88

تعريف المستدركات وبيان كم حال أحاديث  مستدرك الحاكم النيسابوري إذ كل الضعيف160.حديثا وقد احصاها الذهبي فقال 100 حديث وذكر ابن الجوزي في الضعفاء له 60 حديثا أُخر فيكون  كل الضعيف في كل المستدرك 160 حديثا من مجموع 8803=الباقي الصحيح =8743.فهذه قيمة رائعة لمستدرك الحاكم

روابط مصاحف م الكاب الاسلامي

روابط مصاحف م الكاب الاسلامي
 

السبت، 20 أغسطس 2022

مجلد23.و24.تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام للذهبي.

23. تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام للذهبي. شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي.

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 216
روى عن: أبي بكر القطيعي، وغيره. وتوفي في رجب. وله كتاب الناسخ والمنسوخ. روى عنه: ابن بنته رزق الله التميمي، وغيره. وقرأ عليه الحسن بن علي العطار القرآن، عن قراءته على زيد بن أبي بلال الكوفي.

(28/216)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 217
1 (المتوفون بعد الأربعمائة ظناً:)

4 (حرف الألف:)
أحمد بن الحسن بن المرزُبان. أبو العباس بن الطبري الشرابي. بغدادي، سكن الري. وحدث عن: أبي جعفر عبد الله بن بريه الهاشمي، وأبي عمر الزاهد، وجماعة. روى عنه: أبو سعد إسماعيل السمان، والمظفر بن مموس، ومحمد بن جعفر الإسترباذي. أحمد بن عُبيد الله بن الفضل بن سهل بن بيري. أبو بكر الواسطي، مُسند واسط ومحدثها. روى عن: علي بن عبد الله بن مبشر الواسطي، ومحمد بن عثمان بن سمعان، ومحمد بن الحسين الزعفراني، ومحمد بن يحيى الصولي، وأبي علي الحسن بن منصور، وأبي جعفر محمد بن عمرو البختري، وعبد الباقي بن قانع، وعبد الله بن شوذب الواسطي، وجماعة. وأملى، ورحل إلى بغداد. قال الحافظ خميس: كان ثقة صدوقاً. كُف بصره بأخرة. قلت: روى عنه: عبد الكريم بن محمد الشُروطي، وأبو يعلى حمزة بن

(28/217)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 218
الحسن، ومحمد بن علي بن عيسى القاريء، وعلي بن الحسين بن الطيب الصوفي، وأبو غالب محمد بن أحمد بن بشران النحوي، والقاضي أبو علي إسماعيل بن محمد بن أحمد بن الطيب الفقيه بن كُماري، وأبو الحسين محمد بن علي الفقيه الشافعي، وأبو الحسن محمد بن محمد بن مخلد سنة ست وتسعين، وسماعه من ابن بيري سنة نيفٍ وأربعمائة. وقد ذكر خميس أن ابن بيري سمع من البغوي، وابن أبي داود، وهذا غلط. أحمد بن محمد بن سراج. أبو العباس السنجي الطحان. سمع جامع الترمذي من أبي العباس المحبوبي. روى عنه: أبو الخير بن أبي عِمران الصفار. أحمد بن عمر بن أحمد بن علي. أبو عبد الله الكاتب المعروف بحموس، الهمذاني الضرير. روى عن: عبد الرحمن الجلاب، وأبي القاسم بن عبيد، وأحمد بن محمد الصيدنائي، وعلي بن عامر النهاوندي، وجماعة. روى عنه: محمد بن عيسى، وحمد بن سهل المؤدب، وحمد بن عبد الرحمن المؤدب، وأبو مسلم بن غرو، ومحمد بن الحسين الصوفي. وهو صدوق. أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد. أبو بكر الجوزي النيسابوري الدهان. شيخ مستور) حافظ لكتاب الله. وثقه عبد الغافر الفارسي. قال: روى عن الأصم وأقرانه. أنبا عنه أبو بكر محمد بن يحيى، وأبو صالح المؤذن. أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى. أبو حامد النيسابوري الشافعي، المعروف بأميرك بن أبي ذر.

(28/218)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 219
قال عبد الغافر: نبيل، موثوق به، أصيل. روى عن الأصم وأقرانه. أنا عنه أبو صالح المؤذن، ومحمد بن يحيى، سمعنا منه في سنة ثمانٍ. أحمد بن محمد بن عبدوس. أبو بكر النسوي الفقيه، الحافظ، نزيل مرو. كان أحد الأمة الأعلام، رحال جوال. روى عن: أبي القاسم بن أبي العَقِب، وبُكير بن الحسن الرازي ثم المصري، ومحمد بن علي النقاش. وعنه: أبو محمد عبد الله بن يوسف الجوزي، والحسن بن القاسم، وعلي بن عبد القاهر الطُوسي، وآخرون. أحمد بن محمد بن يوسف. أبو الحسن النيسابوري الصفار. روى عن: الأصم، وأبي الحسن الكارزي. وعنه: محمد بن يحيى المُزكي، والمؤذن. أحمد بن محمد بن حمدان. أبو الحسن الإصبهاني الأديب. سمع: أبا عمر بن حكيم، وابن داسة البصري، وأبي الحسين الأسواري. وعنه: أحمد بن الفضل الباطرقاني، وعلي بن سعيد البقال، وعبد الله بن أحمد السوراجائي. أحمد بن محمد بن العباس بن حسنويه. أبو سهل الإصبهاني، التاجر، نزيل نيسابور. ثِقة. عن: الأصم، وأبي الطيب الجُبني. وعنه: المؤذن. أحمد بن محمد بن إبراهيم بن عيسى. أبو نُعيم الإسفراييني البزاز.

(28/219)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 220
قال عبد الغفار: ثقة، قدم نيسابور وحدث عن: عبد الله بن محمد الشرقي، وأبي بكر القطان، وأبي نصر بن حمدويه، وسُفيان بن محمد الجوهري. وأملي بنيسابور. روى عنه: محمد بن يحيى المُزكي، وهو من كبار شيوخه. إبراهيم بن محمد بن علي بن إبراهيم بن معاوية. أبو إسحاق النيسابوري العطار الصيدلاني. قال عبد الغافر: شيخ مستور، ثقة، ومن أهل الصلاح. يقعد على حانوته ويعتمده الناس لأمانته وديانته. سمع من: الأصم، وأبي عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ، وأبي بكر الصبغي، وأبي حامد) أحمد بن محمد بن بالُويه العفصي، وأبي الوليد القُرشي، وغيرهم. أنا عنه: محمد بن يحيى. قلت: روى عنه: البيهقي قال: وكان أبوه من الصلحاء، وجده أبو الحسن محدث وقته، حدث عن: أبي زُرعة، وابن وارة، وأحمد بن عبد الجبار العُطارِدي. أسد بن إبراهيم بن كُليب. القاضي أبو الحسن الحراني السُلمي. عن: أبي الهيذام مُرجا بن علي الرهاوي، ويوسف بن محمد الشينيزي. حدث ببغداد. وروى عنه: أبو منصور العُكبري النديم، والقاضي أبو عبد الله الصيمري. والغالب على رواياته المناكير والموضوعات.

(28/220)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 221
إسماعيل بن سيدة. أبو بكر المُرسي، الأديب الضرير، والد مصنف المحكم أبي الحسن. أخذ عن: أبي بكر الزُبيدي مختصر العين. وكان من النُحات ومن أهل المعرفة والذكاء. وكان أعمى. توفي بعد الأربعمائة بمدة بَمْرسِيَه.
4 (حرف الجيم)
جامع بن أحمد بن محمد بن مهدي. الوكيل أبو الخير النيسابوري المُحمداباذي. سمع من: أبي طاهر محمد بن الحسن المحمداباذي. وتوفي سنة سبعٍ وأربعمائة. روى عنه البيهقي.
4 (حرف الحاء)
حديد بن جعفر. أبو نصر. حدث عن: خيثمة، وعلي بن أبي العَقِب. وعنه: أبو القاسم الحِنائي، وعبد العزيز الكتاني، وغيرهما. والأهوازي، وعلي بن الخضر السُلمي. وهو أنباري سكن الشام. قاله النجار.
4 (حرف الخاء)
خلف بن عباس.

(28/221)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 222
أبو القاسم الزهراوي الأندلسي. قال الحُميدي: كان من أهل الفضل والدين والعلم. وعلمه الذي يسبق فيه علم الطب، وله فيه كتاب كبير مشهور كثير الفائدة، سماه: كتاب التصريف لمن عجز عن التأليف. ذكره ابن حزم وأثنى عليه، وقال: ولئن قلنا إنه لم يؤلف في الطب أجمع منه للقول والعمل في الطبائع لنصدقن. مات بالأندلس بعد الأربعمائة. خلفُ المقريء. أبو القاسم. من سكان طلبيرة. رحل إلى المشرق، وأخذ عن: أبي محمد بن أبي زيد، ولازمهُ بالقيروان مدة. وحج ثلاث حجج. وقرأ على أبي الطيب بن غلبُون.) ودخل العراق. وكان صالحاً متبتلاً عبداً يسرد الصوم. وكان مُفرط القصر يسكن مسجداً يُقريء به. حدث سنة ثمانٍ وأربعمائة. خلفُ بن محمد بن علي بن حمدون الواسطي الحافظ.

(28/222)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 223
مصنف الأطراف. رحل وروى عن: أبي بكر القطيعي، وأبي بكر الإسماعيلي، ومحمد بن عبد الله بن خميرويه الهروي، وأبي محمد بن ماسي. ورافق أبا الفتح بن أبي الفوارس في الرحلة، وطوف خُرسان، والشام، ومصر، والنواحي، وكتب الكثير. روى عنه: أبو عبد الله الحاكم، وأثنى عليه، وقال: كان حفظاً لحديث شُعبة وغيره. وقال أبو نُعيم: صحبناه بنيسابور وإصبهان. وروى عنه: هو، وأبو علي الأهوازي، وعبيد الله بن أحمد الأزهري، ثم في الآخر سكن الرملة، واشتغل بالتجارة، ومات هناك بعد الأربعمائة. سمع الناس الكثير بانتخابه، ولقد جود أطراف الصحيحين، وأحسن. وهو أقل أوهاماً من أبي مسعود. الخليل بن أحمد بن محمد. القاضي أبي سعيد البُستي. قدم نيسابور وحدث بها عن: أحمد بن المظفر البكري صاحب أحمد بن أبي خيثمة بالتاريخ. روى عنه: البيهقي، وجماعة. وكان قدومه في سنة أربعمائة. ومن الإتفاق النادرة أنه سمع من القاضي أبي سعيد الخليل بن أحمد السجزي، سميهُ.

(28/223)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 224
خلف بن عيسى بن سعد الخير بن أبي درهم. الفقيه أبو الحزم الوشقي. عالم وشقة وقاضيها. يروي عن: أبي عيسى الليثي، وابن عيشون. روى عنه: ابنه أبو الأصبغ، وأبو عمر بن الحذاء. قال أبو الوليد الباجي: لا أباس به. وذكره عِياض في طبقات المالكية. حوي بن علي بن صدقة. القاضي أبو القاسم السكسكي. حدث عن أبي علي بن آدم، ومحمد بن العباس بن كوذك. وعنه: علي بن محمد الحِنائي.
4 (حرف السين)
سعد بن عبد الله بن الحسين بن علويه. أبو القاسم النيلي الميموني. من ولد ميمون بن مهران. روى بهمذان عن: النجاد، وأبي سهل بن زياد، وأبي عمرو بن السماك، والحسين بن صفوان، وجماعة. حضر مجلسة ابن تركان.) وروى عنه: محمد بن عيسى، وحُميد بن المأمون، وابن غرو، وأبو الفضل أحمد بن عبد الله بن بُندار، وعُبيد الله بن أبي عبد الله بن مندة. قال شيرويه: وثنا عنه محمد بن الحسين الصوفي، وأبو الفضل بن يرغة، وأحمد بن عبد الرحمن الروذباري، وليس عندهم بذاك. سعد بن محمد بن غسان.

(28/224)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 225
أبو رجاء الشيباني القزويني. سمع بدمشق من الحسن بن حسن بن الحصائري حديثاً رواه عنه الخطيب، ويوسف المهرواني، ومحمد بن إسماعيل الجوهري. قال الخطيب: وما علمت به بأساً.
4 (حرف العين)
عبد الله بن أبي عبد الله الحسين العلوي الواسطي. أبو محمد المقريء. قرأ بالرويات على: أبي بكر النقاش. وتصدر للقراء مدة. قرأ عليه: أبو علي غلام الهراس، وغيره. توفي بعد الأربعمائة. وأبوه: الحسين بن محمد. عدل نبيل، روى عن: أبي الحسن بن مبشر الواسطي، والكبار. روى عنه: أبو الحسن بن مخلد، وغيره. عبد الله بن القاسم بن سهل بن جوهر. الفقيه أبو الحسن الموصلي الصواف.

(28/225)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 226
سمع: خيثمة بن سليمان، ومحمد بن العباس صاحب الطعام، وعبد الله بن علي العُمري، وهارون بن عيسى البلدي، وإبراهيم بن أحمد الرقي، وجماعة. وعنه: أبو نصر بن طوق، وأحمد بن عُبيد الله بن ودعان، وعلي بن أحمد الطوسي، ومحمد بن صدقة بن حسين المواصلة، وعُبيد الله بن أحمد الرقي، وأبو طاهر أحمد بن محمد الخفاف، وغيرهم. عبد الله بن محمد بن عبد الله بن سعيد. أبو محمد الدمشقي البزاز. روى عن: خيثمة، وابن حذلم، وأبي يعقوب الأذرعي. وعنه: علي بن محمد الحنائي، ورشأ بن نظيف، وأبو علي الأهوازي. وكان موصوفاً بالصلاح. عبد الله بن أحمد بن الحسن. أبو أحمد المهرجاني العدل. روى عن: محمد بن يعقوب بن الأخرم، وأبي بكر محمد بن جعفر المُزكي وغيرهما. وعنه: البيهقي.) عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الرحمن. أبو القاسم الإصبهاني التاجر. ثم الرازي. سمع: أبا الحاتم محمد بن عيسى الوسقندي. روى عنه: أبو بكر البيهقي. لقيه بالري. عبد الصمد بن زهير بن هارون بن أبي جرادة العُقلي الحلبي. سمع بمكة من أبي سعيد الأعرابي. وعاش دهراً.

(28/226)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 227
أدركه أبو نصر السجزي بحلب. عُمر بن الحسن بن دُرستويه. أبو القاسم الإمام. روى عن: خيثمة بن سليمان. وعنه: علي الحنائي، وعبد العزيز الكتاني. عمر بن محمد بن محمد بن داود. أبو سعيد السجستاني. روى صحيح مسلم عن أبي أحمد الجُلودي. وحدث بن بمكة سنة ثلاثٍ وأربعمائة، فسمعه منه أبو القاسم حلتم بن محمد الطرابلسي المغربي، ورواه عنه. علي بن موسى بن إبراهيم بن حزب الله. أبو الحسن الأندلسي. سكن سرقسطه، وروى عن أحمد بن خلف المديوني. وحج فأخذ عن: علي بن عثمان القرافي، وغيره. وكان صالحاً مُجاب الدعوة، ممتنعاً من الرواية غير النزر اليسير لكونه مُشتغلاً بالعبادة. قال بعضهم: لم ألق مثله في الزُهد والتبتل. روى عنه: أبو عمرو الداني، والصاحبان، وأبو حفص بن كُريب. علي بن عبد الرحيم بن غيلان.

(28/227)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 228
أبو العلاء السوسي النحوي الخزاز. حدث بواسط عن: الحسين بن إسماعيل المُحاربي. روى عنه: أبو نصر السجزي، وأبو نُعيم محمد بن عبد الواحد بن عبد العزيز المعدل الواسطي.
4 (حرف الكاف)
كامل بن أحمد بن محمد. أبو جعفر العزائمي الحافظ المستملي. حدث بنيسابور عن الحافظ أبي عبد الله محمد بن علي بن الحسين بن الفرج البلخي، سمع من بهراة عن محمد بن خُشنام، ومحمد بن علي الصنعاني صاحب عبد الرزاق. روى عنه: أبو نصر السجزي، وأبو بكر البيهقي، ومحمد بن يحيى المُزكي. وقد ذكره عبد الغافر فقال: حافظ، عارف بالنحو، حسن الخط، بارع في الرواية، حسن القراءة. استملى على المشايخ مدة وكان مكثراً. سمع من مشايخ العراق، والحجاز، وخُراسان.) وحدث عن: أبي علي الرفاء، وأبي علي محمد بن جعفر الكرابيسي، ومحمد بن صبيح الجوهري، وأبي عبد الله العصمي، وأبي بكر القفال الشاشي، والقاضي أبي بكر الأبهري. وكان ثقة صحيح الرواية. اتفق أن المحدثين هجروه واتهموه بأنه أخفى جملة من سماع المشايخ مغايظةً لهم. وقد حدث في سنة خمسٍ وأربعمائة. قلتُ: وفي هذه السنة قدِم نيسابور وحدث بها.

(28/228)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 229
كامل بن أحمد بن محمد بن سليمان. أبو الحسن البخاري. عن: أبي نصر حمدويه، وأبي بكر بن سعد الزاهد، وجماعة.
4 (حرف الميم)
محمد بن عبد الصمد بن لاوي الأطرابلسي. روى عن: خيثمة. روى عنه: محمد بن علي الصوري، وعبد الرحيم بن أحمد البخاري. محمد بن عيسى. أبو بكر البستي، الفقيه المعروف بابن رُويع. إمام جليل. رحل إلى المشرق ودخل الأندلس، وولاه المظفر بن أبي عامر قضاء سبتة ونواحي المغرب. قتله علي بن حمود بعد الأربعمائة. محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن منصور. أبو بكر النوقاني. حدث بنُوقان عن: أبي العباس الأصم. وعنه: البيهقي، وغيره. محمد بن زكريا. أبو عبد الله بن الإفليلي القُرطبي. سمع من: قاسم بن أصبغ، وأبي عيسى الليثي، وأبي بكر بن الأحمر القرشي.

(28/229)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 230
وعنه: ابنه أبو القاسم، وابن عبد البر. محمد بن أحمد بن حيوة. أبو عبد الله القُرطبي. روى عن: قاسم بن أصبغ، ومنذر بن سعيد. روى عنه: أبو عمر ابن سُميق وابن عبد البر وجماعة. محمد بن عبد العزيز بن يحيى بن موسى بن سعيه، بياء آخر الحروف. المحدث أبو منصور الخبيري الإصبهاني الطبيب. روى عن: أبي محمد بن فارس، وأبي أحمد العسال، والجعابي، وأبي إسحاق بن حمزة، والطبراني. وعنه: أحمد بن الفضل الباطرقاني، ومحمد بن علي الجوزداني، وأبو القاسم وأبو عمرو ابنا الحافظ ابن مندة. قال يحيى بن مندة: هو صاحب الكُتب الصحاح، كثير الكتاب، واسع الرواية متعصب لأهل) العلم. محمد بن علي بن محمد. أبو نصر النيسابوري الفقيه. سمع: أبا العباس الأصم، وغيره. روى عنه: أبو بكر البيهقي. محمد بن محمد بن بكر الهزاني البصري. سمع من: عمه أبي روق أحمد بن محمد. روى عنه: أبو نصر عبيد الله السجزي، لقيه بالبصرة وكناه: أبا عمرو. محمد بن يعقوب بن حمويه. أبو بكر السجِستاني الوزير.

(28/230)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 231
سمع بِبستُ من: أبي الفضل محمد بن أحمد بن الغوث الأزدي. حدث عن الهيثم بن سهل التستري. أخذ عنه بسجستان: الحافظ أبي نصر السجزي. محمد بن إسماعيل بن أحمد بن العنبر. أبو عمر العنبري. روى عن: أبي العباس الأصم. سمع منه بسجستان: أبو نصر السجزي. وروى أيضاً عن عبد الله بن محمد بن علي طرخان البلدي. محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن المغيرة بن المهلب. أبو بكر العُكلي اليواني الإصبهاني، الزاهد العابد. عن: ابن فارس، وأحمد بن جعفر بن معبد، والعسال، وفاروق الخطابي، وابن كوثر البربهاري، وطبقتهم. وله رحلة واسعة. مولده سنة عشرٍ وثلاثمائة. ومات بعد الأربعمائة. محمد بن أحمد بن محمد بن حمدويه. أبو بكر الطوسي، المعروف بالمطوعي. قدم همدان سنة خمسٍ وأربعمائة، وحدث عن: أبي العباس الأصم. روى عنه شيوخ همدان: أبو الفضل بن بوغة، ومحمد بن الحسين الصوفي، وأبو الفتح محمد بن الفضل الكوكبي الدهقان. وأبو الفتح عبدوس بن عبد الله. قال شيرويه: كان صدوقاً. قلت: وقع لي حديثه عالياً. محمد بن الهيصم.

(28/231)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 232
أبو عبد الله، شيخ الكرامية، وعالمهم في وقته بخُراسان. وهو الذي ناظر الإمام أبا بكر بن فُورك، بحضرة السلطان محمود بن سُبُكتكين. وليس للكرامية مثله في معرفة الكلام والنظر، فهو في زمانه رأس طائفته واخبرهم وأخبثهم، كما أن القاضي عبد الجبار في هذا العصر: رأس المعتزلة، وأبا إسحاق الإسفراييني، رأس الأشعرية. والشيخ المفيد: رأس الرافضية. وأبا الحسن الحمامي: رأس القراء. وأبا عبد) الرحمن السُلمي: رأس الصوفية، وأبا عمر بن دراج، رأس الشعراء، والسلطان محمود: رأس الملوك، والحافظ عبد الغني الأزدي: رأس المحدثين، وابن هلال: رأس الموجودين. محمد بن يحيى بن سُراقة. أبو حسن العامري البصري، الفقيه الشافعي الفرضي المحدث. صاحب التصانيف في الفقه والفرائضوأسماء الضعفاء والمجروحين. أقام بآمد مدة، وكان حياً سنة أربعمائة. أخذ عن أبي الفتح كتابه في الضعفاء، ثم نقحه، وراجع فيه الدارقُطني. ورحل في الحديث. وروى عنه: ابن داسة، وابن عباد، والهجيمي.

(28/232)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 233
ورحل إلى فارس، وإصبهان، والدينور. وله مصنف حسن في الشهادات.
4 (حرف الياء)
يوسف بن خلف بن سُفيان. أبو عمر الغساني البجاني المؤدب. سمع من: أحمد بن سعيد، ومسلمة بن قاسم. وكان يؤم بمسجده، ويلقن وينسخ. روى عنه: أبو عبد الله الخولاني. توفي بعد الأربعمائة. وروى عنه: قاسم، وهاشم ابنا هلال. يحيى بن نجاح. أبو الحسين. مؤلف كتاب سُبُل الخيرات. كان في هذا العصر بمكة فيما أحسب، أو بمصر. روى عنه: عبد الله بن سعيد بن لبال، وعمر بن سهل اللخمي، وغيرهما.

(28/233)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 234

(28/234)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 235

(28/235)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 236

(28/236)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 237
5 (بسم الله الرحمن الرحيم.)

5 (الطبقة الثانية والأربعون حوادث)

1 (الأحداث من سنة إلى)

4 (احداث سنة إحدى عشر وأربعمائة:)
فقد الحاكم بأمر الله: في شوال فقد الحاكم صاحب مصر، وكان يواصل الركوب وتتصدى له العامة فيقف عليهم ويسمع منهم. وكان الخلق في ضنكٍ من العيش معه. وكانوا يدسون إليه الرُقاع المختومة بالدعاء عليه والسب له ولأسلافه، حتى أنهم عملوا تمثال إمرأة من كاغدٍ بخف وإزار ثم نصبوها له. وفي يديها قصة. فأمر بأخذها من يدها، ففتحها فرأى فيها العظائم، فقال: أنظروا من هذه. فإذا هي تمثالٌ مصنوع. فتقدم بطلب الأمراء والعُرفاء فحضروا، فأمرهم بالمصير إلى مصر وضربها بالنار ونهبها وقتل أهلها. فتوجهوا لذلك فقاتل المصريون عن أنفسهم بحسب ما أمكنهم. ولحق النهب والحريق الأطراف والنواحي التي لم يكن لأهلها قوة على امتناعٍ ولا قُدرة على الدفاع. واستمرت الحرب بين العبيد والرعية ثلاثة أيام، وهو يركب ويشاهد النار، ويسمع الصياح. فيسأل عن ذلك، فيقال له العبيد يحرقون مصر. فيتوجع ويقول: من أمرهم بهذا؟ لعنهم الله.

(28/237)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 238
قلت: بل لعنة الله على الكافر. فلما كان اليوم الثالث اجتمع الأشراف والشيوخ إلى الجامع ورفعوا المصاحف، وعج الخلق بالبكاء والإستغاثة بالله. فرحمهم الأتراك وتقاطروا إليهم وقاتلوا معهم. وأرسلوا إلى الحاكم يقولون له: نحن عبيدك ومماليكك، وهذه النار في بلدك وفيه حُرمنا أولادنا، وما علمنا أن أهله جنوا جناية تقتضي هذا. فإن كان باطنٌ لا نعرفه عرفنا به، وانتظر حتى نخرج عيالنا وأموالنا، وإن كان ما عليه هؤلاء العبيد مخالفاً لرأيك أطلقنا في معاملتهم بما نعامل به المفسدين. فأجابهم: إني ما أردتُ ذلك ولا أذنت فيه، وقد أذنت لكم في الإيقاع بهم. وأرسل العبيد سراً بأن كونوا على أمركم، وقواهم بالسلاح. فاقتتلوا، وعادوا الرسالة: إنا قد عرفنا غرضك، وإنه إهلاكُ البلد. ولوحوا بأنهم يقصدون القاهرة. فلما رآهم مستظهرين، ركب حماره ووقف بين الفريقين، وأومأ إلى العبيد بالإنصراف. وسكنت الفتنة.) وكان قدر ما أُحرق من مصر ثُلثها، ونُهب نصفها. وتتبع المصريون من أسر الزوجات والبنات، فاشتروهن من العبيد بعد أن زنوا بهن، حتى قتل جماعة أنفسهن من العار. ثم زاد ظُلم الحاكم، وعن له أن يدعي الربوبية، كما فعل فرعون، فصار قومٌ من الجُهال إذا رأوه يقولون: يا واحد يا أحد، يا مُحيي يا مُميت. وكان قد أسلم جماعةٌ من اليهود، فكانوا يقولون: إنما نريد أن نعاود ديننا، فيأذن لهم.

(28/238)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 239
وأوحش أخته بمرسلاتٍ قبيحة، وأنها ترتكب الزنا. فراسلت ابن دواس

(28/239)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 240
الأمير، وكان متخوفاً من الحاكم. ثم جاءت إليه فقبل الأرض بين يديها، فقالت: قد جئتك في أمرٍ أحرسُ نفسي ونفسك. قال: أنا خادمك. فقالت: أنت ونحن على خطرٍ عظيم من هذا. وقد انضاف إلى ذلك ما تظاهر به وهتك الناموس الذي أقامه آباؤنا، وزاد جنونه وحمل نفسه على ما لا يصبر المسلمون على مثله. وأنا خائفة أن يثور الناس علينا فيقتلوه ويقتلونا، فتنقضي هذه الدولة أقبح انقضاء. قال: صدقتِ في الرأي. قالت: تحلف لي وأحلف لك على الكتمان. فتحالفا على: قتله وإقامة ولده مكانه، وتكون أنت مدبر دولته. قالت: فاختر لي عبدين تثق بهما على سرك وتعتمد عليهما. فأحضر عبدين موصوفين بالأمانة والشهامة. فحلفتهما ووهبتهما ألف دينار، ووقعت لهما بإقطاع، وقالت: إصعدوا إلى الجبل فاكمنا له، فإن غداً يصعد الحاكم إليه وليس معه إلا الركابي وصبي، وينفردُ بنفسه. فإذا جاء فاقتلاه مع الصبي. وأعطتهما سكينتين مغربيتين. وكان الحاكم ينظر في النجوم. فنظر مولده، وكان قد حُكم عليه بقطعٍ

(28/240)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 241
في هذا الوقت، وأنه متى تجاوزه عاش نيفاً وثمانين سنة. فأحضر أمه وقال: علي في هذه الليلة قطعٌ. وكأني بكِ قد هتِكت وهلكتِ مع أختي، فتسلمي هذا المفتاح، فلي في هذه الخزانة صناديق تشتمل على ثلاثمائة ألف دينار، فحوليها إلى قصرك لتكون ذخيرةً لك. فبكت وقالت: إذا كنت تتصور هذا فدع ركوبك الليلة. فقال: أفعلُ. وكان في رسمه أنه يطوف كل ليلةٍ حول القصر في ألف رجل، ففعل ذلك ثم نام. فانتبه الثُلث الأخير وقال: إن لم أركب وأتفرج خرجت نفسي. فركب وصعد الجبل ومعه صبي. فخرج العبدان فصرعاه وقطعا يديه وشقا جوفه وحملاه في كِساء إلى ابن دواس، وقتلا الصبي. فحمله ابن دواس إلى أخته فدفنته في مجلسٍ لها سراً، وأحضرت الوزير واستكتمته واستحلفه على الطاعة، وأن يكاتب ولي العهد عبد الرحيم بن) إلياس العُبيدي ليبادر، وكان بدمشق. وأنفذت إلى أمير يقيم في الطريق فإذا أوصل ولي العهد قبض عليه وعدلَ به إلى تِنيس. وكتبت إلى عامل تنيس عن الحاكم أن يحمل إليه ما قد تحصل عنده

(28/241)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 242
وكان ألف ألف دينار وألفي دِرهم. وفقد الحاكم، فماجوا في اليوم الثالث وقصدوا الجبل، فلم يقفوا له على أثرٍ، فعادوا إلى أخته فسألوها عنه فقالت: قد كان راسلني قبل ركوبه، وأعلمني أنه يغيب سبعة أيام. فانصرفوا مطمئنين. ورتبت رِكابية يمضون ويعودون كأنهم يقصدون موضعه، ويقولون لكل من سألهم: فارقناه في الموضع الفُلاني، وهو عائدٌ في يوم كذا. تدبير أخت الحاكم لقتل ابن دواس: ولم تزل الأخت في هذه الأيام تدعو وجوه القُواد تستحلفهم وتُعطيهم. ثم ألبست أيا الحسن علي بن الحاكم أفخر الثياب وأحضرت ابن دواس وقالت: المعمول في القيام بهذه الدولة عليك، وهذا ولدك. فقبل الأرض. وأخرجت الصبي ولقبته بالظاهر إعزاز دين الله، وألبسته تاج المُعز، جدها، وأقامت المأتم على الحاكم ثلاثة أيام. وهذبت الأمور، وخلعت على ابن دواس خِلعاً كثيرة، وبالغت في رفع منزلته، وجلس معظماً. فلما ارتفع النهار خرج تسنيم صاحب السر والسيفُ معه ومعه مائة رجل كانوا يختصون بركاب السلطان ويحفظونه، يعني سِلحدارية، فسُلموا إلى ابن دواس يكنون بحكمه. وتقدمت إلى نسيم أن يضبط أبواب القصر، ففعل. وقالت له: أخرج بين يدي ابن دواس فقُل: يا عبيد مولانا، الظاهرُ أمير المؤمنين يقول لكم: هذا قاتلُ مولانا الحاكم، واعله بالسيف. ففعل ذلك. ثم قتلت جماعةً ممن اطلع على سرها فعظُمت هيبتها.

(28/242)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 243
وقيل: إن اسمها ست المُلك. توفيت سنة أربع عشرة. وزارة ابن سهلان والقبض عليه: وفيها انحدر سلطان الدولة إلى واسط، وخلع على أبي محمد بن سهلان الوزير، وأمره أن يضرب الطبل في أوقات الصلوات. ثم قبض عليه وسلمه. الغلاء في العراق: وفيها كان الغلاء بالعراق، واشتدت المجامعة وأكلت الكلاب والبغال، وعظم الخطب. هلاك ولي العهد الحاكم بأمر الله: وفيها كان هلاك عبد الرحيم ولي عهد الحاكم، ذكرت أخباره وترجمته. وقد عمل شاعرٌ في مصادرته لأهل دمشق هذه القصيدة:)
(تقضى أوانُ الحرب والطعنِ والضربِ .......... وجاء أوانُ الوزن والصفع والضرب.)

(28/243)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 244
(وأضحت دمشقُ في مُصابٍ وأهلها .......... لهم خبرٌ قد سار في الشرق والغرب.)

(حريقٌ وجوعٌ دائمٌ ومذلة .......... وخوفٌ فقد حُق البُكاء مع الندب.)

(وأضحت تِلالاً قد تمحت رسُومها .......... كبعض ديار الكُر بالخسف والقلبِ)
في أبيات. رواية ابن القلانسي عن هلاك ولي العهد: قال أبو يعلى حمزة في تاريخه: عاد عبد الرحيم ولي العهد إلى دمشق في رجب، فتعجب الناس من اختلاف آراء الحاكم. فلم يلبث أن وصل ابن داود المغربي على نجيبٍ مُسرعٍ ومعه جماعة، يوم عرفة من سنة إحدى عشر، بسجل إلى ولي العهد المذكور. ودخلوا عليه القصر، وجرى بينهم كلامٌ طويل، ثم إنهم أخرجوه وضربوه. وأصبح الناسُ يوم الأضحى لم يصلوا صلاة العيد لا في المُصلى ولا في الجامع. وسار به أولئك إلى مصر. ولاية أبي المطاع ابن حمدان دمشق: ثم وصل على إمرة دمشق ثانياً أبو المطاع بن حمدان، وكان سائساً أدبياً شاعراً، فولي مدة شهرين. ولاية سختكين دمشق: ثم عُزِلَ بشهاب الدولة سُختكين، فولي عامين، وأعيد ابن حمدان.

(28/244)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 245
4 (احداث سنة اثنتي عشرة وأربعمائة:)
إعتراض العرب البدو لقافلة الحجاج: لم يحج العراقيون في العامين الماضيين، وقصد طائفة يمين الدولة محمود بن سبكتكين وقالوا: أنت سلطان الإسلام، وأعظم ملوك الأرض، وفي كل سنة تفتتح من بلاد الكُفر ناحيةً، والثواب في فتح طريق الحج أعظم. وقد كان بدر بن حسنويه، وما في أمرائك إلا من هو أكبر منه، يسير الحاج بماله وتدبيره عشرين سنة. فانظر الله واهتم بهذا الأمر. فتقد إلى قاضيه أبي محمد الناصحي بالتأهب للحج، ونادى في أعمال خُراسان بالتأهب للحج. وأطلق العرب في البادية ثلاثين ألف دينار سلمها إلى الناصحي، غير مال الصدقات. فحج بالناس أبو الحسن الأقساسي، فلما بلغوا فيد حاصرتهم العرب، فبذل لهم الناصحي خمسة آلاف دينار، فلم يقنعوا وصمموا على أخذ الركب. وكان رأسهم جماز بن عُدي قد انضم إليه ألفا رجلٍ من بني نبهان، وكان جباراً. فركب فرسه وعليه درع وبيده رُمح. وجال جولةً) يُرهبُ بها. وكان من السمرقنديين غلام يعرف بابن عفان، فرماه بنبلة وقعت في قلبه

(28/245)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 246
فسقط ميتاً، وهرب جمعه وعاد الركب سالمين. وزارة الرُّخجي: وفيها قلد الوزارة أبو الحسن الرُّخجي ولُقب مؤيد المُلك. القبض على أبي القاسم ابن المغربي الوزير: وقبض قرواش بن المقلد على أبي القاسم ابن المغربي الوزير. وثوب الأدريسي على عمه بالأندلس: وفيها توثب يحيى بن علي الإدريس بالأندلس على عمه المأمون، فهرب منه، ثم جمع الجيوش وأقبل.

(28/246)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 247
4 (احداث سنة ثلاث عشرة وأربعمائة:)
ضرب الحجر الأسود وكسره: فيها عمد بعض المصريين إلى الحجر الأسود فضربه بدبوسٍ كسر منه قطعاً. فقتله الحُجاج، وثار أهل مكة بالمصريين فنهبوهم وقتلوا منهم جماعة. ثم ركب أبو الفتح الحسن بن جعفر، صاحب مكة فأطفأ الفتنة، وردهم عن المصريين. قال هلال بن المحسن: قيل أن الضارب بالدبوس ممن استغواهم الحاكم وأفسد أديانهم. وقيل: كان ذلك في سنة أربع عشرة. قتل ضارب الحجر الأسود: وقال: أبي النرسي، أنا عبد الله محمد بن علي بن عبد الرحمن العلوي، قال في سنة ثلاث عشرة: لما صُليت الجمعة يوم النفر الأول، ولم

(28/247)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 248
يكن رجع الحاج بعدُ من منى قام رجلٌ فقصد فضربه ثلاث ضربات بدبوس وقال: إلى متى يُعبد الحجر ولا محمد ولا علي فيمنعني محمد مما أفعله، فإني أهدم اليوم هذا البيت. فاتقاه أكثر الحاضرين وكاد يُفلت. وكان أحمر أشقر تام القامة جسيماً، وكان على باب المسجد عشرةٌ من الفُرسان على أن ينصره، فاحتبس رجل فوجأه بخنجر وتكاثر عليه الناس فقُتل وأحرق، وقُتل جماعة ممن اتهم بمعاونته ومُصاحبته، وأُحرقوا بالنار. وبانت الفتنة، فكان الظاهر من القتلى أكثر من عشرين رجلاً غيرما أُخفي، وألحقوا في ذلك اليوم على المصريين بالنهب والسلب. وفي ثاني يوم ماج الناس واضطربوا. وقيل: إنه أُخذ من أصحاب أربعةٌ اعترفوا بأنهم مائة بايعوا على ذلك. فضُربت أعناق الأربعة.) تشقق الحجر الأسود: وتخشن وجه الحجر من تلك الضربات، وتساقطت منه شظايا مثل الأظفار، وتشقق وخرج مكسره أسمر يضرب إلى صُفرة محبباً مثل الخشخاش. فأقام الحجرُ على ذلك يومين، ثم إن بني شيبة جمعوا الفُتات وعجنوه بالمسك واللك وحشوا الشقُوق وطلوها بطلاءٍ من ذلك. فهو يتبين لمن تأمله، وهو على حاله إلى اليوم.

(28/248)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 249
استيلاء المأمون على قرطبة: وفيها زحف المأمون قاسم بن محمود الإدريسي في الجيوش، وحارب ابن أخيه يحيى بن علي، فهُزم يحيى واستوالى المأمون على قُرطبة. ثم اضطرب أمره بعد شهور. وجرت للمأمون أمور ذُكرت في ترجمته سنة إحدى وثلاثين.

(28/249)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 250
4 (احداث سنة أربع عشرة وأربعمائة:)
مسير السلطان مشرف الدولة إلى بغداد: سار السلطان مشرف مُصعداً إلى بغداد من ناحية واسط، ورُوسل القادر بالله في البروز لتلقيه، فتلقاه من الزلاقة. ولم يكن تلقى أحداً من الملوك قبله. فركب في الطيار، وعن جانبه الأيمن الأمير أبو جعفر، وعن يساره الأمير أبو القاسم، وبين يديه أبو الحسن علي بن عبد العزيز، وحوالي القُبة الشريف أبو القاسم المرتضى، وأبو الحسن الزينبي، وقاضي القضاة ابن أبي الشوارب، وفي الزبازب المُسودة من العباسيين، والقُضاة، والقراء، والعلماء. ونزل مشرف الدولة في زبزبه بخواصه، وصعد إلى الطيار، فقبل الأرض وأجلس على كُرسي، وسأله الخليفة عن خبره وكيف حاله، والعسكر واقفٌ بأسره على شاطيء دِجلة، والعامة في الجانبين. ثم قام مشرف الدولة فنزل إلى زبزبه. وأصعد الطيار. توغل يمين الدولة في بلاد الهند: وفيها ورد كتابُ يمين الدولة محمود بن سُبُكتكين إلى القادر يذكر أنه أوغل في بلاد الهند حتى جاء إلى القلعةٍ فيها ستمائة صنم. وقال: أتيتُ قلعةً ليس لها في الدنيا نظير، وما الظن بقلعة تسع خمسمائة فيل، وعشرين ألف دابة، وتقوم لهؤلاء بالعُلُوفة. وأعان الله حتى طلبوا الأمان، فأنت ملكهم وأقررته على ولايته بخراج

(28/250)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 251
ضُرب عليه، وأنفذ هدايا كثيرة وفيلة. ومن ذلك طائر على شكل القُمري إذا حضر على الخِوان وكان فيه شيء مسموم دمعت عينُهُ وجرى منها ماء وتحجر، ويُحك فيطلى بما تحلل من دمعه المتحجر الجراحات الكبار فيلحمها، فقُبلت هديته. وانقلب العبد بنعمةٍ من الله وفضل. قلت: وهذه وقعة ياردين، وهي من الملاحم الكِبار، بلغت راية الإسلام في الهند إلى) مكان لم تبلغه قط. ووجد في بيت بذ عظيم حجر منقوش، دلت كتابته على أنه مبني من أربعين ألف سنة. فقضى السلطان والناسُ من جهلِ القوم عجباً. إذا بعضُ أهل الشريعة يقولون إن مدة الدنيا سبعة آلاف سنة. وعاد السلطان بتلك الغنائم حتى كاد عدد الأرقاء يزيد على عدد الدهماء. ونزلت قيمهم حنى اقتناهم أرباب المهن الخاملة. وزارة أبي القاسم المغربي: وفيها استوزر مؤيد الملك أبا القاسم المغربي الوزير. حج الأقساسي بالعراقيين: وحج بالعراقيين أبو الحسن محمد بن الحسن الأقساسي، وعاد على درب الشام لفساد الدرب العراقي، فأكرمهم والي الرملة ونفذ لهم الظاهر من

(28/251)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 252
مصر ذهباً وخلعاً، فقبل ذلك أمير الركب. وساروا إلى بغداد، فتألم القادر وهم بالأقساسي، وسب صاحب مصر وطعن في نسبهم، وقال: إنما أصلهم يهود. ثم أحرقت الخلع بباب النوبي.

(28/252)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 253
4 (احداث سنة خمسٍ عشرة وأربعمائة)
إحراق خلع صاحب مصر: فيها حج بالعراقيين أبو الحسن الأقساسي، ومعه حسنك صاحب محمود بن سبكتكين، فنفذ إليه الظاهر صاحب مصر خلعاً وصلةً فقبلها، ثم خاف ولم يدخل بغداد. فكاتب الخليفة محموداً بما فعل حسنك، فنفذ مع رسوله الخلع المصرية، فأحرقت على باب النوبي. وزارة الجرجرائي. وفيها ولي وزارة مصر للظاهر: نجيب الدين علي بن أحمد بن الجرجرائي.

(28/253)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 254
موت ست الملك: وماتت ست الملك، أخت الحاكم التي قتلت الحاكم. وفاة سلطان الدولة: وفيها توفي سلطان الدولة أبو شجاع ابن عضد الدولة بن بوبه بشيراز، وكانت مدة ولايته اثني عشر عاماً وأشهراً، وولي صبياً ومات عن ثلاثٍ وعشرين سنةٍ هلاك الحجاج العراقيين بعقبة واقصة: وفيها هلك عدد كثير بعقبة واقصة من الحجاج العراقيين، عطلت عليهم الأعراب المياه والقلب ليأخذوا الركب. وتسمى سنة القرعاء. فروى أبو علي البرداني الحافظ، عن أبيه قال: عاد الركب وليس لهم ماء، فهلكوا جميعاً بعقبة واقصة.

(28/254)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 255
4 (احداث سنة ست عشرة وأربعمائة)
) انتشار العيارين ببغداد. فيها انتشرت العيارون ببغداد، وخرقوا الهيبة، وواصلوا العملات والقتل. وفاة السلطان مشرف الدولة: وفي ربيع الأول توفي مشرف الدولة السلطان، ونهبت خزائنه. وهو مشرف الدولة بن بهاء الدولة بن عضد الدولة بن بويه الديلمي. سلطنة جلال الدولة أبي طاهر: واستقر الأمر على توليه جلال الدولة أبي طاهر، فخطب له على المنابر، وهو بالبصرة.

(28/255)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 256
وزارة ابن ماكولا: فخلع على شرف الملك أبي سعد بن ماكولا وزيره، ولقبه علم الدين، سعد الدولة، أمين الملة، شرف الملك. وهو أول من لقب بالألقاب الكثيرة. قلت: ولعله أول من لقب باسمٍ مضافٍ إلى الدين. ميل الجند إلى سلطنة أبي كاليجار: ثم إن الجند عدلوا إلى الملك أبي كاليجار ونوهوا باسمه، وكان ولي عصر أبيه سلطان الدولة الذي استخلفه بهاء الدولة عليهم فخطب لهذا ببغداد، وكُوتب جلال الدولة بذلك، فأصعد من واسط. رسالة ابن سبكتكين إلى القادر بالله: وكان قد نفذ صاحب مصر إلى محمود بن سبكتكين حاجبه مع أبي العباس أحمد بن محمد الرشيدي الملقب بزين القضاة. فجلس القادر بالله بعد أن أحضر القضاة والأعيان، وحضر أبو العباس الرشيدي وأحضر ما كان حمله صاحب مصر، وأدى رسالة محمود بن سبكتكين بأنه الخادم المخلص الذي يرى الطاعة فرضاً، ويبرأ من كل من يخالف الدعوة العباسية. فلما كان بعد اليوم أحرقت تلك الخلع التي من صاحب مصر كما ذكرنا وسبك مركب فضة أهداه، فكان أربعة آلاف وخمسمائة وستين درهما، فتصدق به على ضعفاء الهاشميين. تفاقم أمر العيارين في بغداد: وتفاقم أمر العيارين، وأخذوا الناس جهاراً، وفي الليل بالمشاعل والشمع كانوا يدخلون على الرجل فيطالبونه بذخائره ويعذبونه.

(28/256)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 257
وزاد البلاء، وأحرقت دار الشريف المرتضى. وغلت الأسعار. امتناع الحج من العراق: ولم يحج أحد من العراق. كثرة الفتن في الأندلس: وكانت الأندلس كثيرة الحروب والفتن على الملك في هذا الزمان، وهم فرق.)

(28/257)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 258
4 (احداث سنة سبع عشرة وأربعمائة:)
انتهاب الكرخ وإحراقها: فيها ورد الإسفهسلاريه إلى بغداد، فراسلوا العيارين بالإنصراف عن البلد، فما فكروا فيهم، وخرجوا إلى خيم الإسفهسلارية وصاحوا وشتموهم وتحاربوا، ولبس الجند من العنق السلاح، وضربوا الدبادب، وهجموا على أهل الكرخ، وأحرقوا من الدقاقين إلى النحاسين، ونهب الكرخ، وأخذ شيء كثير من القطيعة ودرب أبي خلف، وأشرف الناس على خطةٍ صعبةٍ. وكان ما نهبه الغوغاء أكثر مما نهبته الأتراك. ومضى المرتضى إلى دار الخلافة، فجاء الإسفهسلارية وسألوا التقدم إليه بالرجوع. فخلع عليه وتقدم إليه بالعود. ثم حفظت المحال واشتدت المصادرات، وقرر على أهل الكرخ مائة ألف دينار. شهادة الصيمري عند ابن أبي الشوارب: وفيها شهد الحسين بن علي الصيمري عند قاضي القضاة ابن أبي

(28/258)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 259
الشوارب، بعد أن استتابه مما ذكر عته من الإعتزال. تجمد دجلة: وجاء برد شديد، جلدت أطراف دجلة. وأما السواقي والمجاري فكانت تجمد كلها. إنقباض كوكب: وانقض كوكب عظيم الضوء، كان له دوي كدوي. الرعد. اعتقال الوزير ابن ماكولا: واعتقل جلال الدولة وزيره أبا سعد بن ماكولا واستوزر ابن عمه أبا علي بن ماكولا. امتناع حاج العراق: ولم يحج ركب العراق. وفاة ابن أبي الشوارب. وتوفي قاضي القضاة ابن أبي الشوارب.

(28/259)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 260
4 (احداث سنة ثمان عشرة وأربعمائة:)
وقوع البرد في البلاد: في ربيع الأول جاء بردٌ بقُطربل والنعمانية قتل كثيراً من الغنم والوحش. قيل: كان في البردة رطلان وأكثر. وجاء بعده بأيام برد ببغداد كقدر البيض وأكبر. وجاء كتابٌ من واسط بأنه وقع بردٌ في الواحد منه أرطال، فهلكت الغلات، وأملحت البلاد. إعادة الخطبة لجلال الدولة: وفيها قصد الإسفهسلارية والغلمان دار القادر بالله إنك مالك الأمور، وقد كنا عند وفاة الملك مشرف الدولة اخترنا جلال الدولة ظناً منا أنه ينظر في الأمور، فأغفلنا، فعدلنا إلى الملك أبي كاليجار ظناً منا أنه يحقق وعدنا به، فكنا على أقبح من الحالة الأولى. ولا بُد من تدبير أمورنا. فخرج الجواب بأنكم أبناء دولتنا، وأول ما نأمركم أن تكون كلمتكم

(28/260)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 261
واحدة. وقد وقع عقد لأبي كاليجار لا يحسن حله، ولبني بُويه في رِقابنا عُهود لا) نعدل عنها. فدعونا حتى نكاتب أبا كاليجار ونعرف ما عنده. وكتب إليك أنك إن لم تدارك الأمر خرج عن اليد. ثم آل الأمر إلى أن عاودوا وسألوا إقامة الأمر لجلال الدولة أبي الطاهر، فأعيدت الخطبة له. كتاب سبكتكين إلى الخليفة عن الصنم بالهند: وكتب محمود بن سُبكتكين إلى الخليفة كتاباً فيه ما فتحه من بلاد الهند وكسره الصنم المشهور بسومنات. وإن أصناف الهند افتتنوا بهذا الصنم، وكانوا يأتونه من كل فج عيق، فيتقربون إليه بالأموال. ورتُب له ألف رجل للخدمة وثلاثمائة يحلقون رؤوس حجيجه، وثلاثمائة يغنون على باب الصنم. ولقد كان العبد يتمنى قلع هذا الصنم، ويتعرف الأحوال، فتوصف له المفاوز إليه وقلة الماء وكثرة الرمال. فاستخار العبدُ الله في الانتداب لهذا الواجب طلباً للأجر، ونهض في شعبان سنة ست عشرة في ثلاثين ألف فارس سوى المطوعة، ففرق في المطوعة خمسين ألف دينار معونةً، وقضى الله بالوصول إلى بلد الصنم، وأعان حتى ملك البلد، وقُلِع الوثن، وأوقدت عليه النار حتى تقطع. وقُتل خمسون ألفاً من أهل البلد. الأمر بضرب الطبل في أوقات الصلوات: وفي رمضان قدم السلطان جلال الدولة بعد أن خرج القادر بالله لتلقيه، واجتمعا في دجلة. ثم نزل في دار السلطنة، وأمر أن يضرب له الطبل

(28/261)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 262
في أوقات الصلوات الثلاثة. وعلى ذلك جرت الحال في أيام عضُد الدولة وصمصامها وشرفها وبهائها. فثُقل هذا الفعل على القادر بالله وأرسل إليه يكلمه. فاحتج جلالُ الدولة بما فعله سلطان الدولة، فقيل: كان ذلك على غير أصل ولا إذنٍ، ولم تجر العادة بمماثلة الخليفة في هذا الأمر. وتردد الأمر إلى أن قطع الملك ضرب الطبل بالواحدة. فأذن الخليفة ضرب الطبلِ في أوقات الصلوات الخمس. البرد والجليد في العراق: وكان في هذه السنة بردٌ شديد بالعراق حتى جمد الخلُّ وأوابل الدواب. إمتناع الحاج من بغداد: ولم يحج أحدٌ من بغداد.

(28/262)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 263
4 (احداث سنة تسع عشرة وأربعمائة:)
احتجاج الغلمان والإسفهسلارية على جلال الدولة: في المحرم اجتمع الغلمان وأكابر) الإسفهسلارية وتحالفوا على اتفاق الكلمة، وبرزوا الخِيم. ثم أنفذوا إلى الخليفة يقولون: نحن عبيد أمير المؤمنين، وهذا المِلك متوفرٌ على لذاته لا يقوم بأمورنا، ونريد أن تأمره أن يصير إلى البصرة ويُنفذ ولده نائباً له. فأجيبوا. فأنفذ السلطان أبا الحسن الزيني، وأبا القاسم المرتضى برسالةٍ فاعتذر. فقالوا: تُعجل ما وعدنا به. فأخرج من المصاغ والفضة أكثر من مائة ألف درهم، فلم تُرضيهم. ثم بكروا فنهبوا دار الوزير أبي علي بن ماكولا، وعظُمت الفتنة وزالت الهيبة، ونهبوا بعض العوام، ووكلوا جماعةً بدار السلطنة ومنعوا من دخول الطعام والماء. فضاق الأمر على من فيها حتى أكلوا ما في البستان وشربوا ما في الآبار. فخرج جلال الدولة، ودعا الموكلين بالأبواب، فلم يجيبوه، فكتب ورقة: إني راجعٌ عن كل ما أنكرتموه. فقالوا: لو أعطيتنا مال بغداد لم تصلُح لنا. فقال: أكرهتموني، فمكنوني من الانحدار. فاتبع له زبزب شِعث، فقال: يكون نزولي بالليل. قالوا: لا، بل الساعة.

(28/263)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 264
والغلمان يرونه فلا يسلمون عليه. ثم حمل قوم من الغلمان إلى السُرادق، فظن أنهم يريدون الحُرم، فخرج من الدار وفي يده طِبر. فقال: قد بلغ الأمر إلى الحُرم فقال بعضهم: إرجع إلى دارك فأنت ملكنا. وصاحوا: جلال الدولة يا منصور. وترجلوا فقلبوا الأرض، فأخرج المصاغ والفرش والآلات الكثيرة فأبيعت، ولم تف بمقصودهم. فاجتمعوا إلى الوزير ابن ماكولا، وهموا بقتله، فقال: لا ذنب لي. موت ملك إقليم كرمان: ومات فيها ملك إقليم كرمان قوام الدولة بن بهاء الدولة بن عضُد الدولة، فأخذ كرمان بعده ابن أخيه أبو كاليجار. إنعدام الرُطب ببغداد: وعُدم الرُطب ببغداد إلى أن أبيع ثلاثة أرطال بدينار جلالي. إمتناع الحاج من العراق: ولم يحج أحدٌ من العراق. ولاية الدزبري دمشق: وفيها ولي دمشق للعُبيديين أمير الجيوش الدزبري، وكان شجاعاً شهماً سائساً منصِفاً، واسمه أبو منصور أنُوشتكين التركي، له ترجمة طويلة في سنة 433.

(28/264)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 265

(28/265)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 266
4 (احداث سنة عشرين وأربعمائة)
وقوع البرد بالنعمانية: فيها وقع برد كبار بالنعمانية، في البردة أرطال. وجاءت ريح عظيمة قلعت الأصول والزيتون العاتية، وكثيراً من النخل. ووُجدت بردة عظيمة) يزيد وزنها على مائة رطل، وقد نزلت في الأرض نحواً من ذراع. كتاب سُبكتكين إلى القادر بالله: وفيها ورد كتاب محمود بن سبكتكين، وهو: سلامٌ على سيدنا ومولانا الإمام القادر بالله أمير المؤمنين، إن كتاب العبد صادر عن معسكره بظاهر الري غُرة جُمادى الآخرة. وقد أزال الله عن هذه البقة أيدي الظلمة، وطهرها من أيدي الباطنية الكفرة. وقد تناهت إلى الحضرة حقيقة الحال فيما قصر العبدُ عليه سعيه واجتهاده غزو أهل الكفر والضلال، وقع من بع بخُراسان من الفئة الباطنية. وكانت الري مخصوصة بالتجائهم إليها، وإعلانهم بالدعاء إلى كفرهم فيها، يختلطون بالمعتزلة والرافضة، ويتجاهرون بشتم الصحابة، ويُسيرون الكفر ومذهب الإباحة. وكان زعيمهم رستم بن علي الديلمي. فعطف العبدُ بالعساكر فطلع بجُرجان، وتوقف بها إلى انصراف الشتاء. ثم سار إلى دامغان، ووجه غالب الحاجب في مقدمة العسكر، فبرز رستم على حُكم الإستسلام والاضطرار، فقبض عليه وعلى رؤوس الباطنية من قُواده، وخرج الديالمة معترفين بذنوبهم، شاهدين بالكُفر والرفض على نفوسهم، فرُجع إلى الفقهاء في تعرف أحوالهم، فأفتوا بأنهم خارجون عن الطاعة، داخلون أهل الفساد، يجب

(28/266)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 267
عليهم القتل والقطع والنفي على مراتب جنايتهم إن لم يكونوا من أهل الإحاد. فكيف واعتقادهم لا يخلوا من التشيع والرفض والباطن. وذكر هؤلاء الفقهاء أن أكثر هؤلاء القوم يصلون ولا يزكون، ولا يعترفون بشرائط الذين، ويجاهرون بالقذف وشتم الصحابة. والأمثل منهم معتقدٌ مذهب الإعتزال، والباطنية منهم لا يؤمنون بالله واليوم الآخر. وحكموايعني الفقهاءبأن رستم بن علي في حباله خمسون امرأة من الحرائر، ولدن له ثلاثةً وثلاثين نفساً. وحول رايته إلى خُرسان، فانضم إليه أعيان المعتزلة والرافضة. ثم نظر فيما احتجبه رستم، فعثر من الجواهر على ما قيمته خمسمائة ألف دينار. ثم ذكر أشياء من الذهب والستور والفرش، إلى أن قال: فخلت هذه البقعة من دُعاة الباطنية وأعيان الروافض، وانتصرت السُنة، فطالع العبدُ بحقيقة ما يسره الله تعالى لنصرة الدولة القاهرة. إنفضاض كوكب: وفي رجب انقض كوكب عظيم أضاءت له الأرض، وكان له دوي كدوي الرعد. إضطراب الأمر في بغداد: وفي شعبان اضطر أمر بغداد وكثرت العملات. وكبس العيارون) المحال. غور الماء في الفرات: وأيضاً غار الماء في الفرات غوراً شديداً، وبلغ أجرة طحن الكارة الدقيق ديناراً.

(28/267)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 268
قراءة كتاب القادر بالله بتفضيل السُنة: وفيه جُمع العلماء والقضاة في دار الخلافة، وقريء عليهم كتابٌ طويل عمله القادر بالله يتضمن الوعظ وتفضيل مذهب السُنة، والطعن على المعتزلة. وفيه أخبار كثيرة في ذلك. قراءة كتابٍ ثانٍ: وفي رمضان جُمعوا أيضاً وقرأ عليهم أبو الحسن بن حاجب النُعمان كتاباً طويلاً عمله القادر بالله، فيه أخبار وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه ردٌ على من يقول بخلق القرآن، وحكاية ما جرى بين عبد العزيز وبشر المريسي، ثم ختمه بالوعظ والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. قراءة كتاب ثالث: وفي ذي القعدة جُمعوا لكتابٍ ثالث في فضل أبي بكر، وعمر، وسب من يقول بخلق القرآن، وأعيد فيه ما جرى بين عبد العزيز وبشر المريسي. وأقام الناس إلى بعد العتمة حتى فرغ، ثم أخذ خطوطهم بحضورهم وسماع ما سمعوه. خطبة الشيعي بجامع براثا: وكان يخطب بجامع براثا شيعي فيُظهر شِعارهم. فتقدم إلى أبي

(28/268)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 269
منصور بن تمام الخطيب ليخطب ببراثا ويُظهر السنة. فخطب وقصر عما كان يفعله من قبله في ذكر علي رضي الله عنه، فرموه بالآجُر، فنزل ووقف المشايخ دونه حتى أسرع في الصلاة. فتألم الخليفة وغاظه ذلك، وطلب الشريف المرتضى، وأبا الحسن الزيني وأمر بمكاتبة السلطان والوزير أبي علي بن ماكولا. كتاب الخليفة إلى السلطان عن خطبة الشيعي: وكان فيما كتب: إذا بلغ الأمر أطال الله بقاءه صاحب الجيش إلى الجرأة على الدين وسياسة الدولة والمملكة، ثبتها الله، من الرعاع والأوباش فلا صبر دون المبالغة بما توجبه الحِمية، وقد بلغه ما جرى في يوم الجمعة الماضية في مسجد براثا الذي يجمع الكفرة الزنادقة، ومن قد تبرأ الله منه فصار أشبه شيءٍ بمسجد الضرار. وذلك أن خطيباً كان فيه يجري إلى ما يخرج به عند الزندقة والدعوى لعلي بن أبي طالب عليه السلام بما لو كان حياً لقد قابله. وقد فعل ذلك في الغُواة أمثال هؤلاء الغُثاء الذين يدعون الله ما تكاد السموات ينفطرون منه. فإنه كان في بعض ما يورده هذا الخطيب قبحه) الله يقول بعد الصلاة على الرسول: وعلى أخيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، مكلم الجمجمة، ومُحي الأموات البشري الإلهي، مكلم أصحاب الكهف، إلى غير ذلك من الغُلو، فأنفذ الخطيب أبو تمام، فأقام الخطبة، فجاءه الآجر كالمطر، فخُلع كتفه، وكسر كتفه، وأدمى وجهه، وأسيط دمه، لولا أربعة من الأتراك فاجتهدوا وحموه وإلا كان هلك. وهذه هجمة على دين الله وفتك في شريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والضرورة ماسة إلى الإنتقام. إمتناع الخطبة في جامع براثا: ونزل على الخطيب ثلاثون بالمشاعل، فانتهبوا داره وأغروا حريمه، فخاف الوزير والأمراء من فتنةٍ تتولد، فلم يخطب أحد ببراثا في الجمعة الآتية.

(28/269)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 270
ازدياد تعديات العيارين: وكثُرت العملات والكبسات، وزاد الأمر، وفُتحت الدكاكين، وعم البلاء. تقليد ابن ماكولا قضاء القُضاة: وفي ذي القعدة قُلد قضاء القُضاة أبو عبد الله الحسين بن ماكولا. إعتذار الشيعة عن سُفهائهم: ثم أقيمت الجمعة في جامع براثا بعد أشهر، واعتذر رؤساء الشيعة عن سُفهائهم إلى الخليفة، وعُملت للخطيب نسخة يعتمدها، وأعفاهم الخطيب من دق المنبر بعقب سيفه. فإن الشيعة تنكر ذلك، وهو منكر. مقتل جماعة من العيارين: وفي ذي الحجة ورد أبو يعلى الموصلي وجماعة من العيارين كانوا بأوانا وعُكبرا، فقتلوا خمسة من الرجالة وأصحاب المصالح، وظهروا من الغد بالكرخ في أيديهم السيوف، وأظهروا أن كمال الدولة أبا سنان بعثهم لحفظ البلد وخدمة السلطان، فثار بهم أهل الكرخ وظفروا بهم فصُلبوا. مقتل صالح بن مرداس صاحب حلب: وفيها جهز صاحب مصر جيشاً لقتال صالح بن مرداس صاحب حلب، وكان مقدم الجيش نوشتكين الدزبري، وكانت الوقعة على نهر الأردن، فقُتل

(28/270)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 271
صالح وابنه، وحُمل رأساهما إلى مصر، وأقام نصر بن صالح بحلب. والله أعلم.

(28/271)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 272
بسم الله الرحمن الرحيم الطبقة الثانية والأربعون وفيات
1 (وفيات سنة إحدى عشرة وأربعمائة:)

4 (حرف الألف:)
أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد. أبو بكر الشيرازي الحافظ. وقد مر سنة سبع. أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن جعفر. أبو بكر القاضي اليزدي الإصبهاني. له مجلسٌ سمعناه، روى فيه عن: الطبراني، وعبد الله بن جعفر بن فارس، وأحمد بن بُندار الشعار، والعسال. ورحل، فسمع بنيسابور وهراة وجُرجان والبصرة. ولحق إسماعيل بن بُجير، وأبا بكر الجِعابي، وجماعة. وتوفي في جُمادى الآخرة. قال يحيى بن مندة: مقبول، ثقة. صاحب أصول.

(28/272)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 273
روى عنه: محمد بن محمد المديني شيخ السلفي، وأبو القاسم بن مندة. وعلي بن شجاع. أحمد بن علي بن أيوب. أبو الحسين، قاضي عُكبرى. وثقة الخطيب، وقال: سمع من: محمد بن يحيى بن عمر الطائي، كتبُ عنه، توفي في مستهل جمادى الآخرة. وولد سنة تسعٍ وعشرين. أحمد بن عمر بن عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم ابن الخليفة الواثق بالله. أبو الحسين الهاشمي البغدادي، المعروف بابن الغريق. سمع من: جده، ومن أبي بكر النجاد، وأبي بكر الشافعي. قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان ثقة. أحمد بن محمد بن إبراهيم. أبو عبد الله المطرفي. روى عن: عم أبيه أبي الحسن المطرفي، وأبي بكر الإسماعيلي. أحمد بن محمد بن أحمد بن حسنون.

(28/273)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 274
أبو نصر النرسي البغدادي. سمع: أبا جعفر بن البختري، وعلي بن إدريس الستوري، وأبا عمرو بن السماك. قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان صدوقاً صالحاً. مات في ذي القعدة. قلت: وروى عنه ابنه أبو الحسين محمد، وطراد الزينبي، وجماعة، وعبد الواحد بن علوان. أحمد بن موسى بن عبد الله. أبو عبد الله الزاهد العراقي، الفقيه الحنبلي المعروف بالروشنائي. سمع: أبا بكر القطيعي، وابن ماسي. قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان عابداً ناسكاً يزار. صحب ابن بُطة، وابن حامد. وصنف في الأصول. وتوفي في رجب. شيعه خلائق، رحمه الله.) إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن يوسف.

(28/274)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 275
أبو إسحاق الطوسي الفقيه. من كبار الشافعية، ومُناظريهم. وله الثروة والجاه الوافر. سمع: الأصم، وأبا الحسن الكارزي، وأبا الوليد الفقيه، والطرائفي، وجماعة. وعنه: البيهقي، ومحمد بن يحيى. توفي في رجب. إسحاق بن إبراهيم بن نصرويه بن سختام. أبو إبراهيم السمرقندي. روى عنه: أخوه علي، وغيره. وكان شيخ الحنفية وعالمهم في زمانه. حدث عن: أبي عمرو بن صابر، وأبي إسحاق إبراهيم بن أحمد المستملي، ومحمد بن أحمد بن شاذان، وطائفة.
4 (حرف الجيم:)
جعفر بن أبي بكر المذكر المصري. ولد سنة تسعٍ وعشرين وثلاثمائة. وتوفي في شعبان.

(28/275)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 276
4 (حرف الحاء:)
الحاكم: اسمه منصور بن نزار، سيجيء. الحسن بن الحسن بن علي بن المنذر. القاضي أبو القاسم البغدادي. سمع: إسماعيل الصفار، ومحمد بن البختري، وعثمان بن السماك، وجماعة كثيرة. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقاً ضابطاً، كثير الكتاب، حسن الفهم، حسن العلم بالفرائض. خلف القاضي أبا عبد الله الحسين الضبي على القضاء، ثم ولي القضاء ميافارقين عدة سنين. ثم رجع إلى بغداد فأقام يحدث إلى أن مات في شعبان، وله ثمانون سنة. قلت روى عنه: أبو عبد الله بن طلحة النعالي. الحسن بن عمران بن عبدوس بن يوسف. أبو النصر الفسوي الأديب. توفي بهراة.

(28/276)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 277
الحسين بن عبيد الله بن إبراهيم. أبو عبد الله البغدادي الغضائري، أحد شيوخ الشيعة، كان ذا زهد وورع وحفظ، ويقال: كان من أحفظ الشيعة لحديث أهل البيت. روى عنه: أبو جعفر الطوسي، وابن النجاشي. يروى عن: الجعابي، وسهل بن أحمد الديباجي، وأبي المفضل محمد بن عبد الله الشيباني. قال الطوسي: كان كثير السماع، خدم العلم لله تعالى، وكان حكمه أنفذ من حُكم الملوك. وقال ابن النجاشي: له كتب منها: كتاب يوم الغدير، كتاب مواطئ أمير المؤمنين، كتاب الرد على الغُلاة، وغير ذلك. توفي في منتف صفر.)
4 (حرف العين:)
عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد بن مسافر.

(28/277)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 278
أبو القاسم الهمداني الوهراني. المعروف بابن الخراز، من أهل بجانة. حج، وأخذ عن: الحسن بن رشيق، ومحمد بن عمر بن شبويه المروزي، والقاضي أبي بكر محمد بن صالح الأبهري، وتميم بن محمد القروي. كان رجلاً صالحاً منقبضاً، يتكسب بالتجارة. توفي في ربيع الأول. روى عنه: أبو عمر بن عبد لبر، وأبو حفص الزهراوي، وأبو عمر أحمد بن محمد بن الحذاء، وحاتم بن محمد، وأبو عمر بن سُميق، وغيرهم. قال رحمه الله: لما وصلت إلى مرو، فذكر حكاية. وروى عنه: ابن حزم أيضاً. وكان مولده في سنة ثمانٍ وثلاثين. وسمع بمرو من: ابن شبُّويه. وقد قرأ عليه ابن عبد البر موطأ ابن القاسم، بروايته عن تميم بن محمد التميمي، عن عيسى بن مِسكين، عن سُحنون، عنه. وقد روى صحيح البخاري. عن إبراهيم بن أحمد البلخي المستملي. عبد الرحيم بن إلياس بن أحمد بن المهدي العُبيدي. الأمير أبو القاسم ابن عم الحاكم وولي عهده. له ترجمة في تاريخ دمشق، فمن أخباره أن الحاكم جعله ولي عهده من بعده في سنة أربع وأربعمائة، وقُريء التقليد بذلك بدمشق. ثم إنه قدم متولياً دمشق في سنة عشرٍ وأربعمائة، فرخص للناس فيما كان الحاكم نهاهم

(28/278)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 279
عنه، وأظهر المُنكر والأغاني والخمور، فأحبه أحداث البلد، ولكن بغضه الأجناد لبُخله، وكاتبوا فيه الحاكم وحذروا من خروجه. ووقع الشر بين الجند والأحداث بسببه وازداد البلاء، ووقع الحرب بدمشق والنهب والحريق إلى أن طُلب من مصر، فسار على رأس عشرة أشهر من ولايته، ثم رجع إليها بعد أربعة أشهر، وقد غلب على دمشق محمد بن أبي طال الجرار، والتف عليه الأحداث وحاربوا الجند وقهروهم. فراسله ولي العهد ولاطفه فلم يُطعمه. فتوثب الجند ليلة على محمد بن أبي طالب وقبضوا عليه وطلبوه، ودخل ولي العهد وتمكن، فأخذ في مصادرة الرعية وبالغ فأبغضوه فجاءهم الموت الحاكم وقيام ابنه الطاهر. ثم جاء كتاب الطاهر إلى الأمراء بالقبض على ولي العهد فقيدوه، وسجن إلى أن مات. فقيل أنه قتل نفسه بسكين في الحبس. وقد جرت فتنة يوم القبض عليه، وكان يوم عيد النحر، فلم تصل صلاة العيد، ولا خطب لأحد البتة.) عبد الغني بن عبد العزيز الفأفاء المصري. السائح. سمع من: عثمان بن محمد السمرقندي. وتوفي في رجب. عبد القاهر بن عبد العزيز بن إبراهيم. أبو الحسين الأزدي المقريء الشاهد، الصائغ. قرأ على جماعة من أصحاب هارون الأخفش من أجلهم محمد بن النضر بن الأخرم. وقرأ أيضاُ على أحمد بن عثمان غلام السباك. سمع من: ابن حذلم، وعلي بن أبي يعقب. وأدرك ابن جوصا، وغيره. وكان يُعرف أيضاً بالجوهري.

(28/279)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 280
روى عنه: علي الحنائي، وعلي بن الخضر، والحسن بن علي اللباد، وعبد العزيز الكتاني وقال: توفي في ذي الحجة. علي بن أحمد بن محمد بن الحسين بن عبد الله بن محمد بن الليث. من ولد أهبان بن أوس، مكلم الذئب أبو القاسم الخُزاعي البلخي. سمع من الهيثم بن كليب الشاشي مُسنده، وغريب الحديث لابن قتيبة، وشمائل النبي صلى الله عليه وسلم للترمذي. وحدث عن: أبيه، وعن: عبد الله بن محمد بن يعقوب البخاري الأستاذ، وعبد الله بن محمد بن علي بن طرخان البلخي، ومحمد بن أحمد بن خنب، وأبي عمرو محمد بن إسحاق العُصفري، وأبي جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي، ومحمد بن أحمد السُلمي، وغيرهم. وحدث ببلخ، وبُخارى، وسمرقند، ونسف. وكان مولده في رجب سنة ست وعشرين وثلاثمائة. وتوفي ببخارى في صفر. وكان أسند من بقي بما وراء النهر. وآخر من حدث عنه: أحمد بم محمد بن الخليلي الدهقان.

(28/280)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 281
عمر بن المحدث أبي عمر محمد بن أحمد بن سليمان بن أيوب. العلامة النحوي أبو حسن النوقاتي السجزي الشاعر. ونوقات: محلة من سجستان. كان أبوه أديباً بارعاً علامة مصنفاً. حمل عنه ولده هذا، وعثمان. نزل عمر ببغداد، وأخذ عن: السيرافي، وأبي علي الفارسي، وأقرأ الأدب، وكتب المنسوب، ومدح عضد الدولة. وديوانه في مجلدين. روى عنه من شعر جماعة. وقصد ابن عباد ومدحه. وتوفي في ذي الحجة عن سن عالية.
4 (حرف الفاء:)
الفضل بن محمد بن الحسن بن إبراهيم. أبو بكر الجُرجاني، سبط الإمام أبي بكر الإسماعيلي. مات في جمادى الأولى.) روى عن: أحمد بن الحسن بن ماجة القزويني، وابن عدي، وأبي بكر الإسماعيلي، ونُعيم بن عبد الملك. ولي قضاء جُرجان.

(28/281)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 282
4 (حرف الميم:)
محمد بن أحمد بن عبد الله بن عبدويه. أبو بكر الإصبهاني القفال. توفي في صفر. محمد بن سهل بن محمد بن الحسن. أبو عمر الإصبهاني. في جمادى الآخرة. محمد بن عبد الرحمن بن حنش. أبو سعد الجوزقي الهروي التاجر. في شوال. محمد بن يونس بن هاشم. أبو بكر العين زربي المقريء الإسكاف. روى عن: أبي عمر بن فضالة، وأبي بكر الربعي، وأحمد بن عمرو الداراني. وألف عدد الآي. وعنه: أبو علي الأهوازي، وعبد العزيز الكتاني، والحسين بن مبشر المقريء. قال الكتاني: ثقة، مضى على سداد. توفي آخر السنة.

(28/282)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 283
منصور الحاكم بأمر الله. أبو علي، صاحب مصر ابن العزيز نزار بن المعز بالله العُبيدي. كان جواداً سمحاً، خبيثاً ماكراً، رديء الاعتقاد، سفاكاً للدماء، قتل عدداً كبير من كُبراء دولته صبراً. وكان عجيب السيرة، يخترع كل وقت أموراً وأحكاماً يحمل الرعية عليها. فأمر بكتب سب الصحابة على أبواب المساجد والشوارع، وأمر العمال بالسب في سنة خمسٍ وتسعين وثلاثمائة. وأمر فيها بقتل الكلاب، فقُتلت عامة الكلاب في مملكته.

(28/283)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 284
وبطل الفُقاع، والمُلوخيا. ونهى عن السمك الذي لا قشر له، وظفر بمن باع ذلك فقتلهم. ونهى في سنة اثنتين وأربعمائة عن بيع الرطب. ثم جمع منه شيئاً عظيماً فأحرق الكل، ومنع من بيع العنب، وأباد الكثير من الكروم.

(28/284)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 285
وفيها أمر النصارى بأن يحملوا في أعناقهم الصُلبان، وأن يكون طول الصليب ذراعاً، ووزنه خمسة أرطال بالمصري. وأمر اليهود أن يحملوا في أعناقهم قرامي الخشب في زنة الصلبان، وأن يلبسوا العمائم السود ولا يكتروا من مسلمٍ بهيمةً، وأن يدخلوا الحمام بالصلبان. ثم أُفردت لهم حمامات.

(28/285)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 286
وفي العام أمر بهدم الكنيسة المعروفة بقُمامة، وبهدم جميع كنائس مصر، فأسلم طائفة منهم. ثم إنه نهى عن تقبيل الأرض له، وعند الدعاء له بالخطبة، وفي الكتب، وجعل عوض ذلك السلام عليه.) إنكار ابن باديس على الحاكم بأمر الله: وقيل إن ابن باديس أرسل يُنكر عليه أموراً، فأراد إستمالته، فأظهر التفقه، وحمل في كُمه الدفاتر، وطلب إليه فقيهين، وأمرهما بتدريس مذهب مالك في الجامع. ثم بدا له فقتلهما صبراً. وأذن للنصارى الذين أكرههم في الرجوع إلى الشرك.

(28/286)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 287
وفي سنة أربعٍ وأربعمائة نفى المنجمين من البلاد. ومنع النساء من الخروج في الطرق ليلاً ونهاراً، ونهى عن عمل الخفاف لهن. فلم يزلن ممنوعات سبع سنين وسبعة أشهرٍ حتى مات.

(28/287)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 288
ثم إنه بعد مدة أمر ببناء ما كان أمر بهدمه من الكنائس، وارتد طائفة ممن أسلم منهم. وكان أبوه قد ابتدأ الجامع الكبير بالقاهرة، فتممه هو. وكان على بنائه ونظره الحافظ عبد الغني بن سعيد. وكان الحاكم يفعل الشيء ونقيضه. خرج عليه أبو ركوة الوليد بن هشام العثماني الأموي الأندلسي بنواحي برقة، فمال إليه خلقٌ عظيم، فجهز الحاكم لحربه جيشاً، فانتصر عليهم أبو ركوة وملك. ثم تكاثروا عليه وأسروه. ويقال: إنه قُتل من أصحابه مقدار سبعين ألفاً. وحُمل إلى الحاكم فذبحه في سنة سبعٍ وتسعين. وكان مولده الحاكم في سنة خمسٍ وسبعين وثلاثمائة، وكان يُحب العُزلة، ويركب على بهيمةٍ وحده في الأسواق، ويُقيم الحسبة بنفسه.

(28/288)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 289
وكان خبيث الاعتقاد، مضطرب العقل، يقال إنه أراد أن يدعي الإلهية، وشرع في ذلك، فكلمه أعيان دولته وخوفوه بخروج الناس كلهم عليه، فانتهى. واتفق أنه خرج ليلة في شوال سنة إحدى عشرة من القصر إلى ظاهر القاهرة، فطاف ليلته كلها. ثم أصبح فتوجه إلى شرقي حُلوان وعه ركابيان، فرد أحدهما مع تسعةٍ من العرب السويديين، ثم أمر الآخر بالانصراف، فذكر هذا الركابي أنه فارقه عند قبر القُضاعي والقصبة، فكان آخر العهد به. وخرج الناس على رسمهم يلتمسون رجوعه، وعهم دواب الموكب والجنائب، ففعلوا ذلك جمعةً. ثم خرج في ثاني يوم من ذي القعدة مظفر صاحب المظلة، ونسيم، وابن نشتكين، وطائفة، فبلغوا دير القُصير، ثم إنهم أمعنوا في دخول في الجبل، فبينا هم كذلك إذ أبصروا حماره الأشهب المدعو بالقمر، وقد ضُربت يداه فأثر فيهما الضربُ، وعليه سرجه ولجامه. فتعبوا أثر الحمار، فإذا أثر راجلٍ خلفه وراجل قدامه. فلم يزالوا يقصون الأثر حتى انتهوا إلى) البركة التي في شرق حُلوان، فنزل رجل إليها، فوجد فيها ثيابه وهي سبع جِباب، فُوجدت مزردة لم تُحل أزرارها، وفيها أثار السكاكين، فلم يشكوا في

(28/289)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 290
قتله، مع أن طائفة من المتغالين في حُبه من الحمقى الحاكمية يعتقدون حياته، وأنه لا بد أن يظهر، ويحلفون بغيبة الحاكم. ويقال: إن أخته دست عليه من قتله لأمورٍ بدت منه كما تقدم. وحُلوان: قرية نزهةٌ على خمسة أميال من مصر، كان يسكنها عبد العزيز بن مروان، فوُلدله بها عمر رحمه الله. وقد مر في الحوادث بعض أمره.

(28/290)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 291
1 (وفيات سنة اثنتي عشرة وأربعمائة:)

4 (حرف الألف:)
أحمد بن الحسين بن جعفر: أبو الحسن المصري النحالي العطار. سمع: أحمد بن الحسن بن عُتبة الرازي، وغيره. قال أبو لإسحاق الحبال: توفي في حادي عشر شعبان. وولد في سنة سبعٍ وثلاثين في رمضانها. وما أقدم عليه من شيوخي أحداً في الثقة، وجميع الخصال التي اجتمعت فيه. أحمد بن عبد الخالق بن سُويد الأنصاري البغدادي: خال أبي محمد الخلال الحافظ. سمع من أبي بكر النجاد جزاءاً. روى عنه: ابن أخيه ووثقه، وقال: كان حياً في سنة عشرة وأربعمائة هذه. أحمد بن عمر بن القاسم بن بشر: أبو الحسين البغدادي، عُرف بابن عُديسة. حدث عن: علي الستوري، وعثمان بن السماك. قال الخطيب: كان ثقة. وقيل لي إنه كان يحفظ عن الصفار حديثاً. لم أسمع منه شيئاً.

(28/291)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 292
أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن حفص بن الخليل الأنصاري: الحافظ أبو سعد الهروي الماليني الصوفي طاووس الفُقراء. سمع بخراسان، والعراق، والشام، ومصر، والنواحي. وحدث عن: محمد بن عبد الله السليطي، وأبي أحمد بن عدي، وأبي عمر بن بُجير، وأبي الشيخ، وأبي بكر الإسماعيلي، وعبد العزيز بن هارون البصري، وأبي بكر القطيعي، والحسن بن رشيق العسكري، ويوسف الميانجي، والفضل بن جعفر المؤذن، ومحمد بن أحمد بن علي بن النعمان الرملي، وخلق كثير. وكتب من الكتب الطوال ما لم يكن عنده غيره. قال الخطيب: كان ثقة متقناً صالحاً.) روى عنه: أبو حازم العبدوي، والحافظ عبد الغني، وتمام الرازي وهما

(28/292)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 293
أكبر منه، وأبو بكر البيهقي، وأبو نصر عبيد الله بن سعيد السجزي، وعبد الرحمن بن مندة، وأحمد بن عبد الرحمن الذكواني، وأبو عبد الله القُضاعي، ومحمد بن أحمد بن شبيب الكاغدي، وأبو الحسن الخِلعي، والحسين بن طلحة النعالي، وآخرون. قال حمزة السهمي في تاريخ جُرجان إن الماليني دخل جُرجان في سنة أربع وستين وثلاثمائة، ورحل رحلات كثيرة إلى إصبهان، وإلى العراق، والشام، ومصر، والحجاز، وخُرسان، وما وراء النهر. ومات بمصر في سنة تسعٍ وأربعمائة. قلت: وهم في وفاته. أخبرنا أبو الحسين اليُونيني: أنا أبو الفضل الهمداني، أنا السلفي، أنا المبارك بن عبد الجبار: سمعتُ عبد العزيز بن علي الأزجي يقول: أخذت من أبي سعد الماليني أجرة النسخ والمقابلة خمسين ديناراً في دفعةٍ واحدة. رواها أبو القاسم بن عساكر في تاريخه، بالإجازة عن السلفي. وقال أبو إسحاق الحبال: توفي أبو سعد الماليني يوم الثلاثاء السابع عشر من شوال سنة اثنتي عشرة. وذكره ابن الصلاح في طبقات الشافعية.

(28/293)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 294
أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي مسلم: أبو الطاهر البغدادي، أخو أبي أحمد الفرضي. سكن البصرة، وحدث عن: عثمان بن السماك، والنجاد. قال الخطيب: أدركته حياً سنة اثنتي عشرة، وكان صدوقاً، لم يُقض لي السماع منه. وتأخر بعد ذلك مدة. أحمد بن محمد بن بطال بن وهب: أبو القاسم التيمي اللورقي. رحل مع أبيه، ولقي أبا بكر الآجري. وكان معتنياً بالعلم، مشاوراً ببلده. أحمد بن محمد بن مالك: أبو الفضل الهروي: البزاز. رجل صالح. سمع: أبا علي الرفاء. وببغداد: أبا بحر محمد بن كوثر. روى عنه: شيخ الإسلام. أحمد بن إسحاق: أبو سعيد الهروي المُلحي. توفي في ربيع الأول.

(28/294)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 295
أحمد بن محمد بن جعفر: أبو عبد الله المذكر. إبراهيم بن سعيد: أبو إسحاق الواسطي الرفاعي المقريء الضرير. أخذ العربية عن: أبي سعيد السيرافي. والقراءآت عن جماعة. وحدث عن: عبد الغفار الحُضيني. روى عنه: أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل بن بشران. وكان شيخ الناس في القراءآت والأدب. والرفاعي:) بالفاء.
4 (حرف الحاء)
الحسن بن الحسين بن رامين: القاضي أبو محمد الأستراباذي. نزل بغداد، وحدث عن: خلف بن محمد الخيام، وبشر بن أحمد الإسرافييني، وعبد الله بن عدي الحافظ، وأبي بكر القطيعي، وإسماعيل بن نُجيد، والقاضي يوسف بن القاسم الميانجي. ورحل إلى خُرسان، والعراق، والشام في الصبا. وروى عنه: أبو بكر الخطيب، وعبد الواحد بن عُلوان بن عقيل، وطاهر بن أحمد الفارسي نزيل دمشق. قال الخطيب: كان صدوقاً فاضلاً صالحاً. وكان يفهم الكلام على مذهب الأشعري، والفقه على مذهب الشافعي.

(28/295)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 296
الحسن بن منصور: الوزير ذو السعادتين أبو غالب السرافي. مولده سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة. وتصرف بالأهواز، وخرج إلى شيراز، وصحِب فخر المُلك فاستخلفه ببغداد. ثم توجه إلى فارس للنظر في الممالك بحضرة سلطان الدولة بن فناخسرُو، وخلف الوزير جعفر بن محمد. فلما قبض السلطان على جعفر ولاه الوزارة. وفي آخر أمره وقع خُلفٌ بين الجيش، فقتلوا أبا غالب في صفر. الحسين بن عمر بن بُرهان: أبو عبد الله البغدادي الغزال البزاز. سمع: إسماعيل الصفار، وعلي بن إدريس الستوري، ومحمد بن عمرو بن البختري، وعثمان بن السماك. قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان ثقة صالحاً. مات في ذي الحجة. قلت: روى عنه: طِراد الزينبي، وأبو بكر البيهقي. مكررالحسين بن محمد بن أحمد بن الحارث: أبو عبد الله التميمي المؤدب. حدثنا عثمان بن السماك بأحاديثه. لم يكن بحُجة. قال أبو بكر الخطيب.

(28/296)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 297
4 (حرف السين:)
سهل بن محمد: أبو بشر السجزي. توفي بسجستان.
4 (حرف الصاد)
صاعدا بن أحمد بن محمد بن علي بن حبيب: أبو سهل التميمي الأديب. توفي بهراة في رجب.) صاعد بن محمد بن محمد بن فياض: أبو دلف الفرضي الهروي.
4 (حرف العين)
عبد الله بن الحسن بن محمد: أبو محمد الكلاعي الحمصي البزاز. والد عبد الرازق. روى عن: الحسين بن خالويه. وعنه: الكتاني، والأهوازي. عبد الله بن سعيد الأزدي المصري: أبو القاسم، أخو الحافظ عبد الغني. توفي يوم عاشوراء.

(28/297)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 298
عنده عن: إسماعيل بن الجراب، وغيره. عبد الله بن عبد الله بن زاذان القزويني: سمع من: أبي الحسن علي بن إبراهيم القطان، وميسرة بن علي. وبالري من: محمد بن إبراهيم بن يونس. وبالدينور من: ابن السُني. وببغداد من: أبي بكر القطيعي. وحدث. عبد الله بن عمر بن عبد العزيز. أو أحمد الكرجي الإصبهاني السُكري. حدث عن: عبد الله بن فارس، وعبد الله بن الحسن بن بُندار المديني، ومحمد بن محمد بن عبد الله المقريء. وعنه: عبد الرحمن بن مندة، والقاسم بن الفضل الثقفي. توفي في رجب. ومولده سنة ثلاثين وثلاثمائة. عبد الجبار بن محمد بن عبد الله بن محمد بن أبي الجراح بن الجُنيد بن هشام بن المرزُبان. أبو محمد الجراحي المرزُباني، راوي جامع الترمذي، عن أبي العباس

(28/298)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 299
محمد بن أحمد بن محبوب بن فُضيل التاجر. ولُد سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة بمرو. وسمع، وسكن هراة. فروى عنه الكتاب خلقٌ من الهرويين، منهم: أبو إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري، وعبد الله بن عطاء البغاورداني، وعبد العزيز بن محمد الترياقي، وأحمد بن عبد الصمد الغُورجي، وأبو عامر محمود بن القاسم الأزدي، ومحمد بن محمد بن العلائي، وآخرون. قدم هراة سنة تسعٍ وأربعمائة. وقال مؤتمن بن أحمد الساجي: روى الحسين بن أحمد الصفار، عن أبي علي محمد بن محمد بن يحيى القراب، عن أبي عيسى هذا الكتاب، فسمعه منه القاضي أبو منصور الأزدي ونُظراؤه، فسمعت أبا عمر الأزدي يقول: سمعتُ جدي أبا منصور محمد بن محمد يقول: اسمعوا، قد سمعنا هذا الكتاب منذ سنين وأنتم تساووننا فيه الآن. يعني لما سمعوا من الجراحي. قال أبو سعد السمعاني: توفي سنة اثنتي عشرة وأربعمائة إن شاء الله.) قال: وهو صالح، ثقة. عبد الرحيم بن إلياس العُبيدي الأمير. قيل: إنه هلك في هذه السنة. وقد مر سنة إحدى عشرة. عبد الصمد بن الحسن بن سلام البزاز. بغدادي، صدوق. سمع: أحمد بن سلمان النجاد. وعنه: محمد بن أحمد الأشناني.

(28/299)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 300
عُبيد الله بن أحمد. أبو القاسم الحربي القزاز. سمع من: النجاد أيضاً. قال: الخطيب: كتبنا عنه. وكان ثقة، يُقريء القرآن ويصوم الدهر. علي بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عبدُوس. أبو الحسن الهمداني. رحل، وسمع من: علي بن عبد الرحمن البكائي، والحسن بن جعفر الخرقي، وابن لؤلؤ الوراق. وعنه: ابن ابن أخيه عبدوس بن عبد الله بن محمد. قال شيرويه: زاهد، عابد، صدوق.
4 (حرف الميم:)
محمد بن إبراهيم بن حولان. أبو بكر الحداد. سمع: أبا جعفر بن بُريه، وأبا بكر الشافعي. قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان صدوقاً. محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان بن كامل. أبو عبد الله البُخاري غُنجار. مصنف تاريخ بُخارى.

(28/300)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 301
روى عن: خلف بن محمد الخيام، وسهل بن عثمان السُلمي، وأبي عبيد أحمد بن عُروة الكرميني، ومحمد بن حفص بن أسلم، وإبراهيم بن هارون الملاحمي، والحسن بن يوسف بن يعقوب، وخلق من أهل ما وراء النهر. ولم يرحل. وكان من بقايا الحفاظ بتلك الديار. روى عنه: أبو المظفر هناد بن إبراهيم النسفي، وجماعة. ولم تبلغنا أخباره كما ينبغي. محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن رزق بن عبد الله بن يزيد البغدادي. البزاز المحدث أبو الحسن بن رزقويه. سمع: إسماعيل بن محمد الصفار، ومحمد بن يحيى الطائي، ومحمد بن البختري، وعلي بن محمد المصري، وعبد الله بن عبد الرحمن العسكري، وطبقتهم، ومن بعدهم. قال الخطيب: كان ثقة صدوقاً، كثير السماع والكتاب، حسن الاعتقاد، مُديماً لتلاوة القرآن. بقي يُملي في جامع المدينة من بعد سنة ثمانين وثلاثمائة إلى قبل وفاته بمُديدة. وهو أول شيخٍ كتبتُ عنه، وذلك في سنة ثلاثٍ وأربعمائة، مجلساً. وذلك بعد أن كُف بصره.) وسمعته يقول: وُلِدتُ سنة خمسٍ وعشرين وثلاثمائة، وأول سماعي من الصفار سنة سبعٍ وثلاثين.

(28/301)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 302
وقال أبو القاسم الأزهري: أرسل بعض الوزراء إلى ابن رزقويه بمالٍ فرده تورعاً. وكان ابن رزقويه يذكر أنه درس الفقه على مذهب الشافعي. قال الخطيب: وسمعته يقول: والله ما أحب الحياة لكسبٍ ولا تجارة، ولكن لذكر الحياة وللتحديث. وسمعتُ المبرقاني يوثق ابن رزقويه. قلت: وروى عنه: أبو الحسين محمد بن المهتدي بالله، ومحمد بن علي الحندقوقي، وعبد العزيز بن طاهر الزاهد، ومحمد بن إسحاق الباقرحي، ونصر وعلي إبنا أحمد بن البطر، وعبد الله بن عبد الصمد بن المأمون، وأبو الغنائم محمد بن أبي عثمان. محمد بن أحمد بن محمد بن فارس بن سهل. الحافظ أبو الفتح بن أبي الفوارس، وهي كنية سهل. ولد ببغداد سنة ثملنٍ وثلاثين وثلاثمائة، وسمع سنة ستً وأربعين فما بعدها من: أحمد بن الفضل بن خُزيمة، وجعفر بن محمد الخُلدي، ودعلج بن أحمد، وأبي بكر النقاش، وأبي عيسى بكار بن أحمد، وأبي بكر الشافعي، وأبي علي بن الصواف، وأبي بكر محمد بن الحسن بن مقسم، وخلق كثير. ورحل إلى بصرة وبلاد فارس وخُرسان. وكتب وصنف.

(28/302)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 303
قال الخطيب: وكان ذا حفظ ومعرفة وأمانة، مشهوراً بالصلاح، انتخب على المشايخ. حدث عنه: أبو بكر البرقاني، وأبو سعد الماليني. وقرأت عليه قطعةً من حديثه، وكانُ يملي في جامع الرصافة. وتوفي في ذي القعدة. قلت: روى عنه: أبو علي البنا، وأبو الحسين بن المهتدي بالله ومالك بن أحمد البانياسي، وآخرون. قال الحاكم: أول سماع ابن أبي الفوارس من أبي بكر النجاد. محمد بن جعفر. أبو عبد الله التميمي القيرواني، المعروف بالقزاز. شيخ اللغة بالمغرب. كان لغوياً، نحوياً بارعاً، مهيباً عند الملوك. وله شعر مطبوع صنف كتاب الجامع في اللغة، وهو كتاب كبير. يقال: إنه ما صنف في اللغة أكبر منه. وبه نسخة بمصر في وقف القاضي الفاضل. توفي بالقيروان. محمد بن الحسن بن محمد. أبو العلاء البغدادي الوراق.

(28/303)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 304
سمع: إسماعيل الصفار، ومحمد بن يحيى بن عمر الطائي، وأحمد بن كامل. وبالبصرة: أحمد بن أحمد بن محمويه، وجماعة. قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان ثقة. ذكر لي أنه ولد في سنة ثمان عشرة وثلاثمائة. وتوفي) في ربيع الأول. محمد بن الحسين بن موسى. أبو عبد الرحمن الأزدي أباً، السُلمي جداً، لأنه سبط أبي عمرو إسماعيل بن بُجير بن أحمد بن يوسف السلمي النيسابوري. كان شيخ الصوفية وعالمهم بخُراسان. سمع من: أبي العباس الأصم، وأحمد بن علي بن حسنويه المقريء، وأحمد بن محمد بن عبدوس، ومحمد بن أحمد بن سعيد الرازي صاحب ابن وراة، وأبي ظهير عبد الله بن فارس العُمري البلخي، ومحمد بن المؤمل الماسرجسي، والحافظ أبي علي الحسين بن محمد النيسابوري، وسعيد بن القاسم البردعي، وأحمد بن محمد بن رُميح النسوي، وجده أبي عمرو.

(28/304)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 305
وكان ذا عناية تامة بأخبار الصوفية، صنف لهم سُنناً وتفسيراً وتاريخاً وغير ذلك. قال الحافظ عبد الغافر في تاريخه: أبو عبد الرحمن شيخ الطريقة في وقته، الموفق في جميع علوم الحقائق ومعرفة طريق التصوف، وصاحب التصانيف المشهورة العجيبة في علوم القوم. وقد ورث التصوف عن أبيه، وجده. وجمع من الكُتب مالم يُسبق إلى ترتيبه، حتى بلغ فِهرستٌ تصانيفه المائة أو أكثر. وحدث أكثر من أربعين سنة إملاءً وقراءة. وكتب الحديث بنيسابور، ومرو، والعراق، والحجاز. وانتخب عليه الحفاظ الكبار. سمع من: أبيه، وجده أبي عمرو، والأصم، وأبي عبد الله الصفار، ومحمد بن يعقوب الحافظ، وأبي جعفر الرازي، وأبي الحسن الكارزي، والإمام أبي بكر الصبغي، والأستاذ أبي الوليد، وابني المؤمل، ويحيى بن منصور القاضي، وأبي بكر القِطيعي. وولد في رمضان سنة ثلاثين وثلاثمائة. قلت: وروى عنه الحاكم في تاريخه، وقال: قل ما رأيت من أصحاب المعاملات مثل أبيه، وأما هو فإنه صنف في علوم التصوف. وسمع الأصم، وأقرانه. وقيل: ولد سنة خمسٍ وعشرين وثلاثمائة، وكتب بخطه عن الصبغي سنة ثلاثٍ وثلاثين وثلاثمائة. قلت: وروى عنه أيضاً أبو القاسم القُشيري، وأبو بكر البيهقي، وأبو سعيد بن رامش، وأبو بكر محمد بن يحيى المزكي، وأبو صالح المؤذن، ومحمد بن سعيد التفليسي، وأبو بكر بن خلف، وعلي بن أحمد المديني المؤذن، والقاسم بن الفضل الثقفي، وخلق سواهم. قال أبو القاسم القشيري: سمعتُ أبا عبد الرحمن السلمي سأل أبا علي الدقاق: الذكر أتم أم الفكر؟

(28/305)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 306
فقال أبو علي: ما الذي يُفتح عليكم به؟ فقال أبو عبد الرحمن: عندي الذكرُ أتم من) الفكر، لأن الحق سبحانه يوصف بالذكر ولا يوصف بالفكر. وما وُصف به الحق أتم مما اختص به الخلق. فاستحسنه الأستاذ أبو علي رحمه الله. قال أبو القاسم: وسمعتُ الشيخ أبا عبد الرحمن يقول: خرجتُ إلى مرو في حياة الأستاذ أبي سهل الصُعلوكي، وكان له قبل خروجي أيام الجمعة بالغدوات مجلس دور القرآن يختم فيه، فوجدته عند رجوعي قد رفع ذلك المجلس، وعقد لابن العُقابي في ذلك الوقت مجلس القول، والقولُ هو الغناء، فداخلني من ذلك شيءٌ، وكنتُ أقول في نفسي: قد استبدل مجلس الختم بمجلس القول. فقال لي يوماً: أيش يقول الناس لي قلت: يقولون: رفع مجلس القرآن ووضع مجلس القول. فقال: من قال لأستاذه لم لا يُفلح أبداً. وقال الخطيب في تاريخه: قال لي محمد بن يوسف النيسابوري القطان: كان السُلمي غير ثقة، وكان يضع للصوفية. قال الخطيب: قدر أبي عبد الرحمن عند أهل بلده جليل، وكان مع ذلك موجوداً، صاحب حديث. وله بنيسابور دُويرة للصوفية. قال الخطيب: وأنا أبو القاسم القُشيري قال: كنتُ بين يدي أبي علي الدقاق فجرى حديث أبي عبد الرحمن السُلمي، وأنه يقوم في السماع موافقة للفقراء، فقال أبو علي: مثله في حالة لعل السكون أولى به. امضِ إليه فستجده

(28/306)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 307
قاعداً في بيت كتبه، وعلى وجه الكتب مجلدة صغيرة مربعة فيها أشعار الحسين بن منصور، فهاتها ولا تقل له شيئاً. قال: فدخلت عليه، فإذا هو في بيت كُتبه، والمجلدة بحيث ذكر أبو علي. فلما قعدت أخذ في الحديث، وقال: كان بعض الناس يُنكر على واحدٍ من العلماء حركته في السماع، فرؤي ذلك الإنسان يوماً خالياً في بيتٍ وهو يدور كالمتوحد، فسئل عن حاله فقال: كانت مسألة مشكلة علي فتبين لي أمرها، فلم أتمالك من السرور حتى قمت أدور. فقل له: مثل هذا يكون حالهم. فلما رأيت ذلك منهما تحيرت كيف أفعل بينهما، فقلت: لا وجه إلا الصدق، فقلت: إن أبا علي وصف هذه المجلدة وقال: احملها إلي من غير أن تعلم الشيخ، وأنا أخافك، وليس يمكنني مخالففته، فأيش تأمر فأخرج أجزاءً من كلام الحسين بن منصور، وفيها تصنيف له سماه الصيهور في نقض الدهور، وقال: احمل هذه إليه. قال الخطيب: توفي السُلمي في شعبان. قلت: كان وافر الجلالة، له أملاك ورِثها من أمه،) وورثتها هي من أبيها. وتصانيفه يقال إنها ألف جزء. وله كتاب سماه حقائق التفسير ليته لم يصنفه، فإنه تحريف وقرطمة، فدونك الكتاب فسترى العجب. ورويت عنه تصانيفه وهو حي. وقع لي من عالي حديثه. محمد بن عبد الله بن أحمد. أبو الفرج الدمشقي العابد المعروف بابن المعلم الذي بنى كهف جبريل بجبل قاسيون. حكى عن: ابي يعقوب الأذرعي، وعلي بن الحسن بن طعان.

(28/307)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 308
حكى عنه: علي والحسين إبنا الحنائي، وعلي بن الخضر السُلمي. قال عبد العزيز بن أحمد الكتاني: توفي شيخنا ابن المعلم صاحب الكهف، وكان عابدا محاب الدعوة، في ني الحجة سنة اثنتي عشرة. قال ابن عساكر: كان قرابة لنا. محمد بن عبد الواحد. صريع الدلاء، القصار، وقتيل الغواشي. ذكره ابن النجار فقال: بصري سكن بغداد، وكان شاعرا ماجنا مطبوعا، الغالب على شعره الغزل و المجون، وديوانه مجلدة. سافر الى الشام، وتوفي بديار مصر. ومن شعره قصيدته المقصورة:
(قلقل أحشائي تباريح الجوى .......... وبان صبري حين حالفتالأسى)

(يا سادة بانوا وقلبي عندهم .......... مذ غبتم غاب عنالعين الكرى)

(وان تغب وجوهكم عن ناظري .......... فذكركممستودعطي الحشا)

(فسوف أسلي عنكم خواطري .......... بحمقيعجب منه من وعى)

(وطرف أنظمها مقصورة .......... إذ كنت قصارا صريعا للدلا)

(28/308)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 309
(من صفع الناس ولم يدعهم .......... أن يصفعوهمثلهقداعتدى)

(من لبس الكتان في وسط الشتا .......... ولم يغط رأسه شكى الهوى)

(وألف حمل من متاع تشتر .......... أنفع للمسكين من لفظ النوى)

(والدقن شعر في الوجوهنابت .......... وإنما الدبر الذيتحت الخصا)

(والجوز لا يؤكل معقشوره .......... ويؤكل التمرالجديد باللبا)
)
(من طبخ الديك ولايذبحه .......... طار من القدر إلى حيث يشا)

(والند لا يعدلهفي طيبه .......... عند البخور أبدا ريحالخرا)

(من دخلت في عينه مسلة .......... فسأله من ساعتهكيف العما)

(من فاته العلم و أخطاه الغنى .......... فذاك والكلب على حدسوى)
في أبيات. قال أبو طاهر أخمد بن الحسن الكرجي: مات صريع الدلاء القصار بمصر سنة اثنتي عشرة وأربعمائة. وقال ابن عساكر: صريع الدلاء بصري، يحكى في شعره أصوات الطيور. وكان ماجنا، قدم دمشق واجتمع بعبد المحسن الصوري بصيداء.

(28/309)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 310
حكى عنه: أبو نصر بن طلاب. ومن شعره:
(ومن كان مستهترا بالملاح .......... وكان من الصفر صفرا صفع)
محمد بن عبيد الله بن محمد بن يوسف بن حجاج. أبو الحسن البغدادي الجبائي. قال الخطيب: سمع: إسماعيل الصفار، وابن البختري، وعثمان بن السماك، والنجاد. كتبنا عنه، وكان ثقة زاهدا ملازما لبيته، حكى عنه ابن خرزاذ الوراق جاره أنه قال: ما لمس كفي امرأةً سوى أمي. توفي في رمضان وله خمس وثمانون سنة، رحمه الله. محمد بن عمر. أبو الفرج الخطاب المصري. روى عن: حمزة بن محمد الكتاني، والحسن بن رشيق. توفي في جمادى الأولى. منير بن أحمد بن الحسن بن علي بن منير.

(28/310)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 311
أبو العباس المصري الخشاب المعدل. حدث عن: علي بن عبد الله بن أبي مطر الإسكندري، ومحمد بن الصموت، ومحمد بن أحمد بن عبد العزيز بن أبي الأصبغ، وأحمد بن سلمة بن الضحاك، وجماعة. روى عنه: محمد بن علي الصوري، وخلف بن أحمد الحوفي، وعلي بن الحسن الخِلعي، وآخرون. وثقه ابن ماكولا. وقال الحبال: كان ثقة، لا يجوز عليه تدليس. حضرتُ جنازته،) وتوفي في حادي عشر ذي القعدة. قلتُ: حديثه في الخلعيات.
4 (حرف النون:)
نصر بن علي البغدادي الطحان. عرف بابن علالة. قال الخطيب: كان ثقة. كتبنا عنه، عن النجاد. نصر بن ناصر الدولة سُبُكتكين. الأمير أبو المظفر، أخو السلطان محمود. قدم نيسابور والياً سنة تسعين وثلاثمائة. وصحب الأئمة. وسمع من: أبي عبد الله الحاكم، وغيره. وبني المدرسة السعدية، ووقف عليها الأوقاف، وعاد إلى غزنة وبها توفي في رجب. وكان مشكور الولاية.

(28/311)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 312
1 (وفيات سنة ثلاث عشرة وأربعمائة:)

4 (حرف الألف:)
أحمد بن عبد الله بن هرثمة بن ذكوان بن عبيدوس بن ذكوان. أبو العباس الأموي، قاضي الجماعة بُقرطبة، وخطيبها. ولي القضاء سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة، وولي الصلاة سنة أربعٍ وتسعين مُضافاً إلى القضاء. ثم صُرف عنهما في آخر سنة أربعٍ وتسعين، وتولى ذلك أبو المطرف بن فُطيس. ثم عُزل ابن فطيس وأعيد ابن ذكوان، فلم يزل يتقلدهما إلى أن عُزل سنة إحدى وأربعمائة. وامتحن محنته المشهورة، وولي الوزارة مُضافة إلى القضاء. وطُلب بعد المحنة والنفي إلى المغرب ليولى القضاء، فلم يتولاه. ولم يقطع السلطان أمراً دونه. وكان عظيم أهل الأندلس ورئيسهم، وأقربهم من الدولة، وأعلاهم محلاًّ. توفي في رجب، ورثته الشعراء، وشيعه الخليفة يحيى بن علي بن حمود الإدريسي. وكان مولده سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة. وتوفي بعده بعامٍ أخوه أبو حاتم، وكان من العلماء والرؤساء.

(28/312)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 313
أحمد بن أبي الهيثم عبد الرحمن بن علي. القاضي أبو عصمة الرقي الفقيه الحنفي. قدمٍ مصر من الرقة، فحدث عن: يونس بن أحمد الرافقي. سمع منه سنة اثنتين وخمسين هلال بن العلاء. أخذ عنه في هذا العام خلف بن أحمد الحوفي. أحمد بن علي. أبو علي البهرام زياري. توفي بأستراباذ. روى عن: عبد الله بن عدي الحافظ.) أحمد بن علي بن أحمد بن كثير، أبو المظفر. ومحمد بن عبد الله بن إبراهيم البهرامي، التاجر. ومحمد بن علي بن أحمد بن شاكر الماليني، المؤدب. وأبو دُلف طاهر بن محمد القيسي. وأبو الحسن علي بن محمد بن حسين، التاجر. ومحمد بن مظفر الوراق. وعكي بن محمد العُقبي. هؤلاء السبعة سمعوا من حامد بن محمد الرفاء، وهم هرويون. وكانوا في هذا الوقت.

(28/313)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 314
روى عنهم شيخ الإسلام أبو إسماعيل الهروي رحمه الله. أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن حسكان. أبو نصر النيسابوري الحذاء الحنفي. وُلد سنة نيفٍ وعشرين، وسمع بعد الثلاثين وثلاثمائة من جماعة قبل الأصم. قال أبو صالح المؤذن. سمعتُ منه وكان يغلط في حديثه ويأتي بما لا يُتابع عليه. قال عبد الغفار: وضاعت كُتبه فاقتصر على الرواية عن الأصم فمن بعده. وهو جد شيخنا القاضي أبي القاسم عبيد الله بن عبد الله. توفي في ربيع الآخر. روى عنه حفيده شيخنا. أحمد بن محمد بن أحمد بن علي بن الحُويص. أبو الفوارس البُوشنجي. توفي في سلخ صفر. سمع: حامداً الرفاء. روى عنه: عطاء القراب، وشيخ الإسلام عبد الله الأنصاري، وقال: هو فقيه صالح، صدوق، واعظ. إبراهيم بن علي بن تميم القيرواني الحُصري الشاعر المشهور.

(28/314)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 315
ابن خالة أبي الحسن الحُصري. له ديوان شعر. وكتاب زهر الأداب. وكتاب المصون في سر الهوى. توفي بالقيروان. ورخه ابن الفرضي. إسماعيل بن أحمد بن محمد بن بكران السلمي. أبو القاسم الأهوازي. توفي بمصر، وقد حدث بها بصحيح البخاري عن: أبي أحمد محمد بن محمد بن مكي الجُرجاني. روى عنه: أبو الحسن الخِلعي، وغيره. قال الحبال: توفي في ربيع الأول. إسماعيل بن علي. أبو محمد بن الخزاز. توفي بمصر في رمضان.) أمية بن عبد الله الهمداني الميُورقي. رحل إلى المشرق، ولقي بمكة الأسيوطي صاحب النسائي، وبمصر: الحسن بن رشيق، وأبا إسحاق بن شعبان. وكان ذا فضلٍ وعفاف وستر. توفي فجأة في ذي القعدة. قاله أبو عمرو الداني.

(28/315)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 316
4 (حرف الباء:)
بشر بن عبد الواحد بن أحمد بن محمد بن بشر. القُهُنْدُزي الخُرساني. أبو القاسم.
4 (حرف الجيم:)
جعفر بن محمد بن أحمد بن محمد بن الحسين بن إسحاق بن جعفر الصادق. النقيب أبو عبد الله العلوي الحسيني الإسحاقي الحلبي. ولي نقابة حلب بعد أبيه الشريف أبي إبراهيم. وكان أدبياً شاعراً. كان عزيز الدولة فاتك يحبه ويُجِله. وله في فاتك مدائح. توفي بحلب. وكان يرجع إلى دين وعبادة وزُهد، إلا أنه كان شيعياً من كبار الإمامية. ذكره ابن أبي طيء.
4 (حرف الحاء:)
حسان بن الحسن اللحياني. القطان. حدث بمصر. الحسين بن الحسن.

(28/316)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 317
أبو علي المعدني اللواز، صاحب الفُقاع. قال أبو إسحاق الحبال: رجل صالح، توفي في ربيع الآخر. سمع من: حمزة، وابن رشيق. الحسين بن بقاء بن محمد. أبو عبد الله المصري الخشاب. روى عن: أبي هريرة أحمد بن عبد الله بن أبي عصام. روى عنه: خلف الحوفي، وغيره. حدث في هذه السنة، ولم تُحفظ وفاته. حمد بن عمر بن أحمد بن إبراهيم الزجاج. أبو نصر الهمداني المحدث. روى عن: أحمد بن محمد بن مهران، وأحمد بن محمد بن هارون الكرابيسي، وعبد الله بن الحسين القطان، وطاهر بن سهلُويه، وأبي زرعة أحمد بن الحسين الرازي، وعامة مشايخ همدان، وخراسان. روى عنه: أبو الفضل الفلكي في مصنفاته كثيراً، وجماعة. قال شيرويه: وثنا عنه: محمد بن الحسين الصوفي، ويوسف الخطيب، وغيرهما. وكان ثقة حافظاً يُحسن هذا الشأن. سمعت عبدوس يقول: كان حمد الزجاج يقرأ على المشايخ وربما كان نائماً، ويقرأ عليه مستوياً لحفظه ومعرفته بالأسانيد والمتون. وتوفي في عشر ذي القعدة، وصلى عليه محمد بن) عيسى. قلتُ: شيخه الكرابيسي سمع من أبي مسلم الكجي، وجماعة.

(28/317)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 318
4 (حرف الراء:)
رفاعة بن الفرج القُرشي. أبو الوليد القُرطبي. كان واسع الرواية. حدث عن: أحمد بن سعيد الصدفي، وغيره. روى عنه: حفيده محمد بن سعيد بن رفاعة. وعاش تسعين سنة.
4 (حرف السين:)
سعيد بن سلمة بن عباس بن السمح. أبو عثمان القرطبي. روى عن: محمد بن معاوية القُرشي، وأبي محمد الباجي، وأبي الحسن الأنطاكي، وجماعة. وكان فاضلاً عاقلاً ضابطاً يؤم بجامع قُرطبة. وكانت كتبه في غاية الصحة، وحضر جنازته المعتلي بالله يحيى بن علي. سلطان الدولة. أبو شجاع بن بهاء الدولة أبي نصر بن عضُد الدولة بن بويه. ولي السلطنة وهو صبي له عشر سنين بعد أبيه، وبُعثت إليه خِلع المُلك من جهة الخليفة إلى شيراز. وقدم بغداد في أثناء سلطنته. ومات بشيراز، وله اثنان وعشرون عاماً وخمسة أشهر.

(28/318)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 319
وكانت سلطنته ضعيفةً متماسكة.
4 (حرف الصاد:)
صدقة بن محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الملك. أبو القاسم القرشي الدمشقي، المعروف بابن الدلم. سمع من: أبي سعيد بن الأعرابي، وعثمان بن محمد الذهبي والحسين بن حبيب الحصائري، وأبي الطيب بن عبادل، وخيثمة بن سليمان. روى عنه: عبد الرحيم بن أحمد البخاري، وعلي بن الحضر السُلمي، وأبو علي الأهوازي، وعبد العزيز الكتاني، وعلي بن الحسين بن صدقة الشرابي. قال الكتاني: كان ثقة مأموناً، مضى على سداد. وتوفي في جمادى الآخرة. قلت: كان أسند من بقي بدمشق، ومات في عشر المائة.
4 (حرف الطاء:)
طاهر بن أحمد. أبو فرج الإصبهاني.

(28/319)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 320
قال الخطيب: لقيته بسواد دُجيل، فروى لي أحاديث سمعها من الطبراني. وذلك في هذه السنة.
4 (حرف العين:)
العباس أبو الفتح الحمراوي. يُعرف بمولى الخادم. قال الحبال: عنده عن الآجري،) وغيره. حضرت جنازته في ربيعه الأول، يعني بمصر. عبد الله بن أحمد بن إسماعيل الفقيه. أبو سهل النيسابوري الحضري الزاهد الصوفي. قال عبد الغافر: هو عديم النظير في طريقته وزُهده وفضله، وحفظ التجميل في الفقر وترك الإدخار. وكان يُلقن. حدث عن: يحيى بن منصور القاضي، وأبي محمد الكعبي، وأبي علي الحافظ النيسابوري، وطبقتهم. وكان يمتنع من الرواية خُمولاً وديانة. توفي في عاشر شوال. روى عنه: أبو القاسم بن أبي محمد القُرشي. عبد الله بن محمد بن المرزُبان بن منجويه الإصبهاني. شيخ متعبد، صحب الصالحين والعُباد بإصبهان ونيسابور مثل: إبراهيم النصرباذي، وعبيد الله بن محمد البستي. وسمع من: أبي أحمد العسال، والطبراني، وإبراهيم بن محمد بن حمزة. مات في أول ربيع الأول. قاله أبو نعيم.

(28/320)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 321
عبد الرحمن بن أحمد بن إبراهيم. أبو القاسم القزويني الصوفي الخباز. قال الخطيب: قدم علينا حاجاً، فحدثنا عن أبي الحسن علي بن إبراهيم بن سلمة القطان، وغيره. وحدثني أبو عمرو المروزي أن أهل قزوين يضعفونه في روايته عن أبي سلمة. عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد الحضرمي. الأديب أبو القاسم الإشبيلي، المعروف بابن شبراق. قال أبو عبد الله الخولاني: كان نبيلاً، شاعراً مُفلقاً. كان ينشدني أشعاره. وصنف كاتباً في الأخبار. وقال الحُميدي: كنيته أبو المطرف. عُمر طويلاً. عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن حبيب القاضي. أبو زيد النيسابوري. سمع: أبا العباس الأصم، وأحمد بن محمد بن بالويه، وغيرهما.

(28/321)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 322
روى عنه: أبو بكر البيهقي، والقُشيري، وأبو بكر بن خلف، وأبو عبد الله الثقفي، وجماعة. توفي في جمادى الآخرة بنيسابور. وكان إماماً ومدرساً. عبد الرحمن بن مروان بن عبد الرحمن. أبو المطرف الأنصاري القنازعي القرطبي، الفقيه المالكي. سمع من: أبي عيسى الليثي، وأبي بكر محمد بن السُليم القاضي، وأبي جعفر بن عون الله، وطبقتهم. وأخذ القرآن عن: أبي الحسن علي بن محمد الأنطاكي، وأبي عبد الله بن النعمان، وأصبغ بن تمام. ورحل سنة سبعٍ وستين، فسمع المدونة بالقيروان على هبة الله) بن أبي عُقبة التميمي. وأكثر بمصر عن الحسن بن رشيق. وذكر عن ابن رشيق أنه روى عن سبعمائة محدث.

(28/322)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 323
وكتب القنازعي بمصر أيضاً عن الموجودين. وحج فأخذ في الموسم عن أبي أحمد الحسين بن علي النيسابوري. وأخذ عن ابن أبي زيد جملةً من تواليفه. وقدم قُرطبة فأقبل على الزهد والإنقباض، ونشر العلم، وأقرأ القرآن. وكان عاملاً فقيهاً حافظاً ورعاً متقشفاً قانعاً باليسير، فقيراً دؤوباً على العلم، كثير الصلاة والتهجد والصيام، عالماً بالتفسير والأحكام، بصيراً بالحديث، حافظاً للرأي. له مصنفٌ في الشُّروط وعِللها، وصنف شرحاً للموطأ. وكان له معرفة باللغة والأدب. وكان حسن الأخلاق، جميل اللقاء. عرض عليه السلطان الشورى فامتنع. قال محمد بن عتاب: والقنازعي منسوب إلى صنعته، خيرٌ فاضل. توفي في رجب، ومولده سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة. وقال ابن حيان: كان زاهداً مُجاب الدعوة. امتُحن بالبربر أول ظهورهم محنةً أودت بماله. وكان أقرأ من بقي. وله في الموطأ تفسير مشهور، واختصار كتاب ابن سلام في تفسير القرآن. روى عنه: ابن عتاب، وأبو عمر بن عبد البر. عبد الصمد بن محمد بن نُجيد البغوي. أبو القاسم. توفي ببغ في ربيع الأول. عبد العزيز بن جعفر بن إسحاق بن محمد بن خُواستى.

(28/323)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 324
أبو قاسم الفارسي، ثم البغدادي. المقريء النحوي. شيخ معمر، وُلد في رجب سنة عشرين وثلاثمائة. وسمع من: أبي بكر محمد بن عبد الرزاق بن داسة، وإسماعيل بن محمد الصفار، وأحمد بن سلمان النجاد، وأبي عمر الزاهد، وأبي بكر محمد بن الحسن النقاش، وعبد الواحد بن أبي هاشم. وجود القرآن مِراراً برواية أبي عمروا بن العلاء على عبد الواحد المذكور. وقرأ لابن كثير وابن عامر على النقاش. وتلا عليه بهذه الثلاث روايات أبو عمرو الداني، وأسندها عنه في التيسير. وسمع منه الحديث. وروى عنه أيضاً: أبو الوليد بن الفرضي، وذكر أنه لقيه بمدينة التراب من الأندلس. وقال أبو عمرو الداني إنه توفي في ربيع الأول، وهو ابن اثنتين وتسعين سنة. قال: ودخل الأندلس تاجراً سنة خمسين وثلاثمائة، يعني فسكنها، وكان خيراً فاضلاً صدوقاً ضابطاً. كان يُعرف بابن أبي غسان. قال لي: أذكر اليوم الذي مات فيه ابن مجاهد، وقرأت القرآن على أبي بكر النقاش في حدود) سنة أربعين. ولازمته مدة، وكان أسمح الناس وأسخاهم. وسمعتُ مصنف أبي داود من ابن داسة بالبصرة في سنة ثمانٍ وثلاثين وثلاثمائة. واختلفت إلى أبي سعيد السيرافي وقرأت عليه مختصر الجرمي والتصريف للمازني، وعدة كتب. قلت: وهذا كان أسند من بالأندلس في زمانه، ولكن ضيعه أهل الأندلس ولم يعرفوا قدره ولا اذدحموا عليه لقلة اعتنائهم بالعُلو.

(28/324)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 325
عبد الملك بن أحمد بن عبد الرحمن. أبو مروان العبسي الإشبيلي. عالم ورع، فاضل، متسع الرواية. عن: محمد بن معاوية القرشي، وحارث بن مسلمة. أجاز لابن خزرج في شوال من السنة، وتوفي بعد ذلك بأشهر. عبيد الله بن محمد بن محمد بن علي. أبو محمد الصرام النيسابوري. توفي في جمادى الآخرة بنيسابور. علي بن الحسن الإبريسمي. سمع من: الإسماعيلي، وأبي زُرعة، والتميمي. علي بن عيسى بن سليمان أصفروخ. أبو الحسن الفارسي الشاعر، المعروف بالسكري، نزيل بغداد. كان يعرف القراءآت والكلام، وفنون الأدب. له ديوان شِعر كبير عامته في الرد على الرافضة، وكان أشعرياً. علي بن هلال.

(28/325)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 326
أبو الحسن، صاحب الخط المنسوب، المعروف بابن البواب. قال أبو الفضل بن خيرون: توفي في جُمادى الأولى سنة ثلاث عشرة، وكان من أهل السنة. وقال أبو عبد الله بن النجار في تاريخه: أبو الحسن ابن البواب مولى معاوية بن أبي سفيان، صحِب أبا الحسين بن سمعون، وقرأ الأدب على أبي الفتح بن جني، وسمع من أبي عُبيد المرزباني. وكان يعبر الرؤيا، ويقص على الناس بجامع المنصور. وله نظم ونثر. انتهت إليه الرئاسة في حسن الخط. وقال ابن خلكان: أول من نقل هذه الطريقة من خط الكوفيين أبو علي بن مُقلة، وخطه عظيم، لكن ابن البواب هذب الطريقة ابن مُقلة ونقحها، وكساها طلاوة وبهجة. وشيخه في الكتابة أبو عبد الله محمد بن أسد المذكور في سنة عشر وأربعمائة. وكان ابن البواب يذهب إذهاباً فائقاً، وكان في أول أمره مزوقاً يصور الدور فيما قيل. ثم أُذهب الكُتب. ثم تعانى الكتابة ففاق فيها على الأولين والآخرين، ونادم فخر المُلك أبا غالب.) وقيل: إنه وعظ بجامع المنصور. ولم يكن له في عصره ذاك النفاق الذي له بعد موته. لأنه وجد بخطه ورقة قد كتبها إلى بعض الأعيان يسأله فيها مساعدة صديق له بشيء لا يساوي

(28/326)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 327
دينارين. وقد بسط القول فيها نحو السبعين سطراً. وقد بيعت بعد ذلك بسبعة عشر ديناراً إمامية. ولأبن البواب شعر وترسل يدل على فضله وأدبه وبلاغته. وقيل: إن بعضهم هجاه بقوله:
(هذا وأنت ابن بواب وذو عدم .......... فكيف لو كنت رب الدارِ والمالِ.)
وقال أبو علي الحسن بن أحمد بن البنا: حكى لي أبو الطاهر بن الغباري أن أبا الحسن ابن البواب أخبره أن ابن سهلان استدعاه، فأبى المُضي إليه. وتكرر ذلك. قال: فمضيتُ إلى أبي الحسن بن القزويني وقلتُ: ما ينطقه الله به أفعله. قال: فلما دخلت إليه قال لي: يا أبا الحسن اصدق والق من شئت. قال: فعدتُ في الحال، وإذا على بابي رسل الوزير. قال: فمضيت معهم فلما دخلت إليه قال لي: يا أبا الحسن ما أخرك عنا فاعتذرت إليه. ثم قال: قد رأيت مناماً. فقلتُ: مذهبي تعبير المنامات من القرآن. فقال: رضيت. ثم قال: رأيت كأن الشمس والقمر قد اجتمعا وسقطا في حجري. قال: وعنده فرح بذلك: كيف يجتمع له الملك والوزارة. قلت: قال الله تعالى: وجُمعَ الشمسُ والقمرُ. يقولُ الإِنْسَانُ يومئذٍ أينَ المَفرُّ. كلاَّ لاَ وَزَرَ. وكررت عليه هذه ثلاثاً. قال فدخل حُجرة النساء. وذهبت. فلما كان بعد ثلاثة أيام انحدر إلى واسط على أقبح حال. وكان قتله هناك. ولأبي العلاء المعري:

(28/327)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 328
(ولاح هِلالٌ مِثل نُونٍ أجادها .......... بذوب النضار الكاتبُ ابن هلالِ.)
قال أبو الحسن محمد بن عبد الملك الهمداني في تاريخه: توفي أبو الحسن ابن البواب صاحب الخط الحسن في جُمادى الأولى، ودُفن في جوار تربة أحمد، يعني ابن حنبل. وكان يقص بجامع المدينة. وجعله فخر المُلك أحمد نُدمائه لما دخل إلى بغداد. ورثاه المرتضى بقوله:
(رُديت يا ابن هلالٍ والردى عرضٌ .......... لم يُحم منهُ على سُخطٍ له البشرُ)

(ما ضر فقدكُ والأيامُ شاهدةُ .......... بأن فضلك فيها الأنجُمُ الزُهُرُ)

(أغنيتَ في الأرضِ والأقوامِ كلهم .......... من المحاسن ما لم يغنيهِ المطرُ)
)
(فللقُلُوبِ التي أبهجتها حزنٌ .......... وللعُيُونِ التي أقررتها سهرُ)

(وما لعيش وقد ودعته أرجٌ .......... ولا لليلٍ وفد فارقتهُ سحرُ)

(وما لنا بعد أن أضحتْ مَطالعُنا .......... مَسلُوبةً من أوضاح ولا غُررُ)
وحدث أبو غالب محمد بن أحمد بن بشران الواسطي: حدثني محمد بن علي بن نصر الكاتب: حدثني أبو الحسن بن علي بن هلال ابن البواب، فذكر حكاية مضمونها أنه ظفر في خزانة بهاء الدولة بربعةٍ ثلاثين جزاءاً جلداً من جزء من الربعة فجلده به، وجلد الجزء الذي قلع عنه بجلد جديد حتى بقي ذلك الجزء الجديد الكتابة لا يعرفه حُذاق الكتاب من الربعة. ومن شعر ابن البواب:
(فلو اني أُهديتُ ما هو فرضُ .......... للرئيس الأجل من أمثالي)

(لنظمتُ النجوم عِقداً إذا رص .......... عَ غيري جواهراً بلآلي)

(28/328)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 329
(ثم أهديتها إليه وأقرر .......... ت بعجزي في القول والأفعالِ)

(غير أني رأيت قدرك يعلو .......... عن نظيرٍ ومشبه ومثالِ)

(فتفاءلتُ في الهدية بالأق .......... لام علماً مني بصدق الفالِ)

(فاعتقدها مفاتح الشرق والغر .......... ب والمكرُمات والأفعالِ)

(وابق للمجد صاعد الجد عزا .......... والأجل الرئيس نجم المعالي)

(وحقوقُ العبيد فرضٌ على السا .......... دة في كل مرسم للمعالي)

(وحياةُ الثناء تبقى على الده .......... رِ إذا ما انقضت حياة المالِ)
في أبيات أخرى. وقال أبو بكر الخطيب: ابن البواب، صاحب الخط. كان رجلاً ديناً لا أعلمه روى شيئاً من الحديث. قال ابن خلكان: روى ابن الكلبي والهيثم بن عدي أن الناقل للكتابة العربية من الحيرة إلى الحجاز حربُ بن أُمية، فقيل لأبي سفيان: ممن أخذ أبوك الكتابة فقال: من ابن سدرة. وأخبره أنه أخذها من واضعها مرامر بن مُرة. قال: وكان لحِمير كتابة تُسمى المُسند، وحروفها متصلة. وكانوا يمنعون العامة تعلمها. فلما جاء الإسلام لم يكن بجميع اليمن من يقرأ ويكتب. قلت: وهذا فيه نظرٌ، فإن اليمن كان بها خلقٌ من أهل الكتاب يكتبون بالقلم بالعبراني.) إلى أن قال: فجميع كتابات الأمم إثنا عشر كتابة وهي العربية، والحميرية، واليونانية، والفارسية، والسريانية، والعبرانية، والرومية، والقبطية، والبربرية، والأندلسية، والهندية، والصينية،

(28/329)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 330
فخمس منها ذهبت: الحميرية، واليويناية، والقبطية، والبربرية، والأندلسية. وثلاث لا تعرف ببلاد الإسلام: الصينية، والرومية، والهندية.
4 (حرف الميم:)
محمد بن أحمد بن محمد. أبو الفضل الجارودي الهروي الحافظ. سمع: أبا علي حامد بن محمد الرفاء، ومحمد بن عبد الله السليطي، وأبا إسحاق القراب والد الحافظ أبي يعقوب، وعبد الله بن الحسين النضري والمروزي، وسليمان بن أحمد الطبراني، ومحمد بن علي بن حامد، وإسماعيل بن بُجير السلمي، وأحمد بن محمد بن سلمويه النيسابوري، وعمر بن محمد بن جعفر الأهوازي البصري، وجماعة كثيرة بنيسابور، والري، وهمدان، وإصبهان، والبصرة، وبغداد، والحجاز. روى عنه: أبو العطاء المليحي، وشيخ الإسلام عبد الله بن محمد الأنصاري، والهرويون. وكان شيخ الإسلام إذا روى عنه يقول: ثنا إمام أهل الشرق أبو الفضل. قال: أبو النضر الفامي: كان عديم النظير في العلوم خصوصاً فيعلم الحِفظ والتحديث، وفي التقلل من الدنيا، والاكتفاء بالقوت، وحيداً في الورع.

(28/330)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 331
وقد رأى بعض الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم فأوصاه بزيارة قبر الجارودي. وقال: أنه كان فقيراً سُنياً. وقال بعضهم: هو أول من سن بهراة تخريج الفوائد وشرح الرجال والتصحيح. وقال ابن الطاهر المقدسي: سمعتُ أبا إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري يقول: سمعت الجارودي يقول دخلت إلى الطبراني فقربني وأدناني، وكان يتعسر علي في الأخذ، فقلت له: أيها الشيخ، تتعسر علي وتبذل الآخرين. قال: لأنك تعرف قدر هذا الشأن. توفي الجارودي في الثالث والعشرين من شوال سنة ثلاث عشرة. محمد بن أحمد بن يوسف. أبو بكر البغدادي الصياد. سمع: أبا بكر الشافعي، وابن خلاد النصبي، ومحمد بن أحمد بن محرم، وأحمد بن جعفر بن حمدلن القطيعي، وأحمد بن جعفر بن حمدان السقطي البصري. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ثقة صدوقاً. انتخب عليه ابن أبي) الفوارس. توفي في ربيع الأول. وكان مولده في سنة ثلاثٍ وثلاثين وثلاثمائة. محمد بن أحمد بن زكريا. النيسابوري الزاهد.

(28/331)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 332
محمد بن إبراهيم بن ماهان. أبو بكر الفقيه. سمع ببخارى من: خلف الخيام. محمد بن طلحة بن محمد بن عثمان. أبو الحسن النعالي. من محدثي بغداد. قال الخطيب: كان يكتب معنا، ويتتبع الغرائب. حدث عن: أبي بكر الشافعي، ومحمد بن كوثر البربهاري، وحبيب القزاز، وأبي بكر القطيعي. كتبتُ عنه، وكان رافضياً. وسمعتُ الأزهري يقول إنه سمعه يلعن معاوية رضي الله عنه. محمد بن محمد بن النُعمان البغدادي.

(28/332)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 333
ابن المعلم، المعروف بالشيخ المفيد. كان رأس الرافضة وعالمهم. صنف كتباً في ضلالات الرافضة، وفي الطعن على السلف. وهلك في خلق حتى أهلكه الله في رمضان، وأراح المسلمين منه. وقد ذكره ابن أبي الطيء في تاريخ الشيعة فقال: هو شيخ مشايخ الطائفة، ولسان الإمامية ورئيس الكلام والفقه والجدل. كان أوحد في جميع فنون العلوم، الأصولين، والفقه، والأخبار، ومعرفة الرجال، والقرآن، والتفسير، والنحو، والشعر. ساد في ذلك كله. وكان يُناظر أهل كل عقيدة، مع جلالة العظيم في الدولة البُويهية، والرتبة الجسمية عند الخلفاء العباسين. وكان قوي النفس، كثير المعروف والصدقة، عظيم الخشوع، كثير الصلاة والصوم، يلبس الخشن من الثياب. وكان بارعاً في العلم وتعليمه، وملازماً للمطالعة والفكرة. وكان من أحفظ الناس. ثم قال: حدثني رشيد الدين المازندراني: حدثني جماعة ممن لقيت، أن الشيخ المفيد ما ترك كتاباً للمخالفين إلا وحفظه وباحث فيه، وبهذا قدر على حل شبه القوم. وكان يقول لتلامذته: لا تضجروا من العلم، فإنه ما تعسر إلا وهان، ولا يأبى إلا ولان. لقد أقصد الشيخ من الحشوية، والجبرية، والمعتزلة، فأذل له حتى أخذ منه المسألة أو أسمع منه.

(28/333)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 334
وقال آخر: كان المفيد من أحرص الناس على التعليم. وإن كان ليدور على المكاتب وحوانيت الحاكة، فيلمح الصبي الفطن، فيذهب إلى أبيه وأمه حتى يستأجرهن ثم يعلمه. وبذلك كثر تلامذته. وقال غيره: كان الشيخ المفيد ذا منزلةٍ عظيمةٍ من السلطان، ربما زاره عضد الدولة، وكان يقضي حوائجه ويقول له: اشفع تشفع.) وكان يقوم لتلامذته بكل ما يحتاجون إليه. وكان المفيد ربعةً، نحيفاً، أسمر. وما استغلق عليه جوابُ معاندٍ إلا فزع إلى الصلاة يسأل الله فييسر له الجواب. عاش ستاً وسبعين سنة، وصنف أكثر من مائتي مصنف. وشيعه ثمانون ألفاً. وكانت جنازته مشهودة. محمد بن الفضل. أبو بكر المفسر. توفي ببلخ. محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن علي بن رزين. أبو عبد الله الباشاني الهروي. توفي في شوال. محمد بن منصور بن علي. أبو طاهر البغدادي، الشاعر الأديب المعروف بالقطان، المقريء.

(28/334)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 335
صحاب رسالة التبيين في أصول الدين. روها عنه: أبو الحسين بن المهتدي بالله، ووالد أبي الحسن بن الطيوري. وروى عنه من شعره أبو الفضل محمد بن المهدي في مشيخته. وذكر أنه مات في هذا العام. محمود بن عمر بن جعفر بن إسحاق. أبو سهل العُبكري. فارسي الأصل، سكن بغداد. وحدث عن: أحمد بن عثمان الأدمي، وأبي سهل بن زياد، وأبي بكر النقاش. قال الخطيب: كتبتُ عنه، وذكره لي أحمد بن علي البادا فقال: أدام الصيام ثلاثين سنة، وليس هو في الحديث بذاك، لأنه روى كتاب القناعة لابن أبي الدنيا، عن شيخٍ لم يسمع منه، والشيخ علي بن الفرج.
4 (حرف الواو:)
ولاد بن علي. أبو الصهباء التميمي الكوفي. قدم بغداد، وحدث عن: محمد بن علي بن دُحيم الشيباني. روى عنه: الخطيب.

(28/335)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 336
1 (وفيات سنة أربع عشرة وأربعمائة:)

4 (حرف الألف:)
أحمد بن الحسن بن عبد الله بن أحمد. أبو عبد الله المقريء الهمداني، إمام الجامع. ويُعرف بالصائغ. روى عن: أبي جعفر بن برزة، والفضل الكندي، وأحمد بن الحسن بن ماجة، وأبي القاسم عبد الرحيم بن الحسن بن عُبيد، ومخلد بن جعفر الباقرحي، وعُبيد الله بن أحمد بن البواب، والحسين بن محمد بن عبيد العسكري الدقاق، وأبي الفتح محمد بن الحسين الأزدي. روى عنه: حمد بن سهل، وأبو الحسن بن حُميد، محمد بن ينال الصوفي. قال شيرويه الحافظ: ونبا عنه يوسف الخطيب، ومحمد بن الحسين الصوفي، وكان ثقة صدوقاً فاضلاً. مات في المحرم وصلى عليه ابنه طاهر. أحمد بن الحسن الدمشقي الوراق. حدث عنه: علي بن أبي العقب، وغير بديار مصر. توفي في صفر. روى عنه: خلف بن أحمد الحوفي، وأبو علي الأهوازي، وأبو عبد الله القُضاعي. أحمد بن زيدان.

(28/336)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 337
أبو العباس المقريء. قال الداني: بغدادي، أقرأ الناس ببيت المقدس. أخذ القراءة عن أبي بكر بن مجاهد، وهو الذي لقنه القرآن. توفي سنة أربع عشرة، وعُمر، ونيف على المائة. قاله لي من قرأ عليه من المغاربة من أصحابنا. أحمد بن عبد العزيز بن محمد بن إسحاق بن قبيصة. أبو حامد المُولقباذي. حدث عن: أبي العباس الصبغي، وأبي الفضل أحمد بن إسماعيل الأزدي، وأبي عمر بن مطر. ومات في ربيع الأخر. روى عنه أبو صالح المؤذن، وغيره. أحمد بن محمد بن سليمان. أبو حامد البشري الهروي العدل. سمع: محمد بن أحمد بن قُريش المروروذي الذي يروي عن عثمان بن سعيد الدارمي، وأبا علي الرفاء. روى عنه: شيخ الإسلام الأنصاري، وأبو العطاء المليحي، ومحمد بن الفضلوي. توفي في شعبان.

(28/337)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 338
وقيده ابن نُقطية بكسر الباء وسكون المثلثة. إسماعيل بن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن السرخسي الهروي. أبو محمد القراب. المقريء العابد أخو الحافظ إسحاق. كان إماماً في عدة علوم، صنف التصانيف، وكان) قدوة في الزهد. سمع: أحمد بن محمد بن مقسم ببغداد، وأبا بكر الإسماعيلي بجرجان، ومنصور بن العباس بهراة. روى عنه: شيخ الإسلام، وأهل هراة. وله مصنف في مناقب الشافعي، وكتاب درجات التائبين. قال الحافظ يوسف بن أحمد الشيرازي: كان في عدةٍ من العلوم إماماً، منها الحديث. والقراءآت، ومعاني القرآن، والفقه، والأدب. وله تصانيف كلها في غاية الحسن. وله كتاب الجمع بين الصحيحين. وكان في الزهد والتقلل من الدنيا آيةً، وفي الإمامة بلا نظير. فلم يجد سوقُ فضله بهراة نفاقاً. كان الصيت إذ ذاك ليحيى بن عمار. وكذا قال أبو النضر الفامي في تاريخه، وأكثر. قال أبو عمر بن الصلاح: رأيت كتابه الكافي في علم القراءآت في عدة مجلدات. وهو كتابٌ ممتع مشتمل على علمٍ كثير. وقال في مناقب الشافعي: لقيتُ جماعةً من أصحاب ابن سُريجُ. وكان القراب قد تفقه على الداركي عبد العزيز ببغداد.

(28/338)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 339
قلت: مات في شعبان من السنة. ومن شيوخه: محمد بن عبد الله الشيرازي، وأبو عمرو بن حمدان، وعلي بن عيسى العاصمي، وأبو أحمد الغطريفي، ومخلد بن جعفر الباقرحي، وبشر بن أحمد الإسفرائيني. روى كتابه في درجات التأبين عمر بن كرم الدينوري بسماعه من أبي الوقت السجزي، قال: أنا أبو عطاء عبد الأعلى بن عبد الواحد بن أحمد المُليحي، عنه.
4 (حرف الباء:)
بديع. فتى القاضي الميانجي روى عن مولاه. روى عنه: عبد العزيز الكتاني، وأبو سعد إسماعيل السمان. وثقه الكتاني. وتوفي في ذي القعدة.
4 (حرف التاء:)
تمام بن محمد بن عبد الله بن جعفر بن عبد الله بن الجُنيد.

(28/339)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 340
الحافظ أبو القاسم ابن الحافظ أبي الحسين البجلي الرازي ثم المشقي، المحدث. ولد بدمشق سنة ثلاثين وثلاثمائة. وسمع من: أبيه، وخيثمة بن سليمان، وأحمد بن حذلم القاضي، وأبي الميمون راشد، وأبي علي أحمد بن محمد بن فضالة، والحسن بن حبيب الحصائري، وأبي يعقوب الأذرعي، ومحمد بن حميد الحوراني، وخلق كثير. خرج عنهم في فوائد.) وقرأ القرآن على أحمد بن عثمان غلام السباك. روى عنه: عبد الوهاب الكلابي أحد شيوخه الصفار، وأبو الحسين الميداني، والحسن بن علي الأهوازي، والحسن بن علي اللباد، وعبد العزيز الكتاني، وأحمد بن محمد العتيقي، وأحمد بن عبد الرحمن الطرائفي، وخلق سواهم. قال الكتاني: توفي أستاذنا تمام الحافظ لثلاثٍ خلون من المحرم سنة أربع عشرة. قال: وكان ثقة، ولم أرى أحفظ منه في حديث الشاميين. وقال أبو علي الأهوازي: وما رأيت مثله في معناه. كان عالماً بالحديث ومعرفة الرجال. وقال أبو بكر الحداد: ما لقينا مثل تمام في الحفظ والخير.
4 (حرف الحاء:)
الحسن بن الفضل بن سهلان.

(28/340)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 341
الوزير أبو محمد. ولي وزارة العراق لسلطان الدولة بن عضُد الدولة بعد فخر المُلك. فكان ضعيف الصناعة، قليل البضاعة، سريع الغضب، فاحشاً. ربما وثب ولكم بيده، ولكنه يندم. وكان فيه شجاعة وهيبة وسخاء. انفحم المفسدون وانقمعوا به، فلم تُطل دولته، وكانت شهرين ونصف، وتوفي. الحسين بن الحسن بن محمد بن حلبس. أبو عبد الله المخزومي الغضائري البغدادي. سمع: محمد بن يحيى الصولي، وإسماعيل الصفار، ومحمد بن البختري، وعثمان بن السماك، والنجاد. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ثقة فاضلاً. مات في محرم. قلتُ: وقع لنا جزء من حديثه عن جماعة عن الهمداني، عن السلفي، عن أبي عبد الله الثقفي، عنه. وروى عنه: البيهقي، وعباس بن أحمد بن بكر ابن الهاشمي، وابن المهتدي بالله. وأما: الغضائري، شيخ الشيعة، فقد مر سنة إحدى عشر.

(28/341)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 342
الحسين بن عبد الله بن محمد بن إسحاق بن أبي كامل الأطرابلسي القيسي. البصري الأصل، العدل. روى عن: أبيه، وعن: خال أبيه خيثمة، وابن حذلم، وأبي يعقوب الأذرعي، وأبي ميمون بن راشد، ومحمد بن إبراهيم السراج نزيل القدس. وسمع بمصر: عبد الله بن الورد، وجماعة. انتقى عليه خلف الواسطي. وحدث عنه: طراد بن الحسين بن حمدان، ومحمد بن علي الصوري، وعبد الرحيم بن أحمد البخاري، وعبد العزيز الكتاني، وأبو الحسن أحمد بن أبي الحديد، وأبو الحسن بن صصرى، وجماعة. وتوفي بأطرابلس. وكان قد حدث قبل موته بدمشق. وثقه أبو بكر الحداد.) الحسين بن علي بن عبيد الله.

(28/342)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 343
أبو علي الرهاوي المقريء. قرأ القرآن لأبن عامر على: أحمد بن محمد الإصبهاني. وقرأ على غيره. وله مصنفات في القراءآت. وحدث عن: أحمد بن صالح البغدادي، قرأ عليه: أبو علي غلام هراس. وحكى عنه: عبد العزيز الكتاني. وتوفي رمضان. الحسين بن محمد بن الحسين بن عبد بن صالح بن شعيب بن منجويه الثقفي. أبو عبد اله الدينوري. توفي في ربيع الآخر بنيسابور. روى عن: هارون بن محمد العطار، وأبي بكر بن السني، وبرهان الصوفي، وأبي علي الحسين بن محمد بن حبش المقريء، وعبد الله بن عبد الرحمن الدقاق الدينوريين، وأبي الحسين بن أحمد بن جعفر بن حمدان الدينوري، وأبي بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي، وعيسى بن حامد الرخجي، وإسحاق بن محمد النعالي، وخلق من الهمدانيين، وغيرهم. روى عنه: جعفر الأبهري، وعبد الرحمن بن أبي عبد الله بن مندة، وسعد بن حمد، ووالده سفيان وأبو بكر محمد، وأبو الفضل القُومساني، وأحمد بن عبد الله إبنا عبد الرحمن بن علي، وأبو غالب بن قصار، وأبو الفتح بن عبدوس، وأبو نصر أحمد بن محمد بن صاعد، وعلي بن أحمد بن الأخرم، وأبو صالح المؤذن ومحمد بن يحيى المزكي، ومكي بن محمد بن دُلير، وأحمد بن الحسين القرشي، وآخرون.

(28/343)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 344
قال شيرويه: كان ثقة، صدوقاً كثير الرواية للمناكير، حسن الخط، كثير التصانيف. ودخل همدان فقيراً فجمعوا له وداسوه، ثم خرج إلى نيسابور ووقع له بها حشمة جليلة. وحدث عنه: أبو إسحاق الثعلبي المفسر. وقد تكلم فيه أبو الفضل بن الفلكي، وقال: ما سمع من عبيد الله بن شنبة. فخرج لذلك من همدن ساخطاً، فتبعه ابن فلكي ورجع عن مقالته، واعتذر منه، فما قبل عُذره، وكان يدعوا على ابن الفلكي. الحسين بن محمد بن الحسن. أبو عبد الله الصوري النحوي الضراب. حدث عن: يوسف الميانجي. روى عنه: عبد الرحيم البخاري. وكان شيخ صور في العربية، والفقه.
4 (حرف السين:)
سُختكين شهاب الدولة. ولي أمرة دمشق للظاهر خليفة مصر سنة اثنتي عشرة.

(28/344)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 345
ومات) بدمشق في قصر السلطان في ذي القعدة سنة أربع عشرة. سعيد بن محمد بن أحمد بن حسين بن مدرك. أبو عاصم الباشاني الهروي الزاهد. روى عن: حامد الرفاء. مسع: منه: شيخ الإسلام الأنصاري. سهل بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن دينار. أبو يحيى الديناري النيسابوري الجوهري. شيخ صالح، عابد، ثقة. لكنه متهم في المذهب. روى عن: الأصم، وأبي العباس القطان، وأبي يحمد الشُعبي. وعنه: أبو صالح المؤذن.
4 (حرف الطاء:)
طاهر بن محمد بن علي بن هاموش. الزاهد أبو محمد الهمداني البزاز، الرجل الصالح. روى عن: إبراهيم بن محمد بن علي بن أبي حماد، وأبي أحمد الحسين بن علي حُسينك، وشُعيب بن علي القاضي. روى عنه: أبو سعد محمد بن علي بن مموش، ويوسف الخطيب، وغيرهما. وكان بَّكاءً خائفاً خاشعاً، من أولياء الله.
4 (حرف العين:)
العباس بن عمر بن مروان.

(28/345)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 346
أبو الحسن الكلوذاني: قال الخطيب: كتبنا عنه عن الصولي، وأبي جعفر بن البختري، وكان رافضياً غير ثقة، فخرقت ما كتبت عنه. وقال ابن خيرون: حدث عن المحاملي، وحمزة الهاشمي. رافضي كذاب، لم يكن له أصل. مات في رمضان. عبد الله بن أحمد عمرو بن أحمد بن معاذ. أبو الحسين، ويقال: أبو العباس، العنسي الداراني. روى عن: أبيه، وأبي الميمون بن راشد، وأبي يعقوب الأذرعي، وأبي الحين بن حذلم. روى عنه: علي بن محمد الحنائي، وأبو علي الأهوازي، وأبو محمد اللباد، وعبد العزيز الكتاني. وقال الكتاني: توفي بداريا في شوال، وكتب الكثير، وحدث بشيء يسير. ثقة مأمون.

(28/346)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 347
عبد الله بن الحسن بن الخصيب. أبو محمد الإصبهاني الكراني. عبد الجبار بن أحمد الهمذاني. القاضي شيخ المعتزلة. توفي بالري في ربيع الآخر. وقيل: توفي سنة كما سيأتي.) عبد الرحمن بن محمد بن سليمان. أبو عقيل السلمي الأستوائي. ثقة، أصل. روى عن: الأصم، وأقرانه. ويعرف بالمائقي. روى عنه: ابن أخته زين الإسلام أبو القاسم القشيري. قاله عبد الغافر في السياق.

(28/347)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 348
عبد الرحمن بن هشام بن عبد الجبار بن الناصر لدين الله الأموي المرواني. أخو محمد المهدي. لما انهزم البربر عن قرطبة مع القاسم بن حمود الحسني، اتفق أهل قرطبة على رد الأمر إلى بني أمبة، وكانت دولتهم قد زالت من سنة سبعٍ وأربعمائة بابني حمود، فاختاروا ثلاثة: عبد الرحمن هذا، وسليمان ابن المرتضى، وآخر. ثم قدموا عبد الرحمن وبايعوه بالخلافة في رمضان من السنة، وله اثنتان وعشرون سنة. وكنيته أبو المطرف، ولقبوه بالمستظهر بالله. ثم قام عليه أحد بني عمه أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الرحمن مع طائفةٍ من الغوغاء، فقتل المستظهر لثلاثٍ بقين من ذي القعدة. وكان رحمه الله ذكياً بليغاً فصيحاً مفوهاً، بارع الأدب رقيق الطبع، جيد النظم. ووزر أبو محمد بن حزم الظاهري له تلك الأيام. ولم يعقب. ثم بويع أبو عبد الرحمن، فدام أمره عشرة أشهر، ولقبوه بالمستكفي. ثم خلع ورجع الأمر إلى يحيى المعتلي، وسم أبو عبد الرحمن فهلك. عقيل بن عبيد الله بن أحمد بن عبدان. أبو طالب الأزدي الدمشقي الصفار. سمع: ابن حذلم، وأبا الميمون بن راشد، وأبا بكر بن معروف، والحافظ أبا الحسين الرازي.

(28/348)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 349
روى عنه: علي بن الخضر، وعبد العزيز الكتاني، وجماعة. توفي في جمادى الآخرة. ووثقه الكتاني. علي بن أحمد بن صُبيح. أبو الحسن القاضي. سمع: أبا بكر الشافعي، وجعفر بن الحكم المؤدب. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقاً. علي بن بشرى بن عبد الله. أبو الحسن الدمشقي العطار. إمام مسجد ابن أبي الحديد. روى عن: أبي علي بن هارون، وعلي بن أبي العقب، ومحمد بن إبراهيم بن مروان، وجمع بن القاسم، وخيثمة بن سليمان، لكن قال الكتاني إنه اتهم في خيثمة. روى عنه: أبو علي الأهوازي، ورشأ بن نظيف، وعبد العزيز الكتاني، وعربية الحلبية. وقال الأهوازي: سمعته يقول: اسمعني والدي من خيثمة سنة ثلاثٍ وأربعين، ولي سبعُ سنين. ووثقه محمد بن علي الحداد. توفي في صفر.

(28/349)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 350
روى عنه: عبد الغني بن سعيد، وإبراهيم بن محمد الحنائي، وأبو عبد الله محمد بن سلامة) القُضاعي، وأبو علي الأهوازي، وأبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد، وخلق كثير من المغاربة والحُجاج. توفي بمكة. قال أبو الفضل بن خيرون: تُكلم فيه. قال: وقيل إنه يكذب. وقال شيرويه الديلمي: روى عنه: أبو منصور بن عيسى، وأبو القاسم عبد الرحمن بن مندة، وعبد الرحمن بن محمد بن شاذي، وثنا عنه بالإجازة: أبو القاسم الخطيب، وأبو القاسم بن البصري، وأبو الفتح بن عبدوس. علي بن عبد الله بن الحسن بن جهضم بن سعيد. أبو الحسن البوراني الصوفي، نزيل مكة، ومصنف كتاب بهجة الأسرار في أخبار القوم. حدث عن: أبي الحسن علي بن إبراهيم بن سلمة القطان، وأبي سهل بن زياد القطان، وأحمد بن الحسن بن عُتبة الرازي، وأحمد بن إبراهيم بن عطية الحداد، وأحمد بن عثمان الأدمي، وعبد الرحمن بن حمدان الجلاب،

(28/350)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 351
وعلي بن أبي العقب، وأبي بكر بن أبي دُجانة، وأبي بكر الرقي، وجُمح بن القاسم المؤذن، وطائفة. قال: وكان ثقة، صدوقاً، عالماً، زاهداً، حسن المعاملة، مذكوراً في البُلدان، حسن المعرفة. وروى عنه أبو طالب محمد بن علي العشاري. قرأت على الأبرقوهي: أخبركم أحمد بن مطيع إجازة وسماعاً في غالب الظن أنه قرأ على الشيخ عبد القادر بن أبي صالح الجبلي، أنا هبة الله السقطي، أنا أبو الفضل جعفر بن يحيى المكي، أنا الحسين بن عبد الكريم الجزري، أنا علي بن عبد الله بن جهضم الهمداني، أنا علي بن محمد بن سعيد البصري، أنا أبي، أنا خلف بن عبد الله الصنعاني، حُميد الطويل، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه السلام: رجب شهر الله، وشعبان شهري، ورمضان شهر أمتي، ثم ذكر فضل ليلة صلاة الرغائب. والحديث موضوع، ولا يُعرف إلا من رواية ابن جهضم. وقد اتهموه بوضع هذا الحديث. وقد رواه عنه عبد العزيز بن بُندار الشيرازي نزيل مكة، وغيره. ولقد أتى بمصائب يشهد القلب ببُطلانها في كتاب: بهجة الأسرار.

(28/351)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 352
علي بن القاسم بن الحسن البصري. أبو الحسن النجاد. هو خاتمة من روى عن أبي روق الهزاني. كان محدثاً عدلاً بالبصرة. حدث عنه: الخطيب، وأبو بكر محمد بن إبراهيم المستملي، والحسن بن عمر بن الحسن بن) يونس الإصبهانيان، وطائفة سواهم. لم أظفر بموته، إلا أنه كان حياً سنة ثلاث عشرة وأربعمائة. ويروي أيضاً عن أحمد بن عبيد الصفار كتاب السنن له. علي بن محمد بن أحمد بن ميلة خُرة. ويُعرف أبو محمد بماشاذه. أبو الحسن الإصبهاني الزاهد، الفقيه الفرضي، أحد أعلام الصوفية.

(28/352)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 353
قال أبو نُعيم: صحب أبا بكر عبد الله بن إبراهيم بن واضح، وأبا جعفر محمد بن الحسن، وزاد عليهما في طريقهما خُلقاً وفتوةً. جمع بي علم الظاهر والباطن، لا تأخذه في الله لومةُ لائم. وكان ينكر على المتشبهة بالصوفية، وغيرهم من الجهال فساد مقالتهم في الحلول والإباحة والتشبيه، وغير ذلك من ذميم أخلاقهم، فعدلوا عنه لما دعاهم إلى الحق جهلاً منهم وعناداً. وانفر في وقته بالرواية عن: محمد بن محمد بن يونس الأبهري، وأبي عمرو أحمد بن محمد بن إبراهيم بن حكيم، وأبي علي أحمد بن محمد بن إبراهيم المصاحفي، ومحمد بن أحمد بن علي الأسواري. وتوفي يوم الفطر. قلت: أخبرنا بلال الحبشي، أنا عبد الوهاب بن ظاهر، أنا السلفي، أنا محمد وأحمد ابنا عبد الله بن أحمد قالا: ثنا علي بن ماشاذه إملاءً، نا أبو علي الصحاف: ثنا أحمد بن مهدي، نا ثابت بن محمد، نا سُفيان الثوري، عن أبي الزُّبير، عن جابر، قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يقطع الصلاة الكشرُ، ولكن يقطعُها القرقرة. وروى أيضاً عن: عبد الله بن جعفر بن فارس، ومحمد بن عبد الله بن أسيدِ، وأبي علي أحمد بن محمد بن عاصم، وعبد الله بن محمد بن عيسى، وغِياث بن محمد، وأبي أحمد العسال، وغيرهم. وأملى عدة مجالس. روى عنه: أبو عبد الله الثقفي في فوائده، ورجاء بن قُولويه، وأحمد بن

(28/353)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 354
محمد ابنا عبد الله السوذرجاني، وأبو الحسين سعيد بن محمد الجوهري، وأبو نصر عبد الرحمن بن محمد السمسار، وآخرون. قال أبو بكر أحمد بن جعفر اليزدي: سمعتُ الإمام أبا عبد الله بن مندة وقت قدومه من خُراسان سنة إحدى وسبعين يقول، وعنده أبو جعفر ابن القاضي أبي أحمد العسال وعدة مشايخ، فسأله ابن العسال عن أخبار مشايخ البلاد التي شاهدها، فقال: طِفتُ الشرق والغرب، فلم أر في الدنيا مثل رجُلين، أحدهما والدك القاضي، والثاني أبو الحسن علي بن ماشاذه الفقيه. ومن عزمي أن أجعله وصبي، وأسلم كُتبي أليه، فإنه أهل له. أو كما قال.) أخبرني إسحاق الصفار، أنا ابن خليل، أنا أبو المكارم، أنبا أبو علي، أنا أبو نُعيم في آخر كتاب الحلية قال: ختم التحقق بطريقة المتصوفة بأبي الحسن علي بن ماشاذه لِما أولاه الله من فنون العِلم والسخاء والفتوة، كان عارفاً بالله فقيهاً عاملاً، له من الأدب الحظ الجزيل رحمه الله. علي بن محمد بن علي بن حسين بن شاذان. الحاكم أبو الحسن بن السقا الإسفرائيني الحافظ المُحدث، الثقة. من أولاد الشيوخ. سمع الكُتب الكبار، وأملي دهراً. روى عن: الأصم، وأبي عبد الله بن الأخرم، وعلي بن حمشاذ، وأبي

(28/354)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 355
عبد الله الصفار الإصبهاني، وأبي طيب الشُعيري، وأبي الحسن الطرائفي، وأبي منصور العتكي، وخلق. ورحل فأخذ عن: أبي سهل بن زياد، والنجاد، ودعلج، وجعفر بن الخُلدي، وعبد الله الخراساني، وعبد الرحمن بن الحسن الهمداني، وطائفة. روى عنه: أبو بكر البيهقي، وسبطه حكيم بن أحمد الإسفرائيني القاضي، وجماعة. توفي في هذه السنة. علي بن محمد بن علي بن يعقوب. أبو القاسم الإيادي البغدادي. سمع أبا بكر النجاد، وأبا بكر الشافعي، وحبيباً القزاز، وجماعة. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ثقة يتفقه على مذهب مالك. مات في ذي الحجة. قلت: وروى عنه: القاسم بن الفضل الثقفي، وأهل بغداد. له جزء معروف به سمعه السبط. عمر بن محمد بن إبراهيم بن عباس. أبو حفص الدوغي المديني. توفي في شعبان.

(28/355)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 356
4 (حرف القاف:)
القاسم بن جعفر بن عبد الواحد بن العباس بن عبد الواحد أبو جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب. القاضي أبو عمر الهاشمي العباسي البصري. سمع: عبد الغافر بن سلامة الحمصي، وأبا العباس محمد بن أحمد بن الأثرم، وعلي بن إسحاق المادرائي، ومحمد بن الحسين الزعفراني الواسطي، والحسين بن يحيى بن عياش القطان، ويزيد بن إسماعيل الخلال صاحب الرمادي، وأبا علي الؤلؤي، والحسن بن محمد بن عثمان الفسوي، وجماعة. وولد في سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة.) روى عنه: أبو بكر الخطيب، وأبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي الإبهاني المستملي، وأبو علي الوخشي، وهناد إبراهيم النسفي، وسُليم بن أيوب الرازي، والمسيب بن محمد الأرغياني، وعلي بن أحمد التستري، وأبو القاسم عبد الملك بن شغبة، وجعفر بن محمد العباداني، وآخرون. قال أبو الحسن علي بن محمد بن نصر الدينوري ابن اللبان: سمعتُ سنن أبي داود على أبي عمر الهاشمي بقراءتي ست مرات. وسمعته يقول: أحضرني والدي هذا الكتاب وأنا ابن ثمان سنين، فأثبت حضوري ولم يثبت السماع، ثم أحضرني وأنا ابن تسعٍ، فأثبت حضوري ولم يُثبت السماع، وسمعته وأنا ابن عشر سنين، فأثبت حينئذٍ سماعي. وقال الخطيب: كان أبو عمر ثقة أميناً، ولي القضاء بالبصرة، وسمعت منه بها سنن أبي داود وغيرها. ومات في تاسعٍ وعشرين من ذي القعدة سنة 14.

(28/356)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 357
4 (حرف اللام)
ليلى بنت أحمد بن مسلم الولادي الإصبهاني. أم البهاء. توفيت في جمادى الأولى، وصلى عليها ابنها.
4 (حرف الميم)
محمد بن أحمد بن سميكة. القاضي أبو الفرج البغدادي، الفقيه الشافعي، روى عن: النجاد، وغيره. وانتقى عليه ابن أبي الفوارس. محمد بن خزيمة بن الحسين. أبو عبد الله المصري الدباغ البزاز. عن: ابن حيويه النيسابوري، وطبقته. ورخه الحبال. محمد بن الحسين بن عمر. أبو الحسين الحمصي الفرضي. ولي قضاء دمشق نيابة عن القاضي أبي عبد الله محمد بن الحسين النصيبي. وسمع من: أبي عبد الله بن مروان، وأبي طاهر محمد بن عبد العزيز الفقيه، والقاضي الميانجي، وأبي زيد المروزي، وجماعة. روى عنه: علي الجنائي، وعبد العزيز الكتاني، وأبو نصر بن طلاب، وآخرون.

(28/357)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 358
توفي في جمادى الأولى. محمد بن طاهر بن يونس بن جعفر. أبو الفتح الدقاق. والد حمزة الحافظ. حدث عن: أبي بكر القطيعي، وغيره. روى عنه: إبناه حمزة والحسين، وابن أخته أبو طالب العشاري، وأبو الفضل محمد بن المهتدي بالله. ولد سنة أربعٍ وأربعين وثلاثمائة، وابيضت لحبة ابنه حمزة) قبله، فكانوا يحسبون الأب هو الابن. توفي رحمه الله في سلخ رجب. محمد بن علي بن عمرو بن مهدي. أبو سعيد النقاش الإصبهاني، الحافظ الحنبلي. سمع من: جده لأمه أحمد بن الحسين بن أيوب التميمي، وأحمد بن معبد، وعبد الله بن فارس، وعبد الله بن عيسى الخشاب، وأبي أحمد العسال، وأحمد بن إبراهيم بن يوسف، وسليمان الطبراني، وجماعة سنة نيفٍ وأربعين وثلاثمائة. ثم رحل إلى بغداد فسمع من: أبي بكر الشافعي، ومحمد بن الحسن بن مقسم المقريء، وعمر بن سلم، وأبي علي بن الصواف، ومحمد بن علي بن حبيش الناقد، ومحمد بن علي بن محرم، وطبقتهم. وسمع بالبصرة من: إبراهيم بن علي الهجيمي وهو أكبر شيخ لقيه في الرحلة.

(28/358)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 359
وسمع من: فاروق الخطابي، وحبيب القزاز. وبالكوفة من: أصحاب مطين، وبدين بن جناح المحاربي القاضي، وصباح بن محمد النهدي، وعبد الله بن يحيى الطلحي. وبمرو من: حاضر بن محمد الفقيه، وجماعة. وبجرجان من: أبي بكر الإسماعيلي، وجماعة منهم إسماعيل بن سعيد الخياط. وبهراة من: أبي حامد أحمد بن محمد بن حسنويه، وأبي منصور محمد بن أحمد بن الأزهر اللغوي. وبنهاوند، وهمدان ونيسابور، والدينور، سمع بها من ابن السني. وبالحجاز، وإسفرائين، ومرو الروذ، وعسكر مكرم. وأملي وجمع في الأبواب، وغير ذلك. وحدث بالكثير روى عنه: أحمد بن عبد الغفار بن أشتة، والفضل بن علي الحنفي، وأبو مطيع محمد بن عبد الواحد المصري، وخلق كثير. وكان من الثقات المشهورين. توفي في رمضان محمد بن علي بن الحسين الباشاني الهروي. الثقة، الرضا. توفي في صفر، وله مائة وست سنين. روى عن: أبي إسحاق أحمد بن محمد بن ياسين الحافظ، ومحمد بن إبراهيم بن نافع. روي عنه: شيخ الإسلام أبو إسماعيل، وجماعة.

(28/359)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 360
محمد بن علي بن ممويه. أبو بكر الإصبهاني الواعظ، المفسر المعروف بالجمال. قال محمد بن عبد الواحد الدقاق: كان ملك العلماء في وقته بإصبهان. محمد بن علي بن العباس بن جمعة. أبو طاهر الخفاف العدل. توفي بخراسان في جمادى الأولى. محمد بن علي بن ربيع بن عبد الله بن ربيع بن بنوش. أبو عبد التميمي القرطبي، ولد) القاضي أبي محمد. روى عن: أبيه، وأبي عمر أحمد بن خالد التاجر، وعباس بن أصبغ وأبي جعفر بن عون الله. وكان نبيلاً مجتهداً، قائماً بالرواية، متقناً. حدث عنه: الخولاني. ومات في حياة أبيه. محمد بن عمر بن هارون. أبو الفضل الكوكبي الإصبهاني، الأديب. توفي في رجب. محمد بن محمد بن إبراهيم الجرجاني. نزيل استرباذ، وهي على مرحلته من جرجان. روى عن: نعيم بن عبد الملك، وهارون بن أحمد الأستراباذي وغيرهما.

(28/360)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 361
4 (حرف الهاء)
هلال بن محمد بن جعفر بن سعدان بن عبد الرحمن بن ماهوية بن مهيار بن المرزبان. أبو الفتح الكسكري، ثم البغدادي الحفار. ولد سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة. سمع من: ابن عياش القطان، وعلي بن محمد المصري الواعظ، وابن البختري، وإسماعيل الصفار، وعثمان بن السماك، وجماعة. قال الخطيب: مات في صفر، وكان صدوقاً. كتبنا عنه. وروى عنه: أبو نصر عبيد الله السجزي، وأبو بكر البيهقي، وهبة الله بن عبد الرزاق الأنصاري، والقاسم بن فضل الثقفي، وطراد بن محمد الزينبي، وخلق كثير. وآخر من روى بالإجازة حديث الحفار بعلوٍ زين الدين محمد بن عبد الدائم عن خطيب الموصل، إجازةً عن طراد. الهيصم بن محمد بن إبراهيم. أبو علي البُوشنجي الشعبي. توفي ببوشنج يوم العيد.

(28/361)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 362
4 (حرف الياء:)
يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى. أبو زكريا بن المزكي أبي إسحاق. مُسند نيسابور وشيخ التزكية. كان ثقة نبيلاً زاهداً صالحاً، ورعِاً متقناً. وما كان يحدث إلا وأصله بيده يُقابل به. وعقد الإملاء مدة، وقُريء عليه الكثير. وقد تفقه على الأستاذ أبي الوليد. روى عن: أبي العباس الأصم، وأبي عبد الله محمد بن يعقوب الأخرم، وأبي الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس، والحسن بن يعقوب البُخاري، وأبي بكر أحمد بن إسحاق الصبغي الفقيه، وطائفة من النيسابوريين، وأبي سهل بن زياد، وأحمد بن سلمان النجاد، وعبد الله بن إسحاق الخُراساني، وأحمد بن كامل القاضي، وأحمد بن عثمان الأدمي البغداديين، ومحمد بن علي بن دُحيم) الكوفي، وجماعة كثيرة. وانتقى عليه الحافظ أبو بكر البيهقي في جميع كُتبه، وأبو صالح المؤذن، وعثمان بن محمد المحمي، وعلي بن أحمد المؤذن ابن الأخرم، وهبة الله بن أبي الصهباء، وابنه أبو بكر محمد بن يحيى، والقاسم بن الفضل الثقفي، وآخرون. مات في ذي الحجة.

(28/362)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 363
يحيى بن إبراهيم بن محارب. أبو محمد السرقسطي. روى عن: عبدوس بن محمد، وحج فروى عن أبي القاسم السقطي صاحب إسماعيل الصفار. وكان فاضلاً زاهداً، يُقال كان مجاب الدعوة. وله كتاب صفة الجنة. روى عنه: قاسم بن هلال، وعُمر بن كُريب، وموسى بن خلف، ووضاح بن محمد السرقسطي.

(28/363)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 364
1 (وفيات سنة خمس عشرة وأربعمائة:)

4 (حرف الألف:)
أحمد بن أحمد بن يوسف. أبو صادق الدوغي الجُرجاني البيع. سمع وطوف، وطال عمره. وحدث عن: عبد الرحمن بن عبيد الهمذاني، ودعلج بن أحمد، وأبي بكر الشافعي، وحامد الرفاء، وعبد الله بن عدي. قال الحافظ علي بن محمد الزبحي: لم أرزق السماع منه، وكان يجلس بجنبي في مجلس ابن معمر. روى عنه: أبو مسعود البجلي، وأقراننا. ومات في جُمادى الآخرة. أحمد بن علي بن أحمد بن محمد بن شبيب. أبو نصر الشبيبي الخندقي.

(28/364)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 365
قال عبد الغافر: شيخ ثقة معروف، يكتب الأمالي على كبر السن. وحدث عن: الأصم، وأبي عبد الله بن الأخرم، وأبي حسن الكارزي، وأبي الوليد الفقيه. ثنا عنه جماعة. توفي في ذي القعدة. قلت: روى عن: أبي نصر أبو الحسن المديني ابن الأخرم، والبيهقي. أحمد بن علي بن أحمد بن مُعاذ. أبو الحسين المُلقباذي التاجر. شيخ ثقة مستور، مجاوراً بالجامع بنيسابور. ويُقال أنه من ذرية معاذ بن جبل. حدث عن: أبي محمد الكعبي، ويحيى بن منصور القاضي، وأبي بكر محمد بن المؤمل. وعنه: أبو صالح المؤذن. أحمد بن علي بن محمد. أبو عبد الله القُرشي، الدمشقي، الرُماني النحوي. المعروف) بالشرابي. الأديب. حدث بكتاب إصلاح المنطق ليعقوب بن السكيت، عن أبي جعفر محمد بن أحمد الجُرجاني. وسمع من: عبد الوهاب الكلابي.

(28/365)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 366
روى عنه: أبو نصر بن طلاب الخطيب. توفي في دمشق في ربيع الآخر. أحمد بن عُمر بن عثمان. أبو فرج ابن البغل. بغدادي، سمع من: جعفر الخُلدي، وأبي بكر النجاد. قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان صدوقاً. أحمد بن الفضل. أبو منصور النُعيمي الجرجاني الحافظ. عن: ابن عدي، وأبي بكر الإسماعيلي، وأبي أحمد الغطريفي، أبي أحمد الحاكم، وأبي عمر الحيري، ونصر بن عبد الملك الأندلسي، وغيرهم. وصنف كتاباً في أخبار الخيل، وله في الحديث مصنف سماه المُجتنى. مات في شوال. قاله ابن ماكولا. أحمد بن محمد بن أحمد بن القاسم بن إسماعيل الضبي المحاملي.

