88

تعريف المستدركات وبيان كم حال أحاديث  مستدرك الحاكم النيسابوري إذ كل الضعيف160.حديثا وقد احصاها الذهبي فقال 100 حديث وذكر ابن الجوزي في الضعفاء له 60 حديثا أُخر فيكون  كل الضعيف في كل المستدرك 160 حديثا من مجموع 8803=الباقي الصحيح =8743.فهذه قيمة رائعة لمستدرك الحاكم

روابط مصاحف م الكاب الاسلامي

روابط مصاحف م الكاب الاسلامي
 

السبت، 20 أغسطس 2022

مجلد23.و24.تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام للذهبي.

23. تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام للذهبي. شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي.

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 216
روى عن: أبي بكر القطيعي، وغيره. وتوفي في رجب. وله كتاب الناسخ والمنسوخ. روى عنه: ابن بنته رزق الله التميمي، وغيره. وقرأ عليه الحسن بن علي العطار القرآن، عن قراءته على زيد بن أبي بلال الكوفي.

(28/216)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 217
1 (المتوفون بعد الأربعمائة ظناً:)

4 (حرف الألف:)
أحمد بن الحسن بن المرزُبان. أبو العباس بن الطبري الشرابي. بغدادي، سكن الري. وحدث عن: أبي جعفر عبد الله بن بريه الهاشمي، وأبي عمر الزاهد، وجماعة. روى عنه: أبو سعد إسماعيل السمان، والمظفر بن مموس، ومحمد بن جعفر الإسترباذي. أحمد بن عُبيد الله بن الفضل بن سهل بن بيري. أبو بكر الواسطي، مُسند واسط ومحدثها. روى عن: علي بن عبد الله بن مبشر الواسطي، ومحمد بن عثمان بن سمعان، ومحمد بن الحسين الزعفراني، ومحمد بن يحيى الصولي، وأبي علي الحسن بن منصور، وأبي جعفر محمد بن عمرو البختري، وعبد الباقي بن قانع، وعبد الله بن شوذب الواسطي، وجماعة. وأملى، ورحل إلى بغداد. قال الحافظ خميس: كان ثقة صدوقاً. كُف بصره بأخرة. قلت: روى عنه: عبد الكريم بن محمد الشُروطي، وأبو يعلى حمزة بن

(28/217)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 218
الحسن، ومحمد بن علي بن عيسى القاريء، وعلي بن الحسين بن الطيب الصوفي، وأبو غالب محمد بن أحمد بن بشران النحوي، والقاضي أبو علي إسماعيل بن محمد بن أحمد بن الطيب الفقيه بن كُماري، وأبو الحسين محمد بن علي الفقيه الشافعي، وأبو الحسن محمد بن محمد بن مخلد سنة ست وتسعين، وسماعه من ابن بيري سنة نيفٍ وأربعمائة. وقد ذكر خميس أن ابن بيري سمع من البغوي، وابن أبي داود، وهذا غلط. أحمد بن محمد بن سراج. أبو العباس السنجي الطحان. سمع جامع الترمذي من أبي العباس المحبوبي. روى عنه: أبو الخير بن أبي عِمران الصفار. أحمد بن عمر بن أحمد بن علي. أبو عبد الله الكاتب المعروف بحموس، الهمذاني الضرير. روى عن: عبد الرحمن الجلاب، وأبي القاسم بن عبيد، وأحمد بن محمد الصيدنائي، وعلي بن عامر النهاوندي، وجماعة. روى عنه: محمد بن عيسى، وحمد بن سهل المؤدب، وحمد بن عبد الرحمن المؤدب، وأبو مسلم بن غرو، ومحمد بن الحسين الصوفي. وهو صدوق. أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد. أبو بكر الجوزي النيسابوري الدهان. شيخ مستور) حافظ لكتاب الله. وثقه عبد الغافر الفارسي. قال: روى عن الأصم وأقرانه. أنبا عنه أبو بكر محمد بن يحيى، وأبو صالح المؤذن. أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى. أبو حامد النيسابوري الشافعي، المعروف بأميرك بن أبي ذر.

(28/218)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 219
قال عبد الغافر: نبيل، موثوق به، أصيل. روى عن الأصم وأقرانه. أنا عنه أبو صالح المؤذن، ومحمد بن يحيى، سمعنا منه في سنة ثمانٍ. أحمد بن محمد بن عبدوس. أبو بكر النسوي الفقيه، الحافظ، نزيل مرو. كان أحد الأمة الأعلام، رحال جوال. روى عن: أبي القاسم بن أبي العَقِب، وبُكير بن الحسن الرازي ثم المصري، ومحمد بن علي النقاش. وعنه: أبو محمد عبد الله بن يوسف الجوزي، والحسن بن القاسم، وعلي بن عبد القاهر الطُوسي، وآخرون. أحمد بن محمد بن يوسف. أبو الحسن النيسابوري الصفار. روى عن: الأصم، وأبي الحسن الكارزي. وعنه: محمد بن يحيى المُزكي، والمؤذن. أحمد بن محمد بن حمدان. أبو الحسن الإصبهاني الأديب. سمع: أبا عمر بن حكيم، وابن داسة البصري، وأبي الحسين الأسواري. وعنه: أحمد بن الفضل الباطرقاني، وعلي بن سعيد البقال، وعبد الله بن أحمد السوراجائي. أحمد بن محمد بن العباس بن حسنويه. أبو سهل الإصبهاني، التاجر، نزيل نيسابور. ثِقة. عن: الأصم، وأبي الطيب الجُبني. وعنه: المؤذن. أحمد بن محمد بن إبراهيم بن عيسى. أبو نُعيم الإسفراييني البزاز.

(28/219)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 220
قال عبد الغفار: ثقة، قدم نيسابور وحدث عن: عبد الله بن محمد الشرقي، وأبي بكر القطان، وأبي نصر بن حمدويه، وسُفيان بن محمد الجوهري. وأملي بنيسابور. روى عنه: محمد بن يحيى المُزكي، وهو من كبار شيوخه. إبراهيم بن محمد بن علي بن إبراهيم بن معاوية. أبو إسحاق النيسابوري العطار الصيدلاني. قال عبد الغافر: شيخ مستور، ثقة، ومن أهل الصلاح. يقعد على حانوته ويعتمده الناس لأمانته وديانته. سمع من: الأصم، وأبي عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ، وأبي بكر الصبغي، وأبي حامد) أحمد بن محمد بن بالُويه العفصي، وأبي الوليد القُرشي، وغيرهم. أنا عنه: محمد بن يحيى. قلت: روى عنه: البيهقي قال: وكان أبوه من الصلحاء، وجده أبو الحسن محدث وقته، حدث عن: أبي زُرعة، وابن وارة، وأحمد بن عبد الجبار العُطارِدي. أسد بن إبراهيم بن كُليب. القاضي أبو الحسن الحراني السُلمي. عن: أبي الهيذام مُرجا بن علي الرهاوي، ويوسف بن محمد الشينيزي. حدث ببغداد. وروى عنه: أبو منصور العُكبري النديم، والقاضي أبو عبد الله الصيمري. والغالب على رواياته المناكير والموضوعات.

(28/220)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 221
إسماعيل بن سيدة. أبو بكر المُرسي، الأديب الضرير، والد مصنف المحكم أبي الحسن. أخذ عن: أبي بكر الزُبيدي مختصر العين. وكان من النُحات ومن أهل المعرفة والذكاء. وكان أعمى. توفي بعد الأربعمائة بمدة بَمْرسِيَه.
4 (حرف الجيم)
جامع بن أحمد بن محمد بن مهدي. الوكيل أبو الخير النيسابوري المُحمداباذي. سمع من: أبي طاهر محمد بن الحسن المحمداباذي. وتوفي سنة سبعٍ وأربعمائة. روى عنه البيهقي.
4 (حرف الحاء)
حديد بن جعفر. أبو نصر. حدث عن: خيثمة، وعلي بن أبي العَقِب. وعنه: أبو القاسم الحِنائي، وعبد العزيز الكتاني، وغيرهما. والأهوازي، وعلي بن الخضر السُلمي. وهو أنباري سكن الشام. قاله النجار.
4 (حرف الخاء)
خلف بن عباس.

(28/221)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 222
أبو القاسم الزهراوي الأندلسي. قال الحُميدي: كان من أهل الفضل والدين والعلم. وعلمه الذي يسبق فيه علم الطب، وله فيه كتاب كبير مشهور كثير الفائدة، سماه: كتاب التصريف لمن عجز عن التأليف. ذكره ابن حزم وأثنى عليه، وقال: ولئن قلنا إنه لم يؤلف في الطب أجمع منه للقول والعمل في الطبائع لنصدقن. مات بالأندلس بعد الأربعمائة. خلفُ المقريء. أبو القاسم. من سكان طلبيرة. رحل إلى المشرق، وأخذ عن: أبي محمد بن أبي زيد، ولازمهُ بالقيروان مدة. وحج ثلاث حجج. وقرأ على أبي الطيب بن غلبُون.) ودخل العراق. وكان صالحاً متبتلاً عبداً يسرد الصوم. وكان مُفرط القصر يسكن مسجداً يُقريء به. حدث سنة ثمانٍ وأربعمائة. خلفُ بن محمد بن علي بن حمدون الواسطي الحافظ.

(28/222)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 223
مصنف الأطراف. رحل وروى عن: أبي بكر القطيعي، وأبي بكر الإسماعيلي، ومحمد بن عبد الله بن خميرويه الهروي، وأبي محمد بن ماسي. ورافق أبا الفتح بن أبي الفوارس في الرحلة، وطوف خُرسان، والشام، ومصر، والنواحي، وكتب الكثير. روى عنه: أبو عبد الله الحاكم، وأثنى عليه، وقال: كان حفظاً لحديث شُعبة وغيره. وقال أبو نُعيم: صحبناه بنيسابور وإصبهان. وروى عنه: هو، وأبو علي الأهوازي، وعبيد الله بن أحمد الأزهري، ثم في الآخر سكن الرملة، واشتغل بالتجارة، ومات هناك بعد الأربعمائة. سمع الناس الكثير بانتخابه، ولقد جود أطراف الصحيحين، وأحسن. وهو أقل أوهاماً من أبي مسعود. الخليل بن أحمد بن محمد. القاضي أبي سعيد البُستي. قدم نيسابور وحدث بها عن: أحمد بن المظفر البكري صاحب أحمد بن أبي خيثمة بالتاريخ. روى عنه: البيهقي، وجماعة. وكان قدومه في سنة أربعمائة. ومن الإتفاق النادرة أنه سمع من القاضي أبي سعيد الخليل بن أحمد السجزي، سميهُ.

(28/223)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 224
خلف بن عيسى بن سعد الخير بن أبي درهم. الفقيه أبو الحزم الوشقي. عالم وشقة وقاضيها. يروي عن: أبي عيسى الليثي، وابن عيشون. روى عنه: ابنه أبو الأصبغ، وأبو عمر بن الحذاء. قال أبو الوليد الباجي: لا أباس به. وذكره عِياض في طبقات المالكية. حوي بن علي بن صدقة. القاضي أبو القاسم السكسكي. حدث عن أبي علي بن آدم، ومحمد بن العباس بن كوذك. وعنه: علي بن محمد الحِنائي.
4 (حرف السين)
سعد بن عبد الله بن الحسين بن علويه. أبو القاسم النيلي الميموني. من ولد ميمون بن مهران. روى بهمذان عن: النجاد، وأبي سهل بن زياد، وأبي عمرو بن السماك، والحسين بن صفوان، وجماعة. حضر مجلسة ابن تركان.) وروى عنه: محمد بن عيسى، وحُميد بن المأمون، وابن غرو، وأبو الفضل أحمد بن عبد الله بن بُندار، وعُبيد الله بن أبي عبد الله بن مندة. قال شيرويه: وثنا عنه محمد بن الحسين الصوفي، وأبو الفضل بن يرغة، وأحمد بن عبد الرحمن الروذباري، وليس عندهم بذاك. سعد بن محمد بن غسان.

(28/224)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 225
أبو رجاء الشيباني القزويني. سمع بدمشق من الحسن بن حسن بن الحصائري حديثاً رواه عنه الخطيب، ويوسف المهرواني، ومحمد بن إسماعيل الجوهري. قال الخطيب: وما علمت به بأساً.
4 (حرف العين)
عبد الله بن أبي عبد الله الحسين العلوي الواسطي. أبو محمد المقريء. قرأ بالرويات على: أبي بكر النقاش. وتصدر للقراء مدة. قرأ عليه: أبو علي غلام الهراس، وغيره. توفي بعد الأربعمائة. وأبوه: الحسين بن محمد. عدل نبيل، روى عن: أبي الحسن بن مبشر الواسطي، والكبار. روى عنه: أبو الحسن بن مخلد، وغيره. عبد الله بن القاسم بن سهل بن جوهر. الفقيه أبو الحسن الموصلي الصواف.

(28/225)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 226
سمع: خيثمة بن سليمان، ومحمد بن العباس صاحب الطعام، وعبد الله بن علي العُمري، وهارون بن عيسى البلدي، وإبراهيم بن أحمد الرقي، وجماعة. وعنه: أبو نصر بن طوق، وأحمد بن عُبيد الله بن ودعان، وعلي بن أحمد الطوسي، ومحمد بن صدقة بن حسين المواصلة، وعُبيد الله بن أحمد الرقي، وأبو طاهر أحمد بن محمد الخفاف، وغيرهم. عبد الله بن محمد بن عبد الله بن سعيد. أبو محمد الدمشقي البزاز. روى عن: خيثمة، وابن حذلم، وأبي يعقوب الأذرعي. وعنه: علي بن محمد الحنائي، ورشأ بن نظيف، وأبو علي الأهوازي. وكان موصوفاً بالصلاح. عبد الله بن أحمد بن الحسن. أبو أحمد المهرجاني العدل. روى عن: محمد بن يعقوب بن الأخرم، وأبي بكر محمد بن جعفر المُزكي وغيرهما. وعنه: البيهقي.) عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الرحمن. أبو القاسم الإصبهاني التاجر. ثم الرازي. سمع: أبا الحاتم محمد بن عيسى الوسقندي. روى عنه: أبو بكر البيهقي. لقيه بالري. عبد الصمد بن زهير بن هارون بن أبي جرادة العُقلي الحلبي. سمع بمكة من أبي سعيد الأعرابي. وعاش دهراً.

(28/226)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 227
أدركه أبو نصر السجزي بحلب. عُمر بن الحسن بن دُرستويه. أبو القاسم الإمام. روى عن: خيثمة بن سليمان. وعنه: علي الحنائي، وعبد العزيز الكتاني. عمر بن محمد بن محمد بن داود. أبو سعيد السجستاني. روى صحيح مسلم عن أبي أحمد الجُلودي. وحدث بن بمكة سنة ثلاثٍ وأربعمائة، فسمعه منه أبو القاسم حلتم بن محمد الطرابلسي المغربي، ورواه عنه. علي بن موسى بن إبراهيم بن حزب الله. أبو الحسن الأندلسي. سكن سرقسطه، وروى عن أحمد بن خلف المديوني. وحج فأخذ عن: علي بن عثمان القرافي، وغيره. وكان صالحاً مُجاب الدعوة، ممتنعاً من الرواية غير النزر اليسير لكونه مُشتغلاً بالعبادة. قال بعضهم: لم ألق مثله في الزُهد والتبتل. روى عنه: أبو عمرو الداني، والصاحبان، وأبو حفص بن كُريب. علي بن عبد الرحيم بن غيلان.

(28/227)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 228
أبو العلاء السوسي النحوي الخزاز. حدث بواسط عن: الحسين بن إسماعيل المُحاربي. روى عنه: أبو نصر السجزي، وأبو نُعيم محمد بن عبد الواحد بن عبد العزيز المعدل الواسطي.
4 (حرف الكاف)
كامل بن أحمد بن محمد. أبو جعفر العزائمي الحافظ المستملي. حدث بنيسابور عن الحافظ أبي عبد الله محمد بن علي بن الحسين بن الفرج البلخي، سمع من بهراة عن محمد بن خُشنام، ومحمد بن علي الصنعاني صاحب عبد الرزاق. روى عنه: أبو نصر السجزي، وأبو بكر البيهقي، ومحمد بن يحيى المُزكي. وقد ذكره عبد الغافر فقال: حافظ، عارف بالنحو، حسن الخط، بارع في الرواية، حسن القراءة. استملى على المشايخ مدة وكان مكثراً. سمع من مشايخ العراق، والحجاز، وخُراسان.) وحدث عن: أبي علي الرفاء، وأبي علي محمد بن جعفر الكرابيسي، ومحمد بن صبيح الجوهري، وأبي عبد الله العصمي، وأبي بكر القفال الشاشي، والقاضي أبي بكر الأبهري. وكان ثقة صحيح الرواية. اتفق أن المحدثين هجروه واتهموه بأنه أخفى جملة من سماع المشايخ مغايظةً لهم. وقد حدث في سنة خمسٍ وأربعمائة. قلتُ: وفي هذه السنة قدِم نيسابور وحدث بها.

(28/228)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 229
كامل بن أحمد بن محمد بن سليمان. أبو الحسن البخاري. عن: أبي نصر حمدويه، وأبي بكر بن سعد الزاهد، وجماعة.
4 (حرف الميم)
محمد بن عبد الصمد بن لاوي الأطرابلسي. روى عن: خيثمة. روى عنه: محمد بن علي الصوري، وعبد الرحيم بن أحمد البخاري. محمد بن عيسى. أبو بكر البستي، الفقيه المعروف بابن رُويع. إمام جليل. رحل إلى المشرق ودخل الأندلس، وولاه المظفر بن أبي عامر قضاء سبتة ونواحي المغرب. قتله علي بن حمود بعد الأربعمائة. محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن منصور. أبو بكر النوقاني. حدث بنُوقان عن: أبي العباس الأصم. وعنه: البيهقي، وغيره. محمد بن زكريا. أبو عبد الله بن الإفليلي القُرطبي. سمع من: قاسم بن أصبغ، وأبي عيسى الليثي، وأبي بكر بن الأحمر القرشي.

(28/229)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 230
وعنه: ابنه أبو القاسم، وابن عبد البر. محمد بن أحمد بن حيوة. أبو عبد الله القُرطبي. روى عن: قاسم بن أصبغ، ومنذر بن سعيد. روى عنه: أبو عمر ابن سُميق وابن عبد البر وجماعة. محمد بن عبد العزيز بن يحيى بن موسى بن سعيه، بياء آخر الحروف. المحدث أبو منصور الخبيري الإصبهاني الطبيب. روى عن: أبي محمد بن فارس، وأبي أحمد العسال، والجعابي، وأبي إسحاق بن حمزة، والطبراني. وعنه: أحمد بن الفضل الباطرقاني، ومحمد بن علي الجوزداني، وأبو القاسم وأبو عمرو ابنا الحافظ ابن مندة. قال يحيى بن مندة: هو صاحب الكُتب الصحاح، كثير الكتاب، واسع الرواية متعصب لأهل) العلم. محمد بن علي بن محمد. أبو نصر النيسابوري الفقيه. سمع: أبا العباس الأصم، وغيره. روى عنه: أبو بكر البيهقي. محمد بن محمد بن بكر الهزاني البصري. سمع من: عمه أبي روق أحمد بن محمد. روى عنه: أبو نصر عبيد الله السجزي، لقيه بالبصرة وكناه: أبا عمرو. محمد بن يعقوب بن حمويه. أبو بكر السجِستاني الوزير.

(28/230)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 231
سمع بِبستُ من: أبي الفضل محمد بن أحمد بن الغوث الأزدي. حدث عن الهيثم بن سهل التستري. أخذ عنه بسجستان: الحافظ أبي نصر السجزي. محمد بن إسماعيل بن أحمد بن العنبر. أبو عمر العنبري. روى عن: أبي العباس الأصم. سمع منه بسجستان: أبو نصر السجزي. وروى أيضاً عن عبد الله بن محمد بن علي طرخان البلدي. محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن المغيرة بن المهلب. أبو بكر العُكلي اليواني الإصبهاني، الزاهد العابد. عن: ابن فارس، وأحمد بن جعفر بن معبد، والعسال، وفاروق الخطابي، وابن كوثر البربهاري، وطبقتهم. وله رحلة واسعة. مولده سنة عشرٍ وثلاثمائة. ومات بعد الأربعمائة. محمد بن أحمد بن محمد بن حمدويه. أبو بكر الطوسي، المعروف بالمطوعي. قدم همدان سنة خمسٍ وأربعمائة، وحدث عن: أبي العباس الأصم. روى عنه شيوخ همدان: أبو الفضل بن بوغة، ومحمد بن الحسين الصوفي، وأبو الفتح محمد بن الفضل الكوكبي الدهقان. وأبو الفتح عبدوس بن عبد الله. قال شيرويه: كان صدوقاً. قلت: وقع لي حديثه عالياً. محمد بن الهيصم.

(28/231)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 232
أبو عبد الله، شيخ الكرامية، وعالمهم في وقته بخُراسان. وهو الذي ناظر الإمام أبا بكر بن فُورك، بحضرة السلطان محمود بن سُبُكتكين. وليس للكرامية مثله في معرفة الكلام والنظر، فهو في زمانه رأس طائفته واخبرهم وأخبثهم، كما أن القاضي عبد الجبار في هذا العصر: رأس المعتزلة، وأبا إسحاق الإسفراييني، رأس الأشعرية. والشيخ المفيد: رأس الرافضية. وأبا الحسن الحمامي: رأس القراء. وأبا عبد) الرحمن السُلمي: رأس الصوفية، وأبا عمر بن دراج، رأس الشعراء، والسلطان محمود: رأس الملوك، والحافظ عبد الغني الأزدي: رأس المحدثين، وابن هلال: رأس الموجودين. محمد بن يحيى بن سُراقة. أبو حسن العامري البصري، الفقيه الشافعي الفرضي المحدث. صاحب التصانيف في الفقه والفرائضوأسماء الضعفاء والمجروحين. أقام بآمد مدة، وكان حياً سنة أربعمائة. أخذ عن أبي الفتح كتابه في الضعفاء، ثم نقحه، وراجع فيه الدارقُطني. ورحل في الحديث. وروى عنه: ابن داسة، وابن عباد، والهجيمي.

(28/232)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 233
ورحل إلى فارس، وإصبهان، والدينور. وله مصنف حسن في الشهادات.
4 (حرف الياء)
يوسف بن خلف بن سُفيان. أبو عمر الغساني البجاني المؤدب. سمع من: أحمد بن سعيد، ومسلمة بن قاسم. وكان يؤم بمسجده، ويلقن وينسخ. روى عنه: أبو عبد الله الخولاني. توفي بعد الأربعمائة. وروى عنه: قاسم، وهاشم ابنا هلال. يحيى بن نجاح. أبو الحسين. مؤلف كتاب سُبُل الخيرات. كان في هذا العصر بمكة فيما أحسب، أو بمصر. روى عنه: عبد الله بن سعيد بن لبال، وعمر بن سهل اللخمي، وغيرهما.

(28/233)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 234

(28/234)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 235

(28/235)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 236

(28/236)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 237
5 (بسم الله الرحمن الرحيم.)

5 (الطبقة الثانية والأربعون حوادث)

1 (الأحداث من سنة إلى)

4 (احداث سنة إحدى عشر وأربعمائة:)
فقد الحاكم بأمر الله: في شوال فقد الحاكم صاحب مصر، وكان يواصل الركوب وتتصدى له العامة فيقف عليهم ويسمع منهم. وكان الخلق في ضنكٍ من العيش معه. وكانوا يدسون إليه الرُقاع المختومة بالدعاء عليه والسب له ولأسلافه، حتى أنهم عملوا تمثال إمرأة من كاغدٍ بخف وإزار ثم نصبوها له. وفي يديها قصة. فأمر بأخذها من يدها، ففتحها فرأى فيها العظائم، فقال: أنظروا من هذه. فإذا هي تمثالٌ مصنوع. فتقدم بطلب الأمراء والعُرفاء فحضروا، فأمرهم بالمصير إلى مصر وضربها بالنار ونهبها وقتل أهلها. فتوجهوا لذلك فقاتل المصريون عن أنفسهم بحسب ما أمكنهم. ولحق النهب والحريق الأطراف والنواحي التي لم يكن لأهلها قوة على امتناعٍ ولا قُدرة على الدفاع. واستمرت الحرب بين العبيد والرعية ثلاثة أيام، وهو يركب ويشاهد النار، ويسمع الصياح. فيسأل عن ذلك، فيقال له العبيد يحرقون مصر. فيتوجع ويقول: من أمرهم بهذا؟ لعنهم الله.

(28/237)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 238
قلت: بل لعنة الله على الكافر. فلما كان اليوم الثالث اجتمع الأشراف والشيوخ إلى الجامع ورفعوا المصاحف، وعج الخلق بالبكاء والإستغاثة بالله. فرحمهم الأتراك وتقاطروا إليهم وقاتلوا معهم. وأرسلوا إلى الحاكم يقولون له: نحن عبيدك ومماليكك، وهذه النار في بلدك وفيه حُرمنا أولادنا، وما علمنا أن أهله جنوا جناية تقتضي هذا. فإن كان باطنٌ لا نعرفه عرفنا به، وانتظر حتى نخرج عيالنا وأموالنا، وإن كان ما عليه هؤلاء العبيد مخالفاً لرأيك أطلقنا في معاملتهم بما نعامل به المفسدين. فأجابهم: إني ما أردتُ ذلك ولا أذنت فيه، وقد أذنت لكم في الإيقاع بهم. وأرسل العبيد سراً بأن كونوا على أمركم، وقواهم بالسلاح. فاقتتلوا، وعادوا الرسالة: إنا قد عرفنا غرضك، وإنه إهلاكُ البلد. ولوحوا بأنهم يقصدون القاهرة. فلما رآهم مستظهرين، ركب حماره ووقف بين الفريقين، وأومأ إلى العبيد بالإنصراف. وسكنت الفتنة.) وكان قدر ما أُحرق من مصر ثُلثها، ونُهب نصفها. وتتبع المصريون من أسر الزوجات والبنات، فاشتروهن من العبيد بعد أن زنوا بهن، حتى قتل جماعة أنفسهن من العار. ثم زاد ظُلم الحاكم، وعن له أن يدعي الربوبية، كما فعل فرعون، فصار قومٌ من الجُهال إذا رأوه يقولون: يا واحد يا أحد، يا مُحيي يا مُميت. وكان قد أسلم جماعةٌ من اليهود، فكانوا يقولون: إنما نريد أن نعاود ديننا، فيأذن لهم.

(28/238)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 239
وأوحش أخته بمرسلاتٍ قبيحة، وأنها ترتكب الزنا. فراسلت ابن دواس

(28/239)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 240
الأمير، وكان متخوفاً من الحاكم. ثم جاءت إليه فقبل الأرض بين يديها، فقالت: قد جئتك في أمرٍ أحرسُ نفسي ونفسك. قال: أنا خادمك. فقالت: أنت ونحن على خطرٍ عظيم من هذا. وقد انضاف إلى ذلك ما تظاهر به وهتك الناموس الذي أقامه آباؤنا، وزاد جنونه وحمل نفسه على ما لا يصبر المسلمون على مثله. وأنا خائفة أن يثور الناس علينا فيقتلوه ويقتلونا، فتنقضي هذه الدولة أقبح انقضاء. قال: صدقتِ في الرأي. قالت: تحلف لي وأحلف لك على الكتمان. فتحالفا على: قتله وإقامة ولده مكانه، وتكون أنت مدبر دولته. قالت: فاختر لي عبدين تثق بهما على سرك وتعتمد عليهما. فأحضر عبدين موصوفين بالأمانة والشهامة. فحلفتهما ووهبتهما ألف دينار، ووقعت لهما بإقطاع، وقالت: إصعدوا إلى الجبل فاكمنا له، فإن غداً يصعد الحاكم إليه وليس معه إلا الركابي وصبي، وينفردُ بنفسه. فإذا جاء فاقتلاه مع الصبي. وأعطتهما سكينتين مغربيتين. وكان الحاكم ينظر في النجوم. فنظر مولده، وكان قد حُكم عليه بقطعٍ

(28/240)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 241
في هذا الوقت، وأنه متى تجاوزه عاش نيفاً وثمانين سنة. فأحضر أمه وقال: علي في هذه الليلة قطعٌ. وكأني بكِ قد هتِكت وهلكتِ مع أختي، فتسلمي هذا المفتاح، فلي في هذه الخزانة صناديق تشتمل على ثلاثمائة ألف دينار، فحوليها إلى قصرك لتكون ذخيرةً لك. فبكت وقالت: إذا كنت تتصور هذا فدع ركوبك الليلة. فقال: أفعلُ. وكان في رسمه أنه يطوف كل ليلةٍ حول القصر في ألف رجل، ففعل ذلك ثم نام. فانتبه الثُلث الأخير وقال: إن لم أركب وأتفرج خرجت نفسي. فركب وصعد الجبل ومعه صبي. فخرج العبدان فصرعاه وقطعا يديه وشقا جوفه وحملاه في كِساء إلى ابن دواس، وقتلا الصبي. فحمله ابن دواس إلى أخته فدفنته في مجلسٍ لها سراً، وأحضرت الوزير واستكتمته واستحلفه على الطاعة، وأن يكاتب ولي العهد عبد الرحيم بن) إلياس العُبيدي ليبادر، وكان بدمشق. وأنفذت إلى أمير يقيم في الطريق فإذا أوصل ولي العهد قبض عليه وعدلَ به إلى تِنيس. وكتبت إلى عامل تنيس عن الحاكم أن يحمل إليه ما قد تحصل عنده

(28/241)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 242
وكان ألف ألف دينار وألفي دِرهم. وفقد الحاكم، فماجوا في اليوم الثالث وقصدوا الجبل، فلم يقفوا له على أثرٍ، فعادوا إلى أخته فسألوها عنه فقالت: قد كان راسلني قبل ركوبه، وأعلمني أنه يغيب سبعة أيام. فانصرفوا مطمئنين. ورتبت رِكابية يمضون ويعودون كأنهم يقصدون موضعه، ويقولون لكل من سألهم: فارقناه في الموضع الفُلاني، وهو عائدٌ في يوم كذا. تدبير أخت الحاكم لقتل ابن دواس: ولم تزل الأخت في هذه الأيام تدعو وجوه القُواد تستحلفهم وتُعطيهم. ثم ألبست أيا الحسن علي بن الحاكم أفخر الثياب وأحضرت ابن دواس وقالت: المعمول في القيام بهذه الدولة عليك، وهذا ولدك. فقبل الأرض. وأخرجت الصبي ولقبته بالظاهر إعزاز دين الله، وألبسته تاج المُعز، جدها، وأقامت المأتم على الحاكم ثلاثة أيام. وهذبت الأمور، وخلعت على ابن دواس خِلعاً كثيرة، وبالغت في رفع منزلته، وجلس معظماً. فلما ارتفع النهار خرج تسنيم صاحب السر والسيفُ معه ومعه مائة رجل كانوا يختصون بركاب السلطان ويحفظونه، يعني سِلحدارية، فسُلموا إلى ابن دواس يكنون بحكمه. وتقدمت إلى نسيم أن يضبط أبواب القصر، ففعل. وقالت له: أخرج بين يدي ابن دواس فقُل: يا عبيد مولانا، الظاهرُ أمير المؤمنين يقول لكم: هذا قاتلُ مولانا الحاكم، واعله بالسيف. ففعل ذلك. ثم قتلت جماعةً ممن اطلع على سرها فعظُمت هيبتها.

(28/242)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 243
وقيل: إن اسمها ست المُلك. توفيت سنة أربع عشرة. وزارة ابن سهلان والقبض عليه: وفيها انحدر سلطان الدولة إلى واسط، وخلع على أبي محمد بن سهلان الوزير، وأمره أن يضرب الطبل في أوقات الصلوات. ثم قبض عليه وسلمه. الغلاء في العراق: وفيها كان الغلاء بالعراق، واشتدت المجامعة وأكلت الكلاب والبغال، وعظم الخطب. هلاك ولي العهد الحاكم بأمر الله: وفيها كان هلاك عبد الرحيم ولي عهد الحاكم، ذكرت أخباره وترجمته. وقد عمل شاعرٌ في مصادرته لأهل دمشق هذه القصيدة:)
(تقضى أوانُ الحرب والطعنِ والضربِ .......... وجاء أوانُ الوزن والصفع والضرب.)

(28/243)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 244
(وأضحت دمشقُ في مُصابٍ وأهلها .......... لهم خبرٌ قد سار في الشرق والغرب.)

(حريقٌ وجوعٌ دائمٌ ومذلة .......... وخوفٌ فقد حُق البُكاء مع الندب.)

(وأضحت تِلالاً قد تمحت رسُومها .......... كبعض ديار الكُر بالخسف والقلبِ)
في أبيات. رواية ابن القلانسي عن هلاك ولي العهد: قال أبو يعلى حمزة في تاريخه: عاد عبد الرحيم ولي العهد إلى دمشق في رجب، فتعجب الناس من اختلاف آراء الحاكم. فلم يلبث أن وصل ابن داود المغربي على نجيبٍ مُسرعٍ ومعه جماعة، يوم عرفة من سنة إحدى عشر، بسجل إلى ولي العهد المذكور. ودخلوا عليه القصر، وجرى بينهم كلامٌ طويل، ثم إنهم أخرجوه وضربوه. وأصبح الناسُ يوم الأضحى لم يصلوا صلاة العيد لا في المُصلى ولا في الجامع. وسار به أولئك إلى مصر. ولاية أبي المطاع ابن حمدان دمشق: ثم وصل على إمرة دمشق ثانياً أبو المطاع بن حمدان، وكان سائساً أدبياً شاعراً، فولي مدة شهرين. ولاية سختكين دمشق: ثم عُزِلَ بشهاب الدولة سُختكين، فولي عامين، وأعيد ابن حمدان.

(28/244)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 245
4 (احداث سنة اثنتي عشرة وأربعمائة:)
إعتراض العرب البدو لقافلة الحجاج: لم يحج العراقيون في العامين الماضيين، وقصد طائفة يمين الدولة محمود بن سبكتكين وقالوا: أنت سلطان الإسلام، وأعظم ملوك الأرض، وفي كل سنة تفتتح من بلاد الكُفر ناحيةً، والثواب في فتح طريق الحج أعظم. وقد كان بدر بن حسنويه، وما في أمرائك إلا من هو أكبر منه، يسير الحاج بماله وتدبيره عشرين سنة. فانظر الله واهتم بهذا الأمر. فتقد إلى قاضيه أبي محمد الناصحي بالتأهب للحج، ونادى في أعمال خُراسان بالتأهب للحج. وأطلق العرب في البادية ثلاثين ألف دينار سلمها إلى الناصحي، غير مال الصدقات. فحج بالناس أبو الحسن الأقساسي، فلما بلغوا فيد حاصرتهم العرب، فبذل لهم الناصحي خمسة آلاف دينار، فلم يقنعوا وصمموا على أخذ الركب. وكان رأسهم جماز بن عُدي قد انضم إليه ألفا رجلٍ من بني نبهان، وكان جباراً. فركب فرسه وعليه درع وبيده رُمح. وجال جولةً) يُرهبُ بها. وكان من السمرقنديين غلام يعرف بابن عفان، فرماه بنبلة وقعت في قلبه

(28/245)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 246
فسقط ميتاً، وهرب جمعه وعاد الركب سالمين. وزارة الرُّخجي: وفيها قلد الوزارة أبو الحسن الرُّخجي ولُقب مؤيد المُلك. القبض على أبي القاسم ابن المغربي الوزير: وقبض قرواش بن المقلد على أبي القاسم ابن المغربي الوزير. وثوب الأدريسي على عمه بالأندلس: وفيها توثب يحيى بن علي الإدريس بالأندلس على عمه المأمون، فهرب منه، ثم جمع الجيوش وأقبل.

(28/246)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 247
4 (احداث سنة ثلاث عشرة وأربعمائة:)
ضرب الحجر الأسود وكسره: فيها عمد بعض المصريين إلى الحجر الأسود فضربه بدبوسٍ كسر منه قطعاً. فقتله الحُجاج، وثار أهل مكة بالمصريين فنهبوهم وقتلوا منهم جماعة. ثم ركب أبو الفتح الحسن بن جعفر، صاحب مكة فأطفأ الفتنة، وردهم عن المصريين. قال هلال بن المحسن: قيل أن الضارب بالدبوس ممن استغواهم الحاكم وأفسد أديانهم. وقيل: كان ذلك في سنة أربع عشرة. قتل ضارب الحجر الأسود: وقال: أبي النرسي، أنا عبد الله محمد بن علي بن عبد الرحمن العلوي، قال في سنة ثلاث عشرة: لما صُليت الجمعة يوم النفر الأول، ولم

(28/247)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 248
يكن رجع الحاج بعدُ من منى قام رجلٌ فقصد فضربه ثلاث ضربات بدبوس وقال: إلى متى يُعبد الحجر ولا محمد ولا علي فيمنعني محمد مما أفعله، فإني أهدم اليوم هذا البيت. فاتقاه أكثر الحاضرين وكاد يُفلت. وكان أحمر أشقر تام القامة جسيماً، وكان على باب المسجد عشرةٌ من الفُرسان على أن ينصره، فاحتبس رجل فوجأه بخنجر وتكاثر عليه الناس فقُتل وأحرق، وقُتل جماعة ممن اتهم بمعاونته ومُصاحبته، وأُحرقوا بالنار. وبانت الفتنة، فكان الظاهر من القتلى أكثر من عشرين رجلاً غيرما أُخفي، وألحقوا في ذلك اليوم على المصريين بالنهب والسلب. وفي ثاني يوم ماج الناس واضطربوا. وقيل: إنه أُخذ من أصحاب أربعةٌ اعترفوا بأنهم مائة بايعوا على ذلك. فضُربت أعناق الأربعة.) تشقق الحجر الأسود: وتخشن وجه الحجر من تلك الضربات، وتساقطت منه شظايا مثل الأظفار، وتشقق وخرج مكسره أسمر يضرب إلى صُفرة محبباً مثل الخشخاش. فأقام الحجرُ على ذلك يومين، ثم إن بني شيبة جمعوا الفُتات وعجنوه بالمسك واللك وحشوا الشقُوق وطلوها بطلاءٍ من ذلك. فهو يتبين لمن تأمله، وهو على حاله إلى اليوم.

