن مبشر الواسطي، ومحمد بن جرير الطبري، ومطين،
وجماعة. قال بحشل: مات سنة أربع وأربعين ومائتين. عبد الحميد بن صبيح العنبري.
مولاهم البصري. عن: حماد بن زيد، وهشيم بن بشير، وبشير بن ميمون. وعنه: محمد بن
إبراهيم الدبيلي المكي، ومحمد بن إدريس وراق الحميدي.) ولا بأس به. عبد الخالق بن
منصور. أبو عبد الرحمن القشيري النيسابوري. عن: أبي النضر هاشم بن القاسم، وأبي
نعيم، وجماعة. وعنه: هلال بن العلاء، وسعيد بن هاشم، ومحمد بن الحسن بن قتيبة،
وجماعة. وآخر من روى عنه الحسين بن محمد بن داود مأمون القيسي. توفي بمصر سنة ست
وأربعين، ولا أعلم فيه جرحا. عبد الرحمن بن إبراهيم بن عمرو بن ميمون خ. د. ن. ق.
(18/323)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 324
أبو سعيد الأموي، مولى آل عثمان رضي الله عنه الحافظ الدمشقي، دحيم. ولد سنة سبعين
ومائة. وسمع: الوليد بن مسلم، ومروان بن معاوية، وسفيان بن عيينة، ومحمد بن شعيب،
وإسحاق الأزرق، وأبا أسامة، وضمرة بن ربيعة، وأيوب بن سويد الرمليين، ومعاذ هشام،
وخلقا. ورحل إلى الكوفة، والبصرة، ومصر. وعنه: خ. د. ن. ق.، وابناه عمرو،
وإبراهيم، وأحمد بن المعلى، وزكريا السجزي، وسعيد بن هاشم بن مرثد الطبراني، وبقي
بن مخلد، وأبوا زرعة، ومحمد بن الحسن بن قتيبة، ومحمد بن محمد الباغندي، ومحمد بن
عون الوحيدي، ومحمد بن خريم العقيلي، وخلق كثير. وكان من الأئمة الأثبات. ولي قضاء
فلسطين. قال عبدان الأهوازي: سمعت الحسن بن علي بن بحر يقول: قدم دحيم بغداد سنة
اثنتي عشرة يعني ومائتين فرأيت أبي، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وخلف بن سالم
قعودا بين يديه كالصبيان.
(18/324)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 325
قال أبو بكر الخطيب: كان دحيم ينتحل في الفقه مذهب الأوزاعي. وقال أبو حاتم،
وغيره: ثقة. وقال أبو داود: حجة، لم يكن بدمشق في زمانه مثله. وقال النسائي: ثقة
مأمون. وقال أحمد بن عبد الله العجلي: كان دحيم يختلف إلى بغداد، فذكروا الفئة
الباغية هم أهل الشام. فقال: من قال هذا فهو ابن الفاعلة.) فنكب عنه الناس، ثم
سمعوا منه. وقال محمد بن يوسف الكندي: ورد كتاب المتوكل على دحيم وهو على قضاء
فلسطين يأمره با لإنصراف إلى مصر ليليها. فتوفي بفلسطين يوم الأحد لثلاث عشرة بقين
من رمضان سنة خمس وأربعين. قلت: وقع لي حديثه عاليا. عبد الرحمن بن أيوب بن سعيد.
أبو عمرو السكوني الحمصي. سمع: العطاف بن خالد، وبقية بن الوليد. وعنه: علي بن
ميمون الرقي، ومحمد بن محمد الباغندي. عبد الرحمن بن الأسود الهاشمي ت. ن.
(18/325)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 326
مولاهم البصري الوراق أبو عمرو. عن: عبيدة بن حميد، ومعمر بن سليمان الرقي، ومحمد
بن ربيعة الكلابي. وعنه: ت. ن.، وإبراهيم بن محمد المروزي، ومحمد بن عبدة بن حرب
القاضي، ومحمد بن جرير الطبري. عبد الرحمن بن الحارث الكفرتوثي. ولقبه جحدر. سمع:
بقية، وابن إدريس، ويحيى بن يمان، وجماعة. وكان صاحب حديث لكنه واه. روى عنه:
القاسم بن الليث الرسعني، والحسين بن عبد الله القطان، وزيد بن عبد العزيز
الموصلي، وإبراهيم بن محمد بن الحارث الغازي، وآخرون. ذكره ابن عدي فقال: كان يسرق
الحديث من قوم ثقات. وهو بين الضعف. ومن بلاياه: نا بقية، نا ثور، عن خالد بن
معدان، عن معاذ، مرفوعا: لو تعلم أمتي ما لها في الحلية لا شتروها بوزنها ذهبا.
(18/326)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 327
عبد الرحمن بن زبان. أبو علي بن أبي البختري الطائي. روى عن: عبد الله بن إدريس،
وأبي بكر بن عياش، والمحاربي. وعنه: ابن أبي الدنيا، ومحمد القنبيطي، وابن صاعد.)
عبد الرحمن بن برد التجيبي الحافظ دحيم. ذكره ابن يونس فقال: مصري كان يحفظ الحديث
يلقب دحيم. توفي في سلخ شوال سنة اثنتين وأربعين ومائتين. عبد الرحمن بن عبد
الوهاب العمي البصري الصيرفي ق. عن: عبد الله بن نمير، ووكيع، وأبي عامر العقدي،
وجماعة. وعنه: ق.، وبقي بن مخلد، ومطين، وجماعة. وثقه ابن حبان. عبد الرحمن بن
عبيد الله بن حكيم الأسدي الحلبي الكبير د. ن. أبو محمد، المعروف بابن أخي الإمام.
كان إمام جامع حلب ومحدثها في زمانه مع أبي نعيم عبيد بن هشام. روى عن: عبيد الله
بن عمرو الرقي، وخلف بن خليفة، وإبراهيم بن سعد، وعبد العزيز بن أبي حازم، وعبد
العزيز الدراوردي، وأبي المليح
(18/327)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 328
الحسن بن عمر، وطبقتهم. رحل إلى الحجاز، والشام، والجزيرة، والعراق. وعنه: د. ن.،
وبقي بن مخلد، والحسين بن إسحاق التستري، وسعيد بن عبد العزيز الحلبي نزيل دمشق،
وعبد الرحمن بن عبد الله بن عبد العزيز المعروف أيضا ابن أخي الإمام الكلبي
الهاشمي، وعبدان الأهوازي. والحسن بن سفيان، وعمر بن سعيد المنبجي، وخلق. قال ابو
حاتم: صدوق. وقال النسائي: لا بأس به. عبد الرحمن بن عمر بن يزيد بن كثير الزهري
ق. رستة الإصبهاني المديني. سمع: يحيى القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، وعبد الوهاب
الثقفي، وعدة. وعنه: ق.، ومحمد بن يحيى بن مندة، وعبد الله بن أحمد بن اسيد، وابن
أخيه عبد الله أبو محمد بن عمر الزهري، وابن أخيه الآخر محمد بن عبد الله بن عمر،
وعبد الرحمن بن أحمد عبدوس الهمداني، والحسن بن محمد الداركي، وخلق. وكان عنده عن
ابن مهدي ثلاثون ألف حديث.
(18/328)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 329
قال إبراهيم بن محمد بن الحارث الإصبهاني، عن أحمد بن حنبل: ما ذهبت يوما إلى عبد
الرحمن إلا وجدت) الأخوين الأزرقين عنده، يعني عبد الرحمن وأخاه عبد الله بن عمر.
وقال أبو الشيخ: غرائب حديث رستة ثلاثة. قلت: توفي سنة خمسين. قاله ابن أخيه محمد
بن عبد الله. عبد الرحمن بن محمد بن سلام بن ناصح الطرسوسي د. ن. وقد ينسب إلى جده
تخفيفا. يكنى أبا القاسم، وولاؤه لبني هاشم. سكن طرسوس. وإنما هو بغدادي الدار،
محدث حافظ. روى عن: أبي معاوية الضرير، وإسحاق الأزرق، وحسين الجعفي، وأبي أسامة،
ومحمد بن ربيعة الكلابي، ويزيد بن هارون، وأبي النضر، وحجاج الأعور، وطبقتهم.
وعنه: د. ن.، وحرب الكرماني، وأبو حاتم، وأبو علي وصيف الأنطاكي، وعمر بن سنان
المنبجي، وإبراهيم بن محمد بن متويه، وعبد الله بن أبي داود، وعبد الله ابن أخي
أبي زرعة، وجماعة آخرهم حفيده أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن شيخ لا بن
جميع. قال النسائي: لا بأس به.
(18/329)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 330
قلت: وقع لنا حديثه عاليا. عبد الرحمن بن مسروق. أبو عون البغدادي. سمع: عبد
الوهاب بن عطاء، وكثير بن هشام. وعنه: أبو القاسم البغوي، ومحمد بن إسحاق السراج.
عبد الرحمن بن واقد بن مسلم ت. ق. أبو مسلم الواقدي البصري ثم البغدادي. عن: خلف
بن خليفة، وسعيد بن عبد الرحمن الجمحي، وشريك القاضي، وفرج بن فضالة، وعبد الرحمن
بن زيد بن أسلم، وأبي مسلم عبد الله قائد الأعمش، وخلق. وعنه: ت. وق. عن رجل، عنه،
وابن أبي الدنيا، وأبو بكر بن داود، وحاجب بن أركين الفرغاني، وأبو حامد الحضرمي،
ومحمد بن حامد خال ولد البستي، وجماعة. وثقه ابن حبان، وغيره. قال حاجب: مات سنة
سبع وأربعين.) عبد الرحمن بن يونس بن محمد السراج.
(18/330)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 331
أبو محمد الرقي. عن: عتاب بن بشير، وعبد العزيز بن أبي حازم، وعبد العزير
الدراوردي، وأب بكر بن عياش، وسفيان بن عيينة، وعيسى بن يونس، وطائفة. وعنه: أبو
بكر بن أبي الدنيا، وعبد الله بن صالح البخاري، وزكريا الساجي، وحاجب بن أركين،
ومحمد بن هارون الروياني، وابن صاعد، والمحاملي، وآخرون. وقع لي حديثه عاليا. قال
الدارقطني: لا بأس به. وقال ابن صاعد: مات سنة ثمان وأربعين. وهو من أقران عبد
الرحمن بن يونس المستملي المذكور بعد العشرين. عبد السلام بن عبد الحميد بن سويد.
أبو الحسن الجزري إمام مسجد حران ومسندها في وقته. روى عن: زهير بن معاوية، وموسى
بن أعين، وغيرهما. روى عنه: محمد بن محمد الباغندي، وأبو عروبة، وأخوه أبو معشر
الفضل، وآخرون. ويعقوب الفسوي في مشيخته. قال أبو عروبة: كتب الناس عنه قبل
الأربعين، ثم ظهروا منه على تخليط فتركوه، فلم يحدث عنه أحد من أصحابنا.
(18/331)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 332
وقال أبو أحمد: ليس بالقوي عندهم. قلت: هو آخر من حدث عن زهير. قال أبو عروبة:
توفي سنة أربع وأربعين ومائتين. عبد السلام بن عبد الرحمن بن صخر بن عبد الرحمن بن
وابصة بن معبد الأسدي د. القاضي أبو الفضل الرقي. ولي قضاء الرقة وحران، وقضاء
حلب. ثم ولي قضاء بغداد في أيام المتوكل. روى عن: أبيه، ووكيع، وعبد الله بن جعفر
الرقي. وعنه: د. حديثا واحدا، وأحمد بن إبراهيم الدورقي وهو من أقرانه، وجماعة.
وكان يعرف بالوابصي. ولي قضاء بغداد بعد زوال دولة الجهمية في سنة أربع وثلاثين.
وقيل كان ضعيفا في الفقه،) ولكنه حمد في القضاء. توفي سنة سبع وأربعين قاله أبو
عروبة.
(18/332)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 333
وقيل: سنة تسع. عبد الصمد بن سليمان بن أبي مطر ت. أبو بكر العتكي البلخي الأعوج
الحافظ، ولقبه عبدوس. عن: أبي النضر هاشم بن القاسم، ويعلى بن عبيد، ومكي بن
إبراهيم، وأبي عبد الرحمن المقري، وهوذة بن خليفة، وخلق. وعنه: ت.، وأبو بكر بن
خزيمة، ومحمد بن علي الحكيم الترمذي، وموسى بن إسحاق الأنصاري، وجعفر بن محمد بن
سوار، وجماعة. حدث بنيسابور في رجب سنة ست وأربعين. وقال الترمذي في عقيب حديث
قتيبة، عن الليث حديث معاذ في الجمع بين الصلاتين: حدثنا عبد الصمد بن سليمان، ثنا
زكريا بن يحيى اللؤلؤي، ثنا أبو بكر الأعين قال: حدثنا علي بن المديني، ثنا أحمد
بن حنبل، ثنا قتيبة بهذا. قال شيخنا أبو الحجاج الحافظ: وهو في عدة نسخ من رواية
أبي العباس المحبوبي، وغيره، وسقط من النسخ المتأخرة. عبد الصمد بن الفضل بن خالد.
(18/333)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 334
أبو نصر الربعي. عن: سفيان بن عيينة، وعبد الله بن وهب، ووكيع. قال أبو سعيد بن
يونس: قد لقيت من يروي عنه. لقبوه بالمراوحي، لأنه أول من عمل المراوح بمصر. وكان
رجلا صالحا نزل المعافر بمصر، وتوفي في جمادى الآخرة سنة ثلاث وأربعين. قلت: روى
عنه أبو حاتم. عبد الصمد بن موسى بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي. الأمير أبو
إبراهيم الهاشمي العباسي. ولي إمرة الحاج في خلافة المتوكل غير مرة. وحدث عن:
أبيه، وعلي بن عاصم. وعنه: ولده إبراهيم.) وقع لنا حديثه في جزء البانياسي. عبد
الغفار بن عبد الله بن الزبير. أبو نصر التمار الموصلي. سمع: أبا شهاب الحناط،
والمعافى بن عمران، وعلي بن مسهر، والعباس بن الفضل المقريء صاحب أبي عمرو بن العلاء.
وعنه: أبو يعلى الموصلي، وغيره. وتوفي سنة ثلاث وأربعين.
(18/334)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 335
ذكره يزيد بن محمد في تاريخه. عبد الكريم بن الحارث بن مسكين الزهري. مولاهم
المصري الفقيه أبو بكر. حدث عن: ابن وهب، وغيره. وليس أبوه قاضي مصر، بل آخر توفي
سنة ثمان وأربعين. عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد م. د. ن. أبو عبد الله
الفهمي المصري. عن: أبيه، وعبد الله بن وهب، وأسد السنة. وعنه: م. د. ن.، وأحمد بن
إبراهيم البسري، وعبدان الأهوازي، وعمر البجيري، وأبو بكر بن أبي داود، وأبو حاتم
الرازي، وقال: صدوق. توفي في ذي الحجة سنة ثمان وأربعين، وكان عسرا في الحديث،
بصيرا بالفقه. عبد الملك بن عبد ربه الطائي. حدث ببغداد عن: هشيم، وعبثر بن
القاسم. وعنه: أبو بكر بن أبي الدنيا، والحسين بن محمد، وأحمد بن الحسن الصوفي
الكبير، وأحمد بن الحسين الصوفي الصغير، وغيرهم.
(18/335)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 336
عبد الملك بن مروان بن قارظ الأهوازي د. أبو مروان، وأبو الوليد البصري، إمام مسجد
أبي عاصم. عن: أبي داود الطيالسي، وشبابة بن سوار، وأبي عامر العقدي، وزيد بن
الحباب، وطبقتهم.) وقيل إنه روى عن: يزيد بن زريع. وعنه: د.، وأبو زرعة، وعمران بن
موسى السختياني، ومحمد بن محمد الباغندي، ومحمد بن المسيب الأرغياني، وجماعة. توفي
سنة خمسين. عبد الواحد بن يحيى بن خالد الغافقي المعروف بسوادة. نزل في غافق،
وإنما ولاؤه لعمر بن عبد العزيز، رحمه الله. روى عن: ضمام بن إسماعيل، ورشدين بن
سعد، وابن وهب. روى عنه جماعة آخرهم عبد الكريم بن إبراهيم بن حبان. ترجمه ابن
يونس وقال: توفي قريبا من سنة خمس وأربعين ومائتين. وأخبرنا أحمد بن إبراهيم بن
حكم المعافري: ثنا عبد الواحد بن يحيى، ثنا ضمام بن إسماعيل، عن ربيعة بن سيف قال:
كنا برودس، فقتل رجل، قتله العدو، وتوفي رجل. فحملا إلى قبريهما، فمال الناس إلى
المقتول، فقال فضالة بن عبيد صاحب النبي صلى الله عليه وسلم: والله ما كنت أبالي
من أي حفرتيهما بعثت. ثم تلا والذين هاجروا في سبيل الله ثم قتلوا أو ماتوا
الآيتين.
(18/336)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 337
رواه ابن يونس في اسم ربيعة. عبد الوهاب بن زكريا. أبو سعيد الإصبهاني المعدل. عم
عبد الله بن محمد بن زكريا. يروي عن: أبي داود الطيالسي، وعبد الله بن بكر السهمي،
وأزهر السمان، والقعنبي، وجماعة. وعنه: مطين، ومحمد بن أحمد بن يزيد الزهري. عبد
الوهاب بن الضحاك ق. أبو الحارث العرضي. يروي عن: إسماعيل بن عياش، وعبد العزيز بن
أبي حازم، والوليد بن مسلم، وجماعة. وعنه: ق.، وأبو عروبة الحراني، وعبدان، والحسن
بن سفيان، ومحمد بن محمد الباغندي، وآخرون.
(18/337)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 338
وولي قضاء سلمية، وبها توفي سنة خمس وأربعين. قال الدارقطني وغيره: متروك. وقال
البخاري: عنده عجائب.) وقال د: كان يضع الحديث، قد رأيته. وأما محمد بن عوف فكان
يحسن القول فيه. وقال عبدان: هو والمسيب بن وضاح سواء. وقال ابن عدي: بعض حديثه لا
يتابع عليه. عبد الوهاب بن عبد الرحيم الأشجعي الدمشقي الجويري د. عن: سفيان بن
عيينة، وشعيب بن إسحاق، وجماعة. وعنه: د.، وأبو بكر بن أبي داود، وأبو الدحراح
أحمد بن محمد، وآخرون. توفي في المحرم سنة خمسين ومائتين.
(18/338)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 339
وكان صدوقا. عبد الوهاب بن فليح المكي المقريء. أبو إسحاق، مولى عبد الله بن عامر
بن كريز. أحد الحذاق بالقراءة. قرأ على: داود بن شبل بن عباد، ومحمد بن سبعون،
ومحمد بن بزيع، وشعيب بن أبي مرة، وجماعة من المكيين. وسمع من: سفيان بن عيينة،
واليسع بن طلحة، وعبد الله بن ميمون، ومروان بن معاوية الفزاري، والمعافى بن عمران
الموصلي. روى عنه القراءة عرضا: إسحاق الخزاعي المكي، ومحمد بن عمران الدينوري،
والحسن بن محمد الحداد، والعباس بن أحمد. قال النقاش: نا محمد بن عمران: سمعت عبد
الوهاب بن فليح يقول: قرأت على أكثر من ثمانين نفسا، منهم من قرأت عليه، ومنهم من
سألته عن الحروف المكية. قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: عبد الوهاب بن فليح المقريء،
روى عنه أبي، وسئل عنه فقال: صدوق، كتبت عنه بمكة سنة اثنتين وأربعين ومائتين.
وقال محمد بن أحمد الشطوي: نا عبد الوهاب بن فليح، نا سفيان، فذكر حديثا. وقال
محمد بن هارون الأزدي: ثنا عبد الوهاب بن فليح، نا مروان بن مروان، فذكر حديثا.
(18/339)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 340
وقال يحيى بن محمد بن صاعد: نا عبد الوهاب بن فليح، نا عبد الله بن ميمون القداح.
وممن روى عنه: حاتم بن منصور الشاشي، ومحمد بن موسى الحلواني.) وغلط من قال: توفي
سنة ثلاث وسبعين. وقد وقع لي حديثه عاليا. قرأت على عبد الحافظ بنابلس، ويوسف
الحجار بدمشق: أخبرنا موسى بن عبد القادر، أنا سعيد بن البنا، أنا علي بن البسري،
أنا أبو طاهر المخلص: ثنا يحيى بن محمد بن صاعد، ثنا عبد الوهاب بن فليح المكي:
حدثني جدي اليسع بن طلحة بن أبزود المكي، عن أبيه، عن ابن عباس قال: جاءت أم محصن
بنت قيس إلى النبي صلى الله عليه وسلم بصبي لها لم يأكل الطعام فقالت: يا رسول
الله، برك عليه. فأجلسه في حجره فبال عليه الصبي، فدعا بماء فصبه على البول ولم
يغسله. اليسع هذا يروي عن عطاء بن أبي رباح أيضا. كان الحميدي يحط عليه، وقال
البخاري: منكر الحديث. قلت: وأبوه لم يذكره أبو محمد بن أبي حاتم، ولا أعرفه. عبد
بن حميد بن مضر م. ت.
(18/340)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 341
أبو محمد الكشي، ويقال الكسي بكسر الكاف وسين مهملة. واسمه عبد الحميد، ولكن خفف.
صنف المسند الكبير الذي وقع لنا منتخبه، والتفسير، وغير ذلك. وكان أحد الحفاظ بما
وراء النهر. رحل في حدود المائتين ولقي الكبار. فسمع: يزيد بن هارون، وابن أبي
فديك، ومحمد بن بشر العبدي، وعلي بن عاصم، ومحمد بن بكر البرساني، وحسين بن علي
الجعفي، وأبا أسامة، وعبد الرحمن بن عبد الله الدشتكي، وعبد الرزاق، وخلقا كثيرا.
وعنه: م. ت.، وولده محمد بن عبد، وعمر بن محمد بن بجير، وبكر بن المرزبان
السمرقندي، وزاهد بن عبد الله الصغدي، وإبراهيم بن خريم الشاشي، وحامد بن الحسن
الشاشي، وحفص بن بوخاش، وخلق سواهم. توفي بسمرقند سنة تسع وأربعين. علق له البخاري
في دلائل النبوة من صحيحه. قال غنجار في تاريخه: نا أحمد بن أبي حامد الباهلي، ثنا
حفص بن برخاش الكشي قال: كان شيخنا يحيى بن عبد القادر مريضا، فعاد عبد بن حميد،
فبكى وقال: لا أبقاني الله بعدك يا با زكريا. قال: فماتا جميعا. مات يحيى، ثم مات
عبد اليوم الثاني فجأة من غير مرض، ورفعت جنازتهما في يوم واحد. كذا في السند ابن
برخاش، وهو ابن بوخاش. وممن حدث عن عبد: أبو معاذ عباس بن إدريس، وسليمان بن
إسرائيل الخجندي، والشاه بن جعفر النسفي، ومحمود بن عبثر، ومكي بن نوح المقريء.)
(18/341)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 342
عبد ربه بن خالد النميري البصري ق. أبو المغلس. روى عن: أبيه، وفضيل بن سليمان
النميري. وعنه: ق.، وأبو بكر بن أبي عاصم، وابن أبي الدنيا، وعبدان الأهوازي. وثقه
ابن حبان. وتوفي سنة اثنتين وأربعين. عبدة بن عبد الرحيم ن. أبو سعيد المروزي. عن:
ابن عيينة، وبقية، ووكيع، وطبقتهم. وعنه: ق. وقال: ثقة، ومحمد بن زبان المصري،
ومحمد بن أحمد بن عمارة، وآخرون. توفي يوم عرفة بدمشق من سنة أربع وأربعين. ويقال
له: الباباني. وبابان محلة بمرو. قال الحاكم: نا أبو الحسين بن أبي القاسم المذكر:
سمعت عمر بن أحمد بن علي الجوهري ابن علك: أنا أبي قال: قال عبدة بن عبد الرحيم:
خرجنا في سرية، معنا شاب مقريء صائم قوام، فمررنا بحصن، فمال لينزل، فنظر إلى
امرأة من الحصن فعشقها، فقال لها: كيف السبيل إليك
(18/342)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 343
قالت: هين تتنصر وأنا لك. ففعل، فأدخلوه. فلما قفلنا من غزونا رأيناه ينظر من فوق
الحصن، فقلنا: ما فعل قرآنك ما فعلت صلاتك قال: اعلموا أني نسيت القرآن كله، ما
أذكر منه إلا قوله: ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ذرهم يأكلوا ويتمتعوا
الآية. عبيد الله بن إدريس النرسي ثم البغدادي. عن: إسماعيل بن عياش، وعبد الله بن
المبارك، وجماعة. وعنه: ابنه أحمد، والقاسم بن زكريا المطرز، وعبد الله المداثني،
وآخرون. وكان ثقة، من موالي بني ضبة. توفي سنة خمس وأربعين ومائتين. عبيد الله بن
الجهم البصري الأنماطي ق.) عن: ضمرة بن ربيعة، وأيوب بن سويد الرمليين. وعنه: ق.،
وأبو عروبة الحراني، وابن خزيمة، وأبو روق أحمد بن محمد الهزاني، وجماعة. عبيد
الله بن حفص بن عمر.
(18/343)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 344
أبو محمد العبدي البصري، ويعرف بعبيد. سمع: معاذ بن هشام، والفضل بن عبد الحميد
الموصلي. وعنه: أبو عروبة. عبيد الله بن سعيد بن يحيى بن براد خ. م. ن. أبو قدامة
السرخسي. مولى بني يشكر. سكن نيسابور ونشر بها علمه. وكان من الحفاظ الأثبات. سمع:
حفص بن غياث، ويحيى القطان، وسفيان بن عيينة، ومعاذ بن هشام، ووهب بن جرير، وعبد
الرحمن بن مهدي، وإسحاق الأزرق، وطبقتهم. وقد روى البخاري في كتاب الأفعال عنه، عن
حماد بن زيد. فإن كان لقيه فهو أكبر شيوخه. روى عنه: خ. م. ن.، وإبراهيم بن أبي
طالب، وأبو زرعة، وجعفر الفريابي، والحسن بن محمد القباني، ومحمد بن إسحاق السراج،
وابن خزيمة، وخلق. قال النسائي: ثقة مأمون قل من كتبنا عنه مثله. وقال ابن حبان:
هو الذي أظهر السنة بسرخس، ودعا الناس إليها.
(18/344)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 345
وقال يحيى بن الموصلي: كان إماما فاضلا خيرا. وقال البخاري: مات سنة إحدى وأربعين.
زاد غيره: بفربر. عبيد الله بن عبد الله بن المنكدر بن محمد بن المنكدر التيمي.
أبو القاسم الدني. نزيل قوص. روى عن: ابن أبي فديك، وغيره. روى عنه: عليل بن أحمد،
وعلي بن الحسن بن قديد، وأحمد بن داود، وجماعة مصريون. توفي في آخر سنة خمس
وأربعين بمكة بعد قضاء النسك. عبيد بن آسباط بن محمد ت. ق. أبو محمد القرشي.
