88

تعريف المستدركات وبيان كم حال أحاديث  مستدرك الحاكم النيسابوري إذ كل الضعيف160.حديثا وقد احصاها الذهبي فقال 100 حديث وذكر ابن الجوزي في الضعفاء له 60 حديثا أُخر فيكون  كل الضعيف في كل المستدرك 160 حديثا من مجموع 8803=الباقي الصحيح =8743.فهذه قيمة رائعة لمستدرك الحاكم

روابط مصاحف م الكاب الاسلامي

روابط مصاحف م الكاب الاسلامي
 

السبت، 20 أغسطس 2022

مجلد15.و16.تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام./ محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي.

15. تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام.
تأليف: شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي.

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 126
فوجهت بها إلى يعقوب بن بختان، فباعها وصرف ثمنها، وبقيت عندي القلنسوة. قال ومكث خمسة عشر يوما يفطر في ثلاثة على تمر سويق، ثم جعل بعد ذلك يفطر ليلة على رغيف، وليلة لا يفطر. وكان إذا جيء بالمائدة توضع بالدهليز لئلا يراها، فيأكل من حضر. فكان إذا أجهده الحر بل خرقة فيضعها على صدره. وفي كل يوم يوجه إليه بابن ماسويه فينظر إليه ويقول: يا أبا عبد الله أنا أميل إليك وإلى أصحابك، وما بك علة إلا الضعف وقلة الزاد. إلى أن قال: وجعل يعقوب وغياث يصيران إليه ويقولان له: يقول لك أمير المؤمنين: ما تقول في ابن أبي دؤآد وفي حاله فلا يجيب في ذلك بشيء. وجعل يعقوب ويحيى يخبراه بما يحدث في أمر ابن أبي دؤاد في كل يوم، ثم أحدر إلى بغداد بعدما أشهد عليه ببيع ضياعه. وكان ربما صار إليه يحيى بن خاقان وهو يصلي، فيجلس في الدهليز حتى يفرغ. وأمر المتوكل أن يشترى لنا دار فقال: أبا صالح. قلت: لبيك. قال: لئن أقررت لهم بشراء دار لتكونن القطيعة بيني وبينكم. إنما يريدون أن يصيروا هذا البلد لي مأوى ومسكنا. فلم نزل ندفع بشراء الدار حتى اندفع. وجعلت رسل المتوكل تأتيه يسألونه عن خبره، ويصيرون إليه فيقولون: هو ضعيف. وفي خلال ذلك يقولون: يا أبا عبد الله لا بد من أن يراك. وجاءه يعقوب فقال: يا أبا عبد الله، أمير المؤمنين مشتاق إليك ويقول:

(18/126)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 127
أنظر يوما تصير فيه أي يوم هو حتى أعرفه. فقال: ذاك إليكم. فقال: يوم الأربعاء يوم خال. وخرج يعقوب، فلما كان من الغد جاء يعقوب فقال: البشرى يا أبا عبد الله، أمير المؤمنين يقرأ عليك السلام ويقول: قد أعفيتك عن لبس السواد والركوب إلى ولاة العهود وإلى الدار. فإن شئت فالبس القطن، وإن شئت فالبس الصوف. فجعل يحمد الله على ذلك. ثم قال يعقوب: إن لي إبنا وأنا به معجب، وإن له من قلبي موقعا، فأحب أن تحدثه بأحاديث.) فسكت، فلما خرج قال: أتراه لا يرى ما أنا فيه وكان يختم من جمعة إلى جمعة. فإذا ختم دعا فيدعو ونؤمن، فلما كان غداة الجمعة وجه إلي وإلى أخي، فلما ختم جعل يدعو ونحن نؤمن، فلما فرغ جعل يقول: استخير الله مرات. فجعلت أقول ما يريد. ثم قال: إني أعطي الله عهدا، إن عهده كان مسؤولا. وقال الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود إني لا أحدث حديث تمام أبدا حتى ألقى الله، ولا أستثني منكم أحدا. فخرجنا وجاء علي بن الجهم، فأخبرناه فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون. وأخبر المتوكل بذلك وقال: إنما يريدون أن أحدث ويكون هذا البلد حبسي. وإنما كان سبب الذين أقاموا بهذا البلد لما أعطوا فقبلوا وأمروا فحدثوا. وجعل أبي يقول: والله لقد تمنيت الموت في الأمر الذي كان، وإني

(18/127)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 128
لأتمنى الموت في هذا، وذلك أن هذا، وذلك أن فتنة الدنيا، وذاك كان فتنة الدين. ثم جعل يضم أصابعه ويقول: لو كان نفسي في يدي لأرسلتها. ثم يفتح أصابعه. وكان المتوكل كل يوم يوجه في كل وقت يسأله عن حاله، وكان في خلال ذلك يأمر لنا بالمال ويقول: يوصل إليهم، ولا يعلم شيخهم فيغتم. ما يريد منهم إن كان هو لا يريد الدنيا، فلم يمنعهم وقالوا للمتوكل: إنه لا يأكل من طعامك، ولا يجلس على فراشك، ويحرم الذي تشرب. فقال لهم: لو نشر المعتصم وقال فيه شيئا لم أقبل منه. قال صالح: ثم آنحدرت إلى بغداد، وخلفت عبد الله عنده، فإذا عبد الله قد قدم، وجاء بثيابي التي كانت عنده. فقلت: ما جاء بك فقال: قال لي: انحدر، وقل لصالح لا يخرج، فأنتم كنتم آفتي. والله، لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما أخرجت واحدا منكم معي. لولاكم لمن كانت توضع هذه المائدة ولمن كان تفرش هذه الفرش ويجرى هذا الإجراء فكتبت إليه أعلمه ما قال لي عبد الله، فكتب إلي بخطه: أحسن الله عاقبتك، ودفع عنك كل مكروه ومحذور، الذي حملني على الكتاب إليك الذي قلت لعبد الله: لا يأتيني منكم أحد رجاء أن ينقطع ذكري ويخمل. إذا كنتم هنا فشا ذكري. وكان يجتمع إليكم قوم ينقلون أخبارنا، ولم يكن إلا خيرا. فإن أقمت فلم تأتني أنت ولا أخوك فهو رضائي، ولا تجعل في نفسك إلا خيرا، والسلام عليك ورحمة الله. قال: ولما خرجنا من العساكر رفعت المائدة والفرش وكل ما أقيم لنا.

(18/128)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 129
ثم ذكر صالح كتاب وصيته ثم قال: وبعث إليه المتوكل بألف دينار ليقسمها، فجاء علي بن الجهم في جوف الليل،) فأخبره أنه يهيء له حراقة لينحدر فيها. ثم جاء عبيد الله ومعه ألف دينار وقال: إن أمير المؤمنين قد أذن لك، وقد أمر لك بهذه. قال: قد أعفاني أمير المؤمنين مما أكره، فردها. وقال: أنا رقيق على البرد، والظهر أرفق بي. فكتب له جواز، وكتب إلى محمد بن عبد الله في بره وتعاهده، فقدم علينا. ثم قال بعد قليل: يا صالح. قلت: لبيك. قال: أحب أن تدع هذا الرزق، فإنما تأخذونه بسببي. فسكت، فقال: مالك قلت: أكره أن أعطيك بلساني وأخالف إلى غيره، وليس في القوم أكثر عيالا مني ولا أعذر. وقد كنت أشكو إليك وتقول. أمرك منعقد بأمري، ولعل الله أن يحل عني هذه العقدة. وقد كنت تدعو لي. فأرجو أن يكون الله قد استجاب لك. فقال: والله لا تفعل. فقلت: لا. فقال: لم فعل الله بك وفعل ثم ذكر قصة في دخول عبد الله، وقوله له وجوابه له، ثم دخول عمه عليه وإنكاره الأخذ، إلى أن قال: فهجرنا وسد بيننا وبينه، وتحامى منازلنا أن يدخل منا إلى منزله شيء. ثم أخبر بأخذ عمه فقال: نافقني، وكذبني. ثم هجره وترك الصلاة في المسجد، وخرج إلى مسجد خارج يصلي فيه. ثم ذكر قصة دعائه صالحا ومعاقبته في ذكره، ثم في كتابته إلى يحيى بن

(18/129)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 130
خاقان ليترك معاوية وأولاده. وبلغ الخبر إلى المتوكل، فأمر بحمل ما اجتمع لهم في عشرة أشهر، وهو أربعون ألف درهم إليهم. وإنه أخبر بذلك، فسكت قليلا وضرب بذقنه على صدره، ثم رفع رأسه فقال: ما حيلتي إن أردت أمرا وأراد الله أمرا. قال أبو الفضل صالح: كان رسول المتوكل يأتي أبي يبلغه السلام، ويسأله عن حاله، نفضة حتى ندثره، ثم يقول: والله، لو أن نفسي بيدي لأرسلتها وجاء رسول المتوكل إلى أبي يقول: لو سلم أحد من الناس سلمت. رفع رجل إلي أن علويا قدم من خراسان، وأنك وجهت إليه من يلقاه، وقد حبست الرجل وأردت ضربه فكرهت أن تغتم فمر فيه. قال: هذا باطل، يخلى سبيله.) ثم ذكر قصة في قدوم المتوكل بغداد، وإشارته على صالح بأن لا يذهب إليهم، ثم في مجيء يحيى بن خاقان من عند المتوكل، وما كان من احترامه ومجيئه بألف دينار ليفرقها، وقوله: قد أعفاني أمير المؤمنين من كل ما أكره. وفي توجيه محمد بن عبد الله بن طاهر ليحضره وامتناعه من حضوره وقوله: أنا رجل لم أخالط السلطان، وقد أعفاني أمير المؤمنين مما أكره. وهذا مما أكره. قال: وكان قد أدمن الصوم لما قدم، وجعل لا يأكل الدسم. وكان قبل ذلك يشترى له الشحم بدرهم، فيأكل منه شهرا، فترك أكل الشحم وأدمن الصوم والعمل، فتوهمت أنه قد كان جعل على نفسه إن سلم أن يفعل ذلك. وقال الخلال أبو بكر: حدثني محمد بن الحسين أن أبا بكر المروذي حدثهم: كان أبو عبد الله بالعساكر يقول: أنظر هل تجد لي ماء الباقلاء. فكنت ربما بللت خبزه بالماء فيأكله بالملح. وربما أنه منذ دخلنا العساكر إلى أن خرجنا ما ذاق طبخا ولا دسما.

(18/130)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 131
وعن المروذي قال: أنبهني أبو عبد الله ذات ليلة وكان قد واصل، فإذا هو قاعد فقال: هوذا يدار بي من الجوع، فأطعمني شيئا، فجئته بأقل من رغيف، فأكله وقال: لولا أني أخاف العون على نفسي ما أكلت. وكان يقوم من فراشه إلى المخرج، فيقعد يستريح من الضعف من الجوع حتى أن كنت لأبل الخرقة فيلقها على وجهه لترجع إليه نفسه، حتى وأوصى من الضعف من غير مرض، فسمعته يقول عند وصيته ونحن بالعساكر، وأشهد على وصيته: هذا ما أوصى به أحمد بن محمد، أوصى أنه يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، وذكر ما يأتي. قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: مكث أبي بالعسكر عند الخليفة ستة عشر يوما، ما ذاق شيئا إلا مقدار ربع سويق، ورأيت ما في قد دخلا في حدقتيه. وقال صالح بن أحمد: وأوصى أبي بالعساكر هذه الوصية: بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أوصى به أحمد بن محمد بن حنبل: أوصى أنه يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون. وأوصى من أطاعه من أهله وقرابته أن يعبدوا الله في العابدين، ويحمدوه في الحامدين، وأن ينصحوا لجماعة المسلمين. وأوصي أني قد رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا. وأوصي أن لعبد الله بن محمد المعروف بفوزان علي نحوا من خمسين دينارا، وهو مصدق فيما قال، فيقضى ما له علي من غلة الدار إن شاء الله، فإذا استوفي أعطي ولد صالح وعبد الله ابني أحمد بن محمد بن حنبل، كل ذكر وأنثى عشرة دراهم بعد وفاء مال أبي) محمد. شهد أبو يوسف، وصالح، وعبد الله بن أحمد.

(18/131)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 132
أنبئت عمن سمع أبا علي الحداد، أنا أبو نعيم في الحلية، ثنا سليمان بن أحمد، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: كتب عبيد الله بن يحيى إلى أبي يخبره أن أمير المؤمنين أمرني أن أكتب إليك فأسألك عن أمر القرآن، لا مسألة امتحان، ولكن مسألة معرفة وتبصرة. فأملى علي أبي رحمه الله إلى عبيد الله بن يحيى وحدي ما معي أحد: بسم الله الرحمن الرحيم، أحسن الله عاقبتك أبا الحسن في الأمور كلها، ودفع عنك مكاره الدنيا والآخرة برحمته. قد كتبت إليك رضي الله عنك بالذي سأل أمير المأمنين بأمر القرآن بما حضرني. وإني أسأل الله أن يديم توفيق أمير المؤمنين، فقد كان الناس في خوض من الباطل واختلاف شديد ينغمسون فيه، حتى أفضت الخلافة إلى أمير المؤمنين، فنفى الله بأمير المؤمنين كل بدعة، وانجلى عن الناس ما كانوا فيه من الذل وضيق المجالس، فصرف الله ذلك كله وذهب به بأمير المؤمنين، ووقع ذلك من المسلمين موقعا عظيما، ودعوا الله لأمير المؤمنين وأن يزيد في نيته، وأن يعينه على ما هو عليه. فقد ذكر عن عبد الله بن عباس أنه قال: لا تضربوا كتاب الله بعضه ببعض، فإن ذلك يوقع الشك في قلوبكم. وذكر عن عبد الله بن عمرو أن نفرا كانوا جلوسا بباب النبي صلى الله عليه وسلم. فقال بعضهم: ألم يقل الله كذا وقال بعضهم: ألم يقل الله كذا فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرج كأنما فقيء في وجهه حب الرمان وقال: أبهذا أمرتم أن تضربوا كتاب الله بعضه ببعض إنما ضلت الأمم قبلكم في مثل هذا. إنكم لستم مما ههنا في شيء. أنظروا الذي أمرتم فآعملوا به، وآنظروا الذي نهيتم عنه، فآنتهوا عنه. وروي عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: مراء في القرآن كفر.

(18/132)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 133
وروي عن أبي جهم، رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تماروا في القرآن، فإن مراء فيه كفر. وقال ابن عباس: قدم على عمر بن الخطاب رجل، فجعل عمر يسأله عن الناس، فقال: يا أمير المؤمنين قد قرأ القرآن منهم كذا وكذا. فقال ابن عباس: فقلت: والله ما أحب أن يتسارعوا يومهم هذا في القرآن هذه المسارعة.) قال: فزبرني عمر وقال: مه. فآنطلقت إلى منزلي مكتئبا حزينا، فبينا أنا كذلك إذ أتاني رجل فقال: أجب أمير المؤمنين. فخرجت فإذا هو بالباب ينتظرني، فأخذ بيدي، فخلا بي وقال: ما الذي كرهت قلت: يا أمير المؤمنين متى يتسارعوا هذه المسارعة يحتقوا، ومتى ما يحتقوا يختصموا، ومتى ما يختصموا يختلفوا، ومتى ما يختلفوا يقتتلوا. قال: لله أبوك، والله إن كنت لأكتمها الناس حتى جئت بها. وروي عن جابر قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه على الناس بالموقف فيقول: هل من رجل يحملني إلى قومه، فإن قريشا قد منعوني أن أبلغ كلام ربي. وروي عن جبير بن نفير قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنكم لن ترجعوا إلى الله بشيء أفضل مما خرج منه، يعني القرآن.

(18/133)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 134
وروي عن ابن مسعود أنه قال: جردوا القرآن ولا تكتبوا فيه شيئا إلا كلام الله عز وجل. وروي عن عمر بن الخطاب أنه قال: إن هذا القرآن كلام الله، فضعوه مواضعه. وقال رجل لحسن البصري: يا أبا سعيد، إني إذا قرأت كتاب الله وتدبرته كدت أن آيس، وينقطع رجائي. فقال: إن القرآن كلام الله، وأعمال ابن آدم إلى الضعف والتقصير، فآعمل وأبشر. وقال فروة بن نوفل الأشجعي: كنت جارا لخباب، وهو من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فخرجت معه يوما من المسجد وهو آخذ بيدي فقال: يا هناه، تقرب إلى الله بما استطعت، فإنك لن تتقرب إليه بشيء أحب إليه من كلامه. وقال رجل للحكم بن عتيبة: ما يحمل أهل الأهواء على هذا قال: الخصومات. وقال معاوية بن قرد وكان أبوه ممن أتى النبي صلى الله عليه وسلم: إياكم وهذه الخصومات فإنما تحبط الأعمال. وقال أبو قلابة وكان قد أدرك غير واحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تجالسوا أهل الأهواء، وقال: أصحاب الخصومات، فإني لا آمن أن يغمسوكم في ضلالتهم، ويلبسوا عليكم بعض ما تعرفون. ودخل رجلان من أصحاب الأهواء على محمد بن سيرين فقالا: يا أبا بكر نحدثك بحديث قال: لا.) قالا: فنقرأ عليك آية قال: لا، لتقومان عني أو لأقومنه. فقاما.

(18/134)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 135
فقال بعض القوم: يا أبا بكر، وما عليك أن يقرأآ عليك آية قال: إني خشيت أن يقرأآ علي آية فيحرفانها، فيقر ذلك في قلبي، ولو أعلم أني أكون مثلي الساعة لتركتهما. وقال رجل من أهل البدع لأيوب السختياني: يا أبا بكر أسألك عن كلمة، فولى وهو يقول بيده: ولا نصف كلمة. وقال ابن طاووس لابن له يكلمه رجل من أهل البدع: يا بني، أدخل إصبعيك في أذنيك حتى لا تسمع ما يقول. ثم أشدد أشدد. وقال عمر بن عبد العزيز: من جعل دينه غرضا للخصومات أكثر التنقل. وقال إبراهيم النخعي: إن القوم لم يدخر عنهم شيء خبيء لكم لفضل عندكم. وكان الحسن رحمه الله يقول: شر داء خالط قلبا، يعني: الأهواء. وقال حذيفة بن اليمان: اتقوا الله، وخذوا طريق من كان قبلكم، والله لئن استقمتم لقد سبقتم سبقا بعيدا، ولئن تركتموه يمينا وشمالا فقد ضللتم ضلالا بعيدا، أو قال: مبينا. قال أبي: وإنما تركت ذكر الأسانيد لما تقدم من اليمين التي قد حلفت بها مما قد علمه أمير المؤمنين. لولا ذاك ذكرتها بأسانيدها. وقد قال الله تعالى: وإن أحد من المشركين آستجارك فأجره حتى يسمع كلام الله. وقال: ألا له آلخلق والأمر، فأخبر بالخلق. ثم قال: والأمر فأخبر أن الأمر غير الخلق.

(18/135)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 136
وقال عز وجل: الرحمن، علم القرآن، خلق الإنسان، علمه البيان فأخبر أن القرآن من علمه. وقال تعالى: ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم، قل إن هدى الله هو الهدى ولئن آتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير. ووقال: ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك، وما أنت بتابع قبلتهم، وما بعضهم بتابع قبلة بعض ولئن آتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك لمن الظالمين. وقال تعالى: وكذلك أنزلناه حكما عربيا ولئن آتبعت أهواءهم بعد ما جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا واق. فلقرآن من علم الله. وفي هذه الآيات دليل على الذي جاءه هو القرآن، لقوله: ولئن آتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم.) وقد روي عن غير واحد ممن مضى من سلفنا أنهم كانوا يقولون: القرآن كلام الله غير مخلوق. وهو الذي أذهب إليه. لست بصاحب كلام، ولا أرى الكلام في شيء من هذا، إلا ما كان في كتاب الله، أو في حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، أو عن أصحابه، أو عن التابعين. فأما غير ذلك فإن الكلام فيه غير محمود. قلت: رواة هذه الرسالة عن أحمد أئمة أثبات، أشهد بالله أنه أملاها على ولده. وأما غيرها من الرسائل المنسوبة إليه كرسالة الإصطخري ففيها نظر. والله أعلم.

(18/136)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 137
ذكر مرضه رحمه الله قال ابنه عبد الله: سمعت أبي يقول: استكملت سبعا وسبعين سنة، فحم من ليلته، ومات يوم العاشر. وقال صالح: لما كان في أول يوم من ربيع الأول من سنة إحدى وأربعين ومائتين. حم أبي ليلة الأربعاء، وبات وهو محموم يتنفس نفسا شديدا، وكنت قد عرفت علته. وكنت أمرضه إذا آعتل. فقلت له: يا أبه، على ما أفطرت البارحة قال: على ماء باقلاء. ثم أراد القيام فقال: خذ بيدي. فأخذت بيده، فلما صار إلى الخلاء ضعفت رجلاه حتى توكأ علي. وكان يختلف إليه غير متطبب، كلهم مسلمون، فوصف له متطبب قرعة تشوى ويسقى ماؤها، وهذا يوم الثلاثاء وتوفي يوم الجمعة، فقال: يا صالح. قلت: لبيك. قال: لا تشوى في منزلك ولا في منزل أخيك. وصار الفتح بن سهل إلى الباب ليعوده فحجبه، وأتى ابن علي بن الجعد فحجبه، وكثر الناس، فقال: أي شيء ترى قلت: تأذن لهم فيدعون لك. قال: أستخير الله تعالى. فجعلوا يدخون عليه أفواجا حتى تمتليء الدار، فيسألونه ويدعون له ثم يخرجون، ويدخل فوج آخر. وكثر الناس، فامتلأ الشارع، وأغلقنا الباب الزقاق، وجاء رجل من جيراننا قد خضب، فقال أبي: إني لأرى الرجل يحيي شيئا من السنة فأفرح به. وكان له في خريقة قطيعات، فإذا أراد الشيء أعطينا من يشتري له. وقال لي يوم الثلاثاء: أنظر في خريقتي شيء. فنظرت، فإذ فيها درهم، فقال: وجه اقتض بعض السكان.

(18/137)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 138
فوجهت فأعطيت شيئا، فقال وجه فاشتر تمرا وكفر عني كفارة يمين، وبقي ثلاثة دراهم أو نحو ذلك، فأخبرته فقال: الحمد لله. وقال: إقرأ علي الوصية.) فقرأتها عليه فأقرها. وكنت أنام إلى جنبه، فإذا أراد حاجة حركني فأناوله. وجعل يحرك لسانه ولم يئن إلا في الليلة التي توفي فيها. ولم يزل يصلي قائما، أمسكه فيركع ويسجد، وأرفعه في ركوعه. واجتمعت عليه أوجاع الحصر وغير ذلك، ولم يزل عقله ثابتا، فلما كان يوم الجمعة لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول لساعتين من النهار توفي. وقال المروذي: مرض أبو عبد الله ليلة الأربعاء لليلتين خلتا من ربيع الأول، مرض تسعة أيام، وكان ربما أذن للناس، فيدخلون عليه أفواجا يسلمون عليه، ويرد عليهم بيده. وتسامع الناس وكثروا، وسمع السلطان بكثرة الناس، فوكل السلطان ببابه وبباب الزقاق الرابطة وأصحاب الأخبار. ثم أغلق باب الزقاق، فكان الناس في الشوارع والمساجد، حتى تعطل بعض الباعة، وحيل بينهم وبين الباعة والشراء. وكان الرجل إذا أراد أن يدخل إليه ربما دخل من بعض الدور وطرز الحاكة، وربما تسلق. وجاء أصحاب الأخبار فقعدوا على الأبواب. وجاءه حاجب ابن طاهر فقال: إن الأمير يقرئك السلام وهو يشتهي أن يراك. فقال: هذا مما أكره، وأمير المؤمنين أعفاني مما أكره.

(18/138)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 139
وأصحاب الخبر يكتبون بخبره إلى العساكر، والبرد تختلف كل يوم. وجاء بنو هاشم فدخلوا عليه وجعلوا يبكون عليه وجاء قوم من الفضاة وغيرهم، فلم يؤذن لهم. ودخل عليه شيخ فقال: أذكر وقوفك بين يدي الله. فشهق أبو عبد الله وسالت دموعه على خديه. فلما كان قبل وفاته بيوم أو بيومين قال: أدعوا لي الصبيان بلسان ثقيل. فجعلوا ينضمون إليه، وجعل يشتمهم ويمسح بيده على رؤوسهم وعينه تدمع. وأدخلت الطست تحته، فرأيت بوله دما عبيطا ليس فيه بول، فقلت للطبيب فقال: هذا رجل قد فتت الحزن والغم جوفه. واشتدت علته يوم الخميس ووضأته فقال: خلال الأصابع. فلما كانت ليلة الجمعة، ثقل، وقبض صدرا، فصاح الناس، وعلت الأصوات بالبكاء، حتى كأن الدنيا قد ارتجت، وآمتلأت السكك والشوارع. وقال أبو بكر الخلال: أخبرني عصمة بن عصام: ثنا حنبل قال: أعطى ولد الفضل بن إبراهيم أبا عبد الله وهو في الحبس ثلاث شعرات وقال: هذه من شعر النبي صلى الله عليه وسلم، فأوصى عند موته أن يجعل على كل عين) شعرة، وشعرة على لسانه. ففعل به ذلك عند موته. وقال حنبل: توفي يوم الجمعة في ربيع الأول. وقال مطين: في ثاني عشر ربيع الأول. وكذلك قال عبد الله بن أحمد، وعباس الدوري. وقال البخاري: مرض أحمد بن حنبل لليلتين خلتا من ربيع الأول، ومات

(18/139)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 140
يوم الجمعة لاثنتي عشرة خلت من ربيع الأول. قلت: غلط ابن قانع، وغيره، فقالوا في ربيع الآخر، فليعرف ذلك. وقال الخلال: ثنا المروذي قال: أخرجت الجنازة بعد منصرف الناس من الجمعة. قلت: وقد روى الإمام أحمد في مسنده: ثنا أبو عامر، ثنا هشام بن سعد، عن سعيد بن أبي هلال، عن ربيعة بن سيف، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من مسلم يموت يوم الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر. وقال صالح: وجه ابن طاهر، يعني نائب بغداد، بحاجبه مظفر، ومعه غلامين معهما مناديل، فيها ثياب وطيب فقالوا: الأمير يقرئك السلام ويقول: قد فعلت ما لو كان أمير المؤمنين حاضره كان يفعل ذلك. فقلت: أقريء الأمير السلام وقل له: إن أمير المؤمنين قد كان أعفاه في حياته مما كان يكره، ولا أحب أن أتبعه بعد موته بما كان يكره في حياته. فعاد. وقال: يكون شعاره، فأعدت عليه مثل ذلك. وقد كان غزلت له الجارية ثوبا عشاريا قوم بثمانية وعشرين درهما ليقطع منه قميصين، فقطعنا له لفافتين، وأخذ منه فوزان لفافة أخرى، فأدرجناه في ثلاث لفائف، واشترينا له حنوطا، وفرغ من غسله، وكفناه. وحضر نحو مائة من بني هاشم ونحن نكفنه، وجعلوا يقبلون جبهته حتى رفعناه على السرير. وقال عبد الله بن أحمد: صلى على أبي محمد بن محمد بن عبد الله بن طاهر، غلبنا على الصلاة عليه. وقد كنا صلينا عليه نحن والهاشميون في الدار.

(18/140)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 141
وقال صالح: وجه ابن طاهر: من يصلي عليه قلت: أنا. فلما صرنا إلى الصحراء إذا ابن طاهر واقف، فخطا إلينا خطوات وعزانا ووضع السرير. فلما انتظرت هنية تقدمت وجعلت أسوي صفوف الناس، فجاءني ابن طاهر فقبض هذا على يدي، ومحمد بن نصر على يدي وقالوا: الأمير.) فما نعتهم فنحياني وصلى، ولم يعلم الناس بذلك. فلما كان من الغد علم الناس، فجعلوا يجيئون ويصلون على القبر. ومكث الناس ما شاء الله يأتون فيصلون على القبر. وقال عبيد الله بن يحيى بن خاقان: سمعت المتوكل يقول لمحمد بن عبد الله: طوبى لك يا محمد، صليت على أحمد بن حنبل، رحمه الله عليه. وقال أبو بكر الخلال: سمعت عبد الوهاب الوراق يقول: ما بلغنا أن جمعا في الجاهلية والإسلام مثله، حتى بلغنا أن الموضع مسح وحزر على الصحيح، فإذا هو نحو من ألف ألف، وحزرنا على القبور نحوا من ستين ألف إمرأة. وفتح الناس أبواب المنازل في الشوارع والدروب ينادون: من أراد الوضوء. وروى عبد الله بن إسحاق البغوي أن بنان بن أحمد القصباني أخبره أنه حضر جنازة أحمد، فكانت الصفوف من الميدان إلى قنطرة باب القطيعة، وحزر من حضرها من الرجال ثمانمائة ألف، ومن النساء ألف إمرأة. ونظروا فيمن صلى العصر في مسجد الرصافة فكانوا نيفا وعشرين ألفا. وقال موسى بن هارون الحافظ: يقال إن أحمد لما مات، مسحت الأمكنة

(18/141)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 142
المبسوطة التي وقف الناس للصلاة عليها، فحزر مقادير الناس بالمساحة على التقدير ستمائة ألف وأكثر، سوى ما كان في الأطراف والحوالي والسطوح والمواضع المتفرقة أكثر من ألف ألف. وقال جعفر بن محمد بن الحسين النيسابوري: حدثني فتح بن الحجاج قال: سمعت في دار الأمير محمد بن عبد الله بن طاهر أن الأمير بعث عشرين رجلا يحزروا كم صلى على أحمد بن حنبل، فحزروا فبلغ ألف ألف وثمانين ألفا، سوى من كان في السفن في الماء. ورواها خشنام بن سعيد فقال: بلغوا ألف ألف وثلاثمائة ألف. وقال ابن حاتم: سمعت أبا زرعة يقول: بلغني أن المتوكل أمر أن يمسح الموضع الذي وقف عليه الناس حيث صلي على أحمد، فبلغ مقام ألفي ألف وخمسمائة ألف. وقال البيهقي: بلغني عن البغوي أن محمد بن عبد الله بن طاهر أمر أن تحزر الخلق الذي في جنازة أحمد، فآتفقوا على سبعمائة ألف. وقال أبو همام الوليد بن شجاع: حضرت جنازة شريك، وجنازة أبي بكر بن عياش، ورأيت حضور الناس، فما رأيت جمعا قط يشبه هذا. يعني في جنازة أحمد. وقال أبو عبد الرحمن السلمي: حضرت جنازة أبي الفتح القواس مع الدارقطني، فلما نظر إلى الجمع قال: سمعت أبا سهل بن زياد: سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي يقول: قولوا لأهل البدع: بيننا وبينكم الجنائز.) وقال ابن أبي حاتم: حدثني أبو بكر محمد بن العباس المكي: سمعت

(18/142)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 143
الوركاني جار أحمد بن حنبل يقول: يوم مات أحمد بن حنبل وقع المأتم والنوح في أربعة أصناف: المسلمين واليهود والنصارى والمجوس. وأسلم يوم مات عشرون ألفا من اليهود والنصارى والمجوس. وفي لفظ عن ابن أبي حاتم: عشرة آلاف. وهي حكاية منكرة لا أعلم رواها أحد إلا هذا الوركاني، ولا عنه إلا محمد بن العباس، تفرد بها ابن أبي حاتم، والعقل يحيل أن يقع مثل هذا الحادث في بغداد ولا يرويه جماعة تتوفر هممهم، ودواعيهم على نقل ما هو دون ذلك بكثير. وكيف يقع مثل هذا الأمر الكبير ولا يذكره المروذي، ولا صالح بن أحمد، ولا عبد الله بن أحمد بن حنبل الذين حكوا من أخبار أبي عبد الله جزيئات كثيرة لا حاجة إلى ذكرها. فوالله لو أسلم يوم موته عشرة أنفس لكان عظيما، ولكان ينبغي أن يرويه نحو من عشرة أنفس. وقد تركت كثيرا من الحكايات، إما لضعفها، وإما لعدم الحاجة إليها، وإما لطولها. ثم انكشف لي كذب الحكاية بأن أبا زرعة قال: كان الوركاني، يعني محمد بن جعفر، جار أحمد بن حنبل وكان يرضاه. وقال ابن سعد، وعبد الله بن أحمد، وموسى بن هارون، مات الوركاني في رمضان سنة ثمان وعشرين ومائتين. فظهر لك بهذا أنه مات قبل أحمد بدهر، وكيف يحكي يوم جنازة أحمد، رحمه الله قال صالح بن أحمد: جاء كتاب المتوكل بعد أيام من موت أبي إلى ابن طاهر يأمره بتعزيتنا، ويأمر بحمل الكتب. فحملتها وقلت: إنها لنا سماع، فتكون في أيدينا وتنسخ عندنا. فقال: أقول لأمير المؤمنين.

(18/143)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 144
فلم نزل ندافع الأمير، ولم تخرج عن أيدينا، والحمد لله. وقد جمع مناقب أبي عبد الله غير واحد، منهم أبو بكر البيهقي في مجلد، ومنهم أبو إسماعيل الأنصاري في مجيلد، ومنهم أبو الفرج بن الجوزي في مجلد، والله تعالى يرضى عنه ويرحمه. أحمد بن الزبير الأطرابلسي. عن: زيد بن يحيى بن عبيد، ومؤمل بن إسماعيل. وعنه: ابن زياد النيسابوري، ومحمد أخو خيثمة، وعبد الرحمن بن أبي حاتم وقال: صدوق. أحمد بن عبد الله بن عبد الصمد بن علي الهاشمي العباسي. أبو العبر الشاعر المفلق.......) قيل إنه هجا آل أبي طالب فقتله رجل كوفي بكلام استحل به دمه. وله شعر فائق من عهد الأمين وإلى أيام المتوكل. ثم أخذ في الحمق والمجون. وكان من أذكياء العالم، حتى قيل: لم يكن في الدنيا صناعة إلا وهو يعلمها ويعلمها بيده. قتل سنة خمسين. أحمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن نافع بن أبي بزة.

(18/144)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 145
أبو الحسن المخزومي مولاهم البزي المكي المقريء. مؤذن المسجد الحرام أربعين سنة. والبزة: بالشدة. قال البخاري: اسم أبي بزة بشار مولى عبد الله بن السائب المخزومي، أصله من همذان. أسلم على يد السائب بن صيفي. قلت: ولد سنة سبعين ومائة، وقرأ على: عكرمة بن سليمان مولى بني شيبة، وأبي الإخريط وهب بن واضح: وأحمد مولى عبد العزيز بن أبي، وعبد الله بن زياد مولى عبيد بن عمير الليثي، عن أحدهم، عن إسماعيل القسط، وغيره، عن ابن كثير إمام أهل مكة نفسه، قرأ عليه بعد أن أتقن القرآن على صاحبيه شبل بن عباد، ومعروف بن مشكان. كذا روى عنه أبو الإخريط. قرأ عليه: أبو ربيعة محمد بن إسحاق الربعي، وإسحاق بن أحمد الخزاعي، وأحمد بن فرج، والحسن بن الحباب، وغيرهم. وكان شيخ الحرم وقارئه في زمانه، مع الدين والورع والعبادة. وقد تفرد بحديث مسلسل في التكبير من والضحى. رواه عنه: الحسن بن مخلد، ومحمد بن يوسف بن موسى، والحسن بن العباس الرازي، ويحيى بن محمد بن صاعد، وجماعة. وقع لي عاليا، وهو حديث منكر.

(18/145)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 146
قال أبو حاتم: لا أحدث عنه، فإنه روى عن عبيد الله بن موسى، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله حديثا منكرا وهو ضعيف الحديث. قلت: وذكره أبو جعفر العقيلي في كتاب الضعفاء فقال: منكر الحديث، يوصل الأحاديث. ثنا خالد بن منصور: نا أحمد بن أبي بزة: ثنا أبو سعيد مولى بني هاشم: ثنا الربيع بن صبيح، عن الحسن، عن أنس: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الديك الأبيض الأفرق حبيبي وحبيب حبيبي جبريل، يحرس ستة عشر بيتا. قلت: ما هذا الحديث ببعيد عن الوضع.) وعاش ثمانين سنة. وتوفي بمكة خمسين ومائتين. وقد روى عنه البخاري في تاريخه، وآخرون. سمع من: مالك بن سعيد، ومؤمل بن إسماعيل، وسليمان بن حرب، وأبي عبد الرحمن المقريء، وعبيد الله بن موسى. أحمد بن محمد بن علقمة بن رافع بن عمر بن صبح بن عون. أبو الحسن المكي المقريء النبال القواس. سمع من: مسلم بن خالد الزنجي، وغيره. وقرأ القرآن على أبي الإخريط وهب بن واضح. قرأ عليه: قنبل، وأحمد بن يزيد الحلواني، وغير واحد. وحدث عنه: بقي بن مخلد، ومحمد بن علي الصائغ، ومطين، وعلي بن أحمد بن بسطام، وغيرهم.

(18/146)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 147
توفي سنة خمس وأربعين بمكة. قال ابن مجاهد: قال لي قنبل: قال لي القواس: إلق هذا الرجل البزي فقل له: ليس هذا الحرف من قراءتنا، يعني وما هو بميت مخففا. قال: فلقيته فأخبرته فقال: قد رجعت. ثم أتى إليه من الغد. قال قنبل: سمعت القواس يقول: نحن نقف حيث آنقطع البعض، إلا في ثلاث نتعمد الوقف عليها: وما يعلم تأويله إلا الله، وما يشعركم في الأنعام، وإنما يعلمه بشر. قال الداني: توفي القواس سنة أربعين ومائتين، فيحرر. أحمد بن محمد بن عيسى. أبو جعفر السكوني البغدادي. عن: أبي بكر بن عياش، وأبي يوسف القاضي. روى عنه: محمد بن مخلد، وغيره. وهو من الضعفاء. أحمد بن محمد بن نيزك ت.

(18/147)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 148
أبو جعفر البغدادي المعروف بالطوسي. عن: روح بن عبادة، والأسود شاذان، وغيرهما.) وعنه: ت.، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وأبو حامد الحضرمي. توفي سنة ثمان وأربعين. أحمد بن محمد بن يحيى بن المبارك. أبو جعفر العدوي اليزيدي المقريء. من كبار ندماء المأمون وشعرائه. سمع: أبا زيد الأنصاري صاحب العربية، وأباه. وقرأ على جده فيما أظن. روى عنه: أخواه الفضل وعبيد الله، وابن أخيه محمد بن العباس، وعون بن محمد الكندي، ومحمد بن عبد الملك الزيات. له ذكر في تاريخ دمشق. أحمد بن مصرف بن عمرو اليامي ن. كوفي محدث. روى عن: أبي أسامة، ومحمد بن بشير، وزيد بن الحباب، وطبقتهم. وعنه: ن. في السنن، والحكيم الترمذي محمد بن علي، ومحمد بن عمر بن يوسف النسائي، وغيرهم.

(18/148)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 149
قال ابن حبان في كتاب الثقات: مستقيم الحديث. أحمد بن منيع بن عبد الرحمن ع أبو جعفر البغوي الحافظ الأصم المروروذي الأصل نزيل بغداد وصاحب المسند المشهور. سمع: هشيما، وعباد بن العوام، وابن عيينة، ومروان بن شجاع، وعبد العزيز بن أبي حازم، وعبد الله بن المبارك، وطبقتهم. وعنه: الجماعة، لكن خ. بواسطة، وسبطه أبو القاسم البغوي، وعبد الله بن ناجية، وابن صاعد، وخلق. قال البغوي: أخبرت عن أحمد بن منيع أنه قال: أنا من نحو أربعين سنة أختم في كل ثلاث. قال صالح جزرة، وغيره: ثقة.

(18/149)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 150
وقال البغوي: توفي جدي في شوال سنة أربع وأربعين، وكان مولده هو وأبو خيثمة سنة ستين ومائة. أحمد بن ناصح ن. أبو عبد الله، نزيل الثغر.) عن: عبد العزيز الدراوردي، وأبي بكر بن عياش. وعنه: ن.، ومحمد بن سفيان المصيصي الصفار، وغيره. لم يذكره ابن أبي حاتم. أحمد بن نصر بن زياد. أبو عبد الله القرشي النيسابوري المقريء الزاهد. عن: عبد الله بن نمير، وابن أبي فديك، وأبي أسامة، والنضر بن شميل، وجماعة. سمع منه: أبو نعيم أحد شيوخه.

(18/150)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 151
وحدث عنه: ت. ن.، وسلمة بن شبيب، وابن خزيمة، وأبو عروبة الحراني، وخلق. وكان كثير الرحلة إلى الشام، والعراق، ومصر. ورحل إلى أبي عبيد على كبر السن متفقها، فأخذ عنه، وكان يفتي على مذهبه، وعليه تفقه ابن خزيمة قبل أن يرحل. وكان ثقة نبيلا مأمونا صاحب سنة. توفي سنة خمس وأربعين. قال الحاكم: كان فقيه أهل الحديث في عصره، كثير الحديث والرحلة، رحمه الله. أحمد بن نصر. أبو بكر العتكي السمرقندي. ذكره ابن حبان في الثقات وقال: كان رجلا صالحا مجتهدا في العبادة، قمع أهل البدع في أيام المحنة، وقام بما ينبغي. يروي عن: ابن عيينة، وأبي ضمرة. وعنه: عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، وأهل سمرقند. توفي سنة خمس وأربعين. أحمد بن هشام بن بهرام المدائني.

(18/151)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 152
عن: أبي معاوية، ووكيع. وعنه: ابن صاعد، وأبو بكر بن أبي داود. وكان ثقة، قاله الخطيب. أحمد بن يحيى بن إسحاق.) أبو الحسين الراوندي. قال المسعودي: توفي سنة خمسين ومائتين، عن أربعين سنة. قال: وله من الكتب مائة وأربعة عشر كتابا. قلت: غلط المسعودي، بل بقي إلى قريب الثلاثمائة. أحمد بن يحيى بن وزير بن سليمان بن مهاجر ن. أبو عبد الله التجيبي، مولاهم المصري الحافظ النحوي، أحد الأئمة. روى عن: عبد الله بن وهب، وشعيب بن الليث، وأصبغ بن الفرج، وخلق سواهم. وعنه: ن. وقال ثقة، والحسين بن يعقوب المصري، وأبو بكر بن أبي داود، وآخرون. ولد سنة إحدى وسبعين ومائة. قال أبو عمر الكندي: كان فقيها من أصحاب ابن وهب. كان أعلم أهل زمانه بالشعر والغريب وأيام الناس. وكان يتقبل، فانكسر عليه خراج، فسجنه

(18/152)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 153
أحمد بن محمد بن مدبر، فمات في حبسه في شوال سنة خمسين، رحمه الله. أحمد بن يعقوب بن صالح البلخي. عن: أبي مقاتل حفص بن سلم. توفي في رمضان سنة سبع وأربعين. أحمد بن أبي بكر القاسم بن الحارث بن زرارة بن مصعب بن عبد الرحمن بن عوف ع. الفقيه أبو مصعب الزهري العوفي، قاضي المدينة. ولد سنة خمسين ومائة، ولزم مالكا وتفقه عليه، وسمع منه الموطأ. وسمع من: العطاف بن خالد، ويوسف بن الماجشون، وإبراهيم بن سعد، وعبد العزيز الدراوردي، ومحمد بن إبراهيم بن دينار، وطائفة. وعنه: الجماعة، لكن ن. بواسطة، وبقي بن مخلد، وأبو زرعة الرازي، ومطين، وخلق آخرهم موتا إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي. ذكره الزبير بن بكار فقال: هو فقيه أهل المدينة غير مدافع.

(18/153)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 154
توفي في رمضان سنة اثنتين وأربعين على القضاء، وله اثنتان وتسعون سنة. قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: ثنا عبد الله بن محمد بن الفضل الصيداوي قال: أتى قوم أبا مصعب الزهري فقالوا: إن قبلنا ببغداد رجل يقول: لفظه بالقرآن مخلوق. فقال: هذا كلام خبيث نبطي.) وقال أبو محمد بن حزم: آخر ما روي عن مالك موطأ أبي مصعب و موطأ أبي حذافة. وفي هذين الموطأين نحو من مائة حديث زائدة، وهي آخر ما روى عن مالك. فهذا دليل على أنه كان يزيد في الموطأ أحاديث بلغته فيما بعد، أو كان أغفلها ثم أثبتها. وهكذا تكون العلماء رحمهم الله. قلت: أما أبو حذافة فهو أحمد بن إسماعيل السهمي المدني، سيأتي في الطبقة الآتية. وقد سمعت موطأ أبي مصعب على ابن عساكر، بإجازته من المؤيد، وبين المؤيد، وبين أبي مصعب أربعة أنفس، وهذا في غاية العو، ولله الحمد. قال الدارقطني: أبو مصعب ثقة في الموطأ. وقدمه على يحيى بن بكير. وقال أبو عمر بن عبد البر: قال الزبير بن بكار: كان أبو مصعب على شرطة عبيد الله بن الحسن بن عبد الله الهاشمي عامل المأمون على المدينة، وولي القضاء. ومات وهو فقيه أهل المدينة غير مدافع. قال أبو زرعة، وأبو حاتم: صدوق. قال ابن عبد البر: مات سنة إحدى وأربعين ومائتين. قلت: ما علمت فيه جرحة، ولا ذكر إلا في الثقات. لكن قال أحمد بن أبي خيثمة: لا تكتب عن مصعب، واكتب عمن شئت.

(18/154)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 155
قال ابن الذهبي: أراه نهاه عن الأخذ عنه، لكونه على القضاء، والله أعلم. وقد ذكره ابن عساكر في النبل فقال فيه: أحمد بن أبي بكر زرارة. فقد أخبرنا ابن عساكر، عن أبي روح: أنا زاهر، أنا الكنجرودي، أنا أبو أحمد الحاكم، أنا ابو عبد الله محمد بن إبراهيم بن زياد الطيالسي: ثنا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري، وسألناه عن اسم أبيه فقال: لا نعرف له اسما. أحمد بن أبي سريج الصباح النهشلي خ. د. ن. وقيل أحمد بن عمر بن الصباح، أبو جعفر الرازي البغدادي. قرأ القرآن على أبي الحسن الكسائي، وأقرأه. وسمع: شعيب بن حرب، وأبا معاوية الضرير، وابن علية، ووكيعا، وجماعة. وعنه: خ. د. ن.، وأبو بكر بن أبي داود، وأهل الري. وقرأ عليه: العباس بن الفضل الرازي. وقال النسائي: ثقة. وروى عنه أيضا: أبو زرعة، وأبو حاتم.

(18/155)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 156
وقال أبو حاتم: صدوق.) أحمد بن أبي عبيد الله السليمي البصري الوراق ت. ن. اسم أبيه بشر. عن: يزيد بن زريع، وسلم بن قتيبة، وعمر المقدمي. وعنه: ت. ن.، وقال: ن. ثقة والحسن بن عليل. إبراهيم بن الحارث الأنصاري. أبو إسحاق العبادي. ومن ولد عبادة بن الصامت. بغدادي جليل نزل طرسوس مرابطا. كان الإمام أحمد بن حنبل يحترمه ويعظمه، وكان هو يفتي بحضرة أبي عبد الله فيعجبه ويقول: جزاك الله يا أبا إسحاق خيرا. روى عن: مصعب الزبيري، وجماعة. وأكبر شيخ له علي بن عاصم. روى عنه: أبو بكر الأثرم، وحرب بن إسماعيل الكرماني، وأبو بكر بن أبي داود. إبراهيم بن الحسين بن خالد.

(18/156)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 157
الفقيه أبو إسحاق الأندلسي القرطبي المالكي. رحل وحج ولقي مطرف بن عبد الله، وعلي بن معبد، وعبد الله بن هشام، وغيرهم. وصنف تفسيرا للقرآن، وكان بصيرا بالفقه. ولي أحكام الشرطة ببلده. ومات في رمضان سنة تسع وأربعين. إبراهيم بن حمزة الرملي البزاز د. عن: ضمرة بن ربيعة، وزيد بن أبي الزرقاء. وعنه: د.، وعبدان الأهوازي، وأبو بكر بن أبي داود. إبراهيم بن خالد المروزي الجرميهني. الحافظ المعروف بالبطيطي. بلغنا عن بندار أنه قال: حفاظ الدنياأربعة، و كلهم غلماني: إ براهيم الجرميهني، وأبو زرعة، البخاري، والدارمي.

(18/157)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 158
مات سنة خمسين.) إبراهيم بن زياد البغدادي الصائغ. عن: سفيان بن عيينة، وابن علية. وعنه: أبو حاتم الرازي، وابن صاعد، وداودبن سليمان، وغيرهم. وكان ثقة. أما إبراهيم بن زياد البغدادي الخياط. عن شريك، و جماعة، فشيخ أقدام من هذا. كتب عنه أبو حاتم أيضا. إبراهيم بن سعد الجوهري د. ت. ن. ق.

(18/158)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 159
أبو إسحاق البغدادي. طبري الأصل، صاحب حديث. سمع: سفيان بن عيينة، و عبد الوهاب الثقفي، وابن فضيل، ووكيعا، وأبا ضمرة، وأبا أسامة، وأبامعاوية، وطائفة. وعنه: الجماعة سوى البخاري، وأبو الجهم المشغراني، وابن جوصا، وأبو طاهر الحسن بن فيل، وابو عروبة الحراني، ومحمد بن علي الحكيم الترمذين ويحيى بن صاعد، وخلق. وروى النسائي في كتاب، خصائص علي رضي الله عنه، عن زكريا السجزي، عنه، وقال: هو ثقة. وقال عبد الله بن جعفر بن خاقان السلمي: سألت إبراهيم بن سعيد الجوهري، عن حديث لأبي بكر الصديق فقال: فقال لجاريته: أخرجي لي الجزء الثالث والعشرين من مسند أبي بكر. فقالت له: لايصح لأبي بكر خمسون حديثا، من أبن ثلاثة و عشرون جزءا فقال: كل حديث لا يكون عندي من مائة وجه، فأنا فيه يتيم. قال الخطيب: كان مكثرا ثقة ثبتا، صنف المسند. و قال إبراهيم الهروي: كان أبوه ثقة محتشما نبيلا، حج مرة، فحج معه أربعمائة نفس، منهم هشيم، وإسماعيل بن عياش، و كنت أنا منهم. اختلف في موت إبراهيم، فقيل: سنة أربع، وقيل سنة سبع، وقيل: سنة تسع وأربعين، وقيل: سنة ثلاث وخمسين. مات بعين زربة مرابطا، رحمه الله. وكان حجاج بن الشاعر يلينه بلا حجة.

(18/159)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 160
إبراهيم بن سفيان الزبادي. اللغوي النحوي، أحد أئمة العربية بالعراق. أخذ عن: الأصمعي، وغيره. وهو من ولد زياد بن أبيه أمير الكوفة. ذكره يعقوب بن السكيت فقال: هو نسيج وحده.) قلت: وقد ذكره الوزير ابن القفطي في تاريخ النحاة. إبراهيم بن سلام. أبو إسحاق المكي، مولى بني هاشم. روى عن: الدراوردي، والفضيل، وسعيد بن سالم القداح، ويحيى بن سليم. و عنه: أبو الأحوص العكبري، وابن صاعد، وابن خزيمة. قال أبو أحمد الحاكم: ربما روى ما لا أصل له. إبراهيم بن العباس بن محمد بن صول.

(18/160)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 161
مولى يزيد بن المهلب بن أبي صفرة، أبو إسحاق الصولي البغداي الأديب، أحد الشعراء المشهورين والكتاب المذكورين. له ديوان مشهور وكان جده صول المجوسي ملك جرجان، فأسلم على يد يزيد. سمع الصولي من: علي بن موسى الرضا. روى عنه: أبو العباس ثعلب، وغيره. وكان موصوفا بالبلاغة والبراعة والنظم والشعر. قال دعبل الخزاعي: لو تكسب إبراهيم بن العباس بالشعر لتركنا في غير شيء. ومن نثره عن الخليفة: أما بعد، فإن أمير المؤمنين.
(أناة فإن لم تغن أعقب بعدها .......... وعبدا فإن لم يغن أغنت عزائمه)
والسلام. توفي في شعبان سنة ثلاث وأربعين بسامراء. إبراهيم بن عبد الله المروزي الخلال ن. عن: عبد الله بن المبارك. وعنه: ن.، والحسن بن سفيان، وعبد الله بن محمد المروزي. وثقه ابن حبان. وتوفي سنة إحدى وأربعين. إبراهيم بن عبد الله بن حاتم الهروي ت. ق.

(18/161)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 162
أبو إسحاق الحافظ، نزيل بغداد.) سمع: إسماعيل بن جعفر، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، وهشيما وعبد العزيز الدراوردي، وطبقتهم. وعنه: ت. ق.، وابن أبي الدنيا، وجعفر الفريابي، وأبو يعلى الموصلي، وأحمد بن فرج المقريء، وأحمد بن الحسين الصوفي، وموسى بن هارون، وخلق سواهم. وكان صالحا زاهدا متعففا دائم الصيام، إلا أن يدعوه أحد فيفطر. وكان من أعلم الناس بحديث هشيم، وأثبتهم فيه. قال الحارث بن أبي أسامة: نا إبراهيم بن عبد الله نا إسماعيل، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا عدوى ولا هامة ولا نو ولا صفر نو: من الأنواء. قال صالح جزرة عنه: ما من حديث هشيم إلا وقد سمعه عشرين مرة وأكثر، وكنت أوقفه. كنت سمعت منه مع سعيد الجوهري والد إبراهيم. قال صالح: أعلم الناس بحديث هشيم: عمرو بن عون، وإبراهيم بن عبد الله الهروي. وقال ابن معين: أصحاب هشيم محمد بن الصباح الدولابي، وإبراهيم

(18/162)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 163
الهروي، وإبراهيم أحسنهما. وقال أبو داود: إبراهيم بن عبد الله الهروي ضعيف. وقال النسائي: ليس بالقوي. توفي في رمضان سنة أربع وأربعين، عن بضع وتسعين سنة. إبراهيم بن عبد الله بن خالد المصيصي. عن: وكيع بن الجراح، والحارث بن عطية، وحجاج الأعور. وعنه: عبيد بن الهيثم الحلبي، وعلي بن موسى الربعي. ضعفه ابن حبان، وغيره. وله عجائب.

(18/163)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 164
إبراهيم بن عبد الله بن صفوان النصري الدمشقي الحماد. عم الحافظ أبي زرعة. روى عن: ابن وهب، وضمرة بن ربيعة، والهيثم بن عمران. روى عنه: أبو زرعة، وولده محمود بن أبي زرعة، وسليمان بن محمد الخزاعي، وآخرون. إبراهيم بن عبد الله بن المنذر الباهلي الصنعاني ت. روى عن: وكيع، ويعلى بن عبيد، والمقريء، وعبد الرزاق. وعنه: ت.، ومحمد بن إسماعيل السلمي الترمذي.) إبراهيم بن عبد الرحمن بن أبي الفياض. أبو إسحاق البرقي الفقيه. يروي عن: ابن وهب، وأشهب. أخذ الناس عنه بمصر. ومات سنة خمس وأربعين. قال ابن يونس: له مناكير. إبراهيم بن عون بن رلشد. أبو إسحاق السعدي الإصبهاني المديني.

(18/164)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 165
سمع: ابن عيينة، ووكيعا، وعبيد الله بن موسى. وعنه: محمد بن أحمد الأبهري، ومحمد بن أحمد بن يزيد. قال أبو نعيم الحافظ: كان من خيار الناس. إبراهيم بن عيسى الإصبهاني الزاهد. صاحب معروف الكرخي. روى عن: شبابة بن سوار، وأبي داود الطيالسي. وعنه: أحمد بن محمد البزاز. قال أبو الشيخ: كان خيرا عابدا فاضلا، لم يكن بإصبهان في زمانه مثله. ومن دعائه: اللهم إن كنت مدخلي النار فعظم خلقي فيها حتى لا يكون لأمة محمد صلى الله عليه وسلم فيها موضعا. ومن الرواة عنه: النضر بن هشام. توفي سنة سبع وأربعين. وقيل: إن أبا العباس بن مسروق رأى هذا يمشي على الماء. إبراهيم بن محمد بن الأغلب بن إبراهيم بن الأغلب التميمي.

(18/165)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 166
أمير القيروان، وآبن أمرائها أبو أحمد. كان حسن السيرة، كثير العطاء، ميمون الطلعة. بنى بإفريقية حصونا كثيرة منيعة، واشترى العبيد والسلاح. وأمنت البلاد في أيامه. مات في ذي القعدة سنة تسع وأربعين. وبعده ولي زيادة الله ابنه.) إبرهيم بن محمد بن عبد الله د. ن. أبو إسحاق التيمي المعمري. قاضي البصرة. ثقة. عن: ابن عيينة، ويحيى القطان، وابن داود الخريبي. وعنه: د. ن.، وأبو حامد الحضرمي، وابن دريد، وأبو روق الهزاني. توفي في ذي الحجة سنة خمسين. وكان من كبار العلماء. إبراهيم بن محمد بن يوسف بن سرج الفريابي ق. نزيل القدس. ما هو بابن صاحب الثوري. سمع: الوليد بن مسلم، وضمرة بن ربيعة، وأيوب بن سويد. وعنه: ق.، وأبو بكر بن أبي عاصم، والفريابي، وابن قتيبة العسقلاني، وبقي بن مخلد، وخلق.

(18/166)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 167
قال أبو حاتم: صدوق. إبراهيم بن المستمر. أبو إسحاق البصري العروقي. عن: أبيه، وأبي داود، وأبي عامر العقدي، وجماعة. وعنه: د. ن. ق.، وأبو عيسى الترمذي في الشمائل، وأبو بكر بن خزيمة، وخلق كثير. وكان أحد الثقات. إبراهيم بن مكتوم المصاحفي. حدث بالبصرة في هذا الوقت عن: أبي داود الطيالسي، وعبد الصمد بن عبد الوارث. وعنه: ابن صاعد، وأبو روق الهزاني. وكان صدوقا. إبراهيم بن هارون البلخي العابد ن. عن: حامد بن إسماعيل، وداود بن الجراح.

(18/167)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 168
وعنه: ن.، والترمذي في شمائله، ومحمد بن علي الترمذي الحكيم، ومحمد بن علي بن طرخان. إبراهيم بن هاشم بن عبيد الله.) أبو إسحاق بن أبي صالح الثقفي المروزي، قاضي نيسابور. عن: النضر بن شميل، وروح بن عبادة. وكان قدريا. روى عنه جماعة. مات سنة ست وأربعين. إبراهيم بن الإمام يحيى بن المبارك اليزيدي. العلامة أبو إسحاق. بصري نزل بغداد. وكان رأسا في الأدب. سمع من: الأنصاري، والأصمعي. وله مصنف يفتخر به اليزيديون، وهو ما اختلف معناه واتفق لفظه، نحو من سبعمائة ورقة. يرويه عنه: عبد الرحمن بن عبد المؤمن، وجماعة. إبراهيم بن يوسف الحضرمي الكندي الكوفي الصيرفي. عن: حفص بن غياث، وأبي بكر بن عياش. وعنه: ابن صاعد، وقاسم المطرز، وعلي التابعي.

(18/168)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 169
وثقه ابن حبان. مات سنة تسع وأربعين. أزهر بن مروان الرقاشي البصري النواء ت. ق. يلقب فريخ. عن: حماد بن زيد، وعبد الوارث، والحارث بن نبهان، ومحمد بن سواء. وعنه: ت. ق.، وعبدان، وأبو بكر بن أبي عاصم، وموسى بن هارون. توفي سنة ثلاث وأربعين. إسحاق بن أبي إسرائيل إبراهيم بن كامجر المروزي د. ن. نزيل بغداد أبو يعقوب الحافظ. عن: شريك، وحماد بن زيد، وكثير بن عبد الله الأيلي، وخلق. ورأى زائدة.

(18/169)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 170
وعنه: د.، ون. بواسطة، وهارون الحمال، والبخاري في كتاب الأدب، وابن ناجية، وأبو بكر أحمد بن علي) المروزي، وأبو يعلى الموصلي، وأحمد بن القاسم أخو أبي الليث الفرائضي، وأبو العباس السراج، وخلق. وروى قراءة علي بن ضمرة الكسائي، عنه. وقرأه ابن عامر، عن الوليد بن مسلمة، عن الذماري، عنه. قال أحمد بن زهير، عن ابن معين: ثقة. وقال عثمان الدارمي، عن ابن معين: ثقة. ثم قال عثمان: لم يكن عثمان أظهر الوقف حين سألت ابن معين عنه. وقال أبو القاسم البغوي: كان ثقة مأمونا، إلا أنه كان قليل العقل. وقال صالح جزرة: صدوق، إلا أنه كان يقول: القرآن كلام الله، ويقف. وقال السراج: سمعت إسحاق بن أبي إسرائيل يقول: هؤلاء الصبيان يقولون: كلام الله غير مخلوق. ألا قالوا كلام الله وسكتوا. ويشير إلى دار أحمد بن حنبل. قال إسحاق بن داود: قال أحمد بن حنبل: تجهم ابن أبي إسرائيل بعد تسعين سنة. فقال محمد بن يحيى المكي: ذكرت لأبي عبد الله إسحاق بن أبي إسرائيل فقال: ذاك أحمق. وقال إسحاق بن إبراهيم بن هانيء: سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل، ذكر ابن أبي إسرائيل فقال: بعد طلبه للحديث وكثرة سماعه شك، فصار ضالا شكاكا.

(18/170)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 171
وقال أبو حاتم الرازي: كتبت عنه فوقف في القرآن، فوقفنا عن حديثه. وقد تركه الناس حتى كنت أمر بمسجده وهو وحيد لا يقربه أحد، بعد أن كان الناس إليه عنقا واحدا. قال شاهين بن السميدع العبدي: سمعت أحمد بن جنبل يقول: إسحاق بن أبي إسرائيل واقفي مشؤوم، إلا أنه صاحب حديث كيس. وقال زكريا الساجي: وتركوا إسحاق بن أبي إسرائيل لموضع الوقف، كان صدوقا. وقال الحسين بن إسماعيل الفارسي: سألت عبدوس بن عبد الله النيسابوري عن إسحاق بن أبي إسرائيل فقال: كان حافظا جدا ولم يكن مثله في الحفظ والورع. فقلت: كان يتهم بالوقف قال: نعم. وقال أحمد بن أبي خيثمة: قال لي مصعب الزبيري: ناظرني إسحاق بن أبي إسرائيل فقال: لا أقول كذا ولا أقول غير ذا، يعني في القرآن. فناظرته فقال: لم أقل في الشك ولكني أسكت كما سكت القوم قبلي. وقال موسى بن هارون: مولده سنة خمسين ومائة.) وقال البخاري، وأحمد بن عبيد الله الثقفي، وابن قانع: مات سنة خمس وأربعين ومائتين. زاد ابن قانع: في شعبان.

(18/171)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 172
وقال البغوي، وعلي بن أحمد بن النضر: مات سنة ست. زاد البغوي: في شعبان بسامراء. وقع لي من عوالي ابن أبي إسرائيل. إسحاق بن إبراهيم بن داود البصري السواق ق. عن: يحيى القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبي عاصم. وعنه: ق.، والفضل بن الحسن الأهوازي، وعبد الرحمن بن محمد بن حماد الطهراني. إسحاق بن الأخيل الحلبي. عن: مبشر بن إسماعيل، وعثمان بن عبد الرحمن الطرائفي، وجماعة. وعنه: أبو بكر بن أبي داود. إسحاق بن موسى بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن يزيد الأنصاري الخطمي د. ت. ن. ق. أبو موسى المدني الفقيه، نزيل سامراء. ثم قاضي نيسابور.

(18/172)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 173
سمع: ابن عيينة، وعبد السلام بن حرب، ومعن بن عيسى، وجماعة. وكان فاضلا صاحب سنة. ذكره أبو حاتم الرازي وأطنب في الثناء عليه وروى عنه، وبقي بن مخلد، والفريابي، وابن خزيمة، وابنه موسى بن إسحاق الخطمي. قيل: إنه توفي بجوسية من أعمال حمص سنة أربع وأربعين. وثقه النسائي. وكثيرا ما يقول الترمذي: ثنا الأنصاري. وهو هذا. وقد تفرد بحديث رواه عنه النسائي، وابن ناجية، وطائفة. قال: ثنا معن، نا مالك، عن عبد الله بن إدريس، عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن أبيه: قال: بعث عمر إلى عبد الله بن مسعود، وإلى أبي الدرداء، وإلى أبي مسعود فقال: ما هذا الحديث الذي تكثرون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فحبسهم في المدينة حتى استشهد. إسحاق بن يوسف الجرجاني الديلماني. سمع: ابن عيينة، وحفص بن عمر العدني.) وعنه: ابنه عبد الله، وعقيل بن يحيى. وثقه أبو نعيم الإصبهاني. ومات سنة خمس وأربعين. إسماعيل بن بهرام الوشاء الخزاز الخبذعي الكوفي.

(18/173)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 174
سمع: عبد العزيز الدراوردي، ومعلى بن هلال، وعبيد الله الأشجعي. وعنه: ق.، وبقي بن مخلد، وأبو داود السجستاني، ومطين، والحسن بن سفيان. قال أبو حاتم: صدوق. وقال غيره: مات سنة إحدى وأربعين. إسماعيل بن توبة الثقفي الرازي. نزيل قزوين، أحد الثقات الرحالة. سمع: فضيل بن عياض، وإسماعيل بن جعفر، وخلف بن خليفة، وهشيم بن بشير. وعنه: ق.، والحسن بن إسحاق التستري، وعبد الله بن وهب الدينوري، وأهل قزوين. قال أبو حاتم: صدوق. توفي سنة سبع وأربعين. إسماعيل بن حفص.

(18/174)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 175
أبو بكر الأبلي البصري القطان. سمع: معتمر بن سليمان، وأبا بكر عياش، وطبقتهما. وعنه: ن. ق.، وأبو بكر بن عاصم، وعبدان، وابن خزيمة، وجماعة. إسماعيل بن خزيمة بن المغيرة السلمي النيسابوري. سمع من: عبد الرزاق، وغيره. وعنه: ابن أخيه أبو بكر بن إسحاق، ومحمد بن ياسين بن النضر. وكان ثقة. إسماعيل بن زياد البلخي الأزدي. عن: ضمرة بن ربيعة، وغيره. مات سنة ست وأربعين.) إسماعيل بن عبد الله بن خالد بن يزيد. أبو عبد الله، وأبو الحسن القرشي العبدري الرقي الفقيه المعروف بالسكري. قاضي دمشق.

(18/175)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 176
روى عن: عبيد الله بن عمرو، وأبي المليح الحسن بن عمر، ويعلى بن الأشدق، وابن المبارك، وأبي إسحاق الفزاري، وبقية، وعيسى بن يونس، وجماعة. وعنه: ق.، وأبو يعلى الموصلي، ومحمد بن هشام بن ملاس، ومحمد بن محمد الباغندي، وآخرون. وثقه الدارقطني. وقال أبو حاتم: صدوق. قال ابن الفيض الدمشقي: ولى أحمد بن أبي دؤآد على قضاء دمشق إسماعيل بن عبد الله السكري في سنة ثلاث وثلاثين، فأقام قاضيا إلى أن ولي القضاء للمتوكل يحيى بن أكثم، فعزل إسماعيل محمد بن هاشم بن ميسرة. قلت: لم يذكره ابن عساكر في شيوخ النبل، وذكر بدله سميه: إسماعيل بن عبد الله بن زرارة الرقي، وقال: روى عنه ق.، وروى ن. عن رجل، عنه. قال لنا الحافظ أبو الحجاج: روى ق. خمسة أحاديث قال فيها: ثنا إسماعيل بن عبد الله الرقي، وإنما هو السكري لا ابن زرارة. لأن ابن زرارة مات سنة تسع وعشرين، وإنما رحل بعد الثلاثين. قال إبراهيم بن أيوب الحوراني: قلت لإسماعيل بن عبد الله القاضي: بلغني أنك كنت صوفيا، من أكل من جرابك كسرة افتخر بها. فقال: حسبنا الله ونعم الوكيل.

(18/176)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 177
وقال أبو الحسن علي بن الحسن بن علاة الحراني: مات إسماعيل بن عبد الله السكري بعد الأربعين، وكان يرمى بالتجهم. إسماعيل بن عمرو. أبو محمد المصري الفقيه، صاحب أشهب. يروي عن: ابن وهب، وعبد الملك بن الماجشون، وغيرهما. وروى عنه جماعة آخرهم عبد الحكم بن أحمد الصدفي. توفي في رجب سنة ثمان وأربعين، قاله ابن يونس. إسماعيل بن الفضل. أبو إبراهيم الشالنجي، قاضي جرجان.) روى عن: إسماعيل بن جعفر، وسفيان بن عيينة، وجماعة. وعنه: أحمد بن معاذ السلمي، وابن مجاشع السختياني، وأهل جرجان. توفي سنة ست وأربعين. إسماعيل بن مسعود ن. أخو الصلت بن مسعود الجحدري البصري. عن: يزيد بن زريع، ومعتمر بن سليمان التيمي، وبشر بن المفضل. وعنه: ن.، والفريابي، ومحمد بن جرير، وجماعة. قال النسائي: ثقة.

(18/177)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 178
وتوفي سنة ثمان وأربعين. إسماعيل بن موسى الفزاري د. ت. ق. ابن إبنة إسماعيل السدي. أبو محمد، وقيل: أبو إسحاق. كوفي، ثقة، شيعي متوالي. سمع: عمر بن شاكر، ومالك بن أنس، وشريك بن عبد الله، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، وجماعة. وعنه: د. ت. ق.، وأبو عروبة الحراني، وابن خزيمة، وطائفة كبيرة وأما ابن أبي حاتم فقال: سمعت أبي يقول: سألته عن قرابته من السدي، فأنكر أن يكون ابن ابنته، وإذا قرابته منه بعيدة. قال أبو حاتم: صدوق. سمعته يقول: سمتني أمي باسم السدي. قلت: توفي سنة خمس وأربعين، وشيخه عمر بن شاكر يروي عن أنس بن مالك. وقبل: إنه كان يغلو ويسب. قال عبدان الأهوازي: أنكر علينا أبو بكر بن أبي شيبة أو هناد ذهابنا إلى

(18/178)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 179
إسماعيل بن موسى. وقال: إيش عملتم عند هذا الفاسق الذي يشتم السلف رواها ابن عدي عنه وقال: أوصل عن مالك حديثين، وتفرد عن شريك بأحاديث. وإنما أنكر غلوه في التشيع. وقال علي بن محمد بن كاس الحنفي القاضي، وهو ثقة: ثنا علي بن جعفر الرماني، نا إسماعيل ابن بنت السدي قال: كنت في مجلس مالك، فسئل عن فريضة، فأجاب بقول زيد. فقلت: ما قال فيها علي وابن مسعود. فأوما إلى الحجبة، فلما هموا بي عدوت وأعجزتهم، فقالوا: ما نصنع بكتبه ومحبرته قال: اطلبوه برفق.) فجاءوا إلي، فجئت معهم، فقال مالك: من أين أنت قلت: كوفي. قال: فأين خلفت الأدب قلت: إنما ذاكرتك لأستفيد. فقال: إن عليا وعبد الله لا ينكر فضلهما، وأهل بلدنا على قول زيد بن ثابت. وإذا كنت بين قوم فلا تبدأهم بما لا يعرفون، فيبدو لك منهم ما تركه. إسماعيل بن يوسف. أبو علي الديلمي الزاهد الحافظ. روى شيئا عن: مجاهد بن موسى.

(18/179)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 180
وأخذ عن: أحمد بن حنبل. وكان شابا يتوقد ذكاء، لم يشتهر لموته صغيرا. قال الدارقطني: هو بغدادي، زاهد ورع، فاضل، ثقة. قلت: وكان يسهر في طاحون بثلاث دراهم. كتب عنه: الحسن بن أبي العنبر، والعباس بن يوسف الشكلي. قال أبو الحسين بن المنادي: ذكر لي أنه كان يحفظ أربعين ألف حديث، وكان مشهورا بالزهد. وكان مكسبه من المساهرة في الأرحاء، رحمه الله. وقد رآه محمد بن مخلد العطار. أصبغ بن دحية الصدفي المصري. عن: رشدين بن سعد، وعبد الله بن وهب. وعنه: ابنه جرول. توفي سنة خمس وأربعين ومائتين. أيوب بن محمد ب أيوب الهاشمي البصري ق. المعروف بالقلب. عن: عبد الواحد بن زياد، وعبد القاهر بن السري، وأبي عوانة. وعنه: ق.، وابن أبي الدنيا، والحسن بن سفيان، وزكريا الساجي،

(18/180)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 181
وعلي بن سعيد بن بشير الرازي.) أيوب بن عافية بن أيوب البصري. يروي عن: ابن وهب، ووالده عافية. توفي في شعبان سنة ست وأربعين. قاله ابن يونس. أيوب بن علي بن الهيصم بن أيوب بن مسلم. الكناني الفلسطيني. سمع: زياد بن سيار. وعنه: سليمان بن محمد بن الفضل، وأبو بكر بن أبي داود، وأحمد بن جوصا، وآخرون. قال أبو حاتم: شيخ. وجده الأعلى مسلم هو أخو أبي قرصافة من أبيه. أيوب بن محمد بن زياد بن فروخ د. ن. أبو سليمان الرقي الوازن. مولى بني هاشم. سمع: أبا إسحاق الفزاري، ومعمر بن سليمان، ومروان بن معاوية، وابن علية. وعنه: د. ن.، وأبو عروبة، وأبو بكر بن أبي داود، وأهل الجزيرة. وكان يزن القطن.

(18/181)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 182
وثقه النسائي، وغيره. وفاته مات في ذي القعدة سنة تسع وأربعين ومائتين.

(18/182)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 183
4 (حرف الباء)
بركة بن محمد الحلبي. أبو سعيد الأنصاري. عن: مروان بن معاوية، ويوسف بن أسباط، وعلي بن بكار، ومبشر بن إسماعيل. وعنه: أبو نشيط محمد بن هارون، وأبو الحسين عبد الله بن محمد بن يونس السمناني، وموسى بن محمد الأنطاكي، وأحمد بن زكريا البصري شاذان، وعمر بن محمد الهمداني، وآخرون. قال الدارقطني: كذاب يضع الحديث. وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبا الحسين السمناني يقول: نظر صالح بن الأشرس في بعض حديثي، عن بركة فقال:) ليس هذا بركة، هذا عقوبة.

(18/183)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 184
بسطام بن جعفر الأزدي الموصلي. عن: مالك، وحماد بن زيد، وإبراهيم بن أبي يحيى. وعنه: أحمد بن حمدون، وإبراهيم بن علي الموصليان. توفي سنة اثنتين وأربعين. بشر بن بشار البغدادي. عن: يزيد بن هارون، وداود بن المحبر. وعنه: ابن أبي الدنيا، والحسن بن الحباب، وأبو العباس السراج، وغيرهم. بشر بن معاذ العقدي ت. ن. ق. أبو سهل البصري الضرير. عن: إبراهيم بن عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة الجمحي، وأبي عوانة، ومرحوم بن عبد العزيز العطار، وعبد الواحد بن زياد، وحماد بن

(18/184)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 185
زيد، وهشيم، ومعتمر، وطائفة. وعنه: ت. ن. ق.، وأبو بكر البزار، وعمر بن محمد بن بجير، والقاسم المطرز، وابن خزيمة، وآخرون. وثقه ابن حبان وقال: مات سنة خمس وأربعين أو في حدودها. قلت: كان من أبناء التسعين. بشر بن هلال م. ع. أبو محمد النميري البصري الصواف. عن: جعفر بن سليمان الضبعي، وعبد الوارث، ويزيد بن زريع، وعلي بن مسهر، وداود بن الزبرقان. وعنه: ع. سوى البخاري، وبقي بن مخلد، وإسحاق المنجنيقي، وعبدان الأهوازي، ومحمد بن علي الحكيم، وابن خزيمة، وآخرون. قال أبو حاتم: محله الصدق. وكان أيقظ من بشر بن معاذ. وقال ابن أبي عاصم: مات سنة سبع وأربعين.

(18/185)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 186
بغا الكبير. أبو موسى التركي، أحد قواد المتوكل وأكبرهم. كان موصوفا بالشجاعة والإقدام، وله همة عالية وهيبة، ووقع في النفوس.) وله فتوحات ووقعات. وكان مملوكا للحسن بن سهل الوزير. وكان يحمق ويجهل في رأيه، وقد باشر عدة حروب وما جرح قط. وكان فيه دين وإسلام. طال عمره وعاش نحوا من ستين سنة، وتوفي سنة ثمان وأربعين. بكر بن محمد بن عدي بن حبيب.

(18/186)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 187
أبو عثمان المازني البصري النحوي، وهو بكنيته أشهر. أخذ عن: أبي عبيدة، والأصمعي. وصنف التصانيف المشهورة في العربية والتصريف. روى عنه: الحارث بن أبي أسامة، وأبو عمران موسى بن سهل الجوني، وأبو العباس محمد بن يزيد المبرد. ولزمه المبرد وأكثر عنه. وقد دخل على الواثق فوصله بجملة. توفي سنة سبع، أو ثمان وأربعين. وكان المبرد يقول: لم يكن بعد سيبويه أعلم بالنحو من أبي عثمان المازني. قال المبرد: قال أبو عثمان المازني: قرأ علي رجل كتاب سيبويه في مدة

(18/187)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 188
طويلة، فلما بلغ آخره قال: أما إني ما فهمت منه حرفا، وأما أنت فجزاك الله خيرا. وقال المازني: قرأت القرآن على يعقوب، فلما ختمت رمى إلي بخاتمه وقال: خذه، ليس لك مثل. وكان المازني ذا دين وورع. قيل: إن يهوديا أتاه ليقرأ عليه كتاب سيبويه وبذل له مائة دينار، فآمتنع وقال: هذا الكتاب يشتمل على ثلاثمائة آية ونيف، ولست أمكن منه ذميا. وقال بكار بن قتيبة القاضي: ما رأيت، نحويا يشبه الفقهاء إلا حبان بن هلال، والمازني. وقال المبرد: كان المازني إذا ناظر أهل الكلام لم يستعن بشيء من النحو، وإذا ناظره النحاة لم يستعن بشيء من الكلام. وعن المازني قال: حضرت مجلس المتوكل، وحضر يعقوب بن السكيت، فقال: تكلما في مسألة. فقلت: تكلما في مسألة. فقلت ليعقوب: ما وزن نكتل فقال: نفعل.) قلت: إتئد. ففكر وقال: نفتعل. قلت: نكتل أربعة أحرف، ونفتعل خمسة. فسكت. فقال المتوكل: ما الجواب؟

(18/188)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 189
قلت: وزنها في الأصل نفتعل لأنها نكتيل، فلما تحرك حرف العلة، وانفتح ما قبله، وقلب ألفا، فصارت نكتال، ثم حذفت الألف للجزم، فبقيت نكتل. فقال المتوكل: هذا هو الحق. فلما خرجنا قال يعقوب: بالغت اليوم في أذاي. قلت: لم أقصدك بسوء. وقيل: إن جارية غنت الواثق:
(أظلوم إن مصابكم رجلا .......... أهدى السلام تحية ظلم)
فقال بعض الحاضرين: رجل، بالرفع. فقالت: هكذا لقنني المازني. فطلبه الواثق فقال: إن معناه إن إصابتكم رجلا كقوله إن ضربك زيدا فالرجل مفعول، وظلم هو الخبر. قال: فأعطاني الواثق ألف دينار. بكر بن النطاح. من أعيان الشعراء. كان في هذا الزمان.

(18/189)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 190
4 (حرف التاء)
تميم بن المنتصر بن تميم بن الصلت د. ن. ق. أبو عبد الله الهاشمي مولى ابن عباس، أبو عبد الله الواسطي. عن: سفيان بن عيينة، وإسحاق الأزرق، ومحمد بن يزيد الواسطي، وأبي همام بن الزبرقان، ويزيد بن هارون، وطائفة. وعنه: سبطاه: أسلم بن سهل الحافظ بحشل، وخليل بن أبي دانة، ود. ن. ق.، وبقي بن مخلد، وجعفر الفريابي،) ومحمد بن جرير الطبري، ومحمود بن محمد الواسطي، وآخرون. وكان محدثا ثقة. مات سنة أربع وأربعين.

(18/190)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 191
4 (حرف الجيم)
جابر بن كردي الواسطي. عن: يزيد بن هارون، وسعيد بن عامر الضبعي. وعنه: محمد بن جرير، وابن صاعد. قال النسائي: لا بأس به. الجارود بن معاذ السلمي الترمذي ت. ن. أبو معاذ، وأبو داود. عن: جرير بن عبد الحميد، وسفيان بن عيينة، وأبي خالد الأحمر، والفضل بن موسى السيناني، والوليد بن مسلم، ووكيع، و... وطائفة. وعنه: ت. ن.، وابنه محمد بن الجارود، ومحمد بن علي الحكيم الترمذي، وأحمد بن علي الأبار، ومحمود بن محمد المروزي، وطائفة.

(18/191)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 192
قال النسائي: ثقة. قال ابن عساكر: مات سنة أربع وأربعين. جبارة بن المغلس ق. أبو محمد الحماني الكوفي. عن: شبيب بن شبة، وأبي بكر النهشلي، وأبي شيبة إبراهيم بن عثمان العبسي، وعبد الأعلى بن أبي المساور، وعبيد بن وسيم الجمال، وقيس بن الربيع، وأبي عوانة، وطائفة. وعنه: ق.، وابن أخيه أحمد بن الصلت الحماني، وبقي بن مخلد، والحسين بن إدريس الهروي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، ومطين، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، والحسن بن سفيان، وأبو يعلى الموصلي، والحسين بن بحر البيروذي، وعبدان، وطائفة. قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: عرضت على أبي أحاديث سمعتها من جبارة فأنكر بعضها وقال: هذه موضوعة.

(18/192)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 193
وقال البخاري: مضطرب الحديث.) وقال أبو معين الحسين بن الحسن الرازي عن ابن معين: كذاب. وقال محمد بن عبد الله بن نمير: ما هو ممن يكذب. كان يوضع له الحديث فيحدث به. قال البخاري: مات بالكوفة سنة إحدى وأربعين. وقال موسى بن هارون: وقد قارب الأربعين. الجراح بن عبد الله بن الفرج التجيبي. مولاهم المصري. سمع من: ابن وهب مع يونس بن عبد الأعلى. قال ابن يونس: توفي في ذي القعدة سنة ثلاث وأربعين.

(18/193)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 194
الجراح بن مخلد العجلي البصري القزاز ت. عن: معاذ بن هشام، وروح بن عبادة، وأبي داود الطيالسي، ووهب بن جرير، وسلم بن قتيبة، وجماعة. وعنه: ت.، وأبو داود في كتاب القدر، والبخاري في التاريخ، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو بكر بن أبي داود، وابن صاعد، ومحمد بن الحسين بن مكرم، وأبو عروبة، وعبدان، وآخرون. وكان ثقة. جعفر المتوكل على الله.

(18/194)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 195
أمير المؤمنين أبو الفضل بن المعتصم بالله أبي إسحاق محمد بن هارون الرشيد القرشي العباسي البغدادي.

(18/195)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 196
ولد سنة خمس ومائتين، وبويع في ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين بعد الواثق. وقيل: بل ولد سنة سبع ومائتين. حكى عن: أبيه، ويحيى بن أكثم. وعنه: علي بن الجهم الشاعر، وغيره. وكان أسمر، مليح العينين، نحيف الجسم، خفيف العارضين، إلى القصر أقرب. وأمه أم ولد اسمها: شجاع. قال خليفة: استخلف المتوكل، فأظهر السنة، وعمل بها في مجلسه، وكتب إلى الآفاق برفع المحنة وإظهار السنة، وبسطها ونصر أهلها، يعني محنة خلق القرآن. وقد قدم دمشق في صفر سنة أربع وأربعين وعزم على المقام بها وأعجبته، ونقل دواوين الملك إليها. وأمر بالبناء بها. وأمر للأتراك بما أرضاهم من الأموال، وبنى قصرا كبيرا بداريا من جهة المزة. قال علي بن الجهم: كانت للمتوكل جمة إلى شحمة أذنيه كأبيه وعمه. وقال ابن أبي الدنيا: أم المتوكل أم ولد إسمها شجاع.) وقال الفسوي: بويع له لست بقين من ذي الحجة. خرج من دمشق المتوكل بعد إقامة شهرين وأيام، ورجع إلى سامراء دار ملكه على طريق الفرات، وعرج من الأنبار. وقيل: إن إسرائيل بن زكريا الطبيب نعت له دمشق، وأنها توافق مزاجه وتذهب عنه العلل التي تعرض له في الصيف بالعراق. وقال خليفة: حج المتوكل بالناس قبل الخلافة في سنة سبع وعشرين. وكان إبراهيم بن محمد التيمي قاضي البصرة يقول: الخلفاء ثلاثة: أبو بكر الصديق يوم الردة، وعمر بن عبد العزيز في رد مظالم بني أمية، والمتوكل

(18/196)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 197
في محو البدع وإظهار السنة. وقال يزيد بن محمد المهلبي: قال لي المتوكل: يا مهلبي، إن الخلفاء كانت تتصعب على الناس ليطيعوهم، وأنا ألين لهم ليحبوني ويطيعوني. وحكى الأعسم أن علي بن الجهم دخل على المتوكل وبيده درتان يقلبهما، فأنشده قصيدة له يقول فيها:
(وإذا مررت ببئر عر .......... وة فاسقني من مائها)
قال: فدحا إلي بالدرة، فقلبتها، فقال: تستنقص بها وهي والله خير من مائة ألف. قلت: لا والله، ولكني فكرت في أبيات أعملها آخذ بها الأخرى. فقال: قل. فقلت:
(بسر من رأى إمام عدل .......... تغرف من بحره البحار)

(يرجى ويخشى لكل خطب .......... كأنه جنة ونار)

(الملك فيه وفي بنيه .......... ما اختلف الليل والنهار)

(يداه في الجود صرتان .......... عليه كلتاهما تغار)

(لم تأت منه اليمين شيئا .......... إلا أتت مثلها اليسار)
قال: فدحا التي في يساره وقال: خذها، لا بارك الله لك فيها. قال الخطيب أبو بكر: ورويت هذه الأبيات للبحتري في المتوكل.

(18/197)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 198
وعن مروان بن أبي الجنوب أنه مدح المتوكل، فأمر له بمائة ألف وعشرين ألفا، وبخمسين ثوبا. وقال علي بن الجهم: كان المتوكل مشغوفا بقبيحة لا يصبر عنها، فوقفت له يوما وقد كتبت على خدها بالغالية جعفر. فتأملها ثم أنشأ يقول:)
(وكاتبة في الخد بالمسك جعفرا .......... بنفسي محط المسك من حيث أثرا)

(لئن أودعت سطرا من المسك خدها .......... لقد أودعت قلبي من الحب أسطرا)
قد ورد عن المتوكل شيء من الحديث. ويقال: إنه سلم عليه بالخلافة ثمانية كل واحد منهم أبوه خليفة: منصور بن المهدي، والعباس بن الهادي، وأبو أحمد بن الرشيد، وعبد الله بن الأمين، وموسى بن المأمون، وأحمد بن المعتصم، ومحمد بن الواثق، وابنه المنتصر ابن المتوكل. وكان جوادا ممدحا ويقال: ما أعطى خليفة شاعرا ما أعطى المتوكل. وفيه يقول مروان بن أبي الجنوب:
(فآمسك ندى كفيك عني ولا تزد .......... فقد خفت أن أطعنى وأن أتجبرا)
فقال: لا أمسك حتى يغرقك جودي. وقد بايع بولاية العهد ولده المنتصر، ثم إنه أراد أن يعزله ويولي المعتز أخاه لمحبته لأمه قبيحة، فسأل المنتصر أن ينزل عن العهد، فأبى. وكان يحضره

(18/198)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 199
مجالس العامة، ويحط منزلته ويتهدده، ويشتمه ويتوعده. واتفق أن الترك انحرفوا عن المتوكل لكونه صادر وصيفا وبغا، وجرت أمور، فاتفق الأتراك مع المنتصر على قتل أبيه. فدخل عليه خمسة في جوف الليل وهو في مجلس لهوه في خامس شوال، فقتلوه سنة سبع وأربعين. وورد أن بعضهم رآه في النوم، فقال له: ما فعل الله بك قال: غفر لي بقليل من السنة أحييتها. وقد كان المتوكل منهمكا في اللذات والشرب، فلعله رحم بالسنة، ولم يصح عنه النصب. قال المسعودي: ثنا ابن عرفة النحوي، ثنا المبرد قال: قال المتوكل لأبي الحسن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر الصادق: ما يقول ولد أبيك في العباس قال: ما تقول يا أمير المؤمنين في رجل فرض الله طاعة نبيه على خلقه، وافترض طاعته على نبيه. وكان قد سعي بأبي الحسن إلى المتوكل، وإن في منزله سلاحا وكتبا من أهل قم، ومن نيته التوثب. فكبس بيته ليلا، فوجد في بيت عليه مدرعة صوف، متوجه إلى ربه يقوم بآيات. فأخذ كهيئته إلى المتوكل وهو يشرب، فأعظمه وأجلسه إلى جانبه وناوله الكأس فقال: ما خامر لحمي ودمي قط، فآعفني منه. فأعفاه وقال: أنشدني شعرا. فأنشده.
(باتوا على قلل الأجبال تحرسهم .......... غلب الرجال ولم تنفعهم القلل)
) الأبيات.

(18/199)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 200
فبكى لله المتوكل طويلا، وأمر برفع الشراب، وقال: يا أبا الحسن لقد لينت هنا قلوبا قاسية. أعليك دين قال: نعم، أربعة آلاف دينار. فأمر له ورده مكرما. وحكى المسعودي أن بغا الصغير دعا بباغر التركي، وكان باغر أهوج مقداما، فكلمه واختبره في أشياء، فوجده مسارعا إليها، فقال: يا باغر هذا المنتصر قد صح عندي أنه عامل على قتلي، وأريد أن تقتله، فكيف قلبك ففكر طويلا ثم قال: هذا لا شيء، كيف نقتله وأبوه، يعني المتوكل، باق، إذا يقتلكم أبوه. قال: فما الرأي عندك قال: نبدأ بالأب. قال: ويحك، وتفعل قال: نعم، وهو الصواب. قال: أنظر ما تقول. وردد عليه، فوجده ثابتا، ثم قال له: فآدخل أنت على إثري فإن قتلته وإلا فآقتلني وضع سيفك علي وقل: أراد أن يقتل مولاه. فتم التدبير لبغا في قتل المتوكل. حدث البحتري قال: اجتمعنا في مجلس المتوكل، فذكر له سيف هندي، فبعث إلى اليمن فآشتري له بعشرة آلاف وأتي به فأعجبه، ثم قال للفتح: ابغني غلاما أدفع إليه هذا السيف لا يفارقني به. فأقبل باغر التركي، فقال الفتح بن خاقان: هذا موصوف بالشجاعة والبسالة فدفع المتوكل إليه السيف وزاد في أرزاقه، فوالله ما انتصى ذلك السيف إلى ليلة ضربه بها باغر. فلقد رأيت من المتوكل في الليلة التي قتل فيها عجبا.

(18/200)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 201
تذاكرنا الكبر، فأخذ يذمه ويتبرأ منه. ثم سجد وعفر وجهه بالتراب، ونثر من التراب على رأسه ولحيته وقال: إنما أنا عبد. فتطيرت له من التراب. ثم جلس للشرب، وعمل فيه النبيذ، وغني صوتا أعجبه فبكى، فتطيرت من بكائه. فإنا في ذلك إذ بعثت إليه قبيحة بخلعة استعملتها له دراعة حمراء خز، ومطرف خز، فلبسها، ثم جذب المطرف فخرقه من طرفه إلى طرفه و قلعه وقال: اذهبوا ليكون كفني. فقلت: إنا لله، آنقضت والله المدة، وسكر المتوكل سكرا شديدا، ومضى من الليل ثلاث ساعات، إذ أقبل باغر ومعه) عشرة نفر من الأتراك تبرق أسيافهم فهجموا علينا، وقصدوا المتوكل. وصعد منهم واحد إلى السرير، فصاح الفتح: ويلكم مولاكم. وتهارب الغلمان والجلساء والندماء على وجوههم، وبقي الفتح وحده، فما رأيت أقوى نفسا منه، بقي يمانعهم، فسمعت صيحة المتوكل وقد ضربه باغر بالسيف المذكور على عاتقه، فقده إلى خاصرته، وضربه آخر بالسيف، فأخرجه من ظهره، وهو صابر لا يزول، ثم طرح نفسه على المتوكل، فماتا فلفا في بساط، وطرحا ناحية، فلم يزالا في ليلتهما وعامة النهار، ثم دفنا معا. وكان بغا الصغير قد استوحش من المتوكل لكلام لحقه منه. وكان المنتصر يتآلف الأتراك لا سيما من يبعده أبوه. قال المسعودي: ونقل في قتلته غير ما ذكرنا. قال: وأنفق المتوكل على الهاروني والجوسق والجعفري أكثر من مائتي ألف ألف درهم.

(18/201)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 202
ويقال: إنه كان له أربعة آلاف سرية وطيء الجميع ومات وفي بيت المال أربعة آلاف ألف دينار، وسبعة آلاف درهم. ولا يعلم أحد متقدم في جد أو هزل إلا وقد حظي بدولته، ووصل إليه نصيب وافر من المال. ذكر محمد بن أبي عون قال: حضرت مجلس المتوكل وعنده محمد بن عبد الله بن طاهر، فغمز المتوكل مملوكا مليحا أن يسقي الحسين بن الضحاك الخليع كأسا ويحييه بتفاحة عنبر. فأنشأ الخليع يقول:
(وكالدرة البيضاء حيا بعنبر .......... من الورد يسعى قرائط كالورد)

(له عبثات عند كل تحية .......... بعينيه تستدعي الخلي إلى الوجد)

(تمنيت أن أسقى بكفيه شربة .......... تذكرني ما قد نسيت من العهد)

(سقى الله دهرا لم أبت فيه ساعة .......... من الدهر إلا من حبيب على وعد)
فقال المتوكل: أحسنت والله يعطى لكل بيت ألف دينار. ولما قتل رثته الشعراء، فمن ذلك قول يزيد المهلبي:
(جاءت منيته والعين هاجعة .......... هلا أتته المنايا والقنا قصد)

(خليفة لم ينل ما ناله أحد .......... ولم يصغ مثله روح ولا جسد)
قال علي بن الجهم: أهدى ابن طاهر إلى المتوكل وصائف عدة فيها محبوبة، وكانت عالمة بصنوف من العلم عوادة، فحلت من المتوكل محلا يفوق الوصف. فلما قتل ضمت إلى بغا الكبير، فدخلت عليه يوما للمنادمة، فأمر بهتك الستر، وأمر القيان، فأقبلن يرفلن في الحلى والحلل. وأقبلت محبوبة في ثياب بيض، فجلست منكسرة، فقال: غن. فآعتلت. فأقسم عليها. وأمر بالعود فوضع في حجرها، فغنت إرتجالا على العود:
(أي عيش عيلذ لي .......... لا أرى فيه جعفرا)
)

(18/202)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 203
(ملك قد رأيته .......... في نجيع معفرا)

(كل من كان ذا خبا .......... ل وسقم فقد برا)

(غير محبوبة التي .......... لو ترى الموت يشترا)
لا شترته بما حوته يداها لتقبرا فغضب وأمر بها فسحبت، فكان آخر العهد بها. وبويع المنتصر بالله ابن المتوكل صبيحتئذ بالقصر الجعفري، وسنه ثلاث وعشرون سنة. الجماز اسمه محمد بن عمرو الشاعر النديم. من أهل البصرة. عمر دهرا، وكان يقول: أنا أسن من أبي نواس. طلبه المتوكل، فلما حضر قال: إني أريد أن استبرئك. فقال: بحيضة يا أمير المؤمنين أم بحيضتين ثم عبث به ابن خاقان، فقال: إن أمير المؤمنين قد عزم على أن يوليك جزيرة القرود. قال: أفعليك سمع وطاعة؟.

(18/203)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 204
ومر مع رفيق له المغرب، فرآهما إمام فشرع يقيم الصلاة، فقال: إصبر، أما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن تلقي الجلب. وحضر عند أمير سماطا، فبقي يحول إليه زبادي فارغة وناقصة فقال: أيها الأمير نحن اليوم عصبة ربما فضل لنا شيء، وربما حوله أهل السهام.

(18/204)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 205
4 (حرف الحاء)
الحارث بن أسد المحاسبي. أبو عبد الله البغدادي الصوفي الزاهد، العارف، صاحب المصنفات في أحوال القوم. روى عن: يزيد بن هارون، وغيره. وعنه: أبو العباس بن مسروق، وأحمد بن القاسم أخو أبي الليث، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، والجنيد رحمه الله، وإسماعيل بن إسحاق السراج، وأبو علي بن خيران الفقيه واسمه حسين.

(18/205)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 206
قال الخطيب: وله كتب كثيرة في الزهد، وأصول الديانة، والرد على المعتزلة والرافضة. قال الجنيد: مات والد الحارث يوم مات، وإن الحارث لمحتاج إلى دانق، وخلف مالا كثيرا، فما أخذ منه الحارث حبة) وقال: أهل ملتين لا يتوارثان. وكان أبوه واقفيا، يعني يقف في القرآن لا يقول: مخلوق، ولا غير مخلوق. وقال أبو الحسن بن مقسم: سمعت أبا علي بن خيران الفقيه يقول: رأيت الحارث بن أسد بباب الطاق متعلقا بأبيه، والناس قد اجتمعوا عليه يقول له: طلق أمي، فإنك على دين وهي على غيره. وقال أبو نعيم: أنبأنا الخلدي: سمعت الجندي يقول: كان الحارث يجيء إلى منزلنا فيقول: أخرج معنا نصحر. فأقول: تخرجني من عزلتي وأمني على نفسي إلى الطرقات والآفات ورؤية الشهوات فيقول: أخرج معي ولا خوف عليك. فأخرج معه. فكأن الطريق فارغ من كل شيء، لا نرى شيئا نكرهه. فإذا حصلت معه في المكان الذي يجلس فيه يقول: سلني. فأقول: ما عندي سؤال.

(18/206)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 207
ثم تنثال علي السؤالات، فأسأله فيجيبني للوقت، ثم يمضي فيعملها كتبا. وكان يقول لي: كم تقول عزلتي أنسي، لو أن نصف الخلق تقربوا مني ما وجدت بهم أنسا، ولو أن النصف الآخر نأى عني ما استوحشت لبعدهم. واجتاز بي الحارث يوما، وكان كثير الضر، فرأيت على وجهه زيادة الضر من الجوع. فقلت: يا عم، لو دخلت إلينا قال: أو تفعل قلت: نعم، وتسرني بذلك. فدخلت بين يديه، وعمدت إلى بيت عمي، وكان لا يخلو من أطعمة فاخرة، فجئت بأنواع من الطعام، فأخذ لقمة، فرأيته يلوكها ولا يزدردها. فوثب وخرج وما كلمني. فلما كان من الغد لقيته فقلت: يا عم، سررتني، ثم نغصت علي. قال: يا بني أما الفاقة فكانت شديدة، وقد اجتهدت أن أنال من الطعام، ولكن بيني وبين الله علامة، إذا لم يكن الطعام رضيا ارتفع إلى أنفي منه زفرة، فلم تقبله نفسي فقد رميت بتلك اللقمة في دهليزكم. وقال ابن مسروق: قال حارث المحاسبي: لكل شيء جوهر، وجوهر الإنسان العقل، وجوهر العقل التوفيق. قال: وسمعت الحارث يقول: ثلاثة أشياء عزيزة: حسن الوجه مع الصيانة، وحسن الخلق مع الديانة، وحسن الإخاء مع الأمانة.

(18/207)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 208
ومن كلامه: ترك الدنيا مع ذكرها صفة الزاهدين. وتركها مع نسيانها صفة العارفين. وقد كان الحارث كبير الشأن قليل المثل، لكنه دخل في شيء يسير من الكلام، فنقموه عليه. قال أحمد بن إسحاق الصبغي الفقيه: سمعت إسماعيل بن إسحاق السراج يقول: قال لي أحمد بن حنبل: يبلغني أن) الحارث هذا يكثر الكون عندك، فلو أحضرته منزلك وأجلستني من حيث لا يراني، فأسمع كلامه. فقصدت الحارث، وسألته أن يحضرنا تلك الليلة، وأن يحضر أصحابه. فقال: فيهم كثرة، فلا تزدهم على الكسب والتمر. فأتيت أبا عبد الله فأعلمته، فحضر إلى غرفة واجتهد في ورده، وحضر الحارث وأصحابه فأكلوا، ثم صلوا العتمة، ولم يصلوا بعدها، وقعدوا بين يدي الحارث لا ينطقون إلى قرب نصف الليل. ثم ابتدأ رجل منهم، فسأل عن مسألة، فأخذ الحارث في الكلام، وأصحابه يستمعون وكأن على رؤوسهم الطير، فمنهم من يبكي، ومنهم من يحن، ومنهم من يزعق، وهو في كلامه. فصعدت الغرفة لأتعرف حال أبي عبد الله، فوجدته قد بكى حتى غشي عليه، فآنصرفت إليهم. ولم تزل تلك حالهم حتى أصبحوا فقاموا وتفرقوا، فصعدت إلى أبي عبد الله وهو متغير الحال، فقلت: كيف رأيت هؤلاء يا أبا عبد الله فقال: ما أعلم أني رأيت مثل هؤلاء القوم، ولا سمعت في علم الحقائق مثل كلام هذا الرجل، ومع هذا فلا أرى لك صحبتهم. ثم قام وخرج. رواها أبو عبد الله الحاكم، عن الصبغي. وقال سعيد بن عمرو البردعي: شهدت أبا زرعة، وسئل عن الحارث

(18/208)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 209
المحاسبي وكتبه، فقال: إياك وهذه الكتب، هذه كتب بدع وضلالات. عليك بالأثر، فإنك تجد فيه ما يغنيك عن هذه الكتب. قيل له: هذه الكتب عبرة. قال: من لم يكن له في كتاب الله عبرة، فليس له في هذه الكتب عبرة. بلغكم أن مالكا، والثوري، والأوزاعي، صنفوا هذه الكتب في الخطرات والوساوس ما أسرع الناس للبدع. وقال أبو سعيد بن الأعرابي في طبقات النساك: كان الحارث قد كتب الحديث وتفقه، وعرف مذاهب النساك وآثارهم وأخبارهم. وكان من العلم بموضع، لولا أنه تكلم في مسألة اللفظ ومسألة الإيمان، صحبه جماعة، وكان الحسن المسوحي من أسنهم. وقال أبو القاسم النصراباذي: بلغني أن الحارث تكلم في شيء من الكلام، فهجره أحمد بن حنبل، فاختفى في الدار ببغداد ومات فيها. ولم يصل عليه إلا أربعة نفر. ومات سنة ثلاث وأربعين. قال الحسين بن عبد الله الخرقي: سألت المروذي عن ما أنكر أبو عبد الله على المحاسبي فقال: قلت لأبي عبد الله: قد خرج المحاسبي إلى الكوفة فكتب الحديث وقال: أنا أتوب من جميع ما أنكر علي أبو عبد الله. فقال: ليس لحارث توبة. يشهدون عليه بالشيء ويجحد إنما التوبة لمن اعترف. فأما من شهد عليه وجحد فليس له) توبة. ثم قال: احذروا عن حارث بالآفة الأ..... فقلت: إن أبا بكر بن حماد قال لي إن الحارث مر به ومعه أبو حفص الخصاف. قال: فقلت له: يا أبا عبد الله، تقول إن كلام الله بصوت.

(18/209)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 210
فقال لأبي حفص: أجبه. فقال أبو حفص: متى قلت بصوت احتجت أن تقول بكذا وكذا. فقلت للحارث: إيش تقول أنت قال: قد أجابك أبو حفص. فقال: أبو عبد الله أحمد بن حنبل: أنا من اليوم أحذر عن حارث. حدثني المحاربي، عن الأعمش، عن مسلم، عن مسروق، عن عبد الله قال: إذا تكلم الله بالوحي سمع صوته أهل السماء. قلت: وبعد هذا فرحم الله الحارث، وأين مثل الحارث الحارث بن أسد الهمداني المصري. يأتي في الطبقة الآتية. الحارث بن أسد بن عبد الله. قاضي سنجار. روى عن: مروان بن محمد. وعنه: إبراهيم بن رحمون، وطلحة بن بكر السنجاريان. ذكره شيخنا المزي للتمييز، ولا أعلم متى كان. وقد مر: الحارث بن أسد العتكي في عشر ومائتين. والحارث بن أسد الإفريقي الفقيه صاحب مالك، سنة ثمان ومائتين. الحارث بن مسكين بن محمد بن يوسف د. ن.

(18/210)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 211
قاضي الديار المصرية أبو عمرو الفقيه، مولى زبان بن عبد العزيز بن مروان الأموي. سأل الليث بن سعد عن مسألة، وتفقه بابن وهب، وابن القاسم، وروى عنهما.) وعن: سفيان بن عيينة، وأشهب، ويوسف بن عمرو الفارسي، وبشر بن عمر الزهراني، وجماعة. وعنه: د. ن.، وابنه أحمد بن الحارث، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبو يعلى الموصلي، وعلي بن الحسن بن قديد، ومحمد بن زبان بن حبيب، وأبو بكر بن أبي داود، وعبد الله بن محمد بن يونس السمناني، وآخرون. سئل عنه أحمد بن حنبل فقال فيه قولا جميلا. وقال ابن معين: لا بأس به.

(18/211)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 212
ونقل علي بن الحسين بن حبان، عن أبيه قال: قال أبو زكريا: الحارث بن مسكين خير من أصبغ بن الفرج وأفضل. وقال النسائي: ثقة مأمون. وقال أبو بكر الخطيب: كان فقيها ثبتا حمله المأمون إلى بغداد وسجنه في المحنة، فلم يجب. فلم يزل محبوسا ببغداد إلى أن ولي المتوكل فأطلقه، فحدث ببغداد ورجع إلى مصر. وكتب إليه المتوكل بقضاء مصر. فلم يزل يتولاه من سنة سبع وثلاثين إلى أن استعفى من القضاء، فصرف عنه سنة خمس وأربعين ومائتين. قال بحر بن نصر: عرفت الحارث أيام ابن وهب على طريقة زهادة وورع وصدق حتى مات. قلت: كان مع تبحره في العلم، قوالا بالحق، عديم النظير. قال يوسف بن يزيد القراطيسي: قدم المأمون مصر وبها من يتظلم من إبراهيم بن تميم، وأحمد بن أسباط عاملي مصر، فجلس الفضل بن مروان في الجامع، وآجتمع الأعيان: فأحضر الحارث بن مسكين ليولى القضاء، فبينا الفضل يكلمه إذ قال المتظلم: سله أصلحك الله عن ابن تميم وابن أسباط. فقال: ليس لذا حضر. قال: أصلحك الله سله. فقال له الفضل: ما تقول فيهما قال: ظالمين غاشمين. فاضطرب المسجد، فقام الفضل فأعلم المأمون وقال: خفت على نفسي من ثورة الناس مع الحارث. فطلبه المأمون، فآبتدأه بالأمثال، ثم قال: ما تقول في هذين الرجلين.

(18/212)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 213
قال: ظالمين غاشمين. قال: هل ظلماك بشيء قال: لا. قال: فعاملتها) قال: لا. قال: فكيف شهدت عليهما قال: كما شهدت أنك أمير المؤمنين، ولم أرك إلا الساعة. قال: أخرج من هذه البلاد، وبع قليلك وكثيرك. وحبسه في خيمة، ثم انحدر إلى البشرود فأحدره معه، فلما فتح البشرود أحضر الحارث، ثم سأله عن المسألة التي سأله عنها بمصر، فرد الجواب بعينه. قال: فما تقول في خروجنا هذا قال: أخبرني ابن القاسم، عن مالك أن الرشيد كتب إليه يسأله عن قتالهم. فقال: إن كانوا خرجوا عن ظلم من السلطان فلا يحل قتالهم، وإن كانوا إنما شقوا العصا فقتالهم حلال. فقال له: أنت تيس، ومالك أتيس منك. إرحل عن مصر. فقال: يا أمير المؤمنين إلى الثغور قال: إلحق بمدينة السلام. وروى داود بن أبي صالح الحراني، عن أبيه قال: لما أحضر الحارث

(18/213)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 214
مجلس المأمون جعل المأمون يقول: يا ساعي. يرددها. قال: يا أمير المؤمنين إن أذنت لي في الكلام تكلمت. قال: تكلم. قال: والله ما أنا بساعي، ولكني أحضرت فسمعت، وأطعت حين دعيت، ثم سئلت عن أمر فاستعفيت، فلم أعف ثلاثا، فكان الحق آثر عندي من غيره. فقال المأمون: هذا رجل أراد أن يرفع له علم ببلده، خذه إليك. وقال أحمد بن المؤدب: خرج المأمون وأخرج بالحارث سنة سبع عشرة ومائتين. وخرجت امرأة الحارث فحجت وذهبت إليه إلى العراق. وقال محمد بن عبد الله بن عبد الحكم: قال لي أبي دؤاد: يا أبا عبد الله لقد مكر حارثكم لله عز وجل وحل مقام الأنبياء. وكان ابن أبي دؤاد إذا ذكره أعظمه جدا. قال القراطيسي: فأقام الحارث ببغداد ستة عشرة سنة، وأطلقه الواثق في آخر أيامه، فنزل إلى مصر.) قال ابن قديد: أتاه في سنة سبع وثلاثين كتاب ولاية القضاء وهو بالإسكندرية فآمتنع، فلم يزل به إخوانه حتى قبل وقدم مصر. فجلس للحكم، وأخرج أصحاب أبي حنيفة، والشافعي من المسجد وأمر بنزع حصرهم من العمد، وقطع عامة المؤذنين من الأذان، وأصلح سقف المسجد، وبنى السقاية، ولا عن بين رجل وامرأته، ومنع النداء على الجنائز، وضرب الحد في سب عائشة، رضي، الله عنها، وقتل ساحرين.

(18/214)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 215
روي عن الحسن بن عبد العزيز الجروي أن رجلا كان مسرفا على نفسه، فمات، فرئي في النوم، فقال: إن الله تعالى غفر لي بحضور الحارث بن مسكين جنازتي، وإنه استشفع لي عند ربي. ولد الحارث سنة أربع وخمسين ومائة، وتوفي لثلاث بقين من ربيع الأول سنة خمسين. حامد بن المساور الإصبهاني شاذة. مؤذن الجامع. سمع: أزهر لسمان، وسليمان بن حرب. وعنه: أحمد بن محمود بن صبيح، وغيره. توفي سنة خمسين. حامد بن يحيى بن هاني د. أبو عبد الله البلخي، نزيل طرسوس.

(18/215)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 216
عن: أيوب بن النجار، وسفيان بن عيينة، ومروان الفزاري، وأبي النضر، ومحمد بن معن الغفاري، وغيرهم. وعنه: د.، وأحمد بن العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي، وأحمد بن يحيى بن الوزير المصري، وجعفر الفريابي، ومحمد بن يزيد الدمشقي، وجماعة. قال أبو حاتم: صدوق. وقال مطين: توفي سنة اثنتين وأربعين. حجاج بن يوسف بن مروان الموصلي المقريء. وليس بابن الشاعر. ذاك يأتي في الطبقة الأخرى. سمع: جعفر بن عون، ويعلى بن عبيد. وعنه: حسين بن عبد الحميد الموصلي. ومات سنة خمس وأربعين. حرملة بن يحيى بن عبد الله بن حرملة بن عمران م. ق. ن.)

(18/216)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 217
أبو حفص التجيبي، مولى بني رميلة المصري الحافظ، صاحب الشافعي. كان من أروى الناس عن ابن وهب. وروى عن: الشافعي، وأيوب بن سويد الرملي، وبشر بن بكر التنيسي، وسعيد بن أبي مريم، وجماعة. وعنه: م. ق. ون.، عن أحمد بن الهيثم، عنه، وحفيده أحمد بن طاهر، وأبو عبد الرحمن أحمد بن عثمان النسائي. وأبو يعقوب إسحاق بن موسى النيسابوري، وبقي بن مخلد، والحسن بن سفيان، ومحمد بن أحمد بن عثمان المديني، ومحمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني، وخلق. قال أبو حاتم: لا يحتج به. وقال عباس، عن يحيى بن معين: قال: شيخ بمصر يقال له حرملة، كان أعلم الناس بابن وهب. وقال ابن عدي: سألت عبد الله بن محمد بن إبراهيم الفرهاذاني فقال: حرملة ضعيف. وقال أبو عمر الكندي: كان فقيها لم يكن بمصر أحد أكتب عن

(18/217)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 218
ابن وهب منه. وذلك لأن ابن وهب أقام في منزلهم سنة وأشهر مستخفيا من عباد، إذ طلبه ليوليه القضاء بمصر. أخبرني بذلك يحيى بن أبي معاوية. وأخبرني أبو سلمة، وأبو دجانة قالا: سمعنا حرملة يقول: عادني ابن وهب من الرمد وقال: يا أبا حفص، إنه لا يعاد من الرمد، ولكنك من أهلي. وعن أحمد بن صالح المصري قال: صنف ابن وهب مائة ألف وعشرين ألف حديث، عند بعض الناس منها النصف يعني نفسه وعند، بعض الناس الكل، يعني حرملة. وقال محمد بن موسى: وحديث ابن وهب كله عند حرملة، إلا حديثين. قال ابن عدي: وقد تبحرت حديث حرملة وفتشته الكثير، فلم أجد في حديثه ما يجب أن يضعف من أجله. ورجل توارى ابن وهب عندهم ويكون حديثه كله عنده، فليس ببعيد أن يغرب على غيره. وقال هارون بن سعيد أشهب ونظر إلى حرملة فقال: هذا خير أهل المسجد. وقال ابن يونس: ولد سنة ست وستين ومائة، ومات لتسع بقين من شوال

(18/218)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 219
سنة ثلاث وأربعين. قال: وكان أملي الناس بما حدث به ابن وهب. قلت: لم يرحل حرملة، ولا عنده عن أحد من الحجازيين. الحسن بن أحمد بن أبي شعيب عبد الله بن مسلم م. ت. أبو مسلم الحراني مولى بني أمية. كان جده مسلم مولى عمر بن عبد العزيز.) روى عن جده، ومحمد بن سلمة، ومسكين بن بكير. وعنه: م. ت.، وأبو داود في المراسيل، وابنه أبو شعيب عبد الله بن الحسن، والدارمي، وأبو بكر بن أبي داود، ويحيى بن صاعد، وأبو العباس السراج، ومحمد بن الحسين بن مكرم، وآخرون. وثقه ابن حبان، وغيره. وقال موسى بن هارون: مات بسر من رأى سنة خمسين ومائتين.

(18/219)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 220
الحسن بن إسحاق خ. ن. أبو علي الليثي مولاهم المروزي الشاعر حسنويه. عن: النضر بن شميل، وروح بن عبادة، وأبي عاصم، وجماعة. وعنه: خ. ن.، وأبو الدرداء عبد العزيز بن منيب، وعبدان الأهوازي. قال النسائي: شاعر ثقة. وقال البخاري: مات يوم النحر سنة إحدى وأربعين. الحسن بن إسماعيل بن سليمان بن مجالد ن. أبو سعيد الكلبي المجالدي المصيصي. عن: إبراهيم بن سعد، وهشيم، وفضيل بن عياض، وعبد الله بن إدريس، والمطلب بن زياد، وجماعة. وعنه: ن.، وأبو بكر بن أبي عاصم، ومحمد بن هارون الحضرمي، وأبو يعلى الموصلي.

(18/220)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 221
قال النسائي: ثقة. الحسن بن أيوب المدائني. عن: عبد الوهاب الثقفي، وأبي عبد الصمد العمي. وعنه: أبو عبد الله المحاملي. الحسن بن بشر بن القاسم. أبو علي السلمي النيسابوري الفقيه، قاضي نيسابور ومفتي أهل الرأي ببلده. رحل وسمع: سفيان بن عيينة، ووكيعا، وأبا معاوية. ودخل الديار المصرية بعد ذلك فسمع من: عبد الله بن صالح، وسعيد بن عفير. روى عنه: أبو يحيى البزاز، وإبراهيم بن محمد بن سفيان، وجماعة.) قال إبراهيم بن محمد بن مزيد: سمعت الحسن بن بشر يذكر أحمد بن حنبل فقال: لقد أعجبني مذهبه وحيرني قوله للحديث. توفي سنة أربع وأربعين. الحسن بن بكر المروزي ت. أبو علي، نزيل مكة.

(18/221)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 222
عن: إسحاق بن منصور السلولي، ومعلى بن منصور، والنضر بن شميل، ويعقوب بن إبراهيم بن سعد. وعنه: ت.، وأحمد بن محمد بن عباد الجوهري البغدادي، وزكريا بن يحيى المقدسي، وجماعة. الحسن بن الجنيد البلخي ثم البغدادي. عن: عيسى بن يونس، ووكيع، وجماعة. وعنه: ابن أبي الدنيا، وقاسم المطرز، وسعيد أخو زبير الحافظ. توفي سنة سبع وأربعين. الحسن بن حماد بن كسيب د. ن. ق. أبو علي الحضرمي البغدادي، سجادة. عن أبي بكر بن عياش، وعبد الرحمن المحاربي، ومحمد بن فضيل، وحفص بن غياث، وأبي خالد الأحمر، وعلي بن هاشم بن البريد، وطائفة. وعنه: د. ق.، ون. بواسطة، وأحمد بن الحسن الصوفي، وأبو يعلى الموصلي، وأحمد بن الحسين الصوفي، وأبو القاسم البغوي، وعلي بن زاطيا، وأبو لبيد السرخسي، ويحيى بن صاعد، وخلق سواهم.

(18/222)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 223
قال الحسن بن الصباح البزاز: قيل لأحمد بن حنبل إن سجادة سئل عن رجل قال لامرأته: أنت طالق ثلاثا إن كلمت زنديقا، فكلم رجلا يقول القرآن مخلوق، فقال سجادة: طلقت امرأته. فقال أحمد: ما أبعد. وقال علي بن فيروز: سألت سجادة عن رجل حلف بالطلاق لا يكلم كافرا، فكلم من يقول القرآن مخلوق، قال طلقت امرأته. وقال أبو علي عبد الرحمن بن يحيى بن خاقان: سألت أحمد بن حنبل عن سجادة فقال: صاحب سنة وما بلغني عنه إلا خير. أخبرونا عن الفتح، عن ابن أبي شريك، وأن ابن النقور أخبرهم، نا أبو القاسم ابن الوزير، أنا ابن صاعد، ثنا الحسن) بن حماد سجادة وعبد الله بن الوضاح اللؤلؤي قالا: ثنا أبو مالك الجنبي، فذكر حديثا في الحدود. رواه النسائي، عن عثمان بن خرزاد، عن سجادة. توفي في رجب سنة إحدى وأربعين، وكان من جلة العلماء ببغداد. الحسن بن خلف بن شاذان بن زياد خ.

(18/223)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 224
أبو علي الواسطي البزاز، وقد نسب إلى جده. حدث ببغداد عن: إسحاق الأزرق، ويحيى القطان، وابن مهدي، وعبد الوهاب الثقفي، وأبي معاوية، وغيرهم. وعنه: خ. حديثا، وأحمد بن عمرو البزار، وعلي بن العباس المقانعي، وعمر بن محمد بن بجير، وابن صاعد، والقاسم بن المحاملي، وآخرون. وثقه الخطيب، وغيره. توفي سنة ست وأربعين. الحسن بن داود بن محمد بن المنكدر بن عبد الله بن الهدير ن. ق. أبو محمد التيمي المنكدري. عن: عبد الرزاق، وابن عيينة، وأبي ضمرة، ومحمد بن أبي فديك. وعنه: ن. ق. وأبو عروبة الحراني، وزكريا الساجي، وابن صاعد، وأبو حامد محمد بن هارون، وجماعة. وقال محمد بن عبد الرحيم البزاز: جلس إلينا المنكدري، فسألته في أي سنة كتب عن المعتمر، فقال: في سنة كذا.

(18/224)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 225
فنظرنا فإذا هو قد كتب عن المعتمر ابن خمس سنين. قال البخاري: يتكلمون فيه. وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به. وقال ابن حبان: إنه من الثقات. قال البخاري: مات سنة سبع وأربعين. الحسن بن رجاء بن أبي الضحاك. الأديب أبو علي الجرجرائي الكاتب البليغ والشاعر المفلق. أخذ عن: أبي محلم، وبكر بن النطاح. روى عنه المبرد كثيرا. قلده المأمون كور الجبل، وضم إليه الأمير أبا دلف.) قال الحسن بن رجاء: قال المأمون: الناس على أربعة أقسام: زراعة، وصناعة، وتجارة، وإمارة، فمن خرج عن هذه الأشياء فهو كل علينا. قال المبرد: أنشدني ابن رجاء لنفسه:
(قد يصبر الحر على السيف .......... ولا يرى الصبر على الحيف)

(18/225)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 226
(ويؤثر الموت على حالة .......... يعجز فيها عن قرى الضيف)
قيل: كان ابن رجاء جوادا شاعرا، يذهب بنفسه، ويفرط في الصلف. مات على حرب فارس وغيرها سنة أربع وأربعين ومائتين. الحسن بن زريق. أبو علي الطهوي. عن: أبي بكر بن عياش، وسفيان بن عيينة. وعنه: موسى بن إسحاق الأنصاري، ومطين، ويعقوب الفسوي، وعبد الله بن ريعان البجلي. محله الصدق. الحسن بن شبيب بن راشد.

(18/226)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 227
أبو علي البغدادي المؤدب. عن: شريك بن عبد الله، وهشيم، وخلف بن خليفة، وأبي يوسف القاضي. وعنه: أبو يعلى الموصلي، والهيثم بن خلف، ويحيى بن صاعد، والقاضي المحاملي، وآخرون. قال ابن عدي: حدث بالبواطيل، وأوصل أحاديث مرسلة. وقال الدارقطني: ليس بالقوي، وهو إخباري يعتبر به. الحسن بن شجاع بن رجاء ت. أبو علي البلخي الحافظ، أحد الأئمة. سمع: مكي بن إبراهيم، وعبيد الله بن موسى، وأبا نعيم، ومحمد بن الصلت، وأبا مسهر، وسعيد بن أبي مريم، ويحيى بن يحيى النيسابوري، وأبا الوليد، وخلقا بالشام، والعراق، وخراسان، ومصر، والنواحي.

(18/227)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 228
ومات كهلا. روى عنه: أبو زرعة الرازي، والبخاري وهو رفيقه. وقد روى في الصحيح فقال: ثنا الحسن بن إسماعيل بن الخليل، فقيل إنه هو.) وروى الترمذي، عن رجل، عنه، وأحمد بن علي الآبار، ومحمد بن إسحاق الثقفي، ومحمد بن زكريا البلخي. قال الحسن بن حماد الصغاني: سمعت قتيبة يقول: فرسان خراسان أربعة، فذكر هذا، والبخاري، والدارمي، وزكريا بن يحيى اللؤلؤي. رواها أيضا نصر بن زكريا، عن قتيبة. وكان الحسن بن شجاع إماما عارفا بالأبواب لا يجارى. قال محمد بن عمر بن الأشعث البيكندي: سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول: سمعت أبي يقول: انتهى الحفظ إلى أربعة من خراسان: أبو زرعة، والبخاري، وعبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي، والحسن بن شجاع البلخي. قال البيكندي: فقلت لمحمد بن عقيل: لم لم يشتهر الحسن كما اشتهر هؤلاء قال: لأنه لم يمتع بالعمر. وقال محمد بن جعفر البلخي: مات لنصف شوال سنة أربع وأربعين وله إخوة: محمد، وهو أكبرهم، وأبو رجاء أحمد، وأبو شيخ، رحمهم الله. وعاش الحسن تسعا وأربعين سنة.

(18/228)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 229
قلت: وهم من قال توفي سنة ست وستين ومائتين. الحسن بن الصباح بن محمد خ. د. ت. أبو علي الواسطي، ثم البغدادي البزار، أحد الأئمة. عن: إسحاق الأزرق، وسفيان بن عيينة، ومبشر بن إسماعيل، وأبي معاوية، وشبابة بن سوار، ومعن بن عيسى، وشعيب بن حرب، وحجاج الأعور، وخلق. وعنه: خ. د. ت.، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو يعلى، والفريابي، الحسن بن سفيان، وعمر بن بحر، وابن صاعد، وخلق آخرهم المحاملي. قال أبو حاتم: صدوق. وكانت له جلالة عجيبة ببغداد. كان أحمد بن حنبل يرفع من قدره ويجله. وقال ابن الإمام أحمد، عن أبيه: ما يأتي على ابن البزار يوم إلا وهو يعمل خيرا. ولقد كنا نختلف إلى فلان، فكنا نقعد نتذاكر إلى خروج الشيخ، وابن البزار قائم يصلي.

(18/229)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 230
وقال أبو العباس السراج: سمعت الحسن بن الصباح يقول: أدخلت على المأمون ثلاث مرات. رفع إليه أول مرة أنه يأمر بالمعروف، وكان المأمون ينهى أن يأمر أحد بمعروف، فأخذت فأدخلت عليه، فقال لي: أنت الحسن البزار قلت: نعم.) قال: وتأمر بالمعروف قلت: لا، ولكني أنهى عن المنكر. قال: فرفعني على ظهر رجل، وضربني خمس درر، وخلى سبيلي. وأدخلت عليه المرة الثانية، رفع إليه أني أشتم عليا رضي الله عنه، فأدخلت، فقال: تشتم عليا فقلت: صلى الله على مولاي وسيدي علي، يا أمير المؤمنين أنا لا أشتم يزيد لأنه ابن عمك، فكيف أشتم مولاي وسيدي قال: خلوا سبيله. وذهبت مرة إلى أرض الروم إلى بذندون، فدفعت إل أشناس، فلما مات خلى سبيلي. مات في ربيع الآخر سنة تسع وأربعين. وعند ابن التي حديث عال من روايته موافقة للبخاري. الحسن بن عثمان بن حماد.

(18/230)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 231
أبو حسان الزيادي البغدادي القاضي. ولي قضاء الشرقية في إمرة المتوكل. وكان رئيسا محتشما جوادا. سمع: إبراهيم بن سعد، وإسماعيل بن جعفر، وهشيما، وجرير بن عبد الحميد، وشعيب بن صفوان، ويحيى بن أبي زائدة، والوليد بن مسلم، والواقدي، وطائفة. وعنه: ابن أبي الدنيا، وإسحاق الحربي، ومحمد بن محمد الباغندي، وأحمد بن الحسين الصوفي، وسليمان بن داود الطوسي، وغيرهم. قال سليمان الطوسي: سمعت أبا حسان يقول: أنا أعمل في التاريخ من ستين سنة. وسئل أحمد بن حنبل، عن أبي حسان فقال: كان مع ابن أبي دؤاد، وكان من خاصته، ولا أعرف رأيه اليوم. وعن إسحاق الحربي قال: حدثني أبو حسان الزيادي أنه رأى رب العزة في النوم فقال: رأيت نورا عظيما لا أحسن أصفه. ورأيت شخصا خيل إلي أنه النبي صلى الله عليه وسلم وكأنه يشفع إلى ربه في رجل من أمته، وسمعت قائلا يقول: ألم يكفك أني أنزلت عليك في سورة الرعد وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم. ثم انتبهت. قلت: والزيادي نسبه إلى أحد أجداده لكونه تزوج من أم ولد لزياد بن أبيه. قال الخطيب: كان أبو حسان أحد العلماء الأفاضل الثقات. ولي قضاء الشرقية، وكان كريما مفضالا.

(18/231)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 232
قال يوسف بن البهلول الأزرق: حدثني يعقوب بن شيبة قال: أظل العيد رجلا وعنده مائة دينار، لا يملك سواها،) فكتب إليه أخ من إخوانه يستدعي منه نفقة، فأنفذ إليه المائة دينار. فلم تلبث الصرة عنده إلا يسيرا حتى وردت عليه رقعة من بعض إخوانه يذكر فيها إضاقة في هذا العيد، فوجه إليه بالصرة بعينها. فبقي الأول لا شيء عنده، فآتفق أنه كتب إلى الثالث، وهو صديقه، يذكر حاله، فأرسل إليه الصرة بختمها، فعرفها وركب إليه وقال: ما شأن هذه فأخبره الخبر. فركب إلى الذي أرسلها، وشرحوا القصة، ثم فتحوها واقتسموها. قال ابن البهلول: الثلاثة: يعقوب بن شيبة، وأبو حسان الزيادي، وآخر نسبه الراوي. إسنادها صحيح. توفي أبو حسان في رجب سنة اثنتين وأربعين، وكان من كبار أصحاب الواقدي، وعاش تسعا وثمانين سنة. الحسن بن علي بن الجعد بن عبيد الجوهري. قاضي مدينة المنصور. كان سريا محتشما، ذا مروءة. ولي القضاء في حياة أبيه سنة ثمان وعشرين. سئل الإمام أحمد عنه فقال: بلغني أنه رجع عن التهجم. قال طلحة بن محمد الشاهد: توفي هو وأبو حسان الزيادي في وقت واحد، وكل واحد منهما، قاض، أحدهما على المدينة، والآخر على الشرقية في سنة اثنتين وأربعين ومائتين.

(18/232)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 233
وفي ذلك يقول ابن أبي حكيم:
(سر بالكرخ والمدينة قوم .......... مات في جمعة لهم قاضيان)

(لهف نفسي على الزيادي منهم .......... ثم لهفي على فتى الفتيان)
الحسن بن علي بن محمد الهذلي الحلواني الخلال الريحاني ع. سوى ن. أبو محمد الحافظ نزيل مكة. عن: وكيع، وأبي معاوية، ومعاذ بن هشام، وأزهر السمان، وأبي أسامة، وزيد بن الحباب، وعبد الرزاق، وعبد الصمد بن عبد الوارث، ويزيد بن هارون، وخلق. ولم يلحق ابن عيينة. وعنه: ع. إلا النسائي، وأبو بكر بن أبي عاصم، وعبد الله بن صالح البخاري، ومطين، ومحمد بن إسحاق السراج، ومحمد بن المجدر، ويحيى بن الحسن النسابة العلوي، وآخرون. قال يعقوب بن شيبة: كان ثبتا ثقة متقنا.

(18/233)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 234
وقال أبو داود: كان عالما بالرجال، ولا يستعمل علمه.) توفي الحلواني في ذي الحجة سنة اثنتين وأربعين. قال إبراهيم بن أورمة الحافظ: بقي اليوم في الدنيا ثلاثة: محمد بن يحيى بخراسان، وابن الفرات بإصبهان، والحسن بن علي الحلواني بمكة. الحسن بن قزعة بن عبيد د. ن. ق. مولى بني هاشم، وأبو علي، ويقال أبو محمد البصري الحلقاني. عن: معتمر بن سليمان، وفضيل بن عياض، وعباد بن عباد، وفضيل بن سليمان، ومسلمة بن علقمة، وخالد بن الحارث، وحصين بن نمير. وعنه: د. ن. ق.، وأحمد بن عمرو البزار، وأبو يعلى، وبقي بن مخلد، وزكريا الساجي، وعمر بن محمد بن بجير، وابن خزيمة، ومحمد بن جرير، وخلق سواهم.

(18/234)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 235
قال أبو حاتم: صدوق. ووثقه ابن حبان. توفي قريبا من سنة خمسين. الحسن بن مدرك خ. ن. ق. أبو علي البصري الطحان الحافظ. عن: عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، ويحيى بن حماد. وعنه: خ. ن. ق. وبقي بن مخلد، ومحمد بن هارون الروياني، ويحيى بن صاعد، وابن أبي داود، وآخرون. ومات كهلا. الحسن بن يحيى بن كثير العنبري. عن: عبد الرزاق، ومحمد بن كثير المصيصي، ووالده. وعنه: ن. في النبل.

(18/235)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 236
وأما المزي فقال: لم أقف على روايته عنه. وابن أبي الدنيا، وأبو بكر بن أبي داود. الحسن بن يحيى بن هشام الرزي البصري د. أبو علي. عن: النضر بن شميل، والخريبي، ويحيى بن حماد، ويعلى بن عمير، وبشر بن عمر الزهراني، وطائفة.) وعنه: د.، وأحمد بن عمرو البزار، وأبو عروبة الحراني، ومحمد بن هارون الرماني، وطائفة. وكان ثقة حافظا. الحسين بن بشر بن القاسم بن حماد. أبو محمد السلمي النيسابوري الفقيه، مفتي البلد، وأخو القاضي أبي علي. سمع:...، وأبا أسامة، ويزيد بن هارون، وحفص بن عبد الرحمن، وطائفة. وعنه: ابنا ياسين، وإبراهيم بن محمد بن سفيان، وجعفر بن سهل. توفي سنة أربع وأربعين. الحسين بن حريث بن الحسن بن ثابت بن قطبة ع. إلا ق.

(18/236)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 237
أبو عمار المروزي، مولى عمران بن حصين الخزاعي. كذا نسبه جماعة. وقال ابن حبان: الحسين بن حريث مولى الحسن بن ثابت بن قطبة، مولى عمران بن حصين. سمع: ابن المبارك، والفضل بن موسى السيناني، وفضيل بن عياض، وجرير بن عبد الحميد، وابن عيينة، وعبد العزيز بن أبي خازم، والدراوردي، وطائفة. وعنه: ع. إلا ابن ماجة، وأبو زرعة الرازي، وأبو القاسم البغوي، والحسن بن سفيان، ومحمد بن هارون الحضرمي، وابن صاعد، وإبراهيم بن محمد بن متويه، وابن خزيمة، وخلق. وثقه النسائي. قال أبو بكر بن خزيمة: رأيته في المنام بعد وفاته على منبر النبي صلى الله عليه وسلم، وعليه ثياب بيض وعمامة خضراء، وهو يقرأ: أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون فأجابه مجيب من موضع القبر: حقا قلت يا زين أركان الجنان. توفي بقرميسين منصرفا من الحج سنة أربع وأربعين.

(18/237)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 238
الحسين بن الحسن بن حرب ت. ق. أبو عبد الله السلمي المروزي، صاحب ابن المبارك. جاور بمكة. وروى عن: ابن المبارك، وسفيان بن عيينة، والفضل بن موسى السيناني، ومعتمر بن سليمان، ويزيد بن زريع، وهشيم، والوليد بن مسلم، وطائفة. وعنه: ت. ق.، وبقي بن مخلد، وداود الظاهري، وعمر بن بجير، ويحيى بن صاعد، وجعفر بن أحمد بن فارس،) وخلق آخرهم إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي. قال أبو حاتم: صدوق. وقال ابن حبان: مات سنة ست وأربعين. الحسين بن سلمة الأزدي اليحمدي البصري الطحان ت. ق. عن: عبد الرحمن بن مهدي، وسلم بن قتيبة، ويوسف بن يعقوب السدوسي، وجماعة.

(18/238)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 239
وعنه: ت. ق.، ومحمد بن يحيى بن مندة، وعبدان الأهوازي، وابن أبي دؤاد، وابن خزيمة، وابن صاعد، وجماعة. قال الدارقطني: ثقة. الحسين بن الضحاك. أبو علي البصري الشاعر المعروف بالخليع. أقام ببغداد مدة ينادم الخلفاء. وله مع أبي نواس أخبار معروفة. وكان ظريفا ماجنا خفيف الروح. له يد طولى في فنون الشعر، وبلغ سنا عالية وعمر. ورأى العز والحشمة، وسمي الخليع لكثرة مجونه في شعره. توفي سنة خمسين ومائتين، عن بضع وتسعين سنة. ومن شعره قوله:
(إن عطف الأديب في بلد الغربة .......... جود على ذوي الآداب)

(أنا في ذمة السحاب وأظمأ .......... إن هذا لوصمة في السحاب)

(18/239)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 240
الحسين بن عبد الرحمن. أبو عبد الله الإحتياطي المقريء. قرأ القرآن على أبي بكر بن عياش. وطال عمره، وتصدر للإقراء. قرأ عليه: علي بن أحمد المكي، وأبو إسحاق إبراهيم بن أحمد الكلابي. وطريقه في المصباح والكامل. كناه أبو أحمد الحاكم: أبا علي، وقال: سمع: سفيان بن عيينة، وابن وهب. روى عنه: القاسم بن يحيى بن نصر المخرمي، وأبو عروبة الحراني، وجعفر بن محمد الخصيبن وغيرهم. لم أر فيه جرحا.

(18/240)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 241
وقد تفرد الخصيب المذكور عنه، عن عبد الله بن إدريس الأودي، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت:) زينوا مجالسكم بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وبذكر عمر بن الخطاب. هذا غريب موقوف. الحسين بن علي بن يزيد. أبو علي الكرابيسي البغدادي الفقيه. سمع: إسحاق الأزرقن ومعن بن عيسى، ويعقوب بن إبراهيم، والشافعي وتفقه به، ويزيد بن هارون. وعنه: عبيد بن محمد بن خلف البزاز، ومحمد بن علي فستقة.

(18/241)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 242
وكان فقيها فصيحا ذكيا صاحب تصانيف في الفقه والأصول تدل على تبحره. قال الخطيب أبو بكر: حديث الكرابيسي يعز جدا. وذلك أن أحمد بن حنبل كان يتكلم فيه بسبب مسألة اللفظ. وكان هو أيضا يتكلم في أحمد، فتجنب الناس الأخذ عنه لهذا السبب. ولما بلغ يحيى بن معين أنه يتكلم في أحمد قال: ما أحوجه إلى أن يضرب. ثم لعنه. قال أبو الطيب الماوردي، فيما رواه أبو بكر بن شاذان، عن عبد الله بن إسماعيل بن برهان عنه، قال: جاء رجل إلى الحسين الكرابيسي فقال: ما تقول في القرآن قال: كلام الله غير مخلوق. قال الرجل: فما تقول في لفظي بالقرآن قال حسين: لفظك به مخلوق. فمضى الرجل إلى أحمد بن حنبل فعرفه ذلك، فأنكره وقال: هذه بدعة. فرجع إلى حسين فعرفه إنكار أبي عبد الله، فقال له حسين: تلفظك بالقرآن غير مخلوق. فرجع إلى أحمد فعرفه رجوع حسين وأنه قال: تلفظك بالقرآن غير مخلوق. فأنكر أحمد ذلك ايضا وقال: هذا أيضا بدعة. فرجع إلى حسين فعرفه إنكار أبي عبد الله أيضا فقال: إيش نعمل بهذا الصبي إن قلنا مخلوق، قال: بدعة، وإن قلنا: غير مخلوق، قال: بدعة فبلغ ذلك أبا عبد الله، فغضب له أصحابه، فتكلموا في حسين الكرابيسي. وقال الفضل بن زياد: سألت أبا عبد الله، عن الكرابيسي، وما أظهر،

(18/242)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 243
فكلح وجهه ثم أطرق، ثم قال: هذا قد أظهر رأي جهم. قال الله تعالى: وإن أحد من المشركين آستجارك فأجره حتى يسمع كلام الله فممن يسمع إنما جاء بلاؤهم من هذه الكتب التي وضعوها. تركوا آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وأقبلوا على هذه الكتب.) وقال ابن عدي: سمعت محمد بن عبد الله الصيرفي الشافعي يقول لهم، يعني التلامذة: اعتبروا بهذين: حسين الكرابيسي، وأبو ثور. فالحسين في علمه وحفظه، وأبو ثور لا يعشره في علمه، فتكلم فيه أحمد بن حنبل في باب اللفظ فسقط، وأثنى على أبي ثور، فارتفع للزومه السنة. توفي سنة ثمان، وقيل: سنة خمس وأربعين ومائتين. وقال أبو جعفر محمد بن الحسين بن هارون الموصلي: سألت أبا عبد الله أحمد بن حنبل. قلت: أنا رجل من أهل الموصل، والغالب على بلدنا الجهمية، وقد وقعت مسألة الكرابيسي نطقي بالقرآن مخلوق. فقال: إياك وهذا الكرابيسي، لا تكلمه، ولا نكلم من يكلمه. قلت: وهذا القول وما يتشعب منه يرجع إلى قول جهم قال: هذا كله من قول جهم. الحسين بن علي بن جعفر بن زياد الأحمر الكوفي د.

(18/243)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 244
عن: جده جعفر الأحمر، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وداود بن الربيع. وعنه: د.، وأحمد بن محمد بن الهيثم الدوري الدقاق، وأحمد بن عمرو البزاز، وعبد الله بن أحمد بن سوادة. وسمع منه النسائي، وما أظنه روى عنه شيئا. الحسين بن علي بن يزيد الصدائي الأكفاني ت. البغدادي. عن: أبيه، ووكيع، وعبد الله بن نمير، والوليد بن القاسم بن الوليد الهمداني، وعلي بن عاصم، وجماعة. وعنه: ت.، وأبو بكر بن أبي عاصم، والنسائي في اليوم والليلة، وعبد الله بن ناجية، وعبدان، ومحمد بن جرير، وابن صاعد، والمحاملي، وآخرون. وكان عبدا صالحا نبيلا. قال عبد الرحمن بن خراش: عدل، ثقة. كان حجاج بن الشاعر يمدحه يقول: هو من الأبدال. وقال البغوي: مات في رمضان سنة ست.

(18/244)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 245
الحسين بن عيسى بن حمران خ. م. د. ن. أبو علي الطائي البسطامي الدامغاني نزيل نيسابور. سمع: ابن عيينة، ووكيعا، وأبا أسامة، وابن أبي فديك، ومعن بن عيسى، ويزيد بن هارون، وجماعة.) وعنه: خ. م. د. ن.، وأحمد بن سلمة، وإبراهيم بن أبي طالب، وعمر بن بجير، وابن خزيمة، ومأمون بن هارون صاحب الجزء المشهور، وطائفة. وقال أبو حاتم: صدوق. وقال الحاكم: كان من ثقات المحدثين ومن أئمة أصحاب العربية. مات سنة سبع وأربعين ومائتين. الحسين بن الفضل بن أبي حديرة الواسطي. حدث بمصر عن: ضمرة بن ربيعة، وجماعة. وآخر من حدث عنه عبد الكريم بن إبراهيم المرادي. وقال ابن يونس: توفي قبل الخمسين ومائتين. الحسين بن المبارك الطبراني.

(18/245)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 246
عن: إسماعيل بن عياش، وبقية. وعنه: عمر بن قنان المنبجي. روى له ابن عدي حديثا موضوعا وقال: البلاء من الحسين هذا. الحسين بن محمد بن أيوب ت. ن. أبو علي السعدي البصري الذارع. عن: ابن علية، وخالد بن الحارث، وحصين بن نمير، وعثام بن علي، وفضيل بن سليمان النميري، ويزيد بن زريع. وعنه: ت. ن.، وحرب الكرماني، وأحمد بن عمرو البزار، وأحمد بن الحسن الصوفي، وآخرون. وقال أبو حاتم: صدوق. توفي سنة سبع وأربعين. الحسين بن محمد بن جعفر البلخي الحريري ت.

(18/246)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 247
عن: عبد الرزاق، وجعفر بن عون، وإبراهيم بن إسحاق الطالقاني، وجماعة. وعنه: ت.، وأحمد بن علي الأبار، وأحمد بن محمد بن ماهان الباهلي، وعبد الله بن محمد بن عقيل بن طرخان البلخيان. الحسين بن معاذ البصري د. عن: سلام بن أبي خبزة، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، ومحمد بن أبي عدي.) وعنه: د.، وبقي بن مخلد، والحسين بن سفيان، وعبد الله بن ناجية. قال د.: كان ثبتا في عبد الأعلى.

(18/247)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 248
الحسين بن عدي الأيلي ت. ق. أبو سعيد البصري. عن: عبد الرزاق، وعبيد الله بن موسى، والفريابي، وغيرهم. وعنه: ت. ق.، وأحمد البزار، وأحمد الأبار، وإسحاق بن إبراهيم البستي القاضي، وعمر بن بجير، ومحمد بن إبراهيم بن نيروز الأنماطي. قال أبو حاتم: صدوق. توفي سنة سبع وأربعين. الحسين بن يزيد الكوفي الطحان د. ت. عن: عبد السلام بن حرب، والمطلب بن زياد، وحفص بن غياث، وابن فضيل، وجماعة. وعنه: د. ت.، وأبو زرعة، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، ومطين، ومحمد بن يحيى بن مندة، وأبو يعلى، وآخرون. قال أبو حاتم: لين الحديث. وذكره ابن حبان في الثقات. مات في رمضان سنة أربع وأربعين. وقال ابن أبي حاتم: ثنا عنه مسلم بن الحجاج.

(18/248)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 249
حفص بن عمر بن عبد العزيز بن صهيب، ويقال صهبان ق. الإمام أبو عمر الدوري الأزدي المقريء الضرير نزيل سامراء، وشيخ المقرئين بالعراق. سمع: إسماعيل بن جعفر المدني، وقرأ عليه القرآن بقراءة نافع. وقرأ القرآن على أبي الحسن الكسائي بحرفه، وعلى يحيى اليزيدي بحرف أبي عمرو، وعلى سليم بن عيسى بحرف حمزة. ويقال: إنه جمع القراءات وصنفها. وروى عن: أبي إسماعيل المؤدب إبراهيم بن سليمان، وإبراهيم بن أبي يحيى، وإسماعيل بن عياش، وابن عيينة، وأبي معاوية، ومحمد بن مروان السدي.) وروى عن: أحمد بن حنبل وهو من أقرانه، وعن نصر الجهضمي، وهو أصغر منه. وقعد للإقراء ونشر العلم. قرأ عليه: أبو الزعراء بن عبدوس أستاذ ابن مجاهد، وأبو جعفر أحمد بن فرح، وأبو حفص عمر بن محمد الكاغدي، والحسن بن علي بن بشار العلاف

(18/249)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 250
صاحب مرثية الهر، والقاسم بن زكريا المطرز، وأبو عثمان سعيد بن عبد الرحيم الضرير، وعلي بن سليم، وجعفر بن محمد بن أسد النصيبي، والقاسم بن عبد الوارث، وأحمد بن مسعود السراج، وبكر السراويلي، وعبد الله بن أحمد البلخي، وابن النفاح الباهلي نزيل مصر، ومحمد بن حمدون القطيعي، والحسن بن عبد الوهاب، وأبو حامد محمد، والحسن بن الحسين الصواف، وأحمد بن حرب المعدل، وغيرهم. وعنه: ق.، وحاجب بن أركين الفرغاني، وأبو زرعة الرازي، ومحمد بن حامد خال ولد البستي، وآخرون. وصدقه أبو حاتم. قال أبو داود: رأيت أحمد بن حنبل يكتب عن أبي عمر الدوري. وقال أحمد بن فرح: سألت أبا عمر الدوري: ما تقول في القرآن قال: كلام الله غير مخلوق. وقال محمد بن بدر الباهلي: ثنا أبو عمر الدوري قال: قرأت على إسماعيل بن جعفر بقراءة أهل المدينة فيه، وأدركت قراءة نافع، ولو كان عندي عشرة دراهم لرحلت إليه. قال أبو علي الأهوازي: رحل أبو عمر الدوري في طلب القراءات، وقرأ بسائر الحروف السبعة وبالشواذ. وسمع من ذلك شيئا كثيرا. وصنف كتابا في القراءات. وهو ثقة في جميع ما يرويه. وعاش دهرا، وذهب بصره في آخر عمره، وكان ذا دين. قال أبو علي الصواف، وأبو القاسم البغوي، وسعيد بن عبد الرحيم

(18/250)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 251
المؤدب الضرير، وغيرهم: مات سنة ست وأربعين. زاد بعضهم: في شوال. وقال حاجب بن أركين: سنة ثمان. فوهم وهو منسوب إلى الدور، محله معروفة بالجانب الشرقي من بغداد. مات في عشر المائة. قال الحاكم: قال الدارقطني: وأبو عمر الدوري أيضا يقال له الضرير، وهو ضعيف. حفص بن عمر ن. أبو عمر المهرقاني الرازي. عن: يحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، وعبد الرزاق، وطائفة. وعنه: ن.، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وعلي بن سعيد الرازيون، وطائفة من أهل تلك الناحية.)

(18/251)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 252
وقال أبو زرعة، وأبو حاتم: صدوق. حماد بن إسماعيل بن علية م. ن. الأسدي البصري أخو إبراهيم، ومحمد. سمع: أباه. وعنه: م. ن.، ومحمد بن عبدوس بن كامل، وغيرهم. وثقه ن. ومات سنة أربع وأربعين. حميد بن مسعدة ع. إلا خ. أبو علي الباهلي البصري. عن: حماد بن زيد، وجعفر بن سليمان، وعبد الوارث التنوري، وطائفة.

(18/252)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 253
وعنه: ع. سوى البخاري، وأبو زرعة، وجعفر الفريابي، وأبو جعفر محمد بن جرير، والحسن بن محمد بن دكه، والأصبهانيون، فإنه وفد عليهم، وكان صدوقا مكثرا. توفي سنة أربع وأربعين أيضا. وهو من كبار شيوخ محمد بن جرير. حميد بن هشام بن حميد بن خليفة القبلي المصري. عمر دهرا، وروى عن: الليث، وابن لهيعة. وتوفي سنة سبع وأربعين في شوال. روى عنه: ابنه محمد. وقال حفيده قرة بن محمد: أدركته شيخا كبيرا. وكان يقال إنه مستجاب الدعاء، رحمه الله.

(18/253)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 254
4 (حرف الخاء)
خالد بن عبد السلام بن خالد. أبو يحيى المصري. جالس الليث بن سعد. وسمع: رشدين بن سعد، وابن وهب، والفضل بن المختار. روى عنه: الربيع الجيزي، وأبو حاتم الرازي وقال: صالح الحديث، ومحمد بن محمد بن الأشعث. وتوفي في المحرم سنة أربع وأربعين ومائتين.) خالد بن عقبة بن خالد ن. أبو عقبة السكوني الكوفي. سمع: أباه، والحسن الجعفي، وأبا أسامة. وعنه: ن.، ومطين، وأبو العباس السراج، وغيرهم. وثقه ابن حبان.

(18/254)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 255
وقال مطين: توفي سنة سبع وأربعين. خالد بن يوسف بن خالد بن عمر السمتي. أبو الربيع البصري. والسمتي لقب لأبيه. روى عن: أبيه. وعن: أبي عوانة، وفضيل بن سليمان، وعبد الله بن رجاء المكي، وآخرين. وعنه: عبدان الأهوازي، ومحمد بن أحمد بن عمرو الإصبهاني، ومحمد بن هارون الحضرمي، ومحمد بن إسماعيل البهلاني، وأبو غسان أحمد بن سهل الأهوازي، وطائفة. ذكره ابن عدي وحسن حاله. وفي بعض حديثه النكرة. وأما أبوه فساقط. توفي خالد سنة تسع وأربعين ومائتين. خازم بن خزيمة البخاري. أبو خزيمة.

(18/255)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 256
عن: خليد بن حسان. وعنه: أسلم بن بشر، ومحمد بن الحسين بن غزوان، وأحمد بن الجنيد، وحفص بن داود الربعي، ونصر بن الحسين. قال السليماني: فيه نظر. الخضر بن زياد بن المغيرة بن زياد الموصلي. سمع: أباه، وعبد الوهاب بن عطاء، ومعتمر بن سليمان. وعنه: ابنه مغيرة. قال يزيد بن محمد الأزدي: توفي سنة نيف وأربعين ومائتين. خلاد بن أسلم البغدادي الصفار ت. ن.) أبو بكر. سمع: هشيم بن بشر، ومروان بن شجاع، وعبد العزيز الدراوردي. وعنه: ت. ن.، ويحيى بن صاعد، والمحاملي، وجماعة. وكان ثقة. توفي سنة تسع وأربعين في جمادى الآخرة بسامراء. وكان ذا جود وسخاء. الخليل بن عمرو البغوي ق.

(18/256)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 257
حدث ببغداد. عن: شريك القاضي، وعيسى بن يونس، وجماعة. وعنه: ق.، وعلي بن سعيد بن بشير الرازي، وأبو القاسم البغوي، وقاسم المطرز، وغيرهم. قال الخطيب: ثقة. توفي سنة اثنتين وأربعين في صفر.

(18/257)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 258
4 (حرف الدال)
دعبل بن علي بن رزين بن عثمان بن عبد الله الخزاعي.

(18/258)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 259
أبو علي الشاعر المشهور. قيل: إنه من ولد بديل بن ورقاء، فالله أعلم. له ديوان مشهور، وكتاب في طبقات الشعراء. وكان يكون ببغداد. وقيل: هو كوفي. وقيل: اسمه محمد، ودعبل لقب له، وهو البعير المسن. ويقال للشيء القديم دعبل. روى عن: مالك بن أنس، وشريك. وحكى عن: الواقدي، والمأمون. وقيل: إنه روى عن: شعبة، وسفيان الثوري، ولا يصح ذلك. روى عنه: أحمد بن أبي دؤاد القاضي، ومحمد بن موسى البربري، وأخوه علي بن علي. وحديثه يقع عاليا في جزء الحفار. وقد سار إلى خراسان، فنادم عبد الله بن طاهر فأعجب به ووصله بأموال كثيرة، قيل إنها بلغت ثلاثمائة ألف درهم. وقال ابن يونس: قدم دعبل مصر هاربا من المعتصم لكونه هجاه، وخرج إلى المغرب. وقال الخطيب: روى دعبل، عن مالك، وغيره، وكل ذلك باطل، تراها من وضع ابن أخيه إسماعيل.) وكان دعبل أطروشا وفي ظهره سلعة. ومن شعره قوله:
(وقائلة لما استمرت بنا النوى .......... ومحجرها فيه دم ودموع)

(ترى يقضى للسفر الذين تحملوا .......... إلى بلد فيه السخى رجوع.)

(18/259)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 260
(فقلت ولم أملك سوابق عبرة .......... نطقت بما ضمت عليه ضلوع)

(تأن فكم دار تفرق شملها .......... وشمل شتيت عاد وهو جميع)

(كذاك الليالي صرفهن كما ترى .......... لكل أناس جدبة وربيع)
وقال ابن قتيبة: سمعت دعبلا يقول: دخلت على المعتصم فقال: يا عدو الله، أنت الذي تقول في بني العباس إنهم في الكتب سبعة وأمر بضرب عنقي. وما كان في المجلس إلا من هو عدوي، وأشدهم علي ابن شكلة، ويعني إبراهيم بن مهدي، فقال: يا أمير المؤمنين أنا الذي قلت هذا ونميته إلى دعبل. فقال: وما أردت بهذا قال: لما تعلم من العداوة بيننا. فأردت أن أشيط بدمه. فقال: أطلقوه. فلما كان بعد مدة، قال لابن شكلة: سألتك بالله، أنت الذي قلته قال: لا والله يا أمير المؤمنين، ولكن رحمته. وورد أن دعبلا هجا الرشيد، والمأمون، وطاهر بن الحسين، وبني طاهر. وكان خبيث اللسان رافضيا هجاء. وله في المعتصم:
(ملوك بني العباس في الكتب سبعة .......... ولم تأتنا في ثامن منهم الكتب)

(كذاك أهل الكهف في الكهف سبعة .......... غداة ثووا فيه وثامنهم كلب)

(وإني لازهي كلبهم عنك رغبة .......... لأنك ذو ذنب وليس له ذنب)

(لقد ضاع أمر الناس حيث يسوسهم .......... وصيف وأشناس وقد عظم الخطب)

(18/260)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 261
(وإني لأرجو أن ترى من مغيبها .......... مطالع شمس قد يغص بها الشرب)

(وهمك تركي عليه غلالة .......... وهم سواك الطعن في الروع والضرب)
وهجا ابن أبي دؤاد بعد كثرة إنعامه عليه، حتى قيل إنه هجا خزاعة قبيلته، فقال:)
(أخزاع غيركم الكرام فأقصروا .......... وضعوا أكفكم على الأفواه)

(الراتقين ولات حين مراتق .......... والفاتقين شرائع الأستاه)
وله يهجو الحسن بن رجاء، وبني هشام، ودينار بن أكثم جملة:
(لا تشتروا مني ملوك المخرم .......... أبع حسنا وبني هشام بدرهم)

(واعط رجاء بعد ذلك زيادة .......... وأغلط بدينار بغير تندم)

(فإن رد من عيب علي جميعهم .......... فليس يرد العيب يحيى بن أكثم)
وله يهجو أخاه ويهجو نفسه:
(مهدت له ودي صغيرا ونصرتي .......... وقاسمته مالي وبوأته حجري)

(قد كان يكفيه من العيش كله .......... رجاء ويأس يرجعان إلى فقر)

(وفيه عيوب ليس يحصى عدادها .......... فأصغرها عيب يجل عن الفكر)

(ولو أنني أبديت للناس بعضها .......... لأصبح من بصق الأحبة في بحر)

(18/261)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 262
(فدونك عرضي فآهج حيا وإن أمت .......... فبالله إلا ما خريت على قبري)
وله يهجو امرأته:
(يا من أشبهها بحمى نافض .......... قطاعة للظهر ذات زئير)

(يا ركبتي جمل وساق نعامة .......... وزنبيل كناس، ورأس بعير)

(صدغاك قد شمطا، ونحرك يابس .......... والصدر منك كجؤجؤ الطنبور)

(قبلتها فوجدت طعم لثاتها .......... فوق اللثام كلسعة الزنبور)
وله الأبيات الشهيرة التي منها قوله:
(أين الشباب وأية سلكا .......... لا، أين يطلب، ضل، بل هلكا)

(لا تعجبني يا سلم من رجل .......... ضحك المشيب برأسه فبكا)

(لا تأخذي بظلامتي أحد .......... طرفي وقلبي في دمي اشتركا)

(يا ليت شعري كيف نومكما .......... يا صاحبي إذا دمي سفكا)
وله:
(علم تحكيم وشيب مفارق .......... طلسن ريعان الشباب الرائق)

(وإمارة من دولة ميمونة .......... كانت على اللذات أشغب عائق)
)
(والآن لا أغدو ولست برائح .......... في كبر معشوق وذلة عاشق)

(أنى يكون وليس ذاك بكائن .......... يرث الخلافة فاسق عن فاسق)

(نعر ابن شكلة بالعراق وأهله .......... فهفا إليه كل أطلس مائق)

(18/262)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 263
(إن كان إبراهيم مضطلعا بها .......... فلتصلحن من بعده لمخارق)
فلما بلغت هذه الأبيات للمأمون ضحك وقال: قد غفرنا لدعبل كل ما هجانا به. وآمنه، فسار دعبل إليه ومدحه لكون المأمون كان يتشيع، فإنه عهد إلى الرضا، وكتب اسمه على السكة. وأقبل يجمع ما جاء في فضائل أهل البيت. وكان دعبل أول داخل إليه وآخر خارج من عنده. فلم ينشب أن هجا المأمون، وبعث إليه بهذه الأبيات:
(ويسومني المأمون خطة ظالم .......... أو ما رأى بالأمس رأي محمد)

(إني من القوم الذين سيوفهم .......... قتلت أخاك، وشرفتك بمقعد)

(شادوا بذكرك بعد طول خموله .......... واستنقذوك من الحضيض الأوهد)
ثم إنه مدح المعتصم ونفق عليه وأجزل له الصلات، فما لبث أن هجاه وهرب. وله القصيدة الطنانة في أهل البيت تدل على رفضه:
(مدارس آيات خلت من تلاوة .......... ومنزل وحي مقفر العرصات)

(لآل رسول الله بالخيف من منى .......... وبالركن والتعريف والجمرات)

(ألم تر أني مذ ثلاثين حجة .......... أروح وأغدو دائم الحسرات)

(أرى فيئهم في غيرهم متقسما .......... وأيديهم من فيئهم صفرات)

(وآل رسول الله نحف جسومهم .......... وآل زياد غلظ الرقبات)

(بنات زياد في القصور مصونة .......... وبنت رسول الله في الفلوات)
ولولا الذي أرجوه في اليوم أو غد تقطع قلبي إثرهم حسرات

(18/263)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 264
وهي قصيدة طويلة. توفي سنة ست وأربعين، عن بضع وتسعين سنة. ويقال إنه هجا مالك بن طوق، فجهز عليه من ضربه بعكاز مسموم في قدمه، فمات من ذلك بعد يوم. ومات بالطيب من ناحية واسط. وما أحلى قول عبد الله بن طاهر الأمير: دعبل قد حمل جذعه على عنقه ولا يجد من يصلبه عليه. ولام رجل هاشمي دعبلا في هجائه الخلفاء فقال: دعني من فضولك أنا والله استصلب منذ سبعين سنة، وما وجدت) أحدا يجود لي بخشبة. دهثم بن خلف. أبو سعيد الرملي. حدث ببغداد عن: ضمرة بن ربيعة، وأيوب بن سويد، وجماعة. وعنه: ابن أبي الدنيا، وعبد الله بن ناجية، ونصر بن القاسم الفوضي، وآخرون.

(18/264)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 265
4 (حرف الذال)
ذو النون المصري الزاهد، رحمة الله عليه. اسمه ثوبان بن إبراهيم، ويقال أبو الفيض بن أحمد، ويقال ابن إبراهيم أبو الفيض، ويقال أبو الفياض الإخميمي. وأبوه نوبي. روى عن: مالك، والليث، وابن لهيعة، وفضيل بن عياض، وسفيان بن عيينة، وسلم الخواص، وجماعة.

(18/265)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 266
وعنه: أحمد بن صبيح الفيومي، وربيعة بن محمد الطائي، ورضوان بن محيميد، ومقدام بن داود الرعيني، والحسن بن مصعب النخعي، والجنيد بن محمد، وغيرهم. روى سليمان بن أحمد الملطي وهو ضعيف ثنا أبو قضاعة ربيعة بن محمد، ثنا ثوبان بن إبراهيم، نا الليث بن سعد، فذكر حديثا. وقال محمد بن يوسف الكندي في كتاب الموالي من أهل مصر: ومنهم ذو النون بن إبراهيم الإخميمي مولى لقريش. وكان أبوه نوبيا. وقال الدارقطني: روى عن مالك أحاديث فيها نظر، وكان واعظا. وقال ابن يونس: كان عالما فصيحا حكيما، أصله من النوبة. توفي في ذي القعدة سنة خمس وأربعين. وقال السلمي: حمل ذو النون إلى المتوكل على البريد من مصر ليعظه سنة أربع وأربعين. وكان إذا ذكر بين يدي المتوكل أهل الورع بكى. وقال يوسف بن أحمد البغدادي: كان أهل ناحيته يسمونه الزنديق، فلما مات أظلت الطير جنازته، فاحترموا بعد ذلك قبره. وقال أبو القاسم القشيري: كان رجلا نحيفا تعلوه حمرة، ليس بأبيض اللحية. وقيل كانت تعلوه صفرة.) وعن أيوب مؤذن ذي النون قال: أتى أصحاب المطالب ذا النون، فخرج معهم إلى قوص وهو شاب، فحفروا قبرا، فوجدوا فيه لوحا فيه اسم الله الأعظم، فأخذه ذو النون، وسلم إليهم ما وجدوا.

(18/266)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 267
وقال يوسف بن الحسين الرازي: حضرت مجلس ذي النون فقيل: يا أبا الفيض ما كان سبب توبتك قال: أردت الخروج إلى قرى مصر فنمت في الصحراء ففتحت عيني فإذا أنا بقبرة عمياء معلقة بمكان، فسقطت من وكرها، فآنشقت الأرض، فخرج منها سكرجتان ذهب وفضة، في أحديهما: سمسم، وفي الأخرى ماء، فأكلت وشربت. فقلت: حسبي، قد تبت. ولزمت الباب إلى أن قبلني. وفي كتاب المحن للسلمي أن ذا النون أول من تكلم ببلدته في ترتيب الأحوال ومقامات أهل الولاية. أنكر عليه عبد الله بن عبد الحكم، وكان رئيس مصر، وكان يذهب مذهب مالك، ولذلك هجره علماء مصر، حتى شاع خبره، وأنه أحدث علما لم يتكلم فيه السلف. وهجروه حتى رموه بالزندقة. قال: فدخل عليه أخوه فقال: إن أهل مصر يقولون أنت زنديق. فأنشأ يقول:
(وما لي سوى الإطراق والصمت حيلة .......... ووضعي كفي خدي وتذكاري)
قال: وقال محمد بن يعقوب بن الفرجي: كنت مع ذي النون في الزورق، فمر بنا زورق آخر، فقيل لذي النون: إن هؤلاء يمرون إلى السلطان يشهدون عليك بالكفر. فقال: اللهم إن كانوا كاذبين فغرقهم. فآنقلب الزورق وغرقوا. فقلت له: إحسب أن هؤلاء قد مضوا يكذبون، فما بال الملاح قال: لم حملهم وهو يعلم قصدهم. لأن يقفوا بين يدي الله غرقى خير لهم من أن يقفوا شهود زور. ثم انتفض وتغير وقال: وعزتك لا أدعو على خلقك بعد هذا. ثم دعاه أمير مصر وسأله عن اعتقاده، فتكلم، فرضي أمره، وكتب به إلى

(18/267)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 268
المتوكل، فأمر بإحضاره، فحمل على البريد. فلما سمع كلامه ولع به، وأحبه وأكرمه، حتى أنه لو كان إذا ذكر العلماء يقول: إذا ذكر الصالحون فحي هلا بذي النون. وقال علي بن حاتم: سمعت ذا النون يقول: القرآن كلام الله غير مخلوق. وقال يوسف بن الحسين: سمعت ذا النون يقول: مهما تصور في وهمك، فالله بخلاف ذلك. وقال: سمعت ذا النون يقول: الاستغفار اسم جامع لمعان كثيرة، أولهن: الندم على ما مضى، والثاني: العزم على ترك الرجوع، والثالث: أداء كل فرض ضيعته فيما بينك وبين الله، والرابع: رد المظالم في الأموال والأعراض) والمصالحة عليها، والخامس: إذابة كل لحم ودم نبت على الحرام، والسادس: إذاقة البدن ألم الطاعة كما وجدت حلاوة المعصية. وعن عمرو السراج قال: قلت لذي النون كيف خلصت من المتوكل وقد أمر بقتلك قال: لما أوصلني الغلام إلى الستر رفعه ثم قال لي: ادخل. فنظرت فإذا المتوكل في غلالة مكشوف الرأس، وعبيد الله قائم على رأسه متكيء على السيف. فعرفت في وجوه القوم الشر. ففتح لي باب، فقلت في نفسي: يا من ليس في السموات قطرات ولا في البحار قطرات، ولا في ديلج الرياح دلجات، ولا في الأرض خبيئات، ولا في قلوب الخلائق خطرات إلا وهي عليك دليلات، ولك شاهدات، وبربوبيتك معترفات، وفي قدرتك متحيرات. فبالقدرة التي تجير بها من في الأرض والسموات إلا صليت على محمد وآل محمد، وأخذت قلبه مني. فقام إلي المتوكل يخطو، حتى اعتنقني وقال: أتعبناك يا أبا الفيض. إن تشأ تقيم عندنا فأقم، وإن تشأ أن تنصرف فآنصرف. فاخترت الانصراف.

(18/268)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 269
وقال يوسف بن الحسين، حضرت مع ذي النون مجلس المتوكل، وكان مولعا به يفضله على العباد والزهاد، فقال: يا أبا الفيض صف لي أولياء الله. قال: يا أمير المؤمنين هم قوم ألبسهم الله النور الساطع من محبته، وجللهم بالبهاء من أردية كرامته، ووضع على مغارقهم تيجان مسرته، ونشر لهم المحبة في قلوب خليقته، ثم أخرجهم وقد ودع القلوب ذخائر الغيوب، فهي معلمة بمواصلة المحبوب، فقلوبهم إليه سائرة، وأعينهم إلى عظيم جلاله ناظرة. ثم أجلسهم بعد أن أحسن إليهم على كراسي طلب المعرفة بالدواء، وعرفهم منابت الأدواء، وجعل تلاميذهم أهل الورع والتقى، وضمن لهم الإجابة عند الدعاء، وقال: يا أوليائي لو أتاكم عليل من فرقي فداووه، أو مريض من إرادتي فعالجوه، أو مجروح بتركي إياه فلاطفوه، أو فار مني فرغبوه، أو خائف مني فأمنوه، أو مستوصف نحوي فأرشدوه، أو مسيء فعاتبوه. أو استغاث بكم ملهوف فأغيثوه. في فصل طويل. ولذي النون ترجمة طويلة في تاريخ دمشق، وأخرى في حلية الأولياء. وما أحسن قوله: العارف لا يلتزم حالة واحدة، ولكن يلتزم أمر ربه في الحالات كلها. قد تقدمت وفاته في سنة خمس. وكذا ورخه عبيد الله بن سعيد بن عفير. وأما حيان بن أحمد السهمي فقال: مات بالجيزة وعدي به إلى مصر في مركب خوفا من زحمة الناس على الجسر) لليلتين خلتا من ذي القعدة سنة ست وأربعين.

(18/269)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 270
وقال آخر: سنة ثمان وأربعين. والأول أصح. وقد قارب السبعين أو جازها.

(18/270)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 271
4 (حرف الراء)
راشد بن سعيد ق. أبو بكر المقدسي. حدث سنة ثلاث وأربعين عن: الوليد بن مسلم، وضمرة بن ربيعة. وعنه: ق.، وأبو حاتم الرازي، وعبد الله بن محمد بن مسلم المقدسي. وقال أبو حاتم: صدوق. كتبت عنه ببيت المقدس. رباح بن جراح. أبو الوليد العبدي الموصلي، صاحب الزهد والمواعظ. عن: المعافى بن عمران، وعفيف بن سالم، والقاسم بن يزيد الجرمي، وزيد بن أبي الزرقاء، وسابق الموصلي، وعمر بن أيوب، وجماعة. وعنه: أحمد بن بشر، وأبو يعلى الموصلي، وغيرهما.

(18/271)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 272
وكتب عنه: يحيى بن معين مع جلالته وتقدمه. قال الأزدي: كان صالحا خاشعا ذا قدر ومحل. توفي سنة نيف وأربعين ومائتين. قلت: وآخر من روى عنه: يحيى بن محمد بن صاعد. وكان ثقة. وثقه الخطيب وقال: حدث ببغداد سنة ست وأربعين. وممن روى عنه: أبو بكر بن أبي الدنيا، والحسن بن الحسين الصواف المقريء. وكان حفظه للرقائق، رحمه الله. الربيع بن نافع خ. م. د. ن. ق. أبو توبة الحلبي نزيل طوسوس. عن: معاوية بن سلام، وشريك، وأبي الأحوص، وأبي المليح الرقي

(18/272)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 273
الحسن بن عمر، وعبيد الله بن عمرو، والهيثم بن حميد، وإسماعيل بن عياش، وإبراهيم بن سعد، ويزيد بن المقدام، وابن المبارك، وطائفة. وعنه: د. فأكثر، وخ. م. ن. ق. عن رجل عنه، وأحمد بن حنبل، والحسن بن الصباح، والدارمي، وأبو حاتم، ويزيد) بن جهور، ويعقوب الفسوي، وأحمد بن خليد الحلبي، وآخرون. قال أبو حاتم: ثقة. وقال أبو داود: قدم أبو توبة الكوفة ولم يقدم البصرة. وكان يحفظ الطوال يجيء بها. ورأيته يمشي حافيا وعلى رأسه طويلة. قال: وكان يقال إنه من الأبدال، رحمه الله. قلت: هو ى خر من حدث عن معاوية بن سلام. قال الفسوي: مات سنة إحدى وأربعين ومائتين. رجاء بن محمد ق. ن. أبو الحسن العذري البصري السقطي. عن: عبد الصمد بن عبد الوارث، وسعيد بن عامر الضبعي. وعنه: ت. ن.، وجعفر الفريابي، وابن خزيمة، وآخرون. ولا أعلم متى توفي. وقد سمع منه أبو حاتم والكبار.

(18/273)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 274
رجاء بن مرجى د. ق. أبو محمد الحافظ. ويقال أبو أحمد المروزي، ويقال السمرقندي. نزيل بغداد. سمع: النضر بن شميل، ويزيد بن أبي حكيم العدني، وأبا نعيم، ومسلم بن إبراهيم، وأبا اليمان، وعبد الله بن رجاء، وخلقا. وعنه: د. ق. وأحمد بن محمد بن أبي شيبة البزاز، وعمر بن محمد بن بجير، وأبو العباس السراج، ويحيى بن صاعد، والقاضي المحاملي، وطائفة. قال الدارقطني: حافظ ثقة. وقال الخطيب: كان ثقة ثبتا إماما في علم الحديث وحفظه والمعرفة به. وقال البخاري: مات ببغداد في غرة جمادى الأولى سنة تسع وأربعين ومائتين. روح بن حاتم البغدادي البزاز.

(18/274)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 275
عن: إسماعيل بن عياش، وهشيم، وزياد البكائي، وجماعة. وعنه: أبو بكر بن أبي الدنيا، وأبو يعلى، وأبو صخرة الكاتب.) وحدث سنة إحدى وأربعين. ضعفه ابن معين، ومشاه غيره. روح بن عصام بن يزيد الإصبهاني. المعروف بابن جبر. وكان أبوه جبر يخدم سفيان الثوري. عن: أبيه، وشريك بن عبد الله، وعباد بن عباد، وأبي الأحوص، وهشيم. وكان بع صمم، وهو أسن من أخيه محمد بن عصام. روى عنه: أبو غسان محمد بن أحمد الزاهد، ومحمد بن يحيى بن مندة، وأحمد بن الحسين الأنصاري، وإسماعيل بن محمد بن عصام ولد أخيه.

(18/275)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 276
4 (حرف الزاي)
زكريا بن يحيى بن صالح م. أبو يحيى القضاعي المصري الحرسي. كاتب العمري القاضي. واسم العمري: عبد الرحمن بن عبد الله بن مغفل بن فضالة، ورشدين بن سعد، ونافع بن يزيد، وغيرهم. وعنه: م.، وأحمد بن محمد بن الحجاج الرشديني، والحسين بن إدريس الهروي، ومحمد بن زبان بن حبيب، وإسماعيل بن داود بن وردان، وجماعة. وكان من كبار عدول مصر. قال ابن يونس: توفي في شعبان سنة اثنتين وأربعين ومائتين. زياد بن عبد الرحمن. أبو محمد النيسابوري، وإليه ينسب ميدان زياد. رحل وسمع بالكوفة: عبد الله بن نمير، وأبا أسامة، وجماعة. وعنه: الحسين البناني، وإبراهيم بن أبي طالب.

(18/276)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 277
وقال محمد بن سليمان بن خالد: سمعت زيادا يقول: أتيت يونس بن بكير فسألني: من أين قلت: من نيسابور. قال: من تقدمون من الرجلين يعني عليا، وعثمان. قلت: عثمان. قال: وتمطرون) توفي زياد في رجب سنة سبع وأربعين. زيادة الله بن إبراهيم بن محمد بن الأغلب بن إبراهيم. أبو محمد التميمي الأغلبي أمير القيروان وابن أمرائها. ولي بعد أبيه سنة كاملة، ومات شابا في ذي القعدة سنة خمسين، وولي الأمر ابن أخيه محمد بن أحمد. زيد بن بشر بن زيد. أبو البشر الأزدي، وقيل الحضرمي. رأى عبد الله بن لهيعة. وسمع: ابن وهب، ورشدين بن سعد، وأشهب بن عبد العزيز. وكان أحد فقهاء المغرب. روى عنه: أبو زرعة الرازي وقال: ثقة رجل صالح عاقل، خرج إلى المغرب فمات هناك. وروى عنه: سليمان بن سالم، ويحيى بن عمر، وسعيد بن أبي إسحاق المغاربة.

(18/277)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 278
وكان أحد الكرماء الأجواد. قال أبو العرب: كان سبب خروجه من مصر المحنة بخلق القرآن. وقال ابن يونس: توفي بتونس سنة اثنتين وأربعين. وقال أبو عمر الكندي: كان زيد بن بشر من صليبة الأزد، وكانت أم أبيه مولاة لحضرموت، فأعتق بشرا عبد الله بن يزيد الحضرمي، وربي زيد بن بشر في حجر ابن لهيعة، وما سمع منه شيئا. وقال يحيى بن عثمان: كان فقيها من أكابر أصحاب ابن وهب. زيد بن الحريش الأهوازي. عن: عمران بن عيينة الهلالي، وعبد الوهاب بن عطاء، وجماعة. وعنه: عبدان الأهوازي، وإبراهيم بن يوسف الهسنجاني، وغيرهما. توفي سنة إحدى وأربعين. وكان صاحب حديث. زيد بن سنان الأسدي. أبو سنان القيرواني. كان فقيها إماما مفتيا صالحا. سمع: ابن عيينة، وعبد الرحمن بن القاسم، وأبا ضمرة. وعاش تسعين سنة. وكان يخدم نفسه، ويحمل خبزه إلى الفرن.) توفي سنة أربع وأربعين. زيد بن أبي موسى المروزي. عن: نوح بن أبي مريم الفقيه، وأبي غانم يونس بن رافع. وعنه: بيان بن عمرو البخاري، وحنش بن حرب البيكندي، وغيرهما. توفي سنة خمسين ومائتين.

(18/278)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 279
4 (حرف السين)
سختويه بن الجنيد. أبو عبد الله الجرجاني الدباغ. رحال جوال. سمع: عبد الرزاق، وأبا داود الطيالسي، وأبا عاصم، وطبقتهم. وعنه: عبد الرحمن بن عبد المؤمن، وأبو عمران بن هانيء، ومحمد بن إبراهيم الرقاق الجرجانيون. ولا أعلم فيه جرحا. سعيد بن العباس. أبو عثمان الرازي الزاهد. من سادة الصوفية. قال أبو نعيم الحافظ: له كلام في المبسوط في مصنفاته، وله من كثرة الحديث مسانيد وتفسير ما يقارب الأئمة في الكثرة. حدث عن: أبي نعيم، ومكي بن إبراهيم، والحميدي، وجماعة. ثم روى فصلا طويلا من كلامه في الزهد. سعيد بن عبد الرحمن ت. ن.

(18/279)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 280
أبو عبيد الله المخزومي المكي. سمع: سفيان بن عيينة، والحسن بن زيد بن علي بن الحسين، وعبد الله بن الوليد العدني، وجماعة. وعنه: ت. ن.، ويحيى بن صاعد، وابن خزيمة، وطائفة. وثقه النسائي. وتوفي سنة تسع وأربعين. سعيد بن عثمان الكريزي. عن: حفص بن غياث، وغندر، ويحيى القطان.) وعنه: يوسف بن محمد المؤدب، ومحمد بن أحمد بن مزيد الزهري الإصبهانيان. له مناكير. سعيد بن الفرج ن. أبو النضر البلخي. عن: أبي النضر هاشم بن القاسم، ويحيى بن أبي بكير. وعنه: ن.، وعبد الله بن محمد البلخي، ومحمد بن شاذان النيسابوري.

(18/280)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 281
قال النسائي: لا بأس به. توفي بمكة سنة إحدى وأربعين ومائتين. سعيد بن وهب الإصبهاني الجرواني الحافظ. رحل وسمع: مسلم بن إبراهيم، وعمرو بن حكام، وأبا عمر الحوضي، وسليمان بن حرب، وخلقا. وعنه: محمد بن أحمد الزهري، وأبو عبد الرحمن المقريء الإصبهانيان. سعيد بن يحيى بن الأزهر م. ق. أبو عثمان الواسطي. سمع: ابن عيينة، ووكيعا، وجماعة. وعنه: م. ق. وأبو خبيب العباس بن البرتي، وعمران بن موسى السختياني، وغيرهم. توفي سنة أربع وأربعين. ووثقه علي بن الحسين بن الجنيد. سعيد بن يحيى بن سعيد بن أبان ع. إلا ق.

(18/281)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 282
أبو عثمان الأموي البغدادي. سمع: أباه، وأعمامه عبدا ومحمدا، وعبيدا، وعبد الملك بن المبارك، وعبد الله بن إدريس. وعنه: الستة سوى ق.، وأبو يعلى الموصلي، وابن صاعد، والقاضي المحاملي، وخلق. وثقه النسائي، وغيره. ومات في ذي القعدة سنة تسع وأربعين. سعيد بن يعقوب د. ت. ن. أبو بكر الطالقاني.)

(18/282)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 283
عن: حماد بن زيد، وخالد بن عبد الله الطحان، وإسماعيل بن عياش، وطائفة. وعنه: د. ت. ن.، وأبو بكر بن أبي الدنيا، والفريابي، وأبو العباس السراج، وطائفة. قال أبو حاتم: صدوق. توفي سنة أربع وأربعين. وكان يحفظ ويذاكر الأئمة. سفيان بن زياد الرصافي المخرمي. عن: عيسى بن يونس. وعنه: عباس الدوري، وتمتام، وغيرهما. وثقه الخطيب. سفيان بن محمد المصيصي.

(18/283)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 284
عن: يوسف بن أسباط، وعبد الله بن وهب، وهشيم، وجماعة. وعنه: الحسين بن فهم، وأحمد بن إسحاق بن بهلول، وآخرون. قال الدارقطني: لا شيء. وقال أبو حاتم: كتبت عنه، وهو ضعيف لا أحدث عنه. وقال ابن عدي: يسرق الحديث. سفيان بن وكيع بن الجراح ت. ق. أبو محمد الرؤاسي الكوفي. يروي عن: أبيه، وجرير بن عبد الحميد، وأبي خالد الأحمر، وعبد السلام بن حرب، وحفص بن غياث، وخلق كثير. وعنه: ت. ق.، ومحمد بن جرير الطبري، وأبو عروبة الحراني، ويحيى بن صاعد، وطائفة آخرهم أبو علي أحمد بن محمد الباشاني.

(18/284)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 285
قال البخاري: يتكلمون فيه لأشياء لقنوه إياها. وقال أبو زرعة: لا يشتغل به. كان يتهم. وقال ابن أبي حاتم: أشار عليه أبي أن يغير وراقه فإنه أفسد حديثه، وقال له: لا تحدث إلا من أصولك. فقال: سأفعل. ثم تمادى وحدث بأحاديث أدخلت عليه.)

(18/285)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 286
توفي سنة سبع وأربعين في ربيع الآخر. سلمة بن الخليل. أبو عمرو الكلاعي الحمصي. وعنه: ابن جوصا، والعباس بن الخليل الطائي. ولم يذكره ابن أبي حاتم. وما علمت فيه ضعفا. سلمة بن شبيب م. ع.