(28/248)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 249
استيلاء المأمون على قرطبة: وفيها زحف المأمون قاسم بن محمود الإدريسي في الجيوش، وحارب ابن أخيه يحيى بن علي، فهُزم يحيى واستوالى المأمون على قُرطبة. ثم اضطرب أمره بعد شهور. وجرت للمأمون أمور ذُكرت في ترجمته سنة إحدى وثلاثين.

(28/249)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 250
4 (احداث سنة أربع عشرة وأربعمائة:)
مسير السلطان مشرف الدولة إلى بغداد: سار السلطان مشرف مُصعداً إلى بغداد من ناحية واسط، ورُوسل القادر بالله في البروز لتلقيه، فتلقاه من الزلاقة. ولم يكن تلقى أحداً من الملوك قبله. فركب في الطيار، وعن جانبه الأيمن الأمير أبو جعفر، وعن يساره الأمير أبو القاسم، وبين يديه أبو الحسن علي بن عبد العزيز، وحوالي القُبة الشريف أبو القاسم المرتضى، وأبو الحسن الزينبي، وقاضي القضاة ابن أبي الشوارب، وفي الزبازب المُسودة من العباسيين، والقُضاة، والقراء، والعلماء. ونزل مشرف الدولة في زبزبه بخواصه، وصعد إلى الطيار، فقبل الأرض وأجلس على كُرسي، وسأله الخليفة عن خبره وكيف حاله، والعسكر واقفٌ بأسره على شاطيء دِجلة، والعامة في الجانبين. ثم قام مشرف الدولة فنزل إلى زبزبه. وأصعد الطيار. توغل يمين الدولة في بلاد الهند: وفيها ورد كتابُ يمين الدولة محمود بن سُبُكتكين إلى القادر يذكر أنه أوغل في بلاد الهند حتى جاء إلى القلعةٍ فيها ستمائة صنم. وقال: أتيتُ قلعةً ليس لها في الدنيا نظير، وما الظن بقلعة تسع خمسمائة فيل، وعشرين ألف دابة، وتقوم لهؤلاء بالعُلُوفة. وأعان الله حتى طلبوا الأمان، فأنت ملكهم وأقررته على ولايته بخراج

(28/250)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 251
ضُرب عليه، وأنفذ هدايا كثيرة وفيلة. ومن ذلك طائر على شكل القُمري إذا حضر على الخِوان وكان فيه شيء مسموم دمعت عينُهُ وجرى منها ماء وتحجر، ويُحك فيطلى بما تحلل من دمعه المتحجر الجراحات الكبار فيلحمها، فقُبلت هديته. وانقلب العبد بنعمةٍ من الله وفضل. قلت: وهذه وقعة ياردين، وهي من الملاحم الكِبار، بلغت راية الإسلام في الهند إلى) مكان لم تبلغه قط. ووجد في بيت بذ عظيم حجر منقوش، دلت كتابته على أنه مبني من أربعين ألف سنة. فقضى السلطان والناسُ من جهلِ القوم عجباً. إذا بعضُ أهل الشريعة يقولون إن مدة الدنيا سبعة آلاف سنة. وعاد السلطان بتلك الغنائم حتى كاد عدد الأرقاء يزيد على عدد الدهماء. ونزلت قيمهم حنى اقتناهم أرباب المهن الخاملة. وزارة أبي القاسم المغربي: وفيها استوزر مؤيد الملك أبا القاسم المغربي الوزير. حج الأقساسي بالعراقيين: وحج بالعراقيين أبو الحسن محمد بن الحسن الأقساسي، وعاد على درب الشام لفساد الدرب العراقي، فأكرمهم والي الرملة ونفذ لهم الظاهر من

(28/251)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 252
مصر ذهباً وخلعاً، فقبل ذلك أمير الركب. وساروا إلى بغداد، فتألم القادر وهم بالأقساسي، وسب صاحب مصر وطعن في نسبهم، وقال: إنما أصلهم يهود. ثم أحرقت الخلع بباب النوبي.

(28/252)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 253
4 (احداث سنة خمسٍ عشرة وأربعمائة)
إحراق خلع صاحب مصر: فيها حج بالعراقيين أبو الحسن الأقساسي، ومعه حسنك صاحب محمود بن سبكتكين، فنفذ إليه الظاهر صاحب مصر خلعاً وصلةً فقبلها، ثم خاف ولم يدخل بغداد. فكاتب الخليفة محموداً بما فعل حسنك، فنفذ مع رسوله الخلع المصرية، فأحرقت على باب النوبي. وزارة الجرجرائي. وفيها ولي وزارة مصر للظاهر: نجيب الدين علي بن أحمد بن الجرجرائي.

(28/253)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 254
موت ست الملك: وماتت ست الملك، أخت الحاكم التي قتلت الحاكم. وفاة سلطان الدولة: وفيها توفي سلطان الدولة أبو شجاع ابن عضد الدولة بن بوبه بشيراز، وكانت مدة ولايته اثني عشر عاماً وأشهراً، وولي صبياً ومات عن ثلاثٍ وعشرين سنةٍ هلاك الحجاج العراقيين بعقبة واقصة: وفيها هلك عدد كثير بعقبة واقصة من الحجاج العراقيين، عطلت عليهم الأعراب المياه والقلب ليأخذوا الركب. وتسمى سنة القرعاء. فروى أبو علي البرداني الحافظ، عن أبيه قال: عاد الركب وليس لهم ماء، فهلكوا جميعاً بعقبة واقصة.

(28/254)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 255
4 (احداث سنة ست عشرة وأربعمائة)
) انتشار العيارين ببغداد. فيها انتشرت العيارون ببغداد، وخرقوا الهيبة، وواصلوا العملات والقتل. وفاة السلطان مشرف الدولة: وفي ربيع الأول توفي مشرف الدولة السلطان، ونهبت خزائنه. وهو مشرف الدولة بن بهاء الدولة بن عضد الدولة بن بويه الديلمي. سلطنة جلال الدولة أبي طاهر: واستقر الأمر على توليه جلال الدولة أبي طاهر، فخطب له على المنابر، وهو بالبصرة.

(28/255)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 256
وزارة ابن ماكولا: فخلع على شرف الملك أبي سعد بن ماكولا وزيره، ولقبه علم الدين، سعد الدولة، أمين الملة، شرف الملك. وهو أول من لقب بالألقاب الكثيرة. قلت: ولعله أول من لقب باسمٍ مضافٍ إلى الدين. ميل الجند إلى سلطنة أبي كاليجار: ثم إن الجند عدلوا إلى الملك أبي كاليجار ونوهوا باسمه، وكان ولي عصر أبيه سلطان الدولة الذي استخلفه بهاء الدولة عليهم فخطب لهذا ببغداد، وكُوتب جلال الدولة بذلك، فأصعد من واسط. رسالة ابن سبكتكين إلى القادر بالله: وكان قد نفذ صاحب مصر إلى محمود بن سبكتكين حاجبه مع أبي العباس أحمد بن محمد الرشيدي الملقب بزين القضاة. فجلس القادر بالله بعد أن أحضر القضاة والأعيان، وحضر أبو العباس الرشيدي وأحضر ما كان حمله صاحب مصر، وأدى رسالة محمود بن سبكتكين بأنه الخادم المخلص الذي يرى الطاعة فرضاً، ويبرأ من كل من يخالف الدعوة العباسية. فلما كان بعد اليوم أحرقت تلك الخلع التي من صاحب مصر كما ذكرنا وسبك مركب فضة أهداه، فكان أربعة آلاف وخمسمائة وستين درهما، فتصدق به على ضعفاء الهاشميين. تفاقم أمر العيارين في بغداد: وتفاقم أمر العيارين، وأخذوا الناس جهاراً، وفي الليل بالمشاعل والشمع كانوا يدخلون على الرجل فيطالبونه بذخائره ويعذبونه.

(28/256)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 257
وزاد البلاء، وأحرقت دار الشريف المرتضى. وغلت الأسعار. امتناع الحج من العراق: ولم يحج أحد من العراق. كثرة الفتن في الأندلس: وكانت الأندلس كثيرة الحروب والفتن على الملك في هذا الزمان، وهم فرق.)

(28/257)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 258
4 (احداث سنة سبع عشرة وأربعمائة:)
انتهاب الكرخ وإحراقها: فيها ورد الإسفهسلاريه إلى بغداد، فراسلوا العيارين بالإنصراف عن البلد، فما فكروا فيهم، وخرجوا إلى خيم الإسفهسلارية وصاحوا وشتموهم وتحاربوا، ولبس الجند من العنق السلاح، وضربوا الدبادب، وهجموا على أهل الكرخ، وأحرقوا من الدقاقين إلى النحاسين، ونهب الكرخ، وأخذ شيء كثير من القطيعة ودرب أبي خلف، وأشرف الناس على خطةٍ صعبةٍ. وكان ما نهبه الغوغاء أكثر مما نهبته الأتراك. ومضى المرتضى إلى دار الخلافة، فجاء الإسفهسلارية وسألوا التقدم إليه بالرجوع. فخلع عليه وتقدم إليه بالعود. ثم حفظت المحال واشتدت المصادرات، وقرر على أهل الكرخ مائة ألف دينار. شهادة الصيمري عند ابن أبي الشوارب: وفيها شهد الحسين بن علي الصيمري عند قاضي القضاة ابن أبي

(28/258)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 259
الشوارب، بعد أن استتابه مما ذكر عته من الإعتزال. تجمد دجلة: وجاء برد شديد، جلدت أطراف دجلة. وأما السواقي والمجاري فكانت تجمد كلها. إنقباض كوكب: وانقض كوكب عظيم الضوء، كان له دوي كدوي. الرعد. اعتقال الوزير ابن ماكولا: واعتقل جلال الدولة وزيره أبا سعد بن ماكولا واستوزر ابن عمه أبا علي بن ماكولا. امتناع حاج العراق: ولم يحج ركب العراق. وفاة ابن أبي الشوارب. وتوفي قاضي القضاة ابن أبي الشوارب.

(28/259)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 260
4 (احداث سنة ثمان عشرة وأربعمائة:)
وقوع البرد في البلاد: في ربيع الأول جاء بردٌ بقُطربل والنعمانية قتل كثيراً من الغنم والوحش. قيل: كان في البردة رطلان وأكثر. وجاء بعده بأيام برد ببغداد كقدر البيض وأكبر. وجاء كتابٌ من واسط بأنه وقع بردٌ في الواحد منه أرطال، فهلكت الغلات، وأملحت البلاد. إعادة الخطبة لجلال الدولة: وفيها قصد الإسفهسلارية والغلمان دار القادر بالله إنك مالك الأمور، وقد كنا عند وفاة الملك مشرف الدولة اخترنا جلال الدولة ظناً منا أنه ينظر في الأمور، فأغفلنا، فعدلنا إلى الملك أبي كاليجار ظناً منا أنه يحقق وعدنا به، فكنا على أقبح من الحالة الأولى. ولا بُد من تدبير أمورنا. فخرج الجواب بأنكم أبناء دولتنا، وأول ما نأمركم أن تكون كلمتكم

(28/260)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 261
واحدة. وقد وقع عقد لأبي كاليجار لا يحسن حله، ولبني بُويه في رِقابنا عُهود لا) نعدل عنها. فدعونا حتى نكاتب أبا كاليجار ونعرف ما عنده. وكتب إليك أنك إن لم تدارك الأمر خرج عن اليد. ثم آل الأمر إلى أن عاودوا وسألوا إقامة الأمر لجلال الدولة أبي الطاهر، فأعيدت الخطبة له. كتاب سبكتكين إلى الخليفة عن الصنم بالهند: وكتب محمود بن سُبكتكين إلى الخليفة كتاباً فيه ما فتحه من بلاد الهند وكسره الصنم المشهور بسومنات. وإن أصناف الهند افتتنوا بهذا الصنم، وكانوا يأتونه من كل فج عيق، فيتقربون إليه بالأموال. ورتُب له ألف رجل للخدمة وثلاثمائة يحلقون رؤوس حجيجه، وثلاثمائة يغنون على باب الصنم. ولقد كان العبد يتمنى قلع هذا الصنم، ويتعرف الأحوال، فتوصف له المفاوز إليه وقلة الماء وكثرة الرمال. فاستخار العبدُ الله في الانتداب لهذا الواجب طلباً للأجر، ونهض في شعبان سنة ست عشرة في ثلاثين ألف فارس سوى المطوعة، ففرق في المطوعة خمسين ألف دينار معونةً، وقضى الله بالوصول إلى بلد الصنم، وأعان حتى ملك البلد، وقُلِع الوثن، وأوقدت عليه النار حتى تقطع. وقُتل خمسون ألفاً من أهل البلد. الأمر بضرب الطبل في أوقات الصلوات: وفي رمضان قدم السلطان جلال الدولة بعد أن خرج القادر بالله لتلقيه، واجتمعا في دجلة. ثم نزل في دار السلطنة، وأمر أن يضرب له الطبل

(28/261)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 262
في أوقات الصلوات الثلاثة. وعلى ذلك جرت الحال في أيام عضُد الدولة وصمصامها وشرفها وبهائها. فثُقل هذا الفعل على القادر بالله وأرسل إليه يكلمه. فاحتج جلالُ الدولة بما فعله سلطان الدولة، فقيل: كان ذلك على غير أصل ولا إذنٍ، ولم تجر العادة بمماثلة الخليفة في هذا الأمر. وتردد الأمر إلى أن قطع الملك ضرب الطبل بالواحدة. فأذن الخليفة ضرب الطبلِ في أوقات الصلوات الخمس. البرد والجليد في العراق: وكان في هذه السنة بردٌ شديد بالعراق حتى جمد الخلُّ وأوابل الدواب. إمتناع الحاج من بغداد: ولم يحج أحدٌ من بغداد.

(28/262)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 263
4 (احداث سنة تسع عشرة وأربعمائة:)
احتجاج الغلمان والإسفهسلارية على جلال الدولة: في المحرم اجتمع الغلمان وأكابر) الإسفهسلارية وتحالفوا على اتفاق الكلمة، وبرزوا الخِيم. ثم أنفذوا إلى الخليفة يقولون: نحن عبيد أمير المؤمنين، وهذا المِلك متوفرٌ على لذاته لا يقوم بأمورنا، ونريد أن تأمره أن يصير إلى البصرة ويُنفذ ولده نائباً له. فأجيبوا. فأنفذ السلطان أبا الحسن الزيني، وأبا القاسم المرتضى برسالةٍ فاعتذر. فقالوا: تُعجل ما وعدنا به. فأخرج من المصاغ والفضة أكثر من مائة ألف درهم، فلم تُرضيهم. ثم بكروا فنهبوا دار الوزير أبي علي بن ماكولا، وعظُمت الفتنة وزالت الهيبة، ونهبوا بعض العوام، ووكلوا جماعةً بدار السلطنة ومنعوا من دخول الطعام والماء. فضاق الأمر على من فيها حتى أكلوا ما في البستان وشربوا ما في الآبار. فخرج جلال الدولة، ودعا الموكلين بالأبواب، فلم يجيبوه، فكتب ورقة: إني راجعٌ عن كل ما أنكرتموه. فقالوا: لو أعطيتنا مال بغداد لم تصلُح لنا. فقال: أكرهتموني، فمكنوني من الانحدار. فاتبع له زبزب شِعث، فقال: يكون نزولي بالليل. قالوا: لا، بل الساعة.

(28/263)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 264
والغلمان يرونه فلا يسلمون عليه. ثم حمل قوم من الغلمان إلى السُرادق، فظن أنهم يريدون الحُرم، فخرج من الدار وفي يده طِبر. فقال: قد بلغ الأمر إلى الحُرم فقال بعضهم: إرجع إلى دارك فأنت ملكنا. وصاحوا: جلال الدولة يا منصور. وترجلوا فقلبوا الأرض، فأخرج المصاغ والفرش والآلات الكثيرة فأبيعت، ولم تف بمقصودهم. فاجتمعوا إلى الوزير ابن ماكولا، وهموا بقتله، فقال: لا ذنب لي. موت ملك إقليم كرمان: ومات فيها ملك إقليم كرمان قوام الدولة بن بهاء الدولة بن عضُد الدولة، فأخذ كرمان بعده ابن أخيه أبو كاليجار. إنعدام الرُطب ببغداد: وعُدم الرُطب ببغداد إلى أن أبيع ثلاثة أرطال بدينار جلالي. إمتناع الحاج من العراق: ولم يحج أحدٌ من العراق. ولاية الدزبري دمشق: وفيها ولي دمشق للعُبيديين أمير الجيوش الدزبري، وكان شجاعاً شهماً سائساً منصِفاً، واسمه أبو منصور أنُوشتكين التركي، له ترجمة طويلة في سنة 433.

(28/264)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 265

(28/265)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 266
4 (احداث سنة عشرين وأربعمائة)
وقوع البرد بالنعمانية: فيها وقع برد كبار بالنعمانية، في البردة أرطال. وجاءت ريح عظيمة قلعت الأصول والزيتون العاتية، وكثيراً من النخل. ووُجدت بردة عظيمة) يزيد وزنها على مائة رطل، وقد نزلت في الأرض نحواً من ذراع. كتاب سُبكتكين إلى القادر بالله: وفيها ورد كتاب محمود بن سبكتكين، وهو: سلامٌ على سيدنا ومولانا الإمام القادر بالله أمير المؤمنين، إن كتاب العبد صادر عن معسكره بظاهر الري غُرة جُمادى الآخرة. وقد أزال الله عن هذه البقة أيدي الظلمة، وطهرها من أيدي الباطنية الكفرة. وقد تناهت إلى الحضرة حقيقة الحال فيما قصر العبدُ عليه سعيه واجتهاده غزو أهل الكفر والضلال، وقع من بع بخُراسان من الفئة الباطنية. وكانت الري مخصوصة بالتجائهم إليها، وإعلانهم بالدعاء إلى كفرهم فيها، يختلطون بالمعتزلة والرافضة، ويتجاهرون بشتم الصحابة، ويُسيرون الكفر ومذهب الإباحة. وكان زعيمهم رستم بن علي الديلمي. فعطف العبدُ بالعساكر فطلع بجُرجان، وتوقف بها إلى انصراف الشتاء. ثم سار إلى دامغان، ووجه غالب الحاجب في مقدمة العسكر، فبرز رستم على حُكم الإستسلام والاضطرار، فقبض عليه وعلى رؤوس الباطنية من قُواده، وخرج الديالمة معترفين بذنوبهم، شاهدين بالكُفر والرفض على نفوسهم، فرُجع إلى الفقهاء في تعرف أحوالهم، فأفتوا بأنهم خارجون عن الطاعة، داخلون أهل الفساد، يجب

(28/266)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 267
عليهم القتل والقطع والنفي على مراتب جنايتهم إن لم يكونوا من أهل الإحاد. فكيف واعتقادهم لا يخلوا من التشيع والرفض والباطن. وذكر هؤلاء الفقهاء أن أكثر هؤلاء القوم يصلون ولا يزكون، ولا يعترفون بشرائط الذين، ويجاهرون بالقذف وشتم الصحابة. والأمثل منهم معتقدٌ مذهب الإعتزال، والباطنية منهم لا يؤمنون بالله واليوم الآخر. وحكموايعني الفقهاءبأن رستم بن علي في حباله خمسون امرأة من الحرائر، ولدن له ثلاثةً وثلاثين نفساً. وحول رايته إلى خُرسان، فانضم إليه أعيان المعتزلة والرافضة. ثم نظر فيما احتجبه رستم، فعثر من الجواهر على ما قيمته خمسمائة ألف دينار. ثم ذكر أشياء من الذهب والستور والفرش، إلى أن قال: فخلت هذه البقعة من دُعاة الباطنية وأعيان الروافض، وانتصرت السُنة، فطالع العبدُ بحقيقة ما يسره الله تعالى لنصرة الدولة القاهرة. إنفضاض كوكب: وفي رجب انقض كوكب عظيم أضاءت له الأرض، وكان له دوي كدوي الرعد. إضطراب الأمر في بغداد: وفي شعبان اضطر أمر بغداد وكثرت العملات. وكبس العيارون) المحال. غور الماء في الفرات: وأيضاً غار الماء في الفرات غوراً شديداً، وبلغ أجرة طحن الكارة الدقيق ديناراً.

(28/267)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 268
قراءة كتاب القادر بالله بتفضيل السُنة: وفيه جُمع العلماء والقضاة في دار الخلافة، وقريء عليهم كتابٌ طويل عمله القادر بالله يتضمن الوعظ وتفضيل مذهب السُنة، والطعن على المعتزلة. وفيه أخبار كثيرة في ذلك. قراءة كتابٍ ثانٍ: وفي رمضان جُمعوا أيضاً وقرأ عليهم أبو الحسن بن حاجب النُعمان كتاباً طويلاً عمله القادر بالله، فيه أخبار وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه ردٌ على من يقول بخلق القرآن، وحكاية ما جرى بين عبد العزيز وبشر المريسي، ثم ختمه بالوعظ والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. قراءة كتاب ثالث: وفي ذي القعدة جُمعوا لكتابٍ ثالث في فضل أبي بكر، وعمر، وسب من يقول بخلق القرآن، وأعيد فيه ما جرى بين عبد العزيز وبشر المريسي. وأقام الناس إلى بعد العتمة حتى فرغ، ثم أخذ خطوطهم بحضورهم وسماع ما سمعوه. خطبة الشيعي بجامع براثا: وكان يخطب بجامع براثا شيعي فيُظهر شِعارهم. فتقدم إلى أبي

(28/268)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 269
منصور بن تمام الخطيب ليخطب ببراثا ويُظهر السنة. فخطب وقصر عما كان يفعله من قبله في ذكر علي رضي الله عنه، فرموه بالآجُر، فنزل ووقف المشايخ دونه حتى أسرع في الصلاة. فتألم الخليفة وغاظه ذلك، وطلب الشريف المرتضى، وأبا الحسن الزيني وأمر بمكاتبة السلطان والوزير أبي علي بن ماكولا. كتاب الخليفة إلى السلطان عن خطبة الشيعي: وكان فيما كتب: إذا بلغ الأمر أطال الله بقاءه صاحب الجيش إلى الجرأة على الدين وسياسة الدولة والمملكة، ثبتها الله، من الرعاع والأوباش فلا صبر دون المبالغة بما توجبه الحِمية، وقد بلغه ما جرى في يوم الجمعة الماضية في مسجد براثا الذي يجمع الكفرة الزنادقة، ومن قد تبرأ الله منه فصار أشبه شيءٍ بمسجد الضرار. وذلك أن خطيباً كان فيه يجري إلى ما يخرج به عند الزندقة والدعوى لعلي بن أبي طالب عليه السلام بما لو كان حياً لقد قابله. وقد فعل ذلك في الغُواة أمثال هؤلاء الغُثاء الذين يدعون الله ما تكاد السموات ينفطرون منه. فإنه كان في بعض ما يورده هذا الخطيب قبحه) الله يقول بعد الصلاة على الرسول: وعلى أخيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، مكلم الجمجمة، ومُحي الأموات البشري الإلهي، مكلم أصحاب الكهف، إلى غير ذلك من الغُلو، فأنفذ الخطيب أبو تمام، فأقام الخطبة، فجاءه الآجر كالمطر، فخُلع كتفه، وكسر كتفه، وأدمى وجهه، وأسيط دمه، لولا أربعة من الأتراك فاجتهدوا وحموه وإلا كان هلك. وهذه هجمة على دين الله وفتك في شريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والضرورة ماسة إلى الإنتقام. إمتناع الخطبة في جامع براثا: ونزل على الخطيب ثلاثون بالمشاعل، فانتهبوا داره وأغروا حريمه، فخاف الوزير والأمراء من فتنةٍ تتولد، فلم يخطب أحد ببراثا في الجمعة الآتية.

(28/269)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 270
ازدياد تعديات العيارين: وكثُرت العملات والكبسات، وزاد الأمر، وفُتحت الدكاكين، وعم البلاء. تقليد ابن ماكولا قضاء القُضاة: وفي ذي القعدة قُلد قضاء القُضاة أبو عبد الله الحسين بن ماكولا. إعتذار الشيعة عن سُفهائهم: ثم أقيمت الجمعة في جامع براثا بعد أشهر، واعتذر رؤساء الشيعة عن سُفهائهم إلى الخليفة، وعُملت للخطيب نسخة يعتمدها، وأعفاهم الخطيب من دق المنبر بعقب سيفه. فإن الشيعة تنكر ذلك، وهو منكر. مقتل جماعة من العيارين: وفي ذي الحجة ورد أبو يعلى الموصلي وجماعة من العيارين كانوا بأوانا وعُكبرا، فقتلوا خمسة من الرجالة وأصحاب المصالح، وظهروا من الغد بالكرخ في أيديهم السيوف، وأظهروا أن كمال الدولة أبا سنان بعثهم لحفظ البلد وخدمة السلطان، فثار بهم أهل الكرخ وظفروا بهم فصُلبوا. مقتل صالح بن مرداس صاحب حلب: وفيها جهز صاحب مصر جيشاً لقتال صالح بن مرداس صاحب حلب، وكان مقدم الجيش نوشتكين الدزبري، وكانت الوقعة على نهر الأردن، فقُتل

(28/270)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 271
صالح وابنه، وحُمل رأساهما إلى مصر، وأقام نصر بن صالح بحلب. والله أعلم.

(28/271)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 272
بسم الله الرحمن الرحيم الطبقة الثانية والأربعون وفيات
1 (وفيات سنة إحدى عشرة وأربعمائة:)

4 (حرف الألف:)
أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد. أبو بكر الشيرازي الحافظ. وقد مر سنة سبع. أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن جعفر. أبو بكر القاضي اليزدي الإصبهاني. له مجلسٌ سمعناه، روى فيه عن: الطبراني، وعبد الله بن جعفر بن فارس، وأحمد بن بُندار الشعار، والعسال. ورحل، فسمع بنيسابور وهراة وجُرجان والبصرة. ولحق إسماعيل بن بُجير، وأبا بكر الجِعابي، وجماعة. وتوفي في جُمادى الآخرة. قال يحيى بن مندة: مقبول، ثقة. صاحب أصول.

(28/272)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 273
روى عنه: محمد بن محمد المديني شيخ السلفي، وأبو القاسم بن مندة. وعلي بن شجاع. أحمد بن علي بن أيوب. أبو الحسين، قاضي عُكبرى. وثقة الخطيب، وقال: سمع من: محمد بن يحيى بن عمر الطائي، كتبُ عنه، توفي في مستهل جمادى الآخرة. وولد سنة تسعٍ وعشرين. أحمد بن عمر بن عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم ابن الخليفة الواثق بالله. أبو الحسين الهاشمي البغدادي، المعروف بابن الغريق. سمع من: جده، ومن أبي بكر النجاد، وأبي بكر الشافعي. قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان ثقة. أحمد بن محمد بن إبراهيم. أبو عبد الله المطرفي. روى عن: عم أبيه أبي الحسن المطرفي، وأبي بكر الإسماعيلي. أحمد بن محمد بن أحمد بن حسنون.

(28/273)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 274
أبو نصر النرسي البغدادي. سمع: أبا جعفر بن البختري، وعلي بن إدريس الستوري، وأبا عمرو بن السماك. قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان صدوقاً صالحاً. مات في ذي القعدة. قلت: وروى عنه ابنه أبو الحسين محمد، وطراد الزينبي، وجماعة، وعبد الواحد بن علوان. أحمد بن موسى بن عبد الله. أبو عبد الله الزاهد العراقي، الفقيه الحنبلي المعروف بالروشنائي. سمع: أبا بكر القطيعي، وابن ماسي. قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان عابداً ناسكاً يزار. صحب ابن بُطة، وابن حامد. وصنف في الأصول. وتوفي في رجب. شيعه خلائق، رحمه الله.) إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن يوسف.

(28/274)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 275
أبو إسحاق الطوسي الفقيه. من كبار الشافعية، ومُناظريهم. وله الثروة والجاه الوافر. سمع: الأصم، وأبا الحسن الكارزي، وأبا الوليد الفقيه، والطرائفي، وجماعة. وعنه: البيهقي، ومحمد بن يحيى. توفي في رجب. إسحاق بن إبراهيم بن نصرويه بن سختام. أبو إبراهيم السمرقندي. روى عنه: أخوه علي، وغيره. وكان شيخ الحنفية وعالمهم في زمانه. حدث عن: أبي عمرو بن صابر، وأبي إسحاق إبراهيم بن أحمد المستملي، ومحمد بن أحمد بن شاذان، وطائفة.
4 (حرف الجيم:)
جعفر بن أبي بكر المذكر المصري. ولد سنة تسعٍ وعشرين وثلاثمائة. وتوفي في شعبان.

(28/275)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 276
4 (حرف الحاء:)
الحاكم: اسمه منصور بن نزار، سيجيء. الحسن بن الحسن بن علي بن المنذر. القاضي أبو القاسم البغدادي. سمع: إسماعيل الصفار، ومحمد بن البختري، وعثمان بن السماك، وجماعة كثيرة. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقاً ضابطاً، كثير الكتاب، حسن الفهم، حسن العلم بالفرائض. خلف القاضي أبا عبد الله الحسين الضبي على القضاء، ثم ولي القضاء ميافارقين عدة سنين. ثم رجع إلى بغداد فأقام يحدث إلى أن مات في شعبان، وله ثمانون سنة. قلت روى عنه: أبو عبد الله بن طلحة النعالي. الحسن بن عمران بن عبدوس بن يوسف. أبو النصر الفسوي الأديب. توفي بهراة.

(28/276)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 277
الحسين بن عبيد الله بن إبراهيم. أبو عبد الله البغدادي الغضائري، أحد شيوخ الشيعة، كان ذا زهد وورع وحفظ، ويقال: كان من أحفظ الشيعة لحديث أهل البيت. روى عنه: أبو جعفر الطوسي، وابن النجاشي. يروى عن: الجعابي، وسهل بن أحمد الديباجي، وأبي المفضل محمد بن عبد الله الشيباني. قال الطوسي: كان كثير السماع، خدم العلم لله تعالى، وكان حكمه أنفذ من حُكم الملوك. وقال ابن النجاشي: له كتب منها: كتاب يوم الغدير، كتاب مواطئ أمير المؤمنين، كتاب الرد على الغُلاة، وغير ذلك. توفي في منتف صفر.)
4 (حرف العين:)
عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد بن مسافر.

(28/277)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 278
أبو القاسم الهمداني الوهراني. المعروف بابن الخراز، من أهل بجانة. حج، وأخذ عن: الحسن بن رشيق، ومحمد بن عمر بن شبويه المروزي، والقاضي أبي بكر محمد بن صالح الأبهري، وتميم بن محمد القروي. كان رجلاً صالحاً منقبضاً، يتكسب بالتجارة. توفي في ربيع الأول. روى عنه: أبو عمر بن عبد لبر، وأبو حفص الزهراوي، وأبو عمر أحمد بن محمد بن الحذاء، وحاتم بن محمد، وأبو عمر بن سُميق، وغيرهم. قال رحمه الله: لما وصلت إلى مرو، فذكر حكاية. وروى عنه: ابن حزم أيضاً. وكان مولده في سنة ثمانٍ وثلاثين. وسمع بمرو من: ابن شبُّويه. وقد قرأ عليه ابن عبد البر موطأ ابن القاسم، بروايته عن تميم بن محمد التميمي، عن عيسى بن مِسكين، عن سُحنون، عنه. وقد روى صحيح البخاري. عن إبراهيم بن أحمد البلخي المستملي. عبد الرحيم بن إلياس بن أحمد بن المهدي العُبيدي. الأمير أبو القاسم ابن عم الحاكم وولي عهده. له ترجمة في تاريخ دمشق، فمن أخباره أن الحاكم جعله ولي عهده من بعده في سنة أربع وأربعمائة، وقُريء التقليد بذلك بدمشق. ثم إنه قدم متولياً دمشق في سنة عشرٍ وأربعمائة، فرخص للناس فيما كان الحاكم نهاهم

(28/278)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 279
عنه، وأظهر المُنكر والأغاني والخمور، فأحبه أحداث البلد، ولكن بغضه الأجناد لبُخله، وكاتبوا فيه الحاكم وحذروا من خروجه. ووقع الشر بين الجند والأحداث بسببه وازداد البلاء، ووقع الحرب بدمشق والنهب والحريق إلى أن طُلب من مصر، فسار على رأس عشرة أشهر من ولايته، ثم رجع إليها بعد أربعة أشهر، وقد غلب على دمشق محمد بن أبي طال الجرار، والتف عليه الأحداث وحاربوا الجند وقهروهم. فراسله ولي العهد ولاطفه فلم يُطعمه. فتوثب الجند ليلة على محمد بن أبي طالب وقبضوا عليه وطلبوه، ودخل ولي العهد وتمكن، فأخذ في مصادرة الرعية وبالغ فأبغضوه فجاءهم الموت الحاكم وقيام ابنه الطاهر. ثم جاء كتاب الطاهر إلى الأمراء بالقبض على ولي العهد فقيدوه، وسجن إلى أن مات. فقيل أنه قتل نفسه بسكين في الحبس. وقد جرت فتنة يوم القبض عليه، وكان يوم عيد النحر، فلم تصل صلاة العيد، ولا خطب لأحد البتة.) عبد الغني بن عبد العزيز الفأفاء المصري. السائح. سمع من: عثمان بن محمد السمرقندي. وتوفي في رجب. عبد القاهر بن عبد العزيز بن إبراهيم. أبو الحسين الأزدي المقريء الشاهد، الصائغ. قرأ على جماعة من أصحاب هارون الأخفش من أجلهم محمد بن النضر بن الأخرم. وقرأ أيضاُ على أحمد بن عثمان غلام السباك. سمع من: ابن حذلم، وعلي بن أبي يعقب. وأدرك ابن جوصا، وغيره. وكان يُعرف أيضاً بالجوهري.

(28/279)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 280
روى عنه: علي الحنائي، وعلي بن الخضر، والحسن بن علي اللباد، وعبد العزيز الكتاني وقال: توفي في ذي الحجة. علي بن أحمد بن محمد بن الحسين بن عبد الله بن محمد بن الليث. من ولد أهبان بن أوس، مكلم الذئب أبو القاسم الخُزاعي البلخي. سمع من الهيثم بن كليب الشاشي مُسنده، وغريب الحديث لابن قتيبة، وشمائل النبي صلى الله عليه وسلم للترمذي. وحدث عن: أبيه، وعن: عبد الله بن محمد بن يعقوب البخاري الأستاذ، وعبد الله بن محمد بن علي بن طرخان البلخي، ومحمد بن أحمد بن خنب، وأبي عمرو محمد بن إسحاق العُصفري، وأبي جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي، ومحمد بن أحمد السُلمي، وغيرهم. وحدث ببلخ، وبُخارى، وسمرقند، ونسف. وكان مولده في رجب سنة ست وعشرين وثلاثمائة. وتوفي ببخارى في صفر. وكان أسند من بقي بما وراء النهر. وآخر من حدث عنه: أحمد بم محمد بن الخليلي الدهقان.

(28/280)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 281
عمر بن المحدث أبي عمر محمد بن أحمد بن سليمان بن أيوب. العلامة النحوي أبو حسن النوقاتي السجزي الشاعر. ونوقات: محلة من سجستان. كان أبوه أديباً بارعاً علامة مصنفاً. حمل عنه ولده هذا، وعثمان. نزل عمر ببغداد، وأخذ عن: السيرافي، وأبي علي الفارسي، وأقرأ الأدب، وكتب المنسوب، ومدح عضد الدولة. وديوانه في مجلدين. روى عنه من شعر جماعة. وقصد ابن عباد ومدحه. وتوفي في ذي الحجة عن سن عالية.
4 (حرف الفاء:)
الفضل بن محمد بن الحسن بن إبراهيم. أبو بكر الجُرجاني، سبط الإمام أبي بكر الإسماعيلي. مات في جمادى الأولى.) روى عن: أحمد بن الحسن بن ماجة القزويني، وابن عدي، وأبي بكر الإسماعيلي، ونُعيم بن عبد الملك. ولي قضاء جُرجان.

(28/281)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 282
4 (حرف الميم:)
محمد بن أحمد بن عبد الله بن عبدويه. أبو بكر الإصبهاني القفال. توفي في صفر. محمد بن سهل بن محمد بن الحسن. أبو عمر الإصبهاني. في جمادى الآخرة. محمد بن عبد الرحمن بن حنش. أبو سعد الجوزقي الهروي التاجر. في شوال. محمد بن يونس بن هاشم. أبو بكر العين زربي المقريء الإسكاف. روى عن: أبي عمر بن فضالة، وأبي بكر الربعي، وأحمد بن عمرو الداراني. وألف عدد الآي. وعنه: أبو علي الأهوازي، وعبد العزيز الكتاني، والحسين بن مبشر المقريء. قال الكتاني: ثقة، مضى على سداد. توفي آخر السنة.

(28/282)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 283
منصور الحاكم بأمر الله. أبو علي، صاحب مصر ابن العزيز نزار بن المعز بالله العُبيدي. كان جواداً سمحاً، خبيثاً ماكراً، رديء الاعتقاد، سفاكاً للدماء، قتل عدداً كبير من كُبراء دولته صبراً. وكان عجيب السيرة، يخترع كل وقت أموراً وأحكاماً يحمل الرعية عليها. فأمر بكتب سب الصحابة على أبواب المساجد والشوارع، وأمر العمال بالسب في سنة خمسٍ وتسعين وثلاثمائة. وأمر فيها بقتل الكلاب، فقُتلت عامة الكلاب في مملكته.

(28/283)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 284
وبطل الفُقاع، والمُلوخيا. ونهى عن السمك الذي لا قشر له، وظفر بمن باع ذلك فقتلهم. ونهى في سنة اثنتين وأربعمائة عن بيع الرطب. ثم جمع منه شيئاً عظيماً فأحرق الكل، ومنع من بيع العنب، وأباد الكثير من الكروم.

(28/284)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 285
وفيها أمر النصارى بأن يحملوا في أعناقهم الصُلبان، وأن يكون طول الصليب ذراعاً، ووزنه خمسة أرطال بالمصري. وأمر اليهود أن يحملوا في أعناقهم قرامي الخشب في زنة الصلبان، وأن يلبسوا العمائم السود ولا يكتروا من مسلمٍ بهيمةً، وأن يدخلوا الحمام بالصلبان. ثم أُفردت لهم حمامات.