(28/366)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 367
الفقيه الشافعي أبو الحسن. درس الفقه على الشيخ أبي حامد. وكان عُجباً في الذكاء والفهم، صنف في الفقه كتاب المجموع، وهو كتابٌ كبير، وكتاب المقنع في مجلد، وكتاب الُلباب، وغير ذلك. وصنف في الخلاف كثيراً. وسمع من: الحافظ محمد بن المظفر، وطبقته. ورحل به أبوه إلى الكوفة فسمعه من ابن أبي السري البكائي. ولد سنة ثمانٍ وستين وثلاثمائة. روى عنه: أبو بكر الخطيب، وحضر دروسه. وقال الشريف المرتضى أبو القاسم علي بن الحسين المُوسوي: دخل علي أبو الحسن المحاملي مع الشيخ أبي الحامد، ولم أكن أعرفه، فقال لي الشيخ أبي حامد: هذا أبو الحسن بن المحاملي، وهو اليوم أحفظ للفقه مني. وقال الشيخ أبو إسحاق في الطبقات: تفقه أبو الحسن على الشيخ أبي

(28/367)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 368
حامد الإسفرائيني وله عنه تعليقه تنسب إليه، وله مصنفات كثيرة في الخِلاف والمذهب، ودرس ببغداد. قلت: وتوفي في ربيع الآخر، وتوفي أبوه سنة سبعٍ كما مر. أحمد بن محمد بن الحاج بن يحيى. أبو العباس الإشبيلي الشاهد. نزيل مصر. رحل في صغره، وسمع: عثمان بن محمد السمرقندي، والحسن بن مروان القيسراني، وأبا علي بن هارون، وأبا القاسم علي بن أبي العقب، وأحمد بن محمد بن عُمارة، وأبا الفوارس أحمد بن محمد بن عُتبة الرازي، والعباس بن محمد الرافقي، وأبا بكر أحمد بن عبد الله بن أبي دُجانة) الدمشقي، وخلقاً سواهم بمصر، والشام. روى عنه: أبو نصر عبيد الله بن سعيد الوابلي، وعبد الرحيم بن أحمد البخاري، وأبو عبد الله القُضاعي، وأبو إسحال الحبال، وأبو الحسن الخلعي، وطائفة من المغاربة. وقع لنا حديثه عالياً. وخرج له أبو نصر المذكور أجزاءً كثيرة، وأثنى عليه الحبال وقال: مات في صفر. أحمد بن محمد بن أحمد بن إسماعيل.

(28/368)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 369
أبو بكر الحربي، المؤدب، المؤذن. كان حجاجاً، كثير التلاوة. وسمع من: النجاد. أحمد بن محمد بن أبي أسامة. القاضي أبو الفضل الحلبي. أحد كُبراء حلب. قبض أسد الدولة صالح بن مرداس متولي حلب عليه، ودفنه حياً بقلعة حلب. قال صاحب أبو القاسم بن العديم: ولما حفر الملك العزيز أساس داره بالقلعة سنة اثنتين وثلاثين وستمائة ظهر لهم مطمورةٌ مُطبقة، وفيها رجل في رجليه لبنةُ حديد، فلا أشك أنه هو. وهو أحمد بن محمد بن عبيد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد بن بهلول بن أبي أسامة. حدث عن: أبي أسامة الجنادة بن محمد. وسمع بحلب من أخيه عبيد الله، ومن: سليمان بن محمد بن سليمان التنوخي.

(28/369)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 370
روى عنه: القاضي أبو الحسين أحمد بن يحيى بن أبي جرادة قاضي حلب. ولي ابن أبي أسامة قضاء حلب، وتمكن في أيام سديد الدولة ثُعبان بن محمد الكتامي أمير حلب، وموصوف الصقلبي والي القلعة. وكانا يرجعان إلى عقله ورأيه. فلما حضر نواب صالح كان ابن أبي أسامة في القلعة، فتسلمها نواب صالح وقتلوا موصوفاً وابن أبي أسامة. وقيل: بل دفنوه حياً. أحمد بن محمد بن موسى. أبو الحسين البغدادي الخياط. سمع منه أبو بكر الخطيب في هذا العام عن عبد الصمد الطستي، والنجاد، ووثقه. أحمد بن محمد بن عمر بن الحسن. أبو الفرج ابن المسلمة، البغدادي العدل. سمع: أباه، وأحمد بن كامل القاضي، وأبا بكر النجاد، وابن علم، ودعلج بن أحمد. قال الخطيب: كان ثقة، يُملي كل سنةٍ مجلساً واحداً في المحرم. وكان موصوفاً بالعقل والفضل والبِر. وداره مألفٌ لأهل العلم.

(28/370)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 371
ولد سنة سبعٍ وثلاثين وثلاثمائة، وكان صواماً كثير التلاوة. توفي في ذي القعدة رحمه الله. روى عنه: الخطيب، وطراد الزينبي، وجماعة.) وكان قد تفقه على أبي بكر الرازي الحنفي. وكان يصوم الدهر، ويتهجد بِسبع القرآن. قال الخطيب: حدثني رئيس الرؤساء أبو القاسم الوزير قال: كان جدي يختلف إلى درس أبي بكر الرازي. وقال لي الوزير إنه رأى في النوم أبا الحسن القُدري. فقال له: كيف حالك فتغير وجهه وطال، وأشار إلى صعوبة الأمر. قلت: كيف حال الشيخ أبي فرج يعني جده. قال: فعاد وجهه إلى ما كان، وقال: ومن مثل الشيخ أبي الفرج ذاك. ثم رفع يده إلى السماء. فقلتُ في نفسي: يريد وهُم في الغُرفاتِ آمِنُون. أحمد بن محمد بن الصابوني. أبو الحسن البغدادي. سمع: عمر بن جعفر بن سلم، وأبا بكر الشافعي. أحمد بن يحيى بن سهل. أبو الحسين المنبجي الشاهد المقريء النحوي. نزيل دمشق. حدث عن: أبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن مروان، ونظيف بن عبد الله المقريء، وجماعة.

(28/371)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 372
روى عنه: علي بن محمد الحنائي، وعلي بن محمد بن شجاع الربعي، وعلي بن الخضر السُلمي، وأبو سعد السمان، وعبد العزيز الكتاني. ووثقه الكتاني. إبراهيم بن أحمد. أبو إسحاق السمان. سمع: الإسماعيلي، وغيره. أسد بن القاسم. أبو الليث الحلبي المقريء. إمام مسجد النخاسين بدمشق. حدث عن: الفضل بن جعفر المؤذن، ويوسف الميانجي. روى عنه: أبو سعد السمان، وعبد العزيز الكتاني، وجماعة.
4 (حرف الحاء:)
الحسن بن عبد الله بن مسلم. أبو علي الصقلي المقريء. رحل، وقرأ القراءآت على: أبي الطيب بن غلبون، وعُمر بن عراك، وأبي عبد الله بن خُراسان. قال أبو عمرو الداني: كان رجلاً صالحاً ذا حفظ ومعرفة، وصدق. توفي بصقلية. الحسين بن سعيد بن مهند بن مسلمة. أبو علي الطائي الشيزري.

(28/372)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 373
حدث عن: يوسف الميانجي، وأبي عبيد الله بن خالويه النحوي، وشاكر بن دعي. روى عنه: علي الحنائي، وأبو سعد السمان، وأبو القاسم علي بن محمد المصيصي، وغيرهم. قال الكتاني: توفي في رمضان. وكان يتهم بالتشيع. ولم أر في عبادته وورعه مثله. الحسين بن عبد الواحد الحذاء المقريء المجود. بغدادي. حدث عن: أحمد بن جعفر بن) سلم الخُتلي. الحسين بن علي ابن الإسكاف. سمع النجاد، وغيره. وحدث في هذه السنة، وانقطع خبره.
4 (حرف الزاي:)
زكريا بن يحيى بن أفلح. أبو يحيى التميمي القُرطبي. ويُعرف بابن النعمان. روى عن: أبي عبد الله بن مُفرج.

(28/373)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 374
روى عنه: قاسم بن إبراهيم الخزرجي. زيادة بن علي. التميمي النحوي. نزيل قرطبة. كان كبير القدر في علوم اللسان، محكماً للعربية. أخذ الناس عنه بقرطبة.
4 (حرف العين:)
عبد الله بن ربيع بن عبد الله بن محمد بن ربيع بن صالح. أبو محمد التميمي القرطبي. روى عن: أبي بكر محمد بن معاوية، وأحمد بن مُطرف، وأحمد بن سعيد الصدفي، وأبي عبيد الله بن مفرج، وجماعة كثيرة. وحج في الكهولة سنة إحدى وثمانين. وسمع من: أبي بن المهندس، وأبي محمد بن أبي زيد الفقيه. وكان ثابتاً صالحاً، ديناً قانتاً، يُعرف بابن ينوش. حدث عنه: محمد بن عتاب، وأبو محمد بن حزم، وأبو عمر المهدي المقريء، وجماعة. ولد سنة ثلاثين وثلاثمائة. وتوفي في جمادى الأولى. وكان ملازماً للاشتغال. عبد الله بن محمد بن عقيل.

(28/374)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 375
أبو عبد الله الباوردي. حدث عن: أحمد بن سلمان النجاد. روى عنه: أبو مطيع محمد بن عبد الواحد، ولإصبهانيون. مات في رمضان. ومن رواته: أحمد بن أشته. وهو أبيوردي غير فقيل الباوردي. سكن إصبهان. وقع لنا حديثه بعلو. وهو معتزلي، جلد، محترق. قال يحيى بن مندة: ثنا عمي عبد الرحمن قال: كتبتُ جزءين فقال لي: من لم يكن على مذهب الإعتزال فليس بمسلم. فمزقت ما كتبتُ عنه. قلت: كان الإعتزال في زمانه فاشياً بالعراق والعجم. عبد الله بن محمد بن محمد بن سعيد بن مسعود. أبو بكر السكري. خُراساني، نيسابوري، ثقة. سمع: الأصم، وأبا حامد الحسنوي المقريء، وأبا بكر محمد بن المؤمل، ويحيى بن منصور. وببغداد: أبا علي بن الصواف، وابن خلاد النصيبي. وبمكة: أبا إسحاق الدُبيلي. روى عنه: محمد بن يحيى المزكي، ومنصور بن إسماعيل بن صاعد، وأبو صالح المؤذن. وتوفي في شوال.)

(28/375)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 376
عبد الجبار بن أحمد بن عبد الجبار بن أحمد بن الخليل. القاضي أبو الحسن الهمداني الأسدباذي. شيخ المعتزلة، وصاحب التصانيف. عاش دهراً طويلاً، وكان فقيهاً شافعي المذهب. سمع من: أبي الحسن بن سلمة القطان، وعبد الرحمن بن حمدان الحلاب، وعبد الله جعفر بن فارس، والزبير بن عبد الواحد الأسداباذي. روى عنه: أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي، والحسن بن علي الصيمري الفقيه، وأبو يوسف عبد السلام بن محمد القزويني المفسر المعتزلي، وآخرون. ولي قضاء الري وبلادها. ورحلت إليه الطلبة، وسار ذكره. رحم الله المسلمين. وله تصانيف مشهورة. مات في ذي القعدة، وقد شاخ.

(28/376)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 377
عبد الرحمن بن الحسين بن الحسن ابن الشيخ أبي القاسم علي بن يعقوب بن أبي العقب. الهمداني الدمشقي أبو القاسم. روى عن: جده أبو القاسم علي، وأبي عبد الله بن مروان. روى عنه: علي بن الخضر الزاهد، وأبو القاسم الحنائي، وعبد العزيز الكتاني. وقال: كان ثقة مأموناً. توفي في جمادى الآخرة. عبد الرحمن بن عبد الواحد بن أبي ميمون بن راشد. البجلي الدمشقي. روى عن: القاضي الميانجي. روى عنه: عبد الرحيم بن أحمد البخاري، وعبد العزيز الكتاني. عبد العزيز بن محمد بن جعفر بن المؤمن. أبو القاسم التميمي العطار البغدادي، والمعروف بابن شبان من ساكني البصرة. سمع: نعمان بن السماك، وأبا بكر النجاد، وابن قانع. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقاً. توفي في رمضان.

(28/377)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 378
قلت: روى عنه أبو بكر البيهقي. عبد الرحمن بن عمر بن ممجة. أبو سعد التميمي الإصبهاني. توفي ربيع الأول. وكان يعرف ويفهم. روى عن: أبي الشيخ، والقباب. رحل وطوف، وأكثر. رحمه الله. عبد الواحد بن عبيد الله بن الفضل بن شهريار الإصبهاني. التاجر أبو علي. محتشم نبيل، خير. كتب عنه: عبد الرحمن بن مندة. توفي في رجب. عبد الوهاب بن عبد الملك بن محمد بن عبد الصمد بن المهتدي بالله. أبو طالب الهاشمي العباسي الفقيه. شامي، يروي عن: أبي عبد الله بن مروان الدمشقي، وغيره. روى عنه: الخضر بن عبيد الله المري، وعبد العزيز الكتاني وقال: توفي في رمضان. وكان فقيهاً يذهب) إلى مذهب الأشعري.

(28/378)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 379
عبد الوهاب بن محمد بن أيوب. أبو زرعة الأردبيلي. مات في رجب. عبيد الله بن عبد الله بن الحسين. أبو القاسم ابن النقيب البغدادي الخفاف. رأى الشبلي، وسمع: أبا عبد الله بن علم الصفار، وأبا طالب بن البهلول. قال الخطيب: كتبتُ عنه، وسماعه صحيح. وكان شديداً في السنة. قال لي. ولدت سنة خمسٍ وثلاثمائة، وأذكر المقتدر بالله. قال الخطيب: وحدثني أبو القاسم علي بن الحسن رئيس الرؤساء أن أبا القاسم ابن النقيب مكث كذا وكذا سنة يصلي الفجر على وضوء العشاء، ويحيي الليل بالتهجد، وكنت في جواره. وقال الخطيب: توفي في شعبان. وله مائة وعشرين سنين، وقال لي: مات ابن مجاهد وعُمري تسع عشرة سنة. وقال يحيى بن عبد الوهاب بن مندة: سمعت أبا محمد رزق الله التميمي يقول: أدركتُ من أصحاب مجاهد أبا القاسم عبيد الله بن محمد الخفاف.

(28/379)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 380
وقرأت عليه سورة البقرة، وقرأها على أبي بكر بن مجاهد. عبيد الله بن عمر بن علي. أبو القاسم المقريء، البغدادي، ابن البقال. سمع: أبا بكر النجاد، وأبا علي بن الصواف، وجماعة. روى عنه: أبو بكر الخطيب، وقال: سمعنا منه بانتقاء ابن أبي الفوارس، وكان فقيهاً ثقة. روى عنه: الثقفي، والبيهقي. علي بن الشيخ أبي الحسين أحمد بن عبد الله السوسنجردي. سمع: القطيعي. روى عنه: أبو الحسين بن المهتدي بالله، وغيره. هلك هو وابنه وخلقٌ كثير بعقبة واقصة في صفر من السنة، وتعرف بسنة القرعاء. سدت عليهم العرب الآبار وعطلت القُلُب، فعاد الركب بالصيف ولا ماء لهم، فهلكوا جميعاً. علي بن إبراهيم بن يحيى. أبو محمد الدقاق، والد أبو الحسين المصري. توفي في صفر، ومولده سنة ست وأربعين وثلاثمائة. قال الحبال: سمعنا منه.

(28/380)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 381
علي بن أحمد بن عبدان بن الفرج بن سعيد بن عبدان. أبو الحسن الشيرازي النيسابوري. سمع: أحمد عبيد الصفار، ومحمد بن أحمد بن محمويه الأزدي، وأبا القاسم الطبراني، وأبا بكر محمد بن عمر الجِعابي، وأباه، وجماعة. روى عنه: أبو بكر البيهقي، وأبو عبد الله الثقفي، وأبو القاسم القشيري، وأبو سهل عبد الملك) بن عبد الله الدشتي، وآخرون. وحدث بنواحي خراسان. وتوفي في ربيع الأول. وكان ثقة، وأبوه حافظ عصره. علي بن عبد الله. أبو القاسم بن الدقيقي النحوي أحد أعلام وصاحب مصنفات. أخذ عن: السيرافي، والفارسي، والرماني. وتخرج به خلق. مات في صفر بعد ابن السمساني بشهر، وله سبعون سنة. علي بن عبد الله بن إبراهيم بن أحمد. أبو الحسن الهاشمي العيسوي البغدادي. من ولد عيسى بن موسى بن محمد ولي عهد بعد المنصور. سمع أبو الحسن من: أبي جعفر بن البختري، وموسى بن القاضي إسماعيل بن إسحاق، وعبد العزيز بن الواثق، وعثمان بن السماك، وجماعة.

(28/381)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 382
قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ثقة. ولي قضاء المدينة المنصور ومات في رجب. قلت: روى عنه: البيهقي، وطراد. علي بن عبيد الله بن عبد الغفار. أبو الحسن السمساني اللغوي. بغدادي من كبار الأدباء. أقرأ الناس العربية، وسمع من: أبي بكر بن شاذان، وأبي الفضل بن المأمون. ذكره القاضي شمس الدين في وفايته، وعاش سبعين سنة. أخذ عن: أبي علي الفارسي، والسيرامي. وتخرج به خلق كثير. علي بن محمد بن عبد الله بن بشران بن محمد بن بشر.

(28/382)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 383
أبو الحسين الأموي، البغدادي المعدل. سمع: أبا جعفر بن البختري، وعلي بن محمد المصري، وإسماعيل الصفار، والحسين بن صفوان، وأحمد بن محمد بن جعفر الجوزي، وجماعة. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقاً ثبتاً، تام المروءة، طاهر الديانة. ولد سنة ثمانٍ وعشرين وثلاثمائة، وتوفي في شعبان. قلت: روى عنه: البيهقي، والحسن بن أحمد بن البناء، وأبو الفضل عبد الله بن زكريا الدقاق، وعلي بن عبد الواحد المنصوري العباسي، والقاسم بن الفضل الثقفي، ونصر بن أحمد بن البطر، وطراد بن أحمد الزينبي، والحسين بن أحمد بن عبد الرحمن العُكبري، وخلق سواهم. علي بن محمد بن عبد الله بن مُزاحم. أبو الحسن الداراني المقريء. صهر الأطروش، ويُعرف أيضاً بابن نجيلة الخُراساني. روى عن: أبي علي عبد الجبار، والداراني. وعنه: أبو سعد السمان، وعبد العزيز الكتاني) ووصفه بالصلاح. علي بن محمد بن عبد الله. أبو الحسن الحذاء البغدادي المقريء. سمع: أبا بحر بن كوثر، وأحمد بن جعفر بن سلم، وجماعة. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان عالماً بالقراءآت صدوقاً. حدثيني الوزير أبو القاسم ابن المُسلِمَة قال: رأيت أبا الحسن الحذاء ثلاث مرات، وكل مرة

(28/383)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 384
يقول له الوزير: ما فعل الله بك؟ فيقول: غفر لي. علي بن محمد بن طوق بن عبد الله. أبو الحسن ابن الفاخوري الدمشقي، المعروف بالطبراني. روى عن: أبي علي الحسين بن إبراهيم الفرائضي، وأبي سليمان بن زبر، وجماعة. روى عنه: أبو سعد السمان، وعبد العزيز الكناني. ووثقه الكناني، وقال: توفي في شعبان، وكان مكثراً عمر بن أحمد بن عمر. أبو سهل الصفار الإصبهاني الفقيه الشافعي. سمع: عبد الله بن فارس، وأحمد بن معبد السمسار. روى عنه جماعة آخرهم موتاً أبو الفتح الحداد. توفي في ذي العقدة. عمر بن عبد الله بن تعويذ أبو حفص الدلال. بغدادي. رأى الشبلي رحمه الله وحكى عنه. عمرو بن حديد. قال الحبال: عندي عنه، وهو رافضي.

(28/384)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 385
4 (حرف الفاء)
الفضل بن محمد بن سمويه. أبو القاسم الإصبهاني المقريء. في جمادى الآخرة.
4 (حرف القاف)
القاسم بن أحمد بن محمد الوليدي الجرجاني. توفي في ذي القعدة. روى عن: ابن عدي، والإسماعيلي
4 (حرف الميم)
محمد بن أحمد بن إسماعيل. أبو عبد الله الدمشقي البزري الصوفي المقريء. سمع: أبا إسماعيل بن زبر. روى عنه: إسماعيل السمان، والكناني، وجماعة. محمد بن أحمد بن عمر. أبو الحسين ابن الصابوني، البغدادي. قال الخطيب: سمع: أبا بكر الشافعي، وأبا سليمان الحراني. كتبت عنه، وكان صدوقاً.

(28/385)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 386
محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن شاذان. أبو صادق الصيدلاني النيسابوري الفقيه) الأديب. سمع من: الأصم، وابن الأخرم، وأحمد بن إسحاق الصبغي، وغيرهم. روى عنه: أبو بكر البيهقي، وعلي بن أحمد المؤذن ابن الأخرم، والثقفي. توفي في شهر ربيع الأول. محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن الفرح بن أبي طاهر. أبو عبد الله البغدادي الدقاق. سمع: أبا بكر النجاد، وعلي بن محمد بن الزبير الكوفي، وعبد الله بن إسحاق الخراساني، وجماعة. قال الخطيب: كتبت عنه بانتقاء اللالكائي، وكان شيخاً فاضلاً صالحاً، ثقة. مات في شعبان وله اثنتان وثمانون سنة. محمد بن إبراهيم الأردستاني.

(28/386)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 387
الإصبهاني، المقريء الحافظ أبو جعفر.

(28/387)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 388
إمام محدث، أديب، مقريء، واسع الرحلة.

(28/388)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 389
سمع: أبا الشيخ، وأبا بكر بن المقريء، وجعفر بن فناكي. وسمع بالبصرة: أحمد بن محمد بن العباس الأسفاطي، وأحمد بن عبيد الله النهرديري. وببغداد: ابن حبابة، وأبا حفص الكتاني. بدمشق: عبد الوهاب الكلابي. وبعكا من: أبي زرعة المقريء. وحدث ببغداد. روى عنه: أبو نصر الشيرازي. وتوفي في ذي القعدة. وأما سميه في سنة أربعٍ وعشرين. محمد بن أحمد. أبو عبد الله التميمي المصري الخطيب. ولد سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة. روى عن: أبي الفوارس الصابوني، والعلاف. محمد بن أحمد بن إسماعيل.

(28/389)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 390
أبو بكر الفراء المكفوف. سمع: أبا بكر بن خلاد النصيبي، وطبقته. وحدث بنيسابور. روى عنه: أبو صالح المؤذن. محمد بن إدريس بن محمد بن إدريس بن سليمان. الحافظ أبو بكر الشافعي الجرجرائي، تلميذ محمد بن أحمد المفيد. رحال، جوال. سمع ببغداد من أحمد بن نصر الذارع، وطبقته. وبجرجان من: أبي بكر الإسماعيلي. وبإصبهان من: ابن المقريء. وبدمشق من: محمد بن أحمد الخلال، وعثمان بن عمر الشافعي. وببلخ وأنطاكية والنواحي. وسمع الناس بانتخابه. روى عنه: عبد الصمد بن إبراهيم البخاري الحافظ، وهناد النسفي، وأحمد بن الفضل الباطرقاني، وأبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن صالح العطار، وأبو حامد أحمد بن محمد بن ماما الحافظ، وآخرون. سكن بخارى في آخر عمره، وكان موصوفاً بالمعرفة والحفظ، وما علمت فيه جرحاً. توفي في شهر ربيع الأول. ذكره ابن النجار. وأما ابن عساكر فذكره مجهولاً ولم يعرفه.)

(28/390)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 391
محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل الأزرق. أبو الحسين القطان، بغدادي، ثقة مشهور. سمع: إسماعيل الصفار، ومحمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب، وعثمان بن السماك، وعبد الله بن درستوية، والنجاد، وطبقتهم. وانتخب عليه أبو الفتح بن أبي الفوارس، وأبو القاسم اللالكائي، والقاسم بن الفضل الثقفي، وآخرون. قال الخطيب: قال لي: ولدت في شوال سنة خمسٍ وثلاثين وثلاثمائة، وتوفي في رمضان، وأنا بنيسابور وله ثمانون سنة. محمد بن الحسين بن جرير. القاضي أبو بكر الدشتي. توفي في جمادى الأولى عن سنٍ عالية. سمع: محمد بن علي بن دحيم الشيباني، وأحمد بن هشام بن حميد البصري. وعنه: عبد الرحمن بن مندة، وأبو الفتح أحمد بن محمد الحداد، وأهل إصبهان. محمد بن حمزة بن محمد بن المغلس.

(28/391)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 392
أبو عبد الله. ويقال: أبو الحسين التميمي الدمشقي، القطان. سمع من: المظفر بن حاجب الفرغاني، وجُمح بن القاسم، ويوسف الميانجي. روى عنه: أبو علي الأهوازي، أبو سعد السمان، وعبد العزيز الكتاني، أبو القاسم بن أبي العلاء. قال الكتاني: كان ثقة يذهب إلى التشيع. محمد بن سفيان. أبو عبد الله القيرواني المقريء. مصنف كتاب الهادي في القراْءآت. قرأ القراءآت على أبي الطيب عبد المنعم بن غلبون. وتفقه على أبي الحسن القابسي. وكان عارفاً بمذهب مالك. قال أبو عمرو الداني: كان ذا فهم وحفظ وعفاف. قلت: قرأ عليه: أبو بكر القصري، والحسن بن علي الجُلُولي، وأبو العالية البندوني، والزاهد أبو عمر وعثمان بن بلال، وعبد الملك بن داود القصطلاني، وأبو محمد عبد الحق الجلاد، وآخرون. وحدث عنه: حاتم بن محمد، والدلائي، وغيرهما. توفي بمدينة الرسول بعد أن حج في صفر.

(28/392)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 393
محمد بن صالح بن جعفر. أبو الحسن ابن الرازي، البغدادي القاضي. روى عن إسماعيل الخُطبي. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان فيما يقال معتزلياً. محمد بن عبد الرحمن بن عبيد بن الناصر دين الله الأموي. أبو عبد الرحمن الملقب بالمستكفي. توثب عام أول على ابن عمه عبد الرحمن المستظهر، فقتله وبايعه أهل قُرطبة. وكان أحمق متخلفاً لا يصلُح لصالحة. وطروده ونفوه، ثم أطعموه حشيشةً قتالة، فمات لوقته. محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن جعفر. أبو بكر الإصبهاني المقريء.) سمع: عبد الله بن الحسن بن بُندار المديني، وغيره. روى عنه: أبو عبد الله الثقفي. ومات في رجب. محمد بن عبيد الله بن طاهر الحسيني المصري. مُكثر عن: القاضي أبو الطاهر الذُهلي، وابن رشيق. محمد بن الفضل بن جعفر.

(28/393)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 394
أبو بكر القُرشي العباداني. روى عن: فاروق الخطابي، وغيره. وهومن الصُلحاء، وأبوه زاهد قُدوة له أتباع ورباط. وولده جعفر بن محمد شيخ معمر تاجر. روى عن محمد: أبو محمد الخلال، وعبد العزيز الأزجي. محمد بن محمد بن أحمد بن رجاء. أبو بكر النيسابوري الأديب. سمع: أبا العباس الأصم، وأبا عبد الله بن الأخرم. روى عنه: البيهقي، وأبو صالح المؤذن. توفي في رمضان. وروى أيضاً عن: أحمد بن إسحاق الصبغي، وأبي الحسن الكارزي. انتخب عليه الحُفاظ. روى عنه: أبو بكر محمد بن يحيى المزكي. محمد بن محمد بن أحمد. أبو الحسين النيسابوري، المعروف بابن أبي صادق. حدث بمصر عن: الأصم، وعبد الله بن محمد بن موسى الكعبي، وغيرهما. روى عنه: أبو نصر السجزي. وورخه الحبال.

(28/394)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 395
4 (حرف الياء:)
يوسف بن عبد الله الزجاجي. أبو القاسم الأديب. جرجاني، نبيل، عظيم القدر في اللغة والأدب والعربية، وفنونها. قليل المثل، له شروح وتصانيف. وكان عجباً في اللغة ودقائقها. توفي لثمانٍ بقين من رمضان بأسترباذ، وله ثلاثٌ وستون سنة. روى عن: أبي أحمد الغِطريفي، وغيره.

(28/395)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 396
1 (وفيات ست عشرة وأربعمائة:)

4 (حرف الألف)
أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن جانجان. أبو العباس الهمداني الصرام المعدل. روى عن: أبيه، والفضل الكندي، وأبي القاسم بن عُبيد، وأبي بكر بن السني الحافظ، وجماعة كثيرة. روى عنه: يوسف الخطيب، وأبو محمد عبدوس بن محمد البيع، وأبو بكر البيهقي، وعلي بن أحمد بن هُشيم الصيرفي، والحسن بن محمد شاذي. قال شيرويه: كان صدوقاً. مات في ربيع الأول. وكان متعصباً للسنة. وسمعت أبا طاهر المقريء يقول: كان يُصلي طول الليل على سطحِ داره، فكنتُ أهاب من طول قامته حين يصلي. وقال عبدوس: كان أصحاب الحديث يقرأون الحديث على أبي العباس ابن جانجان فنعس فمات فجأة، رحمه الله. أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن يزداد. أبو علي غلام محسن الإصبهاني. روى عن: أبي محمد بن فارس.

(28/396)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 397
وعنه: عبد الرحمن بن مندة، وأخوه، وأبو الفتح الحداد، وما أرخه يحيى بن مندة. حدث في سنة 415. أحمد بن طريف. أبو بكر الحطاب القُرطبي المقريء. أخذ القراءة عرضاً عن: أبو الحسن الأنطاكي، وأبي الطيب بن غلبون، وأبي أحمد السامري، وأبي حفص بن عراك. سكن في الفتنة جزيرة ميورقة. ومات في ربيع الأول عن خمسٍ وسبعين سنة. أحمد بن عمر بن سعيد. أبو الفتح الجهازي المصري. روى عن: بكير بن الحسن الرازي. روى عنه: خلف الحوفي، وغيره. أحمد بن محمد بن أحمد بن إسماعيل بن أبي دُرة البغدادي. سمع: أبا بكر النجاد، وعبد الله الخراساني. قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان صدوقاً. أحمد بن محمد بن إبراهيم. أبو نصر البخاري الفقيه. سمع: أبا بكر محمد بن أحمد بن خنب. أحمد بن محمد بن إبراهيم بن حمدون.

(28/397)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 398
أبو بكر الأشناني النيسابوري الصيدلاني. ثقة، جليل، صالح عابد. سمع الكثير مع السُليمي، وروى عن: الأصم، وأبي صالح المؤذن، وأحمد بن محمد بن إسماعيل. توفي يوم عرفة.) إسحاق بن محمد بن يوسف. أبو عبد الله السوسي النيسابوري. سمع: أبا العباس الأصم، وأحمد بن محمد عبدوس الطرائفي، وأبا جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي، وغيرهم. روى عنه: أبو بكر البيهقي، وغيره. وكان ثقة رضياً، صالحاً، نبيلاً.
4 (حرف الحاء:)
حسان بن مالك بن أبي عبدة. أبو عبدة القُرطبي. كان من جِلة الأدباء. أخذ عن: أبي بكر الزبيدي. وتوفي في شوال.

(28/398)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 399
الحسن بن عبد الرحمن. أبو علي الصائغ. مصري، سمع: الدارقطني. الحسين بن أحمد بن موسى. أبو القاسم بن السمسار، الدمشقي المعدل ابن أخي أبي العباس، والحسن. حدث عن: عمه أبي العباس، وعلي بن أبي يعقب، وأبي زيد المروزي. روى عنه: أبو سعد السمان، والكتاني. الحسين بن علي بن الحسن بن محمد بن سلمة. أبو الطاهر الكعبي الهمداني. روى عن: الفضل الكندي، وأبي بكر السني، وأبي بكر الإسماعيلي، وأبي إسحاق المزكي، والقطيعي، وعبد الله بن عدي الحافظ، وأبي بحر البربهاري، وأبي عمرو بن حمدان. ورحل إلى النواحي. روى عنه: عبد الرحمن بن مندة، ومحمد بن عيسى، ومحمد بن الحسين الصوفي، وأبو علي أحمد بن طاهر القُومساني، ويحيى وثابت ابنا عبد الرحمن الصائغ، وأبو طالب بن هُشيم الصيرفي، وآخرون. من شيوخ شيرويه: وقال: كان صدوقاً صحيح السماع، كثير الرحلة

(28/399)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 400
سمعت ثابت بن الحسين بن شراعة يقول: لما مات أبو طاهر بن سلمة دخل أبي إلى البيت فقال: غربت شمس أصحاب الحديث. فقلت: لماذا فقال: مضى لسبيله الشيخ أبو الطاهر. مولده سنة أربعين وثلاثمائة. وتوفي في ذي القعدة.
4 (حرف الخاء:)
الخطيب بن عبد الله بن محمد بن الحسين بن الخطيب. أبو الحسن بن أبي بكر القاضي. مصري، ثقة. حدث عن: أبيه، وعثمان بن محمد السمرقندي، وإسماعيل بن يعقوب بن الجراب، وكبد الكريم بن النسائي، وأبي عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن مروان الدمشقي،) ومحمد بن العباس بن كوذك، ومحمد بن جعفر بن أبي كريمة الصيدوي، وجماعة. روى عنه: أبو النصر عبيد الله السجزي، وأبو عبد الصوري، وأبو علي الأهوازي، وعبد الرحيم أحمد البخاري، وهبة الله بن إبراهيم الصواف، وأبو إسحاق الحبال، والخلعي. توفي في ربيع الأول.

(28/400)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 401
4 (حرف السين:)
سابور بن أردشير. الوزير. وزر لبهاء الدولة بن عضُد الدولة. وكان شهماً مهيباً، ذا رأي وحزمٍ وخبرة. وكان بابه محط الشعراء. مدحه الكاتب أبو الفرج الببغاء، وجماعة. وقد صُرف عن الوزارة، ثم أعيد إليها. وتوفي ببغداد.
4 (حرف الصاد:)
صالح بن إبراهيم بن رشدين المصري. أبو علي. روى عن: العباس بن محمد الرافقي. وعنه: خلف بن أحمد الحوفي.

(28/401)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 402
صالح الحسيني المصري. قال الحبال: سمعنا منه، عن ابن الجُراب.
4 (حرف العين:)
عبد الله بن بكر بن المُثنى. أبو العباس السهمي المدني. روى عن: أبي بكر الآجُري، وعبد الله بن الورد، والحسن بن رشيق. وكان رجلاً صالحاً ذا رواية واسعة. قدم الأندلس مع والده تاجراً، وحدث بها إلى هذا العام. عبد الله بن الحسين بن محمد بن حبشان بن مسعود. أبو محمد الهمداني العدل. روى عن: أبي القاسم بن عبد الرحمن بن عبيد، وحامد بن محمد الرفاء، والفضل الكندي، وأوس الخطيب، ومحمد بن علي بن محمويه الفسوي، وجماعة. قال شيرويه: روى عنه: محمد بن عيسى، وابن نمر. وثنا عنه: أبو الفرج عبد الحميد البُجلي، ومحمد الحسين الصوفي، وعبد الملك بن عبد الغفار. وهو صدوق. عبد الرحمن بن عمر بن محمد بن سعيد. أبو محمد التجيبي المصري، البزاز، المعروف بابن النحاس.

(28/402)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 403
مُسند ديار مصر في وقته. وكان الخطيب قد هم بالرحلة إليه لعلو سنده. سمع: أبا سعيد أحمد بن محمد بن الأعرابي بمكة، وأبا الطاهر أحمد بن عمرو المديني، وعلي بن عبد الله بن أبي مطر الإسكندراني، والفضل بن وهب، ومحمد بن وردان العامري، ومحمد بن) بشر العكري، والحسن بن مُليح الطرائفي، ومحمد بن أيوب بن الصموت، وأحمد بن محمد بن السندي، وعثمان بن محمد السمرقندي، وأحمد بن عبيد الصفار الحمصي، وفاطمة بنت الريان، وأحمد بن بهزاد السرافي، وخلقاً سواهم بمصر، والحرمين. وله مشيخة في جزءين. روى عنه: أبو نصر السجزي، ومحمد بن علي الصوري، وعبد الرحيم بن أحمد البخاري، وأبو عمرو عثمان بن سعيد الداني، وأبو إسحاق الحبال، والحسين بن أحمد العداس، وأبو عبد الله محمد بن سلامة القُضاعي، وأبو الحسن الخلعي وهو آخر من حديث عنه. قال الحبال: توفي ليلة الثلاثاء عاشر صفر. قلت: وأول سماعه في سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة. وحديثه أعلى ما في الخِلعيات. وكان مولده في ليلة النحر سنة ثلاثٍ وعشرين وثلاثمائة. عبد الرحيم بن عبد الله بن محمد بن عبدش. أبو النصر النيسابوري السمسار، صالح عفيف، ثقة. حدث عن: أبي العباس الصبغي، وأبي الحسن السراج، وأبي عمرو بن مطر.

(28/403)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 404
وعنه: أحمد بن أبي سعد الصوفي المقريء، وعبيد الله بن عبد الله الحسكاني. وتوفي شعبان. علي بن أحمد بن نوبخت. أبو الحسن. مصري، شاعر، محسن، فقير، قليل الحظ. توفي بمصر في شعبان. علي بن الحسين بن خليل. القاضي أبو الحسين المصري الفقيه الشافعي. توفي في صفر. قال الحبال: هو من كبار تلامذة إسماعيل الحداد الفقيه. علي بن محمد بن فهد. أبو الحسين التهامي الشاعر. له ديوان صغير، فمن شعره:
(أعطى وأكثر واستقل هباته .......... فاستحيت الأنواءُ وهي هواملُ)

(فاسم السحاب لديه وهو كنهور .......... آل وأسماء البُحُور جداول)

(28/404)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 405
وله في ولده:
(حُكم المنية في البرية جاري .......... ما هذه الدنيا بدار قرارِ)
منها:
(إني لأرحمُ حاسدي لحر ما .......... ضمت صُدورهم من الأغوارِ)
نظروا صنيع الله بي فعيونُهم في جنةٍ وقلوبُهم في نارِ
(ومكلف الأيامِ طباعها .......... متطلبٌ في الماء جذوة نارِ)
)
(طُبعتْ على كدرٍ وأبت تريدُها .......... صفواً من الأقذاء والأقدارِ)

(إذا رجوتَ المستحيلَ فإنما .......... تبني الرجاء على شفيرٍ هارِ)
منها:
(جاورت أعدائي وجاور ربهُ .......... شتان بين جوارهِ وجواري)
منها:
(وتهلبُ الأحشاء شيب مفرقي .......... هذا الشعاع شِواظُ تلك النارِ)
وبلغنا أن التهامي وصل إلى مصر خفيةً ومعه كُتب حسان بن مفرج إلى بني قُرة فظفروا به، فقال: أنا من بني تميم. ثم عرفوا أنه التهامي الشاعر، فسجنوه بمصر في خزانة البُنود. ثم قتلوه سراً بعد أيام، وذلك في جُمادى الأولى سنة ست عشرة. وكان يتورع عن الهجاء، بحيث أنه يمتنع من كتابة شِعرٍ فيه هجو. ذكره ابن النجار وشاد من نظمه وساق منه، وقال: وُلد باليمن وطرأ إلى الشام ومنها إلى العراق والجبل، ولقي الصاحب بن عباد مُعتزلياً. ثم رد إلى الشام.

(28/405)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 406
ثم ولي خطابة الرملة، وزعم أنه علوي، رحمه الله.
4 (حرف الغين:)
غيلان بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بن الحكم. أبو القاسم الهمداني البغدادي، أخو المسندِ أبي طالب محمد بن محمد. سمع: أبا بكر النجاد، وعبد الخالق بن أبي رُوبا، ودعلج بن أحمد. قال الخطيب: كتبنا عنه. وكان ثقة. مات في شعبان.
4 (حرف الفاء:)
الفضل بن عبيد الله بن أحمد بن الفضل بن شهريار. أبو القاسم التاجر الإصبهاني. سمع من: عم أبيه الفضل بن علي شهريار، وعمر بن محمد الجُمحي المكي، وأحمد بن بُندار الشعار، وعبد الله بن جعفر بن فارس، وأبا بكر الشافعي. وتوفي في شوال. روى عنه: الثقفي، وأحمد بن عبد الغفار بن أشتة، وأبو عمرو عبد الوهاب بن مندة، ومحمد بن أحمد إبنا السوذرجاني.
4 (حرف القاف:)
قُراتكين. أبو منصف التُركي الوزيري، مولى الوزير ابن كلس.

(28/406)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 407
كان صالحاً زاهداً.) روى عن: هشام بن أبي خليفة، وعتيق بن موسى الأزدي.
4 (حرف الميم:)
محمد بن أحمد بن الطيب. أبو الحسين الواسطي، الفقيه العدل. سمع: بكر بن أحمد بن محمي، وغيره. روى عنه: أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل النحوي. توفي في شوال. محمد بن جبريل بن ماحٍ. أبو منصور الهروي الفقيه. توفي في رمضان. سمع: خلف بن محمد الخيام، وحامد بن محمد الرفاء، ومحمد بن حيويه الكرجي الهمداني. روى عنه: شيخ الإسلام أبو إسماعيل، ومحمد بن علي العُميري. محمد بن عبد الرحمن بن عبيد الله بن يحيى بن تونس الطائي.

(28/407)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 408
الداراني، القطان، المعروف بابن الخلال الدمشقي. حدث عن: خيثمة، وأبي ميمون راشد، وأبي الحسن بن حذلم، وأبي يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأذرعي، وجماعة. روى عنه: علي، وإبراهيم إبنا الحنائي، وأبو علي الأهوازي، وأبو سعد السمان، والقاضي أبو يعلى بن الفراء، وعبد الواحد بن علي البري، وعبد الله بن إبراهيم بن كبيبة النجار، وعلي بن أبي العلاء المصيصي، وجماعة كبيرة. كنيته أبو بكر، وكان صالحاً زاهداً. قال الكتاني: توفي شيخنا أبو بكر القطان في رابع عشر ربيع الأول، وكان قد كُف بصروهُ في آخر عمره. وكان ثقة نبيلاً، مضى على سدادٍ وأمرٍ جميل، رحمه الله. محمد بن الفضل بن محمد بن جعفر بن صالح. أبو بكر البلخي، المفسر، المعروف بالرواس. صنف التفسير الكبير. وروى عن: أحمد بن محمد بن نافع، والحسين بن محمد بن الحسين، ومحمد بن علي بن عنبسة. روى عنه: علي بن محمد بن حيدر، وغيره.

(28/408)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 409
قال أبو سعد السمعاني: توفي سنة خمس عشرة أو سنة ست عشرة وأربعمائة. محمد بن أبي النصر محمد بن الحسن بن سليمان. أبو بكر المعداني الإصبهاني، الفقيه الواعظ. سمع أبا القاسم الطبراني، وأحمد بن بُندار الشعار، وأبا الشيخ، وأبا بكر القباب، وإبراهيم بن محمد الخصيب، ومحمد بن عبد الله بن يوسف، وغيرهم.) وأملى مجالس. روى عنه: أبو مطيع محمد بن عبد الواحد، وأبو طالب أحمد بن محمد. الكُندُلاني. توفي ليلة النحر. محمد بن محمد بن يوسف. أبو عاصم الزاهد المعدل، المعروف بالمزيدي. سمع بهراة من: حامد الرفاء. روى عنه: شيخ الإسلام الأنصاري. محمد بن يحيى بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن يعقوب التميمي.

(28/409)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 410
أبو عبد الله بن الحذاء القُرطبي. روى عن: أحمد بن ثابت التغلبي، وأبي عيسى الليثي، وأبي بكر القوطية، وأبي جعفر بن عون الله. وحج سنة اثنين وسبعين وثلاثمائة، فأخذ عن: أبي بكر بن إسماعيل المهندس، وأبي بكر محمد بن علي الأُدفوي، وأبي القاسم عبد الرحمن بن عبد الله الجوهري صاحب المسند، ومحمد بن يحيى الدمياطي. وأتى قرطبة بعلمٍ جم، وكان فقيهاً مالكياً عارفاً بالمذاهب، بارعاً في الحديث والأثر. اختص بأبي محمد الأصلي وانتفع به. قال ابنه أبو عمر أحمد بن محمد: كان لأبي علمٌ بالحديث والفقه والتعبير، وصنف كتاب التعريف بمن ذُكر في الموطأ من الرجال والنساء، وكتاب الإنباء عن أسماه الله، وكتاب البُشرى في تأويل الرؤيا وهو عشرة أسفار، وكتاب الخُطب وسير الخُلفاء في سفرين. وولي خطابة بجانة ثم قضاء إشبيلية. ثم سكن سرقسطة وبها توفي في رمضان، وعهد أن يُدفن بين أكفانه كتابه المعروف بالإنباه على أسماء الله، فنثر ورقه وجُعل بين القميص والأكفان. وولد سنة سبعٍ وأربعين وثلاثمائة.

(28/410)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 411
روى عنه: ابنه، والصاحبان، وأبو عمر بن عبد البر، وأبو عبد الله الخولاني، وحاتم بن محمد، وأبو عمر بن سُميق، وغيرهم. ذكره عِياض في الطبقات المالكية، ولم يُصب في دفن كتابه معه. محسن بن جعفر بن أبي الكِرام. أبو علي المصري. روى عن: عثمان بن محمد السمرقندي. وعنه: خلف الحوفي، وغيره. مسعود بن محمد بن علي. أبو سعد الجرجاني الأديب الحنفي. روى أحاديث عن: الأصم. مُتكلم فيه. وروى عن: أبي علي الرفاء، ويحيى بن منصور أحاديث. وكان معتزلياً. روى) عنه: محمد بن يحيى المزكي، وأبو صالح المؤذن، والخطيب. مشرف الدولة.

(28/411)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 412
أبو علي بن بُويه. ولي ملك بغداد وغيرهما. وكان فيه دين وتصون وحياء. قدم بغداد في السنة الماضية، وتلقاه الخليفة، ولم تجرِ سابقة بذلك، وذلك بعد مراسلات طويلة وإرهاب. وكان مدة ملكه خمس سنين، وعاش ثلاثاُ وعشرين سنة وثلاثة أشهر. ونُهب يوم موته سوق التمارين ودورُ جماعة. ثم ملكوا بعده جلال الدولة أبا طاهر بن بويه، وخُطب له ببغداد، وهو يومئذٍ بالأهواز. ثم في أثناء السنة نودي بشعار الملك أبي كاليجار.
4 (حرف الياء:)
يحيى بن علي بن محمد. أبو القاسم الحضرمي ابن الطحان المصري الحافظ. مصنف التاريخ الذي ذيل به على تاريخ أبي سعيد بن يونس، ومصنف المختلف والمؤتلف. روى عن: أبي الطيب محمد بن جعفر غُندر، وأبي عمر المادرائي حدثه عن أبي مسلم الكجي، وجماعة من أصحاب النسائي وغيره كالحسن بن رشيق، وحمزة الكتاني، والقاضي أبي الطاهر الذهلي، وابن حيويه النيسابوري، وأبي الحسن الدارقطني، وأبي أحمد بن الناصخ. ولم يرحل. روى عنه: أبو إسحاق الحبال، والمصريون. وقد قال في الملتقط في المختلف له مما سمعه منه الحبال قال: دخلت على عبد الغني الحافظ في سنة سبعين وثلاثمائة أو بعدها، وبيدي شيءٌ من فضائل علي رضي الله عنه، فسألني عنه، فعرفته به وحدثته، فقال: لو علمت ما عمل غيرُك من الناس لكنت تنتفع به، تجرد شيئاً من فضائل علي فكنت تأمن أن

(28/412)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 413
يجري عليك سبب، وحفظت به ما عندك من الكُتب. قلت: خاف أن يؤذيه حكام مصر الروافض. قال: فقلت له: نعم. قال: فجردتُ من فضائل علي رضي الله عنه نحو ثلاثمائة سحاةً أو أكثر، ونظمتُ ذلك في خيط حتى أولفها، واجعل كل شيءٍ في موضعه، وجعلتها في سقف. وأقمتُ في معاشي نحو شهرين وأنا مشغول، فرأيتُ أبي في النوم، فقال لي: أجب أمير المؤمنين علياً. فقلت: نعم. فتقدمني إلى ناحية المحراب من جامع عمرو، فإذا بعلي رضي الله عنه جالس عند القبلة وتحته وطاء يشبه وطاء الصُوفية، ونعلاه قد خرج بعضهما من تحت الوطاء، وله بطن ولحية عظيمة عريضة قد ملأت صدره، وتظهر لمن كان من ورائه من فوق كتفيه، ولونُه فيه أدمة،) فقلت: السلام عليكم يا أمير المؤمنين. فرد علي السلام ونظر إلي وقال: اجلس. فجلستُ وبقي أبي قائماً. ثم مد يده إلى الحصير الذي في جوار القِبلة، فأخرج ذلك الخيط بعينه الذي فيه الرقاع فقال: ما هذه قلتُ: فضائلك يا أمير المؤمنين. فقال: ولم أفردتني كنت إذا أردت تبتديء بفضائل أبي بكر، وعمر، وعثمان، والفضائلي. فقلت: السمع لك والطاعة يا أمير المؤمنين. وأنا بين يديه ما برحت، ثم استيقظت ومضيتُ إلى المكان الذي فيه تلك الرقاع، فما وجدتها إلى الآن. وبقيت من سألني عن فضائله. قلت له: مع فضائل أصحابه رضي الله عنهم. توفي في ذي القعدة بمصر.

(28/413)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 414
يحيى بن محمد بن إدريس. أبو نصر الهروي الكِناني الحنفي قاضي هراة. كان أوحد عصره في العِلم والفضل والزُهد. انتقى عليه أبو الفضل الجارودي. وقد سمع: أبا علي الرفاء، وأبا تُراب محمد بن إسحاق. روى عنه: حفيده صاعد بن سيار القاضي. وتوفي في ربيع الأول.

(28/414)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 415
1 (وفيات سنة سبع عشرة وأربعمائة:)

4 (حرف الألف:)
أحمد بن عبد الله بن أحمد بن كثير. أبو عبد الله البغدادي البيع. سمع: علي بن محمد بن الزبير الكوفي، وأحمد بن سلمان النجاد. قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان صدوقاً. أحمد بن علي. أبو طاهر الدمشقي الكتاني الصوفي. والد المحدث عبد العزيز. سمع: يوسف بن القاسم الميانجي. ورحل شوقاً إلى والده وهو في رحلة ببغداد. وأدركه أجله ببغداد في ذي القعدة. روى عنه: ابنه، وأبو سعد السمان. أحمد بن عمر بن الإسكاف البغدادي. أبو بكر. سمع: عثمان السماك، وأحمد بن عثمان بن بُويان، والنجاد. قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان ثقة. توفي في المحرم.

(28/415)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 416
قلت: وروى عنه: محمد بن أحمد بن الحران. وله جزء معروف. أحمد بن محمد بن سلامة بن عبد الله. أبو الحسين السُّتيتي، الدمشقي الأديب المعروف بابن الطحان. روى عن: خيثمة بن سليمان، وأبي الطيب المتنبي الشاعر، وأبي القاسم الزجاجي النحوي. روى عنه: أبو سعد السمان، ومحمد بن إبراهيم بن حذلم، ومحمد بن أبي) نصر الطالقاني، وعبد العزيز الكتاني، وعلي بن أبي العلاء، وآخرون. قال: كنتُ أنام في مجلس خيثمة فينبهني أبي، فأنظر إلى خيثمة شيخ عظيم الهامة، كبير الآذان، كبير الأنف. قال الكتاني: مولده سنة ثمانٍ وعشرين وثلاثمائة في شوال، وكان يُتهم بالتشيع، فحلف لنا أنه بريء من ذلك، وأنه موالي يزيد بن معاوية، وأنه قد زار قبر يزيد. وكانت له أُصول حسنة. وذكر أنه من ولد سُتيتة مولاة يزيد. أحمد بن محمد بن علي الكتاني الدمشقي. الصوفي، والد الحافظ عبد العزيز الكتاني. روى عن: يوسف الميانجي.

(28/416)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 417
وعنه: ابنه، وأبو سعد السمان، وغيرهما. حكى جمال الإسلام أبو الحسن أنه كان امتنع من أكل الأرز واللحم خوفاً من أن يبتلع عظماً. فلما ارتحل إلى بغداد شوقاً إلى ولده عبد العزيز صادفه وقد طبخ لحماً بأرز، فقربه ابنه فقال: قد عرفت عادتي في هذا. فقال: كُل لا يكون إلا خير. فابتلع عظماً فمات في بغداد. حدثني بهذا ولده أو أبو القاسم بن أبي العلاء المصيصي. وتوفي في ذي القعدة. أحمد بن محمد بن عبد الله بن العباس بن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب. أبو الحسن الأموي الفقيه. ولي القضاء بالعراق بعد أبي محمد بن الأكفاني. قال الخطيب: وكان عفيفاً نزهاً رئيساً. سمع من أبي عمر الزاهد، وعبد الباقي بن وقانع. ولم يحدث. وقد حدثيني أبو العلاء الواسطي أنه أنشده قال: أنشدنا أبو عمر، أنشدنا ثعلب، فذكر بيتين. وقد قيل أن المتوكل عرض القضاء على محمد بن عبد الملك. قال أبو العلاء: فيرى الناس أن بركة امتناع محمد بن عبد الملك دخلت

(28/417)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 418
على ولده، فولي منهم القضاء أربعةٌ وعشرون قاضياً، ثمانية منهم تقلدوا قضاء القضاة، آخرهم أبو الحسن هذا. وما رأينا مثله جلالةً وشرفاً. وكان قد ولي قضاء البصرة، وولي قضاء القُضاة في رجب سنة خمسٍ وأربعمائة. وتوفي في شوال سنة سبع عشرة، وله ثمانِ وثمانون سنة. قلت: إسناده عالي فذهب بامتناعه، رحمه الله. إبراهيم بن الوزير أبي الفضل جعفر بن الفضل بن حنزابة. توفي في ربيع الأول بمصر.
4 (حرف الحاء:)
الحسين التباني. يأتي تقريباً الحسين بن ذكر بن هارون. أبو القاسم البجلي العكاوي الأصم. سمع: أبا علي بن هارون) الأنصاري، ويوسف بن القاسم الميانجي. روى عنه: أبو سعد السمان، وأبو علي الأهوازي. توفي بعكاء في ربيع الآخر. وكان عالماً زاهداً. الحسين بن عبد الرحمن بن محمد بن عبدان. أبو علي النيسابوري التاجر.

(28/418)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 419
سمع من: أبي العباس الأصم، وغيره. وعنه: أبو عبد الله الثقفي، وطائفة. الحسن بن علي بن ثابت. خطيب السلحين. روى عن: أبي علي بن الصواف، وعدة. وعنه: أبو الفضل بن المهتدي في مشيخته.
4 (حرف الراء:)
روح بن أحمد بن عمر. أبو علي الإصبهاني، ثم النيسابوري. ثقة، أديب، طبيب مشهور، سكن نيسابور. وسمع من: أبي عمرو بن حمدان. روى عنه: أبو صالح المؤذن.
4 (حرف السين:)
سعيد بن محمد بن محمد بن أحمد بن كنجة. أبو عمرو المستملي. خُراساني. سلامة بن عمر بن عيسى. أبو الحسن النصيبي. سكن بغداد، فحدث بها عنه: أحمد بن يوسف بن خلاد، وأبي بكر القطيعي.

(28/419)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 420
قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان صدوقاً. سهل بن محمد بن أحمد بن علي بن هشام بن حمدويه. أبو هشام المروزي السنجي. توفي في ذي القعدة. روى بنيسابور، وكان ثقة عن: أبي الحسن بن محمويه، وعلي بن عبد الرحمن البكائي، وأبي الحسن بن شاذان الرازي. وعنه: أبو صالح نافلة الإسكاف.
4 (حرف الصاد:)
صاعد بن الحسن بن عيسى الربعي. أبو العلاء البغدادي اللغوي، مصنف كتاب الفُصُوص. أخذ عن: أبي سعيد السيرافي، وأبي علي الفارسي، وأبي سليمان

(28/420)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 421
الخطابي، وأبي بكر القطيعي. وبرع في العربية واللغة. ودخل الأندلس في أيام المؤيد بالله هشام بن الحكم. وكان حافظاً للآداب، سريع الجواب، طيب العشرة، حُلو المفاكهة، فأكرمه الحاجب المنصور محمد بن أبي عامر وزاد في الإحسان إليه. جمع الفصوص على نحو أمالي القالي للمنصور، فأثابه عليه خمسة آلاف دينار. وكان متهماً في النقل، فلهذا هجروا كتابه وقد تخرج به جماعة من فُضلاء الأندلس لما ظهر كذبه) للمنصور رمى بكتابة في النهر ثم خرج من الاندلس في الفتنة وقصد صقلية، فمات بها. قال أبو محمد بن حزم: توفي بصقلية سنة سبع عشرة. قال ابن بشكوال: كان صاعد يُتهم بالكذب. وقد ذكره الحُميدي في تاريخه فقال: أخبرني شيخ أن أبا العلاء دخل على المنصور في مجلس أنسٍ، وقد اتخذ قميصاً من رقاع الخرائط التي وصلت إليه، فيها صِلاته، فلما وجد فرصة تجرد وبقي في القميص، فقال المنصور: ما هذا فقال: هذه خرق صِلات مولانا اتخذتها شعاراً. وبكى واتبع ذلك الشُكر. فأعجب به وقال: لك عندي مزيد. قال: وكتابه الفًصوص على نحو كتاب النوادر للقالي. وكان كثيراً ما تُستغرب له الألفاظ ويُسأل عنها فيسرع الجواب. نحو ما يُحكى عن أبي عمرو الزاهد قال: ولولا أن أبا العلاء كان كثير المُزاح لما حُمل إلا على التصديق. قلت: طول ترجمته بحكاياتٍ وأشعار رائقة له.

(28/421)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 422
4 (حرف العين:)
عبد الله بن أحمد بن عبد الله. الإمام أبو بكر المروزي القفال. شيخ الشافعية بُخراسان. كان يعمل الأقفال، وحذق في عملها حتى صنع قفلاً بآلاته ومفتاحه وزن أربع حبات. فلما صار ابن ثلاثين سنة أحس من نفسه ذكاءً، فأقبل على الفقه، فبرع فيه وفاق الأقران. وهو صاحب طريقة الخُراسانيين في الفقه. تفقه عليه: أبو عبد الله محمد بن عبد الملك المسعودي، وأبو علي الحسين بن شُعيب السنجي، وأبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن فُوران الفوراني. وهؤلاء من كِبار فُقهاء المراوزة. وتوفي بمرو في جمادى الآخرة وله تسعون سنة. قال الفقيه ناصر العُمري: لم يكن في زمان أبي بكر القفال أفقه منه ولا يكون بعده مثله. وكنا نقول إنه ملك في صورة الإنسان. تفقه على أبي زيد الفاشاني.

(28/422)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 423
وسمع منه، ومن: الخليلٍ بن أحمد القاضي، وجماعة. وحدث وأملى. وكان رأساً في الفقه، قدوة في الزهد. ذكره أبو بكر السمعاني في أميالة، فقال: وحيد زمانه فقهاً وحفظاً وورعاً وزُهداً. وله في المذهب من الآثار ما ليس لغيره من أهل عصره. وطريقته المهذبة في مذهب الشافعي التي حملها عنه أصحابه أمتن طريقة وأكثرها تحقيقاً.) رحل إليه الفقهاء من البلاد، وتخرج به أئمة. ابتدأ بطلب العلم وقد صار ابن ثلاثين سنة، فترك صنعته وأقبل على العلم. وقال غيره: كان القفال قد ذهبت عينه. وذكر ناصر المروزي أن بعض الفقهاء المختلفين إلى القفال احتسب على بعض أتباع الأمير متولي مرو، فرفع الأمير ذلك إلى محمود بن سُبُكتكين فقال: أيأخذ القفال شيئاً من ديواننا قال: لا. قال: يتلبس بشيء من الأوقاف قال: لا. قال: فإن الإحتباس لهم سائغٌ. دعهم. وحكى القاضي حسين عن القفال أستاذه أنه كان كثير من الأوقات في الدرس يقع عليه الُبكاء. ثم يرفع رأسه ويقول: ما أغفلنا عما يُراد بنا. تخرج القفال على أبي زيد الفاشاني. وسمع الحديث بمرو، وبُخارى، وهراة. وحدث وأملى كما ذكرنا. وقبره يُزار. عبد الله بن أحمد بن عثمان.

(28/423)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 424
أبو بكر ابن بنت شيبان العُكبري. حدث عن: أبي بكر القطيعي، وأبي أحمد بن السقاء. روى عنه: عبد العزيز الكتاني، وغيره. عبد الله بن أحمد بن عثمان. أبو محمد القُشاري الطليطلي الأندلسي. كان ورعاً، خيراً يغلب عليه الفقه. وكان مشاوراً في الأحكام، شاعراً، من أعيان العلماء. توفي في شعبان. عبد الله بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عيسى. أبو محمد الهمداني البزاز، المعروف بسبط قاضينا. روى عن: موسى بن محمد بن جعفر، وأوس الخطيب، وابن بُرزة، وعلي بن إبراهيم علان. وعنه: مكي بن محمد الفقيه، وأحمد بن عمر، ومحمد بن طاهر بن ممان. عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار. أبو محمد البغدادي السُكري. يُعرف بوجه العجوز.

(28/424)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 425
سمع: إسماعيل الصفار، وجعفر الخُلدي، وأبا بكر النجاد، وجعفر بن محمد بن الحكم، وجماعة. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقاً. مات في صفر. قلتُ: وروى عنه أبو بكر البيهقي، والحسين بن علي بن البُسري. عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن إبراهيم. أبو القاسم النيسابوري الجوري المقريء الحريري الشافعي. مستور ثقة. سمع مع أخيه القاضي أبي جعفر من: أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي، وأبي الحسن الكارزي، وأبي علي الرفاء. وتوفي في جمادى الآخرة. سمع عبد الغافر من أصحابه.) عبد السلام بن أحمد بن أبي عرابة. أبو محمد المصري. مات في ذي الحجة. عبد الملك بن أحمد بن أبي حامد. أبو محمد الجرجاني. قاضي الري، ويعرف بعبدك. روى عن: أبي بكر الإسماعيلي، وأبي بكر القطيعي، وابن ماسي.

(28/425)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 426
عبد الواحد بن أبي بكر محمد بن أحمد بن عثمان بن أبي الحديد. السُلمي الدمشقي أبو الفضل الشاهد. حدث عن: الحسين بن إبراهيم بن جابر الفرائضي، ويوسف الميانجي. روى عنه: ابنه أبو الحسن أحمد، والخطيب أبو نصر بن طلاب، وأبو سعد السمان، وعبد العزيز الكتاني. وتوفي في ذي الحجة. علي بن أحمد بن عمر بن حفص. أبو الحسن ابن الحمامي البغدادي. مقريء العراق. قرأ القراءآت على: أبي بكر محمد بن الحسن النقاش، وعبد الواحد بن أبي هاشم، وهبة الله بن جعفر، وأبي عيسى بكار بن أحمد، ويزيد بن أبي هلال الكوفي، وجماعة سواهم. وسمع الحديث من: أبي عمرو بن السماك، وأبي بكر النجاد، وأحمد بن عثمان الأدمي، وأبي سهل القطان، وعلي بن محمد بن الزبير الكوفي، وعبد الباقي بن قانع، ومحمد بن جعفر الأدمي، وخلق سواهم. روى عنه: أبو بكر الخطيب، ورزق الله التميمي، وأبو بكر البيهقي، وأبو

(28/426)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 427
الفضل عبد الله بن علي الدقاق، وطراد الزيني، وخلق آخرهم أبو الحسن علي بن علاف. وقرأ عليه القراءآت: أبو الفتح عبد الواحد بن شيطا، ونصر بن عبد العزيز الفارسي، وأبو علي الحسن بن القاسم غلام الهراس، وأبو بكر محمد بن علي بن موسى الخياط، وأبو الخطاب أحمد بن علي الصوفي، وأبو علي الحسن بن أبي الفضل الشرمقاني، والحسن بن علي العطار، وأبو الحسن علي بن محمد بن فارس الخياط، وعبد السيد بن عتاب، ورزق الله بن عبد الوهاب التميمي، وأبو نصر أحمد بن علي الهاشمي شيخ الشهرزوري، وأبو علي الحسن بن أحمد بن البناء، وأبو القاسم يحيى بن أحمد السيبي القصري، وخلق كثير. قال الخطيب: كان صدوقاً ديناً، فاضلاً، تفرد بأسانيد القراءآت وعُلوها في وقته. ولد في سنة ثمانٍ وعشرين وثلاثمائة، ومات في رابع وعشرين شعبان. أنبأنا المسلم بن علان، وغيره، أن أبا اليُمن الكندي أخبرهم: أنا أبو منصور الشيباني، وأنا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب: حدثني نصر بن إبراهيم الفقيه: سمعتُ سُليم بن أيوب الرازي: سمعتُ أبا الفتح بن أبي الفوارس يقول: لو رحل رجلٌ من خُراسان ليسمع كلمةً من أبي الحسن الحمامي أو من) أبي أحمد الفرضي لم تكن رحلته ضائعاً عندنا. علي بن أحمد بن هارون بن كُردي. أبو الحسن النهرواني، المعدل.

(28/427)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 428
سمع: محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب. قال الخطيب: كتبتُ عنه بالنهروان. وتوفي في شعبان، وله ست وثمانون سنة. عمر بن أحمد بن إبراهيم بن عبدويه بن سدُوس بن علي بن عبد الله بن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود. أبو حازم الهُذلي العبدويي النيسابوري الحافظ الأعرج. سمع: إسماعيل بن نجيد، ومحمد بن عبد الله بن عبدة السليطي، وأبا عمرو بن مطر، وأبا الفضل بن خميرويه الهروي، وأبا الحسن السراج، وأبا أحمد الغِطريفي، وأبا بكر الإسماعيلي، وبشر بن أحمد الإسفرائيني، وطبقتهم. وحدث ببغداد في سنة تسعٍ وثمانين وثلاثمائة، فسمع منه: أبو الفتح بن أبي الفوارس، وأحمد بن الأبنوسي. وحدث عنه: أبو القاسم التنوخي، وأحمد بن عبد الواحد الوكيل، وأبو بكر الخطيب وقال: كان ثقة، صادقاً، حافظاً عارفاً. كتب إلي أبو علي

(28/428)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 429
الوخشي يذكر أن أبا حازم مات في يوم عيد الفطر. قلتُ: وروى عنه: أبو عبد الله الثقفي، وخلق من أهل نيسابور، وكان من جلة الحفاظ. وكان أبوه قد سمعه من أبي العباس الصبغي، وأبي علي الرفاء، وغيرهما، فلم يحدث عنهم تورعاً وقال: لست أذكرهم. قال أبو صالح المؤذن: سمعت أبا حازم يقول: كتبتُ بخطي عن عشرةٍ من شيوخي عشرة آلاف، عن كل شيخ ألف جزء. رواها عبد الغافر في السياق عن أبي صالح الحافظ. وقال أبو محمد بن السمرقندي: سمعت أبا بكر الخطيب يقول: لم أر أحداً أطلق عليه اسم الحِفظ غير رجلين: أبو نُعيم، وأبو حازم العبدويي. عمر بن أحمد بن عثمان. أبو حفص البزاز العُكبري. سمع: محمد بن يحيى الطائي، وأبا بكر النقاش، وعلي بن صدقة. قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان ثقة أميناً. ولد سنة عشرين وثلاثمائة. قلت: وروى عنه: ابن البِطر.

(28/429)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 430
4 (حرف الميم:)
محمد بن أحمد بن محمد بن القاسم الهروي. المجاور بمكة. قال الداني: يُكنى أبا أُسامة. روى القراءة فيما ذكر عن أبي بكر النقاش، وسمع منه تفسيره. ثم عرض على أبي الطيب بن) غلبون، والسامري بمصر. رأيته يُقريء بمكة. وكان شيخاً صالحاً، وربما أملى من حفظه الحديث فقلب الأسانيد وغير المُتُون. مولده بهراة سنة تسعٍ وعشرين وثلاثمائة، وتوفي بمكة. محمد بن أحمد بن الطيب بن جعفر بن كُماري. أبو الحسين الواسطي الطحان. روى عن: أبيه أبي بكر أحمد صاحب ابن شوذب، وعن: بكر بن أحمد محمي. وبرع في مذهب أبي حنيفة على أبي بكر الرازي. وكان من العًدُول الكبار. ورخه ابن النقطة. محمد بن أحمد بن علي. أبو المظفر البالكي الهروي. سمع: أبا علي الرفاء. وعنه: شيخ الإسلام عبد الله بن محمد الأنصاري. محمد بن أحمد بن هارون بن موسى بن عبدان.

(28/430)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 431
أبو نصر بن الجندي الغساني الدمشقي. إمام الجامع، ونائب القاضي بدمشق، ومحدث البلد. روى عن: خيثمة بن سليمان، وعلي بن أبي العقب، وأبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن مروان، وأبي علي بن جابر الفرائضي، وجماعة. روى عنه: أبو نصر الحبان، وأبو علي الأهوازي، وأحمد بن عبد الواحد بن أبي حديد، وأبو نصر بن طلاب، وأبو سعد السمان، وعبد العزيز الكتاني، وعلي بن محمد المصيصي، وآخرون. قال الكتاني: توفي القاضي أبو نصر بن هارون إمام جامع دمشق وقاضيها في صفر، وكان ثقة مأموناً. وذكر أن مولده سنة. محمد بن أحمد بن الحسن البزاز. أبو الحسن البغدادي. سمع بمكة من: أبي محمد الفاكهي. روى عنه: الخطيب، وأبو بكر البيهقي. محمد بن عبد الله بن أبي زيد. أبو بكر الأنماطي.

(28/431)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 432
بغدادي، سمع: عمر بن سلم، وأبا بكر الشافعي. وعنه: الخطيب، وابن قيداس. محمد بن عتيق بن بكر. أبو عبد الله الأسواني. سمع من: هشام بن أبي خليفة السدوسي، وطبقته.
4 (حرف الهاء:)
هارون بن يحيى بن الحسن الطحان. أبو موسى المصري. توفي في ربيع الأول. عنده عن: الحسن بن رشيق، وأبي الطاهر الذُهلي. ذكر ذلك أبو إسحاق إبراهيم بن سعيد الحبال في الوفيات.)

(28/432)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 433
1 (وفيات سنة ثمان عشرة وأربعمائة:)

4 (حرف الألف:)
أحمد بن إبراهيم بن يزداد. أبو علي غلام محسن الإصبهاني. سمع: عبد الله بن جعفر بن فارس. وأظنه سمع من أبي أحمد العسال. روى عنه: أبو حفص عمر بن أحمد المعلم، وأبو بكر أحمد بن محمد بن مردويه، وغيرهما. من شيوخ السلفي. توفي في صفر، وله نيف وثمانون سنة. عند أبي الفتح القرشي جزءٌ من حديثه. أحمد بن بُرد. أبو حفص القرطبي الكاتب. كان ذا حظٍ وافرٍ من البلاغة، والأدب والشعر، رئيساً مقدماً في الدولة الناصرية.

(28/433)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 434
أحمد بن حمدان بن الشيخ أبي حامد أحمد بن محمد بن شارك الهروي. أبو حامد الشاركي. روى عن: جده. وعنه: محمد بن علي العميري، وغيره. أحمد بن علي بن سعدويه النسوي الحاكم. سمع: إسماعيل بن نجيد، وغيره. روى عنه: شيخ الإسلام الأنصاري. أحمد بن محمد بن إبراهيم بن محمد. أبو حامد المُلقاباذي النيسابوري، التاجر الدلال، جار أبي سعيد الحافظ المحمداباذي. ثقة، صالح. حدث عن: أبي الحسن السراج، وأبي حسن المزكي، وجماعة. روى عنه: أبو القاسم بن عبد الله الكريزي.

(28/434)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 435
وتوفي في أواخر صفر. أحمد بن محمد بن أحمد. أبو سعيد القُهُندُزي النيسابوري الشافعي، المقريء. روى عن: أبي بكر محمد بن المؤمل، وغيره. روى عنه: أبو صالح المؤذن، ومحمد بن يحيى، وعبيد الله بن عبد الله. توفي في ربيع الأول. أحمد بن محمد بن المهتدي الخطيب. أبو عبد الله البغدادي. سمع: أبا بكر النجاد. وحدث بجزءٍ واحدٍ رواه عنه الخطيب. أحمد بن محمد بن القاسم بن مرزوق. أبو الحسن المصري الأنماطي العدل. سمع: أحمد بن عبيد الصفار الحمصي، وحمزة بن محمد الحافظ، والحسين بن إبراهيم الفرائضي الدمشقي.

(28/435)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 436
روى عنه: أبو نصر السجزي، وأبو إسحاق الحبال. وسمع من: الحبال السيرة. حدثه بها، عن ابن الورد، بسنده.) أحمد بن الوليد بن أحمد بن محمد. أبو حامد الزوزني. رحل، وروى عن: أبي بكر الشافعي، وخلف الخيام، وأبي القاسم الطبراني. وتوفي بنيسابور في جُمادى الآخرة. روى عنه: طاهر الشماهي، وغيره. إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن مهران.

(28/436)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 437
الأستاذ أبو إسحاق الإسفرائيني، الأصولي، المتلكم، الفقيه الشافعي، إمام أهل خُراسان. رُكن الدين، أحد من بلغ رتبة الإجتهاد. له التصانيف المفيدة. روى عن: دعلج بن أحمد السجزي، وأبي بكر الشافعي، وعبد الخالق بن أبي رُوبا، ومحمد بن يزداد بن مسعود، وأبي بكر الإسماعيلي، وجماعة. وأملى مجالس. روى عنه: أبو بكر البيهقي، وأبو قاسم القُشيري، وأبو السنابل هبة الله بن أبي الصهباء، وجماعة. وصنف كتاب جامع الحُلي في أصول الدين، والرد على الملحدين في خمس مجلدات، وتصانيف كثيرة مفيدة. أخذ عنه القاضي أبو الطيب الطبري أصول الفقه وغيره. وبُنيت له بنيسابور مدرسة مشهورة. وتوفي في نيسابور يوم عاشوراء في السنة. قال أبو إسحاق الشيرازي: درس عليه شيخنا أبو الطيب، وعنه أخذ الكلام والأصول عامة شيوخ نيسابور.

(28/437)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 438
وقال غيره: نقل إلى إسفراين ودفن بمشهده بها. وقال عبد الغافر: أن أبو إسحاق طراز ناحية المشرق، فضلاً عن نيسابور وناحيته. ثم كان من المجتهدين في العبادة، المبالغين في الورع. انتخب عليه أبو عبد الله الحاكم عشرة أجزاء، وذكره في تاريخه لجلالته. وخرج عليه أحمد بن علي الحافظ الرازي ألف حديث. وعُقد له مجلس الإملاء بعد ابن محمش. وكان ثقة، ثبتاً في الحديث. قال أبو القاسم بن عساكر: حكى لي من أثق به أن الصاحب بن عباد كان إذا انتهى إلى ذكر ابن الباقلاني، وابن فُورك، والإسفرايئتي، وكانوا متعاصرين من أصحاب أبي الحسن الأشعري، قال لأصحابه: ابن الباقلاني بحر مُغرق، وابن فُورك صل مُطرق، والإسفرائيني نار تحترق. وقال الحاكم في تاريخه: أبو إسحاق الإسفرائيني الفقيه الأُوصولي المتكلم، المتقدم في هذه العلوم. انصرف من العراق وقد قرأ له العلماء بالتقدم إلى أن قال: وبُني له بنيسابور المدرسة التي لم يُبن بنيسابور قبلها مثلها. فدرس فيها. وقال غيره: كان أبو إسحاق يقول: إن كل مجتهدٍ مُصيبٌ أوله سفسطة، وآخر زندقة.

(28/438)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 439
وقال أبو القاسم الفقيه: كان شيخنا الأستاذ إذا تكلم في هذه المسألة قيل: القلم عنه مرفوع) حينئذٍ، لأنه كان يشتم ويصول، ويفعل أشياء. وحكى عنه أبو القاسم القُشيري أنه كان لا يجوز الكرامات. وهذه زلة كبيرة. أخبرنا محمد بن حازم، أنا محمد بن غسان، أنا سعيد بن سهل الخوارزمي سنة ثمانٍ وخمسين وخمسمائة: ثنا علي بن أحمد المؤذن إملاءً: ثنا محمد بن يزداد بن مسعود، ثنا أحمد بن علي الأبار، ثنا أيوب بن محمد الوزان، ثنا محمد بن مُصعب، ثنا عيسى بن ميمون، سمع القاسم يحدث، عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه: اللهُم اجعل أوسع رِزقي عند كِبر سِني وانقضاء عُمري. قلت: عيسى هذا مدني يقال له الخواص. قال بتركه النسائي، وضعفه الدارقُطني. إسماعيل بن بدر.

(28/439)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 440
أبو القاسم الأنصاري القُرطبي، الأديب الفرضي، المعروف بابن الغنام. روى عن: محمد بن معاوية القُرشي، ومنذر بن سعيد القاضي، وأبي عيسى الليثي. حدث عنه الخولاني، وقال: كان صالحاً، متسنناً، مهندساً. روى عنه أيضاً: قاسم بن إبراهيم، وأبو محمد بن خزرج. أصبغ بن عيسى. أبو القاسم اليحصبي الإشبيلي العبدري. روى عن: أبي محمد الباجي، وغيره. وعُني بالعِلم. روى عنه: الخولاني، وأبو محمد بن خزرج.
4 (حرف الحاء:)
الحسين بن علي بن حسين بن محمد.

(28/440)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 441
الوزير أبو القاسم بن أبي الحسن الشيعي. عُرف بابن المغربي. كان مع أبيه، فلما قتل الحاكم أباه بمصر وعمه وإخوته هرب أبو القاسم من مصر، واستجار بحسان بن مفرج الطائي، ومدحه. فوصله وأجاره. حدث عن: الوزير أبي الفضل جعفر بن الفُرات بن حنزابة. روى عنه: ابنه عبد الحميد، وأبو الحسن بن الطيب الفارقي. وقد وزر لصاحب ميافارقين أحمد بن مروان. ومن شعره لما كان مختفياً بالقاهرة والحاكم يطلب دمه، وقد كان بمصر صبي أمرد يُضرب المثلُ بحسنه، وكان يشتهي أبو القاسم أن يراه، فأخير بأنه يسبح في الخليج، فخرج ليراه وغرر بنفسه، فنظر إليه وقال:
(عُلمتُ منطقَ حاجبيه .......... والبَيْنُ ينشدُ رايتيهِ)

(وعَرفتُ آثارَ النعيمِ .......... بقُبلةٍ في وجنتيهِ)
)
(ها قد رضِيتُ من الدنيا .......... بأسرها نظري إليهِ)

(ولقد أراه في الخلي .......... ج يشقهُ من جانبيهِ)

(والموجُ مثلُ السيفِ وه .......... و فرنده في صفحتيهِ)

(لا تشربوا من مائه .......... أبداً، ولا ترِدوا عليهِ)

(قد ذاب منه السحرُ في .......... حركاتهِ من مُقلتيهِ)

(28/441)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 442
(وكأنه في الموج قلبي .......... بين أشواقي إليه)
وله:
(وكل امريءٍ يدري مواقعَ رُشدهِ .......... ولكنه أعمى أسيرُ هواهُ)

(هوى نفسهِ يُعميهِ عن قُبح عيبهِ .......... وينظُرُ عن فهمٍ عيوب سِواهُ)
ابن النجار: أنشدنا الفتح بن عبد السلام، أنا جدي، أنشدنا رزق الله التميمي: أنشدنا الوزير أبو القاسم الحسين بن علي المغربي لنفسه:
(وما أمُ خشف خلقته وبكرت .......... لتُكسبه طعماً وعادت إلى العُشِ)

(غدت ترتعي ثم انثنت لرضاعهِ .......... فلم تلقَ شيئاً من قوائمه الحمشِ)

(طافت بذاك القاع ولهاً فصادفتْ .......... سِباع الفلا نهشته أيما نهشِ)

(بأوجعَ مني يوم ظلت أناملٌ .......... تودعني بالدر من شبك النقشِ)

(وأجمالهم تحدي وقد برح النوى .......... كأن مطاياهم على ناظري تمشي)

(وأعجب ما في الأمر أن عشتُ بعدهم .......... على أنهم ما خلفوا في من بطشِ)
قال مِهيار الديلمي: لما وزر أبو القاسم بن المغربي ببغداد تعظم وتكبر ورهبه الناس، وانقبضتُ عن لقائه، ثم خِفتُ فعلمتُ فيه قصيدتي البانية، ودخلتُ فأنشدتهُ، فرفع طرفه إلي وقال: اجلس أيها الشيخ. فلما بلغت إلى قولي:
(جاء بك الله على فترةٍ .......... بآيةٍ من يَرها يعجبِ)

(لم تألفِ الأبصارُ من قبلها .......... أن تطلع الشمسُ من الغربِ)
فقال: أحسنت يا سيدي. وأعطاني مائتي دينار.

(28/442)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 443
قلت: وكان جدهم يُلقب بالمغربي لكونه كان كاتباً على ديوان المغرب، وأصله بصري. قصد أبو القاسم: فخر المُلك أبا غالب، وتوصل إلى أن وزر سنة أربع عشرة. وكان بليغاً مفوهاً) مترسلاً، يتوقد ذكاءً. ومن شعره:
(تأمل من أهواهُ صُفرة خاتمي .......... فقال: حبيبي، لم تجنبتَ أحمره)

(فقلت له: من أحمرٍ كان لونُهُ .......... ولكن سقامي حل فيه فغيره)
وقد ساق ابن خلكان نسبه إلى بهرام جور، وقال: له ديوان شِعر، ومختصر إصلاح المنطق، وكتاب الإيناس. ومولده سنة سبعين وثلاثمائة. وحفظ كُتُباً في اللغة والنحو. وكان يحفظ نحو خمسة عشر ألف بيت من الشِعر. وبرع في الحساب. وحصل ذلك وله أربع عشرة سنة. وكان من دُهاة العالم. هرب من الحاكم فأفسد نبات صاحب الرملة

(28/443)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 444
وأقاربه على الحاكم. وسار إلى الحجاز، فأطمع صاحب مكة في الحاكم وفي أخذ ديار مصر. وعمل ما قلق الحاكم منه وخاف على ملكه. وتوفي بميافارقين، وحُمل إلى الكوفة بوصيةٍ منه. وله في ذلك حديث طويل. ودُفن في تُربهٍ مجاورةٍ للمشهد المنسوب إلى علي رضي الله عنه. ومن شعره:
(أقولُ لها والعيسُ تُحدجُ للسرى: .......... أعدي لفقدي ما استطعتِ من الصبرِ)

(سأنفقُ ريعانَ الشبيبةِ آنِفاً .......... على طلب العلياءِ أو طلبِ الأجرِ)

(أليسَ من الخُسْران أن ليالياً .......... تمرُّ بلا نفعٍ وتُحسبُ من عمري)
ومن شعره:
(أرى الناس في الدنيا كراعٍ تنكرتْ .......... مراعيهِ حتى ليس فيهنّ مرتعُ)

(فماءٌ بلا مرعىً بغيرِ ماء .......... وحيثُ ترى ماءً ومرعىً فمسبعُ)
وكتب إلى الحاكم:
(وأنت وحسبي أنت تعلم أنني ............. إمام المجد يبني ويهدمُ)

(وليس حليماً من تُقبل كفُّهُ .......... فيرضى، ولكن من تُعض فيحلُمُ)
ومن شعره:

(28/444)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 445
(قبورٌ ببغداد وطُوسٍ وطيبةٍ .......... وفي سُر من رأى والغري وكربلا)

(إذا ما أتاها عارفٌ بحقوقها .......... ترحل عنها بالذي كان أملا)
) وتوفي في رمضان، رحمه الله.
4 (حرف الراء:)
رباح بن علي بن موسى بن رباح. القاضي أبو يوسف البصري. سمع: إبراهيم بن علي الهُجيمي، وأحمد بن محمد بن سليمان المالكي، ومحمد بن محمد بن بكر الهِزاني. وسمع بدمشق، ومصر. روى عنه: ابنه يوسف، وأبو القاسم التنوخي، وأبو حازم محمد بن الحسين الفراء، وآخرون.
4 (حرف الزاي:)
زيد بن عبد العزيز بن مُقرن. أبو الحسين الإصبهاني. توفي في المحرم.

(28/445)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 446
4 (حرف الطاء:)
طاهر بن الحسن بن إبراهيم. أبو محمد الهمداني الجصاص الزاهد. روى عن: محمد بن يوسف بن عمر الكسائي البزاز، والحسن بن علي الصفار. وهذا الكسائي يروي عن البغوي شيئاً قليلاً. روى عن طاهر: أبو مسلم بن غزو. وحكى عنه جماعة من الصُلحاء. وكان كبير القدر، صاحب كرامات. بالغ شيرويه في تطويل ترجمته، وقال: سمعتُ أبا الحسن الصوفي يقول: سمعتُ أبي يقول: كان لطاهر الجصاص مصنفات عدة، منها: أحكام المريدين مشتمل على سبعة أجزاء. وكان يقرأ التوراة، والإنجيل، والزبور، والقرآن، ويقرر تفسيرها. سُئل طاهر عن التوحيد فقال: أن يكون رجوع المرء إلى نفسه ونظره إليه أشد عليه من ضرب عُنقه. قال جعفر الأبهري: كان لطاهر الجصاص ثلاثمائة تلميذ كلهم من الأوتاد. وقال مكي بن عمر البيع: سمعتُ محمد بن عيسى يقول: صام طاهر الجصاص أربعين يوماً متواليات أربعين مرة. وآخر أربعين عملها صام على قشر

(28/446)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 447
الدُّخن، فلفرط يبسه فرغِ رأسه وأختلط في عقله. ولم أر أكثر مجاهدةً منه. قال شيرويه: كان طاهر يذهب مذهب أهل الملامة. وقال مكي: سمعت أبا سعد بن زيرك يقول: حضرتُ مجلساً ذُكر فيه طاهر الجصاص، فبعضهم نسبه إلى الزندقة، وبعضهم نسبه إلى المعرفة. فلما كثرتِ الأقاويل فيه قلت: إن عيسى عليه السلام كان نبياً وافتتانُ الناس به أكثر وافتتانهم بعيسى ضرهم وما ضره. وكذلك) افتتان الناس بطاهر يضرهم ولا يضره. قال مكي: حضرت امرأةٌ عنده فقالت: ألح عليه بعض أصحابنا في إظهار العلة التي ترك بسببها اللحم والخبز، فقال: إذا أكلتهما طالبتني نفسي بقُبلة أمردٍ مليح. وسمعت منصور الخياط الصوفي يقول: دخلت على طاهر الجصاص، فنظرت إليه وإلى اجتماع القمل في ثوبه، فسألته أن يعطيني فروته لأغسلها وأفليها. قال: على أن لا تقتل القمل. قلت: نعم. ثم حملتها إلى النهر، فلو كان معي قفيز كنت أملأه قملاً، فكنسته بالمكنسة ونقيتهُ، فلما رددتها عليه قال: الحالتان عندي سواء، فإن القمل لا يؤذيني. وقال شيرويه: سمعت يوسف الخطيب يقول: دخلت على طاهر الجصاص ووضعت بين يديه تيناً، فناولته تينةً وقلت: أيُها الشيخ اقطع هذه التينه بأسنانك، ولم يبقى في فمه سِن، فجعل يمصها ويلوكها حتى لانت وأمكنه قطعُها، فأكل نصفها، ووضع نصفها في فمي. فكأني وجدتُ في نفسي من ريقه ولُعابه. فبتُ تلك الليلة، فرأيت كأن آت أتاني، فأخرج قلبي من جوفي من غير ألمٍ ولا وجع. فلما شاهدتُ قلبي كأن قنديلٍ، فيه سبعة عشر سِراجاً، فقال لي: هذا من ذاك اللُعاب. سمعت عبد الواحد بن إسماعيل الُبُروجردي يقول: اشترينا شِواءً وحلواء

(28/447)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 448
فأكلنا، ثم دخلنا على طاهر الجصاص فقلنا: نريد شيئاً نأكله. فقال: قوموا عني أكلتم الشواء والحلواء في السوق وتطلبون شيئاً من عندي. وكان طاهر يتكلم من كلام الملامة بأشياء لا بأس بها في الشرع إذا فتش، وقبرهُ يزار ويُعظم.
4 (حرف العين:)
عبد الله بن عبد الرحمن بن جحاف. أبو عبد الرحمن المعافري. قاضي بلنسية، ويُلقب بحيدرة. روى عن: أبي عيسى الليثي، وأبي بكر بن السليم، وأبي بكر بن القوطية. وكان إماماً، ثقة، فاضلاً. ذكره ابن خزرج. وحدث عنه: أبو محمد بن حزم، وقال: هو من أفضل قاضٍ رأيته ديناً وعقلاً وتعاوناً، حظه الوافر من العلم. توفي في رمضان. عبد الله بن عبيد الله بن محمد. أبو سعيد الجرجاني، ثم النيسابوري الواعظ. كان يعظ في مجلس المطرز. وحدث عن: أبي عمرو بن نُجيد، وأبي الحسن السراج، وطبقتهما. روى عنه:) أبو صالح المؤذن، وعُبيد الله الحشكاني. وكان حياً في هذا العام.

(28/448)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 449
عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدان. أبو القاسم القرشي النيسابوري السراج. روى عن: أبي العباس الأصم، وأبي منصور محمد بن القاسم الصبغي، ومحمد بن سليمان البزاري، وأحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي، وجماعة. روى عنه: أبو بكر الخطيب، وعلي بن أحمد الأخرم المديني، وأبو صالح المؤذن، وعثمان المحمي، وفاطمة بنت الدقاق، وجماعة. مات في صفر. وكان إماماً جليلاً، ثقة كبير القدر فقيهاً. تفقه على الأستاذ أبي الوليد. عبد الوهاب بن جعفر بن علي. أبو الحسين بن الميداني، الدمشقي المحدث. روى عن: أبي علي بن هارون، وأحمد بن محمد بن عُمارة، وأبي عبد الله بن مروان، والحسين بن أحمد بن أبي ثابت، وأبي بكر بن أبي دجانة، وأبي عمر بن فضالة، وخلقٍ كثير بعدهم. روى عنه: رشأ بن نظيف، وأبو سعد السمان، وعبد العزيز الكتاني، وعلي بن محمد بن أبي العلاء، وأبو العباس أحمد بن قبيس المالكي، وآخرون. توفي في جمادى الأولى. قال الكتاني: ذكر أبو الحسين أنه كتب بمائة رطل حِبر، وقد احترقت كُتبه

(28/449)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 450
وجددها. وكان فيه تساهل. وقد اتهم في هارون. عبيد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد بن فاذويه. أبو عبد الرحمن الإصبهاني التاجر. مات في ذي الحجة. علي بن الحسين القاضي. أبو القاسم الهروي الداوودي، مصنف التفسير. روى عن: أبي تراب محمد بن إسحاق الموصلي. وعنه: ابن أخته صاعد بن سيار. توفي في ربيع الآخر. وروى أيضاً عن الخليل بن أحمد، والدارقطني. علي بن عبيد الله بن الشيخ. أبو الحسن الدمشقي. روى عن: المظفر بن حاجب، وجُمع المؤذن، وأبي عمر بن فضالة. روى عنه: عبد العزيز الكتاني، والسمان. علي بن عبد الله بن يوسف الشيرازي. أبو الحسن الرشيقي. توفي في ربيع الآخر.

(28/450)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 451
4 (حرف الفاء:)
فضلوية بن محمد بن إسحاق بن محمد بن فُضلويه. أبو فضل القزويني، ثم النيسابوري، المؤذن الإسكاف. مؤذن مسجد المطرز. شيخ مسن، به أدنى طرش. حدث عن: أبي عثمان) البصري. وكان يتهم فيه. وعن: الأصم، والطرائفي، وأبي بكر بن إسحاق الصبغي، وعبد الله بن محمد الرازي. وعنه: أبو صالح المؤذن، ومحمد بن يحيى المزكي. مات في جُمادى الأولى.
4 (حرف الميم:)
محمد بن أحمد بن خليفة. أبو الحسن التونسي الشاعر الشهير، ويلقب بالصرائري. له شعرٌ كثير على نحو شِعر ابن حجاج، وهجو، وقبائح. دخل مصر، ومات بالريف في هذا العام. وقد قارب الستين. محمد بن أحمد بن علي بن العباس. أبو بكر الجاموسي التاجر. نيسابوري. توفي في ربيع الأول. محمد بن الحسين.

(28/451)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 452
أبو بكر البغدادي، الخفاف الوراق. عن: القطيعي، ومخلد الباقرحي، وطبقتهما. قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان غير ثقة. يضع ويختلق الأسماء. قال لي: احترقت من كُتبي ألف وثمانون مناً كلها سماعي. محمد بن زهير بن أخطل. أبو بكر النسائي، الفقيه الشافعي. رأس الشافعية بنسا وخطيبها. رحل الناس إليه للأخذ عنه. سمع من: الأصم، وأبي حامد بن حسنويه، وابن عبدوس الطرائفي، وأبي الوليد حسان بن محمد، وأبي سهل بن زياد القطان، وأبي بكر الشافعي. وعمر دهراً. روى عنه: أبو صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن. وتوفي ليلة الفطر. محمد بن علي بن إسحاق. أبو منصور البغدادي الكاتب. حدث عن: أبي بكر بن مقسم المقريء، وأبي علي بن الصواف. قال الخطيب: كتبنا عنه، وسماعه صحيح. محمد بن محمد أحمد بن الروزبهان. أبو الحسن البغدادي. كان يسكن بناحية نهر طابق.

(28/452)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 453
حدث عن: علي بن الفضل الستوري، وعثمان بن السماك، وجعفر الخُلدي، والنجاد. قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان صدوقاً. سمعتُ الصوري يقول: كان هبة الله اللالكائي يُثني عليه إذا ذكره. توفي في رجب. قلت: وروى عنه أبو القاسم بن أبي العلاء المصيصي. محمد بن يوسف بن الفضل. أبو بكر الجرجاني الشالنجي، والقاضي، المفتي. كان عليه مدار الفتوى والتدريس والإملاء والوعظ ببلده.) سمع الكثير من: أحمد بن الحسين بن ماجة القزويني، ونُعيم بن عبد الملك الجُرجاني، ومحمد بن حمدان، وابن عدي، وهذه الطبقة. ومات بجرجان عن إحدى وتسعين سنة. روى عنه: إسماعيل بن مسعدة الإسماعيلي، وغيره. وتوفي في ذي القعدة، في ثامنة. مروان بن سليمان بن إبراهيم بن مورقاط الغافقي. الإشبيلي. روى عن: أبيه، وأحمد بن عبادة، وأبي محمد الباجي. ودخل إفريقية فأدرك ابن أبي زيد. وكان صدوقاً، صالحاً. مات في رمضان.

(28/453)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 454
مُعاذ بن عبد الله بن طاهر البلوي. أبو عمر الإشبيلي. روى عن: ابن القوطية، والرباحي. وكان بارعاً في فنون الأدب، قديم الطلب. معمر بن أحمد بن محمد بن زياد. الشيخ أبو نصور الإصبهاني، الزاهد. كبير الصوفيه بإصبهان. سمع: أبا القاسم الطبراني، وأبا الحسن بن المثنى، وأبا الشيخ، وابن المقريء، وعلي بن عمر بن عبد العزيز. وأملى عنهم. روى عنه: أبو طالب أحمد بن محمد القُرشي الكُندلاني، والقاسم بن الفضل الثقفي، وأبو مطيع، وآخرون. مات في رمضان. وله قصيدة منها:
(لقد مات من يُوعى الأنام بعلمه .......... وكان له ذِكر وصيتٌ فينفعُ)

(وقد مات حُفاظ الحديثِ وأهلهُ .......... وممن داره وهو في الناسِ مُقنعُ)

(أبو أحمد القاضي وقد كان حافظاً .......... ولم يكُ من أهل الضلالةِ يقبعُ)

(وكان أبو إسحاق ممن شهدتهُ .......... يدرس أخبارَ الرسول فيوسعُ)

(وثالثهم قُطبُ الزمانِ وعصرهُ .......... أبو القاسم اللخمي قد كان يبرعُ)

(ورابعهم كان ابن حيان آخبراً .......... ومات، فكيف الآن في العِلمِ نطمع؟ُ)

(28/454)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 455
(وكان ابن إسحاق بن مندة غائباً .......... يسبح زماناً وحده حيث يطلعُ)

(فرُد إلينا بعد دهرٍ وبُرهةٍ .......... وقامت به الآثار والأمر... جمع)

(بقي وحده في عصره وزمانه .......... يناطح آفات الزمان ويدفعُ)
مكي بن محمد بن الغمر. أبو الحسن التميمي الدمشقي الوراق، المؤدب. مستملي القاضي الميانجي. سمع منه، ومن: أحمد بن البرامي، وجمح ابن القاسم، والفضل بن جعفر، وابن أبي الرمرم، وخلق كثير بعدهم.) ورحل إلى بغداد، وسمع من: القطيعي، وأبي محمد بن ماسي، وأبي بكر الوراق. روى عنه: أبو علي الأهوازي، وعبد العزيز الكتاني، ومحمد بن علي الحداد، ومحمد بن علي المطرز، وإسماعيل بن علي السمان، وأبو الحسن بن صصرى. قال الكتاني: كان ثقة مأموناً، يورق للناس. وتوفي في رمضان سنة ثمان عشرة. وقال الأهوازي: سنة ثنتي عشرة.

(28/455)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 456
4 (حرف الهاء)
هبة الله بن الحسن بن منصور. الحافظ أبو القاسم الرازي الطبري الأصل، المعروف باللالكائي. الفقيه الشافعي. نزيل بغداد. تفقه على: الشيخ أبي حامد. وسمع بالري من: جعفر بن فناكي، وعلي بن محمد القصار، والعلاء بن محمد. وببغداد من: أبي القاسم الوزير، وأبي الطاهر المخلص، فمن بعدهما. قال الخطيب: كان يفهم ويحفظ. وصنف كتاباً في السنة، وكتاب رجال الصحيحين، وكتاباً في السُنن. وعاجلته المنية. وخرج إلى الدينور فمات بها في رمضان. حدثني علي بن الحسين بن جداء العُكبري قال: رأيت هبة الله الطبري في المنام، فقلت: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي.

(28/456)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 457
قلت بماذا؟ قال: كلمة خفيةً: بالسنة قلت: روى عنه كتاب السنة أبو بكر أحمد بن علي الطريثيثي، شيخ السلفي. قال شُجاع الذُهلي: لم يُخرج عنه شيءٌ من الحديث إلا بالسنة.
4 (حرف الياء.)
يحيى بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم. أبو سعد البزاز. مات في رمضان. الكنى: أبو الحسين بن طباطبا العلوي. مصري، نبيل. قال الحبال: عنده عن الرازي فمن دونه

(28/457)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 458
1 (وفيات سنة تسع عشرة وأربعمائة:)

4 (حرف الألف:)
أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن محمود. أبو بكر الثقفي الإصبهاني، الواعظ. نزيل نيسابور. سمع بها: أبا سعيد عبد الوهاب الرازي، وأبا أحمد الحاكم، وأبا محمد الحسن بن أحمد المزكي. روى عنه: أبو عبد الله الثقفي في الأربعين له، وأبو بكر الخطيب. توفي في جُمادى الأولى. قاله يحيى بن مندة.) أحمد بن عباس بن أصبغ بن عبد العزيز. أبو العباس الهمداني القرطبي. روى عن: أبي عيسى الليثي، وابن عون الله، وجماعة. ثم حج وجاور، فكان من جلة شيوخ الحرم، وبقي إلى هذا العام. أحمد بن محمد بن منصور. أبو الحسين ابن العالي البوشنجي، خطيب بوشنج.

(28/458)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 459
سمع أبا أحمد عبد الله بن عدي، وأبا سعيد محمد بن أحمد بن كثير بن ديسم، ومحمد بن علي الغسقاني، وأبا بكر الإسماعيلي، ومحمد بن الحسين النيسابوري السراج، ومحمد بن عبد الله بن إبراهيم السليطي. روى عنه: شيخ الإسلام أبو إسماعيل. توفي في رمضان. تفرد ابن رُوزبة بجزءٍ من حديثه. وروى عنه: أبو القاسم أحمد بن محمد العاصِمي البوشنجي. أحمد بن محمد بن الحُسين. أبو الطاهر الضبي الهروي. روى عن: حامد بن محمد الرفاء. روى عنه: أبو إسماعيل الأنصاري، وأبو عبد الله العُميري. إسحاق بن عبد الصمد ابن الخليفة القاهر بالله محمد بن المعتضد العباسي. توفي في ربيع الأول عن قريبٍ من تسعين سنة. وروخه هلال بن المحسن.
4 (حرف الحاء:)
الحسن بن محمد بن جعفر بن جُبارة. أبو محمد الدمشقي الضراب، الجوهري. روى عن: خيثمة بن سليمان، ومحمد بن محمد بن زكريا البلخي.

(28/459)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 460
روى عنه: الكتاني، وأبو سعد السمان، وعلي الحنائي، وجُبارة. قيده ابن ماكولا. مات ربيع الأول. سمع من خيثمة مجلساً واحداً. الحسن بن محمد بن جعفر السلماسي. أبو محمد. عن: الحسين بن محمد بن عبيد العسكري. مات في صفر. الحسين بن الحسن بن يحيى. أبو عبد الله العلوي الزيدي. توفي بواسط في جمادى الآخرة. روى عن: أبي المُثنى محمد بن أحمد الدهقان الكوفي عن الحسن بن علي بن عفان. وكان مولده في سنة تسعٍ وعشرين وثلاثمائة. قال الخطيب: كان صدوقاً. ثنا عن أبي المثنى.
4 (حرف الزاي:)
زكريا بن أحمد بن محمد بن يحيى بن حمويه.

(28/460)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 461
أبو يحيى البزاز النسابة. خُرساني. توفي في حدود سنة تسع عشرة تقريباً.)
4 (حرف الشين:)
شعيب بن محمد بن إبراهيم. أبو سعد الشُعيبي البوشنجي. سمع: أباه، وإبراهيم المؤدب، وأبو علي الرفاء. وروى الكثير. حدث عنه: شيخ الإسلام.
4 (حرف العين:)
عبادة بن عبد الله بن محمد بن عبادة بن أفلح الأنصاري. من ولد سعد بن عبادة الخزرجي القُرطبي. الشاعر المعروف بابن ماء السماء أبو بكر. أخذ عن: أبي بكر الزبيدي، وغيره. أخذ عنه الأدب: غانم بن الوليد. عبد الله بن أحمد بن محمد بن عبد الله. أبو محمد المصاحفي.

(28/461)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 462
خُراساني. توفي في شهر ذي الحجة. وكان مجاوراً في جامع نيسابور. نسخ ثمانمائة وثمانين مُصحفاً. قال عبد الغافر: حدثني من أوثق به بذلك. ونسخ عدة نُسخ من تفسير أبي القاسم بن حبيب. وسمع من: أبي الحسن بن السراج، وأبي حفص الزيات البغدادي. روى عنه: الحسن بن أبي القاسم الصفار، وأحمد بن أبي سعد بن علي. وتوفي بنيسابور. عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم بن أحمد بن حمدويه. أبو محمد بن أبي القاسم البُناني الثابتي. من ولد ثابت بن أسلم التابعي. نيسابوري، حنفي. من مجاوري الجامع. كثير الحديث. حدث عن: الأصم، وطبقته. ولقي أبا الطيب المتنبي، وسمع من شعره. روى عنه: محمد بن بحر المزكي. عبد الله بن محمد بن سليمان.

(28/462)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 463
أبو محمد بن الحاج القرطبي، المقريء. كان مجوداً طيب الصوت بمرة، صالحاً. له شعر حسن. وأخذ الحديث عن جماعة. وله مصنفٌ كبير في الزهد. توفي شاباً، وقد روى عن: مكي بن أبي طالب. عبد الرحمن بن محمد بن المرزبان بن منجويه. أبو القاسم الإصبهاني. مات في رجب. عبد المحسن بن محمد بن أحمد بن غلبون.

(28/463)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 464
أبو محمد الصوري الشاعر المشهور. كان شاعراً محسناً، بديع القول. روى عنه شِعره: محمد بن علي الصوري، ومبشر بن إبراهيم، وسلامة ابن الحسين. وحكى عنه: أبو نصر بن طلاب. وله:
(بالذي أَلهم تعذيبي ثناياك العِذابا .......... ما الذي قالته عيناك لقلبي فأجابا)
قال أبو فتيان بن حيوس: هما أغزل ما أعلم، وأغزل من قول جرير حيث يقول:) إن العيون التي في طرفها مرض. ولعبد المحسن:
(وتُريك نُفسك في معاندة الهوى .......... رُشداً ولستِ إذا فعلت براشدِ)

(شغلتك عن أفعالها أفعالُهُم .......... هلا اقتصرت على عدوٍ واحدِ)
عبد الملك بن عبد الرحمن بن عمر بن العباس.

(28/464)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 465
أبو سهل الشروطي الحنفي. خُراساني. مات في ذي الحجة. وروى عن: ابن نُجيد، وبشر بن أحمد، وأبي أحمد السمري. وعنه: أبو صالح المؤذن. عبد الواحد بن أحمد بن محمد بن يوسف. أبو محمد بن شماس الهمداني الدمشقي. حدث ب صحيح البخاري عن: أبي زيد المروزي. وحدث عن: علي بن يعقوب بن أبي العقب، والحسين بن أحمد بن أبي ثابت. روى عنه: علي بن الخضر، وأبو سعد السمان، وعبد العزيز الكتاني، وعلي بن محمد بن شجاع، وجماعة. توفي في رمضان. قاله الكتاني، وقال: سمعه أبوه الحديث، ولم يكن الحديث من شأنه. عبد الواحد بن أحمد بن الحسين. أبو الحسن العُكبري، المعدل. حدث عن: أحمد بن سليمان النجاد، وجعفر الخلدي، وأبي بكر الشافعي، وعدة. روي عنه: ابن أخيه أبو منصور محمد بن محمد بن أحمد. وكان صدوقاً يتشيع، قاله الخطيب:

(28/465)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 466
علي بن أحمد بن محمد بن داود. أبو الحسن البغدادي الرزاز. سمع: عثمان بن السماك، وأبا بكر النجاد، وعبد الصمد بن علي الطستي، وأبا سهل بن زياد، والخلدي، وأبا عمر الزاهد، وعلي بن محمد بن الزبير، وميمون بن إسحاق، ودعلج بن أحمد. وقرأ القرآن لحمزة على أبي بكر بن مقسم، عن قراءته على إدريس بن عبد الكريم. قرأ عليه: عبد السيد بن عتاب، وغيره. وحدث بالكثير. وكف بصره في آخر عمره. وكان له حانوت في الرزازين. قال الخطيب: وكان كثبر السماع والشيوخ: وإلى الصدق ما هو شاهدت جزءاً من أصوله من أمالي ابن السماك، في بعضها سماعه بالخط العتيق، ثم رأيته قد غير بعد وقتٍ وفيه إلحاقه بخط جديد. ولد سنة خمسٍ وثلاثين وثلاثمائة، وتوفي في ربيع الآخر. قلت: وروى عنه: أبو البيهقي، وأبو بكر الطريثيثي، وجماعة.

(28/466)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 467
علي بن عبد العزيز بن الحسن بن محمد بن هارون بن عصام بن الأمير محمد بن عبد) الله بن طاهر بن الحسين. أبو الحسن الخزاعي الطاهري المحدث. سمع من: أبي بحر بن كوثر، وعيسى الرُّخجي، وأبي بكر القطيعي، وأحمد بن جعفر بن سلم، ويحيى بن وصيف، ومخلد الباقرحي، فمن بعدهم. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ديناً صالحاً، ثقة. توفي في ربيع الآخر. علي بن محمد بن عبد الله بن آزاد مرد أبو القاسم الفارسي. سمع: أبا بكر الشافعي، وحامداً الرفاء، وحبيباً القزاز وعثمان بن ستفة، وعدة. وسكن مصر. روى عنه: القاضي القضاعي، والحسين بن علي بن حجاج النحوي، وأبو إسحاق الحبال وقال: مات في رمضان. علي ابن المقريء أبي عدي عبد العزيز بن علي بن محمد بن إسحاق بن الفرج ابن الإمام أبي الحسن المصري. محدث ابن محمد. أرخه الحبال. عمر بن أحمد بن محمد بن حسنويه.

(28/467)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 468
أبو حفص الإصبهاني الزعفراني. توفي في ربيع الأول. قال يحي بن مندة: صالح، ورع، صاحب سنة وصلابة. ضربه إسماعيل بن عباد بالسياط في السوق بسبب ذمه الإعتزال. له ست بإصبهان. حدث عن: أبي أحمد العسال، وأحمد بن معبد والطبراني، وأبي إسحاق ابن حمزة.
4 (حرف الميم)
محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن عمر بن حفص. المحدث أبو بكر بن أبي علي الهمداني الذكواني، الإصبهاني المعدل. قال أبو نعيم الحافظ: ولد سنة ثلاثٍ وثلاثين وثلاثمائة وشهر، وحدث ستين سنة. وسمع بمكة، والبصرة، والأهواز، والري. وجمع وصنف الشيوخ. حسن الخلق، قويم المذهب، توفي في شعبان. ثم ذكر بعض شيوخه. قلت: روى عن: عبد الله بن فارس، ومحمد بن أحمد بن الحسن الكسائي، وأبي أحمد العسال، ومحمد بن إسحاق بن كوشيذ، ومحمد بن يحيى بن بحرويه، وأحمد بن معبد السمسار، وأحمد بن محمد بن يحيى القصار، وأحمد بن بندار الشعار، وإبراهيم بن محمد بن حمزة، وعبد الله بن الحسن بن بندار المديني، وأبي الشيخ، وعاتكة بنت أبي بكر بن أبي عاصم الإصبهانيين، والطبراني، والجعابي بإصبهان، وأبي بكر الآجري، وإبراهيم بن

(28/468)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 469
محمد بن إبراهيم الدبيلي) بمكة، وفاروق بن عبد الكبير الخطابي، ومحمد بن إسحاق بن عباد التمار، وأحمد بن القاسم بن الريان اللكي بالبصرة. روى عنه: أبو صادق محمد بن أحمد بن جعفر الفقيه، وأبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى بن مردويه، وإسماعيل بن علي السيلقي، وأبو نصر عبد الرحمن بن محمد السمسار، وأبو حفص عمر بن حسن بن محمد بن أحمد بن سليم، وعلي بن الفضل اليزدي، والفضل بن محمد الحداد أخو أبي الفتح الحداد، وأبو أحمد فضلان بن عثمان القيسي، وأبو العلاء محمد بن عبد الجبار الفُرساني شيوخ ابن سلفة الحافظ. وله معجم رواء عبد الرحيم بن الطفيل. محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن صُمادح. التجيبي الصمادحي السرقسطي. قال الأبار: كان والياً على مدينة وشقة، ثم تخلى عنها لابن عمه منذر بن يحيى. وله مختصر في غريب القرآن يدل على فضله ومعرفته. روى عنه: ابنه الأمير معن صاحب المرية.

(28/469)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 470
غرق أبو يحيى هو وأهل مركبه في جمادى الأولى سنة تسع عشرة رحمهم الله. محمد بن عبد الله الرباطي. أبو بكر. قيل: توفي فيها. وقيل: سنة عشرين كما سيأتي. محمد بن عبد الباقي. أبو بكر المصري الجبان. الرجل الصالح. أرخه الحبال. محمد بن علي بن محمد بن حيد بن عبد الجبار. أبو بكر الجوهري الصيرفي العدل الغازي. من رؤساء نيسابور. وإليهم ينسب قصر حيد. ولد سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة. سمع من: أبي العباس الأصم، وإسماعيل بن نجيد. روى عنه: حفيده منصور بن محمد شيخ شهدة. توفي في رجب. وممن روى عنه: أبو صالح المؤذن، وأبو بكر محمد بن يحي المزكي. محمد بن عمر بن يوسف.

(28/470)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 471
أبو عبد الله ابن الفخار القرطبي المالكي الحافظ. عالم الأندلس في عصره. روى عن: أبي عيسى الليثي، وأبي محمد الباجي، وأبي جعفر بن عون الله، وجماعة. وحج وجاور بالمدينة وأفتى بها، فكان يفخر بذلك. تفقه بأبي محمد الأصيلي، وأبي عمر بن المكوي. وسمع بمصر. وكان إماماً بارعاً زاهداً ورعاً متقشفاً، من أهل العلم والذكاء والحفظ، عارفاً بمذاهب الأئمة وأقوال العلماء. يحفظ المدونة حفظاً جيداً، والنوادر لابن أبي زيد. وقد أريد على الرُّسلية إلى البربر فأبى وقال: إني في جفاء وأخاف أن أؤذى.) فقال الوزير: رجل صالح يخاف الموت، قال: إن أخفه فقد خافه أنبياء الله، هذا موسى عليه السلام حكى الله عنه أنه قال: ففررتُ مِنكُمْ لما خِفْتُكُمْ. قال ابن حيان: توفي الفقيه المشاور الحافظ المستبحر، الراوية البعيد الأثر، الطويل الهجرة في طلب العلم، الناسك المتقشف أبو عبد الله بن الفخار بمدينة بلنسية في عاشر ربيع الأول. فكان الحفل في جنازته عظيماً، وعاين الناس فيها آية من طيور أشباه الخطاف، وما هي بها، تخللت الجمع رأفةً فوق النعش جانحةً إليه مشفةً، لم تفارق نعشه إلى أن ووري فتفرقت. عاين الناس منها عجباً تحدثوا به وقتاً. ومكث مدة ببلنسيةُ مُطاعاً عظيم القدر عند السلطان والعامة. وكان ذا منزلة عظيمة في الفقه والنسك، صاحب أنباءٍ بديعة رحمه الله.

(28/471)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 472
وقال جُماهر بن عبد الله: صلى على ابن الفخار الشيخ خليل التاجر ورفرفت عليه الطير إلى أن تمت مواراته. وكذا ذكر محمد القُبُّشي من خبر الطيور، وزاد: كان عمره نحو الثمانين سنة. وكان يقال إنه مجاب الدعوة، واختبرت دعوته في أشياء. وقال أبو عمرو الداني: توفي في سابع ربيع الأول عن ست وسبعين سنة، وهو أخو الفقهاء الحفاظ الراسخين العالمين بالكتاب والسنة بالأندلس رحمه الله. وقد ذكره القاضي عياض فقال: أحفظ الناس، وأحضرهم علماً، وأسرعهم جواباً، وأوقفهم على اختلاف الفقهاء وترجيح المذاهب، حافظاً للأثر، مائلاً إلى الحجة والنظر. فر عن قرطبة إذ نذرت البربر دمه عند غلبتهم على قرطبة. فأما: أبو عبد الله بن الفخار المالكي الحافظ، فيأتي سنة. محمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن مخلد.

(28/472)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 473
أبو الحسن البزاز شيخ بغداد. ولد سنة تسعٍ وعشرين وثلاثمائة. وسمع من: إسماعيل الصفار ومحمد بن عمرو الرزاز، وعمر بن الحسن الأشناني، وهو آخر من حدث عنهم، وعثمان بن السماك، وجعفر الخلدي، والنجاد. قال الخطيب: كتبنا عنه وكان صدوقاً، أثنى عليه أبو القاسم اللالكائي. وكان جميل الطريقة، له أُنسةٌ بالعلم ومعرفة بشيءٍ من الفقه على مذهب أهل العراق. مات في ربيع الأول. قال: وبلغني أنه لم يكن له كفن. قلت: روى عنه: علي بن طاهر بن الملقب الموصلي، والحسين بن علي بن البسري وعلي بن) الحسين الربعي، وعلي بن محمد بن أبي العلاء المصيصي، وجماعة آخرهم علي بن أحمد بن بيان الرزاز، شيخ ابن كليب.
4 (حرف النون)
ناصر بن مهدي بن الحسن. السيد أبو محمد، العلوي النيسابوري.

(28/473)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 474
روى عن: أبي الحسين الحجاجي، وأبي علي محمد بن علي بن السقا الإسفرائيني الحافظ، وأبو عمرو بن حمدان. وعنه: أبو صالح المؤذن، وغيره. توفي في رمضان.
4 (حرف الهاء)
الهيذام بن عمر بن أحمد بن الهيذام. الإصبهاني، الضراب. في شهر صفر.
4 (حرف الباء)
يحيى بن عمر. أبو الحسن الدعاء المقريء، المعروف بالشارب. سمع من: عبد الباقي بن قانع، وحامد الرفاء. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ثقة مشهوراً بالسنة. يعيش بن محمد بن يعيش. أبو بكر الأسدي الطليطلي. روى عن: أبيه، ورحل فأخذ عن: أبي محمد بن أبي زيد. وكان من كبار الفقهاء. ولي القضاء ببلده والرئاسة.

(28/474)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 475
1 (وفيات عشرين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)
أحمد بن طلحة بن أحمد بن هارون. أبو بكر البغدادي المنقي الواعظ. سمع: أبا بكر النجاد، وعبد الصمد الطستي، وابن بريه الهاشمي. مات في ذي الحجة. وآخر من روى عنه ابن البطر. أحمد بن عبد القادر بن سعيد. أبو عمر الأموي الإشبيلي. أخذ عن: أبي الحسن الأنطاكي، وحكم بن محمد القيرواني، ومحمد بن الحارث الخُشني. وسمع من: أبي علي القالي يسيراً. وكان عارفاً بالنحو والشعر، وله كتاب الوثائق وعللها سماه المحتوي في خمسة عشر جزءاً.

(28/475)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 476
حدث عنه: أبو محمد بن خزرج. أحمد بن علي بن أحمد بن حماد. أبو العباس الجُرجاني، المقريء المعروف بالخزاز. سمع من المحدث أحمد بن الحسن بن ماجة في سنة تسعٍ وأربعين بقراءة الإسماعيلي. وحدث، وسمع منه خلق بجرجان. وكان رجلاً صالحاً. مات في ذي القعدة. أحمد بن علي بن الحسن بن الهيثم. أبو الحسن بن البادا البغدادي. سمع: أبا سهل بن زياد، وعبد الباقي بن قانع، ودعلج بن أحمد، وابن بريه، وجماعة. قال الخطيب: كان ثقة، من أهل القرآن والأدب والفقه على مذهب مالك. كتبتُ عنه، ومات في ذي الحجة. أحمد بن علي. أبو العباس المنبجي، ثم الرقي المقريء. قرأ القرآن على: نظيف بن عبد الله الكِسروي، وغيره. قال أبي العمر الداني: كان ثقةً ضابطاً. عُمر طويلاً وتوفي بالرقة بعد

(28/476)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 477
العشرين، وقد بلغ التسعين أو زاد عليهما رحمه الله. أحمد بن محمد بن عفيف. أبو عمر الأموي القُرطبي. شرع في السماع سنة تسعٍ وخمسين وثلاثمائة، واستوسع في الرواية والجمع والإتقان. وحدث عن: يحيى بن هلال، ومحمد بن عبيدون، ومحمد بن أحمد بن مِسور. وعني بالفقه. وبرع في الشروط ثم مال إلى الزهد والوعظ، فوعظ الناس، ولقن القرآن، وقصده الصلحاء والطالبون، فبين لهم الطريق. وكان يغسل الموتى، وصنف في تغسيلهم كتاباً، وصنف كتاباً في آداب المعلمين. وصنف في أخبار القُضاة والفقهاء بقرطبة كتاباً. ولما) وقعت الفتنة بقرطبة قصد المرية فأكرمه صاحبها خيران الصقلبي وأدناه، وولاه قضاء لورقة، فاستوطنها حتى توفي في ربيع الآخر. روى عنه: حاتم بن محمد، وأبو العباس العُذري، وطاهر بن هشام، وغيرهم. أحمد بن محمد بن القاسم بن بشر بن درستويه بن يزيد. أبو الحسين الفارسي الفسوي، ثم البخاري. ولد سنة أربعين. وروى عن: أبي بكر بن يزداد، وخلف الخيام، وأبي بكر بن سعد، والقفال الشاشي.

(28/477)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 478
توفي في ربيع الأول ببخارى. أحمد بن محمد بن الحسن بن المظفر. أبو طالب، ولد الأديب أبي علي الحاتمي. كان شاعراً محسناً. وله ديوان. روى عنه: ابنه مسعود، ومحمد بن وِشاح الزينبي. إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن الحسين. أبو إسحاق الحنائي الدمشقي. روى عن: عبد الوهاب الكِلابي. وسمع بمصر من: أبي محمد بن النحاس. روى عنه: أبو سعد السمان، وعبد العزيز الكتاني. وهو أخو علي وإبراهيم.
4 (حرف الحاء:)
الحسن بن علي بن العباس بن الفضل بن زكريا بن يحيى بن النضر. أبو علي النضروي الهروي الحافظ. سمع: محمد بن عبد الله بن خميرويه، وزاهد بن أحمد، ومحمد بن أحمد بن حمزة، وجماعة. وعنه: عبد الواحد المُليحي، ومحمد بن علي العُميري. الحسن بن محمد بن أحمد بن عمر.

(28/478)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 479
أبو بشر القُهُندُزي المزكي. روى عن: أبي بحر البربهاري، ومحمد بن حيويه الكُرجي. وعنه: صاعد بن سيار، ومحمد بن علي العميري. الحسين بن عبد الله بن أبي علاثة البغدادي. سمع: أبا بكر الشافعي، والقطيعي، وعدة. وعنه: الخطيب، وقال: سماعه صحيح إلا أنه ساقط المروءة.
4 (حرف السين:)
سعيد بن عبد العزيز بن عبد الله بن محمد. أبو سهل النيلي. أخو الأستاذ أبي عبد الرحمن. رجل جليل نحوي، فقيه شافعي، إمام في الطب متبحر فيه بمرة، ثقة في الحديثة. روى عن: أبي عمرو بن حمدان، وأبي أحمد الحافظ.

(28/479)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 480
ومات فجأةً عن سبعٍ وستين سنة.
4 (حرف الصاد:)
) صالح بن مِرداس الكلابي. أسد الدولة. كان من عرب البادية، فقصد حلب وبها مرتضى الدولة بن لؤلؤ نائباً للخليفة الظاهر بن الحاكم العبيدي، فانتزعها منه في سنة سبع عشرة وأربعمائة، وتملكها ورتب أمورها. فصار من مصر لحربه أمير الجيوش الدزبري، وكانت الوقعة بالأقحوانة. ثم انجلت الوقعة عن خلقٍ كثير من القتلى منهم صالح. وهو أول من ملك حلب من بني مرداس. قُتل في جُمادى الأولى.
4 (حرف العين:)
عبد الله بن عبد الرحيم بن محمد بن إبراهيم بن أحمد بن حمدويه.

(28/480)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 481
أبو محمد البُناني النيسابوري المُرضي، الرجل الصالح. سمع من: دعلج، وأبي بكر الشافعي ببغداد. وذكر أنه لقي الأصم، وسمع منه شيئاً يسيراً. وسمع بجرجان من: محمد بن أحمد بن إسماعيل الصرام وحدث عنه. سمع منه: أبو الفضل الفلكي والمشايخ. عبد الله بن محمد بن علي بن مهرة. أبو محمد الإصبهاني المؤدب. روى عن: الطبراني. عبد الجبار بن أحمد. أبو القاسم الطرسوسي المقريء. صدر الإقراء في وقته بمصر. قرأ على: أبي عدي عبد العزيز بن الفرج، وأبي أحمد عبد الله بن الحسين السامري. قرأ عليه: أبو الطاهر إسماعيل بن خلف مصنف العنوان. توفي في غرة ربيع الآخر. وله كتاب المُجتنى في القراءآت. وآخر من سمع منه أبو الحسين يحيى بن البياز، لكنه متهم. عبد الرحمن بن زاهد بن أحمد. أبو أحمد المروزي الشيرتحشيري، الفقيه المحدث.

(28/481)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 482
سمع: عبيد الله بن الحسين النضري ببغداد، ومحمد بن المظفر الحافظ. وأملى بمرو وهراة. روى عنه: عبد الواحد المليحي، وابنه أبو عطاء وعطاء القراب. أخذ مذهب الشافعي عن أبي زيد الفاشاني، وصار من أئمة المذهب. عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن معروف بن حبيب. أبو محمد بن أبي نصر التميمي، الدمشقي المعدل، الرئيس المعروف بالشيخ العفيف. قرأ لأبي عمرو عن أحمد بن عثمان غلام السباك. وحدث عن: إبراهيم بن أبي ثابت، والحسن بن حبيب الحصائري، وخيثمة، وابن حذلم، وجعفر بن عُديس، وأحمد بن محمد بن عُمارة الليثي، وأحمد بن سليمان بن زبان الكندي، ثم قطع التحديث عنه لما علم ضعفه. روى عنه: رشأ بن نظيف، وأبو علي الأهوازي، وعبد العزيز بن أحمد الكتاني، وأبو القاسم) الحنائي، وأبو نصر بن طلاب، وأبو القاسم بن أبي

(28/482)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 483
العلاء، وخلق كثير آخرهم موتاً عبد الكريم بن المؤمل الكفر طابي. وكان مولده في سنة سبعٍ وعشرين وثلاثمائة. قال أبو الوليد الحسن بن محمد الدربندي: أنا عبد الرحمن بن عثمان بدمشق بقراءتي، وكان خيراً من ألفٍ مثله إسناداً وإتقاناً وزُهداً مع تقدمه. ثم ذكر عنه حديثاً. وقال رشأ بن نظيف: قد شاهدتُ ساداتٍ، ما رأيت مثل أبي محمد بن أبي نصر، كان قرة عين. وقال الكتاني: توفي شيخنا ابن أبي النصر في جمادى الآخرة، فلم أر جنازة كانت أعظم منها. كان بين يديه جماعة من أصحاب الحديث يهللون ويُكبرون ويظهرون السنة. وحضر جنازته جميع أهل البلد حتى اليهودي والنصارى. ولم ألق شيخاً مثله زُهداً وورعاً وعبادةً ورئاسة. وكان ثقةً عدلاً، مأموناً، رضى. وكان يلقب بالعفيف. وكانت أصوله حِساناً بخط ابن فطيس، والحلبي. وقد روى حديثه بعلوًّ: كرينة القرشية مثل مُسند ابن عمر لابن أمية، وحديث ابن أبي ثابت. عبد الرحيم بن أحمد بن عبد الرحمن الكُتامي الفقيه المالكي.

(28/483)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 484
أبو عبد الرحمن السبتي، ويعرف بابن العجوز. قال القاضي عِياض: كان من كبار قومه، وإليه كانت الرحلة بالمغرب. وعليه كانت تدور الفتوى. وفي عقبه أئمة نُجباء. لازم أبا محمد بن أبي يزيد. وأخذ عن: أبي محمد الأصيلي، وغيره. روى عنه: قاسم المأموني، ومحمد بن عبد الرحمن، وإبراهيم بن يعقوب الكلاعي، وجماعة. أخذ الناس عنه بسبتة عِلماً كثيراً. وقال أبو محمد بن خزرج: أجاز لي سنة ثمان عشرة، وتوفي بعد ذلك بنحو عامين. ولد سنة خمسٍ وأربعين وثلاثمائة. عبد الصمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن عيسى. أبو الفضل الخاصمي البلمغي. رحمه الله. عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن جعفر بن منير. أبو محمد المنيري، الجُرجاني العدل الصالح. سمع: أبا أحمد عدي، وأبا بكر الإسماعيلي. وبنيسابور: أبا أحمد الحاكم. وببغداد: أبا الحسين بن المظفر.

(28/484)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 485
وبالشام: محمد بن علي الساوي. قال علي بن محمد الزنجي: سمعت منه. قلت توفي في) رمضان. عبيد الله بن النضر بن محمد بن أحمد بن محمد. أبو أحمد المحمي النيسابوري. من بيت الرئاسة والحشمة. سمع: أبا علي الرفاء، وأبا عمر بن مطر، وهارون بن أحمد الأستراباذي. روى عنه: أبو صالح المؤذن، وأبو القاسم عبيد الله بن أبي محمد الكزبري. وتوفي في ذي القعدة. علي بن أحمد بن محمد بن الحسين. أبو الحسن الجرجاني الإصبهاني. سمع بالبصرة: إبراهيم بن علي الهجيمي. روى السلفي عن أصحابه: إسماعيل بن علي السيلقي، وروح بن محمد الداراني، وعمر بن حسن بن سُليم المعلم، وغيرهم، وابن أشتة.

(28/485)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 486
ومن شيوخه: أبو إسحاق بن حمزة الحافظ. وخرجان محلة بإصبهان، بالخاء المعجمة ثم الجيم. وأختلف في فتح أوله وضمه. وهذا الرجل يعرف بابن أبي حامد. قال الخطيب: كتب إلي بالإجازة لما يصح عندي من حديثه. وسمع بمكة من: إبراهيم بن أحمد بن فراس. وسمع ببلده من: أبي أحمد العسال. ومن آخر من روى عنه: أحمد بن محمد بن أحمد بن مردويه. توفي سنة عشرين، وقيل: في سنة إحدى وعشرين. علي بن الحسن بن دُوما البغدادي النعالي. أخو الحسن. قال الخطيب: مات نحو سنة عشرين. سمع من: أحمد بن عثمان الأدمي، وحمزة الدهقان، وبكار بن أحمد المقريء. كتبنا عنه، وكان ثقة. علي بن عيسى بن الفرج. أبو الحسن الربعي البغدادي النحوي.

(28/486)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 487
درس النحو على أبي سعيد السيرافي بغداد، وعلى أبي علي الفارسي بشيراز، ولزِمه. وبلغنا أن أبا علي قال: قولوا لعلي البغدادي: لو سِرت من الشرق إلى الغرب لم تجد أنحى منك. وكان قد واظبه بضع عشرة سنة. وقد صنف شرحاً للإيضاح لأبي علي، وشرحاً لمختصر الجرمي. وتوفي في محرم. وكان مولده في سنة ثمانٍ وعشرين وثلاثمائة، وعاش اثنتين وتسعين سنة. اشتغل عليه خلق. علي بن محمد بن أحمد بن إسماعيل. أبو الحسن الجرجاني الحناطي المعلم. توفي قريباً) من سنة عشرين. روى عن: ابن عدي، والإسماعيلي. علي بن محمد بن علي بن حُميد. أبو الحسن، وقيل: أبو محمد الأسفرائيني المقريء المجود.

(28/487)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 488
روى عن: الحسن بن محمد بن إسحاق ابن أخت أبي عوانة الأسفرائيني. وغيره. وأكثر عنه أبو بكر البيهقي. ومثله في الاسم والبلد. علي بن محمد بن علي. أبو الحسن بن السقا الأسفرائيني. من شيوخ البيهقي أيضاً. يروى عن: الحسن بن محمد بن لإسحاق الأسفرائيني. وقد روى البيهقي عنهما معاً حديثاً، قالا: ثنا الحسن بن محمد، ولكن ابن السقا أقدم سماعاً ووفاة. روى عن: أبي العباس الأصم، وابن زياد القطان. توفي المقريء في ذي الحجة سنة عشرين. وتوفي ابن السقاء سنة أربع عشرة. ومر. عمر بن الحسن بن يونس. أبو بكر. توفي في رمضان. وأظنه إصبهانياً. العنبر بن الطيب بن محمد بن عبد الله بن العنبر. أبو صالح، نيسابوري. روى عن: جده لأمه يحيى بن منصور القاضي. روى عنه: أبو بكر البيهقي.

(28/488)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 489
4 (حرف الميم:)
محمد بن أحمد بن الحسين بن عبد العزيز. أبو نصر العُكبري البقال. حدث عن: أبي علي بن الصواف، وأحمد بن يوسف بن خلاد. روى عنه: محمد بن علي الصوري، وعبد العزيز الكتاني، وعلي بن محمد بن أبي العلاء. قال الخطيب: ثنا عنه الكتاني بدمشق. وكان صدوقاً. ذكر لي وفاته ابنه منصور بن محمد بن محمد في ربيع الأول. محمد بن بكر. أبو بكر النوقاني الطوسي، الفقيه، شيخ الشافعية ومدرسهم بنيسابور. تفقه عليه: أبو القاسم القشيري، وجماعة. وكان قد اشتغل عند الأستاذ أبي الحسن الماسرجسي. وببغداد على اليامي. وكان مع فضائله ورعاً صالحاً خاشعاً. قال محمد بن مأمون: كنتُ مع الشيخ أبي عبد الرحيم السلمي ببغداد فقال: تعال حتى أريك شاباً ليس في جملة الصوفية ولا المتفقهة أحسن طريقة ولا أكمل أدباً منه. فأراني أبا بكر) الطوسي. ومات بنوقان رحمه الله.

(28/489)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 490
محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن إسحاق. أبو بكر الرباطي الإصبهاني. سمع: أبا القاسم الطبراني، وعبد الله بن الحسن بن بُندار، وأبا بكر الجعابي، وأبا أحمد العسال، وإبراهيم بن محمد بن إبراهيم الرقاعي. شيخ مُسند يروي عن محمد بن سليمان الباغندي. وقد زار بيت المقدس وسمع به وأملى مجالس. روى عنه: عمر بن الحسن بن سليم المعلم، وأبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن مردويه، وجماعة. توفي في شهر شعبان رحمه الله. محمد بن عبيد الله بن أحمد. المسبحي، الحراني، الأمير المختار عز المُلك. أحد أمراء المصريين وكُتابهم وفُضلائهم، وصاحب التاريخ المشهور. كان على زي الأجناد، واتصل بخدمة الحاكم ونال منه سعادة.

(28/490)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 491
وله تصانيف عديدة في الأخبار والشُعراء والمحاضرة، ومن ذلك كتاب التلويح والتصريح في الشعر، وهو مائة كراس، وكتاب درك البُغية في وصف الأديان والعبادات، في ثلاثة آلاف وخمسمائة ورقة، وكتاب أصناف الجماع في ألف ومائتا ورقة، وكتاب القضايا الصائبة في معاني أحكام النجوم ثلاثة آلاف ورقة. وُلد بمصر سنة ست وستين وثلاثمائة، وتوفي أبوه بمصر سنة أربعمائة. وتوفي هو في ربيع الآخر سنة عشرين. ورخه ابن خلكان. منصور بن هانيء بن محمد. أبو علي الفقيه. توفي في صفر. وكان رديء الإعتقاد على دين بني عُبيد، وأقل ذلك الرفض.

(28/491)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 492
1 (الوفيات تقريباً من رجال هذه الطبقة.)

4 (حرف الألف:)
أحمد بن سعدي بن محمد بن سعدي. أبو محمد الإشبيلي القيسي. رحل، فأخذ عن: أبي محمد بن أبي زيد. ووصل إلى العراق فأخذ عن القاضي أبي بكر الأبهري. وكان فقيهاً محدثاً فاضلاً. روى عنه: أبو عمر الطلمنكي، وحاتم بن محمد وقال: لقِيتُهُ بالمهدية وقد استوطنها، وكان أمرها يدور عليه في الفتوى. توفي بعد سنة عشر.

(28/492)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 493
أحمد بن علي. أبو نصر الزاهد. شيخ النيسابوري. سمع من: الأصم. روى عنه: علي بن أحمد بن أخرم شيخ الفلكي. أحمد بن علي بن أحمد الإصبهاني الصحاف. الأشعري. روى عن: أبي الشيخ، والقباب، وأبي سعيد بن الزعفراني، وابن المقريء. روى عنه: أحمد بن جعفر، وظهر سماع أبي الفتح الحداد منه بعد موته. حدث في عام سبعة عشر. أحمد بن علي بن ثابت. أبو بكر بن الماوردية. سمع: علي بن محمد بن كيسان، وعمر بن محمد الزيات. وعنه: عبيد الله بن إبراهيم القزاز، وأبو الحسن محمد بن أحمد البرداني، وأبي علي بن البنا البغداديون. أحمد بن محمد بن إبراهيم. أبو سهل المهراني المزكي. سمع: أبا بكر النجاد ببغداد، وحامد الرفاء. وعنه: أبو بكر البيهقي.

(28/493)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 494
أحمد بن محمد بن عبد الله بن يوسف. أبو الفضل النيسابوري السهلي الأديب الصفار. حدث عن: الأصم، والأستاذ أبي الوليد الفقيه، وأبي الفضل المزكي. وتخرج به أئمة منهم أبو الحسن الواحدي. وروى عنه: أبو سعد عبد الله بن القُشيري، وغيره. أحمد بن محمد بن مُزاحم. أبو سعد النيسابوري الصفار والأديب. سمع: الأصم. وعنه: البيهقي، ومحمد بن يحيى. إسماعيل بن أحمد. أبو الفضل الجُرجاني الصوفي. حدث بدمشق عن: أبي بكر الإسماعيلي، وغيره. وعنه: أبو سعد السمان، وعبد العزيز الكتاني.
4 (حرف الباء:)
) بشر بن محمد. أبو القاسم الميهني الصوفي الواعظ. صحب بالشام أحمد بن عطاء الروذباري. وحدث عن: أبي القاسم الطبراني، وعبد الله بن عدي. وعنه: محمد بن يحيى المزكي، وأبو صالح المؤذن.

(28/494)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 495
بشر بن محمد بن عبيد الله الخطيب الميهني. الصوفي الواعظ. رحل وسمع من: الطبراني، والإسماعيلي، وإسماعيل بن نُجيد، وأحمد بن عطاء الروذباري، وأبي بكر المفيد. روى عنه: محمد بن يحيى المزكي، وأحمد بن أبي سعيد الحافظ. بشر بن محمد بن الحسين بن القاسم بن محمش. أبو سهل الإسفرائيني. شيخ ثقة. حدث عن: أبي أحمد بن عدي. وأبي بكر الإسماعيلي، والحسن بن محمد بن إسحاق الإسفرائيني.
4 (حرف الجيم:)
جناح بن نُذير بن جناح. أبو محمد المحاربي الكوفي القاضي. سمع: أبا جعفر بن دُحيم. وعنه: البيهقي، وأبو البقاء المُعمر بن محمد، وعدة. ولي قضاء الكوفة مُديدة، ثم عزل نفسه.
4 (حرف الحاء:)
الحسن بن الأشعث بن محمد. أبو علي المنبجي.

(28/495)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 496
روى عن: الحسن بن عبد الله بن سعيد البعلبكي، وصالح بن الأصبغ المنبجي. وعنه: عبد الجبار بن عبد الله الأردستاني، والحسن بن أبي شيبة المنبجي، وأبو القاسم بن أبي العلاء المُصيصي. قال علي بن أحمد الشهرزوري: وكان مؤآخياً للشريف الحراني، يعني ابن الأشعث، فاتفق أنه أتاه نعى أخٍ من إخوانه فقال: يماه، ومات. الحسن بن علي بن أحمد بن بشار. أبو محمد السابوري البصري. سمع: محمد بن أحمد بن محمويه العسكري. وعنه: الخطيب. الحسين بن أحمد بن علي بن تُبان. أبو عبد الله بن التُباني الواسطي البيع. روى عن: أبي محمد بن السقاء، وأبي بكر محمد بن جعفر الشمشاطي، وعلي بن أحمد الغزال، وأبي بكر البابسيري، وآخرين.

(28/496)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 497
روى عنه: إبراهيم بن محمد بن خلف الجُماري، وأبو نُعيم أحمد بن علي المقريء البزاز، وأحمد بن عثمان بن نفيس، والرئيس هبة الله بن الصفار الكتاب.) قال الخميس الحوزي: آملي، وكان ثقة. آخر من حدث عنه هبة الله بن الصفار. قلت: له مجلس يرويه الكندي، أملاهُ في سنة سبع عشرة وأربعمائة، والتُباني: بتاء مضمونة، ثم باء خفيفة، وهي نسبة إلى جده تُبان. والطلبة يغلطون ويقولون البُناني. وأما: البتاني، فرجل مر سنة إسمه محمد بن جابر. الحسين بن علي بن عُبيد الله بن محمد. أبو علي الرهاوي السُلمي المقريء، نزيل دمشق. قرأ القرآن بالروايات على جماعة أكبرهم أبو الصقر رحمة بن محمد الكفرْتُوثي، صاحب إدريس الحداد، وأبو علي أحمد بن محمد بن إبراهيم الإصفهاني، وأحمد بن القاسم الأحوال صاحب النقاش، والحسن بن سعيد المطوعي. قرأ عليه: أبو علي غلام الهراس، وأبو علي الحسن بن محمد بن الفضل الكرماني شيخ الشهرزُوري.

(28/497)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 498
حكم بن المنذر بن سعيد. أبو العاصي القرطبي ابن قاضي الجماعة. روى عن: أبيه، وعن: أبي علي القالي. وحج فأخذ عن: أبي يعقوب بن الدخيل. روى عنه: أبو عُمر ابن سُميق، وابن عبد البر. وكان من أهل المعرفة والذكاء لا يلحق في الأدب. سكن طُليطلة وتوفي بمدينة سالم في نحو عشرين. وله شِعر.
4 (حرف الزاي)
زكريا بن أحمد بن محمد بن يحيى. أبو يحيى بن أبي حامد النيسابوري البزاز النسابة، العارف بالنسب والطب والنحو. سمع الكثير بالعراق. وروى الكثير. وُله سنة ثمانٍ وأربعين وثلاثمائة. وتوفي قبل العشرين. روى عنه: القاضي عبد الله بن عبد الله الحسكاني.
4 (حرف السين:)
سعيد بن محمد بن شعيب بن نصر الله. أبو عثمان الخطيب الأديب الأندلسي. روى عن: أبي الحسن الأنطاكي. وسمع من: أبي علي القالي وهو صغير. وكان عالماً بمعاني القرآن وقراءآته، متقدماً في العربية، حافظاً ثبتاً. توفي أيضاً في حدود العشرين)

(28/498)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 499
4 (حرف العين:)
عبد الله بن أحمد بن محمد بن حمويه بن بيهس. أبو بكر الروذباري الكندي. روى بهمدان عن: الفضل الكندي، وموسى بن محمد بن جعفر، وقيس بن نصر النهاوندي، وجماعة كثيرة. قال شيرويه: هو صدوق. مات سنة ست عشرة. ثنا عنه محمد بن الحسين الصوفي، وعلي بن أحمد بن هُشيم، وجماعة. عبد الله بن عيسى بن إبراهيم بن علي بن شعيب. الفقيه أبو منصور ابن المحتسب الهمداني المالكي. روى عن: أبي بُرزة الروذراوري، وإبراهيم بن محمد بن الممتع، وعيسى بن محمد الفامي، وأبي إسحاق إبراهيم بن محمد المزكي النيسابوري، وأبي الحسن علي بن لؤلؤ الوراق البغدادي، وجماعة. قال شيرويه: ثنا عنه أبو علي أحمد بن طاهر القُومساني، وسعد بن حسن القصري، ومظفر بن هبة الله الكسائي، ومحمد بن الحسين الصوفي. وسمى جماعة. قال: وكان صدوقاً، ثقة فقيهاً. عبد الرحمن بن إسحاق بن عبد العزيز. أبو الحسين القُرشي اللهبي ابن أبي حرام. روى عن: أبي عمر بن فضاله، وأبي عبيد الله بن مروان، وأبي عمر بن كوذك، والميانجي.

(28/499)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 500
وعنه: علي الحنائي، وعبد العزيز الكتاني، وأبو سعد السمان، وآخرون. وكان خيراً صالحاً. عبد الرحمن بن علي بن محمد بن إبراهيم بن حمدان. أبو القاسم النيسابوري الشافعي. ثقة صائن. روى عن: أبي الوليد حسان بن محمد الفقيه، وابن نُجيد، وجماعة. وعنه: محمد المزكي. عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن أحمد بن سورة. الفقيه أبو سعد بن أبي سورة النيسابوري الزراد، الفقيه الشافعي المتكلم الأشعري. ذكره عبد الغفار وقال: وكان اسمه في صباه أحمد. سمع الكثير بخراسان وما وراء النهر. وحدث عن: أبي الحسن السراج، وأبي عمرو بن نُجيد، وأبي حامد الصائغ، وطبقتهم. وعنه: محمد بن أبي سعد الصوفي. عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عقيل. أبو محمد الأنصاري) النيسابوري القطان المستملي، المؤذن. صالح، دين، ثقة، مُكثر. حدث عن: الأصم، وأبي حامد الحسنوي، ومحمد بن يعقوب بن الأخرم، وأبي زكريا العنبري، وأبي بكر بن إسحاق الصبغي، وجماعة. روى عنه: محمد بن يحيى المزكي، وغيره.

(28/500)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 501
عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن جعفر بن منير. أبو محمد المنيري الجُرجاني البزاز المعدل. قدم نيسابور. وحدث عن: عبد الله بن عدي، وأبي بكر الإسماعيلي، وأحمد بن أبي عمران البخاري، وأبي الحسين بن المظفر، وخلق. وكان أحد من عني بالحديث ورحل فيه. وروى عنه: أحمد بن أبي سعد المقريء. عبد الواحد بن محمد بن محمد بن يعقوب. أبو عاصم السجستاني الواعظ. نبيل جليل، ثقة. حدث بنيسابور عن: أبي منصور النصروي، وأبي الفضل بن خمرويه، وبشر بن محمد المغفلي، ووالده أبي عصمة محمد بن محمد، وطائفة. روى عنه: محمد بن يحيى المزكي، وغيره. عبد الوهاب بن محمد بن طاهر. أبو طلحة البُوشنجي. روى عن: حامد الرفاء، ومنصور بن العباس البُوشنجي، وأبي حامد أحمد بن محمد الشاركي. وعنه: أبو صالح المؤذن. عبيد الله بن أحمد بن محمد بن داود الرزاز. البغدادي، أخو علي.

(28/501)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 502
روى عن: ميمون بن إسحاق، وأبي بكر الشافعي. وعنه: الخطيب، وقال: كان صدوقاً. علي بن أحمد بن محمد بن علي الدمشقي. الشرابي. عن: جده، وخيثمة بن سليمان. وعنه: عبد العزيز الكتاني، وعلي بن خضر، وإبراهيم بن عقيل. علي بن الحسين بن محمد بن العباس بن فهر. أبو الحسن الفهري، الفقيه المالكي. سمع من جماعة. وكان بمصر، وقد صنف فضائل مالك في اثني عشر جزءاً. وسمع بالشرق. سمع منه: الدلائي، والمهلب بن أبي صفرة، وقال: لقيته بمصر ومكة. ولم ألق مثله. علي بن الحسن بن النخالي الدلال.

(28/502)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 503
روى عن: أبي بكر الشافعي، وحبيب القزاز. وعنه: الخطيب، وقال: صدوق. علي بن عمر بن إسحاق. أبو القاسم الأسداباذي. وأسداباذ: بلد على باب همدان ينزلها قوافل العراق. ويُعرف بالأدمي.) رحل وطوف، وسمع: ابن عدي، وأبا بكر الإسماعيلي، وأبا بكر بن السني، وأبا بكر القطيعي، وأبا الفضل بن خميرويه الهروي. روى عنه: أبو القاسم عبد الرحمن بن مندة، وأحمد بن عبد الرحمن الذكواني، وأبو سهل غانم بن محمد، وأبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن مردويه، لقيه سنة سبع عشرة. علي بن القاسم بن محمد بن إسحاق. أبو الحسن البصري الطابثي من قُراها، الفقيه المالكي. تلميذ ابن الجلاب. أخذ عنه: وعن الفقيه عبد الله الضرير. أخذ عنه: أبو العباس الدلال، وأبو محمد الشنجالي. وسكن مصر، وله مصنف في الفقه. علي بن محمد بن خلف بن موسى. أبو إسحاق البغدادي، ثم النيسابوري الفقيه. روى عن: أبي بكر الشافعي، وأبي بكر بن خلاد النصيبي، وابن ماسي، وبكار بن أحمد، وأبي بكر أحمد بن السُّني، ويوسف الميانجي، وجعفر بن

(28/503)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 504
محمد بن عاصم الدمشقي، وخلق. روى عنه: الرئيس في الثقفيات. وكان فقيهاً مناظراً، ومن علماء الشافعية.
4 (حرف الغين:)
غالب بن علي. أبو مسلم الرازي. سمع بجرجان: أبا أحمد بن عدي، والإسماعيلي. وببغداد: ابن حيويه، وأبا بكر الأبهري. وتوفي قبل العشرين وأربعمائة.
4 (حرف الميم:)
محمد بن أحمد بن عبدويه. أبو بكر الإصبهاني المؤدب. سمع: أحمد بن إبراهيم بن افرجة، وأبا القاسم الطبراني، وغيرهما. وعنه: الرئيس الثقفي في أربعيه. محمد بن أحمد بن محمد بن القاسم. أبو أُسامة الهروي، المقريء. نزيل مكة. رحل وطوف، وسمع: أبا علي بن أبي الرمرام، وابن زبر بدمشق، والقاضي أبا الطاهر الذُهلي، وابن رشيق.

(28/504)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 505
روى عنه: أبو علي الأهوازي، وعلي بن الخضر السُلمي، وأبو بكر البيهقي، وجماعة كبيرة. محمد بن أحمد بن محمد بن القاسم. الإمام المقريء المحدث الرحال أبو أسامة الهروي، نزيل مكة. سمع: أبا الطاهر الذهلي، وطبقته بمصر. وأبا علي بن أبي الرمرام، والفضل بن جعفر بدمشق. والحافظ محمد بن علي النقاش بتنيس، ومحمد بن العباس بن وصيف بغزة، وأحمد بن عبد الله بن عبد المؤمن بمكة.) حدث عنه: ابنه عبد السلام، وأبو علي الأهوازي، وأبو بكر البيهقي، وأبو الغنائم بن الفراء، ومحمد بن علي المطرز. حدث: بدمشق وبمكة، وغير ذلك. وسماع طلحة بن عُبيد الله الجِيرفتي منه بمكة في سنة أربع عشرة وأربعمائة. محمد بن أحمد بن محمد بن علي الدمشقي. الشرابي. عن: جده، وخيثمة بن سليمان. وعنه: عبد العزيز الكتاني. محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن منصور. أبو بكر النوقاني. حدث بنوقان عن: الأصم. وعنه: البيهقي.

(28/505)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 506
محمد بن إبراهيم. أبو بكر الفارسي، المشاط. حدث بنيسابور عن: أبي عمرو بن مطر، وإبراهيم بن عبد الله، ومحمد بن الحسن السراج، وطبقتهم. روى عنه: أبو بكر البيهقي، وعلي بن أحمد الأخرم. محمد بن إبراهيم بن عبيد الله. أبو عبد الله البجاني. روى عنه: أبي عيسى الليثي، وتميم بن محمد، والحسن بن رشيق بمصر. روى عنه: أبو عمر الطلمنكي، وأبو عمر بن عبد البر. محمد بن الحسن. أبو عبد الله بن الكتاني الأندلسي القُرطبي الطبيب. أخذ عن عمه محمد بن الحسين الطب. وخدم الوزير المنصور محمد بن أبي عامر وابنه المظفر. وانتقل في الفتنة إلى سرقسطة. وكان بارعاً في الطب، عارفاً بالمنطق والنجوم، وكثير من دين الأوائل. وكان من الأذكياء الموصوفين. أخذ المنطق عن: محمد بن عبدون، وعمر بن يونس الحراني، وجماعة. وتوفي قريباً من سنة عشرين، وله بضعٌ وسبعون سنة. أخذ عنه: أبو محمد بن حزم، والمصحفي.

(28/506)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 507
وله مصنفات فائقة مشكورة. محمد بن الحسين بن إبراهيم بن علي بن عمرويه. أبو عبد الله الإسفرائيني. نزيل غزنة. قدم نيسابور حاجاً، فحدث بها سنة أربع عشرة عن: الغطريفي، وطبقته. روى عنه: أبو صالح المؤذن. محمد بن أحمد بن الحسين. أنصر الزعفراني الصيدلاني العابد. من صالحي نيسابور. حدث عن: أبي الحسن السليطي، وأبي عمر بن نجيد. وعاش نيفاً وثمانين سنة. قال الحكاني: قرأتُ عليه سنة ست عشرة. روى عنه: أبو صالح المؤذن.) محمد بن عبد الرحمن بن عثمان بن سعيد بن عبد الله بن غلبون أبو بكر الخولاني القُرطبي، يعرف بالعواد. روى عن: أبي عيسى اليثي، ويحيى بن هلال، وأبي عبد الله بن الخراز، وأحمد بن خالد التاجر، وأبي جعفر بن عون الله. وحج فسمع من: أبي الفضل أحمد بن محمد المكي، وغيره. حدث عنه: ابن أخيه محمد بن عبد الله، وقال: فضائله جمة لا تُحصى، قديم الطلب.

(28/507)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 508
وحدث عنه أيضاً: أبو محمد بن خزرج، وقال: كان حافظاً ثقة. خرج من إشبيلية سنة أربع عشرة وأربعمائة إلى المشرق، وعمره نحو السبعين. وتوفي بعسقلان. وحدث عنه: القاضي أبو بكر بن منظور، وأبو حفص الهوزني. محمد بن عثمان بن مسبح. أبو بكر المعروف بالجعد الشيباني. أحد العلماء. أخذ العربية عن ابن كيسان النحوي، وصنف كتاب الناسخ والمنسوخ فجوده، وكتاب غريب القرآن، وكتاب الهجاء، وكتاب المقصور والممدود، وكتاب العلل في النحو، وكتاب العروض، وغير ذلك. محمد بن عبد الواحد بن محمد. أبو البركات الزُبيري المكي. رحل، وسمع ببغداد: أبا سعيد السيرافي، وبمصر: أبا بكر المهندس، وبدمشق. ودخل الأندلس في آخر عمره، فحمل عنه: أبو محمد بن حزم، وأحمد بن عمر بن أنس العُذري. ذكره الحُميدي.

(28/508)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 509
محمد بن عبد الواحد بن عبيد الله بن أحمد بن الفضل بن شهريار. والحافظ الفقيه أبو الحسن الأردستاني، الإصبهاني. مصنف كتاب الدلائل السمعية على المسائل الشرعية، في ثلاث مجلدات. روى فيها عن: عبد الله بن يعقوب بن إسحاق بن جميل من مُسند أحمد بن منيع. وهذا أكبر شيخ له. وعن: الحسن بن علي بن أحمد البغدادي، وأحمد بن إبراهيم العبقسي المكي، وأبي عبد الله بن خُرشيد قوله، وأبي الطاهر إبراهيم بن محمد الذهني صاحب ابن الأعرابي، ومحمد بن أحمد بن جِشنِس، وأحمد بن محمد بن الصلت المجبر، وأبي أحمد الفرضي، وإسماعيل بن الحسن الصرصري، وأبي بكر بن مردية، وخلق. وتنزيل إلى أبي نُعيم الحافظ، وأبي ذر محمد بن الطبراني. ومن شيوخه محمد بن أحمد بن الفضل صاحب ابن أبي حاتم. وينصب الخلاف، في هذا الكتاب مع أبي حنيفة ومع مالك، وينتصر لإمامه الشافعي، ولكنه لا) يتكلم على الإسناد. وفي كتابه غرائب وفوائد تُنبيء ببراعة حفظه. روى عنه: الحافظ أبو مسعود سليمان بن إبراهيم الإصبهاني سماعاً. وقد قريء على أبي بكر محمد بن أحمد بن ماشاذه بإجازته من سليمان،

(28/509)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 510
والنسخة في آخرها: فرغ الشيخ من تأليفه سنة إحدى عشرة وأربعمائة. ورأيت في مُعجم الحداد: أنا أبو الحسن محمد بن عبد الواحد بن عبيد الله بن أحمد بن الفضل بن شهريار الإمام: أنا ابن المقريء في صفر سنة ثمانين وثلاثمائة. نا عبدان، نا داهر بن نوح، نا أبو همام، عن هُدبة، عن عبد الملك بن عُمير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا صلت المرأة خمسها، وحصنت فرجها، وأطاعت بعلها، دخلت من أي أبواب الجنة شاءت. قرأته على أحمد بن محمد الحافظ، أنا ابن خليل، أنا مسعود الجمال، أنا أبو علي الحداد، فذكره. محمد بن علي بن خُشيش. أبو الحسين التميمي المقريء بالكوفة. روى عن: محمد بن علي بن دُحيم الشيباني. روى عنه: أبو بكر البيهقي. محمد بن عمر بن زيلة. أبو بكر المديني الإصبهاني. سمع: عبد الله بن الحسن بن بندار، والطبراني، وعدة. له فوائد رواها عن أحمد بن عبد الغفار بن أشتة. سمع منه سنة أربع عشرة. محمد بن محمد بن حمدويه النيسابوري.

(28/510)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 511
أملى عن: محمد بن صالح بن هانيء، وغيره. وعنه: البيهقي. محمود بن المُثنى بن المغيرة. أبو القاسم الشيرازي الداوودي، المعروف بالضراب. نزيل جرجرايا. سمع: المفيد، وأبا بكر القطيعي، ومخلد بن جعفر الباقرحي. وعنه: عبد الكريم بن محمد بن هارون الشيرازي، وحمد بن الحسن الدينوري، وهناد بن إبراهيم النسفي، وسليمان بن إبراهيم الحافظ. لقيه سليمان في سنة تسع عشرة وأربعمائة. الكنى: أبو محمد بن الكراني. القيرواني، الفقيه المالكي. ورِع، عالم. ذكره القاضي عياض في طبقات المالكية، فقال: سُئل عمن أكرهه بنو عبيد،) يعني خُلفاء مصر، على الدخول في دعوتهم أو يُقتل قال: يختار القتل ولا يُعذر أحد بهذا الأمر، إلا من كان أول دخولهم قبل أن يعرف أمرهم، وأما بعد فقد وجب الفرار، فلا يُعذر أحد بالخوف بعد إقامته، لأن المقام في موضعٍ يُطلبُ من أهله تعطيل الشرائع لا يجوز. وإنما أقام من أقام من الفقهاء على المباينة لهم، لئلا تخلو للمسلمين حدودهم فيفتنوهم عن دينهم.

(28/511)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 512
وقال يوسف الرُعيني: أجمع العلماء بالقيروان على أن حال بني عُبيد حال المرتدين والزنادقة، لما أظهروا من خلاف الشريعة. أبو هلال العسكري. الحسن بن عبد الله بن سهل بن سعيد بن يحيى بن مهران اللغوي، الأديب، صاحب المصنفات الأدبية. أتوهم أنه بقي إلى هذا العصر. تلمذ للعلامة أبي أحمد العسكري، وحمل عنه وعن أبي القاسم بن شيران، وغير واحد. وما أظنه رحل من عسكر مُكرم. روى عنه: الحافظ أبو سعد السمان، وأبو الغنائم حماد المقريء الأهوازي، وأبو حكيم أحمد بن إسماعيل بن فُضلان العسكري، ومظفر بن طاهر الآستري، وآخرون. أخبرني أبو علي بن الخلال، أنا جعفر، أنا السلفي: سألت أبا المظفر الآبيوردي رحمه الله عن أبي هلال العسكري، فأثنى عليه ووصفه بالعِلم والعفة معاً، وقال: كان يتبزز احترازاً من الطمع والدناءة والتبذل. قال السلفي: وكان الغالب عليه الأدب والشعر، وله مؤلف في اللغة وسمه بالتلخيص، وكتاب صناعتي النثر والنظم مفيد جداً.

(28/512)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 513
قلتُ: ولأبي هلال كتاب الأمثال، وكتاب معاني الأدب، وكتاب من احتكم من الخلفاء إلى القُضاة، وكتاب التبصرة، وكتاب شرح الحماسة، وكتاب الدرهم والدينار، وكتاب التفسير في خمس مجلدات، وكتاب فضل العطاء، وكتابلحن الخاصة، وكتاب معاني الشعر، وكتاب الأوائل، وذكر أنه فرغ من تصنيف هذا الكتاب في سنة خمسٍ وتسعين وثلاثمائة. وله ديوان شعر. ويقال: إنه ابن أخت أبي أحمد شيخه. أخبرنا ابن الخلال، أنا جعفر، أنا السلفي: أنشدنا محمد بن علي المقريء في آخرين بالأهواز قالوا: أنشدنا أبو الغنائم الحسن بن علي بن حماد: أنشدني أبو هلال لنفسه:
(قد تعاطاك شبابٌ .......... وتغشاكَ مَشِيبٌ)

(فأتى ما ليس يمضي .......... ومضى ما لا يؤوبُ)
)
(فتأهبْ لسقامِ .......... ليس يَشفيهِ طبيبُ)

(لا توهمه بعيداً .......... إنما الآتي قريبُ)

(28/513)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 5
5 (بسم الله الرحمن الرحيم)

5 (الطبقة الثالثة والأربعون حوادث ووفيات)

1 (الأحداث من سنة إلى)

4 (احداث سنة إحدى وعشرون وأربعمائة)

4 (فتنة أهل الكرخ بعاشوراء:)
في عاشوراء أغلق أهل الكرخ أسواقهم، وعلقوا عليها المسوح وناحوا، وذلك لأن السلطان انحدر عنهم فوقع القتال بينهم وبين السُّنة. ثم أُنزل المسوح وقتل جماعة من الفريقين، وخربت عدة دكاكين. وكثرت العملات من البرجمي مقدم العيارين وأخذ أموالاً عظيمة.
4 (انتهاب الأهواز:)
وفيها دخل جلال الدولة وعسكره ونهبتها الأتراك وبدّعوا بها، وزاد قيمة الذي أخذ منها على خمسة آلاف دينار، وأحرقت عدة أماكن، بل ما يمكن ضبطه.
4 (ولاية عهد القادر بالله:)
وفي جمادى الأولى جلس القادر بالله، وأذن للخاصة والعامة، وذلك عقيب شكاة عرضت له. وأظهر في هذا اليوم تقليد ولده أبي جعفر بولاية العهد وهنّي الناس أبا جعفر ودعوا لله، وذكر في السكة والخطبة.

(29/5)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 6
4 (غزو الخزر:)
وجاء الخبر إنّ مطلوب الكردي غزا الخزر فقتل وسبى وغنم وعاد، فاتبعوه وكسروه واستنقذوا الغنائم والسبي، وقتلوا من الأكراد والمطوعة أكثر من عشرة الآف، واستباحوا أموالهم.
4 (انهزام ملك الروم عند حلب:)
وكان ملك الروم، لعنه الله، قد قصد حلب في ثلاثمائة ألف، ومعه أموال على سبعين جمازة، فأشرف على عسكره مائة ألف فارس من العرب، وألف راجل، فظنّ أنها كبسة، فلبس ملكهم خفاً أسود حتى يخفى، فهرب. وأخذوا من خاصه أربعمائة بغل بأحمالها، وقتلوا من جيشه) مقتلةً عظيمة.
4 (الفتنة بين الهاشميين والأتراك:)
في شوال اجتمع الهاشميون إلى جامع المنصور، ورفعوا المصاحف واستنفروا الناس، فاجتمع لهم الفقهاء وخلقُ من الكرخ وغيرها، وضجوا بالاستعفاء من الأتراك، فلما رأوهم قد رفعوا أوراق القرآن على القصب رفعوا

(29/6)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 7
لهم قناةً عليها صليب. وترامى الفريقان بالآجر والنشاب وقتل طائفة، ثم أصلح الحال. وكثرت العملات والكبسات من البرجمي ورجاله، وأخذ المخازن الكبار وفتح الدكاكين، وتجد دخول الأكراد المتلصصة إلى بغداد، وأخذوا خيل الأتراك من الإصطبلات.
4 (امتناع الركب من العراق:)
ولم يخرج ركب من العراق في هذه السنة.
4 (وفاة ابن حاجب النعمان:)
وتوفي ابن حاجب، النعمان الكاتب.
4 (شراء ملك الروم نصف الرها:)
وفيها اشترى ملك الروم النصراني نصف مدينة الرها بعشرين ألف دينار من عطير النميري، فهدم الملعون المساجد وأجلى المسلمين منها.

(29/7)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 8
4 (استرجاع الرها)
ثم أخذها السلطان ملكشاه سنة تسع وسبعين، وسلمها إلى الأمير توران. ثم أخذتها الفرنج في أول ظهورهم على البلاد سنة اثنتين وتسعين، وبقيت بأيديهم إلى إنّ افتتحها زنكي والد الملك نور الدين محمود سنة تسع وثلاثين وخمسمائة.

(29/8)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 9
4 (احداث سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة)

4 (سرقة دار الملكة:)
في المحرم نقب اللصوص دار الملكة وأخذوا قماشاً وهربوا، وأقام التجار على المبيت في الأسواق، وأمر العيارين يتفاقم لأن أمور الدولة منحلة، فلا قوة إلا بالله.
4 (عزل أبي الفضل ابن حاجب النعمان:)
وفيها عزل أبو الفضل محمد بن عليّ بن عبد العزيز بن حاجب النعمان عن كتابة الإنشاء) للقادر بالله، وكانت مباشرته سبعة أشهر، لأنه لمّا توفي أبوه أبو الحسن وأقيم مقامه لم تكن له دربة بالعمل.
4 (فتنة الصوفي:)
وفيها عزم الحرمي الصوفي الملقب بالمذكور على الغزو، واستأذن السلطان، فأذن له وكتب له منشوراً، وأعطي منجوقاً. واجتمع إليه طائفة فقصد الجامع للصلاة ولقراء المنشور، ومرّ بطاق الحراني وعلى رأسه المنجوق وقدامه الرجال بالسلاح، وصاحوا بذكر أبي بكر وعمر وقالوا: هذا يوم معاوي.

(29/9)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 10
فرماهم أهل الكرخ، وثارت الفتنة، ومنعت الصلاة، ونهبت دار الشريف المرتضى، فخرج مروعاً، فجاءه جيرانه الأتراك فدافعوا عنه وعن حرمه. وأحرقت إحدى سرياته. ونهبت دور اليهود وطُلبوا لأنهم أعانوا أهل الكرخ فيما قيل. ومن الغد اجتمع عامة السنة، وانضاف إليهم كثير من الأتراك، وقصدوا الكرخ، فأحرقوا الأسواق، وأشرف أهل الكرخ على خطة عظيمة. وركب الخليفة إلى الملك والإسفهسلارية ينكر ذلك، وأمر بإقامة الحد على الجُناة، فركب وزير الملك، فوقعت في صدره آجرة وسقطت عمامته، وقتل من أهل الكرخ جماعة، وانتهب الغلمان ما قدروا عليه، وأحرق وخرب في هذه الفتنة سوق العروس، وسوق الصفارين، وسوق الأنماط، وسوق الزياتين، وغير ذلك. وزاد الاختلاف والفرقة. وعبر سكران بالكرخ فضُرب بالسيف فقتل، ولم يجر في هذه الأشياء إنكار من السلطان لسقوط هيبته.
4 (مقتل الكلالكي ناظر المعونة:)
ثم قتلت العامة الكلالكي، وكان ينظر في المعونة، وتبسط العوام وأثاروا الفتن، ووقع القتال في البلد من الجانبين، واجتمع الغلمان، وأظهروا الكراهة للملك جلال الدولة، وشكوا إطراحهم واطراح تدبيرهم، وأشاعوا أنهم يقطعون

(29/10)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 11
خطبته. وعلم الملك فقلق، وفرق مالاً في بعضهم، ووعدهم وحلف لهم. ثم عادوا للخوض في قطع خطبته وقالوا: قد وقفت أمورنا وانقطعت موادنا ويئسنا من خير ذا. ودافع عنه الخليفة. هذا، والعامة في هرج وبلاء، وكبسات وويل.
4 (أخذ الروم قلعة فامية:)
) وأقبلت النصارى الروم، فأخذوا من الشام قلعة فامية.
4 (وفاة القادر بالله:)
ومات في آخر السنة القادر بالله.

(29/11)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 12
4 (خلافة القائم بأمر الله:)
واستخلف القائم بأمر الله، وله إحدى وثلاثون سنة، وأمه أم ولد أرمنية اسمها بدر الدجى، أدركت خلافته. فأول من بايعه الشريف المرتضى، وقال:
(إذا ما مضى جبل وانقضى .......... فمنك لنا جبل قد رسى)

(وإنا فُجعنا ببدر التمام .......... وعنه لنا ناب بدر الدجى)

(لنا حزن في محل السرور .......... وكم ضحك في خلال البكا)

(29/12)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 13
(فيا صارماً أغمدته يدٌ .......... لنا بعدك الصارم المنتضى)

(ولما حضرناك عند البياع .......... عرفنا بهديك طرق الهدى)

(فقابلتنا بوقار المشيب .......... كمالاً وسنك سن الفتى)
وصلى بالناس في دار الخلافة المغرب، ثم بايعه من الغد الأمير حسن بن عيسى بن المقتدر.
4 (شغب الأتراك)
المحصول على رسم البيعة: ولم يركب السلطان للبيعة غضباً للأتراك وذلك لأنهم هموا بالشغب، لأجل رسمهم على البيعة، فتكلم تركي بما لا يصلح في حق الخليفة، فقتله هاشمي، فثار الأتراك وقالوا: إنّ كان هذا بأمر الخليفة خرجنا عن البلد. وإن لم يك فيسلم إلينا القاتل. فخرج توقيع الخليفة: لم يجر ذلك بإيثارنا، ونحن نقيم في القاتل حد الله. ثم ألحوا في طلب رسم البيعة، فقيل لهم: إنّ القادر لم يخلف مالاً. ثم صولحوا على ثلاثة الآف دينار. فعرض الخليفة خاناً بالقطيعة وبستاناً وشيئاً من أنقاض الدور على البيع.
4 (وزراء القائم بأمر الله:)
ووزر له: أبو طالب محمد بن أيوب، ثم جماعة منهم: أبو الفتح بن

(29/13)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 14
دارست، وأبو القاسم بن المسلمة، وأبو نصر بن جهير.
4 (قضاة القائم:)
) وكان قاضيه: أبو عبد الله بن ماكولا، ثم أبو عبد الله الدامغاني.
4 (عناية القائم بالأدب:)
وكان للقائم عناية بالأدب.
4 (الاحتفال بيوم الغدير ويوم الغار:)
وفي ثامن عشر ذي الحجة عملت الشيعة، يوم الغدير، وعمل بعدهم أهل السنة الذي يسمونه يوم الغار. وهذا هذيان وفشار.
4 (سرقات العيارين وكبساتهم:)
ثم إنّ العيارين ألهبوا الناس بالسرقة والكبسات، ونزلوا بواسط على قاضيها أبي الطيب وقتلوه، وأخذوا ما وجدوا.
4 (امتناع الحج العراقي:)
ولم يحج أحد من العراق لاضطراب الوقت.

(29/14)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 15
4 (انحلال أمر الخلافة)
وخرجت السنة ومملكة جلال الدولة ما بين بغداد وواسط والبطائح، وليس له من ذلك إلى الخطبة. فأما الأموال والأعمال فمنقسمة بين الأعراب والأكراد، والأطراف منها في أيدي المقطعين من الأتراك، والوزارة خالية من ناظر فيها. والخلافة مستضعفة، والناس بلا رأس. فلِلّهِ الأمر.