مولاهم الكوفي.) عن: أبيه، وعبد الله بن إدريس، ويحيى بن يمان، وغيرهم. وعنه: ت.
ق.، والبخاري في غير الجامع، ومطين، ومحمد بن يحيى بن مندة، وإبراهيم بن محمد بن
متويه، وجماعة. قال مطين: مات في ربيع الآخر سنة خمسين. قال: وكان ثقة.
(18/345)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 346
عبيد بن إسماعيل خ. أبو محمد القرشي الهباري الكوفي. اسمه عبد الله. روى عن:
المحاربي، وسفيان بن عيينة، وعبد الله بن إدريس، وعيسى بن يونس، وأبي أسامة،
وجماعة. وعنه: خ.، وعبد الله بن زيدان البجلي، وعلي بن العباس المقارني، وعمر
البجيري، ومطين، ومحمد بن الحسين الخيثمي الأشناني، وآخرون. وثقه مطين أيضا وقال:
مات في آخر ربيع الأول سنة خمسين. عبيد بن هشام د. أبو نعيم الحلبي القلانسي.
جرجاني الأصل. روى عن: مالك بن أنس، وإبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي، وعبيد
الله بن عمرو الرقي، وأبي المليح الحسن بن عمر الرقي، وابن المبارك، وبكر بن خنيس
العابد، وسفيان بن عيينة، وعبد العزيز بن عبد الصمد العمي، وجماعة. وعنه: د. حديثا
واحدا، وبقي بن مخلد، والحسن بن سفيان، وجعفر
(18/346)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 347
الفريابي، وأبو عروبة، وأبو بكر بن أبي داود، وأحمد بن عبد الله بن سابور الدقاق،
وسعيد بن عبد العزيز الحلبي، ومحمد بن محمد الباغندي، وخلق. قال أبو حاتم: صدوق.
وقال أبو داود: ثقة، إلا أنه تغير في آخر أمره. لقن أحاديث ليس لها أصل. وقال
النسائي: ليس بالقوي. عبدوس بن مالك العطار. صاحب الإمام أحمد. كان أحمد يجله
ويحترمه لسنه.) روى عن: إسحاق الأزرق، وشبابة بن سوار، وجماعة. وعنه: عبد الله بن
أحمد بن حنبل، ومحمد بن إسحاق السراج، وآخرون. عتبة بن عبد الله بن عتبة اليحمدي
المروزي ن. أبو عبد الله. من بقايا المسندين بخراسان. روى عن: مالك بن أنس، وسعيد
بن سالم القداح، وابن المبارك، وابن عيينة، والفضل بن موسى السيناني، وجماعة.
وعنه: ن.، ومحمد بن علي الحكيم الترمذي، وعيسى بن محمد المروزي الكاتب، وإسحاق بن
إبراهيم البستي، والحسن بن سفيان،
(18/347)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 348
وابن خزيمة، وهو من كبار شيوخه. قال النسائي: لا بأس به. وقال مرة: ثقة. وممن روى
عنه: أبو رجاء محمد بن حمدويه مؤرخ مرو وقال: مات في ذي الحجة سنة أربع وأربعين.
عتاب بن ورقاء. أحد فحول الشعراء في هذا الوقت. وله في الزهد هذه القطعة البديعة.
(أما صحى، أما انتهى، أما آرعوى .......... أما رأى الشيب بفوديه بدا)
(سقيا لأيلم الشباب وله .......... غادرني من بعده بادب الأسى)
(أكان ربعا ذا أنين فعفا .......... أم كان بردا ذا شباب فنضا)
(بل كان ملكا فآنقضى وخفض .......... عيش فمضى وجد سعد فكبى)
وله:
(إن الليالي للأنام مناهل .......... تطوى وتنشر بينها الأعمار)
(فقصارهن مع الهموم طويلة .......... وطوالهن مع السرور قصار)
عثمان بن إسماعيل بن عمران ق. أبو محمد الهذلي الدمشقي. عن: الوليد بن مسلم،
ومروان بن معاوية. وعنه: ق.، وأحمد بن أنس بن مالك، والحسن بن سفيان، ومحمد بن
خريم العقيلي، وجماعة.
(18/348)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 349
عثمان بن أيوب بن أبي الصلت القرطبي.) الفقيه الزاهد. روى عن: الغاز بن قيس، وأصبغ
بن الفرج المصري، وجماعة. وهو أول من أدخل المدونة إلى الأندلس. وكان كبير المحل.
أريد على القضاء فامتنع. وكان صديقا ليحيى بن يحيى. توفي سنة ست أو سبع وأربعين
ومائتين. عذرة بن مصعب القدري. أبو مجاهد المصري المؤذن بحلب. عن: ابن وهب، وغيره.
مات في شعبان سنة اثنتين وأربعين ومائتين. عسكر بن الحصين. أبو تراب النخشبي
الزاهد. من كبار مشايخ الطريق. ونخشب هي نسف، بلد من نواحي بلخ. صحب: حاتما الأصم،
وغيره.
(18/349)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 350
وحدث عن: محمد بن عبد الله بن نمير، ونعيم بن حماد، وأحمد بن نصر النيسابوري،
وغيرهما. وعنه: الفتح بن شخرف، وأحمد بن الجلاء، وأبو بكر بن أبي عاصم، وعبد الله
بن أحمد بن حنبل، وعبد الله بن محمد بن زكريا الإصبهاني، ويوسف بن الحسين الرازي،
وعلي بن أحمد السائح، وآخرون. وكان صاحب أحوال وكرامات. روى عن أحمد بن نصر، عن
أبي غسان الكوفي، عن مسلم بن جعفر قال: قال وهب بن منبه: الإيمان عريان ولباسه
التقوى، وزينته الحياء، وماله الفقه. وقال: ثلاث من مناقب الإيمان: الإستعداد
للموت، والرضا بالكفاف، والتفويض إلى الله. وثلاث من مناقب الكفر: طول الغفلة عن
الله، والطيرة، والحسد. وعن يوسف بن الحسين قال: كنت مع أبي تراب بمكة فقال: احتاج
إلى كيس دراهم. فإذا رجل قد صب في حجره كيس دراهم، فجعل يفرقه على من حوله، وكان
فيهم فقير يتراءى له أن يعطيه شيئا، فما أعطاه شيئا. ونفدت الدراهم، وبقيت أنا
وأبو تراب والفقير، فقال له: تراءيت لك غير مرة، فلم تعطني شيئا. فقال له: أنت لا
تعرف المعطي.) وعن أبي تراب قال: إذا رأيت الصوفي قد سافر بلا ركوة فآعلم أنه قد
عزم على ترك الصلاة. وسئل أبو تراب عن صفة العارف، فقال: الذي لا يكدره شيء، ويصفو
به كل شيء. وقال أبو عبد الله بن الجلاء: لقيت ألفي شيخ، ما لقيت فيهم من الصادقين
إلا رجلين، أحدهما أبو تراب النخشبي والآخر أبو عبيد البسري.
(18/350)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 351
وقال أحمد بن مروان الدينوري: ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: جاء أبو تراب
النخشبي إلى أبي، فجعل يقول أبي: فلان ضعيف، فلان ثقة. فقال أبو تراب: لا تغتاب
العلماء يا شيخ. فالتفت أبي إليه وقال له: ويحك، هذا نصيحة، ليس هذا غيبة. كان أبو
تراب رحمة الله عليه كثير الحج، فآنقطع ببادية الحجاز، فنهشته السباع في سنة خمس
وأربعين ومائتين. عصابة الجرجرائي. اسمه إسماعيل بن محمد بن حاتم الباذامي، نسبة
إلى جده باذام. قال الصولي: كان يتعسف الألفاظ، ويتشيع، ويهجو العباسيين. وقال
محمد بن داود بن الجراح الكاتب في أخبار الشعراء: يطيل ويتعسف، غريب الكلام، وليس
لشعره حلاوة. وقد مدح إسحاق بن إبراهيم متولي بغداد. قال الصولي: أنشدنا أبو مالك
الكندي: أنشدنا إسماعيل بن محمد الباذامي لنفسه في الحسن بن رجاء:
(خوان الأمير معمى المكان .......... له شبح ليس بالمستهان)
(يرى بالخواطر لا بالمجس .......... وبالخبر الشاذ لا بالعيان)
(رقاق كمثل خيوط السمام .......... يقعن من الشمس في حراءان)
(فإن شرعت فيه أيديهم .......... رجعن إليهم قصار البنان)
(وأما غضائره الواردات .......... فأسماء ليس لها معاني)
(18/351)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 352
عصمة بن الفضل النميري ت. ق. أبو الفضل النيسابوري. عن: أبي معاوية، وحسين الجعفي،
وزيد بن الحباب، وحرمي بن عمارة، وجماعة. وعنه: ت. ق.، وعبد الله بن أحمد بن أبي
وارة، ومحمد بن إسحاق السراج، والحسن بن الحباب المقريء، ومحمد بن عثمان بن أبي
شيبة، وطائفة.) قال أبو حاتم: صدوق. وقال الحسين القباني: مات عصمة سنة خمسين
ومائتين. عقبة بن قبيصة بن عقبة ن. أبو رياب السوائي العامري الكوفي. سمع: أباه،
وعمه سفيان، وعبيد الله بن موسى، وأبا نعيم. وعنه: ن.، ومحمد بن علي الحكيم
الترمذي، ومطين، وابن خزيمة، وغيرهم. قال النسائي: صالح.
(18/352)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 353
عقبة بن مكرم م. د. ت. ق. أبو عبد الملك العمي البسري، لا الكوفي ذلك تقدم في
الطبقة الماضية. عن: غندر، ومحمد بن أبي عدي، وابن أبي فديك، ويحيى القطان، وعبد
الرحمن بن مهدي، ووهب بن جرير، وخلق. وعنه: م. د. ت. ق.، وبقي بن مخلد، وأبو بكر
بن أبي عاصم، وأحمد بن عمرو البزار، وعلي بن زاطيا، وأبو القاسم البغوي، ويحيى بن
صاعد، وآخرون. قال أبو داود: ثقة ثقة، فوق بندار في الثقة عندي. وقال غيره: كان
ثقة مجودا. قال السراج: مات سنة ثلاث وأربعين. علكدة بن نوح بن اليسع الرعيني
الأندلسي. عن: ابن وهب، وابن القاسم، وغيرهما. توفي سنة اثنتين وأربعين.
(18/353)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 354
علي بن الأزهر بن عبد ربه بن الجارود ابن صاحب تستر الهرمزان. أبو الحسن الرازي.
يروي عن: الفضيل بن عياض، وجرير بن عبد الحميد، ويحيى بن سليم، وغيرهم. توفي يوم
عرفة بخجند مما وراء النهر. علي بن بكار بن هارون. أبو الحسن المصيصي.) عن: أبي
إسحاق الفزاري، ومخلد بن الحسين. وعنه: أبو الطيب أحمد بن عبيد الله الدارمي،
وأحمد بن هارون البردنجي، والحسن بن أحمد بن فيل، ومحمد بن بركة برداعس، ومطين،
وجماعة. وذكره ابن حبان في الثقات. توفي بعد الأربعين ومائتين. علي بن جميل الرقي.
(18/354)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 355
أبو الحسن. عن: جرير، وعيسى بن يونس، والوليد بن مسلم. وعنه: الحسين بن عبد الله
بن يزيد القطان، وأبو عروبة، والفضل بن عبد الله بن مخلد. وكان كذابا. قال ابن
عدي: يسرق الحديث وروى البواطيل عن الثقات. وقال ابن حبان: لا يحل كتبه حديثه
بحال. توفي سنة سبع وأربعين. علي بن الجهم بن بدر. أبو الحسن السامي الخراساني
الأصل. البغدادي الشاعر المشهور، صاحب الديوان المعروف. قيل كان يرجع إلى دين
وخير، وبراعة في ضروب الشعر. وله اختصاص زائد بالمتوكل. ومن شعره:
(خليلي ما أحلى الهوى وأمره .......... وأعلمني بالحلو منه وبالمر)
(18/355)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 356
(بما بيننا من حرمة: هل رأيتما .......... أرق من الشكوى وأقسى من الهجر)
(وأفصح من عين المحب لستره .......... ولا سيما إن أطلقت عبرة تجري.)
وله:
(نوب الزمان كثيرة وأشدها .......... شمل تحكم فيه يوم فراق)
(يا قلب لم عرضت نفسك للهوى .......... أو ما رأيت مصارع العشاق)
وكان ناصبيا منحرفا عن علي عليه السلام. وقع في الآخر بينه وبين المتوكل لكونه
هجاه، فنفاه وكتب إلى ابن طاهر الأمير فصلبه يوما كاملا، ثم أطلقه. فسافر وتنقل
إلى الشام، فورد على المستعين كتاب من صاحب البريد بحلب أن) علي بن الجهم خرج من
حلب إلى العراق، فخرجت عليه وعلى جماعة معه خيل من كلب، فقاتلهم قتالا شديدا دون
ماله، فأثخن بالجراح، ولحقه الناس بآخر رمق، فمات في سنة تسع وأربعين. وكانت بينه
وبين أبي تمام الطائي مودة أكيدة. ويقال كان علي بن الجهم في المحدثين كالنابغة في
المتقدمين، لأنه اعتذر إلى المتوكل بما لا يقصر عن اعتذارات النابغة إلى النعمان.
فمن ذلك:
(عفا الله عنك أما حرمه .......... تعوذ بعفوك أن أبعدا)
(ألم تر عبدا عدا طوره .......... ومولى عفا وشيدا هدا)
(أقلني أقالك من لم يزل .......... يقيك ويصرف عنك الردا)
وله في حبسه:
(18/356)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 357
(قالوا: حبست، فقلت: ليس بضائري .......... حبسي، وأي مهند لم يغمد)
وله وقد عري وصلب أبيات يشبه نفسه بالسيف وقد جرد. وكان يعد من طبقة أبي تمام في
الشعر. وقد ذكر المسعودي عنه أنه كان يسب أباه الذي سماه عليا بغضا منه لعلي، رضي
الله عنه ولا رضي عن باغضه. علي بن حجر بن إياس بن مقاتل بن مخارش بن مشمرخ خ. م.
ت. ن. أبو الحسن السعدي المروزي. ولمشموخ صحبة ووفادة. ثقة، حافظ، رحال عالي
الإسناد، كبير القدر. سمع: شريك بن عبد الله، وعبيد الله بن عمرو الرقي، وإسماعيل
بن
(18/357)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 358
جعفر، وإسماعيل بن عياش، وإسماعيل بن علية، وجرير بن عبد الحميد، وعبد الرحمن بن
أبي الزناد، وعبد العزيز بن أبي حازم، وابن المبارك، وهشيم بن بشير، وأبا الخطاب
معروفا الخياط صاحب واثلة بن الأسقع، وخلقا كثيرا بالشام، والعراق، والحجاز،
وخراسان، والجزيرة. وعنه: خ. م. ت. ن.، وإبراهيم بن أورمة الإصبهاني، وعبدان بن
محمد المروزي، والحسن بن سفيان، وأبو رجاء محمد بن حمدويه، ومحمد بن علي الحكيم
الترمذي، ومحمد بن أحمد بن أبي عون النسائي، وابن عمه محمد بن عبد الله بن أبي
عون، والحسين بن الطيب البلخي، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة، وخلق. وروى عنه: محمد بن
علي بن ضمرة المروزي وقال: كان فاضلا حافظا، نزل بغداد ثم تحول إلى مرو فنزل قرية
زرزم.) وقال النسائي: ثقة مأمون حافظ. وقال أبو بكر الأعين: مشايخ خراسان ثلاثة:
قتيبة بن سعد، وعلي بن حجر، ومحمد بن مهران الرازي. ولعلي مصنفات منها أحكام
القرآن. وقال الحسن بن سفيان: سمعت علي بن حجر ينشد:
(وظيفتنا مائة للغريب .......... في كل يوم سوى ما يقاد)
(شريكية أو هشيمية أحا .......... ديث فقه قصار جياد)
قال: وأنشد مرة وقد سألوه الزيادة:
(لكم مائة في كل يوم أعدها .......... حديثا لا أزيدكم حرفا)
(وما طال منها من حديث فإنني .......... به طالب منكم على قدره حرفا)
(فإن أقنعتكم فاسمعوها سريحة .......... وإلا فجيئوا من يحدثكم ألفا)
(18/358)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 359
وقال محمد بن عبد الرحمن الدغولي: ثنا عبد الله بن جعفر بن خاقان المروزي قال: وجه
بعض مشايخ مروا إلى علي بن حجر بشيء من السكر والأرز وثوب، فرده وكتب إليه:
(جاءني عنك مرسل بكلام .......... فيه بعض الإيحاش والإحشام)
(فتعجبت ثم قلت: تعلى .......... ربنا، ذا من الأمور العظام)
(فات سعيي لئن شريت خلاقي .......... بعد تسعين حجة بحطام)
(أنا بالصبر واحتمالي لإخوا .......... ني أرجو حلول دار السلام)
(والذي سمتنيه يزري بمثلي .......... عند أهل العقول والأحلام)
قال أبو عمرو أحمد بن المبارك المستملي: سمعت علي بن حجر يقول: ولدت سنة أربع
وخمسين ومائة. وقال غير واحد: توفي في نصف جمادى الأولى سنة أربع وأربعين. فاستكمل
تسعين سنة. علي بن الحسن الكوفي اللاني ت. ولان من فزارة. واللان من بلاد العجم.
روى عن: المعافى بن عمران، وعبد الرحيم بن سليمان. وعنه: ت.، وعبد الله بن ناجية،
ومطين، وغيرهم. صدوق.)
(18/359)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 360
علي بن الحسن الكوفي ت. عن: إسماعيل بن إبراهيم التيمي، ومحبوب بن محرز القواريري.
وعنه: ت. وأظنه اللاني. علي بن الحسن بن السماك. ويقال السمان. عن: عبد الرحمن
المحاربي. وعنه: مطين، وأبو بكر أحمد بن عمرو البزار. كنيته أبو الحسين. علي بن
سعيد بن مسروق ت. ن. أبو الحسن الكندي الكوفي، ابن أخي محمد بن مسروق قاضي مصر.
روى عن: ابن المبارك، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، ويحيى بن يعلى التيمي، وعبيد
الله الأشجعي، وحفص بن غياث، وجماعة. وعنه: ت. ن.، وأحمد بن يحيى التستري، وعلي بن
العباس المقانعي، وابن خزيمة، ومحمد بن محمد الباغندي، وابن صاعد، وطائفة. قال أبو
حاتم: صدوق.
(18/360)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 361
وقال مطين: ثقة. مات في جمادى الأولى سنة تسع وأربعين ومائتين. علي بن عيسى بن
يزيد الكراجكي البغدادي ت. عن: شبابة، وروح بن عبادة، ومحمد بن عمر الواقدي، وعبد
الله بن بكر السهمي، وجماعة. وثقه ابن حبان. ومات سنة سبع وأربعين. علي بن الفضل
القيسي الكرابيسي البصري. أبو الحسن. سمع: إبراهيم بن سعد، وسفيان بن عيينة.) سمع:
منه: أبو حاتم الرازي في الرحلة الثالثة وقال: صدوق. علي بن ميمون ن. ق.
(18/361)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 362
أبو الحسن الرقي العطار. عن: أبي معاوية الضرير، وحفص بن غياث، ومعن بن عيسى،
وسفيان بن عيينة، وطبقتهم. وعنه: ن. ق.، وبقي بن مخلد، وعبدان الأهوازي، وأبو
عروبة، والحسن بن أحمد بن فيل الواشي، وآخرون. قال النسائي: لا بأس به. وقال أبو
علي الحراني: مات سنة ست وأربعين ومائتين. علي بن نصر بن علي بن نصر بن علي بن
صهبان بن أبي م. د. ت. ن. أبو الحسن الجهضمي البصري، من أولاد العلماء. روى عن:
أبي عاصم النبيل، وعبد الصمد بن عبد الوارث، ووهب بن جرير، ويزيد بن هارون،
وطائفة. وعنه: م. د. ت. ن.، وأحمد بن يحيى التستري، وجعفر الفريابي، وأبو بكر بن
أبي داود، وطائفة. وروى عنه البخاري في تاريخه.
(18/362)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 363
قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه فرثقه، وأطنب في ذكره والثناء عليه. وقال الترمذي:
كان حافظا صاحب حديث. قلت: ورخوه في شعبان سنة خمسين ومات أبوه قبله بنحو مائة يوم
أو أكثر. علي بن الهيثم البغدادي خ. صاحب الطعام. عن: حماد بن مسعدة، وعمر بن يونس
اليمامي، ويحيى بن سليم، ومعلى بن منصور الرازي، وغيرهم. وعنه: خ.، ومحمد بن علي
الطبري، والقاضي المحاملي. علي بن يونس بن أبان الإصبهاني. مولى بني تميم. عن: عبد
الرحمن بن مهدي، وجماعة. وعنه: محمد بن العباس الأخرم، وعبد الله بن أحمد بن أسيد،
وابنه حسن بن علي. علي بن أبي علي الأنصاري.
(18/363)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 364
مولاهم الإصبهاني.) عن: ابن عيينة، وأبي داود الطيالسي، وأبي عامر العقدي، وحبيب
بن هوذة. وعنه: أحمد بن الحسين الأنصاري، وأحمد بن علي بن الجارود، وأحمد بن محمود
بن صبيح الإصبهانيون. توفي سنة اثنتين وأربعين. عمار بن الحسن بن بشير ن. أبو
الحسن الهمداني الرازي. نزيل نسا. عن: جرير بن عبد الحميد، وعبد الله بن المبارك،
وشجاع البلخي المقريء، وزافر بن سليمان، وسلمة بن الفضل الأبرش، وجماعة. وعنه: ن.،
والحسن بن سفيان، وعبدان بن محمد المروزي، وعبد الله بن أحمد بن خزيمة الباوردي،
ومحمد بن أحمد بن أبي عون النسائي، وطائفة كبيرة. وثقه النسائي، وغيره. وله شعر
حسن. توفي سنة اثنتين وأربعين، وله ثلاث وثمانون سنة.
(18/364)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 365
عمار بن طالوت بن عباد ق. أخو عثمان. يروي عن: أبي عاصم النبيل، وعبد الملك بن عبد
العزيز بن الماجشون، ومحمد بن أبي عدي، وجماعة. وعنه: ق.، وإبراهيم بن أورمة،
وعبدان الأهوازي، وعبد الرحمن بن محمد بن حماد الظهراني، وآخرون. عمارة بن عقيل.
بغدادي إخباري، أديب علامة. روى عنه: أبو العيناء، والمبرد. نقل الخطيب في تاريخه
عنه حكاية وهي: قال: كنت رجلا دميما داهيا، فتزوجت امرأة حسناء رعناء، ليكون
أولادي في جمالها، وفي دهائي، فجاؤوا في رعونتها ودمامتي. عمران بن خالد بن يزيد
ن.
(18/365)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 366
أبو عمر، ويقال أبو عمرو القرشي، ويقال: الطائي. مولاهم الدمشقي أخو هاشم بن خالد.
روى عن: سفيان بن عيينة، وحاتم بن إسماعيل، وعبد العزيز الدراوردي، وعبد الرحمن بن
أبي الرجال، وعيسى بن يونس، وإسماعيل بن عبد الله بن سماعة، ومعروف الخياط،
وطائفة. وعنه: ن.، وإبراهيم بن دحيم، وأحمد بن أنس بن مالك، والحسن بن سفيان،
ومحمد بن المعافى الصيداوي، ومحمد) بن محمد الباغندي، وطائفة. قال النسائي: لا بأس
به. وقال عمرو بن دحيم: مات في ربيع الآخر سنة أربع وأربعين ومائتين. عمران بن
محمد. أبو جعفر الموصلي الخيزراني. عن: معتمر بن سليمان، ويزيد بن هارون، وجماعة.
وعنه: صالح بن العلاء العبدي الموصلي. توفي سنة تسع وأربعين. عمران بن موسى الليثي
القزاز ت. ن. ق. أبو عمرو البصري. عن: حماد بن زيد، وعبد الواحد بن زياد، وعبد
الوارث بن سعيد. وعنه: ت. ن. ق.، وعمر بن محمد بن بجير، وابن خزيمة، وجماعة.
(18/366)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 367
وثقه النسائي. وتوفي سنة بضع وأربعين ومائتين. عمران بن موسى الطرسوسي. عن: أبي
جابر محمد بن عبد الملك، وعفان، وجماعة. ومات كهلا. روى عنه: أبو الجهم بن طلاب،
وسعيد بن عمرو البرذعي. عمر بن إسماعيل بن مجالد بن سعيد الهمداني الكوفي ت. نزيل
بغداد. عن: أبيه، عن جده، وعن، حفص بن غياث، ومعتمر بن سليمان، ويعلى بن الأشدق،
وجماعة. وعنه: ت.، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، وإبراهيم بن محمد بن
متويه، وابن ناجية، ومحمد بن جرير الطبري، وطائفة. قال أبو حاتم: ضعيف. وقال
النسائي: متروك.)
(18/367)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 368
قلت: ومن ذنوبه روايته عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس رفعه: أنا
مدينة العلم وعلي بابها. والحديث موضوع، ما رواه الأعمش. عمر بن حفص بن صبيح. أبو
الحسن الشيباني اليماني ثم البصري. عن: عبد الله بن وهب، ويحيى بن سعيد القطان،
وعبد الرحمن بن مهدي، وجماعة. وعنه: ت.، وابن خزيمة، وعمر بن محمد بن بجير، وأبو
عروبة الحراني، وآخرون.
(18/368)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 369
توفي في حدود سنة خمسين. وهو صدوق. عمر بن حفص بن عمر بن سعد النميري الوصابي
الحمصي د. عن: بقية بن الوليد، ومحمد بن حمير، واليمان بن عدي. وعنه: د.، وأبو بكر
بن أبي عاصم، وأبو عروبة الحراني، وأبو بكر بن أبي داود، ومكحول البيروتي، وجماعة.
توفي سنة ست وأربعين ومائتين. عمر بن حفص الدمشقي الخياط. عن: معروف الخياط صاحب
واثلة بن الأسقع. وعنه: أحمد بن عامر، وأبو الحسن بن جوصا، وغيرهما. وهو منكر
الحديث. عمر بن محمد بن الحسن ابن التل خ. ن.
(18/369)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 370
أبو حفص الأسدي الكوفي. أخو جعفر. سمع: أباه، ووكيعا، ويحيى بن يمان. وعنه: خ. ن.،
وزكريا خياط السنة، ومحمد بن المجدر، وابن صاعد، وأحمد بن عبد الله الوكيل، وابنا
المحاملي، وآخرون. قال النسائي: صدوق. وقال البخاري: مات في شوال سنة خمسين. قال
سعيد البردعي: قال لي أبو حاتم: كان ابن التل يصحف فيقول معاذ بن خيل، وحجاج بن
قراقصة، وعلمة بن مرثد.) فقلت له: أبوك لم يسلمك إلى الكتاب فقال: كان لنا فسه
أشغلتنا عن الحديث. عمر بن يزيد السياري د. أبو حفص البصري الصفار. نزيل الثغر.