(28/285)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 286
وفي العام أمر بهدم الكنيسة المعروفة بقُمامة، وبهدم جميع كنائس مصر، فأسلم طائفة منهم. ثم إنه نهى عن تقبيل الأرض له، وعند الدعاء له بالخطبة، وفي الكتب، وجعل عوض ذلك السلام عليه.) إنكار ابن باديس على الحاكم بأمر الله: وقيل إن ابن باديس أرسل يُنكر عليه أموراً، فأراد إستمالته، فأظهر التفقه، وحمل في كُمه الدفاتر، وطلب إليه فقيهين، وأمرهما بتدريس مذهب مالك في الجامع. ثم بدا له فقتلهما صبراً. وأذن للنصارى الذين أكرههم في الرجوع إلى الشرك.

(28/286)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 287
وفي سنة أربعٍ وأربعمائة نفى المنجمين من البلاد. ومنع النساء من الخروج في الطرق ليلاً ونهاراً، ونهى عن عمل الخفاف لهن. فلم يزلن ممنوعات سبع سنين وسبعة أشهرٍ حتى مات.

(28/287)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 288
ثم إنه بعد مدة أمر ببناء ما كان أمر بهدمه من الكنائس، وارتد طائفة ممن أسلم منهم. وكان أبوه قد ابتدأ الجامع الكبير بالقاهرة، فتممه هو. وكان على بنائه ونظره الحافظ عبد الغني بن سعيد. وكان الحاكم يفعل الشيء ونقيضه. خرج عليه أبو ركوة الوليد بن هشام العثماني الأموي الأندلسي بنواحي برقة، فمال إليه خلقٌ عظيم، فجهز الحاكم لحربه جيشاً، فانتصر عليهم أبو ركوة وملك. ثم تكاثروا عليه وأسروه. ويقال: إنه قُتل من أصحابه مقدار سبعين ألفاً. وحُمل إلى الحاكم فذبحه في سنة سبعٍ وتسعين. وكان مولده الحاكم في سنة خمسٍ وسبعين وثلاثمائة، وكان يُحب العُزلة، ويركب على بهيمةٍ وحده في الأسواق، ويُقيم الحسبة بنفسه.

(28/288)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 289
وكان خبيث الاعتقاد، مضطرب العقل، يقال إنه أراد أن يدعي الإلهية، وشرع في ذلك، فكلمه أعيان دولته وخوفوه بخروج الناس كلهم عليه، فانتهى. واتفق أنه خرج ليلة في شوال سنة إحدى عشرة من القصر إلى ظاهر القاهرة، فطاف ليلته كلها. ثم أصبح فتوجه إلى شرقي حُلوان وعه ركابيان، فرد أحدهما مع تسعةٍ من العرب السويديين، ثم أمر الآخر بالانصراف، فذكر هذا الركابي أنه فارقه عند قبر القُضاعي والقصبة، فكان آخر العهد به. وخرج الناس على رسمهم يلتمسون رجوعه، وعهم دواب الموكب والجنائب، ففعلوا ذلك جمعةً. ثم خرج في ثاني يوم من ذي القعدة مظفر صاحب المظلة، ونسيم، وابن نشتكين، وطائفة، فبلغوا دير القُصير، ثم إنهم أمعنوا في دخول في الجبل، فبينا هم كذلك إذ أبصروا حماره الأشهب المدعو بالقمر، وقد ضُربت يداه فأثر فيهما الضربُ، وعليه سرجه ولجامه. فتعبوا أثر الحمار، فإذا أثر راجلٍ خلفه وراجل قدامه. فلم يزالوا يقصون الأثر حتى انتهوا إلى) البركة التي في شرق حُلوان، فنزل رجل إليها، فوجد فيها ثيابه وهي سبع جِباب، فُوجدت مزردة لم تُحل أزرارها، وفيها أثار السكاكين، فلم يشكوا في

(28/289)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 290
قتله، مع أن طائفة من المتغالين في حُبه من الحمقى الحاكمية يعتقدون حياته، وأنه لا بد أن يظهر، ويحلفون بغيبة الحاكم. ويقال: إن أخته دست عليه من قتله لأمورٍ بدت منه كما تقدم. وحُلوان: قرية نزهةٌ على خمسة أميال من مصر، كان يسكنها عبد العزيز بن مروان، فوُلدله بها عمر رحمه الله. وقد مر في الحوادث بعض أمره.

(28/290)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 291
1 (وفيات سنة اثنتي عشرة وأربعمائة:)

4 (حرف الألف:)
أحمد بن الحسين بن جعفر: أبو الحسن المصري النحالي العطار. سمع: أحمد بن الحسن بن عُتبة الرازي، وغيره. قال أبو لإسحاق الحبال: توفي في حادي عشر شعبان. وولد في سنة سبعٍ وثلاثين في رمضانها. وما أقدم عليه من شيوخي أحداً في الثقة، وجميع الخصال التي اجتمعت فيه. أحمد بن عبد الخالق بن سُويد الأنصاري البغدادي: خال أبي محمد الخلال الحافظ. سمع من أبي بكر النجاد جزاءاً. روى عنه: ابن أخيه ووثقه، وقال: كان حياً في سنة عشرة وأربعمائة هذه. أحمد بن عمر بن القاسم بن بشر: أبو الحسين البغدادي، عُرف بابن عُديسة. حدث عن: علي الستوري، وعثمان بن السماك. قال الخطيب: كان ثقة. وقيل لي إنه كان يحفظ عن الصفار حديثاً. لم أسمع منه شيئاً.

(28/291)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 292
أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن حفص بن الخليل الأنصاري: الحافظ أبو سعد الهروي الماليني الصوفي طاووس الفُقراء. سمع بخراسان، والعراق، والشام، ومصر، والنواحي. وحدث عن: محمد بن عبد الله السليطي، وأبي أحمد بن عدي، وأبي عمر بن بُجير، وأبي الشيخ، وأبي بكر الإسماعيلي، وعبد العزيز بن هارون البصري، وأبي بكر القطيعي، والحسن بن رشيق العسكري، ويوسف الميانجي، والفضل بن جعفر المؤذن، ومحمد بن أحمد بن علي بن النعمان الرملي، وخلق كثير. وكتب من الكتب الطوال ما لم يكن عنده غيره. قال الخطيب: كان ثقة متقناً صالحاً.) روى عنه: أبو حازم العبدوي، والحافظ عبد الغني، وتمام الرازي وهما

(28/292)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 293
أكبر منه، وأبو بكر البيهقي، وأبو نصر عبيد الله بن سعيد السجزي، وعبد الرحمن بن مندة، وأحمد بن عبد الرحمن الذكواني، وأبو عبد الله القُضاعي، ومحمد بن أحمد بن شبيب الكاغدي، وأبو الحسن الخِلعي، والحسين بن طلحة النعالي، وآخرون. قال حمزة السهمي في تاريخ جُرجان إن الماليني دخل جُرجان في سنة أربع وستين وثلاثمائة، ورحل رحلات كثيرة إلى إصبهان، وإلى العراق، والشام، ومصر، والحجاز، وخُرسان، وما وراء النهر. ومات بمصر في سنة تسعٍ وأربعمائة. قلت: وهم في وفاته. أخبرنا أبو الحسين اليُونيني: أنا أبو الفضل الهمداني، أنا السلفي، أنا المبارك بن عبد الجبار: سمعتُ عبد العزيز بن علي الأزجي يقول: أخذت من أبي سعد الماليني أجرة النسخ والمقابلة خمسين ديناراً في دفعةٍ واحدة. رواها أبو القاسم بن عساكر في تاريخه، بالإجازة عن السلفي. وقال أبو إسحاق الحبال: توفي أبو سعد الماليني يوم الثلاثاء السابع عشر من شوال سنة اثنتي عشرة. وذكره ابن الصلاح في طبقات الشافعية.

(28/293)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 294
أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي مسلم: أبو الطاهر البغدادي، أخو أبي أحمد الفرضي. سكن البصرة، وحدث عن: عثمان بن السماك، والنجاد. قال الخطيب: أدركته حياً سنة اثنتي عشرة، وكان صدوقاً، لم يُقض لي السماع منه. وتأخر بعد ذلك مدة. أحمد بن محمد بن بطال بن وهب: أبو القاسم التيمي اللورقي. رحل مع أبيه، ولقي أبا بكر الآجري. وكان معتنياً بالعلم، مشاوراً ببلده. أحمد بن محمد بن مالك: أبو الفضل الهروي: البزاز. رجل صالح. سمع: أبا علي الرفاء. وببغداد: أبا بحر محمد بن كوثر. روى عنه: شيخ الإسلام. أحمد بن إسحاق: أبو سعيد الهروي المُلحي. توفي في ربيع الأول.

(28/294)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 295
أحمد بن محمد بن جعفر: أبو عبد الله المذكر. إبراهيم بن سعيد: أبو إسحاق الواسطي الرفاعي المقريء الضرير. أخذ العربية عن: أبي سعيد السيرافي. والقراءآت عن جماعة. وحدث عن: عبد الغفار الحُضيني. روى عنه: أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل بن بشران. وكان شيخ الناس في القراءآت والأدب. والرفاعي:) بالفاء.
4 (حرف الحاء)
الحسن بن الحسين بن رامين: القاضي أبو محمد الأستراباذي. نزل بغداد، وحدث عن: خلف بن محمد الخيام، وبشر بن أحمد الإسرافييني، وعبد الله بن عدي الحافظ، وأبي بكر القطيعي، وإسماعيل بن نُجيد، والقاضي يوسف بن القاسم الميانجي. ورحل إلى خُرسان، والعراق، والشام في الصبا. وروى عنه: أبو بكر الخطيب، وعبد الواحد بن عُلوان بن عقيل، وطاهر بن أحمد الفارسي نزيل دمشق. قال الخطيب: كان صدوقاً فاضلاً صالحاً. وكان يفهم الكلام على مذهب الأشعري، والفقه على مذهب الشافعي.

(28/295)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 296
الحسن بن منصور: الوزير ذو السعادتين أبو غالب السرافي. مولده سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة. وتصرف بالأهواز، وخرج إلى شيراز، وصحِب فخر المُلك فاستخلفه ببغداد. ثم توجه إلى فارس للنظر في الممالك بحضرة سلطان الدولة بن فناخسرُو، وخلف الوزير جعفر بن محمد. فلما قبض السلطان على جعفر ولاه الوزارة. وفي آخر أمره وقع خُلفٌ بين الجيش، فقتلوا أبا غالب في صفر. الحسين بن عمر بن بُرهان: أبو عبد الله البغدادي الغزال البزاز. سمع: إسماعيل الصفار، وعلي بن إدريس الستوري، ومحمد بن عمرو بن البختري، وعثمان بن السماك. قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان ثقة صالحاً. مات في ذي الحجة. قلت: روى عنه: طِراد الزينبي، وأبو بكر البيهقي. مكررالحسين بن محمد بن أحمد بن الحارث: أبو عبد الله التميمي المؤدب. حدثنا عثمان بن السماك بأحاديثه. لم يكن بحُجة. قال أبو بكر الخطيب.

(28/296)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 297
4 (حرف السين:)
سهل بن محمد: أبو بشر السجزي. توفي بسجستان.
4 (حرف الصاد)
صاعدا بن أحمد بن محمد بن علي بن حبيب: أبو سهل التميمي الأديب. توفي بهراة في رجب.) صاعد بن محمد بن محمد بن فياض: أبو دلف الفرضي الهروي.
4 (حرف العين)
عبد الله بن الحسن بن محمد: أبو محمد الكلاعي الحمصي البزاز. والد عبد الرازق. روى عن: الحسين بن خالويه. وعنه: الكتاني، والأهوازي. عبد الله بن سعيد الأزدي المصري: أبو القاسم، أخو الحافظ عبد الغني. توفي يوم عاشوراء.

(28/297)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 298
عنده عن: إسماعيل بن الجراب، وغيره. عبد الله بن عبد الله بن زاذان القزويني: سمع من: أبي الحسن علي بن إبراهيم القطان، وميسرة بن علي. وبالري من: محمد بن إبراهيم بن يونس. وبالدينور من: ابن السُني. وببغداد من: أبي بكر القطيعي. وحدث. عبد الله بن عمر بن عبد العزيز. أو أحمد الكرجي الإصبهاني السُكري. حدث عن: عبد الله بن فارس، وعبد الله بن الحسن بن بُندار المديني، ومحمد بن محمد بن عبد الله المقريء. وعنه: عبد الرحمن بن مندة، والقاسم بن الفضل الثقفي. توفي في رجب. ومولده سنة ثلاثين وثلاثمائة. عبد الجبار بن محمد بن عبد الله بن محمد بن أبي الجراح بن الجُنيد بن هشام بن المرزُبان. أبو محمد الجراحي المرزُباني، راوي جامع الترمذي، عن أبي العباس

(28/298)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 299
محمد بن أحمد بن محبوب بن فُضيل التاجر. ولُد سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة بمرو. وسمع، وسكن هراة. فروى عنه الكتاب خلقٌ من الهرويين، منهم: أبو إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري، وعبد الله بن عطاء البغاورداني، وعبد العزيز بن محمد الترياقي، وأحمد بن عبد الصمد الغُورجي، وأبو عامر محمود بن القاسم الأزدي، ومحمد بن محمد بن العلائي، وآخرون. قدم هراة سنة تسعٍ وأربعمائة. وقال مؤتمن بن أحمد الساجي: روى الحسين بن أحمد الصفار، عن أبي علي محمد بن محمد بن يحيى القراب، عن أبي عيسى هذا الكتاب، فسمعه منه القاضي أبو منصور الأزدي ونُظراؤه، فسمعت أبا عمر الأزدي يقول: سمعتُ جدي أبا منصور محمد بن محمد يقول: اسمعوا، قد سمعنا هذا الكتاب منذ سنين وأنتم تساووننا فيه الآن. يعني لما سمعوا من الجراحي. قال أبو سعد السمعاني: توفي سنة اثنتي عشرة وأربعمائة إن شاء الله.) قال: وهو صالح، ثقة. عبد الرحيم بن إلياس العُبيدي الأمير. قيل: إنه هلك في هذه السنة. وقد مر سنة إحدى عشرة. عبد الصمد بن الحسن بن سلام البزاز. بغدادي، صدوق. سمع: أحمد بن سلمان النجاد. وعنه: محمد بن أحمد الأشناني.

(28/299)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 300
عُبيد الله بن أحمد. أبو القاسم الحربي القزاز. سمع من: النجاد أيضاً. قال: الخطيب: كتبنا عنه. وكان ثقة، يُقريء القرآن ويصوم الدهر. علي بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عبدُوس. أبو الحسن الهمداني. رحل، وسمع من: علي بن عبد الرحمن البكائي، والحسن بن جعفر الخرقي، وابن لؤلؤ الوراق. وعنه: ابن ابن أخيه عبدوس بن عبد الله بن محمد. قال شيرويه: زاهد، عابد، صدوق.
4 (حرف الميم:)
محمد بن إبراهيم بن حولان. أبو بكر الحداد. سمع: أبا جعفر بن بُريه، وأبا بكر الشافعي. قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان صدوقاً. محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان بن كامل. أبو عبد الله البُخاري غُنجار. مصنف تاريخ بُخارى.

(28/300)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 301
روى عن: خلف بن محمد الخيام، وسهل بن عثمان السُلمي، وأبي عبيد أحمد بن عُروة الكرميني، ومحمد بن حفص بن أسلم، وإبراهيم بن هارون الملاحمي، والحسن بن يوسف بن يعقوب، وخلق من أهل ما وراء النهر. ولم يرحل. وكان من بقايا الحفاظ بتلك الديار. روى عنه: أبو المظفر هناد بن إبراهيم النسفي، وجماعة. ولم تبلغنا أخباره كما ينبغي. محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن رزق بن عبد الله بن يزيد البغدادي. البزاز المحدث أبو الحسن بن رزقويه. سمع: إسماعيل بن محمد الصفار، ومحمد بن يحيى الطائي، ومحمد بن البختري، وعلي بن محمد المصري، وعبد الله بن عبد الرحمن العسكري، وطبقتهم، ومن بعدهم. قال الخطيب: كان ثقة صدوقاً، كثير السماع والكتاب، حسن الاعتقاد، مُديماً لتلاوة القرآن. بقي يُملي في جامع المدينة من بعد سنة ثمانين وثلاثمائة إلى قبل وفاته بمُديدة. وهو أول شيخٍ كتبتُ عنه، وذلك في سنة ثلاثٍ وأربعمائة، مجلساً. وذلك بعد أن كُف بصره.) وسمعته يقول: وُلِدتُ سنة خمسٍ وعشرين وثلاثمائة، وأول سماعي من الصفار سنة سبعٍ وثلاثين.

(28/301)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 302
وقال أبو القاسم الأزهري: أرسل بعض الوزراء إلى ابن رزقويه بمالٍ فرده تورعاً. وكان ابن رزقويه يذكر أنه درس الفقه على مذهب الشافعي. قال الخطيب: وسمعته يقول: والله ما أحب الحياة لكسبٍ ولا تجارة، ولكن لذكر الحياة وللتحديث. وسمعتُ المبرقاني يوثق ابن رزقويه. قلت: وروى عنه: أبو الحسين محمد بن المهتدي بالله، ومحمد بن علي الحندقوقي، وعبد العزيز بن طاهر الزاهد، ومحمد بن إسحاق الباقرحي، ونصر وعلي إبنا أحمد بن البطر، وعبد الله بن عبد الصمد بن المأمون، وأبو الغنائم محمد بن أبي عثمان. محمد بن أحمد بن محمد بن فارس بن سهل. الحافظ أبو الفتح بن أبي الفوارس، وهي كنية سهل. ولد ببغداد سنة ثملنٍ وثلاثين وثلاثمائة، وسمع سنة ستً وأربعين فما بعدها من: أحمد بن الفضل بن خُزيمة، وجعفر بن محمد الخُلدي، ودعلج بن أحمد، وأبي بكر النقاش، وأبي عيسى بكار بن أحمد، وأبي بكر الشافعي، وأبي علي بن الصواف، وأبي بكر محمد بن الحسن بن مقسم، وخلق كثير. ورحل إلى بصرة وبلاد فارس وخُرسان. وكتب وصنف.

(28/302)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 303
قال الخطيب: وكان ذا حفظ ومعرفة وأمانة، مشهوراً بالصلاح، انتخب على المشايخ. حدث عنه: أبو بكر البرقاني، وأبو سعد الماليني. وقرأت عليه قطعةً من حديثه، وكانُ يملي في جامع الرصافة. وتوفي في ذي القعدة. قلت: روى عنه: أبو علي البنا، وأبو الحسين بن المهتدي بالله ومالك بن أحمد البانياسي، وآخرون. قال الحاكم: أول سماع ابن أبي الفوارس من أبي بكر النجاد. محمد بن جعفر. أبو عبد الله التميمي القيرواني، المعروف بالقزاز. شيخ اللغة بالمغرب. كان لغوياً، نحوياً بارعاً، مهيباً عند الملوك. وله شعر مطبوع صنف كتاب الجامع في اللغة، وهو كتاب كبير. يقال: إنه ما صنف في اللغة أكبر منه. وبه نسخة بمصر في وقف القاضي الفاضل. توفي بالقيروان. محمد بن الحسن بن محمد. أبو العلاء البغدادي الوراق.

(28/303)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 304
سمع: إسماعيل الصفار، ومحمد بن يحيى بن عمر الطائي، وأحمد بن كامل. وبالبصرة: أحمد بن أحمد بن محمويه، وجماعة. قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان ثقة. ذكر لي أنه ولد في سنة ثمان عشرة وثلاثمائة. وتوفي) في ربيع الأول. محمد بن الحسين بن موسى. أبو عبد الرحمن الأزدي أباً، السُلمي جداً، لأنه سبط أبي عمرو إسماعيل بن بُجير بن أحمد بن يوسف السلمي النيسابوري. كان شيخ الصوفية وعالمهم بخُراسان. سمع من: أبي العباس الأصم، وأحمد بن علي بن حسنويه المقريء، وأحمد بن محمد بن عبدوس، ومحمد بن أحمد بن سعيد الرازي صاحب ابن وراة، وأبي ظهير عبد الله بن فارس العُمري البلخي، ومحمد بن المؤمل الماسرجسي، والحافظ أبي علي الحسين بن محمد النيسابوري، وسعيد بن القاسم البردعي، وأحمد بن محمد بن رُميح النسوي، وجده أبي عمرو.

(28/304)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 305
وكان ذا عناية تامة بأخبار الصوفية، صنف لهم سُنناً وتفسيراً وتاريخاً وغير ذلك. قال الحافظ عبد الغافر في تاريخه: أبو عبد الرحمن شيخ الطريقة في وقته، الموفق في جميع علوم الحقائق ومعرفة طريق التصوف، وصاحب التصانيف المشهورة العجيبة في علوم القوم. وقد ورث التصوف عن أبيه، وجده. وجمع من الكُتب مالم يُسبق إلى ترتيبه، حتى بلغ فِهرستٌ تصانيفه المائة أو أكثر. وحدث أكثر من أربعين سنة إملاءً وقراءة. وكتب الحديث بنيسابور، ومرو، والعراق، والحجاز. وانتخب عليه الحفاظ الكبار. سمع من: أبيه، وجده أبي عمرو، والأصم، وأبي عبد الله الصفار، ومحمد بن يعقوب الحافظ، وأبي جعفر الرازي، وأبي الحسن الكارزي، والإمام أبي بكر الصبغي، والأستاذ أبي الوليد، وابني المؤمل، ويحيى بن منصور القاضي، وأبي بكر القِطيعي. وولد في رمضان سنة ثلاثين وثلاثمائة. قلت: وروى عنه الحاكم في تاريخه، وقال: قل ما رأيت من أصحاب المعاملات مثل أبيه، وأما هو فإنه صنف في علوم التصوف. وسمع الأصم، وأقرانه. وقيل: ولد سنة خمسٍ وعشرين وثلاثمائة، وكتب بخطه عن الصبغي سنة ثلاثٍ وثلاثين وثلاثمائة. قلت: وروى عنه أيضاً أبو القاسم القُشيري، وأبو بكر البيهقي، وأبو سعيد بن رامش، وأبو بكر محمد بن يحيى المزكي، وأبو صالح المؤذن، ومحمد بن سعيد التفليسي، وأبو بكر بن خلف، وعلي بن أحمد المديني المؤذن، والقاسم بن الفضل الثقفي، وخلق سواهم. قال أبو القاسم القشيري: سمعتُ أبا عبد الرحمن السلمي سأل أبا علي الدقاق: الذكر أتم أم الفكر؟

(28/305)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 306
فقال أبو علي: ما الذي يُفتح عليكم به؟ فقال أبو عبد الرحمن: عندي الذكرُ أتم من) الفكر، لأن الحق سبحانه يوصف بالذكر ولا يوصف بالفكر. وما وُصف به الحق أتم مما اختص به الخلق. فاستحسنه الأستاذ أبو علي رحمه الله. قال أبو القاسم: وسمعتُ الشيخ أبا عبد الرحمن يقول: خرجتُ إلى مرو في حياة الأستاذ أبي سهل الصُعلوكي، وكان له قبل خروجي أيام الجمعة بالغدوات مجلس دور القرآن يختم فيه، فوجدته عند رجوعي قد رفع ذلك المجلس، وعقد لابن العُقابي في ذلك الوقت مجلس القول، والقولُ هو الغناء، فداخلني من ذلك شيءٌ، وكنتُ أقول في نفسي: قد استبدل مجلس الختم بمجلس القول. فقال لي يوماً: أيش يقول الناس لي قلت: يقولون: رفع مجلس القرآن ووضع مجلس القول. فقال: من قال لأستاذه لم لا يُفلح أبداً. وقال الخطيب في تاريخه: قال لي محمد بن يوسف النيسابوري القطان: كان السُلمي غير ثقة، وكان يضع للصوفية. قال الخطيب: قدر أبي عبد الرحمن عند أهل بلده جليل، وكان مع ذلك موجوداً، صاحب حديث. وله بنيسابور دُويرة للصوفية. قال الخطيب: وأنا أبو القاسم القُشيري قال: كنتُ بين يدي أبي علي الدقاق فجرى حديث أبي عبد الرحمن السُلمي، وأنه يقوم في السماع موافقة للفقراء، فقال أبو علي: مثله في حالة لعل السكون أولى به. امضِ إليه فستجده

(28/306)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 307
قاعداً في بيت كتبه، وعلى وجه الكتب مجلدة صغيرة مربعة فيها أشعار الحسين بن منصور، فهاتها ولا تقل له شيئاً. قال: فدخلت عليه، فإذا هو في بيت كُتبه، والمجلدة بحيث ذكر أبو علي. فلما قعدت أخذ في الحديث، وقال: كان بعض الناس يُنكر على واحدٍ من العلماء حركته في السماع، فرؤي ذلك الإنسان يوماً خالياً في بيتٍ وهو يدور كالمتوحد، فسئل عن حاله فقال: كانت مسألة مشكلة علي فتبين لي أمرها، فلم أتمالك من السرور حتى قمت أدور. فقل له: مثل هذا يكون حالهم. فلما رأيت ذلك منهما تحيرت كيف أفعل بينهما، فقلت: لا وجه إلا الصدق، فقلت: إن أبا علي وصف هذه المجلدة وقال: احملها إلي من غير أن تعلم الشيخ، وأنا أخافك، وليس يمكنني مخالففته، فأيش تأمر فأخرج أجزاءً من كلام الحسين بن منصور، وفيها تصنيف له سماه الصيهور في نقض الدهور، وقال: احمل هذه إليه. قال الخطيب: توفي السُلمي في شعبان. قلت: كان وافر الجلالة، له أملاك ورِثها من أمه،) وورثتها هي من أبيها. وتصانيفه يقال إنها ألف جزء. وله كتاب سماه حقائق التفسير ليته لم يصنفه، فإنه تحريف وقرطمة، فدونك الكتاب فسترى العجب. ورويت عنه تصانيفه وهو حي. وقع لي من عالي حديثه. محمد بن عبد الله بن أحمد. أبو الفرج الدمشقي العابد المعروف بابن المعلم الذي بنى كهف جبريل بجبل قاسيون. حكى عن: ابي يعقوب الأذرعي، وعلي بن الحسن بن طعان.

(28/307)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 308
حكى عنه: علي والحسين إبنا الحنائي، وعلي بن الخضر السُلمي. قال عبد العزيز بن أحمد الكتاني: توفي شيخنا ابن المعلم صاحب الكهف، وكان عابدا محاب الدعوة، في ني الحجة سنة اثنتي عشرة. قال ابن عساكر: كان قرابة لنا. محمد بن عبد الواحد. صريع الدلاء، القصار، وقتيل الغواشي. ذكره ابن النجار فقال: بصري سكن بغداد، وكان شاعرا ماجنا مطبوعا، الغالب على شعره الغزل و المجون، وديوانه مجلدة. سافر الى الشام، وتوفي بديار مصر. ومن شعره قصيدته المقصورة:
(قلقل أحشائي تباريح الجوى .......... وبان صبري حين حالفتالأسى)

(يا سادة بانوا وقلبي عندهم .......... مذ غبتم غاب عنالعين الكرى)

(وان تغب وجوهكم عن ناظري .......... فذكركممستودعطي الحشا)

(فسوف أسلي عنكم خواطري .......... بحمقيعجب منه من وعى)

(وطرف أنظمها مقصورة .......... إذ كنت قصارا صريعا للدلا)

(28/308)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 309
(من صفع الناس ولم يدعهم .......... أن يصفعوهمثلهقداعتدى)

(من لبس الكتان في وسط الشتا .......... ولم يغط رأسه شكى الهوى)

(وألف حمل من متاع تشتر .......... أنفع للمسكين من لفظ النوى)

(والدقن شعر في الوجوهنابت .......... وإنما الدبر الذيتحت الخصا)

(والجوز لا يؤكل معقشوره .......... ويؤكل التمرالجديد باللبا)
)
(من طبخ الديك ولايذبحه .......... طار من القدر إلى حيث يشا)

(والند لا يعدلهفي طيبه .......... عند البخور أبدا ريحالخرا)

(من دخلت في عينه مسلة .......... فسأله من ساعتهكيف العما)

(من فاته العلم و أخطاه الغنى .......... فذاك والكلب على حدسوى)
في أبيات. قال أبو طاهر أخمد بن الحسن الكرجي: مات صريع الدلاء القصار بمصر سنة اثنتي عشرة وأربعمائة. وقال ابن عساكر: صريع الدلاء بصري، يحكى في شعره أصوات الطيور. وكان ماجنا، قدم دمشق واجتمع بعبد المحسن الصوري بصيداء.

(28/309)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 310
حكى عنه: أبو نصر بن طلاب. ومن شعره:
(ومن كان مستهترا بالملاح .......... وكان من الصفر صفرا صفع)
محمد بن عبيد الله بن محمد بن يوسف بن حجاج. أبو الحسن البغدادي الجبائي. قال الخطيب: سمع: إسماعيل الصفار، وابن البختري، وعثمان بن السماك، والنجاد. كتبنا عنه، وكان ثقة زاهدا ملازما لبيته، حكى عنه ابن خرزاذ الوراق جاره أنه قال: ما لمس كفي امرأةً سوى أمي. توفي في رمضان وله خمس وثمانون سنة، رحمه الله. محمد بن عمر. أبو الفرج الخطاب المصري. روى عن: حمزة بن محمد الكتاني، والحسن بن رشيق. توفي في جمادى الأولى. منير بن أحمد بن الحسن بن علي بن منير.

(28/310)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 311
أبو العباس المصري الخشاب المعدل. حدث عن: علي بن عبد الله بن أبي مطر الإسكندري، ومحمد بن الصموت، ومحمد بن أحمد بن عبد العزيز بن أبي الأصبغ، وأحمد بن سلمة بن الضحاك، وجماعة. روى عنه: محمد بن علي الصوري، وخلف بن أحمد الحوفي، وعلي بن الحسن الخِلعي، وآخرون. وثقه ابن ماكولا. وقال الحبال: كان ثقة، لا يجوز عليه تدليس. حضرتُ جنازته،) وتوفي في حادي عشر ذي القعدة. قلتُ: حديثه في الخلعيات.
4 (حرف النون:)
نصر بن علي البغدادي الطحان. عرف بابن علالة. قال الخطيب: كان ثقة. كتبنا عنه، عن النجاد. نصر بن ناصر الدولة سُبُكتكين. الأمير أبو المظفر، أخو السلطان محمود. قدم نيسابور والياً سنة تسعين وثلاثمائة. وصحب الأئمة. وسمع من: أبي عبد الله الحاكم، وغيره. وبني المدرسة السعدية، ووقف عليها الأوقاف، وعاد إلى غزنة وبها توفي في رجب. وكان مشكور الولاية.

(28/311)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 312
1 (وفيات سنة ثلاث عشرة وأربعمائة:)

4 (حرف الألف:)
أحمد بن عبد الله بن هرثمة بن ذكوان بن عبيدوس بن ذكوان. أبو العباس الأموي، قاضي الجماعة بُقرطبة، وخطيبها. ولي القضاء سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة، وولي الصلاة سنة أربعٍ وتسعين مُضافاً إلى القضاء. ثم صُرف عنهما في آخر سنة أربعٍ وتسعين، وتولى ذلك أبو المطرف بن فُطيس. ثم عُزل ابن فطيس وأعيد ابن ذكوان، فلم يزل يتقلدهما إلى أن عُزل سنة إحدى وأربعمائة. وامتحن محنته المشهورة، وولي الوزارة مُضافة إلى القضاء. وطُلب بعد المحنة والنفي إلى المغرب ليولى القضاء، فلم يتولاه. ولم يقطع السلطان أمراً دونه. وكان عظيم أهل الأندلس ورئيسهم، وأقربهم من الدولة، وأعلاهم محلاًّ. توفي في رجب، ورثته الشعراء، وشيعه الخليفة يحيى بن علي بن حمود الإدريسي. وكان مولده سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة. وتوفي بعده بعامٍ أخوه أبو حاتم، وكان من العلماء والرؤساء.

(28/312)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 313
أحمد بن أبي الهيثم عبد الرحمن بن علي. القاضي أبو عصمة الرقي الفقيه الحنفي. قدمٍ مصر من الرقة، فحدث عن: يونس بن أحمد الرافقي. سمع منه سنة اثنتين وخمسين هلال بن العلاء. أخذ عنه في هذا العام خلف بن أحمد الحوفي. أحمد بن علي. أبو علي البهرام زياري. توفي بأستراباذ. روى عن: عبد الله بن عدي الحافظ.) أحمد بن علي بن أحمد بن كثير، أبو المظفر. ومحمد بن عبد الله بن إبراهيم البهرامي، التاجر. ومحمد بن علي بن أحمد بن شاكر الماليني، المؤدب. وأبو دُلف طاهر بن محمد القيسي. وأبو الحسن علي بن محمد بن حسين، التاجر. ومحمد بن مظفر الوراق. وعكي بن محمد العُقبي. هؤلاء السبعة سمعوا من حامد بن محمد الرفاء، وهم هرويون. وكانوا في هذا الوقت.

(28/313)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 314
روى عنهم شيخ الإسلام أبو إسماعيل الهروي رحمه الله. أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن حسكان. أبو نصر النيسابوري الحذاء الحنفي. وُلد سنة نيفٍ وعشرين، وسمع بعد الثلاثين وثلاثمائة من جماعة قبل الأصم. قال أبو صالح المؤذن. سمعتُ منه وكان يغلط في حديثه ويأتي بما لا يُتابع عليه. قال عبد الغفار: وضاعت كُتبه فاقتصر على الرواية عن الأصم فمن بعده. وهو جد شيخنا القاضي أبي القاسم عبيد الله بن عبد الله. توفي في ربيع الآخر. روى عنه حفيده شيخنا. أحمد بن محمد بن أحمد بن علي بن الحُويص. أبو الفوارس البُوشنجي. توفي في سلخ صفر. سمع: حامداً الرفاء. روى عنه: عطاء القراب، وشيخ الإسلام عبد الله الأنصاري، وقال: هو فقيه صالح، صدوق، واعظ. إبراهيم بن علي بن تميم القيرواني الحُصري الشاعر المشهور.

(28/314)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 315
ابن خالة أبي الحسن الحُصري. له ديوان شعر. وكتاب زهر الأداب. وكتاب المصون في سر الهوى. توفي بالقيروان. ورخه ابن الفرضي. إسماعيل بن أحمد بن محمد بن بكران السلمي. أبو القاسم الأهوازي. توفي بمصر، وقد حدث بها بصحيح البخاري عن: أبي أحمد محمد بن محمد بن مكي الجُرجاني. روى عنه: أبو الحسن الخِلعي، وغيره. قال الحبال: توفي في ربيع الأول. إسماعيل بن علي. أبو محمد بن الخزاز. توفي بمصر في رمضان.) أمية بن عبد الله الهمداني الميُورقي. رحل إلى المشرق، ولقي بمكة الأسيوطي صاحب النسائي، وبمصر: الحسن بن رشيق، وأبا إسحاق بن شعبان. وكان ذا فضلٍ وعفاف وستر. توفي فجأة في ذي القعدة. قاله أبو عمرو الداني.

(28/315)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 316
4 (حرف الباء:)
بشر بن عبد الواحد بن أحمد بن محمد بن بشر. القُهُنْدُزي الخُرساني. أبو القاسم.
4 (حرف الجيم:)
جعفر بن محمد بن أحمد بن محمد بن الحسين بن إسحاق بن جعفر الصادق. النقيب أبو عبد الله العلوي الحسيني الإسحاقي الحلبي. ولي نقابة حلب بعد أبيه الشريف أبي إبراهيم. وكان أدبياً شاعراً. كان عزيز الدولة فاتك يحبه ويُجِله. وله في فاتك مدائح. توفي بحلب. وكان يرجع إلى دين وعبادة وزُهد، إلا أنه كان شيعياً من كبار الإمامية. ذكره ابن أبي طيء.
4 (حرف الحاء:)
حسان بن الحسن اللحياني. القطان. حدث بمصر. الحسين بن الحسن.

(28/316)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 317
أبو علي المعدني اللواز، صاحب الفُقاع. قال أبو إسحاق الحبال: رجل صالح، توفي في ربيع الآخر. سمع من: حمزة، وابن رشيق. الحسين بن بقاء بن محمد. أبو عبد الله المصري الخشاب. روى عن: أبي هريرة أحمد بن عبد الله بن أبي عصام. روى عنه: خلف الحوفي، وغيره. حدث في هذه السنة، ولم تُحفظ وفاته. حمد بن عمر بن أحمد بن إبراهيم الزجاج. أبو نصر الهمداني المحدث. روى عن: أحمد بن محمد بن مهران، وأحمد بن محمد بن هارون الكرابيسي، وعبد الله بن الحسين القطان، وطاهر بن سهلُويه، وأبي زرعة أحمد بن الحسين الرازي، وعامة مشايخ همدان، وخراسان. روى عنه: أبو الفضل الفلكي في مصنفاته كثيراً، وجماعة. قال شيرويه: وثنا عنه: محمد بن الحسين الصوفي، ويوسف الخطيب، وغيرهما. وكان ثقة حافظاً يُحسن هذا الشأن. سمعت عبدوس يقول: كان حمد الزجاج يقرأ على المشايخ وربما كان نائماً، ويقرأ عليه مستوياً لحفظه ومعرفته بالأسانيد والمتون. وتوفي في عشر ذي القعدة، وصلى عليه محمد بن) عيسى. قلتُ: شيخه الكرابيسي سمع من أبي مسلم الكجي، وجماعة.

(28/317)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 318
4 (حرف الراء:)
رفاعة بن الفرج القُرشي. أبو الوليد القُرطبي. كان واسع الرواية. حدث عن: أحمد بن سعيد الصدفي، وغيره. روى عنه: حفيده محمد بن سعيد بن رفاعة. وعاش تسعين سنة.
4 (حرف السين:)
سعيد بن سلمة بن عباس بن السمح. أبو عثمان القرطبي. روى عن: محمد بن معاوية القُرشي، وأبي محمد الباجي، وأبي الحسن الأنطاكي، وجماعة. وكان فاضلاً عاقلاً ضابطاً يؤم بجامع قُرطبة. وكانت كتبه في غاية الصحة، وحضر جنازته المعتلي بالله يحيى بن علي. سلطان الدولة. أبو شجاع بن بهاء الدولة أبي نصر بن عضُد الدولة بن بويه. ولي السلطنة وهو صبي له عشر سنين بعد أبيه، وبُعثت إليه خِلع المُلك من جهة الخليفة إلى شيراز. وقدم بغداد في أثناء سلطنته. ومات بشيراز، وله اثنان وعشرون عاماً وخمسة أشهر.