(29/15)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 16
4 (احداث سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة)

4 (الاستسقاء ببغداد:)
في المحرم خرجوا ببغداد للاستسقاء.
4 (تعليق المسوح في عاشوراء:)
وفي عاشوراء عُلقت المسوح، وناحوا. أقام ذلك العيارين.
4 (ثورة أهل الكرخ بالعيارين)
وفيها ثار أهل الكرخ بالعيارين فهربوا، وكبسوا دورهم ونهبوا سلاحهم، وطلبوا من السلطان المعاونة، لأن العيارين نهبوا تاجراً فغضب له أهل سوقه، فرد العيارين بعض ما أخذوا، ثم كبسوا دار ابن الفلو الواعظ وأخذوا ماله. وأخذوا في الكبسات، وانضاف إليهم مولدوا الأتراك) وحاشيتهم. ثم إنّ الغلمان صمموا على عزل جلال الدولة وإظهار أمر أبي كاليجار، وتحالفوا وقالوا: لا بد إنّ يروح عنا إلى واسط.
4 (إرغام الملك جلال الدولة على النزوح)
ثم قطعوا خطبته، فانزعج وأرسل سراريه إلى دار الخلافة، وخير الباقيات

(29/16)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 17
في أن يعتقهن. وطلب من الغلمان إنّ يخفروه، وقال لا أخرج على غير قاعدة. وامتلأ جانبا دجلة بالناس، وترددت الرسل إلى الملك بالنزوح، وقال: ابعثوا معي مائة غلام يحرسوني. فقالوا: بل عشرون. فقال: أريد سفينة تحملني، ونفقة تُوصلني. فقرروا بينهم إطلاق ستين ديناراً نفقة، فالتزم بعض القواد منها بثلاثة دنانير. فلما كان الليل خرج نفر من غلمانه إلى عكبرا على وجه المخاطرة فبادر الغلمان إلى دار المملكة فنهبوها.
4 (تردد أبي كاليجار في التجاوب مع الثائرين)
وكتب الملأ إلى أبي كاليجار بما فعلوه من اجتماع الكلمة عليه، وطلبوا منه من ينوب عنه. فلما بلغه قال: هؤلاء الأتراك يكتبون ما لا يعتقدون الوفاء به ولا يصدقون. فإن كانوا محقين في طاعتهم فليظهروا شعارنا وليخرجوا من عندهم. ولا أقل من إنّ يسيروا إلي منهم خمسمائة غلام لأتوجه معهم.
4 (الوزير ابن فنة)
وكان وزيره ابن فنة الذي وقف الكتب على العلماء، وهي تسعة عشر ألف مجلد، فيها أربعة الآف بخط ابن مقلة.
4 (افتقار جلال الدولة)
ثم اختلت المملكة، وقطع عن جلال الدولة المادة التي حتى باع من ثيابه

(29/17)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 18
الملبوسة في الأسواق، وخلت داره من حاجب وفراش. وقطع ضرب الطبل لانقطاع الطبالين.
4 (تخبط الأمر ببغداد:)
وتخبط أمر بغداد، ومد الأتراك أيديهم إلى النهب.
4 (التشاور في الخطبة لأبي كاليجار:)
وتشاور القواد إنّ يخطبوا للملك أبي كاليجار، وتوقفوا.)
4 (خروج جلال الدولة إلى عكبرا وزواجه)
وخرج جلال الدولة إلى عكبرا وقصد كمال الدولة أبا سنان فاستقبله أبو سنان وقبل الأرض وقال: خزائني وأولادي لك. وأنا أتوسط بينك وبين جندك. وزوجه ابنته. ثم جاءه جماعة من الجند معتذرين، وأعيدت خطبته. وجاءته رسل الخليفة وهو يستوحش له.
4 (سفارة الماوردي إلى أبي كاليجار)
ثم بعث الخليفة القاضي أبا الحسن الماوردي والطواشي مبشراً إلى الأهواز إلى أبي كاليجار. قال الماوردي: قدمنا عليه فأنزلنا، وحملت إلينا أموال كثيرة. وأحضرنا وقد فرشت دار الإمارة، ووقف الخواص على مراتبهم من جانبي سريره. وفي

(29/18)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 19
أخر الصفين ستمائة غلام داغرية بالبزة الحسنة الملونة، فخدمنا وسلمنا عليه وأوصلنا الكتاب.
4 (تلقيب أبي كاليجار بملك الدولة)
وتردد القول بين إخبار واستخبار، وانصرفنا. ثم جرى القول فيما طلب من اللقب، واقترح إنّ يكون اللقب: السلطان الأعظم مالك الأمم. قلنا هذا لا يمكن لأن السلطان المعظم الخليفة، وكذلك مالك الأمم. فعدلوا إلى: ملك الدولة. فقلت: هذا ربما جاز. وأشرت بأن يخدم الخليفة بألطافٍ. وقالوا: يكون ذلك بعد التلقيب. قلت: الأوْلى إنّ يقدم. ففعلوا.
4 (هدايا أبي كاليجار للخليفة)
وحملوا معي ألفي دينار، وثلاثين ألف درهم نقره، ومائتي ثوب ديباج، وعشرين مناً عود، وعشرة أمناء كافور، وألف مثقال عنبر، وألف مثقال مسك، وثلاثمائة صحن صيني.
4 (إقطاع وكيل الخدمة)
ووقع بإقطاع وكيل الخدمة خمسة الآف دينار من معاملة البصرة. وأن يسلم إليه ثلاثة الآف قوصرة تمر كل سنة.
4 (مرتب عميد الرؤساء)
وأفرد عميد الرؤساء أبو طالب بن أيوب بخمسمائة دينار وعشرة الآف تدرهم، وعشرة أثواب.) وعدنا إلى بغداد، فرسم لي الخروج إلى جلال الدولة، فأجريت معه

(29/19)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 20
حديث اللقب، وما سأله الملك. فثقل عليه، واقتضى وقوف الأمر.
4 (تأخر المطر)
واستمر تأخر الأمطار، واستسقوا مرتين وما سقوا. وكان الذين خرجوا إلى الاستسقاء عدد قليل. وأجدبت الأرض، وهلكت المواشي، وتلف أكثر الثمار.
4 (كبسات رئيس العيارين البرجمي)
وكبس رئيس العيارين البرجمي خاناً فأخذ ما فيه، فقوتل، فقتل جماعة، وكان يأخذ كل مصعد ومنحدر. وكبس داراً وأخذ ما فيها وأحرقها.
4 (منع الخطبة للخليفة)
واجتمع الخدم ومنعوا من الخطبة للخليفة لأجل تأخر رسم البيعة، فلم تصل الجمعة، ثم تلطف في الأمر في الجمعة الآتية.
4 (تحليف الملك للخليفة يميناً)
وفيها حلف الملك للخليفة يميناً حضرها المرتضى وقاضي القضاة، وركب الوزير أبو القاسم بن المسلمة من الغد، فحضر عند الخليفة هو والمرتضى والقاضي، فحلف للملك وهي: أقسم عبد الله أبو جعفر القائم بأمر اله بالله الذي لا إله إلا هو الطالب الغالب المدرك المهلك، عالم السر والعلانية، وحق رسول الله صلى الله عليه سلم، وحق القرآن الكريم، لأقيمن لركن الدين جلال الدولة أبي طاهر بن بهاء الدولة أبي

(29/20)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 21
نصر على إخلاص النية والصفاء بما يصلح حاله، ويحفظ عليه مكانه، ولأكونن له على أفضل ما يؤثر من حراسته، ولوزير الوزراء أبي القاسم وسائر حاشيته، وإقراره على رتبته. له بذلك عليّ عهد الله وميثاقه، وما أخذ على ملائكته المقربين، وأنبيائه المرسلين، والله يشهد عليّ. وهذه اليمين مني والنية فيها بنية جلال الدولة.
4 (انقضاض كوكب)
وفي جمادى الأولى عند تصويب الشمس للغروب انقض كوكب كبير كثير الضوء. ازدياد شر العيارين: وزاد شر العيارين حتى ولي ابن النسوي فردعهم وانكفؤا.
4 (هياج ريح عظيمة)
) وهاجت ريح عظيمة ثلاثة أيام احتجبت منها السماء والشمس، ورمت تراباً أحمر، ورملاً.
4 (الغلاء وتلف الغلات)
وغلت الأسعار، وتلفت غلات الموصل، ولم ترد البذار، وكذلك الأهواء وواسط.
4 (أكل الأولاد في الإحساء)
ووصلت الأخبار من الإحساء وتلك النواحي بأن الأقوات عدمت.

(29/21)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 22
واضطرت الأعراب إلى أكل مواشيهم، ثم أولادهم، حتى كان الواحد يعاوض بولده ولد غيره لئلا تدركه رقة إذا ذبحه.
4 (انقضاض كوكب آخر)
وفي شوال انقض ليلة الاثنين كوكب أضاءت منه الأرض، وارتاع له العالم، وكان في شكل الترس، ولم يزل يقل حتى اضمحل.
4 (سكر جلال الدولة)
وفي شوال سكر جلال الدولة ونزل من داره في سميرية متنكراً إلى دار الخلافة، ومعه ثلاثة، وصعد إلى بستان، ورمى بعض معيناته القصب، ودخل منه، وجلس تحت شجرة، واستدعى نبيذاً يشربه، وزمر الزامر. فعرف الخليفة ذلك، فشق عليه وأزعجه. ثم خرج إليه القاضي ابن أبي موسى، والحاجب أبو منصور بن بكران، فحدثاه ووقفا بين يديه وقالا: قد سر الخليفة بقرب مولانا وانبساطه، وأما النبيذ والزمر فلا ينبغي. فلم يقبل ولا امتنع وقال: قل لأمير المؤمنين: أنا عبدك، وقد حصل وزيري أبو سعد في دارك، ووقف أمري بذلك فأريد أتسلمه. وأخذوا يدارونه حتى نزل في زبزبة، وأصعد إلى دار المملكة. واجتمع خلق من الناس على دجلة.
4 (تهديد الخليفة بالانتقال)
فلما كان من غد استدعى الخلفية المختص أبا غانم، وأبا الوفاء القائد وقال: إنا قد عرفنا ما جرى أمس، وإنه أمر زاد عن الحد وتناهى في القبح واحتملناه. وكان الأوْلى لجلال الدولة إنّ يتنزه عن فعله وينزهنا عن مثله. في كلام طويل. فإن سلك معنا الطريقة المثلى، وإلا فارقنا هذا البلد ودبرنا أمرنا. فقبلا الأرض ومضيا إلى الملك، فركب بعد ذلك ف زبزبة، وأشعر الخليفة بحضوره) للإعتذار، فنزل إليه عميد الرؤساء وخدم، وقال: تذكر حضوري للخدمة واعتذاري. فرجع الجواب بقبول العذر.

(29/22)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 23
ثم مضى إلى الميدان ولعب بالصولجان.
4 (امتناع الحج من العراق)
ولم يحج ركب العراق لفساد الطريق.
4 (ورود كسوة الكعبة)
وورد من مصر كسوة الكعبة، وأموال للصدقة وصلات لأمير مكة.
4 (الوباء العظيم)
وورد الخبر بوباء عظيم بالهند، وغزنة، وإصبهان، وجرجان، والري، نواحي الجبل، والموصل، وأن ذلك زاد، على مجاري العادة. وخرج من إصبهان فيه أربعون ألف جنازة. ومات في الموصل بالجدري أربعة الآف صبي.

(29/23)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 24
خروج المملكة من جلال الدولة وخرجت السنة ومملكة جلال الدولة مشتملة على ما بين الحضرة وواسط والبطيحة، وليس له من جميع ذلك إلا إقامة الإسم.
4 (خلو الوزارة:)
وأما الوزارة فخالية عن آمر فيها.
4 (إنتهاب ابن سبكتكين لإصبهان)
وجاء إلى إصبهان مسعود بن محمود بن سُبكتكين فنهب البلد وقتل عالماً لا يحصى.

(29/24)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 25
4 (احداث سنة أربع وعشرين وأربعمائة)

4 (معافاة الخليفة من الجدري)
فيها هُني الخليفة بالعافية من جدري أصابه، وكتم ذلك إلى إنّ عُوفي.
4 (كبسة البرجمي)
وكبس البرجمي درباً وأخذ أموالاً. وتفاوض إنّ جماعة من الجند خرجوا إليه وواكلوه، فخاف ونقلوا الأموال إلى دار الخلافة. وواصلوا المبيت في الأسواق والدروب، فقتل صاحب الشرطة بباب الأزج، واتصلت العملات. وأخذ من دار تاجر ما قيمته عشرة الآف دينار. وبقي لا يتجاسرون على تسميته إلا إنّ يقولوا) القائد أبو علي. وشاع عنه أنّه لا يتعرض لإمرأة، ولا يمكن أحداً من أخذ شيء عليها أو معها. فخرج جماعة من القواد والجند وطلبوه لمّا تعاظم خطره وزاد بلاؤه. فنزلوا الأجمة التي يأوي إليها، وهي أجمة ذات قصب كثير تمتد خمسة فراسخ، وفي وسطها تل اتخذه معقلاً، ووقفوا على طرقها. فخرج البرجمي وعلى رأسه عمامة فقال: من العجب خروجكم إلي وأنا كل ليلة عندكم، فإن شئتم إنّ ترجعوا وأدخل إليكم، وإن شئتم إنّ تدخلوا فافعلوا.

(29/25)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 26
ثم زادت العملات والكبسات، ووقع القتال في القلايين وفي القنطرتين، وأحرقت أماكن وأسواق ومساجد، ونهب درب عون وقلعت أبوابه، ودرب القراطيس، وغير ذلك.
4 (إخراج السلطان ورجمه)
ثم ثارت الجند ووقعوا في السلطان، وأنهم ضائعون. واجتمعوا وراسلوه إنّ ينتقل إلى واسط أو البصرة. واعتقلوه وأنزلوه سميرية وابتلت ثيابه وأهين. ثم رجموه وأخرجوه ومشوا به ثم أعطاه بعض الأتراك فرسه فركبها. وواجهوه بالشتم، ثم أنزلوه فوقف على العتبة طويلاً، ثم أدخل المسجد. ثم تآمروا على نقله إلى دار المهلبية. وخرج القائد أبو الوفاء ومعه عشرون غلاماً وحاشية الدار والعوام ومن تاب من العيارين وهجموا على الأتراك فتفرقوا، وأخذوه من أيديهم وأعادوه إلى داره. وكان ذلك في رمضان. ثم عبر في آخر الليل إلى الكرخ فتلقاه أهلها بالدعاء، فنزل في الدار التي للشريف المرتضى.
4 (مكاتبة الأتراك للملك جلال الدولة)
ثم اجتمع الأتراك وعزموا على عقد الجسر والعبور إلى الكرخ ليأخذوا الملك. ثم وقع بينهم الخلف وقالوا: ما بقي من بني بويه إلا هذا. وابن أخيه أبو كاليجار قد أسلم الأمر إليه ومضى إلى فارس. ثم كتبوا إليه رقعة: نحن عبيدك وقد ملَّكناك أمورنا من الآن، وقد تعدينا عليك، ولكن نكلمك في مصالحنا، فتعتذر إلينا ولا نجد لذلك أثراً، ولك

(29/26)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 27
ممالك كثيرة فيجوز إنّ تطرح ذلك مدة، وتوفر علينا هذه الصبابة من المادة، والصواب إنّ لا تخالفنا. وأنفذوا الرقعة إلى المرتضى ليعرضها عليه، فأجاب بأنّا معترفون لكم بما ذكرتم، وما يحصل) لنا نصرفه إليكم. فلما وصل القول نفروا وقالوا: هذا غرضه المدافعة. ثم حلفوه على صلاح النية: وبعد ذلك دخلوا وقبلوا الأرض بين يديه، وهو في دار المرتضى. وسألوه الصفح. وركب معهم إلى دار المملكة.
4 (زيادة العملات والكبسات)
ثم زاد أمر العملات والكبسات. وتعدوا إلى الجانب الشرقي فأفسدوا. ووقع القتال. وحمل العيارون السلاح، وكثر الهرج.
4 (منع الخطبة في جوامع الرصافة)
ثم ثار العوّام إلى جامع الرصافة ببغداد فمنعوا من الخطبة ورجموا القاضي أبا الحسين بن الغريق، وقالوا: إنّ خطبت للبرجمي، وإلا فلا تخطب لخليفة ولا لملك.
4 (ولاية أبي الغنائم المعونة)
ثم أقيم على المعونة أبو الغنائم بن عليّ، فركب وطاف وفتك، فوقعت الرهبة. ثم إنّ بعض القواد أخذ أربعةً من أصحاب البرجمي فاعتقلهم، فاحتد البرجمي وأخذت أربعة من أصحاب ذلك القائد، وجاء بهم إلى دار القائد فطرق

(29/27)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 28
عليه الباب فخرج، ووقف خلف الباب فقال له: قد أخذت أربعة من أصحابك فأطلق أصحابي لأطلق أصحابك وإلا ضربت أعناقهم وأحرقت دارك. فأطلقهم له. ومما يشاكل هذا الوهن إنّ بعض أعيان الأتراك أراد إنّ يطهر ولده، فأهدى إلى البرجمي حملاناً وفاكهة وشراباً، وقال: هذا نصيبك من طهور ولدي. يداريه بذلك.
4 (امتناع العراقيين والمصريين عن الحج.)
ولم يحج العراقيون ولا المصريون أيضاً خوفاً من البادية.
4 (الغدر بحجاج البصرة)
وحج أهل البصرة مع من يخفرهم، فغدروا بهم ونهبوهم، فالأمر لله.

(29/28)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 29
4 (احداث سنة خمس وعشرين وأربعمائة)

4 (مواصلة العيارين لعملاتهم)
كان العيارون مواصلين للعملات بالليل والنهار، ومضى البرجمي إلى العامل الذي على) الماصر الأعلى، فقرر معه إنّ يعطيه كل شهر عشرة دنانير من الارتفاع. ثم أخذ عدة عملات كبار. هذا والناس يبيتون في الأسواق. ثم جد السلطان والخليفة في طلب العيارين.
4 (هبوب ريح بنصيبين)
وورد كتاب من نصيبين إنّ ريحاً سوداء هبت فقلعت من بساتينها أكثر من مائتي ألف شجرة. وأن البحر جزر في تلك الناحية نحو ثلاثة فراسخ، وخرج الناس يتبعون السمك والصدف، فرد البحرّ ففرق بعضهم.
4 (الزلازل بفلسطين)
وكان بالرملة زلازل خرج الناس منها إلى البر، فأقاموا ثمانية أشهر. وهدمت الزلازل ثلث البلد، وتعدت إلى نابلس، فسقط بعض بنيانها، وهلك ثلاثمائة نفس. وخسف بقرية، وسقط بعض حائط بيت المقدس، وسقطت منارة عسقلان، ومنارة غزة.

(29/29)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 30
4 (الخانوق ببغداد)
وكثر الموت بالخوانيق ببغداد والموصل، وكان أكثره من النساء.
4 (الوباء بفارس)
واتصل الخبر بما كان بفارس من الوباء، حتى كانت الدور تسد على أصحابها.
4 (إسقاط ضريبة الملح)
وفيها أُسقط ما كان على الملح من الضريبة، وكان ارتفاعه في السنة نحو ألفي دينار. خاطب الملك في ذلك الدينوري الزاهد.
4 (الفتنة بين أهل الكرخ وأهل باب البصرة)
ثم عاد العيارون وانتشروا واتصلت الفتنة بأهل الكرخ مع أهل باب البصرة، ووقع القتال بينهما، وانتشرت العرب ببادرايا وقطربل، ونهبوا

(29/30)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 31
النواحي، وقطعوا السبل. ووصلوا إلى أطراف بغداد، وسلبوا الحريم في المقابر.
4 (شغب الجند)
وعاد الجند إلى الشغب، وقويت أيديهم على خاص السلطان، واستوفوا الجوالي وحاصل دار الضرب.)
4 (غرق البرجمي)
وفي رمضان غرق البرجمي بفم الدجيل، أخذه معتمد الدولة فغرقه، فبذل له مالاً كثيراً على إنّ يتركه، فلم يقبل. مقتل أخي البرجمي ودخل أخو البرجمي إلى بغداد، فأخذ أخاً له من سوق يحيى، فخرج فتبع وقتل.
4 (قبول العيارين بالخروج من بغداد)
وفي شوال روسل المرتضى بإحضار العيارين إلى داره، وأن يقول لهم:

(29/31)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 32
من أراد منكم التوبة قبلت توبته، ومن أراد خدمة السلطان استخدم مع صاحب المعونة، ومن أراد الانصراف عن البلاد كان آمناً على نفسه ثلاثة أيام. فعرض ذلك عليهم، فقالوا: نخرج. وتجدد الفساد والاستيفاء.
4 (انقضاض شهاب)
وفي ذي القعدة انقض شهاب كبير مهول، ثم بعد جمعة انقض شهاب ملأ ضوؤه الأرض وغلب على ضوء المشاعل، وروع من رآه، وتطاول مكثه على ما جرت به عادة أمثاله، حتى قيل انفرجت السماء لعظم ما شوهد منه.
4 (الفناء ببغداد)
وفي ذي الحجة وقع الفناء ببغداد، فذكر أنّه مات فيها سبعون ألفاً.

(29/32)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 33
4 (احداث سنة ست وعشرين وأربعمائة)
مقاتلة أبي الغنائم للعيارين تجدد في المحرم وصول العرب إلى أطراف الجانب الغربي، فعاثوا ونهبوا. ثم ظهر قوم من العيارين ففتكوا وقتلوا. فنهض أبو الغنائم بن عليّ المتولي فقتل اثنين، فعاودوا الخروج وقتلوا رجلين، وقاتلوا أبا الغنائم. وتتابعت العملات، فنهض أبو الغنائم ومسك وقتل. ثم عاد الفساد والعيارون يكمنون في دور الأتراك، ويخرجون ليلاً. وكتب العيارون رقاعاً يقولون فيها: إنّ صُرف أبو الغنائم عنا حفظنا البلد وإن لم يصرف ما نترك الفساد.
4 (نهب ثمر الخليفة)
وكبس غلام قراحاً للخليفة ونهب من ثمره، فامتعض الخليفة وكتب إلى الملك والوزير بالقبض عليه وتأديبه، فتوانوا لضعف الهيبة. فزاد حنق الخليفة، فأمر القضاة بالامتناع من الحكم،) والفقهاء من الفتوى، والخطباء من القعود. وعمل على غلق الجوامع، فحمل الغلام ورسم عليه ثم أطلق.

(29/33)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 34
4 (خذلان الترك والسلطان)
وزادت الفتن، وكثر القتل ومنع أهل سوق يحيى من حمل الماء من دجلة إلى أهل باب الطاق والرصافة. وخذل الأتراك والسلطان في هذه الأمور حتى لو حاولوا دفع فساد لزاد، وتملك العيارون البلد.
4 (فتح بلاد بالهند وجرجان وطبرستان)
وفيها وصل كتاب السلطان مسعود بن محمود بفتح فتحه بالهند، ذكر فيه أنّه قتل من القوم خمسين ألفً، وسبى سبعين ألفا، وغنم منهم ما يقارب ثلاثين ألف ألف درهم. فرجع وقد ملك الغز بلاده، فأوقع بهم، وفتح جرجان وطبرستان.
4 (الجهر بالمعاصي)
واشتد البلاء بالعيارين، وتجهرموا بالإفطار في رمضان، وشرب الخمور، والزنا. وعاد القتال بين أهل المحال. وكثرت العملات، واتسع الخرق على الراقع، وقال الملك: أنا أركب بنفسي في هذا الأمر. فما التفتوا له، وتحير الناس، وعظم الخطب. وهاجت العرب، وقطعوا الطرق.
4 (وصول الروم إلى أعمال حلب وهزيمتهم)
وعلمت الروم بوهن المسلمين، فوصلوا إلى أعمال حلب فاستباحوها

(29/34)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 35
فالتقاهم شبل الدولة ابن مرداس فهزمهم.
4 (انتهاب الكوفة:)
ونهبت عرب خفاجة الكوفة، فلا قوة إلا بالله.

(29/35)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 36
4 (احداث سنة سبع وعشرين وأربعمائة)

4 (ثورة الهاشميين على ابن النسوي)
في المحرم كبس العيارون داراً فأخذوا ما فيها. ورد أبو محمد بن النسوي لكشف العملة، فأخذ هاشمياً فقتله، فثار أهل الناحية ورفعوا المصاحف على القصب، ومضوا إلى دار الخلافة، وجرى خطب طويل.
4 (إحراق دار ابن النسوي)
) وفي ربيع الآخر دخل العيارون بغداد في مائة نفس من الأكراد والأعراب، فأحرقوا دار ابن النسوي، وفتحوا خاناً وأخذوا ما فيه وخرجوا بالكارات على رؤوسهم، والناس ينظرون.
4 (شغب الجند على جلال الدولة)
وشغب الجند على جلال الدولة وقالوا: هذا البلد لا يحملنا وإياك، فاخرج فإنه أولى بك. قال: كيف يمكنني الخروج على هذه الصورة أمهلوني ثلاثة أيام حتى آخذ حرمي وولدي وأمضي. فقالوا: لا تفعل. ورموه بآجرة، فتلقاها بيده، وأخرى في كتفه، فاستجاش بالحاشية

(29/36)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 37
والعامة. وكان عنده المرتضى، والزينبي، والماوردي، فاستشارهم في العبور إلى الكرخ كما فعل تلك لامرة، فقالوا: ليس الأمر كما كان، وأحداث الموضع قد ذهبوا. وحول الغلمان خيامهم إلى حول الدار وأحاطوا بها. وبات الناس على أصعب خطة، فخرج الملك في نصف الليل إلى زقاق غامض، فنزل إلى دجلة، وركب سميرية فيها بعض حاشيته، ومضى إلى دار المرتضى، وبعث حرمه إلى دار الخلافة. ونهب الأجناد دار الملك حتى الأبواب وساجها. وراسلوا الخليفة أن تقطع خطبة جلال الدولة، فقيل لهم: سننظر. وخرج الملك إلى أوانا، ثم إلى كرخ سامراء. ثم خرجوا إليه واعتذروا ومشي الحال.
4 (الظلمة في بغداد)
وفي جمادى الآخرة وردت ظلمة طبقت البلد، حتى كان الرجل لا يرى صاحبه، وأخذت بالأنفاس حتى لو تأخر انكشافها لهلكوا
4 (انقضاض كوكب)
وفي رجب ضحوة نهار انقض كوكب غلب ضوؤه ضوء الشمس، وشوهد في آخره شيء مثل التنين بلون الدخان. وبقي نحو ساعة. فسبحان الله العظيم ما أكثر البلاء بالمشرق.

(29/37)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 38
4 (احداث سنة ثمان وعشرين وأربعمائة)

4 (تقلد الزينبي نقابة العبّاسيين)
فيها قلد أبو تمام محمد بن محمد بن عليّ الزينبي نقابة العبّاسيين، وعزل أبوه.
4 (شغب الجند على جلال الدولة)
ثم عاد شغب الجند على جلال الدولة المعثر، وآل الأمر إلى إنّ قطعوا خطبته وخطبوا للملك) أبي كاليجار، ثم عادوا وخطبوا لهما. ثم صلحت حال جلال الدولة، وحلف الخليفة القائم له.
4 (القبض على ابن ما كولا:)
وقبض على الوزير ابن ماكولا.

(29/38)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 39
4 (وزارة أبي المعالي)
ووزر أبو المعالي بن عبد الرحيم.
4 (مطر فيه سمك بفم الصلح)
وفيها ورد كتاب من فم الصلح فيها: إنّ قوماً من أهل الجبل وردوا فحكوا أنهم مُطروا مطراً كثيراً في أثنائه سمك، وزنوا بعضه فكانت رطلاً ورطلين، يعني بالعراقي.
4 (ثورة العيارين بالشرطة)
وفيها ثار العيارون وكبسوا الحبس، وقتلوا جماعة من رجال الشرطة، وانبسطوا انبساطاً زائداً.

(29/39)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 40
4 (احداث سنة تسع وعشرين وأربعمائة)

4 (هلاك جماعة تحت الردم)
في ليلة الميلادة أوقدوا النيران والفتائل في الأسطحة، فأوقدت فتيلة في سطح كبير بعكبرا، فوقع بهم، فهلك تحت الردم ثلاثة وأربعون نفساً.
4 (إلزام أهل الذمة باللباس)
وفي رجب اجتمع القضاة والدولة، واستدعي جاثليق النصارى ورأس جالوت اليهود، وخرج توقيع الخليفة في أمر الغيار وإلزام أهل الذمة به، فامتثلوا.
4 (تلقيب جلال الدولة بشاهنشاه)
وفي رمضان استقر إنّ يزاد في ألقاب جلال الدولة: شاهنشاه الأعظم ملك الملوك، وخطب له بذلك بأمر الخليفة، فنفر العامة ورموا الخطباء بالآجر، ووقعت فتنة، وكتب إلى الفقهاء في ذلك.
4 (كتابات العلماء بلقب الشاهنشاه)
فكتب الصيمري: إنّ هذه الأسماء يعتبر فيها القصد والنية. وكتب الطبري أبو الطيب: إنّ إطلاق ملك الملوك جائز، يكون معناه: ملك ملوك الأرض. وإذا) جاز أن يقال: قاضي القضاة، وكافي الكفاة، جاز أن يقال ملك الملوك.

(29/40)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 41
وكتب التميمي نحو ذلك. وذكر محمد بن عبد الملك الهمداني إنّ الماوردي منع من جواز ذلك، وكان مختصاً بجلال الدولة. فلما امتنع عن الكتابة انقطع، فطلبه جلال الدولة، فمض على وجل شديد، فلما دخل قال للملك: أنا أتحقق أنك لو حابيت أحداً لحابيتني لمّا بيني وبينك، ما حملك إلا الدين فزاد بذلك محلك في قلبي. قال ابن الجوزي: والذي ذكره الأكثرون هو القياس، وإذا قصد به ملوك الدنيا. إلا أني لا أرى إلا ما رآه الماوردي، لأنه قد صح في الحديث ما يدل على المنع، ولكنهم عن النقل بمعزل. ثم ساق الحديث من المسند عن ابن عيينة، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أخنع اسم عن الله يوم القيامة رجل تسمى ملك الأملاك. قال الأمام أحمد: سألت أبا عمرو الشيباني عن أخنع فقال: أوضع. رواه البخاري. ثم ساق من المسند من حديث عوف، عن خلاس، عن أبي هريرة رفعه، قال: اشتد غضب الله على من قتل نفسه، واشتد غضب الله على رجل تسمى بملك الملوك. لا ملك إلا الله تعالى. قلت: وهي بالعجمي شاهان شاه.

(29/41)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 42
4 (احداث سنة ثلاثين وأربعمائة)

4 (تملك السلاجقة البلاد)
فيها، في جمادى الآخرة، تملك بنو سلجوق خراسان والجبل، وهرب مسعود بن محمود بن سبكتكين، وأخذوا الملك منه، وتملك طغرلبك أبو طالب محمد، وأخوه داود. واستولى أولاد ميكائيل بن سلجوق على البلاد.
4 (مخاطبة ابن جلال الدولة بالملك العزيز)
وفي هذه السنة خوطب أبو منصور بن السلطان جلال الدولة أبي طاهر بالملك العزيز. قلت: وهذا أول من لُقِب بألقاب ملوك زماننا، كالملك العادل والملك المظفر.
4 (انقراض ملك بني بُويه)
قال: وكان مقيماً بواسط، وبه انقرض ملك بني بويه.

(29/42)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 43
4 (امتناع الحج هذا الموسم)
) ولم يحج في هذه السنة من العراق، ومصر، والشام كثير أحد.
4 (الثلج ببغداد)
وفيها وقع ثلج عظيم ببغداد وبقي سبعة أيام في الدروب. وقد جاء الثلج ببغداد مرة في خلافة الرشيد، ومرة في خلافة المعتمد، ومرات أخر قليلة.

(29/43)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 44
5 (بسم الله الرحمن الرحيم)

5 (الطبقة الثالثة والأربعون وفيات)

4 (وفيات سنة إحدى وعشرين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن الحسن بن أحمد بن محمد بن أحمد بن حفص بن مسلم ابن يزيد.)
القاضي أبو بكر بن أبي عليّ ابن الشيخ المحدّث أبي عمرو الحيري. وأبو عمرو هو سبط أحمد بن عمرو الحرشي شيخ نيسابور في العدالة والثروة.

(29/44)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 45
روى أبو عمرو عن: محمد بن رافع، وإسحاق الكوسج، وهذه الطبقة. وروى ابنه الحسن عنه، وعن: أبي نعيم بن عدي. وعاش إلى سنة ثمانٍ وثمانين وثلاثمائة. وأما القاضي أبو بكر هذا فكان شيخ خراسان علماً ورئاسة وعلوّ إسناد. سمع: أبا عليّ محمد بن أحمد الميداني، وحاجب بن أحمد، ومحمد بن يعقوب الأصم، وجماعة بنيسابور. وبمكة: أبا بكر الفاكهي، وبكر بن أحمد الحداد. وببغداد: أبا سهل بن زياد. وبالكوفة: أبا بكر بن أبي دارم. وبجرجان: أبا أحمد بن عدي. وقرأ بالروايات على أحمد بن العبّاس الإمام صاحب الأشناني. ودرس الفقه على أبي الوليد حسان بن محمد. ودرس الكلام والأصول على أصحاب أبي الحسن الأشعري. وانتقى له الحاكم أبو عبد الله فوائد. وأملى من سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة، وقلد قضاء نيسابور. وكان إماماً عارفاً بمذهب الشافعي. وكان مولده في سنة خمس وعشرين وثلاثمائة. كذا ورّخه الحافظ أبو بكر محمد بن منصور السمعاني، وقال هو ثقة في الحديث. قلت: روى عنه: أبو عبد الله الحاكم، وهو أكبر منه، وأبوا بكر البيهقي،

(29/45)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 46
والخطيب، وأبو صالح المؤذن، وأبو عليّ الحسن بن محمد الصفار، ومحمد بن إسماعيل المقريء، ومحمد بن مأمون المتوليّ، ومحمد بن عبد الملك المظفريّ، وأحمد بن عبد الرحمن الكتاني، وقاضي) القضاة أبو بكر محمد بن عبد الله الناصحيّ مفتي الحنفية، ومحمد بن إسماعيل بن حسنويه، ولعله المقريء، ومحمد بن عليّ العمري الهروي، والقاسم بن الفضل الثقفي، ومكي ابن منصور الكرجي، وأسعد بن مسعود العتبي، ومحمد بن أحمد الكامخي، ونصر الله بن أحمد الخشاميّ، وخلق كثير آخرهم موتاً عبد الغفار بن محمد الشيرويّ. توفي في رمضان من السّنة. قال عبد الغافر: أصابه وقر في أُذنه في آخر عمره. وكان يقرأ عليه مع ذلك إلى إنّ اشتد ذلك قريباً من سنتين أو ثلاث، فما كان يحسن إنّ يسمع. وكان من أصحّ أقرانه سماعاً، وأوفرهم إتقاناً، وأتمهم ديانة واعتقاداً، صنف في الأصول والحديث.
4 (أحمد بن عبد الله بن أحمد)

(29/46)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 47
أبو الحسن الدمشقي الواعظ. أصله من الجزيرة، ويعرف بابن الرّان. كان رجلاً صالحاً عارفاً، له مصنفات في الوعظ. وكان يعظ في الجامع. قال عبد العزيز الكتاني: لم أر أحسن وعظاً منه رحمه الله تعالى.
4 (أحمد بن عليّ بن عثمان بن الجنيد.)
أبو الحسين البغدادي، المعروف بابن السوادي. مؤلف الخطب. سمع: أبا بكر القطيعي، وابن ماسيّ. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان ثقة.
4 (أحمد بن عيسى بن زيد)
أبو عقيل السلمي البغدادي القزاز. سمع: أبا بكر النجاد، والشافعي. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان ثقة. مات في شوّال.
4 (أحمد بن محمد بن الحسين بن سليمان.)
أبو الحسن السليطي النيسابوري العدل النحوي.

(29/47)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 48
روى عن: أبي العبّاس الأصم، وغيره. روى عنه: شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري، ومحمد بن يحيى المزكي، وأبو صالح المؤذن. وثقة عبد الغافر. توفي في جمادى الأولى.
4 (أحمد بن محمد بن الحسن)
أبو عليّ الإصبهاني المرزوقي النحوي. من كبار أئمة العربية. أخذ الناس عنه، وخبوا إليه آباط المطيّ. له: شرح الحماسة وهو في غاية الحسن. وكتاب شرح الفصيح. وتوفي في ذي) الحجة. تخرج به خلق، وطال عمره. حدّث عن: عبد الله بن جعفر بن فارس. وعنه: سعيد بن محمد البقال، وأبو الفتح محمد بن عبد الواحد الزجاج. قال السلفيّ: ما روى لنا عن المرزوقي سوى الزجاج.
4 (أحمد بن محمد بن محمد.)
أبو العبّاس الطبري، ثم البصري. ورد جرجان.

(29/48)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 49
وسمع: أبا أحمد بن عدي، وجماعة. روى عنه: أبو مسعود البجلي. توفي بآمل في شوال.
4 (أحمد بن محمد بن العاص بن أحمد بن سليمان بن عيسى بن دراج.)
أبو عمرو القسطلي الأديب، الشاعر البليغ. قال أبو محمد بن حزم: كان عالماً بنقد الشعر. لو قلت أنّه لم يكن بالأندلس أشعر من ابن دراج لم أبعِد. وقال ابن حزم أيضاً: ولو لم يكن لنا من فحول الشعراء إلا أحمد بن دراج لمّا تأخر عن شأو حبيب والمتنبي. قلت: وهو من مدينة قسطلة دراج، وقيل: هو اسم ناحية. وكان من كتاب

(29/49)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 50
الإنشاء في أيام المنصور بن أبي عامر. وقال الثعالبي: كان بصقع الأندلس كالمتنبي بصقع الشام. ومن شعره:
(أضاء لها فجر النُّهى فنهاها .......... عن الدنف المضني بحر هواها)

(وضللها صُبحٌ جلا ليله الدّجا .......... وقد كان يهديها إليَّ دجاها)
وفي أول شأنه عمل هذه القصيدة، ومدح بها المنصور. فتكلّموا فيه واتهموه بسرقة الشعر، فقال في المجلس لوقته:
(حسبي رضاكَ من الدّهر الذي عتبا .......... وعطفُ نعماك للحظ الذي انقلبا)

(ولستُ أوّل من أَعيْت بدائعه .......... فاستدعت القولَ ممن ظنّ أو حسبا)

(إنّ امرء القيس في بعضٍ لمتهمٌ .......... وفي يديه لواء الشعر إنّ ركبا)

(والشعر قد أسر الأعشى وقيدهُ .......... دهراً، وقد قيل: والأعشى إذا شربا)

(وكيف أظمأ وبحري زاخر فطنا .......... إلى خيال من الضحضاح قد نضبا)

(عبدٌ لنُعْماك فكَّيه نجمُ هدى .......... سار بمدحك يجلو الشك والريبا)

(إنّ شئت أملى بديع الشعر أو كتبا .......... أو شئت خاطبَ بالمنثور أو خطبا)
)

(29/50)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 51
(كروضة الحزن أهدى الوشي منظرها .......... والماءَ والزهر والأنواء والعشبا)

(أو سابق الخيل أعطى الحضر متئداً .......... والشدَّ والكرَّ والتّقريب والخببا)
وله في ذي الرئاستين منذر بن يحيى صاحب سرقسطة:
(قل للربيع: اسحبْ سَحائبي .......... واجرر ذيولك في مَجَرّ ذوائبي)

(لا تكذبنّ ومن ورائك أدمعي .......... مَدَداً إليك بفيض دمع ساكبِ)

(وامزج بطيب تحيتي غدق الحيا .......... فاجعله سقي أحبتي وحبائبي)

(واجنح لقُرطبةَ فعانقْ تربها .......... عنّي بمثل جوانحي وترائبي)

(وانشرْ على تلك الأباطِح والرُّبا .......... زهراً يخبرّ عنك أنّك كاتبي)
وهي طويلة وله فيه:
(يا عاكفين على المدام تنبَّهوا .......... وسلوا لساني عن مكارم منذرِ)

(ملكٌ لو استوهبتُ حبةَ قلْبهِ .......... كرماً لجاد بها ولم يتعذّرِ)
وله ديوان مشهور. وقد توفي في سادس جمادى الآخرة، وله أربعٌ وسبعون سنة
4 (إسماعيل بن عبد الرحمن بن عليّ.)
أبو محمد العامري المصري.

(29/51)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 52
روى عن: أبي إسحاق بن شعبان الفقيه المالكيّ، ومحمد بن العبّاس الحلبيّ. ودخل إلى الأندلس سنة ست وخمسين وثلاثمائة. وكان من أهل الدّين والتّعاون والعناية بعلم الفقه. ثقة. محدث. حدّث عنه: أبو عمر بن عبد البرّ، والخولاني. ولد بمصر سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة، وتوفي بإشبيلية يوم عيد الفطر فجأة. وروى عنه يونس بن عبد الله بن مغيث أيضاً.
4 (إسماعيل بن محمد بن خزرج بن محمد.)
أبو القاسم الإشبيليّ. روى عن: أبيه، وعن: خاله إبراهيم بن سليمان. ورحل إلى المشرق. وحجّ سنة إحدى عشر وأربعمائة. وكتب الكثير. وكان من أهل الدّين والعلم والعمل الزهد في الدّنيا، مشاركاً في عدة علوم، يغلب عليه علم الحديث والرّجال. توفي في المحرم عن بضع وخمسين سنة.
4 (إسماعيل بن ينال.)
)

(29/52)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 53
أبو إبراهيم المروزيّ المحبوبيّ. سمع من المحبوبي مولاه جامع الترمذيّ. وسمع من: أبي بكر الدّاربرديّ وغيرهما. قال الحافظ أبو بكر السمعانيّ: كان ثقة عالماً. أدركتُ بحمد الله نفراً من أصحابه. ولد سنة أربعٍ وثلاثين وثلاثمائة. قال: وتوفي سنة إحدى وعشرين. زاد غيره: في صفر. وهو آخر من حدّث عن أبي العبّاس المحبوبيّ.
4 (إسحاق بن عليّ.)
الأمير أبو قدامة القرشيّ. أمير الغُزاة بخراسان.
4 (حرف الحاء)

4 (الحسن بن أحمد بن محمد بن فارس البغدادي البزاز)
وأخوه هو أبو الفتح بن أبي الفوارس. سمع هذا بإفادة أخيه من: أبي عليّ الصواف، وأبي بكر الشافعي، وإسحاق النعّال. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ثقة. توفي في صفر وكنيته أبو الفوارس.

(29/53)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 54
4 (الحسن بن سهل بن محمد بن الحسن.)
أبو عليّ. توفي في شعبان. كأنّه إصبهاني. يروي عن: أبي الشيخ.
4 (الحسن بن محمد.)
أبو عليّ بن أبي الطيب الدمشقي الورّاق. حدّث في هذه السنة عن: أبي القاسم بن أبي العقب. روى عنه: الكتاني، وعليّ بن محمد المصيصيّ
4 (الحسين بن أحمد بن محمد بن يحيى)
أبو عبد الله المعاذي النيسابوري، الأصم. روى مجلسين عن أبي العبّاس الأصم. روى عنه: شيخ الإسلام الأنصاري. ورّخه ابن جبرون. وقال الفارسيّ: توفّي في جمادى الأولى. سمع من الأصمّ في سنة أربعٍ وثلاثين وثلاثمائة مجلسين، وهو ثقة.
4 (الحسين بن إبراهيم بن محمد.)

(29/54)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 55
أبو عبد الله الإصبهاني الحمّال. سمع: عبد الله بن فارس، ومحمد بن أحمد الثقفي، وجماعة. وله جزء معروف سمعناه روى عنه: أبو بكر أحمد بن مردويه، وعلي بن الفضل بن عبد) الرزاق اليزديّ، والقاسم بن الفضل الثقفي، ومحمد بن عليّ الخباز، وآخرون. مات في ربيع الأوّل.
4 (الحسين بن عبد الله بن الحسين بن يعقوب.)
أبو عليّ البجاني، من مدينة بجانة بالأندلس. روى عن: أبي عثمان سعيد بن مخلوف صاحب يوسف المغامي كتاب الواضحة لعبد الملك بن حبيب، وهو آخر من رواها عن ابن فحلون.

(29/55)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 56
كما إنّ فحلون آخر من روى عن المغامي صاحب ابن حبيب. وقد توفي ابن فحلون سنة ست وأربعين وثلاثمائة. روى عنه: الخولاني وقال: كان قديم الطلب، كثير السَّماع من أهل العلم أسنَّ وعمر طويلاً وقارب المائة، واحتيج إليه. روى عنه أيضاً: أبو عبد الله محمد بن عتّاب، وأبو عمر بن عبد البرّ، والمصحفي أبو بكر، والمحدّث أبو العبّاس العذري.
4 (الحسين بن محمد بن الحسين بن محمد بن يوسف.)
أبو عليّ النيسابوري السختياني، المعدّل ثقة. ثقة، ثبت، مشهور. سماعه في كتب أبي عبد الرحمن السلميّ عن: يحيى بن منصور القاضي، وأبي العبّاس الصبغي، وأبي عليّ الرّفاء. توفي في رمضان وله تسعون سنة. روى عنه: أبو صالح المؤذن.
4 (حمام بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن أكدر بن حمام بن حكم.)

(29/56)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 57
القاضي أبو بكر القرطبي. قال أبو محمد بن حزم: كان واحد عصره في البلاغة، وفي سعة الرّواية، ضابطاً لمّا قيّده. روى عن: أبي محمد الباجي، وأبي عبد الله بن مفرج فأكثر، وكان شديد الإنقباض. ما أرى أحداً سلم من الفتنة سلامته مع طول مدته فيها، وكان حسن الخط، قوياً على النسخ، ينسخ في نهاره نيفاً وعشرين ورقة. حسن الشعر، حسن الخلق، فكه المحادثة. ولي قضاء يابرة، وشنترين، والأُشبونة. وتوفي في رجب بقرْطبة. وولد سنة سبع وخمسين وثلاثمائة. روى عنه ابن حزم في تصانيفه
4 (حرف الخاء)

4 (خلف بن عيسى بن سعيد بن أبي درهم.)

(29/57)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 58
أبو الحزم التجيبي الوشقي، قاضي وشقة. روى عن: أبي عيسى الليثي، وأبي بكر محمد بن) عمر بن عبد العزيز بن القوطية. ورحل، فسمع من: الحسن بن رشيق، وأبي محمد بن أبي زيد. حدث عنه: القاضي أبو عمر بن الحذاء، وقال: كان فاضل جهته وعاقلها، فهماً.
4 (حرف السين)

4 (سعيد بن سليمان.)
أبو عثمان الهمدانيّ الأندلسيّ، المقريء المجود، المعروف بنافع. أخذ القراءة عن أبي الحسن الأنطاكيّ، وضبط عنه حرف نافع وأقرأ به، وعرف العربية. توفي بدانية، ذكره أبو عمرو.
4 (حرف العين)

4 (عبادة بن عبد الله بن ماء السماء)

(29/58)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 59
أبو بكر، شاعر الأندلس، ورأس شعراء الدّولة العامرية. صنف كتاب شعراء الأندلس. وبقي إلى هذه السنة، فإنّه جاء فيها بردٌ مهول كالحجارة، فقال:
(يا عبرةً أهديت لمعتبر .......... عشِيّة الأربعاء من صفرِ)

(أقبلنا الله بأسَ منتقمٍ .......... فيها وثنى بعفوِ مقتدرِ)

(أرسل ملء الأكفّ من بردٍ .......... جلامداً تنهمي على البشرِ)

(فيا لها آيةٌ وموعظةٌ .......... فيها نذير لكل مزدجرِ)

(كاد يذيب القلوبَ منظرُها .......... ولو أعِيرت قساوة الحجرِ)

(لا قدَّر الله في مشيئته .......... إنّ يبتلينا بسيّء القدرِ)

(وخصنا بالتُّقى ليجعلنا .......... من بأسه المتقى على حذرِ)

4 (عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن حمديّه.)

(29/59)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 60
أخو الحسن. سمع من: أبي بكر النجاد، وعبد الباقي بن قانع، فيما ذكر. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ضعيفاً. سمع لنفسه في أمالي النجاد وقعت له.
4 (عبد الله بن إبراهيم بن عبد الله بن سيما الدمشقي.)
أبو محمد المؤدب، إمام مسجد نعيم. روى عن: أبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن مروان، وأبي عليّ بن آدم. روى عنه: عبد العزيز الكتاني، وإسماعيل السّمّان.
4 (عبد الله بن الحسن بن جعفر الإصبهاني القصار.)
سبط فاذويه. توفي في ربيع الأوّل، أو في صفر.)
4 (عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن محفوظ)
أبو محمد المحفوظي الملقاباذي المعدل.

(29/60)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 61
ثقة مشهور. حدّث عن: أبي العبّاس الصبغي، وهارون الأستراباذي، وأبي عمرو بن مطر. روى عنه: محمد بن يحيى المزكي. وتوفي في ذي القعدة عن اثنتين وثمانين سنة.
4 (عبد الواحد بن أحمد بن محمد.)
الشيخ أبو بكر الباطرقاني الإصبهاني المقريء. إمام في القراءآت، حافظ للروايات. قتل في الجامع في جمادى الآخرة. وقيل: قتل في داره. يروي عن: الطبرانيّ، وأبي الشيخ، وأبي حامد أحمد بن محمد بن حسين الجرجانيّ. وعنه: أبو عبد الله الثقفي الرئيس، وأبو منصور أحمد بن محمد بن عليّ شيخاً السلفيّ، وجماعة.
4 (عبد الواحد بن الحسين بن الحسن)

(29/61)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 62
أبو أحمد الدمشقي الكاتب المعروف بابن الورّاق. سمع: أبا عبد الله بن مروان. وعنه: عبد العزيز الكتّانيّ.
4 (عليّ بن أحمد بن مندويه.)
أبو الحسن الإصبهاني المقريء. في شعبان.
4 (عليّ بن عبد العزيز بن حاجب النعمان.)
بغدادي. روى عن النجاد. وذكر أنّه سمع أيضاً من: ابن مقسم، وأبي بكر الشافعي. روى عنه: الخطيب، وقال: كان رئيساً له لسنٌ وبلاغة. ولم يكن في دينه بذاك. مات في عشر التسعين. قلت: كان صاحب الإنشاء ببغداد، له النظم والنثر.
4 (عليّ بن محمد بن موسى بن الفضل.)
أبو الحسن الصيرفيّ. ولد أبي سعيد.

(29/62)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 63
4 (عليّ بن محمد بن عمير بن محمد بن عمير.)
أبو الحسن، والد الزّاهد أبي عبد الله العميري الهرويّ. روى عن: العبّاس بن الفضل بن زكريا الهروي. روى عنه: ابنه.
4 (عمر بن أحمد بن عبد الرحمن بن عمر الذكواني.)
المعدّل، أبو حفص. أخو أبي بكر بن أبي عليّ. توفي في المحرم.)
4 (عمر بن عيينة بن أحمد.)
أبو حفص الضبيّ العدل. يروي عن: المعافى الجريري. روى عنه: شيخ الإسلام الهروي.
4 (عمرو بن طراد بن عمرو.)
أبو القاسم الأسديّ الدمشقي الخلاّد. حدث عن: يوسف الميانجي، والفضل بن جعفر.

(29/63)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 64
روى عنه: أبو عليّ الأهوازي، وأبو سعد السمان، وعبد العزيز الكتاني وقال: كان ثقة من أهل السنة.
4 (حرف القاف)

4 (القاسم بن عبد الواحد)
أبو أحمد الشيرازي. قال أبو إسحاق الحبال: توفي في عاشر ربيع الأول، وحضرت جنازته. حدث أبوه وأهل بيته الكثير.
4 (حرف الميم)

4 (محمد بن أحمد بن عثمان بن محمد.)
أبو الفرج الزملكاني الإمام. روى عن: عبد الوهاب الكلابي، وغيره. روى عنه: عليّ بن الخضر السلمي، ومحمد بن أحمد بن ورقاء.
4 (محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن جعفر. أبو الفضل الإصبهاني. الخطيب. في)
رجب.

(29/64)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 65
4 (محمد بن أحمد بن أبي عون النهرواني.)
حدث في هذا الوقت عن: محمد بن محمد الإسكافي، وعمر بن جعفر ابن سلم. روى عنه: الخطيب، وقال: كان صدوقاً.
4 (محمد بن جعفر بن علان)
أبو الفرج الطوابيقي الوراق. بغدادي، صدوق. من شيوخ الخطيب. حدّث عن: أبي بكر بن خلاد، ومخلد الباقرحي. وقرأ القراءآت.
4 (محمد بن الحسين بن أبي أيوب.)
الأستاذ حجة الدين أبو منصور، المتكلم تلميذ أبي بكر بن فورك، وختنه.

(29/65)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 66
له مصنفات مشهورة، منها: تلخيص الدّلائل. توفي في ذي الحجة.)
4 (محمد بن عبد الله بن الحسين.)
أبو بكر، ويقال: أبو الحسن الدمشقي النحوي، الشاعر المعروف بابن الدوري. روى عن: أبي عبد الله بن مروان، وعلي بن يعقوب بن أبي العقب، وأبي عليّ بن أبي الرمرام، وأبي عمر بن فضالة. وكتب الكثير بخط حسن. روى عنه: أبو سعد السمان، والكتاني وقال: كانوا يتهمونه في دينه.
4 (محمد بن عليّ بن حيد)
يقال توفي فيها. وفد مرّ سنة تسع عشرة
4 (محمد بن محمد بن عبد الله.)
أبو أحمد الهروي المعلم. روى عن: أبي حاتم بن أبي الفضل، وأبي عبد الله العصميّ.

(29/66)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 67
روى عنه: أبو عبد الله العميري.
4 (محمد بن أبي المظفر.)
أبو الفتح البغدادي الخياط. صدوق. حدّث عن: القطيعيّ، وأحمد بن جعفر بن سلم. قال الخطيب: لا أعلم كتب عنه غيري.
4 (محمد بن المنتصر بن الحسين.)
أبو عبد الله الهروي الباهلي. من ولد أمير خراسان قتيبة بن مسلم. سمع: أبا عليّ الرفاء، وأبا منصور الأزهري اللغوي. وروى عنه: شيخ الإسلام الأنصاري، ومحمد بن عليّ العميري، وجعفر ابن مسلم العقيلي.
4 (محمد بن موسى بن الفضل بن شاذان.)
أبو سعيد بن أبي عمرو النيسابوري الصيرفي، أحد الثقات، والمشاهير بنيسابور.

(29/67)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 68
سمع الكثير من: أبي العبّاس الأصم، وأبي عبد الله محمد بن يعقوب بن الأخرم، ويحيى بن منصور القاضي، وأبا حامد أحمد بن محمد بن شعيب، وجماعة. وكان أبوه ينفق على الأصم، فكان الأصم لا يحدث حتى يحضر أبو سعيد، وإذا غاب عن سماع جزءٍ أعاده له. روى عنه: أبو بكر البيهقي، والخطيب، وشيخ الإسلام، وأبو زاهر طاهر ابن محمد الشّحامي، وخلق آخرهم موتاً عبد الغفار الشيروبي المتوفى سنة عشر وخمسمائة. توفي، رحمه الله، في) ذي الحجة.
4 (محمود بن سبكتكين)

(29/68)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 69
السلطان الكبير أبو القاسم يمين الدولة ابن الأمير ناصر الدولة أبي منصور. وقد كان قبل السلطنة يلقب بسيف الدولة. قدم سبكتكين بخارى في أيام الأمير نوح بن منصور الساماني، فوردها في صحبة ابن السكين، فعرفه أركان تلك الدولة بالشهامة والشجاعة، وتوسموا فيه الرفعة. فلما خرج ابن السكين إلى غزنة أميراً عليها خرج في خدمته سبكتكين، فلم يلبث ابن السكين إنّ مات، واحتاج إلى من يتولى أمرهم فاتفقوا على سبكتكين وأمروه عليهم. فتمكن وأخذ في الإغارات على أطراف الهند. فافتتح قلاعاً عديدة، وجرى بينه وبين الهند حروب، وعظمت سطوته، وفتح ناحية بست. واتصل به أبو الفتح عليّ بن محمد البستي الكاتب، فاعتمد عليه وأسر إليه أموره. وكان سبكتكين على رأي الكرامية.

(29/69)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 70
قال جعفر المستغفريّ: كان أبو القاسم عبد الله بن عبد الله بن الحسين النَّضريّ المروزيّ قاضي نسف صلب المذهب، فلمّا دخل سبكتكين صاحب غزنة بَلخ دعاهم إلى مناظرة الكرامية وكان النَّضري يومئذ قاضياً ببلخ فقال سبكتكين: ما تقولون في هؤلاء الزهاد والأولياء فقال النضريّ: هؤلاء عندنا كفرة. فقال: ما تقولون فيَّ قال: إنّ كنت تعتقد مذهبهم فقولنا فيك كقولنا فيهم. فوثب من مجلسه وجعل يضربهم بالطبرزين حتّى أدماهم، وشج القاضي، وأمر بهم فقيدوا وحبسوا. ثم خاف الملامة فأطلقهم. ثم أنّه مرض ببلخ، فاشتاق إلى غزنة، فسافر إليها ومات في الطريق في سنة سبع وثمانين وثلاثمائة، وجعل وليّ عهده ولده إسماعيل. وكان محمود غائباً ببلخ، فلمّا بلغه نعي أبيه كتب إلى أخيه ولاطفه على إنّ يكون بغزنة، وأن يكون محمود بخراسان. فلم يوافقه إسماعيل، وكان في إسماعيل رخاوة وعدم شهامة، فطمع فيه الجند وشغّبوا عليه، وطالبوه بالعطاء، فأنفق فيهم الخزائن. فدعا محمود عمّه إلى موافقته، فأجابه، فقوي بعمّه وبأخيه، وقصد غزنة في جيش عظيم، وحاصرها إلى إنّ افتتحها بعد إنّ عمل هو وأخوه مصّافّاً هائلاً، وقتل خلقٌ من الجيش، وانهزم أخوه إسماعيل وتحصن. فنازل حينئذ محمود البلد، وأنزل أخاه من قلعتها بالأمان. ثم رجع إلى بلخ، وحبس أخاه ببعض الحصون حبساً خفيفاً، ووسع عليه الدّنيا والخدم.)

(29/70)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 71
وكان في خراسان نوابٌ لصاحب ما وراء النهر من الملوك السامانية، فحاربهم محمود ونصر عليهم، واستولى على ممالك خراسان، وانقطعت الدولة السامانية في سنة تسع وثمانين. فسير إليه القادر بالله أمير المؤمنين خلعة السلطان. وعظم ملكه، وفرض على نفسه كل عام غزو الهند، فافتتح منها بلاداً واسعة، وكسر الصنم المعروف بسومنات، وكانوا يعتقدون أنّه يحيي ويميت، ويقصدونه من البلاد، وافتتن به أمم لا يحصيهم إلاّ الله. ولم يبق ملك ولا محتشم إلاّ وقد قرَّب له قرباناً من نفيس ماله، حتّى بلغت أوقافه عشرة الآف قرية، وامتلأت خزائنه من أصناف الأموال والجواهر. وكان في خدمة هذا الصنم ألف رجل من البراهمة يخدمونه، وثلاثمائة رجل يحلقون رؤوس الحجاج إليه ولحاهم عند القدوم، وثلاثمائة رجل وخمسمائة امرأة يغنون ويرقصون عند بابه. وكان بين الإسلام وبين القلعة التي فيها هذا الوثن مسيرة شهر، في مفازةٍ صعبة، فسار إليها السلطان محمود في ثلاثين ألف فارس جريدة. وأنفق عليهم أموالاً لا تحصى، فأتوا القلعة فوجدوها منيعة، فسهل الله تعالى بفتحها في ثلاثة أيام، ودخلوا هيكل الصنم، فإذا حوله من أصناف الأصنام الذهب والفضة المرصعة بالجواهر شيء كثير، محيطون بعرشه، يزعمون أنها الملائكة. فأحرقوا الصنم الأعظم ووجدوا في أذنيه نيفاً وثلاثين حلقة. فسألهم محمود عن معنى ذلك، فقالوا: كلّ حلقة عبادة ألف سنة. ومن مناقب محمود بن سبكتكين ما رواه أبو النصر عبد الرحمن بن عبد الجبّار الفاميّ قال: لمّا ورد التاهرتيّ الداعي من مصر على السّلطان محمود يدعوه سراً إلى مذهب الباطنية، وكان يركب البغل الذي أتى به معه، وذاك البغل

(29/71)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 72
يتلون كل ساعة من كل لون، ووقف السلطان محمود على شر ما كان يدعو إليه، وعلى بطلان ما حثّه عليه أمر بقتله وأهدى بغله إلى القاضي أبي منصور محمد ابن محمد الأزدي الشافعي شيخ هراة، وقال السلطان: كان هذا البغل يركبه رأس الملحدين، فليركبه رأس الموحدين. ولولا ما في السلطان محمود من البدعة لعد من ملوك العدل. وذكر إمام الحرمين الجويني إنّ السلطان محمود كان حنفي المذهب مولعاً بعلم الحديث، يسمع من الشيوخ ويستفسر الأحاديث، فوجدها أكثرها موافقاً للمذهب الشافعي، فوقع في نفسه، فجمع الفقهاء في مرو، وطلب منهم الكلام في ترجيح أحد المذهبين. فوقع الإتفاق على إنّ يصلوا بين) يديه على مذهب الإمامين ليختار هو. فصلى أبو بكر القفال بطهارة مسبغة، وشرائط معتبرة من السترة والقبلة، والإتيان بالأركان والفرائض صلاة لا يجوز للشافعي دونها، ثم صلى صلاة على ما يجوز أبو حنيفة رضي الله عنه، فلبس بدلة كلب مدبوغاً قد لطخ ربعه بالنجاسة، وتوضأ بنبيذ التمر، وكان في الحرّ، فوقع عليه البعوض والذباب، وتوضأ منكساً، ثم أحرم، وكبر بالفارسية، دو بركك سبز ثم نقر نقرتين كنقرات الديك من غير فصل ولا ركوع ولا تشهد، ثم ضرط في آخره من غير نية السلام، وقال: هذه صلاة أبي حنيفة. فقال: إنّ لم تكن هذه الصلاة صلاة أبي حنيفة لقتلتك. قال: فأنكرت الحنفية إنّ تكون هذه صلاة أبي حنيفة فأمر القفال بإحضار كتب أبي حنيفة، وأمر السلطان كاتباً نصراني كاتباً يقرأ المذهبين جميعاً،

(29/72)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 73
فوجدت كذلك. فأعرض السلطان عن مذهب أبي حنيفة، وتمسك بمذهب الشافعي، هكذا ذكر إمام الحرمين بأطول من هذه العبارة. وقال عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي في ترجمة محمود السلطان: كان صادق النية في إعلاء كلمة الله، مظفراً في الغزوات، ما خلت سنة من سني ملكه عن غزوة وسفرة، وكان ذكياً بعيد الغور، موفق الرأي. وكان مجلسه مورد العلماء، وقبره بغزنة يدعى عنده. وقال أبو عليّ بن البنا: حكى عليّ بن الحسين العكبريّ أنّه سمع أبا مسعود أحمد بن محمد البجليّ، قال: دخل ابن فورك على السلطان محمود فقال: لا يجوز إنّ يوصف الله بالفوقية، لأنه يلزمك إنّ تصفه بالتحتية، لأن من جاز له إنّ يكون له فوق، جاز إنّ يكون له تحت. فقال السلطان: ليس أنا وصفته حتّى تلزمني. هو وصف نفسه. فبهت ابن فورك. فلمّا خرج من عنده مات، فيقال: انشقت مرارته. وقال عبد الغافر: قد صنف في أيام محمود وغزواته تواريخ، وحفظت حركاته وسكناته وأحواله لحظة لحظة. وكانت مستغرقة في الخيرات ومصالح

(29/73)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 74
الرعية. وكان متيقظاً، ذكي القلب، بعيد الغور، يسر الله له من الأسباب والجنود والهيبة والحشمة في القلوب ما لم يره أحده. كان مجلسه مورد العلماء. قلت: وقال أبو النضر محمد بن عبد الجبّار العتبي الأديب في كتاب اليميني في سيرة هذا السلطان: رجم الله أبا الفضل الهمداني حيث يقول في يمين الدولة وأمين الله محمود:
(تعالى الله ما شاءَ .......... وزاد اللهُ إيماني)
)
(أَأَفريدون في التّاج .......... أم الإسكندرُ الثاني)

(أم الرجعة قد عادت .......... إلينا بسليمانِ)

(أَظَلَّت شَمسُ محمودٍ .......... على أَنجمِ سامانِ)

(وأمسّى آلُ بهرامٍ .......... عبيداً لابن خاقان)

(إذا ما ركب الفيل .......... لحرب أو لميدانِ)

(رأت عيناكَ سلطاناً .......... على منكب شيطانِ)

(فمن واسطة الهند .......... إلى ساحة جرجانِ)

(ومن قاصية السِّند .......... إلى أقصى خراسانِ)

(فيوماً رسل الشّاه .......... وبعده رسل الخانِ)

(لك السرج إذا شئت .......... على كاهل كيوانِ)
قلت: ومناقب محمود كثيرة وسيرته من أحسن السير، وكان مولده في سنة إحدى وستين وثلاثمائة ومات بفزنة في سنة إحدى، وقيل: سنة اثنتين وعشرين. قام بالسلطنة بعده ولده محمد، فأنفق الأموال، وكان منهمكاً في اللهو واللعب، فعمل عليه أخوه مسعود بإعانة الأمراء فقبض عليه، واستقر الملك لمسعود.

(29/74)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 75
ثم جرت خطوب وحروب لمسعود مع بني سلجوق، إلى إنّ قتل مسعود سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة، وتملك آل سلجوق، وامتدت أيامهم، وبقي منهم بقية إلى أيام السلطان الملك الظاهر بيبرس، وهم ملوك بلد الروم. قال عبد الغافر: توفي في جمادى الأولى سنة إحدى بغزنة.

(29/75)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 76
4 (وفيات سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن إبراهيم بن أحمد)
أبو حامد الأندلسي النيسابوري. شيخ ثقة. توفي في نصف رجب عن ثمان وسبعين سنة. روى عن: أبي عمرو بن مطر، وغيره. وعنه: أبو صالح المؤذن.
4 (أحمد بن إسحاق بن جعفر بن أحمد بن أبي أحمد طلحة ابن المتوكل على الله بن المعتصم)
بن الرشيد

(29/76)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 77
أبو العبّاس، الخليفة القادر بالله أمير المؤمنين ابن الأمير أبي أحمد ابن المقتدر بالله الهاشمي،) العباسي، البغدادي. بويع بالخلافة عند القبض على الطائع لله في حادي عشر رمضان سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة. ومولده في سنة ست وثلاثين. وأمه تمني مولاة عبد الواحد ابن المقتدر، كانت دينة خيرة معمرة توفيت سنة تسع وتسعين وثلاثمائة. وكان أبيض كثّ اللحية طويلها، يخضب شيبه. وكان من أهل الستر والصيانة، وإدامة التجهد. تفقه على العلامة أبي بشر أحمد بن محمد الهروي الشافعي، وعده ابن الصلاح في الفقهاء الشافعية. قال الخطيب: كان من الديانة وإدامة التجهد، وكثرة الصدقات على صفة اشتهرت عنه، وصنف كتاباً في الأصول ذكر فيه فضل الصحابة وإكفار المعتزلة والقائلين بخلق القرآن. وكان ذلك الكتاب يقرأ كل جمعة في حلقة أصحاب الحديث بجامع المهديّ، ويحضره مدة خلافته، وهي إحدى وأربعون سنة وثلاثة أشهر.

(29/77)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 78
توفي ليلة الإثنين الحادي عشر من ذي الحجة. ودفن بدار الخلافة فصلى عليه ولده الخليفة بعده القائم بأمر الله ظاهراً، والخلق وراءه، وكبر عليه أربعاً، فلم يزل مدفوناً في الدّار حتى نقل تابوته في المركب ليلاً إلى الرصافة، ودفن بعدها بعد عشر أشهر. وعاش سبعاً وثمانين سنة إلا شهراً وثمانية أيام، رحمه الله.
4 (أحمد بن الحسين بن الفضل الهاشميّ)
أبو الفضل بن دودان. بغدادي، سمع: ابن خلاّد الضبي. وكتب الكثير بخطه. قال الخطيب: لم يزل يسمع معنا ويكتب إلى حين وفاته. كتبت عنه، وكان صدوقاً. ولد سنة سبع وأربعين وثلاثمائة.
4 (أحمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن هارون.)
أبو الحسين الإصبهاني الفقيه الواعظ المعروف بابن ررا. والد أبي الخير إمام جامع إصبهان. روي عن: أبي القاسم الطبرانيّ. وكان غالياً في الإعتزال. توفي في ربيع الأول.

(29/78)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 79
4 (أحمد بن محمد بن إبراهيم.)
) أبو عليّ الإصبهاني الصيدلاني. سمع من الطبراني مسند الثوري، جمعه. وعنه: سعد بن محمد النعال، ومحمد بن إبراهيم العطار.
4 (أحمد بن محمد بن عبد الله بن إسحاق بن ماجه.)
أبو عبد الله الإصبهاني، الزاهد، الساماني. روى عن: أبي أحمد العسال، وجماعة. وتوفي في جمادى الآخرة. ومن شيوخه: أبو إسحاق بن حمزة، والطبراني، وأحمد بن بندار، وخلق كثير. وله رحلة. وكان زاهداً، قريء عليه ما لم يسمعه، فلم ينتبه لذلك. روى عنه: عبد الرحمن بن مندة، وأخوه
4 (إبراهيم بن عليّ بن زقازق.)
أبو إسحاق الصيرفي المصريّ. توفي في ربيع الآخر.
4 (حرف الحاء)

4 (الحسن بن أحمد بن السلال)

(29/79)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 80
الحنبلي، المؤدب. يروي عن: عبد الباقي بن قانع. الحسين بن الضحاك: أبو عبد الله الطيبي الأنماطي. روى عن أبي بكر الشافعي وكان ثقة. روى عنه: أبو بكر الخطيب، وأبو القاسم بن أبي العلاء الفقيه.
4 (الحسين بن محمد بن جعفر.)
أبو عبد الله البغدادي الشاعر. ويعرف بالخالع. حدث عن: أحد بن خزيمة، وأحمد بن كامل، وأبي عمر الزاهد. وعنه: الخطيب، وغيره. قال أبو الفتح محمد بن أحمد المصري الصواف: لم أكتب ببغداد عمن أطلق فيه الكذب غير أربعة، أحدهم أبو عبد الله الخالع.

(29/80)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 81
مات في شعبان، وقد قارب السبعين.
4 (حمد بن محمد بن أحمد بن سلامة. أبو شكر الإصبهاني.)

4 (حرف السين)

4 (سعيد بن عبيد الله بن أحمد بن محمد بن فُطَيْس)
أبو عثمان القرشي الوراق. حدث عن: أبيه ومحمد بن العبّاس بن كوذك، وأبي عمر بن فضالة روى عنه: عبد العزيز) الكتاني، ومحمد بن عليّ الحداد، وجماعة. ولم يكن الحديث من صنعته.
4 (سليمان بن رستم.)
إمام الجامع بمصر. ورّخه الحبال، وقال: كان عنده الكثير.
4 (حرف الطاء)

4 (طلحة بن عليّ بن الصقر البغدادي الكتاني. أبو القاسم.)

(29/81)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 82
سمع: أحمد بن عثمان الأدمي، وأبا بكر النجاد، ودعلج بن أحمد، ومحمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، وجماعة. روى عنه: أبو بكر الخطيب، وقال: كان ثقة صالحاً، وأبو بكر البيهقي، وأبو القاسم عليّ بن أبي العلاء المصيصي، وخلق آخرهم وفاة أبو القاسم بن بيان الرزاز. ومات في ذي القعدة وله ست وثمانون سنة.
4 (حرف العين)

4 (عبد الله بن محمد بن أحمد بن ميلة الإصبهاني.)
أخو الفقيه عليّ بن ماشاذه. أو محمد. توفي في المحرم. حدث عن: الطبراني، وعنه: سعيد بن محمد المعداني.
4 (عبد الرحمن بن أحمد بن سعيد بن محمد بن بشر بن غرسية.)
أبو المطرف القرطبي، قاضي الجماعة ابن الحصار، مولى بني فطيس. روى عن: أبيه.

(29/82)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 83
وصحب أبا عمر الإشبيلي وتفقه به. وأخذ أيضاً عن: أبي محمد الأصيلي. وكان من أهل العلم والتفنن والذكاء. ولاه عليّ بن محمود القضاء في صدر سنة سبع وأربعمائة، فسار بأحسن سيرة. فلما توفي عليّ وولي الخلافة أخوه القاسم أقره أيضاً على القضاء، مضافاً إلى الخطابة إلى سنة تسع عشرة، فعزله المعتمد بسعايات ومطالبات. روى عنه: أبو عبد الله بن عتاب، وقال: كان لا يفتح على نفسه باب رواية ولا مدرسة. وصحبته عشرين سنة. وذهب في أول أمره إلى التكلم على الموطأ، وقراءته في أربعة أنفس. فلما عرف ذلك أتاه جماعة ليسمعوا فامتنع. وكنا نجتمع عنده مع شيوخ الفتوى، فيشاور في المسألة، فيخالفونه فيها، فلا يزال يحاجهم ويستظهر عليهم بالروايات والكتب حتى ينصرفوا ويقولوا بقوله.) قال ابن بشكوال: سمعت أبا محمد بن عتاب: نا أبي مراراً قال: كنت أرى القاضي ابن بشر في المنام في هيئته وهو مقبل من داره، فأسلم عليه، وأدري أنّه ميت، وأسأله عن حاله وعما صار إليه، فكان يقول لي: إلى خير ويسر بعد شدة. فكنت أقول له: وما تذكر من فضل العلم فكان يقول لي: ليس هذا العلم، ليس هذا العلم. يشير إلى علم الرأي،

(29/83)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 84
ويذهب إلى أنّ الذي انتفع به من ذلك ما كان من علم كتاب الله، وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. توفي يوم نصف شعبان، ولم يأت بعده قاض مثله. وولد سنة أربع وثلاثمائة. قال أبو محمد بن حزم في آخر كتاب الإجماع: ما لقيت أشد إنصافاً في المناظرة منه، ولقد كان من أعلم من لقيت بمذهب مالك، مع قوته في علم اللغة والنحو ودقة فهمه، رحمه الله.
4 (عبد الرحمن بن أحمد:)
أبو سعيد السرخسي.

(29/84)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 85
سمع: محمد بن إسحاق القرشي صاحب عثمان بن سعيد الدارمي. روى عنه: أبو إسماعيل الأنصاري.
4 (عبد الوهاب بن عليّ بن نصر بن أحمد.)
القاضي أبو محمد البغدادي المالكي الفقيه. سمع: الحسين بن محمد بن عبيد العسكري، وعمر بن سبنك، وأبا حفص بن شاهين. وكان شيخ المالكية في عصره وعالمهم. قال الخطيب: كتبت عنه وكان ثقة، لم ألق من المالكيين أفقه منه. ولي القضاء ببادرايا ونحوها. وخرج في آخر عمره إلى مصر، فمات بها في شعبان.

(29/85)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 86
وقال القاضي ابن خلكان: هو عبد الوهاب بن عليّ بن نصر بن أحمد ابن الحسين بن هارون ابن الأمير مالك بن طوق التغلبي، من أولاد صاحب الرحبة. كان شيخ المالكية. صنف كتاب التلقين، وهو مع صغره من خيار الكتب. وله كتاب المعونة وشرح الرسالة، وغير ذلك. وقد اجتاز بالمعرة، فأضافه أبو العلاء بن سليمان المعري، وفيه يقول:
(والمالكي ابن نصر زار في سفر .......... بلادنا فحمدنا النأي والسفرا)

(إذا تفقه أحيا مالكاً جدلاً .......... وينشر الملك الضليل إنّ شعرا)
) وقال أبو إسحاق في الطبقات: أدركته وسمعت كلامه في النظر. وكان قد رأى أبا بكر الأبهري، إلا أنّه لم يسمع منه. وكان فقيهاً متأدباً شاعراً، وله كتب، كثيرة في كل فن من الفقه. وخرج في آخر عمره إلى مصر، وحصل له هناك حال من الدنيا بالمغاربة. وله في خروجه من بغداد:
(سلام على بغداد في كل موطن .......... وحق لها مني سلام مضاعف)

(فوالله ما فارقتها عن قلى لها .......... وإني بشطي جانبيها لعارف)

(29/86)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 87
(ولكنها ضاقت عليّ بأسرها .......... ولم تكن الأرزاق فيها تساعف)

(وكانت كخل كنت أهوى دنوه .......... وأخلاقه تنأى به وتخالف)
قلت: وله:
(ونائمة قبلتها فتنبهت .......... وقالت: تعالوا فاطلبوا اللص بالحد)

(فقلت لها: إني لثمتك غاصب .......... وما حكموا في غاصب بسوى الرد)

(خذيها وفكي عن أثيم ظلامة .......... وإن أنت لم ترضي فألفاً من العد)

(فقالت: قصاص يشهد العقل أنّه .......... على كبد الجاني ألذ من الشهد)

(وكانت يميني وهي هميان خصرها .......... وباتت يساري وهي واسطة العقد)

(وقالت: ألم أخبر بأنك زاهد .......... فقلت: بلى، ما زلت أزهد في الزهد)

(29/87)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 88
وذكره القاضي عياض فقال: ولي قضاء الدينور وغيرها. وقد رأى أبا بكر الأبهري، وتفقه على كبار أصحابه ابن القصار، وابن الجلاب. ودرس علم الكلام والأصول على القاضي أبي بكر بن الباقلاني. وصنف في المذهب والأصول تواليف كثيرة، وشرح المدونة، وكتاب الأدلة في مسائل الخلاف وكتاب، النصرة لمذهب مالك، وكتاب عيون المسائل. وخرج من بغداد لإملاق أصابه. وقيل: أنّه قال في الشافعي شيئاً، فخاف على نفسه فخرج. حدثني بكتاب التلقين له أبو عليّ الصدفي، ثنا مهدي بن يوسف الوراق، عنه. قلت: وكان مولده في سنة اثنتين وستين وثلاثمائة. وأخوه.

(29/88)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 89
4 (أبو الحسن محمد.)
) كان أديباً شاعراً، توفي بواسط سنة سبع وثلاثين وأربعمائة. وتوفي أبوهما سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة. قال ابن خلكان.
4 (عليّ بن أحمد الجرجاني الزاهد.)
عرف بابن عرفة. يروي عن: ابن عدي، والإسماعيلي.
4 (عليّ بن محمد بن محمد بن أحمد بن عثمان.)
أبو الحسن البغدادي الطرازي الحنبلي الأديب. وسمع ابنه هذا من: الأصم، وأبي حامد أحمد بن عليّ بن حسنويه المقريء، وأبي بكر محمد بن المؤمل، وأبي عمر بن مطر، وجماعة. روى عنه: أبو بكر الخطيب، وأبو سعد عليّ بن عبد الله بن أبي صادق الحِيري، وصاعد بن سيار الهروي، وآخرون. وهو آخر من حدث عن الأصم في الدنيا. توفي في الرابع والعشرين من ذي الحجة.
4 (عليّ بن يحيى بن جعفر بن عبدكويه.)

(29/89)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 90
أبو الحسن الإصبهاني. إمام جامع إصبهان. سمع: محمد بن أحمد بن الحسن الكسائي، وأحمد بن بندار الشعار، وعبد الله بن الحسن بن بندار السدوسي، وأحمد بن إبراهيم بن يوسف، وسليمان الطبراني، وابن حمزة، وجماعة بإصبهان. والفاروق الخطابي، ومحمد بن إسحاق بن إبراهيم الأهوازي، وأحمد بن القاسم بن الريان بالبصرة. وإبراهيم بن محمد الديبلي بمكة. وأملى عدة مجالس وقع لنا منها. روى عنه: أبو بكر الخطيب، ومحمد بن عبد الجبار الفرساني، وروح بن محمد الداراني الصوفي، وفضلان بن عثمان القيسي، وآخرون. توفي في المحرم.

(29/90)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 91
4 (حرف الميم)

4 (محمد بن عبيد الله بن محمد بن عبيد الله بن جعفر بن خرجوش.)
أبو الفرج الشيرازي الخرجوشي. حدث ببغداد ودمشق عن: أبيه، والحسن بن سعيد المطوعي المقريء، ومحمد بن خفيف) الزاهد، والطيب بن عليّ التميمي، وجماعة. روى عنه: أبو بكر الخطيب، وقال: كتبنا عنه بانتقاء ابن أبي الفوارس، وكان صالحاً فاضلاً، ثقة أديبا. توفي ببغداد في آخر العام. وروى عنه: عليّ بن محمد بن شجاع، وعبد العزيز الكتاني، وأبو إسحاق الشيرازي الفقيه، وأبو سعد السمان. حدثه المطوعي عن: أبي مسلم الكجي، وأبي عبد الرحمن النسائي.
4 (محمد بن عليّ بن مخلد الوراق.)
أبو الحسين. بغدادي صدوق. روى قليلاً عن: أبي بكر القطيعي، وغيره. وعنه: الخطيب.

(29/91)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 92
4 (محمد بن عليّ بن موسى.)
أبو الحسن الجرجاني الطبري. روى عن: عبد الله بن عدي، والإسماعيلي، وأبي بكر القطيعي، وابن ماسي، وتوفي في جمادى الآخرة. قاله حمزة السهمي.
4 (محمد بن عليّ بن الطبيب.)
أبو الحسن المعدل. مات ببغداد عن ست وثمانين سنة. له عن: أبي الفضل الزهري. وعنه: أبو بكر الخطيب، وقال: ثقة.
4 (محمد بن القاسم بن أحمد.)
الأستاذ أبو الحسن النيسابوري الماوردي، المعروف بالقلوسي. مصنف كتاب المصباح، وغيره. كان فقيهاً متكلماً أصولياً واعظاً، مصنفاً. حدث عن: أبي عمرو بن مطر وأبي عمرو بن نجيد، وأبي الحسن

(29/92)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 93
السراج، وأبي الحسن محمد بن عبد الله السليطي، وجماعة فأكثر. قال عبد الغافر بن إسماعيل: أنبا عنه خالي أبو سعد عبد الله.
4 (محمد بن مروان بن زهر.)
أبو بكر الإيادي الإشبيلي. حدث بقرطبة عن: أبي بكر محمد بن معاوية القرشي، وإسحاق بن إبراهيم، وأبي عليّ القالي،) ومحمد بن حارث القيرواني. وكان فقيهاً حافظاً لمذهب مالك حاذقاً في الفتوى، مقدماً في الشورى. أكثر الناس عنه. روى عنه: أبو عبد الله الخولاني، وأبو محمد بن خزرج، وعبد الرحمن بن محمد الطليطلي، وأبو حفص الزهراوي، وحاتم بن محمد، وجماهر بن عبد الرحمن، وأبو المطرف بن سلمة. كان واسع الرواية. عمر ستاً وثمانين سنة.

(29/93)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 94
وهو والد الطبيب الماهر.
4 (أبي مروان عبد الملك.)
وجد الطبيب الكبير الرئيس.
4 (أبي العلاء زهر بن عبد الملك.)

(29/94)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 95
وجد جد.
4 (أبي بكر محمد بن عبد الملك.)
المتوفى سنة خمس وتسعين وخمسمائة.
4 (محمد بن يحيى بن أحمد بن محمد بن الحسن بن عليّ بن مخلد.)
أبو عبد الله المخلدي النيسابوري المعدل. من بيت التزكية والحديث. ثقة، نبيل. حدث عن: إسماعيل بن نجيد، وبشر بن أحمد الإسفرائيني، ومحمد بن الحسن السراج، وجماعة. وخرجت له فوائد. روى عنه: أبو سعد عبد الله بن القشيري، ومحمد بن يحيى بن المزكي.
4 (محمد بن يوسف بن أحمد.)

(29/95)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 96
أبو عبد الرحمن النيسابوري القطان الأعرج، الحافظ. توفي كهلاً ولم يمتع بسماعه. روى عن: أبي عبد الله الحاكم، وأبي أحمد بن أبي مسلم الفرضي، وأبي عمر الهاشمي البصري، وعبد الرحمن بن عمر بن النحاس، وطبقتهم. ورحل إلى العراق، والشان، ومصر. حدث عنه: الخطيب، وعبد العزيز الكتاني. وتوفي ببغداد.
4 (المبارك بن سعيد بن إبراهيم.)
) أبو الحسين التميمي النصيبي، قاضي دمشق وخطيبها. روى عن: المظفر بن أحمد بن سليمان، والحسن بن خالويه النحوي، والقاضي أبي بكر الأبهري. روى عنه: أبو عليّ الأهوازي، وأبو سعد السمان، وعبد العزيز الكتاني، وأبو طاهر بن أبي الصقر الأنباري، وجماعة. توفي في رجب بدمشق.
4 (مكي بن عليّ بن عبد الرزاق.)
أبو طالب البغدادي الحريري، المؤذن. سمع: أبا بكر الشافعي، وأبا بكر بن الهيثم الأنباري، وأبا سليمان

(29/96)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 97
الحراني، وأبا إسحاق المزكي، وجماعة. روى عنه: الخطيب، ووثقه، ونصر بن البطر، وجماعة.
4 (منصور بن الحسين بن محمد بن أحمد.)
أبو نصر النيسابوري المفسر. توفي في هذه السنة قبل الطرازي. روى عن: أبي العبّاس الأصم. سمع منه: شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري وروى عنه في عدة مواضع، وعبد الواحد بن القشيري. وكان مولده في سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة. وسمع أيضاً من: أبي الحسن الكارزي، وأبي علي الحافظ، وجماعة. وطال عمره. توفي في ربيع الأول.
4 (حرف الياء)

4 (يحيى بن عمال بن يحيى بن عمار بن العنبس.)
الإمام الواعظ أبو زكريا الشيباني النيهي السجستاني. انتقل من سجستان إلى هراة، عند جور الأمراء، فعظم شأنه بهراة، وكثر أتباعه، واقتدوا به.

(29/97)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 98
روى عن: أبيه، وأبي عليّ حامد بن محمد الرفاء، وعبد الله بن عدي بن حمدويه الصابوني لا الجرجاني، وأخيه محمد بن عدي، ومحمد بن إبراهيم بن جناح. روى عنه: شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري وتخرج به، وأبو نصر الطبسي وأبو محمد بن عبد الواحد الهروي، وغيرهم. وكان متصلباً على المبتدعة والجهمية. وله قبولٌ زائد عند الكافة لفصاحته وحسن موعظته.) عملوا له المنبر وكان يعظ. وقد فسر القرآن من أوله إلى آخره للناس، وختمه سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة. ثم افتتحه ثانياً فتوفي يفسر في سورة القيامة. وصلى عليه الإمام أبو الفضل عمر بن إبراهيم الزاهد. توفي في ذي القعدة، وله تسعون سنة. وفيه يقول جمال الإسلام الداوودي:
(وسائل: ما دهاك اليوم قلت له: .......... أنكرت حالي وأنى وقت إنكارِ)

(أما ترى الأرض من أقطارها نقصت .......... وصار أقطارها يبكي لأقطارِ)

(لموت أفضل أهل العصر قاطبةً .......... عمار دين الهدى يحيى بن عمارِ)
قرأت على أبي عليّ بن الخلال: أخبركم ابن اللتي، أنا أبو الوقت، أنا أبو إسماعيل بن عبد الله بن محمد، أنا محمد بن محمد بن عبد الله الفقيه إملاءً، أنا دعلج. قال: وثنا يحيى بن عمار إملاءً، أنا حامد بن محمد قالا، ثنا أبو مسلم، ثنا أبو عاصم، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن عبد الرحمن ابن عمرو، عن عرباض بن سارية قال: وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب. فقال قائل يا رسول الله كأن هذه موعظة مودع، فماذا تعهد إلينا قال: أوصيكم بتقوى الله عز وجل والسمع والطاعة.. الحديث.

(29/98)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 99
وذكر السلفي في معجم بغداد له قال: قال أبو إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري: كان يحيى بن عمار ملكاً في زي عالم. كان له محب مثري يحمل إليه كل عام مائة ألف دينار هرويه. ولما توفي يحيى وجدوا في تركته أربعين بدرة لم ينفق منها شيئاً، ولم يكسر عنها الختم. قال شيخ الإسلام الأنصاري: سمعت يحيى بن عمار يقول: العلوم خمسة: علم هو حياة الدين وهو علم التوحيد، وعلم هو قوت الدين وهو علم العظة والذكر، وعلم هو دواء الدين وهو الفقه، وعلم هو داء الدين وهو أخبار فتن السلف، وعلم هو هلاك الدين وهو علم الكلام. وأراه ذكر النجوم.
4 (يحيى بن نجاح)
أبو الحسين بن الفلاس الأموي، مولاهم القرطبي.)

(29/99)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 100
رحل وحج، واستوطن مصر. وكان عالماً زاهداً ورعاً. وهو مصنف كتاب الخيرات في المواعظ والرقائق. وهو كثير بأيدي. وقد رواه بمكة. أخذه عنه: أبو محمد عبد الله بن سعيد الشنتجالي، وأبو يعقوب بن حماد.

(29/100)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 101
4 (وفيات سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن رضوان بن محمد بن جالينوس.)
أبو الحسين البغدادي الصيدلاني المقريء. سمع: أبا طاهر المخلص. وكان أحد القراء المذكورين بإتقان السبع. له في ذلك تصانيف. توفي شاباً. وقد كان الناس يقرأون عليه في حياة الحمامي لعلمه. قال الخطيب: حضرته ليلة في الجامع، فقرأ في تلك الليلة ختمتين. قبل إنّ يطلع الفجر. قلت: صنف كتاب الواضح في القراءات العشر. قرأ به عليه: عبد السيد بن عتاب سنة اثنتين وعشرين، عن قراءته على عليّ بن محمد بن يوسف العلاف، وعبد الملك بن بكران النهرواني، وطبقتهما.
4 (أحمد بن علي بن عبدوس)

(29/101)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 102
أبو نصر الأهوازي الجصاص المعدل. سمع من: أبي عليّ بن الصواف، وابن خلاد النصيبي ببغداد، وأبي القاسم الطبراني، وأبي الشيخ بإصبهان. قال الخطيب: كتبنا عنه بانتخاب ابن أبي الفوارس. وكان ثقة ثبتاً. ثم رجع إلى الأهواء، وبقي إلى سنة ثلاث وعشرين.
4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن حشكان.)
أبو نصر الجدامي النيسابوري. سمع: إسماعيل بن نجيد، ومحمد بن جعفر بن محمد المزكي. وعنه: حفيده الحاكم عبيد الله بن عبد الله الخشكاني. مات في ربيع الآخر.
4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن عمر بن أبان اللنباني.)
) الصوفي الإصبهاني. سمع: أبا الشيخ. وله تصانيف.

(29/102)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 103
4 (إسماعيل بن إبراهيم بن عروة.)
أبو القاسم البندار. حدث عن: أبي بكر الشافعي. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقا. مات في المحرم. قلت: وروى عنه: البيهقي في النكاح، فقال: ثنا أبو سهل بن زياد القطان. عاش خمساً وثمانين سنة.
4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن زنجويه.)
أبو الحسن المزكي. روى عن: أبي بكر القباب. وله رحلة إلى العراق. مات في شوال.
4 (إسماعيل بن رجاء بن سعيد بن عبيد الله.)
أبو محمد العسقلاني الأديب. روى عن: أبي بكر محمد بن أحمد الحندري العسقلاني، ومحمد بن

(29/103)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 104
محمد بن عبد الرحيم القيسراني، وعبد الوهاب الكلابي. وقرأ بصيدا على أبي الفضل محمد بن إبراهيم الدينوري. روى عنه: أبو نصر بن طلاب، وأبو عبد الله القضاعي، وأبو عمرو الداني، ومحمد بن أبي الصقر الأنباري، وأبو الحسن الخلعي. ومات بالرملة في رمضان.
4 (حرف الجيم)

4 (جعفر بن أحمد بن جعفر بن لقمان.)
أبو الفرج. حدث في هذا العام بمصر عن: حمزة الكناني، وأبي الطاهر الذهلي. وعنه: سعد بن علي الزنجاني، وأبو طاهر بن أبي الصقر.
4 (حرف الحاء)

4 (الحسن بن محمد بن عبد الله بن حسنويه.)
أبو سعيد المؤدب، الإصبهاني، الكاتب. سمع: أبا جعفر أحمد بن إبراهيم بن يوسف بن أفرجة، وأحمد بن معبد، وغيرهما.

(29/104)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 105
روى عنه: أبو المعالي عبد الملك بن منصور الكاتب، ولامعة بنت سعيد البقال، وأبو الفتح الحداد، ومحمد بن عمر الواعظ. توفي في جمادى الآخرة.)
4 (الحسين بن شجاع ابن الموصلي.)
الصوفي البغدادي. ثقة، سمع: أبا عليّ بن الصواف، وأبا بكر بن مقسم، وأبا بكر الشافعي، قال أبو بكر الخطيب: كتبنا عنه:.
4 (الحسين بن محمد بن الحسن بن متويه.)
أبو عليّ الرساني الإصبهاني. قال يحيى بن مندة: عارف بالحديث والأسانيد. روى عن: أبي الشيخ، وعبد الله بن محمد الصائغ. وعنه: أحمد بن محمد بن مردويه، وأبو الفتح الحداد. مات في رجب.
4 (الحسين بن محمد بن عليّ بن جعفر.)
أبو عبد الله بن البزري الصيرفي. بغدادي كذاب.

(29/105)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 106
روى عنه: أبي الفرج صاحب الأغاني، وأحمد بن نصر الذراع. قال الصوري: قدم ابن البزري مصر وادعى أشياء وبان كذبه، واشتهر بالفسق.
4 (حرف الراء)

4 (روح بن محمد بن الحافظ أبي بكر أحمد بن محمد بن السني الدينوري.)
أبو زرعة. سمع إسحاق بن سعيد النسوي، وجعفر بن فناكي. روى عنه: الخطيب، ووثقه.

(29/106)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 107
4 (حرف الطاء.)

4 (طاهر بن أحمد بن الحسن. أبو منصور الإمام الهمذاني. حفيد الرحمن الإمام.)
روى عن: أبيه، وأبي بكر بن لال، وصالح بن أحمد، وأبي بكر بن المقريء، والدارقطني، وخلق. ورحل وطوف. روى عنه: محمد بن الحسين الخطيب، ويوسف، ويوسف، وعليّ الحسني الهمدانيون، وكان ثقة غازياً مجاهداً. توفي في ربيع الآخر.
4 (حرف العين)

4 (عبد الرحمن بن محمد بن معمر.)
أبو الوليد الأندلسي، اللغوي. مؤلف التاريخ في الدولة العامرية. كان رحمه الله واسع الأدب) والمعرفة. قاله ابن حيان.
4 (عبد الرحمن بن عبيد الله بن عبد الله بن محمد.)

(29/107)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 108
أبو القاسم البغدادي الحربي الحرفي. سمع: أبا بكر النجاد، وحمزة بن محمد الدهقان، وعلي بن محمد بن الزبيري الكوفي، وأبا بكر الشافعي، وأبا بكر النقاش، وجماعة. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقاً، غير إنّ سماعه في بعض ما رواه عن النجاد كان مضطرباً. وولد سنة ست وثلاثين وثلاثمائة، ومات في شوال. قلت: روى عنه أيضاً: أبو بكر البيهقي، وأبو عبد الله الثقفي، ومحمد بن عبد السلام الأنصاري، والحسين بن محمد بن السراج، وأبو طاهر محمد بن أحمد بن قنداس، وثابت بن بندار البقال.
4 (عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن الحسن بن محمد بن عبد الله بن الحسين بن حفص)
الذكواني. الإصبهاني المعدل. روى عن: الطبراني، وأبي الشيخ.

(29/108)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 109
وعنه: عبد الرحمن بن مندة، وأحمد بن الفضل العنبري. من رؤساء البلد. توفي في شعبان.
4 (عبد السلام بن الفرج.)
أبو القاسم المزرفي الفقيه. صاحب ابن حامد الحنبلي. له حلقة أشغال بجامع المدينة من بغداد، ومصنفات.
4 (عبد الواسع بن محمد بن حسن.)
أبو الحسن الجرجاني. حدّث عن: جده لأمه أبي بكر الإسماعيلي، وعبد الله بن عدي الحافظ وتوفي في ذي القعدة.
4 (عثمان بن أحمد بن شذرة)
الخطيب أبو عمرو المديني. مات في شعبان.
4 (عليّ بن أحمد بن الحسن بن محمد بن نعيم.)

(29/109)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 110
أبو الحسن البصري، الحافظ، المعروف بالنعيمي. نزيل بغداد. حدّث عن: أحمد بن محمد بن العبّاس الأسفاطي، وأحمد بن عبيد الله النهرديري،) ومحمد بن عدي ين زحر، وعلي بن عمر الحربيّ. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان حافظاً، عارفاً، متكلّماً، شاعراً، وقد ثنا عنه أبو بكر البرقاني بحديث. وسمعت الزهري يقول: وضع النعيمي على ابن المظفر حديثاً، ثم تنبه أصحاب الحديث له، فخرج عن بغداد لهذا السبب، فغاب حتى مات ابن المظفر، ومات من عرف قصته في الحديث ووضعه، ثم عاد إلى بغداد. سمعت أبا عبد الله الصوري يقول: لم أر ببغداد أكمل من النعيميّ. كان

(29/110)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 111
قد جمع معرفة الحديث والكلام والأدب. قال: وكان البرقاني يقول: هو كاملٌ في كل شيء لولا بأو فيه. قلت: ومن شعره السائر:
(إذا أظمأتك أكفُّ اللّئامَ .......... كفتك القناعةُ شبعاً وريّا)

(فكنْ رجلاً رجله في الثرى .......... وهامةُ همَته في الثريّا)

(أبيَّا لنائل ذي ثروة .......... تراه بما في يديه أبيَّا)

(فإنّ إراقةَ ماءَ الحيا .......... ة دونَ إراقةِ ماءِ المُحيّا)
مات النعيميّ في عشر الثمانين، وكان يحدث من حفظه، وتلك الهفوة منه كانت في شبيبته، وتاب.

(29/111)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 112
4 (عليّ بن محمد بن عليّ بن الحسين)
أبو الحسين الباشانيّ الهروي المزكيّ. روى عن: أبي عمرو بن حمدان النيسابوريّ، وأقرانه. وانتقى عليه أبو الفضل الجاروديّ. روى عنه: أبو العبّاس الصيدلاني، ومحمد بن عليّ العميري.
4 (حرف الميم)

4 (محمد بن أحمد بن محمد بن مزدين)
أبو المنصور القومساني الهمدانيّ. روى عن: أبيه، وعبد الرحمن الجلاّب، وعبد الرحمن بن عبيد، وعمرو بن الحسين الصرام، وأوس بن أحمد، وحامد بن محمد الرّفاء، وأبي جعفر بن برزة الروذراوري، والفضل الكندي،) وجماعة. روى عنه: حميد بن المأمون، وابن أخيه أبو الفضل محمد بن عثمان،

(29/112)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 113
وحفيده أبو عليّ أحمد بن طاهر بن محمد القومسانيان، وأبو طاهر أحمد بن عبد الرحمن الروذباريّ، وآخرون كثيرون. قال شيرويه: هو صدوق ثقة. توفي في جمادى الآخرة، وصلّى عليه ابنه طاهر.
4 (محمد بن أحمد بن محمد بن يحيى بن حمدان.)
أبو عبد الله الإصبهاني الخاني من قرية خان لنجان. سمع: الطبراني، وأبا الشيخ، وجماعة. ويعرف بالعجل. ورّخه يحيى بن مندة. وورّخ فيها أيضاً.
4 (عثمان بن فهد الخاني الإصبهاني.)
حدّث عن: أبي حفص، وغيره. وعنه: أبو الحسين بن ررا، وعبد الرحمن بن مندة.
4 (محمد بن إبراهيم بن أحمد بن محمد بن عبد الله)
أبو بكر الإصبهاني المقريء، الضرير. ويعرف بالبقار، بباء لا بنون.

(29/113)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 114
ذكره يحيى بن مندة، وأنه مات في المحرم، وقال: هو أحد الأئمة في القراءآت. حدث عن: أبي بكر القطيعي، وأبي بكر القباب الإصبهاني، وعدّة. وسمع منه: أبو عليّ اللباد. قلت: لم يذكر على من قرأ.
4 (محمد بن سليمان بن محمود.)
أبو سالم الحراني الظاهري. دخل الأندلس للتجارة، وكان ذكياً عالماً شاعراً متفنناً. قرأ القراءآت على: أبي أحمد السامريّ. وكان معتقداً مذهب داود بن عليّ، مناظراً عليه. أجاز لأبي الحسن بن عبادل في شعبان سنة ثلاث وعشرين.
4 (محمد بن الطيب بن سعيد.)
أبو بكر الصباغ. سمع: أبا بكر النجاد، وأبا بكر الشافعيّ، وغيرهما. وهو بغدادي عاش خمساً وسبعين سنة، وتزوج زيادة على تسعمائة امرأة رواه أبو بكر الخطيب عن رئيس الرؤساء أبي القاسم عليّ بن الحسن،

(29/114)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 115
وتوفي في ربيع الأول.)
4 (محمد بن عبد الله بن شهريار.)
أبو الفرج الإصبهاني. توفي في ذي القعدة. روى عن: أبي القاسم الطبرانيّ، وطبقته. روى عنه: الخطيب، وأبو العبّاس أحمد بن محمد بن بشرويه.
4 (محمد بن عبد الرحمن بن معمر)
أبو الوليد اللغويّ القرطبيّ. صاحب التاريخ. كان بهاء للدولة العامرية، سكن الناحية الشرقية في كنف الأمير مجاهد العامري، وولي القضاء هناك. وتوفي في شوال. ورخه الأبّار.
4 (محمد بن عبيد الله بن أحمد بن محمد بن أحمد بن يزيد.)
أبو بكر الإصبهاني الطيرائي. من قرية طيرا. روى عن: عليّ بن أحمد الباقطائي، ومحمد بن عليّ بن عمر.

(29/115)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 116
ورّخه يحيى بن مندة وقال: ثقة، حسن التصنيف، صاحب سنة، مكثر.
4 (محمد بن عبد العزيز بن جعفر)
أبو الحسن البغدادي المعروف بمكي البرذعيّ. سمع: القاضي أبا بكر الأبهريّ، وغيره. وقال الخطيب: فيه نظر.
4 (محمد بن عليّ بن محمد بن دلير الهمداني العدل.)
أبو بكر والد مكيّ. روى عن: عليّ بن محمد بن إبراهيم بن علوية الهمداني، وعبد الله بن حبابة البغدادي، روى عنه: ابنه القاسم مكيّ، وأحمد بن عبد الرحمن الصائغ. صدقه شيرويه.
4 (محمد بن محمد بن سهل)
أبو الفرج الشلحي العكبريّ الكاتب. أحد الفضلاء الكبار، له كتاب الخراج، وكتاب النساء الشواعر.

(29/116)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 117
وكتاب المجالسات، وأخبار ابن قريعة القاضي، في جزء، وكتاب الرياضة، وغير ذلك. روى عنه: أبو منصور محمد بن محمد بن العكبريّ. وعمره تسعين سنة. توفي في سلخ ربيع الأوّل. والشلح: قرية من قرى عكبرا.
4 (محمد بن يحيى بن الحسن.)
) أبو بكر الإصبهاني الصّفّار الأديب. توفي في رمضان.
4 (مسعود بن محمد بن موسى)
الإمام أبو القاسم الخوارزمي الحنفيّ. كان أبوه أبو بكر شيخ الحنفيّة بالعراق في زمانه. ومسعود روى عن: أبي الحسين بن المظفر بالإجازة. وتوفي في شعبان.
4 (منذر بن منذر بن عليّ بن يوسف.)
أبو الحكم الكناني الأندلسي. من أهل مدينة الفرج. روى ببلده عن: عليّ بن معاوية بن مصلح، وأحمد بن موسى، وأحمد ابن خلف المديونيّ، وعبد الله بن القاسم بن مسعدة. وحجّ فأخذ عن جماعة كأبي بكر المهندس، وأبي محمد بن أبي زيد. وكان رجلاً صالحاً محدّثاً ثقة.

(29/117)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 118
ولد سنة أربعين وثلاثمائة.
4 (منصور بن نصر بن عبد الرحيم بن متّ)
أبو الفضل السمرقندي، الكاغديّ. وإليه ينسب الورق المنصوري. روى عن: الهيثم بن كليب الشاشي، وأبي جعفر محمد بن محمد بن عبد الله بن حمزة البغدادي نزيل ما وراء النهر. وتفرد بالرواية في عصره عنهما. روى عنه: أبو الحسن بن خذام وأبو إسحاق الإصبهانيّ، وأبو بكر الحسن بن الحسين البخاريّ، وأبو بكر الشاشي الفقيه. وآخرون. توفي بسمرقند في ذي القعدة، وقد قارب المائة.

(29/118)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 119
4 (حرف الهاء)

4 (هشام بن عبد الرحمن بن عبد الله.)
أبو الوليد ابن الصابونيّ، القرطبيّ. حج وأخذ عن: أبي الحسن القابسي، وأحمد بن منصور الداوديّ، وجماعة. وكان خيّراً صالحاً دؤوباً على النسخ، له كتاب في تفسير البخاري على حروف المعجم، كثير الفائدة. توفي في ذي القعدة بعد مرض طويل.)
4 (الكنى)

4 (أبو يعقوب النجيرميّ.)
يوسف بن يعقوب بن خرزاذ.

(29/119)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 120
أبو يعقوب النجيرمي، البصري، اللغويّ، نزيل مصر، من بيت العلم والأدب. ولد سنة خمس وأربعين وثلاثمائة. وله خطّ في غاية الإتقان، يرغب فيه الفضلاء حتى بلغ ديوان جرير بخطّه عشرة دنانير. وليس هو خطاً منسوباً. وقد روى كثيراً من اللغة بمصر. رآه محمد بن بركات السعيدي فيما قيل.

(29/120)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 121
وأخذ العربية عن أصحابه. ذكر الحبَّال وفاته في المحرَّم في رابعه سنة 423.

(29/121)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 122

(29/122)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 123

(29/123)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 124
4 (وفيات سنة أربع وعشرين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن إبراهيم.)
الفقيه أبو طاهر القطان الحنبلي. صاحب التعليقة. كان من كبار أصحاب ابن حامد.
4 (أحمد بن الحسين بن أحمد البغدادي الواعظ.)
أبو الحسين بن السّمّاك. حدّثَ عن: جعفر الخلديّ، والحسن بن رشيق المصريّ. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان ضعيفاً متهماً.

(29/124)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 125
عاش نيفاً وتسعين سنة. وقال أبو محمد رزق الله التميمي: كان أبو الحسين بن السّمّاك يتكلم على الناس بجامع المنصور. وكان لا يحسن من العلوم شيئاً إلا ما شاء الله وكان مطبوعاً يتكلم على مذهب الصوفية، فكتبت إليه رقعة: ما تقول في رجل مات فلمّا رآها في الفرائض رماها وقال: أنا أتكلم على مذهب قوم إذا ماتوا لم يخلفوا شيئاً، فأعجب الحاضرين.

(29/125)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 126
4 (أحمد بن عليّ بن أحمد بن سعدويه الحاكم)
أبو عبد الله النسويّ. حدّث في رجب عن: ابن نجيد، وأبي القاسم إبراهيم النصراباذي، وأبي محمد السمذي، وأبي أحمد الجلودي، وأبي عبد الله بن أبي ذهل وخلق. روى عنه: مسعود بن ناصر. ووثقه عبد الغافر
4 (حرف الجيم)

4 (جهور بن حيدر بن محمد بن منجويه.)
)

(29/126)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 127
أبو الفضل القرشي الكريزي النيسابوري الأديب. روى عن: أبي سهل محمد بن سليمان الصعلوكي، وأبي عمرو بن حمدان، وطبقتهما. توفي في جمادى الآخرة.
4 (حرف الحاء)

4 (الحسن بن إبراهيم بن عبد الله.)
أبو عبد الله الأنباري المقريء.
4 (الحسين بن الخضر بن محمد.)
أبو عليّ البخاري الفشيديزجي، الفقيه الحنفي، قاضي بخارى.

(29/127)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 128
إمام عصره بلا مدافعة. قدم بغداد وتفقه بها، وناظر وبرع. وسمع بها من: أبي الفضل عبيد الله الزهري. وببخارى: محمد بن محمد بن جابر. وحدّث، وظهر له أصحاب وتلامذة. وآخر من حدّث عنه ابن بنته عليّ بن محمد البخاري. توفي في شعبان. وقد ناظر مرةً الشريف المرتضى شيخ الرفضة، وقطعه في حديث: ما تركنا صدقة وقال للمرتضى: إذا جعلت ما نافية، خلا الحديث من فائدة،

(29/128)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 129
فإن كلّ أحد لا يخفى عليه إنّ الميت يرثه أقربائه، ولا تكون تركته صدقة، ولكن لمّا كان الرّسول عليه السلام بخلاف المسلمين، بيَّن ذلك، فقال: ما تركناه صدقة. وقد سمع أبو عليّ هذا من: ابن شبويه المروزي بمرو، ومن جعفر بن فناكيّ بالرّيّ. وتخرج به الأصحاب.
4 (حمزة بن محمد بن طاهر.)
الحافظ أبو طاهر البغدادي الدقاق، مولى المهدي. سمع: أبا الحسين بن المظفر، وأبا الحسن الدارقطني، وابن شاهين، فمن بعدهم. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقاً، فهماً، عارفاً. ولد سنة ست وستين وثلاثمائة، وقال البرقاني: ما اجتمعت قط مع أبي طاهر حمزة ففارقته إلا بفائدة علمٍ.

(29/129)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 130
وقد نقل الخطيب عن محمد بن يحيى الكرمانيّ، وابن جدا العكبري أنّهما رأياه في النوم، فأخبرهما إنّ الله رضي عنه.
4 (حر ف السين)

4 (سفيان بن محمد بن حسنكويه.)
) أبو عبد الله الإصبهاني. بقالٌ. توفي في جمادى الآخرة، روى عن: أبي الشيخ. وروى عنه: أبو عليّ الحداد قال: أنبا سنة خمس. وروى عنه الرئيس الثقفي في الأربعين، له.
4 (حرف العين)
عبد الله بن الحسن بن عبد الرحمن بن شجاع. أبو بكر المروزي الفقيه الحنبلي. كان فقيهاً متفنناً واسع الرواية، نحوياً له مصنف في النحو على مذهب الكوفّيين، وله كتاب المغني في مذهب أبي حنيفة في سبعة أجزاء.

(29/130)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 131
ولد في سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة، ودخل الأندلس فحمل عنه أهلها، وأجاز لهم في هذا العام.
4 (عبد الله بن عبد الرحمن بن عثمان بن سعيد بن ذنين بن عاصم.)
أبو محمد الصدفي الطليطليّ، روى عن أبيه وعن: عبدوس بن محمد، وأبي عبد الله بن عيشون، وتمام بن عبد الله، وأبي جعفر بن عون الله، وأبي عبد الله بن مفرج، وخلق كثير. وحجّ فأخذ بمصر عن: أحمد بن محمد المهندس، وعبد المنعم بن غلبون، ومحمد بن أحمد بن عبيد الوشاء. وبمكة عن: عبيد الله السقطي. ولقي بالقيروان أبا محمد ابن أبي زيد، فأكثر عنه.

(29/131)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 132
ورجع إلى طليطلة، فأكثر عنه أهلها، ورحل إليه من البلدان. وكان زاهداً عابداً متبتلاً، عالماً عاملاً سنياً. يقال أنّه كان مجاب الدعوة، وكان الأغلب عليه الرواية والأثر، والعمل بالحديث. وكان ثقة متحرّياً، قد التزم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بنفسه، لا تأخذه في الله لومةُ لائم، صنف في ذلك كتاباً. وكان مهيباً مطاعاً محبوباً، لا يختلف اثنان في فضله. وكان يتولّى عمل عنب كرمه بنفسه. ولم ير بطليطلة أكثر جمعاً من جنازته.
4 (عبد الرحيم بن الحافظ أبي عبد الله محمد بن إسحاق بن مندة.)
توفي بطريق إيذج بين العيدين. أظنه كان يتعانى التجارة.

(29/132)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 133
وسمع من أبيه.
4 (عبيد الله بن هارون بن محمد.)
أبو القاسم القطان الواسطيّ، ويعرف بكاتب ابن قنطر. سمع من: عبد الغفار الحضيني، وأبا بكر المفيد، وجماعة. روى عنه: محمد بن عليّ بن أبي الصقر الواسطيّ.) قال خميس الحوزي: مات سنة.
4 (عصم بن محمد بن عصم بن العبّاس)
أبو منصور العصمي، رئيس هراة. روى عن: أبي عمرو الجوهري، وغيره. روى عنه: محمد بن عليّ العميري.
4 (عليّ بن طلحة)

(29/133)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 134
العلامة أبو القاسم بن كردان الواسطي النحوي. صاحب أبي عليّ الفارسيّ، وعليّ بن عيسى الرُّمانيّ. قرأ عليهما كتاب سيبويه. وأهل واسط يتغالون في ابن كردان ويفضلونه على ابن جني. صنف كتاباً نحو خمس عشر مجلداً في إعراب القرآن، ثم بدا له فغسله قبل موته. وكان ديناً نزهاً مصوّناً. أخذ عنه: أبو الفتح بن مختار، ومحمد بن عبد السّلام. ومات في هذا العام. قاله كلَّه خميس الحوزي.

(29/134)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 135
4 (عمير بن محمد بن أحمد بن محمد بن عمير.)
أبو القاسم الجهني. روى عن جده، وعن: أبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن مروان. وروى عنه: عليّ الجنائيّ، وأبو سعد السمان، وعبد العزيز الكتّانيّ. وهو قليل السّماع.
4 (حرف الفاء)

4 (الفضل بن محمد بن محمد بن جهان دار.)
أبو العباس الهروي. والد محمد الحافظ.
4 (حرف الميم)

4 (محمد بن أحمد بن محمد بن حسن.)
أبو رشيد الحيري الأدمي المقريء، العدل.

(29/135)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 136
حدث عن: الأستاذ أبي سهل الصعلوكي، وأبي عمرو بن حمدان، وجماعة. روى عنه: أبو علي الحسين بن محمد بن محمد الصفار.
4 (محمد بن إبراهيم بن أحمد.)
أبو بكر الأردستاني، الرجل الصالح. حدث بصحيح البخاري عن: إسماعيل بن حاجب الكشاني.) وحدث عن: القاسم بن علقمة الأبهري، أبي الفتح يوسف القواس، وأبي حفص بن شاهين، وأبي الشيخ بن حيان، وأبي بكر المقريء. وعبد الوهاب الكلابي.

(29/136)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 137
وروى عنه في سنة ثلاث وتسعين صحيح البخاري: عبد الغفار بن طاهر الهمداني. وروى عنه: أبو نصر الشيرازي المقريء. وهو أحد من لم يذكره ابن عساكر في تاريخه. وقد سمع بدمشق من الكلابي، وأجزاء من أبي زرعة المقريء. وكان مع بصره بالحديث قيماً بكتاب الله، كبير القدر، سامي الذكر، واسع الرحلة. لقي بالبصرة أحمد بن العباس الأسفاطي، وأحمد بن عبيد الله النهرديري. وكناه بعضهم: أبا جعفر، وهو بأبي بكر أشهر. وقد ذكرناه في سنة خمس عشرة على ما ورخه بعضهم، وهو في هذا العام أرجح.

(29/137)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 138
4 (محمد بن إبراهيم.)
أبو بكر الفارسي. قد مر في حدود سنة عشرين وأربعمائة. وجماعة كبيرة. قال شيرويه: ثنا عنه محمد بن عفان، وابن ممان، وظفر بن هبة الله، وكان ثقة يحسن هذا الشأن. سمعت عدة من المشايخ يقولون: ما من رجل له حاجة من أمر الدنيا والآخرة فيزور قبره ويدعو الله عز وجل إلا استجاب له. وجربت أنا ذلك فكان كذلك. قلت: وروى عنه البيهقي في تصانيفه ووصفه بالحفظ.
4 (محمد بن إبراهيم بن علي بن غالب.)
القاضي أبو الحسين المصري التمار. هو آخر من حدث عن: أحمد بن إبراهيم بن جامع العطار، وابن إسحاق، وغيرهما. توفي في جمادى الأولى. قاله الحبال.
4 (محمد بن جماهر بن محمد.)
أبو عبد الله الحجري الطليطلي. روى عن: محمد بن إبراهيم الخشني، وعبدوس بن محمد، وأبي محمد الأصيلي.

(29/138)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 139
وكان فقيهاً مشاوراً، نبيلاً. رحمه الله.
4 (محمد بن عبد الله بن أحمد البيضاوي البغدادي.)
) الفقيه المفتي أبو عبد الله. ولي قضاء ربع الكرخ. وحدث عن: أبي بكر القطيعي. روى عنه الخطيب، ووثقه. وقال أبو إسحاق الشيرازي: تفقه على الداركي. وحضرت مجلسه وعلقت عنه. وكان حافظاً للمذهب والخلاف، موفقاً في الفتاوى.
4 (محمد بن عبد العزيز بن شنبويه.)
أبو نصر الإصبهاني. روى عن: أبي بكر عبد الله بن محمد الفباب.
4 (محمد بن عبيد الله بن محمد بن حسن.)

(29/139)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 140
أبو القاسم البياني الإشبيلي، المعمر. أخذ عن: وهب بن مسرة، وأبي بكر بن الأحمر القرشي، وجماعة. وكان ذكياً، رئيساً، ضابطاً. وقد أخذ أيضاً عن: أبي علي القالي. وكان مولده في سنة ثلاثين وثلاثمائة، وتوفي في جمادى الآخرة. روى عنه أبو عبد الله الخولاني. وهو آخر من حدث عن وهب.
4 (محمد بن علي بن هشام بن عبد الرؤوف.)
أبو عبد الله الأنصاري القرطبي، صاحب المظالم. كان واسع العلوم، حاذقاً بالفتوى، عارفاً بمذهب مالك بصيراً بالأحكام نزه النفس. توفي في رمضان
4 (مكي بن نظيف.)
أبو القاسم الزجاج.

(29/140)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 141
توفي بمصر في رجب.
4 (حرف الياء)

4 (يحيى بن عبد الملك بن مهنا.)
أبو زكريا القرطبي، صاحب الصلاة بقرطبة. روى عن: أبي الحسن الأنطاكي رواية نافع. وكان حاذقاً بها مجوداً لها. وعاش ثمانين سنة. روى عنه: محمد بن عتاب الفقيه، وغيره.

(29/141)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 142
4 (وفيات سنة خمس وعشرين وأربعمائة)
)
4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب.)
أبو بكر الخوارزمي البرقاني، الحافظ، الفقيه، الشافعي.

(29/142)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 143
سمع بخوارزم من: أبي العباس محمد بن أحمد بن حمدان الحيري، نزيل خوارزم، ومن: محمد بن علي الحساني، وأحمد بن إبراهيم بن جناب الخوارزميين. وبهراة: محمد بن عبد الله بن خميرويه. وببغداد: أبا علي بن الصواف، وأبا بكر بن الهيثم الأنباري، وأحمد بن جعفر الختلي، وأبا بحر البربهاري، والقطيعي. وبجرجان: أبا بكر الإسماعيلي. وبنيسابور: أبا عمر بن حمدان.

(29/143)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 144
وبدمشق: أبا بكر بن أبي الحديد. وبمصر: عبد الغني الحافظ. وخلقاً سواهم، حتى إنه روى عن أبي بكر الخطيب تلميذه. روى عنه: الصوري، والخطيب، وأبو بكر البيهقي، وأبو إسحاق الشيرازي الفقيه، وأبو القاسم بن أبي العلاء المصيصي، وسليمان بن إبراهيم الإصبهاني العبدي المالكي شيخ البصرة، وأبو يحيى بن بندار، ومحمد بن عبد السلام الأنصاري، وآخرون. واستوطن بغداد. قال الخطيب: كان ثقة، ورعاً ثبتاً. لم نر في شيوخنا أثبت منه.

(29/144)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 145
عارفاً بالفقه، له حظ من علم العربية، كثير الحديث. صنف مسنداً ضمنه ما اشتمل عليه صحيح البخاري ومسلم. وجمع حديث الثورين وشعبة، وعبيد الله بن عمر، وعبد الملك بن عمير، وبيان بن بشر، ومطر الوراق، وغيرهم. ولم يقطع التصنيف حتى مات. وكان حريصاً على العلم، منصرف الهمة إليه. سمعته يقول لرجل من الفقهاء الصلحاء: ادع أن ينزع شهوة الحديث من قلبي، فإن حبه قد غلب علي، فليس لي اهتمام في الليل والنهار إلا به. أو نحو هذا. وكنت كثيراً أذاكره الأحاديث، فيكتبها عني، ويضمنها جموعه. وسمعت الأزهري يقول: البرقاني إمام إذا مات ذهب هذا الشأن. وسمعت محمد بن يحيى الكرماني الفقيه يقول: ما رأيت في أصحاب الحديث أكثر عبادةً من البرقاني.) وسألت الأزهري: هل رأيت شيخاً أتقن من البرقاني قال: لا. وسمعت أبا محمد الخلال ذكر البرقاني فقال: كان نسيج وحده. وقال الخطيب: وأنا ما رأيت شيخاً أثبت منه. وقال أبو الوليد الباجي: أبو بكر البرقاني ثقة حافظ. قلت: وذكره أبو إسحاق في طبقات الشافعية فقال: ولد سنة ست

(29/145)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 146
وثلاثين وثلاثمائة، وسكن بغداد ومات بها في أول يوم من رجب. تفقه في حداثته، وصنف في الفقه، ثم اشتغل بعلم الحديث فصار فيه إماماً. وقال الخطيب: حدثني أحمد بن غانم الحمامي، وكان صالحاً، أنه نقل البرقاني من بيته، فكان معه ثلاثة وستون سفطاً وصندوقً، كل ذلك مملوء كتباً. وقال البرقاني: دخلت أسفرائين ومعي ثلاثة دنانير ودرهم، فضاعت الدنانير وبقي الدرهم، فدفعته إلى خباز، وكنت آخذ منه في كل يوم رغيفين، وآخذ من بشر بن أحمد جزءاً فاكتبه وأفرغ منه بالعشي، فكتبت ثلاثين جزءاً، ثم نفذ ما كان عند الخباز، فسافرت. قلت: كتاب المصافحة له من عالي ما يسمع اليوم. تفرد بها بيبرس العديمي بحلب. وعند أبي بكر بن عبد الدائم قطعة من الكتاب يرويها عن الناصح، عن شهدة، عن ابن العرب، عنه. وقال الخطيب في ترجمة البرقاني: حدثني عيسى بن احمد الهمداني، أنا البرقاني سنة عشرين قال: حدثني أحمد بن علي بن ثابت الخطيب، نا محمد بن موسى الصيرفي، نا الأصم، نا الصغاني، نا أبو زيد الهروي، نا

(29/146)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 147
شعبة، عن محمد بن أبي النوار: سمعت رجلاً من بني سليم يقال له خفاف قال: سالت ابن عمر عن صوم ثلاثة في الحج وسبعة إذا رجعتم. قال: إذا رجعت إلى أهلك. تفرد به أبو زيد.
4 (أحمد بن محمد بن عبد الله بن خالد البغدادي.)

(29/147)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 148
أبو عبد الله الكاتب. سمع: أبا علي بن الصواف، وعمر بن سلم، ومخلد بن جعفر الباقرحي. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صحيح السماع، كثيره. مات في المحرم، وله تسع وثمانون سنة.
4 (أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن سعيد.)
) أبو العباس الأبيوردي، القاضي الشافعي صاحب الشيخ أبي حامد. سكن بغداد، وبرع في الفقيه. وولي القضاء ببغداد على الجانب الشرقي ومدينة المنصور أيام ابن الأكفاني. ثم عزل، ورد ابن الأكفاني إلى عمله. وكان له حلقة للتدريس والفتوى بجامع المنصور. وكان عنده شيء عن علي بن القاسم بن شاذان القاضي، وغيره. كتب بالري وهمدان. وكان حسن الإعتقاد، جميل الطريقة، فصيحاً، له شعر. وقيل: إنه كان يصوم الدهر. وكان فقيراً يتحمل، ومكث شتوة لا يملك

(29/148)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 149
جبة يلبسها. وكان يقول لأصحابه: بي علة تمنعني من لبس المحشو. توفي في جمادى الآخرة، وله ثمان وستون سنة.
4 (أحمد بن محمد بن علي بن الجهم.)
أبو العباس الإصبهاني، مستملي ابن مندة. سمع: أبا الشيخ. وعنه: الوحشي، وأبو الفتح الحداد. توفي في ذي القعدة.
4 (أحمد بن محمد بن الفضل)
القاضي أبو بكر الصدفي، الفقيه. بمرو.
4 (أحمد بن أبي سعد البغدادي.)
الإصبهاني الواعظ. توفي في ربيع الأول.
4 (إبراهيم بن الخضر بن زكريا.)
أبو محمد الدمشقي الصائغ. روى عن: أبي علي الحسن بن عبد الله الكندي، وعبد الوهاب الكلابي، وجماعة.

(29/149)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 150
روى عنه: علي بن محمد بن شجاع، وأبو سعد السمان، وعبد العزيز الكتاني. توفي يوم عاشوراء. قال الكتاني: كان فيه تساهل في الحديث.
4 (إبراهيم بن علي بن محمد بن عثمان بن المروق.)
أبو إسحاق العبدي الإصبهاني الخياط، المعلم. سمع: الطبراني. كتب عنه جماعة. مات في ربيع الأول.
4 (حرف الجيم)
)
4 (جعفر بن أحمد بن لقمان.)
البزاز. مصري. ذكر الحبال موته في المحرم.
4 (حرف الحاء)

4 (الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان.)

(29/150)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 151
أبو علي بن أبي بكر البغدادي، البزاز. ولد في ربيع الأول سنة تسع وثلاثين، وسمعه أبوه من: أبي عمرو بن السماك، وأحمد بن سليمان العباداني، وميمون بن إسحاق، وأبي سهل بن زياد، وأحمد بن سلمان النجاد، وحمزة الدهقان، وجعفر بن محمد الخلدي، وعبد الصمد الطستي، ومكرم بن أحمد، وأبي عمر غلام ثعلب، وعبد الله بن جعفر بن درستويه، وعلي بن عبد الرحمن بن ماتي، وعلي بن محمد بن الزبير القرشي، وأحمد بن عثمان الأدمي، وعبد الله بن إسحاق الخراساني، ومحمد بن جعفر القاريء، وجماعة. روى عنه: أبوا بكر الخطيب، والبيهقي، والإمام أبو إسحاق الشيرازي، وعلي بن أبي الغنائم بن المأمون الهاشمي، وأبو الفضل بن خيرون، والحسن ابن أحمد بن سلمان الدقاق، وأبو ياسر محمد بن عبد العزيز الخياط، والحسين بن الحسين الفانيذي، وثابت بن بندار البقال، وجعفر بن أحمد السراج، والمبارك بن عبد الجبار بن الطيوري، وأبو مسلم عبد الرحمن بن عمر السمناني، وأبو غالب محمد بن الحسن الباقلاني، وأبو سعد محمد بن عبد

(29/151)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 152
الملك الأسدي، وأبو سعد محمد بن عبد الملك بن خشيش، وأبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان، وأبو علي بن نبهان الكاتب، وغيرهم. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقاً، صحيح السماع، يفهم الكلام على مذهب أبي الحسن الأشعري، وكان يشرب النبيذ على مذهب الكوفيين، ثم تركه بأخرة. وكتب عنه جماعة من شيوخنا كالبرقاني، وأبي محمد الخلال. وسمعت أبا الحسن بن رزقويه يقول: أبو علي بن شاذان ثقة. وسمعت أبا القاسم الأزهري يقول: أبو علي أوثق من برأ الله في الحديث. وحدثني محمد بن يحيى الكرماني قال: كنت يوماً بحضرة أبي علي بن شاذان، فدخل شاب فسلم ثم قال: أيكم أبو علي بن شاذان فأشرنا إليه، فقال له: أيها الشيخ، رأيت رسول الله) صلى الله عليه وسلم في المنام، فقال لي: سل عن أبي علي ابن شاذان فإذا لقيته فأقره مني السلام. قال: ثم انصرف الشاب، فبكى أبو علي وقال: ما أعرف لي عملاً أستحق به هذا، اللهم إلا أن يكون صبري على قراءة الحديث وتكرير الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كلما جاء ذكره. قال الكرماني: ولم يلبث أبو علي بعد ذلك إلا شهرين أو ثلاثة حتى مات.

(29/152)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 153
توفي أبو علي آخر يوم من سنة خمس، ودفن في أول يوم من سنة ست وعشرين.
4 (الحسن بن عبيد الله.)
الفقيه أبو علي البندنيجي الشافعي، صاحب الشيخ أبي حامد. له عنه تعليقه مشهورة، وله مصنفات كثيرة. درس الفقه ببغداد مدة وأفتى، وكان ديناً صالحاً ورعاً. ثم رجع إلى البندنيجين رحمه الله.
4 (الحسن بن أيوب بن محمد بن أيوب.)

(29/153)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 154
أبو علي الأنصاري القرطبي الحداد. روى عن: أبي عيسى الليثي، وأبي علي القالي، وأحمد بن ثابت التغلبي. وتفقه على القاضي أبي بكر بن زرب. روى عنه جماعة من العلماء منهم: أبو عمر بن مهدي وقال: كان مقدماً في الشورى لسنه، رواية للحديث واللغة، ذا دين وفضل. توفي في رمضان، وله سبع وثمانون سنة.
4 (الحسين بن جعفر بن القاسم.)
أبو عبد الله الكللي المصري. سمع: الحسن بن رشيق، وأبا جعفر أحمد بن محمد بن هارون الأسواني، وإبراهيم بن محمد النسائي العدل، وأبا الحسن الدارقطني، وجماعة. وانتقى عليه الحافظ أبو نصر السجزي. روى عنه: أبو الحسن الخلعي، وجماعة من المصريين. وهو ابن بنت أبي بكر الأدفوي.

(29/154)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 155
توفي بالريف في المحرم.
4 (الحسن بن محمد بن الحسين بن داود بن علي بن عيسى.)
) أبو محمد العلوي، السيد أبو محمد النقيب بن السيد أبي الحسن. شيخ العترة بنيسابور. روى عن: أبي عمرو بن حمدان، وغيره. توفي في جمادى الآخرة عن نيف وسبعين سنة.
4 (حرف السين)

4 (سعيد بن أحمد بن يحيى.)
أبو عثمان المرادي الإشبيلي، الشقاق. كان من أهل الذكاء والطلب، ومعرفة التواريخ والأخبار. سمع من: أبي محمد الباجي، وابن الخراز، والرياحي، وابن السليم القاضي، ومسلمة بن القاسم، وغيرهم.
4 (سفيان بن محمد بن الحسن بن حسنكويه.)

(29/155)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 156
أبو عبد الله الإصبهاني. توفي في هذه السنة على الصحيح في أحد الجمادين. روى عنه: أبو عبد الله الثقفي، وأبو علي الحداد، وجماعة. يروي عن: أبي الشيخ، وابن المظفر الحافظ، ومنصور بن جعفر البغدادي.
4 (حرف الضاد)

4 (ضمام بن محمد.)
أبو يعلى الشعراني الهروي الصوفي. روى عن: بشر بن محمد المزني المغفلي، وأبي منصور محمد بن أحمد الأزهري البغوي. وروى عنه: محمد بن علي العميري الزاهد، وغيره.
4 (حرف الطاء)
طاهر بن عبد العزيز بن سيار البغدادي الحصري. الدّعّاء. سمع أبا بكر القطيعي، وإسحاق بن سعد النسوي. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان عبداً صالحاً رحمه الله.

(29/156)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 157
4 (حرف الظاء)
ظفر بن إبراهيم النيسابوري الأبريمسي.) أبو سعيد. قال الخطيب: ثنا عن محمد بن أحمد بن عبدوس، عن مكي بن عبدان، وكان صدوقاً. قدم علينا ليحج.
4 (حرف العين)

4 (عبد الله بن أحمد بن علي السوذرجاني الإصبهاني.)
توفي في جمادى الأولى. والد محمد وأحمد. روى عن: أبي الشيخ، وابن المقريء. وكان يحفظ.
4 (عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن بندار بن شبانة.)
أبو سعيد الهمذاني. روى عن: أبي القاسم بن عبيد، والفضل بن الفضل الكندي، ومحمد بن

(29/157)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 158
عبد الله بن برزة، ومحمد بن علي بن محمويه النسوي، وأبي بكر بن مالك القطيعي، وجماعة. قال شيرويه: ثنا عنه عبد الملك بن عبد الغفار، ومحمد بن الحسين، ومحمد بن طاهر العابد، وأحمد بن عبد الرحمن الروذباري، وسعد بن الحسن القصري، وأحمد بن طاهر القومساني، وأبو غالب أحمد بن محمد القاريء العدل. قال شيرويه: وكان صدوقاً من أهل الشهادات ومن تناء البلد. قلت: وقع لنا الجزء الثاني من حديثه.
4 (عبد الرحمن بن محمد بن يحيى بن ياسر.)
أبو الحسن التميمي الجوبري الغوطي. حدث عن: أبي القاسم علي بن أبي العقب، وأبي عبد الله بن مروان، ويحيى بن عبد الله الزجاج، وإبراهيم بن محمد بن سنان. روى عنه: حيدرة المالكي، وعبد العزيز الكتاني، وسعد بن علي الزنجاني، وأبو العباس بن قبيس المالكي، وأبو القاسم بن أبي العلاء المصيصي، وجماعة. ووثقه محمد بن علي الحداد، ولم يكن يحسن الخط. قال الحافظ عبد العزيز الكتاني: توفي شيخنا في صفر، وكان أبوه قد

(29/158)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 159
سمعه وضبط له، وكان يحفظ متون الحديث. ولما مضيت لأسمع منه قال: قد سمعني والدي الكثير، وكان محدثاً،) ولكن ما أحدثك حتى ادري إيش مذهبك في معاوية. قال: صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم رحمه الله. فأخرج إلي كتب أبيه جميعها. وكان لا يقرأ ولا يكتب.
4 (عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن يعقوب.)
أبو مسلم الإصبهاني المؤدب. سمع: الطبراني. وعنه: أبو علي الوخشي، وبشر بن محمد الحنفي. مات في جمادى الأولى.
4 (عبد العزيز بن محمد بن أحمد بن عبد الرحمن الحسناباذي.)
الرستمي الإصبهاني أبو القاسم الزاهد. توفي في جمادى الآخرة. وكان واعظاً مذكراً. روى عن: أحمد بن بندار، والطبراني.
4 (عبد الوهاب بن عبد الله بن عمر بن أيوب.)

(29/159)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 160
أبو نصر المري الدمشقي الشروطي. الحافظ المعروف بابن الجبان وبابن الأذرعي. روى عن خلق كثير، منهم: الحسين بن أبي الرمرام، وأبو عمر بن فضالة، والمظفر بن حاجب الفرغاني، وجمع بن القاسم، والفضل بن جعفر، وطبقتهم. ولم يرحل. روى عنه: أبو علي الأهوازي، وعبد العزيز الكتاني، والسمان، وأبو القاسم المصيصي، وأبو العباس بن قبيس، وآخرون. قال الكتاني: توفي شيخنا وأستاذنا أبو نصر بن الجبان في شوال. صنف

(29/160)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 161
كتباً كثيرة، وكان يحفظ شيئاً من علم الحديث رحمه الله. ووثقه محمد بن علي الحداد.
4 (عبد الوهاب بن عبد العزيز بن الحارث.)
أبو الفرج التيمي، أخو أبي الفضل عبد الواحد. كان له حلقة بجامع المنصور للوعظ والفتوى على مذهب أحمد. حدث عن: أبيه، وأبي الحسين العتكي، وناجيه بن النديم. روى عنه: الخطيب، وابنه رزق الله التميمي. توفي في ربيع الأول.
4 (عبد الوهاب بن محمد بن علي بن مهرة الإصبهاني.)
حدث عن: الطبراني، وغيره. روى عنه: أبو علي الحداد.)

(29/161)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 162
مات في ذي الحجة. ورخه ابن نقطة وكناه أبا عمرو.
4 (علي بن أحمد الزاهد.)
أبو الحسن الخرقاني. وخرقان: قرية بجبال بسطام. ذكره أبو سعد بن السمعاني فقال: شيخ العصر، له الكرامات والأحوال. أجهد نفسه وراضها. وكان أول أمره خربندج يكري الحمار، فم فتح عليه. وقد قصده السلطان محمود بن سبكتكين وزاره، فوعظه ولم يقبل منه شيئاً.

(29/162)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 163
توفي يوم عاشوراء، وله ثلاث وسبعون سنة رحمه الله تعالى.
4 (علي بن الحسن)
أبو الفرج النهرواني، خطيب النهروان. روى عن: أبي إسحاق المزكي، وأحمد بن نصر الذراع. روى عنه: الخطيب، وقال: لا بأس به. وورخه.
4 (علي بن سليمان بن الربيع.)
القاضي أبو الحسن البسطامي. سمع بنيسابور من: أبي عمرو بن حمدان، وأبي أحمد الحاكم، وجماعة.

(29/163)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 164
وتوفي ببسطام عن اثنتين وسبعين سنة.
4 (عمر بن أبي سعد إبراهيم بن إسماعيل.)
الفقيه أبو الفضل الزاهد الهروي، خال أبي عثمان الصابوني. سمع: أبا بكر الإسماعيلي، وأبا عمر بن حمدان، وبشر بن أحمد الإسفرائيني، وعبد الله بن عمر بن علك الجوهري، والحسين بن محمد بن عبيد العسكري، والبكائي الكوفي، وطبقتهم. وكان إماماً، قدوة في الزهد، والورع، والعبادة، والعلم. روى عنه: شيخ الإسلام أبو عثمان الصابوني، وشيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري، ومحمد بن علي العميري، وأبو عطاء عبد الأعلى المليحي، وغيرهم. توفي في آخر سنة خمس وعشرون. وكان أبوه حافظاً صالحاً خيراً، مات سنة تسعين وثلاثمائة.

(29/164)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 165
4 (حرف الميم)
)
4 (محمد بن إبراهيم بن علي.)
أبو هريرة أخو أبي ذر الصالحاني الإصبهاني النجار. توفي في ذي القعدة. روى عن: أبي بكر عبد الله بن محمد القباب.
4 (محمد بن الحسن بن علي بن ثابت.)
أبو بكر النعماني البغدادي. قال الخطيب: ثنا عن عبد الخالق بن الحسن المعدل، وكان صحيح السماع. توفي في جمادى الآخرة.
4 (محمد بن عبيد الله بن أحمد بن عبيد.)

(29/165)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 166
أبو الفتح بن الأخوة البغدادي الصيرفي. سمع: علي بن عبد الرحمن البكائي الكوفي بها، وأبا بكر بن شاذان، وأبا الحسين بن البواب، وجماعة. قال الخطيب: كان صدوقاً من أهل القرآن والسنة. كتبت عنه. ومات في ذي الحجة وله سبعون سنة.
4 (محمد بن علي بن إبراهيم بن محمد بن مصعب بن عبيد الله بن مصعب بن إسحاق بن)
طلحة بن عبيد الله التميمي الطلحي. أبو بكر الإصبهاني التاجر. سمع: عبد الله بن جعفر بن فارس، وغيره. روى عنه: أبو العباس أحمد بن محمد بن بشرويه، وأحمد بن محمد بن شهريار، وأبو الفتح أحمد بن محمد بن أحمد الحداد، وأبو علي الحسن بن أحمد الحداد، وآخرون. وقد سمع أيضاً من: محمد بن أحمد بن أحسن الكسائي، وأحمد بن جعفر بن معبد السمسار، وشاكر بن عمر المعدل، وسليمان بن أحمد الطبراني، وغيرهم. توفي في ربيع الأول، وكان من وجوه أهل بلده.

(29/166)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 167
له أوقاف كثيرة. وهو عم والدة الحافظ إسماعيل.
4 (محمد بن محمد بن عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن مهران.)
أبو عبد الله الثقفي الكسائي النيسابوري السراج. الفقيه. روى عن: أبيه، وأبي عمرو بن مطر، وإسماعيل بن نجيد، وأبي أحمد حسينك التميمي، وأبي) الحسين الحجاجي. وثقة أبو الحسن عبد الغافر الفارسي، وقال: أخبرنا عنه: أبو صالح بن أبي سعد المقريء، وعبيد الله بن أبي محمد الكريزي.
4 (محمد بن مغيرة بن عبد الملك بن مغيرة.)
أبو بكر القرشي. من أهل قرطبة. سكن إشبيلية. روى عن: أبي بكر ابن القوطية، وأبي بكر الزبيدي، وابن عون الله. وحج فأخذ عن: أبي الحسن القابسي، وابن فراس العبقسي، وجماعة. وكان من أهل العلم بالحديث، والفقه. ثقة.

(29/167)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 168
ذكره ابن خزرج. روى عنه: هو، وأبو عبد الله الخولاني. وتوفي في رجب.
4 (حرف الواو)

4 (وشاح)
مولى أبي تمام الزينبي. بغدادي، صدوق، مسن. قال الخطيب: قيل عنه شيء من الإعتزال. وهو كثير التلاوة، صدوق. ثنا عن عثمان بن محمد بن سنقة، عن إسماعيل القاضي.

(29/168)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 169
4 (وفيات سنة ست وعشرين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن محمد بن المقرب.)
أبو بكر الكرابيسي. خراساني. مات في رجب.
4 (أحمد بن أبي مروان عبد الملك بن مروان بن ذي الوزارتين الأعلى أحمد بن عبد الملك)
بن عمر بن شهيد. الأشجعي أبو عامر الأندلسي القرطبي، الشاعر الأديب.

(29/169)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 170
قال الحميدي: كان من العلماء بالأدب ومعاني الشعر وأقسام البلاغة. وله حظ من ذلك بسق فيه، ولم ير لنفسه في البلاغة أحداً يجاريه. وله كتاب حانوت عطار، وسائر رسائله وكتبه نافعة الجد، كثيرة الهزل. وقال أبو محمد بن حزم: ولنا من البلغاء أحمد بن عبد الملك بن شهيد. وله من التصرف في) وجوه البلاغة وشعابها مقدار ينطق فيه بلسان مركب من لساني عمر وسهل. يعني عمرو بن بحر الجاحظ، وسهل بن هارون. وكتب إلي في علته بهذه الأبيات:
(ولما رأيت العيش لوى برأسه .......... وأيقنت أنّ الموت لا شك لاحقي)

(تمنيت أني ساكن في عباءة .......... بأعلى مهب الريح في رأس شاهقِ)

(كأني وقد حان ارتحالي لم أفز .......... قديماً من الدنيا بلمحة بارقِ)

(فمن مبلغ عني ابن حزم وكان لي .......... يداً في ملماتي وعند مضايقي)

(عليك سلام الله إني مفارق .......... وحسبك زاداً من حبيب مفارقِ)
في أبيات. وقال ابن بسام في كتاب الذخيرة من شعر أبي عامر:
(وكأن النجوم في الليل جيش .......... دخلوا للكمون في جوف غاب)

(29/170)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 171
(وكأن الصبح قانص طيرٍ .......... قبضت كفه برجل غراب)
وله يصف ثعلباً: أدهى من عمرو، وأفتك من قاتل حذيفة بن بدر، كثير الوقائع في المسلمين، مغرىً بإراقة دماء المؤذنين، إذا رأى الفرصة انتهزها، وإذا طلبته الكماة أعجزها، وهو مع ذلك بقراط في أدامه، وجالينوس في اعتدال طعامه، غذاؤه حمام أو دجاج، وعشاه تدرج أو دراج. قال أبو محمد بن حزم: توفي في جمادى الأولى، وصلى عليه أبو الحزم جهور بن محمد. وكان حين وفاته حامل لواء الشعر والبلاغة، لم يخلف له نظيراً في هذين العلمين. وولد سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة، وانقرض عقب الوزير والده بموته. وكان سمحاً جواداً. وكانت علته ضيق النفس والنفخة. قال ابن ماكولا: يقال إنه جاحظ الأندلس.

(29/171)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 172
4 (إبراهيم بن جعفر بن أبي الكرام.)
أبو إسحاق المصري. أخو محسن. سمع من: الرازي فمن دونه. الرازي هو أحمد بن إسحاق بن عتبة. وسمع منه: خلف الحوفي والخلعي.)
4 (أصبغ بن محمد بن أصبغ بن السمح.)

(29/172)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 173
أبو القاسم المهري القرطبي، صاحب الهندسة. كان من أهل البراعة في الهندسة والعدد والنجامة والطب، وهذه الأشياء. أخذ عن مسلمة بن أحمد المرجيطي. وسكن غرناطة، وقدم عند صاحبها وتمول. وله تصانيف. توفي في رجب كهلاً. أخذ عنه: سليمان بن محمد بن الفاسي المهندس، وغيره. وله مصنفات.
4 (حرف الثاء)

4 (ثابت بن محمد بن وهب بن عياش.)
أبو القاسم الأموي الإشبيلي. روى عن: أبي عيسى الليثي، والقاضي بن السليم، وابن القوطية، و محمد بن حارث، وجماعة. وكان من أهل الطهارة والعفاف والجهاد. ولد سنة ثمان وثلاثين يعني وثلاثمائة.
4 (حرف الحاء)
الحسن بن عثمان بن سورة البغدادي.

(29/173)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 174
أبو عمر الواعظ. عرف بابن الفلو. سمع: أباه، والقطيعي. قال الخطيب: له لسان وعارضة. ومن شعره:
(دخلت على السلطان في داره عزه .......... بفقري ولم أجلب بخيل ولا رجلِ)

(وقلت انظروا ما بين فقري وملككم .......... بمقادر ما بين الولاية والعزلِ)

4 (الحسين بن أحمد بن عثمان بن شيطا.)
أبو القاسم البغدادي البزاز. حدَّث عن: عليّ الشونيزي، وأحمد بن جعفر الختلي. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان ثقة.

(29/174)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 175
وسمعته يقول: كتبت بخطي إملاءً عن أبي بكر الشافعي، وأبي عليّ بن الصواف.
4 (الحسن بن عمر بن محمد)
أبو عبد الله البغدادي العلاف.) سمع: أبا بكر الشافعي، وإسحاق النقال. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ثقة. روى عنه: جعفر السراج.
4 (الحسن بن محمد بن أحمد بن إبراهيم.)
القاضي أبو القاسم الأنباري، نزيل مصر. مسند جليل. سمع: أبا العباس بن عتبة الرازي ومحمد بن أحمد المسور، والحسن بن رشيق. وعنه: أبو نصر السجزي، وأبو الوليد الدربندي، والحبال، وغيرهم. مات في ربيع الأول.
4 (حرف الراء)

4 (رضوان بن محمد بن حسن.)

(29/175)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 176
أبو القاسم الدينوري. حدَّث عن: محمد بن عجل الدينوري صاحب الفريابي، وأبي حفص الكتاني. روى عنه: أبو بكر الخطيب.
4 (حرف السين.)

4 (سعيد بن يحيى بن محمد بن سلمة.)
أبو عثمان التنوخي، إمام جامع إشبيلية. عن: ابن أبي زمنين، وغيره. وله تصانيف في القراءات وغيرها. وكان من مجودي القراء. وروى عنه: ابن خزرج.
4 (حرف العين)

4 (عبد الله بن أبي بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان.)
أبو محمد الصيرفي، أخو أبي عليّ. توفي بعد أخيه بسبعة أشهر. سمع من: أبي بكر القطيعي، ومن بعده.

(29/176)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 177
روى عنه: أبو بكر الخطيب، وقال: كان صدوقاً.
4 (عبد الله بن سعيد بن عبد الله.)
أبو محمد الشقاق القرطبي، الفقيه المالكي. كبير المفتين بقرطبة.) روى عن: عبد الله بن محمد بن قاسم القلعي، وأبي عمر أحمد بن عبد الملك بن المكوي، وأبي محمد الأصيلي. قال أبو عمر بن مهدي: كان فقيهاً جليلاً، أحفظ أهل عصره للمسائل وأعرفهم بعقد الوثائق. وحاز الرئاسة بقرطبة في الشورى والفتيا. م وولي قضاء الرد والوزارة، وكان يقرئ النّاس بالقراءآت، ويضبطها ضبطاً عجيباً. أخبرني أنه قرأ بها على أبي عبد الله محمد بن الحسين بن النعمان المقرئ. وبدأ بالإقراء ابن ثمان عشرة سنة. وكان بصيراً بالحساب والنحو وغير ذلك.

(29/177)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 178
ولد سنة ست وأربعين وثلاثمائة. وتوفي في ثامن عشر رمضان.
4 (عبد الرحمن بن محمد بن رزق.)
أبو معاذ السجستاني المزكي. حدَّث ببغداد عن: أبي حاتم محمد بن حبان البستي، وأبي سعيد عبد الله ابن محمد الرازي، وجماعة. قال الخطيب: كتبنا عنه، وما علمت من حاله إلا خيراً.
4 (عبد الواحد بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن المرزبان.)
أبو طاهر الإصبهاني، سبط فادويه. توفي في ربيع الآخر.
4 (عليّ بن الحسين بن أحمد بن عبد الله بن بكير.)
أبو طاهر البغدادي. سمع: القطيعي، وجماعة. وعنه: الخطيب، وقال: كان صدوقاً.

(29/178)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 179
4 (حرف الميم)

4 (محمد بن الحافظ أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه.)
الإصبهاني، أبو الحسين. توفي في جمادى الأولى.
4 (محمد بن أحمد بن محمد بن عمار.)
أبو الفضل الهروي.
4 (محمد بن رزق الله بن عبيد الله بن أبي عمرو.)
المنيني، الأسود، خطيب منين. سمع بدمشق من: أبي القاسم عليّ بن يعقوب بن أبي العقب، ومحمد بن إبراهيم بن عبد) الرحمن بن مروان، وأبي عليّ بن آدم، والحسين بن أحمد ابن أبي ثابت، وجماعة. روى عنه: أبو الوليد الحسن الدربندي، وعبد العزيز الكتاني، وأبو القاسم المصيصي، وغيرهم. قال الدربندي: ولم يكن في جميع الشام من يكتني بأبي بكر غيره. وكان من الثقات.

(29/179)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 180
وقال الكتاني: توفي في جمادى الأولى، وكان يحفظ القرآن بأحرف حفظاً حسناً. يذكر أنّ مولده سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة. سمعه أبوه.
4 (محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسين.)
أبو عمرو الرزجاهي البسطامي الفقيه الشافعي الأديب المحدَّث. تفقه على الأستاذ سهل الصعلوكي مدة، وكتب الكثير عن: عبد الله بن عدي، وأبي بكر الإسماعيلي، وأبي عليّ بن المغيرة، وأبي أحمد الغطريفي، وطبقتهم. وولد سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة. وكان يجلس لإسماع الحديث والأدب. وله حلقة بنيسابور.

(29/180)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 181
روى عنه: البيهقي، وأبو عبد الله الثقفي، وأبو سعد بن أبي صادق، وأبو الحسن عليّ بن محمد بن أحمد الفقاعي، وآخرون. وانتقل في آخر عمره إلى بسطام ومات بها في هذه السنة في ربيع الأول. ورزجاه: بفتح الراء، وقيل: بضمها، وهي من قرى بسطام. وبسطام بلدة بقومس.
4 (محمد بن أبي تمام عليّ بن الحسن.)
نقيب النقباء، نور الدين العباسي الزينبي. نقيب العباسيين.

(29/181)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 182
والد طراد الزينبي وإخوته.
4 (محمد بن عمر بن القاسم بن بشر.)
أبو بكر النرسي، ويعرف بابن عديسة. قال الخطيب: ثنا عن أبي بكر الشافعي، وكان صدوقاً من أهل السنة. ولد سنة أربعين وثلاثمائة.
4 (محمد بن الفضل بن عمار.)
أبو الفضل الهروي الفقيه المزكي. روى الكثير عن: أبي الفضل بن خميرويه، وطبقته.)
4 (محمد بن موسى.)
أبو عبد الله بن الفحام الدمشقي. روى عن: أبي عليّ الحسين بن إبراهيم بن أبي الرمرام. سمع منه في سنة ثلاث وستين. وحدَّث عنه في سنة ست وعشرين وأربعمائة. روى عنه: عبد العزيز الكتاني، وأحمد بن أبي الحديد، وولده.

(29/182)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 183
4 (محمد بن ياسين بن محمد.)
أبو طاهر البغدادي البزابز المقريء، المعروف بالحلبي. من أعيان المقرئين. قرأ عليّ: أبي حفص الكتاني، وأبي الفرج الشنبودي، وعلي بن محمد العلاف. وصنف في القراءآت. أخذ عنه: عبد السيد بن عتاب، وعلي بن الحسين الطريثيثي، وجماعة. توفي في ربيع الأول، وبقي يومين لا يُعلم به. رحمه الله.
4 (الكنى)

4 (أبو الحسن بن الحداد المصري.)
القاضي الشافعي المصاحفي. توفي في ربيع الأول. قاله أبو إسحاق الحبّال.

(29/183)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 184
4 (أبو الخيار الأندلسي الظاهري.)
واسمه مسعود بن سليمان بن مفلت الشنتريني القرطبي الأديب. زاهد، خير، متواضع، كبير القدر. كان لا يرى التقليد. وقد ذكره أبو محمد بن حزم، وأثنى عليه فقال في كتاب إرشاد المسترشد: لقد كان لأهل العلم وابتغاء الخير في الشيخ أبي الخيار معتقد قوي ومقصد كاف، نفعه الله بفضله وبعلمه وصدعه بالحق، ورفع بذلك درجته.

(29/184)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 185
4 (وفيات سنة سبع وعشرين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن الحسن بن عليّ بن محمد.)
) أبو الأشعث الشاشي، رحمه الله.
4 (أحمد بن محمد بن إبراهيم.)
أبو إسحاق النيسابوري الثعلبي، صاحب التفسير.

(29/185)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 186
كان أوحد زمانه في علم القرآن، وله كتاب العرائس في قصص الأنبياء. قال السمعاني: يقال له الثعلبي والثعالبي، وهو لقب لا نسب. روى عن: أبي طاهر محمد بن الفضل بن خزيمة، وأبي محمد المخلدي، وأبي بكر بن هانئ، وأبي محمد بن الرومي، والخفاف، وأبي بكر بن مهران المقريء، وجماعة. وكان واعظاً حافظاً عالماً، بارعاً في العربي، موثقاً. أخذ عنه: أبو الحسن الواحدي. وقد جاء عن أبي القاسم القشيري قال: رأيت رب العزة في المنام وهو يخاطبني وأخاطبه، فكان في أثناء ذلك أنّ قال الرب جل اسمه: أقبل الرجل الصالح. فالتفت فإذا أحمد الثعلبي مقبل. قال عبد الغافر بن إسماعيل: توفي في المحرم. ثم ذكر المنام.

(29/186)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 187
4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله الجرجاني البيع.)
المعروف بالسني. روى عن: أبي بكر الإسماعيلي. روى عنه: أبو مسعود البجلي.
4 (أحمد بن محمد بن عبد الله.)
أبو سعد المحمداباذي، الحافظ. كهل، فاضل، معتني بالحديث، مجتهد في تكثير السماع. روى عن أبي الفضل الفامي، وأبي محمد المخلدي، والحورمي،

(29/187)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 188
وأبي الحسن عليّ بن عمر الحربي، وموسى بن عيسى السراج، وابن لال، وطبقتهم. توفي في سلخ رجب.
4 (أحمد بن عليّ.)
أبو جعفر الأزدي القيرواني، الشافعي المقريء. رحل، وقرأ القراءآت على أبي الطيب بن غلبون. وأقرأ النّاس.
4 (أحمد بن عبيد الله بن أحمد بن محمد بن الحسن بن عليّ بن مخلد.)
أبو نصر المخلدي النيسابوري. توفي في شعبان. سمع: ابن نجيد، وأبا عمرو بن مطر، وأبا القاسم النصراباذي، وأبا سهل الصعلوكي.) وببغداد: أبا الفضل الزهري. أخذ عنه خلق.
4 (إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن موسى القزويني.)
أبو القاسم. روى عن: محمد بن عبد الرحمن بن الفضل، وجده أبي مسلم بن أبي صالح. سمع منه: أبو الفتح الحداد، وجماعة بإصبهان.

(29/188)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 189
4 (إسماعيل بن سعيد بن محمد بن أحمد بن شعيب.)
أبو سعيد الشعيبي النيسابوري، المحدَّث. سمعه أبوه الكثير، ولم يعمر. وحدَّث بهراة. وانتخب عليه: أبو الفضل الجارودي. وحدَّث عن: أبي عمر بن حمدان، وأبي أحمد الحافظ، وطبقتهما. روى عنه: الحسن بن أبي القاسم الفقيه، وغيره. توفي في أواخر رمضان، وقد كتب الكثير بخطه.

(29/189)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 190
4 (حرف التاء)

4 (تراب بن عمر بن عبيد.)
أبو النعمان المصري الكاتب. روى عن: أبي أحمد بن الناصح، وأبي الحسن الدارقطني، وغيرهما. روى عنه: أبو القاسم بن أبي العلاء المصيصي، وأبو الحسن الخلعي، وجماعة. توفي في ربيع الآخر، وله خمس وثمانون سنة.
4 (حرف الحاء)

4 (حمزة بن يوسف بن إبراهيم بن موسى بن إبراهيم بن محمد بن أحمد بن عبد الله.)
القرشي السهمي، من ولد هشام بن العاص. أبو القاسم بن أبي يعقوب الجرجاني الحافظ، المحدث ابن المحدَّث. أول سماعه بجرجان في سنة أربع وخمسين وثلاثمائة من أبي بكر محمد بن أحمد بن إسماعيل الصرام، وأول رحلته سنة ثمانٍ وستين. رحل إلى

(29/190)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 191
إصبهان، والري، وهمدان، وبغداد، والبصرة، ومصر، والشام، والحجا.، والكوفة، وواسط، والأهواز) روى عن: عبد الله بن عدي، وأبي بكر الإسماعيلي، وأبي محمد بن ماسي، وأبي حفص الزيات، وأبي بكر بن المقريء، وأبي الحسن الدارقطني، وأبي بكر أحمد الشيرازي، و أبي محمد بن غلام الزهري، والوزير أبي الفضل جعفر بن حنزابة، وأبي زرعة محمد بن يوسف الكشي، وأبي بكر محمد بن إسماعيل الوراق، وأبي زرعة أحمد بن الحسين الحافظ، وعب الوهاب الكلابي الدمشقي، وميمون بن حمزة المصري، وآخرين. روى عنه: أبو بكر البيهقي، وأحمد بن عبد الملك المؤذن، وأبو القاسم القشيري، وإسماعيل بن مسعدة الإسماعيلي، وإبراهيم بن عثمان الجرجاني، وأبو بكر أحمد بن عليّ بن خلف الشيرازي، وعلي بن محمد الزبحي، وغيرهم. وصنف التصانيف، وتكلم في الجرح والتعديل. وقيل توفي سنة ثمان.

(29/191)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 192
4 (حرف الظاء)
الظاهر. الخليفة صاحب مصر ابن الحاكم. فيها توفي كنا يأتي. إسمه عليّ.
4 (حرف العين)

4 (عبد الرحيم بن أحمد بن محمد بن عبد الله.)
القاضي المختار أبو سعد الإسماعيليّ السراج الحنفيّ. ولي القضاء باختيار المشايخ له، فلذا قيل له: المختار روى عن: أبي الحسن السراج، وأحمد بن محمد بن شاهويه القاضي، وأبي الفتح القواس، والبغداديين. وعنه: أبو صالح المؤذن.
4 (عبد العزيز بن عليّ)
أبو عبد الله الشهرزوريّ.

(29/192)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 193
قدم الأندلس في آخر عمره، وكان شيخاً جليلاً، آخذاً من كلّ علمٍ بأوفر نصيب وكانت علوم القرآن، وتعبير الرؤيا أغلب عليه. روى عن: أبي زيد المروزيّ، وأبي بكر الأبهري، والحسن بن رشيق، وابن الورد، وأبي بكر الأدفوي، وأبي أحمد السامري. وركب البحر منصرفاً إلى المشرق، فقتلته الروم في البحر في سنة سبعٍ وعشرين، وقد قارب المائة سنة.) قال ابن خزرج: أجاز لي ما رواه بخطه بدانية.
4 (عبد العزيز بن أحمد بن السيد بن مغلس.)
أبو محمد الأندلسي اللغوي النحوي، نزيل مصر. قرأ على: صاعد بن الحسن الربعيّ. ودخل بغداد. وكان بينه وبين إسماعيل بن خلف مصنف العنوان معارضات في قصائد موجودة في ديوانيهما. توفي في جمادى الأولى، وصلّى على إبراهيم الحوفي صاحب التفسير.

(29/193)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 194
ومن شعره:
(مريضٌ الجُفون بلا علّةٍ .......... ولكنّ قلبي به مُمْرضُ)

(أعاد السّهامَ على مُقلتي .......... بفيض الدُّموعِ فما تُغمَضُ)

4 (عبد القاهر بن طاهر)
أبو منصور البغدادي، أحد الأئمة. سكن خراسان، وتفننّ في العلوم حتّى قيل إنّه كان يعرف تسعة عشر علماً. مات رحمه الله بإسفرايين.

(29/194)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 195
ورَّخه القفطي.
4 (عقيل بن الحسين بن محمد بن عليّ السيد الفرغاني.)
أبو العباس. محتشم ذو مال. نسويّ المولد، فرغاني المنشأ. حدَّث عن: أبي المفضل بن عبد الله الشيباني، وحج مرات. وتوفي بزنجان.
4 (عليّ بن الحسين بن أحمد بن الحسن بن القاسم بن الحسن.)
قال شيرويه: سمع عامة مشايخ همدان، ومشايخ العراق، وخراسان، روى عن: أبي الحسن محمد بن أحمد بن رزقويه، وأبي الحسين بن بشران، وأبي بكر أحمد بن الحسن الحيري، وطبقتهم. ثنا عنه الحسني، والميدانيّ.

(29/195)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 196
وكان حافظاً متقناً، يحسن هذا الشأن جيداً جيداً، جمع الكثير وصنف الكتب، وصنف كتاب الطبقات الموسوم بالمنتهى في الكمال في معرفة الرجال، ألف جزء. ومات بنيسابور قديماً. وما متع بعلمه. قال شيرويه: سمعت حمزة بن أحمد يقول: سمعت شيخ الإسلام الأنصاري يقول: ما رأت عيناي من البشر أحفظ من أبي الفضل الفلكي. وكان صوفياً مشمراً. قلت: توفي بنيسابور في شعبان، وقيل: توفي سنة ثمان.) وأمّا نسبته إلى الفلكي فكان جدّه بارعاً في علم الحساب والفلك، فقيل له الفلكيّ. وكان هيوباً محتشماً، ذكرنا وفاته في سنة
4 (عليّ بن عيسى)
أبو الحسن الهمداني الكاتب. حدَّث بمصر بانتقاء أبي نصر السجزي.
4 (عليّ بن محارب بن عليّ)
أبو الحسن الأنطاكي. المقريء المعروف بالساكت.

(29/196)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 197
قرأ القرآن على: الهيثم بن أحمد الصباغ، وأبي طاهر محمد بن الحسن الأنطاكي. قرأ عليه: المحسن بن طاهر المالكي، وغيره. وكان خيراً صالحاً.
4 (عليّ بن منصور بن نزار بن معد بن إسماعيل بن محمد بن عبيد الله العبيدي.)
صاحب مصر الملقب بالظاهر لإعزاز دين الله. أبو هاشم أمير المؤمنين ابن الحاكم بن العزيز بن المعز، الذين يدعون أنهم فاطميون ليربطوا عليهم بذلك الرافضة. بايعوا الظاهر بمصر لما قتل أبوه في شوال سنة إحدى عشرة وأربعمائة، وهي والشام وإفريقية في حكم أبيه، فلما قدم الظاهر طمع من طمع في أطراف بلاده، فقصد صالح بن مرداس الكلابي بحلب وبها مرتضى الدولة بن لؤلؤ

(29/197)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 198
الحمداني نيابة عن الظاهر المذكور، فحاصرها وأخذها. وتغلب حسان بن مفرج البدوي صاحب الرملة على أكثر الشام. وتضعضت دولة الظاهر. واستوزر الوزير نجيب الدولة عليّ بن أحمد الجرجرائيّ، كما استوزره فيما بعد ابنه المستنصر إلى أنّ مات سنة ست وثلاثين وأربعمائة، وكان من بيت حشمة ووزارة. وكان يكتب عنه العلامة القاضي أبو عبد الله القضاعي، وهي الحمد لله شكراً لنعمته.
4 (حرف الفاء)

4 (فاطمة بنت زكريا بن عبد الله الكاتب المعروف بالشبلاريّ مولى بني أمية.)

(29/198)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 199
كانت جزلة مخلصة، استكملت أربعاً وتسعين سنة. نسخت كتباً كبارا وماتت بكراً، ودفنت بمقبرة أم سملة بقرطبة.
4 (حرف الميم)

4 (محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى بن سختويه بن عبد الله.)
) المحدَّث أبو عبد الله ابن المحدَّث المزكي أبي إسحاق النيسابوري. أحد الأخوة الخمسة، وأصغرهم. حدَّث عن: والده أبي إسحاق المزكيّ، وأبي عليّ الرفاء، ويحيى بن منصور القاضي، وأبي العباس محمد بن إسحاق الصبغي، وأبي عمرو بن مطر، وأبي بكر بن الهيثم الأنباري، وأبي بحر البربهاري، وأبي بكر الطلحي الكوفي، وطبقتهم. خرج له الحافظ أحمد بن عليّ بن منجويه، وأبو حازم العبدوييّ. وكان صحيح السماع. قال عبد الغافر الفارسي: كان والدي يتأسف على فوات السماع منه وقد أنبا عنه: أخوالي أبو سعد، وأبو سعيد، وأبو منصور، ونافع بن محمد الأبيوردي، والشقانيّ، وأبو بكر محمد ابن أخيه يحيى، وعليّ بن عبد الرحمن العثماني.

(29/199)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 200
قلت: وأبو سعد عليّ بن عبد الله بن أبي صادق، وعبد الغفار بن محمد الشيرويي، وآخرون.
4 (محمد بن إبراهيم بن أحمد)
أبو بكر الأردستانيّ الحافظ. سمع: أبا القاسم بن حبابة، وأصحاب البغويّ، وابن صاعد. روى عنه: أبو بكر البيهقي. وقيل: إنه توفي سنة أربع وعشرين كما تقدم.
4 (محمد بن الحسين بن عبيد الله بن حمدون.)
أبو يعلى بن السراج الصيرفي. سمع: أبا الفضل عبيد الله الزهري. وثقة الخطيب، وقال كان أحد القراء بالقراءآت والنحاة، له مصنف في القراءآت. ولد سنة.
4 (محمد بن عليّ بن عبد الله بن سهل بن طالب)
أبو عبد الله النصيبي، ثم الدمشقي المؤدب.

(29/200)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 201
روى عن: الفضل المؤذن، والميانجي. روى عنه: أبو سعد السمان، وعبد العزيز الكتاني وقال: كان ثقة، كتب الكثير ولم يكن يفهم شيئاً.
4 (محمد بن عمر بن يونس الجصاص)
سمع: أبا عليّ بن الصواف، وأبا بكر بن خلاد النصيبي. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ثقة ديناً. توفي في المحرم ببغداد. روى عنه: أبو ياسر محمد بن عبد العزيز. يكنى: أبا الفرج.)
4 (محمد بن عليّ بن الحسن بن محمد بن عبد الوهاب.)
النقيب أبو الحسن بن أبي تمام الهاشمي العباسي الزينبي، والد أبي تمام محمد، وأبي منصور محمد، وأبي نصر محمد، وأبي الفوارس طراد، ونور الهدى الحسين. ولد سنة أربع وستين وثلاثمائة. وسمع من: أبي بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان، وغيره. وولي نقابة السادة الهاشميين بالعراق في سنة أربع وثمانين في ذي الحجة، وله عشرون سنة بعد وفاة والده. روى عنه: أبو الفضل محمد بن العزيز بن المهدي في مشيخته. وقال: سمعته يقول: لم يكن لأبي ولدٌ غيري.
4 (محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن زكريا)

(29/201)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 202
أبو نصر بن الجوزقي. توفي في جمادى الأولى. سمع: أبوي عمرو: ابن مطر، وابن نجيد. روى عنه: أبو سعيد بن القشيري، وأبو صالح المؤذن.
4 (محمد بن يحيى بن الحسن بن أحمد بن عليّ بن عاصم)
أبو عمرو الجوريّ المحتسب. توفي في رمضان بخراسان.
4 (منصور بن رامش بن عبد الله بن زيد.)

(29/202)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 203
أبو عبد الله النيسابوري. حدَّث بخراسان، وبغداد، ودمشق. عن: عبيد الله بن محمد الفامي، وأبي محمد المخلدي، وأبي الفضل عبيد الله الزهري، وأبي الحسن الدراقطني، وأبي الطيب محمد بن الحسين التيملي الكوفي، وطبقتهم. روى عنه: أبو بكر الخطيب، وعبد العزيز الكتاني، وأبو عبد الله بن أبي الحديد، و محمد بن عليّ المطرز، وأبو الفضل بن الفرات، وجماعة. وكان صدراً نبيلاً محدَّثاً ثقة. قال أحمد بن عليّ الإصبهاني: وجه الرئيس منصور بن رامش وقراً من مسموعاته بالعراق انفرد برواية أكثرها. وقال عبد الغافر الفارسي: منصور بن رامش، أبو نصر السلار الرئيس الغازي، رجل من الرجال، وداه من الدهاة، ولي رئاسة نيسابور في أيام محمود، وتزينت نيسابور بعدله وإنصافه، ثم خرج حاجاً وجاور بمكة سنتين. ثم عاد فولي أيضاً الرئاسة، فلم يتمكن من) العدل، فاستعفى ولزم العبادة.

(29/203)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 204
كان ثقة. توفي في رجب.
4 (حرف الهاء)

4 (هشام بن محمد بن عبد الملك بن الناصر لدين الله عبد الرحمن ابن محمد المعتد بالله.)
أبو بكر الأموي المرواني الأندلسي. لما قطعت دعوة يحيى بن عليّ بن حمود الإدريسي ثاني مرة من قرطبة أجمعوا على ردّ الأمر إلى بني أمية لأنهم ملوك الأندلس من أول ما فتحت الأندلس. وكان عميد قرطبة هو الوزير جهور بن محمد بن جهور، فأتفق مع الأعيان على مبايعة هشام. وكان مقيما بالبونت عند المتغلب عليها محمد بن عبد الله بن قاسم. فبايعوه في ربيع الأول سنة ثمان عشرة، ولقب بالمعتد بالله.

(29/204)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 205
وكان كهلاً، ولد سنة أربع وستين وثلاثمائة، فبقي متردداً في الثغور سنتين وعشرة أشهر، وثارت فتنٌ كثيرة واضطراب شديد، فاتفق رأي الرؤساء على تسييره إلى قصبة الملك قرطبة، فدخلها في ليلة عرفة، ولم يقم إلا يسيراً حتى قامت عليه طائفة من الجند، فخلع. وجرت أمور طويلة، وأخرج من القصر هو وحاشيته وحريمه، والنساء حاسرات عن وجوههن، حافية أقدامهن، إلى أنّ دخلوا الجامع، فبقوا هناك أياماً، ثم أخرجوا عن قرطبة. ولحق المعتد بالله بابن هود المتغلب على سرقسطة، ولاردة، وطرطوشة، فأقام في كنفه إلى أنّ مات سنة سبع وعشرين وأربعمائة. آخر ملوك بني أمية في الأندلس.
4 (الهيثم بن محمد بن عبد الله)
أبو أحمد الإصبهاني الخراط. سبط المذكر. روى عنه: أبي القاسم الطّبرانيّ، روى عنه: ابن بشرويه، وجماعة.

(29/205)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 206
4 (حرف الياء)

4 (يحيى بن عليّ بن حمود)
العلوي الإدريسي الأمير، الملقب بالمعتلي. توثب على عمه القاسم بن حمود، وزحف بالجنود من مالقة وملك قرطبة. ثم اجتمع للقاسم أمره وحشد واستمال البربر، وزحف بهم، ودخل قرطبة سنة ثلاثة عشرة. فهرب المعتلي إلى مالقة. ثم اضطرب أمر القائم بعد قليل، وتغلب المعتلي على الجزيرة الخضراء. وأمّه علوية أيضاً.) وتسمى بالخلافة وقوي أمره، وملك قرطبة ثانية، وتسلم الحصون والقلاع قبل سنة عشرين وأربعمائة. ثم أنه سار إلى إشبيلية فنازلها وحاصرها، ومدبر أمرها حينئذ القاضي أبو القاسم محمد بن إسماعيل بن عباد اللخمي، فخرج عدة فرسان من إشبيلية للقتال، فساق لقتالهم المعتلي بنفسه وهو مخمور فقتله. وذلك في المحرم. وقام بعده ابنه إدريس.

(29/206)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 207
4 (وفيات سنة ثمان وعشرين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن حريز بن أحمد حريز)
القاضي أبو بكر السلماسي. قدم دمشق للحج، وحدَّث عن: أبي بكر بن شاذان، وأبي حفص بن شاهين، وكوهي بن الحسن، والحسن بن أحمد اللحيانيّ. روى عنه: أبو الحسن بن أبي الحديد، وابنه الحسن، وأبو القاسم بن أبي العلاء المصيصي. وسمعوا منه في هذه السنة.
4 (أحمد بن أبي عليّ الحسن بن أحمد.)
أبو الحسين الإصبهانيّ الأهوازي الجصاص. نزيل بغداد. روى تاريخ البخاريّ عن أحمد بن عبدان الحافظ. وسماعه له صحيح فقط، وما عداه ففيه شيء. والصحيح أنّ أسمه محمد كما سيأتي.

(29/207)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 208
4 (أحمد بن سعيد بن عبد الله بن خليل)
أبو القاسم الأموي الإشبيلي المكتب سمع من: أبي محمد الباجي. وصحب المقريء أبا الحسن الأنطاكيّ. واعتنى بالعلم. وكان رجلاً صالحاً يعقد الوثائق. توفي في رجب.
4 (أحمد بن سعيد بن عليّ.)
أبو عمرو الأنصاري القناطري القرطبيّ، رحل وأخذ عن: أبي محمد بن أبي زيد، وأبي جعفر الداوودي، وكان منقبضاَ متصوناً. حدَّث عنه: ابن خزرج. توفي بإشبيلية.
4 (أحمد بن عليّ بن محمد بن إبراهيم بن منجويه.)

(29/208)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 209
الحافظ أبو بكر الإصبهاني اليزدي. نزيل نيسابور. إمام كبير، وحافظ مشهور، وثقة صدوق. صنف كتباً كثيرة. وروى عن: أبي بكر الإسماعيلي، وإبراهيم بن عبد الله النيسابوري الإصبهاني، وابن نجيد، وأبي بكر بن المقريء، وأبي مسلم عبد الرحمن بن محمد بن شهدل،) وأبي عبد الله بن مندة، وخلق كثير. ورحل إلى بخارى، وسمرقند، وهراة، وجرجان، وإلى بلدة إصبهان، وإلى الري. روى عنه: أبو إسماعيل كبير هراة، وأبو القاسم عبد الرحمن بن مندة، والحسن بن تغلب الشيرازي، وسعيد البقال، وعلي بن أحمد الأخرم المؤذن، وخلق من النيسابوريين كالبيهقي، والمؤذن، والحافظ أبو بكر الخطيب. قال أبو إسماعيل الأنصاري: أنا أبو بكر أحمد بن عليّ بن محمد بن إبراهيم أحفظ من رأيت من البشر. وقال: رأيت في حضري وسفري حافظاً ونصف حافظ، أما الحافظ فأحمد بن عليّ، وأما نصف الحافظ فالجارودي.

(29/209)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 210
وقال يحيى بن مندة: كتب عنده عمنا عبد الرحمن بن مندة الإمام كتاب السنة له، على كتاب أبي داود السجستاني، وغيره، وكان يثني عليه ثناء كثيراً. وقال: سمعت من المسندات الثلاثة للحسن بن سفيان. قلت: توفي يوم الخميس خامس المحرم بنيسابور، وله إحدى وثمانون سنة. صنف على البخاري، ومسلم، والترمذي، وأبي داود.
4 (أحمد بن محمد بن عيسى. أبو بكر البلوي القرطبي، ويعرف بابن الميراثي. محدَّث)
حافظ. روى عن: سعيد بن نصر. وأحمد بن قاسم البزاز.

(29/210)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 211
وحج فسمع من: أبي يعقوب يوسف بن الدخيل، وأبي القاسم عبيد الله السقطي. وبمصر من: أبي مسلم الكاتب، وأبي الفتح بن سيبخت. ولمّا رأى عبد الغني بن سعيد الحافظ حذقه واجتهاده لقبه غنداراً، وانصرف إلى الأندلس، وروى بها. حدَّث عنه: ابن عبد الله الخولاني، وأبو العباس العذري، وأبو العباس المهدوي، وأبو محمد بن خزرج وقال: توفي في حدود سنة ثمان وعشرين وأربعمائة. وكان مولده في سنة خمس وستين.
4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر بن حمدان.)