(18/370)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 371
عن: عبد الوارث، وسفيان بن عيينة، وفضيل بن عياض، ومسلم بن خالد الزنجي، وعباد بن
العوام، وطائفة. وعنه: د.، وبقي بن مخلد، وعبدان الأهوازي، والحسين بن عبد الله
الرقي القطان، وأبو عبيد بن حربويه القاضي، وأبو الطاهر بن فيل، ووالده. وقال محمد
بن عبد الرحيم صاعقة: صدوقز عمرو بن بحر بن محبوب.
(18/371)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 372
أبو عثمان الجاحظ. البصري المتكلم المعتزلي. صاحب التصانيف المشهورة. أخذ عن: أبي
إسحاق النظام، وغيره. وحدث عن: أبي يوسف القاضي، وثمامة بن أشرس، وحجاج بن محمد.
وعنه: أبو العيناء محمد بن القاسم، ويموت بن المزرع، وأبو بكر بن أبي داود، وأبو
سعيد العدوي، وغيرهم. وكان واسع النقل كثير الإطلاع، من أذكياء بني آدم وأفرادهم
وشياطينهم. قال أبو العباس ثعلب: ليس بثقة ولا مأمون. قال الخطيب: ثنا علي بن أحمد
النعيمي من حفظه: ثنا أبو أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد، ثنا أبو بكر بن أبي
داود قال: دخلت على عمرو بن بحر الجاحظ فقلت له: حدثني بحديث. فقال: ثنا الحجاج بن
محمد، نا حماد بن سلمة، عن عمرو بن دينار، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة. وأما ما
رواه محمد بن عبد الله الشيباني الكذاب فقال: ثنا ابن أبي داود، قال: أتيت منزل
الجاحظ، فاطلع إلى من خوخة فقال: من هذا قلت: رجل من أصحاب الحديث.
(18/372)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 373
قال: ومتى عهدتني أقول بالحشوية؟ قلت: إني ابن أبي داود.) قال: مرحبا بك وبأبيك.
فنزل وفتح لي وقال: أدخل، إيش تريد فقلت: حدثني بحديث. قال: اكتب: ثنا حجاج، عن
حماد، عن ثابت، عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على طنفسة. فقلت: حدثني
حديثا آخر. فقال: ابن أبي داود لا يكذب. قال يموت بن المزرع: كان جد الجاحظ حمالا
أسود. وعن الجاحظ قال: نسيت كنيتي ثلاثة أيام، فأتيت أهلي فقلت: بمن أكنى قالوا:
بأبي عثمان. وقال المبرد: حدثني الجاحظ قال: وقفت أنا وأبو حرب على قاص، فأردت
الولوع به، فقلت لمن حوله: إنه رجل صالح لا يحب الشهرة، فتفرقوا عنه. فقال لي:
الله حسيبك، إذا لم ير الصياد طيرا كيف يمد شبكته. وذكر المبرد أنه ما أرى أحرص
على العلم من ثلاثة: الجاحظ، وكان إذا وقع بيده كتاب قرأه كله وإسماعيل القاضي، ما
دخلت إليه إلا وبيده كتاب ينظر فيه والفتح بن خاقان، كان يحمل الكتاب في خفه، فإذا
قام من بين يدي المتوكل لأمر نظر فيه وهو يمشي، وكذلك في رجوعه. وقال يموت بن
المزرع: سمعت خالي الجاحظ يقول: أمليت على إنسان مرة: أنا عمرو، فكتب: أبا بشر
وكتب أبا زيد. وقال إسماعيل بن الصفار: نا أبو العيناء قال: أنا والجاحظ وضعنا
حديث
(18/373)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 374
فدك، فأدخلنا على الشيوخ ببغداد، فقبلوه إلا ابن شيبة العلوي، فإنه قال: لا يشبه
آخر هذا الحديث أوله. فلم يقبله. قال الصفار: كان أبو العيناء يحدث بهذا بعدما
تاب. وأنشد المبرد للجاحظ:
(إن حال لون الرأس عن حاله .......... ففي خضاب الرأس مستمتع)
(هب من له شيب له حيلة .......... فما الذي يحتاله الأصلع)
وقال رجل للجاحظ: كيف حالك فقال: يتكلم الوزير برأيي، وصلات الخليفة متواترة لي،
وآكل من لحم الطير أسمنها، وألبس من ألينها، وأنا صابر حتى يأتي الله بالفرج. فقال
له: الفرج ما أنت فيه.) قال: بل أحب أن ألي الخلافة، وتحيلت إلى محمد بن عبد
الملك، يعني الوزير، فهذا هو الفرج. وقال أبو العيناء: أنشدنا الجاحظ:
(يطيب العيش أن تلقى حكيما .......... وفضل العلم يعرفه الأديب)
(سقام الحرص ليس له داء .......... وداء الجهل ليس له طبيب)
وقد عمر الجاحظ وبقي كلحم على قضم. قال المبرد: دخلت على الجاحظ في آخر أيامه
فقلت: كيف أنت؟
(18/374)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 375
قال: كيف من نصفه مفلوج ونصفه الآخر منقرس، لو طار عليه الذباب لآلمه، والآفة في
هذا أني قد جاوزت التسعين. وعن عبدان الطبيب قال: دخلنا على الجاحظ نعوده فأتى
إليه رسول المتوكل يطلبه، فقال: وما يصنع أمير المؤمنين بشق مائل ولعاب سائل ما
تقولون في رجل له شقان، أحدهما لو غرز بالمسال ما أحس والآخر يمر به الذباب فيغوث.
وأكثر ما أشكوه الثمانون. قال ابن زبر في الوفيات: توفي سنة خمسين. وقال الصولي:
سنة خمس وخمسين. قال أبو هفان: ثلاثة لم أر قط، ولا سمعت أحب إليهم من الكتب
والعلوم: الجاحظ، لم يقع بيده كتاب إلا استوفى مطالعته، حتى أنه كان يكتري دكاكين
الوراقين، ويبيت فيها للنظر. والفتح بن خاقان، كان يمشي والكتاب في كمه ينظر فيه.
وإسماعيل القاضي، ما دخلت إليه رأيته يطالع، أو نحو ذلك. عمرو بن سواد بن الأسود
بن عمرو بن محمد بن عبد الله بن سعد بن أبي سرح م. ن. ق. أبو محمد العامري السرحي
المصري. راوية ابن وهب. وروى أيضا عن: الشافعي، وأشهب بن عبد العزيز. وعنه: م. ن.
ق.، وبقي بن مخلد، وأبو حاتم، وأسامة بن أحمد التجيبي، ومحمد بن الحسن بن قتيبة
العسقلاني، والحسن بن سفيان،
(18/375)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 376
ومحمد بن محمد الباغندي، وخلق. قال أبو حاتم: صدوق. قلت: توفي في العشرين من رجب
سنة خمس وأربعين ومائتين. عمرو بن سهل.) أبو علي الرازي. عن: يحيى بن ضريس، وعبد
الله بن نمير، وأبي أسامة، وطبقتهم. وعنه: أبو زرعة، وأبو حاتم. وقال أبو حاتم:
صدوق. عمرو بن أبي عاصم الضحاك بن مخلد الشيباني البصري ق. عن: أبيه أبي عاصم
النبيل. وعنه: ق.، وابنه أبو بكر بن أبي عاصم، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبو
يعلى الموصلي، ومحمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني، وطائفة. ولم أر له رواية عن غير
والده. قال ابن حبان في الثقات: مستقيم الحديث. كان على قضاء الشام. وقال ابنه:
مات سنة اثنتين وأربعين.
(18/376)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 377
عمرو بن علي بن بحر بن كنيز ع. أبو حفص الباهلي البصري الصيرفي الفلاس الحافظ. أحد
الأعلام. ولد في حدود الستين ومائة، أو بعدها بقليل. سمع: يزيد بن زريع، وعمر بن
علي المقدمي، ومعتمر بن سليمان، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، وعبد العزيز بن عبد
الصمد العمي، وبشر بن المفضل، وسفيان بن عيينة، ومحمد بن سواء، ويحيى بن سعيد
القطان، وعبد الوهاب الثقفي، وعبد الرحمن بن مهدي، وفضيل بن سليمان، ومحمد بن
فضيل، وخلقا سواهم. وعنه: ع.، ون. أيضا، عن رجل، عنه، وعفان بن مسلم أحد شيوخه،
وأبو زرعة، وأبو حاتم، وأبو بكر بن أبي الدنيا، ومحمد بن جرير، ومحمد بن يحيى بن
مندة، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، ويحيى بن صاعد، وجعفر الفريابي، والقاضي
المحاملي، وخلق آخرهم موتا أبو روق أحمد بن محمد الهزاني. قال النسائي: ثقة حافظ،
صاحب حديث.
(18/377)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 378
وقال أبو حاتم: كان أرشق من علي بن المديني. سمعت عباسا العنبري يقول: ما تعلمت
الحديث إلا من عمرو بن علي. وقال حجاج بن الشاعر: لا يبالي عمرو بن علي أحدث من
حفظه أو من كتابه. وذكره أبو زرعة فقال: ذاك من فرسان الحديث. ولم نر بعصره أحدا
أحفظ منه، ومن علي بن المديني، وسليمان) الشاذكوني. وقال الفلاس: حضرت مجلس حماد
بن زيد وأنا صبي وضيء، فأخذ رجل بخدي، ففررت فلم أعد. وقال الفرهياني: سمعت ابن
أشكاب الصغير يقول: ما رأيت مثل عمرو بن علي. كان يحسن كل شيء. قال الفرهياني: ولم
يكن ابن أشكاب يعد لنفسه نظيرا. وقال أبو بكر بن أبي داود: نا الفلاس، نا عبد ربه
بن بارق: حدثني سماك بن الوليد، عن ابن عباس، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول: من كان له قرطان من أمتي أدخله الله الجنة.. الحديث. قال الفلاس: روى
هذا الحديث أبو عاصم. وقال: روى عني عفان حديثا، فسماني الفلاس... فلا ساقط.
وأخبرنا أبو المعالي القرافي، أنا المبارك بن أبي الجود، أنا أحمد بن
(18/378)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 379
غالب، أنا عبد العزيز بن علي، أنا محمد بن عبد الرحمن الذهبي، ثنا محمد بن هارون
الحضرمي، ثنا عمرو بن علي، ثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان، عن عاصم، عن زر، عن عبد
الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تذهب الأيام والليالي حتى يملك
العرب رجل من بيتي يواطيء اسمه اسمي. هذا حديث حسن صحيح. توفي الفلاس بالعسكر في
آخر ذي القعدة سنة تسع وأربعين ومائتين، وهو في عشر التسعين. وقد دخل إصبهان مرات،
وحدث بها. عمرو بن عيسى الضبعي البصري الأدمي خ. ن. عن: عبد العزيز بن عبد الصمد،
ومحمد بن سواء، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى. وعنه: خ. ون.، عن رجل، عنه، وعبدان،
ومحمد بن يحيى بن مندة، وعمر بن محمد بن بجير، وأبو بكر بن أبي عاصم، وآخرون. عمرو
بن قتيبة ن.
(18/379)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 380
عن: الوليد بن مسلم. وعنه: ن.، وسعد بن محمد البيروتي، وبالإجازة أحمد بن المعلى
القاضي، وأبو الحسن أحمد بن جوصا. له حديث واحد عند النسائي، من رواية حمزة
الكناني، وأبي علي الأسيوطي، وأبي الحسن بن حيويه، وشذا بن السني. وقال عمرو بن
عثمان فوهم. عمرو بن مالك ت.) أبو عثمان الراسبي الغبري لا النكري، البصري. عن:
سفيان بن عيينة، ويوسف بن عطية، وفضيل بن سليمان النميري، ومروان بن معاوية، وعبد
الأعلى بن عبد الأعلى. وعنه: ت.، وعبدان، ومحمد بن جرير الطبري، وإسحاق بن إبراهيم
المنجنيقي، وأبو يعلى الموصلي، وجماعة. فيه لين. وأما النكري ففي عصر الزهري. عمرو
بن محمد بن عمرو بن ربيعة بن الغاز. أبو حفص الجرشي الدمشقي.
(18/380)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 381
عن: الوليد بن مسلم، ومخيس بن تميم. وعنه: أحمد بن نصر بن شاكر، وأحمد بن المعلى،
وجماهر الزملكاني، وأحمد بن أنس، وآخرون. وثقه النسائي. عمرو بن منصور ن. أبو سعيد
النسائي الحافظ. عن: أبي نعيم، وعفان، ومحمد بن عيسى الطباع، وعبد الأعلى بن مسهر،
وعلي بن عياش، والقعنبي، وخلق كثير. وعنه: ن. وقال: ثقة مأمون ثبت، وعبد الله بن
محمد بن سيار الفرهياني، والقاسم بن زكريا المطرز. قال عباس العنبري: ما اقدم
علينا مثله ومثل أبي بكر الأثرم. عمرو بن هشام بن بزين ن. أبو أمية الجزري
الحراني. عن: جده لأمه عتاب بن بشير، وسفيان بن عيينة، وأبي بكر بن عياش، ومحمد بن
سلمة، ومخلد بن يزيد، وجماعة. وعنه: ن.، وبقي بن مخلد، وأحمد بن علي الأبار،
والحسين بن إسحاق
(18/381)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 382
التستري، وأبو عروبة الحراني، ومحمد بن محمد الباغندي، وآخرون. قال النسائي: ثقة.
قلت: توفي سنة خمس وأربعين ومائتين. عمرو بن يزيد ن. أبو بريد الحرمي البصري.) عن:
غندر، وعبد الرحمن بن مهدي، ومحمد بن أبي عدي، وبهز بن أسد، وجماعة. وعنه: ن.،
وأبو حاتم الرازي، وعمر بن محمد بن بجير، وأحمد بن عمرو البزار، ومحمد بن الحسين
بن مكرم، وجماعة. قال النسائي: ثقة. عنبسة بن إسحاق بن شمر الضبي البصري. الأمير.
كان من أجلاد القوم ودهاتهم. ولي الديار المصرية للمتوكل عشرة أعوام فبقي عليها
إلى سنة اثنتين وأربعين. قال ابن يونس: أخبرني من رآه يروح إلى الجمعة في محفية
بيضاء
(18/382)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 383
طيلسان ويغلطاق راجلا. وقيل: إنه كتب الحديث ببلده. العلاء بن مسلمة البغدادي
الرواس ت. عن: ضمرة بن ربيعة، وعبد المجيد بن أبي رواد، وجماعة. وعنه: ت.، وابن
صاعد، ومحمد بن علي الحكيم الترمذي. وكان متهما بوضع الحديث. عيسى بن حماد زغبة م.
د. ن. ق. أبو موسى التجيبي، مولاهم المصري. عن: الليث، ورشدين بن سعد، وعبد الرحمن
بن زيد بن أسلم، وابن وهب، وابن القاسم.
(18/383)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 384
وعنه: م. د. ن. ق.، وبقي بن مخلد، وأبو زرعة، وأبو عمران موسى بن سهل الجوني،
ومحمد بن الحسن بن قتيبة، ومحمد بن زبان بن حبيب وأحمد بن عبد الوارث العسال،
وإسماعيل بن داود بن وردان، والحسين بن محمد المصري مأمون، وأبو بكر بن أبي داود،
وعمر بن محمد بن بجير ومحمد بن أحمد بن عبيد بن فياض الدمشقي وآخر من روى عنه أحمد
بن عيسى الوشاء. وثقه النسائي، والدارقطني. قال ابن يونس: هو آخر من روى عن الليث
من الثقات. وهو مكثر عنه. توفي في ثاني ذي الحجة سنة ثمان وأربعين ومائتين. قال
أبو حاتم: كان ثقة رضيا. عيسى بن شاذان البصري القطان د.) أحد الحفاظ. مات كهلا
ولم يشتهر اسمه. يروي عن: عبد الله بن رجاء الغداني، وأبي عمر الحوضي، وهذه
الطبقة. وعنه: د.، وولده أبو بكر بن أبي داود، وعلي بن عبد الله بن مبشر الواسطي،
وآخرون. قال أبو عبيد الآجري: سمعت أبا داود يقول: ما رأيت أحفظ من النفيلي.
(18/384)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 385
قلت له: ولا عيسى بن شاذان قال: ولا عيسى بن شاذان. عيسى بن صبيح. من حذاق
المعتزلة البغداديين. توفي إلى... سنة.... ورخه المسعودي، عيسى بن أبي عيسى
السليحي الحمصي د. ن. المعروف بابن البراد. عن: محمد بن حمير، ويحيى بن أبي بكير،
وأبي المغيرة عبد القدوس، وطائفة. وعنه: د. ن.، وحرمي بن أبي العلاء، وأبو بكر بن
أبي داود، وأبو عروبة. عيسى بن المساور البغدادي الجوهري ت. ن.
(18/385)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 386
عن: الوليد بن مسلم، وسويد بن عبد العزيز، ومروان بن معاوية الفزاري، وطبقتهم.
وعنه: ت. ن.، والقاسم بن زكريا المطرز، ومحمد بن هارون الحضرمي، وآخرون. قال
النسائي: لا بأس به. وقال غيره: توفي في شوال سنة أربع وأربعين. وقيل: سنة خمس.
عيسى بن مهران الرازي. أبو موسى المستعطف. عن: عبد الواحد بن زياد، معتمر بن
سليمان، ومروان بن معاوية، وجماعة. وعنه: محمد بن جرير الطبري. قال ابن أبي حاتم:
سمع منه أبي ثم ترك حديثه وقال: هو كذاب.) وقال ابن عدي: هو متحرف في الرفض. حدث
بأحاديث موضوعة.
(18/386)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 387
عيسى بن يوسف بن عيسى بن الطباع. أبو يحيى أخو محمد. عن: أبي بكر بن عياش، وابن
أبي فديك، وجماعة. وعنه: أبو بكر بن أبي الدنيا، وعبد الله بن ناجية، وابن صاعد،
وآخرون. توفي سنة سبع وأربعين ومائتين.
(18/387)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 388
4 (حرف الغين.)
غياث بن جعفر الرحبي ق. من الرحبة. ولا أعلم أحدا من أهلها له ذكر قبل هذا. استملى
على: سفيان بن عيينة وروى عنه حديثا كثيرا، وعن: الوليد بن مسلم، وجماعة. وعنه:
ق.، وأبو العباس السراج، ومحمد بن جرير الطبري، ومحمد بن المجدر، وآخرون.
(18/388)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 389
4 (حرف الفاء)
الفتح بن خاقان. الأمير أبو محمد التركي الكاتب، وزير المتوكل. كان فصيحا مفوها،
وشاعرا محسنا موصوفا بالسخاء والكرم والرئاسة
(18/389)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 390
والسؤدد. وكان المتوكل لا يكاد يصبر عنه استوزره وقدمه وأمره على الشام، وأذن له
أن يستنيب عنه بها. وللفتح أخبار في الجود والأدب والمكارم والطرافة. وكان معادلا
للمتوكل على جمازة لما قدم دمشق. حكى عنه: المبرد، وأحمد بن يزيد المؤدب، وغيرهما.
قال أبو العيناء: دخل المعتصم يوما على خاقان يعوده، فرأى ابنه الفتح صبيا لم
يثغر، فمازحه، ثم قال: أيما أحسن، دارنا أم داركم فقال الفتح: دارنا أحسن إذا كنت
فيها. فقال المعتصم: والله لا أبرح حتى أنثر عليه مائة ألف درهم. وقال الصولي: ثنا
أبو العيناء قال: قال الفتح بن خاقان: غضب علي المعتصم ثم رضي عني فقال: إرفع
حوائجك لتقضى. فقلت: يا أمير المؤمنين ليس شيء من عوض الدنيا وإن جل يفي برضى أمير
المؤمنين وإن قل. فأمر فحشي فمي) درا. ومن شعره قرله:
(بني الحب على الجور فلو .......... أنصف المعشوق فيه لسمج)
(ليس يستحسن وفي وصف الهوى عاش .......... ق يحسن تأليف الحجج)
وقال البحتري: قال لي المتوكل: قل في شعرا وفي الفتح، فإني أحب أن يجيء معي ولا
أفقده، فيذهب عيشي ولا يفقدني. فقل في هذا المعنى. فقلت
(18/390)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 391
أبياتي التي كنت عملتها في غلامي، وأريته أني عملتها في الحال. وغيرت فيها لفظة ما
عشت ببا بفتح. وهي:
(سيدي أنت كيف اخلفت عهدي .......... وتثاقلت عن وفاء بعهدي)
(لا أرتني الأيام فقدك يا فت .......... ح ولا عرفتك ما عشت فقدي)
(أعظم الرزء أن تقدم قبلي .......... ومن الرزء أن تؤخر بعدي)
(حذرا أن تكون إلفا لغيري .......... إذ تفردت بالهوى فيك وحدي)
قال: فقتلا معا، وكنت حاضرا فربحت هذه الضربة. وأوما إلى ضربة في ظهره. قلت: قتلا
في سنة سبع وأربعين ومائتين. ويحى أن الفتح كان مع قوة ذكائه متبحرا في العلوم، لا
يكاد يمل من المطالعة في فنون الأدب. فتح بن عمرو التميمي. أبو نصر الكشي. رحل،
وروى عن: أبي يحيى الحماني، وأبي أسامة، وأزهر السماك، وعبد الرزاق بن همام، وخلق.
وعنه: أبو زرعة، وأبو حاتم، وأحمد بن سلمة النيسابوري، وجماعة آخرهم وفاة محمد بن
حاتم بن خزيمة شيخ لأبي عبد الله الحاكم. وتوفي سنة خمسين. قال أبو حاتم: صدوق.
(18/391)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 392
فرج بن مرزوق. أبو مسلم المدني، مولى المنكدر. روى عن: مالك بن أنس، وعبد العزيز
بن أبي حازم، وغيرهما. وعنه: علي بن الحسن بن قديد.) توفي بمصر في ذي القعدة سنة
ثمان وأربعين ومائتين. قاله ابن يونس. فضالة بن الفضل الكوفي الطهوي ت. عن: أبي
بكر بن عياش، وأبي داود الحفري. وعنه: ت.، وعلي بن العباس المقانعي، وعمر البجيري،
ومحمد بن جرير، ويحيى بن صاعد، وأبو عروبة، ومحمد بن الحسين الأشناني، وطائفة.
وثقه النسائي، وغيره. قال مطين: توفي سنة خمسين ومائتين. الفضل بن إسحاق الدوري
البزاز. عن: عبيد الله الأشجعي، والقاسم بن مالك. وعنه: عبد الله بن أحمد، والباغندي،
ومحمد بن إسحاق السراج. توفي سنة اثنتين وأربعين. الفضل بن أبي حسان البكائي
الوراق.
(18/392)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 393
سمع: زيد بن الحباب، وأبا النضر، وشريح بن النعمان، وعدة. وعنه: ابن صاعد، وأحمد
بن علي بن العلاء الجوزجاني. وثقه الخطيب. مات في شعبان سنة تسع وأربعين ومائتين.
الفضل بن السكين القطيعي. يعرف بالسندي، لسواده. روى عن: صالح بن بيان، وغيره.
وعنه: أبو يعلى الموصلي، ومحمد بن محمد الباغندي. كذبه يحيى بن معين وقال: لعن
الله من يكتب عنه. الفضل بن الصباح ت. ق. أبو العباس البغدادي السمسار. عن: هشيم،
وسفيان، ووكيع، وابن فضيل، ومعن القزاز، وأبي معاوية. وعنه: ت. ق.، وأبو يعلى
الموصلي، وأبو القاسم البغوي، وأبو العباس السراج، ومحمد بن هارون الحضرمي،) ومحمد
بن المسيب الأرغياني، وآخرون. وثقه ابن معين.
(18/393)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 394
قال السراج: كان من خيار عباد الله. توفي سنة خمس وأربعين ومائتين. الفضل البكائي.
عن: أبي النضر هاشم بن القاسم، وزيد بن الحباب. روى عنه: يحيى بن صاعد، وغيره،
وأحمد بن علي الجوزجاني. وثقه الخطيب. ويقال له الفضل بن أبي حسان. توفي سنة تسع
وأربعين ومائتين. الفضل بن مروان الوزير. روى عن: علي بن عاصم، وغيره. روى عنه:
المبرد، وحسين بن يحيى، وسليمان بن وهب الكاتب، وجماعة. كنيته: أبو العباس. وأصله
من البردان. وتنقلت به الأحوال إلى أن وصل إلى وزارة المعتصم. وكان أديبا فصيحا،
وافر الحشمة والحرمة.
(18/394)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 395
قال محمد بن إسحاق النديم: الفضل بن مروان بن ما سرجس النصراني، وعمر ثلاثا وتسعين
سنة، وخدم المأمون والمعتصم ووزر له، وخدم من بعدهما من الخلفاء. وكان قليل العلم
خبيرا بخدمة الخلفاء. وكان المعتصم يكثر الإطلاق على اللهو، وكان الفضل لا يمضي ما
يطلقه في بعض الأحايين، فبلغ المعتصم ذلك فنفاه إلى السن، واستوزر محمد بن عبد
الملك الزيات. ثم إن الفضل فيما بعد سكن سامراء. وعنه: قال: أنعمت النظر في علمين،
فلم أرهما يصحان: النجوم والسحر. ومما كتبه بعض الأدباء على باب داره:
(تفر عنت يا فضل بن مروان فاعتبر .......... فقبلك كان الفضل والفضل)
(ثلاثة أملاك مضوا لسبيلهم .......... أبادتهم التنكيل والحبس والقتل)
(إنك قد أصبحت للناس عبرة .......... ستودي كما أودى الثلاثة من قبل)
يعني الفضل بن يحيى البرمكي، والفضل بن الربيع الحاجب، والفضل بن سهل. ثم إن الفضل
بقي خاملا إلى أن مات) في شوال سنة خمسين ومائتين.