(18/286)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 287
الحافظ أبو عبد الرحمن الحجري المسمعي النيسابوري. نزيل مكة، رحال جوال. سمع: زيد بن الحباب، ويزيد بن هارون، وعبد الرزاق، ومحمد بن يوسف الفريابي، وأبا داود الطيالسي، وحفص بن عبد الرحمن النيسابوري، وحجاج بن محمد، وأبا المغيرة الحمصي، وخلقا. وعنه: الستة إلا البخاري، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وعلي بن أحمد علان المصري، وحاتم بن محبوب الهروي، والحسن بن محمد بن دكة الإصبهاني، ومحمد بن هارون الروياني، وخلق. ومن القدماء: أحمد بن حنبل أحد شيوخه. قال النسائي: ليس به بأس. قال أبو نعيم: قدم إصبهان سنة اثنتين وأربعين. وحدث بها. وعن: سلمة بن شبيب قال: بعت داري بنيسابور، وأردت التحول إلى مكة بعيالي، فقلت أصلي أربع ركعات وأودع عمار الدار. فصليت وقلت: يا عمار الدار سلام عليكم، فإنا خارجون إلى مكة نجاور بها. فسمعت هاتفا يقول: وعليكم السلام يا سلمة، ونحن خارجون من هذه الدار، فإنه بلغنا أن الذي اشتراها يقول: القرآن مخلوق. وذكر ابن أبي داود أن سلمة توفي من أكلة فالوذج. توفي سلمة بن شبيب في رمضان سنة سبع وأربعين. قال ابن يونس. وذكر أنه قدم مصر سنة ست وأربعين فحدث بها، رحمه الله.

(18/287)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 288
سليمان بن أبي شيخ. أبو أيوب الواسطي. عن: ابن عيينة، وعبد الله بن إدريس.) وعنه: أبو بكر بن أبي الدنيا، وأحمد بن خيثمة، وجماعة. وثقه أبو داود. وكان إخباريا نسابة. توفي سنة ست وأربعين ومائتين. سليمان بن عبيد الله بن عمرو الغيلاني م. ن. أبو أيوب البصري. سمع: بهز بن أسد، وعبد الرحمن بن مهدي، ومسلم بن قتيبة، وأبا عامر العقدي، وجماعة. وعنه: م. ن.، وأبو بكر بن أبي عاصم، وعبد الله بن ناجية، وآخرون. توفي سنة ست وأربعين.

(18/288)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 289
سليمان بن عمر بن خالد بن الأقطع. أبو أيوب المخرمي مولاهم الرقي. سمع: ابن علية، ويحيى بن سعيد الأموي، وطبقتهما. روى عنه: أبو عروبة، وطبقته. قال ابن أبي حاتم فيه: العامري. روى عن: عيسى بن يونس، ومحمد بن سلمة، ومخلد بن الحسين. كتب عنه أبي بالرقة. وقال الحاكم أبو أحمد: يكنى أبا عمر، ويقال أبو أيوب. ورخه أبو عروبة سنة تسع وأربعين. سليمان بن يوسف بن صالح العقيلي الإصبهاني. عن: النعمان بن عبد السلام. وعنه: ابنه أحمد. شيخ لأبي أحمد العسال. توفي سنة إحدى وأربعين ومائتين. سهل بن صالح د. ن. أبو سعيد الأنطاكي البزاز.

(18/289)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 290
عن: أبي خالد الأحمر، وأبي معاوية الضرير، وغيرهما. وعنه: د. ن. وابن جوصا، وإبراهيم بن متويه الإصبهاني، وأبو حاتم وقال: ثقة، والحسن بن أحمد بن فيل، وجماعة.) سوار بن عبد الله بن سوار بن عبد الله بن قدامة د. ت. ن. أبو عبد الله التميمي العنبري البصري قاضي الرصافة ببغداد. وهو من بيت العلم والقضاء. سمع: عبد الوارث بن سعيد، ويزيد بن زريع، ومعتمر بن سليمان،

(18/290)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 291
وبشر بن المفضل، ويحيى القطان. وعنه: د. ت. ن.، وعبد الله بن أحمد، وابن صاعد، وعلي بن عبد الحميد الغضائري، وطائفة. قال النسائي: ثقة. قلت: كان ظريفا مطبوعا شاعرا محسنا. قال إسماعيل القاضي: دخل سوار القاضي على محمد بن طاهر فقال: أيها الأمير إني جئت في حاجة رفعتها إلى الله قبل رفعها إليك. فإن قضيتها حمدنا الله وشكرناك، وإن لم تقضها حمدنا الله وعذرناك. فقضى جميع حوائجه. قال أحمد بن المعدل: كان سوار بن عبد الله القاضي قد خامر قلبه شيء من الوجد فقال:
(سلبت عظامي مخها فتركتها .......... عواري في أجلادها تتكسر)

(وأخليت منها مخها فكأنها .......... قوارير في أجوافها الريح تصفر)

(خذي بيدي ثم اكشفي الثوب تنظري .......... بلى جسدي لكنني أتستر)
مات سنة خمس وأربعين بعد أن عمي، وكان فقيها فصيحا مفوها، وافر اللحية. وقع لي حديثه بعلو من رواية المخلص، عن ابن صاعد، عنه.

(18/291)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 292
4 (حرف الشين)
شجاع. فتاة المعتصم وأم المتوكل. كانت لها الحرمة الوافرة في دولة ابنها. وكانت دينة كثيرة الصدقات والمعروف إلى الغاية. وبلغنا أنها خلفت من الذهب المصري خمسة آلاف ألف دينار، هذا سوى الأثاث والجواري والعقار. توفيت سنة ست وأربعين، وقيل: سنة سبع. شعيب بن سهل. أبو صالح الرازي القاضي شعبويه.

(18/292)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 293
ولاه أحمد بن أبي دؤاد قضاء بغداد، وكان من أعيان الجهمية وفضلائهم. وكان قد كتب على باب مسجده القول بخلق القرآن، فوثب قوم من ذعار السنة فأحرقوا بيته ونهبوه، فهرب، وذلك) في سنة سبع وعشرين. وعاش إلى سنة ست وأربعين. روى عن الصباح بن محارب. وقد ذكره أحمد بن حنبل فقال: أخزاه الله كان يرى رأي جهم. رواها حرب، عنه. شيبة بن الوليد بن سعيد. أبو محمد العثماني الدمشقي. عن: أبيه، وجده لأمه عبد الرحمن بن علي بن العجلان، وعمه خالد. وعنه: أبو داود السجزي، وأبو طالب عبد الله بن أحمد بن سوادة، وأحمد بن المعلى القاضي.

(18/293)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 294
4 (حرف الصاد)
صالح بن حرب أبو معمر. حدث ببغداد عن: عبد الأعلى بن عبد الأعلى، وسلام بن أبي خبزة. روى عنه: أبو بكر بن أبي الدنيا، وابن ناجية، ومحمد بن جرير الطبري، وأبو يعلى، وأبو العباس السراج. وهو صدوق. صالح بن مسمار السلمي المروزي م. ت. عن: شعيب بن حرب، ومعاذ بن هشام، ووكيع، وسفيان بن عيينة، وابن أبي فديك، ومعن بن عيسى، وجماعة. وعنه: م. ت.، وأبو حاتم وقال: صدوق، وابن خزيمة، وابن جرير الطبري، وآخرون.

(18/294)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 295
توفي بكشميهن في رمضان سنة ست وأربعين. صالح بن عدي ن. أبو الهيثم النميري البصري الذارع. عن: يزيد بن زريع، ومعتمر بن سليمان، والسميدع بن راهب. وعنه: ن.، وأبو حاتم، وعمر بن بجير، ومحمد بن جرير، وآخرون. قال أبو حاتم: صدوق. صالح بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان ق.) أخو أحمد بن محمد. عن: عثمان بن عمر بن فارس، وعبيد الله بن موسى، وخالد بن مخلد. وعنه: ق.، وأبو داود السجستاني في حديث مالك تأليفه، وأحمد بن عمرو البزار، وأحمد بن يحيى التستري، وآخرون. صهيب بن عاصم. أبو محمد القيسي الكرميني.

(18/295)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 296
عن: الفضيل بن عياض، وابن عيينة، ووكيع، وطبقتهم. وعنه: عامر بن المنتجع، وسيف بن حفص، والطيب بن محمد الإستيخني. ورخه ابن ماكولا.

(18/296)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 297
4 (حرف الضاد)
الضحاك بن حجوة المنبجي. تالف. عن: ابن عيينة، ومحمد بن عبيد الطنافسي، وجماعة. وعنه: عمر بن سنان، وصالح بن أصبغ المنبجيان. قال ابن عدي: منكر الحديث. وقال الدارقطني: كان يضع الحديث.

(18/297)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 298
4 (حرف الطاء)
طاهر بن عبد الله بن طاهر بن الحسين الخزاعي المصعبي. أمير خراسان وابن أميرها. حدث عن: سليمان بن حرب. روى عنه: قطن بن إبراهيم، وغيره. ولي الأمر بعد أبيه سنة ثلاثين ومائتين من قبل الواثق. ومات في رجب سنة ثمان وأربعين. فولي خراسان ولده محمد بن طاهر بعده. الطيب بن إسماعيل. أبو حمدون الذهلي البغدادي اللؤلؤي المقريء العابد.)

(18/298)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 299
كان كبير الشأن كثير الورع. إماما في القراءة والتجويد. روى الحروف عن: الكسائي، ويعقوب الحضرمي، ويحيى بن آدم. وقرأ على: إسحاق المسيبي، وعبيد الله بن موسى، وحسين الجعفي. وروى عن: سفيان بن عيينة، وغير واحد. روى عنه: إسحاق بن سنين الختلي، وسليمان بن يحيى الضبي، وأبو العباس بن مسروق، والقاسم بن أحمد القسري. وقرأ عليه: أبو علي الحسن بن الحسين الصواف المقريء، والخضر بن الهيثم الطوسي، والقاسم بن زكريا المطرز، وعبد الله بن الهيثم البلخي، والحسين بن شيرك الآدمي شيخ المطوعي. نقل الخطيب في تاريخه أن أبا حمدون رحمه الله كان له صحيفة فيها أسماء ثلاثمائة نفس من أصحابه، فكان يدعو لهم كل ليلة ويسميهم. فنام عنهم ليلة، فقيل له في النوم: يا أبا حمدون لم تسرج مصابيحك. قال: فقعد ودعا لهم. وبلغنا أنه كان يلتقط الأشياء المنبوذة، فيتقوت بها، رحمه الله.

(18/299)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 300
4 (حرف العين)
عامر بن أسيد بن واضح. أبو عمر الإصبهاني الواضحي. عن: معتمر بن سليمان، وسفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد القطان، وجماعة. وعنه: أحمد بن محمود بن صبيح، والحسين بن إسحاق الخلال الإصبهانيان. عامر بن سيار. عن: سليمان بن أرقم، وسوار بن مصعب، وعبد الحميد بن بهرام، ومحمد بن عبد الملك المدني الطويل، وغيرهم. وعنه: حازم بن يحيى الحلواني، وعمر بن الحسن الحلبي شيخ لأبي المظفر. قال أبو حاتم: هو مجهول. وقال الخطيب أبو بكر: بلغني أنه توفي نحو سنة أربعين، أو بعد ذلك.

(18/300)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 301
قلت: وروى عنه بقي بن مخلد. عامر بن عمر. أبو الفتح الموصلي المقريء. الملقب بأوقية. كان فصيحا مجودا لكتاب الله. قرأ على: يحيى بن المبارك اليزيدي.) وسمع من: وكيع، وأبي أسامة، وغيرهما. وتصدر للإقراء، فتلا عليه جماعة منهم: أحمد بن سمعويه، وعيسى بن رصاص، وأحمد بن مسعود السراج، وموسى بن جمهور. وروى عنه بعض الشيوخ قليلا من الحديث. توفي سنة خمسين وقد أخذ القراءة أيضا عن العباس بن الفضل بالموصل. عباد بن زياد الأسدي الساجي. عن: سفيان بن عيينة، وعثمان بن عمر بن فارس، وعمرو بن أبي المقدام ثابت، ويحيى بن العلاء الرازي. وعنه: أبو بكر البزار في مسنده، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبو داود السجنستاني في جمعه حديث مالك، وابنه أبو بكر بن أبي داود فقال: صدوق أراه كان يتهم بالقدر. عباد بن يعقوب الرواجني خ. ت. ق.

(18/301)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 302
أبو سعيد الأسدي الكوفي. أحد رؤوس الشيعة. روى عن: شريك القاضي، وعباد بن العوام، وإبراهيم بن محمد بن أبي يحيى المدني، وإسماعيل بن عياش، وعبد الله القدوس، والحسين بن زيد بن علي العلوي، والوليد بن أبي ثور، وعلي بن هاشم بن البريد، وطائفة. وعنه: خ. حديثا واحدا قرنه بغيره وت. ق.، وأحمد بن عمرو البزار، وصالح بن محمد جزرة، وأبو بكر بن أبي داود، ومحمد بن علي الحكيم الترمذي، وابن صاعد، وابن خزيمة، وطائفة. وروى عنه أبو حاتم وقال: شيخ ثقة. وقال الحاكم: كان ابن خزيمة يقول: ثنا الثقة في روايته، المتهم في دينه عباد بن يعقوب. وقال ابن عدي: فيه غلو في التشيع. سمعت عبدان يذكر عن الثقة أن عباد بن يعقوب كان يشتم السلف.

(18/302)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 303
قال ابن عدي: وقد روى أحاديث أنكرت عليه في فضائل أهل البيت ومثالب غيرهم. وقال علي بن محمد الحسني، عن صالح جزرة: كان ابن يعقوب يشتم عثمان رضي الله عنه، وسمعته يقول: الله أعدل من أن يدخل طلحة والزبير الجنة قاتلا عليا بعد أن بايعاه. وقال القاسم بن زكريا المطرز: دخلت على عباد بالكوفة، وكان يمتحن من يسمع منه. قال: من حفر البحر فقلت: الله خلق البحر. قال: هو كذلك، ولكن من حفره) فقلت: يذكر الشيخ. فقال: حفره علي. فمن أجراه فقلت: الله. قال: هو كذلك، ولكن من أجراه قلت: يفيدني الشيخ. قال: أجراه الحسين. وكان عباد بن يعقوب مكفوفا، فرأيت سيفا وجحفة، فقلت: لمن هذا السيف قال: لي، أعددته لأقاتل به مع المهدي. فلما فرغت من سماع ما أردت منه، دخلت عليه فقال: من حفر البحر فقلت: حفره معاوية، وأجراه عمرو بن العاص. ثم وثبت وعدوت، فجعل يصيح: أدركوا الفاسق عدو الله فاقتلوه. قلت: هذه حكاية صحيحة رواها ابن المظفر الحافظ، عن القاسم. قال محمد بن جرير: سمعت عباد بن يعقوب يقول: من لم يتبرأ في صلاته كل يوم من أعداء آل محمد صلى الله عليه وسلم، حشره الله معهم.

(18/303)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 304
قلت: هذا الكلام أبو جاد الرفض. فإن آل محمد عليه السلام قد عادى بعضهم بعضا على الملك، كآل العباس، وآل علي، وإن تبرأت من آل العباس لأجل آل علي فقد تبرأت من آل محمد، وإن تبرأت من آل علي لأجل آل العباس فقد تبرأت من آل محمد. وإن تبرأت من الظالم منهما للآخر، فقد يكون الظالم علويا قاطبا، فكيف أبرأ قاطبا، فكيف أبرأ منه وإن قلت: ليس في آل علي ظالم. فهو دعوى العصمة فيهم، وقد ظلم بعضهم بعضا. فبا لله اسكتوا حتى نسكت، وقولوا ربنا آغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان الآية. قال البخاري: مات في شوال سنة خمسين. عبادة المخنث. صاحب نوادر ومجون. كان ببغداد في هذا العصر. قيل: إنه دخل على الواثق زمن محنة القرآن فقال: أعظم الله أجرك يا أمير المؤمنين. قال: ويلك، فيمن قال: في القرآن.) قال: والقرآن يموت قال: أليس كل مخلوق يموت بالله من يصلي بالناس التراويح

(18/304)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 305
. فقال: أخرجوه، وأخرجوه. وقيل: إن عبادة دخل على المتوكل، فتوعده بالضرب وقال: تصفع إمام مسجد فقال: يا أمير المؤمنين دخلت وأنا مستعجل، فصلى بنا الصبح وطول، وقرأ جزءا حتى كادت الشمس أن تطلع، وأنا أتقلب. فلما سلم قال: أعيدوا صلاتكم، فإني كنت بلا وضوء. فصفعته واحدة. فضحك المتوكل. العباس بن عبد العظيم بن إسماعيل بن توبة الحافظ ع. أبو الفضل العنبري البصري. عن: يحيى القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، ومعاذ بن هشام، وعبد الرزاق، وعمر بن يونس اليمامي، والنضر بن محمد، ويزيد بن هارون، وأبي عاصم، وخلق. وعنه: ع. لكن البخاري تعليقا، وبقي بن مخلد، وعبدان الأهوازي،

(18/305)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 306
وابن خزيمة، وعمر بن بجير، وزكريا الساجي، وطائفة. وقال النسائي: ثقة مأمون. وقال محمد بن المثنى السمسار: كان من سادات المسلمين. وقال غيره: كان من عقلاء أهل زمانه وفضلائهم. توفي سنة ست وأربعين. العباس بن الوليد بن صبح ق. أبو الفضل السلمي الدمشقي الخلال. عن: الوليد بن مسلم، وعمر بن عبد الواحد، ومحمد بن عيسى بن سميع، وعمرو بن هاشم البيروتي، وزيد بن يحيى بن عبيد الدمشقي، وأبو مسهر، وخلق من الشاميين.

(18/306)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 307
وعنه: ق.، وأبو الجهم أحمد بن طلاب، والحسن بن سفيان، والحسن بن علي بن عوانة الكفربطناني، وأبو بكر بن أبي داود، ومحمد بن تمام البهراني، وخلق. قال أبو حاتم: شيخ. وقال غيره: كان عالما بالأخبار والرجال، فاضلا.) وقال عمرو بن دحيم: توفي في صفر سنة ثمان وأربعين. عبد الله بن أحمد بن بشير بن ذكوان د. ق. أبو عمرو وأبو محمد البهراني، مولاهم الدمشقي. مقريء دمشق وإمام جامعها. قرأ على أيوب بن تميم المقريء، عن يحيى الذماري، عن ابن عامر. وتصدر للإقراء والحديث، فقرأ عليه خلق منهم: أحمد بن يوسف التغلبي، ومحمد بن موسى الصوري، وهارون بن شريك الأخفش، ومحمد بن قاسم الإسكندراني. وحدث عن: بقية، وسويد بن عبد العزيز، والوليد بن مسلم، ووكيع،

(18/307)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 308
وعراك بن خالد المري، وضمرة بن ربيعة، وجماعة. وعنه: د. ق.، وابنه أبو عبيدة أحمد بن عبد الله، وعثمان بن خرزاد، وإسماعيل بن قيراط، وعبد الله بن محمد بن مسلم المقدسي، ومحمد بن إسحاق بن الحريص، وخلق. قال أبو حاتم: صدوق. وقال أبو زرعة الدمشقي: لم يكن بالعراق، ولا بالحجاز، ولا بالشام، ولا بمصر، ولا بخراسان في زمان عبد الله بن ذكوان أقرأ عندي منه. وقال الوليد بن عتبة: ما با العراق أقرأ من ابن ذكوان. وقال محمد بن الفيض الغساني: سمعت هشام بن عمار يقول وقد رأى عصا لعبد الله بن ذكوان، وقد مضى ابن ذكوان يتوضأ: ما هذه العصا قالوا: هذه لابن ذكوان. فقال: أنا أكبر من أبيه وما أحمل عصا. وقال ابن ذكوان: ولدت يوم عاشوراء سنة ثلاث وسبعين. وقال غير واحد: توفي يوم الاثنين لليلتين بقيتا من شوال سنة اثنتين وأربعين. وغلط من قال سنة ثلاث. وكان إمام جامع بني أمية. وكان هشام الخطيب وهو أسن من ابن ذكوان بعشرين سنة، وعليهما دارت قراءة ابن عامر. وقد انفرد ابن ذكوان بهذا الحديث، ورواه عنه جماعة قال: ثنا عراك بن

(18/308)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 309
خالد، عن عثمان بن عطاء الخراساني، عن أبيه، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: لما عزي النبي صلى الله عليه وسلم بابنته رقية قال: الحمد لله دفن البنات من) المكرمات. وقال محمد بن الفيض الغساني: جاء رجل من الحرجلة يطلب لعابين، لعرسه، فوجد السلطان قد منعهم، فجاء يطلب المعبرين، فلقيه صوفي ماجن، فأرشده إلى ابن ذكوان وهو خلف المنبر، فجاءه وقال: إن السلطان قد منع المخنثين. فقال: أحسن والله. فقال: نعمل العرس بالمعبرين. وقد أرشدت إليك. فقال: لنا رئيس، فإن جاء معك جئت، وهو ذاك. فقام الرجل إليه، وهو هشام بن عمار، وكان متكئا بحد المحراب، فسلم عليه، فقال هشام: أبو من فرد عليه ردا ضعيفا وقال: أبو الوليد. قال: أنا من الحرجلة. قال: ما أبالي من أين كنت. قال: اخي عمل عرسه. قال: فماذا أصنع قال: قد أر سلني أطلب له المخنثين. قال: لا بارك الله فيهم ولا فيك. قال: وقد طلبت المعبرين، فأرشدت إليك. قال: من أرشدك قال: ذاك. فرفع هشام رجله ورفسه وقال: قم. ثم قال لابن ذكوان: قد تفرغت لهذا.

(18/309)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 310
قال: أي والله أنت رئيسنا وشيخنا، لو مضيت مضينا. عبد الله بن أحمد بن حرب البغدادي الأديب. وهو أبو هفان الشاعر المشهور. أخذ الأدب عن: الأصمعي، وغيره. وعنه: جنيد بن حكيم، ويموت بن المزرع، وغيرهما. عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن يونس بن قيس ت. ن. أبو حصين اليربوعي الكوفي.) سمع: أباه، وعبثر بن القاسم ليس إلا. وعنه: ت. ن. وقال: ثقة، ومطين، وابن خزيمة، وأبو العباس السراج، ومحمد بن جرير، وعمر البجيري، وابو لبيد محمد بن إدريس، وأبو طاهر الحسن بن فيل.

(18/310)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 311
وقال أبو حاتم: صدوق. وقال مطين: توفي في ذي القعدة سنة ثمان وأربعين. عبد الله بن جابر الأموي. مولاهم الأندلسي. قال ابن يونس: روى عن عبد الله بن وهب. ومات بسوسة من المغرب سنة ست وخمسين ومائتين. عبد الله بن خالد اللؤلؤي. عن: محمد بن جعفر غندر، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى. وعنه: محمد بن محمد الباغندي، وابن صاعد. وثقه بعض الكبار. عبد الله بن خالد. أبو مقاتل الأزدي البخاري المكتب، ولقبه: باباج. روى عن: عيسى غنجار، ومحمد بن الفضل، وأباه بن نهشل. وعنه: حمدويه بن خطاب، وموسى بن أفلح، وحامد بن مجاهد. قال ابن ماكولا: مات في شوال سنة إحدى وأربعين ومائتين. عبد الله بن ذؤاب الموصلي العابد. عن: المعافى بن عمران، وعبد الله بن المبارك، وزيد بن أبي الورقاء. وكان أمارا بالمعروف، نهاء عن المنكر. استشهد هو وابنه أحمد في الوقعة، ومقدمهم عمر بن عبيد الله، وذلك في

(18/311)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 312
سنة تسع وأربعين. روى عبد الله اليسير. عبد الله بن سليمان بن يوسف. أبو محمد العبدي البعلبكي. ويقال البغدادي.) عن: الليث بن سعد، وابن لهيعة، وأبي إسحاق الفزاري. وعنه: بكر بن سهل الدمياطي، ومحمد بن قتيبة العسقلاني، ومحمد بن محمد بن سليمان الباغندي، وجماعة. قال أبو أحمد بن عدي: ليس بذاك المعروف. عبد الله بن الصباح الهاشمي ع. إلا ق. مولاهم البصري العطار. عن: هشيم، ومعتمر بن سليمان، ومحمد بن سواء، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، وعبد العزيز بن عبد الصمد العمي، ويزيد بن هارون، وخلق. وعنه: الجماعة سوى ابن ماجة، وابن خزيمة، وأحمد بن عمرو البزار، وأبو بكر بن أبي داود، ومحمد بن هارون الروياني، وابن صاعد، وطائفة.

(18/312)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 313
وثقه النسائي وغيره. مات سنة خمسين. وقال السراج: سنة ثلاث وخمسين. عبد الله بن عامر بن براد بن يوسف بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري ق. وهو ابن أخي عبد الله بن براد. سمع: عبد الله بن إدريس، وأبا أسامة، وزيد بن الحباب. وعنه: ق.، وأبو يعلى. عبد الله بن عبد الجبار بن نضير المرادي. عن: ابن عيينة، وابن وهب. توفي سنة. عبد الله بن عمران العابدي المخزومي المكي ت. أبو القاسم. عن: إبراهيم بن سعد، وعبد العزيز بن أبي حاتم، وعبد الله بن عبد العزيز العمري الزاهد، وفضيل بن عياض، وجماعة.

(18/313)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 314
وعنه: ت.، وإسحاق بن إبراهيم النيسابوري البشتي، وعبد الله بن صالح البخاري، وعبد الرحمن بن يوسف بن خراش، وعلي بن عبد الحميد الغضائري، والمفضل بن محمد الجندي، ويحيى بن صاعد، وخلق.) قال أبو حاتم: صدوق. وقال ابن حيان: توفي سنة خمس وأربعين ومائتين. عبد الله بن عمران ق. أبو محمد الأسدي، مولاهم الرازي. أصبهاني سكن الري. روى عن: جرير، وأبي معاوية، ووكيع، وطبقتهم. وعنه: ق.، وإبراهيم بن محمد بن نائلة، وإبراهيم بن يوسف الرازي، وجعفر بن أحمد بن فارس، وأبو يحيى جعفر بن محمد الزعفراني، وخلق. قال أبو حاتم: صدوق. عبد الله بن محمد بن إسحاق د. ن.

(18/314)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 315
أبو عبد الرحمن الأذرمي النصيبي الموصلي. عن: جرير بن عبد الحميد، وزياد بن عبد الله البكائي، وهشيم، وغندر، وسفيان بن عيينة، وطائفة. وعنه: د. ن.، وموسى بن هارون، وأبو يعلى الموصلي، وعبد الله بن صالح البخاري، وأبو بكر بن أبي داود، وخلق. وثقه أبو حاتم، وغيره. قال الخطيب: كان الواثق أشخص شيخا من أهل أذنة للمحنة، وناظر ابن أبي دؤاد بحضرته، واستعلى بالحجة، فأطلقه الواثق. ويقال إنه كان أبا عبد الرحمن الأذرمي. قلت: وقع لي حديثه عاليا. أخبرنا عمر بن عبد المنعم، أنا ابن الحرستاني حضورا، أنا أبو الحسن السلمي، أنا ابن طلاب، أنا محمد بن أحمد الغساني، ثنا عبد الله بن خلف بن عبد الله أبو بكر الصيدلاني بأنطاكية، ثنا عبد الله بن محمد الأذرمي، نا هشيم، عن أبي الزبير، عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يبيتن رجل عند امرأة ثيب إلا أن يكون ناكحا أو ذا محرم. الأذرمي: قيده ابن نقطة بالقصر والسكون، مع الآزرمي بالمد وزاي محركة، وهو محمد بن عبد الملك الآزرمي يروي عن أبي بكر الإسماعيلي، وطبقته. عبد الله بن محمد بن رمح بن المهاجر التجيبي ق.

(18/315)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 316
مولاهم المصري.) سمع: عبد الله بن وهب فقط. وعنه: ق.، وبكر بن سهل الدمياطي، ومحمد بن محمد بن الأشعث. توفي في ربيع الأول سنة خمسين. وأبوه مشهور روى عن الليث، وابن لهيعة. نذكره في هذه الطبقة. عبد الله بن محمد بن يحيى الخشاب الرملي. عن: الوليد بن مسلم، والفريابي، والوليد بن محمد الموقري، وجماعة. وعنه: أحمد بن سيار المروزي، وأبو داود، وابنه عبد الله بن أبي داود، ويحيى بن عبد الباقي الأذني، وغيرهم. عبد الله بن محمد بن يحيى الطرسوسي د. ن. الملقب بالضعيف، لكونه كان ضعيفا في بدنه. وقال النسائي: شيخ صالح ثقة، لقب بالضعيف لكثرة عبادته. وقال ابن حبان: لإتقانه في ضبطه. قيل له الضعيف. يعني من تسمية الشيء بالضد.

(18/316)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 317
سمع: سفيان بن عيينة، وأبا معاوية، ومعن بن عيسى، وعبد الوهاب الثقفي، ويعقوب الحضرمي، وطبقتهم. وعنه: د. ن.، وموسى بن هارون الحافظ، وعمر بن سنان المنبجي، وأبو بكر بن أبي داود، وآخرون. عبد الله بن محمد بن داود. أبو محمد الإصبهاني البراد. زاهد عابد قانت. روى عن: يحيى القطان، ومعاذ، وجماعة. وعنه: علي بن يونس، ومحمد بن أحمد بن يزيد الزهري، وغيرهما. عبد الله بن مسلم بن رشيد. أبو محمد الهاشمي، مولاهم الدمشقي. شيخ واه، حدث بنيسابور. عن: مالك، والليث، وابن لهيعة. وعنه: أيوب بن الحسن، ومحمد بن شاذان، وجماعة. وكان حيا بعد الأربعين.) قال ابن حبان: كان يضع الحديث. وقال الحاكم: روى عنه من المتأخرين محمد بن عبد الله بن المبارك. وأظنه مات بعد الأربعين.

(18/317)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 318
عبد الله بن معاوية بن موسى الجمحي البصري المعمر د. ت. ق. أبو جعفر مسند العراق في زمانه. روى عن: الحمادين، والقاسم بن الفضل الحداني، ومحمد بن راشد المكحولي، ومهدي بن ميمون، وثابت بن يزيد الأحول، والحارث بن نبهان، وجماعة. وتفرد بالرواية عن غير واحد. وعمر مائة سنة وزيادة. وعنه: د. ت. ق.، وأحمد بن عمرو البزار، وأبو يعلى الموصلي، وبكر بن أحمد بن مقبل، وعلي بن أحمد بن بسطام الزعفراني، وعلي بن عبد الحميد الغضائري. وجده هو موسى بن أبي غليظ نشيط بن مسعود بن أمية بن خلف القرشي الجمحي. قال الحسن بن أحمد بن الليث: رأيت عبد الله بن معاوية وكان له مائة سنة وزيادة على عشرة، تزوج جارية فبنى بها، فسألتها أمها من الغد، فقالت افتضها البارحة. قال موسى بن هارون: مات بالبصرة سنة ثلاث وأربعين. عبد الله بن منير خ. ت. ن.

(18/318)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 319
أبو عبد الرحمن المروزي الزاهد. عن: النضر بن شميل، وأبي النضر بن القاسم، وعبد الرزاق، وسعيد بن عامر، ووهب بن جرير، وعبد الله بن بكر السهمي، ويزيد بن هارون، وخلق. وعنه: خ. ت. ن.، وإسرائيل بن السميدع، وعبدان المروزي، وهبيرة بن الحسن البغوي. ووثقه النسائي. وكان من الأولياء. قال الفربري: سمعت بعض أصحابنا يقول: سمعت البخاري يقول: لم أر مثله. قال الفربري: كان يسكن فربر وبها توفي سنة إحدى وأربعين. وقال اللالكائي: توفي سنة ثلاث وأربعين في ربيع الآخر. وقال يعقوب بن إسحاق بن محمود الهروي: سمعت يحيى بن بدر القرشي يقول: كان عبد الله بن منير قبل الصلاة يكون بفربر، فإذا كان وقت الصلاة يرونه في مسجد آمل، فكانوا يقولون إنه يمشي على الماء. فقيل له، فقال: أما) المشي على الماء فلا أدري، ولكن إذا أراد الله جمع حافتي النهر حتى يعبر الإنسان. قال: وكان إذا قام من المجلس خرج إلى البرية مع قوم من أصحابه يجمع شيئا مثل الأشنان وغيره يبيعه في السوق، ويعيش منه. فخرج يوما مع أصحابه، فإذا هو بالأسد رابض، فقال لأصحابه: قفوا. وتقدم هو إلى الأسد، فلا ندري ما قال له، فقام الأسد فمر.

(18/319)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 320
عبد الله بن نصر الأصم الخراساني ثم الأنطاكي. عن: أبي بكر بن عياش، ووكيع، وشبابة بن سوار. وعنه: الفضل بن سليمان الأنطاكي، وعمر بن سنان المنبجي، ويحيى بن علي بن هاشم، وأبو بكر بن أبي داود، وجماعة. استنكر ابن عدي له أحاديث، وأوردها. عبد الله بن الوضاح بن سعيد أو سعد ت. أبو محمد الأودي الوضاحي الكوفي اللؤلؤي. عن: عبد الله بن إدريس، وحفص بن غياث، وزياد بن عبد الله، وحسين الجعفي، وجماعة. وعنه: ت.، وأحمد بن عمرو البزار، وعمر بن محمد بن بجير، وابن خزيمة، وابن صاعد، وطائفة. وثقه ابن حبان. وقال مطين: مات في جمادى الآخرة سنة خمسين. قلت: وقع لي من عواليه. عبد الله بن يحيى بن سعد المرادي. روى عن: ابن لهيعة.

(18/320)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 321
وعنه: أحمد بن يحيى بن خالد الرقي، وأبو علاثة محمد بن أبي غسان. توفي سنة اثنتين وأربعين. عبد الأعلى بن واصل بن عبد الأعلى بن هلال الأسدي الكوفي ت. ن. عن: عبد الله بن إدريس، وأبي أسامة، وابن فضيل، ويحيى بن آدم، ويعلى بن عبيد، وطائفة. وعنه: ت. ن.، والحسن بن سفيان، ومحمد بن جرير، وابن صاعد، والمحاملي، وآخرون. قال النسائي: ثقة.) وقال مطين: مات سنة سبع وأربعين. عبد الأول بن موسى بن إسماعيل. أبو نعيم. روى عن: ابن عيينة، وابن وهب. قال ابن يونس: توفي سنة خمسين. قلت: وكان مؤدبا، روى عنه محمد بن عبد الله بن عرس شيخ للطبراني. عبد الجبار بن العلاء بن عبد الجبار م. ت. ن.

(18/321)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 322
أبو بكر البصري المجاور بمكة. مولى الأنصار. سمع: سفيان بن عيينة، ومروان بن معاوية، وعبد الوهاب الثقفي، ويوسف بن عطية، وغندرا، وجماعة. وعنه: م. ت. ن.، وأبو بكر بن عاصم، وإسحاق بن أحمد الخزاعي، وعمر البجيري، وأبو قريش محمد بن جمعة، وابن صاعد، وابن خزيمة، وأبو عروبة. وروى النسائي أيضا عن زكريا خياط السنة، عنه، وقال: لا بأس به. وقال أبو حاتم: صالح. وقال ابن خزيمة: ما رأيت أسرع قراءة منه ومن بندار. قال السراج: مات بمكة في أول جمادى الأولى سنة ثمان وأربعين. عبد الحميد بن بيان م. د. ق. أبو الحسن الواسطي العطار السكري.

(18/322)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 323
عن: خالد بن عبد الله الطحان، وهشيم، وإسحاق الأزرق، وعلي بن هاشم بن البريد، وغيرهم. وعنه: م. د. ق.، وابن أبي عاصم، وأبو حبيب العباس بن البرقي، وعبدان الأهوازي، وعلي بن عبد الله بن مبشر الواسطي، ومحمد بن جرير الطبري، ومطين، وجماعة. قال بحشل: مات سنة أربع وأربعين ومائتين. عبد الحميد بن صبيح العنبري. مولاهم البصري. عن: حماد بن زيد، وهشيم بن بشير، وبشير بن ميمون. وعنه: محمد بن إبراهيم الدبيلي المكي، ومحمد بن إدريس وراق الحميدي.) ولا بأس به. عبد الخالق بن منصور. أبو عبد الرحمن القشيري النيسابوري. عن: أبي النضر هاشم بن القاسم، وأبي نعيم، وجماعة. وعنه: هلال بن العلاء، وسعيد بن هاشم، ومحمد بن الحسن بن قتيبة، وجماعة. وآخر من روى عنه الحسين بن محمد بن داود مأمون القيسي. توفي بمصر سنة ست وأربعين، ولا أعلم فيه جرحا. عبد الرحمن بن إبراهيم بن عمرو بن ميمون خ. د. ن. ق.

(18/323)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 324
أبو سعيد الأموي، مولى آل عثمان رضي الله عنه الحافظ الدمشقي، دحيم. ولد سنة سبعين ومائة. وسمع: الوليد بن مسلم، ومروان بن معاوية، وسفيان بن عيينة، ومحمد بن شعيب، وإسحاق الأزرق، وأبا أسامة، وضمرة بن ربيعة، وأيوب بن سويد الرمليين، ومعاذ هشام، وخلقا. ورحل إلى الكوفة، والبصرة، ومصر. وعنه: خ. د. ن. ق.، وابناه عمرو، وإبراهيم، وأحمد بن المعلى، وزكريا السجزي، وسعيد بن هاشم بن مرثد الطبراني، وبقي بن مخلد، وأبوا زرعة، ومحمد بن الحسن بن قتيبة، ومحمد بن محمد الباغندي، ومحمد بن عون الوحيدي، ومحمد بن خريم العقيلي، وخلق كثير. وكان من الأئمة الأثبات. ولي قضاء فلسطين. قال عبدان الأهوازي: سمعت الحسن بن علي بن بحر يقول: قدم دحيم بغداد سنة اثنتي عشرة يعني ومائتين فرأيت أبي، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وخلف بن سالم قعودا بين يديه كالصبيان.

(18/324)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 325
قال أبو بكر الخطيب: كان دحيم ينتحل في الفقه مذهب الأوزاعي. وقال أبو حاتم، وغيره: ثقة. وقال أبو داود: حجة، لم يكن بدمشق في زمانه مثله. وقال النسائي: ثقة مأمون. وقال أحمد بن عبد الله العجلي: كان دحيم يختلف إلى بغداد، فذكروا الفئة الباغية هم أهل الشام. فقال: من قال هذا فهو ابن الفاعلة.) فنكب عنه الناس، ثم سمعوا منه. وقال محمد بن يوسف الكندي: ورد كتاب المتوكل على دحيم وهو على قضاء فلسطين يأمره با لإنصراف إلى مصر ليليها. فتوفي بفلسطين يوم الأحد لثلاث عشرة بقين من رمضان سنة خمس وأربعين. قلت: وقع لي حديثه عاليا. عبد الرحمن بن أيوب بن سعيد. أبو عمرو السكوني الحمصي. سمع: العطاف بن خالد، وبقية بن الوليد. وعنه: علي بن ميمون الرقي، ومحمد بن محمد الباغندي. عبد الرحمن بن الأسود الهاشمي ت. ن.

(18/325)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 326
مولاهم البصري الوراق أبو عمرو. عن: عبيدة بن حميد، ومعمر بن سليمان الرقي، ومحمد بن ربيعة الكلابي. وعنه: ت. ن.، وإبراهيم بن محمد المروزي، ومحمد بن عبدة بن حرب القاضي، ومحمد بن جرير الطبري. عبد الرحمن بن الحارث الكفرتوثي. ولقبه جحدر. سمع: بقية، وابن إدريس، ويحيى بن يمان، وجماعة. وكان صاحب حديث لكنه واه. روى عنه: القاسم بن الليث الرسعني، والحسين بن عبد الله القطان، وزيد بن عبد العزيز الموصلي، وإبراهيم بن محمد بن الحارث الغازي، وآخرون. ذكره ابن عدي فقال: كان يسرق الحديث من قوم ثقات. وهو بين الضعف. ومن بلاياه: نا بقية، نا ثور، عن خالد بن معدان، عن معاذ، مرفوعا: لو تعلم أمتي ما لها في الحلية لا شتروها بوزنها ذهبا.

(18/326)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 327
عبد الرحمن بن زبان. أبو علي بن أبي البختري الطائي. روى عن: عبد الله بن إدريس، وأبي بكر بن عياش، والمحاربي. وعنه: ابن أبي الدنيا، ومحمد القنبيطي، وابن صاعد.) عبد الرحمن بن برد التجيبي الحافظ دحيم. ذكره ابن يونس فقال: مصري كان يحفظ الحديث يلقب دحيم. توفي في سلخ شوال سنة اثنتين وأربعين ومائتين. عبد الرحمن بن عبد الوهاب العمي البصري الصيرفي ق. عن: عبد الله بن نمير، ووكيع، وأبي عامر العقدي، وجماعة. وعنه: ق.، وبقي بن مخلد، ومطين، وجماعة. وثقه ابن حبان. عبد الرحمن بن عبيد الله بن حكيم الأسدي الحلبي الكبير د. ن. أبو محمد، المعروف بابن أخي الإمام. كان إمام جامع حلب ومحدثها في زمانه مع أبي نعيم عبيد بن هشام. روى عن: عبيد الله بن عمرو الرقي، وخلف بن خليفة، وإبراهيم بن سعد، وعبد العزيز بن أبي حازم، وعبد العزيز الدراوردي، وأبي المليح

(18/327)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 328
الحسن بن عمر، وطبقتهم. رحل إلى الحجاز، والشام، والجزيرة، والعراق. وعنه: د. ن.، وبقي بن مخلد، والحسين بن إسحاق التستري، وسعيد بن عبد العزيز الحلبي نزيل دمشق، وعبد الرحمن بن عبد الله بن عبد العزيز المعروف أيضا ابن أخي الإمام الكلبي الهاشمي، وعبدان الأهوازي. والحسن بن سفيان، وعمر بن سعيد المنبجي، وخلق. قال ابو حاتم: صدوق. وقال النسائي: لا بأس به. عبد الرحمن بن عمر بن يزيد بن كثير الزهري ق. رستة الإصبهاني المديني. سمع: يحيى القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، وعبد الوهاب الثقفي، وعدة. وعنه: ق.، ومحمد بن يحيى بن مندة، وعبد الله بن أحمد بن اسيد، وابن أخيه عبد الله أبو محمد بن عمر الزهري، وابن أخيه الآخر محمد بن عبد الله بن عمر، وعبد الرحمن بن أحمد عبدوس الهمداني، والحسن بن محمد الداركي، وخلق. وكان عنده عن ابن مهدي ثلاثون ألف حديث.

(18/328)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 329
قال إبراهيم بن محمد بن الحارث الإصبهاني، عن أحمد بن حنبل: ما ذهبت يوما إلى عبد الرحمن إلا وجدت) الأخوين الأزرقين عنده، يعني عبد الرحمن وأخاه عبد الله بن عمر. وقال أبو الشيخ: غرائب حديث رستة ثلاثة. قلت: توفي سنة خمسين. قاله ابن أخيه محمد بن عبد الله. عبد الرحمن بن محمد بن سلام بن ناصح الطرسوسي د. ن. وقد ينسب إلى جده تخفيفا. يكنى أبا القاسم، وولاؤه لبني هاشم. سكن طرسوس. وإنما هو بغدادي الدار، محدث حافظ. روى عن: أبي معاوية الضرير، وإسحاق الأزرق، وحسين الجعفي، وأبي أسامة، ومحمد بن ربيعة الكلابي، ويزيد بن هارون، وأبي النضر، وحجاج الأعور، وطبقتهم. وعنه: د. ن.، وحرب الكرماني، وأبو حاتم، وأبو علي وصيف الأنطاكي، وعمر بن سنان المنبجي، وإبراهيم بن محمد بن متويه، وعبد الله بن أبي داود، وعبد الله ابن أخي أبي زرعة، وجماعة آخرهم حفيده أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن شيخ لا بن جميع. قال النسائي: لا بأس به.

(18/329)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 330
قلت: وقع لنا حديثه عاليا. عبد الرحمن بن مسروق. أبو عون البغدادي. سمع: عبد الوهاب بن عطاء، وكثير بن هشام. وعنه: أبو القاسم البغوي، ومحمد بن إسحاق السراج. عبد الرحمن بن واقد بن مسلم ت. ق. أبو مسلم الواقدي البصري ثم البغدادي. عن: خلف بن خليفة، وسعيد بن عبد الرحمن الجمحي، وشريك القاضي، وفرج بن فضالة، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وأبي مسلم عبد الله قائد الأعمش، وخلق. وعنه: ت. وق. عن رجل، عنه، وابن أبي الدنيا، وأبو بكر بن داود، وحاجب بن أركين الفرغاني، وأبو حامد الحضرمي، ومحمد بن حامد خال ولد البستي، وجماعة. وثقه ابن حبان، وغيره. قال حاجب: مات سنة سبع وأربعين.) عبد الرحمن بن يونس بن محمد السراج.

(18/330)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 331
أبو محمد الرقي. عن: عتاب بن بشير، وعبد العزيز بن أبي حازم، وعبد العزير الدراوردي، وأب بكر بن عياش، وسفيان بن عيينة، وعيسى بن يونس، وطائفة. وعنه: أبو بكر بن أبي الدنيا، وعبد الله بن صالح البخاري، وزكريا الساجي، وحاجب بن أركين، ومحمد بن هارون الروياني، وابن صاعد، والمحاملي، وآخرون. وقع لي حديثه عاليا. قال الدارقطني: لا بأس به. وقال ابن صاعد: مات سنة ثمان وأربعين. وهو من أقران عبد الرحمن بن يونس المستملي المذكور بعد العشرين. عبد السلام بن عبد الحميد بن سويد. أبو الحسن الجزري إمام مسجد حران ومسندها في وقته. روى عن: زهير بن معاوية، وموسى بن أعين، وغيرهما. روى عنه: محمد بن محمد الباغندي، وأبو عروبة، وأخوه أبو معشر الفضل، وآخرون. ويعقوب الفسوي في مشيخته. قال أبو عروبة: كتب الناس عنه قبل الأربعين، ثم ظهروا منه على تخليط فتركوه، فلم يحدث عنه أحد من أصحابنا.

(18/331)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 332
وقال أبو أحمد: ليس بالقوي عندهم. قلت: هو آخر من حدث عن زهير. قال أبو عروبة: توفي سنة أربع وأربعين ومائتين. عبد السلام بن عبد الرحمن بن صخر بن عبد الرحمن بن وابصة بن معبد الأسدي د. القاضي أبو الفضل الرقي. ولي قضاء الرقة وحران، وقضاء حلب. ثم ولي قضاء بغداد في أيام المتوكل. روى عن: أبيه، ووكيع، وعبد الله بن جعفر الرقي. وعنه: د. حديثا واحدا، وأحمد بن إبراهيم الدورقي وهو من أقرانه، وجماعة. وكان يعرف بالوابصي. ولي قضاء بغداد بعد زوال دولة الجهمية في سنة أربع وثلاثين. وقيل كان ضعيفا في الفقه،) ولكنه حمد في القضاء. توفي سنة سبع وأربعين قاله أبو عروبة.

(18/332)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 333
وقيل: سنة تسع. عبد الصمد بن سليمان بن أبي مطر ت. أبو بكر العتكي البلخي الأعوج الحافظ، ولقبه عبدوس. عن: أبي النضر هاشم بن القاسم، ويعلى بن عبيد، ومكي بن إبراهيم، وأبي عبد الرحمن المقري، وهوذة بن خليفة، وخلق. وعنه: ت.، وأبو بكر بن خزيمة، ومحمد بن علي الحكيم الترمذي، وموسى بن إسحاق الأنصاري، وجعفر بن محمد بن سوار، وجماعة. حدث بنيسابور في رجب سنة ست وأربعين. وقال الترمذي في عقيب حديث قتيبة، عن الليث حديث معاذ في الجمع بين الصلاتين: حدثنا عبد الصمد بن سليمان، ثنا زكريا بن يحيى اللؤلؤي، ثنا أبو بكر الأعين قال: حدثنا علي بن المديني، ثنا أحمد بن حنبل، ثنا قتيبة بهذا. قال شيخنا أبو الحجاج الحافظ: وهو في عدة نسخ من رواية أبي العباس المحبوبي، وغيره، وسقط من النسخ المتأخرة. عبد الصمد بن الفضل بن خالد.

(18/333)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 334
أبو نصر الربعي. عن: سفيان بن عيينة، وعبد الله بن وهب، ووكيع. قال أبو سعيد بن يونس: قد لقيت من يروي عنه. لقبوه بالمراوحي، لأنه أول من عمل المراوح بمصر. وكان رجلا صالحا نزل المعافر بمصر، وتوفي في جمادى الآخرة سنة ثلاث وأربعين. قلت: روى عنه أبو حاتم. عبد الصمد بن موسى بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي. الأمير أبو إبراهيم الهاشمي العباسي. ولي إمرة الحاج في خلافة المتوكل غير مرة. وحدث عن: أبيه، وعلي بن عاصم. وعنه: ولده إبراهيم.) وقع لنا حديثه في جزء البانياسي. عبد الغفار بن عبد الله بن الزبير. أبو نصر التمار الموصلي. سمع: أبا شهاب الحناط، والمعافى بن عمران، وعلي بن مسهر، والعباس بن الفضل المقريء صاحب أبي عمرو بن العلاء. وعنه: أبو يعلى الموصلي، وغيره. وتوفي سنة ثلاث وأربعين.

(18/334)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 335
ذكره يزيد بن محمد في تاريخه. عبد الكريم بن الحارث بن مسكين الزهري. مولاهم المصري الفقيه أبو بكر. حدث عن: ابن وهب، وغيره. وليس أبوه قاضي مصر، بل آخر توفي سنة ثمان وأربعين. عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد م. د. ن. أبو عبد الله الفهمي المصري. عن: أبيه، وعبد الله بن وهب، وأسد السنة. وعنه: م. د. ن.، وأحمد بن إبراهيم البسري، وعبدان الأهوازي، وعمر البجيري، وأبو بكر بن أبي داود، وأبو حاتم الرازي، وقال: صدوق. توفي في ذي الحجة سنة ثمان وأربعين، وكان عسرا في الحديث، بصيرا بالفقه. عبد الملك بن عبد ربه الطائي. حدث ببغداد عن: هشيم، وعبثر بن القاسم. وعنه: أبو بكر بن أبي الدنيا، والحسين بن محمد، وأحمد بن الحسن الصوفي الكبير، وأحمد بن الحسين الصوفي الصغير، وغيرهم.

(18/335)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 336
عبد الملك بن مروان بن قارظ الأهوازي د. أبو مروان، وأبو الوليد البصري، إمام مسجد أبي عاصم. عن: أبي داود الطيالسي، وشبابة بن سوار، وأبي عامر العقدي، وزيد بن الحباب، وطبقتهم.) وقيل إنه روى عن: يزيد بن زريع. وعنه: د.، وأبو زرعة، وعمران بن موسى السختياني، ومحمد بن محمد الباغندي، ومحمد بن المسيب الأرغياني، وجماعة. توفي سنة خمسين. عبد الواحد بن يحيى بن خالد الغافقي المعروف بسوادة. نزل في غافق، وإنما ولاؤه لعمر بن عبد العزيز، رحمه الله. روى عن: ضمام بن إسماعيل، ورشدين بن سعد، وابن وهب. روى عنه جماعة آخرهم عبد الكريم بن إبراهيم بن حبان. ترجمه ابن يونس وقال: توفي قريبا من سنة خمس وأربعين ومائتين. وأخبرنا أحمد بن إبراهيم بن حكم المعافري: ثنا عبد الواحد بن يحيى، ثنا ضمام بن إسماعيل، عن ربيعة بن سيف قال: كنا برودس، فقتل رجل، قتله العدو، وتوفي رجل. فحملا إلى قبريهما، فمال الناس إلى المقتول، فقال فضالة بن عبيد صاحب النبي صلى الله عليه وسلم: والله ما كنت أبالي من أي حفرتيهما بعثت. ثم تلا والذين هاجروا في سبيل الله ثم قتلوا أو ماتوا الآيتين.

(18/336)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 337
رواه ابن يونس في اسم ربيعة. عبد الوهاب بن زكريا. أبو سعيد الإصبهاني المعدل. عم عبد الله بن محمد بن زكريا. يروي عن: أبي داود الطيالسي، وعبد الله بن بكر السهمي، وأزهر السمان، والقعنبي، وجماعة. وعنه: مطين، ومحمد بن أحمد بن يزيد الزهري. عبد الوهاب بن الضحاك ق. أبو الحارث العرضي. يروي عن: إسماعيل بن عياش، وعبد العزيز بن أبي حازم، والوليد بن مسلم، وجماعة. وعنه: ق.، وأبو عروبة الحراني، وعبدان، والحسن بن سفيان، ومحمد بن محمد الباغندي، وآخرون.

(18/337)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 338
وولي قضاء سلمية، وبها توفي سنة خمس وأربعين. قال الدارقطني وغيره: متروك. وقال البخاري: عنده عجائب.) وقال د: كان يضع الحديث، قد رأيته. وأما محمد بن عوف فكان يحسن القول فيه. وقال عبدان: هو والمسيب بن وضاح سواء. وقال ابن عدي: بعض حديثه لا يتابع عليه. عبد الوهاب بن عبد الرحيم الأشجعي الدمشقي الجويري د. عن: سفيان بن عيينة، وشعيب بن إسحاق، وجماعة. وعنه: د.، وأبو بكر بن أبي داود، وأبو الدحراح أحمد بن محمد، وآخرون. توفي في المحرم سنة خمسين ومائتين.

(18/338)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 339
وكان صدوقا. عبد الوهاب بن فليح المكي المقريء. أبو إسحاق، مولى عبد الله بن عامر بن كريز. أحد الحذاق بالقراءة. قرأ على: داود بن شبل بن عباد، ومحمد بن سبعون، ومحمد بن بزيع، وشعيب بن أبي مرة، وجماعة من المكيين. وسمع من: سفيان بن عيينة، واليسع بن طلحة، وعبد الله بن ميمون، ومروان بن معاوية الفزاري، والمعافى بن عمران الموصلي. روى عنه القراءة عرضا: إسحاق الخزاعي المكي، ومحمد بن عمران الدينوري، والحسن بن محمد الحداد، والعباس بن أحمد. قال النقاش: نا محمد بن عمران: سمعت عبد الوهاب بن فليح يقول: قرأت على أكثر من ثمانين نفسا، منهم من قرأت عليه، ومنهم من سألته عن الحروف المكية. قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: عبد الوهاب بن فليح المقريء، روى عنه أبي، وسئل عنه فقال: صدوق، كتبت عنه بمكة سنة اثنتين وأربعين ومائتين. وقال محمد بن أحمد الشطوي: نا عبد الوهاب بن فليح، نا سفيان، فذكر حديثا. وقال محمد بن هارون الأزدي: ثنا عبد الوهاب بن فليح، نا مروان بن مروان، فذكر حديثا.

(18/339)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 340
وقال يحيى بن محمد بن صاعد: نا عبد الوهاب بن فليح، نا عبد الله بن ميمون القداح. وممن روى عنه: حاتم بن منصور الشاشي، ومحمد بن موسى الحلواني.) وغلط من قال: توفي سنة ثلاث وسبعين. وقد وقع لي حديثه عاليا. قرأت على عبد الحافظ بنابلس، ويوسف الحجار بدمشق: أخبرنا موسى بن عبد القادر، أنا سعيد بن البنا، أنا علي بن البسري، أنا أبو طاهر المخلص: ثنا يحيى بن محمد بن صاعد، ثنا عبد الوهاب بن فليح المكي: حدثني جدي اليسع بن طلحة بن أبزود المكي، عن أبيه، عن ابن عباس قال: جاءت أم محصن بنت قيس إلى النبي صلى الله عليه وسلم بصبي لها لم يأكل الطعام فقالت: يا رسول الله، برك عليه. فأجلسه في حجره فبال عليه الصبي، فدعا بماء فصبه على البول ولم يغسله. اليسع هذا يروي عن عطاء بن أبي رباح أيضا. كان الحميدي يحط عليه، وقال البخاري: منكر الحديث. قلت: وأبوه لم يذكره أبو محمد بن أبي حاتم، ولا أعرفه. عبد بن حميد بن مضر م. ت.

(18/340)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 341
أبو محمد الكشي، ويقال الكسي بكسر الكاف وسين مهملة. واسمه عبد الحميد، ولكن خفف. صنف المسند الكبير الذي وقع لنا منتخبه، والتفسير، وغير ذلك. وكان أحد الحفاظ بما وراء النهر. رحل في حدود المائتين ولقي الكبار. فسمع: يزيد بن هارون، وابن أبي فديك، ومحمد بن بشر العبدي، وعلي بن عاصم، ومحمد بن بكر البرساني، وحسين بن علي الجعفي، وأبا أسامة، وعبد الرحمن بن عبد الله الدشتكي، وعبد الرزاق، وخلقا كثيرا. وعنه: م. ت.، وولده محمد بن عبد، وعمر بن محمد بن بجير، وبكر بن المرزبان السمرقندي، وزاهد بن عبد الله الصغدي، وإبراهيم بن خريم الشاشي، وحامد بن الحسن الشاشي، وحفص بن بوخاش، وخلق سواهم. توفي بسمرقند سنة تسع وأربعين. علق له البخاري في دلائل النبوة من صحيحه. قال غنجار في تاريخه: نا أحمد بن أبي حامد الباهلي، ثنا حفص بن برخاش الكشي قال: كان شيخنا يحيى بن عبد القادر مريضا، فعاد عبد بن حميد، فبكى وقال: لا أبقاني الله بعدك يا با زكريا. قال: فماتا جميعا. مات يحيى، ثم مات عبد اليوم الثاني فجأة من غير مرض، ورفعت جنازتهما في يوم واحد. كذا في السند ابن برخاش، وهو ابن بوخاش. وممن حدث عن عبد: أبو معاذ عباس بن إدريس، وسليمان بن إسرائيل الخجندي، والشاه بن جعفر النسفي، ومحمود بن عبثر، ومكي بن نوح المقريء.)

(18/341)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 342
عبد ربه بن خالد النميري البصري ق. أبو المغلس. روى عن: أبيه، وفضيل بن سليمان النميري. وعنه: ق.، وأبو بكر بن أبي عاصم، وابن أبي الدنيا، وعبدان الأهوازي. وثقه ابن حبان. وتوفي سنة اثنتين وأربعين. عبدة بن عبد الرحيم ن. أبو سعيد المروزي. عن: ابن عيينة، وبقية، ووكيع، وطبقتهم. وعنه: ق. وقال: ثقة، ومحمد بن زبان المصري، ومحمد بن أحمد بن عمارة، وآخرون. توفي يوم عرفة بدمشق من سنة أربع وأربعين. ويقال له: الباباني. وبابان محلة بمرو. قال الحاكم: نا أبو الحسين بن أبي القاسم المذكر: سمعت عمر بن أحمد بن علي الجوهري ابن علك: أنا أبي قال: قال عبدة بن عبد الرحيم: خرجنا في سرية، معنا شاب مقريء صائم قوام، فمررنا بحصن، فمال لينزل، فنظر إلى امرأة من الحصن فعشقها، فقال لها: كيف السبيل إليك

(18/342)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 343
قالت: هين تتنصر وأنا لك. ففعل، فأدخلوه. فلما قفلنا من غزونا رأيناه ينظر من فوق الحصن، فقلنا: ما فعل قرآنك ما فعلت صلاتك قال: اعلموا أني نسيت القرآن كله، ما أذكر منه إلا قوله: ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ذرهم يأكلوا ويتمتعوا الآية. عبيد الله بن إدريس النرسي ثم البغدادي. عن: إسماعيل بن عياش، وعبد الله بن المبارك، وجماعة. وعنه: ابنه أحمد، والقاسم بن زكريا المطرز، وعبد الله المداثني، وآخرون. وكان ثقة، من موالي بني ضبة. توفي سنة خمس وأربعين ومائتين. عبيد الله بن الجهم البصري الأنماطي ق.) عن: ضمرة بن ربيعة، وأيوب بن سويد الرمليين. وعنه: ق.، وأبو عروبة الحراني، وابن خزيمة، وأبو روق أحمد بن محمد الهزاني، وجماعة. عبيد الله بن حفص بن عمر.

(18/343)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 344
أبو محمد العبدي البصري، ويعرف بعبيد. سمع: معاذ بن هشام، والفضل بن عبد الحميد الموصلي. وعنه: أبو عروبة. عبيد الله بن سعيد بن يحيى بن براد خ. م. ن. أبو قدامة السرخسي. مولى بني يشكر. سكن نيسابور ونشر بها علمه. وكان من الحفاظ الأثبات. سمع: حفص بن غياث، ويحيى القطان، وسفيان بن عيينة، ومعاذ بن هشام، ووهب بن جرير، وعبد الرحمن بن مهدي، وإسحاق الأزرق، وطبقتهم. وقد روى البخاري في كتاب الأفعال عنه، عن حماد بن زيد. فإن كان لقيه فهو أكبر شيوخه. روى عنه: خ. م. ن.، وإبراهيم بن أبي طالب، وأبو زرعة، وجعفر الفريابي، والحسن بن محمد القباني، ومحمد بن إسحاق السراج، وابن خزيمة، وخلق. قال النسائي: ثقة مأمون قل من كتبنا عنه مثله. وقال ابن حبان: هو الذي أظهر السنة بسرخس، ودعا الناس إليها.

(18/344)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 345
وقال يحيى بن الموصلي: كان إماما فاضلا خيرا. وقال البخاري: مات سنة إحدى وأربعين. زاد غيره: بفربر. عبيد الله بن عبد الله بن المنكدر بن محمد بن المنكدر التيمي. أبو القاسم الدني. نزيل قوص. روى عن: ابن أبي فديك، وغيره. روى عنه: عليل بن أحمد، وعلي بن الحسن بن قديد، وأحمد بن داود، وجماعة مصريون. توفي في آخر سنة خمس وأربعين بمكة بعد قضاء النسك. عبيد بن آسباط بن محمد ت. ق. أبو محمد القرشي. مولاهم الكوفي.) عن: أبيه، وعبد الله بن إدريس، ويحيى بن يمان، وغيرهم. وعنه: ت. ق.، والبخاري في غير الجامع، ومطين، ومحمد بن يحيى بن مندة، وإبراهيم بن محمد بن متويه، وجماعة. قال مطين: مات في ربيع الآخر سنة خمسين. قال: وكان ثقة.

(18/345)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 346
عبيد بن إسماعيل خ. أبو محمد القرشي الهباري الكوفي. اسمه عبد الله. روى عن: المحاربي، وسفيان بن عيينة، وعبد الله بن إدريس، وعيسى بن يونس، وأبي أسامة، وجماعة. وعنه: خ.، وعبد الله بن زيدان البجلي، وعلي بن العباس المقارني، وعمر البجيري، ومطين، ومحمد بن الحسين الخيثمي الأشناني، وآخرون. وثقه مطين أيضا وقال: مات في آخر ربيع الأول سنة خمسين. عبيد بن هشام د. أبو نعيم الحلبي القلانسي. جرجاني الأصل. روى عن: مالك بن أنس، وإبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي، وعبيد الله بن عمرو الرقي، وأبي المليح الحسن بن عمر الرقي، وابن المبارك، وبكر بن خنيس العابد، وسفيان بن عيينة، وعبد العزيز بن عبد الصمد العمي، وجماعة. وعنه: د. حديثا واحدا، وبقي بن مخلد، والحسن بن سفيان، وجعفر

(18/346)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 347
الفريابي، وأبو عروبة، وأبو بكر بن أبي داود، وأحمد بن عبد الله بن سابور الدقاق، وسعيد بن عبد العزيز الحلبي، ومحمد بن محمد الباغندي، وخلق. قال أبو حاتم: صدوق. وقال أبو داود: ثقة، إلا أنه تغير في آخر أمره. لقن أحاديث ليس لها أصل. وقال النسائي: ليس بالقوي. عبدوس بن مالك العطار. صاحب الإمام أحمد. كان أحمد يجله ويحترمه لسنه.) روى عن: إسحاق الأزرق، وشبابة بن سوار، وجماعة. وعنه: عبد الله بن أحمد بن حنبل، ومحمد بن إسحاق السراج، وآخرون. عتبة بن عبد الله بن عتبة اليحمدي المروزي ن. أبو عبد الله. من بقايا المسندين بخراسان. روى عن: مالك بن أنس، وسعيد بن سالم القداح، وابن المبارك، وابن عيينة، والفضل بن موسى السيناني، وجماعة. وعنه: ن.، ومحمد بن علي الحكيم الترمذي، وعيسى بن محمد المروزي الكاتب، وإسحاق بن إبراهيم البستي، والحسن بن سفيان،

(18/347)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 348
وابن خزيمة، وهو من كبار شيوخه. قال النسائي: لا بأس به. وقال مرة: ثقة. وممن روى عنه: أبو رجاء محمد بن حمدويه مؤرخ مرو وقال: مات في ذي الحجة سنة أربع وأربعين. عتاب بن ورقاء. أحد فحول الشعراء في هذا الوقت. وله في الزهد هذه القطعة البديعة.
(أما صحى، أما انتهى، أما آرعوى .......... أما رأى الشيب بفوديه بدا)

(سقيا لأيلم الشباب وله .......... غادرني من بعده بادب الأسى)

(أكان ربعا ذا أنين فعفا .......... أم كان بردا ذا شباب فنضا)

(بل كان ملكا فآنقضى وخفض .......... عيش فمضى وجد سعد فكبى)
وله:
(إن الليالي للأنام مناهل .......... تطوى وتنشر بينها الأعمار)

(فقصارهن مع الهموم طويلة .......... وطوالهن مع السرور قصار)
عثمان بن إسماعيل بن عمران ق. أبو محمد الهذلي الدمشقي. عن: الوليد بن مسلم، ومروان بن معاوية. وعنه: ق.، وأحمد بن أنس بن مالك، والحسن بن سفيان، ومحمد بن خريم العقيلي، وجماعة.

(18/348)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 349
عثمان بن أيوب بن أبي الصلت القرطبي.) الفقيه الزاهد. روى عن: الغاز بن قيس، وأصبغ بن الفرج المصري، وجماعة. وهو أول من أدخل المدونة إلى الأندلس. وكان كبير المحل. أريد على القضاء فامتنع. وكان صديقا ليحيى بن يحيى. توفي سنة ست أو سبع وأربعين ومائتين. عذرة بن مصعب القدري. أبو مجاهد المصري المؤذن بحلب. عن: ابن وهب، وغيره. مات في شعبان سنة اثنتين وأربعين ومائتين. عسكر بن الحصين. أبو تراب النخشبي الزاهد. من كبار مشايخ الطريق. ونخشب هي نسف، بلد من نواحي بلخ. صحب: حاتما الأصم، وغيره.

(18/349)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 350
وحدث عن: محمد بن عبد الله بن نمير، ونعيم بن حماد، وأحمد بن نصر النيسابوري، وغيرهما. وعنه: الفتح بن شخرف، وأحمد بن الجلاء، وأبو بكر بن أبي عاصم، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وعبد الله بن محمد بن زكريا الإصبهاني، ويوسف بن الحسين الرازي، وعلي بن أحمد السائح، وآخرون. وكان صاحب أحوال وكرامات. روى عن أحمد بن نصر، عن أبي غسان الكوفي، عن مسلم بن جعفر قال: قال وهب بن منبه: الإيمان عريان ولباسه التقوى، وزينته الحياء، وماله الفقه. وقال: ثلاث من مناقب الإيمان: الإستعداد للموت، والرضا بالكفاف، والتفويض إلى الله. وثلاث من مناقب الكفر: طول الغفلة عن الله، والطيرة، والحسد. وعن يوسف بن الحسين قال: كنت مع أبي تراب بمكة فقال: احتاج إلى كيس دراهم. فإذا رجل قد صب في حجره كيس دراهم، فجعل يفرقه على من حوله، وكان فيهم فقير يتراءى له أن يعطيه شيئا، فما أعطاه شيئا. ونفدت الدراهم، وبقيت أنا وأبو تراب والفقير، فقال له: تراءيت لك غير مرة، فلم تعطني شيئا. فقال له: أنت لا تعرف المعطي.) وعن أبي تراب قال: إذا رأيت الصوفي قد سافر بلا ركوة فآعلم أنه قد عزم على ترك الصلاة. وسئل أبو تراب عن صفة العارف، فقال: الذي لا يكدره شيء، ويصفو به كل شيء. وقال أبو عبد الله بن الجلاء: لقيت ألفي شيخ، ما لقيت فيهم من الصادقين إلا رجلين، أحدهما أبو تراب النخشبي والآخر أبو عبيد البسري.

(18/350)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 351
وقال أحمد بن مروان الدينوري: ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: جاء أبو تراب النخشبي إلى أبي، فجعل يقول أبي: فلان ضعيف، فلان ثقة. فقال أبو تراب: لا تغتاب العلماء يا شيخ. فالتفت أبي إليه وقال له: ويحك، هذا نصيحة، ليس هذا غيبة. كان أبو تراب رحمة الله عليه كثير الحج، فآنقطع ببادية الحجاز، فنهشته السباع في سنة خمس وأربعين ومائتين. عصابة الجرجرائي. اسمه إسماعيل بن محمد بن حاتم الباذامي، نسبة إلى جده باذام. قال الصولي: كان يتعسف الألفاظ، ويتشيع، ويهجو العباسيين. وقال محمد بن داود بن الجراح الكاتب في أخبار الشعراء: يطيل ويتعسف، غريب الكلام، وليس لشعره حلاوة. وقد مدح إسحاق بن إبراهيم متولي بغداد. قال الصولي: أنشدنا أبو مالك الكندي: أنشدنا إسماعيل بن محمد الباذامي لنفسه في الحسن بن رجاء:
(خوان الأمير معمى المكان .......... له شبح ليس بالمستهان)

(يرى بالخواطر لا بالمجس .......... وبالخبر الشاذ لا بالعيان)

(رقاق كمثل خيوط السمام .......... يقعن من الشمس في حراءان)

(فإن شرعت فيه أيديهم .......... رجعن إليهم قصار البنان)

(وأما غضائره الواردات .......... فأسماء ليس لها معاني)

(18/351)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 352
عصمة بن الفضل النميري ت. ق. أبو الفضل النيسابوري. عن: أبي معاوية، وحسين الجعفي، وزيد بن الحباب، وحرمي بن عمارة، وجماعة. وعنه: ت. ق.، وعبد الله بن أحمد بن أبي وارة، ومحمد بن إسحاق السراج، والحسن بن الحباب المقريء، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، وطائفة.) قال أبو حاتم: صدوق. وقال الحسين القباني: مات عصمة سنة خمسين ومائتين. عقبة بن قبيصة بن عقبة ن. أبو رياب السوائي العامري الكوفي. سمع: أباه، وعمه سفيان، وعبيد الله بن موسى، وأبا نعيم. وعنه: ن.، ومحمد بن علي الحكيم الترمذي، ومطين، وابن خزيمة، وغيرهم. قال النسائي: صالح.

(18/352)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 353
عقبة بن مكرم م. د. ت. ق. أبو عبد الملك العمي البسري، لا الكوفي ذلك تقدم في الطبقة الماضية. عن: غندر، ومحمد بن أبي عدي، وابن أبي فديك، ويحيى القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، ووهب بن جرير، وخلق. وعنه: م. د. ت. ق.، وبقي بن مخلد، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأحمد بن عمرو البزار، وعلي بن زاطيا، وأبو القاسم البغوي، ويحيى بن صاعد، وآخرون. قال أبو داود: ثقة ثقة، فوق بندار في الثقة عندي. وقال غيره: كان ثقة مجودا. قال السراج: مات سنة ثلاث وأربعين. علكدة بن نوح بن اليسع الرعيني الأندلسي. عن: ابن وهب، وابن القاسم، وغيرهما. توفي سنة اثنتين وأربعين.

(18/353)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 354
علي بن الأزهر بن عبد ربه بن الجارود ابن صاحب تستر الهرمزان. أبو الحسن الرازي. يروي عن: الفضيل بن عياض، وجرير بن عبد الحميد، ويحيى بن سليم، وغيرهم. توفي يوم عرفة بخجند مما وراء النهر. علي بن بكار بن هارون. أبو الحسن المصيصي.) عن: أبي إسحاق الفزاري، ومخلد بن الحسين. وعنه: أبو الطيب أحمد بن عبيد الله الدارمي، وأحمد بن هارون البردنجي، والحسن بن أحمد بن فيل، ومحمد بن بركة برداعس، ومطين، وجماعة. وذكره ابن حبان في الثقات. توفي بعد الأربعين ومائتين. علي بن جميل الرقي.

(18/354)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 355
أبو الحسن. عن: جرير، وعيسى بن يونس، والوليد بن مسلم. وعنه: الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان، وأبو عروبة، والفضل بن عبد الله بن مخلد. وكان كذابا. قال ابن عدي: يسرق الحديث وروى البواطيل عن الثقات. وقال ابن حبان: لا يحل كتبه حديثه بحال. توفي سنة سبع وأربعين. علي بن الجهم بن بدر. أبو الحسن السامي الخراساني الأصل. البغدادي الشاعر المشهور، صاحب الديوان المعروف. قيل كان يرجع إلى دين وخير، وبراعة في ضروب الشعر. وله اختصاص زائد بالمتوكل. ومن شعره:
(خليلي ما أحلى الهوى وأمره .......... وأعلمني بالحلو منه وبالمر)

(18/355)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 356
(بما بيننا من حرمة: هل رأيتما .......... أرق من الشكوى وأقسى من الهجر)

(وأفصح من عين المحب لستره .......... ولا سيما إن أطلقت عبرة تجري.)
وله:
(نوب الزمان كثيرة وأشدها .......... شمل تحكم فيه يوم فراق)

(يا قلب لم عرضت نفسك للهوى .......... أو ما رأيت مصارع العشاق)
وكان ناصبيا منحرفا عن علي عليه السلام. وقع في الآخر بينه وبين المتوكل لكونه هجاه، فنفاه وكتب إلى ابن طاهر الأمير فصلبه يوما كاملا، ثم أطلقه. فسافر وتنقل إلى الشام، فورد على المستعين كتاب من صاحب البريد بحلب أن) علي بن الجهم خرج من حلب إلى العراق، فخرجت عليه وعلى جماعة معه خيل من كلب، فقاتلهم قتالا شديدا دون ماله، فأثخن بالجراح، ولحقه الناس بآخر رمق، فمات في سنة تسع وأربعين. وكانت بينه وبين أبي تمام الطائي مودة أكيدة. ويقال كان علي بن الجهم في المحدثين كالنابغة في المتقدمين، لأنه اعتذر إلى المتوكل بما لا يقصر عن اعتذارات النابغة إلى النعمان. فمن ذلك:
(عفا الله عنك أما حرمه .......... تعوذ بعفوك أن أبعدا)

(ألم تر عبدا عدا طوره .......... ومولى عفا وشيدا هدا)

(أقلني أقالك من لم يزل .......... يقيك ويصرف عنك الردا)
وله في حبسه:

(18/356)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 357
(قالوا: حبست، فقلت: ليس بضائري .......... حبسي، وأي مهند لم يغمد)
وله وقد عري وصلب أبيات يشبه نفسه بالسيف وقد جرد. وكان يعد من طبقة أبي تمام في الشعر. وقد ذكر المسعودي عنه أنه كان يسب أباه الذي سماه عليا بغضا منه لعلي، رضي الله عنه ولا رضي عن باغضه. علي بن حجر بن إياس بن مقاتل بن مخارش بن مشمرخ خ. م. ت. ن. أبو الحسن السعدي المروزي. ولمشموخ صحبة ووفادة. ثقة، حافظ، رحال عالي الإسناد، كبير القدر. سمع: شريك بن عبد الله، وعبيد الله بن عمرو الرقي، وإسماعيل بن

(18/357)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 358
جعفر، وإسماعيل بن عياش، وإسماعيل بن علية، وجرير بن عبد الحميد، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، وعبد العزيز بن أبي حازم، وابن المبارك، وهشيم بن بشير، وأبا الخطاب معروفا الخياط صاحب واثلة بن الأسقع، وخلقا كثيرا بالشام، والعراق، والحجاز، وخراسان، والجزيرة. وعنه: خ. م. ت. ن.، وإبراهيم بن أورمة الإصبهاني، وعبدان بن محمد المروزي، والحسن بن سفيان، وأبو رجاء محمد بن حمدويه، ومحمد بن علي الحكيم الترمذي، ومحمد بن أحمد بن أبي عون النسائي، وابن عمه محمد بن عبد الله بن أبي عون، والحسين بن الطيب البلخي، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة، وخلق. وروى عنه: محمد بن علي بن ضمرة المروزي وقال: كان فاضلا حافظا، نزل بغداد ثم تحول إلى مرو فنزل قرية زرزم.) وقال النسائي: ثقة مأمون حافظ. وقال أبو بكر الأعين: مشايخ خراسان ثلاثة: قتيبة بن سعد، وعلي بن حجر، ومحمد بن مهران الرازي. ولعلي مصنفات منها أحكام القرآن. وقال الحسن بن سفيان: سمعت علي بن حجر ينشد:
(وظيفتنا مائة للغريب .......... في كل يوم سوى ما يقاد)

(شريكية أو هشيمية أحا .......... ديث فقه قصار جياد)
قال: وأنشد مرة وقد سألوه الزيادة:
(لكم مائة في كل يوم أعدها .......... حديثا لا أزيدكم حرفا)

(وما طال منها من حديث فإنني .......... به طالب منكم على قدره حرفا)

(فإن أقنعتكم فاسمعوها سريحة .......... وإلا فجيئوا من يحدثكم ألفا)

(18/358)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 359
وقال محمد بن عبد الرحمن الدغولي: ثنا عبد الله بن جعفر بن خاقان المروزي قال: وجه بعض مشايخ مروا إلى علي بن حجر بشيء من السكر والأرز وثوب، فرده وكتب إليه:
(جاءني عنك مرسل بكلام .......... فيه بعض الإيحاش والإحشام)

(فتعجبت ثم قلت: تعلى .......... ربنا، ذا من الأمور العظام)

(فات سعيي لئن شريت خلاقي .......... بعد تسعين حجة بحطام)

(أنا بالصبر واحتمالي لإخوا .......... ني أرجو حلول دار السلام)

(والذي سمتنيه يزري بمثلي .......... عند أهل العقول والأحلام)
قال أبو عمرو أحمد بن المبارك المستملي: سمعت علي بن حجر يقول: ولدت سنة أربع وخمسين ومائة. وقال غير واحد: توفي في نصف جمادى الأولى سنة أربع وأربعين. فاستكمل تسعين سنة. علي بن الحسن الكوفي اللاني ت. ولان من فزارة. واللان من بلاد العجم. روى عن: المعافى بن عمران، وعبد الرحيم بن سليمان. وعنه: ت.، وعبد الله بن ناجية، ومطين، وغيرهم. صدوق.)

(18/359)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 360
علي بن الحسن الكوفي ت. عن: إسماعيل بن إبراهيم التيمي، ومحبوب بن محرز القواريري. وعنه: ت. وأظنه اللاني. علي بن الحسن بن السماك. ويقال السمان. عن: عبد الرحمن المحاربي. وعنه: مطين، وأبو بكر أحمد بن عمرو البزار. كنيته أبو الحسين. علي بن سعيد بن مسروق ت. ن. أبو الحسن الكندي الكوفي، ابن أخي محمد بن مسروق قاضي مصر. روى عن: ابن المبارك، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، ويحيى بن يعلى التيمي، وعبيد الله الأشجعي، وحفص بن غياث، وجماعة. وعنه: ت. ن.، وأحمد بن يحيى التستري، وعلي بن العباس المقانعي، وابن خزيمة، ومحمد بن محمد الباغندي، وابن صاعد، وطائفة. قال أبو حاتم: صدوق.

(18/360)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 361
وقال مطين: ثقة. مات في جمادى الأولى سنة تسع وأربعين ومائتين. علي بن عيسى بن يزيد الكراجكي البغدادي ت. عن: شبابة، وروح بن عبادة، ومحمد بن عمر الواقدي، وعبد الله بن بكر السهمي، وجماعة. وثقه ابن حبان. ومات سنة سبع وأربعين. علي بن الفضل القيسي الكرابيسي البصري. أبو الحسن. سمع: إبراهيم بن سعد، وسفيان بن عيينة.) سمع: منه: أبو حاتم الرازي في الرحلة الثالثة وقال: صدوق. علي بن ميمون ن. ق.

(18/361)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 362
أبو الحسن الرقي العطار. عن: أبي معاوية الضرير، وحفص بن غياث، ومعن بن عيسى، وسفيان بن عيينة، وطبقتهم. وعنه: ن. ق.، وبقي بن مخلد، وعبدان الأهوازي، وأبو عروبة، والحسن بن أحمد بن فيل الواشي، وآخرون. قال النسائي: لا بأس به. وقال أبو علي الحراني: مات سنة ست وأربعين ومائتين. علي بن نصر بن علي بن نصر بن علي بن صهبان بن أبي م. د. ت. ن. أبو الحسن الجهضمي البصري، من أولاد العلماء. روى عن: أبي عاصم النبيل، وعبد الصمد بن عبد الوارث، ووهب بن جرير، ويزيد بن هارون، وطائفة. وعنه: م. د. ت. ن.، وأحمد بن يحيى التستري، وجعفر الفريابي، وأبو بكر بن أبي داود، وطائفة. وروى عنه البخاري في تاريخه.

(18/362)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 363
قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه فرثقه، وأطنب في ذكره والثناء عليه. وقال الترمذي: كان حافظا صاحب حديث. قلت: ورخوه في شعبان سنة خمسين ومات أبوه قبله بنحو مائة يوم أو أكثر. علي بن الهيثم البغدادي خ. صاحب الطعام. عن: حماد بن مسعدة، وعمر بن يونس اليمامي، ويحيى بن سليم، ومعلى بن منصور الرازي، وغيرهم. وعنه: خ.، ومحمد بن علي الطبري، والقاضي المحاملي. علي بن يونس بن أبان الإصبهاني. مولى بني تميم. عن: عبد الرحمن بن مهدي، وجماعة. وعنه: محمد بن العباس الأخرم، وعبد الله بن أحمد بن أسيد، وابنه حسن بن علي. علي بن أبي علي الأنصاري.

(18/363)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 364
مولاهم الإصبهاني.) عن: ابن عيينة، وأبي داود الطيالسي، وأبي عامر العقدي، وحبيب بن هوذة. وعنه: أحمد بن الحسين الأنصاري، وأحمد بن علي بن الجارود، وأحمد بن محمود بن صبيح الإصبهانيون. توفي سنة اثنتين وأربعين. عمار بن الحسن بن بشير ن. أبو الحسن الهمداني الرازي. نزيل نسا. عن: جرير بن عبد الحميد، وعبد الله بن المبارك، وشجاع البلخي المقريء، وزافر بن سليمان، وسلمة بن الفضل الأبرش، وجماعة. وعنه: ن.، والحسن بن سفيان، وعبدان بن محمد المروزي، وعبد الله بن أحمد بن خزيمة الباوردي، ومحمد بن أحمد بن أبي عون النسائي، وطائفة كبيرة. وثقه النسائي، وغيره. وله شعر حسن. توفي سنة اثنتين وأربعين، وله ثلاث وثمانون سنة.

(18/364)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 365
عمار بن طالوت بن عباد ق. أخو عثمان. يروي عن: أبي عاصم النبيل، وعبد الملك بن عبد العزيز بن الماجشون، ومحمد بن أبي عدي، وجماعة. وعنه: ق.، وإبراهيم بن أورمة، وعبدان الأهوازي، وعبد الرحمن بن محمد بن حماد الظهراني، وآخرون. عمارة بن عقيل. بغدادي إخباري، أديب علامة. روى عنه: أبو العيناء، والمبرد. نقل الخطيب في تاريخه عنه حكاية وهي: قال: كنت رجلا دميما داهيا، فتزوجت امرأة حسناء رعناء، ليكون أولادي في جمالها، وفي دهائي، فجاؤوا في رعونتها ودمامتي. عمران بن خالد بن يزيد ن.

(18/365)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 366
أبو عمر، ويقال أبو عمرو القرشي، ويقال: الطائي. مولاهم الدمشقي أخو هاشم بن خالد. روى عن: سفيان بن عيينة، وحاتم بن إسماعيل، وعبد العزيز الدراوردي، وعبد الرحمن بن أبي الرجال، وعيسى بن يونس، وإسماعيل بن عبد الله بن سماعة، ومعروف الخياط، وطائفة. وعنه: ن.، وإبراهيم بن دحيم، وأحمد بن أنس بن مالك، والحسن بن سفيان، ومحمد بن المعافى الصيداوي، ومحمد) بن محمد الباغندي، وطائفة. قال النسائي: لا بأس به. وقال عمرو بن دحيم: مات في ربيع الآخر سنة أربع وأربعين ومائتين. عمران بن محمد. أبو جعفر الموصلي الخيزراني. عن: معتمر بن سليمان، ويزيد بن هارون، وجماعة. وعنه: صالح بن العلاء العبدي الموصلي. توفي سنة تسع وأربعين. عمران بن موسى الليثي القزاز ت. ن. ق. أبو عمرو البصري. عن: حماد بن زيد، وعبد الواحد بن زياد، وعبد الوارث بن سعيد. وعنه: ت. ن. ق.، وعمر بن محمد بن بجير، وابن خزيمة، وجماعة.

(18/366)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 367
وثقه النسائي. وتوفي سنة بضع وأربعين ومائتين. عمران بن موسى الطرسوسي. عن: أبي جابر محمد بن عبد الملك، وعفان، وجماعة. ومات كهلا. روى عنه: أبو الجهم بن طلاب، وسعيد بن عمرو البرذعي. عمر بن إسماعيل بن مجالد بن سعيد الهمداني الكوفي ت. نزيل بغداد. عن: أبيه، عن جده، وعن، حفص بن غياث، ومعتمر بن سليمان، ويعلى بن الأشدق، وجماعة. وعنه: ت.، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، وإبراهيم بن محمد بن متويه، وابن ناجية، ومحمد بن جرير الطبري، وطائفة. قال أبو حاتم: ضعيف. وقال النسائي: متروك.)

(18/367)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 368
قلت: ومن ذنوبه روايته عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس رفعه: أنا مدينة العلم وعلي بابها. والحديث موضوع، ما رواه الأعمش. عمر بن حفص بن صبيح. أبو الحسن الشيباني اليماني ثم البصري. عن: عبد الله بن وهب، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، وجماعة. وعنه: ت.، وابن خزيمة، وعمر بن محمد بن بجير، وأبو عروبة الحراني، وآخرون.

(18/368)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 369
توفي في حدود سنة خمسين. وهو صدوق. عمر بن حفص بن عمر بن سعد النميري الوصابي الحمصي د. عن: بقية بن الوليد، ومحمد بن حمير، واليمان بن عدي. وعنه: د.، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو عروبة الحراني، وأبو بكر بن أبي داود، ومكحول البيروتي، وجماعة. توفي سنة ست وأربعين ومائتين. عمر بن حفص الدمشقي الخياط. عن: معروف الخياط صاحب واثلة بن الأسقع. وعنه: أحمد بن عامر، وأبو الحسن بن جوصا، وغيرهما. وهو منكر الحديث. عمر بن محمد بن الحسن ابن التل خ. ن.

(18/369)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 370
أبو حفص الأسدي الكوفي. أخو جعفر. سمع: أباه، ووكيعا، ويحيى بن يمان. وعنه: خ. ن.، وزكريا خياط السنة، ومحمد بن المجدر، وابن صاعد، وأحمد بن عبد الله الوكيل، وابنا المحاملي، وآخرون. قال النسائي: صدوق. وقال البخاري: مات في شوال سنة خمسين. قال سعيد البردعي: قال لي أبو حاتم: كان ابن التل يصحف فيقول معاذ بن خيل، وحجاج بن قراقصة، وعلمة بن مرثد.) فقلت له: أبوك لم يسلمك إلى الكتاب فقال: كان لنا فسه أشغلتنا عن الحديث. عمر بن يزيد السياري د. أبو حفص البصري الصفار. نزيل الثغر.

(18/370)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 371
عن: عبد الوارث، وسفيان بن عيينة، وفضيل بن عياض، ومسلم بن خالد الزنجي، وعباد بن العوام، وطائفة. وعنه: د.، وبقي بن مخلد، وعبدان الأهوازي، والحسين بن عبد الله الرقي القطان، وأبو عبيد بن حربويه القاضي، وأبو الطاهر بن فيل، ووالده. وقال محمد بن عبد الرحيم صاعقة: صدوقز عمرو بن بحر بن محبوب.

(18/371)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 372
أبو عثمان الجاحظ. البصري المتكلم المعتزلي. صاحب التصانيف المشهورة. أخذ عن: أبي إسحاق النظام، وغيره. وحدث عن: أبي يوسف القاضي، وثمامة بن أشرس، وحجاج بن محمد. وعنه: أبو العيناء محمد بن القاسم، ويموت بن المزرع، وأبو بكر بن أبي داود، وأبو سعيد العدوي، وغيرهم. وكان واسع النقل كثير الإطلاع، من أذكياء بني آدم وأفرادهم وشياطينهم. قال أبو العباس ثعلب: ليس بثقة ولا مأمون. قال الخطيب: ثنا علي بن أحمد النعيمي من حفظه: ثنا أبو أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد، ثنا أبو بكر بن أبي داود قال: دخلت على عمرو بن بحر الجاحظ فقلت له: حدثني بحديث. فقال: ثنا الحجاج بن محمد، نا حماد بن سلمة، عن عمرو بن دينار، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة. وأما ما رواه محمد بن عبد الله الشيباني الكذاب فقال: ثنا ابن أبي داود، قال: أتيت منزل الجاحظ، فاطلع إلى من خوخة فقال: من هذا قلت: رجل من أصحاب الحديث.

(18/372)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 373
قال: ومتى عهدتني أقول بالحشوية؟ قلت: إني ابن أبي داود.) قال: مرحبا بك وبأبيك. فنزل وفتح لي وقال: أدخل، إيش تريد فقلت: حدثني بحديث. قال: اكتب: ثنا حجاج، عن حماد، عن ثابت، عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على طنفسة. فقلت: حدثني حديثا آخر. فقال: ابن أبي داود لا يكذب. قال يموت بن المزرع: كان جد الجاحظ حمالا أسود. وعن الجاحظ قال: نسيت كنيتي ثلاثة أيام، فأتيت أهلي فقلت: بمن أكنى قالوا: بأبي عثمان. وقال المبرد: حدثني الجاحظ قال: وقفت أنا وأبو حرب على قاص، فأردت الولوع به، فقلت لمن حوله: إنه رجل صالح لا يحب الشهرة، فتفرقوا عنه. فقال لي: الله حسيبك، إذا لم ير الصياد طيرا كيف يمد شبكته. وذكر المبرد أنه ما أرى أحرص على العلم من ثلاثة: الجاحظ، وكان إذا وقع بيده كتاب قرأه كله وإسماعيل القاضي، ما دخلت إليه إلا وبيده كتاب ينظر فيه والفتح بن خاقان، كان يحمل الكتاب في خفه، فإذا قام من بين يدي المتوكل لأمر نظر فيه وهو يمشي، وكذلك في رجوعه. وقال يموت بن المزرع: سمعت خالي الجاحظ يقول: أمليت على إنسان مرة: أنا عمرو، فكتب: أبا بشر وكتب أبا زيد. وقال إسماعيل بن الصفار: نا أبو العيناء قال: أنا والجاحظ وضعنا حديث

(18/373)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 374
فدك، فأدخلنا على الشيوخ ببغداد، فقبلوه إلا ابن شيبة العلوي، فإنه قال: لا يشبه آخر هذا الحديث أوله. فلم يقبله. قال الصفار: كان أبو العيناء يحدث بهذا بعدما تاب. وأنشد المبرد للجاحظ:
(إن حال لون الرأس عن حاله .......... ففي خضاب الرأس مستمتع)

(هب من له شيب له حيلة .......... فما الذي يحتاله الأصلع)
وقال رجل للجاحظ: كيف حالك فقال: يتكلم الوزير برأيي، وصلات الخليفة متواترة لي، وآكل من لحم الطير أسمنها، وألبس من ألينها، وأنا صابر حتى يأتي الله بالفرج. فقال له: الفرج ما أنت فيه.) قال: بل أحب أن ألي الخلافة، وتحيلت إلى محمد بن عبد الملك، يعني الوزير، فهذا هو الفرج. وقال أبو العيناء: أنشدنا الجاحظ:
(يطيب العيش أن تلقى حكيما .......... وفضل العلم يعرفه الأديب)

(سقام الحرص ليس له داء .......... وداء الجهل ليس له طبيب)
وقد عمر الجاحظ وبقي كلحم على قضم. قال المبرد: دخلت على الجاحظ في آخر أيامه فقلت: كيف أنت؟

(18/374)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 375
قال: كيف من نصفه مفلوج ونصفه الآخر منقرس، لو طار عليه الذباب لآلمه، والآفة في هذا أني قد جاوزت التسعين. وعن عبدان الطبيب قال: دخلنا على الجاحظ نعوده فأتى إليه رسول المتوكل يطلبه، فقال: وما يصنع أمير المؤمنين بشق مائل ولعاب سائل ما تقولون في رجل له شقان، أحدهما لو غرز بالمسال ما أحس والآخر يمر به الذباب فيغوث. وأكثر ما أشكوه الثمانون. قال ابن زبر في الوفيات: توفي سنة خمسين. وقال الصولي: سنة خمس وخمسين. قال أبو هفان: ثلاثة لم أر قط، ولا سمعت أحب إليهم من الكتب والعلوم: الجاحظ، لم يقع بيده كتاب إلا استوفى مطالعته، حتى أنه كان يكتري دكاكين الوراقين، ويبيت فيها للنظر. والفتح بن خاقان، كان يمشي والكتاب في كمه ينظر فيه. وإسماعيل القاضي، ما دخلت إليه رأيته يطالع، أو نحو ذلك. عمرو بن سواد بن الأسود بن عمرو بن محمد بن عبد الله بن سعد بن أبي سرح م. ن. ق. أبو محمد العامري السرحي المصري. راوية ابن وهب. وروى أيضا عن: الشافعي، وأشهب بن عبد العزيز. وعنه: م. ن. ق.، وبقي بن مخلد، وأبو حاتم، وأسامة بن أحمد التجيبي، ومحمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني، والحسن بن سفيان،

(18/375)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 376
ومحمد بن محمد الباغندي، وخلق. قال أبو حاتم: صدوق. قلت: توفي في العشرين من رجب سنة خمس وأربعين ومائتين. عمرو بن سهل.) أبو علي الرازي. عن: يحيى بن ضريس، وعبد الله بن نمير، وأبي أسامة، وطبقتهم. وعنه: أبو زرعة، وأبو حاتم. وقال أبو حاتم: صدوق. عمرو بن أبي عاصم الضحاك بن مخلد الشيباني البصري ق. عن: أبيه أبي عاصم النبيل. وعنه: ق.، وابنه أبو بكر بن أبي عاصم، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبو يعلى الموصلي، ومحمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني، وطائفة. ولم أر له رواية عن غير والده. قال ابن حبان في الثقات: مستقيم الحديث. كان على قضاء الشام. وقال ابنه: مات سنة اثنتين وأربعين.

(18/376)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 377
عمرو بن علي بن بحر بن كنيز ع. أبو حفص الباهلي البصري الصيرفي الفلاس الحافظ. أحد الأعلام. ولد في حدود الستين ومائة، أو بعدها بقليل. سمع: يزيد بن زريع، وعمر بن علي المقدمي، ومعتمر بن سليمان، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، وعبد العزيز بن عبد الصمد العمي، وبشر بن المفضل، وسفيان بن عيينة، ومحمد بن سواء، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الوهاب الثقفي، وعبد الرحمن بن مهدي، وفضيل بن سليمان، ومحمد بن فضيل، وخلقا سواهم. وعنه: ع.، ون. أيضا، عن رجل، عنه، وعفان بن مسلم أحد شيوخه، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وأبو بكر بن أبي الدنيا، ومحمد بن جرير، ومحمد بن يحيى بن مندة، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، ويحيى بن صاعد، وجعفر الفريابي، والقاضي المحاملي، وخلق آخرهم موتا أبو روق أحمد بن محمد الهزاني. قال النسائي: ثقة حافظ، صاحب حديث.

(18/377)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 378
وقال أبو حاتم: كان أرشق من علي بن المديني. سمعت عباسا العنبري يقول: ما تعلمت الحديث إلا من عمرو بن علي. وقال حجاج بن الشاعر: لا يبالي عمرو بن علي أحدث من حفظه أو من كتابه. وذكره أبو زرعة فقال: ذاك من فرسان الحديث. ولم نر بعصره أحدا أحفظ منه، ومن علي بن المديني، وسليمان) الشاذكوني. وقال الفلاس: حضرت مجلس حماد بن زيد وأنا صبي وضيء، فأخذ رجل بخدي، ففررت فلم أعد. وقال الفرهياني: سمعت ابن أشكاب الصغير يقول: ما رأيت مثل عمرو بن علي. كان يحسن كل شيء. قال الفرهياني: ولم يكن ابن أشكاب يعد لنفسه نظيرا. وقال أبو بكر بن أبي داود: نا الفلاس، نا عبد ربه بن بارق: حدثني سماك بن الوليد، عن ابن عباس، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من كان له قرطان من أمتي أدخله الله الجنة.. الحديث. قال الفلاس: روى هذا الحديث أبو عاصم. وقال: روى عني عفان حديثا، فسماني الفلاس... فلا ساقط. وأخبرنا أبو المعالي القرافي، أنا المبارك بن أبي الجود، أنا أحمد بن

(18/378)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 379
غالب، أنا عبد العزيز بن علي، أنا محمد بن عبد الرحمن الذهبي، ثنا محمد بن هارون الحضرمي، ثنا عمرو بن علي، ثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تذهب الأيام والليالي حتى يملك العرب رجل من بيتي يواطيء اسمه اسمي. هذا حديث حسن صحيح. توفي الفلاس بالعسكر في آخر ذي القعدة سنة تسع وأربعين ومائتين، وهو في عشر التسعين. وقد دخل إصبهان مرات، وحدث بها. عمرو بن عيسى الضبعي البصري الأدمي خ. ن. عن: عبد العزيز بن عبد الصمد، ومحمد بن سواء، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى. وعنه: خ. ون.، عن رجل، عنه، وعبدان، ومحمد بن يحيى بن مندة، وعمر بن محمد بن بجير، وأبو بكر بن أبي عاصم، وآخرون. عمرو بن قتيبة ن.

(18/379)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 380
عن: الوليد بن مسلم. وعنه: ن.، وسعد بن محمد البيروتي، وبالإجازة أحمد بن المعلى القاضي، وأبو الحسن أحمد بن جوصا. له حديث واحد عند النسائي، من رواية حمزة الكناني، وأبي علي الأسيوطي، وأبي الحسن بن حيويه، وشذا بن السني. وقال عمرو بن عثمان فوهم. عمرو بن مالك ت.) أبو عثمان الراسبي الغبري لا النكري، البصري. عن: سفيان بن عيينة، ويوسف بن عطية، وفضيل بن سليمان النميري، ومروان بن معاوية، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى. وعنه: ت.، وعبدان، ومحمد بن جرير الطبري، وإسحاق بن إبراهيم المنجنيقي، وأبو يعلى الموصلي، وجماعة. فيه لين. وأما النكري ففي عصر الزهري. عمرو بن محمد بن عمرو بن ربيعة بن الغاز. أبو حفص الجرشي الدمشقي.

(18/380)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 381
عن: الوليد بن مسلم، ومخيس بن تميم. وعنه: أحمد بن نصر بن شاكر، وأحمد بن المعلى، وجماهر الزملكاني، وأحمد بن أنس، وآخرون. وثقه النسائي. عمرو بن منصور ن. أبو سعيد النسائي الحافظ. عن: أبي نعيم، وعفان، ومحمد بن عيسى الطباع، وعبد الأعلى بن مسهر، وعلي بن عياش، والقعنبي، وخلق كثير. وعنه: ن. وقال: ثقة مأمون ثبت، وعبد الله بن محمد بن سيار الفرهياني، والقاسم بن زكريا المطرز. قال عباس العنبري: ما اقدم علينا مثله ومثل أبي بكر الأثرم. عمرو بن هشام بن بزين ن. أبو أمية الجزري الحراني. عن: جده لأمه عتاب بن بشير، وسفيان بن عيينة، وأبي بكر بن عياش، ومحمد بن سلمة، ومخلد بن يزيد، وجماعة. وعنه: ن.، وبقي بن مخلد، وأحمد بن علي الأبار، والحسين بن إسحاق

(18/381)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 382
التستري، وأبو عروبة الحراني، ومحمد بن محمد الباغندي، وآخرون. قال النسائي: ثقة. قلت: توفي سنة خمس وأربعين ومائتين. عمرو بن يزيد ن. أبو بريد الحرمي البصري.) عن: غندر، وعبد الرحمن بن مهدي، ومحمد بن أبي عدي، وبهز بن أسد، وجماعة. وعنه: ن.، وأبو حاتم الرازي، وعمر بن محمد بن بجير، وأحمد بن عمرو البزار، ومحمد بن الحسين بن مكرم، وجماعة. قال النسائي: ثقة. عنبسة بن إسحاق بن شمر الضبي البصري. الأمير. كان من أجلاد القوم ودهاتهم. ولي الديار المصرية للمتوكل عشرة أعوام فبقي عليها إلى سنة اثنتين وأربعين. قال ابن يونس: أخبرني من رآه يروح إلى الجمعة في محفية بيضاء

(18/382)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 383
طيلسان ويغلطاق راجلا. وقيل: إنه كتب الحديث ببلده. العلاء بن مسلمة البغدادي الرواس ت. عن: ضمرة بن ربيعة، وعبد المجيد بن أبي رواد، وجماعة. وعنه: ت.، وابن صاعد، ومحمد بن علي الحكيم الترمذي. وكان متهما بوضع الحديث. عيسى بن حماد زغبة م. د. ن. ق. أبو موسى التجيبي، مولاهم المصري. عن: الليث، ورشدين بن سعد، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وابن وهب، وابن القاسم.

(18/383)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 384
وعنه: م. د. ن. ق.، وبقي بن مخلد، وأبو زرعة، وأبو عمران موسى بن سهل الجوني، ومحمد بن الحسن بن قتيبة، ومحمد بن زبان بن حبيب وأحمد بن عبد الوارث العسال، وإسماعيل بن داود بن وردان، والحسين بن محمد المصري مأمون، وأبو بكر بن أبي داود، وعمر بن محمد بن بجير ومحمد بن أحمد بن عبيد بن فياض الدمشقي وآخر من روى عنه أحمد بن عيسى الوشاء. وثقه النسائي، والدارقطني. قال ابن يونس: هو آخر من روى عن الليث من الثقات. وهو مكثر عنه. توفي في ثاني ذي الحجة سنة ثمان وأربعين ومائتين. قال أبو حاتم: كان ثقة رضيا. عيسى بن شاذان البصري القطان د.) أحد الحفاظ. مات كهلا ولم يشتهر اسمه. يروي عن: عبد الله بن رجاء الغداني، وأبي عمر الحوضي، وهذه الطبقة. وعنه: د.، وولده أبو بكر بن أبي داود، وعلي بن عبد الله بن مبشر الواسطي، وآخرون. قال أبو عبيد الآجري: سمعت أبا داود يقول: ما رأيت أحفظ من النفيلي.

(18/384)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 385
قلت له: ولا عيسى بن شاذان قال: ولا عيسى بن شاذان. عيسى بن صبيح. من حذاق المعتزلة البغداديين. توفي إلى... سنة.... ورخه المسعودي، عيسى بن أبي عيسى السليحي الحمصي د. ن. المعروف بابن البراد. عن: محمد بن حمير، ويحيى بن أبي بكير، وأبي المغيرة عبد القدوس، وطائفة. وعنه: د. ن.، وحرمي بن أبي العلاء، وأبو بكر بن أبي داود، وأبو عروبة. عيسى بن المساور البغدادي الجوهري ت. ن.

(18/385)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 386
عن: الوليد بن مسلم، وسويد بن عبد العزيز، ومروان بن معاوية الفزاري، وطبقتهم. وعنه: ت. ن.، والقاسم بن زكريا المطرز، ومحمد بن هارون الحضرمي، وآخرون. قال النسائي: لا بأس به. وقال غيره: توفي في شوال سنة أربع وأربعين. وقيل: سنة خمس. عيسى بن مهران الرازي. أبو موسى المستعطف. عن: عبد الواحد بن زياد، معتمر بن سليمان، ومروان بن معاوية، وجماعة. وعنه: محمد بن جرير الطبري. قال ابن أبي حاتم: سمع منه أبي ثم ترك حديثه وقال: هو كذاب.) وقال ابن عدي: هو متحرف في الرفض. حدث بأحاديث موضوعة.

(18/386)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 387
عيسى بن يوسف بن عيسى بن الطباع. أبو يحيى أخو محمد. عن: أبي بكر بن عياش، وابن أبي فديك، وجماعة. وعنه: أبو بكر بن أبي الدنيا، وعبد الله بن ناجية، وابن صاعد، وآخرون. توفي سنة سبع وأربعين ومائتين.

(18/387)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 388
4 (حرف الغين.)
غياث بن جعفر الرحبي ق. من الرحبة. ولا أعلم أحدا من أهلها له ذكر قبل هذا. استملى على: سفيان بن عيينة وروى عنه حديثا كثيرا، وعن: الوليد بن مسلم، وجماعة. وعنه: ق.، وأبو العباس السراج، ومحمد بن جرير الطبري، ومحمد بن المجدر، وآخرون.

(18/388)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 389
4 (حرف الفاء)
الفتح بن خاقان. الأمير أبو محمد التركي الكاتب، وزير المتوكل. كان فصيحا مفوها، وشاعرا محسنا موصوفا بالسخاء والكرم والرئاسة

(18/389)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 390
والسؤدد. وكان المتوكل لا يكاد يصبر عنه استوزره وقدمه وأمره على الشام، وأذن له أن يستنيب عنه بها. وللفتح أخبار في الجود والأدب والمكارم والطرافة. وكان معادلا للمتوكل على جمازة لما قدم دمشق. حكى عنه: المبرد، وأحمد بن يزيد المؤدب، وغيرهما. قال أبو العيناء: دخل المعتصم يوما على خاقان يعوده، فرأى ابنه الفتح صبيا لم يثغر، فمازحه، ثم قال: أيما أحسن، دارنا أم داركم فقال الفتح: دارنا أحسن إذا كنت فيها. فقال المعتصم: والله لا أبرح حتى أنثر عليه مائة ألف درهم. وقال الصولي: ثنا أبو العيناء قال: قال الفتح بن خاقان: غضب علي المعتصم ثم رضي عني فقال: إرفع حوائجك لتقضى. فقلت: يا أمير المؤمنين ليس شيء من عوض الدنيا وإن جل يفي برضى أمير المؤمنين وإن قل. فأمر فحشي فمي) درا. ومن شعره قرله:
(بني الحب على الجور فلو .......... أنصف المعشوق فيه لسمج)

(ليس يستحسن وفي وصف الهوى عاش .......... ق يحسن تأليف الحجج)
وقال البحتري: قال لي المتوكل: قل في شعرا وفي الفتح، فإني أحب أن يجيء معي ولا أفقده، فيذهب عيشي ولا يفقدني. فقل في هذا المعنى. فقلت

(18/390)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 391
أبياتي التي كنت عملتها في غلامي، وأريته أني عملتها في الحال. وغيرت فيها لفظة ما عشت ببا بفتح. وهي:
(سيدي أنت كيف اخلفت عهدي .......... وتثاقلت عن وفاء بعهدي)

(لا أرتني الأيام فقدك يا فت .......... ح ولا عرفتك ما عشت فقدي)

(أعظم الرزء أن تقدم قبلي .......... ومن الرزء أن تؤخر بعدي)

(حذرا أن تكون إلفا لغيري .......... إذ تفردت بالهوى فيك وحدي)
قال: فقتلا معا، وكنت حاضرا فربحت هذه الضربة. وأوما إلى ضربة في ظهره. قلت: قتلا في سنة سبع وأربعين ومائتين. ويحى أن الفتح كان مع قوة ذكائه متبحرا في العلوم، لا يكاد يمل من المطالعة في فنون الأدب. فتح بن عمرو التميمي. أبو نصر الكشي. رحل، وروى عن: أبي يحيى الحماني، وأبي أسامة، وأزهر السماك، وعبد الرزاق بن همام، وخلق. وعنه: أبو زرعة، وأبو حاتم، وأحمد بن سلمة النيسابوري، وجماعة آخرهم وفاة محمد بن حاتم بن خزيمة شيخ لأبي عبد الله الحاكم. وتوفي سنة خمسين. قال أبو حاتم: صدوق.

(18/391)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 392
فرج بن مرزوق. أبو مسلم المدني، مولى المنكدر. روى عن: مالك بن أنس، وعبد العزيز بن أبي حازم، وغيرهما. وعنه: علي بن الحسن بن قديد.) توفي بمصر في ذي القعدة سنة ثمان وأربعين ومائتين. قاله ابن يونس. فضالة بن الفضل الكوفي الطهوي ت. عن: أبي بكر بن عياش، وأبي داود الحفري. وعنه: ت.، وعلي بن العباس المقانعي، وعمر البجيري، ومحمد بن جرير، ويحيى بن صاعد، وأبو عروبة، ومحمد بن الحسين الأشناني، وطائفة. وثقه النسائي، وغيره. قال مطين: توفي سنة خمسين ومائتين. الفضل بن إسحاق الدوري البزاز. عن: عبيد الله الأشجعي، والقاسم بن مالك. وعنه: عبد الله بن أحمد، والباغندي، ومحمد بن إسحاق السراج. توفي سنة اثنتين وأربعين. الفضل بن أبي حسان البكائي الوراق.

(18/392)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 393
سمع: زيد بن الحباب، وأبا النضر، وشريح بن النعمان، وعدة. وعنه: ابن صاعد، وأحمد بن علي بن العلاء الجوزجاني. وثقه الخطيب. مات في شعبان سنة تسع وأربعين ومائتين. الفضل بن السكين القطيعي. يعرف بالسندي، لسواده. روى عن: صالح بن بيان، وغيره. وعنه: أبو يعلى الموصلي، ومحمد بن محمد الباغندي. كذبه يحيى بن معين وقال: لعن الله من يكتب عنه. الفضل بن الصباح ت. ق. أبو العباس البغدادي السمسار. عن: هشيم، وسفيان، ووكيع، وابن فضيل، ومعن القزاز، وأبي معاوية. وعنه: ت. ق.، وأبو يعلى الموصلي، وأبو القاسم البغوي، وأبو العباس السراج، ومحمد بن هارون الحضرمي،) ومحمد بن المسيب الأرغياني، وآخرون. وثقه ابن معين.

(18/393)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 394
قال السراج: كان من خيار عباد الله. توفي سنة خمس وأربعين ومائتين. الفضل البكائي. عن: أبي النضر هاشم بن القاسم، وزيد بن الحباب. روى عنه: يحيى بن صاعد، وغيره، وأحمد بن علي الجوزجاني. وثقه الخطيب. ويقال له الفضل بن أبي حسان. توفي سنة تسع وأربعين ومائتين. الفضل بن مروان الوزير. روى عن: علي بن عاصم، وغيره. روى عنه: المبرد، وحسين بن يحيى، وسليمان بن وهب الكاتب، وجماعة. كنيته: أبو العباس. وأصله من البردان. وتنقلت به الأحوال إلى أن وصل إلى وزارة المعتصم. وكان أديبا فصيحا، وافر الحشمة والحرمة.

(18/394)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 395
قال محمد بن إسحاق النديم: الفضل بن مروان بن ما سرجس النصراني، وعمر ثلاثا وتسعين سنة، وخدم المأمون والمعتصم ووزر له، وخدم من بعدهما من الخلفاء. وكان قليل العلم خبيرا بخدمة الخلفاء. وكان المعتصم يكثر الإطلاق على اللهو، وكان الفضل لا يمضي ما يطلقه في بعض الأحايين، فبلغ المعتصم ذلك فنفاه إلى السن، واستوزر محمد بن عبد الملك الزيات. ثم إن الفضل فيما بعد سكن سامراء. وعنه: قال: أنعمت النظر في علمين، فلم أرهما يصحان: النجوم والسحر. ومما كتبه بعض الأدباء على باب داره:
(تفر عنت يا فضل بن مروان فاعتبر .......... فقبلك كان الفضل والفضل)

(ثلاثة أملاك مضوا لسبيلهم .......... أبادتهم التنكيل والحبس والقتل)

(إنك قد أصبحت للناس عبرة .......... ستودي كما أودى الثلاثة من قبل)
يعني الفضل بن يحيى البرمكي، والفضل بن الربيع الحاجب، والفضل بن سهل. ثم إن الفضل بقي خاملا إلى أن مات) في شوال سنة خمسين ومائتين.

(18/395)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 396
4 (حرف القاف)
القاسم بن بشر بن معروف البغدادي د. قيل هو القاسم بن أحمد البغدادي الذي روى د عنه، عن أبي عامر العقدي. روى عن: سفيان بن عيينة، ويزيد بن هارون، والوليد بن مسلم، وجماعة. وعنه: أبو العباس السراج، وابن صاعد، وابن خزيمة، وعمر البجيري. وهو ثقة. القاسم بن زكريا بن دينار م. ت. ن. ق. أبو محمد القرشي الكوفي الطحان. وقد ينسب إلى جده. روى عن: الحسين بن علي الجعفي، وأبي أسامة، ووكيع، وطلق بن غنام، ومعاوية بن هشام، ومصعب بن المقدام، وطائفة. وعنه: م. ت. ن. ق.، والهيثم بن خلف، والقاسم بن زكريا المطرز،

(18/396)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 397
والحسن بن سفيان، وجماعة. وقال النسائي: ثقة. القاسم بن عثمان الجوعي. أبو عبد الملك العبدي الدمشقي الزاهد شيخ الصوفية ورفيق أحمد بن أبي الحواري في صحبة أبي سليمان الداراني. سمع: سفيان بن عيينة، والوليد بن مسلم، والزاهد أبا معاوية الأسود، وجعفر بن عون، وجماعة. وعنه: أبو حاتم الرازي، وإبراهيم بن دحيم، وسعيد بن عبد العزيز الحلبي، وجعفر بن أحمد بن عاصم، وأحمد بن أنس بن مالك، وأبو بكر بن أبي داود، ومحمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني، وطائفة. قال أبو حاتم: صدوق. وقال العقيلي: تفرد عن عبد الله بن نافع، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة. وقال سعيد بن أوس: ثنا قاسم الجوعي: كان صوفيا نسب إلى الجوع. وقال أبو بكر بن أبي داود: رأيت أحمد بن أبي الحواري يقرأ عند

(18/397)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 398
القاسم بن عثمان القرآن، فيصيح ويصعق. وكان فاضلا من محدثي دمشق. وكان يقدم في الفضل على أحمد الحصائري.) قال قاسم الجوعي: وكان عابد أهل الشام، فذكر حكاية. وقال محمد بن الفيض الغساني: قدم يحيى بن أكثم دمشق مع المأمون، فبعث إلى أحمد بن أبي الحواري، فجاء إليه وجالسه، وخلع عليه يحيى طويلة وشيئا من ملابسه، ودفع إليه خمسة آلاف درهم وقال: يا أبا الحسن فرقها حيث ترى. فدخل بها المسجد وصلى صلوات بالقلنسوة. فقال قاسم الجوعي: أخذ دراهم اللصوص ولبس ثيابهم، ثم أتى الجامع. فمر بابن أبي الحواري وهو في التحيات، فلما حاذى به لطم القلنسوة، فسلم أحمد وأعطى القلنسوة ابنه إبراهيم، فذهب بها. فقال له من رآه: يا أبا الحسن ما رأيت ما فعل بك هذا الرجل فقال: رحمه الله. ومن كلام القاسم: رأس الأعمال الرضا عن الله تعالى، والورع عماد الدين، والجزع مخ العبادة، والحصن الحصين ضبط اللسان. وقال قاسم الجوعي: سمعت سلم بن زياد يقول: مكتوب في التوراة: من سالم سلم، ومن شاتم شتم، ومن طلب الفضل من غير أهله ندم. وقال سعيد بن عبد العزيز: سمعت القاسم الجوعي يقول: الشهوات نفس الدنيا فمن ترك الشهوات فقد ترك الدنيا. وسمعته يقول: إذا رأيت الرجل يخاصم فهو يحب الرئاسة. قال عمرو بن دحيم: توفي في رمضان سنة ثمان وأربعين ومائتين.

(18/398)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 399
القاسم بن عيسى الطائي الواسطي. عن: خالد بن عبد الله الطحان، وهشيم، وعبد الحكيم بن منصور. وعنه: إبراهيم الحربي، وأبو داود السجستاني، وبحشل الواسطي، وغيرهم.

(18/399)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 400
4 (حرف الكاف)
كثير بن عبيد د. ن. ق. الإمام أبو الحسن المذحجي الحمصي الحذاء المقريء، وإمام جامع حمص ستين سنة. وكان سيدا عارفا خائفا، قانتا لله. حدث عن: سفيان بن عيينة، والوليد بن مسلم، وبقية بن الوليد، وأبي ضمرة، وخلق. وعنه: د. ن. ق.، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو عروبة الحراني، وأبو بكر بن أبي داود، وأبو الحسن أحمد بن جوصا، وآخرون.) وثقه أبو حاتم، وغيره. وقال ابن أبي داود: كان يقال إنه يؤم أهل حمص ستين سنة فما سهى في صلاة قط. قلت: وزاد غيره أنه سئل عن ذلك فقال: ما دخلت من باب المسجد قط

(18/400)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 401
وفي نفسي غير الله تعالى. قلت: رحل إليه ابن جوصا في سنة خمسين وسمع منه. وتوفي فيها أو بعدها.

(18/401)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 402
4 (حرف اللام)
الليث بن سعد بن نجيح المصري. شيخ غريب الحال. حدث عن: عبد الله بن وهب، وغيره. وتوفي في المحرم سنة ثمان وأربعين ومائتين.

(18/402)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 403
4 (حرف الميم)
محمد بن آدم بن سليمان المصيصي د. ن. عن: عبد الله بن المبارك، وأبي المليح الرقي، ويحيى بن زكريا بن أبي زائد، وحفص بن غياث، وطائفة. وعمر دهرا ورحلوا إليه. روى عنه: د. ن.، ومحمد بن سفيان المصيصي، وأبو بكر بن أبي داود، وأحمد بن إبراهيم البسري، وعمر بن بحر الأسدي. قال أبو حاتم: صدوق. وقال ابن أبي داود: يقال إنه من الأبدال، رحمه الله. توفي سنة خمسين ومائتين. محمد بن أبان بن وزير البلخي خ. ع.

(18/403)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 404
أبو بكر المستملي. سمع: سفيان بن عيينة، وعبد الله بن وهب، وأبا خالد الأحمر، ووكيعا، وطائفة. واستملى على وكيع مدة. وعنه: خ. ع.، وإبراهيم الحربي، وعبد الله بن أحمد، وابن خزيمة، وأبو العباس السراج، ومسلم في غير صحيحه، وخلق كثير.) وكان ثقة حافظا مصنفا مشهورا. توفي سنة أربع وأربعين في المحرم ببلخ، قاله جماعة. محمد بن إبراهيم بن حدران د. ت. ن. أبو جعفر الأزدي السلمي البصري المؤذن. عن: يزيد بن زريع، ومعتمر، وبشر بن المفضل، وطائفة. وعنه: د. ت. ن.، وأبو يعلى، وابن خزيمة، وعمر بن بجير، وإبراهيم بن محمد بن متويه، وآخرون.

(18/404)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 405
قال أبو حاتم: صدوق. توفي سنة سبع وأربعين. محمد بن إبراهيم بن سليمان د. أبو جعفر الأسباطي الكوفي الضرير، نزيل مصر. عن: عبد السلام بن حرب، والمطلب بن زياد، وجماعة. وعنه: د.، وعبد الله بن محمد بن يونس السمناني، وعبد الله بن محمد بن سلم المقدسي، وأبو حاتم وقال: صدوق. توفي سنة ثمان وأربعين. محمد بن إبراهيم بن العلاء الدمشقي الغوطي الشامي ق. الزاهد السائح أبو عبد الله. نزيل عبادان. عن: عبيد الله بن عمرو الرقي، وإسماعيل بن عياش، وبقية، وشعيب بن إسحاق. وعنه: ق.، وبقي بن مخلد، وأبو يعلى الموصلي، وآخرون. قال الدارقطني: كذاب.

(18/405)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 406
وقال ابن عدي: عامة أحاديثه غير محفوظة. محمد بن إبراهيم بن العلاء الزبيدي الحمصي ابن زبريق. قال محمد بن عوف: كان يسرق الأحاديث. فأما أبوه فشيخ غير متهم. محمد بن إبراهيم بن يحيى بن أبي سكينة. أبو عبد الله الحلبي. عن: أبي الأحوص، ومالك، ومحمد بن الحسن بن الحسين الفقيه، والوليد بن مسلم.) وعنه: سبطه يحيى بن علي الكندي الحلبي. وقع لي حديثه عاليا. توفي سنة اثنتين وأربعين ومائتين. يقع حديثه في معجم ابن المقريء، وفي جزء الحلبي. وقد ذكره ابن ماكولا في سكينة بالضم، وزاد: روى عن: فضيل بن عياض، ومحمد بن سلمة الحراني.

(18/406)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 407
وعنه: عبد الله بن سعد الكريزي الرقي، والفضل بن محمد الأنطاكي العطار. محمد بن أحمد بن الجراح ق. أبو عبد الرحيم الجوزجاني. حدث بنيسابور سنة خمس وأربعين عن: أبي النضر، وجعفر بن عوف، وروح بن عبادة، ويزيد بن هارون، وطبقتهم. وعنه: ابن ماجة في تفسيره، وأبو حاتم، وابن خزيمة، وبدر بن الهيثم، وآخرون. وكان ثقة عالما صاحب سنة، تفقه بأحمد بن حنبل. محمد بن أحمد بن الحجاج ن. ق. أبو يوسف الرقي الصيدناني. سمع: عيسى بن يونس، ومحمد بن سلمة الحراني، وجماعة. وعنه: ن. ق. ن. وأبو عروبة، وغيرهم. وكان موصوفا بالصدق والحفظ. توفي سنة ست وأربعين ومائتين. محمد بن أحمد بن نافع.

(18/407)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 408
أبو بكر العبدي البصري. وهو بكنيته أشهر، يأتي في الكنى. محمد بن أبي يعقوب إسحاق بن منصور الكرماني خ. أبو عبد الله نزيل البصرة. عن: حسان بن إبراهيم الكرماني، وسفيان بن عيينة، وبشر بن المفضل، وغندر، ومعتمر بن سليمان، وخلق. وعنه: خ.، وعمر بن الخطاب السجستاني، وطائفة آخرهم موتا عبد الله بن يعقوب الكرماني شيخ ابن محمش) الزيادي. وكان صدوقا صاحب حديث ومعرفة. توفي سنة أربع وأربعين. محمد بن أسد بن أبي الحارث. حدث ببغداد عن: محمد بن سلمة الحراني، ومحمد بن كثير الكوفي. وعنه: عبد الله بن ناجية، والقاضي المحاملي. قال الخطيب: ثقة. محمد بن أسلم بن سالم الطوسي.

(18/408)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 409
الإمام أبو الحسن الكندي، أحد الأبدال والحفاظ. سمع بخراسان من طائفة. وبالكوفة من: محمد، ويعلى ابني عبيد، وجعفر بن عون، ومحاضر بن المورع، وعبيد الله بن موسى، وطبقتهم. وبالحجاز من: مؤمل بن إسماعيل، وأبي عبد الرحمن المقريء. وبواسط من: يزيد بن هارون. وبالبصرة من: مسلم بن إبراهيم، وطبقتهم. وعني بالأثر قولا وعملا، وصنف المسند والأربعين، وغير ذلك. وأقدم شيوخه النضر بن شميل. روى عنه: إبراهيم بن هانيء، ومحمد بن عبد الوهاب الفراء، وإبراهيم بن أبي طالب، وابن خزيمة، والحسين بن محمد القباني، وأبو بكر بن أبي داود، ومحمد بن وكيع الطوسي، وآخرون. قال محمد بن يوسف البناء الإصبهاني الزاهد: أنا محمد بن القاسم الطوسي خادم محمد بن أسلم: سمعت إسحاق بن راهويه يقول في حديث: إن الله لا يجمع أمة محمد على ظلالة، فإذا رأيتم الاختلاف فعليكم بالسواد الأعظم. فقال رجل: يا أبا يعقوب من السواد الأعظم قال: محمد بن أسلم وأصحابه، ومن تبعه. لم أسمع عالما منذ خمسين سنة أشد تمسكا بالأثر منه. وقال أبو النضر محمد بن محمد بن يوسف الفقيه: سمعت إبراهيم بن

(18/409)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 410
إسماعيل العنبري يقول: كنت بمصر وأنا أكتب بالليل كتب ابن وهب وذلك لخمس بقين من المحرم سنة اثنتين وأربعين فهتف بي هاتف: يا إبراهيم، مات العبد الصالح محمد بن أسلم. قال: فتعجبت من ذلك، وكتبته على ظهر كتابي، فإذا به قد مات في تلك الساعة.) وقال محمد بن القاسم الطوسي: سمعت أبا يعقوب المروزي ببغداد، وقلت له: قد صحبت محمد بن أسلم، وأحمد بن حنبل، وأي الرجلين كان عندك أرجح أو أكبر أو أبصر بالدين فقال: يا أبا عبد الله، لم تقول هذا إذا ذكرت محمد بن أسلم في أربعة أشياء فلا تقرن به أحدا: البصر بالدين، واتباع أثر الرسول صلى الله عليه وسلم، والزهد في الدنيا، وفصاحة لسانه بالقرآن والنحو. ثم قال لي: فنظر أحمد بن حنبل في كتاب الرد على الجهمية الذي وضعه محمد بن أسلم فتعجب منه. ثم قال لي: يا با عبد الله كان عندك مثل محمد فقلت: لا. قال محمد بن القاسم: سألت يحيى بن يحيى النيسابوري عن ست مسائل، فأفتى بها. وقد كنت سألت محمد بن أسلم، فأفتى بها بغير ذلك، ونصح فيها بالحديث. فآخبرت يحيى بن يحيى فقال: يا بني أطيعوا أمره وخذوا بقوله، فإنه أبصر منا، ألا ترى يحتج بحديث النبي صلى الله عليه وسلم في كل مسألة، وليس ذلك عندنا. وقيل لأحمد بن نصر النيسابوري: صلى على محمد بن أسلم ألف ألف من الناس. وقال بعضهم: ألف ألف ومائة ألف.

(18/410)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 411
وقال محمد بن القاسم: صحبته عشرين وأكثر، لم أره يصلي حيث أراه ركعتين من التطوع إلا يوم الجمعة. وسمعته غير مرة يحلف: لو قدرت أن أتطوع حيث لا يراني ملكاي ففعلت، خوفا من الرياء. ثم حكى محمد بن القاسم فعلا طويلا في شمائل محمد بن أسلم ودرجة إخلاصه. قال أبو إسحاق المزكي: سمعت ابن خزيمة يقول: عودا وبدءا إذا حدث محمد بن أسلم: ثنا من لم تر عيناي مثله أبو الحسن. وكان زنجويه بن محمد إذا حدث عن محمد بن أسلم يقول: ثنا محمد بن أسلم الزاهد الرباني. وقال محمد بن شاذان: سمعت محمد بن رافع يقول: دخلت على محمد بن أسلم، فما تشبه إلا بأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. وقال قبيصة: كان علقمة أشبه الناس بابن مسعود في حديثه وسمته، وكان إبراهيم النخعي أشبه الناس بعلقمة في ذلك، وكان منصور يشبه بإبراهيم، وكان سفيان الثوري يشبه بمنصور، وكان وكيع يشبه بسفيان. قال أبو عبد الله الحاكم: مقام محمد بن أسلم مقام وكيع، وأفضل من مقامه لزهده وورعه وتتبعه للأثر. وقال ابن خزيمة: ثنا رباني هذه الأمة محمد بن أسلم. وقال أحمد بن سلمة: سمعت محمد بن أسلم يقول: لما أدخلت على عبد الله بن طاهر ولم أسلم عليه بالإمرة غضب وقال: عمدتم إلى رجل من أهل

(18/411)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 412
القبلة فكفرتموه. فقيل: قد كان ما أنهي إلى الأمير.) فقال عبد الله: شراك نعل عمر بن الخطاب خير منك، وكان يرفع رأسه إلى السماء، وقد بلغني أنك لا ترفع رأسك إلى السماء. فقلت برأسي هكذا إلى السماء ساعة، ثم قلت: ولم لا أرفع رأسي إلى السماء وهل أرجو الخير إلا بمن في السماء ولكني سمعت المؤمل بن إسماعيل يقول: سمعت سفيان الثوري يقول: النظر في وجوهكم معصية. فقال بيده هكذا يحبسني، فأقمنا وكنا أربعة عشر شيخا، فحبست أربعة عشر شهرا، ما اطلع الله على قلبي أني أردت الخلاص من ذلك الحبس. قلت: الله حبسني وهو مطلقي وليس لي إلى المخلوقين من حاجة. فأخرجت وأدخلت عليه، وفي رأسي عمامة كبيرة طويلة. فقال لي: ما تقول في السجود على كور العمامة. قلت: نا خلاد بن يحيى، عن عبد الله بن المحرر، عن يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد على كور العمامة. فقال: هذا إسناد ضعيف. فقلت: يستعمل هذا حتى يجيء أقوى منه. ثم قلت: وعندي أقوى منه: ثنا يزيد بن هارون، ثنا شريك، عن حسين بن عبد الله، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم في ثوب واحد يتقي بفضوله حر الأرض وبردها. هذا الدليل على السجود على كور العمامة. فقال: ورد كتاب أمير المؤمنين ينهى عن الجدل والخصومات، فتقدم إلى أصحابك أن لا يعودوا. فقلت: نعم. ثم خرجت من عنده.

(18/412)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 413
قال أحمد بن سلمة: فقلت له: اخبرني غير واحد أن جل أصحابنا صاروا إلى يحيى بن يحيى فكلموه أن يكتب عبد الله بن طاهر في تخليتك، فقال يحيى: لا أكاتب السلطان. وإن كتب على لساني لم أكره حتى يكون خلاصه. فكتب بحضرته على لسانه، فلما وصل الكتاب إلى عبد الله بن طاهر أمر بإخراجك وأصحابك. قال: نعم. وعن: بعضهم قال: كان محمد بن أسلم يشبه في وقته بابن المبارك. وعن محمد بن أسلم قال: لو قدرت والله أن أتطوع حيث لا يراني ملكاي لفعلت. وكان يدخل بيتا فيبكي، ثم إذا خرج غسل وجهه واكتحل. وكان يبعث إلى قوم بعطاء أو كسوة في الليل، ولا يعلمون) من أين هي، وقال أحمد بن سلمة: سمعت أن محمد بن أسلم مرض في بيت رجل من أهل طوس معمر، فقال له: لا تفارقني الليلة، فإن أمر الله يأتيني قبل أن أصبح. فإذا مت فلا تنتظر بي أحدا، واغسلني للوقت وجهزني واحملني إلى مقابر المسلمين. قال: ففاضت نفسه بالليل، فغسل وكفن وحمل وقت الصبح. فآتاهم صاحب الأمير طاهر بن عبد الله، وأمرهم أن يحملوه إلى مقبرة الساذياخ ليصلي عليه طاهر. قال: فوضعت الجنازة والناس يؤذنون لصلاة الصبح، وما نادى على جنازته أحد، ولا روسل بوفاته أحد، وإذا الخلق قد تجمعوا بحيث لا يذكر مثله، فتقدم طاهر للصلاة عليه، ودفن بجنب إسحاق بن راهويه، رحمة الله عليهما.

(18/413)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 414
قال محمد بن موسى الباشاني: مات لثلاث بقين من المحرم سنة اثنتين وأربعين ومائتين. محمد بن إسماعيل الرماني النيسابوري. سمع: عبد الله بن المبارك، وخارجة بن مصعب. وعنه: زكريا بن داود الخفاف، ومكي بن عبدان. قاله الحاكم. محمد بن إسماعيل بن أبي ضرار ق. أبو صالح الرازي الضراري. رحل وروى عن: عبد الرزاق، ويعلى بن عبيد، ومحمد بن يوسف الفريابي. وعنه: ق.، ومحمد بن جرير الطبري، وأبو بشر الدولابي. وهو صدوق. محمد بن الأغلب بن إبراهيم التميمي القيرواني. الأمير أبو العباس متولي القيروان وسائر المغرب. ولي سنة ست وعشرين ومائتين بعد والده، ودانت له إفريقية، وجدد مدينة

(18/414)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 415
سنة تسع وثلاثين سماها العباسية، فأحرقها أفلح الإباضي رأس الخوارج. توفي محمد كهلا في غرة المحرم سنة اثنتين وأربعين ومائتين. محمد بن أفلح ت. ن. أبو عبد الرحمن النيسابوري الملقب بالترك روح، لقيه إسحاق بن راهويه. روى عن: عبد الله بن إدريس، ووكيع، وأبي أسامة. وعنه: ت. عن إسحاق، وأبو عمرو المستملي، وحسين بن محمد القباني، وأبو يحيى الخفاف.) قال الحاكم أبو عبد الله: هو ختن يحيى بن يحيى، على الأرجح. محمد بن... بن مساور. أبو جعفر السراج. عنده نسخة عن عيسى بن يونس، عن الأعمش. توفي حول الخمسين ومائة. محمد بن بشر بن النجم. أبو عبد الله الحرشي النيسابوري. سمع: ابن عيينة، وعيسى بن يونس، والوليد بن مسلم، ووكيعا. وعنه: الحسين بن محمد القباني، وإبراهيم بن أبي طالب، ومحمد بن إسحاق الثقفي.

(18/415)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 416
قال ابن ماكولا: مات سنة اثنتين وأربعين ومائتين. محمد بن بكر بن خالد. أبو جعفر القصير، كاتب القاضي أبي يوسف. روى عنه، وعن: الفضيل بن عياض، وعبد العزيز الدراوردي. وعنه: أحمد بن علي الخزاز، وغيره. وتوفي سنة تسع وأربعين ومائتين. وثقه الخطيب. محمد المنتصر بالله.

(18/416)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 417
أمير المؤمنين أبو جعفر، وقيل: أبو عبد الله بن المتوكل على الله جعفر بن المعتصم بالله محمد بن هارون الهاشمي العباسي. وأمه أم ولد رومية اسمها حبشية. وكان أعين، أقنى، أسمر، مليح الوجه، مضبرا، ربعة، جسيما، كبير البطن، مليحا، مهيبا. ولما قتل أبوه دخل عليه قاضي القضاء جعفر بن سليمان الهاشمي، فقيل له: بايع. فقال: وأين أمير المؤمنين المتوكل على الله فقال: قتله الفتح بن خاقان. قال: وما فعل بالفتح) قال: قتله بغا. قال: فأنت ولي الدم وصاحب الثأر. فبايعه، وبايعه الوزير والكبار. ثم صالح المنتصر بالله إخوته من ميراثهم على أربعة عشر ألف ألف درهم. ثم نفى عمه عليا من سامراء إلى بغداد، ووكل به. وكان المنتصر وافر العقل، راغبا في الخير، قليل الظلم، محسنا إلى العلويين، وصولا لهم. وقيل إنه كان يقول: يا بغا أين أبي من قتل أبي ويسب الأتراك ويقول: هؤلاء قتلة الخلفاء. فقال بغا الصغير للذين قتلوا المتوكل: ما لكم عند هذا رزق. فعملوا عليه وهموا به، فعجزوا عنه لأنه كان مهيبا شجاعا فطنا محترزا، فتحيلوا إلى أن رشوا إلى طبيبه ابن طيفور ثلاثين ألف دينار عند مرضه. فأشار

(18/417)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 418
بفصده، ثم فصده بريشة مسمومة فمات. فيقال إن ابن طيفور نسي ومرض، فأمر غلامه ففصده بتلك الريشة، فمات أيضا. وقال بعض الناس: بل حصل للمنتصر مرض في أنثييه، فمات في ثلاث ليال، وقيل: مات بالخوانيق. وقيل: بل سم في كمثراة بإبرة. وجاء عنه أنه قال في مرضه: ذهبت يا أماه في الدنيا والآخرة. عاجلت أبي فعوجلت. وكان يتهم بقتل أبيه. وزر له أحمد بن الخصيب أحد الظلمة. وقال المسعودي: أزال المنصر عن آل أبي طالب ما كانوا فيه من الخوف والمحنة بمنعهم من زيارة قبر الحسين. كان أبون المتوكل قد أمر بهدم القبر، وأن يعاقب من وجد هناك. فلما ولي المنتصر أمر بالكف عن آل أبي طالب ورد فدك على آل الحسين، فقال البحتري:
(وإن عليا لأولى بكم .......... وأزكى يدا عندكم من عمر)

(وكله له فضله والحجو .......... ل يوم التراهن دون الغرر)
وقال يزيد المهلبي:

(18/418)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 419
(ولقد بررت الطالبية بعدما .......... ذموا زمانا بعدها وزمانا)

(ورددت ألفة هاشم، فرأيتهم .......... بعد العداوة بينهم إخوانا)
ثم خلع المنتصر بالله أخويه: المعتز، وإبراهيم من ولاية العهد الذي عقد لهم المتوكل بعده. ومن كلام المنتصر إذ عفا عن الشاري الخارجي المكنى بأبي العمرد: لذة العفو أعذب من لذة التشفي، وأقبح فعال) المقتدر الانتقام. قال المسعودي: وقد كان المنتصر أظهر الإنصاف في الرعية، فمالت إليه القلوب مع شدة هيبتهم. وقال علي بن يحيى المنجم: ما رأيت مثل المنتصر ولا أكرم مالا بغير تبجح منه. لقد رآني مغموما فسألني فوريت، فاستحلفني، فذكرت إضاقة لحقتني في شراء ضيعة، فوصلني بعشرين ألفا. قلت: وحاصل الأمر أنه لم يمتع بالخلافة، وهلك بعد أشهر معدودة. فإنه ولي بعد عيد الفطر، ومات في خامس ربيع الآخر، وعاش ستا وعشرين سنة، سامحه الله تعالى. ذكر علي بن يحيى المنجم أن المنتصر جلس مجلسا للهو، فرأى في بعض البسط دائرة فيها فارس، عليه ساج، وحوله كتابة فارسية، فطلب من يقرأ ذلك، فأحضر رجل، فنظر فيها وقطب، فقال: ماهذه قال: لا معنى لها.

(18/419)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 420
فألح عليه، فقال: مكتوب: أنا شرويه بن كسرى بن هرمز، قتلت أبي، فلم أمتع بالملك إلا ستة أشهر. فتغير وجه المنتصر وقام. وقال جعفر بن عبد الواحد: قال لي المنتصر: يا جعفر، لقد عوجلت، فما أسمع بأذني ولا أبصر بعيني. قاله في مرضه. محمد بن جعفر خ. ت. ق. أبو جعفر بن أبي الحسين السمناني القومسي الحافظ. رحل وطوف وسمع: أبا نعيم، وأبا مسهر، وعلي بن عياش وطبقتهم. وعنه: خ. ت. ق.، وأبو زرعة، وابن خزيمة، وآخرون. ومات كهلا. محمد بن حاتم بن سليمان الزمي الخراساني المؤدب ت. ن.

(18/420)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 421
أبو جعفر، ويقال أبو عبد الله. له حديث عن: هشيم، وجرير بن عبد الحميد، وعلي بن ثابت الجزري، وعمار بن محمد الثوري، والحكم بن ظهير، وجماعة. وعنه: ت. ن.، وعبد الله بن أحمد، ومحمد بن هارون الحضرمي. وثقه الدارقطني. وتوفي سنة ست وأربعين ومائتين.) وقد مر: محمد بن حاتم السمين. في الطبقة المارة. محمد بن حاتم بن بزيع البصري خ. د. نزيل بغداد. حدث عن: جعفر بن عون، وأسود بن عامر، وعبيد الله بن موسى، وعبد الله بن بكر. وعنه: خ. د.، وأبو العباس السراج، وأبو بكر بن أبي داود، وجماعة.

(18/421)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 422
توفي سنة تسع وأربعين. قال النسائي: ثقة. محمد بن الحارث بن راشد ق. مؤذن جامع مصر. ويلقب صدرة. حدث عن: الليث، وابن لهيعة، وضمام بن إسماعيل، وغيرهم. وعنه: ق.، ويعقوب الفسوي، وحبش بن سعيد الصوفي، والحسين بن إدريس الهروي، والحسن بن سفيان، وأحمد بن داود بن أبي صالح الحراني، وآخرون. توفي في ذي القعدة سنة إحدى وأربعين. محمد بن الحارث الرافقي البزاز. حدث عن: أبي يوسف القاضي، وعتاب بن بشير الجزري، ومن بن عيسى. وعنه: النسائي في حديث مالك، وأبو عروبة الحراني، وجماعة. توفي سنة ثلاث وأربعين. وعنه أيضا: المحاملي. قاله المزي.

(18/422)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 423
محمد بن الحارث. أبو عبد الله الليثي الحراني البزاز، خال أحمد بن أبي شعيب الحراني. روى عن: هشيم، ومحمد بن سلمة الحراني، وجماعة. قال أبو عروبة: مات بحران سنة ثلاث وأربعين ومائتين. محمد بن أبي الليث الحارث بن عبد الله الإيادي. القاضي أبو بكر الأصم الجهمي المعتزلي. ولي قضاء مصر في أيام المعتصم والواثق.) وقد مر ذكره في الحوادث. توفي ببغداد سنة خمسين. محمد بن حبيب. صاحب كتاب المحبر. إخباري صدوق، واسمع الرواية. عارف بأيام الناس، متبحر في ذلك. وهو ابن ملاعنة فنسب إلى أمه حبيب. أخذ عن: هشام بن محمد الكلبي، وغيره. روى عنه: أبو سعيد السكري. وتوفي سنة خمس وأربعين ومائتين. ذكره الخطيب في الملخص فقال: كان عالما بالنسب روى عنه: محمد بن أحمد بن عرابة الكوفي، وأبو سعيد الحسن بن الحسين السكري، وأبو روبة البغدادي، وغيرهم.

(18/423)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 424
محمد بن الحجاج بن رشدين المهري. المصري. عن: أبيه، وابن وهب. توفي سنة اثنتين وأربعين ومائتين. محمد بن... ميسرة. أبو جعفر الهروي... ويعرف بأبي حمحام. روى عن: حماد بن زيد، وأبي يوسف القاضي. روى عنه: محمد بن... الماليني. وكان ورعا صالحا كبير القدر. توفي سنة اثنتين وأربعين. محمد بن حماد الأبيوردي الزاهد. عن: ابن المبارك، وابن عيينة، والوليد بن مسلم، ووكيع، وأبي ضمرة، والقطان. وعنه: محمد بن عبد الوهاب الفراء، ومحمد بن أحمد بن أبي عون، ومحمد بن حيويه الإسفرائيني، وحاجب بن أحمد الطوسي. وثقه ابن حبان، وقال: مات سنة ثمان، أو تسع وأربعين.) قلت: حديثه عند السفلي عاليا.

(18/424)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 425
محمد بن حميد بن حيان د. ت. ق. أبو عبد الله الرازي الحافظ. عن: يعقوب القمي، وعبد الله بن المبارك، وجرير بن عبد الحميد، وحكام بن سلم، والفضل السيناني، وزافر بن سليمان، ونعيم بن ميسرة، وخلق كثير. وهو مكثر عن سلمة بن الفضل الأبرش، وله مناكير وغرائب كثيرة. وعنه: د. ت. ق.، وأحمد بن حنبل مع تقدمه، وابنه عبد الله بن أحمد، والحسن بن علي المعمري، وأبو زرعة الرازي، ومحمد بن محمد الباغندي، وعبد الله بن أبي الدنيا، ومحمد بن هارون الروياني، ومحمد بن حريز، وصالح بن محمد جزرة، وعبد الله بن محمد البغوي، وخلق. قال أبو زرعة: من فاته محمد بن حميد يحتاج أن ينزل في عشرة آلاف حديث. وقال عبد الله بن أحمد: سمعت أبي يقول: لا يزال بالري علم ما دام.

(18/425)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 426
محمد بن حميد حيا. وقال أبو قريش الحافظ: قلت لمحمد بن يحيى: ما تقول في محمد بن حميد فقال: ألا تراني أحدث عنه. قال أبو قريش: وكنت في مجلس محمد بن إسحاق الصغاني فقال: ثنا محمد بن حميد. فقلت: تحدث عنه فقال: وما لي لا أحدث، وقد حدث عنه أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين. وقال البخاري: في حديثه نظر. وقال صالح جزرة: كنا نتهمه. وقال أبو علي النيسابوري: قلت لابن خزيمة: لو حدث الأستاذ عن محمد بن حميد، فإن أحمد بن حنبل قد أحسن الثناء عليه. قال: إنه لم يعرفه، ولو عرفه كما عرفناه لما أثنى عليه أصلا. وقال أبو أحمد العسال: سمعت فضلك يقول: دخلت على محمد بن حميد وهو يركب الأسانيد على المتون. وقال يعقوب بن إسحاق الفقيه: سمعت صالح بن محمد الأسدي يقول: ما رأيت أحذق بالكذب من سليمان الشاذكوني، ومحمد بن حميد الرازي.) وكان حديث محمد كل يوم يزيد.

(18/426)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 427
وقال أبو إسحاق الجوزجاني: هو غير ثقة. وقال أبو حاتم: سمعت ابن معين يقول: قدم علينا محمد بن حميد بغداد، فأخذنا منه كتاب يعقوب القمي، ففرقنا الأوراق ومعنا أحمد بن حنبل، فسمعناه ولم نر إلا خيرا. فأي شيء ينقمون عليه قلت: يكون في كتابه شيء فيقول ليس هو كذا، ويأخذ العلم فيغيره، وقال: ليس هذه الخصلة. وقال النسائي: ليس بثقة. مات سنة ثمان وأربعين ومائتين. محمد بن خالد بن خداش ق. أبو بكر المهلبي، مولاهم البصري الضرير. عن: إسماعيل بن علية، وعبد الرحمن بن مهدي، وجماعة. وعنه: ق.، وابن أبي داود، وأبو عروبة، وعمر البجيري، وآخرون. توفي في حدود الخمسين ومائتين.

(18/427)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 428
محمد بن خلف بن طارق الداراني د. نزيل بيروت. حدث سنة تسع وأربعين عن: زيد بن يحيى بن عبيد، وأبي مسهر الغساني. وعنه: د.، وابن جوصا، وابن أبي داود، وآخرون. وله عقب بداريا. محمد بن خليفة ت. أبو عبيد الله البصري الصيرفي. عن: ت.، وجعفر بن أحمد بن محمد بن الصباح الجرجرائي. توفي بعد الأربعين. محمد بن الخليل البلاطي الخشني ن.

(18/428)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 429
عن: إسماعيل بن عياش، وسويد بن عبد العزيز، ومسلمة بن علي الخشني، والحسن بن يحيى الخشني. وعنه: ن.، وهشيم بن دحيم، وجماعة شاميون. قال النسائي: لا بأس به.) محمد بن أبي خنيس الخولاني الإفريقي. روى عن: أبي ضمرة أنس بن عياض، وغيره. وتوفي سنة خمسين. محمد بن داود بن صبيح د. ت. أبو جعفر المصيصي. عن: حسين بن محمد المروذي، وأبي نعيم، وجماعة. ومات كهلا. وعنه: د. ن.، وأبو عروبة الحراني، ومحمد بن خزيم الدمشقي، وابن قتيبة العسقلاني، وآخرون. أثنى عليه أبو داود، وقال: كان ينتقد الرجال. محمد بن داود بن سفيان د. أبو جعفر المصيصي.

(18/429)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 430
عن: عبد الرزاق، ويحيى بن حسان التنيسي. وعنه: د. فقط وكأنه الأول. محمد بن رافع بن أبي زيد سابور ع. إلا ق. أبو عبد الله القشيؤي، مولاهم النيسابوري الحافظ الزاهد، أحد الأعلام. سمع: النضر بن شميل، وطبقته بخراسان وسفيان بن عيينة، وطبقته بالحجاز وعبد الرزاق، ويزيد بن أبي حكيم، وعبد الله بن الوليد، وطبقتهم باليمن ووكيعا، وابن نمير، وعبد الله بن إدريس، وطبقتهم بالكوفة وأبا داود الطيالسي، ووهب بن جرير، وطبقتهما بالبصرة وشبابة، وأبا النضر، وطبقتهما ببغداد ويزيد بن هارون، وطبقته بواسط. وعني بالأثر حالا ومالا. وعنه: خ. م. د. ت. ن.، ومحمد بن يحيى الذهلي، وأبو زرعة الرازي، وأحمد بن سلمة، وإبراهيم بن أبي طالب، وابن خزيمة، وأبو بكر بن أبي داود، ومحمد بن عقيل الخزاعي لا البلخي، وحاجب بن أحمد الطوسي، وآخر من روى حديثه بعلو السلف بالثقفيات. قال أبو عمرو المستملي: سمعت محمد بن رافع يقول: كنت مع أحمد، وإسحاق عند عبد الرزاق، فجاءنا يوم الفطر، فخرجنا مع عبد الرزاق إلى

(18/430)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 431
المصلى، ومعنا ناس كثير. فلما رجعنا دعانا عبد الرزاق إلى الغداء، فجعلنا نتغدى معه، فقال لأحمد وإسحاق: رأيت اليوم منكما عجبا، لم تكبرا) فقالا: يا با بكر نحن ننظر إليك هل تكبر فنكبر، فلما رأيناك لم تكبر أمسكنا. قال: وأنا كنت أنظر إليكما هل تكبران فأكبر. قال جعفر بن أحمد بن نصر الحافظ: ما رأيت من المحدثين أهيب من محمد بن رافع. كان يستند إلى شجرة الصنوبر في داره، فتجلس الغلمان بين يديه على مراتبهم، وأولاد الطاهرية ومعهم الخدم كأن على رؤوسهم الطير. فيأخذ الكتاب بيده ويقرأ بنفسه، ولا ينطق أحد ولا يتبسم إجلالا له. وإذا تبسم أحد في المجلس أو راطن صاحبه قال: وصلى الله على محمد. فلا يقدر أحد أن يراجعه أو يستزيده. ولقد تبسم خادم للطاهرية يوما، فقطع ابن رافع، وأنهى الخبر بعد ذلك. فأمر بقتل الخادم حتى احتلنا لخلاصه. قال الحاكم: سمعت أبا جعفر محمد بن سعيد المذكر يقول: سمعت زكريا بن دلويه يقول: بعث طاهر بن عبد الله إلى محمد بن رافع بخمسة آلاف درهم، فدخل عليه الرسول بعد العصر وهو يأكل الخبز مع فجل، فوضعها وقال: بعث بها الأمير. فقال: خذ خذ لا أحتاج إليه، فإن الشمس قد بلغت رأس الحيطان، إنما تغرب بعد ساعة، وقد جاوزت الثمانين إلى متى أعيش فدخل عليه ابنه فقال: ليس لنا الليلة خبز. قال: فبعث بعض أصحابه خلف الرسول ليرد المال إلى حضرة صاحبه فزعا من أن يذهب ابنه خلف الرسول، فيأخذ المال. قال زكريا: وربما كان يخرج إلينا في الشتاء الشاتي، وقد لبس لحافه الذي يلبسه بالليل.

(18/431)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 432
قال محمد بن رافع: سمعت أحمد بن حنبل يقول: إن قال المؤذن في أذانه: صلوا في الرجال، فلك أن تتخلف، وإن لم يقل، فقد وجبت عليك. وقال: أنا أفدت أحمد عن يزيد بن مسلم الصغاني الراوي، وعن وهب بن منبه. ونزلت أنا وأحمد، ومات الشيخ، وكان قد أتى له مائة وخمس وثلاثون سنة. رواها أحمد بن سلمة، عن محمد بن رافع. وقال أحمد بن عمر بن يزيد: نا محمد بن رافع: سمعت عبد الرزاق: سمعت معمرا يقول: رأيت باليمن عنقود عنب وقر بغل تام. قال زنجويه بن محمد: توفي في ذي الحجة سنة خمس وأربعين، وغسله أحمد بن نصر العابد، وصلى عليه محمد بن يحيى الذهلي. وقال مسلم، والنسائي: ثقة، مأمون.) محمد بن الربيع. مولى الأزد. مصري معمر، يعرف بنعمة. حدث عن: عبد الله بن لهيعة. مات في رمضان سنة سبع وأربعين ومائتين. محمد بن رجاء بن السندي. أبو عبد الله النيسابوري، والد محمد بن محمد بن رجاء الإسفرائيني. سمع: النضر بن شميل، ومكي بن إبراهيم. وعنه: ابنه، وزكريا بن داود، وابن خزيمة. قال أبو عبد الله بن الأخرم: هو وأبوه وابنه ثقات أثبات.

(18/432)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 433
محمد بن رزق الله. أبو بكر الكلوذاني. عن: يزيد بن هارون، وشبابة، وجماعة. وعنه: ابن صاعد، ويوسف بن يعقوب الأزرق، وغيرهما. وكان صدوقا. توفي سنة تسع وأربعين ومائتين. محمد بن رمح بن المهاجر م. ق. أبو عبد الله التجيبي، مولاهم المصري. سمع: الليث بن سعد، وابن لهيعة، ومسلمة بن علي الخشني. وحكى عن: مالك رحمه الله. وعنه: م. ق.، والحسن بن سفيان، ومحمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني، وعلي بن أحمد بن علان، وأحمد بن عبد الوارث العسال، ومحمد بن زبان المصريون، وخلق سواهم.

(18/433)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 434
وكان موصوفا بالإتقان الزائد حتى قال فيه النسائي: ما أخطأ في حديث واحد. وقال أبو سعيد بن يونس: ثقة ثبت. كان أعلم الناس بأخبار بلدنا. توفي في شوال سنة اثنتين وأربعين. قال النسائي: لو كان يكتب عن مالك لأثبته في الطبقة الأولى من أصحابه.) محمد بن روح بن عمران. أبو عبد الله المصري، مولى قتيرة، من تجيب. روى عن: عبد الله بن وهب وكان منكر الحديث. قاله ابن يونس. قال: وكان رجلا صالحا. توفي في ذي القعدة سنة خمس وأربعين ومائتين. محمد بن زاهر بن حرب النسائي. ابن أخي أبي خيثمة. سكن دمشق، وحدث عن: القعنبي، وجماعة. وكان طلابة للعلم. مات كهلا.

(18/434)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 435
روى عنه: محمود بن سميع، وسعد بن محمد البيروتي. قال أبو حاتم: أنا صليت عليه، وكان من أقراني. لا بأس به. محمد بن زنبور المكي ن. هو أبو صالح محمد بن جعفر بن أبي الأزهر، ولقب أبيه جعفر: زنبور. روى عن: حماد بن زيد، وإسماعيل بن جعفر، وعبد العزيز بن أبي حازم، وجماعة. وعنه: ن.، وأبو عروبة، وعمر بن محمد بن بجير، وابن صاعد، وأبو علي أحمد بن محمد الباشاني، ومحمد بن أحمد الدبيلي، وخلق سواهم. قال النسائي: ثقة. وضعفه ابن خزيمة. توفي في ذي الحجة سنة ثمان وأربعين. وقع لي حديثه عاليا. محمد بن أبي السري.

(18/435)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 436
أبو جعفر الأزدي. يروي عن: هشام بن الكلبي تصانيفه. وعن: إسحاق الأزرق. وعنه: أبو سعيد السكوني، ومحمد بن خلف بن المرزبان، وأبو أحمد البربري، وآخرون.) محمد بن سعيد بن حماد. أبو إسحاق الأنصاري الحراني. عن: عتاب بن بشير، ومسكين بن بكير. وعنه: النسائي، وابن الباغندي، وأبو عروبة. توفي سنة أربع وأربعين ومائتين. محمد بن سعيد بن عفير المصري. عن: ابن وهب. قال ابن يونس: توفي سنة سبع وأربعين ومائتين. محمد بن سعيد بن يزيد بن إبراهيم التستري البصري ق. أبو بكر، أخو أحمد. عن: معاذ بن هشام، ويعقوب الحضرمي، وأبي عاصم النبيل، وطائفة.

(18/436)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 437
وعنه: ق.، وأبو بكر بن أبي داود، وعبد الله بن محمد بن وهب الدينوري، وآخرون. محمد بن سعيد بن عبد الملك بن أبي قفيز. أبو جعفر السلمي الدمشقي. عن: معروف الخياط الراوي، عن واثلة بن الأسقع. وعن: بقية، والوليد بن مسلم، وجماعة. وعنه: أبو الحسن بن جوصا، ومحمد بن أحمد بن معدان، وإبراهيم بن عبد الرحمن بن مروان، وآخرون. محمد بن سفيان بن أبي الزرد الأبلي د. عن: سعيد بن عامر الضبعي، وعثمان بن عمر بن فارس، وجماعة. وعنه: د.، وأبو بكر بن أبي عاصم، وعلي بن أحمد بن بسطام، وابن خزيمة، وآخرون. محمد بن سلمة المرادي م. د. ت. ق. مولاهم المصري الفقيه. عن: ابن وهب، وابن القاسم، وغيرهما. وعنه: م. د. ت. ق.، ومحمد بن محمد الباغندي، وعلي بن أحمد علان، وجماعة.

(18/437)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 438
وكان من ثقات المصريين وفضلائهم.) توفي في ربيع الأول سنة ثمان وأبعين. استكتبه الحارث بن مسكين إذ كان قاضيا، يكنى أبا الحارث. ذكره النسائي يوما وقال: ثقة ثقة. محمد بن سليمان بن حبيب د. ن. أبو جعفر الأسدي البغدادي، نزيل المصيصة ولقبه: لوين. وهو صاحب الجزء المشهور الذي يروى اليوم عاليا. سمع: مالك بن أنس، وسليمان بن بلال، وحماد بن زيد، وحديج بن معاوية، وأبا عوانة، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، وسفيان بن عيينة، وطائفة. وعنه: د. ن.، وعبد الله بن أحمد، وأبو القاسم البغوي، وابن صاعد، ومحمد بن إبراهيم الحروري، وأبو بكر بن أبي داود، وخلق. وحدث بالثغور، وببغداد، وإصبهان. وعمر دهرا طويلا. روى النسائي في سننه أيضا، عن رجل، عنه، وقال: ثقة.

(18/438)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 439
قال محمد بن القاسم الأزدي: قال لوين: لقبتني أمي لوينا، وقد رضيت. وقال الخطيب، وغيره: كان يبيع الدواب، فيقول هذا الفرس له: لوين. فلقب بذلك. وقال أحمد بن القاسم بن نصر: ثنا لوين سنة أربعين ومائتين. وسأله أبي: كم لك قال: مائة وثلاث عشر سنة. قلت: لو سمع في صباه للقي التابعين كهشام بن عروة، وطبقته. ولو سمع وهو ابن ثلاثين سنة لسمع من شعبة، وابن أبي ذئب ولكنه سمع وهو كهل. ومع هذا فصار من أسند أهل زمانه. توفي سنة ست وأربعين. وقيل: سنة خمس وأربعين بأذنة. وكان غضب على أولاده، فتحول من المصيصة إلى أذنة. وهما من بلاد سيس. محمد بن سوار الأزدي الكوفي د. سكن مصر، وحدث عن: عبد السلام بن حرب، وعبدة بن سليمان، وجماعة.) وعنه: د.، وابنه أبو بكر بن أبي داود، وعلان بن الصيقل، وآخرون.

(18/439)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 440
توفي سنة ثمان وأربعين ومائتين. محمد بن شجاع ت. وهو محمد بن عبد الله بن شجاع أبو عبد الله المروذي، نزيل بغداد. عن: سفيان بن عيينة، وابن علية، وجماعة. وعنه: ت.، ويعقوب الفسوي، وعبد الله بن ناجية، ومحمد بن أحمد بن زهير، وآخرون. توفي سنة أربع وأربعين. محمد بن صدقة ن. أبو عبد الله الحمصي الجبلاوي المؤدب. عن: بقية، ومحمد بن حرب، وأبي ضمرة، وغيرهم. وعنه: ن.، وعمرو بن بجير، وابن أبي داود، وجماعة. قال أبو حاتم: صدوق.

(18/440)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 441
محمد بن طريف البجلي الكوفي م. د. ت. ق. أبو جعفر. عن: حفص بن غياث، وابن فضيل، وأبي معاوية، وطبقتهم. وعنه: م. د. ت. ق.، ومحمد بن صالح بن ذريح، وعبد الله بن زيدان، وآخرون. وكان ثقة، صاحب حديث. توفي سنة اثنتين وأربعين ومائتين. محمد بن عباد بن موسى البغدادي. سندولا. سمع: عبد السلام بن حرب، وعبد الله بن إدريس، وإسماعيل بن علية، وطائفة. وعنه: إبراهيم الحربي، وابن أبي الدنيا، وأبو حامد محمد بن هارون. وكان إخباريا، ضعيف الحديث.

(18/441)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 442
محمد بن عباد بن آدم الهذلي ن. ق. البصري.) عن: معتمر بن سليمان، ومحمد بن جعفر غندر، وجماعة. وعنه: ن. ق.، وأبو بكر بن أبي داود، وعبد الله بن محمد بن وهب، وآخرون. ولعله بقي إلى بعد الخمسين. محمد بن عبد الله بن عمار ن. الحافظ أبو جعفر الموصلي، مفيد الموصل ومحدثها. سمع: المعافى بن عمران، وأبا بكر بن عياش، وسفيان بن عيينة، وعيسى بن يونس، وطبقتهم.

(18/442)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 443
وله كتاب جليل في معرفة العلل والشيوخ. وعنه: ن.، والحسين بن إدريس الهروي، وجعفر الفريابي، ومحمد بن محمد الباغندي، وأبو يعلى الموصلي، وعبد الله بن أحمد، وخلق. وكان تاجرا فقدم بغداد مرات وحدث بها. وكان عبيد العجلي يعظم أمره ويرفع قدره. قال النسائي: ثقة، صاحب حديث. قلت: توفي سنة اثنتين وأربعين، وقد كمل ثمانين عاما. وقال فيه الخطيب: كان أحد أهل الفضل المتحققين بالعلم، حسن الحفظ، كثير الحديث. روى عنه: الحسين الهروي كتابا في علل الحديث ومعرفة الشيوخ. وقال ابن عدي: سمعت أبا يعلى يسيء القول في ابن عمار ويقول: شهد على خالي بالزور. وذكر الخطيب أنه مخرمي نزل الموصل. قلت: فهو أبو جعفر محمد بن عبد الله المخرمي الحافظ. سيعاد مع أبي جعفر محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي الحافظ المذكور في الطبقة الآتية، إن شاء الله. وقال ابن قانع: توفي سنة إحدى وثلاثين، وهو وهم.

(18/443)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 444
محمد بن عبد الله بن بزيع البصري م. ت. ن. عن: جعفر بن سليمان الضبعي، وفضيل بن سليمان، وبشر بن المفضل، وجماعة. وعنه: م. ت. ن.، وعبدان الأهوازي، وابن خزيمة، ومحمد بن علي الترمذي الحكيم، وجماعة. وثقه أبو حاتم. توفي سنة سبع وأربعين ومائتين.) محمد بن عبد الله بن عبد الرحيم بن سعيه بن أبي زرعة د. ن. أبو عبد الله بن البرقي المصري الحافظ، مولى بني زهرة، وأخو أحمد. سمع: عمرو بن أبي سلمة التنيسي، وإدريس بن يحيى الخولاني، وعبد الملك بن هشام، ومحمد بن يوسف الفريابي، وعبد الله بن يوسف، وأبا عبد الرحمن المقريء، وطائفة. وتكلم في الجرح والتعديل، وأخذ عن: يحيى بن معين، وغيره.

(18/444)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 445
روى عنه: د. ن.، والحسن بن الفرج الغزي، ومحمد بن المعافى، وعمر بن محمد بن بجير، وجماعة. قال النسائي: لا بأس به. وقال أبو سعيد بن يونس: كان ثقة، حدث بالمغزي عن عبد الملك بن هشام. وتوفي في جمادى الآخرة سنة تسع وأربعين. قال: وإنما عرف بالبرقي لأنه كان وإخواته يتجرون إلى برقة. محمد بن عبد الله بن عبيد بن عقيل د. ن. ق. أبو مسعود الهلالي البصري. عن: جده عبيد، وبشر بن عمر الزهراني، وأبا عاصم النبيل، وعمرو بن عاصم، وعثمان بن عمر بن فارس، وجماعة. وعنه: د. ن. ق.، وأحمد بن يحيى التستري، وأبو عروبة، ومحمد بن نوح الجنديسابوري، وأحمد بن محمد بن صدقة الحافظ، وطائفة. قال النسائي: لا بأس به. محمد بن عبد الله بن بكر الخزاعي ن. ويقال الهاشمي، مولاهم الصنعاني المقدسي، الخلنجي.

(18/445)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 446
أبو الحسن نزيل بيت المقدس. عن: سفيان بن عيينة، وسعيد بن سالم القداح، وعبد الله بن ميمون القداح، ومالك بن سعيد. وعنه: ن.، وأبو بكر بن أبي عاصم، وعبدان الأهوازي، وآخرون، آخرهم محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني. محمد بن عبد الله بن حفص بن هشام بن زيد بن أنس بن مالك الأنصاري البصري ق. عن: محمد بن عبد الله الأنصاري القاضي، وأبي عاصم، ويحيى بن كثير، وغيرهم. وعنه: ق.، وابن خزيمة، وأبو قريش، وأبو عروبة، وابن صاعد.) محمد بن عبد الله بن أبي حماد الطرسوسي القطان د. عن: عبد الرحمن بن مغراء، وأبي تميلة يحيى بن واضح، وجماعة. وعنه: د.، وعلي بن الحسين بن الجنيد، وأبو عبد الرحمن النسائي في الكنى، وآخرون. محمد بن عبد الله بن حسن.

(18/446)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 447
أبو عبد الله الجرجاني العصار. كان مع أحمد بن حنبل في اليمن. روى عن: عبد الرزاق، وإبراهيم بن الحكم بن أبان. وعنه: عمران بن موسى السختياني، وعبد الرحمن بن عبد المؤمن المهلبي، وإبراهيم بن تومرد. قال حمزة السهمي: هو أول من أظهر مذهب الحديث بجرجان، رحمه الله. محمد بن عبد الأعلى م. ت. ن. ق. أبو عبد الله الصنعاني القيسي. عن: معتمر بن سليمان، ويزيد بن زريع، وأبي بكر بن عياش، وسفيان بن عيينة، وعثام بن علي، وعبد الرزاق، وطائفة. وعنه: م. ت. ن. ق.، وبقي بن مخلد، وجعفر الفريابي، وعمر بن بجير، وابن خزيمة، وقاسم المطرز، وخلق. وثقه أبو حاتم، وغيره. توفي بالبصرة سنة خمس وأربعين ومائتين.

(18/447)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 448
محمد بن عبد الرحمن بن حكيم بن سهم الأنطاكي م. عن: معتمر بن سليمان، وأبي إسحاق الفزاري، وابن المبارك، وعيسى بن يونس، وبقية بن الوليد. وعنه: م.، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبو يعلى الموصلي، وموسى بن هارون، وأبو القاسم البغوي، وخلق سواهم. وثقه أبو بكر الخطيب. وتوفي سنة ثلاث وأربعين. محمد بن عبد الصمد بن داود بن مهران الحراني. أبو جعفر. ولد بمصر وسمع من: ابن وهب، ورشدين بن سعد.) توفي سنة إحدى وأربعين. محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة غزوان اليشكري خ. ع. مولاهم المروزي أبو جعفر. حج بأخرة، وحدث عن: ابن المبارك، وسفيان بن عيينة، وحفص بن غياث، والفضل بن موسى، وأبي معاوية، وطائفة.

(18/448)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 449
وعنه: ع.، وخ، عن رجل، عنه، وأبو زرعة الرازي، وإبراهيم الحربي، وموسى بن هارون، وأبو إسحاق السراج، ومحمد بن هارون بن المجدر، وابن المبارك، سمع منه ثلاثة أحاديث فقط. وروى البخاري في صحيحه عن سعيد بن مروان، وعنه، عن سلمون بن صالح. توفي سنة إحدى وأربعين ومائتين. محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب محمد بن عبد الله بن أبي عثمان بن عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أمية. أبو عبد الله القرشي الأموي البصري. عن: أبي عوانة، وعبد العزيز بن المختار، ويوسف بن الماجشون، وعبد الواحد بن زياد، وكثير بن سليم، وكثير بن عبد الله الأيلي، وعدة. وعنه: م. ت. ن. ق.، وأبو بكر بن أبي الدنيا، ومحمد بن محمد الباغندي، وأبو القاسم البغوي، وإبراهيم بن محمد بن متويه، ومحمد بن جرير الطبري، وطائفة.

(18/449)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 450
وكان من جلة المشايخ وفضلائهم. قال النسائي: لا بأس به. وقال ابن قانع: مات بالبصرة في جمادى الأولى لعشر بقين منه سنة أربع وأربعين. وقال الصولي: نهى المتوكل عن الكلام في القرآن، وأشخص الفقهاء والمحدثين إلى سامراء، منهم ابن أبي الشوارب، وأمرهم أن يحدثوا وأجزل صلاتهم. قلت: لما ولي ابنه الحسن بن محمد القضاء تخوف وقال له: يا حسن أعيذ وجهك الحسن من النار. وفي ذريته عدة قضاة يقع لي حديثه عاليا. محمد بن عبيد بن محمد بن واقد د. ت. ن. أبو جعفر المحاربي الكوفي النحاس.) عن: علي بن مسهر، وعبد السلام بن حرب، وعمر بن عبيد، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وشريك بن عبد الله، وإسماعيل بن عياش، وأبي الأحوص سلام، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وابن المبارك، وطائفة. وطال عمره، وآشتهر اسمه. وعنه: د. ت. ن.، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبو لبيد السرخسي، وعنه: د. ت. ن.، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبو لبيد السرخسي،

(18/450)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 451
ومحمد بن جرير الطبري، وعبد الله بن زيدان البجلي، وطائفة. قال النسائي: لا بأس به. وقال ابن حبان: مات سنة خمس وأربعين ومائتين. قال ابن أبي عاصم: توفي سنة إحدى وخمسين. محمد بن عبيد بن محمد بن ثعلبة العامري الكوفي ق. المعروف بالحماني لنزوله فيهم. ويلقب بالحوت. روى عن: أبيه، وعمر بن عبيد الطنافسي. وعنه: ق.، وأحمد بن يحيى التستري، وحاجب بن أركين، وعلي بن العباس المقانعي، ويحيى بن صاعد، وآخرون. ذكره ابن حبان في الثقات. محمد بن عبيد المدني. تقدم. محمد بن عبيد بن عبد الملك ت. أبو عبد الله الأسدي الهمداني، الكوفي الأصل، الجلابة. عن: سفيان بن عيينة، وأبي معاوية، ويحيى بن سعيد الأموي، وعبيدة بن حميد، وإسماعيل بن علية، وعلي بن أبي بكر الإسفذني، وجماعة. وعنه: ت.، والحسن بن علي بن أبي الحناء، وعلي بن سعيد

(18/451)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 452
العسكري، وقاسم بن زكريا المطرز، وأبو بشر محمد بن أحمد الدولابي، وعبد الرحمن بن أحمد بن عباد، ومحمد بن ماجة في غير السنن، وآخرون. وكان عبدا صالحا. وثقه أبو زرعة وأثنى عليه. وقال الحسن بن يزداد الخشاب: لو كان محمد بن عبيد ببغداد كان شبيها بأحمد بن حنبل. وقال غيره: كان يصوم الدهر.) قلت: وقع لنا حديثه عاليا. وتوفي سنة تسع وأربعين ومائتين. محمد بن عثمان بن خالد ق. أبو مروان العثماني المدني. عن: أبيه، وإبراهيم بن سعد، وعبد العزيز بن أبي حازم، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، ومحمد بن ميمون، وجماعة. وعنه: ق.، وأحمد بن زيد القزاز، وإسحاق الخزاعي، وبقي بن مخلد، وجعفر الفريابي، وعمران بن موسى بن مجاشع، ومحمد بن يحيى بن مندة، وطائفة. قال صالح جزرة: ثقة صدوق، إلا أنه يروي عن أبيه المناكير.

(18/452)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 453
وقال موسى بن هارون: مات سنة إحدى وأربعين. وقال البخاري: صدوق. محمد بن عثمان بن بحر ن. أبو عبد الله العقيلي البصري. عن: عبد الأعلى بن عبد الأعلى، ومحمد بن عبد الرحمن الطفاوي، وأبي عاصم النبيل. وعنه: ن،. وأحمد بن عمرو البزار، وعبدان الأهوازي، وابن خزيمة، وطائفة. محمد بن عصام بن يزيد بن عجلان الإصبهاني جبر. ولقب أبيه أيضا جبر. روى عن: أبيه، وله عنه نسخة كبيرة عن سفيان الثوري. وعنه: محمد بن يحيى بن مندة، وأحمد بن علي بن الجارود، وسلم بن عصام، ومحمد بن أحمد بن يزيد الزهري. محمد بن عقبة بن هرم السدوسي البصري.

(18/453)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 454
عن: جعفر بن سليمان الضبعي، وحماد بن زيد، وحسان الكرماني، وجرير بن عبد الحميد. وعنه: أحمد بن عمرو البزار، والحسن بن سفيان، وعبدان الأهوازي، وجماعة. ضعفه أبو حاتم. وقد روى عنه البخاري في كتاب الأدب. محمد بن عكاشة الكرماني. روى الموضوعات عن مثل: سفيان بن عيينة، والوليد بن مسلم.) وعنه: إسماعيل بن قتيبة النيسابوري، وغيره. ذكره ابن عساكر فقال: محمد بن عكاشة بن محصن، وأبو عبد الله الكرماني. ذكر أنه سمع من: الوليد، ووكيع، وابن عيينة، ومندل بن علي، وعبد الرزاق، وطائفة. روى عنه: إسماعيل بن قتيبة، وإبراهيم بن محمد بن هانيء، ومحمد بن إبراهيم الطيالسي. قال الدارقطني: كان يضع الحديث.

(18/454)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 455
وقال أحمد بن محمد بن يونس الهروي البزاز: كان يحدث بالبواطيل، فبلغني أنه شهد الجمعة بكرمان، فقرأ الإمام على المنبر، فصعق فمات. قلت: ومما وضع على سند الصحيحين: أطعموا نساءكم لبانا، فإن يكن ذكرا يخرج ذكيا شجاعا، وإن يكن جارية حسن خلقها وأعظم عجيزتها، وحظيت عند زوجها. ومن موضوعاته على النبي صلى الله عليه وسلم، عن جبريل، عن الله عز وجل: من لم يؤمن بالقدر فليس مني، أو نحوه. محمد بن العلاء بن كريب ع.

(18/455)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 456
أبو كريب الهمداني الحافظ. محدث الكوفة. عن: عبد الله بن المبارك، وسفيان بن عيينة، وحفص بن غياث، وعبيد الله الأشجعي، وعمر بن عبيد، وحاتم بن إسماعيل، وعبد الله بن إدريس، وهشيم، وخلق. وعنه: ع.، وبقي بن مخلد، وعبد الله بن أحمد، وأحمد بن علي المروزي، وجعفر الفريابي، وعبد الله بن ناجية، وابن خزيمة، وأبو عروبة، ومحمد بن هارون الروياني، وعبد الله بن زيدان البجلي، ومحمد بن القاسم بن زكريا المحاربي، وخلق. سمع بدمشق من: شعيب بن إسحاق. وعنه: قال: أتيت يحيى بن حمزة، فوجدت عليه سواد القضاء، فلم أسمع منه. كنت سافرت أريد إفريقية. وقال علي بن نصر النيسابوري: سمعت أبا عمرو الخفاف يقول: ما رأيت في المشايخ بعد إسحاق أحفظ من أبي كريب. وقال النسائي: ثقة. قال صالح جزرة: تيبس رأس أبي كريب، فأمر الطبيب أن يغلف رأسه بفالوذج. قال: فتناوله من رأسه، وأكله وقال: بطني أحوج إلى هذا من رأسي.) قال مطين: أوصى أبو كريب بكتبه أن تدفن، فدفنت. قال حجاج الشاعر: سمعت أحمد بن حنبل يقول: لو حدثت عن أحد ممن أجاب، يعني في المحنة، لحدثت عن اثنتين: أبو معمر، وأبو كريب، وأما أبو معمر فلم يزل بعدما أجاب يذم نفسه على إجابته، ويحسن أمر الذي لم يجب. وأما أبو كريب فأجري عليه ديناران، وهو محتاج، فتركها لما علم أنه

(18/456)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 457
أجري عليه لذلك. وقال محمد بن عبد الله بن نمير: ما بالعراق أكثر حديثا من كريب، ولا أعرف بحديث بلدنا منه. وقال الحافظ أبو علي النيسابوري: سمعت أبا العباس بن عقدة يقدم أبا كريب في الحفظ والكثرة على جميع مشايخهم. ويقول: ظهر لأبي كريب بالكوفة ثلاثمائة ألف حديث. وقال موسى بن إسحاق: سمعت من أبي كريب مائة ألف حديث. وقال أبو حاتم: صدوق. وقال أبو عمرو الخفاف: ما رأيت في المشايخ بعد إسحاق مثل أبي كريب. وقال محمد بن يحيى لإبراهيم بن أبي طالب: من أحفظ من رأيت بالعراق. قال: لم أر بعد أحمد بن حنبل أحفظ من أبي كريب. قال البخاري: توفي أبو كريب يوم الثلاثاء لأربع بقين من جمادى الآخرة سنة ثمان وأربعين ومائتين. زاد غيره: عاش سبعا وثمانين سنة، رحمه الله.

(18/457)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 458
محمد بن علي بن الحسن بن شقيق ت. ن. أبو عبد الله المروزي. حدث ببغداد وخراسان، عن: أبيه، والنضر بن شميل، وأبي أسامة، ويزيد بن هارون، وعبدان بن عثمان، وجماعة. وعنه: ت. ن، والحسن بن سفيان، وابن خزيمة، ومحمد بن جرير، وابن صاعد، وخلق آخرهم القاضي المحاملي. وثقه النسائي، وغيره. قال محمد بن موسى الباشاني، وابن قانع: مات سنة خمسين. زاد الباشاني: لثلاث بقين من المحرم. سقط من السطح فمات. محمد بن علي بن حمزة ن. أبو عبد الله المروزي الحافظ. عن: إسحاق بن سليمان الرازي، وعبيد الله بن موسى، وأبي اليمان،

(18/458)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 459
وعبدان بن عثمان، وطبقتهم. وعنه: ن.، وإبراهيم بن أبي طالب، وعلي بن سعيد الرازي، وابن خزيمة، وأبو قريش محمد بن جمعة، وآخرون.) وأكثر عنه ابن خزيمة، وسأله عن العلل والرجال. أقام بنيسابور مدة بعد الأربعين. أما محمد بن علي بن حمزة العلوي البغدادي. فشيخ ثقة. توفي سنة ست وثمانين ومائتين. عنده عن: أبي عثمان المازني. ومحمد بن علي بن حمزة الأنصاري. عن: عبيد الله القواريري. ومحمد بن علي بن حمزة الأنطاكي. نزل بغداد، روى عن: أبي أمية الطرسوسي، وطبقته. وبقي إلى سنة ثلاث عشر وثلاثمائة. محمد بن عمران بن أيوب الإصبهاني. عن: سلمة بن الفضل، وعبيد الله بن موسى، وطائفة. وعنه: ابنه عبد الله، شيخ لأبي الشيخ، وغيره.

(18/459)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 460
محمد بن عمران بن زياد. أبو جعفر الضبي الكوفي النحوي. سكن بغداد، وأدب ابن المعتز. وحدث عن: أبي نعيم، وأبي غسان النهدي، وجماعة كثيرة. ورحل إلى الشام، فسمع من: هشام بن عمار. روى عنه: عبد الله بن أبي سعد الوراق، وأبو العباس بن مسروق. مات كهلا وثقه الدارقطني. محمد بن عمر بن علي بن عطاء بن مقدم المقدمي البصري ع. ت. ابن عم محمد بن أبي بكر. سمع: أباه، ومحمد بن جعفر غندر، ومحمد بن أبي عدي، ويوسف بن عطية، ومعاذ بن هشام، ويحيى القطان، وعدة. وعنه: ع.، وأحمد بن عمرو البزار، وجعفر بن أحمد الحافظ،

(18/460)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 461
وابن خزيمة، ومحمد بن جرير، وآخرون.) قال أبو حاتم: صدوق. قلت: توفي سنة خمس وأربعين ومائتين. محمد بن عمر بن حرب بن سنان القرشي البصري. حدث بإصبهان عن: يحيى القطان، وغندر، والحكم بن سنان. وعنه: عبد الله بن محمد بن وهب، وأحمد بن محمد بن مسلم. محمد بن عمرو بن العباس. أبو بكر الباهلي البصري. حدث عن: سفيان بن عيينة، وغندر، وعبد الوهاب الثقفي، وجماعة. وعنه: ابن صاعد، والمحاملي، وآخرون. توفي سنة تسع وأربعين ومائتين. يقع لنا من عواليه. محمد بن عمرو بن الحكم الهروي. حدث ببغداد عن: الجارود بن يزيد، وعبد الله بن واقد، ووكيع، ومكي بن إبراهيم، وغسان بن سليمان. وعنه: ابن صاعد، والمحاملي.

(18/461)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 462
قال الخطيب: ثقة، عنده عن الجارود بن يزيد، ومكي بن إبراهيم. محمد بن.... أبو عبد الله... الحافظ، نزيل هراة. روى عن: إسحاق الأزرق، ويزيد بن...، وعبد الرزاق، وجماعة. وعنه: أبو يحيى البزاز، ومحمد بن عبد الرحمن بن الشامي، ومحمد بن شاذان. صدوق. قيل: إنه كان يحفظ سبعين ألف حديثه. محمد بن أبي عون. أبو بكر البغدادي. عن: محمد بن فضيل، وشعيب بن حرب. وعنه: ابن صاعد، والمحاملي، وجماعة.) توفي سنة تسع وأربعين ببغداد في شعبان. واسم أبيه أبي عون محمد. محمد بن عيسى بن زياد ن.