(29/211)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 212
الإمام أبو الحسين الحنفي، الفقيه البغدادي المشهور بالقدرويّ. قال الخطيب: لم يحدَّث إلا بشيء يسير. كتب عنه، وكان صدوقاً. وانتهت إليه بالعراق رئاسة أصحاب أبي حنيفة رحمه الله، وعظم قدره، وارتفع جاهه. وكان حسن العبارة في النظر، جريء اللسان، مديماً للتلاوة. قلت: روى عن: عبيد الله بن محمد الحوشبي صاحب ابن المجدر، ومحمد بن عليّ بن سويد المؤدب. روى عنه: الخطيب، وقاضي القضاة أبو عبد الله محمد بن عليّ الدامغاني. وصنف) المختصر المشهور في مذهبه. وكان يناظر الشيخ أبا حامد الإسفرائيني. ولد سنة اثنتين وستين وثلاثمائة.

(29/212)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 213
وتوفي في خامس رجب ببغداد، ودفن في داره رحمه الله، ولا أدري سبب نسبته إلى القدور.
4 (إبراهيم بن محمد بن الحسن. أبو إسحاق الأرموي. محدَّث كبير. خرج على الصحيح.)
وسمع من: أبي الغطريفي، و عبد الله بن أحمد الفقيه صاحب الحسن بن سفيان، وأبي طاهر بن خزيمة، الجوزقيّ. وكان أصولياً متفننا، طاف وجدّ، وجمع كثيراً من الأصول والمسانيد والتواريخ. ولم يرو إلا القليل. توفي بنيسابور في شوال كهلاً. روى عنه: أبو القاسم القشيري، وابنه عبد الله.
4 (إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن جعفر الباقرحي. أبو الفضل.)

(29/213)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 214
سمع: إسحاق بن سعد النسوي، والقاضي الأبهري. وعنه: أبو بكر الخطيب. وقال: صدوق.
4 (إسماعيل بن الشيخ أبي القاسم إبراهيم بن محمد بن محمويه.)
أبو إبراهيم النصراباذي النيسابوري، الصوفي الواعظ. خلف أباه، وسمع: أباه، وأبا عمرو بن نجيد، وأبا بكر الإسماعيلي. وعبد الله بن عمر بن علك الجوهري، وأبا بكر القطيعي، وأبا محمد بن السقا الواسطي، وخلقاً. وأملى مدة بنيسابور، وانتشر حديثه. روى عنه: عبد الله، وعبد الواحد ابنا القشيري، وجماعة. وتوفي في المحرم.
4 (إسماعيل بن رجاء بن سعيد.)
أبو محمد العسقلاني المقريء. قرأ القرآن على: أبي الحسن محمد بن أحمد الملطي، وأبي عليّ

(29/214)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 215
الإصبهاني، وفارس بن أحمد. وسمع من جماعة منهم: محمد بن أحمد الحندري روى عنه الخلعي كثيراً.
4 (حرف الجيم.)

4 (جعفر بن محمد بن الحسين)
أبو محمد الأبهري، ثم الهمذاني الزاهد. قال شيرويه: وحيد عصره في علم المعرفة والطريقة، والزهد في الدنيا. حسن الكلام في المعرفة، بعيد الإشارة، مراعياً لشرائط المذهب، دقيق في النظر في علوم الحقائق. روى عن: صالح بن أحمد بن صالح القزويني، ومحمد بن إسحاق بن كيسان القزويني، ومحمد بن أحمد بن المفيد الجرجرائي، ومحمد بن المظفر) الحافظ. رحل وطوف. ثنا عنه: محمد بن عثمان، وأحمد نب طاهر القومساني، وأحمد بن عمر، وعبدوس، ونجيد بن منصور خادمه، وعامة المشايخ بهمذان. وكان ثقة، صدوقاً، عارفاً، له شأن وخطر، وآيات وكرامات ظاهرة. وصنف أبو سعيد بن زكريا كتاباً في كراماته ما رأى منه وما سمع منه.

(29/215)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 216
سمعت أبا طالب عليّ الحسني: سمعت حسان بن محمد بن زيد بقرميسين: سمعت نضر بن عبد الله قال: اجتمعت وأنا وجعفر الأبهري ورجل بزاز عند الشيخ بدران بن جشمين، فسألناه أنّ يرينا أنفسنا. فأصعدنا إلى غرفة وشرط علينا أنّ لا يخدم بعضنا بعضاً، وكان يناول كل منا كوزاً، فبقينا سبعة عشر يوماً، فشكا البزاز الجوع، فقال له: انزل فقد رأيت نفسك. فلمّا اثنين وعشرين يوماً سقطت أنا ولم أدر، فقال: هذا صفر مر، اشتغل فقد رأيت نفسك. وبقي جعفر أربعين يوماً، فجمع له الشيخ بدران النّاس لإفطاره، فلما وضع المائدة قام جعفر وقال: اعفني من الطعام فما بي جوع. وصعد إلى الغرفة أيضاً عشرة أيام، ثم شكا الجوع فجمع النّاس لإفطاره، ثم قال: من أين علمت أنك لم تكن جائعاً في الأول. قال: لأني لما رأيت الخبز الحواري والخشكار على الخوان فكنت أفرق بينهما، فلو كان بي جوع لما ميزت بين الطعامين. قال أبو طالب: فذكرت هذه الحكاية لجعفر، فكان يلبس عليّ أمرها ويضرب الحديث بعضه بعض إلى أنّ تحققت صدق الحكاية في تضاعيف كلامه. قال شيرويه: وسمعت محمد بن الحسين يقول: سمعت جعفر يقول: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام تسع عشرة مرة في مسجدي هذا، فكان يوصيني كل مرة بوصية، فقال لي في الكرة الأولى: يا جعفر، لا تكن رأس، أبي لا تمش قدام النّاس. سمعت أبا يعقوب الوراق: سمعت عبد الغفار بن عبيد الله الإمام يقول: قال جعفر الأبهري: كان شيخ لنا بأبهر يقرأ شيئاً على كل مريض فيبرأ، فإذا سأله النّاس عنه لم يخبرهم. فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم فقال: أنّ الذي يقرأ شيخك على النّاس: وما لنا إلا نتوكل على الله إلى أخر الآية.

(29/216)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 217
فأخبرت شيخي بذلك فقال: مر، فإنك أهل لذلك. توفي في شوال عن ثمان وسبعين سنة، وقبره يزار ويبجل غاية التبجيل.)
4 (حرف الحاء)

4 (الحسن بن شهاب بن عليّ.)
شيخ معمر جليل القدر. ولد سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة، وطلب الحديث وهو كبير. فسمع من: أبي عليّ بن الصواف، وأبي بكر بن خلاد، وأحمد بن جعفر القطيعي، وحبيب القزاز، فمن بعدهم. وتفقه على مذهب أحمد بن حنبل، وكان عارفاً بالمذهب وبالعربية والشعر. وثقة أبو بكر البرقاني. وقد نسخ الخط المليح الكثير، وكان بارع الكتابة بمرة. روى عنه الخطيب وغيره. ثم قال الخطيب: ثنا عيسى بن أحمد الهمذاني قال: وقال لي أبو عليّ ابن شهاب يوماً: أرني خطك، فقد ذكر لي أنك سريع الكتابة. فنظر فيه فلم يرضه ثم قال: كسبت في الوراقة خمسة وعشرين ألف درهم راضية. وكنت أشتري كاغداً بخمسة دراهم، فأكتب فيه ديوان المتنبي في ثلاث ليالٍ، وأبيعه بمائتي درهم، وأقله بمائة وخمسين درهماً، وكذلك كتب الأدب المطلوبة.

(29/217)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 218
توفي ابن شهاب في رجب. وقال الأزهري: أوصى بثلث ماله لفقهاء الحنابلة، فلم يعطوا شيئاً أخذ السلطان من تركته ألف دينار سوى العقار.
4 (الحسين بن الحسن بن سباع.)
أبو عبد الله الرملي المؤدب الشاهد. إمام جامع دمشق، وخطيبها. سمع بالرملة من: سلم بن الفضل البغدادي أبي قتيبة. وحدَّث عنه بأربع أحاديث كان يحفظها. روى عنه: أبو سعد إسماعيل السمان، وعبد العزيز الكتاني، وجماعة. قال الكتاني: أم بالجامع عشرين سنة أو نحوها لا تؤخذ عليه غلطة في التلاوة ولا سهو. ووثقه الحداد محمد بن عليّ. وهو آخر من حدَّث بدمشق عن ابن قتيبة.
4 (الحسين بن عبد الله بن الحسن بن سينا.)

(29/218)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 219
الرئيس أبو عليّ، صاحب الفلسفة والتصانيف. حكى عن نفسه، قال: كان أبي رجلاً من أهل بلخ، فسكن بخارى في دولة نوح بن منصور.) وتولى العمل والتصرف بقرية كبيرة. وتزوج بأمي فأولدها أنا وأخي، ثم انتقلنا إلى بخارى. وأحضرت معلم القرآن ومعلم الأدب، وأكملت عشراً من العمر، وقد أتيت على القرآن وعلى كثير من الأدب، حتى كان يقضى مني العجب. وكان أبي ممن أجاب دعوة المصريين، ويعد من الإسماعيلية، وقد سمع منهم ذكر النفس والعقل، وكذلك أخي. فربما تذاكروا وأنا أسمعهم وأدرك ما

(29/219)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 220
يقولانه ولا تقبله نفسي. وأخذوا يدعونني إليه ويجرون على ألسنتهم ذكر الفلسفة والهندسة والحساب، وأخذ يوجهني إلى من يعلمني الحساب. ثم قدم بخارى أبو عبد الله الناتلي الفيلسوف، فأنزله أبي دارنا. وقبل قدومه كنت أشتغل بالفقه والتردد فيه إلى الشيخ إسماعيل الزاهد. وكنت من أجود السالكين. وقد ألفت المناظرة والبحث. ثم ابتدأت على الناتلي، بكتاب إيساغوجي. ولما ذكر لي أنّ حد الجنس هو القول على كثيرين مختلفين بالنوع، وأخذته في تحقيق هذا الحد ما لم يسمع بمثله، تعجب مني كل التعجب، وحذر والدي من شغلي بغير العلم. وكان أي مسألة قالها لي أتصورها خيراً منه، حتى قرأت ظواهر المنطق عليه، وأما دقائقه فلم يكن عنده منها خبر. ثم أخذت أقرأ الكتب على نفسي، وأطالع الشروح حتى أحكمت علم المنطق. وكذلك كتب إقليدس، فقرأت من أوله إلى خمسة أشكال أو ستة عليه، ثم توليت بنفسي حل باقيه وانتقلت إلى المجسطي، ولما فرغت من مقدماته وانتهيت إلى الأشكال الهندسية قال لي الناتلي: حلها وحدك، ثم أعرضها لأبين لك. فكم من شكل ما عرفه الرجل إلا وقت عرضته عليه وفهمته إياه. ثم سافر. وأخذت في الطبيعي والإلهي. فصارت الأبواب تنفتح عليّ، ورغبت في

(29/220)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 221
الطب وبرزت فيه في مديدة حتى بدأ الأطباء يقرأون عليّ، وتعهدت المرضى، فانفتح عليّ من أبواب المعالجات النفسية من التجربة ما لا يوصف. وأنا مع ذلك أختلف إلى الفقه وأناظر فيه، وعمري ست عشرة سنة. ثم أعدت قراءة المنطق وجميع أجزاء الفلسفة.) ولازمت العلم سنة ونصفاً. وفي هذه المدة ما نمت ليلة واحدة بطولها. ولا اشتغلت في النهار بغيره. وجمعت بين يدي ظهوراً، فكل حجة أنظر فيها أثبت مقدمات قياسية، ورتبتها في تلك الظهور، ثم نظرت فيما عشاها تنتج. وراعيت شروط مقدماته، حتى تحقق لي حقيقة الحق في تلك المسألة. وكلما كنت أتحير في مسألة، أو لم أظفر بالحد الأوسط في قياس، ترددت إلى الجامع، وصليت وابتهلت إلى مبدع الكل، حتى فتح لي المنغلق منه، وتيسر المتعسر. وكنت أرجع بالليل إلى داري وأشتغل بالكتابة والقراءة، فمهما غلبني النوم أو شعرت بضعف عدلت إلى شرب قدح من الشراب ريث ما تعود إلي قوتي. ثم أرجع إلى القراءة. ومهما غلبني أدنى نوم أحلم بتلك المسائل بأعيانها. حتى أنّ كثيراً من المسائل اتضح لي وجوهها في المنام. وكذلك حتى أستحكم معي جميع العلوم، ووقفت عليها بحسب الإمكان الإنساني. وكلما علمته في ذلك الوقت فهو كما علمته ولم أزدد فيه إلى اليوم. حتى أحكمت علم المنطق والطبيعي والرياضي، ثم عدلت إلى الإلهي. وقرأت كتاب ما بعد الطبيعة فما كنت أفهم ما فيه، والتبس عليّ غرض واضعه، حتى أعدت قراءته أربعين مرة، وصار لي محفوظاً، وأنا مع ذلك لا أفهم ولا المقصود به. وأيست من نفسي وقلت: هذا كتاب لا سبيل إلى فهمه. وإذا أنا في يوم من الأيام حضرت وقت العصر في الوراقين وبيد دلال مجلد ينادي عليه، فعرضه عليّ فرددته رد متبرم فقال: إنه رخيص، بثلاثة دراهم.

(29/221)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 222
فاشتريته فإذا هو كتاب لأبي نصر الفارابي في أغراض كتاب ما بعد الحكة الطبيعية. ورجعت إلى بيتي وأسرعت قرأته، فانفتح عليّ في الوقت أغراض ذلك الكتاب. ففرحت وتصدقت بشيء كثير شكراً لله تعالى. واتفق لسلطان بخارى نوح بن منصور مرض صعب، فأجرى الأطباء ذكري بين يديه، فأحضرت وشاركتهم في مداواته، وسألته الإذن في دخول خزانة كتبهم ومطالعته وقراءة ما فيها من الكتب وكتبها. فأذن لي فدخلت، فإذا كتب لا تحصى في كل فن. ورأيت كتباً لم تقع أسماؤها إلى كثير من النّاس، فقرأت تلك الكتب وظفرت بفوائدها، وعرفت مرتبة كل رجل في علمه. فلما بلغت ثمانية عشر عاماً من العمر فرغت من هذه العلوم كلها. وكنت إذ ذاك للعلم أحفظ، ولكنه معي اليوم أنضج، وإلا فالعلم واحد لم يتجدد لي بعده شيء.) وسألني جارنا الحسين العروضي أنّ أصنف له كتاباً جامعاً في هذا العلم، فصنفت له المجموع وسميته به، وأتيت فيه على سائر العلوم سوى الرياضي، ولي إذ ذاك إحدى وعشرون سنة. وسألني جارنا الفقيه أبو بكر البرقي الخوارزمي، وكان مائلاً إلى الفقه والتفسير والزهد، فسألني شرح الكتب له، فصنفت له كتاب الحاصل والمحصول في عشرين مجلدة أو نحوها. وصنفت له كتاب البر والإثم، وهذا ن الكتابان لا يوجدان إلا عنده، ولم يعرهما أحداً.

(29/222)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 223
ثم مات والدي، وتصرفت بي الأحوال، وتقلدت شيئاً من أعمال السلطان، ودعتني الضرورة إلى الإحلال ببخارى والانتقال إلى كركانج، وكان أبو الحسن السهلي المحب لهذه العلوم بها وزيراً. وقدمت إلى الأمير بها عليّ بن المأمون، وكنت على زي الفقهاء إذ ذاك بطيلسان تحت الحنك، وأثبتوا لي مشاهرة دارة تكفيني. ثم انتقلت إلى نسا، ومنها إلى باورد، وإلى طوس، ثم إلى جاجرم راس حد خراسان، ومنها جرجان، وكان قصدي الأمير قابوس. فاتفق في أثناء هذا أخد قابوس وحبسه، فمضيت إلى دهساتن، فمرضت بها ورجعت إلى جرجان، فاتصل بي أبو عبيد الجوزجاني.

(29/223)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 224
ثم قال أبو عبيد الجوزجاني: فهذا ما حكاه لي الشيخ من لفظه. وصنف ابن سينا بأرض الجبل كتباً كثيرة. وهذا فهرس كتبه: كتاب المجموع، مجلد، الحاصل والمحصول، عشرون مجلدة، الإنصاف، عشرون مجلدة، البر والإثم، مجلدان، الشفاء، ثمانية عشر مجلداً، القانون، أربعة عر مجلداً، الأرصاد الكلية، مجلد، كتاب النجاة، ثلاث مجلدات، الهداية، مجل، الإشارات، مجلد المختصر، مجلد العلائي، مجلد، القولنج، مجلد، لسان العرب، عشر مجلدات، الأدوية القلبية، مجلد، الموجز، مجلد، بعض الحكة الشرقية، مجلد، بيان ذوات الجهة، مجل كتاب المعاد، مجلد كتاب المبتدأ والمعاد، مجلد. ومن رسائله: القضاء والقدر، الآلة الرصدية، غرض قاطيغورياس، المنطق بالشعر، قصيدة في العظة والحكمة، تعقب المواضع الجدلية، مختصر أوقليدس، مختصر في النبض بالعجمية، في النهاية وأن لا نهاية، عهد كتبه لنفسه، حي بن يقظان، في أنّ أبعاد الجسم غير ذاتية له، خطب الكلام في الهندباء، في أنّ الشيء الواحد لا يكون جوهرياً عرضياً، في أنّ علم زيد غير علم عمرو، رسائل له إخوانية وسلطانية، مسائل جرت بينه وبين بعض الفضلاء.

(29/224)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 225
ثم انتقل إلى الري، وخدم السيدة وابنها مجد الدولة، وداواه من السوداء، وأقام إلى أنّ قصد) شمس الدولة بعد قتل هلال بن بدر وهزيمة جيش بغداد. ثم خرج إلى قزوين، وإلى همذان. ثم عالج شمس الدولة من القولنج، وصار من ندمائه، وخرج في خدمته. ثم رد إلى همذان. ثم سألوه يقلد الوزارة فتقلدها. ثم اتفق تشويش العسكر عليه واتفاقهم عليه خوفاً منه، فكبسوا داره ونهبوها، وسألوا الأمير قتله، فامتنع وأرضاهم بنفيه، فتوارى في دار الشيخ أبي سعد أربعين يوماً. فعاود شمس الدولة القولنج، فطلب الشيخ فحضر، فاعتذر إليه الأمير بكل وجهٍ، فعالجه، وأعاد إليه الوزارة ثانياً. قال أبو عبيد الجوزجاني: ثم سألته شرح كتاب أرسطو طاليس فقال: لا فراغ لي، ولكن أنّ رضيت مني بتصنيف كتاب أورد في ما صح عندي من هذه العلوم بلا مناظرة ولا رد فعلت. فرضت منه، فبدأ بالطبيعيات من كتاب الشفاء نوبة، وكان يقرأ غيري من

(29/225)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 226
القانون نوبة، فإذا فرغنا حصر المغنون، وهييء مجلس الشراب بالآته، فكنا نشتغل به. فقضينا على ذلك زمناً. وكان يشتغل بالنهار في خدمة الأمير. ثم مات الأمير، وبايعوا ولده، وطلبوا الشيخ لوزارته فأبى، وكاتب علاء الدولة سراً يطلب المصير إليه، واختفى في دار أبي غالب العطار فكان يكتب كل يوم خمسين ورقة تصنيفاً في كتاب الشفاء حتى أتى منه على جميع كتب الطبيعي والإلهي، ما خلا كتابي الحيوان والنبات. ثم اتهمه تاج الملك بمكاتبة علاء الدولة، وأنكر عليه ذلك، وحث على طلبه، وظفروا به وسجنوه بقلعة فردجان. وفي ذلك يقول قصيدة منها:
(دخولي باليقين كما تراه .......... وكل الشك في أمر الخروج)
فبقي فيها أربعة أشهر. ثم قصد علاء الدولة همذان فأخذها، وهرب تاج الملك وأتى تلك القلعة. ثم رجع تاج الملك وابن شمس الدولة إلى همذان لما انصرف عنها علاء الدولة، وحملوا معهما الشيخ إلى همذان، ونزل في دار العلوي، وأخذ يصنف المنطق من كتاب الشفاء. وكان قد صنف بالقلعة: رسالة حي بن يقظان، وكتاب الهدايات، وكتاب القولنج. ثم إنه حرج نحو إصبهان متنكراً، وأنا وأخوه وغلامان له في زي الصوفية، إلى أنّ وصلنا طبران، وهي على باب إصبهان، وقاسينا شديداً، فاستقبلنا

(29/226)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 227
أصدقاء الشيخ وندماء الأمير علاء) الدولة وخواصه، وحملوا إليه الثياب والمراكب، وأنزل في محلة كون كبير. وبالغ علاء الدولة في إكرامه وصار من خاصته. وقد خدمت الشيخ وصحبته خمساً وعشرين سنة. وجرت مناظرة فقال له بعض اللغويين: إنك لا تعرف اللغة. فأنف الشيخ وتوفر على درس اللغة ثلاث سنين، فبلغ طبقة عظيمة من اللغة، وصنف بعد ذلك كتاب لسان العرب ولم يبيضه. قال: وكان الشيخ قوي القوى كلها، وكان قوة المجامعة من قواه الشهوانية أقوى وأغلب. وكان كثيراً ما يشتغل به، فأثر في مزاجه. وكان يعتمد على قوة مزاجه حتى صار أمره إلى أنّ أخذه القولنج. وحرص على برئه حتى حقن نفسه في يوم ثمان مرات، فتقرح بعض أمعائه وظهر به سحج. وسار مع علاء الدولة، فأسرعوا نحو ابينع، فظهر به هناك الصرع الذي قد يتبع علة القولنج. ومع ذلك كان يدبر نفسه ويحقن نفسه لأجل السحج. فأمر يوماً باتخاذ دانقين من بزر الكرفس في جملة ما يحتقن به طلباً لكسر الرياح، فقصد بعض الأطباء الذي كان هو يتقدم بمعالجته فطرح من بزر الكرفس خمسة دراهم. لست أدري عمداً فعله أم خطأ، لأنني لم أكن معه. فازداد السحج به من حدة البزر. وكان يتناول المثروديطوس لأجل الصرع، فقام بعض غلمانه وطرح شيئاً

(29/227)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 228
كثيراً من الأفيون فيه وناوله، فأكله. وكان سبب لك خيانتهم في مال كثير من خزائنه، فتمنوا هلاكه ليأمنوا. فنقل الشيخ إلى إصبهان وبقي يدبر نفسه. واشتد ضعفه. ثم عالج نفسه حتى قدر على المشي، لكنه مع ذلك يكثر المجامعة، فكان ينتكس. ثم قصد علاء الدولة هنذان، فسار الشيخ معه فعاودته تلك العلة في الطريق إلى أنّ وصل إلى همذان، وعلم أنه قد سقطت قوته، وأنها لا تفي بدفع المرض، فأهمل مداواة نفسه، وأخذ يقول: المدبر الذين كان يدبر بدني قد عجز عن التدبير، والآن فلا تنفع المعالجة. وبقي على هذا أياماً، ومات عن ثلاث وخمسين سنة. انتهى قول أبي عبيد. وقبره تحت سور همذان، وقيل: إنه ننقل إلى إصبهان بعد ذلك. قال ابن خلكان في ترجمة ابن سينا: ثم اغتسل وتاب وتصدق بما معه على الفقراء، ورد المظالم على من عرفه، وأعتق مماليكه. وجعل يختم كل ثلاثة أيام ختمة، ثم مات بهمذان يوم) الجمعة في رمضان. وولد في صفر سنة سبعين وثلاثمائة. قال: وكان الشيخ كمال الدين بن يونس يقول أنّ مخدومه سخط عليه ومات في سجنه. وكان ينشد:
(رأيت ابن سينا يعادي الرجال .......... وفي السجن مات أخس الممات)

(فلم يشف ما نابه بالشفا .......... ولم ينج من موته بالنجات)

(29/228)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 229
4 (وصية ابن سينا)
لأبي سعيد بن أبي الخير الصوفي الميهني، قال: ليكن الله تعالى أول فكر له وآخره، وباطن كل اعتبار وظاهره، ولتكن عين نفسك مكحولة بالنظر إليه، وقدمها موقوفة على المثول بين يديه، مسافراً بعقله في الملكوت الأعلى وما فيه من آيات ربه الكبرى، وإذا انحط إلى قراره، فلينزه الله في آثاره، فإنه باطن ظاهر، تجلى لكل شيء بكل شيء، ففي كل شيء له آية تدل على انه واحد. فإذا صارت هذه الحال له ملكة انطبع فيها نقش الملكوت، وتجلى له قدس اللاهوت، فألف الأنس الأعلى، وذاق اللذة القصوى، وأخذه عن نفسه من هو بها أولى، وفاضت عليه السكينة، وحقت له الطمأنينة. وتطلع على العالم الأدنى اطلاع راحم لأهله، مستوهن لحبله، مستخف لثقله، مستخشٍ به لعلقه، مستضل لطرقه، وتذكر نفسه وهي بها بهجة، وببهجتها بهجة، فيعجب منها ومنهم تعجبهم منه، وقد ودعها، وكان معها كأن ليس معها، وليعلم أنّ أفضل الحركات الصلاة، وأمثل السكنات الصيام، وأنفع البر الصدقة، وأزكى السر الاحتمال، وأبطل السعي المراءآة، وأن تخلص النفس عن الدرن، ما التفتت إلى قيل وقال، ومنافسة وجدال، وانفعلت بحال من الأحوال، وخير العمل ما صدر عن خالص نية، وخير النية ما ينفرج عن جناب علم، والحكمة أم الفضائل، ومعرفة الله أول الأوائل إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه. إلى أنّ قال: وأما المشروب فيهجر شربه تلهياً لا تشفياً وتداوياً، ويعاشر

(29/229)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 230
كل فرقة بعادته ورسمه، ويسمح بالمقدور والتقدير من المال، ويركب لمساعدة النّاس كثيراً مما هو خلاف طبعه. ثم لا يقصر في الأوضاع الشرعية، ويعظم السنن الإلهية، والمواظبة على التعبدات البدنية.) إلى أنّ قال: عاهد الله أنه يسير بهذه السيرة ويدين بهذه الديانة، والله ولي الذين آمنوا. وله شعر يروق، فمنه قصيدته في النفس:
(هبطت إليك من المحل الأرفع .......... ورقاء ذات تعزز وتمنعِ)

(محجوبة عن كل مقلة عارف .......... وهي التي سفرت فلم تتبرقعِ)

(وصلت على كره إليك وربما .......... كرهت فراقك وهي ذات تفجعِ)

(أنفت وما أنست فلما واصلت .......... ألفت مجاورة الخراب البلقع)

(وأظنها نسيت عهوداً بالحمى .......... ومنازلاً بفراقها لم تقنعِ)

(حتى إذا اتصلت بهاء هبوطها .......... من ميم مركزها بذات الأجرع)

(علقت بها ثاء الثقيل فأصبحت .......... بني المعالم والظلول الخضع)

(تبكي إذا ذكرت ديارا بالحمى .......... بمدامع تهمي ولما تقطع)

(وتظل ساجعة على الدمن التي .......... درس بتكرار الرياح الأربع)

(إذا عاقها الشرك الكثير وصدها .......... قفص عن الأوج الفسيح الأرفع)

(حتى إذا قرب المسير من الحمى .......... ودنا الرحيل إلى الفضاء الأوسع)

(هجعت وقد كشف الغطاء فأبصرت .......... ما ليس يدرك بالعيون الهجع)

(وغدت مفارقة لك مخالف .......... عنها حليف الترب غير مشيع)

(29/230)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 231
(وبدت تغرد فوق ذروة شاهق .......... والعلم يرفع كل من لم يرفع)

(فلأي شيء أهبطت من شاهق .......... سام إلى قعر الحضيض الأوضع)

(أنّ كان أرسها الإله لحكمة .......... طويت عن الفطن اللبيب الأروع)

(فهبوطها أنّ كان، ضربة لازب .......... لتكون سامعة بما لم تسمع)

(وتعود عالمة بكل خفية .......... في العالمين فخرقها لم يرقع)

(وهي التي قطع الزمان طريقها .......... حتى لقد غربت بغير المطلع)

(فكأنها برق تألق بالحمى .......... ثم انطوى فكأنه لم يلمع)
وهي عشرون بيتاً. وله:
(قم فاسقنيها قهوة الطلا .......... يا صاح بالقدح الملا بين الملا)
)
(خمراً تظل لها النصارى سجداً .......... ولها بنو عمران أخلصت الولا)

(لو أنها يوماً وقد لعبت بهم .......... قالت: ألست بربكم قالوا: بلا)
وله وهو يجود بنفسه، فيما أنشدني المسند بهاء الدين القاسم بن محمود الطبيب:
(أقام رجالاً في معارجه ملكاً .......... وأقعد قوماً في غوايتهم هلكا)

(29/231)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 232
(نعوذ بك اللهم من شر فتنة .......... تطوق من حلت به عيشة ضنكا)

(رجعنا إليك الآن فاقبل رجوعنا .......... وقلب قلوباً طال إعراضها عنكا)

(فإن أنت لم تبد سقام نفوسنا .......... وتشفي عماياها، إذاً، فلمن يشكا)

(فقد آثرت نفسي لقاك وقطعت .......... عليك جفوني من مدامعها سلكا)
وقد طالت هذه الترجمة، وقد كان ابن سينا آية في الذكاء هو رأس الفلاسفة الإسلاميين الذين مشوا خلف العقول، وخالوا الرسول.
4 (الحسين بن عليّ بن بطحا.)
القاضي أبو عبد الله. توفي في جمادى الأولى ببغداد. سمع: أبا سليمان الحراني، وأبا بكر الشافعي. وعنه: شيوخ شهدة، والسلفي.
4 (الحسين بن محمد بن الحسين بن عامر.)
أبو طاهر الأنصاري الخزرجي الجزري المعرف بابن خراشة. إمام جامع دمشق. قرأ على: أبي الفتح بن برهان الإصبهاني. وحدَّث عن: الحسين بن أبي الرمرام الفرائضي، ويسف الميانجي، وجماعة. روى عنه: أبو سعد السمان، وأبو عبد الله بن أبي الحديد، وابن أبي الصقر الأنباري، والكتاني وقال: كان ثقة، نبيلاً، يذهب مذهب الأشعري. توفي في ربيع الآخر.

(29/232)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 233
4 (حمزة بن الحسين بن أحمد بن القاسم.)
أبو طالب بن الكوفي الدلال. شيخ بغدادي، ضعيف. سماعه صحيح من أبي بكر بن خلاد فلما كان بآخرة حدَّث عن: أبي عمرو بن السماك، وأحمد بن كامل، وجماعة. وقال الخطيب: ذكر لي أبو عبد الله الصوري أنه كتب عنه جزءاً لطيفاً عن أبي عمرو بن السماك، رأى سماعه فيه صحيحاً.) توفي في ربيع الآخر. وولد سنة ست وثلاثين وثلاثمائة. وحكى الخطيب عن محمد بن محمد الحديثي أنه، أعني حمزة، أخرج له جزءاً قد كشط فيه وألحق وغير.
4 (حرف الذال)

4 (ذو القرنين.)

(29/233)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 234
أبو المطاع وجيه الدولة ابن ناصر الدولة الحسن بن عبد الله بن حمدان التغلبي، الشاعر الأمير. ولي إمرة دمشق بعد لؤلؤ البشراوي سنة إحدى وأربعمائة، وجاءته الخلعة من الحكام. ثم عزله الحاكم بن أشهر بمحمد بن بزال. ثم ولي أبو المطاع دمشق في سنة اثنتي عشرة وأربعمائة للظاهر صاحب مصر، ثم عزله بعد أربعة أشهر بسختكين. ثم وليها مرة ثالثة سنة خمس عشرة، فبقي إلى سنة تسع عشرة، فعزل بالدزبري. وله شعر رائق:
(أفدى الذي زرته بالسيف مشتملاً .......... ولحظ عينيه أمضى من مضاربه)

(فما خلعت نجادي للعناق له .......... حتى لبست نجاداً من ذوائبه)

(فبات أسعدنا في نيل بغيته .......... من كان في الحب أشقانا بصاحبه)

(29/234)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 235
وقد روى عنه أبو محمد الجوهري مقاطعات رائقة. وكان ابنه أميراً. وله:
(لو كنت أملك صبراً أنت تملكه .......... عني لجازيت منك التيه بالصلف)

(أو بت تضمر وجداً بت أضمره .......... جزيتني كلفاً عن شدة الكلف)

(تعمد الرفق بي يا حب محتسباً .......... فليس يبعد ما تهواه من تلفي)
وله:
(لو كنت ساعة بيننا ما بيننا .......... وشهدت حين نكرر التوديعا)

(أيقنت أنّ من الدموع محدَّثاً .......... وعلمت أنّ من الحديث دموعا)
وله:
(ومفارق ودعت عند فراقه .......... ودعت صبري عنه في توديعه)

(ورأيت منه مثل مثل لؤلؤ عقده .......... من ثغرة وحديثه ودموعه)
) توفي ذو القرنين في صفر. وقيل: إنه وصل إلى مصر، وولي الإسكندرية للظاهر سنة، ثم رجع إلى دمشق.

(29/235)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 236
4 (حرف السين)

4 (سعيد بن أحمد بن يحيى)
أبو الطيب الحديدي التديبي، الطليطلي. أحد الأئمة الأعلام. روى عن: أبيه، ومحمد بن إبراهيم الخشني، وعبد الرحمن بن أحمد بن حوبيل. وناظر على: محمد بن الفخار. وجمع كتباً لا تحصى. وكان معظماً في النفوس. حجّ سنة خمس وتسعين، ولقي جماعة. وسمع بمكة من: أبي القاسم سليمان بن عليّ المالكي، وأحمد بن عباس بن أصبغ. ولقي بمصر الحافظ عبد الغني. وأخذ بالقيروان عن: أبي الحسن القابسي. وكان أهل المشرق يقولون: ما مر علينا قط مثله. حدَّث عنه: حاتم بن محمد، وغيره. وتوفي رحمه الله في ربيع الأول.
4 (حرف الصاد)

4 (صالح بن أحمد بن القاسم بن يوسف بن فارس الميانجي.)
أبو مسعود، ابن أخي القاضي أبي بكر يوسف. سكن صيدا.

(29/236)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 237
وحدَّث عن: أبيه، وعمه، ومحمد بن سليمان بن ذكوان البعلبكي، وموسى بن عبد الرحمن البيروتي، والفضل بن جعفر التيمي، وجماعة. روى عنه: عبد الله بن عليّ بن أبي عقيل القاضي، وولده محمد بن عبد الله، وأحمد بن محمد بن متويه شيخ لوجيه الشحامي، وعلي بن بكار الصوري، وأبو نصر بن طلاب، وإبراهيم بن شكر العفاني، وآخرون. توفي سنة ثمان أو تسع وعشرين.
4 (حرف العين)

4 (عبد الرحمن بن الحسن بن عليك.)
أبو سعد النيسابوري، والد عليّ. يقال: مات هذه السنة. وهو مذكور في سنة إحدى وثلاثين.)
4 (عبد الرحمن بن محمد بن حسين.)
أبو عمرو الفارسي ثم الجرجاني، سبط الإمام أبي بكر الإسماعيلي. فقيه ثقة. سمع من: جده.

(29/237)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 238
روى عنه عليّ بن محمد الزبحي الجرجاني في تاريخه، وقال: ثقة. توفي في صفر.
4 (عبد الغفار بن محمد بن جعفر.)
أبو طاهر المؤدب، بغدادي. ضعفه أبو عبد الله الصوري لشيء ما. روى عن أبي عليّ الصواف، وأبي بكر الشافعي، ومحمد بن محرم، وأبي الفتح الأزدي. روى عنه: الخطيب، وعلي بن الحسين بن أيوب البزاز، وأبو منصور محمد بن أحمد الخياط سمع منه مسند الحميدي. توفي في ربيع الأول، وولد سنة خمس وأربعين.
4 (عثمان بن محمد بن يوسف بن دوست.)
أبو عمرو البغدادي العلاف، أخو أحمد. سمع: أبا بكر النجاد، و عبد الله بن إسحاق الخراساني، وعمر بن سلم، وأبو بكر الشافعي. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقاً. مات في صفر.

(29/238)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 239
قلت: وروى عنه: أحمد بن عبد القادر بن يوسف موطأ القعنبي.
4 (عليّ بن محمد بن إبراهيم بن الحسين المحدَّث.)
الحافظ أبو الحسن الحنائي الدمشقي، الزاهد المقريء. سمع الكثير، وخرج لنفسه المعجم في مجلد. وروى عن: عبد الوهاب الكلابي، وأبي بكر بن أبي الحديد، وابن جميع، وأحمد بن إبراهيم بن فراس المكي، وأحمد بن عبد العزيز بن ثرثال، وعبد الرحمن بن عمر النحاس. د روى عنه: أبو سعد السمان، وسعد بن عليّ الزنجاني، وعبد العزيز الكتاني، وسعد الله بن صاعد الرحبي، وجماعة. وقال عبد العزيز الكتاني: توفي شيخنا وأستاذنا أبو الحسن الحنائي، الشيخ الصالح، في ربيع الأول. كتب الكثير، وكان من العباد. وكانت له جنازة عظيمة ما رأيت مثلها. ولم يزل يحمل من بعد) صلاة الجمعة إلى قريب العصر. وانحل كفنه. وذكر أنّ مولده في سنة سبعين وثلاثمائة رحمه الله. قال الأهوازي: دفن بباب كيسان.

(29/239)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 240
4 (حرف الميم)

4 (محمد بن أحمد بن أبي موسى)
الشريف أبو عليّ الهاشمي البغدادي، شيخ الحنابلة وعالمهم، وصاحب التصانيف المشهورة. سمع: محمد بن المظفر، وأبا الحسين بن سمعون، وغيرهما. وهو كبير، فإن مولده في سنة خمس وأربعين وثلاثمائة، وكان يمكنه السماع بعد الخمسين وثلاثمائة. روى عنه: أبو بكر الخطيب، والقاضي أبو يعلى بن الفراء وتفقه به، وأبو الحسين بن الطيوري، وآخرون. وكان سامي الذكر، عديم النظير. له وجاهة عند الخليفتين القادر والقائم. صنف كتاب الإرشاد، وكانت له حلقة بجامع المنصور. وقد صحب أبا الحسن التميمي، وغيره من الكبار. قال رزق الله التميمي: زرت قبر الإمام أحمد بن حنبل مع الشريف أبي عليّ بن أبي موسى، فرأيته قبل رجل القبر. فقلت له: في هذا أثر فقال لي: أحمد في نفسي عظيم، وما أظن الله تعالى يؤاخذني بهذا الفعل. أو كما قال. وقال الخطيب: توفي في ربيع الآخر. وكان ثقة، له التصانيف على مذهب أحمد.

(29/240)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 241
4 (محمد بن أحمد بن مأمون.)
أبو عبد الله المصري، المحدَّث. قال الحبّال: تكلم في حديثه ومذهبه، عنده عن بكير الرازي، عن بكار ابن قتيبة، وغيره. توفي في ربيع الأول. قلت: ذكره في تاريخه الحافظ قطب الدين وقال: محمد بن أحمد بن الحسين مأمون بن محمد بن داود بن سليمان بن حيان، أبو عبد الله القيسي المصري. روى عن: أبي بكر بن أحمد بن إبراهيم الرازي، وعبد الله بن الحسن بن عمر بن رذاذ، وأبو معشر الطبري، وسعد بن عليّ الزنجاني، وآخرون.) قال الحبّال أيضاً: هو محدَّث بن محدَّث. قالت: يقع حديثه في جزء سعد الزنجاني، ومن فوائد العثماني بنزول.
4 (محمد بن إبراهيم المشاط.)
أبو بكر الفارسي.

(29/241)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 242
حدَّث بنيسابور عن: أبي عمرو بن مطر، وإبراهيم بن عبد الله، ومحمد بن الحسن السراج، وطبقتهم. روى عنه: أبو بكر البيهقي، وعلي بن أحمد الأخرم.
4 (محمد بن إبراهيم بن عبدان.)
أبو بكر الكرماني السيرجاني، الحافظ الرحال. طول، وسمع: أبا عبد الله بن مندة، وأبا عبد الله الحاكم، وأبا عبد الله الحسين بن الحسن الحليمي، وأبا الحسن محمد بن عليّ الهمذاني، وأبا نصر أحمد بن محمد الكلاباذي. روى عنه: جعفر بن محمد المستغفري وهو من أقرانه. وآخر من حدَّث عنه: عبد الغفار الشيرويي. توفي بسمرقند.
4 (محمد بن الحسن ين أحمد بن محمد بن موسى.)

(29/242)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 243
أبو الحسين الأهوازي، المعروف بابن أبي عليّ الإصبهاني. سكن بغداد، وحدَّث عن جماعة من شيوخ الأهواز. وكان مولده في سنة خمس وأربعين وثلاثمائة. حدَّث عن: أحمد بن عبدان الشيرازي الحافظ بتاريخ البخاري. قال الخطيب: سمعنا منه وفيه شيء. وحدَّثني أبو الوليد الدربندي قال: سمعت أحمد بن عليّ الجصاص بالأهواز قال: كنا نسمي ابن أبي عليّ الإصبهاني: جراب الكذب. توفي بالأهواز.
4 (محمد بن الحسن بن أحمد بن الليث.)
أبو بكر الشيرازي الصفار.

(29/243)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 244
روى عن: أبي الفضل محمد بن عبد الله بن خميرويه الهروي، والعباس أبن الفضل النصروي، وأبي بكر بن المقريء، وأبي محمد بن حمويه السرخسي. وقع لنا مجلسان من حديثه.) روى عنه: القاضي أبو طاهر محمد بن عبد الله بن أبي بردة الفزاري، وعبد الرحيم بن محمد بن الشيرازي شيخ أبي سعيد الصائغ، وجماعة. وكان خطيب شيراز. رحل به أبوه الحافظ الكبير أبو عليّ. وكان مولده في سنة ثلاث وستين وثلاثمائة.
4 (محمد بن عبد الله بن عبيد الله بن باكويه.)
أبو عبد الله الشيرازي، أحد مشايخ الصوفية الكبار. سمع: محمد بن خفيف الزاهد، ومحمد بن القاسم بن ناصح الكرجي بشيراز، وأبا بكر القطيعي ببغداد، وأبا أحمد بن عدي بجرجان، وأبا يعقوب النجيرمي بالبصرة، وأبا الفضل بن خميرويه بهراة، وعلي بن عبد الرحمن البكائي بالكوفة، ومغيرة بن عمرو بمكة، وإسماعيل بن محمد الفراء ببلخ، وأبا بكر بن المقريء بإصبهان، وأبا بكر محمد بن القاسم الفارسي ببخارى، وأبا بكر الميانجي بدمشق. وعنه: أبو القاسم القشيري، وعبد الواحد بن أبي القاسم القشيري، وأبو

(29/244)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 245
بكر بن خلف الشيرازي، وعبد الوهاب بن أحمد الثقفي، والشيرويي، وعلي بن عبد الله بن أبي صادق، وآخرون. وقع لنا جزء من حديثه. وقال إسماعيل بن عبد الغافر الفارسي: سمعت أبا صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن يقول: نظر في أجزاء أبي عبد الله بن باكويه، فلم أجد عليها آثار السماع. وأحسن ما سمعت عليه الحكايات. ورَّخه الحسين بن محمد الكتبي الهروي.
4 (محمد بن عبد العزيز بن أحمد بن عبد السلام.)
أبو جعفر الأبهري، الفقيه. سمع ببغداد: أبا بكر القطيعي، والقاضي أبا بكر الأبهري، وجماعة. وله جزء معروف، سمعه منه حفيده عبد الرحمن بن عبد العزيز بن محمد شيخ السلفي. كتبه السلفي سنة خمسمائة بأبهر عن حفيده.
4 (محمد بن عبد الواحد بن محمد بن جعفر.)
أبو عبد الله البغدادي البزاز ابن زوج الحرة.) مكثر، سمع: أبا عليّ الفارسي النحوي، وأبا عمر بن حيويه، وأبا الحسن ابن لؤلؤ، وأبا حفص الزيات.

(29/245)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 246
روى عنه الخطيب، ووثقه.
4 (مهيار بن مرزويه الديلمي.)
أبو الحسن الكاتب الشاعر المشهور. كان مجوسياً فأسلم على يد الشريف الرضي أبي الحسن الموسوي، وهو أستاذه في الأدب والنظم، وبه تخرج. وكان رافضياً. حدَّث بديوان شعره، وقد تعرض للصحابة في شعره، وديوانه في نحو أربع مجلدات. وكان مقدماً على شعراء عصره. ومن سائر قوله:
(بكر العارض تحدوه النعامى .......... فسقاك الري يا دار أماما)
منها:
(وبجرعاء الحمى قلبي فعج .......... بالحمى فاقرأ على قلبي السلاما)

(29/246)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 247
(قل لجيران الغضا: آه على .......... طيب عيش بالغضا لو كان داما)

(حملوا ريح الصبا نشركم .......... قبل أنّ تحمل شيحا وتماما)

(وابعثوا أشباه حلم لي في الكرى .......... أنّ أذنتم لجفوني أنّ تناما)
وله:
(ظن غداة البين أنّ قد سلما .......... لما رأى سهماً لم تجر دما)

(وعاد يستقري حشاه فإذا .......... فؤاده من بينها قد عدما)

(لم يدر من أين أصيب قلبه .......... وإنما الرامي درى كيف رما)

(يا قاتل الله العيون خلقت .......... جوارحاً، فكيف عادت أسهما)
وتوفي في جمادى الآخرة.
4 (ميمون بن سهل.)
أبو نجيب الواسطي، ثم الهروي. الفقيه. مات في رمضان. وروى عن: أبي بكر محمد بن أحمد المفيد، وأبي القاسم بكر بن أحمد، وجماعة.) روى عنه: ابنه نجيب، وأبو عليّ جهاندار.
4 (حرف الياء)

4 (يوسف بن حمود بن خلف.)

(29/247)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 248
أبو الحجاج الصدفي السبتي الفقيه المالكي. قاضي سبته نيفاً وعشرين سنة. سمع بالأندلس من: أبي بكر الزبيدي، وأبي محمد الأصيلي، وخطاب ابن مسلمة، وعبد الله بن محمد الباجي. وكان صالحاً متواضعاً، أديباً شاعراً، رحمه الله.

(29/248)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 249
4 (وفيات سنة تسع وعشرون وأربعمائة)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن عبد الله بن الحسين بن إسماعيل.)
أبو عبد الله المحاملي. سمع: أبا بكر النجاد، وأبا سهل بن زياد، ودعلج بن أحمد، والشافعي. وولد في سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة. روى عنه: أبو بكر الخطيب، وأبو الفضل بن خيرون، وأبو غالب الباقلاني، وجماعة من مشيخة السلفي الذين ببغداد. وقال الخطيب: كان سماعه صحيحاً. وحدَّث له صمم في أول سنة ثمان وعشرين. وتوفي في ربيع الآخر. قال: عاش ستاً وثمانين سنة رحمه الله.

(29/249)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 250
أحمد بن عثمان بن أحمد بن محمد بن خشنام. أبو مسعود الخشنامي النيسابوري. توفي يوم النحر.
4 (أحمد بن عليّ بن منصور بن شعيب.)
القاضي أبو نصر البخاري. سمع: أبا عمرو بن صابر البخاري، وغيره.
4 (أحمد بن عمر بن عليّ.)
قاضي درزنجان. سمع: ابن المظفر، وأبا حفص الزيات، وعدة. سكن درزنجان. روى عنه: الخطيب.

(29/250)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 251
4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن ميمون.)
) أبو نصر بن الوتار. شيعي ببغداد. سمع منه: الخطيب. يروي عن: ابن المظفر، وأبي بكر بن شاذان. ضعيف.
4 (أحمد بن محمد بن عبد الله بن أبي عيسى لب بن يحيى.)

(29/251)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 252
أبو عمر المعافري الأندلسي، الطلمنكي، المقريء. نزيل قرطبة. وأصله من طلمنكة. أول سماعه سنة اثنتين وستين وثلاثمائة. روى عنه: أبي عيسى يحيى بن عبد الله الليثي، وأبي بكر الزبيدي، وأحمد بن عون الله، وأبي عبد الله بن مفرج، وأبي محمد الباجي، وخلف بن محمد الخولاني، وأبي الحسن الأنطاكي المقريء. وحج فلقي بمكة: أبا الطاهر محمد بن محمد العجيفي، وعمر بن عراك المصري، وبالمدينة: يحيى بن الحسين المطلبي، وبمصر: أبا بكر محمد بن عليّ الأدفوي، وأبا الطيب بن غلبون، وأبا بكر المهندس، وأبا القاسم الجوهري، وأبا العلاء بن ماهان، وبدمياط: محمد بن يحيى بن عمار، وبإفريقية: أبا محمد بن أبي زيد، وأبا جعفر أحمد بن رحمون. ورجع بعلم كثير. روى عنه: أبو عمر بن عبد البر، وأبو محمد بن حزم، وعبد الله سهل الأندلسي. وكان خبراً في علم القرآن، قراءآته، وإعرابه، وناسخه، ومنسوخه،

(29/252)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 253
وأحكامه، ومعانيه. صنف كتبا حسانا نافعة على مذاهب السنة، ظهر فيها علمه، واستبان فهمه. وكان ذا عناية تامة بالأثر ومعرفة الرجال، حافظاً للسنن، إماماً عارفاً بأصول الديانات. قديم الطلب، عالي الإسناد، ذا هدي وسنة واستقامة. قال أبو عمر الداني: أخذ القراءة عرضاً عن: أبي الحسن الأنطاكي، وابن غلبون، ومحمد بن الحسين بن النعمان. وسمع من محمد بن عليّ الأدفوي، ولم يقرأ عليه. وكان فاضلاً ضابطاً، شديداً في السنة رحمه الله. قال ابن بشكوال: كان سيفاً مجرداً على أهل الأهواء والبدع، قامعاً لهم، غيوراً على الشريعة، شديداً في ذات الله. أقرأ النّاس محتسباً، وأسمع الحديث، والتزم الإمامة بمسجد منعة. ثم خرج إلى الثغر، فتجول فيه. وانتفع النّاس بعلمه، وقصد بلده في آخر عمره فتوفي بها.) أخبرني أبو القاسم إسماعيل بن عيسى بن محمد بن بقي الحجاري، عن أبيه قال: خرج إلينا أبو عمر الطلمنكي يوماً ونحن نقرأ عليه فقال: أقرأوا وأكثروا، فإني لا أتجاوز هذا العام. فقلنا له: ولم يرحمك الله فقال: رأيت البارحة في منامي من ينشدني:
(اغتنموا البر بشيخ ثوى .......... ترحمه السوقة والصيد)

(قد ختم العمر بعيد مضى .......... ليس له من بعده عيد)
فتوفي في ذلك العام. ولد سنة أربعين وثلاثمائة، وتوفي في ذي الحجة.

(29/253)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 254
روى عنه جماعة كثيرة. وقد امتحن بفرط إنكاره. وقام عليه طائفة من المخالفين، وشهدوا عليه بأنه حروري يرى وضع السيف في صالحي المسلمين. وكانوا خمسة عشر شاهداً من الفقهاء والنبهاء، فنصره قاضي سرقسطة في سنة خمس وعشرين. وأشهد على نفسه بإسقاط الشهود. وهو القاضي محمد بن عبد الله بن فرتون رحمه الله.
4 (أحمد بن محمد بن إسماعيل.)
أبو بكر القيسي المعروف بابن السبتي. حجّ بعد السبعين وثلاثمائة. وسمع من: أبي محمد بن أبي زيد، والداوودي، وعطية بن سعيد. وسمع بقرطبة من ابن مفرج القاضي. وكان زاهداً عالماً فاضلاً. توفي بسبتة وقد شاخ.
4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر.)

(29/254)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 255
أبو بكر اليزدي الحافظ. حافظ رحال، مصنف كبير، وهو خال أبي بكر أحمد بن منجويه الحافظ. روى عن: أبي الشيخ، وغيره. سمع منه: أبو عليّ الحداد في هذه السنة.
4 (أحمد بن محمد بن عبيد الله بن محمد.)
أبو بكر البستي، الفقيه الشافعي. كان من كبار الأئمة بنيسابور، ومن أولي الرئاسة والحشمة.) سمع الكثير، وأملى مدة عن الدارقطني، وطبقته. روى عنه: مسعود السجزي. وتوفي في ثالث عشر رجب.
4 (إسحاق بن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن.)

(29/255)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 256
الحافظ أبو يعقوب السرخسي، ثم الهروي القراب. الإمام الجليل، محدَّث هراة. له مصنفات كثيرة. ولد سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة. وطلب الحديث فأكثر. قال أبو النضر الفامي: حتى أنّ عدد شيوخه زاد على ألف ومائتي نفس، وله تاريخ السنين الذي صنفه في وفاة أهل العلم، من زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سنة وفاته سنة تسع وعشرين. ومنها: كتاب المهج، وكتاب الأنس والسلوة، وكتاب شمائل العباد. قال: وكان زاهداً مقلاً من الدنيا. قلت: سمع: العباس بن الفضل النضروبي، وجده محمد بن عمر بن حفصويه، وأبا الفضل محمد بن عبد الله السياري، وعبد الله بن أحمد بن حمويه السرخسي، وزاهر بن أحمد الفقيه، وأحمد بن عبد الله النعيمي، والخليل بن أحمد القاضي، وأبا الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن حمزة، والحسين بن أحمد الشماخي الصفار، وأبا منصور محمد بن عبد الله البزابز، وهذه الطبقة فمن بعدهم، حتى كتب عمن هو أصغر منه. وحدَّث عن: الحافظ عليّ الحسن بن عليّ الوخشي وهو من أصحابه.

(29/256)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 257
روى عنه: شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري، وأبو الفضل أحمد بن أبي عاصم الصيدلاني، والحسين بن محمد بن مت، والهرويون. وقد احتج به شيخ الإسلام في الجرح والتعديل.
4 (إسماعيل بن عمرو الحداد المقريء ابن إسماعيل بن راشد.)
أبو محمد المصري. رجل صالح جليل القدر. روى عن: الحسن بن رشيق، وأحمد بن محمد بن سلمة الخياش، والعباس بن أحمد الهاشمي. روى عنه: القاضي أبو الحسن الخلعي، والمصريون، وسعد الزنجاني. توفي في صفر. وقد قرأ بالروايات وأقرأها. أخذ عن: أبي محمد غزوان بن القاسم المازني، وأبي عدي عبد العزيز ابن عليّ الإمام،) وقسيم بن مطير، وحمدان بن عون الخولاني، وغيرهم. قرأ عليه أبو القاسم الهذلي، وجماعة. عمر دهراً.
4 (إسماعيل بن محمد بن مؤمن.)
أبو القاسم الحضرمي الإشبيلي. حجّ وقرأ بمصر على: طاهر بن غلبون. وسمع من: أبي الحسن القابسي.

(29/257)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 258
وكان متفننا في العلوم جامعاً لها. توفي في صفر، وقد نيف على السبعين.
4 (حرف الحاء)

4 (حجاج بن محمد بن عبد الله)
أبو الوليد اللخمي، الإشبيلي. رحل وسمع من: أبي الحسن القابسي الداودي. وكان معتنياً بالعلم. ذكر أبو محمد بن خزرج.
4 (حجاج بن يوسف)
أبو محمد اللخمي الإشبيلي، ويعرف بابن الزاهد. سمع من: أبي محمد الباجي، وأبي بكر بن السليم القاضي، وابن القوطية، وجماعة قدماء. وكان مقدماً في العلم والفهم والشعر. توفي عن نحو ثمانين سنة.
4 (الحسن بن أحمد بن عبد الله بن حمديه.)
أبو عليّ البغدادي، أخو عبد الله. حدَّث بمجلس واحد عن أبي بكر الشافعي. قال الخطيب: لم أسمع منه، وكان صدوقاً. مات في رمضان.
4 (الحسن بن عليّ بن الصقر.)

(29/258)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 259
أبو محمد البغدادي، المقريء، الكاتب. كان كثير التلاوة، عالي الإسناد. قرأ لأبي عمرو على زيد بن أبي بلال الكوفي، وهو آخر من تلا عليه. تلا عليه القرآن: عبد السيد بن عتاب، وأبو البركات محمد بن عبد الله بن يحيى الوكيل، وثابت بن بندار، وأبو الخطاب عليّ بن عبد الرحمن بن الجراح. وأبو الفضل بن خيرون، وغيرهم. وكان رئيساً جليلاً معمراً. ولد سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة. وكان يمكنه السماع من إسماعيل الصفار، وطبقته. توفي في ثالث عشر جمادى الأولى رحمه الله تعالى.)
4 (الحسن بن أحمد بن سلمة.)
القاضي أبو عبد الله الربعي الدمشقي. الفقيه المالكي. قاضي ديار بكر. سمع من: يوسف الميانجي. وأبي حفص الزيات، والقاضي أبي بكر الأبهري، ومحمد بن المظفر، وجماعة. روى عنه: عبد العزيز الكتاني، وعمر بن أحمد الآمدي، وأبو القاسم بن أبي العلاء، وآخرون. حدَّث في هذا العام بصور.

(29/259)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 260
4 (الحسين بن أحمد بن عبد الله)
الإمام أبو عبد الله بن الحربي المقريء. قرأ على: عمر بن محمد بن عبد الصمد، والحسن بن عثمان البرزاطيّ، وأبي العباس عبد الله بن محمد أصحاب ابن مجاهد. تلا عليه عبد السيد بن عتاب. وقد حدَّث عن النجاد. روى عنه: أبو الفضل بن خيرون، ومحمد بن محمد المسلمة، وكان ظاهر الصلاح. قال لنا ابن البنا: كان من أولياء الله، يقريء النّاس ويلقي عليهم ما ينفعهم من الفقه والأحاديث، وله كرامات كثيرة. مات في جمادى الأولى.
4 (الحسين بن ميمون بن حسنون.)

(29/260)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 261
أبو عليّ المصري. رجل صالح ورَّخه الحبّال.
4 (حرف الخاء)

4 (خلف، مولى جعفر الفتى.)
المقريء أبو سعيد: مولى بني أميه الأندلسي. حجّ وسمع من: أبي بكر الأدفوي، وأبي القاسم الجوهري، وأبي محمد بن أبي زيد، وأبي القاسم عبيد الله السقطي. قال الخولاني: كان نبيلاً من أهل القرآن والعلم، مائلاً إلى الزهد والانقباض. روى عنه: أبو عبد الله بن عتاب وأثنى عليه. قال أبو عمرو الداني: توفي في ربيع الآخر، وقرأ القرآن على: أبي أحمد السامري، والأدفوي. حدَّث بقرطبة، وغيرها.
4 (حرف السين)

4 (سعيد بن إدريس)
أبو عثمان السلمي الإشبيلي، المقريء. رحل وحج، ولقي بمصر أبا الطيب بن غلبون، وكانت) له عنده حظوة ومنزلة. وسمع تصانيفه.

(29/261)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 262
ولقي أبا بكر الأدفوي، وأخذ عنه. وسمع من عبد العزيز بن عبد الله الشعيري كتاب الوقف والإبتداء بسماعة من ابن الأنباري. ورجع إلى الأندلس، وقد برع في علم القراءآت. وكان حسن الحفظ، مجوداً، فصيحاً، طيب الصوت، معدوم المثل، وكان إماماً للمؤيد بالله هشام بن الحكم بقرطبة، فلما وقعت الفتنة خرج إلى إشبيلية فسكنها، وبها توفي وله سبع وثمانون سنة. ورَّخه أبو عمرو الداني، وترجمه الخولاني، وقال أبو محمد بن خزرج: توفي في ذي الحجة سنة ثمان وعشرين، وقد كمل الثمانين.
4 (سعيد بن عبد الله بن دحيم.)
أبو عثمان الأزدي القريشي النحوي نزيل إشبيلية. كان إماماً في معرفة كتاب سيبويه، بارعاً في اللغة والشعر، إخبارياً. أخذ عن: أبي نصر بن هارون بن موسى، ومحمد بن عاصم، ومحمد بن خطاب. ذكره ابن خزرج.
4 (سفيان بن الحسين. أبو العز الغيسقاني الهروي. روى عن: بشر بن محمد المزني. روى)
عنه: الحسين بن محمد الكتبي، وأبي بكر القباب، سمع منه: عليّ بن أحمد بن مهران، وابن مادويه. من بيت العدالة والصلاح بإصبهان.

(29/262)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 263
4 (حرف الصاد)

4 (صلة بن المؤمل بن خلف)
أبو القاسم البغدادي، نزيل مصر. روى عن: القطيعي، وأبي محمد بن ماسي، ونحوهما. وحدَّث بالكثير. روى عنه: ابن أبي الصقر الأنباري.
4 (حرف الظاء)

4 (ظفر بن مظفر بن عبد الله بن كتنة.)
الفقيه أبو الحسين الحلبي الشافعي. سمع: عبد الرحمن بن عمر بن نصر، وعبيد الله بن الوراق. روى عنه: السمان، وعبد العزيز الكتاني، ومحمد بن أحمد بن أبي الصقر الأنباري. مات رحمه الله في الكهولة.
4 (حرف العين.)
)
4 (عبد الله بن رضا بن خالد بن عبد الله بن رضا.)
أبو محمد اليابري المغربي، من رهط الأخطل الشاعر.

(29/263)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 264
كان بارعاً في الأدب والبلاغة والنظم والإنشاء، له ذكر. وتوفي بإشبيلية في ذي الحجة عن بضع وسبعين سنة.
4 (عبد الله بن عليّ بن محمد بن عبد الله بن بشران)
البغدادي الشاهد. أبو محمد بن الشيخ أبي الحسين. سمع: أبا بكر القطيعي، وابن ماسي، وجماعة. قال الخطيب: كان سماعه صحيحاً. وتوفي في شوال.
4 (عبد الرحمن بن أحمد بن أشج.)
أبو زيد القرطبي. روى عن: أحمد بن عبد الله بن العنان، وأبي جعفر بن عون الله، وابن مفرج القاضي. قال ابن حيان: كان من أهل العدالة والمروءة، وكان قليل العلم. توفي في رجب هو والقاضي يونس في يوم.
4 (عبد الرحمن بن عبد الله بن عليّ بن عبد الرحمن بن سعيد بن خالد بن حميد بن أبي)
العجائز. الأزدي الدمشقي، المعدل. سمع من: أبيه، وأبي بكر الميانجي، والربعي. روى عنه: ابنه عبد الله، وأبو سعد السمان، وعبد العزيز الكتاني، وقال: مات في محرم.

(29/264)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 265
4 (عبد القاهر بن طاهر.)
الأستاذ أبو منصور البغدادي. مات بإسفرايين، وكان أحد الفقهاء. سمع: أبا عمرو بن نجيد وأبا عمرو محمد بن جعفر بن مطر. روى عنه: أبو بكر البيهقي، وعبد الغفار بن محمد بن شيرويه، وأبو القاسم عبد الكريم القشيري. وكان أبو منصور تلميذ الأستاذ أبي إسحاق الإسفرائيني. وكان يدرس في سبعة عشر فناً، وكان محتشماً متمولاً. صنف كتاب التكملة في الحساب. وقال أبو عثمان شيخ الإسلام الصابوني: كان الأستاذ أبو منصور من أئمة الأصول، وصدور الإسلام، بإجماع أهل الفضل والتحصيل. بديع الترتيب، غريب التأليف والتهذيب، تراه الجلة صدراً مقدماً، ويدعوه الأئمة إماماً مضخماً. ومن خراب نيسابور أنّ اضطر مثله إلى مفارقتها. وقيل: أنه لما حصل بإسفرايين ابتهجوا بمقدمه إلى الغاية، ودفن إلى جانب الأستاذ أبي إسحاق.) وقد أفردت له ترجمةً، ووقع لي من عواليه.

(29/265)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 266
4 (عبد الملك بن محمد)
أبو منصور الثعالبي. الأصح موته في سنة ثلاثين.
4 (عبد الملك بن سليمان بن عمر بن عبد العزيز.)
أبو الوليد الإشبيلي ابن القوطية. كان متصرفاً في الفقه والحساب والآداب، بارعاً في عقد الوثائق، راوية للأخبار. روى عن: أبي بكر بن السليم القاضي. وأبان بن السراج، وجماعة. وأول ما سمع سنة ست وخمسين وثلاثمائة.
4 (عليّ بن الحسن.)
الأديب أبو طاهر بن الحمامي الشاعر. خدم بني بويه، وترسل إلى الأطراف. روى عنه: القاضي أبو تمام الواسطي، والحسين بن الصابيء.

(29/266)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 267
4 (حرف الميم.)

4 (محمد بن أحمد بن محمد بن إسحاق.)
أبو الفضل الدندانقانيّ، الفقيه المعروف بالزاهري، وهي نسبة إلى زاهر بن أحمد السرخسي، لكونه رحل إليه، وتفقه عليه. روى عنه، وعن: أحمد بن سعيد، وأبي القاسم بن حبيب المفسر، وغيرهم. روى عنه: ابنه إسماعيل، وأبو حامد بن محمد الشجاعي، ومحمد بن أحمد الطبسي. وتوفي بقريته عن نيف وتسعين سنة.
4 (محمد بن سعيد بن محمد بن نبات.)
أبو عبد الله الأموي القرطبي. روى عن: أبي عيسى الليثي، وأبي جعفر بن عون الله، وأبي الحسن الأنطاكي المقريء. وكان ثقة صالحاً، معتنياً بالعلم، جيد المشاركة، من أهل السنة.

(29/267)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 268
توفي في المحرم عن ثلاث وتسعين سنة، رحمه الله.
4 (محمد بن سعيد الخطابي الهروي.)
عاش نيفاً وتسعين سنة. كنيته: أبو عبد الله. روى عن: حامد الرفاء. روى عنه: أبو عبد الله العميري، وأهل هراة.)
4 (محمد بن عليّ بن محمد)
أبو بكر السقطي. سمع: أبا بكر القطيعي، وغيره. روى عنه: الخطيب. وصدقه. توفي في ذي الحجة.
4 (محمد بن عمر بن محمد القاضي.)
أبو بكر بن الأخضر الداودي الفقيه. بغدادي ثقة، إمام. سمع: أبا الحسن بن لؤلؤ، وأبا الحسين بن المظفر، وجماعة. وثقة الخطيب وروى عنه. عاش ستاً وسبعين سنة.
4 (محمد بن محمد بن محمد)

(29/268)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 269
أبو الموفق النيسابوري. محدَّث رحال. سمع ببغداد أبا الحسن بن الجندي، وبدمشق عبد الوهاب الكلابي، وبمصر الحافظ عبد الغني. روى عنه: عبد العزيز الكتاني، وأبو القاسم بن الفرات، والخطيب.
4 (محمد بن يوسف بن محمد)
أبو عبد الله الأموي القرطبي النجاد. خال الحافظ أبي عمرو الداني. أخذ القراءة عرضاً عن: أبي أحمد السامري بمصر، وأبي الحسن الأنطاكي بقرطبة. وكان صدوقاً، متقناً، عارفاً بالقراءآت والعربية والحساب، أقرأ النّاس بقرطبة، ثم استوطن الثغر، وأقرأ النّاس به دهراً.

(29/269)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 270
وتوفي في ذي القعدة وقد قارب الثمانين.
4 (حرف النون)

4 (نصر بن شعيب.)
أبو الفتح الدمياطي. قدم الأندلس تاجراً، وكانت له رواية واسعة عن جماعة. روى عن: أبي بكر الأدفوي كثيراً. وكان عارفاً للعربية. قدم الأندلس في هذا العام.
4 (حرف الياء.)

4 (يونس بن عبد الله بن محمد بن مغيث بن محمد بن عبد الله.)
قاضي القضاة بقرطبة أبو الوليد بن الصفار، شيخ الأندلس في عصره ومسندها وعالمها. ولد سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة. وحدَّث عن: أبي بكر محمد بن معاوية القرشي صاحب النسائي، وأبي

(29/270)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 271
عيسى الليثي، وإسماعيل بن بدر، وأحمد بن ثابت التغلبي، وتميم بن محمد القروي، والقاضي محمد بن إسحاق بن السليم. وتفقه مع القاضي أبي بكر بن زرب، وجمع مسائله.) وروى أيضاً عن: أبي بكر بن القوطية، وأحمد بن خالد التاجر، ويحيى بن مجاهد، وأبي جعفر بن عون الله، وابن مجلس الكبير. وأبي زكريا بن عائذ، والزبيدي، وأبي الحسن عبد الرحمن بن أحمد بن بقي، وأبي محمد عبد المؤمن، وأبي عبد الله بن أبي دليم. وسمع منهم وأكثر عنهم، وقد أجاز له من المشرق: الحسن بن رشيق، وأبو الحسن الدارقطني. وولي أولاً قضاء بطليوس، ثم صرف. وولي خطابة مدينة الزهراء. ثم ولي القضاء والخطبة بقرطبة مع الوزارة. ثم صرف عن جميع ذلك ولزم بيته. ثم ولي قضاء الجماعة والخطبة سنة تسع عشرة وأربعمائة، فبقي قاضياً إلى أنّ مات. قال صاحبه أبو عمر بن مهدي: كان من أهل العلم بالحديث والفقه. كثير الرواية، وافر الحظ من العربية واللغة، قائلا للشعر النفيس، بليغاً في خطبه، كثير الخشوع فيها، لا يتمالك من سمعه عن البكاء، مع الزهد والفضل والقنوع باليسير. ما لقيت في شيوخنا من يضاهيه في جميع أحواله. كنت إذا ذاكرته شيئاً من أمر الآخرة يصفر وجهه ويدافع البكاء، وربما غلبه، وكان الدمع قد أثر في عينيه وغيرهما لكثرة بكائه. وكان النور بادياُ على

(29/271)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 272
وجهه وصحب الصالحين، وما رأيت أحفظ منه لأخبارهم وحكاياتهم، صنف كتاب المنقطعين إلى الله، وكتاب التسلي عن الدنيا، وكتاب فضل المتهجدين، وكتاب التسبب والتيسير، وكتاب محبة الله والإبتهاج بها، وكتاب فضل المستصرخين بالله عند نزول البلاء. روى عنه: مكي بن أبي طالب القيسي، وأبو عبد الله بن عائذ، وأبو عمرو الداني، وأبو عمر بن عبد البر، ومحمد بن عتاب، وأبو عمر بن الحذاء، وأبو محمد بن حزم، وأبو الوليد سليمان بن خلف الباجي، وأبو عبد الله الخولاني، وحاتم بن محمد، ومحمد بن فرج مولى ابن الطلاع، وخلق سواهم. ودفن يوم الجمعة العصر لليلتين بقيتا من رجب، وشيعة خلق عظيم. وكان وقت دفنه غيث وابل رحمه الله. ومن شعره:
(فررت إليكَ من ظُلمي لنفسي .......... وأوحشني العبادُ فأنتَ أنسي)

(رضاكَ هو المنى، وبكَ افتخاري .......... وذكرك في الدُّجى قَمَري وشمسي)

(قصدت إليك منقطعاً غريباً .......... لتُؤنسَ وحدتي في قعر رمْسي)
)
(وللعظمى من الحاجاتِ عندي .......... قصدتَ وأنتَ تعلمُ سرَّ نفسي.)

(29/272)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 273

(29/273)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 274
4 (وفيات سنة ثلاثين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن الحسن بن فورك بن محمد بن فورك بن شهريار.)
روى عن: الطّبرانيّ، وأبي الشيخ. روى عنه: سعيد بن محمد البقال. حدَّث في هذه السنة في آخرها.
4 (أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران.)

(29/274)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 275
أبو نعيم الإصبهاني الصوفي الأحول، سبط الزاهد محمد بن يوسف البنا. كان أحد الأعلام ومن جمع الله له بين العلو في الرواية والمعرفة التامة والدراية، رحل الحفاظ إليه من الأقطار، وألحق الصغار بالكبار. ولد سنة ست وثلاثين وثلاثمائة بإصبهان، واستجاز له أبوه طائفة من شيوخ العصر تفرد في الدنيا عنهم. أجاز له خيثمة بن سليمان وجماعة من الشام، وجعفر الخلدي وجماعة من بغداد، وعبد الله بن عمر بن شوذب من واسط، والأصم من نيسابور، وأحمد ابن عبد الرحيم القيسراني. وسمع سنة أربعٍ وأربعين وثلاثمائة من: عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس، والقاضي أبي أحمد محمد بن أحمد العسال، وأحمد بن معبد السمسار، وأحمد بن محمد القصار، وأحمد بن بندار الشعار، وعبد الله بن الحسين بن بندار، والطبراني، وأبي الشيخ، والجعابي. ورحل سنة ست وخمسين وثلاثمائة، فسمع ببغداد: أبا عليّ بن الصواف، وأبا بكر بن الهيثم الأنباري، وأبا بحر البربهاري، وعيسى بن محمد الطوماري، وعبد الرحمن والد المخلص، وابن خلاد النصيبي، وحبيباً القزاز، وطائفة كبيرة.

(29/275)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 276
وسمع بمكة: أبا بكر الآجري، وأحمد بن إبراهيم الكندي. وبالبصرة: فاروق بن عبد الكبير الخطابي، ومحمد بن عليّ بن مسلم العامري، وأحمد نب جعفر السقطي، وأحمد بن الحسن اللكي، وعبد الله بن جعفر الجابري، وشيبان بن محمد الضبعي، وجماعة. وبالكوفة: إبراهيم بن عبد الله بن أبي العزائم، وأبا بكر عبد الله بن يحيى الطلحي، وجماعة. وبنيسابور: أبا أحمد الحاكم، وحسينك التميمي، وأصحاب السراج، فمن بعدهم.) وصنف معجماً لشيوخه، وصنف كتاب حلية الأولياء، وكتاب معرفة الصحابة، وكتاب دلائل النبوة، وكتاب المستخرج على البخاري، والمستخرج على مسلم، وكتاب تاريخ بلده، وكتاب صفة الجنة، وكتاب فضائل الصحابة. وصنف شيئاً كثيراُ من المصنفات الصغار. وحدَّث بجميع ذلك. روى عنه: كوشيار بن لياليزرو الجيلي، أبو سعد الماليني وتوفي قبله بثماني عشرة، وتوفي كوشيار قبله ببضع وثلاثين سنة، وأبو بكر بن أبي عليّ الذكواني وتوفي قبله بإحدى عشرة سنة، والحافظ أبو بكر الخطيب، والحافظ أبو صالح المؤذن، والقاضي أبو عليّ الوخشي، ومستمليه أبو بكر محمد بن إبراهيم العطار، وسليمان بن إبراهيم الحافظ، وهبة الله بن محمد الشيرازي، ويوسف ابن الحسن التفكري، وعبد السلام بن أحمد القاضي، ومحمد بن عبد الجبار بن ييا وأبو الفضل حمد، وأبو عليّ الحسن ابنا أحمد الحداد، وأبو سعد محمد

(29/276)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 277
ابن محمد المطرز، وأبو منصور محمد بن عبد الله الشروطي، وغانم البرجي، وخلق كثير، آخرهم وفاة أبو طاهر عبد الواحد بن محمد الدشتي الذهبي. قال أبو محمد بن السمرقندي: سمعت أبا بكر الخطيب يقول: لم أر أحداً أطلق عليه اسم الحفظ غير رجلين: أبو نعيم الإصفهاني، وأبو حازم العبدويي. وقال ابن المفضل الحافظ: قد جمع شيخنا السلفي أخبار أبي نعيم وذكر من حدَّث عنه وهم نحو ثمانين رجلاً. وقال: لم يصنف مثل كتابه حلية الأولياء. وسمعناه على ابن المظفر القاشاني عنه سوى فوتٍ يسير. وقال أحمد بن محمد بن مردويه: كان أبو نعيم في وقته مرحولاً إليه، ولم يكن في أفق من الآفاق أسند ولا أحفظ منه. كان حفاظ الدنيا قد اجتمعوا عنده، فكان كل يوم نوبة واحد منهم يقرأ ما يريده إلى قريب الظهر، فإذا قام إلى داره ربما كان يقرأ عليه في الطريق جزء، وكان لا يضجر لم يكن له غذاء سوى التصنيف أو التسميع. وقال حمزة بن العباس العلوي: كان أصحاب الحديث يقولون: بقي أبو

(29/277)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 278
نعيم أربع عشرة سنة بلا نظير، لا يوجد شرقاً ولا غرباً أعلا إسناداً منه ولا أحفظ منه. وكانوا يقولون لما صنف كتاب الحلية: حمل إلى نيسابور حال حياته، فاشتروه بأربعمائة دينار. وقد روى أبو عبد الرحمن السلمي مع تقدمه عن رجل عن أبي نعيم، فقال في كتاب طبقات) الصوفية: ثنا عبد الواحد بن أحمد الهاشمي، حدَّثنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله، أنا محمد بن عليّ بن حبيش المقريء ببغداد، أنا أحمد بن محمد بن سهل الآدمي، فذكر حديثاً. وقال السلمي: سمعت أبا العلاء محمد بن عبد الجبار الفرساني يقول: صرت إلى مجلس أبي بكر بن أبي عليّ المعدل في صغري مع أبي، فلما فرغ من إملائه قال إنسان: من أراد أنّ يحضر مجلس أبي نعيم فليقم وكان أبو نعيم في ذلك الوقت مهجوراً بسبب المذهب، وكان من بين الحنابلة والأشعرية تعصب زائد يؤدي إلى فتنة وقال وقيل، وصراع طويل فقام إليه أصحاب الحديث بسكاكين الأقلام، وكان يقتل. وقال أبو القاسم عليّ بن الحسن الحافظ: ذكر الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد الإصبهاني عمن أدرك من شيوخ إصبهان أنّ السلطان محمود بن سبكتكين لما استولى على إصبهان أمر عليها والياً من قبله ورحل عنها، فوثب أهلها بالوالي فقتلوه. فرد السلطان محمود إليها، وأمنهم حتى اطمأنوا. ثم قصدهم يوم جمعة وهم في الجامع فقتل منهم مقتلة عظيمة. وكانوا قد منعوا أبا

(29/278)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 279
نعيم الحافظ من الجلوس في الجامع، فسلم مما جرى عليهم، وكان ذلك من كرامته. وقال أبو الفضل بن طاهر المقدسي سمعت عبد الوهاب الأنماطي يقول: رأيت بخط أبي بكر الخطيب: سألت محمد بن إبراهيم العطار مستملي أبي نعيم، عن جزء محمد بن عاصم كيف قرأته على أبي نعيم وكيف رأيت سماعه فقال: فأخرج إلي كتباً وقال: هو سماعي. فقرأت عليه. قال الخطيب: وقد رأيت لأبي نعيم أشياء يتساهل فيها منها أنّ يقول في الإجازة: أخبرنا من غير أنّ يبين. قال أبو الحافظ أبو عبد الله بن النجار: جزء محمد بن عاصم قد رواه الأثبات عن أبي نعيم. والحافظ الصادق إذا قال: هذا الكتاب سماعي، جاز أخذه عنه بإجماعهم. قلت: وقول الخطيب كان يتساهل في الإجازة إلى آخره، فهذا يفعله نادراً، فإنه كثيراً ما يقول: كتب جعفر فيما قريء عليه، والظاهر أنّ هذا إجازة. وقد حدَّثني الحافظ أبو الحجاج القضاعي قال: رأيت بخط ضياء الدين المقدسي الحافظ أنه وجد بخط أبي الحجاج يوسف بن خليل أنّه قال: رأيت أصل سماع الحافظ أبي نعيم لجزء محمد بن عاصم فبطل ما تخيله الخطيب.)

(29/279)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 280
وقال يحيى بن مندة الحافظ: سمعت أبا الحسين القاضي يقول: سمعت عبد العزيزي النخشبي يقول: لم يسمع أبو نعيم مسند الحارث بن أبي أسامة بتمامه من أبي بكر بن خلاد، فحدَّث به كله. قال الحافظ بن النجار: وهم في هذا، فأنا رأيت نسخة الكتاب عتيقة، وعليها خط أبي نعيم يقول: سمع مني فلان إلى آخر سماعي من هذا المسند من ابن خلاد، فلعله روى الباقي بالإجازة، والله أعلم.
(لو رجمَ النَّجمَ جميعُ الورى .......... لم يصِل الرَّجمُ إلى النَّجمِ)
توفي أبو نعيم، رحمه الله، في العشرين من المحرم سنة ثلاثين، وله أربع وتسعون سنة.
4 (أحمد بن قاسم بن محمد بن قاسم بن أصبغ البياني.)
أبو عمرو القرطبي، روى عن أبيه قاسم بن محمد عن جده قاسم بن أصبغ جميع ما رواه. حدَّث عنه: أبو محمد بن حزم، والطبني. وكان عفيفاً طاهراً، شديد الإنقباض. أصابه فالج قبل موته.

(29/280)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 281
4 (أحمد بن الغمر بن محمد)
أبو الفضل الأبيوردي. سمع من: أبي أحمد بن ماسي، وغيره. ومن: مخلد بن جعفر الباقرحيّ. روى عنه: شيخ الإسلام الأنصاري.
4 (أحمد بن محمد بن هشام بن جهور بن إدريس.)
أبو عمرو المرشاني. من أهل مرشانة. سكن قرطبة. روى عن: أبيه، وعمه، وأبي محمد الباجي. وحج سنة خمس وتسعين، وجاور. وسمع من: أبي القاسم عبيد الله السقطي، وابن جهضم. وأجاز له أبو بكر محمد بن الحسين الآجري من مكة قديماً في سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة. حدَّث عنه: القاضي يونس بن عبد الله بن مغيث، وأبو مروان الطبني، وأبو عبد الله الخولاني، وأبو عمر بن عبد البر. وكان رجلاً صالحاً على سنةٍ واستقامة، ومعرفة بالشروط وعللها. توفي في جمادى الآخرة وله خمس وسبعون سنة.
4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن الحارث.)
أبو بكر التميمي الإصبهاني الزاهد، المقريء، النحوي، المحدَّث، نزيل نيسابور.)

(29/281)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 282
روى عن: أبي الشيخ بن حبان، وأبي الحسن الدارقطني، وعبد الله بن محمد القراب، جماعة. روى عنه: أبو بكر البيهقي، وعبد الغفار بن محمد الشيرويي، ومنصور بن بكر بن حيد، ومحمد بن يحيى المزكي، وغيرهم. وكان إماماً في العربية. تخرج به أهل نيسابور. وتوفي في ربيع الأول وله إحدى وثمانون سنة
4 (أحمد بن محمد بن يوسف.)
أبو نصر الدوغي الجرجاني. سمع: عبد الله بن عدي. توفي قريباً من سنة ثلاثين.
4 (أحمد بن محمد بن إسحاق.)
أبو منصور المقريء البغدادي، عرف بالحبال. قرأ على: أبي حفص الكتاني. قال الخطيب: ثقة، كتبت عنه، وكنت أتلقن عليه. مات في ذي الحجة.
4 (إسماعيل بن أحمد بن عبد الله)

(29/282)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 283
أبو عبد الرحمن الحيري، النيسابوري الضرير، المفسر. حدَّث عن: أبي الفضل محمد بن الفضل بن خزيمة، وأبي محمد الحسن بن أحمد المخلدي، وزاهر بن أحمد السرخسي، وأبي الحسين الخفاف، ومحمد بن مكي الكشميهني. قال الخطيب: قدم علينا حاجاً سنة ثلاث وعشرين، ونعم الشيخ علماً وأمانة وصدقاً وخلقاً. ولد سنة إحدى وستين وثلاثمائة. ولما حجّ كان معه حمل كتب ليجاور، فرجع النّاس لفساد الطريق، فعاد إلى نيسابور، وكان في جملة كتبه البخاري، قد سمعه من الكشميهني. فقرأت عليه جميعه في ثلاثة مجالس، اثنان منها في ليلتين، كنت ابتديء بالقراءة وقت المغرب، وأقطعها عند صلاة الفجر. وقبل أنّ أقرأ الثالث عبر الشيخ إلى الجانب الشرقي مع القافلة، فمضيت إليه مع طائفة كانوا حضروا الليلتين الماضيتين، فقرأت عليه من صحوة نهار إلى المغرب، ثم من المغرب إلى طلوع الفجر، ففرغ الكتاب، ورحل الشيخ صبيحتئذ. وقال عبد الغافر: أبو عبد الرحمن الحبري المفسر المقريء الزاهد.

(29/283)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 284
أحد أئمة المسلمين كان من العلماء العالمين. له التصانيف المشهورة في علوم، القرآن، والقراءآت، والحديث، والوعظ رحل في طلب الحديث كثيراً. وكان نفاعاً للخلق، مفيداً مباركاً في علمه وسماعه. أنبا عنه) مسعود بن ناصر. قلت: ذكر ابن خيرون وفاته في سنة ثلاثين. وله تفسير مشهور. رحمه الله
4 (إسماعيل بن عبد الله بن الحارث بن عمر)
أبو علي المصري الأديب البزاز. دخل الأندلس تاجرا في هذه السنة. وقد سافر إلى العراق، وخراسان، واليمن، ولقي: أبا بكر الأبهري، وغيره. واستكثر من الرواية. وبرع في اللغة والعربية. وكان من أهل الدين والفضل. ولد بعد سنة خمسين وثلاثمائة.
(حرف الحاء)

4 (الحسن بن أحمد بن محمد)

(29/284)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 285
الخطيب أبو عليّ البلخي. قدم بغداد حاجاً، فحدَّث عن: محمد بن أحمد بن شاذان البلخي، وغيره. قال الخطيب أبو بكر كان ثقة. عاش ستاً وتسعين سنة.
4 (الحسن بن أحمد بن محمد بن عمر)
الشيخ أبو محمد بن المسلمة المعدل. حدَّث عن: محمد بن المظفر. قال الخطيب: صدوق. مات في صفر، رحمه الله.
4 (الحسين بن شعيب)
أبو عليّ المروزي السنجي، الفقيه الشافعي. عالم أهل مرو في وقته. تفقه بأبي بكر القفال المروزي، وصحبه حتى برع. ورحل فسمع من:

(29/285)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 286
السيد أبي الحسن العلوي، وأصحاب المحاملي. وهو أول من جمع في المذهب بين طريقتي الخراسانيين والعراقيين، وله وجه في المذهب. وتفقه ببغداد على الشيخ أبي حامد، رحمه الله.
4 (الحسين بن محمد بن الحسن.)
أبو عبد الله البغدادي الخلال المؤدب. سمع: أبا حفص الزيات، وجماعة. ودخل إلى ما وراء النهر. وسمع في طريقه بجرجان وهمذان. وسمع صحيح البخاري بكشمير من إسماعيل صاحب الكشاني ورواه ببغداد. قال الخطيب: كتبنا عنه ولا بأس به. هو أخو الحافظ أبي محمد الخلال. روى عنه: أبو الفضل بن خيرون
4 (الحسين بن محمد بن عليّ)

(29/286)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 287
أبو عبد الله الباساني. روى عن: أبي بكر الإسماعيلي، وأبي أحمد الغطريفي. وحدَّث بصحيح الإسماعيلي. روى عنه: شيخ الإسلام أبو إسماعيل عبد الله بن محمد، وأبو عبد الله محمد بن عليّ العميري، وأبو العلاء صاعد بن سيار، وإسماعيل بن حمزة بن فضالة،) والهرويون. توفي في جمادى الآخرة.
4 (حرف الزاي.)

4 (زياد بن عبد الله بن محمد بن زياد بن أحمد بن زياد.)
أبو عبد الله قرطبي. روى عن: أبيه، وأبي محمد الباجي وأجاز له. روى عنه: أبو إسحاق بن شنظير مع تقدمه، وأبو عبد الله بن عتاب، وعاش خمساً وثمانين سنة. ولم يكن له كبير علم.
4 (أبو زيد الدبوسي)
هو عبد الله، يأتي.
4 (زياد بن عبد العزيز بن أحمد بن زياد الجذاميّ.)

(29/287)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 288
أبو مروان الشاعر. كان بارعاً في الآداب، بليغاً إخبارياً. له تصانيف في فنون. عاش اثنتين وثمانين سنة وأشهراً. وهو من أدباء الأندلس.
4 (حرف السين)

4 (السري بن إسماعيل بن الإمام أبي بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي)
أبو العلاء الجرجاني. عالم عصره في الفقه والأدب. كان متواضعاً، محباً للعلماء والفقراء. رحل، وسمع بالري، وهمذان، والكوفة، وبغداد. وروى عن: جده أبي بكر، وأبي أحمد الغطريفي، وأبي الحسن الدارقطني، وأبي حفص بن شاهين. توفي في ذي الحجة. وكان مفتي جرجان بعد والده العلامة أبي سعد. تفقه به جماعة، وتفرد عن جده ببعض الكتب. واستكمل سبعين سنة.

(29/288)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 289
4 (حرف الطاء)

4 (طاهر بن محمد بن دوست بن حسن القهستاني.)
توفي بنيسابور.
4 (حرف العين)

4 (عبد الله بن ربيعة بن عمر.)
أبو سهل الكندي البستي. قدم دمشق، وحدَّث بها. عن: أبي سليمان الخطابي، وغيره. روى) عنه: نجا بن أحمد، وعبد العزيز الكتاني، ومحمد بن عليّ الفراء، وأبو القاسم بن أبي العلاء. سمعوا منه في هذه السنة.
4 (عبد الله بن عمر بن عيسى.)

(29/289)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 290
القاضي أبو زيد الدبوسي الفقيه الحنفي. ودبوسية بلدة صغيرة بين بخارى وسمرقند. كان ممن يضرب به المثل في النظر واستخراج الحجج، وهو أول من وضع علم الخلاف وأبرزه إلى الوجود. صنف كتاب الأسرار، وكتاب تقويم الأدلة، وكتاب الأمد الأقصى، وغير ذلك. وكان شيخ تلك الديار. توفي ببخارى رحمه الله.
4 (عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران بن مهران.)
مولى بني أمية.

(29/290)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 291
أبو القاسم البغدادي الواعظ. مسند العراق في زمانه. سمع: أبا سهل بن زياد القطان، وأبا بكر النجاد، وحمزة الدهقان، وأحمد بن خزيمة، ودعلج بن أحمد، وأبا بكر الشافعي، وعبد الخالق بن أبي روبا، وأبا بكر الآجري، وعبد الله الفاكهي، وعمر بن محمد الجمحي المكيني. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ثقة ثبتاً صالحاً. ولد في شوال سنة تسع وثلاثين. قلت: روى عنه: أبو القاسم بن أبي العلاء المصيصي، وأبو الفضل بن خيرون، ومحمد بن سليمان بن لوين، وأبو بكر محمد بن أحمد بن الفقيرة، وأبو غالب محمد بن عبد العزيز. وإمام جامع الرصافة، ومحمد بن المنذر بن طيبان، وأبو نصر أحمد بن الحسن المزرر، وأبو الحسن عليّ بن أحمد بن الخل، وأبو منصور محمد بن أحمد الخياط المقريء، وأبو الخطاب عليّ بن الجراح، وأبو سعد الأسدي، وأبو غالب الباقلاني، وعلي بن أحمد بن فتحان الشهرزوري، وعدّة. توفي في ربيع الآخر. قال الخطيب: وأوصى أنّ يدفن بجنب أبي طالب المكي. وكان الجمع في جنازته يتجاوز الحد ويفوق الإحصاء.
4 (عبد الملك بن محمد بن إسماعيل.)

(29/291)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 292
أبو منصور الثعالبي النيسابوري، الأديب الشاعر، صاحب التصانيف الأدبية، منها: كتاب المبهج، وكتاب يتيمة الدهر، وكتاب فقه اللغة، وكتاب ثمار القلوب، وكتاب التمثيل والمحاضرة، وكتاب غرر المضاحك، وكتاب الفرائد والقلائد، وكتبه كثيرة جداً، وكان يلقب) بحاحظ أوانه. وفيه يقول يعقوب الشاعر:
(سحرت النّاس في تأليف سحركْ .......... فجاء قلادةً في جيد دهركْ)

(وكم لك من مقالٍ في معانٍ .......... شواهد عندنا بعُلوّ قدركْ)

(وقيت نوائب الدُّنيا جيمعاً .......... فأنت اليوم جاحظ أهل عصركْ)
وقد سارت مصنفاته سير المثل، وضربت إليه آباط الإبل. ومن شعره في الأمير أبي الفضل الميكالي.
(لك في المفاخر معجزاتٌ جمّةٌ .......... أيداً لغيرك في الورى لم تجمع)

(بحران: بحرٌ في البلاغة شأنهُ .......... شعر الوليد وحسن لفظ الأصمعي.)

(كالنّور أو كالسحر أو كالبدر أو .......... كالوشي في برد عليه موسع)

(شكراً فكم من فقرةٍ لكم كالغنى .......... وافى الكريم بعيدَ فقرِ مدقعِ)

(وإذا تفتّق نورُ شعرك ناظراً .......... فالحسن بين مرصَّع ومصرعِ)

(29/292)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 293
ولد سنة خمسين وثلاثمائة، وتوفي على الصحيح سنة ثلاثين، وقيل تسع وعشرين.
4 (عبيد الله بن منصور.)
أبو القاسم البغدادي المقريء الغزال. سمع أبا بكر القطيعي. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صالحاً ثقة خاشعاً. اقعد في آخر عمره. وتوفي في صفر.
4 (عدنان بن محمد بن الحسين.)
أبو أحمد الهروي. روى عن: أبي الحسن الخياط، وغيره. روى عنه: أبو عبد الله العميري، والمليحي عبد الأعلى.
4 (عليّ بن إبراهيم بن سعيد.)

(29/293)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 294
أبو الحسن الحوفي المصري النحوي الأوحد. له تفسير جيد، وكتاب إعراب القرآن في عشر مجلدات، وكتب أخر. واشتغل عليه خلق من المصريين. أخذ عنه محمد بن عليّ الأدفوي.
4 (عليّ بن أيوب بن الحسين القمي.)
أبو الحسن بن الساربان الكاتب. روى عن المتنبي ديوانه بقوله. وعن: أبي سعيد السيرافي،) وجماعة. قال الخطيب: قرأت عليه شعر المتنبي، وكان رافضياً.
4 (حرف القاف)

4 (القاسم بن محمد بن القاسم بن حماد.)
أبو يعلى القرشي الخطيب، الهروي. من علماء هراة وأعيانها.
4 (القاسم بن محمد بن إسماعيل.)
أبو محمد القرشي المرواني القرطبي. روى عن: أبي بكر بن القوطية، وكان فصيحاً مفوهاً، أديباً نبيلاً. عاش ستاً وثمانين سنة.

(29/294)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 295
4 (حرف الميم)

4 (محمد بن الحسين بن محمد الخلف. أبو حازم بن الفراء، البغدادي.)
سمع: أبا الحسن الدّراقطني، وأبا عمر بن حيويه، وأبا حفص بن شاهين، وأبا الحسن الحربي. وحدث بمصر، والشام. روى عنه: الخطيب، وعبد العزيز الكتاني، وعلي بن المشرف التمار، وأبو الحسن عليّ بن الحسين الخلعي. قال الخطيب: لا بأس به. ثم بلغنا أنّه خلّط بمصر، واشترى صحفاً فحدّث منها. وكان يذهب إلى الأعتزال. وقال الحبّال: مات في المحرّم.
4 (محمد بن سليمان.)
أبو عبد الله بن الحنّاط الرعيني. الأديب، شاعر من أهل الأندلس. كان يناويء أبا عامر أحمد بن شهيد ويعارضه. وله في ابن شهيد قصيدة، وهي:
(أمّا الفِراق فلي من يومِه فرقٌ .......... وقد أرِقتُ له لو ينفعِ الأَرقُ)

(أظْعانهم سابَقت عيني التي انهملت .......... أمّ الدّموعِ مع الأَظعان تَسْبِقُ)

(عاق العقيق عن السلوان واتّضحت .......... في تُوْضح لي من نَهْج الهوى طرقُ)

(29/295)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 296
(لولا النّسيم الّذي تأتي الرّياحُ به .......... إذا تضوّع مِن عرْف الحمى الأفق)

(لم أدْرِ أنّ بيوتِ الحيّ نازلةٌ .......... نَجْداً ولا اعتادني نحو الحمى القلقُ)

(ما في الهوادجِ إلاّ الشمس طالعة .......... وما بقلبي إلاّ الشوّق الحُرقُ)

4 (محمد بن العبّاس بن حسين:)
أبو بكر البغدادي القاصّ. فقيرٌ يقص في الطرقات. روى عن: أبي بكر القطيعي، ومحمد بن) أحمد المفيد. روى عنه الخطيب.
4 (محمد بن عبد الرزّاق بن أبي الشّيخ عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيّان.)
أبو الفتح الإصبهاني. سمع من جده. روى عنه: أبو عليّ الحداد، وغانم البرجي، وجماعة.
4 (محمد بن عبد العزيز بن أحمد.)
أبو الوليد ابن المعلّم الخشنيّ القرطبي. روى عن أبي بكر بن الأحمر، وأبي محمد الباجي. وكان إماماً في فنون الأدب، وفكّ المعمّى، ونظم الشعر. ثاقب الذهن، فحل النظم. له تصانيف في الأدب. روى عنه: ابن خزرج، وقال: عاش تسعاً وسبعين سنة.
4 (محمد بن عليّ.)

(29/296)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 297
أبو بكر الدينوري الزاهد. نزيل بغداد. كان عابداً قانتاً، خشن العيش، منقبضاً عن النّاس. قال ابن النجار: كان أبو الحسن القزويني الزّاهد يقول: عبرَ الدينوريّ قنطرة خلّف من بعدَه وراءه. وروى شيخ الإسلام أبو الحسن الهكاري، عن أبي بكر الدينوري أربعين حديثاً لسلمان الفارسي. قلت موضوعة هي. توفي لتسع بقيت من شهر شعبان، واجتمع النّاس في جنازته من سائر أقطار بغداد. وكان كثير الدّخول، فيما بَلغنا، على القادر بالله.
4 (محمد بن عمر بن جعفر.)
أبو بكر الخرقي. بغدادي معروف بابن درهم. سمع: أبا بكر بن خلاد النصيبي، والقطيعي، وابن سلم الختّليّ. روى عنه: الخطيب، وقال: كان صدوقاً. عاش سبعاً وثمانين سنة.
4 (محمد بن عيسى.)
أبو عبد الله الرّعيني. ابن صاحب الأحباس. روى بقرطبة عن: أبي عيسى الليثي، وأبي محمد الباجي، وهارون بن موسى النحوي. وكان نحوياً لغوياً.

(29/297)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 298
حدَّث عنه: ابنه الحافظ أبو بكر عيسى.
4 (محمد بن عيسى)
أبو منصور الهمذاني. من كبار المشايخ، يقال: قتل في هذه السّنة في شعبان، رواه الخطيب عن عيسى بن أحمد الهمذاني. وسيأتي سنة إحدى وثلاثين.
4 (محمد بن محمد بن أحمد بن عليّ)
أبو بكر المولقاباذي السورينّي النيسابوريّ. وسورين: قرية على نصف فرسخ من نيسابور.) وهو ابن عم أبي حسان المزكّيّ. سمع. أبوي عمرو: ابن مطر وابن نجيد. وتوفي في رجب.
4 (محمد بن المغلس بن جعفر بن المغلس)
الفقيه أبو الحسن المصريّ الدّاوديّ. سمع: المحسن بن رشيق، وغيره.

(29/298)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 299
4 (المحسن بن أحمد)
القاضي أبو نصر. مات بمرو في رمضان.
4 (موسى بن عيسى بن أبي حاج وأسمه يحج.)
الإمام أبو عمران الفاسي الدّار، الغفجومي النسب، وغفجوم قبيلة من زاناتة. البربري، الفقيه المالكي، نزيل القيروان. وإليه انتهت بها رئاسة العلم. تفقه على أبي الحسن القابسي، وهو أجل أصحابه. ودخل إلى الأندلس، فتفقه على أبي محمد الأصيليّ.

(29/299)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 300
وسمع من: عبد الوارث بن سفيان، وسعيد بن نصر، وأحمد بن قاسم التاهرتي. قال ابن عبد البرّ: كان صاحبي عندهم، وأنا دللته عليهم. قلت: وحجّ حججاً. وأخذ القراءآت عرضاً ببغداد عن أبي الحسن الحمامي وغيره. وسمع من أبي الفتح بن أبي الفوارس. ودرس علم الأصول على القاضي أبي بكر الباقلانيّ. وكان ذهابه إلى بغداد في سنة تسعِ وتسعين وثلاثمائة. قال حاتم بن محمد: كان أبو عمران الفاسيّ من أعلم النّاس وأحفظهم. جمع الفقه إلى الحديث ومعرفة معانيه. وكان يقرأ القراءآت ويجودها مع معرفته بالرّجال، والجرح والتعديل. أخذ عنه النّاس من أقطار المغرب. ولم ألق أحداً أوسع منه علماً ولا أكثر رواية. وقال ابن بشكوال: أقرأ النّاس مدّة بالقيروان. ثم ترك الإقراء ودرس الفقه وروى الحديث. وقال ابن عبد البرّ: ولدت مع أبي عمران في عام واحد سنة ثمان وستين وثلاثمائة وقال أبو عمرو الدانيّ: توفي في ثالث عشر رمضان سنة ثلاثين. قلت: تخرج به خلق من المغاربة في الفقه. وذكر القاضي عياض أنه حدَّث في القيروان مسألة: الكفار هل يعرفون

(29/300)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 301
الله تعالى أم لا؟ فوقع فيها اختلاف العلماء، ووقعت في ألسنة العامة، وكثر المراء، واقتتلوا في الأسواق إلى أن ذهبوا إلى أبي عمران الفاسيّ فقال: إن أنصتم علمتكم قالوا: نعم، قال: لا يكلمني إلا رجلٌ ويسمع الباقون. فنصبوا واحداً منهم فقال له: أرأيت لو) لقيت رجلاً فقلت له: أتعرف أبا عمران الفاسي فقال: نعم. فقلت: صفه لي. فقال: هو بقال بسوق كذا، ويسكن سبته. أكان يعرفني قال: لا. فقال: لو لقيت آخر فسألته كما سألت الأول فقال: أعرفه يدرس العلم ويفتي، ويسكن بغرب الشماط. أكان يعرفني قال: نعم. قال: كذلك الكافر، قال: لرّبه صاحبةٌ وولد، وأنه جسمٌ لم يعرف الله، ولا وصفه بصفته، بخلاف المؤمن. قالوا: شفيتنا. ودعوا له، ولم يخوضوا في المسألة بعدها.

(29/301)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 302
4 (حرف النون)

4 (نصر بن محمد.)
أبو منصور العبيدي الهروي. روى عن: المفتي أبي حامد أحمد بن محمد الشاركي. روى عنه: الحسين بن محمد الكتبي.

(29/302)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 303
4 (وممن كان في هذا الوقت)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن الحسين بن عليّ التراسي)
أبو الحسن. حدَّث بالمراغة عن: أحمد بن الحسن بن ماجه القزويني، وأحمد بن طاهر بن النجم الميانجي، وغيرهما. روى عنه: أبو علان سعد بن حميد، وعلي بن هبة الله التراسي شيخاً السلفي.
4 (أحمد بن الحسين بن محمد.)
المحدث الأمام أبو حاتم بن خاموش الرازي البزاز. من علماء السنة. يروي عن: أبي عبد الله الحسين بن عليّ القطان، وأحمد بن محمد بن إبراهيم المروزي الفقيه، والحسين بن محمد المهلبي، والحافظ ابن مندة، وخلق. روى عنه: أبو منصور حجر بن المظفر، وأبو بكر عبد الله بن الحسين التوبي. بقي إلى حدود سنة ثلاثين، بل أربعين.

(29/303)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 304
وحكاية شيخ الإسلام الأنصاري معه مشهورة. وقوله: مَن لم يكن حنبلياً فليس بمسلم. يريد في النحلة. وذلك في ترجمة الأنصاري. وقع لنا حديثه في أربعين الطائيّ.
4 (أحمد بن إبراهيم بن أحمد.)
أبو الحسن الإصبهاني، الشافعي، النجار. شيخ نبيل، ثقة، عالي الإسناد. عنده عن الطبراني. سكن نيسابور، وسمع من بِشر بن أحمد أيضاً. روى عنه: مسعود بن ناصر، وأحمد بن عبد) الملك الإسكاف.
4 (أحمد بن عليّ.)
الحافظ أبو بكر الرازي، ثم الإسفرائينيّ الزاهد. ثقة، حافظ، مفيد، كثير الحديث. أملى بجامع إسفرايين. وحدثّ عن: زاهر السرخسي، وشافع بن محمد بن أبي عوانة، وأبي محمد المخلدي، وأبي الفضل محمد بن أحمد الخطيب المروزي، وأبي بكر محمد بن أحمد بن الغطريف، وطائفة. وكان يخرج للشيوخ. ومات كهلاً. روى عنه: أبو صالح المؤذن. زمر سميه سنة ثمان وعشرين وأربعمائة.

(29/304)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 305
4 (أحمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن يزداد.)
أبو منصور الصيرفي. عن: أبي الشيخ. وعنه: أبو عليّ الحدّاد، والوخشي.
4 (إسماعيل بن أبي أحمد الحسين بن عليّ بن محمد.)
أبو المظفر ابن حسينك التميمي النيسابوري. ولد سنة سبع وخمسين وثلاثمائة. وسمع من: أبيه، وبشر بن أحمد، وأبي الحسن محمد بن إسماعيل السراج، وأبي عمرو بن نجيد. روى عنه: أولاد القشيري.
4 (حرف الثاء)

4 (ثابت بن يوسف بن إبراهيم.)
أبو الفضل القرشي السهمي. أخو الحافظ حمزة الجرجاني. شيخ نبيل. حدَّث نيسابور في سنة إحدى وعشرين، ورد إلى جرجان. روى عنه: أبي بكر الإسماعيلي، وأبي الحسن عليّ بن عبد الرحمن البكّائي، وأبي العبّاس الهاشمي. وحدّث بالكثير.
4 (حرف الخاء)

4 (خلف بن أبي القاسم)

(29/305)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 306
العلامة أبو سعيد الأزدي الفيرواني المغربي، المشهور بالبراذعي. قال القاضي عياض: كان من كبار أصحاب ابن أبي زيد، وأبي الحسن القابسيّ. ألف كتاب التهذيب في اختصار المدونة، فظهرت بركة هذا الكتاب على الفقهاء، وعليه المعول في المغرب. وله تصانيف جمّة. سكن صقلية وتقدم عند صاحبها، واشتهرت كتبه بصقلية. وكان يصحب السلاطين.) ويقال لحِقه دعاء شيخه أبي محمد بن أبي زيد لأنه كان ينتقصه، ويطلب مثالبه، فدعا عليه، فلفظته القيروان. وله اختصار الواضحة لابن حبيب، رحمه الله.
4 (خلف بن أحمد بن خلف.)
أبو بكر الأنصاري الرحوي. من أهل طليطلة. رحل إلى المشرق، وأخذ عن: أبي محمد بن أبي زيد. وكان إماماً ورعاً، دعي إلى قضاء طليطلة فامتنع، وهرب. وله حظ وافر من الصلاة والصيام.

(29/306)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 307
حدَّث عنه: حاتم بن محمد الطرابلسي، وأبو الوليد الباجي، وجماعة.
4 (حرف الراء)

4 (رافع بن محمد بن رافع بن القاسم بن أيوب.)
أبو العلاء، قاضي همذان. روى عن: إبراهيم بن محمد بن يعقوب، ومحمد بن أحمد بن جعفر الفامي، وابن برزة، وإسحاق بن سعد النسوي، وجماعة. قال شيرويه: ثنا عنه: عبدوس، ومحمد بن الحسين الصوفي، وأحمد بن عمر البزاز، ومهدي بن نصر. وهو صدوق، من أصحاب الرأي.
4 (الرشيقي.)
هو عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن يوسف أبو أحمد الشيرازي. محدّث فاضل. رحل إلى خراسان، وبخارى. وسمع الكثير. سمع بفارس من القاضي أبي محمد الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد الرامهرمزي، وببخارى من إسماعيل بن حاجب الكشانيّ. روى عنه: الحافظ عبد الغني النخشبي، ومحمد بن إبراهيم بن فارس. توفي بعد العشرين.

(29/307)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 308
4 (حرف الشين)
شريك بن عبد الملك بن حسن. أبو سعد المهرجاني الإسفرائيني. روى عن: بشر بن أحمد الإسفرائيني، وغيره. روى عنه: أبو بكر البيهقيّ.
4 (عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن محمد بن فضالة.)
أبو عليّ النيسابوري الحافظ. نزيل الرّيّ ومحدثها. كتب الكثير، وطوف وجمع، وحدّث عن: أبي أحمد الغطريفي، وأبي بكر بن المقري، وطبقتهما. روى عنه: أبو مسعود البجلي، وأبو) بكر الخطيب، وغيرهما. ذكره أبو الحسن الريحي في تاريخه فقال: رحل إلى العراق، وخراسان، وما وراء النهر، وإصبهان. إلا أنه كان يخالط المعتزلة ويغلو في التشيع.
4 (عليّ بن إبراهيم بن أحمد بن حمويه.)
أبو الحسن الأزدي الشيرازي، ثم المصري. سمع: الحسن بن رشيق، وأبا الطاهر الذهلي، وأبا يعقوب النجيرمي، وأبا القاسم الجوهري، وأبا أحمد السّامري، وأبا بكر أحمد بن نصر الشذائي، وأبا بكر محمد بن عليّ الأدفويّ.

(29/308)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 309
وأجاز له الفقيه أبو إسحاق بن شعبان وهو ابن خمسة أعوام، وحج مع والده. ودخل إلى بغداد سنة سبع وستين فلقي علماءها. ودخل البصرة. ترجمه ابن خزرج وقال: كان من أهل الثقة والفضل والسنة. ولد بمصر سنة سبع وأربعين. وقال غيره: ولد سنة خمسين وثلاثمائة. روى عنه: أبو عمرو المرشاني، وأبو عمر بن عبد البر. وتوفي بإشبيلية بعد سنة ست وعشرين.
4 (عليّ بن القاسم بن محمد)
الإمام أبو الحسن البصري، الطابثي، المالكي. وطابث: من قرى البصرة. أخذ عن ابن الجلاب، وعبد الله الضرير. نزل مصر، وحمل عنه الفقهاء.
4 (عليّ بن إبراهيم بن حامد)
أبو القاسم الهمذاني البزاز. يعرف بابن جولاه. روى عن: أبي القاسم بن عبيد، والزبير بن عبد الواحد، وابن أبي زكريا، وغيرهم. قال شيرويه: توفي سنة نيف وعشرين. وثنا عنه: محمد بن الحسين، وأحمد بن طاهر القومساني، وسعد القصري. وروى عنه: ابن عزو بنهاوند، وسليمان بن إبراهيم الحافظ. وكان صدوقاً، رحمه الله.

(29/309)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 310
4 (حرف الفاء)

4 (الفضل بن سهل)
أبو العباس المروزي الصّفار. حدَّث بدمشق عن: لاحق بن الحسين، ومنصور بن محمد الحاكم، وجماعة. وعنه: الكتاني، وأبو القاسم بن أبي العلاء، وأبو الحسن بن أبي الحديد، وابنه الحسن بن أبي الحديد.
4 (حرف الميم)

4 (محمد بن إبراهيم بن أحمد بن محمد.)
) القاضي أبو بكر الفارسي، ثم النيسابوري المشاط. سمع: أبا عمرو بن مطر، ومحمد بن الحسن السراج، وإبراهيم بن عبد الله، وجماعة. روى عنه: أبو بكر البيهقي، وعلي بن أحمد المؤذن، وعلي بن عبد الله ابن أبي صادق، وأبو صالح المؤذن. واستشهد بإسفرايين على أيدي التركمان، قتلوه، رحمه الله، ظلماً سنة ثمان وعشرين.
4 (محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن عليّ بن الحسن.)
أبو الحسين الإصبهاني الكسائي المقريء. سمع: أبا الشيخ، وغيره. وعنه: أبو سعد محمد المطرز.
4 (محمد بن أحمد بن عمر.)

(29/310)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 311
أبو عمر الإصفهاني الخرقي المقريء شيخ معمر: قرأ بالروايات على محمد بن أحمد بن عبد الوهاب السلمي، وهو آخر أصحابه موتاً. قرأ عليه، وقرأ على خاله محمد بن جعفر الأشناني. قرأ عليه: محمد بن عبد الله بن المرزبان، ومحمد بن محمد بن عبد الوهاب، وأبو الفتح الحداد الإصبهانيون.
4 (محمد بن الحسن بن يوسف.)
أبو عبد الله الصنعاني. روى بمكة عن: أبي عبد الله النقوي صاحب إسحاق الدبري. روى عنه: عيسى بن أبي ذر، وسماعه منه بعد العشرين وأربعمائة.
4 (محمد بن الحسن بن الهيثم.)
أبو عليّ الفيلسوف. صاحب المصنفات الكثيرة في علوم الأوائل لا رحمهم الله.

(29/311)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 312
أصله بصري، سكن الديار المصرية إلى أن مات في حدود الثلاثين وأربعمائة. كان من أذكياء بني آدم، عديم النظير في عصره في العلم الرياضي، وكان متزهداً زهذ الفلاسفة. لخص كثيراً من كتب جالينوس، وكثيراً من كتب أرسطو طاليس. وكان رأساً في أصول الطب وكلياته. وكان وزر في أول أمره، ثم تزهد وأظهر الجنون، وأنملس إلى ديار مصر. وكان مليح الخط فنسخ في بعض السنة ما يكفيه لعامه من إقليدس والمجسطي. وكان مقيماً بالجامع الأزهر. وكان على اعتقاد الأوائل، صرح بذلك نسأل الله العافية. وقد سرد ابن أبي أصيبعة مصنفات هذا في نحو من كرّاس، وأكثرها في الرياضي والهندسة، وباقيها في الإلهي، وعامتها مقالات صغار.)
4 (محمد بن عبد الملك بن مسعود بن أحمد.)
الإمام أبو عبد الله المسعودي المروزي الشافعي. صاحب أبي بكر القفال المروزي. إمام مبرز، وزاهد ورع. صنف شرح مختصر المزني، فأحسن فيه. له ذكر في الوسيط، وفي الروضة النواوية.

(29/312)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 313
توفي سنة نيف وعشرين.
4 (محمد بن أبي عمرو ومحمد بن يحيى.)
المحدث أبو عبد الله النيسابوري. حدَّث ببغداد عن: أبي محمد المخلدي، وأبي بكر الجوزقي. روى عنه: الخطيب.
4 (أبو الريحان محمد بن أحمد البيرونيّ)
وبيرون: من بلاد السند.

(29/313)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 314
من أعيان الفلاسفة، وكان معاصراً للشيخ الرئيس ابن سينا، فاضلاً في الهيئة والنجوم، خبيراً بالطبّ. صنف كتاب الجماهير في الجواهر، وكتاب الصيدلة في الطب وكتاب مقاليد الهيئة، وكتاب تسطيح الهيئة مقالة في استعمال الإصطرلاب الكري، كتاب الزيج المسعودي، صنفه للملك مسعود بن السلطان محمود بن سبكتكين، وتصانيف أخر ذكرها ابن أبي أصيبعة في تاريخه. وينقل من كلامه صاحب حماه الملك المؤيد.
4 (حرف النون)

4 (نعيم بن حماد بن محمد بن عيسى بن الحسن بن نعيم بن حماد بن معاوية بن الحارث.)
أبو عبد الله الخزاعي. قال الخطيب: قدم علينا من الدينور، وثنا عن أصحاب ابن أبي حاتم.
4 (حرف الياء)

4 (يحيى بن عليّ بن محمد بن الطيب)
أبو طالب الدسكري الصوفي.

(29/314)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 315
نزيل حلوان. سمع بجرجان من: أبي أحمد الغطريفي، وعلي بن الحسن بن الأستراباذي، وأبا نصر بن الإسماعيلي، وغيرهم. روى عنه: أبو مسعود البجلي، وعبد الكريم بن محمد الشيرازي.
4 (يوسف بن حمود بن خلف.)
أبو الحجاج الصدفي القاضي المالكي. من أعيان مالكية المغرب. كان خيراً، وصالحاً، زاهداً، وفقيهاً، أديباً شاعراً. ولي قضاء سبتة بعد قتل القاضي بن زوبع، ولاّه المستعين. أخذ عن: أبي محمد الأصيلي، وأبي بكر الزبيدي. روى عنه: ابنه حمود، وابن أخيه إبراهيم بن الفضل،) وقاسم بن عليّ، وأبو محمد المسيلي، وغيرهم. قال القاضي عياض: توفي في حدود الثلاثين وأربعمائة انتهت الطبقة لله الحمد

(29/315)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 316

(29/316)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 317

(29/317)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 318

(29/318)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 319
5 (بسم الله الرحمن الرحيم)

5 (الطبقة الرابعة والأربعون احداث)

1 (الأحداث من سنة إلى)

4 (احداث سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة)

4 (شغب الأتراك)
فيها شغب الأتراك، وخرجوا بالخيم، وتشكوا من تأخر النفقات ووقوع الاستيلاء على إقطاعهم. فعرف السلطان، فكاتب دبيس بن عليّ بن مزيد. وأبا الفتح بن ورام، وأبا الفوارس بن سعدي في الإستظهار بهم، وكتبَ إلى الأتراك رقعة يلومهم. وحاصل الأمر أن النّاس ماجوا وانزعجوا، ووقع النهب وغلت الأسعار وزاد الخوف، حتى أن الخطيب يوم الجمعة صلى صلاة الجمعة بجامع براثا وليس وراءه إلا ثلاثة أنفس بدرهم خفارة.
4 (زيارة جلال الدولة المشاهد)
وخرج الملك جلال الدولة لزيارة المشهدين بالحير والكوفة، ومعه أولاده والوزير كمال الملك، وجماعة من الأتراك فبدأ بالحائر، ومشى حافياً من العلميّ. ثم زار مشهد الكوفة فمشى حافياً من الخندق، وقدر ذلك فرسخ.

(29/319)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 320
4 (احداث سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة)

4 (إستيلاء الغز والسلاجقة على خراسان)
فيها نزلت الغز الري، وانصرف مسعود إلى غزته. وعاد طغرلبك إلى نيسابور. واستولت الغز والسلجوقية على جميع خراسان، وظهر من خرقهم الهيبة وأطراحهم الحشمة وقتلهم النّاس ما جاوز الحد. وقصدوا خلقاً كثيراً من الكتاب فقتلوا منهم وصادروا وبدعوا.
4 (الفتنة بين السنة والشيعة)
وتجددت الفتن. ووقع القتال بين أهل الكرخ والسنة، واستمر ذلك. وقتل جماعة. وسبب ذلك) انخراق الهيبة وقلة الأعوان.

(29/320)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 321
4 (احداث سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة)

4 (دفع الغز عن همذان)
فيها دخل الملك أبو كاليجار ودفع الغز عن همذان
4 (شغب الأتراك وإفسادهم)
وفيها شغبت الأتراك وتبسطوا في أخذ ثياب النّاس، وخطف عمائمهم. وأفسدوا إلى أن وعدوا بإطلاق أرزاقهم.
4 (التعريف بالبلغر)
قدم رجل من البلغر من أعيان قومه، ومعه خمسون نفساً قاصداً للحج، فأهدي له شيء من دار الخلافة، وكان معه رجل يقال له القاضي عليّ بن إسحاق الخوارزمي، فسئل عن البلغر من أي الأمم هم قال: قوم تولدوا بين الأتراك والصقالبة، وبلادهم من أقصى بلاد الترك. وكانوا كفاراً، ثم ظهر فيهم الإسلام. وهم على مذهب أبي حنيفة. ولهم عيون وأنهار، ويزرعون على المطر. وحكى أن الليل يقصر عندهم حتى يكون ست ساعات، وكذلك النهار.
4 (موت علاء الدولة بن كاكويه)
وفيها مات علاء الدولة أبو جعفر بن كاكويه متولي إصبهان

(29/321)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 322
4 (الدعوة لأبي كاليجار في بلاد ابن كاكويه)
وولي بعده ابنه أبو منصور، فأقام الدعوة والسكة للملك أبي كاليجار في جميع بلاد ابن كاكويه.
4 (نيابة ناصر الدولة دمشق)
وفيها ولي نيابة دمشق للمستنصر الأمير ناصر الدولة الحسن بن الحسين بن عبد الله بن حمدان، فحكم بها سبع سنين.
4 (قراءة الاعتقاد القادري)
وفيها قريء الاعتقاد القادري بالديوان. أخرجه القائم بأمر الله، فقريء وحضره العلماء والزهاد. وحضر أبو الحسن عليّ بن عمر القزويني الزاهد، وكتب بخطه قبل الفقهاء: هذا اعتقاد المسلمين، ومن خالفه فقد خالف وفسق وكفر. وهو: يجب على الإنسان أن يعلم أن الله) وحده لا شريك له. وفيه: كان ربنا ولا شيء معه ولا مكان يحويه، فخلق كل شيء بقدرته، وخلق العرش لا لحاجة إليه، واستوى عليه كيف شاء وأراد، لا إستواء راحة كما يستريح الخلق. ولا مدبره غيره، والخلق كلهم عاجزون، الملائكة والنبيون. وهو القادر بقدرة، العالم بعلم. وهو السميع البصير، متكلم

(29/322)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 323
كلام لا بآلة كآلة المخلوقين. لا يوصف إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به نبيه. وكل صفة وصف بها نفسه أو وصف بها نبيه فهي صفة حقيقة لا صفة مجاز. ونعلم أن كلام الله غير مخلوق، تكلم به تكليماً، وأنزله على رسوله على لسان جبريل، فتلاه على محمد صلى الله عليه وسلم، وتلاه محمد على أصحابه. ولم يصر بتلاوة المخلوقين له مخلوقاً، لأنه ذاك الكلام بعينه الذي تكلم الله به، فهو غير مخلوق بكل حال متلواَ ومحفوظاً ومكتوباً ومسموعاً، ومن قال إنه مخلوق على حال من الأحوال فهو كافر حلال الدم بعد الأستتابة منه. ونعلم أن الإيمان قول وعمل ونية، يزيد وينقص. ويجب أن نحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن خيرهم وأفضلهم بعد رسول الله أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم عليّ. ومن سب عائشة فلا حظ له في الإسلام، ولا نقول في معاوية إلا خيراً. ولا ندخل في شيء شجر بينهم. إلى أن قال: ولا نكفر بترك شيء من الفرائض غير الصلاة. فإن من

(29/323)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 324
تركها من غير عذر وهو صحيح فارغ حتى يخرج وقت الأخرى فهو كافر وإن لم يجحدها، لقوله عليه السلام: بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة، فمن تركها فقد كفر ولا يزال كافراً حتى يندم ويعيدها، وإن مات قبل أن يندم ويعيد أو يضمر أن يعيد، لم يصل عليه، وحشر مع فرعون، وهامان، وقارون، وأبى بن خلف. وسائر الأعمال لا تكفر بتركها وإن كان يفسق حتى يجحدها. ثم قال: هذا قول أهل السنة والجماعة الذي من تمسك به كان على الحق المبين، وعلى منهاج الدين. في كلام سوى هذا، وفي ذلك كما ترى بعض ما ينكر، وليس من السنة. والله الموفق.

(29/324)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 325
4 (احداث سنة أربع وثلاثين وأربعمائة)

4 (الخلاف بين الخليفة والملك جلال الدولة)
في المحرم انفتحت الجوالي بأمر الخليفة، فأنفذ الملك جلال الدولة من منع أصحاب الخليفة وأخذ ما استخرج منها. وأقام من يتولى جبايتها. فشق ذلك على الخليفة، وترددت منه) مراسلات، فلم تنفع. فأظهر العزم على مفارقة البلد، وأمر بإصلاح الطيار والزبازب، وروسل وجوه الأطراف والقضاة والأعيان بالتأهب للخروج في الصحبة، وتكلم بأنّه عامل على غلق الجوامع. ومنع من الجمعة في سابع المحرم. وكاتب جلال الدولة، فجاء كتابه: أنه يرى الطاعة، وإنّه نائب عن الخدمة نيابة لا تنتظم إلا بإطلاق العساكر. وقد التجأ جماعة من خدمتنا إلى الحريم، ونحن معذورون للحاجة.
4 (الزلزلة بتبريز)
وجاء كتاب أبي جعفر العلوي النقيب بالموصل، فيه: وردت الأخبار الصحيحة بوقوع زلزلة عظيمة بتبريز هدمت قلعتها وسورها ودورها وحماماتها وأكثر دار الإمارة. وسلم الأمير لكونه في بستانه، وسلم جنده لأنه كان أنفذهم إلى أخيه، وأنه أحصي من هلك تحت الهدم، فكانوا نحواً من خمسين ألفاً، ولبس الأمير السواد وجلس على المسوح لعظم هذا المصاب. وإنه على الصعود

(29/325)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 326
إلى بعض حصونه خوفاً من توجّه الغزّ إليه، والغز هم الترك.
4 (محاربة المصريين صاحب حلب)
وفيها نفذّ المصريون من حارب ثمال بن مرداس صاحب حلب

(29/326)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 327
4 (احداث سنة خمس وثلاثين وأربعمائة)

4 (خروج طغرلبك إلى الجبل ومكاتبته جلال الدولة)
فيها رّدت الجوالي إلى وكلاء الخدمة. وسار طغرلبك إلى الجبل. وورد كتابه إلى جلال الدولة من الري، وكان أصحابه قد أخربوها، ولم يبق منها غير ثلاثة الآف نفس، وسدت أبواب مساجدها. وخاطب طغرلبك جلال الدولة في المكاتبة بالملك الجليل، وخاطب عميد الدولة بالشيخ الرئيس أبي طالب محمد بن أيوب من طغرلبك محمد بن ميكائيل مولى أمير المؤمنين. فخرج التوقيع إلى أقضى القضاة الماوردي، وروسل به طغرلبك برسالة تتضمن تقبيح ما صنع في البلاد، وأمره بالإحسان إلى الرعية. فمضى المارودي، وخرج طغرلبك يتلقاه على أربع فراسخ إجلالاً له ولرسالة الخلافة.
4 (موت جلال الدولة)
وأرجف بموت جلال الدولة لورم لحقه في كبده، وانزعج النّاس، ونقلوا أموالهم إلى دار الخلافة. ثم خرج فرآه النّاس فسكنوا، ثم توفي وغلقت الأبواب، ونظر أولاده من

(29/327)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 328
الروشن إلى) الأصفهسلارية والأتراك، وقالوا: أنتم أصحابنا ومشايخ دولتنا وفي مقام والدنا، فارعوا حقوقنا، وصونوا حريمنا. فبكوا وقبلوا الأرض. وكان ابنه الملك العزيز بواسط، فكتبوا إليه بالتعزية.
4 (دخول الغز الموصل)
وفيها دخلت الغز الموصل، فأخذوا حرم قرواش بن المقلد، ودبيس بن عليّ على الإيقاع بالغز، فقتلت منهم مقتلة عظيمة.
4 (الخطبة لأبي كاليجار)
وفيها خطب ببغداد للملك أبي كاليجار بعد موت جلال الدولة.
4 (ترجمة جلال الدولة)
وكان مولد جلال الدولة في سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة. وكان يزور الصالحين، ويقصد القزويني، والدينوري. مات من ورم في كبده في خامس شعبان، وغسله أبو القاسم بن شاهين الواعظ، وعبد القادر بن السماك ودفن بدار المملكة. وولي بغداد سبع عشر سنة إلا شهراً. وخلف ستة بنين وخمس عشرة أنثى. وعاش اثنتين وخمسين سنة. وكانت دولته في غاية الوهن.

(29/328)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 329
4 (احداث سنة ست وثلاثين وأربعمائة)

4 (دفن جلال الدولة بمقابر قريش)
فيها نقل تابوت جلال الدولة إلى تربتهم بمقابر قريش الوزارة ببغداد: ودخل الملك أبو كاليجار بغداد، وصرف أبا المعالي بن عبد الرحيم عن الوزارة موقراً، وولي أبو الفرج محمد بن جعفر بن العباس. وفاة المرتضى: وتوفي المرتضى، وقلد مكانه ابن أخيه أبو أحمد عدنان بن الشريف الرضي. وفاة الجرجرائي ووزارة أبي نصر: وتوفي بمصر الوزير الجرجرائي، فوزر أبو نصر أحمد بن يوسف الذي أسلم.

(29/329)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 330
ضرب الطبل عند أوقات الصلاة: وضرب أبو كاليجار الطبل في أوقات الصلوات الخمس، ولم تكن الملوك يضرب لها الطبل في بغداد إلى أيام عضد الدولة فأكرم بأن ضرب له ثلاث مرات. فأحدث أبو كاليجار ضرب الطبل في أوقات الصلوات الخمس ولاية ابن المسلمة الكتابة للقائم: وفيها ولي رئيس الرؤساء أبو القاسم عليّ بن المسلمة كتابة) القائم بأمر الله، وكان ذا منزلة عالية منه. ولادة نزار بن المستنصر العبيدي: وفيها ولد نزار بن المستنصر العبيدي المصري الذي قتله الأفضل ابن أمير الجيوش. والله أعلم.

(29/330)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 331
4 (احداث سنة سبع وثلاثين وأربعمائة)
الفتنة بين أهل الكرخ وباب البصرة: فيها حدثت الفتنة بين أهل الكرخ وباب البصرة، وأخذ منها جماعة من الفريقين.
4 (احراق كنيس اليهود:)
ونفر العامة على اليهود وأحرقوا كنيسة العتيقة، ونهبوا دور اليهود. الوباء بالخيل: ووقع الوباء بالخيل، فهلك من معسكر أبي كاليجار اثنا عشر ألف فرس، وامتلأت حافات دجلة من جيف الخيل. موت العلاء النصراني وسلب أكفانه: ومات العلاء بن أبي الحسين النصراني بواسط، فجلس أقاربه في مسجد عند بيته للعزاء، وأخرج تابوته نهاراً، ومعه جماعة من الأتراك، فثار العوام وسلبوا الميت من أكفانه وأحرقوه، ومضوا إلى الدير فنهبوه. وعجز الأتراك عنهم وذلوا، أذّلهم الله.

(29/331)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 332
4 (احداث سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة)

4 (حبس صاحب الشرطة وتغريمه الديات)
فيها كلم ذو السعادات أبو الفرج لرئيس الرؤساء أبي القاسم في أبي محمد بن النسوي صاحب الشرطة، وكان معزولاً، فقال: هذا رجل قد ركب العظائم، ولا سبيل إلى الإبقاء عليه، فتقدم الخليفة بحبسه. ورفع عليه بأنه كان يتتبع الغرباء من التجار ويقبض عليهم ليلاً، ويأخذ أموالهم ويقتلهم، ويلقيهم في حفائر، فحفرت فوجد فيها رمم الموتى، فثار العوام ونشروا المصاحف، وآل الأمر إلى أن حمل خمسة الآف وخمسمائة دينار عن ديات ثلاثة قتلهم، فقبض ذلك صيرفي السلطان، وصرفه في أفساط الجند.
4 (حصار طغرلبك إصبهان:)
وفيها حاصر طغرلبك إصبهان، وضيق على أميرها قرامرز بن علاء الدولة، ثم هادنه على مالٍ يحمل إليه، وأن يخطب له بإصبهان.)
4 (مراسلة أهل التّبت لأرسلان خان)
وفيها خرج من بلاد التبت، وهي من إقليم الصين، خلائق عظيمة،

(29/332)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 333
وراسلوا أرسلان خان ملك بلاشاغون يثنون على سيرته، فراسلهم يدعوهم إلى الإسلام، فلم يجيبوا ولم ينفروا منه.

(29/333)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 334
4 (احداث سنة تسع وثلاثين وأربعمائة)

4 (غدر الأكراد بسرخاب:)
فيها غدر الأكراد بسرخاب بن محمد بن عناز وحملوه إلى إبراهيم ينال، فقلع عينيه.
4 (الظفر بأصفر التغلبي:)
وفيها ظفروا بأصفر التغلبي الذي خرج برأس عين وتبعه خلق، وكان قد أوغل في بلاد الروم، فسلم إلى ابن مروان فسد عليه برجاً من أبراج آمد. القحط بالموصل: وكان القحط بالموصل حتى أكلوا الميتة، وصلي يوم الجمعة بها على أربعمائة جنازة، وعدّ من هلك يومئذ من أهل الذمة، فكانوا مائة وعشرين نفساً.

(29/334)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 335
القبض على الوزير ذي السعادات: وفيها قبض على الوزير ذي السعادات أبي الفرج محمد بن جعفر. الوباء والقحط ببغداد: وكثر الوباء ببغداد أيضاً، والقحط.

(29/335)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 336
4 (احداث سنة أربعين وأربعمائة)

4 (قتال أهل الكرخ وباب البصرة:)
فيها هاج القتال بين أهل الكرخ وباب البصرة موت الملك أبي كاليجار: ومرض الملك أبو كاليجار، وفصد في يوم ثلاث مرات، ثم مات وانتهب الغلمان الخزائن والسلاح، وأحرق الجواري الخيم، وناح الحريم ولاية أبي نصر الملك بعد أبيه: وولي مكانه ابنه أبو نصر ولقبوه بالملك الرحيم. ثم قصد حضرة الخليفة فقبل الأرض وجلس على كرسي. ثم ألبس سبع خلع وعمامة سوداء والطوق والسوارين، ووضع على رأسه التاج المرصع، وبرز له لواءان معقودان. وأوصاه الخليفة بالتقوى والعدل. وقريء صدر تقليده. وكان يوماً مشهوداً. التعريف بأبي كاليجار: وكانت مدة سلطنة أبي كاليجار ببغداد أربع سنين. وهو ابن سلطان

(29/336)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 337
الدولة بن بهاء الدولة بن عضد الدولة. ولد بالبصرة سنة تسع وتسعين وثلاثمائة. واسمه) المرزبان. وكان كثير الأموال. سور شيراز: وفيها دار السور على شيراز، ودوره اثنا عشر ألف ذراع، وطول حائطه ثمانية أذرع، وعرضه ستة أذرع، وفيه أحد عشر باباً. منازلة عسكر مصر لقلعة حلب ورحيلهم: وفيها نازلت عساكر مصر قلعة حلب، وبها معز الدولة ثمال بن صالح الكلابي، فجمع جمعاً وبرز لحربهم، فعمل معهم مصافين على الولاء، وهابه المصريون، فرحلوا عنه خائبين. خطبة ابن باديس للقائم بأمر الله بالقيروان: وفيها خطب المعز بن باديس بالقيروان للقائم بأمر الله، وقطع خطبة المستنصر فبعث إليه المستنصر يهدده، فلم يلتفت إليه، فبعث لحربه عسكراً من العرب فحاربوه، وذلك أوّل دخول عرب بني زغبة وبني رياح إلى إفريقية. فجرت لهم أمورٌ طويلة. مسير الغز مع إبراهيم ينال إلى القسطنطينية للغزو: وفيها قدم كثير من الغز من وراء النهر إلى إبراهيم ينال فقال لهم: يضيق عن مقامكم عندنا، والأوجه أن نمضي إلى غزو الروم ونجاهد. فساروا وسار بعدهم حتى بقي بينهم وبين القسطنطينية خمسة عشر يوماً، فسبى وغنم، وحصل له من السبي فوق المائة ألف رأس، وأخذ منهم أربعة آلاف درع، وغير ذلك.

(29/337)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 338
وجر ما حصل منهم على عشرة الآف عجلة. وحارب الروم، ونصر عليهم مرّات، وغلبوه أيضاً، وكانت العاقبة للمسلمين، وكان فتحاً عظيماً ونصراً مبيناً. عزل ناصر الدولة عن دمشق: وفيها عزل ناصر الدولة وسيفها ابن حمدان عن دمشق بطارق الصقلبي وقبض على ناصر الدّولة. عزل بهاء الدولة: ثم عزل بهاء الدّولة طارق بعد أشهر.

(29/338)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 339
5 (بسم الله الرحمن الرحيم)

5 (الطبقة الرابعة والأربعون وفيات)

4 (وفيات سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن الغمر بن محمد بن أحمد بن عباد.)
أبو الفضل الأبيوردي القاضي. رحل، وسمع ببغداد من: ابن ماسي، ومخلد بن جعفر الباقرحي، وطبقتهما. وبالكوفة من: البكائي. وتفقه ببغداد، ولكنه دخل في أعمال السلطان، وغير الزي، واشتغل بالشرب. قاله عبد الغافر. روي عنه: مسعود بن ناصر، أبو صالح المؤذن، والخشكانيّ. توفي في رمضان.
4 (حرف الباء)

4 (بشرى بن مسيس)

(29/339)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 340
أبو الحسن الرومي الفاتني. مولى الأمير فاتن مولى المطيع لله. أسر من بلد الروم، وهو كبير أمرد، قال: فأهداني بعضُ بني حمدان لفاتن فأدبني وأسمعني. وورد أبي بغداد سرا ليتلطف في أخذي، فلما رآني على تلك الصفة من الإسلام والأشتغال بالعلم يئس مني ورجع. روى عن: محمد بن بدر الحمامي، وأبي بكر بن الهيثم الأنباري، وعمر ابن محمد بن حاتم الترمذي، وابن سلم الختلي، وأبي يعقوب النجيرمي، وأبي بكر القطيعي، والحافظ أبي محمد بن السقاء، وجماعة. ترجمة الخطيب، وقال: كتبنا عنه، وكان صدوقاً صالحاً. توفي يوم الفطر. قلت: وروى عنه: خالد بن عبد الواحد الإصبهاني التاجر، وهبة الله بن أحمد الموصلي، وعلي بن أحمد بن بيان الرزاز، وآخرون. وهو أقدم شيخ لابن ماكولا.
4 (حرف الثاء)

4 (ثابت بن محمد.)
أبو الفتوح العدوي، الجرجاني، الأديب النحوي. قال الحميدي: قدم الأندلس بعد الأربعمائة، فجال في أقطارها، ولقي ملوكها. وكان إماماً في العربية متمكناً من علم الأدب، متقدماً في علم المنطق. دخل بغداد.

(29/340)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 341
وأملى بالأندلس شرحاً للجمل. وروى عن: أبي الفتح بن جني، وعلي بن الحارث، وعبد السلام البصري، وعلي بن عيسى) الربعي. وتوفي لليلتين بقيتا من المحرم. قتله باديس بن حبوس أمير صنهاجة اتهمه بالقيام عليه مع ابن عمه بدر بن حباسه، قال ابن خزرج: بلغني مولده في سنة خمسين وثلاثمائة.
4 (حرف الحاء)

4 (الحسن بن الحسين بن العباس بن دوما)
أبو عليّ النعالي، بغدادي، ضعيف. روى عن: أبي بكر الشافعي، وأبي سعيد بن رميح النسوي، ابن خلاد النصيبي، وأحمد بن جعفر الختلي، وخلق كثير. قال الخطيب: كتبت عنه. وكان قد ألحق لنفسه السماع في أشياء. وتوفي في ذي الحجة. ومولده سنة.
4 (أبو الحسن بن أبي شريح المصريّ.)
قال أبو إسحاق الحبّال: توفي في جمادى الآخرة عنده القاضي، يعني: أبا الطاهر الذهلي. حدَّث، وما سمعت به.

(29/341)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 342
4 (حرف السين)

4 (سيار بن يحيى بن محمد بن إدريس)
أبو عمرو الكناني الحنفي القاضي الهروي. والد صاعد. سمع: الحاكم أبا عاصم محبوب بن عبد الرحمن المحبوبي، وأبا جعفر محمد بن أحمد بن محمد المقريء بسمرقند، وإبراهيم بن محمد بن يزداد الرازي ببخارى، وعبد الرحمن بن محمد الإدريسي، وأبا محمد إسماعيل بن الحسن البخاري الزاهد. وسماعاته قبيل الأربعمائة. روى عنه: إبناه القاضي أبو العلاء صاعد، والقاضي أبو الفتح نصر، وغيرهما. ولما توفي والده قاضي هراة أبو نصر سنة ست عشرة خلفه هو في القضاء والتدريس والفتوى، وزعامة أصحاب الرأي. وتوفي في ذي الحجة سنة إحدى وثلاثين، فخلفه ابنه أبو الفتح إلى أن خلفه لمّا قتل مظلوماً سنة ست وأربعين أخوة أبو العلاء، فطالت أيامه.
4 (حرف الصاد)

4 (صاعد بن محمد بن أحمد بن عبد الله)
القاضي أبو العلاء الأستوائي النيسابوري، الفقيه الحنفيّ.

(29/342)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 343
رئيس الحنفية وعالمهم بنيسابور. توفي بها في ذي الحجة أيضاً. وكان على قضاء نيسابور مدة،) سمع: إسماعيل بن نجيد، وبشر بن أحمد الأسفرائيني، وسمع بالكوفة لمّا حجّ من عليّ بن عبد الرحمن البكائي. روى عنه: أبو بكر الخطيب، والقاضي أبو العلاء صاعد بن سيار الهروي، وجماعة. وقد تفرد شيخنا أبو نصر بن الشيرازي بجزء من حديثه، روى فيه أيضاً عن: الحافظ ابن المظفر، وأبي عمرو بن حمدان، وشافع الأسفرائينيّ. وقد ورخه الخطيب سنة اثنتين وثلاثين، والأول أصح. وولد بناحية أستوا في سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة.
4 (حرف العين)

4 (عبد الله بن بكر بن قاسم)
أبو محمد القضاعي الطليطلي. روى عن: أبي إسحاق إبراهيم بن محمد، وصاحبه أبي جعفر، وعبد الرحمن بن دنين. وحجّ فأخذ عن: أبي الحسن بن جهضم وبمصر عن أبي محمد بن النحاس. وكان من الثقات الأخيار، الزهاد.

(29/343)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 344
4 (عبد الله بن يحيى)
أبو محمد القرطبي، الفقيه المالكيّ. يقال له ابن دحّون. أخذ عن: أبي بكر بن زرب، وأبي عمر بن المكويّ. وكان من جلة الفقهاء المذكورين، عارفاً بالفتوى، حافظاً للمذهب. عمّر وأسن، وانتفع به النّاس. توفي في سادس المحرم.
4 (عبدان.)
أبو محمد الجواليقي الشرابي، نزيل بمصر. سمع بالعراق، وإصبهان. وروى عن: أبي بكر القباب. وانتقى عليه خلف الحافظ. وسيأتي باسمه: محمد بن أحمد. توفي في ذي الحجّة عن سبع وثمانين سنة.
4 (عبد الرحمن بن الحسن بن عليك بن الحسن)
الحافظ أبو سعد النيسابوري. ثقة، حافظ مشهور، نبيل. مصنف بصير بالفن، حسن المذاكرة. حدَّث عن: أبي أحمد الحاكم، وأبي سعيد الرازي، والدارقطني، وابن

(29/344)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 345
شاهين وأبي بكر بن شاذان، وطبقتهم. روى عنه: أبو صالح المؤذن، وأبو المعالي الجويني إمام الحرمين، وأبو سعد بن القشيريّ، وجماعة.)
4 (عبد الرحمن بن عبد العزيز بن أحمد.)
أبو القاسم الحلبي السراج المعروف بابن الطبيز الرام. سكن دمشق، وحدّث عن: محمد بن عيسى البغدادي العلاف نزيل حلب، وأبي بكر محمد بن الحسين السبيعي، ومحمد بن جعفر بن السقاء، ومحمد بن عمر الجعابيّ، وجماعة تفرد في الدنيا عنهم. وطال عمره. روى عنه: عبد العزيز الكتاني، وعليّ بن محمد الربعيّ، وأبو عبد الله الحسن بن أحمد بن أبي الحديد، وأبوه، وابن أبي الصقر الأنباري، وأبو القاسم المصيصي، وعبد الرزاق بن عبد الله الكلاعي، والفقيه نصر المقدسي، وجماعة. قال أبو الوليد الباجيّ: هو شيخ لا بأس به. وقال عبد العزيز الكتاني: توفي شيخنا ابن الطبيز في جمادى الأولى وكان يذكر أنّ مولده سنة ثلاثين وثلاثمائة، ثم سمى شيوخه. قال: وكانت له أصول حسنة، وكان يذهب إلى التشيع. قال ابن الطبيز: أنبا محمد بن عيسى البغدادي، أنبا أحمد بن عبيد الله النرسيّ، فذكر حديثاً. وقرأت على عبد الحافظ بن بدران: أخبرك أحمد بن الخضر بن طاوس سنة سبع عشرة: أنا حمزة بن كروس السلمي، أنا نصر بن إبراهيم الفقيه، أنبا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد العزيز السراج بدمشق: أنا أبو الحسن محمد بن جعفر بن هشام الحلبيّ، ثنا سليمان بن المعافى بحلب، ثنا أبي، ثنا موسى بن

(29/345)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 346
أعين، عن أبي الأشهب، عن عمران بن مسلم، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه، عن عمر بن الخطاب، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من دخل السوق فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت بيده الخير وهو على كلّ شيءٍ قدير. كتبَ الله له بها ألف ألف حسنة، ومحا عنه ألف ألف سيئة، وبنى له بيتاً في الجنة. هذا حديث حسن غريب.
4 (عبد الرحمن بن عليّ بن أحمد بن متّ)
البخاري الإسكاف. سمع: محمد بن صابر البخاري صاحب صالح جزرة.
4 (عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن عزيز بن محمد بن يزيد)
الحاكم أبو سعد بن دوست. ودوست لقب جدّه محمد. أحد أعيان الأئمة بخراسان في العربية. سمع الدواوين وحصلها، وصنف التصانيف المفيدة، وأقرأ النّاس الأدب والنحو، وله ديوان شعر. وكان أصمّ لا يسمع شيئاً.)

(29/346)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 347
أخذ اللغة والعربية عن الجوهري، وله ردّ على الزجاجي فيما استدركه على ابن السكيت في إصلاح المنطق. وكان زاهداً ورعاً فاضلاً. وعنه أخذ اللغة أبو الحسن الواحدي المفسر. وسمع الكثير من: أبي عمرو بن حمدان، وأبي أحمد الحافظ، وبشر بن أحمد الإسفرائيني، وجماعة. وولد سنة سبع وخمسين وثلاثمائة. روى عنه جماعة. وتوفي في ذي القعدة. ومن شعره:
(ألا يا ريمُ أخبرني .......... عن التفاحِ من عَضَّهْ)

(وحدَثبأبيعن حس .......... نك البِكر من افتضَّهْ)

(وختم الله بالورد .......... على خدّك من فَضَّهْ)

(لقد أثَّرت العضّ .......... ةُ في وجْنتيك الغَضَّهْ)

(كما يُكتب بالعنب .......... رِفي جامٍ من الفِضَّهْ)
ومن شعره:
(وشادن نادمت في مجلس .......... قد مطرت راحا أباريقه)

(طلبتُ ورداً فأبى خدُّه .......... ورُمتُ راحاً، فأبى ريقُه)

(29/347)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 348
4 (عثمان بن أحمد بن محمد بن يوسف)
أبو عمرو المعافري القرطبي القيشطالي، نزيل إشبيلية. كان أبوه من جلة المحدثين، فسمع مع أبيه الموطأ من أبي عيسى الليثي، وتفسير ابن نافع. وسمع من: أبي بكر بن السليم القاضي، وأبي بكر بن القوطية، والزبيديّ، وجماعة. وكان حضيراً لأمير الأندلس المؤيد بالله. قال ابن خزرج: كان من أهل الطهارة والعفاف الثقة والرواية، روايته كثيرة. توفي في صفر، وله ثمانون سنة. وحدّث عنه أيضاً: أبو عبد الله الخولاني، وولده أحمد، ومحمد بن شريح، وجماعة. وكان من الشيوخ المسندين بقرطبة.
4 (عليّ بن عبد الغالب المحدّث الجوّال.)
أبو الحسن البغدادي الضّراب. عرف بابن القنيّ. سمع: أبا الحسن المجبر، وأبا أحمد العرضي، وأبا بكر الخيري، وأبا محمد بن أبي نصر، وأبا محمد بن النخاس. انتقى عليه رفيقه أبو نصر السجزيّ. وهو كان رفيق الخطيب إلى نيسابور.

(29/348)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 349
روى عنه: أبو الوليد الباجي،) وقال: ثقة، له بعض الميز وأبو طاهر بن أبي الصقر، وعبد الله بن عمر التنيسيّ. عاش ثمانياً وأربعين سنة. أرّخ موته ابن خيرون.
4 (عمر بن عبد الله بن جعفر)
أبو الفرج الرقي الصوفيّ. حدَّث عن: أبي الحسن الدارقطني، وأبي الفتح القواس. روى عنه: الكتاني، وعبد الرزاق بن عبد الله، وأبو بكر محمد بن عبد الله، وعدّه. توفي في هذه السنة، أو بعدها.
4 (حرف القاف)

4 (القاسم بن حمود الحسني)
الإدريسي المغربي. ولي إمرة قرطبة بعد قتل أخيه عليّ سنة ثمانٍ وأربعمائة. وكان ساكناً وادعاً أمن النّاس مع، وفيه تشيع يسير لم يظهر فخرج عليه ابن أخيه يحيى بن عليّ سنة اثنتي عشرة. فهرب القاسم من غير قتال إلى إشبيلية، فاستمال البربر، وحشد وزحف إلى قرطبة، فدخلها وهرب يحيى. ثم اضطرب أمر القاسم بعد أشهر، وانهزم عنه البربر في سنة أربع عشرة، وقويت كل فرقة على بلد غلبت عليه، وجرت له خطوب وأمور، ولحق بشريش.

(29/349)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 350
والتفت البربر على يحيى بن عليّ وحصروا القاسم، فأسره ابن أخيه يحيى وبقي في سجنه دهراً إلى أن مات إدريس بن عليّ، فخنقوا القاسم في هذا العام. وعاش ثمانين سنة، وحمل فدفن بالجزيرة الخضراء، وبها ابنه محمد يومئذ.
4 (حرف الميم)

4 (محمد بن أحمد بن عبد الله)
أبو الحسن الجواليقي التميمي، مولاهم الكوفي، الملقب بعبدان. قد ذكر. ذكره أيضاً الخطيب في تاريخه، وقال: سمع: إبراهيم بن عبد الله بن أبي العزائم، وجعفر بن محمد الأحمسي، ومحمد بن العباس العصمي، ومحمد بن أحمد العنبري سنة بضع وخمسين، وأبا بكر عبد الله القباب وخلقاً. قال الخطيب: وحدّث ببغداد في حدود العشر وأربعمائة. وأجاز لي، وكان ثقة. وبلغنا أنّه توفي بمصر في حدود سنة إحدى وثلاثين. وقال الحبال: توفي في نصف ذي الحجة، وولد سنة خمسٍ وأربعين.)

(29/350)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 351
قلت: ضيع نفسه لسكناه ببلد الرافضة، فلم ينتشر حديثه.
4 (محمد بن جعفر بن أبي الذّكر.)
أبو عبد الله المصري. روى عن: أبي الطاهر الذهلي، والحسن بن رشيق، وابن حيويه النيسابوري. قال الحبال: يرمي بالغلو في التشيع. وتوفي في ربيع الآخر.
4 (محمد بن عبد الله بن أحمد بن القاسم بن المرزبان)
أبو بكر الإصبهاني المقريء، المعروف بأبي الشيخ. نزيل بغداد. وكان شيخاً صالحاً عالي السند في القراءآت. قرأ على: أبي بكر بن فورك القباب، وعبد الرحمن بن محمد الحسناباذي، وأبي بكر أحمد بن محمد بن إبراهيم بن شاذة، ومحمد بن أحمد بن عمر الخرقي، وأحمد بن محمد بن صافي. روى عنه: عبد العزيز بن الحسين، وعبد السيد بن عتاب الضرير. وكانت قراءة ابن عتاب عليه في سنة ثلاث وعشرين. وأرّخ موته أبو الفضل بن خيرون سنة 431.

(29/351)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 352
4 (محمد بن عبد الله بن شاذان.)
أبو بكر الأعرج الإصبهاني اللغوي. سمع: أبا بكر عبد الله بن محمد القباب فأكثر، وأحمد بن يوسف ين إبراهيم الخشاب. وروى عنه: محمد بن إسماعيل الصيرفي. وتوفي في جمادى الآخرة وله سبعٌ، وثمانون سنة
4 (محمد بن عبد الله بن محمد بن صالح.)
أبو بكر العطار الصوفيّ الإصبهانيّ. روى عن: الطبراني جزءاً. وقع لنا من طريق السلفيّ توفي في ربيع الأخر. وروى أيضاً عن: أبي الشيخ. روى عنه: الحدّاد بالإجازة، وأبو سعد المطرز، ومحمد بن عبد العزيز العسّال بالسّماع.
4 (محمد بن عليّ بن أحمد بن يعقوب.)
أبو العلاء الواسطي المقريء. أصله من فم الصلح. نشأ بواسط، وقرأ بالرّوايات على شيوخها، وكتب الحديث بها، وببغداد، والكوفة، والدّينور، واستوطن بغداد.

(29/352)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 353
قرأ على الحسين بن محمد بن حبش المقريء بالدّينور، وعلى أبي الفرج محمد بن أحمد الشنبوذي، وعلى أبي بكر أحمد بن محمد بن هارون الرازي صاحب حسنون بن الهيثم، وعلى) أبي بكر أحمد بن محمد الشارب المروروذي، وجعفر بن عليّ الضرير، وأبي القاسم عبد الله بن اليسع الأنطاكي، والمعافي بن زكريا الجريري، وأبي عون محمد بن أحمد بن قحطبة الرّام، وأبي الحسين عبيد الله بن أحمد بن البواب، وأبي القاسم يوسف بن محمد بن أحمد الواسطي الضرير. قرأ على يوسف في سنة خمس وستين وثلاثمائة عن قراءته على يوسف ابن يعقوب إمام واسط. واعتنى بالقراءآت وبرع فيها، وتصدر للإقراء، وولي قضاء الحريم الطاهريّ، وصنف وجمع. قرأ عليه: أبو عليّ غلام الهرّاس، وأبو القاسم الهذلي، وعبد السيد بن عتّاب، وأبو البركات محمد بن عبد الله بن يحيى الوكيل، وأبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون. وروى عنه: أبو بكر الخطيب، وأبو القاسم بن بيان، وجماعة. وسمع من: أبي محمد بن السقاء، وأبي بكر القطيعي، وابن ماسيّ، وعليّ بن عبد الرحمن البكّائي. قال الخطيب: رأيت له أصولاً عتقاً، سماعه فيها صحيح، وأصولا مضطربة. ورأيت له أشياء سماعه فيها مفسود، إمّا مكشوط، أو مصلحٌ بالقلم. روى حديثاً مسلسلاً بأخذ اليد، رواته أئمة، وأتهم بوضعه. قال الخطيب: فأنكرت عليه. وسئل بعد إنكاري أن يحدّث به فامتنع. وذكر الخطيب أشياء توجب ضعفه، ثم قال: ولد سنة تسعٍ وأربعين

(29/353)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 354
وثلاثمائة، ومات في جمادى الآخرة سنة إحدى وثلاثين.
4 (محمد بن عوف بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن.)
أبو الحسن المزني الدمشقي. كان يكنى قديماً بأبي بكر، فلمّا منعت الدولة التكني بأبي بكر تكنى بأبي الحسن. حدَّث عن: أبي عليّ الحسن بن منير، وأبي عليّ بن أبي الرمرام، ومحمد بن معيوف، والفضل بن جعفر، يوسف الميانجي، وأبي سليمان بن زبر، وجماعة كثيرة. روى عنه: عبد العزيز الكتاني، والحسن بن أحمد بن أبي الحديد، وأبو القاسم بن أبي العلاء، وأبو طاهر بن أبي الصقر، والفقيه نصر المقدسي، وعليّ بن بكار الصوري، وآخرون. قال) الكتاني: كان ثقة نبيلاً مأموناً. توفي في ربيع الآخر. قرأت على محمد بن عليّ بن أحمد الواسطي، أخبرك أبو محمد الحسن ابن عليّ بن الحسين بن الحسن بن محمد الأسدي سنة عشرين وستمائة: أنا

(29/354)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 355
جدي الحسين، أنا الحسن بن أحمد بن عبد الواحد سنة ثمانين وأربعمائة، أنا محمد بن عوف، أنا الفضل بن جعفر التميمي، ثنا عبد الرحمن بن القاسم بن الرواس، ثنا عبد الرحمن بن إسماعيل بن يحيى: حدَّثني الوليد بن محمد قال: قال الزهري: حدَّثني أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي العصر والشمس مرتفعة حيّة، فيذهب الذاهب إلى العوالي، فيأتيها والشمس مرتفعة. العوالي من المدينة على أربعة أميال.
4 (محمد بن عيسى بن عبد الغنيّ بن الصّبّاح)
أبو منصور الهمداني الصوفيّ أحد مشايخ وقته. روى عن: صالح بن أحمد الحافظ، وجبريل العدْل، وخلق من الهمذانيين، ورحل. وروى عن: محمد بن المظفر، ومحمد بن إسحاق القطيعي، وسهل بن أحمد الديباجي، وعليّ بن محمد السكري، وأبي بكر بن المقريء الإصبهاني، ويوسف بن الدخيل المكّي. قال شيرويه: ثنا عنه أبو طالب العلويّ، وأبو الفضل القومسانيّ، ومحمد ابن الحسين، ومحمد بن طاهر، ويحيى وثابت ابنا الحسين بن شراعة، ونصر ابن محمد المؤذن، وعبدوس بن عبد الله. وكان صدوقاً ثقة. وكان متواضعاً رحيماً، يصلي آناء الّليل والنّهار. حج نيفاً وعشرين حجة. ووقف الضياع والحوانيت على الفقراء، وأنفق أموالاً لا تحصى على وجوه البر. وتوفي في رمضان.

(29/355)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 356
وفيها أغار الترك على همذان فصودر حتى سلّم إليهم جميع ما يملك، وبقي فقيراً محتاجاً ذليلاً في الخانقاه، ثم مات. وكان مولده في سنة أربع وخمسين وثلاثمائة. قلت: روى عنه أبو بكر الخطيب، وغيره.
4 (محمد بن الفضل بن نظيف)
أبو عبد الله المصري الفرّاء، مسند ديار مصر في زمانه. سمع: أبا الفوارس أحمد بن محمد بن السنديّ، والعباس بن محمد بن نصر الرافقي، وأحمد بن الحسين بن إسحاق بن عتبة الرازي، وأحمد بن محمد بن أبي الموت المكي، وأبا بكر أحمد بن) إبراهيم بن عطية ابن الحداد، وأحمد بن محمود الشمعي، وعبد الله بن جعفر بن الورد البغدادي، ومحمد بن عمر بن مسرور الحطاب، وجماعة. وتفرد بالرواية عن أكثر في الدنيا. روى عنه: أبو جعفر أحمد بن محمد بن متويه كاكوا شيخ وجيه الشحاميّ، وأبو الحسن الخلعيّ، وأبو عبد الله الثقفي، وأبو القاسم بن أبي العلاء المصيصيّ، وأبو القاسم سعد بن عليّ الزنجانيّ، وأبو بكر البيهقي محتجاً به، وطائفة.

(29/356)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 357
قال الحبال: توفي في ربيع الآخر، وولد في صفر سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة. وقد وقع لي جزءآن من حديثه، وحديثه في الثقفيات. قال محمد بن طاهر: سمعت أبا إسحاق الحبال يقول: كان أبو عبد الله بن نظيف يصلي بالنّاس في مسجد عبد الله سبعين سنة، وكان شافعياً يقنت. فتقدم بعده رجل مالكي، وجاء النّاس على عادتهم لصلاة الصبح، فلم يقنت، فتركوه وانصرفوا وقالوا: لا يحسن يصلي.
4 (محمد بن مسعود بن يحيى.)
أبو عبد الله الأموي. حدَّث بإشبيلية عن: أبي بكر الزبيدي، وعباس بن أصبغ، وأبي عبد الله ابن مفرج. وكان بارعاً في العربية، له شعر حسن. توفي ذي القعدة، وهو في عشر الثمانين.
4 (المسدد بن عليّ بن عبد الله بن العباس.)
أبو المعمر الأملوكي الحمصي، خطيب. سمع: أبا بكر محمد بن عبد الرحمن الرحبي بحمص، ويوسف الميانجي، وأبا عبد الله بن خالويه، وأحمد بن عبد الكريم الحلبي، وإسماعيل ابن القاسم الحلبيّ، وجماعة. روى عنه: أبو نصر بن طلاب، والكتاني، وأبو عليّ الأهوازي، وأبو صالح أحمد بن عبد الله الملك النيسابوري، وأبو الحسن بن أبي الحديد، وابنه أبو

(29/357)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 358
عبد الله بن أبي الحسن، وسعد الله بن صاعد، وعبد الله بن عبد الرزاق الكلاعي. وكان في الآخر إمام مسجد سوق الأحد. توفي في ذي الحجة. قال الكتاني: فيه تساهل. أخبرنا إسماعيل بن الفراء: أخبرنا أبو القاسم بن صصرى، أنا عليّ بن عساكر الخشاب، أنا الحسن بن أحمد السلمي سنة ثمانين وأربعمائة: أنبا المسدد بن عليّ سنة خمس وعشرين بدمشق: ثنا إسماعيل بن القاسم بحمص سنة سبعين وثلاثمائة، ثنا عليّ بن عبد الحميد) الغضائري، ثنا حميد بن مسعدة، ثنا حصين بن نمير، عن حسين بن قيس، عن عطاء، عن ابن عمر، عن ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تزول قدم العبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن علمه ماذا عمل فيه. رواه الحافظ ابن عساكر في تاريخه في ترجمة عليّ بن عساكر الخشاب، عنه، فوافقناه بعلو.

(29/358)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 359
4 (المفضل بن إسماعيل بن أبي بكر أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل.)
الإمام أبو معمر الإسماعيلي الجرجاني، مفتي جرجان ورئيسها وفاضلها ومسندها وعالمها وابن عالمها. روى الكثير عن: جده. ورحل به والده فأكثر عن: الدارقطني، وأبي حفص بن شاهين ببغداد. وعن: يوسف بن الدخيل، وأبي زرعة محمد بن يوسف بمكة. وكان أحد أذكياء زمانه، فإنّه حفظ القرآن وقطعة من الفقه وهو ابن سبع سنين في حياة جدته. توفي في ذي الحجة وقد حدَّث بالكثير وأملى من بعد موت عمه أبي نصر. وبقي أخوه مسعدة إلى سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة.
4 (حرف الهاء)

4 (الهيثم بن عتبة بن خيثمة.)

(29/359)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 360
القاضي أبو سعيد التميمي النيسابوري الحنفيّ. ثقة، من بيت القضاء والإمامة. روى عن: أبيه القاضي أبي الهيثم، وبشر بن أحمد الإسفرائيني، وأبي عمرو بن حمدان، وطبقتهم. روى عنه: أبو صالح المؤذن. وتوفي في رابع عشر جمادى الأولى.
4 (حرف الياء)

4 (يوسف بن أصبغ بن خضر.)
أبو عمر الأنصاري الطليطلي الفقيه. روى عن: محمد بن إبراهيم الخشني، وفتح بن إبراهيم، وأبي المطرف ابن ذنين. واعتنى بالعلم وتحصيل الكتب. وتوفي في صفر.

(29/360)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 361
4 (وفيات سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة.)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن أيوب بن أبي الربيع)
) أبو العباس الألبيريّ الواعظ. نزيل قرطبة. روى عن: أبي عبد الله بن أبي زمنين، وسليمان بن بطال، وسلمة بن سعيد. وحج، وأخذ عن: أبي الحسن القابسي، وغيره. وكان فاضلاً ورعاً واعظاً، سنياً، أديباً شاعراً. ومجلسه بجامع قرطبة للوعظ في غاية الحفل. كانوا يزدحمون عليه، ونفع الله به المسلمين. توفي فجأة في جمادى الآخرة. وكان الجمع في جنازته لم يعهد مثله. عاش نيفا وسبعين سنة.
4 (أحمد بن الحسين بن نصر العطار.)
أبو بكر البغدادي. سمع: عليّ بن عمر الحربيّ، والدارقطني. وعنه: الخطيب، وقال: صدوق. توفي في ذي الحجة.
4 (أحمد بن عبد الرحمن.)

(29/361)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 362
أبو بكر الخولاني القيرواني، شيخ المالكية بالقيروان مع صاحبه أبي عمران الفاسي المذكور. كان صالحاً عابداً فقيها للمذهب نحوياً. تفقه بأبي محمد بن أبي زيد، وأبي الحسن القابسي. تخرج به خلق كثير كأبي القاسم بن محرز، وأبي إسحاق التونسيّ.
4 (أحمد بن محمد بن جعفر بن يونس.)
أبو الفضل الإصبهاني الأعرج، المعروف بالجواز. رحل، وسمع من: أبن المقري، وابن شاهين، والدارقطنيّ، وعليّ بن عمر الحربيّ، وطبقتهم. وعنه: محمد بن أبي بكر بن مردويه، وسعيد بن محمد البقال الإصبهانّيان. مات في ربيع الآخر.
4 (أحمد بن محمد بن خالد بن مهدي)
أبو عمر القرطبي المقريء. روى عن: أبي المطرف القنازعيّ، ويونس بن عبد الله القاضي، وأبي محمد بن نبوش. وأكثر عن مكي بن أبي طالب. واعتنى بالرّواية والضبط. وكان بارعاً في معرفة القراءآت، صنّف فيها تصانيف.

(29/362)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 363
توفي في ذي القعدة شاباً.
4 (أحمد بن محمد بن يوسف بن مردة.)
أبو العباس الإصبهاني المقريء، توفي في شعبان.
4 (إبراهيم بن ثابت بن أخطل.)
أبو إسحاق الأقليشي. سكن مصر، وأخذ القراءة عرضاً عن طاهر بن غلبون، وعن عبد) الجبار ابن أحمد. وسمع من: عبد الرحمن بن عمر النحاس، وأبي مسلم الكاتب. أقرأ النّاس بمصر في مجلس عبد الجبّار بعد موته. قاله أبو عمرو الدانيّ.
4 (إبراهيم بن محمد بن إبراهيم.)
أبو القاسم الإصبهاني الجلاّب، سبط أبي مسلم. سمع: محمد بن عبد الله بن سيف، وابن المقري، وجماعة. روى عنه: غانم البرجي، وأبي عليّ الحدّاد. وقع لنا جزءٌ من حديثه.

(29/363)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 364
4 (حرف الجيم)

4 (جعفر بن محمد بن المعتز بن محمد بن المستغفر بن الفتح بن إدريس.)
الحافظ أبو العبّاس المستغفري النسفيّ. مؤلف تاريخ نسف وكش وكتاب معرفة الصحابة، وكتاب الدعوات، وكتاب المنامات، وكتاب خطب النبي صلى الله عليه وسلم وكتاب دلائل النبوة، وكتاب فضائل القرآن، وكتاب الشمائل، وغير ذلك من الكتب. وحدث عن: زاهر بن أحمد السرخسي، وإبراهيم بن لقمان، وأبي سعيد عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الرازي، وعلي بن محمد بن سعيد السرخسي، وجعفر بن محمد البخاريّ، وجماعة كثيرة. روى عن: الحسن بن عبد الملك النسفيّ، وأبو نصر أحمد بن جعفر

(29/364)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 365
الكاسني، والحسن بن أحمد السمرقندي الحافظ، وإسماعيل بن محمد النوحي الخطيب، وآخرون. وكان محدّث ما وراء النهر في عصره. ولد بعد الخمسين بيسير، وتوفي بنسف سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة. وهو صدوق، لكنه يروي الموضوعات ولا يكتبها.
4 (حرف الحاء)

4 (الحسن بن عبيد الله البغدادي.)
أبو عليّ الصفار المقريء. سمع: أبا بكر القطيعي. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ثقة.
4 (الحسن بن محمد بن شعيب.)=

24. تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام.
تأليف: شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي.

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 366
أبو عليّ السنجي، الإمام الفقيه. توفي بمرو في ربيع الأوّل. كذا سمّاه وورّخه أبو عليّ محمد بن الفضل ابن جهاندار. وسماه ابن خلكان: الحسين بن شعيب بن محمد، وقال: أخذ الفقه بخراسان عن أبي بكر القفال المروزيّ، هو والقاضي حسين، والإمام أبو محمد الجوينيّ. وصنف شرح الفروع لأبي بكر بن الحدّاد المصريّ فجاء نهايةً في الحسن وصنف كتاب) المجموع. وهو أوّل من جمع بين طريقتي خراسان والعراق.
4 (حمّاد بن عمّار بن هاشم.)
أبو محمد القرطبي الزاهد. روى عن: أبي عيسى الليثي. ورحل فأخذ عن أبي محمد بن أبي زيد بالقيروان، وعن أبي القاسم الجوهري بمصر. وكان رجلاً صالحاً زاهداً ورعاً، شهر بإجابة الدعوة. كان الخلق يقصدونه ويتبركون به ويسألونه الدّعاء. دعاه الأمير عليّ بن حمود إلى قضاء قرطبة، فصرف الرسول وانتهره، وخرج إلى طليلطة فاستوطنها. وعمر ونيف على مائة عام. حدَّث عنه: حاتم بن محمد، وجماعة من علماء الأندلس. قال ابن حيان: توفي في ربيع الأوّل.

(29/366)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 367
4 (حرف العين)

4 (عبد الله بن سعيد بن أبي عون الرباحيّ الأندلسيّ.)
نزيل طليطلة. سمع من أبي عبد الله بن أبي زمنين. وحج، فسمع من أبي محمد بن أبي زيد. وكان صالحاً، ديناً، ورعاً. أول من يدخل المسجد وآخر من يخرج منه. وكان بكاء عند قراءة الحديث. ويرابط في شهر رمضان بحصن ولمش.
4 (عبد الله بن عبيد الله بن الوليد بن محمد بن يوسف بن عبد الله.)
أبو عبد الرحمن الأموي، المعيطي القرطبي. روى عن: أبي محمد الباجي، وغيره. وكان من أهل السؤدد والشرف. بويع بالخلافة بشرق الأندلس وخطب له. ثم خلع فصار إلى كتامة. وكان مجاهد صاحب دانية قد قدم هذا المعيطي أن يكون أمير المؤمنين بعمله، فبقي مدة يسيرة، ثم خلعه مجاهد ونفاه، فالتجأ إلى أرض كتامة، وبقي لا يرفع للدنيا رأساً.
4 (عبد الله بن عليّ بن سعيد.)
أبو محمد النجيرمي. رجل صالح. قال الحبّال: توفي في رجب.

(29/367)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 368
4 (عبد الباقي بن محمد بن أحمد بن زكريا)
أبو قاسم الطحان، بغدادي ثقة، سمع: سمع أبا بكر الشافغي وأبا علي بن الصواف روى عنه أبو بكر أبا بكر الخطيب، وأبو ياسر طاهر بن أسد الطباخ، وجماعة. توفي في جمادى الأولى عن ثمانِ وثمانين سنة.)
4 (عبد الوهاب بن محمد بن عبد الله.)
القاضي أبو عليّ النسفي، الفقيه. توفي في جمادى الآخرة.
4 (عبد الواحد بن محمد بن إبراهيم.)
أبو سهل التميمي الكوفي، ثم الإصبهاني الواعظ. عن: أبي الشيخ. وعنه: سعيد البقال. توفي في ربيع الآخر.
4 (عليّ بن أحمد بن محمد بن حسين.)
الإمام أبو الحسن الإستراباذي الحاكم. كان من كبار أئمة الحديث بسمرقند. وكان مجتهداً في الخير.

(29/368)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 369
كان ينسخ عامة النهار وهو يقرأ القرآن لا يمنعه ذا عن ذا وكان قد حج وسأل الله كمال القوة على التلاوة وعلى الجماع، فاستجيب له. حدَّث هذه السنة ولا أعلم وفاته، ولا رواته، رحمه الله.
4 (حرف الميم)

4 (محمد بن أحمد بن جعفر.)
أبو حسان المزكي المولقاباذي الفقيه، الشيخ الثقة. كان مشهوراً بالفضل والصلاح والعلم، وكان إليه التزكية بنيسابور، والحشمة الوافرة. حدَّث عن: والده أبي الحسن، والشيخ أبي العباس محمد بن إسحاق الصبغيّ، ومحمد بن الحسن السّرّاج، وإسماعيل بن نجيد، وجعفر المراغي، وأبي عمرو بن مطر، وأبي الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري، وطبقتهم. ثنا عنه خالي أبو سعد القشيري.
4 (محمد بن الحسن بن الفضل.)
أبو يعلى البصري الصوفي.

(29/369)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 370
سمع: أبا الحسين بن جميع بصيداء. روى عنه: الخطيب. وله:
(لي عجوز كأنّها ال .......... بدر في ليلة المطر)

(ناطق عن جميع أع .......... ضائها شاهدُ الكبر)

(غير أضراسه ففي .......... ها لذي اللُّبِّ مُعْتبر)

(أعْظُمٌ غير أنًّها .......... أعظُمٌ تَطحنُ الحَجَر)
وكان ظريفاً كثير الأسفار. حدَّث في هذا العام، وانقطع خبره.)
4 (محمد بن الحسن بن محمد.)
أبو المظفر المروزيّ. صدوق، نزل بغداد. وحدًّث عن: زاهر بن أحمد، وأبي طاهر المخلّص. روى عنه: الخطيب.
4 (محمد بن عبد الرحمن بن محمد.)
أبو الحسن الهروي، الدباس العدْل.