(18/395)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 396
4 (حرف القاف)
القاسم بن بشر بن معروف البغدادي د. قيل هو القاسم بن أحمد البغدادي الذي روى د
عنه، عن أبي عامر العقدي. روى عن: سفيان بن عيينة، ويزيد بن هارون، والوليد بن
مسلم، وجماعة. وعنه: أبو العباس السراج، وابن صاعد، وابن خزيمة، وعمر البجيري. وهو
ثقة. القاسم بن زكريا بن دينار م. ت. ن. ق. أبو محمد القرشي الكوفي الطحان. وقد
ينسب إلى جده. روى عن: الحسين بن علي الجعفي، وأبي أسامة، ووكيع، وطلق بن غنام،
ومعاوية بن هشام، ومصعب بن المقدام، وطائفة. وعنه: م. ت. ن. ق.، والهيثم بن خلف،
والقاسم بن زكريا المطرز،
(18/396)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 397
والحسن بن سفيان، وجماعة. وقال النسائي: ثقة. القاسم بن عثمان الجوعي. أبو عبد
الملك العبدي الدمشقي الزاهد شيخ الصوفية ورفيق أحمد بن أبي الحواري في صحبة أبي
سليمان الداراني. سمع: سفيان بن عيينة، والوليد بن مسلم، والزاهد أبا معاوية
الأسود، وجعفر بن عون، وجماعة. وعنه: أبو حاتم الرازي، وإبراهيم بن دحيم، وسعيد بن
عبد العزيز الحلبي، وجعفر بن أحمد بن عاصم، وأحمد بن أنس بن مالك، وأبو بكر بن أبي
داود، ومحمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني، وطائفة. قال أبو حاتم: صدوق. وقال
العقيلي: تفرد عن عبد الله بن نافع، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال النبي
صلى الله عليه وسلم: ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة. وقال سعيد بن أوس:
ثنا قاسم الجوعي: كان صوفيا نسب إلى الجوع. وقال أبو بكر بن أبي داود: رأيت أحمد
بن أبي الحواري يقرأ عند
(18/397)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 398
القاسم بن عثمان القرآن، فيصيح ويصعق. وكان فاضلا من محدثي دمشق. وكان يقدم في
الفضل على أحمد الحصائري.) قال قاسم الجوعي: وكان عابد أهل الشام، فذكر حكاية.
وقال محمد بن الفيض الغساني: قدم يحيى بن أكثم دمشق مع المأمون، فبعث إلى أحمد بن
أبي الحواري، فجاء إليه وجالسه، وخلع عليه يحيى طويلة وشيئا من ملابسه، ودفع إليه
خمسة آلاف درهم وقال: يا أبا الحسن فرقها حيث ترى. فدخل بها المسجد وصلى صلوات
بالقلنسوة. فقال قاسم الجوعي: أخذ دراهم اللصوص ولبس ثيابهم، ثم أتى الجامع. فمر
بابن أبي الحواري وهو في التحيات، فلما حاذى به لطم القلنسوة، فسلم أحمد وأعطى القلنسوة
ابنه إبراهيم، فذهب بها. فقال له من رآه: يا أبا الحسن ما رأيت ما فعل بك هذا
الرجل فقال: رحمه الله. ومن كلام القاسم: رأس الأعمال الرضا عن الله تعالى، والورع
عماد الدين، والجزع مخ العبادة، والحصن الحصين ضبط اللسان. وقال قاسم الجوعي: سمعت
سلم بن زياد يقول: مكتوب في التوراة: من سالم سلم، ومن شاتم شتم، ومن طلب الفضل من
غير أهله ندم. وقال سعيد بن عبد العزيز: سمعت القاسم الجوعي يقول: الشهوات نفس
الدنيا فمن ترك الشهوات فقد ترك الدنيا. وسمعته يقول: إذا رأيت الرجل يخاصم فهو
يحب الرئاسة. قال عمرو بن دحيم: توفي في رمضان سنة ثمان وأربعين ومائتين.
(18/398)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 399
القاسم بن عيسى الطائي الواسطي. عن: خالد بن عبد الله الطحان، وهشيم، وعبد الحكيم
بن منصور. وعنه: إبراهيم الحربي، وأبو داود السجستاني، وبحشل الواسطي، وغيرهم.
(18/399)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 400
4 (حرف الكاف)
كثير بن عبيد د. ن. ق. الإمام أبو الحسن المذحجي الحمصي الحذاء المقريء، وإمام
جامع حمص ستين سنة. وكان سيدا عارفا خائفا، قانتا لله. حدث عن: سفيان بن عيينة،
والوليد بن مسلم، وبقية بن الوليد، وأبي ضمرة، وخلق. وعنه: د. ن. ق.، وأبو بكر بن
أبي عاصم، وأبو عروبة الحراني، وأبو بكر بن أبي داود، وأبو الحسن أحمد بن جوصا،
وآخرون.) وثقه أبو حاتم، وغيره. وقال ابن أبي داود: كان يقال إنه يؤم أهل حمص ستين
سنة فما سهى في صلاة قط. قلت: وزاد غيره أنه سئل عن ذلك فقال: ما دخلت من باب
المسجد قط
(18/400)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 401
وفي نفسي غير الله تعالى. قلت: رحل إليه ابن جوصا في سنة خمسين وسمع منه. وتوفي
فيها أو بعدها.
(18/401)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 402
4 (حرف اللام)
الليث بن سعد بن نجيح المصري. شيخ غريب الحال. حدث عن: عبد الله بن وهب، وغيره.
وتوفي في المحرم سنة ثمان وأربعين ومائتين.
(18/402)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 403
4 (حرف الميم)
محمد بن آدم بن سليمان المصيصي د. ن. عن: عبد الله بن المبارك، وأبي المليح الرقي،
ويحيى بن زكريا بن أبي زائد، وحفص بن غياث، وطائفة. وعمر دهرا ورحلوا إليه. روى
عنه: د. ن.، ومحمد بن سفيان المصيصي، وأبو بكر بن أبي داود، وأحمد بن إبراهيم
البسري، وعمر بن بحر الأسدي. قال أبو حاتم: صدوق. وقال ابن أبي داود: يقال إنه من
الأبدال، رحمه الله. توفي سنة خمسين ومائتين. محمد بن أبان بن وزير البلخي خ. ع.
(18/403)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 404
أبو بكر المستملي. سمع: سفيان بن عيينة، وعبد الله بن وهب، وأبا خالد الأحمر،
ووكيعا، وطائفة. واستملى على وكيع مدة. وعنه: خ. ع.، وإبراهيم الحربي، وعبد الله
بن أحمد، وابن خزيمة، وأبو العباس السراج، ومسلم في غير صحيحه، وخلق كثير.) وكان
ثقة حافظا مصنفا مشهورا. توفي سنة أربع وأربعين في المحرم ببلخ، قاله جماعة. محمد
بن إبراهيم بن حدران د. ت. ن. أبو جعفر الأزدي السلمي البصري المؤذن. عن: يزيد بن
زريع، ومعتمر، وبشر بن المفضل، وطائفة. وعنه: د. ت. ن.، وأبو يعلى، وابن خزيمة،
وعمر بن بجير، وإبراهيم بن محمد بن متويه، وآخرون.
(18/404)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 405
قال أبو حاتم: صدوق. توفي سنة سبع وأربعين. محمد بن إبراهيم بن سليمان د. أبو جعفر
الأسباطي الكوفي الضرير، نزيل مصر. عن: عبد السلام بن حرب، والمطلب بن زياد،
وجماعة. وعنه: د.، وعبد الله بن محمد بن يونس السمناني، وعبد الله بن محمد بن سلم
المقدسي، وأبو حاتم وقال: صدوق. توفي سنة ثمان وأربعين. محمد بن إبراهيم بن العلاء
الدمشقي الغوطي الشامي ق. الزاهد السائح أبو عبد الله. نزيل عبادان. عن: عبيد الله
بن عمرو الرقي، وإسماعيل بن عياش، وبقية، وشعيب بن إسحاق. وعنه: ق.، وبقي بن مخلد،
وأبو يعلى الموصلي، وآخرون. قال الدارقطني: كذاب.
(18/405)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 406
وقال ابن عدي: عامة أحاديثه غير محفوظة. محمد بن إبراهيم بن العلاء الزبيدي الحمصي
ابن زبريق. قال محمد بن عوف: كان يسرق الأحاديث. فأما أبوه فشيخ غير متهم. محمد بن
إبراهيم بن يحيى بن أبي سكينة. أبو عبد الله الحلبي. عن: أبي الأحوص، ومالك، ومحمد
بن الحسن بن الحسين الفقيه، والوليد بن مسلم.) وعنه: سبطه يحيى بن علي الكندي
الحلبي. وقع لي حديثه عاليا. توفي سنة اثنتين وأربعين ومائتين. يقع حديثه في معجم
ابن المقريء، وفي جزء الحلبي. وقد ذكره ابن ماكولا في سكينة بالضم، وزاد: روى عن:
فضيل بن عياض، ومحمد بن سلمة الحراني.
(18/406)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 407
وعنه: عبد الله بن سعد الكريزي الرقي، والفضل بن محمد الأنطاكي العطار. محمد بن
أحمد بن الجراح ق. أبو عبد الرحيم الجوزجاني. حدث بنيسابور سنة خمس وأربعين عن:
أبي النضر، وجعفر بن عوف، وروح بن عبادة، ويزيد بن هارون، وطبقتهم. وعنه: ابن ماجة
في تفسيره، وأبو حاتم، وابن خزيمة، وبدر بن الهيثم، وآخرون. وكان ثقة عالما صاحب
سنة، تفقه بأحمد بن حنبل. محمد بن أحمد بن الحجاج ن. ق. أبو يوسف الرقي الصيدناني.
سمع: عيسى بن يونس، ومحمد بن سلمة الحراني، وجماعة. وعنه: ن. ق. ن. وأبو عروبة،
وغيرهم. وكان موصوفا بالصدق والحفظ. توفي سنة ست وأربعين ومائتين. محمد بن أحمد بن
نافع.
(18/407)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 408
أبو بكر العبدي البصري. وهو بكنيته أشهر، يأتي في الكنى. محمد بن أبي يعقوب إسحاق
بن منصور الكرماني خ. أبو عبد الله نزيل البصرة. عن: حسان بن إبراهيم الكرماني،
وسفيان بن عيينة، وبشر بن المفضل، وغندر، ومعتمر بن سليمان، وخلق. وعنه: خ.، وعمر
بن الخطاب السجستاني، وطائفة آخرهم موتا عبد الله بن يعقوب الكرماني شيخ ابن محمش)
الزيادي. وكان صدوقا صاحب حديث ومعرفة. توفي سنة أربع وأربعين. محمد بن أسد بن أبي
الحارث. حدث ببغداد عن: محمد بن سلمة الحراني، ومحمد بن كثير الكوفي. وعنه: عبد
الله بن ناجية، والقاضي المحاملي. قال الخطيب: ثقة. محمد بن أسلم بن سالم الطوسي.
(18/408)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 409
الإمام أبو الحسن الكندي، أحد الأبدال والحفاظ. سمع بخراسان من طائفة. وبالكوفة
من: محمد، ويعلى ابني عبيد، وجعفر بن عون، ومحاضر بن المورع، وعبيد الله بن موسى،
وطبقتهم. وبالحجاز من: مؤمل بن إسماعيل، وأبي عبد الرحمن المقريء. وبواسط من: يزيد
بن هارون. وبالبصرة من: مسلم بن إبراهيم، وطبقتهم. وعني بالأثر قولا وعملا، وصنف
المسند والأربعين، وغير ذلك. وأقدم شيوخه النضر بن شميل. روى عنه: إبراهيم بن
هانيء، ومحمد بن عبد الوهاب الفراء، وإبراهيم بن أبي طالب، وابن خزيمة، والحسين بن
محمد القباني، وأبو بكر بن أبي داود، ومحمد بن وكيع الطوسي، وآخرون. قال محمد بن
يوسف البناء الإصبهاني الزاهد: أنا محمد بن القاسم الطوسي خادم محمد بن أسلم: سمعت
إسحاق بن راهويه يقول في حديث: إن الله لا يجمع أمة محمد على ظلالة، فإذا رأيتم
الاختلاف فعليكم بالسواد الأعظم. فقال رجل: يا أبا يعقوب من السواد الأعظم قال:
محمد بن أسلم وأصحابه، ومن تبعه. لم أسمع عالما منذ خمسين سنة أشد تمسكا بالأثر
منه. وقال أبو النضر محمد بن محمد بن يوسف الفقيه: سمعت إبراهيم بن
(18/409)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 410
إسماعيل العنبري يقول: كنت بمصر وأنا أكتب بالليل كتب ابن وهب وذلك لخمس بقين من
المحرم سنة اثنتين وأربعين فهتف بي هاتف: يا إبراهيم، مات العبد الصالح محمد بن
أسلم. قال: فتعجبت من ذلك، وكتبته على ظهر كتابي، فإذا به قد مات في تلك الساعة.)
وقال محمد بن القاسم الطوسي: سمعت أبا يعقوب المروزي ببغداد، وقلت له: قد صحبت
محمد بن أسلم، وأحمد بن حنبل، وأي الرجلين كان عندك أرجح أو أكبر أو أبصر بالدين
فقال: يا أبا عبد الله، لم تقول هذا إذا ذكرت محمد بن أسلم في أربعة أشياء فلا
تقرن به أحدا: البصر بالدين، واتباع أثر الرسول صلى الله عليه وسلم، والزهد في الدنيا،
وفصاحة لسانه بالقرآن والنحو. ثم قال لي: فنظر أحمد بن حنبل في كتاب الرد على
الجهمية الذي وضعه محمد بن أسلم فتعجب منه. ثم قال لي: يا با عبد الله كان عندك
مثل محمد فقلت: لا. قال محمد بن القاسم: سألت يحيى بن يحيى النيسابوري عن ست
مسائل، فأفتى بها. وقد كنت سألت محمد بن أسلم، فأفتى بها بغير ذلك، ونصح فيها
بالحديث. فآخبرت يحيى بن يحيى فقال: يا بني أطيعوا أمره وخذوا بقوله، فإنه أبصر
منا، ألا ترى يحتج بحديث النبي صلى الله عليه وسلم في كل مسألة، وليس ذلك عندنا.
وقيل لأحمد بن نصر النيسابوري: صلى على محمد بن أسلم ألف ألف من الناس. وقال
بعضهم: ألف ألف ومائة ألف.
(18/410)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 411
وقال محمد بن القاسم: صحبته عشرين وأكثر، لم أره يصلي حيث أراه ركعتين من التطوع
إلا يوم الجمعة. وسمعته غير مرة يحلف: لو قدرت أن أتطوع حيث لا يراني ملكاي ففعلت،
خوفا من الرياء. ثم حكى محمد بن القاسم فعلا طويلا في شمائل محمد بن أسلم ودرجة
إخلاصه. قال أبو إسحاق المزكي: سمعت ابن خزيمة يقول: عودا وبدءا إذا حدث محمد بن
أسلم: ثنا من لم تر عيناي مثله أبو الحسن. وكان زنجويه بن محمد إذا حدث عن محمد بن
أسلم يقول: ثنا محمد بن أسلم الزاهد الرباني. وقال محمد بن شاذان: سمعت محمد بن
رافع يقول: دخلت على محمد بن أسلم، فما تشبه إلا بأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال قبيصة: كان علقمة أشبه الناس بابن مسعود في حديثه وسمته، وكان إبراهيم النخعي
أشبه الناس بعلقمة في ذلك، وكان منصور يشبه بإبراهيم، وكان سفيان الثوري يشبه
بمنصور، وكان وكيع يشبه بسفيان. قال أبو عبد الله الحاكم: مقام محمد بن أسلم مقام
وكيع، وأفضل من مقامه لزهده وورعه وتتبعه للأثر. وقال ابن خزيمة: ثنا رباني هذه
الأمة محمد بن أسلم. وقال أحمد بن سلمة: سمعت محمد بن أسلم يقول: لما أدخلت على
عبد الله بن طاهر ولم أسلم عليه بالإمرة غضب وقال: عمدتم إلى رجل من أهل
(18/411)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 412
القبلة فكفرتموه. فقيل: قد كان ما أنهي إلى الأمير.) فقال عبد الله: شراك نعل عمر
بن الخطاب خير منك، وكان يرفع رأسه إلى السماء، وقد بلغني أنك لا ترفع رأسك إلى
السماء. فقلت برأسي هكذا إلى السماء ساعة، ثم قلت: ولم لا أرفع رأسي إلى السماء
وهل أرجو الخير إلا بمن في السماء ولكني سمعت المؤمل بن إسماعيل يقول: سمعت سفيان
الثوري يقول: النظر في وجوهكم معصية. فقال بيده هكذا يحبسني، فأقمنا وكنا أربعة
عشر شيخا، فحبست أربعة عشر شهرا، ما اطلع الله على قلبي أني أردت الخلاص من ذلك
الحبس. قلت: الله حبسني وهو مطلقي وليس لي إلى المخلوقين من حاجة. فأخرجت وأدخلت
عليه، وفي رأسي عمامة كبيرة طويلة. فقال لي: ما تقول في السجود على كور العمامة.
قلت: نا خلاد بن يحيى، عن عبد الله بن المحرر، عن يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة، أن
النبي صلى الله عليه وسلم سجد على كور العمامة. فقال: هذا إسناد ضعيف. فقلت:
يستعمل هذا حتى يجيء أقوى منه. ثم قلت: وعندي أقوى منه: ثنا يزيد بن هارون، ثنا
شريك، عن حسين بن عبد الله، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: كان النبي صلى الله عليه
وسلم في ثوب واحد يتقي بفضوله حر الأرض وبردها. هذا الدليل على السجود على كور
العمامة. فقال: ورد كتاب أمير المؤمنين ينهى عن الجدل والخصومات، فتقدم إلى أصحابك
أن لا يعودوا. فقلت: نعم. ثم خرجت من عنده.
(18/412)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 413
قال أحمد بن سلمة: فقلت له: اخبرني غير واحد أن جل أصحابنا صاروا إلى يحيى بن يحيى
فكلموه أن يكتب عبد الله بن طاهر في تخليتك، فقال يحيى: لا أكاتب السلطان. وإن كتب
على لساني لم أكره حتى يكون خلاصه. فكتب بحضرته على لسانه، فلما وصل الكتاب إلى
عبد الله بن طاهر أمر بإخراجك وأصحابك. قال: نعم. وعن: بعضهم قال: كان محمد بن
أسلم يشبه في وقته بابن المبارك. وعن محمد بن أسلم قال: لو قدرت والله أن أتطوع
حيث لا يراني ملكاي لفعلت. وكان يدخل بيتا فيبكي، ثم إذا خرج غسل وجهه واكتحل.
وكان يبعث إلى قوم بعطاء أو كسوة في الليل، ولا يعلمون) من أين هي، وقال أحمد بن
سلمة: سمعت أن محمد بن أسلم مرض في بيت رجل من أهل طوس معمر، فقال له: لا تفارقني
الليلة، فإن أمر الله يأتيني قبل أن أصبح. فإذا مت فلا تنتظر بي أحدا، واغسلني
للوقت وجهزني واحملني إلى مقابر المسلمين. قال: ففاضت نفسه بالليل، فغسل وكفن وحمل
وقت الصبح. فآتاهم صاحب الأمير طاهر بن عبد الله، وأمرهم أن يحملوه إلى مقبرة
الساذياخ ليصلي عليه طاهر. قال: فوضعت الجنازة والناس يؤذنون لصلاة الصبح، وما
نادى على جنازته أحد، ولا روسل بوفاته أحد، وإذا الخلق قد تجمعوا بحيث لا يذكر
مثله، فتقدم طاهر للصلاة عليه، ودفن بجنب إسحاق بن راهويه، رحمة الله عليهما.
(18/413)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 414
قال محمد بن موسى الباشاني: مات لثلاث بقين من المحرم سنة اثنتين وأربعين ومائتين.
محمد بن إسماعيل الرماني النيسابوري. سمع: عبد الله بن المبارك، وخارجة بن مصعب.
وعنه: زكريا بن داود الخفاف، ومكي بن عبدان. قاله الحاكم. محمد بن إسماعيل بن أبي
ضرار ق. أبو صالح الرازي الضراري. رحل وروى عن: عبد الرزاق، ويعلى بن عبيد، ومحمد
بن يوسف الفريابي. وعنه: ق.، ومحمد بن جرير الطبري، وأبو بشر الدولابي. وهو صدوق.
محمد بن الأغلب بن إبراهيم التميمي القيرواني. الأمير أبو العباس متولي القيروان
وسائر المغرب. ولي سنة ست وعشرين ومائتين بعد والده، ودانت له إفريقية، وجدد مدينة
(18/414)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 415
سنة تسع وثلاثين سماها العباسية، فأحرقها أفلح الإباضي رأس الخوارج. توفي محمد
كهلا في غرة المحرم سنة اثنتين وأربعين ومائتين. محمد بن أفلح ت. ن. أبو عبد
الرحمن النيسابوري الملقب بالترك روح، لقيه إسحاق بن راهويه. روى عن: عبد الله بن
إدريس، ووكيع، وأبي أسامة. وعنه: ت. عن إسحاق، وأبو عمرو المستملي، وحسين بن محمد
القباني، وأبو يحيى الخفاف.) قال الحاكم أبو عبد الله: هو ختن يحيى بن يحيى، على
الأرجح. محمد بن... بن مساور. أبو جعفر السراج. عنده نسخة عن عيسى بن يونس، عن
الأعمش. توفي حول الخمسين ومائة. محمد بن بشر بن النجم. أبو عبد الله الحرشي
النيسابوري. سمع: ابن عيينة، وعيسى بن يونس، والوليد بن مسلم، ووكيعا. وعنه:
الحسين بن محمد القباني، وإبراهيم بن أبي طالب، ومحمد بن إسحاق الثقفي.
(18/415)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 416
قال ابن ماكولا: مات سنة اثنتين وأربعين ومائتين. محمد بن بكر بن خالد. أبو جعفر
القصير، كاتب القاضي أبي يوسف. روى عنه، وعن: الفضيل بن عياض، وعبد العزيز
الدراوردي. وعنه: أحمد بن علي الخزاز، وغيره. وتوفي سنة تسع وأربعين ومائتين. وثقه
الخطيب. محمد المنتصر بالله.
(18/416)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 417
أمير المؤمنين أبو جعفر، وقيل: أبو عبد الله بن المتوكل على الله جعفر بن المعتصم
بالله محمد بن هارون الهاشمي العباسي. وأمه أم ولد رومية اسمها حبشية. وكان أعين،
أقنى، أسمر، مليح الوجه، مضبرا، ربعة، جسيما، كبير البطن، مليحا، مهيبا. ولما قتل
أبوه دخل عليه قاضي القضاء جعفر بن سليمان الهاشمي، فقيل له: بايع. فقال: وأين
أمير المؤمنين المتوكل على الله فقال: قتله الفتح بن خاقان. قال: وما فعل بالفتح)
قال: قتله بغا. قال: فأنت ولي الدم وصاحب الثأر. فبايعه، وبايعه الوزير والكبار.
ثم صالح المنتصر بالله إخوته من ميراثهم على أربعة عشر ألف ألف درهم. ثم نفى عمه
عليا من سامراء إلى بغداد، ووكل به. وكان المنتصر وافر العقل، راغبا في الخير،
قليل الظلم، محسنا إلى العلويين، وصولا لهم. وقيل إنه كان يقول: يا بغا أين أبي من
قتل أبي ويسب الأتراك ويقول: هؤلاء قتلة الخلفاء. فقال بغا الصغير للذين قتلوا
المتوكل: ما لكم عند هذا رزق. فعملوا عليه وهموا به، فعجزوا عنه لأنه كان مهيبا
شجاعا فطنا محترزا، فتحيلوا إلى أن رشوا إلى طبيبه ابن طيفور ثلاثين ألف دينار عند
مرضه. فأشار
(18/417)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 418
بفصده، ثم فصده بريشة مسمومة فمات. فيقال إن ابن طيفور نسي ومرض، فأمر غلامه ففصده
بتلك الريشة، فمات أيضا. وقال بعض الناس: بل حصل للمنتصر مرض في أنثييه، فمات في
ثلاث ليال، وقيل: مات بالخوانيق. وقيل: بل سم في كمثراة بإبرة. وجاء عنه أنه قال
في مرضه: ذهبت يا أماه في الدنيا والآخرة. عاجلت أبي فعوجلت. وكان يتهم بقتل أبيه.
وزر له أحمد بن الخصيب أحد الظلمة. وقال المسعودي: أزال المنصر عن آل أبي طالب ما
كانوا فيه من الخوف والمحنة بمنعهم من زيارة قبر الحسين. كان أبون المتوكل قد أمر
بهدم القبر، وأن يعاقب من وجد هناك. فلما ولي المنتصر أمر بالكف عن آل أبي طالب
ورد فدك على آل الحسين، فقال البحتري:
(وإن عليا لأولى بكم .......... وأزكى يدا عندكم من عمر)
(وكله له فضله والحجو .......... ل يوم التراهن دون الغرر)
وقال يزيد المهلبي:
(18/418)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 419
(ولقد بررت الطالبية بعدما .......... ذموا زمانا بعدها وزمانا)
(ورددت ألفة هاشم، فرأيتهم .......... بعد العداوة بينهم إخوانا)
ثم خلع المنتصر بالله أخويه: المعتز، وإبراهيم من ولاية العهد الذي عقد لهم المتوكل
بعده. ومن كلام المنتصر إذ عفا عن الشاري الخارجي المكنى بأبي العمرد: لذة العفو
أعذب من لذة التشفي، وأقبح فعال) المقتدر الانتقام. قال المسعودي: وقد كان المنتصر
أظهر الإنصاف في الرعية، فمالت إليه القلوب مع شدة هيبتهم. وقال علي بن يحيى
المنجم: ما رأيت مثل المنتصر ولا أكرم مالا بغير تبجح منه. لقد رآني مغموما فسألني
فوريت، فاستحلفني، فذكرت إضاقة لحقتني في شراء ضيعة، فوصلني بعشرين ألفا. قلت:
وحاصل الأمر أنه لم يمتع بالخلافة، وهلك بعد أشهر معدودة. فإنه ولي بعد عيد الفطر،
ومات في خامس ربيع الآخر، وعاش ستا وعشرين سنة، سامحه الله تعالى. ذكر علي بن يحيى
المنجم أن المنتصر جلس مجلسا للهو، فرأى في بعض البسط دائرة فيها فارس، عليه ساج،
وحوله كتابة فارسية، فطلب من يقرأ ذلك، فأحضر رجل، فنظر فيها وقطب، فقال: ماهذه
قال: لا معنى لها.
(18/419)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 420
فألح عليه، فقال: مكتوب: أنا شرويه بن كسرى بن هرمز، قتلت أبي، فلم أمتع بالملك
إلا ستة أشهر. فتغير وجه المنتصر وقام. وقال جعفر بن عبد الواحد: قال لي المنتصر:
يا جعفر، لقد عوجلت، فما أسمع بأذني ولا أبصر بعيني. قاله في مرضه. محمد بن جعفر
خ. ت. ق. أبو جعفر بن أبي الحسين السمناني القومسي الحافظ. رحل وطوف وسمع: أبا
نعيم، وأبا مسهر، وعلي بن عياش وطبقتهم. وعنه: خ. ت. ق.، وأبو زرعة، وابن خزيمة،
وآخرون. ومات كهلا. محمد بن حاتم بن سليمان الزمي الخراساني المؤدب ت. ن.
(18/420)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 421
أبو جعفر، ويقال أبو عبد الله. له حديث عن: هشيم، وجرير بن عبد الحميد، وعلي بن
ثابت الجزري، وعمار بن محمد الثوري، والحكم بن ظهير، وجماعة. وعنه: ت. ن.، وعبد
الله بن أحمد، ومحمد بن هارون الحضرمي. وثقه الدارقطني. وتوفي سنة ست وأربعين ومائتين.)