(28/318)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 319
وكانت سلطنته ضعيفةً متماسكة.
4 (حرف الصاد:)
صدقة بن محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الملك. أبو القاسم القرشي الدمشقي، المعروف بابن الدلم. سمع من: أبي سعيد بن الأعرابي، وعثمان بن محمد الذهبي والحسين بن حبيب الحصائري، وأبي الطيب بن عبادل، وخيثمة بن سليمان. روى عنه: عبد الرحيم بن أحمد البخاري، وعلي بن الحضر السُلمي، وأبو علي الأهوازي، وعبد العزيز الكتاني، وعلي بن الحسين بن صدقة الشرابي. قال الكتاني: كان ثقة مأموناً، مضى على سداد. وتوفي في جمادى الآخرة. قلت: كان أسند من بقي بدمشق، ومات في عشر المائة.
4 (حرف الطاء:)
طاهر بن أحمد. أبو فرج الإصبهاني.

(28/319)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 320
قال الخطيب: لقيته بسواد دُجيل، فروى لي أحاديث سمعها من الطبراني. وذلك في هذه السنة.
4 (حرف العين:)
العباس أبو الفتح الحمراوي. يُعرف بمولى الخادم. قال الحبال: عنده عن الآجري،) وغيره. حضرت جنازته في ربيعه الأول، يعني بمصر. عبد الله بن أحمد بن إسماعيل الفقيه. أبو سهل النيسابوري الحضري الزاهد الصوفي. قال عبد الغافر: هو عديم النظير في طريقته وزُهده وفضله، وحفظ التجميل في الفقر وترك الإدخار. وكان يُلقن. حدث عن: يحيى بن منصور القاضي، وأبي محمد الكعبي، وأبي علي الحافظ النيسابوري، وطبقتهم. وكان يمتنع من الرواية خُمولاً وديانة. توفي في عاشر شوال. روى عنه: أبو القاسم بن أبي محمد القُرشي. عبد الله بن محمد بن المرزُبان بن منجويه الإصبهاني. شيخ متعبد، صحب الصالحين والعُباد بإصبهان ونيسابور مثل: إبراهيم النصرباذي، وعبيد الله بن محمد البستي. وسمع من: أبي أحمد العسال، والطبراني، وإبراهيم بن محمد بن حمزة. مات في أول ربيع الأول. قاله أبو نعيم.

(28/320)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 321
عبد الرحمن بن أحمد بن إبراهيم. أبو القاسم القزويني الصوفي الخباز. قال الخطيب: قدم علينا حاجاً، فحدثنا عن أبي الحسن علي بن إبراهيم بن سلمة القطان، وغيره. وحدثني أبو عمرو المروزي أن أهل قزوين يضعفونه في روايته عن أبي سلمة. عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد الحضرمي. الأديب أبو القاسم الإشبيلي، المعروف بابن شبراق. قال أبو عبد الله الخولاني: كان نبيلاً، شاعراً مُفلقاً. كان ينشدني أشعاره. وصنف كاتباً في الأخبار. وقال الحُميدي: كنيته أبو المطرف. عُمر طويلاً. عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن حبيب القاضي. أبو زيد النيسابوري. سمع: أبا العباس الأصم، وأحمد بن محمد بن بالويه، وغيرهما.

(28/321)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 322
روى عنه: أبو بكر البيهقي، والقُشيري، وأبو بكر بن خلف، وأبو عبد الله الثقفي، وجماعة. توفي في جمادى الآخرة بنيسابور. وكان إماماً ومدرساً. عبد الرحمن بن مروان بن عبد الرحمن. أبو المطرف الأنصاري القنازعي القرطبي، الفقيه المالكي. سمع من: أبي عيسى الليثي، وأبي بكر محمد بن السُليم القاضي، وأبي جعفر بن عون الله، وطبقتهم. وأخذ القرآن عن: أبي الحسن علي بن محمد الأنطاكي، وأبي عبد الله بن النعمان، وأصبغ بن تمام. ورحل سنة سبعٍ وستين، فسمع المدونة بالقيروان على هبة الله) بن أبي عُقبة التميمي. وأكثر بمصر عن الحسن بن رشيق. وذكر عن ابن رشيق أنه روى عن سبعمائة محدث.

(28/322)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 323
وكتب القنازعي بمصر أيضاً عن الموجودين. وحج فأخذ في الموسم عن أبي أحمد الحسين بن علي النيسابوري. وأخذ عن ابن أبي زيد جملةً من تواليفه. وقدم قُرطبة فأقبل على الزهد والإنقباض، ونشر العلم، وأقرأ القرآن. وكان عاملاً فقيهاً حافظاً ورعاً متقشفاً قانعاً باليسير، فقيراً دؤوباً على العلم، كثير الصلاة والتهجد والصيام، عالماً بالتفسير والأحكام، بصيراً بالحديث، حافظاً للرأي. له مصنفٌ في الشُّروط وعِللها، وصنف شرحاً للموطأ. وكان له معرفة باللغة والأدب. وكان حسن الأخلاق، جميل اللقاء. عرض عليه السلطان الشورى فامتنع. قال محمد بن عتاب: والقنازعي منسوب إلى صنعته، خيرٌ فاضل. توفي في رجب، ومولده سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة. وقال ابن حيان: كان زاهداً مُجاب الدعوة. امتُحن بالبربر أول ظهورهم محنةً أودت بماله. وكان أقرأ من بقي. وله في الموطأ تفسير مشهور، واختصار كتاب ابن سلام في تفسير القرآن. روى عنه: ابن عتاب، وأبو عمر بن عبد البر. عبد الصمد بن محمد بن نُجيد البغوي. أبو القاسم. توفي ببغ في ربيع الأول. عبد العزيز بن جعفر بن إسحاق بن محمد بن خُواستى.

(28/323)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 324
أبو قاسم الفارسي، ثم البغدادي. المقريء النحوي. شيخ معمر، وُلد في رجب سنة عشرين وثلاثمائة. وسمع من: أبي بكر محمد بن عبد الرزاق بن داسة، وإسماعيل بن محمد الصفار، وأحمد بن سلمان النجاد، وأبي عمر الزاهد، وأبي بكر محمد بن الحسن النقاش، وعبد الواحد بن أبي هاشم. وجود القرآن مِراراً برواية أبي عمروا بن العلاء على عبد الواحد المذكور. وقرأ لابن كثير وابن عامر على النقاش. وتلا عليه بهذه الثلاث روايات أبو عمرو الداني، وأسندها عنه في التيسير. وسمع منه الحديث. وروى عنه أيضاً: أبو الوليد بن الفرضي، وذكر أنه لقيه بمدينة التراب من الأندلس. وقال أبو عمرو الداني إنه توفي في ربيع الأول، وهو ابن اثنتين وتسعين سنة. قال: ودخل الأندلس تاجراً سنة خمسين وثلاثمائة، يعني فسكنها، وكان خيراً فاضلاً صدوقاً ضابطاً. كان يُعرف بابن أبي غسان. قال لي: أذكر اليوم الذي مات فيه ابن مجاهد، وقرأت القرآن على أبي بكر النقاش في حدود) سنة أربعين. ولازمته مدة، وكان أسمح الناس وأسخاهم. وسمعتُ مصنف أبي داود من ابن داسة بالبصرة في سنة ثمانٍ وثلاثين وثلاثمائة. واختلفت إلى أبي سعيد السيرافي وقرأت عليه مختصر الجرمي والتصريف للمازني، وعدة كتب. قلت: وهذا كان أسند من بالأندلس في زمانه، ولكن ضيعه أهل الأندلس ولم يعرفوا قدره ولا اذدحموا عليه لقلة اعتنائهم بالعُلو.

(28/324)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 325
عبد الملك بن أحمد بن عبد الرحمن. أبو مروان العبسي الإشبيلي. عالم ورع، فاضل، متسع الرواية. عن: محمد بن معاوية القرشي، وحارث بن مسلمة. أجاز لابن خزرج في شوال من السنة، وتوفي بعد ذلك بأشهر. عبيد الله بن محمد بن محمد بن علي. أبو محمد الصرام النيسابوري. توفي في جمادى الآخرة بنيسابور. علي بن الحسن الإبريسمي. سمع من: الإسماعيلي، وأبي زُرعة، والتميمي. علي بن عيسى بن سليمان أصفروخ. أبو الحسن الفارسي الشاعر، المعروف بالسكري، نزيل بغداد. كان يعرف القراءآت والكلام، وفنون الأدب. له ديوان شِعر كبير عامته في الرد على الرافضة، وكان أشعرياً. علي بن هلال.

(28/325)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 326
أبو الحسن، صاحب الخط المنسوب، المعروف بابن البواب. قال أبو الفضل بن خيرون: توفي في جُمادى الأولى سنة ثلاث عشرة، وكان من أهل السنة. وقال أبو عبد الله بن النجار في تاريخه: أبو الحسن ابن البواب مولى معاوية بن أبي سفيان، صحِب أبا الحسين بن سمعون، وقرأ الأدب على أبي الفتح بن جني، وسمع من أبي عُبيد المرزباني. وكان يعبر الرؤيا، ويقص على الناس بجامع المنصور. وله نظم ونثر. انتهت إليه الرئاسة في حسن الخط. وقال ابن خلكان: أول من نقل هذه الطريقة من خط الكوفيين أبو علي بن مُقلة، وخطه عظيم، لكن ابن البواب هذب الطريقة ابن مُقلة ونقحها، وكساها طلاوة وبهجة. وشيخه في الكتابة أبو عبد الله محمد بن أسد المذكور في سنة عشر وأربعمائة. وكان ابن البواب يذهب إذهاباً فائقاً، وكان في أول أمره مزوقاً يصور الدور فيما قيل. ثم أُذهب الكُتب. ثم تعانى الكتابة ففاق فيها على الأولين والآخرين، ونادم فخر المُلك أبا غالب.) وقيل: إنه وعظ بجامع المنصور. ولم يكن له في عصره ذاك النفاق الذي له بعد موته. لأنه وجد بخطه ورقة قد كتبها إلى بعض الأعيان يسأله فيها مساعدة صديق له بشيء لا يساوي

(28/326)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 327
دينارين. وقد بسط القول فيها نحو السبعين سطراً. وقد بيعت بعد ذلك بسبعة عشر ديناراً إمامية. ولأبن البواب شعر وترسل يدل على فضله وأدبه وبلاغته. وقيل: إن بعضهم هجاه بقوله:
(هذا وأنت ابن بواب وذو عدم .......... فكيف لو كنت رب الدارِ والمالِ.)
وقال أبو علي الحسن بن أحمد بن البنا: حكى لي أبو الطاهر بن الغباري أن أبا الحسن ابن البواب أخبره أن ابن سهلان استدعاه، فأبى المُضي إليه. وتكرر ذلك. قال: فمضيتُ إلى أبي الحسن بن القزويني وقلتُ: ما ينطقه الله به أفعله. قال: فلما دخلت إليه قال لي: يا أبا الحسن اصدق والق من شئت. قال: فعدتُ في الحال، وإذا على بابي رسل الوزير. قال: فمضيت معهم فلما دخلت إليه قال لي: يا أبا الحسن ما أخرك عنا فاعتذرت إليه. ثم قال: قد رأيت مناماً. فقلتُ: مذهبي تعبير المنامات من القرآن. فقال: رضيت. ثم قال: رأيت كأن الشمس والقمر قد اجتمعا وسقطا في حجري. قال: وعنده فرح بذلك: كيف يجتمع له الملك والوزارة. قلت: قال الله تعالى: وجُمعَ الشمسُ والقمرُ. يقولُ الإِنْسَانُ يومئذٍ أينَ المَفرُّ. كلاَّ لاَ وَزَرَ. وكررت عليه هذه ثلاثاً. قال فدخل حُجرة النساء. وذهبت. فلما كان بعد ثلاثة أيام انحدر إلى واسط على أقبح حال. وكان قتله هناك. ولأبي العلاء المعري:

(28/327)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 328
(ولاح هِلالٌ مِثل نُونٍ أجادها .......... بذوب النضار الكاتبُ ابن هلالِ.)
قال أبو الحسن محمد بن عبد الملك الهمداني في تاريخه: توفي أبو الحسن ابن البواب صاحب الخط الحسن في جُمادى الأولى، ودُفن في جوار تربة أحمد، يعني ابن حنبل. وكان يقص بجامع المدينة. وجعله فخر المُلك أحمد نُدمائه لما دخل إلى بغداد. ورثاه المرتضى بقوله:
(رُديت يا ابن هلالٍ والردى عرضٌ .......... لم يُحم منهُ على سُخطٍ له البشرُ)

(ما ضر فقدكُ والأيامُ شاهدةُ .......... بأن فضلك فيها الأنجُمُ الزُهُرُ)

(أغنيتَ في الأرضِ والأقوامِ كلهم .......... من المحاسن ما لم يغنيهِ المطرُ)
)
(فللقُلُوبِ التي أبهجتها حزنٌ .......... وللعُيُونِ التي أقررتها سهرُ)

(وما لعيش وقد ودعته أرجٌ .......... ولا لليلٍ وفد فارقتهُ سحرُ)

(وما لنا بعد أن أضحتْ مَطالعُنا .......... مَسلُوبةً من أوضاح ولا غُررُ)
وحدث أبو غالب محمد بن أحمد بن بشران الواسطي: حدثني محمد بن علي بن نصر الكاتب: حدثني أبو الحسن بن علي بن هلال ابن البواب، فذكر حكاية مضمونها أنه ظفر في خزانة بهاء الدولة بربعةٍ ثلاثين جزاءاً جلداً من جزء من الربعة فجلده به، وجلد الجزء الذي قلع عنه بجلد جديد حتى بقي ذلك الجزء الجديد الكتابة لا يعرفه حُذاق الكتاب من الربعة. ومن شعر ابن البواب:
(فلو اني أُهديتُ ما هو فرضُ .......... للرئيس الأجل من أمثالي)

(لنظمتُ النجوم عِقداً إذا رص .......... عَ غيري جواهراً بلآلي)

(28/328)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 329
(ثم أهديتها إليه وأقرر .......... ت بعجزي في القول والأفعالِ)

(غير أني رأيت قدرك يعلو .......... عن نظيرٍ ومشبه ومثالِ)

(فتفاءلتُ في الهدية بالأق .......... لام علماً مني بصدق الفالِ)

(فاعتقدها مفاتح الشرق والغر .......... ب والمكرُمات والأفعالِ)

(وابق للمجد صاعد الجد عزا .......... والأجل الرئيس نجم المعالي)

(وحقوقُ العبيد فرضٌ على السا .......... دة في كل مرسم للمعالي)

(وحياةُ الثناء تبقى على الده .......... رِ إذا ما انقضت حياة المالِ)
في أبيات أخرى. وقال أبو بكر الخطيب: ابن البواب، صاحب الخط. كان رجلاً ديناً لا أعلمه روى شيئاً من الحديث. قال ابن خلكان: روى ابن الكلبي والهيثم بن عدي أن الناقل للكتابة العربية من الحيرة إلى الحجاز حربُ بن أُمية، فقيل لأبي سفيان: ممن أخذ أبوك الكتابة فقال: من ابن سدرة. وأخبره أنه أخذها من واضعها مرامر بن مُرة. قال: وكان لحِمير كتابة تُسمى المُسند، وحروفها متصلة. وكانوا يمنعون العامة تعلمها. فلما جاء الإسلام لم يكن بجميع اليمن من يقرأ ويكتب. قلت: وهذا فيه نظرٌ، فإن اليمن كان بها خلقٌ من أهل الكتاب يكتبون بالقلم بالعبراني.) إلى أن قال: فجميع كتابات الأمم إثنا عشر كتابة وهي العربية، والحميرية، واليونانية، والفارسية، والسريانية، والعبرانية، والرومية، والقبطية، والبربرية، والأندلسية، والهندية، والصينية،

(28/329)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 330
فخمس منها ذهبت: الحميرية، واليويناية، والقبطية، والبربرية، والأندلسية. وثلاث لا تعرف ببلاد الإسلام: الصينية، والرومية، والهندية.
4 (حرف الميم:)
محمد بن أحمد بن محمد. أبو الفضل الجارودي الهروي الحافظ. سمع: أبا علي حامد بن محمد الرفاء، ومحمد بن عبد الله السليطي، وأبا إسحاق القراب والد الحافظ أبي يعقوب، وعبد الله بن الحسين النضري والمروزي، وسليمان بن أحمد الطبراني، ومحمد بن علي بن حامد، وإسماعيل بن بُجير السلمي، وأحمد بن محمد بن سلمويه النيسابوري، وعمر بن محمد بن جعفر الأهوازي البصري، وجماعة كثيرة بنيسابور، والري، وهمدان، وإصبهان، والبصرة، وبغداد، والحجاز. روى عنه: أبو العطاء المليحي، وشيخ الإسلام عبد الله بن محمد الأنصاري، والهرويون. وكان شيخ الإسلام إذا روى عنه يقول: ثنا إمام أهل الشرق أبو الفضل. قال: أبو النضر الفامي: كان عديم النظير في العلوم خصوصاً فيعلم الحِفظ والتحديث، وفي التقلل من الدنيا، والاكتفاء بالقوت، وحيداً في الورع.

(28/330)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 331
وقد رأى بعض الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم فأوصاه بزيارة قبر الجارودي. وقال: أنه كان فقيراً سُنياً. وقال بعضهم: هو أول من سن بهراة تخريج الفوائد وشرح الرجال والتصحيح. وقال ابن الطاهر المقدسي: سمعتُ أبا إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري يقول: سمعت الجارودي يقول دخلت إلى الطبراني فقربني وأدناني، وكان يتعسر علي في الأخذ، فقلت له: أيها الشيخ، تتعسر علي وتبذل الآخرين. قال: لأنك تعرف قدر هذا الشأن. توفي الجارودي في الثالث والعشرين من شوال سنة ثلاث عشرة. محمد بن أحمد بن يوسف. أبو بكر البغدادي الصياد. سمع: أبا بكر الشافعي، وابن خلاد النصبي، ومحمد بن أحمد بن محرم، وأحمد بن جعفر بن حمدلن القطيعي، وأحمد بن جعفر بن حمدان السقطي البصري. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ثقة صدوقاً. انتخب عليه ابن أبي) الفوارس. توفي في ربيع الأول. وكان مولده في سنة ثلاثٍ وثلاثين وثلاثمائة. محمد بن أحمد بن زكريا. النيسابوري الزاهد.

(28/331)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 332
محمد بن إبراهيم بن ماهان. أبو بكر الفقيه. سمع ببخارى من: خلف الخيام. محمد بن طلحة بن محمد بن عثمان. أبو الحسن النعالي. من محدثي بغداد. قال الخطيب: كان يكتب معنا، ويتتبع الغرائب. حدث عن: أبي بكر الشافعي، ومحمد بن كوثر البربهاري، وحبيب القزاز، وأبي بكر القطيعي. كتبتُ عنه، وكان رافضياً. وسمعتُ الأزهري يقول إنه سمعه يلعن معاوية رضي الله عنه. محمد بن محمد بن النُعمان البغدادي.

(28/332)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 333
ابن المعلم، المعروف بالشيخ المفيد. كان رأس الرافضة وعالمهم. صنف كتباً في ضلالات الرافضة، وفي الطعن على السلف. وهلك في خلق حتى أهلكه الله في رمضان، وأراح المسلمين منه. وقد ذكره ابن أبي الطيء في تاريخ الشيعة فقال: هو شيخ مشايخ الطائفة، ولسان الإمامية ورئيس الكلام والفقه والجدل. كان أوحد في جميع فنون العلوم، الأصولين، والفقه، والأخبار، ومعرفة الرجال، والقرآن، والتفسير، والنحو، والشعر. ساد في ذلك كله. وكان يُناظر أهل كل عقيدة، مع جلالة العظيم في الدولة البُويهية، والرتبة الجسمية عند الخلفاء العباسين. وكان قوي النفس، كثير المعروف والصدقة، عظيم الخشوع، كثير الصلاة والصوم، يلبس الخشن من الثياب. وكان بارعاً في العلم وتعليمه، وملازماً للمطالعة والفكرة. وكان من أحفظ الناس. ثم قال: حدثني رشيد الدين المازندراني: حدثني جماعة ممن لقيت، أن الشيخ المفيد ما ترك كتاباً للمخالفين إلا وحفظه وباحث فيه، وبهذا قدر على حل شبه القوم. وكان يقول لتلامذته: لا تضجروا من العلم، فإنه ما تعسر إلا وهان، ولا يأبى إلا ولان. لقد أقصد الشيخ من الحشوية، والجبرية، والمعتزلة، فأذل له حتى أخذ منه المسألة أو أسمع منه.

(28/333)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 334
وقال آخر: كان المفيد من أحرص الناس على التعليم. وإن كان ليدور على المكاتب وحوانيت الحاكة، فيلمح الصبي الفطن، فيذهب إلى أبيه وأمه حتى يستأجرهن ثم يعلمه. وبذلك كثر تلامذته. وقال غيره: كان الشيخ المفيد ذا منزلةٍ عظيمةٍ من السلطان، ربما زاره عضد الدولة، وكان يقضي حوائجه ويقول له: اشفع تشفع.) وكان يقوم لتلامذته بكل ما يحتاجون إليه. وكان المفيد ربعةً، نحيفاً، أسمر. وما استغلق عليه جوابُ معاندٍ إلا فزع إلى الصلاة يسأل الله فييسر له الجواب. عاش ستاً وسبعين سنة، وصنف أكثر من مائتي مصنف. وشيعه ثمانون ألفاً. وكانت جنازته مشهودة. محمد بن الفضل. أبو بكر المفسر. توفي ببلخ. محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن علي بن رزين. أبو عبد الله الباشاني الهروي. توفي في شوال. محمد بن منصور بن علي. أبو طاهر البغدادي، الشاعر الأديب المعروف بالقطان، المقريء.

(28/334)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 335
صحاب رسالة التبيين في أصول الدين. روها عنه: أبو الحسين بن المهتدي بالله، ووالد أبي الحسن بن الطيوري. وروى عنه من شعره أبو الفضل محمد بن المهدي في مشيخته. وذكر أنه مات في هذا العام. محمود بن عمر بن جعفر بن إسحاق. أبو سهل العُبكري. فارسي الأصل، سكن بغداد. وحدث عن: أحمد بن عثمان الأدمي، وأبي سهل بن زياد، وأبي بكر النقاش. قال الخطيب: كتبتُ عنه، وذكره لي أحمد بن علي البادا فقال: أدام الصيام ثلاثين سنة، وليس هو في الحديث بذاك، لأنه روى كتاب القناعة لابن أبي الدنيا، عن شيخٍ لم يسمع منه، والشيخ علي بن الفرج.
4 (حرف الواو:)
ولاد بن علي. أبو الصهباء التميمي الكوفي. قدم بغداد، وحدث عن: محمد بن علي بن دُحيم الشيباني. روى عنه: الخطيب.

(28/335)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 336
1 (وفيات سنة أربع عشرة وأربعمائة:)

4 (حرف الألف:)
أحمد بن الحسن بن عبد الله بن أحمد. أبو عبد الله المقريء الهمداني، إمام الجامع. ويُعرف بالصائغ. روى عن: أبي جعفر بن برزة، والفضل الكندي، وأحمد بن الحسن بن ماجة، وأبي القاسم عبد الرحيم بن الحسن بن عُبيد، ومخلد بن جعفر الباقرحي، وعُبيد الله بن أحمد بن البواب، والحسين بن محمد بن عبيد العسكري الدقاق، وأبي الفتح محمد بن الحسين الأزدي. روى عنه: حمد بن سهل، وأبو الحسن بن حُميد، محمد بن ينال الصوفي. قال شيرويه الحافظ: ونبا عنه يوسف الخطيب، ومحمد بن الحسين الصوفي، وكان ثقة صدوقاً فاضلاً. مات في المحرم وصلى عليه ابنه طاهر. أحمد بن الحسن الدمشقي الوراق. حدث عنه: علي بن أبي العقب، وغير بديار مصر. توفي في صفر. روى عنه: خلف بن أحمد الحوفي، وأبو علي الأهوازي، وأبو عبد الله القُضاعي. أحمد بن زيدان.

(28/336)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 337
أبو العباس المقريء. قال الداني: بغدادي، أقرأ الناس ببيت المقدس. أخذ القراءة عن أبي بكر بن مجاهد، وهو الذي لقنه القرآن. توفي سنة أربع عشرة، وعُمر، ونيف على المائة. قاله لي من قرأ عليه من المغاربة من أصحابنا. أحمد بن عبد العزيز بن محمد بن إسحاق بن قبيصة. أبو حامد المُولقباذي. حدث عن: أبي العباس الصبغي، وأبي الفضل أحمد بن إسماعيل الأزدي، وأبي عمر بن مطر. ومات في ربيع الأخر. روى عنه أبو صالح المؤذن، وغيره. أحمد بن محمد بن سليمان. أبو حامد البشري الهروي العدل. سمع: محمد بن أحمد بن قُريش المروروذي الذي يروي عن عثمان بن سعيد الدارمي، وأبا علي الرفاء. روى عنه: شيخ الإسلام الأنصاري، وأبو العطاء المليحي، ومحمد بن الفضلوي. توفي في شعبان.

(28/337)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 338
وقيده ابن نُقطية بكسر الباء وسكون المثلثة. إسماعيل بن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن السرخسي الهروي. أبو محمد القراب. المقريء العابد أخو الحافظ إسحاق. كان إماماً في عدة علوم، صنف التصانيف، وكان) قدوة في الزهد. سمع: أحمد بن محمد بن مقسم ببغداد، وأبا بكر الإسماعيلي بجرجان، ومنصور بن العباس بهراة. روى عنه: شيخ الإسلام، وأهل هراة. وله مصنف في مناقب الشافعي، وكتاب درجات التائبين. قال الحافظ يوسف بن أحمد الشيرازي: كان في عدةٍ من العلوم إماماً، منها الحديث. والقراءآت، ومعاني القرآن، والفقه، والأدب. وله تصانيف كلها في غاية الحسن. وله كتاب الجمع بين الصحيحين. وكان في الزهد والتقلل من الدنيا آيةً، وفي الإمامة بلا نظير. فلم يجد سوقُ فضله بهراة نفاقاً. كان الصيت إذ ذاك ليحيى بن عمار. وكذا قال أبو النضر الفامي في تاريخه، وأكثر. قال أبو عمر بن الصلاح: رأيت كتابه الكافي في علم القراءآت في عدة مجلدات. وهو كتابٌ ممتع مشتمل على علمٍ كثير. وقال في مناقب الشافعي: لقيتُ جماعةً من أصحاب ابن سُريجُ. وكان القراب قد تفقه على الداركي عبد العزيز ببغداد.

(28/338)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 339
قلت: مات في شعبان من السنة. ومن شيوخه: محمد بن عبد الله الشيرازي، وأبو عمرو بن حمدان، وعلي بن عيسى العاصمي، وأبو أحمد الغطريفي، ومخلد بن جعفر الباقرحي، وبشر بن أحمد الإسفرائيني. روى كتابه في درجات التأبين عمر بن كرم الدينوري بسماعه من أبي الوقت السجزي، قال: أنا أبو عطاء عبد الأعلى بن عبد الواحد بن أحمد المُليحي، عنه.
4 (حرف الباء:)
بديع. فتى القاضي الميانجي روى عن مولاه. روى عنه: عبد العزيز الكتاني، وأبو سعد إسماعيل السمان. وثقه الكتاني. وتوفي في ذي القعدة.
4 (حرف التاء:)
تمام بن محمد بن عبد الله بن جعفر بن عبد الله بن الجُنيد.

(28/339)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 340
الحافظ أبو القاسم ابن الحافظ أبي الحسين البجلي الرازي ثم المشقي، المحدث. ولد بدمشق سنة ثلاثين وثلاثمائة. وسمع من: أبيه، وخيثمة بن سليمان، وأحمد بن حذلم القاضي، وأبي الميمون راشد، وأبي علي أحمد بن محمد بن فضالة، والحسن بن حبيب الحصائري، وأبي يعقوب الأذرعي، ومحمد بن حميد الحوراني، وخلق كثير. خرج عنهم في فوائد.) وقرأ القرآن على أحمد بن عثمان غلام السباك. روى عنه: عبد الوهاب الكلابي أحد شيوخه الصفار، وأبو الحسين الميداني، والحسن بن علي الأهوازي، والحسن بن علي اللباد، وعبد العزيز الكتاني، وأحمد بن محمد العتيقي، وأحمد بن عبد الرحمن الطرائفي، وخلق سواهم. قال الكتاني: توفي أستاذنا تمام الحافظ لثلاثٍ خلون من المحرم سنة أربع عشرة. قال: وكان ثقة، ولم أرى أحفظ منه في حديث الشاميين. وقال أبو علي الأهوازي: وما رأيت مثله في معناه. كان عالماً بالحديث ومعرفة الرجال. وقال أبو بكر الحداد: ما لقينا مثل تمام في الحفظ والخير.
4 (حرف الحاء:)
الحسن بن الفضل بن سهلان.

(28/340)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 341
الوزير أبو محمد. ولي وزارة العراق لسلطان الدولة بن عضُد الدولة بعد فخر المُلك. فكان ضعيف الصناعة، قليل البضاعة، سريع الغضب، فاحشاً. ربما وثب ولكم بيده، ولكنه يندم. وكان فيه شجاعة وهيبة وسخاء. انفحم المفسدون وانقمعوا به، فلم تُطل دولته، وكانت شهرين ونصف، وتوفي. الحسين بن الحسن بن محمد بن حلبس. أبو عبد الله المخزومي الغضائري البغدادي. سمع: محمد بن يحيى الصولي، وإسماعيل الصفار، ومحمد بن البختري، وعثمان بن السماك، والنجاد. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ثقة فاضلاً. مات في محرم. قلتُ: وقع لنا جزء من حديثه عن جماعة عن الهمداني، عن السلفي، عن أبي عبد الله الثقفي، عنه. وروى عنه: البيهقي، وعباس بن أحمد بن بكر ابن الهاشمي، وابن المهتدي بالله. وأما: الغضائري، شيخ الشيعة، فقد مر سنة إحدى عشر.

(28/341)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 342
الحسين بن عبد الله بن محمد بن إسحاق بن أبي كامل الأطرابلسي القيسي. البصري الأصل، العدل. روى عن: أبيه، وعن: خال أبيه خيثمة، وابن حذلم، وأبي يعقوب الأذرعي، وأبي ميمون بن راشد، ومحمد بن إبراهيم السراج نزيل القدس. وسمع بمصر: عبد الله بن الورد، وجماعة. انتقى عليه خلف الواسطي. وحدث عنه: طراد بن الحسين بن حمدان، ومحمد بن علي الصوري، وعبد الرحيم بن أحمد البخاري، وعبد العزيز الكتاني، وأبو الحسن أحمد بن أبي الحديد، وأبو الحسن بن صصرى، وجماعة. وتوفي بأطرابلس. وكان قد حدث قبل موته بدمشق. وثقه أبو بكر الحداد.) الحسين بن علي بن عبيد الله.

(28/342)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 343
أبو علي الرهاوي المقريء. قرأ القرآن لأبن عامر على: أحمد بن محمد الإصبهاني. وقرأ على غيره. وله مصنفات في القراءآت. وحدث عن: أحمد بن صالح البغدادي، قرأ عليه: أبو علي غلام هراس. وحكى عنه: عبد العزيز الكتاني. وتوفي رمضان. الحسين بن محمد بن الحسين بن عبد بن صالح بن شعيب بن منجويه الثقفي. أبو عبد اله الدينوري. توفي في ربيع الآخر بنيسابور. روى عن: هارون بن محمد العطار، وأبي بكر بن السني، وبرهان الصوفي، وأبي علي الحسين بن محمد بن حبش المقريء، وعبد الله بن عبد الرحمن الدقاق الدينوريين، وأبي الحسين بن أحمد بن جعفر بن حمدان الدينوري، وأبي بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي، وعيسى بن حامد الرخجي، وإسحاق بن محمد النعالي، وخلق من الهمدانيين، وغيرهم. روى عنه: جعفر الأبهري، وعبد الرحمن بن أبي عبد الله بن مندة، وسعد بن حمد، ووالده سفيان وأبو بكر محمد، وأبو الفضل القُومساني، وأحمد بن عبد الله إبنا عبد الرحمن بن علي، وأبو غالب بن قصار، وأبو الفتح بن عبدوس، وأبو نصر أحمد بن محمد بن صاعد، وعلي بن أحمد بن الأخرم، وأبو صالح المؤذن ومحمد بن يحيى المزكي، ومكي بن محمد بن دُلير، وأحمد بن الحسين القرشي، وآخرون.

(28/343)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 344
قال شيرويه: كان ثقة، صدوقاً كثير الرواية للمناكير، حسن الخط، كثير التصانيف. ودخل همدان فقيراً فجمعوا له وداسوه، ثم خرج إلى نيسابور ووقع له بها حشمة جليلة. وحدث عنه: أبو إسحاق الثعلبي المفسر. وقد تكلم فيه أبو الفضل بن الفلكي، وقال: ما سمع من عبيد الله بن شنبة. فخرج لذلك من همدن ساخطاً، فتبعه ابن فلكي ورجع عن مقالته، واعتذر منه، فما قبل عُذره، وكان يدعوا على ابن الفلكي. الحسين بن محمد بن الحسن. أبو عبد الله الصوري النحوي الضراب. حدث عن: يوسف الميانجي. روى عنه: عبد الرحيم البخاري. وكان شيخ صور في العربية، والفقه.
4 (حرف السين:)
سُختكين شهاب الدولة. ولي أمرة دمشق للظاهر خليفة مصر سنة اثنتي عشرة.

(28/344)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 345
ومات) بدمشق في قصر السلطان في ذي القعدة سنة أربع عشرة. سعيد بن محمد بن أحمد بن حسين بن مدرك. أبو عاصم الباشاني الهروي الزاهد. روى عن: حامد الرفاء. مسع: منه: شيخ الإسلام الأنصاري. سهل بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن دينار. أبو يحيى الديناري النيسابوري الجوهري. شيخ صالح، عابد، ثقة. لكنه متهم في المذهب. روى عن: الأصم، وأبي العباس القطان، وأبي يحمد الشُعبي. وعنه: أبو صالح المؤذن.
4 (حرف الطاء:)
طاهر بن محمد بن علي بن هاموش. الزاهد أبو محمد الهمداني البزاز، الرجل الصالح. روى عن: إبراهيم بن محمد بن علي بن أبي حماد، وأبي أحمد الحسين بن علي حُسينك، وشُعيب بن علي القاضي. روى عنه: أبو سعد محمد بن علي بن مموش، ويوسف الخطيب، وغيرهما. وكان بَّكاءً خائفاً خاشعاً، من أولياء الله.
4 (حرف العين:)
العباس بن عمر بن مروان.

(28/345)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 346
أبو الحسن الكلوذاني: قال الخطيب: كتبنا عنه عن الصولي، وأبي جعفر بن البختري، وكان رافضياً غير ثقة، فخرقت ما كتبت عنه. وقال ابن خيرون: حدث عن المحاملي، وحمزة الهاشمي. رافضي كذاب، لم يكن له أصل. مات في رمضان. عبد الله بن أحمد عمرو بن أحمد بن معاذ. أبو الحسين، ويقال: أبو العباس، العنسي الداراني. روى عن: أبيه، وأبي الميمون بن راشد، وأبي يعقوب الأذرعي، وأبي الحين بن حذلم. روى عنه: علي بن محمد الحنائي، وأبو علي الأهوازي، وأبو محمد اللباد، وعبد العزيز الكتاني. وقال الكتاني: توفي بداريا في شوال، وكتب الكثير، وحدث بشيء يسير. ثقة مأمون.

(28/346)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 347
عبد الله بن الحسن بن الخصيب. أبو محمد الإصبهاني الكراني. عبد الجبار بن أحمد الهمذاني. القاضي شيخ المعتزلة. توفي بالري في ربيع الآخر. وقيل: توفي سنة كما سيأتي.) عبد الرحمن بن محمد بن سليمان. أبو عقيل السلمي الأستوائي. ثقة، أصل. روى عن: الأصم، وأقرانه. ويعرف بالمائقي. روى عنه: ابن أخته زين الإسلام أبو القاسم القشيري. قاله عبد الغافر في السياق.

(28/347)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 348
عبد الرحمن بن هشام بن عبد الجبار بن الناصر لدين الله الأموي المرواني. أخو محمد المهدي. لما انهزم البربر عن قرطبة مع القاسم بن حمود الحسني، اتفق أهل قرطبة على رد الأمر إلى بني أمبة، وكانت دولتهم قد زالت من سنة سبعٍ وأربعمائة بابني حمود، فاختاروا ثلاثة: عبد الرحمن هذا، وسليمان ابن المرتضى، وآخر. ثم قدموا عبد الرحمن وبايعوه بالخلافة في رمضان من السنة، وله اثنتان وعشرون سنة. وكنيته أبو المطرف، ولقبوه بالمستظهر بالله. ثم قام عليه أحد بني عمه أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الرحمن مع طائفةٍ من الغوغاء، فقتل المستظهر لثلاثٍ بقين من ذي القعدة. وكان رحمه الله ذكياً بليغاً فصيحاً مفوهاً، بارع الأدب رقيق الطبع، جيد النظم. ووزر أبو محمد بن حزم الظاهري له تلك الأيام. ولم يعقب. ثم بويع أبو عبد الرحمن، فدام أمره عشرة أشهر، ولقبوه بالمستكفي. ثم خلع ورجع الأمر إلى يحيى المعتلي، وسم أبو عبد الرحمن فهلك. عقيل بن عبيد الله بن أحمد بن عبدان. أبو طالب الأزدي الدمشقي الصفار. سمع: ابن حذلم، وأبا الميمون بن راشد، وأبا بكر بن معروف، والحافظ أبا الحسين الرازي.