(29/370)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 371
سمع: حامد بن محمد الرفاء. روى عنه: شيخ الإسلام، ومحمد بن عليّ العميري، وأهل هراة
4 (محمد بن عمر بن بكير بن ودّ)
أبو بكر النجار. جار أبي القاسم بن بشران. سمع: أبا بكر بن خلاد النصيبي، وأبا بحر البربهاريّ، وأبا إسحاق المزكي، وابن سلم الختلي. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان ثقة من أهل القرآن. قرأ عليّ إبراهيم ابن أحمد البزوري. وتوفي في ربيع الأول، وكان مولده في سنة ست وأربعين وثلاثمائة ببغداد. قلت: وروى عنه: أحمد بن بندار البقال، وجماعة. وقرأ عليه: عبد السيد بن عتاب، وأبو الخطاب بن الجراح، ومحمد بن عبد الله بن يحيى الوكيل، وثابت بن بندار، وغيرهم عن قراءته على البزوري وصاحب أحمد بن فرح.
4 (محمد بن مروان بن عيسى.)
أبو بكر الأموي ابن الشقاق الأندلسي القرطبي. روى عنه: عباس بن أصبغ، وأبي محمد الأصيليّ، وجماعة. وكان قديم الطلب، نافذاً في عدّة علوم، محكماً للنحو والحساب.

(29/371)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 372
4 (محمد بن يحيى بن حسن)
أبو عمرو النيسابوري. حجّ وحدّث ببغداد. عن: أبي عمرو بن حمدان، وعليّ بن عبد الرحمن البكائي، وعبد الرحمن بن محمد محبور الدّهّان. روى عنه: البرقاني مع تقدمه، وأبو صالح المؤذن، وجماعة. صدوق مات بعد الثلاثين، قاله المؤذن.
4 (محمد بن يحيى بن محمد بن الروزبهان.)
أبو بكر البغداديّ. قال الخطيب: كتبت عنه، ولا بأس به. سمع: ابن مالك القطيعيّ، وابن ماسي. مات في صفر.
4 (مكي بن بنان.)
) أبو القاسم المصريّ الصواف. قال الحبال: توفي في جمادى الآخرة.
4 (حرف الهاء)

4 (هاشم بن عطاء بن أبي يزيد الأطرابلسي.)
أبو يزيد. دخل الأندلس تاجراً في هذه السّنة. وقد سكن في شبيبته بغداد، وأخذ عن القاضي أبي بكر الأبهري. وأخذ بالقيروان عن أبي محمد بن أبي زيد. وكان مالكيّ المذهب، جاوز ثمانين سنة.

(29/372)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 373
4 (هشام بن محمد.)
أبو محمد التيمليّ الكوفيّ الحافظ. عن: أبي حفص الكتانيّ، وأبي القاسم بن حبابة، وأبي نصر بن الجندي الدمشقي، وطبقتهم. وعنه الخطيب، وقال: لم يكن ثقة. وقد اتَهمه الصوريّ.

(29/373)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 374
4 (محمد بن أبي نصر.)
أبو عبيد النيسابوري. محدّث جليل. وثقة الخطيب. واسم أبيه: محمد بن عليّ بن محمد. قدم بغداد حاجاً، فروى عن: أبي عمرو بن حمدان، وحسينك التميمي، وعدّه. كتب عنه الخطيب. وأصله فارسي. مات بعد الثلاثين وأربعمائة.

(29/374)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 375
4 (وفيات سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة.)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن الحسن بن أحمد بن عثمان)
الدّمشقي الغساني ابن الطيان أبو بكر. حدَّث في هذه السنة عن: الحسن بن رشيق العسكري، ومحمد بن عليّ النقاش التنيسي، ويوسف الميانجي، وأحمد بن عطاء الروذباريّ، ومحمد بن أحمد الحندريّ. روى عنه: أبو عبد الله القضاعي، ونجا بن أحمد العطّار. وبالإجازة: نصر المقدسيّ، وأبو طاهر الحنائيّ.
4 (أحمد بن الحسين بن أحمد بن إسحاق بن حمك.)
أبو حامد النيسابوريّ، الفقيه الشافعي الواعظ. ثقة، إمام. حدَّث عن: أبي عمرو بن حمدان، وطبقته. وعنه: أحمد بن عبد الملك المقري. توفي في صفر.)

(29/375)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 376
4 (أحمد بن الحسين بن محمد بن عبد الله بن بوّان)
القاضي أبو نصر الدّينوري المعروف بالكسار. سمع سنن النسائيّ سنة ثلاث وستين وثلاثمائة في جمادى الأولى من أبي بكر بن السني. وحدّث به في شوال من هذا العام. روى عنه: أبو نجم بدر بن خلف الفركي، وعبدوس بن عبد الله، وعبد الرحمن بن حمد الدوني، أبو صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن، وآخرون. وكان صدوقاً، صحيح السماع، من أهل العلم والجلالة.
4 (أحمد بن محمد بن الحسين بن محمد بن فاذشاه.)
أبو الحسين الإصبهاني، التاني الرئيس. سمع الكثير من أبي القاسم الطبرانيّ. قال أبو زكريا يحيى بن مندة: كان صاحب ضياع كثيرة، صحيح السّماع رديء المذهب. جميع مسموعاته مع جدّه الحسين في سنة أربعٍ وخمسين. وحكَّ أشياء

(29/376)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 377
مما رواه مسروق، عن ابن مسعود، في الصفات في حال القيامة، وكان ينتحل الإعتزال والتَّشيّع. قلت: روى عن الطبراني معجمه الكبير. روى عنه: معمر بن أحمد اللنبانيّ، ومحمد بن إسماعيل الصيرفي، وأبو عليّ الحدّاد، والمحسد بن محمد الإسكاف، وعبد الأحد بن أحمد العنبري، وأهل إصبهان. توفي في صفر، سامحه الله تعالى، وله شعر. قال المطهر بن أحمد السكري: أنشدنا أبو الحسين بن فاذشاه لنفسه:
(أتطمع أن تدوم لك الحياة .......... وتجمع ما تفوز به العُداةُ)

(فلا تخشى الفناءَ وأنت شيخٌ .......... وهل يبقى إذا ابيض النباتُ)
وأنشدنا أيضاً:
(سهام الشيبِ نافذةٌ مصِيبة .......... وسائقة الملمّة والمصيبهْ)

(ومن نزل المشيبُ بعارضيه .......... قد استوفى من الدُّنيا نصيبهْ)

4 (أحمد بن محمد بن عليّ بن كرديّ)
أبو عبد الله البغداديّ الأنماطيّ البزاز. روى عن: أبي بكر الشافعي. وتوفي في صفر. قال الخطيب: كتبت عنه، ولا بأس به. قلت: روى عنه: الفضل بن عبد العزيز القطّان، وعبد الله بن محمد الحارثي.)

(29/377)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 378
4 (أحمد بن محمد الخولاني.)
أبو جعفر بن الأبار الإشبيليّ الشاعر. من شعراء المعتضد عبّاد بن محمد اللخمي المحسنين. وله، وهو في ديوان شعره:
(لم تدر ما خلَّدت عيناكَ في خلدي .......... منَ الغرامِ ولا ما كابدتْ كَبِدي)

(اأَفديه من زائرٍ رامَ الدُّنوءَ فلم .......... يسطعه من غرق في الدّمْع متقدِ)

(خاف العيونَ فوافاني على عَجَلٍ .......... معطلاً جِيده إلاّ من الجيدِ)

(عاطيتهُ الكاسَ فاستحيتْ مدامَتُها .......... من ذلك الشَّنب المعسُول والبردِ)

(حتّى إذا غازلت أجفانهُ سنةٌ .......... وصيَّرتهُ يدُ الصَّهباء طوعَ يدي)

(أردتُ توسيده خدّي وقلَّ له .......... فقال: كفّك عندي أفضل الوَسَدِ)

(فبات في حرمٍ لا غدرَ يُذعرُهُ .......... وبتُّ ظمآنَ لم أصدر ولم أردِ)

(بدرٌ أَلمّ وبدرُ التّمّ ممحقٌ .......... والأُفق محلولكُ الأرجاء من حَسَدِ)

(تحيَّر اللَّيل منه أين مطلعُه .......... أما درى اللَّيلُ أنّ البدرَ في عضُدي)

4 (إبراهيم بن أبي العيش بن يربوع.)
أبو إسحاق القيسيّ السّبتيّ. دخل الأندلس، وسمع من: أبي محمد الباجيّ، وغيره. ورّخه حفيده إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم.
4 (أنوش تكين.)
أبو منصور التركيّ الختنيّ. سيأتي مطوّلاً في) ن (.
4 (حرف الحاء)

4 (الحسن بن صالح بن عليّ بن صالح.)
أبو محمد المصريّ، يُعرف بالعميد.

(29/378)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 379
ورّخه الحبّال، وقال: سمع كثيراً وحدَّث قليلاً
4 (الحسن بن محمد بن بشر.)
المزني الهروي، أبو محمد. توفي في صفر.
4 (الحسين بن بكر بن عبيد الله.)
أبو القاسم البغدادي. روى عن: أبي بكر القطيعيّ، وغيره.) قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ثقة. ناب في القضاء بالكرخ.
4 (الحسين بن عليّ بن أحمد بن جمعة الحريري.)
بغداديّ. روى عن: أبي بكر القطيعيّ، وأبي بكر بن ماسي، وسهل بن أحمد الدّيباجيّ، ومحمد بن المظفر، وطبقتهم. قال الخطيب: كان له حفظ. وسمعت عبيد الله الأزهري يقول إنّه كان يستعير منه أصولاً لا سماع له فيها فينقل منها. ولد سنة سبع وخمسين وثلاثمائة.
4 (الحسين بن محمد بن إبراهيم بن زنجويه.)
أبو عبد الله الإصبهانيّ. عن: أبي بكر القبّاب. كتب عنه اللّبّاد. مات في رجب.

(29/379)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 380
4 (حرف السين)

4 (سالم بن عبد الله.)
أبو معمر الهرويّ، المعروف بغولجة. إمام متفنّن. قال فيه بعض العلماء. ما عبرَ جسر بغداد مثله. روى عنه: الّلتّيّ. وله تصانيف الأصول والفروع على مذهب الشّافعيّ.
4 (سعيد بن العباس بن محمد بن عليّ بن سعيد)
أبو عثمان القرشيّ، الهرويّ، المزكّيّ. سمع: أبا عليّ الرّفاء، وأبا حامد بن حسنويه، وأبا الفضل بن خميرويه، ومنصور بن العباس البوسنجيّ، وجماعة تفرَّد بالرواية عنهم. وطال عمره. وانتخب عليه إسحاق القرّاب أجزاء كثيرة. روى عنه: أبو بكر الخطيب، وشيخ الإسلام أبو إسماعيل، ومحمد بن عليّ العميريّ، وجماعة. توفي في المحرم، وله أربع وثمانون سنة، وكان شريفاً سريّاً.

(29/380)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 381
سمع ببغداد ونيسابور.
4 (حرف الطاء)

4 (طاهر بن العباس)
أبو بشر العبّادي الهروي. روى عن: الخليل بن أحمد القاضي، وعبد الرحمن بن أبي شريح.
4 (الحرف العين)

4 (عبد الله بن عبدان بن محمد بن عبدان)
أبو الفضل، شيخ همذان، وعالمها ومفتيها.) قال شيرويه: روى عن: صالح بن أحمد، وجبريل، وعليّ بن الحسن بن الربيع، وجماعة. وسمع ببغداد: من أبي الحسن بن أخي معمر، وابن حبابة، وعثمان بن المنتاب، وأبي حفص الكتّانيّ، والمخلص. ثنا عنه: محمد بن عثمان، وأحمد بن عمر، والحسين بن عبدوس، وأبوه، وعليّ الحسني، وكان ثقة فقيهاً، ورِعاً جليل القدر ممّن يشار إليه. سمعت ابن عثمان يقول: لمّا أغار التُّرك على همذان أسروا ابن عبدان، ثم أنّهم عرفوه فقال بعضهم: لا تعذّبوه، ولكن حلّفوه بالله ليخبرنا بماله، فإنّه لا يكذب. فاستحلفوه فأخبرهم بمتاعه حتّى قال لهم: خرقة فيها خمسة وعشرون ديناراً رميناها في هذه البئر. فما قدروا على إخراجها. قال: فما سلم له غيرها. قال شيرويه: رأيت بخط ابن عبدان: رأيت ربَّ العزّة في المنام، فقلت

(29/381)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 382
له: أنت خلقت الأرض و خلقت الخلق ثم أهلكتهم. ثم خلقت خلقاً بعدهم. وكأني أرى أنّه يرتضي كلامي ومدحي له، فقال لي كلاماً يدل على أنه يخاف عليّ الافتخار بما أولانيه، فقلت له: أنا في نفسي أخسّ. ووقع في ضميري: أخسّ من الرّوث. ثم قال لي: أفضل ما يدعي به: أّلا لَهُ الخلقُ والأمرُ. توفي رحمه الله في صفر سنة ثلاث وثلاثين، وقبره يزار ويتبرك به.
4 (عبد الرحمن بن حمدان بن محمد بن حمدان.)
أبو سعد النصرويي والنيسابوريّ، منشوبٌ إلى جده نصرويه، بصادِ مهملة. رحل وكتب الكثير. وروى عن: أبي محمد بن ماسي، وعبيد الله بن العباس الشطوي، ومحمد بن أحمد المفيد، وابن نجيد، وأبي الحسن السّرّاج، وأبي بكر القطيعيّ، وأبي عبد الله العصميّ، وعبد الله بن محمد بن زياد الدورقيّ السّمريّ المعدّل يروي عنه مسند إسحاق الحنظلي. روى عنه: أبو عليّ الحسن بن محمد بن محمد بن حمويه، وأبو بكر البيهقي، وأبو بكر الخطيب، وعبد الغفار بن محمد الشيرويّ، وآخرون. توفي في صفر. وكان محدّث عصره.

(29/382)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 383
4 (عبد السلام بن الحسين)
أبو القاسم المايوسي الصفار. شيخ بغداديّ ثقة. سمع: أبا بكر القطيعي، وابن المظفر.) روى عنه: الخطيب، وأثنى عليه
4 (عبد الملك بن الحسين بن عبدويه.)
أبو أحمد الإصبهانيّ العطار المقريء. روى عن: عليّ بن عمر الحربيّ السكريّ. روى عنه: أبو عليّ الحدّاد.
4 (عبد الغفّار بن عبد الواحد بن محمد.)
أبو النّجيب الأرمويّ الحافظ. رحل وطوف، وسمع: أبا نعيم الحافظ، وأبا القاسم بن بشران، وأحمد ابن عبد الله بن المحاملي، ومحمد بن الفضل بن نظيف. روى عنه: أبو بكر الخطيب، ونجا بن أحمد، وعبد العزيز الكتّاني، وغيرهم. وجاوز بمكّة، فأكثر عن: أبي ذر. ورجع إلى الشام قاصداً بغداد فأدركه أجله بين دمشق والرّحبة في شوال شاباً.

(29/383)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 384
4 (عبد الوهاب بن الحسن الحربيّ.)
المؤدب. ويعرف بابن الخزري. سمع: أبا بكر القطيعيّ، وأبا عبد الله الحسين الشماخيّ. وثقة الخطيب، وحدّث عنه.
4 (عبيد الله بن إبراهيم الأنصاري.)
الخطيب الخياط الشّيعيّ. حدَّث عن: أبي بكر القطيعيّ. قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان من شيوخ الشّيعة.
4 (علاء الدولة.)
أبو جعفر شهريار بن كاكويه، صاحب إصبهان. أحد الشجعان، حارب السلوجقية، وتمكّن مدة، ومات سنة ثلاث، فقام بعده ابنه ظهير الدين أبو منصور قرامرز، فسار أخوه كرشاسف فاستولى على همذان.
4 (عليّ بن بشرى)
أبو الحسن الليثي، مولى بني الليث السجزيّ الصوفيّ.

(29/384)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 385
يروى عن: ابن حمدان، ومحمد بن الحسين الأبريّ. روى عنه: عيسى بن شعيب السجزيّ، وشيخ الإسلام أبو إسماعيل، وجماعة. وكان مكثراً عن الحافظ ابن مندة.)
4 (عليّ بن محمد بن عليّ.)
أبو القاسم العلويّ الحسينيّ الحرانيّ، المقريء الحنبليّ السنيّ. توفي في العشرين من شوال من سنة ثلاث عن سنّ عالية. قرأ القراءآت على أبي بكر محمد بن الحسن النقاش، وسمع منه تفسيره. وهو آخر من روى في الدنيا عنه. قرأ عليه: أبو معشر عبد الكريم الطبري، وأبو القاسم يوسف بن جبارة الهذلي، وأبو العباس أحمد بن الفتح بن عبد الجبّار الموصلي نزيل نهر الملك، وشيخ المحوّل. وكان إماماً صالحاً كبير القدر. لكن هبة الله بن الأكفاني قال: سمعت عبد العزيز الكتاني الحافظ، وقد أريته جزءاً من كتب إبراهيم بن شكر من مصنفات الآجري. والسماع عليه مزورٌ بين التزوير، فقال: ما يكفي عليّ بن محمد الزيدي الحرّانيّ أن يكذب حتى يكذب عليه؟

(29/385)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 386
وأما أبو عمرو الدانيّ فقال: هو أخر من قرأ على النقاش، وكان ضابطاً ثقة مشهوراً. أقرأ بحرّان دهراً طويلاً.
4 (عليّ بن موسى بن الحسين.)
أبو الحسن بن السمسار الدمشقي. حدَّث عن: أبيه، وأخيه أبي العباس محمد، وأخيه الآخر أحمد، وأبي القاسم عليّ بن يعقوب بن أبي العقب، وأبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن مروان، وأحمد بن أبي دجانة، وأبي عليّ بن آدم، وأبي عمر بن فضالة، وأبي زيد المروزيّ، والدّارقطنيّ، والمظفر بن حاجب الفرغاني، وخلق كثير. وكان مسند الشام في وقته. روى عنه: عبد العزيز الكتّانيّ، وأبو نصر بن طلاّب، وأبو القاسم بن أبي العلاء، والحسن بن أحمد بن أبي الحديد، والفقيه نصر المقدسي، وأحمد بن عبد المنعم الكريديّ، وآخرون.

(29/386)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 387
قال أبو الوليد الباجي: فيه تشيّع يفضي به إلى الرفض. وكان قليل المعرفة، في أصوله سقم. وقال الكتاني: كان فيه تساهل، ويذهب إلى التشيع. وتوفي في صفر، وقد كمّل التسعين
4 (عمر بن إبراهيم بن أحمد.)
أبو حفص الإصبهاني السمسار. عن: أبي الشيخ. وعنه: سعيد بن محمد البقال، وواصل بن حمزة، وإسحاق بن عبد الوّهاب بن مندة. مات في جمادى الأولى
4 (حرف الميم)
)
4 (محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن عليّ بن شريعة اللخميّ الباجي.)
أبو عبد الله الإشبيلي. سمع من جده الإمام أبي محمد، ورحل مع أبيه إلى المشرق. وشاركه في السماع من الكبار كأبي بكر بن إسماعيل المهندس، والحسن بن إسماعيل الضراب. حدَّث عنه الخولاني وقال: كان من أهل العلم بالحديث والرأي والفقه، عارفاً بمذهب مالك.

(29/387)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 388
توفي لعشر بقين من المحرم. وقال ابن خزرج: مولده في صفر سنة ست وخمسين وثلاثمائة. وكان أجل الفقهاء عندنا دراية ورواية، بصيراً بالقعود وعللها. صنف فيها كتاباً حسناً، وكتاباً مستوعباً في سجلات القضاة إلى ما جمع من أقوال الشيوخ المتأخرين، مع ما كان عليه من الطريقة المثلى من الوقار والتعاون النزاهة.
4 (محمد بن إسماعيل بن عباد بن قريش.)
القاضي أبو القاسم اللخمي الإشبيلي، من ذرية النعمان بن المنذر ملك الحيرة، وأصله من بلد العريش، البلد التي كانت أول رمل مصر، فدخل أبو الوليد إسماعيل بن عباد الأندلس، ونشأ له أبو القاسم، فاعتنى بالعلم وبرع في الفقه، وتنقلت به الأحوال إلى أن ولي قضاء إشبيلية في أيام بني حمود الإدريسي، فأحسن السياسة مع الرعية والملاطفة لهم، فرمقته العيون. وكان المعتلي يحيى بن عليّ الإدريسي صاحب قرطبة مذموم السيرة فسار إلى إشبيلية وحاصرها، فلمّا نازلها اجتمع الأعيان إلى القاضي أبو القاسم هذا وقالوا له: ترى ما نزل بنا، فقم بنا واخرج إلى هذا الظالم ونملكك.

(29/388)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 389
فأجابهم وتهيأ للقتال، وخرجوا إلى قتال يحيى، فركب إليهم وهو سكران، فقتل يحيى وهو سكران، وعظم أبو القاسم في النفوس وبايعوه، واستعان بالوزير أبي بكر محمد بن الحسن الزبيدي، وعيسى بن حجاج الحضرمي وعبد الله بن عليّ الهوزني، فدبروا أمر إشبيلية أحسن تدبير ولقبوه الظافر المؤيد بالله، ثم أنه ملك قرطبة وغيرها. واتسع سلطانه. وقضيته مشهورة مع الشخص الذي زعم أنه هشام المؤيد بالله بن الحكم الأموي، الذي كان المنصور محمد بن أبي عامر حاجبه. انقطع خبر المؤيد بالله هذا أكثر من عشرين سنة، وجرت أحوال وفتن في هذه السنوات، فلمّا تملك القاضي أبو القاسم بن عباد قيل له إن هشام بن الحكم أمير المؤمنين بقلعة رياح في) مسجد، فأحضره ابن عباد وبايعه بالخلافة، وفوّض إليه، وجعل ابن عباد نفسه كالوزير بين يديه. قال الأمير عزيز: استولى القاضي محمد بن إسماعيل على الأمر سنة أربع وعشرين، وحسده أمثاله وكثر الكلام فيه، وقالوا: قتل يحيى بن عليّ الحسني الإدريسي من أهل البيت. وقتل يحيى بن ذي النون ظلماً. واتسع القول فيه، وهو في خلال ذلك مفكراً فيما يفعله إذ جاءه رجل من قرطبة، فقال: رأيت هشاماً المؤيد بالله في قلعة رباح، وكان ذلك الرجل يعرفه من مدة، فقال: انظر ما تقول. قال: أين والله رأيته، وهو هشام بلا شك. وكان عند القاضي عبد اسمه تومرت، كان يقوم على رأس هشام، فقال له: إذا رأيت مولاك تعرفه قال: نعم، ولا أنكره ولي فيه علامات. فأرسل رجلاً مع الرجل، فوجداه في قلعة رباح في مسجد، فأعلماه أنهما رسولا القاضي بن عباد، فسار معهما إلى إشبيلية، فلما رآه مولاه تومرت قام وقبل رجليه وقال: مولاي والله.

(29/389)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 390
فقام إليه القاضي وقبل يديه هو وأولاده وسلموا عليه بالخلافة. وأخرجه يوم الجمعة بإشبيلية، ومشوا بين يديه إلى الجامع، فخطب هشام للناس وصلى بهم، وبايعوه: القاضي وبنوه، والناس، وتولى القاضي الخدمة بين يديه، وبقي أمير المؤمنين، والقاضي يقول: أمر أمير المؤمنين. وجرى على طريقة الحاجب ابن أبي عامر غير أنه لم يخرج إلى الجمع طول مدته. والقاضي ابن عباس في رتبة وزير له. واستقام لابن عباد أكثر مدن الأندلس. قال عزيز: خرج هشام هارباً بنفسه من قرطبة عام أربعمائة مستخفياً حتى قدم مكة، ومعه كيس فيه جواهر، فشعر به حرامية مكة، فأخذوه منه، فبقي يومين لم يطعم. فأتاه رجل عند المروة، فقال: تحسن عمل الطين قال: نعم. فمضى وأعطاه تراباً ليجبله، فلم يدر كيف يصنع. وشارطه على درهم وقرص، فقال له: عجل القرص. فأتاه به فأكله. ثم عمد إلى التراب فجبله ثم خرج مع قافلة إلى الشام على أسوأ حال، فقدم بيت المقدس فرأى رجلاً حصرياً فوقف ينظر، فقال له الرجل: أتحسن هذه الصناعة قال: لا. قال: فتكون عندي تناولني القش. فأقام عنده مدة، وتعلم صنعة الحصر، وبقي يتقوت منها وأقام ببيت المقدس أعواماً، ثم رجع إلى الأندلس سنة أربع وعشرين وأربعمائة.) قال عزيز: هذا نص ما رواه مشايخ من أهل الأندلس. ثم ذكر ما قاله أبو محمد بن حزم في كتاب نقط العروس، قال: فضيحة لم يقع في الدهر على مثلها. أربعة رجال في مسافة ثلاثة أيام تسمى كل واحد منهم أمير المؤمنين، وخطب لهم بها في زمن واحد. أحدهم، خلف الحصري بإشبيلية على أنه هشام المؤيد، والثاني: محمد بن القاسم بن حمود بالجزيرة الخضراء، والثالث: محمد بن إدريس بن عليّ بن حمود بمالقة، والرابع: إدريس بن يحيى بن عليّ بشنترين. ثم قال أبو محمد بن حزم: أخلوقة لم يسمع بمثلها. ظهر رجل يقال له

(29/390)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 391
خلف الحصري، بعد نيف وعشرين سنة من موت هشام المؤيد بالله، فادعى أنه هشام، فبويع وخطب له على منابر الأندلس في أوقات شتى، وسفكت الدماء وتصادمت الجيوش في أمره، وأقام هذا الذي أدعى أنه هشام في الأمر نيفاً وعشرين سنة، والقاضي محمد كالوزير بين يديه. قلت: استبد القاضي بالأمر، ولم يزل ملكاً مستقلاً إلى أن توفي في آخر جمادى الأولى سنة ثلاث وثلاثين، ودفن بقصر إشبيلية، وقام بالأمر بعده ولده المعتضد بالله أبو عمرو عباد. وقيل: إنما كان إقامة الذي زعم أنه هشام في أيام المعتضد. وبقي المعتضد إلى سنة أربع وستين.
4 (محمد بن جعفر)
أبو الحسن الجهرمي الشاعر. كان من فحول الشعراء بالعراق. وجهرم قرية. مولده في سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة.
4 (محمد بن حمزة)
أبو عليّ البغدادي الدهان.

(29/391)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 392
قال الخطيب: صدوق كتبنا عنه. سمع: أبا بكر عبد الله بن يحيى الطلحي، وعليّ بن عبد الرحمن البكائي بالكوفة، وأبا بكر القطيعي. ولد سنة خمس وأربعين وثلاثمائة. وسمع سنة تسع وخمسين. ومات في ربيع الآخر سنة ثلاث.
4 (محمد بن عبد الله بن بندار.)
أبو عبد الله المرندي. حجّ في هذا العام، وحدَّث بدمشق عن الدارقطني، وأبي حفص بن شاهين، وجماعة.) روى عنه: عبد العزيز الكتاني، وهبة الله بن الصقر المرندي، وأبو القاسم ابن أبي العلاء الفقيه.
4 (محمد بن عليّ بن أحمد.)
أبو بكر البغدادي المطرز. يلقب حريقاً. سمع: أبا الحسن بن لؤلؤ، وأبا الحسين بن سمعون. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقاً.
4 (محمد بن مساور بن أحمد بن طفيل.)
أبو بكر الطليطلي. روى عن: هاشم بن يحيى، وعبد الوارث بن سفيان. وكان خيراً متواضعاً فصيحاً، ذا وقار.

(29/392)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 393
وحدَّث في هذه السنة، وانقطع خبره.
4 (مسعود بن السلطان محمود بن سبكتكين)
حارب أخاه محمداً وقلعه من السلطنة، وكحله وسجنه، وحكم على خراسان والهند، وغير ذلك. وجرت له حروب وخطوب مع السلجوقية أول ما ظهروا إلى أن قتل في سنة ثلاث، وأطاع الجيش أخاه محمداً المسمول، وقتل أخاه مسعوداً وعاد إلى السلطنة
4 (مسلم بن أحمد بن أفلح)
أبو بكر القرطبي الأديب. روى عن: أبي محمد بن أسد، وأبي القاسم عبد الرحمن بن أبي يزيد المصريّ. وكان إماماً في علم العربية، له تلامذة، وحلقة كبيرة، وكان متنسكاً صالحاً من أهل السنة والجماعة، رحمه الله.

(29/393)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 394
4 (حرف النون)

4 (نوشتكين بن عبد الله.)
الأمير المظفر سيف الخلافة عضد الدولة أبو منصور التركي، أحد الشجعان المذكورين. مولده ببلاد الترك، وحمل إلى بغداد، ثم إلى دمشق في سنة أربعمائة. فاشتراه القائد تزبر الديلمي، فرأى منه شهامة مفرطة وصرامة، وشاع ذكره فأهداه للحاكم المصري. وقيل بل جاء الأمر بطلبه منه سنة ثلاث وأربعمائة.

(29/394)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 395
فجعل في الحجرة فقهر من بها من المماليك، وطال عليهم بالذكاء والنهضة، فقربه متوليهم، ثم لزم الخدمة وجعل يتودد إلى القواد، فارتضاه الحاكم وأعجب به، وأمره وبعثه إلى دمشق في) سنة ست وأربعمائة فتلقاه مولاه دزبر، فتأدب مع مولاه وترجل له. ثم أعيد إلى مصر وجرد إلى الريف. ثم عاد وولي بعلبك، وحسنت سيرته، وانتشر ذكره. ثم طلب، فلما بلغ العريش رد إلى ولاية قيسارية. واتفق قتل فاتك متولي حلب سنة اثنتي عشرة، قتله مملوك هندي وولي أمير الجيوش فلسطين في أول سنة أربع عشرة. فبلغ حسّان مفرج ملك العرب خبره، فقلق وخاف. ولم يزل أمر أمير الجيوش في ارتفاع واشتهار، وتمت له وقائع مع العرب فدوخهم وأثخن فيهم، فعمل عليه حسان، وكاتب فيه وزير مصر حسن بن صالح، فقبض عليه بعسقلان بحيلة دبرت له في سنة سبع عشرة، وسأل فيه سعيد السعداء فأجيب سؤاله إكراماً له وأطلق. ثم حسنت حاله، وارتفع شأنه، وكثرت غلمانه وخيله وإقطاعاته. وبعد غيبته عن الشام أفسدت العرب فيها، ثم صرف الوزير ووزر نجيب الدولة عليّ بن أحمد الجرجرائي، فاقتضى رأيه تجريد عساكر مصر إلى الشام، فقدم نوشكين عليهم، ولقبه بالأمير المظفر منتخب الدولة، وجهز معه سبعة آلاف فارس وراجل. فسار وقصد صالح بن مرداس وحسان بن مفرج، فكان

(29/395)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 396
الملتقى في القحوانة فانهزمت العرب، وقتل صالح، فبعث برأسه إلى الحضرة، فنفذت الخلع إلى نوشتكين، وزادوا في ألقابه. ثم توجه إلى حلب ونازلها، ثم عاد إلى دمشق، ونزل في القصر وأقام مدة. ثم سار إلى حلب، ففتحت له، فأحسن إلى أهلها ورد المظالم وعدل. ثم تغير وشرب الخمر، فجاء فيه سجل مصريّ، فيه: أما بعد، فقد عرف الحاضر والبادي حال نوشتكين الدزبري الخائن، ولما تغيرت نيته سلبه الله نعمته. إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. فضاق صدره وقلق، ثم جاءه كتاب فيه توبيخ وتهديد، فعظم عليه، ورأى من الصواب إعادة الجواب بالتنصل والتلطف، فكتب: من عبد الدولة العلوية، متبرئاً من ذنوبه الموبقة، وإساءآته المرهقة، لائذاً بعفو أمير المؤمنين، عائذاً بالكرم، صابراً للحكم، وهو تحت خوف ورجاء، وتضرع ودعاء. وقد ذلت نفسه بعد غرها، وضاقت بعد أمنها. إلى أن قال: وليس مسير العبد إلى حلب ينجيه من سطوات مواليه.

(29/396)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 397
ونفذ هذا الجواب وطلع إلى قلعة حلب، فحم وطلب طبيباً، فوصف له مسهلاً، فلم يشربه،) ولحقه فالج في يده ورجله. ومات بعد أيام من جمادى الأولى سنة ثلاث وثلاثين بحلب. وخلف من الذهب العين ستمائة ألف دينار ونيفاً.
4 (حرف الياء)

4 (يحيى بن سعيد بن يحيى بن بكر.)
أبو بكر بن الطواق القرطبي. روى عن: أبي عبد الله بن مفرج. وسمع بمصر من: أبي بكر المهندس. حدَّث عنه: أبو بكر الخولاني، وقال: كان من أهل القرآن، طالباً للعلم مع الفهم والضبط. وكان من أهل السنة، مجانباً لأهل البدع. توفي في جمادى الآخرة عن سن عالية.
4 (الكنى)

4 (أبو الحسن الرحبيّ)
الفقيه الداوودي. نزيل مصر. رحل إلى بغداد، ولقي: القاضي أبا بكر الأبهري المالكي، وأبا بكر الرازي الحنفي، ابن المرزبان الشافعي. وله مصنفات كثيرة على مذهب أهل الظاهر.

(29/397)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 398
4 (وفيات سنة أربع وثلاثين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن عليّ بن أحمد.)
أبو الحسين الجحواني الكوفي. سكن بغداد، وحدَّث عن: أبي بكر الطلحي، وجعفر الأحمسي. قال الخطيب: وهو آخر من حدَّث عنهما، كتبتُ عنه، وكان ثقة حافظاً للقرآن. توفي في شوال. ومولده في سنة خمسين وثلاثمائة.
4 (أحمد بن عليّ بن الحسن)
أبو نصر المايمرغي الضرير المقريء. من أهل ما رواء النهر ثقة. سمع الكثير من: أبي عمرو محمد بن محمد بن صابر، وأبي أحمد الحاكم، والبخاريين. وعاش تسعين سنة.

(29/398)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 399
4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن دلويه.)
أبو حامد الأستوائي. سمع بنيسابور: أبا أحمد الحاكم، وأبا سعيد بن عبد الوهاب الرازي، وكان أحمد الفقهاء الشافعية. ولي قضاء عكبرا. وكان صدوقاً. سمع منه: الدارقطني مع تقدمه، وأبو بكر الخطيب. وكان في الأصول على مذهب الأشعري، وفي الفقه شافعياً.)
4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن الحسين بن بزدة الإصبهاني.)
الفرضي المقريء. يعرف بالقج. روى عن: أحمد بن عبدان الحافظ، والمخلص. وعنه: الخطيب، وغيره.
4 (إسماعيل بن عليّ)
أبو إبراهيم الحسيني المصري. انتقى عليه أبو نصر السجستاني، وحدَّث. توفي في شعبان.

(29/399)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 400
4 (حرف الحاء)

4 (الحسن بن عليّ بن سهلان)
أبو سعد الإصبهاني القرقوني. روى عن: أبي الشيخ. وعنه: أحمد بن الحسين بن أبي ذر الصالحاني.
4 (الحسين بن أحمد بن جعفر بن أحمد.)
أبو عبد الله الهمذاني الفقيه. محدَّث بمكة. سمع ببغداد: ابن المظفر، وأبا عمر بن حيويه، وابن شاهين. وبنيسابور: أبا الحسن الخفاف. وبهمذان: جبريل بن محمد البغدادي. وحدَّث سنين. روى عنه.
4 (الحسين بن عمر بن محمد البغدادي)
أبو عبد الله كاتب ابن الآبنوسيّ.

(29/400)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 401
سمع: القطيعي، وابن ماسي. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان ثقة صالحاً. توفي في ذي الحجة.
4 (حمزة بن الحسن بن العباس بن الحسن بن أبي الجنّ)
القاضي فخر الدولة أبو يعلى العلوي الحسيني الدمشقي. ولي قضاء دمشق من قبل الظاهر العبيدي، وولي نقابة الأشراف بمصر، وجدد بدمشق منابر وقنيّ، وأجرى الفوّارة. وذكر أنه وجد في تذكرته صدقة كل سنة سبعة آلاف دينار. وكان مولده في سنة سبع وستين وثلاثمائة. حكى عنه الشريف أبو الغنائم عبد الله بن الحسين النسابة.
4 (حرف السين)

4 (سعيد بن أحمد بن محمد.)

(29/401)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 402
أبو عثمان بن الربيع الهذلي الإشبيلي. كان من أهل النفاذ في الحديث والفقه، قوي الفهم،) محسناً للشروط وعللها. روى عن: أبي محمد الباجي، وأبي جعفر بن عون الله، وأبي الحسن الأنطاكي، وأبي بكر الزبيدي، وجماعة. ذكره ابن خزرج، وعاش اثنتين وثمانين سنة.
4 (سعيد بن محمد بن أحمد بن سعيد.)
أبو القاسم الإصبهاني البقال. توفي في جمادى الآخرة. محدَّث حافظ. معجمه ألف شيخ. شيخ، رحل إلى خراسان، والعراق، والحجاز، وهمذان، وكتب الكثير، ونسخ بالأجرة. كتب عنه: أبو يعقوب التراب، وأبو بكر أحمد بن عليّ الإصبهاني الحافظ. قال ذلك يحيى بن مندة.
4 (حرف الشين)

4 (شذرة بن محمد أحمد بن شذرة.)
أبو العلاء المدينّي. توفي في رجب. يروي عن: ابن المقري. سمع منه: محمد بن عبد الواحد الكسائي، وغيره،
4 (شعيب بن عبد الله بن المنهال.)

(29/402)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 403
أبو عبد الله المصري. روى عن: أحمد بن الحسن بن إسحاق بن عتبة الرازي. وغيره. روى عنه: أحمد بن إبراهيم الرازي، وعليّ بن الحسن الخلعي، وجماعة. وكان أسند من بقي بديار مصر. توفي في شعبان. قال أبو إسحاق الحبّال: يتكلم في مذهبه. قلت: كأنه يريد الرفض، لأنه ملا مصر.
4 (حرف العين)

4 (عبد الله بن غالب بن تمام بن محمد.)
أبو محمد الهمذاني المالكي، الفقيه. عالم أهل سبتة وصالحهم وشيخهم. أخذ عن شيوخ سبته، ورحل إلى الأندلس فسمع من: أبي محمد الأصيلي، وأبي بكر الزبيدي. ورحل إلى القيروان، فسمع من: أبي محمد بن أبي زيد. وإلى مصر، فسمع من: أبي بكر المهندس، والوشاء.) وكان إماماً متقناً عارفاً بالمذهب، أديباً بليغاً شاعراً، حافظاً، نظاراً، مدارُ الفتوى عليه ببلده في عصره. أخذ عنه: ابنه أبو عبد الله محمد، وإسماعيل بن حمزة، وأبو محمد المسيلي، والقاضي بن جماح. وتوفي رحمه الله في صفر.

(29/403)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 404
4 (عبد الله بن أبي الفضل عمر بن أبي سعد.)
الزاهد الهروي، أبو نصر الواعظ. توفي بنيسابور قاصداً للحج. عقد مجلساً في قوله تعالى: ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله فمرض عقيب المجلس، ومات رحمه الله في ربيع الآخر.
4 (عبد الودود بن عبد المتكبر.)
أبو الحسن الهاشمي البغداديّ. توفي في رجب عن أربع وتسعين سنة. روى عن: أبي بكر محمد بن عبد الله الشافعيّ. سمع مجلساً واحداً. روى عنه: الخطيب.
4 (عبيد الله بن هشام بن سوار الداراني.)
أبو الحسين.
4 (عبد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن غفير.)

(29/404)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 405
أبو ذر الأنصاري الهروي المالكي الحافظ. ويعرف ببلده بابن السّمّاك. وسمع بهراة: أبا الفضل بن خميرويه، وبشر بن محمد المزني، وجماعة. ورحل، فسمع: أبا محمد بن حمويه، وزاهر بن أحمد بسرخس، وأبا إسحاق بن إبراهيم بن أحمد المستملي ببلخ وأبا الهيثم محمد بن مكي بكشميهن، وأبا بكر هلال بن محمد، وشيبان بن محمد الضبعي بالبصرة، والدارقطني، وأبا الفضل الزهري، وأبا عمر بن حيويه، وطائفة ببغداد وعبد الوهاب الكلابي، وجماعة بدمشق، وطائفة بمصر وبمكة. وجمع معجماً لشيوخه، وجاور بمكة دهراً. روى عنه: ابنه عيسى، وعليّ بن محمد بن أبي الهول، وموسى بن الصقلبي، وعبد الله بن الحسن التنيسي، وعلي بن بكار الصوري، وأحمد بن محمد القزويني، وعليّ بن عبد الغالب البغدادي، وشيخ الإسلام أبو إسماعيل، وأبو عمران الفاسي الفقيه موسى بن عيسى، وأبو الطاهر إسماعيل بن سعيد النحوي، وأبو الوليد سليمان بن خلف الباجي، وعبد الله بن سعيد) الشنتجالي وعبد الحق بن هارون السهمي، وأبو بكر أحمد بن عليّ الطريثيثي، وأبو شاكر أحمد بن عليّ العثماني، وأبو الحسين محمد بن المهتدي بالله، وخلق سواهم. وروي عنه بالإجازة: أبو بكر بالخطيب، وأبو عمرو الداني، وأبو عمر بن عبد البر، وأحمد بن عبد القادر بن يوسف، وأبو عبد الله أحمد بن محمد الخولاني الإشبيلي.

(29/405)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 406
مولده في حدود سنة خمس وخمسين وثلاثمائة. وقال الخطيب: قدم بغداد أبو ذر وأنا غائب، فحدَّث بها وحج وجاور، ثم تزوج في العرب وسكن السروات، وكان يحج كل عام فيحدَّث ويرجع وكان ثقة ضابطاً ديناً. مات بمكة في ذي القعدة. وقال أبو عليّ بن سكرة: توفي في عقب شوال. وقال أبو الوليد الباجي في كتاب إختصار فرق الفقهاء من تأليفه عند ذكر أبي بكر الباقلاني: لقد أخبرني أبو ذر، وكان يميل إلى مذهبه، فسألته: من أين لك هذا فقال: كنت ماشياً ببغداد مع الدارقطني فلقينا القاضي أبا بكر، فالتزمه الشيخ أبو الحسن الدارقطني، وقبل وجهه وعيينه. فلمّا فارقناه قلت: من هذا فقال: هذا إمام المسلمين والذاب عن الدين القاضي أبو بكر محمد بن الطيب. قال أبو ذر: فمن ذلك الوقت تكررت عليه وقال أبو عليّ البطليوسي: سمعت أبا عليّ الحسن بن بقي الجذامي المالقي: حدَّثني بعض الشيوخ قال: قيل لأبي ذر: أنت من هراة، فمن أين تمذهبت لمالك وللأشعري قال: قدمت بغداد فلزمت الدارقطني، فاجتاز به القاضي ابن الطيب فأظهر الدارقطني ما تعجبت منه من إكرامه، فلمّا ولّى سألته فقال: هذا سيف السنة أبو بكر الأشعري. فلزمته منذ ذلك، واقتديت به في مذهبه جميعاً، أو كما قال.

(29/406)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 407
وقال أبو إسماعيل عبد الله بن محمد: عبد بن أحمد بن محمد السماك الحافظ، صدوق، تكلموا في رأيه. سمعت منه حديثاً واحداً عن شيبان بن محمد، عن أبي خليفة، عن ابن المديني، حديث جابر بطوله في الحجّ، قال لي: إقرأه عليّ حتى تعتاد قراءة الحديث، وهو أول حديث قرأته على الشيخ، وناولته الجزء فقال: لست على وضوء فضعه. قلت: أخبرني بهذا عليّ بن أحمد بالثغر: أنا عليّ بن زوزبه، أنا أبو الوقت، أنا أبو إسماعيل، فذكره. وقال عبد الغافر في السياق: كان أبو ذر زاهداً ورعاً عالماً سخياً بما يجد، لا يدخر شيئاً لغد.) صار من كبار مشايخ الحرم، مشاراً إليه في التصوف. خرجّ على الصحيحين تخريجاً حسناً. وكان حافظاً كثير الشيوخ. قلت: وله مستخرج استدركه على صحيح البخاري ومسلم في مجلد وسط، يدلّ على حفظه ومعرفته. وقال القاضي عياض: لأبي ذر كتاب كبير مخرج على الصحيحين، وكتاب في السنة والصفات، وكتاب الجامع، وكتاب الدعاء، وكتاب فضائل القرآن وكتاب دلائل النبوة، وكتاب شهادة الزور، وكتاب فضائل مالك، وفضائل العيدين، وغير ذلك. وأرخ وفاته في سنة خمسٍ وثلاثين. والصحيح سنة أربعٍ، والله أعلم.

(29/407)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 408
4 (عليّ بن جعفر.)
المنذري، القهندزي، الهرويّ. سمع: العباس بن الفضل النضرويي. روى عنه: العميري، وجماعة.
4 (عليّ بن طلحة بن محمد بن عمر.)
أبو الحسن البصري المقريء سمع: أبا بكر القطعيّ، وابن ماسي، وعبد العزيز، وإبراهيم الخرقيين. قال الخطيب: كتبنا عنه، ولم يكن به بأس. ومات في ربيع الآخر. قلت: قرأ على صاحب ابن مجاهد أبي القاسم عبد الله بن محمد بن البيع. قرأ عليه: أبو طاهر بن سوار، وعبد السيد بن عتاب، وأبو البركات الوكيل، وغيرهم. ومن شيوخه في القراءآت أيضاً: عبد العزيز بن عصام، ممن قرأ على ابن مجاهد، وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمين المؤدب البصريّ، قرأ على محمد بن عبد العزيز بن الصباح صاحب حنبل.
4 (عليّ بن محمد بن عبد الرحيم.)
أبو الحسين الأزدي.

(29/408)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 409
سمع: أباه، والقطيعي، وابن لؤلؤ الوراق. وهو بغدادي. كتب عنه: الخطيب وصدقه. وتوفي في المحرم.
4 (عمر ابن إبراهيم بن سعيد.)
أبو طالب الزهري البغدادي الفقيه الشافعي، المعروف بابن حمامة. سمع: أبا بكر القطيعي،) وابن ماسي، وعيسى بن محمد الرخجي، وجماعة. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ثقة. ولد سنة سبع وأربعين وثلاثمائة، وكان من كبار أئمة المذهب ببغداد، ومن ذرية سعد بن أبي وقاص.
4 (حرف الميم)

4 (محمد بن أحمد)
أبو الفرج العين زربي الفاتوري. حدَّث عن: أبي عليّ بن أبي الرمرام، ويوسف الميانجي. وعنه: الكتاني، وأبو نصر بن طلاب، وجماعة.
4 (محمد بن الحسين بن محمد بن جعفر.)

(29/409)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 410
أبو الفتح الشيباني العطار، قطيط. بغدادي تغرب إلى مصر وإلى الشام، والجزيرة، وفارس، والحجاز. وحدَّث عن: أبي الفضل عبيد الله الزهري، ومحمد بن المظفر، وجماعة. قال الخطيب: سمعتُ منه، وكان طريفاً متصوفاً. توفي بالأهواز.
4 (محمد بن عبد الله بن زين القرطبي.)
روى عن: ابن عون الله، ومحمد بن أحمد بن مفرج، وعبّاس بن أصبغ، وجماعة. وكان مجوداً للقرآن، عارفاً بالحساب والشروط. توفي بإشبيلية وله أربع وثمانون سنة.
4 (محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عوف.)
أبو عبد الله القرطبي. أخذ عن: أبي عبد الله بن أبي زمنين. وكان إماماً في الفقه، من بيت حشمة وجلالة.
4 (محمد بن عبد الواحد بن عبد الله بن محمد بن مصعب الزبيري.)
أبو البركات المكي. دخل العراق والشام ومصر والأندلس، وحدَّث عن جماعة. روى عن: أبي زيد المروزيّ، وأبي سعيد الحسن بن عبد الله السيرافيّ، ومحمد بن محمد بن جبريل العجيقيّ، والقاضي أبي الحسن عليّ بن محمد

(29/410)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 411
الجراحيّ، والقاضي أبي بهر الأبهريّ، والدّارقطني، وأبي بكر المهندس، وأبي الفرج الشنبوذيّ، وأبي أحمد السّامّريّ، وأبي الطيب بن غلبون. ترجمة الخولاني.) وحدَّث عنه: أبو محمد بن حزم، والدلائي، وأبو محمد بن خزرج وقال: كان ثقة متحرياً فيما نقله. لقيته بإشبيلية في سنة أربع وثلاثين وأخبرني أنّ مولده في سنة سبعٍ وأربعين وثلاثمائة. وكان ممتعاً، يعني بحواسه.
4 (محمد بن عليّ بن عبد العزيز بن إبراهيم.)
أبو الفضل الكاتب البغدادي، المعروف بابن حاجب النعمان. كان أبوه وزيراً للقادر بالله، فلما مات أبوه وزر هو للقادر في سنة إحدى وعشرين، ثم عزل بعد ستة أشهر. فلمّا استخلف القائم استوزره. وكان أديباً شاعراً كاتباً. توفي في ثامن ذي القعدة وله سبعون سنة. وقد فلج قبل موته مدة أعوام. وله في الشمعة.
(وطفلة كالرمح لا حظتها .......... سنانها من ذهب قد طبع)

(دموعها تنهل في نحرها .......... ورأسها يحيى إذا ما قطعْ)

4 (محمد بن المؤمل بن الصقر.)
أبو بكر البغداديّ الورّاق. غلام الأبهري. سمع: أبا بكر القطيعي، وابن ماس، وأبا بكر الأبهريّ، قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان سماعه صحيحاً. وكان لا يحسن يكتب توفي رحمه الله في ذي الحجة، وله إحدى وتسعون سنة.

(29/411)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 412
4 (حرف الهاء)

4 (هارون بن محمد بن أحمد بن هارون.)
أبو الفضل الإصبهاني الكاتب. روى عن: سليمان الطبرانيّ. روى عن: محسن بن عليّ الفرقدي، وعبد الأحد بن أحمد العنبريّ، والحسن بن أحمد الحدّاد، وغيرهم. توفي في رمضان.
4 (حرف الياء)

4 (إليسع بن عبد الرحمن بن محمد اللخمي.)
أبو محمد الإشبيليّ. روى عن: أبي عبد الله بن مفرج، وأحمد بن خالد التاجر. روى عنه: الخولانيّ، وأثنى عليه. وقال ابن خزرج: ولد سنة ستّين وثلاثمائة.

(29/412)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 413
4 (وفيات سنة خمس وثلاثين وأربعمائة)
)
4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن الحسن)
أبو بكر ابن الحدي. سمع: عليّ بن محمد بن كيسان، وإسحاق بن سعد قال الخطيب: صدوق.
4 (أحمد بن سعيد بن دينال.)
أبو القاسم الأموي القرطبيّ. روى عن: أبي عيسى الليثي، وابن عون الله، وأبي عبد الله بن مفرج، وأبي محمد القلعي، وأبي عبد الله بن الخزار. وحج وأخذ عن: أبي محمد بن أبي زيد. وكان صالحاً، ثقة: عني بالعلم والرواية. توفي سنة خمس في جمادى الأولى.
4 (أحمد بن محمد بن ملاّس.)

(29/413)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 414
أبو القاسم الفزاريّ الإشبيليّ. حجّ وأخذ عن أبي الحسن بن جهضم، وأبي جعفر الدّاووديّ. وسمع بقرطبة من: أبي محمد الأصيلي، وأبي عمر بن المكويّ. وكان متفنناً في العلم، بصيراً بالوثائق. مولده سنة سبعين وثلاثمائة.
4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسين.)
أبو منصور بن الذهبي البغدادي المالكي. سمع: أبا بكر الأبهري، وأبا الحسين بن المظفّر. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقاً. توفي في شعبان.
4 (إسماعيل بن عبد الرحمن بن عامر بن ذي النون الهوّاريّ)
غلب على طليطلة عند اضطراب الدّول بالأندلس، وأطاعته الرّعية، فضبط مملكة طليطلة. ومات في هذه السنة، فولي بعده ولده المأمون يحيى.
4 (أسماء بنت أحمد بن محمد بن شاذة.)
أم سلمة الإصبهانية. عن: أبي الشيخ. وعنها: أبو بكر الخطيب، وأبو عليّ الحدّاد، وآخرون.
4 (حرف الجيم)

4 (جهور بن محمد جهور بن عبيد الله.)

(29/414)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 415
أبو الحزم، رئيس قرطبة وأميرها وصاحبها. جعل نفسه ممسكاً للأمر إلى أن تهيأ من يصلح للخلافة. روى عن: عباس بن أصبغ، والقاضي أبي عبد الله بن مفرِّج، وخلف بن القاسم، وجماعة.) وآل الأمر إلى أن صار مدبّر أمر قرطبة، وانفرد برئاسة مصر إلى أن توفي في المحرم. ودفن بداره، وصلّى عليه ابنه الوليد محمد بن جهور القائم بأمر بعده. عاش إحدى وسبعين سنة. روى عنه: أبو عبد الله محمد بن عتاب، وغيره. وكان أبو الحزم من وزراء الدولة العامرية، ومن دهاة العالم وعقلائهم ورؤسائهم. لم يزل متصوناً حتى خلا له الجوّ، فانتهز الفرصة ووثب على قرطبة. ولم ينتقل إلى رتبة الإمارة ظاهراً بل حفظ لغيره الإسم واستقلّ بالأمر، ولم يتحول من داره. وجعل ارتفاع الأموال بأيدي رجالٍ وديعة، وصير أهل الأسواق جنداً، ورزقهم من أموالٍ تكون بأيديهم مضاربة، وفرق عليهم السلاح.

(29/415)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 416
وكان يعود المرضى ويشهد الجنائز، ويزور الصالحين.
4 (حرف الحاء)

4 (الحسن بن بكر بن عريب القيسي)
القرطبي، أبو بكر السماد. أخذ عن: أبي محمد الأصيلي، وأبي عمر أحمد بن عبد الملك بن المكوي. وكان ورّاقاً، نسخ الكثير، وتوسع في طلب الحديث. وتوفي في صفر عن ثمانين سنة.
4 (الحسن بن عليّ بن موسى بن السمسار.)
أبو عليّ الدّمشقيّ الأديب. روى عن: عبد الوهاب الكلابيّ، وعبد الله بن ذكوان البعلبكيّ. روى عنه: عبد العزيز الكتّانيّ.
4 (الحسين بن عثمان.)
أبو سعد العجليّ الفارسيّ الشّيرازيّ، المجاور بمكّة. روى عن: زاهر السرخسيّ، ومحمد بن مكّيّ الكشميهنيّ.

(29/416)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 417
روى عنه: البغداديون. مات في شوال.
4 (حرف السين)

4 (سلار بن أحمد. أبو الحسن الديلميّ. توفي في رجب.)

4 (حرف العين.)

4 (عبد الله بن محمد بن زياد.)
أبو محمد الأنصاريّ القرطبيّ، والد الخطيب زياد. كان صالحاً، متصوناً، كاتباً مترسِّلاً بليغاً.) رفض الدّنيا وتزهد. توفي في رمضان.
4 (عبد الله بن يوسف بن نامي بن أبيض.)
أبو محمد الرهوانيّ القرطبيّ. روى عن: أبي الحسن الأنطاكيّ، وعباس بن أصبغ، ومحمد بن خليفة، وخلف بن القاسم. قال ابن مهديّ: كان صالحاً خيراً، مجوداً للقرآن، خاشعا، ورعاً، بكاءً.

(29/417)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 418
مولده سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة. واختلط في آخر عمره، فتركوا الأخذ عنه. قلت: روى أبو محمد بن حزم في تصانيفه.
4 (عبيد الله بن أحمد بن عثمان)
أبو القاسم الأزهري الصيرفيّ البغداديّ. المعروف أيضاً بابن السّواديّ. كنية أبيه أبو الفتح. وله أخ اسمه محمد تأخر بعده. ولد أبو القاسم سنة خمسٍ وخمسين وثلاثمائة. وحدَّث عن: أبي بكر القطيعي، وابن ماسي، وأبي سعيد الحرفيّ، والعسكريّ، وعليّ بن عبد الرحمن البكائيّ، وابن المظفر، وخلق كثير. قال الخطيب: وكان أحد المعنيين بالحديث والجامعيين له مع صدق واستقامة ودوام درس للقرآن. سمعنا منه المصنفات الكبار. وتوفي في صفر، وقد كمّل ثمانين سنة، بل جاوزها بعشرة أيّام.
4 (عليّ بن أحمد بن محمد. أبو الحسن بن الآبنوسي الصيرفي. أخو محمد)
سمع: أبا عبد الله العسكريّ، وعليّ بن لؤلؤ، وأبا حفص الزّيّات. قال الخطيب: لا أحسب سمع منه غيري. كان يتمنّع.

(29/418)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 419
4 (عمر بن القاضي أبي عبد الله محمد بن أحمد بن يحيى بن مفرِّج القرطبيّ.)
أبو حفص. سمع من أبيه الكثير، ومن أبي جعفر بن عون الله، وغيرهما. وكان ثقة. روى عنه: أبو مروان الطّبنيّ وقال: توفيّ في رجب.
4 (عيسى بن خشرم)
أبو عليّ البّنّا المصريّ. توفي في صفر.
4 (حرف الفاء)

4 (فيروزجرد الملك جلال الدّولة.)
أبو طاهر ابن الملك بهاء الدولة أبي نصر بن الملك عضد الدولة أبي شجاع بن الملك ركن) الدّولة بن بويه الدّيلميّ. صاحب بغداد، ملكها سبع عشرة سنة. وقام بعده ابنه الملك العزيز أبو منصور، وخطب له. ثم ضعف عن الأمر، وكاتب ابن عمّه أبا كاليجار مرزبان بن سلطان الدّولة بن بهاء الدّولة وهو بالعراق الأعلى بأنّه ملتجيء إليه ومعتمد عليه، وأنّه ممتثل أمره. فشكره أبو كاليجار، وودعه بكلّ جميل. وخطب لأبي كاليجار بعده أو قبله.

(29/419)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 420
وقد ذكرنا من أخبار رجال الدّولة في حوادث السنين ما يدلّ على ضعف دولته ووهن سلطنته. وكان شيعيّا جباناً، عاش نيفاً وخمسين سنة. وكان عسكره قليلاً، وحدّه كليلاً، وأيّامه نكد.
4 (حرف الميم)

4 (محمد بن أحمد بن محمد بن إسحاق العبدانيّ النيسابوريّ.)
عرف بأميرك. سمع: أبا أحمد الحاكم، وأبا بكر بن مهران المقريء.
4 (محمد بن أحمد بن عبد الله بن هرثمة بن ذكوان.)
أبو بكر القرطبي. سمع من: أبي المطرّف القنازعيّ، ويونس بن عبد الأعلى. وقلّده الوزير أبو الحزم جهور القضاء بإجماع من أهل قرطبة، فأظهر الحقَّ، وردّ المظالم وشكرت أفعاله. ثم عزل. وكان من أهل العلم والذّكاء، وممن عُني بجمع العلم والحديث واقتناء الكتب. توفيّ في ربيع الأوّل، وله أربعُ وأربعون سنة، ورثاه النّاس.
4 (محمد بن جعفر بن عليّ.)
أبو بكر الميماسي راوي الموطأ عن محمد بن العبّاس بن وصيف الغزيّ.

(29/420)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 421
رواه عنه: نصر المقدسيّ الفقيه، وغيره. توفي في شوّال.
4 (محمد بن عبد الواحد بن عليّ بن إبراهيم بن رزقه.)
أبو الحسين البغداديّ البزّاز. حدَّث عن: أبي بكر بن خلاّد النَّصيبيّ، وأبي بكر بن سالم الختُّليّ، وأبي سعيد السِّيرافي. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقاً كثير السماع. مات في جمادى الأولى. ومولده سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة. قلت: وروى عنه: خالد بن عبد الواحد التاجر، وأبو طاهر بن سوّار، وطائفة من البغداديّين.)
4 (محمد بن عبيد الله بن محمد بن إسحاق بن حبابة)
البغداديّ البزّاز. حدَّث عن: أبيه، وأبي محمد بن ماسي. وهو ضعيف. كذَّبه أبو القاسم بن برهان.
4 (مختار بن عبد الرحمن الرُّعينيّ القرطبيّ المالكيّ)

(29/421)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 422
كان جامعاً لفنون العلم. أخذ عن: يونس بن عبد الله. وولي قضاء المرية فأحسن السيّرة. يقال أنّه شرب البلاذر، فأفسد مزاجه. توفّي كهلاً في نصف جمادى الأولى، رحمه الله.
4 (المهلب بن أحمد بن أبي صفرة أسيد.)
أبو القاسم الأسديّ. من أهل المريّة. سمع من أبي محمد الأصيلي. ورحل فأخذ عن: أبي الحسن القابسيّ، وأبي الحسن عليّ بن محمد بندار القزوينيّ، وأبي ذر الهرويّ. حدَّث عنه: أبو عمر بن الحذاء، وقال: كان أذهن من لقيته وأفصحهم وأفهمهم. وحدَّث عنه أيضاً: أبو عبد الله بن عابد، وحاتم بن محمد، وغيرهما. وكان من أهل العلم والمعرفة والذكاء، والعناية التامّة بالعلوم. صنّف كتاباً في شرح صحيح البخاريّ، أخذه النّاس عنه. ولي قضاء المريّة. وتوفي في ثالث عشر شوّال. وقد شرح البخاريّ أيضا ابن بطّال، وسيأتي عام 449.

(29/422)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 423
4 (وفيات سنة ست وثلاثين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن محمد بن أَحيد بن ماما)
الحافظ أبو حامد الإصبهاني المامائي، صاحب التصانيف. سكن بخارى، وذيل على تاريخ غنجار. وحدَّث عن: عبد الرحمن بن أبي شريح، وأبي عليّ إسماعيل بن حاجب الكشانيّ، وأبي نصر محمد بن أحمد الملاحمّي، وأبي عبد الله الحليميّ، وجماعة كثيرة، توفي في شعبان.

(29/423)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 424
4 (حرف التاء)

4 (تمام بن غالب بن عمر.)
أبو غالب بن التياّني، القرطبيّ اللّغوي، نزيل مرسية. روى عن: أبيه، وعن: أبي بكر) الزبيديّ، وعبد الوارث بن سفيان، وغيرهم. وقال الحميديّ: كان إماماً في اللغة، وثقة في إبرادها. مذكوراً بالدّيانة والورع. له كتابٌ في اللغة لم يؤلف مثله اختصار وإكثار. وقد حدَّثنا ابن حزم: حدَّثني أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن الفرضي أنّ الأمير مجاهد بن عبد الله العامري وجَه إلى أبي غالب أيّام غلبته على مرسية ألف دينار أندلسية، على أن يزيد في ترجمة هذا الكتاب ممّا ألفّه تمّام بن غالب لأبي الجيش مجاهد، فردّ الدّنانير وأبى من ذلك، ولم يفتح في هذا باباً البتّة.

(29/424)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 425
وقال: والله لو بذلت لي الدّنيا على ذلك ما فعلت ولا استجزت الكذب، فإنّي لم أجمعه له خاصة. توفي بالمريّة. وكان مقدّماً في علم اللّسان أجمعه، مسلّمةً له اللّغة. ومات في أحد الجمادين.
4 (حرف الحاء.)

4 (الحسين بن عليّ بن محمد بن جعفر)
أبو عبد الله الصيمريّ. سكن بغداد في صباه، وتفقه لأبي حنيفة، وبرع في المذهب. وسمع من: المفيد، وأبي الفضل الزهريّ، وأبي بكر بن شاذان، وأبي حفص بن شاهين، وجماعة. روى عنه: الخطيب، وقال: كان صدوقاً وافر العقل، قال لي: سمعت من الدارقطني أجزاء من سننه، فقريء عليه حديث فورك السعديّ، عن جعفر

(29/425)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 426
ابن محمد في زكاة الخيل، فقال: فورك ومن دونه ضعفاء. فقيل له: الذي رواه عن فورك هو أبو يوسف القاضي. فقال: أعور بين عميان. وكان الشيخ أبو حامد الفقيه حاضراً، فقال: ألحقوا هذا الكلام في الكتاب. فكان ذلك سبب انقطاعي عن مجلس الدّارقطنيّ، فليتني لم أفعل أيش ضرّ أبا الحسن انصرافي قلت: وحدَّث عن الصيمريّ جماعة ممّن أدركهم السّلفيّ. ومات في شوال وله خمس وثمانون. وقد ولي قضاء المدائن ثم قضاء ربع الكرخ.
4 (الحسين بن محمد بن أحمد)
الأنصاري، الحلبيّ، الشاهد. عرف بابن المنيقير. سكن دمشق، وحدَّث عن: أحمد بن عطاء) الروذباريّ. روى عنه: أبو القاسم بن أبي العلاء المصيصيّ، ونصر المقدسيّ، وأبو صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن، ونجا بن أحمد. وثقة محمد بن عليّ الحدّاد.
4 (حرف الحاء)

4 (الخضر بن عبدان بن أحمد بن عبدان.)
أبو القاسم الأزدي الدّمشقيّ الصّفّار المعدّل.

(29/426)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 427
حدَّث عن القاضي الميانجيّ. روى عنه: نجا بن أحمد، و قال: توفيّ في جمادى الأولى. روى مجلساً واحداً.
4 (حرف الطاء)

4 (طاهرة بنت أحمد بن يوسف بن يعقوب بن البهلول.)
روت عن: أبيها، وأبي محمد بن ماسيّ، ومخلد الباقرحيّ روى عنها: أبو بكر الخطيب.
4 (حرف العين.)

4 (عبد الله بن سعيد بن لباج)
أبو محمد الشنتجاليّ الأمويّ، مولاهم. جاور بمكّة دهراً. وسمع بقرطبة من: أبي محمد بن تيريّ. وحجّ سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة، فسمع من: أحمد بن فراس، وعبيد الله بن محمد، السقطيّ. وصحب أبا ذر الهرويّ، واختص به. ولقي أبا سعيد السجزيّ عمر بن محمد، فأخذ عنه صحيح مسلم. وسمع بمصر وبالحجاز من جماعة. وكان صالحاً، خيراً، زاهداً، عاقلاً، متبتلاً. وكان يسرد الصوم، وإذا أراد الحاجة خرج من الحرم. لم يكن للدّنيا عنده قيمة. وكان كثيراً ما يكتحل بالإثمد. وحجّ خمساً وثلاثين حجة، وزار مع كلّ حَجة زورتين.

(29/427)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 428
ورجع إلى الأندلس في سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة. وحدَّث بصحيح مسلم في نحو جمعة بقرطبة. وتوفي في رجب سنة ست وثلاثين رحمه الله. روى عنه: أبو جعفر الهوزني.
4 (عبد الله بن محمد بن أحمد.)
أبو القاسم العطار المقريء. سمع: أبا محمد بن حيان أبو الشيخ، وغيره. روى عنه: أبو عليّ الحداد، وأبو القاسم الهذليّ. وقد قرأ على: أبي بكر عبد الله بن محمد القباب، وغيره. ذكره ابن نقطة، فقال: ذكره يحيى) بن مندة فقال أبو القاسم عبد الله بن محمد بن أحمد بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن موسى بن شيذة، بمعجمتين. ثم قال: كان إماماً في القراءآت، عالماً بالروايات، ثقة أميناً صدوقاً ورعاً، صاحب سنة. حدَّث عنه عمّي عبد الرحمن في آخرين.
4 (عبد الرحمن بن أحمد بن عمر.)
أبو سعد الإصبهانيّ، الصّفّار، أخو الفقيه أبي سهل. سمع: أبا القاسم الطبرانيّ. وعنه: الحدّاد، و محمد بن الحسن العلويّ الرّسي شيخ لأبي موسى المرينّي. وروى أيضاً عن: أحمد بن بندار الشعار، وغيره. وتوفي ليلة عرفة
4 (عبد العزيز بن عبد الرزاق.)
أبو الحسين، صاحب التّبريزيّ.

(29/428)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 429
حدَّث عن: القطيعي، وطيب المعتضديّ. قال الخطيب: كتبت عنه، ولا بأس به.
4 (عبد الغفار بن عبيد الله بن محمد بن زيرك)
أبو سعيد التّميمي الهمداني الشافعي، شيخ همدان. قال شيرويه: روى عن: أبيه، وأبي سهل، وابن لال، وجماعة. ورحل فأخذ عن: أبي أحمد الفرضي، والحفّار، وأبي عمر بن مهديّ، وخلق. ثنا عنه ابن أخيه محمد بن عثمان، والحسين بن عبد الوهاب الصوفي، وأحمد بن عمر المؤذن، وأحمد بن إبراهيم بن معروف. وكان فقيهاً إماما، ثقة نحوياً، يعظ النّاس ويتكلم عليهم في علوم القوم. وله مصنفات في أنواع العلم. ذكر أنّه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، فألبسه قميصاً، فقال له المعبّر: إنّ الله يرزقك علماً واسعاً.
4 (عبد الملك بن أحمد بن محمد بن عبد الملك بن الأصبغ)
أبو مروان القرشيّ القرطبيّ. روى عنه: الخولانيّ، و قال: كان من أهل العلم مقدّماً في الفهم، قديم الخير والفضل، له تصنيف حسن في الفقه والسنن. وقال غيره: له كتاب في أصول العلم تسعة أجزاء، وكتاب مناسك الحجّ. روى عنه: القاضي ابن رزب، وأبي عبد الله بن مفرج، وخلف بن القاسم. ولد سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة. ومات رحمه الله بإشبيلية.

(29/429)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 430
4 (عبد الوهاب بن منصور.)
أبو الحسن بن المشتري، قاضي الأهواز، ورئيس تلك الناحية.) روى عن: أحمد بن عبدان الحافظ. وعنه: الخطيب.
4 (عبيد الله بن أحمد بن عليّ بن إسماعيل بن عبد الله بن محمد بن ميكال.)
أبو الفضل الخراسانيّ من بيت حشمة وإمرة. توفي يوم النّحر.
4 (عليّ بن أحمد بن مهران)
أبو القاسم الإصبهانيّ الصحاف. روى عن: أبي بكر عبد الله بن محمد القباب، وأبي الشيخ، وطائفة كبيرة.

(29/430)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 431
ورحل، وصنّف الشيوخ، وطال عمره. وروى الكثير. ولد سنة تسع وأربعين وثلاثمائة. روى عنه: أبو عليّ الحداد وتوفي في جمادى الأولى.
4 (عليّ بن أحمد)
وزير الديار المصرية والدولة المستنصرية أبو القاسم الجرجرائي. بقي في الوزارة بضع عشرة سنة. ومات في رمضان سنة ست وثلاثين بالإستسقاء. صلى عليه المستنصر. وولي الأمر بعده الوزير أبو نصر صدقة بن يوسف الفلاحي، فقبض على أبي عليّ بن الأنباري صديق الجرجرائي، وعمل على قتله، فقيل أنه قتله بخزانة البنود. فلم تطل أيام الفلاحي هذا، وحمل إلى خزانة البنود أيضاً، فقتل بها في أول سنة أربعين. واستوزر أبو البركات ابن أخي الوزير الجرجرائي، وقرَت الأمور إلى أن استوزر المستنصر قاضي القضاة أبا محمد اليازوريّ في سنة ثلاث وأربعين.
4 (عليّ بن الحسن بن عليّ بن ميمون.)

(29/431)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 432
أبو الحسن الربعي الدمشقي، المقريء الحافظ. ويعرف بابن أبي زروان. سمع: أحمد بن عتبة بن مكين، وعبد الوهاب الكلابي، والحسن بن عبد الله بن سعيد الحمصي، والعباس بن محمد بن حبان، و محمد بن عليّ بن أبي فروة، وجماعة. وقرأ على: عليّ بن داود الداراني الخطيب، وعليّ بن زهير البغداديّ. روى عنه: أبو سعد السمان، ونجا بن أحمد، وعبد العزيز الكتّانيّ، وأبو عبد الله الحسن بن أبي الحديد. توفي في صفر، وله ثلاثٌ وسبعون سنة. وقال الكتانيّ: كان يحفظ ألف حديث بأسانيدها من حديث ابن جوصا، ويحفظ كتاب غريب القرآن لأبي عبيد، وانتهت إليه الرّئاسة في قراءة الشاميين. وكان ثقة مأموناً.)
4 (عليّ بن الحسين بن إبراهيم.)
أبو الحسن العنسيّ، الصوفيّ الوكيل، نزيل مصر. روى عن: محمد بن عبد الكريم الجوهريّ قاضي الرملة، وأحمد بن عطاء الروذباريّ.

(29/432)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 433
وعنه: القضاعي، وأبو طاهر بن أبي الصقر الأنباريّ، والمشرف التّمار. ورَّخه الحبّال.
4 (عليّ بن الحسين بن موسى)
الشريف أبو طالب العلويّ الموسوي نقيب الطالبيين ببغداد، المعروف بالشريف المرتضى ذو المجدين. كان شاعراً ماهراً، متكلماً ذكياً. له مصنفات جمّة على مذهب الشيعة. حدَّث عن: سهل بن أحمد الديباجي، وأبي عبيد الله المرزُبانيّ، وغيرهما. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان مولده في سنة خمس وخمسين

(29/433)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 434
وثلاثمائة. وهو أخو الشريف الرضي. قلت: كلّ منهما رافضيٌ. وكان المرتضى رأساً في الاعتزال، كثير الإطلاع والجدال. قال أبو محمد بن حزم في الملل والنحل: ومن قول الإمامية كلها قديماً وحديثاً أنّ القرآن مبدلٌ، زيد فيه نقص منه، حاشى عليّ بن الحسين ابن موسى، وكان إمامياً فيه تظاهر بالإعتزال، ومع ذلك فإنه ينكر هذا القول ويكفر من قاله، وكذلك صاحباه أبو يعلى الطوسي، وأبو القاسم الرازي. قلت: وقد اختلف في كتاب نهج البلاغة المكذوب على عليّ عليه السلام، هل هو من وضعه، أو وضع أخيه الرضيّ. وقد حكى عنه ابن برهان النَّحويّ أنّه سمعه ووجهه إلى الحائط يعاتبُ نفسه ويقول: أبو بكر وعمر وليا فعدلا، واسترحما فرحما، أفأنا أقول ارتدا قلت: وفي تصانيفه سبّ الصحابة وتكفيرهم.
4 (حرف الميم)

4 (مجاهد بن عبد الله)
السلطان أبو الجيش الأندلسي العامريّ، الملقب بالموفق. مولى النّاصر عبد الرحمن بن المنصور أبي عامر وزير الأندلس. ذكره الحميدي، فقال: كان من أهل الأدب والشجاعة والمحبة للعلوم.

(29/434)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 435
نشأ بقرطبة وكانت له) همّة وجلادة وجرأة. فلمّا جاءت أيام الفتنة وتغلّبت العساكر على النّواحي بذهاب دولة مولاه، توثب هو على شرق الأندلس، وغلب على تلك الجزائر وحماها. ثم قصد منها في المراكب والعساكر إلى سردانية، جزيرة كبيرة للروم، سنة سبع وأربعمائة، فافتتح معاقلها وغلب على أكثرها. ثم اختلفت عليه أهواء جنده، وجاءت نجدة الروم وقد عزم على الخروج من سردانية طمعاً في أن يفرّق من يشغب عليه. فدهمته الملاعين في جحفلتهم، وغلبوا على أكثر مراكبه، فحدثنا ابن حزم قال: حدَّثني ثابت بن محمد الجرجانيّ قال: كنتُ مع أبي الجيش أيام غزو سردانية، فدخل بالمراكب في مرسى نهاه عنه أبو خروب رئيس البحريين، فلم يقبل منه، فلمّا حصل في ذلك المرسى هبت ريحٌ جعلت تقذف مراكب المسلمين مركباً مركباً إلى الريف، والروم لا شغل لهم إلا الأسر والقتل. فكلما ملكوا مركباً بكى مجاهد بأعلى صوته ولا يقدر على شيء لارتجاج البحر، وأبو خروب ينشد.
(بكى دوبل لا أرقأَ اللهُ دمعه .......... ألا إنّما يبكي من الذّلّ دوبلُ)
ويقول: قد كنت حذرته من الدخول هنا فأبى. ثم تخلصنا في يسير من المراكب. قال الحميدي: ثم عاد مجاهد إلى الأندلس، فاختلفت به الأحوال حتّى تملك دانية وما يليها واستقّر بها. وكان من الأجواد العلماء، باذلاً للمال في استمالة الأُدباء، فبذل لأبي غالب تمّام بن غالب اللغويّ ألف دينار على أن يزيد في ترجمة الكتاب الذي ألفه في اللّغة ما ألفة لأبي جيش مجاهد، فامتنع أبو غالب وقال: ما ألّفته له. وفيه يقول صاعد بن الحسن اللغويّ، وقد استماله على البعد بمال، قصيدته:
(أتتني الخريطةُ والمركبُ .......... كما اقترنَ السَّعدُ والكوكبُ)

(29/435)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 436
(وحُطَ بمينائه قِلعُهُ .......... كما وضَعت حملها المُقربُ)

(على ساعةٍ قام فيها الثّناءُ .......... على هامة المشتري يخطبُ)

(مجاهدُ رُضْتَ إِباءَ الشَّمُو .......... س فاصحب ما لم يكُن يصحبُ)

(فقلْ واحتكمْ فسميعُ الزّما .......... نِ مصيخٌ إليك بما ترغبُ)
وقد ألف مجاهداً كتاباً في العروض يدلّ على فضائله. وقد وزر له أبو العباس أحمد رشيق. توفي بدانية سنة ست وثلاثين.)
4 (محمد بن أحمد بن بكير التنوخيّ.)
الخياط، إمام مسجد أبي صالح الذي بظاهر باب شرقيّ. حدَّث عن: عبد الوهّاب الكلابي، وعبد الله بن محمد الحنائيّ. روى عنه: الكتاني، ونجا العطار.
4 (محمد بن أحمد بن أبي شعيب.)
الفقيه أبو منصور الروياني. نزيل بغداد. سمع: ابن كيسان النّحويّ، وسهل بن أحمد الديباجيّ. وعنه: الخطيب.
4 (محمد بن الحسن بن محمود.)
أبو منصور الإصبهانيّ المعلم الصواف.

(29/436)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 437
4 (محمد بن الحسين بن أحمد بن بكير.)
أبو طالب التاجر. بغدادي. كان أبوه حافظاً فسمّعه من: أبي محمد بن ماسي، وأبي الفتح محمد بن الحسين الأزدي، وجماعة. روى عنه: الخطيب، وأحمد بن محمد بن قيداس المقريء. توفي في جمادى الآخرة.
4 (محمد بن عبد الله بن حسين بن هارون.)
أبو بكر الوضاحي الحمصي الزاهد المقريء. ويلقب أبوه بجرميّ. سكن دمشق، وروى عن: أبي عليّ بن أبي الرمرام، وأبي سليمان بن زبر، وأحمد بن عتبة، ويوسف الميانجي، والفضل بن جعفر التميمي. روى عنه: عبد العزيز بن أحمد الكتاني و قال: كان يذهب مذهب أبي الحسن الأشعري. توفي في صفر. وروى عنه أيضاً: أبو القاسم المصيصي، وأحمد بن عبد المنعم الكريدي، ونجا العطار، وعبد الله بن عبد الرزاق، ومحمد بن عليّ الفرّاء، آخرون. قال ابن عساكر: سمعت أبا الحسن بن المسلم، عن بعض شيوخه، أنّ أبا بكر بن الجرمي صادف في بعض الأيام أحمال خمر لأمير دمشق جيش بن

(29/437)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 438
الصمصامة، فأراقها أبو بكر كلها عند بيت لهيا، فبلغ جيشاً الخبر، فأحضره فسأله عن أشياء من القرآن والحديث والفقه، فوجده عالماً، ثم نظر إلى شاربه وإلى أظافيره، فإذا هي مقصوصة، فأمر أن ينظر إلى عانته فإذا هي محلوقة، فقال: اذهب فقد نجوت مني، لم أجد ما أحتج به عليك.)
4 (محمد بن عبد الله بن أحمد.)
أبو الوليد المرسيّ. يعرف بابن ميقل. حدَّث عن: سهل بن إبراهيم، وهاشم بن يحيى، وأبي محمد الأصيلي. وسكن قرطبة، وتفقه بها مدّة. قال أبو عمرو الحذاء: ما لقيت أتمّ ورعاً ولا أحسن خلقاً ولا أكمل علماً منه. كان يختم القرآن على قدميه في كلّ يوم وليلة. ولم يأكل اللحم من أول الفتنة إلاّ من طير أو حوت أو صيد. وكان من كرام النّاس على توسط ماله. وكان أحفظ النّاس لمذهب مالك وأقواهم احتجاجاً له، مع علمه بالحديث الصحيح والسقيم، والرّجال، والعمل باللغة والنحو والقراءآت والشعر، وكان محموداً في بلده، مطلوباً لعلمه وفضله. توفي لليلتين بقيتا من شوال بمرسية، ودفن في قبلة جامعها. وولد سنة اثنتين وستين وثلاثمائة.
4 (محمد بن عبد العزيز بن عبد الله بن محمد.)

(29/438)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 439
أبو عبد الرحمن النيلي الفقيه الشافعي. من كبار أئمة خراسان. كان إماماً فقيهاً زاهداً، صالحاً، كبير القدر، له شعر جيد. عمّر ثمانين سنة. وحدث عن: أبي عمرو بن حمدان، وأبي أحمد الحاكم، وغيرهما. وأملى مدة. وكان له ديوان شعر. روى عنه: إسماعيل بن عبد الغافر، وأحمد بن عبد الملك المؤذن.
4 (محمد بن عليّ بن الطيب.)

(29/439)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 440
أبو الحسين المعتزلي، صاحب التصانيف الكلامية. كان من فحول المعتزلة، فصيحاً متفنناً، حلو العبارة، بليغاً. صنف المعتمد في أصول الفقه، وهو كبير وكتاباً أصلح الأدلة، في مجلدتين، وكتاب غرز الأدلة، في مجلد وكتاب شرح الأصول الخمسة وكتاب الإمامة، وكتاباً في أصول الدين على قواعد المعتزلة. وتنبه الفضلاء بكتبه واعترفوا بحذقه وذكائه. قال أبو بكر الخطيب: كان يروي حديثاً واحدً حدّثنيه من حفظه، قال: أخبرنا هلال بن محمد، أنا الغلابيّ، وأبو مسلم الكجي، و محمد بن أحمد بن خالد الزريقي، و محمد بن حيان المازني، وأبو خليفة قالوا: ثنا القعنبي حديث: إذا لم تستحي فافعل ما شئت رحم الله المسلمين. توفي في شهر ربيع الآخر.)
4 (محمد بن محمد بن عليّ بن الحسن بن عليّ بن إبراهيم بن عليّ بن عبيد الله بن الحسين)
بن زين العابدين. الشريف أبو الحسن بن أبي جعفر العلوي الحسيني العبيدلي النسابة. أحد شيوخ الشيعة. كان علامة في الأنساب، صنف فيها كتاباً سماه كتاب الأعقاب.

(29/440)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 441
روى عن أبيه، عن ابن عقدة، وعن: محمد بن عمران المرزبانيّ، وأبي عمر بن حيويه، وغيرهم. ولو سمع على قدر عمره لسمع من أبي عمرو بن السماك وطبقته. فإنّه ولد في ذي العقدة سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة، وعمر دهراً، وتلمذ في الرفض للشيخ المفيد المعروف بابن النعمان. روى عنه: أبو حرب محمد بن المحسن العلوي النسابة، وأحمد بن محمد بن الوتار، وأبو منصور محمد بن محمد بن عبد العزيز العكبري، وآخرون. وقد روى عن أبي الفرج الإصبهاني كتاب الديارات. وروى أيضاً عن أبي بكر أحمد بن الفضل الربعيّ سندانة، عن أبي عبادة البحتري عدة قصائد من شعره. وهو آخر من حدَّث عن هذين. وذكره ابن عساكر في تاريخه، وقال: ذكره أبو الغنائم النسابة وأنّه اجتمع به في دمشق ومصر. وسمع منه علماً كثيراً. وذكر أنّ له كُتباً كثيرة وشعراً. وكان يعرف بشيخ الشرف. وقال هلال بن المحسن: توفي في سابع رمضان ببغداد، ثم ذكر مولده كما تقدم. وضعفه ابن خيرون، وقال: حدَّث أبي الفرج الإصبهانيّ بمقاتل الطالبيين من غير أصل، ولا وجد سماعه في شيء قط.
4 (المحسن بن محمد بن العباس بن الحسن بن أبي الجن.)
الشريف أبو تراب الحُسيني، نقيب العلويين، وقاضي دمشق بعد أخيه لأمه فخر الدولة أي يعلى حمزة بن الحسن نيابة عن أبي محمد القاسم بن النعمان. روى عن: يوسف الميانجيّ.

(29/441)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 442
روى عنه: عليّ بن أحمد بن زهير، وأبو القاسم بن أبي العلاء، وعبد العزيز الكتانيّ.
4 (حرف الهاء)

4 (هبة الله بن إبراهيم بن عمر المصريّ الصواف.)
) روى عن: عليّ بن الحسين الأنطاكي، وغيره. روى عنه: أبو إسحاق الحبال، وأبو العباس الرازيّ.
4 (حرف الياء)

4 (يحيى بن عبد الملك بن كيس)
أبو بكر القرطبي المتكلم. كان حاذقاً بالجدل والمناظرة متبحراً في ذلك. لم يكن بالأندلس في وقته أبصر منه بالكلام والبحث. عاش سبعاً وأربعين سنة.

(29/442)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 443
4 (وفيات سنة سبع وثلاثين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن ثابت بن أبي الجهم.)
أبو عمر الواسطيّ الأندلسيّ. من قرية واسط إحدى قرى قبرة. روى عن: أبي محمد الأصيلي، وكان يتولى القراءة عليه. وكان خيراً صالحاً. أم بمسجد بنفسج ستين سنة. وكفّ بصره.
4 (أحمد بن محمد بن الحسين بن يزدة.)
أبو عبد الله الملنجي الإصبهانيّ، الخياط المقريء. سمع: أبا الشيخ، وأبا بكر القبّاب، وغيرهما. روى عنه: أبو عليّ الحداد. وقرأ عليه: أبو الفتح الحداد، وغيره.
4 (أحمد بن محمد بن عبد الله بن أحمد.)

(29/443)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 444
أبو الفضل الهاشمي العباسي الرشيدي المروروذيّ. قاصي سجستان. سمع من: محمد بن منصور المروزيّ، وأبي أحمد الغطريفي. روى عنه: مسعود بن ناصر السجزي، والخطيب. وله شعر رائق. عاش إلى هذا العام.
4 (أحمد بن يوسف)
أبو نصر المنازي الكاتب الشاعر الوزير. وزر لأبي نصر أحمد بن مروان بن دوستك، صاحب ميافارقين وديار بكر. وترسل إلى القسطنطينية مراراً، وجمع كتباً كثيرة، ثم وقفها على جامعي آمد وميافارقين. واجتمع بأبي العلاء المعري فشكا إليه أبو العلاء أنّه منقطع عن النّاس وهم يؤذونه. فقال: ما لهم ولك، وقد تركت لهم الدنيا والآخرة فتألم أبو العلاء وأطرق) مغضباً. وهو من منازجرد من نواحي خرت برت ليس من منازجرد التي من عمل خلاط.

(29/444)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 445
وللمنازيّ ديوان شعر قليل الوقوع، وهو منسوب إلى منازكرد، وفيه يقول القائل: وأفقر من شعر المنازي المنازل ومن شعره:
(وافَى إليَّ كتابه فتصوَّعتْ .......... كفّاي ساعةَ نشرهِ من نشرهِ)

(وفضضته مستبشراً وروُدهُ .......... فعرفت فحوى صدره من صدرِه)

(سَرَّى همومي ما حواه وسرَّني .......... أنْ مرَّ ذكري خاطراً في سرِّه)

4 (حرف الهاء)

4 (الحسين بن محمد بن أحمد بن محمد بن جميع.)
أبو محمد الغسانيّ الصيداوي، الملقب بالسكن. روى عن: أبيه أبي الحسين، وجديه أحمد بن محمد، ومحمد بن سليمان

(29/445)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 446
ابن أحمد بن ذكوان، ويوسف الميانجيّ، وأحمد بن عطاء الروذباريّ، وطائفة. وعنه: محمد بن أحمد بن أبي الصقر الأنباري، وحمد بن عليّ الرهاويّ، وعليّ بن بكار الصوري، وجماعة. وبالإجازة: نصر المقدسي، وأبو الحسن بن الموازينيّ. قال المنجا بن سليم الكاتب: قال لي أبو محمد ين جميع: مكثت ستة أشهر ما شربت الماء. قال أبو السري الطبيب: إنّ معدتك تشبه الآبار.

(29/446)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 447
باردة في الصيف حارة في الشتاء، إني أنصحك فاشرب الماء، وإلاّ خفت على كبدك. فألزمت نفسي شرب الماء حتى تعودت. وقال: سمعت الموطأ من جدّي سنة سبع وأربعين وثلاثمائة كذا في النسخة، ولعله سنة سبع وخمسين. قال: ولي سبعٌ وثمانون سنة. وقد سردت الصوم ولي ثمان وعشرون سنة. وسرد أبي الصوم وله ثمانية عشر عاماً وإلى أن مات. وصام جدي وله اثنتا عشر سنة حتى مات. توفي، رحمه الله، يوم عيد الفطر.
4 (الحسين بن محمد بن بيان.)
المؤذن أبو عبد الله البغدادي، عرف بابن مجوجا. قال الخطيب: كتبت عنه عن عبد الله بن موسى الهاشميّ. وكان صدوقاً. وذكر لي أنّه سمع من حبيب القزاز، والقطيعي، وأنّ كتبه) ضاعت، وأنّه ولد سنة سبع وأربعين وثلاثمائة.
4 (حرف العين)

4 (عبد الرحمن بن مخلد بن عبد الرحمن بن أحمد بن بقي بن مخلد.)
أبو الحسن القرطبي. سمع من أبيه، وأجاز له جدّه. وأخذ عن أبي بكر بن زرب كتاب الخصال من تأليفه.

(29/447)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 448
وولي قضاء طليطلة مرتين. وكان مليح الخط، درباً بالقضاء. ثم ولي أحكام الشرطة والسوق بقرطبة إلى أن توفي في النصف من ربيع الآخر فجأة. وولد سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة.
4 (عبد الصمد بن محمد.)
أبو الفضل البغدادي ابن الفقاعيّ. سمع مجلساً من أبي بكر القطيعي. وكان خطيب قرية الرخجية على فرسخ من بغداد.
4 (عليّ بن أحمد بن الحسن بن عبد السلام البغدادي.)
أبو الحسين بن الشيرجي المقريء. سمع من: القطيعي، وعبد العزيز الخرقي. قال الخطيب: كتبنا عنه وكان صدوقاً. مات في جمادى الآخرة.
4 (عليّ بن عبد الصمد بن عبيد الله.)
أبو الحسن الهاشمي، خطيب الجانب الغربي. سمع: أبا محمد بن السقا الواسطي، ومحمد بن أحمد المفيد، والأبهري.

(29/448)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 449
4 (عليّ بن محمد بن الحسن.)
أبو الحسن البغدادي الحربي السمسار، المعروف بابن قشيش. سمع: أبا بكر القطيعي، وإبراهيم بن أحمد بن الحرفيّ، وابن لؤلؤ الوراق، وأبا سعيد الحرفي، ومحمد بن المظفر. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقاً يتفقه بمذهب مالك. توفي في شعبان، وولد في سنة ست وخمسين وثلاثمائة.
4 (حرف الميم)

4 (محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن موسى)
) أبو بكر الإصبهاني الصفار. سمع: أبا الشيخ. وعنه: أبو عليّ الوخشي، ومسعود بن ناصر السجزي، وأبو عليّ الحدّاد، وآخرون. بقي إلى سنة سبع هذه.
4 (محمد بن أحمد بن محمد بن عمرو البلجي ابن القماح.)
روى عن: يوسف الميانجي. روى عنه: عبد العزيز الكتّانيّ، ونجا بن أحمد، وجماعة. محمد بن الحسين بن عمر بن برهان. أبو الحسن بن العراك. أخو عبد الوهّاب.

(29/449)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 450
حدَّث في هذه السنة عن: إسحاق بن سعد النسويّ.
4 (محمد بن سليمان)
أبو عبد الله الرعيني القرطبي الضرير المعروف بابن الحناط، الأديب. قال الأّبار: كان عالماً بالآداب، قائماً على اللغة والعربية، شاعراً مفلقاً، شارك في الطب وغيره، وله رسائل بديعة وشعر مدون. توفي في جمادى الآخرة. ذكره الحميدي، وابن حيان.
4 (محمد بن عبد الله بن أحمد)
أبو بكر الإصبهاني المؤذن التبان.

(29/450)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 451
إمام مسجد المسى. سمع من أبي الشيخ. وعنه: قتيبة بن سعيد، وسعيد بن محمد البقال، وللباد، وأبو عليّ الحداد. قال يحيى بن مندة: مات في جمادى الآخرة.
4 (محمد بن عبد الله بن يزيد بن محمد بن جنيد)
أبو عبد الله اللخمي الإشبيلي، المعروف بابن الأحدب. كان رجلاً صالحاً مقبلاً على ما يعنيه، قديم الطلب، جامعاً للكتب. سمع: أبا محمد الباجيّ، وأبا عبد الله بن مفرج، وعباس بن أصبغ، وجماعة. توفي في شوال في ثمانين سنة.
4 (محمد بن عبد الوهاب بن أبي العلاء.)
أبو عبد الله الدلال، بغدادي. سمع مسند أبي هريرة، من أبي بكر القطيعي، وحدّث.
4 (محمد بن عليّ بن نصر)
أبو الحسن الكاتب البغدادي. صاحب ديوان الرسائل في دولة جلال الدولة أبي طاهر بن بهاء الدولة بن عضد الدولة. وترسل عنه إلى الملوك، ولقي جماعة من كبار الأدباء. وأخذ عن: أبي الفرج الببغاء، وأبي نصر بن نباتة.

(29/451)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 452
وكان أديباً بليغاً فصيحاً إخبارياً.) سمع من أبي القاسم عيسى بن الوزير. روى عنه: أبو منصور محمد بن محمد العكبري. وله كتاب المفاوضة صنفه للملك العزيز جلال الدولة. توفي بواسط في ربيع الآخر، وله خمس وستّون سنة. وهو أخو القاضي عبد الوهاب بن عليّ المالكي شيخ المالكية.
4 (محمد بن محمد بن أحمد)
أبو طاهر بن سميكة. روى عن: محمد بن المظفر. روى عنه: الخطيب، وقال: صدوق. مات في شوال.
4 (محمد بن محمد بن مكي بن الحسن بن عليّ بن إبراهيم.)
العلوي الحسني البغدادي. قدم دمشق. وذكر أبو الغنائم النسابة أنّه اجتمع به وسمع منه بدمشق ومصر علماً كثيراً من تصانيفه وشعره، وكان يلقب بشيخ الشرف. عمر تسعاً وتسعين سنة.
4 (مكي بن أبي طالب حموش بن محمد بن مختار.)

(29/452)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 453
الإمام أبو محمد القيسيّ القيرواني، ثم القرطبي المقريء. شيخ الأندلس. حجّ، وسمع بمكة من: أحمد بن فراس، ومحمد بن محمد بن جبريل العجيفيّ، وأبي القاسم عبيد الله السقطي، وأبي بكر أحمد بن إبراهيم المروزيّ. وقرأ القرآن على أبي الطيب بن غلبون، وعلى ابنه طاهر. وسمع بالقيروان من: أبي محمد بن أبي زيد، وأبي الحسن القابسي، وغيرهم. قال صاحبه أبو عمر بن مهدي المقريء: كان رحمه الله من أهل التبحر في علوم القرآن، والعربية، حسن الفهم والخلق، جيد الدين والعقل، كثير التأليف في علوم القرآن، محسناً لذلك، مجودّاً للقراءآت السبع، عالماً بمعانيها. ولد سنة خمس وخمسين وثلاثمائة بالقيروان. فأخبرني أنه سافر إلى مصر وهو ابن ثلاث عشرة سنة، واختلف إلى المؤدبين بالحساب، وأكمل القرآن بعد ذلك. ثم رجع فأكمل القراءآت على أبي الطيب سنة ست وسبعين وثلاثمائة. وقرأ القراءآت بالقيروان سنة سبع وسبعين. ثم نهض إلى مصر وحجّ.

(29/453)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 454
وابتدأ بالقراءآت بمصر، ثم عاد، ثم رجع إلى مصر سنة اثنتين وثمانين، وعاد إلى بلاده سنة ثلاث، فأقرأ القراءآت.) ثم خرج سنة سبع وثمانين فحج وجاور بمكة، فحج أربع حجج متوالية، ودخل إلى الأندلس في سنة ثلاث وتسعين. وجلس للإقراء بجامع قرطبة وعظم اسمه وجل قدره. قال ابن بشكوال: ثم قلده أبو الحزم جهور خطابة قرطبة بعد وفاة يونس ابن عبد الله القاضي. وكان قبل ذلك ينوب عن يونس في الخطبة. وكان ضعيفاً عليه على أدبه وفهمه. وله ثمانون تأليفاً. وكان خيراً، فاضلاً، متديناً، متواضعاً، مشهوراً بالصلاح وإجابة الدعوة. حكى أبو عبد الله الطرفي قال: كان عندنا رجل فيه حدة، وكان له على الشيخ أبي محمد مكي تسلط، كان يدنو منه إذا خطب فيغمزه ويحصي عليه سقطاته، وكان الشيخ كثيراً ما يتعلثم ويتوقف، فجاء ذلك الرجل في بعض الجمع وجعل يحد النظر إلى الشيخ ويغمزه، فلما خرج ونزل معنا في موضعه، قال: أمنوا على دعائي. ثم رفع يديه وقال: اللهم أكفنيه، اللهم أكفنيه، اللهم أكفنيه. فأمنا. قال: فاقعد ذلك الرجل وما دخل الجامع بعد ذلك اليوم. وقال ابن حيان: توفي ثاني يوم المحرم، وصلى عليه ابنه أبو طالب محمد.

(29/454)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 455
قلت: تلا عليه خلق منهم: عبد الله بن سهل، ومحمد بن أحمد بن مطرف، وروى عنه بالإجازة أبو محمد بن عتاب.
4 (حرف الياء)

4 (يحيى بن هشام بن أحمد)
أبو بكر بن الأصبغ القرشي الأندلسيّ. كان بارعاً في الآداب، عالماً بالعربية واللغة، مقدماً في معاني الأشعار الجاهلية، مشاركاً في العلوم. توفي ببطليوس رسولاً، وله سبع وأربعون سنة.

(29/455)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 456
4 (وفيات سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن الحسن بن عيسى بن شرارة.)
أبو الحسن الناقد، أخو أبي طاهر البغداديّ. سمع: أبا محمد بن ماسي.
4 (أحمد بن عبد الواحد بن محمد بن جعفر)
أبو يعلى ابن زوج الحرة. كان أصغر إخوته. روى عن: الدارقطني، وأبي الحسن الحربي.) وعنه: الخطيب، وصدقه.
4 (أحمد بن محمد بن العباس بن بكران.)
الهاشمي العباسي، أبو العباس. عن: عليّ بن محمد بن كيسان. وعنه: الخطيب، وقال: صدوق.

(29/456)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 457
توفي عن بضع وسبعين سنة.
4 (أحمد بن محمد بن عبد الله بن محمد)
أبو الفضل الهاشمي العباسي الهاروني الرشيدي. نزيل سجستان. قدم نيسابور، وحدث. روى عن: أبي بكر المفيد، والغطريفيّ، والخليل السجزيّ. روى عنه: مسعود بن ناصر الحافظ، وأبو القاسم الحشكانيّ.
4 (أحمد بن محمد)
أبو الحسن القنطري المقريء. أخذ القراءة عن: الشنبوذي، وعلي بن يوسف العلاف، وعمر بن إبراهيم الكتاني. وأقرأ النّاس دهراً بمكة. قال أبو عمرو الدّانيّ: لم يكن بالضابط ولا بالحافظ. توفي بمكة سنة ثمان وثلاثين.
4 (أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن مندويه.)
أبو بكر الشروطي الإصبهاني، ويعرف بابن الأسود. سمع: عبد الله الصائغ، وأبا الشيخ. روى عنه: أبو عليّ الحداد. توفي في ذي الحجة.
4 (إسماعيل بن عبد الرحمن بن عمر بن النحاس المصري.)

(29/457)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 458
ولد في سنة أربع وخمسين وثلاثمائة. وسمع من أصحاب النسائي. وحدث. توفي في رجب.
4 (حرف الباء)

4 (بشر بن محمد)
أبو نصر الإصبهاني الجوزداني. روى عن: عبيد الله بن يعقوب الإصبهاني. وعن: أبو عليّ الحداد.
4 (حرف الجيم)

4 (جعفر بن أحمد بن عبد الملك بن مروان الأموي)
اللغوي أبو مروان ابن الغاسلة. من أهل إشبيلية. روى عن: القاضي أبي بكر بن زرب، وأبي جعفر بن عون الله، والزبيدي، وابن مفرج، وجماعة. وكان بارعاً في الأدب واللغة ومعاني) الشعر، ذا حظ في علم السنة. عاش أربعاً وثمانين سنة.
4 (حرف الحاء)

4 (الحسن بن محمد بن إبراهيم.)

(29/458)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 459
أبو عليّ البغداديّ الفقيه المالكيّ، المقريء. مصنف كتاب الروضة في القراءآت. روى هذا الكتاب عنه: أبو إسحاق إبراهيم بن إسماعيل بن غالب الخياط، وأبو الحسن عليّ بن محمد بن حميد الواعظ. وقرأ عليه: أبو القاسم الهذلي، وإبراهيم الخياط المذكور المالكي شيخ ابن الفحام الصقلبي. وتوفي في رمضان، وأسانيده في هذا الكتاب. قرأ على: ابن أبي مسلم الفرضي، والسوسنجردي، وعبد الملك النهروانيّ، والحمامي، وطبقتهم.
4 (الحسن بن محمد بن عمر بن عديسة)
أبو عليّ النرسي البزاز. سمع: أبا حفص بن شاهين، وأبا القاسم الصيدلاني. قال الخطيب: كان صدوقاً من أهل المعرفة بالقراءآت. مات في رجب. سنة ثمانين وثلاثمائة.
4 (الحسين بن يحيى بن أبي عرابة.)
أبو البركات، ورَّخه الحبّال.
4 (حرف الطاء)

4 (طلحة بن عبد الملك بن عليّ.)
أبو سعد الطلحي الإصبهاني التاجر.

(29/459)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 460
سمع: أبا بكر بن المقريء. روى عنه: أبو عليّ الحداد.
4 (حرف العين)

4 (عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن إبراهيم.)
أبو محمد الهاشمي العباسي المعتصمي. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقاً.
4 (عبد الله بن يوسف بن عبد الله بن يوسف بن محمد بن حيويه.)
الشيخ أبو محمد الجويني. توفي بنيسابور في ذي القعدة. وكان إماماً فقيهاً، بارعاً في مذهب الشافعيّ. مفسراً نحوياً أديباً.

(29/460)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 461
تفقه بنيسابور على: أبي الطيب الصعلوكيّ. ثم خرج إلى مرو. وتفقه على أبي بكر القفال وتخرج به فقهاً وخلافاً. وعاد إلى نيسابور سنة سبع وأربعمائة، وقعد للتدريس والفتوى.) وكان مجتهداً في العبادة، مهيباً بين التلامذة، صاحب جدّ ووقار. صنف التبصرة في الفقه، وصنف التذكرة، والتفسير الكبير، والتعليق. سمع من: القفال، وعدنان بن محمد الضبي، وأبي نعيم عبد الملك بن الحسن، وابن محمش. وببغداد من: أبي الحسين بن بشران، وجماعة. روى عنه: ابنه إمام الحرمين أبو المعالي، وسهل بن إبراهيم المسجديّ، وعلي بن أحمد المديني. قال أبو عثمان الصابوني: لو كان الشيخ أبو محمد في بني إسرائيل لنقلت إلينا شمائله وافتخروا به. وقال عليّ بن أحمد المدينيّ: سمعته يقول إنه من سنبس، قبيلة من العرب. وقال الحافظ أبو صالح المؤذن: غسلته، فلمّا لففته في الأكفان رأيت يده اليمنى إلى الإبط منيرة كلون القمر. فتحيرت، وقلت: هذه بركة فتاويه.

(29/461)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 462
4 (عبد الباقي بن هبة الله بن محمد بن جعفر)
أبو القاسم البغدادي الحفار.
4 (عبد الرحمن بن إبراهيم بن محمد بن الشرفيّ القرطبي.)
والد الحاكم أبي إسحاق. ولي القضاء بعدة كور ميورقة، وغيرها. وعاش نيفاً وسبعين سنة.
4 (عبد الرحمن بن محمد بن عباس بن جوشن.)
أبو محمد الأنصاري، عرف بابن الحصار الطليطليّ. خطيب طليطلة. روى عن: أبي الفرج عبدوس بن محمد ومحمد بن عمرو بن عيشون وتمام بن عبد الله وطائفة من شيوخ طليطلة وروى عن: أبي جعفر بن عون الله، وأحمد بن خالد التاجر، وابن مفرج، ومحمد بن خليفة. وحجّ، وسمع يسيراً، وعني بالرواية والجمع حتى كان أوحد عصره. وكانت الرحلة إليه. وكان ثقة صدوقاً صبوراً على النسخ. ذكر أنّه نسخ مختصر ابن عبيد وعارضه في يوم واحد. وكان مولده في سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة. حدَّث عنه: حاتم بن محمد، وأبو الوليد الوخشي، وجماهر بن عبد الرحمن، وأبو عمر بن سميق، وأبو الحسن بن الألبيريّ ووصفه بالدين والفضل والوقار. وضعف في آخر عمره عن الإمامة، فلزم داره.

(29/462)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 463
4 (عبد الكريم بن عبد الواحد بن محمد)
) أو طاهر الحسناباذي، يعرف بمكشوف الرأس. كان من أعيان صوفية إصبهان وفقهائها. سمع من: أبي الشيخ. ورحل فسمع بمصر وبغداد. روى عنه: الحداد. وتوفي في ربيع الآخر.
4 (عليّ بن عمر بن عبد الله بن أحمد بن عليّ بن شوذب.)
أبو الحسين الواسطي. حدَّث في هذه السنة بواسط عن أبي بكر القطيعي.
4 (حرف الفاء)

4 (الفضل بن محمد بن سعيد)
أبو نصر القاشاني الإصبهاني. سمع: أبا الشيخ. وعنه: أبو عليّ الحداد، وغانم البرجي، وجماعة.
4 (حرف الميم)

4 (محمد بن إبراهيم بن محمد)
أبو الحسين البغدادي المطرز. كان وكيلاً على أبواب القضاة.

(29/463)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 464
سمع: عليّ بن محمد بن كيسان، وابن نجيب. توفي في شوال.
4 (محمد بن الحسن بن عيسى.)
أبو طاهر بن شرارة البغدادي الناقد. سمع: القطيعي، وابن ماسي. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقاً. توفي في ذي القعدة.
4 (محمد بن الحسين بن الشيخ أبي سلمان محمد بن الحسين الحراني.)
ثم البغدادي. أبو الحسين الشاهد. سمع: أبن مالك القطيعي، وعلي بن عبد الرحمن البكائي، وابن ماسي. قال الخطيب: كتبت عنه وكان صدوقاَ. مات في صفر.
4 (محمد بن أبي السكري، واسمه عمر، بن محمد بن إبراهيم ابن غياث.)
أبو بشر البغدادي الوكيل. سمع: عليّ بن لؤلؤ. وابن المظفر، وأبا حفص بن شاهين. قال الخطيب: كتبت عنه، وذكر لنا عنه الإعتزال.
4 (محمد بن عبد الله بن أحمد)

(29/464)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 465
أبو بكر الإصبهاني التبان المؤذن. سمع من: أبي الشيخ. روى عنه: الحدّاد، وأبو الفتح محمد بن عبد الله الصحاف، وآخرون.)
4 (محمد بن عليّ بن محمد بن سيويه.)
أبو محمد الإصبهاني المؤدب، المكفوف والده. سمع: أبا الشيخ بن حيان. روى عنه: عبد العزيز النخشبيّ وقال: هو شيخ صالح عامي، وأبو عليّ الحداد، وحمزة بن العباس، وغيرهم. توفي في شوال. روى عنه: أبو سعد المطرز. وقال ابن سمويه: المعروف بالرباطي. وأما أبو زكريا بن مندة ففرق بين هذا وبين المكفوف.
4 (محمد بن عمر بن زاذان القزوينيّ)
أبو الحسن. رحل وسمع من: هلال بن محمد بالبصرة. روى عنه إسماعيل بن عبد الجبار المالكي.
4 (محمد بن محمد بن عيسى بن إسحاق بن جابر.)
أبو الحسن الخيشي البصري النحوي. قرأ بالعربية بالبصرة على أبي عبد الله الحسين بن عليّ النمري صاحب أبي باش. وسمع من: محمد بن معلى الأزدي.

(29/465)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 466
وأخذ أيضاً عن أبي عليّ الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ. وبرع في النحو. ونزل واسطاً مدة. وروى بها كثيراً، وببغداد. وتخرج به جماعة. روى عنه: الوزير أبو الجوائز الحسن بن عليّ الكاتب، ومحمد بن عليّ ابن أبي الصقر الواسطيان، وأبو الحسن عليّ بن الحسين بن أيوب البزاز، وأخوه أحمد بن عبد الملك النحويّ. قال ابن النجار: كان من أئمة النحاة المشهورين بالفضل والنبل. ومن شعره:
(رأيت الصدّ مذموماً وعندي .......... صدودك لو ظفرت به حميد)

(لأن الصد عن وصلٍ ومن لي .......... بوصلٍ منك يعقبُه الصُّدود)
قال أبو النصر بن ماكولا الحافظ: وأبو الحسن محمد بن محمد بن عيسى الخيشي شيخنا وأستاذنا يقول: اجتاز بنا المتنبي وكنّا نتعصب للسري الرفاء، فلم نسمع منه. قال ابن ماكولا: كان إماماً في حل التراجم، ولم أر أحداً من أهل الأدب يجري مجراه. وقال محمد بن هلال بن الصابيء: هو من أهل البطيحة، لقي أبا عليّ الفارسي، وأخذ عن ابن جني وأضرابه. ولمّا حصل ببغداد أخذ عنه أبو سعد بن الموصلايا

(29/466)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 467
المنشيء، وكان ملازماً له حتى مات ببغداد عن إحدى وتسعين سنة، وقال ابن خيرون: مات في سادس عشر ذي الحجة.)
4 (مسعود بن عليّ بن معاذ بن محمد بن معاذ)
أبو سعيد السجزي، ثم النيسابوري الوكيل الحافظ. من أعيان تلامذة أبي عبد الله الحاكم، وله عنه سؤآلات، وقد أكثر عنه. سمع: أبا محمد بن الرومي، وأبا عليّ الخالدي، وعبد الرحمن بن المزكي، وجماعة. وروى شيئاً يسيراً عن الحاكم لأنه توفي كهلاً. روى عنه: مسعود بن ناصر الركاب، وغيره. توفي سنة ثمان وثلاثين، على قولين ذكرهما عبد الغافر.
4 (حرف الهاء)

4 (هشام بن غالب بن هشام.)
أبو الوليد الغافقي القرطبي الوثائقي. روى عن القاضي أبي بكر بن زرب، وابن المكوي، وأبي محمد الأصيلي، وكان أقعد النّاس به، وأكثرهم لزوماً له. وكان خيراً إماماً، من أهل العلم الواسع، والفهم الثاقب، متفنناً وقد أخذ من كل علم بخط وافر. وكان يميل إلى مذهب داود بن عليّ الظاهري رحمه الله في باطن أمره. خرج من قرطبة في الفتنة وسكن غرناطة، ثم استقر بإشبيلية. وتوفي في ربيع الآخر، وقد جاوز الثمانين بأشهر، رحمه الله.

(29/467)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 468
4 (حرف الياء)

4 (يحيى بن محمد بن أحمد بن عبد الملك.)
الأموي العثماني، أبو بكر القرطبي. روى عن: أبي جعفر بن عون الله، وابن مفرج، وعباس بن أصبغ، وإسماعيل بن إسحاق. وهاشم بن يحيى. حدَّث عنه: الخولاني وقال: كان من أهل العلم والتقدم في الفهم للحديث والسنن والرأي والأدب. وأثنى عليه ابن خزرج ووصفه بالفصاحة والتفنن في العلوم، وقال: توفي في صفر ابن ثمان وسبعين سنة.

(29/468)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 469
4 (وفيات سنة تسع وثلاثين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)
)
4 (أحمد بن أحمد بن محمد بن عليّ.)
حدَّث عن: أبي محمد بن ماسي، وعبد الله بن إبراهيم الزينبيّ، وعلي بن أبي السري البكائي. قال الخطيب: كان فاضلاً من أهل العلم والقرآن، كثير التلاوة. قيل: كان يقرأ في كل يوم ختمة. سمعته يقول: قدمت أنا وأخي من القصر، والقطيعي حيّ، ومقصودنا الفقه والفرائض. فأردنا السماع منه، فلم نذهب إليه، لكنّا سمعنا من ابن ماسي نسخة الأنصاري. وكان ابن اللبان الفرضي قال لنا: لا تذهبوا إلى القطيعي، فإنه قد ضعف واختل، وقد منعت ابني من السماع منه. توفي ابن السيبي في رجب عن ثلاث وتسعين سنة.
4 (أحمد بن عبد الله بن محمد)
أبو الحسن ابن اللاعب البغدادي الأنماطي.

(29/469)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 470
سمع: أبا بكر القطيعي، وغيره. وتوفي في ذي القعدة.
4 (أحمد بن عليّ بن عمر)
أبو الحسن البصري المالكي، الفقيه. توفي في رمضان.
4 (أحمد بن محمد بن الحسين)
أبو نصر البخاري، حمو القاضي الصيمريّ. تفقه على أبي حامد الإسفرائيني. وسمع من: نصر بن أحمد البرجيّ. وعنه: الخطيب، ووثقه. نزيل الكوفة وبها مات في ذي الحجة.
4 (حرف الحاء)

4 (الحسن بن داود بن بابشاذ)
أبو سعد المصري. توفي ببغداد في ذي القعدة شاباً. سمع: أبا محمد بن النحاس، وغيره. وكان له ذكاء باهر. قرأ القراءآت والأدب والحساب والفقه، وتقدم في مذهب أبي حنيفة.
4 (الحسن بن عليّ بن الحسن بن شواش.)

(29/470)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 471
أبو عليّ الكتاني الدمشقي، المقريء، مشرف الجامع. حدَّث عن: الفضل بن جعفر المؤذن، ويوسف الميانجي، وأبي سليمان بن زبر. روى عنه: أبو القاسم بن أبي العلاء، وسهل بن بشر الإسفرائيني، وأبو طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصقر الأنباري، ومحمد بن الحسين الحنائي، وغيرهم. توفي في ذي القعدة.)
4 (الحسن بن محمد بن الحسن بن عليّ.)
الحافظ أبو محمد بن أبي طالب البغدادي الخلال. سمع: أبا بكر القطيعي، وأبا بكر الوراق، وأبا سعيد الحرفيّ، وابن المظفر، وأبا عبد الله بن العسكري، وأبا بكر بن شاذان، وأبا عمر بن حيويه، وأبا الحسن الدارقطنيّ، وخلقاً سواهم. قال الخطيب كتبنا عنه، وكان ثقة له معرفة، نبيه، وخرج المسند على الصحيحين، وجمع أبواباً وتراجم كثيرة. وقال لي: ولدت سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة. ومات في جمادى الأولى.

(29/471)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 472
قلت: روى عنه: أبو الحسين المبارك، وأبو سعد ابنا عبد الجبار الصيرفي، وجعفر بن أحمد السراج، والمعمر بن عليّ بن أبي عمامة الواعظ، وجعفر بن المحسن السلماسيّ، وآخرون.
4 (الحسن بن محمد بن إسماعيل بن أشناس.)
أبو عليّ بن الحمامي البغدادي، المتوكلي. كان جدهم مولى للمتوكل. سمع أبا عبد الله بن العسكري، وعمر بن سنبك، وعليّ بن لؤلؤ، وطائفة كبيرة. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان رافضياً خبيث المذهب، ويقرأ على الشيعة مثالب الصحابة. عاش ثمانين سنة.
4 (الحسين بن الحسن بن عليّ بن بندار)
أبو عبد الله الأنماطي. بغدادي، يعرف بابن أحما الصمصامي. روى عن: ابن ماسي. قال الخطيب: كان يدعو إلى الإعتزال والتشيع ويناظر عليه بحمق وجهل. مات في شعبان.
4 (الحسين بن عليّ بن عبيد الله.)
أبو الفرج الطناجيري. بغدادي مشهور. سمع: عليّ بن عبد الرحمن البكائي، ومحمد بن زيد بن مروان، ومحمد

(29/472)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 473
ابن المظفر، وأبا بكر بن شاذان، وخلقاً سواهم. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ثقة ديناً. سمعته يقول: كتبت عن القطيعي أمالي وضاعت. توفي في سلخ ذي العقدة، وولد في سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة
4 (حرف العين)

4 (عبد الله بن عمر بن عبد الله بن رستة.)
) البغدادي ثم الإصبهاني. روى عن: عبد الرحمن بن شنبة العطار عن أبي خليفة الجمحيّ. وعنه: أبو عليّ الحداد.
4 (عبد الله بن ميمون الأرع.)
أبو محمد الحسني الصوفي. محدّث مكثر، مصري. رحل إلى الحافظ أبي عبد الله الحاكم، قاله الحبّال.
4 (عبد الرحمن بن سعيد بن خزرج.)
أبو المطرف الألبيريّ. سمع: أبا عبد الله بن أبي زمنين. وحجّ فأخذ عن: أبي الحسن القابسي، وأحمد بن نصر الداووديّ. وسكن قرطبة. قال أبو عمر مهدي: كان من أهل الخير والفضل، حافظاً للمسائل. له حظّ من علم النحو، كثير الصلاة والذكر.

(29/473)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 474
توفي رحمه الله في ربيع الأول.
4 (عبد الملك بن عبد القاهر بن أسد.)
أبو القاسم النصيبي.
4 (عبد الواحد بن محمد بن يحيى)
أبو القاسم البغداديّ المطرز الشاعر المشهور. كان سائر القول في المديح والغزل والهجاء. له ديوان.
4 (عبد الوهاب بن عليّ بن داوريد.)
أبو حنيفة الفارسي الملحمي، الفقيه الفرضي. قال الخطيب: ثنا عن المعافي الجريري، وكان عارفاً بالقراءآت والفرائض، حافظاً لظاهر فقه الشافعي. مات في ذي الحجة.
4 (عليّ بن بندار)
قاضي القضاة أبو القاسم. حدَّث بإصبهان عن: أبي الشيخ. وعن: أبي القاسم بن حبابة.

(29/474)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 475
روى عنه: أبو عليّ الحداد، وأبو سعد المطرز. وتوفي في شوال.
4 (عليّ بن عبيد الله بن عليّ.)
أبو طاهر البغدادي البزوري. سمع: القطيعي، والوراق. وعنه: الخطيب، وأثنى عليه.
4 (عليّ بن منير بن أحمد)
) أبو الحسن المصري الخلال الشاهد. روى عن: أبي الطاهر الذهلي، وأبي أحمد بن الناصح، وجماعة. روى عنه: أبو الحسن الخلعي، وسهل بن بشر، وسعد بن عليّ الريحاني، وجماعة سواهم. توفي في ذي القعدة.
4 (عمر بن محمد بن العباس بن عيسى)
أبو القاسم الهاشمي البغدادي. عرف بابن بكران. سمع: ابن كيسان.

(29/475)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 476
قال الخطيب: كان صدوقاً، كتبنا عنه. توفي في ذي القعدة.
4 (حرف الميم)

4 (محمد بن أحمد بن موسى.)
أبو عبد الله الشيرازي الواعظ المعروف بالنذير. سمع من: إسماعيل بن حاجب الكشانيّ، وعلي بن عمر الرازي القصار، وأبي النصر ابن الجندي. وقدم بغداد فتكلم بها ونفق سوقه على العامة، وشغفوا به، وازدحموا عليه، وافتتنوا به، وصحبه جماعة، وهو يظهر الزهد، ثم إنه قبل العطاء. وأقبلت عليه الدنيا، وكثر عليه المال، ولبس الثياب الفاخرة، وكثر مريدوه. ثم حظّ على الغزو والجهاد، فحشد النّاس إليه من كل وجه، وصار معه جيش، فنزل بهم بظاهر بغداد، وضرب له بالطبل في أوقات الصلوات. ثم سار إلى الموصل واستفحل أمره، فصار إلى أذربيجان، وضاهي أمير تلك الناحية، فتراجع جماعات من أصحابه. ومات سنة سبع.
4 (محمد بن حسين بن عليّ بن عبد الرحيم.)
الوزير عميد الدولة أبو سعد البغدادي.

(29/476)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 477
صدر كبير، رأس في حساب الديوان وشارك في الفضائل وقال الشعر. وسمع: أبا الحسين بن بشران. ووزر لأبي طاهر بن بويه مدة. وتوفي في ذي القعدة سنة تسع وثلاثين وأربعمائة.
4 (محمد بن عبد الله بن سعيد بن عابد.)
أبو عبد الله المعافري القرطبي. روى عن: أبي عبد الله بن مفرج، وعباس بن أصبغ، والأصيلي، وزكريا ابن الأشج، وخلف بن القاسم، وهاشم بن يحيى. ورحل سنة إحدى وثمانين، فسمع من ابن أبي زيد رسالته. وسمع بمصر من: أبي بكر بن إسماعيل المهندس، وجماعة.) وكان معتنياً بالآثار، ثقة، خيراً، فاضلاً، متواضعاً، دعي إلى الشورى فأبى. حدَّث عنه خلق منهم: أبو مروان الطبني، وأبو عبد الرحمن العقيلي، وأبو عبد الله بن عتاب، وابنه أبو محمد، وأبو عبد الله محمد بن فرج. قلت: رواية أبي محمد بن عتاب، عنه بالإجازة. وكان بقية المحدثين بقرطبة. مات في آخر جمادى الأولى عن نيف وثمانين سنة، وهو آخر من كان يروي عن الأصيلي، وغيره.

(29/477)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 478
4 (محمد بن عبد الله بن الحسين بن مهران.)
أبو بكر الإصبهاني البقال. سمع أبا الشيخ. وعنه: أبو عليّ الحداد.
4 (محمد بن عليّ بن محمد)
أبو الخطاب البغدادي الشاعر المعروف بالجبلي. سمع من: عبد الوهاب الكلابي بدمشق. روى عنه: الخطيب، وأثنى عليه بمعرفة العربية والشعر. وقد مدحه أبو العلاء بن سليمان المعري بقصيدة مكافأة لمديحه إياه، مطلعها:
(أشفقتُ من عِبء البقاء وعابه .......... ومللتُ من أّريِ الزمان وصابه.)

(وأرى أبا الخطاب نالَ من الحجى .......... خظاَ زواه الدهر عن خطابه)

(ردّت لطافته وحدّة ذهنه .......... وحش اللغاتِ أو أنساً بخطابهِ)

(29/478)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 479
وكان أبو الخطاب مفرط القصر، وهو رافضي جلد.
4 (محمد بن عمر بن عبد العزيز.)
أبو علي البغدادي المؤدب. سمع: أبا عمر بن حيويه، وأبا الحسن الدارقطنيّ. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقاً.
4 (محمد بن الفضيل بن الشهيد أبي الفضل محمد بن أبي الحسين الفضيلي.)
الهروي المزكيّ. سمع: أبا الفضل محمد بن عبد الله بن خميرويه، وأبا أحمد الحاكم. روى عنه: حفيده إسماعيل بن الفضيل، والهرويون.
4 (الكنى)

4 (أبو كاليجار.)
الملك والد الملك أبي نصر، الملقب بالملك الرحيم. قرأت بخطّ ابن نظيف في تاريخه أنه توفي سنة تسع هذه. وهو ابن سلطان الدولة بن بهاء الدولة بن عضد الدولة بن بويه.) مات بطريق كرمان، وكان معه سبعمائة من الترك وثلاثة آلاف من الديلم، فنهبت الأتراك حواصله وطلبوا شيراز.

(29/479)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 480
4 (وفيات سنة أربعين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن الحافظ أبي محمد الحسن بن محمد البغداديّ الخلال.)
أبو يعلى. روى عن: أبي حفص الكتاني. وعنه: الخطيب أبو حديثاً واحداً.
4 (أبو حاتم أحمد بن الحسن بن محمد)
المحدث الواعظ خاموش الرازيّ. قد كان ذكرته في آخر تيك الطبقة، وظفرت بأنّه بقي إلى سنة أربعين فإنه حدَّث في آخر سنة تسع وثلاثين وأربعمائة. سمع: أبا محمد المخلدي، وابن مندة، وأبا أحمد الفرضي، وعلي بن محمد بن يعقوب الرازي، وإسماعيل بن الحسن الصرصري، وعدة. روى عنه: أبو منصور حجر بن مظفر، وأبو بكر عبد الله بن الحسين التويي الهمداني، ويحيى بن الحسين الشريف، وطائفة.

(29/480)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 481
وحكاية شيخ الإسلام معه مشهورة.
4 (أحمد بن عبد الله بن سهل.)
أبو طالب ابن البقال، الفقيه الحنبلي. كانت له حلقة للفتوى ببغداد. وروى عن: أبي بكر شاذان، وعيسى بن الجراح. خلط في بعض روايته. قاله الخطيب.
4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن عليّ.)
أبو منصور الصيرفي. سمع: ابن حيويه، والدارقطني، والمعافى. وعنه: الخطيب، وقال: كان رافضياً، وسماعه صحيح.
4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن نصر بن الفتح)
أبو الحسن الحكيمي المصري الوراق. ولد في المحرم سنة ستين وثلاثمائة. وسمع من القاضي أبي الطاهر الذهلي، وأبي بكر المهندس. روى عنه: أبو عبد الله الرازي في مشيخته. و وهو راوي الجزء التاسع من الفوائد الجدد. توفي يوم النحر.

(29/481)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 482
4 (أمة الرحمن بنت أحمد بن عبد الرحمن بن عبد القاهر العبسي.)
الزاهدة الأندلسية. كانت صوامة قوامة، توفيت بكراً عن ينف وثمانين سنة.) قال: أبو محمد بن خزرج: سمعت عليها عن والدها.
4 (حرف الباء)

4 (بسطام بن سامة بن لؤي.)
أبو أسامة القريشي السامي الهروي. إمام الجامع. روى عن: أبي منصور الأزهري اللغوي، وعلي بن محمد بن رزين الباساني. توفي في ذي الحجة.
4 (حرف الحاء)

4 (الحسن بن أحمد بن الحسن خداواذ.)
أبو عليّ الكرجي، ثم البغدادي الباقلاني. سمع من: ابن المثمر، وابن الصلت الأهوازي. كتب عنه: الخطيب، وقال: كان صدوقاً ديناً خيراً. مولده سنة
4 (الحسن بن الحسين بن عبد الله بن حمدان)
الأمير ناصر الدولة وسيفها أبو محمد التغلبي.

(29/482)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 483
ولي إمرة دمشق بعد أمير الجيوش سنة ثلاث وثلاثين إلى أن قبض عليه سنة أربعين، وسير إلى مصر، وولي بعده طارق الصقلبي. وهذا هو والد الأمير ناصر الدولة الحسين بن الحسن الحمداني الذي أذل المستنصر العبيدي وحكم عليه كما سيأتي سنة نيف وستين.
4 (الحسن بن عيسى بن الخليفة المقتدر بالله جعفر بن المعتضد.)
أبو محمد العباسي. سمع من: مؤدبه أحمد بن منصور اليشكري، وأبي الأزهر عبد الوهاب الكاتب. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ديناً حافظاً لأخبار الخلفاء، عارفاً بأيام النّاس، فاضلاً. توفي في شعبان وله سبع وتسعون سنة. قلت: روى عنه جماعة آخرهم أبو القاسم بن الحصين. قال: ولدت في أول سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة. وغسله أبو الحسين بن المهتدي بالله.
4 (الحسين بن محمد بن هارون.)
أبو أحمد النيسابوري الصوفي الوراق. ثقة، سمع: أبا الفضل الفامي، وأبا محمد المخلدي، والجوزقي، وجماعة. ذكره عبد الغافر.)
4 (الحسين بن عبد العزيز.)

(29/483)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 484
أبو يعلى، المعروف بالشالوسي. من شعراء بغداد. حدَّث عن ابن حبابة.
4 (حرف الدال)

4 (داجن بن أحمد بن داجن.)
أبو طالب السدوسي المصري. حدَّث عن: الحسن بن رشيق. وعنه: أبو صادق مرشد المهنيّ. لا أعلم متى توفي، ولكنه كان في هذا الوقت.
4 (حرف السين)

4 (سيد بن أبان بن سيد.)
أبو القاسم الخولاني الإشبيلي. سمع من: أبي محمد الباجيّ، وابن الخراز. ورحل فسمع من: أبي محمد بن أبي زيد. وكان فاضلاً متقدماً في الفهم والحفظ. وعاش سبعاً وثمانين سنة.
4 (حرف العين)

4 (عبد الصمد بن محمد بن محمد بن مكرم. أبو الخطاب البغدادي. سمع: أبا بكر الأبهري،)
وأبا حفص الزيات. قال الخطيب: كتبتُ عنه وكان صدوقاً.

(29/484)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 485
4 (عبيد الله بن الحافظ أبي حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين.)
البغدادي الواعظ أبو القاسم. سمع: أباه، وأبا بحر محمد بن الحسن البربهاريّ، وأبا بكر القطيعي، وابن ماسي، وحسينك النيسابوريّ. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقاً. مات في ربيع الأول. قلت: وروى عنه: جعفر السراج، وأبو عليّ محمد بن محمد بن المهدي. أظنه آخر أصحاب أبي بحر.
4 (عليّ بن إسماعيل بن عبد الله بن الأزرق.)
أبو الحسين المصري. قال الحبّال: حدَّث ولزم بيته. وتوفي في ربيع الآخر.
4 (عليّ بن الحسن بن أبي عثمان الدقاق)
أبو القاسم البغدادي. روى عن: القطيعي، وابن ماسي. وعاش خمساً وثمانين سنة. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان شيخاً صالحاً وصدوقاً ديناً حسن المذهب.

(29/485)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 486
توفي في ربيع الأول. وقال ابن عساكر في طبقات الأشعرية: ومنهم أبو القاسم بن أبي عثمان الهمدانيّ، فذكر) ترجمته.
4 (عليّ بن ربيعة بن عليّ.)
أبو الحسن التميمي المصري البزاز. أحد المكثرين عن الحسن بن رشيق. روى عنه: أبو معشر الطبري، وأبو عبد الله الرازي صاحب السداسيات. توفي في صفر.
4 (عليّ بن عبيد الله بن القصاب الواسطي.)
روى عن: الحافظ أبي محمد بن السقّاء.
4 (عيسى بن محمد بن عيسى الرعيني.)
ابن صاحب الأحباس، الأندلسي.

(29/486)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 487
ولي قضاء المرية. وكان من جلة العلماء وكبار الأئمة الأذكياء. روى عن: أبي عمران الفاسي، وجماعة من المتأخرين. ومات كهلاً.
4 (حرف الفاء)

4 (فخر الملك)
وزير صاحب الديار المصرية المستنصر بالله العبيدي، واسمه صدقة بن يوسف الإسرائيلي المسلماني. أسلم بالشام، وخدم بعض الدولة، ودخل مصر، وخدم الوزير الجرجرائي. فلما مات الجرجرائي استوزره المستنصر مدة، ثم قتله في هذا العام واستوزر بعده القاضي أبا محمد الحسن بن عبد الرحمن.
4 (الفضل بن أبي الخير محمد بن أحمد)
أبو سعيد الميهنيّ العارف. صاحب الأحوال والمناقب. توفي بقريته ميهنة من خراسان. ومنهم من يسميه: فضل الله.

(29/487)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 488
مات في رمضان وله تسع وسبعون سنة. حدَّث عن: زاهر بن أحمد السرخسي. ولكن في اعتقاده شيء تكلم فيه أبو محمد بن حزم روى عنه: الحسن بن أبي طاهر الختليّ، وعبد الغفار الشيرويي.
4 (حرف الميم)

4 (محمد بن أحمد بن محمد بن جعفر.)
أبو عبد الرحمن الشاذياخي، الحاكم المزكي الفامي. أملى مدة عن زاهر السرخسي، وأبي الحسن الصبغي، ومحمد بن الفضل ابن محمد بن خزيمة، وغيرهم.)
4 (محمد بن أحمد)

(29/488)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 489
أبو الفتح المصريّ. سمع: أبا الحسن الحلبي، وابن جميع الصيداوي. وعنه: أبو بكر الخطيب. وقال: تكلموا فيه.
4 (محمد بن إبراهيم بن عليّ)
أبو ذر الصالحاني الإصبهاني الواعظ. سمع: أبا الشيخ، وغيره. روى عنه: الحداد، وأحمد بن بشرويه. مات في ربيع الأول.
4 (محمد بن جعفر بن محمد بن فسانجس.)
الوزير الكبير أبو الفرج ذو السعادات.

(29/489)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 490
وزر لأبي كاليجار، وعزل سنة تسع وثلاثين وأربعمائة. وحكم على العراق. وكان ذا أدب غزير ومعرفة باللغة. وكان محببا إلى الجند. عاش ستين سنة. مات في رمضان.
4 (محمد بن الحسين بن محمد بن آذربهرام)
أبو عبد الله الكارزيني الفارسي المقريء. نزيل مكة. كان أعلى أهل عصره إسناداً في القراءآت. قرأ على: الحسن بن سعيد المطوعي بفارس، وبالبصرة على: الشذائي أبي بكر أحمد بن منصور، وببغداد على: أبي القاسم عبد الله بن الحسن النحاس. قرأ عليه بالعشرة: الشريف عبد القاهر بن عبد السلام العباسي النقيب، وأبو القاسم يوسف بن عليّ الهذلي، وأبو معشر الطبريّ، وأبو إسحاق إبراهيم ابن إسماعيل بن غالب المصري المالكي، وأبو القاسم بن عبد الوهاب، وأبو بكر بن الفرج، وأبو عليّ الحسن بن القاسم غلام الهراس، وآخرون. ولا أعلم متى مات، إلا أن الشريف عبد القاهر قرأ عليه في هذه السنة. وكان هذا الوقت في عشر المائة.

(29/490)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 491
4 (محمد بن عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن إسحاق بن زياد.)
أبو بكر الإصبهاني التاني الناصر، المعروف بابن ريذة. روى عن الطبراني معجمه الكبير ومعجمه الصغير، والفتن لنعيم بن حماد. وطال عمره وسار ذكره، وتفرد في وقته. ذكره أبو زكريا بن مندة فنسبه كما نسبناه، وقال: الثقة الأمين. كان أحد وجوه النّاس وافر العقل كامل الفضل، مكرماً لأهل العلم، عارفاً بمقادير النّاس، حسن الخط، يعرف طرفاً من النحو واللغة.) توفي في رمضان. وقيل إنّ مولده سنة ست وأربعين وثلاثمائة. قريء عليه الحديث مرات لا أحصيها في البلد والرساتيق. قلت: روى عنه: محمد بن إبراهيم بن شذرة، وإبراهيم ويحيى ابنا عبد الوهاب بن مندة، وعبد الأحد بن أحمد العنبري، ومعمر بن أحمد اللنبانيّ، وهادي بن الحسن العلوي، وأبو عليّ الحداد، ومحمد بن إبراهيم أبو عدنان العبدي، ومحمد بن الفضل القصار الزاهد، وأبو الرجاء أحمد بن عبد الله بن ماجة، ونوشروان بن شيرزاذ الديلمي، ونصر بن أبي القاسم الصباغ، وإبراهيم ابن محمد الخباز سبط الصالحاني، وطلحة بن الحسين بن أبي ذر، وأبو عدنان محمد بن أحمد بن نزار، وحمد بن عليّ المعلم، والهيثم بن محمد المعداني، وخلق آخرهم موتاً فاطمة بنت عبد الله الجوزدانية، توفيت سنة أربع وعشرين وخمسمائة.

(29/491)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 492
4 (محمد بن عبد الله بن الحسين بن مهران بن شاذان.)
أبو بكر الصالحاني البقال الفامي. سمع: أبا الشيخ، وغيره. وعنه: أبو عليّ الحداد. ورَّخه ابن السمعاني.
4 (محمد بن عبد العزيز بن إسماعيل)
أبو الحسن التككي الكاتب البغدادي. سمع: أبوي بكر القطيعي، والوراق. وثقه الخطيب وروى عنه.
4 (محمد بن عمر بن إبراهيم.)
أبو الحسين الإصبهاني المقريء. سمع: محمد بن أحمد بن جشنس. روى عنه: الحداد.
4 (محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بن عبد الله بن غيلان بن حكيم.)

(29/492)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 493
أبو طالب الهمذاني البغدادي البزاز. أخو غيلان الذي تقدم. سمع من: أبي بكر الشافعي أحد عشر جزءاً معروفة بالغيلانيات، وتفرد في الدنيا عنه. وسمع من: أبي إسحاق المزكيّ. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقاً ديناً صالحاً. سمعته يقول: ولدت في أول سنة ثمان وأربعين. ثم سمعته يقول: كنت أغلط في مولدي، حتى رأيت بخط جدي أني ولدت في المحرم سنة سبع وأربعين. قال: ومات في سادس شوال، ودفن بداره، وصلى عليه أبو الحسن ابن المهتدي بالله. وقال أبو سعد السمعاني: قرأت بخط أبي قال: سمعت محمد بن محمود الرشيدي يقول: لما) أردت الحج أوصاني أبو عثمان الصابوني وغيره بسماع مسند أحمد وفوائد أبي بكر الشافعي. فدخلت بغداد واجتمعت بابن المذهب، فراودته على سماع المسند فقال: أريد مائتي دينار. فقلت: كل نفقتي سبعون دينار، فإن كان ولا بد فأجز لي. قال: أريد عشرين ديناراً على الإجازة. فتركته وقلت لأبي منصور بن حيدر: أريد السماع من ابن غيلان. قال: إنه مبطون، وهو ابن مائة. قلت: فاعجل فأسمع منه قال: لا، حتى تحج. فقلت: كيف يسمح قلبي بذلك وهو ابن مائة سنة ومبطون قال: إن له ألف دينار يجاء بها كل يوم، فتصب في حجره، فيقبلها ويتقوى بذلك.

(29/493)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 494
فاستخرت الله وحججت، فلما رجعت استقبلني شيخ فقلت: ابن غيلان حي قال: نعم. ففرحت وقرأ لي أبو بكر الخطيب. قلت: وروى عنه: أبو عليّ أحمد بن محمد البرداني، وأبو طاهر بن سوار المقريء، وأحمد بن الحسين بن قريش البناء، وأبو البركات أحمد بن عبد الله ابن طاوس، وجعفر السراج، وجعفر بن المحسن السلماسي، وخالد بن عبد الواحد الإصبهاني، وعبيد الله بن عمر بن البقال، والمعمر بن عليّ بن أبي عمامة، وأبو منصور عليّ بن محمد الأنباري، وأبو منصور محمد بن عليّ الفراء. وأبو المعالي أحمد بن محمد البخاري التاجر، وأبو عليّ محمد بن محمد بن المهدي، وأبو سعد أحمد بن عبد الجبار الصيرفي، وخلق آخرهم موتاً أبو القاسم هبة الله بن الحصين المتوفى سنة خمس وعشرين وخمسمائة.
4 (محمد بن محمد بن عثمان)
أبو منصور بن السواق البغدادي البندار. سمع: أبا بكر القطيعي، وابن ماسي، ومخلد بن جعفر، وابن لؤلؤ الوراق. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان ثقة. ولد سنة إحدى وستين وثلاثمائة. وتوفي في آخر يوم من ذي الحجة. قلت: وروى عنه: ثابت بن بندار، وأخوه ياسر، وجماعة.
4 (محمود بن الحسن بن محمد بن يوسف.)

(29/494)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 495
أبو حاتم القزويني الفقيه المناظر، من ساكني آمل وطبرستان. قدم جرجان، وسمع من: أبي نصر الإسماعيلي. وتفقه ببغداد عند الشيخ أبي حامد. وسمع بالري من: حمد بن عبد الله، وأحمد بن محمد البصير. وسمع ببغداد. وذهب إلى وطنه، وصار شيخ آمل في العلم والفقه.) وبها توفي سنة أربعين. وهو والد شيخ السلفي.
4 (مفرج بن محمد)
أبو القاسم الصدفي السرقسطي. رحل وسمع بمصر من: أبي القاسم الجوهري مسند الموطأ. ومن: أبي الحسن عليّ بن محمد الحلبي. وكان شيخاً صالحاً.

(29/495)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 496
4 (منصور بن القاضي أبي منصور محمد بن محمد الأزدي الهروي)
قاضي هراة أبو أحمد الفقيه الشاعر. قدم بغداد وتفقه على أبي حامد الإسفرائيني، ومدح أمير المؤمنين القادر بالله. وكان عجباً في الشعر. وسمع: العباس بن الفضل النضروي، وأبا الفضل بن خميرويه. وناهز الثمانين. وكان يختم القرآن في كل يوم وليلة حتى مات رحمه الله.
4 (حرف الهاء)

4 (هبة الله بن أبي عمر محمد بن الحسين.)
أبو الشيخ أو محمد الجرجاني، الملقب بالموفق. سمع: جده لأمه أبا الطيب سهل بن محمد الصعلوكي، ووالده أبا عمر محمد بن الحسين البسطامي، وأبا الحسين أحمد بن محمد الخفاف. وكان فقيهاً مناظراً رئيس الشافعية بنيسابور.

(29/496)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 497
4 (حرف الياء.)

4 (يوسف بن رباح بن عليّ بن موسى بن رباح.)
أبو محمد البصري المعدل. رحل مع والده. وسمع: أبا بكر بن المهندس، وعلي بن الحسين الأذني بمصر، وابن حبابة، وأبا طاهر المخلص، وابن أخي ميمي ببغداد، وعبد الوهاب الكلابي بدمشق. روى عنه: أبو بكر الخطيب، وأبو طاهر الباقلاني. ولي قضاء الأهواز فمات بالأهواز. قال: وقيل كان معتزلياً.
4 (الكنى)

4 (أبو القاسم بن محمد الحضرمي.)
الفقيه المالكي المعروف باللبيديّ، ولبيدة قرية من قرى ساحل المغرب.

(29/497)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 498
كان من مشاهير علماء إفريقيا ومصنفيها وعبادها. صحب الزاهد أبا إسحاق الجنبياني، وانتفع به، وصنف أخباره.) وصنف كتاباً كبيراً بليغاً في مذهب مالك أزيد من مائتي جزء، وكتاباً آخر في مسائل المدونة وبسطها، وكتاب التفريع على المدونة، وزيادات الأمهات، ونوادر الروايات. وكان أيضاً شاعر محسناً مليح القول. روى عنه: ابن سعدون، وغيره.
4 (أبو كاليجار.)
السلطان البويهي صاح بغداد. واسمه مرزبان بن سلطان الدولة بن بهاء الدولة بن عضد الدولة. تملك بعد ابن عمه جلال الدولة فدامت أيامه خمسة أعوام. ومات. وقد مر ذكره في الحوادث غير مرة، وعاش إحدى وأربعين سنة، وتسلطن بعده ابن الملك الرحيم أبو نصر.

(29/498)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 499
4 (وممن كان في هذا القرب من هذه الطبقة.)

4 (حرف الألف.)

4 (أحمد بن سلميان بن أحمد.)
أبو جعفر الكتامي الطنجي الأندلسي، ويعرف بابن أبي الربيع. رحل إلى المشرق، وأخذ القراءة عن: أبي أحمد السامري، وأبي بكر الأدفوي، وأبي الطيب بن غلبون. وأقرأ النّاس ببجانة والمرية. وعمر حتى قارب التسعين. وقيل: توفي قبل الأربعين وأربعمائة. قاله ابن بشكوال.
4 (أحمد بن عمار)
أبو العباس المهدوي المقريء المجود. من أهل المهدية، مدينة من مدن القيروان بناها المهدي والد خلفاء مصر. قدم المهدوي بلاد الأندلس، وروى عن: أبي الحسن القابسي. وقرأ القراءآت على أبي عبد الله محمد بن سفيان، وعلى أبي بكر أحمد بن محمد البرائي. وكان مقدما في فن القراءآت العربية، وصنف كتباً مفيدة. أخذ عنه: أبو محمد غانم بن وليد المالقي، وأبو عبد الله الطرفي المقريء، وغيرهما. في حدود الثلاثين أخذوا عنه.

(29/499)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 500
4 (أحمد بن محمد بن عبد الواحد)
أبو بكر المنكدري الشريف. رحل وسمع، وقرأ الحديث على: أحمد بن محمد المجبر، وأبي عمر الهاشمي، ومحمد بن محمد بن أخي أبي روق الهزاني، وأبي عبد الله الحاكم، وأبي أحمد الفرضي.) وله جزءآن انتقاهما له الصوري، وسمعهما منه ابن بيان الرزاز في سنة سبع وثلاثين.
4 (إبراهيم بن طلحة بن غسان.)
أبو إسحاق البصري المطوعي. سمع: يوسف بن يعقوب النجيرمي، وعبد الرحمن بن محمد بن شيبة المقريء، وأحمد بن محمد بن العباس الأسفاطي، وجماعة. وأملى بالبصرة مجالس. روى عنه: محمد بن إدريس القرتائي، وأبو أحمد بن إبراهيم بن عليّ النجيرمي، وغيرهما. من شيوخ السلفي.
4 (إسماعيل بن عليّ بن المثنى)
أبو سعد الأستراباذي الواعظ الصوفي العنبري. قدم نيسابور قديماً، وبنى بها مدرسة لأصحاب الشافعي تنسب إليه. وكان له سوق ونفاق عند العامة، وكان صاحب غرائب وعجائب.

(29/500)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 501
روى عن: أبيه، وعلي بن الحسن بن حيويه. روى عنه: محمد بن أحمد بن جعفر القاضي، وأبو بكر الخطيب البغدادي، وأحمد الموسياباذي.
4 (أصبغ بن راشد بن أصبغ.)
أبو القاسم الإشبيلي اللخمي. رحل، وسمع من أبي محمد بن أبي زيد وتفقه عليه، وسمع من: أبي الحسن القابسي. قال أبو عبد الله الحميدي: كنت أحمل للسماع على الكتف سنة خمس وعشرين وأربعمائة، وأول ما سمعت من الفقيه أصبغ بن راشد، وكنت أفهم ما يقرأ عليه، وكان قد لقي ابن أبي زيد وتفقه، وروى عنه رسالته، فسمعت الرسالة منه، وسمعته يقول: سمعت على أبي محمد عبد الله بن أبي زيد عبد الرحمن فقيه القيروان الرسالة والمختصر بالقيروان قبل الأربعمائة. وقال ابن بشكوال: توفي أصبغ رحمه الله قبل الأربعين والأربعمائة.
4 (حرف الحاء.)

4 (الحسن بن محمد بن مفرج.)
أبو بكر المعافري القرطبي. روى عن: أبي جعفر بن عون الله، وأبي عبد الله بن مفرج، وأبي) عبد الله ابن أبي زمنين، وعباس بن أصبغ، وعبد الرحمن بن فطيس. وعني بالرواية والتقييد والسماع والتاريخ، وجمع كتاباً سماه بكتاب الاحتفال في تاريخ أعلام الرجال في أخبار الخلفاء والقضاة والفقهاء. وكان مولده سنة 348 وتوفي بعد سنة 435.

(29/501)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 502
4 (الحسين بن حاتم.)
أبو عبد الله الأذري الأصولي المتكلم الأشعري الواعظ. صاحب ابن الباقلاني. سمع بدمشق من: عبد الرحمن بن أبي نصر، وغيره. وعقد مجالس الوعظ. وكان كثير الصيام والعبادة إلا أنه كان ينال من أهل الأثر. قال ابن عساكر: سمعت أبا الحسن بن عليّ بن المسلم الفقيه، عن بعض شيوخه إن أبا الحسن عليّ بن داود إمام جامع دمشق ومقرئها تكلم فيه بعض الحشويه إذا كان يؤم، فكتب إلى القاضي أبي بكر بن الباقلاني إلى بغداد يسأله أن يرسل إلى دمشق من أصحابه من يوضح لهم الحق بالحجة، فبعث تلميذه الحسين بن حاتم الأذري، فعقد مجلس التذكير في الجامع في حلقة أبي داود، وذكر التوحيد، ونزه المعبود، ونفى عنه التشبيه والتحديد، فقاموا من مجلسه وهم يقولون: أحدٌ أحد. وأقام بدمشق مدة، ثم توجه إلى المغرب، ونشر العلم بالقيروان.
4 (حرف الراء)

4 (الرضي بن إسحاق بن عبد الله بن إسحاق.)

(29/502)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 503
أبو الفضل النصري الجرجاني. كان والده كبير الحنفية بجرجان. وكان زاهداً. سمع: أباه، وأبا أحمد الغطريفي. وببغداد من أصحاب البغوي. وتوفي قبل الأربعين.
4 (حرف العين.)

4 (عبد الله بن جعفر.)
أبو محمد الخبازي، الحافظ الجوال. من أهل طبرستان. روى عن: المعافى الجريري، ونصر بن أحمد المرجي، وعبد الوهاب الكلابي. روى عنه: أبو المحاسن الروياني، وبندار بن عمر الروياني، وأهل تلك الديار.
4 (عثمان بن عيسى.)
أبو بكر التجيبي الطليطلي المالكي، المعروف بابن إرفع رأسه.)

(29/503)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 504
روى عن: محمد بن إبراهيم الخشني، وغيره. وكان من أهل العلم البارع والذهن الثاقب، حافظاً لرأي مالك رحمه الله، رأساً فيه. ولي قضاء طلبيرة.
4 (عليّ بن الحسن بن محمد بن فهر.)
الإمام أبو الحسن الفهري المصري المالكي، من كبار الفقهاء. صنف فضائل مالك في مجلد، وسمع بالمشرق من جماعة. سمع منه: أبو العباس بن دلهاث، والمهلب بن أبي صفرة وقال: لقيته بمصر ومكة، ولم ألق مثله.
4 (عليّ بن شعيب بن عليّ بن شعيب بن عبد الوهاب.)
أبو الحسن الهمذاني الدهان. محدث رحال، زاهد كبير القدر. روى عن: أبي أحمد الغطريفي، وأوس الخطيب، ومحمد بن جعفر النهاوندي، وإسحاق بن سعد النسوي، وابن المقريء. وخلق. وعنه: عليّ بن الحسين، وعبد الملك، وابن ممان، وأحمد بن عمر، وناصر بن المشطب الهمذانيون. وكان ثقة خيراً قانعاً باليسير. وآخر من روى عنه ناصر. بقي ناصر إلى حدود عشر وخمسمائة.
4 (حرف الميم)

4 (محمد بن أحمد بن القاسم)
أبو منصور الإصبهاني المقريء نزيل آمد.

(29/504)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 505
حدَّث بدمشق وبآمد عن: محمد بن عدي المنقري، وجماعة من البصريين. روى عنه: أبو القاسم بن أبي العلاء المصيصي، وشيخ الإسلام أبو لحسن الهكاري، والفقيه نصر المقدسي. وغيرهم.
4 (محمد بن أحمد بن العلاء بن شاه.)
أبو العلاء الصغدي الإصبهاني الخطيب. سمع: أبا محمد بن حيان، وغيره. وعنه: أبو عليّ الحداد.
4 (محمد بن أبان بن عثمان بن سعيد بن فيض.)
أبو عبد الله بن السراج الشذوني. روى بقرطبة عن: عباس بن أصبغ، وإسماعيل بن إسحاق الطحان. وكان متفننا فاضلاً، له بصر بالمعتقدات والجدل والكلام.) روى عنه ابن خزرج، وقال: توفي في حدود سنة أربعين وأربعمائة وقد نيف على السبعين.
4 (محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن الهروي المقريء)
قرأ بتلقين أبيه حديثاً على القاضي أبي منصور الأزدي وله من العمر ثلاث سنين. وهذا أغرب ما بلغنا. وتوفي شاباً
4 (محمد بن الحسن بن عمر)
أبو عبد الله المصري البزاز، ويعرف بابن عين الغزال. روى عنه: ابن حيويه النيسابوري. وعنه: أبو طاهر بن أبي الصقر.

(29/505)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 506
قال ابن ماكولا: توفي سنة نيف وثلاثين.
4 (محمد بن عبد الرحيم بن حسن.)
أبو الحارث الخبوشاني، وخبوشان بليدة من أعمال نيسابور، الأثريّ الحافظ. رحل، وكتب الكثير، ونسخ الكتب المطولة. سمع من: زاهر بن أحمد، ومحمد بن مكي الكشميهني، وأبي نعيم عبد الملك بن الحسن. روى عنه: إسماعيل بن عبد القاهر الجرجاني، وظفر إبراهيم الخلال. توفي سنة نيف وثلاثين.
4 (محمد بن عليّ بن محمد بن عليّ بن الحسين بن مهرهرمز)
أبو بكر الإصبهاني الحللي. سمع: أبا الشيخ أيضاً. وعنه: أبو عليّ الحداد
4 (محمد بن يعقوب بن إسحاق بن موسى بن سلام.)
أبو نصر السلامي النسفي المحدث الثقة. وبرج السلامي في ربض نسف منسوب إليه، وهو بناه. سمع: أباه، وبكر بن محمد النسفي، وأبا سعيد بن عبد الوهاب الرازي، وزاهر السرخسي، وطبقتهم. وعنه: جعفر المستغفري، وهو من أقرانه، وأبو بكر محمد بن أحمد البلدي.

(29/506)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 507
وحدث بصحيح البجيري، عن أبي نصر بن حسنويه، عن المؤلف
4 (مروان بن عليّ الأسدي القرطبي)
أبو عبد الملك، المعروف بالبوني. روى عن: أبي محمد الأصيلي، وأبي المطرف عبد الرحمن بن فطيس. ورحل فأخذ عن: أبي الحسن القابسي، وأحمد بن نصر الداوودي وصحبه خمسة أعوام وأكثر. وله مختصر في تفسير الموطأ. روى عنه: حاتم بن محمد وقال: كان حافظاً نافذاً في الفقه والحديث.) و روى عنه: أبو عمر الحذاء، وقال: كان صالحاً عفيفاً عاقلاً، حسن اللسان والبيان. وقال الحميدي: كان فقيهاً محدثاً. مات قبل الأربعين وأربعمائة ببونة.
4 (مصعب ابن الحافظ المؤرخ أبي الوليد عبد الله بن محمد بن يوسف ابن الفرضي.)
أبو بكر الأزدي القرطبي. روى عن: أبيه، وأبي محمد بن أسد، وأحمد بن هشام. واستجاز له أبوه جماعة سمى بعضهم في تاريخ الأندلس له.

(29/507)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 508
وذكره الحميدي فقال: أديب، محدث، إخباري، شاعر ولي الحكم بالجزيرة، ثم روى عنه الحميدي، وقال: كان حيا قبل الأربعين وأربعمائة.
4 (معتمد بن محمد بن محمد بن مكحول.)
أبو المعالي النسفي المكحولي. يروي عن: جده أبي المعين محمد بن مكحول، وأبي سهل هارون بن أحمد الأستراباذي الراوي عن أبي خليفة. وتوفي سنة نيف وثلاثين.
4 (مفضل بن محمد بن مسعر.)
القاضي أبو المحاسن التنوخي المعري الحنفي المعتزلي الشيعي. رحل إلى بغداد وسمع من: أبي عمر بن مهدي، وغيره. وتفقه على القدوري. وأخذ الرفض والإعتزال عن غير واحد. وسمع بدمشق من عبد الرحمن بن أبي نصر. قال ابن عساكر: كان ينوب بالقضاء بدمشق لابن أبي الجن، وولي قضاء بعلبك. وصنف تاريخ النحويين. وكأنه كان معتزلياً شيعياً.

(29/508)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 509
أنا النسيب، أنا المفضل سنة ثمان وثلاثين، فذكر حديثاً. وقال غيث لأرمنازي: ذكر عنه أنه كان يضع من الشافعي، وصنف كتاباً ذكر فيه الرد على الشافعيّ خالف فيه الكتاب والسنة. وحدثني النسيب أنه بلغ أباه أنه ارتشى فعزله عن بعلبك.
4 (حرف الهاء)

4 (هشام بن سعيد الخير بن فتحون)
أبو الوليد القيسي الوشقي. سمع من: القاضي خلف بن عيسى. وهو في هذه الطبقة. ثم إن هشاماً حجّ وأخذ عن: أبي العباس عليّ بن منير، وأبي عمران الفاسي، والحسن بن أحمد بن فراس. حدَّث عنه الحيمدي وقال: محدث جليل، جميل الطريقة. توفي بعد الثلاثين وأربعمائة.) وحدّثَ عنه أيضاً: أبو عمر بن عبد البر، والقاضي أبو زيد الحشا.
4 (حرف الياء)

4 (يحيى بن عبد الله بن محمد بن يحيى.)

(29/509)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 510
أبو بكر القرشي الجمحي الوهرانيّ. حدَّث عن: أبي محمد الأصيلي، وعباس بن أصبغ، وجماعة. كان متصرفاً في العلوم. قوي الحفظ، غلب عليه علم الحديث توفي في حدود سنة إحدى وثلاثين، وهو ابن سبعين سنة. الكنى
4 (أبو حاتم)
أحمد بن الحسن بن خاموش الرازي الواعظ. سمع السلفي من أصحابه. واجتمع به شيخ الإسلام الهروي. ويروى عنه الخطيب بالإجازة.

(29/510)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 5
5 (بسم الله الرحمن الرحيم)

5 (الطبقة الخامسة والأربعون احداث)

1 (الأحداث من سنة إلى)

4 (احداث إحدى وأربعين وأربعمائة)

4 (اشتداد الخلاف بين السنة والشيعة)
تقدم إلى أهل الكرخ أن لا يعملوا مأتماً يوم عاشوراء، فأخلفوا وجرى بين أهل السنة والشيعة ما زاد على الحد من القتل والجراحات.
4 (انهزام الملك الرحيم)
وفيها ذهب الملك الرحيم إلى الأهواز وفارس، فلقيه عسكر فارق واقتتلوا، فانهزم هو وجيشه إلى أن قدم واسط.
4 (امتلاك عسكر فارس الأهواز)
وسار عسكر فارس إلى الأهواز فملكوها وخيموا بظاهرها.
4 (انهزام صاحب حلب)
وفيها قدم عسكر من مصر فقصدوا حلب، فانهزم منها صاحبها ثمال، فملكها المصريون.

(30/5)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 6
4 (إمرة الأمراء بدمشق)
) وفيها ولي دمشق أمير الأمراء عدة الدولة رفق المستنصري، ثم عزل بعد أيام بطارق المستنصري، وولي إمرة حلب. وولي وزارة دمشق معه سديد الدولة ذو الكفايتين أبو محمد الحسين الماشكي.
4 (الحرب بين أهل الكرخ وأهل القلايين)
وفيها اهتم أهل الكرخ وعملوا عليهم سوراً، وكذا فعل أهل نهر القلايين، وأنفق على ذلك العوام أموالاً عظيمة، وبقي مع كل فرقة طائفة من الأتراك تشد منهم. ثم في يوم عيد الفطر ثارت الحرب بينهم، وجرت أمور مزعجة يطول تفصيلها. وأذنوا في منابر الكرخ ب حي على خير العمل.
4 (الريح الغبراء)
وفي ذي الحجة عصفت ريح ترابية أظلمت منها الدنيا حتى لم ير أحد أحداً. وكان الناس في أسواقهم فحاروا ودهشوا، ودامت ساعة، فقلعت رواشن دار الخليفة ودار المملكة. ووقع شيء كثير في النخل.

(30/6)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 7
4 (سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة)

4 (الصلح بين السنة والشيعة)
ندب أبو محمد بن النسوي لضبط بغداد، واجتمع العامة من الشيعة والسنة على كلمة واحدة، على أنه متى ولي ابن النسوي أحرقوا أسواقهم ونزحوا عن البلد. ووقع الصلح بين السنة والشيعة، وصار أهل الكرخ إلى نهر القلايين فصلوا فيه، وخرجوا كلهم إلى الزيارة بالمشاهد. وصار أهل الكرخ يترحمون على الصحابة في الكرخ، وهذا أمر لم يتفق مثله.
4 (وقوع صاعقة بالحلة)
وفي ليلة الجمعة ثاني رمضان وقعت صاعقة بالحلة على خيمة لبعض العرب كان فيها رجلان، فأحرقت نصف الخيمة ورأس أحد الرجلين، وقدت نصف بدنه، وبقي نصفه الآخر. وسقط الآخر مغشياً عليه ما أفاق إلا بعد يومين.
4 (الرخص ببغداد)
ورخص السعر ببغداد حتى أبيع كر الحنطة بسبعة دنانير.

(30/7)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 8
4 (استيلاء ألب رسلان على فَسا)
) وفيها سار الملك ألب رسلان السلجوقي من مرو وقصد فارس في المفازة، فلم يعلم أحد ولا عمه طغرلبك، فوصل إلى فسا واستولى عليها، وقتل من جندهم الديلم نحو ألف وطائفة من العامة، ونهب وأسر وفتك، وعاد إلى مرو مسرعاً.
4 (الاحتفال بزيارة مشهد بن الحسين)
واستهل ذو الحجة فتهيأ أهل بغداد السنة والشيعة لزيارة مشهد الحسين وأظهروا الزينة والفرح، وخرجوا بالبوقات ومعهم الأتراك.
4 (أخذ طغر لبك إصبهان صلحاً)
وفيها نازل طغر لبك إصبهان، وحاصر ابن علاء الدولة نحو السنة، وقاسى العامة شدائد. ثم أخذها صلحاً وأحسن إلى أميرها، وأقطعه يزد وأبرقوه، وأقطع أجنادها في بلاد الجبل. وسكن إصبهان.

(30/8)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 9
4 (سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة)
تجدد الفتنة بني السنة والشيعة في صفر تجددت الفتنة بني الشيعة والسنة، وزال الاتفاق الذي كان عام أول. وشرع أهل الكرخ في بناء باب السماكين، وأهل القلايين في عمل ما بقي من بابهم. وفرغ أهل الكرخ من بنيانهم وعملوا أبراجاً وكتبوا بالذهب: محمد علي خير البشر، فمن رضي فقد شكر، ومن أبى فقد كفر. وثارت الفتنة وآلت إلى أخذ ثياب الناس في الطرق، وعقت الأسواق، ووقفت المعايش. وبعد أيام اجتمع للسنة عدد يفوق الإحصاء، وعبروا إلى دار الخلافة وملأوا الشوارع، واخترقوا الدهاليز، وزاد اللغط، فقيل لهم: سنبحث عن هذا. فهاج أهل الكرخ ووقع القتال، وقتل جماعة منهم واحد هاشمي. ونهب مشهد بن التبن ونبشت عدة قبور وأحرقوا، مثل: العوفي، والناشئ، والجذوعي، وطرحوا النار في المقابر والترب، وجرى على أهل الكرخ خزي عظيم، وقتل منهم جماعة، فصاروا إلى خان الفقهاء الحنفيين، فأخذوا ما وجدوا، وأحرقوا الخان، وقتلوا مدرس الحنفية أبا سعد السرخسي، وكبسوا دور الفقهاء، فاستدعي أبو محمد بن النسوي وأمر بالعبور فقال: قد جرى ما لم يجر مثله، فإن عبر معي الوزير عبرت. فقويت يده. وأظهر أهل الكرخ الحزن،

(30/9)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 10
وقعدوا في الأسواق للعزاء على المقتولين. فقال الوزير: إن وأخذنا الكل هرب) البلد، والأول التغاضي. فلما كان في ربيع الآخر خطب بجامع براثا مأوى الشيعة، وأسقط من الأذان حي على خير العمل، ودق الخطيب المنبر بالسيف، وذكر في خطبته العباس.
4 (كبس العيارين دار النسوي)
وفي ذي الحجة كبس العيارون دار أبي محمد بن النسوي وجرحوه جراحات عدة.
4 (عمارة الري)
وفيها أخذ السلطان طغرلبك إصبهان في المحرم، فجعلها دار ملكه، ونقل خزائنه من الري إليها. وكان قد عمر الري عمارة جيدة.
4 (إحراق الأهواز)
وفيها كبس منصور بن الحسي بالغزو الأهواز وقتل بها خلقاً من الديلم والأتراك والعامة، فأحرقت ونهبت. الوقعة بين المغاربة والمصريين وفيها كانت وقعة هائلة بني المغاربة والمصريين بإفريقية، وقتل فيها من المغاربة ثلاثون ألفاً.

(30/10)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 11
4 (سنة أربع وأربعين وأربعمائة)

4 (عودة الفتن ببغداد)
في ذي القعدة عادت الفتن ببغداد، وأحرقت جماعة دكاكين، وكتبوا، أعني أهل الكرخ على مساجدهم: محمد وعلى خير البشر وأذنوا بحيي على خير العمل فتجمع أهل القلايين وحملوا حملة على أهل الكرخ، فهرب النظارة، وآزدحموا في مسلك ضيق، فهلك من النساء نيف وثلاثون امرأة وستة رجال وصبيان، وطرحت النار في الكرخ، وعادوا في بناء الأبواب والقتال. فلما كان في سادس ذي الحجة جرى بينهم قتال، فجمع الطقطقي قوماً من الأعوان، وكبس نهر طابق من الكرخ، وقتل رجلين، ونصب الرأسين على حائط مسجد القلايين.
4 (الحرب بين عسكر خراسان وعسكر غزنة)
وفيها جرت حروب كبيرة بني عسكر خراسان وعسكر غزنة، وكلهم مسلمون وتم ما لا يليق من القتال على الملك نسأل الله العافية فتح الملك الدحيم البصرة وفيها سير الملك الدحيم جيشاً) مع وزيره والبساميري إلى البصرة، وعليها أخوه أبو علي بن أبي كاليجار، فحاصروه بها، واقتتلوا أياماً في السفن. ثم

(30/11)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 12
افتتحوا البصرة، وهرب أبو علي فتحصن بشط عثمان وحفر الخندق. فمضى إليه الملك الرحيم وحاربه فتقهقر إلى عبادان وركب البحر. ثم طلع منه وسار إلى أرجان، وقدم على السلطان طغرلبك بإصبهان، فأكرمه وصاهره. وسلم الملك الرحيم البصرة إلى البساسيري، ومضى إلى الأهواز.
4 (نهب أطراف العراق)
وفيها قدم طائفة من جيش طغرلبك إلى أطراف العراق، فنهبوا واستباحوا الحريم وفتكوا. ورجف أهل بغداد.
4 (القدح في نسب صاحب مصر)
وفيها عمل محضر كبير ببغداد في القدح في نسب صاحب مصر، وأنه أصله من اليهود.

(30/12)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 13
4 (سنة خمس وأربعين وأربعمائة)

4 (إحراق الكرخ)
فيها أحضر ابن النسوي فقويت يده، فضرب وقتل وخرب ما كتبوا من محمد وعلي خير البشر، وطرحت النار في الكرخ ليلاً ونهاراً.
4 (وصول الغز إلى حلوان)
ثم وردت الأخبار بأن الغز قد وصلوا إلى حلوان، وأنهم على قصد العراق، ففزع الناس.
4 (لعن الأشعري بنيسابور)
وفيها أعلن بنيسابور بلعن أبي الحسن الأشعري، فضج من ذلك الشيخ أبو القاسم القشيري، وصنف رسالة شكاية السنة لما نالهم من المحنة. وكان قد رفع إلى السلطان طغرلبك شيء من مقالات الأشعري فقال أصحاب الأشعري: هذا محال وليس هذا مذهبة. فقال السلطان: إنما نأمر بلعن الأشعري الذي قال هذه المقالة فإن لم تدينوا بها ولم يقل الأشعري شيئاً منها فلا عليكم مما نقول. قال القشيري: فأخذنا في الاستعطاف، فلم تسمع لنا حجة، ولم تقض لنا حاجة، فأغضينا على قذى الاحتمال. وأحلنا على بعض العلماء، فحضرنا وظننا أنه يصلح الحال، فقال: الأشعري عندي مبتدع يزيد على المعتزلة.)

(30/13)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 14
يقول القشيري: يا معشر المسلمين، الغياث الغياث.
4 (استيلاء الملك الرحيم على أرجان)
وفيها استولى الملك الرحيم على أرجان ونواحيها، وإطاعة من بها من العسكر ومقدمهم فولاذ الديلمي.

(30/14)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 15
4 (سنة ست وأربعين وأربعمائة)

4 (شغب الأتراك على وزير السلطان)
فيها تفاوض الأتراك في الشكوى من وزير السلطان، وعزموا على الشغب، فبرزوا الخيم وركبوا بالسلاح، وكثرت الأراجيف، وغلقت الدروب ببغداد، ولم يصل أحد جمعة إلا القليل في جامع القصر. ونقل الناس أموالهم، فنودي في البلد: متى وجد الوزير عند أحد حل ماله ودمه. وركبت الأتراك فنهبوا دوراً للنصارى، وأخذوا أموالاً من البيعة وأحرقوها. ودافع العوام عن نفوسهم، فراسل الخليفة الأتراك وأرضاهم.
4 (وزارة أبي الحسين بن عبد الرحيم)
ثم إن الوزير ظهر فطولب، فجرح نفسه بسكين، فتسلمه البساسيري، وتقلد الوزارة أبو الحسين بن عبد الرحيم.
4 (أخذ ابن بدران الأنبار)
وقصد قريش بن بدران الأنبار فأخذها.
4 (عودة البساسيري إلى بغداد)
ورد أبو الحارث البساسيري إلى بغداد من الوقعة مع بني خفاجة، فسار

(30/15)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 16
إلى داره بالجانب الغربي ولم يلم بدار الخلافة على رسمه، وتأخر عن الخدمة وبانت فيه أثار النفرة. فراسله الخليفة بما طيب قلبه فقال: ما أشكوا إلا من النائب في الديوان. ثم توجه إلى الأنبار فوصلها، وفتح وقطع أيدي طائفة فيها، وكان معه دبيس بن علي.
4 (انكسار جيش المعز إلى القيروان)
وفي سنة ملكت العرب الذين بعثهم المستنصر لحرب المعز بن باديس، وهم بنو زغبة، مدينة طرابلس المغرب. فتتابعت العرب إلى إفريقية، وعاثوا وأفسدوا، وأمروا عليهم مؤنس بن يحيى المرداسي. وحاصروا المدن وخربوا القرى، وحل بالمسلمين منهم بلاء شديد لم يعهد مثله قط.) فاحتفل ابن باديس وجمع عساكره، فكانوا ثلاثين ألف فارس، وكانت العرب ثلاثة آلاف فارس، فأرادت العرب الفرار، فقال لهم مؤنس: ما هذا يوم فرار. قالوا فأين نطعن هؤلاء وقد لبسوا الكزاغندات والمغافر قال: في أعينهم. فسمي: أبا العينين. فالتحم الحرب، فانكسر جيش المعز، واستحر القتل بجنده، ورد إلى القيروان مهزوماً. وأخذت العرب الخيل والخيام بما حوت. وفي ذلك يقول بعضهم.

(30/16)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 17
(وإن ابن باديس لأفضل مالك .......... ولكن لعمري ما لديه رجال)

(ثلاثون ألفاً منهم غلبتهم .......... ثلاثة ألفٍ إن ذا المحال)

4 (انهزام المعز للمرة الثانية)
ثم جمع المعز سبعة وعشرين ألف فارس، وسار يوم عيد النحر، وهجم على العرب بغتة، فانسكر أيضاً، وفتل من جنده عالم عظيم، وكانت العرب يومئذ سبعة آلاف. وثبت المعز ثباتاً لم يعهد بمثله. ثم ساق على حمية. وحاصرت العربُ القيروان. وانجفل الناس في المهدية لعجزهم. وشرعت العرب في هدم الحصون، وقطع الأشجار، وإفساد المياه. وعم البلاء، وانتقل المعز إلى المهدية، فالتقاه ابنه تميم والبها.
4 (انتهاب القيروان)
وفي سنة تسع وأربعين نهبت العرب القيروان.

(30/17)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 18
4 (انهزام زناتة أمام بلكين)
وفي سنة خمسين خرج بلكين ومعه العرب لحرب زناتة، وفقاتلهم فانهزمت زناتة وقتل منهم خلق.
4 (قتل أهل نقيوس للعرب)
وفي سنة ثلاث وخمسين قتل أهل نقيوس من العرب مائتين وخمسين رجلاً. وسبب ذلك أن العرب دخلت المدينة تتسوق فقتل رجل من العرب رجلاً محتشما مقدماً لكونه سمعه يثني علي ابن باديس، فغضب له أهل البلد، وقتلوا في العرب وهم على غفلة.
4 (نقصان النيل وتزايد الغلاء والوباء)
) وقال المختار بن بطلان: نقص النيل في هذه السنة وتزايد الغلاء، وتبعه وباء شديد. وعظم الوباء في سنة سبع وأربعين

(30/18)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 19
4 (تكفين السلطان ثمانين ألف نفس)
ثم ذكر أن السلطان كفن من ماله ثمانين ألف نفس، وأنه هلك ثمانمائة قائد. وحصل للسلطان من المواريث مال جليل.
4 (تخريب الأعراب سواد العراق)
وفيها عاثت الأعراب وأخربوا أكثر سواد العراق، ونهبوا. وذلك لاضطراب الأمور وانحلال الدولة.
4 (استيلاء طغرلبك على أذربيجان)
وفيها استولى طغرلبك على أذربيجان بالصلح، وسار بجيوشه فسبى من الروم وغنم وغزا.