(18/462)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 463
أبو الحسين الدامغاني. نزيل الري. حدث عن: ابن المبارك، وجرير بن عبد الحميد، وسلمة الأبرش، وجماعة. وعنه: ن.، ومحمد بن جرير الطبري، وأبو بكر بن أبي داود، وأبو نعيم عبد الملك بن عدي، وعبد الله بن محمد بن وهب الدينوري، وآخرون كثيرون. ولعله بقي إلى بعد الخمسين. محمد بن أبي غالب القومسي الطيالسي خ. د. أبو عبد الله، نزيل بغداد. عن: يزيد بن هارون، وسعيد بن سليمان سعدويه، وعبد الرحمن بن شريك النخعي، وطائفة. وعنه: خ. د.، وأبو بكر بن أبي عاصم، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، والحسين بن إسحاق التستري، وأبو بكر بن أبي داود. قال البخاري: مات في سلخ رمضان سنة خمسين. قلت: روى البخاري عنه عن: محمد بن أبي سمية. وعنه عن: إبراهيم بن المنذر الحزامي.

(18/463)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 464
وكان من الثقات. وأما محمد بن أبي غالب. صاحب هشيم، فمات سنة أربع وعشرين ومائتين. محمد بن فراس ت. ق. أبو هريرة البصري الصيرفي. عن: وكيع، ومعاذ بن هشام، وسلمة بن قتيبة، وحرمي بن عمارة أبي داود، وطبقتهم. وعنه: ت. ق.، وأحمد بن عمرو البزار، وعمر بن بجير، ومطين، و... محمد بن سليمان المالكي البصري، وآخرون. قال أبو حاتم: صدوق.) قلت: توفي سنة اثنتين وأربعين. محمد بن قدامة بن أعين بن المسور الجوهري أبو جعفر المصيصي.

(18/464)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 465
عن: ابن المبارك، وجرير بن عبد الحميد، وفضيل بن عياض، ووكيع، وعثام بن علي، وسفيان بن عيينة، وأبي الحسن الكسائي، وطائفة. وعنه: د. ن.، وأبو بكر بن أبي داود، وعبد الرحمن بن عبيد الله الأسدي الحلبي ابن أخي الإمام، وعبد الرحمن بن عبيد الله الهاشمي الحلبي ابن أخي الإمام، وعمر بن الحسن أبو حفيص الحلبي القاضي، ومحمد بن الحسن بن قتيبة، ومحمد بن المسيب الأغياني، ومحمد بن سفيان. قال النسائي: لا بأس به. ووثقه الدارقطني. وقال ابن حبان: مات قريبا من سنة خمسين. قلت: وقع لنا حديثه عاليا في معجم ابن جميع. محمد بن الإمام أبي عبد الله محمد بن إدريس الشافعي. قاضي الجزيرة. توفي بالجزيرة بعد الأربعين ومائتين. روى عن: أبيه، وغيره. وذكر ابن يونس أنه سمع أيضا من: سفيان بن عيينة الهلالي. قال: وله أخ باسمه توفي سنة إحدى وثلاثين بمصر.

(18/465)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 466
محمد بن محمد بن مرزوق الباهلي م. ت. بصري ثقة. حدث ببغداد، عن: روح بن عبادة، وأبي عامر العقدي، ومحمد بن عبد الله الأنصاري. وعنه: م. ت.، ونسباه إلى جده، ومحمد بن جرير، وابن خزيمة، والمحاملي. وسيعاد. محمد بن محمد بن النعمان بن شبل الباهلي البصري. روى عن: مالك بن أنس، وغيره. وعمر دهرا.) روى عنه: أحمد بن محمد بن روق الهزاني. محمد بن مرداس الأنصاري البصري.

(18/466)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 467
عن: زياد بن عبد الله البكائي، وبشر بن المفضل، وعبد الله بن عيسى الخزاز. وعنه: محمد بن إسماعيل البخاري في بعض تواليفه، وعبدان الأهوازي، ومحمد بن هارون الروياني، ومحمد بن أحمد بن سليمان الهروي، وآخرون. توفي سنة تسع وأربعين. أما محمد بن مرداس الأنصاري. عن خارجة بن مصعب، فآخر لا يعرف. محمد بن مرزوق الباهلي م. ت. ق.

(18/467)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 468
هو محمد بن محمد بن مرزوق بن بكير، مر. وأكثر ما يأتي منسوبا إلى جده. روى عنه: م. ت. ق.، وخلق. قال ابن أبي عاصم: توفي سنة ثمان وأربعين ومائتين. قلت: تفرد عن الأنصاري، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رفعه: إذا أكل ناسيا فلا قضاء عليه ولا كفارة. لم يروه أحد بهذا الإسناد غيره. محمد بن مسعدة البزاز. روى عن: محمد بن شعيب بن شابور. وعنه: أبو العباس السراج، وقاسم المطرز، ويحيى بن صاعد. محمد بن مسعود بن يوسف د. أبو جعفر بن العجمي. نزيل طرسوس وشيخها في زمانه. روى عن: عيسى بن يونس، ويحيى القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، وزيد بن الحباب، وعبد الرزاق، وطائفة. وعنه: د.، وجعفر الفريابي، ومحمد بن وضاح الأندلسي، وحاجب بن

(18/468)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 469
أركين، وأبو بكر بن أبي داود، ومحمد بن إسحاق السراج، وعبد الله بن محمد بن وهب الدينوري، والحسين بن إسماعيل المحاملي، وآخرون. وثقه الخطيب، وغيره. وقال محمد بن وضاح: رفيع الشأن فاضل، ليس بدون أحمد بن حنبل.) قلت: سمع منه أحمد بن علي الجزري في سنة سبع وأربعين. قال ابن عبد البر: قال ابن وضاح: ما أعلم أحدا أعلم بالحديث من محمد بن مسعود. محمد بن مسكين اليمامي خ. م. د. ن. أبو الحسن. حدث ببغداد، عن: جعفر بن يوسف الفريابي، وبشر بن بكر، ويحيى بن حسان التنيسيين، وأبي مسهر، وطائفة. وآخر شيخ له: وهب بن جرير.

(18/469)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 470
وعنه: خ. م. د. ن.، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأحمد بن عمرو البزار، ومحمد بن حسين بن مكرم، ومحمد بن يحيى بن مندة، وعمر البجيري، وابن خزيمة، وآخرون. وثقه أبو داود، وغيره. محمد بن مصفى بن بهلول د. ن. ق. أبو عبد الله القرشي الحمصي، الرجل الصالح. روى عن: بقية، وسفيان بن عيينة، ومحمد بن حرب الخولاني، والوليد بن مسلم، وابن أبي فديك، وطائفة. وعنه: د. ن. ق.، والحسن بن فيل، وسعيد بن عبد العزيز الحلبي، وعبدان الأهوازي، وأبو بكر بن أبي داود، ومحمد بن تمام البهراني، ومحمد بن العباس بن الدرفس، ومحمد بن يوسف بن بشر الهروي، وعبد الغافر بن سلامة الحمصي وخلق.

(18/470)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 471
قال أبو حاتم: صدوق. قال: محمد بن عبد الفضل الكلاعي: عادلته إلى مكة سنة ست وأربعين، فأقبل بالجمعة ومات بمنى. وكان دخل مكة وهو لما به، فدخل أصحاب الحديث عليه وهو في النزع، فقرأوا عليه، فما عقل مما قريء شيئا. وقال محمد بن عوف: رأيت محمد بن مصفى في النوم، فقلت: يا أبا عبد الله أليس قد مت إلى ما صرت قال: إلى خير، ومع ذلك فنحن نرى ربنا كل يوم مرتين. فقلت: يا أبا عبد الله صاحب سنة في الدنيا، وصاحب سنة في الآخرة قال: فتبسم إلي. قلت: روى ابن ماجة أيضا عن مرار بن حمويه عن محمد بن مصفى. وقال جزرة: له مناكير. محمد بن معروف القرشي الإصبهاني العطار.) حدث عن: يحيى بن سعيد القطان، ويزيد بن هارون.

(18/471)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 472
وقرأ القرآن على يعقوب الحضرمي. حدث عنه: محمد بن أحمد بن تميم، وعبد الله بن أبي عيسى، وغيرهما. وأم بجامع إصبهان. وكان من العبادة والورع بمحل. رحمه الله. محمد بن مقاتل. أبو عبد الله الرازي. عن: جرير بن عبد الحميد، ووكيع، وحكام بن سلم، وجماعة. وعنه: أحمد بن جعفر الجمال، وعيسى بن محمد المروزي الكاتب، والزاهد أبو عثمان سعيد بن إسماعيل الجيزي، وآخرون. وهو من الضعفاء والمتروكين. قيل إنه توفي سنة ست وأربعين، وكان من الفقهاء الكبار. أما محمد بن مقاتل المروزي. فقد مات قبل هذا بعشرين سنة. محمد بن موسى بن نفيع ت. ن.

(18/472)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 473
أبو عبد الله الحرشي البصري. عن: حماد بن زيد، وجعفر بن سليمان، ومحمد بن ثابت العبدي، وسهيل بن أبي حزم، وفضيل بن سليمان، وطائفة. وعنه: ت. ن.، وأحمد بن عمرو البزار، والحسين بن إسحاق التستري، والقاسم المطرز، وعمر بن محمد بن بجير، وابن صاعد، وطائفة. قال أبو داود: ضعيف. وقال أبو حاتم: شيخ. وقال النسائي: صالح. ووثقه ابن حبان. توفي سنة ثمان وأربعين ومائتين. محمد بن موسى بن عمران خ. م. ق. أبو جعفر الواسطي القطان، ابن عمة أحمد بن سنان القطان.) عن: يزيد بن هارون، وأبي سفيان الحميري، وأبي عامر العقدي، وأبي عاصم، والمثنى بن معاذ العنقزي، وطائفة.

(18/473)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 474
وعنه: خ. م. ق.، وأحمد بن يحيى التستري، وأبو بكر بن أبي داود، وأحمد بن عمرو البزار، وابن خزيمة، وابن صاعد، وطائفة. ذكره ابن حبان في الثقات. محمد بن أبي معشر نجيح بن عبد الرحمن ت. أبو عبد الملك السندي المدني، مولى بني هاشم. عن: أبيه، والنضر بن منصور، وغيرهما. وعنه: ت.، وإبراهيم بن محمد بن متويه، ومحمد بن المجدر، وشعيب الذارع، ومحمد بن جرير، وأحمد بن عبد الله بن سابور الدقاق، وأبو حامد محمد بن هارون الحضرمي، وجماعة. قال أبو حاتم: محله الصدق. ووثقه أبو يعلى الموصلي. توفي سنة أربع، وقيل: سنة سبع وأربعين، وله تسع وتسعون سنة. قال ابن معين: سألت حجاجا بالمصيصة عنه فقال: طلب مني كتب أبيه مما سمعته، فأخذها فنسخها، وما سمعها مني.

(18/474)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 475
قلت: هذا لا يدل على أنه حدث بما نسخ، فلا يضره ذلك. محمد بن النضر الزبيري الإصبهاني. عن: عامر بن إبراهيم، وبكر بن بكار، وجماعة. وعنه: أحمد بن الحسين الأنصاري، وعبد الله محمد بن عيسى. محمد بن النعمان بن عبد السلام بن حبيب بن حطيط. أبو عبد الله التيمي الإصبهاني. شيخ إصبهان وابن شيخها وأبو شيخها عبد الله. لم يسمع من أبيه لصغره. ورحل، وسمع من: سفيان بن عيينة، وحفص بن غياث، وأبي بكر بن عياش، ووكيع، وطائفة. وعنه: زيد بن أخرم وقال: ثنا عابد أهل إصبهان محمد بن النعمان. وروى عنه: هارون بن سليمان، ومحمد بن يزيد، وجعفر بن أحمد بن فارس. قال أبو الشيخ: هو أحد الورعين. لم يحدث إلا بالقليل.) ذكر أنه خرج إلى البصرة، فأقام بها زمانا، وتزوج بها ابنة عبد الله بن بكر السهمي. كان أبيض الرأس واللحية، وكان ثوبه خشنا، وكمه إلى طرف أصابعه.

(18/475)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 476
ثم وصفوا له التنعم، وأنه إن لم يفعل خيف على عقله، فكان بعد ذلك يلبس الثياب الفاخرة، ويتغلف بالغالية. قال: وتوفي سنة أربع وأربعين ومائتين. محمد بن هارون الرشيد بن محمد المهدي بن المنصور. أبو العباس الهاشمي. وهو معروف بكنيته، لأن له عدة إخوة، إنما يعرفون بكناهم. وكان هذا مغفلا، فحدث أبو العيناء قال: حدثني أبو العالية قال: لما مات سعيد بن سلم الباهلي قال لي الرشيد: علم ابني تعزيته. فقلت: يا أبا العباس، إذا صرت إلى القوم فقل: أعظم الله أجركم وأحسن عزاءكم ورحم موتاكم. فقال: هذا طويل. فقلت: قل: أعظم الله أجركم وأحسن عزاءكم. فقال: هذا أطول من ذاك. فقلت: قل: أعظم الله أجركم. وأخذت أكررها على سمعه ثلاثا. فلما ركبنا في اليوم الثالث وركب الناس وقربنا من دار الميت، خرج أولاده حفاة، فنزل ودخل فقال: ما فعل أبو عمرو قالوا: مات. قال: جيد، فإيش عملتم قالوا: دفناه. فقال: أحسنتم.

(18/476)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 477
ورخ وفاة أبي العباس هذا أحمد بن أبي طاهر في سنة خمس وأربعين ومائتين. محمد بن هارون. أبو عيسى الوراق. صاحب التصانيف. ذكره المسعودي بأنه توفي سنة سبع وأربعين ومائتين ببغداد، وله تصانيف كثيرة في العلات والإمامة والنظر. محمد بن هشام بن عوف. أبو محلم التميمي السعدي اللغوي، أحد أئمة العربية. سمع: سفيان بن عيينة، وجرير بن عبد الحميد، ومحمد بن فضيل، وخالد بن الحارث، وطائفة. ودخل البادية في طلب لسان العرب، وبقي بها مدة، وكتب الكثير من كلامهم.) وكان ينظر بابن الأعرابي. أخذ عنه: الزبير بن بكار، وثعلب، والمبرد، وعلي بن الصباح، وآخرون. من علماء العراق.

(18/477)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 478
توفي سنة خمس وأربعين. وقيل: سنة ثمان وأربعين. محمد بن الهيثم بن خالد. أبو عبد الله البجلي الكوفي الحافظ. روى عن: عم أبيه الحسن بن الربيع البوراني، وحسين الجعفي، وأبي أسامة، وأبي نعيم. وحدث ببخارى، روى عنه أهلها. قال بكر بن منير: سمعت أبي يسأل محمد بن إسماعيل البخاري، عن محمد بن الهيثم لما قدم بخارى، فقال: اكتبوا عنه فإنه ثقة. وجميع ما حدث ببخارى حدثناه حفظا، والكتب بين يديه مطروحة. أنا ابن الخلال، وأنا جعفر، أنا السلفي، أنا أبو علي البرداني، أنا هناد السلفي، أنا غنجار في تاريخه: ثنا أحمد بن أبي حامد الباهلي، سمعت بكر بن منير بن خليد: سمعت محمد بن الهيثم البجلي ببخارى يقول: كان ببغداد قائد من بعض قواد المتوكل، وكانت امرأته تلد البنات. فحملت المرأة مرة، فحلف زوجها: إن ولدت هذه المرة بنتا فإني أقتلك بالسيف. فلما قربت ولادتها وجلست قابلة، ألقت المرأة مثل الجريب وهو يضطرب، فشقوه، فخرج منه أربعون إبنا وعاشوا كلهم. قال محمد بن الهيثم: وأنا رأيتهم ببغداد ركبانا خلف أبيهم. وكان اشترى لكل واحد منهم ظئرا.

(18/478)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 479
قال بكر بن منير: حضرت مجلس محمد بن إسماعيل البخاري، فأخبره والدي بما حكى لنا محمد بن الهيثم فقال: اكتبوا عنه، فإنه رجل صدوق مستور. قال غنجار: توفي سنة تسع وأربعين ومائتين. قلت: وبكر ثقة مشهور. محمد بن الهيثم الكوفي المقريء. أجل أصحاب خلاد بن خالد. قال الداني: عرض على جماعة من حمزة، منهم: حسين الجعفي، وعبد الرحمن بن أبي حماد.) وروى عن: يحيى بن زياد الفراء، وغيره. قرأ عليه: القاسم بن نصر المازني، وعبد الله بن ثابت.

(18/479)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 480
وحدث عنه: ابن أبي الدنيا، وسليمان بن يحيى الضبي، وعلي بن الحسن الطيالسي. وكان يقول: هذا الإفراط في المد والهمز وغير ذلك من التكلف، عندنا مكروه. محمد بن الوزير المصري د. عن: بشر بن بكر التنيسي، والشافعي، وسعيد بن عفير. وعنه: د. أغفله ابن يونس صاحب تاريخ مصر، وابن عساكر صاحب النبل، ولا نعلم أحدا روى عنه غير أبي داود. والله أعلم. محمد بن الوزير بن الحكم د. أبو عبد الله السلمي الدمشقي، ختن أحمد بن أبي الحواري. روى عن: الوليد بن مسلم، وضمرة بن ربيعة، ومحمد بن شعيب بن شابور، والوليد بن مزيد البيروتي، وجماعة. وعنه: د.، وأبو الجهم بن طلاب، وأبو الحسن بن جوصا، والحسن بن علي الكفربطناوي، وأبو بكر بن أبي داود، ومحمد بن بدر الباهلي، وطائفة.

(18/480)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 481
وثقه أبو حاتم، وغيره. وتوفي في سادس ذي القعدة سنة خمسين ومائتين. وأما محمد بن وزير الواسطي فسيأتي. محمد بن الوليد الأموي المديني الخياط. عن: سفيان بن عيينة، وهشام بن سليمان، والزحاف بن أبي الزحاف. وعنه: إسماعيل بن أحمد بن أسيد، وإبراهيم بن نائلة، وأحمد بن الحسين الأنصاري، وآخرون. قال محمد بن يحيى بن مندة: كان من الأبدال. وقال أبو نعيم الحافظ: حكى ابنه عنه أنه قال: أنا من ولد سليمان بن عبد الملك بن مروان ولا تخبر به أحدا فإني رجل خياط. محمد بن وهب بن أبي كريمة ن. أبو المعافى الحراني.)

(18/481)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 482
عن: عتاب بن بشير، ومحمد بن سلمة، وعيسى بن يونس، ومسكين بن بكير. وعنه: ن.، وإبراهيم بن يوسف الهسنجاني، والحسين بن إسحاق التستري، وأبو عروبة، وجماعة. قال النسائي: لا بأس به. قلت: توفي في رمضان سنة ثلاث وأربعين ومائتين. محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني ت. ن. ق. نزيل مكة، أبو عبد الله الحافظ. عن: سفيان بن عيينة، وفضيل بن عياض، ومروان بن معاوية، وعبد العزيز

(18/482)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 483
الدراوردي، وسعيد بن سالم القداح، ووكيع، وسعيد بن سالم، ومعتمر بن سليمان. وعنه: ت. ق. ون. بواسطة، وإسحاق بن أحمد الخزاعي، والحكم بن معبد الخزاعي، وعبد الله بن صالح البخاري، ومحمد بن إسحاق السراج، وعلي بن عبد الحميد الغضائري، والفضل بن محمد الجندي، وآخرون. قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه فقال: كان رجلا صالحا، وكان به غفلة. رأيت عنده حديثا موضوعا، حدث عن ابن عيينة، به، وكان صدوقا. وعن الحسن بن أحمد بن الليث: ثنا ابن أبي عمر العدني، وكان قد حج سبعا وسبعين حجة، وبلغني أنه لم يقعد من الطواف ستين سنة، رحمه الله. قلت: له مسند ضعيف. قال البخاري: مات بمكة لإحدى عشرة بقيت من ذي الحجة سنة ثلاث وأربعين ومائتين. محمد بن يحيى بن عبدويه الثقفي القصري الهروي المؤدب ت. ن. عن: عبد الله بن إدريس، وحفص بن غياث، وجماعة. وعنه: ت. ن.، وأحمد بن سنان المروزي، وجماعة. قال النسائي: ثقة، كان يحفظ.

(18/483)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 484
محمد بن يحيى بن فياض د. أبو الفضل الحنفي الزماني البصري. عن: عبد الأعلى بن عبد الأعلى، وأبيه يحيى، ويوسف بن عطية الصفار، وعبد الوهاب الثقفي، ويحيى القطان، وبشر بن المفضل، وجماعة. وعنه: د.، وزكريا السجزي، وأبو يعلى الموصلي، وأبو بكر بن أبي داود، وعبد الرحمن بن عبيد الله ابن أخي) الإمام، وابن خزيمة، وابن قتيبة العسقلاني، ومحمد بن خريم بن مروان الدمشقي، وابن صاعد، وخلق. وحدث بالعراق، وإصبهان، ودمشق، ومكة. وثقه الدارقطني. وكان قدومه دمشق في سنة ست وأربعين. محمد بن يزيد ن. أبو جعفر البغدادي الأدمي الخراز المقابري. عن: سفيان بن عيينة، والوليد بن مسلم، ومعن بن عيسى، ومحمد بن فضيل، ويحيى بن سليم الطائفي، وطائفة. وعنه: ن.، وعبد الله بن ناجية، ومحمد بن إسحاق السراج، وابن صاعد،

(18/484)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 485
وأبو حامد الحضرمي، ومحمد بن أحمد بن عمارة العطار، وطائفة. قال السراج: توفي لست بقين من شوال سنة خمس وأربعين. قال: وكان زاهدا من خيار المسلمين. محمد بن يزيد بن سابق الهروي الزاهد محمويه. روى عن: الفضيل بن عياض، وسفيان بن عيينة. وعنه: القاسم بن محمد بن عنبر الهروي. توفي سنة ست وأربعين. محمد بن يزيد بن محمد بن كبير بن رفاعة م. ت. ق. أبو هشام العجلي الرفاعي الكوفي، قاضي بغداد. عن: المطلب بن زياد، وأبي الأحوص سلام بن سليم، كذا في

(18/485)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 486
التهذيب وأبي بكر بن عياش، ومحمد بن فضيل، وعبد الله بن الأجلح، وحفص بن غياث، ويحيى بن يمان، وطائفة. وعنه: م. ت. ق.، وأحمد بن أبي خيثمة، وابن خزيمة، وابن صاعد، ومحمد بن هارون الحضرمي، وعمر بن بجير، وجعفر بن محمد بن الحسن الجروي، والحسين المحاملي، وآخرون. قال أحمد العجلي: لا بأس به، صاحب قرآن. قرأ على سليم، وولي قضاء المدائن. وقال البخاري: رأيتهم مجتمعين على ضعفه. وقال ابن عقدة، عن مطين، عن محمد بن عبد الله بن نمير: إنه يسرق الحديث. وقال أبو حاتم، عن ابن نمير: كان أضعفنا طلبا، وأكثرنا غرائب.) وقال طلحة بن محمد بن جعفر: استقضي أبو هشام الرفاعي، يعني ببغداد، في سنة اثنتين وأربعين. وهو من أهل القرآن والعلم والفقه والحديث. له كتاب في القراءات، قرأ علينا ابن صاعد أكثره. وقال أحمد بن محمد بن محرز: سألت ابن معين، عن أبي هشام الرفاعي، فقال: ما أرى به بأسا. وقال البرقاني: هو ثقة. أمرني الدارقطني أن أضع حديثه في الصحيح.

(18/486)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 487
وقال النسائي: ضعيف. وقال السراج: مات أخر يوم من شعبان ببغداد، وكان قاضيا عليها، في سنة ثمان وأربعين. وأخطأ من قال مات سنة تسع. قال الداني: أخذ القراءة عن جماعة. وله عنهم شذوذ كثير. فارق فيه سائر أصحابه. روى عنه القراءة جماعة. محمد بن يزيد. أبو بكر الواسطي أخو كرم. سمع: أبا خالد الأحمر، ويحيى القطان، وجماعة. وعنه: ابن صاعد. وكان موثقا، صدوقا. توفي سنة ثمان أيضا. محمد بن يعقوب ن. أبو عمر الأسدي الزبيري المدني.

(18/487)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 488
عن: سفيان بن عيينة، وابن وهب. وعنه: ن.، وعمر بن بجير، وابن صاعد. قال أبو حاتم: لا بأس به. قلت: توفي سنة خمس وأربعين ومائتين. محمد بن يونس المخرمي الجمال. عن: ابن عيينة وغندر، وحفص بن غياث. وعنه: عبيد العجل، ومحمد بن إسحاق الصنعاني، وعبد الله بن محمد بن ناجية، وأحمد بن الحسين الصوفي الصغير،) وجماعة. وقال محمد بن الجهم: كان عندي متهما. وقال ابن عدي: هو ممن يسرق الحديث. مالك بن سعد بن عبادة القيسي البصري ن. أبو غسان. عن: عمه روح بن عبادة، وأبي حامد الزبيري، وغيرهما. وعنه: ن.، وجعفر بن أحمد بن فارس، وعلي بن العباس البجلي،

(18/488)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 489
وابن خزيمة، وجماعة. وقع لي من موافقاته. مجاهد بن موسى بن فروخ م. ع. أبو علي الخوارزمي الزاهد، نزيل بغداد. عن: هشيم، وأبي بكر بن عياش، وسفيان بن عيينة، والوليد بن مسلم، وابن علية، وطائفة. وعنه: م. ع.، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وإبراهيم الحربي، وموسى بن هارون، وأبو يعلى الموصلي، وأبو القاسم البغوي، وآخرون. قال أحمد بن محمد بن محرز، عن ابن معين: ثقة، لا بأس به. وقال موسى بن هارون: كان أسن من أحمد بن حنبل بست سنين. قال الخطيب: قرأت في كتاب عبيد الله بن جعفر: نا أبو يعلى الطوسي نا محمد بن القاسم الأزدي قال: قال لنا مجاهد بن موسى، وكان إذا حدث بالشيء رمى بأصله في دجلة أو غسله.

(18/489)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 490
فجاء يوما ومعه طبق فقال: هذا بقي، وما أراكم تروني بعدها. فحدثنا به ورمى به، ثم مات بعد ذلك، رحمه الله. قال البغوي: مات في ربيع الأول سنة أربع وأربعين ومائتين. محمود بن خالد بن يزيد د. ن. ق. أبو علي السلمي الدمشقي. عن: أبيه، والوليد بن مسلم، ومروان بن معاوية، وابن أبي فديك، ومحمد بن شعيب، وعمر بن عبد الواحد، وعبد الله بن كثير القاريء الطويل، وعدة. وعنه: د. ن. ق.، وبقي بن مخلد، والحسن بن سفيان، وأبو بكر بن أبي داود، وأبو الجهم بن طلاب، وعبد الله بن) غياث الزفتي، وأبو الدحداح أحمد بن محمد، وخلق. قال أبو حاتم: كان ثقة رضى.

(18/490)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 491
وقال عمرو بن دحيم، وغيره: توفي في نصف شوال سنة تسع وأربعين ومائتين. وقال أبو زرعة: ولد في رمضان سنة ست وسبعين ومائة، رحمه الله. محمود بن خداش ت. ق. أبو محمد الطالقاني. نزيل بغداد. عن: هشيم، وابن المبارك، وعباد بن العوام، وسفيان بن عيينة، وفضيل بن عياض، وسيف بن محمد الثوري، وخلق. وعنه: ت. ق.، والنسائي في بعض تصانيفه، وبقي بن مخلد، ويحيى بن صاعد، ومحمد بن فيروز الأنماطي، والحسين المحاملي، وآخرون. قال أحمد بن محمد بن محرز، عن ابن معين: ثقة، لا بأس به. وقال أبو بكر محمد بن أحمد بن الرواس: سمعت محمود بن خداش

(18/491)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 492
يقول: ما بعت شيئا قط ولا اشتريته. وقال السراج: كان ولد سنة ستين ومائة. وقال يعقوب الدورقي: كنت فيمن غسله، فرأيته في المنام، فقلت: يا أبا محمد، ما فعل بك ربك قال: غفر لي ولجميع من تبعني. قلت: فأنا قد تبعتك. فأخرج رقا من كمه فيه مكتوب يعقوب بن إبراهيم بن كثير. قال السراج: مات سنة خمسين ومائتين. تقع لنا موافقاته. مخارق بن ميسرة. أبو علي الإستراباذي الحراني. سمع: عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي، ومؤمل بن الفضل الحراني. وعنه: أبو عروبة. مات قبل سنة سبع وأربعين ومائتين. مخلد بن عمرو بن لبيد.) أبو موسى البلخي.

(18/492)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 493
حدث بنيسابور عن: فضيل بن عياض، والمحاربي، ووكيع بن الجراح، وجماعة. روى عنه: جعفر بن محمد بن سوار، وغيره. بقي إلى سنة ست وأربعين ومائتين. مخلد بن مالك بن جابر خ. أبو جعفر الرازي، نزيل نيسابور. عن: عبد العزيز الدراوردي، ومعاذ بن معاذ، والوليد بن مسلم، وسفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد الأموي، ومبشر بن إسماعيل الحلبي، وخلق. وعنه: خ.، وعبد الله الدارمي، والحسن بن سفيان، ومحمد بن نعيم النيسابوري، وجماعة. وكان يوصف بالصلاح والفضل. قال الحاكم: سكن نيسابور وبها مات. روى عنه إماما الحديث محمد بن إسماعيل، ومسلم بن الحجاج في الصحيح. وقرأت وفاته بخط أبي عمرو المستملي في ذي القعدة سنة إحدى وأربعين ومائتين.

(18/493)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 494
مخلد بن مالك بن شيبان. أبو محمد الحراني السلمسين قرية من قرى حران. روى عن: حفص بن ميسرة، وإسماعيل بن عياش، وعطاف بن خالد، وأبي خالد الأحمر، ومسكين بن بكير، وجماعة. وعنه: محمد بن يحيى بن كثير الحراني، وزكريا السجزي خياط السنة، وأبو إسماعيل الترمذي، وجعفر الفريابي، وجماعة. قال أبو زرعة: لا بأس به. وقال ابن حبان: مات في جمادى الأولى سنة اثنتين وأربعين ومائتين. مخلد بن محمد. أبو خراش الزهراني البصري. عن: كثير بن عبد الله الأبلي صاحب أنس، ومعاوية بن عبد الكريم، وغيرهما. وعنه: ابن خزيمة، وأبو يعلى محمد بن زهير الأبلي. مروان بن أبي الجنوب.)

(18/494)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 495
أبو السمط الشاعر المشهور. مدح المتوكل، وابن دؤاد، والكبار. قال أحمد بن أبي طاهر الكاتب: أخبرني مروان بن أبي الجنوب قال: لما استخلف المتوكل بعثت بقصيدة إلى ابن أبي دؤاد قال: فذكرني للمتوكل، فأمره بإحضاري، فقال: هو باليمامة. نفاذة الواثق، وعليه دين ستة آلاف دينار. فقال: نقضي عنه. فوجه إلي بالمال، فقضيته وصرت إلى سامراء، وامتدحت المتوكل بقصيدتي:
(رحل الشباب وليته لم يرحل .......... والشيب حل وليته لم يحلل)
فأمر لي بخمسين ألف درهم. مسعود بن جويرية بن داود ن. أبو سعيد المخزومي الموصلي. عن: سفيان بن عيينة، والمعافى بن عمران، وهشيم، ووكيع، وأبي يوسف القاضي. وعنه: ن.، وأبو روح جعفر بن محمد البلدي، وإبراهيم بن عبد العزيز الموصلي، وجماعة.

(18/495)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 496
قال النسائي: لا بأس به. وقال أبو زكريا الأزدي: كان نبيلا من الرجال. توفي سنة ثمان وأربعين. المسيب بن واضح بن سرحان. أبو محمد السلمي التلمنسي، وهي من قرى حمص. روى عن: عبد الله بن المبارك، ومعتمر بن سليمان، وإسماعيل بن عياش، وأبي إسحاق الفزاري، وحفص بن ميسرة، ويوسف بن أسباط، وخلق. وعنه: ذو النون المصري، وأبو زرعة، وأبو حاتم، ومحمد بن تمام البهراني، وأبو عروبه وأبو بكر بن أبي داود، والحسن بن سفيان، وطائفة. قال أبو حاتم: صدوق يخطيء كثيرا، فإذا قيل له لم يقبل. قال ابن عدي: وكان النسائي حسن الرأي فيه، ويقول: الناس يؤذوننا فيه. وذكر له ابن عدي عدة أحاديث مناكير، ثم قال: أرجو أن باقي حديثه مستقيم، وهو ممن يكتب حديثه. وسمعت أبا عروبة، يقول: كان المسيب بن

(18/496)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 497
واضح لا يحدث إلا بشيء يعرفه ويقف عليه.) سمعت الحسين بن عبد الله القطان يقول: سمعت المسيب بن واضح يقول: خرجت من تلمنس أريد مصر إلى ابن لهيعة، فأخبرت بموته. ثنا أبو عروبة، ثنا المسيب، ثنا يوسف بن أسباط، عن سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن أبي عبيدة، عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من بنى فوق ما يكفيه كلف ثقل البنيان إلى المحشر يوم القيامة. وقال السلمي: سألت الدارقطني عنه فقال: ضعيف. مات سنة ست وأربعين. وقيل: في غرة المحرم سنة سبع. وقع لي من عواليه.

(18/497)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 498
مشرف بن أبان البغدادي. عن: سفيان بن عيينة، وغيره. وعنه: أبو بكر بن أبي الدنيا، وابن صاعد. مصعب بن عبد الله بن مصعب بن محمد بن ثابت. أبو عبد الله العبدي المدني. له رواية. توفي بمصر في شعبان سنة اثنتين وأربعين. وهو يشتبه بمصعب بن عبد الله بن مصعب بن ثابت الزبيري المدني النسابة. معاوية بن عبد الرحمن الرحبي الحمصي. شيخ معمر. قال: سمعت حريز بن عثمان يقول: لا تعاد أحدا حتى تعلم ما بينه وبين الله. فإن يك محسنا فيما بينه وبين الله، فإن الله لا يسلمه لعداوتك، وإن يك مسيئا، فأوشك أن يكفيكه بعمله. روى هذا الكلام أبو بكر بن أبي داود، عن هذا الشيخ. سمعه منه أبو أحمد الحاكم، وغيره.

(18/498)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 499
وروى ابن جوصا، عن معاوية بن عمرو الكلاعي: ثنا حريز بن عثمان، لكن ما هو هو. وقال ابن عدي: نا أحمد بن عنبسة، وابن جوصا قالا: نا معاوية بن عبد الرحمن: سمعت حريز بن عثمان، عن ابن بشر. معلى بن سلام الدمشقي الرفاء الخباز.) روى عن: معروف الخياط، وعبد الملك بن مهران المغازلي. وعنه: محمد بن وضاح الأندلسي، وأحمد بن المعلى، والحسن بن سفيان. المغيرة بن عبد الرحمن ن. أبو أحمد الأسدي، مولاهم الحراني. عن: عيسى بن يونس، ومحمد بن ربيعة الكلابي، وشجاع بن الوليد، وجماعة. وعنه: ن.، وإبراهيم بن يوسف الهسنجاني، وأبو عروبة الحراني، وآخرون. توفي سنة ثلاث وأربعين. المفضل بن غسان.

(18/499)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 500
أبو عبد الرحمن الغلابي البصري الحافظ الإخباري. مصنف التاريخ. سمع: ابن عيينة، ويحيى القطان، وابن علية، ومعاذ بن معاذ، ويزيد بن هارون، والواقدي، وخلقا من طبقتهم. ورحل، وعني بالحديث. روى عنه: ابنه أبو أمية أحوص، ويعقوب بن شيبة، وابن أبي الدنيا، والزبير بن بكار، والبغوي، والسراج. وثقه الخطيب. وتوفي سنة ست وأربعين. مقدم بن يحيى بن عطاء المقدمي الواسطي خ. عن: عمه القاسم بن يحيى فقط. وعنه: خ.، وبحشل، وأحمد بن عمرو البزار، وعلي بن العباس المقانعي، وجماعة. مكي بن عبد الله بن مهاجر الرعيني. روى عن: ابن عيينة، وابن وهب. يكنى أبا الفضل.

(18/500)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 501
قال ابن يونس: لم يتابع على ما روى عن ابن وهب. وقال ابن يونس أيضا في ترجمة أخيه ليث: روى مكي، عن ابن عيينة، وابن وهب مناكير لا يتابع عليه. توفي سنة تسع وأربعين، أو سنة خمسين ومائتين. منخل بن منصور الجهني. نزل عكا.) عن: مروان بن معاوية الفزاري، ومحمد بن حمير، وجماعة. وعنه: بقي بن مخلد، وصالح بن بشر الطبراني، وأحمد بن بشر الصوري، وغيرهم. المنذر بن الوليد بن عبد الرحمن العبدي الجارودي البصري خ. د. عن: أبيه، وسلم بن قتيبة، وعبد الله بن بكر السهمي. وعنه: خ. د.، وعمر البجيري، وأبو بكر بن أبي داود، ويحيى بن صاعد، وجماعة. موسى بن حزام الترمذي خ. ت. ن. نزيل بلخ.

(18/501)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 502
عن: أبي أسامة، ويزيد بن هارون، وحسين الجعفي، وجماعة. وعنه: خ. ت. ن.، وعبد العزيز بن منيب، وأبو بكر بن أبي داود، وآخرون. وثقه النسائي. وقال عنه الترمذي: ثنا الرجل الصالح. وقال غيره: كان يقال إنه من الأبدال. قلت: حدث بترمذ سنة إحدى وخمسين ومائتين، فيؤخر. موسى بن عبد الملك. أبو عمران الإصبهاني الكاتب. من جلة الكتاب وأعيانهم وشعرائهم. توفي سنة ست وأربعين ومائتين. موسى بن قريش التميمي البخاري. عن: إسحاق بن بكر بن مضر، ويحيى الوحاظي، وجماعة. وعنه: م. وعدة. يأتي. توفي سنة أربع وخمسين ومائتين.

(18/502)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 503
موسى بن محمد بن سعيد بن حيان. بصري صدوق. عن: عبد الرحمن بن مهدي، وابن أبي عدي. وعنه: أبو بكر الصغاني، وأحمد بن الحسن الصوفي، وعبد الله المارستاني.) وأكثر عنه أبو يعلى. موسى بن عبد الرحمن بن القاسم الضبي. مولاهم المصري. عن: أبيه، وابن وهب. وكان عبدا صالحا خيرا مقبولا عند القضاة. توفي في جمادى الآخرة سنة تسع وأربعين ومائتين. موسى بن علي الهمداني البخاري. عن: محمد بن سلام البيكندي، وجبارة بن المغلس. مات شابا سنة سبع وأربعين ومائتين. موسى بن مروان البغدادي د. ق. ن.

(18/503)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 504
التمار الرقي. عن: أبي المليح الحسن بن عمر، والمعافى بن عمران، وبقية بن الوليد، وعيسى بن يونس. وعنه: د. ق.، وهلال بن العلاء، والقاسم بن الليث الرسعني، وجعفر الفريابي، وجماعة. وروى ن.، عن رجل، عنه. توفي سنة ست وأربعين ومائتين. موسى بن ناصح البغدادي. عن: هشيم، وسفيان بن عيينة. وعنه: أبو الزنباع روح بن الفرج، وأحمد بن زغبة، وجماعة مصريون. توفي سنة أربع وأربعين ومائتين.

(18/504)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 505
4 (حرف النون)
نجاح بن سلمة بن نجاح بن عتاب. الوزير أبو الفضل البغدادي، ابن عم يحيى بن معين. لأن عتاب أخو زياد جد يحيى بن معين بن عون بن زياد. قدم نجاح دمشق في صحبة المتوكل، وولي له ديوان التواقيع. واختص به وعظم قدره إلى أن حسده جماعة وعملوا عليه إلى أن سخط عليه ومات تحت الضرب في سنة خمس وأربعين. نصر بن الحسين بن صالح بن غزوان.) أبو الليث البخاري. عن: عيسى غنجار، وسفيان بن عيينة، ويحيى بن سليم الطائفي، وجماعة. وعنه: سهل بن شادويه، وأحمد بن عبد الواحد بن رفيد، وإسحاق بن أحمد بن خلف، وغيرهم. نصر بن خزيمة بن علقمة بن محفوظ بن علقمة.

(18/505)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 506
أبو علقمة الحضرمي الحمصي. سمع: أباه. روى له نصر بن علقمة. وعنه: يوسف بن موسى المروروذي، وسليمان بن عبد الحميد البهراني، والعباس بن الخليل بن جابر الحمصي. نصر بن عبد الرحمن بن بكار الكوفي الوشاء ت. ق. أبو سليمان، ويقال أبو سعيد. عن: عبد الرحمن المحاربي، وهشيم بن أبي ساسان، وعبد الوهاب الخفاف، وحكام بن سلم، وعبد الله بن إدريس، وجماعة. وعنه: ت. ق.، ومطين، وعبد الله بن زيدان، وعمر بن محمد بن بجير، ومحمد بن جرير، وأبو لبيد محمد بن إدريس، وزكريا الساجي، وأبو عروبة، وخلق. قال أبو حاتم: رأيته يحفظ ما يحدث به، ما رأينا إلا جمالا وحسن خلق. وقال النسائي: ثقة. وقال مطين: مات في شوال سنة ثمان وأربعين. نصر بن علي بن نصر بن علي بن صهبان بن أبي ع.

(18/506)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 507
أبو عمرو الأزدي الجهضمي البصري الحافظ. عن: الربيع بن قيس الحداني، ويزيد بن زريع، ومعتمر بن سليمان، ومرحوم بن عبد العزيز العطار، وبشر بن المفضل، والحارث بن وجيه، وخالد بن الحارث، وسفيان بن عيينة، وعبد ربه بن بارق الحنفي، وعبد العزيز بن عبد الصمد العمي، وعثام بن علي العامري، وفضيل بن سليمان النميري، وخلق. وعنه ع.، ون. أيضا، عن رجل، عنه، وإسماعيل القاضي، وزكريا الساجي، وأبو بكر بن أبي داود، وابن خزيمة، وأبو حامد محمد بن هارون الحضرمي، وبكر بن أحمد بن مقبل، ومحمد بن الحسين بن مكرم، وابن صاعد، وخلق. قال أحمد بن حنبل: ما به بأس.) وقال أبو حاتم: هو أحب إلي من أبي حفص الصيرفي وأوثق منه وأحفظ.

(18/507)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 508
وقال النسائي: ثقة. وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: حدثني نصر بن علي: أخبرني علي بن جعفر بن محمد: حدثني أخي موسى، عن أبيه، عن جعفر، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب، أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ بيد حسن وحسين وقال: من أحبني وأحب هذين وأباهما وأمهما كان معي في درجتي يوم القيامة. قال عبد الله: لما حدث نصر بهذا الحديث أمر المتوكل بضربه ألف سوط، فكلمه جعفر بن عبد الواحد، وجعل يقول له: هذا الرجل من أهل السنة. ولم يزل به حتى تركه. وكان له أرزاق، فوفرها عليه موسى. قال الخطيب: ظنه المتوكل رافضيا، فلما علم أنه من أهل السنة تركه. وقال ابن أبي داود: كان المستعين بالله بعث إلى نصر بن علي يشخصه للقضاء، فدعاه عبد الملك أمير البصرة، فأمره بذلك، فقال: ارجع فأستخير الله عز وجل. فرجع إلى بيته نصف النهار، فصلى ركعتين وقال: اللهم إن كان لي عندك خير فآقبضني إليك. فنام، فأنبهوه فإذا هو ميت. أنبأنا بها جماعة قالوا: أنا الكندي، أنا القزاز، أنا الخطيب، أنا الحسن بن عثمان الواعظ، أنا جعفر بن محمد بن الحكم الواسطي، نا ابن أبي داود. وهذه كرامة ظاهرة لهذا الإمام، رحمه الله. وأخبرنا ابن تاج الأمناء، عن القاسم بن الصفار: أنا عائشة بنت الصفار، أنا ابن العلاء البستي، أنا أبو زكريا المزكي، ثنا أبو بكر بن أبي دارم الحافظ،

(18/508)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 509
سمعت علي بن العباس البجلي المقانعي يقول: كنا عند نصر بن علي، فورد عليه كتاب بتقليده قضاء البصرة، فقال: أشاور نفسي الليلة. فغدونا من الغد، فإذا على بابه نعش. فسألنا أهله، فقالوا: بات ليلته يصلي، ثم سجد في السحر فأطال، فحركناه فوجدناه ميتا. قال البخاري: مات في ربيع الأخر سنة خمسين ومائتين. وقيل: مات سنة إحدى وخمسين، وليس بشيء. نص جماعة على الأول. ووقع لنا حديثه عاليا. نصر بن محمد بن سليمان بن أبي ضمرة ق. أبو القاسم الحمصي. عن: أبيه، وإسماعيل بن عياش. وعنه: ق.، ويعقوب الفسوي، وعلي بن الحسين بن الجنيد، ومحمد بن أحمد بن عبيد بن فياض الزاهد، وجماعة. قال أبو حاتم: ضعيف لا يصدق. أدركته ولم أكتب عنه.) نصير بن الفرج د. ن. أبو حمزة الأسلمي الثغري خادم الزاهد أبي معاوية الأسود.

(18/509)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 510
عن: شعبة بن حرب، ومحمد بن الجعفي، وأبي أسامة، ومعاذ بن هشام، وجماعة. وعنه: د. ن.، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وأبو بكر بن أبي داود. وثقه النسائي. وتوفي سنة خمس وأربعين ومائتين. نصير بن يزيد. أبو ضمرة الحنفي البغدادي: نزيل سمرقند. عن: سفيان بن عيينة، وأبي معاوية الضرير. وعنه: سيف بن حفص السمرقندي، ومحمد بن سهل الغزال. توفي سنة سبع وأربعين. النضر بن طاهر. أبو الحجاج البصري. عن: جويرية بن أسماء، وبكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة، وهشيم، وعيسى بن يونس، ودلهم بن الأسود.

(18/510)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 511
وعنه: عبد الله بن ناجية، وحمزة بن داود الثقفي، ومحمد بن صالح الكلبي، ومحمد بن الحسين بن شهريار، وآخرون. قال ابن عدي: ضعيف جدا، يسرق الحديث. ويثب على حديث الناس، ويحدث عمن لم يرهم. وقال أبو أحمد الحاكم: ثنا محمد بن القاسم بن جناح: ثنا النضر بن طاهر، فذكر حديثا. نهار بن عثمان. أبو معاذ البصري. عن: معتمر بن سليمان، وعمر بن علي المقدمي. وعنه: أبو حاتم، وقال: صدوق، لقيته في الرحلة الثالثة. نوح بن حبيب القومسي د. ن. البذشي نسبة إلى قرية من قرى بسطام. أبو محمد.) عن: أبي بكر بن عياش، وعبد الله بن إدريس، وحفص بن غياث، وإبراهيم بن خالد الصغاني، وعبد الرزاق، ويحيى القطان، وعدة.

(18/511)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 512
وعنه: د. ن.، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وموسى بن هارون، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، ومحمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني، والحسن بن سفيان، ومحمد بن عبدوس بن كامل، والحسين بن عبد الله الرقي القطان، وآخرون. قال أبو حاتم: صدوق. وقال النسائي: لا بأس به. وقال أحمد بن سيار: كان ثقة صاحب سنة وجماعة، مات في رجب سنة اثنتين وأربعين. وقال غيره: في شعبان.

(18/512)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 513
4 (حرف الهاء)
هارون بن حاتم. أبو بشر الكوفي البزاز. عن: عبد السلام بن حرب، وأبي بكر بن عياش، وجماعة. وله تاريخ، وقع لنا من تاريخه، وامتنعنا من الرواية عنه. وقد كتب عنه أبو زرعة وأبو حاتم ولم يحدثا عنه. قال أبو حاتم فيه: أسأل الله السلامة. قلت: ومن مناكيره ما رواه عن يحيى بن عيسى الرملي، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: النظر إلى وجه علي عبادة. وكان له اعتناء بالقراءات، فروى الحروف عن: أبي بكر بن عياش وعن: حسين بن علي الجعفي وعن: سليم. روى عنه القراءة: موسى بن إسحاق، وأحمد الحلواني، والمنذر بن

(18/513)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 514
محمد، والحسن بن العباس الرازي، وغيرهم. قال مطين: توفي سنة تسع وأربعين ومائتين. هارون بن يزيد بن أبي الزرقاء د. ن. نزيل الرملة. روى عن: أبيه، وضمرة بن ربيعة. وعنه: د. ن.، وأبو بكر بن أبي داود، وأحمد بن الحسين الباغندي، وجماعة. هارون بن سفيان.) أبو سفيان المستملي مكحلة. سمع: بقية بن الوليد، ويعلى بن الأشدق، ومحمد بن حرب الأبرش، وجماعة. وعنه: عبد الله المدائني، وأبو القاسم البغوي، وأهل بغداد. توفي في شعبان سنة سبع وأربعين. هارون بن عبد الله بن مروان م. ع.

(18/514)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 515
الحافظ أبو موسى البغدادي البزاز المعروف بالحمال. عن: سفيان بن عيينة، وأبي أسامة، وعبد الله بن نمير، وأبي داود الطيالسي، وحسين الجعفي، ومحمد بن أبي فديك، ويزيد بن هارون، وخلق كثير. وعنه: م. ع.، وابنه موسى بن هارون، ومحمد بن وضاح، وبقي بن مخلد القرطبيان، والبغوي، وابن صاعد، وخلق. وقال المروذي: سألت أحمد بن حنبل عنه فقال: أي والله أكتب عنه. قلت: إنهم ذكروا عنك أنك سكت عنه حين سألوك. قال: ما أعرف هذا. وقال إبراهيم الحربي: لو كان الكذب حلالا تركه تنزها. وقال النسائي: ثقة. وقال الدارقطني: إنما سمي الحمال لأنه حمل رملا في الطريق مكة على ظهره، فانقطع به فيما يقال.

(18/515)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 516
وقال ابنه موسى: ولد سنة إحدى وسبعين أو اثنتين وسبعين ومائة وتوفي لتسع عشرة خلت من شوال سنة ثلاث وأربعين ومائتين. وقال بعضهم: سنة تسع وأربعين، فغلط ووهم. هارون بن عيسى. أبو موسى الكوفي الفقيه الحنفي، كانت له حلقة الإنشغال بجامع مصر. وتوفي في المحرم سنة ثمان وأربعين ومائتين. هارون بن فراس. أبو موسى السجستاني، المعروف بالعسكري. نزل مصر بعسكر الفسطاط، وكان جنديا. ولزم ابن وهب وأكثر عنه.) وتعانى التجارة. توفي في شعبان. هارون بن محمد بن بكار بن بلال العاملي الدمشقي د. ن. عن: أبيه، وعمه جامع، ومحمد بن عيسى بن سميع، ومنبه بن عثمان، وأبي مسهر، وجماعة. وعنه: د. ن.، وعبدان الأهوازي، ومحمد بن إسماعيل بن مهران

(18/516)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 517
الإسماعيلي، ومحمد بن يوسف الهروي، وأبو بكر بن أبي داود، وأبو الحسن بن جوصا، وجماعة. قال أبو حاتم: صدوق. هارون بن موسى بن حيان التميمي القزويني ق. عن: عبد الرحمن بن عبد الله الدشتكي، وعبد العزيز بن المغيرة، وإبراهيم بن موسى الفراء، وجماعة. وعنه: ق.، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وسعيد بن عمرو البرذعي، وابنه موسى بن هارون. قال أبو حاتم: ثقة، صدوق. وقال أبو يعلى الخليلي: ثقة، كبير المحل، مشهور بالديانة والعلم والإمامة. مات في سنة ثمان وأربعين ومائتين. هاشم بن محمد بن يزيد بن يعلى. أبو الدرداء الأنصاري الشامي المقدسي. سمع: عمرو بن بكر السكسكي، وعتبة بن السكن.

(18/517)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 518
وعنه: أبو حاتم الرازي، وأبو القاسم عبد الله بن محمد المدني، وعبد الله بن أبان بن شداد العسقلاني، وأحمد بن جوصا، وآخرون. هاشم بن ناجية. أبو ثور السلماني. من أهل سلمية. روى عن: عطاء بن مسلم الخفاف، وغيره. روى عنه: محمد بن محمد الباغندي، وأبو عروبة الحراني. هاني بن المتوكل بن إسحاق. أبو هاشم الإسكندراني الفقيه. يروي عن: مالك، وحيوة بن شريح، وخالد بن حميد، وغيرهم.) كان مفتيا معمرا. توفي سنة اثنتين وأربعين ومائتين، وقد جاوز المائة. قاله علي بن أبي مطر الإسكندراني. وهو أكبر شيخ لبقي بن مخلد. وقيل: إنه روى عن معاوية بن صالح. هاني بن النضر الأزدي ق.

(18/518)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 519
عن: منبه بن عثمان، وأحمد بن خالد الوهبي، وعمرو بن سلمة التنيسي، والفريابي. وعنه: بكر بن منير، وإسحاق بن أحمد بن خلف، وأبو بكر بن حريث، وأهل ما وراء النهر. هدية بن عبد الوهاب ق. أبو صالح المروزي. عن: الفضل بن موسى، وسفيان بن عيينة، والنضر بن شميل، ووكيع، والوليد بن مسلم، وجماعة. وعنه: ق.، وإبراهيم بن أبي طالب، وعثمان بن خرزاد، وموسى بن إسحاق الأنصاري، وأبو بكر بن أبي عاصم، وجعفر الفريابي، والحسين بن عبد الله الرقي القطان، وخلق. وثقه ابن حبان، وقال: ربما أخطأ. وقال ابن عساكر: مات سنة إحدى وأربعين ومائتين. هشام بن خالد د. ق.

(18/519)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 520
أبو مروان الدمشقي الأزرق. عن: بقية، والوليد، ومروان بن معاوية، وضمرة، وسويد بن عبد العزيز، والحسين بن يحيى الخشني، ومبشر بن إسماعيل، وخلق. وعنه: د. ق.، وبقي بن مخلد، وأبو زرعة الرازي، وأبو بكر بن أبي داود، وعمر البجيري، وأبو الجهم بن طلاب، ومحمد بن قتيبة العسقلاني، وخلق. قال أبو حاتم: صدوق. وعده أبوه زرعة الدمشقي في أهل الفتوى بدمشق. قال عمرو بن دحيم: مولده سنة أربع وخمسين ومائة. وتوفي لسبع بقين من جمادى الأولى سنة تسع وأربعين. هشام بن عبيد الله الكلبي الدمشقي. أبو الوليد.) عن: بقية بن الوليد، وعتبة بن حماد. وعنه: سليمان بن حذلم، وأبو الجهم أحمد بن طلاب، وأبو الدحداح أحمد بن محمد الدمشقيون. هشام بن عمار بن نصير بن ميسرة خ. ع.

(18/520)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 521
الإمام أبو الوليد السلمي، ويقال: الظفري الدمشقي، خطيب دمشق ومفتيها ومقرئها ومحدثها. قال الباغندي: سمعته يقول: ولدت سنة ثلاث وخمسين ومائة. روى عن: مالك، وعبد الرحمن بن أبي الرجال، ومسلم بن خالد الزنجي، والحكم بن هشام الثقفي، وإسماعيل بن عياش، ومعروف الخياط الذي رأى واثلة، ويحيى بن حمزة، وعبد العزيز بن أبي حازم، وعيسى بن يونس، والهيثم بن حميد، والوليد بن مسلم، وصدقة بن خالد، والهقل بن زياد، وخلق كثير. وعنه: خ. د. ن. ق. وت.، عن رجل، عنه، وبقي بن مخلد، ومحمد بن

(18/521)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 522
سعد كاتب الواقدي، وأبو عبيد القاسم بن سلام وهما أقدم منه موتا، وأبو بكر بن أبي عاصم، وجعفر الفريابي، وعبد الله بن مسلم المقدسي، وعبدان الأهوازي، وابن قتيبة العسقلاني، ومحمد بن محمد الباغندي، ومحمد بن خريم العقيلي، وعبد الله بن عتاب الزفتي، وخلق كثير من سائر الآفاق. وقد قرأ القرآن على: عراك بن خالد، وأيوب بن تميم. وتصدر للإقراء، فعرض عليه: أبو عبيد مع تقدمه، وأحمد بن يزيد الحلواني، وهارون بن موسى الأخفش، وأبو علي إسماعيل بن الحويرس، وأحمد بن محمد بن مامويه، وطائفة. وقد روى عنه لجلالته شيخان من شيوخه: الوليد بن مسلم، ومحمد بن شعيب بن شابور. قال معاوية الأشعري، وإبراهيم بن الجنيد، فيما روياه عن يحيى بن معين: ثقة. وقال أبو حاتم، عن ابن معين: كيس كيس. وقال النسائي، وغيره: لا بأس به. وقال الدارقطني: صدوق كبير المحل. قال هشام: كتب إلينا ابن لهيعة، عن أبي عشانة، عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله ليعجب إلى الشاب ليست له صبوة. رواه ابن عدي، عن الحسني بن عبد الله القطان: ثنا هشام بن عمار، ثنا كامل بن طلحة، عن ابن لهيعة: ثنا أبو عشانة، سمع عقبة مثله.

(18/522)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 523
تفرد به ابن لهيعة.) وعن هشام قال: ما أعدت خطبة منذ عشرين سنة. قال عبدان: ما كان في الدنيا مثله. وقال محمد بن الفيض: سمعت هشام بن عمار قال: باع أبي بيتا بعشرين دينارا، وجهزني للحج، فلما صرت إلى المدينة أتيت مجلس مالك، ومعي مسائل أريد أن أساله عنها. فأتيته وهو جالس في هيئة الملوك، وغلمان قيام، والناس يسألونه، وهو يجيبهم. فلما انقضى المجلس قلت: يا أبا عبد الله، ما تقول في كذا وكذا فقال: حصلنا على الصبيان. يا غلام احمله. فحملني كما يحمل الصبي، وأنا يومئذ مدرك، فضربني بدرة مثل درة المعلمين، سبعة عشرة درة، فوقفت أبكي، فقال: ما يبكيك، أوجعتك هذه قلت: إن أبي باع منزله ووجه بي أتشرف بك بالسماع منك، فضربتني. فقال: أكتب. فحدثني سبعة عشر حديثا. وسألته عما كان معي من المسائل، فأجابني. وقال صالح جزرة: سمعته يقول: دخلت على مالك، فقلت: حدثني. فقال: اقرأ. فقلت: لا، بل حدثني. فقال: اقرأ. فلما أكثرت عليه، قال: يا غلام تعال اذهب بهذا فاضربه. فذهب بي، فضربني خمس عشرة درة بغير جرم، ثم جاء بي إليه، فقلت: قد ظلمتني، لا أجعلك في حل. فقال: ما كفارته؟

(18/523)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 524
قلت: كفارته أن تحدثني بخمسة عشرة حديثا. فحدثني فقلت له: زد من الضرب، وزد في الحديث. فضحك وقال: اذهب. وقال محمد بن خريم: سمعت هشام بن عمار يقول في خطبته: قولوا الحق، ينزلكم الحق منازل أهل الحق، يوم لا يقضى إلا بالحق. وكان هشام فصيحا مفوها بليغا. قال الفسوي: سمعته يقول: سمعت من سعيد بن بشير مجلسا مع أصحابنا، فلم أكتبه. ورأيت بكير بن معروف، وسمعت منه الكثير، فلم أكتب عنه. وقال محمد بن الفيض: كان هشام ممن يريع بعلي. وقال أبو زرعة الرازي: من فاته هشام بن عمار يحتاج إلى أن ينزل في عشرة آلاف حديث.) وقال أحمد بن علي الحواري: إذا حدثت في بلد فيه مثل أبي الوليد هشام بن عمار فيجب للحيتي أن تحلق. وقال محمد بن عوف، أتينا هشام بن عمار في مزرعة له، وهو قاعد، وقد آنكشفت سوءته، فقلنا: يا شيخ غط سوؤتك. فقال: رأيتموه، لن ترمدوا أبدا. وقال أبو عبد الله الحميدي الحافظ: أخبرني بعض أهل الحديث ببغداد أن

(18/524)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 525
هشام بن عمار قال: سألت الله سبع حوائج: سألته أن يغفر لي ولوالدي، فما أدري ما نصنع في هذه وقضى لي الستة، وهي أن يرزقني الحج، وأن يعمرني مائة، وأن يجعلني مصدقا على حديث نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يجعل الناس يغدون إلي في طلب العلم، وأن أخطب على منبر دمشق، وأن يرزقني ألف دينار حلالا. فقيل له: من أين لك الألف دينار قال: وجه المتوكل ببعض ولده ليكتب عني لما خرج إلينا، ونحن نلبس الأزر، ولا نلبس السراويلات، فجلست، فانكشفت ذكري، فرآه الغلام فقال: يا عم استتر. فقلت: رأيته قال: نعم. قلت: أما إنك لا ترمد إن شاء الله. فلما دخل على المتوكل ضحك، فسأله فأخبره، فقال: فال حسن تفاءل به رجل من أهل العلم. احملوا إليه ألف دينار. فحملت إلي من غير مسألة، ولا استشراف نفس. قلت: كان فيه دعابة. قال المروذي: ذكر أحمد بن حنبل هشام بن عمار فقال: طياش خفيف. وقال المروروذي: ورد علي كتاب من دمشق فيه: سل لنا أبا عبد الله فإن هشام بن عمار قال: لفظ جبريل ومحمد صلى الله عليه وسلم بالقرآن مخلوق. فسألت أبا عبد الله فقال: أعرفه طياش، قاتله الله، الكرابيسي لم يجتر أن يذكر جبريل ولا محمدا صلى الله عليهما. هذا قد تجهم. وكان في كتابهم: سل لنا أبا عبد الله عن الصلاة أنه قال في خطبته على المنبر: الحمد لله الذي تجلى لخلقه بخلقه.

(18/525)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 526
فسألت أبا عبد الله فقال: قاتله الله، أو دمر الله عليه، هذا جهمي، الله تعالى تجلى للجبل، يقول هو: الله تجلى لخلقه بخلقه. إن صلوا خلفه فليعيدوا الصلاة. وتكلم أبو عبد الله بكلام غليظ.) قال محمد بن الفيض: سمعت هشام بن عمار يقول: في جوسية رجل شرعبي كان له بغل، فكان يدلج على بغله من جوسية، وهي من قرى حمص، يوم الجمعة، فيصلي الجمعة في مسجد دمشق، ثم يروح فيبيت في أهله، فكان الناس يعجبون منه. ثم إن بغله مات، فنظروا إلى جنبيه، فإذا ليس له أضلاع، إنما له صفحتان عظم مصمت. قال ابن الفيض: وسمعت جدي، وبكار بن محمد يذكران حديث الشرعبي، كما ثنا هشام. رواها تمام، عن محمد بن سليمان الربعي، عنه. وقال أبو حاتم: لما كبر هشام تغير، فكان كلما لقن تلقن، وهو صدوق. وقال أبو داود: حدث هشام بأرجح من أربعمائة حديث، ليس لها أصل، مسندة كلها. كان فضلك يدور على أحاديث أبي مسهر، وغيره يلقنها هشام بن عمار، وكنت أخشى أن يفتق في الإسلام فتقا. وقال ابن عدي سمعت قسطنطين مولى المعتمد على الله يقول: حضرت إلى مجلس هشام بن عمار، فقال له المستملي: من ذكرت قال: ثنا

(18/526)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 527
بعض مشايخنا، ثم نعس. ثم قال له: من ذكرت فنعس فقال: لا تنتفعوا به. فجمعوا له شيئا فأعطوه، فكان بعد ذلك تحدث إليهم حتى يملوا. وقال محمد بن مسلم بن وارة: عزمت زمانا أن أمسك عن حديث هشام، لأنه كان يبيع الحديث. وقال صالح جزرة: كان هشام يأخذ على الحديث، فقال لي مرة: حدثني. فقلت: ثنا علي بن الجعد، نا أبو جعفر الرازي، عن الربيع، عن أبي العالية قال: علم مجانا كما علمت مجانا. قال: تعرضت بي يا با علي. قلت: بل قصدتك. وروى الإسماعيلي، عن عبد الله بن محمد بن سيار قال: كان هشام بن عمار يلقن. وكان كل شيء ما كان من حديثه. وكان يقول: أنا قد أخرجت هذه الأحاديث صحاحا. وقال الله: فمن بدله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه. وكان يأخذ على كل ورقتين درهما، ويشارط ويقول: إن كان الخط دقيقا فليس بيني وبين الدقيق عمل. فقلت له: إن كنت تحفظ فحدث، وإن كنت لا تحفظ فلا تلقن ما تلقن. فاختلط من ذلك وقال: أنا أعرف هذه الأحاديث. ثم قال لي بعد ساعة: إن كنت تشتهي أن تعلم فأدخل إسنادا في شيء. فتفقدت الأسانيد التي فيها قليل اضطراب، فجعلت أسأله عنها، فكان يمر فيها يعرفها.

(18/527)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 528
قال البخاري، وغيره: مات في آخر المحرم سنة خمس وأربعين.) قلت: وكان ابنه أحمد بن هشام ممن قرأ عليه وروى عنه، وبقي إلى سنة ست عشرة وثلاثمائة. ووقع لنا حديث هشام عاليا. هلال بن بشر د. ن. أبو الحسن المزني البصري الأحدب. عن: حماد بن زيد، وعبد العزيز العمي، وجماعة. وعنه: د. ن.، وابن خزيمة، وأبو عروبة، ويحيى بن محمد بن صاعد. توفي سنة ست وأربعين ومائتين. هلال بن يحيى البصري.

(18/528)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 529
المتكلم المعروف بهلال الرأي. مات في ذي القعدة سنة خمس وأربعين ومائتين. وكان عالما بالفقه. من كبار علماء الحنفية ببلده. ومن أبصر الناس بالشروط. روى عن: عبد الواحد بن زياد وروى عن: أبي عوانة، وغيرهما. وقل ما روى من الحديث. وهو ضعيف عندهم لأن له غلطات على قلة ما عنده. وروى أيضا عن: عبد الرحمن بن مهدي. حدث عنه: عبد الله بن قحطبة شيخ لابن حبان، والحسين بن أحمد بن بسطام، وغيرهما. وذكره ابن حبان في كتاب الضعفاء فقال: ثنا عبد الله بن قحطبة، ثنا هلال بن يحيى الرأي، ثنا أبو عوانة، عن قتادة، عن أنس قال: كانت قبضة سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم من فضة، وكان نعله له قبالان. وروى عن: عبد الواحد بن زياد. أدرك السماع عنه: أبو بكر البزار. هناد بن السري بن مصعب بن أبي بكر بن شبر بن صعفوق بن عمرو بن حاجب بن زرارة بن عدس بن زيد بن عبد الله بن دارم م. ع.

(18/529)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 530
أبو السري التميمي الدارمي الكوفي الحافظ، أحد العباد. روى عن: أبي الأحوص سلام بن سليم، وشريك، وعبثر بن القاسم، وهشيم، وإسماعيل بن عياش، وابن المبارك، وعبد الرحمن ابن أبي الزناد، وعبد السلام بن حرب، وفضيل بن عياض، وخلق. وعنه: م. ع.، والبخاري في غير الصحيح، وأبو زرعة، وأبو حاتم، ومحمد بن صالح بن ذريح، وعبدان) الأهوازي، ومحمد بن إسحاق السراج، وآخرون. وسئل أحمد بن حنبل: عمن نكتب بالكوفة فقال: عليكم بهناد. وقال قتيبة: ما رأيت وكيعا يعظم أحدا تعظيمه لهناد. ثم يسأله عن الأهل. وقال النسائي: ثقة. وقال أحمد بن سلمة النيسابوري: سمعت هناد بن السري غير مرة إذا ذكر قبيصة بن عقبة قال: الرجل الصالح. وتدمع عيناه. قال: وكان هناد كثير البكاء. كنت عنده ذات يوم في مسجده، فلما فرغ

(18/530)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 531
من القراءة عاد إلى منزله، فتوضأ وانصرف إلى المسجد، وقام على رجليه يصلي إلى الزوال، وأنا معه في المسجد. ثم رجع إلى منزله فتوضأ وآنصرف إلى المسجد، فصلى بنا الظهر، ثم قام على رجليه يصلي إلى العصر ويرفع صوته بالقرآن، ويبكي كثيرا. ثم صلى بنا العصر، وجاء إلى المسجد فجعل يقرأ في المصحف إلى الليل، فصليت، معه المغرب، وقلت لبعض جيرانه: ما أصبره على العبادة. قال: هذه عبادته بالنهار منذ سبعين سنة، فكيف لو رأيت عبادته بالليل وما تزوج قط ولا تسرى قط، وكان يقال له: راهب الكوفة. قلت: ولهناد مصنف كبير في الزهد يرويه ابن الخير. قال السراج: سمعته يقول: ولدت سنة اثنتين وخمسين ومائة. ومات في آخر سنة ربيع الآخر سنة ثلاث وأربعين ومائتين، رحمه الله ورضي عنه. الهيثم بن مروان بن الهيثم بن عمران العنسي الدمشقي ن. عن: خاله محمد بن عائذ، وزيد بن يحيى، ومحمد بن عيسى بن سميع، ومنبه بن عثمان. وعنه: ن.، وأبو بشر الدولابي، وأبو الحسن بن جوصا، ومحمد بن المسيب الأرغياني.

(18/531)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 532
4 (حرف الواو)
واصل بن عبد الأعلى الكوفي م. ع. عن: أبي بكر بن عياش، ومحمد بن فضيل، ووكيع، وطائفة. وعنه: م. ع.، وأبو العباس السراج، ومحمد بن يحيى بن مندة، وآخرون. وثقه النسائي.) وتوفي سنة أربع وأربعين ومائتين. الوليد بن شجاع بن الوليد بن قيس م. د. ت. ق.

(18/532)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 533
أبو همام بن أبي بدر السكوني الكوفي الحافظ، نزيل بغداد. سمع: أباه، وشريك بن عبد الله، وإسماعيل بن جعفر، وعبد الله بن وهب، وعبد الله بن المبارك، والوليد بن مسلم، وخلقا. وعنه: م. د. ت. ق.، وعباس الدوري، وموسى بن هارون، وعبد الله بن ناجية، وأبو القاسم البغوي، وابن صاعد، وأبو يعلى، وخلق. قال أبو كريب: ما أخرج الشيوخ إلي كتابا إلا وفيه: فرغ أبو همام، فرغ أبو همام. وقال ابن معين، والنسائي: لا بأس به. وقال محمد بن زكريا الغلابي: سمعت يحيى بن معين يقول: عند أبي همام مائة ألف حديث عن الثقات. قلت: مات في ربيع الأول سنة ثلاث وأربعين، وقد وقع لي حديثه عاليا، ومات في عشر التسعين. الوليد بن عمرو بن السكين الضبعي البصري ق.

(18/533)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 534
عن: يعقوب الحضرمي، وأبي همام محمد بن محبب الواسطي. وعنه: ق.، وأبو عروبة الحراني، وعبد الله بن عروة الهروي. وهب بن بيان الواسطي د. ن. سكن مصر، وحدث عن: سفيان بن عيينة، وابن وهب. وعنه: د. ن.، وابن أبي داود، وأحمد بن عبد الوارث العسال، وغيرهم. وثقه النسائي. ومات سنة ست وأربعين ومائتين. وهب الله بن رزق. أبو هريرة المصري. لم يذكره ابن يونس في تاريخه. سمع: بشر بن بكر التنيسي، ويحيى بن بكير، وعبد الله بن يحيى المعافري، وغيرهم. وعنه: أبو بكر بن أبي داود، ومحمد بن عبد الله بن عرس شيخ الطبراني. وهب بن حفص.)

(18/534)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 535
أبو الوليد البجلي الحراني. عن: محمد بن يوسف الفريابي، وغيره. وعنه: أبو عبد الله المحاملي. قال الدارقطني: كان يضع الحديث. قلت: وهو وهب بن يحيى بن حفص بن عمرو البجلي. كان ينسب إلى جده تخفيفا. روى أيضا عن: أبي قتادة الحراني، ومحمد بن سليمان البومة، وعبد الملك الجدي. روى عنه: ابن خزيمة، ومحمد بن محمد الباغندي. إتهمه أبو عروبة بالكذب. وقد روى عنه من المصريين: علي بن أحمد بن علان، وغيره. مات سنة خمسين ومائتين.

(18/535)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 536
4 (حرف الياء)
يحيى بن أكثم بن محمد بن قطن ت.

(18/536)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 537
قاضي القضاة أبو محمد التميمي المروزي ثم البغدادي. سمع: الفضل بن موسى السيناني، وجرير بن عبد الحميد، وعبد العزيز بن أبي حازم، وسفيان بن عيينة، وعبد الله بن إدريس، وابن المبارك، وعبد العزيز الدراوردي، وطائفة. وعنه: ت.، وأبو حاتم، والبخاري، وإسماعيل القاضي، وأبو العباس السراج، وإبراهيم بن محمد بن متويه، وعبد الله بن محمود المروزي، وجماعة. وكان أحد الأئمة المجتهدين أولي التصانيف. قال أحمد بن حنبل: ما عرفت فيه بدعة. وقال الحاكم: من نظر في كتاب التنبيه ليحيى بن أكثم عرف تقدمه في العلوم. وقال طلحة الشاهد: كان واسع العلم بالفقه، كثير الأدب، حسن المعارضة، قائما لكل معضلة، غلب على المأمون حتى لم يتقدمه أحد عنده من الناس جميعا، مع براعة المأمون في العلم. وكانت الوزراء لا تعمل في تدبير الملك شيئا إلا بعد مطالعة يحيى.

(18/537)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 538
وقال الخطيب: ولاه المأمون القضاء ببغداد، وهو من ولد أكثم بن صيفي التميمي. وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: لما سمع يحيى بن أكثم، من ابن المبارك، وكان صغيرا، صنع أبوه طعاما ودعا) الناس ثم قال: اشهدوا أن هذا سمع من ابن المبارك وهو صغير. وقال أبو داود السنجي: سمعت يحيى بن أكثم يقول: كنت عند سفيان فقال: بليت بمجالستكم بعدما كنت أجالس من جالس أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، من أعظم مني مصيبة فقلت: يا أبا محمد، الذين بقوا حتى جالسوك بعد مجالسة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم مصيبة منك. وقال علي بن خشرم: أخبرني يحيى قال: صرت إلى حفص بن غياث، فتعشينا عنده، فأتى بعس فشرب منه، ثم ناوله أبا بكر بن أبي شيبة، فشرب منه، فناوله أبو بكر يحيى بن أكثم، فقال له: أيسكر كثيره قال: أي والله، وقليله. فلم يشرب. وقال أبو حازم القاضي: سمعت أبي يقول: ولي يحيى بن أكثم قضاء البصرة وله عشرون سنة، فاستصغروه، فقال أحدهم: كم سن القاضي قال: أنا أكبر من عتاب الذي استعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على أهل مكة، وأكبر من معاذ الذي وجه به رسول الله صلى الله عليه وسلم قاضيا على اليمن، وأكبر من كعب بن سور الذي وجه به عمر قاضيا على البصرة وبقي بها سنة لا يقبل بها شاهدا.

(18/538)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 539
فتقدم إليه أبي، وكان من الأمناء، فقال: أيها القاضي قد وفقت الأمور وبرئت. قال: وما السبب. قال: في ترك القاضي قبول الشهود. قال: فأجاز يومئذ شهادة سبعين نفسا. وقال الفضل بن محمد الشعراني: سمعت يحيى بن أكثم يقول: القرآن كلام الله، فمن قال: مخلوق يستتاب، فإن تاب، وإلا ضربت عنقه. وعن يحيى بن أكثم قال: ما سررت بشيء سروري بقول المستلمي: من ذكرت رضي الله عنك. وقد ذكر للإمام أحمد ما يرمى به يحيى بن أكثم، فقال: سبحان الله، من يقول هذا وقال الصولي: سمعت إسماعيل القاضي وذكر يحيى بن أكثم فعظم أمره، وذكر له هذا اليوم، يعني يوم قيامه في وجه المأمون لما أباح متعة النساء، وما زال به رده إلى الحق. ونص له الحديث في تحريمها. فقال لإسماعيل رجل: فما كان يقال قال: معاذ الله أن تزول عدالة مثله بكذب باغ أو حاسد. وكانت كتبه في الفقه أجل كتب تركها الناس لطولها.) وقال أبو العباس: سئل رجل من البلغاء عن يحيى بن أكثم، وأحمد بن أبي دؤاد أيهما أنبل فقال: كان أحمد مجد مع جاريته وابنته، وكان يحيى يهزل مع

(18/539)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 540
عدوه وخصمه. قلت: وقد ضعفوه في الحديث. وقال أبو حاتم: فيه نظر. وقال جعفر بن أبي عثمان، عن ابن معين: كان يكذب. وقال إسحاق بن راهويه: ذاك الدجال يحدث عن ابن المبارك وقال علي بن الحسين بن الجنيد: كان يسرق الحديث. وقال صالح جزرة: حدث عن عبد الله بن إدريس بأحاديث لم يسمعها. وقال أبو الفتح الأزدي: روى عن الثقات عجائب. وكان يحيى بن أكثم أعور. وقد وردت عنه حكايات في ميله إلى المرد. وكان ميله إلى الملاح ونظره إليهم في حال الشبيبة والكهولة. فلما شاخ أقبل على شأنه، وبقيت الشناعة عليه استصحابا بالحال. قال أبو العيناء: تولى يحيى بن أكثم وقف الأضراء وطالبوه، ثم اجتمعوا فقال: ليس لكم عند أمير المؤمنين شيء. فقالوا: لا تفعل يا أبا سعيد. فقال: الحبس الحبس. فحبسوا، فلما كان الليل ضجوا، فقال المأمون: ما هذا قيل: الإضراء. فقال له: لم حبستهم أعلى أن كنوك؟

(18/540)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 541
قال: بل حبستهم على التعريض بشيخ لائط في الخريبة. وقال أبو بكر الخرائطي: ثنا فضلك المروزي قال: مضيت أنا وداود الإصبهاني إلى يحيى بن أكثم، ومعنا عشرة مسائل، فأجاب في خمسة منها أحسن جواب. ودخل غلام مليح، فلما رآه، اضطرب، فلم يقدر يجيء ولا يذهب في المسألة السادسة، فقال داود: قم، فإن الرجل قد اختلط. وقال أبو العيناء: كنا في مجلس أبي عاصم، وكان أبو بكر بن يحيى بن أكثم حاضرا، فنازع غلاما، فقال أبو عاصم: مهيم. قالوا: أبو بكر ينازع غلاما.) فقال: إن يسرق فقد سرق أب له من قبل. وقد هجي يحيى بأبيات مفرقة أعرضت عنها. قال الخطيب: لما استخلف المتوكل صير يحيى بن أكثم في مرتبة أحمد بن أبي دؤاد، وخلع عليه خمس خلع. وقال نفطويه: لما عزل يحيى بن أكثم عن القضاء بجعفر بن عبد الواحد الهاشمي جاءه كاتبه، فقال: سلم الديوان. فقال: شاهدان عدلان على أمير المؤمنين أنه أمرني بذلك. فلم يلتفت، وأخذ منه الديوان قهرا، وغضب عليه المتوكل وأمر بقبض أملاكه، ثم حول إلى بغداد، وألزم بيته. قال الكوكبي: نا أبو علي محرز بن أحمد الكاتب: حدثني محمد بن

(18/541)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 542
مسلم السعدي قال: دخلت على يحيى بن أكثم فقال: افتح هذا القمطر، ففتحتها، فإذا شيء قد خرج منها، رأسه رأس إنسان، ومن سرته إلى أسفله خلقة زاغ، وفي ظهره سلعة، وفي صدره سلعة، فكبرت وهللت وفزعت، ويحيى يضحك فقال لي بلسان فصيح طلق:
(أنا الزاغ أبو عجوه .......... أنا ابن الليث واللبوه)

(أحب الراح والزيحا .......... ن والنشوة والقهوه)

(فلا عربدتي تخشى .......... ولا تحذر لي سطوه)
ثم قال لي: يا كهل، أنشدني شعرا غزلا. فقال لي يحيى: قد أنشدك فأنشده. فأنشدته:
(أغرك أن أذنبت ثم تتابعت .......... ذنوب فلم أهجرك ثم أتوب)

(وأكثرت حتى قلت ليس بصارمي .......... وقد يصدم الإنسان وهو حبيب)
فصاح: زاغ زاغ زاغ. وطار ثم سقط في القمطر. فقلت: أعز الله القاضي، وعاشق أيضا. فضحك. فقلت: ما هذا قلت: هو ما ترى. وجه به صاحب اليمن إلى أمير المؤمنين، وما رآه بعد. وقال سعيد بن عفير المصري: ثنا يعقوب بن الحارث، عن شبيب بن شيبة بن الحارث قال: قدمت الشحر على رئيسها، فتذاكرنا النسناس. فقال: صيدوا لنا منها.

(18/542)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 543
فلما أن رحت إليه، فإذا بنسناس مع الأعوان، فقال: أنا بالله وبك. فقلت: خلوه. فخلوه، فخرج يعدو. وإنما يرعون نبات الأرض.) فلما حضر الغد قال: استعدوا للصيد، فإنا خارجون. فلما كان السحر سمعنا قائلا يقول: أبا مخمر، إن الصبح قد أسفر، والليل قد أدبر، والقانص قد حضر فعليك بالوزر. فقال: كلي ولا تراعي. فقال الغلمان: يا أبا مخمر. فهرب، وله وجه كوجه الإنسان، وشعرات بيض في ذقنه، ومثل اليد في صدره، ومثل الرجل بين وركيه. فألط به كلبان وهو يقول:
(إنكما حين تجارياني .......... ألفيتماني خضلا عناني)

(لو بي شباب ما ملكتماني .......... حتى تموتا أو تفارقاني)
قال: فأخذاه. قال: ويزعمون إنهم ذبحوا منها نسناسا، فقال قائل منهم: سبحان الله ما أحمر دمه. فقال نسناس من شجرة: كان يأكل السماق. فقالوا: نسناس خذوه. فأخذوه وقالوا: لو سكت، ما علم به. فقال آخر من شجرة: أنا صميميت.

(18/543)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 544
فقالوا: نسناس خذوه. قال: وبنو مهرة يصطادونها يأكلونها. قال: وكان بنو أميم بن لاوذ بن سام بن نوح قد سكنوا زنار أرض رمل كثيرة النخل، ويسمع فيها حس الجن، حتى كثروا، فعصوا، فعاقبهم الله وأهلكهم، وبقي منهم بقايا للعرب يقع عليهم للرجل والمرأة منهم يد أو رجل في شق واحد، يقال لهم: النسناس. قال السراج في تاريخه: مات يحيى بالربذة منصرفه من الحج، يوم الجمعة نصف ذي الحجة سنة اثنتين وقال ابن أخيه: بلغ ثلاثاً وثمانين سنة وأربعين ومائتين سنة. ورؤي أنه غفر له وأدخل الجنة. يحيى بن جعفر بن أعين البيكندي البخاري خ. أبو زكريا الحافظ. رحل وسمع: سفيان بن عيينة، ووكيعا، ويزيد بن هارون، وطبقتهم. ورحل إلى عبدان فيمن رحل.) وعنه: خ. وعبيد الله بن واصل، ومحمد بن أبي حاتم وراق البخاري، وآخرون.

(18/544)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 545
توفي في شوال سنة ثلاث وأربعين ومائتين. وكان من الأئمة. يحيى بن الحارث الإخميمي. أبو زكريا. روى عن: ابن وهب. مات في رمضان سنة ثمان وأربعين ومائتين. يحيى بن حبيب بن عربي م. ع. أبو زكريا البصري. عن: حماد بن زيد، ويزيد بن زريع، ومعتمر بن سلميان، ومرحوم بن عبد العزيز العطار، وجماعة. وعنه: م. ع.، وزكريا الساجي، وعبدان الأهوازي، وابن خزيمة، وآخرون. توفي سنة ثمان وأربعين عن سن عالية. وثقه غير واحد. وقال النسائي: ثقة مأمون قل شيخ رأيته مثله بالبصرة. قلت: هو أكبر شيخ لعمر بن بجير. يحيى بن حكم الأندلسي.

(18/545)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 546
الشاعر الملقب بالغزال. له ديوان معروف. وقد طال عمره وعاش أربعا وتسعين سنة. ومات سنة خمسين ومائتين. يحيى بن خلف م. د. ت. ق. أبو سلمو الباهلي البصري المعروف بالجوباري. ثقة، صاحب حديث. روى عن: معتمر بن سليمان، وبشر بن المفضل، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، وجماعة. وعنه: م. د. ت. ق.، وجعفر بن أحمد بن فارس الإصبهاني، وعبدان الأهوازي، وطائفة. توفي سنة اثنتين وأربعين.) يحيى بن داود. أبو السفر الواسطي. عن: أبي معاوية، ووكيع، وإسحاق الأزرق، وجماعة. وعنه: محمد بن جرير، وأبو القاسم البغوي، وعلي بن إسحاق بن زاطيا، وغيرهم.

(18/546)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 547
توفي سنة أربع وأربعين ومائتين، ولا أعلم فيه جرحا ذكر ابن عساكر في النبل أن ق. روى عنه. وذلك وهم أوضحه صاحب التهذيب. وإنما روى ق. عن يحيى بن يزداد. يحيى بن درست بن زياد ن. ق. أبو زكريا القرشي البصري. عن: أبي إسماعيل القتاد إبراهيم، وأبي عوانة، وحماد بن زيد، وغيرهم. وعنه: ت. ن. ق.، وأبو بكر بن أبي عاصم، وعبدان الأهوازي، وإبراهيم بن محمد بن متويه الإصبهاني، ومحمد بن أحمد بن عثمان المديني المصري، وجماعة سواهم. وكان صدوقا. يحيى بن سليمان بن نضلة الخزاعي المدني. روى الموطأ عن مالك. وروى عن: عبد الرحمن بن أبي الزناد، وسليمان بن بلال، والكبار. وكان ابن صاعد تلميذه يقدمه ويفخم أمره.

(18/547)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 548
قال ابن عقدة: سمعت ابن خراش يقول: لا يسوي شيئا. يحيى بن طلحة اليربوعي الكوفي ت. عن: قيس بن الربيع، وشريك، وأبي الأحوص سلام بن سليم. وعنه: ت.، وعبد الله بن زيدان البجلي، ومحمد بن يحيى بن مندة، وإبراهيم بن متويه الإصبهانيان، وأبو العباس السراج، وعبد الله بن ناجية، وآخرون. قال النسائي: ليس بشيء. ووثقه غيره. يحيى بن عبد الرحيم بن محمد. أبو زكريا البغدادي الخشرمي، نزيل مصر. روى عن: عبد الله بن عثمان الوقاصي، وعبيد بن حبان الجبيلي، والفضل بن عبد الرحمن الموصلي.) سمع منه: أبو حاتم بمصر في الرحلة الثانية. يحيى بن عبد الغفار الكتبي. صاحب كتاب السنة.

(18/548)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 549
روى عن: زيد بن الحباب، ويعلى بن عبيد، وطبقتهما. وتوفي في رمضان سنة ثمان وأربعين ومائتين. وقيل: سنة تسع وأربعين. يحيى بن محمد بن قيس الأنصاري الكوفي. المقريء المعروف بالعليمي. قرأ القرآن على: أبي بكر بن عياش، وحماد بن شعيب. وتصدر للإقراء وطال عمره، وعاش ثلاثا وتسعين سنة. ومات في ثلاث وأربعين. أخذ عنه: أبو يوسف بن يعقوب الواسطي، وغيره. قرأ على أبي بكر سنة سبعين ومائة. يحيى بن مخلد ن. أبو زكريا المقسمي البغدادي الفقيه. روى عن: المعافى بن عمران، وعمرو بن عاصم الكلابي. وعنه: ن.، وإمام الأئمة ابن خزيمة، وابن صاعد، وغيرهم. قال النسائي: ثقة. يحيى بن واقد. أبو صالح الطائي. عراقي نزل إصبهان.

(18/549)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 550
وروى عن: هشيم، وابن أبي زائدة، وابن علية. وعنه: محمد بن أحمد بن يزيد الزهري، وأبو العباس الجمال. وثقه إبراهيم بن أورمة. وكان رأسا في العربية. آخر من روى عنه: محمد بن القاسم شيخ الحافظ ابن مندة. يحيى بن يزيد بن ضماد.) أبو شريك المرادي المصري. عن: مالك بن أنس، وحماد بن زيد، ومفضل بن فضالة، وضمام بن إسماعيل، وغيرهم. وعنه: محمد بن داود بن عثمان الصدفي، ويعقوب الفسوي، وأبو حاتم الرازي، ومحمد بن محمد الباغندي، وآخرون. توفي في شعبان سنة ست وأربعين ومائتين. يزيد بن سعيد. أبو خالد الإسكندراني، مولى بني سهم ويعرف بالصباحي. روى عن: الليث بن سعد، ومالك بن أنس، ويعقوب بن عبد الرحمن القاري، وضمام بن إسماعيل، وغيرهم. وكان فيما ذكر ابن يونس آخر من حدث بمصر عن مالك. توفي في صفر سنة تسع وأربعين ومائتين. قلت: روى عنه ليعقوب الفسوي، وأحمد بن محمد بن ميسر شيخ لابن المقريء، والحسن بن إبراهيم بن مطروح الخولاني، وآخرون.

(18/550)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 551
وما علمت فيه ضعفا. روى عنه أبو حاتم، وقال: محله الصدق. يزيد بن عبد الله بن رزيق الدمشقي. عن: الوليد بن مسلم، ومحمد بن شعيب. وعنه: أحمد بن المعلى، وسليمان بن حذلم، وأبو بكر بن أبي داود، وعبد الله بن عتاب الزفتي. وروى النسائي، عن رجل، عنه. توفي سنة نيف وأربعين ومائتين. يعقوب بن إسحاق بن السكيت. أبو يوسف البغدادي النحوي، صاحب كتاب إصلاح المنطق. كان دينا فاضلا، موثقا في نقل العربية.

(18/551)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 552
أخذ عن: أبي عمرو الشيباني، وغيره. وعنه: أبو عكرمة الضبي، وأحمد بن فرج المقريء، وجماعة. وكان أبوه مؤدبا، فتعلم يعقوب النحو واللغة، وبرع فيهما. وتوصل إلى أن ندب لتعليم أولاد الأمير محمد بن عبد الله بن طاهر بوساطة كاتب ابن طاهر.) ثم ارتفع شأنه، وأدب ولد المتوكل. وله من التصانيف نحو عشرين كتابا. ويروى أن المتوكل نظر إلى ولديه المعتز والمؤيد فقال لابن السكيت: من أحب إليك، هما، أو الحسن والحسين قال: قنبر، يعني مولى علي، خير منهما. قال: فأمر الأتراك فداسوا بطنه حتى كاد يهلك، فبقي يوما ومات. ومنهم من قال: حمل ميتا في بساط، وبعث إلى ابنه بديته. وكان المتوكل نصب بلا خلاف. أبو عمر، عن ثعلبة قال: ما عرفنا لابن السكيت خربة قط. وقال محمد بن فرج: كان يعقوب بن السكيت يؤدي مع أبيه ببغداد صبيان العامة. ثم تعلم النحو. قال المفضل بن محمد بن مسعر المعري في أخبار النحاة: روى يعقوب عن: أبيه، والأصمعي، وأبي عبيدة، والفراء. وكتبه صحيحة نافعة. ولم يكن له نفاذ في علم النحو، وكان يميل إلى تقديم علي رضي الله عنه. وقال أحمد بن عبيد: شاورني يعقوب في منادمة المتوكل، فنهيته، فحمل قولي على الحسد ولم ينته.

(18/552)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 553
وقال غيره: كان إليه المنتهى في اللغة. وروى المبرد، عن المازني قال: كنت عند ابن الزيات الوزير، وعنده يعقوب بن السكيت، فقال: سل أبا يوسف عن مسألة. فكرهت ذلك، ودافعت لكونه صاحبي. فألح علي الوزير، واخترت مسألة سهلة، فقلت له: ما وزن نكتل فقال: نفعل. قلت: فيكون ماضيه كيل. فقال: لا، بل وزنه نفتعل. قلت: فيكون أربعة حروف بوزن خمسة. فخجل وسكت. فقال الوزير: وإنما تأخذ كل شهر ألفي درهم، ولا تحسن ما وزن نكتل فلما خرجنا قال لي: هل تدري ما صنعت بي قلت: والله لقد قاربتك جهدي. قال ثعلب: أجمع أصحابنا أنه لم يكن بعد ابن الأعرابي أعلم باللغة من ابن السكيت. وكان المتوكل ألزمه تأديب ابنه) المعتز. قلت: ولابن السكيت شعر جيد سائر. توفي ابن السكيت، رحمه الله، سنة أربع وأربعين. وأكثر الملوك يحشدون مع قتلة الأنفس. يعقوب بن إسماعيل بن حماد بن زيد بن درهم البصري. قاضي المدينة.

(18/553)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 554
سمع: سفيان بن عيينة، ويحيى القطان. وعنه: حفيده أبو عمر محمد بن يوسف بن يعقوب، لقنه حديثا واحدا وابنه يوسف، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وعبد الله بن ناجية، وقاسم المطرز. قال أبو حاتم: صدوق. وقال غيره: توفي على قضاء فارس سنة ست وأربعين ومائتين. هناك. يعقوب بن حميد بن كاسب المدني ق. نزيل مكة. عن: إبراهيم بن سعد، وعبد العزيز بن أبي حازم، وعبد الله بن وهب، وخلق. وعنه: ق.، وأبو بكر بن أبي عاصم، وإسماعيل القاضي، والبخاري في غير الصحيح، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وآخرون. ضعفه أبو حاتم. وقال البخاري: لم نر إلا خيرا.

(18/554)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 555
وفي صحيح البخاري موضعين في: الصلح، وفي: من شهد بدرا: ثنا يعقوب، نا إبراهيم بن مسعد. فقائل يقول هو هذا. وقائل يقول هو: يعقوب الدورقي. وأما من قال: هو يعقوب بن إبراهيم بن سعد، أو هو يعقوب بن محمد الزهري، فقد أخطأ بلا شك. توفي ابن كاسب في آخر سنة إحدى وأربعين. وكان من أئمة الحديث بالمدينة.

(18/555)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 556
يعقوب بن ماهان البناء ن. عن: هشيم، وغيره. وعنه: ن.، وقاسم المطرز، وأبو يعلى الموصلي، وأبو العباس السراج.) توفي سنة أربع وأربعين ومائتين. قال أبو حاتم: صدوق. يمان بن عيسى. عن: هشيم، وأنس بن عياض. وعنه: محمد بن إبراهيم مربع، وعلي بن الحسين بن الجنيد. وكتب عنه من الكبار: يحيى بن معين. وثقه مربع. يوسف بن إبراهيم بن شبيب. أبو الحجاج الإصبهاني الفرساني الحافظ.

(18/556)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 557
رحل وعني بهذا الشأن، وبرع فيه. ولقي: عبد الله بن موسى، وأبا نعيم، وسليمان بن حرب، وطبقتهم. روى عنه: محمد بن يحيى بن مندة، وغيره. ولم يشتهر ذكره، لأنه مات قبل أوان الرواية. وكان يعارض الحافظ أحمد بن الفرات في زمانه. توفي سنة اثنتين وأربعين. وكان يسكن قرية فرسان. يوسف بن حماد المعنى م. ت. ن. ق. أبو يعقوب البصري. عن: حماد بن زيد، وعبد الوارث، وزياد البكائي، وجماعة. وعنه: م. ت. ن. ق.، وأبو بكر بن أبي عاصم، ومحمد بن جرير الطبري. وآخرون. توفي سنة خمس وأربعين ومائتين. ووثقه النسائي. يوسف بن حماد. أبو يعقوب الأستراباذي.

(18/557)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 558
عن: سفيان بن عيينة، وأبي معاوية، ووكيع. وعنه: حفيده محمد بن يوسف، ومحمد بن جعفر بن طرخان، وعمران بن موسى بن مجاشع، وآخرون. وكان صدوقا.) قال أبو سعد الإدريسي: مات بعد الأربعين ومائتين. يوسف بن سلمان الباهلي ت. ويقال المازني البصري. عن: حاتم بن إسماعيل، وعبد العزيز الدراوردي، وجماعة. وعنه: ت.، وعمر البجيري، وإمام الأئمة ابن خزيمة، وجماعة. توفي سنة اثنتين وأربعين ومائتين. يوسف بن عيسى بن دينار المروزي خ. م. ت. ن. عن: سفيان بن عيينة، والفضل السيناني، وعبد الله بن إدريس، وطبقتهم. وعنه: خ. م. ت. ن.، وعمر بن محمد بن بجير، والحسن بن سفيان، وآخرون.

(18/558)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 559
توفي سنة تسع وأربعين. وقد مر. يوسف بن عيسى بن ماهان المروزي، ثم البغدادي المؤدب، صاحب إبراهيم بن سعد.

(18/559)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 560
4 (الكنى)
أبو أيوب. الخياط المقريء سليمان بن الحكم. بغدادي من أعيان أصحاب اليزيدي. روى عنه القراءة: أحمد بن حرب المعدل، وإسحاق بن مخلد، والسري بن مكرم. أبو بكر بن نافع البصري م. ت. ن. إسمه محمد بن أحمد بن نافع. روى عن: بشير بن المفضل، ومحمد بن جعفر غندر، وعبد الرحمن بن مهدي، وجماعة. وعنه: م. ت. ن.، وزكريا الساجي، وعبدان، وآخرون. أبو بكر بن النضر بن أبي النضر هاشم بن القاسم البغدادي م. ت. ن.

(18/560)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 561
وكثيرا ما ينسب إلى جده فيقال فيه أبو بكر بن أبي النضر. سمع: جده، ومحمد بن بشر العبدي، ويعقوب بن إبراهيم، وأبو عاصم النبيل. وعنه: م. ت. ن. أيضا، وأبو يعلى الموصلي، وأبو العباس السراج، وآخرون.) قال أبو حاتم: صدوق. قلت: توفي سنة خمس وأربعين ومائتين. أبو تراب النخشبي هو عسكر. وقد ذكر. أبو حصين بن يحيى بن سليمان الرازي د. لا يعرف له إسم. سمع: ابن عيينة، ويحيى بن أبي زائدة، ووكيعا، وأسباط بن محمد، وعبد الرزاق، وجماعة. وعنه: د.، وأحمد بن علي الأبار، وعلي بن سعيد بن بشير، ومحمد بن إبراهيم الطيالسي، وجعفر بن أحمد بن فارس، ومحمد بن وضاح القرطبي، وآخرون. وثقه أبو حاتم.

(18/561)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 562
أبو هفان. الشاعر عبد الله بن أحمد. أبو يزيد البسطامي. يذكر بعد الستين ومائتين إن شاء الله تعالى.

(18/562)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 5
5 (بسم الله الرحمن الرحيم)

5 (الطبقة السادسة والعشرون)

1 (الأحداث من سنة إلى)

4 (أحداث سنة إحدى وخمسين ومائتين)
فيها توفي: إسحاق بن منصور الكوسج، وحميد بن زنجويه، وعمرو بن عثمان الحمصي، ومحمد بن سهل بن عسكر، وأبو البقاء هشام بن عبد الملك الحمصي.
4 (خروج الحسين بن أحمد بقزوين)
وفيها خرج الحسين بن أحمد بن محمد بن إسماعيل بن محمد بن الأرقط عبد الله بن زين العابدين علي بن الحسين بقزوين، فغلب عليها في أيام فتنة المستعين.

(19/5)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 6
4 (خروج أحمد بن عيسى العلوي بالري)
وقد كان هو وأحمد بن عيسى العلوي اجتمعا على أهل الري، وقتلا بها خلقاً كبيراً، وأفسدوا وعاثوا. وسار لقتالهما جيش، فأسر أحدهما وقتل الآخر.
4 (إفساد إسماعيل بن يوسف موسم الحج)
وفيها خرج إسماعيل بن يوسف بن إبراهيم بم موسى بن عبد الله بن حسن بن حسن الحسني بالحجاز، وهو شاب له عشرون سنة. وتبعه خلق من العرب، فعاث في الحرمين، وأفسد موسم الحج. وقتل من الحجيج أكثر من ألف رجل، واستحل الحرمات بأفاعيله الخبيثة. وبقي يقطع الميرة عن الحرمين حتى هلك أهل الحجاز، وجاعوا. ونزل الوباء فهلك في الطاعون هو وعامة أصحابه في السنة الآتية. وفيها فتنة المستعين أحمد كما هو مذكور في ترجمته.

(19/6)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 7
4 (أحداث سنة اثنتين وخمسين ومائتين)
توفي فيها: أحمد بن عبد الله بن سويد بن منجوف، والمستعين بالله أحمد بن المعتصم، قتلوه، وإسحاق بن بهلول الحافظ،) وأشناس الأمير، وزياد بن أيوب، وعبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث، ومحمد بن بشار بندار، وأبو موسى محمد بن المثنى العنزي، ومحمد بن منصور الجواز، ويعقوب الدورقي.
4 (خلع المستعين وبيعة المعتز)
وفيها خلع المستعين، ثم حبس وقتل. وبويع المعتز بالله فأمر الترك ببيعته، وخلع على محمد بن عبد الله بن طاهر خلعة الملك، وقلده سيفين. فأقام بغا ووصيف الأميران ببغداد على وجل من ابن طاهر، ثم رضي المعتز عنهما، وردهما إلى مرتبتهما. ونقل المستعين إلى قصر المخرم هو وعياله، ووكلوا به أميراً. وكان عنده خاتم من الجوهر، فأخذه ابن طاهر فبعث به إلى المعتز.

(19/7)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 8
4 (تتويج المعتز لأخيه أبي أحمد)
وفيها خلع المعتز على أخيه أبي أحمد خلعة الملك وتوجه بتاج من ذهب، وقلنسوة مجوهرة، ووشاحين مجوهرين. وقلده سيفين.
4 (خلع المؤيد من العهد)
وفي رجب خلع المعتز بالله أخاه المؤيد من العهد وقيده وضربه.
4 (ولاية ابن أبي الشوارب قضاء القضاة)
وفيها ولي قضاء القضاة الحسن بن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب.
4 (حساب الخراج)
وفيها حسبت أرزاق الأتراك والمغاربة والشاكرية ببغداد، وغيرها، فجاءت في العام الواحد مائتي ألف ألف دينار. وذلك خراج المملكة سنتين.
4 (نفي أبي أحمد إلى واسط)
وفيها قبض المعتز على أخيه أبي أحمد، ثم نفاه إلى واسط. ثم قاموا معه فرد إلى بغداد.)

(19/8)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 9
4 (إبعاد ابن المعتصم)
وأبعد علي بن المعتصم عن الحضرة.
4 (ولاية ابن خاقان مصر)
وولي مزاحم بن خاقان إمرة مصر.

(19/9)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 10
4 (أحداث سنة ثلاث وخمسين ومائتين)
وفيها توفي: أحمد بن سعيد الهمداني المصري، وسري السقطي الزاهد، وعلي بن شعيب السمسار، وعلي بن مسلم الطوسي، ومحمد بن عبد الله بن طاهر الأمير، ومحمد بن عيسى بن رزين التيمي مقرئ الري، ومحمد بن يحيى ين أبي حزم القطعي، وهارون بن سعيد الأيلي، والأمير وصيف التركي، ويوسف بن موسى القطان، وأبو العباس القلوري.
4 (أخذ هراة)
وفيها قصد يعقوب بن الليث الصفار هراة في جمع، فأخذ هراة من نواب ابن طاهر، وقيدهم وحبسهم.
4 (هزيمة ابن أبي دلف)
وفيها سار الأمير موسى بن بغا، فالتقى هو وعسكر عبد العزيز ابن الأمير أبي دلف العجلي، فهزمهم وساق وراءهم إلى الكرج، وتحصن منه عبد العزيز،

(19/10)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 11
وأسرت والدة عبد العزيز. وبعث إلى سامراء بتسعين حملاً من رؤوس القتلى.
4 (خلعة المعتز على بغا)
وفي رمضان خلع المعتز بالله على بغا الشرابي، وألبسه تاج الملك.)
4 (مقتل وصيف)
وفي شوال قتل وصيف التركي.
4 (كسوف القمر)
وفي ذي القعدة كسف القمر.
4 (غزو ابن معاذ بلاد الروم)
وغزا محمد بن معاذ بلاد الروم، ودخل بالعسكر من جهة ملطية، فأسر وقتل خلق من أصحابه.
4 (هزيمة الكوكبي)
وفي ذي القعدة التقى موسى بن بغا الكوكبي بأرض قزوين، فانهزم الكوكبي ولحق بالديلم.
4 (وفاة ابن خاقان)
وفيها مات مزاحم بن خاقان أخو الفتح بمصر. والله أعلم.

(19/11)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 12
4 (أحداث سنة أربع وخمسين ومائتين)
فيها توفي: أحمد بن عبد الواحد بن عبود الدمشقي، وإبراهيم بن مجشر الكاتب، وبغا الصغير الشرابي، وزياد بن يحيى الحساني، وسلم بن جنادة، والدارمي، وعلي بن محمد بن علي بن موسى الرضا أبو الحسن العسكري من الإثني عشرية، ومحمد بن عبد الله المخرمي الحافظ، ومحمد بن منصور الطوسي العابد، ومحمد بن هاشم البعلبكي، والمرار بن حمويه الهمداني الفقيه. ولم يجر فيها من الحوادث ما له صورة.

(19/12)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 13
4 (أحداث سنة خمس وخمسين ومائتين)
) فيها توفي: عبد الله بن أبي زياد القطواني، وعبد الله الدارمي، بخلف، وعبد الله بن هاشم الطوسي، وعبد الغني بن رفاعة المصري، وعتيق بن محمد النيسابوري، والجاحظ، وأبو حاتم بخلف فيهما، وقد مرا سنة خمسين، والمعتز بالله محمد بن المتوكل، قتلوه، ومحمد بن حرب النسائي، ومحمد بن عبد الرحيم أبو يحيى صاعقة، ومحمد بن كرام الصوفي شيخ الكرامية، وموسى بن عامر المري.
4 (فتنة الزنج بالبصرة)
وفيها فتنة الزنج، وخروج قائد الزنج العلوي بالبصرة. خرج وعسكر، وانتسب إلى زيد بن علي، وزعم أنه علي بن محمد بن أحمد بن علي بن عيسى بن زيد بن علي، وهذا نسب لم يصح. وكان مبدأ ظهوره في هذه السنة، والتف عليه عبيد أهل البصرة من الزنج، وغيرهم. وعظم أمره وفعل بالمسلمين الأفاعيل، وهزم الجيوش، وامتدت أيامه، وتمادى في غيه إلى أن قتل إلى غير رحمة الله في سنة سبعين، على يد أحمد بن الموفق.

(19/13)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 14
4 (دخول مفلح طبرستان وآمل)
وفيها دخل مفلح طبرستان، فهدم دور الحسن بن زيد العلوي، فلحق بالديلم. ودخل مفلح آمل، فهدم دور الحسن بن زيد، وساق في طلبه.
4 (الواقعة بين ابن الليث وابن المغلس)
وفيها كان بين يعقوب بن الليث وطوق بن المغلس وقعة كبيرة بظاهر كرمان، فانتصر يعقوب وأسر طوقاً. وكان يعقوب قد خرج عن الطاعة وجبى الخراج لنفسه.
4 (خروج ابن قريش عن الطاعة)
وفيها خرج عن الطاعة علي بن الحسين بن قريش، وكتب إلى المعتز بالله يسأله أن يوليه) خراسان، ويقول إن آل طاهر قد ضعفوا عن مقاومة يعقوب بن الليث. وأراد أن يغري بينهما ليشتغل كل منهما بصاحبه، وتسقط عنه مؤونة الهالك منهما. فسار يعقوب يريد كرمان، وبعث ابن قريش المذكور طوق بن المغلس، فسبق يعقوب إلى كرمان فدخلها، ونزل يعقوب على مرحلة منها، فأقام نحواً من شهرين. فلما طال عليه أظهر الرحيل نحو سجستان، وسار مرحلة. فوضع طوق عند السلاح، وأحضر الملاهي والشراب، وجاءت الأخبار إلى يعقوب، فأسرع الرجعة وأحاط بطوق، فأسره واستولى على كرمان وعلى سجستان. ثم سار إلى فارس فتملك شيراز، وحارب ابن قريش وظفر به وأسره. وبعث إلى المعتز بالله بتقادم وتحف سنية، واستفحل أمره.
4 (أخذ ابن وصيف لكتاب المعتز)
وفيها أخذ صالح بن وصيف: أحمد بن إسرائيل، والحسن بن مخلد، وأبا نوح عيسى بن إبراهيم، فقيدهم، وهم خاصة المعتز وكتابه.

(19/14)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 15
وقد كان ابن وصيف قال: يا أمير المؤمنين ليس للجند عطاء، وليس في بيت المال مال. وقد استولى هؤلاء على أموال الدنيا. فقال له أحمد بن إسرائيل: يا عاصي يا ابن العاصي. وتراجعا الكلام والخصام، حتى احتد ابن وصيف، وغشي عليه وأصحابه بالباب، فبلغهم. فصاحوا وسلوا سيوفهم وهجموا. فقام المعتز ودخل إلى عند نسائه فأخذ ابن وصيف أحمد والجماعة. قال: فقال له المعتز: هب لي أحمد، فقد رباني. فلم يفعل، وضربهم بداره حتى تكسرت أسنان أحمد، وأخذ خطوطهم بمال جليل وقيدهم.
4 (ظهور عيسى وعلي العلويين)
وفيها ظهر عيسى بن جعفر، وعلي بن زيد العلويان الحسنيان، فقتلا عبد الله بن محمد بن داود الهاشمي الأمير.
4 (خلع المعتز وقتله)
وفي رجب خلع المعتز بالله من الخلافة، ثم قتل. فاختفت أمه قبيحة، ثم ظهرت في رمضان، وأعطت صالح بن وصيف مالاً عظيماً. ثم نفاها بعدما استصفاها إلى مكة، فحبست به. وظهر لها من الذهب ألف ألف وثلاثمائة ألف دينار، وسفط فيه مكوك زمرد، وسفط فيه مكوك لؤلؤ،) فيه حب كبار عديم المثل، وكيلجة ياقوت أحمر، وغيره. فقومت الأسفاط بألفي ألف دينار، وحمل الجميع إلى ابن وصيف. فلما رآه قال: قبحها الله، عرضت ابنها للقتل لأجل خمسين ألف دينار وعندها هذا. فأخذ الكل ونفاها.

(19/15)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 16
4 (مقتل أبي نوح وابن إسرائيل)
وفي رمضان قتل ابن وصيف: أبا نوح، وأحمد بن إسرائيل.
4 (بيعة المهتدي)
وبويع المهتدي بالله محمد بالأمر.

(19/16)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 17
4 (أحداث سنة ست وخمسين ومائتين)
توفي فيها: الربيع بن سليمان الجيزي، والزبير بن بكار، وعبد الله بن أحمد بن شبويه المروزي الحافظ، وعبد الله بن محمد الزهري المخرمي، وعلي بن المنذر الطريقي، وأبو عبد الله البخاري ليلة عيد الفطر، ومحمد بن أبي عبد الرحمن المقرئ، ومحمد بن عثمان بن كرامة، والمهتدي بالله محمد بن الواثق.
4 (مقتل صالح بن وصيف)
وفيها قدم الأمير موسى بن بغا وعبى جيشه ميمنة وميسرة وشهروا السلاح، ودخلوا سامراء مجتمعين على قتل صالح بن وصيف بدم المعتز، يقولون: قتل أمير المؤمنين المعتز، وأخذ أموال أمه قبيحة وأموال الكتاب. وصاحت العامة والغوغاء على ابن وصيف: يا فرعون قد جاءك موسى. فطلب موسى من بغا الإذن على المهتدي بالله، فلم يؤذن له، فهجم بمن معه عليه وهو جالس في دار العدل، فأقاموه وحملوه على فرس ضعيف، وانتهبوا القصر. فلما وصلوا إلى دار ناحور أدخلوا المهتدي إليها وهو يقول: يا موسى

(19/17)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 18
اتق الله، ويحك ما تريد؟ قال له: والله ما نريد إلا خيراً. وحلف له: لا نالك سوء. ثم حلفوه أن لا يمالئ صالح بن) وصيف، فحلف لهم. فبايعوه حينئذ. ثم طلبوا صالحاً لكي يناظروه على أفعاله، فاختفى. ورد المهتدي بالله إلى داره. ثم قتل صالح بن وصيف بعد شهر شر قتلة.
4 (كتاب وصيف بن صالح)
وفي أواخر المحرم من سنة ست وخمسين أظهر كتاب ذكر أن سيما الشرابي زعم أن امرأة جاءت به، وفيه نصيحة لأمير المؤمنين، وأن طلبتموني فأنا في مكان كذا. فلما وقف عليه المهتدي طلبها في المكان فلم يوجد لها أثر. فدعا موسى بن بغا وسليمان بن وهب وفلحاً وبايكباك، وناحور، ودفع الكتاب إلى سليمان فقال: أتعرف هذا الخط قال: نعم خط صالح بن وصيف. ثم قرأه عليهم، وفيه يذكر أنه مستخف بسامراء، وإنما استتر خوفاً من الفتن. وأن الأموال كلها عند الحسن بن مخلد. وكان كتابه يدل على قوة نفسه. فندب المهتدي إلى الصلح، فاتهمه موسى وذويه بأنه يدري أين صالح. فكان بينهم في هذا كلام. ثم من الغد تكلموا في خلعه، فقال: بايكباك: ويحكم، قتلتم ابن المتوكل وتريدون قتل هذا وهو مسلم ويصوم ويصلي ولا يشرب والله لئن فعلتم لأصيرن إلى خراسان ولأشيعن أمركم هناك.

(19/18)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 19
4 (كلام المهتدي)
ثم خرج المهتدي إلى مجلسه وعليه ثياب بيض، مقلداً سيفاً، ثم أمر بإدخالهم إليه، فقال: قد بلغني شأنكم، ولست كمن تقدمني مثل المستعين والمعتز. والله ما خرجت إليكم إلا وأنا متحنط وقد أوصيت، وهذا سيفي، والله لأضربن به ما استمسكت قائمته بيدي. أما دين أما حياء إما رعة كم يكون الخلاف على الخلفاء والجرأة على الله ثم قال: ما أعلم علم صالح. قالوا: فاحلف لنا. قال: إذا كان يوم الجمعة، وصليت الجمعة، حلفت لكم. فرضوا وانفصلوا على هذا.
4 (ثورة العامة والقواد على الأتراك)
ثم ورد إذ ذاك مال من فارس نحو من عشرة آلاف ألف درهم، فانتشر في العامة أن الأتراك) على خلع المهتدي، فثار العامة والقواد، وكتبوا رقاعاً ألقوها في المساجد: يا معشر المسلمين، ادعوا لخليفتكم العدل الرضا المضاهي لعمر بن عبد العزيز أن ينصره الله على عدوه. وراسل أهل الكرخ والدور المهتدي بالله في الوثوب على موسى بن بغا والأتراك، فجزاهم خيراً ووعدهم بالخير.
4 (اقتراب الزنج من البصرة)
وفيها تحول الزنج وتقربوا من البصرة، وأخذوا مراكب كثيرة بأموالها فتهبا سعيد الحاجب لحربهم.
4 (قتل بايكباك)
وفي أول جمادى الآخرة رحل موسى بن بغا وبايكباك في طلب مساور.

(19/19)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 20
وكان المهتدي قد استمال بايكباك وجماعته من الأتراك، فكتب إلى الأتراك أن يقتل موسى ومفلحاً أو يمسكهما، ويكون هو الأمير على الأتراك كلهم. فأوقف بايكباك موسى على كتابه وقال: إني لست أفرح بهذا، وإنما هذا يعمل علينا كلنا. فأجمعوا على أن يسير بايكباك إلى سامراء، فإن المهتدي يطمئن إليه، ثم يقتله. فسار إلى سامراء ودخل على المهتدي فغضب وقال: أمرتك أن تقتل موسى ومفلح فداهنت. قال: كيف كنت أقدر عليهم وجيشهما أعظم من جيشي، ولكن قد قدمت بجيشي ومن أطاعني لأنصرك عليهما. فأمر المهتدي بأخذ سلاحه، فقال: أذهب إلى منزلي وأعود، فليس مثلي من يفعل به هذا. فأخذ سلاحه وحبسه. ولما أبطأ خبره على أصحابه قال لهم أحمد بن حاقان الحاجب: اطلبوا صاحبكم قبل أن يفرط به أمر. فأحاطوا بالجوسق، فقال المهتدي لصالح بن علي بن يعقوب بن المنصور: ما ترى فقال: قد كان أبو مسلم أعظم شأناً من هذا العبد، وأنت أشجع من المنصور، فاقتله. فأمر بضرب عنقه، وألقى رأسه إليهم، فجاشوا، وأرسل المهتدي إلى الفراغنة، والمغاربة، والأشروسنية، فجاؤا واقتتلوا، فقتل من الأتراك أربعة آلاف، وقيل: ألفان، وقيل: ألف في ثالث عشر رجب يوم السبت. وحجز بينهم الليل ثم أصبحوا على القتال ومعهم أخو بايكباك وحاجبه أحمد بن خاقان في زهاء عشرة آلاف.
4 (مقتل المهتدي)
) وخرج المهتدي بالله ومعه صالح بن علي والمصحف في عنقه، وهو يقول: أيها الناس انصروا خليفتكم. وحمل عليه طغوباً أخو بايكباك في خمسمائة. فمال الأتراك الذين مع الخليفة إلى طغوبا، والتحم الحرب، فانهزم جمع الخليفة وكثر فيهم القتل، فولى منهزماً والسيف في يده، وهو ينادي: أيها

(19/20)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 21
الناس انصروا خليفتكم. ثم دخل دار صالح بن محمد بن يزداد ورمى بسلاحه ولبس البياض ليهرب من الأسطحة. وجاء أحمد حاجب بايكباك فأخبر به، فتبعه، فهرب، فرماه بعضهم بسهم ونفجه بالسيف. ثم حمل إلى أحمد، فأركبوه بغلاً، وركبوا خلفه سائساً، وأوتوا به إلى دار أحمد بن خاقان، وجعلوا يضربونه ويقولون: أين الذهب. فأقر لهم بستمائة ألف دينار مودعة ببغداد، أودعها الكرجي. فأخذوا خطة إلى خشف الواضحية المغنية بستمائة ألف دينار، ودفعوه إلى رجل، فعصر على خصيتيه فمات. وقيل: كانت به طعنة فحملوه على برذون. وقيل: أرادوه بدار أحمد على الخلع، فأبى واستسلم للقتل، فقتلوه.
4 (بيعة أحمد بن المتوكل)
وبايعوا أحمد بن المتوكل ولقبوه المعتمد على الله، وكنيته أبو العباس، وقيل: أبو جعفر، في سادس عشر رجب. وقدم موسى بن بغا إلى سامراء بعد أربعة أيام، وخمدت الفتنة. وكان المعتمد محبوساً في الجوسق فأخرجوه.

(19/21)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 22
4 (مقتل ابن بغا)
وقتل المهتدي مع بايكباك أبا نصر محمد بن بغا أخا موسى.
4 (لهو المعتمد وكراهية الناس له)
وضيق المعتمد على عيال المهتدي بالله. ثم استعمل المعتمد أخاه الموفق طلحة على المشرق، وصير ابنه جعفراً ولي عهده، وولاه مصر والمغرب، ولقبه المفوض إلى الله. وانهمك المعتمد في اللهو واللذات، واشتغل عن الرعية، فكرهه الناس وأحبوا أخاه طلحة.
4 (دخول الزنج البصرة)
وفي العشرين من رجب دخلت الزنج البصرة، فقتلوا وفتكوا، وفعلوا بالأهواز والأبلة أكثر مما) فعلوا بالبصرة.
4 (ظهور الطالبي بالكوفة)
وفيها ظهر بالكوفة علي بن زيد الطالبي، فبعث إليه المعتمد جيشاً هزمهم الطالبي.
4 (غلبة الطالبي على الري)
وفيها غلب الحسن بن زيد الطالبي على الري، فجهز إليه المعتمد موسى بن بغا، وخرج معه مشيعاً له.
4 (الحج هذا الموسم)
وفيها حج بالناس محمد بن أحمد بن عيسى بن المنصور أبي جعفر العباسي.

(19/22)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 23
4 (قتل صالح بن وصيف)
وأما صالح بن وصيف، فكان قد استطال على الخلفاء وقتل المعتز، وأقام المهتدي، وحكم عليه، وذكرنا استتاره في أيام المهتدي. قال: فنادى عليه موسى بن بغا: من جاء به فله عشرة آلاف دينار. فلم يظفر به أحد. واتفق أن بعض الغلمان دخل زقاقاً وقت الحر، فرأى باباً مفتوحاً فدخل، فمشى في دهليز مظلم، فرأى صالحاً نائماً، فعرفه وليس عنده أحد. فجاء إلى موسى فأخبره، فبعث جماعة فأخذوه، ثم ذهبوا به مكشوف الرأس إلى الجوسق فبادره بعض أصحاب مفلح، فضربه من ورائه، واحتزوا رأسه وطافوا به. وتألم المهتدي في الباطن لقتله، وقال: رحم الله صالحاً، فلقد كان ناصحاً. وأما الصولي فقال: عذبوه في الحمام كما كان يفعل بالمعتز، حتى أقر بالأموال ثم خنقوه. والله أعلم.

(19/23)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 24
4 (أحداث سنة سبع وخمسين ومائتين)
توفي فيها: أحمد بن منصور زاج، وإسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد، والحسن بن عبد العزيز الجروي، والحسن بن عرفة، وزهير بن محمد المروزي،) وزيد بن أخرم، وسليمان بن معبد السنجي، وأبو الفضل الرياشي عباس، وأبو سعيد الأشج، وعلي بن خشرم، ومحمد بن حسان الأزرق، ومحمد بن عمرو بن حنان الحمصي، ومحمد بن زيد الواسطي.
4 (خراب البصرة)
وفيها دخلت الزنج البصرة، وبذلوا السيف واستباحوا. وقتلوا بالأبلة نحواً من ثلاثين ألفاً وأحرقوها فحاربهم سعيد الحاجب، واستخلص منهم كثيراً مما أخذوه. ثم استظهروا عليه، وقتلوا من جنده مقتلة عظيمة. ودخلوا البصرة، فيقال: إنهم قتلوا بها اثني عشر ألفاً، وخربوا الجامع، وهرب من سلم في البلدان، وخربت البصرة. وجرت بين الزنج وبين عساكر الخليفة عدة وقعات.

(19/24)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 25
4 (مقتل ملك الروم)
وقيل قتل ميخائيل بن توفيل ملك الروم. قتله بسيل الصقلبي. وكان بسيل من أبناء الملوك. وتملك ميخائيل على دين النصرانية أربعاً وعشرين سنة.

(19/25)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 26
4 (أحداث سنة ثمان وخمسين ومائتين)
توفي فيها: أحمد بن بديل قاضي همدان، وأحمد بن حفص النيسابوري، وأحمد بن سنان القطان، وأبو عبيدة بن أبي السفر واسمه أحمد، وأحمد بن الفرات الرازي الحافظ، وأحمد بن يحيى القطان، وأحمد بن عمر، يعرف بحمدان البزاز الحميري البغدادي،) وإسماعيل بن أبي الحارث، وجعفر بن عبد الواحد الهاشمي القاضي، وحفص بن عمرو الربالي، والعباس بن زيد البحراني، وعبدة بن عبد الله الصفار، وعلي بن حرب الجنديسابوري، وعلي بن محمد بن أبي الخصيب، والفضل بن يعقوب الرخامي، ومحمد بن إسماعيل الحساني، ومحمد بن سنجر الحافظ، ومحمد بن عبد الملك بن زنجويه الحافظ، ومحمد بن عمر بن أبي مذعور، ومحمد بن يحيى الذهلي، وهارون بن إسحاق الهمداني، ويحيى بن معاذ الرازي الصوفي.

(19/26)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 27
4 (حرب الموفق للزنج)
وفيها عقد المعتمد على الله لأخيه الموفق أبي أحمد على الشام ومصر، ثم جهزه ومفلحاً إلى حرب الخبيث رأس الزنج. فكانت في هذه السنة وقعة بين الزنج وبين منصور بن جعفر بن دينار، فانهزم عن منصور عسكره، وساق وراءه زنجي فضرب عنقه. واستباحت الزنج عسكره. وعرض أبو أحمد ومفلح في جيش مثله في دهر في العدد والفرسان والأموال والخزائن. فلما وصل الموفق أبو أحمد إلى دير معقل انهزم جيش الخبيث مرعوبين، فلحقوا به، لعنه الله، وقالوا: هذا جيش هائل لم يأتنا مثله. فجهز عسكراً كبيراً، فالتقوا هم ومفلح، فاقتتلوا أشد قتال، وظهر مفلح. ثم جاءه سهم غرب في صدره، فمات من الغد، وانهزم الناس وركبتهم الزنج واستباحوهم. وتحيز الموفق إلى الأبلة وتراجع إليه العسكر ونزل نهر أبي الأسد، ثم بعث) جيشاً، فالتقوا هم وقائد الزنج يحيى. فنصر الله تعالى، وأسر طاغيتهم يحيى، وقتل عامة أصحابه. وبعث به إلى المعتمد فضربه، ثم طوف به، ثم ذبحه وأحرق جثته. وسار الموفق إلى واسط.
4 (الوباء بالعراق)
ووقع الوباء الذي لا يكاد يتخلف عن الملاحم بالعراق، ومات خلق، لا يحصون كثرة. ومات خلق من عسكر الموفق. ثم تجمعت الزنج، فالتقاهم

(19/27)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 28
الموفق، فقتل خلق من جنده وانهزموا، وتفرق عنه عامة جنده، ثم تحيز وسلم. وعظم البلاء بالخبيث وأصحابه.
4 (ذكر الزلزال)
وفيها كانت هدات عظيمة بالصيمرة وزلزال سقطت منها المنازل، ومات تحت الردم ألوف من الناس.
4 (إدعاء زعيم الزنج علم الغيب)
وكان هذا الخبيث المذكور كذاباً وممخرقاً يدعي أنه أرسل إلى الخلق. فرد كل مسألة. وكان يوهم أصحابه أنه يطلع على المغيبات، ويفعل ما ليس في قدرة البشر.
4 (مقتل البحراني)
وكان يحيى ين محمد البحراني الأزرق قائد جيوش الخبيث، فقتل بسامراء بعد أن قطعت أربعته، كما ذكرنا. ثم كانت وقعات بين الخبيث والموفق كانوا فيها متكافئين.

(19/28)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 29
4 (أحداث سنة تسع وخمسين ومائتين)
توفي فيها: أبو إسحاق الجوزجاني الحافظ، وإسحاق بن وهب العلاف، وإسحاق البغوي لؤلؤ، وأحمد بن إسماعيل السهمي، وبشر بن مطر السامري، وحجاج بن الشاعر،) وعلي بن معبد نزيل مصر، ومحمد بن يزيد السلمي النيسابوري، ومحمود بن سميع الدمشقي، ومحمد بن آدم المروزي،
4 (مواصلة الحرب مع الزنج)
وفيها عرض الموفق عسكره بواسط. وجاءته النجدة، وهيأ السفن ليدخل إلى الخبيث رأس الزنج، وكان قد نزل البطيحة وبثق حوله الأنهار وتحصن. فهجم عليه الموفق، فأحرق أكواخه، وقتل من أصحابه مقتلة كبيرة. واستنقذ من النسوان جمعاً كبيرة. ورد إلى بغداد. واستخلف على حرب الخبيث محمد بن المولد. فسار الخبيث إلى الأهواز، وقتل خمسين ألفاً، وسبى أربعين ألفاً، وأهلك الأمة. فسار لحربه موسى بن بغا، فأقام يحاربه بضعة عشر شهراً، وقتل خلق من الطائفتين.

(19/29)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 30
4 (مقتل أمير الكوفة)
وفيها قتل كنجور، وكان على إمرة الكوفة، فانصرف منها يريد سامراء بغير إذن المعتمد، فأرسل إليه يأمره بالرجوع، فامتنع. فبعث إليه مالاً ليفرقه في أصحابه، فلم يقنع به، وقويت نفسه. فجهز المعتمد لحربه ساتكين، وعبد الرحمن بن مفلح، وموسى بن أتامش، وجماعة من الأمراء، وأحاطوا به، وأنزلوه عن فرسه وذبحوه.
4 (هزيمة الروم ومقتل مقدمهم)
وفيها نزلت الروم، لعنهم الله، على ملطية وسميساط، فخرج أحمد بن محمد القابوس بأهل ملطية، فهزموا الروم وقتل مقدمهم الأقريطشي، وفتح الله ونصر.
4 (ملك ابن الليث نيسابور وخراسان)
وفي شوال ملك يعقوب بن الليث الصفار نيسابور، فركب إلى خدمته محمد بن عبد الله بن طاهر، فأخذ يعقوب يوبخه ويعنفه على تفريطه في البلاد، حتى غلب عليها العدو. ثم اعتقله ورسم عليه وعلى أهل بيته. فبعث المعتمد ينكر على يعقوب ويأمره بالانصراف إلى ولايته، فلم يقبل، واستولى على خراسان، واستفحل أمره وشره.

(19/30)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 31
4 (أحداث سنة ستين ومائتين)
) فيها توفي: أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي، وأيوب بن إسحاق بن سافري، وحجاج بن يوسف بن قتيبة الإصبهاني، والحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني، والحسين بن علي بن محمد بن الرضا علي بن موسى العلوي الحسيني أحد الإثني عشر. وعبد الرحمن بن بشر بن الحكم، وعبيد الله بن سعد الزهري، ومالك بن طوق التغلبي صاحب الرحبة.
4 (الوقعة بين ابن الليث والحسن العلوي)
وفيها سار يعقوب بن الليث بن زيد العلوي فهزمه، ودخل طبرستان والديلم. ورآه، فصعد الحسن في جبال الديلم، ونزل الثلج والأمطار على أصحاب يعقوب، فتلف منهم خلق واندعكوا. ورجع يعقوب بأسوأ حال، وقد عدم من أصحابه أربعون ألفاُ، وذهب عامة خيله.
4 (الغلاء بالحجاز والعراق)
وفيها كان الغلاء المفرط في الحجاز والعراق، وبلغ كر الحنطة ببغداد مائة وخمسين ديناراً.

(19/31)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 32
4 (إغارة العرب على حمص)
وفيها أغارت الأعراب على حمص، فخرج لحربهم منجور التركي أميرها، فقتلوه، فجاء على إمرتها بكتمر التركي المعتمدي.
4 (استيلاء الروم على لؤلؤ)
وفيها أخذت الروم بلدة لؤلؤ.
4 (شعر لرئيس الزنج)
وفيها وقعت وقعات عديدة للمسلمين مع الخبيث. وفي بعضها يقول الخبيث:
(من لم ير الأتراك في جمعهم .......... قد واقفوا جيشاً من الزنج)

(وكلهم تصرف أنيابه .......... حيوان يرجو ظفر العلج)

(كأنهم إذا وقفت تركهم .......... وزنجنا رقعة شطرنج.)

(19/32)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 33
1 (رجال هذه الطبقة على ترتيب المعجم)

4 (حرف الألف)
أحمد بن إبراهيم بن مهران البوشنجي. عن: سفيان بن عيينة، وأبي ضمرة. وعنه: المحاملي، ومحمد بن مخلد. قال الدارقطني: لا بأس به. أحمد بن آدم. أبو جعفر الخلنجي غندر الحافظ. روى عن: عبد الرزاق، ومحمد بن يوسف الفريابي، وأبي نعيم، وعثمان بن عبد الحميد، وجماعة كثيرة. وعنه: عمران بن موسى بن مجاشع، والحسن بن سفيان، وأبو جعفر الجرجاني المقرئ، وآخرون. وثقة حمزة السهمي أحمد بن إسرائيل بن حسين.

(19/33)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 34
أبو جعفر الكاتب. وزير المعتز بالله، الأنباري، ولي ديوان الخراج للمتوكل وللمنتصر، ثم ولي كتابة المعتز قبل خلافته. فلما ولي الخلافة استوزره، وكان يحبه ويركن إليه في الأمور، فخلع عليه للوزارة في شعبان سنة اثنتين وخمسين. وكان أحمد بن إسرائيل من أذكياء العالم لا يسمع شيئاً إلا حفظه. وكان إليه المنتهى في حساب الديوان. وأول من قدمه وأظهره محمد بن عبد الملك الزيات. قال الصولي: حدثني الحسين بن علي الباقطائي قال: قال لنا أحمد بن إسرائيل: كنت في الديوان أيام محمد الأمين فما كان أحد من أهل الديوان أصغر مني. ولقد كنت أنسخ الكتب، فلا أفرغه حتى أحفظ ما فيه حرفاً حرفاً. فعلت هذا مرات كثيرة. وسمعت أحمد بن إسرائيل ينشد:
(لا يكون السري مثل الدني .......... لا ولا ذو الذكاء مثل الغبي)
)
(قيمة المرء مثل ما يحسن المرء .......... قضاء من الإمام علي)
قال الصولي: لم يزل أحمد بن إسرائيل وزيراً للمعتز إلى سنة خمس وخمسين. وكانت وزارته دون ثلاث سنين. قتله صالح بن وصيف بالضرب في المصادرة، فهلك تحت الضرب في سنة خمس وخمسين ومائتين. أحمد بن إسماعيل بن محمد بن نبيه ق. أبو حذاقة السهمي القرشي المدني، نزيل بغداد. حدث عن: مالك، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، ومسلم بن خالد الزنجي، وعبد العزيز

(19/34)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 35
الدراوردي، وحاتم بن إسماعيل وهو آخر من حدث عنهم. ولعله عاش مائة سنة. روى عنه: ق.، وابن صاعد، وعبد الوهاب بن أبي عصمة، وإسماعيل بن العباس الوراق، والمحاملي، وابن مخلد وآخرون. قال المحاملي: سمعت أبي يقول: سألت أبا مغضب، عن أبي حذاقة السهمي فقال: كان يحضر معنا الغرض على مالك وقال الدارقطني: هو قوي السماع عن مالك. وقال البرقاني: كان الدارقطني حسن الرأي في أبي حذاقة، وأمرني أن أخرج حديثه في الصحيح. قال الخطيب: وقرأت بخط الدارقطني: أحمد بن إسماعيل أبو حذاقة ضعيف الحديث، كان مغفلاً. روى الموطأ عن مالك مستقيماً، فأدخلت عليه أحاديث عن مالك في غير الموطأ فقبلها. لا يحتج به. وقال ابن عدي: حدث عن مالك بالموطأ. وحدث عنه وعن غيره بالبواطيل. وقال الخطيب: لم يكن ممن يتعمد الباطل.

(19/35)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 36
قلت: مما نقم على أبي حذاقة روايته عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر حديث: أفطر الحاجم والمحجوم. وروى بالإسناد حيث: قضى باليمين مع الشاهد. وهذان موضوعا الإسناد مات يوم عيد الفطر سنة تسع وخمسين. أحمد بن الأسود.) أبو علي الحنفي البصري، قاضي قرقيسيا. روى عن: سعيد بن سلام العطار، وفهر بن حيان. وعنه: أبو عروبة الحراني، وأبو العباس إبراهيم بن محمد بن الحارث، وأبو زرعة محمد بن نفيس المصيصي. أحمد بن أيوب. أبو ذر النيسابوري العطار. عن: حفص بن عبد الرحمن، وعلي بن الحسن ين شقيق. وعنه: إبراهيم بن محمد بن سفيان الفقيه، وغيره. توفي سنة ثمان وخمسين. أحمد بن أبي أيوب البخاري.

(19/36)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 37
واسم أبيه هناد. رحل وسمع: أبا أسامة، وزيد ين الحباب، وأبا أحمد الزبيري. وعنه: خالد بن إبراهيم الذهلي، وسهل بن شاذويه. قال ابن ماكولا: توفي سنة خمس وخمسين ومائتين. أحمد بن بديل بن قريش. ت. ق. أبو جعفر اليامي الكوفي. قاضي الكوفة ثم قاضي همذان ومسندها ومحدثها. عن: أبي بكر بن عياش، وأبي معاوية، ومحمد بن فضيل، وعبد الله بن إدريس، وحفص بن غياث، ووكيع، وعبد الرحمن المحاربي، وعبد الله بن نمير، وطائفة. وعنه: ت. ق.، وإبراهيم بن عمروس، وابن صاعد، وأحمد بن الحسن بن عزون، ومحمد بن عبد الله بلبل، ومحمد بن عبيد الله بن العلاء الكاتب، وطائفة. قال النسائي: لا بأس به. وقال الدارقطيني: فيه لين. وكان يسمى راهب الكوفة، فلما تولى القضاء قال: خذلت على كبر السن. مع عفته وصيانته. قال سيامرد النهاوندي: كتبت عن ألف شيخ الحجة فيما بيني وبين الله

(19/37)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 38
شيخان: أحمد بن بديل وسمى رجلاً آخر.) ونقل شيرويه في تاريخه أن أبا بكر بن لال قال: حكي لنا أن أحمد بن بديل الأيامي كانت له بنت عابدة بالكوفة فكتبت إليه: يا أبه لا حشرك الله محشر القضاة. فعزل نفسه وخرج في أمانة لابن هارون، فقيل له: اخترت الأمانة على القضاء فقال: نعم، اخترت الأمانة على الخيانة. قال الحافظ صالح بن أحمد الهمداني: ثنا إبراهيم بن عمروس إملاء: سمعت أحمد بن بديل قال: بعث إلي المعتز بالله رسولاً بعد رسول، فلبست كمتي، ولبست نعل طاق، فأتيت به، فقال الحاجب: يا شيخ، نعليك. فلم ألتفت إليه، ودخلت الباب الثاني، فقال الحاجب: نعليك. فلم ألتفت، ودخلت إلى الباب الثالث، فقال: يا شيخ نعليك. فقلت: أبالواد المقدس أنا فأخلع نعلي. فدخلت بنعلي، فرفع مجلسي فجلست على مصلاه، فقال: أتعبناك أبا جعفر. فقلت: أتعبتني وذعرتني، فكيف بك إذا سئلت عني فقال: ما أردنا إلا الخير، أردنا أن نسمع العلم. فقلت: وتسمع العلم أيضاً ألا جئتني فإن العلم يؤتى ولا يأتي. قال: تعبت أبا جعفر فقلت له: خلبتني بحسن أدبك، اكتب. قال: فأخذ القرطاس والدواة، فقلت: أتكتب حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في قرطاس بمداد قال: فيما يكتب قلت: في رق بحبر. فجاؤا برق وحبر، فأخذ الكاتب يريد أن يكتب فقلت: اكتب بخطك. فأومأ إلي أنه لا يكتب. فأمليت عليه حديثين أسخن الله بهما عينيه. فسأله ابن البنا أو ابن النعمان: أي حديثين فقال حديث: من استرعي رعية فلم يحطها بالنصيحة حرم الله عليه

(19/38)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 39
الجنة. والثاني: ما من أمير عشرة إلا يؤتى به يوم القيامة مغلولاً. توفي سنة ثمان وخمسين. أحمد بن جبير الأنطاكي. أبو جعفر المقرئ.) إمام كبير، عراقي نزل أنطاكية. قرأ القرآن على سليم، وعلى الكسائي، وعلى أبي يوسف الأعشى وعلى: والده جبير بن محمد بن جبير الكوفي، وأبي محمد اليزيدي. وسمع من حجاج بن محمد الأعور قراءة حمزة. وسأل أبا بكر بن عياش عن حروف. ذكره أبو عمرو الداني وقال: هو إمام جليل ثقة ضابط. أقرأ الناس إلى أن مات. روى القراءة عنه عرضاً وسماعاً: عبيد الله بن صدقة، ومحمد بن العباس بن شعبة، ومحمد بن علان، وشهاب بن طالب، والفضل بن زكريا، وخلق سماهم. قال الهذلي: توفي سنة ثمان وخمسين ومائتين. أحمد بن جعفر.

(19/39)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 40
أبو الحسن المعقري اليمني. حدث في سنة خمس وخمسين عن: إسماعيل بن عبد الكريم، والنضر بن محمد الحرثي. وعنه: م.، والمفضل الجندي، ومحمد بن أحمد بن زهير الطوسي. وكان بزازاً بمكة. أحمد بن الجهم. أبو علي الكوفي، ثم الرازي. عن: أبي غسان النهدي، وأحمد بن المفضل. وعنه: علي ابن الجنيد، ومحمد بن علي بن حمزة العلوي. وقال أبو حاتم: صدوق. قال ابنه عبد الرحمن: أدركته فلم أكتب عنه. أحمد بن جواد التميمي النيسابوري. روى عن: القعنبي، ويحي بن يحيى النيسابوري، وغيرهما. روى عنه: مكي بن عبدان، وابن الشرقي، وغيرهما. توفي سنة ستين ومائتين. أحمد بن الحارث البغدادي. أبو جعفر الخراز.) شيخ صدوق حمل عن: أبي الحسن المدائني تصانيفه. روى عنه: أبو بكر بن أبي الدنيا، وأحمد بن محمد بن أبي شيبة،

(19/40)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 41
وجماعة. وكان من أهل الفهم والمعرفة. توفي سنة ثمان وخمسين أحمد بن الحسين بن عباد النسائي البغدادي. السمسار بيان. سمع: أبا نعيم، وعفان. وعنه: ابن صاعد، وابن مخلد، وعبد الرحمن بن أبي حاتم. قال الدارقطني: ثقة. أحمد بن حفص بن عبد الله بن راشد السلمي خ. د. ن. أبو علي النيسابوري قاضي نيسابور. ثقة مشهور كبير القدر. سمع: أباه، والحسين بن الوليد. ولم يرحل من بلده. روى عنه: خ. د. ن.، وأبو حامد مدين الشرقي الحافظ، وأبو حامد بن بلال، والنيسابوريون. مات سنة ثمان وخمسين ومائتين. أحمد بن خلاد البصري العطار.

(19/41)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 42
عن: أبي داود الطيالسي، وغيره. توفي سنة أربع وخمسين. أحمد بن داود الفحام. عن: أبي أحمد الزبيري، وغيره. توفي سنة ستين. أحمد بن سعد بن أبي مريم د. ن أبو جعفر الجمحي المصري. سمع من: عمه سعيد بن أبي مريم، وأبي اليمان، وأسد بن موسى السنة، ونعيم بن حماد.) وعنه: د. ن.، وعمر بن بجير، ومحمد بن محمد الباغندي، وعلي بن أحمد بن علان. توفي يوم عرفة سنة ثلاث وخمسين. صدوق أحمد بن سعيد بن بشر د. ن. أبو جعفر الهمداني المصري. عن: ابن وهب، وبشر بن بكر التنيسي، والشافعي. وعنه: د. ن.، وأبو بكر بن أبي داود، وعلي بن أحمد علان.

(19/42)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 43
قال النسائي: ليس بالقوي. توفي في رمضان سنة ثلاث وخمسين. أحمد بن سعيد بن صخر بن سليمان ع. سوى ن أبو جعفر الدارمي السرخسي الحافظ. سمع: النضر بن شميل، وعبد الصمد بن عبد الوارث، وجعفر بن عون، وأبا عاصم، وحبان بن هلال، وأحمد بن إسحاق الحضرمي، وخلقاً. وعنه: ع. سوى ن.، وروى ت. أيضاً، عن رجل، عنه، وأحمد بن سلمة، ومحمد بن خزيمة. وروى عنه من القدماء: أبو موسى محمد بن المثنى. وكان من العلماء الكبار أولي الرحلة والأتقان. أقدمه الأمير ابن طاهر إلى نيسابور ليحدث بها. وأقام بها ملياً. ثم ولي قضاء سرخس. ثم رجع إلى نيسابور، وبها توفي وقال أبو عمرو المستملي: دخلنا عليه في مرضه فأوصى بعشرة آلاف درهم وبغلة يتصدق بها، وقال: إن مت فرقيقي: عنبر، وفتح، وحمدان، وعلان أحرار لوجه الله. توفي الحافظ أبو جعفر سنة ثلاث وخمسين. وقد قال أحمد بن حنبل: ما قدم علينا خراسان أفقه بدناً منه.

(19/43)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 44
أحمد بن سعيد. أبو عبد الله الرباطي الأشقر الحافظ. وقد مر. أحمد بن سعيد بن يعقوب ن.) أبو العباس الكندي الحمصي. عن: بقية، وعثمان بن سعد بن كثير. وعنه: ن.، وسعيد البرذعي. وأجاز للحافظ عبد الرحمن بن أبي حاتم. وقال النسائي: لا بأس به. وممن روى عنه: ابن جوصا. أحمد بن سنان بن أسد بن حبان خ. م. د. ق. أبو جعفر الواسطي القطان الحافظ. سمع: أبا معاوية، ووكيعاً، وعبد الرحمن بن مهدي، وهذه الطبقة.

(19/44)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 45
وعنه: ع. سوى ت. ن.، ويحيى بن صاعد، وابن خزيمة، وابنه جعفر بن أحمد بن سنان، وعلي بن عبد الله بن مبشر، وعبد الرحمن بن أبي حاتم. وقال فيه بن أبي حاتم: هو إمام أهل زمانه. وقال أبوه أبو حاتم: ثقة صدوق. قال جعفر بن أحمد بن سنان: سمعت أبي يقول: ليس في الدنيا مبتدع إلا يبغض أصحاب الحديث، وإذا ابتدع رجل نزع حلاوة الحديث من قلبه. قال أبو القاسم بن عساكر: توفي سنة ست ويقال: سنة ثمان، يقال: سنة تسع وخمسين ومائتين. أحمد بن سنان. أبو عبد الله القشيري النيسابوري المعروف بالحرقني، وحرقن من قرى نيسابور. سمع: ابن عيينة، ووكيعاً، وأبا معاوية. وعنه: إبراهيم بن علي، وأبو يحيى الخفاف، وإسحاق بن حمدان البلخي، وآخرون. وقد مر أنه مات سنة تسع وثلاثين. أحمد بن الضحاك البغدادي. الخشاب، أبو بكر. عن: روح بن عبادة.) وعنه: محمد بن مخلد، وغيره.

(19/45)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 46
أحمد بن العباس بن الهيثم. أبو الطيب البوسنجي. قتل شهيداً في المعركة يوم أوقع يعقوب بن الليث الصفار بأهل بوسنج، وذلك في شوال سنة ثلاث وخمسين. أحمد بن عبد الله بن علي بن سويد بن منجوف خ. د. ن. أبو بكر السدوسي البصري. سمع: يحيى القطان، وروح بن عبادة، وأبا داود الطيالسي، وجماعة. وعنه: خ. د. ن.، وابن خزيمة، ومحمد البصلاني. وللبصلاني عنه جزء مشهور عند الفخر بن البخاري بعلو. توفي سنة اثنتين وخمسين. وكان ثقة. أحمد بن عبد الله بن حكيم الفرياناني المروزي. أبو عبد الرحمن. عن: أبي ضمرة أنس بن عياض، وأبي عاصم.

(19/46)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 47
وعن: الحسن بن محمد البلخي، عن حميد الطويل. وعنه: الحسن بن سفيان، وعبد الله بن محمد المروزي، وغيرهما. له مناكير عن الثقات، وضعفه الدارقطني. وقال النسائي: ليس بثقة. قلت: مات سنة ثمان وخمسين. وفي الضعفاء للبخاري: حدثني أحمد بن عبد الله بن حكيم: أنا عمر بن عبيد الطنافسي، فذكر حديثاً. أحمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أبي السفر سعيد بن يحمد ت. ن. ق أبو عبيدة بن أبي السفر الهمداني الكوفي. عن: عبد الله بن نمير، وأبي أسامة، وطبقتهما.) وعنه: ت. ن. ق.، وأبو حاتم الرازي، وأبو عبد الله المحاملي، وطائفة. وقال أبو حاتم: شيخ. قال ابن عساكر: توفي سنة ثمان وخمسين.

(19/47)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 48
قال: ووقع لي من موافقاته. أحمد بن عبد المؤمن. أبو جعفر المصري الصوفي. سمع: عبد الله بن وهب. ومات بالفيوم في ربيع الأول سنة تسع وخمسين. وفي لقيه لابن وهب نظر. قال ابن أبي حاتم: روى عن: إدريس بن يحيى، ورواد بن الجراح. روى عنه: علي بن الحسين بن الجنيد. قلت: وعلي بن سعيد الرازي. ترجمة ابن يونس، وقال: كان رجلاً صالحاً، رفع أحاديث موقوفة، وقد خرج إلى العراق، وكتب بها. أحمد بن عبد الواحد بن عبود د. ن. أبو الحسن التميمي الدمشقي. سمع: محمد بن يوسف الفريابي، وعمرو بن أبي سلمة التنيسي، وأبا مسهر، وجماعة. وعنه: د. ن.، وإبراهيم بن دحيم، وأحمد بن المعلى، وأبو بكر بن أبي داود، وعبدان، وأبي بشر الدولابي، وجماعة.

(19/48)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 49
توفي في شوال سنة أربع وخمسين. أحمد بن عبد الواحد. أبو جعفر الرمادي. عن: الهيثم بن جميل، ومحمد بن الصنعاني، وجماعة. قال ابن أبي حاتم: كتبنا عنه بالرملة، ومحله الصدق. أحمد بن عثمان بن حكيم خ. م. ن. ق. أبو عبد الله الأودي الكوفي.) عن: عمرو بن محمد العنقزي، وجعفر بن عون، وجماعة. وعنه: خ. م. ن. ق.، وقال ن: ثقة والمحاملي، ومحمد بن مخلد، وآخرون. توفي سنة ستين في المحرم، وقيل: سنة إحدى. أحمد بن علي بن عمران الجرجاني. سمع: عبد الرزاق، وأبا نعيم، وأبا عبد الرحمن المقرئ. وعنه: أحمد بن محمد الوزان، وأحمد بن سعيد الطبري، وعبد الرحمن بن عبد المؤمن، ومحمد بن عقيل البلخي، وآخرون.

(19/49)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 50
توفي سنة ثلاث وخمسين ومائتين. أحمد بن علي بن محمد. أبو عبد الله العمي البصري، نزيل سامراء. روى عن: هشيم، وعمر بن حبيب، وشعيب بن بيان. وعنه: محمد بن زكريا، وعلي بن الفتح العسكري، ويوسف بن يعقوب الأزرق. وثقة الدارقطني. أحمد بن عمرو بن ربيعة الحرشي النيسابوري. ابن عم فتح بن حجاج. سمع: عبد الصمد بن حسان، وعبدان، وجماعة. وعنه: أبو حامد بن الشرقي، وأبو عثمان البصري. أحمد بن عمران بن سلامة. أبو عبد الله البصري الأخفش، مصنف غريب الموطأ وهو جزءان سمعناه. حدث عن: وكيع، وزيد بن الحباب، وجماعة. وجاور بمكة مدة. روى عنه: يحيى بن عمر الأندلسي، وأبو بكر بن أبي عاصم، وعبد الله بن محمود المروزي. وكان يعرف بالألهاني. أحمد بن الفرات بن خالد د.

(19/50)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 51
أبو مسعود الرازي الحافظ.) محدث إصبهان وعالمها. طوف البلاد. وسمع: عبد الله بن نمير، وأبا أسامة، وحسين بن علي الجعفي، وجعفر بن عون، ويحيى ين آدم، ويزيد بن هارون، وشبابة، وعبد الرزاق، وابن أبي فديك، والفريابي، وعبد الرحمن بن يحيى بن مندة، ومحمد بن الحسن بن المهلب، وخلق آخرهم عبد الله بن جعفر بن فارس. قال إبراهيم بن محمد الطحان: سمعت أبا مسعود يقول: كتبت عن ألف وسبعمائة شيخ، أدخلت في تصنيفي ثلاثمائة وعشرة، وعطلت سائر ذلك. وكتبت ألف ألف حديث وخمسمائة ألف، فأخذت من ذلك خمسمائة ألف حديث في التفاسير والأحكام والفوائد وغيره. وقال حميد بن الربيع: قدم أبو مسعود الأصبهاني مصر، فاستلقى على قفاه وقال لنا: خذوا حديث مصر. قال: فجعل يقرأ شيخاً شيخاً من قبل أن يلقاهم. وعن أبي مسعود قال: كنا نتذاكر الأبواب، فخاضوا في باب، فجاؤوا بخمسة أحاديث، فجئت بسادس، فنخس أحمد بن حنبل في صدري لإعجابه. وقال يزيد بن عبد الله الأصبهاني، عن أحمد بن دلويه قال: دخلت على أحمد بن حنبل فقال: من فيكم قال قلت: محمد بن النعمان بن عبد السلام. فلم يعرفه، فذكرت له أقواماً فلم يعرفهم. فقال: أفيكم أبو مسعود؟

(19/51)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 52
قلت: نعم. قال: ما أعرف اليوم، أظنه قال: أسود الرأس، أعرف بمسندات رسول الله صلى الله عليه وسلم منه. وقال أبو عروبة الحراني: أبو مسعود الأصبهاني في عداد أبي بكر بن أبي شيبة بن الحفظ، وأحمد بن سليمان الرهاوي في الثبت. وورد أن أبا مسعود قدم إصبهان ولم يكن معه كتاب، فأملى كذا كذا ألف حديث من حفظه. فلما وصلت كتبه قوبلت بما أملى، فلم تختلف إلا في مواضع يسيرة. وعن أحمد بن محمود بن صبيح قال: سمعت أبا مسعود الرازي يقول: وددت أني أقتل في حب أبي بكر وعمر.) قال الخطيب: كان أبو مسعود أحد الحفاظ. سافر الكثير وجمع في الرحلة بين البصرة، والكوفة، والحجاز، واليمن، والشام، ومصر، والجزيرة. وقدم بغداد، وذاكر حفاظها بحضرة أحمد بن حنبل، وكان أحمد يقدمه. قال ابن عدي: لا أعلم لأبي مسعود رواية منكرة، وهو من أهل الصدق والحفظ. قال أبو عمران الطرسوسي: سمعت الأثرم يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ما تحت السماء أحفظ لأخبار رسول الله من أبي مسعود الرازي. وقال أبو الشيخ: سمعت ابن الأصفر يقول: جالست أحمد وأثنى على

(19/52)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 53
ابن أبي شيبة وذكر عدة، فما رأيت رجلاً أحفظ لما ليس عنده من أبي مسعود. ونقل القاضي أبو الحسين بن الفراء في طبقات أصحاب أحمد في ترجمة أبي مسعود أنه نقل عن أحمد بن حنبل أنه قال: من دل على صاحب رأي لنفسه فقد أعان على هدم الإسلام. وعن أبي مسعود قال: كتبت الحديث وأنا ابن اثنتي عشرة سنة. قلت: بكر بالعلم لأن أباه كان محدثاً. وعنه قال: ذكرت بالحفظ وأنا ابن ثمان عشرة سنة، وسميت الرويزي الحافظ. وقال أحمد بن علي بن الجارود: سمعت إبراهيم بن أورمة الحافظ يقول: ما بقي أحد مثل أبي مسعود الرازي، ومحمد بن يحيى الذهلي، ومحمد بن عبد الله المخرمي. وليس فيهم أحفظ من أبي مسعود. وسئل أبو بكر الأعين: أيما أحفظ: أبو مسعود، أو سليمان الشاذكوني فقال: أما المسند فأبو مسعود، وأما المنقطع فالشاذكوني. قلت: مات أبو مسعود في شعبان سنة ثمان وخمسين، وغسله محمد بن عاصم الثقفي، وعاش بعده مدة. أحمد بن فضالة بن إبراهيم ن.

(19/53)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 54
أبو المنذر النسائي. أخو عبيد الله. رحل وسمع: عبد الرزاق، وأبا عاصم. وعنه: ن. وقال: لا بأس به. توفي سنة تسع وخمسين.) أحمد بن الفضل العسقلاني. أبو جعفر الصائغ. روى عن: بشر بن بكر التنيسي، ورواد بن الجراح. قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه. أحمد بن فضيل بن سالم الرملي. سمع: ضمرة بن ربيعة. ومات سنة ستين ومائتين. أحمد المستعين بالله.

(19/54)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 55
أبو العباس بن المعتصم بالله أبي إسحاق محمد بن الرشيد هارون بن المهدي. أخو المتوكل على الله. ولد سنة إحدى وعشرين ومائتين، وبويع في ربيع الآخر سنة إحدى وخمسين، فتنكر له الأتراك، فخاف وانحدر من سامراء إلى بغداد، فنزل على الأمير محمد بن عبد الله بن طاهر بالجانب الغربي. فاجتمع الأتراك بسامراء، ثم وجهوا يعتذرون ويخضعون له ويسألونه الرجوع، فامتنع. فقصدوا الحبس، وأخرجوا المعتز بالله، فبايعوه وخلعوا المستعين. وبنوا على شبهة، وهي أن المتوكل بايع لابنه المعتز بعد المنتصر. وأخرجوا من الحبس المؤيد بالله إبراهيم بن المتوكل ولي العهد أيضاً بعد المعتز. ثم جهز المعتز أخاه أبا أحمد لمحاربة المستعين في جيش كثيف فاستعد المستعين وابن طاهر للحصار ولبناء سور بغداد وتحصينها. ونازلها أبو أحمد، وتجرد أهل بغداد للقتال، ونصبت المجانيق، ووقع الجد واستفحل الشر، ودام القتال أشهراً. وكثر القتل، وغلت الأسعار ببغداد، وعظم البلاء، وجهدهم الغلاء، وصاحوا: الجوع. وجرت بين الطائفتين عدة وقعات حتى قتل في بعض الأيام ألفان من جند المعتز، وفي بعض الأيام ثلاثمائة، إلى أن ضعف أهل بغداد وذلوا من الجوع والجهد، وقوي أمر أولئك. فكاتب ابن طاهر المعتز سراً،

(19/55)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 56
فانحل أمر المستعين. وإنما كان قوام أمره بابن طاهر.) وعلم أهل بغداد بالمكاتبة، فصاحوا بابن طاهر وكاشفوه، فانتقل المستعين من عنده إلى الرصافة. ثم سعوا في الصلح على خلع المستعين. وقام في ذلك إسماعيل القاضي وغيره بشروط مؤكدة. فخلع المستعين نفسه في أول سنة اثنتين وخمسين، وأشهد عليه القضاة وغيرهم. وأحدر بعد خلعه إلى واسط تحت الحوطة، فأقام بها تسعة أشهر محبوساً. ثم رد إلى سامراء، فقتل رحمه الله بقادسية سامراء في ثالث شوال من السنة. وقيل: قتل ليومين بقيا من رمضان، وله إحدى وثلاثون سنة وأيام. بعث إليه المعتز سعيد بن صالح الحاجب، فلما رآه المستعين تيقن التلف وقال: ذهبت والله نفسي. فلما قرب منه سعيد أخذ يقنعه بسوطه، ثم اتكاه فقعد على صدره وقطع رأسه. ومن حليته كان مربوع القامة، أحمر الوجه، خفيف العارضين، بمقدم رأسه طول، وكان حسن الوجه والجسم، بوجهه أثر جدري. وكان يلثغ بالسين نحو الثاء. وأمه أم ولد. وكان مسرفاً مبذراً للخزائن، يفرق الجواهر والثياب والنفائس. قال الصولي: بعث المعتز بالله أحمد بن طولون إلى واسط وأمره أن يقتل المستعين فقال: والله لا أقتل أولاد الخلفاء. فندب له سعيد الحاجب فقتله. وما متع المعتز بالله خلع وقتل كما سيأتي. وكان المستعين استوزر أبا موسى أوتامش بإشارة شجاع بن القاسم الكاتب ثم قتلهما واستوزر أحمد بن صالح بن شيرزاد. فلما قتل وصيف وبغا باغراً التركي الذي فتك بالمتوكل تعصبت الموالي، ولا أمر كان للمستعين مع وصيف وبغا. وكان إخبارياً فاضلاً أديباً.

(19/56)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 57
أحمد بن محمد بن سعيد الوزان. عن: زيد بن الحباب، ومحمد بن كثير القرشي. وعنه: ابن مسروق، وأحمد بن محمد بن الأزهر النيسابوري. أحمد بن محمد بن أنس. أبو العباس بن القربيطي البغدادي الحافظ. عن: إبراهيم بن زياد سبلان، وأبي حفص الفلاس. وعنه: أبو حاتم الرازي، ومحمد بن سعد وهما أكبر منه، ومحمد بن مخلد، وعبد الرحمن بن) أبي حاتم. له ذكر في السابق واللاحق. بقي إلى حدود الستين ومائتين. أحمد بن محمد بن أبي بكر المقدمي. سمع: أباه، ومسلم بن إبراهيم، وأبا همام محمد بن محبب. وعنه: عبد الرحمن بن أبي حاتم، وقال: صدوق، لقيته بمكة. أحمد بن محمد بن الزبير الأطرابلسي الشامي. عن: زيد بن يحيى بن عبيد، ومؤمل بن إسماعيل. وعنه: أبو بكر بن زياد النيسابوري، وابن أبي حاتم، ومحمد أخو خيثمة بن سليمان.

(19/57)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 58
قال ابن أبي حاتم، صدوق. أحمد بن محمد بن سعيد بن جبلة. أبو عبد الله الصيرفي. بغدادي. سمع: ابن عيينة، ومعن بن عيسى، والشافعي. وعنه: أحمد بن عبد الله الوكيل، وأبو عبيد المحاملي، وجماعة. مستور. أحمد بن محمد بن عمر بن يونس اليمامي. نزيل بغداد، أبو سهل. حدث عن: جده وعن: عبد الرزاق. وعنه: أبو بكر بن أبي داود، وقاسم المطرز، والباغندي، وعبد الله بن محمد بن سلم المقدسي، وطائفة. قال ابن عدي: حدث بمناكير وعجائب. وقال عبيد الكشوري: هو فينا كالواقدي فيكم. توفي سنة ستين ببغداد. وقال الدارقطني: متروك. وقال أبو حاتم: كذاب.)

(19/58)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 59
أحمد بن محمد بن عيسى السكوني. عن: أبي يوسف القاضي، وأبي بكر بن عياش. وعنه: محمد بن مخلد. قال الدارقطني: بغدادي متروك. أحمد بن مرحوم الرازي. عن: ضمرة بن ربيعة، ومؤمل بن إسماعيل. وعنه: عبد الرحمن بن أبي حاتم، وقال: كان أبي يوثقه. أحمد بن المعافى بن يزيد العجلي الموصلي الرفاء. روى عن: القعنبي، ومسلم بن إبراهيم، وأهل الموصل. وعنه: أبو يعلى الموصلي، والوليد بن مضاء. وأثنى عليه أبو يعلى، وسمع منه موطأ القعنبي. مات بعد الخمسين. أحمد بن المقدام بن سليمان بن الأشعث خ. ت. ن. ق.

(19/59)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 60
أبو الأشعث العجلي البصري، مسند العراق في وقته. سمع: حماد بن زيد، وحزم بن أبي حزم، وعبد الله بن جعفر المديني، ومعتمر بن سليمان، وعثام بن علي، وفضيل بن عياض، ويزيد بن زريع، وخالد بن الحارث، وطائفة. وعنه: خ. ت. ن. ق.، وقال ن.: ثقة والبغوي، وابن صاعد، وابن أبي داود، والمحاملي، وأحمد بن علي الحماني، والحسين بن يحيى بن عياش القطان، وخلق كثير. قال ابن خزيمة: كان صاحب حديث. وقال أبو الأشعث: ولدت قبل موت المنصور بسنتين. وقال أبو حاتم: محله الصدق. مات أبو الأشعث في صفر سنة ثلاث وخمسين. وحديثه بعلو في الثقيفات، و جزء الحفار. قال أبو داود: لا أحدث عنه لأنه كان يعلم المجون. وذكر حكاية صرر الزجاج. أحمد بن منصور بن سلمة الخزاعي.) عن: أبيه.

(19/60)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 61
وعنه: محمد بن مخلد وقال: قتل بصرصر سنة سبع وخمسين. أحمد بن منصور بن راشد. أبو صالح المروزي، زاج صاحب النضر بن شميل. كان أحد العلماء المشهورين. روى عن: النضر، وحسين الجعفي، وعمر بن يونس اليمامي، وروح بن عبادة. وعنه: ابن خزيمة، وابن صاعد، والبغوي، ومحمد بن مخلد، والمحاملي، وطائفة. من القدماء: مسلم في غير الصحيح. قال أبو حاتم: صدوق. قلت: مات في آخر سنة سبع وخمسين. أحمد بن وزير بن بسام. أبو علي قاضي إصبهان. قال أبو نعيم الحافظ: كان حسن السيرة، وكان أول قاض بإصبهان. ولي زمن المتوكل، وذلك لأن أحمد بن أبي دؤاد عزل القضاة عن البلدان بضع عشرة سنة، وولى على القضاء أصحاب المظالم. حدث هذا عن: جعفر بن عون، وأبي داود، وبشر بن عمر الزهراني. روى عنه: محمد بن عيسى، ويعقوب بن إسماعيل، وغيرها. وهو من هذه الطبقة، لكن قال أبو نعيم أنه توفي سنة ثمان وسبعين ومائتين.

(19/61)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 62
أحمد بن الوليد بن أبان الكرابيسي. عن: عبيد الله بن موسى، وغيره. وعنه: ابن صاعد، وابن مخلد العطار، والمحاملي. وكان صدوقاً. توفي سنة تسع وخمسين. أحمد بن يحيى بن عطاء البغدادي الجلاب. عن: إسحاق الأزرق، وشبابة بن سوار.) وعنه: يعقوب الجراب، ومحمد بن نيروز الأنماطي، وغيرهما. توفي سنة ثلاث وخمسين ومائتين. لا بأس به. أحمد بن يحيى الجرجاني. بياع السابري. عن: أحمد بن أبي طيبة، وأبي عاصم النبيل. وعنه: عبد الرحمن بن عبد المؤمن، وعبد الرحمن بن علي الزهيري، وعمران بن هارون، وغيرهم. توفي سنة أربع وخمسين. أحمد بن يحيى بن الإمام مالك بن أنس الأصبحي. توفي بمصر سنة ست وخمسين ومائتين.

(19/62)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 63
أحمد بن يحيى بن قاضي البصرة أبي يوسف الفقيه الحنفي. قال نفطويه: ولي قضاء مدينة المنصور في سنة أربع وخمسين ومائتين. وكان متوسطاً في أمره محباً للدنيا، صالح الفقه. ثم عزل، ثم استقصي، ثم عزل وولي الأهواز. ثم وجه به إلى خراسان فمات بالري. أحمد بن يزيد. أبو الحسن الحلواني المقرئ. أحد الأئمة. قرأ على قالون، وعلى: هشام بن عمار، وخلف بن هشام. وسمع من: أبي نعيم، وأبي حذيفة الهندي، وأبي صالح كاتب الليث. وكان كثير الأسفار. قرأ عليه: الحسن بن العباس بن أبي مهران، والفضل بن شاذان الرازيان، وجعفر بن محمد بن الهيثم، وأبو عون محمد بن عمرو بن عون الواسطي، ومحمد بن بسام، وحيون المزوق، ومحمد بن أحمد بن عبدان. وكان عارفاً بالقراءات، مجوداً لرواية قالون.) قال ابن أبي حاتم: سألت أبا زرعة عنه فلم يرضه في الحديث. قلت: توفي سنة نيف وخمسين ومائتين. وقد رحل إلى هشام ثلاث رحلات، وإلى قالون مرتين.

(19/63)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 64
وبرع في القراءات، واشتهر ذكره. أحمد بن يزداد بن حمزة الخياط. عن: عثمان بن عمر بن فارس، وعمرو بن عبد الغفار. وعنه: ابن صاعد، وأبو بكر بن أبي داود. توفي بالكوفة سنة خمس وخمسين، أرخه مطين. أبان بن أبي الخصيب. أبو أحمد الأصبهاني. عن: الحسين بن حفص، وأبي عبد الرحمن المقرئ، ويحيى بن بكير، وأحمد بن يزيد الحراني. وعنه: أحمد بن الحسين الأنصاري، ومحمد بن أحمد بن يزيد الزهري، وأحمد بن محمود بن صبيح. توفي سنة ثمان وخمسين. إبراهيم بن أحمد بن يعيش. أبو إسحاق البغدادي. نزيل همذان ومحدثها. ثقة حافظ. سمع: يزيد بن هارون، وعبد الوهاب الخفاف، وأبا داود الحيري، ومحد بن عبيد، وأبا النضر هاشم بن القاسم، وطائفة. وصنف المسند.

(19/64)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 65
وعنه: أبو قريش محمد بن جمعة الحافظ، ومحمد بن نصر القطان، ومحمد بن عبد الله بلبل، وأحمد بن أوس، وعبدوس بن إسحاق المدانيون. قال ابن أبي حاتم: كان صدوقاً، مررنا به ولم نكتب عنه. وانصرفنا في سنة سبع وخمسين وقد توفي.) روي أن ابن يعيش أنفق على باب يزيد بن هارون عشرة آلاف درهم. إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل ث. أبو إسحاق الحضرمي الكوفي. يروى عن: أبيه، عن جده. وعنه: ت. وعبد الله بن زيدان العجلي، وابن صاعد، وأبو العباس السراج، وغيرهم. ضعفه أبو زرعة، وتوفي سنة ثمان وخمسين.

(19/65)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 66
إبراهيم بن جابر المروزي. ويعرف بالبح. عن: عبد الرحيم بن هارون الغساني، وموسى بن داود الضبي. وعنه: عبد الله بن أحمد، والباغندي، وأحمد بن الحسين الصوفي. وثقه الصوفي. إبراهيم بن المتوكل على الله جعفر بن المعتصم. المؤيد بالله. عقد له أخوه المعتز بالله بالأمر من بعده، وجعله ولي عهده، ودعوا له على المنابر. ثم بلغ المعتز عنه أمر فضربه وخلعه من العهد، وحبسه يوماً ثم أخرج ميتاً. وذلك في رجب سنة اثنتين وخمسين. وقيل أنه أقعد في الثلج حتى مات برداً. وقيل لف في لحاف وغم. ولما رأته أمه بعثت إلى قبيحة أم المعتز: عن قريب ترين ابنك هكذا. قلت: فلم يمهله الله.

(19/66)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 67
إبراهيم بن الحسن بن الهيثم المصيصي د. ن. المعروف بالمقسمي. عن: حجاج الأعور، والحارث بن عطية. وعنه: د. ن.، وأبو بكر بن أبي داود، وعبد الله بن محمد بن وهب، وجماعة. قال: ن.: ثقة. إبراهيم بن سعد العلوي الحسني البغدادي.) أحد الزهاد والأولياء. ذكره السلمي في تاريخه، وقال: كان يقال له الشريف الزاهد، وكان أستاذ أبي الحارث الأولاسي. حكى عنه أبو الحارث أنه قال: كنت معه في البحر، فبسط كساءه على الماء وصلى عليه. وسمعت منصور بن عبد الله بن أحمد الإصبهاني: سمعت محمد بن أحمد بن الليث: سمعت أبا الحارث الأولاسي يقول: كان سبب رؤيتي إبراهيم بن سعد أني خرجت من أولاس إلى مكة في غير أيام الموسم، فرافقت عليه ثلاثة نفر، ثم تفرقنا، فبقيت أنا وآخر. فقصدنا الشام ثم تفرقنا، وكان إبراهيم العلوي. ولما فارق العلوي أبا الحارث قال له: الله خليفتي عليك. فقلت: ادع لي. قال: قد فعلت، فاحفظ حدود الله وارحم خلقه إلا من عاند.

(19/67)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 68
قلت: وهذا الرجل لا يكاد يعرف. إبراهيم بن سعيد الجوهري الحافظ. قيل: توفي سنة ثلاث وخمسين. وقد تقدم. إبراهيم بن سندولة الهمداني. عن: عبد الله بن نمير، ويونس بن بكير. قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه، وهو صدوق. إبراهيم بن عامر بن إبراهيم بن واقد. أبو إسحاق الأشعري المدني الإصبهاني المؤذن. سمع: أباه، ومسدداً. وعنه: ابناه عامر ومحمد، وعبد الله بن جعفر بن فارس. توفي سنة ستين. قال أبو بكر بن أبي عاصم: قدمت إصبهان، فسألت أحمد بن الفرات عمن أكتب فسمى لي أربعة أحدهم إبراهيم بن عامر.) وعنه: محمد بن عمر بن حفص الجورجيري، ومحمد بن أحمد بن يزيد الزهري. قال أبو الشيخ: كان صدوقاً، نزل إصبهان.

(19/68)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 69
إبراهيم بن عمر بن حفص بن معدان الجرواءاني الإصبهاني الحافظ. عن: بكر بن بكار، والحسين بن حفص، وسليمان بن حرب، وجماعة. وعنه: عبد الله بن أحمد بن أسيد، ومحمد بن أحمد بن يزيد الزهري، ومحمد بن يحيى بن مندة. توفي سنة إحدى وخمسين ومائتين. إبراهيم بن محمد الزهري ق. الحلبي، نزيل البصرة. عن: أبي داود الطيالسي، وعبد الله الخريبي، ويحيى بن الحارث الشيرازي. وعنه: ق.، وعبد الله بن ناجية، وأبو عروبة، وغيرهم. إبراهيم بن مجشر بن معدان. أبو إسحاق البغدادي الكاتب.

(19/69)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 70
سمع: عبد الله بن المبارك، وأبا بكر بن عياش، وعباد بن العوام. وعنه: ابن ناجية، وابن عياش القطان، والمحاملي. قال أبو العباس السراج: سمعت الفضل بن سهم يتكلم في إبراهيم بن مجشر ويكذبه. وقال ابن عقدة: في نظر. وقال ابن عدي: ضعيف يسرق الحديث. وأما ابن حبان فذكره في الثقات. قال الخطيب: مات في جمادى الآخرة سنة أربع وخمسين. إبراهيم بن مروان بن محمد الطاطري الدمشقي د. عن: أبيه. وعنه: د.، وأبو زرعة الرازي، وأبو حاتم، وابن جوصا، وأبو بكر بن أبي داود. وهو صدوق. إبراهيم بن ناصح المدني الإصبهاني.)

(19/70)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 71
قال أبو نعيم: متروك الحديث. أنبأني يحيى بن الصيرفي، أنا عبد القادر، أنا مسعود، أنا عمرو بن مندة، أنا أبي، أنا العباس بن أحمد بن حميد المديني، ثنا أبو بشر إبراهيم بن ناصح، ثنا سفيان بن عيينة، عن عبد الملك بن عمير، عن ربعي، عن حذيفة قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا استيقظ من منامه قال: الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا، وإليه النشور. وبه إلى ابن مندة، ثنا محمد بن عمر بن حفص، ثنا إبراهيم بن ناصح، ثنا النضر بن شميل، فذكر حديثاً منكراً. وقال ابن مندة: أنا عبد الرحمن بن الفيض، أنا إبراهيم بن ناصح، فذكر حديثاً. إبراهيم بن يعقوب د. ت. ن.

(19/71)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 72
أبو إسحاق السعدي الجوزجاني الحافظ. صاحب الجرح والتعديل. سمع: الحسين الجعفي، وعبد الصمد بن عبد الوارث، وشبابة، ويزيد بن هارون، وأبا مسهر، وجعفر بن عون، وسعيد بن أبي مريم، وخلقاً كثيراً. وتفقه على أحمد بن حنبل وسأله مسائل مشهورة. وعنه: د. ت. ن.، وأبوا زرعة، وأبو حاتم، وعمرو وإبراهيم ابنا دحيم، ومحمد القنبيطي، وأبو بشر الدولابي، وابن جوصا، وأحمد بن عبد الله بن نصر السلمي، وآخرون. وثقه النسائي. وقال ابن عدي: سكن دمشق فكان يحدث على المنبر، ويكاتبه أحمد بن حنبل فيتقوى بذلك، ويقرأ كتابه على المنبر. وكان شديد الميل إلى أهل دمشق في التحامل على علي رضي الله عنه. وقال فيه الدارقطني: كان من الحفاظ المصنفين الثقات. أقام بمكة مدة وبالرملة مدة وبالبصرة مدة، لكنه كان فيه انحراف عن علي رضي الله عنه. اجتمع على بابه أصحاب الحديث، فخرج إليهم، فأخرجت جارية له فروجاً ليذبح، فلم تجد أحداً يذبحها، فقال: سبحان الله لا يوجد من يذبحها وقد ذبح علي بن أبي طالب في ضحوة نيفاً وعشرين ألفاً.) قلت: ورواها إبراهيم بن محمد الرعيني، عن عبد الله بن أحمد بن عدس قال: كنا عند الجوزاني، فذكر نحوها، لكنه قال: قتل سبعين ألفاً. قال ابن الزبير: سمعت أبا الدحداح يقول: إنه مات في أول ذي القعدة سنة تسع وخمسين.

(19/72)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 73
وقال غيره: سنة ست. إبراهيم بن أيوب عيسى المصري. أبو إسحاق الطحاوي. عن: ابن وهب، والشافعي. وعنه: ابنه أحمد. قال ابن يونس: مات في المحرم. وكان كاتب الحارث بن مسكين، وكتب أيضاً لعيسى بن المنكدر، وهارون الزهيري قضاة مصر. وكان ابنه من أهل الأدب. إبراهيم بن أبي خالد الأرغياني الهروي. عن: عبد الله بن نافع الصائغ، والحميدي. توفي سنة ثلاث وخمسين. إدريس بن جعفر بن إدريس العتبي الموصلي الزاهد. كتب الحديث والرقائق، وتعبد. وجاور بمكة هو وأخوه الفضل، وكانا على قدم من العبادة والخشوع. توفي إدريس سنة ثلاث أو أربع وخمسين. وتوفي بعده أخوه. إدريس بن حاتم بن أحمد الواسطي. سمع: إسماعيل بن علية، ومحمد بن يزيد الواسطي، وأزهر السمان، وجماعة. قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه مع أبي، وهو صدوق.

(19/73)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 74
إدريس بن الحكم العنزي. عن: خلف بن خليفة، ويوسف بن عطية الصفار، وعلي بن عراب. وعنه: المحاملي، وأخوه أبو عبيد القاسم، وغيرهما. ذكره الخطيب في تاريخه.) إدريس بن سليمان بن أبي الرباب. أبو محمد الرملي، شيخ معمر. سمع: شهاب بن خداش، ومصعب بن ماهان. وعنه: محمد بن المسيب الأرغياني، وأحمد بن جوصا، وعبد الرحمن بن إسماعيل الكوفي. نزيل دمشق، لم يذكره ابن أبي حاتم. إدريس بن عيسى المخرمي القطان. عن: أبي داود الجفري، وزيد بن الحباب. وعنه: ابن صاعد، وأبي ذر بن الباغندي. توفي سنة ست وخمسين ومائتين. أزهر بن جميل خ. ن. أبو محمد البصري الشطي. مولى بني هاشم.

(19/74)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 75
سمع: معتمر بن سليمان، وعبد الوهاب الثقفي، وخالد بن الحارث، وطائفة. وعنه: خ. ن.، وأبو عروبة، والبن صاعد، وعبدان، وابن أبي داود، وآخرون. توفي سنة إحدى وخمسين. إسحاق بن إبراهيم بن محمد الباهلي خ. د. أبو يعقوب البصري الصواف. عن: معاذ بن هشام، ويوسف بن يعقوب السدوسي، وجماعة. وعنه: خ. د.، وأبو عروبة، وأبو بكر بن أبي داود، وجماعة. توفي سنة ثلاث وخمسين. إسحاق بن إبراهيم بن يعقوب المصري الخفاف. عن: عبد الله بن وهب، وإدريس بن يحيى الزاهد. وعنه:.... قال ابن يونس: توفي سنة ست وخمسين. أبو يعقوب البغوي ثم البغدادي لؤلؤ، ابن عم أبي جعفر أحمد بن منيع.) اسحاق بن ابراهيم بن عبد الرحمن خ سمع: وكيعاً، وابن علية، وإسحاق الأزرق، وطائفة.

(19/75)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 76
وعنه: خ.، وإسماعيل الوراق، ويعقوب الجصاص، ومحمد بن مخلد، وابن أبي حاتم، وقال: ثقة. مات في شعبان سنة تسع وخمسين. وقيل: لقبه بلؤلؤ باسم طائر. إسحاق بن إبراهيم بن موسى. أبو يعقوب الجرجاني الوزدولي القصار الحافظ، صاحب المستند. رحل وسمع: عبيد الله بن موسى، ومسلم بن إبراهيم، وآدم، وجماعة. وعنه: عبد الرحمن بن عبد المؤمن، وإبراهيم بن موسى الجرجانيان، ومحمد بن جعفر البصري. وكان ثقة. توفي سنة تسع وخمسين. إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد ت. ن. ق. أبو يعقوب الشهيدي البصري. سمع: حفص بن غياث، ومعتمر بن سليمان، ومحمد بن سلمة الحراني، وخلقاً كثيراً. وعنه: ت. ن. ق. وابن صاعد، والفريابي، وابن خزيمة، وأبو عروبة الحراني، وعبد الله بن عروة الهروي.

(19/76)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 77
وكان أحد الثقات المتقنين. توفي سنة سبع، في جمادى الأولى. إسحاق بن إبراهيم بن الغمرِ. الغساني المصري. عن: ابن صاعد سماعاً. توفي سنة سبع وخمسين. إسحاق بن إسماعيل بن العلاء ن. ق.) أبو يعقوب الأيلي. توفي بأيلة في ذي الحجة سن ثمان وخمسين. عن: سفيان بن عيينة، وسلامة بن روح الأيلي. وعنه: ن. ق.، ومكحول البيروتي، ومحمد بن الأشعث، وعبد الجبار بن أحمد السمرقندي، وعبيد الله بن الصنام، وأبو الحريش أحمد بن عيسى وآخرون. إسحاق بن بهلول بن حسان. أبو يعقوب التنوخي الأنباري الحافظ.