(28/348)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 349
روى عنه: علي بن الخضر، وعبد العزيز الكتاني، وجماعة. توفي في جمادى الآخرة. ووثقه الكتاني. علي بن أحمد بن صُبيح. أبو الحسن القاضي. سمع: أبا بكر الشافعي، وجعفر بن الحكم المؤدب. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقاً. علي بن بشرى بن عبد الله. أبو الحسن الدمشقي العطار. إمام مسجد ابن أبي الحديد. روى عن: أبي علي بن هارون، وعلي بن أبي العقب، ومحمد بن إبراهيم بن مروان، وجمع بن القاسم، وخيثمة بن سليمان، لكن قال الكتاني إنه اتهم في خيثمة. روى عنه: أبو علي الأهوازي، ورشأ بن نظيف، وعبد العزيز الكتاني، وعربية الحلبية. وقال الأهوازي: سمعته يقول: اسمعني والدي من خيثمة سنة ثلاثٍ وأربعين، ولي سبعُ سنين. ووثقه محمد بن علي الحداد. توفي في صفر.

(28/349)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 350
روى عنه: عبد الغني بن سعيد، وإبراهيم بن محمد الحنائي، وأبو عبد الله محمد بن سلامة) القُضاعي، وأبو علي الأهوازي، وأبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد، وخلق كثير من المغاربة والحُجاج. توفي بمكة. قال أبو الفضل بن خيرون: تُكلم فيه. قال: وقيل إنه يكذب. وقال شيرويه الديلمي: روى عنه: أبو منصور بن عيسى، وأبو القاسم عبد الرحمن بن مندة، وعبد الرحمن بن محمد بن شاذي، وثنا عنه بالإجازة: أبو القاسم الخطيب، وأبو القاسم بن البصري، وأبو الفتح بن عبدوس. علي بن عبد الله بن الحسن بن جهضم بن سعيد. أبو الحسن البوراني الصوفي، نزيل مكة، ومصنف كتاب بهجة الأسرار في أخبار القوم. حدث عن: أبي الحسن علي بن إبراهيم بن سلمة القطان، وأبي سهل بن زياد القطان، وأحمد بن الحسن بن عُتبة الرازي، وأحمد بن إبراهيم بن عطية الحداد، وأحمد بن عثمان الأدمي، وعبد الرحمن بن حمدان الجلاب،

(28/350)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 351
وعلي بن أبي العقب، وأبي بكر بن أبي دُجانة، وأبي بكر الرقي، وجُمح بن القاسم المؤذن، وطائفة. قال: وكان ثقة، صدوقاً، عالماً، زاهداً، حسن المعاملة، مذكوراً في البُلدان، حسن المعرفة. وروى عنه أبو طالب محمد بن علي العشاري. قرأت على الأبرقوهي: أخبركم أحمد بن مطيع إجازة وسماعاً في غالب الظن أنه قرأ على الشيخ عبد القادر بن أبي صالح الجبلي، أنا هبة الله السقطي، أنا أبو الفضل جعفر بن يحيى المكي، أنا الحسين بن عبد الكريم الجزري، أنا علي بن عبد الله بن جهضم الهمداني، أنا علي بن محمد بن سعيد البصري، أنا أبي، أنا خلف بن عبد الله الصنعاني، حُميد الطويل، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه السلام: رجب شهر الله، وشعبان شهري، ورمضان شهر أمتي، ثم ذكر فضل ليلة صلاة الرغائب. والحديث موضوع، ولا يُعرف إلا من رواية ابن جهضم. وقد اتهموه بوضع هذا الحديث. وقد رواه عنه عبد العزيز بن بُندار الشيرازي نزيل مكة، وغيره. ولقد أتى بمصائب يشهد القلب ببُطلانها في كتاب: بهجة الأسرار.

(28/351)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 352
علي بن القاسم بن الحسن البصري. أبو الحسن النجاد. هو خاتمة من روى عن أبي روق الهزاني. كان محدثاً عدلاً بالبصرة. حدث عنه: الخطيب، وأبو بكر محمد بن إبراهيم المستملي، والحسن بن عمر بن الحسن بن) يونس الإصبهانيان، وطائفة سواهم. لم أظفر بموته، إلا أنه كان حياً سنة ثلاث عشرة وأربعمائة. ويروي أيضاً عن أحمد بن عبيد الصفار كتاب السنن له. علي بن محمد بن أحمد بن ميلة خُرة. ويُعرف أبو محمد بماشاذه. أبو الحسن الإصبهاني الزاهد، الفقيه الفرضي، أحد أعلام الصوفية.

(28/352)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 353
قال أبو نُعيم: صحب أبا بكر عبد الله بن إبراهيم بن واضح، وأبا جعفر محمد بن الحسن، وزاد عليهما في طريقهما خُلقاً وفتوةً. جمع بي علم الظاهر والباطن، لا تأخذه في الله لومةُ لائم. وكان ينكر على المتشبهة بالصوفية، وغيرهم من الجهال فساد مقالتهم في الحلول والإباحة والتشبيه، وغير ذلك من ذميم أخلاقهم، فعدلوا عنه لما دعاهم إلى الحق جهلاً منهم وعناداً. وانفر في وقته بالرواية عن: محمد بن محمد بن يونس الأبهري، وأبي عمرو أحمد بن محمد بن إبراهيم بن حكيم، وأبي علي أحمد بن محمد بن إبراهيم المصاحفي، ومحمد بن أحمد بن علي الأسواري. وتوفي يوم الفطر. قلت: أخبرنا بلال الحبشي، أنا عبد الوهاب بن ظاهر، أنا السلفي، أنا محمد وأحمد ابنا عبد الله بن أحمد قالا: ثنا علي بن ماشاذه إملاءً، نا أبو علي الصحاف: ثنا أحمد بن مهدي، نا ثابت بن محمد، نا سُفيان الثوري، عن أبي الزُّبير، عن جابر، قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يقطع الصلاة الكشرُ، ولكن يقطعُها القرقرة. وروى أيضاً عن: عبد الله بن جعفر بن فارس، ومحمد بن عبد الله بن أسيدِ، وأبي علي أحمد بن محمد بن عاصم، وعبد الله بن محمد بن عيسى، وغِياث بن محمد، وأبي أحمد العسال، وغيرهم. وأملى عدة مجالس. روى عنه: أبو عبد الله الثقفي في فوائده، ورجاء بن قُولويه، وأحمد بن

(28/353)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 354
محمد ابنا عبد الله السوذرجاني، وأبو الحسين سعيد بن محمد الجوهري، وأبو نصر عبد الرحمن بن محمد السمسار، وآخرون. قال أبو بكر أحمد بن جعفر اليزدي: سمعتُ الإمام أبا عبد الله بن مندة وقت قدومه من خُراسان سنة إحدى وسبعين يقول، وعنده أبو جعفر ابن القاضي أبي أحمد العسال وعدة مشايخ، فسأله ابن العسال عن أخبار مشايخ البلاد التي شاهدها، فقال: طِفتُ الشرق والغرب، فلم أر في الدنيا مثل رجُلين، أحدهما والدك القاضي، والثاني أبو الحسن علي بن ماشاذه الفقيه. ومن عزمي أن أجعله وصبي، وأسلم كُتبي أليه، فإنه أهل له. أو كما قال.) أخبرني إسحاق الصفار، أنا ابن خليل، أنا أبو المكارم، أنبا أبو علي، أنا أبو نُعيم في آخر كتاب الحلية قال: ختم التحقق بطريقة المتصوفة بأبي الحسن علي بن ماشاذه لِما أولاه الله من فنون العِلم والسخاء والفتوة، كان عارفاً بالله فقيهاً عاملاً، له من الأدب الحظ الجزيل رحمه الله. علي بن محمد بن علي بن حسين بن شاذان. الحاكم أبو الحسن بن السقا الإسفرائيني الحافظ المُحدث، الثقة. من أولاد الشيوخ. سمع الكُتب الكبار، وأملي دهراً. روى عن: الأصم، وأبي عبد الله بن الأخرم، وعلي بن حمشاذ، وأبي

(28/354)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 355
عبد الله الصفار الإصبهاني، وأبي طيب الشُعيري، وأبي الحسن الطرائفي، وأبي منصور العتكي، وخلق. ورحل فأخذ عن: أبي سهل بن زياد، والنجاد، ودعلج، وجعفر بن الخُلدي، وعبد الله الخراساني، وعبد الرحمن بن الحسن الهمداني، وطائفة. روى عنه: أبو بكر البيهقي، وسبطه حكيم بن أحمد الإسفرائيني القاضي، وجماعة. توفي في هذه السنة. علي بن محمد بن علي بن يعقوب. أبو القاسم الإيادي البغدادي. سمع أبا بكر النجاد، وأبا بكر الشافعي، وحبيباً القزاز، وجماعة. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ثقة يتفقه على مذهب مالك. مات في ذي الحجة. قلت: وروى عنه: القاسم بن الفضل الثقفي، وأهل بغداد. له جزء معروف به سمعه السبط. عمر بن محمد بن إبراهيم بن عباس. أبو حفص الدوغي المديني. توفي في شعبان.

(28/355)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 356
4 (حرف القاف:)
القاسم بن جعفر بن عبد الواحد بن العباس بن عبد الواحد أبو جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب. القاضي أبو عمر الهاشمي العباسي البصري. سمع: عبد الغافر بن سلامة الحمصي، وأبا العباس محمد بن أحمد بن الأثرم، وعلي بن إسحاق المادرائي، ومحمد بن الحسين الزعفراني الواسطي، والحسين بن يحيى بن عياش القطان، ويزيد بن إسماعيل الخلال صاحب الرمادي، وأبا علي الؤلؤي، والحسن بن محمد بن عثمان الفسوي، وجماعة. وولد في سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة.) روى عنه: أبو بكر الخطيب، وأبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي الإبهاني المستملي، وأبو علي الوخشي، وهناد إبراهيم النسفي، وسُليم بن أيوب الرازي، والمسيب بن محمد الأرغياني، وعلي بن أحمد التستري، وأبو القاسم عبد الملك بن شغبة، وجعفر بن محمد العباداني، وآخرون. قال أبو الحسن علي بن محمد بن نصر الدينوري ابن اللبان: سمعتُ سنن أبي داود على أبي عمر الهاشمي بقراءتي ست مرات. وسمعته يقول: أحضرني والدي هذا الكتاب وأنا ابن ثمان سنين، فأثبت حضوري ولم يثبت السماع، ثم أحضرني وأنا ابن تسعٍ، فأثبت حضوري ولم يُثبت السماع، وسمعته وأنا ابن عشر سنين، فأثبت حينئذٍ سماعي. وقال الخطيب: كان أبو عمر ثقة أميناً، ولي القضاء بالبصرة، وسمعت منه بها سنن أبي داود وغيرها. ومات في تاسعٍ وعشرين من ذي القعدة سنة 14.

(28/356)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 357
4 (حرف اللام)
ليلى بنت أحمد بن مسلم الولادي الإصبهاني. أم البهاء. توفيت في جمادى الأولى، وصلى عليها ابنها.
4 (حرف الميم)
محمد بن أحمد بن سميكة. القاضي أبو الفرج البغدادي، الفقيه الشافعي، روى عن: النجاد، وغيره. وانتقى عليه ابن أبي الفوارس. محمد بن خزيمة بن الحسين. أبو عبد الله المصري الدباغ البزاز. عن: ابن حيويه النيسابوري، وطبقته. ورخه الحبال. محمد بن الحسين بن عمر. أبو الحسين الحمصي الفرضي. ولي قضاء دمشق نيابة عن القاضي أبي عبد الله محمد بن الحسين النصيبي. وسمع من: أبي عبد الله بن مروان، وأبي طاهر محمد بن عبد العزيز الفقيه، والقاضي الميانجي، وأبي زيد المروزي، وجماعة. روى عنه: علي الجنائي، وعبد العزيز الكتاني، وأبو نصر بن طلاب، وآخرون.

(28/357)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 358
توفي في جمادى الأولى. محمد بن طاهر بن يونس بن جعفر. أبو الفتح الدقاق. والد حمزة الحافظ. حدث عن: أبي بكر القطيعي، وغيره. روى عنه: إبناه حمزة والحسين، وابن أخته أبو طالب العشاري، وأبو الفضل محمد بن المهتدي بالله. ولد سنة أربعٍ وأربعين وثلاثمائة، وابيضت لحبة ابنه حمزة) قبله، فكانوا يحسبون الأب هو الابن. توفي رحمه الله في سلخ رجب. محمد بن علي بن عمرو بن مهدي. أبو سعيد النقاش الإصبهاني، الحافظ الحنبلي. سمع من: جده لأمه أحمد بن الحسين بن أيوب التميمي، وأحمد بن معبد، وعبد الله بن فارس، وعبد الله بن عيسى الخشاب، وأبي أحمد العسال، وأحمد بن إبراهيم بن يوسف، وسليمان الطبراني، وجماعة سنة نيفٍ وأربعين وثلاثمائة. ثم رحل إلى بغداد فسمع من: أبي بكر الشافعي، ومحمد بن الحسن بن مقسم المقريء، وعمر بن سلم، وأبي علي بن الصواف، ومحمد بن علي بن حبيش الناقد، ومحمد بن علي بن محرم، وطبقتهم. وسمع بالبصرة من: إبراهيم بن علي الهجيمي وهو أكبر شيخ لقيه في الرحلة.

(28/358)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 359
وسمع من: فاروق الخطابي، وحبيب القزاز. وبالكوفة من: أصحاب مطين، وبدين بن جناح المحاربي القاضي، وصباح بن محمد النهدي، وعبد الله بن يحيى الطلحي. وبمرو من: حاضر بن محمد الفقيه، وجماعة. وبجرجان من: أبي بكر الإسماعيلي، وجماعة منهم إسماعيل بن سعيد الخياط. وبهراة من: أبي حامد أحمد بن محمد بن حسنويه، وأبي منصور محمد بن أحمد بن الأزهر اللغوي. وبنهاوند، وهمدان ونيسابور، والدينور، سمع بها من ابن السني. وبالحجاز، وإسفرائين، ومرو الروذ، وعسكر مكرم. وأملي وجمع في الأبواب، وغير ذلك. وحدث بالكثير روى عنه: أحمد بن عبد الغفار بن أشتة، والفضل بن علي الحنفي، وأبو مطيع محمد بن عبد الواحد المصري، وخلق كثير. وكان من الثقات المشهورين. توفي في رمضان محمد بن علي بن الحسين الباشاني الهروي. الثقة، الرضا. توفي في صفر، وله مائة وست سنين. روى عن: أبي إسحاق أحمد بن محمد بن ياسين الحافظ، ومحمد بن إبراهيم بن نافع. روي عنه: شيخ الإسلام أبو إسماعيل، وجماعة.

(28/359)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 360
محمد بن علي بن ممويه. أبو بكر الإصبهاني الواعظ، المفسر المعروف بالجمال. قال محمد بن عبد الواحد الدقاق: كان ملك العلماء في وقته بإصبهان. محمد بن علي بن العباس بن جمعة. أبو طاهر الخفاف العدل. توفي بخراسان في جمادى الأولى. محمد بن علي بن ربيع بن عبد الله بن ربيع بن بنوش. أبو عبد التميمي القرطبي، ولد) القاضي أبي محمد. روى عن: أبيه، وأبي عمر أحمد بن خالد التاجر، وعباس بن أصبغ وأبي جعفر بن عون الله. وكان نبيلاً مجتهداً، قائماً بالرواية، متقناً. حدث عنه: الخولاني. ومات في حياة أبيه. محمد بن عمر بن هارون. أبو الفضل الكوكبي الإصبهاني، الأديب. توفي في رجب. محمد بن محمد بن إبراهيم الجرجاني. نزيل استرباذ، وهي على مرحلته من جرجان. روى عن: نعيم بن عبد الملك، وهارون بن أحمد الأستراباذي وغيرهما.

(28/360)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 361
4 (حرف الهاء)
هلال بن محمد بن جعفر بن سعدان بن عبد الرحمن بن ماهوية بن مهيار بن المرزبان. أبو الفتح الكسكري، ثم البغدادي الحفار. ولد سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة. سمع من: ابن عياش القطان، وعلي بن محمد المصري الواعظ، وابن البختري، وإسماعيل الصفار، وعثمان بن السماك، وجماعة. قال الخطيب: مات في صفر، وكان صدوقاً. كتبنا عنه. وروى عنه: أبو نصر عبيد الله السجزي، وأبو بكر البيهقي، وهبة الله بن عبد الرزاق الأنصاري، والقاسم بن فضل الثقفي، وطراد بن محمد الزينبي، وخلق كثير. وآخر من روى بالإجازة حديث الحفار بعلوٍ زين الدين محمد بن عبد الدائم عن خطيب الموصل، إجازةً عن طراد. الهيصم بن محمد بن إبراهيم. أبو علي البُوشنجي الشعبي. توفي ببوشنج يوم العيد.

(28/361)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 362
4 (حرف الياء:)
يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى. أبو زكريا بن المزكي أبي إسحاق. مُسند نيسابور وشيخ التزكية. كان ثقة نبيلاً زاهداً صالحاً، ورعِاً متقناً. وما كان يحدث إلا وأصله بيده يُقابل به. وعقد الإملاء مدة، وقُريء عليه الكثير. وقد تفقه على الأستاذ أبي الوليد. روى عن: أبي العباس الأصم، وأبي عبد الله محمد بن يعقوب الأخرم، وأبي الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس، والحسن بن يعقوب البُخاري، وأبي بكر أحمد بن إسحاق الصبغي الفقيه، وطائفة من النيسابوريين، وأبي سهل بن زياد، وأحمد بن سلمان النجاد، وعبد الله بن إسحاق الخُراساني، وأحمد بن كامل القاضي، وأحمد بن عثمان الأدمي البغداديين، ومحمد بن علي بن دُحيم) الكوفي، وجماعة كثيرة. وانتقى عليه الحافظ أبو بكر البيهقي في جميع كُتبه، وأبو صالح المؤذن، وعثمان بن محمد المحمي، وعلي بن أحمد المؤذن ابن الأخرم، وهبة الله بن أبي الصهباء، وابنه أبو بكر محمد بن يحيى، والقاسم بن الفضل الثقفي، وآخرون. مات في ذي الحجة.

(28/362)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 363
يحيى بن إبراهيم بن محارب. أبو محمد السرقسطي. روى عن: عبدوس بن محمد، وحج فروى عن أبي القاسم السقطي صاحب إسماعيل الصفار. وكان فاضلاً زاهداً، يُقال كان مجاب الدعوة. وله كتاب صفة الجنة. روى عنه: قاسم بن هلال، وعُمر بن كُريب، وموسى بن خلف، ووضاح بن محمد السرقسطي.

(28/363)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 364
1 (وفيات سنة خمس عشرة وأربعمائة:)

4 (حرف الألف:)
أحمد بن أحمد بن يوسف. أبو صادق الدوغي الجُرجاني البيع. سمع وطوف، وطال عمره. وحدث عن: عبد الرحمن بن عبيد الهمذاني، ودعلج بن أحمد، وأبي بكر الشافعي، وحامد الرفاء، وعبد الله بن عدي. قال الحافظ علي بن محمد الزبحي: لم أرزق السماع منه، وكان يجلس بجنبي في مجلس ابن معمر. روى عنه: أبو مسعود البجلي، وأقراننا. ومات في جُمادى الآخرة. أحمد بن علي بن أحمد بن محمد بن شبيب. أبو نصر الشبيبي الخندقي.

(28/364)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 365
قال عبد الغافر: شيخ ثقة معروف، يكتب الأمالي على كبر السن. وحدث عن: الأصم، وأبي عبد الله بن الأخرم، وأبي حسن الكارزي، وأبي الوليد الفقيه. ثنا عنه جماعة. توفي في ذي القعدة. قلت: روى عن: أبي نصر أبو الحسن المديني ابن الأخرم، والبيهقي. أحمد بن علي بن أحمد بن مُعاذ. أبو الحسين المُلقباذي التاجر. شيخ ثقة مستور، مجاوراً بالجامع بنيسابور. ويُقال أنه من ذرية معاذ بن جبل. حدث عن: أبي محمد الكعبي، ويحيى بن منصور القاضي، وأبي بكر محمد بن المؤمل. وعنه: أبو صالح المؤذن. أحمد بن علي بن محمد. أبو عبد الله القُرشي، الدمشقي، الرُماني النحوي. المعروف) بالشرابي. الأديب. حدث بكتاب إصلاح المنطق ليعقوب بن السكيت، عن أبي جعفر محمد بن أحمد الجُرجاني. وسمع من: عبد الوهاب الكلابي.

(28/365)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 366
روى عنه: أبو نصر بن طلاب الخطيب. توفي في دمشق في ربيع الآخر. أحمد بن عُمر بن عثمان. أبو فرج ابن البغل. بغدادي، سمع من: جعفر الخُلدي، وأبي بكر النجاد. قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان صدوقاً. أحمد بن الفضل. أبو منصور النُعيمي الجرجاني الحافظ. عن: ابن عدي، وأبي بكر الإسماعيلي، وأبي أحمد الغطريفي، أبي أحمد الحاكم، وأبي عمر الحيري، ونصر بن عبد الملك الأندلسي، وغيرهم. وصنف كتاباً في أخبار الخيل، وله في الحديث مصنف سماه المُجتنى. مات في شوال. قاله ابن ماكولا. أحمد بن محمد بن أحمد بن القاسم بن إسماعيل الضبي المحاملي.

(28/366)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 367
الفقيه الشافعي أبو الحسن. درس الفقه على الشيخ أبي حامد. وكان عُجباً في الذكاء والفهم، صنف في الفقه كتاب المجموع، وهو كتابٌ كبير، وكتاب المقنع في مجلد، وكتاب الُلباب، وغير ذلك. وصنف في الخلاف كثيراً. وسمع من: الحافظ محمد بن المظفر، وطبقته. ورحل به أبوه إلى الكوفة فسمعه من ابن أبي السري البكائي. ولد سنة ثمانٍ وستين وثلاثمائة. روى عنه: أبو بكر الخطيب، وحضر دروسه. وقال الشريف المرتضى أبو القاسم علي بن الحسين المُوسوي: دخل علي أبو الحسن المحاملي مع الشيخ أبي الحامد، ولم أكن أعرفه، فقال لي الشيخ أبي حامد: هذا أبو الحسن بن المحاملي، وهو اليوم أحفظ للفقه مني. وقال الشيخ أبو إسحاق في الطبقات: تفقه أبو الحسن على الشيخ أبي

(28/367)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 368
حامد الإسفرائيني وله عنه تعليقه تنسب إليه، وله مصنفات كثيرة في الخِلاف والمذهب، ودرس ببغداد. قلت: وتوفي في ربيع الآخر، وتوفي أبوه سنة سبعٍ كما مر. أحمد بن محمد بن الحاج بن يحيى. أبو العباس الإشبيلي الشاهد. نزيل مصر. رحل في صغره، وسمع: عثمان بن محمد السمرقندي، والحسن بن مروان القيسراني، وأبا علي بن هارون، وأبا القاسم علي بن أبي العقب، وأحمد بن محمد بن عُمارة، وأبا الفوارس أحمد بن محمد بن عُتبة الرازي، والعباس بن محمد الرافقي، وأبا بكر أحمد بن عبد الله بن أبي دُجانة) الدمشقي، وخلقاً سواهم بمصر، والشام. روى عنه: أبو نصر عبيد الله بن سعيد الوابلي، وعبد الرحيم بن أحمد البخاري، وأبو عبد الله القُضاعي، وأبو إسحال الحبال، وأبو الحسن الخلعي، وطائفة من المغاربة. وقع لنا حديثه عالياً. وخرج له أبو نصر المذكور أجزاءً كثيرة، وأثنى عليه الحبال وقال: مات في صفر. أحمد بن محمد بن أحمد بن إسماعيل.

(28/368)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 369
أبو بكر الحربي، المؤدب، المؤذن. كان حجاجاً، كثير التلاوة. وسمع من: النجاد. أحمد بن محمد بن أبي أسامة. القاضي أبو الفضل الحلبي. أحد كُبراء حلب. قبض أسد الدولة صالح بن مرداس متولي حلب عليه، ودفنه حياً بقلعة حلب. قال صاحب أبو القاسم بن العديم: ولما حفر الملك العزيز أساس داره بالقلعة سنة اثنتين وثلاثين وستمائة ظهر لهم مطمورةٌ مُطبقة، وفيها رجل في رجليه لبنةُ حديد، فلا أشك أنه هو. وهو أحمد بن محمد بن عبيد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد بن بهلول بن أبي أسامة. حدث عن: أبي أسامة الجنادة بن محمد. وسمع بحلب من أخيه عبيد الله، ومن: سليمان بن محمد بن سليمان التنوخي.

(28/369)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 370
روى عنه: القاضي أبو الحسين أحمد بن يحيى بن أبي جرادة قاضي حلب. ولي ابن أبي أسامة قضاء حلب، وتمكن في أيام سديد الدولة ثُعبان بن محمد الكتامي أمير حلب، وموصوف الصقلبي والي القلعة. وكانا يرجعان إلى عقله ورأيه. فلما حضر نواب صالح كان ابن أبي أسامة في القلعة، فتسلمها نواب صالح وقتلوا موصوفاً وابن أبي أسامة. وقيل: بل دفنوه حياً. أحمد بن محمد بن موسى. أبو الحسين البغدادي الخياط. سمع منه أبو بكر الخطيب في هذا العام عن عبد الصمد الطستي، والنجاد، ووثقه. أحمد بن محمد بن عمر بن الحسن. أبو الفرج ابن المسلمة، البغدادي العدل. سمع: أباه، وأحمد بن كامل القاضي، وأبا بكر النجاد، وابن علم، ودعلج بن أحمد. قال الخطيب: كان ثقة، يُملي كل سنةٍ مجلساً واحداً في المحرم. وكان موصوفاً بالعقل والفضل والبِر. وداره مألفٌ لأهل العلم.

(28/370)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 371
ولد سنة سبعٍ وثلاثين وثلاثمائة، وكان صواماً كثير التلاوة. توفي في ذي القعدة رحمه الله. روى عنه: الخطيب، وطراد الزينبي، وجماعة.) وكان قد تفقه على أبي بكر الرازي الحنفي. وكان يصوم الدهر، ويتهجد بِسبع القرآن. قال الخطيب: حدثني رئيس الرؤساء أبو القاسم الوزير قال: كان جدي يختلف إلى درس أبي بكر الرازي. وقال لي الوزير إنه رأى في النوم أبا الحسن القُدري. فقال له: كيف حالك فتغير وجهه وطال، وأشار إلى صعوبة الأمر. قلت: كيف حال الشيخ أبي فرج يعني جده. قال: فعاد وجهه إلى ما كان، وقال: ومن مثل الشيخ أبي الفرج ذاك. ثم رفع يده إلى السماء. فقلتُ في نفسي: يريد وهُم في الغُرفاتِ آمِنُون. أحمد بن محمد بن الصابوني. أبو الحسن البغدادي. سمع: عمر بن جعفر بن سلم، وأبا بكر الشافعي. أحمد بن يحيى بن سهل. أبو الحسين المنبجي الشاهد المقريء النحوي. نزيل دمشق. حدث عن: أبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن مروان، ونظيف بن عبد الله المقريء، وجماعة.

(28/371)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 372
روى عنه: علي بن محمد الحنائي، وعلي بن محمد بن شجاع الربعي، وعلي بن الخضر السُلمي، وأبو سعد السمان، وعبد العزيز الكتاني. ووثقه الكتاني. إبراهيم بن أحمد. أبو إسحاق السمان. سمع: الإسماعيلي، وغيره. أسد بن القاسم. أبو الليث الحلبي المقريء. إمام مسجد النخاسين بدمشق. حدث عن: الفضل بن جعفر المؤذن، ويوسف الميانجي. روى عنه: أبو سعد السمان، وعبد العزيز الكتاني، وجماعة.
4 (حرف الحاء:)
الحسن بن عبد الله بن مسلم. أبو علي الصقلي المقريء. رحل، وقرأ القراءآت على: أبي الطيب بن غلبون، وعُمر بن عراك، وأبي عبد الله بن خُراسان. قال أبو عمرو الداني: كان رجلاً صالحاً ذا حفظ ومعرفة، وصدق. توفي بصقلية. الحسين بن سعيد بن مهند بن مسلمة. أبو علي الطائي الشيزري.

(28/372)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 373
حدث عن: يوسف الميانجي، وأبي عبيد الله بن خالويه النحوي، وشاكر بن دعي. روى عنه: علي الحنائي، وأبو سعد السمان، وأبو القاسم علي بن محمد المصيصي، وغيرهم. قال الكتاني: توفي في رمضان. وكان يتهم بالتشيع. ولم أر في عبادته وورعه مثله. الحسين بن عبد الواحد الحذاء المقريء المجود. بغدادي. حدث عن: أحمد بن جعفر بن) سلم الخُتلي. الحسين بن علي ابن الإسكاف. سمع النجاد، وغيره. وحدث في هذه السنة، وانقطع خبره.
4 (حرف الزاي:)
زكريا بن يحيى بن أفلح. أبو يحيى التميمي القُرطبي. ويُعرف بابن النعمان. روى عن: أبي عبد الله بن مُفرج.

(28/373)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 374
روى عنه: قاسم بن إبراهيم الخزرجي. زيادة بن علي. التميمي النحوي. نزيل قرطبة. كان كبير القدر في علوم اللسان، محكماً للعربية. أخذ الناس عنه بقرطبة.
4 (حرف العين:)
عبد الله بن ربيع بن عبد الله بن محمد بن ربيع بن صالح. أبو محمد التميمي القرطبي. روى عن: أبي بكر محمد بن معاوية، وأحمد بن مُطرف، وأحمد بن سعيد الصدفي، وأبي عبيد الله بن مفرج، وجماعة كثيرة. وحج في الكهولة سنة إحدى وثمانين. وسمع من: أبي بن المهندس، وأبي محمد بن أبي زيد الفقيه. وكان ثابتاً صالحاً، ديناً قانتاً، يُعرف بابن ينوش. حدث عنه: محمد بن عتاب، وأبو محمد بن حزم، وأبو عمر المهدي المقريء، وجماعة. ولد سنة ثلاثين وثلاثمائة. وتوفي في جمادى الأولى. وكان ملازماً للاشتغال. عبد الله بن محمد بن عقيل.

(28/374)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 375
أبو عبد الله الباوردي. حدث عن: أحمد بن سلمان النجاد. روى عنه: أبو مطيع محمد بن عبد الواحد، ولإصبهانيون. مات في رمضان. ومن رواته: أحمد بن أشته. وهو أبيوردي غير فقيل الباوردي. سكن إصبهان. وقع لنا حديثه بعلو. وهو معتزلي، جلد، محترق. قال يحيى بن مندة: ثنا عمي عبد الرحمن قال: كتبتُ جزءين فقال لي: من لم يكن على مذهب الإعتزال فليس بمسلم. فمزقت ما كتبتُ عنه. قلت: كان الإعتزال في زمانه فاشياً بالعراق والعجم. عبد الله بن محمد بن محمد بن سعيد بن مسعود. أبو بكر السكري. خُراساني، نيسابوري، ثقة. سمع: الأصم، وأبا حامد الحسنوي المقريء، وأبا بكر محمد بن المؤمل، ويحيى بن منصور. وببغداد: أبا علي بن الصواف، وابن خلاد النصيبي. وبمكة: أبا إسحاق الدُبيلي. روى عنه: محمد بن يحيى المزكي، ومنصور بن إسماعيل بن صاعد، وأبو صالح المؤذن. وتوفي في شوال.)

(28/375)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 376
عبد الجبار بن أحمد بن عبد الجبار بن أحمد بن الخليل. القاضي أبو الحسن الهمداني الأسدباذي. شيخ المعتزلة، وصاحب التصانيف. عاش دهراً طويلاً، وكان فقيهاً شافعي المذهب. سمع من: أبي الحسن بن سلمة القطان، وعبد الرحمن بن حمدان الحلاب، وعبد الله جعفر بن فارس، والزبير بن عبد الواحد الأسداباذي. روى عنه: أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي، والحسن بن علي الصيمري الفقيه، وأبو يوسف عبد السلام بن محمد القزويني المفسر المعتزلي، وآخرون. ولي قضاء الري وبلادها. ورحلت إليه الطلبة، وسار ذكره. رحم الله المسلمين. وله تصانيف مشهورة. مات في ذي القعدة، وقد شاخ.

(28/376)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 377
عبد الرحمن بن الحسين بن الحسن ابن الشيخ أبي القاسم علي بن يعقوب بن أبي العقب. الهمداني الدمشقي أبو القاسم. روى عن: جده أبو القاسم علي، وأبي عبد الله بن مروان. روى عنه: علي بن الخضر الزاهد، وأبو القاسم الحنائي، وعبد العزيز الكتاني. وقال: كان ثقة مأموناً. توفي في جمادى الآخرة. عبد الرحمن بن عبد الواحد بن أبي ميمون بن راشد. البجلي الدمشقي. روى عن: القاضي الميانجي. روى عنه: عبد الرحيم بن أحمد البخاري، وعبد العزيز الكتاني. عبد العزيز بن محمد بن جعفر بن المؤمن. أبو القاسم التميمي العطار البغدادي، والمعروف بابن شبان من ساكني البصرة. سمع: نعمان بن السماك، وأبا بكر النجاد، وابن قانع. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقاً. توفي في رمضان.

(28/377)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 378
قلت: روى عنه أبو بكر البيهقي. عبد الرحمن بن عمر بن ممجة. أبو سعد التميمي الإصبهاني. توفي ربيع الأول. وكان يعرف ويفهم. روى عن: أبي الشيخ، والقباب. رحل وطوف، وأكثر. رحمه الله. عبد الواحد بن عبيد الله بن الفضل بن شهريار الإصبهاني. التاجر أبو علي. محتشم نبيل، خير. كتب عنه: عبد الرحمن بن مندة. توفي في رجب. عبد الوهاب بن عبد الملك بن محمد بن عبد الصمد بن المهتدي بالله. أبو طالب الهاشمي العباسي الفقيه. شامي، يروي عن: أبي عبد الله بن مروان الدمشقي، وغيره. روى عنه: الخضر بن عبيد الله المري، وعبد العزيز الكتاني وقال: توفي في رمضان. وكان فقيهاً يذهب) إلى مذهب الأشعري.

(28/378)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 379
عبد الوهاب بن محمد بن أيوب. أبو زرعة الأردبيلي. مات في رجب. عبيد الله بن عبد الله بن الحسين. أبو القاسم ابن النقيب البغدادي الخفاف. رأى الشبلي، وسمع: أبا عبد الله بن علم الصفار، وأبا طالب بن البهلول. قال الخطيب: كتبتُ عنه، وسماعه صحيح. وكان شديداً في السنة. قال لي. ولدت سنة خمسٍ وثلاثمائة، وأذكر المقتدر بالله. قال الخطيب: وحدثني أبو القاسم علي بن الحسن رئيس الرؤساء أن أبا القاسم ابن النقيب مكث كذا وكذا سنة يصلي الفجر على وضوء العشاء، ويحيي الليل بالتهجد، وكنت في جواره. وقال الخطيب: توفي في شعبان. وله مائة وعشرين سنين، وقال لي: مات ابن مجاهد وعُمري تسع عشرة سنة. وقال يحيى بن عبد الوهاب بن مندة: سمعت أبا محمد رزق الله التميمي يقول: أدركتُ من أصحاب مجاهد أبا القاسم عبيد الله بن محمد الخفاف.

(28/379)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 380
وقرأت عليه سورة البقرة، وقرأها على أبي بكر بن مجاهد. عبيد الله بن عمر بن علي. أبو القاسم المقريء، البغدادي، ابن البقال. سمع: أبا بكر النجاد، وأبا علي بن الصواف، وجماعة. روى عنه: أبو بكر الخطيب، وقال: سمعنا منه بانتقاء ابن أبي الفوارس، وكان فقيهاً ثقة. روى عنه: الثقفي، والبيهقي. علي بن الشيخ أبي الحسين أحمد بن عبد الله السوسنجردي. سمع: القطيعي. روى عنه: أبو الحسين بن المهتدي بالله، وغيره. هلك هو وابنه وخلقٌ كثير بعقبة واقصة في صفر من السنة، وتعرف بسنة القرعاء. سدت عليهم العرب الآبار وعطلت القُلُب، فعاد الركب بالصيف ولا ماء لهم، فهلكوا جميعاً. علي بن إبراهيم بن يحيى. أبو محمد الدقاق، والد أبو الحسين المصري. توفي في صفر، ومولده سنة ست وأربعين وثلاثمائة. قال الحبال: سمعنا منه.

(28/380)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 381
علي بن أحمد بن عبدان بن الفرج بن سعيد بن عبدان. أبو الحسن الشيرازي النيسابوري. سمع: أحمد عبيد الصفار، ومحمد بن أحمد بن محمويه الأزدي، وأبا القاسم الطبراني، وأبا بكر محمد بن عمر الجِعابي، وأباه، وجماعة. روى عنه: أبو بكر البيهقي، وأبو عبد الله الثقفي، وأبو القاسم القشيري، وأبو سهل عبد الملك) بن عبد الله الدشتي، وآخرون. وحدث بنواحي خراسان. وتوفي في ربيع الأول. وكان ثقة، وأبوه حافظ عصره. علي بن عبد الله. أبو القاسم بن الدقيقي النحوي أحد أعلام وصاحب مصنفات. أخذ عن: السيرافي، والفارسي، والرماني. وتخرج به خلق. مات في صفر بعد ابن السمساني بشهر، وله سبعون سنة. علي بن عبد الله بن إبراهيم بن أحمد. أبو الحسن الهاشمي العيسوي البغدادي. من ولد عيسى بن موسى بن محمد ولي عهد بعد المنصور. سمع أبو الحسن من: أبي جعفر بن البختري، وموسى بن القاضي إسماعيل بن إسحاق، وعبد العزيز بن الواثق، وعثمان بن السماك، وجماعة.

(28/381)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 382
قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ثقة. ولي قضاء المدينة المنصور ومات في رجب. قلت: روى عنه: البيهقي، وطراد. علي بن عبيد الله بن عبد الغفار. أبو الحسن السمساني اللغوي. بغدادي من كبار الأدباء. أقرأ الناس العربية، وسمع من: أبي بكر بن شاذان، وأبي الفضل بن المأمون. ذكره القاضي شمس الدين في وفايته، وعاش سبعين سنة. أخذ عن: أبي علي الفارسي، والسيرامي. وتخرج به خلق كثير. علي بن محمد بن عبد الله بن بشران بن محمد بن بشر.