وقد مر: محمد بن حاتم السمين. في الطبقة المارة. محمد بن حاتم بن بزيع البصري خ.
د. نزيل بغداد. حدث عن: جعفر بن عون، وأسود بن عامر، وعبيد الله بن موسى، وعبد
الله بن بكر. وعنه: خ. د.، وأبو العباس السراج، وأبو بكر بن أبي داود، وجماعة.
(18/421)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 422
توفي سنة تسع وأربعين. قال النسائي: ثقة. محمد بن الحارث بن راشد ق. مؤذن جامع
مصر. ويلقب صدرة. حدث عن: الليث، وابن لهيعة، وضمام بن إسماعيل، وغيرهم. وعنه: ق.،
ويعقوب الفسوي، وحبش بن سعيد الصوفي، والحسين بن إدريس الهروي، والحسن بن سفيان،
وأحمد بن داود بن أبي صالح الحراني، وآخرون. توفي في ذي القعدة سنة إحدى وأربعين.
محمد بن الحارث الرافقي البزاز. حدث عن: أبي يوسف القاضي، وعتاب بن بشير الجزري،
ومن بن عيسى. وعنه: النسائي في حديث مالك، وأبو عروبة الحراني، وجماعة. توفي سنة ثلاث
وأربعين. وعنه أيضا: المحاملي. قاله المزي.
(18/422)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 423
محمد بن الحارث. أبو عبد الله الليثي الحراني البزاز، خال أحمد بن أبي شعيب
الحراني. روى عن: هشيم، ومحمد بن سلمة الحراني، وجماعة. قال أبو عروبة: مات بحران
سنة ثلاث وأربعين ومائتين. محمد بن أبي الليث الحارث بن عبد الله الإيادي. القاضي
أبو بكر الأصم الجهمي المعتزلي. ولي قضاء مصر في أيام المعتصم والواثق.) وقد مر
ذكره في الحوادث. توفي ببغداد سنة خمسين. محمد بن حبيب. صاحب كتاب المحبر. إخباري
صدوق، واسمع الرواية. عارف بأيام الناس، متبحر في ذلك. وهو ابن ملاعنة فنسب إلى
أمه حبيب. أخذ عن: هشام بن محمد الكلبي، وغيره. روى عنه: أبو سعيد السكري. وتوفي
سنة خمس وأربعين ومائتين. ذكره الخطيب في الملخص فقال: كان عالما بالنسب روى عنه:
محمد بن أحمد بن عرابة الكوفي، وأبو سعيد الحسن بن الحسين السكري، وأبو روبة
البغدادي، وغيرهم.
(18/423)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 424
محمد بن الحجاج بن رشدين المهري. المصري. عن: أبيه، وابن وهب. توفي سنة اثنتين
وأربعين ومائتين. محمد بن... ميسرة. أبو جعفر الهروي... ويعرف بأبي حمحام. روى عن:
حماد بن زيد، وأبي يوسف القاضي. روى عنه: محمد بن... الماليني. وكان ورعا صالحا
كبير القدر. توفي سنة اثنتين وأربعين. محمد بن حماد الأبيوردي الزاهد. عن: ابن
المبارك، وابن عيينة، والوليد بن مسلم، ووكيع، وأبي ضمرة، والقطان. وعنه: محمد بن
عبد الوهاب الفراء، ومحمد بن أحمد بن أبي عون، ومحمد بن حيويه الإسفرائيني، وحاجب
بن أحمد الطوسي. وثقه ابن حبان، وقال: مات سنة ثمان، أو تسع وأربعين.) قلت: حديثه
عند السفلي عاليا.
(18/424)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 425
محمد بن حميد بن حيان د. ت. ق. أبو عبد الله الرازي الحافظ. عن: يعقوب القمي، وعبد
الله بن المبارك، وجرير بن عبد الحميد، وحكام بن سلم، والفضل السيناني، وزافر بن
سليمان، ونعيم بن ميسرة، وخلق كثير. وهو مكثر عن سلمة بن الفضل الأبرش، وله مناكير
وغرائب كثيرة. وعنه: د. ت. ق.، وأحمد بن حنبل مع تقدمه، وابنه عبد الله بن أحمد،
والحسن بن علي المعمري، وأبو زرعة الرازي، ومحمد بن محمد الباغندي، وعبد الله بن
أبي الدنيا، ومحمد بن هارون الروياني، ومحمد بن حريز، وصالح بن محمد جزرة، وعبد
الله بن محمد البغوي، وخلق. قال أبو زرعة: من فاته محمد بن حميد يحتاج أن ينزل في
عشرة آلاف حديث. وقال عبد الله بن أحمد: سمعت أبي يقول: لا يزال بالري علم ما دام.
(18/425)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 426
محمد بن حميد حيا. وقال أبو قريش الحافظ: قلت لمحمد بن يحيى: ما تقول في محمد بن
حميد فقال: ألا تراني أحدث عنه. قال أبو قريش: وكنت في مجلس محمد بن إسحاق الصغاني
فقال: ثنا محمد بن حميد. فقلت: تحدث عنه فقال: وما لي لا أحدث، وقد حدث عنه أحمد
بن حنبل، ويحيى بن معين. وقال البخاري: في حديثه نظر. وقال صالح جزرة: كنا نتهمه.
وقال أبو علي النيسابوري: قلت لابن خزيمة: لو حدث الأستاذ عن محمد بن حميد، فإن
أحمد بن حنبل قد أحسن الثناء عليه. قال: إنه لم يعرفه، ولو عرفه كما عرفناه لما
أثنى عليه أصلا. وقال أبو أحمد العسال: سمعت فضلك يقول: دخلت على محمد بن حميد وهو
يركب الأسانيد على المتون. وقال يعقوب بن إسحاق الفقيه: سمعت صالح بن محمد الأسدي
يقول: ما رأيت أحذق بالكذب من سليمان الشاذكوني، ومحمد بن حميد الرازي.) وكان حديث
محمد كل يوم يزيد.
(18/426)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 427
وقال أبو إسحاق الجوزجاني: هو غير ثقة. وقال أبو حاتم: سمعت ابن معين يقول: قدم
علينا محمد بن حميد بغداد، فأخذنا منه كتاب يعقوب القمي، ففرقنا الأوراق ومعنا
أحمد بن حنبل، فسمعناه ولم نر إلا خيرا. فأي شيء ينقمون عليه قلت: يكون في كتابه
شيء فيقول ليس هو كذا، ويأخذ العلم فيغيره، وقال: ليس هذه الخصلة. وقال النسائي:
ليس بثقة. مات سنة ثمان وأربعين ومائتين. محمد بن خالد بن خداش ق. أبو بكر
المهلبي، مولاهم البصري الضرير. عن: إسماعيل بن علية، وعبد الرحمن بن مهدي،
وجماعة. وعنه: ق.، وابن أبي داود، وأبو عروبة، وعمر البجيري، وآخرون. توفي في حدود
الخمسين ومائتين.
(18/427)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 428
محمد بن خلف بن طارق الداراني د. نزيل بيروت. حدث سنة تسع وأربعين عن: زيد بن يحيى
بن عبيد، وأبي مسهر الغساني. وعنه: د.، وابن جوصا، وابن أبي داود، وآخرون. وله عقب
بداريا. محمد بن خليفة ت. أبو عبيد الله البصري الصيرفي. عن: ت.، وجعفر بن أحمد بن
محمد بن الصباح الجرجرائي. توفي بعد الأربعين. محمد بن الخليل البلاطي الخشني ن.
(18/428)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 429
عن: إسماعيل بن عياش، وسويد بن عبد العزيز، ومسلمة بن علي الخشني، والحسن بن يحيى
الخشني. وعنه: ن.، وهشيم بن دحيم، وجماعة شاميون. قال النسائي: لا بأس به.) محمد
بن أبي خنيس الخولاني الإفريقي. روى عن: أبي ضمرة أنس بن عياض، وغيره. وتوفي سنة
خمسين. محمد بن داود بن صبيح د. ت. أبو جعفر المصيصي. عن: حسين بن محمد المروذي،
وأبي نعيم، وجماعة. ومات كهلا. وعنه: د. ن.، وأبو عروبة الحراني، ومحمد بن خزيم
الدمشقي، وابن قتيبة العسقلاني، وآخرون. أثنى عليه أبو داود، وقال: كان ينتقد
الرجال. محمد بن داود بن سفيان د. أبو جعفر المصيصي.
(18/429)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 430
عن: عبد الرزاق، ويحيى بن حسان التنيسي. وعنه: د. فقط وكأنه الأول. محمد بن رافع
بن أبي زيد سابور ع. إلا ق. أبو عبد الله القشيؤي، مولاهم النيسابوري الحافظ
الزاهد، أحد الأعلام. سمع: النضر بن شميل، وطبقته بخراسان وسفيان بن عيينة، وطبقته
بالحجاز وعبد الرزاق، ويزيد بن أبي حكيم، وعبد الله بن الوليد، وطبقتهم باليمن
ووكيعا، وابن نمير، وعبد الله بن إدريس، وطبقتهم بالكوفة وأبا داود الطيالسي، ووهب
بن جرير، وطبقتهما بالبصرة وشبابة، وأبا النضر، وطبقتهما ببغداد ويزيد بن هارون،
وطبقته بواسط. وعني بالأثر حالا ومالا. وعنه: خ. م. د. ت. ن.، ومحمد بن يحيى
الذهلي، وأبو زرعة الرازي، وأحمد بن سلمة، وإبراهيم بن أبي طالب، وابن خزيمة، وأبو
بكر بن أبي داود، ومحمد بن عقيل الخزاعي لا البلخي، وحاجب بن أحمد الطوسي، وآخر من
روى حديثه بعلو السلف بالثقفيات. قال أبو عمرو المستملي: سمعت محمد بن رافع يقول:
كنت مع أحمد، وإسحاق عند عبد الرزاق، فجاءنا يوم الفطر، فخرجنا مع عبد الرزاق إلى
(18/430)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 431
المصلى، ومعنا ناس كثير. فلما رجعنا دعانا عبد الرزاق إلى الغداء، فجعلنا نتغدى
معه، فقال لأحمد وإسحاق: رأيت اليوم منكما عجبا، لم تكبرا) فقالا: يا با بكر نحن
ننظر إليك هل تكبر فنكبر، فلما رأيناك لم تكبر أمسكنا. قال: وأنا كنت أنظر إليكما
هل تكبران فأكبر. قال جعفر بن أحمد بن نصر الحافظ: ما رأيت من المحدثين أهيب من
محمد بن رافع. كان يستند إلى شجرة الصنوبر في داره، فتجلس الغلمان بين يديه على
مراتبهم، وأولاد الطاهرية ومعهم الخدم كأن على رؤوسهم الطير. فيأخذ الكتاب بيده
ويقرأ بنفسه، ولا ينطق أحد ولا يتبسم إجلالا له. وإذا تبسم أحد في المجلس أو راطن
صاحبه قال: وصلى الله على محمد. فلا يقدر أحد أن يراجعه أو يستزيده. ولقد تبسم
خادم للطاهرية يوما، فقطع ابن رافع، وأنهى الخبر بعد ذلك. فأمر بقتل الخادم حتى
احتلنا لخلاصه. قال الحاكم: سمعت أبا جعفر محمد بن سعيد المذكر يقول: سمعت زكريا
بن دلويه يقول: بعث طاهر بن عبد الله إلى محمد بن رافع بخمسة آلاف درهم، فدخل عليه
الرسول بعد العصر وهو يأكل الخبز مع فجل، فوضعها وقال: بعث بها الأمير. فقال: خذ
خذ لا أحتاج إليه، فإن الشمس قد بلغت رأس الحيطان، إنما تغرب بعد ساعة، وقد جاوزت
الثمانين إلى متى أعيش فدخل عليه ابنه فقال: ليس لنا الليلة خبز. قال: فبعث بعض
أصحابه خلف الرسول ليرد المال إلى حضرة صاحبه فزعا من أن يذهب ابنه خلف الرسول،
فيأخذ المال. قال زكريا: وربما كان يخرج إلينا في الشتاء الشاتي، وقد لبس لحافه
الذي يلبسه بالليل.
(18/431)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 432
قال محمد بن رافع: سمعت أحمد بن حنبل يقول: إن قال المؤذن في أذانه: صلوا في
الرجال، فلك أن تتخلف، وإن لم يقل، فقد وجبت عليك. وقال: أنا أفدت أحمد عن يزيد بن
مسلم الصغاني الراوي، وعن وهب بن منبه. ونزلت أنا وأحمد، ومات الشيخ، وكان قد أتى
له مائة وخمس وثلاثون سنة. رواها أحمد بن سلمة، عن محمد بن رافع. وقال أحمد بن عمر
بن يزيد: نا محمد بن رافع: سمعت عبد الرزاق: سمعت معمرا يقول: رأيت باليمن عنقود
عنب وقر بغل تام. قال زنجويه بن محمد: توفي في ذي الحجة سنة خمس وأربعين، وغسله
أحمد بن نصر العابد، وصلى عليه محمد بن يحيى الذهلي. وقال مسلم، والنسائي: ثقة،
مأمون.) محمد بن الربيع. مولى الأزد. مصري معمر، يعرف بنعمة. حدث عن: عبد الله بن
لهيعة. مات في رمضان سنة سبع وأربعين ومائتين. محمد بن رجاء بن السندي. أبو عبد
الله النيسابوري، والد محمد بن محمد بن رجاء الإسفرائيني. سمع: النضر بن شميل،
ومكي بن إبراهيم. وعنه: ابنه، وزكريا بن داود، وابن خزيمة. قال أبو عبد الله بن
الأخرم: هو وأبوه وابنه ثقات أثبات.
(18/432)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 433
محمد بن رزق الله. أبو بكر الكلوذاني. عن: يزيد بن هارون، وشبابة، وجماعة. وعنه:
ابن صاعد، ويوسف بن يعقوب الأزرق، وغيرهما. وكان صدوقا. توفي سنة تسع وأربعين
ومائتين. محمد بن رمح بن المهاجر م. ق. أبو عبد الله التجيبي، مولاهم المصري. سمع:
الليث بن سعد، وابن لهيعة، ومسلمة بن علي الخشني. وحكى عن: مالك رحمه الله. وعنه:
م. ق.، والحسن بن سفيان، ومحمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني، وعلي بن أحمد بن
علان، وأحمد بن عبد الوارث العسال، ومحمد بن زبان المصريون، وخلق سواهم.
(18/433)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 434
وكان موصوفا بالإتقان الزائد حتى قال فيه النسائي: ما أخطأ في حديث واحد. وقال أبو
سعيد بن يونس: ثقة ثبت. كان أعلم الناس بأخبار بلدنا. توفي في شوال سنة اثنتين
وأربعين. قال النسائي: لو كان يكتب عن مالك لأثبته في الطبقة الأولى من أصحابه.)
محمد بن روح بن عمران. أبو عبد الله المصري، مولى قتيرة، من تجيب. روى عن: عبد
الله بن وهب وكان منكر الحديث. قاله ابن يونس. قال: وكان رجلا صالحا. توفي في ذي
القعدة سنة خمس وأربعين ومائتين. محمد بن زاهر بن حرب النسائي. ابن أخي أبي خيثمة.
سكن دمشق، وحدث عن: القعنبي، وجماعة. وكان طلابة للعلم. مات كهلا.
(18/434)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 435
روى عنه: محمود بن سميع، وسعد بن محمد البيروتي. قال أبو حاتم: أنا صليت عليه،
وكان من أقراني. لا بأس به. محمد بن زنبور المكي ن. هو أبو صالح محمد بن جعفر بن
أبي الأزهر، ولقب أبيه جعفر: زنبور. روى عن: حماد بن زيد، وإسماعيل بن جعفر، وعبد
العزيز بن أبي حازم، وجماعة. وعنه: ن.، وأبو عروبة، وعمر بن محمد بن بجير، وابن
صاعد، وأبو علي أحمد بن محمد الباشاني، ومحمد بن أحمد الدبيلي، وخلق سواهم. قال
النسائي: ثقة. وضعفه ابن خزيمة. توفي في ذي الحجة سنة ثمان وأربعين. وقع لي حديثه
عاليا. محمد بن أبي السري.
(18/435)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 436
أبو جعفر الأزدي. يروي عن: هشام بن الكلبي تصانيفه. وعن: إسحاق الأزرق. وعنه: أبو
سعيد السكوني، ومحمد بن خلف بن المرزبان، وأبو أحمد البربري، وآخرون.) محمد بن
سعيد بن حماد. أبو إسحاق الأنصاري الحراني. عن: عتاب بن بشير، ومسكين بن بكير.
وعنه: النسائي، وابن الباغندي، وأبو عروبة. توفي سنة أربع وأربعين ومائتين. محمد
بن سعيد بن عفير المصري. عن: ابن وهب. قال ابن يونس: توفي سنة سبع وأربعين
ومائتين. محمد بن سعيد بن يزيد بن إبراهيم التستري البصري ق. أبو بكر، أخو أحمد.
عن: معاذ بن هشام، ويعقوب الحضرمي، وأبي عاصم النبيل، وطائفة.
(18/436)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 437
وعنه: ق.، وأبو بكر بن أبي داود، وعبد الله بن محمد بن وهب الدينوري، وآخرون. محمد
بن سعيد بن عبد الملك بن أبي قفيز. أبو جعفر السلمي الدمشقي. عن: معروف الخياط
الراوي، عن واثلة بن الأسقع. وعن: بقية، والوليد بن مسلم، وجماعة. وعنه: أبو الحسن
بن جوصا، ومحمد بن أحمد بن معدان، وإبراهيم بن عبد الرحمن بن مروان، وآخرون. محمد
بن سفيان بن أبي الزرد الأبلي د. عن: سعيد بن عامر الضبعي، وعثمان بن عمر بن فارس،
وجماعة. وعنه: د.، وأبو بكر بن أبي عاصم، وعلي بن أحمد بن بسطام، وابن خزيمة،
وآخرون. محمد بن سلمة المرادي م. د. ت. ق. مولاهم المصري الفقيه. عن: ابن وهب،
وابن القاسم، وغيرهما. وعنه: م. د. ت. ق.، ومحمد بن محمد الباغندي، وعلي بن أحمد
علان، وجماعة.
(18/437)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 438
وكان من ثقات المصريين وفضلائهم.) توفي في ربيع الأول سنة ثمان وأبعين. استكتبه
الحارث بن مسكين إذ كان قاضيا، يكنى أبا الحارث. ذكره النسائي يوما وقال: ثقة ثقة.
محمد بن سليمان بن حبيب د. ن. أبو جعفر الأسدي البغدادي، نزيل المصيصة ولقبه:
لوين. وهو صاحب الجزء المشهور الذي يروى اليوم عاليا. سمع: مالك بن أنس، وسليمان
بن بلال، وحماد بن زيد، وحديج بن معاوية، وأبا عوانة، وعبد الرحمن بن أبي الزناد،
وسفيان بن عيينة، وطائفة. وعنه: د. ن.، وعبد الله بن أحمد، وأبو القاسم البغوي،
وابن صاعد، ومحمد بن إبراهيم الحروري، وأبو بكر بن أبي داود، وخلق. وحدث بالثغور،
وببغداد، وإصبهان. وعمر دهرا طويلا. روى النسائي في سننه أيضا، عن رجل، عنه، وقال:
ثقة.
(18/438)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 439
قال محمد بن القاسم الأزدي: قال لوين: لقبتني أمي لوينا، وقد رضيت. وقال الخطيب،
وغيره: كان يبيع الدواب، فيقول هذا الفرس له: لوين. فلقب بذلك. وقال أحمد بن
القاسم بن نصر: ثنا لوين سنة أربعين ومائتين. وسأله أبي: كم لك قال: مائة وثلاث
عشر سنة. قلت: لو سمع في صباه للقي التابعين كهشام بن عروة، وطبقته. ولو سمع وهو
ابن ثلاثين سنة لسمع من شعبة، وابن أبي ذئب ولكنه سمع وهو كهل. ومع هذا فصار من
أسند أهل زمانه. توفي سنة ست وأربعين. وقيل: سنة خمس وأربعين بأذنة. وكان غضب على
أولاده، فتحول من المصيصة إلى أذنة. وهما من بلاد سيس. محمد بن سوار الأزدي الكوفي
د. سكن مصر، وحدث عن: عبد السلام بن حرب، وعبدة بن سليمان، وجماعة.) وعنه: د.،
وابنه أبو بكر بن أبي داود، وعلان بن الصيقل، وآخرون.
(18/439)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 440
توفي سنة ثمان وأربعين ومائتين. محمد بن شجاع ت. وهو محمد بن عبد الله بن شجاع أبو
عبد الله المروذي، نزيل بغداد. عن: سفيان بن عيينة، وابن علية، وجماعة. وعنه: ت.،
ويعقوب الفسوي، وعبد الله بن ناجية، ومحمد بن أحمد بن زهير، وآخرون. توفي سنة أربع
وأربعين. محمد بن صدقة ن. أبو عبد الله الحمصي الجبلاوي المؤدب. عن: بقية، ومحمد
بن حرب، وأبي ضمرة، وغيرهم. وعنه: ن.، وعمرو بن بجير، وابن أبي داود، وجماعة. قال
أبو حاتم: صدوق.
(18/440)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن
عشر الصفحة 441
محمد بن طريف البجلي الكوفي م. د. ت. ق. أبو جعفر. عن: حفص بن غياث، وابن فضيل،
وأبي معاوية، وطبقتهم. وعنه: م. د. ت. ق.، ومحمد بن صالح بن ذريح، وعبد الله بن
زيدان، وآخرون. وكان ثقة، صاحب حديث. توفي سنة اثنتين وأربعين ومائتين. محمد بن
عباد بن موسى البغدادي. سندولا. سمع: عبد السلام بن حرب، وعبد الله بن إدريس،
وإسماعيل بن علية، وطائفة. وعنه: إبراهيم الحربي، وابن أبي الدنيا، وأبو حامد محمد
بن هارون. وكان إخباريا، ضعيف الحديث.
(18/441)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 442
محمد بن عباد بن آدم الهذلي ن. ق. البصري.) عن: معتمر بن سليمان، ومحمد بن جعفر
غندر، وجماعة. وعنه: ن. ق.، وأبو بكر بن أبي داود، وعبد الله بن محمد بن وهب،
وآخرون. ولعله بقي إلى بعد الخمسين. محمد بن عبد الله بن عمار ن. الحافظ أبو جعفر
الموصلي، مفيد الموصل ومحدثها. سمع: المعافى بن عمران، وأبا بكر بن عياش، وسفيان
بن عيينة، وعيسى بن يونس، وطبقتهم.
(18/442)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 443
وله كتاب جليل في معرفة العلل والشيوخ. وعنه: ن.، والحسين بن إدريس الهروي، وجعفر
الفريابي، ومحمد بن محمد الباغندي، وأبو يعلى الموصلي، وعبد الله بن أحمد، وخلق.
وكان تاجرا فقدم بغداد مرات وحدث بها. وكان عبيد العجلي يعظم أمره ويرفع قدره. قال
النسائي: ثقة، صاحب حديث. قلت: توفي سنة اثنتين وأربعين، وقد كمل ثمانين عاما.
وقال فيه الخطيب: كان أحد أهل الفضل المتحققين بالعلم، حسن الحفظ، كثير الحديث.
روى عنه: الحسين الهروي كتابا في علل الحديث ومعرفة الشيوخ. وقال ابن عدي: سمعت
أبا يعلى يسيء القول في ابن عمار ويقول: شهد على خالي بالزور. وذكر الخطيب أنه
مخرمي نزل الموصل. قلت: فهو أبو جعفر محمد بن عبد الله المخرمي الحافظ. سيعاد مع
أبي جعفر محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي الحافظ المذكور في الطبقة الآتية،
إن شاء الله. وقال ابن قانع: توفي سنة إحدى وثلاثين، وهو وهم.
(18/443)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 444
محمد بن عبد الله بن بزيع البصري م. ت. ن. عن: جعفر بن سليمان الضبعي، وفضيل بن
سليمان، وبشر بن المفضل، وجماعة. وعنه: م. ت. ن.، وعبدان الأهوازي، وابن خزيمة،
ومحمد بن علي الترمذي الحكيم، وجماعة. وثقه أبو حاتم. توفي سنة سبع وأربعين
ومائتين.) محمد بن عبد الله بن عبد الرحيم بن سعيه بن أبي زرعة د. ن. أبو عبد الله
بن البرقي المصري الحافظ، مولى بني زهرة، وأخو أحمد. سمع: عمرو بن أبي سلمة
التنيسي، وإدريس بن يحيى الخولاني، وعبد الملك بن هشام، ومحمد بن يوسف الفريابي،
وعبد الله بن يوسف، وأبا عبد الرحمن المقريء، وطائفة. وتكلم في الجرح والتعديل،
وأخذ عن: يحيى بن معين، وغيره.
(18/444)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 445
روى عنه: د. ن.، والحسن بن الفرج الغزي، ومحمد بن المعافى، وعمر بن محمد بن بجير،
وجماعة. قال النسائي: لا بأس به. وقال أبو سعيد بن يونس: كان ثقة، حدث بالمغزي عن
عبد الملك بن هشام. وتوفي في جمادى الآخرة سنة تسع وأربعين. قال: وإنما عرف
بالبرقي لأنه كان وإخواته يتجرون إلى برقة. محمد بن عبد الله بن عبيد بن عقيل د.
ن. ق. أبو مسعود الهلالي البصري. عن: جده عبيد، وبشر بن عمر الزهراني، وأبا عاصم
النبيل، وعمرو بن عاصم، وعثمان بن عمر بن فارس، وجماعة. وعنه: د. ن. ق.، وأحمد بن
يحيى التستري، وأبو عروبة، ومحمد بن نوح الجنديسابوري، وأحمد بن محمد بن صدقة
الحافظ، وطائفة. قال النسائي: لا بأس به. محمد بن عبد الله بن بكر الخزاعي ن.
ويقال الهاشمي، مولاهم الصنعاني المقدسي، الخلنجي.
(18/445)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 446
أبو الحسن نزيل بيت المقدس. عن: سفيان بن عيينة، وسعيد بن سالم القداح، وعبد الله
بن ميمون القداح، ومالك بن سعيد. وعنه: ن.، وأبو بكر بن أبي عاصم، وعبدان
الأهوازي، وآخرون، آخرهم محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني. محمد بن عبد الله بن
حفص بن هشام بن زيد بن أنس بن مالك الأنصاري البصري ق. عن: محمد بن عبد الله
الأنصاري القاضي، وأبي عاصم، ويحيى بن كثير، وغيرهم. وعنه: ق.، وابن خزيمة، وأبو
قريش، وأبو عروبة، وابن صاعد.) محمد بن عبد الله بن أبي حماد الطرسوسي القطان د.
عن: عبد الرحمن بن مغراء، وأبي تميلة يحيى بن واضح، وجماعة. وعنه: د.، وعلي بن
الحسين بن الجنيد، وأبو عبد الرحمن النسائي في الكنى، وآخرون. محمد بن عبد الله بن
حسن.