(19/77)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 78
سمع: أباه، وأبا معاوية، وسفيان بن عيينة، وإسحاق الأزرق، ووكيعاً، وشعيب بن حرب، ويحيى القطان، وابن المهدي، وأبا ضمرة، وإسماعيل بن علية، ويحيى بن آدم، وخلقاً. وعنه: إبراهيم الحربي، وأبو بكر بن أبي الدنيا، والفريابي، وابن صاعد، وحفيده يوسف بن يعقوب الأزرق، وأبو عبد الله المحاملي، وآخرون. وكان من كبار الأئمة. قال الخطيب: صنف كتاباً في الفقه، وله مذاهب اختارها. وصنف كتاباً في القراءات، وصنف المستند. وكان ثقة. قال ابنه البهلول: استدعى المتوكل أبي إلى سر من رأى حتى سمع منه. ثم أمر فنصب له منبر، وحدث في الجامع، وأقطعه إقطاعاً مغله في السنة إثنا عشر ألفاً، ووصله بخمسة آلاف درهم في السنة فكان يأخذها. وأقام إلى أن قدم المستعين بغداد، فخاف أبي من الأتراك أن يكسبوا الأنبار، فانحدر إلى بغداد ولم يحمل معه كتبه، فطالبه محمد بن عبد الله بن طاهر أن يحدث ببغداد من حفظه بخمسين ألف حديث، لم يخطئ في شيء منها. رواها أحمد بن يوسف الأزرق، عن عمه إسماعيل بن يعقوب، عن عمه البهلول. وقال أبو طالب أحمد بن محمد بن إسحاق بن البهلول: تذاكرت أنا وابن صاعد ما حدث به جدي ببغداد، فقلت له: قال لي أنيس المستملي إنه حدث من حفظه بأربعين ألف حديث. فقال ابن صاعد: لا يدري أنيس ما قال. حدث إسحاق بن بهلول من حفظه ببغداد بأكثر من خمسين ألف حديث. ولد إسحاق بالأنبار سنة أربع ومائة، وبها مات في ذي الحجة سنة اثنتين وخمسين ومائتين.)

(19/78)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 79
قرأت على عبد الله الحاكم بن بدران: أخبركم عبد الله بن أحمد الفقيه سنة خمس عشرة وستمائة، أنا محمد بن عبد الباقي، أنا علي بن محمد بن محمد الأنباري، ثنا أبو أحمد الفرضي، ثنا يوسف بن يعقوب بن إسحاق، ثنا جدي، أنا إسحاق الأزرق، عن عوف، عن أبي سيرين، عن حكيم بن حزام قال: نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أبيع ما ليس عندي. رواته ثقات، لكن لم يسمعه ابن سيرين من حكيم. إسحاق بن حاتم بن بيان المدائني العلاف. عن: سفيان بن عيينة، ويحيى بن سليم الطائفي. وعنه: ابن صاعد، والمحاملي، وغيرهما. وكان ثقة. توفي ببغداد في رجب أو شعبان سنة اثنتين وخمسين. إسحاق بن حنبل بن هلال بن أسد. أبو يعقوب الذهلي الشيباني المروزي ثم البغدادي. عم الإمام أحمد. روى عن: يزيد بن هارون، والحسين بن محمد المروذي. وعنه: ابنه حنبل بن إسحاق، ومحمد بن يوسف الجوهري، وغيرهما. قال الخطيب: كان ثقة. وقال حنبل: توفي أبي سنة ثلاث وخمسين، ومولده قبل الإمام أحمد بثلاث سنين. قلت: إنما سمع وهو كهل، وعاش اثنتين وتسعين سنة. إسحاق بن داود بن ميمون السمرقندي.

(19/79)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 80
أحد علماء سمرقند. توفي سنة أربع وخمسين، وصلى عليه أبو محمد الدارمي. إسحاق بن سويد الرملي د. ن. عن: علي بن عياش، وسعيد بن أبي مريم وجماعة. كان يفهم ويحفظ. وثقه النسائي، وغيره.) وعنه: د. ن.، وأبو بكر بن أبي داود، ومحمد بن المسيب الأرغياني، وآخرون. توفي سنة أربع وخمسين. إسحاق بن شاهين خ. ن. أبو بشر الواسطي. شيخ مسند معمر، من أبناء المائة. وقيل: بل جاوزها. روى عن: خالد بن عبد الله الطحان، وهشيم، وعبد الحكيم بن منصور، وجماعة. وعنه: خ. ن.، أيضاً، عن رجل، عنه، ومحمد بن حامد بن السري، ومحمد بن هارون الروياني، ومحمد بن المسيب الأرغياني، وطائفة. قال النسائي: لا بأس به.

(19/80)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 81
وقال بحشل: جاوز المائة. وقال غيره: كان من الدهاقين. إسحاق بن صالح ين عطاء الواسطي. أبو يعقوب المقرئ الوزان. نزيل سامراء. روى عنه: يزيد بن هارون، ويعقوب الحضرمي، وريحان بن سعيد. قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: كتبت عنه مع أبي، وهو صدوق. قلت: وهو والد أحمد بن إسحاق الوزان. إسحاق بن الضيف الباهلي العسكري البصري. نزيل مصر، وقيل هو إسحاق بن إبراهيم بن الضيف. له رحلة واسعة. روى عن: عبد الرزاق، والنضر بن شميل، وحجاج الأعور. وعنه: أبو حاتم وقال: صدوق وعمر البجيري، وأحمد بن وكيل أبي صخرة، ومحد بن نيروز الأنماطي، وآخرون. وكان يجالس بشراً الحافي. قال أبو زرعة: صدوق.)

(19/81)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 82
إسحاق بن عباد بن موسى الختلي. أبو يعقوب البغدادي. حدث عن: أبيه، وعبد الله بن بكر السهمي، وهوذة بن خليفة. وعنه: إبراهيم بن دحيم، وأحمد بن جوصا، وأبو الدحداح أحمد بن محمد. توفي سنة إحدى وخمسين. إسحاق بن الفيض بن سليمان. أبو يعقوب الثقفي الإصبهاني. وقال أبو نعيم: هو مولى عتاب بن أسيد بن أبي العيص. قلت: وقع لنا جزء من حديثه عن: الوليد بن مسلم، وسفيان بن عيينة، وعبد الرحمن بن مغراء، وغيرهم. وقيل أنه سمع من ابن مغراء ثلاثين ألف حديث. روى عنه: محمد بن يحيى بن مندة، ومحمد بن عمر الجورجيري، وإسحاق بن إبراهيم بن جميل، ومحمد بن جعفر الأشعري، وآخرون. وثقه بعضهم. إسحاق بن منصور بن بهرام ع. سوى د

(19/82)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 83
الحافظ أبو يعقوب المروزي، الكوسج، الفقيه، نزيل نيسابور. سمع: سفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الله بن نمير، ووكيعاً، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبا أسامة، وعبد الرزاق، والفريابي، وخلقاً. وعنه: الجماعة سوى د.، وأبو زرعة، وأبو العباس السراج، وابن خزيمة، ومؤمل بن الحسن الماسرجسي، وأحمد بن حمدون الأعمشي، ومحمد بن أحمد بن زهير، وخلق كثير. وقال أبو الحسين مسلم: ثقة مأمون. وقال النسائي: ثقة ثبت. وقال الخطيب: هو الذي دون عن أحمد، وإسحاق بن راهويه المسائل في الفقه. قال أبو الوليد حسان بن محمد الفقيه: سمعت مشايخنا يذكرون أن إسحاق بن منصور بلغه أن أحمد بن حنبل رجع عن بعض تلك المسائل، فحملها في جراب على ظهره، وخرج راجلاً إلى) بغداد، وعرض خطوط أحمد عليه في كل مسألة استفتاه عنها، فأقر له بها ثانياً وأعجب به. قلت: وروى ت. عن رجل، عنه. وتوفي في تاسع عشر جمادى الأولى سنة إحدى وخمسين. إسحاق بن وهب بن زياد الواسطي العلاف خ. ق.

(19/83)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 84
أبو يعقوب. سمع: ابن عيينة، وعمر بن يونس، وأبا داود الطيالسي. وعنه: خ. ق.، وابن أبي داود، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، ووالده أبو حاتم وقال: هو صدوق. توفي سنة تسع وخمسين. إسحاق بن وهب بن عبد الله. أبو يعقوب الطهرمسي المصري الجيزي. روى عن عبد الله بن وهب أحاديث كان ابن وهب أتقى لله من أن يحدث بها. ولم يكن من أهل الحديث. توفي في ربيع الآخر سنة تسع وخمسين أيضاً. وله: عن ابن وهب، عن نافع، عن ابن عمر رفعه: لرد دانق من حرام يعدل عند الله سبعين ألف حجة. وهذا حديث موضوع بيقين. رواه ابن عدي قال: ثنا حمزة بن العباس الجوهري، وعمران بن موسى بن فضالة، وغيرهما قالوا: ثنا إسحاق بن وهب، ثنا ابن وهب، فذكره. أسد بن سعيد بن كثير بن عفير. أبو الحارث المصري. سمع: أباه، وعبد الله بن وهب، والشافعي.

(19/84)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 85
وعنه: جبلة بن محمد، وعلي بن الحسن بن قديد، والمصريون. توفي في صفر سنة ستين. قاله ابن يونس. أسد بن عمار بن أسد أبو الخير التميمي الأعرج. عن: حسين الجعفي، ويزيد، وروح، وطائفة. وعنه: ابن أبي الدنيا، ومطين، وأبو حامد الحضرمي.) محله الصدق. إسماعيل بن إبراهيم الحمدوني. شاعر محسن كان في هذا الزمان، قبله بيسير أو بعده. وله في طيلسان أهداه له أحمد بن حرب أربعين مقطوعاً، ولا يخلو واحد منها من معنى نادر ومثل سائر. فمنها قوله:
(يا ابن حرب كسوتني طيلساناً .......... مل من صحبة الزمان وصدا)

(طال ترداده إلى الرفو حتى .......... لو بعثناه وحده لتهدا)
وله في شاه سعيد بن أحمد بن حوسيندار:
(أبا سعيد لنا في شاتك العبر .......... جاءت وما إن لها بول ولا بعر)

(وكيف تبعر شاة عندكم مكثت .......... طعامها الأبيضان الشمس والقمر)

(لو أنها أبصرت في نومها علفاً .......... غنت له ودموع العين تنحدر)

(يا مانعي لذة الدنيا وزهرتها .......... إني ليقنعني من وجهك النظر)
إسماعيل بن بشر بن منصور السليمي البصري د. ق.

(19/85)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 86
عن: أبيه، وعمر بن علي بن مقدم، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، وعبد الرحمن بن مهدي. وعنه: د. ق.، وأحمد بن حمدون الأعمشي، وابن وهب الدينوري، وأبو بكر بن خزيمة، وآخرون. توفي سنة خمس وخمسين ومائتين، وكان ثقة. إسماعيل بن حبان بن واقد ق. أبو إسحاق الثقفي الواسطي القطان. عن: عبد الله بن عاصم الحماني، وعمر بن يونس اليمامي، وغيرهما. وعنه: ق.، وأحمد بن يحيى التستري، وعمر بن محمد بن بجير في مسنده، وعلي بن عبد الله بن مبشر الواسطي. حبان بحاء مكسورة ثم باء موحدة. إسماعيل بن أبي الحارث أسد بن شاهين د. ت.) أبو إسحاق البغدادي. عن: أبي بدر شجاع بن الوليد، وحجاج الأعور، وروح بن عبادة، وعبد الوهاب بن عطاء، وشبابة. وعنه: د. ت.، وأحمد بن محمد بن الحسن الذهبي، والحسين ين يحيى بن عياش، وابن مخلد، وابن أبي حاتم، وآخرون.

(19/86)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 87
وكان ثقة ورعاً صالحاً خياراً، رحمه الله. قال أبو حاتم: صدوق. وقال الدارقطني: ثقة صدوق، ورع، فاضل. توفي في رابع عشر جمادى الأولى سنة ثمان وخمسين. إسماعيل بن عمرو بن سعيد السكوني. أبو عامر الحمصي المقرئ. عن: علي بن عياش، والربيع بن روح، والوحاظي. قال ابن أبي حاتم: سمعت منه، وهو صدوق. إسماعيل بن المتوكل. أبو هشام الحمصي. عن: أبي المغيرة، والحسن بن الربيع البوراني. وعنه: النسائي في الكنى، وابن صاعد، ومحمد بن متويه، وابن جوصا. إسماعيل بن يوسف. أبو علي الديلمي العابد الحافظ. جالس أحمد بن حنبل. وحدث عن: مجاهد بن موسى. إسماعيل بن يزيد الإصبهاني القطان.

(19/87)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 88
ويكنى أبا أحمد. محدث رحال، عالي الإسناد. صنف كتاب اللباس، وغير ذلك. وسمع من: سفيان بن عيينة، ووكيع، وأبي ضمرة، والوليد بن مسلم، ومعن، وطبقتهم.) وبقي إلى نيف وخمسين. روى عنه: أبو علي الحسن بن أبي هريرة، وعبد الرحمن بن محمد مندويه، وعبد الله بن محمد البناء، ومحمد بن القاسم بن كوفي، وأحمد بن الحسين الأنصاري. وحدث عنه من الكبار محمد بن حميد الرازي، وهو أقدم منه. قال أبو نعيم: صنف المستند، والتفسير، وكان يذكر بالزهد والعبادة حسن الحديث. اختلط عليه بعض حديثه في آخر أيامه. مات سنة ستين أو قبلها بقليل. أشناس التركي. كان أحد الشجعان المذكورين. وجهه المأمون غازياً إلى حصن سندس فأتاه بصاحبه. وكان مقدم جيش المعتصم حين فتح عمورية. ثم ولي إمرة الجزيرة والشام ومصر للواثق. ونظروا في أعطيات المعتصم لأشناس فبلغت أربعين ألف ألف درهم. وكان يتعانى المسكر. ولما مات في سنة اثنتين وخمسين ومائتين خلفمائة ألف دينار، فأخذها المعتز بالله.

(19/88)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 89
أيوب بن حسان ق. أبو سليمان الدقاق. عن: ابن عيينة، وأبي معاوية، والوليد بن مسلم، ويحيى بن سليم الطائفي. وعنه: ق.، وأسلم بن سهيل، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وعلي بن عبد الله بن مبشر، وأحمد بن عبد الله وكيل صاحب أبي صخرة. وثقه ابن حبان، أيوب بن الحسن النيسابوري. تفقه على... الحسن. وسمع من: النضر بن شميل، ويعلى بن عبيد، وعبد العزيز بن أبي رزمة، ونصر بن باب، وحفص بن عبد الرحمن، وأبي مطيع البلخي، وطائفة. وعنه: محمد بن زياد الفقيه، وإبراهيم بن محمد بن سفيان. توفي في ذي القعدة سنة إحدى وخمسين ومائتين. وكان كبير الشأن ببلده.) أيوب بن الوليد البغدادي الضرير. عن: أبي معاوية، وإسحاق الأزرق. وعنه: ابن صاعد، والمحاملي، وجماعة.

(19/89)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 90
توفي في المحرم سنة ستين ومائتين. أيوب الحمال. أبو سليمان. من كبار الزهاد في عصره ببغداد. كان صاحب أحوال وكرامات. قال الخطيب: حكى عنه: أبو العباس بن مسروق، وسهل بن عبد الله، وغيرهما. سمعت أبا نعيم يقول: هو من العباد المجتهدين، له كرامات عجيبة. قال السلمي: هو من أقران سري السقطي. عن محمد بن خالد الآجري: قلت لأيوب الحمال: تخطر في نفسي مسألة فأود أن أراك. قال: إذا أردتني فحرك شفتيك. قال: فكنت إذا أردته حركت شفتي، فأراه يدخل على كتفه كارته فأسأله.

(19/90)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 91
4 (حرف الباء)
بختيشوع بن جبريل. النصراني الطبيب صاحب التصانيف. خدم المأمون ومن بعده الخلفاء، ونكبه المتوكل مرة، ونفاه، ثم رده إلى المطبق وقيد وغل بمائة رطل بالبغدادي. وله كتاب التذكرة في الطب. وقيل أنه طب الرشيد وليس بشيء، إنما طبه جده بختيشوع بن جورجس الذي أقدمه الهادي جنديسابور. هلك بختيشوع هذا سنة ست وخمسين. بشر بن آدم بن يزيد أبو عبد الرحمن البصري.

(19/91)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 92
عن: جده لأمه أزهر السمان، وعبد الرحمن بن مهدي، وزيد بن الحباب، وخلق. وعنه:، ويحيى بن صاعد، وآخرون.) توفي سنة أربع وخمسين ومائتين. وهو بشر بن آدم الصغير وأما الكبير فقديم تفرد بلقيه البخاري. بشر بن خالد العسكري الفرائضي خ. م. د. ن. نزيل البصرة. عن: غندر، وأبي أسامة، وشبابة. وعنه: خ. م. د. ن.، وابن خزيمة، وأبو بكر بن أبي داود. وكان ثقة مأموناً. توفي سنة ثلاث وخمسين. قال ابن أبي حاتم: حافظ لحديث الثوري. بشر بن عبد الوهاب. أبو الحسن الدمشقي مولى بني أمية. ويقال له بشير. شيخ زاهد جليل. روى عن: الوليد بن مسلم، ووكيع، ومروان بن معاوية، وضمرة،

(19/92)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 93
ومحمد بن شعيب، ومحمد بن بشر العبدي. وعنه: ابنه أحمد، ومحمد بن الفيض الغساني، وأبو بشر الدولابي، وابن جوصا، وطائفة. توفي في رجب سنة أربع وخمسين. لم يضعفه أحد، فهو حسن الحديث. وهو الذي تفرد عن وكيع بمسلسل العيدين. رواه عنه أحمد بن محمد ابن أخت سليمان بن حرب، وأحمد بن عبيد الله الفراسي، وقيل بل هذا الفراسي هو ابن أخت سليمان، وكنيته أبو عبيد الله. وهذا الصحيح من اسمه أنه أحمد بن محمد بن فراس بن الهيثم، وتفرد بالحديث. بشر بن مطر بن ثابت. أبو أحمد الواسطي نزيل سامراء. سمع: ابن عيينة، وإسحاق الأزرق. وعنه: ابن صاعد، ومحمد بن مخلد، وأبو العباس الأثرم، ومحمد بن جعفر المطيري، وغيرهم.) قال ابن قانع: توفي سنة تسع وخمسين. وقال الدارقطني: ثقة. وقال أبو حاتم: صدوق. وقيل: مات سنة اثنتين وستين. بغا التركي الصغير.

(19/93)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 94
المعروف بالشرابي الأمير. من كبار قواد المتوكل، وهو أحد من دخل على المتوكل وفتك به. ذكر المسعودي أن بغا هذا دعا باغر التركي، وكان أهوج مقداماً، فقال: تعلم محبتي لك وإحساني إليك، وأريد منك أن تقتل ابني فارس فقد آذاني. قال: نعم، فلا تجد علي. وجعل بينهما إشارة فلم يفعلها بغا. ثم تركه أياماً وطلب منه أن يقتل أخاه وصيفاً، فرآه مبادراً. ثم انتدبه لقتل المنتصر ولي العهد فقال: كيف أقتله وأبوه باق لكني أبدأ بالمتوكل. فتمت الحيلة وكملت المكيدة. وقد غلب على المستعين هو ووصيف الأمير حتى قيل:
(خليفة في قفص .......... بين وصيف وبغا)

(يقول ما قالا له .......... كما تقول الببغا)
خرج بغا على المعتز ونهب من الخزائن مائتي ألف دينار، وسار إلى السن عازماً على الشر، فاختلف عليه أصحابه، فكتب يطلب أماناً، وفارقه عسكره فانحدر في زورق فأخذته المغاربة، فأخذه الوليد المغربي وأتى برأسه، فنصب ببغداد، وأعطي قاتله عشرة آلاف دينار وكان مقتله سنة أربع وخمسين، وكفى الله شره.

(19/94)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 95
بكار بن عبد الله بن بسر. أبو عبد الرحمن القرشي البسري الدمشقي. عن: عبد الملك بن عبد العزيز بن الماجشون، وأسد بن موسى، وجماعة. وعنه: أبوا زرعة، وبقي بن مخلد، وابن جوصا، وآخرون. قال أبو حاتم: صدوق. بكر بن عبد الوهاب المدني ق.) عن: خاله الواقدي، ومحمد بن فليح، وعبد الله بن نافع الصائغ، وغيرهم. وعنه: ق.، وأبو بكر بن أبي عاصم، وابن صاعد، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وآخرون. قال أبو حاتم: صدوق.

(19/95)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 96
4 (حرف الجيم)
جابر بن كردي بن جابر. أبو العباس الواسطي البزاز. عن: يزيد بن هارون، ووهب بن جرير، وشبابة، وجماعة. وعنه: النسائي فيما قيل، وأبو زرعة الرازي، وعلي بن العباس المقانعي، ومحمد بن جرير، وابن صاعد، وعلي بن عبد الله بن مبشر. وثقه ابن حبان. جعفر بن أحمد بن عوسجة السامري. عن: روح بن عبادة، وكثير بن هشام. قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه بسامراء مع أبي، وقال أبي: صدوق. جعفر بن عبد الواحد بن جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس.

(19/96)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 97
العباسي الهاشمي قاضي القضاة. عن: روح بن عبادة، ومحمد بن البرساني، وأبي عاصم، وغيرهم. وعنه: يعقوب الفسوي، والباغندي، وأبو عوانة الإسفراييني، وأحمد بن هارون البردنجي، وعلي بن سراج المصري. قال ابن عدي: متهم بوضع الحديث. وقال الدارقطني: متروك. وقال الخطيب: عزله المستعين عن القضاء، ونفاه إلى البصرة لأمر بلغه عنه. وتوفي سنة ثمان وخمسين. قال أبو حاتم: وصل جعفر بن عبد الواحد حديثاً للقعنبي فزاد فيه: عن

(19/97)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 98
أنس. فدعا عليه القعنبي فافتضح. وقال أبو زرعة: أخاف أن تكون دعوة الشيخ الصالح أدركته.) قال سعيد البرذعي: قلت: أي شيخ قال: القعنبي. وقال نفطويه: كان من حفاظ الحديث، وله بلاغة ولسان. وقال غيره: كان بخيلاً. جعفر بن محمد بن جعفر المدائني. عن: هشيم، وعباد بن العوام. وعنه: تمتام، والعلاء بن أيوب الموصلي. وسكن الموصل، فروى عنه أهلها. وقد روى المغازي عن زياد البكائي. وتأخر إلى بعد الخمسين. قال الخطيب: بلغني أنه مات سنة تسع وخمسين ومائتين. جعفر بن محمد بن ربال البغدادي. عن: سعيد بن عامر الضبعي، وأبي عاصم. وعنه: أبو عبيد القاسم، وأبو عبد الله الحسين إبنا المحاملي. جعفر بن محمد بن عامر السامري البزاز.

(19/98)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 99
عن: أبي نعيم، وعفان، وأبي غسان الهندي. قال ابن أبي حاتم: سمعت منه مع أبي، وهو صدوق. جعفر بن محمد بن فضيل الرسعني ت. أبو الفضل الحافظ. روى عن: محمد بن حميد، وأبي المغيرة، وعلي بن عياش الحمصيين، وعبد الملك بن الماجشون، وسعيد بن أبي مريم، وعبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد، ومؤمل بن إسماعيل، وجماعة. وعنه: ت.، وأبو يعلى، والباغندي، ومحمد بن الرماح الباهلي، ويعقوب البزاز، ويوسف بن يعقوب التنوخي الأزرق، وخلق. قال النسائي: ليس بالقوي. ووثقه غيره.) جعفر بن مسافر د. ق. ن. أبو صالح الهذلي التنيسي. سمع: ابن أبي فديك، وعلي بن عاصم، وبشر بن بكر التنيسي.

(19/99)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 100
وعنه: د. ق. ن. ووثقه، وأبو بكر بن أبي داود، وعلي بن أحمد بن علان، وآخرون. توفي سنة أربع وخمسين ومائتين. جعفر بن منبر المدائني القطان. نزيل الري. عن يزيد بن هارون، وأبي بدر، وعبد الوهاب بن عطاء، وطبقتهم. قال ابن أبي حاتم: سمعت منه بالري، وهو صدوق. جعفر بن النضر الواسطي الضرير. عن: إسحاق الأزرق، وعلي بن عاصم، وجماعة. قال ابن أبي حاتم: سمعت منه مع أبي، وهو صدوق. جميل بن الحسن ق. أبو الحسن الأزدي الجهضمي البصري، نزيل الأهواز. عن: ابن عيينة، وعبد الوهاب الثقفي، وأبي همام محمد بن الزبرقان. وعنه: ق.، وأبو عروبة، وأبو بكر بن أبي داود، وابن خزيمة، وآخرون.

(19/100)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 101
قال ابن أبي حاتم: أدركناه ولم نكتب عنه. وقال عبدان: كان فاسقاً كذاباً. قلت: أما حديثه فقال ابن عدي: لا أعلم له حديثاً منكراً، وهو صالح في باب الرواية، وعنده كتب سعيد بن أبي عروبة.

(19/101)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 102
4 (حرف الحاء)
حاتم بن بكر الضبي الصيرفي البصري ق. عن: أبي عامر العقدي، وعبد الصمد بن عبد الوارث، ومحمد بن بكر البرساني، وجماعة. وعنه: ق.، وابن خزيمة، وأبو عروبة، وعبد الله بن محمد بن وهب الدينوري، وآخرون. الحارث بن أسد بن معقل الهمداني المصري.) أبو الأسد. عن: بشر بن بكر التنيسي، وغيره. آخر ما حدث عنه بمصر إبراهيم بن ميمون الصواف. مات في ربيع الأول سنة ست وخمسين ومائتين. حامد بن داود الشاشي.

(19/102)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 103
عن: محمد بن عبد الله الأنصاري، وأبي نعيم. ووثقه ابن حبان. حبتر. هو عبد الملك. يأتي. حبيش بن مبشر ق. أبو عبد الله الطوسي الثقفي الفقيه. نزيل بغداد. أخو جعفر بن مبشر المتكلم. عن: عبد الله بن بكر السهمي، ووهب بن جرير، ويونس بن محمد. وعنه: ق.، وإسحاق بن إبراهيم البستي، والباغندي، وابن صاعد، ومحمد بن مخلد، وآخرون. قال الخطيب: كان فاضلاً، يعد من فضلاء البغداديين. ووثقه الدارقطني. أنا المسلم بن محمد وغيره قالوا: أنا أبو اليمن الكندي، أنا أبو منصور الشيباني، أنا أبو بكر الحافظ، أنا ابن المهدي، أنا محمد بن مخلد، ثنا حبيش بن مبشر، أنا مبشر بن محمد، ثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن عكرمة، عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم أعتق صفية وجعل عتقها صداقها وتزوجها. توفي حبيش في تاسع رمضان سنة ثمان وخمسين ومائتين.

(19/103)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 104
حجاج بن حمزة العجلي الرازي. أبو يوسف. سمع: ابن نمير، وأبا أسامة، وابن أبي فديك. وعنه: أبو زرعة، وأبو حاتم، وابنه.) وسئل عنه أبو زرعة فقال: شيخ مسلم صدوق. حجاج بن يوسف بن حجاج م. د. أبو محمد بن الشاعر أبي يعقوب الثقفي البغدادي. وكان أبوه يلقب لقوة، نشأ بالكوفة وقال الشعر وصحب أبا نواس، فنشأ ابنه حجاج ببغداد وطلب العلم. وحمل عن: أبي النضر، ويعقوب بن إبراهيم بن سعد، وأبي أحمد الزبيري، وأبي داود الطيالسي، وأبي عامر العقدي، وحجاج الأعور، وعبد الصمد بن عبد الوارث، وخلق. وعنه م. د. فأكثر عنه مسلم، وبقي بن مخلد، وأبو يعلى، وموسى بن هارون، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وأبو عبد الله المحاملي، وآخرون.

(19/104)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 105
وقال ابن أبي حاتم: ثقة حافظ. وقال أبو داود: هو خير من مائة مثل الرمادي. وقال صلح جزرة: سمعته يقول: جمعت لي أمي مائة رغيف، فجعلتها في جراب وانحدرت إلى شبابة بالمدائن، فأقمت ببابه مائة يوم. كل يوم أجيء برغيف أغمسه في دجلة وآكله، فلما نفذ خرجت. وقال ابن قانع: مات في رجب سنة تسع وخمسين. حجاج بن يوسف بن قتيبة. أبو محمد الهمداني الأزرق المؤدب. حدث بإصبهان عن: النعمان بن عبد السلام، وأبي الحسن علي بن حمزة الكسائي، وبشر بن الحسين. وتفرد في الدنيا عنهم، وقيل إنه عاش مائة وعشرين سنة. روى عنه: محمد بن يحيى بن مندة، وأحمد بن محمد بن صبيح، ومحمد بن أحمد بن يزيد الزهري، ومحمد بن عمر الجورجيري، وغيرهم. يقع حديثه عالياً في الثقفيات.

(19/105)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 106
توفي سنة ستين. أرخ موته وعمره أبو نعيم وقال: كان في مكتبه أكثر من مائة صبي. الحسن بن إبراهيم البياضي. المجاور بمكة.) عن: هاشم بن القاسم، والأسود بن عامر، وجماعة. سمعت منه وهو صدوق، قاله ابن أبي حاتم. الحسن بن داود بن مهران. أبو بكر الأزدي البغدادي المؤدب. سمع: أبا بدر شجاع بن الوليد، وشبابة، وغيرهما. وعنه: محمد بن مخلدن وأبو العباس الأثرم. وكان صدوقاً. توفي قبل الستين ومائتين. قال ابن أبي حاتم: صدوق، كتبت عنه. الحسن بن سميط، بمهملة مضمومة. أبو علي البخاري الحافظ. أحد الرحالة. عن: النضر بن شميل، وعلي بن شقيق، وسلم بن إبراهيم، وقبيصة، وآدم، وخلق. وعنه: سهل بن شاذويه، وسيف بن حفص البخاريان.

(19/106)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 107
الحسن بن طازاد الموصلي. كان نصرانياً فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم فأسلمن وحفظ القرآن والعلم. وأفتى بالموصل. أسلم سنة ثمان عشرة ومائتين. وروى عن: غسان ابن الربيع، وأحمد بن يونس، ومسدد، وأبي جعفر النفيلي. ورحل وحصل وتزهد، وخرج من كل شيء بقي له، وبقي يأكل من النسخ. وكان يقوم نصف الليل وينام نصفه. ثم في الآخر صار يحيي الليل كله وينام بالنهار. وكان زاهداً عابداً كبير القدر. توفي بعد الخمسين ومائتين. روى عنه ابنه محمد. الحسن بن عبد الله بن منصور.) أبو علي الأنطاكي البالسي. عن: الهيثم بن جميل، ومحمد بن كثير الصنعاني. وعنه: ابن خزيمة، ومكحول البيروتي، وأبو الجهم المشغراني، وآخرون. الحسن بن عبد الرحمن. أبو علي المستملي. عن: مكي بن إبراهيم، ويحيى بن يحيى. واستملى على إسحاق بن راهويه. روى عنه: زنجويه، وغيره.

(19/107)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 108
وتوفي سنة خمس وخمسين، في خامس شعبان نيسابور. الحسن بن عبد العزيز بن ضابيء بن مالك خ. أبو علي الجذامي الجروي المصري. نزيل بغداد. ولجدهم عدي بن حمرس صحبة. فمالك هو ابن عامر بن عدي بن حمرس بن ثغر بن نصر بن عدي بن القطع بن جري بن عوف بن أسود بن تزود بن جشم بن جذام. قال الخطيب أبو بكر: هكذا ساق نسبه محمد ولده. وقال الخطيب: قال غيره: جذام اسمه عمرو بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان. قلت: سمع: أيوب بن سويد الرملي، وبشر بن بكر التنيسي، وعبد الله بن يحيى البرلسي، ويحيى بن حسان التنيسي، وعمرو بن أبي سلمة التنيسي، وأبا مسهر، وغيرهم. وأجاز له ضمرة بن ربيعة. وعنه: خ.، وإبراهيم الحربي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبو

(19/108)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 109
العباس السراج، وابن صاعد، والقاضي المحاملي، وابن أبي حاتم، وحفيده جعفر بن محمد بن الحسن الجروي، وجماعة. قال أبو حاتم: ثقة. وقال الدارقطني: فوق الثقة، لم ير مثله فضلاً وزهداً. وقال الخطيب: كان من أهل الدين والفضل، مذكوراً بالورع والثقة، موصوفاً بالعبادة.) وقال جعفر بن محمد: سمعت جدي الحسن بن عبد العزيز يقول: من لم يردعه القرآن والموت، ثم تناطحت الجبال بين يديه لم يرتدع. وقال أبو سعيد بن يونس: حمل الحسن من مصر إلى العراق بعد قتل أخيه علي، فلم ينزل في العراق إلى أن توفي بها سنة سبع وخمسين ومائتين. وكانت له عبادة وفضل، وكان من أهل الثقة والورع قال صالح بن أحمد، وغيره: حمل إلى الحسن الجروي ميراثه من مصر مائة ألف دينار، فحمل إلى أحمد بن حنبل ثلاثة آلاف دينار منها، فقال: يا أبا عبد الله هذه من ميراث حلال. فلم يقبلها. وقال بعض العلماء: الجروية قرية بتنيس. قلت: يجوز أن تكون القرية نسبت إلى آبائه، ويجوز أن يكون هو نسب إليها أيضاً. وقد ذكرنا في نسبه جري بن عوف. الحسن بن عرفة بن يزيد ت. ق.

(19/109)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 110
أبو علي العبدي، مولاهم البغدادي المؤدب، مسند وقته. ولد سنة خمسين ومائة. وسمع: إسماعيل بن عياش، وخلف بن خليفة، وعبد الله بن المبارك، والمبارك بن سعيد الثوري، وعمار بن محمد الثوري، ومرحوم بن عبد العزيز العطار، وولده عيسى، ومروان بن شجاع الجزري، وهشيم بن بشير، ومعتمر بن سليمان، وأبا بكر بن عياش، وجرير بن عبد الحميد، وإبراهيم بن يحيى المدني الفقيه، وزياد بن عبد الله البكائي، وعباد بن العوام، وعباد بن عباد، وعلي بن ثابت الجزري، وقران بن تمام الأسدي، وأبا حفص الأبار، وخلقاً سواهم. وتفرد في الدنيا عن جماعة منهم. وعنه: ت. ق.، والنسائي في غير السنن بواسطة، وإبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، وإسماعيل بن العباس الوزان، والحسن بن أحمد بن الربيع الأنماطي، وزكريا خياط السنة، والحسين بن يحيى بن عياش، والقاضي المحاملي، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، ومحمد بن أحمد الأثرم، وعلي بن الفضل الستوري، ومحمد بن مخلد العطار، وأمم آخرهم وفاة من الثقات الصفار. وبقي بعده من تكلم فيه مثل محمد بن هميان الوكيل، توفي بعد الصفار) بشهرين. والستوري المذكور توفي بعده بسنتين. قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: قال لي يحيى بن معين: كتبت عن ذلك الشيخ المعلم في تلك المربعة قلت: نعم، أهو الحين بن عرفة قال: نعم، عن مبارك بن سعيد، وهو ثقة قال عبد الله: وكان يختلف

(19/110)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 111
إلى أبي. وقال عبد الله بن أحمد الدورقي: جاءنا يحيى بن معين إلى منزلنا فقال لي: إذهب إلى هذا الشيخ المعلم الحسن بن عرفة، ينزل حوض هيلانة، عنده عن مبارك بن سعيد، ليس به بأس. وقال محمد بن المسيب: سمعت الحسن بن عرفة يقول: قد كتب عني خمسة قرون. قلت: كتب عنه ابن معين، وغيره ثم كتب عنه محمد إسحاق الصغاني وطبقته، ثم كتب عنه صالح جزرة وطبقته ثم كتب عنه ابن صاعد وطبقته ثم كتب عنه عبد الرحمن بن أبي حاتم، وطبقته فهذه الخمسة قرون التي عنى. أنبأني المسلم بن علان، وغيره، أنا الكندي، أنا القزاز، أنا الخطيب أبو بكر: أجاز لي محمد بم مكي المصري، وحدثني عنه نصر بن إبراهيم الفقيه: أنا أحمد بن عبد الله بن رزيق، ثنا الحسن بن رشيق، ثنا أحمد بن محمد بن حكيم الصدفي: سمعت الحسن بن عرفة وسئل كم تعد من السنين فقال: مائة سنة وعشر سنين، لم يبلغ أحد من أهل العلم هذا السن غيري. وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: عاش السن بن عرفة مائة وعشر سنين، وكان له عشرة أولاد سماهم بأسامي الصحابة العشر. وقال أبو الفتح الأزدي: حدثني موسى بن محمد الأزدي: سمعت الحسن بن عرفة يقول: حدثني وكيع بأحاديث، فلما أصبحت سألته عنها فقال: ألم أحدثك بها أمس قلت: بلى، ولكني شككت. قال: لا تشك فإن الشك من الشيطان.

(19/111)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 112
قال النسائي: لا بأس به. توفي الحسن بن عرفة سنة سبع وخمسين بسامراء، قاله أبو القاسم البغوي. وقيل: مات في ذي الحجة لأربع بقين منه.) وقيل: في سنة ثمان وخمسين ومائتين. الحسن بن عطاء بن يزيد الإصبهاني شاذويه. وقيل: شاذان. شيعي معروف. عن: أبي داود الطيالسي، وبكر بن بكار، وعامر بن إبراهيم. وعنه: محمد بن أحمد بن يزيد الزهري، وأحمد بن الحسين الأنصاري. الحسن بن علي بن حرب بن محمد. أبو محمد الطائي الموصلي. عن: يعلى بن عبيد، وعبيد الله بن موسى، وجماعة. روى عنه والده حديثاً واحداً. ولد سنة خمس وتسعين ومائة. وكان باراً بأبيه ففجع به، وعاش ستين سنة. وولي مراغة، فكان يحدثهم أول النهار وينظر في أمورهم في وسطه، ويقضي بينهم في آخره. توفي قبل الستين ومائتين. الحسن بن علي بن عيسى.

(19/112)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 113
أبو عبد الغني البلقاوي المعافى. روى عن: عبد الرزاق. روى عنه: محمد بن خريم، وسعيد بن عبد العزيز الحلبي، وعمر بن سعيد المنبجي. ليس ثقة. روى حديثاً موضوعاً بإسناد الصحيحين: إذا كان يوم عرفة غفر للحاج، وإذا كان يوم منى غفر للحمالين. الحسن بن علي بن محمد بن علي الرضا بن موسى بن جعفر الصادق. أبو محمد الهاشمي الحسيني أحد أئمة الشيعة الذين تدعي الشيعة عصمتهم. ويقال له الحسن العسكري لكونه سكن سامراء، فإنها يقال لها العسكر. وهو والد منتظر الرافضة. توفي إلى رضوان الله بسامراء في ثامن ربيع الأول سنة ستين، وله تسع وعشرون سنة. ودفن إلى جانب والده. وأمه أمة.) وأما ابنه محمد بن الحسن الذي يدعوه الرافضة القائم الخلف الحجة، فولد سنة ثمان وخمسين، وقيل: سنة ست وخمسين. عاش بعد أبيه سنتين ثم عدم، ولم يعلم كيف مات. وأمه أم ولد. وهم يدعون بقاءه في السرداب من أربعمائة وخمسين سنة، وأنه صاحب الزمان، وأنه حي يعلم علم الأولين والآخرين، ويعترفون أن أحد لم يره أبداً، فنسأل الله أن يثبت علينا عقولنا وإيماننا.

(19/113)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 114
الحسن بن علي بن مهران المتوثي. نزيل الري. عن: الحسن بن موسى الأشيب، ومسلم بن إبراهيم، وطائفة. قال ابن أبي حاتم: سمعنا منه، وكان صدوقاً. الحسن بن المبارك. أبو القاسم الأنماطي بن اليتيم. بغدادي مقرئ. قرأ على: عمرو بن الصباح. قرأ عليه: أحمد بن سهل الأشناني، والحسن بن أبي الجهم، ووهيب المروذي، وقاسم بن داود البغداي، وغيرهم. الحسن بن محمد بن بكار بن بلال العاملي الدمشقي. سمع: أباه، ومحمد بن شعيب، وأبا مسهر. وعنه: ابن جوصا، وابن ملاس. وله تاريخ في معرفة الرجال. الحسن بن محمد بن الصباح ع. سوى م.

(19/114)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 115
أبو علي الزعفراني. كان يسكن درب الزعفراني ببغداد فنسب إليه. عن: سفيان بنعيينة، وأبي معاوية، وابن علية، وعبيدة بن حميد، وحجاج الأعور، وعبد الوهاب الثقفي، ومحمد بن أبي عدي، ويزيد بن هارون، وخلق. وروى عن الشافعي كتابه القديم. وعنه: ع. سوى م.، وأبو القاسم البغوي، وابن صاعد، وزكريا الساجي، ومحمد بن إسحاق،) وابن خزيمة، وأبو عوانة، ومحمد بن مخلد، و القاضي المحاملي و ابن الأعرابي، وطائفة.

(19/115)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 116
وقال ابن حبان: كان أحمد بن حنبل وأبو ثور يحضران عند الشافعي، وكان الحسن الزعفراني هو الذي يتولى القراءة. وقال زكريا الساجي: سمعت الزعفراني يقول: قدم علينا الشافعي واجتمعنا إليه فقال: التمسوا من يقرأ لكم. فلم يجترأ أحد يقرأ عليه غيري. وكنت أحدث القوم سناً، ما كان في وجهي شعرة وإني لأتعجب اليوم من انطلاق لساني بين يدي الشافعي، وأتعجب من جسارتي يومئذ. فقرأت عليه الكتب كلها إلا كتابين، فإنه قرأهما علينا: كتاب المناسك، وكتاب الصلاة. وقال أحمد بن محمد بن الجراح: سمعت الحسن الزعفراني يقول: لما قرأت كتاب الرسالة على الشافعي قال لي: من أي العرب أنت قلت: ما أنا بعربي، وما أنا إلا من قرية يقال لها الزعفرانية. قال: فأنت سيد هذه القرية. وكان الزعفراني فصيحاً بليغاً. قال علي بن محمد بن عمر الفقيه بالري: ثنا أبو عمر الزاهد: سمعت أبا القاسم بن بشار الأنماطي: سمعت المزني: سمعت الشافعي يقول: رأيت ببغداد نبطياً يتنحى علي كأنه عربي وأنا نبطي. فقبل له: من هو قال: الزعفراني. مات الزعفراني في سلخ شعبان سنة ستين، وكان من كبار الفقهاء والمحدثين ببغداد.

(19/116)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 117
الحسن بن مدرك خ. ن. ق. أبو علي السدوسي، مولاهم البصري الطحان. أحد الحفاظ المذكورين. سمع: يحيى بن حماد، وعبد العزيز الأويسي. وعنه: خ. ن. ق.، وعمر بن بجير، وابن صاعد. رماه أبو داود بالكذب. الحسن بن منصور خ. ويقال الحسين بن منصور.) أبو علي البغدادي الشطوي الصوفي. ويعرف بأبي علوية. عن: أيوب بن النجار، وابن عيينة، ووكيع، وعبد الله بن نمير، وحجاج الأعور، وجماعة. وعنه: خ.، وأحمد بن حمدون بن عمارة الحافظ، وابن صاعد، ويعقوب

(19/117)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 118
الجصاص، وأبو عبيد محمد بن أحمد بن المؤمل، ومحمد بن مخلد، وآخرون. وكان ثقة. ولم يسمه الحسين إلا ابن مخلد العطار. الحسن بن أبي يحيى الأصم. أبو علي البصري ثم الرملي الشامي. ويقال الحسن بن يحيى بن السكن. سمع: أبا داود الطيالسي، ويزيد بن هارون، وعدة. وعنه: محمد بن أحمد بن شيبان الرملي شيخ ابن جميع، وعبد الرحمن بن أبي حاتم وقال: محله الصدق. قلت: مات سنة سبع وخمسين ومائتين. الحسين بن بيان الشلاثائي البصري. عن: سيف بن محمد الثوري. وعنه: أبو بكر أحمد بن محمد بن عمر البصري الحرابي، وعبد الرحمن بن محمد بن حماد الطهراني، ومحمد بن إبراهيم بن فهد بن حكيم الساجي. مات سنة سبع وخمسين. الحسين بن الجنيد الدامغاني السمناني د. ق.

(19/118)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 119
عن: جعفر بن عون، وأبي أسامة، وعتاب بن زياد المروزي. وعنه: د. ق.، وأبو علي أحمد بن محمد رزين الباشاني، وغيرهم. قال النسائي: لا بأس به. الحسين بن الحسن بن مهران الإصبهاني. الحناط المكتب. عن: أبي داود الطيالسي، وبكر بن بكار. وحج وجاور.) وقرأ القرآن على أبي عبد الحمن المقرئ. قال أبو نعيم الحافظ: توفي سنة ثلاث وخمسين. وكان صاحب غرائب. الحسين بن سعيد المخرمي. عن: ابن علية، وأبي بدر السكوني. وعنه: السراج، ومحمد بن مخلد. وهو أخو الحسن. الحسين بن السكن البصري. حدث ببغداد عن: عباد بن صهيب، وعبد الله بن رحاء الغداني. وعنه: أبو بكر بن أبي الدنيا، ومطين، ومحمد بن مخلد، وعبد الرحمن بن أبي حاتم. توفي سنة ثمان وخمسين.

(19/119)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 120
قال أبو حاتم: شيخ. الحسين بن سيار. أبو علي البغدادي، نزيل حران. عن: إبراهيم بن سعد، وعبد العزيز بن أبي حازم. وعنه: محمد بن المسيب الأرغياني، وأبو عروبة الحراني، وجماعة. وكان ضعيفاً. ومات سنة إحدى وخمسين ومائتين. الحسي بن عبد الرحمن د. ن. ق. أبو علي الجرجرائي. عن: الوليد بن مسلم، وعبد الله بن نمير، ووكيع، وطلق بن غنام. وعنه: د. ن. ق.، وجعفر الفريابي، وعبد الله بن محمد بن وهب الدينوري، وأبو العباس السراج، وآخرون. وكان ثقة. توفي سنة ثلاث وخمسين.) الحسين بن عبد الله بن محمد الواسطي. إمام مسجد العوام بن حوشب. روى عن: النضر بن شميل، وعبد الرزاق.

(19/120)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 121
قال ابن أبي حاتم: سمعت منه مع أبي، وكان صدوقاً. الحسين بن عبد السلام المصري. الشاعر الملقب بالجمل. له شعر بديع. وتوفي سنة ثمان وخمسين وله تسعون سنة. وكان وسخاً زرياً. الحسين بن علي بن الأسود العجلي الكوفي د. ت. نزيل بغداد، أبو عبد الله. عن: وكيع، وحسين الجعفي، ويحيى بن آدم، وابن فضيل، وأبي أسامة. وعنه: د. ت.، وحاجب بن أركين، وعمر بن بجير، والقاضي المحاملي، وطائفة كبيرة. قال أبو حاتم: صدوق. وذكره ابن حبان في الثقات وقال: ربما أخطأ. وأما ابن عدي فقال: يسرق الحديث، وأحاديثه لا يتابع عليها. وقال أبو الفتح الأزدي: ضعيف جداً. قلت: توفي سنة أربع وخمسين.

(19/121)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 122
الحسين بن محمد بن شنبة الواسطي البزاز ق. عن: يزيد بن هارون، والعلاء بن عبد الجبار المكي، وجعفر بن عون، وأبي أحمد الزبيري. وعنه: ق.، وأسلم بن سهل الواسطي، ومطين، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وأبوه وقال: صدوق. الحسين بن أبي زيد. أبو علي الدباغ. حدث ببغداد عن: أبي بكر بن عياش، وسفيان بن عيينة. وعنه: الباغندي، وأبو العباس السراج، والقاضي المحاملي، وأخوه أبو عبيد القاسم، وآخرون.) توفي سنة: أربع وخمسين. أصله من الصغد، واسم أبيه منصور. لا أعلم به بأساً. حفص بن عمر بن ربال بن إبراهيم بن عجلان ق.

(19/122)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 123
أبو عمر الرقاشي الربالي البصري. عن: عبد الوهاب الثقفي، ويحيى القطان، ومحمد بن أبي عدي، وجماعة. وعنه: ق.، ويحيى بن صاعد، وابن مخلد، والمحاملي، وابن عياش القطان، وطائفة. قال الدارقطني: ثقة مأمون. قلت: توفي سنة ثمان وخمسين ببغداد. حمدان بن سهل. الحافظ أبي بكر البلخي. سمع: مكي بن إبراهيم، وأبا عبيد القاسم، وعدة. وعنه: أبو بكر محمد بن عمر بن الفضل الترمذي، وأبو علي البلخي الحافظ. أورده أبو الفضل السليماني. حمدان بن عمر خ.

(19/123)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 124
أبو جعفر البغدادي السمسار. سمع: روح بن عبادة، وأبا النضر، وجماعة. وعنه: خ.، وابن صاعد، والمحاملي، ومحمد بن مخلد، وآخرون. وقيل: اسمه أحمد، ولقبه حمدان. توفي سنة ثمان وخمسين ومائتين. حمزة بن العباس. أبو علي المروزي. حج، وحدث ببغداد عن: علي بن الحسن بن شقيق، وعبدان عبد الله بن عثمان. وعنه: ابن صاعد، ومحمد بن مخلد. وكان ثقة. توفي سنة ستين. حمزة بن عون.) أبو يعلى المسعودي الكوفي. سمع: يحيى بن آدم، ومحمد بن القاسم الأسدي، وطبقتهما. وعنه: عبد الله بن زيدان البجلي، وأبو بكر بن أبي داود، ومحمد بن المسيب الأرغياني. لم يذكره بن أبي حاتم. كناه الحاكم. حمزة بن نصير د.

(19/124)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 125
أبو عبد الله المصري العسال. عن: يحيى بن حسان التنيسي، وسعيد بن أبي مريم. وعنه: د.، وعلي بن أحمد بن الصيقل، ومحمد بن أحمد بن راشد بن معدان الإصبهاني. وكان صدوقاً. توفي سنة خمس وخمسين. حميد بن الربيع بن مالك. أبو الحسن اللخمي الكوفي الخزاز. قدم بغداد، وحدث عن: هشيم، وأبي خالد الأحمر، وحفص بن عياش، وسفيان بن عيينة، وعبد الله بن إدريس، ونحوهم. وعنه: الباغندي، والقاضي المحاملي، وابن مخلد، ويوسف بن يعقوب الأزرق، وأبو العباس محمد الأثرم، وطائفة سواهم. قال محمد بن عثمان بن أبي شيبة: قال أبي: أنا أعلم بحميد بن الربيع، هو ثقة ولكنه شره يدلس. وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: كان أبي يحسن القول في حميد الخزاز. وقال الدارقطني: تكلموا فيه. وقال البرقاني: رأيت عامة شيوخنا يقولون: ذاهب الحديث.

(19/125)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 126
قلت: كان واسع الرواية إخبارياً. توفي سنة ثمان وخمسين. حميد بن زنجويه د. ن.) الحافظ أبو أحمد الأزدي النسائي. واسم زنجويه: مخلد بن قتيبة. سمع: النضر بن شميل، وسعيد بن عامر الضبعي، ويزيد بن هارون، وجعفر بن عون، ووهب بن جرير، وطبقتهم. وعنه: د. ن.، وإبراهيم الحربي، وابن صاعد، ومحمد بن خريم

(19/126)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 127
المري، وعبد الله بن عتاب الزفتي، وأبو العباس السراج، ومحمد بن جرير، والقاضي المحاملي، ومحمد بن أحمد بن عبد الجبار الرياني، وآخرون. وكان ثقة ثبتاً إماماً كبير القدر. قال النسائي: ثقة. وقال أبو حاتم بن حبان: هو الذي أظهر السنة بنسا. ثم قال: مات سنة سبع وأربعين ومائتين. قال أبو عبيد: ما قدم علينا خراسان مثل ابن زنجويه واحمد بن شبويه. قلت: سافر في آخر عمره إلى مصر، ثم خرج منها في سنة إحدى وخمسين فأدركه أجله، رحمه الله. حم بن نوح بن محمد. أبو محمد الأنصاري البلخي. عن: أبي معاذ خالد بن سليمان، وعمر بن هارون البلخيين، وجماعة. وعنه: عبدان الأهوازي، وأبو بكر بن أبي داود، وجماعة. توفي سنة ستين ومائتين.

(19/127)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 128
حنين بن إسحاق. أبو زيد العبادي النصراني الشقي. شيخ الطب بالعراق في زمانه. كان بصيراً باللغة اليونانية فعرب كتباً عديدة في الطبيعي والرياضي. وكان المأمون ذا غرام بتعريبها ومعرفتها. ولحنين مصنفات مشهورة في الطب والمسائل وغيرها. وكان ذا ثروة ورفاهية وتنعم. وله أموال وغلمان.) طب غير واحد من الخلفاء، وانقلع في سنة ستين ومائتين. حوثرة بن محمد المنقري ق. أبو الأزهر البصري الوراق. عن: سفيان بن عيينة، ويحيى القطان، وأبي أسامة، وطائفة. وعنه: ق.، وابن خزيمة، وأبو عروبة الحراني، وأبو محمد بن صاعد، وآخرون. وكان صدوقاً.

(19/128)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 129
توفي سنة ستين وخمسين. حيدرة بن إبراهيم. أبو عمرو البغدادي. عن: أسباط بن محمد، وابن نمير، وأبي أسامة. وعنه: موسى بن هارون، وعثمان بن جعفر اللبان، والقاضي المحاملي، وابن صاعد. قال الدارقطني: ثقة.

(19/129)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 130
4 (حرف الخاء)
خشيش بن أصرم د ن. أبو عاصم النسائي الحافظ، مصنف كتاب الاستقامة في الرد على أهل البدع. سمع: عبد الرزاق، وعبد الله بن بكر السهمي، وروح بن عبادة، وطبقتهم. وعنه: د. ن.، وأبو بكر بن أبي داود، وأحمد بن عبد الوارث العسال، وعلي بن أحمد علان، ومحمد بن أحمد بن سليمان الهروي، وجماعة. وثقه النسائي. وله رحلة إلى مصر، والشام، والعراق، واليمن. توفي في رمضان سنة ثلاث وخمسين بمصر.

(19/130)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 131
4 (حرف الدال)
داود بن سليمان ن. ق. أبو سهل العسكري، بنان. سمع: أبا معاوية، والحسين الجعفي، ومحمد بن أبي خداش الموصلي، وجماعة. وعنه: ن. ق.، وأبو حاتم، وابنه عبد الرحمن بن أبي حاتم وقال: صدوق ومحمد بن جعفر) الخرائطي، وآخرون. توفي بسامراء. داود بن عبد الغفار بن داود بن مهران الحراني. ولد بمصر، وروى عن: الفريابي، وبشر بن بكر التنيسي، وأيوب بن سويد، وطبقتهم. وعنه: عبد الله بن عمر التميمي شيخ لابن يونس. مات في ربيع الأول سنة أربع وخمسين.

(19/131)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 132
داود بن قاسم بن إسحاق بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب. أبو هاشم الجعفري الهاشمي. قال المسعودي: كان بينه وبين جعفر ثلاثة آباء ولم يكن يعرف في ذلك الوقت، يعني سنة خمسين ومائتين، أقعد نسباً في الهاشميين منه. وكان ذا زهد ونسك وعلم، صحيح العقل، سليم الحواس، منتصب القامة. وخبره ببغداد مشهور. دخل على محمد بن عبد الله بن طاهر فعنفه على قتل يحيى بن عمر العلوي. داود بن يحيى الصوفي الإفريقي. عن: عبد الملك بن أبي كريمة، وعبد الله بن عمر بن غانم. قال ابن يونس: ليس بشيء. أحاديثه موضوعة. مات سنة إحدى وخمسين.

(19/132)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 133
4 (حرف الراء)
الربيع بن سليمان الجيزي د. ن. أبو محمد الأزدي، مولاهم الأعرج. سمع: ابن وهب، والشافعي، وإسحاق بن بكر، وعبد الله بن يوسف. وعنه: د. ن.، وأبو بكر بن أبي داود، وأبو جعفر الطحاوي، وجماعة. وكان حسن الحديث صدوقاً. توفي في ذي الحجة سنة ست وخمسين ومائتين، قبل الربيع المرادي بأربع عشرة سنة. رجاء بن الجارود.

(19/133)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 134
أبو المنذر البغدادي الزيات.) سمع: جعفر بن عون، والواقدي، وغيرهما. وعنه: المحاملي، ومحمد بن مخلد، وابن أبي حاتم. توفي سنة ستين ومائتين. رجاء بن سهل. أبو نصر الصاغاني. عن: إسماعيل بن علية، وأبي قطن عمرو بن الهيثم، وحماد بن خالد الخياط. وعنه: أبو عبيد بن المؤمل، والمحاملي، وابن مخلد. وثقه الخطيب. رجاء بن صهيب. أبو غسان الإصبهاني الجرواني. ذكره أبو الشيخ فقال: يقال إنه لم يكن بإصبهان أفضل منه. وإنه كان مجاب الدعوة. يروي عن: روح بن عبادة، وسعيد بن عامر، وبكر بن بكار. وعنه: محمد بن يحيى بن مندة، وعبد الله بن مندة، ومحمد بن جعفر الأشعري.

(19/134)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 135
توفي سنة إحدى وخمسين ومائتين. رجاء بن عبد الرحيم. أبو المضاء القرشي الهروي. عن: أبي نعيم، وأبي مسهر، وسعيد بن أبي مريم، وطبقتهم. حدث بنيسابور، وكان من علماء الحديث. روى عنه: إبراهيم بن محمد بن سفيان، وزكريا بن داود الخفاف، ومحمد بن سليمان بن فارس، ومحمد بن علي المذكر، وآخرون. رجاء بن عيسى الجوهري الكوفي. أبو المستنير. أحد القراء الكبار. قرأ على: ترك الحذاء، ويحيى الجزار، وعبد الرحمن بن قلوقا. وقرأ عليه: سليمان بن يحيى الضبي وهو أجل أصحابه.) رزق الله بن موسى ن. ق. أبو بكر الناجي، ويقال: أبو الفضل الإسكافي الكلوذاني. عن: يحيى بن سعيد القطان، وابن مهدي، وسفيان بن عيينة، وشبابة، وجماعة. وعنه: ن. ق.، وعبد الله بن ناجية، وابن خزيمة، وابن صاعد، والمحاملي، ومحمد بن إبراهيم بن نيروز، وجماعة. وكان ثقة.

(19/135)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 136
توفي في ذي القعدة سنة ست وخمسين ومائتين. رشدين بن عبد العزيز المخزومي. مولاهم. شيخ معمر مصري. توفي سنة تسع وخمسين في ذي القعدة. قال الطحاوي: سمعته يقول: حضرت مع أبي جنازة الليث بن سعد فقام منصور بن عمار فقص في جنازته. روح بن عبد الرحمن البوشنجي. نزيل بغداد. سمع: ابن عيينة، ومعاذ بن هشام، وعبد الصمد بن عبد الوارث. وعنه: موسى بن هارون وقال: ثقة ومحمد بن خلف وكيع، ومحمد بن مخلد. توفي سنة ثمان وخمسين. روح بن الفرج ق. أبو الحسن البزاز. عن: مولاه محمد بن سابق، وقبيصة بن عقبة، وشبابة، وكثير بن هشام، وجماعة. وعنه: ق.، ويحيى بن صاعد، ومحمد بن المسيب الأرغياني، وأبو عبيد بن المؤمل، ومحمد بن مخلد، والمحاملي، وجماعة. توفي في رجب سنة ثمان أيضاً.

(19/136)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 137
4 (حرف الزاي)
زاهر بن خالد السمرقندي.) أبو الأزهر الوراق. شيخ موثق. يروي عن: محمد بن عبد الله الأنصاري، وغيره. توفي سنة ست وخمسين. الزبير بن بكار بن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام ق

(19/137)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 138
قاضي مكة أبو عبد الله الأسدي الزبيري المدني. عن: سفيان بن عيينة، وأبي ضمرة، والنضر بن شميل، وذؤيب بن عمامة، وعبد الله بن نافع الصائغ، وعبد المجيد بن أبي رواد، وعلي بن محمد المدائني، ومحمد بن الحسن بن ربالة، ومحمد بن الضحاك الحزامي، وعمه مصعب الزبيري، وخلق. وعنه: ق.، وأبو حاتم، وابن أبي الدنيا، وعبد الله بن شبيب، وحرمي بن أبي العلاء وهو أبو عبد الله أحمد بن محمد المكي، وإسماعيل بن العباس الوراق، والقاضي المحاملي، ومحمد بن أبي الأزهر، ويوسف بن يعقوب الأزرق، وخلق. قال ابن أبي حاتم: رأيته ولم أكتب عنه. وقال الدارقطني: ثقة. وعن السري بن يحيى التميمي قال: لقي الزبير بن بكار إسحاق بن إبراهيم الموصلي، فقال له إسحاق: يا أبا عبد الله، عملت كتاباً

(19/138)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 139
سميته كتاب النسب، وهو كتاب الأخبار !. قال: وأنت يا أبا محمد عملت كتاب سميته كتاب الأغاني وهو كتاب المغاني. قال الحسين بن القاسم الكوكبي: لما قدم الزبير بغداد قال أبو حامد المستملي عليه: من ذكرت يا ابن حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فأعجبه. وقال محمد بن عبد الملك التاريخي: أنشدني ابن طاهر لنفسه في الزبير بن بكار:
(ما قال لا إلا في تشهده .......... ولا جرى لفظه إلا على نعم)

(بين الحواري والصديق نسبته .......... وقد جرى ورسول الله في رحم)
وقال الكوكبي: ثنا محمد بن موسى المارستاني: ثنا الزبير بن بكار قال: قالت ابنة أختي لأهلنا: خالي خير رجل لأهله، لا يتخذ ضرة ولا سرية قال: تقول المرأة: والله هذه الكتب أشد علي من ثلاث ضرائر.) وقال محمد بن إسحاق الصيرفي: سألت الزبير: منذ كم زوجتك معك قال: لا تسألني، ليس يرد القيامة أكثر كباشاً منها، ضحيت عنها بسبعين كبشاً. وقال الخطيب: كان الزبير ثقة ثبتاً، عالماً بالنسب وأخبار المتقدمين. له مصنف في نسب قريش. قلت: وقع هذا الكتاب عالياً لابن طبرزد. وقال أحمد بن سليمان الطوسي صاحب الزبير: توفي لتسع بقين من ذي

(19/139)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 140
القعدة سنة ست وخمسين، وقد بلغ أربع وثمانين سنة، بمكة. وصلى عليه ابنه مصعب. وكان سبب وفاته أنه وقع من فوق سطحه، فمكث يومين لا يتكلم، ومات. وتوفي بعد فراغنا من قراءة كتاب النسب عليه بثلاثة أيام. قال السليماني: منكر الحديث. الزبير بن جعفر. هو المعتز بالله. سيأتي. زكريا بن يحيى بن الحارث بن ميمون البصري. عرف بشريك السري. عن: معاذ بن هشام، ووهب بن جرير. وعنه: ابن صاعد، وابن مخلد. وكان ثقة. توفي سنة ستين. وعند التاج الكندي جزء عال من حديثه معروف. زكريا بن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة. يروى عن: أبيه، وغيره. وثقه مطين وقال: توفي سنة اثنتين وخمسين.

(19/140)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 141
زكريا بن يحيى بن عمر خ. أبو السكين الطائي الكوفي. حدث ببغداد عن: أبي بكر بن عياش، وعبد الرحمن المحاربي، وابن نمير، وأبي أسامة،) والهيثم بن عدي، وغيرهم. وعنه: خ.، وابن أبي الدنيا، وعبدان الأهوازي، وأحمد بن عمر البزاز، وأبو عبيد علي بن حربويه، وابن صاعد، وآخرون. وهو من أولاد أوس بن حارثة بن لام الطائي. وثقه الخطيب وغيره. ومات سنة إحدى وخمسين. زكريا بن يحيى المصري العبدري. أبو يحيى المعروف بالوقار. يروي عن: ابن القاسم، وابن عيينة، وابن وهب، وسعيد الآدم. وعنه: أبو حاتم الرازي، ومحمد بن معافى البيروتي، ومحمد بن إسماعيل المهدي، والحسن بن سفيان، والحسن بن علي بن قديد، وطائفة.

(19/141)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 142
وكان من كبار الفقهاء المالكية وصلحائهم. نزح عن مصر أيام محنة القرآن واستوطن بطرابلس الغرب. وليس هو بالقوي في الحديث. ضعفه أبو سعيد بن يونس وقال: توفي في جمادى الآخرة سنة أربع وخمسين. وقال أبو عمر الكندي: كان فقيهاً وكان صاحب عجائب، لم يجمد. وقال ابن عدي: كان يضع الحديث. وقال صالح جزرة: ثنا أبو يحيى الوقار وكان من الكذابين الكبار. وقال ابن يونس: كان فقيهاً صاحب حلقة. عاش ثمانين سنة. زكريا بن يحيى. الزاهد الكبير أبو يحيى الكردي الهروي. من كبار مشايخهم وورعيهم. ذكره السلمي في تاريخ الصوفية فقال: إنه مجاب الدعوة وأن الملائكة تسلم عليه. وقال: أحمد بن محمد بن ياسين: سمعت أبا سعيد العابد يقول: كان أحمد بن حنبل يرفع من محل أبي يحيى الكردي ويقول هو من الأبدال.

(19/142)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 143
قال ابن ياسين: مات في رجب، وكان فقيهاً مفتياً حافظاً للحديث.) زكريا بن يحيى بن أيوب. عن: زياد بن عبد الله البكائي، وشبابة بن سوار. وعنه: محمد بن غالب تمتام، وابن صاعد، والقاضي المحاملي، وآخرون. توفي سنة سبع وخمسين ومائتين. محله الصدق. زكريا بن يحيى بن زكريا. عن: يحيى بن سعيد القطان، وأبي داود الطيالسي، وغيرهما. وعنه: أحمد بن عبد الله بن بجير القاضي، والقاضي المحاملي. وثقه الخطيب. زكريا بن يحيى بن خلاد. أبو يعلى المنقري الساجي البصري. حدث ببغداد عن: الأصمعي، والحكم بن مروان الضرير. وهو مكثر عن الأصمعي. وعنه: عبيد الله السكري، والقاضي المحاملي، ومحمد بن مخلد، وغيرهم.

(19/143)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 144
زكريا بن يحيى بن أسد المروزي. صاحب ابن عيينة. يأتي سنة سبعين. وقد مر. زكريا بن يحيى كاتب العمري. شيخ مسلم. وزكريا بن يحيى البلخي اللؤلؤي الحافظ. وسيأتي أيضاً. زكريا بن يحيى السجزي، شيخ النسائي. زياد بن أيوب خ. د. ت. ن. أبو هاشم الطوسي، ثم البغدادي، الحافظ، دلويه. ويقال له أيضاً: شعبة الصغير لإتقانه ومعرفته.) سمع: هشيماً، وأبا بكر بن عياش، وعبد الله بن إدريس، وابن علية،

(19/144)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 145
وزياد بن عبد الله البكائي، وعباد بن العوام، وعلي بن غراب، ومروان بن شجاع الجزري، ومعتمر بن سليمان، وخلقاً. وعنه: خ. د. ت. ن.، وأحمد بن أبي القاسم عبد الله بن محمد البغوي، وأبوه، وأحمد بن علي الجوزجاني، وأبو بكر بن أبي داود، وعمر بن بجير، وابن خزيمة، وابن صاعد، ومحمد بن المسيب، والمحاملي. ومن القدماء أحمد بن حنبل. قال أبو إسحاق الإصبهاني، وهو إن شاء الله بن أورمة: ليسعلى بسيط الأرض أحد أوثق من زياد بن أيوب. وقال أبو حاتم: صدوق. قال الإمام أحمد: اكتبوا عنه، فإنه شعبة الصغير. وقال السراج: سمعته يقول: مولدي سنة ست وستين ومائة. وطلبت الحديث سنة إحدى وثمانين. قلت: مات في ربيع الأول سنة اثنتين وخمسين ومائتين. وبين سبط السلفي وبينه أربعة أنفس. وقد عاش بعده أربعمائة سنة، وهذا نهاية العلو. زهير بن محمد بن قمير بن شعبة ق.

(19/145)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 146
أبو محمد المروزي، ويقال: أبو عبد الرحمن نزيل بغداد، وأحد الثقات العباد. سمع: أبا النضر، وروح بن عبادة، وعبد الرزاق، وسنيد بن داود، وعبيد الله بن موسى، وخلقاً. وعنه: ق.، وأحمد بن عمرو البزاز، وعمر بن بجير، وابن صاعد، والمحاملي، والحسين بن يحيى بن عياش القطان، وآخرون. قال محمد بن إسحاق السراج: ثقة مأمون. وقال الخطيب: كان ثقة، صادقاً ورعاً زاهداً. انتقل في آخر عمره من بغداد إلى طرسوس فرابط بها إلى أن مات. وقال أبو القاسم البغوي: ما رأيت بعد أحمد بن حنبل أفضل من زهير بن قمير. سمعته يقول: اشتهي لحماً من أربعين سنة ولا آكله حتى أدخل الروم. فآكله من مغانم الروم. قال: وحدثني ولده محمد بن زهير قال: كان أبي يجمعنا في وقت ختمه القرآن في شهر) رمضان في كل يوم وليلة ثلاث مرات، تسعين ختمة في شهر رمضان في كل يوم وليلة. مات في سنة ثمان وخمسين. وقيل: مات في آخر سنة سبع وخمسين ومائتين. زياد بن يحيى بن زياد بن حسان ع.

(19/146)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 147
أبو الخطاب الحساني النكري العدني، ثم البصري. عن: معتمر بن سليمان، وعبد الوهاب الثقفي، ومحمد بن سواء، ونوح بن قيس، وحاتم بن وردان، وجماعة. وعنه: الستة، وابن أبي عاصم، وزكريا الساجي، وأبو عروبة، وابن جرير، وابن خزيمة، وخلق آخرهم أبو روق الهزاني. وثقه جماعة. توفي سنة أربع وخمسين. زيد بن أخزم ع. سوى م. أبو طالب الطائي البصري الحافظ. سمع: يحيى بن سعيد القطان، ومعاذ بن هشام، وعبد الرحمن بن مهدي، وطبقتهم.

(19/147)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 148
وعنه: ع سوى مسلم، وأبو روبة الحراني، وعبد الله بن محمد بن وهب الدينوري، وأبو القاسم البغوي، وابن صاعد، والمحاملي وخلق. وثقه النسائي. وذبحته الزنج لما هجموا البصرة، وقتلوا أهلها سنة سبع وخمسين ومائتين، رحمه الله. زيد بن خرشة بن زيد. أبو الحسن الذهلي الإصبهاني، الفقيه الذي تولى مناظرة أبي الوليد الكناني في مجلس عبد العزيز بن دلف. سمع: مسلم بن إبراهيم، والقعنبي، والحميدي، وجماعة. وعنه: أحمد بن الحسين الأنصاري، وأبو بكر الجارودي، ومحمد بن إبراهيم بن سالم الإصبهانيون.

(19/148)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 149
4 (حرف السين)
) سختويه بن مازيار. أبو علي النيسابوري. كان مجوسياً فأسلم على يد المأمون وهو شاب. وسمع الكثير، وعني بالعلم، وحج، وسمع بالحجاز، والعراق، وخراسان. حدث عن: النضر بن شميل، ووكيع، ومالك بن سعير، وجعفر بن عون، ومسلم بن قتيبة، وعبد المجيد بن أبي رواد، وطائفة. وعنه: إمام الأئمة ابن خزيمة، وأبو حامد بن الشرقي، ومكي بن عبدان، وأبو حامد بن بلال، وآخرون. ذكره أبو عبد الله الحاكم فقال: محدث، كبير سنه، مفيد، صدوق. توفي سنة خمس وخمسين ومائتين. وله غرائب. السري بن عاصم. أبو شهاب الهمداني الكوفي. أحد الضعفاء.

(19/149)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 150
سمع: عيسى بن يونس، وحفص بن غياث. وعنه: عبد الرحمن بن خراش وقال: كذاب والقاضي المحاملي. توفي سنة ثمان وخمسين. السري بن المغلس. أبو الحسن السقطي البغدادي الزاهد. علم الأولياء في زمانه. صحب معروفاً الكرخي. وحدث عن: الفضيل بن عياض، وهشيم، وأبي بكر بن عياش، وعلي بن غراب، ويزيد بن هارون. وعنه: أبو العباس بن مسروق، والجنيد بن محمد، وأبو الحسن النوري، وإبراهيم بن عبد الله المخرمي. قال عبد الله بن شاكر عن سري السقطي قال: صليت وردي ليلة ومددت رجلي في المحراب، فنوديت: يا سري كذا تجالس الملوك. فضممت رجلي ثم

(19/150)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 151
قلت: وعزتك لا مددتها.) وقال أبو بكر الحربي: سمعت السري يقول: حمدت الله مرة، فأنا أستغفر الله من ذلك الحمد منذ ثلاثين سنة. قيل: وكيف ذاك قال: كان لي دكان فيه متاع، فاحترق السوق، فلقيني رجل فقال: ابشر، دكانك سلمت. فقلت: الحمد لله. ثم إني فكرت فرأيتها خطيئة. وقيل: إن السري رأى جارية سقط من يدها إناء فانكسر، فأخذ من دكانه إناء، فأعاها عوض المكسور. فرآه معروف فقال: بغض الله إليك الدنيا. قال سري: هذا الذي أنا فيه من بركات معروف. قال الجنيد: سمعت سرياً يقول: أشتهي منذ ثلاثين سنة جزرة أغمسها في دبس وآكلها، فما تصح لي. وسمعت السري يقول: أحب أن آكل أكلة ليس لله علي فيها تبعة، ولا لمخلوق فيها منة، فما أجد إلى ذلك سبيلاً. ودخلت عليه وهو يجود بنفسه، فقلت: أوصني. قال: لا تصحب الأشرار، ولا تشغلن عن الله بمجالسة الأخيار. وقال الفرجاني: سمعت الجنيد يقول: ما رأيت أعبد الله من السري، أتت عليه ثمان وتسعون سنة ما رئي مضطجعاً إلا في علة الموت. وقال الجنيد: سمعت السري يقول: إني لأنظر إلى أنفي كل يوم مراراً مخافة أن يكون وجهي قد اسود. وسمعته يقول: ما أحب أن أموت حيث أعرف. أخاف أن لا تقبلني الأرض فأفتضح.

(19/151)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 152
وسمعته يقول: فاتني جزء من وردي لا يمكنني أن أقضيه أبداً. يعني: ما له وقت قط لقضائه لاستغراق أوقاته. قال السلمي: السري أول من أظهر ببغداد لسان التوحيد، وتكلم في علوم الحقائق. وهو إمام البغداديين في الإشارات. قلت: ومن أصحابه: العباس بن يوسف الشكلي، ومحمد بن الفضل بن جابر السقطي، والجنيد، وآخرون.) توفي في رمضان سنة ثلاث وخمسين وقيل: سنة إحدى وقيل: سنة سبع وخمسين. السري بن مهران. أبو سهل الرازي. نزيل زنجان. عن: حسين الجعفي، ومحمد بن عبيد، وجماعة. قال ابن أبي حاتم: وأبوه كان صدوقاً. سعد بن معاذ. أبو عصمة المروزي. توفي بمرو سنة ثلاث وخمسين في ذي الحجة. سمع: علي بن الحسن بن شقيق، وعبد العزيز بن أبي رزمة. روى عنه: أبو رجاء محمد بن حمدويه، وأهل مرو. سعيد بن أيوب بن موسى الهمداني البخاري.

(19/152)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 153
عن: أبي معاوية، ووكيع، وأسباط بن محمد، وطائفة. وعنه: إسحاق بن أحمد بن خلف، وحفيده محمد بن حمدان بن سعيد. توفي في رجب سنة إحدى وخمسين ومائتين ببخارى. سعيد بن بحر القراطيسي البغدادي. ثقة، مسند. سمع: عبيده بن حميد، والحسين الجعفي، وجماعة. وعنه: ابن صاعد، والمحاملي. توفي سنة ثلاث وخمسين. سعيد بن رحمة بن نعيم المصيصي. أبو عثمان. راوي كتاب الجهاد عن ابن المبارك. روى عن: ابن المبارك، وأبي إسحاق الفزاري، ومحمد بن حمير الحمصي، وغيرهم.) وعنه: محمد بن سفيان المصيصي الصفار، ومحمد بن المسيب الإسفنجي الأرعياني، وأحمد بن جوصا. قال ابن حبان: يروي ما لم يتابع عليه. لا يجوز الإحتجاج به. سعيد بن عبد الله. أبو صالح الهمداني السواق. الرجل الصالح، أحد حفاظ الحديث. رحل وطوف، وسمع: يزيد بن هارون، وعبد الرزاق، والفريابي، وعبد الله بن جعفر الرقي، ومحمد بن عبيد الطنافسي، وخلقاً.

(19/153)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 154
وعنه: محمد بن هارون الروياني، وعبد العزيز بن محمد الحارثي، وجماعة. سعيد بن عبد الرحمن ن. أبو عثمان البغدادي، نزيل أنطاكية. عن: إسماعيل بن أبي أويس، ومحبوب بن موسى الفراء. وعنه: ن.، وميمون بن أحمد المؤدب، وحاجب بن أركين الفرغاني. سعيد بن عيسى الكريزي البصري. عن: معتمر بن سليمان، ويحيى القطان، وجماعة. وعنه: الحسن بن محمد بن شعبة، وأبو عبيد القاسم المحاملي. قال الدارقطني: ضعيف. سعيد بن مروان خ. ق. أبو عثمان البغدادي. سمع: أبا نعيم، والقعنبي، وجماعة. وسكن نيسابور.

(19/154)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 155
روى عنه: خ. ق.، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة، ومحمد بن المسيب الأغياني، وزكريا بن داود الخفاف، ومحمد بن سليمان بن فارس، وأبو علي محمد بن علي بن عمر المذكر. توفي في نصف شعبان سنة اثنتين وخمسين. روى البخاري عنه حديثاً مقروناً بغيره، عن محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة. وروى عنه ق. حديثاً عن أحمد بن يونس.) سعيد بن محمد بن ثواب البصري. عن: أزهر السمان، ومؤمل بن إسماعيل، وجماعة. وعنه: يحيى بن محمد بن صاعد، والمحاملي، وعبد الله بن ناجية، ومحمد بن المسيب الأرغياني. سعيد بن نصير د.

(19/155)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 156
أبو عثمان البغدادي الوراق، نزيل الثغر والرقة. عن: سفيان بن عيينة، ووكيع، وجماعة. وعنه: د.، وأبو شعيب الحراني، والحسن بن أحمد بن فيل، ومحمد بن إبراهيم البوسنجي، وأبو عبد الرحمن النسائي في غير سننه، وأبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم البسري، ومحمد بن يحيى بن كثير الحراني، وقد روى هو عنه. ومن شيوخه: مبشر بن إسماعيل الحلبي، وأبو أسامة، وروح بن عبادة. وله: كتاب البكاء وكتاب العوابد. وغير ذلك في الرقائق. وبقي إلى الخمسين ومائتين. سعيد بن هاشم الكاغدي السمرقندي. عن: عمرو بن عاصم الكلابي، وقبيصة، وأبي الوليد الطيالسي. توفي سنة تسع وخمسين. سعيد بن يزيد بن معيوف الحجوري. عن: عمرو بن هاشم البيروتي، وعلي بن عياش. وعنه: ابن جوصا، ومحمد بن عباس الدرفس، وجعفر بن درستويه وقال: كان ثقة، من الأبدال. سعيد بن يزيد. أبو عثمان التيمي. عن: عيسى بن يونس، وابن علية، والوليد بن مسلم. روى عنه: أبو بكر إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الرازي. شيخ معمر لقيه الحاكم.

(19/156)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 157
لم أره في كتاب ابن أبي حاتم.) سلمة بن أحمد بن أبي نافع. أبو طالب المري الموصلي الفقيه المفتي. يروي عن: إسماعيل بن أبي أويس، وأحمد بن يونس، وسعيد بن منصور، وعلي بن الجعد. روى عنه: محمد بن جامع الصائغ، وغيره من المواصلة. ومات بعد الخمسين ومائتين. سلمة بن مكمل المدلجي المصري. من: شيوخ مصر. توفي في رجب سنة خمس وخمسين. آخر من حدث عنه أحمد بن محمد بن يحيى بن جرير. سلم بن جنادة بن سلم بن خالد بن جابر بن سمرة. أبو السائب العامري السوائي الكوفي. سمع: أباه، وعبد الله بن إدريس، وحفص بن غياث، وجماعة. وعنه: ن. ق.، ومحمد بن جرير، والقاضي المحاملي، وأبي بكر بن أبي داود، ومحمد بن مخلد، وجماعة. قال النسائي: كوفي صالح. وقال البرقاني: ثقة.

(19/157)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 158
وقال السراج: قال لي: ولدت سنة أربع وسبعين ومائة. وعاش ثمانين سنة. السلم بن يحيى. أبو سعيد الطائي الحجراوي. عن: مروان بن معاوية الفزازي، وسويد بن عبد العزيز. وكان عالي الإسناد. روى عنه: محمدبن خريم المري، وابن جوصا، وأبو الدحداح أحمد بن محمد، وآخرون. قال أبو حاتم: صدوق. وروي أن الناس كانوا يتلقونه يوم الجمعة إذا دخل البلد إلى باب جيرون يحترمونه ويبجلونه ويدخلون به الجامع.) سليمان بن بشار الخراساني. أبو أيوب. حدث بمصر عن: هشيم، وابن المبارك، وسفيان بن عيينة. وعنه: جماعة آخرهم عبد الرحمن بن أحمد بن محمد الرشديني. توفي في شعبان سنة تسع وخمسين ومائتين، وهو آخر من حدث عن هشيم بالديار المصرية. ولم يذكره بن أبي حاتم، ولا الحاكم أبو أحمد، ولا

(19/158)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 159
الحاكم أبو عبد الله. وعداده في الضعفاء. سليمان بن داود بن حماد أخو رشدين ابني سعد د. ن. أبو الربيع المهري المصري. عن: عبد الله بن وهب، وإدريس بن يحيى الزاهد، وأشهب الفقيه، وعبد الملك بن الماجشون، وعبد الله بن نافع. وعنه: د. ن. ووثقه، وعمر البجيري، وإبراهيم بن متويه، ومحمد بن زبان، وآخرون. وقرأ القرآن على ورش. قرأ عليه: أبو بكر محمد بن عبد الرحيم الأصبهاني، وغيره. وكان من جلة المقرئين وعبادهم ومسندهم، لكن لم نشهد طريقه. توفي سنة ثلاث وخمسين في أول ذي القعدة، قاله ابن يونس. وقال: كان زاهداً، وكان فقيهاً على مذهب مالك. ولد سنة ثمان وسبعين ومائة. وقال أبو داود السختياني: قل من رأيت في فضله. سليمان بن داود.

(19/159)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 160
أبو أحمد الثقفي الرازي القزاز. سمع: ابن عيينة، وابن نمير، ومعن بن عيسى. وعنه: أبو حاتم، وابنه عبد الرحمن بن أبي حاتم وقال: ثقة وأبو نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي، وأحمد بن محمد بن مصعب الكاغدي، وهو آخر من حدث عنه. سليمان بن عبد الجبار بن زريق السامري ت. عن: سعيد بن عامر الضبعي، وعثمان بن عمر بن فارس. وعنه: ت.، وعبد الله بن ناجية، وابن صاعد، وجماعة.) وقال أبو حاتم: سمعت حجاج بن الشاعر يبالغ في الثناء عليه. سليمان بن عبد الرحمن بن حماد د. أبو داود التيمي الطلحي الكوفي التمار. عن: أبيه، وعمرو بن حماد القتاد. وعنه: د.، وأبو زرعة، وابن أبي حاتم، وغيرهم. مات في ذي القعدة سنة اثنتين وخمسين ومائتين.

(19/160)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 161
سليمان بن محمد بن سليمان. أبو أيوب الرعيني الحمصي. سمع: بقية بن الوليد. وعنه: سعيد بن عمرو البرذعي. قال ابن أبي حاتم: توفي قبل قدومي حمص بدون سنة. سليمان بن معبد م. ن. أبو داود السنجي المروزي. وسنج من قرى مرو. سمع النضر بن شميل، وعبد الرزاق، وعبد الله بن يوسف التنيسي، وطائفة. وعنه: م. ن.، وأبو بكر بن أبي داود، ومحمد بن حمدويه المروزي، وخلق. وكان محدثاً حافظاً نحوياً فصيحاً. توفي بمرو في سنة سبع وخمسين في ذي الحجة. سليمان بن نصر.

(19/161)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 162
أبو أيوب المري الغطفاني الأندلسي. روى عن: يحيى بن يحيى، وسعيد بن حسان، وعبد الملك بن حبيب، وأبي مصعب الزهري، وطائفة. مات بالأندلس. سليم بن مجاهد بن يعيش.... يشتبه بيعيش أبو عمر البخاري. رحل وسمع من: أبي عبد الرحمن المقرئ وعبد الله بن رجاء الغداني، والقعنبي.) وعنه: ابنه المحدث مهيب بن سليم. توفي سنة خمس وخمسين ومائتين. سهل بن محمد د. ن. أبو حاتم السجستاني المقرئ اللغوي الإمام. إمام جامع البصرة.

(19/162)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 163
صاحب المصنفات. أخذ عن: عبيدة، وأبي زيد الأنصاري، والأصمعي، ووهب بن جرير، ويزيد بن هارون، وأبي عامر العقدي. وقرأ القرآن على يعقوب الحضرمي. وحمل الناس عنه القرآن والحديث والعربية. روى عنه: د. ن.، والبزاز في مسنده، ويحيى بن صاعد، ومحمد بن هارون الروياني، وابن خزيمة. وتخرج به محمد بن يزيد المبرد، وأبو بكر بن دريد. وحدث عن حفاظ، وخلق آخرهم أبو روق الهزاني. وكان جماعة للكتب يتبحر فيها. وله يد طولى في اللغة والشعر العروض، واستخراج المعمى. ولم يكن حاذقاً في النحو. قال أبو حاتم السجستاني: كنت عند الأخفش وعنده التوزي فقال: ما صنعت في كتاب المذكر والمؤنث قلت: قد عملت في ذلك. قال: فما تقول في الفردوس قلت: ذكر. قال: فإن الله يقول: الفردوس هم فيها خالدون. قلت: ذهب إلى الجنة. فقال التوزي: يا غافل، أما تسمعهم يقولون: إن لك الفردوس الأعلى فقلت: يا نائم، الأعلى هاهنا افعل. وليس بفعلي. ولأبي حاتم كتاب إعراب القرآن، وكتاب ما تلحن فيه العامة، وكتاب المقصور والممدود،) وكتاب المقاطع والمبادئ، وكتاب القراءات، وكتاب الفصاحة، وكتاب الوحوش، وكتاب اختلاف المصاحف، وغير ذلك.

(19/163)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 164
وكان كثير التصانيف. توفي سنة خمسين. وقيل: في آخر سنة خمس وخمسين، وله ثلاث وثمانون سنة. قال: قرأت كتاب سيبويه على الأخفش مرتين. وقد كان في أبي حاتم دعابة الأدباء.

(19/164)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 165
4 (حرف الشين)
شجاع بن الوليد خ. أبو الليث البخاري. مؤدب الأمير حسن بن العلاء السعدي. رحل وسمع: عبد الرزاق، والنضر بن محمد، وعبيد الله بن موسى، وجماعة. وعنه: خ.، وأحمد بن عبده الآملي، وسهل بن شاذويه البخاري. شعيب بن عبد الحميد بن بسطام الواسطي الطحان. عن: سعيد بن عامر، ويزيد بن هارون، ومؤمل بن إسماعيل. وعنه: أسلم بن سهل، وعبد الرحمن بن أبي حاتم وقال: صدوق. شفيع بن إسحاق، بالضم. أبو صالح البخاري المحتسب. روى عن: خاقان، وأبي حفص أحمد بن حفص، ومحمد بن سلام، وحيان بن موسى.

(19/165)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 166
وعنه أحمد بن عبد الواحد بن رفيد، وعبدان بن يوسف، وخلف بن مهيل. مات سنة سبع وخمسين ومائتين. من الإكمال. شمر بن حمدويه. أبو عمر اللغوي أديب خراسان. كان رأساً في العربية والآداب. قيل أنه صنف كتاب غريب الحديث في قدر غريب الحديث الذي لأبي عبيد مرات.) وكان كاتب الحكم لأحمد بن حريش القاضي بهراة. وكان من أئمة السنة والجماعة. روى عن: عبد الصمد بن حسان، والنضر بن شميل، وابن الأعرابي، وغيره. روى عنه: أحمد بن محمود بن مقاتل. وتوفي سنة ست وخمسين، أو سنة خمس.

(19/166)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 167
4 (حرف الصاد)
صالح بن أبي صالح عبد الله بن صالح المصري. عن: أبيه، وابن وهب، وعبد الرحمن بن قاسم، وعمر بن راشد. وعنه: إبراهيم بن محمد بن متويه، وعلي بن أحمد علان المصري، وآخرون. صرد بن حماد. أبو سهل الصيرفي. عن: أبي قطن، وبكر بن بكار، وغيرهما. حدث ببغداد. روى عنه: إسماعيل الوراق، ومحمد بن مخلد. قال الخطيب: ما علمت من حاله إلا خيراً. صالح بن الهيثم الواسطي ق.

(19/167)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 168
أبو شعيب الصيرفي الطحان. عن: فضيل بن عياض، وعبد القدوس بن بكر بن خنيس، وشاذ بن فياض، وإبراهيم بن رستم المروزي. وعنه: ق. حديثاً، وعلي بن الحسين بن الجنيد وقال: صدوق ومحمد بن حمزة بن عمارة الإصبهاني، وعبد الله بن أحمد شوذب. صفوان بن عمرو الحمصي ن. عن: أحمد بن خالد الوهبي، وأبي المغيرة، وعلي بن عياش، وجماعة. وعنه: ن.، ومحمد بن أحمد بن راشد بن معدان الأصبهاني، ومحمد بن عبد الله مكحول البيروتي.) قال النسائي: لا بأس به.

(19/168)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 169
4 (حرف الطاء)
طاهر بن خالد بن نزار الأيلي. أبو الطيب، نزيل سامراء. سمع: أباه وآدم بن أبي إياس. وعنه: ابن صاعد، وإسماعيل الوراق، ومحمد بن مخلد، ومحمد بن جعفر المطيري. قال ابن أبي حاتم: صدوق. قلت: توفي سنة ستين. وقيل سنة ثلاث وستين. وحديثه يقع عالياً في جزء ابن مخلد الذي عند ابن اللتي. طليق بن محمد بن السكن ن. أبو سهل الواسطي البزاز. عن: أبي معاوية، وعبد الله بن نمير، ويزيد بن هارون. وعنه: ن.، وابن خزيمة، وعمر البجيري، وأحمد بن عمرو البزار، وعلي بن عبد الله بن مبشر، ومحمد بن المسيب الأرغياني. ذكره ابن حبان في الثقات.

(19/169)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 170
4 (حرف العين)
عامر بن شعيب الأرغياني الإسفنجي. عن: سفيان بن عيينة، وعيسى بن يونس أحاديث ساقطة. وعنه: أبو عوانة الإسفرائيني، ومحمد بن المسيب الأرغياني، ومحمد بن حفص الجويني. العباس بن أبي طالب جعفر بن عبد الله بن الزبرقان ق. أبو محمد البغدادي، مولى آل العباس. وله أخوان: الفضل ويحيى. سمع: يحيى بن بكير، وهوذة، والحسن بن موسى الأشيب، وشبابة والقعنبي، وطائفة. وعنه: ق.، وأبو بكر بن أبي داود، وعمر البجيري، وابن صاعد، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، ومحمد بن مخلد، وخلق.)

(19/170)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 171
قال أبو حاتم: صدوق. قلت: مات في عاشر جمادى الآخرة سنة ثمان وخمسين ومائتين. العباس بن الحسن البلخي ثم البغدادي. عن: عبد الله بن نمير، وعبد الله الخريبي. توفي سنة ثمان وخمسين. العباس بن سعيد. أبو الفضل المصري الخواص. قال ابن يونس: روى عن ابن وهب. ومات سنة تسع وخمسين. العباس بن الفرج د.

(19/171)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 172
أبو الفضل الرياشي البصري النحوي، صاحب العربية. أخذ عن: الأصمعي، وأبي عبيد المثنى، وأبي داود الطيالسي، وعبد الله بن بكر السهمي، وأبي عاصم النبيل، وطائفة. وعنه: د.، تفسير لغة، وإبراهيم الحربي، وابن أبي الدنيا، ومحمد بن يزيد المبرد، وابن دريد، ومحمد بن أبي الأزهر، وأبو خليفة الجمحي، وأبو عروبة الحراني، وإمام الأئمة ابن خزيمة، وخلق آخرهم أبو روق الهزاني. وكان من الأدب واللغة بمحل عال. كان يحفظ كتب أبي زيد الأنصاري وكتب الأصمعي كلها. وقد قرأ كتاب سيبويه على أبي عثمان المازني، فكان المازني يقول: قرأ علي الرياش الكتاب وهو أعلم به مني. ذكر الخطيب في ترجمته بعد أن وثقه أن الزنج قتلته بالبصرة سنة سبع فيمن قتلوا، وكان قائماً يصلي الضحى في مسجده، رحمه الله، فلم يدفن إلا بعد زمن. العباس بن يزيد بن أبي حبيب ق. البصري البحراني. عن: سفيان بن عيينة، ويزيد بن زريع، ومعتمر بن سليمان، وزياد البكائي، وغندر، وطائفة. وعنه: ق.، وابن أبي حاتم، والقاضي المحاملي، ومحمد بن مخلد، وإسماعيل الوراق، وخلق.)

(19/172)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 173
وكان ثقة حافظاً. توفي سنة ثمان وخمسين. وكان يلقب عباسويه. ولي قضاء همدان مدة. عبد الله بن أحمد بن شبويه. الحافظ أبو عبد الرحمن المروزي. سمع: أباه، وعبدان عبد الله بن عثمان، وعلي بن الحسن بن شقيق، وآدم بن أبي إياس، وأبا اليمان، وخلقاً سواهم. وعنه: أبو بكر بن أبي الدنيا، وابن صاعد، وأبو حامد، والحضرمي، وزكريا الغافقي، وطائفة. توفي سنة ست وخمسين، وهو أشبه. وقيل: سنة خمس وسبعين، وهو بعيد. عبد الله بن أحمد بن زكير بن غزوان الحنفي. عن: أسباط بن محمد، وجعفر بن عون، وجماعة. قال ابن أبي حاتم: كتبنا من حديثه سنة ست وخمسين ولم يقدر لنا السماع منه.

(19/173)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 174
عبد الله بن إسحاقن. أبو جعفر الواسطي الناقد. عن: يزيد بن هارون، ويحيى السيلحيني، وروح بن عبادة، وأبي عاصم. وعنه: ن.، ومحمد بن جرير، وبكر بن أحمد بن مقبل الحافظ، وأبو بكر بن أبي داود، وجماعة. ذكره ابن حبان في الثقات. عبد الله بن إسحاق أبو محمد البصري الجوهري الملقب ببدعة مستملي أبي عاصم النبيل. روى عن: أبي عاصم، والحسين بن حفص الأصبهاني. وعنه: د. ت. ن. ق.، وعمر بن بجير، وأبو بكر بن أبي داود، وآخرون. توفي سنة سبع وخمسين. عبد الله بن إسماعيل بن يزيد بن حجر.

(19/174)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 175
أبو عمرو البيروتي، ابن بنت الأوزاعي.) روى عن: أبيه، والوليد بن مزيد البيروتي. وعنه: أبو حاتم الرازي، وأحمد بن إبراهيم البسري، وابن جوصا، وغيرهم. عبد الله بن الحسن بن حفص بن الفضل بن يحيى بن ذكوان. أبو محمد الهمداني الإصبهاني. رئيس إصبهان ووجهها. وكان خيراً فاضلاً جليلاً، كاتب الخلفاء، يكاتبونه ويخاطبونه بمختار البلد. روى عن: عمه الحسين بن حفص، وبكر بن بكار. روى عنه: ابناه، عمر ومحمد. ومات سنة أربع وخمسين. عبد الله بن الحكم بن أبي زياد القطواني الكوفي الدهقان د. ت. ق.

(19/175)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 176
أبو عبد الرحمن. سمع: ابن عيينة، وزيد بن الحباب، وأبا داود الطيالسي، وطائفة. وعنه: د. ت. ق.، وعمر بن بجير، وابن خزيمة، وآخرون. توفي سنة خمس وخمسين. قال أبو حاتم صدوق. عبد الله بن حمزة الزبيري. أخو إبراهيم بن حمزة. مدني وليس بمشهور. سمع: عبد الله بن نافع الصائغ، وموسى بن إبراهيم الحزامي، وغيرهما. وعنه: محمد بن إسحاق بن راهويه. توفي سنة خمس وخمسين. قال ابن أبي حاتم: توفي قبل قدومنا المدينة بأشهر. عبد الله بن خبيق الأنطاكي الزاهد. صاحب يوسف بن أسباط. له كلام حسن في التصوف والمعاملة. عمر زماناً. وروى عن: شعيب بن حرب، وحذيفة المرعشي، ويوسف بن أسباط، والهيثم بن جميل، وحجاج الأعور.) وروى عنه: أبو طالب بن سوادة، وجعفر بن سوار، وأحمد بن محمد بن أبي موسى الأنطاكي، ومحمد بن عبد الله، ومطين، وغيرهم. وقد روى عن يوسف، عن الثوري، عن ابن المنكدر، عن جابر، رفعه قال: مداراة الناس صدقة.

(19/176)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 177
قال الطبراني: لم يروه عن الثوري إلا يوسف. تفرد به ابن خبيق. وروى ابن خبيق، عن يوسف بن أسباط قال: من أراد العز ومنازل الشهداء يوم القيامة فليبغض حمد الناس. قال ابن قانع: توفي سنة ستين ومائتين. وقلت: آخر أصحابه أحمد بن جوصا. عبد الله بن الزبير بن محمد بن الزبير. أبو القاسم الأموي الرهوي. عن: أبيه، وإبراهيم بن يزيد المكتب. وعنه: الحسين بن عبد الله القطان، وعلي بن سراج المصري، وغيرهما. عبد الله بن سعيد بن حصين ع. أبو سعيد الكندي الكوفي الأشج. محدث الكوفة ومفتيها في عصره، ومسند وقته. له التفسير والتصانيف. روى عن: هشيم، وعبد الله بن إدريس، وحفص بن غياث،

(19/177)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 178
وإبراهيم بن أعين الشيباني، وأبي بكر بن عياش، وعقبة بن خالد السكوني، ووكيع، وخلق كثير. وعنه: الستة في كتبهم، وابن خزيمة، وأبو يعلى، وابن أبي داود، وعمر بن محمد بن بجير، وهناد بن السري الصغير، وزكريا الساجي، وعبد الرحمن بن أبي حاتم. قال أبو حاتم الرازي: هو إمام أهل زمانه. وقال محمد بن أحمد بن بلال الشطوي: ما رأيت أحفظ منه. قلت: توفي في ربيع الأول سنة سبع وخمسين، وقد نيف على التسعين. وقع لي من عواليه. عبد الله بن شبيب الربعي. مولاهم المدني الإخباري، أبو سعيد.) روى عن: عبد العزيز الأويسي، وإسحاق الفروي، وأبي جابر محمد بن عبد الملك، وإسماعيل بن أبي أويس، وأيوب بن سليمان بن بلال، وغيرهم. وعنه: الزبير بن بكار وهو أكبر منه، وأبو زرعة، وإبراهيم الحربي وهما من أقرانه، وابن صاعد، ومحمد بن مخلد، والمحاملي، وجماعة آخرهم موتاً أبو روق الهزاني. وكان غير ثقة.

(19/178)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 179
قال فضلك الرازي: يحل ضرب عنقه. وقال أبو أحمد الحاكم: ذاهب الحديث. قلت: كان إخبارياً علامة. حدث ببغداد وتوفي بمكة. ولم أظفر بتاريخ موته. عبد الله بن عبد الرحمن بن الفضل بن بهرام بن عبد الصمد م. د. ت. أبو محمد التميمي الدارمي السمرقندي الإمام صاحب المسند. ولد عام موت عبد الله بن المبارك. وكان من أوعية العلم، يجتهد ولا يقلد.

(19/179)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 180
سمع: النضر بن شميل، ويزيد بن هارون، وسعيد بن عامر الضبعي، وأبا النضر هاشم بن القاسم، ومحمد بن يوسف الفريابي، وجعفر بن عون، ووهب بن جرير، وزيد ين يحيى بن عبيد الدمشقي الغساني، وعثمان بن عمر بن فارس، وخلقاً كثيراً بخراسان، والشام، والعراق، ومصر. وعنه: م. د. ت.، ومحمد بن بشار، ومحمد بن يحيى الذهلي وهما أكبر منه، والبخاري، وأبو زرعة، والنسائي، وصالح جزرة، وعبد الله بن أحمد، وجعفر الفريابي، ومطين، وعيسى بن عمر السمرقندي، وجعفر بن أحمد بن فارس الإصبهاني، وعمر البجيري، ومكي بن محمد البلخي الحافظ، والنسائي خارج كتابه، وخلق من أهل بلده. ورحل إليه الحفاظ من النواحي. قال أبو بكر الخطيب: هو من بني دارم بن مالك، كان أحد الرحالين والحفاظ، موصوفاً بالثقة والزهد والورع. قال: واستقضي على سمرقند فقضى قضية واحدة، ثم استعفى فأعفي. قال: وكان على غاية العقل، وفي نهاية الفضل. يضرب به المثل في الديانة والحلم والاجتهاد والعبادة والتقلل. صنف المسند، و التفسير، وكتاب الجامع.) وقال أبو حاتم: ثقة، صدوق. وعن محمد بن إبراهيم الفقيه السمرقندي: كنت عند أحمد بن حنبل فذكر الدارمي فقال: ذاك السيد، عرض علي الكفر فلم أقبل، وعرضت عليه الدنيا فلم يقبل. وقال أحمد بن حامد السمرقندي: سمعت رجاء بن مرجا يقول: رأيت أحمد، وإسحاق، والشاذكوني، وعلي بن المديني، فما رأيت أحفظ من عبد الله الدارمي.

(19/180)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 181
وعن رجاء بن مرجا قال: ما رأيت أحد أعلم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم منه. وقال عبد الصمد بن سليمان البلخي: سألت أحمد بن حنبل عن يحيى اليماني فقال: تركناه لقول عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي، لأنه إمام. وعن محمد بن عبد الله بن نمير قال: غلبنا عبد الله بن عبد الرحمن بالحفظ والورع. وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: عبد الله بن عبد الرحمن إمام أهل زمانه. وقال إسحاق بن محمد بن خلف البخاري: كنا عند محمد بن إسماعيل، فورد عليه نعي عبد الله بن عبد الرحمن، فنكس رأسه ثم استرجع وسالت دموعه على خديه، ثم قال متمثلاً:
(إن تبق تفجع بالأحبة كلهم .......... وفناء نفسك لا أبا لك أفجع)
وروي عن الدارمي قال: كان يقرع بابي ببغداد، فأقول: من ذا فيقولون: يحيى بن حسان، نعم الأدام الخل. قلت: وهذا الحديث تفرد به الدارمي عن يحيى، عن سليمان بن بلال عن هشام، عن أبيه، عن عائشة. رواه محمد بن يحيى الذهلي، ومسلم بن الحجاج، وأبو عيسى الترمذي، والناس عنه. وقع لنا عالياً في مسنده. قال إسحاق بن إبراهيم الوراق: سمعت أبا سعيد الأشج يقول:

(19/181)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 182
عبد الله بن عبد الرحمن إمامنا. قلت: مناقبه كثيرة. توفي فيما قال أحمد بن سبار المروزي يوم التروية سنة خمس وخمسين. وقيل: يوم عرفة سنة خمس، ورخه جماعة. وقال أبو قاسم بن عساكر: ويقال توفي سنة أربع وخمسين. عبد الله بن عبد الصمد بن أبي خداش الموصلي ن.) عن: المعافى بنت عمران، وهو آخر أصحابه وسفيان بن عيينة، وعيسى بن يونس، ومعتمر بن سليمان، ومخلد بن يزيد، وجماعة. وعنه: ن. وقال: لا بأس به وأبو يعلى الموصلي، ومحمد بن محمد الباغندي، وأحمد بن عبد الله وكيل أبي صخرة، وعبد الله بن أبي سفيان شيخ لابن جميع، وآخرون. توفي سنة خمس وخمسين أيضاً. عبد الله بن أبي رومان عبد الملك بن يحيى الإسكندراني. روى عن: عبد الله بن وهب. وهو ضعيف.

(19/182)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 183
توفي سنة ست وخمسين. قال ابن يونس: روى مناكير. عبد الله بن عمر بن يزيد. أبو محمد الزهري الإصبهاني أخو رستة. سمع: يحيى بن سعيد القطان، ومحمد بن جعفر، وعبد الرحمن بن مهدي، وحماد بن مسعدة. قال أبو الشيخ: له مصنفات كثيرة. خرج قاضياً على الكرخ، فمات بها سنة اثنتين وخمسين. قلت: روى عنه: محمد بن يحيى بن مندة، وأحمد بن عبد الكريم الزعفراني، وسلم بن عصام، وأبو بكر بن أبي داود، وعبد الله بن محمد بن عمران. وله أفراد وغرائب. عبد الله بن محمد بن أبي يزيد الخلنجي. قاضي الكرخ. وقيل ولي قضاء دمشق. وكان جهمياً، من رؤوس أصحاب ابن أبي دؤاد. قال الخطيب: كان من المجردين للقول بخلق القرآن. وقال طلحة بن محمد بن جعفر: كان حاذقاً بفقه أبي حنيفة، واسع العلم. ولي قضاء الشرقية فظهرت منه عفة وديانة. وكان فيه كبير السن. قال نفطويه: حدثني علي بن محمد بن الفرات: قال لما ولي الخلنجي

(19/183)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 184
قضاء الشرقية كثر من يطالبه بفك الحجر، فدعا بالأمناء وقال: من كان له عندكم مال فليشتر له منه مراً وزبيلاً وليدخر له. فإن أتلف ماله عمل بالمر والزبيل. وقال محمد بن خلف وكيع: كان الخلنجي ابن أخت علويه المغني. وكان تياهاً صلفاً. ولي) القضاء فكان يجلس إلى أصطوانة بالمسجد يستند إليها فلا يتحرك، فإذا تقدم الخصمان أقبل عليهما بجميع جسده وترك الإستناد. فعمد ماجن إلى الأصطوانة فطلاها بدبق، فجاء فجلس واستند، فالتصقت دنيته وتمكنت، فلما تقدم إليه الخصوم وأقبل عليهم ببدنه انكشف رأسه، وبقيت الدنية مصلوبة، فقام مغضباً وغطى رأسه بطيلسانه، وعلم أنها حيلة. وترك الدنية ملصقة، فعملوا فيها أبياتاً. قال ابن كامل: توفي سنة ثلاث وخمسين. قلت: الدنية مشتقة من الدن، شبهوها به وهي طول نصف ذراع أو أكثر، وفيها شبه بالشربوش. وكان يلبسها القضاة والولاة وغيرهم. وتعمل من ورق على قضبان دقاق، وتسمى الطويلة أيضاً. وكان أبو جعفر المنصور أخرجها، وأخرج لها المناطق، وهي الحياصة، فيها السيف. وقد لبس أبو دلامة هذا الزي فقيل له: كيف حالك فقال: ما حال من وجهه إلى نصفه وسيفه عند أسته، وقد نبذ كلام الله وراء ظهره. قلت: كانوا يعملون الطراز فيه: فسيكفيكم الله وهو السميع العليم ويصنعونه من الكتف إلى الكتف كعادة كرز الروميين. وقيل: بل كان طول الدنية ذراع وباطنها خلو.

(19/184)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 185
عبد الله بن محمد بن الحجاج بن أبي عثمان الصواف ت. أبو يحيى البصري. سمع: عبد الوهاب الثقفي، ومعاذ بن هشام، وأبا عامر العقدي. وعنه: ت.، وأبو بكر بن خزيمة، وأبو عروبة الحراني، وابن صاعد، ومحمد بن هارون الحضرمي، وآخرون. توفي سنة خمس وخمسين. وكان صدوقاً. عبد الله محمد بن عبد الله بن هلال المصري المقرئ. أبو سعيد. روى عن عبد الله بن وهب. وعنه: عبد الله بن يوسف بن كامل المقرئ، وغيره.) توفي في جمادى الآخرة سنة ست وخمسين ومائتين. عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة بن نوفل الزهري المخرمي البصري م. ع. سمع: سفيان بن عيينة، وغندراً، وعبد الوهاب الثقفي، وطائفة. وعنه: م. ع.، وأبو عربة، وإمام الأئمة ابن خزيمة، ومحمد بن هارون الروياني، وأبو بكر بن أبي داود، وطائفة. قال أبو حاتم: صدوق.

(19/185)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 186
وقال النسائي: ثقة. قلت: مات سنة ست وخمسين ومائتين. عبد الله بن محمد بن المهاجر. أبو محمد البغدادي الفقيه فوزان. صاحب الإمام أحمد. وكان أحمد يأنس به ويقدمه، ويستقرض منه. روى عن: شعيب بن حرب، وأبي معاوية، ووكيع. وعنه: عبد الله بن أحمد بن حنبل، وموسى بن هارون، وابن صاعد، وآخرون. قال أبو بكر الخلال: مات أبو عبد الله ولفوزان عنده خمسون ديناراً، فأوصى أن يعطى من غلته، فلم يأخذها وأحله منها. وأخبرني محمد بن علي أنه سمعه يقول: كان أبو عبد الله يكرمني حتى إنه بعث إلي يوماً فقال: ولد لنا ولد إيش ترى أن نسميه قال الخطيب: مات في رجب سنة ست وخمسين. عبد الله بن محمد بن سورة البلخي مت. سكن بغداد، وروى عن: عبد الصمد بن حسان، ومكي بن إبراهيم وغيرهما. وعنه: موسى بن هارون، ومحمد بن مخلد، وجماعة. وثقه الخطيب. وتوفي سنة ثمان وخمسين 2.

(19/186)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 187
عبد الله بن محمد بن أبي يحيى بن أبي بكير.) عن: جده قاضي كرمان. وعنه: ابن صاعد، وابن مخلد محمد. وثقه الخطيب. عبد الله بن محمد بن عمرو د. أبو العباس الغزي. عن: أبيه، وعبيد الله بن موسى، وآدم بن أبي إياس، وسعيد بن أبي مريم، وطائفة. وعنه: د.، وابن جوصا، وأبو بكر بن زياد النيسابوري، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وآخرون. وكان ثقة. عبد الله بن محمد. أبو محمد التوزي البصري، مولى قريش. من كبار أئمة العربية. أخذ عن: الأصمعي، وأبي عبيدة. وقرأ كتاب سيبويه على أبي عمر الجرمي. ورأس في الأدب، وصنف كتب كثيرة منها: كتاب الأمثال، وكتاب

(19/187)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 188
الأضداد، وكتاب الخيل، وكتاب النوادر، وكتاب فعلت وأفعلت. قال المبرد: ما رأيت أعلم بالشعر منه كان أعلم من المازني والرياشي. قلت توز من بلاد فارس. عبد الله بن محمد بن خلاد. أبو أمية العراقي. أراه من أهل واسط قاله أبو أحمد في الكنى. سمع: وهب بن جرير، ويعقوب بن محمد. وعنه: جعفر الفريابي، ومحمد بن المسيب الأرغياني. عبد الله بن مخلد التميمي النيسابوري النحوي د. أبو محمد، تلميذ أبي عبيد. سمع: مكي ابن أبرهيم، وأبا نعيم. وعبدان المروزي، وجماعة. وعنه: د.، وابن خزيمة، ومكي بن عبدان، وأبو بكر بن أبي داود، وطائفة.) وكان مكثراً عن أبي عبيد. توفي سنة ستين ومائتين. عبد الله بن أبي المورة الأنباري. عن: يعلى بن عبيد، وغيره. وعنه: محمد بن محمد الباغندي، ومحمد بن عبدوس. توفي سنة ثمان وخمسين. عبد الله بن هارون. أبو علقمة الفروي. في الطبقة الآتية.

(19/188)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 189
عبد الله بن هاشم بن حيان م. أبو عبد الرحمن الطوسي. رحل وعني بالحديث. وسمع: سفيان بن عيينة، وخالد بن الحارث، ويحيى بن سعيد القطان، وأبا معاوية، وابن مهدي، وعبد الله بن نمير، ووكيع بن الجراح، وطائفة. وعنه: م.، وإبراهيم بن أبي طالب، وابن خزيمة، وأبو بكر بن أبي داود، ومكي بن عبدان، وابنا الشرقي، وآخرون. قال إبراهيم بن أبي طالب الحافظ: عبد الله بن هاشم مجود في حديث يحيى، وعبد الرحمن. وقال الحاكم: توفي في ذي الحجة سنة خمس وخمسين. وقال صالح جزرة: ثقة. وقيل: توفي سنة ثمان وقيل: سنة تسع وخمسين. والأول الصحيح. وقد وقع لي من عواليه جزء جمعه زاهر بن طاهر. عبد الجبار بن خالد بن عمران الفقيه.

(19/189)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 190
أبو حفص المقرئ المالكي، صاحب سحنون. من كبار العلماء بالقيروان. تفقه عليه طائفة. وتوفي سنة إحدى وخمسين.) عبد الحميد بن حماد. أبو الوليد البعلبكي. يروي عن: سويد بن عبد العزيز قاضي بعلبك. وعنه: صاعد البراد شيخ عبد الوهاب الكلابي، ومحمد بن المسيب الأرغياني، وابن جوصا، وغيرهم. عبد الحميد بن عصام الجرجاني. أبو عبد الله نزيل همدان. سمع: سفيان بن عيينة، ويزيد بن هارون، وعبد المجيد بن أبي رواد، وجماعة. وعنه: يحيى بن عبد الله الكرابيسي، وأحمد بن محمد بن أوس، وجماعة. قال أبو حاتم: صدوق. وعن المرار بن حمويه قال: ما رأيت مثل عبد الحميد بن عصام. وله ذرية محتشمون وأكابر بهمدان.

(19/190)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 191
توفي سنة ست وخمسين. قال ابن أبي حاتم: سمع منه أبي، وقدمت همدان وهو حي ولم أسمع منه. ومحله الصدق. عبد الرحمن بن إبراهيم بن عيسى بن يحيى بن نفير. الإمام أبو زيد القرطبي المالكي، مولى بني أمية. حج وسمع من: عبد الملك بن الماجشون، وأبي عبد الرحمن المقرئ، ومطرف بن عبد الله. وتفقه على أصحاب مالك. روى عنه: محمد بن عمر بن نباتة، وسعيد بن عثمان الأعناقي، ومحمد بن فطيس، وجماعة. توفي سنة تسع وخمسين في جمادى الأولى، وقيل: سنة ثمان. وكان رأساً في المذهب والفتوى بقرطبة. عبد الرحمن بن بشر بن الحكم بن حبيب بن مهران خ. م. د. ق. أبو محمد العبدي النيسابوري. سمع: أباه، وسفيان بن عيينة، ويحيى القطان، ووكيعاً، ومعن بن عيسى، وحفص بن عبد الرحمن، وحفص بن عبد الله السلمي، وخلقاً.)

(19/191)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 192
وارتحل إلى اليمن فأكثر عن عبد الرزاق. وعنه: خ. م. د. ق.، ومكي بن عبدان، وابن أبي داود، وأبو عوانة، وابن صاعد، وابن الشرقي، وابن خزيمة. وكان موصوفاً بطيب الصوت. قال مكي بن عبدان: كان عبد الله بن طاهر يحضر بالليل متنكراً إلى مسجد عبد الرحمن ليسمع قراءته. وقال عبد الرحمن: أقامني يحيى بن سعيد في مجلسه فقال: ما حدثكم عني هذا الصبي فصدقوه، فإنه كيس. قلت: رحل به أبوه سنة ست وتسعين ومائة وهو شبه المحتلم، له نيف عشرة سنة. قال إبراهيم بن أبي طالب: سمعته يقول: حملني أبي على عاتقه في مجلس سفيان بن عيينة فقال: يا معشر أصحاب الحديث أنا بشر بن الحكم، سمع أبي من سفيان بن عيينة، وسمعت أنا منه، وهذه ابني قد سمع منه. وقال عبد الرحمن: احتلمت باليمن مع أبي. وقال: كنا نسمع من عبد الرحمن بن مهدي وأبوه يلعب بالحمام. قلت: آخر من روى عنه على الإطلاق محمد بن علي المذكر شيخ ضعيف للحاكم. وقد وقع لنا ما جمع زاهر الشحامي من عواليه وعوالي عبد الله بن هاشم المذكور. وآخر ثقة روى عنه أبو حامد أحمد بن يحيى بن بلال البزاز. وقال أبو حامد بن الشرقي: سمعت عبد الرحمن بن بشر يقول: احتلمت فدعا أبي عبد الرزاق وأصحاب الحديث الغرباء، فلما فرغوا من الطعام قال: اشهدوا أن ابني قد احتلم، وهو ذا يسمع من عبد الرزاق وقد سمع من ابن عيينة. وروي أن الأمير عبد الله بن طاهر قال: ما بخراسان رجل أحسن عقلاً من عبد الرحمن بن بشر. وقال مسدد بن قطن: لما توفي محمد بن يحيى عقد مسلم مجلساً لخالي عبد الرحمن بن بشر، فكان يحضر أحمد بن سلمة، وينتقي له مسلم بشرطه

(19/192)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 193
في الصحيح، ويمليه عبد الرحمن. ولم يكن له مجلس إملاء قبلها.) وقال أبو بكر الجارودي: كان يحيى القطان يحل عبد الرحمن بن بشر محل الولد لمكان أبيه. وقال أبو عمرو بن أبي جعفر الزاهد: أن أبي قال: أمر عبد الله بن طاهر الأمير أن تكتب أسامي الأعيان بنيسابور. فكتبوا مائة نفس. ثم قال: يختار من المائة عشرة. فكتبوا أسماء عشرة. ثم قال: يختار منهم أربعة: فكان من الأربعة عبد الحمن بن بشر. ومات رحمه الله في ثامن عشر ربيع الآخر سنة ستين ومائتين. عبد الرحمن بن الحسن السلمي الحوراني. روى عن: الوليد بن مسلم، ومروان بن معاوية. وعنه: ابن جوصا، وأبو بشر الدولابي، والقاسم بن عيسى العصار، وغيرهم. عبد الرحمن بن الحسين الحنفي الهروي د. رحل وسمع: سفيان بن عيينة، وكنانة بن جبلة السلمي الهروي صاحب الأعمش، وجماعة. وعنه: د.، وابنه أبو بكر بن أبي داود، وداود بن وسيم البوسنجي، ومحمد بن المنذر سكر، وأبو علي أحمد بن محمد بن رزين الباشاني، وأبو جعفر محمد بن عبد الرحمن السامي، وغيرهم. توفي سنة ست وخمسين 2.

(19/193)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 194
عبد الرحمن بن خالد بن يزيد د. ت. أبو بكر الرقي القطان. رحل وسمع: وكيعاً، ويزيد بن هارون، وزيد بن الحباب، وطائفة. وعنه: د. ن.، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو عروبة، وعبد الله بن أبي داود، وآخرون. قال النسائي: لا بأس به. قيل: مات سنة إحدى وخمسين. عبد الرحمن بن خلف بن عبد الرحمن بن الضحاك ن. أبو معاوية البصري الحمصي. عن: أبيه، ومحمد بن شعيب بن شابور، وشعيب بن الليث بن سعد، وغيرهم. وعنه: ن.، وإبراهيم بن محمد بن متويه الإصبهاني، وأحمد بن محمد بن عيسى الحمصي، وعبد الرحمن بن أبي حاتم.) عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم بن أعين ن.

(19/194)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 195
أبو القاسم المصري الإخباري، صاحب تاريخ مصر، وأخو فقيه مصر، وسعد، وعبد الحكم. سمع: أباه، وشعيب بن الليث، وإسحاق بن بكر بن مضر، وأشهب الفقيه، وإدريس بن يحيى. وعنه: ن. وقال: لا بأس به، وأبو بكر بن أبي داود، وعلي بن أحمد علان، ومكحول البيروتي، وعلي بن قديد. توفي في المحرم سنة سبعين ومائتين. عبد الرحمن بن عبد الغفار بن داود الحراني. أبو القاسم. نزل بغداد، وكان يمتنع من التحديث. توفي سنة اثنتين وخمسين. سمع: ابن عيينة، وابن وهب. عبد الرحمن بن عثمان بن هشام بن زبر الدمشقي. عن: الوليد بن مسلم، وأبي النضر الفراديسي، وغيرهما. وعنه: إبراهيم بن مروان، وابن جوصا، وجماعة. توفي في رمضان سنة ثلاث وخمسين، ونيف على التسعين.

(19/195)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 196
عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن. أبو سبرة المدني. حدث بالكوفة عن: مطرف بن عبد الله، وإسماعيل بن أبي أويس، وإسحاق الفروي. وعنه: محمد بن الحسين الخثعمي، وإبراهيم بن محمد العمري، وأحمد بن جعفر بن أصرم البجلي، وآخرون. له أحاديث مناكير كأنه وهم فيها. عبد الرحمن بن الوليد الجرجاني. يروي عن: أحمد بن أبي طيبة الجرجاني، وعون بن عمارة، وعبد الله بن موسى، وطائفة. وعنه: محمد بن جرير الطبري، ومحمد بن الفضل الآملي النجار، وغيرهما. عبد الرحيم بن منيب الأسعردي.) روى عن: سفيان بن عيينة، وطبقته. روى عنه: ابن أبي حاتم وقال: كان صدوقاً وحاجب الطوسي. عبد السلام بن إسماعيل العثماني الدمشقي الحداد. عن: الوليد بن مسلم، وسويد بن عبد العزيز. وعنه: ابن جوصا، ومحمد بن جعفر بن ملاس، وجماعة.

(19/196)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 197
عبد السلام بن عتيق د. أبو هشام الدمشقي. عن: بقية بن الوليد، وأبي مسهر، وجماعة. وعنه: د.، وابن جوصا، وأبو الدحداح أحمد بن محمد، وآخرون. قال النسائي: لا بأس به. قلت: توفي سنة سبع وخمسين. وقد روى عنه النسائي في غير السنن. عبد الغني بن رفاعة د. وهو عبد الغني بن أبي عقيل بن عبد الملك. أبو جعفر اللخمي المصري الفقيه الفرضي. رأى الليث بن سعد، وحدث عن بكر بن مضر، وهو آخر أصحابه. وعن: مفضل بن فضالة، و عبد الله بن وهب، وجماعة. وعنه: د.، وأبو جعفر الطحاوي، وهو أقدم شيخ له، وأبو بكر بن أبي داود، وعلان بن الصقيل، وآخرون. توفي في ربيع الآخر سنة خمس وخمسين، وقد جاوز التسعين بسنتين. عبد الغني بن عبد العزيز بن سلام ن.

(19/197)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 198
أبو محمد المصري العسال. عن: سفيان بن عيينة، وابن وهب، وجماعة. وعنه: ن. قال: لا بأس به، وإسحاق بن إبراهيم المنجنيقي، وعبد الله بن محمد بن يونس السمناني، وغيرهم. توفي في ثالث المحرم سنة أربع وخمسين. عبد القدوس بن محمد بن عبد الكبير بن شعيب بن الحبحاب خ. ت. ن. ق.) أبو بكر الأزدي المعولي البصري العطار. عن: عبد الصمد بن عبد الوارث، وبشر بن عمر الزهراني، وعبد الله بن أبي داود الخريبي، وجماعة. وعنه: خ. ت. ن. ق.، وعمر البجيري، وأبو عروبة، ومحمد بن هارون الروياني، وعبد الله بن أبي داود، وآخرون. عبد الملك بن أصبغ. أبو الوليد القرشي، مولى عثمان رضي الله عنه.

(19/198)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 199
حراني نزل بعلبك، وحدث عن: الوليد بن مسلم، ومنبه بن عثمان، وجماعة. وعنه: أبو زرعة الدمشقي ووثقه، وعمر بن سعد المنبجي، وأبو بكر بن أبي داود، وآخرون. توفي بعد الخمسين. عبد الملك بن قطن. أبو الوليد المهري القيرواني النحوي اللغوي. شيخ أهل الأدب بالمغرب. كان أحفظ أهل زمانه لأنساب العرب وأشعارهم ووقائعهم. أخذ عن: ابن الطرماح الأعرابي، وأبي المنيع، وغيرهما. أخذ عنه: أهل القيروان. وله كتاب تفسير مغازي الواقدي، وكتاب اشتقاق الأسماء ذيل به على قطرب. وكان شاعراً خطيباً بليغاً مفوهاً، قام بخطبة طويلة بين يدي صاحب إفريقية زيادة الله. وعمر دهراً. ومات في رمضان سنة ست وخمسين ومائتين. والمهرية بليدة من إفريقية. عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث بن سعيد التنوري م. ت. ن. ق.

(19/199)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 200
أبو عبيدة المصري. عن: أبيه، وأبي خالد الأحمر، وأبي عاصم النبيل، وأبي معمر المقعد، وغيرهم. وعنه: م. ت. ن. ق.، وأبو عروبة، وابن خزيمة، وعمر بن بجير، ومحمد بن يحيى بن مندة، وجماعة.) توفي سنة اثنتين وخمسين ومائتين في رمضان. عبد الوارث بن الحسن بن عمرو بن الترجمان القرشي البيساني. عن: الفريابي، وأبي اليمان، وآدم بن أبي إياس، وعدة. وله رحلة واسعة. روى عنه: عامر بن خريم، وابن ملاس، وأبو الدحداح أحمد بن محمد. عبد الوهاب بن عبد الحكم بن نافع د. ت. ن. أبو الحسن الوراق، النسائي الأصل، البغدادي العابد. سمع: يحيى بن سليم، ويحيى بن سعيد الأموي، ومعاذ بن معاذ، وأنس بن عياض، وغيرهم.

(19/200)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 201
وعنه: د. ت. ن. وقال: ثقة وابن صاعد، والبغوي، والقاضي المحاملي، وآخرون. وكان إماماً ثقة زاهداً ورعاً. قال المروذي: سمعت أحمد بن حنبل يقول: عبد الوهاب الوراق رجل صالح، مثله يوفق لإصابة الحق. وقال أبو مزاحم الخاقاني: حدثني الحسن بن عبد الوهاب الوراق قال: ما رأيت أبي ضاحكاً قط إلا تبسماً، وما رأيته مازحاً قط. دعاني مرة وأنا أضحك مع أمي، فجعل يقول: صاحب قرآن يضحك هذا الضحك وقال أحمد بن حنبل: عافاه الله، قل أن يرى مثله. قلت: كان من خواص أحمد. توفي عبد الوهاب في ذي القعدة سنة إحدى وخمسين. عبد الوهاب بن سعيد القضاعي. مصري. عن: ابن وهب، وغيره. مات سنة أربع وخمسين. عبد الوهاب الأشجعي. مر في الطبقة الماضية. عبد رب بن خالد بن عوذة التجيبي المصري. يروي عن: ابن وهب، وغيره.) توفي سنة تسع ومائتين في جمادى الأولى.

(19/201)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 202
عبدوس بن بشر الرازي. حدث ببغداد. عن: حماد بن زيد، ويزيد بن زريع، وأبي يوسف القاضي. وعنه: محمد بن مخلد، ويعقوب الجصاص، وغيرهما. قال الدارقطني: لا بأس به، يعتبر به. عبدة بن عب الله بن عبدة الصفار خ. أبو سهل البصري. عن: حسين الجعفي، ويحيى بن آدم، وزيد بن الحباب، وجماعة. وعنه: خ.، وزكريا الساجي، وابن خزيمة، وابن صاعد وجماعة. توفي سنة ثمان وخمسين بالأهواز. عبيد الله بن سريج بن حجر. الحافظ أبو الليث الشيباني البخاري الضرير. روى عن: عبدان المروزي، وأحمد بن حفص الفقيه، ومحمد بن سلام البيكندي، وجماعة. وعنه: ابنه عبد الله، وإبراهيم بن نصر. توفي سنة ثمان وخمسين. وكان يحفظ عشرة آلاف حديث.

(19/202)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 203
عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد خ. د. ن. ت. أبو الفضل الزهري العوفي البغدادي. سمع من: أبيه، وعمه يعقوب بن إبراهيم، وروح بن عبادة، ويونس بن محمد المؤدب، ويزيد بن هارون، وجماعة. وعنه: خ. د. ن. ت.، وأبو القاسم البغوي، وابن صاعد، وابن مخلد، وإسماعيل الوراق، والقاضي المحماملي، وآخرون. وكان ثقة نبيلاً شريفاً، ولي قضاء إصبهان فوقع بينه وبين عبد الله بن الحسن الهمداني ريس البلد، فعمل في عزله فعزل، ورجع إلى بغداد. ثم ولي ثانياً، فعاد إليها فعزل أيضاً عن قريب.) وقد حدث بإصبهان. وذكر عبد الله بن محمد بن عمر بن عبد الله الهمداني الذكواني، عن جده، عن أبيه عبد الله بن الحسن بن حفص قال: ذهب مني في عزل عبيد الله بن سعد ألف ألف درهم. وذلك أنه كان بإصبهان مائة من الشهود، فامتنعوا من الشهادة عنده تقرباً إلي. وكانوا يجتمعون كل يوم في دار عبد الله ستة أشهر. وكان ينفق عليهم وعلى غلمانهم ودوابهم. نقلها أبو نعيم في تاريخه. وكان عبيد الله من شيوخ القراءة. روى قراءة نافع، عن عمه يعقوب بن إبراهيم، سماعاً من نافع. روى عنه الحروف: محمد بن أحمد المقدمي، وعثمان بن جعفر

(19/203)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 204
اللبان، والحسن بن محمد بن دكة. توفي أبو الفضل في مستهل ذي الحجة سنة ستين ومائتين. عبيد الله بن محمد بن يزيد بن خنيس المخزومي المكي م. عن: أبيه، وإسماعيل بن أبي أويس. وعنه: م.، وإسماعيل بن محمود النيسابوري، وعبد الكريم الديرعاقولي، وعبد الله بن محمود خال أبي الشيخ، وأبو العباس السراج وقال: مات سنة اثنتين وخمسين. عبيد الله بن يوسف ق. أبو حفص الجبيري البصري. سمع: يحيى القطان، ومعتمر بن سليمان، ووكيعاً، وطبقتهم. وعنه: ق.، وابن صاعد، وأبو عروبة، وعبد الله بن عروة الهروي، وجماعة. وتوفي بعد الخمسين. وكان ثقة، صاحب حديث. عبيد بن آدم بن أبي إياس العسقلاني. عن: أبيه، ومحمد بن يوسف الفريابي.

(19/204)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 205
وعنه: النسائي في كتاب اليوم والليلة، وأبو حاتم الرازي، والعباس بن محمد بن الحسن بن قتيبة. قال أبو حاتم: صدوق.) قلت مات: في شعبان سنة ثمان وخمسين. عبيد بن محمد بن القاسم النيسابوري الوراق. عن: هاشم بن القاسم، والحسن الأشيب. وعنه: المحاملي، وابن مخلد. ووثقه الخطيب. توفي سنة خمس وخمسين ببغداد. ويروي أيضاً عن: يعقوب بن محمد، وموسى بن هلال. وكان صاحب حديث. عنبس بن إسماعيل القزاز. حدث ببغداد. عن: شعيب بن حرب، وأصرم بن حوشب. وعنه: ابن مخلد، وغيره. وهو جد ابن سمعون. عتيق بن محمد بن سعيد. أبو بكر الحرشي النيسابوري. شيخ قديم عالي الرواية. وهو بضم العين. سمع: عبد العزيز الدراوردي، وعبد العزيز بن عبد الصمد العمي،

(19/205)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 206
ومروان بن معاوية، وسفيان بن عيينة، وزكريا بن منظور، وأبا معاوية. وعنه: محمد بن النضر الجارودي، وابن خزيمة، وأبو يحيى البزاز، وغيرهم. وآخر من حدث عنه محمد بن علي المذكر. توفي في شعبان سنة خمس وخمسين. عتيق بن مسلمة بن عتيق بن عامر بن عبد الله بن الزبير بن العوام. المصري الزبيري، مولى محمد بن بشر العكبري. مات سنة اثنتين وخمسين ومائتين. عثمان بن صالح بن سعيد الخلقاني الخياط د. بغدادي ثقة.) سمع: يزيد بن هارون، وعلي بن عاصم، وعبد الله بن بكر السهمي، وجماعة. وعنه: د.، وابن صاعد، وابن مخلد العطار، والحسين بن يحيى بن عياش، وآخرون. توفي سنة ست وخمسين. وثقه ابن صاعد. وكناه السراج: أبا القاسم. عثمان بن عفان السجستاني. توفي في شوال سنة خمس وخمسين. وكان ذا حرمة ببلده لفضله وزهده.

(19/206)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 207
عريب المغنية. قد مرت في حدود الثلاثين ومائتين. وأحسبها عاشت إلى بعد ذلك، وأنها عمرت ورمت. وقد روى أبو علي التنوخي في النشوار: أن أبو محمد، أن الفضل بن عبد الرحمن الكاتب: أخبرني من أثق به أن إبراهيم بن المدبر الكاتب أخا أحمد بن المدبر قال: كنت أتعشق عريب دهراً طويلاً، وأنفق الأموال عليها. فلما قصدني الزمان وبطلت ولزمت البيت، كانت هي أيضاً قد أسنت، وتابت من الغناء وزمنت، فكنت جالساً يوماً، إذ جاءني بوابي فقال لي: عريب بالباب. فعجبت وارتحت إليها، وقمت حتى نزلت، فإذا بها، فقلت: يا ستي، كيف كان هذا قالت: اشتقت إليك، وطال العهد. فأصعدت في محفة مع خدمها، ثم أكلنا وتحدثنا وشربنا النبيذ، وأمرت جواريها بالغناء فغنين، فقلت: يا ستي، قد عملت أبياتاً أشتهي أن تعملي لها لحناً. فقالت: يا أبا إسحاق مع التوبة قلت: فاحتالي. فقالت: حفظ هاتين الصبيتين الشعر، وأشارت إلى بدعة، وتحفة. ثم

(19/207)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 208
فكرت ووقعت بالمروحة على الأرض وزمرت مع نفسها، ثم قالت: أصلحا الوتر الفلاني، وافعلا كذا. فامتثلا لذلك وغنتا فأجادتا فطربت وقمت إلى جواري، وجمعت منهن ما بين خلخال وسوار ولؤلؤ ما قيمته ألف دينار وقدمته لها برسم الجاريتين: فتمنعت، فقلت: لا بد.) فلما أرادت الذهاب قالت: قد ابتاعت فلانة أم ولدك ضيعة لي شفعتها فأريد أن تنزل عنها لي. فأخذت من أم ولدي العهدة بالضيعة وجئت وقلت: قد وهبتها لك. فشكرتني ومضت. وكان شراء الضيعة ألف دينار، فقام علي يومها بألفي دينار. عصام بن خون. أبو السري البخاري. حدث عن: القعنبي، وسعيد بن منصور، وغيرهما. توفي في ذي الحجة سنة سبع وخمسين. ولهم أحمد بن خون الفرغاني روى الكتب عن الربيع المرادي. عقيل بن يحيى الأسود. أبو صالح الإصبهاني الطهراني. ثقة، سمع: سفيان بن عيينة، ويحيى القطان، وابن مهدي،، وأبا داود صاحب الطيالسة، وجماعة. وعنه: يوسف ين محمد المؤذن، وأحمد بن محمود بن صبيح،

(19/208)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 209
وعبد الرحمن بن يحيى بن مندة أخو محمد بن يحيى، وآخرون. توفي في رمضان سنة ثمان وخمسين. وقع لنا من عواليه بإجازة. علقمة بن عمرو بن حصين ق. أبو الفضل التميمي الدارمي العطاري الكوفي. عن: أبي بكر بن عياش. وعنه: ق.، وابن صاعد، وعبد الله بن عروة الهروي، وغيرهم. توفي سنة ست وخمسين. العلاء بن سالم ق. أبو الحسن. عن: شعيب بن حرب، وأبي معاوية، وجماعة. وعنه: ق.، وابن صاعد، وإسماعيل الوراق، وابن مخلد.) قال أبو داود: ما به بأس. قلت: توفي سنة ثمان وخمسين، وله حديث واحد في سنن ابن ماجة. علي بن أحمد.

(19/209)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 210
أبو الحسن الجواربي الواسطي. عن: يزيد بن هارون، وأبي أحمد الزبيري. وعنه: الباغندي، والقاضي المحاملي. وثقه الخطيب أبو بكر. لم يقع لي وفاته. بقي إلى نيف وخمسين. ووقع لي من عواليه. علي بن حرب. الجنديسابوري، لا الموصلي. سمع: إسحاق بن سليمان الرازي، وأشعث بن عطاف، وغيرهما. وعنه: أحمد بن يحيى التستري، وعبدان الأهوازي، ومحمد بن نوح الجنديسابوري، وأهل فارس. توفي في جمادى الآخرة سنة ثمان وخمسين. علي بن الحسن الذهلي الأفطس. أبو الحسن النيسابوري الحافظ، صاحب المسند رحل وسمع: أبا خالد الأحمر، وابن عيينة، والمحاربي، وعبد الله بن إدريس، وحفص بن غياث، وجرير بن عبد الحميد، وابن علية، وأبا بكر بن عياش، وأبا مطيع البلخي، وخلقاً سواهم. وعنه: أبو يحيى البزاز، وإبراهيم بن محمد بن سفيان، ومحمد بن سليمان بن فارس، وجماعة.

(19/210)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 211
وقال أبو أحمد الشرقي: هو متروك، يروي عن شيوخ لم يسمع منهم. كذا أورد في ترجمة... بجردي. ذكره الحاكم فقال: شيخ عصره بنيسابور في سنة إحدى وخمسين. وتوفي بعدها. علي بن الحسن بن بكير بن واصل الحضرمي.) يروي عن: روح بن عبادة، وحجاج الأعور، وطبقتهما. وعنه: عبد الله بن ناجية، وعبد الله الحامض، ومحمد بن مخلد. وثقه الخطيب. علي بن الحسن بن عبيد الشيباني. أبو الحسن ابن الأعرابي. روى عن: علي بن عمروس، وأبي العتاهية، وغيرهما. وكان أديباً إخبارياً. روى عنه: عبد الله بن أبي سعد الوراق، والمحاملي. علي بن الحسين بن مطر الدرهمي البصري د. ن. عن: معتمر بن سليمان، وخالد بن الحارث، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، ووكيع. وعنه: د. ن. وقال: ثقة وزكريا بن يحيى الساجي، وأحمد بن يحيى التستري، وابن أبي داود، وابن خزيمة، وعبدان.

(19/211)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 212
توفي سنة ثلاث وخمسين في جمادى الآخرة. علي بن خرشم بن عبد الله بن عطاء م. ت. ن. أبو الحسن المروزي ابن أخت بشر الحافي. سمع: الفضل بن موسى السيناني، وعبد العزيز الدراوردي، وعبد الله بن وهب، وسفيان بن عيينة، وعيسى بن يونس، وأبا بكر بن عياش، وهشيم بن بشير. وعنه: م. ت. ن.، وأبو حامد أحمد بن حمدون الأعمش، وابن خزيمة، وابن أبي داود، ومحمد بن عقيل البلخي، ومحمد بن معاذ الماليني، وأبو علي بن رزين الباشاني، ومحمد بن منذر شكر الهروي، ومحمد بن يوسف الفربري. قال أبو رجاء محمد بن حمدويه: سمعته يقول: ولدت سنة ستين ومائة، وصمت ثمانية وثمانين رمضاناً. قال: ومات في رمضان سنة سبع وخمسين ومائتين. علي بن زنجلة الرازي. عن: يحيى بن آدم، وحسين الجعفي، وأزهر السمان، وطبقتهم) قال ابن أبي حاتم: كان رفيق أبي بالبصرة

(19/212)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 213
روى عنه: أبي، وعلي بن الحسين بن جنيد. وكان ثقة، لم يقض لي السماع منه. علي بن سعيد بن جرير ن. أبو الحسن النسائي الحافظ. عن: أبي النضر هاشم بن القاسم، وجعفر بن عون، ومحاضر بن المورع، وعبد الله بن بكر، وعبد الصمد بن عبد الوارث، ويعقوب بن إبراهيم الزهري، وأبي مسهر، وخلق بالشام، والعراق، ومصر، وخراسان. وعنه: ن. وقال: صدوق وعبد الله بن شيرويه، وأبو حامد بن الشرقي، وأبو بكر بن خزيمة، وأبو بكر بن زياد، اكتبوا عنه. وقال أبو حامد بن الشرقي: سمعت علي بن سعيد يقول: سألت أحمد بن حنبل عن اللفظية، قال: هم الجهمية. قلت: بقي إلى سنة ست وخمسين ومائتين. علي بن سعيد بن شهريار الرقي الجصاص. عن: إسحاق الأزرق، وشبابة، وجماعة. سمع منه: أبو حاتم بالرقة، وقال: شيخ. علي بن سلمة بن شقيق بن عقبة ق.

(19/213)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 214
أبو الحسن اللبقي النيسابوري. سمع: حفص بن غياث، وعبد الرحمن المحاربي، وابن فضيل، ومروان بن معاوية، وابن علية، وجماعة. وعنه: ق.، ومحمد بن إسماعيل البخاري، ومسلم، وإبراهيم بن أبي طالب، وابن خزيمة، وطائفة. وروى عنه أبو علي المذكر. وثقه مسلم. وتوفي لثلاث بقين من جمادى الأولى سنة اثنتين وخمسين. قال البخاري في صحيحه: ثنا علي، ثنا مالك بن سعير. فقيل: إنه علي بن سلمة، وإلا فهو) ابن المديني. قال داود بن الحسين البيهقي: سمعت علي بن سلمة يقول: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم، فقلت: يا رسول الله ما تقول في القرآن قال: أشهد أن كلام الله غير مخلوق. علي بن شعيب بن عدي ن. أبو الحسن البغدادي السمسار. عن: هشام، وابن عيينة، وعبد الله بن نمير، وجماعة. وعنه: ن.، وقاسم المطرز، وابن صاعد، ومحمد بن جرير، والمحاملي، وآخرون.

(19/214)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 215
وثقه النسائي. وتوفي سنة ثلاث وخمسين في ثامن عشر شوال. ووهم البغوي فقال: مات سنة إحدى وستين. أصله من طوس. علي بن عاصم الثقفي. مولاهم الأصبهاني. أخو محمد وأسيد. روى عن: سليمان الشاذكوني، وغيره. وكان من أولياء الله تعالى. قال أبو الشيخ: كان من العابدين الزاهدين. لم يخرج له كثير الحديث. ومات بعد الخمسين ومائتين. علي بن عبد المؤمن الزعفراني الكوفي. نزيل الري. روى عن: أبي بكر بن عياش، وعبد الرحمن بن محمد المحاربي، وجماعة. وعنه: القاضي المحاملي، وابن أبي حاتم وقال: صدوق. علي بن عبدة التميمي المكتب.

(19/215)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 216
عن: ابن علية، وغيره. وعنه: أبو حامد الحضرمي، والمحاملي.) ومات سنة سبع وخمسين. قال الدارقطني: كان يضع الحديث. قلت: وقع لنا حديثه عالياً في جزء ابن الطلاية يتجلى لأبي بكر. علي بن عمرو بن الحارث بن سهل ق. أبو هبيرة الأنصاري البغدادي. عن: سفيان بن عيينة، وأبي معاوية، ومحمد بن أبي عدي، ويحيى بن سعيد الأموي. وعنه: ق.، وأبو حامد الحضرمي، وابن مخلد، ويعقوب الدعاء، وابن أبي حاتم وقال: محله الصدق. قلت: مات سنة ستين في المحرم. وقيل في ذي الحجة سنة تسع وخمسين. علي بن المثنى الطهوي الكوفي ن. عن: زيد بن الحباب، وسويد بن عمرو الكلبي.

(19/216)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 217
وعنه: ن. حديثاً واحداً، وعبد الله بن زيدان، وحاجب بن أركين، وأبو بكر بن أبي داود، وجماعة. توفي سنة ست وخمسين. ورواية النسائي عنه في طريق ابن السني وحده. وأما في رواية ابن حبويه النيسابوري، عن النسائي فقال: حدثنا محمد بن المثنى. وفي نسخه سهل الإسفرايني بخطه: أن ابن المثنى. وكذلك في نسخ أخر بخط غيره. ولم يذكره ابن عساكر في الشيوخ النبل. علي بن محمد بن معاوية النيسابوري. عن: أبي ضمرة أنس بن عياض، وأبي أسامة. وعنه: المحاملي، وابن مخلد، ويعقوب الجصاص، وآخرون. توفي سنة ثمان وخمسين. علي بن محمد بن أبي الخصيب الكوفي الوشاء ق. سمع: ابن عيينة، ووكيعاً، وعمرو بن محمد العنقزي.) وعنه: ق.، وإبراهيم بن متويه الإصبهاني، وأبو بكر بن أبي داود، والبردنجي، وابن أبي حاتم وقال: محله الصدق. قلت: توفي سنة ثمان أيضاً. علي بن محمد بن زكريا ن.

(19/217)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 218
أبو المضاء. نزيل الرقة. ثقة، حافظ، روى عن: خلف البزار، والمعافى بن سليمان الرسعني. وعنه: ن. وقال: لا بأس به وأبو بكر محمد بن حمدون بن خالد، وغيرهما. علي بن محمد بن علي بن أبي المضاء ن. قاضي المصيصة. وهو ابن عم أحمد بن علي. روى عن: إسحاق بن الطباع، وأبي اليمان، ومحمد بن كثير المصيصي، وسعيد بن المغيرة، وطائفة. وعنه: ن.، وسغيد بن عمرو البردعي، ومطين، ومحمد بن المنذر شكر، وجماعة. قال النسائي: ثقة. علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن زيد العابدين. السيد الشريف، أبو الحسن العلوي الحسيني الفقيه. أحد الإثني عشر، وتلقبه الإمامية الهادي. قال الصولي: أن الحسين بن يحيى أن المتوكل اعتل فقال: لئن برأت لأتصدقن بدنانير كثيرة.

(19/218)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 219
فلما عوفي جمع الفقهاء فسألهم عن ذلك، فاختلفوا. فبعث، يعني إلى أبي الحسن العسكري فسأله، فقال: يتصدق بثلاثة وثمانين ديناراً. فعجب القوم وقالوا: من أين له هذا فأرسل إليه، فقال: لأن الله يقول: لقد نصركم الله في مواطن كثيرة فروى أهلنا جميعاً أن المواطن والسرايا كانت ثلاثة وثمانين موطناً. توفي علي، رحمه الله، سنة أربع وخمسين، وله أربعون سنة. علي بن مسلم بن سعيد خ. د. ن. أبو الحسن الطوسي، ثم البغدادي. سمع: هشيماً، وجرير بن عبد الحميد، ويحيى بن أبي زائدة، ويوسف بن يعقوب الماجشون، وأبا يوسف القاضي، وابن المبارك، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وخلقاً سواهم.) وعنه: خ. د. ن.، وأبو بكر الأثرم، وعبد الله بن أحمد، وابن صاعد، والمحاملي، وابن عياش القطان، وآخرون. قال النسائي: لا بأس به. وقد روى عن رجل، عنه. توفي لسبع بقين من جمادى الآخرة سنة ثلاث وخمسين. وكان مولده سنة ستين ومائة. وروى عنه ابن معين مع تقدمه، وأبو حاتم الرازي.

(19/219)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 220
علي بن معبد بن نوح ن. أبو الحسن البغدادي. سكن مصر. وروى عن: عبد الوهاب بن عطاء، وشبابة، وأبي النضر، ويعقوب بن إبراهيم، وأبي أحمد الزبيري. وعنه: ن.، وعن رجل عنه، وأبو بكر بن خزيمة، وأبو جعفر الطحاوي، وآخرون. قال أحمد العجلي: ثقة صاحب سنة. ولي أبوه طرابلس الغرب. وقال ابن أبي حاتم: صدوق. قلت: مات في رجب سنة تسع وخمسين بمصر. وكان قدمها تاجراً، فسكنها. وآخر أصحابه موتاً إبراهيم بن ميمون العسكري. علي بن المنذر ت. ن. ق. أبو الحسن الطريقي الأودي الكوفي العلاف الأعور.

(19/220)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 221
عن: ابن عيينة، والوليد بن مسلم، ومحمد بن فضيل، وطبقتهم. وعنه: ت. ن. ق.، وبدر بن الهيثم، وأبوبكر بن أبي داود، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، ومحمد بن يحيى بن مندة، ويحيى بن صاعد، وخلق. وحج خمسين حجة. قال النسائي شيعي محض. قلت: توفي في ربيع الأول سنة ست وخمسين. عمار بن خالد بن يزيد الواسطي التمار ن. ق. عن: جرير بين عبد الخميد، ومرحوم بن عبد العزيز، وسفيان بن عيينة، وعبد الحكم بن منصور، وإسحاق الأزرق.) وعنه: ن. ق.، وأبو حاتم الرازي، وأحمد بن علي المروزي، وابن أبي داود، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وابن مبشر الواسطي. وكان ثقة. توفي سنة ستين ومائتين. عمران بن قطن. أبو موسى البخاري الفرخشي، من قرية فرخشية. رحال، لقي عبيد الله بن موسى، والمقري، وأبا جابر محمد بن عبد الملك.

(19/221)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 222
وعنه: عبد الله بن منيح بن سيف. توفي سنة سبع وخمسين. قاله الأمير. عمر بن نصر. أبو حفص النهرواني. عن: يزيد بن هارون، وعبد الوهاب بن عطاء، وشبابة، وغيرهم. قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه بنهروان، وهو صدوق. عمرو بن بحر الجاحظ. قيل توفي سنة خمس وخمسين. وقد ذكر. عمرو بن عبد الله الأودي ق. أبو عثمان الكوفي. عن: أبي بكر بن عياش، وأبي معاوية، وابن نمير، وجماعة. وعنه: ق.، وحاجب بن أركين، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وبدر بن الهيثم، وابن خزيمة. قال أبو حاتم: صدوق. عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار د. ن. ق.

(19/222)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 223
أبو حفص الحمصي، مولى قريش. سمع: إسماعيل بن عياش، وبقية ين الولد، وابن عيينة، والوليد بن مسلم، وجماعة. وعنه: د. ن. ق.، وجعفر الفريابي، وأبو عروبة الحراني، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو بكر) بن أبي داود، وخلق. قال أبو زرعة: كان أحفظ من محمد بن مصفى، وأحب إلي منه. قلت: توفي في رمضان سنة إحدى وخمسين. وقيل: توفي سنة خمسين ومائتين. عمرو بن معمر. أبو عثمان العمركي. حدث ببغداد عن: أبي النضر يعلى بن عبيد، وعبيد الله بن موسى. وعنه: الحسن بن محمد بن شعبة، والمحاملي، وأحمد بن عبد الله وكيل أبي صخرة. وثقه الخطيب. عيسى بن إسحاق النرسي. حدث ببغداد عن: يحيى بن آدم، وشبابة.

(19/223)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 224
وعنه: موسى بن هارون، ومحمد بن مخلد، وغيرهما. توفي. عيسى بن عبد الله بن سليمان العسقلاني. نزيل بغداد. عن: الوليد بن مسلم، وضمرة بن ربيعة. وعنه: أبو عمر محمد بن يوسف القاضي، ومحمد بن مخلد، وزيد بن عبد العزيز الموصلي، وتمتام، وجماعة كثيرة. قال ابن عدي: ضعيف، يسرق الحديث. عيسى بن عثمان النهشلي الكوفي ت. عن: عمه يحيى بن عيسى الرملي. وعنه: ت.، ومطين، ومحمد بن جرير الطبري، ومحمد بن يحيى بن مندة، وابن أبي داود. قال النسائي: صالح. قلت: توفي سنة إحدى وخمسين. عيسى بن محمد بن إسحاق د. ن.)

(19/224)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 225
أبو عمير بن النحاس الرملي. محدث، ثقة، لم يرحل. سمع من: الوليد بن مسلم لما قدم الرملة، وضمرة بن ربيعة، وأيوب بن سويد، وزيد بن أبي الزرقاء، وجماعة. وعنه: د. ن.، ويحيى بن معين وهو أكبر منه، وقال: ثقة، من أحفظ الناس لحديث ضمرة، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وجعفر الفريابي، وعمر البجيري، وابن جوصا، وأبو بكر بن أبي داود وخلق. قال ابن جوصا: سمعت أبا عمير يقول: قدم علينا الوليد في سنة أربع وتسعين ومائة، فاستقرض له أبي دنانير، فحج من الرملة، فمات منصرفه من الحج بذي المروة. فمضى أبي إلى دمشق حتى أبيع منزله وقضى دينه. وقال أبو زرعة: ثنا أبو عمير الرملي، وكان ثقة رضا. وقال أبو حاتم: كان من العباد، يطلب العلم وعلى ظهره خريقة قدر ذراع، ويختلف إلى الوليد وضمرة. وقال عمر بن سهل الدينوري: سمعت ابن وهب الدينوري يقول: لقنت أبا عمير النحاس أربعين حديثاً من حديثه، فلما بلغت واحداً وأربعين قال لي: أما تستحي، أتجشمني أن أشهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم في مجلس واحد أكثر من أربعين شهادة قال ابن زبر: توفي في ثامن محرم سنة ست وخمسين.

(19/225)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 226
4 (حرف الفاء)
الفتح بن الحجاج. أبو نوح الحرشي النيسابوري الفقيه. سمع: المقرئ، وحفص بن عبد الرحمن، وخلاد بن يحيى. وفيه: العباس بن ضمرة، وعبد الله النصراباذي، وجماعة. توفي سنة خمس وخمسين. الفضل بن جعفر بن عبد الله بن الزبرقان البغدادي ت. أخو يحيى بن أبي طالب.) سمع: عبد الله بن موسى، وحجاج بن محمد الأعور، ويزيد بن هارون، وأبا علي الحنفي، وطائفة. وعنه: ت.، وأبو بكر بن أبي الدنيا، والقاضي المحاملي. وكان ثقة. توفي سنة اثنتين وخمسين ومائتين. الفضل بن سهل ع. سوى ق.

(19/226)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 227
أبو العباس البغدادي الأعرج الحافظ. أحد الأثبات. سمع: الحسين الجعفي، وأبا النضر بن القاسم، وشبابة بن سوار، وطبقاتهم. وعنه: ع. سوى ابن ماجة، وأبو القاسم البغوي، وابن صاعد، وأبو عبد الله المحاملي، ومحمد بن مخلد، وخلق. وكان موصوفاً بالذكاء والمعرفة والإتقان. توفي في صفر سنة خمس وخمسين. قال عبدان: سمعت أبا داود يقول: أنا لا أحدث عن فضل بن سهل. قلت: ولم قال: لأنه لا يفوته حديث جيد. قلت: ومع هذا فقد روى عنه أبو داود كما تقدمنا. ووثقه النسائي، والناس. وعاش نيفاً وسبعين سنة. وقال أحمد بن الحسين الصوفي: كان أحد الدواهي. يعني في الحفظ. الفضل بن يعقوب د. ق.

(19/227)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 228
أبو العباس البصري، المعروف بالجزري. سمع: عبد الأعلى بن عبد الأعلى، ونوح بن قيس الحداني، وسفيان بن عيينة، وجماعة. وعنه: د. ق.، وأبو عروبة، وابن خزيمة، وابن صاعد، ومحمد بن هارون الروياني. توفي في عاشر شعبان سنة ست وخمسين. الفضل بن يعقوب خ. ق.) أبو العباس البغدادي الرخامي. سمع: حجاج بن محمد الأعور، ومحمد بن يوسف الفريابي، وإدريس بن يحيى الخولاني العابد، وأسد بن موسى السنة، وزيد بن يحيى الدمشقي، ويحيى بن السكن. وعنه: خ. ق.، وابن صاعد، ومحمد بن هارون الحضرمي، والحسين والقاسم ابنا المحاملي، ومحمد بن مخلد، وابن خزيمة. قال الدارقطني: ثقة حافظ. وقال ابن أبي حاتم: كتبت عنه مع أبي، وكان ثقة صدوقاً. توفي في أول جمادى الأولى سنة ثمان وخمسين ومائتين. فضل.

(19/228)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 229
جارية المتوكل. من مولدات اليمامة. لم يكن في زمانها امرأة أفصح ولا أشعر منها. أدبها رجل من عبد القيس واشتراها محمد بن الفرج الرخجي، فأهداها للمتوكل. حكى علي بن الجهم قال: قلت:
(لاذ بها يشتكي إليها .......... فلم يجد عندها ملاذا)
فقال لها المتوكل: أجيزي. فقالت بديهاً:
(ولم يزل ضارعاً إليها .......... تهطل أجفانه رذاذا)

(فعاتبوه فزاد عشقاً .......... فمات وجداً فكان ماذا.)
ولها شعر هكذا أرق من النسيم وأروق من النسيم، ولا أعلم متى ماتت.

(19/229)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 230
4 (حرف القاف)
القاسم بن بشر البغدادي. أبو محمد. عن: يحيى بن سليم الطائفي، وسفيان بن عيينة. وعنه: إمام الأئمة ابن خزيمة، والهيثم بن خلف، وابن صاعد. وثقه الخطيب.) القاسم بن سعيد بن المسيب بن شريك التميمي البغدادي. عن: يحيى بن سعيد القطان، ويزيد بن هارون، والهيثم بن عدي، وجماعة. وعنه: قاسم المطرز، والقاضي المحاملي، وجماعة. وثقه الخطيب. ومات سنة أربع وخمسين ومائتين. القاسم بن الفضل بن بزيع البغدادي.

(19/230)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 231
عن: عمرو بن عاصم، وغيره. وعنه: أبو عبيد بن المؤمل، ومحمد بن مخلد، ووثقه. مات سنة تسع وخمسين. القاسم بن محمد بن عباد بن عباد ق. أبو محمد الأزدي المهلبي البصري، ثم البغدادي. عن: أبيه، وأبي عاصم، وبشر بن عمر الزهراني، وعبد الله بن داود الخريبي. وعنه: ق.، وابن صاعد، والمحاملي، وابن مخلد. وثقه الخطيب. القاسم بن هاشم بن سعيد. أبو محمد البغدادي السمسار. عن: أبيه، وأبي مسهر الدمشقي، وعلي بن عياش، وعتبة بن السكن. وعنه: ابن أبي الدنيا، والمحاملي، وابن مخلد. وثقه بعضهم. وقال الخطيب: كان صدوقاً. مات في رمضان سنة تسع وخمسين ومائتين. القاسم بن يزيد بن كليب المقرئ الوزان.

(19/231)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 232
حدث ببغداد عن: محمد بن فضيل، ووكيع. وعنه: عبد الله بن أبي سعد الوراق، وغيره. توفي سنة اثنتين وخمسين.)

(19/232)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 233
4 (حرف اللام)
ليث بن الفرج بن راشد البغدادي. سمع: ابن عيينة، ووكيعاً، وعبد الرحمن بن مهدي. وعنه: أبو العباس محمد بن أحمد الأثرم، ومحمد بن مخلد وثقه الخطيب. ووقع لي حديثه عالياً في جزء الأكابر عن مالك.

(19/233)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 234
4 (حرف الميم)
محمد بن أحمد بن عبد الجبار. أبو عبد الله الباهلي المصري. سمع: أبا أحمد الزبيري. وعنه: علي بن الحسن بن قديد. توفي بمصر في شعبان. محمد بن أحمد بن عبد العزيز بن عتبة بن حميد بن عتبة بن أبي سفيان بن حرب بن أمية. الفقيه العتبي الأندلسي القرطبي المالكي، صاحب المسائل العتبية، ومنهم من جعله من موالي عتبة بن أبي سفيان. سمع: يحيى بن يحيى، وسعيد بن حسان، وسحنون بن سعيد، وأصبغ بن الفرج، وغيرهم. وعنه: محمد بن عمر بن لبابة، وجماعة من الأندلسيين. وكان من كبار الفقهاء في زمانه. قال محمد بن وضاح: في المستخرجة خطأ كثير.==

16. تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام.
تأليف: شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي.

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 235
وقال أسلم بن عبد العزيز: قال لي ابن عبد الحكم: أتيت بكتب حسنة الخط تدعى المستخرجة من وضع صاحبكم محمد بن أحمد العتبي، فرأيت جلها كذوباً مسائل المجالس له لم يوقف عليها أصحابها، فخشيت أن أموت فتوجد في تركتي، فوهبت لرجل يقرأ فيها. فقلت له: كيف استحللت أن تعطيها لغيرك، ولم تستحسن أن تكون عندك فسكت. وقال محمد بن عمر بن لبابة: ليس العتبي نسبه، إنما كان له جد يسمى عتبة، فنسب إليه.) قال ابن الفرضي: رحل فسمع من سحنون، وأصبغ بن الفرج ونظرائهما. وكان حافظاً للمسائل جامعاً لها عالماً بالنوازل. جمع المستخرجة وكثر فيها الروايات المطروحة والمسائل الغريبة الشاذة. وكان يؤتى بالمسألة الغريبة فيقول: أدخلوها في المستخرجة. توفي في ثامن عشر ربيع الأول سنة خمس وخمسين ومائتين، وقيل سنة أربع. والأول أصح، والله أعلم. وقد مر العتبي الإخباري محمد بن عبد الله سنة. محمد بن أحمد بن الحسين بن مدويه ت. أبو عبد الرحمن القرشي الترمذي. عن: القاسم بن الحكم العرني، وأسود بن عامر، وعبيد الله بن موسى، وطبقتهم. وعنه: ت.، وأبو بكر بن أبي داود، ومضاء بن حاتم النسفي،

(19/235)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 236
ومحمد بن المنذر شكر. وثقه ابن حبان. محمد بن أحمد بن يزيد. الفقيه أبو يونس الجمحي المدني، مفتي أهل المدينة بعد أبي مصعب الزهري. أخذ عن: أصحاب مالك، وروى عن إسماعيل بن أبي أويس، وإسحاق الفروي. وعنه: زكريا بن يحيى الساجي، وأبو العباس السراج، وأبو عوانة الإسفراييني، ومحمد بن إبراهيم الدبيلي، ويحيى بن الحسن العلوي النسابة، وجماعة. توفي قبل الستين أو بعدها. محمد بن إبراهيم. أبو جعفر الأنماطي الحافظ، مربع. سمع: أبا الوليد الطيالسي، وأبا حذيفة النهدي، وابن معين، وطبقتهم. وعنه: القاضي المحاملي، وابن مخلد، وجماعة. توفي كهلاً سنة ست وخمسين. وله تاريخ في معرفة الرجال. وهو من أعيان تلامذة يحيى بن معين، وهو الذي لقبه.

(19/236)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 237
محمد بن إبراهيم بن قحطبة البغدادي المؤدب. سمع: معاوية بن عمرو الأزدي، وجماعة.) وعنه: قاسم بن زكريا المطرز، وابن أبي حاتم وقال: صدوق. محمد بن الأزهر بن حريث. أبو جعفر السجزي. ثقة، رحال، عالي الرواية. سمع: سفيان بن عيينة، وأبا معاوية الضرير، وطبقتهما. وعنه: أبو العباس السراج، وابن خزيمة، ومحمد بن علي المذكر شيخ الحاكم.

(19/237)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 238
توفي سنة ثلاث وخمسين، أظن بنيسابور. محمد بن الأزهر. أبو عبد الله الفقيه. من علماء الحنفية. قيل: إنه مات في صفر سنة إحدى وخمسين بخراسان. محمد بن إسحاق الضبي البغدادي. أحد المتروكين. يروي عن: روح بن عبادة، وأبي النضر. رموه بالكذب. روى عنه: ابن أبي داود، وعلي بن عبد الله بن مبشر الواسطي، وابن أبي حاتم ثم تركه.
4 (الإمام البخاري)

4 (صاحب الصحيح)
محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه ت. ن.

(19/238)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 239
الإمام العلم أبو عبد الله الجعفي، مولاهم البخاري، صاحب الصحيح والتصانيف. ولد في شوال سنة أربع وتسعين ومائة. وأول سماعه سنة خمس ومائتين. وحفظ تصانيف ابن المبارك، وحبب إليه العلم من الصغر. وأعانه عليه ذكاؤه المفرط. ونشأ يتيماً، وكان أبوه من العلماء الورعين. قال أبو عبد الله البخاري: سمع أبي من مالك بن أنس ورأى حماد بن زيد، وصافح ابن المبارك. قلت: وحدث عن أبي معاوية، وجماعة. روى عنه: أحمد بن حفص، و الحسن بن الحسين. قال أحمد بن حفص: دخلت على أبي الحسن إسماعيل بن إبراهيم عند موته فقال: لا أعلم في جميع مالي درهماً من شبهة. قال أحمد: فتصاغرت إلي نفسي عند ذلك. قلت: وربت أبا عبد الله أمه. ورحل سنة عشرة ومائتين بعد أن سمع الكثير ببلده من سادة وقته: محمد بن سلام البيكندي، ومحمد بن يوسف

(19/239)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 240
البيكندي، وعبد الله بن محمد المسندي، ومحمد بن غرير، وهارون بن الأشعث، وطائفة. وسمع ببلخ من: مكي بن إبراهيم، ويحيى بن بشر الزاهد، وقتيبة، وجماعة. وكان مكي أحد من حدثه عن ثقات التابعين. وسمع بمرو من: علي بن الحسن بن شقيق، وعبدان، ومعاذ بن أسد، وصدقة بن الفضل، وجماعة. وسمع بنيسابور من: يحيى بن يحيى، وبشر بن الحكم، وإسحاق، وعدة. وبالري من: إبراهيم بن موسى الحافظ، وغيره. وببغداد من: محمد بن عيسى الطباع، وسريج بن النعمان، وعفان، ومعاوية بن عمرو الأزدي،) وطائفة. وقال: دخلت على معلى بن منصور ببغداد سنة عشر. وسمع بالبصرة من: أبي عاصم النبيل، وبدل بن المحبر، ومحمد بن عبد الله الأنصاري، وعبد الرحمن بن حماد الشعيثي، وعمرو بن عاصم الكلابي، وعبد الله بن رجاء الغداني، وطبقتهم. وبالكوفة من: عبيد الله بن موسى، وأبي نعيم، وطلق بن غنام، والحسن بن عطية وهما أقدم شيوخه موتاً وخلاد بن يحيى، وخالد بن مخلد، وفروة بن أبي المغراء، وقبيصة، وطبقتهم. وبمكة من: أبي عبد الرحمن المرئ، والحميدي، وأحمد بن محمد الأزرقي، وجماعة. وبالمدينة من: عبد العزيز الأويسي، ومطرف بن عبد الله، وأبي ثابت محمد بن عبيد الله، وطائفة. وبواسط من: عمرو بن عون، وغيره. وبمصر من: سعيد بن أبي مريم، وعبد الله بن صالح الكاتب، وسعيد بن تليد، وعمرو بن الربيع بن طارق، وطبقتهم، وبدمشق من أبي مسهر شيئاً يسيراً ومن أبي النضر الفراديسي، وجماعة.

(19/240)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 241
وبقيسارية من: محمد بن يوسف الفريابي. وبعسقلان: من آدم بن أبي إياس. وبحمص من: أبي المغيرة، وأبي اليمان، وعلي بن عياش، وأحمد بن خالد الوهبي، ويحيى الوحاظي. وذكر أنه سمع من ألف نفس. وقد خرج عنهم مشيخة وحدث بها، لم نرها. وحدث بالحجاز، والعراق، وخراسان، وما وراء النهر. وكتبوا عنه وما في وجهه شعرة. روى عنه أبو زرعة، وأبو حاتم قديماً. وروى عنه من أصحاب الكتب: ت. ن.، على نزاع في ن.، والأصح أنه لم يرو عنه شيئاً. وروى عنه مسلم في غير الصحيح، ومحمد بن نصر المروزي الفقيه، وصالح بن محمد جزرة الحافظ، وأبو بكر بن أبي عاصم، ومطين، وأبو العباس السراج، وأبو بكر بن خزيمة، وأبو قريش محمد بن جمعة، ويحيى بن محمد بن صاعد، وإبراهيم بن معقل النسفي، ومهيب بن سليم، وسهل بن شاذويه، ومحمد بن يوسف الفربري، ومحمد بن أحمد بن دلويه، وعبد الله) بن محمد الأشقر، ومحمد بن هارون الحضرمي، والحسين بن إسماعيل المحاملي، وأبو علي الحسن بن محمد الداركي، وأحمد بن حمدون الأعمش، وأبو بكر بن أبي داود، ومحمود بن عنبر النسفي، ومطين، وجعفر بن محمد بن الحسن الجروي، وأبو حامد بن الشرقي، وأخوه أبو محمد عبد الله، ومحمد بن سليمان بن فارس، ومحمد بن المسيب الأرغياني، ومحمد بن هارون الروياني، وخلق. وآخر من روى عنه الجامع الصحيح: منصور بن محمد البزدوي المتوفى سنة تسع وعشرين وثلاثمائة. وآخر من زعم أنه سمع من البخاري موتاً أبو ظهير عبد الله بن فارس البلخي المتوفى سنة ست وأربعين وثلاثمائة.

(19/241)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 242
وآخر من روى حديثه عالياً: خطيب الموصل في الدعاء للمحاملي بينه وبينه ثلاثة رجال. وأما جامعه الصحيح فأجل كتب الإسلام وأفضلها بعد كتاب الله تعالى. وهو أعلى شيء في وقتنا إسناداً للناس. ومن ثلاثين سنة يفرحون بعلو سماعه، فكيف اليوم فلو رحل الشخص لسماعه من مسيرة ألف فرسخ لما ضاعت رحلته. وأنا أدري أن طائفة من الكبار يستقلون عقلي في هذا القول، ولكن:
(ما يعرف الشوق إلا من يكابده .......... ولا الصبابة إلا من يعانيها)
ومن جهل شيئاً عاداه، ولا قوة إلا بالله. فصل نقل ابن عدي وغيره أن مغيرة بن بردزبه المجوسي جد البخاري أسلم على يد والي بخارى يمان الجعفي جد المحدث عبد الله بن محمد بن جعفر بن يمان الجعفي المسندي. فولاؤه للجعفيين بهذا الاعتبار. وقال محمد بن أبي حاتم وراق البخاري: أخرج أبو عبد الله ولده بخط أبيه بعد صلاة الجمعة لثلاث عشر مضت من شوال سنة أربع وتسعين ومائة. وقال ابن عدي: سمعت الحسن بن الحسين البزاز يقول: رأيت البخاري شيخاً نحيفاً، ليس بالطويل ولا بالقصير. عاش اثنتين وستين إلا ثلاثة عشر يوماً. وقال أحمد بن الفضل البلخي: ذهبت عينا محمد في صغره، فرأت أمه إبراهيم عليه السلام،) فقال: يا هذه قد رد الله على ابنك بصره بكثرة بكائك أو دعائك.

(19/242)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 243
فأصبح وقد رد الله عليه بصره. وعن جبريل بن ميكائيل: سمعت البخاري يقول: لما بلغت خراسان أصبت ببصري، فعلمني رجل أن أحلق رأسي وأغلفه بالخطمي، ففعلت، فرد الله علي بصري. رواها غنجار في تاريخه. وقال أبو جعفر محمد بن أبي حاتم الوراق: قلت للبخاري: كيف كان بدو أمرك قال: ألهمت حفظ الحديث في المكتب ولي عشر سنين أو أقل. وخرجت من الكتاب بعد العشر، فجعلت أختلف إلى الداخلي وغيره، فقال يوماً فيما يقرأ على الناس: سفيان، عن أبي الزبير عن إبراهيم. فقلت له إن أبا الزبير لم يرو عن إبراهيم. فانتهرني، فقلت له: إرجع إلى الأصل. فدخل ثم خرج فقال لي: كيف هو يا غلام قلت: هو الزبير بن عدي، عن إبراهيم. فأخذ القلم مني وأصلحه، وقال: صدقت. فقال للبخاري بعض أصحابه: ابن كم كنت قال: ابن إحدى عشر سنة. فلما طعنت في ست عشرة سنة حفظت كتب ابن المبارك، ووكيع، وعرفت كلام هؤلاء. ثم خرجت مع أبي وأخي أحمد إلى مكة. فلما حججت رجع أخي بها وتخلفت في طلب الحديث. فلما طعنت في ثمان عشرة جعلت أصنف قضايا الصحابة والتابعين وأقاويلهم، وذلك أيام عبيد الله بن موسى. وصنفت كتاب التاريخ إذ ذاك عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم في الليلي المقمرة. وقل اسم في التاريخ إلا وله عندي قصة. إلا أني كرهت تطويل الكتاب. وقال عمرو بن حفص الأشقر: كنا مع البخاري بالبصرة نكتب الحديث،

(19/243)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 244
ففقدناه أياماً، ثم وجناه في بيت وهو عريان وقد نفذ ما عنده. فجمعنا له الدراهم وكسوناه. وقال عبد الرحمن بن محمد البخاري: سمعت محمد بن إسماعيل يقول: لقيت أكثر من ألف رجل، أهل الحجاز، والعراق، والشام، ومصر، وخراسان، إلى أن قال: فما رأيت واحداً منهم يختلف في هذه الأشياء: إن الدين قول وعمل، وأن القرآن كلام الله.) وقال محمد بن أبي حاتم: سمعته يقول: دخلت إصبهان مرات، كل ذلك أجالس أحمد بن حنبل، فقال لي آخر ما ودعته: يا أبا عبد الله تترك العلم والناس وتصير إلى خراسان فأنا الآن أذكر قول أحمد. وقال أبو بكر الأعين: كتبت عن البخاري على باب محمد بن يوسف الفريابي وما في وجهه شعرة. وقال محمد بن أبي حاتم وراق البخاري: سمعت حاشد بن إسماعيل وآخر يقولان: كان البخاري يختلف معنا إلى السماع وهو غلام، فلا يكتب، حتى أتى على ذلك أيام. فكنا نقول له، فقال: إنكما قد أكثرتما علي، فاعرضا علي ما كتبتما. فأخرجنا إليه ما كان عندنا، فزاد على خمسة عشر ألف حديث، فقرأها كلها عن ظهر قلب حتى جعلنا نحكم كتبنا من حفظه. ثم قال: أترون إني أختلف هدراً وأضيع أيامي فعرفنا أنه لا يتقدمه أحد. قالا: فكان أهل المعرفة يعدون خلفه في طلب الحديث وهو شاب حتى يغلبوه على نفسه ويجلسوه في بعض الطريق، فيجتمع عليه ألوف أكثرهم ممن

(19/244)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 245
يكتب عنه، وكان شاب لم يخرج وجهه. وقال محمد بن أبي حاتم: وسمعت سليم بن مجاهد يقول: كنت عند محمد بن سلام البيكندي فقال لي: لو جئت قبل لرأيت صبياً يحفظ سبعين ألف حديث. قال: فخرجت في طلبه وتلقيته، فقلت: أنت الذي تقول: أنا أحفظ سبعين ألف حديث قال: نعم وأكثر، ولا أجيئك بحديث عن الصحابة والتابعين إلا عرفت مولد أكثرهم ووفاتهم ومساكنهم. ولست أروي حديثاً من حديث الصحابة أو التابعين إلا ولي في ذلك أصل أحفظه حفظاً عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. قال غنجار: ثنا أبو عمرو أحمد بن محمد المقرئ، ثنا محمد بن يعقوب بن يوسف البيكندي: سمعت علي بن الحسين بن عاصم البيكندي يقول: قدم علينا محمد بن إسماعيل، فاجتمعنا عنده ليلة، فقال بعضنا: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: كأني أنظر إلى سبعين ألف حديث من كتابي.) فقال محمد: أوتعجب من هذا لعل في هذا الزمان من ينظر إلى مائتي ألف حديث من كتابه. قال: وإنما عنى به نفسه. وقال ابن عدي: حدثني أحمد بن محمد القومسي: سمعت محمد بن خمرويه يقول: سمعت محمد بن إسماعيل يقول: أحفظ مائة ألف حديث صحيح، وأحفظ مائتي ألف حديث غير صحيح.

(19/245)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 246
وقال إمام الأئمة ابن خزيمة: ما رأيت تحت أديم السماء أعلم بالحديث من محمد بن إسماعيل البخاري. وقال ابن عدي: سمعت عدة مشايخ يحكمون أن البخاري قدم بغداد فاجتمع أصحاب الحديث، وعمدوا إلى مائة حديث فقبلوا متونها وأسانيدها، وجعلوا متن هذا الإسناد هذا، وإسناد هذا لمتن هذا، ودفعوا إلى كل واحد عشرة أحاديث ليلقوها على البخاري في المجلس. فاجتمع الناس، وانتدب أحدهم فقال، وسأله عن حديث من تلك العشرة، فقال: لا أعرفه. فسأله عن آخر، فقال: لا أعرفه. حتى فرغ العشرة. فكان الفقهاء يلتفت بعضهم إلى بعض ويقولون: الرجل فهم. ومن كان لا يدري قضى عليه بالعجز. ثم انتدب آخر ففعل كفعل الأول، والبخاري يقول لا أعرفه. إلى أن فرغ العشرة أنفس، وهو لا يزيدهم على: لا أعرفه. فلما علم أنهم قد فرغوا، التفت إلى الأول فقال: أما حديثك الأول فإسناده كذا وكذا، والثاني كذا وكذا، والثالث... إلى آخر العشرة. فرد كل متن إلى إسناده، وفعل بالثاني مثل ذلك إلى أن فرغ، فأقر له الناس بالحفظ. وقال يوسف بن موسى المروروزي: كنت بجامع البصرة إذ سمعت منادياً ينادي: يا أهل العلم، لقد قدم محمد بن إسماعيل البخاري. فقاموا في طلبه، وكنت فيهم، فرأيت رجلاً شاباً يصلي خلف الأصطوانة، فلما فرغ أحدقوا به، وسألوه أن يعقد لهم مجلس الإملاء، فأجابهم. فلما كان من الغد اجتمع كذا كذا ألف، فجلس للإملاء وقال: يا أهل البصرة أنا شاب، وقد سألتموني أن أحدثكم وسأحدثكم بأحاديث عن أهل بلدكم تستفيدون الكل: ثنا عبد الله بن عثمان بن جبلة بن أبي رواد بلديكم،

(19/246)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 247
ثنا أبي، ثنا شعبة، عن منصور، وغيره، عن سالم بن أبي) الجعد، عن أنس أن أعرابياً قال: يا رسول الله الرجل يحب القوم. الحديث. ثم قال: هذا ليس عندكم، إنما عندكم عن غير منصور. وأملى مجلساً على هذا النسق. قال يوسف: وكان دخولي البصرة أيام محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب. وقال محمد بن حمدون بن رستم: سمعت مسلم بن الحجاج يقول للبخاري: دعني أقبل رجليك يا أستاذ الأستاذين وسيد المحدثين وطبيب الحديث في علله. وقال الترمذي: لم أر أحداً بالعراق ولا بخراسان في معنى العلل والتاريخ ومعرفة الأسانيد أعلم من محمد بن إسماعيل. وقال إسحاق بن أحمد الفارسي: سمعت أبا حاتم يقول سنة سبع وأربعين ومائتين: محمد بن إسماعيل أعلم من دخل العراق، ومحمد بن يحيى أعلم من بخراسان اليوم، ومحمد بن أسلم أورعهم، وعبد الله الدارمي أثبتهم. وعن أحمد بن حنبل قال: انتهى الحفظ إلى أربعة من أهل خراسان: أبو

(19/247)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 248
زرعة، ومحمد بن إسماعيل، والدارمي، والحسن بن شجاع البلخي. وقال أبو أحمد الحاكم: كان البخاري أحد الأئمة في معرفة الحديث وجمعه. ولو قلت أني لم أر تصنيف أحد يشبه تصنيفه في المبالغة والحسن لرجون أن أكون صادقاً. قرأت على عمر بن القواس: أخبركم أبو القاسم بن الحرستاني حضوراً، أنا جمال الإسلام، أنا ابن طلاب، أنا ابن جميع: حدثني أحمد بن محمد بن آدم: حدثني محمد بن يوسف البخاري قال: كنت عند محمد بن إسماعيل بمنزله ذات ليلة، فأحصيت عليه أنه قام وأسرج يستذكر أشياء يعلقها في ليلة ثمان عشرة مرة. وقال محمد بن أبي حاتم الوراق: كان أبو عبد الله إذا كنت معه في سفر يجمعنا بيت واحد إلا في القيظ أحياناً. فكنت أراه يقوم في ليلة واحدة خمس عشرة مرة إلى عشرين مرة، في كل ذلك يأخذ القداحة فيوري ناراً ويسرج، ثم يخرج أحاديث فيعلم عليها، ثم يضع رأسه. وكان يصلي وقت السحر ثلاث عشرة ركعة. وكان لا يوقظني في كل ما يقوم، فقلت له: إنك تحمل على نفسك قي كل هذا ولا توقظني قال: أنت شاب ولا أحب أن أفسد عليك نومك. وقال الفربري: قال لي محمد بن إسماعيل، ما وضعت في الصحيح: حديثاً إلا اغتسلت قبل) ذلك وصليت ركعتين. يعني ما جلست لأضع في تصنيفه شيئاً إلا وفعلت ذلك، لا إنه يفعل ذلك لكل حديث. وقال إبراهيم بن معقل: سمعته يقول: كنت عند إسحاق بن راهويه، فقال الرجل: لو جمعتم كتاباً مختصراً للسنن.