(28/382)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 383
أبو الحسين الأموي، البغدادي المعدل. سمع: أبا جعفر بن البختري، وعلي بن محمد المصري، وإسماعيل الصفار، والحسين بن صفوان، وأحمد بن محمد بن جعفر الجوزي، وجماعة. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقاً ثبتاً، تام المروءة، طاهر الديانة. ولد سنة ثمانٍ وعشرين وثلاثمائة، وتوفي في شعبان. قلت: روى عنه: البيهقي، والحسن بن أحمد بن البناء، وأبو الفضل عبد الله بن زكريا الدقاق، وعلي بن عبد الواحد المنصوري العباسي، والقاسم بن الفضل الثقفي، ونصر بن أحمد بن البطر، وطراد بن أحمد الزينبي، والحسين بن أحمد بن عبد الرحمن العُكبري، وخلق سواهم. علي بن محمد بن عبد الله بن مُزاحم. أبو الحسن الداراني المقريء. صهر الأطروش، ويُعرف أيضاً بابن نجيلة الخُراساني. روى عن: أبي علي عبد الجبار، والداراني. وعنه: أبو سعد السمان، وعبد العزيز الكتاني) ووصفه بالصلاح. علي بن محمد بن عبد الله. أبو الحسن الحذاء البغدادي المقريء. سمع: أبا بحر بن كوثر، وأحمد بن جعفر بن سلم، وجماعة. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان عالماً بالقراءآت صدوقاً. حدثيني الوزير أبو القاسم ابن المُسلِمَة قال: رأيت أبا الحسن الحذاء ثلاث مرات، وكل مرة

(28/383)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 384
يقول له الوزير: ما فعل الله بك؟ فيقول: غفر لي. علي بن محمد بن طوق بن عبد الله. أبو الحسن ابن الفاخوري الدمشقي، المعروف بالطبراني. روى عن: أبي علي الحسين بن إبراهيم الفرائضي، وأبي سليمان بن زبر، وجماعة. روى عنه: أبو سعد السمان، وعبد العزيز الكناني. ووثقه الكناني، وقال: توفي في شعبان، وكان مكثراً عمر بن أحمد بن عمر. أبو سهل الصفار الإصبهاني الفقيه الشافعي. سمع: عبد الله بن فارس، وأحمد بن معبد السمسار. روى عنه جماعة آخرهم موتاً أبو الفتح الحداد. توفي في ذي العقدة. عمر بن عبد الله بن تعويذ أبو حفص الدلال. بغدادي. رأى الشبلي رحمه الله وحكى عنه. عمرو بن حديد. قال الحبال: عندي عنه، وهو رافضي.

(28/384)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 385
4 (حرف الفاء)
الفضل بن محمد بن سمويه. أبو القاسم الإصبهاني المقريء. في جمادى الآخرة.
4 (حرف القاف)
القاسم بن أحمد بن محمد الوليدي الجرجاني. توفي في ذي القعدة. روى عن: ابن عدي، والإسماعيلي
4 (حرف الميم)
محمد بن أحمد بن إسماعيل. أبو عبد الله الدمشقي البزري الصوفي المقريء. سمع: أبا إسماعيل بن زبر. روى عنه: إسماعيل السمان، والكناني، وجماعة. محمد بن أحمد بن عمر. أبو الحسين ابن الصابوني، البغدادي. قال الخطيب: سمع: أبا بكر الشافعي، وأبا سليمان الحراني. كتبت عنه، وكان صدوقاً.

(28/385)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 386
محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن شاذان. أبو صادق الصيدلاني النيسابوري الفقيه) الأديب. سمع من: الأصم، وابن الأخرم، وأحمد بن إسحاق الصبغي، وغيرهم. روى عنه: أبو بكر البيهقي، وعلي بن أحمد المؤذن ابن الأخرم، والثقفي. توفي في شهر ربيع الأول. محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن الفرح بن أبي طاهر. أبو عبد الله البغدادي الدقاق. سمع: أبا بكر النجاد، وعلي بن محمد بن الزبير الكوفي، وعبد الله بن إسحاق الخراساني، وجماعة. قال الخطيب: كتبت عنه بانتقاء اللالكائي، وكان شيخاً فاضلاً صالحاً، ثقة. مات في شعبان وله اثنتان وثمانون سنة. محمد بن إبراهيم الأردستاني.

(28/386)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 387
الإصبهاني، المقريء الحافظ أبو جعفر.

(28/387)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 388
إمام محدث، أديب، مقريء، واسع الرحلة.

(28/388)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 389
سمع: أبا الشيخ، وأبا بكر بن المقريء، وجعفر بن فناكي. وسمع بالبصرة: أحمد بن محمد بن العباس الأسفاطي، وأحمد بن عبيد الله النهرديري. وببغداد: ابن حبابة، وأبا حفص الكتاني. بدمشق: عبد الوهاب الكلابي. وبعكا من: أبي زرعة المقريء. وحدث ببغداد. روى عنه: أبو نصر الشيرازي. وتوفي في ذي القعدة. وأما سميه في سنة أربعٍ وعشرين. محمد بن أحمد. أبو عبد الله التميمي المصري الخطيب. ولد سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة. روى عن: أبي الفوارس الصابوني، والعلاف. محمد بن أحمد بن إسماعيل.

(28/389)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 390
أبو بكر الفراء المكفوف. سمع: أبا بكر بن خلاد النصيبي، وطبقته. وحدث بنيسابور. روى عنه: أبو صالح المؤذن. محمد بن إدريس بن محمد بن إدريس بن سليمان. الحافظ أبو بكر الشافعي الجرجرائي، تلميذ محمد بن أحمد المفيد. رحال، جوال. سمع ببغداد من أحمد بن نصر الذارع، وطبقته. وبجرجان من: أبي بكر الإسماعيلي. وبإصبهان من: ابن المقريء. وبدمشق من: محمد بن أحمد الخلال، وعثمان بن عمر الشافعي. وببلخ وأنطاكية والنواحي. وسمع الناس بانتخابه. روى عنه: عبد الصمد بن إبراهيم البخاري الحافظ، وهناد النسفي، وأحمد بن الفضل الباطرقاني، وأبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن صالح العطار، وأبو حامد أحمد بن محمد بن ماما الحافظ، وآخرون. سكن بخارى في آخر عمره، وكان موصوفاً بالمعرفة والحفظ، وما علمت فيه جرحاً. توفي في شهر ربيع الأول. ذكره ابن النجار. وأما ابن عساكر فذكره مجهولاً ولم يعرفه.)

(28/390)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 391
محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل الأزرق. أبو الحسين القطان، بغدادي، ثقة مشهور. سمع: إسماعيل الصفار، ومحمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب، وعثمان بن السماك، وعبد الله بن درستوية، والنجاد، وطبقتهم. وانتخب عليه أبو الفتح بن أبي الفوارس، وأبو القاسم اللالكائي، والقاسم بن الفضل الثقفي، وآخرون. قال الخطيب: قال لي: ولدت في شوال سنة خمسٍ وثلاثين وثلاثمائة، وتوفي في رمضان، وأنا بنيسابور وله ثمانون سنة. محمد بن الحسين بن جرير. القاضي أبو بكر الدشتي. توفي في جمادى الأولى عن سنٍ عالية. سمع: محمد بن علي بن دحيم الشيباني، وأحمد بن هشام بن حميد البصري. وعنه: عبد الرحمن بن مندة، وأبو الفتح أحمد بن محمد الحداد، وأهل إصبهان. محمد بن حمزة بن محمد بن المغلس.

(28/391)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 392
أبو عبد الله. ويقال: أبو الحسين التميمي الدمشقي، القطان. سمع من: المظفر بن حاجب الفرغاني، وجُمح بن القاسم، ويوسف الميانجي. روى عنه: أبو علي الأهوازي، أبو سعد السمان، وعبد العزيز الكتاني، أبو القاسم بن أبي العلاء. قال الكتاني: كان ثقة يذهب إلى التشيع. محمد بن سفيان. أبو عبد الله القيرواني المقريء. مصنف كتاب الهادي في القراْءآت. قرأ القراءآت على أبي الطيب عبد المنعم بن غلبون. وتفقه على أبي الحسن القابسي. وكان عارفاً بمذهب مالك. قال أبو عمرو الداني: كان ذا فهم وحفظ وعفاف. قلت: قرأ عليه: أبو بكر القصري، والحسن بن علي الجُلُولي، وأبو العالية البندوني، والزاهد أبو عمر وعثمان بن بلال، وعبد الملك بن داود القصطلاني، وأبو محمد عبد الحق الجلاد، وآخرون. وحدث عنه: حاتم بن محمد، والدلائي، وغيرهما. توفي بمدينة الرسول بعد أن حج في صفر.

(28/392)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 393
محمد بن صالح بن جعفر. أبو الحسن ابن الرازي، البغدادي القاضي. روى عن إسماعيل الخُطبي. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان فيما يقال معتزلياً. محمد بن عبد الرحمن بن عبيد بن الناصر دين الله الأموي. أبو عبد الرحمن الملقب بالمستكفي. توثب عام أول على ابن عمه عبد الرحمن المستظهر، فقتله وبايعه أهل قُرطبة. وكان أحمق متخلفاً لا يصلُح لصالحة. وطروده ونفوه، ثم أطعموه حشيشةً قتالة، فمات لوقته. محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن جعفر. أبو بكر الإصبهاني المقريء.) سمع: عبد الله بن الحسن بن بُندار المديني، وغيره. روى عنه: أبو عبد الله الثقفي. ومات في رجب. محمد بن عبيد الله بن طاهر الحسيني المصري. مُكثر عن: القاضي أبو الطاهر الذُهلي، وابن رشيق. محمد بن الفضل بن جعفر.

(28/393)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 394
أبو بكر القُرشي العباداني. روى عن: فاروق الخطابي، وغيره. وهومن الصُلحاء، وأبوه زاهد قُدوة له أتباع ورباط. وولده جعفر بن محمد شيخ معمر تاجر. روى عن محمد: أبو محمد الخلال، وعبد العزيز الأزجي. محمد بن محمد بن أحمد بن رجاء. أبو بكر النيسابوري الأديب. سمع: أبا العباس الأصم، وأبا عبد الله بن الأخرم. روى عنه: البيهقي، وأبو صالح المؤذن. توفي في رمضان. وروى أيضاً عن: أحمد بن إسحاق الصبغي، وأبي الحسن الكارزي. انتخب عليه الحُفاظ. روى عنه: أبو بكر محمد بن يحيى المزكي. محمد بن محمد بن أحمد. أبو الحسين النيسابوري، المعروف بابن أبي صادق. حدث بمصر عن: الأصم، وعبد الله بن محمد بن موسى الكعبي، وغيرهما. روى عنه: أبو نصر السجزي. وورخه الحبال.

(28/394)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 395
4 (حرف الياء:)
يوسف بن عبد الله الزجاجي. أبو القاسم الأديب. جرجاني، نبيل، عظيم القدر في اللغة والأدب والعربية، وفنونها. قليل المثل، له شروح وتصانيف. وكان عجباً في اللغة ودقائقها. توفي لثمانٍ بقين من رمضان بأسترباذ، وله ثلاثٌ وستون سنة. روى عن: أبي أحمد الغِطريفي، وغيره.

(28/395)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 396
1 (وفيات ست عشرة وأربعمائة:)

4 (حرف الألف)
أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن جانجان. أبو العباس الهمداني الصرام المعدل. روى عن: أبيه، والفضل الكندي، وأبي القاسم بن عُبيد، وأبي بكر بن السني الحافظ، وجماعة كثيرة. روى عنه: يوسف الخطيب، وأبو محمد عبدوس بن محمد البيع، وأبو بكر البيهقي، وعلي بن أحمد بن هُشيم الصيرفي، والحسن بن محمد شاذي. قال شيرويه: كان صدوقاً. مات في ربيع الأول. وكان متعصباً للسنة. وسمعت أبا طاهر المقريء يقول: كان يُصلي طول الليل على سطحِ داره، فكنتُ أهاب من طول قامته حين يصلي. وقال عبدوس: كان أصحاب الحديث يقرأون الحديث على أبي العباس ابن جانجان فنعس فمات فجأة، رحمه الله. أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن يزداد. أبو علي غلام محسن الإصبهاني. روى عن: أبي محمد بن فارس.

(28/396)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 397
وعنه: عبد الرحمن بن مندة، وأخوه، وأبو الفتح الحداد، وما أرخه يحيى بن مندة. حدث في سنة 415. أحمد بن طريف. أبو بكر الحطاب القُرطبي المقريء. أخذ القراءة عرضاً عن: أبو الحسن الأنطاكي، وأبي الطيب بن غلبون، وأبي أحمد السامري، وأبي حفص بن عراك. سكن في الفتنة جزيرة ميورقة. ومات في ربيع الأول عن خمسٍ وسبعين سنة. أحمد بن عمر بن سعيد. أبو الفتح الجهازي المصري. روى عن: بكير بن الحسن الرازي. روى عنه: خلف الحوفي، وغيره. أحمد بن محمد بن أحمد بن إسماعيل بن أبي دُرة البغدادي. سمع: أبا بكر النجاد، وعبد الله الخراساني. قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان صدوقاً. أحمد بن محمد بن إبراهيم. أبو نصر البخاري الفقيه. سمع: أبا بكر محمد بن أحمد بن خنب. أحمد بن محمد بن إبراهيم بن حمدون.

(28/397)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 398
أبو بكر الأشناني النيسابوري الصيدلاني. ثقة، جليل، صالح عابد. سمع الكثير مع السُليمي، وروى عن: الأصم، وأبي صالح المؤذن، وأحمد بن محمد بن إسماعيل. توفي يوم عرفة.) إسحاق بن محمد بن يوسف. أبو عبد الله السوسي النيسابوري. سمع: أبا العباس الأصم، وأحمد بن محمد عبدوس الطرائفي، وأبا جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي، وغيرهم. روى عنه: أبو بكر البيهقي، وغيره. وكان ثقة رضياً، صالحاً، نبيلاً.
4 (حرف الحاء:)
حسان بن مالك بن أبي عبدة. أبو عبدة القُرطبي. كان من جِلة الأدباء. أخذ عن: أبي بكر الزبيدي. وتوفي في شوال.

(28/398)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 399
الحسن بن عبد الرحمن. أبو علي الصائغ. مصري، سمع: الدارقطني. الحسين بن أحمد بن موسى. أبو القاسم بن السمسار، الدمشقي المعدل ابن أخي أبي العباس، والحسن. حدث عن: عمه أبي العباس، وعلي بن أبي يعقب، وأبي زيد المروزي. روى عنه: أبو سعد السمان، والكتاني. الحسين بن علي بن الحسن بن محمد بن سلمة. أبو الطاهر الكعبي الهمداني. روى عن: الفضل الكندي، وأبي بكر السني، وأبي بكر الإسماعيلي، وأبي إسحاق المزكي، والقطيعي، وعبد الله بن عدي الحافظ، وأبي بحر البربهاري، وأبي عمرو بن حمدان. ورحل إلى النواحي. روى عنه: عبد الرحمن بن مندة، ومحمد بن عيسى، ومحمد بن الحسين الصوفي، وأبو علي أحمد بن طاهر القُومساني، ويحيى وثابت ابنا عبد الرحمن الصائغ، وأبو طالب بن هُشيم الصيرفي، وآخرون. من شيوخ شيرويه: وقال: كان صدوقاً صحيح السماع، كثير الرحلة

(28/399)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 400
سمعت ثابت بن الحسين بن شراعة يقول: لما مات أبو طاهر بن سلمة دخل أبي إلى البيت فقال: غربت شمس أصحاب الحديث. فقلت: لماذا فقال: مضى لسبيله الشيخ أبو الطاهر. مولده سنة أربعين وثلاثمائة. وتوفي في ذي القعدة.
4 (حرف الخاء:)
الخطيب بن عبد الله بن محمد بن الحسين بن الخطيب. أبو الحسن بن أبي بكر القاضي. مصري، ثقة. حدث عن: أبيه، وعثمان بن محمد السمرقندي، وإسماعيل بن يعقوب بن الجراب، وكبد الكريم بن النسائي، وأبي عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن مروان الدمشقي،) ومحمد بن العباس بن كوذك، ومحمد بن جعفر بن أبي كريمة الصيدوي، وجماعة. روى عنه: أبو النصر عبيد الله السجزي، وأبو عبد الصوري، وأبو علي الأهوازي، وعبد الرحيم أحمد البخاري، وهبة الله بن إبراهيم الصواف، وأبو إسحاق الحبال، والخلعي. توفي في ربيع الأول.

(28/400)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 401
4 (حرف السين:)
سابور بن أردشير. الوزير. وزر لبهاء الدولة بن عضُد الدولة. وكان شهماً مهيباً، ذا رأي وحزمٍ وخبرة. وكان بابه محط الشعراء. مدحه الكاتب أبو الفرج الببغاء، وجماعة. وقد صُرف عن الوزارة، ثم أعيد إليها. وتوفي ببغداد.
4 (حرف الصاد:)
صالح بن إبراهيم بن رشدين المصري. أبو علي. روى عن: العباس بن محمد الرافقي. وعنه: خلف بن أحمد الحوفي.

(28/401)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 402
صالح الحسيني المصري. قال الحبال: سمعنا منه، عن ابن الجُراب.
4 (حرف العين:)
عبد الله بن بكر بن المُثنى. أبو العباس السهمي المدني. روى عن: أبي بكر الآجُري، وعبد الله بن الورد، والحسن بن رشيق. وكان رجلاً صالحاً ذا رواية واسعة. قدم الأندلس مع والده تاجراً، وحدث بها إلى هذا العام. عبد الله بن الحسين بن محمد بن حبشان بن مسعود. أبو محمد الهمداني العدل. روى عن: أبي القاسم بن عبد الرحمن بن عبيد، وحامد بن محمد الرفاء، والفضل الكندي، وأوس الخطيب، ومحمد بن علي بن محمويه الفسوي، وجماعة. قال شيرويه: روى عنه: محمد بن عيسى، وابن نمر. وثنا عنه: أبو الفرج عبد الحميد البُجلي، ومحمد الحسين الصوفي، وعبد الملك بن عبد الغفار. وهو صدوق. عبد الرحمن بن عمر بن محمد بن سعيد. أبو محمد التجيبي المصري، البزاز، المعروف بابن النحاس.

(28/402)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 403
مُسند ديار مصر في وقته. وكان الخطيب قد هم بالرحلة إليه لعلو سنده. سمع: أبا سعيد أحمد بن محمد بن الأعرابي بمكة، وأبا الطاهر أحمد بن عمرو المديني، وعلي بن عبد الله بن أبي مطر الإسكندراني، والفضل بن وهب، ومحمد بن وردان العامري، ومحمد بن) بشر العكري، والحسن بن مُليح الطرائفي، ومحمد بن أيوب بن الصموت، وأحمد بن محمد بن السندي، وعثمان بن محمد السمرقندي، وأحمد بن عبيد الصفار الحمصي، وفاطمة بنت الريان، وأحمد بن بهزاد السرافي، وخلقاً سواهم بمصر، والحرمين. وله مشيخة في جزءين. روى عنه: أبو نصر السجزي، ومحمد بن علي الصوري، وعبد الرحيم بن أحمد البخاري، وأبو عمرو عثمان بن سعيد الداني، وأبو إسحاق الحبال، والحسين بن أحمد العداس، وأبو عبد الله محمد بن سلامة القُضاعي، وأبو الحسن الخلعي وهو آخر من حديث عنه. قال الحبال: توفي ليلة الثلاثاء عاشر صفر. قلت: وأول سماعه في سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة. وحديثه أعلى ما في الخِلعيات. وكان مولده في ليلة النحر سنة ثلاثٍ وعشرين وثلاثمائة. عبد الرحيم بن عبد الله بن محمد بن عبدش. أبو النصر النيسابوري السمسار، صالح عفيف، ثقة. حدث عن: أبي العباس الصبغي، وأبي الحسن السراج، وأبي عمرو بن مطر.

(28/403)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 404
وعنه: أحمد بن أبي سعد الصوفي المقريء، وعبيد الله بن عبد الله الحسكاني. وتوفي شعبان. علي بن أحمد بن نوبخت. أبو الحسن. مصري، شاعر، محسن، فقير، قليل الحظ. توفي بمصر في شعبان. علي بن الحسين بن خليل. القاضي أبو الحسين المصري الفقيه الشافعي. توفي في صفر. قال الحبال: هو من كبار تلامذة إسماعيل الحداد الفقيه. علي بن محمد بن فهد. أبو الحسين التهامي الشاعر. له ديوان صغير، فمن شعره:
(أعطى وأكثر واستقل هباته .......... فاستحيت الأنواءُ وهي هواملُ)

(فاسم السحاب لديه وهو كنهور .......... آل وأسماء البُحُور جداول)

(28/404)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 405
وله في ولده:
(حُكم المنية في البرية جاري .......... ما هذه الدنيا بدار قرارِ)
منها:
(إني لأرحمُ حاسدي لحر ما .......... ضمت صُدورهم من الأغوارِ)
نظروا صنيع الله بي فعيونُهم في جنةٍ وقلوبُهم في نارِ
(ومكلف الأيامِ طباعها .......... متطلبٌ في الماء جذوة نارِ)
)
(طُبعتْ على كدرٍ وأبت تريدُها .......... صفواً من الأقذاء والأقدارِ)

(إذا رجوتَ المستحيلَ فإنما .......... تبني الرجاء على شفيرٍ هارِ)
منها:
(جاورت أعدائي وجاور ربهُ .......... شتان بين جوارهِ وجواري)
منها:
(وتهلبُ الأحشاء شيب مفرقي .......... هذا الشعاع شِواظُ تلك النارِ)
وبلغنا أن التهامي وصل إلى مصر خفيةً ومعه كُتب حسان بن مفرج إلى بني قُرة فظفروا به، فقال: أنا من بني تميم. ثم عرفوا أنه التهامي الشاعر، فسجنوه بمصر في خزانة البُنود. ثم قتلوه سراً بعد أيام، وذلك في جُمادى الأولى سنة ست عشرة. وكان يتورع عن الهجاء، بحيث أنه يمتنع من كتابة شِعرٍ فيه هجو. ذكره ابن النجار وشاد من نظمه وساق منه، وقال: وُلد باليمن وطرأ إلى الشام ومنها إلى العراق والجبل، ولقي الصاحب بن عباد مُعتزلياً. ثم رد إلى الشام.

(28/405)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 406
ثم ولي خطابة الرملة، وزعم أنه علوي، رحمه الله.
4 (حرف الغين:)
غيلان بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بن الحكم. أبو القاسم الهمداني البغدادي، أخو المسندِ أبي طالب محمد بن محمد. سمع: أبا بكر النجاد، وعبد الخالق بن أبي رُوبا، ودعلج بن أحمد. قال الخطيب: كتبنا عنه. وكان ثقة. مات في شعبان.
4 (حرف الفاء:)
الفضل بن عبيد الله بن أحمد بن الفضل بن شهريار. أبو القاسم التاجر الإصبهاني. سمع من: عم أبيه الفضل بن علي شهريار، وعمر بن محمد الجُمحي المكي، وأحمد بن بُندار الشعار، وعبد الله بن جعفر بن فارس، وأبا بكر الشافعي. وتوفي في شوال. روى عنه: الثقفي، وأحمد بن عبد الغفار بن أشتة، وأبو عمرو عبد الوهاب بن مندة، ومحمد بن أحمد إبنا السوذرجاني.
4 (حرف القاف:)
قُراتكين. أبو منصف التُركي الوزيري، مولى الوزير ابن كلس.

(28/406)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 407
كان صالحاً زاهداً.) روى عن: هشام بن أبي خليفة، وعتيق بن موسى الأزدي.
4 (حرف الميم:)
محمد بن أحمد بن الطيب. أبو الحسين الواسطي، الفقيه العدل. سمع: بكر بن أحمد بن محمي، وغيره. روى عنه: أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل النحوي. توفي في شوال. محمد بن جبريل بن ماحٍ. أبو منصور الهروي الفقيه. توفي في رمضان. سمع: خلف بن محمد الخيام، وحامد بن محمد الرفاء، ومحمد بن حيويه الكرجي الهمداني. روى عنه: شيخ الإسلام أبو إسماعيل، ومحمد بن علي العُميري. محمد بن عبد الرحمن بن عبيد الله بن يحيى بن تونس الطائي.

(28/407)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 408
الداراني، القطان، المعروف بابن الخلال الدمشقي. حدث عن: خيثمة، وأبي ميمون راشد، وأبي الحسن بن حذلم، وأبي يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأذرعي، وجماعة. روى عنه: علي، وإبراهيم إبنا الحنائي، وأبو علي الأهوازي، وأبو سعد السمان، والقاضي أبو يعلى بن الفراء، وعبد الواحد بن علي البري، وعبد الله بن إبراهيم بن كبيبة النجار، وعلي بن أبي العلاء المصيصي، وجماعة كبيرة. كنيته أبو بكر، وكان صالحاً زاهداً. قال الكتاني: توفي شيخنا أبو بكر القطان في رابع عشر ربيع الأول، وكان قد كُف بصروهُ في آخر عمره. وكان ثقة نبيلاً، مضى على سدادٍ وأمرٍ جميل، رحمه الله. محمد بن الفضل بن محمد بن جعفر بن صالح. أبو بكر البلخي، المفسر، المعروف بالرواس. صنف التفسير الكبير. وروى عن: أحمد بن محمد بن نافع، والحسين بن محمد بن الحسين، ومحمد بن علي بن عنبسة. روى عنه: علي بن محمد بن حيدر، وغيره.

(28/408)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 409
قال أبو سعد السمعاني: توفي سنة خمس عشرة أو سنة ست عشرة وأربعمائة. محمد بن أبي النصر محمد بن الحسن بن سليمان. أبو بكر المعداني الإصبهاني، الفقيه الواعظ. سمع أبا القاسم الطبراني، وأحمد بن بُندار الشعار، وأبا الشيخ، وأبا بكر القباب، وإبراهيم بن محمد الخصيب، ومحمد بن عبد الله بن يوسف، وغيرهم.) وأملى مجالس. روى عنه: أبو مطيع محمد بن عبد الواحد، وأبو طالب أحمد بن محمد. الكُندُلاني. توفي ليلة النحر. محمد بن محمد بن يوسف. أبو عاصم الزاهد المعدل، المعروف بالمزيدي. سمع بهراة من: حامد الرفاء. روى عنه: شيخ الإسلام الأنصاري. محمد بن يحيى بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن يعقوب التميمي.

(28/409)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 410
أبو عبد الله بن الحذاء القُرطبي. روى عن: أحمد بن ثابت التغلبي، وأبي عيسى الليثي، وأبي بكر القوطية، وأبي جعفر بن عون الله. وحج سنة اثنين وسبعين وثلاثمائة، فأخذ عن: أبي بكر بن إسماعيل المهندس، وأبي بكر محمد بن علي الأُدفوي، وأبي القاسم عبد الرحمن بن عبد الله الجوهري صاحب المسند، ومحمد بن يحيى الدمياطي. وأتى قرطبة بعلمٍ جم، وكان فقيهاً مالكياً عارفاً بالمذاهب، بارعاً في الحديث والأثر. اختص بأبي محمد الأصلي وانتفع به. قال ابنه أبو عمر أحمد بن محمد: كان لأبي علمٌ بالحديث والفقه والتعبير، وصنف كتاب التعريف بمن ذُكر في الموطأ من الرجال والنساء، وكتاب الإنباء عن أسماه الله، وكتاب البُشرى في تأويل الرؤيا وهو عشرة أسفار، وكتاب الخُطب وسير الخُلفاء في سفرين. وولي خطابة بجانة ثم قضاء إشبيلية. ثم سكن سرقسطة وبها توفي في رمضان، وعهد أن يُدفن بين أكفانه كتابه المعروف بالإنباه على أسماء الله، فنثر ورقه وجُعل بين القميص والأكفان. وولد سنة سبعٍ وأربعين وثلاثمائة.

(28/410)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 411
روى عنه: ابنه، والصاحبان، وأبو عمر بن عبد البر، وأبو عبد الله الخولاني، وحاتم بن محمد، وأبو عمر بن سُميق، وغيرهم. ذكره عِياض في الطبقات المالكية، ولم يُصب في دفن كتابه معه. محسن بن جعفر بن أبي الكِرام. أبو علي المصري. روى عن: عثمان بن محمد السمرقندي. وعنه: خلف الحوفي، وغيره. مسعود بن محمد بن علي. أبو سعد الجرجاني الأديب الحنفي. روى أحاديث عن: الأصم. مُتكلم فيه. وروى عن: أبي علي الرفاء، ويحيى بن منصور أحاديث. وكان معتزلياً. روى) عنه: محمد بن يحيى المزكي، وأبو صالح المؤذن، والخطيب. مشرف الدولة.

(28/411)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 412
أبو علي بن بُويه. ولي ملك بغداد وغيرهما. وكان فيه دين وتصون وحياء. قدم بغداد في السنة الماضية، وتلقاه الخليفة، ولم تجرِ سابقة بذلك، وذلك بعد مراسلات طويلة وإرهاب. وكان مدة ملكه خمس سنين، وعاش ثلاثاُ وعشرين سنة وثلاثة أشهر. ونُهب يوم موته سوق التمارين ودورُ جماعة. ثم ملكوا بعده جلال الدولة أبا طاهر بن بويه، وخُطب له ببغداد، وهو يومئذٍ بالأهواز. ثم في أثناء السنة نودي بشعار الملك أبي كاليجار.
4 (حرف الياء:)
يحيى بن علي بن محمد. أبو القاسم الحضرمي ابن الطحان المصري الحافظ. مصنف التاريخ الذي ذيل به على تاريخ أبي سعيد بن يونس، ومصنف المختلف والمؤتلف. روى عن: أبي الطيب محمد بن جعفر غُندر، وأبي عمر المادرائي حدثه عن أبي مسلم الكجي، وجماعة من أصحاب النسائي وغيره كالحسن بن رشيق، وحمزة الكتاني، والقاضي أبي الطاهر الذهلي، وابن حيويه النيسابوري، وأبي الحسن الدارقطني، وأبي أحمد بن الناصخ. ولم يرحل. روى عنه: أبو إسحاق الحبال، والمصريون. وقد قال في الملتقط في المختلف له مما سمعه منه الحبال قال: دخلت على عبد الغني الحافظ في سنة سبعين وثلاثمائة أو بعدها، وبيدي شيءٌ من فضائل علي رضي الله عنه، فسألني عنه، فعرفته به وحدثته، فقال: لو علمت ما عمل غيرُك من الناس لكنت تنتفع به، تجرد شيئاً من فضائل علي فكنت تأمن أن

(28/412)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 413
يجري عليك سبب، وحفظت به ما عندك من الكُتب. قلت: خاف أن يؤذيه حكام مصر الروافض. قال: فقلت له: نعم. قال: فجردتُ من فضائل علي رضي الله عنه نحو ثلاثمائة سحاةً أو أكثر، ونظمتُ ذلك في خيط حتى أولفها، واجعل كل شيءٍ في موضعه، وجعلتها في سقف. وأقمتُ في معاشي نحو شهرين وأنا مشغول، فرأيتُ أبي في النوم، فقال لي: أجب أمير المؤمنين علياً. فقلت: نعم. فتقدمني إلى ناحية المحراب من جامع عمرو، فإذا بعلي رضي الله عنه جالس عند القبلة وتحته وطاء يشبه وطاء الصُوفية، ونعلاه قد خرج بعضهما من تحت الوطاء، وله بطن ولحية عظيمة عريضة قد ملأت صدره، وتظهر لمن كان من ورائه من فوق كتفيه، ولونُه فيه أدمة،) فقلت: السلام عليكم يا أمير المؤمنين. فرد علي السلام ونظر إلي وقال: اجلس. فجلستُ وبقي أبي قائماً. ثم مد يده إلى الحصير الذي في جوار القِبلة، فأخرج ذلك الخيط بعينه الذي فيه الرقاع فقال: ما هذه قلتُ: فضائلك يا أمير المؤمنين. فقال: ولم أفردتني كنت إذا أردت تبتديء بفضائل أبي بكر، وعمر، وعثمان، والفضائلي. فقلت: السمع لك والطاعة يا أمير المؤمنين. وأنا بين يديه ما برحت، ثم استيقظت ومضيتُ إلى المكان الذي فيه تلك الرقاع، فما وجدتها إلى الآن. وبقيت من سألني عن فضائله. قلت له: مع فضائل أصحابه رضي الله عنهم. توفي في ذي القعدة بمصر.

(28/413)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 414
يحيى بن محمد بن إدريس. أبو نصر الهروي الكِناني الحنفي قاضي هراة. كان أوحد عصره في العِلم والفضل والزُهد. انتقى عليه أبو الفضل الجارودي. وقد سمع: أبا علي الرفاء، وأبا تُراب محمد بن إسحاق. روى عنه: حفيده صاعد بن سيار القاضي. وتوفي في ربيع الأول.

(28/414)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 415
1 (وفيات سنة سبع عشرة وأربعمائة:)

4 (حرف الألف:)
أحمد بن عبد الله بن أحمد بن كثير. أبو عبد الله البغدادي البيع. سمع: علي بن محمد بن الزبير الكوفي، وأحمد بن سلمان النجاد. قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان صدوقاً. أحمد بن علي. أبو طاهر الدمشقي الكتاني الصوفي. والد المحدث عبد العزيز. سمع: يوسف بن القاسم الميانجي. ورحل شوقاً إلى والده وهو في رحلة ببغداد. وأدركه أجله ببغداد في ذي القعدة. روى عنه: ابنه، وأبو سعد السمان. أحمد بن عمر بن الإسكاف البغدادي. أبو بكر. سمع: عثمان السماك، وأحمد بن عثمان بن بُويان، والنجاد. قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان ثقة. توفي في المحرم.

(28/415)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 416
قلت: وروى عنه: محمد بن أحمد بن الحران. وله جزء معروف. أحمد بن محمد بن سلامة بن عبد الله. أبو الحسين السُّتيتي، الدمشقي الأديب المعروف بابن الطحان. روى عن: خيثمة بن سليمان، وأبي الطيب المتنبي الشاعر، وأبي القاسم الزجاجي النحوي. روى عنه: أبو سعد السمان، ومحمد بن إبراهيم بن حذلم، ومحمد بن أبي) نصر الطالقاني، وعبد العزيز الكتاني، وعلي بن أبي العلاء، وآخرون. قال: كنتُ أنام في مجلس خيثمة فينبهني أبي، فأنظر إلى خيثمة شيخ عظيم الهامة، كبير الآذان، كبير الأنف. قال الكتاني: مولده سنة ثمانٍ وعشرين وثلاثمائة في شوال، وكان يُتهم بالتشيع، فحلف لنا أنه بريء من ذلك، وأنه موالي يزيد بن معاوية، وأنه قد زار قبر يزيد. وكانت له أُصول حسنة. وذكر أنه من ولد سُتيتة مولاة يزيد. أحمد بن محمد بن علي الكتاني الدمشقي. الصوفي، والد الحافظ عبد العزيز الكتاني. روى عن: يوسف الميانجي.

(28/416)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 417
وعنه: ابنه، وأبو سعد السمان، وغيرهما. حكى جمال الإسلام أبو الحسن أنه كان امتنع من أكل الأرز واللحم خوفاً من أن يبتلع عظماً. فلما ارتحل إلى بغداد شوقاً إلى ولده عبد العزيز صادفه وقد طبخ لحماً بأرز، فقربه ابنه فقال: قد عرفت عادتي في هذا. فقال: كُل لا يكون إلا خير. فابتلع عظماً فمات في بغداد. حدثني بهذا ولده أو أبو القاسم بن أبي العلاء المصيصي. وتوفي في ذي القعدة. أحمد بن محمد بن عبد الله بن العباس بن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب. أبو الحسن الأموي الفقيه. ولي القضاء بالعراق بعد أبي محمد بن الأكفاني. قال الخطيب: وكان عفيفاً نزهاً رئيساً. سمع من أبي عمر الزاهد، وعبد الباقي بن وقانع. ولم يحدث. وقد حدثيني أبو العلاء الواسطي أنه أنشده قال: أنشدنا أبو عمر، أنشدنا ثعلب، فذكر بيتين. وقد قيل أن المتوكل عرض القضاء على محمد بن عبد الملك. قال أبو العلاء: فيرى الناس أن بركة امتناع محمد بن عبد الملك دخلت

(28/417)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 418
على ولده، فولي منهم القضاء أربعةٌ وعشرون قاضياً، ثمانية منهم تقلدوا قضاء القضاة، آخرهم أبو الحسن هذا. وما رأينا مثله جلالةً وشرفاً. وكان قد ولي قضاء البصرة، وولي قضاء القُضاة في رجب سنة خمسٍ وأربعمائة. وتوفي في شوال سنة سبع عشرة، وله ثمانِ وثمانون سنة. قلت: إسناده عالي فذهب بامتناعه، رحمه الله. إبراهيم بن الوزير أبي الفضل جعفر بن الفضل بن حنزابة. توفي في ربيع الأول بمصر.
4 (حرف الحاء:)
الحسين التباني. يأتي تقريباً الحسين بن ذكر بن هارون. أبو القاسم البجلي العكاوي الأصم. سمع: أبا علي بن هارون) الأنصاري، ويوسف بن القاسم الميانجي. روى عنه: أبو سعد السمان، وأبو علي الأهوازي. توفي بعكاء في ربيع الآخر. وكان عالماً زاهداً. الحسين بن عبد الرحمن بن محمد بن عبدان. أبو علي النيسابوري التاجر.

(28/418)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 419
سمع من: أبي العباس الأصم، وغيره. وعنه: أبو عبد الله الثقفي، وطائفة. الحسن بن علي بن ثابت. خطيب السلحين. روى عن: أبي علي بن الصواف، وعدة. وعنه: أبو الفضل بن المهتدي في مشيخته.
4 (حرف الراء:)
روح بن أحمد بن عمر. أبو علي الإصبهاني، ثم النيسابوري. ثقة، أديب، طبيب مشهور، سكن نيسابور. وسمع من: أبي عمرو بن حمدان. روى عنه: أبو صالح المؤذن.
4 (حرف السين:)
سعيد بن محمد بن محمد بن أحمد بن كنجة. أبو عمرو المستملي. خُراساني. سلامة بن عمر بن عيسى. أبو الحسن النصيبي. سكن بغداد، فحدث بها عنه: أحمد بن يوسف بن خلاد، وأبي بكر القطيعي.