(30/19)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 20
4 (سنة سبع وأربعين وأربعمائة)

4 (استيلاء أعوان الملك الرحيم على شيراز)
فيها استولى أعوان الملك الرحيم على شيراز بعد حصار طويل وبلاء شديد من القحط والوباء، حتى قيل لم يبق بها إلا نحو ألف إنسان، فما أمهله الله في الملك بعدها.
4 (ابتداء الدولة السلجوقية)
وفيها كان ابتداء الدولة السلجوقية بالعراق. وكان من قصة ذلك أن أبا المظفر أبا الحارث أرسلان التركي المعروف بالبساسيري كان قد عظم شأنه بالعراق، واستفحل أمره، وبعد صيته، وعظمت هيبته في النفوس، وخطب له على المنابر. وصار هو الكل، ولم يبقى للملك الرحيم بن بويه معه إلا مجرد الاسم. ثم إنه بلغ أمير المؤمنين القائم أن البساسيري قد عزم على نهب دار الخلافة والقبض على الخليفة، فكاتب الخليفة القائم السلطان طغرلبك بن ميكائيل بن سلجوق يستنجد به، وبعده بالسلطنة، ويحضه على القدوم. وكان طغرلبك بالري، وكان قد استولى على الممالك الخراسانية وغيرها.

(30/20)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 21
وكان البساسيري يومئذ بواسطة ومعه أصحابه، ففارقه طائفة منهم ورجعوا إلى بغداد، فوثبوا على دار البساسيري فنهبوها وأحرقوها. وذلك برأي رئيس الرؤساء وسعيه. ثم اتجه عند القائم) بأنه يكاتب المصريين، وكاتب الملك الرحيم يأمره بإبعاد البساسيري فأبعده. وكانت هذه الحركة من أعظم الأسباب في استيلاء طغرلبك على العراق. فقدم السلطان طغرلبك في شهر رمضان بجيوشه، فذهب البساسيري من العراق وقصد الشام، ووصل إلى الرحبة. وكاتب المستنصر بالله العبيدي الشيعي صاحب مصر، واستولى على الرحبة للمستنصر بها فأمده المستنصر بالأموال. وأما بغداد فخطب بها للسلطان طغرلبك بعد القائم، ثم ذكر بعده الملك الرحيم وذلك بشفاعة القائم فيه إلى السلطان.
4 (انقرض بني بويه)
ثم إن السلطان قبض على الملك الرحيم بعد أيام، وقطعت خطبته في سلخ رمضان، وانقرضت دولة بني بويه، وكانت مدته مائة وسبعاً وعشرين سنة. وقامت دولة بني سلجوق. فسبحان مبدئ الأمم ومبيدها، ومردي الملوك ومعيدها. ودخل طغر لبك بغداد في تجملٍ عظيم، وكان يوماً مشهوداً دخل معه

(30/21)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 22
ثمانية عشر فيلاً. ونزل بدار المملكة. وكان قدومه على صورة غريبة. وذلك أنه أتى من غزو الروم إلى همذان، فأظهر أنه يريد الحج، وإصلاح طريق مكة، والمضي إلى الشام من الحج ليأخذها ويأخذ مصر، ويزيل دولة الشيعة عنها. فراج هذا على عموم الناس. وكان رئيس الرؤساء يؤثر تملكه وزوال دولة بني بويه، فقدم الملك الرحيم من واسط، وراسلوا طغرلبك بالطاعة.
4 (وفاة ذخيرة الدين)
وفيها توفي ذخيرة الدين ولي العهد أبو العباس محمد بن أمير المؤمنين القائم، فعظمت على القائم الرزية بوفاته، فإنه كان عضده، وخلف ولداً وهو الذي ولي الخلافة بعد القائم، ولقب بالمقتدي بالله.
4 (عيث جيوش طغرلبك بالسواد)
وفيها عاثت جيوش طغرلبك بالسواد ونهبت وفتكت، حتى أبيع الثور بعشرة دراهم، والحمار بدرهمين.)
4 (الفتنة ببغداد)
وجرت ببغداد فتنة عظيمة قتل فيها خلق. وبسببها قبض على الملك

(30/22)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 23
الرحيم وسجن في قلعة.
4 (ثورة الحنابلة ببغداد)
وفيها ثارت الحنابلة ببغداد ومقدمهم أبو يعلى، وابن التميمي، وأنكروا الجهر بالبسملة ومنعوا من الجهر والترجيع في الأذان والقنوت. ونهوا إمام مسجد باب الشعير عن الجهر بالبسملة، فأخرج مصحفاً وقال: أزيلوها من المصحف حتى لا أتلوها.
4 (موت الملك الرحيم بالحبس)
وبقي الملك الرحيم محبوساً إلى أن مات سنة وخمسين وأربعمائة بقلعة الري، سامحه الله.

(30/23)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 24
4 (سنة ثمان وأربعين وأربعمائة)

4 (زواج القائم بأمر الله)
فيها تزوج الخليفة القائم بأمر الله بخديجة أخت السلطان طغرلبك. وقيل: خديجة بنت داود أخي طغرلبك. وكان الصداق مائة ألف دينار
4 (محاصرة تكريت)
وفيها سار السلطان بالجيش وآلات الحصار والمجانيق قاصداً الموصل، فنازل تكريت وحاصرها. الخطبة للعبيدي بالكوفة وواسط وفيها وقعت فتن كبار بالعراق، وذلك بتأليب البساسيري ومكاتباته. وحاصل الأمر أن الكوفة وواسط وغيرهما خطب بها لصاحب مصر المستنصر بالله

(30/24)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 25
العبيدي، وسرت الرافضة بذلك سروراً زائداً.
4 (القحط والوباء بديار مصر)
وفيها كان القحط شديداً بديار مصر، وشأنه يتجاوز الحد والوصف. وأمر الوباء عظيم بحيث أنه ورد كتاب فيما قيل من مصر بأن ثلاثة من اللصوص نقبوا داراً ودخلوا، فوجدوا عند الصباح موتى، أحدهم على باب النقب، والآخر على رأس الدرجة، والثالث في الدار
4 (عام الجوع الكبير بالأندلس)
) وفيها كان القحط العظيم بالأندلس والوباء. ومات الخلق بإشبيلية، بحيث أن المساجد بقيت مغلقة ما لها من يصلي بها. ويسمى عام الجوع الكبير.
4 (الخطبة للمستنصر بالموصل)
وفيها خطب قريش بن بدران بالموصل للمستنصر. وقويت شوكة البساسيري.
4 (وصول الخلع من مصر لنور الدولة)
وجاءت الخلع والتقاليد من مصر لنور الدولة دبيس بن مزيد الأسدي، وهو أمير عرب الفرات، ولقريش، وغيرهما.

(30/25)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 26
4 (إضرار عسكر طغرلبك بأهل العراق)
وعم الخلق الضرر بالعراق بعسكر طغرلبك، وفعلوا كل قبيح. فسار بهم نحو الموصل وديار بكر، فأطاعوه بها.

(30/26)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 27
4 (سنة تسع وأربعين وأربعمائة)

4 (خلعة القائم بأمر الله على السلطان طغر لبك)
السلجوقي سبع خلع وسوره وطوقه وتوجهن وكتب له عهداً مطلقاً بما وراء بابه، واستوسق ملكه، ولم يبق له منازع بالعراق ولا بخراسان.
4 (مخاطبة الخليفة بملك المشرق والمغرب)
وفيها سلم طغرلبك الموصل إلى أخيه إبراهيم ينال، وعاد إلى بغداد فلم يكن جنده من النزول في دور الناس. ولما شافهه الخليفة بالسلطنة خاطبه بملك المشرق والمغرب. ومن جملة تقدمته للخليفة خمسون ألف دينار وخمسون مملوكاً من الترك الخاص بخيلهم وسلاحهم وعدتهم، إلى غير ذلك من النفائس.

(30/27)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 28
4 (تسليم حلب لنواب المستنصر)
وفيها سلم الأمير معز ثمال بن صالح بن مرادس حلب إلى نواب المستنصر صاحب مصر، وذلك لعجزه عن حفظها. وذلك في ذي القعدة.
4 (الجهد والجوع ببغداد)
وفيها كان الجهد والجوع ببغداد حتى أكلوا الكلاب والجيف، وعظم الوباء، فكانوا يحفرون) الحفائر ويلقون فيها الموتى ويطمونهم.
4 (الفناء الكبير ببخاري وسمرقند)
وأما بخاري وسمرقند وتلك الديار، فكان الوباء بها لا يحد ولا يوصف، بل يستحي من ذكره حتى قيل إنه مات ببخارى وأعمالها في الوباء ألف ألف وستمائة ألف نسمة.

(30/28)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 29
4 (سنة خمسين وأربعمائة)
خلع القائم بأمر الله والخطبة للمستنصر بالعراق فيها خطب للمستنصر بالله العبيدي على منابر العراق، وخلع القائم بأمر الله. وكان من قصة ذلك أن السلطان طغرلبك اشتغل بحصار تلك النواحي ونازل الموصل. ثم توجه إلى نصيبين لفتح الجزيرة وتمهيدها. وراسل البساسيري إبراهيم ينال أخا السلطان يعره ويمنيه ويطمعه في الملك. فأصغى إليه وخالف أخاه، وساق في طائفة من العسكر إلى الري. فانزعج السلطان وسار وراءه، وترك بعض العسكر بديار بكر مع زوجته ووزيره عميد الملك الكندري وربيبه أنوشروان. فتفرقت العساكر وعادت زوجته الخاتون بالعسكر إلى بغداد.

(30/29)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 30
وأما السلطان فالتقى هو وأخوه فظهر عليه أخوه، فدخل السلطان همدان، فنازله أخوه وحاصره. فعزمت على إنجاد زوجها، واختبطت بغداد، واستفحل البلاء، وقامت الفتنة على ساق. وتم للبساسيري ما دبر من المكر. وأرجف الناس بمجيء البساسيري إلى بغدد، ونفر الوزير الكندري وأنوشروان إلى الجانب الغربي وقطعاً الجسر، ونهبت الغز دار الخاتون. وأكل القوي الضعيف، وجرت أمور هائلة.
4 (دخول البساسيري بغداد)
ثم دخل البساسيري بغداد في ثامن ذي القعدة بالرايات المستنصرية عليها ألقاب المستنصر، فماله إليه أهل باب الكرخ وفرحوا به، وتشفوا بأهل السنة. وشمخت أنوف المنافقين، وأعلنوا بالأذان بحي على خير العمل. واجتمع خلق من أهل السنة إلى القائم بأمر الله، وقاتلوا معه. ونشبت الحرب بين الفريقين في السفن أربعة أيام. وخطب يوم الجمعة ثالث عشر ذي القعدة ببغداد للمستنصر العبيدي بجامع المنصور، وأذنوا بحي على خير العمل. وعقد الجسر، وعبرت عساكر البساسيري إلى الجانب الشرقي

(30/30)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 31
فخندق القائم على نفسه حول داره وحول نهر المعلى. وأحرقت الغوغاء نهر المعلى) ونهب ما فيه. وقوي البساسيري، وتقلل عن القائم أكثر الناس، فاستجار بقريش بن بدران أمير العرب، وكان مع البساسيري، فأجاره ومن معه، وأخرجه إلى مخيمه.
4 (القبض على وزير القائم وموته)
وقبض البساسيري على وزير القائم رئيس الرؤساء أبي القاسم ابن المسلمة، وقيده وشهره على جمل عليه طرطور وعباءة، وجعل في رقبته قلائد كالمسخرة، وطيف به في الشوارع وخلفه من يصفعه. ثم سلخ له ثور وألبس جلده وضبط عليه، وجعلت قرون الثور بجلدها في رأسه. ثم علق على خشبة وعمل في فكيه كلوبين، فلم يزل يضطرب حتى مات رحمه الله.

(30/31)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 32
4 (انتهاب دار الخلافة)
ونصب القائم خيمة صغيرة بالجانب الشرقي في المعسكر، ونهبت العامة دار الخلافة، وأخذوا منها ما لا يحصى ولا يوصف.
4 (انقطاع الخطبة العباسية بالعراق)
فلما كان يوم الجمعة رابع ذي الحجة لم تصل الجمعة بجامع الخليفة وخطب بسائر الجوامع للمستنصر، وقطعت الخطبة العباسية بالعراق.
4 (اعتقال القائم بأمر الله)
ثم حمل القائم بأمر الله إلى حديثة عانة، فاعتقل بها وسلم إلى صاحبها مهارش. وذلك لأن البساسيري وقريش بن بدران اختلفا في أمره، ثم وقع اتفاقهما على أن يكون عند مهارش إلى أن يتفقا على ما يفعلان به.
4 (البيعة للمستنصر)
ثم جمع البساسيري القضاة والأشراف، وأخذ عليهم البيعة للمستنصر صاحب مصر، فبايعوا قهراً، فلا حول ولا قوة إلا بالله.

(30/32)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 33
4 (رواية ابن الأثير عن قصد البساسيري الموصل)
وقال عزّ وجلّ الدين بن الأثير في تاريخه إن إبراهيم ينال كان أخوه السلطان طغرلبك قد ولاه الموصل عام أول، وأنه في سنة خمسين فارق الموصل ورحل نحو بلاد الجبل، فنسب السلطان رحيله إلى العصيان، فبعث وراءه رسولاً معه الفرجية التي خلعها عليه الخليفة. فلما فارق) الموصل قصدها البساسيري وقريش بن بدران وحاصراها. فأخذ البلد ليومه، وبقيت القلعة فحاصراها أربعة أشهر حتى أكل أهلها دوائبهم ثم سلموها بالأمان، فهدمها البساسيري وعفى أثرها. وصار طغرلبك جريدة في ألفين إلى الموصل، فوجد البساسيري وقريشا قد فارقاها، فساق وراءهم، ففارقه أخوه وطلب همذان، فوصلها في رمضان. قال: وقد قيل إن المصريين كاتبوه، وأن البساسيري استماله وأطعمه في السلطنة، فسار طغرلبك في أثره. قال: وأما البساسيري فوصل إلى بغداد في ثامن ذي القعدة ومعه أربعمائة فارس على غاية الضر والفقر، فنزل بمشرعة الروايا، ونزل قريش في مائتي فارس عند مشرعة باب البصرة. ومالت العامة إلى البساسيري، أما الشيعة فللمذهب، وأما السنة فلما فعل بهم الأتراك. وكان رئيس الرؤساء لقلة معرفته بالحرب، ولما عنده من البساسيري يرى

(30/33)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 34
المبادرة إلى الحرب. فاتفق أن في بعض الأيام التي تحاربوا فيها حضر القاضي الهمذاني عند رئيس الرؤساء، ثم استأذن في الحرب وضمن له قتل البساسيري من غير أن يعلم عميد العراق. وكان رأي عميد العراق المطاولة رجاء أن ينجدهم طغرلبك. فخرج الهمذاني بالهاشميين والخدم والعوام إلى الحلبة وأبعدوا، والبساسيري يستجرهم، فلما أبعدوا حمل عليهم، فانهزموا وقتل جماعة وهلك آخرون في الزحمة، ووقع النهب بباب الأزج. وكمان رئيس الرؤساء واقفاً، فدخل داره وهرب كل من في الحريم، ولطم العميد على وجهه كيف استبد رئيس الرؤساء بالأمر ولا معرفة له بالحرب. فاستدعى الخليفة عميد العراق وأمره بالقتال على سور الحريم، فلم يرعهم إلا والزعقات، وقد نهب الحريم، ودخلوا من باب النوبي، فركب الخليفة لابساً السواد، وعلى كتفه البردة، وعلى رأسه اللواء، وبيده سيف، وحوله زمرة من العباسيين والخدم بالسيوف المسلولة فرأى النهب إلى باب الفردوس من داره. فرجع إلى ورائه نحو عميد العراق، فوجده قد استأمن إلى قريش، فعاد وصعد إلى المنظرة، وصاح رئيس الرؤساء: يا علم الدين يعني قريشاً، أمير المؤمنين يستدنك، فدنا منه، فقال: قد أنالك الله منزلة لم ينلها أمثالك، أمير المؤمنين يستذم منك على نفسه وأصحابه بذمام الله وذمام رسوله وذمام العربية.) قال: نعم. وخلع قلنسوته فأعطاها للخليفة وأعطى رئيس الرؤساء مخصرة ذماماً، فنزل إليه الخليفة ورئيس الرؤساء وسارا معه. فأرسل إليه البساسيري: أتخالف ما استقر بيننا؟

(30/34)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 35
فقال قريش: لا. ثم اتفقا على أن يسلم إليه رئيس الرؤساء ويترك الخليفة عنده، فسلمه إليه فلما مثل بين يديه قال: مرحباً بمهلك الدول ومخرب البلاد. فقال: العفو عند المقدرة. قال: قد قدرت أنت فما عفوت، وأنت صاحب طيلسان، وركبت الأفعال الشنيعة مع حرمي وأطفالي، فيكف أعفو أنا، وأنا صاحب سيف وأما الخليفة فحمله قريش إلى مخيمه، وعليه البردة وبيده السيف، وعلى رأسه اللواء، وأنزله في خيمة، وسلم زوجته بنت أخي السلطان طغرلبك إلى أبي عبد الله بن جردة ليقوم بخدمتها. ونهبت دار الخلافة وحريمها أياماً. وسلم قريش الخليفة إلى ابن عمه مهارش بن مجلي، وهو دين ذو مروءة، فحمله في هودج وسار به إلى حديثة عانة، فنزل بها. وسار حاشية الخليفة على حامية إلى السلطان طغرلبك مستنفرين له. ولما وصل الخليفة إلى الأنبار شكى البرد، فبعث يطلب من متوليها ما يلبس، فأرسل إليه جبة ولحافاً.

(30/35)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 36
وركب البساسيري يوم الأضحى، وعلى رأسه الألوية المصرية، وعبر إلى المصلى بالجانب الشرقي، وأحسن إلى الناس، وأجرى الجرايات على الفقهاء، ولم متعصب لمذهب. وأفرد لوالدة الخليفة داراً وراتباً، وكانت قد قاربت التسعين.
4 (صلب رئيس الرؤساء)
وفي آخر ذي الحجة أخرى رئيس الرؤساء مقيداً وعليه طرطور، وفي رقبته مخنقة جلود وهو يقرأ: قل اللهم مالك الملك. والآية فبصق أهل الكرخ في وجهه لأنه كان يتعصب للسنة، ثم صلب كما تقدم.
4 (مقتل عميد العراق)
وأما عميد العراق فقتله البساسيري أيضاً. وكان شجاعاً شهماً فيه فتوة وهو الذي بنى رباط) شيخ الشيوخ.
4 (ذم الوزير المغربي لفعل البساسيري)
ثم بعث البساسيري بالبشارة إلى مصر. وكان وزيرها الفرج ابن أخي أبي القاسم المغربي، وهو ممن هرب من البساسيري، فذم فعله، وخوف من سوء عاقبته. فتركت أجوبته مدة، ثم عادت بغير الذي أمله. وسار البساسيري إلى وسط والبصرة فملكها وخطب لها للمصريين.

(30/36)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 37
4 (اهتمام طغرلبك بإعادة الخليفة)
وأما طغرلبك فإنه انتصر على أخيه وقتله، وكر راجعاً إلى العراق ليس له هم إلا إعادة الخليفة إلى رتبته وعزه
4 (إحصاء ما وصل للبساسيري من المصريين)
وحكى الحسن بن محمد القيلولي في تاريخه أن الذي وصل إلى البساسيري من جهة المصريين من المال خمسمائة ألف دينار، ومن الثياب ما قيمته مثل ذلك، وخمسمائة فرس وعشرة آلاف قوس، ومن السيوف ألوف، ومن الرماح والنشاب شيء كثير. وصل كل ذلك إليه إلى الرحبة.
4 (إمرة ناصر الدولة بن حمدان على دمشق)
وفيها قدم على إمرة دمشق الأمير ناصر الدولة وسيفها أبو محمد الحسين بن حمدان دفعة ثانية في رجب. والله أعلم. آخر حوادث هذه المجلدة، وعلقتها من خط مؤلفها الحافظ العلامة شمس الدين الذهبي

(30/37)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 38
5 (بسم الله الرحمن الرحيم)

5 (الطبقة الخامسة والأربعون وفيات)

1 (وفيات سنة واحد وأربعين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)
أحمد بن حمزة بن محمد بن حمزة أبو إسماعيل الهروي الحداد، الصوفي، الملقب بعمويه. كان كبير الصوفية بهراة. سافر الكثير ولقي المشايخ. وسمع بدمشق من عبد الوهاب الكلابي، وببعلبك الحسن بن عبد الله بن سعيد الكندي، وبهراة أبا معاذ الهروي وجماعة. روي عنه: خلف بن أبي بشر القهندرزي، ومسعود بن ناصر السجزي، وجماعة. توفي في رجب، وقد جاوز التسعين.

(30/38)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 39
أحمد بن عبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر قاسم التميمي. أبو علي الدمشقي المعدل، ولد الشيخ العفيف. حدث عن: يوسف الميانجي، وأبي سليمان محمد بن عبد الله بن زبر، وعبد المحسن الصفار، وغيرهم. روي عنه: الكتاني، وأبو الوليد الدربندي، ونجا العطار، وسهل بن بشر الإسفرائيني، ومحمد بن الحسين الحنائي، والحسن بن سعيد العطار. قال الكتاني: توفي شيخنا أبو علي في شعبان، وكان ثقة مأموناً صاحب أصول لم أر أحسن منها. وكان سماعه وسماع أخيه بخط والدهما. وكانت له جنازة عظيمة حضرها أمير البلد. أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن خرجة. القاضي العلامة أبو عبد الله النهاوندي. سمع من: علي بن عبد الرحمن البكائي، وغيره. روى عنه: العفيف محمد بن المظفر، وأبو القاسم عبيد الله بن محمد بن خرجة، وأخوه الخطيب أبو محمد الحسن، ومحمد بن عزّ وجلّ، والنهاونديون. سمعوا منه في هذا العام، ولا أدري متى مات. أحمد بن عمر بن أحمد البرمكي.)

(30/39)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 40
البغدادي، أخو أبي إسحاق. سمع: أبا حفص بن شاهين قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقاً. مات في جمادى الآخرة. أحمد بن محمد بن أحمد بن منصور أبو الحسن العتيقي المجهز. بغدادي مشهور. سمع: علي بن محمد بن سعيد الرزاز، وأبا الحسن بن لؤلؤ، وإسحاق بن سعد، وأبا بكر الأبهري، وأبا الفضل الزهري، والحسين بن أحمد بن فهد الموصلي، ومحمد بن سفيان، وتمام بن محمد الرازي الدمشقي، وأبا الحسين بن المظفر، وطائفة كبيرة. روى عنه: ابنه أبو غالب محمد، وأبو عبد الله بن أبي الحديد، وعبد المحسن بن محمد الشيحي، وأبو القاسم بن أبي العلاء، وخلق كثير آخرهم أبو علي محمد بن محمد بن المهدي. وقال الخطيب: كان صدوقاً ولد في أول سنة سبع وستين وثلاثمائة

(30/40)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 41
وذكر لي أن بعض أجداده كان يسمى عتيقاً، وإليه ينسب. وقال ابن ماكولا: قال لي شيخنا العتيقي إنه روياني الأصل. خرج على الصحيحين، وكان ثقة متقناً يفهم ما عنده. وكان الخطيب ربما دلسه يقول: أنبا أحمد بن أبي جعفر القطيعي. قال الخطيب: توفي في صفر. أحمد بن المظفر بن أحمد بن يزداد. أبو الحسن الواسطي العطار. روي عن: أبي محمد بن السقاء مسند مسدد. رواه عنه: أبو نعيم محمد بن إبراهيم الجماري. توفي في شعبان. إبراهيم بن محمد بن زكريا بن زكريا بن مفرج بن يحيى بن زياد بن عبد الله بن خالد بن سعد بن أبي وقاص.

(30/41)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 42
أبو القاسم الزهري الإفليلي ثم القرطبي. وإفليل التي والده منها قرية من قرى الشام. روى عن: أبيه، وأبي عيسى الليثي، وأبي محمد الفاسي، وأبي زكريا من عائذ، وأبي بكر) الزبيدي، وأحمد بن أبان بن سيد، وجماعة. ولي الوزارة للمستكفي بالله. وكان حافظاً للغة والأشعار، قائماً عليها، لا سيما شعر أبي تمام، وأبي الطيب المتنبي. وكان ذكراً للأخبار وأيام الناس، وبارعاً في اللغة، صادق اللهجة. ولد في شوال سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة. روي عنه: أبو مروان الطبني، وأبو سراج، وآخرون. وأقرأ الأدب مدة. وله مصنف في شرح معاني شعر المتنبي، وغير ذلك. وتوفي في ذي القعدة بقرطبة. حرب الباء بشروية بن محمد بن إبراهيم. الرئيس أبو نعيم الجرجاني الزاهد. سمع من: بشر بن أحمد الإسفرائيني. وأجاز له إسماعيل بن نجيد. وتوفي في ربيع الأول بنيسابور.
4 (حرف الحاء)
الحسين بن يعقوب. أبو عبد الله بن الدباس الواسطي، الملقب بجديره، بالجيم.

(30/42)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 43
سمع: أبا حفص الكتاني، والمخلص، وأحمد بن عبدي بن بيري، وابن جهضم، وجماعة. سمع منه: علي بن محمد الجلابي، وورخه. الحسين بن عقبة أبو عبد الله البصري الضرير. من أعيان الشيعة. قرأ على الشريف المرتضى كتاب الذخيرة وحفظه، وله سبع عشرة سنة. وكان من أذكياء بني آدم، ورد أنه قال: أقدر أحكي مجالس المرتضى وما جرى فيها من أول يوم حضرتها. ثم يسردها مجلساً مجلساً، والناس يتعجبون.
4 (حرف الراء)
) رفق المستنصري. أمير دمشق عدة الدولة. ولي إمرة دمشق سنة إحدى وأربعين بعد طارق المستنصري، وعزل بعد أيام، وولي إمرة حلب.
4 (حرف العين)
الملك العزيز

(30/43)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 44
أبو منصور خسرو فيروز بن الملك جلال الدولة أبي طاهر فيروز بن الملك بهاء الدولة خرة فيروز الديلمي بن الملك عضد الدولة فناخسرو بن ركن الدين الحسين بن بويه. ولد بالبصرة سنة سبع وأربعمائة. وولي إمرة واسط لأبيه وبرع في الأدب والأخبار والعربية، وأكب على اللهو والخلاعة. وله شعر رائق. فمن ذلك وأجاد:
(وارقص يستحث الكف بالقدم .......... مستملح الشكل والأعطاف والشيم)

(يرى له نبرات من أنامله .......... كأنها نبضات البرق في الظلم)

(يراجع الحث في الإيقاع من طرب .......... تراجع الرجل الفأفاء في الكلم)
وله:
(من ملني فلينأ عني راشداً .......... فمتى عرضتُ له فلست براشد)

(ما ضاقت الدنيا علي بأسرها .......... حتى تراني راغباً في زاهد)
ولما مات أبوه سنة خمس وثلاثين وأربعمائة فارق العزيز واسطاً وأقام عند أمير العرب دبيس بن مزيد، ثم توجه إلى ديار بكر منتجعاً للملوك، فمات في ربيع الأول بميافارقين. العباس بن الفضل بن جعفر بن الفضل بن موسى بن الحسين بن الفرات. أبو أحمد ابن الوزير من بيت حشمة ورئاسة بمصر. روي عن: أبي بكر بن إسماعيل المهندس، وغيره. وعنه الرازي في مشيخته. عبد الله بن إسماعيل بن عبد الرحمن)

(30/44)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 45
أبو نصر بن الصابوني النيسابوري. سافر للحج فدخل بلاد الروم، وعقد مجلساً في قوله تعالى: ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله.. الآية. فمرض ومات رحمه الله، وحمل تابوته إلى نيسابور. عبد الرحمن بن إبراهيم بن محمد بن عون الله بن جدير القرطبي. رجل كبير القدر، طويل العمر. رحل سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة، فقرأ بمصر علي أبي الطيب بن غلبون. ولقي بمكة: الدينوري، وبالقيروان: أبا محمد بن أبي زيد. ورجع. وكان فاضلاً ناسكاً، زاهداً، ورعاً، صدوقاً من بيت علم وشرف. وقد جربت له دعوات مستجابات. وكان إمام مسجد عبد الله البلنسي. توفي رحمه الله في جمادى الأولى عن أربع وثمانين سنة. علي بن أحمد الحاكم. أبو أحمد الإستراباذي. توفي بسمرقند عبد الصمد بن أبي نصر المعاصمي البخاري. حدث عن: أبي عمرو محمد بن محمد بن جابر، وغيره. وري عنه: القاضي أبو المحاسن الروياني. علي بن إبراهيم بن نصرويه بن سختام بن هرثمة

(30/45)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 46
الفقيه أبو الحسن الغزي السمرقندي، الحنفي المفتي. رحل ليحج، فحدث في الطريق ببغداد، وبدمشق عن: أبيه وأخيه إسحاق، ومحمد بن أحمد بن مت الأشتيخني، وإبراهيم بن عبد الله الرازي نزيل بخاري، وأبي سعد عبد الرحمن بن محمد الإدريسي، ومنصور بن نصر الكاغدي، ومحمد بن يحيى الغياثي، وغيرهم. روى عنه: أبو علي الأهوازي، وهو أكبر منه، وأبو بكر الخطيب، ومنصور بن عبد الجبار السمعاني، والفقيه نصر المقدسي، وفيد بن عبد الرحمن الهمذاني. وآخر من روى عنه أبو) طاهر محمد بن الحسين الحنائي. قال الخطيب: كان أهل العلم والتقدم في مذهب أبي حنيفة. قال لي: ولدتُ في شعبان سنة خمس وستين وثلاثمائة. وكان أبي يذكر أنه من العرب وأدركه أجله في الطريق. قلت: قد حدث بدمشق بثلاثة أجزاء مشهورة، وذلك في سنة إحدى وأربعين.

(30/46)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 47
علي بن عبد الله بن حسين بن الشيبة أبو القاسم العلوي البغدادي الناسخ. سمع: محمد بن المظفر. روى عنه: الخطيب، وقال: كان صدوقاً ديناً يورق بالأجرة. علي بن عمر بن محمد أبو الحسن الحراني، ثم المصري الصواف المعروف بابن حمصة لم يرو شيئاً سوى مجلس البطاقة، لكنه تفرد به مدة سنين. وكان آخر من حدث عن حمزة الحافظ، سمعه وهو مراهق، فإن شيخنا الدمياطي أنبأ أنه سمع ابن رواح قال: أنا السلفي قال: قال أبو عبد الله الرازي: سمعنا ابن حمصة يقول: ولدت سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة. وبالسند إلى السفلي: أنا أبو صادق، والرازي قالا: قال لنا أبو الحسن: لما أملى علينا حمزة حديث البطاقة صاح غريب من الحلقة صيحة فاظت نفسه معها، وأنا ممن حضر جنازته وصلى عليه. روي عنه: هبة الله بن محمد الشيرازي، وأبو النجيب عبد الغفار الأرموي، وأبو العباس أحمد بن إبراهيم الرازي، وولده أبو عبد الله محمد

(30/47)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 48
الرازي، وهو آخر أصحابه، وأحمد بن عبد القادر اليوسفي، وأبو صادق مرشد بن يحيى، وآخرون. وكمان سماعه من حمزة الكناني في سنة سبع وخمسين وثلاثمائة. وتوفي في ثالث رجب وصلى عليه الفقيه أبو محمد عبد الله بن الوليد المالكي.
4 (حرف الفاء)
فارس بن نصر أبو القاسم البغدادي الخباز سمع: أبا الحسين بن سمعون.) روى عنه: الخطيب، وقال: كان صدوقاً. ثم ذكر وفاته. الفضل بن أحمد بن أحمد بن محمود. أبو القاسم الثقفي الإصبهاني، والد الرئيس. أملى عن: الحسن بن داود الإصبهاني، وغيره. وسمع بعد السبعين وثلاثمائة. روى عنه: أبو علي الحداد.
4 (حرف القاف)
قرواش بن مقلد بن المسيب بن رافع العقيلي.

(30/48)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 49
الأمير أبو المنيع معتمد الدولة ابن الأمير حسام الدولة أبي حسان صاحب الموصل. ذكرنا والده في سنة إحدى وتسعين وإن قرواشاً ولي الموصل بعده، فطالت أيامه واتسعت مملكته، فكان بيده الموصل والمدائن والكوفة وسقي الفرات، وقد خطب في بلاده للحاكم صاحب مصر، ثم رجع عن ذلك وخطب لخليفة الإسلام القادر بالله. فجهز صاحب مصر جيشاً لحربه، ووصلت الغُزّ إلى الموصل ونهبوا دار قرواش، وأخذوا له من الذهب مائتي ألف دينار، فاستنجد عليهم بدبيس بن صدقة الأسدي، واجتمعا على حرب الغز فنصرا عيهم وقتلا منهم خلقاً. وكان قرواش ظريفاً أديباً شاعراً نهاباً وهاباً جواداً. ومن شعره:
(من كان يحمد أو يذم مورثاً .......... للمال من آبائه وجدوده)

(فأنا أمرؤ لله أشكر وحده .......... شكراً كثيراً جالباً لمزيده)

(لي أشقر ملء العنان مغاور .......... يعطيك ما يرضيك من محموده)

(مهند غضبٌ إذا جردته .......... خلت البروق تموج في تجريده)

(وبذا حويتُ المال، إلا أنني .......... سلطتُ فيه يدي على تبديده)
وكان على سنن العرب، فورد أنه جمع بني أختين فلاموه، فقال: خبروني

(30/49)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 50
ما الذي نستعمل من الشرع حتى تتكلموا في هذا. وقال مرةً: ما في رقبتي غير دم خمسةٍ أو ستةٍ من العرب قتلتهم، فأما الحاضرة فما يعباً الله) بهم. ثم إنه وقع بينه وبين بركة ابن أخيه، فقبض عليه بركة وحبسه وتلقب: زعيم الدولة، وذلك في سنة إحدى وأربعين هذه، فلم تطل دولته ومات في أواخر سنة ثلاثٍ وأربعين، فقام بعده أبو المعالي قريش بن بدران بن مقلد ابن أخيه فأول ما ملك عمد إلى عمه قرواش أخرجه من السجن وقتله صبراً بين يديه. وذلك في رجب سنة أربعٍ وأربعين. وقيل: بل مات في سجنه. وقوي أمر قريش وعظم شأنه.
4 (حرف الميم)
محمد بن إسحاق بن محمد القاضي أبو الحسن القهستاني، الذي روى مسند علي لمطين في اثني عشر جزءاً بمصر، عن علي بن حسان الذممي، فحدث به في هذا العام في ذي الحجة. وسمعه منه: أبو عبد الله محمد بن أحمد الرازي، فهذا الرجل ليس في مشيخة الرازي. وسمعه منه: أبو صادق مرشد المديني، فسمعه السلفي، من مرشد. وقد حدث يحيى بن محمد بن أحمد الرازي بالمسند عن والده، عن القهستاني.

(30/50)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 51
محمد بن أحمد بن علي بن حمدان. الحافظ أبو طاهر. محدث مكثر، رحال. تخرج بالحاكم، وسمع من: زاهر بن أحمد بسرخس. ومن: محمد بن محمد بن أحمد بن عثمان الطرازي، ومحمد بن عبد الله الجوزقي الحافظ، وطبقتهما بنيسابور. ومن: محمد بن أحمد غنجار البخاري ببخارى. ومن: أبي سعد الإدريسي بسمرقند. ومن: أبي الصلت الأهوازي ببغداد. ومن: علي بن أحمد الخزاعي، ببخارى. ومن: أبي الفضل محمد بن الحسين الحدادي بمرو. عرفت سماعه منهم من جمعه طرق حديث الطير ومن جمعه مسند بهز بن حكيم، كتبه عنه أبو سعد محمد بن أحمد بن حسين النيسابوري في سنة إحدى وأربعين وأربعمائة.) محمد بن أحمد بن عيسى بن عبد الله. القاضي أبو عبد الله، أبو الفضل السعدي البغدادي، الفقيه الشافعي راوي معجم الصحابة للبغوي، عن ابن بطة العكبري.

(30/51)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 52
سمع: موسى بن محمد بن جعفر السمسار، وأبا الفضل عبيد الله الزهري، وأبا بكر بن شاذان، وأبا طاهر المخلص، وابن بطة، ومحمد بن عمر بن زنبور، وأبا الحسن بن الجندي ببغداد، وأبا عبد الله الجعفي بالكوفة، وابن جميع بصيداء، وحامد بن إدريس بالموصل، وأبا مسلم الكاتب بمصر. وسكن مصر وأملى وأفاد. وكان من تلامذة أبي حامد الإسفرائيني. وري عنه: سهل بن بشر الإسفرائيني، وعلي بن مكي الأزدي، وأبو نصر الطرايثيثي، ومحمد بن أحمد الرازي، وآخرون. وقد كتب عنه شيخه الحافظ عبد الغني، ومات قبله بنيف وثلاثين سنة. توفي أبو الفضل السعدي في شعبان. وقيل: في شوال، فيحرر. محمد بن علي بن عبد الله بن محمد بن رحيم.

(30/52)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 53
أبو عبد الله الصوري الحافظ، أحد أعلام الحديث. سمع الحديث علي كبر، وعني به أتم عناية إلى أن صار فيه رأساً. سمع: أبا الحسين بن جميع، وأبا عبد الله بن أبي كامل الأطرابلسي، ومحمد بن عبد الصمد الزرافي، ومحمد بن جعفر الكلاعي، والحافظ عبد الغني بن سعيد المصري، وأبا محمد بن النحاس، وعبد الله بن محمد بن بندار، وطائفة كبيرة بمصر. وتخرج بعبد الغني، ثم رحل إلى بغداد فأدرك بها صاحب الصفار أبا الحسن بن مخلد، وطبقته. روى عنه: أبو بكر الخطيب، وقاضي العراق أبو عبد الله الدامغاني،

(30/53)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 54
وجعفر السراج، والمبارك بن الطيوري، وسعد الله بن صاعد الرحبي، وآخرون. قال: ولدت في سنة ست أو سبع وسبعين وثلاثمائة. قال الخطيب: وكان من أحرص الناس على الحديث وأكثرهم كتباً له، وأحسنهم معرفة به. لم يقدم علينا أفهم منه لعلم الحديث. وكان دقيق الخط، صحيح النقل حدثني أنه كان يكتب في) الوجهة من ثمن الكاغد الخراساني ثمانين سطراً. وكان مع كثرة طلبه ضعيف المذهب فيما يسمعه. ربما كرر قراءة الحديث الواحد على شيخه مرات. وكان رحمه الله يسرد الصوم لا يفطر إلا في الأعياد. وذكر لي أن عبد الغني كتب عنه أشياء في تصانيفه، وصرح باسمه في بعضها، وقال في بعضها: حدثني الورد بن علي. قال الخطيب: وكان صدوقاً، كتب عني وكتبت عنه، ولم يزل في بغداد حتى توفي بها في جمادى الآخرة، وقد نيف على الستين. وذكره أبو الوليد الباجي فقال: الصوري أحفظ من رأيناه. وقال: غيث بن علي الأرمنازي: رأيت جماعة من أهل العلم يقولون: ما

(30/54)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 55
رأينا أحفظ من الصوري. وقال عبد المحسن البغدادي الشيمي: ما رأينا مثله، كان كأنه شعلة نار بلسان كالحسام القاطع. وقال السلفي: كتب الصوري صحيح البخاري في سبعة أطباق من الورق البغدادي، ولم يكن له سوى عين واحدة. قال: وذكر أبو الوليد الباجي في كتاب فرق الفقهاء قال: حدثني أبو عبد الله محمد بن علي الوراق، وكان ثقة متقناً، أنه شاهد أبا عبد الله الصوري، وكان فيه حسن خلق ومزاح وضحك، لم يكن وراءه إلا الدين والخير، لكنه كان شيئاً جبل عليه، ولم يكن في ذلك بالخارق للعادة، ولا الخارج عن السمت. فقرأ يوماً جزءاً على أبي العباس الرازي وعن له أمر أضحكه، وكان بالحضرة جماعة من أهل بلدنا فأنكروا عليه ضحكه وقالوا: هذا لا يصلح ولا يليق بعلمك وتقدمك أن تقرأ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلّم وأنت تضحك. وأكثروا عليه وقالوا: شيوخ بلدنا لا يرضون هذا. فقال: ما في بلدكم شيخ إلا يجب أن يقعد بين يدي ويقتدي بي. ودليل ذلك أني قد صرت معكم على غير موعد، فانظروا إلى أي حديث شئتم من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلّم، اقرأوا إسناده لأقرأ متنه، أو اقرأوا متنه حتى أخركم بإسناده. قال الباجي: لزمت الصوري ثلاثة أعوام، فما رأيته تعرض لفتوى. وقال أبو الحسن بن الطيوري: كتبتُ عن خلق فما رأيت فيهم أحفظ من الصوري كان يكتب) بفرد عين، وكان متفنناً، يعرف من كل علم، وقوله حجة. قال: وعنه أخذ الخطيب علم الحديث.

(30/55)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 56
قلت: وشعره مما رواه عنه الخطيب:
(في جد وفي هزل إذا شئ .......... ت وجدي أضعاف أضعاف هزلي)

(عاب قوم علي هذا ولجوا .......... في عتابي وأكثروا فيه عذلي)

(قلت: مهلا، لا تفرطوا في ملامي .......... واحكموا لي فيكم بغالب قعلي)

(أنا راضٍ بحكمكم إن عدلتم .......... رب حكم يمضي علي غير عدل)
وللصوري أيضاً:
(قل لمن عاند الحديث وأضحى .......... عائباً أهله ومن يدعيه)

(أبعلم تقول هذا أبن لي، .......... أم بجهل فالجهل خلق السفيه)

(أيعاب الذين هم حفظوا الد .......... ين من الترهات والتمويه)

(وإلى قولهم وما قد رووه .......... راجع كل عالم وفقيه)
مزيد بن محمد السلمي. الطوسي الفقيه. روي عن: زاهر بن أحمد الفقيه. روي عنه: أبو الحسن علي بن محمد الجرجاني. مودود بن مسعود بن محمد بن سبكتكين.

(30/56)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 57
أبو الفتح. توفي بغزنة في رجب عن تسع وعشرين سنة. تملك عزنة عشر سنين. قال ابن الأثير: كان قد كاتب أصحاب الأطراف ودعاهم إلى نصرته، وبذل لهم الأموال والإمرة على بلاد خراسان. فأجابوه منهم أبو كاليجار صاحب إصبهان، فإنه سار بجيوشه في المفازة فهلك كثير من عسكره، ومرض هو ورجع، ومنهم خاقان الترك فإنه أتى ترمذ فنهب وخرب وصادر. وسار مودود من غزنة فاعتراه قولنج، فرجع وبعث وزيره لأخذ سجستان من الغز، فمات مودود، وملكوا بعده ابنه خلعوه بعد خمسة أيام، وملكوا عم مودود، وهو عبد الرشيد بن) السلطان محمود ولقب شمس دين الله. الملك العزيز أبو منصور بن جلال الدولة أبي طاهر بن بويه. توفي بظاهر ميافارقين، وله شعر رائق. ورخه ابن نظيف، وقد كان قرأ العربية مدة بواسطة علي أبي الحسن الحسيني النحوي المتوفى سنة ثمان وثلاثين، وكانت مدة مملكته سبع سنين. وهو أول من تلقب بألقاب ملوك زماننا. وكانت دولته ضعيفة.

(30/57)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 58
1 (سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)
أحمد بن جعفر بن محمد بن جعفر بن مهران. أبو بكر الفقيه الإصبهاني الحافظ توفي في شوال. يروي عن: أبي مسلم بن شهدل، وطبقته. وعنه: الحداد. أحمد بن علي بن الحسين. أبو الحسين التوزي المحتسب البغدادي. سمع: علي بن لؤلؤ الوراق، ومحمد بن المظفر الحافظ، ويوسف القواس. قال الخطيب: كان صدوقاً مديماً للسماع معنا. كتبت عنه. ومات في ربيع الأول وله سبع وسبعون سنة. قلت: روي عنه: جعفر السراج. أحمد بن مسرور بن عبد الوهاب بن مسرور بن أحمد الأسدي البلدي.

(30/58)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 59
ثم البغدادي، أبو نصر الخباز المقريء. قرأ علي: منصور بن محمد القزاز صاحب بن مجاهد برواية الدوري. وعلي: عمر بن إبراهيم الكتاني صاحب ابن مجاهد برواية عاصم. وعلي: المعافى بن زكريا الجريري، برواية قنبل. وقرأ المعافى على ابن شبنوذ، وغيره.) وقد قرأ أبو نصر أيضاً على: إبراهيم بن أحمد الطبري، وعلى علي بن محمد العلاف، وعلى الحمامي، وأبي الحسن علي بن إسماعيل القطان المعروف بالخاشع، وغيرهم. قرأ عليه: الزاهد أبو منصور محمد بن أحمد الخياط، وأبو طاهر بن سوار، وأبو البركات عبد الملك بن أحمد. وقد سمعتُ من طريقه جزءاً في ترتيب التنزيل. وممن قرأ عليه أبو نصر: الحسن بن أحمد الشهرزوري والد أبي الكرم، وعبد السيد بن عتاب، وعلي بن الفرج الدينوري ابن الحارس، وأحمد بن الحسين القطان، وغيرهم. وكان قد سمع ببلده من: المطهر بن إسماعيل القاضي أبي يعلى الموصلي. وببغداد من: ابن سمعون، وعيسى بن الوزير، وطائفة. وصنف كتاب المفيد في القراءات السبع روي عنه: أبو منصور الخياط، وعبد الملك بن أحمد الشهرزوري، وعلي بن أحمد بن غنجان الشهرزوري. قال ابن خيرون: مات سنة اثنتين وأربعين، وخلط في بعض سماعه. ومولده سنة إحدى وستين وثلاثمائة. أحمد بن محمد بن عبد الواحد بن الحافظ أبي بكر أحمد بن محمد بن عمر المنكدري.

(30/59)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 60
التيمي، الإمام أبو بكر المروروذي الفقيه الشافعي. قدم بغداد. وتفقه علي: أبي حامد الإسفرائيني. وسمع من: أبي أحمد الفرضي، وابن مهدي. وبنيسابور: الحاكم، وطائفة. وله شعر وفضائل حدث عنه: أبو بكر الخطيب. ومات رحمه الله بمرو الروذ، وقد قارب السبعين.
4 (حرف الحاء)
الحسين بن الحسين بن يحيى بن زكريا بن أحمد البلخي. ثم الدمشقي، أبو محمد.) روي عن جده يحيى عن ابن أبي ثابت. وري عنه: عبد العزيز الكتاني. الحسن بن خلف بن يعقوب. أبو القاسم البغدادي المقريء، الملقب بالحكيم. سكن مصر، وأدب صاحب مصر. وروي عن: ابن ماسي، وعلي بن محمد بن كيسان، وابن لؤلؤ. روي عنه: مشرف بن علي، والحبال، وسهل بن بشر الإسفرائيني، وجماعة. قال الحبال: كان ثقة، لكنه ابتلي.

(30/60)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 61
الحسن بن عبد الواحد النجيرمي ثم المصري. روي عن: المهندس، وغيره. الحسن بن الشريف المرتضى علي الموسوي الرافضي. كان يلقب بالأظهر. وشيعي جلد، معتزلي له تواليف. مات كهلاً. الحسن بن محمد بن ناقة. أبو يعلى البغدادي الرزاز. سمع: أبا بكر القطيعي، وأبا محمد بن ماسي، وأبا الحسن الجراحي. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان يتشيع. مولده سنة ست وخمسين وثلاثمائة وسماعه صحيح. توفي في ربيع الآخر. حمد بن علي بن محمد. أبو القاسم اللاسلكي الروياني العدل. من التجار المعروفين. سكن الري. وسمع من حمد بن عبد الله. ومن: علي بن محمد القصار. ورحل فسمع السنن بالبصرة من الهاشمي. وسمع من أصحاب الأصم بنيسابور. وأنفق على أهل الحديث أموالاً كثيرة.)

(30/61)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 62
ثم رحل إلى ما وراء النهر فسمع من منصور الكاغدي. وكان البلد محصوراً. قال: فأخذت الجواز لجماعة معي حتى دخلوا البلد وسمعوا من الكاغدي، يعني بلد سمرقند، فلما فتح علي تكين سمرقند قصدته وأخذت منه خطاً بأن لا يؤذي ذلك الشيخ ومن في سكته، وبذلك على ذلك مالاً. توفي حمد رحمه الله بالري. وذكر ترجمته علي بن محمد الجرجاني.
4 (حرف الخاء)
الخليل بن هبة الله. أبو بكر التميمي البزاز، الدمشقي. سمع: عبد الوهاب الكلابي، والحسن بن درستويه. روي عنه: نجا بن أحمد، وسهل بن بشر الإسفرائيني، وأبو طاهر الجنائي. قال الكتاني: كان ثقة.
4 (حرف الدال)
داود بن محمد بن الحسين بن داود. أبو علي الحسني العلوي.
4 (حرف السين)
سعيد بن وهب. أبو القاسم الكوفي، الدهقان. ثقة، روي عن: علي بن عبد الرحمن البكائي، وأبي الطيب بن النحاس.

(30/62)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 63
سلمة بن أمية بن وديع. أبو القاسم النجيبي، الإمام الأندلسي، نزيل إشبيلية. رحل وأخذ عن: أبي محمد بن أبي زيد، وأبي الطيب بن غلبون، وأبي أحمد السامري، وغيرهم. وأسرته الروم حال رجوعه، ثم أنقذه الله بعد سنين. وكان مولده سنة خمس وستين وثلاثمائة. وتوفي في صفر بإشبيلية رحمه الله. قال ابن خزرج: كان ثقة فاضلاً.)
4 (حرف العين)
عبد الله بن محمد بن حسين الإصبهاني. أبو محمد الكتاني. حدث عن: أبي المقري. مات في ذي الحجة. عبد العزيز بن أحمد بن محمد بن فادويه. أبو القاسم الإصبهاني التاجر. توفي في جمادى الآخرة، وكان متشدداً على المبتدعة. روي عن: أبي الشيخ، وجماعة. وعنه: أحمد بن الحسين بن أبي ذر الصالحاني، وغيره. علي بن الحسين بن علي بن شعبان. أبو الحسن بن أبي عبد الله الخولاني المصري. سمع: محمد بن الحسين الدقائق عن محمد بن الربيع الجيزي. روي عنه: محمد بن أحمد الرازي في مشيخته. وتوفي في شوال.

(30/63)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 64
علي بن عمر بن محمد أبو الحسن بن القزويني الحربي الزاهد. سمع: أبا حفص بن الزيات، والقاضي أبا الحسن الجراحي، وأبا عمر بن حيويه، وأبا بكر بن شاذان، وطبقتهم. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان أحد الزهاد المذكورين، ومن عباد ا لله الصالحين، يقرئ القرآن، ويروي الحديث، ولا يخرج من بيته إلا للصلاة رحمة الله عليه. قال: ولدت سنة ستين وثلاثمائة. وتوفي في شعبان، وغلقت جميع بغداد يوم دفنه. ولم أر جمعاً على جنازةٍ أعظم منه. قلت: وله مجالس مشهورة يرويها النجيبُ الحراني. روي عنه: أبو علي أحمد بن محمد البرداني، وأبو سعد أحمد بن محمد بن شاكر الطرسوسي) شيخ ذاكر بن كامل، وجعفر بن أحمد السراج،

(30/64)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 65
والحسن بن محمد بن إسحاق الباقرحي. وأبو العز محمد بن المختار، وهبة الله بن أحمد الرحبي، وأبو منصور أحمد بن محمد الصيرفي، وعلي بن عبد الواحد الدينوري، وآخرون. قال أبو نصر هبة الله بن علي بن المجلي: حدثين أبو بكر محمد بن أحمد بن طلحة بن المنقي الحربي قال: حضرت والدي الوفاة، فأوصى إلي بما أفعله، وقال: تمضي إلى القزويني وتقول له: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وقال لي: اقرأ على القزويني مني السلام، وقل له: العلامة أنك كنت بالموقف في هذه السنة. فلما مات أبي جئت إلى القزويني، فقال لي ابتداء: مات أبوك قلت: نعم. فقال: رحمه الله وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وصدق أبوك. وأقسم علي أن لا أحدث به في حياته، ففعلت. أنا ابن الخلال، أنا جعفر، أنا السلفي سألته، يعني شجاعاً الذهلي، عن أبي الحسن القزويني فقال: كان علم الزهاد والصالحين وإمام الأتقياء الورعين. وله كرامات ظاهرة ومعروفة يتداولها الناس عنه. لم يزل يقريء ويحدث إلى أن مات. وقال أبو صالح المؤذن في معجمه: أبو الحسن بن القزويني الشافعي المشار إليه في زمانه ببغداد في الزهد والورع وكثرة القراءة، ومعرفة الفقه والحديث. قرأ القرآن علي أبي حفص الكتاني. وقرأ القراءات. ولم يكن يعطي من يقرأ عليه إسنادا بها. وقال هبة الله بن المجلي في كتاب مناقب ابن القزويني ما معناه: إن

(30/65)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 66
ابن القزويني كان كلمة إجماع في الخير، وكان ممن جمعت له القلوب فحدثني أحمد بن محمد الأمين قال: كتبت عنه مجالس أملاها في مسجده، كان أي جزء وقع بيده خرج به وأملى منه عن شيخ واحد جميع المجلس، ويقول: حديث رسول الله صلى الله عليه وسلّم لا ينتقى. قال: وكان أكثر أصوله بخطه. قال: وسمعت عبد الله بن سبعون القيرواني يقول: أبو الحسن القزويني ثقة ثبت، وما رأيت أعقل منه. وحدث أبو الحسن البيضاوي، عن أبيه عبد الله قال: كان أبو الحسن يتفقه معنا على الداركي) وهو شاب، وكان ملازماً للصمت قل أن يتكلم. وقال: قال لنا أبو محمد المالكي: خرج في كتب القزويني تعليق بخطه على أبي القاسم الداركي، وتعليق في النحو عن ابن جني. سمعت أبا العباس المؤدب وغيره يقولان إن أبا الحسن سمع الشاة تذكر الله تعالى. حدثني هبة الله بن أحمد الكاتب أنه زار قبر الشيخ ابن القزويني، ففتح ختمة هناك وتفاءل للشيخ، فطلع أول ذلك: وجيهاً في الدنيا والآخرة ومن المقربين. وعن أبي الحسن الماوردي القاضي القاضي قال: صليت خلف أبي الحسن القزويني، فرأيت عليه قميصاً نقياً مطرزاً، فقلت في نفسي: أين الطرز من الزهد فلما سلم قال: سبحان الله الطرز لا ينتقض أحكام الزهد.

(30/66)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 67
حدثني محمد بن الحسني القزاز قال: كان ببغداد زاهد خشن العيش، وكان يبلغه أن ابن القزويني يألك الطيب، ويلبس الرقيق، فقال: سبحان الله رجل مجمع على زهده وهذا حاله أشتهي أن أراه. فجاء إلى الحربية، قال: فرآه، فقال الشيخ: سبحان الله، رجل يوماً إليه بالزهد يعارض الله في أفعاله، وما هنا محرم ولا منكر. فطفق ذلك الرجل يشهق ويبكي. وذكر الحكاية. سمعت أبا نصر عبد السيد بن الصباغ يقول: حضرتُ عند القزويني فدخل عليه أبو بكر بن الرحبي فقال: أيها الشيخ أي شيء أمرتني نفسي أخالفها قال: إن كنت مريداً، فنعم، وإن كنت عارفاً، فلا. فانصرفت وأنا مفكر وكأنني لم أصوبه. فرأيتُ في النوم ليلتي شيئاً أزعجني، وكأن من يقول لي: هذا بسبب ابن القزويني، يعني لما أخذت عليه. وحدثني أبو القاسم عبد السميع الهاشمي عن الزاهد عبد الصمد الصحراوي قال: كنت أقرأ على القزويني، فجاء رجل مغطى الوجه، فوثب الشيخ إليه وصافحه وجلس معه بني يديه ساعة، ثم قام وشيعه. فاشتد عجيني وسألت صاحبي: من هذا فقال: وأما تعرفه هذا أمير المؤمنين القادر بالله. وحدثنا أحمد بن محمد الأمين قال: رأيت الملك أبا كاليجار قائماً يشير إليه أبو الحسن بالجولس) فلا يفعل. وحدثني علي بن محمد الطراح الوكيل قال: رأيت الملك أبا طاهر بن بويه قائماً بين يدي أبي الحسن يوميء إليه ليجلس فيأبى. ثم حكى ابن المجلي له عدة كرامات منها شهود عرفة وهو ببغداد، ومنها

(30/67)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 68
ذهب إلى مكة فطاف ورجع من ليلته. وقد أنا بان الخلال، أنا جعفر، أنا السلفي: سمعت جعفر بن أحمد السراج يقول: رأيت علي أبي الحسن القزويني الزاهد ثوباً رفيعاً ليناً، فخطر ببال ي كيف مثله في زهده يلبس مثل هذا فقال لي في الحال بعد أن نظر إلي: قل من حم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق. وحضرنا عنده يوماً في السماع إلى أن وصلت الشمس إلينا وتأذينا بحرها، فقلتُ في نفسي: لو تحول الشيخ إلى الظل. فقال لي في الحال: قل نار جهنم أشد حراً. علي بن محمد بن علي. أبو الحسن المقريء الرازي الحافظ الصالح. حدث بدمشق عن: أبي علي حمد بن عبد الله الإصبهاني الرازي، وأبي سعد الماليني. روي عنه: عبد العزيز الكتاني. عمر بن ثابت.

(30/68)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 69
أبو القاسم الثمانيني الموصلي النحوي الضرير. من كبار أئمة العربية. أخذ عن أبي الفتح بن جني، وغيره. وعنه أخذ: أبو المعمر بن طباطبا العلوي. وكان هو وأبو القاسم بن برهان يقرئان العربي بالعراق، فكان الرؤساء يقرأون على ابن برهان، وكان العوام يقرأون على الثمانيني. وثمانين بليدة كقرية من جزيرة ابن عمر، يقال إنها أول قرية بنيت بعد الطوفان، ونزلها الثمانون أهل السفينة، فسميت بهم. وله من التصانيف كتاب شرح اللمع، وكتاب المفيد في النحو، وكتاب شرح التصريف الملوكي.) توفي في هذه السنة في ذي القعدة.
4 (حرف القاف)
القاسم بن أحمد بن القاسم بن أبان. حدث بإصبهان عن: علي بن محمد بن عمر الفقيه الرازي. روي عنه: أبو علي الحداد.
4 (حرف الميم)
محمد بن أحمد بن الحسين

(30/69)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 70
أبو الحسن بن المحاملي. توفي في ربيع الآخر. محمد بن إسماعيل. أبو بكر الجوهري. حدث بمصر عن: أبن محمش الزيادي، وأبي عمر بن مهدي. روي عنه: الرازي في مشيخته، وسهل بن بشر الإسفرائيني. محمد بن طلحة بن علي بن الصقر الكتاني. البغدادي. من أولاد الشيوخ. روي عن: أبيه، وأبي عمر بن حيوية، وأبي القاسم بن حبابة، والمخلص. قال الخطيب: كتب عنه، وكان صدوقاً ديناً. محمد بن عبد الله بن فضلويه. أبو منصور الإصبهاني الوكيل. روي عن: عبد الرحمن بن طلحة الطلحي، شيخ، روي عن: الفضل بن الخصيب، وابن الجارود. روي عنه: أبو علي الحداد. محمد بن عبد المؤمن. أبو إسحاق الإسكافي.

(30/70)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 71
ولد سنة ستين وثلاثمائة وببغداد.) وسمع: أبا عبد الله بن عبيد العسكري، ومحمد بن المظفر، والأبهري. وكان فقيهاً مالكياً ثقة. وثقه الخطيب، وروي عنه. محمد بن عبد الواحد بن زوج الحرة محمد البغدادي. الأوسط من الإخوة. وهو أبو الحسن أخو أبي عبد الله وأبي يعلى. سمع من أصحاب البغوي. وسمع من: أبي علي الفارسي النحوي، وعلي بن لؤلؤ الوراق، وابن المظفر، وهؤلاء. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقاً. ولد سنة إحدى وسبعين، ومات في جمادى الآخرة. محمد بن علي بن محمد بن يوسف. أبو طاهر بن العلاف البغدادي الواعظ. سمع: أحمد بن جعفر القطيعي، وأحمد بن جعفر الختلي ومخلد بن جعفر الباقرحي، وغيرهم. قال الخطيب: كتب عنه، وكان صدوقاً ظاهر الوقار، له حلقة في جامع المنصور ومجلس وعظ. مات في ربيع الآخر.

(30/71)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 72
قلت: روي عنه أيضاً: الحسن بن محمد الباقرجي، وأبو الحسين المبارك بن الطيوري، وجماعة. محمد بن علي بن أحمد بن الحسين بن بهرام. أبو بكر الجوزداني ثم الإصبهاني. وجوزدان مدينة مما يلي بلخ، غير جوزدان التي منها أبو بكر. والتي هذا منها قرية على باب إصبهان. كان مقرئاً مجوداً، طيب الصوت، محدثاً صاحب أصول. قرأ القرآن على: الشيخ محمد بن أحمد بن عبد الأعلى الأندلسي. وسمع من: أبي بكر بن المقري. ورحل إلى بغداد فسمع من: أبي حفص بن شاهين، والمخلص. روي عنه: يحيى بن مندة الحافظ، ويحيى بن حسين الرازي الحافظ، وغرهما. وتوفي في ذي القعدة، وكان إمام الجامع العتيق بإصبهان.) محمد بن محمد بن إسماعيل. أبو بكر البغدادي الطاهري. كان من أهل القرآن والعبادة والصلاح والحج. قال الخطيب: بلغني أنه حج علي قدميه أربعين حجة، وكان يصحب الفقراء. ثنا عن: أبي حفص بن شاهين، وأبي الحسين بن سمعون. وكان ثقة. توفي في شعبان.

(30/72)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 73
محمد بن محمد بن أبي عبد الرحمن محمد بن يوسف. أبو بكر بن أبي نصر الشحام النيسابوري المقريء الشروطي الزاهد، الصالح. والد طاهر، وجد زاهر. روي عن الحافظ أحمد بن محمد الحيري، وفائق الخاصة، وصحيفة همام، عن أبي القاسم النضر بن محمد المحمي، وعن أبي بكر القطان. محمد بن مهران بن أحمد بن محمد بن مهران. أبو عبد الله الخويي. يعرف بشيخ الإسلام. حدث بدمشق، وحدث بإصبهان في هذه السنة، وانقطع خبره. روي عن: المخلص، ومحمد بن عمر بن زنبور، وأبي الحسن بن الجندي. روي عنه: أبو القاسم بن أبي العلاء المصيصي، وعبد الرزاق بن عبد الله المعري، ومشرف بن المرجا، وأبو علي الحسن بن أحمد الحداد، وآخرون. منصور بن محمد بن عبد الله. أبو الفتح الإصبهاني، ويعرف بابن المقدر. سكن بغداد، وحدث بها عن: أبي بكر عبد الله بن محمد القباب.

(30/73)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 74
قال الخطيب: كان داعية إلى الاعتدال يستهزئ بالآثار. ثنا من لفظه فذكر حديثاً. ماجة بن علي بن أحمد بن الحسن بن ماجة القزويني. سمع: علي بن أحمد بن صالح، والدارقطني، وابن شاهين. مهدي بن أحمد بن محمد بن شبيب. الفقيه أبو الوفاء القانتي، نزيل إصبهان.) سمع بنيسابور: عبد الله بن يوسف، وأبا عبد الرحمن السلمي. وببغداد: هبة الله بن سلامة. روي عنه: أبو الفتح الحداد، وأبو علي الحداد، وأبو طاهر عبد الواحد الوشيح الذهبي. وكان أشعرياً واعظاً، وصنف تفسيراً. وتوفي في ذي الحجة بإصبهان.
4 (حرف الياء)
يونس بن أحمد بن يونس بن عيشون. أبو سهل الجذامي ابن الحراني القرطبي اللغوي. أخذ عن: عمر بن أبي الحباب، وابن سيد. وكان بصيراً باللسان، حافظاً للغة والعروض، قيماً بالأشعار، مليح الخط متقناً. أقرأ الناس مدة. وكان عظيم اللحية جداً. روي عنه: أبو مروان بن سراج، وأبو مروان الطبني. توفي في ذي الحجة عن تسع وسبعين سنة.

(30/74)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 75
1 (سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)
أحمد بن عثمان أبو نصر الجلاب. سمع: محمد بن إسماعيل الوراق، وابن أخي ميمي. وعنه: الخطيب، وقال: ثقة صالح. مات في المحرم، وقد نيف على الثمانين. أحمد بن علي بن أحمد. أبو الحسين البغدادي المؤدب. أخو أبي طاهر ابن الأنباري الفارض. سمع: أبا بكر الوراق. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقاً. أحمد بن علي بن محمد بن سلمة. أبو العباس الفهمي الأنماطي. توفي بمصر في شعبان. سمع قطعة من الموطأ على عتيق بن موسى، عن أبي الرقراق، عن يحيى بن بكير. روي عنه: الرازي في مشيخته.

(30/75)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 76
وسمع منه جماعة أجزاء. أحمد بن قاسم بن محمد أبو جعفر التجيبي الطليطلي. ويعرف بابن ارفع رأسه. روي عن: محمد بن إبراهيم الخشني، وعبد الله بن دنين. وكان من كبار الفقهاء، شاعر شروطي، وكان بصيراً بالحديث وعلله، له حلقة اشتغال. توفي يوم عاشوراء. قال ابن مظاهر: سمعتُ الناس يقولون يوم وفاته: اليوم مات العلم. إسماعيل بن صاعد.) أبو الحسن القاضي. توفي بنيسابور في شهر رجب. ذكره الفارسي، فقال: إسماعيل بن صاعد بن محمد بن أحمد قاضي القضاة أبو الحسن ابن عماد الإسلام أبي العلاء أكبر أولاد أبيه سناً وأوسطهم حشمة وجاهاً. ولي قضاء الري، ثم قضاء نيسابور ونواحيها، وكان من الرجال الدهاة. ولم يشتهر بشيء من العلوم، إلا أنه كان دقيق النظر كيس الطبع، عارفاً برسوم القضاء وتربية الحشمة. كان قصير اليد عن الأموال، نقي الجانب. ولد سنة سبع وسبعين وثلاثمائة وسمعه أبوه في سنة ثلاث وثمانين، وبعدها. وحدث عن: أبي الحسين الخفاف، والمخلدي، وظفر بن محمد السيد. وحج سنة اثنتين وأربعمائة فسمع من: أبي أحمد الفرضي وغيره. وعقد

(30/76)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 77
للإملاء بعد الثلاثين وأربعمائة، وبعث رسولاً في أيام طغرلبك إلى فارس. وتوفي بأيذج، ونقل تابوته إلى نيسابور. أنا عنه الوالد، ومسعود بن ناصر، وجماعة.
4 (حرف الباء)
بركة بن مقلد زعيم الدولة أبو كامل العقيلي. كان قد غلب على مملكة الموصل، وغيرها. وقهر أخاه قرواشاً. وعاث وأفسد وعسف، وانحدر في هذا العام إلى تكريت ليستولي على العراق أو ينهب البلاد، فانتفض عليه جرحه الذي أصابه من الغز فمات، فاجتمع جيشه العرب على تأمير علم الدين قريش بن بدران بن مقلد، فعاد إلى الموصل، وبعث إلى عمه قرواش وهو محبوس يعرفه بوفاة بركة. ثم تقرر الأمر لقريش، ودانت له تلك الناحية، ورد عمه إلى الحبس لكونه نازعاً.
4 (حرف الحاء)
الحسن بن علي بن محمد أبو علي الشاموخي المقرئ بالبصرة. له جزء معروف. روي عنه: أحمد بن محمد بن العباس صاحب أبي خليفة، ونحوه.) روي عنه: محمد بن الحسن بن باكير الفارسي. الحسين بن الحسن بن يعقوب بن الحسين بن بيان. أبو عبد الله الواسطي، الدباس المعروف بجريرة.

(30/77)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 78
توفي في صفر.
4 (حرف الخاء)
خلف. أبو القاسم البلنسي، مولى يوسف بن بهلول. كان فقيهاً عارفاً بمذهب مالك. له مختصر في المدونة جمع فيه أقوال أصحاب مالك. هو كثير الفائدة. روي عن: أبي بكر عمر بن المكوي، وابن العطار. وأخذ عن: أبي محمد الأصيلي. وكان مقدماً في علم الوثائق، وكان يعرف بالبربلي. وكان أبو الوليد هشام بن أحمد الفقيه يقول: من أراد أن يكون فقيهاً من ليلته فعليه بكتاب البربلي. توفي في ربيع الآخر.
4 (حرف العين)
عبد الله بن الحسين بن عبيد الله بن أحمد بن عبدان. الأزدي الدمشقي الصفار، المقريء. سمع: عبد الوهاب الكلابي، وغيره. روي عنه: ابن بنته أبو طاهر محمد بن الحسين الحنائي، وجماعة. عبد الرحمن بن عبد الله بن حسن

(30/78)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 79
أبو القاسم الدمشقي المقريء الشافعي. حدث بمصر عن: عبد الوهاب الكلابي. روي عنه: عبد المحسن البغدادي. وأثنى عليه أبو إسحاق الحبال. عبد الرحمن بن أبي بكر محمد بن أبي علي أحمد بن عبد الرحمن.) أبو القاسم الهمداني الذكواني الإصبهاني المعدل. من بيت حشمة ورواية، وعلم. وروي عن: أبي الشيخ بن حيان، وأبي بكر عبد الله بن محمد القباب، وجماعة. وروي بالإجازة عن أبي القاسم الطبراني، وهو آخر من روى في الدنيا عن الطبراني. وقد أملى عدة مجلس. وحدث في هذا العام. ولا أعلم متى توفي. روي عنه: هادي بن الحسن العلوي، وجعفر بن عبد الواحد بن محمد الثقفي، وإسماعيل بن الفضل السراج، وبندار بن محمد الخلقاني، وأبو سعد المطرز، وأبو علي الحداد، وآخرون. وتوفي في عشر السبعين سنة ثلاث. قال يحيى بن مندة: تكلموا فيه، ألحق في بعض سماعه، وسماعه كثير بخط أبيه. وقال يحيى أيضاً: مات في ربيع الآخر. عبيد الله بن أحمد بن عبد الأعلى.

(30/79)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 80
أبو القاسم ابن الرقي المعروف بابن الحراني. حدث عن: نصر بن أحمد المرجي، وأبي نصر الملاحمي. روي عنه: أبو بكر الخطيب، وعبد العزيز الكتاني. ووثقه الخطيب، وقال: مات بالرحبة، وكان قد سكنها. وقد تفقه على أبي حامد الإسفرائيني. عبد الرزاق بن القاضي أبي بكر أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن جعفر. أبو منصور اليرذي، ثم الإصبهاني الخطيب. روي عن: أبي الشيخ، وجماعة. وعنه: أبو سعد المطرز. قال أبو موسى المديني: توفي في سنة ثلاث وأربعين. عبيد الله بن محمد بن قزعة النجار. أبو القاسم بن الدلو. سمع: أبا عبد الله بن عبيد الدقاق العسكري. وحدث وتوفي في رمضان. قال الخطيب: صدوق.) عبيد الله بن محمد بن أحمد بن لؤلؤ. أبو القاسم أمين القضاة.

(30/80)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 81
ولد سنة ست وخمسين وثلاثمائة. وروي عن: القطيعي أبي محمد بن ماسي. علي بن شجاع. أبو الحسن المصقلي الإصبهاني، الصوفي. رحل إلى العراق، وإلى فارس وخراسان. وسمع ثم سمع ولديه من الحافظ ابن مندة. توفي في ربيع الأول. وكان من أفاضل أهل إصبهان حدث عن: الدارقطني، وابن شاهين، وأبي بكر بن جشنش. وهو شيباني صريح النسب. سمع أبو طاهر السلفي من جماعة من أصحابه. علي بن محمد بن إبراهيم. أبو القاسم الإصبهاني القطان الدلال. سمع: عبد الرحمن بن طلحة الطلحي بعد الثمانين وثلاثمائة. وري عنه: أبو علي الحداد. علي بن محمد بن زيدان. كان فاضلاً صالحاً ورعاً. روي عن: قاضي الكوفة أبي القاسم بن أبي عابد. روي عنه: أبي النرسي. علي بن محمد بن علي بن أحمد بن عيسى.

(30/81)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 82
أبو القاسم الفارسي، ثم المصري مسند وقته بمصر. سمع الكثير من: أبي أحمد بن الناصح، والقاضي الذهلي، وأبن حيويه النيسابوري، والحسن بن رشيق، وعلي بن عبد الله بن العباس البغدادي، وغيرهم. روي عنه: سهل بن بشر الإسفرائيني، وأبو صادق مرشد بن يحيى المديني، وأبو عبد الله الرازي وقال: سمعت عليه ستين جزءاً أو أزيد.) توفي في شوال.
4 (حرف الميم)
محمد بن إسماعيل بن الحسن بن جعفر. القاضي أبو جعفر العلوي الحسيني النقيب بواسط. توفي في شوال. حدث عن الحافظ أبي محمد بن السقاء. محمد بن عبد السلام بن عبد الرحمن بن عبيد بن سعدان. أبو عبد الله الجذامي الزنباعي، مولاهم الدمشقي. كان أسند من بقي بدمشق. سمع: جمح بن القاسم، والحسن بن منير، وأبا عمر بن فضالة، ومحمد بن سليمان الربعي، ومحمد بن عبد الله بن زبر، ويوسف بن القاسم الميانجي، وغيرهم. روي عنه: الكتاني، وأبو القاسم المصيصي، والفقيه نصر المقدسي، وسهل الإسفرائيني، ونجا العطار، وأبو طاهر محمد بن الحسين الحنائي،

(30/82)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 83
وعلي بن الموازيني وهو آخر من حدث عنه. قال الكتاني: توفي يوم عرفة، وعنده ستة أجزاء أو نحوها. قلت: وأخطأ من قال إن عبد الكريم بن حمزة سمع منه. محمد بن علي بن عمرويه. أبو سعد الوكيل النيسابوري. سمع: أبا محمد المخلدي، وأبا الحسين الخفاف، وغيرهما وحدث. محمد بن علي بن محمد بن صخر. أبو الحسن القاضي الأزدي البصري الضرير. كان كبير القدر، عالي الإسناد. حدث بمصر والحجاز، وانتقى عليه الحافظ أبو نصر السجزي. وأملى عدة مجالس وقع لنا منها خمسة. روي عن: أبي بكر أحمد بن جعفر السقطي، وفهد بن إبراهيم بن فهد الساجي، ويوسف بن يعقوب النجيرمي، وأبي العباس أحمد بن عبد الرحمن الخاركي، وأبي محمد الحسن بن علي بن الحسن بن عمرو الحافظ ابن غلام الزهري، وأبي أحمد محمد بن محمد بن مكي) الجرجاني، وعمر بن محمد بن سيف، وأحمد بن محمد بن أبي غسان الدقيقي، وطائفة سواهم. روي عنه: جعفر بن يحيى الحكاك، وأبو القاسم عبد العزيز بن عبد الوهاب القروي، وأبو خلف عبد الرحيم بن محمد الأملي الصوفي، والمطهر بن

(30/83)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 84
علي المبيذي، والقاضي أبو زيد عبد الرحمن بن عيسى القرطبي جد الطرطوشي لأمه، وإسماعيل بن الحسن العلوي، وأبو الوليد سليمان بن خلف الباجي، وغيرهم. قال أبو إسحاق الحبال: توفي بزبيد في جمادى الآخرة رحمه الله. قلت: وقد روى البيهقي في الطلاق عن الحسن بن أحمد السمرقندي قال: كتب إلينا ابن صخر من مكة. فذكر حديثاً. محمد بن محمد بن خلف. أبو الحسن البصروي الشاعر. مدج الأكابر. وبصرى الذي هو منها قرية دون عكبرا. مسافر بن الطيب بن عباد. الزاهد المقريء أبو القاسم، صاحب قراءة يعقوب.

(30/84)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 85
شيخ معمر، عارف قراءة يعقوب الحضرمي. قرأ بها على الإمام أبي الحسن علي بن محمد بن إبراهيم بن خشنام المالكي بالبصرة. وسمع الحديث من أبي إسحاق الهجيمي، لكن ضاع سماعه. قال الخطيب: كان شيخاً صالحاً. توفي في شوال. وقال لي أحمد بن خيرون: سمعته يقول: ولدت سنة أربعٍ وأربعين وثلاثمائة. قلت: قرأت عليه أبو الفضل أحمد بن خيرون، وعبد السيد بن عتاب، وعلي بن الجراح، وثابت بن بندار، وأحمد بن عبد القادر يوسف. مسعدة بن إسماعيل بن أبي بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي. أبو الفضل الجرجاني. سمع: أباه، وعمه أبا نصر، وأحمد بن موسى الباغشي، ويوسف بن إبراهيم السهمي، وأبا بكر الأبندوني. وأملى الكثير.) توفي في شوال. وهو والد الشيخ أبي القاسم إسماعيل بن مسعدة.

(30/85)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 86
4 (حرف الهاء)
هبة الله بن الحسين بن علي. كمال الملك أبو المعالي، أخو الوزير عميد الملك محمد. وزر لجلال الدولة أبي طاهر بن أبي نصر بن بويه مرتين الأخيرة سبع سنين. ووزر لأبي كاليجار ولولده. وفتح له ممالك وظلم وسفك وعسف وصادر. هلك في المصاف بين أبي نصر، وأخيه أبي منصور. وقد مدحه الشريف المرتضى، فسر بذلك. هلك في ربيع الآخر كهلاً.

(30/86)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 87
1 (سنة أربع وأربعين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)
أحمد بن علي بن الحسين. أبو غانم المروزي الكراعي، نسبة إلى بيع الأكارع. كان مسند مرو في زمانه. روي عن: أبي العباس عبد الله بن الحسين النضري صاحب الحارث بن أبي أسامة، وأبي الفضل محمد بن الحسين الحدادي، وغيرهما. روي عنه: أبو الفضل محمد بن أحمد الطبسي، وأبو المظفر منصور بن السمعاني، وطائفة آخرهم حفيده أبو منصور محمد بن علي الكراعي. وروي عنه أيضاً أبو المحاسن الروياني. وحديثه في بلد الري من أربعي البلدان. أحمد بن محمد بن حميد بن الأشعث. أبو نصر الكشاني السمرقندي القاضي.

(30/87)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 88
توفي في هذه السنة، أو بعدها بقليل. وكان معمراً طاعناً في السن، عاشر مائة وعشرين سنة فيما بلغنا.) روي عن: أحمد بن محمد بن إسماعيل البخاري.
4 (حرف الحاء)
الحسن بن علي بن محمد بن علي بن أحمد بن وهب. التميمي الواعظ أبو علي بن المذهب البغدادي. راوي المسند. سمع: أبا بكر القطيعي، وأبا محمد بن ماسي، وأبا سعيد الحرفي، وأبا الحسن بن لؤلؤ، وأبا بكر الوراق، وأبا بكر بن شاذان، وجماعة كثيرة. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان يروي عن القطيعي مسند أحمد بأسره. وكان سماعه صحيحاً إلا من أجزاء منه فإنه ألحق اسمه فيها. وكان يروي كتاب الزهد لأحمد ولم يكن له به أصل، وإنما كانت النسخة بخطه. وليس بمحل للحجة. حدث عن أبي سعيد الحرفي، وابن مالك، عن أبي شعيب، ثنا البابلتي، ثنا الأوزاعي، ثنا هارون بن رياب قال: من تبرأ من نسب لدقته أو ادعاه فهو كفر.

(30/88)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 89
قال الخطيب: وجميع ما كان عنده عن ابن مالك جزء وليس هذا فيه. وكان كثيرا يعرض علي أحاديث في أسانيدها أسماء قوم غير منسوبين ويسألني عنهم فأنسبهم له. فيلحق ذلك في تلك الأحاديث موصولة بالأسماء، فأنهاه فلا ينتهي. وسألته عن مولده فقال: سنة خمس وخمسين وثلاثمائة. قلت: روي عنه: أبو الحسين المبارك بن الطيوري، وأبو طالب عبد القادر بن محمد اليوسفي. وابن عمه أبو طاهر عبد الرحمن بن أحمد اليوسفي، وأبو غالب عبيد الله بن عبد الملك الشهرزوري، وأبو المعالي أحمد بن محمد بن علي ابن البخاري الذي كان يبخر في الجمع، وأبو القاسم هبة الله بن الحصين وهو آخر من حدث في الدنيا عن ابن المذهب. وقال أبو بكر بن نقطة: قال الخطيب: كان سماعه صحيحاً إلا في أجزاء. ولم ينبه الخطيب في أي مسند هي، ولو فعل لأتى بالفائدة. وقد ذكرنا أن مسندي فضالة بن عبيد وعوف بن مالك لم يكونا في كتاب ابن المذهب، وكذلك أحاديث من مسند جابر لم توجد في نسخته، رواها الحراني عن القطيعي، ولو كان يلحق اسمه كما زعم لألحق ما ذكرناه أيضاً. والعجب من الخطيب يرد قوله بفعله، وهو أنه قال: روي الزهد من غير اصل، وليس بمحل للحجة، ثم) روى عنه من الزهد في مصنفاته. أخبرنا أبو علي بن الخلال، أنا جعفر، أنا السلفي: سألت شجاعاً الذهلي، عن ابن المذهب فقال: كان شيخاً عسراً في الرواية، وسمع حديثاً كثيراً، ولم يكن ممن يعتمد عليه في الرواية، كأنه خلط شيئاً من سماعه. قال لنا السلفي: كان مع عسره متكلماً فيه، لأنه حدث بكتاب الزهد لأحمد بعدم عدم أصله، من غير أصل، فتكلم فيه لذلك.

(30/89)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 90
وقال الحافظ أبو الفضل بن خيرون: توفي ابن المذهب ليلة الجمعة، ودفن يوم الجمعة تاسع عشر شهر ربيع الآخر. حدث عن ابن مالك بمسند أحمد، وعن ابن ماسي، وعن جماعة. وحدث أيضاً بزهد أحمد. سمعت منه الجميع، وسمع ابن أخي منه زهد أحمد. الحسن بن علي بن زيد بن الهيثم. أبو علي الدهقان الصوفي. توفي بالكوفة. روي عن: أبي ا لطيب بن النحاس. روي عنه: أبو الغنائم النرسي. الحسن بن علي بن عمرو أو محمد المصحح التميمي الدمشقي النحوي. سمع: عبد الله بن محمد الحنائي، وابن أبي الحديد. روي عنه: أبو القاسم النسيب ووثقه، وأبو سعد السمان. الحسين بن علي بن الدباغ.

(30/90)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 91
أبو عبد الله الطائي الكوفي الخزاز. روي عن: أبي هشام التيملي. روي عنه: النرسي. حمزة بن علي الزبيري المصري. توفي في رمضان. قاله الحبال.
4 (حرف الراء)
) رشا بن نظيف بن ما شاء الله. أبو الحسن الدمشقي المقريء. قرأ بحرف ابن عامر علي أبي الحسن بن داود الداراني. وقرأ بمصر والعراق بالروايات. قرأ عليه جماعة آخرهم موتاً أبو الوحش. وسمع الحديث من عبد الوهاب الكلابي، وأحمد بن محمد بن سرام، وأبي مسلم محمد بن أحمد الكاتب، وأبي الفتح بن سيخت، والحسن بن إسماعيل الضراب، وطلحة بن أسد، وأبي عمر بن مهدي، وجماعة كثيرة. روي عنه: رفيقه أبو علي الأهوازي، وعبد العزيز الكتاني، وعلي بن الحسين بن صصري، وسهل بن بشر، وأحمد بن عبد الملك المؤذن، وأبو القاسم علي بن إبراهيم النسيب، وأبو الوحش سبيع. وولد في حدود سنة سبعين وثلاثمائة. وله دار موقوفة على القراء بباب الناطفانيين.

(30/91)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 92
قال الكتاني: توفي في المحرم، وكان ثقة مأموناً، وانتهت إليه الرئاسة في قراءة ابن عامر.
4 (حرف الزاي)
زيد بن أحمد بن الصيقل النساج. سمع: أبا خازم الوشاء، وأبا طالب بن الصباغ. وعنه: أبي النرسي.
4 (حرف السين)
سعيد بن محمد بن البغونش الطليطلي. الطبيب. أخذ الطب عن: سليمان بن جلجل، ومحمد بن عبدون. وأخذ الهندسة والعدد عن: مسلمه بن أحمد بقرطبة. واتصل بأمير طليطلة الظافر إسماعيل بن عبد الرحمن بن ذي النون وحظي عنده، ثم لزم بيته وأقبل على تلاوة القرآن.) وله تصانيف. توفي في رجب، وله خمس وسبعون سنة. سوار بن محمد بن عبد الله بن مطرف بن سوار بن دحون. أبو القاسم القرطبي. كان من أهل العلم والذكاء، حافظاً للمسائل، عارفاً بعقد الشروط، حافظاً لأخبار قرطبة وسير ملوكها.

(30/92)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 93
وكان حليماً وقورا فصيحاً بليغاً متودداً. عاش خمساً وسبعين سنة، وتوفي في جمادى الآخرة. سيف بن محمد العلوي. أبو القاسم. قال أبو الغنائم النرسي: ثنا عن علي بن عبد الله العطاردي النجار، وكان صحيح السماع.
4 (حرف العين)
عبد الله بن محمد بن مكي. أبو محمد بن ماردة المقريء السواق. قرأ برواية أبي عمرو علي بن الفرج الشنبوذي. وسمع من: ابن عبيد العسكري، وعلي بن كيسان. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقاً، ديناً. مات في ذي القعدة. قلت: روي عنه أبو منصور بن أحمد بن... عبد الله بن محمد الجدلي. أبو محمد بن الزفت الأندلسي، خطيب المرية. رحل وسمع من: أبي الحسن القابسي، وأحمد بن فراس المكي. توفي في جمادى الأولى. عبد الرشيد بن الملك محمود بن سبكتكين.

(30/93)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 94
صاحب غزنة، تملك بعد موت ابن أخيه نحو ثلاثة أعوام.) وكان مقدم جيشه طغرل أحد الأبطال فجهزه، فافتتح فتوحاً، وحدث نفسه بالملك، وأطاعه الجيش وجاء بهم. فأحس عبد الرشيد بالغدر، فالتجأ إلى قلعةٍ وتحصن، فعمل عليه نواب القلعة، وأسلموه إلى طغرل، فقتله وتملك في هذا العام. ثم قتله بعض الأمراء ولم يمهله الله. عبد العزيز علي بن أحمد بن الفضل بن شكر. أبو القاسم البغدادي الأزجي الخياط المفيد. سمع الكثير من: ابن كيسان، وأبي عبد الله العسكري، وأبي سعيد الحرفي، وعبد العزيز الخرقي، وابن لؤلؤ الوراق، ومحمد بن أحمد المفيد، فمن بعدهم. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقاً كثير الكتاب. ولد سنة ست وخمسين وثلاثمائة، وتوفي في شعبان. قلت: وله مصنف في الصفات. روي عنه: القاضي أبو يعلى الحنبلي، وعبد الله بن سبعون القيرواني، والحسين بن الألمعي الكاشغري، وحمد بن إسماعيل الهمذاني. عبد الكريم بن إبراهيم.

(30/94)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 95
أبو منصور الإصبهاني، ابن المطرز. روي عن: أبي الحسن بن كيسان. وعنه: الخطيب، وقال: كان صدوقاً. عبد الوهاب بن أحمد بن إبراهيم. المقرئ البغدادي أبو محمد بالمعروف بابن بكير العطار. سمع: السوسنجردي، وابن الصلت المحبر. روي عنه: أبو طاهر بن سوار شيئاً من القراءات. وورخه ابن خيرون. عبيد الله بن أحمد بن معمر. أبو بكر التميمي القرطبي. روي عن أبي محمد الأصيلي، وأبي عمر بن المكوي، وعباس بن أصبغ. وكان عالماً بمذهب مالك، قائماً بحججه حسن الاستنباط، بارعاً في الأدب. توفي رحمه الله في المحرم، وقد ناهز الثمانين.) عبيد الله بن سعيد بن حاتم بن محمد بن علويه.

(30/95)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 96
الحافظ أبو نصر الوائلي البكري السجزي. نزيل مصر، ومصنف كتاب الإبانة الكبرى عن مذهب السلف في القرآن، وهو كتاب طويل جليل في معناه يدل على إمامة المصنف رحمه الله. وهو راوي الحديث المسلسل بالأولية. روي عن: أحمد بن إبراهيم بن فراس العبقسي، وأبي عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم، وأبي أحمد الفرضي، و حمزة المهلبي، وأحمد بن محمد بن موسى المجبر، ومحمد بن محمد بن محمد بن بكر الهزاني البصري، والقاضي أبي محمد عبد الله بن محمد الأسدي بن الأكفاني، وابن مهدي، وأبي العلاء علي بن عبد الرحيم السوسي، وأبي محمد بن محمد بن البيع سمعوا من المحاملي أربعتهم، وأبي عبد الرحمن السلمي، وأبي محمد عبد الرحمن بن عمر بن النحاس، وعبد الرحمن بن إبراهيم القطار، وعبد الصمد بن زهير بن أبي جرادة الحلبي وسمعوا ثلاثتهم من أبي سعيد بن الأعرابي. ورحل في الحديث بعد سنة اثنتين وأربعين، فسمع بنيسابور، وببغداد وبالبصرة، وواسط، مكة، وحلب، ومصر. وقد سمع قبل أن يرحل بسجستان من الوزير محمد بن يعقوب بن حمويه، أنا محمد بن أحمد بن الغوث ببست: ثنا الهيثم بن سهل التستري، ثنا حماد بن زيد، فذكر حديثاً. روي عنه: أبو إسحاق الحبال، وجعفر بن أحمد السراج، وسهل بن بشر الإسفرائيني، وأحمد بن عبد القادر بن يوسف، وأبو معشر الطبري،

(30/96)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 97
وإسماعيل بن الحسن العلوي، وعبد الباقي بمكة. قال ابن طاهر في المنثور: سألت الحافظ أبا إسحاق الحبال، عن أبي نصر السجزي، وأبي عبد الله الصوري أيهما أحفظ فقال: كان أبو نصر أحفظ من خمسين أو ستين مثل الصوري. وسمعت الحبال قال: كنت يوماً عند أبي نصر فدق الباب، فقمتُ ففتحت، فرأيت امرأة، فدخلت وأخرجت كيساً فيه ألف دينار، فوضعتها بني يدي الشيخ وقالت: أنفقها كما ترى. قال: ما المقصود قالت: تزوجني ولا لي حاجة في الزوج، ولكن لأخدمك.) فأمرها بأخذ الكيس وأن تنصرف. فلما انصرفت قال: خرجتُ من سجستان بنية طلب العلم، ومتى تزوجت سقط عني هذا الاسم، وما أوثر على طلب العلم شيئاً. توفي رحمه الله بمكة في المحرم. عثمان بن سعيد بن عثمان بن سعيد بن عمر.

(30/97)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 98
الإمام أبو عمرو الأموي، مولاهم القرطبي المقريء الحافظ، المعروف في وقته بابن الصيرفي، وفي وقتنا بأبي عمرو الداني، صاحب التصانيف. قال: أخبرني أبي أني ولدت سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة، فابتدأت بطلب العلم في أول سنة ست وثمانين، ورحلتُ إلى المشرق سنة سبع وتسعين ومكثت بالقيروان أربعة أشهر، ثم توجهت إلى مصر، فدخلتها في شوال من السنة، ومكثت بها سنة، وحججت. قال: ودخلت إلى الأندلس في ذي القعدة سنة تسع وتسعين وثلاثمائة وخرجت إلى الثغر سنة ثلاث وأربعمائة، فسكنت سرقسطة سبعة أعوام، ثم رجعت إلى قرطبة. وقدمت دانية سنة سبع عشرة. قلت: واستوطنها حتى توفي بها، ونسب إلهيا لطول سكناه بها. وسمع الحديث من طائفة، وقرأ على طائفة، فقرأ بالروايات على: عبد العزيز بن جعفر بن خواشتي الفارسي ثم البغدادي نزيل الأندلس، وعلى

(30/98)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 99
جماعة بالأندلس. وقرأ بمصر بالروايات على: أبي الحسن طاهر بن الطيب بن غلبون، وعلى أبي الفتح فارس بن أحمد الضرير. وقرأ لورش على أبي القاسم خلف بن إبراهيم بن خاقان المصري. وسمع كتاب، السبة لابن مجاهد على أبي مسلم محمد بن أحمد بن علي الكاتب، وسمع منه الحديث، ومن: أحمد بن فراس العبقسي، وعبد الرحمن بن عثمان القشيري الزاهد، وحاتم بن عبد الله البزاز، وأحمد بن فتح بن الرسان، ومحمد بن خليفة بن عبد الجبار، وأحمد بن عمر بن محفوظ الجيزي لقاضي وسلمة بن سعيد الإمام وسلمون بن القروي صاحب أبي علي بن الصواف، وعبد الرحمن بن عمر بن محمد بن النحاس المعدل، وعلي بن محمد بن بشير البربعي، وعبد الوهاب بن أحمد بن منير المصري، ومحمد بن عبد الله بن عيسى المري الأندلسي، وأبي عبد الله بن أبي زمنين، والفقيه أبي الحسن علي بن محمد القابسي، وغيرهم.) قرأ عليه القراءات: أبو بكر بن الفصيح، وأبو الذواد مفرج فني إقبال الدولة، وأبو الحسن يحيى بن أبي زيد، و أبو داود، وسليمان بن أبي القاسم نجاح، وأبو الحسن علي بن عبد الرحمن بن الدوش، وأبو بكر محمد بن المفرج البطليوسي، وخلق كثير من أهل الأندلس، لا سيما أهل دانية. قال بعض الشيوخ: لم يكن في عصره ولا بعد عصره أحد يضاهيه في حفظه وتحقيقه، وكان يقول: ما رأيت شيئاً قط إلا كتبته، ولا كتبته إلا حفظته ولا حفظته فنسيته. وكان يسأل عن المسألة مما يتعلق بالآثار وكلام السلف فيوردها بجميع ما

(30/99)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 100
فيها مسندة من شيوخه إلى قائلها. قال ابن بشكوال: كان أحد الأئمة في علم القرآن ورواياته وتفسيره، ومعانيه وطرقه وإعرابه. وجمع في ذلك كل تواليف حساناً مفيدة يطول تعدادها. وله معرفة بالحديث وطرقه وأسماء رجاله ونقلته. وكان حسن الخط، حيد الضبط، من أهل الحفظ والذكاء والتفنن في العلم. وكان ديناً فاضلاً، ورعاً، سنياً. وقال المغامي: كان أبو عمر ومجاب الدعوة، مالكي المذهب. وذكره الحميدي فقال: محدث مكثر ومقريء متقدم. سمع بالأندلس والمشرق، وطلب علم القراءات، وألف بها تواليف معرفة، ونظمها في أرجوزة مشهورة. قلت: وما زال القراء معترفين ببراعة أبي عمرو الداني وتحقيقه وإتقانه، وعليه عمدتهم فيما ينقله من الرسم والتجويد والوجوه. له كتاب جامع البيان في القراءات السبع وطرقها المشهورة والغريبة، في ثلاثة أسفار، وكتاب إيجاز البيان في أصول قراءة ورش، في مجلد كبير، وكتاب التلخيص في قراءة ورش، في مجلد متوسط، وكتاب التيسير، وكتاب المقنع وكتاب المحتوي في القراءات الشواذ في مجلد كبير، وكتاب الأرجوزة في أصول السنة، نحو ثلاثة آلاف بيت، وكتاب معرفة القراء، وفي ثلاثة أسفار، وكتاب الوقف والابتداء. وبلغني أن مصنفاته مائة وعشرون تصنيفاً. ومن نظمه في عقود السنة:
(كلم موسى عبده تكليماً .......... ولم يزل مدبراً حكيماً)
)

(30/100)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 101
(كلامه وقوله قديم .......... وهو فوق عرشه العظيم)

(والقول في كتابه المفصل .......... بأنه كلامه المنزل)

(على رسوله النبي الصادق .......... ليس بمخلوق ولا بخالق)

(من قال فيه إنه مخلوق .......... أو محدث فقوله مروق)

(والوقف فيه بدعة مضله .......... ومثل ذلك اللفظ عند الجله)

(كلا الفريقين من الجهمية .......... الواقفون فيه واللفظيه)

(أهون بقول جهم الخسيس .......... وواصل وبشر المريسي)
ثم سائق سائرها. وقد روي عنه أيضاً: الأستاذ أبو القاسم بن العربي، وأبو علي الحسين بن محمد بن مبشر المقريء، وأبو القاسم خلف بن إبراهيم الطليطلي، وأبو عبد الله محمد بن فرج المغامي، وأبو عبد الله محمد بن مزاحم، وأبو بكر محمد بن المفرج البطليوسي، وأبو إسحاق إبراهيم بن علي نزيل الإسكندرية، وخلق سواهم. حملوا عنه تلاوة وسماعاً. وروي عنه بالإجازة: أحمد بن محمد بن عبد الله الخولاني. وآخر من روى عنه بالإجازة أبو العباس أحمد بن عبد الملك بن أبي حمزة المرسي والد القاضي أبي بكر محمد. وتوفي أبو عمرو بدانية يوم الاثنين نصف شوال، ودفن يومئذ بعد العصر، ومشى السلطان أمام نعشه. وكان الجمع في جنازته عظيماً. وتوفي أبو العباس بن أبي حمزة في سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة. علي بن محمد بن صافي بن شجاع.

(30/101)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 102
أبو الحسن الدمشقي. عرف بابن أبي الهول الربعي. حدث عن: عبد الوهاب الكلابي، وعبد الله بن بكر الطبراني، وأبي بكر بن أبي الحديد، وتمام وأبي الحسن بن جهضم، وطائفة كبيرة. روي عنه: الكتاني، ونجا بن أحمد، وسهل بن بشر، وعلي بن أحمد بن زهير، ومحمد بن الحسين الحنائي.) قيل إنه أتهم في سماعه كتاب هواتف الجان. توفي في ذي القعدة. علي بن محمد بن أحمد بن جعفر البغدادي. ابن الجبان. سمع: أبا الحسين محمد بن المظفر، وأبا عمر بن حيويه، وجماعة. توفي ي المحرم.
4 (حرف الفاء)
الفضل بن إسحاق بن إبراهيم. أبو زيد الأزدي الهروي، الخطيب المفتي ناظر أوقاف هراة، وابن عم قاضيها محمد بن الأزدي. روي عن: عبد الله بن أحمد بن حمويه السرخسي، وعبد الرحمن بن أبي شريح. الفضل بن محمد بن علي.

(30/102)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 103
أبو القاسم القصباني البصري النحوي. أحد أئمة العربية. وعنه أخذ: أبو زكريا يحيى بن علي التبريزي، وأبو محمد القاسم بن علي الحريري. وله كتاب الصفوة في مختار أشعار العرب، وهو كبير، وكتاب الأمالي، ومقدمة في النحو. ومن شعره:
(في الناس من لا يرتجى نفعه .......... إلا إذا مس بإضرار)

(كالعود لا مطمع في ريحه .......... إلا إذا أحرق بالنار)

4 (حرف القاف)
قرواش. صاحب الموصل. ذبح في هذه السنة، وقد مر عام أحد.
4 (حرف الميم)
محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد.) أبو جعفر السمناني قاضي الموصل وشيخ الحنفية. سكن بغداد، وحدث عن: نصر بن أحمد المرجي، والدارقطني،

(30/103)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 104
وعلي بن عمر الحربي، وجماعة غيرهم. قال الخطيب: كتبت عنه وكان صدوقاً فاضلاً حنفياً يعتقد مذهب الأشعري، وله تصانيف. قلت: توفي بالموصل وله ثلاث وثمانون سنة. وقد ذكره ابن حزم فقال: أبو جعفر السمناني المكفوف قاضي الموصل هو أكبر أصحاب الباقلاني ومقدم الأشعرية في وقتنا قال: من سمى الله جسماً من أجل أنه حامل لصفاته في ذاته فقد أصاب المعنى وأخطأ في النسبة فقط. ثم أخذ ابن حزم يشنع على المسناني ويسبه لهذه المقالة المبتدعة ولنحوها. فنعوذ بالله من البدع، فليت ابن حزم سكت رأساً برأس فله أوابد في الأصول والفروع. محمد بن إبراهيم بن عبد الله. أبو عبد الله بن أبي حبه الأموي، مولاهم القرطبي. روي عن: أبي عبد الله من مفرج، وعباس بن أصبغ، وابن أبي الحباب، وأبي محمد الأصيلي. وكان متفنناً في العلوم ثاقب الذهن حافظاً للأخبار. توفي في آخر السنة وقد نيف على الثمانين. محمد بن إسماعيل بن عمر بن محمد بن سبنك. أبو الحسين البجلي البغدادي المعدل.

(30/104)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 105
روى عن: جده عمر، وأبي عبد الله العسكري، وأبي سعيد الحرفي، الدارقطني. وتوفي في رمضان. محمد بن عبد العزيز بن العباس بن المهدي الهاشمي العباسي. أبو الفضل، خطيب الحربية. سمع: أبا الحسين بن سمعون، والحسن بن محمد المخزومي، وأبا بكر بن أبي موسى الهاشمي، وجماعة. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقاً خيراً فاضلاً معدلاً. توفي في المحرم. وكان مولده في سنة ثمانين وثلاثمائة.) قلت: روي عنه: ولده أبو علي محمد بن محمد. محمد بن أبي عدي بن الفضل. أبو صالح السمرقندي، ثم المصري. روي عن: القاضي أبي الحسن الحلبي، وأحمد بن محمد بن الأزهر السمناوي. روي عنه الرازي في مشيخته. محمد بن علي بن أحمد بن محمد بن داود. أبو نصر البغدادي ابن الرزاز. سمع: ابن حبابة، وأبا طاهر المخلص. قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان صدوقاً. محمد بن محمد بن أخي سعاد الأسدي الكوفي. قال أبي النرسي: ثنا عن أبي الطيب بن النحاس، وسماعه صحيح.

(30/105)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 106
محمد بن محمد بن مغيث بن أحمد بن مغيث. أبو بكر الصدفي الطليطلي. روي عن: محمد بن إبراهيم الخشني، وعبدوس بن محمد، وأبي عبد الله بن أبي زمنين. وكان من جلة الفقهاء وكبار العلماء. مقدماً في الشورى. قال ابن مظاهر: أخبرني من سمع محمد بن عمر بن الفخار مرات يقول: ليس بالأندلس أبصر من محمد بن محمد بن مغيث بالأحكام. توفي في جمادى الآخرة. المطهر بن محمد النهشلي. كوفي وثقه أبي النرسي، وقال: حدثنا عن أبي الطيب بن النحاس. مكي بن عمر. أبو عبد الله المحتسب الهمذاني، العبد الصالح. روي عن: أحمد بن جانجان، وأبي طاهر بن سلمة، وأبي مسعود البجلي. قال شيرويه: لم أدركه، وثنا عنه الميداني. وكان صدوقاً مكثراً زاهداً. كان يقرأ على المشايخ رحمه الله تعالى.)
4 (حرف النون)
ناصر بن الحسين بن محمد بن علي القرشي العمري.

(30/106)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 107
أبو الفتح المروزي الفقيه الشافعي. سمع: أبا العباس السرخسي بمرو، وأبا محمد المخلدي، وأبا سعيد ابن عبد الوهاب الرازي بنيسابور، وأبا محمد عبد الرحمن بن أبي شريح الأنصاري بهراة. وتفقه بمرو على: القفال، وبنيسابور علي: أبي طاهر بن محمش، وأبي الطيب الصعلوكي، ودرس في حياتهما. وتفقه به خلق مثل: أبي بكر البيهقي، وأبي إسحاق الجيلي. وتوفي بنيسابور في ذي القعدة. وكان عليه مدار الفتوى والمناظرة. وكان فقيراً قانعاً باليسير، متواضعاً خيراً. وقد تفقه بمرور على القفال وغيره. وكان من أفراد الأئمة. وقد أملى مدة سنين. وروي عنه: مسعود بن ناصر السجزي، وأبو صالح المؤذن، وإسماعيل بن عبد الغافر الفارسي، وطائفة.

(30/107)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 108
1 (سنة خمس وأربعين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)
أحمد بن علي بن هاشم. أبو العباس المصري المقريء المجود، الملقب بتاج الأئمة. قرأ على: أبي حفص عمر بن عراك وأبي عدي عبد العزيز بن علي بن محمد بن إسحاق، وأبي الطيب عبد المنعم بن غلبون، وعلي بن سليمان الأنطاكي، وأبي الحسن علي بن محمد بن إسحاق الحلبي. ثم رحل إلى العراق فقرأ بالروايات علي أبي الحسن الحمامي. وتصدر للإقراء بمصر. قرأ عليه: أبو القاسم الهذلي، وغيره. ودخل الأندلس في سنة عشرين وأربعمائة مجاهداً فأتى سرقسطة وأقام بها دهراً. وكان رجلاً ساكناً عفيفاً، فيه بعض الغفلة. وذكره أبو عمر بن الحذاء وقال: كان أحفظ من لقيتُ لاختلاف القراء وأخبارهم. وأنصرف إلى مصر واتصل بنا موته. قلت: وقال ابن بشكوال: سمع منه: أبو عمر الطلمنكي، وأبو عمر بن الحذاء، وغيرهما.

(30/108)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 109
قلت: وقد سمع من أبي الحسن الحلبي، والميمون بن حمزة الحسيني، وأحمد بن عدا الله بن زريق المخزومي، وأبي محمد الضراب. روي عنه: الرازي. وقال الحبال: توفي في شوال. أحمد بن عمر بن روح. أبو الحسين النهرواني. سمع: أبا حفص بن الزيات، وأبي عبيد العسكري، والحسن بن جعفر الخرقي، والدارقطني. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقاً أديباً حسن المذاكرة معتزلياً. توفي في ربيع الآخر. قلت: روى عنه أبو منصور بن النقور، وجماعة. أحمد بن محمد بن إبراهيم ابن رأس البغل.) أبو عبد الله العباسي، مولاهم. قال ابن النرسي: كان صالحاً صحيح السماع. سمعته يقول: ولدت في ذي الحجة سنة اثنتين وستين وثلاثمائة. مات في ربيع الأول.
4 (إبراهيم بن عمر بن أحمد بن إبراهيم.)

(30/109)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 110
أبو إسحاق البرمكي البغدادي، الفقيه الحنبلي. كان أسلافه يسكنون محلة تعرف بالبرامكة. وقيل: بل كانوا يسكنون قرية تسمى البرمكية، وإلا فليس هو من ذرية البرامكة. سمع: أبا بكر القطيعي، وأبا محمد بن ماسي، وعبد الله بن إبراهيم الزينبي، وأبا الفتح محمد بن الحسين الأزدي، وابن بخيت الدقاق، وإسحاق بن سعد النسوي، وطائفة سواهم. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقاً ديناً فقيهاً على مذهب أحمد بن حنبل، وله حلقة للفتوى. ولد سنة إحدى وستين وثلاثمائة، وتوفي يوم التروية. قلت: وكان إماماً في الفرائض، صالحاً زاهداً. أجاز له أبو بكر عبد العزيز غلام الخلال. وتفقه على: أبي عبد الله بن بطة، وعلى: ابن حامد. روي عنه: أبو غالب محمد بن عبد الواحد الشيباني، وأبو منصور محمد بن علي القزويني الفراء، وعبد القادر بن محمد بن يوسف، وهبة الله بن أحمد بن الطبر الحريري، وجماعة. وآخر من حدث عنه: القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري.
4 (إبراهيم بن عمر بن عبد العزيز.)
أبو إسحاق الدمشقي المقريء القصار. كهل، سمع: عبد الرحمن بن أبي نصر، وغيره. روي عنه: عبد المنعم بن علي الكلابي. وكان ثقة.

(30/110)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 111
4 (إسماعيل بن علي بن الحسين بن زنجويه.)
أبو سعد بن السمان الرازي الحافظ سمع: عبد الرحمن بن محمد بن فضالة بالري، ومحمد بن عبد الرحمن المخلص ببغداد،) وبمكة: أحمد بن إبراهيم بن فراس. وبمصر: عبد الرحمن بن عمر النحاس، وبدمشق: عبد الرحمن بن أبي نصر، وخلقاً كثيراً. روي عنه: الخطيب، والكتاني، وابن أخته ظاهر بن الحسين الرازي، وأبو علي الحداد، وغيرهم. قال المرتضى أبو الحسن المطهر بن علي العلوي الرازي: سمعت أبا سعد السمان إمام المعتزلة يقول: من لم يكتب الحديث لم يتغرغر بحلاوة الإسلام. وقال عمر العليمي: وجدت على ظهر جزء: مات الزاهد أبو سعد إسماعيل بن علي السمان في شعبان سنة خمس وأربعين شيخ العدلية وعالمهم وفقيههم ومحدثهم. وكان إماماً بلا مدافعة في القراءات، والحديث،

(30/111)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 112
والرجال، والفرائض، والشروط، عالماً بفقه أبي حنيفة، وبالخلاف بني أبي حنيفة والشافعي، وفقه الزيدية. وكان يذهب مذهب الشيخ أبي هاشم، ودخل الشام، والحجاز، والمغرب. وقرأ على ثلاثة آلاف شيخ، وقصد إصبهان في آخر عمره لطلب الحديث. وكان قال في مدحه إنه ما شهد مثل نفسه، كان تاريخ الزمان وشيخ الإسلام، ثم ذكر فصلا في مدحه. وقال الحافظ ابن عساكر: سألت أبا منصور عبد الرحيم بن الظفر بالري عن أبي سعد السمان، فقال: سنة ثلاث وأربعين. قال: وكان عدلي المذهب، يعني معتزلياً، وكان له ثلاثة آلاف وستمائة شيخ، وصنف كتباً كثيرة ولم يتأهل قط. وقال الكتاني: كان من الحفاظ الكبار، زاهداً عابداً يذهب إلى الاعتزال. قلت: وقع لنا من تأليفه المسلسلات، والموافقة بين أهل البيت، والصحابة. ومع براعته بالحديث ما نفعه الله به، فالأمر لله. حرف الطاء طرفة بن أحمد بن الكميت.

(30/112)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 113
الحرستاني الدمشقي، أبو صالح الماسح روي عن: عبد الوهاب الكلابي، وغيره. روي عنه: ابنه الوهاب الكلابي، وغيره.) روي عنه: ابنه صالح، ونجا بن أحمد، وسهل بن بشر، والشريف النسيب. وكان ثقة. توفي رحمه الله في شعبان وسماعه قليل.
4 (حرف العين)

4 (عبد الله بن محمد بن عبد الله.)
أبو القاسم الإصبهاني الرفاعي. حافظ. قال الخطيب: ثنا عن أحمد بن موسى بن مردوية. ومات ببغداد. وكنت إذ ذاك في برية السماوة قاصداً دمشق. ويروي عن أبي عمر الهاشمي.
4 (عبد الوهاب بن محمد بن محمد.)
أبو القاسم الخطابي بن خميرويه، وأبا سليمان الخطابي. روي عنه: الحسين بن محمد بن الكتبي.
4 (عتبة بن عبد الملك بن عاصم.)
أبو الوليد الأندلسي المقريء. رحل في صباه، وقرأت بالروايات على: أبي أحمد السامري، وأبي حفص بن عراك، وابن غلبون أبي الطيب، وأبي بكر محمد بن علي الأدفوي.

(30/113)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 114
قال ابن النجار: سمع من والده عبد الملك بن عاصم بن الوليد الأموي بالأندلس سنة خمس وسبعين، وأبوه فيروي عن أبي العباس أحمد بن يحيى الملياني، لقيه بتنيس يروي عن يحيى بن بكير. وذكر أنه قرأ على أبي حفص سنة ثمانين وثلاثمائة. قرأ عليه: أبو طاهر بن سوار، وأبو بكر أحمد بن الحسين القطان. وروي عنه: أبو بكر الخطيب، وأبو الفضل بن خيرون، وأحمد بن علي الطريثيثي، والمبارك بن طيوري، وغيرهم. وقال أبو الفضل بن خيرون: كان رجلاً صالحاً، قد كتبتُ عنه. ومات في رجب ببغداد.)
4 (عطية الله بن الحسين بن محمد بن زهير.)
الخطيب أبو محمد الصوري. سمع: أبا الحسين بن جميع، وحمدان بن علي الموصلي.

(30/114)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 115
روى عنه: ابنه حسن، وأبو نصر الطريثيثي، وسهل بن بشر. وكان ينوب في الفضاء ببلده. وكان أحد الخطباء البلغاء، ذا عناية بالعلوم والآداب.
4 (علي بن سعيد بن علي.)
أبو نصر، الفقيه المعدل. سمع: أبا محمد عبد الله بن السقاء. وتوفي بواسط في شعبان.
4 (علي بن عبيد الله بن محمد)
أبو الحسن الهمذاني الكسائي الصوفي، المحدث بمصر. سمع: أحمد بن عبدان الشيرازي الحافظ بالأهواز، ونصر بن أحمد، وعبد الوهاب الكلابي بدمشق، وأبا الفتح محمد بن أحمد النحوي بالرملة، ومنير بن عطية بقيسارية، وإسماعيل بن الحسن الضراب بمصر. روي عنه: عبد المحسن بن محمد الشيحي، وسهل بن بشر الإسفرائيني، ومحمد بن أحمد الرازي. وقد كتب عنه: عبد العزيز النخشبي، وأبو نصر السجزي. وتوفي في جمادى الأولى.
4 (عمر بن أحمد بن محمد.)
أبو حفص البوصيري المصري. الفقيه المالكي.

(30/115)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 116
حدث عن: قاضي أذنة علي بن الحسين.
4 (عمر بن الواعظ أبي طالب محمد بن علي بن عطية المكي.)
أبو حفص. روي عن والده كتاب القوت ببغداد.) وروي عن: أبي حفص بن شاهين.
4 (حرف الميم)

4 (محمد بن أحمد بن عثمان.)
أبو طالب بن السوادي، أخو أبي القاسم الأزهري. سمع: الحسين بن محمد بن عبيد العسكري، وابن لؤلؤ الوراق، ومحمد بن المظفر. قال الخطيب: كتبنا عنه وكان صدوقاً. توفي بواسط في ذي الحجة. وقال السلفي: سألت خميساً الحوزي عن أبي طالب بن الصيرفي أخي الأزهري فقال: سمع بإفادة أخيه، وكان يتهم بالرفض. نزل واسط مدة.
4 (محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم.)
أبو طاهر الإصبهاني الكاتب. حدث عن: أبي الشيخ، وأبي بكر القباب، وأبي بكر بن المقريء،

(30/116)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 117
والدارقطني حدث عنه بسننه، وأبي الفضل الزهري، وابن شاهين، وغيرهم. وولد في أول سنة ثلاث وستين. قال عبد الغني النخشبي: سمعته يقول: أول ما سمعت الحديث من أبي محمد بن حيان في صفر سنة ثمان وستين. مات يوم الجمعة الحادي عشر من ربيع الآخر. قال يحيى بن مندة: ولم يحدث في وقته أوثق منه وأكثر حديثاً. صاحب الكتب والأصول الصحاح. وهو آخر من حدث عن أبي الشيخ والقباب. قلت: روي عنه: أبو نصر الشيرازي، وعبد الغفار بن محمد بن نصرويه الصوفي، وعبد الغفار بن محمد بن شيرويه النيسابوري، وهبة الله بن حسن الأبرقوهي، وأبو زكريا يحيى بن الوهاب بن مندة، وإسماعيل بن الفضل السراج، وأبو الرجاء محمد بن أبي زيد أحمد بن محمد الجرجاني، وأبو منصور أحمد بن محمد بن إدريس الكرماني، وأبو الطيب حبيب بن أبي مسلم الطهراني، وأبو الفتح رجاء بن إبراهيم الخباز، وأبو الفتح سعيد بن إبراهيم الصفار، وآخر من حدث عنه أبو بكر محمد بن علي بن أبي ذر الصالحاني، عاش بعده خمساً وثمانين سنة.
4 (محمد بن إدريس بن يحيى الحسني الأندلسي.)
صاحب مالقة.) توفي في هذه السنة، وولي مالقة بعده إدريس بن يحيى بن علي الملقب بالعالي.
4 (محمد بن إسحاق بن مذويه الكوفي.)
ثقة، جليل، فيها مات. قاله أبي.

(30/117)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 118
لقبه أبو الحسن المعدل. روي عن: علي بن عبد الرحمن البكائي، وغيره. روي عنه: أبي النرسي، وجماعة. قال الخطيب: كان ثقة ذا وقار. قال لي الصوري: ليت كل من كتبت عنه بالكوفة مثله. مات في شوال. وسمع ابن النحاس، وولد سنة ستين وثلاثمائة.
4 (محمد بن علي بن الحسن بن عبد الرحمن العلوي الكوفي.)
أبو عبد الله، مسند الكوفة في وقته. انتقى عليه الحافظ الصوري. وحدث عن: علي بن عبد الرحمن البكائي، وأبي الفضل محمد بن الحسن بن حطيط الأسدي، ومحمد بن زيد بن مروان، وأبي الطيب محمد بن الحسين التيملي ومحمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني، ومحمد بن علي بن أبي الجراح، وأبي طاهر المخلص، وأبي حفص الكتاني، وغيرهم. وهو من كبار شيوخ أبي النرسي. توفي بالكوفة في ربيع الأول. أرخه أبي ووثقه، وقال: مولده في رجب سنة سبع وستين وثلاثمائة. ما رأيت من كان يفهم فقه الحديث مثله. وكان

(30/118)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 119
حافظاً خرج عليه الصوري وأفاد عنه. وكان يفتخر به. قلت: روي عنه من شيوخ السلفي: أبو منصور أحمد بن عبد الله العلوي الكوفي، ومحمد بن عبد الوهاب الشعيري، أبو الحارث علي بن محمد الجابري، وعلي بن قطر الهمذاني، وعلي بن علي بن الرطاب، وعبد المنعم بن يحيى بن الهقل الكوفيون.
4 (محمد بن علي بن محمد بن عبد الله بن بشران.)
أبو نصر بن العدل المسند أبي الحسين. توفي في شعبان، وقد روي الحديث.)
4 (محمد بن عيسى بن محمد.)
أبو عبد الله الأموي القرطبي، المؤدب المعمر. روي عن: أبي جعفر بن عون الله، وأبي عبد ا لله بن مفرج القاضي، وأبي بكر الزبيدي. وقرأ القرآن على أبي الحسن الأنطاكي. وكان شيخاً صالحاً. حدث عنه الخولاني وقال: سألته عن مولده، فذكر أنه في النصف من جمادى الآخرة سنة تسع وأربعين وثلاثمائة. وقال ابن خزرج: كان شيخاً فاضلاً ورعاً من أهل القرآن. ذا حظ صالح من علم الحديث، قديم العناية بطلبه. ثقة ثبت توفي في ربيع الأول. قلت: هذا آخر من قرأ على الأنطاكي، وأحسبه آخر من سمع من المذكورين.
4 (المهلب بن أبي صفرة.)
مر سنة خمس وثلاثين. وقال أبو الوليد بن الدباغ: سنة خمسٍ وأربعين.

(30/119)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 120
4 (محمد بن محمد بن علي بن الحسن.)
النقيب الأفضل أبو تمام الهاشمي الزينبي، أخو طراد، وأبي نصر وأبي منصور، والحسين. ولي نقابة الهاشميين بعد أبيه. وروي عن: المخلص، وعيسى بن الوزير، وغيرهما. ولم يسمع منه إلا بعض الناس. وتوفي في الخامس والعشرين من ربيع الأول سنة خمس.
4 (محمد بن الفضل بن محمد بن سعيد.)
أبو الفرج القاساني الإصبهاني. سمع: إبراهيم بن خرشيد قوله. روي عنه: أبو علي الحداد في معجمه. توفي في المحرم.
4 (حرف الهاء)

4 (هبة الله بن محمد.)
) أبو رجاء الشيرازي. توفي بمصر في سلخ صفر. وقد سمع بخراسان أصحاب الأصم، وببغداد أصحاب ابن البختري. قال الخطيب: علقت عنه، وكان ثقة يفهم.

(30/120)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 121
1 (سنة ست وأربعين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن أبي الربيع الأندلسي البجاني.)
أبو عمر المقريء. قال ابن مدبر: كان من أهل القراءات والآثار. قرأ علي: أبي أحمد السامري وجماعة سواه. وتصدر للإقراء. وتوفي بالمرية سنة ست وأربعين.
4 (أحمد بن رشيق.)
أبو عمر الثعلبي، مولاهم البجاني. قرأ القرآن علي: أحمد بن أبي الحصن الحدلي. وسمع من: المهلب بن أبي صفرة. وجلس إلى أبي الوليد ميقل وشوور بالمرية، ونظر عليه في الفقه، وكان له حافظاً. سمع منه: أبو إسحاق بن وردون. ومن طبقته:

(30/121)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 122
4 (أحمد بن رشيق.)
الكاتب الأندلسي سيأتي تقريباً.
4 (أحمد بن علي بن محمد بن عبد الله بن حمش.)
القاضي أبو الحسن النيسابوري، حفيد قاضي الحرمين. من بيت الحشمة والسيادة والثروة. ولي قضاء نيسابور في اختلاف العساكر التركمانية. ولم يزل محترماً مكرماً.) حدث عن: أبي عمرو بن حمدان، وأبي أحمد الحافظ، وأبي سعيد عبد الله بن محمد الرازي، والمعافى بن زكريا والبغاددة. وخرج له الخشكاني والفوائد، وأملى سنين في داره. وعاش اثنتين وثمانين سنة.
4 (أحمد بن محمد.)
أبو العباس الجرجاني الحنيفي الناطفي. توفي بالري. حدث عن: أبي حفص بن شاهين، وأبي حفص الكتاني.
4 (أحمد بن محمد بن الأستاذ أبي عمرو أحمد بن أبي بن أحمد

(30/122)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 123
الرئيس أبو الفضل الفراتي)
الخراساني. رئيس محتشم وصدر مبجل، اتصل بالتركمانية وولي رئاسية نيسابور مدة وبعد ذلك حج ودخل الشام ومصر، وطوف، ورد إلى بغداد فأكرم في دار الخلافة إكراماً لم تجر العادة بمثله، ولقب برئيس الرؤساء. وعقد الإملاء، وكان حسن العشرة، سحب للصوفية، وله مصاهرة مع شيخ الإسلام أبي عثمان الصابوني. ثم صاهر بيت الصاعدية، وجرى بسبب تعصب المذهب معه وحشة، وأخذ بسببه غيره من الأئمة، وقصد الرئيس بما لم يقصد به أحد قبله مثله. وصار حديثاً وسمراً، وكل ذلك من تعنتٍ واستهزاء وقلة مبالاة كانت غالبة عليه، واستبدادٍ برأي غير مصيب. حدث عن: جدة، وأبي يعلى بن حمزة المهلبي، وعبد الله بن يوسف الإصبهاني، وطبقتهم. وابن محمش، والسلمي. روي عنه: أبو القاسم علي بن محمد المصيصي، وأبو الفتح نصر المقدسي، وعلي بن محمد بن شجاع، وأبو طاهر الحنائي، وأبو الحسن بن الموازيني، وعبد الله بن الحسن بن هلال الدمشقيون، وأبو سعد عبد الله بن القشيري، وإسماعيل بن عبد الغافر. وتوفي في شعبان قيل وصوله إلى بيته. وهو من أهل أستوا.
4 (إبراهيم بن الحسن بن إسحاق الصواف المصري.)
أبو إسحاق.) توفي في المحرم.

(30/123)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 124
4 (إبراهيم بن محمد بن عمر.)
أبو طاهر العلوي. سمع: محمد بن عبد الله الشيباني. روي عنه: الخطيب البغدادي. وعاش سبعاً وسبعين سنة.
4 (حرف الحاء)

4 (الحسن بن علي بن إبرهيم بن يزداد بن هرمز.)
الأستاذ أبو علي الأهوازي المقريء، نزيل دمشق. قدمها في سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة، وسكنها، وكان مولده في أول سنة اثنتين وستين وثلاثمائة. عني بالقراءات، ورحل فيها، ولقي الكبار.

(30/124)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 125
وقرأ للدوري علي أبي الحسن بن حسين بن عثمان الغضائري، عن القاسم بن زكريا، عنه. وقرأ لحفص، على الغضائري، عن ابن سهل الأشناني، عن عبيدٍ، عنه وقرأ لليث صاحب الكسائي، علي أبي الفرج الشنبوذي. وقرأ لأبي بكر، وعلي أبي حفص الكتاني، عن ابن مجاهد. وقرأ للبزي بالأهواز على أبي عبدي الله محمد بن فيروز صاحب الحسين بن الجباب. وقرأ لورش علي أبي بكر محمد بن عبيد الله بن القاسم الخرقي. وقرأ على جماعة كثيرة يطول ذكرهم بالشام، والعراق، والأهواز. وصنف الموجز والوجيز والإيجاز، وغير ذلك من القراءات. ورحل إليه القراء لعلو سنده وإتقانه. قرأ عليه: أبو علي غلام الهراس، وأبو القاسم الهذلي، وأبو بكر أحمد بن عمر بن أبي الأشعث السمرقندي، وأبو نصر أحمد بن علي بن محمد الزينبي البغدادي، وأبو الحسن علي بن أحمد الأبهري المصيني الضرير، وأبو الوحش سبيع بن المسلم، وأبو بكر محمد بن المفرج البطليوسي، وأبو بكر عتيق بن محمد الردائي، ومؤلف المفتاح أبو القاسم عبد الوهاب بن محمد) القرطبي. وقد روي الحديث عن: نصر بن أحمد بن الخليل المرجيء، وعبد الوهاب بن محمد الطلحي، وأبي حفص الكتاني، وهبة الله بن موسى الموصلي، والمعافى بن زكريا النهرواني، وعبد الوهاب بن الحسن الكلابي، وتمام بن محمد الرازي، وأبي مسلم محمد بن أحمد الكاتب، وخلق يطول ذكرهم.

(30/125)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 126
وله تواليف في الحديث. روي عنه: أبو بكر الخطيب، وأبو سعد السمان، وعبد الرحيم البخاري، وبعد العزيز الكتاني، والفقيه نصر بن إبراهيم المقدسي، وأبو ظاهر محمد بن الحسين الحنائي، وأبو القاسم النسيب. ووثقه النسيب. ولكن من غلاة السنة. صنف كتاباً في الصفات، وروي فيه الموضوعات ولم يضعفها، فما كأنه عرف بوضعها، فتكلم فيه الأشاعرة لذلك، ولأنه كان ينال من أبي الحسن الأشعري. قال أبو القاسم بن عساكر: كان مذهبه مذهب السالمية، يقول بالظاهر ويتمسك بالأحاديث الضعيفة التي تقوي له رأيه. سألت شيخنا ابن تيمية عن مذهب السالمية فقال: هم قوم من أهل السنة في الجملة من أصحاب أبي الحسن بن سالم، أحد مشايخ البصرة وعبادها، وهو أبو الحسن أحمد بن محمد بن سالم من أصحاب سهل بن عبد الله التستري، خالفوا في مسائل فبدعوا. ثم قال ابن عساكر: سمعت أبا الحسن علي بن أحمد بن منصور، يعين أبي قبيس، يحكي عن أبيه قال: لما ظهر من أبي علي الأهوازي الإكثار من الروايات في القراءات أتهم في ذلك، فسار رشأ بن نظيف، وأبو القاسم بن الفرات، ووصلوا إلى بغداد.

(30/126)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 127
وقرأوا على الشيوخ الذين روي عنهم الأهوازي، وجاؤوا بالإجازات، فمضى الأهوازي إليهم وسألهم أن يرونه تلك الخطوط، فأخذها وغير أسماء من سمى ليستر دعواه، فعادت علي بكرة القرآن فلم يفتضح. فحدثني والدي أبو العباس قال: عوتب، أو قال عاتبت، أبا طاهر الواسطي في القراءة على الأهوازي، فقال: أقرأ عليه للعلم ولا أصدقه في حرف واحد. وقال ابن عساكر في تبيين كذب المفتري: لا يستبعدن جاهل كذب الأهوازي فيما أورده من تلك الحكايات، فقد كان من أكذب الناس فيما يدعي من الروايات في القراءات. وقال أبو طاهر محمد بن الحسن الملحي: كنت عند رشأ بن نظيف في داره على باب الجامع) وله طاقة في الطريق، فاطلع منها وقال: قد عبر رجل كذاب. فاطلعت فوجدته الأهوازي. وقال الحافظ عبد الله بن أحمد بن السمرقندي: قال لنا الحافظ أبو بكر الخطيب: أبو علي الأهوازي كذاب في الحديث والقراءات جميعاً. وقال الكتاني: اجتمعت بالحافظ هبة الله بن الحسن الطبري ببغداد، فسألني عن عمن بدمشق من أهل العلم، فذكرت له جماعة منهم أبو علي الأهوازي فقال: لو سلم من الراويات في القراءات. قلت: أما القراءات فتلقوا ما رواه من القراءة وصدقوه في اللقاء. وكان مقريء أهل الشام بال مدافعة معرفة وضبطاً وعلو إسناد. قال أبو عمر الداني: أخذ أبو علي القراءة عرضاً وسماعاً عن جماعة من أصحاب ابن مجاهد وابن شنبوذ. وكان واسع الرواية كثير الطرق حافظاً ضابطاً. أقرأ الناس بدمشق دهراً.

(30/127)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 128
قلت: وقد زعم أن شيخه الغضائري قرأ القرآن على أبي محمد بن عبد الله بن هاشم الزعفراني، عند قراءته على خلف بن هشام البزار، ودحيم الدمشقي، وأن شيخه العجلي قرأ على الخضر بن الهيثم الطوسي سنة عشر وثلاثمائة، عن عمر بن شبة. وفي النفس شيء من قرب هذه الأسانيد. ويكفي من ضعفها أن رواتها مجاهيل. وذكر أن الغضائري قرأ على المطرز، عن قراءته على أبي حمدون الطيب بن إسماعيل، وهذا قول منكر. قال ابن عساكر في حديث هو موضوع رواه الخطيب، عن أبي علي الأهوازي: هو متهم. قلت: رواه الأهوازي في الصفات عن أحمد بن علي الأطرابلسي، عن القاضي عبد الله بن الحسن بن غالب، عن أبي القاسم البغوي، عن هدبة بن خالد، عن حماد بن سلمة، عن وكيع بن عدس، عن أبي زر، عن لقيط بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم: رأيت ربي بمنى على جمل أورق عليه جبة. هذا كذب على الله ورسوله. قد آتهم ابن عساكر أبا علي الأهوازي كما ترى. وهو عندي آثم ظالم لروايته مثل هذا الباطل، ولروايته عن أبي زرعة أحمد بن محمد: نا جدي لأمي الحسن بن سعيد، نا الحسين بن إسحاق التستري، نا حماد بن دليل، عن الثوري، عن قتيبة بن مسلم، عن عبد الرحمن بن سابط، على أبي أمامة رفعه: إذا كان عشية عرفة هبط الله إلى السماء الدنيا ويكون إمامهم إلى المزدلفة، ولا يعرج إلى السماء، تلك الليلة، فإذا أسفر غفر لهم حتى المظالم. ثم يعرض إلى السماء.) وأطم ما للأهوازي في كتبا الصفات له حديث: إن الله لما أراد أن يخلق نفسه خلق الخيل فأجراها حتى عرقت، ثم خلق نفسه من ذلك العرق. وهذا خبر مقطوع بوضعه، لعن الله واضعه ومعتقده مع أنه شيء مستحيل في العقول بالبديهة.

(30/128)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 129
قال ابن عساكر: قرأت بخط الأهوازي قال: رأيت رب العزة في النوم وأنا بالأهواز، وكأنه يوم القيامة فقال لي: بقي علينا شيء اذهب. فمضيت في ضوء أشد بياضاً من الشمس وأنور من القمر، حتى انتهيت إلى طاقة أمام بيت، فلم أزل أمشي عليه ثم انتبهت. قال ابن عساكر: وأنبأنا أبو الفضائل الحسن بن الحسن الكلابي قال: حدثني أخي علي بن الخضر العثماني قال: أبو علي الأهوازي تكلموا فيه، وظهر له تصانيف زعموا أنه كذب فيها. وأنبأنا أبو طاهر الحنائي، وأنا الأهوازي، نا أبو حفص بن سلمون، ثنا عمرو بن عثمان، نا أحمد بن محمد بن يوسف الإصبهاني، ثنا شعيب بن بيان الصفار، نا عمران القطان، عن قتادة، عن أنس: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: إذا كان يوم الجمعة ينزل الله في قبلة كل مؤمن مقبلاً عليه، فإذا سلم الإمام صعد إلى السماء. وبه إلى عمرو بن سلمون، بإسناد ذكره، عن أسماء، مرفوعاً: رأيت ربي بعرفات على جمل أحمر عليه إزار. وهذان والله موضوعان. وحد السوفسطائي أن يشك في وضع هذه الأحاديث. قال الكتاني: وكانت الأهوازي مكثراً من الحديث، وصنف الكثير في القراءات، وكان حسن التصنيف. وفي أسانيد القراءات له غرائب يذكر أنه أخذها رواية وتلاوة. وتوفي في ذي الحجة. وزاد غيره: في رابع ذي الحجة. وقد وهاه ابن خيرون، ورماه ابن عساكر بالكذب غير مرة في كتابه تبيين

(30/129)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 130
كذب المفتري، وقال: رماه الله بالداء الأكبر.
4 (الحسين بن جعفر.)
أبو عبد الله السلماسي، ثم البغدادي. سمع: علي بن محمد بن أحمد بن كيسان، وأبا سعيد الحرفي، وعلي بن لؤلؤ، وجماعة.) قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ثقة أميناً كثير البر والخير. قلت: أخذ السلفي عن أصحابه.
4 (حرف الخاء)

4 (الخليل بن عبد الله بن أحمد.)
أبو يعلي الخليلي القزويني الحافظ مصنف الإرشاد في معرفة المحدثين. كان ثقة حافظاً عارفاً بالعلل والرجال، عالي الإسناد.

(30/130)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 131
سمع من: علي بن يزيد بن أحمد بن صالح القزويني المقريء، ومحمد بن سليمان بن يزيد الفامي، والقاسم بن علقمة، وجده محمد بن علي بن عمر، وعلي بن عمر القصار، وأبي حفص عمر بن إبراهيم الكتاني، ومحمد بن الحسن بن الفتح الصفار، ومحمد بن أحمد بن ميمون الكاتب، وأبي الحسين أحمد بن محمد النيسابوري الخفاف، وأبي بكر محمد بن أحمد بن عبدوس المزكي، وأبي عبد الله الحاكم. وسأل الحاكم عن أشياء من العلل. وروي بالإجازة عن: أبي بكر بن المقريء الإصبهاني، وعن: أبي حفص بن شاهين. روي عنه: أبو بكر بن لال مع تقدمه وهو من شيوخه، وولده أبو زيد واقد بن الخليل، وإسماعيل بن عبد الجبار بن ماك. مات رحمه الله في آخر العام.

(30/131)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 132
4 (عبد الله بن الحسين بن عثمان الهمداني الخباز.)
روي عن: الدارقطني. روي عنه: أبو الغنائم النرسي.
4 (عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن النعمان بن عبد السلام)
الإصبهاني. أبو محمد اللبان. قال الخطيب: كان أحد أوعية العلم. سمع: أبا بكر بن المقريء، وإبراهيم بن خرشيد قوله، وأبا طاهر المخلص، وأحمد بن فراس العبقسي. وكان ثقة، صحب القاضي أبا بكر بن الباقلاني) ودرس عليه الأصول. ودرس الفقه على أبي حامد الإسفرائيني. وقرأ بالروايات، وولي قضاء إيذج. وله مصنفات كثيرة. وكان من أحسن الناس تلاوة. كتبنا عنه، وكان وجيز العبارة في المناظرة مع تدين وعبادة وورع بين وحسن خلق وتقشف ظاهر.

(30/132)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 133
أدرك رمضان سنة سبع وعشرين وأربعمائة ببغداد، فصلى بالناس التروايح في جميع الشهر، فكان إذا فرغها لا يزال يصلي في المسجد إلى الفجر، فإذا صلى درس أصحابه. وسمعته يقول: لم أضع جنبي للنوم في هذا الشهر ليلاً ولا نهاراً. وكان ورده لنفسه سبعاً مرتلاً. قال ابن عساكر: سمعتُ ببغداد من يحيك أن أبا يعلى بن الفراء، وأبا محمد التميمي شيخي الحنابلة كانا يقرءآن على أبي محمد بن اللبان في الأصول سراً، فاجتمعا يوماً في دهليزه فقال أحدهما لصاحبه: ما جاء بك قال: الذي جاء بك. وقال: اكتم علي، وأكتم عليك. ثم اتفقا على أن لا يعودا إليه خوفاً أن يطلع عوامهم عليهما. وقال الخطيب: سمعته يقول: حفظت القرآن ولي خمس سنين، وأحضرت مجلس أبي بكر بن المقريء ولي أربع سنين، فتحدثوا في سماعي، فقال ابن المقريء: اقرأ والمرسلات. فقرأتها ولم أغلط فيها. فقال: سمعوا له والعهدة علي. قال الخطيب: ولم أرد أجود ولا أحسن قراءة منه. قلت: روي عنه أبو علي الحداد. وقرأ عليه بالروايات غير واحد. ومات بإصبهان في جمادى الآخرة. عبد الرحمن بن الحسن بن سعيد. أبو القاسم الخزرجي القرطبي.

(30/133)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 134
رحل إلى المشرق في جمادى الأولى سنة ثمانين وثلاثمائة، فحج أربع حجج. قال أبو علي الغساني: سمعته غير مرة يقول: من شيوخي في القرآن: أبو أحمد السامري، وأبو الطيب بن غلبون، وأبو بكر محمد بن علي الأدفوي. ومن شيوخه في الحديث: أبو بكر المهندس، والحسن بن إسماعيل الضراب، وأبو مسلم الكاتب.) قال: لقيت كل هؤلاء بمصر. ولقي بالقيروان: أبا محمد بن أبي زيد. وقرأ بالأندلس علي: أبي الحسن الأنطاكي. وأقرأ الناس في مسجده بقرطبة زماناً. ثم نقله يونس بن عبد الله القاضي إلى الجامع، فواظب على الإقراء، وأم في الفريضة إلى أن توفي لستٍ بقين في المحرم فجأة. وقال أبو عمر بن مهدي: كان من أهل العلم بالقراءات، حافظاً للخلف بين القراء، مجوداً للقرآن، بصيراً بالنحو، مع الحج والخير والأحوال المستحسنة. أجلس للإقراء بجامع قرطبة.
4 (عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن محمد بن حميد الدمشقي.)
حدث عن: عبد الوهاب الكلابي، وتمام. روي عنه: نجا بن أحمد.
4 (عبد الرحمن بن مسلمة بن عبد الملك بن الوليد.)
أبو المطرف القرشي المالقي.

(30/134)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 135
سكن إشبيلية. كان مقدماً في الفهم، بصيراً بالعلوم الكبيرة قرآن وأصولٍ وحديث وفقه وعربية. قد أخذ من كل علم بحظ وافر. أخذ عن: أبي محمد الأصيلي، وعباس بن أصبغ، وخلف بن قاسم وجماعة. توفي في شوال، وكان مولده سنة تسع وستين. عبد السلام بن الحسين بن بكار. أبو القاسم البغدادي. حدث عن: عيسى بن الوزير. وعنه: أبو علي البرداني.
4 (علي بن الفضل بن أحمد بن محمد بن الفرات.)
أبو القاسم الدمشقي المقريء. إمام جامع دمشق. سمع: عبد الوهاب الكلابي، والحسن بن عبد الله بن سعيد البعلبكي.) ورحل إلى بغدد فقرأ بها القراءات. وسمع من: أبي عمر بن مهدي. وبالكوفة من: القاضي محمد بن عبد الله الجعفي. وبمصر من: عبد الجبار بن أحمد الطرسوسي. روي عنه: ابنه أبو الفضل، وأبو بكر الخطيب، وعبد المنعم بن الغمر، ومحمد بن الموازيني، وأبو القاسم النسيب، وأبو طاهر الحنائي، وأبو الحسن بن الموازيني. ووثقه النسيب. توفي في رجب. ويقال في شعبان.

(30/135)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 136
4 (علي بن ميمون بن حمدان الأسدي المؤذن.)
كوفي. روي عن: ابن عزال. روي عنه: أبي النرسي.
4 (عمر بن محمد بن أحمد بن جعفر.)
أبو عبد الرحمن البحيري النيسابوري المزكي. شيخ من كبار العدول، ومن بيت الحديث والرواية. سمع من: جده، وأبيه، وأبي الحسن الحجاجي، وأبي عمرو بن حمدان، وزاهر السرخسي، وأي طاهر بن خزيمة. وحدث سنين، وأملى مدة في الجامع. قال أبو صالح المؤذن: خلط في سماعه في آخر عمره، وتوفي في ربيع الأول.
4 (عمر بن محمد بن قزعة المؤدب.)
بغدادي، يعرف بابن الدلو. روي عن: أبي عمر بن حيويه. روي عنه: أبو بكر بن الخاضبة، وغيره. قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان صدوقاً.
4 (حرف القاف)
)
4 (القاسم بن إبراهيم بن قاسم بن يزيد الأنصاري.)

(30/136)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 137
من ولد الأمير عبد الله بن رواحة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلّم. أبو محمد القرطبي المعروف بابن الصابوني. نزيل إشبيلية. روي عن: أحمد بن فتح الرسان، وسعيد بن سلمة، ومخلد بن عبد الرحمن، وابن الجسور، ويونس بن عبد الله. وقال ابن خزرج: كان من أهل العلم بالقراءات والحديث. ذا حظ وافرٍ من الفقه والأدب، صدوقاً. توفي بمدينة لبلة. وكان خطيبها وقاضيها في شعبان. وولد سنة ثلاث وثمانين.
4 (حرف الميم)

4 (محمد بن الحسن بن زيد بن حمزة.)
أبو الحسن اليشكري الكوفي. حدث عن: علي البكائي، وأبي زرعة أحمد بن الحسين الرازي. قال أبي النرسي: سماعه صحيح. سمعته يقول: ولدت سنة.
4 (محمد بن عبد الرحمن)
أبو الفضل النيسابوري الحريضي، تصغير الحرضي، يعين الأشناني. حدث ببغداد عن: أبي الحسين الخفاف، والعلوي، وابن فورك. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقاً. توفي بهمذان.

(30/137)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 138
4 (محمد بن عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم.)
أبو الحسين بن أبي محمد بن أبي نصر التيمي الدمشقي المعدل. سمع: أباه، وأبا بكر الميانجي، وأبا سليمان بن زبر، هو آخر من حدث عنهما. وروي عنه: سهل بن بشر، وموسى الصقلي، وأبو القاسم النسيب، وأبو الحسن بن الموازيني، وأبو طاهر الحنائي. وكانت له جنازة عظيمة، غلق له البلد، وحضره النائب. توفي في رجب.)
4 (محمد بن علي بن إبراهيم.)
أبو طالب البيضاوي. توفي في رمضان. وكان مكثراً. سمع: أبا الحسين بن المظفر، وابن حيويه. روي عنه: الخطيب، وأثنى عليه، وعبد العزيز الكتاني. وكان صدوقاً.

(30/138)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 139
4 (محمد بن الفضل بن محمد.)
أبو بكر النيسابوري اللباد. روي الكثير عن: أبي أحمد الحاكم، وأبي الحسين محمد بن المظفر، وطبقتهما.
4 (محمد بن محمد بن عيسى بن حازم.)
أبو الحسين البكري الكوفي المعروف بابن نفط. سمع إفادة أبيه من: علي بن عبد الرحمن البكائي. وكان أمياً لا يكتب. روي عنه: أبي النرسي.
4 (محبوب بن محبوب بن محمد.)
أبو القاسم الخشني الطليطلي. روي عن: محمد بن إبراهيم الخشني، وأبي إسحاق بن سنظير، وأبي جعفر بن ميمون. وكان من أعلم أهل زمانه باللغة والعربية، بصيراً بالحديث وعليه، فهماً فطناً صالحاً. توفي في المحرم. ترجمه ابن مظاهر.
4 (حرف النون)

4 (نصر بن سيار بن يحيى.)
أبو الفتح الهروي القاضي، رئيس بلده. روي عن: جده، وعن: خاله أبي القاسم الداوودي. وخرج له شيخ الإسلام أمالي.) وقتل مظلوماً.

(30/139)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 140
4 (بنت فايز القرطبي.)
امرأة أبي عبد الله بن عتاب. عالمة فاضلة متفننة في العلوم، أخذت علم الآداب عن أبيها، والفقه عن زوجها. وقدمت على أبي عمرو الداني ليقرأ عليها، فوجدته مريضاً فمات، فذهبت إلى بلنسية وقرأت بالروايات السبع على أبي داود صاحب الداني. ثم حجت سنة خمس، وتوفيت راجعة بمصر سنة ست.

(30/140)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 141
1 (سنة سبع وأربعين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن بابشاذ بن داود بن سليمان.)
أبو الفتح المصري الجوهري الواعظ. روي عن: أبي مسلم محمد بن أحمد الكاتب، وأبي الحسن طاهر بن عبد المنعم بن غلبون. قال أبو طاهر السلفي: وفيه على ما قيل لين. قلت: وروي عنه: ابنه طاهر صاحب العربية، وأبو الحسين يحيى بن علي الخشاب المقريء، وأبو عبد الله محمد بن أحمد الرازي، وغيرهم. وتوفي في رمضان. أبو زيد الإصبهاني. عن: أبي بكر بن المقري. وعنه: يحيى بن مندة. مات في جمادى الأولى.
4 (أحمد بن عبد الله بن أحمد بن ثابت.)

(30/141)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 142
الإمام أبو نصر الثابتي البخاري، الفقيه الشافعي. وروي عن: أبي القاسم بن جبارة، وأبي طاهر المخلص. وتفقه على: أبي حامد الإسفرائيني. ودرس وأفتى.) قال الخطيب كتب عنه، وكان ليناً في الرواية. قال الذهلي: كان يدرس ويفتي، وله حلقة في جامع المدينة. وقال: النرس: نا عن زاهر السرخسي. وتوفي في رجب.
4 (أحمد بن علي بن عبد الله.)
أبو بكر البغدادي الزجاجي المؤدب. سمع: أبا القاسم بن حبابة، وأبا حفص الكتاني. قال الخطيب: كان ديناً فقيهاً شافعياً. كتبت عنه، وذكر لي أنه سمع من: زاهر بن أحمد السرخسي، إلا أن كتابه ببلده بطبرستان. وأرخ ابن خيرون وفاته في ذي الحجة، وأنه كان صالحاً.
4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن عبدوس.)

(30/142)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 143
أبو الحسن البغدادي الزعفراني، المؤدب. سمع: أبا بكر القطيعي، وابن ماسي، وابن شاهين. قال الخطيب: كتبت عنه من سماعه الصحيح، ومات في صفر. وقد ولد في سنة ثمان وخمسين. وقال ابن خيرون في الوفيات. كان في كلامه وسماعه تخليط.
4 (حرف التاء)

4 (التقي بن نجم بن عبيد الله.)
أبو الصلاح الحلبي، شيخ الشيعة وعالم الرافضة بالشام. قال يحيى بن أبي طيء في تاريخ: هو عين علماء الشام والمشار إليه بالعلم والبيان، والجمع بين علوم الأديان، وعلوم الأبدان. ولد في سنة أربع وسبعين بحلب، و رحل إلى العراق ثلاث مرات. وقرأ على: الشريف المرتضى. وقال أبن أبي روح: توفي بعد عوده من الحج بالرملة في المحرم، وكان أبو الصلاح علامة في فقه أهل البيت.) وقال غيره: له مصنفات في الأصول والفروع، منها كتاب الكافي، وكتاب التقريب، وكتاب المرشد إلى طريق التعبد، وكتاب المعمدة في الفقه، وكتاب تدبير الصحة صنفه لصاحب حلب نصر بن صالح، وكتاب شبه الملاحدة. وكتبه مشهورة بين أئمة القوم.

(30/143)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 144
وذكر عنه صلاح وزهد وتقشف زائد وقناعة مع الحرمة العظيمة. والجلالة. وأنه كان يرغب في حضور الجماعة. وكان لا يصلي في المسجد غير الفريضة، ويتنفل في بيته، ولا يقبل ممن يقرأ عليه هدية. وكان من أذكياء الناس وأفقههم وأكثرهم تفنناً. وطول ابن أبي طيء ترجمته.
4 (تمام بن محمد بن هارون.)
الخطيب أبو بكر الهاشمي البغدادي. سمع: علي بن حسان الحدلي صاحب مطين. وكان صدوقاً معظماً. كتب عنه أبو بكر الخطيب، والكبار.
4 (حرف الجيم)

4 (جعفر بن محمد بن عفان)
الفقيه أبو الخير المروزي الشافعي. قدم معرة النعمان، وأقرأ بها الفقه. وصنف في المذهب كتاب الذخيرة وكان قدومه المعرة في سنة، ودرس بها. وأخذ عنه أهلها.

(30/144)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 145
4 (حرف الحاء)

4 (الحسن بن رجاء البغدادي.)
الدهان النحوي. أقرأ العربية مدة.
4 (الحسن بن علي بن عبد الله.)
أبو علي العطار المقرئ البغدادي، المؤدب. ويعرف بالقرع، والد فاطمة صاحبة الخط المنسوب. سمع من: عيسى بن الوزير، وأبي حفص الكتاني، والمخلص.) وقرأ بالرويات على: أبي الفرج عبد الملك بن بكران النهرواني، وأبي إسحاق إبراهيم بن أحمد الطبري، وأبي الحسن الحمامي، وجماعة. قرأ عليه: أبو طاهر بن سوار، وأبو طالب القزاز. وروي عنه: أبو بكر الخطيب وقال: لم يكن به بأس.
4 (الحسين بن أحمد بن محمد بن حبيب.)
أبو عبد الله القادسي البزاز.

(30/145)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 146
كان يملي في جامع المنصور مدة عن: أبي بكر القطيعي، والوراق، وأبي بكر بن شاذان. قال الخطيب: حضرته يوماً وطالبته بأصول، فدفع إلي عند ابن شاذان وغيره أصولاً صحيحة. فقلت: أرني أصلك عن القطيعي. فقال: أنا لا يشك في سماعي منه. سمعني خالي هبة الله المفسر منه المسند كله. فقلت: لا تروين ههنا شيئاً إلا بعد أن تحضر أصولك وتوقف عليها أصحاب الحديث. فانقطع ومضى إلى مسجد براثاً فاملى فيه. وكانت الرافضة تجتمع هناك، فقال لهم: منعتني النواصب أن أروي في جامع المنصور فضائل أهل البيت. ثم جلس في مسجد الشرقية، واجتمعت إليه الرافضة، ولهم إذ ذاك قوة وكلمتهم ظاهرة، فاملى عليهم العجائب من الموضوعات في الطعن على السلف. وقال لي: يحيى بن حسين العلوي: أخرج إلي ابن القادسي أجزاء كثيرة من القطيعي، فلم أر في شيء منها له سماعاً صحيحاً إلى في جزء واحد. وكانت أجزاء عتقاً قد غير أوائلها وكتبه بخطه، وأثبت فيها سماعه. وقال أبي النرسي: كان ابن القادسي يسمع لنفسه، وكان له سماع صحيح، منه حديث الكديمي، وجزء من حديث القعنبي، وأجزاء من مسند أحمد. سمعنا منه.

(30/146)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 147
قلت: حديث الكديمي وقع لنا، وكان قد تفرد به ابن الموازيني، عن البهاء. ومات بان القادسي في ذي القعدة.
4 (الحسين بن علي بن جعفر بن علكان ابن الأمير أبي دلف العجلي الفقيه.)
قاضي القضاة أبو عبد الله الجرباذقاني، والمعروف بابن ماكولا. ولي قضاء القضاة ببغداد سنة عشرين وأربعمائة.) قال الخطيب. ولم نر قاضياً أعظم نزاهة منه. سمعته يقول: سمعت من أبي عبد الله بن مندة بإصبهان. توفي في شوال وهو حينئذ قاضي القضاة، وكان عارفاً بمذهب الشافعي. وقيل إنه ولد سنة، وهو عم الحافظ أبي نصر الأمير.
4 (الحسين بن علي بن محمد بن أبي المضاء.)
أبو علي البعلبكي، القاضي.

(30/147)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 148
حدث عن: الحسن بن عبد الله سعيد الكندي الحمصي، والحسين بن أحمد البعلبكي. روي عنه: أبو المضاء محمد بن علي المعروف بالشيخ الدين، وسماعه منه ببعلبك في سنة ست وأربعين. وتوفي بعدها بسنة.
4 (حكم بن محمد بن حكم.)
أبو العاص الجذامي القرطبي، ويعرف بابن إفرانك. روي عن: عباس بن أصبغ، وخلف بن القاسم، وعبد الله بن إسماعيل بن حرب، وهاشم بن يحيى، وجماعة كبيرة. ولقي بطليطلة: عبدوس بن محمد، وغيره. ورحل سنة إحدى وثمانين وحج، فأخذ عن: أبي يعقوب بن الدخيل، وأبي بكر أحمد بن محمد المهندس، وإبراهيم بن علي التمار، وأبي محمد بن أبي زيد الفقيه. وقرأ القرآن على: أبي الطيب بن غلبون. وكان مسند أهل الأندلس في عصره. روي عنه الكبار: أبو مروان الطبني، وأبو علي الغساني وقال: كان رجلاً صالحاً ثقة، مسنداً. علت روايته لتأخر وفاته. وكان صليباً في السنة، مشدداً على أهل البدع، عفيفاً ورعاً، صبوراً على القلة، متين الديانة، رافضاً للدنيا،

(30/148)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 149
مهيناً لأهلها، منقبضاً عن السلطان، يتمعش من بضيعة حل ببلده، يضارب له بها بعض إخوانه المسافرين. توفي في صدر ربيع الآخر عن سن عالية عن بضعٍ وتسعين سنة. وقال عبد الرحمن بن خلف إنه رأى على نعش حكم هذا يوم دفنه طيوراً لم تعهد بعد كانت) ترفرف فوقه، وتتبع جنازته إلى أن دفن كالذي رئي على نعش أبي عبد الله بن الخفار، رحمهما الله تعالى.
4 (حمزة بن محمد بن عبد الله بن محمد الحسين.)
أبو طالب الهاشمي الجعفري الطوسي الصوفي، وكان كثير الأسفار. سمع بدمشق: عبد الوهاب الكلابي، وطلحة بن أسد. وسمع بإصبهان: الحافظ ابن مردويه. وبأماكن. روى عنه: شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري، وأحمد بن سهل السراج، وأبو المحاس الروياني، وغيرهم. وسكن نوقان، وسمع منه بها خلق. وبها توفي رحمه الله في شعبان.

(30/149)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 150
4 (حمزة بن القاسم بن عفيف.)
أبو القاسم المصري الوراق. توفي أيضاً في شعبان.
4 (حرف الذال)

4 (ذو النون بن أحمد بن محمد.)
أبو الفيض المصري العصار. سمع: القاضي أبا الحسن الحلبي، وغيره. وري عنه: أبو عبد الله الرازي.
4 (حرف الراء)

4 (رافع بن نصر.)
أبو الحسن البغدادي الشافعي، الزاهد الفقيه المفتي. المعروف بالحمال. روي عن: أبي عمر بن مهدي الفارسي. وحكى عن: أبي بكر بن الباقلاني، وعن: أبي حامد الإسفرائيني.) وكان يعرف الأصول. أخذ عنه عبد العزيز الكتاني، وله شعر حسن. وتوفي بمكة. وقال محمد بن طاهر: سمعت هياج بن عبيد يقول: كان لرافع الحمال في الزهد قدم. وإنما تفقه أبو إسحاق الشيرازي والقاضي أبو يعلى الفراء بمعاونة رافعٍ لهما. كان يحمل وينفق عليهما.

(30/150)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 151
ومن شعر رافع الحمال:
(كُرّ كَرّ العّبْدِ إن أحْ .......... ببت أن تحسب حراً)

(واقطع الآمال عن فض .......... ل بني آدم طرا)

(أنت ما أستغنيت عن مث .......... لك أعلى الناس قدرا)
وكان عرافاً بمذهب الشافعي. وكان يفتي بمكة. قال ابن النجار: قرأ شيئاً من الأصول على ابن الباقلاني، وتفقه علي أي حامد الإسفرائيني. حدث عنه: سهل بن بشر الإسفرائيني، وجعفر السراج. وكان موصوفاً بالزهد والعبادة والمعرفة رحمه الله.
4 (حرف السين)

4 (سليم بن أيوب بن سليم)

(30/151)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 152
أبو الفتح الرازي الفقيه الشافعي. المفسر الأديب سكن الشام مرابطاً محتسباً لنشر العلم والسنة والتصانيف. حدث عن: محمد بن عبد الله الجعفي، ومحمد بن جعفر التميمي الكوفيين، وأحمد بن محمد البصير، وحمد بن عبد الله الرازيين، وأبي حامد الإسفرائيني، وأحمد بن محمد المجبر، وأحمد بن فارس اللغوي، وجماعة. روي عنه: الكتاني، وأبو بكر الخطيب، والفقيه نصر المقدسي، وأبو نصر الطريثيثي، وعلي بن طاهر الأديب، وعبد الرحمن بن علي الكاملي، وسهل بن بشر الإسفرائيني، وأبو القاسم علي بن إبراهيم النسيب وقال: هو ثقة، فقيه، مقريء، محدث. وقال سهل الإسفرائيني: حدثني سليم أنه كان في صغره بالري، وله نحو عشرين سنين، فحضر بعض الشيوخ وهو يلقن فقال لي: تقدم فاقرأ. فجهد أن أقرأ الفاتحة فلم أقدر على ذلك لانغلاق لساني.) فقال: لك والدة قلت: نعم. قال: هل تدعو لك أن يرزقك الله قراءة القرآن والعلم. قلت: نعم. فرجعت فسألتها الدعاء، فدعت لي. ثم إني كبرت ودخلت بغداد وقرأت بها العربية والفقه، ثم عدت إلى الري، فبينا أنا في الجامع أقرأ بمختصر المزني وإذا الشيخ قد حضر وسلم علينا وهو لا يعرفني. فسمع مقابلتنا وهولا يعلم ما نقول، ثم قال: متى يتعلم مثل هذا؟

(30/152)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 153
فأردت أن قول له: إن كانت لك والدة قل لها تدعو لك، فاستحييت منه، أو كما قال. وقال أبو نصر الطرايثيثي: سمعت سليماً يقول: علقت عن شيخنا أبي حامد جميع التعليق، وسمعته يقول: وضعت مني صور، ورفعت بغداد من أبي الحسن بن المحاملي. قال ابن عساكر: بلغني أن سليماً تفقه بعد أن جاز الأربعين، وقرأت بخط غيث الأرمنازي: غرق سليم الفقيه في بحر القلزم عند ساحل جدة بعد الحج في صفر سنة سبع وأربعين. وقد نيف على الثمانين. وكان رحمه الله فقيهاً مشاراً إليه. صنف الكثير في الفقه وغيره، ودرس. وهو أول من نشر هذا العلم بصور، وانتفع به جماعة، منهم الفقيه نصر.

(30/153)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 154
وحدثت عنه أنه كان يحاسب نفسه على الأنفاس، لا يدع وقتاً يمضي بغير فائدة، إما ينسخ، أو يدرس، أو يقرأ. وحدثت عنه أنه كان يحرك شفتيه إلى أن يلقط القلم رضي الله عنه.
4 (ستيتة بنت عبد الواحد بن محمد بن سبنك البجلي.)
امرأة صادقة فاضلة بغدادية. سمعت من عمر بن سبنك. وحدثت. روي عنها الخطيب.
4 (سهل بن طلحة.)
قال الحبال: ذكر أنه سمع من ابن المقريء بإصبهان.
4 (سهل بن محمد بن الحسن.)

(30/154)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 155
أبو الحسن القايني الصوفي، عرف بالخشاب. سكن دمشق، وحدث عن: أبي جعفر محمد بن عبد الله القايني الحافظ، والقاضي أبي القاسم حسين بن علي.) روي عنه: أحمد بن أبي الفتح الشهروزوري، ونصر بن إبراهيم المقدسي، وجماعة. توفي بمصر في صفر.
(تمناه ظرفي في الكرى فتجنبا .......... وقبلت يوماً ظله فتغضباً)

(وخبر أني قد عبرت بابه .......... لأخلس منه نظرة فتحجبا)

(ولو هبت الريح الصبا نحو أذنه .......... بذكري لسب الريح أو لتعتبا)

(وما زاده عندي قبيح فعاله .......... ولا الصد والهجران إلى تحببنا)

4 (حرف الطاء)

4 (طلحة بن عبد الرزاق بن عبد الله بن أحمد الإصبهاني.)

(30/155)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 156
رحل وسمع من: أبي طاهر المخلص. روي عنه: أبو علي الحداد. وتوفي في جمادى الآخرة. وأبوه هو أخو أبي نعيم الحافظ، وله سماع من ابن المقري.
4 (حرف العين)

4 (عبد الله بن الحسين.)
قاضي القضاة أبو محمد الناصحي، الفقيه الحنفي. ولي قاضي القضاة للسلطان الكبير محمود بن سبكتكين. وروي عن: بشر بن أحمد الإسفرائيني. وطال عمره وعظم قدره.
4 (عبد الله بن علي بن محمد بن حمويه الإصبهاني الجمال.)
روي عن: ابن المقريء. توفي في جمادى الأولى.
4 (عبد الرحيم بن الحسين.)
الوزير الأوحد أبو عبد الله الكاتب. ويلقب بالعادل. وزر للملك الرحيم أين نصر بن أبي كاليجار، وخلع عليه الخليفة. وكان سمحاً جواداً، ظلماً سفاكاً للدماء.)

(30/156)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 157
غضب عليه أبو نصر وطلبه، وقد غطوا على حفيرة في دار الملك بحصيرة، فلما مر نزل فيها وطم عليه في الحال. وذلك في شهر رمضان سنة سبع.
4 (عبد الغفار بن محمد الأمدي.)
أبو طاهر سمع: إسحاق بن سعد النسوي، وغيره. قال أبي النرسي: كان ثقة، حدثنا ببغداد.
4 (عبد الملك بن عبد الله بن محمود بن صهيب بن مسكين.)
أبو الحسن المصري الفقيه الشافعي. روي عن: أبيض بن محمد الفهري صاحب النسائي، وعبيد الله بن محمد بن أبي غالب البزار، وأبي بكر بن المهندس، وأبي بكر محمد بن القاسم بن أبي هريرة، وعلي بن الحسين الأنطاكي قاضي أذنة، وغيرهم. ويعرف أيضاً بالزجاج. روي عنه: الرازي في مشيخته.
4 (عبد الملك بن محمد بن محمد بن سلمان.)
أبو محمد البغدادي. روي عن: القاضي أبي بكر الأبهري، وعلي بن لؤلؤ، وغيرهما. توفي في شعبان.

(30/157)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 158
4 (عبد الوهاب بن الحسين بن عمر بن برهان.)
أبو الفرج البغدادي، المحدث الغزال. أخو محمد. سمع: أبا عبد الله العسكري، وإسحاق بن سعد النسوي، وعلي بن لؤلؤ، ومحمد بن عبد الله بن بخيت، وابن الزيات، وأبا بكر الأبهري، وابن المظفر. وسكن صور وحدث بها. روي عنه: أبو بكر الخطيب ووثقه، والفقيه نصر المقدسي، وآخرون. ولد سنة اثنتين وستني وثلاثمائة. وتوفي بصور في شوال.

(30/158)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 159
4 (عبد الوهاب بن محمد بن موسى.)
) أو أحمد الغندجاني. قال الخطيب: سمع من: أحمد بن عبدان الحافظ، ومن: أبي طاهر المخلص، وحدثنا بتاريخ البخاري عن ابن عبدان بعضه بقوله، وأرجو أن يكون صدوقاً. مات في جمادى الأولي. قلت: روي عنه: أبو الفضل بن خيرون، وأبو الحسين بن الطيوري، وأبو الغنائم النرسي.
4 (عبيد الله بن علي بن أبي قربة.)
أبو القاسم العجلي الحذاء الكوفي. قال أبو الغنائم النرسي: ثنا عن علي بن بكار، وغيره. وهو ثقة.
4 (عبيد الله بن محمد بن زمناتة.)

(30/159)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 160
أبو القاسم الشيباني سبط ابن النحاس الكوفي. قال أبي أبو الغنائم: ثنا عن جده والكهبلي.
4 (عبيد الله بن المعتز بن منصور بن عبد الله بن حمزة.)
أبو الحسن النيسابوري، من بيت الحشمة والثروة بنيسابور. سمع من: أبي الفضل بن خزيمة، وأبي بكر الجوزقي، وأبي الفضل الفامي، وأبي محمد المخلدي. وحدث بإصبهان والري. روي عنه: أبو علي الحداد، وغيره. وتوفي في أواخر السنة. وروي عنه أيضاً: أبو بكر محمد بن يحيى المزكي، ومحمد بن عبد الله خوروست، وإسحاق بن أحمد الراشتياني. ولهذا أخ اسمه:
4 (منصور المعتز)
روي عن أبي الحسن العلوي. وعنه: إسماعيل بن المؤذن.)
4 (علي بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن جبريل القلانسي.)
الرئيس النسفي. روي عن: أبي بكر الإسماعيلي. كذا قال صاحب القند.

(30/160)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 161
وعن: جده أبي بكر محمد بن إبراهيم، والحسن بن صديق النسفي، وفائق الخاصة، وجماعة. كنيته أبو الحسن. توفي في رجب وقد قارب التسعين.
4 (علي بن المحسن بن علي.)
أبو القاسم بن أبي علي التنوخي، القاضي، صاحب الطوالات. سمع: ابن سعيد الرزاز، وعلي بن محمد بن كيسان، وأبا سعيد الحرفي، وأبا عبد الله الحسين بن محمد العسكري، وعبد الله بن إبراهيم الزيني، وإبراهيم بن أحمد الخرقي، وعبد العزيز بن جعفر الخرقي، وخلقاً. قال الخطيب: سمعته يقول: ولدت بالبصرة في النصف من شعبان سنة وخمس وستين. وأول سماعي في شعبان سبعين. قال: وكان متحفظاً في الشهادة عند الحكام، صدوقاً في الحديث. تقلد قضاء المدائن، وقرميسين، والبردان، وغيرها من النواحي. ومات في ثاني المحرم سنة سبغ. وكذا ورخه ابن خيرون وقال: قيل كان رأيه الرفض والاعتزال.

(30/161)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 162
قلت: وقد انتخب عليه الخطيب، وغيره. وحدث عنه خلق، منهم: أبي النرسي، والحسن بن محمد الباقرحي، ونور الهدى أبو طالب الحسين بن محمد الزينبي، وأبو علي محمد بن محمد بن المهدي، وأبو شجاع بهرام، وأبو منصور محمد بن أحمد بن النقور، وأبو القاسم هبة الله بن الحصين، وخلق سواهم. قال شجاع الذهلي: كان يتشيع ويذهب إلى الاعتزال.
4 (حرف الفاء)

4 (الفضل بن صالح بن علي.)
أبو علي الروذباري، ثم المصري.) روي عن: علي ابن الحافظ أبي سعيد بن يونس. روي عنه: الرازي في مشيخته.
4 (حرف القاف)

4 (القاسم بن سعيد بن العباس.)
أبو أحمد بن المحدث أبي عثمان القرشي الهروي. سمع: أباه، وعبد الله بن حمويه السرخسي، وعبد الرحمن بن أبي شريح. وحدث.
4 (حرف الميم)

4 (محمد بن أحمد بن بدر.)

(30/162)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 163
أبو عبد الله الطليطلي. روي عن: أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن حسين، وعبد الله بن دنين، والمنذر بن المنذر، وأبي جعفر بن ميمون. وكمان فقيهاً مفتياً جامعاً للعلم، كثير العناية به، عاقلاً وقوراً خيراً. كان يتخير للقراءة على الشيوخ لفصاحته ونهضته. قرأ الموطأ في يوم على المنذر بن المنذر. وتوفي رحمه الله في رجب.
4 (محمد بن إسحاق بن أبي حصين.)
القاضي أبو الحسن توفي بمصر قال الحبال: عنده إسناد العراق.
4 (محمد بن الحسن بن أحمد بن محمد بن الليث.)
أبو بكر الكشي، ثم الشيرازي، ابن الإمام أبي علي. سمع: ابن المقري، وابن مندة بإصبهان. ومات في السنة. ذكره يحيى بن مغدة.) والكشي بالمعجمة. ومات أبوه سنة خمس وأربعين.
4 (محمد ذخيرة الدين)

(30/163)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 164
ولي عهد أمير المؤمنين أبو العباس ابن أمير المؤمنين القائم بأمر الله عبد الله بن القادر بالله أحمد. قال ابن خيرون: ولد سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة، وخطب له بولاية العهد سنة أربعين، ولقب ذخيرة الدين، فأدركه أجله في ثامن عشر ذي القعدة. وكان قد ختم القرآن وحفظ الفقه والعربية والفرائض. وقال ابن النجار: خلف جارية حاملاً، فولدت ابناً وهو أمير المؤمنين أبو القاسم عبد الله بن محمد المقتدي بأمر الله.
4 (محمد بن علي بن يحيى بن سلوان المازني.)
أبو عبد الله بن القماح الدمشقي. سمع نسخة أبي مسهر وما معها من الفضل بن جعفر، وليس عنده سواهما. روي عنه: الكتاني، والخطيب، والفقيه نصر، وسهل بن بشر، ونجا بن أحمد، أبو طاهر الحنائي، والنسيب وقال: هو ثقة، وأبو الحسن علي، وأبو الفضل محمد ابنا الموازيني، والحسن بن أحمد بن أبي الحديد، وعبد المنعم بن الغمر الكلابي. وتوفي في ذي الحجة. وولد في سنة اثنتين وستين وثلاثمائة.
4 (مكرر محمد بن القاسم بن محمد بن إسماعيل بن هشام.)
أبو عبد الله الأموي المرواني.

(30/164)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 165
من أولاد أمير الأندلس. روي عن: أبيه. وكان صاحب ديوان الإنشاء بطليلطلة، له يد طولي في الرسائل والآداب، وشهرة تامة. روي عنه: أبو بكر المصحفي.
4 (محمد بن القاسم بن ميمون بن حمزة بن الحسين بن محمد.)
أبو الحسن العلوي الحسيني المصري.) أخو أبي إبراهيم أحمد، من كبراء المصريين. وجدهما ميمون يروي عن أحمد بن عبد الوارث العسال. توفي محمد في ذي القعدة.
4 (محمد بن محمد بن عيسى بن حازم.)
أبو طاهر البكري الكوفي. عرف بابن نفط. قال أبي النرسي: روي لنا كأخيه عن البكائي.
4 (محمد بن محمد)
أبو الفضل الإسفرائيني الرافعي القاضي. سمع: أبا الحسن بن جهضم بمكة، ومحمد بن عبد الصمد الزرافي صاحب خيثمة بأطرابلس، وتمام بن محمد بدمشق.

(30/165)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 166
وولي قضاء إسفراين، وبها مات. روي عنه: أبو الحسن علي بن محمد الجرجاني.
4 (محمد بن يحيى الكرماني.)
أبو عبد الله، نزيل بغداد. روي عنه: الخطيب. وتوفي في ربيع الأول. سمع من: أبي الحسن أحمد بن محمد بن الصلت القرشي، وابن رزقويه، وبان بشران، وخلق. وقرأ الكثير. وروي عنه أيضاً: طاهر بن محمد النيسابوري.
4 (منصور بن عمر بن علي.)
الإمام أبو القاسم البغدادي الكرخي الفقيه الشافعي. ذكره أبو إسحاق في الطبقات، فقال: ومنهم شيخنا أبو القاسم منصور الكرخي. تفقه على: أبي أحمد الإسفرائيني. وله عنه تعليقة.

(30/166)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 167
وصنف في المذهب كتاب الغنية. ودرس ببغداد.) قلت: توفي في جمادى الآخرة، وسمع: أبا طاهر المخلص، وأبا القاسم الصيدلاني. وحدث. روي عنه: الخطيب، وقال: هو من أهل كرخ جدان.
4 (حرف الهاء)

4 (هاشم بن عبيد الجابري.)
ثم المصري. سمع كثيراً، وحدث. قاله الحبال.
4 (الكنى)

4 (أبو بكر بن أحمد.)
عرف بابن الخياط المنجم. من تلامذة مسلمة المرحيطي. برع في أحكام النجوم، وهو علم باطل. وخدم الأمير المأمون يحيى بن ذي النون. وكان عارفاً أيضاً بالطب. عاش ثمانين سنة، وتوفي بطليلطلة.

(30/167)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 168
1 (سنة ثمان وأربعين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن الحسن بن علي.)
أبو سعد الإصبهاني الشطرنجي، الواعظ المعروف بابن البغدادي. أخو الحسن وعلي. روي عن أبيه الحسن بن علي بن أحمد بن سليمان التاجر عن جده علي بن أحمد صاحب أبي حاتم الرازي. وعن أبيه، عن الفضل بن الخصيب، وابن أخي أبي زرعة، وجماعة. وعن عبيد الله بن يعقوب راوي مسند أحمد بن منيع. وروي عنه: إسماعيل بن الفضل الإخشيد، وغيره. وقع لنا من مجالسه. توفي في جمادى الأولى.
4 (أحمد بن الحسني بن الشيخ أبي بكر محمد بن عبد الله بن بخيت.)
أبو الحسن المصري البغدادي. سمع: جده. قال الخطيب: كتبنا عنه. وسمع لنفسه في بعض الأجزاء. مات في المحرم وهو في عشر التسعين.

(30/168)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 169
وحدث عنه: شجاع الذهلي.
4 (أحمد بن الحسين.)
أبو الحسين الفناكي الرازي، الفقيه الشافعي. تفقه علي: أبي حامد الإسفرائيني. ورحل إلى الإمام أبي عبد الله الحليمي إلى بخاري فدرس عليه، وتصدر ببروجرد يفيد ويعلم. وعمر دهراً.
4 (أحمد بن محمد ب أحمد بن يعقوب بن قفرجل.)
أوب الحسين البغدادي الوزان. سمع: جده لأمه أبا بكر بن قفرجل، وعلي بن لؤلؤ، وعمر بن شاهين.) قال الخطيب: كان صدوقاً. مات في ربيع الآخر.
4 (أحمد بن أبي علي محمد بن الحسين بن داود بن علي السيد.)
أبو الفضل العلوي الزاهد المقريء الحنفي، الفقيه. كان عديم النظير في العلوية، وأفضل أهل بيته. روي عن: عمه أبي الحسن العلوي، والخفاف، وأبي ذكريا الحربي، والطبقة. روى عنه جماعة.