(19/248)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 249
فوقع ذلك في قلبي، فأخذت في جمع هذا الكتاب. وعن البخاري قال: أخرجت هذا الكتاب من نحو ستمائة ألف حديث، وصنفته ست عشرة سنة. وجعلته حجة فيما بيني وبين الله. رويت من وجهين ثابتين، عنه. وقال إبراهيم بن معقل: سمعته يقول: ما أدخلت في الجامع إلا ما صح، وتركت من الصحاح لأجل الطول وقال محمد بن أبي حاتم: قلت لأبي عبد الله: تحفظ جميع ما في المصنف قال: لا يخفى علي جميع ما فيه، ولو نشر بعض أساتذي هؤلاء لم يفهموا كتاب التاريخ ولا عرفوه. ثم قال: صنفته ثلاث مرات. وقد أخذه ابن راهويه فأدخله على عبد الله بن طاهر فقال: أيها الأمير ألا أريك سحراً. فنظر فيه عبد الله، فتعجب منه وقال: لست أفهم تصنيفه. وقال الفربري: حدثني نجم بن الفضل، وكان من أهل الفهم، قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم خرج من قرية ومحمد بن إسماعيل خلفه، فإذا خطا

(19/249)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 250
خطوة يخطو محمد ويضع قدمه على قدمه ويتبع أثره. وقال خلف الخيام: سمعت أبا عمرو بن نصر الخفاف يقول: محمد بت إسماعيل أعلم في الحديث من أحمد وإسحاق بعشرين درجة، ومن قال فيه شيء فمني عليه ألف لعنة. ولو دخل من هذا الباب لملئت منه رعباً. وقال أبو عيسى الترمذي: كان محمد بن إسماعيل عند عبد الله بن منير، فلما قام من عنده قال له: يا أبا عبد الله جعلك الله زين هذه الأمة. قال أبو عيسى: استجيب له فيه. وقال جعفر بن محمد المستغفري في تاريخ نسف، وذكرالبخاري: لو جاز لي لفضلته على من لقي من مشايخه، ولقلت: ما رأى بعينه مثل نفسه. دخل نسف سنة ست وخمسين وحدث) بها بجامعه الصحيح، وخرج إلى سمرقند لعشر بقين من رمضان، ومات بقرية خرتنك ليلة الفطر. وقال الحاكم: أول ما ورد البخاري نيسابور سنة تسع ومائتين، ووردها في الأخير سنة خمسين ومائتين، فأقام بها خمس سنين يحدث على الدوام. قال محمد بن أبي حاتم: بلغني أن أبا عبد الله شرب البلاذر للحفظ، فقلت له: هل من دواء يشربه الرجل للحفظ فقال: لا أعلم. ثم أقبل علي وقال: لا أعلم شيئاً أنفع لحفظ من نهمة الرجل ومداومة النظر. وذلك أني كنت بنيسابور مقيماً، فكان يرد إلي من بخارى كتب، وكن قرابات لي يقرئن سلامهن في الكتب، فكنت أكتب إلى بخارى، وأردت أن أقرئهن سلامي، فذهب علي أساميهن حين كتبت كتابي، ولم أقرئهن سلامي. وما أقل ما يذهب عني في العلم، يعني ما أقل ما يذهب عنه من العلم لمداومة النظر والاشتغال، وهذه قراباته قد نسي أسماءهن. وغالب الناس بخلاف ذلك فتراهم يحفظون أسماء أقاربهم ومعارفهم ولا يحفظون إلا اليسير من العلم.

(19/250)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 251
قال محمد بن أبي حاتم: وسمعته يقول: لم يكن كتابي للحديث كما يكتب هؤلاء. كنت إذا كتبت عن رجل سألته عن اسمه وكنيته ونسبه وعلة الحديث إن كان فهماً، فإن لم يكن فهماً سألته أن يخرج إلى أصله ونسخته. فأما الآخرون فإنهم لا يبالون ما يكتبون وكيف يكتبون. وسمعت العباس الدوري يقول: ما رأيت أحداً يحسن طلب الحديث مثل محمد بن إسماعيل. كان لا يدع أصلاً أو فرعاً إلا قلعه. ثم قال لنا عباس: لا تدعوا شيئاً من كلامه إلا كتبتموه. سمعت إبراهيم الخواص مستملي صدقة يقول: رأيت أبا زرعة كالصبي جالساً بين يدي محمد بن إسماعيل يسأله عن علل الحديث. فصل في ذكائه وسعة علمه قال جعفر بن محمد القطان إمام كرمينية فيما رواه عنه مهيب بن سليم أنه سمع محمد بن إسماعيل يقول: كتبت عن ألف شيخ أو أكثر، عن كل واحد منهم عشرة آلاف وأكثر، ما عندي حديث إلا أذكر إسناده. وقال محمد بن أبي حاتم: قرأ علينا أبو عبد الله كتاب الهبة فقال: ليس في هبة وكيع إلا حديثان) مسندان أو ثلاثة، وفي كتاب عبد الله بن المبارك خمسة أو نحوها، وفي كتابي هذا خمسمائة حديث أو أكثر. وسمعت أبا عبد الله يقول: ما قدمت على أحد إلا كان انتفاعه بي أكثر من انتفاعي به. قال محمد بن أبي حاتم: سمعت سليم بن مجاهد يقول: سمعت أبا الأزهر يقول: كان بسمرقند أربعمائة مما يطلبون الحديث، فاجتمعوا سبعة أيام

(19/251)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 252
وأحبوا مغالطة محمد بن إسماعيل، فأدخلوا إسناد الشام في إسناد العراق، وإسناد اليمن في إسناد الحرمين، فما تعلقوا منه بسقطة لا في الإسناد ولا في المتن. وقد ذكرت حكاية البغداديين في مثل هذا. وقال الفربري: سمعت أبا عبد الله يقول: ما استصغرت نفسي عند أحد إلا عند علي بن المديني، وربما كنت أغرب عليه. وقال محمد بن أبي حاتم: سمعت أبا عبد الله يقول: ما نمت البارحة حتى عددت كم أدخلت في مصنفاتي من الحديث، فإذا نحو مائتي ألف حديث مسندة. وسمعته يقول: ما كتبت حكاية قط كنت أتحفظها. وسعته يقول: لا أعلم شيئاً يحتاج إليه إلا وهو في الكتاب والسنة. فقلت له: يمكن معرفة ذلك كله قال: نعم. وسمعته يقول: كنت في مجلس الفريابي فقال: ثنا سفيان، عن أبي عروة، عن أبي الخطاب، عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يطوف على نسائه في غسل واحد. فلم يعرف أحد في المجالس أبا عروة، ولا أبا الخطاب. قال: أما أبو عروة فمعمر، وأبو الخطاب قتادة. قال: وكان الثوري فعولاً، لهذا يكني المشهورين.

(19/252)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 253
قال محمد بن أبي حاتم: قدم رجاء الحافظ فقال لأبي عبد الله: ما أعددت لقدومي حيث بلغك، وفي أي شيء نظرت قال: ما أحدثت نظراً ولم أستعد لذلك، فإن أحببت أن تسألني عن شيء فافعل. فجعل يناظره في أشياء فبقي رجاء لا يدري، ثم قال له أبو عبد الله: هل لك في الزيادة) فقال استحياء وخجلاً منه: نعم. قال: سل إن شئت. فأخذ في أسامي أيوب، فعد نحواً من ثلاثة عشر، وأبو عبد الله ساكت، فظن رجاء أن قد صنع شيئاً فقال: يا أبا عبد الله فاتك خير كثير. فزيف عبد الله في أولئك سبع، وأغرب عليه نحو أكثر من ستين رجلاً. ثم قال له رجاء: كم رويت في العمامة السوداء قال: هات كم رويت أنت قال البخاري: نروي نحواً من أربعين حديثاً. فخجل رجاء ويبس ريقه. وسمعت أبا عبد الله يقول: دخلت بلخ، فسألوني أن أملي عليهم لكل من كتبت عنه، فأمليت ألف حديث عن ألف شيخ. وقال ابن أبي حاتم وراق أبي عبد الله: قال أبو عبد الله: سئل إسحاق بن إبراهيم عمن طلق ناسياً، فسكت. فقلت: قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل به أو تكلم. وإنما يراد مباشرة هذه الثلاث: العمل، والقلب، أو الكلام والقلب، وهذا لم يعتقد بقلبه.

(19/253)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 254
فقال إسحاق: قويتني. وأفتى به. قال: وسمعت أبا عبد الله البخاري يقول: ما جلست للحديث حتى عرفت الصحيح من السقيم، وحتى نظرت في عامة كتب الرأي، وحتى دخلت البصرة خمس مرات أو نحوها، فما تركت بها حديثاً صحيحاً إلا كتبته، إلا ما لم يظهر لي. وسمعت بعض أصحابي يقول: كنت عند محمد بن سلام البيكندي، فدخل محمد بن إسماعيل، فلما خرج قال محمد بن سلام: كلما دخل علي هذا الصبي تحيرت والتبس علي أمر الحديث، ول أزال خائفاً منه ما لم يخرج. ثناءالأئمة على البخاري قلت: فارق البخاري بخارى وله خمس عشرة سنة، ولم يره محمد بن سلام بعد ذلك، فقال سليم بن مجاهد: كنت عند محمد بن سلام البيكندي فقال: لو جئت قبل لرأيت صبياً يحفظ) سبعين ألف حديث. فخرجت حتى لحقته فقلت: أنت تحفظ سبعين ألف حديث قال: نعم وأكثر، ولا أجيئك بحديث عن الصحابة والتابعين إلا عرفت مولد أكثرهم ووفاتهم ومساكنهم، ولست أروي حديثاً من حديث الصحابة والتابعين إلا ولي من ذلك أصل أحفظه حفظاً عن كتاب أو سنة. وقال محمد بن أبي حاتم: سمعت يحيى بن جعفر البيكندي يقول: لو قدرت أن أزيد في عمر محمد بن إسماعيل من عمري لفعلت فإن موتي يكون موت رجل واحد، وموته ذهاب العلم.

(19/254)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 255
وسمعته يقول لمحمد بن إسماعيل: لولا أنت ما استطبت العيش ببخارى. وسمعت محمد بن يوسف يقول: كنت عند أبي رجاء، يعني قتيبة، فسئل عن طلاق السكران فقال: هذا أحمد بن حنبل، وابن المديني، وابن راهويه قد ساقهم الله إليك. وأشار إلى محمد بن إسماعيل. وكان مذهب محمد أنه إذا كان مغلوب العقل لا يذكر ما حدث في سكره أنه لا يجوز عليه من أمره شيء. وسمعت عبد الله بن سعيد يقول: لما مات أحمد بن حرب النيسابوري ركب محمد وإسحاق يشيعان جنازته، فكنت أسمع أهل المعرفة بنيسابور ينظرون ويقولون: محمد أفقه من إسحاق. سمعت عمر بن حفص الأشقر يقول: سمعت عبدان يقول: ما رأيت بعيني شاباً أبصر من هذا. وأشار بيده إلى محمد بن إسماعيل. سمعت صالح بن مسمار يقول: سمعت نعيم بن حماد يقول: محمد بن إسماعيل فقيه هذه الأمة. وقال إسحاق بن أحمد بن خلف: سمعت أحمد بن عبد السلام يقول: ذكرنا قول البخاري لعلي بن المديني، يعني ما استصغرت نفسي إلا بين يدي علي بن المديني، فقال علي: دعوا هذا فإن محمد بن إسماعيل لم ير مثل نفسه. وقال محمد بن أبي حاتم: سمعت أبا عبد الله يقول: ذاكرني أصحاب

(19/255)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 256
عمرو بن علي الفلاس بحديث، فقلت: لا أعرفه، فسروا بذلك وأخبروا عمرواً. فقال: حديث لا يعرفه محمد بن إسماعيل ليس بحديث. قال: وسمعت حاشد بن عبد الله يقول: قال لي أبو مصعب الزهري: محمد بن إسماعيل أفقه عندنا وأبصر من أحمد بن حنبل.) فقيل له: جاوزت الحد. فقال للرجل: لو أدركت مالكاً ونظرت إلى وجهه ووجه محمد بن إسماعيل لقلت كلاهما واحد في الفقه والحديث. وسمعت علي بن حجر يقول: أخرجت خراسان ثلاثة: أبو زرعة، ومحمد بن إسماعيل، وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي. ومحمد عندي أبصرهم وأعلمهم وأفقههم. وقال أحمد بن الضو: سمعت أبا بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن عبد الله بن نمير يقولان: ما رأينا مثل محمد بن إسماعيل. وروي عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه قال: ما أخرجت خراسان مثل محمد بن إسماعيل. وقال حاشد بن إسماعيل: كنت في البصرة فقدم محمد بن إسماعيل فقال بندار: اليوم دخل سيد الفقهاء.

(19/256)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 257
وقال حاشد بن عبد الله بن عبد الواحد: سمعت يعقوب الدورقي يقول: محمد بن إسماعيل فقيه هذه الأمة. وجاء من غير وجه عن عبد الله الدارمي قال: محمد بن إسماعيل أبصر مني. وقال حاشد بن إسماعيل الحافظ: سمعت أحمد بن حنبل يقول: لم يجئنا من خراسان مثل محمد بن إسماعيل. وقال محمد بن إسحاق بن خزيمة: ما رأيت تحت أديم السماء أعلم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحفظ له من محمد بن إسماعيل وقال مسبح بن سعيد البخاري: سمعت عبد الله بن عبد الرحمن يقول: قد رأيت العلماء بالحجاز والعراقين، فما رأيت فيهم أجمع من محمد بن إسماعيل. وقال محمد بن حمدون الأعمش: سمعت مسلم بن الحجاج يقول للبخاري: دعني أقبل رجليك يا أستاذ الأستاذين، وسيد المحدثين، وطبيب الحديث في علله. وقال أبو عيسى الترمذي: لم أر بالعراق ولا بخراسان في معنى العلل والتاريخ ومعرفة الأسانيد أعلم من محمد بن إسماعيل. وقال صالح بن محمد جزرة: كان محمد بن إسماعيل يجلس ببغداد، وكنت أستملي له، ويجتمع) في مجلسه أكثر من عشرين ألفاً.

(19/257)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 258
وقال إسحاق بن زبرك: سمعت أبا حاتم في سنة سبع وأربعين ومائتين يقول: يقدم عليكم رجل من خراسان لم يخرج منها أحفظ منه. ولا قدم العراق أعلم منه. فقدم علينا البخاري. وقال أبو بكر الخطيب: سئل العباس بن الفضل الرازي الصائغ: أيهما أحفظ، أبو زرعة أو البخاري فقال: لقيت البخاري بين حلوان وبغداد، فرحلت معه مرحلة وجهدت أن أجيء بحديث لا يعرفه فما أمكن، وأنا أغرب على أبي زرعة عدد شعري. وقال خلف الخيام: سمعت أبا عمرو أحمد بن نصر الخفاف يقول: محمد بن إسماعيل أعلم بالحديث من إسحاق بن راهويه، وأحمد بن حنبل وغيرهما بعشرين درجة. ومن قال فيه شيئاً فمني عليه ألف لعنة. ثم قال: ثنا محمد بن إسماعيل التقي النقي العالم الذي لم أر مثله. وقال عبد الله بن حماد الآملي: وددت أني شعرة في صدر محمد بن إسماعيل. وقال محمد بن يعقوب بن الأخرم: سمعت أصحابنا يقولون: لما قدم البخاري نيسابور استقبله أربعة آلاف رجل على الخيل، سوى من ركب بغلاً أو حماراً، وسوى الرجالة. وقال أبو أحمد الحاكم في الكنى: عبد الله بن الديلمي أبو بسر، وقال البخاري ومسلم فيه أبو بشر، بشين معجمة.

(19/258)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 259
قال الحاكم: وكلاهما أخطأ، في علمي إنما هو أبو بسر، وخليق أن يكون محمد بن إسماعيل مع جلالته ومعرفته بالحديث اشتبه عليه، فلما نقاه مسلم من كتابه تابعه على زلته. ومن تأمل كتاب مسلم في الأسماء والكنى علم أنه منقول من كتاب محمد بن إسماعيل حذو القذة بالقذة، حتى لا يزيد عليه فيه إلا ما يسهل عنده. وتجلد في نقله حق الجلادة، إذ لم ينسبه إلى قائله. وكتاب محمد بن إسماعيل في التاريخ كتاب لم يسبق إليه. منهم من نسبه إلى نفسه مثل أبي زرعة، وأبي حاتم، ومسلم. ومنهم من حكاه عنه. فالله يرحمه، فإنه الذي أصل الأصول. وذكر الحكم أبو أحمد كلاماً سوى هذا. ديانته وصلاحه قال مسبح بن سعيد: كان البخاري يختم في رمضان كل يوم ختمة، وقوم بعد التراويح كل) ثلاث ليال بختمة. وقال أبو بكر بن منير: سمعت أبا عبد الله البخاري يقول: أرجو أن ألقى الله ولا يحاسبني إني اغتبت أحداً. قلت: يشهد لهذه المقالة كلامه، رحمه الله، في التجريح والتضعيف، فإنه أبلغ منا. يقول في الرجل المتروك أو الساقط: فيه نظر أو. سكتوا عنه، ولا يكاد يقول: فلان كذاب، ولا فلان يضع الحديث. وهذا من شدة ورعه. وقال محمد بن أبي حاتم: سمعت محمد بن إسماعيل يقول: ما اغتبت أحداً قط منذ علمت أن الغيبة تضر أهلها. قال: وكان أبو عبد الله يصلي في وقت السحر ثلاث عشرة ركعة، وكان

(19/259)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 260
لا يوقظني في كل ما يقوم، فقلت: أراك تحمل على نفسك فلو توقظني. قال: أنت شاب، ولا أحب أن أفسد عليك نومك. وقال غنجار: سمعت أبا عمرو أحمد بن محمد المقرئ: سمعت بكر بن منير يقول: كان محمد بن إسماعيل يصلي ذات ليلة، فلسعه الزنبور سبع عشرة مرة، فلما قضى الصلاة قال: انظروا إيش آذاني. وقال محمد بن أبي حاتم: دعي محمد بن إسماعيل إلى بستان، فلما صلى بهم الظهر قام يتطوع. فلما فرغ من صلاته رفع ذيل قميصه وقال لبعض من معه: أنظر هل ترى تحت القميص شيئاً فإذا زنبور قد أبره في ستة عشر أو سبعة عشر موضعاً، وقد تورم من ذلك عشرة، فقال له بعض القوم: كيف لم تخرج من الصلاة أول ما أبرك قال: كنت في سورة فأحببت أن أتمها. وقال محمد بن أبي حاتم: رأيت أبا عبد الله استلقى على قفاه يوماً ونحن بفربر في تصنيف كتاب التفسير وأتعب نفسه يومئذ، فقلت له: إني أراك تقول إني ما أتيت شيئاً بغير علم قط منذ علقت، فما الفائدة في الاستلقاء قال: أتعبنا أنفسنا اليوم، وهذا ثغر من الثغور، وخشيت أن يحدث حدث من أمر العدو، وأحببت أن أستريح وآخذ أهبة، فإن غافصنا العدو كان منا حراك.) وكان يركب إلى الرمي كثيراً، فما أعلمني رأيته في طول ما صحبته أخطأ

(19/260)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 261
سهمه الهدف إلا مرتين، فكان يصيب الهدف في كل ذلك. وكان لا يسبق. وسمعته يقول: ما أكلت كراتاً قط ولا القنابرى. قلت: ولم ذاك قال: كرهت أن أؤذي من معي من نتنها. قلت: فكذلك البصل النيء قال: نعم. وسمعته يقول: ما أردت أن أتكلم بكلام فيه ذكر الدنيا إلا بدأت بحمد الله والثناء عليه. وقال له بعض أصحابه: يقولون أنك تناولت فلاناً. قال: سبحان الله، ما ذكرت أحداً بسوء، إلا أن أقول ساهياً قال: وكان لأبي عبد الله غريم قطع عليه مالاُ كثيراً. فبلغه أنه قدم آمل ونحن بفربر، فقلنا له: ينبغي أن تعبر وتأخذه بمالك. فقال: ليس لنا أن نردعه. ثم بلغ غريمه فخرج إلى خوارزم، فقلنا: ينبغي أن تقول لأبي سلمة الكسائي عامل آمل ليكتب إلى خوارزم في أخذه. فقال: إن أخذت منهم كتاباً طمعوا في كتاب، ولست أبيع ديني بدنياي. فجهدنا، فلم يأخذ حتى كلمنا السلطان عن غير أمره، فكتب إلى والي خوارزم. فلما بلغ أبا عبد الله ذلك وجد وجداً شديداً، وقال: لا تكونوا أشفق علي من نفسي. وكتب كتاباً وأردف تلك الكتب بكتب. وكتب إلى بعض أصحابه بخوارزم أن لا يتعرض لغريمه، وقصدنا ناحية مرو، فاجتمع التجار، وأخبر السلطان، فأراد التشديد على الغريم، فكره ذلك أبو عبد الله فصالح غريمه على أن يعطيه كل سنة عشرة دراهم شيئاً يسيراً. وكان المال خمسة وعشرين ألفاً. ولم يصل من ذلك إلى درهم، ولا إلى أكثر منه.

(19/261)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 262
وسمعت أبا عبد الله يقول: ما توليت شراء شيء قط ولا بيعه. قلت: فمن يتولى أمركفي أسفارك قال: كنت أكفى ذلك.) وقال لي يوماً بفربر: بلغني أن نخاساً قدم بجواري، فتصير معي قلت: نعم. فصرنا إليه، فأخرج جواري حساناً صباحاً، ثم أخرج من خلالهن جارية خزرية دميمة، فمس ذقنها وقال: اشتر لنا هذه. فقلت: هذه دميمة قبيحة لا تصلح. واللاتي نظرنا إليهن يمكن شراءهن بثمن هذه. فقال: اشترها، فإني مسست ذقنها، ولا أحب أن أمس جارية ثم لا أشتريها. فاشتراها بغلاء خمسمائة درهم على ما قال أهل المعرفة. وروى بكر بن منير، وابن أبي حاتم، واللفظ لبكر، قال: حمل إلى البخاري بضاعة أنفذها إليه ابنه أحمد. فاجتمع به بعض التجار وطلبوها بربح خمسة آلاف درهم. فقال: انصرفوا الليلة. فجاءه من الغد تجار آخرون فطلبوها منه بربح عشرة آلاف درهم، فقال: إني نويت البارحة بيعها للذين أتوا البارحة. وقال محمد بن أبي حاتم: سمعت أبا عبد الله يقول: ما ينبغي للمسلم أن يكون بحالة إذا دعا لم يستجب له. فقالت له امرأة أخيه بحضرتي: فهل تبينت ذلك أيها الشيخ من نفسك أو جربت؟

(19/262)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 263
قال: نعم دعوت ربي عز وجل مرتين، فاستجاب لي، فلن أدعو بعد ذلك، فلعله ينقص من حسناتي أو يعجل لي في الدنيا. ثم قال: ما حاجة المسلم إلى البخل والكذب وسمعته يقول: خرجت إلى آدم بن إياس، فتخلفت عني نفقتي حتى جعلت أتناول الحشيش ولا اخبر بذلك أحداً. فلما كان اليوم الثالث أتاني آت لم أعرفه، فناولني صرة دنانير، وقال: أنفق على نفسك. وسمعت سليم بن مجاهد يقول: ما رأيت بعيني منذ ستين سنة أفقه ولا أروع ولا أزهد في الدنيا من محمد بن إسماعيل، رحمه الله. صفته وكرمه قال ابن عدي: سمعت الحسن بن الحسين يقول: رأيت محمد بن إسماعيل شيخاً نحيف الجسم) ليس بالطويل ولا بالقصير. وقال محمد بن أبي حاتم: دخل أبو عبد الله الحمام بفربر، وكنت أنا في مسلخ الحمام أعاهد ثيابه. فلما خرج ناولته ثيابه فلبسها، ثم ناولته الخف، فقال: مسست شيئاً فيه شعر النبي صلى الله عليه وسلم. فقلت: في أي موضع هو من الخف فلم يخبرني، فتوهمت أنه في ساقه بين الظهارة والبطانة. وكانت لأبي عبد الله قطعة أرض يكريها كل سنة سبعمائة درهم. وكان ذلك المكتري ربما حمل منها إلى أبي عبد الله قثاة أو قثاتين، لأنه كان معجباً بالقثاء النضيج، وكان يؤثره على البطيخ أحياناً فكان يهب للرجل مائة درهم كل سنة لحمله القثاء إليه أحياناً.

(19/263)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 264
وسمعته يقول: كنت أستغل كل شهر خمسمائة درهم، فأنفقت كل ذلك في طلب العلم. فقلت: كم بين مثل من ينفق على هذا الوجه، وبين من كان خلواً من المال، فجمع وكسب العلم وكنا بفربر، وكان أبو عبد الله يبني رباطاً مما يلي بخارى. فاجتمع بشر كثير يعينونه على ذلك. وكان ينقل اللبن، فكنت أقول: إنك تكفى. فيقول: هذا الذي ينفعنا. ثم أخذنا ننقل الزنبرات معه، وكان ذبح لهم بقرة، فلما أدرك القدور دعا الناس إلى الطعام، وكان بها مائة نفس أو أكثر، ولم يكن علم أنه اجتمع ما اجتمع. وكنا أخرجنا معه من فربر خبزاً بثلاثة دراهم أو أقل، فألقينا بين أيديهم، فأكل جميع من حضر، وفضلت أرغفة صالحة. وكان الخبز إذ ذاك خمسة أمناء بدرهم. وقال لي مرة: أحتاج في السنة إلى أربعة آلاف أو خمسة آلاف درهم. وكان يتصدق بالكثير. يناول الفقير من أصحاب الحديث ما بين العشرين إلى الثلاثين، وأقل وأكثر من غير أن يشعر بذلك أحد. وكان لا يفارقه كيسه. ورأيته ناول رجلاً صرة فيها ثلاثمائة درهم. وكنت اشتريت منزلاً بتسعمائة وعشرين درهماً. فقال لي: ينبغي أن تصير إلى نوح الصيرفي وتأخذ منه ألف درهم وتحضرها. ففعلت، فقال: خذها واصرفها في ثمن البيت. فقلت: قد قبلت منك. وشكرته. وأقبلنا على الكتابة. وكنا في تصنيف الجامع. فلما كان بعد ساعة، قلت: عرضت لي حاجة لا أجترئ رفعها) إليك. فظن أني طمعت في الزيادة، فقال: لا تحتشمني وأخبرني بما تحتاج فإني أخاف أن أكون مأخوذاً بسببك. قلت له: كيف؟

(19/264)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 265
قال: لأن النبي صلى الله عليه وسلم آخى بين أصحابه، فذكر حديث سعد وعبد الرحمن. فقلت: قد جعلتك في حل من كل ما تقول، ووهبتك المال الذي عرضته علي، عنيت المناصفة، وذلك أنه قال: لي جوار وامرأة وأنت أعزب، فالذي يجب علي أن أناصفك لنستوي في المال وغيره، وأربح عليك في ذلك. فقلت له: قد فعلت، رحمك الله، أكثر من ذلك، إذ أنزلتني من نفسك ما لم تنزل أحداً، وصلت منك محل الولد. ثم حفظ على حديثي الأول، وقال: ما حاجتك قلت: تقضيها قال: نعم وأسر بذلك. قلت: هذه الألف تأمر بقبوله وتصرفه في بعض ما تحتاج إليه قبله، وذلك أنه ضمن إجابة قضاء حاجتي. ثم جلسنا بعد ذلك بيومين لتصنيف الجامع وكتبنا منه ذلك اليوم شيئاً كثيراً إلى الظهر. ثم صلينا الظهر، وأقبلنا على الكتابة من غير أن نكون أكلنا شيئاً. فرآني لما كان العصر شبه القلق المستوحش، فتوهم في ملالاً وإنما كان بي الحصر، غير أني لم أقدر على القيام، فكنت أتلوى اهتماماً بالحصر. فدخل أبو عبد الله المنزل، وأخرج إلي، كاغدة فيها ثلاثمائة درهم، وقال: أما إذا لم تقبل ثمن المنزل فينبغي أن تصرف هذا في بعض حوائجك. فجهد بي، فلم أقبل، ثم كان بعد أيام كتبنا إلى الظهر أيضاً، فناولني عشرين درهماً وقال: اصرفها في شري الحصر. فاشتريت بها ما كنت أعلم أنه يلائمه، وبعثت به إليه، وأتيت فقال: بيض الله وجهك ليس فيك حيلة. فلا ينبغي أن نعني أنفسنا. فقلت: إنك قد جمعت خير الدنيا والآخرة فأي رجل يبر خادمه بما تبرني؟

(19/265)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 266
قصته مع الذهلي) قال الحسن بن محمد بن جابر: قال لنا محمد بن يحيى الذهلي لما ورد البخاري نيسابور: اذهبوا إلى هذا الرجل الصالح فاسمعوا منه. فذهب الناس إليه، وأقبلوا على السماع منه حتى ظهر الخلل في مجلس الذهلي، فحسده بعد ذلك وتكلم فيه. وقال أبو أحمد بن عدي: ذكر لي جماعة من المشايخ أن محمد بن إسماعيل لما ورد نيسابور واجتمعوا إليه، حسده بعض المشايخ وقال لأصحاب الحديث: إن محمد بن إسماعيل يقول: اللفظ بالقرآن مخلوق، فامتحنوه. فلما حضر الناس قام إليه رجل وقال: يا أبا عبد الله، ما تقول في اللفظ بالقرآن، مخلوق هو أم غير مخلوق فأعرض عنه ولم يجبه. فأعاد السؤال، فأعرض عنه: ثم أعاد، فالتفت إليه البخاري وقال: القرآن كلام الله غير مخلوق، وأفعال العباد مخلوقة، والامتحان بدعة. فشغب الرجل وشغب الناس، وتفرقوا عنه. وقعد البخاري في منزله. قال محمد بن يوسف الفربري: سمعت محمد بن إسماعيل يقول: أما أفعال العباد فمخلوقة، فقد ثنا علي بن عبد الله، ثنا مروان بن معاوية، ثنا أبو مالك، عن ربعي، عن حذيفة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله يصنع كل صانع وصنعته. وسمعت عبيد الله بن سعيد: سمعت يحيى بن سعيد يقول: ما زلت أسمع أصحابنا يقولون: إن أفعال العباد مخلوقة. قال البخاري: حركاتهم وأصواتهم واكتسابهم وكتابتهم مخلوقة. فأما

(19/266)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 267
القرآن المتلوالمثبت في المصاحف، المسطور المكتوب الموعى في القلوب، فهو كلام الله ليس بمخلوق. قال الله تعالى: هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم. وقال: يقال فلان حسن القراءة ورديء القراءة. ولا يقال: حسن القرآن، ولا رديء القرآن. وإنما ينسب إلى العباد القراءة لأن القرآن كلام الرب، والقراءة فعل العبد. وليس لأحد أن يشرع في أمر الله بغير علم، كما زعم بعضهم أن القرآن بألفاظنا وألفاظنا به شيء واحد. والتلاوة هي المتلو، والقراءة هي المقرئ. فقيل له: إن القراءة فعل القارئ وعمل التالي. فرجع وقال: ظننتهما مصدرين. فقيل له: هلا أمسكت كما أمسك كثيراً من أصحابك ولو بعث) إلي من كتب عنك واسترددت ما أثبت وضربت عليه. فزعم أن كيف يمكن هذا وقال: قلت ومضى قولي. فقيل له: كيف جاز لك أن تقول في الله شيئاً لا تقوم به شرحاً وبياناً إذ لم تميز بين التلاوة والمتلو. فسكت إذ لم يكن عنده جواب. وقال أبو حامد الأعمش: رأيت البخاري في جنازة سعيد بن مروان، والذهلي يسأله عن الأسماء والكنى والعلل، ويمر فيه البخاري مثل السهم، فما أتى على هذا شهر حتى قال الذهلي: ألا من يختلف إلى مجلسه فلا يأتنا. فإنهم كتبوا إلينا من بغداد أنه تكلم في اللفظ، ونهيناه فلم ينتهي فلا تقربوه. فأقام البخاري مدة وخرج إلى بخارى. قال أبو حامد الشرقي: سمعت محمد بن يحيى الذهلي يقول: القرآن كلام الله غير مخلوق من جميع جهاته وحيث تصرف. فمن لزم هذا استغنى عن اللفظ. ومن زعم أن القرآن مخلوق فقد كفر وبانت منه امرأته.

(19/267)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 268
يستتاب، فإن تاب وإلا قتل، وجعل ماله فيئاً. ومن وقف فقد ضاهى الكفر. ومن زعم أن لفظي بالقرآن مخلوق فهذا مبتدع لا يجالس ولا يكلم. ومن ذهب بعد هذا إلى محمد بن إسماعيل فاتهموه، فإنه لا يحضر مجلسه إلا من كان على مذهبه. وقال الفربري: سمعت البخاري يقول: إني لأستجهل من لا يكفر الجهمية. قال الحاكم: ثنا طاهر بن محمد الوراق: سمعت محمد بن شاذل يقول: دخلت على البخاري فقلت: إيش الحيلة لنا فيما بينك وبين محمد بن يحيى كل من يختلف إليك يطرد. فقال: وكم يعتري محمد بن يحيى الحسد في العلم، والعلم رزق الله يعطيه من يشاء. فقلت: هذه المسألة التي تحكى عنك قال: يا بني، هذه المسألة مشؤومة. رأيت أحمد بن حنبل وما ناله في هذه المسألة، وجعلت على نفسي أن لا أتكلم فيها. عنى مسألة اللفظ. وقال أبو عمرو أحمد بن نصر الخفاف: كنا يوماً عند أبي إسحاق القيسي ومعنا محمد بن نصر المروزي، فجرى ذكر محمد بن إسماعيل، فقال محمد بن نصر: سمعته يقول: من زعم) أني قلت لفظي بالقرآن مخلوق فهو كذاب فإني لم أقله. فقلت له: يا أبا عبد الله قد خاض الناس في هذا وأكثروا فيه. فقال: ليس إلا ما أقول. قال أبو عمرو الخفاف: فأتيت البخاري فناظرته في شيء من الأحاديث حتى طابت نفسه، فقلت: يا أبا عبد الله ههنا أحد يحكي عنك أنك قلت هذه المقالة.

(19/268)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 269
فقال: يا أبا عمرو احفظ ما أقول لك: من زعم من أهل نيسابور، وقومس، والري، وهمدان، وبغداد، والكوفة، والبصرة، ومكة، والمدينة، أني قلت لفظي في القرآن مخلوق فهو كذاب، فإني لم أقله. إلا أني قلت: أفعال العباد مخلوقة. وقال حاتم بن أحمد الكندي: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: لما قدم محمد بن إسماعيل نيسابور ما رأيت والياُ ولا عالماً فعل به أهل نيسابور ما فعلوا به. استقبلوه مرحلتين وثلاثة. فقال محمد بن يحيى: من أراد أن يستقبل محمد بن إسماعيل غداً فليستقبله. فاستقبله محمد بن يحيى وعامة العلماء، فقال لنا الذهلي: لا تسألوه عن شيء من الكلام، فإنه إن أجاب بخلاف ما نحن عليه وقع بيننا وبينه، ثم شمت بنا كل حروري، وكل رافضي وكل جهمي، وكل مرجئ بخراسان. قال: فازدحم الناس على محمد بن إسماعيل حتى امتلأ السطح والدار فلما كان اليوم الثاني أو الثالث قام إليه رجل، فسأله عن اللفظ بالقرآن، فقال: أفعالنا مخلوقة، وألفاظنا من أفعالنا. فوقع بينهم اختلاف، فقال بعض الناس: قال لفظي بالقرآن مخلوق. وقال بعضهم: لم يقل. حتى تواثبوا، فاجتمع أهل الدار وأخرجوهم. وكان قد نزل في دار البخاريين. وقال أحمد بن سلمة: دخلت على البخاري فقلت: يا أبا عبد الله، هذا رجل مقبول، خصوصاً في هذه المدينة، وقد لج في هذا الحديث حتى لا يقدر أحد منا أن يكلمه، فما ترى فقبض على لحيته ثم قال: فأفوض أمري إلى الله، إن الله بصير بالعباد. اللهم إنك تعلم أني لم أرد المقام بنيسابور أشراً ولا بطراً ولا طلباً للرئاسة. و إنما أبت علي نفسي في الرجوع إلى وطني لغلبة المخالفين. وقد قصدني هذا الرجل حسداً لما آتاني الله لا غير. يا أحمد إني خارج غداً ليتخلصوا من حديثه لأجلي.

(19/269)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 270
قال: فأخبرت أصحابنا، فوالله ما شيعه غيري. كنت معه حين خرج من البلد. وأقام بباب البلد) ثلاثة أيام لإصلاح أمره. وقال محمد بن يعقوب بن الأخرم: لما استوطن البخاري نيسابور أكثر مسلم الاختلاف إليه، فلما وقع بين الذهلي وبين البخاري ما وقع ونادى عليه ومنع الناس عنه انقطع أكثرهم غير مسلم. فقال الذهلي يوماً: ألا من قال بالفظ لا يحل له أن يحضر مجلسنا. فأخذ مسلم الرداء فوق عمامته وقام على رؤوس الناس. وبعث إلى الذهلي بما كتب عنه على ظهر حمال. وتبعه في القيام أحمد بن سلمة. قال محمد بن أبي حاتم: أتى رجل أبا عبد الله، فقال: إن فلاناً يكفرك فقال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا قال الرجل لأخيه يا كافر، فقد باء بها أحدهما. وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم في كتاب الجرح والتعديل: قدم محمد بن إسماعيل الري سنة خمسين ومائتين، وسمع منه: أبي، وأبو زرعة وتركا حديثه عندما كتب إليهما محمد بن يحيى أنه أظهر عندهم أن لفظه بالقرآن مخلوق. وقال أحمد بن منصور الشيرازي الحافظ: سمعت بعض أصحابنا يقول: لما قدم البخاري بخارى نصب له القباب على فرسخ من البلد، واستقبله عامة أهل البلد ونثر عليه الدنانير والدراهم والسكر الكثير، فبقي أياماً، فكتب محمد بن يحيى الذهلي إلى أمير بخارى خالد بن أحمد الذهلي: إن هذا الرجل قد أظهر خلاف السنة. فقرأ كتابه على أهل بخارى، فقالوا: لا نفارقه. فأمره الأمير بالخروج من البلد، فخرج. قال أحمد بن منصور: فحدثني بعض أصحابنا عن إبراهيم بن معقل

(19/270)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 271
النسفي قال: رأيت محمد بن إسماعيل في اليوم الذي أخرج فيه من بخارى، فقلت: يا أبا عبد الله كيف ترى هذا اليوم من يوم دخولك فقال: لا أبالي إذا سلم ديني. فخرج إلى بيكند، فسار الناس معه حزبين: حزب له وحزب عليه، إلى أن كتب إلى ه أهل سمرقند، فسألوه أن يقدم عليهم، فقدم إلى أن وصل بعض قرى سمرقند، فوقع بين أهل سمرقند فتنة بسببه. قوم يريدون إدخاله البلد، وقوم يأبون، إلى أن اتفقوا على دخوله. فاتصل به ما وقع بينهم، فخرج يريد أن يركب، فلما استوى على دابته قال: اللهم جز لي، ثلاثاً، فسقط ميتاً. وحضره أهل سمرقند بأجمعهم.) هذه حكاية منقطعة شاذة. وقال بكر بن منير بن خليد البخاري: بعث الأمير خالد بن أحمد الذهلي متولي بخارى إلى محمد بن إسماعيل أن احمل إلي كتاب الجامع، والتاريخ، وغيرهما لأسمع منك. فقال لرسوله: أنا لا أذل العلم، ولا أحمله إلى أبواب الناس، فإن كانت له إلى شيء منه حاجة فليحضر إلى مسجدي أو في داري. فإن لم يعجبه هذا فإنه سلطان، فليمنعني من الجلوس ليكون لي عند الله يوم القيامة، لأني لا أكتم العلم. فكان هذا سبب الوحشة بينهما. وقال أبو بكر بن أبي عمرو البخاري: كان سبب منافرة البخاري أن خالد بن أحمد خليقة الظاهرية ببخارى سأله أن يحضر مجلسه فيقرأ الجامع، والتاريخ على أولاده، فامتنع، فراسله بأن يعقد مجلساً خاصاً لهم، فامتنع، وقال: لا أخص أحداً. فاستعان عليه بحريث بن أبي الورقاء وغيره، حتى تكلموا في مذهبه ونفاه من البلد، فدعا عليهم. فلم يأت إلا شهر حتى ورد أمر الظاهرية بأن ينادى على خالد من البلد. فنودي عليه على أتان. وأما حريث فابتلي بأهله، ورأى فيها ما

(19/271)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 272
يجل عن الوصف، وأما فلان فابتلي بأولاده. رواها الحاكم عن محمد بن العباس الضبي عن أبي بكر هذا. قلت: كان حريث من كبار فقهاء الرأي ببخارى. قال محمد بن واصل البيكندي: من الله علينا بخروج أبي عبد الله ومقامه عندنا حتى سمعنا منه هذه الكتب، وإلا من كان يصل إليه وبمقامه في فربر وبيكند بقيت هذه الأمالي وتخرج الناس به. قال ابن عدي: سمعت عبد القدوس بن عبد الجبار يقول: جاء البخاري إلى قرية خرتنك على فرسخين من سمرقند، وكان له بها أقرباء فنزل عندهم، فسمعته ليلة يدعو وقد فرغ من صلاة الليل: اللهم قد ضاقت علي الأرض بما رحبت، فاقبضني إليك. فما تم الشهر حتى مات، وقبره بخرتنك. وقال محمد بن أبي حاتم: سمعت غالب بن جبريل، وهو الذي نزل عليه أبو عبد الله، يقول: أقام أبو عبد الله عندنا أياماً فمرض، واشتد به المرض حتى وجه رسولاً إلى سمرقند في إخراج محمد. فلما وافى تهيأ للركوب، فلبس خفيه وتعمم، فلما مشى قدر عشرين خطوة أو) نحوها وأنا آخذ بعضده، ورجل آخر معي يقود الدابة ليركبها، فقال رحمه الله، أرسلوني فقد ضعفت. ودعا بدعوات، ثم اضطجع، فقضى رحمه الله، فسال منه من العرق شيء لا يوصف. فما سكن منه العرق إلى أن أدرجناه في ثيابه. وكان فيما قال لنا وأوصى إلينا أن: كفنوني في ثلاثة أثواب بيض ليس فيها قميص ولا عمامة. ففعلنا ذلك. فلما دفناه فاح من تراب قبره رائحة غالية أطيب من المسك، فدام ذلك أياماً. قم علت سواري بيض في السماء مستطيلة بحذاء قبره، فجعل الناس يختلفون ويتعجبون. وأما التراب فإنهم كانوا يرفعون عن القبر، ولم نكن نقدر على حفظ القبر بالحراس، وغلبنا على أنفسنا، فنصبنا على القبر خشباً مشبكاً

(19/272)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 273
لم يكن أحد يقدر على الوصول إلى القبر. وأما ريح الطيب فإنه تداوم أياماً كثيرة، حتى تحدث أهل البلدة وتعجبوا من ذلك. وظهر عند مخالفيه أمره بعد وفاته. وخرج بعض مخالفيه إلى قبره، وأظهروا التوبة والندامة. قال محمد: ولم يعش غالب بعده إلا القليل ودفن جانبه وقال خلف الخيام: سمعت مهيب بن سليم يقول: مات عندنا أبو عبد الله ليلة الفطر سنة ست وخمسين. كان في بيت وحده. فوجدناه لما أصبح وهو ميت. وقال محمد بن أبي حاتم: سمعت أبا ذر يقول: رأيت في المنام محمد بن حاتم الخلقاني، فسألته، وأنا أعرف أنه ميت، عن شيخي: هل رأيته قال: نعم. ثم سألته عن محمد بن إسماعيل البخاري فقال: رأيته. وأشار إلى السماء إشارة كاد أن يسقط منها لعلو ما يشير. وقال أبو علي الغساني الحافظ: ثنا أبو الفتح نصر بن الحسن التنكتي السمرقندي: قدم علينا بلنسية عام أربعة وستين وأربعمائة قال: قحط المطر عندنا بسمرقند في بعض الأعوام، فاستسقى الناس مراراً، فلم يسقوا، فأتى رجل صالح معروف بالصلاح إلى قاضي سمرقند فقال له: إني قد رأيت رأياً أعرضه عليك. قال: وما هو قال: أرى أن تخرج وتخرج الناس معك إلى قبر الأمام محمد بن إسماعيل البخاري ونستسقي عنده، فعسى الله أن يسقينا. فقال القاضي: نعم ما رأيت.) فخرج القاضي والناس معهن واستسقى القاضي بالناس وبكى الناس عند

(19/273)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 274
القبر وتشفعوا بصاحبه، فأرسل الله السماء بماء عظيم غزير، أقام الناس من أجله سبعة أيام أو نحوها، لا يستطيع أحد الوصول إلى سمرقند من كثرة المطر وغزارته. وبين سمرقند وخرتنك نحو ثلاثة أميال. ومناقب أبي عبد الله رضي الله عنه كثيرة، وقد أفردتها في مصنف وفيها زيادات كثيرة هناك، والله أعلم. محمد بن إسماعيل بن البختري ت. ق. أبو عبد الله الحساني الواسطي الضرير. عن: ابن معاوية، ووكيع، ومحمد بن الحسن الواسطي، وعبد الله بن نمير وجماعة. وعنه: ت. ق.، وبقي بن مخلد، وأبو القاسم البغوي، وابن صاعد، ومحمد بن مخلد، والمحاملي، وآخرون. قال محمد بن محمد الباغندي: كان خيراً، مرضيا،ً صدوقاً. وقال الدارقطني: ثقة. توفي سنة ثمان وخمسين. محمد بن إسماعيل بن سمرة ت. ن. ق. أبو جعفر الأحمسي الكوفي السراج. عن: أسباط بن محمد، ومحمد بن فضيل، وأبي معاوية، ووكيع، وابن عيينة، وطبقتهم. وعنه: ت. ن. ق.، وحاجب بن أركين، وعمر البجيري، وابن خزيمة،

(19/274)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 275
وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وآخرون. قال النسائي: ثقة. وقال ابن عساكر: مات في جمادى الأولى سنة ستين. ويقال: سنة ثمان وخمسين. محمد بن أشعث السجستاني. أخو الأمام أبي داود. كان أسن من أبي داود، وأقدم سماعاً.) روى عن: أبي نعيم، ومسلم بن إبراهيم، وطبقتهما. روى عنه: أبو بكر بن أبي داود. محمد بن بزيع النيسابوري. عن: إسحاق الأزرق، وشبابة. وعنه: محمد بن شادل، ومكي بن عبدان، وجماعة. توفي في ربيع الآخر سنة أربع وخمسين ومائتين. محمد بن بشار بن داود بن كيسان الحائك الحافظ ع.

(19/275)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 276
أبو بكر العبدي البصري، بندار. والبندار في الاصطلاح هو الحافظ. وكان بندار عارفاً متقناً بصيراً بحديث البصرة، لم يرحل براً بأمه، واقتنع بحديث بلده. سمع: معتمر بن سليمان، وعبد العزيز بن عبد الصمد العمي، ومرحوم بن عبد العزيز العطار، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، وعمر بن علي بن مقدم، ومحمد بن جعفر غندرن ومحمد بن أبي عدي، ويحيى القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبا عاصم، ووكيعاً، ويزيد بن هارون. وكأنه رحل بأخرة. وعنه: ع.، وابن أبي الدنيا، وأبو زرعة، والبغوي، وابن خزيمة، وأبو العباس السراج، وزكريا الساجي، وابن صاعد، ومحمد بن المسيب الأرغياني، وأبو بكر بن أبي داود، وخلق. قال الأرغياني: سمعته يقول: كتب عني خمسة قرون، وسألوني الحديث وأنا ابن ثمان عشرة، فأخرجتهم إلى البستان وأطعمتهم الرطب وحدثتهم. قال أبو حاتم: صدوق. وقال العجلي: ثقة، كثير الحديث، حائك. وقالعبد الله بن محمد بن يونس السمناني: كان أهل البصرة يقدمون أبا موسى على بندار، وكان الغرباء يقدمون بنداراً. وقال عبد الله بن جعفر بن خاقان المروزي: سمعت بنداراً يقول: أردت الخروج، فمنعتني أمي فأطعتها. فبورك لي فيه، يعني الحديث.) وقال ابن خزيمة: سمعت بنداراً يقول: اختلفت إلى يحيى بن سعيد ذكر كثر من عشرين سنة.

(19/276)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 277
وقال أبو داود: كتبت عن بندار نحواً من خمسين ألف حديث، وكتبت عن أبي موسى شيئاً، وهو أثبت من بندار، ولولا سلامة في بندار ترك حديثه. وقال إسحاق بن إبراهيم القزاز: كنا عند بندار، فقال في حديث عن عائشة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رجل يمزح بأعيذك بالله ما أفصحك. فقال: كنا إذا خرجنا من عند روح ودخلنا على أبي عبيدة فقال: بان عليك ذلك. وقال ابن خزيمة: سمعت بنداراً يقول: ما جلست مجلسي هذا حتى حفظت جميع ما خرجته. وقال ابن خزيمة مرة: ثنا الإمام محمد بن بشار بندار. وقال في كتاب التوحيد: ثنا إمام أهل زمانه في العلم والأخبار محمد بن بشار بندار: ثنا معاذ بن هشام: حدثني أبي، عن قتادة، عن عبد الله بن شقيق قال: قلت لأبي ذر: لو رأيت النبي صلى الله عليه وسلم سألته هل رأيت ربك فقال أبو ذر: قد سألته فقال: رأيت نوراً. وقال عبد الله بن أحمد الدورقي: كنا عند ابن معين وجرى ذكر بندار، فرأيت يحيى لا يعبأ به ويستضعفه. وقال محمد بن المسيب: لما مات بندار جاء رجل إلى أبي موسى الزمن فقال: يا أبا موسى البشرى مات بندار. قال: جئت تبشرني بموته علي ثلاثين حجة إن حدثت أبداً بحديث. فبقي بعده تسعين يوماً، ومات ولم يحدث بحديث. وقال بندار: ولدت في السنة التي مات فيها حماد بن سلمة. وقال ابن حبان: ولد هو وأبو موسى في سنة واحدة، ومات في رجب

(19/277)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 278
سنة اثنتين وخمسين ومائتين. وقال ابن سيار الفرهياني: سمعت عمرو بن علي الفلاس يحلف أن بندار يكذب فيما روى عن يحيى القطان. قال الفرهياني: بندار ثقة. وكان أبو موسى أرجح منه لأنه كان لا يقرأ إلا من كتابه، وكان بندار من كل كتاب يقرأ.) محمد بن بكر بن مدكر. أبو جعفر الضرير، أحد الحفاظ. نزل بخارى، وحدث عن: حسين الجعفي، وأبي أسامة، وجماعة. وكان موصوفاً بالمعرفة والصلاح والديانة. توفي سنة ثمان وخمسين. روى عنه البخاريون، منهم: إسحاق بن أحمد بن خلف. محمد بن بور بن هانئ القرشي المروزي. نزيل بخارى. عن: عبدان بن عثمان، وخلاد بن يحيى، وعبد الله بن موسى، ويحيى بن نصر بن حاجب، وطائفة. وعنه: سهل بن شاذويه، وإبراهيم بن محمد الأسدي، وإبراهيم بن أحمد بن عبد الواحد المروزي، وآخرون. وبعضهم قال: فور، والأصح أنها بين الباء والفاء. توفي سنة سبع وخمسين. قال ابن ماكولا: يضعف في الحديث، ويروي المناكير. محمد بن تميم العنبري.

(19/278)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 279
حدث بالقيروان عن: ابن وهب، وأنس بن عياض، وطال عمره. توفي سنة ستين. وأما ابن يونس فقال: توفي سنة تسع وخمسين بقفصة. محمد بن ثواب بن سعيد الهياري ق. أبو عبد الله الكوفي. عن: عبد الله بن نمير، ويونس بن بكير، وأبي أسامة، وطائفة. وعنه: ق.، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو نعيم عبد الملك بن عدي، وأبو عوانة، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، ومحمد بن نوح الجنديسابوري، وآخرون. وكان ثقة.) قال مطين: توفي سنة ستين أيضاً. محمد بن جابر بن بجير بن عقبة ق. أبو بجير المحاربي الكوفي. عن: عبد الرحمن المحاربي، ووكيع، وابن نمير، وأبي أسامة. وعنه: ق.، وابن خزيمة، وابن صاعد، وأبو بكر بن أبي داود، وعبد الرحمن بن أبي حاتم وقال: صدوق. قال مطين: مات في ربيع الآخر سنة ست وخمسين ومائتين.

(19/279)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 280
محمد بن أبي الثلج عبد الله بن إسماعيل الرازي خ. ت. ثم البغدادي. عن: عبد الصمد بن عبد الوارث، وأبي الخضر هاشم، وروح بن عبادة، ويزيد بن هارون، وطبقتهم. وعنه: خ. ت.، وأبو بكر بن أبي داود، وأبو قريش محمد بم جمعة، وابن خزيمة، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وآخرون. قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه في سنة أربع وخمسين مع أبي، وهو صدوق. وقال ابن قانع: توفي سنة سبع وخمسين ومائتين. محمد المعتز بالله.

(19/280)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 281
أمير المؤمنين أبو عبد الله. وقيل اسمه الزبير بن المتوكل على الله جعفر بن المعتصم بالله محمد بن الرشيد بالله هارون الهاشمي العباسي. ولد سنة اثنتين ومائتين، ولم يل الخلافة قبله أحد أصغر منه. وكان أبيض جميلاً مشرباً بالحمرة، حسن الجسم، بديع الحسن قال علي بن حرب الطائي، وهو أحد شيوخ المعتز بالله في الحديث: دخلت على المعتز فما رأيت خليقة أحسن منه. وأمه أم ولد رومية. بويع عند عزل المستعين سنة اثنتين وخمسين ومائتين، وهو ابن تسع عشرة سنة، في أول السنة. فلما كان في رجب خلع أخاه المؤيد بالله من ولاية العهد، وكتب بذلك إلى الآفاق. فلم يلبث أياماً حتى مات. وخشي المعتز بالله أن يتحدث عنه أنه قتله أو احتال عليه، فأحضر القضاة حتى شاهدوه وليس به أثر. والله أعلم.) وأما نفطويه فقال: كانت خلافته أربع سنين وستة أشهر وأربعة عشر يوماً، منها بعد خلع المستعين ثلاث سنين وستة أشهر وثلاثة وعشرين يوماً. ومات عن أربع وعشرين سنة. وقال غيره: مات عن ثلاث وعشرين سنة. وكان المعتز بالله مستضعفاً مع الأتراك، فاتفق أن جماعة من كبارهم أتوه وقالوا: يا أمير المؤمنين أعطنا أرزاقنا لنقتل صالح بن وصيف. وكان المعتز يخافه، فطلب من أمه مالاً لينفقه فيهم، فأبت عليه وشحت. ولم يكن بقي في بيت الأموال شيء، فاجتمع الأتراك حينئذ واتفقوا على خلعه، ووافقهم صالح بن وصيف وبابك ومحمد بن بغا، فلبسوا السلاح وجاءوا إلى دار الخلافة، فبعثوا إلى الخليفة أن اخرج إلينا، فبعث يقول: قد شربت دواء وأنا

(19/281)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 282
ضعيف. فهجم عليه جماعة فجروا برجله وضربوه بالدبابيس، وأقاموه في الشمس في يوم صائف، فبقي المسكين يرفع قدماً ويضع أخرى، وهم يلطمون وجهه ويقولون: اخلع نفسك. ثم أحضروا القاضي ابن أبي الشوارب والشهود، وخلعوه. ثم أحضروا من بغداد إلى دار الخلافة، وهي يومئذ سامراء، محمد بن الواثق، وكان المعتز بالله قد أبعده إلى بغداد. فسلم المعتز إليه بالخلافة وبايعه، ولقبوه المهتدي بالله، رحمه الله، فلقد كان من خيار الخلايف، ولكنه لم يتمكن أيضاً من الأمر. ثم إن الملأ أخذوا المعتز بالله بعد خمس ليال من خلعه، فأدخلوه الحمام، فلما تغسل عطش وطلب الماء، فمنعوه حتى هلك وهو يطلب ماء. ثم أخرج وهو ميت عطشاً، فسقوه ماء بثلج، فشربه وسقط ميتاً. وذلك في شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين. محمد بن جنيد الإسفراييني الزاهد. رحل: وسمع: عبيد الله بن موسى، وأبا مسهر الدمشقي، وطبقتهما. ورابط بالثغور مدة. وعنه: أبو حامد بن الشرقي، وأبو عوانة، وجماعة. محمد بن حرب بن حربان خ. م. د. أبو عبد الله الواسطي النشائي، ويقال أيضاً النشاستجي. عن: إسحاق الأزرق، وإسماعيل بن علية، وأبي معاوية، وعلي بن عاصم، ويزيد بن هارون، وخلق.) وعنه: خ. م. د.، وبقي بن مخلد، وجعفر الفريابي، وأحمد بن يحيى التستري، وعبدان، وأبو عروبة، ومحمد بن هارون الروياني، وخلق.

(19/282)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 283
وقال أبو حاتم: صدوق. وقال ابن عساكر: توفي سنة خمس وخمسين. محمد بن حزابة المروزي ثم البغدادي د. الخياط العابد أبو عبد الله. عن: أبي النضر، وعبد الصمد بن عبد الوارث، وإسحاق بن منصور السلولي، والوليد بن القاسم الهمداني. وعنه: د.، ومحمد بن محمد الباغندي، ومحمد بن المسيب الأرغياني، وأحمد بن علي الجوزجاني، ومحمد بن سليمان بن فارس صاحب البخاري، وآخرون. وثقه الخطيب. محمد بن حسان بن فيروز الأزرق ق. أبو جعفر الشيباني الواسطي البغدادي، مولى معن بن زائدة. عن: سفيان بن عيينة، ويحيى القطان، ووكيع، وعبد الرحمن بن مهدي، وحسين الجعفي، وطائفة.

(19/283)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 284
وعنه: ق.، حديثاً واحداً، وإسماعيل القاضي، وابن أبي الدنيا، وإسماعيل الوراق، والحسين المحاملي، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، ومحمد بن مخلد، وخلق. وثقه الدارقطني، وغيره، توفي سنة سبع وخمسين. محمد بن الحسن بن تسنيم د. أبو عبد الله الأزدكي العتكي البصري، نزيل الكوفة. عن: محمد بن بكر البرساني، وحجاج الأعور، وروح بن عبادة. وعنه: د.، وعبدان الأهوازي، وعبد الله بن زيدان، ومحمد بن الحسين بن مكرم، وابن خزيمة، وجماعة. مات في رجب سنة ست وخمسين ومائتين.) محمد بن الحسن بن جعفر البخاري. عن: يزيد بن هارون، وعن: سعيد بن عامر الضبعي، وهذه الطبقة. وعنه: محمد القواس، وغيره. توفي سنة سبع وخمسين. أبو عبد الله النيسابوري. سمع: أبا نعيم، وعفان، ومحمد بن سابق، وعبد الله بن نافع الصائغ.

(19/284)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 285
وعنه: ابن خزيمة، وأبو حامد بن سابق، ومكي بن عبدان، وآخرون. توفي سنة ستين. محمد بن حفص بن عمر الدوري. أبو بكر. عن: حجاج الأعور، ومحمد بن مصعب الفرقساني، وغيرهما. وعنه: والده المقرئ أبو عمر، وعبد الله بن إسحاق المدائني، محمد بن مخلد العطار. توفي سنة تسع وخمسين ومائتين. محمد بن خالد. أبو بكر الصومعي الطبري. الزاهد الفقيه. رحل وسمع: عبد الله بن نمير، ووكيعاً، وأبا أسامة، ووهيب بن جرير، وروح بن عبادة، وطبقتهم. وعنه: ابن خزيمة، وأبو حامد وعبد الله ابنا الشرقي. توفي بنيسابور سنة أربع وخمسين. محمد بن خالد.

(19/285)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 286
أبو هارون الرازي الخراز. عن: عبد الله بن الجهم، وإسحاق بن سليمان، ومكي بن إبراهيم، وجماعة. وعنه: أبو زرعة، وأبو حاتم، وابن الجنيد، وابنه عبد الرحمن، وآخرون. وكان صدوقاً صالحاً يختم القرآن كل ليلة ويوم. محمد بن خالد خ.) عن: محمد بن عبد الله الأنصاري، ومحمد بن موسى بن أعين، ومحمد بن وهب بن عطية. وعنه: خ. قال الكلاباذي، والحاكم أبو عبد الله، وأبو مسعود الدمشقي، وأبو الحجاج الكلبي: إنه محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد الذهلي. محمد بن حشيش الجعفي. عن: ابن فضيل، وأبي أسامة، وجماعة. قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: صدوق، قد أدركته وكتبت من حديثه، ولم يتهيأ لي أن أسمع منه. محمد بن خطاب. أبو جعفر الموصلي الزاهد. كان كبير القدر، يتآلف الناس على طاعة الله تعالى، ولا يكاد يدخر شيئاً. روى عن: مالك بن سعير بن الخمس، ومؤمل بن إسماعيل، وأبي عبد الرحمن المقرئ. وصنف سنناً.

(19/286)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 287
وعنه: العلاء بن أيوب، ومحمد بن حامد الصائغ، والمواصلة. وكان أحد الأجواد، له أخبار في الكرم مع الفقر، رحمه الله. توفي سنة سبع وخمسين ومائتين. محمد بن خلف بن عمار العسقلاني ن. ق. عن: ضمرة بن ربيعة، وعبيد الله بن موسى، وأبو علي الحنفي، طائفة. وعنه: ن. ق.، وأبو بكر بن أبي داود، وأبو الحسن بن جوصا، وآخرون. وكان من أئمة العلم. توفي سنة ستين. محمد بن داود بن أبي ناجية د أبو عبد الله الإسكندراني. عن: سفيان بن عيينة، وعبد الله بن وهب، وضمرة بن ربيعة، وطبقتهم. وعنه: د.، وأبو بكر بن أبي داود، وعمر بن محمد بن بجير، وإبراهيم بن يوسف الهسنجاني،) وجماعة. وكان صدوقاً.

(19/287)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 288
توفي سنة إحدى وخمسين في شوال بالإسكندرية. محمد بن داود التميمي القنطري البغدادي. أخو علي بن داود. عن: آدم بن أبي إياس، وسعيد بن أبي مريم، وجماعة. وعنه: يحيى بن صاعد، وأبو عبد الله المحاملي، وآخرون. توفي سنة ثمان وخمسين ومائتين. محمد بن ديسم. أبو علي الترمذي الدقاق. نزيل سامراء. عن: أبي نعيم، وعفان، وموسى بن إسماعيل. وعنه: أبو بكر الخرائطي، ومحمد بن أحمد الأثرم، وابن أبي حاتم وقال: كتبت عنه مع أبي، وهو صدوق. محمد بن زكريا. أبو جعفر، والد ميمون الحافظ. سمع: حجاج بن محمد الأعور، ومخلد بن الحسين الزاهد. وعنه: عبد الله بن ناجية، والمحاملي. وثقه الخطيب. محمد بن زكريا القضاعي المصري. عن: محمد بن يوسف الفريابي. توفي سنة أربع وخمسين.

(19/288)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 289
قال ابن يونس: كان يفهم ويحفظ الحديث. وكان رجلاً صالحاً. محمد بن زنجويه. أبو جعفر البصري المؤذن.) حدث ببغداد عن: سفيان بن عيينة، ومالك بن سعيد، ومسلم بن قتيبة. روى عنه: الحسين والقاسم ابنا المحاملي، وجماعة. توفي سنة سبع وخمسين في رمضان. محمد بن زياد بن معروف الرازي. سكن جرجان، وحدث عن: إسحاق بن سليمان الرازي، وعبد الرحمن بن عبد الله الدشتكي، والسندي بن عبدويه. وعنه: عبد الرحمن بن علي بن زهير النرسي، وعاصم بن سعيد. وكان من رؤساء جرجان. توفي سنة سبع وخمسين. محمد بن زياد بن عبيد الله بن ربيع بن زياد خ. ق. ويقال ابن أبي سفيان عبيد الله الزيادي البصري. ويقال له اليؤيؤ. سمع: حماد بن زيد، وفضيل بن عياض، وعبد الوارث، ويزيد بن زريع، وإبراهيم بن محمد بن أبي يحيى المدني، وفضيل بن سليمان، ومسلم بن خالد الزنجي، ومعتمر بن سليمان، وطائفة.

(19/289)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 290
وعنه: خ. ق.، وعبد الله بن إسحاق المدائني، ويحيى بن صاعد، ومحمد بن هارون الروياني، وابن خزيمة، ومحمد بن حصن الألوسي، ومحمد بن أحمد بن سليمان الهروي، وأبو عروبة، ومحمد بن هارون الحضرمي، وعبد الله بن عروة الهروي، وخلق. ذكره ابن حبان في الثقات، وقال: ربما أخطأ. وروى عنه البخاري حديثاً واحداً كالمقرون بغيره، عن غندر. وكان معمراً من أبناء التسعين. وقع لنا حديثه بعلو من طريق المخلص. وبقي إلى بعد الخمسين ومائتين فيما أظن. محمد بن سعد. أبو عبد الله النيسابوري الجلاب. أخو خشنام. سمع: حفص بن عبد الرحمن، وروح عبادة.) وعنه: داود بن الحسين البيهقي بن محمد الترك. ومات في ذي الحجة سنة ست وخمسين. محمد بن سعيد الأيلي. أخو هارون بن سعيد. سمع: عبد الله بن وهب، وغيره. وتوفي سنة ثمان وخمسين. محمد بن سعيد بن حسان بن الأندلسي الصائغ. مولى بني أمية. روى عن: أشهب بن عبد العزيز، وعبد الله بن نافع. توفي سنة ستين بالأندلس.

(19/290)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 291
محمد بن سلمة. أبو عامر التجيبي، مولاهم المصري. حدث عن: ابن وهب. توفي سنة تسعين وخمسين ومائتين. قاله ابن يونس. محمد بن سهل بن عسكر م. ت. ن. أبو بكر التميمي، مولاهم البخاري نزيل بغداد. طوف البلاد، وسمع: عبد الرزاق، ومحمد بن يوسف الفريابي، ووهب بن جرير، وعبيد الله بن موسى، ويحيى بن حسان التنيسي، وسعيد بن أبي مريم، وأبا اليمان، وجماعة كبيرة. وعنه: م. ت. ن.، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو القاسم البغوي، وابن صاعد، ومحمد بن جريج، ومحمد بن هارون الحضرمي، وخلق. قال النسائي: ثقة. وقال أبو العباس السراج: توفي في شعبان سنة إحدى وخمسين. محمد بن سهل بن نوح. أبو عبد الله التميمي النيسابوري. سمع: وكيعاً، والنضر بن شميل.) وعنه: ابن خزيمة، ومحمد بن أحمد بن زهير، وغيرهما. مات قبل الستين. محمد بن سهل بن زنجلة الرازي.

(19/291)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 292
أبو جعفر، محدث جوال. عن: محمد بن سابق، وأبي صالح كاتب الليث، وأبي الوليد الطيالسي، وطبقتهم. وعنه: ابن أبي حاتم، وصدقه. محمد بن سلام بن السكن البيكندي الصغير. يروي عن: الحسن بن سوار البغوي، وعلي بن الجعد. وعنه: عبيد الله بن واصل البخاري، وغيره. يقال أنه توفي بمصر. محمد بن شعيب الأسدي النيسابوري. سمع: حفص بن عبد الرحمن، وعلي بن الحسن بن شقيق. وعند: محمد بن نعيم، وإبراهيم السكري، وغيرهما من النيسابوريين. توفي سنة ستين. محمد بن صالح بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب. أبو عبد الله العلوي الحسني الحجازي الشاعر. مدح المتوكل والمنتصر بمدائح كثيرة. وكان من فحول الشعراء، يلبس زي الأعراب. وكان ظريفاً حلو المعاشرة. توفي سنة اثنتين وخمسين ومائتين. محمد بن صالح بن مهران بن النطاح البصري الإخباري.

(19/292)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 293
المعروف بالنطاح. له تصانيف في أخبار الدول، وغير ذلك. حدث عن: معتمر بن سليمان، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، والواقدي، وأبي عبيدة معمر بن المثنى، ويوسف بن عطية، وجماعة.) وعنه: بشر بن موسى الأسدي، والهيثم بن خلف الدوري. توفي سنة اثنتين وخمسين. وآخر من روى عنه أبو حامد الحضرمي ببغداد، وأبو روق الهزاني بالبصرة. وقد روى ابن ماجة في تفسيره، عن العباس بن أبي طالب، عنه. محمد بن عامر الأندلسي. عن: عبد الله بن وهب المصري. توفي سنة سبع وخمسين ومائتين. قاله ابن يونس. محمد بن عامر الرازي القزاز. رحل وسمع: سعيد بن أبي مريم، ومحمد بن عيسى الطباع، ومحمد بن سنان العوقي، وحيوة بن شريح. قال ابن أبي حاتم: سمع منه أبي، ولم يتفق لي السماع منه، وكان صدوقاً.

(19/293)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 294
محمد بن عبادة الواسطي خ. د. ق. أبو عبد الله. عن: إسحاق الأزرق، بن هارون، وأبي أسامة، وطبقتهم. وعنه: خ. د. ق.، وعمر بن محمد بن بجير، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وابن خزيمة، وآخرون. قال أبو حاتم: صدوق. صاحب نحو وأدب. كنيته أبو جعفر. محمد بن عبد الله بن طاهر بن الحسين بن مصعب الخزاعي الخراساني. الأمير أبو العباس. كان رئيساً محتشماً، جواداً، ممدوحاً، أديباً شاعراً، مألفاً لأهل الفضل والأدب، من بيت الإمرة والتقدم.

(19/294)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 295
ولاه المتوكل على الله إمرة بغداد، وعظم سلطانه في دولة المعتز بالله إلى أن مرض بالخوانيق، فمات في سنة ثلاث وخمسين. ولم احتضر استخلف على بغداد أخاه عبيد الله بن عبد الله، فأقره عليها المعتز. وصلى على محمد ولده طاهر بن محمد.) محمد بن عبد الله بن المبارك خ. د. ن. الحافظ أبو جعفر القرشي، مولاهم المخرمي، قاضي حلوان. سمع: وكيعاً، ومعاذ بن هشام، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، وإسحاق الأزرق، وأبا أسامة، ويحيى بن يوسف الزمي، ويزيد بن هارون، وأبا معاوية، وخلقاً. وعنه: خ. د. ن.، ون. أيضاً عن أحمد بن علي المروزي عنه، وابن خزيمة، وابن بجير، ويحيى بن صاعد، والمحاملي، وخلق. قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: قال لي أبي: كتبت حديث عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر: كنا نغسل، منا من يغتسل، ومنا من لا يغتسل؟ قلت: لا.

(19/295)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 296
قال: في جانب المخرم شاب يقال له محمد بن عبد الله فاكتبه عنه. قال الباغندي: كان حافظاً متقناً. وقال النسائي، وغيره: ثقة. ووصفه بالحفظ غير واحد من الأئمة. قال عبيد الله بن محمد بن سيار الفرهياني: سمعتهم يقولون: قدم علي بن المديني بغداد، واجتمع إليه الناس، فلما تفرقوا قيل له: من وجدت أكيس القوم قال: هذا الغلام المخرمي. توفي سنة أربع وخمسين. قال الخطيب: كان من أحفظ الناس للأثر. وقال السلمي: نا الدارقطني نا الجعابي: سمعت عبد الله بن وهب الدينوري يقول: قدم علينا المخرمي الدينور قاضياً عليها، فمر بي يوماً على حمير، ومعي محدث أذاكره، فلما رأى المحبرة والكتاب سلم وقال: ما الذي أنتم فيه قلنا: نتذاكر حديث إسماعيل بن أبي خالد. فقال للغلام: امسك علي. فنزل وجلس إلينا، وذكر نحو ثمانمائة حديث من مقطوع ومسند لإسماعيل. محمد بن عبد الله بن سنجر.)

(19/296)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 297
أبو عبد الله الجرجاني الحافظ، صاحب المسند. طوف البلاد. وسمع: محمد بن يوسف الفريابي، وأبا المغيرة، ويزيد بن هارون، وعبد الله بن نمير، ويعلى بن عبيد، وأبا نعيم، وخالد بن مخلد، وأبا بكر الحميدي، وطبقتهم. وعنه: محمد بن المسيب الأرغياني، وأحمد بن عمرو الألبيري الحافظ، وعبد الجبار بن أحمد السمرقندي بمصر، وعبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن رشدين، ومحمد بن دليل، وعيسى بن مسكين، وإبراهيم بن محمد بن الضحاك، وجماعة من الرحالين. قال ابن سنجر: خرجت إلى الرحلة ومعي إسحاق الكوسج، وكان معي تسعة آلاف دينار. وكان إسحاق يورق لي ويتزوج في كل بلد، وأؤدي عنه المهر. وثقه ابن أبي حاتم، وغيره. وكان قد سكن بلاد مصر، فتوفي في ربيع الأول سنة ثمان وخمسين بقرية قطابة. وكان قد سكنها في آخر عمره. محمد بن عبد الله بن يزيد ن. ق. أبو يحيى بن المقرئ أبي عبد الرحمن المكي.

(19/297)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 298
سمع: أباه، وسفيان بن عيينة، وأيوب بن النجار اليمامي، وسعيد بن سالم القداح. وعنه: ن. ق.، وأبو الحسن بن جوصا، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وحفيده عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد، وآخرون. وثقه النسائي. وتوفي سنة ست وخمسين في شعبان. وقع لنا حديثه عالياً في جزء البانياسي، وغيره محمد بن عبد الرحمن الهروي. أبو عبد الرحمن. عراقي حافظ. نزل الري، وحدث عن: حسين الجعفي، ويزيد بن هارون، وابن أبي فديك، وطبقتهم. وعنه: علي بن الحسين بن الجنيد، وابن أبي حاتم، وقال: حافظ لحديث الزهري، ومالك. صدوق.) محمد بن عبد الرحمن بن الحسن بن علي ق. أبو بكر الجعفي. عن: عم أبيه حسين بن علي الجعفي، وأبي أسامة، وزيد بن الحباب، وأسباط بن محمد، وأبي يحيى الحماني، ومحمد بن بشر العبدي، وعمر بن شبيب المسلي، وطائفة.

(19/298)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 299
وعنه: ق.، وأبو داود في كتاب القدر له، وابنه أبو بكر، وأبو عروبة، ومحمد بن جعفر بن ملاس، وأحمد بن عمر بن جوصا، وأبو جهم بن طلاب المشغراني، وأبو الفضل أحمد بن عبد الله بن هلال السلمي، وآخرون. قال أبو حاتم: سألت أبا بكر بن أبي شيبة عنه فقال: كان يحفظ الحديث، كان جيد الحفظ للمسند والمنقطع. وقال أبو زرعة: التقيت معه وحفظت منه أشياء. وقال ابن يونس: قدم مصر وكتبت عنه، وخرج إلى دمشق. وتوفي يوم الاثنين لأربع عشرة ليلة خلت من جمادى الآخرة سنة ستين ومائتين. محمد بن أبي نوح عبد الرحمن بن غزوان البغدادي. ويدعى أبوه: قراد. حدث عن: مالك بن أنس، وشريك القاضي، والمنكدر بن محمد، وإبراهيم بن سعد، وحماد بن زيد. وعنه: أحمد بن عبد الله بن سابور، وعبد الله بن محمد بن ياسين، والمحاملي. قال الدارقطني: متروك. وقال ابن عدي: هو ممن يتهم بوضع الحديث، يروي عن الثقات بواطيل.

(19/299)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 300
وقال ابن حبان، وذكر له مناكير: سألت ابن خزيمة مراراً مراراً عن هذه الأحاديث، ثم قرأت عليه، فلما قلت: حدثكم محمد بن عبد الرحمن بن غزوان، أدخل إصبعيه في إذنيه في أول شيء ثم قال: نعم، وأنا خائف أنه كذاب. محمد بن عبد الرحيم بن أبي زهير الحافظ خ. د. ت. ن. أبو يحيى العدوي، مولى عمرو رضي الله عنه. الفارسي ثم البغدادي، صاعقة. طوف، وسمع: يزيد بن هارون، وشبابة بن سوار، وأبا أحمد الزبيري، ومعلى بن منصور،) وروح بن عبادة، ويعقوب بن إبراهيم بن سعد، وطبقتهم. وعنه: خ. د. ت. ن.، وزكريا خياط السنة، وأبو بكر بن أبي داود، ويحيى بن صاعد، والحسين المحاملي، وطائفة. وثقه النسائي، وغيره. وقال أبو بكر الخطيب: كان متقناً ضابطاً عالماً حافظاً.

(19/300)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 301
وقال محمد بن محمد بن داود الكرجي: سمي صاعقة لأنه كان جيد الحفظ، وكان بزازاً. قال السراج قال لي: ولدت سنة خمس وثمانين ومائة ومات في شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين. محمد بن عبد الملك بن زنجويه أبو بكر البغدادي الغزال. صاحب الإمام أحمد وجاره. طوف الكثير، وسمع: عبد الرزاق، ومحمد بن يوسف الفريابي، ويزيد بن هارون، وزيد بن الحباب، وأبا المغيرة الحمصي، وجعفر بن عون، وطبقتهم. وعنه:، وإبراهيم الحربي، وأبو يعلى الموصلي، وأبو القاسم البغوي، وابن صاعد، وعبد الله بن عروة الهروي، وخلق. وعبد الرحمن بن أبي حاتم، والحسين والقاسم ابنا المحاملي. وثقه النسائي، وغيره.

(19/301)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 302
وكان من أجلاس الحديث. توفي في جمادى الآخرة سنة ثمان وخمسين ومائتين. محمد بن عبيد الله بن عمرو الرقي. كان يخضب، وله عقب بالرقة. بقي إلى سنة سبع وخمسين، ولا أعلم له رواية. محمد بن عبيد الله بن العظيم ن. أبو عبد القرشي الكريزي الكندي البصري الفقيه. قاضي الديار المصرية. روى عن: الحسن بن بشر البجلي، وأبي عاصم النبيل، وإبراهيم بن زياد سبلان، وعلي بن المديني، وجماعة. وعنه: ن.، وأبو عروبة الحراني، ومحمد بن عبد الله بن محمد الدمشقي سلجويه.) قال النسائي: لا بأس به. قال أبو علي الحراني: مات بالرقة سنة ستين. محمد بن عثمان بن أبي صفوان بن مروان. أبو عبد الله البغدادي الثقفي. عن: يحيى القطان، ومعاذ بن هشام، ووهب بن جرير، وعبد الرحمن بن مهدي، وأمية بن خالد، وطائفة.

(19/302)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 303
وعنه: د. ن.، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو بكر أحمد بن محمد بن عمر البصري الحراني، وأبو عروبة الحراني، وأبو بكر بن أبي داود، وابن خزيمة، وابن صاعد، وأبو حامد الحضرمي، وخلق. قال أبو حامد: ثقة. وقال ابن أبي عاصم: مات سنة اثنتين وخمسين. محمد بن عثمان بن كرامة خ. د. ت. ق. أبو جعفر، وقيل أبو عبد الله العجلي. مولاهم الكوفي، نزيل بغداد. كان وراق عبيد الله بن موسى، فسمع منه، ومن: عبد الله بن نمير، وأبي أسامة، ومحمد بن بشر، وحسين الجعفي، ومحمد، ويعلى ابني عبيد، وجماعة. وعنه: خ. د. ت. ق.، وابن أبي الدنيا، وابن أبي داود، وابن صاعد، ومحمد بن مخلد، وآخرون. قال أبو حاتم، وغيره: كان صدوقاً. وقال مطين: مات في رجب سنة ست وخمسين. قال: وقع لنا حديثه عالياً، أخبرناه أبو المعالي الهمداني، عن أبي بكر بن شابور، عن عبد العزيز الشيرازي ح. وأنباناه أبو المرهف القيسي: أنا ابن الحصري، أنا ابن البطي قالا: أنا رزق الله، أنا ابن مهدي، أنا ابن مخلد، عنه. وعند ابن اللتي عدة أحاديث عالية له.

(19/303)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 304
محمد بن عقبة بن علقمة البيروتي. عن: أبيه، وخالد بن يزيد. وعنه: محمد بن محمد الباغندي، وأحمد بن جوصا.) قال أبو حاتم: صدوق. وقال ابن أبي حاتم: كتب إلي من بيروت ببعض حديثه. محمد بن عقيل بن خويلد ن. ق. أبو عبد الله الخزاعي النيسابوري، الرجل الصالح. روى عن: حفص بن عبد الرحمن، وحفص بن عبد الله، وجعفر بن عون، وعلي بن الحسين بن واقد، وأبي عاصم، وجماعة. وعنه: ن. ق.، وأبو داود في كتاب الناسخ والمنسوخ، وأبو بكر بن زياد، وأبو عوانة، وابن خزيمة، وأبو العباس السراج، وجماعة آخرهم محمد بن علي المذكر شيخ الحاكم. توفي سنة سبع وخمسين. قال النسائي: ثقة. قلت: له عدة أولاد رووا.

(19/304)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 305
محمد بن علي بن.... عن: عبد الوهاب بن عطاء، وغيره. وحدث بالموصل. توفي سنة ست. محمد بن.... أبو جعفر. روى عن: أبيه. وسمع من أبي عبيد غريب الحديث. روى عنه:... بن أبي سعد الوراق. وثقه الدارقطني. محمد بن خلف الكوفي. عن: يحيى بن هاشم السمسار، وعمرو بن عبد الغفار. وعنه: أبو ذر أحمد بن الباغندي. محمد بن عمر بن هياج الصائدي الكوفي. عن: إسماعيل بن صبيح اليشكري، وعبيد الله بن موسى.) وعنه: ت. س. ق.، وأبو طاهر الحسن بن فيل، وابن خزيمة، وابن أبي داود، وجماعة. توفي سنة خمس وخمسين. محمد بن عمر بن الوليد ت. ق.

(19/305)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 306
أبو جعفر الكندي الكوفي. عن: عبد الله بن نمير، ومحمد بن فضيل. وعنه: ت. ق. أيضاً، وعمر بن محمد بن بجير، ويحيى بن صاعد، وبدر بن الهيثم، وآخرون. توفي سنة ست وخمسين. محمد بن عمر بن أبي مذعور. أبو جعفر البغدادي. عن: روح بن عبادة، وحرمي بن عمارة، وجماعة. وعنه: أحمد بن محمد الأدمي، ومحمد بن مخلد العطار. توفي في ذي الحجة سنة ثمان وخمسين. محمد بن عمرو بن أبي مذعور. أبو عبد الله البغدادي ابن عم محمد بن عمر المذكور قبله، وهو الأسن. سمع: عبد العزيز بن أبي حازم، والوليد بن مسلم، وجماعة. توفي بعد الخمسين ومائتين. محمد بن عمرو بن يونس. أبو جعفر التغلبي الكوفي. ويعرف بالسوسي. حدث بدمشق ومصر عن: أبي معاوية الضرير، وابن نمير. وعنه: أبو الجهم بن طلاب، وابن جوصا، وجماعة.

(19/306)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 307
توفي سنة تسع وخمسين. محمد بن عمرو بن عون. أبو عون الواسطي. سمع أباه ومحمد بن أبان الواسطي. وعنه: الباغندي، وابن مخلد، وعبد الرحمن بن أبي حاتم وقال: ثقة. محمد بن عمرو بن حنان الكلبي الحمصي ن.) حدث ببغداد عن: بقية بن الوليد، وضمرة بن ربيعة، ويحيى بن سعيد العطار، وجماعة. وعنه: ن.، وابن جوصا، والقاضي المحاملي، وآخرون. وثقه الخطيب ومات سنة سبع وخمسين ومائتين. وكان مولده سنة أربع وسبعين ومائة. محمد بن عيسى بن رزين التيمي الرازي. ثم الإصبهاني المقرئ. أحد أعلام القرآن العظيم. قرأ على: نصير، وعلى: خلاد بن خالد، وجماعة. قرأ عليه: الحسن بن العباس الرازي، وأبو سهل حمدان، وجماعة. وروى الحديث أيضاً عن: إسحاق بن سليمان، وعبيد الله بن موسى،

(19/307)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 308
وعبد الرحمن الدشتكي، وجماعة. وصنف كتاب الجامع في القراءات. وكان رأساً في العربية، وصنف في العدد والرسم وغير ذلك. قال أبو نعيم: ما أعلم أحداً أعلم منه في فنه، يعني القراءات. نقله أبو نعيم عن أبي زرعة الرازي. وله اختيار حسن في القراءات. وكان شيخ يلك الديار، رحمه الله تعالى. وقال الداني: أجل أصحابه الفضل بن شاذان. وممن قرأ عليه: محمد بن عبد الرحيم الإصبهاني، وموسى بن عبد الرحمن. توفي سنة ثلاث وخمسين. وقيل: توفي سنة إحدى وأربعين، والأول أشبه. قال أبو حاتم: صدوق محمد بن عيسى. أبو عبد الله الإصبهاني الزجاج، إمام جامع إصبهان. رحل وكتب الكثير، روى عن: أبي عاصم النبيل، وعبيد الله بن موسى، والحسين بن حفص. وعنه: محمد بن علي بن الجارود، ومحمد بن أحمد بن يزيد الزهري، وغيرهما. محمد بن غالب. أبو جعفر الأنماطي البغدادي المقرئ.)

(19/308)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 309
أخذ القراءة عرضاً عن شجاع بن أبي نصر، وهو أضبط أصحابه، عن أبي عمرو. وقرأ عليه: أحمد بن إبراهيم القصباني، والحسن بن الحباب، ونصر بن القاسم الفرائضي، ومحمد بن معلى الشونيزي، وغيرهم. وكان مع حذقه بالقرآن أمياً لا يكتب قال النقاش: وكان ينادي فيكسب في اليوم القيراط وأكثر. وكان رجلاً صالحاً ورعاً. وقال عبيد الله بن إبراهيم: مات أستاذي محمد بن غالب سنة أربع وخمسين ببغداد. وممن قرأ عليه: الحسن بن الحسن الصواف، وأحمد بن مردويه القصباني، والعباس بن الفضل الرازي. محمد بن الفضل. أبو جعفر الجرجائي الكاتب. ولي وزارة المتوكل عندما نكب ابن الزيات، ثم عزله عن قريب، ثم وزر قليلاً للمستعين. وكان بين موته وموت الفضل بن مروان الوزير أيام يسيرة. محمد بن الفضل بن خداش البخاري ثم البلخي. سمع المقرئ ويعلى بن عبيد وأبا جابر ومحمد بن عبد الملك ومحمد بن سلام البيكندي ترجمة السليماني وقال: روى عنه شيوخنا. محمد بن الفضيل البلخي الزاهد، عبد الله بن نمير، وأبا ضمرة، وأبا أسامة. وعنه: أبو بكر أحمد بن محمد الذهبي، وعلي بن أحمد البلخيان. وكان صدوقاً.

(19/309)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 310
توفي سنة ثمان وخمسين 2. محمد بن قدامة الطوسي. عن: جرير بن عبد الحميد. وعنه: محمد بن مخلد العطار. مجهول الحال. محمد بن كرام بن عراق بن حزابة بن البراء. الشيخ الضال المجسم أبو عبد الله السجستاني، شيخ الكراميين. حدث عن: إبراهيم بن يوسف البلخي، وعبد الله بن مالك بن سليمان الهروي، وأحمد بن عبد الله الجويباري، وجماعة. وعنه محمد بن اسماعيل بن اسحاق وابراهيم بن محمد بن سفيان) وعبد الله القيراطي وابراهيم بن حجاج النسابوزيون قال الحاكم: ولد بقرية من قرى زرنج بسجستان، ثم دخل خراسان وأكثر الاختلاف إلى أحمد بن حرب الزاهد. سمع اليسير من: علي بن إسحاق السمرقندي، عن محمد بن مروان، عن الكلبي.

(19/310)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 311
وسمع.... قال: وأكثر عن أحمد الجويباري، ومحمد بن تميم الفاريابي. ولو عرفهما لأمسك عن الرواية عنهما. ولما ورد نيسابور بعد المجاورة بمكة خمس سنين وانصرف إلى سجستان، وباع بها ما كان يملكه، وجاء إلى نيسابور، حبسه محمد بن عبد الله بن طاهر، وطالت محنته، فكان يغتسل كل يوم جمعة، ويتأهب للخروج إلى الجامع، ثم يقول للسجان: أتأذن لي في الخروج فيقول: لا. فيقول: اللهم إني بذلت مجهودي، والمنع من غيري. قال: وبلغني أنه كان معه جماعة من الفقراء، وكان لباسه مسك ضأن مدبوغ غير مخيط، وعلى رأسه قلنسوة بيضاء. وقد نصب له دكان لبن. وكان يطرح له قطعة فرو فيجلس عليها ويعظ ويذكر ويحدث. قال: وقد أثنى عليه، فيما بلغني، ابن خزيمة، واجتمع به غير مرة. وكذلك أبو سعيد عبد الرحمن بن الحسين الحاكم، وهما إماما الفريقين. وحدثني محمد بن حمدون المذكر: ثنا أبو الفضل محمد بن الحسين الصفار: سمعت ابن كرام الزاهد يقول: خمسة أشياء من حياة القلب: الجوع، وقراءة القرآن، وقيام الليل، والتضرع عند الصبح، وجالسة الصالحين. وقال عبد الله بن محمد بن سلم المقدسي: سمعت محمد بن كرام يقول: قدر فرعون أن يؤمن ولكن لم يؤمن. قلت: هذا كلام يقوله المعتزلي والسني، وكل واحد منهما يقصد به شيئاً.

(19/311)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 312
وعن يحيى بن معاذ الرازي قال: الفقر بساط الزهاد، وابن كرام على بساط الزاهدين. وقال محمد بن الحسين الصفار: سمعت ابن كرام يقول: الخوف يمنع عن الذنوب، والحزن) يمنع عن الطعام، والرجاء يقوي على الطاعة، وذكر الموت يزهد في الفضول. وقال أبو إسحاق أحمد بن محمد بن يونس الهروي: سمعت عثمان الدارمي يقول: حضرت مجلس أمير سجستان إبراهيم بن الحصين يوم أخرج محمد بن كرام من سجستان، وحضر عثمان بن عفان السجستاني وأهل العلم، فدعي محمد كرام، فقال له الأمير: ما هذا العلم الذي جئت به ممن تعلمت ومن جالست قال: إلحام ألحمنيه الله تعالى، بالحاء. فقال له: هل تحسن التشهد قال: نعم، الطلوات لله بالطاء، حتى بلغ إلى قوله: السلام عليك أيها النبي. فأشار إلى إبراهيم بن الحصين، فقال له: قطع الله يدك. وأمر به فصفع وأخرج. وقال ابن حبان: محمد بن كرام كان قد خذل حتى التقط من المذاهب أردأها، ومن الأحاديث أوهاها. ثم جالس الجويباري، ومحمد بن تميم السعدي، ولعلهما قد وضعا على النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين مائة ألف حديث. ثم جالس أحمد بن حرب، وأخذ عنه التقشف. ولم يكن يحسن العلم. وأكثر كتبه المصنفة صنفها له مأمون بن أحمد السلمي. وحدثني محمد بن المنذر، سمع عثمان بن سعيد الدارمي يقول: كنت عند إبراهيم بن الحصين، إذ دخل علينا رجل طوال عليه رقاع، فقيل: هذا ابن كرام.

(19/312)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 313
فقال له إبراهيم: هل اختلفت إلى أحد العلماء قال: لا. قال: لقيت عثمان بن عفان السجستاني قال: لا. قال: فهذا العلم الذي تقوله، من أين لك قال: هذا نور جعله الله في بطني. قال: تحسن التشهد قال: نعم، التهيات له والصلوات والتيبات. السام ألينا وألى إباد الله الصالحين، أشحد أن لا إله إلا الله وأشحد أن مهمداً أبدك ورسولك. قال: قم، لعنك الله. ونفاه من سجستان.) قال ابن حبان: هذا حاله في ابتداء أمره، ثم لما أخذ في العلم أحب أن ينشئ مذاهب لتعرف به. جعل الإيمان قولاً بلا معرفة قلب، فلزمه أن المنافقين لعنهم الله مؤمنون. قال: وكان يزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن حجة الله على خلقه إن الحجة لا تندرس ولا تموت. وكان يزعم أن الاستطاعة قبل الفعل. وكان يجسم الرب جل وعلا، وكان داعية إلى البدع يجب ترك حديثه فكيف إذا اجتمع إلى بدعته القدح في السنن والطعن في منتحليها. قلت: ونظيره في زهده وضلاله عمرو بن عبيد. نسأل الله السلامة. وأخبث مقالاته أن الإيمان قول بلا معرفة قلب، كما حكاه عنه ابن حبان. وقال أبو محمد بن حزم: غلاة المرجئة طائفتان، قالت إحداهما: الإيمان قول باللسان وإن اعتقد الكفر بقلبه فهو مؤمن ولي الله، من أهل الجنة. وهو قول محمد بن كرام السجستاني وأصحابه. وقالت الأخرى: الإيمان للمقر بالشهادتين وإن أعلن الكفر بلسانه.

(19/313)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 314
وقال أبو العباس السراج: شهدت أبا عبد الله البخاري، ودفع إليه كتاب من محمد بن كرام يسأله عن أحاديث منها: الزهري، عن سالم، عن أبيه، رفعه: الإيمان لا يزيد ولا ينقص. فكتب على ظهر كتابه: من حدث بها استوجب الضرب الشديد و الحبس الطويل. قال الحاكم: وحدثني الثقة قال: أنا عبد الرحمن بن محمد قال: قال أحمد بن محمد الدهان: خرج عبد الله كرام الزاهد من نيسابور في سنة إحدى وخمسين ومائتين، ومات بالشام في صفر سنة خمس وخمسين. ومكث في سجن نيسابور ثمان سنين. قالوا: وتوفي ببيت المقدس من الليل. فحمل بالغد، ولم يعلم بموته إلا خاصته، ودفن في مقابر الأنبياء بقرب زكريا ويحيى عليهما السلام. قال: وتوفي وأصحابه ببيت المقدس نحو عشرين ألفاً. قال الحسن بن علي الطوسي كردوس: سمعت محمد بن أسلم الطوسي يقول: لم يعرج إلى السماء كلمة أعظم وأخبث من ثلاث: قول فرعون: أنا ربكم الأعلى. وقول بشر المريسي: القرآن مخلوق. وقول محمد بن كرام: المعرفة ليست من الإيمان. قال الحسن بن إبراهيم الجوزقاني الهمذاني في كتاب الموضوعات له: كان ابن كرام يتعبد) ويتقشف، وأكثر ظهور أصحابه بنيسابور وأعمالها، وبيت المقدس. ومنهم طائفة قد عكفوا على قبره، مال إليهم كثير من العامة لاجتهادهم وظلف عيشهم. وكان يقول: الإيمان لا يزيد ولا ينقص، وهو قول باللسان مجرد عن عقد القلب، وعمل الأركان. فمن أقر بلسانه كلمة التوحيد فهو مؤمن حقاً، وإن اعتقد الكفر بقلبه، والتثليث، وأتى كل فاحشة وكبيرة، إلا أنه مقر بلسانه، فهو موحد ولي الله من أهل الجنة لا تضره سيئة. فلزمهم من هذا القول أن المنافقين مؤمنون حقاً.

(19/314)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 315
قلت: كأنه تمسك بظاهر قوله عليه السلام: من قال لا إله إلا الله دخل الجنة. قال الجوزقاني: وطائفة منهم تسمى المهاجرية، تقول بأن الله تعالى جسم لا كالأجسام، وأن الأنبياء تجوز منهم الكبائر إلا الكذب في البلاغ. وقد نفاه صاحب سجستان وهاب قتله لما رآه زاهداً بزي العباد، فقدم نيسابور، وافتتن به خلق كثير من أهلها، فنفاه متولي نيسابور، فخرج معه خلق كير من أعيان الناس. وامتد على حاله إلى بيت المقدس، فسكن هناك. وقال شرف بن مرجا المقدسي: أخبرني أبي، عن أبيه، أن أبا عبد الله بن كرام دخل بيت المقدس، فتكلم، فجاءه غريب بعد ما سمع منه أهل الأندلس حديثاً كثيراً، فسأله عن الإيمان، فقال: قول بعد أن أمسك عن جوابه غير مرة. فلما سمعوا ذلك منه حرقوا ما كتبوا عنه، ونفي إلى زغر ومات بها، فحمل إلى بيت المقدس. محمد بن كيسان بن يزيد. أبو عبد الله التميمي النيسابوري. ويعرف بأبي عبد الله المحاملي. سمع: علي بن عياش، ووكيعاً، والنضر بن شميل، وعبد الرحمن بن مغراء، وهارون بن المغيرة، وجماعة. وعنه: إبراهيم بن أبي طالب، وابن خزيمة، وآخرون. قال الحسين القباني: توفي سنة أربع وخمسين. محمد بن محمد بن خلاد الباهلي. أبو عمر.

(19/315)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 316
عن: معن بن عيسى، ومسدد. روى أبو داود عنه رواية.) وروى عنه: أبو روق الهزاني، وأحمد بن الخيل الحريري. وكان من قتله الزنج صبراً قال أبو داود: رأيته في النوم فقلت: ما فعل الله بك فقال: أدخلني الجنة قال: ما ضرك الوقف: توفي سنة سبع وخمسين ومائتين. محمد بن محمد بن عقبة بن السكن. أبو الفضل الأسدي البخاري الزاهد. عن: معلى بن عبيد، وعبيد الله بن عبد المجيد، وأبي نعيم. وعنه: إسحاق بن أحمد بن خلف، ويوسف بن ريحان، وسهل بن شاذويه. ذكره ابن ماكولا. واسم جده الثامن أحبش، بموحدة. محمد بن المثنى بن عبيد بن قيس الحافظ ع.

(19/316)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 317
أبو موسى العنزي البصري الزمن. ولد سنة مات حماد بن سلمة. وسمع: يزيد بن زريع، ومعتمر بن سليمان، ومحمد بن جعفر غندر، ويحيى القطان، وسفيان بن عيينة، وطبقتهم. وعنه: ع.، ون. أيضاً، عن رجل، عنه، ومحمد بن يحيى الذهلي، وأبو حاتم الرازي، وابن صاعد، وابن خزيمة، وأبو عروبة، وخلق سواهم كثير، آخرهم أبو عبد الله المحاملي. وكان أرجح من بندار وأحفظ، لأنه رحل، وبندار لم يرحل قال أبو عروبة: ما رأيت بالبصرة أثبت من أبي موسى، ويحيى بن حكيم. مات سنة اثنتين وخمسين بعد بندار بثلاثة أشهر، فاتفقا في المولد والوفاة، وطلبا العلم ولهما خمس عشرة سنة أو نحوها. وكان نظيرين في الحفظ والإتقان. واتفق الأئمة الستة على الرواية عنهما. قال صالح جزرة: كان محمد بن المثنى في عقله شيء، وكنت أقدمه على بندار.

(19/317)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 318
ويروى عن أبي موسى أنه قال: نحن قوم لنا شرف، صلى النبي صلى الله عليه وسلم إلينا. يريد أنه صلى إلى عنزة، فما أدري هل فهم معكوساً أو أنه قال ذلك مزاحاً.) أخبرنا أحمد بن إسحاق: أنا محمد بن وهبة الله المراتبي: أنا عمي أبو بكر محمد بن عبد العزيز الدينوري سنة تسع وثلاثين وخمسمائة: أنا عاصم بن الحسن، أنا عبد الواحد بن محمد: ثنا الحسين بن إسماعيل القاضي إملاء: ثنا محمد بن المثنى، ثنا ابن عيينة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم لما جاء إلى مكة دخلها من أعلاها وخرج من أسفلها. وأنبأناه أبو الغنائم بن علان، والمؤمل بن محمد، وآخرون، قالوا: أنا أبو اليمن الكندي، أنا أبو منصور الشيباني، أنا أبو بكر الخطيب، أنا عبد الواحد، فذكره. وأنا أحمد بن هبة الله، عن أبي روح الهروي: أنا زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد أحمد بن إبراهيم، أنا محمد بن الفضل، أنا جدي أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة: ثنا موسى، وعبد الجبار قالا: ثنا سفيان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل مكة دخلها من أعلاها وخرج من أسفلها. لفظ أبي موسى أخرجه الجماعة، سوى ابن ماجة، عن أبي موسى الزمن، فوقع موافقة عالية. وآخر من روى حديث أبي موسى عالياً أبو الفضل الطوسي بالموصل.

(19/318)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 319
محمد بن المثنى بن زياد. أبو جعفر السمسار شيخ بغدادي زاهد معروف، صحب بشر بن الحارث مدة، وروى عنه، وعن عفان. وعنه: عبد الرحمن بن أبي حاتم، ومحمد بن مخلد، وغيرهما. قال أبو بكر الخطيب: هو صدوق. توفي سنة ستين. محمد بن مسلم. أبو بكر البغدادي القنطري الزاهد، أحد الأولياء. قال أبو الحسين بن المنادي: كان ينزل قنطرة بردان، وكان يشبه ببشر الحافي في الورع وترك الدنيا، يتقوت باليسير. أخبرت أنه كان ينسخ جامع سفيان ببضعة عشر درهماً منها قوته. وقيل: كان مجاب الدعوة. وكان الجنيد يزروه.) وقال ابن مخلد: مات في ذي الحجة سنة ستين ومائتين. محمد بن معاوية ين يزيد بن مالج ن. أبو جعفر البغدادي. عن: إسماعيل بن جعفر المدني، وإبراهيم بن سعد، وخلف بن خليفة، وغيرهم. وعنه: ن.، ومحمد بن جرير الطبري، ومحمد بن حامد السني، وابن صاعد، والمحاملي، وجماعة.

(19/319)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 320
وكان يتجر في الأنماط. قال النسائي: لا بأس به. محمد بن معدان بن عيسى الحراني ن. عن: الحسن بن محمد بن أعين، وعبد الله بن يزيد المقرئ. وعنه: ن.، وأبو عروبة الحراني، ومحمد بن المسيب الأرغياني، وجماعة. وثقه النسائي. توفي سنة ستين. محمد بن معمر بن ربعي ع. أبو عبد الله القيسي البصري البحراني الحافظ. عن: أبي أسامة، وحرمي بن عمارة، وروح بن عبادة، وجماعة كثيرة. وكان من كبار المحدثين وأثباتهم. روى عنه: ع.، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو بكر بن أبي الدنيا داود، وأبو بكر بن خزيمة، وخلق. توفي سنة ست وخمسين ومائتين.

(19/320)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 321
محمد بن المغيرة الشهرزوري. عن: أيوب بن سويد الرملي، ويحيى بن الحسن المدائني، وغيرهما. وعنه: محمد بن هارون بن المجدر، وعمر بن سعيد بن سنان. قال ابن عدي: هو عندي ممن يضع الحديث. محمد بن منخل بن عبد الله بن حماد.) أبو عبد الله النيسابوري. سمع في الرحلة: سفيان بن عيينة، وأبا ضمرة أنس بن عياض، وجماعة. وعنه: ابن خزيمة، وأبو حامد بن الشرقي، ومكي بن عبدان، وجماعة. وكان صدوقاً. توفي سنة ثمان وخمسين. قال الحسن بن محمد بن جابر: ثنا محمد بن منخل بن عبد الله بن حماد بن سهم بن عبد الله و... بن سمرة. قال الحسن: وكان قد جلس بعد موت محمد بن يحيى، واجتمع عليه خلق عظيم. مات في آخر سنة ثمان وخمسين. وقال الحاكم: أدرك الجماعة، ولم يدركهم محمد بن يحيى. سمع عمرو السدوسي، والنضر بن شميل، وسفيان، وابن أبي فديك. محمد بن منصور بن عبد الرحمن.

(19/321)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 322
أبو عبد الله السلمي النيسابوري. لم يرحل. وسمع: الحفصين، ومكي بن إبراهيم، وعبد الرحمن بن قيس الزعفراني، والجارود بن يزيد. وعنه: جعفر بن أحمد الشاماتي، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة، وجماعة. توفي سنة ثمان أيضاً. محمد بن منصور بن داود بن إبراهيم د. ن. أبو جعفر الطوسي العابد. نزيل بغداد. سمع: سفيان بن عيينة، ومعاذ بن معاذ، وإسماعيل بن علية، ويعقوب بن إبراهيم الزهري، وجماعة. وعنه: د. ن.، ومطين، وابن صاعد، ومحمد بن هارون الحضرمي، وأبو عبد الله المحاملي، وآخرون. قال المروذي: سألت أبا عبد الله، عن محمد بن منصور، فقال: لا أعلم إلا خيراً، صاحب صلاة.) وقال النسائي: ثقة. وقال ابن شاهين: ثنا أحمد بن محمد المؤذن: سمعت محمد بن منصور الطوسي وحواليه قوم فقالوا: يا أبا جعفر إيش اليوم عندك، قد شك الناس فيه يوم عرفة هو وغيره فقال: اصبروا. ودخل البيت، ثم خرج فقال: هو يوم عرفة. فاستحوا أن يقولوا له من أين ذاك. فعدوا الأيام فكان كما قال. فسمعت أبا بكر بن سلام

(19/322)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 323
الوراق يقول له: من أين علمت؟ قال: دخلت فسألت ربي، فأراني الناس في الموقف. وقال: أبو سعيد النقاش: محمد بن منصور الطوسي أستاذ أبي العباس بن مسروق، وأبي سعيد الخراز، كتب الحديث ورواه. ثم قال: أنبأ أبو نصر عبد الله بن علي السراج: حدثني أحمد بن محمد البرذعي: سمعت أبا الفضل الورثاني: سمعت أبا سعيد الخراز يقول: سألت محمد بن منصور الطوسي عن حقيقة الفقر، فقال: السكون عند كل عدم والبذل عند كل وجود. قال: سمعت أبا بكر الرازي يقول: سمعت عبد العزيز الطيفوري يقول: سئل محمد بن منصور: إذا أكلت وشبعت ما شكر تلك النعمة قال: أن تصلي حتى لا يبقى في جوفك منه شيء. وقال الحسين بن مصعب: ثنا محمد بن منصور الطوسي قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم، فقلت: مرني بشيء حتى ألتزمه. قال: عليك باليقين. وعنه قال: يعرف الجاهل بالغضب في كل شيء، وإفشاء السر، والثقة بكل واحد، والعظة في غير موضعها. توفي في شوال سنة أربع وخمسين ومائتين. وعاش ثمانياً وثمانين سنة، رحمه الله. محمد بن موسى بن شاكر. أحد الأخوة الثلاثة، هو وأحمد وحسن، الذين تنسب إليهم حيل بني

(19/323)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 324
موسى. عنوا بكتب الأوائل، وبذلوا في طلبها الأموال، وبرعوا في علم الهندسة والموسيقى، ولهم عجائب في الحيل. كانوا من شياطين العالم، استعان بهم المأمون في عمل الرصد. وطال عمر محمد بن موسى واشتهر ذكره.) توفي في ربيع الأول سنة تسع وخمسين ومائتين. ذكره ابن خلكان وغيره. محمد بن المؤمل القيسي البغدادي ق. البصري الأصل. روى عن: أبي همام محمد بن محبب الدلال، وبدل بن المحبر وغيرهما. وعنه: ق.، وأبو عروبة، وعبد الله بن محمد بن وهب الدينوري. محمد بن ميمون ت. ن. ق. أبو عبد الله المكي الخياط. عن: سفيان بن عيينة، والوليد بن مسلم، وشعيب بن حرب، وجماعة. وعنه: ت. ن. ق.، وابن خزيمة، وحرمي بن أبي العلاء، ويحيى بن صاعد، وآخرون. قال أبو حاتم: كان أمياً مغفلاً. وقال غيره: توفي سنة اثنتين وخمسين.

(19/324)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 325
وقال النسائي في سننه الكبير: ليس بالقوي. محمد بن أبي ميمون القيرواني. شيخ مسن. روى عن: عبد الله بن وهب. ومات في ربيع الآخر سنة أربع وخمسين. محمد بن نجيح بن برد. أبو عامر المصري. روى عن: عبد الله بن وهب أيضاً. توفي سنة ست وخمسين ومائتين. محمد بن نصر بن عبد الخرجاني. عن: يحيى بن أبي بكر الكرماني، وداود بن إبراهيم الواسطي. وعنه: ابنه، وأحمد بن عبدان، ومحمد بن يحيى بن مندة، وأهل إصبهان. وثقه أبو نعيم الحافظ. وتوفي سنة اثنتين وخمسين.) محمد بن نصر النيسابوري الفراء ن. عن: أبي عبيد القاسم بن سلام، وأيوب بن سليمان بن بلال، وسليمان بن حرب، وعلي بن المديني، وخلق. وعنه: ن.، ووثقه، وأحمد بن محمد الأزهر، وحرب الكرماني، وأحمد بن محمد بن عبد الرحمن السامي، وغيرهم.

(19/325)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 326
محمد المهتدي بالله. الخليفة الصالح أمير المؤمنين أبو إسحاق، وقيل: أبو عبد الله بن الواثق بالله محمد بن هارون بن المعتصم بالله أبي إسحاق محمد بن الرشيد الهاشمي العباسي. ولد في خلافة جده سنة بضع عشرة ومائتين، وبويع بالخلافة لليلة بقيت من رجب سنة خمس وخمسين، وله بضع وثلاثون سنة. وما قبل بيعة أحد حتى أتي بالمعتز بالله، فلما رآه قام له وسلم على المعتز بالخلافة، وجلس بين يديه. فجيء بالشهود، فشهدوا على المعتز أنه عاجز عن الخلافة، فاعترف بذلك ومد يده فبايع المهتدي بالله، وهو ابن عمه، فارتفع حينئذ المهتدي إلى صدر المجلس وقال: لا يجتمع سيفان في غمد. وتمثل بقول أبي ذؤيب:

(19/326)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 327
تريدين كيما تجمعيني وخالداوهل يجمع السيفان ويحك في غمد وكان المهتدي بالله أسمر رقيقاً، مليح الوجه، ورعاً، متعبداً، عادلاً، قوياً في أمر الله، رجلاً شجاعاً، لكنه لم يجد ناصراً ولا معيناً على الخير. قال أبو بكر الخطيب: قال أبو موسى العباسي: لم يزل صائماً منذ ولي إلى أن قتل. قال أبو العباس هاشم بن القاسم: كنت بحضرة المهتدي عشية في رمضان، فوثبت لأنصرف، فقال لي: اجلس فجلست. فتقدم فصلى بنا، ودعا بالطعام. فأحضر طبق خلاف وعليه من الخبز النقي، وفيه آنية فيها ملح وخل وزيت. فدعاني إلى الأكل، فابتدأت آكل ظاناً أنه سيوفي بطعام. فنظر إلي وقال: ألم تكن صائماً قلت: بلى. قال: أفلست عازماً على الصوم قلت: بلى، كيف لا وهو رمضان. قال: فكل واستوف، فليس هاهنا من الطعام غير ما ترى. فعجبت ثم قلت: ولم يا أمير المؤمنين قد أسبغ الله نعمته عليك. فقال: إن الأمر لعلى ما) وصفت، ولكني فكرت في أنه كان في بني أمية عمر بن عبد العزيز، وكان من التقلل والتقشف على ما بلغك. فغرت على بني هاشم، فأخذت نفسي بما رأيت. وقال ابن أبي الدنيا: ثنا أبو النضر المروزي: قال لي جعفر بن عبد الواحد: ذاكرت المهتدي بشيء، فقلت له: كان أحمد بن حنبل يقول به، ولكنه كان يخالف. كأني أشرت إلى من مضى من آبائه. فقال: رحم الله أحمد بن حنبل، والله لو جاز لي أن أتبرأ من أبي لتبرأت منه. ثم قال لي: تكلم بالحق وقل به، فإن الرجل ليتكلم بالحق فينبل في عيني.

(19/327)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 328
وقال ابن عمرو النحوي: حدثني بعض الهاشميين أنه وجد للمهتدي سفط فيه جبة صوف وكساء كان يلبسه بالليل ويصلي فيه. وكان قد أطرح الملاهي، وحرم الغناء. وحسم أصحاب السلطان عن الظلم. وكان شديد الإشراف على أمر الدواوين. يجلس بنفسه، ويجلس الكتاب بين يديه فيعملون الحساب. وكان لا يخل بالجلوس الخميس والاثنين. وقد ضرب جماعة من الرؤساء. ونفى جعفر بن محمود إلى بغداد، وكره مكانه لأنه نسب عنده إلى الرفض. وأقبل موسى بن بغا من الري يريد سامراء، فكره المهتدي مكانه، وبعث إليه بعبد الصمد بن موسى الهاشمي يأمره بالرجوع، فلم يفعل. وحبس المهتدي الحسن بن محمد بن أبي الشوارب، وولى عبد الرحمن بن نائل البصري قضاء القضاة، وانتهب منزل الكرخي. وحج بالناس في خلافته علي بن الحسين بن إسماعيل الهاشمي. قلت: ذكرنا في الحوادث خروج الأتراك على المهتدي بالله، وكيف حاربهم بنفسه وجرح. ثم أسروه وخلعوه، ثم قتلوه إلى رحمة الله في رجب سنة ست وخمسين ومائتين. وكانت خلافته سنة إلا خمسة عشر يوماً. وقام بعده المعتمد على الله. محمد بن هارون.

(19/328)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 329
أبو نشيط المروزي المقرئ. صاحب عيسى بن مينا قالون المدني. قرأ عليه: أبو حسان أحمد بن محمد بن أبي الأشعث العنزي. ودارت قراءة أبي نشيط على أبي حسان. واشتهرت عنه، وقرأت بها القرآن من طريق التيسير، وغيره.) وعليها اعتمد أبو عمر الداني.

(19/329)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 330
محمد بن هارون. أبو نشيط الربعي البغدادي الحافظ. يلقب أبا نشيط، وأما كنيته فأبو جعفر. سمع روح بن عبادة، ومحمد بن يوسف الفريابي، وأبا المغيرة الحمصي، ويحيى بن أبي بكير، وطبقتهم. وعنه: أبو بكر بن أبي الدنيا، وابن ماجة في تفسيره، وابن صاعد، والمحاملي، وابن أبي حاتم وقال: صدوق. وقال محمد بن مخلد العطار: كان حافظاً. قلت توفي سنة ثمان وخمسين في شوال. وأما أبو عمرو الداني فوهم ونقل أنه توفي سنة ثلاث وستين. وإنما ذاك محمد بن أحمد بن هارون شيطا. وجعل أبو عمرو أنه صاحب القراءة، وأنه البغدادي. وأحسبه وهم أيضاً، فإن ذاك مروزي وهذا بغدادي، أو لعله مروزي ثم بغدادي.

(19/330)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 331
ثم قال الداني: كتبت من خط أبي أحمد بن أبي مسلم المقرئ. وحدثني عن صاحبنا قال: قرأت على ابن بويان، أنه قرأ على ابن الأشعث، وأنه قرأ على أبي نشيط، عن قالون، عن نافع. وذلك بجزم الميم من عليهم، وإليهم، ولديهم، وأشباهه في جميع القرآن. قال الداني: خالفه إبراهيم بن عمر، عن ابن بويان، فروى ضم الميم في جميع القرآن. وفي السبعة لابن مجاهد: نا ابن أبي مهران، نا أحمد بن قالون، عن أبيه، عن نافع، أنه كان لا يعيب رفع الميم في نحو أنذرتهم أم لم تنذرهم وشبهه.

(19/331)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 332
محمد بن هاشم القرشي ن. أبو عبد الله البعلبكي. عن: بقية بن الوليد، وسويد بن عبد العزيز، والوليد بن مسلم، وغيرهم. وعنه: ن.، ومكحول البيروتي، وابن جوصا، وأبو الدحداح أحمد بن محمد، وطائفة. توفي سنة أربع وخمسين، وما علمت فيه قدحاً بل هو صدوق محتج به. محمد بن هشام بن أبي خيرة السدوسي البصري د. ن. أبو عبد الله.) حدث بمصر عن: بشر بن المفضل، وعثام بن علي، والقطان، وجماعة.

(19/332)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 333
وعنه: د. ن.، وعلي بن أحمد علان، وابن أبي داود، ومحمد بن رزيق بن جامع المصري، وآخرون. قال أبو حاتم: صدوق. قلت: توفي سنة إحدى وخمسين ومائتين، وله مسند مروي. محمد بن هشام بن عيسى خ. د. ن. أبو عبد الله المروذي القصير. جار الإمام أحمد. سمع: هشيم بن بشير، وسفيان بن عيينة، وحفص بن غياث، وأبا معاوية، وطبقتهم. سمع منه: يحيى بن معين مع تقدمه. وروى عنه: خ. د. ن.، وعبد الله بن ناجية، ويحيى بن صاعد، ومحمد بن هارون الحضرمي، وآخرون. وكان ثقة، ولد سنة إحدى وستين ومائة، وتوفي سنة اثنتين وخمسين ومائتين. محمد بن وزير بن قيس ت. أبو عبد الله الواسطي.

(19/333)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 334
عن: نوح بن قيس الحداني، ومعتمر بن سليمان، ويحيى القطان، وإسحاق الأزرق، وطائفة. وعنه: ت.، وإبراهيم بن محمد بن متويه، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وجماعة. وثقه أبو حاتم الرازي. وتوفي سنة سبع وخمسين. محمد بن الوليد خ. م. ن. ق. أبو عبد الله البسري القرشي البصري. ولقبه حمدان. حدث عن: عبد الأعلى بن عبد الأعلى، وعبد الوهاب الثقفي، وغندر، ومروان بن معاوية، وطائفة. وعنه: خ. م. ن. ق.، وابن صاعد، وإبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، والمحاملي، وأبو روق الهزاني، ومحمد بن مخلد، وآخرون. وثقه النسائي، وغيره.) محمد بن الوليد بن أبان.

(19/334)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 335
أبو جعفر المخرمي ال قلانسي. عن روح بن عبادة، ومكي بن إبراهيم، وأبي عاصم. وعنه: محمد بن مخلد. قال أبو حاتم: لم يكن بصدوق. وقال ابن عدي: يضع للحديث ويسرقه. وثنا عنه روح بن عبد المجيد، وزيد بن عبد العزيز بن حيان، وعبد الرحمن بن سليمان الجرجاني، ويحيى بن أخي حرملة، ومحمد بن سلمان الصرفندي، وإبراهيم بن إسماعيل الغافقي. قلت: روى له عدة أحاديث منها بإسناد نظيف: ما من رمانة إلا وتلقح بحبة من رمان الجنة. رواه عن أبي عاصم، عن ابن جريج، عن ابن عجلان، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم. محمد بن الوليد الفحام ن. أخو أحمد. بغدادي، صدوق.

(19/335)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 336
سمع: سفيان بن عيينة، وعبد الوهاب بن عطاء، وجماعة. وعنه: ن.، والباغندي، والمحاملي، وآخرون. توفي سنة اثنتين وخمسين. قال النسائي: لا بأس به. محمد بن يحيى بن حيوك الهروي. روى عن: سفيان بن عيينة، وغيره. ومات سنة إحدى وخمسين. محمد بن يحيى بن عبد الكريم ت. ق. أبو عبد الله الأزدي البصري، نزيل بغداد. عن: يزيد بن هارون، وأبي عاصم النبيل، وعبد الله بن داود الخريبي، وطبقتهم. وعنه: ت. ق.، وابن أبي الدنيا، وإبراهيم الحربي، وابن صاعد، والمحاملي، وآخرون. وثقه الدارقطني.) وكان نسابة علامة. توفي سنة اثنتين وخمسين. محمد بن يحيى بن عبد العزيز خ. م. ن.

(19/336)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 337
أبو علي اليشكري المروزي الصائغ. سمع: عبدان بن عثمان، وأخاه عبد العزيز شاذان. وعنه: خ. م. ن.، ومحمد بن علي الترمذي الحكيم، وغيرهم. توفي سنة اثنتين أيضاً. محمد بن يحيى بن أبي حزم مهران القطعي البصري م. أبو عبد الله المقرئ. قرأ على: أيوب بن المتوكل وهو أجل أصحابه. وروى الحروف عن أبي زيد الأنصاري. وروى عن: عبد الأعلى بن عبد الأعلى، وغسان بن مضر، ومحمد بن عبد الرحمن الطفاوي، وطبقتهم. وعنه: م.، وأبو بكر بن أبي عاصم، وابن خزيمة، ومحمد بن هارون الروياني، وابن صاعد، وأبو عروبة، وخلق. قال أبو حاتم: صدوق. مات سنة ثلاث وخمسين. محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد بن فارس خ. 4 -

(19/337)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 338
الإمام أبو عبد الله الذهلي، مولاهم النيسابوري الحافظ. ولد سنة نيف وسبعين ومائة. وسمع من: الحفصين، ثم ترك الرواية عنهما. وسمع من: الحسين بن الوليد، ومكي بن إبراهيم، وجماعة. ثم رحل أولاً إلى إصبهان، فلقي بها عبد الرحمن بن مهدي وأكثر عنه. وسمع بالري من: يحيى بن الضريس، وطبقته. وبالبصرة من: محمد بن بكر البرساني، وأبي داود الطيالسي، وسعيد بن عامر، وأبي علي) الحنفي، ووهب بن جرير، وخلق. وبالكوفة من: يعلى ومحمد ابني عبيد، وأسباط بن محمد، وعمرو بن محمد العنقزي، وجعفر بن عون، وخلق. وباليمن من: عبد الرزاق، ويزيد بن حليم، وإبراهيم بن الحكم بن أبان، وجماعة. وبالحجاز من: أبي عبد الرحمن المقرئ، وجماعة. وبمصر من: يحيى بن الحسان، و سعيد بن أبي مريم، وعبد الله بن صالح، وجماعة. وبالشام من: محمد بن يوسف الفريابي، وأبي مسهر، وأبي اليمان، وجماعة. وببغداد من: أبي النضر هاشم بن القاسم، وطبقته. وبواسط: من علي بن عاصم ويزيد بن هارون. وجماعة. وبالجزيرة من: أبي جعفر النفيلي، وجماعة. وبالمدينة من: عبد الملك الماجشون، وجماعة. وعنه: خ. 4.

(19/338)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 339
ومن شيوخه: سعيد بن أبي مريم، وسعيد بن منصور، وأبو جعفر النفيلي، وعبد الله بن صالح. ومن أقرانه: محمود بن غيلان، وأبو زرعة، وعباس الدوري ومن الأئمة والحفاظ عدد كثير منهم: أبو العباس السراج، وابن خزيمة، وأبو بكر بن زياد النيسابوري، وأبو حامد بن الشرقي، وأبو جعفر أحمد بن حمدان الزاهد، وأبو حامد أحمد بن محمد بن بلال، وأبو بكر محمد بن الحسين القطان، وأبو العباس الدغولي، وأبو علي بن معقل الميداني، ومكي بن عبدان، وحاجب بن أحمد الطوسي. وانتهت إليه مشيخة العلم بخراسان. قال محمد بن سهل بن عسكر: كنا عند الإمام محمد، فدخل محمد بن يحيى الذهلي، فقام إليه أحمد، وتعجب الناس منه. ثم قال لبنيه وأصحابه: اذهبوا إلى أبي عبد الله واكتبوا عنه. وقال محمد بن داود المصيصي: كنا عند أحمد بن حنبل، فذكر محمد بن يحيى حديثاً فيه ضعف، فقال له أحمد: لا تذكر مثل هذا. فكأنه خجل، فقال له أحمد: إنما قلت هذا إجلالاً لك يا أبا عبد الله. وقال محمد بن أحمد الجوزجاني: سمعت أحمد بن حنبل يقول: الزم محمد بن يحيى، فإني ما رأيت خراسانياً، أو) قال: أحداً، أعلم بحديث الزهري منه، ولا أصح كتاباً منه. قلت: وكان قد جمع حديث الزهري في كتاب حافل. قال أبو بكر بن زياد: سمعته يقول: قال لي علي بن المديني: أنت وارث الزهري. وعن ابن المديني أيضاً قال: كفانا محمد بن يحيى جمع حديث الزهري.

(19/339)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 340
وقال أبو حاتم الرازي: محمد بن يحيى إمام أهل زمانه. وقال أبو بكر بن داود: ثنا محمد بن يحيى النيسابوري، وكان أمير المؤمنين في الحديث. قال أبو عبد الله الحاكم: سمعت أبا إسحاق المزكي: سمعت أبا العباس الدغولي يقول: سمعت محمد بن يحيى يقول: لما رحلت إلى العراق بأبي زكريا، يعني ابنه، صحبني جماعة فسألوني: أي حديث عن أحمد بن حنبل أغرب فكنت أقول: إذا دخلنا عليه سألته عن حديث تستفيدونه. فلما دخلنا عليه سألته عن حديث يحيى بن سعيد، عن عثمان بن غياث، عن ابن بريدة، عن يحيى بن يعمر، حديث الإيمان. قال: وقد كنت سمعته منه قديماً وذكرته عنه، فقال أحمد: يا أبا عبد الله ليس هذا الحديث عندي، عن يحيى بن سعيد. فخجلت وسكت. فلما قمنا أخذ أصحابنا يقولون: إنه ذكر هذا الحديث غير مرة، ثم لم يعرفه أحمد. وأنا ساكت لم أجبهم بشيء. ثم قدمنا بغداد، يعني بعد رجوعهم من البصرة، فدخلنا على أحمد، فرحب بنا وسأل عنا، ثم قال: أخبرني يا أبا عبد الله أي حديث استفدت عن مسدد، من حديث يحيى بن سعيد فقلت: حديث عثمان بن غياث في الإيمان. فقال أحمد: ثناه يحيى بن سعيد، عن عثمان بن غياث. ثم أخرج كتابه فأملى علينا. فسكت محمد بن يحيى ولم يقل: إنا سألناك عنه. وتعجب أصحاب محمد بن يحيى من صبره عليه. قال: فأخبر أحمد أنه كان سأله عن الحديث قبل خروجه من البصرة، فكان أحمد إذا ذكره يقول: محمد بن يحيى العاقل. قال الحاكم: وحدثني أبو سعيد المؤذن: سمعت زنجويه بن محمد:

(19/340)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 341
سمعت أبا عمرو المستملي يقول: أتيت أحمد بن حنبل فقال لي: من أين أنت قلت: من نيسابور. فقال أبو عبد الله: محمد بن يحيى له مجلس) قلت: نعم. قال: لو إنه عندنا لجعلناه إماماً في الحديث. وحدثني أبو سعيد: سمعت زنجويه يقول: كنت أسمع مشايخنا يقولون: الحديث الذي لا يعرفه محمد بن يحيى لا يعبأ به. وقال أبو قريش الحافظ: كنت عند أبي زرعة، فجاء مسلم فسلم عليه وتذاكرا: فلما أن قام قلت لأبي زرعة: هذا جمع أربعة آلاف حديث في الصحيح. قال: فلمن ترك الباقي ليس لهذا عقل، لو دارى محمد بن يحيى لصار رجلاً. وقال زنجويه: سمعت محمد بن يحيى يقول: قد جعلت أحمد بن حنبل إماماً فيما بيني وبين ربي. وقال محمد بن يحيى: سمعت علي بن عبد الله... عبد الرحمن بن مهدي يقول: من برأ نفسه من الكذب فهو مجنون. قال محمد بن صالح بن هاني: نا أبو بكر الجاردي قال: بلغني أن محمد بن يحيى كان يكتب في مجلس يحيى بن يحيى، فنظر علي بن سلمة اللبقي إلى حسن خطه وتقييده، فقال: يا بني ألا أنصحك إن أبا زكريا يجذبك عن سفيان وهو حي بمكة، وعن وكيع وهو حي بالكوفة، وعن يحيى القطان وهو حي بالبصرة، فخرج في طلب العلم. فعمل فيه قوله وتأهب للخروج على إصبهان، فلما قدمها أقام بها أياماً يسيرة، وسمع من عبد الرحمن بن مهدي، والحسين بن حفص. ثم خرج إلى البصرة، وقد مات يحيى بن سعيد، فكتب

(19/341)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 342
عن أبي داود، وأكثر المقام بها حتى مات ابن عيينة، فدخل اليمن ولقي عبد الرزاق. وقال الحسين بن الحسن: سمعت محمد بن يحيى يقول: ارتحلت ثلاث رحلات. وأنفقت على العلم مائة وخمسين ألفاً. ولما دخلت البصرة استقبلتني جنازة يحيى القطان على باب البلد. وقال ابن خزيمة: ثنا محمد بن يحيى الذهلي إمام عصره، أسكنه الله جنته مع محبيه. وقال صالح جزرة: ما في الدنيا أحمق ممن يسأل عن محمد بن يحيى. وقال النسائي: ثقة مأمون. وقال السلمي: سألت الدارقطني: من تقدم محمد بن يحيى أو عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي قال: محمد بن يحيى. ومن أحب أن يعرف قصور علمه عن علم السلف، فلينظر) في علل حديث الزهري لمحمد بن يحيى. وقال أبو نصر الكلاباذي: روى عنه البخاري فقال مرة: ثنا محمد. وقال مرة: ثنا محمد بن عبد الله، نسبه إلى جده. وقال مرة: ثنا محمد بن خالد. ولم يصرح به قط. وقال الحاكم: روى عنه البخاري نيفاً وأربعين حديثاً. وقال يحيى بن منصور القاضي: سألت محمد بن محمد بن رجاء بن السندي قلت: محمد بن يحيى صليبية كان أو مولى قال: لا صليبية ولا مولى. كان جد جده فارس لآل معاذ بن مسلم بن رجاء. وكان رجاء رهينة عند معاوية بن أبي سفيان، رهنه عنده أبوه ذو الآذان ملك تلك الناحية. فارتد، فأراد معاوية قتل ابنه رجاء، وكان عنده القعقاع بن

(19/342)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 343
شور الذهلي، فاستوهبه معاوية، فوهبه له فأطلقه: فكان هذا النسب. وقال ابن خزيمة: سمعت محمد بن يحيى يقول: لم يرو أحد عن الزهري إلا أخطأ في حديثه، إلا أنس بن مالك. قال الحاكم: أخبرني أبو الحسين محمد بن يعقوب: نا الحسين بن الحسن القاضي بأنطاكية، نا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، ثنا سعيد بن أبي مريم: أخبرني محمد بن يحيى، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، أن فاطمة والعباس أتيا أبا بكر يطلبان أرضه من فدك من سهمه من خيبر، يعني النبي صلى الله عليه وسلم، فقال أبو بكر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا نورث ما تركناه صدقة. وحدثنا إسماعيل بن محمد بن الفضل الشعراني: نا جدي، نا أبو صالح كاتب الليث: حدثني محمد بن يحيى النيسابوري: ثنا عبد الرزاق، فذكر حديثاً في الوضوء مرة. قال أبو حامد بن الشرقي، وغيره: توفي سنة ثمان وخمسين. وقال محمد بن موسى الباشاني: مات يوم الثلاثاء لثلاث بقين من ربيع الآخر. وقال يعقوب الصيدلاني: مات يوم الاثنين لأربع بقين من ربيع الأول. قال أبو عمرو أحمد بن نصر الخفاف، رحمه الله: رأيت محمد بن يحيى فقلت: ما فعل الله بك قال: غفر لي.) قلت: فما فعل بحديثك قال: كتب بماء الذهب، ورفع في عليين. قلت: وقع لبسط السلفي حديث الذهلي في السماء علواً. محمد بن يحيى بن موسى.

(19/343)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 344
أبو عبد الله الإسفراييني الحافظ حيويه. رحل وأكثر عن: أبي النضر هاشم بن القاسم، وسعيد بن عامر الضبعي، وأبي عاصم، وعبيد الله بن موسى، وأبي عبد الرحمن المقرئ، وسعيد بن أبي مريم، وأبي صالح الكاتب، وعبدان بن عثمان، وأبي مسهر الغساني، وخلق كثير. وعنه: أبو العباس السراج، وابن خزيمة، ومحمد بن محمد بن رجاء، وأبو عوانة، وجماعة. وكان أبو عوانة يقول: محمد بن يحيانا ومحمد بن يحياكم، يقابله بالذهلي. قلت: وحيويه في الحقيقة لقب أبيه يحيى. وكان بن خزيمة كثير ما يقول: ثنا محمد بن أبي زكريا وهو حيويه. قال أبو عمرو المستملي: كان له دار بنيسابور يسكنها إذا ورد. فورد مرة، فمرض واشتد مرضه، فحمل وهو عليل إلى وطنه بإسفرايين، فمات في الطريق. ودفن بإسفرايين لثمان خلون من ذي الحجة سنة تسع وخمسين ومائتين. محمد بن يحيى بن أبان العنبري الإصبهاني. أحد الرؤساء الأجواد. روى عن: سفيان بن عيينة. وعنه: الفضل بن الخصيب. قال أبو نعيم الحافظ: كان سخياً يخرج إلى الصلاة وقد تعمم بعمائم وقد لبس جباباً وأقمصة، فما يرجع إلا في قميص واحد، رحمه الله. محمد بن يحيى بن عمر الواسطي. حدث ببغداد عن: يزيد بن هارون، وغيره. وعنه: ابن أبي حاتم الرازي، ووالده، ووثقاه.

(19/344)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 345
محمد بن يحيى. أبو عبد الله بن ولد بن النعمان بن سعد.) سمع: أبا معاوية، والوليد بن القاسم الهمداني. وعنه: ابن أبي داود، وأبو سعيد عبد الرحمن بن الحسين بن خالد القاضي، وأحمد بن محمد الواسطي. كناه أبو أحمد الحاكم. محمد بن يزيد بن عبد الله السلمي النيسابوري. الفقيه محمش. كان شيخ الحنفية في عصره بنيسابور بإزاء محمد بن يحيى الذهلي لأهل الحديث. سمع: حفص بن عبد الله، وشبابة بن سوار، وعلي بن عاصم، وجعفر بن عون، ومكي بن إبراهيم، وطائفة كبيرة. وعنه:... النضر، وابناه أبو بكر وأبو أحمد، وزكريا بن يحيى البزاز، وإبراهيم بن محمد بن سفيان، ومحمد بن ياسين، ومحمد بن علي المذكر، وآخرون. توفي في صفر سنة تسع وخمسين. محمد بن يزيد بن عبد الملك البصري الأسفاطي الأعور ق. عن: أبي داود الطيالسي، وروح بن عبادة، ومحاضر بن المورع.

(19/345)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 346
وعنه: ابن أخيه العباس بن الفضل الأسفاطي، وق.، وأبو عروبة، وعبد الله بن عروة الهروي، وابن وهب الدينوري، وأبو داود في كتاب القدر، وآخرون. قال أبو حاتم: صدوق. محمد بن يزيد. أبو بكر الطرسوسي المستملي. عن: يزيد بن هارون، وأنس بن عياض، وزيد بن الحباب، ومبشر بن إسماعيل، وغيرهم. وعنه: أحمد بن محمد بن عنبسة، وابن قتيبة العسقلاني، وعلي بن محمد بن سليمان الحلبي ثم المصري، ومحمد بن عمر بن عبد العزيز. قال ابن عدي: كان يسرق الحديث ويزيد في ويضع. ثم سرد له ستة أحاديث منكرة. محمد أبو بكر البغدادي. وقيل اسمه أحمد.) روى عن: حجاج الأعور، والأسود بن عامر، وجماعة.

(19/346)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 347
وعنه: حاجب بن أركين، ومحمد بن مخلد، وعبد الله بن إسحاق المدائني. توفي سنة تسع وخمسين مالك بن الخليل. أبو غسان الأزدي اليحمدي البصري. عن: محمد بن أبي عدي، وعمرو بن سفيان القطعي، وغيرهما. وعنه: ن.، وأبو عروبة، وابن خزيمة، وابن صاعد، وجماعة. ذكر ابن حبان في الثقات موته بعد الخمسين. مالك بن طوق التغلبي. الأمير. أحد الأشراف والفرسان والأجواد والأعيان. مدحه أبو تمام الطائي، وغيره. وهو الذي بنى مدينة الرحبة على الفرات. ولي إمرة دمشق للواثق ثم للمتوكل. توفي سنة ستين. روى الحسين بن السفر بن إسماعيل التغلبي، عن أبيه، أنه كان يحضر مجلس مالك بن طوق. وكان في رمضان ينادي مناديه على باب الخضراء دار الإمارة بعد المغرب: الإفطار رحمكم الله، الإفطار رحمكم الله. والأبواب مفتحة. وكان مشهوراً بالسخاء.

(19/347)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 348
وفي مالك هذا يقول بكر بن النطاح:
(أقول لمرتاد الندى عند مالك .......... كفى كل هذا الخلق بعض عداته)

(ولو خذلت أمواله جود كفه .......... لقاسم من يرجوه شطر حياته)

(ولو لم تجد في العمر شيئاً لسائل .......... وجاز له الإعطاء من حسناته)

(لجاد بها من غير كفر بربه .......... وأشركناه في صومه وصلاته)
محمود بن إبراهيم بن محمد بن عيسى بن القاسم بن سميع. الحافظ أبو الحسن الدمشقي، مصنف كتاب الطبقات. سمع: أبا جعفر النفيلي، وإسماعيل بن أبي أويس، ويحيى بن بكير، وصفوان بن صالح، وطبقتهم. وعنه: أبو حاتم الرازي، وأبو زرعة الدمشقي، وأبو الحسن بن جوصا.) قال أبو حاتم: صدوق، ما رأيت بدمشق أكيس منه. وقال عمرو بن دحيم: توفي بدمشق في انسلاخ جمادى الآخرة سنة تسع وخمسين. محمود بن آدم المروزي خ. عن: سفيان بن عيينة، والفضل السيناني، وأبي بكر بن عياش، وأبي معاوية، وجماعة. وعنه: أبو بكر بن أبي داود، ومحمد بن عبد الرحمن الدغولي، وآخر من روى عنه محمد بن حمدويه بن سهل المروزي. ذكره ابن حبان في الثقات، وقال: مات في غرة رمضان سنة ثمان وخمسين.

(19/348)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 349
محمود بن محمد. أبو زيد الأنصاري الظفري البغدادي. عن: أيوب بن عتبة، وأيوب بن النجار اليماميين. وعنه: أبو العباس السراج، والحسن بن محمد بن شعبة، ويحيى بن صاعد. وقع حديثه عالياً، وتوفي سنة خمس وخمسين. قال الدارقطني: لم يكن بالقوي. قلت: هو محمود بن محمد بن محمود بن عدي بن ثابت بن قيس بن الحطيم، قدم بغداد فسكنها. وقع لي حديثه عالياً. المرار بن حمويه بن منصور ق. أبو أحمد الثقفي الفقيه الهمداني. سمع: أبا نعيم، وسعيد بن أبي مريم، والقعنبي، وأبا الوليد، وعبد الله بن صالح الكاتب، وطبقتهم. وعنه: ق.، ومويى بن هارون، وعبد الرحمن بن محمد بن حماد الطهراني، وأبو عروبة، وعبد الله بن محمد بن وهب الدينوري، وجماعة. وروى ابن ماجة عنه، عن محمد بن مصفى الحمصي وكان من كبار الأئمة. وقد روى البخاري، عن أبي أحمد، عن أبي غسان محمد بن يحيى الكناني، ففسر العلماء أبا أحمد بأنه المرار هذا.

(19/349)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 350
وقيل: هو محمد بن عبد الوهاب الفراء، وقيل: هو محمد بن يوسف البيكندي.) قال محمد بن عيسى الهمداني: نا أبي، فضلان بن صالح قال: قلت لأبي زرعة: أنت أحفظ أم المرار فقال: أنا أحفظ والمرار أفقه. وعن أبي جعفر قال: ما أخرجت همدان أفقه من المرار. وقال الحافظ أبو شجاع شيرويه الديلمي: نزل عليه أبو حاتم الرازي وكتب عنه، وهو قديم الموت جليل الخطر. سأله جمهور النهاوندي عن مسائل، وهي مدونة عنه، من نظر فيها عرف محل المرار من العلم الواسع والحفظ والإتقان والديانة. وقال عبد الله بن أحمد بن داود الدحيمي: سمعت المرار يقول: اللهم ارزقني الشهادة وأمر يده على حلقه. وقيل: لما كانت فتنة المعتز والمستعين كان على همدان جباخ وجفلان من قبل معتز، فاستشار أهل البلد المرار والجرجاني في محاربتمها، فأمرهما بالقعود بالقعود في منازلهم. فلما أغار أصحابهما على دار سلمة بن سهل وغيرها، ورموا رجلاً بسهم أفتاهم بالحرب، وتقلد المرار سيفاً، فخرج معهم، فقتل بين الفريقين عدد كثير، ثم طلب المفلح المرار فاعتصم بأهل قم، وهرب معه إبراهيم بن مسعود. فأما إبراهيم فهازلهم وقاربهم فسلم. وأما المرار فإنه أظهر مخالفتهم في التشيع، وكاشفهم. فأوقعوا به وقتلوه، رحمه الله. وروى الحسين بن صالح أن عمه المرار قتل سنة أربع وخمسين، وله أربع وخمسون سنة. مزداد بن جميل.

(19/350)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 351
أبو ثوبان البهراني الحمصي. سمع: أبا المغيرة عبد القدوس، وعبد الملك الجدي، ومحمد بن مناذر البصري. وعنه: محمد بن المسيب الأرغياني، ومحمد بن عبد الله مكحول البيروتي، وعبد الغافر بن سلامة الحمصي، وجماعة. حديثه بعلو في معجم ابن جميع، وكان يعد من الأبدال رحمه الله. قال عبد الغافر: سمعت منه مجالس كثيرة، وكان عندهم من الأبدال. مسرور بن نوح. أبو بشر الذهلي الإسفراييني. روى عن: عفان، وغيره.) ومات سنة إحدى وخمسين. مسعود بن يزيد القطان. أبو محمد الإصبهاني. عن: مكي بن إبراهيم، وعبد الرحمن بن مغراء، وأبي داود الطيالسي، وغيرهم. وعنه: أحمد بن الحسين الأنصاري، ومحمد بن يحيى بن مندة، ومحمد بن أحمد بن يزيد الزهري، وعلي بن الصباح الإصبهاني، ومحمد بن عمر بن حفص الجورجيري. وأما أبو نعيم الحافظ فكناه: أبا أحمد الزمن. مسلم بن حاتم د. ت.

(19/351)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 352
أبو حاتم الأنصاري البصري إمام جامع البصرة. عن: عبد الرحمن بن مهدي، وسفيان بن عيينة، وإسحاق بن عيسى ابن بنت حبيب بن الشهيد، وجماعة. وعنه: د. ت.، وعمر البجيري، ومحمد بن جرير، وابن صاعد، وأحمد بن الحسين بن شهريار، وآخرون. وثقه الطبراني، وغيره. مسلم بن عمرو بن سابق بن وهب ت. ن. أبو عمرو المديني. عن: عبد الله بن نافع الصائغ وحده. وعنه: ت. ن.، وأبو حامد محمد بن أحمد بن نصر الترمذي، ومحمد بن أحمد بن زهير بن حرب، ويحيى بن الحسن بن جعفر أبو الحسين النسابه، ويحيى بن صاعد. وهو ثقة. معلى بن أيوب. أبو العلاء كاتب المتوكل على الله. وهو ابن خالة الوزير الحسن بن سهل. حكى عنه: عبد الله بن مسلم بن قتيبة، وعلي...، وغيرهما. توفي سنة خمس وخمسين.

(19/352)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 353
حكى عن: أبي العتاهية وعبد الله بن طاهر.) وكان جليل القدر كثير الأدب، جيد الرأي، من نبلاء الرجال. سمع من النضر بن شميل كثيراً، ولم يحدث لدخوله في الخدم. ورخ الصولي موته كما قلنا، وقال: لما احتضر قال لولده: أجروا على من كنت أجري عليه. فعدوهم فإذا هم سبعة آلاف إنسان من الضعفاء وذوي البيوتات. ذكره ابن النجار. وأنشد المبرد لأبي علي السفر في المعلى هذا:
(لعمرو أبيك ما نسب المعلى .......... إلى كرم وفي الدنيا كريم)

(ولكن البلاد إذا اقشعرت .......... وضوح نبتها رعى الهشيم)
معن بن عمر بن معن بن عمر بن كثير بن معن بن عبد الرحمن بن عوف الزهري. أبو عمر المصري. عن: عبد الله بن صالح، وأسد بن موسى، وخالد بن نزار. قال ابن يونس: ثنا عنه جماعة. مات في شوال سنة تسع وخمسين ومائتين. المنذر بن شاذان. أبو عمر الرازي. عن: يعلى بن عبيد، وعبيد الله بن موسى. وعنه: ابن أبي حاتم، وإسحاق بن محمد الكيساني، وغيرهما. قال أبو حاتم: لا بأس به. منصور بن طلحة بن طاهر بن الحسين بن مصعب. الأمير أبو العباس الخزاعي. ولي إمرة مرو نيابة عن عمه عبد الله بن طاهر.

(19/353)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 354
وروى عن: شبابة بن سوار، وحفص بن عبد الرحمن النيسابوري. وكان عالماً شاعراً أديباً بارعاً، مدح الواثق بالله وغيره. روى عنه: العباس بن مصعب المروزي. وتوفي سنة ثمان وخمسين. مهنأ بن يحيى. أبو عبد الله الشامي الفقيه، صاحب الإمام أحمد.) دمشقي نزل بغداد، وحدث عن: بقية بن الوليد، وضمرة بن ربيعة، ويزيد بن هارون، ورواد بن الجراح، وزيد بن أبي الزرقاء، ومكي بن إبراهيم، وعبد الرزاق، وبشر الحافي. وعنه: إبراهيم بن هاني النيسابوري، وحمدان بن علي الوراق، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، ويحيى بن صاعد، والحسين المحاملي، وجماعة. قال أبو بكر الخلال: مهنى من كبار أصحاب أحمد. كان يستجريء على أبي عبد الله ويسأله عن كبار المسائل. ومسائله أكثر من أن تحد. كتب عنه عبد الله بن أحمد بن حنبل بضعة عشر جزءاً مسائل لم تكن عند عبد الله، عن أبيه. وقال الدارقطني: مهنا ثقة نبيل. قال مهنا: لزمت أبا عبد الله رحمه الله ثلاثاُ وأربعين سنة، ورأيته بمكة عند ابن عيينة. وقال المحاملي: نا مهنى، نا بقية، عن سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يحشر المكارون وقتلة الأنفس إلى جهنم في درجة واحدة.

(19/354)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 355
هذا حديث غريب عجيب، رواته ثقات، لكن مكحول لم يسمع من أبي هريرة. قال عبد الله بن أحمد: كنت أرى مهنى يسأل أبي حتى يضجره، ويكرر عليه جداً وقال غيره: كان الإمام أحمد يحترم مهنا ويجله لأنه كان رفيقه إلى عبد الرزاق. موسى بن حافظ النحوي. حدث ببغداد عن: إسحاق الأزرق، ويزيد بن هارون. وعنه: محمد بن إبراهيم بن نيروز، وأبو عبد الله المحاملي. وهو ثقة. موسى بن عيسى الجصاص الفقيه. من قدماء أصحاب الإمام أحمد. كان ذا زهد وورع وتأله. سمع: يحيى القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبا سليمان الداراني. وكان لا يحدث إلا بمسائل أبي عبد الله. حدث عنه: أبو بكر المطوعي، وأبو بكر بن جناد، والحسن بن أحمد الوراق.

(19/355)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 356
ذكره أبو بكر الخطيب.) موسى بن سابق. ويقال له موسى بن أبي خديجة المصري. عن: ابن وهب، وبشر بن عمر. وعنه: علي بن أحمد بن علان، وغيره. ومات سنة أربع وخمسين ومائتين. موسى بن سعيد ن. أبو بكر الطرسوسي. سمع: أبا الوليد الطيالسي، والقعنبي، وأبا اليمان، وطبقتهم. وعنه: ن.، وابن صاعد، وأبو بشر الدولابي، ومحمد بن أيوب بن الصموت. وقال النسائي: لا بأس به. موسى بن عامر بن عمارة بن خريم د. أبو عامر المري الخريمي الدمشقي. ولد أمير العرب ابن الهيذام. روى عن الوليد بن مسلم تصانيفه.

(19/356)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 357
وروى عن: ابن عيينة، وعراك بن خالد المري، وعلي بن عاصم، وجماعة. وعنه: د.، وإسماعيل بن قيراط، وأبو بكر بن أبي داود، وأبو الجهم بن طلاب، وأبو الدحداح أحمد بن محمد، وابن جوصا، وآخرون. لينه أبو داود، وروى عنه حديثاً أو حديثين. ذكره ابن حبان في الثقات، وقال: ربما يغرب. وقال ابن الفيض: كان يربع بعلي. توفي في ذي الحجة سنة خمس وخمسين. موسى بن عبد الله بن موسى الخزاعي البصري ن. عن: النضر بن كثير، وأحمد بن إسحاق الحضرمي، وجماعة. وعنه: ن.، ومحمد بن هارون الروياني، وجعفر بن أحمد بن سنان، وأحمد بن يحيى التستري، وغيرهم.) قال النسائي: لا بأس به. موسى بن عيسى بن حماد بن زغبة التجيبي. أبو هارون المصري. عن: ابن وهب، وغيره. مات في صفر.

(19/357)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 358
4 (حرف الهاء)
هارون بن إسحاق الهمداني ت. ن. ق. أبو القاسم الكوفي الرجل الصالح. عن: المطلب بن زياد، ومعتمر بن سليمان، وسفيان بن عيينة، وحفص بن غياث، وطبقتهم. وعمر دهراً. وعنه: ت. ن. ق.، وابن خزيمة، وبدر بن الهيثم، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وخلق كثير وثقه النسائي، وغيره. وكان محمد بن عبد الله بن نمير يبجله. قاله علي بن الحسين بن الجنيد. توفي في رجب سنة ثمان وخمسين. هارون بن حميد الواسطي ن.

(19/358)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 359
عن: يحيى القطان، وغندر، والهيثم بن عدي، وجماعة. وعنه: البخاري في تاريخه، وأبو حاتم، وأحمد بن عبد الله وكيل أبي صخرة، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وآخرون. وروى ن. عن زكريا بن يحيى، عنه حديثاً وقع بدلاً عالياً في فرائد المزي. هارون بن سعيد بن الهيثم م. د. ن. ق. أبو جعفر الأيلي، مولى بني سعد بن بكر. من ثقات المصريين وفقهائهم المشهورين. عن: سفيان بن عيينة، وخالد بن نزار، وعبد الله بن وهب، وجماعة. وعنه: م. د. ن. ق.، وأبو جعفر الطحاوي، وعلي بن أحمد بن علان، وجماعة. وثقه النسائي.) ومات في ربيع الأول سنة ثلاث وخمسين. هارون بن سفيان المستملي.

(19/359)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 360
أبو سفيان، ويقال له الديك. وأما سميه مكحلة فقد تقدم في الطبقة الماضية. روى عن: يزيد بن هارون، وابن زيد النحوي، والواقدي. وعنه: عبيد العجل، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وجعفر بن محمد كزال. توفي سنة إحدى وخمسين ومائتين. هارون بن محمد بن بكار بن هلال. تقدم. هارون بن موسى بن أبي علقمة الفروي المدني ت. ن. عن: أبيه، ومحمد بن فليح، وأبي ضمرة أنس بن عياض، وغيرهم. وعنه: ت. ن. وقال: لا بأس به، وابن صاعد، وآخرون. توفي سنة اثنتين وخمسين، وقيل: سنة ثلاث. كنيته: أبو موسى. وسيأتي ابنه علقمة عبد الله في الطبقة الآتية. قال المروذي: قلت لأبي معمر إسماعيل بن شجاع: سل لي أهل الحرمين عن مسألة اللفظ وجئني بالجواب. فقال: سألت أبا موسى بن أبي علقمة الفروي بالمدينة فقلت: قد ظهر قوم زعموا أن ألفاظهم وأصواتهم التي يقرأون بها القرآن غير مخلوقة، فاكتب لي جواب هذه المسألة. فقال لي اكتب: المراء في القرآن كفر، وكل من تكلف في هذا كلاماً أو ألحد فيه بشيء غير الوجه الذي كان عليه الناس، فهو كافر مبتدع. والصمت عن

(19/360)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 361
هذا كله والتسليم لما كان عليه الناس هي السنة والجماعة. ولولا أن العلماء إذا علت البدعة لابد لهم من دفعها لما رأيت أن أتكلم فيها. وذكر لي أشياء، إلى أن قال: والله لقد شاب عارضي، وما سمعت من ذكر القرآن، حتى كان سنة تسع ومائتين، فسمعت الكلام فيه. فكان الماجشون يقول: لو أخذت المريسي لضربت) عنقه. وكان أصحابنا جميعاً يكفرون من قال القرآن مخلوق. هارون بن هزاري. أبو موسى القزويني الزاهد. عن: سفيان بن عيينة، وإسحاق بن سليمان الرازي، وجماعة. وعنه: محمد بن مسعود الأسدي، وإسحاق بن محمد الكيساني، وعلي بن محمد بن مهدويه، وأهل قزوين. قيل: إنه توفي سنة إحدى وخمسين. وكان ثقة. هاشم بن خالد. أبو مسعود القرشي الدمشقي. عن: الوليد بن مسلم، وسويد بن عبد العزيز، وعمر بن عبد الواحد. وعنه: إبراهيم بن محمد بن متويه، ومحمد بن المسيب الأرغياني، وابن جوصا. قال ابن أبي حاتم: كتب إلي ببعض حديثه، ومحله الصدق. هاشم بن القاسم بن شيبة ق.

(19/361)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 362
أبو محمد القرشي، مولاهم الحراني. عن: يعلى بن الأشدق، وعيسى بن يونس، وعتاب بن بشير، ومسكين بن بكير، وعبد الله بن وهب، وطائفة. وعنه: ق.، وأبو عروبة، والحسن بن هارون الإصبهاني، وإبراهيم بن محمد بن متويه. قال أبو عروبة: كبر وتغير، وتوفي سنة ستين في ذي الحجة، وقد جاوز التسعين. الهذيل بن معاوية بن الهذيل. أبو معاوية الإصبهاني. عن: الحسن بن حفص، وإبراهيم بن أيوب. وعنه: أحمد بن الحسين الأنصاري. توفي سنة ستين.) هشام بن عبد الملك بن عمران د. ن. ق. أبو النقي اليزني الحمصي. عن: إسماعيل بن عياش، وبقية بن الوليد، ومحمد بن حرب الأبرش، وجماعة. وعنه: د. ن. ق.، وحفيده حسين بن بقي بن هشام، وأبو عروبة الحراني، ومحمد بن محمد الباغندي، وابن جوصا، وخلق. قال أبو حاتم: كان متقناً في الحديث.

(19/362)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 363
وقال النسائي: ثقة. قلت: توفي سنة إحدى وخمسين. هشام بن يونس ين وابل ت. أبو القاسم النهشلي الكوفي اللؤلؤي. عن: عبد السلام بن حرب، وعبد العزيز بن أبي حازم، وعبد الرحمن المحاربي، وجماعة. وعنه: ت.، وعمر بن محمد بن بجير، وعلي بن العباس المقانعي، وأبو بكر بن أبي داود، وآخرون. وثقه النسائي. وتوفي سنة اثنتين وخمسين ومائتين. الهيثم بن خالد البصري. ثم البغدادي. عن: أبي نعيم، والهيثم بن جميل. وعنه: أبو بكر بن أبي الدنيا، والقاسم أخو المحاملي، وعلي بن محمد بن عبيد الحافظ، وآخرون. الهيثم بن خالد المصيصي. مولى بني أمية. عن: حجاج الأعور، وأبي اليمان، ومحمد بن عيسى بن الطباع. وعنه: يحيى بن صاعد، وابن المحاملي.

(19/363)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 364
الهيثم بن خالد الهروي.) حدث ببغداد عن: حجاج الأعور. وعنه: ابن صاعد، والحسين المحاملي. الهيثم بن مروان بن الهيثم بن عمران ن. أبو الحكم الدمشقي. عن: محمد بن القاسم بن سميع، وزيد بن يحيى بن عبيد، وأبي مسهر، وعلي بن عياش، وطائفة. وعنه: ن.، وأبو داود في غير السنن، وابنه أبو بكر بن أبي داود، ومحمد بن بشر الهروي، ومحمد بن المسيب الأرغياني، وابن جوصا، وطائفة. وكان ثقة.

(19/364)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 365
4 (حرف الواو)
وثاق بن عبد الله بن وثاق الأزدي الموصلي. عن: قاسم الجرمي، وحفص بن غياث، وجماعة. وحمل الناس عنه بعد الخمسين. وصيف التركي. القائد من كبار الأمراء. استولى على المعتز وأحجر عليه، واصطفى لنفسه الأموال والذخائر، فشغبت الفراغنة والأشروسنية وطالبوه والأرزاق. فخرج إليهم وصيف وبغا وسيما الشرابي وجماعة من الخواص، وقال لهم وصيف: ما لكم عندنا إلا التراب، وما عندنا مال. وقال بغا: نسأل أمير المؤمنين لكم. ثم خرج هو وسيما إلى سامراء يستأذن المعتز، فبقي وصيف في طائفة

(19/365)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 366
يسيرة، فوثبوا عليه فقتلوه بالدبابيس، وقطعوا رأسه، ونصبوا الرأس على رمح. ولوصيف حكاية معروفة لما دخل إلى قم، فإنه سأل عن رجل خامل. فلما أحضر ذكره أنه اشتراه ورباه وأحسن إليه فقال: ما أعرف الأمير أيده الله إلا أميراً. فأعجبه ذلك، وبالغ في صلته، وصيره من رؤساء البلد. قتل وصيف، سامحه الله، في سنة ثلاث وخمسين، قبل بغا بيسير. وكان الفاتقة والراتقة زمن المتوكل، والمستعين، والمعتز.)

(19/366)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 367
4 (حرف الياء)
ياسين بن النضر. القاضي أبو سعيد النيسابوري. عن: النضر بن شميل، وعبد الوهاب بن عطاء. وعنه: ابناه أبو بكر وأحمد، ومحمد بن زحمويه. يحيى بن إبراهيم بن محمد بن أبي عبيدة بن معن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود. أبو زكريا الهذلي السعودي الكوفي. عن: جده محمد، وأبيه، وأبي نعيم. وعنه: مطين، وموسى بن إسحاق الأنصاري، ومحمد بن جرير، وغيرهم. وذكر ابن عساكر في النبل أن النسائي روى عنه. قال شيخنا المزي: لم أقف على ذلك. يحيى بن إبراهيم بن مزين القرطبي.

(19/367)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 368
الفقيه. أحد الأعلام بالأندلس. روى عن: الغاز بن القيس، وعيسى بن دينار، والقعنبي، ومطرف بن عبد الله، وأصبغ بن الفرج، وطائفة لقيهم في الرحلة. وكان حافظاً للموطأ قائماً عليه، فقيهاً مفتياً مصنفاً، له تواليف منها: تفسير غريب الموطأ، و تفسير علل الموطأ، و أسماء رجال الموطأ، وكتاب فضائل القرآن، وغير ذلك. ولم يكن في الحديث بذاك الحافظ. توفي في جمادى الأولى سنة تسع وخمسين. يحيى بن حبيب بن إسماعيل بن عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت الأسدي. أبو عقيل الكوفي الجمال، نزيل سامراء. عن: حسين الجعفي، وعبد الحميد الحماني، ويحيى بن آدم، وأبي أسامة، وجماعة. وعنه: ابن أبي الدنيا، والبخاري في كتاب الأدب، ولكن لم يصرح باسمه فقال: ثنا ابن حبيب بن أبي ثابت، ثنا أبو أسامة وروى عنه أيضاً أبو القاسم البغوي، وابن صاعد، وأحمد بن) يحيى التستري، والحسين المحاملي، وأبو عبيد بن المؤمل، ويعقوب الجصاص، وآخرون. قال ابن أبي حاتم: صدوق. يحيى بن حكيم د. ن. ق.

(19/368)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 369
أبو سعيد البصري المقوم، ويقال المقومي. عن سفيان بن عيينة، وغندر، ويحيى القطان، ومحمد بن أبي عدي، وعبد الرحمن بن مهدي، وخلق. وعنه: د. ن. ق.، ون. أيضاً في مسند مالك بن أنس، عن زكريا خياط السنة، عنه، وأبو بكر بن أبي داود، وأبو عروبة، وابن خزيمة، ومحمد بن هارون الروياني، وعمر بن محمد بن بجير، وجماعة. قال أبو داود: كان حافظاً متقناً. وقال النسائي: ثقة حافظ. وقال أبو عروبة: ما رأيت أثبت منه ومن أبي موسى. ووصفه أبو موسى بالعبادة والورع. وقال ابن حبان: كان ممن جمع مصنف. قال: وتوفي سنة ست وخمسين، رحمه الله. يحيى بن خذام ق. أبو زكريا الغبري البصري السقطي. عن: صفوان بن عيسى، ومحمد بن عبد الله الأنصاري، ونائل بن نجيح، وغيرهم.

(19/369)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 370
وعنه: ق.، وابن خزيمة، وعمر بن بجير، وأبو عروبة، وابن صاعد، وآخرون. ذكره ابن حبان في الثقات. وقال غيره: توفي بمنى في ذي الحجة سنة اثنتين وخمسين. ووقع وهم في نسخة متأخرة نقل منها ابن عساكر فقال في النبل: يحيى بن حزام الترمذي فنسبه. يحيى بن الربيع المكي. سمع: ابن عيينة. وعنه: أبو بكر محمد بم جعفر القصري، وأبو حامد بن بلال، والبغوي.) يحيى بن زهير الفهري البغدادي. سمع: جرير بن عبد الحميد، ومحمد بن ربيعة الكلابي، وجماعة. وعنه: أحمد بن محمد الزعفراني، وإسماعيل الوراق، ومحمد بن مخلد. توفي سنة ست وخمسين. يحيى بن السري بن يحيى. أبو محمد البغدادي الضرير. عن: هشيم، وجرير بن عبد الحميد، وسفيان بن عيينة، وأصرم بن حوشب. وعنه: عمر بن محمد بن شعيب، والقاضي المحاملي، وابن عياش القطان، وجماعة.

(19/370)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 371
يحيى بن عثمان بن سعيد بن كثير الحمصي د. ن. ق. أبو سليمان، الرجل الصالح. أخو عمرو بن عثمان. سمع: بقية بن الوليد، ووكيعاً، ومحمد بن حمير، والوليد بن مسلم، وجماعة. وعنه: د. ن. ق.، وإبراهيم بن متويه، وأبو عروبة، وأبو بشر الدولابي، وعبد الغافر بن سلامة، وآخرون. ويقال: إنه كان من الأبدال. قال محمد بن عوف: رأيت أحمد بن حنبل يجله ويقدمه في الصلاة. وقال النسائي: ثقة. وقال ابن عدي: هو معروف بالصدق. وسمعت أبو عروبة يقول: لا يسوى في الحديث نواة. كان يتلقن كل شيء. سمعت المسيب بن واضح يقول: رأيت في النوم كأن آت أتاني، فقال: إن كان بقي من الأبدال أحد فيحيى بن عثمان الحمصي. قال ابن عدي: لم أر أحداً يطعن فيه غير أبي عروبة. قلت: توفي سنة خمس وخمسين. يحيى بن الفضل البصري الخرقي د. ق.

(19/371)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 372
عن: عبد الصمد بن عبد الوارث، وأبي عامر العقدي، وجماعة. وعنه: د. ق.، وأبو عروبة الحراني، وأبو بكر بن خزيمة، وآخرون.) توفي سنة ست وخمسين. يحيى بن محمد بن معاوية المروزي اللؤلؤي م. نزيل بخارى. عن: النضر بن شميل. وعنه: م.، وصهيب بن سليم، وعمر بن محمد بن بجير. توفي سنة سبع وخمسين قس نصف رجب. قال السليماني: روى عنه البخاري في المبسوط، وعبيد الله بن واصل. يحيى بن محمد بن السكن البصري خ. د. ن. البزار. سكن بغداد. وحدث عن: روح بن عبادة، ومحمد بن جهضم، وأبي عامر العقدي.

(19/372)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 373
وعنه: خ. د. ن.، وعمر البجيري، والمحاملي، وأحمد بن علي الجوزجاني، وآخرون. وكان من الثقات. يحيى بن معاذ الرازي. أبو زكريا الصوفي، العارف المشهور، صاحب المواعظ. كان حكيم أهل زمانه، رحمه الله. سمع: إسحاق بن سليمان الرازي، ومكي بن إبراهيم، وغيرهما. وعنه: الفقيه أبو نصر بن سلام، وأبو عثمان الحبري الزاهد، وأبو العباس أحمد بن محمد الماسرجسي، وعلي بن محمد القباني، ويحيى بن زكريا المقابري، ومشايخ الري، وهمدان، وبلخ، ومرو. ثم استوطن نيسابور، وبها مات. قال أبو عثمان الحربي: سمعته يقول: يا من ذكره أعز علي من كل شيء، لا تجعلني بين أعدائك غداً أذل من كل شيء. وقال أبو بكر الشمشاطي: سمعت يحيى بن معاذ يقول: ما جفت الدموع

(19/373)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 374
إلا لقساوة القلوب، وما قست القلوب إلا لكثرة الذنوب، وما كثرت الذنوب إلا من كثرة العيوب. قلت: وما كثرت العيوب إلا من الاغترار بعلام الغيوب.) وعن: يحيى بن معاذ قال: إلهي ما أكرمك إن كانت الطاعات فأنت اليوم تبذلها وغداً تقبلها، وإن كانت الذنوب فأنت اليوم تسترها، وغداً تغفرها. وعنه قال: لا تطلب العلم رياء ولا تتركه حياء. وعنه قال: لو لم يكن العفو من مراده لم يبتل بالذنب أكرم عباده. وعنه قال: الناس يعبدون الله على أربع: عامل على العبادة، وراهب على الرهبة، ومشتاق على الشوق، ومحب على المحبة. وقال الحسن بن علويه: سمعت يحيى بن معاذ، وقيل له: فلان لو وعظته فقال: قفل قلبه قد ضاع مفتاحه، ولا حيلة لنا فيه. وعن يحيى قال: عجبت لمن يصحب الخلق والخالق يستصحبه، وعجبت لمن يمنع والله يستقرضه. وقال الحسن بن علويه: سمعت يحيى بن معاذ يقول: من لم يكن ظاهره من العوام فضة، ومع المريدين ذهباً، ومع العارفين المقربين دراً وياقوتاً فليس من حكماء الله. وسمعته يقول: أحسن شيء كلام صحيح من لسان فصيح في وجه صحيح. وعنه قال: الحسن حسن، وأحسن منه معناه، وأحسن من معناه استعماله، وأحسن من استعماله ثوابه، وأحسن من ثوابه رضى من عمل له. وعن عبد الواحد بن محمد قال: جاء يحيى بن معاذ إلى شيراز وله شيبة حسنة، وقد لبس ثياب سود، فكان أحسن شيء، فصعد المنبر، واجتمع الخلق. فأول ما بدأ به أن قال:
(مواعظ الواعظ لن تقبلا .......... حتى يعيها قلبه أولا)

(19/374)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 375
(يا قوم من أظلم من واعظ .......... خالف ما قد قاله في الملا)

(أظهر بين الناس إحسانه .......... وبارز الرحمن لما خلا)
ثم وقع من الكرسي، فلم يتكلم يومئذ ثم إنه ملك قلوب أهل شيراز بعد، فكان إذا أراد أن يضحكهم أضحكهم، وإذا أراد أن يبكيهم أبكاهم. وأخذ من البلد سبعة آلاف دينار. وعن يحيى بن معاذ قال: لا تكن ممن يفضحه يوم مماته ميراثه، ويوم حسابه ميزانه. قال الحاكم: قرأت على اللوح في قبر يحيى بن معاذ الرازي: مات حكيم الزمان يحيى بن معاذ الرازي في جمادى الأولى سنة ثمان وخمسين.) يحيى بن معلى بن منصور الرازي ق. ثم البغدادي، الحافظ. عن: أبيه، وأبي سلمة التبوذكي، وأبي اليمان، وأبي حذيفة موسى بن مسعود، وإسحاق الفروي، وعمر بن مرزوق، وإسماعيل بن أبي أويس، وطائفة. وعنه: ق.، وسلمة بن شبيب وهو أكبر منه، وقاسم المطرز، وأحمد بن حمدون الأعمشي، ويحيى بن صاعد، والمحاملي، وآخرون. قال مسلم: كنيته أبو عوانة. وقال أبو علي النيسابوري: كان صاحب حديث. ووثقه الخطيب.

(19/375)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 376
يحيى بن المغيرة ت. أبو سلمة المخزومي المدني. عن: أبي ضمرة أنس بن عياض، وابن أبي فديك، وجماعة. وعنه: ت.، ويحيى بن صاعد، وحرمي بن أبي العلاء، وآخرون. قال أبو حاتم: صدوق، ثقة. قلت: وقع لنا من عواليه، وتوفي سنة ثلاث وخمسين ومائتين. يحيى بن واقد. أبو صالح. قد ذكر في الطبقة الماضية. يزيد بن محمد بن مهلب البصري. الشاعر المشهور، نديم المتوكل. حدث عن: أبي علي الحنفي، وغيره. وعنه: أبو بكر بن أبي داود، ومحمد بن عبد الملك التاريخي. وما أحسن قوله في أبيات:
(إني لرحال إذا الهم برك ............. وعند ضيق المعترك)

(19/376)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 377
(عسري على نفسي، ويسري مشترك .......... لا تهلك النفس على شيء هلك.)
) يسار بن سمير. أبو عثمان العجلي الإصبهاني، أحد العباد. حدث عن: أبي داود الطيالسي، وسعيد بن عامر الضبعي، ويحيى بن أبي بكير. وعنه: محمد بن محمد القباب، و... بكر، وأحمد بن الحسن، ومحمد بن أحمد بن يزيد الإصبهانيون. اليسع بن إسماعيل البغدادي الضرير. عن: سفيان بن عيينة، وزيد بن الحباب. وعنه: يعقوب بن محمد الدوري، والقاضي المحاملي، ومحمد بن مخلد. ضعفه الدارقطني. يعقوب بن إبراهيم بن كثير بن زيد بن أفلح ع.

(19/377)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 378
الحافظ أبو يوسف العبدي الدورقي البغدادي. رأى الليث بن سعد ببغداد. وسمع: إبراهيم بن سعد، وهشيماً، وعبد العزيز الدراوردي، وسفيان بن عيينة، وعيسى بن يونس، ويحيى القطان، وابن علية، وخلقاً كثيراً. وعنه: ع.، ون. أيضاً، عن رجل، عنه، وأبو زرعة، والقاسم المطرز، وابن صاعد، وأبو عبد الله المحاملي، وابن مخلد العطار، وخلق. وثقه النسائي. وذكره الخطيب في تاريخه. وكان من أئمة الحديث. آخر من روى حديثه عالياً أبو القاسم سبط السلفي. توفي سنة اثنتين وخمسين، وقد قارب التسعين. وربما أخذ على الرواية، فأنبأنا أحمد بن الحسن البطي أنا أبا منصور القزاز، أنا أبو بكر الخطيب: أنبا محمد بن عمر بن بكير، نا عثمان بن حنيف، نا الباغندي، وعبد الله بن سليمان، وابن المجدر، وابن صاعد، وصالح بن أبي مقاتل قالوا: ثنا يعقوب الدورقي، نا ابن علية، عن يحيى بن عتيق، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم) نهى أن يبال في الماء الراكد ويتوضأ منه. قال عثمان: كل واحد من هؤلاء ذكر أنه سمع هذا الحديث من يعقوب بثلاثة دنانير.

(19/378)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 379
عثمان بن حنيف ثقة. يعقوب بن إبراهيم. أبو الأسباط الكوفي. روى عن: يحيى بن آدم، وغيره. قال ابن أبي حاتم: صدوق، كتبنا فوائده، ولم يقض لنا السماع منه. يعقوب بن إسحاق بن البهلول بن حسان الأنباري. أحد القراء الأئمة. كان صالحاً زاهداً قانتاً عالماً بالعدد والحروف، وغير ذلك. روى عن: محمد بن بكار الريان، وغيره. وهو والد يوسف بن يعقوب الأزرق. مات يعقوب قبل والده، فحزن عليه وتوجع لفراقه، مع أنه عاش أربعاً وستين سنة. توفي سنة إحدى وخمسين. يعيش بن الجهم.

(19/379)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 380
أبو الحسن الحديثي. عن: سفيان بن عيينة، وابن نمير، وأبي ضمرة، وأبي أسامة، وطائفة. قال ابن أبي حاتم: هو ثقة صدوق، كتبت عنه بالحديثة. قلت: وروى عنه: الحسن بن محمد بن شعبة الأنصاري، ومحمد بن هارون الحضرمي، وغيرهما. قال ابن عدي: روى أحادي غير محفوظة. يوسف بن موسى بن راشد القطان خ. د. ت. ق. أبو يعقوب الكوفي، نزيل بغداد. روى عن: جرير بن عبد الحميد، وسفيان بن عيينة، وأبي خالد الأحمر، وحكام بن سلم، وعبد الله بن إدريس، ووكيع، وابن نمير، وطائفة. وعنه: خ. د. ت. ق.، وإبراهيم الحربي، وقاسم بن زكريا المطرز، والبغوي، وابن صاعد،) والنسائي في غير سننه، والحسين بن إسماعيل المحاملي، وآخرون. وكتب عنه يحيى بن معين، والكبار. قال النسائي: لا بأس به. وقال أبو سعيد السكري، عن يحيى بن معين: ثقة، صدوق.

(19/380)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 381
وقال غيره: كان يتجر إلى الري. قال ابن زولاق: سمعت أبا بكر محمد بن أحمد بن الحداد شيخنا يقول: قرأت علي أبي عبيد بن حربويه جزءاً عن يوسف بن موسى القطان، فلما فرغت قلت: كما قرأت على القاضي فقال: نعم، إلا الإعراب، فإنك تعرب وما كان يوسف يعرف. مات في صفر سنة ثلاث وخمسين عن سن عالية، رحمه الله. يوسف بن موسى. أبو غسان التستري السكري. نزيل الري. وحدث عن: يحيى القطان، ووكيع، وإبراهيم بن عيينة، وجماعة. وعنه: أبو حاتم، وعلي بن الحسين بن الجنيد، وإبراهيم بن يوسف الهسنجاني، وأهل الري. يوسف بن واضح البصري المؤدب ن. روى عن: قدامة بن شهاب، ومعتمر بن سليمان، وغيرهما. وعنه: ن.، ثم روى عن رجل، عنه، وعبد الله بن ناجية، وإمام الأئمة ابن خزيمة، وآخرون. مات سنة إحدى وخمسين. يوسف بن يعقوب النجاحي.

(19/381)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 382
عن سفيان بن عيينة. وعنه: الهيثم بن كليب، وأبي عبد الله المحاملي، وإسماعيل الوراق. وثقه الخطيب. وكنيته: أبو بكر. يونس بن يعقوب. أبو إدريس البغدادي. عن: هيثم بن بشير، وأبي معاوية.) وقال محمد بن مخلد: ثقة، سمعنا منه. قلت: حديثه عال عند الكندي.

(19/382)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 383
4 (الكنى)
أبو أحمد بن هارون الرشيد. كان آخر أولاد أبيه موتاً. توفي في خلافة ابن أخيه المعتز بالله سنة أربع وخمسين. أبو حمزة الخراساني الزاهد. من كبار مشايخ الصوفية. ذكره أبو عبد الرحمن السلمي. توفي سنة ستين ومائتين، وقيل: سنة تسعين. فسيعاد. أبو العباس القلوري البصري د. في اسمه أقوال، أحدها: محمد بن عمرو، وأصحها: أحمد بن عمرو. سمع: سعيد بن عامر الضبعي، ويعقوب الحضرمي، وجماعة. وعنه: د.، ومحمد بن محمد الباغندي، ومحمد بن جرير الطبري، وجماعة.

(19/383)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 384
توفي سنة ثلاث وخمسين. أبو عبيد البسري، بسر حوران. الصوفي الزاهد. واسمه: محمد بن حسان الغساني. حدث عن: سعيد بن منصور، وآدم بن أبي إياس، وأبي الجماهر محمد بن عثمان، وأحمد بن أبي الحواري، وجماعة. وعنه: ولداه نجيب وعبيد، وإبراهيم بن عبد الرحمن بن مروان، والقاسم بن عيسى القصار، وآخرون. قال ابن الجلاء: لقيت ستمائة شيخ ما رأيت مثل أربعة: ذا النون المصري، وأبا تراب النخشبي، وأبا عبيد البسري، ووالدي. وعن أبي عبيد قال: سألت الله تعالى ثلاث حوائج، فقضى لي اثنتين. ومنعني واحدة. سألته أن) يذهب عني شهوة الطعام، فما أبالي أكلت أم لا، وسألته أن يذهب عني شهوة النوم، فما أبالي نمت أم لا، وسألته أن يذهب عني شهوة النساء، فما فعل. وقال السلمي: سمعت أبا بكر البجلي: سمعت أبا عثمان الأدمي يقول: كان أبو عبيد البسري إذا كان أول شهر رمضان يدخل البيت ويقول لامرأته: طيني باب بيتي، وألق إلي كل ليلة من الطاقة رغيفاً. قال: فلما كان يوم العيد رفست الباب، فوجدت ثلاثين رغيفاً موضوعة في الزاوية، لا أكل ولا شرب، ولا تهيأ للصلاة، بقي على صوم واحد إلى آخر الشهر.

(19/384)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع عشر الصفحة 385
هذه حكاية بعيدة الصحة، وفيها مخالفة السنة بالوصال، وفيها ترك الجمعة للجماعة، وغير ذلك ذكرتها للفرجة لا للحجة. وهذه الحكاية أمثل منها: قال أبو بكر محمد بن داود الرقي: سمعت أبا بكر بن معمر: سمعت أبا حسان قال: أتى أبو عبيد عكا هو وولده، فأقاموا بها شهر رمضان، يصلح له أولاده كل يوم إفطاره، ثم يوجهون به إليه مع غلام أسود. فإذا أتى به إليه قال له الشيخ: اجلس فكله، ولا تقل لهم شيئاً. ويفطر هو على تمرة واحدة. قال الرقي: وثنا أبو بكر بن معمر: سمعت ابن أبي عبيد البسري يحدث عن أبيه غزا سنة من السنين، فخرج في السرية، فمات المهر الذي كان تحته وهو في السرية. قال أبي: فقلت: يا رب أحيه حتى نرجع إلى بسر. فإذا المهر قائم. فلما غزا ورجع قال: يا بني ارفع السرج عن المهر. قلت: إنه عرق. فقال: يا بني إنه عارية. فلما أخذت السرج خر المهر ميتاً. وثنا ابن مالويه، عن عبد الواحد بن بكر الورثاني، عن الرقي... يجهل ما لها. وقد روى له ابن جهضم حكايات من هذا النمط.... مات سنة ستين ومائتين، رحمه الله ورضي عنه. المهري القيرواني. هو عبد الملك.

(19/385)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 5
5 (بسم الله الرحمن الرحيم)

5 (الطبقة السابعة والعشرون)

1 (الأحداث من سنة إلى)

2 (أحداث سنة إحدى وستيّن ومائتين)
توفّي فيها: أحمد بن سليمان الرَّهاويّ الحافظ، وأحمد بن عبد الله بن صالح العجْليّ الحافظ نزيل طرابلس المغرب، وقاضي القُضاة الحَسَن بن محمد بن أبي الشّوارب، وشعيب بن أيّوب الصَّريفينيّ، وأبو شعيب السُّوسيّ، وعليّ بن أشكاب، ومحمد بن سعيد بن غالب العطّار، ومسلم صاحب الصّحيح، وتمام خمسةٍ وخمسين رجلاً ضبطتُ وفياتهم في غير هذه البقعة.
4 (ميل الدَّيلم إلى الصّفّار)
وفيها مالت الدَّيلم إلى يعقوب بن اللَّيث الصّفّار، وتخلَّت عن الحسن بن زيد فأحرق الحسن منازلهم وصار إلى كرمان.
4 (كتاب المعتمد لحجّاب خراسان)
وفيها كتب المعتمد كتاباً قريء على من ببغداد من حجاج خراسان والرِّيّ، مضمونه: أني لم أولِّ يعقوب بن اللّيث خراسان، ويأمرهم بالبراءة منه.

(20/5)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 6
4 (وقعة الزَّنج بالأهواز)
وفيها ولّى المعتمد أبا السّاج الأهواز وحرب صاحب الزَّنج، فسار إليها، فأقام بها. فبعث إليه قائد الزَّنج عليّ بن أبان، وبعث إليه أبو السّاج صهره عبد الرحمن، فاقتتلوا وكانت وقعة عظيمة، قتل فيها القائد عبد الرحمن، وانحاز أبو السّاج إلى عسكر مكّرم، ودخل الزَّنج الأهواز، فقتلوا وسبوا.
4 (ولاية أحمد بن أسد)
وفيها كتب المعتمد لأحمد بن أسد بولاية بخارى وسمرقند وما وراء النهر.)
4 (هزيمة ابن واصل أمام ابن اللّيث)
وفيها سار يعقوب بن اللّيث إلى فارس، فالتقى هو وابن واصل، فهزمه يعقوب وفلّ عسكره، وأخذ من قلعة له أربعين ألف ألف درهم فيما بلغنا.
2 (تولية الموفق العهد)
وولى أخاه الموفق العهد، بعد ابنه المفوّض جعفر، وولاّه المشرق، والعراق، وبغداد، والحجاز، واليمن، وفارس، وإصبهان، والرِّيّ، وخراسان،

(20/6)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 7
وطبرستان، وسجستان، والسِّند. وعقد لكلّ واحدٍ منهما لواءين أبيض وأسود، وشرط إن حدث به حدث أن الأمر لأخيه إن لم يكن ابنه جعفر قد بلغ. وكتب العهد ونفّذه مع قاضي القضاة الحسن بن أبي الشّوارب ليعلّقه في الكعبة، فمات الحسن بمكّة بعد الصَّدر. وقيل: توفّي ببغداد.