(28/419)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 420
قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان صدوقاً. سهل بن محمد بن أحمد بن علي بن هشام بن حمدويه. أبو هشام المروزي السنجي. توفي في ذي القعدة. روى بنيسابور، وكان ثقة عن: أبي الحسن بن محمويه، وعلي بن عبد الرحمن البكائي، وأبي الحسن بن شاذان الرازي. وعنه: أبو صالح نافلة الإسكاف.
4 (حرف الصاد:)
صاعد بن الحسن بن عيسى الربعي. أبو العلاء البغدادي اللغوي، مصنف كتاب الفُصُوص. أخذ عن: أبي سعيد السيرافي، وأبي علي الفارسي، وأبي سليمان

(28/420)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 421
الخطابي، وأبي بكر القطيعي. وبرع في العربية واللغة. ودخل الأندلس في أيام المؤيد بالله هشام بن الحكم. وكان حافظاً للآداب، سريع الجواب، طيب العشرة، حُلو المفاكهة، فأكرمه الحاجب المنصور محمد بن أبي عامر وزاد في الإحسان إليه. جمع الفصوص على نحو أمالي القالي للمنصور، فأثابه عليه خمسة آلاف دينار. وكان متهماً في النقل، فلهذا هجروا كتابه وقد تخرج به جماعة من فُضلاء الأندلس لما ظهر كذبه) للمنصور رمى بكتابة في النهر ثم خرج من الاندلس في الفتنة وقصد صقلية، فمات بها. قال أبو محمد بن حزم: توفي بصقلية سنة سبع عشرة. قال ابن بشكوال: كان صاعد يُتهم بالكذب. وقد ذكره الحُميدي في تاريخه فقال: أخبرني شيخ أن أبا العلاء دخل على المنصور في مجلس أنسٍ، وقد اتخذ قميصاً من رقاع الخرائط التي وصلت إليه، فيها صِلاته، فلما وجد فرصة تجرد وبقي في القميص، فقال المنصور: ما هذا فقال: هذه خرق صِلات مولانا اتخذتها شعاراً. وبكى واتبع ذلك الشُكر. فأعجب به وقال: لك عندي مزيد. قال: وكتابه الفًصوص على نحو كتاب النوادر للقالي. وكان كثيراً ما تُستغرب له الألفاظ ويُسأل عنها فيسرع الجواب. نحو ما يُحكى عن أبي عمرو الزاهد قال: ولولا أن أبا العلاء كان كثير المُزاح لما حُمل إلا على التصديق. قلت: طول ترجمته بحكاياتٍ وأشعار رائقة له.

(28/421)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 422
4 (حرف العين:)
عبد الله بن أحمد بن عبد الله. الإمام أبو بكر المروزي القفال. شيخ الشافعية بُخراسان. كان يعمل الأقفال، وحذق في عملها حتى صنع قفلاً بآلاته ومفتاحه وزن أربع حبات. فلما صار ابن ثلاثين سنة أحس من نفسه ذكاءً، فأقبل على الفقه، فبرع فيه وفاق الأقران. وهو صاحب طريقة الخُراسانيين في الفقه. تفقه عليه: أبو عبد الله محمد بن عبد الملك المسعودي، وأبو علي الحسين بن شُعيب السنجي، وأبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن فُوران الفوراني. وهؤلاء من كِبار فُقهاء المراوزة. وتوفي بمرو في جمادى الآخرة وله تسعون سنة. قال الفقيه ناصر العُمري: لم يكن في زمان أبي بكر القفال أفقه منه ولا يكون بعده مثله. وكنا نقول إنه ملك في صورة الإنسان. تفقه على أبي زيد الفاشاني.

(28/422)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 423
وسمع منه، ومن: الخليلٍ بن أحمد القاضي، وجماعة. وحدث وأملى. وكان رأساً في الفقه، قدوة في الزهد. ذكره أبو بكر السمعاني في أميالة، فقال: وحيد زمانه فقهاً وحفظاً وورعاً وزُهداً. وله في المذهب من الآثار ما ليس لغيره من أهل عصره. وطريقته المهذبة في مذهب الشافعي التي حملها عنه أصحابه أمتن طريقة وأكثرها تحقيقاً.) رحل إليه الفقهاء من البلاد، وتخرج به أئمة. ابتدأ بطلب العلم وقد صار ابن ثلاثين سنة، فترك صنعته وأقبل على العلم. وقال غيره: كان القفال قد ذهبت عينه. وذكر ناصر المروزي أن بعض الفقهاء المختلفين إلى القفال احتسب على بعض أتباع الأمير متولي مرو، فرفع الأمير ذلك إلى محمود بن سُبُكتكين فقال: أيأخذ القفال شيئاً من ديواننا قال: لا. قال: يتلبس بشيء من الأوقاف قال: لا. قال: فإن الإحتباس لهم سائغٌ. دعهم. وحكى القاضي حسين عن القفال أستاذه أنه كان كثير من الأوقات في الدرس يقع عليه الُبكاء. ثم يرفع رأسه ويقول: ما أغفلنا عما يُراد بنا. تخرج القفال على أبي زيد الفاشاني. وسمع الحديث بمرو، وبُخارى، وهراة. وحدث وأملى كما ذكرنا. وقبره يُزار. عبد الله بن أحمد بن عثمان.

(28/423)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 424
أبو بكر ابن بنت شيبان العُكبري. حدث عن: أبي بكر القطيعي، وأبي أحمد بن السقاء. روى عنه: عبد العزيز الكتاني، وغيره. عبد الله بن أحمد بن عثمان. أبو محمد القُشاري الطليطلي الأندلسي. كان ورعاً، خيراً يغلب عليه الفقه. وكان مشاوراً في الأحكام، شاعراً، من أعيان العلماء. توفي في شعبان. عبد الله بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عيسى. أبو محمد الهمداني البزاز، المعروف بسبط قاضينا. روى عن: موسى بن محمد بن جعفر، وأوس الخطيب، وابن بُرزة، وعلي بن إبراهيم علان. وعنه: مكي بن محمد الفقيه، وأحمد بن عمر، ومحمد بن طاهر بن ممان. عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار. أبو محمد البغدادي السُكري. يُعرف بوجه العجوز.

(28/424)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 425
سمع: إسماعيل الصفار، وجعفر الخُلدي، وأبا بكر النجاد، وجعفر بن محمد بن الحكم، وجماعة. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقاً. مات في صفر. قلتُ: وروى عنه أبو بكر البيهقي، والحسين بن علي بن البُسري. عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن إبراهيم. أبو القاسم النيسابوري الجوري المقريء الحريري الشافعي. مستور ثقة. سمع مع أخيه القاضي أبي جعفر من: أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي، وأبي الحسن الكارزي، وأبي علي الرفاء. وتوفي في جمادى الآخرة. سمع عبد الغافر من أصحابه.) عبد السلام بن أحمد بن أبي عرابة. أبو محمد المصري. مات في ذي الحجة. عبد الملك بن أحمد بن أبي حامد. أبو محمد الجرجاني. قاضي الري، ويعرف بعبدك. روى عن: أبي بكر الإسماعيلي، وأبي بكر القطيعي، وابن ماسي.

(28/425)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 426
عبد الواحد بن أبي بكر محمد بن أحمد بن عثمان بن أبي الحديد. السُلمي الدمشقي أبو الفضل الشاهد. حدث عن: الحسين بن إبراهيم بن جابر الفرائضي، ويوسف الميانجي. روى عنه: ابنه أبو الحسن أحمد، والخطيب أبو نصر بن طلاب، وأبو سعد السمان، وعبد العزيز الكتاني. وتوفي في ذي الحجة. علي بن أحمد بن عمر بن حفص. أبو الحسن ابن الحمامي البغدادي. مقريء العراق. قرأ القراءآت على: أبي بكر محمد بن الحسن النقاش، وعبد الواحد بن أبي هاشم، وهبة الله بن جعفر، وأبي عيسى بكار بن أحمد، ويزيد بن أبي هلال الكوفي، وجماعة سواهم. وسمع الحديث من: أبي عمرو بن السماك، وأبي بكر النجاد، وأحمد بن عثمان الأدمي، وأبي سهل القطان، وعلي بن محمد بن الزبير الكوفي، وعبد الباقي بن قانع، ومحمد بن جعفر الأدمي، وخلق سواهم. روى عنه: أبو بكر الخطيب، ورزق الله التميمي، وأبو بكر البيهقي، وأبو

(28/426)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 427
الفضل عبد الله بن علي الدقاق، وطراد الزيني، وخلق آخرهم أبو الحسن علي بن علاف. وقرأ عليه القراءآت: أبو الفتح عبد الواحد بن شيطا، ونصر بن عبد العزيز الفارسي، وأبو علي الحسن بن القاسم غلام الهراس، وأبو بكر محمد بن علي بن موسى الخياط، وأبو الخطاب أحمد بن علي الصوفي، وأبو علي الحسن بن أبي الفضل الشرمقاني، والحسن بن علي العطار، وأبو الحسن علي بن محمد بن فارس الخياط، وعبد السيد بن عتاب، ورزق الله بن عبد الوهاب التميمي، وأبو نصر أحمد بن علي الهاشمي شيخ الشهرزوري، وأبو علي الحسن بن أحمد بن البناء، وأبو القاسم يحيى بن أحمد السيبي القصري، وخلق كثير. قال الخطيب: كان صدوقاً ديناً، فاضلاً، تفرد بأسانيد القراءآت وعُلوها في وقته. ولد في سنة ثمانٍ وعشرين وثلاثمائة، ومات في رابع وعشرين شعبان. أنبأنا المسلم بن علان، وغيره، أن أبا اليُمن الكندي أخبرهم: أنا أبو منصور الشيباني، وأنا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب: حدثني نصر بن إبراهيم الفقيه: سمعتُ سُليم بن أيوب الرازي: سمعتُ أبا الفتح بن أبي الفوارس يقول: لو رحل رجلٌ من خُراسان ليسمع كلمةً من أبي الحسن الحمامي أو من) أبي أحمد الفرضي لم تكن رحلته ضائعاً عندنا. علي بن أحمد بن هارون بن كُردي. أبو الحسن النهرواني، المعدل.

(28/427)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 428
سمع: محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب. قال الخطيب: كتبتُ عنه بالنهروان. وتوفي في شعبان، وله ست وثمانون سنة. عمر بن أحمد بن إبراهيم بن عبدويه بن سدُوس بن علي بن عبد الله بن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود. أبو حازم الهُذلي العبدويي النيسابوري الحافظ الأعرج. سمع: إسماعيل بن نجيد، ومحمد بن عبد الله بن عبدة السليطي، وأبا عمرو بن مطر، وأبا الفضل بن خميرويه الهروي، وأبا الحسن السراج، وأبا أحمد الغِطريفي، وأبا بكر الإسماعيلي، وبشر بن أحمد الإسفرائيني، وطبقتهم. وحدث ببغداد في سنة تسعٍ وثمانين وثلاثمائة، فسمع منه: أبو الفتح بن أبي الفوارس، وأحمد بن الأبنوسي. وحدث عنه: أبو القاسم التنوخي، وأحمد بن عبد الواحد الوكيل، وأبو بكر الخطيب وقال: كان ثقة، صادقاً، حافظاً عارفاً. كتب إلي أبو علي

(28/428)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 429
الوخشي يذكر أن أبا حازم مات في يوم عيد الفطر. قلتُ: وروى عنه: أبو عبد الله الثقفي، وخلق من أهل نيسابور، وكان من جلة الحفاظ. وكان أبوه قد سمعه من أبي العباس الصبغي، وأبي علي الرفاء، وغيرهما، فلم يحدث عنهم تورعاً وقال: لست أذكرهم. قال أبو صالح المؤذن: سمعت أبا حازم يقول: كتبتُ بخطي عن عشرةٍ من شيوخي عشرة آلاف، عن كل شيخ ألف جزء. رواها عبد الغافر في السياق عن أبي صالح الحافظ. وقال أبو محمد بن السمرقندي: سمعت أبا بكر الخطيب يقول: لم أر أحداً أطلق عليه اسم الحِفظ غير رجلين: أبو نُعيم، وأبو حازم العبدويي. عمر بن أحمد بن عثمان. أبو حفص البزاز العُكبري. سمع: محمد بن يحيى الطائي، وأبا بكر النقاش، وعلي بن صدقة. قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان ثقة أميناً. ولد سنة عشرين وثلاثمائة. قلت: وروى عنه: ابن البِطر.

(28/429)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 430
4 (حرف الميم:)
محمد بن أحمد بن محمد بن القاسم الهروي. المجاور بمكة. قال الداني: يُكنى أبا أُسامة. روى القراءة فيما ذكر عن أبي بكر النقاش، وسمع منه تفسيره. ثم عرض على أبي الطيب بن) غلبون، والسامري بمصر. رأيته يُقريء بمكة. وكان شيخاً صالحاً، وربما أملى من حفظه الحديث فقلب الأسانيد وغير المُتُون. مولده بهراة سنة تسعٍ وعشرين وثلاثمائة، وتوفي بمكة. محمد بن أحمد بن الطيب بن جعفر بن كُماري. أبو الحسين الواسطي الطحان. روى عن: أبيه أبي بكر أحمد صاحب ابن شوذب، وعن: بكر بن أحمد محمي. وبرع في مذهب أبي حنيفة على أبي بكر الرازي. وكان من العًدُول الكبار. ورخه ابن النقطة. محمد بن أحمد بن علي. أبو المظفر البالكي الهروي. سمع: أبا علي الرفاء. وعنه: شيخ الإسلام عبد الله بن محمد الأنصاري. محمد بن أحمد بن هارون بن موسى بن عبدان.

(28/430)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 431
أبو نصر بن الجندي الغساني الدمشقي. إمام الجامع، ونائب القاضي بدمشق، ومحدث البلد. روى عن: خيثمة بن سليمان، وعلي بن أبي العقب، وأبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن مروان، وأبي علي بن جابر الفرائضي، وجماعة. روى عنه: أبو نصر الحبان، وأبو علي الأهوازي، وأحمد بن عبد الواحد بن أبي حديد، وأبو نصر بن طلاب، وأبو سعد السمان، وعبد العزيز الكتاني، وعلي بن محمد المصيصي، وآخرون. قال الكتاني: توفي القاضي أبو نصر بن هارون إمام جامع دمشق وقاضيها في صفر، وكان ثقة مأموناً. وذكر أن مولده سنة. محمد بن أحمد بن الحسن البزاز. أبو الحسن البغدادي. سمع بمكة من: أبي محمد الفاكهي. روى عنه: الخطيب، وأبو بكر البيهقي. محمد بن عبد الله بن أبي زيد. أبو بكر الأنماطي.

(28/431)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 432
بغدادي، سمع: عمر بن سلم، وأبا بكر الشافعي. وعنه: الخطيب، وابن قيداس. محمد بن عتيق بن بكر. أبو عبد الله الأسواني. سمع من: هشام بن أبي خليفة السدوسي، وطبقته.
4 (حرف الهاء:)
هارون بن يحيى بن الحسن الطحان. أبو موسى المصري. توفي في ربيع الأول. عنده عن: الحسن بن رشيق، وأبي الطاهر الذُهلي. ذكر ذلك أبو إسحاق إبراهيم بن سعيد الحبال في الوفيات.)

(28/432)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 433
1 (وفيات سنة ثمان عشرة وأربعمائة:)

4 (حرف الألف:)
أحمد بن إبراهيم بن يزداد. أبو علي غلام محسن الإصبهاني. سمع: عبد الله بن جعفر بن فارس. وأظنه سمع من أبي أحمد العسال. روى عنه: أبو حفص عمر بن أحمد المعلم، وأبو بكر أحمد بن محمد بن مردويه، وغيرهما. من شيوخ السلفي. توفي في صفر، وله نيف وثمانون سنة. عند أبي الفتح القرشي جزءٌ من حديثه. أحمد بن بُرد. أبو حفص القرطبي الكاتب. كان ذا حظٍ وافرٍ من البلاغة، والأدب والشعر، رئيساً مقدماً في الدولة الناصرية.

(28/433)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 434
أحمد بن حمدان بن الشيخ أبي حامد أحمد بن محمد بن شارك الهروي. أبو حامد الشاركي. روى عن: جده. وعنه: محمد بن علي العميري، وغيره. أحمد بن علي بن سعدويه النسوي الحاكم. سمع: إسماعيل بن نجيد، وغيره. روى عنه: شيخ الإسلام الأنصاري. أحمد بن محمد بن إبراهيم بن محمد. أبو حامد المُلقاباذي النيسابوري، التاجر الدلال، جار أبي سعيد الحافظ المحمداباذي. ثقة، صالح. حدث عن: أبي الحسن السراج، وأبي حسن المزكي، وجماعة. روى عنه: أبو القاسم بن عبد الله الكريزي.

(28/434)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 435
وتوفي في أواخر صفر. أحمد بن محمد بن أحمد. أبو سعيد القُهُندُزي النيسابوري الشافعي، المقريء. روى عن: أبي بكر محمد بن المؤمل، وغيره. روى عنه: أبو صالح المؤذن، ومحمد بن يحيى، وعبيد الله بن عبد الله. توفي في ربيع الأول. أحمد بن محمد بن المهتدي الخطيب. أبو عبد الله البغدادي. سمع: أبا بكر النجاد. وحدث بجزءٍ واحدٍ رواه عنه الخطيب. أحمد بن محمد بن القاسم بن مرزوق. أبو الحسن المصري الأنماطي العدل. سمع: أحمد بن عبيد الصفار الحمصي، وحمزة بن محمد الحافظ، والحسين بن إبراهيم الفرائضي الدمشقي.

(28/435)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 436
روى عنه: أبو نصر السجزي، وأبو إسحاق الحبال. وسمع من: الحبال السيرة. حدثه بها، عن ابن الورد، بسنده.) أحمد بن الوليد بن أحمد بن محمد. أبو حامد الزوزني. رحل، وروى عن: أبي بكر الشافعي، وخلف الخيام، وأبي القاسم الطبراني. وتوفي بنيسابور في جُمادى الآخرة. روى عنه: طاهر الشماهي، وغيره. إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن مهران.

(28/436)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 437
الأستاذ أبو إسحاق الإسفرائيني، الأصولي، المتلكم، الفقيه الشافعي، إمام أهل خُراسان. رُكن الدين، أحد من بلغ رتبة الإجتهاد. له التصانيف المفيدة. روى عن: دعلج بن أحمد السجزي، وأبي بكر الشافعي، وعبد الخالق بن أبي رُوبا، ومحمد بن يزداد بن مسعود، وأبي بكر الإسماعيلي، وجماعة. وأملى مجالس. روى عنه: أبو بكر البيهقي، وأبو قاسم القُشيري، وأبو السنابل هبة الله بن أبي الصهباء، وجماعة. وصنف كتاب جامع الحُلي في أصول الدين، والرد على الملحدين في خمس مجلدات، وتصانيف كثيرة مفيدة. أخذ عنه القاضي أبو الطيب الطبري أصول الفقه وغيره. وبُنيت له بنيسابور مدرسة مشهورة. وتوفي في نيسابور يوم عاشوراء في السنة. قال أبو إسحاق الشيرازي: درس عليه شيخنا أبو الطيب، وعنه أخذ الكلام والأصول عامة شيوخ نيسابور.

(28/437)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 438
وقال غيره: نقل إلى إسفراين ودفن بمشهده بها. وقال عبد الغافر: أن أبو إسحاق طراز ناحية المشرق، فضلاً عن نيسابور وناحيته. ثم كان من المجتهدين في العبادة، المبالغين في الورع. انتخب عليه أبو عبد الله الحاكم عشرة أجزاء، وذكره في تاريخه لجلالته. وخرج عليه أحمد بن علي الحافظ الرازي ألف حديث. وعُقد له مجلس الإملاء بعد ابن محمش. وكان ثقة، ثبتاً في الحديث. قال أبو القاسم بن عساكر: حكى لي من أثق به أن الصاحب بن عباد كان إذا انتهى إلى ذكر ابن الباقلاني، وابن فُورك، والإسفرايئتي، وكانوا متعاصرين من أصحاب أبي الحسن الأشعري، قال لأصحابه: ابن الباقلاني بحر مُغرق، وابن فُورك صل مُطرق، والإسفرائيني نار تحترق. وقال الحاكم في تاريخه: أبو إسحاق الإسفرائيني الفقيه الأُوصولي المتكلم، المتقدم في هذه العلوم. انصرف من العراق وقد قرأ له العلماء بالتقدم إلى أن قال: وبُني له بنيسابور المدرسة التي لم يُبن بنيسابور قبلها مثلها. فدرس فيها. وقال غيره: كان أبو إسحاق يقول: إن كل مجتهدٍ مُصيبٌ أوله سفسطة، وآخر زندقة.

(28/438)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 439
وقال أبو القاسم الفقيه: كان شيخنا الأستاذ إذا تكلم في هذه المسألة قيل: القلم عنه مرفوع) حينئذٍ، لأنه كان يشتم ويصول، ويفعل أشياء. وحكى عنه أبو القاسم القُشيري أنه كان لا يجوز الكرامات. وهذه زلة كبيرة. أخبرنا محمد بن حازم، أنا محمد بن غسان، أنا سعيد بن سهل الخوارزمي سنة ثمانٍ وخمسين وخمسمائة: ثنا علي بن أحمد المؤذن إملاءً: ثنا محمد بن يزداد بن مسعود، ثنا أحمد بن علي الأبار، ثنا أيوب بن محمد الوزان، ثنا محمد بن مُصعب، ثنا عيسى بن ميمون، سمع القاسم يحدث، عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه: اللهُم اجعل أوسع رِزقي عند كِبر سِني وانقضاء عُمري. قلت: عيسى هذا مدني يقال له الخواص. قال بتركه النسائي، وضعفه الدارقُطني. إسماعيل بن بدر.

(28/439)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 440
أبو القاسم الأنصاري القُرطبي، الأديب الفرضي، المعروف بابن الغنام. روى عن: محمد بن معاوية القُرشي، ومنذر بن سعيد القاضي، وأبي عيسى الليثي. حدث عنه الخولاني، وقال: كان صالحاً، متسنناً، مهندساً. روى عنه أيضاً: قاسم بن إبراهيم، وأبو محمد بن خزرج. أصبغ بن عيسى. أبو القاسم اليحصبي الإشبيلي العبدري. روى عن: أبي محمد الباجي، وغيره. وعُني بالعِلم. روى عنه: الخولاني، وأبو محمد بن خزرج.
4 (حرف الحاء:)
الحسين بن علي بن حسين بن محمد.

(28/440)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 441
الوزير أبو القاسم بن أبي الحسن الشيعي. عُرف بابن المغربي. كان مع أبيه، فلما قتل الحاكم أباه بمصر وعمه وإخوته هرب أبو القاسم من مصر، واستجار بحسان بن مفرج الطائي، ومدحه. فوصله وأجاره. حدث عن: الوزير أبي الفضل جعفر بن الفُرات بن حنزابة. روى عنه: ابنه عبد الحميد، وأبو الحسن بن الطيب الفارقي. وقد وزر لصاحب ميافارقين أحمد بن مروان. ومن شعره لما كان مختفياً بالقاهرة والحاكم يطلب دمه، وقد كان بمصر صبي أمرد يُضرب المثلُ بحسنه، وكان يشتهي أبو القاسم أن يراه، فأخير بأنه يسبح في الخليج، فخرج ليراه وغرر بنفسه، فنظر إليه وقال:
(عُلمتُ منطقَ حاجبيه .......... والبَيْنُ ينشدُ رايتيهِ)

(وعَرفتُ آثارَ النعيمِ .......... بقُبلةٍ في وجنتيهِ)
)
(ها قد رضِيتُ من الدنيا .......... بأسرها نظري إليهِ)

(ولقد أراه في الخلي .......... ج يشقهُ من جانبيهِ)

(والموجُ مثلُ السيفِ وه .......... و فرنده في صفحتيهِ)

(لا تشربوا من مائه .......... أبداً، ولا ترِدوا عليهِ)

(قد ذاب منه السحرُ في .......... حركاتهِ من مُقلتيهِ)

(28/441)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 442
(وكأنه في الموج قلبي .......... بين أشواقي إليه)
وله:
(وكل امريءٍ يدري مواقعَ رُشدهِ .......... ولكنه أعمى أسيرُ هواهُ)

(هوى نفسهِ يُعميهِ عن قُبح عيبهِ .......... وينظُرُ عن فهمٍ عيوب سِواهُ)
ابن النجار: أنشدنا الفتح بن عبد السلام، أنا جدي، أنشدنا رزق الله التميمي: أنشدنا الوزير أبو القاسم الحسين بن علي المغربي لنفسه:
(وما أمُ خشف خلقته وبكرت .......... لتُكسبه طعماً وعادت إلى العُشِ)

(غدت ترتعي ثم انثنت لرضاعهِ .......... فلم تلقَ شيئاً من قوائمه الحمشِ)

(طافت بذاك القاع ولهاً فصادفتْ .......... سِباع الفلا نهشته أيما نهشِ)

(بأوجعَ مني يوم ظلت أناملٌ .......... تودعني بالدر من شبك النقشِ)

(وأجمالهم تحدي وقد برح النوى .......... كأن مطاياهم على ناظري تمشي)

(وأعجب ما في الأمر أن عشتُ بعدهم .......... على أنهم ما خلفوا في من بطشِ)
قال مِهيار الديلمي: لما وزر أبو القاسم بن المغربي ببغداد تعظم وتكبر ورهبه الناس، وانقبضتُ عن لقائه، ثم خِفتُ فعلمتُ فيه قصيدتي البانية، ودخلتُ فأنشدتهُ، فرفع طرفه إلي وقال: اجلس أيها الشيخ. فلما بلغت إلى قولي:
(جاء بك الله على فترةٍ .......... بآيةٍ من يَرها يعجبِ)

(لم تألفِ الأبصارُ من قبلها .......... أن تطلع الشمسُ من الغربِ)
فقال: أحسنت يا سيدي. وأعطاني مائتي دينار.

(28/442)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 443
قلت: وكان جدهم يُلقب بالمغربي لكونه كان كاتباً على ديوان المغرب، وأصله بصري. قصد أبو القاسم: فخر المُلك أبا غالب، وتوصل إلى أن وزر سنة أربع عشرة. وكان بليغاً مفوهاً) مترسلاً، يتوقد ذكاءً. ومن شعره:
(تأمل من أهواهُ صُفرة خاتمي .......... فقال: حبيبي، لم تجنبتَ أحمره)

(فقلت له: من أحمرٍ كان لونُهُ .......... ولكن سقامي حل فيه فغيره)
وقد ساق ابن خلكان نسبه إلى بهرام جور، وقال: له ديوان شِعر، ومختصر إصلاح المنطق، وكتاب الإيناس. ومولده سنة سبعين وثلاثمائة. وحفظ كُتُباً في اللغة والنحو. وكان يحفظ نحو خمسة عشر ألف بيت من الشِعر. وبرع في الحساب. وحصل ذلك وله أربع عشرة سنة. وكان من دُهاة العالم. هرب من الحاكم فأفسد نبات صاحب الرملة

(28/443)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 444
وأقاربه على الحاكم. وسار إلى الحجاز، فأطمع صاحب مكة في الحاكم وفي أخذ ديار مصر. وعمل ما قلق الحاكم منه وخاف على ملكه. وتوفي بميافارقين، وحُمل إلى الكوفة بوصيةٍ منه. وله في ذلك حديث طويل. ودُفن في تُربهٍ مجاورةٍ للمشهد المنسوب إلى علي رضي الله عنه. ومن شعره:
(أقولُ لها والعيسُ تُحدجُ للسرى: .......... أعدي لفقدي ما استطعتِ من الصبرِ)

(سأنفقُ ريعانَ الشبيبةِ آنِفاً .......... على طلب العلياءِ أو طلبِ الأجرِ)

(أليسَ من الخُسْران أن ليالياً .......... تمرُّ بلا نفعٍ وتُحسبُ من عمري)
ومن شعره:
(أرى الناس في الدنيا كراعٍ تنكرتْ .......... مراعيهِ حتى ليس فيهنّ مرتعُ)

(فماءٌ بلا مرعىً بغيرِ ماء .......... وحيثُ ترى ماءً ومرعىً فمسبعُ)
وكتب إلى الحاكم:
(وأنت وحسبي أنت تعلم أنني ............. إمام المجد يبني ويهدمُ)

(وليس حليماً من تُقبل كفُّهُ .......... فيرضى، ولكن من تُعض فيحلُمُ)
ومن شعره:

(28/444)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 445
(قبورٌ ببغداد وطُوسٍ وطيبةٍ .......... وفي سُر من رأى والغري وكربلا)

(إذا ما أتاها عارفٌ بحقوقها .......... ترحل عنها بالذي كان أملا)
) وتوفي في رمضان، رحمه الله.
4 (حرف الراء:)
رباح بن علي بن موسى بن رباح. القاضي أبو يوسف البصري. سمع: إبراهيم بن علي الهُجيمي، وأحمد بن محمد بن سليمان المالكي، ومحمد بن محمد بن بكر الهِزاني. وسمع بدمشق، ومصر. روى عنه: ابنه يوسف، وأبو القاسم التنوخي، وأبو حازم محمد بن الحسين الفراء، وآخرون.
4 (حرف الزاي:)
زيد بن عبد العزيز بن مُقرن. أبو الحسين الإصبهاني. توفي في المحرم.

(28/445)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 446
4 (حرف الطاء:)
طاهر بن الحسن بن إبراهيم. أبو محمد الهمداني الجصاص الزاهد. روى عن: محمد بن يوسف بن عمر الكسائي البزاز، والحسن بن علي الصفار. وهذا الكسائي يروي عن البغوي شيئاً قليلاً. روى عن طاهر: أبو مسلم بن غزو. وحكى عنه جماعة من الصُلحاء. وكان كبير القدر، صاحب كرامات. بالغ شيرويه في تطويل ترجمته، وقال: سمعتُ أبا الحسن الصوفي يقول: سمعتُ أبي يقول: كان لطاهر الجصاص مصنفات عدة، منها: أحكام المريدين مشتمل على سبعة أجزاء. وكان يقرأ التوراة، والإنجيل، والزبور، والقرآن، ويقرر تفسيرها. سُئل طاهر عن التوحيد فقال: أن يكون رجوع المرء إلى نفسه ونظره إليه أشد عليه من ضرب عُنقه. قال جعفر الأبهري: كان لطاهر الجصاص ثلاثمائة تلميذ كلهم من الأوتاد. وقال مكي بن عمر البيع: سمعتُ محمد بن عيسى يقول: صام طاهر الجصاص أربعين يوماً متواليات أربعين مرة. وآخر أربعين عملها صام على قشر

(28/446)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 447
الدُّخن، فلفرط يبسه فرغِ رأسه وأختلط في عقله. ولم أر أكثر مجاهدةً منه. قال شيرويه: كان طاهر يذهب مذهب أهل الملامة. وقال مكي: سمعت أبا سعد بن زيرك يقول: حضرتُ مجلساً ذُكر فيه طاهر الجصاص، فبعضهم نسبه إلى الزندقة، وبعضهم نسبه إلى المعرفة. فلما كثرتِ الأقاويل فيه قلت: إن عيسى عليه السلام كان نبياً وافتتانُ الناس به أكثر وافتتانهم بعيسى ضرهم وما ضره. وكذلك) افتتان الناس بطاهر يضرهم ولا يضره. قال مكي: حضرت امرأةٌ عنده فقالت: ألح عليه بعض أصحابنا في إظهار العلة التي ترك بسببها اللحم والخبز، فقال: إذا أكلتهما طالبتني نفسي بقُبلة أمردٍ مليح. وسمعت منصور الخياط الصوفي يقول: دخلت على طاهر الجصاص، فنظرت إليه وإلى اجتماع القمل في ثوبه، فسألته أن يعطيني فروته لأغسلها وأفليها. قال: على أن لا تقتل القمل. قلت: نعم. ثم حملتها إلى النهر، فلو كان معي قفيز كنت أملأه قملاً، فكنسته بالمكنسة ونقيتهُ، فلما رددتها عليه قال: الحالتان عندي سواء، فإن القمل لا يؤذيني. وقال شيرويه: سمعت يوسف الخطيب يقول: دخلت على طاهر الجصاص ووضعت بين يديه تيناً، فناولته تينةً وقلت: أيُها الشيخ اقطع هذه التينه بأسنانك، ولم يبقى في فمه سِن، فجعل يمصها ويلوكها حتى لانت وأمكنه قطعُها، فأكل نصفها، ووضع نصفها في فمي. فكأني وجدتُ في نفسي من ريقه ولُعابه. فبتُ تلك الليلة، فرأيت كأن آت أتاني، فأخرج قلبي من جوفي من غير ألمٍ ولا وجع. فلما شاهدتُ قلبي كأن قنديلٍ، فيه سبعة عشر سِراجاً، فقال لي: هذا من ذاك اللُعاب. سمعت عبد الواحد بن إسماعيل الُبُروجردي يقول: اشترينا شِواءً وحلواء

(28/447)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 448
فأكلنا، ثم دخلنا على طاهر الجصاص فقلنا: نريد شيئاً نأكله. فقال: قوموا عني أكلتم الشواء والحلواء في السوق وتطلبون شيئاً من عندي. وكان طاهر يتكلم من كلام الملامة بأشياء لا بأس بها في الشرع إذا فتش، وقبرهُ يزار ويُعظم.
4 (حرف العين:)
عبد الله بن عبد الرحمن بن جحاف. أبو عبد الرحمن المعافري. قاضي بلنسية، ويُلقب بحيدرة. روى عن: أبي عيسى الليثي، وأبي بكر بن السليم، وأبي بكر بن القوطية. وكان إماماً، ثقة، فاضلاً. ذكره ابن خزرج. وحدث عنه: أبو محمد بن حزم، وقال: هو من أفضل قاضٍ رأيته ديناً وعقلاً وتعاوناً، حظه الوافر من العلم. توفي في رمضان. عبد الله بن عبيد الله بن محمد. أبو سعيد الجرجاني، ثم النيسابوري الواعظ. كان يعظ في مجلس المطرز. وحدث عن: أبي عمرو بن نُجيد، وأبي الحسن السراج، وطبقتهما. روى عنه:) أبو صالح المؤذن، وعُبيد الله الحشكاني. وكان حياً في هذا العام.

(28/448)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 449
عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدان. أبو القاسم القرشي النيسابوري السراج. روى عن: أبي العباس الأصم، وأبي منصور محمد بن القاسم الصبغي، ومحمد بن سليمان البزاري، وأحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي، وجماعة. روى عنه: أبو بكر الخطيب، وعلي بن أحمد الأخرم المديني، وأبو صالح المؤذن، وعثمان المحمي، وفاطمة بنت الدقاق، وجماعة. مات في صفر. وكان إماماً جليلاً، ثقة كبير القدر فقيهاً. تفقه على الأستاذ أبي الوليد. عبد الوهاب بن جعفر بن علي. أبو الحسين بن الميداني، الدمشقي المحدث. روى عن: أبي علي بن هارون، وأحمد بن محمد بن عُمارة، وأبي عبد الله بن مروان، والحسين بن أحمد بن أبي ثابت، وأبي بكر بن أبي دجانة، وأبي عمر بن فضالة، وخلقٍ كثير بعدهم. روى عنه: رشأ بن نظيف، وأبو سعد السمان، وعبد العزيز الكتاني، وعلي بن محمد بن أبي العلاء، وأبو العباس أحمد بن قبيس المالكي، وآخرون. توفي في جمادى الأولى. قال الكتاني: ذكر أبو الحسين أنه كتب بمائة رطل حِبر، وقد احترقت كُتبه

(28/449)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 450
وجددها. وكان فيه تساهل. وقد اتهم في هارون. عبيد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد بن فاذويه. أبو عبد الرحمن الإصبهاني التاجر. مات في ذي الحجة. علي بن الحسين القاضي. أبو القاسم الهروي الداوودي، مصنف التفسير. روى عن: أبي تراب محمد بن إسحاق الموصلي. وعنه: ابن أخته صاعد بن سيار. توفي في ربيع الآخر. وروى أيضاً عن الخليل بن أحمد، والدارقطني. علي بن عبيد الله بن الشيخ. أبو الحسن الدمشقي. روى عن: المظفر بن حاجب، وجُمع المؤذن، وأبي عمر بن فضالة. روى عنه: عبد العزيز الكتاني، والسمان. علي بن عبد الله بن يوسف الشيرازي. أبو الحسن الرشيقي. توفي في ربيع الآخر.

(28/450)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 451
4 (حرف الفاء:)
فضلوية بن محمد بن إسحاق بن محمد بن فُضلويه. أبو فضل القزويني، ثم النيسابوري، المؤذن الإسكاف. مؤذن مسجد المطرز. شيخ مسن، به أدنى طرش. حدث عن: أبي عثمان) البصري. وكان يتهم فيه. وعن: الأصم، والطرائفي، وأبي بكر بن إسحاق الصبغي، وعبد الله بن محمد الرازي. وعنه: أبو صالح المؤذن، ومحمد بن يحيى المزكي. مات في جُمادى الأولى.
4 (حرف الميم:)
محمد بن أحمد بن خليفة. أبو الحسن التونسي الشاعر الشهير، ويلقب بالصرائري. له شعرٌ كثير على نحو شِعر ابن حجاج، وهجو، وقبائح. دخل مصر، ومات بالريف في هذا العام. وقد قارب الستين. محمد بن أحمد بن علي بن العباس. أبو بكر الجاموسي التاجر. نيسابوري. توفي في ربيع الأول. محمد بن الحسين.

(28/451)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 452
أبو بكر البغدادي، الخفاف الوراق. عن: القطيعي، ومخلد الباقرحي، وطبقتهما. قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان غير ثقة. يضع ويختلق الأسماء. قال لي: احترقت من كُتبي ألف وثمانون مناً كلها سماعي. محمد بن زهير بن أخطل. أبو بكر النسائي، الفقيه الشافعي. رأس الشافعية بنسا وخطيبها. رحل الناس إليه للأخذ عنه. سمع من: الأصم، وأبي حامد بن حسنويه، وابن عبدوس الطرائفي، وأبي الوليد حسان بن محمد، وأبي سهل بن زياد القطان، وأبي بكر الشافعي. وعمر دهراً. روى عنه: أبو صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن. وتوفي ليلة الفطر. محمد بن علي بن إسحاق. أبو منصور البغدادي الكاتب. حدث عن: أبي بكر بن مقسم المقريء، وأبي علي بن الصواف. قال الخطيب: كتبنا عنه، وسماعه صحيح. محمد بن محمد أحمد بن الروزبهان. أبو الحسن البغدادي. كان يسكن بناحية نهر طابق.