(30/169)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 170
وتوفي في ذي الحجة.
4 (أحمد بن محمد بن علي بن نمير.)
أبو سعيد الخوارزمي الضرير الفقيه، العلامة الشافعي. تلميذ الشيخ أبي حامد. قال الخطيب: درس وأفتى، ولم يكن بعد أبي الطيب الطبري أحد أفقه منه كتبت عنه، عن عبد الله بن أحمد بن الصيدلاني. توفي في صفر. وكان يقدم علي أبي القاسم الكرخي، وعلي أبي نصر الثابتي.
4 (أحمد بن محمد بن عبد الوهاب بن طاوان.)
أبو بكر الواسطي. يعرف بشرارة.

(30/170)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 171
4 (أحمد بن محمد بن الواحد بن بابشاذ.)
أبو الخطاب المقريء البغدادي البزاز. قرأ القرآن على الحمامي، وسمع منه ومن: عبد القاهر بن عترة. روي عنه: أبو طاهر بن سوار، والمبارك بن عبد الجبار الصيرفي. وثقه أبو الفضل بن خيرون، وقال: مات في ربيع الأول.
4 (إبراهيم بن محمد)
أبو إسحاق الفهمي الطليطلي. روي عن: أبي محمد بن القشاري، ويوسف بن أصبغ.) وكان متفنناً في العلوم لغة وعربية وفرائض وحساب، ومشوراً في الأحكام وتوفي في شعبان.
4 (إبراهيم بن سليمان بن إبراهيم بن حمزة.)
أبو إسحاق البلوي المالقي، صهر أبي عمر الطلمنكي، فأكثر عن أبي عمر. وكان مقدماً في التعبير.
4 (إسماعيل بن الحسن بن محمد بن الحسين بن داود بن علي النقيب أبو المعالي العلوي)
النيسابوري.

(30/171)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 172
سمع جده، وأبا الحسين الخفاف، وجماعة. وأملى، وله حشمة وجلالة. توفي في ربيع الأول عن تسع وخمسين سنة.
4 (إسماعيل بن علي بن الحسن بن بندار بن المثنى.)
أبو سعد الإستراباذي الواعظ. حدث عنه: الحاكم، وشافع بن محمد بن أبي عوانة، وجماعة. روي عنه: أبو بكر الخطيب، ومكي الرميلي، وشيخ الإسلام الهكاري، وآخرون. قال الخطيب: ليس بثقة. وقال ابن طاهر: بان كذبه ومزقوا حديثه. مات بالقدس.

(30/172)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 173
4 (حرف الجيم)

4 (جعفر بن محمد بن الظفر)
أبو إبراهيم النيسابوري. حدث ببغداد عن: الحسين الخفاف، والحاكم أبي عبد الله. قال الخطيب: ثنا وكان إمامياً.

(30/173)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 174
4 (حرف الحاء)

4 (الحسن بن محمد بن علي بن جابر.)
العلامة أبو محمد الدهان، اللغوي النحوي. أحد الأعلام ببغداد.) قرأ بالروايات الكثيرة، ودرس فقه أبي حنيفة. وقرأ النحو على الرماني، وغيره. وروي عن أبي الحسين بن بشران. وكان معتزلياً. روي عنه: عزيزي الجيلي، وأبو زكريا يحيى التبريزي، وعثمان بن علي الأديب. مات في جمادى الأولى.
4 (الحسن بن الحسين.)
أبو علي الخلعي الفقيه الشافعي. توفي بمصر في شوال. وبإفادته سمع ابنه القاضي أبو الحسن.
4 (الحسن بن عبد الواحد بن سهل بن خلف.)
أبو محمد البغدادي.

(30/174)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 175
توفي في ربيع الآخر. سمع: الحربي، والدار قطني، وعيسى بن الوزير. روي عنه: الخطيب، وغيره.
4 (الحسن بن محمد بن الحسن.)
أبو محمد الصفار. توفي بخراسان في سلخ شوال. روي عن: أبي طاهر بن خزيمة، وأبي محمد الخلدي، والجوزقي، وأبيه عبد الله الصفار التاجر.
4 (الحسن بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن حمشاذ.)
أبو علي السابوري. شيخ، ثقة. سمع: أبا طاهر بن خزيمة، وأبا الحسن الماسرجسي، وأبا الجوزقي، وأبا محمد المخلدي. وتوفي في ربيع الآخر.
4 (الحسين بن أحمد بن محمد بن عمر بن عبد الله بن أحمد.)
) الأنصاري البغدادي أبو عبد الله.
4 (الحسين بن عثمان.)
أبو عبد الله البرداني الفقيه الحنبلي، نزيل ميافارقين.

(30/175)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 176
كان إماماً مفتياً عالماً.
4 (الحسين بن علي بن عمرويه.)
الرمحاري الحنفي أبو القاسم الحاكم. روي عن: أبي محمد المخلدي، وأبي زكريا الحربي. مات في شعبان. الحسين بن علي بن محمد بن الفرحان. أبو طالب. توفي في ذي الحجة. حمزة بن محمد. أبو طالب الجعفري الطوسي الصوفي. روي عن: عبد الوهاب الكلابي، وطلحة بن أسد، وأبي بكر بن مردويه، وجماعته. وعنه: شيخ الإسلام الأنصاري، وغيره. ورخه ابن عساكر في هذه السنة. وقد مر. حميد بن المأمون بن حميد بن رافع. أبو غانم القيسي الهمذاني الأديب. روي عن: أبي بكر بن لال، وأحمد بن تركان، وأبي بكر الشيرازي روي عنه الألقاب له، وعلي بن أحمد البيع، وأبي الحسن بن جهضم، وعلي بن أحمد بن عبد أن الأهوازي، وأبي عمر بن مهدي الفارسي، وأبي الحسن بن

(30/176)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 177
رزقويه، وأحمد بن محمد البصير الرازيّ، وجماعة. وقال شيروية: ما أدركته. وثنا عنه: أبو الفضل القومسانيّ، وابن ممًّان، والبّزاز، وأحمد بن عمر البيِّع، وعامّة مشايخي. وسمع منه كهولنا، وهو صدوق. توفّي في ذي العقدة.
4 (حرف الدال)

4 (داود بن الحسين بن غانم.)
) أبو الحسن البغداديّ. أصله من حلب. وتوفّي في جمادى الآخرة.
4 (داود بن سليمان.)
توفّي في جمادى الأولى.
4 (حرف السين)

4 (سعيد بن محمد بن جعفر.)
أبو عثمان الأموي، الطُّليطليّ الزاهد. روى عن: محمد بن عيسى بن أبي عثمان، وإبراهيم بن محمد بن شنظير. وكان ديِّناً ثقة، فاضلاً منقبضاً، كثير الصّلاة والصِّيام، قد نبذ الدنيا وأقبل على العبادة.
4 (حرف العين)

4 (عبد الله بن أحمد بن عبد الملك بن هاشم.)

(30/177)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 178
أبو محمد بن أبي عمر الإشبيليّ المكويّ. سمع من أبي محمد بن أسد صحيح البخاري واستقضاه الأمير أبو الحزم جهور بقرطبة بعد أبي بكر بن ذكوان، ولم يكن من القضاء في وردٍ ولا صدر لقلة علمه. ثم عزله أبو الوليد محمد بن أبي حزم سنة خمسٍ وثلاثين وأربعمائة. وبقي خاملاً إلى أن توفيّ في جمادى الأولى، وقد قارب السّبعين.
4 (عبد الله بن أبي الحسن محمد بن أحمد بن رزقويه.)
البغداديّ أبو بكر. سمّعه أبوه من: ابن عبيد العسكريّ، وابن المظفّر، وعليّ بن لؤلؤ. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان سماعه صحيحاً. سكن بقرية بحذاء النُّعمانية.
4 (عبد الله بن الوليد بن سعيد بن بكر.)
أبو محمد الأندلسّي الأنصاريّ نزيل مصر أحد الفقهاء المالكيّة. سمع بقرطبة قديماً من إسماعيل بن إسحاق القطان، ورحل سنة أربع وثمانين، فأخذ عن أبي محمد بن أبي زيد كتاب السّيرة بروايته عن ابن الورد البغداديّ، وكتاب: الرّسالة، وغير ذلك. وأخذ عن: أبي الحسن القابسيّ، وأبي جعفر أحمد بن دحمون. وحجّ، فأخذ عن: أبي العبّاس) أحمد بن بندار الرّازيّ، وأبي ذرّ. وولد سنة ستّين وثلاثمائة، وكان من سادات الأندلسّيين وفضلائهم.

(30/178)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 179
روى عنه: أبو الفضل جعفر بن إسماعيل بن خلف الأنصاريّ، ومحمد بن أحمد الرّازي، وآخرون. قال أبو مروان الطّبنيّ الأندلسيّ. روى عنه جماعة من أهل الأندلس، وطال عمره، وخرج من مصر إلى الشّام في ربيع الأول سنة سبعٍ وأربعين فتوفيّ بالشّام في شهر رمضان سنة ثمانٍ.
4 (عبد الرّزاق بن أحمد بن محمد بن عبد الله.)
أبو الفضل الإصبهانيّ البقّال. سمع: أبا بكر بن المقري، وغيره. وروى عنه: أبو عليّ الحدّاد، وإسماعيل الإخشيد.
4 (عبد العزيز بن بندار بن عليّ بن الحسن.)
أبو القاسم الشّيرازيّ، نزيل حرم الله. كان شيخاً صالحاً جليلاً صدوقاً مكثراً، جاور مدّة طويلة وحدَّث عن: عبد الكريم بن أبي جدار المصريّ، وأبي بكر بن لال الهمذانيّ، وأحمد بن فراس العبقسيّ. روى عنه: عبد العزيز النَّخشبيّ وقال: ثقة صاحب حديث ثمّ ورّخه. روى عنه أيضاً: أبو شاكر بن محمد العثمانيّ.
4 (عبد العزيز بن أحمد الحلوائيّ.)

(30/179)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 180
شمس الأئمّة الحنفيّ. قيل: مات سنة ثمانٍ أو تسعٍ. وأربعين. وسيأتي سنة ستٍّ وخمسين.
4 (عبد الغافر بن محمد بن عبد الغافر بن أحمد بن محمد بن سعيد.)
أبو الحسين الفارسيّ، ثمّ النَّيسابوريّ. قال في ترجمته حفيده الحافظ عبد الغافر بن إسماعيل: الشّيخ الحدّ الثّقة الأمين الصّالح الصًّيِّن الدَّيِّن المحظوظ من الدُّنيا والدِّين، الملحوظ من الله تعالى بكلّ نعمى. كان يذكر أيّام أبي سهل الصُّعلوكي، ويذكره وما سمع منه شيئاَ. وكذلك لم يسمع من أبي عمر وبن مطر، وابن نجيد مع إمكان السّماع منهم. وسمع صحيح مسلم من ابن عمروية وسمع غريب الحديث للخطّابيّ بسبب نزول الخطّابيّ) عندهم حين حضر عندهم حين حضر إلى نيسابور. ولم تكن مسموعاته إلاّ ملء كمَّين من الصّحيح والغرائب، وأعدادٍ قليلة من المتفرقات من الأجزاء. ولكن كان محظوظاً مجدوداً في الرّواية. روى قريباً من خمسين سنة منفرداً عن أقرانه، مذكوراً مشهوراً في الدّنيا، مقصوداً من الآفاق.

(30/180)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 181
سمع من الأئّمة والصُّدور. وقد قرأ عليه الحسن السَّمرقنديّ الحافظ صحيح مسلم نيّفاً وثلاثين مرّة. وقرأه عليه الشّيخ أبو سعد البحيريّ نيَّفاً وعشرين مرة. هذا سوى ما قرأه عليه المشاهير من الأئّمة. استكمل رحمه الله خمساً وتسعين سنة. وطعن في السّادسة والتّسعين، وألحق الأحفاد بالأجداد، وعاش في النّعمة عزيزاً مكرَّماً في مروءة وحشمة إلى أن توفّي. قلت: توفّي في خامس شوّال. وحدَّث عن: ابن عمورية الجلوديّ، وإسماعيل بن عبد الله بن ميكال، وبشر بن أحمد الإسفرائينيّ، وأبي سليمان حمد بن محمد الخطّابيّ. روى عنه: نصر بن الحسن التُّنكتي، والحسين بن عليّ الطًّبريّ المجاور، وعبيد بن أبي القاسم القشيريّ، وعبد الرحمن بن أبي عثمان الصّابونيّ، وإسماعيل بن أبي بكر القاري، ومحمد بن الفضل الفراويّ، وفاطمة بنت زعبل العالمة، وآخرون. وسماعه صحيح من الجلودي في سنة خمسٍ وستّين وثلاثمائة.

(30/181)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 182
4 (عبد الكريم بن محمد بن أحمد بن القاسم بن إسماعيل المحامليّ.)
أبو الفتح، أخو الفقيه أبي الحسن. سمع: أبا بكر بن شاذان، والدَّارقطنيّ، وابن شاهين، وعليّ بن عمر السُّكَّريّ. قال الخطيب: كتبت عنه وكان ثقة. مات في المحرَّم.
4 (عبد الملك بن محمد بن محمد بن سلمان البغدادي.)
سمع: عليّ بن لؤلؤ، وابن المظفّر، والقاضي أبا بكر الأبهريّ. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقاً. مات في ذي الحجّة.) قلت: روى عنه وعن الّذي قبله: النَّرسيّ، وابن الطَّيوري، وعدّة.
4 (عبد الملك بن عمر بن خلف.)
أبو الفتح الرَّزَّاز. حدَّث عن: إسحاق بن سعد النسوي، ومحمد بن إسماعيل الورّاق، والدّارقطنيّ، وجماعة. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صالحاً، لكن رأينا له أصولاً محككة وسماعاته ملحقة.

(30/182)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 183
وحدَّثني أحمد بن الحسن بن خيرون قال: كان عندي كتاب المدبَّج للدّارقطنيّ، وفي بعضه سماع أبي الفتح الرّزّاز، فاستعار الكتاب منّي ثمّ ردّه عليَّ وقد سمَّع لنفسه في ما ليس هو سماعه. توفّي في صفر.
4 (عليّ بن أحمد بن علي بن سلِّك الفاليّ.)
أبو الحسن المؤدِّب. وفال بليدة قريبة من إيذج. أقام بالبصرة، وسمع، القاضي أبا عمر الهاشميّ، وأحمد بن خربان النّهاونديّ، وشيوخ ذلك الوقت. ثم استوطن بغداد. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان ثقة. مات في ذي العقدة. قلت: روى عن ابن خربان كتاب المحدّث الفاصل للرّامهرمزيّ. رواه عنه: الجلال بن عبد الجبّار الصّيريّ. ومن شعره:
(تصدَّرَ للتّدريس كلُّ مُهوَّسِ .......... بَليدٍ تسمّى بالفَقيهِ المدرَّسِ)

(فَحَقٌّ لأهل العِلْم أن يتمثَّلوا .......... ببيتٍ قديم شاعَ في كلِّ مجلسِ)

(لقد هَزَلَتْ حتّى بدا من هُزَالها .......... كُلاها، وحتّى استامها كلُّ مُفْلسِ)

(30/183)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 184
4 (عليّ بن إبراهيم بن عيسى.)
أبو الحسن البغدادي، المقريء الباقلاّنيّ. سمع: أبا بكر القطيعيّ، ومحمد بن إسماعيل الوراق، وحسينك بن عليّ التّميميّ.) قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان لا بأس به. قلت: وروى عنه: أبيّ النَّرسيّ، وأبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاريّ، وهو آخر من حدَّث عنه. وهو راوي أمالي القطيعيّ.
4 (عليّ بن عبد الواحد بن عيسى.)
أبو القاسم النَّجيرميّ الكاتب. بصريّ، روى عن: أبي بكر بن إسماعيل المهتدس. روى عنه: الرّازيّ في المشيخة. وتوفّي في ذي الحجّة. وكان من بيت حشمة. يروي أيضاً عن أبي الحسن الحلبيّ.
4 (عليّ بن القاسم بن إبراهيم.)
أبو الحسين الإصبهانيّ المقري الخيّاط. سمع: عبيد الله بن إسحاق بن جميل، وابن المقريء، وأبا عبد الله بن مندة، وأبا الحسين بن فارس اللُّغويّ. روى عنه: سعيد بن أبي الرجاء الصَّيرفيّ، وعبد الله بن محمد النِّيليّ،

(30/184)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 185
والحافظ أبو مسعود بن إبراهيم، وهادي بن إسماعيل العلويّ، وغيرهم وتوفّي في جمادى الأولى.
4 (عمر بن أحمد بن عمر بن محمد بن مسرور.)
أبو حفص النَّيسابوريّ الزّاهد. سمع: إسماعيل بن نجيد، وبشر بن أحمد الإسفرائينيّ، وأبا سهل بن سليمان الصُّعلوكيّ، والحسين بن عليّ التّميميّ حسينك، ومحمد بن أحمد بن حمدان، وأبا أحمد محمد بن محمد الحاكم، وأحمد بن محمد بن أحمد البالويّ، وأبا سعيد بن الحسين السَّمسار، ومحمد بن أحمد المحموديّ، وأبا نصر بن أبي مروان الضَّبيّ، ومحمد بن عبيد الله بن إبراهيم بن بالويه، وأبا بكر أحمد بن الحسين بن مهران المقريء، وأحمد بن محمد البحيريّ، وأحمد بن إبراهيم العبدويّ، ومحمد بن الفضل بن محمد بن خزيمة، وأبا سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن حمدوية، وأبا منصور بن محمد بن سمعان، وجماعة سواهم.) روى عنه: عبيد الله بن أبي القاسم القشيريّ، بن عليّ بن سلمويه الصُّوفّي، وسهل بن إبراهيم المسجديّ، ومحمد بن الفضل الغراويّ وإسماعيل بن أبي بكر القاريء، وتميم بن أبي سعد الجرجانيّ، وهبة الله بن سهل السّيّديّ، وآخرون. توفّي في ذي القعدة. وكان أسند من بقي بنيسابور مع زهد وتصوّف. ذكره عبد الغافر فقال: أبو حفص الفاميّ الماروديّ الشّيخ الزّاهد الفقيه،

(30/185)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 186
كان كثير العبادة والمجاهدة، وكان المشايخ يتبرَّكون بدعائه. وعاش تسعين سنة.
4 (حرف الفاء)

4 (فرج بن أبي الحكم.)
أبو الحسن اليحصبي الطُّليطليّ. روى عن: عبد الله بن دنِّين، وعبد الله بن يعيش، ومحمد بن عمر بن الفخار. وكان قد فاق أهل زمانه في العلم والعقل والفضل وكان يحفظ المستخرجة الكبيرة حفظاً جيّداً ونوظر عليه. وكان حفيل المجلس. توفّي في ذي الحجّة.
4 (حرف القاف)

4 (قاسم بن محمد بن هشام الرُّعينيّ.)
أبو محمد، المعروف بابن المأمونيّ الأندلسيّ. من أهل المريّة. رحل وسمع من: أبي محمد بن أبي زيد، وعبد الغنيّ بن سعيد المصريّ، وعبد الوّهاب بن أحمد بن منير. روى عنه: ابنه حجّاج، وأبو مروان الطّبني، وأبو المطرف الشَّعبيّ، وغيرهم. أصله من سبتة.

(30/186)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 187
وزاد القاضي عياض أنّه أخذ عن: عبد الرّحيم الكتاميّ ابن العجوز، وأبي عبد الله بن الشيخ. ورحل فسمع من أبي محمد الباجيّ بالأندلس.) وجلس بالمريّة للإقراء والتّفقّه. روى عنه: الشّعبي فقيه مالقة، وأبو بكر ابن صاحب الأحباس قاضي المريّة، وأبو محمد بن غانم المالقيّ الأديب. قلت: وكان من كبار المالكيّة.
4 (حرف الميم)

4 (محمد بن أيّوب بن سليمان.)
الوزير، عميد الرؤساء أبو طالب الكاتب البغداديّ. أديب بليغ مترسّل، متفنِّن. صنِّف كتاب الخراج. وزر للقائم قبل الخلافة، وعاش ثمانياً وسبعين سنة.
4 (محمد بن الحسين بن محمد بن الحسين بن أحمد بن السَّريّ.)
أبو الحسن النَّيسابوريّ، ثمّ المصريّ. المقريء البزّاز، التّاجر المعروف بابن الطّفّال. ولد سنة تسعٍ وخمسين وثلاثمائة.

(30/187)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 188
قال السَّلفيّ: كان بمصر من مشاهير الرُّواة ومن الثّقات الإثبات. روى عن: محمد بن عبد الله بن حيُّوية النَّيسابوريّ، وأبي الطّاهر محمد بن أحمد الذُّهليّ، والحسن بن رشيق، وأحمد بن محمد بن سلمة الخيّاش، وعبد الواحد بن أحمد بن عبد الله بن قتيبة، وأحمد بن محمد بن هارون الأسواني، وأبي الطّيّب العبّاس بن أحمد الهاشميّ الشّافعيّ، وغيرهم. روى عنه: سهل بن بشر الإسفرائينيّ، وأبو صادق مرشد بن يحيى المدينيّ، وأبو عبد الله بن أحمد الرّازيّ، وآخرون. وآخر من حدَّث عنه الخفرة بنت مبشّر بن فاتك، وتوفِّيت سنة ثمانٍ وعشرين وخمسمائة. توفّي في صفر.
4 (محمد بن الحسين بن علي بن التَّرجمان.)
أبو الحسين الغزّيّ الصُّوفيّ، شيخ الصُّوفيّة بديار مصر في وقته. روى عن: أبي بكر بن أحمد الجندريّ المقريء، وبكير بن محمد الطَّرسوسيّ المنذريّ، وعبد الوهّاب بن الحسن الكلابيّ، والحسن بن إسماعيل الضّرّاب، وأبي سعد المالينيّ، وعليّ بن أحمد) بن يوسف الجندريّ، وجماعة.

(30/188)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 189
روى عنه: أبو عبد الله القضاعيّ، ومحمد بن عمر بن أبي عقيل، وأحمد بن أسد الكرجيّان، وعبد الباقي بن جامع الدّمشقيّ، وسهل بن بشر الإسفرائينيّ. وبالإجازة: أبو الحسن بن الموازينيّ، وغيره. وآخر من حدَّث عنه بالسّماع أبو عبد الله محمد بن أحمد الرّازيّ. مات في جمادى الأولى بمصر عند ذي النّون المصريّ بالقرافة. وقد حدَّث بمصر والشّام، وعاش خمساً وتسعين سنة.
4 (محمد بن الحسين بن سعدون.)
أبو طاهر الموصلي التاجر السفار. نشأ ببغداد وسمع بها: أبا عمر بن حيوية وأبا عبد الله بن بطة والدارقطني وأبا الفضل الزهري وأبا بكر بن شاذان وجماعة قال الخطيب كتبت عنه وكان صدوقاً وتوفي بمصر في ربيع الأول. قلت: روى عنه الرازي في مشيخته والخفرة بنت مبشر وغيرها.
4 (محمد بن الحسين بن بقاء.)
أبو الحسن المصريّ، سبط الحافظ عبد الغنيّ بن سعيد. روى عن: جدّه. وتوفّي في المحرَّم.
4 (محمد بن الحسين بن عبيد الله.)

(30/189)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 190
أبو الفضل البرجيّ الإصبهانيّ. روى عن: أبي بكر ين المقريء وعنه: أبو عليّ الحدّاد.
4 (محمد بن عبد الله.)
أبو عبد الله بن الصَّنَّاع الطبيّ المقريء. قرأ القرآن وجوده على أبي الحسن الأنطاكيّ. وأقرأ النّاس عنه. وروى عنه كتاب قراءة ورش. قال ابن بشكوال: أنبا بهذا الكتاب أبو محمد بن عتاب عنه، ووصفه لي بالفضل والصَّلاح) وكثرة التّلاوة. وتوفّي في المحرَّم. وأجمعوا أنه آخر من قرأ بقرطبة على الأنطاكيّ وعمِّر إحدى وتسعين سنة.
4 (محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن عثمان بن سعيد غلبون.)
أبو عبد الله الخولانيّ القرطبيّ. روى عن: أبيه، وعمه أبي بكر محمد، وأبي عمر أحمد بن هشام بن بكير، وأبي عمر بن الجسر، وأحمد بن قاسم التاهرتيّ، وأبي محمد بن أسد، وأبي عمر أحمد بن عبد الله النّاجي، وأبي الوليد بن الفرضي، وأبي عبد الله بن أبي زمنين، وأبي المطرَف بن فطيس، وأبي المطرِّف القنازعيّ، وخلق كثير. وكان معنياً بالحديث وجمعه، وتقييده. ثقةً ثبتاً ديّناً متصاوناً. توفّي بإشبيلية في ذي الحجة، وهو ابن ستِّ وسبعين سنة.

(30/190)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 191
روى عنه ولده أحمد بن محمد الخولانيّ.
4 (محمد بن عبد الله بن مرثد.)
أبو القاسم، مولى الوزير ابن كلَّس. خبير بالحساب والهندسة والتّنجيم والأخبار. عمِّر دهراً. مات وقد نيّف على التّسعين بقرطبة.
4 (محمد بن عبد الباقي بن الحسين بن فهم.)
أبو بكر الأنصاريّ البغداديّ. قال الخطيب: كان صدوقاً، ثنا عن أبي الحسن بن الجنديّ.
4 (محمد بن عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران.)
أبو بكر الأمويّ البغداديّ. سمع: أبا الفضل الزُّهريّ، وأبا عمر بن حيُّويه، وأبا الحسن بن المظفّر، وأبا بكر بن شاذان، والدّارقطنيّ، وطائفة كبيرة. وكان أحد الثّقات، كأبيه. روى عنه: أبو بكر الخطيب، وأبيّ النَرسيّ،، وأبو طالب عبد القادر بن يوسف، وآخرون.) وروى عنه سنن الدّارقطنيّ أبو طاهر عبد الرحمن بن أحمد بن عبد القادر بن يوسف. قال: السِّلفيّ: سألت عنه شجاعاً الذُّهليّ فقال: كان شيخاً جيّد السَّماع، حسن الأصول، صدوقاً فيما يرويه من الحديث. قد سمعت منه.

(30/191)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 192
قال الخطيب: ولد في جمادى الآخرة سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة، وتوفي في جمادى الأولى سنة ثمان وأربعين.
4 (محمد بن عبد الملك.)
أبو الحسين الفارسيّ، ثمّ النَّيسابوريّ التّاجر. أكثر عن أبي أحمد الحاكم.
4 (محمد بن عبد الواحد بن محمد.)
أبو طاهر البيّع البغداديّ، المعروف بابن الصبّاغ. الفقيه الشافي. سمع: ابن شاهين، وعليّ بن عبد العزيز بن مروان، وأبا القاسم بن حبابة. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ثقة. درس الفقه على أبي حامد الإسفرائينيّ، وكانت له حلقة للفتوى. ومات في ذي القعدة ببغداد. وقال أبيّ النَّرسيّ: ثنا عن ابن طراراً، وهو والد أبي نصر صاحب الشّمائل.
4 (محمد بن عبد الواحد بن محمد بن عمر بن ميمون.)

(30/192)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 193
أبو الفرج الدّارميّ. البغداديّ، الفقيه الشّافعيّ، نزيل دمشق. سمع: أبا عمر بن حيُّوية، وأبا الحسين بن المظفّر، وأبا بكر ين شاذان، والدّارقطنيّ، وجماعة قد حدَّث عنهم. وسمع من أبي محمد بن ماسيّ، ولم نظفر بسماعه منه. روى عنه: أبو بكر الخطيب، وقال: هو أحد الفقهاء، موصوف بالذّكاء وحسن الفقه، والحساب والكلام في دقائق المسائل. وله شعر حسن. كتبت عنه بدمشق، وقال لي: كتبت عن ابن ماسيّ، وأبي بكر الورّاق، وجماعة، وولدت في سنة ثمانٍ وخمسين وثلاثمائة. سكن الرَّحبة مدّةً ثمّ دمشق. قال الخطيب: حدَّثني أبو الفرج الدّارميّ: سمعت أبا عمر بن حيُّوية: سمعت أبا العبّاس بن) سريج وقد سئل عن القرد فقال: هو طاهر، هو طاهر. قلت: وروى عنه أيضاً: أبو عليّ الأهوازيّ وهو من أقرانه، وعبد العزيز الكّتانيّ، وأبو طاهر محمد بن الحسين الحنّائيّ.

(30/193)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 194
وقال أبو إسحاق في الطّبقات: كان فقيهاً، حاسباً، شاعراً، متصرّفاً، ما رأيت أفصح منه لهجةً. قال لي: مرضت فعادني الشّيخ أبو حامد الإسفرائينيّ، فقلت:
(مرضتُ فارتحتُ إلى عائدٍ .......... فعاودني العالم في واحدِ)

(ذاك الإمامُ ابن أبي طاهرٍ .......... أحمد ذو الفضلِ أبو حامدِ)
وروى عنه من شعره: أبو عليّ بن النّبا، وأبو الحسين بن النَّقُّور، وأبو عبد الله الحسن بن أحمد بن أبي الحديد. توفّي ليلة الجمعة مستهلّ ذي القعدة أيضاً. وشهده خلقٌ عظيم. ودفن بمقبرة باب الفراديس. ونفقَّه أيضاً على أبي الحسين الأردبيليّ. وله كتاب الاستذكار في المذهب كبير
4 (محمد بن عبيد الله بن أحمد.)

(30/194)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 195
أبو طالب البغداديّ الرّزّاز. سمع عليَّ بن عمر الحربيّ، وابن فهد الموصليّ. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان سماعه صحيحاً قلت: روى عنه جماعة.
4 (محمد بن عليّ بن أحمد بن إسماعيل.)
أبو طاهر بن الأنباريّ الواعظ. حدَّث عن: محمد بن عبد الله بن حمّاد الموصليّ، والحسن بن العبّاس الشّيرازي. وولد سنة خمسٍ وسبعين وثلاثمائة.
4 (محمد بن عليّ بن يعقوب.)
أبو الحسين الإيادي البغداديّ، من أولاد الشّيوخ. سمع: أبا الحسن الدّارقطنيّ، وابن حبابة، والسُّكَّريّ.) قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقاً. مات في ذي القعدة.
4 (محمد بن محمد بن المظفّر.)
أبو الحسين البغداديّ ابن السّرّاج. سمع: موسى بن جعفر السِّمسار، وأبناء الفضل الزُّهريّ. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقاً. مات في ربيع الأوّل.
4 (محمد بن محمد بن عمرو الحاكم.)
أبو الزّواهيّ الفقيه.

(30/195)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 196
حدَّث بنيسابور غير مرّة عن: ابن فراس العبقسيّ، وأبي أحمد الفرضيّ البغداديّ، وغيرهما.
4 (المسلم بن عليّ بن طباطبا.)
أبو جعفر العلويّ الحسنيّ المصريّ.
4 (حرف الهاء)

4 (هلال بن المحسِّن.)
أبو الحسين بن الصّابيء، البغداديّ الكاتب. أخذ عن: أبي عليّ الفارسيّ، وعليّ بن عيسى الرُّمانّي، وغيرهما. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقاً. أسلم بآخره، وسمع من العلماء في حال كفره لأنّه كان يطلب الأدب. قال لي: ولدت سنة تسعٍ وخمسين وثلاثمائة. وجدُّه هو إسحاق إبراهيم بن هلال الصّابيء صاحب الرّسائل، ومات هو وابنه المحسّن على الكفر. وتوفّي هلال في رمضان. وهو والد غرس النّعمة محمد.

(30/196)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 197
4 (حرف الياء)

4 (يوسف بن سليمان بن مروان.)
أبو عمر الأنصاريّ الأندلسيّ المعروف بالرَّباحيّ. أصله من قلعة رباح. كان فقيهاً، إماماً، ورِعاً، زاهداً، متقلِّلَّاً، جمّاعةً للعلم، طويل اللّسان. فقيه البدن، نحوياً) عروضياً، شاعراً، يسرد الصّيام، ويديم القيام، وينعزل عن النّاس، وتأسٍّ بالله. له مصنَّف في الردّ على القبريّ. حدَّث عنه: أبو المطرّف بن البيرولة، وأبو محمد بن خزرج وقال: كان مجاب الدّعوة، بصيراً بالحجاج والاستنباط. سكن إشبيلية، وله ردَّ على أبي محمد الأصيليّ. وكان صاحباً لأبي عمر بن عبد البرّ. وتوفّي بمرسية في آخر سنة ثمانٍ وأربعين. وولد في سنة سبعٍ وستين وثلاثمائة.

(30/197)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 198
1 (سنة تسع وأربعين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن الحسن بن عنان.)
أبو العباس الكنكشيّ الزّاهد. كان من كبار مشايخ الطّريق بالدِّينور. له معارف وتصانيف. وعاش تسعين سنة. ولقي الكبار وحكى عنهم. روى عنه ابنه سعيد، أحد شيوخ السِّلفيّ، جزءاً فيه حكايات. وقد صحب أبا العبّاس أحمد الأسود مريد الشّيخ عيسى القصّار. وعيسى من كبار تلامذة ممشاذ الدِّينوريّ. وذكر أنّ شيخه أبا العبّاس الأسود عاش مائة سنة. قال السِّلفيّ: صنَّف أبو العبّاس الكنكشيّ ستّين مصنَّفاً. وقد رأيت بعضها فوجدت كلامه في غاية الحسن، وكان غزير الفضل، مثقّفاً، عارفاً، عابداً، سفيانيّ المذهب. لم يكن له نظير بتلك النّاحية. وله أصحاب ومريدون، وبحكمه ربط كثيرة. ومن كلامه: حقيقة الأنس بالله الوحشة ممّا سواه. وقال: عمل السر سرمد وعمل الجوارح منقطع. وقال: من عرف قدر ما يبذله لم يستحق اسم السخاء. وقال: وسمعت أحمد الأسود يقول: السّكون إلى الكرامات مكرٌ وخدعة.
4 (أحمد بن عبد الله بن سليمان بن محمد بن سليمان بن أحمد بن

(30/198)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 199
سليمان بن داود بن)
المطهّرين زياد بن ربيعة.) أبو العلاء التَّنوخيّ اللُّغويّ، الشّاعر المشهور، صاحب التّصانيف المشهورة والزَّندقة المأثورة. له رسالة الغفران في مجلَّدةٍ قد احتوت على مزدكةٍ واستخفاف، وفيها

(30/199)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 200
أدب كثير. وله رسالة الملائكة و رسالة الطَّير على ذلك الأنموذج. وله كتاب سقط الزَّند في شعره، وهو مشهور وله من النَّظم لزوم ما لا يلزم في مجلَّدٍ أبدع فيه. وكان عجباً من الذّكاء المفرط والإطّلاع الباهر على اللّغة وشواهدها. ولد سنة ثلاثٍ وستّين وثلاثمائة، وجدِّر في السّنة الثالثة من عمره فعمي منه، فكان يقول: لا أعرف من الألوان إلا الأحمر، فإنيّ ألبست في الجدريّ ثوباً مصبوغاً بالعصفر، لا أعقل غير ذلك. أخذ العربيّة عن أهل بلده كبني كوثر وأصحاب ابن خالويه، ثمّ رحل أطرابلس، وكانت بها خزائن كتبٍ موقوفة فاجتاز باللاّذقية ونزل ديراً كان به راهب له علم بأقاويل الفلاسفة، فسمع أبو العلاء كلامه، فحصل له به شكوك، ولم يكن عنده ما يدفع به ذلك، فحصل له بعض انحلال، وأودع من ذلك بعض شعره. ومنهم من يقول ارعوى وتاب واستغفر. وممن قرأ عليه أبو العلاء اللغة جماعة فقرأ بالمعرفة على والده وبحلب على محمد بن عبد الله بن سعد النحوي وغيره. وكان قانعاً باليسير، له وقفٌ يحصل له منه في العام نحو ثلاثين ديناراً، قرَّر منها لمن يخدمه النّصف. وكان أكله العدس، وحلاوته التّين، ولباسه القطن، وفراشه لبّاد، وحصيره

(30/200)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 201
برديّة. وكانت له نفسٌ قويّة لا تحمل منَّة أحد، وإلاّ لو تكسَّب بالشِّعر والمديح لكان ينال بذلك دنيا ورئاسة. واتّفق أنّه عورض في الوقف المذكور من جهة أمير حلب، فسافر إلى بغداد متظلّماً منه في سنة تسعٍ وتسعين وثلاثمائة، فسمعوا منه ببغداد سقط الزِّند، وعاد إلى المعرّة سنة أربعمائة. وقد قصده الطَّلبة من النّواحي. ويقال عنه أنّه كان يحفظ ما يمرّ بسمعه. وقد سمع الحديث بالمعرَّة عالياً من يحيى بن مسعر التَّنوخيّ، عن أبي عروبة الحرّانيّ. ولزم منزله، وسمّى نفسه رهين المحبسين للزومه منزله، وذهاب بصره. وأخذ في التّصنيف، فكان يملي تصانيفه على الطَّلبة، ومكث بضعاً وأربعين سنة لا يأكل اللَّحم،) ولا يرى إيلام الحيوان مطلقاً على شريعة الفلاسفة. وقال الشِّعر وهو ابن إحدى عشرة سنة. قال أبو الحسين عليّ بن يوسف القفطيّ: قرأت على ظهر كتابٍ عتيق أن صالح بن مرادس صاحب حلب خرج إلى المعرَّة وقد عصى عليه أهلها، فنازلها وشرع في حصارها ورماها بالمجانيق. فلما أحسّ أهلها بالغلب سعوا إلى أبي العلاء بن سليمان وسألوه أن يخرج ويشفع فيهم. فخرج ومعه قائدٌ يقوده، فأكرمه صالح واحترمه، ثمّ قال: ألك حاجة؟

(30/201)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 202
قال: الأمير أطال الله بقاءه كالسّيف القاطع، لأن مسَّهُ، وخشن حدُّه وكالنّهار الماتع، قاظ وسطه، وطاب برده. خد العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين. فقال له صالح: قد وهبتها لك. ثم قال له: أنشدنا شيئاً من شعرك لنرويه. فأنشده بديهاً أبياتاً فيه، فترحَّل صالح. وذكر أنّ أبا العلاء كان له مغارة ينزل إليها ويأكل فيها، ويقول: الأعمى عورة والواجب استتاره في كلِّ أحواله. فنزل مرّةً وأكل دبساً، فنقط على صدره منه ولم يشعر، فلمّا جلس للإقراء قال له بعض الطَّلبة: يا سيدي أكلت دبساً فأسرع بيده إلى صدره يمسحه، وقال: نعم، لعن الله النَّهم. فاستحسنوا سرعة فهمه. وكان يعتذر إلى من يرحل إليه من الطّلبة، فإنّه كان ليس له سعة، وأهل اليسار بالمعرّة يعرفون بالبخل. وكان يتأوّه من ذلك. وذكر الباخرزيُّ أبا العلاء فقال: ضريرٌ ما له في الأدب ضريب ومكفوف في قميص الفضل ملفوف، ومحجوب خصمه الألدّ محجوب. قد طال في ظلّ الإسلام إناؤه ولكن إنّما رشح بالإلحاد إناؤه. وعندنا خبر بصره،

(30/202)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 203
والله العالم ببصيرته، والمطّلع على سريرته، وإنما تحدَّقت الألسن بأساته لكتابة الّذين زعموا أنّه عارض به القرآن وعنونه بالفصول والغايات في محاذاة السُّور والآيات. قال القفطيّ: وذكرت ما ساقه غرس النّعمة محمد بن هلال المحسّن فيه فقال: كان له شعرٌ كثير وأدبٌ غزير، ويرمي بالإلحاد في شعره. وأشعاره دالّة على ما يزنُّ به. ولم يكن يأكل) لحماً ولا بيضاً ولا لبناً، بل يقتصر على النّبات. ويحرّم إيلام الحيوان، ويظهر الصَّوم دائماً. قال: ونحن نذكر طرفاً ممّا أبلغنا من شعره لتعلم صحّة ما يُحكى عنه من إلحاده، فمنه:
(صرفُ الزّمانِ مُفَرِّقُ الإلْفَيْنِ .......... فاحكُمْ إلهي بين ذاك وبيني)

(أَنَهَيْتَ عن قتْل النُّفُوس تعمُّداً .......... وبَعَثْتَ أنتَ لقَبْضها مَلَكَيْنِ)

(وَزَعْمتَ أنّ لها مَعَاداً ثانياً .......... ما كان أغناها عن الحالَيْنِ)
ومن:
(قرانُ المُشْتَري زُحَلاً يُرَجَّى .......... لإيقاظِ النّواظِر مِن كَرَاهَا)

(تقضّى النّاسُ جيلاً بعدِ جيلٍ .......... وخُلَّفتِ النّجومُ كما تراها)

(تتقدَّم صاحبُ التُوراة موسى .......... وأوقعَ بالخَسَار مَن اقْتراها)

(فقال رِجالُه وَحْيٌ أتاهُ .......... وقال الآخرون: بلِ أقْتداها)

(وما حَجّي إلى أحجارِ بيتٍ .......... كؤوسُ الخمرِ تُشْربُ في ذُراها)

(30/203)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 204
(إذا رَجَعَ الحكيم إلى حجاه .......... تهاون بالمذاهب وازْدراها)
ومنه فيما أنشدنا أبو عليّ بن الخلاّل: أنا جعفر، أنا السِّلفّي: أنشدنا أبو زكريّا التِّبربزيّ، وعبد الوارث بن محمد الأسديّ لقيته بأبهر قالا: أنشدنا أبو العلاء المعرّيّ بالمعرَّة لنفسه قال:
(ضحِكْنا وكان الضّحكُ منّا سَفَاهةً .......... وحُقّ لسُكّان البسِيطةِ أن يبكوا)

(تُحَطِّمُنا الأيّامُ حتّى كأَنّنا .......... زُجاجٌ، ولكن لا يُعاد له سَبْكُ)
ومنه:
(هَفَتِ الحنيفةُ والنّصارى ما اهتدتْ .......... ويهودُ حارتْ والمجوسُ مُضَلَّلَةْ)

(اثنان أهلُ الأرض: ذو عقلٍ بلا .......... دينٍ، وآخرُ دَيِّنٌ لا عقلَ لَهْ)
ومنه:
(قلتم لنا خالقٌ قديمٌ .......... صدقتُمُ، هكذا نقول)

(زعمتموهُ بلا زمانٍ .......... ولا مكانٍ، ألا فقولوا)

(هذا كلامٌ له خَبِيٌّ .......... مَعناهُ ليستْ لكم عُقُولُ)
ومنه:

(30/204)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 205
(دِينُ وكُفْرٌ وأنباءٌ تقالُ وفُر .......... قانٌ يُنَصُّ وتوراةٌ وإنجيلُ)
)
(في كلّ جيلٍ أباطيلٌ يُدانُ بها .......... فهل تفرَّد يوماً بالهدى جيلُ)
قال الذّهبيّ:
(نعمْ أبا القاسم الهادي وأمّته .......... فزادك اللهُ ذُلاًّ يا دجَيْجِيلُ)
ومنه قوله:
(فَلا تحسْب مَقَال الرُّسلِ حقّاً .......... ولكنْ قولُ زُورٍ سَطَرُوهُ)

(وكان النّاس في عَيْشٍ رغيدٍ .......... فجاؤوا بالمُحالِ فكدّرُوهُ)
ومنه:
(وإنما حمّل التّوارة قارِئها .......... كسْب الفوائد لا حُبّ التّلاواتِ)

(وهل أبيحت نساء الرّوم عن عّرّضٍ .......... للعُرب إلاّ بأحكام النُّبوّات)
أنبأتنا أمُّ العرب فاطمة بنت أبي القاسم: أنا فرقد الكنانيّ سنة ثمانٍ وستّمائة: أنا السِّلفيّ: سمعت أبا زكريّا التّبريزيّ قال: قرأت على أبي العلاء بالمعرَّة قوله:
(يدٌ بخُمْس مِيءٍ من عَسْجَدٍ فُدِيَتْ .......... ما بالُها قُطِعَتْ في رُبع دينار)

(30/205)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 206
(تَنَاقُضٌ مالنا إلاّ السُّكُوتُ لهُ .......... وأن نَعُوذَ بمولانا من النّار)
سألته عن معناه فقال: هذا مثل قول الفقهاء عبادةً لا نعقل معناها. قلت: لو أراد ذلك لقال: تعبد مالنا إلاّ السُّكوت له، ولما اعترض على الله بالبيت الثّاني. قال السِّلفّي: إن قال هذا الشِّعر معتقداً معناه، فالنار مأواه، وليس له في الإسلام نصيب. هذا إلى ما يحكى عنه في كتاب الفصول والغابات وكأنه معارضة منه للسُّور والآيات، فقيل له: أين هذا من القرآن فقال: لم تصقله المحاريب أربعمائة سنة. إلى أن قال: السِّلفيّ: أخبرنا الخليل بن عبد الجبّار بقزوين، وكان ثقة: ثنا أبو العلاء التّنوخيّ بالمعرّة، ثنا أبو الفتح محمد بن الحسني، ثنا خيثمة فذكر حديثاً. وقال غرس النّعمة: وحدَّثني الوزير أبو نصر بن جهير: ثنا أبو نصر المنازي الشّاعر قال: اجتمعت بأبي العلاء فقلت له: ما هذا الذي يروى عنك ويحكى قال: حسدوني وكذبوا عليَّ. فقلت: على ماذا حسدوك، وقد تركت لهم الدّنيا والآخرة

(30/206)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 207
قال: والآخرة؟) قلت: إي والله. قال غرس النّعمة: وأذكر عند ورود الخبر بموته، وقد تذاكرنا إلحاده، ومعنا غلام يعرف بأبي غالب من نبهان من أهل الخير والفقه. فلمّا كان من الغد حكى لنا قال: رأيت في منامي البارحة شيخاً ضريراً، وعلى عاتقه أفعتان متدلّيتان إلى فخذيه وكلُّ منهما فمه إلى وجهه، فيقطع منه لحماً يزدرده وهو يستغيث. فقلت وقد هالني: من هذا فقيل لي: هذا المعرّي الملحد. ولأبي العلاْ:
(أتى عيسى فبطَّلَ شرْعَ موسى .......... وجاء محمدٌ بصلاةِ خَمْسٍ)

(وقالوا: لا نبيٌّ بعدَ هذا .......... فَضَلَّ القومُ بين غدٍ وأمسٍ)

(ومهما عشْتَ في دُنياك هذي .......... فما تُخْليكَ من قمر وشمسِ)

(إذا قُلتُ المُحالَ رفعتُ صَوْتي .......... وإنْ قلتُ الصّحيحَ أطلَّتُ هَمْسي)
وله:
(إذا مات ابنُها صرخَتْ بجهلِ .......... وماذا تستفيد من الصُّراخِ)

(ستتبعه كفاء العطف ليست .......... بمهلٍ أو كَثُمَّ على التراخي)
وله:

(30/207)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 208
(لا تَجْلِسْنَ حُرّةُ موفْقَةٌ .......... مع ابن زوجٍ لها ولا خَتَنٍ)

(فذاك خيرُ لها وأسلم لل .......... إنسانِ إنْ الفَتَى من الفِتَنِ)
وله:
(منكَ الُّدُودُ ومنّي بالصُّودِ رِضا .......... مَن ذا عليَّ بهذا في هواك قضا)

(بي منك ما لو غداً بالشّمسِ ما طَلَعَتْ .......... من الكآبة أو بالبَرْقِ ما وَمَضَا)

(جرَّبتُ دَهْري وأهلية فما تَرَكَتْ .......... لِيَ التّجاريبُ فيوُدّ آمريءٍ غَرضا)

(إذا الفتى ذَمّ عَيْشاً في شبيبته .......... فما يقولُ إذا عَصْرُ الشَّباب مَضا)

(وقد تعوّضتُ عن كل بمُشْيِهِه .......... فما وجدتُ لأيّامِ الصِّبا عِوَضا)

(صفراءّ لون التَّبْر مثلي جليده .......... على نُوب الأيام والعِيشة الضَّنكِ)

(تريك ابتساماً دائماً وتجلداً .......... وصبراً على ما نابها وهي في الهلكِ)
)
(ولو نطّقت يوماً لقالت أظنّكم .......... نخالون أنّي من حذار الرَّدى أبكي)

(فلا تحسبوا دمعي لوجعهِ وجدته .......... فقد تدمع العينان من كثرة الضَّحكِ)
وأنشدنا أبو الحسين ببعلبكّ: أنا جعفر أنا السِّلفيّ، أنا أبو المكارم عبد

(30/208)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 209
الوارث بن محمد الأسديّ رئيس أبهر: أنشدنا أبو العلاء بن سليمان لنفسه قطعة ليس لأحد مثلها:
(رغبتُ إلى الدّنيا زمناً فلم تجد .......... بغير عناءٍ والحياةُ بلاغُ)

(وألقى ابنه الرأس الكريم وبنتهُ .......... لديَّ فعندي راحة، وفراغ)

(وزاد فساد النّاس في كلّ بلدةٍ .......... أحاديثُ ميتٍ تفترى وتصاغُ)
ومن شرِّ ما أسرجت في الصُّبح والُّجى كميت لها بالشاربين مراغُ ولما مات أوصى أن يكتب على قبره:
(هذا جناهُ أبيْ عليَّ .......... وما جنيتُ على أحدْ)
الفلاسفة يقولون: إيجاد الولد وإخراجه إلى هذا العالم جناية عليه، لأنّه يعرَّض إلى الحوادث والآفات. والّدي يظهر أنّ الرجل مات متحيّراً، لم يجزم بدينٍ من الأديان، نسأل الله تعالى أن يحفظ علينا إيماننا بكرمه. أنبأتنا فاطمة بنت علي، أنا فرقد بن ظافر، أنا أبو طاهر بن سلفة قال: من عجيب رأي أبي العلاء تركه تناول كلّ مأكول لا تنبته الأرض شفقةً بزعمه على الحيوان، حتى نسب إلى التَّبرهم، وأنّه يرى رأي البراهمة في إثبات الصّانع،

(30/209)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 210
وإنكار الرُّسل، وتحريم الحيوانات وإيذائها، حتى الحيّات والعقارب. وفي شعره ما يدلّ عل غير هذا المذهب، وإن كان لا يستقرّ به قرار ولا يبقى على قانونٍ واحد، بل يجري مع القافية إذا حصلت كما تجيء، لا كما يجب. فأنشدني أبو المكارم الأسديّ رئيس أبهر قال: أنشدنا أبو العلاء لنفسه:
(أقرُّوا بالإله وأثبتوه .......... وقالوا: لا نبيَّ ولا كتابُ)

(ووطءُ بناتنا حلٌّ مُباحٌ .......... رويدكمُ فقد بطل العتابُ)

(تمادوا في الضّلال فلم يتوبوا .......... ولو سمعوا صليلَ السّيفِ تابوا)
وبه قال: وأنشدني أبو تمام غالب بن عيسى الأنصاريّ بمكّة: أنشدنا أبو العلاء المعرّي لنفسه:)
(أتتني من الأيام ستُّون حجَّةً .......... وما أمسكت كفَّايَ بثني عنانِ)

(ولا كان لي دارٌ ولا ربعُ منزلٍ .......... وما مسّني من ذاك روعُ جنانِ)

(تذكَّرتُ أنّي هالكٌ وابنُ هالكٍ .......... فهانت عليَّ الأرضُ والثقلانِ)
إلى أن قال السِّلفيّ: وممّا يدلّ على صحة عقيدته ما سمعت الخطيب حامد بن بختيار النُّميريّ بالسِّمسمانيّة مدينة بالخابور قال: سمعت القاضي أبا المهذّب عبد المنعم بن أحمد السَّروجيّ: سمعت أخي القاضي أبا الفتح يقول: دخلت على أبي العلاء التَّنوخيّ بالمعرَّة ذات يوم في وقت خلوةٍ بغير علمٍ منه، وكنت أتردَّدُ إليه وأقرأ عليه، فسمعته وهو ينشد من قيله:
(كم غودرت غادةٌ كعاب .......... وعمرت أمها العجوزُ)

(30/210)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 211
(أحرزها الولدان خوفاً .......... والقبر حرز لها حريز)

(يجوز أن تبطىء المنايا .......... والخلد في الدهر لا يجوز)
ثم تأوه مرات وتلا: إن في ذلك لآية لمن خاف عذاب الآخرة ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود وما نؤخره إلا لأجل معدودٍ يوم يأتي لا تكلم نفس إلى بإذنه فمنهم شقي وسعيد. ثم صاح وبكى. بكاء شديداً، وطرح وجهه على الأرض زماناً، ثم رفع رأسه، ومسح وجهه وقال: سبحان من تكلم بهذا في القدم، سبحان من هذا كلامه. فصبرت ساعة، ثم سلمت عليه، فرد وقال: متى أتيت فقلت: الساعة. ثم قلت: يا سيدي، أرى في وجهك أثر غيظ. فقال: لا يا أبا الفتح، بل أنشدت شيئاً في كلام المخلوق، وتلوت شيئاً من كلام الخالق، فلحقني ما ترى. فتحققت صحة دينه، وقوة يقينه. وبالإسناد إلى السلفي: سمعتُ أبا بكر التبريزي اللغوي يقول: أفضل من رأيته ممن قرأت عليه أبو العلاء. وسمعتُ أبا المكارم بأبهر، وكان من أفراد الزمان، ثقة مالكي المذهب، قال: لما توفي أبو العلاء اجتمع على قبره ثمانون

(30/211)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 212
شاعراً، وختم في أسبوع واحد عند القبر مائتا ختمة. وبه قال السفي هذا القدر الذي يمكن إيراده هنا على وجه الاختصار، مدحاً وقدحاً، وتقريظاً، وذماً. وفي الجملة فكان من أهل الفضل الوافر، والأدب الباهر، والمعرفة بالنسب، وأيام العرب. قرأ) القرآن بروايات، وسمع الحديث بالشام على ثقات. وله في التوحيد وإثبات النبوة وما يخض على الزهد، وإحياء طرق الفتوة والمروءة شعر كثير، والمشكل منه فله على زعمه تفسير. قال القفطي: ذكر أسماء الكتب التي صنفها. قال أبو العلاء: لزمت مسكني منذ سنة أربعمائة واجتهدت أن أتوفر على تسبيح الله وتحميده، إلا أن أضطر إلى غير ذلك، فأمليت أشياء تولى نسخها الشيخ أبو الحسن علي بن عبد الله بن أبي هاشم، أحسن الله توفيقه ألزمني بذلك حقوقاً جمة، لأنه أفنى زمنه ولم يأخذ عما صنع ثمناً. وهي على ضروب مختلفة، فمنها ما هو في الزهد والعظات والتمجيد. فمن ذلك: كتاب الفصول الغايات وهو موضوع على حروف

(30/212)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 213
المعجم، ومقداره مائة كراسة. ومنها كتاب أنشئ في ذكر غريب هذا الكتاب، لقبه السادن. وكتاب إقليد الغايات في اللغة، عشر كراريس. وكتاب الأيك والغصون وهو ألف ومائتا كراسة. وكتاب مختلف الفصول نحو أربعمائة كراسة. وكتاب تاج الحرة في عظات النساء، نحو أربعمائة كراسة. وكتاب الخطب نحو أربعين كراسة. وكتاب تسمية خطب الخيل عشر كراريس. كتاب خطبة الفصيح. نحو خمس عشرة كراسة. وكتاب يعرف برسيل الراموز نحو ثلاثين كراسة.

(30/213)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 214
كتاب لزوم ما لا يلزم نحو مائة وعشرين كراسة. كتاب زجر النابح أربعون كراسة. كتاب نجر الزجر مقداره كذا. كتاب راحة اللزوم في شرح لزوم ما لا يلزم نحو مائة كراسة. كتاب ملقى السبيل مقداره أربع كراريس. قلت: إنما مقداره ثمان ورقات، فكأنه يعني بالكراسة زوجين من الورق. قال: وكتاب خماسية الراح في ذم الخمر، نحو عشر كراريس.

(30/214)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 215
مواعظ، خمس عشرة كراسة.) وكتاب وقفة الواعظ. كتاب الجلي والحي عشرون كراسة. كتاب سجع الحمائم ثلاثون كراسة. كتاب جامع الأوزان والقوافي نحو ستين كراسة. كتاب غريب ما في هذا الكتاب نحو عشرين كراسة

(30/215)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 216
كتاب سقط الزند، فيه أكثر من ثلاثة آلاف بين نظم في أول العمر. كتاب رسالة الصاهل والشاحج يكتمل فيه على لسان فرس وبغل أربعون كراسة. كتاب القائف على معنى كليلة ودمنة نحو ستين كراسة. كتاب منار القائف في تفسير ما فيه من اللغة والغريب، نحو عشرة كراريس. كتاب السجع السلطاني في مخاطبات الملوك والوزراء، نحو ثمانين كراسة. كتاب سجع الفقيه ثلاثون كراسة. كتاب سجع المضطرين.

(30/216)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 217
رسالة المعونة. كتاب ذكرى حبيب تفسير شعر أبي تمام، نحو ستين كراسة. كتاب عبث الوليد يتصل بشعر البحتري. كتاب الرياش أربعون كراسة. كتاب تعليق الخلس كتاب إسعاف الصديق. كتاب قاضي الحق. كتاب الحقير النافع في النحو، نحو خمس كراريس. كتاب المختصر الفتحي.

(30/217)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 218
كتاب اللامع العزيزي في شرح شعر المتنبي، نحو مائة وعشرين كراسة. كتاب في الزهد يعرف بكتاب استغفر واستغفري منظوم فيه نحو عشرة ألاف بيت. كتاب ديوان الرسائل، ومقداره ثمانمائة كراسة. كتاب خادم الرسائل.) كتاب مناقب علي رضي الله عنه. كتاب العصفورين. كتاب السجعات العشر.

(30/218)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 219
كتاب عيون الجمل. كتاب شرف السيف. نحو عشرين كراسة. كتاب شرح بعض سيبويه نحو خمسين كراسة. كتاب الأمالي، نحو مائة كراسة. قال: فذلك خمسة وخمسون مصنفاً في نحو أربعة ألاف ومائة وعشرين كراسة. ثم قال القفطي: وأكثر كتب أبي العلاء عدمت، وإنما وجد منها ما خرج عن المعرة قبل هجم الكفار عليها، وقتل أهلها. وقد أتيت قبره سنة خمس وستمائة، فإذا هو في ساحة بين دور أهله، وعليه باب. فدخلت فإذا القبر لا احتفال به، ورأيت على القبر خبازي يابسة، والموضع على غاية ما يكون من الشعث والإهمال. قلت: وقد رأيت أنا قبره بعد مائة سنة من رؤية القفطي فرأيت نحواً مما حكى. وقد ذكر بعض الفضلاء أنه وقف على المجلد الأول بعد المائة من كتاب الأيك والغصون، قال: ولا أعلم ما يعوزه بعد ذلك. وقد روي عنه: أبو القاسم التنوخي، وهو من أقرانه، والخطيب أبو ذكريا التبريزي أحد الأعلام، الإمام أبو المكارم عبد الوارث بن محمد الأبهري،

(30/219)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 220
والفقيه أبو تمام غالب بن عيسى الأنصاري، والخليل بن عبد الجبار القزويني، وأبو طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصقر الأنباري وغير واحد. ومرض ثلاثة أيام، ومات في الرابع ليلة جمعة، من أوائل ربيع الأول من السنة. وقد رثاه تلميذه أبو الحسن علي بن همام بقوله:
(إن كنت لم ترق الدماء زهادة .......... فلقد أرقت اليوم من جفني دماً)

(سيرت ذكرك في البلاد كأنه .......... مسك فسامعةً يضمخ أو فماً)

(وأرى الخجيج إذا أرادوا ليلة .......... ذكراك أخرج فدية من أحرما.)
)
4 (أحمد بن علي.)
أبو الفتح الإيادي، أخو محمد المذكور في العام الماضي. سمع: أبا حفص الكتاني، والمخلص. ومات في ذي القعدة. قال الخطيب: صدوق.
4 (أحمد بن علي بن عثمان.)
أبو طاهر بن السواق الأنصاري البغدادي المقريء. أخو حمزة.

(30/220)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 221
قرأ القراءات على الحمامي. وسمع من: عبيد الله بن أحمد الصيدلاني، وأبي أحمد الفرضي، وطائفة. وعنه: أبو غالب عبد الله بن منصور المقريء، وعلي بن المبارك بن سيف الداليبي، وجعفر السراج وآخرون. وكان ثقة، صالحاً نبيلاً، فقيهاً مقرئاً، رحمه الله تعالى.
4 (أحمد بن محمد بن عبد الله بن عبد العزيز بن شاذان.)
أبو مسعود البجلي الرازي الحافظ ابن المحدث الصالح. ولد بنيسابور سنة اثنتين وستين وثلاثمائة. قال: وأمي من طبرستان، وأكثر مقامي بجرجان. قلت: رحل وطوف وصنف الأبواب والشيوخ. وسمع من الكبار: أبي عمرو بن حمدان، وأبي أحمد حسين بن علي التميمي، وأبي سعيد بن عبد الوهاب الرازي، وأحمد بن أبي عمران الهروي المجاور، وزاهر بن أحمد، وأبي النضر محمد بن أحمد بن سليمان الشرمغولي، ومحمد بن الفضل بن محمد بن خزيمة، وأبي بكر محمد بن محمد الطرازي، وأبي الحسين الخفاف، وأبي محمد المخلدي، وشافع الإسفرائيني، وأبي بكر بن لال الهمذاني، وأبي الحسن بن فراس العبقسي، وأبي الحسين بن فارس اللغوي، وابن جهضم، وخلق كثير. وكان جوالاً في الآفاق، وبقي في الآخر يسافر للتجارة.)

(30/221)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 222
روي عنه يحيى بن الحسين بن شراعة، وعبد الواحد بن أحمد الخطيب الهمذانيان، وأبو الحسن علي بن محمد الجرجاني، وظريف النيسابوري، وإسماعيل بن الغافر، وخلق آخرهم عبد الرحمن بن محمد التاجر. وثقة جماعة. وتوفي في المحرم ببخارى. قال يحيى بن مندة: كان ثقة جوالاً، تاجراً كثير الكتب عارفاً بالحديث، حسن الفهم.
4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن النعمان بن المنذر.)
أبو العباس الإصبهاني الفضاض الذهبي. حدث عن: أبي بكر بن المقريء، وعبيد الله بن يعقوب بن جميل، وأبي بكر محمد بن أحمد بن جشنش، وأبي عبد الله بن مندة، وأبي بكر محمد بن أحمد بن الفضل بن شهريار، وجماعة. روي عنه: أبو علي الحداد، وسعيد بن أبي الرجاء، وغيرها. وكان ثقة جميل الطريقة. قال يحيى بن مندة: هو ثقة مأمون، صالح، قليل الكلام. عاش ثمانين سنة.

(30/222)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 223
وقال غيره: هو أبو بكر الفضاض، توفي ليلة عيد الفطر. روي عنه ابن المقري مسند العدني.
4 (أحمد بن محمد بن أبي عبيد أحمد بن عروة.)
أبو نصر الكرميني. حدث في رمضان من السنة ببلد كرمينية من ما وراء النهر عن محمد بن أحمد بن محفوظ الورقودي، وسماعه منه في سنة بضعٍ وستين وثلاثمائة عن الفربري.
4 (أحمد بن مهلب بن سعيد.)
أبو عمر البهراني الإشبيلي. روي عن: أبي محمد الباجي، وأبي الحسن الأنطاكي المقريء، وأبي عبد الله بن مفرج، وأبي بكر الزبيدي، وغيرهم. ذكره ابن خزرج وقال: كان من أهل الذكاء، قديم العناية بطلب العلم. توفي في صفر وقد استكمل ستاً وتسعين سنة.) قلت: هذا كان من كبار المسندين بالأندلس.

(30/223)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 224
4 (إبراهيم بن محمد بن علي.)
أبو نصر الكسائي الإصبهاني. روي عنه: الحداد، وسعيد بن أبي الرجاء، وغيرهما. وكان وراقاً، فسمع الكثير. مات في ذي القعدة.
4 (إسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن عابد بن عامر.)
أبو عثمان الصابوني النيسابوري الواعظ المفسر، شيخ الإسلام. حدث عن: زاهر بن أحمد السرخسي، وأبي سعيد عبد الله بن محمد الرازي، والحسن بن أحمد المخلدي، وأبي بكر بن مهران المقريء، وأبي طاهر بن خزيمة، وأبي الحسين الخفاف، وعبد الرحمن بن أبي شريح، وطبقتهم. روي عنه: عبد العزيز الكتاني، وعلي بن الحسين بن صصري، ونجا بن أحمد، وأبو القاسم المصيصي، ونصر الله الخشنامي، وأبو بكر البيهقي، وخلق

(30/224)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 225
كثير آخرهم أبو عبد الله الفراوي. قال البيهقي: أنبا إمام المسلمين حقاً، وشيخ، الإسلام صدقاً أبو عثمان الصابوني، ثم ذكر حكاية. وقال أبو عبد الله المالكي: أبو عثمان الصابوني ممن شهدت له أعيان الرجال بالكمال في الحفظ، والتفسير، وغيرهما. وقال عبد الغافر في سياق تاريخ نيسابور: إسماعيل الصابوني الأستاذ، شيخ الإسلام، أبو عثمان الخطيب المفسر الواعظ، المحدث، أوحد وقته في طريقه، وعظ المسلمين سبعين سنة، وخطب وصلى في الجامع نحواً من عشرين سنة. وكان حافظاً كثير السماع والتصنيف، حريصاً على العلم. سمع بنيسابور، هراة، سرخس، والشام، والحجاز، والجبال. وحدث بخراسان، والهند، وجرجان، والشام، والثغور، والقدس، والحجاز، ورزق العز الجاه في الدين والدنيا. وكان جمالاً للبلد، مقبولاً عند الموافق والمخالف، مجمع على أنه عديم النظير، وسيف السنة، وقامع أهل البدعة.) كان أبوه أبو نصر من كبار الواعظين بنيسابور، ففتك به لأجل المذهب،

(30/225)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 226
وقتل وهذا الإمام صبي ابن تسع سنين، فأقعد مجالس الوعظ مقام أبيه، وحضر أئمة الوقت مجالسه. وأخذ الإمام أبو الطيب الصعلوكي في تربيته وتهيئة شأنه. وكان يحضر مجالسه، والأستاذ أبو إسحاق الإسفرائيني، والأستاذ أبو بكر بن فورك، ويتعجبون من كمال ذكائه وحسن إيراده، حتى صار إلى ما صار إليه. وكان مشتغلاً بكثرة العبادات والطاعات، حتى كان يضرب به المثل. وقال الحسين بن محمد الكتبي في تاريخه: توفي أبو عثمان في المحرم، وكان مولده سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة، وأول مجلسٍ عقده للوعظ بعد قتل والده في سنة اثنتين وثمنين. وفي معجم السفر للسلفي: سمعتُ الحسن بن أبي الحر بن مصادة بثغر سلماس يقول: قدم أبو عثمان الصابوني بعد حجة، ومعه أخوه أبو يعلي في أتباع ودواب، فنزل على جدي أحمد بن يوسف بن عمر الهلالي، فقام بجميع مؤنه. وكان يعقد المجلس كل يوم، وافتتن الناس به. وكان أخوه فيه دعابة. وسمعتُ أبا عثمان وقت أو ودع الناس يقول: يا أهل سلماس، لي عندكم شهر أعظ وأنا في تفسير آية وما يتعلق بها، ولو بقيت عندكم تمام سنة، لما تعرضت لغيرها والحمد لله. قتل: هكذا كان والله شيخنا ابن تيمية، بقي أزيد من سنةٍ يفسر في سورة نوح، وكان بحراً لا تكدره الدلاء رحمه الله.

(30/226)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 227
قال عبد الغافر: حكى الثقات أن أبا عثمان كان يعظ، فدفع إليه كتابُ ورد من بخاري مشتمل على ذكر وباء عظيم وقع بها ليدعى على رؤوس الملأ في كشف ذلك البلاء عنهم، ووصف في الكتاب أن رجلاً أعطى دراهم لخباز يشتري خبزاً، فكان يزنها والصانع يخبز، والمشتري واقف، فمات الثلاثة في ساعة. فلما قرأ الكتاب هاله ذلك، فاستقرأ من القارئ: أفأمن الذين مكروا السيئات أن يخسف الله بهم الأرض الآيات ونظائرها، وبالغ في التخويف والتحذير، وأثر ذلك في تغير في الحال، وغلبه وجع البطن من ساعته، وأنزل من المنبر، فكان يصيح من الوجع. وحمل إلى الحمام، فبقي إلى قريب المغرب، فكان يتقلب ظهراً لبطنٍ، وبقي سبعة أيام لم ينفعه علاج، فأوصى وودع أولاده وتوفي، وصلي عليه عصر يوم الجمعة رابع المحرم. وصلى عليه ابنه أبو بكر، ثم أخوه يعلى إسحاق. وقد طول عبد الغافر ترجمة شيخ الإسلام وأطنب في وصفه.) وقال في البارع الزوزبي:
(ماذا اختلاف الناس في متفنن .......... لم يبصروا للقدح فيه سبيلاً)

(والله ما رقي المنابر خاطف .......... أو واعظ كالحبر إسماعيلا)
وقال: قرأت في كتاب كتبه الإمام زين الإسلام من طوس في تعزية شيخ الإسلام يقول فيه: أليس لم يجسر مفتر أن يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وقته أليست السنة كانت بمكانة منصورة، والبدعة لفرط حشمته مقهورة أليس كان داعياً إلى الله هادياً عباد الله، شاباً لا صبوة له، ثم كلهلاً لا كبوة له، ثم شيخاً لا هفوة له يا أصحاب المحابر، حطوا رحالكم، فقد استتر بحلال التراب من كان

(30/227)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 228
عليه إلمامكم. ويا أرباب المنابر، أعظم الله أجوركم، فقد مضى سيدكم وإمامكم. وقال الكتاني: ما رأيت شيخاً في معنى أبي عثمان الصابوني زهداً وعلماً كان يحفظ من كل فن لا يقعد به شيء، وكان يحفظ التفسير من كتب كثيرة، وكان من حفاظ الحديث. قلت: ولأبي عثمان مصنف في السنة واعتقاد السلف، أفصح فيه بالحق، فرحمه الله ورضي عنه. وقال الحافظ ابن عساكر: سمعت معمر بن الفاخر: سمعت عبد الرشيد بن ناصر الواعظ بمكة: سمعتُ إسماعيل بن عبد الغافر الفارسي يقول: سمعت أبا المعالي الجويني قال: كنت بمكة أتردد في المذاهب، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: عليك باعتقاد ابن الصابوني. وقال عبد الغافر بن إسماعيل: حكى المقريء الصالح محمد بن عبد الحميد الأبيوردي عن الإمام أبي المعالي الجويني أنه رأى في المنام كأنه قيل له: عد عقائد أهل الحق. قال: فكنت أذكرها إذ سمعت نداء كان مفهومي منه أني أسمعه من الحق تبارك وتعالى يقول: ألم تقل إن ابن الصابوني رجل مسلم قال عبد الغافر: ومن أحسن ما قيل فيه أبيات الإمام أبي الحسن عبد الرحمن بن محمد الداوودي:
(أودى الإمام الحبر إسماعيل .......... لهفي عليه ليس منه بديل)

(بكتِ السماء والأرض يوم وفاته .......... وبكى عليه الوحي التنزيل)

(30/228)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 229
(والشمس والقمر المنير تناوحا .......... حزناً عليه وللنجوم عويل)
)
(والأرض خاشعة تبكي شجوها .......... ويلي تولول: أين إسماعيل)

(أين الإمام الفرد في آدابه .......... ما إن له في العالمين عديل)

(لا تخدعنك مني الحياة فإنها .......... تلهي وتنسي والمنى تضليل)

(وتأهبت للموت قبل نزوله .......... فالموت حتم والبقاء قليل)

4 (حرف الحاء)

4 (الحسن بن محمد بن علي)
أبو عامر النسوي النحوي الزاهد الشاعر، وصنف الديوان المعروف كان كثير التطواف، جم الفوائد، دائم العبادة والصوم والتهجد، يقال إنه من الأبدال. ترجمة علي بن محمد الجرجاني وقال: سمع بالعراق، وإصبهان، وذهب أكثر سماعه إلا من جزءٍ من مسند أبي يعلى الموصلي، سمعه من أبي بكر بن المقري، وأجزاء أخر عن شيوخ. ولد سنة ستين وثلاثمائة، وتوفي في رمضان بنسا. وقال ابن السمعاني هو ثقة، عالم باللغة فقير. سمع بنسا: أبا القاسم عبد الله بن محمد صاحب الحسن بن سفيان. روي عنه: عبد المنعم بن القشيري.

(30/229)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 230
أخبرنا أحمد بن هبة الله، أنا أبو روح في كتابه، أنا زاهر، أنا أبو عامر الحسن بن محمد إجازة، أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم، أبنا أبو يعلى، ثنا عبد الله بن محمد بن سالم، ثنا عبيدة بن الأسود، عن القاسم بن الوليد، عن الحارث العكلي، عن إبراهيم، عن الأسود، عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نضر اله الله امرءاً سمع مقالتي فحفظها فإنه رب حامل فقيهٍ غير فقيه، ورب حامل فقهٍ إلى من هو أفقه منه.
4 (الحسين بن محمد بن عثمان.)
ابن النصيبي البغدادي. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان يذهب إلى الاعتزال.
4 (الحسين بن محمد بن القاسم)
أبو عبد الله بن طباطبا العلوي النسابة.

(30/230)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 231
قال الخطيب: كان متميزاً بعلم النشب ومعرفة أيام العرب وله حظ من الأدب والشعر. وكان) كثير الحضور معنا في مجالس الحديث. ذكر سماعه عن ابن الجندي، وأبي عبد الله الضبي. علقت عنه أشياء. ومات في صفر.
4 (حرف الشين)

4 (شيبان بن محمد بن جعفر الجوقوهي الإصبهاني.)
روي عن: أبي بكر بن المقري، وعبد الرحمن بن الخصيب. وعنه: أبو علي الحداد، وغيره. مات في جمادى الآخرة.
4 (حرف العين)

4 (عبد الرحمن بن أحمد بن ذكريا)
أبو محمد الطليطلي. يعرف بابن راها. كان نبيلاً فصيحاً إخبارياً. سمع من: عبدوس بن محمد، ومحمد بن إبراهيم الخشني.
4 (عبد الواحد بن الحسين بن قرقر:)
أبو طاهر البغدادي الحذاء. سمع: أبا الحسن الدراقطني، وأبا حفص بن شاهين، وجماعة. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان سماعه صحيحاً. وله حانوت في الحذائين.
4 (عبد الغفار بن محمد بن عمر بن العزير.)

(30/231)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 232
أبو سعد الهمذاني التككي. روي عن: أبي بكر أبي الحديد، وأبي أحمد الفرضي. روي عنه: العلوي، ومحمد بن عثمان. توفي في ذي القعدة.
4 (عبد الوهاب بن أحمد بن هارون.)
أبو الحسين ابن الجندي الشاهد. أخو القاضي أبي نصر بن هارون. من كبار شهود دمشق.) روي عن: أبي بكر بن أبي الحديد. روي عنه: أبو طاهر الكتاني، وأبو القاسم النسيب. توفي في جمادى الأولى من السنة. عبيد الله بن الحسين بن نصر العطار. روي ببغداد عن: محمد بن المظفر الحافظ، وأبا عمر بن حيويه، والدارقطني، وغيرهم. قال الخطيب: كتبنا عنه وكان صدوقاً. وتوفي في صفر. قال النرسي: سمعنا منه.
4 (علي بن أحمد بن إبراهيم بن غريب البزار.)

(30/232)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 233
بغدادي، سمع: علي بن حسان الدممي، وعلي بن عمر الحربي. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صحيح السماع. وغريب هو خال الخليفة المقتدر. قلت: حدث بدمشق فروي عنه: محمد بن علي الحداد.
4 (علي بن الحسن السقلاطوني.)
بغدادي صدوق. سمع ابن شاهين. أرخه الخطيب وحدث عنه.
4 (علي بن خلف بن عبد الملك بن بطال.)
أبو الحسن القرطبي، ويعرف أيضاً بابن اللجام. روي عن: أبي المطرف القنازعي، ويونس بن عبد الله القاضي، وأبي محمد بن بنوش، وأبي عمر بن عفيف، وغيرهم. قال ابن بشكوال: كان من أهل العلم والمعرفة والفهم، مليح الخط، حسن الضبط، عني بالحديث العناية التامة وأتقن ما فيه، وشرح صحيح أبي عبد الله الخلال في عدة مجلدات، رواه الناس عنه. وولي قضاء لورقة.) وقد حدث عنه جماعة من العلماء.

(30/233)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 234
توفي في سلخ صفر. قلت: وكان ينتحل الكلام على...
4 (حرف الميم)

4 (محمد بن علي بن محمد بن الحسن.)
أبو عبد الله الخبازي المقريء. ولد بنيسابور سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة. وقرأ القرآن على أبيه وعلى أبي بكر محمد بن محمد الطرازي. وسمع من: أبي أحمد الحاكم، وأبي محمد الحسن المخلدي، وأبي الحسن الماسرجسي. وتصدر للإقراء. وصنف في القراءات. ذكره علي بن محمد الزنجي في تاريخ جرجان فقال: تخرج على يده ألوف بنيسابور. ودخل غزنة أيام السلطان محمود، وكان يكرمه غاية الإكرام. سمعته يقول: أو ما وردت على السلطان سألني عن آية أولها غين. فقلت: ثلاث مواضع: غافر الذنب، واثنان مختلف فيهما، الكوفي يعدهما، والبصري لا يعدهما: غلبت الروم، وغير المغضوب عليهم ولا الضالين.

(30/234)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 235
قلت: قرأ عليه جماعة منهم أبو القاسم الهذلي وتوفي بنيسابور في رمضان وقال عبد الغافر الفارسي: هو شيخ نبيل مشهور بين أكابر المتقدمين بنيسابور، المنظور إليه، المشاور في الأمور، المبجل في المحافل والمشاهد، قعد سنين في مسجده المشهور به لقراءة القرآن في سكة معاذ. وحضر في مجلسه الأكابر وأولاد الأئمة وقرأوا عليه، وتبركوا بالعقود بين يديه. وكان عارفاً بالقراءات ووجوها. وصنف كتاب الأبصار محتوياً على أصول الروايات وغرائبها. وكان له صيت لتقدمه في علم القراءات، وله جاه وقدر عند السلاطين استحضره يمين الدولة أبو القاسم محمود بن ناصر الدين إلى غزنة، وسمع قراءته، وأكرم مورده ورده إلى نيسابور. وقد رحل إلى الكشميهني لسماع صحيح البخاري فسمعه منه وحدث به وكان يحيي الليل) بالقراءة والدعاء والبكاء، حتى قيل إنه مستجاب الدعوة، لم ير بعده مثله. ثنا عنه أبو بكر محمد بن يحيى المزكي، ووالدي، مسعود بن ناصر الركاب، وطاهر الشحامي. قلت: وأخر من روي عنه الفراوي.
4 (أبو بكر محمد بن الحسن بن علي الخبازي المقريء الطبري.)

(30/235)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 236
فآخر تأخر عن هذا، ولقيه أبو الأسعد القشيري.
4 (محمد بن علي بن إبراهيم.)

4 (أبو بكر الدينوري القاريء، نزيل بغداد.)
حدث عن: أبي بكر بن لال الهمذاني، وأبي عمر بن مهدي. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صالحاً ورعاً، توفي في شوال.
4 (محمد بن علي.)
أبو الفتح الكراجكي شيخ الشيعة. والكراجكي هو الخيمي. مات بصور في أربع ربيع الآخر، وله عدة مصنفات. وكان من فحول الرافضة، بارع في فقههم وأصولهم، نحوي، لغوي، منجم، طبيب، رحل إلى العراق ولقي الكبار كالمرتضى.

(30/236)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 237
وله كتاب تلقين أولاد المؤمنين. وكتاب الأغلاط مما يرويه الجمهور. وكتاب موعظة العقل للنفس، وله كتاب المنازل قد سيره إلى أن بلغ سنة خمس وخمسين وخمسمائة. وكتاب ما جاء على عدد الاثني عشر. وكتاب المؤمن إلى غير ذلك من هذيانات الإمامية.
4 (محمد بن ميمون بن محمد النرسي الكوفي.)
عم الحافظ أبي سمع من الشريف أبي عبد الله الكوفي.
4 (حرف الواو)

4 (وليد بن عبد الله بن عباس)
)

(30/237)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 238
أبو القاسم الأصبحي القرطبي، ويعرف بابن العربي. روي عن: سليمان بن الغماز المقريء. وولي خطابه قرطبة بعد مكي. وكان حسن الخطابة، بليغ الموعظة، طيب الصوت، عذب اللفظ. قرأ عليه: أبو محمد بن عتاب. وتوفي في رمضان، وهو في عشر التسعين.

(30/238)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 239
1 (سنة خمسين وأربعمائة.)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن الحسين بن علي بن عمر الحربي.)
أبو منصور. روي عن جده علي السكري.
4 (أحمد بن سليمان.)
أبو صالح النيسابوري الصوفي الزاهد. حج نيفاً وثلاثين مرة. وكان سنياً منكراً على المتكلمين. لقي بمكة شيخ الحرم السيرواني. روي عنه: إسماعيل الفارسي، وغيره. وتوفي في جمادى الأولى.
4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن عيسى بن هاموشة.)
أبو جعفر الأبريسمي التاجر. عن شيوخ أصبهان. روي عن: أبي بكر بن المقري. وعنه: سيد بن أبي الرجاء.

(30/239)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 240
4 (أحمد بن محمد بن حسين.)
أبو طاهر بن الخفاف. عن: أبي القاسم بن الصيدلاني، وجماعة. وعنه: الخطيب، وقال: ومات في آخر السنة.)
4 (حرف الحاء)

4 (الحسين بن محمد بن عبد الواحد.)
أبو عبد الله البغدادي، الفقيه الفرضي المعروف بالوني. انتهت إليه معرفة الفرائض. قتل ببغداد شهيداً في فتنة البساسيري ووثوبه على بغداد، ضرب بدبوس فمات. وكان أحد الأذكياء المذكورين، وله يد في علوم متعددة. قال ابن ماكولا: سمعت الخطيب يقول: حضرنا مجلس شيخ ومعنا أبو

(30/240)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 241
عبد الله الوني فأملى الشيخ: فلما قمنا إذا الونّي قد حفظ من الإملاء بضعة عشر حديثاً. وقد سمع عن أصحاب الصّفّار، وابن البختريّ. سمع منه: أبو حكيم الخبريّ.
4 (الحسين بن محمد بن طاهر بن مهدي البغداديّ.)
أخو حمزة. حدَّث عن: الدّار قطنيّ، وجماعة.
4 (حمزة بن أحمد بن حمزة.)
أبو يعلى القلانسيّ الدّمشقيّ الشبعيّ الرجل الصالح. حدَّث عن: أبي محمد بن أبي نصر، وعبد الواحد بن مشماش، ومنصور بن رامش. روى عنه: عبد الله بن الحسن البعلبكّيّ. قال الكتّلنيّ: كان يحفظ معاني القرآن للنّاس. وكان عبداً صالحاً أقام بالجامع أربعين سنةً بلا غطاء ولا وطاء، رحمه الله تعالى.
4 (حرف الطاء)

4 (طاهر بن عبد الله بن طاهر بن عمر.)

(30/241)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 242
القاضي أبو الطيِّب الطَّبري، الفقيه الشّافعي أحد الأعلام. سمع بجرجان من أبي أحمد الغطريفيّ. وبنيسابور من الفقيه أبي الحسن الماسرجسيّ. وبه تفقَّه. وسمع ببغداد من: أبي الحسن الدّارقطنيّ، وموسى بن عرفة، والمُعافى بن زكريّا، وعليّ بن) عمر الحربيّ. واستوطن بغداد. ودرسّ وأفتى، وولي قضاء ربع الكرخ بعد موت القاضي الصَّيمريّ. وكان مولده بآمل طبرستان سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة. قال: وخرجت إلى جرجان للقاء أبي بكر الإسماعيليّ فقدمتها يوم الخميس، فدخلت الحمّام، فلمّا كان من الغد لقيت أبا سعد بن الشّيخ أبي بكر، فأخبرني أنّ والده قد شرب دواءً لمرضٍ كان به، وقال لي: تجيء في صبيحة غدٍ لتسمع منه. فلمّا كان في بكرة السّبت غدوت للموعد فإذا النّاس يقولون: مات أبو بكر الإسماعيليّ. قال الخطيب: وكان أبو الطّيِّب ورعاً عارفاً بالأصول والفروع، محقّقاً،

(30/242)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 243
حسن الخلق، صحيح المذهب، اختلفت إليه وعلّقت عنه الفقه سنين. من المرآة: قيل إنّ أبا الطّيّب دفع خفَّه إلى من يصلحه، فكان يأتي يتقاضاه، فإذا رآه غمس الخفّ في الماء وقال: السّاعة أصلحه فلمّا طال على أبي الطّيّب ذلك قال: إنّما دفعته إليك لتصلحه، لم أدفعه لتعلِّمه السِّباحة قال الخطيب: سمعت أبا بكر محمد بن أحمد المؤدِّب: سمعت أبا محمد البافي يقول: أبو الطّيّب الطَّبريّ أفقه من أبي حامد الإسفرائينيّ. وسمعت أبا حامد يقول: أبو الطّيّب أفقه من أبي محمد البافي. وقال القاضي أبو بكر بن بكران الشّاميّ: قلت للقاضي أبي الطّيِّب شيخنا، وقد عمِّر: لقد متّعت بجوارحك أيّها الشّيخ. فقال: ولم لا، وما عصيت الله بواحدة منها قطّ أو كما قال. وقال غير واحد: سمعنا أبا الطّيِّب الطَّبريّ يقول: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النّوم فقلت: يا رسول الله أرأيت من روى عنك أنّك قلت: نضّر الله امرءاً سمع مقالتي فوعاها الحديث. أحقٌّ هو قال: نعم.

(30/243)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 244
وقال أبو إسحاق في الطّبقات: ومنهم شيخنا وأستاذنا أبو الطّيب، توفيّ عن مائة وسنتين، لم يختلّ عقله، ولا تغيّر فهمه، يفتي مع الفقهاء، ويستدرك عليهم الخطأ، ويقضي ويشهد، ويحضر المواكب إلى أن مات. تفقَّه بآمل على أبي عليّ الزَّجّاجيّ صاحب ابن القاصّ، وقرأ على أبي سعد الإسماعيليّ، وعلى) القاضي أبي القاسم بن كجّ بجرجان. ثمّ ارتحل إلى نيسابور وأدرك أبا الحسن الماسرجسيّ، وصحبه أربع سنين، ثمّ ارتحل إلى بغداد، وعلّق عن أبي محمد الباغي الخوارزميّ صاحب الدّاركيّ، وحضر مجلس الشّيخ أبي حامد، ولم أر فيمن رأيت أكمل اجتهاداً، وأسدّ تحقيقاً، وأجود نظراً منه. شرح المزنيّ، وصنَّف في الخلاف والمذهب والأصول والجدل كتباً كثيرة، ليس لأحد مثلها. ولازمت مجلسه بضع عشرة سنة، ودرّست أصحابه في مسجده سنين بإذنه، ورتَّبني في حلقته، وسألني أن أجلس في مسجد للتّدريس، ففعلت في سنة ثلاثين. أحسن الله تعالى عنّي جزاءه ورضي عنه. قلت: وأبو الطّيّب صاحب وجه في المذهب، فمن غرائبه أنّ خروج المنيّ ينقض الوضوء. ومنها أنّه قال: الكافر إذا صلّى في دار الحرب كانت صلاته إسلاماً.

(30/244)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 245
وقد روى عنه: الخطيب، وأبو إسحاق الشّيرازيّ، وأبو محمد بن الأبنوسيّ، وأبو نصر أحمد بن الحسن الشّيرازيّ، وأبو سعّد أحمد بن عبد الجبّار بن الطُّيوريّ، وأبو عليّ محمد بن محمد بن المهديّ، وأبو المواهب أحمد بن محمد بن ملوك، وأبو نصر محمد بن محمد بن العكبريّ، وأبو العزّ أحمد بن عبيد الله بن كادش، وأبو القاسم بن الحصين، وخلق آخرهم موتاً أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاريّ. قال الخطيب: مات أبو الطّيّب في ربيع الأوّل، صحيح العقل، ثابت الفهم، وله مائة وسنتان.
4 (حرف الظاء)

4 (ظفر بن الفرج بن عبد الله بن محمد.)
أبو سعد البغداديّ الخفّاف. روى عن: ابن الصَّلت الأهوازيّ. توفّي في رمضان.
4 (حرف العين)

4 (عبد الله بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن حسكان.)
الحاكم أبو محمد القرشيّ النَّيسابوريّ الواعظ، المعروف بالحذّاء. ولد سنة ثلاثٍ وستّين وثلاثمائة.

(30/245)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 246
وحجَّ مع أبيه سنة ثلاث وثمانين، فسمع من مشايخ الرَّيّ وبغداد.) فسمع بالرَّي من علي بن محمد بن عمر الفقيه. روى عنه: ابنه القاضي أبو القاسم عبيد الله الحشكانيّ. توفّي في شوّال.
4 (عبد الله بن علي بن عيّاض بن أبي عقيل.)
أبو محمد الصُّوريّ، القاضي عين الدّولة. سمع: أبا الحسين بن جميع، وغيره. روى عنه: أبو بكر الخطيب، وسهل بن بشر الإسفرائينيّ، وغيث الأرمنازيّ.

(30/246)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 247
توفي فجأة بين عكا وصور.
4 (عبد العزيز بن أبي الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران البغداديّ.)
أبو الطّيّب. سمع: أبا الحسين بن المظفّر، وأبا عمر بن حيُّويه، وأبا بكر بن شاذان وأبا الفضل الزُّهري. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان سماعه صحيحاً. توفّي في صفر. وكان مولده سنة ثمانٍ وستين.
4 (عبد الوهاب بن عبد العزيز بن المظفّر.)
أبو بكر الدّمشقيّ الورّاق، الحنبليّ المعروف بابن حزوَّر. حدَّث عن: تمّام الرّازيّ. روى عنه: ابنه عبد الواحد، ونجا بن أحمد، وأبو طاهر محمد بن الحسين الرّازيّ.

(30/247)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 248
4 (عبد الوهاب بن عثمان.)
أبو الفتح ابن المخبزيّ. بغداديّ صدوق. روي عن: ابن حبابة، وعيسى بن الوزير. وعنه: أبو بكر الخطيب. وهو أخو أبي الفرج.
4 (عبد الواحد بن الحسين بن أحمد بن عثمان بن شيطا.)
أبو الفتح. مقريء العراق، ومصنَّف كتاب التذكار في القراءات.) سمع: محمد بن إسماعيل الورّاق، وابن معروف القاضي، وعيسى بن الجراح، وابن سويد المؤدَّب. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ثقةً عالماً بوجوه القراءات، بصيراً بالعربية.

(30/248)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 249
توفي في صفر، ومولده في سنة سبعين وثلاثمائة. قلت: قرأ على أحمد بن عبد الله بن الخضر السَّوسنجرديّ، وعبد السّلام بن الحسين، وأبي الحسن بن العلاف، والحماميّ، وطبقتهم. قرأ عليه بالروايات جماعة منهم: أبو الفضل محمد بن محمد بن الصبّاغ، وأبو غالب محمد بن عبد الواحد القزّاز. وروى عنه كتاب التذّكار الحسن بن محمد الباقرحي.
4 (عبيد الله بن علي.)
الإمام أبو القاسم الرَّقّيّ. روي عن: أبي أحمد الفرضيّ. قال الخطيب: كان أحد العلماء بالنحو واللغة والفرائض، كتبت عنه.
4 (عليّ بن بقاء بن محمد.)
أبو الحسن المصريّ الورّاق الناسخ. روى عن: القاضي أبي الحسن علي بن محمد الحلبيّ، وأبي عبد الله التنوخي اليمنيّ، وأبي مسلم الكاتب، والحافظ عبد الغني بن سعيد. ولم يزل يكتب لنفسه ويورّق لغيره إلى حين موته. وكان مفيد مصر في وقته، ثقة مرضياً. قال أبو عبد الله الرازي في مشيخته: ثنا علي بن بقاء، ثنا محمد بن الحسين بن عمر التنوخي اليمني إملاءً بانتقاء خلف الواسطي، ثنا عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن رشدين، ثنا أبو الطّاهر بن السَّرح، ثنا رشيد بن سعد، فذكر حديثاً.

(30/249)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 250
توفي في ذي الحجة.
4 (علي بن الحسين بن أحمد بن محمد بن عمر بن الرفيل.)
المعروف بابن المسلمة.) الوزير رئيس الرؤساء أبو القاسم البغدادي. استكتبه الخليفة القائم بأمر الله، ثمّ استوزره. وكان عزيزاً عليه إلى الغاية، وهو لقّبه رئيس الرؤساء ورفع من قدره. وكان من خيار الوزراء. ولد سنة سبعٍ وتسعين وثلاثمائة. وسمع من جدِّه أبي الفرج المعدّل، ومن: أبي أحمد بن أبي مسلم الفرضيّ، وإسماعيل الصَّرصريّ. وحدَّث. روى عنه: أبو بكر الخطيب، وكان خصِّيصاً به. قال: كتبت عنه، وكان ثقة. قد اجتمع فيه من الآلات ما لم يجتمع في أحد قبله، مع سداد مذهب، ووفور عقل، وأصالة رأي. وقال أبو الفرج بن الجوزيّ: وفي سنة سبع وثلاثين وأربعمائة في ربيع

(30/250)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 251
الآخر رسم لأبي القاسم علي بن المسلمة النَّظر في أمور الخليفة، وتقدَّم إلى الحواشي بتوفية حقوقه فيما جعل إليه، فجلس لذلك على دهليز الفردوس، وعليه الطَّيلسان، وبين يديه الدّواة، وهنّاه الأعيان واستدعي إلى حضرة أمير المؤمنين، ثم خرج فجلس في الديوان في مجلس عميد الرؤساء ودسته. وحمل على بغله بمركب، ومضى إلى داره ومعه القضاة والأشراف والحجاب. وقال، في سنة ثلاث وأربعين: وفي عيد الأضحى حضر الناس في بيت النّوبة، واستدعي رئيس الرؤساء، فخلع عليه، ولُقِّب جمال الورى شرف الوزراء. قلت: ولم يبق له ضدَّ إلاّ البساسيري، وهو الأمير المظفَّر أبو الحارث أرسلان التُّركي، فإنه عظم قدره ببغداد، وبعد صيته، ولم يبق للملك الرّحيم ابن بويه معه إلاّ مجرَّد الاسم. ثمّ إن المذكور خلع الخليفة، وتملَّك بغداد، وخطب بها للمستنصر العبيدي، وقتل رئيس الرؤساء كما ذكرناه في ترجمة القائم وغير موضع. وقال أبو الفضل محمد بن عبد الملك الهمذانيّ في تاريخه: إن البساسيري حبس رئيس الرؤساء ثم أخرجه وعليه جبَّة صوف وطرطور أحمر، وفي رقبته مخنقة جلود، وهو يقرأ: قل اللهم مالك الملك، الآية، وهو يردَّدها. وطيف به على جمل، ثمّ نصب له خشبة بباب خراسان وخيط) عليه جلد ثور سلخ في الحال، وعلِّق في فكَّيه كلاّبان من حديد، وعلِّق على الخشبة حيّاً، ولبث إلى آخر النهار يضطّرب، ثم مات رحمه الله. قلت: ما أتت على البساسيري سنة حتى قتل وطيف برأسه.

(30/251)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 252
وكان صلبه في ذي الحجّة ببغداد.
4 (علي بن الحسين بن صدقة.)
أبو الحسن بن الشرابي الدمشقي المعدّل. روي عن: أبي بكر بن أبي الحديد، وعبد الله بن محمد الحنائي. روى عنه: علي بن طاهر. ومضى على سداد وأمر جميل. توفي في جمادى الأولى.
4 (علي بن عمر بن أحمد بن إبراهيم.)
أبو الحسن البرمكي، أخو إبراهيم وأحمد. وكان علي أصغرهم. سمع: أبا الفتح القوّاس، وأبا الحسين بن سمعون، وابن حبابة. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان ثقة. درس على أبي حامد الإسفرائينيّ مذهب الشافعي. وتوفي في ذي الحجّة.
4 (علي بن محمد بن حبيب.)

(30/252)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 253
القاضي أبو الحسن الصري الماورديّ الفقيه الشّافعي. صاحب التّصانيف. روى عن: الحسن بن علي الجيليّ صاحب أبي خليفة الجُمحيّ، وعن: عمر بن عدي المنقريّ، ومحمد بن المعلَّى، وجعفر بن محمد بن الفضل. روى عنه: أبو بكر الخطيب ووثَّقه، وقال: مات في ربيع الأول وقد بلغ ستاً وثمانين سنة. وولي القضاء ببلدان كثيرة. ثم سكن بغداد. وقال أبو إسحاق في الطّبقات: ومنهم أقضى القضاة أبو الحسن الماورديّ البصريّ. تفقَّه على أبي القاسم الصَّيمريّ بالبصرة. وارتحل إلى الشيخ أبي حامد الإسفرائينيّ. ودرس بالبصرة) وبغداد سنين كثيرة. وله مصنَّفات كثيرة في الفقه والتفسير، وأصول الفقه، والأدب. وكان حافظاً للمذهب.

(30/253)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 254
قال: وتوفي ببغداد. وقال القاضي شمس الدّين في وفيات الأعيان: من طالع كتاب الحاوي شهد له بالتبحُّر ومعرفة المذهب. ولي قضاء بلدان كثيرة. وله تفسير القرآن سمّاه النُّكت، وله أدب الدّنيا والدّين، والأحكام السُّلطانية، وقوانين الوزارة وسياسة الملك، والإقناع في المذهب وهو مختصر. وقيل إنه لم يظهر شيئاً من تصانيفه في حياته، وجمعها في موضع، فلما دنت وفاته قال لمن يثق به: الكتب التي في المكان الفلاني كلها تصنيفي، وإنما لم أظهرها لأني لم أجد نيّةً خالصةً، فإذا عاينت الموت ووقعت في النَّزع، فاجعل يدك في يدي، فإن قبضت عليها وعصرتها، فاعلم أنه لم يقبل مني شيء منها، فاعمد إلى الكتب وألقها في دجلة. وإن بسطت يدي ولم أقبض على يدك، فاعلم أنها قبلت، وأني قد ظفرت بما كنت أرجوه من الله. قال ذلك الشّخص: فلّما قارب الموت، وضعت في يده يدي، فبسطها ولم يقبض على يدي، فعلمت أنها علامة القبول، فأظهرت كتبه بعده. قلت: آخر من روى عنه أبو العزّ بن كادش.

(30/254)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 255
وقال ابن خيرون: كان رجلاً عظيم القدر، متقدِّماً عند السّلطان، أحد الأئمة. له التّصانيف الحسان في كلّ فنٍّ من العلم. بينه وبين القاضي أبي الطّيّب في الوفاة أحد عشر يوماً. قال أبو عمرو بن الصّلاح رحمه الله: هو متَّهم بالاعتزال، وكنت أتأول له وأعتذر عنه، حتى وجدته يختار في بعض الأوقات أقوالهم. قال في تفسيره في الأعراف: لا يُساء عبادة الأوثان. وقال في قوله: جعلنا لكل نبيِّ عدوّاً على وجهين، معناه: حكمنا بأنّهم أعداء، والثاني: تركناهم على العداوة، فلم نمنعهم. قال ابن الصّلاح: فتفسيره عظيم الضّرر، لكونه مشحوناً بتأويلات أهل الباطل، تدسيساً وتلبيساً. وكان لا يتظاهر بالانتساب إلى المعتزلة حتى يحذر، بل يجتهد في كتمان موافقته لهم، ولكن لا يوافقهم في خلق القرآن ويوافقهم في القدر.) قال في قوله: إنا كلَّ شيءٍ خلقناه بقدرٍ يعني بحكم سابق. وكان لا يرى صحّة الرّواية بالإجازة. وذكر أنه مذهب الشافعي. وكذا قال في المكاتبة إنها لا تصحّ. ثمّ قال ابن الصّلاح: أنا عزّ الدّين بن الأثير، أنا خطيب الموصل، أنا ابن بدران الحلواني، أنا الماوردي، فذكر حديث: هل أنت إلا إصبع دميت؟

(30/255)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 256
قلت: وبكل حال هو مع بدعة فيه من كبار العلماء. فلو أننا أهدرنا كلّ عالم زل لما سلم معنا إلاّ القليل، فلا تحطّ يا أخي على العلماء مطلقاً، ولا تبالغ في تقريظهم مطلقاً وأسأل الله أن يتوفّاك على التوحيد.
4 (عمر بن الحسين بن إبراهيم.)
أبو القاسم الخفّاف. أخو محمد. بغداديّ صدوق. سمع: أبا الحسين بن المظفر، وأبا حفص الزيّات، وأبا الفضل الزُّهريّ، وطبقتهم. روى عنه: الخطيب، وجماعة. وآخر من روى عنه قاضي المرسنان.
4 (عمر بن محمد بن علي بن معدان.)
أبو طاهر الإصبهاني الأديب الورّاق. قال ابن السَّمعاني: توفي في حدود سنة خمسين. روي عن: أبي عمر بن عبد الوهاب السُّلمي، وأبي عبد الله بن مندة.
4 (حرف الميم)

4 (محمد بن أحمد بن محمد بن ملهب بن جعفر.)
أبو بكر القرطبيّ الأديب. قال أبو عبد الله الأبار: سمع الكثير من: أبي الوليد بن الفرضي، وأبي عبد الله بن الحذّاء، وجماعة. وكان من أهل الكتابة والبلاغة. له تعليق على تاريخ ابن الفرضي، وكان

(30/256)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 257
ذا حظوة عند الملوك، وهو من بيت وزارة. توفي في حدود الخمسين.)
4 (محمد بن أحمد بن الحسين ابن المسند المشهور علي بن عمر الحربي.)
السكَّري البغدادي أبو الحسن، الشاعر المعروف بالخازن. من أعيان الشعراء. روى عنه: أبو الفضل بن خيرون، وشجاع الذهلي، وغيرهما. وتوفي في رابع شوّال. قلت: ولو سبَّح الله لكان خيراً له. ومن شعره:
(وقالوا: غداة البين دمعك لم يفض .......... وقد شطّ بالأحباب عنك مزارُ)

(فقلت: حذار البين أفتيت أدمعي .......... وفي القلب من ذكر التفرق نارُ)

4 (محمد بن الحسن بن المؤمل النَّيسابوري.)
ويعرف بشاة الموصلي. من بيت الرواية والصّلاح. روى عن: أبي أحمد الحاكم، وأبي سعيد بن عبد الوّهاب الرّازي. وسكن بيهق.
4 (محمد بن عبد الجبار بن أحمد.)
القاضي أبو منصور السمعاني المروزي الفقيه الحنفي. وسمعان بطن من تميم. كان أبو منصور إماماً ورعاً نحوياً لغوياً، له مصنَّفات.

(30/257)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 258
وهو والد العلاّمة أبي المظفر منصور بن محمد السمعاني مصنّف الاصطلام ومصنّف الخلاف الذي انتقل من مذهب الوالد إلى مذهب الشافعي. توفي أبو منصور بمرو في شوال.
4 (محمد بن عبيد الله بن محمد بن إبراهيم.)
أبو الوفاء بن أبي معشر الهمذاني الواعظ. روي عن: القاضي أبي عمر الهاشمي، ويحيى بن عمّار السَّجستاني، والمظفر بن أحمد. قال شيرويه: كان متعصِّباً للسُّنّة وأهلها. ثنا عنه أبو الوفاء محمد بن جابار، وكان كثير البكاء) في وعظه. توفي في شوال.
4 (محمد بن الفضل بن محمد بن محمد.)
الحافظ أبو علي الهرويّ جهاندار. له وفيات على السنين من سنة أربعمائة إلى قريب وفاته. توفي في المحرم. وقد حدَّث بجامع التِّرمذي بنيسابور. سمع: أبا علي منصور بن عبد الله الخالدي، وطبقته.

(30/258)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 259
4 (محمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم.)
أبو عبد الله الهاشمي البغدادي. قال الخطيب: ثنا عن أبي القاسم بن حبابة. وكان صدوقاً.
4 (محمد بن همام بن الصَّفر.)
أبو طاهر الموصلي البّزّاز. سمع: أبوي الحسن الدَّارقطني والسُّكري. قال الخطيب: صدوق.
4 (مقلد بن نصر بن منقذ.)
الأمير مخلص الدولة أبو المتوَّج الكناني، صاحب شيزر. كان رئيساً سعيداً، نبيل القدر، مدحه الشُّعراء، وخرج من ذرِّيته أمراء وفضلاء.
4 (منصور بن الحسين.)
أبو الفوارس الأسدي، صاحب جزيرة ابن عمر. ولقبه شهاب الدّولة. مات بناحية خوزستان واجتمعت عشيرته بعده على ولده صدقة.

(30/259)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 260
4 (منصور بن الحسين بن علي بن القاسم بن محمد بن روَّاد.)
أبو الفتح التّاني الإصبهاني. ذكره يحيى بن مندة في تاريخه، وقال: صاحب أصول كتب الحديث، وكان من أروى النّاس) عن ابن المقريء. ومات في ذي الحجّة. قال ابن نقطة: روى معجم ابن المقريء ومسند أبي حنيفة جمع ابن المقريء. روى عنه سعيد بن أبي الرّجاء هذين الكتابين. قلت: روى عنه تهذيب الآثار للطّحاوي السّرّاج، جماعة من ابن المقريء.
4 (حرف النون)

4 (نصر بن علي بن محمد بن عبد العزيز.)
أبو القاسم الهمذاني الفقيه. روى عن: أبي بكر بن لال، وأبي الحسن بن جهضم، وأبي الحسن بن فراس العبقسي، ومحمد بن عبد الله الجعفي الكوفي، وأبي علي حمد بن عبد الله الإصبهاني، وخلق سواهم. قال شيرويه: كان صدوقاً فقيهاً واعظاً، قانعاً باليسير، مقبولاً عند الناس. توفي في شعبان.

(30/260)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 261
4 (حرف الهاء)

4 (هبة الله بن أحمد بن عبد الله بن أحمد المأموني.)
أبو الفضل البغدادي. توفي في ربيع الآخر.
4 (الكنى)

4 (الملك الرحيم أبو النصر.)
ابن الملك أبي كاليجار بن سلطان الدولة بن بهاء الدولة بن عضد الدولة بن ركن الدولة بن بويه آخر ملوك بني بويه. مات في الحبس بقلعة الرّيّ، وانتزع الملك منه السّلطان طغرلبك سنة سبعٍ وأربعين كما هو في الحوادث مذكور.

(30/261)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 262
4 (المتوفّون تقريباً)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن رشيق.)
) أبو العباس الأندلسي الكاتب، مولى ابن شهيد. نشأ بمرسية وتحوَّل إلى قرطبة وطلب الآداب فبرع وبسق في التَّرسُّل وحسن الحظّ، وتقدَّم فيهما إلى الغاية وشارك في العلوم. وأكثر من الفقه والحديث وبلغ من الرئاسة ما لا مزيد عليه، فقدَّمه الأمير مجاهد العامري على كل من في دولته، وكان من رجال الدّهر رأياً وحزماً وسؤدداً وهيبة ووقاراً. بالغ في إطرائه الحميدي وقال: مات بعيد الأربعين وأربعمائة عن سنٍّ عالية. وله رسائل متداولة، وله مؤلف على تراجم صحيح البخاريّ وبيان مشكله. وقد سمعت منه شعراً.
4 (أحمد بن محمد بن حميد بن الأشعث.)
القاضي أبو نصر الكُشّانّي. وكُشّانية على اثني عشر فرسخاً من سمرقند. روى عن: أحمد بن محمد بن إسماعيل البخاري.

(30/262)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 263
روى عنه: إسحاق بن عمر الخطيب. قال ابن السّمعاني: عاش مائة وعشرين سنة ممتعاً بحدّة بصره. مات بعد سنة ثلاث وأربعين.
4 (أحمد بن زكريّا.)
أبو نصر الضّبيّ النَّيسابوري الزّاهد. ذكره عبد الغافر فقال: رجل معروف من أصحاب أبي عبد الله. صحب الأستاذ أبا جعفر محمد بن أحمد بن جعفر، من قدمائهم وزهادهم، ثم صحب الإمام محمد بن الهيصم، وأخذ العلم عنه، وتخرَّج به. وكان ينوب عنه في بعض المدارس. وقد بلغ من الزهد والقناعة ومصابرة الفقر الدّرجة القصوى، وظهرت عليه كرامات. وحكى عنه أصحابه حكايات في المجاهدات.
4 (إدريس بن اليمان بن سام.)
أبو علي العبدري، المعروف بالشّيني الأندلسي الشاعر. قال ابن الأبار: روى عن أبي العلاء صاعد بن الحسن اللغوي. وعنه: خلف بن هارون.) وكان أديباً شاعراً محسناً، لم يكن بعد أبي عمرو بن درّاج من يجري عندهم مجراه. وتوفي في نحو الخمسين وأربعمائة.
4 (إسماعيل بن المؤمل بن حسين.)
أبو غالب الإسكافي النَّحوي الضّرير. أحد الشُّعراء الكبار النُّحاة المحقّقين ببغداد.

(30/263)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 264
روى عن مهيار الدَّيلمي ديوانه. روى عنه: عزيزي بن عبد الملك الجيلي، وأبو القاسم عبد الله بن ناقيا الشّاعر، والمبارك بن فاخر النَّحوي. ذكر محمد بن عبد الملك الهمذاني أن الوزير أبا القاسم بن المسلمة ذكر إسماعيل الضّرير فقال: ما أرى مفتوح العين في النَّحو إلاّ هذا المغمّض العين. وقد مات في صفر سنة ثمانٍ وأربعين. ومن شعره:
(سرت ومطايا بينها لم ترحل .......... وزارت وحادي ركبها لم يحمل)

(منعمة تفترُّ إمّا ابتسمت .......... عن الدُّرّ أو نور الأقاح المُظلَّل)

(نعمنا بها دهراً، فمن لثم أحمر .......... ومن رشف مسكيٍّ وتقبيل أكحل)

(كأن العبير الغضَّ علَّ سحيقه .......... بمشمولة من خمر بابل سلسل)

(تعلّ به وهناً مجاجة ريقها .......... وقد لحقت أخرى النُّجوم بأول)

4 (إشراق السَّوداء.)
العروضيّة، مولاة أبي المطرِّف عبد الرحمن بن غلبون القرطبي الكاتب، سكنت بلنسية، وكانت قد أخذت عن مولاها النَّحو واللغة ولكنها فاقته في ذلك وبرعت في العروض. وكانت تحفظ الكامل للمبرّد والنّوادر للقالي، وتشرحهما. قال أبو داود سليمان بن نجاح: قرأت عليها الكتابين، وأخذت عنها علم العروض. توفيت بدانية بعد سيّدها، وموته في سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة. ذكرها ابن الأبار.
4 (حرف الحاء)

4 (الحسين بن أحمد بن بكار بن فارس.)
) أبو عبد الله الكندي المقريء.

(30/264)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 265
روى جزءاً عن عبد الوهاب الكلابي بمصر. سمعه منه: القاضي أبو الفضل السَّعدي، وعلي بن بقاء الورّاق، وحدَّث عنه: محمد بن أحمد الرّازي في مشيخته. حدَّث سنة أربعين.
4 (الحسين بن عبد الله بن محمد بن المرزبان بن منجويه.)
أبو علي الإصبهاني. عن: أبي بكر بن المقري، وابن مندة. وعنه: سعيد بن أبي الرجاء، وحبيب بن محمد الطّهراني.
4 (حرف العين)

4 (علي بن الحسين بن علي بن شعبان.)
أبو الحسن الخولاني المصري. سمع: القاضي أبا عبد الله محمد بن الحسن بن علي بن الدقاق، وأحمد بن عبد الله بن زريق المخزومي، وغيرهما. روى عنه: أبو عبد الله الرازي في مشيخته.
4 (علي بن طاهر.)
أبو الحسن القرشي المقدسي الصوفي الحاج. حجّ قريباً من أربعين مرة. وروى عن: عبد الوهاب الكلابي، وأحمد بن فارس العبقسي. روى عنه: نصر المقدسي، وإبراهيم بن يونس، وعلي بن محمد بن محمد بن شجاع، وغيرهم.
4 (علي بن عبد الغالب بن جعفر.)

(30/265)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 266
أبو الحسن البغدادي الضّرّاب الحافظ. المعروف بابن الفتى، وبابن أبي معاذ. سمع: أبا أحمد الفرضي، وابن الصَّلت المجبَّر، وأبا عمر بن مهدي. ورحل إلى خراسان مع الخطيب. وسمع من: أبي بكر الحيري، وأبي سعيد الصَّيرفي.) وسمع بمصر من: أبي محمد بن النحاس، وبدمشق من: عبد الرحمن بن أبي نصر. روى عنه: أبو بكر الخطيب، وعمر بن أحمد الآمدي، وعلي بن أحمد بن ثابت العثماني، وأبو عبد الله القُضاعي، وعلي بن محمد بن شجاع، وأبو الوليد سليمان بن خلف الباجي. وقال الباجي: شيخ ثقة، له بعض المِيز.
4 (حرف الميم)

4 (محمد بن علي بن حسول. أبو العلاء الكاتب الهمذاني.)
صدر نبيل عالم، له النَّظم والنَّثر. سمع من الصّاحب إسماعيل بن عبّاد، وسمع من: أبي الحسين أحمد بن فارس مجمله في اللغة. وروى عنه: شجاع الذهلي، وأبو علي الحدّاد. وروى شيئاً من كتب الأدب ببغداد وإصبهان. وروى أيضاً بهمذان عنه: أحمد بن سليم المقريء. قال الذُّهلي: قدم علينا سنة سبع وأربعين وأربعمائة.

(30/266)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 267
هنا انتهى المجلد الثالث عشر من تاريخ الإسلام للحافظ شمس الدين الذهبي وعلّقه من خط مؤلفه رحمه الله تعالى الفقير إلى عفوه وغفرانه محمد بن إبراهيم بن محمد البشتكي لطف الله به وعفى عنه وغفر له وأعانه بمنّه وكرمه والحمد لله كثيراً ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

(30/267)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 268

(30/268)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 269

(30/269)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 270

(30/270)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 271
5 (بسم الله الرحمن الرحيم)

5 (الطبقة السادسة والأربعين احداث)

1 (الأحداث من سنة إلى)

4 (سنة إحدى وخمسين وأربعمائة)
على سبيل الاختصارهرب آل البساسيريّفيها عود الخليفة القائم بأمر الله إلى دار الخلافة، وقتله البساسيريّ، وذلك أنّ السُّلطان طغرلبك رجع إلى العراق، فهرب آل البساسيريّ وحشمه، وانهزم أهل الكرخ بأهاليهم على الصَّعب والذَّلول. ونهبت بنو شيبان النّاس وقتل طائفة. وكانت عدّة أيّام البساسيريّ سنةً كاملة. فثار أهل باب البصرة فنهبوا الكرخ، وأحرقوا درب الزَّعفرانيّ، وكان من أحسن الدُّروب.
4 (الاحتفال باستقبال الخليفة القائم)
وبعث طغرلبك الإمام أبا بكر أحمد بن محمد بن أيّوب بن فورك إلى قريش ليبعث معه أمير المؤمنين، ويشكره على ما فعل. وكان رأيه أن يأخذ الخليفة ويدخل به البرّيّة، فلم يوافقه مهارش، بل سار بالخليفة. فلمّا سمع طغرلبك بوصول الخليفة إلى بلاد بدر بن مهلهل أرسل مديره عميد الملك الكندريّ والأمراء والحجَّاب بالسُّرادقات العظيمة والأهبة التّامّة، فوصلوا وخدموا الخليفة، فوصل النَّهروان في الرابع والعشرين من ذي القعدة.

(30/271)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 272
وبرز السّلطان إلى خدمته، وقبَّل الأرض، وهنّأه بالسّلامة، واعتذر عن تأخّره بعصيان أخيه إبراهيم ينال، وأنه قتله عقوبة لما جرى منه من الوهن على الدولة العبّاسية وقال: أنا أمضي خلف هذا الكلب، يعني البساسيري، إلى الشام. وأفعل في حقّ صاحب مصر ما أجازي به. فقلّده الخليفة بيده سيفاً وقال: لم يبق مع أمير المؤمنين من داره سواه، وقد تبرك به أمير المؤمنين، وكشف غشاء الخركاه حتّى رآه الأمراء فخدموه. ودخل بغداد، وكان يوماً مشهوداً. ولكن كان النّاس مشغولين بالغلاء والقحط المفرط.
4 (مقتل البساسيريّ)
ثم جهز السلطان ألفي فارس عليهم خمارتكين، وأضاف معهم سرايا بن منيع الخفاجيّ، فلم يشعر البساسيري ودبيس بن مزيد إلاّ والعسكر قد وصل إليهم في ثامن ذي الحجة. فثبت البساسيريّ والتقاهم بجماعته اليسيرة، فأسر من أصحابه أبو الفتح بن ورّام، ومنصور،) وبدران، وحمّاد، وبنو دبيس، وضرب قريش البساسيريّ بنشابة، وأراد هو قطع تجفاف الهزيمة فلم ينقطع، وسقط عن فرسه، فقلته دوادار عميد الملك، وحمل رأسه على رمح، وطيف به ببغداد، وعلّق قبالة باب النُّوبيّ فلله الحمد.

(30/272)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 273
4 (إقرار ابن وهسودان على أذربيجان)
وفيها أقرّ السّلطان طغرلبك علاّن بن وهسودان على ولاية أبيه بأذربيجان.
4 (الصلح بين صاحب غزنة والسلطان جغربيك)
وفيها كان عقد الصُّلح بين السّلطان إبراهيم بن مسعود بن محمود بن سبكتكين صاحب غزنة، وبين السّلطان جغربيك أخو طغرلبك، وكتبت النُّسخ بذلك بعد حروب كثيرة، حتى كله كلَّ واحد من الفريقين. فوقع الاتفاق والأيمان، ففرح الناس.
4 (وفاة جغربيك صاحب خراسان)
ثمّ لم ينشب جغربيك صاحب خراسان أن توفّي في رجب من السّنة وقيل: توفّي في صفر سنة اثنتين.
4 (عزل أبي الحسن بن المهتدي عن الخطابة)
بجامع المنصور وفي سنة إحدى عزل أبو الحسين بن المهتدي بالله عن خطابة جامع

(30/273)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 274
المنصور لكونه خطب للمستنصر العبيديّ بإلزام البساسيريّ، و ولي مكانه الحسن بن عبد الودود بن المهتدي بالله.
4 (الأعلام المسندون في هذا الوقت)
وفي هذا الوقت كان مسند العراق: الجوهريّ. ومسند خراسان: أبو سعد الكنجروذيّ. ومسندة الحرم: كريمة المروزية.
4 (علوّ الرفض)
والرفض عالٍ في الشّام، ومصر، وبعض المغرب. فللّه الأمر.

(30/274)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 275
4 (سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة)

4 (وقعة الفنيدق)
حاصر محمود بن شبل الدّولة الكلابيّ حلب، ثمّ رحل عنها. ثمّ حاصرها، فافتتح البلد عنوةً،) وامتنعت القلعة. وأرسل من بها إلى المستنصر بالله، فندب للكشف عنها ناصر الدّولة أبا عليّ الحسين بن حمدان. فسار بعسكر من دمشق، فنزح عن حلب محمود، ودخلها ابن حمدان بعسكره فنهبوها. ثمّ التقى الفريقان بظاهر حلب، فانهزم ابن حمدان، وتملَّك محمود حلب ثانياً، واستقام أمره، وقتل عمَّه معزَّ الدّولة، وتعرف بوقعة الفنيدق.
4 (وفاة ابن النسويّ)
وفيها مات أبو محمد بن النَّسويّ صاحب شرطة بغداد عن بيِّفٍ وثمانين سنة.
4 (تملُّك ابن مرداس الرحبة)
وفيها حاصر عطّية بن صالح بن مرداس الكلابيّ الرَّحبة، وضيَّق عليهم فتملّكها.

(30/275)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 276
4 (وفاة أمّ القائم بأمر الله)
وفيها توفِّيت قطر النَّدى أمُّ القائم بأمر الله، وقيل اسمها بدر الدُّجى، وقيل علم وهي أرمنيّة الجنس، ماتت في عشر التّسعين.
4 (ولاية تمام الدولة دمشق ووفاته)
وفيها ولي دمشق تمام الدّولة سبكتكين التُّركيّ للمستنصر، فمات بها بعد ثلاثة أشهر ونصف بدمشق.

(30/276)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 277
4 (سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة)

4 (وزارة ابن دارست)
فيها ولي الوزارة للقائم بأمر أبو الفتح منصور بن أحمد بن دارست.
4 (تقليد الزينبي نقابة النقباء)
وفيها ولي شمس الدّين أسامة نقابة العلوييّن ببغداد، ولقِّب المرتضى.
4 (وفاة أمير مكة)
وفيها توفّي شكر الحسينيّ أمير مكّة.
4 (ولاية حسام الدولة دمشق وعزله)
وولي على دمشق الأمير حسام الدّولة، ثمّ عزل بعد أشهر بولد ناصر الدّولة بن حمدان.

(30/277)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 278
4 (سنة أربع وخمسين وأربعمائة)

4 (زواج بنت الخليفة بطغرلبك)
) فيها زوَّج الخليفة بنته بطغرلبك بعد أن دافع بكلّ ممكنه وانزعج واستعفى، ثمّ لأن لذلك برغم منه، وهذا أمر لم ينله أحد من ملوك بني بويه مع قهرهم للخلفاء وتحكّمهم فيهم.
4 (عزل ابن دارست من الوزارة ووفاته)
وفيها عزل ابن دارست من وزارة الخليفة لعجزه وضعفه، وعاد إلى الأهواز وبها توفّي سنة سبع وستّين.
4 (وزارة ابن جهير)
وولي الوزارة فخر الدّولة أبو نصر بن جهير وزير نصر الدّولة ابن مروان صاحب ديار بكر.

(30/278)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 279
4 (رخص الأسعار بالعراق)
ورخصت الأسعار بالعراق، ولطف الله.
4 (غرق بغداد)
وفي ربيع الأوّل غرقت بغداد، ووصل الماء في الدُّروب، ووقعت الحيطان، ووقع بردٌ كبار، الواحدة نحو الرّطل، فأهلك الثِّمار والغلال، وبلغت دجلة إحدى وعشرين ذراعاً، وضايق الماء الوحوش وحصرهم، فلم تكن بهم مسلك، فكان أهل السّواد يسبحون ويأخذونهم بلا كلفة.
4 (الواقعة بين معزّ الدولة وملك الروم)
وفيها كانت وقعة كبيرة بين معزّ الدّولة ثمال بن صالح الكلابيّ صاحب حلب، وبين ملك الروم، لعنهم الله. وكان المصافّ على أرتاح بقرب حلب،

(30/279)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 280
فنصر المسلمون وقتلوا وأسروا وغنموا، حتّى أنّ الجارية المليحة أبيعت بمائة درهم.
4 (وفاة أمير حلب)
وبعدها بيسير توفّي ثمال أمير حلب، وولي بعده أخوه عطيّة.

(30/280)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 281
4 (سنة خمس وخمسين وأربعمائة)

4 (دخول السلطان بغداد)
فيها قدم السّلطان بغداد ومعه من الأمراء أبو عليّ بن الملك أبي كاليجار البويهيّ وسرحاب بن بدر، فنزل جيشه بالجانب الغربيّ وأخرجوا النّاس من الدُّور وفسقوا، ودخل جماعة منهم حمّاماّ للنّساء فأخذوا ما استحسنوا من النّساء وخرج من بقي إلى الطّريق عراةً، فخلّصهنَّ النّاس من أيديهم. فعلوا هذا بحمّامين.) وأعاد السّلطان ما كان أطلقه رئيس العراقين من المواريث والمكوس. وعقد ضمان بغداد على أبي سعد والعابني بمائةٍ وخمسين ألف دينار.
4 (وفاة السلطان طغرلبك)
ثم سار من بغداد، بعد أن دخل بابنة الخليفة، فوصل إلى الرَّيّ وفي صحبته زوجة الخليفة ابنة أخيه لأنّها شكت إطّراح الخليفة لها، فمرض ومات في ثامن رمضان عن سبعين سنة. وكان عقيماً ما بشِّر بولد فعمد عميد الدّولة

(30/281)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 282
الوزير الكندريّ فنصب في السَّلطنة سليمان بن جغربيك، وكان عمّه طغرلبك قد عهد إليه بالسّلطنة لكونه ابن زوجته فاختلفت عليه الأمراء، ومال كثير منهم إلى أخيه عضُد الدّولة ألب أرسلان صاحب خراسان.
4 (الخطبة لعضُد الدولة)
فلما رأى الكندريّ انعكاس الحال خطب بالرَّيّ لعضُد الدّولة وبعده لأخيه سليمان. وجمع عضُد الدّولة جيوشه وسار نحو الرّيّ، فخرج لملتقاه الكندريّ والأمراء، وفرحوا بقدومه، واستولى على مملكة عمّه مع ما في يده.
4 (الوقعة بين صاحب سفاقس وملك إفريقية)
وفيها خرج حمّو بن مليل صاحب سفاقس عن طاعة تميم بن باديس ملك إفريقية، وحشد وجمع، وكان بينهما وقعة هائلة انتصر فيها تميم وتشتَّت جمع حمّو.
4 (الزلزلة بالشام)
وفيها كانت بالشّام زلزلة عظيمة تهدَّم منها سور طرابلس.

(30/282)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 283
4 (نيابة بدر المستنصريّ دمشق)
وفيها ولي نيابة دمشق أمير الجيوش بدر للمستنصر العبيديّ فبقي عليها سنة وثلاثة أشهر.
4 (حصار ابن شبل الدولة حلب)
وفيها نزل محمود بن شبل الدّولة الكلابيّ على حلب، وحاصر عمَّه عطيّة، ثم لم يظفر بها وترحَّل.

(30/283)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 284
4 (سنة ست وخمسين وأربعمائة)

4 (قتل الوزير عميد الدولة)
فيها قبض السّلطان ألب أرسلان على الوزير عميد الدّولة، ثم قتله بعد قليل.)
4 (وزارة نظام الملك)
وتفرَّد بوزارته نظام الملك، فأبطل ما كان عمله عميد الملك من سبّ الأشعريّة وانتصر للشّافعيّة. وأكرم إمام الحرمين، وأبا القاسم القشيريّ
4 (تملُّك ألب هراة وغيرها)
وفيها تملّك السّلطان ألب أرسلان هراة وصغانيان وختّلان. فأمّا هراة فكان بها عمّه بيغو بن ميكايل، فأخذها منه بعد حصارٍ شديد، وأحسن إليه واحترمه ولم يؤذه.

(30/284)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 285
وأمّا ختّلان فإنّ ملكها قتل بسهمٍ في الحصار. وأمّا صغانيان فافتتحها عنوةً وقتل صاحبها.
4 (إعادة ابنة الخليفة من الريّ)
وفيها أمر السّلطان ألب أرسلان ابنة الخليفة بالعود من الرَّيّ إلى بغداد، وأعلمها أنّه لم يقبض على عميد الملك إلاّ لما اعتمده من نقلها إلى الرَّيّ بغير رضى الخليفة، وبعث في خدمتها أميراً ورئيساً.
4 (تقليد ألب أرسلان السلطنة)
وفيها قلّده القائم بأمر الله والسَّلطنة وبعث إليه بالخلع.
4 (الوقعة بين السلطان وقتلمش.)
وفيها كانت وقعة بقرب الري بين السلطان وبين قريبه قتلمش، وانكشفت المعركة عن قتلمش ميتاً ملقى على الأرض، فحزن عليه السّلطان وندم، وجلس للعزاء، ثم تسلَّم الرَّيّ.
4 (افتتاح السلطان عدة حصون للروم)
وسار إلى أذربيجان، فوصل إلى مرند عازماً على جهاد الرّوم، لعنهم اللّه، واجتمع له هناك من الملوك وعساكرها ما لا يحصى، ودخلوا في طاعته

(30/285)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 286
وخضعوا له. وافتتح في هذه الغزوة عدّة حصون وهابته الملوك وبعد صيته وكثر الدّعاء له لكثرة ما افتتح من بلاد النّصارى. وهادنة ملك الكرج والتزم بأداء الجزية. وقرىء كتاب الفتح المبارك ببغداد. وغنم جيشه في هذه النَّوبة ما لا يحدّ ولا يوصف كثرةً. ثمّ عاد فسار إلى إصبهان ومنها إلى كرمان، فتلقّاه أخوه قاروت بك
4 (زواج ولدي السلطان)
) ثم سار إلى مرو، فزوَّج ولده ملكشاه ببنت خاقان صاحب ما وراء النّهر، ودخل بها. وزوَّج ولده رسلان شاه ببنت سلطان غزنة، واتّفقت الكلمة بينهما، ووقع الصُّلح، والحمد لله.
4 (ندب بعض الجهلة على ملك الجنّ)
وفيها اشتهر ببغداد وغيرها أنّ جماعة أكراد خرجوا يتصيّدون، فرأوا في البريّة خياماً سوداً، وسمعوا منها لطماً وعويلاً، وقائل يقول: مات سيّدوك ملك الجنّ، وأيّ بلدٍ لم يلطم أهله ويعملون المأتم أهلك أهله. فخرج كثير من النّساء إلى المقابر يلطمن وينحن، وفعل ذلك كثير من جهلة الرجال، فكان ذلك ضحكة عظيمة.

(30/286)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 287
4 (نقابة العلويّين ببغداد)
وفيها ولي ببغداد نقابة العلويّين أبو الغنائم المعمَّر بن محمد بن عبيد الله وإمارة الموسم، ولقِّب بالطّاهر ذي المناقب.
4 (وفاة النقيب أسامة العلوي)
وكان النقيب أبو الفتح أسامة العلويّ قد بطل النّقابة، وصاهر بني خفاجة، وانتقل معهم إلى البريّة، وبقي إلى سنة اثنتين وسبعين، فتوفّي بمشهد عليّ رضي الله عنه.
4 (ولاية حيدرة الكتامي)
وفيها هرب أمير الجيوش بدر متولِّي دمشق منها، فوليها أبو المعلّى حيدرة الكتاميّ، فحكم بها شهرين.
4 (هرب بدر المستنصري من ولاية دمشق)
وعزل بدري المستنصريّ الملقّب شهاب الدّولة. فوليها أيّاماّ في أواخر

(30/287)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 288
السنة، ثم عزل وولّي إمرة الرملة فبقي عليها إلى أن قتل سنة ستّين وأربعمائة.
4 (عودة بدر إلى نيابة دمشق)
وخلت دمشق من نائب إلى أن أعيد عليها بدر أمير الجيوش سنة ثمانٍ وخمسين.

(30/288)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 289
4 (سنة سبع وخمسين وأربعمائة)

4 (الوقعة بإفريقية بين تميم بن المعزّ والناصر بن علناس)
فيها كان بإفريقيّة هيج عظيم وحروب، فكانت وقعة مهولة بين تميم بن المعزّ، وبين قرابته النّاصر بن علناس بن حمّاد ملك قلعة حمّاد، وانتصر فيها تميم وقتل من زناتة وصنهاجة) أربعة وعشرون ألفاً، ونجا النّاصر في نفرٍ يسير. وكان مع تميم خلق من العرب، فغنموا شيئاً كثيراً واستغنوا، وكثرت أسلحتهم ودوابُّهم.
4 (بناء مدينة بجّاية)
فيها شرع النّاصر بن علناس في بناء مدينة بجّاية النّاصريّة، وكان مكانها مرعى للدّوابّ والمواشي.
4 (عبور ألب أرسلان نهر جيحون)
وفيها عبر السّلطان ألب أرسلان نهر جيحون، ونازل جند وصيران وهما عند بخارى. وجدُّه سلجوق مدفون بجند، فنزل صاحبها إلى خدمته، فلم

(30/289)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 290
يغيّر عليه شيئاً، وعطف إلى خوارزم، ومنها إلى مرو.
4 (بناء النظامية ببغداد)
وفيها شرعوا في بناء النّظامية ببغداد.

(30/290)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 291
4 (سنة ثمان وخمسين وأربعمائة)

4 (سلطنة ملكشاه)
وفيها سلطن ألب أرسلان ولده ملكشاه، وجعله وليَّ عهده، وحمل بين يديه الغاشية، وخطب له معه في سائر البلاد.
4 (الاحتفال بعاشوراء)
وفي يوم عاشوراء أغلق أهل الكرخ الدّكاكين، وعلّقوا المسوح، وأقاموا المأتم على الحسين، وجدَّدوا ما بطل من مدّة. فقامت عليهم السُّنَّة، وخرج مرسوم الخليفة بإبطال ذلك، وحبس جماعة مدّة أيّام.
4 (عودة أمير الجيوش بدر إلى دمشق)
وفيها وصل سيف الإسلام أمير الجيوش بدر إلى دمشق والياً عليها ثانية، وعلى الشّام بأسره، في شعبان. فأقام إلى أن تحرَّكت الفتنة بينه وبين عسكريّة دمشق، فخرج من القصر ونشبت الحرب بينهم في جمادى الأولى سنة ستّين.
4 (إقطاع الأنبار وغيرها لابن قريش)
وفيها سار شرف الدّولة مسلم بن قريش بن بدران صاحب الموصل إلى ألب أرسلان فأقطعه) الأنبار، وهيت، وحربا.

(30/291)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 292
4 (استيلاء المعزّ على تونس)
وفيها استولى تميم بن المعزّ على مدينة تونس، وصالحه صاحبها.
4 (الزلزلة بخراسان)
وفيها كانت زلزلة عظيمة بخرسان تردَّدت أيّاماً، وتصدَّعت منها الجبال، وأهلكت خلقاً كبيراً، وانخسف منها عدّة قرى. قاله ابن الأثير.
4 (ولادة صغيرة برأسين)
قال: وفيها ولدت بباب الأزج صغيرة لها رأسان ووجهان ورقبتان على بدن واحد.
4 (ظهور كوكب بشعاع عظيم)
وفيها، قال ابن نظيف: ظهر في السّماء كوكب كأنّه دارة القمر ليلة تمّه بشعاع عظيم، وهال النّاس ذلك، وأقام كذلك مدّة عشرة ليالٍ، ثم تناقص ضوءه وغاب. وقال سبط ابن الجوزي: في نيسان ظهر كوكب كبير له ذؤابة عرضها

(30/292)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 293
نحو ثلاثة أذرع وطولها أذرع كثيرة، ولبث بضع عشرة ليلة، ثم ظهر كوكب قد استدار نوره عليه كالقمر، فارتاع النّاس وانزعجوا وبقي أيّاماً.

(30/293)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 294
4 (سنة تسع وخمسين وأربعمائة)

4 (التدريس في النظامية)
في ذي القعدة فرغت المدرسة النّظامية، وقرر لتدريسها الشّيخ أبو إسحاق، فاجتمع النّاس فلم يحضر وسببه أنّه لقيه صبيٌّ فقال: كيف تدرِّس في مكان مغصوب فتشكَّك واختفى، فلمّا أيسوا من حضوره درَّس ابن الصّباغ مصنَّف الشّامل. فلمّا بلغ نظام الملك الخبر أقام القيامة على العميد أبي سعد. فلم يزل أبو سعد يرفق بالشّيخ أبي إسحاق حتّى درَّس، فكانت مدّة تدريسه، أي ابن الصّباغ، عشرين يوماً.
4 (مقتل الصُّليحي صاحب اليمن)
وفيها قتل الصُّليحيّ صاحب اليمن بالمهجم في ذي القعدة كذا ورّخه ابن الأثير وورًّخه غيره سنة ثلاثٍ وسبعين. قال ابن الأثير: أمن الحاجّ في زمانه وأثنوا عليه، وكسا الكعبة الحرير الأبيض الصّيني.) قلت: ترجمته في سنة ثلاث وسبعين.

(30/294)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 295
4 (بناء قبّة فوق قبر أبي حنيفة)
وفيها بنى عميد بغداد على قبر أبي حنيفة قبّة عظيمة وأنفق عليها الأموال.

(30/295)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 296
4 (سنة ستين وأربعمائة)

4 (الزلزلة الهائلة بالرملة)
فيها كانت بالرملة الزّلزلة الهائلة التي خربتها حتى طلع الماء من رؤوس الآبار، وهلك من أهلها كما نقل ابن الأثير خمسة وعشرون ألفاً. وقال أبو يعلى بن القلانسيّ: كان في مكتب الرَّملة نحو من مائتي صبيّ، فسقط عليهم، فما سأل أحد عنهم لموت أهليهم. وضربت بانياس. وقال ابن الصّابوني: حدَّثني علويٌّ كان في الحجاز أنّ الزّلزلة كانت عندهم في الوقت المذكور، وهو يوم الثلاثاء حادي عشر جمادى الأولى، فرمت شرَّافتين من مسجد النّبي صلى الله عليه وسلم، وانشقّت الأرض بتيماء عن كنوز ذهب وفضّة وانفجرت بها عين ماء، وأهلكت أيلة ومن فيها. وظهرت بتبوك ثلاثة عيون، وهذا كلّه في ساعة واحدة. وأمّا ابن الأثير فقال: وانشقّت صخرة بيت المقدس وعادت بإذن الله، وأبعد البحر عن ساحله مسيرة يوم، فنزل النّاس إلى أرضه يلتقطون، فرجع الماء عليهم فأهلكهم.

(30/296)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 297
4 (القحط في مصر)
وفيها كان بمصر القحط المتواتر من سنوات، وانقضى في سنة إحدى وستّين.
4 (حصار مدينة الأربس)
وفيها حاصر النّاصر بن علناس مدينة الأربس بإفريقيّة، فافتتحها بالأمان.
4 (إمرة قطب الدولة لدمشق)
وفيها ولي إمرة دمشق قطب الدّولة بازرطغان للمصرييّن بعد هروب أمير الجيوش منها. فوليها ثمانية أشهر.

(30/297)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 298
5 (بسم الله الرحمن الرحيم)

5 (الطبقة السادسة والأربعين وفيات)

1 (سنة إحدى وخمسين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن عبيد الله بن إسحاق)
أبو بكر القاضي البغداديّ المعدّل، نزيل مصر. روى عن: عليّ بن محمد الحلبي، وعبد الكريم بن أبي جدار، وأبي مسلم الكاتب. وعنه: سهل بن بشر الإسفرائينيّ، والحميديّ. توفّي بمصر في رمضان.
4 (أحمد بن عليّ بن الحسن بن أبي الفضل)
أبو نصر الكفرطابيّ، ثمّ الدّمشقيّ المقريء. روى عن: عبد الوهّاب الكلابيّ، وعبد الله الحنّائي. روى عنه: نجا بن أحمد، ومحمد بن الحسين الحنّائي، وأبو القاسم النَّسيب. ورّخه الكتّاني. وقال غيره: توفي سنة اثنتين وخمسين.

(30/298)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 299
4 (أحمد بن محمد بن الحسين الأصبهانيّ الإسكاف)
سمع: أبا عبد الله بن مندة. وعنه: سعيد بن أبي الرّجاء.
4 (أحمد بن عمر بن الخلّ)
أبو عمر الأبزاريّ. عن: عبيد الله بن أحمد الصَّيدلانيّ، وأبي عمر بن مهديّ. وعنه: ابن أبي الصَّقر الأنباريّ، وأبيّ النَّرسي.
4 (أحمد بن مرحب بن أحمد.)
أبو الفرج الفارسيّ الصَّيرفي. توفي ببغداد. حدث عن: عيسى بن الوزير.)
4 (أحمد بن يحيى بن أحمد بن سميق بن عمر بن واصل. أبو عمر القرطبيّ. نزيل طليطلة.)
روى عن: وأبي المطرِّف بن فطيس، وابن أبي زمنين، ويونس بن عبد الله، وأبي محمد بن بنُّوش، وابن الرّسّان، وأبي القاسم الوهرانيّ، وطائفة سواهم. روى عنه: جمّاهر بن عبد الرحمن، وأبو جعفر بن مظاهر، وأبو الحسن الإلبيريّ.

(30/299)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 300
وولي قضاء بلد طلبيرة فحمدت سيرته. وقد عني بالحديث وكتبه وسماعه وجمعه. وكان ذا مشاركة في عدّة علوم في الطّبّ، مع العبادة الوافرة. وكثيراً ما كان يتمثَّل:
(لله أيّام الشّاب وعصرهُ .......... لو يُستعارُ جديدهُ فيُعارُ)

(ما كان أقصرَ ليلهِ ونهارهِ .......... وكذاك أيّام السُّرورِ قِصارُ)
توفي في ذي القعدة، وله ثمانون سنة.
4 (إبراهيم ينال)

(30/300)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 301
أخو السُّلطان طغرلبك. له ذكر في غير ما موضعٍ من الحوادث. وفي آخر الأمر حارب أخاه وانتصر عليه وضايقه. وجرت له فصول. ثم التقاه بنواحي الرَّيّ، فانهزم جمع إبراهيم، وأخذ أسيراً هو ومحمد وأحمد ولدي أخيه، فأمر به طغرلبك فخنق بوترٍ في جمادى الآخرة سنة إحدى، وقتل الأخوين معه.
4 (إبراهيم بن العبّاس الجيليّ الفقيه.)
أحد علماء جرجان. كان لا نظير له في المناظرة. سمع: أبا طاهر بن محمش، وأبا عبد الرحمن السُّلمي، وجماعة. ذكره عليّ بن محمد الجرجانيّ في تاريخه، وقال: لم يبق بنيسابور من يقاربه ولا من يقارنه. صار إليه التّدريس والفتوى. وتوفي في رجب.
4 (حرف الباء)

4 (البساسيريّ الأمير)

(30/301)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 302
فيها قتل واسمه أرسلان التُّركي.) وأخباره مذكورة في سنة سبعٍ وستين في ترجمة القائم بأمر الله. وكان مملوك رجل يقال له البساسيريّ، وهي نسبةً، فيما نقل ابن خلَّكان، إلى مدينة فسا، ويقال بسا، وأهل فارس ينسبون إليها هكذا. وهي نسبة شاذة على خلاف الأصل. وأمّا من قال: فسويّ فعلى الأصل.
4 (حرف التاء)

4 (تمام بن عفيف بن تمام)
أبو محمد الطُّليطليّ الزّاهد الواعظ. أخذ عن: عبدوس بن محمد، وأبي محمد بن شنظير، وأبي جعفر بن ميمون. وشهر بالزُّهد والورع والصّلاح وكان يعظ ويأمر بالمعروف ويقنع بالقوت،

(30/302)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 303
ويلبس الصُّوف، ويجتهد في أفعال البر كلّها، ويجتهد في نصح المسلمين توفي رحمه الله في ذي القعدة. حرف الجيم
4 (جغربيك الأمير داود بن ميكائل بن سلجوق)
أخو السلطان طغرلبك، ووالد السلطان ألب أرسلان. توفي بسرخس في رجب، ونقل إلى مرو. وعاش سبعين سنة. وكان صاحب خرسان، وهو في مقابلة آل سبكتكين وكان فيه عدل ودين. وكان ينكر على أخيه ظلمه
4 (حرف الحاء)

4 (الحسن بن عليّ بن محمد بن خلف)
أبو سعيد الكتبيّ. بغداديّ. قال الإمام أبو بكر الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقاً سمع: أبا حفص بن شاهين، وعيسى بن الوزير.
4 (الحسن بن غالب المباركيّ المقريء)
قيل: توفي فيها. وسيأتي.

(30/303)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 304
4 (الحسن بن أبي الفضل)
أبو علي الشَّرمقاني المؤدّب المقريء. نزيل بغداد.) قال الخطيب: كان من العالمين بالقراءات ووجوهها. حدَّث عن: إبراهيم بن أحمد الطّبريّ، وأبي القاسم عبيد الله بن الصَّيدلانيّ. وقال لي: سمعت من زاهر بن أحمد السَّرخسي. وشرمقان من قرى نسا. توفي في صفر. قلت: قرأ عليه: أبو طاهر بن سوار، وأبو غالب بن القرار، وغيرهما، وكان زاهداً ورعاً قانعاً باليسير. كان يخرج إلى دجلة، فيأخذ ورق الخسّ المرميّ فيأكله، وكان ذلك أيام القحط. وكان يأوي إلى مسجد بدرب الزَّعفران، فرآه ابن العلاّف يأكل الورق، فأخبر الوزير رئيس الرؤساء ابن المسلمة بذلك فقال: نبعث له شيئاً. قال: لا يقبله. فقال: نتحيل فيه وأمر غلاماً أن يعمل لذلك المسجد مفتاحاً وقال: احمل له كل يوم رغيفين ودجاجة مطجنة وقطعة حلاوة. فكان إذا جاء وفتح المسجد رأى ذلك في المحراب، فيتعجب ويقول: المفتاح معي وما هذا إلاّ من الجنّة. وكتم أمره فأخصب جسمه وسمن، فقال له ابن العلاّف: ما لك قد سمنت وأضاءت حالتك فتمثَّل:

(30/304)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 305
(مَن أطلعوه على سرٍّ فباح به .......... لم يأمنوه على الأسرار ما عاشا)
ثم أخذ يورّي ولا يصرّح، فما زال به حتى أخبره بالكرامة، فقال: ينبغي أن تدعو للوزير. ففهم القضية، وانكسر قلبه، ولم تَطُل مدته بعد ذلك.
4 (الحسن بن محمد بن ذكوان.)
أبو علي القرطبي ولي قضاء قرطبة لأبي الوليد محمد بن جَهور. ولم يكن عنده كبير علم، ثم عُزل لأشياء ظهرت منه. توفي في ذي القعدة، وله بضع وثمانون سنة.
4 (الحسين بن أبي عامر البغدادي.)
الغزّال أبو يَعلى. قال الخطيب: ثنا عن أبي حفص بن شاهين. وسماعه صحيح.

(30/305)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 306
4 (حرف السين)

4 (سعيد بن محمد بن أحمد بن محمد بن جعفر بن محمد بن بَحير.)
) أبو عثمان البَحيري النيسابوري. سمع من: جده أبي الحسين أحمد بن محمد، وزاهر بن أحمد الفقيه، وأبي أحمد الحاكم، وأبي عمرو بن حمدان، وأبي علي الحسن بن أحمد بن محمد الحِيري والد القاضي أبي بكر، وأبي الهيثم محمد بن مكي الكشميهني لقيه بمَرْو. ودخل بغداد فسمع من: أبي حفص الكتّاني، وأبي الحسين ابن أخي ميمي، ومحمد بن عمر بن بهتة. وسمع من الحافظ أبي بكر محمد بن أحمد بن عبد الوهاب بإسفَراين، وجماعة. قال علي بن محمد الجرجاني: ورد جُرجان مع أبيه، فسمع من أبي سعْد بن الإسماعيلي، وحدّث زماناً على السَّداد، وخرّج له الفوائد. وحجّ ثلاث

(30/306)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 307
مرات. وسمع بمكة من أحمد بن عبد الله بن رُزيق البغدادي. وغزا الروم والهند مع السلطان محمود وعقد الإملاء بعد موت أخيه أبي عبد الرحمن. وذكره عبد الغافر بن إسماعيل فقال: شيخ كبير، ثقة في الحديث، سمع الكثير بخُراسان والعراق. وخرّج له الفوائد عن والده وجدّه، وأبي عمرو بن حمدان. ثم سمى جماعة. قال: وتوفي في شهر ربيع الآخر سنة إحدى وخمسين. قلت: وروى عن زاهر السرخسي الموطأ. روي عنه: أبو عبد الله محمد بن الفضل الفرّاوي، وهبة الله بن سهل السندي، وزاهر بن طاهر وغيرهم. وقع لنا من عواليه بالإجازة.
4 (حرف العين)

4 (عبد الله بن أحمد بن محمد بن حشكان.)
أبو محمد النيسابوري الحاكم. حدّث بأستراباذ وجُرجان عن أبي حفص بن شاهين، وأقرانه.

(30/307)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 308
4 (عبد الله بن الحسن بن علي.)
أبو القاسم الهمذاني الصيقل، إما مع جامع همذان. روى عن: أبي الحسين بن سمعون الواعظ، وأبي عبد الله بن شاذي الأستراباذي، وجعفر) الأبهري. قال شيرويه: شيخ صالح متدين صدوق. عاش سبعاً وتسعين سنة.
4 (عبد الله بن شبيب بن عبد الله.)
أبو المظفر الإصبهاني الضبي المقريء. روى عن: جده أبي بكر محمد بن يحيى، وأبي عبد الله بن مَنْدة، وجماعة. وكان إمام إصبهان وخطيبها وواعظها ومقرئها. وقد قرأ بالروايات على غير واحد، منهم محمد بن جعفر الخُزاعي. قرأ عليه أبو القاسم الهذلي، وغيره. وحدّث عنه: أبو القاسم إسماعيل الإخشيد، وأبو عبد الله الخلاّل، وأبو عبد الله الدقاق. وسئل عنه إسماعيل بن محمد الحافظ فقال: إمام زاهد عابد، عالم بالقراءات. سمع الكثير، وصلى بالناس بالجامع سنين. قلت: وتوفي رحمه الله في صفر.

(30/308)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 309
4 (عبد العزيز بن عبد الرحمن بن أحمد القزويني.)
أبو الحسن الشافعي. سمع: أحمد بن محمد البصير الرازي، وأبا عمر بن مهدي. روي عنه: أبو القاسم النسيب، وغيره. وتوفي بصور في جمادى الأولى.

(30/309)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 310
4 (عقيل بن العباس بن الحسن بن العباس بن الحسن بن أبي الجن حسين بن علي بن محمد بن)
علي بن إسماعيل بن جعفر الصادق. عماد الدولة أبو البركات الحسيني النقيب الدمشقي. روي عن: الحسين بن أبي كامل الأطرابلسي. حدّث عنه: ابن أخيه أبو القاسم علي بن إبراهيم النسيب. توفي في رجب.
4 (علي بن الحسين بن هندي.)
) القاضي أبو الحسن الحمصي. أديب له شعر. سمع بدمشق من: أحمد بن حرير السلماسي.

(30/310)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 311
حكى عنه: أبو الفضل بن الفرات. وعاش إحدى وخمسين سنة. وتوفي بدمشق. حكى ابن الكفاني أنه خلّف عشرة آلاف دينار. وذكر له ابن عساكر في تاريخه ثلاث قصائد. وهو جد بني هندي رؤساء حمص.
4 (علي بن محمود بن ماخُرّة.)
أبو الحسن الزُّوزبي الصوفي، من كبار المشايخ. رحل إلى النواحي. وسمع بدمشق من: عبد الوهاب الكِلابي وبغيرها من: علي بن المثنى الأستراباذي، ومحمد بن محمد بن ثَوابة، وأبي عبد الرحمن السُّلمي. روى عنه: الخطيب، وقال: لا بأس به. قال لنا إن ماخُرّة كان مجوسياً.

(30/311)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 312
وسألته عن مولده فقال سنة ست وستين وثلاثمائة. ومات في رمضان. قلت: وروى عنه: عبد الرحمن الشيخي، وجعفر السرّاج، وأبي النّرْسي، وأبو العز بن كادش، وغيرهم.
4 (حرف الفاء)

4 (فَرُّخ زاد بن السلطان مسعود بن السلطان محمود بن سبكتِكين. صاحب غَزْنة.)
كان ملكاً شجاعاً مَهيباً، واسع البلاد. هجم عليه مماليكه بالسيوف وهو في الحمّام، فاتفق أنه كان عنده سيفه، فقاتلهم، وتلاحق الحرس فسلم وقتلوا أولئك. وصار بعد ذلك يكثر ذكر الموت ويزهد في الدنيا. وفي هذا العام أصابه قولنج، فمات. وتملك بعده أخوه إبراهيم، فعدل وأقام الجهاد، وفتح عدة حصون من بلاد الهند امتنعت على) أبيه وجده. وكان مع عدله يصوم الأشهر الثلاثة.
4 (الفضل بن جعفر بن أبي الكرام.)

(30/312)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 313
أبو محمد المصري. توفي في ربيع الآخر.
4 (حرف القاف)

4 (القاسم بن الفتح بن محمد بن يوسف.)
أبو محمد بن الريولي الأندلسي، من أهل مدينة الفرج. روى عن: أبيه، وأبي عمر الطلمنكي، وأبي محمد الشنتجالي.

(30/313)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 314
وحج وأخذ عن أبي عمران الفاسيّ. وكان عالماً بالحديث، عارفاً باختلاف الأئمة، عالماً بالتفسير والقراءات. لم يكن يرى التقليد، وله تصانيف كثيرة. وله شعر رائق، مع صدْق ودين وورع وتقلُّل وقُنوع. قال القاضي أبو محمد بن صاعد: كلن القاسم بن الفتح، واحد الناس في وقته في العلم والعمل، سالكاً سبيل السلف في الورع والصدق، متقدماً في علم اللسان والقرآن وأصول الفقه وفروعه، ذا حظ جليل من البلاغة، ونصيبٍ من قرض الشعر. توفي على ذلك، جميل المذهب، سديد الطريقة، عديم النظير. وقال الحُميدي: هو فقيه مشهور، عالم زاهد، يتفقه بالحديث، ويتكلم على معانيه، وله أشعار كثيرة في الزهد. وله:
(أيامُ عمرك تذهب .......... وجميع سعيك يُكتب)

(ثم الشهيد عليك من .......... ك فأين أين المهربُ)

(30/314)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 315
توفي رحمه الله في صفر. ومولده سنة ثمانٍ وثمانين وثلاثمائة، وقد أثنى عليه جماعة.
4 (حرف الميم)

4 (محمد بن أحمد بن الكوفي.)
أبو الحسين.) بغدادي، روى عن: عمر بن إبراهيم الكتّاني. وتوفي في صفر، وله اثنان وثمانون سنة.
4 (محمد بن الحسن بن محمد بن الحسن بن علي البقال.)
أبو طاهر. روى عن: ابن الصلت.
4 (محمد بن عبد العزيز بن أحمد بن محمد بن شاذان.)
أبو بكر الجيري النيسابوري، الحافظ الفقيه السفياني. كان من أصحاب أبي عبد الله الحاكم. جمع وصنّف، وكان زاهداً صالحاً.

(30/315)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 316
توفي في رجب. روى عنه: إسماعيل بن عبد الغافر الفارسي وغيره.
4 (محمد بن أبي القاسم عبد الواحد الداراني الإصبهاني.)
روى عن: عبد الله بن أحمد. وعنه: الإخشيد، وغيره.
4 (محمد بن علي بن الفتح.)
أبو طالب الحربي العُشاري. سمع: الدارَقُطني، وابن شاهين، وأبا الفتح الفوّاس، وطبقتهم. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان ثقة صالحاً. وُلد في المحرّم سنة ست وستين وثلاثمائة. قال لي: كان جدي طويلاً، فقيل لي العُشاريّ. قلت: وكان أبو طالب خيّراً زاهداً، عالماً فقيهاً، واسع الرواية صحب أبا عبد الله بن بطّة، وأبا عبد الله بن حامد. وتفقه لأحمد.

(30/316)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 317
قال أبو الحسين بن الطيوري: قال لي بعض أهل البادية: نحن إذا قُحطنا استسقينا بابن العُشاري، فنُسقى. وقال أبو الحسن بن الفرّاء في ترجمته في طبقات أصحاب أحمد: حكى لي بعض أصحاب الحديث قال: قُرئ كتاب الرؤيا للدارَقُطني على العُشاري في حلقته بجامع المنصور، فلما بلغ القارئ إلى حديث أم الطفيل، وحديث ابن عباس، قال القارئ: وذكر الحديث، فقال للقارئ: اقرأ) الحديث على وجهه، فهذان الحديثان مثل السواري. وقال أبو الحسين: قال لي ابن الطيوري: لما قدم عسكر طُغْرلْبَك لقي بعضهم لابن العشاري فقال: يا شيخ أيش معك قال: ما معي شيء. ثم ذكر أن في جيبه نفقةً، فناداه: تعال. وأخرج ما معه وقال: هذا معي. فهابه الرجل وعظّمه ولم يأخذ النفقة. قلت: روى عنه: ابن الطيوري، وأبو العز كادش، وأبو بكر قاضي المارِستان، وأحمد بن قريش. وقد أُدخل في سماعه أشياء باطلة، ولم يعلم.
4 (محمد بن محمد بن عبيد الله بن المؤمل.)
أبو طاهر الأنباري البزّاز. سكن بغداد، وحدّث عن: أبي بكر الورّاق، وغيره. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقاً صالحاً.

(30/317)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 318
وقال السِّلفي فيما أنا ابن الخَلال، عن الهمداني، عنه شجاع الهُذلي، عن ابن المؤمل الأنباري فقال: هو محمد بن محمد بن عُبيد الله بن المؤمل البزاز أبو طاهر. حدّث عن: إسماعيل الورّاق، وأحمد بن محمد الدوسي الأنباري. وكلن صالحاً ديّناً صدوقاً. مات سنة إحدى وخمسين. قال السِّلفي: أنه عنه أبو البركات بن الوكيل، عن ابن ماسي.
4 (محمد بن محمد بن علي بن أبي تمام.)
أبو منصور الهاشمي الزينبي، أخو أبي نصر محمد، وطرّاد. سمع: عيسى بن الجراح. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان سماعه صحيحاً. مات بواسط في آخر السنة. وقال أبو علي بن السكن: لقبه: كمال الدين. قلت: روى عنه أهل واسط.
4 (منصور بن النعمان.)
) أبو القاسم الصيمَري، ثم المصري. سمع: القاضي أبا الحسن الحلبي، وغيره. روى عنه، أبو عبد الله الحُميدي. توفي رحمه الله في ذي القعدة.

(30/318)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 319
4 (حرف النون)

4 (نصر بن أبي نصر.)
أبو منصور الطوسي المقرئ. حدّث بصور وسكنها. عن: عبد الرحمن بن أبي نصر، وغيره. روى عنه: ابنه إسماعيل بن نصر.
4 (حرف الياء)

4 (يوسف بن هلال.)
أبو منصور البغدادي، الصيرفي. صاحب التميمي. روى عن: عيسى بن الوزير.

(30/319)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 320
1 (سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن الحسين.)
أبو الحسين التميمي السلماسي. توفي بآمد. قال أبي النرْسي: ثنا ببغداد عن أبي طاهر المخلص.
4 (أحمد بن عُبيد الله بن فضال.)
أبو الفتح الحلبي الموازيني. الشاعر المعروف بالماهر. روى عنه من شعره: أبو عبد الله الصوري، وأبو القاسم النسيب. فمن شعره:
(يا من له سيف لحظٍ .......... يدبّ فيه المَنون)

(ومَن لجسمي وقلبي .......... منه ضنىً وشُجون)

(ما فكرتي في فؤادٍ .......... سَبَته منك الجفون)

(وإنما فكرتي في .......... هواك أين يكون)
وله بيت مفرد:

(30/320)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 321
(إذا امتطى قلمٌ يوماً أنامله .......... سدّ المفاقر واستولى على الفقر)
ويندُر هكذا للماهر أبيات فائقة. وكان موازينياً بحلب، ثم ترك الصنعة وأقبل على الشعر، ومدح الملوك والأمراء. وله وقد أجاد:
(برغمي أن أعنف فيك دهراً .......... قليلاً همه بمعنّفيه)

(وأن أرعى النجوم ولست فيها .......... وأن أطأ التراب وأنت فيه)

4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن موسى.)
أبو الفرج الملحمي الإصبهاني. سمع: عبيد الله بن يعقوب بن جميل. روى عنه: سعيد الصيرفي، وغيره.)
4 (أحمد بن نجا)
أبو طاهر البغدادي البزاز المقريء. سمع: أبا أحمد الفَرَضي، وابن رزقويه، وجماعة.

(30/321)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 322
وعنه: أبو بكر الخطيب في تاريخه، ومسعود بن ناصر السجْزي، وأُبي النَّرسي، وغيرهم.
4 (إبراهيم بن محمد بن زيد.)
أبو أحمد الأموي الكوفي. قال أُبي النرسي: ثقة. ثنا عن: ابن غزال، وابن حُطيط.
4 (حرف الباء)

4 (بابيّ بن أبي مسلم بابيّ.)
أو يأتي بمثنّاة كذا وجدته بمثنّاة وليس بشيء، وصوابه بابيّ بلا همز وبالتثقيل. أبو منصور الجبلي الفقيه. قال أُبي: كان من أصحاب الشيخ أبي حامد، سمعنا منه بغداد. وقال غيره: ولي قضاء ربع الكرْخ، وكان من أئمة الشافعية. روى الحديث عن ابن الجُندي.
4 (حرف الجيم)

4 (جعفر بن الحسين بن يحيى.)
أبو الفضل الدقّاق. توفي بمصر في ربيع الآخر.

(30/322)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 323
4 (حرف الحاء)

4 (الحسن بن أحمد بن محمد بن الحسن.)
أبو منصور الشيباني. توفي في رمضان عن بضعٍ وثمانين سنة. رُمي بالكذب.
4 (الحسن بن علي بن أبي طالب.)
أبو منصور الهَرَوي الكرابيسي الأديب. توفي في رمضان.) روى عن: زاهر بن أحمد الفقيه، وأبي حامد النُّعيمي.
4 (الحسن بن محمد.)
أبو علي الجارزيّ. راوي كتاب الجليس والأنيس عن مصنّفه المعافى بن زكريا الجريري. روى عنه الكتاب: أبو العز بن كادش. مات في ربيع الأول.
4 (الحسن بن محمد بن إبراهيم.)
أبو علي اللبّاد.

(30/323)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 324
توفي بإصبهان. وهو من شيوخ سعيد بن أبي رجا.
4 (الحسين بن محمد.)
أبو يَعلى الخبّاز المقريء. سمع: أبا طاهر المخلص. وعنه: أبو علي بن البنّاء.
4 (الحسين بن الحسن بن الحسين بن أبي محمد الحسن بن عبد الله بن حمدان.)
ناصر الدولة أبو علي التغلبي الأمير. أمير دمشق. ولي أمرها للمصْريين. ولي دمشق سنة خمسين وأربعمائة، وسار سنة اثنتين وخمسين إلى حلب، فجرت بينه وبين بني كِلاب وقعة الفُنيدق بظاهر حلب، فكُسر ابن حمدان، وأفلت منهزماً جريحاً، وأُسر سائر عسكره وراح إلى مصر، فجرت له خُطوب وحروب ذُكرت في الحوادث. وولي بعده هذا.. وهو:
4 (حرف السين)

4 (سُبُكتكين.)

(30/324)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 325
أبو منصور التركي. ولي دمشق من قبل صاحب مصر في سنة اثنتين وخمسين، فبقي بها ثلاثة أشهر ونصف ومات.) وكان قبل الولاية مقيماً بدمشق. روي عن: السكن بن جُميع. وعنه: عبد العزيز الكتّاني، وغيره.
4 (حرف الضاد)

4 (ضياء بن أحمد بن محمد بن يعقوب.)
أبو عبد الله الهروي الخيّاط. سكن بغداد. وحدّث عن: عمر بن شاذران القَرميسيني، وعيسى الديَنَوري، وعلي بن أحمد بن غسان المصري. قال الخطيب: كتبت عنه، وسماعه صحيح.
4 (حرف الطاء)

4 (طاهر بن علي بن محمد بن ممُّويه.)

(30/325)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 326
أبو الفتح الإصبهاني. سمع: أبا عبد الله بن مَندة، وإبراهيم بن خُرشيد قوله. وعنه: سعيد بن أبي رجا، وغيره.
4 (حرف العين)

4 (عالي بن عثمان بن جنّي.)
أبو سعد بن أبي الفتح النحوي ابن النحوي. عاش إلى هذا العام، وانقطع خبره. ذكره ابن ماكولا فقال: كان قد سمع من المرجّى مسند أبي يَعلى. قال ابن عساكر: وحدّث بصور عن: المرجّى، وعيسى بن الوزير، وتمّام الرازي. روى عنه: أبو نصر علي بن هبة الله بن ماكولا، ومكّيّ الرُّميلي،

(30/326)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 327
وأحمد الرُّويدشتي.
4 (عبد الله بن محمد بن عبد الله بن بُندار.)
أبو محمد البغدادي المقريء، الحذاء، المعروف بابن الخفاف. سمع: أبا الحسين بن المظفّر، وأبا حفص بن الزيّات، وأبا بكر الورّاق، وأبا حفص بن شاهين. قال الخطيب: كتبت عنه وكان سماعه صحيحاً.) توفي في المحرم وله خمس وثمانون سنة. وقال ابن خَيرون: كان يكذب في القراءات.

(30/327)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 328
4 (عبد الباقي بن أبي غانم الشيرازي.)
ذكره أُبي النرسي فقال: ورد الخبر بوفاته. وكان ينفرد برواية كتاب يعقوب بن شيبة الحافظ بكماله.
4 (عبد الجبار بن علي بن محمد بن خُشكان.)
الأستاذ أبو القاسم الإسَفرائيني، المتكلّم الأصم المعروف بالإسكاف. فقيه إمام، أشعري، من تلامذة أبي إسحاق الإسفَرائيني، ومن المبرّزين في الفتوى. زاهد عابد قانت كبير الشأن، عديم النظير. قرأ عليه إمام الحرمين أبو المعالي الأصول. وقد سمع من: عبد الله بن يوسف الإصبهاني، وجماعة. توفي في ثامن وعشرين صفر. روى عنه: أبو سعيد بن أبي ناصر، وغيره. ويُعرف بأبي القاسم الإسكاف.
4 (عبد الرزاق بن محمد بن يزداد الإصبهاني.)
قال: ثنا يونس بن أحمد بن خير سنة ثلاث عشرة وأربعمائة. روى عنه: أبو علي الحداد. مات في ذي القعدة.
4 (عبد الواحد بن محمد بن عثمان.)

(30/328)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 329
أبو الحسن المجاشعي. عن: إسماعيل بن الحسن الصرصري. وعنه: أبو علي البرداني، وأُبي النرسي.
4 (عُبيد الله بن أحمد بن علي.)
أبو الفضل الصيرفي البغدادي. قرأ القرآن على أبي حفص الكتّاني، وسمع منه. ولعله أخر من قرأ عليه. توفي في ذي الحجة.) وقد روى الحديث عن: المخلص، وابن أخي ميمي. وكان بارعاً في معرفة القراءات.
4 (عدنان بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن شيبان.)
أبو الحسن البرجي. من طلبة الحديث بإصبهان. سمع: أبا عبد الله بن مندة، وغيره. روى عنه: سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي، وقال: كان من عباد الله الصالحين، مؤذن الجامع.
4 (علي بن أحمد بن الربيع.)
الإمام أبو الحسن السبكبائي. من أهل ما وراء النهر.

(30/329)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 330
توفي في يوم عرفة. روى عن: أبي سعد الإدريسي. روى عنه: عُبيد الله بن عمر الكشاني، وعلي بن عثمان الخراط، وعلي بن عالم الفاغي الصكاك. توفي الصكاك سنة إحدى عشرة.
4 (علي بن أحمد بن محمد بن حامد البزاز.)
سمع: أبا حفص بن شاهين. وعنه: جعفر السراج، وغيره. توفي في ربيع الآخر.
4 (علي بن حُميد بن علي بن محمد بن حُميد بن خالد.)
أبو الحسن الذُّهلي، إمام جامع همذان ورُكن السنة بها، والمشار إليه في الورع والديانة. روى عن: أبي بكر بن لال، وابن تركان، وعبد الرحمن بن أبي الليث، وابن جانجان، وأبي بكر محمد بن أحمد بن عبد الوهاب الإسفَرائيني الحافظ، ويوسف بن أحمد بن كجّ، وأبي عمر بن مهدي، وأبي العباس أحمد بن محمد البصير، وحَمْد بن عبد الله الإصبهاني، وخلق كثير. قال شيرويه: ما أدركته. وحدّثني عنه يوسف الخطيب وعامة كهولنا. وكان صدوقاً ثقة، أميناً) ورعاً، جليل القدْر، محتشماً. عني بهذا الشأن رأيت أختي بعد موتها فقلت لها: ما فعل أبو الحسن بن حُميد قالت: طار مع الحواريّين في الهواء. ولد سنة سبع وسبعين وثلاثمائة.

(30/330)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 331
وتوفي في ثاني عشر جمادى الأولى، وقبره يزار ويُتبرك به. وقد رثاه بعضهم.
4 (حرف الميم)

4 (محمد بن أحمد بن علي.)
أبو عبد الله بن أبي سعد القزويني المقريء. نزيل مصر من صباه. قرأ بدمشق على أبي الحسن بن داود الداراني لابن عامر، وعلى الحسن بن سليمان الأنطاكي النافعي للسوسي، وعلى أبي الفرج محمد بن أحمد بن أبي الجود للدوري، وعلى طاهر بن غَلبون بالتذكرة. روى بمصر كتاب التذكرة عن مصنّفها أبي الحسن طاهر بن أبي الطيب عبد المنعم بن غلبون. وحدّث عن: عبد الوهاب الكِلابي، وأبي الحسن علي بن محمد الحلبي، وميمون بن حمزة الحسيني، ومحمد بن أحمد بن جابر التنيسي، وغيرهم. وكان من المذكورين بالقراءات بمصر. روى عنه: عبد العزيز الكتاني، وأبو الحسن يحيى بن علي الخشّاب، وقرأ عليه القرآن هو، و: أبو علي الحسن بن خَلَف بن بَلِّيمة، ومحمد بن أحمد بن حمّوشة القلعي، وأبو عبد الله الرازي في مشيخته. وتوفي في ربيع الآخر.

(30/331)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 332
4 (محمد بن أحمد بن عبد الله.)
أبو الحسين البصري الزاهد المعروف بالزوْبج. سمع: أبا عامر الهاشمي، وعلي بن القاسم الشاهد، وأبا عمر بن مهدي، وابن المتيّم، وابن الصلت الأهوازي. وخرّج له أبو بكر الخطيب جزءاً سمعه أبو الفضل بن خيرون، وجعفر السراج، وابن) الطيوري. وقد روى عنه أبو بكر الخطيب في مصنّفاته. وتوفي بآمد في ثاني رجب.
4 (محمد بن عبد الله بن عبيد الله.)
أبو الحسين البغدادي المؤدب. كان مقرئاً ثقة، ضريراً. مات في المحرم عن تسعين سنة. سمع: الدارَقُطني، وعمر بن شاهين، والمخلص. كتبت عنه، قاله الخطيب. وقد قرأ على أبي حفص الكتاني.
4 (محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن الحسن.)
أبو بكر الكرابيسي السمسار الزاهد. ويعرف بالحافظ السيوفي. توفي بنيسابور في ربيع الآخر. سمع: محمد بن الفضل بن محمد بن خُزيمة.

(30/332)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 333
روى عنه: زاهر بن طاهر الشحّامي.
4 (محمد بن عبد الوهاب بن محمد.)
أبو طاهر بن الشاطر العلوي الكاتب، نقيب الطالبيين ببغداد. سمع: أبا حفص بن شاهين، وأبا الحسن الحربي، وابن المنتاب. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقاً. توفي في ربيع الأول.
4 (محمد بن عبيد الله بن أحمد بن محمد بن عمروس.)
أبو الفضل البغدادي الفقيه المالكي. قال الخطيب: انتهت إليه الفتوى ببغداد. وسمع: أبا حفص بن شاهين، وأبا القاسم بن حَبابة، والمخلص، وغيرهم.) روى عنه: الخطيب، وغيره.

(30/333)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 334
وكان من القراء المجودين رحمه الله. ذكره ابن عساكر في الأشاعرة. توفي في أول العام وله ثمانون سنة. قال أبو إسحاق الشيرازي: كان فقيهاً أصولياً صالحاً. وقال النرسي: كان صالحاً، ممن انتهى إليه مذهب مالك ببغداد.
4 (محمد بن محمد بن علي.)
القاضي أبو سعد الحنفي. أحد علماء نيسابور. توفي في هذا العام تقريباً. روى عن: أبي الحسن العلوي. روى عنه: زاهر الشحّامي.
4 (محمود بن عبد الله بن علي بن محمد بن ماشاذة.)
أبو منصور الإصبهاني، الأديب. سمع ببغداد: أبا القاسم بن حبابة. روى عنه: سعيد بن أبي الرجاء، وغيره.

(30/334)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 335
4 (الكنى)

4 (أبو محمد بن النسوي.)
صاحب الشرطة ببغداد، اسمه الحسن بن أبي الفضل. كان صارماً فاتكاً مَهيباً ظلوماً. قيل: إنه كان يقتل الناس ويأخذ أموالهم أيام هيج الشطار ببغداد، وشُهد عليه بذلك عند القاضي أبي الطيب، فحكم بقتله، فصانع بمبلغ، فسلم. وكان من دهاة زمانه. وقد اتفق مرة السنة والرافضة ببغداد على قتله، واصطلحوا على ذلك. وسلم وطال عمره.

(30/335)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 336
1 (سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن سعيد بن أحمد بن نفيس.)
أبو العباس المصري المقريء. أصله من طرابلس الغرب. انتقلت إليه رئاسة الإقراء بديار مصر. وكان عالي الإسناد. وقد قرأ علي: أبي أحمد السامري، وأبي الطيب ابن غَلْبون، وأبي عدي عبد العزيز بن علي الإمام، وجماعته. وقاف قرّاء الأمصار بعلُو الإسناد. وقد سمع من: علي بن الحسين الأنطاكي، وأبي القاسم الجوهري مصنف مسند المُوَطأ وغيرهما. قرأ عليه: أبو القاسم الهُذلي، وأبو القاسم عبد الرحمن بن الفحّام، وأبو الحسن بن بلّيمة، وأبو الحسين الخشّاب، وآخرون كثيرون من المشارقة والمغاربة. وحدّث عنه: جعفر بن إسماعيل بن خَلَف الصِّقلّيّ، وعبد الغني بن طاهر الزعفراني، ومحمد بن أحمد الرازي، وآخرون.