(20/7)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 8
2 (أحداث سنة اثنتين وستّين ومائتين)
فيها توفّي: حاتم بن اللَّيث الجوهريّ، وسعدان بن يزيد البزّاز، وعبّاد بن الوليد العنزيّ، وعمر بن شيبة النُّميريّ، ومحمد بن عاصم الثَّقفيّ، ومحمد بن عبد الله بن بهزاد، ومحمد بن عبد الله بن المستورد البغداديّ، ومحمد بن عبد الله بن ميمون البغداديّ نزيل الإسكندريّة، ويعقوب بن شيبة السَّدوسيّ.
4 (محاربة ابن الليث للمعتمد وهزيمته)
وفيها أعيى الخليفة أمر يعقوب بن اللّيث، فكتب إليه بولاية خراسان وجرجان، فلم يرضَ حتّى توافى باب الخليفة، واضمر في نفسه الحكم على الخليفة، والإستيلاء على العراق والبلاد. وعلم المعتمد قصده فارتحل من سرَّ من رأى في شهر جمادى الآخرة، واستخلف عليها ابنه جعفراً، وضمّ إليه محمداً المولّد. ثم نزل المعتمد بالزَّعفرانية.) وسار يعقوب بن اللّيث بجيش لم ير مثله، فقيل: كانوا سبعين ألفاً، وقيل: كانت خرّاميّة، وثقله على عشرة آلاف جمل، فدخل واسطاً في أواخر

(20/8)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 9
شهر جمادى الآخرة، فارتحل المعتمد من الزَّعفرانّية إلى سييب بني كوما وإيّاه مسرور البلخيّ والعسكر. ثمّ زحف يعقوب من واسط إلى دير العاقول نحو المعتمد. فجهّز المعتمد أخاه الموفّق إلى حرب يعقوب، ومعه موسى بن بغا ومسرور، فالتقى الجمعان في ثالث رجب بقرب دير العاقول، واقتتلوا قتالاً شديداً، فكانت الهزيمة على الموفّق، ثم صارت على يعقوب، وولّى أصحابه مدبرين. فقيل إنّه نهب من عسكره عشرة آلاف فرس، ومن الذَّهب ألفا ألف دينار، ومن الدّراهم والأمتعة ما لا يحصى. وخلّصوا محمد بن طاهر، وكان مع يعقوب في القيود. ثم عاد المعتمد إلى سامرّاء، وصار يعقوب إلى فارس. وردّ المعتمد على محمد بن طاهر عمله، وأعطاه خمسمائه ألف درهم.
4 (نهب الزَّنج للبطيحة)
وفيها بعث الخبيث رأس الزَّنج جيوشه عند اشتغال المعتمد إلى البطيحة، فنهبوها وقتلوا وأسروا.
4 (القضاء بسرّ من رأى)
وفيها ولي قضاء سرَّ من رأى عليّ بن محمد بن أبي الشوارب.
4 (قضاء بغداد)
وقضاء بغداد إسماعيل بن إسحاق القاضي.

(20/9)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 10
4 (غلبة ابن اللّيث على فارس)
وفيها غلب يعقوب بن اللّيث على فارس، وهرب عاملها ابن واصل إلى الأهواز، وتقوىّ يعقوب.
2 (وقوع قائد الزَّنج في الأسر)
وفيها كانت وقعة بين الزَّنج وبين الأمير أحمد بن ليثويه صاحب مسرور البلخيّ، فقتل خلقاً كثيراً من الزَّنج، وأسر قائدهم الّذي يقال له: الصُّعلوك.

(20/10)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 11
2 (أحداث سنة ثلاثٍ وستّين)
توفي فيها: أبو الأزهر أحمد بن الأزهر، وأحمد بن حرب الطّائيّ، والحسن بن أبي الربيع، ومحمد بن عليّ بن ميمون الرَّقّيّ، ومعاوية بن صالح الأشعريّ الحافظ.
4 (استيلاء ابن الليث على الأهواز)
وفيها سار يعقوب بن اللّيث إلى الأهواز، وأسر الأمير ابن واصل، واستولى على الأهواز.
4 (وزارة ابن مخلد)
وفيها استوزر الحسن بن مخلد بعد موت عبيد الله بن يحيى بن خاقان الوزير.

(20/11)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 12
4 (وزارة ابن وهب)
ثم هرب الحسن إلى بغداد خوفاً من موسى بن بغا. فاستوزر سليمان بن وهب.
4 (إخراج ابن طاهر من نيسابور)
وفيها غلب أخو شركب على نيسابور وأخرج عنها الحسين بن طاهر.
4 (انتصار المسلمين بالأندلس)
وفيها كانت ملحمة كبيرة بالأندلس، نصر الله فيها الإسلام، واستشهد طائفة.

(20/12)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 13
2 (أحداث سنة أربعٍ وستّين)
فيها توفّي: أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، وأحمد بن يوسف السُّلميّ، وأبو إبراهيم المُرّيّ،) ويونس بن عبد الأعلى.
4 (وفاة موسى بن بغا)
وفي المحرَّم خرج أبو أحمد الموفّق، ومعه موسى بن بغا إلى قتل الزَّنج. فلمّا نزلا بغداد مات موسى وحُمِل إلى سامرّاء، فدفن بها.
4 (وفاة قبيحة أم المعتزّ)
وفي ربيع الأوّل توفّيت قبيحة أمّ المعتز بالله بسامرّاء، وكان المعتمد قد أعادها إليها من مكّة وأكرمها.
4 (أسر الروم لعبد الله بن رشيد بن كاوس)
وفيها أسرت الروم عبد الله بن رشيد بن كاوس، وكان قد دخل الروم في أربعة الآف، فأوغل فيها وأسر وغنم ورجع، فلمّا نزل البذندون أقام به ثمّ

(20/13)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 14
رحل. وتبعته البطارقة من كلّ صوب وأحدقوا به، فنزل جماعة من المسلمين فعرقبوا دوابّهم وقاتلوا إلاّ خمسمائةٍ من المسلمين انهزموا، وأسر عبد الله بعد ما جرح جراحات.
4 (الوقعة بين محمد المولّد والزّنج)
وفيها ولي واسطاً محمد المولّد، فحاربته الزَّنج، فهزمهم محمد، ثمّ غلبت الزَّنج ودخلت واسطاً، فهرب أهلها حفاةً عراةً، ونهبها الزَّنج وأحرقوها.
4 (غضب المعتمد على الوزير ابن وهب)
وفيها غضب المعتمد على الوزير سليمان بن وهب وقيّده وانهب أمواله، واستوزر الحسن بن مخلد.
4 (عصيان الموفّق)
وفيها أظهر أبو أحمد الموفّق العصيان، فشخص من بغداد ومعه عبد الله بن سليمان بن وهب، فلمّا قرب من سامراء، تحول المعتمد إلى الجانب الغربيّ، فعسكر به. فنزل أحمد بظاهر سامرّاء، ثم تراسلا واصطلحا في آخر السّنة، وأطلق سليمان بن وهب، وهرب الحسن بن مخلد، وأحمد بن صالح بن شيرزاد.
2 (محنة الصوفية)
وفيها كانت المحنة على الصُّوفيّة بغلام خليل.)

(20/14)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 15
4 (أحداث سنة خمسٍ وستيّن)
توفيّ فيها: أحمد بن منصور الرّماديّ، وإبراهيم بن الحارث البغداديّ، وإبراهيم بن هانيء النَّيسابوريّ، وسعدان بن نصر، وصالح بن أحمد بن حنبل، وعبد الله بن محمد بن أيوّب المُخرّميّ، وعلي بن حرب الطّائيّ، وأبو حفص النَّيسابوريّ الزاهد عمرو بن سلم، ومحمد بن الحسن العسكري من الإثني عشر، ومحمد بن هارون الفلاّس، وهارون بن سليمان الإصبهانيّ.
4 (إيقاع ابن طولون بسيما الطويل في أنطاكية)
وفيها خرج أحمد بن طولون أمير مصر إلى الشام، فحصر سيما الطّويل بأنطاكيّة إلى أن افتتحها وقتل سيما.

(20/15)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 16
4 (إلتحاق المولّد بابن الصّفّار)
وفيها خامر محمد المولّد ولحق بيعقوب بن اللّيث وصار من خواصّه.
4 (القبض على سليمان بن وهب وابنه)
وفيها قبض المعتمد على سليمان بن وهب وابنه عبيد الله واصطفى أموالهما، ثمّ صولحا على تسعمائة ألف دينار.
4 (وزارة ابن بلبل)
واستوزر إسماعيل بن بلبل.
4 (وفاة يعقوب بن الليث)
وفيها مات يعقوب بن اللَّيث الصّفّار المتغلّب على خراسان، وغيرها. توفّي بالأهواز، فخلفه) أخوه عمرو بن اللّيث، ودخل في الطّاعة.
4 (إطلاق ملك الروم لعبد الله بن كاوس)
وفيها بعث ملك الروم بعبد الله بن كاوس الّذي كان عامل الثّغور فأسروه، مع عدّة مصاحف كانوا أخذوها من أهل أذنة، إلى أحمد بن طولون.
4 (عصيان العباس على أبيه أحمد بن طولون)
ولما خرج احمد بن طولون إلى الشام قام ابنه العبّاس وجماعة من أمرائه فأخذ أموال أبيه وحشمه، وتوجّه نحو برقة إلى إفريقيّة، فنهب وفتك، فانتدب

(20/16)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 17
لحربه إلياس بن منصور النقرشيّ رأس الإباضيّة في اثني عشر ألفاً، وبعث صاحب إفريقية إيراهيم بن أحمد بن الأغلب جيشاً كثيفاً مع مولاه، فأطبق الجيشان على العباس فباشر الحرب بنفسه، وقتلت صناديده، ونهبت خزائنه، وعاد إلى برقة. فبعث أبوه جيشاً فأسروه، وحملوه إلى أبيه، فقيدَّه وحبسه، وقتل جماعة ممّن كان حسَّن له العصيان.
2 (دخول الزَّنج النعمانية)
وفيها دخلت الزَّنج النعمانيّة، فأحرقوا وسبوا وقتلوا. استنابة الموفّق لعمرو بن اللّيث على الولايات وفيها استناب الموفّق عمرو بن اللّيث على خراسان، وكرمان، وفارس، وبغداد، وإصبهان، والسِّند، وسجستان، وبعث إليه بالتّقليد والخلع العظيمة. وقيل، إنّ تركة أخيه يعقوب بن اللّيث بلغت ألف ألف دينار وخمسين ألف ألف درهم ونقل فدفن بجنديسابور وكتب على قبره: هذا قبر المسكين. وتحته:
(أحسنت ظنَّك بالأيّام إذ حسنت .......... ولم تخف سوء ما يأتي به القدر)

(فسالمتك اللّيالي فاغتررت بها .......... وعند صفو اللّيالي يحدث الكدر.)

(20/17)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 18
4 (أحداث سنة ستًّ وستّين)
فيها توفيّ: إبراهيم بن أورمة الحافظ، وصالح بن أحمد بن حنبل بخلف، وهذا أصح، ومحمد بن شجاع الثلجيّ الفقيه،) ومحمد بن عبد الملك الدّقيقيّ، وأبو السّاج الأمير.
4 (نيابة عبيد الله بن طاهر على شرطة بغداد)
وفيها كتب عمرو بن اللّيث الصّفّار إلى عبيد الله بن عبد الله بن طاهر بأن يكون نائبه على شرطة بغداد.
2 (وصول الروم إلى ديار ربيعة)
وفيها وصلت عساكر الروم إلى ديار ربيعة، فقتلت جماعة من المسلمين، وهرب أهل الجزيرة والموصل.
4 (استعمال ابن أبي الساج على الحرمين)
وفيها استعمل الموفّق على الحرمين محمد بن أبي السّاج.

(20/18)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 19
2 (وقعة الزنج بعسكر الخليفة)
وفيها كانت وقعة بين الزَّنج وعسكر الخليفة، وظهرت الزَّنج، لعنهم الله.
4 (مقتل الكرخي أمير حمص)
وفيها قتل أهل حمص أميرهم الكرخيّ.
2 (دعوة الحسن الأصغر لنفسه)
وفيها دعا الحسن بن محمد بن جعفر الأصغر أهل طبرستان إلى نفسه.
4 (هزيمة الحسن بن زيد)
وفيها سار أحمد بن عبد الله الخجستانيّ إلى الحسن بن زيد، فهزمه أحمد.
4 (مقتل ابن الأصغر)
ثم سار الحسن بن زيد إلى الحسن بن الأصغر، واحتال عليه حتىّ قتله.
4 (الحرب بين الخجستاني وابن اللَّيث)
وفيها حارب أحمد بن عبد الله الخجستاني عمرو بن اللَّيث، وظهر على عمرو، ودخل نيسابور، وقتل جماعة ممّن كان يميل إلى عمرو.

(20/19)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 20
4 (انتهاب الأعراب كسوة الكعبة)
وفيها وثبت الأعراب على كسوة الكعبة فانتهبوها، وأصاب الوفد شدّة منهم.)
4 (دخول الزَّنج رامهرمز)
وفيها دخلت الزَّنج رامهرمز، فاستباحوها قتلاً وسبياً، فلا قوّة إلاّ بالله.

(20/20)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 21
4 (أحداث سنة سبعٍ وستيّن)
فيها توفّي: إبراهيم بن عبد الله السَّعديّ، وإسماعيل بن عبد الله سمّويه، وإسحاق بن إبراهيم الفارسيّ شاذان، وبحر بن نصر الخولانيّ، وعباس الرَّبعيّ، ومحمد بن عزيز الأيليّ، ويحيى بن الذهًّليّ، ويونس بن حبيب الإصبهانيّ.
2 (وقعة الزَّنج)
وفيها دخلت الزَّنج واسطاً، فاستباحوها وأحرقوا فيها، فجهّز الموفّق ابنه أبا العبّاس في جيشٍ عظيم، فكان بينه وبين الزَّنج وقعة في المراكب في الماء، فهزمهم أبو العبّاس، وقتل فيهم وأسر وغرَّق سفنهم، وكان ذلك أوَّل النصّر. فنزل أبو العبّاس واسطاً. واجتمع قوّاد الخبيث صاحب الزَّنج سليمان بن موسى الشّعرانيّ، وعليّ بن أبان، وسليمان بن جامع، وحشدوا وأقبلوا، فالتقاهم أبو العباّس، فهزمهم وفرَّقهم، ثم واقعهم بعد ذلك، فهزمهم أيضاً ومزَّقهم. ثم دامت مصابرة القتال بينهم شهرين، ثم قذف الله الرُّعب في قلوب الزَّنج من أبي العبّاس وهابوه.

(20/21)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 22
وتحصّن سليمان بن جامع بمكان، وتحصّن الشّعراني بمكانٍ آخر. فسار أبو العّباس وحاصر الشّعراني، وجرت بينهم حروب صعبة، إلى أن انهزمت الزَّنج، ورجع أبو العباس بجيوشه سالماً غانماً. وكان أكثر قتالهم في المراكب والسّماريّات، وغرق من الزَّنج خلق سوى من قتل وأسر. ثم سار الموفَّق من بغداد في جيوشه في السُّفن والسّماريّات في هيئةٍ لم ير مثلها إلى واسط.) فتلّقاه ولده أبو العبّاس، ثمّ سارا إلى قتال الزَّنج ليستأصلوهم، فواقعهم، فانهزم الزَّنج واستنفذ منهم من المسلمات نحو خمسة آلاف امرأة، وهدمت مدينة الَّشعراني فهرب في نفرٍ يسير مسلوباً من الأهل والمال، ووصل إلى المذار، فكتب إلى الخبيث سلطان الزَّنج بما جرى، فتردد الخبيث إلى الخلاء مراراً في ساعة، ورجف قوّاده وتقطّعت كبده، وأيقن بالهلاك. ثم إنّ الموفَّق سأل عن أصحاب الخبيث، فقيل له: معظمهم مع سليمان بن جامع في بلد طهيثا، فسار الموفّق إليها، وزحف عليها بجنوده، فالتقاه سليمان بن جامع وأحمد بن مهديّ الجبّائيّ في جموع الزَّنج، ورتّب الكمناء واستحرَّ القتال، فرمى أبو العبّاس بن الموفّق لأحمد بن مهديّ بسهمٍ في وجهه هلك منه بعد أيّام. وكان أبو العباّس رامياً مذكوراً. ثم أصبح الموفَّق على القتال، وصلّى وابتهل إلى الله بالدّعاء، وزحف على البلدة، وكان عليه خمسة أسوار، فما كانت إلاّ ساعة وانهزمت الزَّنج، وعمل فيهم السّيف وغرق أكثرهم. وهرب سليمان بن جامع. واستنقذ الموفّق من طهيثا نحو عشرة آلاف أسير فسيرهم إلى واسط،

(20/22)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 23
وأخذ من المدينة تحفاً وأموالاً، بحيث استغنى عسكره، وأقام بها الموفّق أياماً ثم هدمها.
4 (مسير الموفّق إلى الأهواز)
وكان المهلَّبيّ مقيماً بالأهواز في ثلاثين ألف من الزَّنج، فسار إليها الموفَّق، فانهزم المهلَّبيّ وتفرَّق جمعه، وانهزم بهبوذ الزَّنجيّ، وبعثوا يطلبون الأمان، لأنه كان قد ظفر بطائفةٍ كبيرة من أصحاب الخبيث وهو بنهر أبي الخصيب.
4 (تمهيد الموفّق للبلاد)
ثم سار الموفَّق إلى جنديسابور ثمّ إلى تستر فنزلها، وأنفق في الجند والموالي، ثم رحل عسكر مكرم ومهّد البلاد، ثم رجع وبعث ابنه أبا العبّاس إلى نهر أبي الخصيب لقتال الخبيث. فبعث إليه الخبيث سفناً، فاقتتلوا، فهزمهم أبو العبّاس، واستأمن إليه القائد منتاب الزَّنجيّ، فأحسن إليه.
4 (موقعة المختارة)
وكتب الموفَّق كتاباً إلى الخبيث يدعوه إلى التَّوبة إلى الله والإنابة إليه ممّا فعل من سفك الدّماء وسبي الحريم وانتحال الّنبوَّة والوحي، فما زاده الكتاب إلاّ تجبراً وعتوَّاً. وقيل: إنه قتل الرسول، فسار الموفَّق في جيوشه إلى مدينة الخبيث بنهر أبي الخصيب، فأشرف) عليها، وكان قد سمّاها المختارة، فتأمّلها الموفَّق ورأى حصانتها وأسوارها وخنادقها، فرأى شيئاً لم ير مثله، ورأى من كثرة المقاتلة ما استعظمه، ورفعوا أصواتهم، فارتجّت الأرض، فرشقهم ابنه أبو العبّاس بالنّشّاب، فرموه رميةٌ واحدة بالمجانيق والمقاليع والنّشّاب، فأذهلوا الموفَّق،

(20/23)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 24
فرجع عنهم، وثبت أبو العباس. وآستأمن جماعة من اصحاب الخبيث إلى أبي العبّاس فأحسن إليهم، ثم استأمن منهم بشر كثير، فخلع على مقدَّمهم. فلمّا كان في اليوم الثّاني جهّز الخبيث بهبوذ في السماريّات، فالتقاه أبو العباس، فاقتتلوا، فأصاب بهبوذ طعنتان ونشاب، فهرب إلى الخبيث، ورجع أبو أحمد إلى معسكره بنهر المبارك ومعه خلق قد استأمنوا. فلمّا كان في شعبان برز الخبيث في ثلاثمائة ألف فارس وراجل، فركب الموفَّق في خمسين ألفاً، وكان بينهم النهَّر، فنادى الموفَّق بالأمان لأصحاب الخبيث، فاستأمن إليه خلق كثير، ثم انفصل الجمعان عن غير قتال.
4 (بناء الموفقيّة)
ثم بنى الموفَّق مدينة بإزاء مدينة الخبيث على دجلة وسمّاها الموفَّقيّة، وجمع عليها خلائق من الصُّنّاع، وبنى بها الجامع والأسواق والدُّور، واستوطنها النّاس للمعاش. وكان عدد من استأمن في شهرين خمسين ألفاً من جيش الخبيث، ما بين ابيض وأسود.
4 (الوقعة بين أبي العباس والخبيث)
وفي شّوال كانت الوقعة بين أبي العبّاس والخبيث، قتل منهم خلقاً كثيراً. وذلك لأن الخبيث انتخب من قوّاده خمسة آلاف، وأمرهم أن يعدّوا فيتبّينوا عسكر الموفّق، فلّما عبروا بلغ الموفَّق الخبر من ملاّح، فأمر إبنه بالنّهوض إليهم، فنصر عليهم وصلبهم على السُّفن، ورمى برؤوس القتلى في المناجيق

(20/24)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 25
إلى مدينة الخبيث، فذلّوا.
4 (اقتحام الموفّق مدينة الخبيث)
وفي ذي الحجّة عبر الموفّق بجيوشه إلى مدينة الخبيث، وكان الزَّنج قبل ذلك قد ظهروا على أبي العبّاس، وقتلوا من أصحابه جماعة، فدخل الموفّق بجميع جيوشه ودار حول المدينة، والزَّنج يرمونهم بالمجانيق وغيرها. فنصب المسلمون السّلالم على السّور وطلعوا ونصبوا) أعلام الموفّق، فانهزم الزَّنج، وملك أصحاب الموفّق السُّور، فاحرقوا المجانيق والسّتائر. وجاء أبو العبّاس من مكان آخر، فاقتحم الخنادق، وثلم السُّور ثلمةً اتسّع منها الدّخول. وانهزم الخبيث وأصحابه، وجند الموفَّق يتبعونهم إلى اللّيل. ثم عاد الخبيث إلى المدينة، وعدى الموفّق إلى عسكره، وتراجع أصحاب الخبيث ثم رمم ما هوى من الأسوار والخنادق.
4 (استيلاء الخجستاني على الولايات وضربه السكّة)
وفيها استولى أحمد بن عبد الله الخجستاني على خراسان، وكرمان، وسجستان، وعزم على قصد العراق، وضرب السِّكّة باسمه، وعاد على الوجه الآخر اسم المعتمد.
4 (حبس ابن المدبّر ومصادرته)
وفيها حبس أحمد بن طولون أحمد بن المدبّر الكاتب وصادره، وأخذ منه سّتمائة ألف دينار. وكان يتولى خراج دمشق.

(20/25)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 26
4 (أحداث سنة ثمانٍ وستّين ومائتين)
فيها توفّي: أبو الحسن أحمد بن سيّار المروزيّ، وأحمد بن شيبان الرمليّ، وأحمد بن يونس الضَّبّيّ الإصبهانيّ، وعيسى بن أحمد العسقلانيّ البلخيّ، والفضل بن عبد الجبّار المروزيّ، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم الفقيه.
4 (استئمان جعفر بن إبراهيم للموفّق)
وفي محرمّ استأمن إلى الموفّق جعفر بن إبراهيم السّجّان، وكان صاحب أسرار الخبيث وأحد خواصّه، فخلع عليه الموفَّق وأعطاه ملاً كثيراً، وأمر بحمله إلى قريب مدينة الخبيث. فلمّا حاذى قصر الخبيث صاح: ويحكم إلى متى تصبرون على هذا الخبيث الكذّاب. وحدَّثهم بما أطَّلع عليه من كذبه وفجوره، فاستأمن في ذلك اليوم خلق كثير منهم. وتتابع النّاس في الخروج من عند الخبيث.)
4 (دخول جند الموفّق مدينة الزَّنج)
وفي ربيع الآخر زحف الموفَّق على مدينة الخبيث، وهدم من السّور أماكن، ودخل الجند من كل ناحية واغترّوا، فخرج عليهم أصحاب الخبيث،

(20/26)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 27
فتحيَّروا في الخروج، وبعض النّاس طلب الشّطّ فغرقوا. وردّ الموفّق إلى مدينة الموفّقّية، وقد أصيب أصحابه. ثمّ ضيّق على الخبيث، وقطع عنه الميرة، فضاق بأصحابه الأمر حتّى أكلوا لحوم الكلاب والموتى، وهرب خلق، فسألهم الموفَّق، فقالوا له: لنا سنة ما أكلنا الخبز.
4 (مقتل بهبوذ)
فلمّا كان رجب قتل بهبوذ، وكان أكبر قوّاد الخبيث.
4 (دخول ابن حوشب طولون)
في هذا العام دخل أبو القاسم الحسن بن فرح بن حوشب اليمن داعياً من قبل عبيد الله الّذي ملك المغرب، وتسمّى، بالمهديّ.
4 (عصيان لؤلؤ لابن طولون)
وفيها عصى لؤلؤ مولى أحمد بن طولون وخامر على أستاذه، فنهب بالسن في الرَّقَّة وقرقيسيا، وسار إلى العراق.
4 (قتل ابن صاحب الزّنج)
وبلغ الخبيث أنّ ابنه يريد الهروب إلى الموفّق فقتله.
4 (قتل الخجستاني)
وفيها قتل أحمد بن عبد الله الخجستاني الخارج بخراسان، قتله غلمانٌ

(20/27)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 28
له في آخر السّنة.
4 (غزوة خلف التركي ثغور الروم)
وفيها غزا خلف التُّركي نائب أحمد بن طولون على ثغور الشّام، فقتل من الرّوم بضعة عشر ألفً وغنم، فبلغ السّهم أربعين ديناراً.

(20/28)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 29
4 (أحداث سنة تسعٍ وستّين ومائتين)
فيها توفّي: أحمد بن عبد الحميد الحارثيّ،) وحذيفة بن غياث، وإبراهيم بن منقذ الخولانيّ، وعبد الله بن حمّاد الآمليّ، ومحمد بن إبراهيم، أبو حمزة الصُّوفيّ، وأبو فروة يزيد بن محمد بن يزيد بن سنان.
4 (كسوف الشمس والقمر)
وفي المحّرم انكسفت الشّمس والقمر
4 (غارة الأعراب على الحجّاج)
وفيها قطعت الأعراب الطّريق على الحجّاج، فأخذت خمسمائة جمل بأحمالها.
4 (وثوب خلف الفرغاني على يازمان الخادم)
وفيها وثب خلف الفرغانيّ على يازمان خادم الفتح بن خاقان، فحبسه بالثّغر فوثب أهل الثّغر فخلَّصوه، وهموا بقتل خلف، فهرب إلى دمشق، ولعنوا

(20/29)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 30
ابن طولون على منابر الثَّغر، فسار أحمد بن طولون من مصر حتّى نزل أذنة، وقد تحصّن بها يازمان الخادم، وفعل ذلك أهل طرسوس، فأقام ابن طولون مدّة على أذنة، فلم يظفر بها بطائل، فعاد إلى دمشق.
4 (أخذ لؤلؤ من العقيليّ)
وفيها افتتح لؤلؤ قرقيسيا عنوةً، وأخذها من ابن صفوان العقيليّ، وسلّمها إلى أحمد بن مالك بن طوق.
4 (دخول الموفّق مدينة صاحب الزّنج)
وفيها دخل الموفّق مدينة الخبيث عنوة. وكان الخبيث عند قتل بهبوذ أخذ تركته وأمواله، وضرب أقاربه بالسِّياط، ففسدت نيّات خواصّه لذلك، فعبر الموفّق المدينة ونادى بالأمان فتسارع إليه أصحاب بهبوذ، فأحسن إليهم، ثمّ دخل المدينة بعد حربٍ شديد، وقصد الدّار الّتي سمّاها الخبيث جامعاً، فقاتل أصحابه دونه أشد القتال، فهدموها وأتوا بالمنبر الّذي للخبيث، ففرح وخرج إلى مدينته بعد أن نهب خزائن الخبيث، وأحرق الأسواق والُّدور. وذلك في جمادى الأولى. ورمي يومئذٍ الموفَّق بسهمٍ فجرحه، ثمّ أصبح على القتال، فزاد عليه الألم بالحركة، وخيف عليه،) وخافوا قوّة الخبيث عليهم، وأشاروا عليه بالرحيل إلى بغداد، فأبى وتصبَّر حتّى عوفي وعاد لحرب الخبيث، وقد رمّم الخبيث ما وهى من مدينته.
4 (عزم المعتمد على اللحاق بمصر)
وفي نصف جمادى الأولى شخص المعتمد من سرَّ من رأى يريد اللّحاق بابن طولون لأمرٍ تقرَّر بينهما.

(20/30)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 31
قال أحمد بن يوسف الكاتب: خرج أحمد بن طولون من مصر، وحمل معه ابنه العبّاس معتقلاً، فقدم دمشق، وخرج المعتمد من سامرّاء على وجه التّنزُّه، وقصده دمشق لاتّفاق جرى بينه وبين ابن طولون على المعتمد لم يبق منكم معشر الموالي اثنان. فاجتهد في ردّه. وكان ابن كنداج في نصِّيبين في أربعة الآف، فصار إلى الموصل، فوجد حرّاقات المعتمد وقوّاده بموضع يقال له الدَّواليب، فوكَّل بهم هناك، وسار فلقي المعتمد بين الموصل والحديثة، فخرج إليه نحرير الخادم، وسلَّم عليه واستأذن فأذن له، فدخل ابن كنداج ومعه ابنه محمد وجماعة يسيرة، فسلَّم ووقف، وقال: يا إسحاق لم منعت الحشم من الدخول إلى الموصل وكان ينزلها أحمد بن خاقان وخطارمش، فقال: يا أمير المؤمنين أخوك في وجه العدوّ، وأنت تخرج عن مستقرّك ودار ملكك، ومتى صحّ كتاب أخيك يأمرنا بردّك. فقال: أنت غلامي أو غلامه فقال: كلنا غلمانك ما أطعت الله، فإذا عصيته فلا طاعة لك وقد عصيت الله فيما فعلت من خروجك، وتسليط عدوّك على المسلمين. ثمّ خرج من المضرب ووكّل به جماعة. ثمّ بعث إلى المعتمد يطلب ابن خاقان وخطارمش ليناظرهما. فبعث بهما إليه فقال: ما جنى أحد على الإسلام والخليفة ما جنيتم، فلم أخرجتموه من دار ملكه في عدّةٍ يسيرة، وهارون الشّاري بإزائكم في جمعٍ كبير فلو حضركم وأحذ الخليفة لكان عاراً وسبَّةً على الإسلام. ثمّ رسّم عليهم، وبعث إلى الخليفة يقول: ما هذا المقام، فارجع. فقال المعتمد: فأخلف لي أنّك تنحدر معي ولا تسلّمني. فحلف له، وانحدر إلى سامرّاء، فتلقّاه صاعد بن مخلد كاتب الموفَّق، فسلّمه إسحاق إليه، فأنزله في دار أحمد بن الخصيب، ومنعه من نزول دار الخلافة، ووكّل به خمسمائة رجل يمنعون من الدّخول إليه.)

(20/31)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 32
وأما الموفَّق فبعث إلى إسحاق بخلعٍ وأموالٍ، وأقطعه ضياع القوّاد الّذين كانوا مع المعتمد. وقال الصُّوليّ: كان المعتمد قد ضجر من أخيه الموفّق، فكاتب ابن طولون واتفّقا فذكر الحكاية. وقال المعتمد:
(أليس من العجائب أنّ مثلي .......... يرى ما قلَّ ممتنعاً عليه)

(وتوكل باسمه الدّنيا جميعاً .......... وما من ذاك شيءٌ في يديه)

4 (تلقيت ذي الوزارتين وذي السيفين)
ولقّب الموفَّق صاعداً: ذا الوزارتين، ولقب ابن كنداج: ذا السَّيفين. وأقام صاعد في خدمة المعتمد، ولكن ليس للمعتمد حلّ ولا ربط.
4 (مصادرة ابن طولون للقاضي بكار بن قتيبة)
ولمّا بلغ ابن طولون ذلك جمع القضاة والأعيان وقال: قد نكث الموفّق أبو أحمد بأمير المؤمنين فاخلعوه من العهد. فخلعوه إلاّ القاضي بكّار بن قتيبة فقال: أنت أوردت عليَّ كتاباً من المعتمد بولاية العهد، فأورد عليَّ كتاباً آخر منه بخلعه. فقال: إنهّ محجورٌ عليه ومقهور. فقال: لا أدري. فقال ابن طولون: أغرّك النّاس بقولهم: ما في الدُّنيا مثل بكّار أنت شيخ قد خرَّفت. وحبسه وقيّده، وأخذ منه جميع عطاياه من سنين، فكان عشرة الآف

(20/32)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 33
دينار، فقيل: إنهّا وجدت في بيت بكّار بختمها وحالها. وبلغ الموفَّق فأمر بلعنة ابن طولون على المنابر.
4 (سير ابن طولون إلى المصّيصة وتراجعه)
وفيها سار ابن طولون إلى المصِّيصة. وبها يازمان الخادم، فتحصّن ونزل ابن طولون بالمرج والبرد شديد. فشقّ عليه يازمان نهر طرسوس، فنهبوا بقايا عسكره، ومرض في طريقه مرضته الّتي مات فيها مغبوناً.
4 (ولاية ابن كنداج)
وولّى الموفّق إسحاق بن كنداج المغرب كله والعراق كلّه، وما كان بيد أحمد بن طولون.
4 (إحراق قطعة من بلد الزَّنج)
) وفيها عبر الموفّق إلى الخبيث وأحرق قطعة من البلد، وجرح ابن الخبيث وكاد يتلف.
4 (الوقعة بين الموفق وبين الزَّنج)
وفي شوّال كانت بين الموفَّق والخبيث وقعةٌ عظيمة. ولمّا رأى الخبيث أنّ الميرة قد انقطعت عنه وصعب أمره، وقلّ عنده الشّيء، حتى كان أحدهم إذا وقع بامرأة أو صبي ذبحه وأكله. وكان الخبيث يعاقب من يفعل ذلك لكن بحبسه. ثمّ إنّ الموفَّق أحرق عامّة البلد وقصر الإمارة، وخافت الزَّنج، فقاتلوا قتالاً شديداً، ثمّ انهزموا، وعبر الخبيث إلى الجانب الشّرقيّ من نهر أبي الخصيب، واستأمن إلى الموفَّق جماعة من القوّاد أصحاب الخبيث وخاصّته، وفتحوا سجناً

(20/33)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 34
كبيراً كان للخبيث فيه خلق من عساكر المسلمين وأصحاب الموفَّق، فأطلقوهم.
4 (دخول المعتمد واسط)
وفي ذي القعدة دخل المعتمد إلى واسط.
4 (دخول الموفٌّ ق مدينة صاحب الزنج وتخريب داره)
وفيه سارت السُّفن والسّماريات وجيوش الموفَّق على ترتيب لم ير مثله كثرةً وأُهْبةً، فلمّا رأى الخبيث ذلك بهره وزال عقله. وزحف الجيش نحو الخبيث، فالتقاهم في جيشه، وألتحم القتال، وحمل الموفَّق وابنه والخواصّ، فهزموا الزَّنج، وقتلوا منهم مقتلةً هائلة، وأسروا خلقاً، فضربت أعناقهم. وقصد الموفَّق دار الخبيث، وقد التجأ إليها، وانتحب أنجاد أصحابه ليدافعوا عنها، فلمّا لم يغنوا عنه شيئاً أسلمها، وتفرق عنه أصحابه، ونهبت داره وحرمه وأولاده، فهرب الخبيث نحو دار المهلّبيّ قائده. وأتي بحريمه وذرِّيتّه فكان عددهم أكثر من مائة، فأمر الموفَّقٌ بحملهم إلى الموفَّقيّة وأحسن إليهم، وأمر بإحراق دار الخبيث. وكان عنده نساء علويّات وحرائر قد استباحهنّ، وجاءه منهنّ أولاد.

(20/34)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 35
4 (أحداث سنة سبعين ومائتين)
فيها توفّي: أحمد بن طولون صاحب مصر، وأحمد بن عبد الله بن البرقيّ، وأحمد بن المقدام الهرويّ،) وإبراهيم بن مرزوق البصريّ، وأسد بن عاصم، وبكّار بن قتيبة القاضي، والحسن بن عليّ بن عفّان العامريّ، وداود الظّاهريّ الفقيه، والربيع بن سليمان المراديّ، وزكرياّ بن يحيى المروزيّ، وعبّاس بن الوليد البيروتيّ، وأبو البختريّ عبد الله بن محمد بن شاكر، ومحمد بن إسحاق الصّغانّي، ومحمد بن ماهان، ومحمد بن مسلم بن وارة، ومحمد بن هشام بن ملاّس.
4 (مقتل صاحب الزَّنج)
وفيها وصل لؤلؤ الطُّولوني في جيشٍ عظيم نجدةً للموفق في المحرّم، فكانت بين الموفّق وبين الخبيث وقعةٌ أوهنت الخبيث، ثمّ وقعة أخرى قتل فيها

(20/35)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 36
الخبيث وعجّل الله بروحه إلى النّار. وهو عليّ بن محمد المدَّعي أنه علويّ، وقيل: اسمه بهبوذ. قد ذكرنا وقائعه مع الموفَّق وحصاره الزّمن الطّويل له، إلى أن اجتمع مع الموفَّق زهاء ثلاثمائة ألف مقاتل مطَّوّعة وفي الدّيوان. فلمّا كان في ثاني صفر، وقد التجأ الخبيث إلى جبلٍ ثمّ تراجع هو وأصحابه إلى مدينتهم خفية، وجاءت مقدّمات الموفَّق، فلمّا وصلوا إلى المدينة لم يدروا أنهّم قد رجعوا إليها، فأوقعوا بهم، فانهزم الخبيث وأصحابه، وتبعهم أصحاب الموفَّق يأسرون ويقتلون، وانقطع الخبيث في جماعةٍ من قوّاده وفرسانه، وفارقه ابنه انكلائي، وسليمان بن جامع، فظفر أبو العبّاس بن الموفَّق بابن جامع، فكّبر النّاس لمّا أتى به إلى أبيه. ثمّ شدّ الخبيث وأصحابه، فأزال النّاس عن مواقفهم، فحمل عليه الموفَّق فانهزموا وتبعهم إلى آخر نهر أبي الخصيب، فبينا القتال يعمل إذ أتى فارس من أصحاب لؤلؤ إلى الموفَّق برأس) الخبيث في يده، فلم يصدّقه فعرضه على جماعةٍ فعرفوه. فترجل الموفَّق وابنه والأمراء وخرّوا سجَّداً لله، وكبّروا وحمدوا الله تعالى. وقيل: إنّ أصحاب الموفَّق لمّا أحاطوا به لم يبق معه إلاّ المهلَّبيّ، ثم ولّى وتركه، فقذف نفسه في النّهر فقتلوه. وسار أبو العبّاس ومعه رأس الخبيث على رمحٍ فدخل به بغداد، وعملت قباب الزّينة، وضجّ النّاس بالدّعاء للموفَّق وولده. وكان يوماً مشهوداً. وأمن النّاس وتراجعوا إلى المدن الّتي أخذها الخبيث. وكان ظهوره من سنة خمسٍ وخمسين. قال الصُّولي إنهّ قتل من المسلمين ألف ألف وخمسمائة ألف آدميّ، وقتل في يومٍ واحدٍ بالبصرة ثلاثمائة ألف. وكان له منبرٌ في مدينته يصعد ويسبّ عثمان وعليّ ومعاوية وطلحة والزُّبير وعائشة، وهو رأي الأزارقة.

(20/36)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 37
وكان ينادي على المرأة العلويّة بدرهمين وثلاثةٍ في عسكره، وكان عند الواحد من الزَّنج العشرة من العلويّات يطأوهنّ وتخدمن نساءهنّ. ومدح الشعراء الموفَّق.
4 (عودة المعتمد إلى سامرّاء)
وفي نصف شعبان أعيد المعتمد إلى سامرّاء، ودخل بغداد ومحمد بن طاهر بن يديه بالحربة والحسن في خدمته كأن لم يحجر عليه.
4 (انبثاق بثق بنهر عيسى)
وفيها انبثق ببغداد في الجانب الغربيّ في نهر عيسى بثقٌ، فجاء الماء إلى الكرخ، فهدم سبعة آلاف دار.
4 (ظهور الحسني بالصعيد ومقتله)
وفيها ظهر أحمد بن عبد الله بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن عبد الله بن الحسنيّ بالصّعيد، وتبعه خلق. فجهّز أحمد بن طولون لحربه جيوشاً، وكانت بينهم وقعات وظفروا به وأتوا ابن طولون فقتله. ومات بعده ابن طولون بيسير.)
4 (ظهور دعوة المهديّ باليمن)
وفيها ظهرت دعوة المهديّ باليمن، وكان قبلها بنحو سنين قد سيّر والده عبيد، جّد بني عبيد الخلفاء المصريّين الَّروافض الملاحدة الّذي زعم أنهّ ابن محمد بن إسماعيل بن جعفر الصّادق، داعين لولده عبد الله المهديّ، أحدهما

(20/37)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 38
أبو القاسم بن حوشب الكوفّي، والآخر أبو الحسن، فدعوا إلى المهديّ سرّاً. ثمّ سيّر والد المهديّ داعياً آخر يسمّى أبا عبد الله، فأقام باليمن إلى سنة ثمانٍ وسبعين، فحجّ تلك السّنة، واجتمع بقبيلة من كتامة، فأعجبهم حاله، فصحبهم إلى مصر، ورأى منهم طاعةً وقوّة، فصحبهم إلى المغرب، فكان ذلك أوّل شأن المهديّ.
4 (هزيمة الروم عند طرسوس)
وفيها نازلت الرّوم طرسوس في مائة ألف وبها يازمان الخادم، فبيَّتهم ليلاً وقتل مقدّمهم وسبعين ألفاً. وأخذ منهم صليبهم الأكبر وعليه جواهر لا قيمة لها، وأخذ من الخيل والأموال والأمتعة مالا ينحصر، ولم يفلت منهم إلاّ القليل وذلك في ربيع الأوّل. وكان فتحاً عظيماً عديم المثيل منَّ الله به على الإسلام يوازي قتل الخبيث. والحمد لله وحده.

(20/38)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 39
1 (تراجم أهل هذه الطبقة على حروف المعجم)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن إبراهيم.)
أبو العباس البغداديّ ورّاق خلف بن هشام البزّار. سمع: خلفاً، ومسدّداً، ومسلم بن إبراهيم القعنبيّ، وطائفة. وعنه: أبو عيسى بن قطن، وإسحاق بن أبي حسّان الأنماطيّ، وحمزة الِّسمسار. قال: الخطيب: كان ثقة. صنَّف في عدد الآي. قلت: وكان أحد الحذّاق في القراءة. تلا على خلف، وعلى أبي عبيد، ومحمد بن إسحاق، وهشام بن عمّار وغيرهم.
4 (أحمد بن إبراهيم.)
أبو عليّ القهستانيّ. حافظ، نزل بغداد. عن: يحيى بن يحيى، وابن نمير، وإبراهيم بن المنذر. وعنه: ابن مخلد، ومحمد بن جعفر المطيريّ، وجماعة. وثِّق. توفي سنة سبعٍ وستّين ومائتين.

(20/39)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 40
4 (أحمد بن الأزهر بن منيع بن سليط ن ق.)
أبو الأزهر العبديّ العبديّ النيَّسابوري الحافظ. حجّ ورأى سفيان بن عيينة وسمع: عبد الله بن نمير، وأسباط بن محمد، ومالك بن سعير بن الخمس، ومحمداً، ويعلى بن عبيد، ويعقوب بن إبراهيم الزُّهريّ، وعبد الرّزّاق، ووهب بن جرير، وأبا ضمرة، وطائفة. وعنه: ن. ق.، ومحمد بن يحيى، ومحمد بن الحسين القطّان، وخلق كثير. قال ابن الَّشرقيّ: سمعته يقول: كتب عنّي يحيى بن يحيى. وكان أبو الأزهر ثقةً بصيراً بهذا الشّأن، روى عن عبد الرّزّاق حديثاً منكراً هو منه إن شاء) الله بريء العهدة. وهو: أنا معمر، عن الزُّهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباّس قال: نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى عليّ فقال: أنت سّيدٌ في الدّنيا سّيدٌ في الآخرة. من أحبَّك فقد أحبّني، وحبيبي حبيب الله. وعدوَّك عدوّي وعدوّي عدوّ الله، والويل لمن أبغضك من بعدي.

(20/40)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 41
قال أحمد بن يحيى بن زهير السَّريّ: لما حدَّث أبو الأزهر بهذا الحديث اخبر يحيى بن معين بذلك، فقال: من هذا الكذّاب النَّيسابوريّ الّي حدَّث بهذا فقام أبو الأزهر فقال: هوذا أنا. فتبسَّم ابن معين وقال: أما إنّك لست بكذّاب. وتعجب من سلامته، وقال: الذَّنب لغيرك في هذا الحديث. قال أبو حامد بن الشَّرقيّ، هذا حديث باطل، وكان لمعمر ابن أخٍ رافضّي، وكان ابن معمر يمكِّنه من كتبه، فأدخل عليه هذا. وكان معمر رجلاً مهيباً، ولا يقدر عليه أحد في الّسؤال والمراجعة، فسمعه عبد الرّزّاق في كتابه. وقال غير واحد، عن مكّيّ بن عبدان: سمعت أبا الأزهر يقول: خرج عبد الرّزّاق إلى قريته، فبكَّرت إليه قبل الصُّبح، فلمّا رآني قال: كنت البارحة هنا قلت: لا، ولكن خرجت في اللّيل. فأعجبه ذلك. فلمّا فرغ من صلاة الصُّبح دعاني وقرأ علي هذا الحديث، وحصّني به دون أصحابي. وروى أبو محمد بن الشَّرقي، عن أبي الأزهر قال: كان عبد الرّزّاق يخرج إلى قريته، فذهبت خلفه، فرآني أشتدّ، فقال: تعال. فأركبني خلفه على البغل، ثمّ قال لي، ألا أخبرك حديثاً غريباً قلت: بلى. فحدَّثني الحديث. فلمّا رجعت إلى بغداد أنكر عليّ ابن معين وهؤلاء، فحلفت أن لا أحدث به حتى أتصدّق بدرهم. وقد رواه محمد بن عليّ بن سفيان النّجّار، عن عبد الرّزّاق. قال أبو حامد بن الشّرقيّ: قيل لي لم لا ترحل إلى العراق قلت: وما أصنع وعندنا من بنادرة الحديث ثلاثة: محمد بن يحيى، وأبو الأزهر،

(20/41)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 42
وأحمد بن يوسف السُّلميّ. قال النَّسائيّ: أبو الأزهر لا بأس به.) وعن أبي الأزهر قال: لمّا أنكر عليَّ ابن معين هذا الحديث حلفت أن لا أحدّث به حتّى أتصدَّق بدرهم. وقال الدّارقطنيّ، لا بأس به، أخرج في الصَّحيحين عمّن هو دونه. قال الحسين بن محمد القّبانيّ: توفيّ سنة ثلاثٍ وستين. وقال أبو حاتم: صدوق.
4 (أحمد بن حرب بن محمد بن عليّ بن حيّان بن شاذان بن الغضوبة.)
أبو بكر الموصليّ. أخو عليّ بن حرب. سمع: سفيان بن عيينة، وأبا معاوية، وطائفة. وعنه: س.، وقال: هو أحبُّ إليَّ من أخيه، وأبو بكر بن أبي داود، ومكحول البيروتيّ، وآخرون. وقال الأزديّ في تاريخه: كان ورعاً فاضلاً، رابط بأذنه، وبها مات.
4 (أحمد بن الحسن السُّكّريّ الحافظ.)

(20/42)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 43
توفيّ بمصر سنة ثمان وستّين. لا أعرفه، وذكره مختصر.
4 (أحمد بن الحسين بن مجالد الضّرير.)
مولى المعتصم. أخذ عن: جعفر بن مبشّر علم الكلام. وكان من دعاة المعتزلة. هلك سنة تسع وتسعين، وقيل: قبلها بعام.
4 (أحمد بن حمدون.)
أبو عبد الله البغداديّ الكاتب الإخباريّ، والشاّعر، أحد الموصوفين بالظُّرف والأدب. نام الخلفاء، وقد مدحه البحتريّ. توفيّ سنة أربع وستّين. روى عنه: ابن أخيه عليّ بن بسّام، جعفر بن قدامة، وأحمد بن الطَّيّب السّرخسيّ.
4 (أحمد بن الخصيب بن عبد الحميد.)
الوزير أبو العبّاس الجرجرائّي. وزر للمنتصر وللمستعين، ثم نفاه للمستعين إلى الغرب في سنة ثمانٍ وأربعين. وأبوه ولي إمرة الدّيار المصريّة.)

(20/43)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 44
وقيل: إنّ أحمد كان فيه حدّة وتسُّرع. قال أحمد بن أبي طاهر الكاتب: كان يحتدّ على من يراجعه، ويخرج رجله من الِّركاب، فيرفس من يراجعه، ففيه أقول من أبيات:
(قل للخليفة يا بن عمّ محمدٍ .......... أشكل وزيرك إنهّ محلول)

(فلسانه قد جال في أعراضنا .......... والرِّجل منه في الصُّور تجول)
وذكر الصُّولي، عن الحسين بن يحيى، أنّ أحمد بن الخصيب كان يتصدّق كلّ يومٍ بخمسين ديناراً، إلى أن نكب، فكان يمنعه نفسه القوت، ويتصدَّق بخمسين درهماً. توفيَّ أحمد سنة خمسٍ وستّين.
4 (أحمد بن سليمان بن عبد الملك.)
أبو الحسن الرّهاوي الحافظ، أحد الأئمّة. رحل وطوَّف، وسمع: زيد بن الحباب، ويحيى بن آدم، وجعفر بن عون، وهذه الطّبقة. وعنه: س. فأكثر، وأبو عروبة، ومكحول، وآخرون. توفيّ سنة إحدى وستيّن. قال س: ثقة مأمون، صاحب حديث.

(20/44)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 45
4 (أحمد بن سيّار بن أيّوب ن.)
أبو الحسن المروزيّ الحافظ الفقيه، أحد الأعلام. سمع: عفّان، وسليمان بن حرب، وعبدان، ومحمد بن كثير، وصفوان بن صالح الدّمشقيّ، وإسحاق بن راهويه، ويحيى بن بكير، وطبقتهم. وعنه: ن. ووثّقه، وقيل: إنّ خ. روى عنه، عن محمد بن أبي بكر المقدّميّ، وروى عنه: محمد بن نصر المروزيّ، وابن العبّاس محمد بن أحمد بن محبوب، وحاجب بن أحمد الطُّوسي، وطائفة. وهو مصنفّ تاريخ مرو. وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: ثنا عنه عليّ بن الجنيد، ورأيت أبي يطنب في مدحه، ويذكره بالعلم والفقه. قلت: وهو أحد أصحاب الوجوه من الشّافعية، أوجب الأذان للجمعة دون غيرها، وأوجب رفع) اليدين في تكبيرة الإحرام كداود الظَّاهريّ، وكان بعض العلماء يشبهِّه في زمانه بابن المبارك علماً وفضلاً.

(20/45)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 46
توفي في ربيع الآخر سنة ثمانٍ وستيّن، وقد استكمل سبعين سنة.
4 (أحمد بن طولون.)
الأمير أبو العبّاس التُّركيّ، صاحب مصر، ولد بسامرّاء. ويقال: إنّ طولون تبنّاه، وكان ظاهر النّجابة من صغره. وكان طولون قد أهداه نوح عامل بخارى إلى المأمون في جملة غلمان، وذلك في سنة مائتين. فمات طولون في سنة أربعين ومائتين، ونشأ إبنه على مذهبٍ جميلٍ فحفظ القرآن وأتقنه. وكان من أطيب النّاس صوتاً به، مع كثرة الدّرس وطلب العلم.

(20/46)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 47
وحصل وتنقلّت به الأحوال إلى أن ولي إمرة الثغور، وولي إمرة دمشق وديار مصر. وأوّل دخوله مصر سنة أربعٍ وخمسين ومائتين وعمره أربعون سنة، فملكها بضع عشرة سنة. وبلغنا انّه خلّف من الذَّهب الأحمر عشرة الآف ألف دينار، وأربعةً وعشرين ألف مملوك. ويقال إنهّ خلّف ثلاثة وثلاثين ولداً ذكوراً وإناثاً، وستمّائة بغل ثقل وقيل: إنّ خراج مصر بلغ في العام في أيّامه أربعة آلاف ألف دينار وثلاثمائة ألف دينار. وكان شجاعاً حازماً مهيباً خليقاً للملك، جواداً ممدَّحاً. وقيل: بلغت نفقته كلّ يوم ألف دينار. إلاّ أنهّ كان سفّاكاً للدّماء، ذا سطوةٍ وجبروت. قال القضاعيّ: أحصي من قتله صبراً، فكان جملتهم مع من مات في سجنه ثمانية عشر ألفاً. وأنشأ الجامع المشهور، وغرم على بنائه أكثر من مائة ألف دينار. وكان الخليفة مشغولاً عنه بحرب الزَّنج. وكان فيما قيل حسَّن له بعض التّجّار التّجارة، فدفع إليه خمسين ألف دينار، فرأى في النّوم كأنّه يمشمش عظماً. فدعى المعبّر وقصّ عليه فقال: لقد سمت همَّة مولانا إلى مكسبٍ لا يشبهَّ خطره. فأمر صاحب صدقته أن يأخذ الخمسين ألف دينار من التّاجر ويتصدَّق بها. وكان سامحه الله تعالى، قد ضبط الثغور وعمرّها. وكان صحيح الإسلام معظماً للحرمات، محبّا للجهاد والرّباط. قال أحمد بن خاقان، وكان ترباً لأحمد بن طولون. ولد أحمد سنة أربع عشرة ومائتين، ونشأ) في الفقه والتصرُّف، فانتشر له حسن الذّكر، وكان شديد الإزراء على الأتراك فيما يرتكبونه، إلى أن قال لي يوماً: يا أخي، إلى كم نقيم على الإثم، لا نطأ موطئاً إلى كتب علينا فيه خطيئة. والصّواب أن نسأل الوزير

(20/47)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 48
عبيد الله بن يحيى أن يكتب بنا بأرزاقنا إلى الثّغر ونقيم به في ثوابه. ففعلنا ذلك، فلمّا صرنا بطرسوس سرَّ بما رأى من الأمر بالمعروف والنهَّي عن المنكر، ثم عاد إلى العراق وارتفع محلُّه. قال محمد بن يوسف الهرويّ، نزل دمشق: كناّ عند الربيع بن سليمان سنة ثمانٍ وستّين، إنجاء رسول أحمد بن طولون بكيسٍ فيه ألف دينار، وقال لي عبد الله القيروانيّ: بل كان سبعمائة دينار، وصرّة فيها ثلاثمائة دينار، لابنه أبي الطّاهر. فدعى الربيع ابنه حتّى حاءه فأمره بقبض المال. ذكر محمد بن عبد الملك الهمدانيّ أنّ أحمد بن طولون جلس يأكل، فرأى سائلاً، فأمر له بدجاجةٍ ورغيف وحلوى. فجاء الغلام وقال: ناولته فما هشَّ له. فقال: عليَّ به. فلمّا مثل بين يديه لم يضطّرب من الهيبة، فقال: أحضر الكتب الّتي معك وأصدقني، فقد ثبت عندي أنك صاحب خبز. وأحضر الِّسياط فاعترف فقال بعض من حضر: هذا والله الِّحر. قال: ما هو بسحر، ولكّنه قياس صحيح. ورأيت سوء حاله، فسيَّرت له طعاماً يسُّر له الشَّبعان، فما هشَّ، فأحضرته فتلّاني بقوّة جأش، فعلمت أنّه صاحب خبر. قال أبو الحسن الرّازيّ، سمعت أحمد بن حميد بن أبي العجائز وغيره من شيوخ دمشق قالوا: لمّا دخل أحمد بن طولون دمشق وقع فيها حريق عند كنيسة مريم، فركب إليه أحمد ومعه أبو زرعة البصريّ، وأبو عبد الله محمد بن أحمد الواسطيّ كتابه، فقال ابن طولون لأبي زرعة: ما يسمى هذا الموضع فقال: كنيسة مريم. فقال أبو عبد الله: وكان لمريم كنيسة قال: ما هي من بناء مريم، إنمّا بنوها على اسمها. فقال ابن طولون: مالك والإعتراض على الشيخ. ثم أمر بسبعين ألف دينار من ماله، وأن يعطي كلّ من أحترق له شيء، ويقبل قوله ولا) يستحلف. فأعطوا وفضل من المال أربعة عشر ألف دينار. ثمّ أمر ابن طولون بمالٍ عظيمٍ ففّرق في فقراء أهل دمشق والغوطة. وأقلّ

(20/48)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 49
من أصابه من المستورين دينار. وعن محمد بن عليّ المادرائي قال: كنت أجتاز بتربة أحمد بن طولون فأرى شيخاً ملازماً للقبر، ثمّ إنيّ لم أره مدةّ ثم رأيته فسألته، فقال: كان له علينا بعض العدل إن لم يكن الكلّ فأحببت أن أصله بالقراءة. قلت: فلم انقطعت قال: رأيته في النوم وهو يقول: أحبّ أن لا يقرأ عندي، فما آية إلاّ قرعت بها وقيل لي: ما سمعت هذه توفّي بمصر في ذي القعدة سنة سبعين، وتملكّ بعده ابنه خمارويه.
4 (أحمد بن عبد الله بن صالح بن مسلم.)
أبو الحسن الكوفيّ العجليّ الحافظ الطَّرابلسيّ المغربيّ. سمع: الحسين بن عليّ الجعفيّ، ومحمداً، ويعلى بن عبيد الطنافسيّ، ومحمد بن يوسف الفريابيّ، وشبابة بن سوّار، وخلقاً سواهم. روى عنه ابنه صالح كتابه المصنَّف بالجرح والتعّديل، وهو كتاب مفيد يدّل على إمامة الرجل وسعة حفظه. قال عباّس الدُّوريّ: إنمّا كنّا نعدُّه مثل أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين. قلت: ولد سنة إحدى وستّين ومائتين بطرابلس. وآخر من روى عنه مسند الأندلسي محمد بن فطيس الغافقيّ.

(20/49)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 50
وروى عنه: سعيد بن عثمان، وسعيد بن إسحاق، وعثمان بن حديد الأكسريّ، وجماعة. وكان يقول: من آمن بالرجعة فهو كافر، ومن قال: القرآن مخلوق فهو كافر. وقال بعض الأئمّة: لم يكن له عندنا شبيه بالمغرب، ولا نظير في زمانه في معرفة الحديث وإتقانه، وفي زهده وورعه. وقال المؤرخ أبو العرب محمد بن تميم الحافظ بالقيروان: سئل مالك بن عيسى القفصيّ الحافظ: من اعلم من رأيت بالحديث قال: أماّ بالشيوخ فأحمد بن عبد الله العجليّ.) وقال محمد بن أحمد بن تميم الحافظ: سمعت أحمد بن مغيث، مقريء ثقة، يقول: سئل يحيى بن معين عن أحمد بن عبد الله العجليّ فقال: هو ثقة ابن ثقة ابن ثقة. وقال بعضهم: إنمّا سكن أحمد بطرابلس طلباً للتفرُّد والعبادة. وقبره هناك على السّاحل، وقبر ابنه صالح بجنبه. وتوفّي صالح سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة. وقال أحمد: رحلت إلى أبي داود الطَّيالسيّ، فمات قبل قدومي بيوم. وكان أبوه من أصحاب حمزة الزّيّات.
4 (أحمد بن عبد الله بن القاسم.)
أبو بكر التّميميّ الورّاق الحافظ. سمع: عبيد الله بن معاذ العنبريّ، وصالح بن حاتم بن وردان. وعنه: ابن مخلد العّطار، وأبو سعيد بن الأعرابيّ. وكان بصرياً يعرف بالرّغيف.

(20/50)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 51
توفي سنة تسعٍ وستيّن.
4 (أحمد بن عبد الله الخجستانيّ.)
الأمير المتغلّب على نيسابور. كان جباراً ظالماً غاشماً من أتباع يعقوب بن اللّيث الّذي ستأتي أخباره. ثمّ عن طاعته، فاستولى على نيسابور. من أبناء سنة إحدى وستّين ومائتين. واخذ يظهر الميل إلى بني طاهر ليستميل بذلك قلوب الرعيّة. وبقي يكتب أحمد بن عبد الله الطاهريّ. ثمّ كاتب رافع بن هرثمة، فقدم عليه وتلقّاه وجعله أتابكه. وله حروب وأمور، وهو الّذي قتل يحيى بن الذُّهليّ، فرآه بعضهم في النّوم فقال: أنا لم أقتل ولم أجد حرّ القتل، ولكن الله أشقى الخجستانيّ بي. قلت: اتّفق على الخجستاني اثنان من غلمانه فذبحاه وهو سكران لستًّ بقين من شوّال سنة ثمان وستيّن. وقال محمد بن صالح بن هانئ: لمّا قتل محمد بن يحيى حيكان ترك أبو عمرو أحمد بن المبارك المستملي اللّباس الغضّة، فكان يلبس في الشّتاء فرواً بلا قميص، وفي الصَّيف) مسحاً، فقدم يوماً إلى أحمد بن عبد الله فأخذ بعنانه وقال: يا ظالم قلت: الإمام ابن الإمام العالم ابن العالم فارتعد أحمد بن عبد الله ونفرت دابتّه فأتت الرّجّالة لتضربه فقال: دعوه دعوه. قال عن أبي حاتم نوح، قال: قال لي الخجستانيّ: والله ما فزعت من أحدٍ فزعي من صاحب الفروة ولقد ندمت حينئذ على قتل حيكان. خجستان: من جبل هراة. ومن عسفه في مصادرته للرعيّة أنّه نصب رمحاً لزمهم أن يغطّوا أسنانه بالدّراهم.

(20/51)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 52
4 (أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم بن سعيد.)
أبو بكر بن البرقيّ المصريّ الحافظ، مولى بني زهرة. سمع: عمرو بن أبي سلمة التِّنِّيسي، وأسد بن موسى، وعبد الملك بن هشام، وطبقتهم. وله كتاب في معرفة الصّحابة وأنسابهم، رواه عنه أحمد بن عليّ المدينّي. وكان إماماً حافظاً متقناً، عاش بعد أخيه محمد مدّةً، وعاش بعده أخوه عبد الرحيم أيضاً. رفسته دابَّته في شهر رمضان سنة سبعين ومائتين فمات منها رحمه الله. وقد وهم الطبراني وهماً منكراً، فسمع الكثير من عبد الرحيم بن عبد الله بن البرقّي، عن ابن هشام، وعبد الله بن يوسف التِّنِّيسيّ، وغيرهما. وسمّاه أحمد بن عبد الله، فنزاه في معاجمه يقول: نبا أحمد بن عبد الله بن البرقيّ، وهو عبد الرّحيم بلا شك أنهّ اشتبه عليه هذا بهذا. والطَّبراني لم يدرك أحمد. ويؤّيد هذا أنّ عبد الرحيم توفيّ سنة ستٍّ وثمانين، ولم يقل أبداً: نبا عبد الرّحيم بن عبد الله فوهم كما ترى وسمّاه أحمد.
4 (أحمد بن القاسم بن عطيّة.)
أبو بكر الرازي البزّار والحافظ. سمع: أبا بكر المقدّميّ، وهشام بن عمّار، وجماعة كثيرة. وأكثر الطواف. وعنه: الوليد بن أبان، وعبد الرحمن بن حمدان الجلاّب،

(20/52)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 53
وعبد الرحمن بن أبي حاتم وقال: ثقة.)
4 (أحمد بن محمد بن عثمان.)
أبو عمرو الثَّقفيّ الدّمشقيّ. عن: الوليد بن مسلم، ومحمد بن شعيب. وعنه: ابن جوصا، وأبو عوانة في صحيحه، وجماعة. وكان صدوقاً. توفي في شوّال سنة إحدى وستّين.
4 (أحمد بن محمد بن هانيء الفقيه.)
أبو بكر الأثرم الطّائيّ ويقال الكلبيّ الإسكافيّ الحافظ. صاحب الإمام أحمد. سمع: عبد الله بن بكير، وأبا نعيم، وعفّان، وعبد الله بن رجاء، وأبا الوليد الطيالسيّ، وحرميّ بن حفص، ومعاوية بن عمرو، والقعنبيّ، ومسدّداً، وطبقتهم. وعنه: موسى بن هارون الحافظ، والنَّسائيّ في سننه، وأحمد بن محمد بن ساكن الزّنجانيّ، وابن صاعد، وعليّ بن أبي طاهر القزوينيّ، وعمر بن محمد بن عيسى الجوهريّ.

(20/53)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 54
وجمع وصنَّف السُّنن، خرَّج كتاب العلل. وله مسائل سألها الإمام أحمد. قال أبو بكر الخلاّل: كان الأثرم جليل القدر حافظاً. لما قدم عاصم بن عليّ بغداد طلب من يخرج له فوائد. فلم يجد غير أبي بكر، فلم يقع منه بموقع لحداثة سنه، فقال لعاصم: أخرج كتبك. فجعل يقول له: هذا الحديث خطأ، وهذا غلط، وهذا كذا، فسُّر عاصم به، وأملي قريباً من خمسين حديثاً. وكان مع الأثرم تيقُّظ عجيب حتّى نسبه يحيى بن معين أو يحيى بن أيّوب المقابريّ، فقال: كان أحد أبويّ الأثرم جِّنيّاً. وقد أخبرني أبو بكر بن صدقة قال: سمعت أبا القاسم الختّليّ قال: قدم رجل فقال: أريد أن يكتب لي في الصلاة ما ليس في كتب أبي بكر بن أبي شيبة. فقلنا له: ليس لك ألاّ الأثرم. قال: فوجّهوا إليه ورقاً، فكتب ستمّائة ورقة من كتاب الصلاة. قال: فنظرنا فإذا ليس في كتاب أبي بكر بن أبي شيبة منه شيء. وأخبرني أبو بكر بن صدقة: سمعت إبراهيم الإصبهانيّ يقول: أبو بكر الأثرم أحفظ من أبي زرعة الرّازّي وأتقن.) وسمعت الحسن بن عليّ بن عمر الفقيه يقول: قدم شيخان من خراسان للحجّ فحدَّثا، فقعد هذا ناحية معه خلقٍ ومستملي، وقعد الآخر ناحية كذلك، فجلس الأثرم بينهما، فكتب ما أمليا معاً. توفّي الأثرم بإسكاف.
4 (أحمد بن محمد بن أبي بكر المقدّميّ البصريّ.)

(20/54)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 55
أبو عثمان، نزل الحرم. سمع: أباه، ومسلم بن إبراهيم، وحجّاج بن منهال، وأباهما محمد بن مجيب. وعنه: ابن أبي الدُّنيا، وأبو بكر بن أبي عاصم، وعبد الرحمن بن أبي حاتم وقال: صدوق. قلت: توفّي سنة ثلاثٍ، أو أربعٍ وسنيّن. وأمّا ولده:
4 (محمد بن أجمد فولي قضاء مكّة.)
روى عنه الطَّبرانيّ.
4 (أحمد بن محمد بن أبي موسى.)
ابو بكر الورّاق، أحد تلامذة أحمد بن حنبل. روى عن: يسار بن أبي موسى، وغيره. توفّي سنة ثمانٍ وستيّن.
4 (أحمد بن محمد بن مجالد.)
أبو حامد الهرويّ الفقيه. كان ثقة صاحب سنّة. رحل وحمل عنه: أبي نعيم، وقبيصة. توفّي سنة تسعٍ وستيّن.
4 (أحمد بن محمد بن عبيد الله بن المدبرّ.)
أبو الحسن الضَّبّيّ الكاتب السُّرمرّائيّ.

(20/55)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 56
ولي مساحة الشام زمن المتوكّل. وكان مفوَّهاً شاعراً مترسلاً عالماً يصلح للقضاء. وله أح اسمه إبراهيم، شاعر محسن رئيس.) وللبحتريّ فيهما مدائح. ثمّ ولي أحمد كما ذكرنا خراج دمشق ومصر أيضاً. ثمّ قبض عليه أحمد بن طولون وعذّبه في سنة خمسٍ وستيّن. لأنه سجنه ثمّ طلبه فقال: ما حالك فقال: تسألني عن حالي وأنت عملت بي هذا يا عدوّ الله أخذل الله من يأمنك. فأمر بقتله، بل بقي في أضيق سجن إلى أن مات سنة سبعين.
4 (أحمد بن محمد بن عبد الكريم.)
أبو العبّاس الكاتب، مصنفّ كتاب الخراج. توفّي في هذا العام.
4 (أحمد بن منصور بن سيّار بن معارك.)

(20/56)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 57
الحافظ أبو بكر الرّماديّ، أحد الثّقات المشاهير. سمع: أبا النضّر، ويزيد بن هارون، وأبا داود الطَّيالسيّ، وزيد بن الحباب، واسود بن عامر، وعبد الرّزّاق، رحل إليه، وعفّان، وعبيد الله بن موسى، وخلقاً بالشام، والعراق، واليمن، ومصر. ورحل مع يحيى بن معين، وكتب وصنف المسند. وكان له حفظ ومعرفة. وعنه: ق.، وإسماعيل القاضي، وأبو القاسم البغويّ، وابن صاعد والمحامليّ، وابن أبي حاتم، وإسماعيل الصّفّار، وطائفة. قال ابن أبي حاتم: كان أبي يوثّقه. وعن إبراهيم بن أورمة قال: لو أن رجلين قال أحدهما: ثنا الرماديّ، وقال الآخر: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، كانا سواء. قال ابن المنادي: مات الرّماديّ سنة خمسٍ وستيّن، لأربع بقين من ربيع الآخر. وقد استكمل ثلاثاً وثمانين سنة.
4 (أحمد بن وهب الزّيات.)
من كبار العارفين ببغداد. صحب بشراً، والسَّري. وكان من أقران الجنيد، بل أكبر منه وأقدم موتاً. وكانا يتجالسان) ويتكالمان في رقائق التصوُّف. وكان الجنيد يتأسَّف على فقده، ويفضلّه على نفسه.
4 (أحمد بن يوسف بن خالد بن سالم.)

(20/57)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 58
أبو الحسن السُّلميّ النيَّسابوري الحافظ، ويلقّب بحمدان. قال إسماعيل بن مجيد الزّاهد، وهو حفيده: كان جدّي أدرى من الأب سلميّ الأمّ، فغلب عليه السُّلميّ. قلت: سمع من: حفص بن عبد الرحمن، وحفص بن عبد الله، والجارود بن يزيد، وطائفة بخراسان. وفي الرحلة رأى: النَّضر بن هاشم، وموسى بن داود، وجماعة ببغداد. ومن: محمد بن عبيد، وطبقته بالكوفة. ومن عبد الرّزّاق، وغيره باليمن. قال الحاكم: سمع بالبصرة، والكوفة، والحجاز، واليمن، والشام، والجزيرة. وعنه: م. س. ق.، وإبراهيم بن أبي طالب، وابن خزيمة، وأبو صاعد الشَّرقيّ، وأبو حامد بن بلال، ومحمد بن الحسين القطّان، وخلق. قال مكّيّ بن عبدان: سمعته يقول: كتبت عن عبيد الله بن موسى ثلاثين ألف حديث. قال ابن السَّريّ: توفّي سنة أربعٍ وستيّن. وقلت: عن اثنتين وثمانين سنة، وكان من خواصّ يحيى بن يحيى، وبينهما مصاهرة.
4 (أحمد بن يونس ين المسيّب بن زهير بن العمير الضَّبّيّ)

(20/58)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 59
أبو العباس الكوفيّ، نزيل إصبهان. سمع: عبد الله بن بكر السَّهمي، ويعقوب بن إبراهيم الزُّهريّ، وحجّاج بن محمد، وجعفر بن عون، وأبا مسهر الدّمشقيّ، وطائفة. وعنه: عبد الرحمن بن أبي حاتم وقال: محلّه الصِّدق ومحمد بن عبد الله الصّفّار، وأبو العبّاس الأصمّ، وعبد الله بن جعفر بن فارس. وقال محمد بن الفرخان: سمعت أحمد بن يونس يقول: قدَّمني أبي إلى الفضيل بن عياض فمسح رأسي وسمعته يقول: الَّلهم أحسن خلقه وخلقه.) وثّقه الدّارقطنيّ. وهو ابن عم داود بن عمر الضّبّيّ شيخ البغويّ. توفيّ سنة ثمانٍ وستين. قلت: وكان من أبناء التّسعين، صاحب رحلة ومعرفة.
4 (أبان بن عيسى بن دينار.)
أبو القاسم الغافقيّ القرطبيّ. رحل، واخذ عن: سحنون، وعن: عليّ بن معبد. وكان أحد العبّاد. روى عنه: محمد بن وضّاح، وقاسم بن محمد، وغيرهما. وتوفّي في أحد الربيعين سنة اثنتين وستيّن، وقد حكى عن أبيه.
4 (إبراهيم بن أورمه بن سياوش.)

(20/59)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 60
أبو إسحاق الإصبهانيّ، الحافظ، احد الأعلام. روى عن: محمد بن بكّار، وعّباس بن عبد العظيم العنبري، وعاصم بن النّضر، وصالح بن حاتم بن وردان، والفلاّس، وطبقتهم. وعنه: أبو بكر بن أبي الدّنيا، وأبو العبّاس بن مسروق، ومحمد بن يحيى، وأبو بكر السّاعدي، وغيرهم. قال الدَّارقطنيّ، ثقة حافظ نبيل. وقال ابن المنادي: ما رأينا في معناه مثله. وقال أبو النعيم الحافظ: فاق إبراهيم أهل عصره في المعرفة والحفظ. وأقام بالعراق. قلت: لم ينتشر حديثه لأنهّ مات كهلاً وله خمسة وخمسون سنة. قال ابن نافع: توفّي في ذي الحجّة سنة ستٍّ وستيّن.

(20/60)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 61
تابعه ابن المنادي، وما عداه خطأ.
4 (إبراهيم بن أبي داود البرلُّسيّ.)
هو إبراهيم بن سليمان بن داود الأسدي الكوفيّ الأصل، الحافظ ولد بصور. وعني بهذا) الشأن. ورحل إلى العراق ومصر. والبرلسيّ قيدّه ابن نقطة بفتحتين ثمّ ضمّ الّلام. سمع: آدم بن إياس، وسعد بن مريم، وأبا مسهر الدّمشقيّ، وطبقتهم. وعنه: أبو جعفر الطّحاويّ، ومحمد بن يوسف الهرويّ، وأبو العبّاس الأصمّ، وأبو القاسم الصاّبوني، وآخرون. قال ابن يونس: هو أحد الحفّاظ المجوّدين. توفّي بمصر في شعبان سنة سبعين. وقال ابن جوصا: ذاكرته، وكان من أوعية الحديث.
4 (إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد.)

(20/61)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 62
أبو إسحاق الختّليّ، نزيل سامرّاء. له تصانيف وتاريخ ورحلة. سمع: أبا نعيم، وسعيد بن أبي مريم، وأبا جعفر النُّفيليّ، وأبا الوليد، وسليمان بن حرب، وعمر بن مرزوق، ويحيى بن بكير. وعنده سؤآلات عن يحيى بن معين في الجرح والتّعديل. روى عنه: أبو العّباس بن مسروق، ومحمد بن القاسم الكوكبيّ، وأبو بكر الخريطيّ، وأحمد بن محمد الأدميّ، وآخرون. وثّقه أبو بكر الخطيب، قال: له كتب في الزُّهد والرّقائق. لم أجد له وفاةً.
4 (إبراهيم بن عبد الرحمن الدّارميّ.)
توفّي بسمرقند سنة ستً وستيّن، ودفن إلى جانب أخيه الحافظ أبي محمد الدّارميّ.
4 (إبراهيم بن مسعود بن عبد الحميد القرشيّ الهمدانيّ.)
أبو إسحاق ابن أخي سندول. يروي عن: عبد الله بن نمير، وأبي أسامة، وأسباط بن محمد، وجماعة. وعنه: أبو عوانة الإسفرائينيّ، وأبو حاتم وقال: صدوق، ومحمد بن عبد الله بن بلبل وغيرهم.)
4 (إبراهيم بن هانيء النَّيسابوري الزّاهد.)

(20/62)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 63
أبو إسحاق، نزيل بغداد. سمع: محمد بن عبيد، وأخاه يعلى، وعليّ بن عيّاش، وبسر بن صفوان، وأبا المغيرة عبد القدُّوس بن حجّاج، وعبد الله بن داود الخريبيّ، وعبيد الله بن موسى، وطائفة بمصر، والشام، والعراق. وعنه: ابن أبي حاتم: سمعت منه، وهو ثقةٌ صدوق. وكان الإمام أحمد يجلّ إبراهيم بن هانيء ويحترمه ويغشاه. وقال أبو بكر بن زياد النيَّسابوريّ: حدثني أبو موسى الطَّرسوسيّ في جنازة إبراهيم بن هانيء: سمعت ابن زنجويه يقول: قال أحمد بن حنبل: إن كان ببغداد أحد من الأبدال فأبو إسحاق النيَّسابوريّ. وقال الخلاّل: أنا عليّ بن الحسن، ثنا إسحاق بن إبراهيم بن هانيء قال: كان أحمد بن حنبل مختفياً عندنا ههنا، فقال لي يوماً: ليس أطيق ما يطيق أبوك من العبادة. وقال ابن المنادي: توفّي في ربيع الآخر سنة خمسٍ وستيّن. وقال أبو زكرياّ بن زياد: حضرت إبراهيم بن هانيء عند وفاته فقال: أنا عطشان. فجاءه ابنه بماء، فقال: أغابت الشمس قال: لا. فردّه وقال: لمثل هذا فليعمل العاملون. ثم مات رحمه الله.

(20/63)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 64
4 (إبراهيم بن يزيد.)
أبو إسحاق القرطبيّ، مولي بني أميّة. سمع: يحيى بن يحيى اللَّيثيّ. ورحل وأخذ عن: أصبغ بن الفرج، وسحنون. وكان شريفاً، فطيناً، مساوياً. روى عنه: احمد بن خالد ابن الحباب، وغيره. وتوفّيَّ في ربيع الأول سنة ثمانٍ وستّين.
4 (إدريس بن نصر بن سابق الخولاني المصريّ المعدّل.)
أخو بحر بن نصر.) توفي سنة ثمانٍ وستيّن.
4 (إسحاق بن إبراهيم الطَّلقيّ الأستراباذيّ.)
أبو بكر الفقيه المؤذّن. ثقة، سمع: يزيد بن هارون، وأحمد بنى أبي طيبة. وعنه: عبد الملك بن عديّ، ومحمد بن إبراهيم بن مطرّف، وأهل أستراباذ. قال عبد الملك: ما رأيت في بلدنا اصلح منه. توفّي سنة أربعٍ وستيّن.
4 (إسماعيل بن إبراهيم.)
أبو الأحوص الإسفرائينّي.

(20/64)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 65
عن: مكّيّ بن إبراهيم، وأبي الوليد الطَّيالسيّ. وعنه: أبوه أبو الحسن الزّاهد، وإبراهيم بن محمد المروزيّ. وكثيرا ما يروي عنه أبو عوانة فيقول: نبا أبو الأحواص صاحبنا.
4 (إسماعيل بن عبد الله بم مسعود الحافظ.)
أبو بشر العبديّ الإصبهانيّ سمويه. سمع: الحصين بن حفص، وبكر بن بكار، وأبا مسهر، وأبا اليمان، وأبا نعيم، وعليّ بن عيّاش، وعبد الله بن يوسف التِّنِّيسيّ، وسعيد بن أبي مريم، وخلقاً كثيراً بالشام ومصر، والعراق، وإصبهان. وخرّج الفوائد، وعني بالفقه والحديث. قال أبو نعيم الإصبهانيّ: كان من الحفّاظ والفقهاء. وقال ابن أبي حاتم: يمعنا منه، وهو صدوق، ثقة. قلت: روى عنه محمد بن أحمد بن ضرية، وأبو بكر بن أبي داود، وعبد الله بن جعفر بن فارس، وآخرون. قال أبو الشَّيخ: كان حافظاً متقناً، يذاكر بالحديث. قلت: توفيَّ سنة سبعٍ وستيّن.
4 (إسماعيل بن يحيى بن إسماعيل بن عمرو بن مسلم الفقيه.)
)

(20/65)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 66
أبو إبراهيم المزنيّ المصريّ، صاحب الشّافعيّ. روى عن: الشّافعي، ونعيم بن حماد، وعليّ بن معبد بن شدّاد، وغيرهم. روى عنه: أبو بكر بن خزيمة، وأبو بكر بن زياد النيَّسابوريّ، وابن جوصا، والَّطحاويّ، وابن أبي حاتم، وأبو الفوارس بن الصّابونيّ، وآخرون. وتفقّه به خلق، وصنَّف التّصانيف. أخبرنا أبو حفص الفوارس، أنا أبو اليمن الكنديّ كتابة، أنا أبو الحسن بن عبد السّلام، ثنا أبو إسحاق الشرازيّ الفقيه قال: فأما الشّافعي رحمه الله فقد انتقل فقهه إلى أصحابه، فمنهم أبو إبراهيم إسماعيل بن يحيى بن إسماعيل بن عمرو بن إسحاق المزنيّ. مات بمصر سنة أربعٍ وستيّن ومائتين. وكان زاهداً عالماً مجتهداً مناظراً محجاجاً غواصاً على المعاني الدّقيقة، صنَّف كتباً كثيرة: الجامع الكبير، والجامع الصغير، ومختصر المختصر، والمنثور، والمسائل المعتبرة، والتّرغيب في العلم، وكتاب الوثائق. قال الشّافعيّ: المزنيّ ناظر مذهبي. قلت: ورد أنّ المزنيّ كان إذا فرغ من مسألة وأودعها مختصره صلّى ركعتين.

(20/66)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 67
وقيل أنّ بكّار بن قتيبة قدم مصر على قضائها، وهو حنفيّ، فاجتمع بالمزنيّ مرةّ، فسأله رجل من أصحاب بكّار فقال: قد جاء في الأحاديث تحريم النبيذ وتحليله، فلم قدَّمتم التّحريم على التّحليل فقال المزنيّ: لم يذهب أحد إلى تحريم النبيذ في الجاهلّية، ثمّ حلّل لنا. ووقع الإتّفاق على أنهّ كان حلالاّ فحرّم، فهذا يعضد أحاديث التّحريم على التحّليل. فاستحسن بكّار ذلك منه. وقال عمرو بن تميم المكّي: سمعت محمد بن إسماعيل التّرمذيّ: سمعت المزنيّ يقول: لا يصحُّ لأحدٍ توحيد حتّى يعلم أنّ الله على العرش بصفاته. قلت: مثل أي شيء قال: سميع بصير عليم. قال السُّلميّ: سمعت محمد بن عبد الله بن شاذان: سمعت محمد بن عليّ الكنانيّ: سمعت) عمرو بن عثمان المكّي يقول: ما رأيت أحداً من المتعبّدين في كثرة من لقيت منهم أشدّ تعظيماً للعلم منه. وكان من اشدّ الناس تضييقاً على نفسه في الورع، وأوسعه في ذلك على النّاس. وكان يقول: أنا خلق من أخلاق الشّافعيّ. وبلغنا أن المزنيّ كلن مجاب الدّعوة، ذا زهدٍ وتقشُّف. أخذ عنه خلق من علماء خراسان، والشّام، العجم. وقيل: كان إذا فاتته صلاة الجماعة صلّى الصّلاة خمساً وعشرين مرّة. وكان يغسِّل تعبِّداً وديانة، فإنّه قال: تعانيت غسل الموتى ليرقّ قلبي،

(20/67)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 68
فصار بي عادة. وهو الّذي غسّل الشّافعيّ رحمه الله. وكان رأساً في الفقه، ولم يكن له معرفة بالحديث كما ينبغي. توفّي لست بقين من رمضان سنة أربعٍ وستيّن، عن تسعٍ وثمانين سنة. وصلّى عليه الرّبيع بن سليمان المراديّ. ومن أصحاب المزنيّ الإمام أبو القاسم عثمان بن سعيد بن بشّار الأنماطيّ، شيخ ابن سريج، وزكريّا بن يحيى الّناجيّ، وإمام الأئّمة ابن خزيمة. وثّقة أبو سعيد بن يونس وقال: كان يلزم الرَّباط. وقال ابن أبي حاتم: سمعت منه، وهو صدوق.
4 (إسماعيل بن يحيى بن المبارك اليزيديّ.)
أخو إبراهيم ومحمد. اخذ عن: أبي العتاهية، ومحمد بن سلاّم الجمحيّ. وصنَّف كتاباً في طبقات الشّعراء.
4 (أسيد بن عاصم بن عبد الله الثَّقفي.)
مولاهم الإصبهانيّ.

(20/68)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 69
أبو الحسين، أخو محمد بن عاصم. ولهما أخوان: عليّ، والنعُّمان لم يشتهرا. سمع أسيد الكثير، وصنف المسند، ورحل. وسمع: سعيد بن عامر الضبعيّ، وبشر بن عمر الزّهرانيّ، وعبد الله بن بكر السَّهميّ، وبكر بن بكّار، وطبقتهم. وعنه: أبو عليّ أحمد بن محمد بن إبراهيم، وعبد الله بن جعفر بن فارس، ومحمد بن حيوة الكرخيّ.) توفّي سنة سبعين. قال ابن أبي حاتم: سمعنا منه، وهو رضى ثقة.
4 (أماجور التركيّ.)
ولي نيابة دمشق للمعتمد فبقي عليها ثمان سنين. وكان شجاعاً مهيباً ظالماً. ولي دمشق من سنة ستٍّ وخمسين إلى سنة أربع وستّين. واستولى بعده على دمشق والشامات أحمد بن طولون. قال أبو يعقوب الأذرعيّ المحدّث: لما بنى أماجور القبر الّذي في الخوّاصين كتب على مائة سنة وسنة، فما عاش بعد ذلك إلاّ مائة يوم ويوم.

(20/69)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 70
4 (حرف الباء)

4 (بكّار بن قتيبة بن عبيد الله.)
وقيل: بكّار بن قتيبة بن أسد بن عبيد الله بن بشر بن أبي بكرة بن نفيع بن الحارث. القاضي أبو بكرة الثَقفي البكراويّ البصريّ الفقيه الحنفيّ، قاضي ديار مصر. سمع: روح بن عبادة، وأبى داود الطَّيالسيّ، وعبد الله بن بكر السَّهميّ، ووهب بن جرير، وسعيد بن عامر الضُّبيّ، وطبقتهم. وعنه: أبو عوانة في مسنده الصّحيح، وعبد الله بن عتّاب الرَّقّيّ، وأبو الميمون بن راشد، وأحمد بن سليمان بن حذلم، والحسن بن عبد الملك الحصائريّ، ومحمد بن محمد بن أبي حذيفة، واحمد بن محمد المدينيّ الحاميّ، وأبو العبّاس الأصمّ، وخلق من الدَّمشقييّن، فإنه قدم إليها في الآخر، ومن المصرييّن والرّحّالة.

(20/70)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 71
وكان من القضاة العادلين. قال أبو بكر بن المقريء: نا محمد بن بكر الشّعراني بالقدس، نا أحمد بن سهل الهرويّ قال: كنت ساكناً في جوار بكّار بن قتيبة، فانصرفت بعد العشاء، فإذا هو يقرأ: يا داود إنَّا جعلناك خليفةً في الأرض فاحكم بين النّاس بالحقِّ الآية. ثم نزلت في الَّسحر، فإذا هو يقرأها ويبكي، فعلمت أنّه كان يقرأها من أول الليل. وقال محمد بن يوسف الكنديّ: قدم بكّار قاضياً من قبل المتوكّل في جمادى الآخرة سنة ست وأربعين، فلم يزل قاضياً، يعني على مصر إلى أن توفّي في ذي الحجّة سنة سبعين، وأقامت) مصر بلا قاضٍ بعده سبع سنين، ثمّ ولي خمارويه محمد بن عبدة. وكان أحمد بن طولون أراد بكارا على لعن الموفَّق فامتنع، فسجنه إلى أن مات أحمد، فأطلق بكّار، وبقي يسيراّ ومات. فغسِّل ليلاً، وكثر النّاس فلم يدفن إلى العصر. قلت: وكان القاضي بكّار، عظيم الحرمة كبير الشّأن. وكان ينزل السّكان ويحضر مجالسه، فذكر الطّحاويّ قال: استعظم بكّار بن قتيبة قبيح حكم الحارث بن مسكين في قضيّة ابن السّائح، ويعني لمّا حكم عليه الحارث واخرج من يده دار الفيل، وتوجه ابن السّائح إلى العراق يغوث عل الحارث. قال الطّحاويّ: وكان الحارث إنمّا حكم فيها على مذهب أهل المدينة، فلم يزل يونس بن عبد الأعلى يكلّم ويجسّره حتّى جسر وردّ إلى ابن السائح ما كان أخذ منهما. قال الطّحاويّ: ولا أحصي كم كان أحمد بن طولون يجيء إلى مجلس بكّار وهو على الحديث، ومجلسه مملوء بالنّاس، ويتقدّم الحاجب ويقول: لا يتغيّر أحد من مكانه، فما يشعر بكّار إلا وابن طولون إلى جانبه، فيقول له: أيهّا

(20/71)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 72
الأمير ألا تتركني كنت أقضي حقّك وأقوم. ثمّ فسد الحال بينهما حتّى حبسه، وفعل به ما فعل. وقيل إنهّ صنَّف كتاباً نقض فيه على الشّافعيّ ردّه على أبي حنيفة. وكان يأنس بيونس بن عبد الأعلى، ويسأله عن أهل مصر وعدولهم. ولمّا حبسه ابن طولون لم يمكنه أن يعزله، لأنّ القضاء لم يكن أمره إليه. وقيل إنّ بكّاراً كان يشاور في حكمه وأمره يونس بن عبد الأعلى، والرجل الصّالح موسى بن عبد الرحمن بن القاسم، فبلغنا أنّ موسى سأله بكّار: من أين المعيشة قال: من وقف لأبي أتكّفى به. وقال: أريد أن أسألك يا أبا بكرة هل ركبك دين البصرة قال: لا. قال: فهل ما نكحت لك ولد أو زوجة قال: ما نكحت قطّ، وما عندي سوى غلامي. قال: فأكرهك الُّسلطان على القضاء قال: لا.) قال: فضربت آباط الإبل لغير حاجة إلاّ لتلي الذّمّة والفروج لله عليّ لا عدت إليك. فقال بكّار: أقلني يا أبا هارون. قال: أنت ابتدأت بمسألتي. ثمّ انصرف عنه ولم يعد إليه. وقال الحسن بن زولاق في ترجمة بكّار: لما اعتلَّ ابن طولون راسل بكّاراً وقال: أنا أردُّك إلى منزلك، فأجبني. فقال للرسول: قل له شيخ فانٍ وعليل مدنف والملتقى قريب، والقاضي الله. فأبلغ الرسول ابن طولون، فأطرق ثمّ أقبل يقول: شيخ فانٍ وعليل مدنف والملتقى قريب، والله القاضي. ثمّ أمر بنقله من السّجن إلى دارٍ اكتريت له،

(20/72)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 73
وفيها كان يحدّث. فلمّا مات ابن طولون قيل لبكّار: انصرف إلى منزلك. فقال: الدّار بأجرة وقد صلحت لي. فأقام بها. قال الطّحاويّ: أقام بها بعد ابن طولون أربعين يوماً ومات. ونقل ابن خلّكان رحمه الله أنّ ابن طولون كان يدفع إلى بكّار في العام ألف دينار سوى المقرَّر له فيتركها بختمها. فلمّا دعاه إلى خلع الموفَّق من ولاية العهد امتنع، فاعتقله وطالبه بجملة الذَّهب، فحمل إليه بختومه، فكان ثمانية عشر كيساً، فاستحى أحمد بن طولون عند ذلك، ثمّ أمره أن يسلِّم إلى محمد بن شاذان الجوهريّ القضاء، ففعل، وجعله كالخلفية له. ثمّ سجنه احمد، فكان يحدِّث في السّجن من طاقة، لانّ طلبة الحديث سألوا ابن طولون فأذن لهم على هذه الصُّورة. قال ابن خلّكان: وكان بكّار بكّاءً تالياً للقرآن، صالحاً ديناً، وقبره مشهور وقد عرف باستجابة الدّعاء عنده. وقال الطّحاوي: كان على نهاية في الحمد على ولايته. وكان ابن طولون على نهاية في تعظيمه وإجلاله إلى أن أراد منه خلع الموفَّق ولعنه، فأبى فلمّا رآى أنهّ لا يسلم له منه ما يحاوله ألَّب عليه سفهاء النّاس، وجعله لهم خصماً. فكان يقعد له من يقيمه مقام الخصوم، فلا يأبى، ويقوم بالحجّة بنفسه. ثمّ حبسه في دارٍ، فكان كلّ جمعة يلبس ثيابه وقت الصّلاة ويمشي إلى الباب، فيقول له الموكّلون به: ارجع.) فيقول: اللّهمّ أشهد. قال: وولد سنة اثنتين وثمانين ومائة. قلت: توفّي في ذي الحجّة سنة سبعين، وشهده خلق أكثر ممّن شهد العيد، وصلّى عليه ابن أخيه محمد بن الحسن بن قتيبة الثَّقفيّ.

(20/73)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 74
4 (حرف الجيم)

4 (جعفر بن أحمد بن بهرام.)
أبو الباهليّ الأستراباذيّ الفقيه الشهيد، مفتي بلده. كان حنفيّ المذهب. وسمع من: جعفر بن عون، وأبي نعيم، وجماعة. وعنه: عبد الملك بن عديّ، والحسن بن الحسين بن عاصم، وغيرهما. سعوا به إلى الحسن بن يزيد العلويّ المتغلّب على جرجان بأنّه ناصبيّ، فسجنه، فلمّا مات صلبه في جرجان.
4 (جعفر بن محمود الإسكافّي الكاتب.)
الوزير، أحد كتّاب المتوكّل. ولي الوزارة للمعتزّ بالله، قلم تحمد سيرته، وظلم وعسف. ولمّا عزل قيل فيه أبيات منها:
(في غير حفظ الله يا جعفر .......... ذلت قراك الجور والمنكر)
وعاش خاملاً إلى سنة ثمانٍ وستّين فتوفّي فيها. وطوّل ابن النّجّار ترجمته. وكان فيه رفض.

(20/74)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 75
4 (جلوان بن سمرة بن خاقان بن عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم.)
أبو الطَّيَّب البانبيّ الأمويّ البخاريّ المحدِّث. سمع: المقريء، والقعنبيّ، وعصاماً، وابا مقاتل النّحويّ، وأبا حفص الفقيه، وعيد بن منصور، وطبقتهم. وعنه: سهل بن شاذويه، والحسين بن محمد بن قريش، وغيرهما. قيدَّه الخطيب: جلوان، بكسر الجيم. وقال ابن ماكولا: بل هو بفتحها. وكذا ذكره المسعوديّ، وغنجار.) ومن ذريِّتَّه: أحمد بن حسين بن احمد بن محمد بن يعقوب بن إبراهيم بن جنيد بن جلوان.

(20/75)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 76
4 (حرف الحاء)

4 (حاتم بن اللّيث بن الحارث.)
سمع: عبيد الله بن موسى، وحسين بن محمد المروزيّ. وعنه: أو العبّاس الّسرّاج، وأبو بكر الباغنديّ، ومحمد بن مخلد، وآخرون. توفّي سنة اثنتين وستين. وكان ثقّة مكثراً.
4 (حاشد بن إسماعيل بن عيسى البخاريّ.)
الغزّال الحافظ، نزيل الشّاش. كان أحد من طوّف، وعني بهذا الشأن. سمع: عبيد الله بن موسى، وكّي بن إبراهيم، ومن بعدهما. وعنه: محمد بن يوسف بن مطر العزيزيّ، وبكّر بن منير، ومحمد بن إسحاق السَّمرقنديّ، واحمد بن آدم الشّاشيّ، وآخرون. وتوفّي بالشّاش سنة إحدى أو اثنتين وستيّن.
4 (حامد بن أبي حامد النيَّسابوريّ.)

(20/76)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 77
أبو عليّ المقريء. كان مقدَّم القرّارء ببلده. حدَّث عن: إسحاق بن سليمان الرّازيّ، ومكّي بن إبراهيم البلخّي، وعبد الرحمن بن عبد الله الدَّشتكيّ، ويحيى بن يحيى، وجماعة. وعنه: أبو العبّاس السّرّاج، وابن خزيمة، وأبو عبد الله بن الأخرم، وآخر من روى عنه احمد بن عليّ بن حسُّونة أحد الضَّعفاء. واسم أبيه محمود بن حرب. مات سنة ستٍّ ومائتين.
4 (الحسن بن ثواب الفقيه.)
أبو علي الثعلبيّ، صاحب أحمد بن حنبل.) سمع: يزيد بن هارون، وعماّر بن عثمان الحلبيّ وعنه: أبو جعفر بن البختريّ، وإسماعيل الصّفّار. قال الدّارقطنيّ: ثقة. وقال: أبو بكر الخلالّ: شيخ جليل القدر. قلت: مات سنة ثمان وستّين.
4 (الحسن بن زيد بن إسماعيل بن الحسن بن زيد بن

(20/77)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 78
الحسن بن عليّ بن أبي طالب.)
العلويّ الحسنيّ الزَّبديّ الأمير. ظهر بطبرستان سنة خمسين، فغلب على جرجان وتلك الدّيار. واستفحل أمره، وهزم جيوش الخليفة، ودخل الرِّيَّ. ثم رجع إلى طبرستان وصاهر الدَّيلم، وقوي أمره، وامتدت أيامه. توفّي سنة سبعين في شعبان، وقام بالأمر بعده أخوه محمد بن يزيد، فاتّصلت أّيامه إلى أن قتل سنة سبعٍ وثمانين، وقيل بعد ذلك.
4 (الحسن بن سليمان ين سلام.)
أبو عليّ الغزاريّ البصري الحافظ، المعروف بقبيَّطة. أحد الأثبات. سمع: عبد الله بن يوسف التِّينسيّ، وأبا نعيم، وطائفة. وعنه: أبو خزيمة، وأبو بكر بن زياد النَّيسابوريّ، وجماعة. واستوطن مصر، وبها توفَّي سنة إحدى وستيّن. وثّقة ابن يونس ووصفه الحفظ.
4 (الحسن بن عليّ المسوحيّ الزاّهد.)

(20/78)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 79
من كبار الصُّوفيّة ببغداد. صحب السَّريّ السَّقطيّ، وحكى عن بشر الحافي، وهو أوّل من عقد له حلقة ببغداد يتكّلم في الحقيقة. حكى عنه: الجنيد، وأبو العبّاس بن مسروق، القاضي المحامليّ، وغيرهم. وصحبه أبو حمزة البغداديّ وأبو محمد الحريريّ.) وكان عذب العبارة زاهداً قانعاً، لم يكن له منزل يأوي إليه، بل كان له بيت في المسجد. قال السُّلميّ: سمعت أبا العبّاس البغداديّ: سمعت جعفر الخلديّ: سمعت الجنيد ما الأنس لو مات من تحت السّماء ما استوحشت. وقال ابن الأعرابيّ: سمعت غير واحد أنهّ سمع أبا حمزة يقول كثيراً: حسن أستاذنا، رحم الله حسناً. قال ابن الأعرابي: فقال إنّ أوّل حلقةٍ كانت في جامع بغداد للصُّوفية حلقة المسوحي، ثم بعده حلقة أبي حمزة. وكان المسرحيّ لا يجاوز علم الأصول والعبادات والإدارات والأحوال دون العارف لا يجاوز ذلك. توفّي المسرحي رحمة الله عليه بعد الستيّن.
4 (الحسن بن محمد بن سماعة الكوفيّ.)
نسفيّ كبير له تصانيف فقهيّة عند الإماميّة. توفّي سنة ثلاثٍ وستيّن ومائتين.
4 (الحسن بن أبي الربيع يحيى بن الجعد الجرجانيّ.)

(20/79)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 80
أبو عليّ العبديّ. نزيل بغداد. سمع: أبا يحيى الحمّانيّ، وعبد الصّمد بن عبد الوارث، ووهب بن جرير، وعبد الرّزّاق، وشبابة، ويزيد بن هارون، وجماعة. وعنه ق.، وأبو بكر بن أبي عاصم، وعبد الله بن أبي داود، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وأبو بكر بن زياد النيّسابوريّ، والقاضي المحامليّ، وآخرون. قال ابن أبي حاتم: صدوق. وقال ابن المناديّ: مات في سلخ جمادى الأولى سنة ثلاثٍ وستيّن، وبلغ فيما قيل ثلاثاً وثمانين سنة. قلت: كان صاحب حديث وحفظ ورحلة.
4 (الحسن بن مخلد بن الجرّاح.)
الوزير أبو محمد البغداديّ الكاتب.)

(20/80)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 81
ومن أعجب الإتفاق أنّ أربعةً ولّوا الوزارة ولدوا في سنة تسعٍ ومائتين: هذا: وعبيد الله بن يحيى بن خاقان، ومحمد بن عبد الله بن طاهر وأحمد بن إسرائيل. ولي الحسن الوزارة للمعتمد مرتيَّن، وصادره في الأولى، ثمّ استوزره مرّة ثالثة سنة خمسٍ وستيّن، ثمّ سخط عليه في شعبان من السَّنة، فانسحب إلى مصر. فأقبل عليه أحمد بن طولون وولاّه قطر البلاد، وضمن له زيادة ألف ألف دينار في السَّنة مع العدل. فخافه الكاتب، فقال لابن طولون: هذا عين للموفَّق عليك، وصبغوه بذلك فحبسه، فقالوا لا ينبغي أن يكون محبوساً في جوارك، فربّما حدث به حدثٌ فينسب إليك. فبعث له إلى متولّي أنطاكية، وأمره أن يعذَِبه فعذَِبه حتى هلك في سنة تسع وستيّن. وكان مع ظلمه شاعراً فصيحاً جواداً ممدَّحاّ نبيل الرأي. مدحه البحتريّ، وغيره. ولم يذكره الخطيب. وذكره ابن النّجّار، وأنه جمع بين الوزارة وكتابة الموفَّق. وكان آية في حساب الدّيوان، حتّى قيل: ما لا يعلمه الحسن فليس من الدّنيا. وكان تاّم الشكل، مهيب البأس، عظيم التَّجمُّيل، سريّاً. وكان خدمه يركبون يوم الجمعة بالجنائب الكثيرة وغلمانه بالدّيباج المنسوج بالذَّهب. فإذا جلي في داره وقفت العين على فرش وستور ونحو ذلك بمائة ألف دينار. وقيل: بل هلك سنة إحدى وسبعين ومائتين.
4 (حمّاد بن إسحاق بن حمّاد بن زيد بن درهم.)

(20/81)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 82
أبو إسماعيل الأزديّ البغداديّ القاضي. أخو إسماعيل القاضي. كان فقيهاً كأخيه في مذهب مالك. تفقّه على: احمد بن المعدّل. وحدَّث عن: مسلم بن إبراهيم، والقعنبيّ، وإسماعيل بن أبي أويس، وجماعة. وصنَّف تصانيف في المذهب. وعنه: ابنه إبراهيم، والمحامليّ، وأبو بكر الخرائطي، وغيرهم. وثقّه الخطيب. وكان يصحب الخلفاء فغضب عليه المهتدي بالله سنة خمسٍ وخمسين وضربه وطوَّف به لشيءٍ) بلغ عنه. وعزل أخاه إسماعيل عن القضاء. توفَّي في جمادى سنة سبعٍ وستيّن ببلد السُّوس، وله ثمان وستوّن سنة. وقد ولي قضاء بغداد نوبةً.

(20/82)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 83
4 (حرف الخاء)

4 (خالد بن أحمد بن الهيثم بن الذُّهليّ.)
أمير خراسان فيما وراء النهّر. له ببخارى آثار ممدوحة. أقدم إليها المحدِّثين وأكرمهم، وطلب أن يأتي أبو عبد الله البخاري إلى داره ليسمع أولاد الصّحيح، فامتنع من المجيء إليه، فأخرجه من بخارى. ثمّ إنه في آخر أمره خرج على آل طاهر ومال إلى يعقوب بن الَّليث بن الصّفّار الذي خرج بسجستان. ثمّ أنه حجّ سنة تسعٍ وستيّن فقبض عليه وسجن ببغداد فهلك في الحبس في هذا العام. وقد سمع من: إسحاق بن راهويه، وعبيد الله بن عمر القواريريّ، والحسن بن عليّ الخلاّل، ومحمد بن عليّ بن شقيق، وطائفة. ومن أبيه أحمد بن خالد بن حمّاد بن عمرو. وروى عنه: سهل بن شاذويه، ونصرك بن أحمد، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وأبو بكر احمد بن محمد المكتّب، وأبو العبّاس بن عقدة، وأبو حامد الأعشى، وآخرون.

(20/83)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 84
قال الحاكم في ترجمته: بلغنا أنه أنفق على طلب الحديث ألف ألف درهم. وكان يمشي لطلب السّماع ولا يركب. وتوفّي سنة سبعين.
4 (خالد بن يزيد بن الهيثم التميميّ الكاتب.)
أحد الشعراء البلغاء. توفّي ببغداد، وقد شاخ وهرم. وأصله من خراسان. حدَّث خالد الكاتب قال: أدخلت على إبراهيم بن المهديّ وأنا غلام، فقال: أنت خالد قلت: نعم. قال: أنشدني شيئاً. قلت: أعزّ الله الأمير، أنا حدث أمزح، لا أهجوا ولا أمدح، وإن رأى الأمير أن يعفيني.) قال: والله لتقولّن، فإنّ الّذي تقوله في بيجور يظلّ أشدّ لدواعي البلاء. فأنشدته:
(رأت منه عيني منظرين كما رأت .......... من البدر والشمس المنيرة بالأرض)

(عشيّة حيّاني بوردٍ كأنّه .......... خدود صفَّت بعضهن إلى بعض)

(20/84)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 85
(وناولني كأساً كأنّ رضابها .......... دموعي لما صدّ عن مقلتي غمضي)

(وولّى وفعل السكر في حركاته .......... من الراح فعل الرّيح في الغصن الغضّ)
قال: فزدني. وقال: يا بنيّ الناّس يشبِّهون الخدود بالورد، وأنت شبهّت الورد بالخدود. زدني. فأنشدته:
(عش فحبيّك سريعاً قاتلي .......... والفناء إن لم تصلني واصلي)

(ظفر الحبّ بقلبٍ دنفٍ .......... فيك والسّقم بجسمٍ ناحل)

(منهما بين اكتئابٍ وبلى .......... تركاني كالقضيب الذّابل)

(وبكى العاذل لي من رحمةٍ .......... فبكائي لبكاء العاذل)
قال: أحسنت. ووصلني بثلاثمائة وخمسين دينار. وعن أبي العيناء قال: لقيت خالداً الكاتب والصّبيان يعبثون به، فأخذته وأطعمته، وأنشدني:
(مؤنس كان لي وكنت له .......... يرتع في دولةٍ من الدُّول)

(حتّى إذا ما الزّمان غيرّه .......... عنى بقول الوشاة والعذل)

(20/85)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 86
(قلت له عن مقالةٍ سبقت .......... يا منتهى غايتي ويا أملي)

(كنت صديقاً فصرت معرفةً .......... بدَّلني الله شرَّ مبدل.)
وأنشد أيضاً:
(بالوجنتين اللَّتين كالسّرج .......... والحاجبين اللّتين كالسَّبج)

(والمقلتين الّتي ألحاظهما .......... سفاّكة النفوس والمهج)

(ألا ذلك الّذي يتّمه حبُّك .......... يا واحدي على الفرج)
ولخالد:
(عذّبني بالدّلال والتِّيه .......... وصدّ عني فكيف أرقيه)

(ظبي من التِّيه لا يكلّمني .......... سبحان من صاغ حسنه في فيه)
)
(الشّمس من وجنتيه طالعة .......... والّدرُّ فوق الجبين يحكيه)

(يا أحسن الوجه جد لمكتبٍ .......... بقلبه منك كي أهنيه)
وله:
(رقدت ولم ترث للساهر .......... وليل المحبّ بلا آخر)

(ولم تدر بعد ذهاب الرقا .......... د ما فعل الدَّمع بالنّاظر)

(أيا من يعيد لي حسنه .......... أجرني من طرفك الجائر)

(وجد للفؤآد فداك الفؤآ .......... د من طرفك الفاتن الفاتر)
وعن خالد الكاتب قال: طرق بابي بعد العتمة، فحرجت فإذا رجل على حمار مغطىّ الرأس معه خادم، فقال: أنت الّذي تقول:
(ليت ما أصبح من رق .......... ه خدَّيك بقلبك)
قلت: نعم. قال: فأنت الّذي تقول:

(20/86)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 87
(أقول للسقم عد إلى بدني .......... حباً لشيء يكون من سببك)
قلت: نعم. قال: أنت الّذي تقول:
(ترشَّفت من شفتيه العقارا .......... وقبّلت من حدّه الجلَّنارا)
قلت: نعم. قال يا غلام إدفع إليه ما معك. فدفع إلي صرّةً فيها ثلاثمائة دينار. قلت: والله لا أقبلها حتّى أعرفك. قال: أنا إبراهيم بن المهديّ. وقد وسوس حاد وكبر، وكان يركب قصبة. وقال بعضهم: فلو رأيته والصّبيان يتبعونه ويقولون: يا بارد. ويقولون: ما الذّي صار بك إلى هذا فيقولك الهموم والسَّهر والسُّهاد والفكر) سلّطت على جسدٍ فيه للبلوى أثر لا من كلفت به ما يطيق ذل بشر وشعره مقطوع سائر.
4 (الخصّاف.)

(20/87)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 88
شيخ الحنفيةّ الإمام أبو بكر أحمد بن عمرو والخصّاف الشَّيبانيّ. له تصانيف. يروي عن: وهب بن جرير، والعبديّ، والواقديّ، وأبي نعيم، وخلق. ذكره ابن النجّار، وما ذكر عنه راوياً. وكان ذا زهدٍ وورع. مات سنة إحدى وستّين ومائتين.
4 (الخضر بن أبان.)
أبو القاسم الأياميّ الهاشميّ، مولاهم الكوفيّ. سمع: أزهر السّمّان، ويحيى بن آدم، وسيّار بن حاتم، وإبراهيم بن هندية الّذي زعم أنهّ سمع من أنس. وعنه: عبد الله بن أحمد بن زيد القاضي، وعليّ بن محمد بن محمد بن عقبة الشَّيبانيّ، وابن الأعرابي، والأصمّ، وغيرهم. ضعفّه الّدارقطنيّ. وآخر من روى عنه إبراهيم بن عبد الله بن أبي العزائم. وضعفّه أيضاً الحاكم، وقال: سمعته، يعني الدَّارقطينيّ، يقول عن شيوخه إنهّم رأوا الخضر بن أبان يروي عن أبي معاوية، وأبي بكر بن عّياش من كتاب، فاستلبوا الكتاب منه، فإذا هو سماعه من أحمد بن يونس، عن هؤلاء. قلت: أصله دلَّس عنهم وحرفّ أحمد بن يونس.
4 (خطاّب بن بشر بن مطر.)
أبو عمر البغداديّ الواعظ. كان رأساً في التذّكير والوعظ.) سمع من: عبد الصّمد بن النُّعمان، وأحمد بن حنبل.

(20/88)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 89
وسأل أحمد مسائل في جزءٍ سمعناه. روى عنه: محمد بن مخلد القطّان، وأحمد بن محمد الأدميّ. وتوفَّي ببغداد في المحرّم سنة أربعٍ وستيّن.

(20/89)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 90
4 (حرف الدال)

4 (داود بن علي بن خلف.)
أبو سليمان البغداديّ الإصبهانيّ، مولى المهديّ، الفقيه الظاّهريّ، رأس أهل الظاّهر. ولد سنة ثمانين، وسمع: سليمان بن حرب، والقعنبيّ، وعمرو بن مرزوق، ومحمد بن بكير العبديّ، ومسدداً، وأبا ثور الفقيه، وإسحاق بن راهويه رحل إليه إلى نيسابور فسمع منه المسند وجالس الأئّمة، وصنَّف الكتب. قال أبو بكر الخطيب: كان إماماً ورعاً ناسكاً زاهداً. وفي كتبه حديث كثير. لكنّ الراوية عنه عزيزة جدّاً. روى عنه: ابنه محمد، وزكريّا السّاجيّ، ويوسف بن يعقوب الداوديّ

(20/90)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 91
الفقيه وعبّاس بن أحمد المذكّر، وغيرهم. قال ابن حزم: إنمّا عرف بالإصبهانيّ لأنّ أمهّ إصبهانيّة، وكان أبوه حنفيّ المذهب، يعني وكان عراقياً. قال: وكتب داود ثمانية عشر ألف ورقة. ومن أصحاب داود أبو الحسن عبد الله بن أحمد بن رويم أحد الأئّمة، وأبو بكر بن النّجّار، وأبو الطّيّب محمد بن جعفر الدّيباجيّ، واحمد بن مخلد الإياديّ، وأبو سعيد الحسن بن عبيد الله له تواليف كثيرة، وأبو بكر محمد بن أحمد الّجاجيّ، وأبو نصر رآه السّجستانيّ. ثمّ سمىّ ابن حزم جماعةً كثيرة من الفقهاء من ملاحدة داود. وقال أبو إسحاق الشّيرازيّ: ولد سنة اثنتين ومائتين، وأخذ العلم عن إسحاق، وأبي ثور. وكان داود عقله أكثر من علمه. قال أبو إسحاق وقيل: كان في مجلسه أربعمائة صاحب طيلسان أخضر وكان من المتعصّبين للشّافعيّ، صنَّف كتابين في فضائله والثّناء عليه.) قال أبو إسحاق: وانتهت إليه رئاسة العلم ببغداد، وأوصله من إصفهان ومولده بالكوفة، ومنشأة ببغداد وقبره بها. وقال أبو عمر وأحمد لن المبارك المستملي: رأيت داود بن عليّ يردّ على إسحاق بن راهويه، وما رأيت أحداً قبله ولا بعده يردّ عليه هيبةً له. وقال عمر بن محمد بن بجير: سمعت داود بن عليّ يقول: دخلت على إسحاق بن راهويه وهو يحتجم، فجلست فرأيت كتب الشّافعيّ، فأخذت أنظر، فصاح، إيش تنظر فقلت: معاذ الله أن نأخذ إلاّ من وجدنا متاعنا عنده فجعل يضحك ويبتسَّم.

(20/91)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 92
وقال سعيد البرذعيّ: كنّا عند أبي زرعة فأختلف رجلان في أمر داود المزنيّ، والرجلان فضلك الرّازيّ، وابن خراش، فقال: ابن خراش: داود كافر. وقال فضلك: المزنيّ جاهل. فأقبل عليهما أبو زرعة يوبخهما وقال: ما واحد منكما له بصاحب. ثمّ قال: ترى داود هذا لو اقتصر عليه أهل العلم لظننت أنّه يحمد أهل البدع بما عنده من البيان والآلة. ولكنّه تعدّى. لقد قدم علينا من نيسابور، فكتب إليَّ محمد بن رافع، ومحمد بن يحيى، وعمرو بن زرارة، وحسين بن منصور، ومشيخة نيسابور بما أحدث هناك، فكتمت ذلك لمّا خفت عواقبه، ولم أبد له شيئاً. فقدم بغداد، وكان بينه وبين صالح بن أحمد بن حنبل حسن، فكلّم صالحاً أن يتلطّف له في الإشتئان على أبيه، فأتى وقال: سألني رجل أن يأتيك. قال: ما أسمه قال: داود. قال: ابن من قال: هو من أهل إصبهان. وكان صالح يروغ عن تعريفه، فما زال أبوه يفحص حتّى فطن به فقال: هذا كتب إليّ محمد بن يحيى في أمره أنهّ زعم أنّ القرآن محدث، فلا يقربنّي. قال: إنهّ ينفي وينكره. قال: محمد بن يحيى أصدق منه، لا تأذن له. قال الخلاّل: أنا الحسين بنى عبد الله قال: سألت المرُّوذي عن قصّة داود الإصبهانيّ وما أنكر) عليه أبو عبد الله فقال: كان داود خرج إلى خراسان إلى ابن راهويه، فتكلّم شهد عليه أبو نصر بن عبد الحميد وآخر، شهدا عليه أنهّ قال: القرآن محدث. فقال لب أبو عبد الله: منّ داود بن عليّ لا فرّج عنه الله؟

(20/92)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 93
قلت: هذا من غلمان أبي ثور. قال: جاءني كتاب محمد بن يحيى النيَّسابوري أنّ داود الإصبهاني قال ببلدنا أنّ القرآن محدث. قال المرُّوذيّ: حدَّثني محمد بن إبراهيم النيَّسابوري أنّ إسحاق بن راهويه لمّا سمع كلام داود في بيته وثب عليه إسحاق فضربه وأنكر عليه. قال الخلاّل: سمعت أخمد بن محمد بن صدقة: سمعت محمد بن الحسين بن صبيح، سمعت داود الإصبهانيّ تقول: القرآن محدث ولفظي بالقرآن مخلوق. أنا سعيد بن أبي مسلم، سمعت محمد بن عبدة يقول: دخلت إلى داود فغضب عليّ أحمد بن حنبل، فدخلت عليه فلم يكلّمني، فقال له رجل: يا أبا عبد الله إنهّ ردّ عليه مسألة. قال: ما هي قال: قال الخشنيّ: إذا مات من يغسّله فقال داود: يغسّله الخدم. فقال محمد بن عبدة: الخدم رجال. ولكن ييمَّم. فتبسَّم أحمد وقال: أصاب أصاب. وما أجود ما أجابه وقال القاضي المحامليّ: رأيت داود بن عليّ يصلّي، فما رأيت مسلماً يشبهه في حسن تواضعه. وقد اختلف محمد بن جرير مدّة إلى مجلس داود، واخذ عنه. وقال أحمد بن كامل بن كامل: أخبرني أبو عبد الله الورّاق أنهّ كان يورّق على داود، فسمعته يسأل عن القرآن، فقال: أمّا الذّي في اللّوح المحفوظ فغير مخلوق، وأمّا الّذي هو بين الناس فمخلوق.

(20/93)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 94
قلت: للعلماء قولان في داود هل يعتدُّ أم لا فقال أبو إسحاق الإسفرائينيّ: قال الجمهور إنّهم، يعني قضاة القياس، لا يبلغون رتبة الإجتهاد، ولا تقليدهم القضاء. ونقل الأستاذ أبو منصور البغداديّ، عن أبي عليّ، عن أبي هريرة، وطائفة في الشّافعّيين أنهّ لا) اعتبار بخلاف داود، وسائر نقله القياس في الفروع دون الأصول. وقال أبو المعالي الجوينيّ: الّذي ذهب إليه أهل التحقيق أنّ منكري القياس لا يعدون من علماء الأئّمة ولا من حملة الشريعة، لأنّهم مباهتون فيما ثبت استفاضةً وتواتراً، لأنّ معظم الشريعة صادرة عن الإجتهاد، ولا تفي النّصوص بعشر معشارها، و هؤلاء يلتحقون بالعوامّ. قلت: قول أبي المعالي رحمه الله فيه بعض ما فيه، فإنمّا قاله ياجتهاد، ونفيهم للقياس أيضاً باجتهاد، فكيف يردّ الإجتهاد بمثله نعم، وأيضاً فإذا لم يعتد بخلافهم لزمنا أن نقول إنهّم خرقوا الإجماع بتأويلٍ سائغ، قلنا: فهذا هو المجتهد، فلا نقول يجوز تقليده، إنما يحكى قوله، مع أنّ مذهبه أن لا يحل لأحدٍ أن يقلّدهم ولا أن يقلّد غيرهم، فلأن نحكي خلافهم ونعده قولاً أهون وأسلم من تكفيرهم. ونحن نحكي قول ابن عباّس في الصرف، والمتعة، وقول الكوفييّن في النبّيذ، وقول جماعة من الصّحابة في ترك الغسل من الجماع بلا إنزال، ومع هذا فلا يجوز تقليدهم في ذلك. فهؤلاء الظّاهرية كذلك، يعتد بخلافهم، فإن لن يفعل صار ما تفرّدوا به خارقاً للإجماع، ومن خرق الإجماع المتيقَّن فقد مرق من الملَّة. لكن الإجماع المتيقَّن هو ما علم بالضرورة من الدّين: كوجوب رمضان، والحجّ، وتحريم الزِّنا والسرَّقة، والرَّبا واللَّواط. والظَّاهرية لهم مسائل شنيعة، لكّنها لا تبلغ ذلك، والله أعلم.

(20/94)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 95
وقال الإمام أبو عمرو بن الصّلاح: الذي اختاره أبو منصور وذكر أنهّ الصّحيح من المذهب إنهّ يعتبر خلاف داود. قال ابن الصّلاح: هذا هو الذّي استقّر عليه الأمر آخراً هو الأغلب الأعرف من صفو الأئمّة المتأخرين الّذين أوردوا مذهب داود في مصنفّاتهم المشهورة، كالشيخ أبي حامد، والماورديّ، وأبي الطّيّب، فلولا اعتداهم به لما ذكروا مذهبه في مصنفَّاتهم. قال: ورأى أن يعتبر قوله إلاّ فيما خالف فيه القياس الجلّي، وما أجمع عليه القياسون من أنواعه، أو بناه على أصوله التّي قام الدّليل القاطع على بطلانها، واتّفاق من سواه إجماع منعقد، كقوله التغوط في الماء الراكدّ، وتلك المسائل الشنيعة، قوله لا زنا في السُّنَّة المنصوص عليها، فخلافه في ها ونحوه غير معتدّ به، لانه مبنيّ على ما يقطع ببطلانه، والله أعلم. توفيّ في رمضان سنة سبعين ومائتين.)

(20/95)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 96
4 (حرف الراء)

4 (الربيع بن سلميان بن عبد الجّبار بن كامل.)
الفقيه أبو محمد المراديّ، مولاهم المصريّ المؤذّن. صاحب الشّافعيّ وراوي كتبه. ولد سنة أربع أو ثلاث وسبعين ومائة. وسمع: عبد الله بن وهب، وشعيب بن اللَّيث بن سعد، وبشر بن بكر التّنّيسيّ، وأيّوب بن سويد الرمليّ، والشّافعيّ، ويحيى بن حسّان، وأسد بن موسى، وجماعة. وعنه: د. ن. ق. و ت.، عن رجل، عنه، وهو محمد بن إسماعيل السُّلميّ، وأبو زرعة الرّازيّ، وأبو حاتم، وابنه عبد الرحمن بن أبي حاتم،

(20/96)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 97
وزكريّا بن يحيى السّاجيّ، وأبو نعيم بن عديّ، وأبو جعفر الطَّحاويّ، وأبو بكر بن زياد النَّيسابوريّ، والحسن بن حبيب الحصائريّ، وأحمد بن مسعود العكبريّ، وأحمد بن بهزاد السيرافيّ، وابن صاعد، وأبو العبّاس الأصم، وآخرون. وثَّقة أبو سعيد بن يونس، و غيره. وعن الربيع قال: كلُّ محدٍّ ث حدٍّ ث بمصر بعد ابن وهب كنت مستمليه. وقال النَّسائيّ: لا بأس به. قال عليّ بن قديد: كان الربيع يقرأ بالألحان. وقال الطَّحاويّ: مات الربيع بن سليمان مؤذّن جامع الفسطاط يوم الإثنين ودفن يوم الثُّلاثاء لإحدى وعشرين ليلة خلت من شوّال من سنة سبعين. وصلّى عليه الأمير خمارويه بن أحمد بن طولون. وآخر من حدّث عنه أبو الفوارس السّنديّ. ويروى عن الشّافعيّ أنّه قال للربيع: لو أمكنني أن أطعمك العلم أطعمتك. قال ابن عبد البرّ: قد ذكر محمد بن إسماعيل التّرمذيّ من أخذ عن الربيع كتب الشّافعيّ ورحل إليه فيها من الآفاق، فذكر نحو مائتي رجل. قال ابن عبد البرّ: كان الربيع لا يؤذّن في منارة جامع مصر أحد قبله، وكانت الرحلة في كتب الشّافعيّ إليه، وكانت فيه سلامة وغفلة، ولم قائماً بالفقه. وممّا ينسب إلى الربيع من الشّعر:)
(صبراً جميلاً ما أسرع الفرجا .......... من صدق الله في الأمور نجا)

(20/97)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 98
(من خشي الله لم ينله أذى .......... ومن رجا الله كان حيث رجا)
قلت: كان الربيع أعرف من المزنيّ بالحديث، وكان المزنيّ أعرف بالفقه منه بكثير حتّى كان هذا لا يعرف إلاّ الحديث، وهذا لا يعرف إلاّ الفقه.

(20/98)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 99
4 (حرف الزاي)

4 (زكريا بن دويد بن محمد بن الأشعث.)
أبو أحمد الكنديّ. زعم أنّه أتت عليه مائة وثلاثون سنة، وزعم أنّه سمع من سفيان الثّوريّ، ومالك بن أنس. قال عليّ بن محمد بن حاتم القومسيّ: سمعت منه بعسقلان سنة نيّف وستّين ومائتين. قلت: وجود روايته والعدم بالسواء. وقد روى الطّبرانيّ في معجمه عن أحمد بن إسحاق الدّميريّ، عنه. قال ابن حّبان: كان يضع الحديث.
4 (زكريا بن يحيى بن أسد بن يحيى المروزي.)
المعروف بابن زكرويه. نزيل بغداد.

(20/99)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 100
حدّث عن: سفيان بن عيينة، وأبي معاوية، ومعروف الكرخيّ. وعنه: القاضي المحامليّ، وابن مخلد، وأبو الحسين بن المنادي، وإسماعيل الصّفّار، وأبو العبّاس الأصمّ. قال الدّار قطنيّ: لا بأس به. قلت: توفّي في ربيع الآخر سنة سبعين. وهو راوي جزء ابن عيينة الّذي عند سبط السّلفيّ. وقد احتجّ به أبو عوانة في صحيحه، من قدماء شيوخه. وذكره أبو الفتح الموصليّ في كتابه في الضّعفاء فما قدر يتعلقّ عليه بشيء، أكثر ما قال: زعم أنّّه سمع من سفيان بن عيينة، فهذه قلّة ورع. بلى أبو الفتح متكلّم فيه. وقد أبو الفتح أنّ زكريّا بن يحيى هذا يقال له جو ذا به، وهذا ما رأيته لغيره.

(20/100)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 101
4 (حرف السين)
)
4 (سعدان بن نصر بن منصور.)
أبو عثمان الثقفيّ البغداديّ البزّاز، واسمه سعيد، وسعدان لقب له. سمع: سفيان بن عيينة، وأبا معاوية، ومعاذ بن معاذ، ووكيعاً، ومسلم بن سالم، ومعمر بن سليمان، وطائفة. وعنه: ابن أبي الدّينا، وابن صاعد، والقاضي المحامليّ، وابن البختريّ، و إسماعيل الصّفّار، وأبو عوانة، وطائفة كبيرة. قال أبو حاتم: صدوق. وقال أبو عبد الرحمن السّلميّ: سألت الدّار قطنيّ عنه فقال: ثقة مأمون. قلت: توفّي في ذي القعدة سنة خمس وسّتين، وحديثه بعلو عند أصحاب ابن ساسل.
4 (سعيد بن نمر الغافقيّ الأندلسي.)

(20/101)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 102
سمع: يحيى بن يحيى اللّثييّ. وعنه: جماعة من بلده. وتفقّه بسحنون، وغيره. توفّي سنة تسع وستّين.
4 (سهل بن عمّار العتكيّ النّيسابوريّ.)
أبو يحيى قاضي هراة. كان شيخ أهل الرَّيّ في عصره بخراسان. رحل في طلب العلم. سمع: يزيد بن هارون، وشبابة، وهذه الطّبقة. وليس بحجّة. قال أبو عبد الله الحاكم: يختلف في عدالته، يعني في الإحتجاج بحديثه. بنا عنه أحمد بن شعيب الفقيه، وأبو الطّيّب محمد، ومحمد بن عليّ المذكَّر. وتوفّي سنة سبعٍ وستيّن في جمادى الأولى. فلت لمحمد بن صالح بن هانيء: لم لا تكتب عنه قال: كانوا يمنعون من السمّاع عنه. وسمعت محمد ن يعثوب الحافظ يقول: كّنا نختلف إلى إبراهيم بن عبد الله السعّدي، وسهل بن عمّار مطروح في سكنه فلا نتقدّم إليه.) وسمعت أبا سعيد بن أبي بكر بن عثمان يقول: سمعت فاطمة بنت إبراهيم السَّعدية تقول: سمعت أبي يقول: إنّ سهل بن عمّار يتقرَّب إليَّ بالكذب، يقولك كنت معك عند يزيد بن هارون، ووالله ما سمع معي منه. قال الحاكم: سمع أيضاً الواقديّ، وجعفر بن عوف، وعبد الرحمن بن قيس، وعبيد الله بن موسى. حدَّث عنه: العبّاس بن حمزة، وأبو يحيى البزّاز، وإبراهيم بن

(20/102)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 103
محمد بن سفيان، ومحمد بن سليمان بن فارس. وقال أبو إسحاق الفقيه: كذب والله سهل بن عمّار على عبد الله بن نافع في نقله عن مالك في إباحة دبر المرأة.

(20/103)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 104
4 (حرف الشين)

4 (شجرة بن عيسى بن عمرو بن شجرة)
الفقيه أبو عمرو المعافريّ المقريء السُّوسيّ المالكّي. أخذ عن: أبيه، وابن زياد، وابن اثبرس، وجماعة. واستعمله سحنون على قضاء تونس. وكان سحنون يثني على فهمه وفضله، وكان أبوه أبو شجرة عمرو رجلاً صالحاً عالماً، ولي قضاء تونس بعد أبيه تسع عشرة سنة. توفّي شجرة سنة اثنتين وستّين.
4 (شعيب بن أيوّب بن رزيق بن معبد بن شيطا.)
أبو بكر الصَّريفيني، صرفين واسط لا صريفين بغداد. كان فقيهاً، إماماً مقدماً، ومقرئاً، محدِّثاً، قاضياً، عالماً. سمع: يحيى بن آدم، ويحيى القطّان، وحسين الجعفيّ، وجماعة.

(20/104)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 105
وعنه: عبدان الأهوازيّ، وإبراهيم نفطويه النَّحويّ، وأبو بكر بن أبي داود، والقاضي المحامليّ، ومحمد بن مخلد، وعبد الله بن عمر بن شوذب الواسطيّ، وطائفة. وتصدَّر للإقراء، فقرأ عليه: يونس بن يعقوب الواسطّي، وأبو بكر أحمد بن يوسف القافلاني، وأبو العبّاس أحمد بن سعيد الضّرير، غيرهم.) وعليه دارت قراءة أبي بكر، عن عاصم، أخذها عن يجيى بن آدم، عنه. ة كان محققاً لها. قال الدَّارقطنيّ: ثّقة. قلت: توفّي بواسط سنة إحدى وستيّن. قال: إنّي لأخاف الله في الراوية عن شعيب بن أّيوب. قلت: له حديث منكر أورده أبو بكر الخطيب فر ترجمته.
4 (شعيب بن شعيب بن إسحاق القرشيّ.)
مولاهم الدّمشقيّ أبو محمد. ولد سنة تسعين ومائة بعد وفاة أبيه بيسير. وسمع: زيد بن يحيى بن عبيد، وأبا المغيرة عبد القدُّوس، وأحمد بن خالد الذَّهنيّ، وأبا اليمان، وأبا بكر الحميديّ، وجماعة. وعنه: س.، وأبو عوانة، وابن جوصا، وأبو الدّحداح أحمد بن محمد، وجماعة.

(20/105)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 106
قال أبو حاتم: صدوق. قلت: وله شعر جيدّ. توفيّ في جمادى الأولى سنة أربعٍ وستيّن.

(20/106)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 107
4 (حرف الصاد)

4 (صالح بن أحمد بن محمد بن حنبل.)
القاضي أبو الفضل، ولد الإمام أبي عبد الله الشَّيباني البغداديّ. قاضي إصبهان. ولد ثلاثٍ ومائتين. وسمع: عفّان، وأبا الوليد الطَّيالسيّ، وإبراهيم بن الفضل، وإبراهيم بن أبي سويد الذّراع، وأباه، وعليّ بن المدينيّ، وطبقتهم. وعنه: ابنه زهير، وأبو القاسم البغويّ، وابن صاعد، ومحمد بن مخلد، وأبو عليّ الحصائريّ، وأبو بكر بن أبي عاصم وهو من أقرانه، ومحمد بن جعفر الخرائطيّ، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وجماعة آخرهم موتاً أحمد بن محمد بن يحيى القصّار شيخ أبي نعيم الحافظ. قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه فإصبهان، وهو صدوق، ثقة.) وقال أبو بكر الخلاّل في كتاب أدب القضاة: أخبرني محمد بن العبّاس: حدثني محمد بن عليّ قال: لمّا صار الصالح إلى إصبهان قريء عهده بالجامع، فبكى كثيراً، وبكى بعض الشيوخ، فلمّا فرغ جعلوا يدعون له ويقولون: ما ببلدنا إلاّ من يجبّ أبا عبد الله. فقال: أبكاني أنيّ ذكرت أبي يراني في هذه الحالة. وكان عليه السَّواد.

(20/107)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 108
ثمّ قال: كان أبي يبعث خلفي إن جاءه رجل زاهد ورجل متقشّف لا ينظر إليه يحبّ أم يكون مثله، ولكنّ الله يعلم ما دخلت في هذا الأمرّ إلاّ لدينٍ غلبني وكثرة عيال. قال الحلاّل: وكان صالح سخياً جداًّ. وقال ابن المنادي: توفّي يإصبهان في رمضان سنة ستًّ وستيّن. وقال أبو نعيم: سنة خمسٍ.
4 (صالح بن زياد بن عبد الله بن إسماعيل بن إبراهيم بن الجارود بن مسرح.)
أبو شعيب الرُّستبيّ السُّوسيّ المقريء. شيخ الرَّقَّة وعالمها ومقرئها. قرأ القرآن على يحيى اليزيديّ صاحب أبي عمرو. وسمع بالكوفة من: عبد الله بن نمير، ة وأسباط بن محمد، وجماعة. وبمكّة من: ابن عيينة، وغيره.

(20/108)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 109
حدَّث عنه: أبو بكر بن أبي عاصم وأبو عروبة الحّرانيّ، وأبو عليّ محمد بن سعيد الحفّاظ. وقرأ القرآن جماعة، منهم: أبو عمران موسى بن جرير وهو أتقن أصحابه، وأبو الحسن عليّ بن الحسين، وأبو عثمان النَّحويّ، وأبو الحارث محمد بن أحمد الرَّقيُّون. وحمل عنه الحروف: جعفر بن سليمان الخراسانيّ، وغيره. قال أبو حاتم: صدوق. قلت: توفّي في أوّل سنة إحدى وستيّن ومائتين وقد قارب التّسعين، وادعى الحافظ ابن عساكر أنّ النَّسائي روى عنه، وذكره في مشايخ النبل. وقال أبو الحجاج الكلبيّ: لم أقف على روايته عنه. قلت: لم يرو عنه النَّسائيّ إلاّ راوية عمرو، رواها الحسن بن رشيق، عن النَّسائيّ، عنه.

(20/109)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 110
4 (حرف الطاء)

4 (طيفور بن عيسى.)
) أبو يزيد البسطاميّ الزّاهد العرف، من كبار مشايخ القوم. وهو بكنيته أشهر وأعرف. وله أخوان: آدم، وعليّ، كانا زاهدين عابدين. وكان جدُّهم أبو عيسى آدم بن عيسى مجوسيّا فأسلم. ومن كلام أبي يزيد رحمه الله قال: ما وجدت شيئاً أشدُّ عليَّ من العلم ومتابعته، ولولا اختلاف العلماء لبقيت حائراً. وقال: هذا من فرحي بك وأنا أخافك، فكيف فرحي بك إذا أمنتك؟

(20/110)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 111
وعنه قال: ليس العجب من حبيّ لك وأنا عبد فقير، وإنمّا العجب من حبّك لي وأنت ملك قدير. وعنه، وقيل له: إنك تمرّ في الهواء، قال: وأيّ أعجوبة هذا طير يأكل الميتة يمرّ في الهواء، والمؤمن أشرف منه. وعنه قال: ما دام العبد يظنّ أنّ في الخلق من هو شرّ منه فهو متكّبر وعنه قال: الجنّة لا خطر لها عند المحبّين، وهم محجوبون بمحبتّهم. وقال: ما ذكروه إلاّ بالغفلة، ولا خدموه إلاّ بالفترة. وعنه قال: اللّهم لا تقطعني بك عنك. وعنه قال: العارف فوق ما يقول، والعلم دون ما يقول. وقيل له: علِّمنا الإسم الأعظم. فقال: ليس له حدّ، إنمّا هو فراغ قلبك لوحدانيته، فإذا كنت كذلك فارفع له أيَّ اسمٍ شئت. وعنه قال: لله خلق كثير يمشون على الماء، وليس لهم عنه الله قيمة. وكان يقول: لو نظرتم إلى رجلٍ أعطي من الكرامات حتّى يرتفع في الهواء، فلا تغترّوا به، حتّى تنظروا كيف تجدونه عند الأمر والنَّهي وحفظ الحدود وأداء الشريعة. قلتك بل قد اغتر أهل زماننا وخافوا أبا يزيد، وأكبر من أبي يزيد، وتهافتوا على كل مجنون بوّال على عقبيه، له شيطان ينطق عل لسانه بالمغيبات، نسأل الله السّلامة.

(20/111)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 112
قيل: إنّ أبا يزيد توفّي سنة إحدى وستّين ومائتين. وقد نقلوا عنه أشياء من متشابه القول، الشّأن في صحتها عنه، ولا تصحّ عن مسلم، فضلاً عن مثل أبي يزيد، منها: سبحاني. ومنها: ما النّار، لأستندنَّ إليها غداً، وأقول: اجعلني لأهلها فداء، ولا يلعنها. وما الجنّة، لعبة صبيان وماد أهل الدّنيا. ما المحدِّثون إن خاطبهم رجل عن رجلٍ، فقد خاطبنا القلب عن الرّبّ.) وقال في يهود: هبهم لي، ما هؤلاء حتّى تعذِّبهم وهذا الشَّطح إن صحّ عنه فقد يكون قاله في حالة سكره، وكذلك قوله عن نفسه: ما في الجبَّة إلاّ الله. وحاشى مسلم فاسق من قول هذا الكلام مقتضاه ضلالة، ولكن له تفسير وتأويل يخالف ظاهره، فالله أعلم. قال السُّلمي في تاريخه: مات أبو زيد عن ثلاثٍ وسبعين سنة، وله كلام في حسن المعاملات. قال: ويحكى عنه في الشَّطح أشياء، منها ما لا يصحّ، ويكون مقوَّلاً عليه. وكان يرجع إلى أحوال سيئّة. ثمّ ساق بسنده عن أبي يزيد قال: من لم ينظر إلى شاهدي بعين الأضطّراب، وإلى أوقاتي بعين الاغتراب، وإلى أحوالي بعين الاستدراج، وإلى كلامي بعين الإفتراء، وإلى عباراتي بعين الاجتراء، وإلى نفسي بعين الإزدراء، فقد أخطأ النظر فيَّ. وعن أبي يزيد قال: لو صفا لي تهليلة ما باليت بعدها.

(20/112)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 113
4 (طيفور بن عيسى.)
أبو زيد البسطاميّ الأصغر. كذا فرّق بينه وبين الّذي قبله السُّلميّ، فيما أورده ابن ما كولا. وقال: روى عن: أبي مصعب الزهريّ، وصالح بن يونس، وشريح بن عقيل. وروى عنه: يوسف بن شدّاد، وجماعة من أهل بسطام. وقيل: إن جدّ الكبير شروسان، واسم جدّ هذا آدم. فالله أعلم.

(20/113)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 114
4 (حرف العين)

4 (عاصم بن عصام.)
أبو عصمة القشيريّ البيهقيّ. عن: يعلى بن عبيد، وزيد بن الحباب، وجماعة. وعنه: مؤمّل الماسرجسيّ، وإبراهيم بن محمد بن سفيان الفقيه، وغيرهما. وقيل كان مجاب الدَّعوة. توفّي سنة إحدى وستيّن. قال الحاكمك سمعت أحمد بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن سفيان يقولك سمعت عاصم بن) عصام يقول: بتُّ ليلة عند أحمد بن حنبل، فجاء بالماء فوضعه، فلمّا أصبح نظر إليّ فإذا هو كما كان، فقال: سبحان الله، رجل يطلب العلم لا يكون له ورد باللّيل.
4 (العبّاس بن إسماعيل.)
أبو الفضل الإصبهانيّ الطامذيّ العابد. عن: سهل بن عثمان، وعليّ بن محمد الطّنافسيّ، وجماعة. وعنه: ابن أبي كر بن أبي عاصم مع تقدُّمه، ومحمد بن يحيى بن منده، وعباس بن سهل، وعليّ بن رستم. وكان لازماً لبيته، خيِّراً ناسكاً.

(20/114)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 115
كان يروي الحديث بعد الحديث. قال أبو نعيم: توفّي بعد السّتيّن.
4 (عبّاس بن عبد الله بن أبي عيسى بن أبي محمد التَّرقفيّ الباكسابيّ.)
سمع: محمد بن يوسف الفريابيّ، وحفص بن عمر العدنيّ، وزيد بن يحيى بن عبيد الدّمشقيّ، وأبا عاصم النبّيل ومروان الطَّاطريّ، وأبا مسهر الغسّانيّ، وأبا عبد الرحمن المقريء، وطائفة. وعنه: ق.، وأبو العبّاس بن شريح الفقيه، وأبو بكر بن مجاهد المقريء، وأبو عوانة الحافظ، والمحامليّ، وغسماعيل الصّفّار، وطائفة. قال الخطيب: كان ثّمة صالحاً عابداً. وقال محمد بن مخلد: ما رأيته ضحك ولا تبسَّم. قبل: توفّي آخر سنة سبعٍ وستيّن.

(20/115)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 116
وقد وثّقه الدّارقطنيّ أيضاً، وله خبر مشهور.
4 (العّاس بن موسى بن مسكويه.)
أبو الفضل الهمدانيّ، أحد الأثّمة الحفّاظ. رحل إلى العراق، والشّام، والثَّغر. وحدَّث عن: مسلم بن إبراهيم، وعمرو بن عون، ومسدّد، وأبي مسلم التَّبوذكّي، وهشام بن عمّار، وأبي بكر بن أبي شيبة، وطبقتهم. وروى عنه: محمد بن التّمّار الهمدانيّ، وهارون بن موسى، وأحمد بن عبد الرحمن بن جارود،) وابن شيرويه في تاريخ همدان فقال: كان جليل القدر سنياّ، له تصانيف غريبة سيمَّا كتاب الإمامة، فإّنه ما سبق إليه. وكان أمتحن أيّام الواثق، ودخل بغداد وتوارى بها، ونزل على أبي بكر الأعين، فأخذ من داره، وجرى عليه أمرَّ عظيم. ثم بعد رفع إلى أذربيجان وحدَّث بها. وكان صدوقاً. ثمّ ساق شيرويه ترجمته في ورقتين، وكيف أمتحن، وهي عجيبة إن صحّت.
4 (عبّاس بن الوليد بن مزيد.)

(20/116)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 117
أبو الفضل العذريّ البيروتّي. سمع: أباه، ومحمد بن شعيب بن شابور، وعقبة بن علقمة، ومحمد بن يوسف الفريابيّ، وأبا مسهر، وجماعة وعنه: د. س.، وأبوا زرعة الرّازّي والدّمشقيّ، وابن جوصا، وأبو بكر بن

(20/117)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 118
أبي داود، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وخيثمة بن سليمانن وأبو العبّاس الأصمّ، وخلق. ولد سنة تسعٍ وستيّن ومائة فر رجب، عاش مائة سنة وسنة. وفيه همّة وجلادة فإنّ خيثمة قال: مازح العبّاس بن الوليد جاريةً له، فدفعته فانكسرت رجله، فلم يحدِّثنا عشرين يوماً، وكّنا نلقي الجارية ونقول: حبسك الله كما كسرت رجل الشّيخ وخبستنا عن الحديث. وقال أبو داود: سمع من أبيه ثم عرض عن الحديث. وقال أيو داود: سمع من أبيه ثم عرض عليه، وكان صاحب ليل. وقال إسحاق بن سيّار: ما رأيت أحداً أحسن سمتاً منه. وقال النَّسائيّ: ليس به بأس. قلت: كان مقرئاً مجوداً. وقال الحسين بن أبي كامل: سمعت خيثمة يقول: أتيت أبا داود السّجستانيّ، فأملي عليَّ حديثاً عن العبّاس بن الوليد بن مزيد. قلت: وأتاني حديث العبّاس. فقال لي: رأيته قلت: نعم.) قلت: متى مات قلت: سنة إحدى وسبعين. كذا قال خيثمة. وأمّا عمرو بن دحيم فقال: مات في ربيع الآخر سنة سبعين، وضبط في

(20/118)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 119
أيّ يومٍ ولد وأيّ يومٍ مات، فتحدّد أنّ عمره مائة سنة وثمانية أشهر واثبين وعشرين يوماً. وهو أحد الجماعة الّذين جاوزوا المائة بيقين.
4 (عبد الله بن عبد السّلام بن الرّذّاذ المصريّ.)
المؤدِّب المعلّم، أمين القياس. روى عن: بشر بن بكر التِّنّيسيّ، وأبي زرعة، وهبة الله المؤذّن. كان رجلاً صالحاً. قال ابن يونس. وقال: هو أوّل من قاس النّيل من المسلمين. توفّي سنة ستًّ وستين.
4 (عبد الله بن عليّ بن المدينيّ.)
روى عن: أبيه تصانيفه. وعنه: محمد بن عمان الصَّيرفيّ، ومحمد بن عبد الله المستعين. قال الدّارقطنيّ: إنمّا روى كتب أبيه مناولةً وإجازة.
4 (عبد الله بن محمد بن أيّوب بن صبيح.)
أبز محمد المخرِّميّ. سمع: سفيان ن غيينة، ويحيى بن سليم، وعبد الله بن نمير، وعليّ بن عاصم، وجماعة. وعنه: ابن صاعد، وابن مخلد، وابن عيّاش القطّان، وإسماعيل الصّفّار، وآخرون. قال ابن أبي حاتم: سمعت منه مع أبي، وهو صدوق. قلّد القضاء فلم

(20/119)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 120
يقبله، واختفى مدّة. قلت: مات سنة خمسٍ وستيّن، وقد جاوز السّبعين. وآخر من روى حديثه عالياً هو جسر المروزيّ. والمخرّميّ مؤتمن بمرة.
4 (عبد الله بن محمد النَّيسابوريّ.)
الفقيه الزّاهد أبو الطَّيّب المكفوف، صاحب بن يحيى والملازم له ليلاً ونهاراً.) سمع: حفص بن عبد الله السُّلميّ، وعبدان بن عثمان. وعنه: أبو عمر المستملي، وإبراهيم بن عليّ الذُّهليّ. قال المستملي: كان مجاب الدَّعوة. مات في ذي العدة سنة سبعٍ وستيّن ومائتين. وسمعته يقول: أتاني آت في منامي، مولدك سنة اثنتين وثمانين ومائة. روي أنّ أبا الطَّيّب رؤي في النَّوم أنّ الله غفر له.
4 (عبد الله بن موسى بن محمد بن يحيى بن أبي بكر الكرمانيّ.)
أبو محمد وأبو عبد الرحمن. عن: أحمد بن جعفر الثّعلبيّ، وابن صاعد، ومحمد بن مخلد البغداويوَّن، ويسف بن محمد، وأحمد بن يحيى بن نصر، ومحمد بن يزيد الزُّهريّ الإصبهانيون. وثّقة أبو بكر الخطيب. وقال أبو نعيم: كان صدوقاً.
4 (عبد الله محمد بن سنان الرَّوحيّ السَّعديّ البصريّ.)

(20/120)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 121
قاضي الدِّينور. عن: مسلم بن إبراهيم، وعبد الله بن رجاء الغدّاني. وعنه: المحامليّ، وابن مخلد، وعبد الله بن محمد الجمّال، وعد الله بن جعفر بن فارس الإصبهانيّان. قال أبو نعيم: كلن يضع كثيراً.
4 (عبد الله بن محمد بن يزداد بن سويد.)
الوزير أبو صالح المروزيّ الكاتب. كان أبوه من وراء المأمون. ووزر أبو صالح المستعين والمهتدي، وقدم دمشق مع المتوكّل. مات سنة إحدى وستيّن مختفياً.
4 (عبد الله بن هلال.)
أبز محمد الرَّبعيّ الروميّ الزّاهد، نزيل بيروت.

(20/121)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 122
أخذ عن: أحمد بن عاصم الأنطاكّي، وأحمد بن أبي الحواري، وجماعة.) وعنه: أبو حاتم الرّازيّ مع تقدُّمه، وأبو نعيم الأستراباذّي، وأبو العبّاس الأصمّ.
4 (عبد الرحمن بن سعيد.)
أبو زيد التّميميّ الأندلسيّ. رحل، وأخذ عن: أصبغ بن الفرج، وأبي زيد بن أبي الغمر المصرييّن. وعنه: محمد بن فطيس، وغيره. توفّي سنة خمسٍ وستيّن.
4 (عبد الرحمن بن عمر بن الخطّاب الكنديّ.)
مولاهم المصريّ. عن: أبيه، وعمرو بن أبي سلمة التنِّّيسيّ. توفّي في شعبان سنة سبعٍ وستيّن. توفّي في شعبان سنة سبعٍ وستيّن.
4 (عبد الرحمن بن عيسى بن دينار الأندلسيّ.)
الفقيه ابن الفقيه. حجّ مرّات، وأخذ عن: سحنون بن سعيد، وغيره.

(20/122)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 123
وكان فصيحاً بالفقيه، مفتياً بنمذهب مالك. روى عنه: ابن لبابة، وغيره. وكان أخوه محمد بن عيسى عالماً زاهداً، وأخوهما أبو القاسم أبان كان فاضلاً لاحقاً، ولي قضاء طليطلة وتوفّي بعد السّيّن ومائتين. وأخوهم عبد الواحد فقيه له ذكر. وامّا الوهم فكان من كبار أصحاب أبي القاسم. توفّي عبد الرحمن سنة سبعين.
4 (عبد الرحمن بن يوسف الحنفيّ المروزيّ.)
رحل، وسمع من: يعلى بن سعيد، وأبي عبد الرحمن المقريء، وجماعة. وعنه: الحسن بن عمران الخنظليّ المروزيّ. توفّي سنة ستًّ وستيّن.
4 (عبد السَّلام بن رغبان ديك الجنّ الحمصيّ.)
) أحد فحول الشّعراء مرّ، وإنمّا نبَّهت عليه هنا لأنّ ابن عساكر ذكر أنهّ قدم دمشق ومدح بها أحمد بن المدّبر عاملها. وقد مرّ أحمد بن المدّبر في حرف الألف.
4 (عبد العزيز بن حاتم.)
أبو عمر المروزيّ. محدّث رحّال. سمع: مكّي ين إبراهيم، وأبا نعيم، وعبد الرحمن بن عبد الله الدَّشتكّي، وعليّ بن الحسن ين شقيق، وطبقتهم. ذكره السُّليمانيّ، وروى عنه.
4 (عبد العزيز بن حيّان.)

(20/123)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 124
أبو زيد المعوليّ الأزديّ الموصليّ. عن: أبان بن سفيان، وأحمد بن يونس، وأبي جعفر النفُّيليّ، وطبقتهم. وصَّنف حديثه. وكان خيراً صالحاً فاضلاً. روى له: ابناه زيد، رواه عنه أبو عوانة، قال: نبا هشام بن عمّار، ثنا سويد بن عبد العزيز، عن حميد، عن انس مرفوعاً: إنّ في جهنَّم رحى تطحن علماء السُّوء طحناً شديداً.
4 (عبد العزيز بن سلاّم.)
أبو الدّردراء المروزيّ الحافظ. عن: مكّي بن إبراهيم، وعليّ بن الحسن بن واقد، وأصبغ بن الفرج، وعثمان بن الهيثم المؤذِّن، وعبدان، وخلق. وعنه: س. ق.، والحسن بن سفيان، ومحمد بن عقيل البلخيّ، والحسين بن إسماعيل المحامليّ، وجماعة. قال أبو حاتم: صدوق. وقال غيره: توفّي بعد سنة سبعٍ وستيّن، أو فيها. ذكر ابن عساكر أنّ س. ق.، رويا عنه. ولم يره، بل روى عنه س. في اليوم واللّيلة.)
4 (عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد بن فرُّوخ.)

(20/124)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 125
الحافظ أبو زرعة القرشيّ المخزوميّ، مولاهم الرّازيّ. أحد الأعلام. قيل: ولد سنة تسعين ومائة. ويقال إنهّ ولد سنة مائتين. وأظنّه وهماً، فإنّ رحلته سنة إحدى عشرة، لأنّه سمع بالكوفة من: عبد الله بن صالح العجليّ، والحسن بن عطيّة بن نجيح، وتوفّيا عامئذٍ. وسمع: أبا الوليد الطَّيالسيّ، وعبد الله بن مسلمة القعنبيّ، وقرّة بن حبيب، وأبا نعيم، وخلاّد بن يحيى، وقبيصة، وعبد العزيز الأويسيّ، وقالون المقريء، عمرو بن هاشم البيروتيّ، ومسلم بن إبراهيم، وإسحاق الفرويّ، ومحمد بن سابق، وأبا عمر الحوصيّ، ويحيى بن عبد الله بن بكير، وخلقاَ كثيراً بالرّيّ، والكوفة، والبصرة، والحرمين، وبغداد، والشام، مصر، والجزيرة. وفي تهذيب الكمال أنّه روى عن أبي عاصم النبّيل، وفي هذا نظر. وقال ابن أبي حاتم: سئل أو زرعة: في أيّ سنة كتبتم عن أبي نعيم: قال: في سنة أربع عشرة ومائتين. ورحلت من الرّيّ المرّة الثانية سنة سبعٍ وعشرين. ولم يدخل خراسان. وكان من أفراد العالم ذكاءً وحفظاً وديناً وفضلاً. روى عنه من شيوخه: محمد بن حميد، وأبو حفص الفلاّس،

(20/125)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 126
وحرملة بن يحيى، وإسحاق بن موسى الخطميّن ويونس ين عبد الأعلى، والربيع بن سليمان، ومنٌ انه: أبو حاتم ابن خالته، ومسلم بن الحجّاج، وأبو زرعة الدّمشقيّ، وإبراهيم الحربيّ. ومن الحفّاظ والمحدّثين خلق كثير. وروى عنه: م. ت. ن. ق. في كتبهم، وأبو بكر بن أبي داود، وأبو عوانة، وقاسم بن زكريّا المطرّز، وسعيد بن عمرو البردعيّ، وعبد الرحمن بن أبي حاتم فأكثر، وأبو بكر بن زياد النَّيّسابوري، وأحمد بن محمد الدّاركي، ومحمد بن الحسين القطّان. قال ابن أبي حاتم: كان جدّه فرُوخ مولى عسّاش بن مطرِّف القرشيّ. وقال جعفر بن مجمد الكّنديّ: ثنا أبو زرعة قال: قدم علينا جماعة من أهل الرّيّ دمشق منهم: لأبو يحيى فرخويه. فلمّا انصرفوا إلى الرّيّ، فيما أخبرني غير واحدٍ، منهم أبو حاتم، رأوا هذا الفتى قد كاس فقالوا: نكنيك بكنية أبي زرعة الدّمشقيّ. ثم اجتمع بأبي زرعة الرّازيّ فكان يذكرني بهذا ويقول: بكنيتك اكتنيت.) وقال سعيد بن عمرو: قال أبو زرعة: لا أعلم أنهّ صح لي رباط قطّ. أمّا قزوين فأردنا محمد بن سعيد بن سابق، وأمّا عسقلان فأردنا محمد بن أبي الَّريّ، وأمّا بيروت فأردنا العّباس بن الوليد بن مزيد. وقال سعيد بن عمرو: قال أبو زرعة: لا أعلم انهّ صح لي رباط قطّ. أمّا قزوين فأردنا محمد بن سعيد بن سابق، وأمّا عسقلان فأردنا محمد بن أبي السَّرّي، وأمّا بيروت فأردنا العبّاس بن الوليد بن مزيد. وقال النّجّاد: سمعت عبد الله بن أحمد يقول: لمّا ورد علينا أبو زرعة نزل عندنا، فقال لي أبي: يا بنيّ، قد اعتضت بنوافلي مذكراة هذا الشيخ. وقال صالح جزرة: سمعت أبا زرعة يقول: كتبت عن إبراهيم بن موسى الرّازي مائة ألف حديث، وعو أبي بكر بن أبي شيبة مائة ألف، فقلت له:

(20/126)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 127
بلغني أنّك تحفظ مائة ألف حديث، تقدر أن تمكلي عليّ ألف حديث من حفظك قال: لا، ولكن إذا ألقي عليَّ عرفت. وقال ابن أبي حاتم: سألت أبا زرعة فقلت: يجوز ما كتبت عن إبراهيم بن موسى مائة ألف قال: مائة ألف كثير. قلت: فخمسين ألف قال: نعم، وسبعين ألف. أخبرني من عدَّ كتاب الوضوء والصلاة فبلغ ثمانية عشر ألفاً. وقال أبو عبد الله بن منده الحافظ: سمعت محمد بن جعفر بن حكمويه بالرّيّ يقول: سئل أبو زرعة عن رجلٍ حلف بالطّلاق أنّ أبا زرعة يحفظ مائتي ألف حديث هل حنث فقال: لا. ثمّ قال: أحفظ مائتي ألف مثل قل هو الله أحد، واحفظ في المذاكرة ثلاثمائة ألف حديث. قلت: هذه حكاية منقطعة لا تثبت، هذه أصح منها: فقال الحافظ ابن عديّ: سمعت أبي يقول بالرّيّ، وأنا غلام في البزّازين، فحلف رجل بالطّلاق أنّ أبا زرعة يحفظ مائة ألف حديث، فذهب قوم إلى أبي زرعة وذهبت معهم، فذكروا له حلف الرجل، فقال: ما حمله على ذلك قيل: قد جرى ذلك منه. فقال: يمسك امرأته فإنها لم تطلق، أو كما قال. وقال الحاكم: سمعت أبا جعفر محمد بن احمد الرّازّي يقول: سمعت محمد بن مسلم بن وارة) يقول: كنت عند ابن راهويه فقال رجل: سمعت أحمد ابن حنبل يقول: صحّ من الحديث سبعمائة ألف حديث وكسر، وهذا الفتى يعني أبا زرعة، يحفظ ستّمائة ألف. قلت: في إسنادها مجهول.

(20/127)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 128
وقال غنجار في تاريخه: ثنا ناصر بن محمد الأزديّ بكرمينية: سمعت أبا يعلى الموصليّ يقول: رحلت إلى البصرة، فبينا في السّفينة إذا برجلٍ يسأل رجلاً: ما تقول في رجلٍ حلف بالطّلاق أنّك تحفظ مائتا ألف حديث فأطرق رأسه ثمّ قال: اذهب يا هذا وأنت بارّ في يمينك. فقلت: من هذا فقيل لي: أبو زرعة الرّازّي ينحدر إلى البصرة. وال ابن عقدة عن مطيَّن، عن أبي بكر بن أبي شيبة قال: ما رأيت أحفظ من أبي رزعة. وقال عبد الله بن محمد بن جعفر القزويننيّ، وهو ضعيف: سمعت محمد بن إسحاق الصَّغانيّ يقول: كان أبو زرعة، يشبه بأحمد بن حنبل. وقال عليّ بن الحسين بن الجنيد: ما رأيت أعلم بحديث مالك من أبي زرعة، وكذلك سائر العلوم. وقال عمر بن محمد بن إسحاق القطّان: سمعت عبد الله بن أحمد: سمعت أبي يقول: ما جتوز الجسر أفقه من إسحاق، ولا أحفظ من أبي زرعة. وقال أبو يعلى الموصليّ: ما سمعنا بذكر أحدٍ في الحفظ إلاّ كان أسمه أكبر من رؤيته إلاّ أبو زرعة، فإن مشاهدته كانت أعظم من اسمه. كان قد جمع حفظ الأبواب والشّيوخ والتفّسّير. وقال الصالح جزرة: سمعت أبا زرعة يقول: أحفظ في القراءآت عشرة لآلاف حديث. وقال إسحاق بن راهويه: كلّ حديث لا يعرفه أبو زرعة الرّازيّ ليس له أصل.

(20/128)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 129
وقال أبو العبّاس السّرّاج: لمّا انصرف قتيبة إلى الرّيّ من بغداد سألوه أن يحدّثهم، فقال: أحدّثكم بعد أن احضر مجلسي أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وعليّ ابن المدينيّ. قالوا: فإن عندنا غلاماً يسرد حدَّيث به مجلساً مجلساً، قم يا أبا زرعة. فقام فسرد به قتيبة. وقال فضلك الصّائغ: دخلت المدينة فصرت إلى باب أبي مصعب فخرج إليَّ شيخ مخضوب، وكنت أنا ناعساً، فحرّكني وقال: يا مردريك من أين أنت، إيش تنام) فقلت: أصلحك الله من الرِّيّ، من شاكرديّ أبي ورعة. فقال: تركت أبا زرعة وجئتني لقيت مالكاً وغيره، فما رأت عيناي مثله. قال فضلك: فدخلت على الربيع بمصر فقال: إنّ أبا زرعة آية. وإنّ الله تعالى إذا جعل إنساناً آية من شكله حتىّ لا يكون له ثانٍ. وقال ابن أبي حاتم: نا أحمد بن إسماعيل ابن عمّ زرعة انهّ سمع أبا زرعة يقول في مرضه الّذي مات فيه: اللّهمّ إنيّ أشتاق إلى رؤيتك، فإن قيل لي: بأيّ عمل اشتقت إلىّ قلت: رحمتك ياربّ. وقد كان أبو زرعة يحطّ على أهل الرأي ويتكلم فيهم. قال ابن أبي حاتم: سمعت أبا زرعة يقول: لي السَّريّ بن معاذ، يعني الأمير: لو أنيّ قبلت لأعطيت مائة ألف درهم قبل اللّيل فيك وفي ابن مسلم من غير أن أحسبكم ولا أضربكم، بل أمنعكم من التّحديث. سمعت أبا زرعة يقول: لو كانت لي صحّة بدنٍ على ما أريد كنت أتصدَّق بمالي كلّه، وأخرج إلى الثُّغور، وآكل من المباحات وألزمها. ثمّ قال: إنيّ

(20/129)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 130
لألبس الثيّاب لكي إذا نظر النّاس إليَّ يقولون قد ترك أبو زرعة الدّنيا ولبس الثيّاب الدُّون. وإني لآكل ما يقدَّم إليَّ من الطّيّبات لكيلا يقولوا: إنّه لا يأكل الطّيّبات أزهده. وقال يونس بن عبد الأعلى: ما رأيت أكثر تواضعا من أبي زرعة. وقال عبد الله القزوينيّ، وهو ضعيف: ثنا يونس بن عبد الأعلى: ثنا أبو زرعة. فقيل ليونس: من هذا قال: إنّ أبا زرعة أشهر في الدّنيا من الدّنيا وقال عبد الواحد بن غياث: ما رأى أبو زرعة مثل نفسه. وقال سعيد بن عمرو البردعيّ: سمعت محمد بن يحيى الذُّهلي يقول: لا يزال المسلمون بخير ما أبقى الله لهم مثل أبي زرعة يعلِّم النّاس. وقال أبو أحمد بن عديّ: نا أحمد بن محمد القطّان: نا أبو حاتم المراديّ: حدثني أبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم وما خلّف بعده مثله علماً وفهماً، ولا اعلم من المشرق إلى المغرب من كان يفهم هذا الشّأن مثله.) وقال ابن عدّي: سمعت القاسم بن صفوان، سمع الزّاهد، وأبو زرعة، وسمىّ آخر. وروى الخطيب بإسنادٍ، عن أبي زرعة قال: ما سمعت أذني شيئاً من العلم إلا وعاه قلبي، وإنيّ كنت أمشي في السوق فأسمع صوت المغنيات من الغرف، فأضع إصبعي في أذني مخافة أن يعيه قلبي. وروى أنّ أبا زرعة كان من الأبدال.

(20/130)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 131
4 (قصة تلقين الميت)
رواها ابن أبي حاتم بخلاف هذا، فقال: سمعت أبي يقول: مات أبو زرعة مطعوناّ مبطوناً يعرق الجبين منه في النَّزع، فقلت لمحمد بن مسلم: ما تحفظ في تلقين الموتى: لا إله إلاّ الله قال: يروى عن معاذ. فرفع أبو زرعة رأسه، وهو في النَّزع، فقال: روى عبد الحميد بن جعفر، عن صالح بن أبي عريب، عن كثير بن مرَّة، عن معاذ، عن النبي صلى الله عليه وسلم: من كان آخر كلامه لا إله إلاّ الله دخل الجنة. فصار في البيت ضجّة ببكاء من حضر. وقال الحاكم، وأبو عليّ بن فضالة الحافظان: ثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن شاذان الرّازّي قلت: وليس ثقة قال: سمعت أبا جعفر محمد بن عليّ ورّاق أبي زرعة، فذكر حكاية تلقين أبي زرعة لا إلا إلاّ الله، وأنّهم ذكروه بالحديث. فقال وهو في السَّياق: ثنا بندار، نا عبد الحميد بن جعفر، عن صالح بن أبي عريب، عن كثير بن مرّة، عن معاذ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كان آخر كلامه لا إله إلاّ الله دخل الجنة. وتوفّي رحمه الله. وقال أبو العبّاس السّرّاج: سمعت ابن وارة يقول: رأيت أبا زرعة في النَّوم، فقلت: ما حالك قال: احمد الله على الأحوال كلّها. إني وقفت بين يدي الله تعلى فقال لي: يا عبد الله لم تذرّعت في القول في عبادي قلت: ياربّ إنّهم خاذلوا دينك. قال: صدقت.

(20/131)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 132
ثمّ أتى بطاهر الخلقانيّ فاستعديت عليه إلى ربيّ، فضرب الحدّ مائة ثمّ أمر به إلى الحبسٍ، ثمّ قال: ألحقوا عبيد الله بأصحابه، بأبي عبد الله، وأبي عبد الله سفيان الثَّورّي، ومالك، وأحمد بن) حنبل. رواها عن ابن وارة عبد الرحمن بن بي حاتم أيضاً. توفّي في آخر يومٍ من سنة أربعٍ وستيّن ومائتين.
4 (عبيد الله بن يحيى بن خاقان التُّركي، ثمّ البغداديّ.)
أبو الحسن، الوزير للمتوكّل. وما زال في الوزارة إلى ان قتل المتوكّل. وقد جرت له أمور، وانخفاض وارتفاع، نفاه المستعين إلى الرَّقّة سنة ثمانٍ وأبعين. ثمّ قدم بغداد بعد حمس سنين، ثمّ استوزره المعتمد سنة ستٍّ وخمسين. قال الحسين الكواكبيّ: أنبا محرز الكاتب قال: اعتلّ عبيد الله بن يحيى بن خاقان فأمّر المتوكّل بن خاقان أن يعوده، فاتاه فقال: إنّ أمير المؤمنين يسأل عن علَّتك. قال:

(20/132)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 133
(عليل من مكانين .......... من الأسقام والدَّين)

(وفي هذين لي شغل .......... وحسبي شغل هذين)
قال: فأمر له المتوكّل بألف ألف درهم. قال الصُّوليّ: ثنا الحسن بن عليّ الكاتب قال: لما قتل المتوكّل محمد بن الفضل الجرجرائيّ قال: قد مللت عرض المشايخ عليّ، فطلبوا لي حديثاً من أولاد الكّتاب. وبقي شهرين بلا وزير وأصحاب الدّواوين يعرضون عليه أعمالهم، ثمّ طلب عبيد الله بن يحيى، فلمّا خاطبه أعجبته حرمته، وأمره أن يكتب فأعجبه أيضاً خطّه. فقال عمُّه الفتح: والذّي كتبت أحسن من خطّه. قال: وما هو قال: إنَّا فتحنا لك فتحاً مبيناً، وقد تفاءلت ببركته كبركة ما كتب. فولاَّه العرض، فبقي سنة يؤّرخ الكتب عنه وعن وصيف. وحظي عند المتوكّل، فطرح اسم وصيف، ونفذت الكتب اسم عبيد الله وحده. قال الصُّوليّ: كان عبيد الله سمحاً جواداً ممدَّحاً، حدثَّني أبو العيناء قال: دخلت على المتوكّل، فقال: ما تقول في عبيد الله قلت: نعم العبد لله، كلّ منقسم بين طاعته وخدمتك، يؤثر رضاك على كلّ فائدة، وإصلاح رعيّتك على كلّ لذّة. وقال عليّ بن عيسى الوزير: لم يكن لعيد الله بن يحيى حظٌّ من الصنّاعة، إلاّ انهّ أيدّ بأعوانٍ وكتَّاب، وكان واسع الحيلة، حسن المداراة.) وقال الصُّوليّ: ولم يزل أعداء عبيد الله يحرّضون المنتصر على قتله، وإنهّ مائلّ إلى المعتزّ، وأحمد بن الخطيب يردعه عنه. ثمّ نفاه إلى أقريطش فلمّا استخلف المعتمد ذكر لوزارته سليمان بن وهب، والحسن بن مخلد، وجميع الكّتاب، فقال ابن مخلد: هذا عبيد الله بن يحيى قد أصلح الجماعة ورأسهم، وهو ببغداد. فصدّقه الجماعة.

(20/133)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 134
وقال المعتمد وأبو عيسى بن المتوكّل: ما لنا حظّ في غيره. فطلبوه إلى سرَّ من رأى واستحثُّوه، ولم يذكروا له الوزارة لئلاّ يمتنع زهداً فيها. فشخص على كره، وادخل على المعتمد، فخلع عليه الوزارة. فلمّا خرج امتنع، فلاطفوه. وولي سنة ست وخمسين بعفاف ورأي ومروءة إي أن مات، وعليه ستمّائة ألف دينار، مع كثرة ضياعه. وقد أدَّبته النَّكب وهذَّبته، فزاد عفافه وتوقّيه. قلت: ورد عن عبيد الله أخبار في الحلم والجود. حكى الصّوليّ، عن غير واحدٍ، أنّ عبيد الله نزل إلى الميدان ليضرب الصَّوالجة، فصدمه خادمه رشيق، فسقط عن دابتّه، فحمل ومات ليومه. توفّي الوزير عبيد الله سنة ثلاثٍ وستيّن، وهو والد المعديّ أي مزاحم الخاقانيّ.
4 (عطيّة بن بقيّة بن الوليد الحمصيّ.)
روى عن أبيه كثيراً. وعنه: عبد العزيز بن عمران الإصبهانيّ، وعبيد بن أحمد الصّفّار الحمصيّ، وأحمد بن هارون البخاريّ، وأبو عوانة الإسفرائينيّ، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وجماعة. قال ابن أبي حاتم: كانت فيه غفلة، ومحله الصِّق. وقال ابن نافع: مات سنة خمسٍ وستيّن. قا عبد الله بن أحمد: سمعت عطيّة بن بقيّة قول: أنا عطيّة بن بقيّة، وأحاديثي نقيّة، فإذا عطيّة، ذهب حديث بقيّة.

(20/134)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 135
قال الخلعيّ: أنا عبد الرحمن بن عمر البزّاز: ثنا محمد بن جعفر: سمعت محمد بن خالد بن يزيد بمكّة: سمعت عطيّة يقول: يا عطيّة بن بقيّة كأن قد أتتك المنيّه غدوةً أو عشيّة فتفكَّر وتذكّر وتجنَّب الخطيَّة) واذكر الله بتقوى واتبع التّقوى بنيَّه. وسمعته يقول: أنا عطيَّة بن بقيَّة ابن شيخ البريّة فاكتبوا عنه بنيّه في قراطيس نقيّه
4 (عليّ بن إشكاب.)
واسم حسين بن إبراهيم بن الحرّ بن علاّن العامريّ البغداديّ. أبو الحسن. كلن أسنّ من أخيه محمد. ومع من: إسماعيل بن عليَّة، وإسحاق الأزرق، وأبا معاوية، ومحمد بن مخلد، وابن أبي حاتم، وخلقاً أخرهم الحسين بن يحيى القطّان. وقد وثَّقه النَّسائي وغيره. ومات في شوّ سنة إحدى وستين، بعد أخيه بعشرة أشهر.

(20/135)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 136
4 (عليّ بن الحسن بن أبي عيسى بن موسى بن مسيرة)
أبو الحسن الهلاليّ الدّارابجرديّ. حجّ ورأى ابن عيينة، وصلّى عليه، كذا نقل الحاكم في تاريخه بلا إسناد. وسمع: عبد المجيد بن أبي داود، حرميّ بن عمّار، معلَّى بن عبيد، وأبا عاصم النّبيل، وخلقاً. وعنه: البخاريّ، مسلم، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وإبراهيم بن أبي طالب، وابن خزيمة، وخلق. قال أبو عبد الله بن الأخرم: ما رأيت أفضل منه. وعن مسلم ن الحجّاج، وذكره فقال: ذلك الطّيّب ابن الطّيّب. وقال الحاكم: سمعت محمد بن يعقوب بت الأخرم غير مرّة يقول: استشهد عليّ بن الحسن برستاق أرغيان في ضيعته. قال: وكان السبب أنهّ زبر العامل بها، فلما جنّ عليه اللّيل أمر به، فأدخل متبنة، وأوقد النّار في تبنٍ، فمات في الدُّخان. ثمّ وجد ميتاً وقد أكل النمل عينيه. قال الحاكم: هو من أكابر علماء المسلمين، وابن عالمهم طلب الحديث بالحجاز، واليمن، والعراق، وخراسان. وقيل: إنهّ مات سنة سبعٍ وستيّن في رمضان.)

(20/136)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 137
4 (عليّ بن حرب بن محمد بن حيّان بن المازن بن الغضوبة.)
أبو الحسن الطّائي الموصليّ. ولد بأذربيجان سنة خمسٍ وسبعين ومائة، ونشأ بالموصل، ورأى المعافى بن عمران. وسمع من: حفص بن غياث، وسفيان بن عيينة، ووكيع، وأبي معاوية الضَّرير، وعبد الله بن إدريس، وطبقتهم بالموصل، والبصرة، والكوفة، ومكة، وبغداد. وعنه. س.، وقال: صالح وابن صاعد، ومحمد بن جعفر الطّيريّ، وأحمد بن سليمان العَّادانيّ، وعبد الرحمن بن أبي حاتم. ونافلته محمد بن يحيى بن عمر بن عليّ بن حرب. قال أبو حاتم: صدوق. قال الدّارقطنيّ: ثقة. وقال يزيد في تاريخ الموصل: رحل عليّ بن حرب مع أبيه، وسمع

(20/137)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 138
وصنفَّ حديثه، وخرّج المسند. قال: وكان عالماً بأخبار العرب وأنابها، أديباً شاعراً، وفد على المعتزّ بالله في سنة أربعٍ وخمسين. وكتب عنه المعتز بخطّه، ودقّق الكتاب، فقال: يا أمير المؤمنينن أخذت في شؤم أصحاب الحديث. فضحك المعتزّ وأطلق له ضياعاً. توفّي في شوّال سنة خمسٍ وستيّن بالموصل، وصلّى عليه أحوه معاوية.
4 (عليّ بن محمد بن عبد الرحمن.)
العبديّ الخبيث لعنه الله. رجل من عبد القيس افترى وزعم أنهّ من ولد زيد بن عليّ، فتبعه أناس كثير، وكان خارجيّاً على رأي الحروريّة، يقول: لا حكم إلاّ لله. والأظهر أنهّ كما قيل دهرياً زنديقاً يتستّر بمذهب الخوارج. وظهر بالبصرة وتوثّب عليها، وهو طاغية الزّنج الّذين أخربوا البصرة واستباحوها قتلاً ونهباً وسبياً، وامتدت أيّامه واستفحل شرّه، وخافته الخلفاء إلى أن هلك. ونقل غير واحدٍ انً صاحب الزّنج المنعوت بالخبيث رجل من أهل وزربين.) مات إلى لعنة الله سنة سبعين. وكان بلاء على الأمّة، وقد سقنا أخباره ومعاوناته في الحوادث. وكانت دولته خمس عشرة سنة. وافترى نسباً إلى عليّ رضي الله عنه. قال نفطويه: كان ربمّا كتب العوذ. وكان قبل ذلك بواسط، فحبسه محمد

(20/138)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 139
بن أبي عون، ثمّ أطلقه. و لم يلبث أن خرج واستغوى الزَّنج الّذين يلبسون السمار، وقوي أمره.
4 (عليّ بن الموفقّ الزّاهد.)
أحد مشايخ الطريق. له أحوال ومقامات. صحب منصور بن عمّار، وأحمد بن أبي الحواري. حكى عنه أبو العبّاس السّرّاج: سمعت عليّ بن الموفقّ يقول: خرجت على رحلي ستين سنة، وقرأت نحو اثنتي عشر ألف ختمة، وضحيّت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة وسبعين أضحية، وجعلت من حجّاتي ثلاثين عن النبي صلى الله عليه وسلم. قلت: وفد ناس فيه أبو العبّاس السّرّاج فضحّى عن النبي صلى الله عليه وسلم كذا وكذا أضحية. وقال إسحاق المولى: اقتديت بأبي العبّاس فحججت عن النبّيّ صلى الله عليه وسلم سبع حجج، وختمت عنه سبعمائة ختمة. وقال أبو عمر بن السّمّاك: ما أحمد بن المهديّ: سمعت عليّ بن الموفَّق يقول: خرجت يوماً لأؤذِّن فأصبت قرطاساً فأخذته ووضعته في كمّي، فأذَّنت وأقمت وصليّت، فلمّا صلّيت قرأته، فإذا فيه مكتوب: بسم الله الرحمن الرحيم الله الرحمن الرحيم يا عليّ بن الموفَّق تخاف الفقر وأنا ربّك وقال محمد بن أحمد الطّالقانيّ: سمعت الفتح بن شخرف يقول وقد رأى الأرزّ تطرح على جنازة ابن الموفَّق، فضحك وقال: ما أحسن هذه المزاحمات لو كانت على الأعمال.

(20/139)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 140
توفّي عليّ بن الموفَّق سنة خمسٍ وستيّن ومائتين.
4 (عمّار بن رجاء الإستراباذيّ.)
أبو ياسر التَّغلبي، صاحب المسند. رحل، ومع، وصنف.) حدَّث عن: يحيى ن آدم، ويزيد بن هارون، وزيد بن الحباب، ومعاوية بن هشام، وحسين الجعفيّ، ومحمد بن بشر البغداديّ، وطبقتهم. وعنه: أبو نعيم عبد الملك بن عديّ بن محمد، وأحمد بن محمد بن مطرِّف الإستراباذيّ، ومحمد بن الحسين الأديب. وكان من علماء الحديث بجرجان. توفَّي سنة سبعٍ أو ثمانٍ وستّين. ترجمه أبو عد الإدريسيّ، وقال: كان شيخاً فاضلاً ديَّناً كثير العبادة والزُّهد. ثقة في الحديث. رحل وهو ابن ثمانٍ وعشرين سنة، ومات سنة سبعٍ وستين على الصّحيح. وقبره يزار رحمه الله.
4 (عمر بن الخّطاب السّجستانيّ.)
نزيل الأهواز.

(20/140)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 141
سمع: أبا عاصم النبَّيل، ومحمد بن يوسف الفريابيّ، وسعيد بن أبي مريم، وخلقاً من طبقتهم. وعنه: أبو داود، وأبو بكر بن أبي عاصم، ومحمد بن نوح الجنديسابوريّ، وأبو عيد بن الأعرابيّ، وجماعة. توفَّي بكرمان سنة أرعٍ وستيّن.
4 (عمر بن الخطّاب بن حليلة.)
أبو الخطّاب الإسكندرانيّ، صاحب التّاريخ. كان في حدود العشرين ومائتين. وقد ذكر في هذه الطبقة ممنّ اسمه عمر بن الحطّاب أيضاً ثلاثة.
4 (عمر بن عليّ الطّائيّ الموصليّ.)
ولد سنة تسع وتسعين ومائة أوّلها. وسمع من أبي نعيم، وقبيضة بن عقبة. وكان رجلاً صالحاً خيِّراً عابداً منقبضاً عن النّاس. روى عنه: حفيده محمد بن يحيى بن عمر، وغيره. وتوفّي في سنة تسعٍ وستيّن، وله سبعون سنة.)
4 (عمرو بن سعيد.)
أبو حفص الإصبهانيّ الحمّال، بالحاء. عن: وهب بن جرير، وأبي عامر العقديّ، وأبي داود الطّيالسيّ، والحسين بن حفص، وطائفة. وعنه: يوسف بن محمد بن المؤذّن، وأحمد بن عليّ بن الجارود، وعبد الله بن جعفر بن فارس، وغيره. وقد وثّقوه.