(18/446)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 447
أبو عبد الله الجرجاني العصار. كان مع أحمد بن حنبل في اليمن. روى عن: عبد الرزاق،
وإبراهيم بن الحكم بن أبان. وعنه: عمران بن موسى السختياني، وعبد الرحمن بن عبد
المؤمن المهلبي، وإبراهيم بن تومرد. قال حمزة السهمي: هو أول من أظهر مذهب الحديث
بجرجان، رحمه الله. محمد بن عبد الأعلى م. ت. ن. ق. أبو عبد الله الصنعاني القيسي.
عن: معتمر بن سليمان، ويزيد بن زريع، وأبي بكر بن عياش، وسفيان بن عيينة، وعثام بن
علي، وعبد الرزاق، وطائفة. وعنه: م. ت. ن. ق.، وبقي بن مخلد، وجعفر الفريابي، وعمر
بن بجير، وابن خزيمة، وقاسم المطرز، وخلق. وثقه أبو حاتم، وغيره. توفي بالبصرة سنة
خمس وأربعين ومائتين.
(18/447)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 448
محمد بن عبد الرحمن بن حكيم بن سهم الأنطاكي م. عن: معتمر بن سليمان، وأبي إسحاق
الفزاري، وابن المبارك، وعيسى بن يونس، وبقية بن الوليد. وعنه: م.، وعبد الله بن
أحمد بن حنبل، وأبو يعلى الموصلي، وموسى بن هارون، وأبو القاسم البغوي، وخلق
سواهم. وثقه أبو بكر الخطيب. وتوفي سنة ثلاث وأربعين. محمد بن عبد الصمد بن داود
بن مهران الحراني. أبو جعفر. ولد بمصر وسمع من: ابن وهب، ورشدين بن سعد.) توفي سنة
إحدى وأربعين. محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة غزوان اليشكري خ. ع. مولاهم المروزي
أبو جعفر. حج بأخرة، وحدث عن: ابن المبارك، وسفيان بن عيينة، وحفص بن غياث، والفضل
بن موسى، وأبي معاوية، وطائفة.
(18/448)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 449
وعنه: ع.، وخ، عن رجل، عنه، وأبو زرعة الرازي، وإبراهيم الحربي، وموسى بن هارون،
وأبو إسحاق السراج، ومحمد بن هارون بن المجدر، وابن المبارك، سمع منه ثلاثة أحاديث
فقط. وروى البخاري في صحيحه عن سعيد بن مروان، وعنه، عن سلمون بن صالح. توفي سنة
إحدى وأربعين ومائتين. محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب محمد بن عبد الله بن أبي
عثمان بن عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أمية. أبو عبد الله القرشي
الأموي البصري. عن: أبي عوانة، وعبد العزيز بن المختار، ويوسف بن الماجشون، وعبد
الواحد بن زياد، وكثير بن سليم، وكثير بن عبد الله الأيلي، وعدة. وعنه: م. ت. ن.
ق.، وأبو بكر بن أبي الدنيا، ومحمد بن محمد الباغندي، وأبو القاسم البغوي،
وإبراهيم بن محمد بن متويه، ومحمد بن جرير الطبري، وطائفة.
(18/449)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 450
وكان من جلة المشايخ وفضلائهم. قال النسائي: لا بأس به. وقال ابن قانع: مات
بالبصرة في جمادى الأولى لعشر بقين منه سنة أربع وأربعين. وقال الصولي: نهى
المتوكل عن الكلام في القرآن، وأشخص الفقهاء والمحدثين إلى سامراء، منهم ابن أبي
الشوارب، وأمرهم أن يحدثوا وأجزل صلاتهم. قلت: لما ولي ابنه الحسن بن محمد القضاء
تخوف وقال له: يا حسن أعيذ وجهك الحسن من النار. وفي ذريته عدة قضاة يقع لي حديثه
عاليا. محمد بن عبيد بن محمد بن واقد د. ت. ن. أبو جعفر المحاربي الكوفي النحاس.)
عن: علي بن مسهر، وعبد السلام بن حرب، وعمر بن عبيد، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة،
وشريك بن عبد الله، وإسماعيل بن عياش، وأبي الأحوص سلام، وعبد الرحمن بن زيد بن
أسلم، وابن المبارك، وطائفة. وطال عمره، وآشتهر اسمه. وعنه: د. ت. ن.، وعبد الله
بن أحمد بن حنبل، وأبو لبيد السرخسي، وعنه: د. ت. ن.، وعبد الله بن أحمد بن حنبل،
وأبو لبيد السرخسي،
(18/450)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 451
ومحمد بن جرير الطبري، وعبد الله بن زيدان البجلي، وطائفة. قال النسائي: لا بأس
به. وقال ابن حبان: مات سنة خمس وأربعين ومائتين. قال ابن أبي عاصم: توفي سنة إحدى
وخمسين. محمد بن عبيد بن محمد بن ثعلبة العامري الكوفي ق. المعروف بالحماني لنزوله
فيهم. ويلقب بالحوت. روى عن: أبيه، وعمر بن عبيد الطنافسي. وعنه: ق.، وأحمد بن
يحيى التستري، وحاجب بن أركين، وعلي بن العباس المقانعي، ويحيى بن صاعد، وآخرون.
ذكره ابن حبان في الثقات. محمد بن عبيد المدني. تقدم. محمد بن عبيد بن عبد الملك
ت. أبو عبد الله الأسدي الهمداني، الكوفي الأصل، الجلابة. عن: سفيان بن عيينة،
وأبي معاوية، ويحيى بن سعيد الأموي، وعبيدة بن حميد، وإسماعيل بن علية، وعلي بن
أبي بكر الإسفذني، وجماعة. وعنه: ت.، والحسن بن علي بن أبي الحناء، وعلي بن سعيد
(18/451)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 452
العسكري، وقاسم بن زكريا المطرز، وأبو بشر محمد بن أحمد الدولابي، وعبد الرحمن بن
أحمد بن عباد، ومحمد بن ماجة في غير السنن، وآخرون. وكان عبدا صالحا. وثقه أبو
زرعة وأثنى عليه. وقال الحسن بن يزداد الخشاب: لو كان محمد بن عبيد ببغداد كان
شبيها بأحمد بن حنبل. وقال غيره: كان يصوم الدهر.) قلت: وقع لنا حديثه عاليا.
وتوفي سنة تسع وأربعين ومائتين. محمد بن عثمان بن خالد ق. أبو مروان العثماني
المدني. عن: أبيه، وإبراهيم بن سعد، وعبد العزيز بن أبي حازم، وعبد الرحمن بن أبي
الزناد، ومحمد بن ميمون، وجماعة. وعنه: ق.، وأحمد بن زيد القزاز، وإسحاق الخزاعي،
وبقي بن مخلد، وجعفر الفريابي، وعمران بن موسى بن مجاشع، ومحمد بن يحيى بن مندة،
وطائفة. قال صالح جزرة: ثقة صدوق، إلا أنه يروي عن أبيه المناكير.
(18/452)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 453
وقال موسى بن هارون: مات سنة إحدى وأربعين. وقال البخاري: صدوق. محمد بن عثمان بن
بحر ن. أبو عبد الله العقيلي البصري. عن: عبد الأعلى بن عبد الأعلى، ومحمد بن عبد
الرحمن الطفاوي، وأبي عاصم النبيل. وعنه: ن،. وأحمد بن عمرو البزار، وعبدان
الأهوازي، وابن خزيمة، وطائفة. محمد بن عصام بن يزيد بن عجلان الإصبهاني جبر. ولقب
أبيه أيضا جبر. روى عن: أبيه، وله عنه نسخة كبيرة عن سفيان الثوري. وعنه: محمد بن
يحيى بن مندة، وأحمد بن علي بن الجارود، وسلم بن عصام، ومحمد بن أحمد بن يزيد
الزهري. محمد بن عقبة بن هرم السدوسي البصري.
(18/453)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 454
عن: جعفر بن سليمان الضبعي، وحماد بن زيد، وحسان الكرماني، وجرير بن عبد الحميد.
وعنه: أحمد بن عمرو البزار، والحسن بن سفيان، وعبدان الأهوازي، وجماعة. ضعفه أبو
حاتم. وقد روى عنه البخاري في كتاب الأدب. محمد بن عكاشة الكرماني. روى الموضوعات
عن مثل: سفيان بن عيينة، والوليد بن مسلم.) وعنه: إسماعيل بن قتيبة النيسابوري،
وغيره. ذكره ابن عساكر فقال: محمد بن عكاشة بن محصن، وأبو عبد الله الكرماني. ذكر
أنه سمع من: الوليد، ووكيع، وابن عيينة، ومندل بن علي، وعبد الرزاق، وطائفة. روى
عنه: إسماعيل بن قتيبة، وإبراهيم بن محمد بن هانيء، ومحمد بن إبراهيم الطيالسي.
قال الدارقطني: كان يضع الحديث.
(18/454)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 455
وقال أحمد بن محمد بن يونس الهروي البزاز: كان يحدث بالبواطيل، فبلغني أنه شهد
الجمعة بكرمان، فقرأ الإمام على المنبر، فصعق فمات. قلت: ومما وضع على سند
الصحيحين: أطعموا نساءكم لبانا، فإن يكن ذكرا يخرج ذكيا شجاعا، وإن يكن جارية حسن
خلقها وأعظم عجيزتها، وحظيت عند زوجها. ومن موضوعاته على النبي صلى الله عليه
وسلم، عن جبريل، عن الله عز وجل: من لم يؤمن بالقدر فليس مني، أو نحوه. محمد بن
العلاء بن كريب ع.
(18/455)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 456
أبو كريب الهمداني الحافظ. محدث الكوفة. عن: عبد الله بن المبارك، وسفيان بن عيينة،
وحفص بن غياث، وعبيد الله الأشجعي، وعمر بن عبيد، وحاتم بن إسماعيل، وعبد الله بن
إدريس، وهشيم، وخلق. وعنه: ع.، وبقي بن مخلد، وعبد الله بن أحمد، وأحمد بن علي
المروزي، وجعفر الفريابي، وعبد الله بن ناجية، وابن خزيمة، وأبو عروبة، ومحمد بن
هارون الروياني، وعبد الله بن زيدان البجلي، ومحمد بن القاسم بن زكريا المحاربي،
وخلق. سمع بدمشق من: شعيب بن إسحاق. وعنه: قال: أتيت يحيى بن حمزة، فوجدت عليه
سواد القضاء، فلم أسمع منه. كنت سافرت أريد إفريقية. وقال علي بن نصر النيسابوري:
سمعت أبا عمرو الخفاف يقول: ما رأيت في المشايخ بعد إسحاق أحفظ من أبي كريب. وقال
النسائي: ثقة. قال صالح جزرة: تيبس رأس أبي كريب، فأمر الطبيب أن يغلف رأسه
بفالوذج. قال: فتناوله من رأسه، وأكله وقال: بطني أحوج إلى هذا من رأسي.) قال
مطين: أوصى أبو كريب بكتبه أن تدفن، فدفنت. قال حجاج الشاعر: سمعت أحمد بن حنبل
يقول: لو حدثت عن أحد ممن أجاب، يعني في المحنة، لحدثت عن اثنتين: أبو معمر، وأبو
كريب، وأما أبو معمر فلم يزل بعدما أجاب يذم نفسه على إجابته، ويحسن أمر الذي لم
يجب. وأما أبو كريب فأجري عليه ديناران، وهو محتاج، فتركها لما علم أنه
(18/456)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 457
أجري عليه لذلك. وقال محمد بن عبد الله بن نمير: ما بالعراق أكثر حديثا من كريب،
ولا أعرف بحديث بلدنا منه. وقال الحافظ أبو علي النيسابوري: سمعت أبا العباس بن
عقدة يقدم أبا كريب في الحفظ والكثرة على جميع مشايخهم. ويقول: ظهر لأبي كريب
بالكوفة ثلاثمائة ألف حديث. وقال موسى بن إسحاق: سمعت من أبي كريب مائة ألف حديث.
وقال أبو حاتم: صدوق. وقال أبو عمرو الخفاف: ما رأيت في المشايخ بعد إسحاق مثل أبي
كريب. وقال محمد بن يحيى لإبراهيم بن أبي طالب: من أحفظ من رأيت بالعراق. قال: لم
أر بعد أحمد بن حنبل أحفظ من أبي كريب. قال البخاري: توفي أبو كريب يوم الثلاثاء
لأربع بقين من جمادى الآخرة سنة ثمان وأربعين ومائتين. زاد غيره: عاش سبعا وثمانين
سنة، رحمه الله.
(18/457)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 458
محمد بن علي بن الحسن بن شقيق ت. ن. أبو عبد الله المروزي. حدث ببغداد وخراسان،
عن: أبيه، والنضر بن شميل، وأبي أسامة، ويزيد بن هارون، وعبدان بن عثمان، وجماعة.
وعنه: ت. ن، والحسن بن سفيان، وابن خزيمة، ومحمد بن جرير، وابن صاعد، وخلق آخرهم
القاضي المحاملي. وثقه النسائي، وغيره. قال محمد بن موسى الباشاني، وابن قانع: مات
سنة خمسين. زاد الباشاني: لثلاث بقين من المحرم. سقط من السطح فمات. محمد بن علي
بن حمزة ن. أبو عبد الله المروزي الحافظ. عن: إسحاق بن سليمان الرازي، وعبيد الله
بن موسى، وأبي اليمان،
(18/458)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 459
وعبدان بن عثمان، وطبقتهم. وعنه: ن.، وإبراهيم بن أبي طالب، وعلي بن سعيد الرازي،
وابن خزيمة، وأبو قريش محمد بن جمعة، وآخرون.) وأكثر عنه ابن خزيمة، وسأله عن
العلل والرجال. أقام بنيسابور مدة بعد الأربعين. أما محمد بن علي بن حمزة العلوي
البغدادي. فشيخ ثقة. توفي سنة ست وثمانين ومائتين. عنده عن: أبي عثمان المازني.
ومحمد بن علي بن حمزة الأنصاري. عن: عبيد الله القواريري. ومحمد بن علي بن حمزة
الأنطاكي. نزل بغداد، روى عن: أبي أمية الطرسوسي، وطبقته. وبقي إلى سنة ثلاث عشر
وثلاثمائة. محمد بن عمران بن أيوب الإصبهاني. عن: سلمة بن الفضل، وعبيد الله بن
موسى، وطائفة. وعنه: ابنه عبد الله، شيخ لأبي الشيخ، وغيره.
(18/459)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 460
محمد بن عمران بن زياد. أبو جعفر الضبي الكوفي النحوي. سكن بغداد، وأدب ابن
المعتز. وحدث عن: أبي نعيم، وأبي غسان النهدي، وجماعة كثيرة. ورحل إلى الشام، فسمع
من: هشام بن عمار. روى عنه: عبد الله بن أبي سعد الوراق، وأبو العباس بن مسروق.
مات كهلا وثقه الدارقطني. محمد بن عمر بن علي بن عطاء بن مقدم المقدمي البصري ع.
ت. ابن عم محمد بن أبي بكر. سمع: أباه، ومحمد بن جعفر غندر، ومحمد بن أبي عدي،
ويوسف بن عطية، ومعاذ بن هشام، ويحيى القطان، وعدة. وعنه: ع.، وأحمد بن عمرو
البزار، وجعفر بن أحمد الحافظ،
(18/460)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 461
وابن خزيمة، ومحمد بن جرير، وآخرون.) قال أبو حاتم: صدوق. قلت: توفي سنة خمس
وأربعين ومائتين. محمد بن عمر بن حرب بن سنان القرشي البصري. حدث بإصبهان عن: يحيى
القطان، وغندر، والحكم بن سنان. وعنه: عبد الله بن محمد بن وهب، وأحمد بن محمد بن
مسلم. محمد بن عمرو بن العباس. أبو بكر الباهلي البصري. حدث عن: سفيان بن عيينة،
وغندر، وعبد الوهاب الثقفي، وجماعة. وعنه: ابن صاعد، والمحاملي، وآخرون. توفي سنة
تسع وأربعين ومائتين. يقع لنا من عواليه. محمد بن عمرو بن الحكم الهروي. حدث
ببغداد عن: الجارود بن يزيد، وعبد الله بن واقد، ووكيع، ومكي بن إبراهيم، وغسان بن
سليمان. وعنه: ابن صاعد، والمحاملي.
(18/461)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 462
قال الخطيب: ثقة، عنده عن الجارود بن يزيد، ومكي بن إبراهيم. محمد بن.... أبو عبد
الله... الحافظ، نزيل هراة. روى عن: إسحاق الأزرق، ويزيد بن...، وعبد الرزاق،
وجماعة. وعنه: أبو يحيى البزاز، ومحمد بن عبد الرحمن بن الشامي، ومحمد بن شاذان.
صدوق. قيل: إنه كان يحفظ سبعين ألف حديثه. محمد بن أبي عون. أبو بكر البغدادي. عن:
محمد بن فضيل، وشعيب بن حرب. وعنه: ابن صاعد، والمحاملي، وجماعة.) توفي سنة تسع
وأربعين ببغداد في شعبان. واسم أبيه أبي عون محمد. محمد بن عيسى بن زياد ن.
(18/462)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 463
أبو الحسين الدامغاني. نزيل الري. حدث عن: ابن المبارك، وجرير بن عبد الحميد،
وسلمة الأبرش، وجماعة. وعنه: ن.، ومحمد بن جرير الطبري، وأبو بكر بن أبي داود،
وأبو نعيم عبد الملك بن عدي، وعبد الله بن محمد بن وهب الدينوري، وآخرون كثيرون.
ولعله بقي إلى بعد الخمسين. محمد بن أبي غالب القومسي الطيالسي خ. د. أبو عبد
الله، نزيل بغداد. عن: يزيد بن هارون، وسعيد بن سليمان سعدويه، وعبد الرحمن بن
شريك النخعي، وطائفة. وعنه: خ. د.، وأبو بكر بن أبي عاصم، وعبد الله بن أحمد بن
حنبل، والحسين بن إسحاق التستري، وأبو بكر بن أبي داود. قال البخاري: مات في سلخ
رمضان سنة خمسين. قلت: روى البخاري عنه عن: محمد بن أبي سمية. وعنه عن: إبراهيم بن
المنذر الحزامي.
(18/463)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 464
وكان من الثقات. وأما محمد بن أبي غالب. صاحب هشيم، فمات سنة أربع وعشرين ومائتين.
محمد بن فراس ت. ق. أبو هريرة البصري الصيرفي. عن: وكيع، ومعاذ بن هشام، وسلمة بن
قتيبة، وحرمي بن عمارة أبي داود، وطبقتهم. وعنه: ت. ق.، وأحمد بن عمرو البزار،
وعمر بن بجير، ومطين، و... محمد بن سليمان المالكي البصري، وآخرون. قال أبو حاتم:
صدوق.) قلت: توفي سنة اثنتين وأربعين. محمد بن قدامة بن أعين بن المسور الجوهري
أبو جعفر المصيصي.
(18/464)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 465
عن: ابن المبارك، وجرير بن عبد الحميد، وفضيل بن عياض، ووكيع، وعثام بن علي،
وسفيان بن عيينة، وأبي الحسن الكسائي، وطائفة. وعنه: د. ن.، وأبو بكر بن أبي داود،
وعبد الرحمن بن عبيد الله الأسدي الحلبي ابن أخي الإمام، وعبد الرحمن بن عبيد الله
الهاشمي الحلبي ابن أخي الإمام، وعمر بن الحسن أبو حفيص الحلبي القاضي، ومحمد بن
الحسن بن قتيبة، ومحمد بن المسيب الأغياني، ومحمد بن سفيان. قال النسائي: لا بأس
به. ووثقه الدارقطني. وقال ابن حبان: مات قريبا من سنة خمسين. قلت: وقع لنا حديثه
عاليا في معجم ابن جميع. محمد بن الإمام أبي عبد الله محمد بن إدريس الشافعي. قاضي
الجزيرة. توفي بالجزيرة بعد الأربعين ومائتين. روى عن: أبيه، وغيره. وذكر ابن يونس
أنه سمع أيضا من: سفيان بن عيينة الهلالي. قال: وله أخ باسمه توفي سنة إحدى
وثلاثين بمصر.
(18/465)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 466
محمد بن محمد بن مرزوق الباهلي م. ت. بصري ثقة. حدث ببغداد، عن: روح بن عبادة،
وأبي عامر العقدي، ومحمد بن عبد الله الأنصاري. وعنه: م. ت.، ونسباه إلى جده،
ومحمد بن جرير، وابن خزيمة، والمحاملي. وسيعاد. محمد بن محمد بن النعمان بن شبل
الباهلي البصري. روى عن: مالك بن أنس، وغيره. وعمر دهرا.) روى عنه: أحمد بن محمد
بن روق الهزاني. محمد بن مرداس الأنصاري البصري.
(18/466)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 467
عن: زياد بن عبد الله البكائي، وبشر بن المفضل، وعبد الله بن عيسى الخزاز. وعنه:
محمد بن إسماعيل البخاري في بعض تواليفه، وعبدان الأهوازي، ومحمد بن هارون
الروياني، ومحمد بن أحمد بن سليمان الهروي، وآخرون. توفي سنة تسع وأربعين. أما
محمد بن مرداس الأنصاري. عن خارجة بن مصعب، فآخر لا يعرف. محمد بن مرزوق الباهلي
م. ت. ق.
(18/467)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 468
هو محمد بن محمد بن مرزوق بن بكير، مر. وأكثر ما يأتي منسوبا إلى جده. روى عنه: م.
ت. ق.، وخلق. قال ابن أبي عاصم: توفي سنة ثمان وأربعين ومائتين. قلت: تفرد عن
الأنصاري، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رفعه: إذا أكل ناسيا فلا
قضاء عليه ولا كفارة. لم يروه أحد بهذا الإسناد غيره. محمد بن مسعدة البزاز. روى
عن: محمد بن شعيب بن شابور. وعنه: أبو العباس السراج، وقاسم المطرز، ويحيى بن
صاعد. محمد بن مسعود بن يوسف د. أبو جعفر بن العجمي. نزيل طرسوس وشيخها في زمانه.
روى عن: عيسى بن يونس، ويحيى القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، وزيد بن الحباب، وعبد
الرزاق، وطائفة. وعنه: د.، وجعفر الفريابي، ومحمد بن وضاح الأندلسي، وحاجب بن
(18/468)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 469
أركين، وأبو بكر بن أبي داود، ومحمد بن إسحاق السراج، وعبد الله بن محمد بن وهب
الدينوري، والحسين بن إسماعيل المحاملي، وآخرون. وثقه الخطيب، وغيره. وقال محمد بن
وضاح: رفيع الشأن فاضل، ليس بدون أحمد بن حنبل.) قلت: سمع منه أحمد بن علي الجزري
في سنة سبع وأربعين. قال ابن عبد البر: قال ابن وضاح: ما أعلم أحدا أعلم بالحديث
من محمد بن مسعود. محمد بن مسكين اليمامي خ. م. د. ن. أبو الحسن. حدث ببغداد، عن:
جعفر بن يوسف الفريابي، وبشر بن بكر، ويحيى بن حسان التنيسيين، وأبي مسهر، وطائفة.
وآخر شيخ له: وهب بن جرير.
(18/469)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 470
وعنه: خ. م. د. ن.، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأحمد بن عمرو البزار، ومحمد بن حسين بن
مكرم، ومحمد بن يحيى بن مندة، وعمر البجيري، وابن خزيمة، وآخرون. وثقه أبو داود،
وغيره. محمد بن مصفى بن بهلول د. ن. ق. أبو عبد الله القرشي الحمصي، الرجل الصالح.
روى عن: بقية، وسفيان بن عيينة، ومحمد بن حرب الخولاني، والوليد بن مسلم، وابن أبي
فديك، وطائفة. وعنه: د. ن. ق.، والحسن بن فيل، وسعيد بن عبد العزيز الحلبي، وعبدان
الأهوازي، وأبو بكر بن أبي داود، ومحمد بن تمام البهراني، ومحمد بن العباس بن
الدرفس، ومحمد بن يوسف بن بشر الهروي، وعبد الغافر بن سلامة الحمصي وخلق.
(18/470)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 471
قال أبو حاتم: صدوق. قال: محمد بن عبد الفضل الكلاعي: عادلته إلى مكة سنة ست
وأربعين، فأقبل بالجمعة ومات بمنى. وكان دخل مكة وهو لما به، فدخل أصحاب الحديث
عليه وهو في النزع، فقرأوا عليه، فما عقل مما قريء شيئا. وقال محمد بن عوف: رأيت
محمد بن مصفى في النوم، فقلت: يا أبا عبد الله أليس قد مت إلى ما صرت قال: إلى
خير، ومع ذلك فنحن نرى ربنا كل يوم مرتين. فقلت: يا أبا عبد الله صاحب سنة في
الدنيا، وصاحب سنة في الآخرة قال: فتبسم إلي. قلت: روى ابن ماجة أيضا عن مرار بن
حمويه عن محمد بن مصفى. وقال جزرة: له مناكير. محمد بن معروف القرشي الإصبهاني
العطار.) حدث عن: يحيى بن سعيد القطان، ويزيد بن هارون.
(18/471)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 472
وقرأ القرآن على يعقوب الحضرمي. حدث عنه: محمد بن أحمد بن تميم، وعبد الله بن أبي
عيسى، وغيرهما. وأم بجامع إصبهان. وكان من العبادة والورع بمحل. رحمه الله. محمد
بن مقاتل. أبو عبد الله الرازي. عن: جرير بن عبد الحميد، ووكيع، وحكام بن سلم،
وجماعة. وعنه: أحمد بن جعفر الجمال، وعيسى بن محمد المروزي الكاتب، والزاهد أبو
عثمان سعيد بن إسماعيل الجيزي، وآخرون. وهو من الضعفاء والمتروكين. قيل إنه توفي
سنة ست وأربعين، وكان من الفقهاء الكبار. أما محمد بن مقاتل المروزي. فقد مات قبل
هذا بعشرين سنة. محمد بن موسى بن نفيع ت. ن.
(18/472)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 473
أبو عبد الله الحرشي البصري. عن: حماد بن زيد، وجعفر بن سليمان، ومحمد بن ثابت
العبدي، وسهيل بن أبي حزم، وفضيل بن سليمان، وطائفة. وعنه: ت. ن.، وأحمد بن عمرو
البزار، والحسين بن إسحاق التستري، والقاسم المطرز، وعمر بن محمد بن بجير، وابن
صاعد، وطائفة. قال أبو داود: ضعيف. وقال أبو حاتم: شيخ. وقال النسائي: صالح. ووثقه
ابن حبان. توفي سنة ثمان وأربعين ومائتين. محمد بن موسى بن عمران خ. م. ق. أبو
جعفر الواسطي القطان، ابن عمة أحمد بن سنان القطان.) عن: يزيد بن هارون، وأبي
سفيان الحميري، وأبي عامر العقدي، وأبي عاصم، والمثنى بن معاذ العنقزي، وطائفة.