(30/336)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 337
قال أحمد بن عمر الباجي: سمعت أحمد بن نفيس المقريء الضرر يقول: قرأت عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم ألف ختمة. قلت: ابن نفيس هذا آخر اسمه:
4 (أحمد بن عبد العزيز بن نفيس المقريء.)
بقي إلى حدود الخمسمائة. قرأ على الكازريني. وأما المترجم فتوفي في رجب، وقد جاوز التسعين. وذُكر أن أبا عمرو الداني قرأ عليه.
4 (أحمد بن مروان بن دوستك.)
الأمير نصر الدولة الكردي، صاحب ميّافارقين وديار بكر. ملك البلاد بعد أن قتل أخاه أبا سعيد منصوراً في قلعة الهتّاخ. وكان عالي الهمة، كثير الحزم، مقبلاً على اللذات، عادلاً في رعيّته.

(30/337)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 338
وقيل لم تفته صلاة الصبح مع انهماكه على اللهو. وكان له ثلاثمائة جارية يخلو كل ليلة) بواحدة. وخلّف عدة أولاد.

(30/338)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 339
وقد قصده الشعراء ومدحوه. وزر له أبو القاسم الحسين بن علي بن المغربي صاحب الرسائل، والديوان، والتصانيف. وكان وزير خليفة مصر، فانفصل عنه، وقدم على نصر الدولة، فوزر له مرتين ووزر له فخر الدولة أبو نصر بن جَهير، ثم انتقل بعده إلى وزارة بغداد. ولم يزل على سعادته ووفور حشمته. ولقد أرسل إلى السلطان طُغرلبك تحفاً عظيمة، من جملتها الجبل الياقوت الذي كان لبني بُوَيه، وكان اشتراه من الملك أبي منصور بن جلال الدولة، وأرسل معه مائة ألف دينار سوى ذلك. وكانت رعيته معه في بُلهنية من العيش، حتى أن الطيور كانت تخرج من القرى فتُصاد، فأقر أن يطرح لها القمح من الأهراء، فكانت في ضيافته طول عمره، إلى أن توفي رحمه الله في شوال، ودُفن بظاهر مّافارقين. وعاش سبعاً وسبعين سنة. وكانت سلطنته إحدى وخمسين سنة.

(30/339)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 340
وملك بعده ولده نظام الدولة أبو القاسم نصر بن أحمد.
4 (إبراهيم بن علي بن تميم.)
أبو إسحاق القيرواني، الشاعر المعروف بالحُصري. كان شباب القيروان يجتمعون عنده، وسار شعره وله ديوان مشهور، وله كتاب زهو الآداب، وله كتاب المصون في سر الهوى المكنون. وله:
(أورد قلبي الردا .......... لام عذار بدا)

(أسودٌ كالكفر في .......... أبيض مثل الهُدا)
وقال ابن بسام في الذخيرة: إنه توفي سنة ثلاث وخمسين. وقال غيره: توفي سنة خمسين.

(30/340)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 341
وهو ابن خالة أبي الحسن علي الحصري الشاعر.
4 (حرف الحاء)

4 (الحسين بن عيسى.)
) أبو علي الكلبي، قاضي مالقة. وحج وسمع من: أبي ذر الهروي، وأبي الحسن محمد بن إبراهيم الحوفي النحوي. وكان عالم مالقة المشار إليه، ورئيسها. روى عنه: أبو المطرّف الشعبي، وأبو عبد الله بن خليفة.
4 (الحسين بن مبشّر.)
أبو علي المزكي الكتاني الدمشقي، المقريء. حدّث عن أستاذه في القراءات محمد بن يونس الإسكاف، وعبد الرحمن بن أبي نصر، وعلي بن بشرى العطار.

(30/341)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 342
روى عنه: نجا بن أحمد، وعلي بن طاهر النحوي. قال الكتاني: توفي في ذي القعدة، وأقام خمسين سنة يقرئ في الجامع. وكان ديّناً، ثقة على مذهب الإمام أحمد.
4 (حمْد بن محمد بن عبد الله.)
الفقيه أبو الفرج. عن: أبي جعفر الأبهري، وابن مندة. مات في شعبان. كان متكلماً.
4 (حرف الصاد)

4 (صالح بن الحسين.)
أبو منصور البروجِردي. يعرف بابن دوذين الفقيه. قدم في هذه السنة همذان، فحدث عن شعيب بن علي، وأبي القاسم الصرصري، وأبي محمد بن زكريا البيّع، وابن رزقويه. وكان ثقة زاهداً. روى عنه: عبدوس الهمذاني، وغيره.
4 (حرف العين)

4 (عبد الله بن محمد بن أحمد بن حسكويه.)
)

(30/342)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 343
أبو بكر النيسابوري. سمع: أحمد بن محمد الخفّاف القنطري، ومحمد بن أحمد بن عبدوس. كتب عنه: الخطيب، وغيره.
4 (عبد الرحمن بن غَزو بن محمد بن يحيى.)
أبو مسلم النهاوندي العطار. قدم همذان في هذا العام، فحدّث بها عن: ابن زنبيل النهاوندي، وعبد الرحمن الإمام، وأبي أحمد الفرَضي، وأبي الحسن الرفّاء، ومحمد بن بكران الرازي، وأبي الحسن ابن فراس العبقسي، وحمزة بن العباس الطبري، وخلق سواهم. وقع لنا جزء من حديثه، من رواية جعفر الهمذاني. قال شيرويه: كان صدوقاً ثقة سمه منه العطار. وحدّثني عنه أبو بكر الإخباري. قلت: روى عنه: ولده أبو طاهر المطهّر، وأبو الفتح المظفّر بن شجاع الهمذاني. قال السلفي: سمعت ولده المطهر يقول: توفي سنة 454.

(30/343)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 344
4 (عبد الواحد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن يحيى بن مَندة.)
أبو أحمد الإصبهاني المعلم. حدث به عنه سعيد بن أبي الرجاء في سنة خمسين سمعه منه. وقد حدث عن: أبي بكر محمد بن أحمد بن جِشنِس، وأبي عبد الله بن مَندة، وأبي بكر محمد بن أحمد بن الفضل بن شهريار، وعبد الله بن عمر بن الهيثم، وغيرهم. وعنه: أبو علي الحداد، وسعيد بن أبي الرجاء. قال أبو القاسم بن مَندة: توفي عبد الواحد بن أحمد البقال المعروف بكُله في صفر.
4 (عثمان بن محمد بن أحمد بن سعيد بن صالح.)
أبو عمرو الإصبهاني الخلال. حدث بمسند أحمد بن منيع، عن عبيد الله بن جميل، عن جده، عنه. روى عن: أبي عبد الله بن أبي نُوَاس، وعبد الله بن عمر المذكِّر. روى عنه: يحيى بن مَندة، وسعيد بن أبي الرجاء، وغيرهما.
4 (علي بن إسحاق.)
) والد الوزير نظام الملك. مات ببلْخ في رجب من السنة.

(30/344)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 345
4 (علي بن الحسين بن جابر.)
أبو الحسن التنيسي الفقيه. توفي في شوال. وهو راوي نسخة فُلَيح عن محمد بن علي النقّاش.
4 (علي بن رضوان بن علي بن جعفر.)
أبو الحسن المصري، صاحب المصنّفات. من كبار الفلاسفة الإسلاميين. وله دار بمدينة مصر في قصر الشمع تُعرف بدار ابن رضوان. وقد تهدّمت. قال عن نفسه: كانت دلالة النجوم في مولدي تدل على أن صنعتي الطب. فلما بلغت عشر سنين سكنت القاهرة، وأجهدت نفسي في التعليم، فلما بلغت أخذت في الطب والفلسفة. وكنت فقيراً، فكنت أتكسّب بالتنجيم، ومرة بالطب، ومرة بالتعليم ولم أزل في غاية الاجتهاد في التعليم إلى السنة الثانية والثلاثين فاشتهرت بالطب، وحصلت منه إلى أن كسبت منه أملاكاً وأنا في الستين. وكان أبوه خبّازاً. ولم يزل يشتغل إلى أن تميّز، وله صارت السمعة العظيمة. وخدم الحاكم صاحب مصر، فجعله رئيس الأطباء، وطال عمره، وأدرك الغلاء قبل الخمسين وأربعمائة، فكان عنده تربية، وقيل إنها أخذت له نفائس وذهباً كثيراً، وهُرّبت، فتغيّر حاله واضطرب. وكان كثير الرد على أرباب فنه، وعنده سفهٌ في بحثه وتشنيع. ولم يكن له شيخ، بل أخذ من الكتب، وألّف كتاباً أن تحصيل الصناعة من الكُثُب أوفق من المعلّمين، وغلا في ذلك. وكانت وفاة علي بن رضوان في هذه السنة، سنة ثلاث وخمسين.

(30/345)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 346
وكان يرجع إلى دين وتوحيد، فإنه قال: أفضل الطاعات النظر في الملكوت، وتمجيد المالك لها. ومن رُزق ذلك فقد رُزق خير الدنيا والآخرة، وطوبى له وحسن مآب. وقد شرح عدة كتب لجالينوس، وله مقالة في دفع المضار بمصر عن الأبدان، وكتاب في أن حال عبد الله بن الطيب حال السوفسطائية، وكتاب الانتصار لأرسطوطاليس، و تفسير ناموس الطب لأبقراط، كتاب المعاجين والأشربة، و تذكرة في إحصاء عدد الحُميات، و) رسالة في الأورام، و رسالة في علاج داء الفيل، و رسالة في الفالج، و كتاب مسائل جرت بينه وبن ابن الهيثم المذكور في صدور الثلاثين في المجرّة والمكان، وكتاب في الأدوية المفردة، و رسالة في بقاء النفس بعد الموت، و مقالة في فضل الفلسفة، و مقالة في نُبوة محمد رسول الله صلى الله عليه وسلّم من التورية والفلسفة، ومقالة في حدوث العالم، و مقالة في توحيد الفلاسفة، وكتاب في الرد على ابن زكريا الرازي في العلم الإلهي و إثبات الرسل و مقالة في التنبيه على حيل المنجمين ويصف شرفها، مقالة في جمل السياسة. وقد تركت أكثر مما ذكرت من تصانيفه التي ساقها ابن أبي أُصيبعة.
4 (علي بن محمد بن يحيى بن محمد.)

(30/346)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 347
أبو القاسم السلمي الحبيشي، المعروف بالسميساطي. واقف الخانقاه، وقبره بها. روى عن: أبيه، وعبد الوهاب الكلابي. ولجده سماع من عثمان بن محمد الذهبي. وكان أبو القاسم متقدماً في علم الهندسة، وعلم الهيئة. روى عنه: أبو بكر الخطيب، وإبراهيم بن يونس المقدسي، وأبو القاسم النسيب، وأحمد بن المسلم الهاشمي، وأبو الحسن بن سعيد، وأبو الحسن بن قبيس المالكي، وجماعة. وولد بعد السبعين وثلاثمائة. قال الكتاني: توفي في ربيع الآخر. ودُفن بداره ووقفها على الصوفية، ووقف علوها على الجامع، ووقف أكثر نعمته. وحدث عن عبد الوهاب بجزء ابن خُريم و بالموطأ، وعن والده بجزء ابن زبان. وكان يذكر أنه ولد في رمضان سنة أربع وسبعين.
4 (عمر بن أحمد بن الواثق.)

(30/347)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 348
أبو محمد الهاشمي. سمع: محمد بن يوسف بن دوست العلاف، وأبا طاهر المخلص. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقاً.) وقال غيره: يُعرف بابن الغريق. توفي في شوال.
4 (عمر بن محمد بن علي.)
أبو طاهر بن رادة الإصبهاني الخرق الدلال. سمع: أبا بكر بن المقري، وأبا عبد الله بن مَندة، وأبا عمر السلمي. وعنه: سعيد بن أبي الرجاء، والحسين بن عبد الملك الخلال. وكان أمياً لا يكتب.
4 (حرف القاف)

4 (قريش بن بدران بن مقلد بن المسيّب العقيلي.)
الأمير أبو المعالي صاحب الموصل. وليها عشر سنين. وقد ذكرنا أنه ذبح عمه قرواشاً في مجلسه. ثم إن قريشاً قام مع البساسيري سنة خمسين، ونهب دار الخلافة. وكان موته بالطاعون وله إحدى وخمسون سنة. وقام بعده ولده شرف الدولة أبو المكارم مسلم بن قريش،

(30/348)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 349
فاستولى على ديار ربيعة ومضر، وملك حلب، وأخذ الحمل من بلاد الروم. وكان حاصر دمشق وكان أن يأخذها.
4 (حرف الميم)

4 (محمد بن إبراهيم بن وهب القيسي الطليطلي.)
حج، ولقي أبا الحسن بن جهضم، وأبا ذر الهروي فأخذ عنهما وأقبل على التجارة وعمارة ماله.
4 (محمد بن إسماعيل بن قورتش.)
أبو عبد الله قاضي سرقُسطة. حج، وكتب عن: عتيق بن إبراهيم القروي، وأبي عمران الفاسي، وجماعة. روى عنه: ابنه أبو محمد، وأبو الوليد الباجي. وكان ثقة ضابطاً، راوية للعلم.) وممن روى عنه: أبو محمد بن حزم.
4 (محمد بن الحسن بن علي.)
الأستاذ أبو بكر الطبري المقريء. من كبار القراء بخراسان. سمع الكثير، وحدث عن: أبيه طاهر بن خزيمة، وأبي محمد المخلدي، والجوزقي، وجماعة. روى عنه: زاهر الشحّامي، وإسماعيل بن عبد الغافر الفارسي.

(30/349)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 350
وكان من كبار أصحاب أبي الحسين الخبّازي، وكان يصلي في مساجد ثلاثة كل يوم في مسجد، والناس يتنقلون معه من مسجد إلى مسجد ليسمعوا تلاوته لطيب نغمته وحسن قراءته. وقد أملى مدة.
4 (محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن محمد بن جعفر.)
أبو سعد بن أبي بكر النيسابوري الكنجروذي الفقيه الأديب النحوي الطبيب الفارس، شيخ مشهور. قال عبد الغافر: له قدم في الطب والفروسية وأدب السلاح. كان بارع وقته لاستجماعه فنون العلم. أدرك الأسانيد العالية في الحديث والأدب، وأدرك ببغداد أئمة النحو. وحدث عن: أبي عمرو بن حمدان، وأبي الحسين أحمد بن محمد البحيري، وأبي سعيد بن محمد بن بشر البصري، وشافع بن محمد الإسفرائيني، وأبي بكر محمد بن محمد الطرازي، وأبي بكر أحمد بن الحسن بن مهران، وأحمد بن محمد البالوي، وأحمد بن الحسن المرواني، وأبي أحمد الحاكم، والحسين بن علي التميمي حسينك، وأبي الحسين بن دهثم الطرسوسي، وأبي سعيد عبد الله بن محمد الرازي، وطبقتهم.

(30/350)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 351
وسمع منه الخلق سنين. وختم بموته أكثر هذه الروايات، وله شعر حسن. قلت: روي عنه: إسماعيل بن عبد الغافر الفارسي، وأبو عبد الله الفرّاوي، وهبد الله السيّدي، وتميم بن أبي سعيد الجرجاني، وزاهر بن طاهر، وعبد المنعم بن الشيري. قال عبد الغافر بن إسماعيل: وقد أجاز لي جميع مسموعاته وخطه عندي، وهو مما أعتدُ به وأعدّه من الاتفاقات الحسنة.) قلت: توفي بنيسابور في صفر. وقد سمعت جملة من عواليه بالإجازة.
4 (محمد بن محمد بن يحيى بن الحسين بن أحمد بن علي بن عاصم.)
الأستاذ أبو عبد الله الجوري. قال عبد الغافر: شيخ مستور ثقة، عالم من أولاد العلماء، بيتهم بيت العلم والصلاح. سمّعه أبوه الأستاذ أبو عمرو من يحيى بن إسماعيل الحربي. وتوفي فجأة في سابع عشر ذي القعدة. وقال علي بن محمد في تاريخ حُرجان: سمع الحسن بن أحمد المخلدي، وأبا الحسين أحمد بن محمد الخفاف، وأبا بكر الجوزقي وذكر جماعة. قال: وخرج لنفسه الفوائد.

(30/351)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 352
4 (المعز بن باديس.)
قيل: توفي في هذا العام، وقيل: توفي سنة أربع كما سيأتي إن شاء الله تعالى.

(30/352)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 353
1 (سنة أربع وخمسين وأربعمائة.)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن إبراهيم بن موسى بن أحمد بن منصور.)
أبو سعد المقري النيسابوري الشاماتي. عرف بابن أبي شمس. له أربعون حديثاً، سمعناها. روى عن: أبي بكر الجوزقي، أبي محمد المخلدي، وأبي طاهر محمد بن الفضل بن خُزمة، وأبي نعيم عبد الملك بن الحسن الإسفرائيني، وأبي القاسم بن حبيب المفسر. ورحل من نيسابور، فسمع بهراة من القاضي أبي منصور الأزدي. روى عنه: أبو المظفر عبد المنعم بن القشيري، وزاهر بن طاهر الشحامي، وغير واحد، وأحمد بن محمد بن صاعد القاضي. قال عبد الغافر: شيخ فاضل مشهور، ثقة، عالم بالقراءات، متصرف في الأمور. اختاره المشايخ لنيابة الرئاسة بنيسابور مدة لحسن كفاءته، وفصله بالتوسط بين الخصوم. عقد مجلس الإملاء، وأُملى سنين. ومات في شعبان، وله نحو من ثمانين سنة.)

(30/353)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 354
وقد سمع كتابة الغاية من أبي بكر بن مهران في القراءات.
4 (إبراهيم بن العباس بن الحسن بن العباس بن الحسن بن أبي الجن الحسيني.)
أبو الحسين، قاضي دمشق وخطيبها نيابة عن قاضي القضاة بمصر أبي محمد القاسم بن النعمان قاضي المستنصر العبيدي. روى بالإجازة عن أبي عبد الله بن أبي كامل الأطرابلسي. روى عنه: ابنه أبو القاسم النسيب. توفي في شعبان عن ستين سنة.
4 (حرف الباء)

4 (بكر بن عيسى بن سعيد.)
أبو جعفر الكندي القرطبي الزاهد. روى عن: مكي بن أبي طالب، ومحمد بن عتّاب.

(30/354)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 355
قال أبو علي الغساني: هو شيخي ومعلمي، وأحد من انعم الله عليّ بصحبته. اختلفت إليه نحو خمسة أعوام في تعلم الفقه والأدب، لم تر عيني قط مثله نُسكاً وزهداً وصيانة، وانقباضاً عن جميع أهل الدنيا. توفي رحمه الله في رجب.
4 (حرف الثاء)

4 (ثَمال بن صالح بن الزوقلية.)
الأمير معز الدولة أبو علوان الكلابي رئيس بني كلاب. تملّك حلب وغيرها. وكان بطلاً شجاعاً حليماً كريماً، أغنى أهل حلب بماله وعمهم بأفضاله، وأحسن إلى العرب. عزله صاحب مصر المستنصر ثم رده. وكان الفضلاء يقصدونه ويأخذون جوائزه. توفي في ذي القعدة، وقبل ذلك بيسير كانت الوقعة المذكورة بينه وبين الروم، ونُصر عليهم، وقتل منهم خلقاً.

(30/355)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 356
4 (حرف الحاء)

4 (الحسن بن علي بن محمد بن الحسن.)
) أبو محمد الجوهري الشيرازي، ثم البغدادي المقنعي. مسند العراق، بل مسند الدنيا في عصره. سمع: أبا بكر القَطيعي، وأبا عبد الله العسكري، وعلي بن لؤلؤ، ومحمد بن أحمد بن كيسان، وأبي الحسن محمد بن المظفر، وعبد العزيز بن جعفر الخرقي، وأبي عمر بن حيّويه، وأبي بكر بن شاذان، والدارقُطني، وخلقاً سواهم. وأملى مجالس كثيرة. وحدث عن القطيعي بمسند العشرة، وبمسند أهل البيت من مسند أحمد. قال الخطيب: سمعته يقول: ولدتُ في شعبان سنة ثلاث وستين وثلاثمائة وكان ثقة أميناً، كتبنا

(30/356)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 357
عنه. قلت: وروى عنه: أبو نصر بن ماكولا الحافظ، وأبو الغنائم محمد بن علي الترسي، ومحمد بن علي بن عياش الدبّاس، وأبو علي البرداني، وقراتكين بن الأسعد، وأبو المواهب أحمد بن محمد بن ملوك، وشجاع الذُّهلي، وهبة الله بن الحُصين، وأبو غالب أحمد بن البنا، وأبو بكر قاضي المارستان وهو آخر من سمع منه. وآخر من روى عنه بالإجازة أبو منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون. توفي في سابع ذي القعدة. وقيل له المقنّعي لأنه كان يتطيلس ويلتفّ بها من تحت عنكه.
4 (الحسن بن إبراهيم بن الفرات.)
أبو البركات. توفي في صفر بمصر.
4 (حرف الخاء)

4 (خلف بن أحمد بن بطال.)
أبو القاسم البكري البلنسي. روى عن: أبي عبد الله بن الفخّار، وأبي عبد الرحمن بن جحّاف القاضي، ومحمد بن يحيى الزاهد، وغيرهم. حدث عنه: أبو داود سليمان بن نجاح المقريء، وأبو بحر سفيان بن العاص.)

(30/357)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 358
قال ابن خزرج: لقيته بإشبيلية سنة أربع وخمسين، وكان فقيهاً أصولياً من أهل النظر والاحتجاج بمذهب مالك. قلت: توفي كهلاً بعد هذا.
4 (حرف الزاي)

4 (زهير بن الحسن بن علي.)
أبو نصر السرخسي الفقيه. قرأ الفقيه ببغداد على: أبي حامد الإسفرائيني. وبرع في الفقه، وكان إليه المرجوع في المذهب. وقد روى الكثير. سمع من: زاهر بن أحمد السرخسي، وأبي طاهر المخلص، وغيرهما. وسمع سنن أبي داود من أبي عمر الهاشمي. وطال عمره، وصار مقدّم أصحاب الحديث بسرخس. قال أبو سعد السمعاني: لقيت من أصحابه أبا نصر محمد بن أبي عبد الله بسرخس. وقد قال بعض الفقهاء: ما رأينا أحسن من تعليقة أبي نصر عن أبي حامد، لازمه ست سنين.

(30/358)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 359
وقيل: إنه توفي سنة خمس وخمسين في شوال، وسنة أربع أشهر. عاش بضعاً وثمانين سنة.
4 (حرف السين)

4 (سعد بن أبي سعد محمد بن منصور.)
أبو المحاسن الجولكي. توفي في رجب بأستِراباذ. وهو ابن بنت الإمام أبي سعد الإسماعيلي. ولد سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة. وتفقه، ورأس في أيام والده بعد الأربعمائة وهو أمرد. ودرس الفقه. وكان رئيساً محتشماً عالماً محققاً، تخرّج به جماعة. وقد روى عن: جده أبي نصر، ووالده، وأبي بكر العدسي، وأبي محمد الكارزي. قُتل مظلوماً شهيداً بأستراباذ رحمه الله تعالى.

(30/359)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 360
4 (سِيْد بن أحمد بن محمد.)
) أبو سعيد الغافقي، نزيل شاطبة. شيخ مسند. سمع من: أبي محمد الأصيلي، وأبي عمر بن المُكوي. وكان من أهل الضبط والأدب. أخذ عنه أبو القاسم بن مُدبر كتاب البخاري.
4 (حرف الطاء)

4 (طاهر بن أحمد بن بابشاذ.)
أبو الحسن الجوهري المصري النحوي، مصنّف المقدمة و شرح الجمل. كان أصحاب ديوان الإنشاء بمصر، وله حلقة إشغال بجامع مصر. ثم تزهد وانقطع. ورّخه القفطي. وقال غيره: توفي سنة تسع وستين، وأراه أشبه فسأكرره.
4 (طغرلبك السلطان.)
مات بالري. وعُمل عزاؤه في دار الخلافة ببغداد في رمضان. وهذا غلط، إنما توفي خمس كما سيأتي.

(30/360)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 361
4 (حرف العين)
عبد الله بن محمد بن أحمد بن حَسِنكويه. أبو بكر النيسابوري. سمع أبا الحسين الخفّاف.
4 (عبد الله بن المظفّر بن محمد بن ماجة.)
أبو الفتح الإصبهاني الناقد. عن: ابن مَندة. مات في المحرّم.
4 (عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن بن بُندار.)
أبو الفضل العِجلي الرازي المقريء، الزاهد الإمام. أصله من الري، وولد بمكة. وكان يتنقل من بلد إلى بلد. كان مقرئاً جليل القدْر.) قال أبو سعد في الذيل: كان مقرئاً فاضلاً، كثير التصانيف، حسن السيرة زاهداً متعبداً، خشن العيش، منفرداً عن الناس، قانعاً. أكثر أوقاته يُقرئ ويُسمع. وكان يسافر وحده ويدخل البراري.

(30/361)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 362
سمع بمكة: أحمد بن فراس، وعلي بن جعفر السيرواني شيخ الحرم، وأبا العباس الرازي. وبالري: أبا القاسم جعفر بن فَنّاكي وبنيسابور: أبا عبد الرحمن السُّلمي وبطوس: أحمد بن محمد العمّاري وبنَسا: محمد بن زهير بن أخطل النسوي وبجُرجان: أبا نصر محمد بن الإسماعيلي وبإصبهان: أبا عبد الله بن مَندة وبأبرقوه: الحسنين بن أحمد القاضي وببغداد: أبا الحسن الحمامي وبسارية، وتُستَر، والبصرة، والكوفة، وحرّان، والرها، وأرجان، وكازرون، وفَسا، وحمص، ودمشق، والرملة، ومصر، والإسكندرية. وكان من أفراد الدهر علماً وورعاً. سمع منه جماعة من الأئمة كأبي العباس المستغفري، وأبي بكر الخطيب، وأبي صالح المؤذّن. وثنا عنه: محمد بن عبد الواحد الدقاق، والحسين بن عبد الملك الخلاّل، وفاطمة بنت محمد البغدادي.

(30/362)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 363
قلت: وروى عنه أيضاً: أبو علي الحداد، وأبو سهل بن سعدويه. وقرأ عليه بالروايات الحداد، وقرأ عليه لنافع نصر بن محمد الشيرازي شيخ تلا عليه السلفي. قال بن عساكر: قرأ على أبي الحسن علي بن داود الداراني بحرف ابن عامر، وعلى أبي عبد الله المجاهدي. وسمع بمصر من: أبي مسلم الكاتب. وقال عبد الغافر الفارسي: وكان ثقة جوّالاً إماماً في القراءات، أوحد في طريقته. وكان الشيوخ يعظمونه.) وكان لا يسكن الخوانق، بل يأوي إلى مسجد خراب، فإذا عُرف مكانه تركه. وكان لا يأخذ من أحد شيئاً، وإذا فتح عليه بشيء آثر به غيره. وقال يحيى بن مَندة: قرأ عليه القرآن جماعة، وخرج من عندنا إلى كرْمان فحدث بها، ومات بها في بلد أوشير في جمادى الأولى سنة أربع وخمسين. قال: وبلغني أنه ولد سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة. ثقة، ورع، متديّن، عارف بالقراءات والروايات، عالم بالأدب والنحو. وهو أكبر من أن يدُل عله مثلي. وهو أشهر من الشمس، وأضوأ من القمر، ذو فنون من العلم. وكان مهيباً منظوراً، فصيحاً، حسن الطريقة، كبير الوزن. قلت: وسمع بدمشق من عبد الوهاب الكلابي وبسامرّاء من: ابن يوسف الرفا، راوي الموطأ، عن الهاشمي، عن أبي مصعب. قال السلفي: سمعت أبا البركات عبد السلام بن عبد الخالق بن سلمة

(30/363)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 364
الشيرازي بمَرَند يقول: اقتدى أبو الفضل الرازي في الطريقة بالسيرواني شيخ الحرم، وحدث عنه وصحبه، وصحب الشيرواني أبا محمد المرتعِش، وصحب المرتعش الجُنيد، وهو صحب السقطي، وهو معروفاً، وهو داود الطائي، وهو حبيباً العجمي. وقال ابن عساكر: أنبأنا أبو نصر عبد الحكيم بن المظفّر من الكرج: أنشدني الإمام أبو الفضل الرازي لنفسه:
(أخي إن صرف الحادثات عجيب .......... ومن أيقظته الواعظات لبيب)

(وإن الليالي مفنِياتٌ نفوسَنا .......... وكل عليه للفناء رقيب)

(أيا نفس صبراً فاصطبارك راحةٌ .......... لكل امريءٍ منها أخي نصيب)
وله مضمناً فيها:
(إذا ما مضى القرْن الذي أنت فيهم .......... وخُلِّفت في قرن فأنت غريب)

(وإن امرءاً قد سار سبعين حجة .......... إلى منهلٍ من وِرْده لقريب)
البيتان مضمّنان. وقال أبو عبد الله الخلال: أنشدنا أبو الفضل لنفسه:
(يا موت ما أجفاك من زائر .......... تنزل بالمرء على رغمه)
)
(وتأخذ العذراء من خِدرها .......... وتأخذ الواحد من أمه)
قال الخلال: خرج الإمام أبو الفضل من إصبهان متوجّهاً إلى كرْمان، فخرج الناس يشيّعونه، فصرفهم وقصد الطريق وحده وقال:
(إذا نحن أدلجنا وأنت إمامنا .......... كفى لمطايانا بذكراك حاديا)
قرأت على أبي الفضل الأسدي: أخبرك ابن خليل، أنا الخليل الداراني، أنا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد الدقاق قال: ورد علينا الشيخ الإمام الأوحد

(30/364)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 365
أبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد الرازي، لقّاه الله رضوانه، وأسكنه جِنابه. وكان إماماً من الأئمة الثقات في الحديث والروايات والسنة والقراءات، وذكره يمْلأ الفم، ويُذرف العين. قدم إصبهان مراراً، الأولى في أيام ابن مَندة، وسمع منه. سمعت منه قطعة صالحة. وكان رجلاً مَهيباً، مَديد القامة، وليّاً من أولياء الله، صاحب كرامات. طوّف الدنيا مفيداً ومستفيداً. ثم ذكر الدقاق شيوخه وباقي ترجمته. وقال الخلال: كان أبو الفضل الرازي في طريق، وكان معه قليل من الخبز، وشيء يسير من الفانيذ، فقصده جماعة من قطاع الطريق، وأرادوا أن يأخذوه، فدفعهم بعصاه فقيل له في ذلك، فقال: إنما منعتهم لأن الذي كانوا يأخذوه مني كان حلالاً. وربما كنت لا أجد مثله حلالاً. ودخل كرْمان في هيئة رثّة، وعليه أخلاق وأسمال، فحُمل إلى الملك وقالوا: هو جاسوس. فقال الملك: ما الخبر قال: تسألني عن خبر الأرض أو خبر السماء فإن كنت تسألني عن خبر السماء، ف كل يومٍ هو في شأنٍ. وإن كنت تسألني عن خبر الأرض، ف كل مَنْ عليها فانٍ. فتعجّب الملك من كلامه وأكرمه، وعرض عليه مالاً، فلم يقبله.
4 (عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن مالك.)

(30/365)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 366
أبو القاسم الغساني الأندلسي البجاني اللغوي. روى عن: عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد، وغيره. أرّخه ابن بَشكُوال.
4 (عبد الرحمن بن غزْو بن محمد بن حامد بن غزو.)
) هذا موضعه وقد تقدم في الماضية فليحوّل.
4 (عبد الرحمن بن المظفر بن عبد الرحمن بن محمد.)
أبو القاسم السلمي المصري الكحال النحوي. قال السلفي: كان ليناً في الحديث على ما ذكروا، والله يعفو عنه. قلت: روى عن: أبي بكر أحمد بن محمد المهندس، وغيره. روى عنه: أبو زكريا البخاري، والرازي في مشيخته، وغير واحد. توفي بمصر في ربيع الأول.
4 (عمر بن أحمد بن محمد بن حسن بن شاهين.)
أبو حفص الشاهيني الفارسي. مسنِد تلك الديار. وعاش نيّفاً وتسعين سنة. وعنده حديث عُتيبة بعُلُوّ سمعه في سنة من ابن جابر بسماعه من محمد بن الفضل البلخي. سمع بسمرقند: أيا بكر محمد بن جعفر بن جابر، وأبا علي إسماعيل بن محمد بن الفضل البلخي. سمع بسمرقند: أبا بكر محمد بن جعفر بن جابر، وأبا علي إسماعيل بن حاجب الكُشاني، وأبا سعد الإدريسي الحافظ. قال الحافظ أبو سعد: روى عنه أهل سمرقند، وله أوقاف كثيرة ومعروف

(30/366)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 367
مات في ذي القعدة. قلت: روى علي بن أحمد الصيرفي عنه، وغيره.
4 (عمر بن عبيد الله بن يوسف بن حامد.)
أبو حفص الذُّهلي الزهراوي القرطبي الحافظ. روى عن القاضي أبي المطرّف بن فُطيس، وعبد الوارث بن سفيان، وأبي محمد بن أسد، وأبي الوليد بن الفرضي، وأبي عبد الله بن أبي زمنين، وسَلَمة بن سعيد، وأبي المطرّف القنازعي، وعبد السلام بن السمح الزهراوي، وأبي القاسم بن عُصفور، وخلق كثير بقرطبة، وإشبيلية، والزهراء. وكتب إليه بالإجازة الفقيه أبو الحسن القابسي، وكان معتنياً بنقل الحديث وسماعه وجمعه.) روى عنه: محمد بن عتّاب، وابناه أبو محمد وأبو القاسم، وأبو مروان الطبني، وأبو عمر بن مهدي المقريء قال: وكان خيّراً متصاوناً، ثقة، قديم الطلب. وحدث عنه أيضاً أبو علي الغسّاني. وذُكر أنه اختلط في آخر عمره. قال ابن بَشكوال: أنا عنه أبو محمد شيخنا. وقال لي إن أبا حفص لحقته في آخر عمره خَصاصة، فكان يتكفّف الناس.

(30/367)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 368
وقرأت بخط أبي مروان الطُّبني: أخبرني أبو حفص قال: شددتُ في البيت ثمانية أحمال كتب لأخرجها إلى مكان، فلم يتم لي العزم، حتى انتهبنا البربر. توفي في نصف صفر. وكان مولده في صفر أيضاً سنة إحدى وستين وثلاثمائة. وكان مسند أهل الأندلس في زمانه مع ابن عبد البر.
4 (حرف الميم)

4 (محمد بن أحمد بن مطرّف.)
أبو عبد الله الكتّاني القرطبي المقري الطُّرفي. روى عن: القاضي يونس بن عبد الله، وأبي محمد بن الشقّاق. وقرأ بالروايات على مكي، واختص به. وبرع في القراءات. وكان صاحب ليل وعبادة. قال ابن بشكوال: أنا عنه أبو القاسم بن صواب بجميع ما رواه، وغيره من شيوخنا ووصفوه بالمعرفة والجلالة وكثرة الدُّعابة والمُزاح وحسن الباطن. توفي رحمه الله في صفر عن ست وستين سنة.
4 (محمد بن سلامة بن جعفر بن علي.)

(30/368)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 369
القاضي أبو عبد الله القُضاعي، الفقيه الشافعي قاضي مصر ومصنّف كتاب الشهاب. سمع: أبا مسلم محمد بن أحمد الكاتب، وأحمد بن ثرثال، وأبا الحسن بن جهضم، وأبا محمد بن النحاس، وخلقاً بعدهم. روى عنه: الحُميدي، وأبو سعد عبد الجليل الساوي، ومحمد بن بركات السعيدي، وسهل بن بشر الإسفرائيني، وأبو عبد الله الرازي في مشيخته، وأبو القاسم النسيب، وجماعة كثيرة من المغاربة.) قال الأمير ابن ماكولا: كان متفنناً في عدة علوم، ولم أر بمصر من يجري مجراه. وقال غيث الأرمنازي: كان ينوب في الحكم بمصر، وله تصانيف، منها

(30/369)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 370
تاريخ مختصر في خمسة كراريس، من مبتدأ الخلق إلى زمانه. وله كتاب أخبار الشافعي. وقال غيره: له: معجم شيوخه، وكتاب دستور الحكم كتب عنه الحفّاظ كأبي بكر الخطيب، وأبي نصر بن ماكولا. وقال الفقيه نصر المقدسي: قدم علينا أبو عبد الله القضاعي رسولاً صُور من المصريين إلى بلد الروم، فذهب ولم أسمع منه. ثم إني رويت عنه بالإجازة. وقال الحبّال: توفي في ذي الحجة بمصر. وقال السِّلفي: كان من الثقات الأثبات، شافعي المذهب والاعتقاد، مرضي الجملة. قلت: قد روى عن شيخ لقيه بالقسطنطينية لما ذهب إليها رسولاً. أنبأنا أحمد بن سلامة، عن هبة الله بن علي، أنا محمد بن بركات السعيدي، أنا أبو عبد الله بن سلامة القضاعي، أبن أبو مسلم الكاتب، ثنا البغوي، ثنا شيبان، ثنا إسحاق بن حمزة العطار، ثنا الحسن، عن عمران بن حُصين، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: مَطْل الغنيّ ظُلم، ومسألة الغني شينٌ في وجهه، ومسألة الغني نار.

(30/370)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 371
كتب عنه أهل بلده.
4 (محمد بن عبدة بن ملة الهروي.)
البزّاز. شيخ مسن. سمع: أبا محمد بن حَموَيْه السرخسي، وأبا حامد النعيمي.
4 (محمد بن محمد بن علي.)
أبو الحسين البغدادي الشروطي. حدث عن: المعافى الجريري، وأبي القاسم بن حبابة. قال الخطيب: لم يكن ديّناً. كان يترفّض.
4 (محمد بن محسّن بن قريش.)
أبو البركات البغدادي الزّيّات. سمع: المخلّص.)
4 (المعز بن باديس بن منصور بن بُلُكِّين بن زيري الحِميري الصِّنْهاجي.)

(30/371)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 372
سلطان إفريقية وما والاها من المغرب. كان الحاكم صاحب مصر قد لقبه شرف الدولة، وأرسل إليه خلْعة وسِجلاًّ في سنة سبعٍ وأربعمائة. وعاش إلى هذا الوقت، واشتهر اسمه. وكان رئيساً جليلاً عالي الهمة محباً للعلماء من بيت إمرةٍ وحشمة. انتجعه الأدباء ومدحوه، وكان شيخاً جواداً. وكان مذهب أبي حنيفة ظاهراً بإفريقية، فحمل المعِز أهل مملكته على الاشتغال بمذهب مالك، وحسم مادة الخلاف في المذاهب، وخلع طاعة المصريين، وخطب للإمام القائم بأمر الله أمير المؤمنين، فكتب إليه المستنصر العُبيدي يتهدّده، فما فكّر فيه. فجهّز لحربه جيشاً من العربان، فأخربوا حصون برقة وإفريقية، وافتتحوا قطعة من بلاده. وتعب بهم، واستوطنوا برقة إلى الآن. ولم يُخطب لبني عُبيد بعد ذلك بإفريقية. وكان مولده في سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة. وتوفي في شعبان من برص أصابه ورثاه شاعره الحسن بن رشيق القيرواني. ومات بالمهدية عند ولده تميم. وكان قد نزح من القيروان إلى

(30/372)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 373
المهدية من العرب.
4 (منيع بن وثّاب.)
الأمير أبو الزمام النُّميري، متولّي حرّان والرقة. فارس شجاع جواد. توفي في جمادى الآخرة بعد الصرع.

(30/373)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 374
1 (سنة خمس وخمسين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن محمود بن أحمد بن محمود.)
أبو طاهر الثقفي الإصبهاني المؤدب. وهو الجد الأعلى ليحيى الثقفي. قال الحافظ أبو زكريا بن مندة: سمع كتاب العظمة من أبي الشيخ بن حيّان، وكان يقول: سمعتُ من أبي الشيخ. فلم يظهر سماعه إلا بعد موته. وقد وُلد في سنة ستين وثلاثمائة. قال: وهو شيخ صالح ثقة، واسع الرواية، صاحب أصول. حسن الخط مقبول، متعصب لأهل السنة. حدث عن: أبي بكر بن المقريء، وأبي أحمد بن جميل، وأبي مسلم عبد الرحمن بن شَهذل، وأبي علي الخلقاني، وأبي عبد الله بن مندة، وعبد الله بن أبي القاسم، وغيرهم. إلا أني كرهت ذكرهم لكثرتهم. وسافر إلى الري، وسمع مسند الروياني. ولكن ظهر سماعه له بعد موته وكذا ظهر سماعه في كتاب العظَمة بعد موته بقليل. قلت: سماعه لمسند الروياني من جعفر بن فنّاكي. روى عنه: يحيى بن مَندة، وسعيد بن أبي الرجاء، وأبو عبد الله الخلاّل، ومحمد بن محمد القطّان، وسهل بن ناصر الكاتب، وخلْق.

(30/374)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 375
توفي في ربيع الأول.
4 (أحمد بن محمد بن تهيون.)
أبو بكر الفارسي الصوفي الحافظ. يُقال له بلبل. سمع: أبا الحسين بن فراس بمكة، وأبا عبد الله الجُرجاني بإصبهان. مات بشيراز في سنة خمس وخمسين. قال يحيى بن مندة: سمعت أبا القاسم بن علي: سمعت أبا بكر، وأثني عليه، يقول: كتبت عن ألف شيخ، وخرّجت عن كل شيخ حديثاً. إبراهيم بن منصور بن إبراهيم بن محمد.) أبو القاسم السُّلمي الكرّاني الإصبهاني المعروف بسبْط بحْرُوَيه. وكرّان محلّة بإصبهان. روى مسند أبي يًعلى عن أبي بكر بن المقري. روى عنه: الحسين بن عبد الملك الخلاّل، وسعيد بن أبي الرجاء، وجماعة. قال يحيى بن مندة في تاريخه: كان رحمه الله صالحاً عفيفاً، ثقيل السمع. مات في ربيع الأول. سمع من أبي بكر مسنَد أبي يَعلى، وكتاب التفسير لعبد الرزاق. مولده سنة اثنتين وستين.
4 (إسحاق بن عبد الرحمن بن أحمد بن إسماعيل.)

(30/375)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 376
أبو يَعلي النيسابوري، الواعظ المعروف بالصابوني. صاحب الأجزاء الفوائد العشرة التي سمعناها. وهو أخو الأستاذ أبي عثمان. سمع: أبا سعيد عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الرازي، وأبا طاهر بن خُزيمة، وأبا محمد المخلدي، والخفّاف، وأبا معاذ الشاه، وأبا طاهر المخلص، وأبا محمد عبد الرحمن بن أبي شُريح، وطائفة سواهم. روى عنه: عبد العزيز الكتاني لما قدم دمشق مع أخيه. وكان ينوب عن أخيه في الوعظ. قال ابن عساكر: ثنا عنه: زاهر، والفرّاوي، وهبة الله السيدي، وعُبيد الله بن محمد البيهقي. قال عبد الغافر بن إسماعيل: هو شيخ ظريف، ثقة، على طريقة الصوفية. سمع بنيسابور، وهَراة، وبغداد. وتوفي في ربيع الآخر. وقال غيره: توفي في تاسع ربيع الأول. وكان مولده سنة.
4 (إسماعيل بن خف بن سعيد بن عمران.)

(30/376)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 377
أبو الطاهر الأنصاري الأندلسي المقريء. مصنّف العنوان في القراءات. قرأ على عبد الجبار بن أحمد الطرسوسي بمصر، وسكنها وتصدّر للإقراء. أخذ عنه: جُماهر بن عبد الرحمن الفقيه، وأبو الحسين الخشّاب، وابنه جعفر بن إسماعيل بن خَلَف. وكان مع براعته في القراءات إماماً في النحو. اختصر كتاب الحجّة لأبي علي الفارسي.) وتوفي مستهل المحرم.
4 (حرف الخاء)

4 (خلف بن أحمد بن الفضل.)
أبو القاسم الحوفيّ المصري الحنفي. سمع: علي بن محمد بن إسحاق الحلبي، وأحمد بن ثرثال، والحافظ عبد الغني، وأبا محمد النحاس. وانتقى عليه: أبو نصر الشيرازي. روى عنه: الحميدي، وأبو نصر بن ماكولا، وعلي بن الحسين الفرّاء، وغيرهم. وليس هو بالحوفي صاحب: الإعراب. ذاك تقدم ذكره. وهذا توفي في هذه السنة أو بعدها بقليل.
4 (حرف الصاد)

4 (صالح بن محمد بن أحمد بن أبي الفيّاض العِجلي الدينوري.)

(30/377)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 378
أبو الفتح. حدث في هذه السنة بهمذان عن: جده أبي أحمد الحسن بن إبراهيم بن أبي عمران، ومحمد بن أحمد بن موسى الرازي، وحمْد بن عبد الله الإصبهاني، وأبي العباس البصير، وأبي بكر بن لال، وجماعة كثيرة. قال شيروَيْه: لم يُقضَ لي السماع منه. وثنا عنه: الخطيب، وابن البصري، وأبو العلاء الحافظ.
4 (حرف الطاء)

4 (طُغرلبك بن ميكائيل بن سلجوق بن دقاق.)
السلطان الكبير ركن الدين أبو طالب أول ملوك السلجوقية. وأصلهم من بر بخارى. وهم من قوم لهم عدد وقوة وشوكة كانوا لا يدخلون تحت طاعة سلطان. وإذا قصدهم من لا طاقة لهم به دخلوا المفاوز والبراري، وتحصّنوا بالرمال. فلما عبر السلطان محمود إلى ما وراء النهر وجد زعيم السلجوقية قوي الشوكة، فاستماله وتألفه، وخدعه حتى أقدمه عليه، ثم قبض عليه، واستشار الأعيان في كبار أولئك، فأشار بعضهم بتفريقهم، وأشار آخرون بقطع بهاماتهم ليبطل رميهم. ثم اتفق الرأي على تفريقهم في النواحي، ووضع) الخراج عليهم. فدخلوا في الطاعة، وتهذبوا، وطمع فيهم الناس

(30/378)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 379
وظلموهم فانفصل منهم ألفا بيتٍ، ومضوا إلى كرمان، وملكها يومئذ بهاء الدولة بن عضد الدولة بن بويه، فأكرمهم وتوفي عن قريب. وهذا بعد الأربعمائة. فخافوا من الديلم فقصدوا إصبهان ونزلوا بظاهرها، وصاحبها علاء الدولة بن كاكويه، فرغب في استخدامهم، فكتب إليه السلطان محمود بن سُبُكتِكين يأمره بحربهم. فاقتتل الفريقان، وقُتل بينهما عدد، فقصد الباقون أذربيجان. وانحاز الذين بخراسان إلى جبل خوارزم، فجرّد السلطان جيشاً، فتبعوهم في تلك المفاوز، وضايقوهم مدة سنتين، ثم قصدهم السلطان محمود بنفسه، ولم يزل حتى شتّتهم. ثم توفي، فقام بعده ابنه مسعود، فاحتاج إلى تكثير الجند، فكتب إلى الطائفة التي بأذربيجان ليتوجّهوا إليه، فقدم عليه ألف فارس، فاستخدمهم ومضى بهم إلى خراسان، فسألوه في أمر الباقين الذين شتّتهم أبوه، فراسلهم وشرط عليهم الطاعة، فأجابوه إلى الطاعة، ورتّبهم كما رتبهم والده أولاً. ثم دخل مسعود بن محمود بلاد الهند لاضطراب أحوالها عليه، فحلَت للسلجوقية البلاد فعاثوا. وجرى هذا كله وطغرلبك وأخوه داود ليسا معهم، بل في أرضهم بنواحي بخارى. وجرت بين صاحب بخارى وبينهم وقعة عظيمة، قُتل فيها خلق كثير من الفريقين. ثم كاتبوا مسعوداً وسألوه الأمان والاستخدام، فحبس رسلهم وجرّد جيشاً لمواقعة من بخراسان منهم. فالتقوه وقتل منهم مقتلة كبيرة. ثم إنهم اعتذروا إلى مسعود، وبذلوا الطاعة له، وضمنوا له أخذ خوارزم من صاحبها. فطيّب قلوبهم، وأطلق الرسل، وأرسل إليهم زعيمهم الذي اعتقله أبوه أولاً. فوصل طغرلبك وداود إلى خراسان في جيش كبير، واجتمع الجميع. وجرت لهم أمور طويلة إلى أن استظهروا وملكوا الري في سنة تسع وعشرين وأربعمائة. ثم ملكوا نيسابور في سنة ثلاثين. وأخذ داود مدينة بلْخ وغيرها. واقتسموا البلاد وضعُف عنهم السلطان مسعود، فتحيّز إلى غَزْنة.

(30/379)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 380
وكانوا في أوائل الأمر يخطبون له ويُدارونه حتى تمكنوا. ثم راسلهم الخليفة فكان رسوله إليه قاضي القضاة أبو الحسن الماوَرْدي. ثم إن طُغرلبك طوى الممالك وملك العراق في سنة سبعٍ وأربعين وأربعمائة، وعدل في الناس. وكان حليماً كريماً محافظاً على الصلوات في جماعة. يصوم الخميس والاثنين ويَعمر المساجد ويُكثر الصدقات.) وقد سيّر الشريف ناصر بن إسماعيل رسولاً إلى ملكة الروم، فاستأذنها الشريف في الصلاة بجامع القسطنطينية جماعة، فأذَنت له. فصلى وخطب للإمام القائم. وكان رسول المستنصر خليفة مصر حاضراً، فأنكر ذلك. وكان ذلك من أعظم الأسباب في فساد الحال بين المصريين والروم. ولما تمهّدت البلاد لطغرلبك سيّر إلى الخليفة القائم يخطب ابنته فشقّ ذلك على الخليفة واستعفى، ثم لم يجد بُداً، فزوّجه بها. ثم قدِم بغداد في سنة خمس وخمسين، وأرسل يطلبها، وحمل مائة ألف دينار برسم نقْل جهازها، فعُمل العرس في صفر بدار المملكة وأُجلست على سرير ملبّس بالذهب. ودخل السلطان إليها فقبّل الأرض بين يديها، ولم يكسف البرقُع عن وجهها إذ ذاك، وقدّم لها تحفاً، وخدم وانصرف فرحاً مسروراً. وبعث إليها بعُقدين فاخرين، وخُسرواني ذهب، وقطعة ياقوت كبيرة. ثم دخل من الغد، فقبّل الأرض، وجلس مقابلها على سرير ساعةً، وخرج وبعث لها جواهر وفُرجيّة نسيج مكللة باللؤلؤ ومخنقة منسوجة باللؤلؤ. وفعل ذلك مرة أخرى أو أكثر، والخليفة صابر متألم، ولكنه لم يُمتَّع بعد ذلك، فإنه توفي بعد ذلك بأشهر في رمضان بالري. وعاش سبعين سنة. وحُمل تابوته فدُفن بمرو عند قبر أخيه داود. وقيل: بل دُفن بالري. وانتقل ملكه إلى ابن أخيه ألب أرسلان.

(30/380)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 381
وأما زوجته هذه فعاشت إلى سنة ست وتسعين وأربعمائة. هذا من تاريخ شمس الدين بن خلّكان. قلت: وأخوه داود هو جَغربيك. وقد ذكر ابن السمعاني أن السلطان مسعود بن محمود بن سُبُكتكين قصد بجيوشه طغرلبك وجغربيك، فواقعهم في سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة، فانكسر بنواحي دندانقان، وتحيّز غلى غَزْنة منكسراً، وتملّك آل سَلْجوق البلاد وقسّموها، فصارت مرو وسرخس وبلْخ غلى باب غَزْنة لجغربيك، وصارت نيسابور وخوارزم لطُغرلبك. ثم سار طُغرلبك إلى العراق وملك الري وإصبهان وغير ذلك. وكان موصوفاً بالحلم والديانة، ولم يولد له ولد.) ومن كرمه أن أخاه إبراهيم ينال أسر بعض ملوك الروم لما حاربهم، فبذل في نفسه أموالاً، فامتنع وبعث به إلى طُغرلبك، فبعث نصر الدولة صاحب ديار بكر يشفع في فكاكه، فبعثه إلى نصر الدولة بغير فداء فأرسل ملك الروم إلى طُغرلبك ما لم يُحمل مثله في الزمن القديم. وذلك ألف وخمسمائة ثوب من الثياب المفتخرة، وخمسمائة رأس ومائتي ألف دينار، ومائة لبنة فضة، وثلاثمائة شهري، وألف عَنْزٍ بيض الشعور، سود القرون. وبعث غلى نصر الدولة عشرة أمناء مِسك. مر في الحوادث من أخبار طُغرلبك

(30/381)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 382
أيضاً.
4 (حرف العين)

4 (عبد الله بن يحيى بن المدبّر.)
أبو الفضل الوزير. توفي بمصر. سمع: أبا محمد بن النحّاس.
4 (عبد الرزاق بن أحمد بن محمد بن يعقوب.)
أبو طاهر الشاهد الإصبهاني. سمع: أبا إسحاق بن خُرشيد قوله. روى عنه: أبو علي الحداد، وغيره. مات في المحرم.
4 (عبد الوهاب بن محمد بن أحمد.)
أبو القاسم بن أبي عبد الله البقال الإصبهاني. روى عن: أبي عبد الله بن مندة. وعنه: أبو علي الحداد أيضاً.
4 (عطاء بن أحمد بن جعفر.)
أبو الحسن الهروي الكِسائي. حدث في هذه السنة ببخارى. روى عن: عبد الرحمن بن أبي شُريح، وأبي عمر بن مهدي الفارسي.)

(30/382)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 383
4 (علي بن الخَضِر بن سليمان بن سعيد السلمي.)
أبو الحسن الصوفي الورّاق الدمشقي المحّدث. روى عن: عبد الرحمن بن عمر بن نصر، وتمّام الرازي، والحسين بن أبي كامل الأطرابلسي، وصَدَقة بن الدلم، وأبي الحسن بن جهضم، وخلق كثير. روى عنه: علي بن أحمد بن زهير، والمشرّف بن مُرَجّا، وعلي بن محمد بن شجاع، وسهل بن بشر، وعبد المنعم بن الغَمْر الكلابي، وجماعة. وسمع منه أبو الحسن بن قُبيس الغساني، ولم يظهر سماعه منه إلا بعد موته. قال ابن عساكر: قال الكتاني: صنّف كتباً كثيرة، وخلّط تخليطاً عظيماً. ولم يكن هذا الشأن من صنعته. مات في جمادى الآخرة، وروى أشياء ليست له بسماع ولا إجازة.
4 (علي بن عبد الله بن علي بن محمد بن يوسف.)
أبو الحسن الأزدي المهلّبي القرطبي، ويُعرف بابن الأستجي. شيخ مسند. روى عن: أبي محمد بن أسد، وأبي عمر بن الجَسور، وأبي الوليد بن الفَرَضي.

(30/383)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 384
قال ابن خزرج: كان نافذاً في العلوم، قديم العناية بطلب العلم، شاعراً مطبوعاً، بليغ اللسان، حسن الخط. صنّف كتباً كثيرة في غير فنّ. وُلد سنة، وتوفي في ذي القعدة. وكان قد خرّف قبل موته بيسير. العلاء بن عبد الوهاب بن أحمد بن عبد الرحمن بن سعيد بن حزم بن غالب الأموي. مولاهم الفارسي الأصل، الأندلسي أبو الخطّاب بن أبي المغيرة. وأحمد جده هو ابن عم الإمام أبي محمد بن حزم الظاهري. قال الحميدي: كان من أهل العلم والذكاء والهمة العالية في طلب العلم. كتب بالأندلس فأكثر. رحل إلى المشرق فاحتفل في الجمع والرواية، ودخل بغداد. وحدث عن: أبي القاسم إبراهيم بن محمد الأصيلي، وع: محمد بن الحسين الطفّال، وأبي العلاء بن سليمان المعريّ.) أخذ عنه: أبو بكر الخطيب وهو من شيوخه، وجعفر السرّاج. ومات عند وصوله إلى وطنه. قال ابن الأكفاني: توفي سنة خمس وخمسين. وذكر ابن حيان أن أبا الخطّاب هذا امتحن في رحلته بضروب من المحن لم تُسمع لأحد قبله. وجمع من الكتب ما لم يجمعه أحد. قال: وتوفي بالمرية في شوال سنة أربع وخمسين. ومولده سنة إحدى وعشرين وأربعمائة. ومات شاباً.

(30/384)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 385
4 (حرف الفاء)

4 (فارس بن الحسن بن منصور.)
أبو الهيجاء البلخي، ثم الدمشقي. صنّف كتاباً في سيرة أمير الجيوش أنوشتكين. سمع منه: عبد العزيز الكتاني شيئاً.
4 (حرف الميم)

4 (محمد بن إبراهيم بن موسى بن عبد السلام.)
أبو عبد الله شق الليل الأنصاري الطليطلي. سمع: أبا إسحاق بن شنظير، وصاحبه أبتا جعفر بن ميمون وأكثر عنهما. وروى عن: أبي الحسن بن مصلح، والمنذر بن المنذر، وجماعة كثيرة. وحج فأدرك بمكة أبا الحسن بن فراس العبقسي، وعبيد الله السقطي، وابن جهضم، وكتب عنهم. وبمصر عن: أبي محمد بن النحّاس، وعبد الغني الحافظ، وابن ثرثال، وابن منير، وجماعة. وكان فقيهاً، إماماً، متكلماً، عارفاً بمذهب مالك، حافظا للحديث، متقناً، بصيراً بالرجال والعلل، مليح الخط، جيد المشاركة في الفنون. وكان نحوياً، شاعراً مجيداً، لغوياً، ديّناً، فاضلاً، كثير التصانيف، حلو العبارة. توفي بطلبيرة في منتصف شعبان رحمه الله تعالى. وولد في حدود الثمانين وثلاثمائة.)

(30/385)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 386
4 (محمد بن بيان بن محمد.)
الفقيه الكازروني الشافعي. سكن أمد، وتفقّه به جماعة، ورحل إليه الفقيه نصر المقدسي وتفقّه عليه. ثم قدم دمشق حاجاً، فحدّث بها، وحدث عن: أحمد بن الحسين بن سهل بن خليفة البلدي، والقاضي أبي عمر الهاشمي، وأبي الفتح بن أبي الفوارس، وابن رزقويه، وغيرهم. روى عنه: الفقيه نصر، وإبراهيم بن فارس الأزدي، وأبو غانم عبد الرزاق المعري، وعبد الله بن الحسن بن النحاس. قال ابن عساكر: حدثني ضبة بن أحمد أنه لقيه وسمع منه. قلت: وذكر ابن النجار أن أبا علي الفارقي قرأ عليه القرآن، وأنه توفي سنة.
4 (محمد بن عبد الواحد بن عبد العزيز بن الحارث بن أسد.)
أبو الفضل التميمي البغدادي، ابن عم رزق الله. سمع من: أبي طاهر المخلص، وابن الصلت، وجماعة. قال الحميدي: كذلك من رزق الله بن عبد الوهاب ابن عمه.

(30/386)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 387
خرج إلى القيروان في أيام المُعزّ بن باديس، فدعاه إلى دولة بني العباس، فاستجاب له. ودخل الأندلس فحظي عند ملوكها بأدبه وعلمه. وتوفي بطليلطلة في شوال. وقيل: كان يكذب. وله شعر رائق، فمنه:
(أينفع قولي أنني لا أحبه .......... ودمعي بما يمليه وجْدي يكتبُ)

(إذا قلت للواشين لست بعاشقٍ .......... يقول لهم فيض المدامع يكذبُ)
وله:
(يا ذا الذي خطّ الجمال بوجهه .......... سطرين هاجا لوْعة وبلابلا)

(ما صح عندي أن لحظك صارمٌ .......... حتى لبست بعارضيك حمائلا)

4 (محمد بن محمد بن جعفر.)
العلامة أبو سعيد الناصحي النيسابوري.) أحد الأئمة الأعلام، ومن كبار الشافعية. تفقّه على أبي محمد الجويني، وسمع من: ابن محمش، وعبد الله بن ويوسف بن مامويه. ومات كهلاً. وكان عديم النظير علماً وصلاحاً وورعاً.
4 (محمد بن محمد بن حمدون.)

(30/387)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 388
أبو بكر السلمي النيسابوري. سمع من: أبي عمرو بن حمدان. وهو آخر من حدث عنه. وعن: أبي القاسم بشر بن ياسين. وسمع أيضاً من: أبي عمرو الفراتي. سمع منه الأكابر والأصاغر. قال عبد الغافر: كانوا يخرجون إلى قريته، فيجمعون بين الفرجة والسماع منه. أنبأ عنه والدي، وزاهر بن طاهر. قلت: وروى عنه تميم الجُرجاني، وغيرهم. ووثّقه عبد الغافر، وقال: توفي في ثاني عشر المحرم. أخبرنا أحمد بن هبة الله: أنا عبد المعز بن محمد في كتابه: أنا زاهر، أنا أبو بكر محمد بن محمد بن حمدون، أنا محمد بن أحمد الحيري، أنا أبو يَعلى، أنا يحيى بن أيوب، ثنا إسماعيل بن جعفر: أخبرني العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: قال الله عزّ وجلّ: إذا همّ عبدي بحسنة ولم يعملها كتبتها له حسنة، فإن عملها كتبتها له عشر حسنات إلى سبعمائة ضِعفٍ، وإذا هم عبدي بسيئة فلم يعملها لم أكتبها عليه، فإن عملها كتبتها عليه سيئة واحدة.
4 (محمد بن المضفر بن عبد الله بن المظفر بن نحرير.)
أبو الحسين البغدادي الخِرقي الشاعر المشهور، النديم. صاحب النثر والمعاني البديعة والغزال العذْب والمدح والهجو، ولا يكاد يوجد ديوانه.

(30/388)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 389
روى عنه من شعره: أبو منصور محمد بن أحمد العُكبَري، وأبو زكريا التبريزي، وأبو الحسين المبارك بن الطيوري، وشجاع الذُّهلي، وأبو المعالي عثمان بن أبي عمامة، وغيرهم.) قال التبريزي: أنشدنا ابن نحرير، وكان قد أنشد جلال الدولة بن بويه ثلاثة شعراء أحدهم أعمى وابن نحرير أعور، فأعطى الأعمى صلة، ولم يعطهما شيئاً، فقال ابن نحرير:
(خدمت جلال الدولة بن بهاء .......... وة علّقت آمالي به ورجائي)

(وكنا ثلاثاً من ثلاث قبائل .......... من العور والعميان والبصراء)

(فلم يحظَ منا كلنا غير واحد .......... كأن له فضلاً على الشعراء)

(فقالوا ضريرٌ وهو موضع رحمةٍ .......... وثم له قومٌ من الشفعاء)

(فقلت على التقدير لي نصف ما به .......... وإن أنصَفوا كنا من النظراء)

(فإن يُعط للعميان فالداء شاملٌ .......... وإن يعط للأشعار أين عطائي)
وقال أبو منصور محمد بن أحمد بن النَّقّور: أنشدني ابن نحرير لنفسه:
(تولّع بالعشق حتى عشق .......... فلما استقل به لم يُطقْ)

(فحين رأى أدمعاً تستهلّ .......... وأبصر أحشاءه تحترقْ)

(تمنى الإفاقة من سكره .......... فلم يستطعها ولما يفقْ)

(رأى لجّة ظنّها موْجةً .......... فلما توسّط فيها غرقْ)
وقال أبو نصر عبد الله بن عبد العزيز: أنشدنا ابن نحرير لنفسه:
(ولْما انتبه الوصل .......... ونامت أعيُن الهجر)

(ووافقت ضرة البدر .......... وقد ليّنها ضرّي)

(شربنا الخمر من طَرفٍ .......... ومن خدٍّ ومن ثغر)

(وقلنا قد صفا الدهر .......... وغابت أنجم الغدر)

(دهتنا صيحة الديك .......... ووافت غُرة الفجر)

(فقامت وهي لا تدري .......... إلى أين ولا أدري)

(فيا ليت الدجى طال .......... وكان الطول من عمري)

(30/389)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 390
ومن شعره:
(لساني كتومٌ لأسراركم .......... ولكنّ دمعي لسرّي مُذيع)

(فلولا دموعي كتمت الهوى .......... ولولا الهوى لم تكن لي دموع)

(كتمت جوى حبكم في الحشى .......... ولم تدْر بالسر مني الضلوع)
)
4 (المظفر بن محمد بن علي بن إسماعيل بن عبد الله بن ميكال.)
الأمير أبو شجاع ابن الأمير أبي صالح النيسابوري. من بيت الإمرة والحشمة. ترك الرئاسة ولبس المرقّعة وتصوّف، ونظر في العلم. وسمع من: أبي الحسين الخفّاف، ويحيى بن إسماعيل الحربي، وأبي بكر بن عبدوس. وحدّث. توفي نصف رجب.

(30/390)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 391
4 (منصور بن إسماعيل بن أحمد بن أبي قُرة.)
القاضي أبو المظفر الهروي، الفقيه الحنفي، قاضي هراة وخطيبها ومسندها. روى عن: أبي الفضل بن خميرويه، وأبي الحسن أحمد بن عيسى الغَيزاني، وزاهر بن أحمد السرخسي. توفي في ذي القعدة عن قريب تسعين سنة. وهو آخر من روى عن ابن خميرويه. وهذا الغَيزاني روى عن: أبي سعد يحيى بن منصور الهروي، وتوفي سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة.
4 (حرف الهاء)

4 (هارون بن طاهر بن عبد الله بن عمر بن ماهلة.)
أبو محمد الهمداني الأمين. روى عن: أبيه، وأبي بكر بن لال، وابن بشار، وابن تركان. وعن: صالح بن أحمد الحافظ بالإجازة. قال شيرويه: صدوق، ثقة. توفي في ذي الحجة. قلت: هو آخر من روى عن صالح.

(30/391)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 392
4 (حرف الياء)
يحيى بن زيد بن يحيى بن علي بن محمد بن أحمد بن عيسى بن الشهيد زيد بن علي بن الشهيد الحسين سِبط رسول الله صلى الله عليه وسلّم.) أبو الحسين الحسيني الزَّيدي، قاضي دمشق. روى عن: أبي عبد الله بن أبي كامل، وعبد الرحمن بن أبي نصر. روى عنه: أبو بكر الخطيب، وأبو طاهر الحنّائي، وأبو الحسن بن الموازيني. قال الكتاني: توفي الشريف معتمد الدولة ذو الجلالتين في ذي الحجة، وهو يومئذ ناظر أموال العساكر بدمشق، رحمة الله تعالى.

(30/392)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 393
1 (سنة ست وخمسين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن عبد الواحد بن الحسن بن عيسى.)
أبو نعيم السكري. في جمادى الأولى.
4 (أحمد بن محمد بن عمر بن ديزكة.)
أبو الطيب الإصبهاني التاجر، الرجل الصالح. سمع: أبا بكر المقري. روى عنه: الحداد، وغيره. أرّخه ابن مندة.
4 (حرف الحاء)

4 (الحسن بن عبد الرحمن بن الخصيب.)
أبو علي الكراني الإصبهاني.
4 (الحسن بن محمد بن علي بن محمد.)

(30/393)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 394
الحافظ أبو الوليد البلخي الدربندي. روى عن: أبي عبد الله محمد بن أحمد، وغنجار، وأبي الحسين بن بشران، وعبد الرحمن بن أبي نصر التميمي الدمشقي، وأبي القاسم بن ياسر الجَويري، وأبي عيسى بن شاذان، وأبي القاسم الحُرفي، وخلق كثير. روى عنه: أبو بكر الخطيب، وعيد العزيز الكتّاني وهما أقدم طلباً منه، وأبو علي الحدّاد، وطاهر النحامي، والفرّاوي، وعبد المنعم بن القشيري، وآخرون.) وتوفي بسمرقند في رمضان. أخبرنا أحمد بن هبة الله، عن أبي رَوْح: أنا زاهر، أنا أبو الوليد الحسن بن محمد بن علي، أنا أبو القاسم الحسن بن محمد الأنباري: ثنا محمد بن أحمد بن المسور، ثنا المقدام بن داود بن عيسى، فذكر حديثاً. قال ابن النجار: كان رديء الخط، ولم يكن له كبير معرفة، غير أنه مُكثِر، واسع الرحلة، صدوق. سمع ببلخ علي بن أحمد الخُزاعي، وبنيسابور يحيى بن المزكي، والحِيري، وبهراة أبا منصور الأزدي، وبإصبهان، وهمدان، والأهواز.

(30/394)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 395
4 (الحسين بن أحمد بن علي.)
أبو عبد الله الأبهري الشافعي. حدث في هذا العام بهمدان عن: حمْد بن عبد الله، وأحمد بن محمد البصير، والحسين بن الحسن النعماني، وأبي الحسن السامري، وأبي أحمد الفَرَضي، وأبي بكر لال، وجماعة. قال شيرويه: كان فقيهاً فاضلاً صدوقاً. روى عنه أحمد عمر البيّع، وكهولنا.
4 (الحسين بن أحمد بن الحسين بن حي التُّجَيْبي.)
القرطبي. أخذ علم العدد والهندسة عن محمد بن عمر بن برغوث، وصنّف زيجاً مختصراً، ولحق باليمن، وتقدّم عند أميرها، ونفذه رسولاً إلى العراق.
4 (حيدرة بن منزو بن النعمان.)
الأمير أبو المعلّى الكُتامي المغربي. ولي إمرة دمشق بعد هروب أمير الجيوش عنها فوصلها في سنة ست وخمسين، ثم عُزل بعد شهرين بالأمير دُرّي المستنصري.
4 (حرف السين)
سراج بن عبد الله بن محمد بن سراج.

(30/395)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 396
أبو القاسم الأموي، مولاهم الأندلسي، قضي الجماعة بقرطبة. سمع من أبي محمد الأصيليّ صحيح بخاري بفَوْتٍ يسير إجازة له.) وسمع من: أبي عبد محمد بن زكريا بن برطال، وأبي محمد بن سلمة، وأبي المطرّف عبد الرحمن بن فُطيس، وغيرهم. وولي القضاء في سنة ثمان وأربعين، وإلى أن توفي، فلم تُنع عليه سقطة، ولا حُفظت له زلّة. وكان فقيهاً صالحاً حليماً على منهاج السلف. توفي في شوال عن ست وثمانين سنة. حمل عنه جماعة من العلماء.
4 (حرف العين)

4 (عبد الله بن محمد بن الذهبي.)
الأزدي الأندلسي، الطيب الفيلسوف. كان كلِفاً بالكيمياء، مجتهداً في طلبها. وصنّف مقالة في أن الماء لا يعدو. توفي ببلنسية في جمادى الآخرة.
4 (عبد الله بن موسى بن سعيد الأنصاري.)
أبو محمد الطليطلي، ويُعرف بالشارقي. سمع بقرطبة من: يونس بن عبد الله، وأبي محمد بن دحّون، وأبي عمر الطلمنكي، وجماعة كثيرة.

(30/396)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 397
وحجّ وسمع ورجع إلى وطنه. وكان زاهداً عابداً رافضاً للدنيا يجلس للناس ويذكّرهم ويأمرهم بالمعروف، ويعلّمهم، ويتواضع لهم ويصبر على أخلاقهم، ويقنع باليسير من السترة والقوت. توفي في شوال.
4 (عبد الجبّار بن فاخر بن معاذ.)
أبو المعالي السِّجْزي. توفي في شعبان.
4 (عبد العزيز بن أحمد.)

(30/397)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 398
شمس الأئمة الحلْواني أبو محمد، مفتي بخارى وعالمها. تفقه على القاضي أبي علي الحسين بن الخضر النسفي.) وحدّث عن: عبد الرحمن بن الحسين الكاتب، وأبي سهل أحمد بن محمد بن مكي الأنماطي، وطائفة من شيوخ بخارى. تفقّه عليه، وسمع منه أئمة منهم: شمس الأئمة أبو بكر محمد بن أبي سهل السرخسي، وفخر الإسلام علي، وصدر الإسلام أبو اليُسر محمد ابنا محمد بن الحسين البزْدَوي، والقاضي جمال الذين أبو نصر أحمد بن عبد الرحمن، وشمس الأئمة أبو بكر محمد بن علي الزرنجري، وآخرون سمّاهم أبو العلاء الفَرَضي. ثم قال: مات ببخارى، في شعبان سنة ست، ودُفن بمقبرة الصدور. وقد ذكره السمعاني في كتاب الأنساب فقال: عبد العزيز بن أحمد بن نصر بن صالح، شمس الأئمة البخاري الحلواني، بفتح الحاء، إمام أهل الرأي ببخارى في وقته. حدث عن: غُنجار، وصالح بن محمد، وأبي سهل أحمد بن محمد الأنماطي. توفي بكشّ. حُمل إلى بخارى سنة ثمانٍ أو تسعٍ وأربعين. وذكره النخشبي في معجمه فقال: شيخ عالم بأنواع العلوم، معظم للحديث، غير أنه يتساهل في الرواية.

(30/398)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 399
مات في شعبان سنة 52. قلت: سنة ست أصح، فإنه بخط شيخنا الفَرَضي.
4 (عبد العزيز بن محمد بن محمد بن عاصم الحافظ.)
النخْشبي. ونخْشب هي نَسَف. سمع: جعفر بن محمد المستغفري، وأبا طالب بن غيلان، وأبا طاهر بن عبد الرحيم، وجماعة كثيرة بإصبهان، ودمشق، وبغداد، وخُراسان. روى عنه: أبو القاسم بن أبي العلاء، وسهل بن بشر الدمشقيان، وجماعة. وكان من كبار الحُفّاظ. خرّج لجماعة وتوفي كهلاً. ولم يرو إلا اليسير. ودخل إصبهان سنة ثلاث وثلاثين فسمع من: أصحاب الطَّبراني. وسمع من: أبي الفرج الطناجيري، ومحمد بن الحسين الحرّاني، وأبي منصور السوّاق، والصوري.) وانتقى على القاضي أبي يَعلى خمسة أجزاء. وقال يحيى بن مندة: كان واحد زمانه في الحفظ والاتقان لم نر مثله في

(30/399)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 400
الحفْظ في عصرنا، دقيق الخط، سريع الكتابة والقراءة، حسن الأخلاق. توفي بنخشب سنة سبع وخمسين. وقال ابن عساكر: توفي سنة ست وخمسين بنخشب. وقيل: بسمرقند. وقال ابن السمعاني: سألت إسماعيل بن محمد الحافظ، عن عبد العزيز النخشبي، فجعل يعظّمه ويعظّم أمره جداً، ويقول: ذاك النخشبي، ذاك النخشبي، وكان كبيراً حافظاً، رحل الكثير.
4 (عبد الكريم بن محمد بن إسماعيل بن عمر بن سَبَنك.)
أبو الفضل البجلي. سمع جده وابن الصلت: وعنه ابن بدران الحلْواني، وابن كادش. وكان من علماء الشافعية. توفي في ربيع الأول.

(30/400)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 401
4 (عبد الواحد بن علي بن برهان.)
العُكْبري النحوي أبو القاسم. بقيّة الشيوخ العالمين بالعربية والكلام والأنساب. سمع: أبا عبد الله بن بطة، إلا أنه لم يرو شيئاً عنه. قاله الخطيب. وقال: كان مضطّلعاً بعلوم كثيرة، منها النحو، واللغة، والنسب، وأيام العرب والمتقدمين. وله أنسٌ شديد بعلْم الحديث. وقال ابن ماكولا: ابن برهان من أصحاب ابن بطة. سمع منه حديثاً كثيراً. وأخبرني أبو محمد بن التميمي أن أصل ابن بطة بمعجم البغوي وقع عنده وفيه سماع ابن بَرْهان، وأنه قرأه عليه لولديه. قال ابن ماكولا: ذهب بموته علم العربية من بغداد. وكان أحد من يعرف الأنساب. ولم أر مثله. وكان فقيهاً حنفياً. قرأ الفقه، وأخذ الكلام عن أبي الحسين البصري، وتقدّم فيه. وصار صاحب اختيار في علم الكلام.

(30/401)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 402
وقال ابن الأثير: له اختيار في الفقه، وكان يمشي في الأسواق مكشوف الرأس، ولا يقبل من) أحدٍ شيئاً. مات في جمادى الآخرة، وقد جاوز الثمانين وكان يميل إلى مذهب مرجئة المعتزلة، ويعتقد أن الكفار لا يخلَّدون في النار. قال ياقوت الحموي في تاريخ الأدباء: نقلت من خط عبد الرحيم بن النفيس بن وهْبان قال: نقلت من خط أبي بكر محمد بن منصور السمعاني: سمعت المبارك بن عبد الجبار الصيرفي: سمعت أبا القاسم بن بَرهان يقول: دخلتُ على الشريف المرتضى في مرضه، فإذا قد حُوَّل إلى الحائط، فسمعته يقول: أبو بكر وعمر وليا فعدلا، واستُرحما فرحما، أفأنا أقول ارتدّا بعد أن أسلما قال: فقمت وخرجت، فما بلغت عَتَبة الباب حتى سمعت الزَّعقة عليه.
4 (عبد الواحد بن محمد بن موهب.)
أبو شاكر التجَيْبي القَبْري، ثم القرطبي. نزيل بَلَنسية. سمع من: أبي محمد الأصيلي، وأبي حفص بن نابل، وأبي عمر بن أبي الحُباب، وغيرهم. وكتب إليه أبو محمد بن أبي زيد، وأبو الحسن القابسي بالإجازة. ولي القضاء والخطبة ببلَنْسية.

(30/402)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 403
قال فيه الحُميدي: فقيه، محدّث، أديب، خطيب، شاعر. ولد سنة سبع وسبعين وثلاثمائة. وتوفي في ربيع الآخر. قلت: وأظنه آخر من حدّث عن ابن أبي زيد. كتب عنه: أبو علي الغسّاني، وغيره. وهو خال أبي الوليد الباجي. وقد سكن أيضاً شاطبة مدة. وله شعر رائق، فمنه:
(يا روضتي ورياض الناس مجدِبة .......... وكوكبي وظلام الليل قد ركدا)

(إن كان صرْف الليالي عنك أبعدني .......... فإن شوقي وحُزني عنكِ ما بُعدا)
وكان أبوه قد ارتحل وتفقه على ابن أبي زيد، والقابسي. هو الذي أخذ الإجازة منهما لولده أبي شاكر هذا.
4 (علي بن أحمد بن سعيد بن حزم بت غالب بن صالح بن خلف بن معدان بن سفيان بن)
يزيد.)

(30/403)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 404
مولى يزيد بن أبي سفيان بن حرب بن أمية الأموي، الفارسي الأصل، ثم الأندلسي القرطبي. الأمام أبو محمد. وجده خلف أول من دخل الأندلس. وُلد أبو محمد بقرطبة سنة أربع وثمانين وثلاثمائة. وسمع من: أبي عمر أحمد بن الجَسور، ويحيى بن مسعود، ويونس بن عبد الله القاضي، وضُمام بن أحمد القاضي، ومحمد بن سعيد بن نبات، وعبد الله بن ربيع التميمي، وعبد الله بن محمد بن عثمان، وأبي عمر أحمد بن محمد الطلمَنْكي، وعبد الرحمن بن عبد الله بن خالد، وعبد الله بن يوسف بن نامي، وجماعة. روى عنه: أبو عبد الله الحُميدي، وابنه أبو رافع الفضل، وجماعة. وروى عنه بالإجازة: أبو الحسن شُريح بن محمد، وغيره. وأول سماعه من ابن الجَسور في حدود سنة أربعمائة.

(30/404)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 405
وكان إليه المنتهى في الذكاء والحفظ وكثرة العلم. كان شافعي المذهب، ثم انتقل إلى نفي القياس والقول بالظاهر. وكان متفنناً في علوم جمة، عاملاً بعلمه، زاهداً بعد الرئاسة التي كانت لأبيه، وله من الوزارة وتدبير المُلك. جمع من الكتب شيئاً، ولا سيما كتب الحديث. وصنّف في فقه الحديث كتاباً سمّاه الإيصال إلى فهْم كتاب الخصال الجامعة مجمل شرائع الإسلام في الواجب والحلال والحرام والسنة والإجماع، أورد فيه قول الصحابة فمن بعدهم في الفقه، والحجة لكل قول. وهو كتاب كبير. وله كتاب الإحكام لأصول الأحكام في غاية التقصّي. وكتاب الفصل في الملل والنِّحَل. وكتاب إظهار تبديل اليهود والنصارى للتوراة والإنجيل وبيان تناقض ما بأيديهم مما لا يحتمله التأويل، وهو كتاب لم يُسبق إليه في الحُسن. وكتاب المُجلّى في الفقه مجلّد.

(30/405)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 406
وكتاب المحلى في شرح المجلَّى في ثمانية أسفار في غاية التقصي. وله كتاب التقريب لحدّ المنطق والمدخل إليه بالألفاظ العامية والأمثلة الفقهية.) وكان شيخه في المنطق محمد بن الحسن المَذحِجي القرطبي المعروف بابن الكتاني، وكان شاعراً طبيباً مات بعد الأربعمائة. قال الغزالي رحمه الله: قد وجدت في أسماء الله كتاباً ألّفه أبو محمد بن حزم الأندلسي يدل على عِظم حِفظه وسَيَلان ذهنه. وقال أبو القاسم صاعد بن أحمد: كان ابن حزمٍ أجمع أهل الأندلس قاطبة لعلوم الإسلام، وأوسعهم معرفة مع توسّعه في علم اللسان، ووفور حظّه من البلاغة والشعر، والمعرفة مع بالسير والأخبار. أخبرني ابنه الفضل أنه اجتمع عنده بخط أبيه محمد من تأليفه نحو أربعمائة مجلد، تشتمل على قريب من ثمانين ألف ورقة. وقال الحميدي: كان ابن حزم حافظاً للحديث وفقهه، مستنبطاً للأحكام من الكتاب والسنة، متفنناً في علوم جمة، عاملاً بعلمه. وما رأينا مثله فيما

(30/406)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 407
اجتمع له مع الذكاء، وسرعة الحفظ، وكرم النفس والتديّن. وكان له في الآداب والشعر نفس واسع، وباع طويل. وما رأيت من يقول الشعر على البديه أسرع منه. وشعره كثير جمعته على حروف المعجم. وقال أبو القاسم صاعد: كان أبوه أبو عمر من وزراء المنصور محمد بن أبي عامر، مدبّر دولة المؤيد بالله بن المستنصر، ثم وزر للمظفّر بن المنصور. ووزر أبو محمد للمستظهر بالله عبد الرحمن بن هشام، ثم نبذ هذه الطريقة، وأقبل على العلوم الشرعية، وعُني بعلم المنطق، وبرع فيه، ثم أعرض عنه وأقبل على علوم الإسلام حتى نال من ذلك ما لم ينله أحد بالأندلس قبله. وقد حطّ أبو بكر بن العربي في كتاب القواصم والعواصم على الظاهرية فقال: هي أمة سخيفة، تسوّرت على مرتبة ليست لها، وتكلّمت بكلامٍ لم تفهمه تلقفوه من إخوانهم الخوارج حين حكّم علي يوم صفّين فقال: لا حكم إلا لله. وكانت أول بدعة لقيت في رحلتي القول بالباطن، فلما عدت وجدت القول بالظاهر قد ملأ به المغرب سخيف كان من بادية إشبيلية يُعرف بابن حزم، نشأ وتعلّق بمذهب الشافعي، ثم انتسب إلى داود، ثم خلع الكل، واستقل بنفسه وزعم أنه إمام الأمة، يضع ويرفع، ويحكم ويُشرّع، ينسب إلى دين الله ما ليس فيه، ويقول عن العلماء ما لم يقولوا تنفيراً للقلوب عنهم. وخرج عن طريق المشبَّهة في ذات الله وصفاته، فجاء فيه بطَوامٍّ، واتفق كونه بين قوم لا بصر لهم إلا بالمسائل، فإذا طالبهم بالدليل كاعوا، فتضاحك) مع أصحابه منهم. وعضدته الرئاسة بما كان عنده من أدب، وبشُبَهٍ كان يوردها على الملوك،

(30/407)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 408
فكانوا يحملونه ويحمونه بما كان يلقي إليهم من شُبه البدع والشرع. وفي حين عودي من الرحلة ألفيت حضرتي منهم طافحة، ونار ضلالهم لافحة، فقاسيتهم مع غير أقران، وفي عدم أنصار إلى حسادٍ يطأون عقبي، تارة تذهب لهم نفسي، وأخرى ينكسر لهم ضرسي وأنا ما بين إعراض عنهم، أو تشغيب بهم. وقد جاءني رجل بجزء لابن حزم سماه نكل الإسلام، فيه دواهي، فجرّدت عليه نواهي. وجاءني آخر برسالة في اعتقاد، فنقضتها برسالة الغُرّة. والأمر أفحش من أن يُنقض. يقولون: لا قول إلا ما قال الله. فإن الله لم يأمر بالاقتداء بأحدٍ، ولا بالاهتداء بهدْي بشر فيجب أن تتحقق أنه ليس بهم دليل، إنما هي سخافة في تهويل. فأوصيكم بوصيتين: أن لا تستدلوا عليهم، وأن تطالبوهم بالدليل. فإن المبتدع إذا استدللت عليه شغّب عليك، وإذا طالبته بالدليل لم يجد إليه سبيلاً. فأما قولهم: لا قول إلا ما قال الله: فحق، ولكن أرني ما قال الله. وأما قولهم: لا حكم إلا لله فغير مسلّم على الإطلاق، بل من حكم الله أن يجعل الحكم لغيره فيما قاله وأخبر به. صح أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: وإذا حاصرْت أهل حصنٍ فلا تُنزلهم على حكم الله، فإنك لا تدري ما حكم الله، ولكن أنزلهم على حكمك. وصح أنه قال: عليكم بسنتي وسنة الخلفاء.. الحديث. قال اليسع بن حزم الغافقي، وذكر أبا محمد بن حزم فقال: أما محفوظه

(30/408)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 409
فبحرٌ عجّاج، وماء ثجّاج، يخرج من بحره مرجان الحكم، وينبت بثجّاجه ألفاف النعم في رياض الهمم. لقد حفظ علوم المسامين، وأربى على أهل كل دين، وألف الملل والنحل. وكان في صباه يلبس الحرير، ولا يرضى من المكانة إلا بالسرير. أنشد المعتمد، فأجاد، وقصد بَلَنسية، وفيها المظفّر أحد الأطواد. حدثني عنه عمر بن واجب قال: بينما نحن عند أبي ببلنسية، وهو يدرّس المذهب، إذا بأبي محمد بن حزم يسمعنا، ويتعجب ثم سأل الحاضرين عن سؤال من القدرية جُووِب عليه، فاعترض فيه، فقال له بعض الحُضّار: هذا العلم ليس من منتحلاتك. فقام وقعد، ودخل منزله فعكف. وكف منه وابلٌ فما كف. وما كان بعد أشهر قريبة حتى قصدنا إلى ذلك الموضع، فناظر أحسن مناظرة قال فيها: أنا أتبع الحق، وأجتهد، ولا أتقيّد بمذهبٍ.)

(30/409)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 410
وقال الشيخ عزّ وجلّ الدين بن عبد السلام: ما رأيت في كتب الإسلام في العلم مثل المجلّى لابن حَزم، و المغني للشيخ الموفّق. قلت: وقد امتُحن ابن حزم وشرّد عن وطنه، وجرت له أمور، وتعصّب عليه المالكية لطول لسانه ووقوعه في الفقهاء الكبار، وجرى بينه وبين أبي الوليد الباجي مناظرات يطول شرحها. ونفرت عنه قلوب من الناس لحطّه على أئمتهم وتخطئته لهم بافجّ عبارة، وأقطّ محاورة. وعملوا عليه عند ملوك الأندلس وحذّروهم منه ومن غائلته، فأقْصته الدولة وشرّدته عن بلاده، حتى انتهى إلى بادية لبلة، فتوفي بها في شعبان ليومين بقيا منه. وقيل: توفي في قرية له. قال أبو العباس بن العريف: كان يقال: لسان ابن حزم وسيف الحجاج شقيقان. وقال أبو الخطاب بن دحّية: كان ابن حزم قد برص من أكل اللبان، وأصابته زمانة. وعاش رحمه الله اثنتين وسبعين سنة إلا شهراً.

(30/410)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 411
قال أبو بكر محمد بن طرخان بن بُلْتِكين: قال لي الإمام أبو محمد عبد الله بن محمد العربي: توفي أبو محمد بن حزم بقريته، وهي على خليج البحر الأعظم، في جمادى الأولى سنة سبع وخمسين. وقال أبو محمد بن العربي: أخبرني أبو محمد بن حزم أن سبب تعلّمه الفقه، أنه شهد جنازة، فدخل المسجد فجلس ولم يركع، فقال له رجل: قم صلِّ تحية المسجد. وكان قد بلغ ستاً وعشرين سنة. قال: فقمت فركعت. فلما رجعنا من الصلاة على الجنازة ودخلت المسجد بادرت بالركوع، فقيل لي: اجلس اجلس، ليس ذا وقت صلاة يعني بعد العصر. فانصرفت وقد خُزيت. وقلت للأستاذ الذي رباني: دلني على دار الفقيه أبي عبد الله بن دحّون. فقصدته وأعلمته بما جرى علي فدلني على موطأ مالك. فبدأت عليه قراءة من ثاني يوم ثم تتابعت قراءتي عليه وعلى غيره نحو ثلاثة أعوام، وبدأتُ المناظرة. ثم قال ابن العربي: صحبت ابن حزم سبعة أعوام، وسمعت منه جميع مصنّفاته، سوى المجلد الأخير من كتاب الفِصَل، وهو ست مجلدات. وقرأنا عليه من كتاب الإيصال أربع مجلدات في سنة ست وخمسين، وهو أربعة وعشرون مجلداً، ولي منه إجازة غير مرة.) وقال أبو مروان بن حيّان: توفي سنة ست وخمسين وأربعمائة. ثم قال: كان رحمه الله حامل فنون من حديث وفقه وجدل ونسب، وما يتعلق بأذيال الأدب، مع المشاركة في أنواع التعليم القديمة من المنطق والفلسفة. وله كتب كثيرة لم يخل فيها من غَلطٍ لجُرأته في التسوّر على الفنون، لا سيما المنطق، فإنهم زعموا أنه زلّ هناك، وضلّ في سلوك تلك المسائل،

(30/411)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 412
وخالف أرسطوطاليس واضعه مخالفة من لم يفهم غرضه، ولا أرتاض. ومال أولاً إلى النظر على رأي الشافعي، وناضل عن مذهبه حتى وُسم به، فاستُهدف بذلك لكثير من الفقهاء، وعيب بالشذوذ، ثم عدَل إلى قول أصحاب الظاهر، فنقّحه، وجادل عنه، وثبت عليه إلى أن مات. وكان يحمل علمه هذا، ويُجادل من خالفه على استرسال في طباعه، وبذْل لأسراره، واستناد إلى العهد الذي أخذه الله تعالى على العلماء لتبيِّنَّنه للناس ولا تكتمونه. فلم يك يلطّف صدعه بما عنده بتعريض ولا بتدريج، بل يصكّ به معارضة صك الجَندل، وينشقه انشاق الخردل، فتنفر عنه القلوب، وتوقع به الندوب، حتى استهدف إلى فقهاء وقته، فتمالؤوا عليه، وأجمعوا على قتله، وشنّعوا عليه، وحذّروا سلاطينهم من فتنته، ونهوا عوامّهم عن الدنو منه، فطفق الملوك يُقصونه عن قربهم، ويسيِّرونه عن بلادهم، إلى أن انتهوا به منقطع أثره بلده من بادية لَبلة، وهو في ذلك غفير مرتدع ولا راجع، يبثّ علمه فيمن ينتابه من بادية بلده، من عامة المقتبسين، فهم من أصاغر الطلبة الذين لا يخشون فيه الملامة، يحدثهم، ويفقههم، ويُدارسهم. كمل من مصنفاته وِقر بعير، لم يعد أكثرها عتبة باديته لزهد الفقهاء

(30/412)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 413
فيها، حتى لأحرق بعضها بإشبيلية ومزّقت علانية. وأكثر معايبه زعموا عند المنصِف له جهله بسياسة العلم التي هي أعوص، وتخلّفه عن ذلك على قوة سبحه في غماره، وعلى ذلك فلم يكن بالسليم من اضطراب رأيه، ومغيب شاهد علمه عند لقائه، إلى أن يُحرّك بالسؤال، فينفجر منه بحر علم لا تكدّره الدلاء. وكان مما يزيد في سيئاته تشيّعه لأمراء بني أمية ماضيهم وباقيهم، واعتقاده لصحة إمامتهم، حتى نسب إلى النصب لغيرهم. إلى أن قال: ومن تواليفه: كتاب الصادع في الردّ على من قال بالتقليد. وكتاب شرح أحاديث الموطأ.) وكتاب الجامع في صحيح الحديث باختصار الأسانيد، وكتاب التخليص والتلخيص في المسائل النظرية، وكتاب منتقى الإجماع، وكتاب كشف الالتباس لما بين أصحاب الظاهر وأصحاب القياس. قلت: ذكر في الفرائض من المحلى أنه صنّف كتاباً في أجزاء ضخمة

(30/413)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 414
في ما خالف فيه أبو حنيفة ومالك والشافعي جمهور العلماء، وما انفرد به كل واحد منهم، ولم يسبق إلى ما قاله. ومن أشعاره:
(هل الدهر إلا ما عرفنا وأدركنا .......... فجائعه تبقى ولذاته تفنى)

(إذا أمكنت فيه مسرّة ساعة .......... تولّت كمر الطرف واستخلفت حُزنا)

(إلى تبِعاتٍ في المَعاد وموقفٍ .......... نودّ لديه أننا لم نكن كنا)

(حصلنا على هم وإثم وحسرة .......... وفاز الذي كنا نلذ به عنا)

(حنين لما ولى وشُغلٌ بما أتى .......... وهمٌّ لما نخشى فعيشك لا يًهنا)

(كأن الذي كنا نسُرّ بكونه .......... إذا حققته النفس لفظٌ بلا معنى)
وله يفتخر:
(أنا الشمس في جو العلوم منيرةٌ .......... ولكنّ عيبي أن مطلعي الغرْبُ)

(ولو أنني من جانب الشرق طالع .......... لجدّ عليّ ما ضاع من ذكري النهب)

(ولي نحو أكناف العراق صَبابةٌ .......... ولا غَرو أن يستوحش الكِلَف الصبّ)

(فإن يُنزل الرحمن رحْلي بينهم .......... فحينئذٍ يبدو التأسُّف والكَرْبُ)

(30/414)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 415
(هنالك يُدرى أن للبعد فقصة .......... وأن كساد العلم آفته القرب)

(فواعجباً من غاب عنهم تشوقوا .......... له، ودنوّ المرء من دارهم ذنب)
وله:
(مناي من الدنيا علوم أبثها .......... وأنشرها في كل باد وحاضر)

(دعاءٌ إلى القرآن والسنن التي .......... تناسى رجالٌ ذكرها في المحاضر)
وله وهو يماشي ابن عبد البر، وقد أقبل شابٌّ مليح، فأعجب ابن حزم، فقال أبو عمر. لعل ما تحت الثياب ليس هناك. فقال بديهاً:)
(وذي عَذَلٍ فيمن سباي حسنه .......... يُطيل ملامي في الهوى ويقول)

(أيبن حسن وجه لاح لم تر غيره .......... ولم تدر كيف الجسم أنت قتيل)

(فقلت له: أسرفْت في اللوم فاتّئد .......... فعندي رد لو أشاء طويل)

(30/415)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 416
(ألم تر أنني ظاهريّ وأنني .......... على ما بدا حتى يقوم دليل)
وله:
(لا يشتمن حاسدي إن نكبة عرضت .......... فالدهر ليس على حال بمترك)

(ذو الفضل كالتبر طوراً تحت منفعةٍ .......... وتارةً في ذرى تاج على ملك)
ومن شعره يصف ما أحرق المعتضد بن عباد له من الكتب:
(فإن تحرِقوا القرطاس لا تحرقوا الذي .......... تضمّنه القرطاس بل هو في صدري)

(يسير معي حيث استقلّت ركائبي .......... وينزل إن أنزل ويُدفن في قبري)

(دعوني من إحراق رقّ وكاغّدٍ .......... وقولوا بعلمٍ كي يرى الناس من يدري)

(وإلا فعودوا في المكاتب بدْأةً .......... فكم دون ما تبغون لله من ستر)

(كذاك النصارى يحرقون إذا عَلَت .......... أكفهم القرآن في مدن الثغر)
وقد ذُكر لابن حزم قول من قال: أجلّ المصنفات الموطأ. فأنكر ذلك، وقال: أولى الكتب بالتعظيم الصحيحان، وكتاب سعيد بن السكن، و المنتقى لابن الجارود، و المنتقى لقاسم بن أصبغ، ثم بعد هذه الكتب كتاب أبي داود، و كتاب النَّسائي، و مصنّف قاسم بن أصبغ، و ومصنّف الطحَاوي، و مسند البزّاز، ومسند ابن أبي شيبة، و مسند أحمد، ومسند ابن راهويه، و مسند الطيالسي، و مسند أبي العباس النسوي، و مسند ابن سنْجر، و مسند عبد الله بن محمد المسندي، و مسند يعقوب بن شيبة، و مسند ابن المديني، و مسند ابن أبي غرزة، وما جرى مجرى هذه الكتب التي أفردت لكلام رسول الله صلى الله عليه وسلّم صِرفاً، وللفظه نصاً، ثم بعد ذلك الكتب التي

(30/416)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 417
فيها كلامه عليه السلام، وكلام غيره، مثل مصنّف عبد الرزاق و مصنف ابن أبي شيبة، و مصنف بقيّ من مَخْلد، وكتاب محمد بن نصر المروزي، وكتابي ابن المنذر الأكبر والأصغر. ثم مصنف حمّاد بن سلمة، ومصنّف سعيد بن منصور، ومصنّف وكيع، ومصنّف الفِريابي، و موطأ مالك، و موطأ ابن أبي ذئب، و موطأ ابن وهْب، و مسائل أحمد بن حنبل، وفقه أبي عبيد، وفقه أبي ثور.) ولأبي بكر أحمد بن سليمان المرواني يمدح ابن حزم رحمه الله:
(لما تحلّى بخلق .......... كالمسك أو نشر عودِ)

(نجل الكرام ابن حزم .......... وفاق في العلم عودي)

(فتواه جدّد ديني .......... جدواه أورق عُودي)

(أقول إذ غبت عنه: .......... يا سلعة السعد عودي)
كملتْ.
4 (علي بن الحسن بن علي بن أبي الفضل الكفرطابي.)
ثم الدمشقي. حدث عن: عبد الله بن محمد الحنّائي. روى عنه أبو الفضائل الحسن بن الحسن.

(30/417)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 418
4 (علي بن محمد بن عبيد الله بن أحمد بن عَبادل.)
أبو الحسن الأنصاري الإشبيلي. قرأ القرآن بقرطبة على: أبي المطرّف القنازِعي. وحج، وسمع بمصر من: أبي محمد بن النحاس، وغيره. وكانت له معرفة بالحديث ورجاله. وولد سنة خمس وثمانين وثلاثمائة.
4 (عمر بن أحمد بن سبسوَيه التاجر.)
أبو الفتح الإصبهاني. مات في رمضان.
4 (عميد المُلك.)
أبو نصر الكندري الوزير. اسمه محمد بن منصور. سيأتي.
4 (حرف القاف)

4 (قُتُلمش بن إسرائيل بن سلجوق.)
شهاب الدولة سليمان، جد ملوك الروم إلى دولة الظاهر.) كانت له قلاع وحصون بعراق العجم. وعصى على ابن ابن عمه الملك

(30/418)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 419
ألب أرسلان، فتواقعا بنواحي الري في هذا العام، وانجلت المعركة، فوُجد قُتُلمش ميتاً. قيل: إنه مات خوفاً وهلعاً، فالله أعلم. فبكى السلطان عليه وتألم له، وجلس للعزاء، فسلاّه وزيره نظام المُلك. وكان قُتُلمش يتعانى النجوم وأحكامها.
4 (حرف الميم)

4 (محمد بن أحمد بن محمد أحمد بن حسنون.)
أبو الحسين بن النرسي البغدادي. سمع: أبا بكر محمد بن إسماعيل الوراق، وأبا الحسن الحربي، وابن أخي ميمي، وطبقتهم ببغداد وعبد الوهاب بن الحسن الكلابي، وغيره بدمشق. روى عنه: الخطيب، وقال: كان ثقة من أهل القرآن. ولد سنة سبعٍ وستين وثلاثمائة، وتوفي في صفر. وقال ابن عساكر: ثنا عنه أبو بكر قاضي المرِستان، وأبو غالب بن البنّا، وأبو العز بن كادش. قلت: سمعنا مشيخته بإجازة الكِندي، بسماعه من القاضي، عنه.
4 (محمد بن علي بن عبد الملك بن شبابة.)

(30/419)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 420
أبو بكر الدينوري البغدادي القاريء. سمع: أبا القاسم إسماعيل بن الحسن الصرصري، وجماعة. وعنه: أبو العز بن كادش، وجماعة.
4 (محمد بن علي بن محمد بن صالح.)
أبو عبد الله الدمشقي المطرّز النحوي. مصنّف المقدمة المشهورة. سمع من: تمام الرازي، وعبد الرحمن بن أبي نصر، وجماعة. روى عنه: أبو بكر الخطيب، وأبو القاسم النسيب. قال الكتاني: توفي في ربيع الأول. وكان أشعري المذهب مقرئاً نحوياً.
4 (محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حبيب.)
أبو سعيد الخشّاب النيسابوري الصفّار.) توفي في ذي القعدة. قال عبد الغافر الفارسي: وكان محدثاً مفيداً، من خواص خدّم أبي عبد الرحمن السلمي، وكان صاحب كتب. صار بُندار كتب الحديث بنيسابور، وأكثر أقرانه سماعاً

(30/420)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 421
وأصولاً. قد رزقه الله الإسناد العالي، وجمع الأبواب. وأسمع الصبيان. وهو من بيت حديث وصلاح. ولد سنة إحدى وثمانين. وثلاثمائة. وسمع من: أبي محمد المَخْلدي، وأبي الحسين الخفّاف، والسلمي. وحدثني من أثق به أن أبا سعيد أظهر سماعه من أبي طاهر بن خُزيمة بعد وفاة أبي عثمان الصابوني. فتكلم أصحاب الحديث فيه، وما رضوا ذلك منه. والله أعلم بحاله. وأما سماعه من غيره فصحيح. وقد أجاز لي مَرويّاته. وأنا عن جماعة منهم: الوالد، وأبو صالح المؤذّن، وأبو سعد بن رامش، وغيرهم. قلت: وآخر من روى عنه: زاهر الشحّامي. توفي في ذي القعدة.
4 (محمد بن علي بن يوسف بن جميل.)
أبو عبد الله الطرطوسي المعروف بابن السُّناط. إمام جامع دمشق. روى عن: عبد الرحمن بن أبي نصر يسيراً.

(30/421)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 422
4 (محمد بن منصور بن محمد.)
الوزير عميد المُلك، أبو نصر الكُنْدري، وزير السلطان طُغرلْبك. كان أحد رجال الدهر شهامةً وكتابة وكرماً. قُتل بمَرو الروذ في ذي الحجة. وكان قد قطع مذاكره ودفنها بخُوارزم لأمرٍ وقع له، فلما قتلوه حملوا رأسه إلى نيسابور، نسأل الله العافية. وقد سماه أبو الحسن محمد بن الصابي في تاريخه، وعلي بن الحسن الباخَرْزي في دمْية القصر: منصور بن محمد.

(30/422)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 423
وقال أبو الحسن الهمداني في كتاب الوزراء: أبو نصر محمد بن محمد بن منصور. وكُندُر قرية من نواحي نيسابور بها وُلد سنة خمس عشرة بها.) وتفقه لأبي حنيفة، وتأدب، ثم صحب رئيساً بنيسابور، فاستخدمه في ضياعه، ثم استنابه عنه في خدمة السلطان طُغرلْبك، فطلبه منه، فوصل في خدمته، وصار صاحب خبرة. ثم ولاّه خُوارَزم، وعظُم جاهه. وعصى بخُوارَزم، ثم ظفر به السلطان، ونقم عليه أنه تزوج امرأة ملك خُوارَزم فخصاه. ثم رقّ له فداواه وعوفي. واستوزره وله إحدى وثلاثون سنة. وقدِم بغداد، وأقام بها مدة، ولقّبه الخليفة سيد الوزراء. ونال من الجاه والحُرمة ما لم ينلْه أحد. وكان كريماً جواداً، متعصّباً لمذهبه، معتزلياً، متكلماً له النظْم والنثر.

(30/423)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 424
فلما مات طُغرلبك وتسلطن ابن أخيه ألب أرسلان أقرّه على وزارته قليلاً، ثم عزله، واستوزره نظام المُلك. ومن شعره في غلام له:
(أنا في غمرة حبه .......... وهو مشغول بلعبهْ)

(صانه الله فما أكثر .......... إعجابي بعجبهْ)

(لو أراد الله نفعاً .......... وصلاحاً لمحبهْ)

(تُفلت رقة خديه .......... إلى قسوة قلبهْ)
وقال أبو الحسن الهمذاني في تاريخه إن ابنة الأعرابي المغنية المشهورة وجوْقتها غنت عميد المُلك، فأطربته، فأمر لها بألف دينار، وأمر لأولئك بألف دينار، وفرّق في تلك الليلة أشياء، فلما أصبح قال: كفّارة ما جرى أن أتقرّب بمثل ذلك، فتصدّق بألفي دينار. وقال أبو رجاء: أنشد عميد المُلك عند قتله:

(30/424)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 425
(إن كان بالناس ضيقٌ عن منافستي .......... فالموت قد وسع الدنيا على الناس)

(مضيت والشامت المغبون يتبعني .......... كل بكأس المنايا شاربٌ حاسي)
وقيل: إنه قال للتركي الذي جاء لكي يقتله: قل للسلطان ألب أرسلان: ما أسعدني بدولة آل سَلجوق. أعطاني طُغرلبك الدنيا، وأعطاني ألب أرسلان الآخرة. وكانت وزارته ثمان سنين وثمانية أشهر. وزر لألب أرسلان شهرين وعزله. فتوجّه إلى مرو الروذ في صفر سنة سبع وخمسين، ومعه زوجته وابنته، أولدها قبل أن يُخصى وأخذ ألب أرسلان ضياعه جميعها والاته وغلمانه، وكانوا ثلاثمائة مملوك. ثم كتب له بمائتي دينار في) الشهر، وتركه قليلاً، ثم أرسل إليه من قتله صبراً، وحمل إليه رأسه، وله نيّفٌ وأربعون سنة. قلت: ويُقال إن غلامين دخلا عليه ليقتلاه، فأذنا له، فودّع أهله، وصلى ركعتين، فأرادا خنقه فقال: لست بلصٍّ. وشرط خرقةً من كمّه وعصب عينيه فضربوا عنقه،

(30/425)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 426
وكان متعصباً يقع في الشافعي.
4 (محمد بن هبة الله بن محمد بن الحسين.)
الإمام أبو سهل ابن جمال الإسلام أبي محمد الموفق ابن القاضي العلاّمة أبي عمر البسطامي ثم النيسابوري. ذكره عبد الغافر فقال: سلالة الإمامة، وقرة عين أصحاب الحديث، انتهت إليه زعامة الشافعية بعد أبيه، فأجراها أحسن مجرى. ووقعت في أيامه وقائع ومحَن للأصحاب. وكان يقيم رسم التدريس. لكنه كان رئيساً، ديّناً، ذكياً، صيّناً، قليل الكلام. ولد سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة. وسمع من مشايخ وقته بخُراسان، والعراق، مثل النصْروبي، وأبي حسان المزكي، وأبي حفص بن سرور. وكان بيتهم مجمع العلماء وملتقى الأئمة، فتوفي أبوه سنة أربعين، فاحتفّ به الأصحاب، وراعوا فيه حق والده، وقدّموه للرئاسة. وقام أبو القاسم القشيري

(30/426)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 427
في تهيئة أسبابه، واستدعى الكل إلى متابعته، وطلب من السلطان ذلك فأُجيب، وأرسل إليه الخلع ولقّب بأبيه جمال الإسلام، وصار ذا رأي وشجاعة ودهاء، فظهر له القبول عند الخاص والعام، حتى حسده الأكابر وخاصموه، فكان يخصمهم ويتسلط عليهم، فبدا له خصوم، واستظهروا بالسلطان عليه وعلى أصحابه، وصارت الأشعرية مقصودين بالإهانة والطرد والنفي، والمنع عن الوعظ والتدريس، وعُزلوا عن خطابة الجامع. ونبغ من الحنفية طائفة شربوا في قلوبهم الاعتزال والتشيع، فخيّلوا إلى ولي الأمر الإزراء بمذهب الشافعي عموماً، وتخصيص الأشعرية، حتى أدى الأمر إلى توظيف اللعنة عليهم في الجُمع. وامتد الأمر إلى تعميم الطوائف باللعن في الخُطَب. واستعلى أولئك في المجامع، فقام أبو سهل أبلغ قيامٍ، وتردد إلى العسكر في دفع ذلك، إلى أن ورد الأمر بالقبض على الرئيس الفراتي، والقشيري، وأبي المعالي بن الجويني، وأبي سهل بن) الموفق، ونفيهم ومنْعهم عن المحافل. وكان أبو سهل غائباً إلى بعض النواحي، ولما قُريء الكتاب بنفْيهم أُغري بهم الغاغة والأوباش، فأخذوا بأبي القاسم القُشيري والفُراتي يجرّونهما ويستخفّون بهما، وحُبسا بالقُهُندر. وكان ابن الجويني أحسّ بالأمر، فاختفى وخرج على طريق كرْمان إلى الحجاز. وبقيا في السجن مفترقين أكثر من شهر، فتهيّأ أبو سهل من ناحية باخَرْز، وجمع من شاكريته وأعوانه رجالاً عارفين بالحرب، وأتى بابن البلد، وطلب تسريح الفراتي والقُشيري، فما أُجيب، بل هُدِّد بالقبض عليه، فما التفت، وعزم على دخول البلد ليلاً، والاشتغال بإخراجهما مجاهرة ومحاربة. وكان متولي البلد قد تهيأ للحرب، فزحف أبو سهل ليلاً إلى قرية له على باب البلد، وهيأ الأبطال، ودخل البلد مغافصةً إلى داره، وصاح من معه بالنعرات العالية، ورفعوا عقائرهم، فلما أصبحوا ترددت الرسل والنصحاء في الصلح، وأشاروا على الأمير بإطلاق الرئيس والقُشيري، فأبى، وبرز برجاله، وقصد محلّة أبي سهل، فقام واحد من أعوان أبي سهل واستدعى منه كفاية تلك النائرة إياه أصحابه، فأذن لهم، فالتقوا في السوق، وثبت هؤلاء حتى فرغ نشاب أولئك،

(30/427)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 428
ثم حمل هؤلاء عليهم فهزموهم إلى رأس المربعة، وهموا بأسر الأمير، وسبّوه وردّوه مجروحاً أكثر رجاله، مقتولاً منهم طائفة، مسلوباً سلاح أكثرهم. ثم توسط السادة العلوية، ودخلوا على أبي سهل في تسكين الفتنة، وأخرجوا الاثنين من الحبس إلى داره، وباتوا على ظَفَر. وأحب الشافعية أبا سهل. ثم تشاور الأصحاب بينهم، وعلموا أن مخالفة السلطان قد يكون لها تبعة، وأن الخصوم لا ينامون، فاتفقوا على مهاجمة البلد إلى ناحية أَسْتُوا، ثم يذهبون إلى الملك. وبقي بعض الأصحاب بالنواحي متفرقين. وحُبس أبو سهل في قلعة طورك أشهراً. ثم صودر وأبيعت ضياعه، ثم عفي عنه، وأُحيل ببعض ما أُخذ منه، ووُجّه إليها، فخرج إلى فارس، وحصل شيئاً من ذلك. وقصد بيت الله فحج ورجع، وحسُن حاله عند السلطان، وأذِن له في الرجوع إلى خُراسان، وأتى على ذلك سُنون إلى أن تبدل الأمر، ومات السلطان طُغرلبك، وتسلطن أبو شجاع ألب أرسلان، فحظي عنده، ووقع منه موقعاً أرفع مما وقع أبوه من طُغرلبك. ولاح عليه أنه يستوزره، ففُصد سراً، واحتيل في إهلاكه، ومضى إلى رحمة الله في هذا العام، وحُمل تابوته إلى نيسابور، وأظهر أهلها عليه من الجَزَع ما لم يعهد مثله، وبقيت النوائح عليه مدة) بعده. وكانت مراثيه تنشد في الأسواق والأزقة، وبقيت مصيبته جرْحاً لا يندمل، وأفضت نوبة القبول بين الأعوام إلى نجله ولم يبق سواه أحد من نسله. وكان إذا حضر السلطان البلد يقدّم له أبو سهل وللأمراء من الحلواء والأطعمة المفتخرة أشياء كثيرة بحيث يتعجّب السلطان والأعوان. ولقد دخل إليه يوم تلك الفتنة زوج أخته الشريف أبو محمد الحسن بن زيد شفيعاً في تسكين النائرة، فنثر على أقدامه ألف دينار، واعتذر بأنه فاجأه بالدخول. اختصرت هذا من السياق لعبد الغافر. وذكر غيره أن ألب أرسلان بعثه رسولاً إلى بغداد، فمات في الطريق.

(30/428)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 429
4 (المحسّن بن عيسى بن شهفيروز.)
أبو طالب البغدادي الفقيه الشافعي. توفي ببغداد في رمضان. وقد حدث عن المعافى بن زكريا الجريري، وأبي طاهر المخلّص.

(30/429)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 430
1 (سنة سبع وخمسين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن عبد الرحمن بن الحسن.)
أبو الحسين الطرائفي الدمشقي. سمع: تمام بن محمد الرازي، وعبد الرحمن بن أبي نصر. روى عنه: الخطيب، وهبد الله بن الأكفاني.
4 (أحمد بن عبد العزيز بن أحمد.)
أبو بكر بن الأطروش القدوري، البغدادي المقريء. قرأ القراءات على: أبي الفرج النهرواني، وأبي الحسن الحمامي. وسمع من: أبي الحسن بن الصلت، والسوسَنجِردي، وطائفة. قرأ عليه: هبة الله بن الطبر.

(30/430)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 431
وحدث عنه: رفيقه أبو علي بن البنّا، والمختار بن سعيد، وأبو محمد عبد الله بن الأبنوسي. قال أحمد بن خيرون: ولد سنة، وتوفي في جمادى الآخرة.
4 (أحمد بن القاسم بن ميمون بن حمزة.)
الشريف أبو إبراهيم الحسيني المصري. توفي في هذه السنة أو بعدها. وكان يجتهد بمصر في نشر السنة. روى عن: جده، وعن: أبي الحسن الحلبي، وجماعة. روى عنه: أبو عبد الله الحُميدي، ومحمد بن أحمد الرازي، وعلي بن المؤمَّل بن غسان الكاتب، وعلي بن الحسين الفرّاء، وأبو الحسن بن المشرف الأنماطي.
4 (إسماعيل بن علي بن محمد بن الحسين بن فيلة.)
أبو القاسم المديني. مات في ربيع الآخر بإصبهان.
4 (حرف السين)

4 (سعيد بن أبي سعيد أحمد بن محمد بن نُعيم بن أشكاب.)
الشيخ أبو عثمان الصوفي، المعروف بالعيّار.)

(30/431)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 432
حدث عن: أبي الفضل عُبيد الله بن محمد الفامي، والحسن بن أحمد المَخْلدي، وأبي طاهر بن خزيمة، والخفّاف. وحدث بصحيح البخاري عن: محمد بن عمر بن شبّويه. وقد سمعته في سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة. وقد انتقى له البيهقي، وخرّج له موافقات. روى عنه: أبو عبد الله الفراوي، وأبو القاسم الشحّامي، وأبو المعالي محمد بن إسماعيل الفارسي. وحدث بإصبهان فروى عنه: غانم بن أحمد الجُلودي، وفاطمة بنت محمد البغدادي، والحسين بن طلحة الصالحاني، وعتيق بن حسين الرويْدشتي، وغيرهم. قال عبد الغافر: سمع بمرْو صحيح البخاري من أبي علي الشَّبَوي. قلت: وسمع بَهَراة من: عبد الرحمن بن أبي شُريح. وتوفي بغَزنة في ربيع الأول. وقال السلفي: سمعت أبا بكر محمد بن منصور السمعاني يقول: سمعت صالح بن أبي صالح المؤذّن يقول: كان أبي سيء الرأي في سعيد العيّار ويتكلم فيه، ويطعن فيما روى عن بِشر الإسفرائيني خاصة. قلت: ولهذا لم يخرّج له البيهقي عن بِشر شيئاً، وسماعه منه ممكن. فقد ذكر الحافظ ابن نُقطة أن مولده في سنة خمس وأربعين وثلاثمائة. وعلى هذا يكون قد عُمّر مائة وثلاث عشر سنة. وفي الجملة فهو ممن عُمّر، فإنه رحل بنفسه إلى مرو سنة ثمانٍ وسبعين وثلاثمائة كما ذكرنا، والله أعلم.

(30/432)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 433
قال فضل الله بن محمد الطبسي: كان الشيخ سعيد العيار شيخا بهيا طريفا، من أبناء مائة واثني عشرة سنة. ذكر أنه كان لا يروي شيئا، فرأى بدمشق رؤيا حملته على رواية مسموعاته، وهي أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم، قال: فأردت أن أسلم، فتلقاني أبو بكر برسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف لا تروي أخباري وتنشرها؟ قال: فأنا منذ ذلك أطوف في البلدان وأروي مسموعاتي. قال غيث الأرمنازي: سألت جماعة لم سمي العيار؟ قالوا: لأنه كان في إبتدائه يسلك مسالك العيارين. وقال ابن طاهر في ' الضعفاء ' له: يتكلمون فيه لروايته كتاب ' اللمع ' عن أبي نصر السراج، وكان يزعم أنه سمع ' الأربعين ' لابن أسلم، من زاهر السرخسي. وقال محمد بن عبد الواحد الدقاق: روى العيار، عن بشر بن أحمد، وبئس ما فعل ؛ أفسد سماعاته الصحيحة بروايته عنه.
(حرف العين)
187 - عبد الصمد بن أبي عبد الله الحسين بن إبراهيم. الأصبهاني الجمال أبو نصر. توفي في ربيع الأول.

(30/433)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 434
روى عن: أبي مسلم بن أبي جعفر بن المرزبان الأبهري، عن أبيه عن الحزوري. روى عنه: أبو علي الحداد، وغيره. وسماعه نازل بمرة. وما أردي كيف لم يسمع عاليا. 188 - عبد العزيز بن محمد. أبو عاصم النخشبي الحافظ. توفي في هذا العام في قول يحيى بن مندة. وفي سنة ست في قول غيره ؛ وقد تقدم. 189 - عبد الملك بن زيادة الله بن علي بن حسين. التميمي ثم الحماني أبو مروان الطبني. من بيت علم ودين. أصلهم من طبنة: من علم إفريقية. سمع بقرطبة من: محمد بن سعيد بن نبات، ويونس بن عبد الله بن مغيث، وأبي المطرف القنازعي، ومكي بن أبي طالب، وطائفة. وله رحلتان إلى المشرق. سمع من: أبي الحسن بن صخر، وطبقته. وكان ذا عناية تامة بالحديث. وكان أديبا، لغويا، شاعرا. عاش ستين سنة، وقتل في داره في ربيع الآخر رحمه الله.

(30/434)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 435
190 - عبد الواحد بن محمد. أبو القاسم النصري الإصبهاني البقال.

(30/435)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 436
روى عن: محمد بن أحمد بن جشنس. توفي في رجب. قاله أبو القاسم بن مندة. 191 - عبيد الله بن علي بن عبيد الله. الشيخ أبو المعالي الجيرفتي، المعروف بالعالم. 192 - علي بن إبراهيم بن جعفر بن الصباح. أبو طالب الأسدي الهمداني المزكي. روى عن: أبيه، وأبي بكر بن لال، وابن خيران، وشعيب بن علي، وأبي بكر أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي، وجماعة. قال شيرويه: كان ثقة، صدوقا. وحدثني عنه أبو الفضل القومساني. توفي في سادس المحرم، وولد في سنة 361.
(حرف الفاء)
193 - الفضل بن محمد بن إبراهيم. روى عن: أبي العباس الأسدي. مات في ربيع الأول. قاله عبد الرحمن بن مندة.
(حرف الميم)
194 - محمد بن أحمد بن محمد بن علي. أبو الحسين بن الأبنوسي البغدادي.

(30/436)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 437
سمع: أبا القاسم بن حبابة، وأبا حفص عمر بن إبراهيم الكتاني. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان سماعه صحيحا. 195 - محمد بن علي. أبو بكر الحداد. بغدادي زاهد صالح، كبير القدر. فقيه حافظ ' مختصر الخرقي '. وكان قوالا بالحق، نهاء عن المنكر. توفي في شوال من السنة، وشيعه خلائق. حكى عنه الخطيب في ترجمة دعلج. 196 - موحد بن علي بن عبد الواحد بن الموحد. أبو الفرج بن البري الدمشقي. سمع: عبد الرحمن بن أبي نصر. روى عنه: أبو بكر الخطيب. وله إخوة ذكرهم الأمير ابن ماكولا بالفتح. قال الحافظ أبو القاسم بن عساكر: كذا ذكرهم الأمير في باب بري بفتح الباء، يعني أنه بالضم.

(30/437)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 438
1 (سنة ثمان وخمسين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن الحسين بن علي بن موسى.)
الإمام أبو بكر البيهقي الخسر وجردي، مصنف السنن الكبير، والسنن الصغير، والسنن والآثار، ودلائل النبوة وشعب الإيمان، و

(30/438)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 439
الأسماء والصفات، وغير ذلك. كان واحد زمانه، وفرد أقرانه، وحافظ أوانه، ومن كبار أصحاب أبي عبد الله الحاكم. أخذ مذهب الشافعي عن أبي الفتح ناصر بن محمد العمري المروزي، وغيره. وبرع في المذهب. وكان مولده في شعبان سنة أربع وثمانين وثلاثمائة. وسمع الكثير من: أبي الحسن محمد بن الحسين العلوي، وهو أكبر شيخ له. ومن: أبي طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي، أبي عبد الله الحافظ الحاكم، وأبي عبد الرحمن السلمي، وأبي بكر بن فورك، وأبي علي الروذباري، وأبا بكر الحيري، إسحاق بن محمد بن يوسف السوسي، وعلي ابن محمد بن علي السقاء، وأبي زكريا المزكي، وخلق من أصحاب الأصم. وحج فسمع ببغداد من: هلال الحفار، وأبي الحسين بن بشران، وعبد الله بن يحيى السكري، وأبي الحسين القطان، وجماعة. وبمكة من: أبي عبد الله بن نظيف، الحسن بن أحمد بن فراس. وبالكوفة من: جناح بن نذير المحاربي، وغيره. وشيوخه أكثر من مائة شيخ.

(30/439)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 440
لم يقع له جامع الترمذي ولا سنن النسائي، ولا سنن ابن ماجة. ودائرته في الحديث ليست كبيرة، بل بورك له في مروياته وحسن تصرفه فيها، لحذقه وخبرته بالأبواب والرجال. روي عنه جماعة كثيرة منهم: حفيده أبو الحسن عبيد الله بن محمد بن أبي بكر، وأبو عبد الله الفراوي، وزاهر بن طاهر الشحامي، وعبد الجبار بن محمد الحواري، وأخوه عبد الحميد بن محمد، وأبو المعالي محمد بن إسماعيل الفارسي، وعبد الجبار بن عبد الوهاب الدهان، وآخرين.) بعد صيته، وقيل: إن تصانيفه ألف جزء، سمعها الحافظان ابن عساكر، وابن السمعاني من أصحابه. وأقام مدة ببيهق يصنف كتبه، ثم إنه طلب إلى نيسابور لنشر العلم بها فأجاب، وذلك في سنة إحدى وأربعين وأربعمائة فاجتمع الأئمة وحضروا مجلسه لقراءة تصانيفه. وهو أول من جمع نصوص الشافعي، وأحتج لها بالكتاب والسنة. وقد صنف مناقب الشافعي في مجلد، ومناقب أحمد في مجلد، وكتاب المدخل إلى السنن الكبير، وكتاب البعث والنشور في مجلد،

(30/440)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 441
وكتاب الزهد الكبير في مجلد وسط، وكتاب الاعتقاد في مجلد، وكتاب الدعوات الكبير، وكتاب الدعوات الصغير، وكتاب الترغيب والترهيب، وكتاب الآداب، كتاب الإسراء، وله خلافيات لم يصنف مثلها، وهي مجلدان، وكتاب الأربعين سمعته بعلو. قال عبد الغافر: كان على سيرة العلماء، قانعاً من الدنيا باليسير، متجملاً في زهده وورعه. عاد إلى الناحية في آخر عمره، وكانت وفاته بها. وقد فاتني السماع منه لغيبة الوالد، ولانتقال الشيخ آخر عمره إلى الناحية. وقد أجاز لي. وقال غير عبد الغافر: قال إمام الحرمين: ما من شافعي إلا وللشافعي عليه منه إلا البيهقي، فإن له على الشافعي منه لتصانيفه في نصرة مذهبه. قلت: كانت وفاته رحمه الله في عاشر جمادى الأولى بنيسابور. وهو نقل تابوته فدفن ببيهق، وهي ناحية كحوران، على يومين من نيسابور وخسر وجرد أم تلك الناحية.

(30/441)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 442
4 (أحمد بن محمد)
أبو العباس الشقاني الحسنوي الصوفي المتكلم. ذكره عبد الغافر فقال: واحد عصره في حالته وورعه وزهده، وتبحره في علم الأصول. تخرج به جماعة. وكان قانعاً باليسير.

(30/442)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 443
4 (إبراهيم بن محمد بن موسى.)
الإمام أبو إسحاق السروي، الفقيه الشافعي من أهل سارية. قدم بغداد في صباه، وسمع بها من: أبي حفص الكتاني، وأبي طاهر المخلص. وتفقه على) الشيخ أبي حامد. وأخذ الفرائض عن: أبن اللبان. وصنف في المذهب وأصوله. وصار شيخ تلك الناحية. وولي قضاء سارية مدة. ويقال له: المطهري نسبة إلى قرية مطهر، بفتح الهاء، وطاء مهملة. روي عنه: مالك بن سنان، وغيره. توفي في صفر عن مائة سنة. من الأنساب للسمعاني ومن الذيل له.

(30/443)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 444
4 (حرف الحاء)

4 (الحسن بن غالب بن المبارك.)
أبو علي البغدادي. شيخ مسن، توفي في رمضان. وقد روي عن جماعة. قال أبو الفضل بن خيرون: حدث عن جماعة لم يوجد له عنهم ما يعول عليه، كأبي الفضل الزهري، ومحمد بن أحمد المفيد. وحدث بمختصر الخرقي في الفقه، عن ابن سمعون ولم يكن سماعه. وأوقفته، وجرت لي معه نوب. وأقرأ بقراءات عن إدريس بن علي، ووقف عليها وتاب منها، وكتب عليه محضر. وقال الخطيب: كتبنا عنه، وكان له سمت وظاهر صلاح، وأقرأ بما خرق به الإجماع فاستتيب. قلت: روي عنه: أبو غالب بن البنا، وأبو بكر محمد بن عبد الباقي، وغيرهما.

(30/444)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 445
وقرأ عليه بالروايات أحمد بن بدران الحلواني.
4 (حمزة بن فضالة.)
أبو أحمد الهروي. سمع: عبد الرحمن بن أبي شريح، وأبا معاذ شاه بن عبد الرحمن.
4 (حرف الخاء)

4 (الخضر بن الفتح)
أبو القاسم الدمشقي الصوفي. سمع من: تمام الرازي، وأبي نصر بن الجبان.) روي عنه: أبو بكر الخطيب، ونجا بن أحمد.
4 (حرف العين)

4 (عبد الله بن موسى.)
أبو محمد الأنصاري الطليطلي الزاهد، المعروف بالشارقي. روي عن: يونس بن عبد الله، وأبي عمر الطلمنكي، وطبقتهما. وحج، وكان من العلماء العاملين، ذا ورع وتعبد وتأله وتواضع ونفع للخلق رحمه الله.

(30/445)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 446
4 (عبد الله بن الإمام أبي عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر.)
أبو محمد النمري الأندلسي. روي عن: أبيه، وأبي العباس المهدي. وكان من أهل الأدب البارع والبلاغة الرائعة. وله شعر حسن.
4 (عبد الرزاق بن عمر بن موسى بن شمة.)
أبو الطيب الإصبهاني التاجر. حدث عن: أبي بكر بن المقري بكتاب السنن لأبي قرة الزبيدي. روي عنه: غانم بن خالد، وفاطمة بنت ناصر، وأحمد بن الفضل سيرويه، وسعيد بن أبي الرجاء، والحسين بن عبد الملك، وغيرهم. ومات في جمادى الآخرة. وشمة: بالفتح والتخفيف، قيده الحسين الخلال، وابن عساكر. وقيل: شمة بكسر أوله، كذا بخط أبي العلاء العطار.
4 (عبد العزيز بن محمد بن الحسين بن الفضل.)

(30/446)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 447
أبو القاسم القطان. سمع: أبا طاهر المخلص، وعبيد الله بن أحمد الصيدلاني. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقاً. توفي في ربيع الأول. عبيد الله بن عبد الله بن هشام.) أبو القاسم العنسي الداراني. سمع: عبد الرحمن بن أبي نصر، والحسين بن أبي كامل الأطرابلسي. روي عنه: أبو بكر الخطيب، وعبد الكريم بن حمزة. توفي في ربيع الأول.
4 (علي بن إسماعيل.)

(30/447)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 448
أبو الحسن المرسي اللغوي، المعروف بابن سيده. مصنف المحكم في اللغة. وله كتاب المخصص، وكتاب الأنيق في شرح الحماسة عشرة أسفار. وكذا المحكم مقداره. وله كتاب العالم في اللغة على الأجناس يكون نحو مائة مجلد، بدأ بالفلك، وختم بالذرة. وله كتاب شاذ اللغة في خمس مجلدات. أخذ عن أبيه، وعن: صاعد بن الحسن البغدادي. قال أبو عمر الطلمنكي: دخلت مرسية، فتشبث بي أهلها ليسمعوا علي غريب المصنف، فقلت: انظروا لي من يقرا لكم. وأمسك أنا كتابي. فأتوني برجل أعمى يعرف بابن سيده، فقرأه علي كله، فعجبت من حفظه. وكان أعمى ابن أعمى. وقال الحميدي: إمام في اللغة والعربية، حافظاً لهما، على أنه كان ضريراً. وقد جمع في ذلك جموعاً، وله مع ذلك في الشعر حظاً وتصرف. مات بعد خروجي من الأندلس. وورخه القاضي صاعد بن أحمد وقال: بلغ ستين سنة أو نحوها. وذكره اليسع بن حزم، فذكر أنه كان يفضل العجم على العرب، هو رأي الشعوبية.

(30/448)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 449
وحط عليه السهيلي في الروض الأنف، فقال إنه يعثر في المحكم وغيره عثرات يدمى منها الأظل ويدحض دحضات تخرجه إلى سبيل من ضل، بحيث إنه قال في الجمار: هي التي ترمى بعرفة، وكذا يهم إذا تكلم في النسب وقال أبو عمر بن الصلاح الشافعي: أضرت به ضرارته. قلت: ولكنه حجة في اللغة، موثق في نقلها. لم يكن في عصره أحد يدانيه فيها. وله شعر رائق. وكان منقطعاً إلى الأمير أبي الجيش مجاهد العامري، فلما توفي حدثت لأبي الحسن نبوة في أيام إقبال الدولة، فهرب منه، ثم عمل فيه أبياتاً يستعطفه يقول فيها:)
(ألا هل إلى تقبيل راحتك اليمنى .......... سبيل فإن الأمن من ذاك واليمنا)

(وإن تتأكد في دمي لك نية .......... تصدق فإني لا أحب له حقناً)

(فيما ملك الأملاك إني محوم .......... على الورد لا عنه أذاد ولا أدنى)

(ونضو هموم طلحته طياته .......... فلا غارباً أبقيت منه ولا متنا)

(إذا ميتة أرضتك منها فهاتها .......... حبيب إلينا ما رضيت به عنا)

(30/449)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 450
وهي طويلة.. ووقع بها الرضى عنه.
4 (علي بن أبي طالب محمد بن علي بن عطية الملكي.)
أبو الحسن. وله مصنف قوت القلوب. سمع: أباه، وأبا طاهر المخلص.
4 (عمرو بن عبد الرحمن بن أحمد)
أبو الحكم الكرماني، الأندلسي القرطبي، صاحب الهندسة. كان إماماً لا يشق غباره في علم أو قليدس ودقائقه. رحل إلى المشرق، وأخذ بحران عن فضلائها. ثم رجع وسكن مدينة سرقسطة، وجلب معه رسائل إخوان الصفاء. وله يد طولي في الطب، والجرح، والبط. وعمر، عاش تسعين سنة. ومات سنة ثمانٍ هذه. وهو من تلامذة سلمة المرجيطي.
4 (حرف الغين)

4 (غانم بن أبي سهل عمرو بن أحمد بن عمر الإصبهاني.)
الصّفار الفقيه.

(30/450)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 451
4 (حرف الفاء)
فرج الزنجاني. الزاهد المعروف بفرج أخي. من كبار الصالحين بتلك الديار. هو الذي لبسنا خوقة السهروردي من طريقه. قال السلفي: سمعتُ أبا حفص عمر بن محمد بن عمويه السهروردي ببغداد يقول: قدمت إليه) وأنا ابن أربع سنين. قال: ومات سنة ثمان وخمسين، رحمه الله.
4 (حرف القاف)

4 (قاسم بن محمد بن سليمان بن هلال.)
أبو محمد القيسي الطليطلي. روي عن: عبدوس بن محمد، وأبي إسحاق بن شنظير، وأبي جعفر بن ميمون، وسعيد بن نصر، وابن الفرضي، ويونس بن عبد الله القاضي، وجماعة. وحج فأخذ عن: أبي الحسن بن جهضم وهو في عشر التسعين، وأبي ذر، وغيرهما. وعني بالعلم مع زهدٍ وصلاة وخشية.

(30/451)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 452
كتب بخطه الكثير. وكان ثقة إماماً في السنة، سيفاً على أهل الأهواء، صليباً في الحق. توفي في رجب.
4 (حرف الميم)

4 (محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن عباد.)
القاضي أبو عاصم العبادي الهروي. الفقيه الشافعي. تفقه على القاضي أبي منصور محمد بن محمد الأزدي بهراة، وعلى القاضي أبي عمر البسطامي بنيسابور. وكان إماماً دقيق النظر تنقل في النواحي، وصنف كتاب المبسوط، وكتاب الهادي، وكتاب أدب القاضي. وله مصنف في طبقات الفقهاء. أخذ عنه: أبو سعد الهروي وغيره.

(30/452)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 453
ومات في شوال عن ثلاث وثمانين سنة. وكان من أعيان الشافعية. روي الحديث عن: أحمد بن محمد بن سهل القراب، وغيره. روي عنه: إسماعيل بن أبي صالح المؤذن.
4 (محمد بن الحسين بن محمد بن خلف بن أحمد.)
القاضي أبو يعلى ابن الفراء البغدادي الحنبلي، كبير الحنابلة.) ولد في أول سنة ثمانين وثلاثمائة. وسمع: أبا الحسن الحربي، وإسماعيل بن سويد، وأبا القاسم بن حبابة، وعيسى بن الوزير، وابن أخي ميمي، وأبا طاهر المخلص، وأم الفتح بنت أحمد بن كامل، وأبا الطيب بن منتاب، وابن معروف، وجماعة. وأملى مجالس. روي عنه: أبو بكر الخطيب، وانبه القاضي أبو الحسن محمد، وأبو الخطاب الكلوذاني، وأبو الوفاء بن عقيل، وأبو غالب بن البناء، وأخوه يحيى بن البناء وأبو العز بن كادش، وأبو بكر قاضي المرستان.

(30/453)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 454
وآخر من روى عنه أبو سعد أحمد بن محمد بن علي الزوزني الصوفي فيما علمت. وروي عنه من القدماء أبو علي الأهوازي، وبين وفاته ووفاة هذا تسعون سنة. قال الخطيب: ولأبي يعلى تصانيف على مذهب أحمد. ودرس وأفتى سنين كثيرة. وولي القضاء بحريم دار الخلافة. وكان ثقة. وتوفي في شهر رمضان. ذكره ابنه أبو الحسين في كتاب الطبقات له، فقال: كان عالم زمانه، وفريد أوانه، وفريد عصره، ونسيج وحده، وقريع دهره. وكان له في الأصول والفروع القدم العالي، وفي شرف الدين والدنيا المحل السامي، والحظ الرفيع عند الإمامين القادر، والقائم، وأصحاب الإمام أحمد له يتبعون، ولتصانيفه يدرسون، وبقوله يفتون، وعليه يعولون. والفقهاء على اختلاف مذاهبهم كانوا عنده يجتمعون، ولمقاله يسمعون، وبه ينتفعون. وقد شوهد له من الحال ما يغني عن المثال، لا سيما مذهب الإمام أحمد، واختلافات الروايات عنه، وما صح لديه منه، مع معرفته بالقرآن وعلومه، والحديث، والفتاوي، والجدل، وغير ذلك من العلوم، مع الزهد، والورع.

(30/454)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 455
والعفة والقناعة، والانقطاع عن الدنيا وأهلها، واشتغاله بالعلم ونشره. وكان أبوه أحد شهود الحضرة، قد درس على الفقيه أبي بكر الرازي مذهب أبي حنيفة، وتوفي سنة تسعين، وكان سن الوالد إذ ذاك عشر سنين إلا أياماً، وكان وصيه رجل يعرف بالحربي) يسكن بدار القز، فنقله من باب الطاق إلى شارع دار القز وفيه مسجد يصلي فيه شيخ يعرف بابن مفرحة المقريء يقريء القرآن، ويلقن العبارات من مختصر الخرقي فلقن الوالد ما جرت عادته، فاستزاده، فقال: إن أردت الزيادة فعليك بالشيخ أبي عبد الله بن حامد، فإنه شيخ الطائفة، ومسجده بباب الشعير. فمضى الوالد إليه، وصحبه إلى أن توفي ابن حامد سنة ثلاث وأربعمائة، وتفقه عليه. ولما خرج ابن حامد إلى الحج سنة اثنتين وأربعمائة سأله محمد بن علي: على من ندرس و إلى من نجلس فقال: إلى هذا الفتى. وأشار إلى الوالد. وقد كان لابن حامد أصحاب كثر، فتفرس في الوالد ما أظهره الله عليه.

(30/455)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 456
وأول سماعه للحديث سنة خمس وثمانين وثلاثمائة من السكري، ومن موسى بن عيسى السراج، وأبي الحسن علي بن معروف. وسمى جماعة، ثم قال: ومن أبيه، ومن القاضي أبي محمد بن الأكفاني، ومن أبي نصر بن الشاه. وسمع بمكة، ودمشق، وحلب. قلت: سمع بدمشق من عبد الرحمن بن أبي نصر التميمي. قال: ولو بالغنا في وصفه لكنا إلى التقصير فيما نذكره أقرب. إذ انتشر على لسان الخطير والحقير ذكر فضله. قصده الشريف أبو علي بن أبي موسى دفعات ليشهد عند قاضي القضاة أبي عبد الله بن ماكولا، ويكون ولد القاضي أبي علي أبو القاسم تابعاً له، فأبى عليه، فمضى الشريف إلى أبي القاسم بن بشران، وسأله أن يشهد مع ولده، وقد كان ابن بشران قد ترك الشهادة، فأجابه. وتوفي الشريف أبو علي سنة ثمان وعشرين ثم تكررت سؤالات ابن ماكولا إلى الوالد أن يشهد عنده، فأجاب وشهد كارهاً لذلك. وحضر الوالد دار الخلافة في سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة مع الزاهد أبي الحسن القزويني لفساد قولٍ جرى من المخالفين لما شاع في كتاب إبطال

(30/456)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 457
التأويل، فخرج إلى الولد الاعتقادي القادري في ذلك يعتقده الوالد. وكان قبل ذلك قد التمس منه حمل كتاب إبطال التأويل ليتأمل، فأعيد إلى الوالد وشكر له تصنيفه.) وذكر بعض أصحاب الوالد أنه كان حاضراً في ذلك اليوم فقال: رأيت قاريء التوقيع الخارج من القائم بأمر الله قائماً على قدميه، والموافق والمخالف بين يديه، ثم أخذت في تلك الصحيفة خطوط الحاضرين من العلماء على اختلاف مذاهبهم، وجعلت كالشرط المشروط. فكتب أولاً القزويني: هذا قول أهل السنة، وهو اعتقادي. وكتب الوالد بعده، والقاضي أبو الطيب الطبري، وأعيان الفقهاء بين موافق ومخالف. قال: ثم توفي ابن القزويني اثنتين وأربعين، وحضره عالم كثير، فجرت أمور فحضر الوالد سنة خمس وأربعين دار الخلافة، فجلس أبو القاسم علي بن رئيس الرؤساء، ومعه خلق من كبار الفقهاء، فقال أبو القاسم على رؤوس الأشهاد: القرآن كلام الله، وأخبار الصفات تمر كما جاءت. وأصلح بني الفريقين. فلما توفي قاضي القضاة ابن ماكولا راسل رئيس الرؤساء الوالد ليلي القضاء بدار الخلافة والحريم، فأبى فكرر عليه السؤال، فاشترط عليهم أن لا يحضر أيام الموكب، ولا يقصد دار السلطان، ويستخلف على الحريم فأجيب. وكان قد ترشح لقضاء الحريم أبو الطيب. ثم أضيف إلى الوالد قضاء حران وحلوان، فاستناب فيهما. وقال تلميذه علي بن نصر العكبري:
(رفع الله راية الإسلام .......... حين ردت إلى الأجل الإمام)

(30/457)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 458
(التقي النقي ذي المنطق الصا .......... ئب في كل حجة وكلام)

(خائف مشفق إذا حضر الخصما .......... ن يخشى من هول يوم الخصام)
في أبيات. ولم يزل جارياً على سديد القضاء وإنفاذ الأحكام حتى توفي. ولو شرحنا قضاياه السديدة كانت كتاباً قائماً بنفسه. وقد قرأ القرآن بالقراءات العشر، ولقد حضر الناس مجلسه وهو يملي الحديث على كرسي عبد الله ابن إمامنا أحمد. فكان المبلغون عنه والمستملون ثلاثة: خالي أبو محمد، وأبو منصور الأنباري، وأبو علي البرداني. وأخبرني جماعة ممن حضر الإملاء أنهم يسجدوا على ظهور الناس، لكثرة الزحمة في صلاة) الجمعة. وحزر العدد بالألوف. وكان يوماً مشهوداً. وحضرت أنا أكثر أماليه. وكان يقسم ليله أقساماً: قسم للمنام، وقسم للقيام، وقسم لتصنيف الحلال والحرام. ومن شاهد ما كان عليه من السكينة والوقار، وما كسا الله وجهه من الأنوار، شهد له بالدين والفضل ضرورة. وتفقه عليه: أبو الحسن البغدادي، والشريف أبو جعفر الهاشمي، وأبو الغنائم بن الغباري، وأبو علي بن البنا، وأبو الوفاء بن القواس، وأبو الحسن النهري، وأبو الوفاء بن عقيل، وأبو الحسن بن جدا العكبري، وأبو الخطاب

(30/458)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 459
الكلوذاني، وأبو يعلى الكيال، وأبو الفرج المقدسي. ثم سمى جماعة. قال: ومصنفاته كثيرة، فمنها: أحكام القرآن، ومسائل الإيمان والمعتمد ومختصره والمقتبس وعيون المسائل، والرد على الأشعرية، والرد على الكرامية، والرد على المجسمة، والرد على السالمية، وإبطال التأويلات لأخبار الصفات، ومختصره والانتصار لشيخنا أبي بكر، والكلام في حروف المعجم، وأربع مقدمات ف أصول الديانات، والعمدة في أصول الفقه، ومختصره، والكفاية في أصول الفقه، ومختصرها، وفضائل أحمد، وكتاب الطب، وكتاب اللباس، وكتاب الأمر بالمعروف، وشروط أهل الذمة، والتوكل، وذم الغناء، والاختلاف في الذبح، وتفضيل الفقر على الغني، وفضل ليلة الجمعة على ليلة القدر، وإبطال الحيل، المجرد في المذهب، و شرح الخرقي، وكتاب الراويتين، وقطعة من الجامع الكبير، والجامع الصغير، وشرح المذهب، والخصال، والأقسام، وكتاب الخلاف الكبير. وقد حمل الناس عنه علماً كثيراً، وهو مستغن باشتهار فضله عن الإطناب في وصفه. توفي فصلى عليه أخي أبو القاسم، فقيل إنه لم ير في جنازة بعد جنازة أبي الحسن القزويني الجمع الذي حضر جنازته. وسمعت أبا الحسن النهري يقول: لما قدم الوزير ابن دارست عبرتُ أبصرته، ففاتني الدرس، فلما قلت للقاضي: يا سيدي تتفضل وتعيد لي الدرس. فقال: أين كنت قال: مضيت أبصرت ابن دارس.

(30/459)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 460
فقال: ويحك، تمضي وتنظر للظلماء؟ وعنفني.) قال: وكان ينهانا دائماً عن مخالطة أبناء الدنيا، وعن النظر إليهم والاجتماع بهم، ويأمر بالاشتغال بالعلم ومجالسة الصالحين. سمعتُ خالي عبد الله يقول: حضرت مع والدك في دار رئيس الرؤساء بعد مجيء طغرلبك، وقد أنفذ إليه غير مرة ليحضر، فلما حضر زاد في إكرامه، وأجلسه إلى جانبه، وقال له: لم يزل بيت المسلمة وبيت الفراء ممتزجين، فما هذا الانقطاع. فقال له القاضي: روي عن إبراهيم الحربي أنه استزاره المعتضد، وقربه أجازه، فرصد جائزته، فقال له: اكتم مجلسنا، ولا تخبر بما فعلنا بك ولا بما قابلتنا. فقال: لي إخوان لو علموا باجتماعي بك هجروني. قال: فقال له رئيس الرؤساء كلاماً أسره إليه، ومد كمه، فتأخر القاضي عنه، وسمعته يقول: أنا في كفاية ودعة. فقلت له: يا سيدنا ما قال لك قال: قال لي: معي شوي من بقية ذلك الإرث المستطاب، وأحب أن تأخذه. فقلت: أنا في كفاية. سمعتُ بعض أصحابنا يحكي، قال: لما حصب القائم وعوفي، حضر الشيخ أبو منصور بن يوسف عند الوالد، وقال له: لو سهل عليك أن تمضي إلى باب القرية، لتهنيء الخليفة بالعافية. فمضى إلى هناك، فخرج إليه الحاجب، ومعه جائزة سنية، وعرفه شكر الإمام لسعيه، وتبركه بدعائه، وسأله قبول ذلك.

(30/460)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 461
قال: فوالله ما مسها، ولا قبلها. سمعتُ جماعة من أهلي أن في سنة إحدى وخمسين وقع النهب بالجانب الغربي، انتقل الوالد، وكان في بيته خبز يابس، فنقله معه، وترك نقل رحله، لتعذر من يحمله، فكان يقتات منه وقال: هذه الأطعمة اليوم نهوب وغصوب، ولا آكل من ذلك شيئاً. فبقي ما شاء الله يتقوت من ذلك الخبز اليابس، ولحقه منه مرض.. وكان الوالد يختم في المسجد في كل ليلة جمعة ويدعو، ما أخل بهذا سنين عديدة إلا لعذر. ولعل يقول ناظر في هذا: كيف استجاز مدح والده فإنما حملنا على ذلك كثرة قول المخالفين، وما يلقون إلى تابعيهم من الزور والبهتان، ويتخرصون على هذا الإمام من التحريف والعدوان.) أنشدني بعض أصحابه، فقال:
(من اقتنى وسيلةً وذخراً .......... يرجو بها مثوبة وأجراً)

(فحجتي يوم أوافي الحشرا .......... معتقدي عقيدة ابن الفرا)
قال أبو الحسين: اعلم، زادنا الله علماً ينفعنا به، وجعلنا ممن آثر الآيات الصريحة، والأحاديث الصحيحة، على آراء المتكلمين، وأهواء المتكلفين، وأن الذي درج عليه سائر السلف التمسك بكتاب الله، وأتباع سنة محمد صلى الله عليه وسلم، ثم ما روي عن الصحابة، ثم عن التابعين والخالفين لهم من علماء المسلمين الإيمان والتصديق بكل ما وصف الله به نفسه، أو وصفه به رسوله، مع ترك البحث والتنقير، والتسليم لذلك، من غير تعطيل، ولا تشبيه، ولا

(30/461)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 462
تفسير، ولا تأويل، وهي الطائفة المنصورة، والفرقة الناجية، فهم أصحاب الحديث والآثر، والوالد تابعهم. هم خلفاء الرسول، وورثه حكمته، بهم يلحق التالي، وإليهم يرجع الغالي. وهم الذين نبذهم أهل البدع والضلال أنهم مشبهة جهال. فاعتقد الوالد وسلفه أن إثبات الصفات إنما هو إثبات وجود، لا إثبات تحديد وكيفية، وأنها صفات لا تشبه صفات البرية، ولا يدرك حقيقة علمها بالفكر والروية. فالحنبلية لا يقولون في الصفات بتعطيل المعطلة، ولا بتشبيه المشبهين، ولا بتأويل المتأولين. بل مذهبهم حق بين باطلين، وهدى بين ضلالتين. إثبات الأسماء والصفات، مع نفي التشبيه والأدوات، على أن الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. وقد قال الوالد في أخبار الصفات والمذهب في ذلك قبول هذه الأحاديث على ما جاءت به، غير عدول عنه إلى تأويل يخالف ظاهرها، مع الاعتقاد بأن الله سبحانه بخلاف كل شيء سواه. وكل ما يقع في الخواطر من تشبيه أو تكييف، فالله يتعالى عن ذلك. والله ليس كمثله شيء، لا يوصف بصفات المخلوقين الدالة على حدثهم، ولا يجوز عليهم ما يجوز عليهم من التغيير، ليس بجسم، ولا جوهر، ولا عرض، وإنه لم يزل ولا يزال، وصفاته لا تشبه صفات المخلوقين. قلت: لم يكن للقاضي أبي يعلى خبرة بعلل الحديث ولا برجاله، فاحتج بأحاديث كثيرة واهية في الأصول والفروع لعدم بصره بالأسانيد والرجال.

(30/462)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 463
وقد حط عليه صاحب الكامل فقال: هو مصنف كتاب الصفات أتى فيه بكل عجيبة، وترتيب) أبوابه يدل على التجسيم المحض، تعالى الله عن ذلك. وأما في الفقه ومعرفة مذاهب الناس، ومعرفة نصوص أحمد، رحمه الله، واختلافها، فإمام لا يدرك قراره، رحمه الله تعالى.
4 (محمد بن عبد الرحمن بن عبيد الله بن الحسن.)
أبو بكر بن أبي الحسن الإصبهاني الكراني المعدل. مات في شوال.
4 (محمد بن علي.)

4 (محمد بن الفضل بن جعفر.)
أبو سعد التميمي الهمداني المعروف بابن أبي الليث. روي عن: أبي بكر بن لال، وأبي بكر الشيرازي، وابن تركان، وطاهر بن ماهلة، وجماعة.

(30/463)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 464
قال شيرويه: كان صدوقاً. ومات في ذي الحجة.
4 (محمد بن وهب بن محمد الأندلسي.)
الفقيه المعروف بنوع الغافقي. له درية علماً وقراءة. توفي في رمضان.

(30/464)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 465
1 (سنة تسع وخمسين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن سعيد بن محمد بن أبي الفياض.)
أبو بكر الأندلسي الأستجي. سمع ببلده من: يوسف بن عمرو. وبالمرية من: أبي عمر الطلمنكي، والمهلب بن أبي صنفرة. وله تاريخ على الأخبار. وعاش قريباً من ثمانين سنة.
4 (أحمد بن عبد الله بن أحمد بن مهران.)
أبو العباس الإصبهاني. سمع جزء لوين من ابن المرزبان الأبهري. وعنه: أبو علي الحداد.
4 (أحمد بن عبد الباقي بن الحسن بن محمد بن عبيد الله بن طوق.)
أو نصر الموصلي. حدث بالموصل، وبغداد عن: نصر المرجي، وعبد الله بن القاسم الصواف.

(30/465)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 466
قال الخطيب: كتبت عنه، وكان ثقة. قال لي: ولدت سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة. وتوفي بالموصل في رمضان. قلت: روي عنه ابن خميس.
4 (أحمد بن مغيث بن أحمد بن مغيث.)
أبو جعفر الصدقي الطليطلي. كان من أهل البراعة والفهم والرئاسة في العلم، متفنناً عالماً بالحديث وعلله، بالفرائض، والحساب، واللغة، والنحو. وله يد طولي في التفسير. وله كتاب المقنع في عقد الشروط. روي عن: أبي بكر خلف بن أحمد، وأبي محمد بن عباس.) وكان كلفاً بجمع المال. توفي في صفر عن ثلاث وخمسين سنة.
4 (أحمد بن منصور بن خلفة حمود)
أبو بكر المغربي، ثم النيسابوري، وبها ولد. سمع من: أبي طاهر محمد بن الفضل بن خزيمة، وأبي محمد عبد الله بن أحمد بن محمد الصيرفي، وأبي بكر الجوزقي. وحدث عن الجوزقي بكتاب المتفق بفوتٍ له فيه. قال عبد الغافر بن إسماعيل: أما شيخنا أبو بكر المغربي البزاز أخو

(30/466)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 467
خلف فشيخ نظيف، طاف به وبأخيه أبوهما الشيخ منصور على مشايخ عصره، فسمع الكثير، وجمع له الفوائد. سمع منه الأئمة الكبار، ورزق الرواية سنين. وعاش عيشاً تقياً. توفي سنة اثنتين وستين وأربعمائة. هذا قال. وقال غيره: توفي سنة ستين. وقال أبو القاسم بن مندة توفي في رمضان سنة تسع وخمسين. قلت: روي عنه: أبو عبد الله الفرواي، وزاهر الشحامي، وعبد الرحمن بن عبد الله البحيري، وعبد الغافر الفارسي، وآخرون.
4 (حرف الحاء)

4 (الحسين بن محمد بن إبراهيم بن الحسين.)
أبو القاسم الحنائي الدمشقي المعدل، صاحب الأجزاء الحنائيات العشرة التي خرجها له النخشبي. قال النسيب: سألت الشيخ الثقة الدين الفاضل أبا القاسم الحنائي المحدث عن مولده، فقال: في شوال سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة.

(30/467)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 468
وقال ابن ماكولا: كتبت عنه، وكان ثقة. وهو منسوب إلى بيع الحناء. وقال الكتاني: توفي في جمادى الأولى. وهو آخر من حدث عن الحسن بن محمد بن درستويه. ودفن على أخيه علي بمقابر باب كيسان. وكانت له جنازة عظيمة ما رأينا مثلها من مدة. قلت: روي عن: عبد الوهاب الكلابي، وابن درستويه، وعبد الله بن محمد، الحنائي، ومحمد بن) أحمد بن عثمان بن أبي الحديد، وتمام الرازي، ومحمد بن عبد الرحمن القطان، وأبي الحسن بن جهضم، وجماعة. روي عنه: أبو سعد السمان، ومات قبله، وأبو بكر الخطيب، ومكي الرميلي، وسهل بن بشر، وعبد المنعم بن علي الكلابي، وأبو القاسم النسيب، وهبة الله بن الأكفاني، وأبو طاهر محمد، وأبو الحسين عبد الرحمن ابناه، وأبو الحسين بن الموازيني، وطاهر بن سهل بن بشر، وعبد الكريم بن حمزة، وأبو الحسن بن سعيد الدمشقيون، وثعلب بن جعفر السراج، وآخرون.
4 (الحسن بن علي بن وهب.)
أبو علي الدمشقي الصوفي المقريء، العبد الصالح. روي عن: محمد بن عبد الرحمن القطان. وعنه: أبو نصر بن ماكولا، وهبة الله بن الأكفاني. توفي في جمادى الأولى.

(30/468)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 469
4 (حرف الخاء)

4 (الخضر بن منصور الدمشقي.)
الضرير ويعرف بابن الحبال. سمع: عبد الرحمن بن أبي نصر، وعقيل بن عبدان روي عنه: أبو بكر الخطيب، وهبة الله بن الأكفاني.
4 (حرف السين)
سعيد بن عبيدة بن طلحة. أبو عثمان العبسي، خطيب إشبيلية. ولد سنة خمس وستين وثلاثمائة، وصحب أبا بكر الزبيدي وأكثر عنه وعن غيره. وحج، ورحل سنة ثمان عشرة وأربعمائة. وكان من أهل الذكاء والثقة. توفي في شعبان.
4 (سعيد بن محمد بن الحسن المروزي الإدريسي.)

(30/469)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 470
إمام جامع صور وخطيبها.) توفي أيضاً في شعبان. حدث عن: أحمد بن فراس العبقسي وأبي الحسين بن بشران المعدل، وجماعة. روي عنه: مكي الرميلي، وأجاز لهبة الله بن الأكفاني.
4 (حرف الصاد)

4 (صاعد بن منصور بن محمد بن محمد الهروي الأزدي.)
قاضي هراة وابن قضاتها. صار زعيم أصحاب الحديث بهراة. وهو ابن عم راوي الترمذي أبي عامر محمود بن القاسم.
4 (حرف العين)

4 (عالي بن أبي الفتح عثمان بن جني.)
أبو سعد الموصلي. سمع من: نصر المرجي بالموصل، وعيسى بن الوزير ببغداد.

(30/470)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 471
وسكن صور. روي عنه: ابن ماكولا، ومكي الرميلي، وأبو زكريا التبريزي. وكان أديباً فاضلاً. أخذ عن أبيه، وهو صحيح السماع. مات بصيداء سنة ثمان أو تسع وخمسين، وله ثمانون سنة.
4 (عبد الجليل بن مخلوف.)
الإمام أبو محمد المالكي. أفتى بمصر، ودرس أربعين سنة. روي السلفي وفاته في هذه السنة، عن شخص فاضل رآه. قال: وصلى عليه رفيقه الفقيه عبد الحق بن محمد بن هارون السبتي. قال: وفيها مات عبد الحق هذا ببيت المقدس. قال: وفيها مات الفقيه أبو إسحاق الأشيري الفقيه.
4 (عبد الصمد بن محمد بن تميم بن غانم التميمي.)
أبو الفتح الدمشقي إمام جامع دمشق.) سمع: عبد الله بن محمد الحنائي، وعبد الرحمن بن أبي نصر. روي عنه: ابن بنته هبة الله بن الأكفاني. وتوفي في المحرم.
4 (عبد الكريم بن علي.)
أبو عبد الله التميمي، المعروف بابن السني. بغدادي. روي عن: ابن زنبور الوراق، والقاضي أبي محمد الأكفاني.

(30/471)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 472
قال الخطيب: صدوق، كثير التلاوة.
4 (عبيد الله بن محمد بن ميمون.)
أبو طاهر الأسدي، قاضي الكوفة. ثقة، انتخب عليه أبو الغنائم محمد بن علي النرسي. سمع من: محمد بن عبد الله الجعفي، وطبقته.
4 (علي بن بكار.)
أبو الحسن الصوي الشاهد. رحل وسمع من: أبي الحسن بن السمسار، وابن الطبيرز، وصالح بن أحمد الميانجي، وأبي ذر الهروي. وعنه: مكي الرميلي، وسهل بن بشر، وغيرهما.
4 (علي بن الحسن بن عمر الزهري الثمانيني.)
الرجل الصالح.

(30/472)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 473
روي عن: أبي خازم بن الفراء، وأبي القاسم الحنائي. روي عنه: أبو بكر الخطيب، ونصر المقدسي مع جلالتهما.
4 (علي بن الخضر العثماني الدمشقي.)
الحاسب أبو الحسن. صاحب التصانيف في الحساب. روي عن: رشأ بن نظيف، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي نصر وجمع وفيات مشايخ. روي عنه: أخوه لأمه الحسن بن الحسن الكلابي الماسح، وأبو بكر الخطيب، وهو أحد شيوخه.) توفي في شوال.
4 (علي بن محمد بن الحسن بن يزداد.)
القاضي أبو تمام الواسطي مسند أهل واسط. حدث عن: أبي الحسين محمد بن المظفر، وأبي الفضل الزهري، وغيرهما. وتوفي في شوال. ولعله عاش تسعين سنة أو نحوها. قال الخطيب: تقلد قضاء واسط مدة، وكان معتزلياً.

(30/473)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 474
روى عنه: أبو القاسم السمرقندي بالإجازة. حرف الفاء
4 (الفضيل محمد بن الفضيل.)
أبو عاصم الفضيلي الهروي. سمع: أبا منصور محمد بن محمد الأزدي، وأبا طاهر محمد بن محمد بن محمش. روى عنه: ابنه إسماعيل. حرف الميم
4 (محمد بن أحمد بن عدل.)
أبو عبد الله الأموي الأندلسي الطليطلي. سمع من: عبد الله بن ذنين، وعبد الرحمن بن عباس. وكان ثقة عابداً خاشعاً خائفاً.

(30/474)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 475
وكان يعظ الناس.
4 (محمد بن إسماعيل بن أحمد بن عمرو.)
القاضي أبو علي الطوسي، المعروف بالعراقي لطول إقامته بالعراق، ولظرفه. ولي قضاء طوس مدة. وكان من كبار الشافعية وأئمتهم. له شهرة بخراسان. سمع من: أبي طاهر المخلص، وتفقه على: أبي حامد الإسفرائيني، وأبي محمد البافي. وناظر بجرجان في مجلس أبي سعد الإسماعيلي. أخذ عنه جماعة.)
4 (محمد بن الحبيب بن طاهر بن علي بن شماخ.)
أبو علي الغافقي. من أهل غافق. سمع: بقرطبة من يونس بن عبد الله، ومكي، وأبي محمد بن الشقاق، وجماعة. وحج سنة إحدى وعشرين، فأخذ بمصر عن القاضي عبد الوهاب المالكي، وسمع منه كتاب التلقين له. ولقي بمكة أبا ذر.

(30/475)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 476
وكان من أهل الدين والتواضع والطهارة والأحوال الصالحة. قال ابن بشكوال: أنا عنه أبو محمد بن عتاب بجميع ما رواه عن عبد الوهاب. توفي فجأة بغافق في رمضان.
4 (محمد بن عبد الله بن عمر.)
أبو بكر العدوي العمري الهروي الفقيه التاجر. سمع: أبا محمد بن أبي شريح. روي عنه: زاهر الشحامي. محمد بن علي بن محمد بن الحسين بن مهر بزد. أبو مسلم الإصبهاني، الأديب المفسر النحوي المعتزلي. قال يحيى بن مدة في تاريخه إنه صنف التفسير، وحدث عن أبي بكر بن المقري. وكان عارفاً بالنحو، غالياً في مذهب الاعتزال. وهو آخر من حدث بإصبهان عن ابن المقري. مات في سنة تسع وخمسين. زاد غيره: في جمادى الآخرة.

(30/476)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 477
وقال محمد بن عبد الواحد الدقاق: سألته عن مولده فقال: في سنة ست وستين وثلاثمائة. قلت: وله تفسير في عشرين مجلداً وكان به بمصر نسخة للشف المرسي. وآخر من حدث عنه إسماعيل بن علي الحمامي الإصبهاني، روي عنه جزء مأمون، وغيره.
4 (حرف النون)

4 (نجيب بن عمار.)
) أبو السرايا بن أبي فراس الغنوي. شاعر رئيس، كان أبوه متولي الرقة. سمع: أبا محمد بن نصر، وغيره. وعنه: ابن الأكفاني.

(30/477)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 478
1 (سنة ستين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن سعيد.)
أبو جعفر اللوزنكي، الفقيه المالكي، مفتي طليطلة. امتحنه المأمون رئيس طليطلة هو ووالد ابن مغيث، وولد ابن أسد، وثلاثة آخرين، وشيء بهم عنده بالتهمة على سلطانة، فاستدعاهم مع قاضيهم أبي زيد القرطبي، وقيدهم. فهمت العامة بالنفور إلى السلاح، فبذل السيف فيمن أعلن سلاحاً، فسكنوا. واستبيحت دور المذكورين الممتحنين ونهبت، وذلك في هذا العام، وسجنوا. وسجن الوزير ابن غصن الأديب مصنف كتاب الممتحنين من عهد آدم إلى زمانه من الأنبياء والصديقين والعلماء.

(30/478)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 479
وأتهم بالسعي بالمذكورين ابن الحديدي، وحاز رئاسة البلد وحده. فمات المأمون، وولي بعده حفيده القادر، والأمر في البلد لابن الحديدي، فقيل للقادر في شأنه، فأخرج أضداده، وقتلوا ابن الحديدي، وطافوا برأسه، ومعهم ابن اللوزنكي وقد أضر. ولعله بقي إلى بعد السبعين، فالله أعلم.
4 (أحمد بن الفضل بن محمد بن أحمد بن محمد بن جعفر.)
أبو بكر الباطرقاني المقريء الإصبهاني الأستاذ. قال يحيى بن مندة: كتب الكثير عن أبي عبد الله بن مندة، وإبراهيم بن

(30/479)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 480
خرشيد قوله، وعبد الله بن جعفر، وأبي مسلم بن شهدل، وأحمد بن يوسف الثقفي، والحسن بن محمد بن يوه. وهو كثير السماع، واسع الرواية، دقيق الخط. قرأ القرآن على جماعة من الأئمة القدماء، وصنف كتاب الشواذ، وكتاب طبقات القراء. وقال لي: ولدت سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة.) وتوفي في ثاني وعشرين صفر. ذكره عمي يوماً، والحافظ عبد الغني النخشبي وجماعة حاضرون، فقال عبد الغني: صنف مستنداً ضمنه ما اشتمل على صحيح البخاري إلا أنه كتب أكثره من الأصل ثم ألحقه الإسناد. وهذا ليس من شرط أصحاب الحديث وأهله. ثم قال يحيى: تكلم في مسائل لا يسع الموضوع ذكرها، لو اقتصر على التحديث والإقراء كان خيراً له. وهذا يدل على أنه ثقة فيما روي، وإنما نقم عليه الكلام. روي عنه: أبو علي الحداد، وقرأ عليه بالروايات، وسعيد بن أبي الرجاء، والحسين بن عبد الملك الخلال، ومحمد بن عبد الواحد الدقاق وأحمد بن الفضل المهاد وشبيب بن محمد بن حورة، وأبو الخير عبد السلام بن محمد الحسناباذي، وجماعة سواهم. وحدث عنه من القدماء: الحافظ عبد الغني النخشبي، والقاضي أبو علي الوخشي. وقد أم بجامع إصبهان الكبير بعد أبي المظفر بن شبيب.

(30/480)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 481
قال أبو عبد الله الدقاق في رسالته: ولم أر شيخاً بإصبهان جمع بين علم القرآن، والقراءات، والحديث، والروايات، وكثرة كتابته وسماعه أفضل من أبي بكر الباطرقاني. وكان إمام الجامع الكبير، حسن الخلق والهيئة والمنظر والقراءة والدراية. ثقة في الحديث.
4 (أحمد بن محمد بن عيسى بن هلال.)
أبو عمر بن القطان القرطبي المالكي، رئيس المفتين بقرطبة. ولد سنة تسعين وثلاثمائة. وروي عن: أبي بكر التجيبي، ويونس بن عبد الله القاضي، وأبي محمد بن الشقاق، وأبي محمد بن دحون، وناظر عندهما. وكان فريد عصره بالأندلس حفظاً، وعلماً، واستنباطاً، ومعرفة بأقوال العلماء. صدمته ريح فخرج من قرطبة يريد حمه المرية، فتوفي بكورة باغة لسبع بقين من ذي القعدة. وقد قدمه المستظهر للشورى سنة أربع عشرة وأربعمائة على يد قاضيها عبد الرحمن بن بشر.

(30/481)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 482
4 (أحمد بن منصور)
) تقدم
4 (حرف الثاء)

4 (ثابت بن محمد بن أحمد بن محمد بن خبيش.)
أبو روح السعدي الهروي الأزدي. محدث هراة ونسابتها. سمع: عبد الرحمن بن أبي شريح، وأباه، وأبا سعد الزهري. روي عنه: الخطيب محمد بن عبد الله الهروي الواعظ، وغيره. توفي في ربيع الآخر.
4 (حرف الحاء)

4 (الحسن بن أبي طاهر بن الحسن.)
الإمام أبو علي الختلي، الفقيه الشافعي القاضي. روي عن: العارف أبي سعيد فضل الله الميهني شيئاً يسيراً. روي عنه: عبد العزيز الكتاني، وقال: توفي أبو علي الختلي أمام جامع دمشق في شعبان سنة ستين وأربعمائة. الحسن بن علي بن مكي بن إسرافيل بن حماد. الإمام أبو علي الحمادي النسفي الفقيه الحنفي، أحد الأعلام كان حنيفياً فانتقل إلى مذهب الشافعي.

(30/482)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 483
رحل وسمع بنيسابور أبا نعيم عبد الملك بن الحسن الإسفرائيني، وإسماعيل بن محمد حاجب الكشاني. وعمر دهراً. قال ابن السمعاني: ثنا عنه الحسين بن الخليل.
4 (حنبل بن أحمد بن حنبل.)
أبو عبد الرحمن الفارسي البيع. نزيل غزنة. ذكره عبد الغافر فقال: شيخ مشهور معروف، له الثروة الظاهرة، والنعمة الوافرة. سمع بنيسابور: الحكم، وابن محمش، وأبا عبد الرحمن السلمي، والأستاذ أبا سعد الزاهد، وأبا بكر الحيري، وجماعة من شيوخ هراة، وبست.) وحدث بغزنة.
4 (حرف الخاء)

4 (خديجة بنت محمد بن علي الشاهجانية.)
البغدادية الواعظة. كانت امرأة صالحة، كتبت عن ابن سمعون بعض أماليه بخطها.

(30/483)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 484
وولدت سنة ستٍّ وسبعين وثلاثمائة. قال أبو بكر الخطيب: حدثتنا، وكانت صالحة صادقة. توفيت في المحرَّم.
4 (حرف الدال)

4 (دُرّي المستنصري.)
شهاب الدولة. قدِم دمشق أميراً عليها لصاحب مصر بعد عزل حيدرة. ثم عُزِل بعد قليل. وولي الرملة، فقُتل في ربيع الآخر.
4 (حرف العين)

4 (عبد الله بن سليمان.)
أبو محمد المعافري الطليطلي، المعروف بابن المؤذن. روي عن: أبي عمر الطلمنكي. وكان عالماً ديناً محدثاً مقرئاً. كتب الكثير، وسمع الناس منه.
4 (عبد الله بن علي بن عبد الله.)
أبو الحسين الصيداوي الوكيل. ويعرف بابن المخ.

(30/484)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 485
سمع من أبي الحسين بن جميع بعض معجمه. روي عنه: أبي بكر الخطيب، وابن ماكولا، وعمر بن حسين الصوفي، وغيث الأرمنازي. حدث في هذه السنة بصور وانقطع خبره. عبد الخالق بن عبد الوارث: أبو القاسم السيوري، المغربي المالكي.) خاتمة شيوخ القيروان. كان آية في معرفة المذهب، بل في معرفة مذاهب العلماء، زاهداً صالحاً. تفقه عليه جماعة، وطال عمره.
4 (عبد الدائم بن الحسين بن عبيد الله.)
أبو الحسن وأبو القاسم الهلالي الحوراني، ثم الدمشقي. هو آخر من سمع من عبد الوهاب الكلابي. روي عنه: أبو بكر الخطيب، وعمر الرؤاسي، وهبة الله بن الأكفاني، وطاهر بن سهل الإسفرائيني، وثعلب بن السراج، وإسماعيل بن السمرقندي. وآخرون. توفي في شعبان عن ثمانين سنة.

(30/485)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 486
4 (عبد الملك بن محمد بن يوسف.)
أبو منصور البغدادي الملقب بالشيخ الأجل. سبط أبي الحسن أحمد السوسنجردي. سمع: أبا عمر بن مهدي، وأبا محمد بن البيع، وابن الصلت الأهوازي. روي عنه ابناه. وقال الخطيب: كان أوحد وقته في فعل الخير ودوام الصدقة والأفضال على العلماء، والنصرة لأهل السنة، والقمع لأهل البدع. وتوفي في عشر السبعين. وقال ابن خيرون: توفي في المحرم، ودفن عند جده لأمه، وحضره جميع الأعيان وكان صالحاً عظيم الصدقة متعصباً لأهل السنة. وقد كفى عامة العلماء والصلحاء رحمه الله. قلت: كان له صورة كبيرة عند الخليفة وحرمه زائدة. وكان رئيس بغداد وصدرها في وقته، مع الدين والمروءة والصدقات الوافرة. وقد استوفى أبو المظفر في المرآة أخباره. قال أبي النرسي: رأيت في جنازته خلقاً لم أر مثلهم قط كثرة.==

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المستدرك للحاكم فيه8803 كل احاديثه كلها صحيح ما عدا 160.حديث بعد تعقب الذهبي فضعف100 حديث وابن الجوزي60. حديث يصبح كل الصحيح في المستدرك 8743.حديثا

تعريف المستدركات وبيان كم حال أحاديث  مستدرك الحاكم النيسابوري إذ كل الضعيف 160 .حديثا وقد احصاها الذهبي فقال 100 حديث وذكر ابن الجوزي ...