(20/141)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 142
وتوفّي سنة تسعٍ وستيّن. ذكره أبو نعيم الحافظ مرتيَّن معتقداً أنهّما اثنان. والنّسخة التّي سمعت عليه بتاريخه فيها الحّنال في المرّة الواحدة بشكل الحاء، وفي الثانية بنقطة الجيم.
4 (عمرو بن سلم.)
وقيل عمرو بن سلمة، وقيل عمر بن سلم. الأستاذ أبو حفص النّيسابوريّ الزّاهد، شيخ الصّوفيّة بخراسان. روى عن: حفص بن عبد الرحمن الفقيه. وعنه: أبو عثمان سعيد بن إسماعيل الحيريّ الزّاهد تلميذه، وأبو جعفر أحمد بن حمدان، وحمدون القصّار، وآخرون. قال أبو نعيم: نا أبو عمرو بن حمدان: نا أبي قال: قال أبو حفص النيَّسابوري: العاصي بريد الكفر كما أنّ الحمىَّ بريد الموت. وثنا أبو عمرو بن حمدان قال: كان أبو حفص حدّاداً، فكان غلامه ينفخ

(20/142)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 143
عليه الكير مرَّةً، فأدخل يده وأخرج الحديد من النّار، فغشي على غلامه، وترك أبو حفص الحانوت، وأقبل على أمره. وقيل إنّ أبا حفص دخل على مريضٍ، فقال المريض: آه. فقال أبو حفص: ممّن فسكت، فقال: مع من قال المريض: فكيف أقول قال: لا يكن أنينك شكوى، ولا سكوتك تجلُّداً، وليكن بين ذلك. وعن أبي حفص قال: حرست قلبي عشرين سنة، ثمّ حرسني عشرين سنة، ثمّ ورد عليَّ وعليه) حالة صرنا محروسين جميعاً. قيل لأبي حفص: من الوليّ قال: من أيِّد بالكرامات، وغيِّب عنها. قال الخلديّ: سمعت الجنيد ذكر أبا حفص قال أبو نصر صاحب الحلاّج: نعم يا أبا القاسم، كانت له حال إذا لبسته مكث اليومين والثالثة لا يمكن أحد أن ينظر إليه. وكان أصحابه يخلّونه حتّى يزول ذلك عنه. وبلغني أنهّ أنفذ في يومٍ واحدٍ بضعة عشر ألف دينار يشتري بها الأسرى من الدَّيلم، فلمّا أمس لم يكن له ما يأكله. ذكر المرتعش قال: دخلنا مع أبي حفص على مريضٍ، فقال له: ما تشتهي قال: أن أبرأ. فقال لأصحابه: احملوا عنه. فقام المريض وخرج معنا، وأصحابنا كلّنا نعاد في الفراش. قال الُّسلميّ في تاريخ الصّوفّية: أبو حفص من قرية كورداباذ على

(20/143)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 144
باب نيسابور، وكان حداداً. وهو أوّل كمن أظهر طريقة التّصوفّ بنيسابور. قال أبو محمد البالاذريّ: اسمه عمرو بن سلم، وكذا سمّاه أبو عثمان الحيريّ. وذكر السُّلميّ أنهّ كان ينفخ عليه ينفخ عليه غلام له الكير، فأدخل أبو حفص يده في النّار وأخرج الحديد، فغشي على الغلام، فترك أبو حفص الصَّنعة وأقبل على شأنه. سمعت عبد الله بن علي يقول: سمعت أبا عمرو بن علوان وسألته: هل رأيت أبا حفص عند الجنيد قال: كنت غائباً، ولكن سمعت الجنيد يقول: أقام عندي أبو حفص سنة مع ثمانية أنفس، فكنت كلّ يومٍ لأقدمِّ لهم طعاماً طيباً، وذكر أشياء من الثّياب فلمّا أراد أن يذهب كسوتهم. فلمّا أراد أن يفارقني قال: لو جئت إلى نيسابور علّمناك السّخاء والفتوَّة. ثمّ قال: عملك هذا كان فيه تكلُّف. إذا جاءك الفقراء فكن معهم بلا تكلُّف، إنّ جعت جاعوا، وإنّ شبعت شبعوا. قال الخلديّ: لمّا قال أبو حفص للجنيد: لو دخلت خراسان علّمناك كيف الفتوَّة، قال له) البغدادّيون: ما الّذي رأيت منه قال: صيرّ أصحابي مخنَّثين، كان يكلُّف لهم كلّ يومٍ ألوان الطّعام وغير ذلك، وأمّا الفتوَّة ترك التكلُّف. وقيل: كان في خدمة أبي حفص شابٌّ يلزم السُّكوت، فسأله الجنيد عنه فقال: هذا أنفق علينا مائة ألف درهم، واستدان مائة ألف درهم، ما سألني مسألة إجلالاً لي. وقال أبو عليّ الثَّقفيّ: كان أبو حفص يقول: من لم يزن أحواله كلّ وقت

(20/144)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 145
بالكتاب والسُّنّة ولم يتّهم خواطره، فلا تعدُّه. وفي معجم بغداد للِّسلفيّ بإسنادٍ منقطع: قدم ولدان لأبي حفص النيَّسابوريّ فحضرا عند الجنيد فسمعا قوَّالين فماتا، فجاء أبوهما وحضر عند القوّالين، فسقطا ميتّين. وقال ابن نجيد: سمعت أبا عمرو الزّجّاجيّ يقول: كان أبو حفصٍ نور الإسلام في وقته. وعن أبي حفص قال: ما استحقّ اسم السّخاء من ذكر العطاء، ولا لمحه يقبله. وعنه قال: الكرم طرح الدّنيا لمن يحتاج إليها، والإقبال على الله لاحتياجك إليه. وعنه قال: أحسن ما يتوسّل به العبد إلا مولاه دوام الفقر إليه على جميع الأحوال، وملازمة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في جميع الأفعال، وطلب القوت جهده من وجهٍ حلال. توفّي الزّاهد أبو حفص سنة أربعٍ وستيّن، وقيل سنة خمسٍ وستيّن. ووهم من قال سنة سبعين ومائتين.
4 (عيسى بن إبراهيم بن مثرود الغافقّي.)

(20/145)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 146
مولاهم المصريّ الفقيه. أبو موسى. سمع: ابن عيينة، وابن وهب، وعبد الرحمن بن القاسم، وجماعة. وعنه: أبو داود، والنَّسائي وقال: لا بأس به، وابن خزيمة، والطحاويّ، وأبو بكر بن أبي داود، وأبو الحسن بن جوصا، وأبو بكر بن زياد النيَّسابوريّ، وخلق سواهم. توفيّ في صفر سنة إحدى وستيّن.
4 (عيسى بن أحمد بن عيسى بن وردان.)
أبو يحيى البغداديّ، ثم العسقلانيّ. عسقلان بلخ، وهي محلّة معروفة.) رحل، وسمع: بقيَّة بن الوليد، وعبد الله بن وهب، وحمزة بن ربيعة، وعبد الله بن نمير، وطائفة. وعنه: الترمذي، والنَّسائي، وحامد بن بلال، وأبو عوانة الإسفرائينيّ، ومحمد بن عقيل البلخيّ، والهيثم بن كليب الشّاشيّ فأكثر، وأبو حاتم الرّازيّ وقال: صدوق وقال النَّسائي: ثقة. وحدَّث عنه من أهل نسف خلقٌ، منهم: حمّاد بن شاكر، وإبراهيم بن معقل. توفّي سنة ثمانٍ وستيّن، في عشر المائة، ويقال: ولد سنة ثمانين ومائة.

(20/146)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 147
4 (عيسى بن الشيخ.)
أحمد الأمراء المذكورين. أبو موسى الشَّيبانيّ الذُّهليّ الدِّمشقيّ. ولي إمرة دمشق فاظهر الخلاف والخروج عن الطّاعة سنة خمسٍ وخمسينٍ وأخذ الأموال، وتغلَّب على دمشق، فوجَّه المعتمد لحربه جيشاً عليهم أماجور. فجهَّز الأمير عيسى لملتقاه وزيره ظفر بن اليمان وولده منصور بن عيسى، فانكسروا وقتل ابنه في المعركة وأسر الوزير، وصلب في ظاهر البلد. وجرت له أمور بعد ذلك. قال الصّوليّ: حدّثني الحسين بن فهم أنّ بعض الظُّرفاء قصد عيسى بن الشيخ بأمد فأنشده:
(رأيتك بالمنام خلعت حقاً .......... عليَّ ببنفسجيّ وقضيت ديني)

(فعجِّل لي فداك أبي وأميّ .......... مقالاً في المنام رأته عيني)
فقال: يا غلام، كُّل ما في الخزائن من الحرير. فعرضه فوجد سبعين شقّة بنفسجي، فدفعها إليه وقال: كم دينك قال: عشرة آلاف درهم. فأعطاه ألف درهم وقال: لا تعود ترى مناماً آخر. قيل: إنّ عيسى مات سنة تسعٍ وستيّن.
4 (عيسى بن مهران بن المستعطف.)

(20/147)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 148
من رؤوس الرافضة. حكى عنه: محمد بن جرير الطَّبريّ، وغيره. وله كتاب في تكفير الّصحابة وفسقهم، ملأه بالكذب والبهتان. روى عن: عمر بن جرير البجليّ، وحسن بن حسين المغربيّ، وسهل بن عامر البجليّ.) روى عنه: الحسين بن عليّ العلويّ نزيل مصر، وإسحاق بن إبراهيم الحنفيّ. قال ابن عديّ: حدَّث بأحاديث موضعية، كنيته أبو موسى. توفّي ببغداد في حدود السّبعين ومائتين.
4 (عيسى بن موسى بن أبي حرب الصفار.)
أبو يحيى البصري الثقّة النبّيل. رواه يحيى بن أبي بكر الكرمانيّ. قدم إلى بغداد وحدَّث بها. فروى عنه: الحسن بن عليل، وابن الباغنديّ، وأبو عوانة الإسفرائينيّ وقال: كان سيدّ أهل البصرة، والمحامليّ، ومحمد بن جعفر المطيريّ، وحمزة الهاشميّ، وخلق سواهم. وثقه أبو بكر الخطيب، وغيره. وقال أبو عبيد الأجرِّيّ: سمعت أبا داود يقول: سمعت ابن حسّان يقول: كثّر الله في النّاس مثل عيسى بن أبي حرب. قال الخطيب: توفّي ماضياً إلى كرمان في صفر سنة سبعٍ وستيّن ومائتين.

(20/148)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 149
4 (حرف الفاء)

4 (الفضل بن شاذان بن عيسى.)
أبو العبّاس الرّازيّ المقريء شيخ القرّاء بالرّيّ. اخذ عن: أحمد بن يزيد الحلوانيّ، ومحمد بن عيسى الإصبهانيّ، وغيرهما. وسمع من: إسماعيل بن أبي أويس، وسعيد بن منصور وطائفة. وحدَّث عنه: أبو حاتم، وابنه عبد الرحمن وقال: ثقة. وقرأ عليه: محمد بن عبد الله بن الحسن بن سعيد، وأحمد بن محمد بن عبد الله، وأحمد بن محمد بن عمار بن شبيب الرّازيّون، وابنه العبّاس بن الفضل. قال أبو عمرو والدّانيّ، لم يكن في دهره مثله في عمله وفهمه، وعدالته، وحسن اطلاعه.
4 (الفضل بن العبّاس.)
الحافظ أبو بكر الرذازيّ، ولقبه: فضلك الصّائغ.

(20/149)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 150
رحل وطوّف، وحدَّث عن: بن مينا قالون، وقتيبة بن سعيد، وعبد العزيز بن عبد الله الأويسيّ، وخلق كثير. وعنه: محمد بن مخلد العطّار، وأبو عوانة، ومجمد بن المطيريّ، أبو بكر الخرائطّي، وجماعة.) توفّي في صفر سنة سبعين. قال المرُّوذيّ: ورد عليَّ كتاب من ناحية شيراز أنّ فضلك قال ببلدهم: إنّ الإيمان مخلوق، فبلغني أنهّم أخرجوه من البلد بأعوان الوالي. وقال لي أحمد بن أصرم المزنيّ: كنت بشيراز وقد أظهر فضلك أنّ الإيمان مخلوق وأفسد قوماً من المشيخة فحذَّرت منه، وأخبرتهم أن أحمد بن حنبل جهَّم من قال بالعراق: إنّ القرآن مخلوق. وبيَّنا أمره حتى أخرج. ودخلت إصبهان فإذا قد جاء إليهم، وأظهر عندهم أنّ الأيمان مخلوق فأخرج منها. وقال المرُّوذيّ: ما زلنا بهجر فضلك حتى مات ولم يظهر توبةً فأخرج منها. وقال الخطيب: كان ثقة ثبتاً حافظاً، سكن بغداد. وقال محمد بن حرث: سمعت الفضل بن العبّاس وسألته: أيُّهما أحفظ: أبو زرعة أو البخاريّ فقال: أن أغرب على البخاري فلن أستطيع، وأنا أغرب على أبي زرعة على عدد شعره.
4 (الفضل بن العبّاس بن موسى الإستراباذيّ.)
الفقيه.

(20/150)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 151
سمع: أبا نعيم، وأبا حذيفة، وموسى بن مسعود المهريّ، وغيرهم. وعنه: أبو نعيم عبد الملك بن عديّ، وجماعة. يقال: قتله محمد بن زيد العلويّ المتغلِّب على جرجان سنة أربعين ألقاه في بئر. وكان الفضل إماماً ثقة، فقيهاً كبير القدر. وهو الّذي تقدَّم إلى أحمد بن عبد الله الخجستانيّ الطّاغية الّذي قصد أستراباذ فاشترى منه البلد وأهله بثلاثمائة ألف درهم، ووزَّعها على النّاس. فسار أحمد إلى جرجان وأغار على أهلها.

(20/151)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 152
4 (حرف القاف)

4 (القاسم بن محمد بن الحارث المروزيّ.)
الفقيه. قدم بغداد، وصحب الإمام أحمد مدّة. وحدَّث عن: عبدان بن عثمان، وعلي بن الحسن بن شقيق، ومسدَّد بن مسرهد، وطبقتهم. وعنه: أبو حاتم الرازيّ، وابن صاعد، والمحامليّ، وجماعة.) وثّقه أبو بكر الخطيب. وتوفّي سنة ثلاثٍ وستّين.
4 (القاسم بن يزيد)
أبو محمد الكوفيّ الوزان المقريء الحاذق. قرأ على: خلاّد بن خالد، وكان من أجلّه أصحابه. قرأ عليه: الحسن بن الحسين الصّاوف، وغيره.

(20/152)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 153
4 (حرف الميم)

4 (محمد بن أحمد بن يزيد بن عبد الله بن يزيد)
أبو يونس القرشيّ الجمحيّ المدنيّ الفقيه. مفتي أخل المدينة. أخذ عن أصحاب مالك، وحدَّث عن: إسماعيل بن أويس، وأبي مصعب، وإسحاق بن محمد الفرويّ، وإبراهيم بن المنذر الحزاميّ، وجماعة. وعنه: زكريّا السّاجيّ، ويحيى بن الحسن بن جعفر النَّسابة العلويّ، وأبو بشر الدُّلابيّ، ومحمد بن إبراهيم الدّيبلي، وأبو عوانه الإسفرائينيّ، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وآخرون.
4 (محمد بن أحمد بن حفص بن الزِّبرقان.)
أبو عبد الله البخاريّ، عالمٍ أهل بخارى وشيخهم. قال ابن مندة: كان شيخ خراسان سمعت محمد بن يعقوب الشَّيبانيّ يقول: سمعت كلام أحمد بن سلمة يقول: سئل محمد بن إسماعيل عن القرآن فقال: كلام الله. فقال: كيفما يصرف؟ قال: والقرآن ينصرف إلاّ بالسُّنة

(20/153)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 154
فأخبر محمد بن يحيى فقال: من ذهب إلى مجلسه فلا يدخل مجلسي. وأخرج جماعة من مجلسه. فخرج محمد بن إسماعيل إلى بخارى، وكتب محمد بن يحيى إلى خالد بن أحمد الأمير وشيوخ بخارى بأمره، فهمَّ خالد حتّى أخرجه أبو عبد الله محمد بن أحمد بن حفص إلى بعض رباطات بخارى، فبقي إلى أن كتب إلى أهل سمرقند يستأذنهم بالقدوم عليهم، فامتنعوا عليه، ومات في قرية. قال ابن مندة: نسخة كتاب أبي عبد الله محمد بن أحمد بن حفص فقيه أهل خراسان وما وراء النَّهر في الرّدّ على اللّفظيّة: الحمد لله الذي حمد نفسه وأمر بالحمد عباده. ثمّ سرد الكتاب في) ورقتين. قلت: توفيّ في رمضان سنة أربعٍ وستّين. أرّخه أبو عبد الله بن عبد الحمن بن مندة. وأبوه ورد أنه سمع ورحل أبي عبد الله البخاريّ، وكتب معه. وروى عن: الحميدي، وأبي الوليد الطّيالسيّ. وأبوه فقيه بخارى، تفقّه على محمد بن الحسن. قلت: وسمع محمد هذا أيضاً من عارم، وطبقته. روى عنه: أبو عصمة بن محمد اليشكريّ، وعبدان ين يوسف، وعليّ بن الحسن بن عبدة، وآخرون. وتفقّه عليه جماعة. وقد تفقّه على أبيه: أبو جعفر، وانتهت إليه رئاسة الحنفيّة، ببخارى. تفقّه عليه جماعة، منهم: عبد الله بن محمد بن يعقوب البخاريّ الحارثيّ الملقّب بالأستاذ فيما قيل. فإن لقيه فهو من صغار تلامذته. قال السُّليمانيّ: هو أبو عبد الله العجليّ ومولاهم. له كتاب الأهواء والإختلاف. قال وكان تقياً ورعاً زاهداً، ويكفِّر من قال بخلق القرآن. ويثبت أحاديث الرؤية والنزول، ويحرِّم المسكر. أدرك أبا نعيم، ونحوه.
4 (محمد بن إبراهيم.)

(20/154)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 155
أبو حمزة البغدادّي الصُّوفي الزّاهد. جالس بشر بن الحارث، وأحمد بن حنبل. وصحب سريّ السَّقطيّ، وغيره. وكان عارفاً بالقرآن، كثير العدو بالثَّغر. حكى عنه: خير النّسّاج، ومحمد بن عليّ الكتّابيّ، وغيرهما. فمن كلامه: علامة الصُّوفي الصّادق أن يفتقر بعد الغنى، ويذلّ بعد العزّ، ويخفى بعد الشُّهرة، وعلامة الصُّوفي الكاذب أن يستغني بعد الفقر، ويعزّ بعد الذّلّ، ويشتهر بعد الخفى. وقال إبراهيم بن عليّ المؤيديّ: سمعت أبا حمزة يقول: من المجال أن بحبّه ثمّ لا نذكره، ومن المحال أن نذكره ثمّ لا يوجد له ذكر، ومن المحال أن يوجد له ذكر ثم نشتغل بغيره.) قال أبو نعيم في الحلية: حكى لي عبد الواحد بن أبي بكر: حدَّثني محمد بن عبد العزيز: سمعت أبا عبد الله الرمليّ يقول: تلَّم أبو حمزة في جامع طرسوس فقتلوه. فبينما هو يتكلَّم ذات يوم إذ صاح غراب على سطح الجامع، فزعق أبو حمزة، لبَّيك لبّيك. فنسبوه إلى الزَّندقة وقالوا: حلوليّ زنديق. فشهدوا عليه، أخرج وبيع فرسه ونودي عليه: هذا فرس الزنديق. وقال أبو نصر السّرّاج صاحب اللُّمع: بلغني عن أبي حمزة أنهّ دخل على الحارث المحاسبيّ، فصاحت الشّاة: ماع. فشهق أبو حمزة شهقة وقال: لبيّك لبيَّك يا سيّديّ. فغضب الحارث رحمه الله وعمد إلى السِّكّين، وقال: إنّ لم تتب ذبحتك.

(20/155)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 156
وقال إبراهيم: حدّثنا أبو نعيم: حدَّثنا أحمد بن محمد بن مقسم: حدَّثني أبو بدر الخيّاط: سمعت أبا حمزة قلب: بينما أنا أسير في سفرة على التوكّل والنوم في عيني إذ وقعت في بئر، فلم أقدر على الخروج لعمقها. فبينما أنا جالس إذ وقف على رأسها رجلان، فقال أحدهما لصاحبه: نجوز ونترك هذه في طريق السّابلة قال: فما نصنع فبدرت نفسي أن أقول: أنا فيها، فنوديت: تتوكّل علينا، وتشكو بلاءنا إلى سوانا فسكتّ، ومضيا. ثم رجعا ومعهما شيء جعلاه على رأسها غطّوها به فقالت لي نفسي: أمنت طيَّها ولكن حصلت مسجوناً فيها. فمكثت يومي وليلتي، فلمّا كان من الغد ناداني شيء يهتف بي ولا أراه: تمسّك بي شديداً. فمددت يدي، فوقعت على شيء خشن، فتمسّكت به، فعلاها وطرحني. فتأمَّلت فإذا هو سبعٍ. فبمّا رأيته لحق من نفسي من ذلك ما يلحق من مثله. فهتف بي هاتف: يا أبا حمزة استنفذناك من البلاء بالبلاء، وكفيناك ما تخاف. قيل: إنّ حمزة تكلَّم يوما على كرسيه ببغداد، فتغيَّر عليه حاله وسقط عن كرسيّه، ومات في الجمعة الثانية. نقل أبو بكر الخطيب وفاته سنة تسعٍ وستيّن ومائتين. وقال أبو عبد الرحمن السُّلميّ: توفّي سنة تسعٍ وثمانين. قلت: تصحّف ذي بذي.

(20/156)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 157
4 (محمد بن إسحاق.)
) أبو بكر الصّاغانيّ الحافظ. طوَّف وجال، وأكثر التّرحال، وبرع في العلل والرجال. سمع: يزيد بن معروف، وروح بن عبادة، وعبد الوهّاب بن عطاء، ويعلى بن عبيد، والأسود بن العاص، وسعيد بن أبي مريم، وطبقتهم. وعنه: مسلم، والأربعة، وأبو عمر الدُّوري المقريء العراقيَّ، وهو أكبر منه، وموسى بن هارون، وابن خزيمة ذكره، وابن صاعد، وعبدان، وأبو عوانة، وأبو سعيد بن الأعرابيّ، وإسماعيل الصفّار، وأبو العبّاس الأصمّ، وخلق أخرهم موتاً شجاع بن جعفر الأنصاريّ. قال ابن أبي جعفر الأنصاريّ. قال ابن خراش: ثقة، مأمون. وقال الدَّارقطنيّ: ثقة، وفوق الثّقة. وعن أبي مزاحم الخاقانيّ قال: كان الصّاغانيّ يشبه يحيى بن معين في وقته. وقال الأصمّ: سأله أبي: إلى أيّ قبيلة تنتسب؟

(20/157)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 158
فقال: إنّ جدّي كان في الصّحراء فاستقبله رجل فقال له: أسلم، فأسلم وقطع الزّنّار. وقال أبو بكر الخطيب: كان أحد الأثبات المتقنين، مع صلابةٍ في الدّين واشتهار بالسُّنةّ، واتساع في الرواية. وقال أحمد بن كامل، مات في سابع صفر سنة سبعين.
4 (محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم الأسديّ.)
الإمام أبو بكر، وأبو عبيد الله، وكذا الإمام أبو عليّة البصريّ قاضي دمشق. لم يدرك الأخذ عن أبيه، فإنّ أباه توفّي وهو صغير. فسمع من: محمد بن بشر العبديّ، ويحيى بن آدم، وإسحاق الأزرق، وعبد الله بن بكر، ووهب بن جرير، ويزيد بن هارون، وطائفة. وعنه: النَّسائي وأبو زرعة الدّمشقيّ، وأبو بشر الدُّولابيّ، وأبو عروبة، وابن جوصا، ومحمد بن جعفر بن ملاّس، ومحمد بن بكّار البتلهيّ قاضي داريّا، وأبو الدَّحداح أحمد بن محمد التميمي، وآخرون. قال س.: قاضي حافظ، دمشقيّ ثقة.) قال محمد بن الغيض: لم يزل قاضياً بدمشق حتّى توفّي سنة أربعٍ وسنيّن. وولي بعده القضاء أبو حازم عبد الحميد بن عبد العزيز. قلت: وهو أخو إبراهيم بن عليّة الّذي ناظره الشّافعيّ، والّذي كان من كبار الجهميّة.
4 (محمد بن إشكاب.)

(20/158)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 159
الحافظ أبو جعفر البغداديّ، أخو عليّ بن إشكاب، واسم أبيهما الحسين بن إبراهيم بن الحرّ بن زعلان. سمع: عبد الصّمد بن عبد الوارث، وأبا النَّضر هاشم بن القاسم، وإسماعيل بن عمر. وعنه: البخاريّ، والنَّسائيّ، وأبو داود، وابن صاعد، والقاضي المحامليّ، ومحمد بن مخلد، وآخرون. قال أبو حاتم: صدوق. وقال غيره: ولد سنة غحدى وثمانين ومائة، ومات يوم عاشوراء سنة إحدى وستيّن ومائتين.
4 (محمد بن بجير.)
أو عبد الله الإسفرائينيّ. رحّال محدِّث. سمع: المقري، والحميديّ، وسلمان بن حرب. وعنه: أبو عوانة الحافظ، ومحمد بن شريك، وعبد الله بن محمد بن مسلم الإسفرائينيّون.
4 (محمد بن أيّوب بن الحسن.)
الفقيه أبو عبد الله النيّسابوريّ.

(20/159)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 160
رحل وسمع: سلمان بن حرب، وأحمد بن يونس، وسعيد بن منصور. وعنه: إبراهيم بن محمد بن سفيان، وغيره. وكان صالحاً زاهداً. مات في ذي الحجّة إحدى وستيّن.
4 (محمد بن بجير البخاريّ.)
والد عمر الحافظ. روى عن: أبي الوليد الطيالسي، وغارم، وجماعة.) وعنه: محمد بن حاتم. توفي في شعبان سنة ثمانٍ وستيّن.
4 (محمد بن بكّار بن الحسن بن عثمان العنبريّ الفقيه الحنفيّ.)
من كبار الفقهاء بإصبهان. سمع من: سهل بن عثمان، وأبي جعفر الفلاّس. وما كان روى شيئاً. توفّي سنة خمسٍ وستيّن كهلاً. محمد بن الحسن العسكريّ بن عليّ الهادي بن محمد الحواد بن عليّ الرضِّا بن موسى الكاظم.

(20/160)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 161
أبو القاسم العلويّ الحسينيّ، خاتم الإثني عشر إماماً للشّيعة. وهو منظر الرّافضة الّذي يزعمون أنهّ المهديّ. وأنهّ صتحب الزّمان، وأنهّ الخلف الحجّة. وهو صاحب السِّرداب بسامرّاء، ولهم أربعمائة وخمسون سنة ينتظرون ظهوره. ويدَّعون أنهّ دخل سرداباً في البيت الّذي لوالده وأمّه تنظر إليه، فلم يخرج منه وإلى الآن. فدخل السِّرداب وعدم وهو ابن تسع سنين. وأمّا أبو محمد بن حزم فقال: إنّ أباه الحسن مات عن غير عقب. وثَّبت جمهور الرّافضة على أنّ للحسن أبناً أخفاه. وقيل: بل ولد بعد موته من جاريةٍ أسمها نرجس أو سوسن. والأظهر عندهم أنّها صقيل، لأنّها ادَّعت الحمل به بعد سيّدها فوقف ميراثه لذلك سبع سنين، ونازعها في ذلك أخوه جعفر بن عليّ، وتعصَّب لها جماعة، وله آخرون. ثم انفشَّ ذلك الحمل وبطل وأخذ الميراث جعفر وأخ له. وكان موت الحسن سنة ستيّن ومائتين. قال: وزادت فتنة الرّافضة بصقيل هذه، وبدعواها، إلى أن حبسها المعتضد بعد نيِّفٍ وعشرين سنة من موت سيّدها وبقيت في قصره إلى أن ماتت في زمن مقتدر. وذكره القضي شمس الدّين بن خلّكان فقال: وقيل: بل دخل السِّرداب وله سبع عشرة سنة في سنة خمسٍ وسبعين ومائتين. والأصّح الأول، وأنّ ذلك كان سنة خمسٍ وستين.) قلت: وفي الجملة جهل الرّافضة ما عليه مزيد. الَّهم أمتنا على حبِّ محمد وآل محمد صلى الله عليه وسلم، والّذي يعتقده الرّافضة في هذا المنتظر لو اعتقد المسلم في عليّ بل في النّبيّ صلى الله عليه وسلم، لما جاز له ذلك ولا أقرَّ عليه. قال النبّيّ صلى الله عليه وسلم: لا تطروني كما أطرت النَّصارى عيسى فإنّما أنا عبد،

(20/161)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 162
فقولوا: عبد الله ورسوله صلوات الله عليه وسلامه. فإنّهم يعتقدون فيه وفي آبائه أنّ كّل واحدٍ منهم يعلم علم الأوَّلين والآخرين، وما يكون، ولا يقع منه خطأ قطّ، وأنّه معصوم من الخطأ والسَّهو. نسأل الله العفو والعافية، ونعوذ بالله من الاحتجاج بالكذب وردّ الصِّدق، كما هو دأب الشِّيعة.
4 (محمد بن حمّاد بن بكر المقريء.)
صاحب خلف البزّاز. مقريء مجوِّد، وصالح عابد. كان الإمام أحمد يجلُّه ويحترمه، ويصلّي خلفه في رمضان. روى عن: يزيد بن هارون، وعبد الله بن أبي بكر السَّهميّ. وعنه: ابن مخلد، وأبو سعد بن الأعرابيّ، وجماعة. توفّي سنة سبعٍ وستيّن.
4 (محمد بن خلف.)
أبو بكر البغداديّ الحدّاديّ المقريء. عن: حسين الجعفيّ، وعبد الله بن نمير، وزيد بن الحباب، وأبي يحيى الحمّانيّ، وطائفة. وعنه: البخاريّ، وأبو داود، وأحمد بن الباغنديّ، وابن خزيمة، وابن صاعد، وابن مخلد، وطائفة. قال الدّارقطنيّ: ثقة، فاضل، له حديث في الصّحيح.

(20/162)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 163
وقد روى القراءة عن أبي يوسف الأعشى. مات في ربيع الأوّل سنة إحدى وستيّن.
4 (محمد بن الخليل.)
أبو جعفر البغداديّ الفلاّس المخرَّميّ. عن: محمد بن عبيد، وروح بن عبادة، وحجّاج الأعور.) وعنه: أبو بكر بن داود، وأبو عوانة، ومحمد بن مخلد، ومحمد بن جعفر الطَّبري، وجماعة. وكان من خيار المسلمين. توفّي في شعبان سنة تسعٍ وستيّن. ووثقه الخطيب. ولم يصّح أنّ النّسائيّ روى عنه.
4 (محمد بن سحنون الفقيه عبد السّلام بن سلاّم التَّنوخيّ القيروانيّ.)
المالكّي، الحافظ أبو عبد الله. سمع: أباه، وأبا مصعب الزُّهريّ، وجماعة. وكان خبيراً بمذهب مالك، عالماً بالآثار. وقال يحيى بن عمر: كان ابن سحنون من أكبر النّاس حجّة وأتقنهم لها. وكان يناظر أباه، وما شبهّه إلاّ بالسيف. قيل لعيسى بن مسكين، من خير من رأيت في العلم قال: محمد بن سحنون. وقال غيره: ألّف كتابه المشهور، جمع فيه فنون العلم والفقه، وكتاب السِّير وهو عشرون كتاباً، وكتاب التاريخ وهو ستّة أجزاء، وكتاب الرّدّ على

(20/163)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 164
الشّافعي وأهل العراق، وكتاب الزُّهد، وكتاب الإمامة، وتصانيفه كثيرة. ولمّا مات ضربت الأخبية على قبره وأقام النّاس فيها شهوراً حتّى قامت الأسواق حول قبره. ورثاه غير واحدٍ من الشُّعراء. وكانت وفاته سنة خمسٍ وستيّن بالقيروان. مات كهلاً رحمه الله.
4 (محمد بن سعيد بن غالب.)
أبو يحيى القطّان الضّرير. بغداديّ، ثقة. روى عن: ابن عينية، وإسماعيل بن عليَّة، ومعاذ، ويحيى بن آدم، وأبي أسامة، والشَّافعيّ، وطائفة كثيرة. وعنه: ابن ماجه في تفسيره، وابن شريح الفقيه، وأبو بكر ن أبي داود، ومحمد بن مخلد، والمحامليّ، وابن أبي حاتم وقال: صدوق، وابن الأعرابيّ وهو آخر أصحابه موتاً. توفّي في شوال سنة إحدى وستيّن.)
4 (محمد بن سعيد بن هنّاد بن هنّاد.)
أبو حاتم الخزاعي البوسنجيّ. حدَّث ببغداد ونيسابور عن: أبي نعيم، والقعنبيّ، وأبي الوليد الطّيالسيّ، وجماعة. وعنه: محمد بن مخلد، وأبو حامد بن الشَّرقّي، وأبو بكر بن المنذر صاحب الخلافيّات، ومحمد بن عقيل البلخيّ، ومكّي بن عبدان، وعدد. واستوطن بنيسابور.

(20/164)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 165
وقيل: لقي ابن عيينة. توفّي سنة سبعٍ وستيّن ومائتين. وقد ذكر الخطيب في تاريخه أنهّ روى عن سفيان بن الحنفيّ. أحد الأعلام الكبار. قرأ الحروف عن: يحيى بن آدم. وتفقَّه على: الحسن بن زياد اللُّؤلؤيّ، وغيره. وروى عن: إسماعيل بن عليَّة، ووكيع، وأبي أسامة، ومحمد بن عمر الواقديّ، ويحيى بن آدم، وجماعة. وعنه: عبد الله بن احمد بن ثابت البزّاز. وعبد الوهّاب بن أبي حيّة، ومحمد بن إبراهيم بن حبيش البغويّ، ومحمد بن يعقوب بن شيبة، وجدّه يعقوب. قال ابن عديّ: كان يضع أحاديث في التّشبيه وينسبها إلى أصحاب الحديث يثلبهم بذلك. روي عن حسّان بن هلال، عن حمّاد بن سلمة، عن أبي الهرم، عن

(20/165)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 166
أبي هريرة يرفعه: إنّ الله خلق فعرقت، ثمّ خلق نفسه منها. قلت: هذا كذب لا يدخل في عقل المجانين لاستحالته، إلاّ أن يريد خلق شيئاً سمّاه نفساً، وأضافه إليه ملك. وبكلّ حال هذا والله كذب بيقين. وقد سأل عبد الرحمن بن يحيى بن خاقان أحمد بن حنبل، عنه فقال: مبتدع صاحب هوى. قلت: ومع مذهبه في الوقف في القرآن كان متعبّداً كثير التّلاوة. قال أحمد بن الحسن البغويّ: سمعته يقول: ادفنوني في هذا البيت فإنهّ لم يبق فيه طابق إلاّ وقد ختمت عليه القرآن. قلت: ولد سنة إحدى وثمانين ومائة، ومات وهو ساجد في صلاة العصر في رابع ذي الحجّة) سنة ستِّ وستين. وختم له إن شاء الله وأناب عند الموت. قال ابن عدّي: سمعت موسى بن القاسم بن الحسن الأشيب يقول: كان ابن الثّلجيّ يقول: من كان الشّافعيّ إنمّا كان يصحب بربر المعنى. فلم يزل يقول هذا إلى أن حضرته الوفاة فقال: رحم الله أبا عبد الله الشّافعيّ. وذكر علمه وقال. قد رجعت عمّا كنت أقول فيه. وقال أبو عبد الله الحاكم: رأيت عند محمد بن أحمد بن موسى القمّيّ الحارث، عن أبيه، عن محمد بن شجاع كتاب المناسك في نيِّف وستيّن جزءاً كباراً. روى هذا أبو عمر المدائنيّ، عن عبد الملك الصِّقلّيّ، عن الحكم. وقال هارون بن يعقوب الهاشميّ: سمعت أبا عبد الله وقيل له إنّ ابن الثّلجي كان ينال من أحمد بن حنبل وأصحابه ويقول: أيّ شيء قام به أحمد بن حنبل؟.

(20/166)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 167
قال الموذيّ: أتيته ولمته، فقال: إنمّا أقول كلام للله كما أقول ماء الله وأرض الله. فقمت ما كلّمناه حتىّ مات. وكان المتوكّل قد همّ بتوليته القضاء، فقيل له: هو من أصحاب بشر المريسيّ، فقال: نخن بعد في بشر فقطّع الكتاب الّذي كتب له في ذلك.
4 (محمد بن عاصم بن عبد الله الثَّقفيّ)
أبو جعفر الإصبهانيّ. سمع: ابن عيينة، وسين الجعفيّ، ويحيى بن آدم، وجماعة. وعنه: أحمد بن عليّ بن الجارود، وخلق آخرهم موتاً عبد الله بن جعفر بن فارس. روي عن إبراهيم بن أورمة الحافظ قال: ما رأيت مثل محمد بن الأهوازيّ وما رأى هو مثل نفسه. وقال عليّ بن محمد الثَّقفيّ: كنت أختلف إلى أبي بكر بن أبي شيبة، فما رأيت أحداً يشبهه في حسن روايته وحفظ لسانه إلاّ محمد بن عاصم. وقال غيره: كان محمد وأسعد وعليّ والنُّعمان بنو عاصم من سكّان المدينة مدينة جيّ. قلت: وهو صدوق. توفّي سنة اثنتين وستيّن.
4 (محمد بن العّباس بن خالد.)

(20/167)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 168
أبو عبد الله السُّلميّ الإصبهانيّ، الرّجل الصّالح.) رحل في العلم، وسمع: عبيد الله بن موسى، وأبا عاصم النّبيل، وجماعة. وعنه: يونس بن محمد المؤذّن، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وعبد الله بن محمد ولده، وآخر من روى عنه عبد الله بن فارس. قال ابن أبي حاتم: صدوق من عباد الله الصّالحين، صاحب فضل وعبادة. ولمّا توفّي محمد بن العبّاس حضره أحمد بن عصام فقال: كان من ثقات إخواننا، وكان عندي ممّن كان يخشى الله تعالى. قلت: توفّي إلى رحمة الله تعالى سنة ست وستيّن.
4 (محمد بن عبد الله بن عبد الحكم بن أعين بن ليث.)
الإمام أبو عبد الله المصريّ الفقيه، أخو عبد الرحمن وسعيد. ولد سنة

(20/168)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 169
اثنتين وثمانين ومائة. وروى عن: عبد الله بن وهب، وابن أبي فديك، وأبي ضمرة أنس بن عياض، وبشر بن بكير، وأيّوب بن سويد الرملّي، وإسحاق بن الفراش، وأشهب بن عبد العزيز، وشعيب بن اللّيث بن سعد، وأبي عبد الرحمن المقري، وطائفة. ولزم الشّافعيّ مدّة، وتفقّه به، وبابنه عبد الله، وغيرهما. وعنه: ن.، وابن خزيمة، وابن صاعد، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وعمرو بن عثمان المكّي الزّاهد، وأبو بكر بن زياد النَّيسابوريّ، وإسماعيل بن داود بن وردان، وأبو العبّاس الأصمّ، وجماعة. وثّقه النَّسائي، وقال مرّة: لا بأس به. وقال غيره: كان أبوه قد ضمّه إلى الشّافعيّ، فكان الشّافعيّ معجباً به لذكائه وحرصه على الفقه. قال أبو عمر الصَّدفّي: رأيت أهل مصر لا يعدلون به أحداً، ويصفونه بالعلم والفضل والتواضع. وقال إمام الأئّمة ابن خزيمة: ما رأيت من الفقهاء الإسلام أعرف بأقاويل الصّحابة والتابعين من محمد بن عبد الله بن عبد الحكم. وقال مرَّة: كان محمد بن عبد الله أعلم من رأيت على أديم الأرض بمذهب مالك، وأحفظهم. سمعته يقول: كنت أتعجّب ممّن يقول في المسائل: لا أدري.) قال ابن خزيمة: وأمّا الإسناد فلم يكن يحفظه، وكان من أصحاب الشّافعيّ، وكان ممّن يتكلّم فيه. فوقعت بينه البويطيّ وحشة في مرض الشّافعيّ فحدَّثني أبو جعفر السُّكّريّ صديق الربيع قال: لمّا مرض الشّافعيّ جاء ابن عبد الحكم ينازع البويطيّ في مجلس الشّافعيّ، فقال البويطيّ: أنا أحقُّ به منك.

(20/169)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 170
فجاء الحميديّ، وكان مصر، فقال الشّافعيّ، ليس أحدّ أحق بمجلسي من البويطيّ، وليس أحد من أصحابي أعلم منه. فقال الحميديّ: كذبت أنت وأبوك وأُّمك. وغضب ابن عبد احكم فترك مجلس الشّافعيّ، فحدَّثني ابن عبد الحكم قال: كان الحميديّ معي في الدّار نحواً من سنة وأعطاني كتاب ابن عيينة، ثمّ أبوا إلىّ أن يوقعوا بيننا ما وقع. روى هذا كلَّه الحاكم عن حسينك التّميميّ، عن ابن خزيمة. وعن المزنيّ قال: نظر الشّافعيّ إلى محمد بن عبد اله بن عبد الحكم وقد ركب دابّته فاتبعه بصره وقال: وددت أنّ لي ولداً مثله وعليّ ألف دينار لا أجد قضاءها. وقال أبو الشَّيخ: ثنا عمرو بن عثمان المكّي قال: رأيت محمد بن عبد الله ن عبد الحكم يصلّي الضُّحى، فكان كلّما صلّى ركتعين سجد سجدتين، فسأله من يأنس به فقال: أسجد شكرا لله على ما أنعم به عليَّ من صلاة الركعتين. وقال ابن أبي حاتم: صدوق، ثقة، أحد فقهاء مصر من أصحاب مالك. وقال أبو إسحاق الشّيرازي: قد حمل محمد في محنة القرآن إلى أبن أبي دؤاد، ولم يجب إلى ما طلب منه، وردَّ إلى مصر، وانتهت إله الرئاسة بمصر، عني في العلم. وقال غيره: إنهّ ضر فهرب واختفى، وقد نالته محنة أخرى صعبة مرَّت في ترجمة أخيه الشّهيد سنة سبعٍ وثلاثين.

(20/170)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 171
نسب ابن الجوزيّ، قال أبو سعيد بن يونس: كان محمد المفتي بمصر في أيّامه، توفّي يوم الأربعاء النِّصف من ذي القعدة سنة ثمانٍ وستيّن وصلّى عليه بكار بن قتيبة القاضي. قلت: ى خر من روى حديثه عالياّ عبد الغفّار الشِّيرويّ. وله تصانيف كثيرة منها: كتاب أحكام القرآن، وكتاب الردّ على الشّافعيّ مما خالف فيه الكتاب والسُّنَّة، وكتاب الرّدّ على أهل العاق، وكتاب أد القضاة.) وفي المحدّثين.
4 (محمد بن عبد الله بن عبد الحكم.)
رحل وروى عن احمد بن مسعود المقدسيّ. روى أبو نعيم الحافظ حديثه في الحلية فقال: ثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن: ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم.
4 (محمد بن عبد الله بن المتورد.)
الحافظ أبو بكر البغداديّ. عن: أبي نعيم، يحيى بن بكير، والحسن بن بسر، وجماعة. حدَّث ببغداد، وإصبهان. روى عنه: أبو عبد الله المحامليّ، وعبد الله بن جعفر بن فارس، وآخرون. توفّي سنة ستِّ وستيّن.

(20/171)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 172
4 (محمد ين عبد الرحمن بن الأشعث.)
أبو بكر الرَّبعيّ العجليّ، إمام جامع دمشق. روى عنه: أبي مسهر، ومحمد بن عيسى بن الطّبّاع، وحجّاج بن أبي منيع، وغيرهم. وعنه: النَّسائي، وابن صاعد، وأبو عوانة، وأبو بكر بن أبي داود، وأبو بكر بن زياد، والحسن بن عبد الملك الحصائريّ، وجماعة. وثّقه النَّسائي. مات ة ستِّ وستيّن.
4 (محمد بن عبد العزيز بن المرزبان بن جعفر البغويّ.)
والد أبي القاسم البغويّ. قال محمد بن احمد الإسكافيّ في تاريخه: ولد سنة ثمانٍ وثمانين ومائة، وهو أسنّ إخواته. سمع من: عبد الله بن بكر السَّهميّ، وغيره. وكان يحبهّ ويحبّ أخاه عليّ ابني أحمد بن منيع. توفّي بسرَّ من رأى سنة سبعٍ وتيّن ومائتين.
4 (محمد بن عبد املك بن مروان بن الحكم.)
) أبو جعفر الواسطيّ الدّمشقيّ.

(20/172)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 173
عن: يزيد بن هارون، ووهب بن جرير، ومعلَّى بن عبيد، وأبي أحمد الزُّبيريّ، وطائفة. وعنه: أبو داود، وابن ماجه، وإبراهيم الحربيّ، وإبراهيم بن محمد نفطويه، وابن صاعد، وابن أبي حاتم وإسماعيل الصّفّار، وجماعة. قال أبو حاتم: صدوق. ووثّقه الدَّارقطنيّ. توفّي في شوال سنة ستٍّ وستيّن.
4 (محمد بن عبيد الله بن يزيد.)
أبو جعفر الشَّيبانيّ مولاهم الحرّانيّ، ويعرف بالقردوانيّ. قاضي حرّان. روى عن: أبيه، وعثمان بن عبد الرحمن الظَّريفيّ، وأبي نعيم الفضل بن دكين. وعنه: النَّسائي، وأحمد بن عمرو والبزّاز، وأبو عروبة، وابن صاعد، وأبو عوانة، وعدّة. قال ابن عروبة: كان من عدول الحكّام. ولم يكن يعرف الحديث. كان عنده كتب ذكر أنهّ سمعها من أبيه. ومات لليالٍ بقين من شهر ذي الحجّة سنة ثمانٍ وستيّن.
4 (محمد بن عثمان الهرويّ.)
الحافظ متُّويه.

(20/173)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 174
سمع: مسلم بن إبراهيم، والحرميّ. توفّي سنة أربعٍ وستيّن.
4 (محمد بن عليّ بن بسّام.)
أبو جعفر الحافظ، ولقبه معدان. روى عن: عبد الصمّد بن النُّعمان، وقبيصة. وعنه: مطيَّن، ومحمد بن مخلد. توفّي سنة اثنتين وستيّن.
4 (محمد بن عليّ بن ميمون الرٌَقّيّ القطّان.)
عن: عبد الله ن جعفر الَّقّيّ، ومحمد بن يوسف الفريابيّ، والقعنبيّ، وطبقتهم.) وعنه: النسَّائيّ، وأبو عروبة، ومحمد بن جرير الطَّبريّ، وأبو العبّاس الأصغر، وجماعة. قال الحاكم: ثقة مأمون. كان إمام أهل الجزيرة في عصره. قلت: توفّي سنة ثلاثٍ وستيّن. وقيل: سنة ثمانٍ وستيّن، وهو أصحّ.
4 (محمد بن عليّ بن داود البغداديّ.)
الحافظ أبو بكر ابن أخت غزال. سمع: عفّان، وسعيد بن داود الزُّبيريّ، وطائفة.

(20/174)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 175
وعنه: أبو جعفر الطّحاويّ، وعليّ بن أحمد علاّن، وأبو عوانة. وثّقه أبو بكر الخطيب. ومات سنة أربعٍ وستيّن.
4 (محمد بن عمر بن يزيد.)
أبو عبد الله الزُّهريّ الإصبهانيّ. أخو رستة. عن: أبي داود الطّيالسيّ، وبكر بن بكّار، ومحمد بن أبان العنبريّ. وعنه: ابنه عبد الله، وأحمد بن الحسين الأنصاريّ، وعبد الله بن جعفر بن فارس. توفّي سنة ثلاثٍ وستيّن.
4 (محمد بن عمير.)
أبو بكر الطَّبريّ الفقيه، جليس أبي زرعة الرّازيّ، والمفتي في مجلسه. روى عن الحميد كتاب التفّسير، وكتاب الرّد على النّعمان. قال ابن أبي حاتم: كان يفتي رأي أبي ثور. سمعت منه، وهو صثقة صدوق.
4 (محمد بن محمد بن عيسى الزّاهد.)
الزّاهد أبو الحسن بن أبي الورد البغداديّ المعروف بحبشيّ. صحب بشر بن الحارث وغيره. وروى عن: أبي انَّصر هاشم بن القاسم.

(20/175)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 176
وعنه: أبو القاسم البغويّ، وعليّ بن الجنيد الغضائريّ، وغيرهما. وله أخ اسمه أحمد، كنته أيضاً أبو الحسن. زاهد كبير، توفّي قبل حبشيّ.) وتوفّي حبشيّ سنة اثنتين وستيّن. وقال ابن قانع: سنة ثلاثٍ وستيّن. وقيل: سنة اثنتين. وكان من أعيان مشايخ لقوم من موالي سعيد بن العاص الأمويّ. وسمّي حبشّي لسمرته. وأبو الورد جدّه من أصحاب المنصور وإليه تنسب سويقة أبي الورد.
4 (محمد بن مسلم بن عثمان بن وارة.)
أبو عبد الله الرّازيّ الحافظ. طوّف وسمع الكثير. وأخذ عن: محمد بن يوسف الفريابيّ، وأبي عاصم النّبيل، وهوة بن خليفة، وابي مهر، وأبي المغيرة الحمصيّ، وأبي نعيم، وى دم بن أبي إياس، وقبيصة، وبشرٍ كثير. وعنه:،.، ومحمد بن يحيى الذَُهليّ مع تقدمُّه، والبخاريّ خارج الصّحيح، ومحمد بن المسيّب الأرغيانيّ، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وابن صاعد، وأبو بكر بن مجاهد

(20/176)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 177
المقري، والمحامليّن وابن أبي حاتم، وخلق من آخرهم أبو عمرو أحمد بن محمد بن حكيم. وقال،. ك ثقة، صاحب حديث. وقال ابن أبي حاتم: ثقة، صدوق. وكان أبو زرعة يجلّه ويكرمه. وقال عبد المؤمن بن أخمد: كان أبو زرعة لا يقوم لأحدٍ ولا يجلس أحداً في مكانه إلاّ ابن وارة. وقال فضلك الرّازيّ: سمعت أبا بكر بن أبي شيبة يقول: أحفظ من رأيت أحمد بن الفرات، وأبو زرعة، وابن وارة. وقال الطّحاويّ: ثالثة من علماء الزّمان بالحديث اتّفقوا بالرّيّ، لم يكن في الأرض في وقتهم أمثالهم. فذكر أبا زرعة، وابن وارة، وأبا حاتم. وعن عبد الرحمن بن خراش قال: كان ابن وارة من أهل هذا الشّأن المتقنين الأمناء. كنت ليلةّ عنده، فذكر أبا إسحاق السَّبيعيّ، فذكر شيوخه، فذكر في طلق واحدٍ سبعين ومائتي رجل. ثمّ قال: كان آية شيئاً عجباً.) وقال عثمان بن خرَزاذ: سمعت سليمان الشَّاذكونيّ يقول: جاءني محمد بن مسلم، فقعد يتقعَّر في كلامه، فقلت: من أيِّ بلدٍ أنت قال: من أهل الرِّيّ. ثمّ قال: ألم يأتك خبري، ألم تسمع بنبئي، أنا ذو الرّحلتين. قلت: من روى عن النبي صلى الله عليه وسلم: إنّ من الشّعر حكمة.

(20/177)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 178
فقال: حدَّثني بعض أصحابنا. قلت: من أصحابك قال: أبو نعيم، وقبيضة. قلت: يا غلام، إئتني بالدِّرَّة. فأتاني بها، فأمرته، فضربه بها خمسين، وقلت: أنت تخرج من عندي ما آمن أن تقول: حدَّثني بعض غلماننا. وقال زكّريا السّاجيّ: جاء ابن وارة إلى أبي كريب، وكان في ابن وارة بأو، فقال لأبي كريب: ألم يبلغك خبري، ألم يأتك نبئي أنا ذو الرّحلتين، أنا محمد بن مسلم بن وارة. فقال: وارة، وما وارة وما أدراك ما وارة قم، والله لا حدَّثنك، ولا حدَّثت قوماً أنت فيهم. وقال ابن عقدة: دقّ ابن وارة على أبي كريب، فقال: من قال: ابن وارة أبو الحديث وأمّه. ذكر أبو أحمد الحاكم أنّ ابن وارة سمع من سفيان بن عيينة، ويحيى القطّان، وهذا وهم منه. قال: ابن مخلد، وغيره: توفّي في رمضان سنة سبعين. وقال المنادي: مات سنة خمسٍ وستيّن. وهذا وهم أيضاً.
4 (محمد بن موسى.)
ابو جعفر الحرشيّ البغداديّ الحافظ، الملٌَّب: شاباص.

(20/178)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 179
حدَّث عن: يزيد بن حيرة المدنّي، وخليفة بن خياّط. وعنه: المحامليّ، وابن مخلد، وإسماعيل الصّفّار. وهو ثقة.
4 (محمد بن هارون.)
) أبو جعفر المخرّميّ البغداديّ الفلاّسي شيطا الحافظ. سمع: أبا نعيم، وسليمان بن حرب، وعمرو بن حمّاد، وطبقتهم. وعنه: المحامليّ، وابن مخلد، وابن حاتم وقال: هو من الحفّاظ الثّقات، وأبو عوانة. وكان من أحفظ النّاس. توفّي بالنهران سنة خمسٍ وستيّن.
4 (محمد بن هشام بن ملاّس.)
أبو جعفر النّميريّ الدّمشقيّ. عن: مروان بن معاوية، وحرملة بن عبد العزيز. وعنه: حفيده محمد بن جعفر بن محمد الحافظ، وأبو عليّ الحصائّريّ، وابن أبي حاتم وقال: صدوق، وأبو العبّاس الأصمّ، وجماعة. وله جزء رواه أبو القاسم بن رواحة عالياً. توفّي سنة سبعين، وله مائة سنة إلاّ ثلاث سنين.

(20/179)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 180
قال: لقيت ابن عيينة سنة اثنتين ومائتين، فكثروا عليه، فلم أكتب عنه.
4 (محمد بن وهب.)
أبو بكر الثّقفيّ المقريء. عن: أبي الوليد الطّيالسي، وجماعة. وعنه: إسماعيل الصّفّار، وأبو سعيد بن الأعرابيّ، وغيرهم. وكان صدر القَّراء في البصرة في زمانه. سمع الحروف من يعقوب. قرأ القرآن على روح صاحب يعقوب. تلا عليه: محمد بن يعقوب المعدّل، ومحمد بن المؤمّل الصَّيرفيّ، ومحمد بن جامع الحلوانيّ. بقي إلى قرب السّبعين ومائتين.
4 (محمد بن يحيى بن كثير.)
أبو عبد الله الكلبيّ الحرّانيّ الحافظ لؤلؤ. سمع: أبا قتادة عبد الله بن واقد، وعثمان بن عبد الرحمن الطَّرائفيّ، وأبو النعمان الحكم بن نافع، وأحمد بن يونس، وطبقتهم.) وعنه: النَّسائيّ وقال: هو ثقة، وأبو عروبة الحرّانيّ، وأبو عوانة، وأبو عليّ محمد بن سعيد الرّّقّيّ، وطائفة. توفّي في صفر سنة سبعٍ وستيّن.

(20/180)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 181
4 (محمد بن أبي يحيى بن زكريّا بن يحيى الوقّاد.)
المصريّ الفقيه أحمد العالمين بمذهب مالك. صنّف كتاب السُّنَّة، ومختصر في الفقه، وغير ذلك. توفّي سنة تسعٍ وستيّن.
4 (محمد بن يوسف.)
أبو عبيد الله البغداديّ الجوهريّ. الرجل الصّالح الحافظ. رحل وطوّف، وحدَّث عن عبيد الله بن موسى، وأبي غسّان مالك بن إسماعيل، وعبد العزيز الأويسيّ، وبشر الحافي وصحبه، ومعلَّى بن أسد، وطبقتهم. روى عنه: عمر بن شبَّة وهو أكبر منه، وابن صاعد، وابن أبي حاتم وقال: ثقة، ابن مخلد، وآخرون. قال الخطيب: كان موصوفاً بالدِّين والسُّنن. وقال ابن قانع: مات في ربيع الآخر سنة خمسٍ وستيّن.
4 (مالك بن عليّ بن مالك بن عبد العزيز.)
الإمام أبو خالد القرشيّ الفهريّ الأندلسيّ القرطبيّ الزّاهد. روى عن: يحيى بن يحيى اللَّيثيّ، والقعنبيّ، وأصبغ بن الفرج، وجماعة. وعنه: محمد بن عمر بن لبابه، وحمد بن عبد الملك بن أعين، وآخرون.

(20/181)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 182
توفّي سنة ثمانٍ وستيّن ومائتين. وصنَّف أيضاً في مذهب مالك مختصراً.
4 (المثنَّى بن جامع.)
أبو الحين بن زياد الأنباريّ الزّاهر. روى عن: سعدويه الواسطيّ، وأحمد بن حنبل، ومحمد بن الصّبّاح، وسريج بن يونس.) وعنه: أحمد بن محمد بن الهيثم، ويوسف الأزرق. قال الخطيب: كان ثقة مشهوراً بالسُّنَّة، من أصحاب أحمد. يقال كان مستجاب الدّعوة. وكان بشر الحافي يكرمه ويجله.
4 (مسلم بن الحجّاج بن مسلم.)

(20/182)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 183
الإمام أبو الحسن القشيريّ النيَّسابوري الحافظ صاحب الصّحيح. قال بعض النّاس: ولد سنة أربعٍ ومائتين. وما أظنّه إلاّ ولد قبل ذلك. سمع سنة ثمان عشرة ومائتين ببلده من يحيى بن يحيى، وبشر بن الحكم، وإسحاق بن راهويه. وحجّ سنة عشرين، فسمع من: القعنبيّ، وهو أقدم شيخ له، ومن: إسماعيل بن أبي أويس، واحمد بن يونس، وعمر بن حفص بن غياث، وسعيد بن منصور، وخالد بن خداش، وجماعة يسيرة. وردَّ إلى وطنه. ثمّ رحل في حدود الخمس وعشرين ومائتين فسمع من: عليّ بن الجعد، ولم يرو عنه في صحيحه لأجل بدعةٍ ما. وسمع: من: أحمد بن حنبل، وشيبان بن فروُّخ، وخلف البزّاز، وسعيد بن عمرو الأشعثيّ، وعون بن سلاّم الدَُّولابيّ، وأبي نصر التّمّار، ويحيى بن بشر الحريريّ، وقتيبة بن سعيد، وأميّة بن بسطام، وجعفر بن حميد، وحيّان بن موسى المروزيّ، والحكم بن موسى القنطريّ، وعبد الرحمن بن سلاّم الجمحّي، وخلق كثير من العراقيّين، والحجازيّين، والشّاميّين، والمصريّين، الخراسانيّين. فسمى شيخنا في تهذيب الكمال مائتين وأربعةً وعشرين شيخاً. ورأيت بخطّ حافظ أنّه قد روى في صحيحه عن مائتين وسبعة عشر. روى عنه: ت.، حديثاً واحداً في جامعه، ومحمد بن عبد الوهّاب الفرّاء، وعليّ بن الحسن بن أبي عيسى الهلالّي، وهما أكبر منه، وصالح بن محمد جزرة، وأحمد بن سلمة، وأحمد بن المبارك المستملي، وهم من أقرانه،

(20/183)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 184
وإبراهيم بن أبي طالب، والحسين بن محمد القّبانيّ، وعليّ بن الحسين بن الجنيد الرّازيّ، وابن خزيمة، وأبو العبّاس السّرّاج، وابن صاعد، وأبو حامد بن الشَّرقيّ، وأبو عوانة الإسفرائينيّ، وأبو حامد أحمد بن حمدون الأعمش، وسعيد بن عمرو البرذعيّ، وعبد الرحمن بن أبي حاتم ونصرك بن احمد بن نصر الحفّاظ، وأحمد بن عليّ بن الحسين القلانسّي، وإبراهيم بن محمد.) سفيان الفقيه، وأبو بكر محمد بن النضر الجاروديّ، ومكّيّ بن عبدان، ومحمد بن مخلد العطّار، وخلق آخرهم وفاةّ أبو حامد أحمد بن عليّ بن حسنويه المقريء أحد الضعفاء. ذكر الحافظ ابن عساكر في ترجمة مسلم أنّه سمع بدمشق من محمد بن خالد السَّكسكيّ، ولم يذكر انّه سمع من غيره. وهذا بعيد، ولعلّه محمد بن خالد في الموسم، ولكن قال ابن عساكر: حدَّثني أبو النَّصر اليونارتيّ قال: دفع إليَّ صالح بن أبي ورقة من لحاء شجرةٍ بخط مسلم، قد كتبها بدمشق من حديث الوليد بن مسلم. قلت: إنّ صحّ هذا فيكون قد دخل دمشق مجتازاً، ولم يمكنه المقام، أو مرض بها ولم يتمكّن من السماع على شيوخها. قال أبو عمرو أحمد بن المبارك: سمعت إسحاق بن منصور يقول لمسلم بن الحجّاج: لم نعدم الخير ما أبقاك الله للمسلمين. وقال أحمد بن سلمة: رأيت أبا زرعة، وأبا حاتم يقّدمان مسلم بن الحجّاج في معرفة الصّحيح على مشايخ عصرهما. وسمعت الحسن بن منصور يقول: سمعت إسحاق بن راهويه، وذكر مسلم بن الحجّاج، فقال بالفارسيّة كلاماً معناه: أيّ رجل يكون هذا قال أحمد بن سلمة: وعقد لمسلم مجلس المذاكرة، فذكر له حديث لم

(20/184)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 185
يعرفه، فانصرف إلى منزله وأوقد السِّراج، وقاتل لمن في الدّار: لا يدخل أحد منكم. فقيل له: أهديت لنا سلّة تمر. فقال: قدِّموها. فقدَّموها إليه، فكان يطلب الحديث، ويأخذ تمرة تمرة، فأصبح وقد فني التّمر ووجد الحديث. رواها الحاكم ثمّ قال: زادني الثّقة من أصحابنا أنّه منها مات. وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: كان ثقة من الحفّاظ، كتبت عنه بالرِّيّ، وسئل أبي عنه فقال: صدوق. وقال أبو قريش الحافظ: سمعت محمد بن بشّار يقول: حفّاظ الدّنيا أربعة: أبو زرعة بالرِّيّ، ومسلم بنيسابور، وعبد الله الدّارميّ بسمرقند، ومحمد بن إسماعيل ببخارى. وقال أبو عمرو بن حمدان: سألت ابن عقدة الحافظ، عن البخاريّ، ومسلم، أيُّهما أعلم فقال:) كان محمد عالماً مسلم عالماً. فكرّرت عليه مراراً، ثم قال: يا أبا عمرو وقد يقع لمحمد بن إسماعيل الغلط في أهل الشّام، وذلك أنّه اخذ كتبهم فنظر فيها، فربّما ذكر الواحد منهم بكنيته، ويذكره في مواضع أخر باسمه ويتوهَّم أنَّهما اثنان، وأمّا مسلم، فقلَّ ما يقع له من الغلط في العلل، لأّنه كتب المساني، ولم يكتب المقاطيع ولا المراسيل. وقال أبو عبد الله محمد بن بيعقوب بن الأخرم: إنّما أخرجت نيسابور ثلاثة رجال: محمد بن يحيى الذُّهليّ، ومسلم بن الحجّاج، وإبراهيم بن أبي طالب. وقال الحسن بن محمد الماسرجسيّ: سمعت أبي يقول: سمعت مسلماً

(20/185)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 186
يقول: صنّفت هذا المسند الصّحيح من ثلاثمائة ألف حديثٍ مسموعة. وقال أحمد بن سلمة: كنت مع مسلم في تأليف صحيحه خمسة عشر سنة. قال: وهو إثنا عشر ألف حديث، يعني بالمكَّرر، وبحيث أنّه إذا قال: ثنا قتيبة وابن رمح يعدُّهما حديثين، سواء اتفّق لفظهما أو اختلف. وقال ابن مندة: سمعت الحافظ أبا عليّ النيَّسابوري يقول: ما تحت أديم السّماء كتاب أصّح من كتاب مسلم. وقال مكّي ين عبدان: سمعت مسلماً يقول: عرضت كتابي هذا المسند على أبي زرعة فكّل ما شار عليّ في هذا الكتاب له علّة وسبباً تركته. وكلّ ما قال إنّه صحيح ليس له علّة، فهو الّذي أخرجت. ولو أنّ أهل الحديث يكتبون الحديث مائتي سنة فمدارهم على هذا المسند. وقال مكّي: سالت مسلماً عن عليّ بن الجعد فقال: ثقة، ولكنّه كان جهميّاً. فسألته عن محمد بن يزيد فقال: لا تكتب عنه. وسألته عن محمد بن عبد الوهّاب وعبد الرحمن بن بشر فوثَّقهما. وسألته عن قطن بن إبراهيم فقال: لا يكتب حديثه. وممَّن صنَّف مستخرجاً على صحيح مسلم أبو جعفر بن حمدان الحيريّ، وأبو بكر محمد بن محمد بن رجاء النَّيسابوريّ، وأبو عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفرائينيّ، وأبو حامد الشّاركيّ الهرويّ، وأبو بكر محمد بن عبد الله الشّافعيّ، وأبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم، وأبو الحسن الماسرجسيّ، وأبو نعيم الإصبهانيّ، وأبو الوليد حسّان بن محمد الفقيه.) وقال أبو أحمد الحاكم: نا أبو بكر محمد بن عليّ البخاريّ: سمعت إبراهيم بن أبي طالب يقول: قلت لمسلم: قد أكثرت في الصحّيح عن

(20/186)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 187
أحمد بن عبد الرحمن الوهبيّ، وحاله قد ظهر. فقال: إنمّا نقموا عليه بعد خروجي من مصر. وقال الدّارقطنيّ: لولا البخاريّ لما راح ولا جاء. وقال الحاكم: كان متجر مسلم خان محمش، ومعاشه من ضياعه بأستوا أتت من أعقابه من جهة البنات في داره. وسمعت أبي يقول: رأيت مسلم بن الحجّاج يحدّث في خان محمش، وكان تامّ القامة، أبيض الرأس واللّحية، يرخي طرف عمامته بين كتفيه. وقال أبو قريش: كنا عند أبي زرعة، فجاء مسلم فسلّم عليه وجلس ساعة وتذاكرا، فلمّا ذهب قلت له: هذا جمع أربعة آلاف حديث في الصحيح فقال أبو زرعة: لم ترك الباقي ثمّ قال: ليس لهذا عقل لو دارى محمد بن يحيى لصار رجلاً. وقال مكّي ين عبدان: وافى داود بن عليّ نيسابور أيام إسحاق بن راهويه، فعقدوا له مجلس النّظر، وحضر مجلسه يحيى بن محمد بن يحيى، ومسلم بن الحجّاج، فجرت مسألة تكلَّم فيها يحيى فزبره داود وقال: اسكت يا صبيّ. ولم ينصره مسلم. فرجع إلى أبيه وشكى إليه داود، فقال أبوه: ومن كان ثم قال: مسلم ولم ينصرني. قال قد رجعت عن كلّ ما حدّثته به. فبلغ ذلك مسلماً، فجمع ما كتب عنه في زنبيلٍ وبعث به إليه، وقال: لا أروي عنك أبداً، ثمّ خرج إلى عبد بن حميد. قال الحاكم: علَّقت هذه الحكاية عن طاهر بن أحمد، عن مكّيّ. وقد

(20/187)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 188
كان مسلم يختلف بعد هذه الواقعة إلى محمد، وإنمّا انقطع عنه من أجل قصّة البخاريّ. وكان أبو عبد الله بن الأخرم أعرف بذلك، فاخبر عن الوحشة الأخيرة. وسمعته يقول: كان مسلم بن الحجّاج يظهر القول باللّفظ ولا يكتمه. فلمّا استوطن البخاريّ نيسابور أكثر مسلم الإختلاف إليه، فلمّا وقع بين البخاريّ وبين محمد بن يحيى ما وقع في مسألة اللّفظ، وتنادى عليه، ومنع النّاس من الإختلاف إليه حتّى هجر وسافر من نيسابور، قال: فقطعه أكثر النّاس من غير مسلم، فبلغ محمد بن يحيى فقال: يوماً: ألا من قال باللَّفظ فلا يحل له أن يحضر) مجلسنا. فأخذ مسلم الرّداء فوق عمامته، وقام على رؤوس النّاس، وبعث إليه بما كتب عنه على ظهر جمّال. وكان مسلم يظهر القول باللَّفظ ولا يكتمه. وقال أبو حامد بن الشَّرقسّ: حضرت مجلس بن يحيى فقال: ألا من قال: لفظي بالقرآن مخلوق فلا يحضر مجلسنا فقام مسلم من المجلس. قال أبو بكر الخطيب: كان مسلم يناضل عن البخاريّ حتّى أوحش ما بينه وبين محمد بن يحيى بسببه. قال أبو عبد الله الحاكم: ذكر مصنَّفات مسلم: كتاب المسند الكبير على الرجال، ما أرى أنّه سمعه منه أحد، كتاب الجامع على الأبواب، رأيت بعضه، كتاب الأسامي والكنى، وكتاب المسند الصحّيح، كتاب التّمييز، كتاب العلل، كتاب الوحدان، كتاب الأفراد، كتاب الأقران، كتاب سؤآلات أحمد بن حنبل كتاب حديث عمرو بن شعيب، كتاب الإنتفاع بأهب السِّباع، كتاب مشايخ مالك، كتاب مشايخ الثَّوريّ، كتاب

(20/188)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 189
مشايخ شعبة، كتاب من ليس له إلاّ راوٍ واحد، كتاب المخضرمين، كتاب أفراد الشّاميّين. وقال ابن عساكر في أول كتاب الأطراف له بعد ذكر صحيح البخاريّ، ثمّ سلك سبيله مسلم، فأخذ في تخريج كتابه وتأليفه، وترتيبه على قسمين، وتصنيفه. وقصد أن يذكر في القسم الأول أحاديث أهل الإتقان، وفي القسم الثّاني أحاديث أهل السّتر والصِّدق الّذين لم يبلغوا درجة المثبتَّين، فحال حلول المنيَّة بينه وبين هذه الأمنية، فمات قبل استتمام كتابه. غير أنَّ كتابه مع إعوازه اشتهر وانتشر. وذكر ابن عساكر كلاماً غير هذا. وقال أبو حامد بن الشَّرقّي: سمعت مسلماً يقول: ما وضعت شيئاً في هذا المسند إلاّ بحجّة، وما أسقطت منه شيئاً إلاً بحجَّة. وقال ابن سفيان الفقيه: قلت لمسلم: حديث ابن عجلان، عن زيد بن أسلم: وإذا قريء فأنصتوا. قال صحيح. قلت: لم لم تضعه في كتابك قال: إنمّا وضعت ما أجمعوا عليه.) قال الحاكم: أراد مسلم أن يخرّج الصحّيح على ثلاثة أقسام وثلاث طبقات من الرُّواة. وقد ذكر مسلم هذا في صدر خطبته. قال الحاكم: فلم يقدَّر إلاً الفراغ من الطبقّة الأولى، مات. ثمّ ذكر الحاكم ذاك القول الّذي هو دعوى، وهو قال أن لا يذكر من الحديث إلاّ ما رواه صحابيّ مشهور، له راويان ثقتان وأكثر، ثمّ يرويه عنه تابعيّ مشهور، له أيضاً راويان ثقتان وأكثر، ثمّ كذلك من بعدهم. قال أبو عليّ الجيّانيّ: المراد بهذا أنّ الصحابيّ أو هذا التّابعيّ، وقد روى عنه رجلان خرج بهما عن حدّ الجهالة.

(20/189)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 190
قال عياض: والّذي تأوّله الحاكم على مسلم من اخترام المنيّة له قبل إستيفاء غرضه إلا من الطّبقة الأولى. فأنا أقول إنكّ إذا نظرت تقسيم مسلم في كتابه الحديث كما قال على ثلاث طبقات من النّاس على غير تكرار. فذكر أنّ القسم الأوّل حديث الحفّاظ، ثمّ قال: إذا انقضى هذا أتبعه بأحاديث من لم يوصف بالحذق والإتقان، وذكر أنّهم لاحقون بالطّبقة الأولى، فهؤلاء مذكورون في كتابه لمن تدبَّر الأبواب، والطّبقة الثالثة قم تكلَّم فيهم قوم وزكّاهم آخرون، فخرج حديثهم من ضعِّف أو اتهم ببدعة. وكذلك فعل البخاريّ. قال عياض: فعندي أنّه أتى بطبقاته الثّلاث في كتابه، وطرح الطّبقة الرابعة. ثمّ سرد الحاكم تصانيف أخر تركتها. ثمّ قال: سمعت أبا عبد الله محمد بن يعقوب يقول: توفّي مسلم يوم الأحد، ودفن يوم الأثنين لخمسٍ بقين من رجب سنة إحدى وستيّن ومائتين، وهو ابن خمسٍ وخمسين سنة. قلت: وقبره مشهور بنيسابور ويزار، توفّي وقد قارب السّتيّن. وقد شمعت كتابه على زينب الكنديّة إلى النّكاح، وعلى ابن عساكر من النّكاح إلى آخر الصّحيح. كلاهما عن المؤيَّد الطّوسي كتابةً: أنا العزيزيّ، أنا الفارسيّ، أنا أبن عروبة، عن ابن سفيان، عن مسلم. وسمعه المزّنيّ، والبرزاليّ، وطبقتهما قبلنا على القاسم الإربليّ منه إجازةً، بسماعه نقوله عن الطُّوسيّ، وهو عذل مقبول. وسمعه الناس قبل ذلك على الرِّضى التّاجر، وابن عبد الدّايم، والمزنيّين. وبقيد الحياة منهم عدد كثير من الشيوخ والكهول في وقتنا بمصر، والشّام.) وسمعه النّاس قبل ذلك بحين على ابن الصّلاح، والسَّخاويّ، وتلك الحلبة بدمشق على رأس الأربعين وستّمائة، من المؤيّد وأقرانه، وبمصر على ابن الحباب، والمدلجيّ، عن المأمون. فأحسن ما يسمع في وقتنا على من يبقى من أصحاب هؤلاء لتقدُّم سماعهم، فإن تعذر فعلّى أجلّ أصحاب المذكورين

(20/190)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 191
قبلهم، وأجلهّم بالإقليمين علماً وفضلاً وثقة ونبلاً شيخ الإسلام أب إسحاق إبراهيم بن عبد الرحمن الفزاريّ الشّافعيّ، رضي الله عنه وأرضاه.
4 (مصعب بن أحمد البغداديّ القلانسيّ الزّاهد.)
أبو أحمد. صحبه أبو سعيد بن الأعرابيّ، وجعفر الخلديّ، وغيرهما. وكان من طبقة الجنيد، ولكن تقدَّم موته. كان على قدمٍ عظيمٍ من العبادة والأوراد والورع والتّجرير والقتاعة، يأوي المسجد والصحّراء. توفّي سنة سبعين.
4 (معاوية بن صالح ابن الوزير أبي عبيد الله معاوية بن عبيد الله بن يسار الأشعريّ.)
الحافظ أبو عبيد الله. رحل وكتب الكثير، وقلّد يحيى بن معين. وحدَّث عن: أبي مسهر الغسّانيّ، وعبد اله بن جعفر الرَّقّيّ، وأبي غسّان النَّهديّ، وخالد بن مخلد القطوانيّ. وأبي الوليد الطَّيالسيّ، وأبي عبد الرحمن المقري، وخلق. وعنه: النَّسائي، قال: لا بأس به. وعنه: أبو زرعة الدّمشقيّ، وأبو حاتم، وابن جوصا، وأبو عوانة. وآخرون.

(20/191)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 192
توفّي بدمشق سنة ثلاث وستين ومائتين.
4 (موسى بن بغا الكبير.)
أحد قوّاد المتوّكل. ندب سنة خمسين ومائتين لحرب أهل حمص حين قاتلوا واليهم. فأوقع بهم وقتل منهم خلقاً، ورمى النيّران بحمص، وبالغ في العسف. ثمّ ولي حرب الزّنج بالبصرة فنصر عليهم وولي حرب الحسن بن أحمد الكوكبي الحسينيّ الّذي استولى على قزوين وزنجان، فهزمه موسى وقتل من عسكر الكزكبّي نحو العشرة آلاف.) توفّي سنة أربعٍ وستيّن ومائتين.
4 (موسى بن سهل بن قادم.)
أبو عمران الرَّمليّ. أخو عليّ بن سهل.

(20/192)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 193
سمع: عليّ بن عبّاس، وعمرو بن هاشم البروتيّ، وآدم بن إياس، وطبقتهم. وعنه: أبو داود، ابن خزيمة، ومحمد بن المسيّب الأرغياني، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وجماعة. قال أبو حاتم: صدوق. توفّي في جمادى الأولى ين اثنتين وستيّن ومائتين.
4 (موسى بن نصر بن دينار.)
أبو سهل الرازيّ. سمع: جرير بن عبد الحميد، وعبد الرحمن بن مغراء، وجماعة. وعنه: أهل الرِّيّ. لكن قال أبو حاتم: هو أكفر من إبليس. يقول: الجنّة والنّار لم يخلقا، وإن خلقتا فسيفنيان. نقله الخلاّل في كتاب السُّنّة له. توفي سنة إحدى وستيّن ومائتين.

(20/193)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 194
4 (حرف النون)

4 (النَّضر بن الحسن.)
الموصلي الفقيه الحنفيّ. روى عنه: يزيد بن هارون، وروح بن عبادة، ويعلى بن عبيد، وجماعة. وعنه: إبراهيم بن محمد الموصليّ. توفّي سنة إحدى أو اثنتين وستيّن ومائتين.
4 (النَّضر بن سلمة بن الجارود بن يزيد.)
سمع: جدّه، ويحيى ين يحيى، وأبو الوليد الطَّيالسيّ. وعنه: ولده الحافظ أبو بكر الجاروديّ، والحسن بن عليّ بن مخلد، وغيرهما.

(20/194)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 195
4 (حرف الهاء)
)
4 (الهيثم بن سهل التُّستريّ.)
نزيل بغداد. حدَّث عن: حمّاد بن يزيد، وأبي عوانة، وعلبّ بن مسهر، وجماعة. وعنه: عليّ بن حمّاد، وجعفر والد أبي بكر القطيعيّ، ومحمد بن يوسف الزّيّات، وأبو سعيد بن الأعرابي، وآخرون. ضعفّه الدّارقطنيّ. وقال الحافظ عبد الغني المصري: ضرب القاضي إسماعيل على تحديث الهيثم بن سهل، عن حمّاد بن يزيد، وأنكر عليه. وقال الهيثم: ولدت سنة اثنتين وخمسين ومائة. وعاش نيِّفاً وستيّن.

(20/195)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 196
4 (حرف الواو)

4 (وهب بن حفص بن الوليد بن المحتسب.)
الحّرانيّ الزّاهد. عن: أبي قتادة الحرّانيّ، وجعفر بن عون، وعبد الله بن إبراهيم الجدّيّ، وعثمان بن عبد الرحمن، وجماعة. وعنه: محمد بن أحمد بن سهل الصّفّار، وأحمد بن الحسين بن عبد الصمّد، وإسحاق بن إبراهيم النَّخعيّ، وآخرون. قال أبو عروبة: كذّاب يضع الحديث. وقال أحمد بن خالد الحرّانيّ: كان من الصّالحين. مكث عشرين سنة لا يكلّم أحداً.

(20/196)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 197
4 (حرف الياء)

4 (ياسين بن عبد الأحد بن أبي زرارة.)
أبو اليمن القتبانيّ المصريّ. عن: جدّه، وأيّوب بن سويد المصريّ الرمليّ، ونعيم بن حمّاد، وجماعة. وعنه: النَّسائيّ، وابن خزيمة، وعبد الله بن محمد بن جعفر القزوينيّ، وأبو بكر بن زياد النَّيسابوريّ، وجماعة.) قال النَّسائيّ: لا بأس به. واسم جدّه: اللَّيث بن عاصم. قال ابن خزيمة: كان ياسين ملكاً من الملوك. وقال ابن يونس: صدوق. مات ابن يونس: صدوق. مات في عاشر رمضان سنة تسعٍ وستيّن.
4 (يحيى بن حجّاج الأندلسيّ.)
عن: يحيى بن يحيى الَّليثيّ، وعيسى بن دينار، وسحنون بن سعيد، وغيرهم. قتل في الواقعة الّتي كانت بالأندلس بين المسلمين والمشركين في سنة ثلاثٍ وستيّن. واستشهد فيها جماعة.

(20/197)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 198
4 (يحيى بن محمد بن عبد الله بن خالد بن فارس.)
الشَّهيد أبو زكريّا الذُّهليّ النَّيسابوري. شيخ نيسابور بعد والده ومفتيها، ورأس المطَّوّعة. من القرّاء. سمع: يحيى بن يحيى، وإسحاق بن راهويه، وجماعة ببلده، وإبراهيم بن موسى بالرِّيّ، وأبا الوليد الطَّسالسيّ، وسلمان بن حرب، وعليّ بن عثمان اللّحقيّ، ومسدَّد بالبصرة، وأحمد بن حنبل، عليّ بن الجعد، وطائفة ببغداد، وإسماعيل بن أبي أويس، وسعيد بن منصور، وجماعة بالحجاز. روى عنه: أبوه، والحسين بن محمد القّبانيّ، وإبراهيم بن أبي طالب، وابن خزيمة، ومحمد بن صالح بن هانيء، ومحمد بن يعقوب بن الأصرم، وآخرون. وكان لقبه: حيكان. قال الحاكم: حيكان الشّهيد إمام نيسابور في الفتوى والرئاسة، وابن أميرها، ورأس المطَّوَّعة بخراسان. كان يسكن بدار أبيه ولكلٍّ منهما فيه صومعة وآثار لعبادتهما. وكان أحمد بن عبد الله الخجستانيّ قد ورد نيسابور ويحيى رئيس بها والقرّاء يصدرون عن رأيه. وكانت الظّاهرية قد رفعت من شأنه وصيرَّته مطاعاً، ولم يحسن أحمد الصُّحبة معه، وقصد) الوضع منه. ومع هذا فكان أحمد مجتهداً في التّمكُّن من

(20/198)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 199
الإمارة والاستبداد والأمور دون علم يحيى، فكان لا يقدر، فلّما قدم شيرويه تمكَّن. فلمّا خرج عن البلد تشوّش النّاس. عرض يحيى بضعه عشر ألفاً، وحاربوا قوّاد الخجستانيّ وطردهم. وقتلوا أمّ أحمد. فلمّا رجع طلب يحيى وقتله. سمعت أبا عبد الله بن خزيمة يقول: ما رأيت مثل حيكان لا رحم الله قاتله. وسمعت محمد بن يعقوب يقول: أحمد بن عبد الله الخجستانيّ هارباً من نيسابور، فلّما خشي أهلها رجوعه اجتمعوا على باب حيكان يسألونه القيام لمنع الخجستانيّ، فامتنع. فما زالوا به حتّى أجابهم. فعرضوا عليه زهاء عشرة الآف. ولمّا رجع الخجستانيّ تفرّقوا عن حيكان، فطلب، فخاف وهرب، فبينا هويسير في قافلة بين الحمّالين وهو بزيِّهم إذ عرف. فأخذ وأتوا به إلى الخجستانيّ، فحسبه أياماً، ثمّ غيِّي شخصه، فقيل: إنّه بنى عليه جداراً، وقيل: قتله سرّاً. سمعت أبا عليّ أحمد بن محمد بن يزيد ختن حيكان على ابنته يقول: دخلنا على أبي زكريّا بعد أن ردّ من الطريق فقال: اشتراك في ذمي خمسة: العبّاسان، وابن ياسين، وشيرويه، وأحمد بن نصر اللّبّاد. سمعت أبا بكر الضُّبعيّ يقول: سمعت نوح بن أحمد: سمعت الخجستانيّ يقول: دخلت على حيكان في مجلسه على أن أضربه خشبتين وأطبقه، فلمّا قربت منه قبضت على لحيته، فعضّ على خصيتي حتّى لم أشك انّه قاتلي، فذكرت سكيناً في خفّي، فجررتها وشققت بطنه. سمعت محمد بن صالح بن هانيء يقول: حضرنا الإملاء عند يحيى بن محمد بن رمضان، وقتل في شوّال سنة سبعٍ وستيّن، فربضت مجالس الحديث، وخبئِّت المحابر، حتّى لم يقدر أحد يمشي بمحبرة ولا كراريس إلى

(20/199)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 200
سنة سبعين، فاحتال أبو سعيد بن إسماعيل في ورود السَّريّ بن خزيمة وعقد له مجلس الإملاء، وعلَّى المحبرة بيده، واجتمع عنده خلق عظيم حتّى حضر ذلك المجلس. قال محمد بن عبد الوهّاب الفرّاء: حتّى لا نستطيع أن نسايره نحن ولا أعقابنا أنّ رجلاً جعل نحره ولنا ونحن مطمئنوّن نعبد الله. قال صالح بن محمد الحافظ في كتابه إلى أبي حاتم الرّازيّ: كتبت تسألني عن أحوال أهل العلم بنيسابور وما بقي لهم من الإسناد فاعلم أنّ أخبار الدّين وعلم الحديث دون سائر العلوم اليوم) مطروح مجفّو حاله وأهل العناية به في شغل بالفتن الّتي دهمتهم وتواترات عليهم عند مقتل أبي زكريّا يحيى بن محمد بن يحيى، وقد مضى لسبيله، ولم يخلف أحد مثله. ولزم كلّ خاصّة نفسه. ومرقت طائفة ممّن كانوا يظهرون السُّنَّة فصارت تدين بدين ملوكها. وقال أبو عمر أحمد بن المبارك المستملي: رأيت يحيى فقلت: ما فعل الله بك فقال: غفر لي. فقلت: ما فعل الله بالخجستانيّ. بعده سنة واحدة، وقتله غلمانه كما تقدَّم.
4 (يزيد بن سنان بن يزيد.)
أبو خالد البصريّ القزّاز، مولى قريش. نزل مصر، وحدَّث عن: يحيى بن سعيد القطّان، ومعاذ بن هشام،

(20/200)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 201
وعبد الرحمن بن مهديّ، وجماعة. وعنه: النَّسائيّ، وأبو عوانة، والطّحاويّ، وابن أبي حاتم، وآخرون. وهو أخو محمد بن سنان القزّاز صاحب الجزء المشهور، وعمّ محمد بن خزيمة الّذي سكن معه مصر. وكان ثقة نبيلاً عالماً. خرج لنفسه المسند. وهو آخر من حدّث عن يحيى القطّان بديار مصر. توفّي في جمادى الأولى سنة أربعٍ وستيّن.
4 (يعقوب بن بختان.)
الفقيه، صاحب الإمام أحمد. روى عن: مسلم بن إبراهيم، وأحمد بن حنبل. وعنه: أبو بكر بن أبي الدّنيا، وأحمد بن محمد بن أبي شيبة. قال الخطيب: كان أحد الصّالحين الثّقات.
4 (يعقوب بن شيبة بن الصَّلت بن عصفور.)
الحافظ الكبير أبو يوسف السَّدوسيّ البصريّ، نزيل بغداد. سمع: عليّ بن عاصم، ويزيد بن هارون، وأزهر السَّمان، وبشر بن عمر الزّهرانيّ، وجعفر بن عون، وروح بن عبادة، وعبد الله بن بكر السَّهميّ، وأبا عامر العقديّ، وعبد الوهّاب الخفّاف،) ووهب بن جرير، ويعلى بن عبيد،

(20/201)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 202
وخلقاً من طبقتهم. ثمّ كتب عن طبقةٍ أخرى بعدهم، كعليّ بن المدينيّ، ويحيى بن معين، وأحمد بن حنبل. ثمّ كتب عن طبقةٍ أخرى بعدهم كالحسن بن عليّ الحلوانيّ، ومحمد بن يحيى الذَّهليّ، وهارون الجمالّ. روى عنه: حفيده محمد بن أحمد بن يعقوب، ويوسف بن يعقوب الأزرق، وجماعة. وثّقه الخطيب، وغيره. وصنَّف مسنداً كبيراً إلى الغاية القصوى لم يتمه. ولو تمّ لجاء في مائتي مجلّد. قال الدَّارقطنيّ: لو كان كتاب يعقوب بن شيبة مسطوراً على حرامٍ لوجب أن يكتب. وقال أبو بكر الخطيب: حدَّثني الأزهريّ قال: بلغني أنهّ كان في منزل يعقوب بن شيبة أربعون لحافاً أعدَّها لمن كان يكتب عنده من الورّاقين الّذين يبيّضون المسند، ولزمه على ما خرج منه عشرة آلاف دينار. قال: والّذي ظهر له من المسند: العشرة، وابن مسعود، وعمّار، وعقبة بن عدوان، وبعض الموالي. قلت: وبلغني أنّ مسند عليّ رضي الله عنه له في حمس مجلَّدات أحمد بن المعدّل، والحارث بن مسكين. فقيهاً ثرياً. وكان يقف في القرآن.

(20/202)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 203
وقال عبد الرحمن بن يحيى بن خاقان: أمر المتوكّل بمسند أحمد بن حنبل عمّن يتقلّد القضاء. قال: فسألته، حتى قلت: يعقوب بن شية فقال: مبتدع صاحب هوىً. قال أبو بكر الخطيب: وصف بذلك لأجل الوقف، يعني يقول في القرآن فلا يقول: مخلوق ولا غير مخلوق. قلت: أخذ الوقف عن شيخه أحمد بن المعدّل. قال المرُّوذيّ: اظهر يعقوب بن شيبة الوقف في ذلك الجانب، فحذر أبو عبد الله أحمد بن حنبل منه. توفّي في ربيع الأوّل سنة اثنتين وستيّن.
4 (يعقوب بن اللَّيث الصّفّار.)
) الأمير أبو يوسف السّجستانيّ، المستولي على خراسان. ذكر عليّ بن محمد أن يعقوب وعمراً كانوا أخوين صفارين يظهران الزُّهد. وكان صالح بن النَّضر المطَّوِّعيّ مشهوراً بقتال الخوارج، فصحباه إلى أن مات، فتولّى مكانه درهم بن الحسين المطَّوِّعيّ، فصار معه يعقوب.

(20/203)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 204
ثم إن أمير خراسان ظفر بدرهم، وبعث إلى بغداج، فحبسوه ثمّ أطلقوه، فخدم السّلطان، ثمّ إنّه تنسّك ولزم الحجّ، وأقام ببيته. قال ابن الأثير: تغلب صالح بن النَّضر الكنانيّ على سجستان ومعه يعقوب، فاستنقذها منه طاهر بن عبد الله بن طاهر، ثمّ ظهر بها درهم المطَّوعيّ فغلب عليها، وصار يعقوب قائد عسكره. ورأى أصحاب درهم عجزه وضعف، فملّكوا عليهم يعقوب لما رأوا من حسن سباسته. فلم ينازعه درهم، واستبدّ يعقوب بالإمرة، وقويت شوكته. قال عليّ بن محمد: لمّا دخل درهم بغداد ولي يعقوب أمر المطَّوِّعة، وحارب الخوارج الشُّراة حتى أفناهم، وأطاعه جند طاعة جنده طاعة طاعة لم يطيعوها أحداً. واشتهرت صولته، وغب على سجستان، وهراة، وبوشنج، ثمّ حضّه أهل سجستان على حرب التّرك الّذين بأطراف خراسان مع رتبيل لشّدة ضررهم، فغراهم وظفر برتبيل فقتله، وقتل ثلاثة من ملوك التُّرك، ثمّ ردّ إلى سجستان وقد حمل رؤوسهم مع رؤوس ألوف منهم، فرهبته الملوك الّذين حوله، ملك المولتان، وملك الرُّخج، وملك الكّبسين، وملوك السّند. وكان على وجهه ضربة منكرة من بعض قتال الشَّراة، سقط منها نصف وجهه، وخاطه ثمّ عوفي. وقد أرسل إلى المعتزّ بالله هديّة عظيمة، من جملتها مسجد فضّة يسع خمسة عشر نفساً يصلُّون فيه. وكان يحمل على عدّة جمال، ويفكّك ثمّ يركّب. ثمّ إنّه حارب عسكر فارس سنة خمسٍ وخمسين ومائتين، وقتل منهم ألوفاً. فكتب إليه وجوه أهل فارس: إن كنت تريد الدّيانة والتّطُّوع وقتل الخوارج فما ينبغي لك أن تتسّرع في الدّماء. واعتدّوا للحصار، ونازلهم ووقع القتال،

(20/204)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 205
فظفر يعقوب بأميرهم عليّ بن الحسين بن قريش وقد أثخن بالجراح، وقتل من جند فارس خمسة الآف.) ودخل يعقوب شيراز، فأمّن أهلها وأحسن إليهم. وأخذ من ابن قريش أربعمائة بدرة، فأنفق في جيشه لكل ثلاثمائة درهم. ثمّ بسط العذاب على ابن قريش حتّى أنّه عصره على أنثييه وصدغيه، وقيّده بأربعين رطلاً، فاختلط عقله من شدّة العذاب. ورجع يعقوب إلى سجستان، وخلع المعتزّ وبويع المعتمد على الله. ثمّ رجع يعقوب إلى فارس، فجبى خراجها ثلاثين ألف ألف درهم. واستعمل عليها محمد بن واصل. وكان يحمل إلى الخليفة في العام نحو خمسة آلاف ألف درهم. وعجز الخليفة عنه، ورضي بمداراته ومهادنته. ودخل يعقوب إلى بلخ في سنة ثمانٍ وخمسين. ودخل إلى نيسابور بعد شهرين، وابن طاهر في أسره ومعه ستُّون نفساً من أهل بيته، فقصد يعقوب جرجان وطبرستان، فالتقاه المتغلّب عليها حسن بن زيد العلويّ في جيشٍ كبير فحمل عليهم يعقوب في خمسمائة من غلمانه، فهزمهم. وغنم يعقوب ثلاثمائة وقر مالاً كانت خزانة الحسن بن زيد، وأسر جماعة من العلوييّن وأساء إليهم. وكانت هذه الوقعة في رجب في سنة ستيّن. ثم دخل آمل طبرستان وقصد الرّيّ، وأمر نائبها بالخروج عنها، وأظهر أنّ المعتمد على الله ولاّه الرّيّ. فغضب المعتمد عندما بلغه ذلك، وعاقب غلمان يعقوب الّذين ببغداد. فسار يعقوب في سنة إحدى وستيّن نحو جرجان، فقصده الحسن بن زيد العلويّ في الدّيلم من ناحية البحر، فنال من يعقوب وهزمه إلى جرجان. فجاءت بجرجان زلزلة قتلت من جند يعقوب ألفي نفس. وأقام يعقوب

(20/205)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 206
بها فظلم وعسف، واستعان من ببغداد من أهل خراسان على يعقوب، فعزم المعتمد على حربه، ورجع يعقوب إلى جوار الرّيّ وأخذ يستعدّ. ودخل نيسابور وصادر أهلها، ثمّ خرج إلى سجستان. وجاءت كتب المعتمد إلى أعيان خراسان بالحطّ على يعقوب وبأن يهتمّوا له. فأخذ يكاتب الخليفة ويداريه، ويسأله ولاية خراسان وفارس وشرطتي بغداد وسامرّاء، وأن يعقد أيضاً على الرّيّ، وطبرستان، وجرجان، وأذربيجان، وكرمان، وسجستان، ففعل ذلك المعتمد بإشارة أخيه الموفّق. وكان المعتمد مقهوراً مع أخيه الموفّق، فاضطربت الموالي بسامرّار لذلك وتحرّكوا. ثمّ إنّ يعقوب لم يلتفت إلى ما أجيب إليه من ذلك، ودخل خوزستان وقارب عسكر مكرم عازماً) على حرب المعتمد، وأخذ العراق منه. فوصلت طلائع المعتمد، وأقبلت جيوش يعقوب إلى دير العاقول، ووقع المصافّ، فبرز بين الصّفَّين خشتج أحد قوّاد المعتمد وقال: يأهل خراسان وسجستان ما عرفناكم إلاّ بالطّاعة والتّلاوة والحجّ، وإنّ دينكم لا يتّم إلاّ بالإتّباع. وما نشكّ أنّ هذا الملعون قد موَّه عليكم، فمن تمسَّك منكم بالإسلام فلينفر عنه. فلم يجيبوه. وقيل: كان عسكر يعقوب ميلاً في ميل، ودوابُّهم على غاية الفراهة، فوقف المعتمد بنفسه، وكشف الموفّق أخوه رأسه وقال: أنا الغلام الهاشميّ. وحمل وحمي الحرب، وقتل خلقٌ من الفريقين، فهزم يعقوب وأخذت خزائنه، وما أفلت أحمد من أصحابه إلاّ جريحاً، وأدركهم الليل فوقعوا من الزّحمة وأثقلتهم الجراح. وقال أبو السّاج ليعقوب: ما رأيت منك شيئاً من تدبير الحرب، فكيف كنت تغلب النّاس فإنك جعلت ثقلك وأسراك أمامك، وقصدت بلداً على قلّة معرفة منك بمخائضه وأنهاره، وسرت من السُّوس إلى

(20/206)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 207
واسط في أربعين يوماً، وأحوال عسكرك منحلَّة. فقال: لم أعلم أنّي محارب، ولم أشكَّ في الظَّفر. وقال عبد الله بن أحمد بن أبي طاهر: بعث يعقوب رسله إلى المعتمد، ثمّ سار إلى واسط فاستناب عليها، ووصل إلى دير العاقول، فسار المعتمد لحربه. وقال أبو الفرج الكاتب: نهض الخليفة لمحاربة الصّفّار، ولم تزل كتبه تصل إلى الخليفة بالمراوغة ويقول: إنّي قد علمت أنّ نهوض أمير المؤمنين يشرّفني وينبّه على موقعي منه. والخليفة يرسل إليه ويأمره بالانصراف، ويحذَّره سوء العاقبة. ثمّ عبّى الخليفة وجيشه، وأرسلوا المياه على طريق الصّفّار، فكان ذلك سبب هزيمته، فإنّهم أخذوا عليه الطريق وهو لا يعلم. والتحم القتال، ثمّ انهزم الصّفّار وغنموا خزائنه. وتوهَّم النّاس أنّ ذلك حيلة منه ومكراً، ولولا ذلك لاَّتبعوه. ورجع المعتمد منصوراً مسروراً. وخلص من أسر الصّفّار يومئذٍ محمد بن طاهر أمير خراسان، وجاء في قيوده إلى الخليفة، فخلع عليه خلعةً سلطانية. وقيل إنّ بعض جيش يعقوب كانوا نصارى على أعلامهم الصُّلبان. وكانت الوقعة في ثاني عشر رجب سنة اثنتين وستّين. وانهزم الصّفّار إلى واسط، وعاث أصحابه في أعمال واسط، ثمّ سار إلى تستر، لم يهجمه أحد،) ولا اقتحموا عليه، فحاصر تستر وأخذها. وتراجع جيشه وكثر جمعه. وكان موته بالقولنج، فقيل: إنّ طبيبه أخبره أنّ لا دواء له إلا الحقنة فامتنع، وبقي ستّة عشر يوماً وهلك.

(20/207)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 208
وكان المعتمد قد أنفذ إليه رسولاً يترضّاه فوجده مريضاً. وكان الحسن بن زيد العلويّ صاحب جرجان يسمّيه السّندان لثباته. وكان قلّ أن يرى متبسّماً. وولي بعده أخوه وأحسن السّيرة إلى الغاية، وامتدّت أيّامه. مات يعقوب في رابع عشر شوّال سنة خمسٍ وستيّن بجنديسابور.
4 (يعقوب الزّيّات.)
أحد مشايخ الطّريق بالعراق، صحب أبا تراب النَّخشبيّ، وأبا حاتم العطّار، وأبا عليّ بن الذّارع. وذكر السُّلميّ فقال: هو من أقران الجنيد. مات هو وأخوه جعفر محرمين في طريق الحجّ سنة اثنتين وستّين.
4 (يوسف بن بحر التّميميّ.)
أبو القاسم، قاضي حمص. روى عن: عليّ بن عاصم، ويزيد بن هارون، وطبقتهما. وعنه: ابن صاعد، ومحمد بن المسيّب الأرغيانيّ، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، ومحمد بن سليمان بن حيدرة. وأمّا أخوه خيثمة بن سليمان فأسرته الإفرنج، فلم يخلص من الأسر

(20/208)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 209
حتّى مات يوسف. وكان بغدادياً نزل الشّام. قال ابن عديّ: ليس بالقويّ، أتى عن الثّقات بمناكير.
4 (يوسف بن محمد بن صاعد.)
مولى يني هاشم، أخو الحافظ يحيى. سمع: خلاّد بن يحيى، وسليمان بن حرب، وجماعة. روى عنه: أخوه يحيى، وعليّ بن إسحاق المادرائيّ، وعبد الله الحامض. وكان موثَّقاً.) توفّي سنة سبعٍ وستيّن.
4 (يونس بن حبيب.)
أبو بشر العجليّ، مولاهم الإبهانيّ. روى عن: أبي داود الطّيالسيّ جملة كثيرة من المسند. وعن: عامر بن إبراهيم، وبكر بن بكّار، ومحمد بن كثير الصّنعانيّ، وجماعة.

(20/209)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 210
وعنه: أبو بكر بن أبي داود، وعليّ بن رستم، وأبو بكر بن عاصم، جماعة. آخرهم موتاً عبد الله بن جعفر بن فارس. قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه بإصبهان وهو ثقة. وحدَّثني ابن أبي عاصم أنّ أحمد بن الفرات أمره بالكتابة عن يونس بن حبيب. وقال غيره: كان عظيم القدر بإصبهان، معروفاً بالسّتر والصّلاح. توفّي سنة سبعٍ وستّين أيضاُ. روى القراءة عن قتيبة بن مهران.

(20/210)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 211
4 (الكنى)

4 (أبو حاتم العطّار.)
البصريّ العرف، أحد مشايخ الطّريق بالبصرة. قال ابن الأعرابي: لم يبلغنا أنّه كان في عصره أحد يقدَم عليه في العلم بهذه المذاهب، وكان مع ذلك ملازماً لسوقه وتجارته. يركب الحمار ويدلل في العطّارين غير متمكّن من الدّنيا منحلّ، غير أنّه يرد في هذه المذاهب حتّى ناب عن غيره، وتلمذ له من كان بالبصرة ممّن هو أحسن منه. وكان البغداديّون يدخلون البصرة يقصدون كلٌّ منهم محمد بن وهب، ويعقوب الزّيّات، وزريق النّفّاط، وغيرهم. وكان ظاهره مظاهر التّجار والعامّة منبسطاً معهم، فإذا تكلَّم كان غير ذلك. أخبرني محمد بن عليّ: سمع أبا حمزة البغداديّ: ربما ذكر أبو حاتم، وكان يتكلّم يوم الجمعة، فيقول في كلامه: لا تسألوني عن حالي، واعفوا لي عن نفسي. حسابي على غيركم. اجعلوني كالفتيل أحرق نفسي وأضيء لكم. وكان لا يظهر عليه خشوع ولا تنكيس رأس ولا لباس. وكان من أهل السُّنَّة والإتقان، يزري على الغسّانيّة وأهل الأوراد وأخذ المعلوم، كما يذّم أهل الدّنيا ومن يأوي) إلى الأسباب. يقول: من لم يعبد الله الغالب على قلبه، فإنّما يعبد هواه ونفسه. وكان يقول: من ذكر الله نسي نفسه. ومن ذكر نعمة الله نسي عمله. وكان عامّة في المعاني. ويقول: الأبطال في النُّجوم، والسّرائر في القلوب. وتحتاج تتوب من توبتك وتعبد الله له لا لك. ويحك كم تبكي وتصيح، صحّح واسترح.

(20/211)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 212
السّاحة بالقلوب، وسير الشّواتي سفر لا يقضى. دع الإحصاء والعدد، وصم الدّنيا وأفطر الآخرة. وكان يقول، إذا رأى عليهم الفوط والأبراد والصوف، وهم يصلّون: قد نشرتم أعلامكم وضربتم طبولكم، فليت شعري في اللّقاء أيّ رجال أنتم قال زريق النّفّاط، أو غيره: رأيت أبا حاتم بيده عطر يعرضه للبيع، فسألته عن مسألة، فقال: لكّل مقامٍ مقال، ولكن اصبر حتّى أفرغ. وكان إذا فرغ جلس يوم الجمعة، اجتمع إليه الصُّوفيّة وأصحاب الحديث والغرباء، وعامّة، مسجد البصرة، وجميع الطبقات. وكان الّذين يلزمون حلقته: ابن الشُّويطيّ. وأبو سعيد الغنويّ، والمرزوقيّ. وكان الغنويّ يميل إلى شيءٍ من الكلام ويعرفه. وكان في المسجد طائفة من النّاس ينكرون على أهل المحبّة لما يبلغهم من التخليط، وكانوا أهل حديث، وكلّهم يستملي أبا حاتم ويعجبه كلامه لرقَّته، ولقوله بالسُّنّة ومخالفته الغسّانيّة. وكانوا يميلون إليه هو وعبد الجبّار السُّلميّ، والحسن بن المثنَّى، وأحمد بن أبي عمر، وابن أبي عاصم، والجذوعيّ. كلّ هؤلاء صوفية المسجد من أهل السَّنة والحديث يتحلَّون النُّسك والأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر. وكان لهم بالبلد قدرٌ وهيبة. وقال السُّلميّ: كان أبو حاتم العطّارأستاذ الجنيد وأبي سعيد الخرّاز. وكان من جلّة مشايخهم، من أقران أبي تراب النَّخشبيّ. وهو أول من تكلّم بالعراق في علوم الإشارات. وعن محمد بن وهب قال: دخلت البصرة أنا ويعقوب الزّيات، فأتينا أبا حاتم العطّار، فدققنا الباب، فقال: من هذا) قلت: رجل يقول الله. فخرج ووضع خدّه على الأرض، وقال: بقي من يحس يقول الله
4 (أبو حمزة البغداديّ الصوفيّ.)

(20/212)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 213
أحد الكبار، اسمه محمد بن إبراهيم. توفّي سنة تسع وستّين. قاله أبو سعيد بن الأعرابيّ. تحوَّل ترجمته إلى هنا من بعد الثّمانين. ومن أخباره: قال أبو سعيد بن الأعرابي في كتاب طبقات النُّسَّاك: قدم أبو حمزة من طرسوس إلى بغداد، فجلس واجتمع إليه النّاس. وما زال مقبولاً حسن الظاهر والمنزلة إلى أن توفي. وحضر جنازته أهل العلم والنُّسك. وصلّى عليه بعض بنبه، وغسّله جماعة من بني هاشم. وقدَّم عليه الجنيد، يعني في الصّلاة، فامتنع، فتقدَّم ولده. وقام المكبَّرون يسمعون النّاس. وصعد الخطيب المعروف بالكاهليّ على سطح ليبلّغ النّاس. قال ابن الأعرابيّ: وكنت أنا وأبو بكر غلام بلبل، ومحمد الدَّينوريّ، بائتين في مسجد أبي حمزة ليلة موته، فمات في السَّحر. وأخبرت أنّه كان يقرأ حزبه من القرآن حتّى ختم في تلك اللَّيلة. وكان صاحب ليل، مقدَّماً في علم القرآن وحفظه. خاصّة قراءة أبي عمرو. وقد حملها عنه جماعة. وأخذ عنه كتاب اليزيديّ. وأخبرني مردويه أبو عبد الرحمن المقريء أنّه لم ير أحداً يقدّمه في قراءة أبي عمرو، والقيام بها على أبي حمزة. وقد قرأ ابن مجاهد على مردويه. وكان سبب علّته أنّ النّاس كثروا، فأتي أبو حمزة بكرسيّ، فجلس عليه، ثمّ مرّ في كلامه بشيءٍ أعجبه، فردّده وأغمي عليه حتّى سقط عن الكرسيّ.

(20/213)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 214
وقد كان هذا يصيبه كثيراً، فانصرف من المجلس بين اثنين يوم الجمعة، فتعلّل ودفن في الجمعة الثانية بعد الصّلاة. وكان أستاذ البغدادييّن، وهو أوّل من تكلّم ببغداد في هذه المذاهب من صفاء الذَّكر وجمع الهمّة والمحبّة والشَّوق والأنس، لم يسبقه بها على رؤوس النّاس ببغداد أحد. وكان قد طاف البلاد، وصحب النُّسّاك بالبصرة، وغيرهما. وسافر مع أبي تراب وأشكاله طالباً الحقائق.) وجالس أبا نصر التّمّار، وأحمدبن حنبل، وسريّ السَّقطيّ، وهو مولى لعيسى بن أبان القاضي. وقد سمعت أبا حمزة غير مرّة يقول: قال لي أحمد بن حنبل: يا صوفيّ ما نقول في هذه المسالة
4 (أبو السّاج.)
كان من كبار قوّاد المعتمد على الله، وإليه تنسب الأجناد السّاجيّة ببغداد. مات بجنديسابور في ربيع الأوّل سنة ستًّ وستّين ومائتين، وخلّف أموالاً عظيمة.

(20/214)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 215

(20/215)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 216

(20/216)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 217

(20/217)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 218

(20/218)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 219
5 (بسم الله الرحمن الرحيم)

5 (الطبقة الثامنة والعشرون)

1 (الأحداث من سنة إلى)

4 (أحداث سنة إحدى وسبعين ومائتين)
فيها توفّي: عبّاس الدُّوريّ، وعبد الرحمن بن محمد بن منصور الحارثيّ، ومحمد بن حمّاد الظّهرانيّ، ومحمد بن سنان القزّاز، ويوسف بن سعيد بن مسلم.
4 (تعطيل الجمعة في مسجد الرسول)
وفيها دخل محمد، وعليّ إبنا الحسين بن جعفر بن موسى بن جعفر الصّادق بن محمد المدينة، فقتلا فيها، وجبيا الأموال، وعطَّلت الجمعة والجماعة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم شهراً.
4 (عزل عمرو بن الليث)
وفيها عزل المعتمد عمرو بن اللَّيث، وأمر بلعنه على المنابر. وولىّ

(20/219)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 220
خراسان محمد بن طاهر. وكان محمد ببغداد، فاستناب عنه على نيسابور رافع بن هرثمة.
4 (إقرار نصر بن أحمد على بخارى وسمرقند)
وأمَّر على بخارى وسمرقند نصر بن أحمد بن أسد.
4 (مسير رافع بن هرثمة إلى جرجان)
) ثم جاءت كتب الموفَّق إلى رافع بقصد جرجان وآمل، وكانت للحسن بن زيد، فسار إليه رافع سنة أربع وسبعين.
4 (الوقعة بين أبي العبّاس بن الموفّق وخمارويه)
وفيها كانت وقعة عظيمة بين أبي العباس بن الموفَّق، وبين خمارويه بن أحمد بن طولون بأرض فلسطين. كان الموفّق قد جهَّز ولده في جنود العراق، وأعطاه الأموال، وولاّه أعمال مصروالشّام. فسار إلى الشّام، فنزل بفلسطين. وجاء خمارويه، وكان قد قام في ولاية أبيه بعده، فالتقيا بحيث جرت الأرض من الدّماء. ثمّ انهزم خمارويه إلى مصر، ونهبت أثقاله. ونزل أبو العباس في مضربه. وكان سعد أعدّ كميناً لخمارويه، فخرج على أبي العبّاس وهم عابرون، فانهزم جيشه، وذهب إلى طرسوس منهزماً في نفرٍ يسير، وذهبت خزائنه. فانتهب الجميع سعد ومن معه. وهذا من أعجب الأمور، وهو انهزام كلّ واحدٍ من المقدَّمين، ثمَّ اقتتال عسكرهما بعد رواحهما. ثمّ كان النّصر للمصرييّن.

(20/220)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 221
4 (تقييد ابن أبي الساج وإطلاقه)
وفيها قدم يوسف بن أبي الساج مقيَّداً على جمل. وكان قد وثب على الحاجّ، فقاتلوه وأسروه، ثمّ إنّه حسنت حاله، وبكى على فعله، وشفع فيه مؤنس، فأطلق.
4 (خروج إسحاق الطالبي وإفساده بالمدينة)
وفيها خرج بالمدينة إسحاق بن محمد الطّالبيّ الجعفريّ، فقتل أمير المدينة الفضل بن العبّاس بن حسن العبّاسيّ، وعاث وأفسد وخرّب المدينة.

(20/221)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 222
4 (أحداث سنة اثنتين وسبعين ومائتين)
توفّي فيها: أحمد بن عبد الجبار العطارديّ وهو ابن عاصم الإصبهاني، وأبو عتبة أحمد بن الفرج الحمصيّ، وأحمد بن مهديّ بن رستم، وسليمان بن سيف الحّرانيّ، وأبو أحمد محمد بن بد الوهّاب الفرّاء، وأبو جعفر محمد بن عبد الله بن المنادي،) ومحمد بن عوف الحمصيّ.
4 (الخلاف بين ابن الموفّق ويازمان الخادم)
وفيها وقع خلاف بين أبي العباس بن الموفق وبين يازمان الخادم في طرسوس، فأخرج أهلها أبا العبّاس عنهم. فقدم بغداد في جمادى الآخرة.
4 (دخول الخوارج الموصل)
وفيها دخل حمدان بن حمدون وهارون الشّاريّ الخوارج مدينة الموصل. وصلى الشّاريّ بالنّاس في الجامع.

(20/222)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 223
4 (القبض على صاعد بن مخلد وبنيه)
وفيها قبض الموفَّق على صاعد بن مخلد وعلى بنيه ومواليه، واستكتب عوضه إسماعيل بن بلبل.
4 (حركة الزنج بواسط)
وفيها تحرّكت الزَّنج بواسط وصاحوا: أنكلائيّ يا منصور. وكان أنكلائيّ ابن الخبيث، وسليمان بن جامع، والمهلَّبيّ، والشَّعرانيّ، وغيرهم من قوّاد الزَّنج محبوسين ببغداد في يد فتح السَّعيديّ. فكتب إليه الموفّق أن يذبح الجماعة ويبعث رؤوسهم، ففعل. وقيل صلبت أبدانهم على الجسر. والله سبحانه وتعالى أعلم.

(20/223)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 224
4 (أحداث سنة ثلاثٍ وسبعين ومائتين)
فيها توفّي: أحمد بن الوليد الفحّام، وإسحاق بن سيار النَّصيبيّ، وحنبل بن إسحاق، والفضل بن شخرف، وأبو أميّة محمد بن إبراهيم الطَّرسوسيّ، ومحمد بن يزيد بن ماجة.
4 (وقعة الرافقة)
وفيها كانت بالرافقة واقعة بين إسحاق بن كنداج، ومحمد بن أبي الساج، فانهزم إسحاق. ثمّ تواقعا أيضاً، فانهزم إسحاق في ذي الحجّة.)
4 (قتل ملك الروم)
وفيها وثب ثلاثة بنين لملك الروم على أبيهم فقتلوه، وملّكوا أحدهم.

(20/224)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 225
4 (القبض على لؤلؤ الطولوني)
وفيها قبض الموفَّق على لؤلؤ الطَّولونيّ، وأخذ له أربعمائة ألف دينار شرهاً. ولم يكن له ذنب، بل أدُّعي عليه أنّه كاتب خمارويه بن أحمد بن طولون. والله أعلم.

(20/225)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 226
4 (أحداث سنة أربعٍ وسبعين ومائتين)
فيها توفّي: أحمد بن الوليد الفحّام النَّصيبيّ، وإسحاق بن سيّار النَّصيبيّ، وحنبل بن إسحاق، والفتح بن شخرف، وأبو أميّة محمد بن إبراهيم الطَّرسوسيّ، ومحمد بن يزيد بنماجة، والحسن بن مكرم، وعليّ بن إبراهيم الواسطيّ، ومحمد بن عيسى بن حبّان المدائنيّ، وأبو غسّان مالك بن يحيى، بمصر. وفيها خرج الموفَّق إلى كرمان لحرب عمرو بن اللَّيث الصّفّار. وفيها غزا يازمان الخادم الروم، فقتل وسبى وعاد سالماً.

(20/226)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 227
4 (أحداث سنة خمسٍ وسبعين ومائتين)
توفّي فيها: أبو بكر المروزيّ الفقيه، وأحمد بن يحيى بن ملاعب، والحسين بن محمد بن أبي معشر نجيح، وأبو داود صاحب السُّنن، وأبو عوف البزوريّ عبد الرحمن بن مرزوق، ويحيى بن جعفر بن الزّبرقان.)
4 (غزوة يازمان البحر)
وفيها غزا يازمان البحر، فأخذ عدّة مراكب للروم.
4 (حبس الموفّق لابنه أبي العبّاس)
وفيها حبس الموفق ابنه أبا العبّاس، فشغب أصحابه وحملوا السّلاح، واضطّربت بغداد. فركب الموفّق وقال: يا أصحاب ولدي أتراكم أشفق على ابني منّيوقد احتجت إلى تأديبه. فوضعوا السّلاح وتفرَّقوا، واطمأنوَّا عليه. والله أعلم.

(20/227)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 228
4 (أحداث سنة ستٍّ وسبعين ومائتين.)
فيها توفّي: أحمد بن حازم بن أبي غرزة، وبقيّ بن مخلد الأندلسيّ، وعبد الله بن ملم بن قتيبة، وأبو قلابة الرَّقاشيّ، ومحمد بن أحمد بن أبي العوّام، ومحمد بن إسماعيل الصّائغ، ومحمد بن سعد العوفّي، ويزيد بن محمد بن عد الصَّمد.
4 (رضا المعتمد على عمرو بن الليث)
وفيه رضي للمعتمد على عمرو ن الَّليث، وكتب اسمه على الأعلام والأترسة ببغداد.
4 (هرب ابن أبي السّاج من خمارويه)
وفها قدم محمد بن أبي السّاج هارباً من خمارويه بعد وقعاتٍ جرت بينهما، وضعف عنه محمد.

(20/228)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 229
4 (ميسر الموفقّ إلى إصبهان)
وفي سار الموفّق إلى إصبهان، فنزح محمد ن عبد العزيز أب دلف بجيشه وعياله.
4 (ولاية ابن الليث شرطة بغداد وعزله)
وفيه ولّي عمرو بن اللَّيث شرطة بغداد. ثمّ بعد قليلٍ غضب عليه المعتمد وعزله، وأسقط اسمه من الأعلام.)

(20/229)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 230
4 (أحداث سنة سبعٍ وسبعين ومائتين)
فيها توفذي: إبراهيم بن أبي العيش القاضي، والحسنبن سلاّم السّوّاق، وأبو حاتم الرّازيّ، ومحمد بن الجهم السِّمريّ.
4 (إتفاق سازمان وخمارويه)
وفيها اتّفق تزمان الخادم أمير الثَّغر مع خمارويه، ودعا له على المنابر بطرسوس. فبعث إليه ثلاثين ألف دينار، وخمسمائة دابّة، وخمسمائة ثوبٍ من مصر. ثمّ بعث إليه بخمسين ألف دينار.
4 (استيلاء ابن هرثمة على طبرستان)
وفيها: استولى ابن هرثمة على طبرستان.

(20/230)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 231
4 (أحداث سنة ثمانٍ وسبعين ومائتين)
توفّي فيها: أحمد بن عبيد بن ناضج، وإبراهيم بن الهيثم البلديّ، وعبد الكريم بن الهيثم الدَّيرعاقوليّ، والأمير أبو أحمد الموفَّق، ومحمد بن شدّاد المسمعيّ، وموسى ن سهل الوشّاء، وموسى بن عيسى بن المنذر الحمصيّ، وهاشم بن مرثد الطَّبرانيّ.
4 (غور النيل بمصر وغلاء الأسعار)
وفيها وردت الأخبار أنّ نيل مصر غار ونقص نقصاً عظيماً، وغلت الأسعار. قال أبو لمظفرّ بن الجوزيّ: غار النيّل فلم يبق منه شيء.

(20/231)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 232
قلت: ولم يتعرَّض المسبّحي في تاريخه إلى شيء من ذلك.
4 (مرض الخليفة الموفّق ووفاته)
وفي المحرّم انصرف الموفّق من الجبل إلى بغداد مريضاً، وكان به نقرس. وزاد مرضه فصار) داء الفيل. وكان يبردون بالثَّلج، ويحمل على سرير، ويحمله عشرون نفساً. فقال مرًّة للذين يحملون: لعلّكم قد ضجرتم منّي. وددت الله أنّي كأحدكم أحمل على رأسي وآكل، وأنّي في عافية. وقال في مرضه: قد أطبق ديواني على مائة ألف مرتزق، وما أصبح فيهم أسوأ حالاً منّي. وزاد به انتفاخ رجله ومات.
4 (ظهور القرامطة بواد الكوفة)
وفها ظهرت القرامطة بسواد الكوفة وقد اختلفوا فيهم على أقوال: أحدها: إنّه قدم رجلٌ من ناحية خوزستان إلى الكوفة، فنزل النَّهرين وأظهر الزُّهد والتَّقشف، يعمل الخوص ويصوم. وإذا جلس إليه إنسان وعظه وزهَّده في الدُّنيا، واعلمه أنّ الصُّلوات المفترضة في اليوم واللَّيلة خمسون صلاة. حتّى خشي ذلك منه. ثمّ أعلمهم أنّه يدعو إلى إمام من أهل البيت، فكانوا يجلسون إليه. ثم نظر نخلاً، فكان يأخذ من بقّالٍ كلَّ ليلةٍ رطل تمرٍ ثمَّ يفطر عليه، ويبيعه النَّوى. فأتاه أصحاب النَّخل فأهانوه، وقالوا: ما كفاك أكل تمر انَّخل حتّى تبيع النَّوى فقال البقّال: ويحكم ظلمتموه فإنّه لم يذق تمركم، وإنّما يشتري منيّ

(20/232)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 233
التَّمر فيفطر عليه، ويبيعني النَّوى. فندموا على ضربه وتحلّلوه، وازداد نبلاً عند أهل القرية، وتبعه جماعة، فكان يأخذ من كلّ رجلٍ ديناراً، واتّخذ منهم اثني عشر نقيباً. وفرض عليهم كلّ يوم خمسين صلاةً، سوى نوافل اشتعلن بها عن زراعاتهم، فخربت الضِّياع. وكانت للهيصم ضياع هناك فقصّروا، فبلغه شأنه، فطلبه وسأله عن أمره، فأخبره ودعاه إلى مذهبه. فحسبه في بيت وحلف ليقتلنّه. فسمعه جارية من جواريه، فرقَّت له، وأخذت المفتاح وفتحت عليه. ثمَّ قفلت الباب، وأعادت المفتاح إلى مكانه، فانتبه الهيصم ففتح الباب فلم يجده. وقال النّاس: رفع إلى السّماء. ثمّ ظهر في مكانٍ آخر، فسألوه عن قصّته فقال: من تعرَّض لي بسوء هلك. ثمّ انسحب إلى الشّام، فلم يعرف له خبز. وصحبه رجل يقال له كرميتة، ثمّ خفِّف، فقيل قرمط. وفي قة لٍ: كان هذا الرجل قد لقي الخبيث ملك الخوارج الزَّنج، فقال له: ورائي مائة ألف سيف، فوافقني على مذهبي حتّى أصير إليك بمن معي.) وتناظرا فاختلفا، ولم يتَّفقا، فافترقا. القول الثّاني: إنّ أول من أظهر مذهبهم رجلٌ يقال له محمد الورّاق يعرف بالمقرمط الكوفّي. شرَّع هم دعاتهم اكترى دوابَّ من رجلٍ يقال له قرمط بن

(20/233)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 234
الأشعث، فدعاه فأجابه. والقول الأوّل أشهر.
4 (من فرق الباطنيّة)
ثمّ فرق القامطة، الباطنيّة، والخرَّميّة، والبابكيّة، والمحمِّرة، والسَّبعيّة. والتَّعليميّة.
4 (القرامطة)
فمن قول القرامطة: إنّ محمد بن الحنفيّة هو المهديّ، وإنّه جبريل، وإنّه هو المسيح، وإنّه الدّابّة. ويزيدون أذنهم. وإنّ نوحاً رسول الله، وإنّ عيسى رسول الله، وإنّ محمد بن الحنفية رسول الله، وإنّ الحجّ والقبلة إلى بيت المقدس، ويوم الجمعة والاثنين ويوم الخميس يوم استراحة، وإنّ الصّوم في السنة يومان: يوم النّيروز ويوم المهرجان. وإنّ الخمر حلال، ولا غسل الجنابة. وتحيَّلوا على المسلمين بطرقٍ شتّى، ونفق قولهم على الجّهال وأهل البّر. ويدخلون على الشّيعة بما يوافقهم، وعلى السُّنة بما يوافقهم. ويخدعون الطّوائف، ويظهرون لكلّ فرقةٍ أنّهم منهم.
4 (الباطنيّة)
وأمّا الباطنيّة، فقالت: لظواهر الآيات والأحاديث واطن تجري مجرى اللُّب من القشر. واحتجّوا لكلّ آيةٍ ظهر وبطن. وانّ من وقف على علم الباطن سقطت عنه التّكاليف

(20/234)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 235
4 (الخرَّميّة)
وأمّا الخرَّميّة فخرَّم اسم أعجميّ معناه الشّيء المستلذّ، وهم أصل الإباحة في المجوس الّذين نبغوا في أيّام قباذ، فأباحوا المحظورات.
4 (البابكيّة)
وأمّا البابكيّة، فأصحاب بابك الخرميّ. لهم ليلة في السّنة يختلط فيها النّساء والرجال، فمن وقعت في يده امرأة استحلَّها، إلى غير ذلك الخروج عن الملّة.)
4 (المحمرِّة)
وأمّا المحمرِّة، فيلبسون الثّياب الحمر، ولهم مقالة.
4 (السّبعيّة)
وأمّا السّبعيّة فزعموا أنَّ الكوكب السّبعة تدبرّ العالم السّفلي.
4 (التعليميّة)
وأمّا التعليميّة، فأطلوا القياس ولا علم عندهم إلاّ ما تلقيِّ من إمامهم.

(20/235)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 236
4 (الإسماعيلية)
والإسماعيلية والإسماعيلية من القرامطة. وقيل: إنّ قرمط غلام إسماعيل بن جعفر الصّادق، ولم يصحّ.
4 (الملاحدة)
وكلّ هؤلاء يذهبون إلى مذهب الملاحدة كزرادشت، ومزدك، وماني، الّذين جحدوا النُّبوَّة وأباحوا المحظورات. وقالوا بقول الفلاسفة والدَّهريّة، لعنهم الله تعالى.
4 (وفاة يازمان الخادم)
وفيها غزا يازمان اخادم حصن كند، فنصب عليه المجانيق وكاد يفتحه، فجاءه حجر من الحصن فقتله، فارتحلوا وبه رمق، فمات في الطّريق. وحمل فدفن بطرسوس. وكان شجاعاً، جواداً، كريماً.

(20/236)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 237
4 (أحداث سنة تسعٍ وسعين ومائتين)
توفّي فيها: المعتمد على الله، واحمد بن الخليل البرجلانيّ، وأحمد بن أبي خيثمة، وإبراهيم بن عبد اله القصّار، وأبو يحيى بن أبي ميسرة، وأبو عيسى التِّرمذيّ.
4 (ولاية العهد للمعتضد)
) ولثمانٍ بقين من المحرَّم خلع جعفر المفوّض من اعهد، وقدَّم عليه المعتضد، وكتب إلى الآفاق بذلك. وذلك لتمكُّن المعتضد من الأمور، ولطاعة الجيش له.
4 (منع المنجّمين والقصّاص)
وفيها أمر المعتضد أن لا يقعد في الطريق منجِّم ولا قصَّاص، واستحلف

(20/237)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 238
الورّاقين لا يبيعوا كتب الفلاسفة والجدل ونحو ذلك.
4 (وفاة المعتمد وولاية ابن الموفّق)
وضعف أمر المعتمد معه، وتوفّي بعد أشهر بمن السّنة، فولي المعتضد أبو العبّاس ن الموفّق الخلافة.
4 (قوم رسول خمارويه إلى المعتضد)
وفها قدم رسول خمارويه صاحب مصر إلى المعتضد، وذلك عشرون حمل غلٍ من الهي من سوى الخيول والسُّروج والجواهر والتحف، وزرافة، ولاية ابن اللّيث خراسان وقدمت عليه هدايا عمرو بن اللّيث، فولاّه خراسان.

(20/238)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 239
4 (وفاة نصر بن أحمد بن أسد)
وفيها توفّي نصر بن أحمد بن أسد أمير ما وراء النهَّر، فولي بعده أخوه إسماعيل.
4 (زوج المعتضد)
وتوجَّهت الرُّسل في تزويج عليّ بن المعتضد ببنت خمارويه ثمّ تزوَّجها المعتضد.
4 (فتح ابن الشيخ قلعة ماردين)
وفيها فتح أحمد بن عيسى بن الشيخ قلعة ماردين. أخذها من محمد بن إسحاق بن كنداج.
4 (صلاة المعتضد الأضحى)
وصلّى المعتضد بالنّاس صلاة الأضحى، فكّبر في الأولى ستّاً، وفي الثانية واحد. ولم تسمع منه الخطبة.

(20/239)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 240
4 (الحجّ هذا الموسم)
وحجّ بالنّاس هارون بن محمد العبّاسيّ، وهي آخر حجّةٍ حجّها بالنّاس وكان قد حجّ بهم ستّ عشرة حجَّة متوالية.)

(20/240)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 241
4 (أحداث سنة ثمانين ومائتين)
فيها توفّي: أحمد بن محمد البرّيّ، وعثمان بن سعيد الدّارميّ، وأبو إسماعيل التَرّمذي، وهلال بن العلاء.
4 (القبض على محمد بن الحسن بن سهل)
وفي أوّلها قبض المعتضد على محمد بن الحسن بن سهل. وكان أحد قوّاد صاحب الزَّنج استأمن إلى الموفَّق، فبلغ المعتضد أنّه يدعو إلى ولد المهتدي بالله فقرَّره، وقال: أخبرني عن الرجل الّذي تدعو إليه فقال: لو كان تحت قدميّ ما رفعتهما عنه. فقتله.
4 (مسير المعتضد إلى بني شيبان)
وفي صفر، سار المعتضد بجيوشه يريد بني شيبان، وكانوا قد عاثوا وأفسدوا، فلحقهم بالجيش، فقتل منهم خلقاً، وغرَّق خلقاً، وغنم الجيش من أموالهم ما لا يحصى، بحيث أبيعت الشّاة بدرهم، والجمل بخمسة دراهم. وأمر المعتضد بحفظ النّساء والذّراري، ولم يتعرَّض لهم.

(20/241)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 242
ثمّ وصل إلى الموصل. ثمّ لقيه بنو شيبان وتذلّلوا له، فأخذ منهم خمسمائة رجلٍ رهائن، وردَّ عليهم نساءهم وذراريهم.
4 (فتح ابن أبي الساج مراغة)
وفيها افتتح محمد بن أبي السّاج مراغة بعد حصارٍ طويل، وأخذ منها مالاً كثيراً.
4 (وفاة جعفر بن المعتضد)
وفيها مات المفوّض إلى الله جعفر بن المعتضد الّذي ولي عهد أبيه، في ربيع الآخر. وكان محبوساً في دار المعتضد لا يراه أحد. وقيل: إنّ المعتضد كان ينادمه.
4 (مولد القائم بسلمية)
وفيها ولد بسلمية القائم أبو القاسم محمد بن المهديّ عبيد الله ببلد سلمية. وكان بها أمرهم وأموالهم. وأسلفنا سنة سبعين شيئاً من خبرهم.)
4 (دخول الداعية أبي عبد الله أرض القيروان)
وفيها دخل داعيهم أبو هبد الله مع بني كتامة إلى أرض القيروان في ربيع الأوّل، فاشتهر أمره وتسامعوا به، وأتوه وبالغوا في احترامه. فاتّصل خبره

(20/242)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 243
بإبراهيم بن أحمد صاحب إفريقيّة، فبعث يخوّفه ويحذّره الخروج. فلم يباله.
4 (الحرب بين الداعي وصاحب إفريقية)
واشتهر زهد الدّاعي أبي عبد الله وعلمه، فلّما همَّ صاحب إفريقيّة بقبضه استنهض الّذين تبعوه، فالتقى الفريقان، فانتظر أبو عبد الله، وقتل وغنم فحاربه صاحب إفريقيّة مرّات، وأبو عبد الله في زيادة، وصاحب إفريقيّة في نقص. ثمّ إنّه في الآخر قتل.
4 (غزوة إسماعيل بن أحمد بلاد الترك)
وفيها غزا إسماعيل بن أحمد بن أسد أمير ما وراء النَّهر بلاد التُّرك، وأسر ملكها وزوجته، وأسر عشرة آلاف، وقتل عشرة آلاف. وأصاب أموالاً عظيمة، بحيث أصاب الفارس في الغنيمة ألف درهم.
4 (موت الأمير مسرور البلخي)
ومات الأمير مسرور البلخيّ الّذي كان مع الموفّق وقت الحصار.

(20/243)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 244
4 (خبر الزَّلزلة في بلاد الدُّبيل)
روي أنّ ذي الحجّة ورد كتاب من الدُّبيل أنَّ القمر انكسف في شوّال من السّنة، وأنّ الدُّنيا أصبحت مظلمة إلى العصر. فهبّت ريحٌ سوداء، فدامت إلى ثلث اللَّيل، وأعقبها زلزلة عظيمة أذهبت عامّة المدينة. وأنّهم أخرجوا من تحت الهدم ثلاثين ألف إلى تاريخ الكتاب. ثمّ زلزلت خمس مرّات، فكان عدّة من أخرج من تحت الرَّدم مائة ألف وخمسين ألفاً.
4 (زيادة دار المنصور)
وفيها زيد في جامع المنصور دار المنصور التي كان يسكنها. وغرم على إصلاح ذلك عشرين ألف دينار. والله أعلم.

(20/244)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 245
1 (ذكر رجال هذه الطبقة مرتبين على حروف المعجم)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن إبراهيم البغداديّ)
أبو بسطام الأطروش. سمع: هوذة بن خليفة. وعنه: أبو بكر الشّافعيّ البزّاز. توفّي سنة تسعٍ وسبعين.
4 (أحمد بن إبراهيم بن هشام بن يحيى ين يحيى.)
أبو حارثة الغسّانيّ الدّمشقيّ. سمع: أباه، وهشام بن عمّار، وجماعة. وعنه: احمد بن جوصا، وأبو يعقوب إسحاق الأذرعيّ، وأبو عوانة في صحيحه وقال: ثنا حارثة سيّد أهل الشام.
4 (أحمد بن إسحاق بن المختار)
أبو بكر الدّقّاق. سمع: أبا كامل الجحدريّ، ومحمد بن أبي بكر المقدَّميّ. وعنه: أحمد بن كامل القاضي، وغيره.

(20/245)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 246
توفّي سنة سبعٍ وسبعين.
4 (أحمد بن إسماعيل بن مهديّ السَّكونيّ الحمصيّ.)
روى عن: أحمد بن كثير الصَّنعانيّ. وعنه: الطّبرانيّ.
4 (أحمد بن الأسود.)
أبو عليّ الحنفيّ البصريّ. سمع: يزيد بن هارون، وغيره. وولي قضاء قرقيسيا. ذكره ابن حبان في الثّقات، وقال: ثنا عنه: أحمد بن عبد الله الجسيريّ.) وتوفّي سنة خمسٍ وسبعين.
4 (أحمد بن أيوب بن زريع الهاشميّ.)
يروي عن: عبد الله بن صالح العجليّ، وغيره. توفّي سنة سبعٍ وسبعين.
4 (أحمد بن بكر بن سيف المرُّوذيّ.)
سمع من: أبي نعيم، وغيره. وكان موثَّقاً. توفّي سنة أربعٍ وسبعين.
4 (أحمد بن بكر البالسيّ.)

(20/246)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 247
أبو بكر. توفّي بعد السَّبعين أو قبلها. وحدَّث عن: يزيد بن هارون، وزيد بن الحباب، محمد بن مصعب، وطائفة. وكان ثقة يخطيء. وقد تقدَّم في تلك الطّبقة. وأمّا الأزديّ فقال: كان يضع الحديث.
4 (أحمد المعتمد على الله.)

(20/247)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 248
أبو العبّاس أمير المؤمنين ابن المتوكّل على الله جعفر بن المعتصم بالله محمد بن الرشيد الهاشميّ العّباسيّ. ولد سنة تسعٍ وعشرين ومائتين بسرَّ من رأى، وأمّه روميّة اسمها فتيان. قال ابن أبي الدُّنيا: كان أسمر رقيق اللَّون، أعين، خفيفاً، لطيف اللّحية، جميلاً. ولد في أوّل سنة تسعٍ، ومات ليلة الاثنين لإحدى عشرة بقيت من رجب سنة تسعٍ وسبعين فجأة ببغداد. فحمل ودفن بسامرَّاء. وكانت خلافته ثلاثة وعشرين سنة وستّة أيام، والصّواب: وثلاثة أيّام. قلت: استخلف بعد المتهتدي بالله، وقد سار بنفسه لحرب يعقوب بن الليث الصّفّار. فالتقاه برب دير العاقول، فنصر عليه، وهزم جيش الصفّار أقبح هزيمة سنة اثنتين وستّين. وقيل: كان المعتمد مربوعاً نحيفاُ. فلمّا استخلف سمن وأسرع إليه الشَّيب.) مات بالقصر الحسينيّ مع الندُّماء والمطربين. أكل في ذلك اليوم رؤوس

(20/248)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 249
الجداء، ومات في اليوم الثّاني فجأة. فقيل: إنّه سمَّ في الرؤوس. ومات معه من أكل منها. قيل: بل نام فغمّ في بساط. وقيل: سمّوه في كأس. فدخل عليه إسماعيل القاضي وجماعة شهود، فلم يروا به أثراً. وكان منهمكاً على اللّذّات. فاستولى أخوه الموفّق على الأمور وقوي عليه، وانقهر معه المعمد. ثمّ مات المعتمد وهو كالمحجور عليه من بعض الوجوه، من جهة المعتضد أيضاً ابن الموفّق. وكانت عريب جارية المعتمد قد وصلها موال جزيلة من المعتمد، ولها فيه مدائح. وكان يتعانى المسكر ويعربد على النُّدماء. واستخلف بعده المعتضد بن الموفَّق.
4 (أحمد بن حازم بن أبي غرزة.)
أبو عمرو الغفاريّ الكوفيّ. أحد الأثبات المجوّدين. سمع: جعفر بن عون، ويعلى بن عبيد، وعبد الله بن موسى، وإسماعيل بن إبان، وطائفة.

(20/249)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 250
وعنه: مطيَّن، وابن رحيم الشّيبانيّ، وإبراهيم بن عبد الله بن أبي العزائم، والكوفيّون كابن عقدة، وغيره. وله مسند مشهور، وقع لنا منه شيء. ذكره ابن حبّان في الثّقات، وقال: كان متقناً. قلت: توفّي في ذي الحجّة سنة ستٍّ وسبعين.
4 (أحمد بن الحباب بن حمزة.)
أبو بكر الحميريّ النَّسّابة البلخيّ. سمع: مكّيَّ بن إبراهيم، وإسماعيل بن أبي أويس. وعنه: حرب بن إسماعيل الكرمانيّ، وأبو بكر بن أبي داود عبد الله بن درستويه. توفّي سنة سبعٍ.
4 (أحمد بن حرب بن مسمع البغداديّ المعدّل.)
أبو جعفر البرجلانيّ. والبرجلانيّة محلَّة ببغداد.) سمع: أبا النَّضر هاشم بن القاسم، والواقديّ، والأسود بن عامر بن شاذان، والحسن الأشيب. وعنه: النّجّاد، أبو عمرو بن السَّماك، ومحمد بن جعفر بن الهيثم الأنباريّ، وآخرون.

(20/250)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 251
وثّقه الخطيب، وقال: مات في ربيع الأوّل سنة تسعٍ.
4 (أحمد بن الخليل بن حرب النَّوفليّ.)
مولى بن نوفل، ابن الحارث القومسيّ. حدَّث عن: أبي النَّضر هاشم، وعبد الله بن موسى، وأبي عبد الرحمن المقري، ومعلَّى بن أسد. وهو من أهل قومس. محدَّث فاضل، يكنّى أبا عبد الله. روى عنه: عمر بن عبد الله بن حسن، ومحمد بن أحمد بن يزيد الزُّهريّ، وأهل إصبهان، وأبو حاتم الرّازيّ، ويحيى بن عبدوس، والفضيلبن الخصيب. وقال أبو زرعة: يكذب على من لقي وعلة من لم يلق. ويحدَّث عن قومٍ ماتوا قبل أن يولد بعشرين سنة. وقال ابن مردويه: فيه لين. قلت: وكان قديم الوفاة.

(20/251)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 252
4 (أحمد بن أبي خيثمة زهير بن حرب بن شدّاد.)
أبو بكر النَّسائيّ ثمّ البغداديّ الحافظ، صاحب التّاريخ المشهور. سمع: أباه، وأبا نعيم، وهوذة بن خليفة، وقطبة بن العلاء بن المنهال الغنويّ، ومسلم بن إبراهيم، وعفّان، ومحمد بن سابق، وموسى بن إسماعيل، وأحمد بن يونس اليربوعيّ، وأبا غسّان النَّهديّ، وخلقاً كثيراً. وعنه: البغويّ، وابن صاعد، ومحمد بن عليّ بن عبيد، ومحمد بن مخلد، ومحمد بن أبي الحكيميّ، وإسماعيل الصّفّار، وأبو سهل بن زياد، وأحمد بن كامل، وخلق. قال أبو بكر الخطيب: كان ثقة عالماً متفنّناً حافظأً، بصيراً بأيّام النّاس، راوية للأدب. أخذ علم الحديث عن: أحمد، وابن معين. وعلم النَّسب عن: مصعب الزُّبيريّ. وأيّام النّاس عن: أبي الحسن عليّ بن محمد المدائنيّ. والأدب عن: محمد بن سلاّم الجمحيّ.) وله كتاب الّتاريخ الّذي أحسن تصنيفه وأكثر فائدته فلا أعرف أغزر فوائد منه.

(20/252)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 253
وقال الدّارقطنيّ: ثقة مأمون. وقال ابن قانع: مات في جمادى الأولى سنة سبعٍ وسبعين. وكذا قال ابن المنادي، وزاد: وقد بلغ أربعاً وتسعين سنة. وقيل: دون ذلك.
4 (أحمد بن سعيد بن زياد.)
أبو العبّاس الجمّال. بغداديٌّ ثقة. سمع: عبد الله بن بكر السَّهميّ، وأبا النَّضر، وحجّاج بن محمد. وعنه: محمد بن عباس بن نجيح، وأبو بكر الشّافعيّ. وأحمد بن كامل، وجماعة. توفّي في شوّال سنة ثمانٍ وسبعين. وثّقه الخطيب.
4 (أحمد بن سعيد بن إبراهيم بن سعد بن عبد الرحمن بن عوف.)

(20/253)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 254
أبو إبراهيم الزُّهريّ. سمع: عفّان، وعليَّ بن الجعد، ويحيى بن بكير، ويحيى بن سليمان الجعفيّ، وعليّ بن بحر القطّان، ومحمد بن سلاّم الجمحيّ، وغيرهم. وعنه: ابن صاعد، والمحامليّ، وإسماعيل الصّفّار، وأبو عوانة في صحيحه في أماكن، وقال مرّة: وكان من الأبدال وجماعة. قال الخطيب: وكان مذكوراً بالعلم والفضل، موصوفاً بالصَّلاح والزُّهد، ومن أهل بيت كلّهم علماء ومحدَّثون. وله أخوان أكبر منه: عبيد الله، وعبد الله. وقال عبد الله بن عبد الرحمن الزُّهريّ: حدَّثني أبي قال: مضى عمّي أبو إبراهيم الزُّخريّ إلى أحمد بن حنبل فسلَّم عليه، فلمّا رآه وثب وقام إليه وأكرمه، فلمَّا أن مضى قال له ابنه: يا أبه، شابّ تعمل به هذا وتقوم إليه قال يا بنيّ لا تعارضني في مثل هذا، ألا أقوم إلى ابن عبد الرحمن بن عوف) وقال ابن المنادي: توفّي ف يخامس المحرَّم سنة ثلاثٍ وسبعين، وقد بلغ خمساً وسبعين سنة. وقال ابن صاعد: كان ثقة. وقال غيره: كان من الأبدال.
4 (أحمد بن سليمان.)

(20/254)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 255
أبو بكر الصُّوريّ. نزل علاقة، وحدَّث عن: سعيد ين منصور، ومهديّ بن جعفر الرّمليّ، وغير واحد. روى عنه: محمد بن يوسف الهرويّ وخيثمة الأطرابلسيّ.
4 (أحمد بن السَّميدع الشّاشيّ الحافظ.)
سمع: مسدَّداً، ويحيى بن بكير، وجماعة. وطوَّف وصنَّف. توفّي في صفر سنة أربعٍ وسبعين.
4 (أحمد بن أبي طالب.)
أبو العبّاس التَّميميّ القيروانيّ. قاضي القيروان. تفقَّه على سحنون حتّى برع. وحجّ وأخذ عن: يونس بن عبد الأعلى، وابن عبد الحكم. وكان سمحاً جواداً سرّياً عادلاً، قوّالاً بالحقّ. تلاعن في أيّامه زوجان. وقد أنكر على أمير القيروان ابن الأغلب، فامتحنه وسجنه، فيقال إنّه سقاه سمّاً، فمات في سنة خمسٍ وسبعين.
4 (أحمد بن أبي طاهر الكاتب.)

(20/255)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 256
أبو الفضل. أحد البلغاء والشُّراء. أصله مرُّويّ، استوطن بغداد، وصنَّف كتاب أخبار الخلفاء. ويروي عن: عمر بن شبَّة، وطبقته. روى عنه: محمد بن المرزبان، وغيره. وتوفّي سنة ثمانين، عن ستًّ وسبعين سنة. ومن شعره:
(حسب الفتى أن يكون ذا حسبٍ .......... من نفسه ليس حسبه حسبه)

(ليس الّذي يبتديء به نسبٌ .......... مثل الّذي ينتهي به نسبه)
)
4 (أحمد بن العبّاس بن أشرس.)
أبو العبّاس البغداديّ الحافظ. سمع: أبا إبراهيم التُّرجمانيّ، وخلف بن سالم. وعنه: محمد بن جعفر الطّبريّ، وعثمان بن سالم. وكان ثقة. توفّي سنة ثلاثٍ وسبعين.
4 (أحمد بن عبد الله الكنديّ اللَّجلاج.)

(20/256)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 257
عن: أسد بن موسى. توفّي سنة ثلاثٍ وسبعين أيضاً.
4 (أحمد بن عبد الله بن يزيد بن جعفر.)
عن: أبي معاوية الضّرير، وعبد الرّزّاق. وعنه: أبو ذرّ بن الباغنديّ. وكان كذّاباً. قال ابن عديّ: كان يضع الحديث. توفّي سنة إحدى وسبعين.
4 (أحمد بن عبد الله بن ثابت.)
أبو شيخ السائميّ. عن: مسلم بن إبراهيم، وأبي الوليد. وعنه: مذكور بن فراس شيخ لابن حيّان. وذكره في كتاب الثقات.
4 (أحمد بن زكريّا بن كثير الجوهريّ.)

(20/257)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 258
عن: إبراهيم بن حميد الطّويل، وسعد بن شعبة بن الحجّاج، وأبي معاوية. ثقة. عنه: ابن مخلد، وأبو بكر الشّافعيّ.
4 (أحمد بن عبد الله بن قاسم البغداديّ الحافظ.)
أعفٌّ حافظٌ موصوفٌ بالفهم.) تحمّل عن: عبيد الله بن معاذ العنبريّ، وطبقته. وعنه: ابن الأعرابيّ، وابن مخلد. مات سنة تسعٍ وستّين.
4 (أحمد بن عبد الله اللّحيانيّ العكّاويّ.)
سمع: آدم، وابن أبي إياس. لقيه الطَبرانيّ بعكّا سنة خمسٍ وسبعين. وهذا لم يذكره ابن عساكر في تاريخه.
4 (أحمد بن عبد الجبّار بن محمد بن عمير بن عطارد.)

(20/258)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 259
أبو عمر التّميميّ العطارديّ الكوفيّ. حدَّث ببغداد عن: أبي بكر بن عيّاش، وعبد الله بن إدريس، وحفص بن غياث، وأبي معاوية، ويونس بن بكير، روى عنه مغازي ابن إسحاق. وعنه: ابن صاعد، وابن أبي الدُّنيا، وابن أبي داود، والمحامليّ، ورضوان الصَّيدلانيّ، وعثمان بن السَّمّاك، وأبو سهل بن زياد، وأبو العباس الأصمّ، وطائفة. ولد سنة سبعٍ وسبعين ومائة. وسمع بعناية أبيه. وكان أسند من بقي، إلاّ أنَّه ضعيف. وقال ابن عديّ: رأيتهم مجتمعين على ضعفه. ولم أر له حديثاً منكراً. إنَّما ضعّفوه بأنّه لم يلق أولئك. وقال الأصمّ: سمعت أبا عبيدة السَّريّ بن يحيى، وسألته أبي عن العطارديّ فوثَّقه. وقال أبو كريب: إنّه سمع من أبي بكر بمن أبي عيّاش. وقال الدَّارقطنيّ: لا بأس به. وقد أثنى عليه أبو كريب.

(20/259)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 260
وقال محمد بن الحسين بن حميد بن الربيع، عن أبيه قال: ابتدأ أبو كريب يقرأ علينا المغازي، فقرأ علينا مجلساً أو مجلسين، فلغط بعض أصحب الحديث، فقطع قراءته وحلف لا يقرأ علينا. فعدنا إليه نسأله، فأبى وقال: امضوا إلى عبد الجبار العطارديّ فإنّه كان يحضر سماعه معنا من يونس بن بكير.) فقلنا: وإن كان قد مات قال: اسمعوه من ابنه أحمد، فإنّه كان يحضره معنا. قال: فدللنا إلى منزل أحمد، وكان يلعب بالحمام، فقال لنا: مذ سمعناه ما نظرت فيه، ولكن هو في قماطر فيها كتب فاطلبوه. فقمت فطلبته، فوجدته وعليه ذرق الحمام، وإذا سماعه مع أبيه بالخطّ العتيق. فسألته أن يدفعه إليّ ويجعل وراقته لي، ففعل. قول مطَّين: روى الخطّاب بإسناده إلى جعفر الخلديّ قال: قال محمد بن عبد الله الحضرميّ: أحمد بن عبد الجبّار العطارديّ كان يكذب. قلت: هذا إن كان كما قال، فمحمولٌ على نطقه ولهجته، لا أنّه كان يكذب في الحديث، إذ ذلك معدوم. لأنّ أبا كريب شهد له أنّه سمع من يونس، وأبي بكر بن عيّاش. وأيضاً فإنّ أباه كان محدَثاً، منكّر بسماعه. ومما يقوّي صدقه أنّه روى أوراقاً في المغازي، عن أبيه، عن يونس. فهذا يدّل على تحرَّيه الصّدق. وقد أثنى عليه الخطيب، وقوّاه غالباً.

(20/260)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 261
قال ابن السّمّاك: مات بالكوفة سنة اثنتين وسبعين في شعبان. وقع حديثه عالياً للمؤتمن بن قميرة وطبقته.
4 (أحمد بن عبد الرحيم بن زيد.)
أبو زيد الحوطيّ الحمصيّ. نزيل جبلة. سمع: أبا المغيرة، وأبا اليمان، وعليّ بن عيّاش، ومحمد بن مصعب القرقسانيّ. وعنه: أبو القاسم الطَّبراني، وجعفر بن محمد بن هشام الكنديّ، وجماعة. وكان حياً في سنة تسعٍ وسبعين. وقيل: هو أحمد بن عبد الرحمن بن بكر بن فضيل الحوطيّ.

(20/261)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 262
4 (أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة.)
أبو عبد الله الحوطيّ الحمصيّ: نزيل جبلة. سمع: أحمد بن خالد العوصيّ، وجنادة بن مروة الأزديّ، وأبا المغيرة عبد القدُّوس، وعليّ بن عيّاش، وجماعة.) وعنه: ن. في اليوم واللّيلة، وعليّ بن سراج المصريّ، وعبد الصّمد بن يزيد بن سعيد القاضي، وسليمان الطَّبرانيّ. حدَّث أيضاً في سنة سبعٍ بجبلة. وهذا من كبار شيوخ الطّبرانيّ.
4 (أحمد بن عبد الوهّاب العبدي النَّيسابوريّ الفرّاء.)
أخو محرز. سمع: مكّيّ ن إبراهيم، وعبدان عبد الله بن عثمان. وعنه: أهل بلده. توفّي سنة اثنتين وسبعين.
4 (أحمد بن عبيد الله بن إدريس.)
أبو بكر البغداديّ النَّرسيّ.

(20/262)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 263
مولى بني ضبّة. سمع: يزيد بن هارون، وأبا بدر السَّكونيّ، وروح بن عبادة، وشيبان، ويحيى بن أبي بكر، وطائفة. وعنه: ابن صاعد، وابن السّمّاك، ومكرم بن أحمد القاضي، وأحمد بن كامل القاضي، وأبو بكر الشّافعيّ. قال الخطيب: كان ثقة أميناً. وقال ابن كامل: توفّي في خامس ذي الحجّة سنة ثمانين. وقال مرَّةً أخرى: في خامس ذي الحجّة سنة تسعٍ وسبعين. والقولان صحيحان عنده. والأوّل له فيه متابع، وهو أبو الحسن بن المنادي. تابعه على السَّنة فقط. وكان مولده سنة ستًّ وثمانين ومائة. وثقّه أيضاً الدّارقطنيّ وكان مسنداً منفرداً.
4 (أحمد بن عبيد بن ناصح بن بلنجر الدَّيلميّ ثم البغداديّ النَّحويّ.)
مولى بني هاشم أبو جعفر الملقَّب بأبي عصيدة. روى عن: يزيد بن هارون، وأبي داود، وعبد الله بن بكر، وعليّ بن عاصم، والأصمعيّ،) ومحمد بن مصعب، وجماعة.

(20/263)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 264
وعنه: عليّبن محمد المصريّ، ومحمد بن جعفر الأدميّ، وعبد الله بن إسحاق الخراسانيّ، وجماعة. وله مناكير. أنبأني المسلم بن علاّن، وجماعة قالوا: أنا أبو اليمن الكنديّ، أنا أبو منصور الشَّيبانيّ، أناأبو الفضل عبد الواحد بن عبد العزيز التّميميّ، أنا عبد الله بن إسحاق المعدّل، أنا أحمد بن عبيد بن ناصح، أنا الأصمعيّ، أنا ابن عون، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة قال: زرَّ على رسول الله صلى الله عليه وسلم قميصه الذي كفّن فيه. قال ابن سيرين: وأنا زررت على أبي هريرة قميصه. قال الأصمعيّ: فذكرت ذلك لحمّاد بن زيد، فقال: أنا زررت على ابن عون قميصه. تابعه عمّار بن زريق، عن الأصمعيّ، في وجهٍ غريب، ولا يصحّ رفعه. والمحفوظ حديث بشر بن موسى، وكان ثقة، سمع الأصمعيّ يقول: سمعت ابن عون: سمعت محمداً يقول: يستحب ن يكون قميص الميت مثل قميص الحيّ مكفَّفاً مزرَّراً. قال: فحدَّثت به حمّاد بن زيد فقال: أنا زررت على ابن عون قميصه، وألبسته. قال ابن عديّ: أبو عصيدة كان بسرَّ من رأى يحدَّث عن الأصمعيّ، ومحمد بن مصعب بمناكير. ثمّ ذكر الحديث المذكور، وقال: لا أعلم رواه غير أبي عصيدة، وعمّار بن زربي البصريّ. وأبو عصيدة أصلح حالاً من عمّار.

(20/264)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 265
سمعت عبدان يصرَّح بكذب عمّار. قال: وله حديث طويل عن محمد بن مصعب، عن الأوزاعيّ في دخوله على المنصور، لم يحدّث به غيره. وقال: وأبو عصيدة مع هذا كلّه كان من أهل الصّدق. قلت: توفّي سنة ثمانٍ وسبعين. وكان من أئمّة العربيّة.
4 (أحمد بن عتيق.)
أبو النَّضر الخزاعيّ المروزيّ. عن: عبيد الله بن موسى، وغيره.) ونه: أهل مرو. وهو مستقيم الحديث. مات سنة أربعٍ وسبعين.
4 (أحمد بن عثمان بن سعيد.)
أبو بكر الأحوال كرنيب. حافظ صدوق. عن: كثير بن يحيى صاحب البصريّ، وعليّ بن بحر القطّان، وأحمد بنحنبل، ومنصور بن أبي مزاحم. وعنه: محمد بن مخلد، ومحمد بن جعفر المطيريّ. توفّي سنة ثلاثٍ وسبعين، ولم يشتهر لأنّه لم يشخ.

(20/265)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 266
4 (أحمد بن عصام.)
أبو يحيى الأنصاريّ، مولاهم. ابن أخت الزّاهد محمد بن يوسف الإصبهانيّ. ذكره ابن أبي حاتم، ويروي عنه، ووثّقه، وقال: هو أحمد بن عصام بن عبد المجيد بن كثير بن أبي عمرة الأنصاريّ الإصبهانيّ. سمع: أبا داود الطَّيالسيّ، ومعاذ بن هشام، وأبا أحمد الزُّهريّ، وجماعة. وعنه: أبو بكر بن أبي داود، وعبد الله بن جعفر بن فارس، وأحمد بن جعفر السّمسار، وطائفة. ولا أعلم أحداً تكلَّم فيه بسوء. توفّي في رمضان سنة اثنتين وسبعين ومائتين.
4 (أحمد بن عليّ بن بشر الأمويّ الإصبهانيّ.)
عن: محمد بن بكير. وعنه: ابنه محمد. توفّي سنة أربعٍ وسبعين.
4 (أحمد بن عليّ.)
أبو جعفر العكبريّ، المعروف بخسروا. روى عن: أبي نعيم، والحسن بن الربيع البورانيّ، وسليمان ابن بنت شرحبيل.

(20/266)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 267
وعنه: محمد بن مخلد، وعليّ بن يعقوب بن أبي العقب.)
4 (أحمد بن العلاء بن هلال.)
أخو هلال أبو العلاء الرَّقيّ. فقيه فاضل يكنّى أبا عبد الرحمن. ولي قضاء ديار مصر، وتوفّي سنة أربعٍ أيضاً. وقيل: سنة خمسٍ. روى عنه: خيثمة الأطرابلسيّ، وأبو الميمون بن راشد، وابن حزم. سمع: عبد الله بت بن جعفر الرَّقيّ، وطبقته.
4 (أحمد بن عمرو بن أبان.)
أبو جعفر الفارسيّ، ثمّ الصُّوريّ. روى عن: عبد الوهاّب بن نجدة، وأبي إبراهيم التَّرجمانيّ، وموسى بن أيُّوب النَّصيبيّ. وعنه: ابن جوصا، ومحمد بن يوسف الهرويّ، ومحمد بن جعفر بن ملاّس.
4 (أحمد بن عياض.)
أبو غسّان الفرضيّ. شيخ مصر. روى عن: يحيى بن حسّان، ويحيى بن عبد الله بن بكير. وعنه: ابنه أبو علاثة، ومحمد حفيده، وعبد الله بن عبد الملك، والمعافى بن عمران، وغيرهم. توفّي سنة 73 في رجب.

(20/267)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 268
وسيأتي ابنه أبو علاثة بعد التّسعين. تفرّد بحديث الطَّير.
4 (أحمد بن عيسى بن زيد اللَخميّ الخشاب التّنّيسيّ.)
عن: عمرو بن أبي سلمة، وعبد الله بن يوسف. وعنه: عبد الله بن محمد بن المنهال، وعيسى بن احمد الصُوفيّ، وموسى بن العبّاس، وجماعة. ضعّفه ابن عديّ، وغيره. وقال ابن يونس: مضّطرب الحديث جداً. وتوفّي سنة ثلاثٍ أيضاً بتنّيس. وله عن: عبد الله بن يوسف بن إسماعيل بن عيّاش، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن أبي أمامة مرفوعاً: الأمناء عند الله ثلاثة: جبريل، وأنا، ومعاوية.) قال ابن جوصا: ومثل هذا لا يحمله عبد الله فإنّه ثقة. قلت: الحديث موضوع.

(20/268)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 269
فأمّا
4 (أحمد بن سحاق الّخشّاب الرَّقّيّ البلدي.)
يروي عن عفّان. لقيه الطَّبرانيّ ببلد.
4 (وأحمد بن غسحاق الخشّاب الرّقّيّ.)
روى عن: عبيد الله بن جناد الحلبيّ. وعنه: الطَّبرانيّ.
4 (أحمد بن الفرج بن سليمان.)
أبو عتبة الكنديّ، الحمصيّ المعروف بالحجازيّ، المؤذّن. عن: بقيّة بن الوليد، وضمرة بن ربيعة، وابن أبي فديك، وعمر بن عبد الواحد الدّمشقيّ، وأيّوب بن سويد الرَّمليّ، وعقبة بن علقمة البيروتيّ، ومحمد بن حمير، ومحمد بن حرب الأبرشي، وعثمان بن عبد الرحمن الطَّوابقيّ، ومحمد بن يوسف الفريابيّ.

(20/269)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 270
وعنه: النَّسائي في غير السُّنن، وأبو العبّاس السّرّاج، وموسى بن هارون، ومحمد بن جرير الطبريّ، ويحيى بن صاعد، وابن أبي حاتم، وابن جوصا، وأبو التُّريك محمد بن الحسين الأطرابلسيّ، وأبو العبّاس الأصمّ، ويوسف بن يعقوب الأزرق، وخلق. قال ابن أبي حاتم: محلُّه عندنا الصّدق. قال ابن عدّي: كان محمد بن عوف يضعفه ويتكلَّم فيه. وكان ابن جوصا يضعفه. وقال ابن عديّ: مع ضعفه قد احتمله النّاس، وليس ممّن يحتجّ به. وأمّا عبد الغافر بن سلامة الحمصيّ فقال: كان محمد بن عوف، وعمر، وأصحابنا يقولون: إنّه كذّاب. فلم نسمع منه شيئاً. قال: وقال محمد بن عوف: هذا كذّاب رأيته عند بئر أبي عبيدة في سوق الرَّستن، وهو يشرب مع مردان. وهو يتقيَّأ، وأنا مشرفٌ عليه من كوَّةٍ في بيتٍ كانت لي فيه تجارة سنة تسعٍ) وعشرين ومائتين. وكان أيّام أبي الهرماس يسمّونه الغداف. كان له ترس فيه أربع مسامير كبار، إذا أخذوا رجلاً يريدون قتله صاحوا: أين الغداف فيجيء. فإنمّا يضربه بها أربع ضربات حتَّى يقتله. قد قتل غير واحدٍ بترسه ذاك. ثمّ ساق له فصلاً في كذبه.

(20/270)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 271
قال عبد الغافر: كان أبو عتبة جارنا، وكان مؤذّن الجامع. وكان يخضب بالحمرة. وقال الخطيب: بلغني أنّه توفّي سنة إحدى وسبعين.
4 (أحمد بن الفرج بن شاكر أبو بكر الغافقيّ المصريّ عن: سعيد بن أبي مريم، وغيره)
توّفي سنة أربعٍ وسبعين.
4 (أحمد بن الفرج بن عبد الله أبو عليّ الجشميّ البغداديّ المقريء عن: عبّاد بن عبّاد)
، وعبد الرحمن بن مهديّ، وسويد بن العزيز، وعبد الله بن نمير، وغيرهم. وعنه: إسحاق بن سنين الخّتليّ، ومحمد بن جعفر القماطري، وأبو جعفر البختري. وكان ضعيفاً. وقال الحسين بن أحمد بن بكر الحافظ: هو ضعيف.
4 (أحمد بن كعب بن خريم.)
أبو جعفر المرّيّ الدّمشقيّ عن: أبيه، وأبي مسهر

(20/271)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 272
. وعنه: ابن جوصا، والحسن بن حبيب الحصائريّ، وغيرهما توفيّ سنة اثنتين وسبعين.
4 (أحمد بن محمد بن يزيد بن مسلم بن أبي الحناجر الإمام أبو عليّ الأنصاريّ)
الأطرابلسي. عن يحيى بن أبي بكير، ومؤمّل بن إسماعيل، ويزيد بن هارون، ومحمد بن مصعب، ومعاوية بن عمرو، وجماعة. وعنه: ابن جوصا، وابو نعيم، وابن عديّ وابن أبي حاتم، وخيثمة، وآخرون. قال ابن أبي حاتم: صدوق. وقال غره: كان شيخاً جليلاً نبيلاً. وقال تمّام: ثنا خثيمة: نا ابن أبي الحناجر قال: كنت في مجلس يزيد بن هارون فجاء المأمون فوقف علينا، وفي المجلس ألوف، فالتفت إلى أصحابه وقال: هذا الملك. وقال ابن دحيم: توّفي في جمادى الآخرة سنة أربع وسبعين.)

(20/272)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 273
4 (أحمد بن محمد بن أنس.)
الحافظ أبو العبّاس بن القربيطيّ. أحد الأعلام المجوّدين. روى عن: محمد بن جميل، وأبي حفص الفلاّس، وإبراهيم بن زياد، وسلامة. وأدرك أصحاب شعبة. فإنّ محمد بن سعد مع جلالته وتقدُّمه قال في الطّبقات: ثنا محمد بن أنس، أنا أبو حفص الصَّيرفيّ، فذكر حديثاً. ويجوز أن يكون هذا في زيادات ابن فهم في الطبقات. وقد كتب عنه: أبو حاتم الرازيّ وهو معاصره، وابنه عبد الرحمن بن أبي حاتم، ومحمد بن مخلد العطّار، وآخرون. وسكن الرَّيّ.
4 (أحمد بن محمد بن الحجّاج.)
أبو بكر المرُّوذيّ الفقيه. أحد الأعلام، وأجلّ أصحاب أحمد بن حنبل. كان من كبار علماء بغداد، وكان أبوه خوارزميّاً، وكان أمّه مرُّوذيّة. حمل عن أحمد علماً كثيراً، ولزمه إلى أن مات. وصنَّف في الحديث والسُّنَّة والفقه.

(20/273)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 274
سمع: أحمد بن حنبل، وهارون بن معروف، ومحمد بن منهال الضّرير، وسريج بن يونس، وعبيد الله القواريريّ، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وعثمان بن أبي شيبة، وعبّاس بن عبد العظيم العنبريّ، ومحمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، وطوائف. أخذ عنه: أبو بكر الخلاّل، ومحمد بن عيسى بن الوليد، ومحمد بن مخلد، ووالد أبي القاسم الخرقيّ، وآخرون. قال الخلاّل أبو بكر: أخبرني محمد بن جعفر الراشديّ: سمعت إسحاق بن داود يقول: لا أعلم أحداً يقوم بأمر الإسلام من أبي بكر المرُّوذيّ. وقال الخلاّل: سمعت أبا بكر المرُّوذيّ يقول: كان أبو عبد الله يبعث بي في الحاجة فيقول: قل ما قلت فهو على لساني، فأنا قلته. قلت: ما كان يقول أبو عبد الله ذلك إلاّ لما يعلم من صدقه وأمانته وورعه. وقال الخلاّل: خرج أبو بكر المرُّوذيّ إلى الغزو، فشيّعه النّاس إلى سامّراء، فجعل يردّهم فلا يرجعون.) قال: فحزروا فإذا هم بسامرّاء، سوى من رجع، نحو خمسين ألف إنسان. فقيل له: يا أبا بكر احمد الله فهذا علم قد نشر لك. فبكى وقال: ليس هذا العلم لي، وإنّما هو لأحمد بن حنبل. وقال الخطيب أبو بكر في ترجمة المرُّوذيّ: هو المقدّم من أصحاب أحمد لورعه وفضله. وكان أحمد يأنس به، وينبسط إليه وهو الّذي تولّى إغماضه لمّا مات

(20/274)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 275
وغسّله. وروى عنه مسائل كثيرة. وقال ابن المنادي: توفّي في سادس جمادى الأولى سنة خمسٍ وسبعين ودفن قريباً من قبر أحمد بن حنبل، رحمهما الله.
4 (أحمد بن محمد بن نصر اللّبّاد.)
القفيه أبو نصر النَّيسابوريّ، شيخ أهل الرّأي ببلده ورئيسهم. سمع: أبا نعيم، ويحيى بن هاشم السّمسار، وبشر بن الوليد، وطبقتهم. روى عنه: أبو يحيى زكريّا بن يحيى البزّاز، وإبراهيم بن محمد بن سفيان، ومحمد بن ياسين بن النَّضر، وأحمد بن هارون القفيه. توفّي سنة ثمانين.
4 (أحمد بن محمد بن يحيى بن نيزك.)
أبو العبّاس الهمذانيّ القومسيّ. عن: سليمان بن حرب، وقرَّة بن حبيب، وعبد السّلام بن مطهَّر، وغيرهم. وعنه: أسد بن حمدويه النَّسفيّ، وإبراهيم بن حمدويه السَّمرقنديّ، وجماعة. توفّي سنة خمس أيضاً.
4 (أحمد بن محمد بن عبد الله بن المدبَّر.)

(20/275)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 276
الكاتب. توفّي في صفر سنة إحدى وسبعين تقدَّم.
4 (أحمد بن محمد بن غالب بن خالد بن مرداس.)
أبو عبد الله الباهليّ البصريّ المعروف بغلام خليل.) نزيل بغداد، وشيخ العامّة بها وصالحهم، ورأسهم في الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر على ضعفه. حدَّث عن: دينار الّذي ادّعى أنّه سمع من أنس بن مالك. وحدَّث عن: قرَّة بن حبيب، وسليمان الشّاذكونيّ، وشيبان بن فرُّوج، وسهل بن عثمان العسكريّ. وعنه: محمد بن مخلد، وابن السَّمّاك، وأحمد بن كامل. قال ابن أبي حاتم: سئل أبي عنه فقال: كان رجلاً صالحاً، لم يكن عندي ممّن يفتعل الحديث. وقال عبدان الأهوازيّ: قلت لعبد الرحمن بن خراش: هذه الأحاديث الّتي يحدَّث بها غلام خليل لسليمان بن بلال من أين له قال: سرقه من عبد الله بن شبيب. وسرقه ابن شبيب من النَّضر بن سلمة الذّي وضعها.

(20/276)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 277
وقال أبو بكر بن إسحاق الصَّيفيّ: غلام خليل محمد لا أشكّ في كذبه. وكذا كذّبه إسماعيل القاضي. وعن أبي داود السَّجستانيّ، وذكر غلام خليل، قال: ذاك دجّال بغداد. عرض عليَّ من حديثه، فنظرت في أربعمائة حديث أسانيدها ومتونها كذبٌ كلّها. قلت: وقد كان لغلام خليل جلالة عظيمة ببغداد. وفيه حدّة وتسُّرع. فقدم من واسط في أول سنة أربعٍ وستّين. قال أبو سعيد بن الأعرابيّ: فذكرت له هذه الشّناعات، يعني خوض الصُّوفيّة في دقائق الأحوال الّتي يذمّها أهل الأثر. وقال ابن الأعرابيّ: وذكر له بعض مذاهب البغدادييّن وقولهم في المحبّة، ولم يزل يبلغهم عن الشّاذّ من أهل البصرة أنّهم يقولون نحن نحب ربّنا وربّنا يحبُّنا، وقد أسقط عنّا خوفه بغلبة محبّته. فكان ينكر هذا الخطأ بخطإ مثله، وأغلظ منه، حتّى جعل محّبة الله بدعة. وقال: إنّما المحبّة للمخلوقين، والخوف أفضل وأولى بنا. وليس هذا كما توهّم، بل المحبّة والخوف أصلان من أصول الإيمان لا يخلو المؤمن منهما، وإن كان أحدهما أغلب على بعض النّاس من بعض. قال: فلم يزل غلام خليل يقصّ بهم ويذكرهم في مجالسه ويحذَّر منهم، ويغري بهم السّلطان والعامّة، ويقول: كان عندنا بالبصرة قومٌ يقولون بالحلول، وأقوام يقولون بالإباحة، وأقوم) يقولون كذا، تعريضاً بهم، وتحريضاً عليهم. إلى أن قال ابن الأعرابيّ: فانتشر في أفواه العامّة أنّ جماعة من أهل بغداد ذكر عنهم الزَّندقة. وكانت السّيّدة والدة الموفّق مائلة إلى غلام خليل، وكذلك الدّولة والعوامّ لما هو عليه من الزُّهد والتَّقشُّف. فأمرت السّيّدة المحتسب أن يطيع غلام خليل، فطلب القوم، وفرّق الأعوان في طلبهم وكتب أسماءهم، وكانوا نيّفاً وسبعين نفساً، فاختفى عامّتهم، وبعضهم خلّصتهم العامة. والقصّة فيها طول. وجدر جماعة منهم مدّة.

(20/277)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 278
وقال أحمد بن كامل: سنة خمسٍ وسبعين توفّي أبو عبد الله غلام خليل في رجب، وحمل في تابوت إلى البصرة. وغلّقت أسواق مدينة السّلام، وخرج الرّجال والنّساء والصّبيان لحضور جنازته والصّلاة عليه، ودفن بالبصرة، وبنيت عليه قبّة. قال: وكان فصيحاً يعرب الكلام، ويحفظ علماً عظيماً، ويخضب بالحنّاء، ويقتات بالباقلاّء صرفاً رحمه الله. وقال ابن عديّ: سمعت أبا عبد الله النَّهاونديّ يقول: قلت لغلام خليل: هذه الأحاديث الّتي ترويها قال: وضعناها لترقَّق القلوب. وفي تاريخ بغداد أنّ أبا جعفر الشُّعيريّ قال: قلت لغلام خليل لما روى عن بكر بن عيسى، عن أبي عوانة: يا أبا عبد الله هذا قديم الوفاة لم تلحقه. ففكَّر فخفت أنا، فقلت: كأنّك سمعت من رجل بهذا الاسم عنه فسكت وافترقنا فلمّا كان من الغد لقيته، فقال لي: إنّي نظرت البارحة فيمن سمعت منه بالبصرة، يقال له بكر بن عيسى، فوجدتهم ستّين رجلاً.

(20/278)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 279
4 (أحمد بن محمد بن عمّار بن نصير السُّلميّ الدّمشقيّ.)
عن: عمّه هشام بن عمّار، وإبراهيم بن هشام الغسّاني، وأبي النَّضر إسحاق بن إبراهيم الفراديسيّ. وعنه: ابن الميمون بن راشد، وغيره. توفّي سنة ثمانٍ وسبعين.
4 (أحمد بن محمد بن عيسى بن الأزهر.)
) القاضي أبو العّباس البرتيّ الحنفي الحافظ الحجّة. ولد قبل المائتين، وسمع: أبا نعيم، ومسلم بن إبراهيم، وأبا حذيفة النَّهدي، وأبا الوليد، والقعنبيّ، وعاصم بن عليّ، وأبا عمر الحوضيّ، وطبقتهم. وأخذ الفقه عن: أبي سليمان الجوزجانيّ الفقيه صاحب محمد بن الحسن. وعنه: ابن صاعد، وابن مخلد، وإسماعيل الصّفّار، وأبو بكر النّجّاد، وأبو سهل بن زياد، وطائفة. قال الخطيب: ولي قضاء بغداد بعد وفاة أبي هاشم الرَّفاعيّ.

(20/279)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 280
قال طلحة بن محمد بن جعفر: مات أبو هاشم سنة تسعٍ وأربعين، فاستقضي أحمد بن محمد البرتيّ. وكان رجلاً من خيار المسلمين ديّناً، عفيفاً، على مذهب أهل العراق. وكان من أصحاب يحيى بن أكثم. وكان قبل ذلك يتقلَّد واسطاً. روى كتب محمد بن الحسن، عن أبي سليمان الجوزجانيّ. وحدَّث بحديث كثير. وقال الخطيب: كان ثقة ثبتاً حجّة يذكر بالصّلاح والعبادة. ثم قال: اخبرنا القاضي أبو عبد الله الصَّميريّ: ثنا القاضي أبو عبد الله الضُّبعيّ، ثنا محمد بن صالح القرشي الهاشميّ القاضي، ثنا أبو عمر محمد بن يوسف القاضي قال: ركبت يوماًَ مع إسماعيل القاضي إلى أحمد بن محمد بن عيسى البرتيّ، وهو ملازم لبيته، فرأيت شيخاً مصفارّاً، أثر العبادة عليه. ورأيت إسماعيل عظّمه إعظاماً شديداً، وسأله عن نفسه وأهله وعجائزه. وجلسنا عنده ساعةً وانصرفنا. فقال لي إسماعيل: يا بنيّ، تدري من هذا الشّيخ قلت: لا. قال: هذا البرتيّ القاضي، لزم بيته واشتغل بالعبادة. هكذا يكون بالقضاء، لا كما نحن. وعن العلاء بن صاعد قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وقد دخل عليه القاضي البرتيّ، فقام إليه وصافحه وقال: مرحباً بالذي يعمل بسنتَّي وأثري. قال: فذهبت وبشَّرته بالرؤيا.) ووثّقه الدَّارقطنيّ.

(20/280)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 281
وقال احمد بن كامل: كان إسماعيل القاضي يقدَّم البرتيّ على كافّة أقرانه في القضاء والرّواية والعدالة. قلت: وقع لنا مسند أبي هريرة للبرتيّ بإسنادٍ عالٍ. توفّي في ذي الحجّة سنة ثمانين.
4 (أحمد بن محمد بن عاصم الرّازي.)
عن: قتيبة، وهدبة بن خالد، وإسحاق بن راهويه، وطبقتهم. وعنه: عبد الرحمن بن أبي حاتم، وعليّ بن إبراهيم القطّان، وعمر بن إسحاق، وأبو أحمد محمد بن احمد العسّال، وآخرون. وكان أحد الحفّاظ المصنفّين. وأبوه ثقة يروي عن عبد الرّزّاق. وتوفّي أبوه في حدود الخمسين ومائتين. وتوفّي هو في حدود الثّمانين.
4 (أحمد بن محمد بن عبد الحميد بن شاكر.)
أبو عبد الله الجعفيّ الكوفيّ. نزيل بغداد. سمع: عبد الله بن بكر السَّهميّ، ومحمد بن عبد الله بن كياسة، والواقديّ، وجماعة. وعنه: عبد الصّمد الطَّستيّ، وأحمد بن خزيمة، وأحمد بن كامل، وأبو بكر الشّافعيّ. قال الدَّارقطنيّ: صالح الحديث.

(20/281)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 282
4 (أحمد بن محمد بن يزيد الأنباريّ.)
عن: شبانة بن سوّار، وغيره. وعنه: أبو بكر الشّافعيّ، وأبو بكر بن الهيثم الأنباريّ. قال الدَّارقطنيّ: ليس بقويّ. وقال الأمير ابن ماكولا: وروى أيضاً عن: هانيء بن يحيى، وبشر الحافي. وعنه أيضاً: عبد الله بن احمد بن زيد القاضي، وقاسم بن محمد الأنباريّ. وكان ورّاقاً ينسخ.
4 (أحمد بن أبي عبد الله محمد بن خالد بن عبد الرحمن بن محمد بن عليّ البرقيّ.)
) أبو جعفر الشّيعيّ. من رؤوس الإماميّة. له تصانيف كثيرة تدّل على تبحُّره وسعة روايته. وقد أتى فيها بالطّامّات والمناكير. وألَّف في كلّ فن. سمّى له ابن أبي طيّء من المصنفَّات أزيد من مائة كتاب من أنواع الكتب لابن أبي الدُّنيا. ولم أعرف من أشياخه ولا من الرُّواة عنه أحداً. توفّي سنة أربعٍ وسبعين ومائتين. وقيل: سنة إحدى وثمانين.
4 (أحمد بن محمود الشَّرويّ الرّام.)
أحد الموصوفين بالرَّمي.

(20/282)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 283
سمع: عاصم بن عليّ، وأبا الوليد. وعنه: ابن مخلد، وأبو الحسين بن المنادي. توفّي سنة أربعٍ وسبعين.
4 (أحمد بن مسعود المقدسيّ الخيّاط.)
عن: عمرو بن أبي سلمة التّنّيسيّ، والهيثم بن جميل الأنطاكيّ، ومحمد بن كثير المصّيصيّ، ومحمد بن عيسى بن الطّبّاع، وغيرهم. آخر من حدَّث عنه: الطَّبرانيّ. سمع من: المقدسيّ سنة أربعٍ وسبعين ومائتين. وممّن روى عنه: أبو نعيم عبد الملك، وعديّ، وأبو عوانة.
4 (أحمد بن معاذ.)
أبو عبد الله السّالميّ النَّيسابوريّ. سمع: الجارود بن يزيد، وحفص بن عبد الله، وقبيصة بن عقبة، وجماعة. وعنه: أبو حامد بن الشَّرقيّّ، ومحمد بن أحمد الحميريّ، وأبو الطَّيّب محمد بن عبد الله شيخا الحاكم. وكان رجلاً صالحاً. توفّي سنة إحدى وسبعين في نصف شعبان.
4 (أحمد بن مهديّ بن رستم.)
) أبو جعفر الإصبهانيّ العابد. أحد حفّاظ الحديث.

(20/283)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 284
رحل وسمع: أبا نعيم، وسعيد بن أبي مريم، وطبقتهما. وعنه: محمد بن يحيى بن مندة، وأحمد بن إبراهيم، وأحمد السّمسار، وجماعة. قال أبو نعيم: كان صاحب ضياع وثروة. أنفق على أهل العلم ثلاثمائة ألف درهم. وقال محمد بن يحيى بن مندة: لم يحدّث ببلدنا منذ أربعين سنة أوثق منه. صنَّف المسند ولم يعرف له فراش منذ أربعين سنة. صاحب عبادة، رحمه الله. توفّي سنة اثنتين وسبعين. قال ابن النّجّار: كان من الأئمّة الثّقات وذوي المروءآت. رحل إلى العراق والشّام ومصر. وسمع: أبا نعيم، وقبيصة، ومسلم بن إبراهيم، وأبا اليمان، وعليّ بن الجعد، وعبد الله بن صالح. وسمّى طائفة. أنا اللّبان كتابةً، أنا الحدّاد، أنا أبو نعيم: سمعت محمد بن أبان: سمعت أبا عليّ أحمد بن محمد بن إبراهيم يقول: قال أحمد بن مهديّ: جاءتني امرأة ببغداد ليلةً، فذكرت أنّها من بنات النّاس، وأنّها امتحنت بمحنة: وأسألك بالله أن تسترني، فقد أكرهت على نفسي، وأنا حبلى، وقلت: إنّك زوجي، فلا تفضحني. فنكست عنها ومضت. فلم أشعر حتّى جاء إمام المحلّة والجيران يهنّوني بالولد الميمون. فأظهرت التَّهلُّل. ووزنت في اليوم الثّاني للإمام دينارين وقلت: أعطها للمرأة نفقةً، فإنّي فارقتها. وكننت أعطيه كلّ شهر دينارين يوصلها لها. إلى أن أتى على ذلك سنتان. فمات الولد، وجاءني النّاس يعزُّونني. فكنت أظهر لهم التّسليم والرّضا. فجاءتني المرأة بعد شهر ومعها تلك الدّنانير لردّها وقالت: سترك الله كما سترتني.

(20/284)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 285
فقلت: هذه كانت صلة منّي للمولود. وهي لك لأنّك ترثينه، فاعلمي بها ما تريدين.
4 (أحمد بن موسى بن يزيد.)
أبو جعفر الشَّطويّ المقريء البزّاز. عن: زكريّا بن عديّ، ومحمد بن سماعة. وعنه: عبد الرحمن بن أبي حاتم، ومحمد بن أحمد بن محرم، وغيرهما. زهو صدوق.) نوفّي سنة سبعٍ وسبعين بسامرَّاء.
4 (أحمد بن أبي عمران موسى بن عيسى.)
أبو جعفر البغداديّ الحنفي الفقيه. أحد المشاهير. نزل مصر، وحدّث بها عن: عاصم بن عليّ، ومحمد بن عبد الله بن صاعد، وسعيد بن سليمان سعدويه، وطائفة. وعليه تفقّه: أبو جعفر الطّحاويّ وكان قد قدم مصر على قضائها. وذهب بصرة بآخرة. وكان أحد الموصوفين بالحفظ. روى حديثاً كثيراً من حفظه.