(18/473)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 474
وعنه: خ. م. ق.، وأحمد بن يحيى التستري، وأبو بكر بن أبي داود، وأحمد بن عمرو
البزار، وابن خزيمة، وابن صاعد، وطائفة. ذكره ابن حبان في الثقات. محمد بن أبي
معشر نجيح بن عبد الرحمن ت. أبو عبد الملك السندي المدني، مولى بني هاشم. عن:
أبيه، والنضر بن منصور، وغيرهما. وعنه: ت.، وإبراهيم بن محمد بن متويه، ومحمد بن
المجدر، وشعيب الذارع، ومحمد بن جرير، وأحمد بن عبد الله بن سابور الدقاق، وأبو
حامد محمد بن هارون الحضرمي، وجماعة. قال أبو حاتم: محله الصدق. ووثقه أبو يعلى الموصلي.
توفي سنة أربع، وقيل: سنة سبع وأربعين، وله تسع وتسعون سنة. قال ابن معين: سألت
حجاجا بالمصيصة عنه فقال: طلب مني كتب أبيه مما سمعته، فأخذها فنسخها، وما سمعها
مني.
(18/474)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 475
قلت: هذا لا يدل على أنه حدث بما نسخ، فلا يضره ذلك. محمد بن النضر الزبيري
الإصبهاني. عن: عامر بن إبراهيم، وبكر بن بكار، وجماعة. وعنه: أحمد بن الحسين
الأنصاري، وعبد الله محمد بن عيسى. محمد بن النعمان بن عبد السلام بن حبيب بن
حطيط. أبو عبد الله التيمي الإصبهاني. شيخ إصبهان وابن شيخها وأبو شيخها عبد الله.
لم يسمع من أبيه لصغره. ورحل، وسمع من: سفيان بن عيينة، وحفص بن غياث، وأبي بكر بن
عياش، ووكيع، وطائفة. وعنه: زيد بن أخرم وقال: ثنا عابد أهل إصبهان محمد بن
النعمان. وروى عنه: هارون بن سليمان، ومحمد بن يزيد، وجعفر بن أحمد بن فارس. قال
أبو الشيخ: هو أحد الورعين. لم يحدث إلا بالقليل.) ذكر أنه خرج إلى البصرة، فأقام
بها زمانا، وتزوج بها ابنة عبد الله بن بكر السهمي. كان أبيض الرأس واللحية، وكان
ثوبه خشنا، وكمه إلى طرف أصابعه.
(18/475)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 476
ثم وصفوا له التنعم، وأنه إن لم يفعل خيف على عقله، فكان بعد ذلك يلبس الثياب
الفاخرة، ويتغلف بالغالية. قال: وتوفي سنة أربع وأربعين ومائتين. محمد بن هارون
الرشيد بن محمد المهدي بن المنصور. أبو العباس الهاشمي. وهو معروف بكنيته، لأن له
عدة إخوة، إنما يعرفون بكناهم. وكان هذا مغفلا، فحدث أبو العيناء قال: حدثني أبو
العالية قال: لما مات سعيد بن سلم الباهلي قال لي الرشيد: علم ابني تعزيته. فقلت:
يا أبا العباس، إذا صرت إلى القوم فقل: أعظم الله أجركم وأحسن عزاءكم ورحم موتاكم.
فقال: هذا طويل. فقلت: قل: أعظم الله أجركم وأحسن عزاءكم. فقال: هذا أطول من ذاك.
فقلت: قل: أعظم الله أجركم. وأخذت أكررها على سمعه ثلاثا. فلما ركبنا في اليوم
الثالث وركب الناس وقربنا من دار الميت، خرج أولاده حفاة، فنزل ودخل فقال: ما فعل
أبو عمرو قالوا: مات. قال: جيد، فإيش عملتم قالوا: دفناه. فقال: أحسنتم.
(18/476)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 477
ورخ وفاة أبي العباس هذا أحمد بن أبي طاهر في سنة خمس وأربعين ومائتين. محمد بن
هارون. أبو عيسى الوراق. صاحب التصانيف. ذكره المسعودي بأنه توفي سنة سبع وأربعين
ومائتين ببغداد، وله تصانيف كثيرة في العلات والإمامة والنظر. محمد بن هشام بن
عوف. أبو محلم التميمي السعدي اللغوي، أحد أئمة العربية. سمع: سفيان بن عيينة،
وجرير بن عبد الحميد، ومحمد بن فضيل، وخالد بن الحارث، وطائفة. ودخل البادية في
طلب لسان العرب، وبقي بها مدة، وكتب الكثير من كلامهم.) وكان ينظر بابن الأعرابي.
أخذ عنه: الزبير بن بكار، وثعلب، والمبرد، وعلي بن الصباح، وآخرون. من علماء
العراق.
(18/477)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 478
توفي سنة خمس وأربعين. وقيل: سنة ثمان وأربعين. محمد بن الهيثم بن خالد. أبو عبد
الله البجلي الكوفي الحافظ. روى عن: عم أبيه الحسن بن الربيع البوراني، وحسين
الجعفي، وأبي أسامة، وأبي نعيم. وحدث ببخارى، روى عنه أهلها. قال بكر بن منير:
سمعت أبي يسأل محمد بن إسماعيل البخاري، عن محمد بن الهيثم لما قدم بخارى، فقال:
اكتبوا عنه فإنه ثقة. وجميع ما حدث ببخارى حدثناه حفظا، والكتب بين يديه مطروحة.
أنا ابن الخلال، وأنا جعفر، أنا السلفي، أنا أبو علي البرداني، أنا هناد السلفي،
أنا غنجار في تاريخه: ثنا أحمد بن أبي حامد الباهلي، سمعت بكر بن منير بن خليد:
سمعت محمد بن الهيثم البجلي ببخارى يقول: كان ببغداد قائد من بعض قواد المتوكل،
وكانت امرأته تلد البنات. فحملت المرأة مرة، فحلف زوجها: إن ولدت هذه المرة بنتا
فإني أقتلك بالسيف. فلما قربت ولادتها وجلست قابلة، ألقت المرأة مثل الجريب وهو
يضطرب، فشقوه، فخرج منه أربعون إبنا وعاشوا كلهم. قال محمد بن الهيثم: وأنا رأيتهم
ببغداد ركبانا خلف أبيهم. وكان اشترى لكل واحد منهم ظئرا.
(18/478)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 479
قال بكر بن منير: حضرت مجلس محمد بن إسماعيل البخاري، فأخبره والدي بما حكى لنا
محمد بن الهيثم فقال: اكتبوا عنه، فإنه رجل صدوق مستور. قال غنجار: توفي سنة تسع
وأربعين ومائتين. قلت: وبكر ثقة مشهور. محمد بن الهيثم الكوفي المقريء. أجل أصحاب
خلاد بن خالد. قال الداني: عرض على جماعة من حمزة، منهم: حسين الجعفي، وعبد الرحمن
بن أبي حماد.) وروى عن: يحيى بن زياد الفراء، وغيره. قرأ عليه: القاسم بن نصر
المازني، وعبد الله بن ثابت.
(18/479)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 480
وحدث عنه: ابن أبي الدنيا، وسليمان بن يحيى الضبي، وعلي بن الحسن الطيالسي. وكان
يقول: هذا الإفراط في المد والهمز وغير ذلك من التكلف، عندنا مكروه. محمد بن
الوزير المصري د. عن: بشر بن بكر التنيسي، والشافعي، وسعيد بن عفير. وعنه: د.
أغفله ابن يونس صاحب تاريخ مصر، وابن عساكر صاحب النبل، ولا نعلم أحدا روى عنه غير
أبي داود. والله أعلم. محمد بن الوزير بن الحكم د. أبو عبد الله السلمي الدمشقي،
ختن أحمد بن أبي الحواري. روى عن: الوليد بن مسلم، وضمرة بن ربيعة، ومحمد بن شعيب
بن شابور، والوليد بن مزيد البيروتي، وجماعة. وعنه: د.، وأبو الجهم بن طلاب، وأبو
الحسن بن جوصا، والحسن بن علي الكفربطناوي، وأبو بكر بن أبي داود، ومحمد بن بدر
الباهلي، وطائفة.
(18/480)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 481
وثقه أبو حاتم، وغيره. وتوفي في سادس ذي القعدة سنة خمسين ومائتين. وأما محمد بن
وزير الواسطي فسيأتي. محمد بن الوليد الأموي المديني الخياط. عن: سفيان بن عيينة،
وهشام بن سليمان، والزحاف بن أبي الزحاف. وعنه: إسماعيل بن أحمد بن أسيد، وإبراهيم
بن نائلة، وأحمد بن الحسين الأنصاري، وآخرون. قال محمد بن يحيى بن مندة: كان من
الأبدال. وقال أبو نعيم الحافظ: حكى ابنه عنه أنه قال: أنا من ولد سليمان بن عبد
الملك بن مروان ولا تخبر به أحدا فإني رجل خياط. محمد بن وهب بن أبي كريمة ن. أبو
المعافى الحراني.)
(18/481)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن
عشر الصفحة 482
عن: عتاب بن بشير، ومحمد بن سلمة، وعيسى بن يونس، ومسكين بن بكير. وعنه: ن.،
وإبراهيم بن يوسف الهسنجاني، والحسين بن إسحاق التستري، وأبو عروبة، وجماعة. قال
النسائي: لا بأس به. قلت: توفي في رمضان سنة ثلاث وأربعين ومائتين. محمد بن يحيى
بن أبي عمر العدني ت. ن. ق. نزيل مكة، أبو عبد الله الحافظ. عن: سفيان بن عيينة،
وفضيل بن عياض، ومروان بن معاوية، وعبد العزيز
(18/482)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 483
الدراوردي، وسعيد بن سالم القداح، ووكيع، وسعيد بن سالم، ومعتمر بن سليمان. وعنه:
ت. ق. ون. بواسطة، وإسحاق بن أحمد الخزاعي، والحكم بن معبد الخزاعي، وعبد الله بن
صالح البخاري، ومحمد بن إسحاق السراج، وعلي بن عبد الحميد الغضائري، والفضل بن
محمد الجندي، وآخرون. قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه فقال: كان رجلا صالحا، وكان
به غفلة. رأيت عنده حديثا موضوعا، حدث عن ابن عيينة، به، وكان صدوقا. وعن الحسن بن
أحمد بن الليث: ثنا ابن أبي عمر العدني، وكان قد حج سبعا وسبعين حجة، وبلغني أنه
لم يقعد من الطواف ستين سنة، رحمه الله. قلت: له مسند ضعيف. قال البخاري: مات بمكة
لإحدى عشرة بقيت من ذي الحجة سنة ثلاث وأربعين ومائتين. محمد بن يحيى بن عبدويه
الثقفي القصري الهروي المؤدب ت. ن. عن: عبد الله بن إدريس، وحفص بن غياث، وجماعة.
وعنه: ت. ن.، وأحمد بن سنان المروزي، وجماعة. قال النسائي: ثقة، كان يحفظ.
(18/483)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 484
محمد بن يحيى بن فياض د. أبو الفضل الحنفي الزماني البصري. عن: عبد الأعلى بن عبد
الأعلى، وأبيه يحيى، ويوسف بن عطية الصفار، وعبد الوهاب الثقفي، ويحيى القطان،
وبشر بن المفضل، وجماعة. وعنه: د.، وزكريا السجزي، وأبو يعلى الموصلي، وأبو بكر بن
أبي داود، وعبد الرحمن بن عبيد الله ابن أخي) الإمام، وابن خزيمة، وابن قتيبة
العسقلاني، ومحمد بن خريم بن مروان الدمشقي، وابن صاعد، وخلق. وحدث بالعراق،
وإصبهان، ودمشق، ومكة. وثقه الدارقطني. وكان قدومه دمشق في سنة ست وأربعين. محمد
بن يزيد ن. أبو جعفر البغدادي الأدمي الخراز المقابري. عن: سفيان بن عيينة،
والوليد بن مسلم، ومعن بن عيسى، ومحمد بن فضيل، ويحيى بن سليم الطائفي، وطائفة.
وعنه: ن.، وعبد الله بن ناجية، ومحمد بن إسحاق السراج، وابن صاعد،
(18/484)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 485
وأبو حامد الحضرمي، ومحمد بن أحمد بن عمارة العطار، وطائفة. قال السراج: توفي لست
بقين من شوال سنة خمس وأربعين. قال: وكان زاهدا من خيار المسلمين. محمد بن يزيد بن
سابق الهروي الزاهد محمويه. روى عن: الفضيل بن عياض، وسفيان بن عيينة. وعنه:
القاسم بن محمد بن عنبر الهروي. توفي سنة ست وأربعين. محمد بن يزيد بن محمد بن
كبير بن رفاعة م. ت. ق. أبو هشام العجلي الرفاعي الكوفي، قاضي بغداد. عن: المطلب
بن زياد، وأبي الأحوص سلام بن سليم، كذا في
(18/485)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 486
التهذيب وأبي بكر بن عياش، ومحمد بن فضيل، وعبد الله بن الأجلح، وحفص بن غياث،
ويحيى بن يمان، وطائفة. وعنه: م. ت. ق.، وأحمد بن أبي خيثمة، وابن خزيمة، وابن
صاعد، ومحمد بن هارون الحضرمي، وعمر بن بجير، وجعفر بن محمد بن الحسن الجروي،
والحسين المحاملي، وآخرون. قال أحمد العجلي: لا بأس به، صاحب قرآن. قرأ على سليم،
وولي قضاء المدائن. وقال البخاري: رأيتهم مجتمعين على ضعفه. وقال ابن عقدة، عن
مطين، عن محمد بن عبد الله بن نمير: إنه يسرق الحديث. وقال أبو حاتم، عن ابن نمير:
كان أضعفنا طلبا، وأكثرنا غرائب.) وقال طلحة بن محمد بن جعفر: استقضي أبو هشام
الرفاعي، يعني ببغداد، في سنة اثنتين وأربعين. وهو من أهل القرآن والعلم والفقه
والحديث. له كتاب في القراءات، قرأ علينا ابن صاعد أكثره. وقال أحمد بن محمد بن
محرز: سألت ابن معين، عن أبي هشام الرفاعي، فقال: ما أرى به بأسا. وقال البرقاني:
هو ثقة. أمرني الدارقطني أن أضع حديثه في الصحيح.
(18/486)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 487
وقال النسائي: ضعيف. وقال السراج: مات أخر يوم من شعبان ببغداد، وكان قاضيا عليها،
في سنة ثمان وأربعين. وأخطأ من قال مات سنة تسع. قال الداني: أخذ القراءة عن
جماعة. وله عنهم شذوذ كثير. فارق فيه سائر أصحابه. روى عنه القراءة جماعة. محمد بن
يزيد. أبو بكر الواسطي أخو كرم. سمع: أبا خالد الأحمر، ويحيى القطان، وجماعة.
وعنه: ابن صاعد. وكان موثقا، صدوقا. توفي سنة ثمان أيضا. محمد بن يعقوب ن. أبو عمر
الأسدي الزبيري المدني.
(18/487)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 488
عن: سفيان بن عيينة، وابن وهب. وعنه: ن.، وعمر بن بجير، وابن صاعد. قال أبو حاتم:
لا بأس به. قلت: توفي سنة خمس وأربعين ومائتين. محمد بن يونس المخرمي الجمال. عن:
ابن عيينة وغندر، وحفص بن غياث. وعنه: عبيد العجل، ومحمد بن إسحاق الصنعاني، وعبد
الله بن محمد بن ناجية، وأحمد بن الحسين الصوفي الصغير،) وجماعة. وقال محمد بن
الجهم: كان عندي متهما. وقال ابن عدي: هو ممن يسرق الحديث. مالك بن سعد بن عبادة
القيسي البصري ن. أبو غسان. عن: عمه روح بن عبادة، وأبي حامد الزبيري، وغيرهما.
وعنه: ن.، وجعفر بن أحمد بن فارس، وعلي بن العباس البجلي،
(18/488)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 489
وابن خزيمة، وجماعة. وقع لي من موافقاته. مجاهد بن موسى بن فروخ م. ع. أبو علي
الخوارزمي الزاهد، نزيل بغداد. عن: هشيم، وأبي بكر بن عياش، وسفيان بن عيينة،
والوليد بن مسلم، وابن علية، وطائفة. وعنه: م. ع.، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وإبراهيم
الحربي، وموسى بن هارون، وأبو يعلى الموصلي، وأبو القاسم البغوي، وآخرون. قال أحمد
بن محمد بن محرز، عن ابن معين: ثقة، لا بأس به. وقال موسى بن هارون: كان أسن من
أحمد بن حنبل بست سنين. قال الخطيب: قرأت في كتاب عبيد الله بن جعفر: نا أبو يعلى
الطوسي نا محمد بن القاسم الأزدي قال: قال لنا مجاهد بن موسى، وكان إذا حدث بالشيء
رمى بأصله في دجلة أو غسله.
(18/489)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 490
فجاء يوما ومعه طبق فقال: هذا بقي، وما أراكم تروني بعدها. فحدثنا به ورمى به، ثم
مات بعد ذلك، رحمه الله. قال البغوي: مات في ربيع الأول سنة أربع وأربعين ومائتين.
محمود بن خالد بن يزيد د. ن. ق. أبو علي السلمي الدمشقي. عن: أبيه، والوليد بن
مسلم، ومروان بن معاوية، وابن أبي فديك، ومحمد بن شعيب، وعمر بن عبد الواحد، وعبد
الله بن كثير القاريء الطويل، وعدة. وعنه: د. ن. ق.، وبقي بن مخلد، والحسن بن
سفيان، وأبو بكر بن أبي داود، وأبو الجهم بن طلاب، وعبد الله بن) غياث الزفتي،
وأبو الدحداح أحمد بن محمد، وخلق. قال أبو حاتم: كان ثقة رضى.
(18/490)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن
عشر الصفحة 491
وقال عمرو بن دحيم، وغيره: توفي في نصف شوال سنة تسع وأربعين ومائتين. وقال أبو
زرعة: ولد في رمضان سنة ست وسبعين ومائة، رحمه الله. محمود بن خداش ت. ق. أبو محمد
الطالقاني. نزيل بغداد. عن: هشيم، وابن المبارك، وعباد بن العوام، وسفيان بن عيينة،
وفضيل بن عياض، وسيف بن محمد الثوري، وخلق. وعنه: ت. ق.، والنسائي في بعض تصانيفه،
وبقي بن مخلد، ويحيى بن صاعد، ومحمد بن فيروز الأنماطي، والحسين المحاملي، وآخرون.
قال أحمد بن محمد بن محرز، عن ابن معين: ثقة، لا بأس به. وقال أبو بكر محمد بن
أحمد بن الرواس: سمعت محمود بن خداش
(18/491)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 492
يقول: ما بعت شيئا قط ولا اشتريته. وقال السراج: كان ولد سنة ستين ومائة. وقال
يعقوب الدورقي: كنت فيمن غسله، فرأيته في المنام، فقلت: يا أبا محمد، ما فعل بك
ربك قال: غفر لي ولجميع من تبعني. قلت: فأنا قد تبعتك. فأخرج رقا من كمه فيه مكتوب
يعقوب بن إبراهيم بن كثير. قال السراج: مات سنة خمسين ومائتين. تقع لنا موافقاته.
مخارق بن ميسرة. أبو علي الإستراباذي الحراني. سمع: عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي،
ومؤمل بن الفضل الحراني. وعنه: أبو عروبة. مات قبل سنة سبع وأربعين ومائتين. مخلد
بن عمرو بن لبيد.) أبو موسى البلخي.
(18/492)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 493
حدث بنيسابور عن: فضيل بن عياض، والمحاربي، ووكيع بن الجراح، وجماعة. روى عنه:
جعفر بن محمد بن سوار، وغيره. بقي إلى سنة ست وأربعين ومائتين. مخلد بن مالك بن
جابر خ. أبو جعفر الرازي، نزيل نيسابور. عن: عبد العزيز الدراوردي، ومعاذ بن معاذ،
والوليد بن مسلم، وسفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد الأموي، ومبشر بن إسماعيل
الحلبي، وخلق. وعنه: خ.، وعبد الله الدارمي، والحسن بن سفيان، ومحمد بن نعيم النيسابوري،
وجماعة. وكان يوصف بالصلاح والفضل. قال الحاكم: سكن نيسابور وبها مات. روى عنه
إماما الحديث محمد بن إسماعيل، ومسلم بن الحجاج في الصحيح. وقرأت وفاته بخط أبي
عمرو المستملي في ذي القعدة سنة إحدى وأربعين ومائتين.
(18/493)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن
عشر الصفحة 494
مخلد بن مالك بن شيبان. أبو محمد الحراني السلمسين قرية من قرى حران. روى عن: حفص
بن ميسرة، وإسماعيل بن عياش، وعطاف بن خالد، وأبي خالد الأحمر، ومسكين بن بكير،
وجماعة. وعنه: محمد بن يحيى بن كثير الحراني، وزكريا السجزي خياط السنة، وأبو إسماعيل
الترمذي، وجعفر الفريابي، وجماعة. قال أبو زرعة: لا بأس به. وقال ابن حبان: مات في
جمادى الأولى سنة اثنتين وأربعين ومائتين. مخلد بن محمد. أبو خراش الزهراني
البصري. عن: كثير بن عبد الله الأبلي صاحب أنس، ومعاوية بن عبد الكريم، وغيرهما.
وعنه: ابن خزيمة، وأبو يعلى محمد بن زهير الأبلي. مروان بن أبي الجنوب.)
(18/494)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 495
أبو السمط الشاعر المشهور. مدح المتوكل، وابن دؤاد، والكبار. قال أحمد بن أبي طاهر
الكاتب: أخبرني مروان بن أبي الجنوب قال: لما استخلف المتوكل بعثت بقصيدة إلى ابن
أبي دؤاد قال: فذكرني للمتوكل، فأمره بإحضاري، فقال: هو باليمامة. نفاذة الواثق،
وعليه دين ستة آلاف دينار. فقال: نقضي عنه. فوجه إلي بالمال، فقضيته وصرت إلى
سامراء، وامتدحت المتوكل بقصيدتي:
(رحل الشباب وليته لم يرحل .......... والشيب حل وليته لم يحلل)
فأمر لي بخمسين ألف درهم. مسعود بن جويرية بن داود ن. أبو سعيد المخزومي الموصلي.
عن: سفيان بن عيينة، والمعافى بن عمران، وهشيم، ووكيع، وأبي يوسف القاضي. وعنه:
ن.، وأبو روح جعفر بن محمد البلدي، وإبراهيم بن عبد العزيز الموصلي، وجماعة.
(18/495)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 496
قال النسائي: لا بأس به. وقال أبو زكريا الأزدي: كان نبيلا من الرجال. توفي سنة
ثمان وأربعين. المسيب بن واضح بن سرحان. أبو محمد السلمي التلمنسي، وهي من قرى
حمص. روى عن: عبد الله بن المبارك، ومعتمر بن سليمان، وإسماعيل بن عياش، وأبي
إسحاق الفزاري، وحفص بن ميسرة، ويوسف بن أسباط، وخلق. وعنه: ذو النون المصري، وأبو
زرعة، وأبو حاتم، ومحمد بن تمام البهراني، وأبو عروبه وأبو بكر بن أبي داود،
والحسن بن سفيان، وطائفة. قال أبو حاتم: صدوق يخطيء كثيرا، فإذا قيل له لم يقبل.
قال ابن عدي: وكان النسائي حسن الرأي فيه، ويقول: الناس يؤذوننا فيه. وذكر له ابن
عدي عدة أحاديث مناكير، ثم قال: أرجو أن باقي حديثه مستقيم، وهو ممن يكتب حديثه.
وسمعت أبا عروبة، يقول: كان المسيب بن
(18/496)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 497
واضح لا يحدث إلا بشيء يعرفه ويقف عليه.) سمعت الحسين بن عبد الله القطان يقول:
سمعت المسيب بن واضح يقول: خرجت من تلمنس أريد مصر إلى ابن لهيعة، فأخبرت بموته.
ثنا أبو عروبة، ثنا المسيب، ثنا يوسف بن أسباط، عن سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن أبي
عبيدة، عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من بنى فوق
ما يكفيه كلف ثقل البنيان إلى المحشر يوم القيامة. وقال السلمي: سألت الدارقطني
عنه فقال: ضعيف. مات سنة ست وأربعين. وقيل: في غرة المحرم سنة سبع. وقع لي من
عواليه.
(18/497)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 498
مشرف بن أبان البغدادي. عن: سفيان بن عيينة، وغيره. وعنه: أبو بكر بن أبي الدنيا،
وابن صاعد. مصعب بن عبد الله بن مصعب بن محمد بن ثابت. أبو عبد الله العبدي
المدني. له رواية. توفي بمصر في شعبان سنة اثنتين وأربعين. وهو يشتبه بمصعب بن عبد
الله بن مصعب بن ثابت الزبيري المدني النسابة. معاوية بن عبد الرحمن الرحبي
الحمصي. شيخ معمر. قال: سمعت حريز بن عثمان يقول: لا تعاد أحدا حتى تعلم ما بينه
وبين الله. فإن يك محسنا فيما بينه وبين الله، فإن الله لا يسلمه لعداوتك، وإن يك
مسيئا، فأوشك أن يكفيكه بعمله. روى هذا الكلام أبو بكر بن أبي داود، عن هذا الشيخ.
سمعه منه أبو أحمد الحاكم، وغيره.
(18/498)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 499
وروى ابن جوصا، عن معاوية بن عمرو الكلاعي: ثنا حريز بن عثمان، لكن ما هو هو. وقال
ابن عدي: نا أحمد بن عنبسة، وابن جوصا قالا: نا معاوية بن عبد الرحمن: سمعت حريز
بن عثمان، عن ابن بشر. معلى بن سلام الدمشقي الرفاء الخباز.) روى عن: معروف
الخياط، وعبد الملك بن مهران المغازلي. وعنه: محمد بن وضاح الأندلسي، وأحمد بن
المعلى، والحسن بن سفيان. المغيرة بن عبد الرحمن ن. أبو أحمد الأسدي، مولاهم الحراني.
عن: عيسى بن يونس، ومحمد بن ربيعة الكلابي، وشجاع بن الوليد، وجماعة. وعنه: ن.،
وإبراهيم بن يوسف الهسنجاني، وأبو عروبة الحراني، وآخرون. توفي سنة ثلاث وأربعين.
المفضل بن غسان.
(18/499)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 500
أبو عبد الرحمن الغلابي البصري الحافظ الإخباري. مصنف التاريخ. سمع: ابن عيينة،
ويحيى القطان، وابن علية، ومعاذ بن معاذ، ويزيد بن هارون، والواقدي، وخلقا من
طبقتهم. ورحل، وعني بالحديث. روى عنه: ابنه أبو أمية أحوص، ويعقوب بن شيبة، وابن
أبي الدنيا، والزبير بن بكار، والبغوي، والسراج. وثقه الخطيب. وتوفي سنة ست
وأربعين. مقدم بن يحيى بن عطاء المقدمي الواسطي خ. عن: عمه القاسم بن يحيى فقط.