(20/285)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 286
وتوفّي بمصر سنة ثمانين في المحرّم. قال أبو عبد الله الصَّميريّ: كان شيخ أصحاب مصر في وقته. أخذ عن: محمد بن سماعة، ومحمد بن بشر بن الوليد، وغيرهما من أصحاب أبي يوسف.
4 (أحمد بن ملاعب بن حسّان.)
أبو الفضل المخرَّميّ الحافظ. سمع: عبد الله بن بكر السَّهميّ، وعبد الصَّمد بن النُّعمان، وأبا نعيم، وعفّان، ومسلم بن إبراهيم، وطبقتهم. وعنه: ابن صاعد، وإسماعيل بن الصّفّار، وأبو بكر النّجّاد، وأبو عمرو السّمّاك، وطائفة. ولد سنة إحدى وسبعين ومائة، وتوفّي في جمادى الأولى سنة خمسٍ وسبعين. وكان صدوقاً بصيراً بالحديث، عالي الرواية. سمع صغيراً. وثقَّه ابن خراش، وغيره. وقال ابن عقدة: سمعت أحمد بن ملاعب قال: لا أحدّث إلاّ ما أحفظه حفظي للقرآن. ورأيته يفصل بين الفاء والواو.

(20/286)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 287
وفي مستدرك الحاكم في غير مكان: ثنا أحمد بن ملاعب: ثنا عليّ بن عاصم. وصوابه عاصم بن عليّ.
4 (أحمد بن نصر بن عبد الرحمن.)
أبو حامد الهرويّ. عن: مكّيّ بن إبراهيم، وغيره.) توفّي سنة خمسٍ أيضاً.
4 (أحمد بن الوزير بن بسّام.)
أبو عليّ قاضي إصبهان. عن: جعفر بن عونٍ، وأبي عامر العقديّ. وعاش إلى سنة ستًّ وخمسين. قال أبو نعيم الحافظ: توفّي سنة ستًّ وسبعين ومائتين. وأنا أستعبد بقاءه إلى هذا الوقت.
4 (أحمد بن الوليد الفحّام.)
أبو بكر البغداديّ. سمع: عبد الوهّاب بن عطاء، وأسود بن عامر شاذان، وحجّاج بن محمد الأعور.

(20/287)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 288
وعنه: ابن صاعد، وإسماعيل الصّفّار، وحمزة الدّهقان، وعثمان بن السّمّاك. وثَّقه الخطيب. وتوفّي سنة ثلاثٍ وسبعين.
4 (أحمد بن الهيثم بن خالد.)
أبو جعفر السّامرّيّ. عن: عفّان، وعثمان بن الهيثم. وعنه: خيثمة، وأبو بكر الشّافعيّ وكان ثقة. توفّي سنة ثمانين.
4 (أحمد بن يحيى بن عميرة التّنّبسيّ.)
عن: عمرو بن أبي سلمة التّنّيسيّ. توفّي سنة ثلاثٍ وسبعين.
4 (أحمد بن يحيى.)
أبو عبد الله الكوفيّ. سمع: أسيد بن زيد الحمّال، وعليّ بن عبد الحميد المفتي.) وعنه: أبو العبّاس الأصمّ، والكوفّيون.
4 (أحمد بن يحيى بن المنذر السَّعديّ الإصبهانيّ المكتّب.)
ويلقَّب: شلمابق.

(20/288)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 289
عن: أبي داود الطَّيالسيّ، وعبد الله بن رجاء، ومسلم بن إبراهيم، والحسين بن حفص، وأبي بكر الحميديّ. وعنه: يوسف بن محمد الإمام. توفّي سنة ثلاثٍ وسبعين أيضاً.
4 (أحمد بن يحيى بن جابر البلاذريّ البغدادي الكاتب.)
أبو بكر الأديب، صاحب التّصانيف. سمع: عبد الله بن صالح العجليّ، وعفَّان، وهوذة، وابن الحسن المدائنيّ، وهشام بن عمّار، وخلف بن هشام، وشيبان بن فرُّوج، وأبا عبيد، وعليّ بن المدينيّ، وجماعة. وجالس المتوكّل ونادمه. وروى عنه: يحيى بن النَّديم، وأحمد بن عمّار، وجعفر بن قدامة، ويعقوب بن نعيم قرقار، وعبد الله بن أبي سعيد الورّاق. قال عبد الله بن أحمد بن أبي طاهر: والبلاذريّ بغداديّ كاتب، شاعر راوية. أحد البلغاء. كان جدّه جابر يكتب للخطيب بمصر. وله كتب جياد. وهو صاحب كتاب البلدان، صنَّفه وأحسن تصنيفه. وحكى ابن المرزبانيّ أنّ أبا الحسن البلاذريّ وسوسن في آخر عمره، لأنّه شرب البلاذر، فأفسد عقله. وله في المأمون مدائح، وجالس المتوكّل.

(20/289)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 290
وتوفّي في أيّام المعتمد. وذكر محمد بن إسحاق النَّديم أنّه شرب البلاذر على غير معرفة، فلحقه ما لحقه، وشدَّ في المارستان ومات فيه. وقال عبد الله بن عديّ الحافظ: أنا محمد بن خلف: أخبرني أحمد بن يحيى البلاذريّ قال: قال لي محمود الورّاق: قل من الشّعر ما يبقى لك ذكره، ويزول عنك إثمه، فقلت:
(استعدّي يا نفس للموت وابتغي .......... لنجاةٍ فالحازم المستعدُّ)
)
(قد تبيّنت أنّه ليس للحيّ .......... خلودٌ، ولا من الموت بدُّ)

(إنّما أنت مستعيرةٌ ما .......... سوف تردين والعوارى تردُّ)

(أنت تستهين والحوادث لا .......... تسهوا وتلهين والمنايا تجدّ)

(أيّ ملكٍ في الأرض، أو أيّ حظٍّ .......... لامرىٍ ء حظّه من الأرض لحد)

(كيف يهوى امرؤٌ لذاذة أيّا .......... مٍ عليه الأنفاس فيها تعدُّ)
ذكرنا أنّ أبا جعفر، ويقال أبا الحسن، وأبا بكر البلاذريّ قويت عليه السَّوداء في آخر أيّامه ووسوس، ومات في أيّام البمعتمد. وقيل: عاش بعد ذلك، ولا يصحّ.
4 (أحمد بن يوسف بن خالد.)
أبو عبد الله التغلبيّ الدّمشقيّ البغداديّ. عن: عفّان، ومسلم بن غبراهيم، وجماعة كثيرة. وعنه: مكرم بن أحمد بن السّمّاك، وأبو بكر بن مجاهد المقريء،

(20/290)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 291
وأبو مزاحم الخاقانيّ، وآخرون. وكان قد قرأ على ابن ذكوان، وصحب أبا عبيد وتفقّه به. وقرأ عليه أبو مزاحم القرآن. توفّي سنة ثلاثًٍ وسبعين. وقال عبد الرحمن بن خراش: ثقة مأمون.
4 (أحمد بن يوسف.)
أبو جعفر البحيريّ الخراسانيّ الفقيه. وقيل هو جرجانيّ. ثقة جليل، صاحب تصانيف. روى عن: خالد بن مخلد، وقبيصة بن عقبة. توفّي سنة إحدى وسبعين. روى عنه: أبو جعفر كميل بن جعفر، ويوسف بن يعقوب بن عبد الوهّاب، والحسن بن أحمد الثّقفيّ الجرجانيّون.
4 (إبراهيم بن إسحاق بن أبي العنبس الزُّهريّ الكوفيّ.)
) أبو إسحاق القاضي. قاضي الكوفة. سمع: جعفر بن عون، ويعلى بن عبيد، وطائفة. وعنه: أبو العبّاس بن عقدة، وخيثمة الأطرابلسيّ، وعليّ بن محمد بن الزُّبير القرشيّ. ومن القدماء: أبو بكر بن أبي الدُّنيا.

(20/291)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 292
قال الخطيب: وكان ثقة خيراً فضلاً ديناً صالحاً، ولي القضاء بعد أحمد بن محمد بن سماعة. وقال محمد بن خلف وكيع: كتبت عنه سنة ثلاثٍ وخمسين ومائتين، وهو على قضاء مدينة المنصور. فيقي سنة وصرف، لأّن الموفَّق أراد منه أن يقرضه أوال الأيتام فقال: لا، والله ولا حبَّة. فصرفه وردّه إلى قضاء الكوفة. مات سنة سبع وسبعين في ربيع الآخر، وله نيّف وسبعون سنة رحمه الله. وله أخ ظريف ماجن مشهور.
4 (إبراهيم بن إسماعيل السَّوطيّ.)
عن: عفّان، وعبد الرحمن بن المبارك العيشيّ، وخلق. وعنه: أحمد بن عثمان الأدميّ، وعبد الله الخراسانيّ. ثقة. توفّي سنة اثنتين وثمانين ومائتين
4 (إبراهيم بن أبي داود البرلُّسيّ الحافظ)
قيل: توفّي سنة اثنتين وسبعين. وقال الطَّحاويّ: سنة سبعين. تقدَّم.

(20/292)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 293
4 (إبراهيم بن عبد الله بن عمر بن أبي الجبيريّ.)
أبو إسحاق العبسيّ القصّار. شيخ كوفيّ عالي الإسناد. تفرّد بالرّواية عن وكيع. وسمع أيضاً من: جعفر بن عون، وعبيد الله بن موسى، والعبّاس بن الوليد الضَّبيّ. وعنه: أبو الحسن الإسواريّ، وعليّ بن عبد الرحمن بن ماني، وقاسم بن أصبغ الأندلسيّ، وخثيمة الأطرابلسيّ، والأصم، وطائفة.) توفّي سنة تسعٍ وسبعين. وهو راوي نسخة ن وكيع. صدوق معمِّر.
4 (إبراهيم بن عبد الرحيم بن دنوقا.)
عنه: أبو الحسن بن المنادي، ومحمد بن حمزة الدّهقان، وابن نجيح، وجماعة. وثّقه الخطيب. وتوفّي سنة تسعٍ أيضاً.
4 (إبراهيم بن لبيب.)
أبو إسحاق القرطبيّ الحافظ الفقيه.

(20/293)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 294
عن: عبيد الله بن مسلمة القعنبيّ، ويحيى اللَّيثيّ، وسعيد بن حسّان. وعنه: عبد الله بن يونس القبريّ، ومحمد بن قاسم، وأهل الأندلس. توفّي سنة ثمان وسبعين.
4 (إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن المدبرّ.)
الوزير أبو إسحاق الضّبّيّ الكاتب الأديب الشاعر. ولي الوزارة مرّة للمعتمد. وتفّي سنة تسعٍ وسبعين. وكان أحد من جمع بين الرياسة والأدب والبلاغة. وهو أخو أحمد، ومحمد.

(20/294)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 295
حكى عنه: علّي بن سليمان الأخفش، وجحعفر بن قدامة، ومحمد بن يحيى الصُّوليّ وقال: كان جليلاً عالماً، ليس في الكتّاب من يدانيه في علمه وكتابته. ولم يزل في رتبة الوزير. حضر في سنة ثلاثٍ وستيّن للوزارة، فاستعفى لعظم المطالبة بالمال. وفيه يقول أبو هفّان:
(أيا ابن المدّبر أنت علَّمت الورى .......... بذل النوَّال وهم به بخلاء)

(لو كان مثلك في البريَّة واحد .......... في الجود لم يك فيهم فقراء)
عاش الوزير المدبرّ تسعاً وتسعين سنة. ساق ترجمته ابن النّجّار في تسع ورقات.
4 (إبراهيم بن أبي سفيان معاوية القيسرانيّ.)
) سمع: محمد بن يوسف الفريابيّ، وفديك بن سليمان القيسرانيّ، وغيرهما. وعنه: خيثمة، والطَّبرانيّ. توفّي سنة ثمانٍ وسبعيّن.
4 (إبراهيم بن مسلم بن عثمان.)
أبو مسعود العبسيّ الحذ يفي، البغداديّ، ثمّ الهمذانيّ. عن: عفّان، وسليمان بن حرب، وعمرو بن مرزوق، وجماعة. وعنه: محمد بن نصر القطّان، والحسن بن أبي الحسناء.

(20/295)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 296
وكان مكثراً. يقال: كان عنده عن أبي سلمة التَّبوذكيّ سبعون ألف حديث. وهو من ولد حذيفة بن اليمان رضي الله عنه.
4 (إبراهيم بن الهيثم بن المهلّب البلديّ.)
أبو إسحاق، نزيل بغداد. سمع: أبا اليمان، وعليّ بن عيّاش، وآدم بن أبي إياس، وأبا صالح كاتب اللّيث، وجماعة. وعنه: إسماعيل الصّفّار، وأبو بكر النّجّاد، وأبو بكر الشّافعيّ، وابن مخرّم، وطائفة. قال ابن عديّ: أحاديثه مستقيمة سوى حديث الغار. حدَّث به عن الهيثم بن جميل، عن مبارك، عن الحسن، عن أنس، فكذّبه فيه النّاس. قال الخطيب: كذا روى حديث الغار عن الهيثم جماعة. وإبراهيم عندنا

(20/296)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 297
ثقة ثبت. وقال الدَّارقطنيّ: ثقة. وقال غيره: مات في جمادى الآخرة سنة ثمانٍ.
4 (إبراهيم بن مهديّ الأبلّيّ.)
عن: شيبان بن فروخ، وهلال الرأي. وعنه: الصفّار، وأبو سهل بن زياد. وكان معروفاً بوضع الحديث. توفّي سنة ثمانين.
4 (إبراهيم بن نصر بن عبد العزيز.)
) أبو إسحاق الرّازيّ نزيل نهاوند. حدَّث بهمدان عن: أبي نعيم، والقعنبيّ، وعبد الله بن رجاء. وعنه: عليّ بن إبراهيم القطّان، وعبد الرحمن بن حمدان الجلاّب، وآخرون. قال الخطيب: كان ثقة. صنّف المسند.
4 (إبراهيم الآجريّ البغداديّ.)

(20/297)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 298
أبو إسحاق الزّاهد. صاحب كرامات. أنبئت عن الكاغديّ، أنّ الخلاّل أخبره: أنا أبو نعيم في الحلية أنا الخلدي في كتابه، وحدَّثني عنه أبو عمر العثمانيّ: ثنا ابن مسروق، وأبو أحمد المغازليّ، وغيرهما عن إبراهيم الآجرّيّ قالوا: جاء يهوديّ يقتضيه شيئاً من ثمن قصب. فكلَّمه فقال: أرني شيئاً أعرف به شرف الإسلام وفضله على ديني. قال: هات رداءك، فأخذه فجعله في ردائه، ولفّ به ورمى به في أتُّون الآجرّ، ثمّ دخل في أثره، فأخذ الرّداء وخرج من الباب، وفتح رداءه صحيحاً، وأخرج رداء اليهوديّ محروقاً، فأسلم اليهوديّ.
4 (إبراهيم بن الوليد الجشّاش.)
أبو إسحاق. سمع: عفّان، وأبا بلال الأشعريّ، وعثمان بن الهيثم، وأحمد بن يونس، والقعنبي. روى عنه: ابن الأعرابي ف معجمه أحاديث، وابن السماك، وإسماعيل الصّفار، وابن البختري، وطائفة. وثقة الدَّارقطنيّ، والخطيب. مات في المحرَّم سنة اثنتين وسبعين.

(20/298)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 299
4 (إدريس بن سليم بن وهب الموصليّ.)
عن: أبي جعفر النُّفيليّ، وغسان بنى الربيع، وجماعة. وعنه: أبو زكريّا يزيد بن محمد الأزديّ في تاريخه وقال: مات سنة ثمانٍ وسبعين.
4 (أزهر بن سهيل الخولانيّ.)
) المصريّ. عنك يحيى بن بكير. توفّي سنة ثلاثٍ وسبعين.
4 (إسحاق بن أحمد بن إسحاق بن الحصين بن حاتم.)
أبو صفوان السُّلميّ السُّرماريّ البخاريّ. ثقة صدوق. رحل به والده الزّاهد المجاهد أبو إسحاق. وسمع من: أبي عاصم لنَّبيل، ومكّيّ بن إبراهيم، وأبي عبد الرحمن المقريء، وجماعة. وعنه: صالح جزرة، وعمرو بن محمد بن بجير، وغيرهما. توفي سنة ست وسبعين ومائتين. ذكره أبو الفضل السليماني فقال: روى أيضاً عن: عبيد الله بن موسى، وأشهل بن حاتم سماعه.
4 (إسحاق بن أحمد بن مهران الرّازيّ.)
أبو يعقوب. قال الخليليّ: مات سنة خمسٍ وسبعين ومائتين، وقد قارب المائة.

(20/299)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 300
روى عن: أبي الحسن القطّان. أدرك إسحاق بن سليمان الرّازيّ، لكّنه غير حافظ. مات قبل أبي حاتم بسنةٍ واحدة. وهو ثقة.
4 (إسحاق بن إبراهيم بن هانيء.)
أبو يعقوب النَّيسابوريّ، ثم البغداديّ. له سؤآلات في مجلَّدة مروريّة، سألها الإمام أحمد. روى عنه: أبو بكر بن زياد النَّيسابوريّ، ومحمد بن أبي هارون الورّاق، وعبد الله بن سليمان الفاميّ. وكان صالحاً خيرّاً فقيهاً. توذّي سنة خمسٍ وسبعين. وكان أبوه من العابدين.
4 (إسحاق بن إبراهيم المنادي.)
عن: أبي حذيفة النَّهديّ، وهدبة بن خالد. وعنه: أبي مخلد، ومحمد بن جعفر المطيريّ.) مات في ربيع الأوّل سنة أربعٍ وسبعين.
4 (إسحاق بن إسماعيل الجلكيّ الإصهانيّ.)
عن: أبي الوليد الطَّيالسيّ، ومعاذ بن أسد، وجماعة. وتوفّي سنة تسعٍ وسبعين بإصبهان.
4 (إسحاق بن حنيفة.)

(20/300)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 301
أبو يعقوب الجرجانيّ الزّاهد العابد. قال الفقيه أبو عمران إبراهيم بن هاني الفقيه: لم أر مثل إسحاق بن حنيفة، ولا أرى مثل نفسه. كان يأكل من كسبه بالوراقة، ويم مات رأينا طيوراً خضراء مصطفّين فوق الجنازة، وفوق القبر إلى أن دفن. لم أرها قبل ولا بعد. مات بجرجان رحمة الله عليه.
4 (إسحاق بن سيار ين محمد.)
أبو يعقوب النَّصيبيّ. سمع: أبا النَّضر هاشم بن القاسم، وعبد الله بن داود الخريبيّ، وأبا عاصم، وطبقتهم. وعنه: حثيمة بن سليمان، وابن صاعد، ومحمد بن يوسف الهرويّ، وآخرون. وكان من كبار العلماء. قال أبو بكر محمد بن حمدويه بن خالد: ثنا إسحاق بن سيّار النَّصييّ إمام الأئمّة. وقال ابن أبي حاتم: كتب إليَّ ببعض حديثه، وكان صدوقاً ثقة.

(20/301)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 302
وقال أبو عدويّة: مات بنصيبين في ذي الحجّة ثلاثٍ وسبعين. أخبرنا أحمد بن إسحاق: أنا الفتح بن عبد الله، أنا أبو الفضل الأرمويّ، وغيره، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو الفضل الزُّهريّ، ثنا جعفر الفريابيّ، ثنا إسحاق بن سيّار، ثنا أبو صالح: أنا معاوية بن صالح ويصوم، عن المهاجرين حبيب، أنّ عيسى بن مريم كان يقول: إنّ الّذي يصلّي ويصوم، ولا يترك الخطايا، ومكتوب في الملكوت كذاباً. قال ابن أبي حاتم: كان إسماعيل القاضي يقول: ما بقي في زماننا أحد تجب الرّحلة إليه غير إسحاق بن سيّار النَّصيبيّ، وأبي حاتم، ويعقوب الفسويّ.
4 (إسحاق بن الصبّاح الكنديّ الأشعثّي.)
) من أولاد الأشعث ين قيس. سمع: سعيد بن أبي مريم، وسريج بن يونس وغيرهما. وعنه: وحمّاد بن الحسن بن عنبسة، وغيرهما. توفّي بمصر في سنة سبعٍ وسبعين.
4 (إسحاق بن محمد بن أحمد بن أبان النَّخعيّ.)
أبو يعقوب الكوفّي. عن: عبد الله بن عائشة، وإبراهيم بن بشّار الرماديّ، وجماعة. وعنه: محمد بن خلف وكيع، وأبو خلف سهل بن زياد، وآحرون.

(20/302)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 303
وكان من غلاة الرّافضة الّذي تنسب إليه الإسحاقيّة الّذين يقولون: عليّ هو الله تعالى، فتعالى الله عمّا يقولون علواً كبيراً. وقد روى عنه الكبار، فأنبأنا، عن الكنديّ، عن القزّاز، عن الخطيب، عن ابن رزقوه، عن أبي بكر الشّافعيّ قال: ثنا بشر بن موسى، ثنا عبيد بن الهاشميّ، نا هشام بن الكلبي، عن أبي مخنف لوط بن يحيى، عن فضيل بن خديج، عن كميل بن زياد قال: أخذ بيدي عليّ حتّى انتهينا إلى الجبّانة فال: إنّ القلوب أوعية. ذكر الحديث. ثمّ نقل الخطيب، عن غير وحدٍ، خبث مذهب هذا الشّقيّ. وقال الحسن بن يحيى النوبختيّ في الرّدّ على الغلاة، مع أنّ النوبختيّ من فضلاء الشّيعة، قال: كان ممّن جوّد الجنون في الغلوّ في عضرنا إسحاق بن محمد المعروف بالأحمر. يزعم أنّ علياً هو الله، وأنه يظهر في كلّ وقت. فهو الحسن في وقت، وكذلك هو الحسين، وهو واحد. وهو الّذي بعث بمحمد صلى الله عليه وسلم. قال: وقال في كتاب له: لو كانوا ألفاً لكانوا واحداً. كان راوية للحديث. قال: وعمل كتاباً ذكر أنّه كتاب التّوحيد، فجاء به بجنونٍ وتخليط لا يتوهّمان، فضلاً عن أنّه يدّل عليهما. وكان ممّن يقول: باطن صلاة الظُّهر محمد لإظهار الدّعوة.
4 (إسحاق بن يعقوب البغداديّ الأحول العطّار.)
عن: خلف بن هشام، والقواريريّ.) وعنه: عثمان بن السّمّاك، وغيره.

(20/303)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 304
وكان ثقة. توفّي سنة سبعٍ وسبعين. وثقّه الدَّارقطنيّ.
4 (إسماعيل بن بحر.)
أبو عليّ العسكريّ سمعان. حدَّث بإصبهان عن: سهل بن عثمان العسكريّ، وعبد الله بن عائشة، وإسحاق بن محمد العمّيّ. وعنه: أحمد بن محمد الصّفّار، والقاسم ن هارون المؤدِّب، وغيرهما. توفّي سنة ثمانٍ وسبعين.
4 (إسماعيل بن بلبل.)
الوزير أبو الصقر الشَّيبانيّ. كاتب بليغ، شاعر محسن جواد ممدوح. وزر للمعتمد سنة خمسٍ وستيّن ومائة، وبعد الحسن بن مخلد، ثم عزل بعد شهر ثمّ وزر ثانياً، ثمّ عزل. ثمّ وزر ثالثاً بعد القبض على صاعد بن مخلد الوزير سنة اثنتين وسبعين. وكان واسع النَّفس. وظيفته في كلّ يوم سبعون جذياً، مائة حمل، ومائة

(20/304)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 305
رطل حلواء. ولم يزل على وزارته إلى أن ولي العهد أحمد بن الموفَّق، فقبض عليه وقيدّه، وعذّبه حتّى هلك في صفر سنة ثمانٍ وسبعين. وقال عبد الله بن أحمد بن أبي طاهر: وقع اختيار الموفَّق لوزارته على أبي الصَّقر، فاستوزره منه رجلاً قلّ ما جلس مجلسه كفاية للمهمّ، استقلالاّ بالأمور، وإمضاءً للتدبير، فيما قلّ وجلّ في أصح سبله وأعوادها بالنَّفع في عواقبه، وأحوطها لأعمال السلطان ورعيتّه، وأوقعها بطاعة. مع رفعة قدرٍ للأدب وأهله، وتجديده. ما درس في أحوالهم قبله، وبذله لهم كريم ماله، مع شجاعة نفسه، وعلو همتّه، وصغر مقدار الدُّنيا عنده، إلاّ ما قدّمه لمعاده، مع سعة علمه وكظمه، وإفضاله على من أراد تلف نفسه. قال أبو عليّ التنَّوخيّ: نا أبو الحسين عبد الله بن أحمد: نا سليمان بن الحسن أبو القاسم قال: قال أبو العبّاس بن الفرات: حضرت مجلس إسماعيل بن بلبل، وقد جلس جلوساً عامّاً. فدخل إليه المتظلّمون والنّاس على طبقاتهم. فنظر في أمورهم، فما انصرف أحدٌ منهم إلاّ بولايةٍ، أو) صلةٍ، أو قضاء حاجة، أو إنصاف. وبقي رجل، فقام إليه من آخر المجلس يسأله سبب إجارة ضيعته، فقال: لأنّ الأمير، يعني الموفَّق، قد أمرني أن أسبّب شيئاً إلاّ عن أمره، وأنا أكتب إليه في ذلك. فراجعه الرجل وقال: متى تركني الوزير، وأخّرني فسد حالي. فقال لبد الملك بن محمد: أكتب حاجته في التّذكرة. فولّى الرجل غير بعيد، ثمّ رجع فقال: أيأذن الوزير قال: قل. فأنشأ يقول:
(ليس في كلّ دولةٍ وأوان .......... تتهيَّأ صنائع الإحسان)

(وإذا أمكنتك يوماً من الدّهر .......... فبادر بها صروف الزّمان)

(20/305)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 306
فقال لي يا أبا العبّاس اكتب له يتسبَّب إجارة ضيعته السّاعة. وأمر الصَّيرفيّ أن يدفع له خمسمائة دينار. ويروى أنّ إسماعيل بن بلبل كان جالساً وعليه درّاعة منسوجة بماء الذَّهب لها قيمة، وبين يديه غلام، ومعه دواة. فطلب منه مدّة، فنقط الغلام على الدُّرّاعة من الهدّية. فجزع، فقال: يا غلام لا تجزع، فإن هذه إلاّ عن ابن الهدى. وأنشد يقول:
(إذا ما المسك طَّيب ريح قومٍ .......... كفاني ذاك رائحة المداد)

(فما شيءٌ بأحسن من ثيابٍ .......... على حافاتها حمم السواد)
وقال أبو عليّ التنّوخيّ: حدَّثني أبو الحسين بن عيّاش: أخبرني من أثق به أنّ إسماعيل بن بلبل لمّا قصده صاعد بن حزم، وكان له حملٌ قد قارب الوضع، فقال: اطلبوا منجّماً. فأخذ بمولده، فأتي به، فقال له بعض من حضر: ما يصنع بالنّجوم ها هنا أعرابيّ عائق ليس في الدّنيا أحذق منه. فقال: يحضر ما سمّاه الرجل. فطلب، فلمّا دخل قال له إسماعيل: أتدري لم طلبتك قال: نعم. وأدار عينه في الدّار، فقال: يسألني عن حمل. فعجب منه، وقال: فما هو فأدار عينه وقال: ذكر.) فقال للمنّجم: ما يقول قال: هذا جهل. قال: فبينا نحن كذلك إذ طار زنبورٌ على رأس إسماعيل وغلام يذّب عنه، فقتله. فقال الأعرابيّ: قتل والله المزنَّر وولّيت مكانه. ولي حقّ البشارة. وجعل يرقص. فنحن كذلك، إذ وقعت الضّجّة بخبر الولادة، وإذا هو ذكر. فسرَّ إسماعيل بذلك، ووهب للأعرابيّ شيئاً. فما مضى عليه إلاّ دون شهر، حتّى استدعاه الموفَّق، وقلَّده الوزارة، وسلَّم إليه صاعداً. فكان يعذّبه إلى أن قتله.

(20/306)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 307
ثمّ طلب الأعرابيّ فسأله: من أين قال ما قال فقال: نحن إنّما نتفاءل بزجر الطَّير وبعينٍ كما نراه. فسألتني أولاً لأيّ شيء طلبت، فتلمحّت الدّار، فوقعت عيني على برّادة عليها كيزان معلَّقة، فقلت لي: أصبت. ثمّ تلمحّت فرأيت فوقها عصفوراً ذكراً. ثمّ طار الزُّنبور عليك، وهو مخصّر النّصارى يتحضَّرون بالزّنابير. والزُّنبور عدوٌّ أراد أن يلسعك، وصاعد نصرانيّ الأصل، وهو عدوّك. فزجرت أن الزُّنبور عدوّك، وأنّ الغلام لمّا قتله أنّك ستقتله. قال فوهب له شيئاً صالحاً وصرفه. وقال جحظة:
(لأبي الصقر علينا .......... نعم الله جليله)

(ملكٌ في عينه الدُّني .......... ا لراجيه قليله)
فوصلني بمائتي دينار. وقال عبد الله بن أبي طاهر: أنشدني جحظة: أنشدني أبو الصَّقر إسماعيل ن بلبل لنفسه:
(ما آن للمعتوق أن يرحما .......... قد انحلّ الجسم وأبكى الدّما)

(ووكَّل العين بتسهيدها .......... تفديه نفسي لما طالما ما حكّما)

(وسنّة المعشوق أن لا يرى .......... في قتل من يعشقه مأثما)

(لو رآه الله شفى غايتي .......... فالعدل أن يبدي فما سقما)
ولد غسماعيل بن بلبل سنة ثلاثين ومائتين. قاله الصُّوليّ. وقال: رأيته مرّات، وكان في نهاية الجمال، وتمام القدّ والجسم. فقبض عليه في صفر سنة ثمانٍ وسبعين، وكبّل بالحديد، وألبس جبَّة صوف مغموسة في) الدّبس، وماء الأكارع، وأجلس في مكانٍ حارّ. وعذّب بأنواع

(20/307)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 308
العذاب، فمات لليلة بقيت من جمادى الأولى. قال عبد الله بن أحمد بن أبي طاهر في حديث، عن إبراهيم الحربيّ، أو غيره، أنّه رأى ابن بلبل في المنام، فقيل: ما فعل الله بك قال: غفر الله لي بما لقيت. ولم يكن الله ليجمع عليَّ عذاب الدّنيا والآخرة. قال أبو عليّ التّنوخيّ: حدَّثني أبي: أخبرني جماعة من أهل الحضرة أنّ المعتضد أمر ب إسماعيل بن بلبل، فاتّخذ له تغاراً كبيراً، ومليء إسفيذاجاً حياً وبلّه، ثمّ جعل رأس إسماعيل فيه إلى آخر عنقه وبعض صدره. ومسك عليه حتّى جمد الإسفيذاج علي، فلم تزل روحه تخرج حتّى مات.
4 (إسماعيل بن حمدويه.)
أبو سعيد البيكندي البخاريّ. عن: أب ينعيم، وعبدان، وعبد الله بن عثمان، وجماعة. وعنه: ابن جوصا، وأبو الميمون بن راشد، واحمد بن زكريّا المقدسيّ، وخلق. وسكن الرملة. توفي سنة ثلاثٍ وسبعين.
4 (إسماعيل بن عبد الرحمن.)
أبو هشام الخولانيّ الكتّانيّ الدّمشقيّ.

(20/308)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 309
عن: علاء بن عيّاش، والوليد القلانسيّ. وعنه: عبد الرحمن بن عمرو بن دحيم، وأبو عليّ بن فضالة، وجماعة. توفّي سنة ستًّ وسبعين.
4 (إسماعيل بن يعقوب.)
أبو محمد الحرّانيّ الصُّبيحيّ. عن: يحيى بن عبد الله البابلتّيّ، ومعاوية بن عمرو الأزديّ، ومحمد بن موسى بن أعين. وعنه: ن. وقال: لا بأس به، وأحمد بن عمرو البزّاز، وأبو عون الإسفرائينيّ، وغيرهم. توفّي سنة إحدى وسبعين، أو بعدها بأشهر.)
4 (أصبغ بن خليل.)
سمع من: الغاز بن يس، ويحيى بن يحيى اللَّيثيّ، وأصبغ بن الفرج، وسحنون. وبرع في المذهب، وأقرأ وأفتى دهراً. وكان بارعاً في عقد الوثائق، إلا أنّه جاهلاً بالأثر، ضعيفاً.

(20/309)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 310
يقال: له وضع أحاديث نصر الرّاية في عدم رفع اليدين، وغيره. قال قاسم بن أصبغ: سمعته يقول: أحب إليّ أن يكون في تابوت خنزير ولا يكون فيه مصنَّف أبي بكر بن أبي شيبة. ثمّ دعا عليه قاسم، وقال: هو الّذي حرمني السَّماع من بقي بن مخلد، وكان يحضّ أبي على منعي منه. وكان جارنا. وقال بعضهم: إنّ أصبغ بن خليل المالكيّ قرأ عليه أحمد بن خالد اسم أسيد بن الحضير، فردّه أصبغ وقال: بخاءٍ المعجمة. وهذا يدل على نقص معرفة بالحديث. روى عنه: احمد بن خالد الحباب، وقاسم بن أصبغ، ومحمد بن عبد الملك بن أعين. وعاش ثمانيةً وثمانين سنة. وتوفّي سنة ثلاثٍ وسبعين. وكان صاحب عبادة وورع، رحمه الله.
4 (أيّوب بن سليمان الصُّغديّ.)
عن: أبي اليمان، وآدم بن أبي أياس، وغيرهما. وعنه: عثمان بن السّمّاك، وأبو سهل القطّان، وجماعة. وثقَّه أبو بكر الخطيب. وتوفّي سنة أربعٍ وسبعين.

(20/310)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 311
4 (حرف الباء)

4 (بدر بن الهيثم الدشمقيّ.)
عن: بسر بن صفوان، وسليمان ابن بنت شرحبيل. وعنه: أبو علي الحصائريّ، وأحمد بن محمد بن صدقة، وجماعة.
4 (بركة بن نشيط.)
) أبو القاسم الرغانيّ. نزيل دمشق. سمع: أبا بكر، وعثمان ابني أبي شيبة وداود بن راشد. وعنه: ابن جوصا، وأحمد بن سليمان بن حذلم، وآخرون.
4 (بشير بن مسلم بن مجاهد.)
أبو مسلم التّنوخيّ الحمصيّ. عن: أبي المغيرة، ويحيى الوحاظيّ، ويزيد بن عبد ربّه الجرجسيّ، وغيرهم. وعنه: ابن جوصا، وابن أبي حاتم، وأحمد بن مسلم، ومحمد بن عيسى البغداديّ، وآخرون. وأبو حامد الحسنويّ، ومحمد بن أحمد الرَّسعنيّ الورّاق، ومحمد بن يوسف الباروديّ، وسمّاه بشراً.
4 (بقيّ بن مخلد بن يزيد.)

(20/311)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 312
أبو عبد الرحمن الأندلسيّ القرطبيّ الحافظ. أحد الأعلام وصاحب التّفسير والمسند. أخذ عن: يحيى بن يحيى اللَّيثي، ومحمد بن عيسى الأعشى. وارتحل إلى المشرق ولقي الكبار، فسمع بالحجاز: أبا مصعب الزُّهريّ، وإبراهيم بن المنذر الحزاميّ، وطبقتهما. وبمصر: يحيى بن بكير، وزهير بن عبّاد، وأبا الطّاهر بن السَّرح، وطائفة. وبدمشق: إبراهيم بن هشام الغسّانيّ، وصفوان بن صالح، وهشام بن عمّار، وجماعة. وببغداد: أحمد بن حنبل، وطبقته. وبالكوفة: يحيى بن عبد الحميد الحّمانيّ، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وأبا بكر بن أبي شيبة وطائفة. وبالبصرة من أصحاب حمّاد بن زيد. وقد فتَّشت في مسند بقي لأظفر له بحديثٍ عن أحمد بنم حنبل فلم أجد ذلك. وما دخل بغداد إلاّ سنة نيّفٍ وثلاثين، بعد موت عليّ بن الجعد، وكان أحمد قطع الحديث في سنة ثمانٍ وعشرين إلى أن مات.

(20/312)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 313
وقد روى بقيّ عن: حكيم بن سيف الرَّقّيّ، ومحمد بن أبان الواسطيّ، وداود بن رشيد، ووهب بن بقيّة، وإبراهيم بن محمد الشّافعيّ، وسويد بن سعيد، وهدبة القيسيّ، ومحمد بن أبي السَّريّ،) ومحمد بن رمح، وحرملة، وشيبان بن فرُّوج، وعبد الأعلى بن حمّاد النَّرسيّ، وجبارة بن المغلّس، وعبد الله بن معاذ، وأبي كامل الجحدريّ، وأبي خيثمة، وحجّاج بن الشّاعر، وهارون الحمّال، وهذه الطّبقة. وعني بالأثر عنايةً لا مزيد عليها. وعدد شيوخه مائتان وأربعة وثمانون رجلاً. وعنه: ابنه أحمد، وايّوب بن سليمان المرّيّ، وأحمد بن عبد الله الأمويّ، وأسلم بن عبد العزيز، ومحمد بن وزير، ومحمد بن عمر بن لبابة، والحسن بن سعيد الكنانيّ، وعبد الله بن يونس المراديّ، وعبد الواحد بن حمدون، وهشام بن الوليد الغافقيّ، وآخرون. وكان إماماً زاهداً، صوّاماً، صادقاً، كثير التهجُّد، مجاب الدَّعوة، قليل المثل. وكان مجتهداً لا يقلّد أحداً بل يفتي بالأثر. وقد اخذ بإفريقية عن: سحنون بن سعيد. قال أحمد بن أبي خيثمة: ما كنّا نسمّيه إلاّ المكنسة. وهل احتاج بلدٌ فيه بقيُّ إلى أن يأتي إلى ها هنا منه أحد وقال طاهر بن عبد العزيز: حملت معي جزءاً من مسند بقيّ إلى المشرق، فأريته محمد بن إسماعيل الصّائغ، فقال: ما اغترف هذا إلاّ من بحر. وعجب من كثرة علمه. وقال إبراهيم بن حيُّون، عن بقيّ قال: لمّا رجعنا من العراق، أجلسني

(20/313)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 314
يحيى بن بكير إلى جنبه، وسمع منّي سبعة أحاديث. وقال أبو الوليد بن الفرضيّ: ملأ بقيّ بن مخلد الأندلس حديثاً، فأنكر عليه أصحابه الأندلسيُّون، ابن خالد، ومحمد بن الحارث وأبو زيد ما أدخله في كتب الاختلاف وغرائب الحديث، فأغروا به السُّلطان، وأخافوا به. ثمّ إنّ الله أظهره عليهم وعصمه فنشر حديثه وقرأ للنّاس روايته. ثمّ تلاه ابن وضّاح، فصارت الأندلس دار حديث. وممّا انفرد به، ولم يدخله سواء مصنَّف أبي بكر بن أبي شيبة، وكتاب الفقه للشّافعيّ بكماله، وتاريخ خليفة، وكتابه الكبير في الطّبقات، وكتاب سيرة عمر بن عبد العزيز للدَّورقيّ وليس لأحدٍ مثل مسنده. وكان ورعاً فاضلاً زاهداً، قد ظهرت له إجابات الدّعوة في غير ما شيء. قال: وكان المشاهير) من أصحاب ابن وضّاح لا يسمعون منه، للّذي بينهما من الوحشة. ولد في رمضان سنة إحدى ومائتين، ومات لليلتين بقيتا من جمادى الآخرة سنة ستًّ وسبعين. ورّخه عبد الله بن يونس. قال محيي الدّين بن العربيّ: الكرامات منها وطفة بلا كون قبل أن يكون، والإخبار بالمعينات. وهي على ثلاثة ضرب: إلقاء، وكتابة، ولقاء. وكان بقيّ بن مخلد، رحمه الله، قد جمعها وكان صاحباً للخضر. شهر هذا عنه. ذكره في مواقع النّجوم، ثمّ شطح المحبيّن وقال علينا جماعة كذلك. وشاهدنا من ذاتنا غير مرّة. ومن هذا المقام ينتقلون إلى مقامٍ يقولون فيه للشيء كن فيكون بإذن الله. وقال الحافظ ابن عساكر: لم يقع إليَّ مسند من حديثه.

(20/314)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 315
وقال محمد بن حزم: أقطع أنّه لم يؤلَّف في الإسلام مثل تفسيره، ولا تفسير محمد بن جرير، ولا غيره. قال: وكان محمد بن عبد الرحمن الأمويّ صاحب الأندلس محبّاً للعلوم، عارفاً، فلمّا دخل بقيّ الأندلس بمصنَّف ابن أبي شيبة، وأنكر عليه جماعة من أهل الرأي ما فيه من الخلاف واسبشعوه، ونشَّطوا العامّة عليه، ومنعوه من قراءته، حتّى أتى على آخره، ثمّ قال لخازن الكتب: هذا كتابٌ لا تستغني خزانتنا عنه، فانظر في نسخه لنا. وقال لبقيّ: أنشر علمك، وارو ما عندك. ونهاهم أن يتعرَّضوا له. وقال أسلم بن عبد العزيز: ثنا بقيّ قال: لما وضعت مسندي جاءني عبد الله بن يحيى، وأخوه إسحاق فقالا: بلغنا أنّك وضعت مسنداً قدَّمت فيه أبا مصعب الزُّهريّ، ويحيى بن بكير، وأخّرت أبانا. فقال بقيّ: أمّا تقديمي لمصعب، فلقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: قدّموا قريشاً ولا تقدَّموها. وأمّا تقديمي ابن بكير، فلقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: كبّر كبّر، يريد السّنَّ، ومع أنّه سمع الموطّأ من مالك سبع عشرة مرّة، وأبوكما لم يسمعه إلاّ مرّةً واحدة. فخرجا ولم يعودا. وخرجا إلى حدّ العداوة. ولأبي عبد الملك أحمد بن نوح بن عبد البرّ القرطبيّ، المتوفَّى سنة ثمانٍ وثلاثين وثلاثمائة، كتابٌ في أخبار علماء قرطبة، ذكر فيه بقيَ بن مخلد، فقال: كان فاضلاً تقيّاً صوَّاماً متبتّلاً، منقطع القرين ف يعصره، منفرداً عن النَّظير.)

(20/315)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 316
في مصر كان أوّل طلبه عند محمد بن عيسى الأعشى، ثمّ رحل وروى عن أهل الحرمين، ومصر والشّام، والجزيرة، وحلوان، والبصرة، والكوفة، وواسط، وبغداد، وخراسانكذا قال فغلظ، لم يصل إلى خراسان. قال: وعدن، والقيروان. قلت: وما أحسبه دخل اليمن. قال: وذكر عبد الرحمن بن أحمد، عن أبيه، أنّ امرأة جاءت إلى بقيّ فقالت: ابني في الأسر، ولا حيلة لي، فلو أشرت إلى من يفديه، فإنّي والهة. قال: نعم، انصرفي حتّى أنظر في أمره. ثمّ أطرق وحرّك شفته. ثمّ بعد مدّة جاءت المرأة بابنها، فقال: كنت في يد ملك، فبينا أنا في العمل سقط قيدي. فذكر اليوم والسّاعة، فوافق وقت دعاء الشيخ. قال: فصاح عليَّ المرسّم بنا، ثم نظر وتحيَّر، ثمّ أحضر الحدّاد وقيَّدني، فلمّا فزع ومشيت سقط. فبهتوا ودعوا رهبانهم. فقالوا: لك والدة قلت: نعم. قالوا: وافق دعاؤها الإجابة، وقد أطاعك الله، فلا يمكننا تقييدك. فزوّدوني وبعثوني. قال: وكان بقيّ أوّل من كثّر الحديث بالأندلس ونشره، وهاجم به شيوخ الأندلس. فثاروا عليه لأنّهم كان علمهم المسائل ومذهب مالك. وكان بقيّ يفتي بالأثر، ويشذّ عنهم شذوذاً عظيماً. فعقدوا عليه الشّهاداتن وبدَّعوه، ونسبوا إليه الزَّندقة وأشياء نزَّهه الله منها. وكان بقيّ يقول: لقد غرست لهم بالأندلس غرساً لا يقع إلاّ بخروج الدّجّال. قال: وقال بقيّ: أتيت العراق، وقد منع أحمد بن حنبل من الحديث،

(20/316)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 317
فسألته أن يحدّثني، وكان بيني وبينه خلّة، فكان يحدّثني بالحديث بعد الحديث في زيّ السّؤال، ونحن خلوة. حتّى اجتمع لي منه نحوٌ من ثلاثمائة حديث. وقال ابن حزم: مسند بقيّ روى فيه عن ألفٍ وثلاثمائة صاحب ونيف، ورتَّب حديث كلّ صاحبٍ على أبواب الفقه. فهو مسند ومصنَّف. وما أعلم هذه الرُّتبة لأحدٍ قبله مع ثقته وضبطه وإتقانه واحتفاله في الحديث. وله مصنَّف في فتاوى الصّحابة والتّابعين، فمن دونهم الّذي أوفى فيه على مصنَّف عبد الرّزّاق، ومصنَّف سعيد بن منصور.) ثمّ ذكر تفسيره وقال: فصارت تصانيف هذا الإمام الفاضل قواعد الإسلام لا نظير لها. وكان متخيّراً لا يقلّد أحداً. وكان ذا خاصّة من أحمد بن حنبل، وجارياً ف يمضمار البخاريّ، ومسلم، وأبي عبد الرحمن النَّسائيّ. وقال أبو عبد الملك القرطبيّ في تاريخه: كان بقيّ طويلاً أقنى، ذا لحية، مضبَّراً، قوياً، جلداً على المشي. لم ير راكباً دابّةً قطّ. وكان ملازماً لحضور الجنائز، متواضعاً. وكان يقول: إنّي لأعرف رجلاً كان يمضي عليه الأيّام في وقت طلبه العلم، ليس له عيش إلاّ ورق الكرنب الذي يرمى. وسمعت من كلّ من سمعت منه في البلدان ماشياً إليهم على قدميّ. قلت: وهم من قال إنّه توفّي سنة ثلاثٍ. بل توفّي سنة ستَّ وسبعين كما تقدَّم. قال ابن لبانة: كان بقيّ من عقلاء النّاس وأفاضلهم. وكان أسلم بن عبد العزيز يقدّمه على جميع من لقي بالمشرق، ويصف زهده، ويقول: إنّما

(20/317)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 318
كنت أمشي معه في أزقّة قرطبة، فإذا نظر في موضعٍ خالٍ إلى ضعيفٍ محتاجٍ أعطاه أحد ثوبيه. وذكر أبو عبيدة صاحب القبلة قال: كان بقيّ يختم القرآن كلّ ليلةٍ في ثلاث عشر ركعة. وكان يصلّي بالنّهار مائة ركعة، ويصوم الدَّهر، وكان كثير الجهاد، فاضلاً. يذكر عنه أنّه رابط اثنتين وسبعين غزوة. ونقل بعض العلماء من كتاب حفيده عبد الرحمن بن أحمد بن بقيّ: سمعت أبي يقول: رحل أبي من مكّة إلى بغداد، وكان جلَّ بغيته ملاقاة أحمد بن حنبل. قال: فلمّا قربت بلغتني المحنة، وأنّه ممنوع. فاغتممت غمّاً شديداً، فأحللت بغداد واكتريت بيتاً في فندق ثمّ أتيت الجامع، وأنا أريد أن أجلس إلى النّاس، فدفعت إلى حلقةٍ نبيلة، فإذا برجلٍ يتكلَّم في الرجال، فقيل لي: هذا يحيى بن معين، ففرجت لي فرجةً، وقمت إليه، فقلت: يا أبا زكريّارحمك اللهرجل غريب ناءٍ عن وطنه، يحبُّ السُّؤال فلا تستجفني. فقال: قل. فسألته عن بعض من لقيته، فبعضاً من لقيته، فبعضاً زكّى، وبعضاً جرَّح. فسألت عن هشام بن عمّار، فقال لي: أبو الوليد صاحب صلاة دمشق، ثقة وفوق الثقة. ولو كان تحت ردائه كبراً ومتقلداً كبراً ما ضرّه شيئاً لخيره وفضله. فصاح أصحاب الحلقة: يكفيكرحمك اللهغيرك له سؤال.) فقلت وأنا واقف على قدميّ: أكشفك عن رجلٍ واحد: أحمد بن حنبل. فنظر إليَّ كالمتعجّب، وقال لي: ومثلنا نحن نكشف عن أحمد بن حنبل ذاك إمام المسلمين وأخبرهم وفاضلهم. فخرجت أستدلّ على منزلي أحمد، فدللت عليه. فقرعت بابه، فخرج

(20/318)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 319
إليَّ، فقلت: يا ابا عبد الله رجل غريب نائي الدّار، وهذا أول دخولي هذا البلد، وأنا صاحب حديث، ومقيَّد بسنّة. ولم تكن رحلتي إلاّ إليك. فقال: أدخل الأسطوانة، ولا يقع عليك عين. فدخلت. فقال لي: وأين موضعك قلت: المغرب الأقصى. قال: إفريقيّة فقلت له: أبعد من إفريقيّة. أجوز من بلد البحر إلى إفريقيّة. الأندلس. قال له: موضعك لبعيد، وما كان شيء أحبُّ إليَّ من أن أحسن عون مثلك، غير أنيّ ممتحن بما لعلّه قد بلغلك. فلت له: بلى، لقد بلغني، وهذا أوّل دخولي، وأنا مجهول العين عندكم، فإذا أذنت لي أن آتي كلَّي يوم في زيّ السّوّآل، فأقول عند الباب ما يقوله السّائل، فتخرج إلى هذا الموضع، فلوا لم تحدثني كلّ يوم إلى بحديث واحد لكان لي فه كفاية. فقال لي: نعمن على شرط أن لا تظهر في الخلق، ولا عند المحدِّثين. فقلت: لك شرطك. فكنت آخذ عوداً بيدي، وألف رأسي بخرقةٍ مدنسَّة وآتي بابه، فأصيح: الأجر، رحمكم الله، والسُّؤال هناك كذلك، فيخرج إليَّ ويغلق الباب، ويحدّثني بالحديثين، والثلاثة، والأكثر. فالتزمت ذلك حتّى مات الممتحن له وولي بعد إليه آباط الإبل، فكان يعرف لي حقّ صبري، فكنت إذا أتيت حلقته فسحٍ لي، ويقصّ على أصحاب الحديث قصّتي معه. فكان يناولني الحديث مناولةً، ويقرأه عليه. واعتللت، فعادني في خلقٍ معه. وذكر الحكاية أطول من هذا، نقلها ابن بشكوال في غير الصّلة. وأنا نقلتها من خطّ أبي الوليد بن الحاجّ شيخنا.

(20/319)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 320
وقال أيضاً: نقلت من خطّ حفيده عبد الرحمن بن أحمد بن بقيّ: حدَّثني أبي قال: أخبرتني أمّي) أنها رأت أبي مع رجلٍ طويلٍ جداً. فسألته عنه، فقال هو: أرجو أن تكوني امرأة صالحة، ذاك الخضر عليه السّلام. وذكر عبد الحمن عن جدّه أشياء، فالله أعلم. قال: كان جدّي فد قسّم أيّامه على أعمال البرّ، فكان إذا صلّى الصُّبح قرأ حزبه من القرآن في المصحف بسدس القرآن. وكان أيضاً يختم القرآن في الصّلاة في كل يوم وليلة، ويخرج كل ليلة في الثلث الأخير إلى مسجده، فيختم قرب انصداع الفجر. وكان يصلّي بعد حزه في المصحف صلاةً طويلة حدّاً، ثمّ ينقلب إلى داره، وقد اجتمع في مسجده الطَّلبة، فيجدد الوضوء ويخرج إليهم. فإذا انقضت الدُّول صار صومعة المسجد، فيصلّي إلى الظهر. ثمّ يكون هو المبديء بالأذان. ثم يهبط، ثم يستمع إلى العصر ويصلّي ويسمع. وربما خرج في بقيّة الّنهار، فيقعد بين القبور يبكي ويعتبر، فإذ غربت الشّمس أتى مسجده، ثمّ يصلّي ويرجع إلى بيته فيفطر. وكان يسرد الصَّوم إلى يوم الجمعة. ثمّ خرج إلى المسجد، فيخرج إليه جيرانه، فيتكّلم معهم في دينهم ودنياهم. ثم يصلّي العشاء، ويدخل بيته، فيحدِّث أهله، ثمّ ينام نومةً قد أخذتها نفسه، ثم يقوم. هذا دأبه إلى أن توفّي. وكان جلداً، قوياً على المشي، مواظباً لحضور الجنائز، ولم ير راكباً قطّ. ومشى مع ضعيفٍ في مظلمة إلى إشبيلية، ومع آخر إلى إلبيرة، ومع امرأة ضعيفة إلى جيّان.
4 (بوران.)

(20/320)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 321
ابنة الوزير الحسن بن سهل الّتي تزوجّ المأمون بها، ودخل بها في سنة عشر ومائتين. فاحتفل أبوها لعرسها وجهازها احتفالاًً يضرب به المثل. نثر ضياع، وأسماء جواهر، وخيل. وقام بمؤونة العسر كلّه أيّام العرس. فأنفق عليهم وعلى العروس ونحو ذلك في مدّة عشرين يوماً خمسين ألف ألف درهم. ولا أعلم جرى في الإسلام مثله. توفيّت في ربيع الأوّل سنة إحدى وسبعين، عن ثمانين سنة. ودفنت في قبَّتها. وما زالت وافرة الحرمة، كاملة الحشمة إلى أن ماتت.

(20/321)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 322
4 (حرف الجيم)
)
4 (جعفر بن المعتمد أحمد بن المتوكّل جعفر بن المعتصم العبّاسيّ.)
المفوضَّ إلى الله وليّ العهد. عقد له أبوه، وخطب له على المنابر زماناً. ثم خلعه أبوه وولّى أخاه المعتضد العهد خوفاً من المعتضد. ويقال: إنّ المعتضد لمّا استخلف قتل المفوَّض هذا في سنة ثمانين. وقيل: بل مات فيها موتاً.
4 (جعفر بن أحمد بن سلم.)
أبو الفضل، قاضي البصرة. يروي عن: إسحاق الفرويّ، وغيره. وعنه: محمد بن مخلد، وأحمد بن كامل القاضي.

(20/322)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 323
توفّي سنة ستٍّ وسبعين.
4 (جعفر بن أحمد بن المبارك كردان.)
عن: أبي كامل الجحدريّ، وشيبان بن فروخ. وعنه: ابن مخلد، وعليّ بن إسحاق المادرائيّ. وكان صدوقاً. توفّي سنة سبع وسبعين ومائتين.
4 (جعفر بن أحمد بن معبد الورّاق.)
بغداديّ. سمع: عاصم بن عليّ، ومسدَّداً. وعنه: عبد الصّمد الطَّستيّ، وأبو بكر الشّافعي. توفّي سنة ثمانين.
4 (جعفر بن طرخان.)
أبو محمد الإسراباذيّ الفقيه. رحل وطوّف وصنّف، وحدَّث عن: أبي نعيم، وأبي حذيفة النهَّديّ، وجماعة. وعنه: مالك بن عديّ، وجعفر بن سهديل، والإستراباذيّون. توفّي سنة سبعٍ وسبعين ومائتين.)
4 (جعفر بن عنبسة اليشكريّ الكوفيّ.)

(20/323)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 324
توفّي سنة حمسٍ وسبعين ومائتين. روى عن: حفص بن عمر امكّيّ، وعبد الحميد بن صالح البرجميّ وقرأ عليه. وعنه: ابن عقدة، والحسن بن محمد بن سعدان، وأبو سعيد بن الأعرابيّ، وجماعة. وقرأ عليه: عبد الله بن جعفر السوّاق. وكان مقرئاً نحوياً. وكان شيخه عبد الحميد يروي القرآن عن ابي كر بن عيّا.
4 (جعفر بن محمد بن عامر.)
أبو الفضل السّامرّيّ البزّاز. عن: أبي نعيم، وقبيص. وعنه: ابن مخلد، وعبد الحمن بن ابي حاتم، والصّفّار. توفّي سنة اثنتين وسبعين.
4 (جعفر بن محمد بن عيسى بن نوح البغداديّ.)
حدَّث بأذنه عن: محمد بن عيسى بن الطّباع. وعنهك يجيى ن صاعد، والأصمّ، والبردعيّ. وكان ثقة.

(20/324)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 325
4 (جعفر بن محمد بن عروة النَّيسابوري.)
شيخ مسند قديم. سمع: حفص بن عبد الرحمن، والجارود بن أبي يزيد. وعنه: أبو عمرو، وأحمد بن المبارك المستملي، وجعفر بن سهل، وجماعة. توفّي سنة اثنتين أيضاً.
4 (جعفر بن محمد بن عمر اللخيّ.)
أبو معشر المنجم المشهور. وهو بكنيته أعرف. كان إليه المنتهي في فن التنّجيم. وكان له خطوة في هذا الهذيان لملعون بالعراق. وله إصابات كثيرة كإصابات الكهّان. صنّف كتاب الزّنج وكتاب امدخل، والألوف وغير ذلك.) قيل: إنّه مات سنة اثنتين وسبعين أيضاً، رحم الله تعالى المسلمين. يقال إنّه تعلَّم فنّ اتنّجيم بعدما تكهَّل. وقيل: إنّ المستعين ضربه مرّة لإصاته في تنجيم، وكان يقول: أصبت فعوقبت. وذكّر الندّيم محمد بن إسحاق أنّ أبا معشر جاوز المائة، وله كتب كثيرة. قال: وتوفّي لليلتين بقيتا من رمضان سنة اثنتين وسبعين.

(20/325)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 326
4 (جعفر بن محمد بن القعقاع البغوي ثمّ البغداديّ.)
عنك سعيد ن منصور، وأبي معمَّر المقعد. وعنه أبو القاسم البغويّ، وعبد الله بن محمد الخراسانيّ. توفّي سنة خمسٍ وسبعين.
(320 - جعفر بن محمد بن شاكر الصائغ البغدادي الزاهد)
أبو محمد. سمع: عفان، وأبا نعيم، والحسين بن محمد المروزي، وسريج بن النعمان، وقبيصة، وأبا غسان مالك بن إسماعيل، ومعاوية بن عمرو، وطائفة. وعنه: موسى بن إسماعيل، وابن صاعد، وابن البختري، وإسماعيل الصفار، والنجاد، وابن السماك، وابن نجيح، وأبو بكر الشافعي، ومحمد بن جعفر بن الهيثم، وخلق. وقال الخطيب: وكان عابدا زاهدا ثقة. صادقا متقنا ضابطا. وقال أبو الحسين بن المنادي: كان ذا فضل وعبادة وزهد، انتفع به خلق كثير في الحديث، وأكثروا عنه لثقته وصلاحه. توفي لإحدى عشرة خلت من ذي الحجة سنة تسع وسبعين، وبلغ تسعين

(20/326)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 327
سنة غير أشهر يسيرة. رحمه الله تعالى. وحديثه في الغيلانيات.
(321 - جعفر بن محمد الوراق)
عن: أبي عبيد. وعنه: محمد بن مخلد، وقال: مات في شعبان سنة إحدى وسبعين.
4 (جعفر بن محمد بن الحسن بن زياد.)
أبو يحيى الرازيّ الزَّعفرانيّ. حدَّث ببغداد عن: سهل بن عثمان العسكرسّ، وإبراهيم بن موسى الفرّاء، ومحمد بن مهران، وعليّ بن محمد الطّنافسيّ. وعنهك إسماعيل الصّفّار، وعبد الصَّمد الطَّستيّ، وأبو مسهل القطّان، وأبو بكر الشّافعيّ، وآخرون. قال ابن أبي حاتم: سمعت عنه وهو صدوق ثقة. وقال غيرهك كان إماماً في التفسر. توفّي في ربع الآخر سنة تسعٍ وسبعين.
4 (جعفر ن محمد بن الحجّاج القطّان.)

(20/327)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 328
عن: عبد الله بن جعفر، ومحمد بن أبي أسامة الرّقيبيّ، وغيرهما. وعنه: أبو حاتم الرازيّ، وأبو عليّ محمد بن سعيد الحرّانيّ. توفّي سنة ثمانين.
4 (جعفر بن محمد حمّاد.)
أبو الفضل الرَّمليّ القلانسي الزّاهد. نزيل عسقلاّن. عنك آدم بن أبي إياس، وعفّان، وأحمد بن ونس، وطبقتهم.) وعنه: ابن جوصا، وأبو عوانة، وخثيمة، وطائفة آخرهم الطَّبرانيّ. وهو من كبار شيوخه. قال محمد بن حميد الأهوازيّ: أزهد من رأيت جعفر بن محمد القلانسيّ. قلت: مات في ذي الحجّة سنة ثمانين.
4 (وجعفر بن محمد بن الفضل الرَّسعنيّ.)
أقدم منه.
4 (جعفر بن هاشم.)
أبو يحيى العسكريّ. نزيل بغداد. سمع: القعنبيّ، وأبا الوليد، مسلم بن إبراهيم. وعنه: حمزة الدّهقان، وعثمان بن السّمّاك، والطَّبشيّ. وثّقه الخطيب.

(20/328)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 329
ومات في ربيع الأوّل سنة سبعٍ وسبعين.
4 (جموك بن حنجة.)
أبو إبراهيم ابخاريّ. وقيل: اسمه عبد الله. بروي عن: أبي حذيفة إسحاق بن بشر صاحب المبتدأ، وأحمد بن حفص، ى ورجاء بن مقابل، والمسنديّ. ولم يرحل. وعنه: محمد بن جابر بن كاتب، ومحمد بن صالح البخاريّان. توفّي سنة ثلاثٍ وسبعين.

(20/329)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 330
4 (حرف الحاء)

4 (الحارث بن أبيض بن أسود.)
أبو القاسم الفهويّ المصريّ. رأى ابن وهب، وسمع: زيد بن بشر، وغيره. توفّي بالإسكندريّة في جمادى الآخرة سنة ستٍّ وسبعين.
4 (حامد بن سهل.)
أبو جعفر الثَّغريّ.) حدَّث ببغداد عن: مسلم بن إبراهيم، وعبد الصَّمد، ومعاذ بن فضالة. وعنهك ابن السّمّاك، وأحمد بن كامل، وأبو بكر الشّافعيّ، وابم الهيثم القيدار. وثّقه الدّارقطنيّ. توفّي سنة ثمانين.
4 (حرب بن إسماعيل الكمانيّ الفقيه.)
صاحب الإمام أحمد. قد ذكرته في الطبقة الماضية على التقّريب، ثمّ وجدت ابن قانع قد قيَّد وفاته في سنة ثمانين ومائتين.
4 (الحسن بن أحمد بن بكّار بن بلال.)

(20/330)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 331
أبو علّي العامليّ الدّمشقيّ. سمع: جدّه ومروان بن محمد الطّاطريّ، ومحمد بن المبارك الصوريّ. وعنه: أبو عوانة، وقال: هو قدريٌّ، ثقة في الحديث وأبو الميمون بن راشد، وجماعة. توفّي في صفر سنة أربعٍ وسبعين ومائتين.
4 (الحسن ن إسحاق بن يزيد.)
أبو عليّ البغداديّ العطّار. عن: عمر بن شبيب المعلَّى، وزيد بن الحباب، والحسن الأشيب، ومحمد بن بكر الحضرميّ، وأبي نعيم، وجماعة. وعنه: إسماعيل الصّفّار، والأصمّ، ومحمد بن مخلد. وثَّقه الخطيبن ثم قال: أنا أبو سعيد الصَّيرفّ: أنا الأصمّ، ثنا الحسن بن إسحاق العطّارك سمعت عبد الرحمن بن هارون يقول: كنّا في البحر سائرين إلى إفريقيّة، فركدت علينا الرّيح، فأرسينا إلى موضع يقال له البرطون، ومعنا صبيّ صقلبيّ يقال له أيمن، ومعه شصّ. يصطاد به السَّمك. فاصطاد سمكةً، نحواً من شبر أو أقلّ. وكان على صنيفة اذنها اليمنى مكتوب: لا إله إلا الله، وعلى قذالها وصنيفة أذنها اليسرى مكتوب: محمد رسول الله. وكان أبين من نقشٍ على حجر. وكانت السَّمكة بيضاء، والكتابة وداء كأنّه كتب بحبر.

(20/331)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 332
قال: فقذفناها في البحر، ومنع النّاس أن يصيدوا من ذلك الموضع حتّى أوغلنا.) قال ابن قانعك مات في صفر سنة اثنتين وسبعين.
4 (الحسن بن ايّوب القزوينّي.)
وثّقه الخليليّ، وقال: سمع من: عبد العزيز الأويسيّ، وعليّ ن محمد الطَّنافسيّ، وأبي مصعب. روى عنه: أبو الحسن القطّان. مات سنة تسعٍ وسبعين ومائتين.
4 (الحسن بن الحسين بن عبد الله ن عبد الرحمن بن العلاء بن أبي صفرة بن المهلَّب.)
أبو سعيد المهلّبيّ السكَّريّ النَّحويّ. سمعك يحيى بن معين، وأبا حلتم السجستانيّ، وأبا الفضل الرّيّانيّ، وعمر بن شبَّة.

(20/332)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 333
وعنه: بو سهل بن زياد، ومحمد بن أحمد الحكيميّ، ومحمد ن عبد املك اتّاريخيّ. وروى الكثير من كتب الأدبن وصنَّف أشياء. قال الخطيب: كان ثقة دنيِّاً صادقاً، يقريء القرآن، وانتشر عنه من كتب الأدي شيء كثير. قال ابن المنادي: توفّي سنة خمسٍ وسبعين. وطان ميلاده سنة اثنتي عشر ومائتين. ومن قال: مات سنة تسعين وهم. ول كتاب الوحوش ما قصَّر فيه وكعاب البنات. وكان آيةّ في جمع أشعار العرب. فإنّه جمع شعر امريء القيس ودوَّنه وكذا جمع ديوان النابغتين، و ديوان قيس بن احطيم، وديوان تميم، وديوان شعر هذيل، وديوان هدبة بن خشرم، وديوان الأعشى، وديوان الأخطل، وديوان زهير، وديوان مزاحم العقيليّ، وديوان أبي نواس، ثمّ شرحه في نحو ألف ورقة.
4 (الحسن بن سلاّم ن حمّاد.)
أبو علي السّوّاق. حدَّث ببغداد عنك عبد الله بن موسى، وأبي نعيم، وأبي عبد الرحمن المقريء، وعمرو بن حكّام، وعفّان، وطائفة. وعنه: ابن صاعد، والصّفّار، وعثمان ن السّمّاك، وأبو بكر النّجّاد، والشّافعيّ، وآخرون. قال الدّارقطنيّ: ثقة صدوق.

(20/333)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 334
وقال الشّافعيّ: مات لثلاثٍ خلون من صفر سنة سبع وسبعين.
4 (الحسن بن عليّ بن مالك.)
) أبو محمد الشَّيبانيّ المعروف بالأشنانيّ. حدَّث ببغداد عن: عمرو بن عون، وسويد بن سعيد، ابن نعين. وعنه: ابنه عمرو، ومحمد ن مخلد، وأحمد بن الفضل بن خزيمة. توفّي في شعبان سنة ثمانٍ وسعين. وصلّى عليه أبو بكر بن أبي الدُّنيا. قال ابن امنادي: فيه ادنى لين.
4 (الحسن بن عليّ بن بحر بن برّي القطّان.)
توفّي ببابسير سنة ثمانين، في ربيع الأوّل. وقد روى عن: أبيه، وغيره.
4 (الحسن بن الفضل بن السَّمح.)
أبو عليّ الزعفرانيّ البوصرائيّ. عن: مسلم ن غبرالهين، وأبي معمر النقريّ. وعنهك ان صعد، وإسماعيل الصّفّار، وأحمد بن عثمان الأدميّ، وجماعة. قال ابن صاعد، وإسماعيل الصّفّار، واحمد بن عثمان الأدميّ، وجماعة. قال ابن المناديك مات في جمادى الآخرة سنة ثمانين. قال: ثمّ انكشف ستره فتركوه، وخرّق أخي كلَّ شيءٍ كتبه عنه، لأّنه تبين له أمره

(20/334)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 335
4 (الحسن بن محمد بن عبد الله بن الحسين بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب.)
العلويّ المعروف بالحون. ظهر بالكوفة ف خلافة المستعين، وقوي أمره، وحارب جيش المستعين، فهرب وتفرَّق جمعه. ثم قبض عليه وحبس دهراً، إلى أن اطبقه امعتمد في سنة ثمانٍ وستيّن. ثمّ غنهّ عاد إلى غيِّة، وخرج بناحية الكوفة، وعاث بأرض السّواد وطريق مكّة. ثم اخذ وأتي به إلى الموفَّق، فحبسه. ومات في الحبس سنة إحدى وسبعين ومائتين.
4 (الحسن بن محمد لن الحارث السّجستانيّ.)
ذكره ابن حبّان في الثّقات، وقال: صاحب سنَّة وفضل، يروي عن: أبي نعيم. روى عنه أهل بلده. ومات سنة ست وسبعين.)
4 (الحسن بن محمد بن يزيد.)
أبو سعيد الإصبهانيّ. سمع: إبراهيم بن محد بن عرعرة، وهشام بن عمّار، وحامد بن يحيى البلخيّ. وعنه: أهل إصبهان. ومات قبل الثمانين. قال أبو نعيم: هو أوّل من حمل علم الشّافعيّ إلى إصبهان.

(20/335)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 336
4 (الحسن بن موسى بن ناصح.)
أبو سعيد الرَّسعنيّ الخفّاف. قدم بغداد، فوى عن: المعافى بن سليمان، وعقبة بن مكرم. وعنه: ابن صاعد، ومحمد بن مخلد، ومحمد بن خلف وكيع.
4 (الحسن بن ناصح.)
أبو عليّ الخلاّل. عن: أبي النَّضر، ومكّي بن إبراهيم، وطيقتهما. وعنهك محمد بن مخلد، وأبو بكر الخرائطيّ. قال ابن حاتم، صدوق.
4 (الحسن ن مكرم)
أبو عليذ البغداديّ البزّاز. سمع: عليّ بن عاصم، وابن هارون، وأبا النّضر، وروح بن عبادة. وعنهك المحامليّ، والصّفّار، وأبو بكر النّجّاد، وأبو سهل القطّان، وجماعة. وثّقه الخطيب. مولده سنة اثنتين وثمانين ومائة.

(20/336)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 337
ومات في رمضان نة أربعٍ وسبعين ومائتين.
4 (الحسين بن الحسن بن مهاجر.)
أبو محمد السُّلميّ النيسابوريّ. عن: هشام بن عمّار، ودحيم، وأب مصعب، ومحمد بن عبدان، وعليّ بن جمشاد، وآخرون.) توفّي سنة ثمانٍ وسبعين. وكان محله الصِّدق.
4 (الحسين بن عليّ بن محمد بن عبيد الطنافسيّ اكوفيّ ثمّ القزوينيّ.)
قاضي قزوين. سمع: أباه وأبا بكر بن أبي شيبة، وإبراهيم بن موسى الفّراء، وطائفة. وعنه: عبد الرحمن بن أبي حاتم، وعليّ القطّان، وآخرون. وكان ثقة جليلاً. توفّي سنة سبعٍ وسبعين. قال الخليليّ: هو ثقة متَّفقّ عليه.
4 (الحسين بن محمد بن أبي معشر السِّنديّ.)
المدنيّ الأصل البغداديّ. روى عن: وكيع، ومحمد بن ربيعة.

(20/337)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 338
وعنه: محمد ن أحمد الحكيميّ، وإسماعيل الصّفّار، وابن السّمّاك. قال أبو الحسين بن المناديك حدَّث عن وكيع، ولم يكن بالثّقة. فتركته النذاس. توفّي في اليوم الّذي توفّي فيه أبو عوف البزوريّ، يعني تاسع رجب، سنة خمسٍ وسبعين ومائتين.
4 (الحسين بن معاذ بن حرب.)
أبو عبد الله الحجبيّ البصريّ الأخفش، ابن عم عبد الله بن عبد الوهّاب. حدَّث ببغداد عن: الربيع بن يحيى الأشنانيّ، وشاذ بن فيّاض، وجماعة. وعنه: الحسين الكوكبيّ، وأبو بكر النّجّاد، وعبد الله بن إسحاق الخراسانيّ. توفّي سنة سبع وسبعين. وهو ضعيف فإنّه أتى بحديث باطل، عن ثقة، عن حمّاد بن سلمة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة مرفوعاً: يا معشر الخلائق طأطئوا حتّى تجوز فاطمة.
4 (الحسين بن منصور.)
أبو عبد الحمن الواسطيّ التّمّار الطويل. عن: الهيثم بن عديّ، ويزيد بن هارون، وعبد الرّحيم بن هارون اعكريّ. وعنهك جعفر بن أحمد بن نان القطّان، وعليّ بن عبد الله بن مبشّر.) وثّقه ابن حبّان.
4 (الحسين بن منصور.)

(20/338)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 339
أبو عليّ البغداديّ. عن أبي نعيم، وأبي الجوّاب، وموسى بن سلمة، وأبي حذيفة النَّهديّ. وعنهك الحافظ وصيف الأنطاكيّ، وحيثمة بن سليمان لقيه بالرَّقّة. ذكره ابن حبّان الثّقات.
4 (حصين بن عبد القادر)
أبو عليّ الإسكندرانيّ البزّاز. عن: نعيم بن حمّاد، وغيره. توفّي نة سبعٍ وسبعين.
4 (حفص بن عمر بن الصّبّاح الرَّقّيّ سنجة ألف)
أبو عمرو. كان مسند الرَّقَّة في وقته، فإنّه رحل وسمعك أبا نعيم، وقبيصة بن عقبة، وعبد الله بن رجاء، وفيض بن الفضل البجليّ، وطبقتهم. وعنه: العبّاس بن محمد الرافقّي، وأبو القاسم الطَّبرانيّ وقبلهما ابن صاعد، وأبو عروبة، وجماعة. وتوفّي سنة ثمانين. قال أبو أحمد الحاكم: حدَّث بغير حديث لم يتابع عليه.
4 (حمدان ن غارم، بغين معجمة، بن ينّار بفتح الياء، ثمّ نون مشدَّدة.)

(20/339)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 340
أبو حاتم وقيل: اسمه الأصلي أحمد. سمع: صفوان بن صالح، ودحيماّ، وخلف بن هشام، وأبا كريب، وطائفة. وعنه: أحمد بن حمدويه النَّسفيّ، وعبد اللع بن الحامض المروزيّ، وجماعة. توفّي سنة ثمانين ومائتين.
4 (حمدون بن احمد بن سلام السّمسار)
عن: سعيد بن سليمان سعدونه، وغيره.) وعنه: أحمد بن خزيمة، وأبو بكر الشّافعيّ. توفّي سنة ثمانين.
4 (حمدون بن أحمد بن عمارة.)
أبو صالح النَّيسابوري الصُّوفيّ العارف، المعروف بحمدون القصّار. قدوة الملاميّة بخراسان، ومنه انتشر مذهبهم، وهو تخريب الظاهر وتعمير الباطن، مع التزام الشرع وواجباته ظاهراً وباطناً. وكان فقيهاً على مذهب سفين الثَّوريّ. سمع من: إسحاق بن راهويه، ومحمد بن بكّار بن الرّيّان، وأبي عمر القطيعيّ، وجماعة. وصحب أبا ترب النخَّشبيّ، وأبا حفص النَّيسابوريّ. وكان كبير الشّأن، يقال إنّه كان من الأبدال. روى عنه: ابنه الحافظ أو حامد الأعمش، ومكّي بن عبدان، وأبو جعفر

(20/340)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 341
أحمد بن حمدان، وآخرون. ومن كلامه قال: لا يجزع من المصيبة إلاّ من أتهم ربَّة. وسئل عن طريق الملامة قال: خوف الدرية ورجاء المرجئة. وقد جمع السُّلمي جزءاً من حكايات هذا الشّيخ. وذكر موته في سنة إحدى وسبعين ومائتين. صحبه الشّيخ محمد بن عبد الله بن محمد بن منازل.
4 (حمدون بن أحمد بن بكر.)
أبو نصر النيَّسابوريّ الدّهان. عن: محمد بن رافع، ونصر بن عليّ الجهضميّ، وجماعة. وبقي إلى بعد السَّبعين. روى عنه: يحيى بن منصور القاضي، ومحمد بن صالح بن هانيء، وآخرون.
4 (حمدان بن رجاء بن شجاع.)
أبو رجاء القاريء النَّيساوريّ. سمع: سعيد بن منصور بمكّة، وسهل عثمان العسكريّ، ومحمد بن قدامة الجمالّ. وعنه: أبو حامد، وعبد الله ابنا الشَّرقيّ، وآخرون.) توفّي سنة إحدى وسبعين.
4 (حمدون بن خالد بن يزد.)
أبو محمد النَّسابوريّ اللَّقاباذيّ. سمع: يحيى بن يحيى، ويزيد بن صالح الفرّاء. وعنه: ابنه أبو بكر أحمد بن حمدون، وعبد الله بن إبراهيم. حدَّث سنة خمسٍ وسبعين.

(20/341)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 342
4 (حمدون بن الفضل.)
أبو سعيد النَّيابوريّ الخفّاف. عن: إسحاق بن راهويه، وعمر بن زرارة. وعنه: أبو نصر محمد بن أحمد بن عمر الخفّاف، وعليّ ن عيسى.
4 (حمش بن عبد الرّحيم.)
أبو عد الله النَّيسابوريّ التركيّ الزّاهد، وإسمه محمد. سمع: أحمد بن يونس اليربوعيّ، ويحيى بن يحيى، وجماعة. وعنه: مكّي بن عبدان، ومحمد ن القاسم العتكّي، ومحمد بن صالح بن هانيء. وكان مجاهداً غازياً عابداً، محبّاً أحمد بن حرب الزّاهد. وحمش: مسكَّن. مات فيشوال سنة خمسٍ وسبعين.
4 (حميد بن النَّضر البيكنديّ.)
عن: سعيد بن أبي مريم، ومحمد بن سلاّم البيكّنديّ، وعبد الله بن صالح الكاتب، وطائفة. وعنه سعيد ن أبي مريم، ومحمد بن سلاّم الكنديّ، وعبد الله بن صالح الكاتب، وطائفة. وعنه: عليّ بن الحسن بن عبدة، ومسبح بن سعيد، وحسين بن حاتم، وغيرهم.
4 (حميد بن هشام العنسيّ الدّارانيّ.)
قال: قلت لأبي سليمان الدّارانيّ: ياعم، لم تشدِّد علينا وقد قال الله: لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذُّنوب جميعاً. فقال: اقرأ.) فقرأت، إلى قوله: بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها.

(20/342)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 343
فقلت: يا عم، فأنا بحمد الله لم أكذب. فمسح رأسي وقال: يا بنيّ، أتَّق الله وخفه وأرجوه. قلت: روى عنه عبد اله بن أحمد بن أبي الحواريّ، ومحمد بن جعفر بن ملاس، واحسن بن حبب الحصائريّ.
4 (حنبل بن إسحاق بن حنبل بن هلال بن أسد.)
أبو عليّ الشَّيبانيّ، ابن عمّ الإمام أحمد، وأحد تلامذته. سمع: أبا نعيم، ومحمد بن عبد الله الأنصاريّ، وعفّان، وسليمان بن حرب، وأبا غسّان مالك بن إسماعيل، وعاصم بن عليّ، وموسى بن إسماعيل، والحميديّ، وأبا حذيفة، ومسدداً، وخلقاً كثيراً. وصنَّف تاريخاً حناً. وكان يفهم ويحفظ. روى عنه: البغويّ، وابن صاعد، وأبو بكر اخلاّل، ومحمد بن مخلد، وابن السّمّاك، وأبو جعفر بن البختريّ، وجماعة. قال الخطيب: كان ثقة ثبتاً. وقال ابن المنادي: كان حنبل قد خرج إلى واسط، فجاءنا نعيه منها في جمادى الأولى سنة ثلاثٍ وسبعين. قلت: روى المؤتمن بن قميرة جزءاً عالياً من حديث حنبل، وسمعنا الجزء الرابع من كتاب الفتن لحنبل. وسمعنا محنة ابن عمّه تأليفه. وعاش نيفاً وسبعين سنة، أو جاوز الثمانين فإنّه أدرك الأنصاريّ.

(20/343)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 344
4 (حرف اخاء)

4 (خازم بن يحيى الحلوانيّ.)
حدَّث ببغداد عن: شيبان بن فروخ، وهانيء بن المتوكّل، وجماعة. وعنه: محمد بن احمد الحليميّ، وإسماعيل الصّفّار. توفّي سنة خمس وسبعين. وهو أخو أحمد.
4 (خالد بن روح.)
أبو عبد الرحمن الثَّقفي الدجّمشقيّ.) عن: أبي الجماهر الكفرسوسيّ، وإسحاق بن إبراهيم الفراديسيّ. وعنه: ن. وقال: ثقة وأبو الميمون بن راشد، وأبو القاسم الطَّبرانيّ، وآخرون. توفّي سنة ثمانين.
4 (خالد بن يزيد بن الصّبّاح.)
أبو الهيثم الخثمعيّ. مولاهم الرازيّ الفقيه. حدَّث عن: مكّيّ بن إبراهيم، وإبراهيم بن شماس. روى عنه: أبو إسحاق البزّار الحافظ، وغيره.

(20/344)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 345
وعاش تسعين سنة. توفّي سنة ستٍّ وسبعين.
4 (خلف بن عامر بن سعيد الهمدانيّ.)
البخاريّ الحافظ، مصنِّف لمسند. كان من تلامذة عبد الله بن محمد المسنديّ. أورده السُّلمانيّ مختصراً.
4 (خلف بن محمد بن عيسى.)
أبو حسين الواسطيّ. كردوس. سمع: يزيد بن هارون، وعليّ بن عاصم، وروح بن عبادة، وطبقتهم. وعنه: ق.، والمحاملي، وابن مخلد، وإسماعيل الصّفّار، وعبد الرحمن بن أبي حاتم وقال: صدوق وأبو سعيد بن الأعرابيّ، وحثيمة بن سليمان. وقال الدَّارقطنيّ: ثقة. توفّي سنة أربع وسبعين.
4 (الخليل بن عبد القهّار.)

(20/345)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 346
أبو جعفر الصيدونيّ. عن: يحيى بن المبارك، وهشام ن خالد، وجماعة. وعنه: ابن قتيبة العسقلاّنيّ، وخيثمة الأطرابلسيّ، وآخرون.) توفّي سنة تسعٍ، وقيل: سنة سبعٍ وسبعين.

(20/346)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 347
4 (حرف الذّال)

4 (ذاكر ن شيبة العسقلاّنيّ.)
كان بقرية عجين. روى عنك روّاد بن الجرّاح العسقلاّنيّ. وعنه: الطّبرانيّ لا أعرفه.

(20/347)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 348
4 (حرف الراء)

4 (رباح بن أحمد.)
أبو النّصر الواعظ، نزيل الموصل. روى عن: معاذ ن محمد الهرويّ، وغيره. وتوفّي سنة ثمانٍ وسبعين. وهو كالمجهول.
4 (الربيع بن محمد بن موسى ن عيسى.)
أبو الفضل الكنديّ اللاّذقيّ. عن: آدم بن أبي إياس، وإسماعيل بن أب أويس، ومحمد بن يزيد السَّكونيّ. وعنه: ن.، ومحمد بن المسيّب الارغيانيّ، وأحمد بن محمد بن عيسى مؤرخ حمص، وخثيمة بن سلمان.
4 (ربيع بن الحارث القاضي.)
أبو زياد الحمصيّ.

(20/348)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 349
حدَّث عن: عتبى بن السَّكن، وأحمد بن حنبل، وجماعة. وعنه: أو عد الرحمن النَّسائيّ، وأبو عوانة، وعبد الصّمد بن سعيد الحمصيّ، وأبو الميمون بن راشد، ومحمد ن محمد بن أبي حذيفة.
4 (رجاء بن عبد الله الهرويّ الورّاق.)
كان عنده مصنفَّات مالك بن سليمان الهرويّ، ومصنفات سعيد بن منصور.) وروى أيضاً عن: أحمد بن يونس، ومهديّ بن جعفر الملّي، وجماعة. وكان من أعيان المحدِّثين بهراة. روى عنه: الحافظان أبو إسحاق البزّاز، وأبو الفضل بن إسحاق. توفّي سنة بعٍ وسبعين. وقيل: سنة تسعٍ وسبعين ومائتين.
4 (رزق الله بن يوسف المصريّ.)
عنك يحيى بن بكير. توفّي في شوّال سنة تٍّ وسبعين. وكان يكون بالإسكندرية.

(20/349)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 350
4 (حرف الزاي)

4 (زكريّا بن يحيى بن شيبان.)
أبو عبد الله القرشيّ الكوفيّ. عن: عليّ بن سيف، وغيره. وعنه: أبو العبّاس ن عقدة. توفّي سنة ثلاثٍ وسبعين.
4 (زياد ن محمد بن زياد بن عبد الرحمن اللَّخميّ الأندلسيّ.)
المعروف جدُّه بشبطون. يروي عن: يحيى بن يحيى اللَّيثيّ، وغيره. توفّي سنة ثالثٍ أيضاً.
4 (زيدان بن يزيد البجليّ الكوفيّ.)
والد عبد الله بن زيدان. توفّي ف شوّال سنة أربعٍ وسبعن.
4 (زيد بن إسماعيل بن سيّار.)
أبو الحسن البغداديّ الصّائغ.

(20/350)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 351
عن: زيد بن الحباب، وهاشم بن القاسم، وجعفر بن عون، وطائفة. وعنه: أبو بكر بن مجاهد، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وإسماعيل الصّفّار، وآخرون.) محلُّه الصِّدق.
4 (زيد ن بندار.)
أبو جعفر الإصبهانيّ الُّنخانيّ، ونحان: قرية بإصبهان. كان فقيهاً صالحاً يسرد الصَّوم. روى عن: القعنبيّ، وإسماعيل بن عمرو البجليّ. وعنه: محمد ن احمد الزَّهريّ، وغره.
4 (زيد بن عبد الرحمن بن أبي الفحل السَّهميّ.)
مولاهم المصريّ. عنك أبيه، ويحيى بن بكير. توفّي سنة أربعٍ وسبعين ومائتين.

(20/351)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 352
4 (حرف السين)

4 (الَّريّ بن خزيمة بن معاوية.)
الحافظ أبو محمد الأبيورديّ الثّقة. سمع: عبدان ن عثمان، وأبا نعيم، وأبا عبد الرحمن المقريء، ومسلم بن إبراهيم، ومحمد بن الصَّلت، وطبقتهم بخراسان، والحجاز، والعراق. وعنه: أن خزيمة، وإبراهيم بن أبي طالب، وأبو حامد ن الشَّرقيّ، ومحمد بن صالح ن هانيء، والحسن بن يعقوب، وخلق كثير. قال الحاكم: هو شيخ فوق الثّقة. ورد نيسابور سنة سبعين، وبقي بها يحدِّث إلى سنة أربعٍ وسبعين، ثمّ انصرف إلى أبيورد. سمعت محمد بن صالح بن هانيء يقول: لما قتل حيكان رفضوا مجالس الحديث، حتّى لم يقدر أحد أن يأخذ لنيسابور محبرة، إلى أنّ منَّ الله علينا بورود السٍّ ري بن خزيمة. فاجتمعنا لنذهب إليه فلم نقدر، فقصدنا أبا عثمان الخيريّ الزَّاهد، واجتمع النّاس عنده، وأخذ أبو عثمان محبرةً بيده، وأخذنا المحار بأيدينا، فلم يقدر أحد من المبتدعة أن يقرب منّا. فخرج السَّريّ، فأملى علينا وأبو بكر بن خزيمة ينتخب. وسمعت أبا الفضل يعقوب بن السن بن يعقوب يقول: ما رأيت مجلساً

(20/352)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 353
أبهى من مجلس السَّريّ) بن خزيمة، ولا شخاً أبهى منه. كانوا يجلسون بين يديه وكأنّما على رؤوسهم الطَّير. وكان لا يحدِّث إلاّ من أصل كتابه، رحمه اله تعالى.
4 (السَّريّ بن يحيى بن السَّريّ الدّارميّ.)
روى عنك ابن أخي هنّاد بن السَّريّ الكوفيّ الدّارميّ. روى عن: أبي نعيم، وقبيصة، وأبي غسّان النهَّديّ، وأحمد بن يونس، وطبقتهم. وعنه: أبو ذرّ محمد بن محمد بن يوسف، وعبد الله بن جامع الحلوانيّ بن عقدة، وأبو نعيم بن عديّ، وخيثمة الأطرابلسيّ، وطائفة. قال ابن أبي حاتم: كان صدوقاً. وقال ابن عقدة: توفّي في المحرَّم لسبعٍ بقين من سنة أربعٍ وسبعين ومائتين.
4 (سعد بن محمد بن سعد.)

(20/353)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 354
القاضي أبو العبّاس، أبو محمد البجليّ البيروتيّ. سمع: صفوان بن صالح، وهشام بن عمّار، ودحيماً، وجماعة. وعنه: ابن صاعد، وأبو بشر الدُّولابيّ، وعبد الله بن أحمد بن زبر، وعبد الرحمن بن أبي حاتم ووثَّقه، وجماعة. توفّي سنة تسعٍ وسبعين. وأقدم شيخ له عبد الحميد بن بكّار.
4 (سعد الأعسر.)
أمير دمشق. كان من كبار أمراء أحمد بن طولون، وهو الّذي هزم أبا العبّاس بن الموفَّق بفلسطين سنة إحدى وسبعين. وكان جليلاً عادلاً محببَّاً إلى أهل دمشق. وكان يعيب على خمارويه بن أحمد اشتغاله بلهوه، ويقول: هذا الصَّبيّ لعَّاب، وأنا أكابد الأمر. فبلغ ذلك خمارويه، فخرج من مصر ونزل الرملة واستدعاه، فذهب إلى الخدمة، فقام وذبحه بيده. وبلغ ذلك أهل دمشق، فحزنوا عليه، ولعنوا خمارويه وخرجوا عليه،

(20/354)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 355
وسّبوه على منبر دمشق.) وبعث إليهم أميراً، فطردوه وكاتبوا الموفَّق، وأقاموا المآتم على الأعسر. قتل إلى رحمة الله سنة ثلاثٍ، وقيل: سنة خمسٍ وسبعين.
4 (سعدون بن سهيل بن أبي ذؤيب العكّاويّ.)
عن: أبيه عن شيبان النَّحويّ. وعنه: الطَّبرانيّ.
4 (سعيد بن سعد بن أيّوب.)
أبو عثمان البخاريّ، نزيل الرّيّ. عن: أبي نعيم، والقعنبيّ، ومسلم بن إبراهيم، وعمرو بن مرزوق، وطائفة. وعه: عبد الرحمن بن أبي حاتم، وأبو الحسن بن سلمة القطّان، وجماعة. قال أبو حاتم: صدوق. وقال أبو يعلى الخليليّ: كان له معرفة بالحدي، ومات قبل أبي حاتم بأشره. قال أبو الحجّاج الحافظ: وهم الحافظ أيضاً وذكر أنّ ق. روى عن هذا، وإنّما الّذي يروي عنه أبو الحسن القطّان. وللقطّان زيادات كثيرة عن الأسانيد في كتاب ابن ماجة. ويدلّ على هذا أنّ الرجل لا وجود له في سنن ابن ماجة من طريق إبراهيم بن دينار عن المصنّف.
4 (سعيد بن مسعود المروزيّ.)

(20/355)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 356
عن: النضَّر بن شميل، ويزيد بن هارون، ومسلم بن إبراهيم، وشبانة، ويعقوب بن إبراهيم بن سعد، وأزهر بن سعد، وروح بن عبادة، وطبقتهم. وعنه: محمد بن أحمد بن محبوب، وعمر بن أحمد بن مالك، ومحمد بن نصر المروزيّ، وأهل مرو. وكان صاحب حديث. وحديثه يقع عالياً لأبي الوفا محمود بن مندم. ذكره الحاكم في الكنى فقال: أبو عثمان سعيد بن مسعود بن عبد الرحمن السُّلميّ المروزيّ.
4 (سعيد بن نمر.)
الفقيه أبو عثمان الغافقيّ الأندلسيّ الأكثيريّ، صاحب سحنون. كان من أعيان المالكيّة بالأندلس.) روى عن: يحيى بن يحيى، وعبد الملك بن حبيب، وسعيد بن حبّان. ورحل إليه الطَّلبة وحملوا عنه. وتوفّي سنة ثلاثٍ وسبعين.
4 (سعيد بن يحيى بن غبراهيم بن مزين.)
مولى رملة بنت عثمان بن عفان. من فقهاء الأندلس. وأبوه ممّن يروي عن مطّرف، والقعنبيّ. وأخوه الحسن بن يحيى مات بعده، مات سعيد سنة ثلاثٍ وسبعين ومائتين.

(20/356)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 357
وأخوهما جعفر بن يحيى بن إبراهيم بن مزين، يروي عن محمد بن وضّاح، وغيره. وكان فقيهاً مقدَّماً. مات سنة إحدى وسبعين ومائتين.
4 (سفيان بن شعيب الدّمشقيّ.)
مولى بني أميّة. عن: محمد بن عثمان الكفرسوسيّ، وصفوان بن صالح، وغيرهما. وعنه: محمد بن جعفر بن ملاس، ومحمد بن أبي حذيفة. وتوفّي سنة خمسٍ وسبعين.
4 (سلمة بن أحمد بن محمد بن مجاشع السَّمرقنديّ.)
حدَّث ببغداد عن: خالد بن يزيد العمريّ. وعنه: محمد بن مخلد، وجماعة. وفي حديثه مناكير. توفّي سنة ثلاثٍ وسبعين ومائتين.
4 (سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن شدّاد بن عمرو بن عمران.)

(20/357)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 358
الإمام أبو داود الأزديّ السّجستانيّ، صاحب السُّنن. قال أبو عبيد الآجريّ: سمعته يقول: ولدت سنة اثنتين ومائتين. وصلَّيت على عفّان ببغداد سنة عشرين. قلت: مات في ربيع الآخر.) قال: ودخلت البصرة وهم يقولون: أمس مات عثمان بن الهيثم المؤذّن. قلت: مات في رجب سنة عشرين. قال: سمعت من أبي عمر الضّرير مجلساً واحداً. قلت: مات في شعبان من السّنة بالبصرة. قال: وتبعت عمر بن حفص بن غياث إلى منزله، ولم أسمع منه. وسمعت من سعدون مجلساً واحداً، ومن عاصم بن عليّ مجلساً واحداً. قال أبو عيسى الأزرق: سمعت أبا داود يقول: دخلت الكوفة سنة إحدى وعشرين، ومضيت إلى منزل عمر بن حفص، فلم يقض لي السّماع منه. قلت: وسمع من: القعنبيّ، وسليمان بن حرب، وجماعة بمكة سنة عشرين أيّام الحجّ. وسمع من: مسلم بن إبراهيم، وعبيد الله بن رجاء، وأي الوليد، وأبي سلمة التبوذكيّ، وخلق بالبصرة.

(20/358)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 359
ومن: الحسن بن الربيع البورانيّ، وأحمد بن يونس اليربوعيّ، وطائفة بالكوفة. ومن: صفوان بن صالح، وهشام بن عمّار، وطائفة بدمشق. ومن: قتيبة، وابن راهويه، وطائفة بخراسان. ومن: أبي جعفر النفُّيليّ، وطائفة بالجزيرة. ومن خلقٍ بالحجاز، ومصر، والشّام، والثَّغر، وخراسان. وسمع من: أبي توبة الربيع بن نافع، بحلب. ومن: أحمد بن أبي شعيب بحرّان، وحيَّوة، ويزيد بن عبد ربّه، بحمص. وعنه: ن.، وابنه أبو بكر. وروى عنه سننه: أبو عليّ اللّؤلؤيّ، وأبو بكر بن داسة، وأبو سعيد بن الأعرابيّ بقولٍ له، وعليّ بن الحسن بن العبد، وأبو أسامة محمد بن عبد الملك الرّوّاس، وأبو سالم محمد بن سعيد الجلوديّ، وأبو عمر، وأحمد بن علي، وغيرهم. وروى عنه من الحفَاظ: أبو عوانة الأسفرائينيّ، وأبو بشر الدُّولابيّ، ومحمد بن مخلد، وأبو بكر الخلاّل، وعبدان الأهوزيّ، وزكريّا السّاجيّ، وطائفة. ومن الشّيوخ: إسماعيل الصّفّار، ومحمد بن يحيى الصُّوليّ، وأبو بكر النّجّاد، وأحمد بن جعفر) الأشعريّ، وعبد الله ابن أخي أبي زرعة الرّازيّ، وعبد الله بن محمد بن يعقوب البخاريّ، وممد بن أحمد بن يعقوب المتوليّ، وخلق. وكتب عنه الإمام أحمد شيخه حديث المغيرة. ويقال: إنّه صنَّف السُّنن فعرضه على الإمام أحمد، فاستجاده واستحسنه. وروى إسماعيل الصّفّار عن أبي بكر الصَّنعانيّ قال: ليّن لأبي داود

(20/359)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 360
السّجستاني الحديث، كما ليّن لداود الحديد. وقال أبو عمر الزّاهد: قال إبراهيم الحربيّ: ألين لأبي داود الحديث كما ألين لداود عليه السّلام الحديد. وقال موسى بن هارون الحافظ: خلق أبو داود في الدّنيا للحديث، وفي الآخرة للجنّة. ما رأيت أفضل منه. وقال ابن داسة: سمعت أبا داود يقول: كتبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسمائة ألف حديث، وانتخبت منها ما ضمّنته كتاب السُّنن. جمعت فيه أربعة آلاف وثمانمائة حديث، ذكرت الصّحيح وما يشبهه ويقاربه. فإن كان فيه وهن شديد بيَّنته. قلت: وقال رحمه الله بذلك فإنّ يبين الضّعيف الظّاهر، ويسكت عن الضّعيف المحتمل. فما سكت لا يكون حسناً عنده ولا بدّ، بل قد يكون فيه ضعفٌ ما. وقال زكرّيا السّاجيّ: كتاب الله أصل الإسلام، كتاب أبي داود عهد الإسلام. وقال أحمد بن محمد بن ياسين الهروي في تاريخ هراة: أبو داود السّجزيّ كان أحد حفّاظ الإسلام لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلمه وعلله، وسنده، في أعلى درجة النّسك والعفاف والصَّلاح والورع. من فرسان الحديث. قلت: وتفقَّه بأحمد بن حنبل، ولازمه مدّة. وكان من نجباء أصحابه، ومن جلَّة فقهاء زمانه، مع التقدُّم في الحديث والزُّهد. روى أبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، قال، عن عبد الله أنّه كان يشبَّه بالنّبيّ صلى الله عليه وسلم في هديه ودلّه. وكان علقمة يشبَّه بابن مسعود.

(20/360)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 361
قال جرير بن عبد الحميد: وكان إبراهيم يشبَّه بعلقمة، وكان منصور يشبّه بإبراهيم. وقال غيره: كان سفيان الثَّوريّ يشبّه بمنصور، وكان وكيع يشبّه بسفيان، وكان أحمد بن حبل) يشبّه بوكيع، وكان أبو داود يشبّه بأحمد. وقال أبو عبد الله الحاكم: أبو داود هو إمام أهل الحديث في عصره بلا مدافعة. كتب بخراسان قبل خروجه إلى العراق في بلده، وفي هراة وكتب ببغداد عن قتيبة، وبالرّيّ عن إبراهيم بن موسى. وقد كتب قديماً بنيسابور، ثمّ رحل بابنه إلى خراسان. كذا قال الحاكم. وأمّا القاضي شمس الدّين بن خلّكان فقال: سجستان قرية من قرى البصرة. قلت: سجستان إقليم منفرد متاخم لبلاد السّند، يذهب إليه من ناحية هراة. وقد قيل: إن أبا داود من سجستان، قرية من قرى البصرة وهذا ليس بشيء. بل دخل بغداد قبل أن يجيء إلى البصرة. وقال الخطّابيّ: حدَّثني عبد الله بن محمد المكّيّ: حدّثني أبو بكر بن جابر خادم أبي داود رحمه الله قال: كنت مع أبي داود ببغداد، فصلَّينا المغرب، فجاءه الأمير أبو أحمد الموفَّق فدخل، ثم أقبل عليه أبو داود فقال: ما جاء بالأمير في مثل هذا الوقت قال: خلالٌ ثلاث. قال: وما هي قال: تنتقل إلى البصرة فتتّخذها وطناً ليرحل إليك طلبة العلم، فتعمر

(20/361)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 362
بك، فإنّها قد خربت وانقطع عنها النّاس، لما جرى عليها من منة الزَّنج. فقال: هذه واحدة. قال: وتروي لأولادي السُّنن. فقال: نعم، هات الثالثة. قال: وتفرد لهم مجلساً، فإنّ أولاد الخلفاء لا يقعدون مع العامّة. قال: أمّا هذه فلا سبيل إليها، لأنّ النّاس في العلم سواء. قال ابن جابر: فكانوا يحضرون ويقعدون في كمٍّ ضرب عليه ستر، ويسمعون مع العامّة. وقال ابن داسة: كان لأبي داود كمٌّ واسع وكمٌّ ضيّق، فقيل له في ذلك، فقال: الواسع للكتب، والآخر لا يحتاج إليه. وقال أبو بكر الخلاّل: أبو داود الإمام المقدَّم في زمانه لم يسبق إلى معرفته بتخريج العلوم وصره بمواضعه. رجل ورع مقدَّم. كان أبو بكر بن صدقة وإبراهيم الإصبهانيّ يرفعون من) قدره، ويذكرونه بما لا يذكرون أحداً في زمانه مثله. وقال أبو بكر بن أبي داود: سمعت أبي يقول: خير الكلام ما دخل في الأذن غير إذن. وقال أبو داود في ننه: شبرت قثّاءةً بمصر ثلاثة عشر شبراً، ورأيت اترجَّةً على بعيرٍ قطعت قطعتين، وعملت مثل عدلين. قال أبو داود: دخلت دمشق سنة اثنتين وعشرين. وقال أبو عبيد الآجريّ: توفّي في سادس عشر شوّال سنة خمسٍ وسبعين. قلت: آخر من روى حديثه عالياً سبط السّلفيّ.

(20/362)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 363
وقع كتاب النّاسخ والمنسوخ له بعلوًّ من طريق السّلفيّ.
4 (سليمان بن الربيع النَّهديّ.)
أبو محمد الكوفيّ. عن: أبي نعيم. وعنه: ابن صاعد، ومحمد بن مخلد. ضعفّه الدَّارقطنيّ. توفّي سنة أربعٍ وسبعين ومائتين.
4 (سليمان بن سيف بن يحيى بن درهم الطّائيّ.)
مولاهم الحافظ أبو داود الحرّانيّ. سمع: يزيد بن هارون، وسعيد بن عامر الضُّبعي، وجعفر بن عون، والحسن بن محمد بن أعين، وعبد الله بن بكر السّهميّ، ومحاضر بن الورع، ووهب بن جرير، ويعقوب بن إبراهيم بن سعد، وخلقاً كثيراً. وعنه: ن. وقال: ثقة وأبو عروبة الحرّانيّ، ومكحول البيروتيّ، وأبو عوانة، ومحمد بن المسيّب الأرغيانيّ، وأبو نعيم الجرجانيّ، وأبو عليّ محمد بن سعيد الحرّانيّ، وأحمد بن عمرو بن جابر الرّمليّ، وهاشم بن أحمد بن مسرور النَّصيبيّ، وحفيده أبو عليّ أحمد بن محمد بن سليمان، وطائفة. قال ابن عقدة: مات في شعبان سنة اثنتين وسبعين.

(20/363)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 364
قلت: وقع لي حديث من موافقاته العالية، وأظنّ أنّه جاوز التسعين. وكان من أئمّة هذا الشّأن.)
4 (سليمان بن شعيب بن سليمان بن كيسان.)
أبو محمد الكيسانيّ المصريّ. عن: بشر بن التّنّيسيّ، وأسد بن موسى، وطائفة. وعنه: محمد بن أحمد العامريّ المصريّ، وعليّ بن محمد الواعظ، وآخرون. وكان موثَّقاً. توفّي سنة ثلاثٍ وسبعين.
4 (سليمان بن محمد بن حسّان الموصليّ الحّناط.)
عن: عبد الوهّاب بن عطاء، وعبد الوهّاب بن بكير السَّهميّ، وروح بن عبادة، وغيرهم. قال أبو زكريّا الأزديّ: ثنا عنه العلاء بن أيّوب. وتوفّي سنة ثلاثٍ وسبعين. قلت: ذكر له حديثاُ واهياً.
4 (سليمان بن وهب بن سعيد.)

(20/364)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 365
أبو أيّوب الكاتب. أخو الحسن بن وهب. كانا من أجلاّء بغداد وفضلائها. وكان سليمان جواداً ممدَّحاً سريّاً، كامل الرّياسة وافر الأدب. له ديوان ترسُّل. وكذا لأخيه ديوان رسائل وشعر. وقد وزر سليمان للمعتمد على الله. وفيه يقول البحتريّ الشاعر:
(كلُّ شعبٍ كنتم به آل وهبٍ .......... فهو شعبي وشعب كلّ أديب)

(إنّ قلبي لكم كالكبد الحرَّى .......... وقلبي لغيركم كالقلوب)
توفّي الوزير أبو أيّوب سنة اثنتين وسبعين ف يصفر ومات في حبس الموفَّق.
4 (سهل بن عبد الله بن الفرُّخان الإصبهانيّ الزّاهد.)
أبو طاهر. رحل في العلم إلى الشّام. وسمع: سليمان ابن بنت شرحبيل، ومحمد بن أبي السَّريّ العسقلانيّ، ومحمد بن مصفَّى،) وحرملة، وصفوان بن صالح، وهشام بن عمّار.

(20/365)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 366
وعنه: محمد بن أحمد بن زيد الزّهريّ، ومحمد بن عبد الله الصّفّار، وأبو عليّ الصّحّاف، وأحمد بن إبراهيم بن يوسف، وجماعة من أهل إصفهان. وكان كبير القدر. ويقال إنّه من الأبدال. وقد سمع أبو نعيم الحافظ من أصحابه، وقال: مات سنة ستًّ وسبعين، رحمه الله تعالى. وكان مجاب الدَّعوة. كان أهل بلدنا مفزعهم إلى دعائه. له آثار مشهورة في إجابة دعوة الدّعاء. وأمّا رفيع حاله من إدمان الذّكر والمشاهدة والحضور والمسامرة والتحرّي من حضور النَّفس، فشائع ذائع. حكي ذلك عن مشايخنا. وه أول من حمل من علم الشّافعيّ مختصر حرملة. لقي أحمد بن عاصم، وأحمد بن أبي الحواري، وعبد الله بن خبيق. وكتب الكتب.
4 (سهل بن عبد الله السّريّ الزّاهد.)
شيخ الصُّوفيّة. يقال: مات سنة ثلاثٍ وسبعين، ويذكر في الطبقة الآتية.
4 (سهل بن مهران.)
أبو بشر البغداديّ الدّقّاق. نزيل نيسابور. سمع: عبد الله بن بكر السَّهميّ، وهوذة بن خليفة، وأبا عبد الرحمن المقريء. وعنه: إبراهيم بن عبدوس، ومحمد بن صالح بن هانيء. توفّي سنة إحدى وسبعين ومائتين.

(20/366)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 367
4 (سوّادة بن عليّ.)
أبو الحسين الأحمسيّ الكوفيّ. قدم بغداد وحدَّث عن أبي نعيم. وعنه: أبو بكر الشّافعيّ، وغيره، ون. ضعفّه الدَّارقطنيّ. وكان سبط عبد الله بن نمير. توفّي سنة ثمانين ومائتين.)

(20/367)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 368
4 (حرف الشين)

4 (شعيب بن بكّار الموصليّ المؤدّب.)
عن: أبي عاصم، وأبي نعيم. وعنه: الحسين بن عبد الحميد الخرقيّ، وغيره. توفّي سنة اثنتين وسبعين.
4 (شعيب بن اللَّيث.)
أبو صالح السَّمرقنديّ. سمع: إبراهيم بن المنذر، والحزاميّ، وأبا مصعب الزُّهريّ، ومحمد بن سلاّم، وجماعة. ويقال له الشَّرغبيّ. وشرعب قرية من عمل بخارى. وروى عنه: محمد بن أحمد بن مردك، وأحمد بن حاتم، وغيرهما. توفّي في رجب سنة اثنتين أيضاً.

(20/368)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 369
4 (حرف الطاء)

4 (طفيل بن زيد بن طفيل بن شريك.)
القاضي أبو زيد التّميمي النَّسفيّ، قاضي نسف وعالمها. رحل في طلب العلم. وروى عن: يحيى بن بكير. ورأى سليمان بن حرب. وعنه: حفيده عبد المؤمن بن خلف، وأهل نسف. توفّي سنة تسعٍ وسبعين.

(20/369)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 370
4 (حرف العين)

4 (عاصم بن ياسين بن عبد الأحد بن اللَّيث.)
أبو اللَّيث القتبانيّ المصريّ. من أكابر المصريّين وفضلائهم. روى عن: جدّه، وعن: يحيى بن بكير. توفّي سنة ثلاثٍ وسبعين.
4 (عبّاس بن عبد الله بن العّباس بن السّنديّ.)
) أبو الحارث الأسديّ الأنطاكيّ. عن: الهيثم بن جميل الأنطاكيّ، والقعنبيّ، ومسلم بن إبراهيم، وأبي الوليد الطَّيالسيّ، وأبي صالح كاتب اللَّيث، وخلق. وعنه: ن، وأبو عوانة، وأحمد بن مهران الفارسيّ، وأبو جعفر العقيليّ، وأبو الطَّيّب محمد بن حميد الحورانيّ، وجماعة. قال النَّسائي: لا بأس به.
4 (العبّاس بن الفضل بن رشيد الطَّبريّ.)
أبو الفضل.

(20/370)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 371
نزل بغداد، وحدَّث عن: محمد بن مصعب القرقسانيّ، وسعدويه الواسطيّ، وجماعة. وعنه: إسماعيل الصّفّار، وابن نجيح، وجماعة. قال الدَّارقطنيّ: صدوق. قلت: توفّي سنة ثمانٍ وسبعين.
4 (عبّاس بن محمد بن حاتم الحافظ.)
أبو الفضل الدُّوريّ. مولى بني هاشم. محدّث بغداد في وقته. ولد سنة خمسٍ وثمانين ومائة. وسمع: الحسين بن عليّ الجعفيّ، وأبا النَّضر هاشم بن القاسم، ويعقوب بن إبراهيم الزُّهري، وأبا داود الطَّيالسيّ، وعبد الوهّاب بن عطاء،

(20/371)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 372
ويحيى بن أبي بكير الكرمانيّ، وعبيد الكرمانيّ، وعبيد الله بن موسى، وشبانة بن سوّار، وطبقتهم. ولزم يحيى بن معين دهراً وأكثر عنه، وسأله عن الرجال. وعنه: د. ت. ق. ن. وقال: ثقة وأبو جعفر البختريّ، وإسماعيل الصّفّار، وحمزة بن محمد بن الدّهقان، وأبو العبّاس الأصمّ وقال: لم أر في مشايخي أحسن حديثاً منه. قلت: وروى عنه خلق من الغرباء والرّحّالة. وتوفّي في صفر سنة إحدى وسبعين ومائتين.
4 (العبّاس بن نعيم البوسنجيّ.)
سكن بغداد، وصحب الإمام أحمد. وتزوّج امرأةً، فبقي معها أربعين سنة، فاتّفق أنّهما مرضا) وماتا في ساعةٍ واحدةٍ، في شهر رجب سنة ثلاثٍ وسبعين.
4 (عبد الله بن أحمد بن شبَّويه.)
أبو عبد الرحمن المروزيّ. قد تقدَّمت ترجمته فيما مضى.

(20/372)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 373
وذكر بعضهم أنّه توفّي سنة خمسٍ وسبعين.
4 (عامر بن محمد المتقمّر البغداديّ.)
أبو نصر الكوّاز. عن: كامل بن طلحة، وجماعة. وعنه: أحمد بن خزيمة، وعبد الله الخراسانيّ. وكان شاهداً.
4 (عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن كثير.)
أبو العبّاس العبديّ. عن: عفّان، ومسند بن إبراهيم، وأبي الوليد، وأحمد بن نصر الخزاعيّ، وطائفة. وعنه: محمد بن العبّاس بن نجيح، وأحمد بن الفضل بن خزيمة، وعبد الله الخراسانيّ، وابن قانع، وأحمد بن جعفر بن حمدان السَّقطيّ لا القطيعيّ، فإنّ القطيعيّ لم يلحقه. قال ابن أبي حاتم: كتب إليَّ بجزءٍ من حديثه، وكان صدوقاً. وقال الدَّارقطنيّ: ثقة. وقال ابن قانع، وابن عقدة، وابن المنادي: توفّي في ربيع الأول سنة ستًّ وسبعين ومائتين.

(20/373)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 374
4 (عبد الله بن أحمد بن زكريّا بن أبي مسرّة.)
أبو يحيى المكّي. سمع: أبا عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقريء، وعثمان بن أبان اللُّؤلؤيّ، ويحيى بن محمد الحارثيّ، ويحيى بن قزعة. وعنه: خيثمة بن سليمان، وأبو محمد الفاطميّ، وأبو القاسم البغويّ، ويعقوب بن يوسف العاصميّ. توفّي بمكة في جمادى الأولى سنة تسعٍ وسبعين.)
4 (عبد الله بن أحمد بن يزيد.)
أبو محمد الشَّيبانيّ الإصبهانيّ المؤذّن. عن: حاتم بن عبيد الله، وبكر بن بكّار، وأبي بكر بن بكّار الحميديّ، وطائفة. وعنه: محمد بن الحسن بن المهلَّب، وأبو عليّ بن عاصم، واحمد بن محمد بن نصير الإصبهانيّ. توفّي سنة تسعٍ أيضاً.
4 (عبد الله بن بشر بن عميرة البكريّ الوائليّ الطّالقانيّ.)
عن: أحمد بن حنبل، وسعيد بن رحمة المصّيصيّ، وعليّ بن حجر، وخلق.

(20/374)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 375
وعنه: أبو العبّاس الدُّغوليّ، ومحمد بن صالح بن هانيء، ومحمد بن الأصرم، ومحمد بن أحمد المحبوبيّ. توفّي سنة خمسٍ وسبعين. قال الحاكم: هو مجوّد عن الشّامييّن.
4 (عبد الله بن محاضر عبدوس البغداديّ.)
عن: محمد بن عبد الله الأنصاريّ، وقبيصة بن عقبة. وعنه: محمد بن يوسف الهرويّ، وأبو بكر الشافعي. قال الدّارقطنيّ: ليس بالقويّ.
4 (عبد الله بن حسن بن محمد بن إسماعيل بن عليّ بن عبد الله بن عباس.)
الهاشميّ السّامرّيّ. عن: روح بن عبادة، وعبد الله بن بكر، ويزيد بن هارون، وجماعة. وعنه: أبو بكر الخرائطيّ، وصدقة الخراسانيّ، وآخرون. وثَّقه الخطيب. وتوفّي سنة سبعٍ وسبعين بسامرّاء. ورّخه ابن قانع.
4 (عبد الله بن حمّاد بن أيّوب)
الحافظ أبو عبد الرحمن الآمليّ، آمل جيحون الّتي من أعمال مرو.

(20/375)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 376
ويقال الأمويّ، لأنّها تسمّى أيضاً أمو.) سمع: سعيد بن أبي مريم، وسليمان بن حرب، ويحيى بن صالح الوحاظيّ، وأبا الجماهر محمد بن عثمان، والقعنبيّ، وأبا اليمان، ويحيى بن معين في غالب الظّنّ فإنّه قال في الصّحيح: ثنا عبد الله، ثنا يحيى بن معين، فذكر حديثاً. وقال: ثنا عبد الله، أنا سليمان بن عبدالرحمن. وقد سمع الآمليّ من المذكورين. وروى عنه طائفة، منهم: عمر بن محمد بن بجير في مسنده، والهيثم بن كلي في مسنده، وغبراهيم بن خزيمة الشّاشي، والقاضي المحامليّ، وعبد الله بن محمد بن يعقوب البخاريّ الفقيه. توفّي في رجب سنة ثلاثٍ وسبعين. وقيل: في ربيع الآخر سنة تسع وستّين ومائتين.
4 (عبد الله بن روح المدائنيّ.)
أبو محمد وقيل إنّه كان يعرف بعبدوس. قال: ولدت يوم قتل جعفر البرمكيّ سنة سبعٍ وثمانين ومائة. سمع: زيد بن هارون وأبا بدر شجاع بن الوليد، وشبانة بن سوّار، وجماعة. وعنه: أبو سهل القطّان، ومكرم بن أحمد، وأحمد بن خزيمة، وأبو بكر الشّافعيّ، وآخرون.

(20/376)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 377
توفّي سنة سبعٍ وسبعين. قال الدّارقطنيّ: ليس به بأس.
4 (عبد اله بن عمرو بن أبي سعد البغداديّ الورّاق.)
عن: حسين المروزيّ، وهوذة بن خليفة، وعفّان، وخلق. وعنه: حسين الكوكبيّ، المحامليّ، وعثمان بن السّمّاك، وجماعة. قال الخطيب: ثقة إخباريّ، صاحب ملح. توفي سنة أربعٍ وسبعين. قلت: عبد الله بن أبي سعد الوّراق ولد سنة سبعٍ وتسعين ومائة، واسمه عمرو بن عبد الرحمن بن بشر بن هلال الأنصاريّ البلخيّ الأصل، البغداديّ.
4 (عبد الله بن غافق.)
أبو عبد الرحمن لتُّونسيّ الفقيه المالكيّ.) إمام مشهور معدود من أصحاب سحنون. عرض عليه قضاء القيروان فامتنع. وكان عالماً ناسكاً مهيباً. ذكر الشيخ أبو إسحاق أنّه من أهل إفريقيّة، وأنّ اعتماد أهل بلده في الفتوى عليه. وأنّه تفقَّه بعليّ بن زياد التُّونسيّ، فوهم في هذه. توفّي سنة خمسٍ وسبعين، وقيل: سنة سبعٍ.
4 (عبد الله بن محمد بن عمر بن حبيب.)

(20/377)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 378
أبو رفاعة العدويّ البصريّ. عن: سعد بن شعبة بن الحجّاج، وإبراهيم بن بشّار الرّماديّ، وجماعة. وعنه: ابن مخلد العطّار، ومحمد بن عبد الملك التّاريخيّ، وغيرهما. وثَّقه الخطيب. وتوفّي بشمشاط سنة إحدى وسبعين.
4 (عبد الله بن محمد بن لاحق.)
أبو محمد البغداديّ البزّاز المقريء. سمع: يزيد بن هارون، وروح بن عبادة. وعنه: ابن صاعد، عليّ بن إسحاق المادرائيّ، وجماعة. وكان ثقة. توفّي سنة اثنتين وسبعين.
4 (عبد الله بن محمد بن الفضل الصداويّ.)
روى عن: يحيى بن أيّوب المقابريّ، ومحمد بن بشّار، ومحمد بن صالح الهاشميّ. وعنه: أبو حاتم الرازيّ وهو أكبر منه، وابنه عبد الرحمن بن أبي حاتم. وكان صاحب سنَّة.

(20/378)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 379
4 (عبد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد البكراويّ.)
عن: محمد بن كثير، وعد اله بن رجاء. وعنه: ابن مخلد، ومحمد بن يزيد الحنفي المروزيّ. حدَّث ببغداد.) عن عبدان المروزي، وجماعة. وعنه: ابن مخلد، والمكيري، ابن نجيح. توفّي سنة خمسٍ وسبعين. وقيل: سنة سبعٍ. وثقّقه الخطيب.
4 (عبد الله بن محمد بن يزيد الحنفي المروزيّ.)
حدَّث ببغداد. عن: عبدان المروزيّ، وجماعة. وعنه: ابن مخلد، والمطيري، وابن نجيح. توفّي سنة خمسٍ وسبعين. وقيل: سنة سبعٍ. وثّقه الخطيب.
4 (عبد الله بن محمد بن عبيدة البغداديّ.)
عن: عليّ بن المدينيّ، وسليمان الشّاذكوني. وعنه: ابن مخلد، وعثمان بن سهل، وأبو بكر النّجّاد.
4 (عبد الله ن محمد بن صالح الأسدي بن عميرة بن بشر بن موسى.)
روى عن: خالد بن خداش، وأحمد بن حنل. روى عنه: أبو زرعة، وأبو حاتم مع تقدمهما وأحمد بن محمد الأسديّ. وكان ثقة.

(20/379)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 380
4 (عبد الله بن سنان.)
أبو محمد السَّعديّ الرَّوحيّ البصريّ. قاضي الدِّينور. روى عن: مسلم بن إبراهيم، وعبد الله بن رجاء، وأبي الوليد. وعنه: المحامليّ، وابن مخلد، وجماعة. قال الدّارقكنيّ: متروك. وقال أبو نعيم الإصبهانيّ: كان يضع الحديث.) وقال كثير غيره: وضع كثيراً على روح بن القاسم.
4 (عبد الله بن محمد بن محاضر.)

(20/380)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 381
ولقبه: عبدوس. روى عن: محمد بن عبد الله الأنصاريّ، وغيره. وعنه: الطَّستيّ، وأبو بكر الشّافعيّ، لكن نسبه إلى جدّه.
4 (عبد الله بن محمد ن قاسم بن هلال القرطبيّ الفقيه.)
رحل وأخذ الأندلس كتب داود. وكان عارفاً بمذهب مالك، فقيه النَّفس. روى عنه: محمد بن عبد الملك بن أعين، وقاسم بن اصبغ، ومحمد بن قام، وغيرهم. وتوفّي سنة اثنتين وسبعين كهلاً.
4 (عبد الله بن مسلم بن قتيبة.)

(20/381)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 382
أبو محمد الدِّينوريّ، وقيل: المروزيّ الكاتب. نزيل بغداد. احب التّصانيف. حدَّث عن: إسحاق بن راهويه، ومحمد بن زاد الزِّياديّ، وزياد بن يحيى السجسّتانيّ، وأبي حاتم السِّجستانيّ، وغيرهم. وعنه: ابنه القاضي أحمد، وعبيد الله السُّكَّريّ، وعبيد الله بن أحمد بن بكر، وعبد الله بن جعفر ن درستويه، وغيرهم. وكان مولده سنة ثلاث عشرة ومائتين. قال الخطيب: كان ثقة ديِّناً فاضلاً.
4 (ذكر تصانيفه)
صنّف غري القرآن، وغريب الحديث، وكتاب المعارف، وكتاب مشكل القرآن، وكتاب مشكل الحديث، وكتاب أدب وكتاب، وكتاب عيون الأخبار، وكتاب طبقات الشُّعراء، وكتاب أدب الغلط، وكتاب افرس، وكتاب الهجو، وكتاب المسائل، وكتاب أعلام النبوَّة، وكتاب المسيرة، وكتاب الإبل، وكتاب الوحش، وكتاب الرّؤيا، وكتاب الفقه، وكتاب معاني الشِّعر، وكتاب جامع النَّحو، وكتاب الصّيام، وكتاب الرّدّ على من يقول بخلق القرآن، وكتاب أدب القاضي، وكتاب إعراب القرآن، وكتاب القرآن، وكتاب الأنوار، وكتاب التّسوية بين العرب والعجم، وكتاب) الأشربة. وقد ولي قضاء الدّيمور. وكان عالماً في اللّغة العربيّة والأخبار، وأيّام النّاس.

(20/382)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 383
وقال البيهقيّ: كان يرى الكّرامية. ونقل صاحب مرآة الزّمان عن الدّارقطنيّ أنّه قال: كان ابن قتيبة يميل إلى التّشبيه. وقال أحمد بن جعفر المنادي: مات ابن قتيبة فجأة صاح صيحة سمعت من بعدٍ، ثمّ أغمي عليه. وكان أكل هريسةً، فأصاب حرارةً، فبقي إلى الظُّهر، ثمّ اضطّرب ساعةً، ثمّ هدأ. فما يزال يتشهّد إلى السَّحر، ومات، سامحه الله. وذلك في رجب سنة ستٍّ وسبعين. والّذي قيل عنه في التّشبه لم يصحّ، وإن صح فالنّار أولى به. فما في الدِّين محاباة. وقال مسعود السّجزيّ: سمعت الحاكم يقول: أجمعت الأمة على أنّ القتيبيّ كذاب. وهذه مجازفة بشعة من الحاكم. وما علمت أحداً أتهم ابن قتيبة في نقلٍ. مع أنّ أبا بكر الخطيب قد وثَّقه. وما أعلم أحداً اجتمعت الأمة على كذبه إلاّ مسيلمة والدّجّال. غير أنّ ابن قتيبة كثير النقَّل من الصُّحف كدأب الإخباريّين. وقلَّ ما روى من الحدَّيث. وكان حسن البزَّة، أبيض اللّحية طويلها، ولاّه الرّياستين مظالم البصرة. وبعد ثورة الزَّنج رجع إلى بغداد وأخذ يضنفّ. حمل عنه: قاسم بن أصبغ، وغيره. قال حمّاد بن هبة الله الحرّاني: سمعت أبا طاهر السِّلفيّ يذكر على الحاكم في قوله: لا يجوز الرواية عن ابن قتيبة، ويقول: ابن قتيبة من الثقِّات وأهل السُّنَّة، لكنّ الحاكم قصده لأجل المذهب.

(20/383)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 384
4 (عبد الله بن مهران.)
أبو كر البغداديّ النَّحويّ. سمع: هوذة بن خليفة، وعفّان ن مسلم. وعنه: محمد بن العبّاس بن نجيح، وأبو بكر الشّافعيّ. وكان ثقة ضريراً فاضاً. توفّي سنة سبع وسبعين ومائتين.)
4 (عبد الله بن هشام.)
أبو محمد الهمدانيّ التّرذاس عبدويه. عن: عبد الرحمن بن حمدان الجلاّب، وعلي بن محمد بن عصرويه القزوينيّ، وأبو عمرو أحمد بن محمد بن حكيم المدينيّ، والقاسم بن أبي صالح. وكان صدوقاً مستقيم الأمر.
4 (عبد الجليل بن عبد الرحمن بن أيوّب.)
أبو حاتم الهرويّ. عن: عبيد اله بن موسى، وقبيصة بن عقبة، وجماعة. وتوفّي سنة اثنتين وسبعين.
4 (عبد الحميد بن عبد الله بن هانيء.)

(20/384)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 385
أبو هانيء النَّيسابوريّ. يمع: الحسن بن يعقوب، ومحمد بن عبد الله بن دينار، وغيرهما. توفّي سنة إحدى وسبعين ومائتين.
4 (عبد الرحمن بن أزهر.)
أبو الحسن البغداديّ الأعور. عن: عبد الله ن بكر السَّهميّ، وغيره. وعنه: إسماعيل الصّفّار. توفّي سنة تسع وسبعين.
4 (عبد الرحمن بن خلف الضَّبّيّ البصريّ.)
عن: أبي عليّ الحنفيّ، وعبد الله بن رجاء. وعنه: القاضي المحامليّ، وإسماعيل الصّفّار. توفّي سنة سبعٍ وسبعين أيضاً.
4 (عبد الرحمن بن داود بن أبي طيبة.)
أبو القاسم المصريّ المقريء، مولى آل عمر بن الخطّاب. أخذ القراءة عرضاً على أبيه.) قرأ عليه: محمد ن عبد الرّحيم الإصبهانيّ، والحسن بن عمير الرعينيّ، وعبد الله بن الماء، ومطرِّف بن عبد الرحمن الأندلسيّ، وآخرون. وكان من أهل الإتقان.

(20/385)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 386
توفّي سنة ثلاثٍ وسبعين.
4 (عبد الرحمن بن زياد بن كوشيذ.)
أبو مسلم الإصبهاني التّانيء. عنك سفيان بن عيينة، ووكيع بن الجرّاح. روى عنه: محمد ن القاسم بن كوفيّ. توفّي سنة اثنتين وسبعين، عن مائة وسبع سنين. وقيل: بل عاش سبعاً وتسعين سنة.
4 (عبد الرحمن بن سهل ن محمود.)
أبو محمد بن أبي السَّريّ. عنك يحيى بن معين، وغيه. وعنه: العبّاس الشَّكليّ، ومحمد بن أحمد الحكيميّ. توفّي سنة تسعٍ وسبعين.
4 (عبد الرحمن ن الفضل الهاشمي الحلبيّ.)
عن: آدم بن أبي إياس. وعنه: موسى ن عبّاس الجوينيّ، وأبو العبّاس الأصم وكناّه أبا القاسم.
4 (عبد الرمن بن محمد بن منصور.)

(20/386)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 387
أبو سعيد الحارثيّ البغداديّ، البصريّ الأصل. ويلقَّب كريزان. سمع: يحيى بن سعيد القطّان، ومعاذ بن هشام، ووهب بن جرير، وسالم بن نوح. وعنه: ابن صاعد، وابن مخلد، وإسماعيل الصّفّار، وحمزة الهاشميّ، وأبو جعفر البختريّ، وعبد الله بن إسحاق الخراسانيّ. قال ابن ابي حاتم: كتبت عنه مع الدي، تكلّموا فيه. سالت أبي عنه، فقال: شيخ. وقال الدَّارقطنيّ: ليس بالقوي.) مات يوم عيد النَّحر سنة إحدى وسبعين ومائتين.
4 (عبد الرحمن بن مرزوق بن عطيّة.)
أبو عوف البغداديّ البزوريّ. سمع: عبد الوهّاب بن عطاء، وروح بن عبادة، وشبابة بن سوّار، ويحيى بن أبي بكير. وعنه: ابن البختريّ، وإسماعيل الصّفّار، وأبو سهل القطّان، وجماعة. قال الدَّارقطنيّ: لا بأس به.

(20/387)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 388
توفّي سنة خمسٍ وسبعين ومائتين. فأمّا سميّه.
4 (أبو عوف عبد الرحمن بن مرزوق بن عوف.)
شيخ طرسوس، كذّاب. قال ابن جبّان: كان يضع الحديث، جدّ محمد بن المسيّب. ثنا عبد الرحمن بن مرزوق بطرسوس: أنا عبد الوهاب بن عطاء الخفّاف، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، رفعه: لن تخلو الأرض من ثلاثين مثل إبراهيم خليل الرحمن، بهم يرزقون وبهم بمطرون.
4 (عبد الرحمن بن يحيى بن خاقان.)
أبو عليّ. من بيت حشمة وتقدُّم. روى عن أحمد بن حنبل مسائل، رواها ابن أخيه أبو مزاحم موسى بن عبيد الله.
4 (عبد الرحمن بن عبد الله.)
أبو القاسم الهاشميّ.

(20/388)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 389
عن: عبد الله بن إبراهيم الغفاريّ، وأبي عبد الرحمن المقريء. وعنه: محمد بن العبّاس، وابن نجيح، وإسماعيل الصّفّار. وكان ثقة. توفّي سنة خمسٍ وسبعين.
4 (عبد الكريم بن يعقوب بن حميد.)
أبو القاسم القرشيّ القيسرانيّ.) عن: محمد بن يوسف الفريابّي. وعنه: الطَّبرانيّ.
4 (عبد الكريم بن الهيثم بن زياد بن عمان بن يحيى الدَّير عاقوليّ البغداديّ.)
القطّان. طوّف، وكتب الكثير. وسمع: أبا نعيم، وسليمان بن حرب، ومسلم بن إبراهيم، وأبا اليمان الحكيم بن نافع، وأبا بكر الحميدي، وطبقتهم. وعنه: موسى بن هارون، وابن صاعد، وابن السّمّاك، وأبو سهل القطّان، وجماعة. قال أحمد بن كامل: كتبنا عنه، وكان ثقة مأموناً.

(20/389)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 390
وقال الخطيب: كان ثقة ثبتاً. مات في شعبان سنة ثمانٍ وسبعين.
4 (عبيد المجيد بن إبراهيم البوسنجيّ.)
قاضي هراة سمع: عبد الصَّمد بن حسّان، وعبد الله بن حسّان، وعبد الله بن عثمان، وعبدان المروزييّن. وعنه: محمد بن عبد الله بن مخلد، وغيره. توفّي سنة اثنتين وسبعين.
4 (عبد الملك بن عبد الحميد بن عبد الحميد بن ميمون بن مهران.)
أبو احسن الميموني الرَّقّيّ، صاحب الإمام أحمد. كان من جلة الفقهاء وكبار المحدِّثين. سمع: إسحاق الأزرق، ومحمد بن عبيد الطنافسيّ، وروح بن عبادة، ومكّيّ بن إبراهيم، وحجّاج ن محمد الأعور، والقعنبيّ. وعنه: ن. ووثّقه، وأبو عوانة، وأب بكر بن زياد النيَّسابوريّ، وأو عليّ محمد ن سعيد الحرّانيّ، ومحمد بن المنذر شكر، وإبراهيم بن محمد بن متُّويه.

(20/390)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 391
توفّي في ربيع الأوّل سنة أربع وسبعين. وكان شيخ بلده ومفتيه.)
4 (عبد الملك بن محمد بن عبد الله.)
أبو قلابة الرّقاشيّ. الحافظ العابد، رحمة الله عليه. عني به أبوه، وأسمعه في صغره، وأشغله في العلم لما رأى من ذكائه، فإنّه ولد سنة تسعين ومائة. وسمع: يزيد بن هارون، وعبد اله بن بكر السَّهميّ، وأبا داود الطَّيالسيّ، وروح بن عبادة، وبشر بن عمر الزّهرانيّ، وأبا عامر العقديّ، ووهب بن جرير، وأبا عاصم النّبيل، وخلقاً سواهم. وعنه: ق.، ومحمد بن إسحاق الصّاغانيّ، وابن صاعد، وإسماعيل

(20/391)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 392
الصّفّار، وأبو بكر النّجّاد، وأبو سهل بن زياد، وإبراهيم بن عليّ الهجيميّ، وأحمد بن كامل، وخلقاً آخرهم أبو بكر الشّافعيّ. وقع حديثه في السّماء علوّاً لأصحاب ابن طبرزد، وهو مصريّ سكن بغداد. قال الدّارقطنيّ: صدوق كثير الخطأ لكونه يحدِّث من حفظه. وقال ابن كامل القاضي: حكي أنّه كان يصلّي في اليوم واللّيلة أربعمائة ركعة. قال: ويقال إنّه حدَّث من حفظه بستّين ألف حديث. قلت: الّذي كان يصلّي أربعمائة ركعة هو والده فيما حكى أحمد العجليّ فلعلّه فعل كأبيه. وقال أبو عبيد الآجريّ: سألت أبا داود عنه، فقال: رجل صدوق أمين مأمون، كتبت عنه. وقال محمد بن جرير الطَّبريّ: ما زلت أحفظ من أبي قالبة. قلت: مات في شوّال سنة ستٍّ وسبعين.
4 (عبد الواحد بن شعيب.)
قاضي جبلة. عن: أبي اليمان، وسليمان ابن بنت شرحبيل. وعنه: ابن جوصا، وخيثمة، وأبو عمرو بن حليم، وجماعة.

(20/392)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 393
4 (عبد الواحد بن فليح بن رباح.)
مولى عبد الله بن عامر بن كريز، المكّيّ، وأبو إسحاق مقريء أهل مكّة مع قنبل. ولد سنة مائتين. وقرأ القرآن على: محمد بن بزيع، وداود بن أسد بن عبّاد، ومحمد بن سعدون.) قرأ عليه: إسحاق بن أحمد الخزاعيّ المّكّي، وغيره.
4 (عبدة بن سليمان.)
أبو سهل البصريّ، نزيل مصر. عن: القعنبيّ، يوسف بن عديّ، وأحمد بن عبد الله بن يونس، وجماعة. وعنه: أسامة بن عليّ الرّازيّ، وأبو عوانة الإسفرائينيّ، وجماعة. توفّي سنة ثلاثٍ وسبعين.
4 (عبيد الله بن رماحس بن محمد بن خالد بن حبيب بن جبير.)
أبو محمد القعنبيّ الجشّميّ. وعنه: أبو النَّجم بدر الجمّاس الأمير، وأبو القاسم الطّبرانيّ، وأبو جعفر أحمد بن إسماعيل بن عاصم بن القاسم، وآخرون. وكان شيخاً معمّراً جاوز المائة. قال ابن عبد البرّ في شعر زهير بن صرد: رواه عبيد الله، عن زياد بن

(20/393)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 394
طارق، عن زياد بن صرد، عن أبيه، عن حدّه زهير بن صرد. قلت: فهذه علّة قويّة قادحة في قول من رواه عنه، عن زياد بن طارق، عن زهير بن صرد. وقد صرّح الطَّبراني في روايته، بسماع ابن رماحس، من زياد، وبسماع زياد من زهير ن صرد الصَّحابيّ. وممّن روى عن ابن رماح: أبو سعيد ن الأعرابيّ، وأبو محمد احسن بن زيد الجعفريّ، ومحمد بن إبراهيم بن عيسى المقدسيّ. وبقي إلى سنة ثمانين ومائتين.
4 (عبيد الله بن سعيد بن كثير بن عفير.)
أبو القاسم المصريّ. توفّي سنة ثلاث أيضاً في آخرها. روى عن: أبيه، وجماعة. روى عنه: الحسين بن إسحاق الإصبهانيّ، وعليّ بن الحسن بن قديد، وآخرون. قال ابن حبّان، يروي عن الثّقات الأشياء. المقلوبات. لا يشبه حديثه حديث الثّقات، ولا يجوز) الإحتجاج به. قلت: روى عن ابن قديد، عن أبيه سعيد حكاية إبراهيم بن سعد، إنّه حلف لا يحدِّث بغداد حتّى يغنيّ.

(20/394)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 395
وروى عنه الحسين، عن أبيه، عن مالك، بإسناد الصّحيحين، حديثاً منكراً جدّاً.
4 (عبيد الله بن واصل بن عبد الشَّكور بن زين.)
الإمام أبو الفضل الزَّينّ، الطل الشجاع البخاريّ الحافظ. رحل وسمع: أبا الوليد الطَّيالسيّ، وعبدان بن عثمان المروزيّ، ويحيى بن يحيى التميّميّ، ومسدداً، عبد السلاّم بن مطهّر، وخلقاً من طبقتهم. وعنه: محمد بن إسماعيل البخاريّ وهو اكبر منه، وصالح ن محمد وسبعين، وأهل بخارى. وجد مقتولاً إلى رحمة الله في سنة سبعين، وقيل: في سنة اثنتين وسبعين في شوّال، في وقعة خوكيجة شهيداً. ومولده سنة إحدى مائتين، وكان أبوه ممّن رحل أيضاً، وأدرك ابن عيينة، وابن وهب وأكثر عنه ولده. وآخر من روى عن عبيد الله الأستاذ عبد الله بن محمد بن يعقوب الحارثيّ. وكان موصوفاً بالشّجاعة، له شأن لين المجاهدين، رحمه الله تعالى. قال السُّليمانيّ: روى عنه شيوخنا. قال: وكان البخاريّ يفتتح به. لقي: سعيد بن منصور، وسهل بن بكّار، وهلال بن فياض، وسمّى جماعة.
4 (عبيد الله بن محمد بن يحيى بن حمزة البتلهيّ الدّمشقيّ.)

(20/395)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 396
أخو أحمد بن محمد. روى عن: أبيه، وأبي الجماهر محمد بن عثمان، وغيهما. وعنه: ابنه أحمد بن عبيد، وابن جوصا، وأبو الميمون بن راشد. توفّي سنة ثمانين ومائتين.
4 (عثمان بن سعيد ن خالد بن سعيد الحافظ.)
أبو سعيد الدّارميّ السِّجستانيّ. محدِّث هراة. واحد الأعلام. طوَّف الأقاليم، ولقي الكبار، وسمع:) أبا اليمان الحمصيّ، ويحيى الوحاظيّ، وحيوة بن شريح بحمص. وسعيد بن أبي مريم، وعبد الغفّار بن داود الحرّانيّ، ونعيم بن حمّاد، وطبقتهم بمصر. وسليمان ن حرب، وموسى بن إسماعيل التُّبوذكيّ، وخلقاّ بالعراق. وهشام بن عمّار، وحمّاد بن مالك الحرستانيّ، وطائفة بدمشق. وأخذ علم الحديث عنك أحمد بن حنبل، وعليّ بن المدينيّ، وإسحاق بن راهويه، ويحيى ن معين. وعنه: أو عمر أحمد بن محمد الحيريّ، ومؤمّل بن الحسن الماسرجسيّ، وأحمد بن محمد الأزهريّ، ومحمد بن عبدوس الطريفيّ، وأبو النَّصر محمد بن محمد الطُّوسي الفقيه، وحامد الرّفّاء، وأحمد بن محمد العنبري، وطائفة.

(20/396)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 397
قال أبو الفضل يعقوب الهرويّ ابن الفرات: ما رأينا مثل عثمان بن سعيد، ولا أرى هو مثل نفسه: أخذ الأدب عن ابن الأعرابيّ، والفقه عن أبي يعقوب البويطيّ، والحديث عن عليّ بن المدينيّ، ويحيى بن معين، وتقدَّم في هذه العلوم، رحمه الله. وقال الحافظ أبو حامد الأعمش: ما رأيت في المحدِّثين مثل: محمد بن يحيى، وعثمان ن سعيد، ويعقوب الفسويّ. وقال أبو عبد الله بن أبي ذهب: قلت لأبي افضل بن إسحاق الهرويّ: رأيت أفضل من عثمان الدّارميّ. فأطرق ساعةً، ثمّ قال: نعم، إبراهيم الحربيّ قال أبو الفضل: لقد كنّا في مجلس عثمان غير مرّة، ومرَّ به الأمير عمرو بن اللَّيث فسلَّم عليه، فقال: عليكم. ثنا مسدَّد: ولم يزد عى هذا. وقال ابن عبدوس الطّريفيّ: لمّا أردت الخروج إلى عثمان بن سعيد، كتب لي ابن خزيمة إليه، فدخلت هراة في ربيع الأوّل سنة ثمانين. فقرأ الكتاب ورحَّب بي، وسألني عن ابن خزيمة، ثم قال: يا فتى متى قدمت قلت: غداً. قال: يا بني، فارجع اليوم فإنّك لن تقدم بعد. قلتك كأنه ما كان عرف اللّسان العربيّ جيدّاً، فقال غداً، وظنّها أمس.) وللدّارميّ كتاباً في الرّدّ على الجهميةّ، سمعناه، وكتاب في الرّدّ على بشر المريسيّ، وسمعناه. وكان جذعاً في أعين المجتهدين المبتدعين. وصنّف مسنداً كبيراً. وهو الّذي قام على محمد بن كرّام، وطرده من هراة، فيما قيل. قال أبو إسحاق أحمد بن محمد بن يونس الهرويّ، وأبو يعقوب بن الفرات

(20/397)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 398
إنّه توفّي في ذ الحجّة سنة ثمانين. ووهم من قال: سنة اثنتين وثمانين. قال الحاكم: سمعت أبا الطَّيَّب محمد بن أحمد الورّاق: سمعت أبا بكر الفسويّ: سمعت عثمان بن سعيد الدّارميّ: قال لي رجل ممّن يحسدنيّ: ماذا كنت لولا العلم فقت: أردت شيئاً فصار قريباً. سمعت نعيم بن حمّاد يقول: سمعت أبا معاوية يقول: قال الأعمش: لولا العلم لكنت بقالاً. وأنا لولا العلم لكنت بزّازاً من بزّازي سجستان. قال عثمان الدّارميّ: من لم يجمع حديث شعبة، وسفيان، مالك، وحمّاد بن زيد، وابن عيينة، فهو مفلس في الحديث. يعني انّه ما بلغ رتبة الحفّاظ في العلم. ولا ريب أنّ من حصل على علم هؤلاء الأكابر الأئمّة الخمسة، وأحاط بمرويّاتهم عالياً ونازلاً، فقد حصل على ثلثي السُّنّة، أو نحو ذلك.
4 (عثمان بن سعيد.)
أبو بكر الأستراباذيّ الإسكافيّ. فقيه استراباذ، وشيخها. كان ثقة ورعاً محدثاً. روى عن: إسماعيل ن أبي أويس، وطبقته. وعنه: أبو نعيم عد الملك بن محمد بن عدّي. وتوفّي سنة خمسٍ وسبعين.
4 (عثمان بن عبد الله بن أبي جمل.)
أبو سعيد القرشيّ الدّمشقيّ. عنك مروان ن محمد الطَّاهريّ، وحجّاج بن محمد، وهشام بن عمّار.

(20/398)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 399
وعنه: عليّ بن الحسين بن الأشقر، وأبي الميمون ن راشد. توفّي سنة تسع وسعين ومائتين.)
4 (عصمة بن إبراهيم.)
أبو صالح النَّيسابوريّ البيليّ، بالباء، الزّاهد العدل. قال الحاكم: كان من الأبدال. وهو عصمة بن أبي عصمة. سمعك عبدان بن عثمان، والقعنبيّ، ويحيى بن يحيى، وجماعة. وعنه: إبراهيم بن أبي طال، واحمد بن محمد الشَّرقيّ، وأحمد بن علي الرّازيّ، ومحمد بن القاسم العتكيّ. قال ابنه إبراهيم: توفّي سنة ثمانين رحمه الله.
4 (عليّ بن إبراهيم ن عبد المجيد.)
أبو الحسن الواسطيّ نزيل بغداد. سمع: يزيد بن هارون، ووهب بن جرير، وجماعة. وعنه: ابن صاعد، وأبو عمرو بن السّمّاك، وأبو سهل القطّان، وأبو بكر النّجّاد، وآخرون. وثقه الدّارقطنيّ، وغيره. مات في رمضان سنة أربع وسبعين.

(20/399)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 400
وفي صحيح) خ (: ثنا روح بن عبادة. فقال الحكم: هو الواسطيّ هذا. وقال ابن عديّ الجرجانيّ: يشبه أن يكون عليّ بن الحسين بن إبراهيم بن أشكاب. والله أعلم.
4 (عليّ بن إسماعيل.)
أبو الحسم البغداديّ علويه. عن: عفان: عمرو بن مرزوق. وعنه: ابن صاعد، وأبو عونة، وأبو الحسين بن المنادي. توفّي في صفر سنة إحدى وسبعين ومائتين.
4 (عليّ بن الحسن بن عرفة العبديّ.)
روى عن: أبيه، ويحيى ن أيّوب العابد. وعنه: عبد الله بن محمد العطش. وثّقه الدّارقطنيّ. توفّي سنة سبعٍ وسبعين.)
4 (عليّ بن الحسم الهسنجانيّ الرّازيّ.)
ثقة صاحب حديث ومطواف. سمع: سعيد بن أبي مريم، وأبا الولد، وأبا الجماهر محمد ن عثمان، وأبا توبة الحلبيّ، وخلقاً.

(20/400)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 401
وعنه: عبد الرحمن بن أبي حاتم ووثَّقه، ومحمد بن قارن الرازي، وعبد الحمن الجلاب، وغيرهم. قال أبو الشّيخ: توفّي في سنة خمسٍ وسبعين.
4 (عليّ بن الحسن الهرثميّ.)
عن: سعيد بن سلمان الواسطيّ، وإبراهيم بن عبد الله النَّضراباذيّ، وأبي زرعة الرازيّ. وعنه: ابن ماجة في تفسيره، وابن أب حاتم. ويجوز أن يمون هو الهسنجانيّ المذكور.
4 (عليّ ن الحسن بن عبدويه.)
أبو الحسن البغداديّ الخزّاز. كان صدوقاً. روى عن: عبد الله بن بكر، وأبي النَّضر هاشم بن القاسم، وحجّاج الأعور. وعنه: أبو بكر النّجّاد، والشّافعيّ، ومكرم، وغيرهم. توفّي سنة سبعٍ وسبعين.
4 (عليّ بن حماد بن السَّكن البغداديّ البزّاز.)
عنك يزيد بن هارون، وأبي النَّضر، ومحمد بن عمر الواقديّ. وعنه: الطَّستيّ، وأبو بكر الشّافعيّ. قال الدّارقطنيّ: متروك.

(20/401)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 402
4 (عليّ بن داود بن يزد.)
أبو الحسن التَّميميّ القنطريّ البغداديّ الأدميّ. محدِّث رحّال. سمع: محمد بن عبد الله الأنصاري، وعبد الله بن صالح، وسعيد بن أبي مريم، وآدم بن أبي إياس، وطبقتهم.) وعنه: ق.، وإبراهيم الحربي من أقرانه، وإسماعيل الصّفّار، والهيثم بن كليب الشاشي، ومحمد بن أحمد الحكيمي، وجماعة. وثّقه الخطيب. وتوفّي سن اثنتين وسبعين ومائتين.
4 (عليّ بن سهل بن المغيرة.)
أبو الحسن النَّسائيّ، ثم البغدادّي البزّاز. سمع: أبا بدر جاع بن الوليد، وعبد الوهّاب بن عطاء، ويحيى بن أبي

(20/402)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 403
بكير، ومحمد بن عبيد، وعبيد الله بن موسى، وطائفة. وعنه: ابن صاعد، وعليّ بن عبيد الحافظ، ومحمد بن أحمد الحكيميّ، وإسماعيل الصّفّار، وجماعة. قال ابن أبي حاتم: صدوق. قلت: توفّي هو وعلويه بن إسماعيل المذكور في يومٍ واحد، في صفر سنة إحدى وسبعين.
4 (عليّ بن شيبة بن الصَّلت السُّدوسي.)
مولاهم البصريّ، نزيل مصر. أخو الحافظ يعقوب بن شيبة. روى عن: يزيد بن هارون، والحسن بن موسى الأشيب. وعنه: عبد العزيز الغافقيّ، وغيرهّ. توفّي سنة اثنتين وسبعين.
4 (عليّ بن العبّاس بن واضح النَّسائي.)
ثقة فاضل، نزيل بغداد. وروى عن: عفّان، وأحمد بن يونس اليربوعيّ. وعنه: ابن مخلد، وإسماعيل الصّفّار. توفّي سنة أربع.
4 (عليّ بن عبد الله الثقفيّ الإصبهانيّ المؤدِّب.)

(20/403)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 404
عن: بكر بن بكّار. وعنه: عبد الله ن الحسن بن بندا.)
4 (عليّ ن عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة المخزوميّ المصريّ علاّن.)
أبو الحسن. محدِّث نبيل، أغفله أبو سعيد بن يونس. سمع، عيد بن أبي مريم، وطبقتهم. وعنه: أبو جعفر الطَّحاويّ، وأبو عليّ ين حبيب الحصائرّ، وأبو بكر بن زياد النَّيسابوري، وأحمد بن مسعود الزَّنبريّ، وأبو عليّ بن فضالة، ومحمد بن يوسف الهرويّ، وجماعة. وقد روى أبو عبد الرحمن النَّسائي في كتال اليوم واللّيلة حديثاً عن زكريّا خيّاط السُّنة، عنه. قال الطَّحاويّ: توفّي في شعبان سنة اثنتين وسبعين.
4 (عليّ بن عثمان بن محمد ن عبد الله بن عثمان بن نفيل.)

(20/404)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 405
أبو الحسن. عنك يحيى بن بكير، وطبقته. مات بمصر في رمضان سنة ثمانين ومائتين.
4 (عليّ بن المنجّم)
أحد الأدباء والظُّرفاء. كان رئيساً إخبارياً، شاعراً مجيداً. نادم المتوكلّ والخلفاء بعده. ولمّا مات رثاه أن المعتزّ. توفّي سنة خمسٍ وسبعين. وقد أخذ عن إسحاق الموصلّ، وغيره. وعاش أربعاً وأربعين سنة. ومن شعره:
(بأبي والله من طرقا .......... كابتسام البرق إذ خفقا)

(زادني وقاً برؤيته .......... وحشا قلب به حرقا)

(20/405)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 406
4 (عمران بن بكّار بن راشد.)
أبو موسى الكلاعيّ الحمصيّ البرّاد المؤذّن سمع: محمد بن حميد البلخيّ، وأبا المغيرة الخولانيّ، واحمد بن خالد الوهبيّ، وعتبة بن السَّكن، وجماعة. ولم يرحل.) وعنه: ن. ثقة، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو عوانة، خيثمة بن سليمان، وعبد اله بن زبر، وجماعة. توفّي سنة اثنتين وسبعين.
4 (عمران بن موسى الطَّرسوسيّ.)
أبو موسى. عن: عفان، وأبي جابر محمد بن عبد الملك، وسنيد داود. وعنه: أبو حاتم، عيد بن عمرو البردعيّ، وجماعة. قال أو حاتم: صدوق.
4 (عمر بم حفصون.)

(20/406)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 407
رأس الخوارج بجزيرة الأندلس. ظهر من أعمال ريَّة، وكاد أن يغلب على الأندلس، وأتعب السّلاطين. وطال أمره، وعظم البلاء به. وكّان جلداً فاتكاً. وكان يتحصَّن بقلعةٍ منيعة. وجرت له أمور يطول شحها، إلى أن قتل سنة خمس وسبعين ومائتين. ذكره الحميديّ وقال: ثنا أبو محمد عبد الله بن سبعون القيروانيّ أنّه من ذرّيّته.
4 (عمران بن موسى الموصلي القصير.)
عن: يزيد ن هارون، كثير بن هشام. وعنه: يزيد بن محمد بن إياس الأزديّ وقال: لم يكن من أهل الحديث. توفّي سنة لأربعٍ وسبعين.
4 (عمران بن عبد الله.)
أبو موسى البخارّي النَّوري الحافظ. قال ابن ماكولا: ونور من أعمال بخارى. روى عن: أحمد بن حفص، ومحمد بن سلامّ البكنديّ، وحيّان بن موسى، ومحمد بن حفص البلخيّ، وغيرهم. روى عنه: أحمد بن عبد الواحد بن رفيد، وعبد الله بن منبح.
4 (عمر بن محمد الشَّطويّ.)
)

(20/407)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 408
عن: أسد الجمالّ. وعنه: ابن مخلد، والشّافعيّ.
4 (عمر بن محمد بن الحكم النّسائيّ.)
عن: خليفة بن خيّاط، وعبد الأعلى بن حمّاد، وطائفة. وكان إخبارياً علاَّمة. رحل إلى الشّام، وغيرها. روى عنه: محمد ن مخلد، ومحمد بن أحمد الحكيميّ، والخرائطيّ.
4 (عمرو بن يحيى بن الحارث الحمصيّ الزّنجاويّ.)
عن: المعافى بن سليمان الرَّسعنيّ، ومحبوب بن موسى، وأحمد بن أبي شعيب الحرّانيّ، وجماعة. وله رحلة. روى عنه: ن.، وأحمد بن محمد الرشيديّ، وعيسى بن العبّاس بن ورد. وثّقه النَّسائي. وقد حدَّث سنة تسعٍ وسبعين.
4 (عيسى بن إسحاق الخطميّ الأنصاري.)

(20/408)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 409
أبو العبّاس، أخو موسى. عن: خلق البزّاز، وأبي الربيع الزَّهرانيّ، وعبد المنعم بن إدريس. وعنه: ابن قانع، وأحمد بن كامل، وأبو سهل بن زياد، وأبو عمر الزّاهد وقال: كان يقال إنّه من الأبدال. قال الخطيب: كان ثقة عابداً. مات قبل الثمانين ومائتين، رحمه الله.
4 (عمرو بن ثور بن عمرو الحزاميّ القيسرانيّ.)
عن: محمد بن يوسف الفريابيّ. وعنه: خيثمة بن سليمان، والطبرانيّ. توفّي سنة تسع وسبعين.
4 (عمرو بن سلمة الجعفيّ القزوينيّ.)
) عن: محمد بن سعيد بن سابق، وداود بن إبراهيم العقيليّ، وخلف بن الوليد. وعنه: إسحاق الكشّاف، وعليّ ن محمد مهرويه، وعليّ بن إبراهيم القطّان، وجماعة من أهل قزوين. وثّقّه الخليليّ، وقال: مات سنة اثنتين وسبعين. وقيل: في أوّل سنة ثلاثٍ.

(20/409)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 410
4 (عمير بن مرداس.)
أبو سعيد الدّويقيّ. قال الخليلي: ثقة مشهور. سمعك عبد الله بن نافع الزبيريّ، ومطرِّف بن عبد الله، ويحيى بن بكير، وطبقتهم. يروي عنه: القطّان. بقي إلى قرب الثمّانين ومائتين.
4 (عيسى بن جعفر البغداديّ الورّاق.)
ثقة ورع، بطل شجع مجاهد. سمع: أبا بدر شجاع بن الوليد، وشبابة بن سوّار. وعنه: المحامليّ، وإسماعيل الصّفّار، وأبو الحسين بن المناديّ، وجماعة. توفيّ سنة اثنتين.
4 (عيى بن عبد الله بن سيار بن دولويه البغداديّ.)
أبو موسى الطَّيالسي رغاث. سمع: عبيد اله بن موسى، وأبا عبد الرحمن المقريء، وجماعة. وعنه: أحمد ن خزيمة، وابن نجيح، وأبو بكر الشّافعيّ. توفّي سنة سبعٍ وسبعين في شوّال.

(20/410)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 411
قال الدّارقطنيّ: ثقة. ووصفه بعضهم بالحفظ والمعرفة.
4 (عيسى بن محمد بن منصور.)
أبو موسى الإسكافيّ.) عن: عليّ بن إسحاق المادرائي، وابن السّمّاك، وجماعة. وهو مستقيم الحديث.
4 (عيسى ن عبد الله.)
أو عمر، وأبو حسّان العثّمانيّ البغداديّ. روى عن: أن أبي الشَّوارب، وعليّ بن حجر، وأبي حفص الفلاّس. وأتى بالطَّامّات، وادعىّ السماع من ابنة بنت أنس ن مالك، عن ابنها. قال جعفر المستغفريّ: وهذا يكفيه في الفضيحة. قلت: روى عنه: عبد المؤمن بن خلف النَّسفيّ، ومحمد بن زكريّا النسَّفيّ، وغيرهما.

(20/411)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 412
4 (حرف الفاء)

4 (الفتح بن شخرف.)
أبو نصر الكشّي الزّاهد، نزيل بغداد، ومن كبار مشايخ الصُّوفية. روى عن: جابر بن رجاء الحافظ، والجارود بن معاذ التِّرمذيّ. وجمعة. وعنه: محمد بن أحمد الحكيميّ، وأبو بكر النّجاد، وأبو عمرو بن السّمّاك، ومحمد بن مخلد العطّار، وآخرون. وكان عابداً سائحاً كبير الشّأن. رأى: أحمدن والقاسم، وابن أبي الحواري الجوعيّ. وجلّ روايته حكايات. قال أبو محمد الجريريّ: قال لي فتح بن ضخرف: من إعجابي بكلّ شيء جيدّ أنّ عندي قلم كتبت به أربعين سنة. وكنت أكتب به باللّيل والنّهار في ضوء القمر، فإذا انشغب رأسه قططته، وهو عندي، فأخرجه من أنبوبة نحاس.

(20/412)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 413
وقال جعفر الخلديّ: رأي الفتح بن شخرف، وكن صالحاً زاهداً. لم يكن يأكل الخبز ثلاثين سنة. وكان له أخلاق حسنة. وكن يطعم الفقراء الطّعام الطّيّب. وقال ابن البربهاريّ: سمعت الفتح يقول: رأيت ربّ العزةّ في المنام، فقال لي: يا فتح، احذر لا) آخذك على غرّة. قال: فتهت في الجبال سبع سنين. وقيل: إنّ الفتح بن شخرف قرأ أربعين ألف صفحة. والله أعلم. ولمّا مات كانت له جنازة عظيمة، وشيّعه خلائق. توفّي في شوّال سنة ثلاث وسبعين.
4 (الفضل بن حمّاد الأنطاكيّ.)
عن: عيس بن سليمان الحجازي، وغيره. لا أعرفه. وكذا.
4 (الفضل بن حمّاد الواسطيّ.)
يروي عن: محمد بن وزير. ذكره ابن أبي حاتم، ولم يزد.
4 (الفضل بن الحكم العدل.)
أبو العبّاس الخراسانيّ التّاجر. عن: عبدان بن عثمان، ويحيى بن يحيى، وجماعة. وعنه: أبو حامد بن الشَّرقيّ، ومحمد بن القاسم العتكيّ. وكان من كبار أصحاب يحيى بن يحيى. توفيّ سنة ثلاثٍ أيضاً.

(20/413)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 414
4 (الفضل بن حمّاد الفارسيّ الخبريّ الحافظ.)
صاحب المسند الكبير. رحل وسمع: ابن أبي مريم، وسعيد بن عفير، وطبقتهما. وعنه: أبو بكر بن سعدان الشّيرازيّ، وأبو بكر بن أبي داود.
4 (الفضل بن العبّاس بن مهران.)
عن: خلف بن هشام. وعنه: عليّ بن الحسن بن العبد، وأحمد بن عبد الحكيم البصريّان، وغيرهما.)
4 (الفضل بن العبّاس.)
أبو معشر الهرويّ. رحل وأخذ عن: قتيبة بن سعيد، وسويد بن سعيد، وطائفة. وتوفيّ سنة ست وسبعين ومائتين.
4 (الفضل بن العبّاس.)
أبو العبّاس البغداديّ، ثمّ الحلبيّ. عنك القعنبيّ، وعفّان، وسعدويه، وعاصم بن عليّ، ومعاوية بن عمرو، الأزديّ، وخلق. وعنه: ن.، ومحمد بن بركة بن داعس، ومحمد بن المنذر شكر، وعلي بن الحسن بن العبد، والطَّبرانيّ، ومحمد بن جعفر السّقّاء الحلبيّ. قال النَّسائي: ليس به بأس.
4 (الفضل بن عمير بن عثم.)

(20/414)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 415
أبو الحسن التميميّ المروزي. نزل بخارى، وحدَّث عن: عبدان المروزي، وسليمان بن حرب، وأبي الوليد الطَّيالسيّ، ويحيى بن يحيى، وجماعة. وعنه: أحمد بن سليمان فرينام، ومحمد بن أحمد بن مردك. توفّي بالشا في صفر سنة خمسٍ وسبعين، ورّخه غنجار، وابن ماكولا. عثم: مثلَّثة.
4 (الفضل بن محمد بن يحيى بن المبارك.)
أبو العبّاس اليزيديّ الأديب. من بيت العربيّة والأدب. روى عن: محمد بن سلاّم الجمحيّ، وإسحاق بن إبراهيم الموصليّ، ومحمد بن صالح بن النّطّاح، والمازني. وبرع في فنون علم اللّسان. روى عنه: محمد بن أحمد الحكيميّ، ومحمد بن عبد الملك التّاريخيّ، وأبو عليّ الطُّوبياريّ. توفّي سنة ثمانٍ وسبعين.
4 (الفضل بن يوسف.)
) أبو العباس القصبانيّ الكوفيّ. يروي عن: أبي غسّان النَّهديّ، وغيره. وعنه: ابن عقدة، وخيثمة.

(20/415)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 416
توفّي سة خمسٍ وسبعين.
4 (فهد بن سليمان.)
أبو محمد الكوفيّ الدّلاّل النّحّاس. نزيل مصر. سمع: أبا مسهر الغسانيّ، ويحيى بن عبد الله البابلتيّ، وأبا نعيم، وجماعة كثيرة. وعنه: أبو جعفر الطَّحاويّ، وعليّ بن سراجّ المصري، والحسن بن حبيب الحصائريّ، وان جوصا، وأبو الفوارس الصّابونيّ. قال ابن يونس: كان دلاّلاً في البزّ. وكان ثقة ثبتاً. توفّي في صفر سنة خمسٍ أيضاً.
4 (فهد بن موسى بن أبي رباح القاضي.)
أبو الخير الأزديّ الفقيه الإسكندرانيّ. قاضي الإسكندريةّ. روى بدمشق عن: عبد الله بن صالح كاتب اللَّيث، وعبد الله بن عبد الحكم، ويحيى بن بكير. وعنه: محمد بن جعفر بن ملاّس، وأبو الميمون بن راشد، وأبو الدَّحداح لأحمد بن محمد. توفّي في شعبان سنة سبعين، وقيل: سنة خمسٍ وسبعين. والأوّل أصحّ.

(20/416)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 417
4 (حرف القاف)

4 (الاسم بن الحسن.)
أبو محمد الهمدانيّ البغداديّ الصّائغ المتكلِّم. ثقة صدوق عالم. سمع: يزيد بن هارون، وعبد المادرائيّ، والهيثم بن كليب في مسنده، وآخرون. توفّي سنة اثنتين وسبعين ومائتين بمصر. وثّقه الخطيب.
4 (القاسم بن زهير بن حرب النَّسائيّ.)
) عن: عمهّ أبي خيثمة زهير بن حرب، وعفّان بن مسلم، ومحمد بن سابق، وجماعة. وعنه: عليّ بن إسحاق المادرائيّ، وحمزة الدِّهقان. وثّقه الخطيب. توفّي سنة إحدى وسبعين.

(20/417)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 418
4 (القاسم بن عبّاس.)
أبو محمد المعشريّ البغداديّ الفقيه سبط أبي معشر السِّنديّ المدنيّ. شيخ صدوق، يروي عن. أبي الوليد الطِّيالسيّ، ومسدّد. وعنه: ابن السّمّاك، وأبو بكر الشّافعيّ. توفّي سنة ثمانٍ وسبعين ومائتين.
4 (القاسم بن عبد اله بن المغيرة البغداديّ الجوهريّ.)
ثقة صاحب حديث. سمعك عبد الصّمد بن النعمان، وحسين بن محمد المروزيّ، وأبا نعيم، وطبقتهم. وعنه: محمد بن العبّاس بن نجيح، وعبد الله الخراساني. توفّي سنة خمس وسبعن.
4 (القاسم بن محمد بن قاسم بن محمد بن سيّار.)
مولى الوليد بن عبد الملك. أبو محمد الأندلسيّ القرطبيّ الفقه. أحد الأعلام. رحل واخذ عن الأئّمة: الحارث بن مسكين، وإبراهيم بن المنذر

(20/418)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 419
الحزاميّ، وأبي طاهر السّرح، وإبراهيم بن محمد الشّافعي، ويونس بن عبد الأعلى، وأبي إبراهيم المزنيّ، وطائفة. ولزم محمد بن عبد الله بن عبد الحكم حتّى برع في الفقه، وفاق أهل عصره، وصار إماماً مجتهداً لا يقلَّد أحداً. وقد ألّف كتاب الإيضاح في الرَّدّ على المقلِّدين، وكان يميل إلى مذهب الشّافعيّ وأهل الأثر. تفقَّه به خلق بالأندلس، وروى عنه: الأعناقّ، واحمد ن خالد بن الحبابّ، ومحمد بن عمر بن لبانة، وابنه محمد ن قاسم، ومحمد بن عبد الملك بن أعين، وآخرون. وإسم صاحبه الأعناقيّ: عيد بن عثمان. قال ابن الفرضيّ: لزم ابن عبد الحكم التّفقَّه والمناظرة، وتحقّق به وبالمزنيّ. وكان يذهب) مذهب الحجَّة والنَّظر، وترك التقّليد. ويميل إلى مذهب الشّافعيّ. ولم يكن بالأندلس مثل قاسم في حسن النَّظر والبصر بالحجّة. وقال احمد ن خالد: ما رأيت مثل قاسم في الفقه ممّن دخل الأندلس من أهل الرجال. وقال محمد بن عبد الله بن قاسم الزّاهد: سمعت بقيَّ بن مخلد يقول: قاسم بن محمد أعلم من محمد بن عبد الله بن عبد الحكم. وقال أسلم بن عبد العزيز: سمعت ابن عبد الحكم يقولك لم يقدم علينا من الأندلس أحد أعلم من قام بن محمد. ولقد عاتبته حين رجوعه إلى الأندلس، قلت: أقم عندنا فأنّك تعتقد هنا رئاسة، ويحتاج النّاس إليك. فقال: لا د من الوطن. قال ابن الفرضيّ: ألف قاسم في الرّدّ على يحيى بن إبراهيم بن مزين،

(20/419)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 420
وعبد الله بن خالد، والعتبيّ كتاباً نبيلاً دل على علم. وله كتاب شرف ف خبر الواحد شريف يل وثائق الأمير محمد، يعني صاحب الأندلس، طول أيّامه. وقال أبو عليّ الغانيّ: سمعت ابن عبد البر يقول: لم يكن أحد ببلدنا أفقه من قاسم بن محمد، واحمد بن خالد بن الحباب. توفّي سنة ستٍّ وسبعين، قيل في أوّل سنة سبع.
4 (القاسم بن منبّه الحربيّ.)
عن: بشر الحافي. وعنه: محمد بن شجاع، وأبو جعفر بن البختريّ.
4 (القاسم بن نصر البغداديّ العابد.)
يقال له دوت. روى عن: سريج بن الُّنعمان، وعمرو بن عوف، وغيره. وعنه: عبد الصّمد الطَّستيّ، وجعفر الخلديّ. توفّي سنة ثمانين. وقال الخطيب: توفّي سنة إحدى وثمانين ومائتين.
4 (القاسم بن نصر المخرميّ.)
روى عن: يحيى بن هام، وإسماعيل بن عمرو البجليّ.) وعنه: أبو عليّ اللؤلؤيّ، ومحمد بن هارون، وغيرهما. قال الخطيب: ثقة.

(20/420)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 421
حرف الكاف.
4 (كثير بن عبد الله.)
روى عنك يحيى بن هاشم، وإسماعيل بن عمرو البجلّي. وعنه: أبو عليّ اللؤلؤيّ. وكان مفتياً، وأصله من القبط. كتب كثيراً من كتب الشّافعيّ، وصحبه. روى عنه عشرة أجزاء.

(20/421)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 422
4 (حرف الميم)

4 (مالك بن الفرويّ.)
عن: محمد بن سابق، وعبد الله بن الجّراح. وعنه: محمد بن مخلد، وإسماعيل الصّفّار، وابن البختريّ، وأبو الحسن القطّان، وجماعة. قال ابن أبي حاتم: صدوق. كتبت عنه بقزوين. قلت: مات سنة اثنتين وسبعين ومائتين.
4 (مالك بن يحيى.)
أبو غّسان الكوفيّ الحمدانيّ السُّوسيّ. عن: عليّ بن عاصم، ويزيد بن هارون، وجماعة. وعنه: عليّ بن محمد الواعظ، ومحمد بن محمد بن عيسى الخيّاش المصريّ، وآخرون. توفّي بمصر في ربيع الأوّل سنة أربع وسبعين.
4 (محمد بن أحمد بن رزين البغداديّ.)
عن: يزيد بن هارون، وعليّ بن عاصم، وشبابة بن سوّار، وأبي النَّضر.

(20/422)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 423
وعنه: عبد الله بن سليمان الفاميّ، وأبو العبّاس بن عقدة. مات سنة ثلاثٍ وسبعين.
4 (محمد بن احمد بن رزقان.)
) أبو بكر المصِّيصيّ. روى عن: عليّ بن عاصم، وحجّاج الأعور، وجماعة. وعنه: أبو عليّ الحصائريّ، ومحمد بن أبي حذيفة، وأبو بكر بن أبي دجانة، وأبو الميمون بن راشد. رزقان قيّده ابن مندة، وابن ماكولا بالكسر.
4 (محمد بن أحمد بن واصل.)
أبو العبّاس البغداديّ المقريء. عنك خلف بن هشام، وأحمد بن حنبل، ومحمد بن سعدان الهرويّ. وعنه: أبو مزاحم الخاقانيّ، وأبو الحسين بن شنبوذ المقرئان. توفّي في جمادى الآخرة سنة ثلاثٍ أيضاً.
4 (محمد بن أحمد بن يزيد بن أبي العوّام الرِّياحيّ.)
أبو بكر، وقيل: أبو جعفر. سمع: يزيد بن هارون، وعبد الوّهاب بن عطاء، وقريش بن أنس، وأبي عامر العقديّ. وعنه: إسماعيل الصّفّار، وأبو العبّاس بن عقدة، وأبو بكر الشّافعيّ، وأبو

(20/423)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 424
بكر بن الهيثم الأنباريّ، وجماعة. وعنه: إسماعيل الصّفّار، وغيره. ثقة صدوق. مات في رمضان سنة ستٍّ وسبعين. وحديثه يقع لنا عالياً.
4 (محمد بن أحمد بن أبي المثنَّى يحيى بن عيسى بن هلال.)
أبو جعفر التَّميميّ الموصليّ، شيخ الموصل ومحدثها في وقته. رحل وسمع: أبا بدر شجاع بن الوليد، وعبد الوهّاب بن عطاء، وجعفر بن عطاء، ويعلى بن عبيد، وأخاه محمد بن عبيد، وأبا النَّضر، ومحمد بن القاسم الأسديّ، وطبقتهم. وعنه: ابن أخته أبو يعلى الموصلّي، ومحمد بن العبّاس بن الفضل بيّاع الطّعام، ويزيد بن محمد بن إياس الحافظ، وعبد الله بن جعفر بن إسحاق الجابريّ، وآخرون.) وسائر جزء الجابريّ، عنه. قال ابن إياس: كان من أهل الفضل والثّقه، ومن الآداب من رأينا من المحدِّثين. قال: وكان أحمد بن حنبل وابن معين يكرمونه. وكانت الرجلة إليه بالموصل بعد عليّ بن حرب. سمعته يقول: خرج أحمد بن حنبل يوماً فقمت، فقال: أما علمت أنّ الّنبيّ صلى الله عليه وسلم قال: من أحبّ أن يتمثل له الرجال قياماً فليتبوَّأ

(20/424)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 425
مقعده من النّار فقلت: إنمّا قمت إليك ولم أقم لك. فاستحسن ذلك. توفّي سنة سبعٍ وسبعين في شوّال.
4 (محمد بن أحمد بن الوليد بن برد الأنطاكيّ.)
أبو الوليد. عن: روّاد بن الجرّاح، ومحمد بن كثير الصَّنعانيّ، ومحمد بن عيسى بن الطّبّاع، والهيثم بن جميل. وحدَّث ببغداد. ويروي عنه: أحمد بن جعفر بن المنادي، وإسماعيل الصّفّار، وأبو بكر الشّافعيّ، وجماعة. وثّقه الدّارقطنيّ، وغيره. ومات بأنطاكيّة عند قدومه من مكّة سنة ثمانٍ وسبعين.
4 (محمد بن احمد بن حبيب البغداديّ الذّارع.)
شيخ صدوق. سمع: أبا عاصم النّبيل، وغيره. وعنه: عبد الصمّد الطَّستيّ، ومحمد بن أحمد بن تميم القنطريّ. توفّي سنة ثمانين ومائتين.
4 (محمد بن أحمد بن أنس القرشيّ النَّيسابوريّ.)

(20/425)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 426
عن: حفص بن عبد الله، وأبي عاصم النبيّل، والمقريء. وعنه: محمد بن الأخرم، ومحمد بن صالح بن هانيء وقال: ثقة. توفّي سنة سبعٍ وسبعين.
4 (محمد بن أحمد بن إبراهيم بن أبان.)
) أبو جعفر النَّيسابوري السّراج. بغداديّ صدوق. سمع: عليّ بن الجعد، ويحيى بن معين. وعنه: أبو سهل القطّان، والطَّستيّ، وجماعة.
4 (محمد بن إبراهيم بن مسلم.)
أبو أميّة البغداديّ، ثمّ الطَّرسوسيّ الحافظ. رحل وطوّف وصنّف، وسمع: عبد الله بن بكر السَّهميّ، وشبابة بن سوّار، وعمر بن يونس اليمانيّ، وعبد الوهّاب بن عطاء، وروح بن عبادة، وجعفر بن عون، وأبا مسهر وخلقاً كثيراً. وعنه: أبو عوانة، وابن جوصا، وعثمان بن محمد السَّمرقنديّ، وأبو بكر بن زياد النَّيسابوري، وأبو عليّ الحصائريّ، وحفيده محمد بن إبراهيم بن أبي أميّة، وخلق.

(20/426)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 427
وثّقه أبو داود، وغيره. وقال أبو بكر الخلاّل: إمام في الحدّيث رفيع القدر جدّاً. وقال ابن يونس: توفّي بطرسوس في جمادى الآخرة سنة ثلاثٍ وسبعين.
4 (محمد بن إبراهيم بن جنّاد.)
أبو بكر المنقريّ البصريّ، ويقال: البغداديّ، البزّار، ويقال أصله من مرو الروذ. سمع: مسلم بن إبراهيم، وأبا الوليد الطَّيالسيّ، والحوضيّ، وجماعة. وعنه: عليّ بن محمد المصريّ، والحكيميّ، ومحمد بن العبّاس بن نجيح. وكان ثقة. توفّي سنة سبع وسبعن بطريق مكّة أو بمصر.
4 (محمد بن إبراهيم بن أبان.)
أبو عبد الله الجيرانيّ الإصبهانيّ المؤدِّب. سمع: بكر بن بكّار، والحسين بن حفص، وغيرهما. وعنه: أحمد بن جعفر السِّمسار، وعبد الله بن محمد العتّاب. وقال أبو نعيم الحافظ: ثقة. توفّي سنة ثمانٍ وسبعين.)

(20/427)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 428
وقال أبو عبد الله بن مندة: مشهور، ثقة.
4 (محمد بن إبراهيم.)
أبو بكر الحلوانيّ قاضي بلخ. حدَّث ببغداد في أواخر عمره عن: أبي جعفر النفيليّ، وأحمد بن عبد الملك بن واقد الحرّانيّ. وعنه: إسماعيل الصّفّار، وعثمان بن السّمّاك، وحمزة العقبيّ. وثّقه الخطيب.
4 (محمد بن إبراهيم بن عبدوس القرشيّ.)
مولاهم المغربي الفقيه المالكي، صاحب سحنون. كان إماماً كبيراً، زاهداً، عابداً، خاشعاً، مجاب الدّعوة. سمع من: سحنون شيخه، ومن: موسى بن معاوية. وكان مولده سنة اثنتين ومائتين. واجتمع في عصرٍ واحد أربعة محمّدين لا مثل لهم في معرفة مذهب مالك: محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، ومحمد بن الموّاز، مصريّان ومحمد بن سحنون، ومحمد بن عبدوس، قيروانيّان.

(20/428)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 429
4 (محمد بن إبراهيم بن عمر بن ميمون الرّمّاح.)
أبو بكر الخراسانيّ البلخيّ. رحل وسمع: أبا نعيم، وعبد الله بن نافع الصّائغ، وعصام بن يوسف البلخي، وجماعة. وعنه: عمر بن سهل الدِّينوريّ، وأحمد بن شهاب العكبريّ. وناب في القضاء لجعفر بن عبد الواحد الهاشميّ بعكبرا. ثم ولي قضاء إصبهان من قبل المعتزّ بالله. ذكر ابن النّجّاد في تاريخه أنّه توفّي سنة أربعٍ وعشرين وثلاثمائة، وهو غلط ظاهر.
4 (محمد بن إبراهيم بن كثير الصُّوريّ.)
أبو الحسن. محدِّث مشهور أغفله ابن عساكر، وهو من شرطه. روى عن: مؤمّل بن إسماعيل، ومحمد بن يوسف الفريابيّ، وجماعة. روى عنه: عمرو بن عصيم الصوريّ، ومحمد بن الحسن بن أحمد بن

(20/429)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 430
فيل الأنطاكّي، وإبراهيم) بن عبد الرّزّاق الأنطاكيّ، وعبد الرحمن بن حمدان الجلاّب، وآخرون فروى الجلاّب عنه قال: ثنا داود بن الجرّاح، ثمّ ذكر حديثاً منكراً في ذكر المهديّ. لكن من أقصر الجلاّب فقال: هذا حديث باطل، ومحمد لم يسمع من داود ولا رآه. وكان مع هذا غالياً في التشيَّع قلت: آخر من روى عنه بالإجازة الطَّبرانيّ.
4 (محمد بن إدريس بن المنذر بن داود بن مهران.)
أو حاتم الغطفانيّ الحنطليّ الرازيّ الحافظ. تحد الأئّمة الأعلام. ولد سنة خمٍ وتسعين ومائة. قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: كتبت الحديث سنة

(20/430)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 431
تسعٍ وثمانين وأنا ابن عشر سنوات. سمع: عبد الله بن موسى، وأبا نعيم، وطبقتهما بالكوفة ومحمد بن عبد الله الأنصاريّ، والأصمعيّ وطبقتهما بالبصرة وعفّان، وهوذة بن خليفة، وطبقتهما ببغداد وأبا مسهر، وأبا الجماهر محمد بن عثمان، وطبقتهما بدمشق وأبا اليمان، ويحيى الوحاظّي، وطبقتهما بحمص وسعيد بن أبي مريم، وطبقته بمصر وخلقاً بالنواحي الثّغور. وتردَّد في الرحلة زماناً. قال ابنه: سمعت أبي يقول: أوّل سنة خرجت في طلب الحديث أقمت سبع سنين. أحصيت ما مشيت على قدميَّ زيادةً على ألف فرسخ، ثمّ تركت العدد بعد ذلك. وخرجت من البحرين إلى مصر ماشياً، ثم إلى الرملة ماشياً، ثم إلى دمشق، ثمّ إلى أنطاكيّة، ثمّ إلى طرسوس. ثمّ رجعت إلى حمص، ثم منها إلى الرَّقَّة، ثم ركبت إلى العراق. وكلّ هذا وأنا ابن عشرين سنة. دخلت الكوفة في رمضان سنة ثلاث عشرة. قلت: أدرك عبيد الله قبل موته بشهرين. قال: وجاءنا نعي أبي عبد الرحمن المقريء وأنا بالكوفة. ورحلت مرّةً ثانية سنة اثنتين وأربعين ومائتين، ورجعت إلى الرِّيّ سنة خمسٍ وأربعين. وحججت رابع حجَّةٍ سنة خمسٍ وخمسين.) قال: وفيها حجّ ابني عبد الرحمن، وحزرت ما كتبت عن ابن نفيل يكون نحواً من أربعة عشر ألفاً، وكتب محمد بن مصفّى عنّي جزءاً انتخبه. قلت: وحدَّث عنه من شيوخه: الصّفّار، ويونس بن عبد الأعلى، ==


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المستدرك للحاكم فيه8803 كل احاديثه كلها صحيح ما عدا 160.حديث بعد تعقب الذهبي فضعف100 حديث وابن الجوزي60. حديث يصبح كل الصحيح في المستدرك 8743.حديثا

تعريف المستدركات وبيان كم حال أحاديث  مستدرك الحاكم النيسابوري إذ كل الضعيف 160 .حديثا وقد احصاها الذهبي فقال 100 حديث وذكر ابن الجوزي ...