وعنه: خ.، وبحشل، وأحمد بن عمرو البزار، وعلي بن العباس المقانعي، وجماعة. مكي بن
عبد الله بن مهاجر الرعيني. روى عن: ابن عيينة، وابن وهب. يكنى أبا الفضل.
(18/500)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 501
قال ابن يونس: لم يتابع على ما روى عن ابن وهب. وقال ابن يونس أيضا في ترجمة أخيه
ليث: روى مكي، عن ابن عيينة، وابن وهب مناكير لا يتابع عليه. توفي سنة تسع
وأربعين، أو سنة خمسين ومائتين. منخل بن منصور الجهني. نزل عكا.) عن: مروان بن
معاوية الفزاري، ومحمد بن حمير، وجماعة. وعنه: بقي بن مخلد، وصالح بن بشر
الطبراني، وأحمد بن بشر الصوري، وغيرهم. المنذر بن الوليد بن عبد الرحمن العبدي
الجارودي البصري خ. د. عن: أبيه، وسلم بن قتيبة، وعبد الله بن بكر السهمي. وعنه:
خ. د.، وعمر البجيري، وأبو بكر بن أبي داود، ويحيى بن صاعد، وجماعة. موسى بن حزام
الترمذي خ. ت. ن. نزيل بلخ.
(18/501)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 502
عن: أبي أسامة، ويزيد بن هارون، وحسين الجعفي، وجماعة. وعنه: خ. ت. ن.، وعبد
العزيز بن منيب، وأبو بكر بن أبي داود، وآخرون. وثقه النسائي. وقال عنه الترمذي:
ثنا الرجل الصالح. وقال غيره: كان يقال إنه من الأبدال. قلت: حدث بترمذ سنة إحدى
وخمسين ومائتين، فيؤخر. موسى بن عبد الملك. أبو عمران الإصبهاني الكاتب. من جلة
الكتاب وأعيانهم وشعرائهم. توفي سنة ست وأربعين ومائتين. موسى بن قريش التميمي
البخاري. عن: إسحاق بن بكر بن مضر، ويحيى الوحاظي، وجماعة. وعنه: م. وعدة. يأتي.
توفي سنة أربع وخمسين ومائتين.
(18/502)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 503
موسى بن محمد بن سعيد بن حيان. بصري صدوق. عن: عبد الرحمن بن مهدي، وابن أبي عدي.
وعنه: أبو بكر الصغاني، وأحمد بن الحسن الصوفي، وعبد الله المارستاني.) وأكثر عنه
أبو يعلى. موسى بن عبد الرحمن بن القاسم الضبي. مولاهم المصري. عن: أبيه، وابن
وهب. وكان عبدا صالحا خيرا مقبولا عند القضاة. توفي في جمادى الآخرة سنة تسع
وأربعين ومائتين. موسى بن علي الهمداني البخاري. عن: محمد بن سلام البيكندي،
وجبارة بن المغلس. مات شابا سنة سبع وأربعين ومائتين. موسى بن مروان البغدادي د.
ق. ن.
(18/503)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 504
التمار الرقي. عن: أبي المليح الحسن بن عمر، والمعافى بن عمران، وبقية بن الوليد،
وعيسى بن يونس. وعنه: د. ق.، وهلال بن العلاء، والقاسم بن الليث الرسعني، وجعفر
الفريابي، وجماعة. وروى ن.، عن رجل، عنه. توفي سنة ست وأربعين ومائتين. موسى بن
ناصح البغدادي. عن: هشيم، وسفيان بن عيينة. وعنه: أبو الزنباع روح بن الفرج، وأحمد
بن زغبة، وجماعة مصريون. توفي سنة أربع وأربعين ومائتين.
(18/504)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 505
4 (حرف النون)
نجاح بن سلمة بن نجاح بن عتاب. الوزير أبو الفضل البغدادي، ابن عم يحيى بن معين.
لأن عتاب أخو زياد جد يحيى بن معين بن عون بن زياد. قدم نجاح دمشق في صحبة
المتوكل، وولي له ديوان التواقيع. واختص به وعظم قدره إلى أن حسده جماعة وعملوا
عليه إلى أن سخط عليه ومات تحت الضرب في سنة خمس وأربعين. نصر بن الحسين بن صالح
بن غزوان.) أبو الليث البخاري. عن: عيسى غنجار، وسفيان بن عيينة، ويحيى بن سليم
الطائفي، وجماعة. وعنه: سهل بن شادويه، وأحمد بن عبد الواحد بن رفيد، وإسحاق بن
أحمد بن خلف، وغيرهم. نصر بن خزيمة بن علقمة بن محفوظ بن علقمة.
(18/505)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 506
أبو علقمة الحضرمي الحمصي. سمع: أباه. روى له نصر بن علقمة. وعنه: يوسف بن موسى
المروروذي، وسليمان بن عبد الحميد البهراني، والعباس بن الخليل بن جابر الحمصي.
نصر بن عبد الرحمن بن بكار الكوفي الوشاء ت. ق. أبو سليمان، ويقال أبو سعيد. عن:
عبد الرحمن المحاربي، وهشيم بن أبي ساسان، وعبد الوهاب الخفاف، وحكام بن سلم، وعبد
الله بن إدريس، وجماعة. وعنه: ت. ق.، ومطين، وعبد الله بن زيدان، وعمر بن محمد بن
بجير، ومحمد بن جرير، وأبو لبيد محمد بن إدريس، وزكريا الساجي، وأبو عروبة، وخلق.
قال أبو حاتم: رأيته يحفظ ما يحدث به، ما رأينا إلا جمالا وحسن خلق. وقال النسائي:
ثقة. وقال مطين: مات في شوال سنة ثمان وأربعين. نصر بن علي بن نصر بن علي بن صهبان
بن أبي ع.
(18/506)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 507
أبو عمرو الأزدي الجهضمي البصري الحافظ. عن: الربيع بن قيس الحداني، ويزيد بن
زريع، ومعتمر بن سليمان، ومرحوم بن عبد العزيز العطار، وبشر بن المفضل، والحارث بن
وجيه، وخالد بن الحارث، وسفيان بن عيينة، وعبد ربه بن بارق الحنفي، وعبد العزيز بن
عبد الصمد العمي، وعثام بن علي العامري، وفضيل بن سليمان النميري، وخلق. وعنه ع.،
ون. أيضا، عن رجل، عنه، وإسماعيل القاضي، وزكريا الساجي، وأبو بكر بن أبي داود،
وابن خزيمة، وأبو حامد محمد بن هارون الحضرمي، وبكر بن أحمد بن مقبل، ومحمد بن
الحسين بن مكرم، وابن صاعد، وخلق. قال أحمد بن حنبل: ما به بأس.) وقال أبو حاتم:
هو أحب إلي من أبي حفص الصيرفي وأوثق منه وأحفظ.
(18/507)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 508
وقال النسائي: ثقة. وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: حدثني نصر بن علي: أخبرني علي
بن جعفر بن محمد: حدثني أخي موسى، عن أبيه، عن جعفر، عن أبيه محمد بن علي، عن
أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب، أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ بيد حسن وحسين
وقال: من أحبني وأحب هذين وأباهما وأمهما كان معي في درجتي يوم القيامة. قال عبد
الله: لما حدث نصر بهذا الحديث أمر المتوكل بضربه ألف سوط، فكلمه جعفر بن عبد
الواحد، وجعل يقول له: هذا الرجل من أهل السنة. ولم يزل به حتى تركه. وكان له
أرزاق، فوفرها عليه موسى. قال الخطيب: ظنه المتوكل رافضيا، فلما علم أنه من أهل
السنة تركه. وقال ابن أبي داود: كان المستعين بالله بعث إلى نصر بن علي يشخصه
للقضاء، فدعاه عبد الملك أمير البصرة، فأمره بذلك، فقال: ارجع فأستخير الله عز
وجل. فرجع إلى بيته نصف النهار، فصلى ركعتين وقال: اللهم إن كان لي عندك خير
فآقبضني إليك. فنام، فأنبهوه فإذا هو ميت. أنبأنا بها جماعة قالوا: أنا الكندي،
أنا القزاز، أنا الخطيب، أنا الحسن بن عثمان الواعظ، أنا جعفر بن محمد بن الحكم
الواسطي، نا ابن أبي داود. وهذه كرامة ظاهرة لهذا الإمام، رحمه الله. وأخبرنا ابن
تاج الأمناء، عن القاسم بن الصفار: أنا عائشة بنت الصفار، أنا ابن العلاء البستي،
أنا أبو زكريا المزكي، ثنا أبو بكر بن أبي دارم الحافظ،
(18/508)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 509
سمعت علي بن العباس البجلي المقانعي يقول: كنا عند نصر بن علي، فورد عليه كتاب
بتقليده قضاء البصرة، فقال: أشاور نفسي الليلة. فغدونا من الغد، فإذا على بابه
نعش. فسألنا أهله، فقالوا: بات ليلته يصلي، ثم سجد في السحر فأطال، فحركناه
فوجدناه ميتا. قال البخاري: مات في ربيع الأخر سنة خمسين ومائتين. وقيل: مات سنة
إحدى وخمسين، وليس بشيء. نص جماعة على الأول. ووقع لنا حديثه عاليا. نصر بن محمد
بن سليمان بن أبي ضمرة ق. أبو القاسم الحمصي. عن: أبيه، وإسماعيل بن عياش. وعنه:
ق.، ويعقوب الفسوي، وعلي بن الحسين بن الجنيد، ومحمد بن أحمد بن عبيد بن فياض
الزاهد، وجماعة. قال أبو حاتم: ضعيف لا يصدق. أدركته ولم أكتب عنه.) نصير بن الفرج
د. ن. أبو حمزة الأسلمي الثغري خادم الزاهد أبي معاوية الأسود.
(18/509)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 510
عن: شعبة بن حرب، ومحمد بن الجعفي، وأبي أسامة، ومعاذ بن هشام، وجماعة. وعنه: د.
ن.، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وأبو بكر بن أبي داود. وثقه النسائي. وتوفي سنة خمس
وأربعين ومائتين. نصير بن يزيد. أبو ضمرة الحنفي البغدادي: نزيل سمرقند. عن: سفيان
بن عيينة، وأبي معاوية الضرير. وعنه: سيف بن حفص السمرقندي، ومحمد بن سهل الغزال.
توفي سنة سبع وأربعين. النضر بن طاهر. أبو الحجاج البصري. عن: جويرية بن أسماء،
وبكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة، وهشيم، وعيسى بن يونس، ودلهم بن الأسود.
(18/510)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 511
وعنه: عبد الله بن ناجية، وحمزة بن داود الثقفي، ومحمد بن صالح الكلبي، ومحمد بن
الحسين بن شهريار، وآخرون. قال ابن عدي: ضعيف جدا، يسرق الحديث. ويثب على حديث
الناس، ويحدث عمن لم يرهم. وقال أبو أحمد الحاكم: ثنا محمد بن القاسم بن جناح: ثنا
النضر بن طاهر، فذكر حديثا. نهار بن عثمان. أبو معاذ البصري. عن: معتمر بن سليمان،
وعمر بن علي المقدمي. وعنه: أبو حاتم، وقال: صدوق، لقيته في الرحلة الثالثة. نوح
بن حبيب القومسي د. ن. البذشي نسبة إلى قرية من قرى بسطام. أبو محمد.) عن: أبي بكر
بن عياش، وعبد الله بن إدريس، وحفص بن غياث، وإبراهيم بن خالد الصغاني، وعبد
الرزاق، ويحيى القطان، وعدة.
(18/511)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 512
وعنه: د. ن.، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وموسى بن هارون، وعبد الله بن أحمد بن حنبل،
ومحمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني، والحسن بن سفيان، ومحمد بن عبدوس بن كامل،
والحسين بن عبد الله الرقي القطان، وآخرون. قال أبو حاتم: صدوق. وقال النسائي: لا
بأس به. وقال أحمد بن سيار: كان ثقة صاحب سنة وجماعة، مات في رجب سنة اثنتين
وأربعين. وقال غيره: في شعبان.
(18/512)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 513
4 (حرف الهاء)
هارون بن حاتم. أبو بشر الكوفي البزاز. عن: عبد السلام بن حرب، وأبي بكر بن عياش،
وجماعة. وله تاريخ، وقع لنا من تاريخه، وامتنعنا من الرواية عنه. وقد كتب عنه أبو
زرعة وأبو حاتم ولم يحدثا عنه. قال أبو حاتم فيه: أسأل الله السلامة. قلت: ومن
مناكيره ما رواه عن يحيى بن عيسى الرملي، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد
الله قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: النظر إلى وجه علي عبادة. وكان له اعتناء
بالقراءات، فروى الحروف عن: أبي بكر بن عياش وعن: حسين بن علي الجعفي وعن: سليم.
روى عنه القراءة: موسى بن إسحاق، وأحمد الحلواني، والمنذر بن
(18/513)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 514
محمد، والحسن بن العباس الرازي، وغيرهم. قال مطين: توفي سنة تسع وأربعين ومائتين.
هارون بن يزيد بن أبي الزرقاء د. ن. نزيل الرملة. روى عن: أبيه، وضمرة بن ربيعة.
وعنه: د. ن.، وأبو بكر بن أبي داود، وأحمد بن الحسين الباغندي، وجماعة. هارون بن
سفيان.) أبو سفيان المستملي مكحلة. سمع: بقية بن الوليد، ويعلى بن الأشدق، ومحمد
بن حرب الأبرش، وجماعة. وعنه: عبد الله المدائني، وأبو القاسم البغوي، وأهل بغداد.
توفي في شعبان سنة سبع وأربعين. هارون بن عبد الله بن مروان م. ع.
(18/514)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 515
الحافظ أبو موسى البغدادي البزاز المعروف بالحمال. عن: سفيان بن عيينة، وأبي
أسامة، وعبد الله بن نمير، وأبي داود الطيالسي، وحسين الجعفي، ومحمد بن أبي فديك،
ويزيد بن هارون، وخلق كثير. وعنه: م. ع.، وابنه موسى بن هارون، ومحمد بن وضاح،
وبقي بن مخلد القرطبيان، والبغوي، وابن صاعد، وخلق. وقال المروذي: سألت أحمد بن
حنبل عنه فقال: أي والله أكتب عنه. قلت: إنهم ذكروا عنك أنك سكت عنه حين سألوك.
قال: ما أعرف هذا. وقال إبراهيم الحربي: لو كان الكذب حلالا تركه تنزها. وقال
النسائي: ثقة. وقال الدارقطني: إنما سمي الحمال لأنه حمل رملا في الطريق مكة على
ظهره، فانقطع به فيما يقال.
(18/515)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 516
وقال ابنه موسى: ولد سنة إحدى وسبعين أو اثنتين وسبعين ومائة وتوفي لتسع عشرة خلت
من شوال سنة ثلاث وأربعين ومائتين. وقال بعضهم: سنة تسع وأربعين، فغلط ووهم. هارون
بن عيسى. أبو موسى الكوفي الفقيه الحنفي، كانت له حلقة الإنشغال بجامع مصر. وتوفي
في المحرم سنة ثمان وأربعين ومائتين. هارون بن فراس. أبو موسى السجستاني، المعروف
بالعسكري. نزل مصر بعسكر الفسطاط، وكان جنديا. ولزم ابن وهب وأكثر عنه.) وتعانى
التجارة. توفي في شعبان. هارون بن محمد بن بكار بن بلال العاملي الدمشقي د. ن. عن:
أبيه، وعمه جامع، ومحمد بن عيسى بن سميع، ومنبه بن عثمان، وأبي مسهر، وجماعة.
وعنه: د. ن.، وعبدان الأهوازي، ومحمد بن إسماعيل بن مهران
(18/516)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 517
الإسماعيلي، ومحمد بن يوسف الهروي، وأبو بكر بن أبي داود، وأبو الحسن بن جوصا،
وجماعة. قال أبو حاتم: صدوق. هارون بن موسى بن حيان التميمي القزويني ق. عن: عبد
الرحمن بن عبد الله الدشتكي، وعبد العزيز بن المغيرة، وإبراهيم بن موسى الفراء،
وجماعة. وعنه: ق.، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وسعيد بن عمرو البرذعي، وابنه موسى بن
هارون. قال أبو حاتم: ثقة، صدوق. وقال أبو يعلى الخليلي: ثقة، كبير المحل، مشهور
بالديانة والعلم والإمامة. مات في سنة ثمان وأربعين ومائتين. هاشم بن محمد بن يزيد
بن يعلى. أبو الدرداء الأنصاري الشامي المقدسي. سمع: عمرو بن بكر السكسكي، وعتبة
بن السكن.
(18/517)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 518
وعنه: أبو حاتم الرازي، وأبو القاسم عبد الله بن محمد المدني، وعبد الله بن أبان
بن شداد العسقلاني، وأحمد بن جوصا، وآخرون. هاشم بن ناجية. أبو ثور السلماني. من
أهل سلمية. روى عن: عطاء بن مسلم الخفاف، وغيره. روى عنه: محمد بن محمد الباغندي،
وأبو عروبة الحراني. هاني بن المتوكل بن إسحاق. أبو هاشم الإسكندراني الفقيه. يروي
عن: مالك، وحيوة بن شريح، وخالد بن حميد، وغيرهم.) كان مفتيا معمرا. توفي سنة
اثنتين وأربعين ومائتين، وقد جاوز المائة. قاله علي بن أبي مطر الإسكندراني. وهو
أكبر شيخ لبقي بن مخلد. وقيل: إنه روى عن معاوية بن صالح. هاني بن النضر الأزدي ق.
(18/518)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 519
عن: منبه بن عثمان، وأحمد بن خالد الوهبي، وعمرو بن سلمة التنيسي، والفريابي.
وعنه: بكر بن منير، وإسحاق بن أحمد بن خلف، وأبو بكر بن حريث، وأهل ما وراء النهر.
هدية بن عبد الوهاب ق. أبو صالح المروزي. عن: الفضل بن موسى، وسفيان بن عيينة،
والنضر بن شميل، ووكيع، والوليد بن مسلم، وجماعة. وعنه: ق.، وإبراهيم بن أبي طالب،
وعثمان بن خرزاد، وموسى بن إسحاق الأنصاري، وأبو بكر بن أبي عاصم، وجعفر الفريابي،
والحسين بن عبد الله الرقي القطان، وخلق. وثقه ابن حبان، وقال: ربما أخطأ. وقال
ابن عساكر: مات سنة إحدى وأربعين ومائتين. هشام بن خالد د. ق.
(18/519)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 520
أبو مروان الدمشقي الأزرق. عن: بقية، والوليد، ومروان بن معاوية، وضمرة، وسويد بن
عبد العزيز، والحسين بن يحيى الخشني، ومبشر بن إسماعيل، وخلق. وعنه: د. ق.، وبقي
بن مخلد، وأبو زرعة الرازي، وأبو بكر بن أبي داود، وعمر البجيري، وأبو الجهم بن
طلاب، ومحمد بن قتيبة العسقلاني، وخلق. قال أبو حاتم: صدوق. وعده أبوه زرعة
الدمشقي في أهل الفتوى بدمشق. قال عمرو بن دحيم: مولده سنة أربع وخمسين ومائة.
وتوفي لسبع بقين من جمادى الأولى سنة تسع وأربعين. هشام بن عبيد الله الكلبي
الدمشقي. أبو الوليد.) عن: بقية بن الوليد، وعتبة بن حماد. وعنه: سليمان بن حذلم،
وأبو الجهم أحمد بن طلاب، وأبو الدحداح أحمد بن محمد الدمشقيون. هشام بن عمار بن
نصير بن ميسرة خ. ع.
(18/520)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 521
الإمام أبو الوليد السلمي، ويقال: الظفري الدمشقي، خطيب دمشق ومفتيها ومقرئها
ومحدثها. قال الباغندي: سمعته يقول: ولدت سنة ثلاث وخمسين ومائة. روى عن: مالك،
وعبد الرحمن بن أبي الرجال، ومسلم بن خالد الزنجي، والحكم بن هشام الثقفي،
وإسماعيل بن عياش، ومعروف الخياط الذي رأى واثلة، ويحيى بن حمزة، وعبد العزيز بن
أبي حازم، وعيسى بن يونس، والهيثم بن حميد، والوليد بن مسلم، وصدقة بن خالد،
والهقل بن زياد، وخلق كثير. وعنه: خ. د. ن. ق. وت.، عن رجل، عنه، وبقي بن مخلد،
ومحمد بن
(18/521)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 522
سعد كاتب الواقدي، وأبو عبيد القاسم بن سلام وهما أقدم منه موتا، وأبو بكر بن أبي
عاصم، وجعفر الفريابي، وعبد الله بن مسلم المقدسي، وعبدان الأهوازي، وابن قتيبة
العسقلاني، ومحمد بن محمد الباغندي، ومحمد بن خريم العقيلي، وعبد الله بن عتاب
الزفتي، وخلق كثير من سائر الآفاق. وقد قرأ القرآن على: عراك بن خالد، وأيوب بن
تميم. وتصدر للإقراء، فعرض عليه: أبو عبيد مع تقدمه، وأحمد بن يزيد الحلواني،
وهارون بن موسى الأخفش، وأبو علي إسماعيل بن الحويرس، وأحمد بن محمد بن مامويه،
وطائفة. وقد روى عنه لجلالته شيخان من شيوخه: الوليد بن مسلم، ومحمد بن شعيب بن
شابور. قال معاوية الأشعري، وإبراهيم بن الجنيد، فيما روياه عن يحيى بن معين: ثقة.
وقال أبو حاتم، عن ابن معين: كيس كيس. وقال النسائي، وغيره: لا بأس به. وقال
الدارقطني: صدوق كبير المحل. قال هشام: كتب إلينا ابن لهيعة، عن أبي عشانة، عن
عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله ليعجب إلى الشاب
ليست له صبوة. رواه ابن عدي، عن الحسني بن عبد الله القطان: ثنا هشام بن عمار، ثنا
كامل بن طلحة، عن ابن لهيعة: ثنا أبو عشانة، سمع عقبة مثله.
(18/522)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 523
تفرد به ابن لهيعة.) وعن هشام قال: ما أعدت خطبة منذ عشرين سنة. قال عبدان: ما كان
في الدنيا مثله. وقال محمد بن الفيض: سمعت هشام بن عمار قال: باع أبي بيتا بعشرين
دينارا، وجهزني للحج، فلما صرت إلى المدينة أتيت مجلس مالك، ومعي مسائل أريد أن
أساله عنها. فأتيته وهو جالس في هيئة الملوك، وغلمان قيام، والناس يسألونه، وهو
يجيبهم. فلما انقضى المجلس قلت: يا أبا عبد الله، ما تقول في كذا وكذا فقال: حصلنا
على الصبيان. يا غلام احمله. فحملني كما يحمل الصبي، وأنا يومئذ مدرك، فضربني بدرة
مثل درة المعلمين، سبعة عشرة درة، فوقفت أبكي، فقال: ما يبكيك، أوجعتك هذه قلت: إن
أبي باع منزله ووجه بي أتشرف بك بالسماع منك، فضربتني. فقال: أكتب. فحدثني سبعة
عشر حديثا. وسألته عما كان معي من المسائل، فأجابني. وقال صالح جزرة: سمعته يقول:
دخلت على مالك، فقلت: حدثني. فقال: اقرأ. فقلت: لا، بل حدثني. فقال: اقرأ. فلما
أكثرت عليه، قال: يا غلام تعال اذهب بهذا فاضربه. فذهب بي، فضربني خمس عشرة درة
بغير جرم، ثم جاء بي إليه، فقلت: قد ظلمتني، لا أجعلك في حل. فقال: ما كفارته؟
(18/523)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 524
قلت: كفارته أن تحدثني بخمسة عشرة حديثا. فحدثني فقلت له: زد من الضرب، وزد في
الحديث. فضحك وقال: اذهب. وقال محمد بن خريم: سمعت هشام بن عمار يقول في خطبته:
قولوا الحق، ينزلكم الحق منازل أهل الحق، يوم لا يقضى إلا بالحق. وكان هشام فصيحا
مفوها بليغا. قال الفسوي: سمعته يقول: سمعت من سعيد بن بشير مجلسا مع أصحابنا، فلم
أكتبه. ورأيت بكير بن معروف، وسمعت منه الكثير، فلم أكتب عنه. وقال محمد بن الفيض:
كان هشام ممن يريع بعلي. وقال أبو زرعة الرازي: من فاته هشام بن عمار يحتاج إلى أن
ينزل في عشرة آلاف حديث.) وقال أحمد بن علي الحواري: إذا حدثت في بلد فيه مثل أبي
الوليد هشام بن عمار فيجب للحيتي أن تحلق. وقال محمد بن عوف، أتينا هشام بن عمار
في مزرعة له، وهو قاعد، وقد آنكشفت سوءته، فقلنا: يا شيخ غط سوؤتك. فقال: رأيتموه،
لن ترمدوا أبدا. وقال أبو عبد الله الحميدي الحافظ: أخبرني بعض أهل الحديث ببغداد
أن
(18/524)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثامن عشر الصفحة 525
هشام بن عمار قال: سألت الله سبع حوائج: سألته أن يغفر لي ولوالدي، فما أدري ما
نصنع في هذه وقضى لي الستة، وهي أن يرزقني الحج، وأن يعمرني مائة، وأن يجعلني
مصدقا على حديث نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يجعل الناس يغدون إلي في طلب العلم،
وأن أخطب على منبر دمشق، وأن يرزقني ألف دينار حلالا. فقيل له: من أين لك الألف
دينار قال: وجه المتوكل ببعض ولده ليكتب عني لما خرج إلينا، ونحن نلبس الأزر، ولا
نلبس السراويلات، فجلست، فانكشفت ذكري، فرآه الغلام فقال: يا عم استتر. فقلت:
رأيته قال: نعم. قلت: أما إنك لا ترمد إن شاء الله. فلما دخل على المتوكل ضحك،
فسأله فأخبره، فقال: فال حسن تفاءل به رجل من أهل العلم. احملوا إليه ألف دينار.
فحملت إلي من غير مسألة، ولا استشراف نفس. قلت: كان فيه دعابة. قال المروذي: ذكر
أحمد بن حنبل هشام بن عمار فقال: طياش خفيف. وقال المروروذي: ورد علي كتاب من دمشق
فيه: سل لنا أبا عبد الله فإن هشام بن عمار قال: لفظ جبريل ومحمد صلى الله عليه
وسلم بالقرآن مخلوق. فسألت أبا عبد الله فقال: أعرفه طياش، قاتله الله، الكرابيسي
لم يجتر أن يذكر جبريل ولا محمدا صلى الله عليهما. هذا قد تجهم. وكان في كتابهم:
سل لنا أبا عبد الله عن الصلاة أنه قال في خطبته على المنبر: الحمد لله الذي تجلى
لخلقه بخلقه.