(28/452)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 453
حدث عن: علي بن الفضل الستوري، وعثمان بن السماك، وجعفر الخُلدي، والنجاد. قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان صدوقاً. سمعتُ الصوري يقول: كان هبة الله اللالكائي يُثني عليه إذا ذكره. توفي في رجب. قلت: وروى عنه أبو القاسم بن أبي العلاء المصيصي. محمد بن يوسف بن الفضل. أبو بكر الجرجاني الشالنجي، والقاضي، المفتي. كان عليه مدار الفتوى والتدريس والإملاء والوعظ ببلده.) سمع الكثير من: أحمد بن الحسين بن ماجة القزويني، ونُعيم بن عبد الملك الجُرجاني، ومحمد بن حمدان، وابن عدي، وهذه الطبقة. ومات بجرجان عن إحدى وتسعين سنة. روى عنه: إسماعيل بن مسعدة الإسماعيلي، وغيره. وتوفي في ذي القعدة، في ثامنة. مروان بن سليمان بن إبراهيم بن مورقاط الغافقي. الإشبيلي. روى عن: أبيه، وأحمد بن عبادة، وأبي محمد الباجي. ودخل إفريقية فأدرك ابن أبي زيد. وكان صدوقاً، صالحاً. مات في رمضان.

(28/453)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 454
مُعاذ بن عبد الله بن طاهر البلوي. أبو عمر الإشبيلي. روى عن: ابن القوطية، والرباحي. وكان بارعاً في فنون الأدب، قديم الطلب. معمر بن أحمد بن محمد بن زياد. الشيخ أبو نصور الإصبهاني، الزاهد. كبير الصوفيه بإصبهان. سمع: أبا القاسم الطبراني، وأبا الحسن بن المثنى، وأبا الشيخ، وابن المقريء، وعلي بن عمر بن عبد العزيز. وأملى عنهم. روى عنه: أبو طالب أحمد بن محمد القُرشي الكُندلاني، والقاسم بن الفضل الثقفي، وأبو مطيع، وآخرون. مات في رمضان. وله قصيدة منها:
(لقد مات من يُوعى الأنام بعلمه .......... وكان له ذِكر وصيتٌ فينفعُ)

(وقد مات حُفاظ الحديثِ وأهلهُ .......... وممن داره وهو في الناسِ مُقنعُ)

(أبو أحمد القاضي وقد كان حافظاً .......... ولم يكُ من أهل الضلالةِ يقبعُ)

(وكان أبو إسحاق ممن شهدتهُ .......... يدرس أخبارَ الرسول فيوسعُ)

(وثالثهم قُطبُ الزمانِ وعصرهُ .......... أبو القاسم اللخمي قد كان يبرعُ)

(ورابعهم كان ابن حيان آخبراً .......... ومات، فكيف الآن في العِلمِ نطمع؟ُ)

(28/454)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 455
(وكان ابن إسحاق بن مندة غائباً .......... يسبح زماناً وحده حيث يطلعُ)

(فرُد إلينا بعد دهرٍ وبُرهةٍ .......... وقامت به الآثار والأمر... جمع)

(بقي وحده في عصره وزمانه .......... يناطح آفات الزمان ويدفعُ)
مكي بن محمد بن الغمر. أبو الحسن التميمي الدمشقي الوراق، المؤدب. مستملي القاضي الميانجي. سمع منه، ومن: أحمد بن البرامي، وجمح ابن القاسم، والفضل بن جعفر، وابن أبي الرمرم، وخلق كثير بعدهم.) ورحل إلى بغداد، وسمع من: القطيعي، وأبي محمد بن ماسي، وأبي بكر الوراق. روى عنه: أبو علي الأهوازي، وعبد العزيز الكتاني، ومحمد بن علي الحداد، ومحمد بن علي المطرز، وإسماعيل بن علي السمان، وأبو الحسن بن صصرى. قال الكتاني: كان ثقة مأموناً، يورق للناس. وتوفي في رمضان سنة ثمان عشرة. وقال الأهوازي: سنة ثنتي عشرة.

(28/455)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 456
4 (حرف الهاء)
هبة الله بن الحسن بن منصور. الحافظ أبو القاسم الرازي الطبري الأصل، المعروف باللالكائي. الفقيه الشافعي. نزيل بغداد. تفقه على: الشيخ أبي حامد. وسمع بالري من: جعفر بن فناكي، وعلي بن محمد القصار، والعلاء بن محمد. وببغداد من: أبي القاسم الوزير، وأبي الطاهر المخلص، فمن بعدهما. قال الخطيب: كان يفهم ويحفظ. وصنف كتاباً في السنة، وكتاب رجال الصحيحين، وكتاباً في السُنن. وعاجلته المنية. وخرج إلى الدينور فمات بها في رمضان. حدثني علي بن الحسين بن جداء العُكبري قال: رأيت هبة الله الطبري في المنام، فقلت: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي.

(28/456)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 457
قلت بماذا؟ قال: كلمة خفيةً: بالسنة قلت: روى عنه كتاب السنة أبو بكر أحمد بن علي الطريثيثي، شيخ السلفي. قال شُجاع الذُهلي: لم يُخرج عنه شيءٌ من الحديث إلا بالسنة.
4 (حرف الياء.)
يحيى بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم. أبو سعد البزاز. مات في رمضان. الكنى: أبو الحسين بن طباطبا العلوي. مصري، نبيل. قال الحبال: عنده عن الرازي فمن دونه

(28/457)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 458
1 (وفيات سنة تسع عشرة وأربعمائة:)

4 (حرف الألف:)
أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن محمود. أبو بكر الثقفي الإصبهاني، الواعظ. نزيل نيسابور. سمع بها: أبا سعيد عبد الوهاب الرازي، وأبا أحمد الحاكم، وأبا محمد الحسن بن أحمد المزكي. روى عنه: أبو عبد الله الثقفي في الأربعين له، وأبو بكر الخطيب. توفي في جُمادى الأولى. قاله يحيى بن مندة.) أحمد بن عباس بن أصبغ بن عبد العزيز. أبو العباس الهمداني القرطبي. روى عن: أبي عيسى الليثي، وابن عون الله، وجماعة. ثم حج وجاور، فكان من جلة شيوخ الحرم، وبقي إلى هذا العام. أحمد بن محمد بن منصور. أبو الحسين ابن العالي البوشنجي، خطيب بوشنج.

(28/458)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 459
سمع أبا أحمد عبد الله بن عدي، وأبا سعيد محمد بن أحمد بن كثير بن ديسم، ومحمد بن علي الغسقاني، وأبا بكر الإسماعيلي، ومحمد بن الحسين النيسابوري السراج، ومحمد بن عبد الله بن إبراهيم السليطي. روى عنه: شيخ الإسلام أبو إسماعيل. توفي في رمضان. تفرد ابن رُوزبة بجزءٍ من حديثه. وروى عنه: أبو القاسم أحمد بن محمد العاصِمي البوشنجي. أحمد بن محمد بن الحُسين. أبو الطاهر الضبي الهروي. روى عن: حامد بن محمد الرفاء. روى عنه: أبو إسماعيل الأنصاري، وأبو عبد الله العُميري. إسحاق بن عبد الصمد ابن الخليفة القاهر بالله محمد بن المعتضد العباسي. توفي في ربيع الأول عن قريبٍ من تسعين سنة. وروخه هلال بن المحسن.
4 (حرف الحاء:)
الحسن بن محمد بن جعفر بن جُبارة. أبو محمد الدمشقي الضراب، الجوهري. روى عن: خيثمة بن سليمان، ومحمد بن محمد بن زكريا البلخي.

(28/459)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 460
روى عنه: الكتاني، وأبو سعد السمان، وعلي الحنائي، وجُبارة. قيده ابن ماكولا. مات ربيع الأول. سمع من خيثمة مجلساً واحداً. الحسن بن محمد بن جعفر السلماسي. أبو محمد. عن: الحسين بن محمد بن عبيد العسكري. مات في صفر. الحسين بن الحسن بن يحيى. أبو عبد الله العلوي الزيدي. توفي بواسط في جمادى الآخرة. روى عن: أبي المُثنى محمد بن أحمد الدهقان الكوفي عن الحسن بن علي بن عفان. وكان مولده في سنة تسعٍ وعشرين وثلاثمائة. قال الخطيب: كان صدوقاً. ثنا عن أبي المثنى.
4 (حرف الزاي:)
زكريا بن أحمد بن محمد بن يحيى بن حمويه.

(28/460)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 461
أبو يحيى البزاز النسابة. خُرساني. توفي في حدود سنة تسع عشرة تقريباً.)
4 (حرف الشين:)
شعيب بن محمد بن إبراهيم. أبو سعد الشُعيبي البوشنجي. سمع: أباه، وإبراهيم المؤدب، وأبو علي الرفاء. وروى الكثير. حدث عنه: شيخ الإسلام.
4 (حرف العين:)
عبادة بن عبد الله بن محمد بن عبادة بن أفلح الأنصاري. من ولد سعد بن عبادة الخزرجي القُرطبي. الشاعر المعروف بابن ماء السماء أبو بكر. أخذ عن: أبي بكر الزبيدي، وغيره. أخذ عنه الأدب: غانم بن الوليد. عبد الله بن أحمد بن محمد بن عبد الله. أبو محمد المصاحفي.

(28/461)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 462
خُراساني. توفي في شهر ذي الحجة. وكان مجاوراً في جامع نيسابور. نسخ ثمانمائة وثمانين مُصحفاً. قال عبد الغافر: حدثني من أوثق به بذلك. ونسخ عدة نُسخ من تفسير أبي القاسم بن حبيب. وسمع من: أبي الحسن بن السراج، وأبي حفص الزيات البغدادي. روى عنه: الحسن بن أبي القاسم الصفار، وأحمد بن أبي سعد بن علي. وتوفي بنيسابور. عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم بن أحمد بن حمدويه. أبو محمد بن أبي القاسم البُناني الثابتي. من ولد ثابت بن أسلم التابعي. نيسابوري، حنفي. من مجاوري الجامع. كثير الحديث. حدث عن: الأصم، وطبقته. ولقي أبا الطيب المتنبي، وسمع من شعره. روى عنه: محمد بن بحر المزكي. عبد الله بن محمد بن سليمان.

(28/462)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 463
أبو محمد بن الحاج القرطبي، المقريء. كان مجوداً طيب الصوت بمرة، صالحاً. له شعر حسن. وأخذ الحديث عن جماعة. وله مصنفٌ كبير في الزهد. توفي شاباً، وقد روى عن: مكي بن أبي طالب. عبد الرحمن بن محمد بن المرزبان بن منجويه. أبو القاسم الإصبهاني. مات في رجب. عبد المحسن بن محمد بن أحمد بن غلبون.

(28/463)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 464
أبو محمد الصوري الشاعر المشهور. كان شاعراً محسناً، بديع القول. روى عنه شِعره: محمد بن علي الصوري، ومبشر بن إبراهيم، وسلامة ابن الحسين. وحكى عنه: أبو نصر بن طلاب. وله:
(بالذي أَلهم تعذيبي ثناياك العِذابا .......... ما الذي قالته عيناك لقلبي فأجابا)
قال أبو فتيان بن حيوس: هما أغزل ما أعلم، وأغزل من قول جرير حيث يقول:) إن العيون التي في طرفها مرض. ولعبد المحسن:
(وتُريك نُفسك في معاندة الهوى .......... رُشداً ولستِ إذا فعلت براشدِ)

(شغلتك عن أفعالها أفعالُهُم .......... هلا اقتصرت على عدوٍ واحدِ)
عبد الملك بن عبد الرحمن بن عمر بن العباس.

(28/464)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 465
أبو سهل الشروطي الحنفي. خُراساني. مات في ذي الحجة. وروى عن: ابن نُجيد، وبشر بن أحمد، وأبي أحمد السمري. وعنه: أبو صالح المؤذن. عبد الواحد بن أحمد بن محمد بن يوسف. أبو محمد بن شماس الهمداني الدمشقي. حدث ب صحيح البخاري عن: أبي زيد المروزي. وحدث عن: علي بن يعقوب بن أبي العقب، والحسين بن أحمد بن أبي ثابت. روى عنه: علي بن الخضر، وأبو سعد السمان، وعبد العزيز الكتاني، وعلي بن محمد بن شجاع، وجماعة. توفي في رمضان. قاله الكتاني، وقال: سمعه أبوه الحديث، ولم يكن الحديث من شأنه. عبد الواحد بن أحمد بن الحسين. أبو الحسن العُكبري، المعدل. حدث عن: أحمد بن سليمان النجاد، وجعفر الخلدي، وأبي بكر الشافعي، وعدة. روي عنه: ابن أخيه أبو منصور محمد بن محمد بن أحمد. وكان صدوقاً يتشيع، قاله الخطيب:

(28/465)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 466
علي بن أحمد بن محمد بن داود. أبو الحسن البغدادي الرزاز. سمع: عثمان بن السماك، وأبا بكر النجاد، وعبد الصمد بن علي الطستي، وأبا سهل بن زياد، والخلدي، وأبا عمر الزاهد، وعلي بن محمد بن الزبير، وميمون بن إسحاق، ودعلج بن أحمد. وقرأ القرآن لحمزة على أبي بكر بن مقسم، عن قراءته على إدريس بن عبد الكريم. قرأ عليه: عبد السيد بن عتاب، وغيره. وحدث بالكثير. وكف بصره في آخر عمره. وكان له حانوت في الرزازين. قال الخطيب: وكان كثبر السماع والشيوخ: وإلى الصدق ما هو شاهدت جزءاً من أصوله من أمالي ابن السماك، في بعضها سماعه بالخط العتيق، ثم رأيته قد غير بعد وقتٍ وفيه إلحاقه بخط جديد. ولد سنة خمسٍ وثلاثين وثلاثمائة، وتوفي في ربيع الآخر. قلت: وروى عنه: أبو البيهقي، وأبو بكر الطريثيثي، وجماعة.

(28/466)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 467
علي بن عبد العزيز بن الحسن بن محمد بن هارون بن عصام بن الأمير محمد بن عبد) الله بن طاهر بن الحسين. أبو الحسن الخزاعي الطاهري المحدث. سمع من: أبي بحر بن كوثر، وعيسى الرُّخجي، وأبي بكر القطيعي، وأحمد بن جعفر بن سلم، ويحيى بن وصيف، ومخلد الباقرحي، فمن بعدهم. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ديناً صالحاً، ثقة. توفي في ربيع الآخر. علي بن محمد بن عبد الله بن آزاد مرد أبو القاسم الفارسي. سمع: أبا بكر الشافعي، وحامداً الرفاء، وحبيباً القزاز وعثمان بن ستفة، وعدة. وسكن مصر. روى عنه: القاضي القضاعي، والحسين بن علي بن حجاج النحوي، وأبو إسحاق الحبال وقال: مات في رمضان. علي ابن المقريء أبي عدي عبد العزيز بن علي بن محمد بن إسحاق بن الفرج ابن الإمام أبي الحسن المصري. محدث ابن محمد. أرخه الحبال. عمر بن أحمد بن محمد بن حسنويه.

(28/467)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 468
أبو حفص الإصبهاني الزعفراني. توفي في ربيع الأول. قال يحي بن مندة: صالح، ورع، صاحب سنة وصلابة. ضربه إسماعيل بن عباد بالسياط في السوق بسبب ذمه الإعتزال. له ست بإصبهان. حدث عن: أبي أحمد العسال، وأحمد بن معبد والطبراني، وأبي إسحاق ابن حمزة.
4 (حرف الميم)
محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن عمر بن حفص. المحدث أبو بكر بن أبي علي الهمداني الذكواني، الإصبهاني المعدل. قال أبو نعيم الحافظ: ولد سنة ثلاثٍ وثلاثين وثلاثمائة وشهر، وحدث ستين سنة. وسمع بمكة، والبصرة، والأهواز، والري. وجمع وصنف الشيوخ. حسن الخلق، قويم المذهب، توفي في شعبان. ثم ذكر بعض شيوخه. قلت: روى عن: عبد الله بن فارس، ومحمد بن أحمد بن الحسن الكسائي، وأبي أحمد العسال، ومحمد بن إسحاق بن كوشيذ، ومحمد بن يحيى بن بحرويه، وأحمد بن معبد السمسار، وأحمد بن محمد بن يحيى القصار، وأحمد بن بندار الشعار، وإبراهيم بن محمد بن حمزة، وعبد الله بن الحسن بن بندار المديني، وأبي الشيخ، وعاتكة بنت أبي بكر بن أبي عاصم الإصبهانيين، والطبراني، والجعابي بإصبهان، وأبي بكر الآجري، وإبراهيم بن

(28/468)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 469
محمد بن إبراهيم الدبيلي) بمكة، وفاروق بن عبد الكبير الخطابي، ومحمد بن إسحاق بن عباد التمار، وأحمد بن القاسم بن الريان اللكي بالبصرة. روى عنه: أبو صادق محمد بن أحمد بن جعفر الفقيه، وأبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى بن مردويه، وإسماعيل بن علي السيلقي، وأبو نصر عبد الرحمن بن محمد السمسار، وأبو حفص عمر بن حسن بن محمد بن أحمد بن سليم، وعلي بن الفضل اليزدي، والفضل بن محمد الحداد أخو أبي الفتح الحداد، وأبو أحمد فضلان بن عثمان القيسي، وأبو العلاء محمد بن عبد الجبار الفُرساني شيوخ ابن سلفة الحافظ. وله معجم رواء عبد الرحيم بن الطفيل. محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن صُمادح. التجيبي الصمادحي السرقسطي. قال الأبار: كان والياً على مدينة وشقة، ثم تخلى عنها لابن عمه منذر بن يحيى. وله مختصر في غريب القرآن يدل على فضله ومعرفته. روى عنه: ابنه الأمير معن صاحب المرية.

(28/469)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 470
غرق أبو يحيى هو وأهل مركبه في جمادى الأولى سنة تسع عشرة رحمهم الله. محمد بن عبد الله الرباطي. أبو بكر. قيل: توفي فيها. وقيل: سنة عشرين كما سيأتي. محمد بن عبد الباقي. أبو بكر المصري الجبان. الرجل الصالح. أرخه الحبال. محمد بن علي بن محمد بن حيد بن عبد الجبار. أبو بكر الجوهري الصيرفي العدل الغازي. من رؤساء نيسابور. وإليهم ينسب قصر حيد. ولد سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة. سمع من: أبي العباس الأصم، وإسماعيل بن نجيد. روى عنه: حفيده منصور بن محمد شيخ شهدة. توفي في رجب. وممن روى عنه: أبو صالح المؤذن، وأبو بكر محمد بن يحي المزكي. محمد بن عمر بن يوسف.

(28/470)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 471
أبو عبد الله ابن الفخار القرطبي المالكي الحافظ. عالم الأندلس في عصره. روى عن: أبي عيسى الليثي، وأبي محمد الباجي، وأبي جعفر بن عون الله، وجماعة. وحج وجاور بالمدينة وأفتى بها، فكان يفخر بذلك. تفقه بأبي محمد الأصيلي، وأبي عمر بن المكوي. وسمع بمصر. وكان إماماً بارعاً زاهداً ورعاً متقشفاً، من أهل العلم والذكاء والحفظ، عارفاً بمذاهب الأئمة وأقوال العلماء. يحفظ المدونة حفظاً جيداً، والنوادر لابن أبي زيد. وقد أريد على الرُّسلية إلى البربر فأبى وقال: إني في جفاء وأخاف أن أؤذى.) فقال الوزير: رجل صالح يخاف الموت، قال: إن أخفه فقد خافه أنبياء الله، هذا موسى عليه السلام حكى الله عنه أنه قال: ففررتُ مِنكُمْ لما خِفْتُكُمْ. قال ابن حيان: توفي الفقيه المشاور الحافظ المستبحر، الراوية البعيد الأثر، الطويل الهجرة في طلب العلم، الناسك المتقشف أبو عبد الله بن الفخار بمدينة بلنسية في عاشر ربيع الأول. فكان الحفل في جنازته عظيماً، وعاين الناس فيها آية من طيور أشباه الخطاف، وما هي بها، تخللت الجمع رأفةً فوق النعش جانحةً إليه مشفةً، لم تفارق نعشه إلى أن ووري فتفرقت. عاين الناس منها عجباً تحدثوا به وقتاً. ومكث مدة ببلنسيةُ مُطاعاً عظيم القدر عند السلطان والعامة. وكان ذا منزلة عظيمة في الفقه والنسك، صاحب أنباءٍ بديعة رحمه الله.

(28/471)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 472
وقال جُماهر بن عبد الله: صلى على ابن الفخار الشيخ خليل التاجر ورفرفت عليه الطير إلى أن تمت مواراته. وكذا ذكر محمد القُبُّشي من خبر الطيور، وزاد: كان عمره نحو الثمانين سنة. وكان يقال إنه مجاب الدعوة، واختبرت دعوته في أشياء. وقال أبو عمرو الداني: توفي في سابع ربيع الأول عن ست وسبعين سنة، وهو أخو الفقهاء الحفاظ الراسخين العالمين بالكتاب والسنة بالأندلس رحمه الله. وقد ذكره القاضي عياض فقال: أحفظ الناس، وأحضرهم علماً، وأسرعهم جواباً، وأوقفهم على اختلاف الفقهاء وترجيح المذاهب، حافظاً للأثر، مائلاً إلى الحجة والنظر. فر عن قرطبة إذ نذرت البربر دمه عند غلبتهم على قرطبة. فأما: أبو عبد الله بن الفخار المالكي الحافظ، فيأتي سنة. محمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن مخلد.

(28/472)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 473
أبو الحسن البزاز شيخ بغداد. ولد سنة تسعٍ وعشرين وثلاثمائة. وسمع من: إسماعيل الصفار ومحمد بن عمرو الرزاز، وعمر بن الحسن الأشناني، وهو آخر من حدث عنهم، وعثمان بن السماك، وجعفر الخلدي، والنجاد. قال الخطيب: كتبنا عنه وكان صدوقاً، أثنى عليه أبو القاسم اللالكائي. وكان جميل الطريقة، له أُنسةٌ بالعلم ومعرفة بشيءٍ من الفقه على مذهب أهل العراق. مات في ربيع الأول. قال: وبلغني أنه لم يكن له كفن. قلت: روى عنه: علي بن طاهر بن الملقب الموصلي، والحسين بن علي بن البسري وعلي بن) الحسين الربعي، وعلي بن محمد بن أبي العلاء المصيصي، وجماعة آخرهم علي بن أحمد بن بيان الرزاز، شيخ ابن كليب.
4 (حرف النون)
ناصر بن مهدي بن الحسن. السيد أبو محمد، العلوي النيسابوري.

(28/473)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 474
روى عن: أبي الحسين الحجاجي، وأبي علي محمد بن علي بن السقا الإسفرائيني الحافظ، وأبو عمرو بن حمدان. وعنه: أبو صالح المؤذن، وغيره. توفي في رمضان.
4 (حرف الهاء)
الهيذام بن عمر بن أحمد بن الهيذام. الإصبهاني، الضراب. في شهر صفر.
4 (حرف الباء)
يحيى بن عمر. أبو الحسن الدعاء المقريء، المعروف بالشارب. سمع من: عبد الباقي بن قانع، وحامد الرفاء. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ثقة مشهوراً بالسنة. يعيش بن محمد بن يعيش. أبو بكر الأسدي الطليطلي. روى عن: أبيه، ورحل فأخذ عن: أبي محمد بن أبي زيد. وكان من كبار الفقهاء. ولي القضاء ببلده والرئاسة.

(28/474)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 475
1 (وفيات عشرين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)
أحمد بن طلحة بن أحمد بن هارون. أبو بكر البغدادي المنقي الواعظ. سمع: أبا بكر النجاد، وعبد الصمد الطستي، وابن بريه الهاشمي. مات في ذي الحجة. وآخر من روى عنه ابن البطر. أحمد بن عبد القادر بن سعيد. أبو عمر الأموي الإشبيلي. أخذ عن: أبي الحسن الأنطاكي، وحكم بن محمد القيرواني، ومحمد بن الحارث الخُشني. وسمع من: أبي علي القالي يسيراً. وكان عارفاً بالنحو والشعر، وله كتاب الوثائق وعللها سماه المحتوي في خمسة عشر جزءاً.

(28/475)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 476
حدث عنه: أبو محمد بن خزرج. أحمد بن علي بن أحمد بن حماد. أبو العباس الجُرجاني، المقريء المعروف بالخزاز. سمع من المحدث أحمد بن الحسن بن ماجة في سنة تسعٍ وأربعين بقراءة الإسماعيلي. وحدث، وسمع منه خلق بجرجان. وكان رجلاً صالحاً. مات في ذي القعدة. أحمد بن علي بن الحسن بن الهيثم. أبو الحسن بن البادا البغدادي. سمع: أبا سهل بن زياد، وعبد الباقي بن قانع، ودعلج بن أحمد، وابن بريه، وجماعة. قال الخطيب: كان ثقة، من أهل القرآن والأدب والفقه على مذهب مالك. كتبتُ عنه، ومات في ذي الحجة. أحمد بن علي. أبو العباس المنبجي، ثم الرقي المقريء. قرأ القرآن على: نظيف بن عبد الله الكِسروي، وغيره. قال أبي العمر الداني: كان ثقةً ضابطاً. عُمر طويلاً وتوفي بالرقة بعد

(28/476)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 477
العشرين، وقد بلغ التسعين أو زاد عليهما رحمه الله. أحمد بن محمد بن عفيف. أبو عمر الأموي القُرطبي. شرع في السماع سنة تسعٍ وخمسين وثلاثمائة، واستوسع في الرواية والجمع والإتقان. وحدث عن: يحيى بن هلال، ومحمد بن عبيدون، ومحمد بن أحمد بن مِسور. وعني بالفقه. وبرع في الشروط ثم مال إلى الزهد والوعظ، فوعظ الناس، ولقن القرآن، وقصده الصلحاء والطالبون، فبين لهم الطريق. وكان يغسل الموتى، وصنف في تغسيلهم كتاباً، وصنف كتاباً في آداب المعلمين. وصنف في أخبار القُضاة والفقهاء بقرطبة كتاباً. ولما) وقعت الفتنة بقرطبة قصد المرية فأكرمه صاحبها خيران الصقلبي وأدناه، وولاه قضاء لورقة، فاستوطنها حتى توفي في ربيع الآخر. روى عنه: حاتم بن محمد، وأبو العباس العُذري، وطاهر بن هشام، وغيرهم. أحمد بن محمد بن القاسم بن بشر بن درستويه بن يزيد. أبو الحسين الفارسي الفسوي، ثم البخاري. ولد سنة أربعين. وروى عن: أبي بكر بن يزداد، وخلف الخيام، وأبي بكر بن سعد، والقفال الشاشي.

(28/477)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 478
توفي في ربيع الأول ببخارى. أحمد بن محمد بن الحسن بن المظفر. أبو طالب، ولد الأديب أبي علي الحاتمي. كان شاعراً محسناً. وله ديوان. روى عنه: ابنه مسعود، ومحمد بن وِشاح الزينبي. إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن الحسين. أبو إسحاق الحنائي الدمشقي. روى عن: عبد الوهاب الكِلابي. وسمع بمصر من: أبي محمد بن النحاس. روى عنه: أبو سعد السمان، وعبد العزيز الكتاني. وهو أخو علي وإبراهيم.
4 (حرف الحاء:)
الحسن بن علي بن العباس بن الفضل بن زكريا بن يحيى بن النضر. أبو علي النضروي الهروي الحافظ. سمع: محمد بن عبد الله بن خميرويه، وزاهد بن أحمد، ومحمد بن أحمد بن حمزة، وجماعة. وعنه: عبد الواحد المُليحي، ومحمد بن علي العُميري. الحسن بن محمد بن أحمد بن عمر.

(28/478)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 479
أبو بشر القُهُندُزي المزكي. روى عن: أبي بحر البربهاري، ومحمد بن حيويه الكُرجي. وعنه: صاعد بن سيار، ومحمد بن علي العميري. الحسين بن عبد الله بن أبي علاثة البغدادي. سمع: أبا بكر الشافعي، والقطيعي، وعدة. وعنه: الخطيب، وقال: سماعه صحيح إلا أنه ساقط المروءة.
4 (حرف السين:)
سعيد بن عبد العزيز بن عبد الله بن محمد. أبو سهل النيلي. أخو الأستاذ أبي عبد الرحمن. رجل جليل نحوي، فقيه شافعي، إمام في الطب متبحر فيه بمرة، ثقة في الحديثة. روى عن: أبي عمرو بن حمدان، وأبي أحمد الحافظ.

(28/479)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 480
ومات فجأةً عن سبعٍ وستين سنة.
4 (حرف الصاد:)
) صالح بن مِرداس الكلابي. أسد الدولة. كان من عرب البادية، فقصد حلب وبها مرتضى الدولة بن لؤلؤ نائباً للخليفة الظاهر بن الحاكم العبيدي، فانتزعها منه في سنة سبع عشرة وأربعمائة، وتملكها ورتب أمورها. فصار من مصر لحربه أمير الجيوش الدزبري، وكانت الوقعة بالأقحوانة. ثم انجلت الوقعة عن خلقٍ كثير من القتلى منهم صالح. وهو أول من ملك حلب من بني مرداس. قُتل في جُمادى الأولى.
4 (حرف العين:)
عبد الله بن عبد الرحيم بن محمد بن إبراهيم بن أحمد بن حمدويه.

(28/480)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 481
أبو محمد البُناني النيسابوري المُرضي، الرجل الصالح. سمع من: دعلج، وأبي بكر الشافعي ببغداد. وذكر أنه لقي الأصم، وسمع منه شيئاً يسيراً. وسمع بجرجان من: محمد بن أحمد بن إسماعيل الصرام وحدث عنه. سمع منه: أبو الفضل الفلكي والمشايخ. عبد الله بن محمد بن علي بن مهرة. أبو محمد الإصبهاني المؤدب. روى عن: الطبراني. عبد الجبار بن أحمد. أبو القاسم الطرسوسي المقريء. صدر الإقراء في وقته بمصر. قرأ على: أبي عدي عبد العزيز بن الفرج، وأبي أحمد عبد الله بن الحسين السامري. قرأ عليه: أبو الطاهر إسماعيل بن خلف مصنف العنوان. توفي في غرة ربيع الآخر. وله كتاب المُجتنى في القراءآت. وآخر من سمع منه أبو الحسين يحيى بن البياز، لكنه متهم. عبد الرحمن بن زاهد بن أحمد. أبو أحمد المروزي الشيرتحشيري، الفقيه المحدث.

(28/481)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 482
سمع: عبيد الله بن الحسين النضري ببغداد، ومحمد بن المظفر الحافظ. وأملى بمرو وهراة. روى عنه: عبد الواحد المليحي، وابنه أبو عطاء وعطاء القراب. أخذ مذهب الشافعي عن أبي زيد الفاشاني، وصار من أئمة المذهب. عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن معروف بن حبيب. أبو محمد بن أبي نصر التميمي، الدمشقي المعدل، الرئيس المعروف بالشيخ العفيف. قرأ لأبي عمرو عن أحمد بن عثمان غلام السباك. وحدث عن: إبراهيم بن أبي ثابت، والحسن بن حبيب الحصائري، وخيثمة، وابن حذلم، وجعفر بن عُديس، وأحمد بن محمد بن عُمارة الليثي، وأحمد بن سليمان بن زبان الكندي، ثم قطع التحديث عنه لما علم ضعفه. روى عنه: رشأ بن نظيف، وأبو علي الأهوازي، وعبد العزيز بن أحمد الكتاني، وأبو القاسم) الحنائي، وأبو نصر بن طلاب، وأبو القاسم بن أبي

(28/482)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 483
العلاء، وخلق كثير آخرهم موتاً عبد الكريم بن المؤمل الكفر طابي. وكان مولده في سنة سبعٍ وعشرين وثلاثمائة. قال أبو الوليد الحسن بن محمد الدربندي: أنا عبد الرحمن بن عثمان بدمشق بقراءتي، وكان خيراً من ألفٍ مثله إسناداً وإتقاناً وزُهداً مع تقدمه. ثم ذكر عنه حديثاً. وقال رشأ بن نظيف: قد شاهدتُ ساداتٍ، ما رأيت مثل أبي محمد بن أبي نصر، كان قرة عين. وقال الكتاني: توفي شيخنا ابن أبي النصر في جمادى الآخرة، فلم أر جنازة كانت أعظم منها. كان بين يديه جماعة من أصحاب الحديث يهللون ويُكبرون ويظهرون السنة. وحضر جنازته جميع أهل البلد حتى اليهودي والنصارى. ولم ألق شيخاً مثله زُهداً وورعاً وعبادةً ورئاسة. وكان ثقةً عدلاً، مأموناً، رضى. وكان يلقب بالعفيف. وكانت أصوله حِساناً بخط ابن فطيس، والحلبي. وقد روى حديثه بعلوًّ: كرينة القرشية مثل مُسند ابن عمر لابن أمية، وحديث ابن أبي ثابت. عبد الرحيم بن أحمد بن عبد الرحمن الكُتامي الفقيه المالكي.

(28/483)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 484
أبو عبد الرحمن السبتي، ويعرف بابن العجوز. قال القاضي عِياض: كان من كبار قومه، وإليه كانت الرحلة بالمغرب. وعليه كانت تدور الفتوى. وفي عقبه أئمة نُجباء. لازم أبا محمد بن أبي يزيد. وأخذ عن: أبي محمد الأصيلي، وغيره. روى عنه: قاسم المأموني، ومحمد بن عبد الرحمن، وإبراهيم بن يعقوب الكلاعي، وجماعة. أخذ الناس عنه بسبتة عِلماً كثيراً. وقال أبو محمد بن خزرج: أجاز لي سنة ثمان عشرة، وتوفي بعد ذلك بنحو عامين. ولد سنة خمسٍ وأربعين وثلاثمائة. عبد الصمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن عيسى. أبو الفضل الخاصمي البلمغي. رحمه الله. عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن جعفر بن منير. أبو محمد المنيري، الجُرجاني العدل الصالح. سمع: أبا أحمد عدي، وأبا بكر الإسماعيلي. وبنيسابور: أبا أحمد الحاكم. وببغداد: أبا الحسين بن المظفر.

(28/484)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 485
وبالشام: محمد بن علي الساوي. قال علي بن محمد الزنجي: سمعت منه. قلت توفي في) رمضان. عبيد الله بن النضر بن محمد بن أحمد بن محمد. أبو أحمد المحمي النيسابوري. من بيت الرئاسة والحشمة. سمع: أبا علي الرفاء، وأبا عمر بن مطر، وهارون بن أحمد الأستراباذي. روى عنه: أبو صالح المؤذن، وأبو القاسم عبيد الله بن أبي محمد الكزبري. وتوفي في ذي القعدة. علي بن أحمد بن محمد بن الحسين. أبو الحسن الجرجاني الإصبهاني. سمع بالبصرة: إبراهيم بن علي الهجيمي. روى السلفي عن أصحابه: إسماعيل بن علي السيلقي، وروح بن محمد الداراني، وعمر بن حسن بن سُليم المعلم، وغيرهم، وابن أشتة.

(28/485)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 486
ومن شيوخه: أبو إسحاق بن حمزة الحافظ. وخرجان محلة بإصبهان، بالخاء المعجمة ثم الجيم. وأختلف في فتح أوله وضمه. وهذا الرجل يعرف بابن أبي حامد. قال الخطيب: كتب إلي بالإجازة لما يصح عندي من حديثه. وسمع بمكة من: إبراهيم بن أحمد بن فراس. وسمع ببلده من: أبي أحمد العسال. ومن آخر من روى عنه: أحمد بن محمد بن أحمد بن مردويه. توفي سنة عشرين، وقيل: في سنة إحدى وعشرين. علي بن الحسن بن دُوما البغدادي النعالي. أخو الحسن. قال الخطيب: مات نحو سنة عشرين. سمع من: أحمد بن عثمان الأدمي، وحمزة الدهقان، وبكار بن أحمد المقريء. كتبنا عنه، وكان ثقة. علي بن عيسى بن الفرج. أبو الحسن الربعي البغدادي النحوي.

(28/486)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 487
درس النحو على أبي سعيد السيرافي بغداد، وعلى أبي علي الفارسي بشيراز، ولزِمه. وبلغنا أن أبا علي قال: قولوا لعلي البغدادي: لو سِرت من الشرق إلى الغرب لم تجد أنحى منك. وكان قد واظبه بضع عشرة سنة. وقد صنف شرحاً للإيضاح لأبي علي، وشرحاً لمختصر الجرمي. وتوفي في محرم. وكان مولده في سنة ثمانٍ وعشرين وثلاثمائة، وعاش اثنتين وتسعين سنة. اشتغل عليه خلق. علي بن محمد بن أحمد بن إسماعيل. أبو الحسن الجرجاني الحناطي المعلم. توفي قريباً) من سنة عشرين. روى عن: ابن عدي، والإسماعيلي. علي بن محمد بن علي بن حُميد. أبو الحسن، وقيل: أبو محمد الأسفرائيني المقريء المجود.

(28/487)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 488
روى عن: الحسن بن محمد بن إسحاق ابن أخت أبي عوانة الأسفرائيني. وغيره. وأكثر عنه أبو بكر البيهقي. ومثله في الاسم والبلد. علي بن محمد بن علي. أبو الحسن بن السقا الأسفرائيني. من شيوخ البيهقي أيضاً. يروى عن: الحسن بن محمد بن لإسحاق الأسفرائيني. وقد روى البيهقي عنهما معاً حديثاً، قالا: ثنا الحسن بن محمد، ولكن ابن السقا أقدم سماعاً ووفاة. روى عن: أبي العباس الأصم، وابن زياد القطان. توفي المقريء في ذي الحجة سنة عشرين. وتوفي ابن السقاء سنة أربع عشرة. ومر. عمر بن الحسن بن يونس. أبو بكر. توفي في رمضان. وأظنه إصبهانياً. العنبر بن الطيب بن محمد بن عبد الله بن العنبر. أبو صالح، نيسابوري. روى عن: جده لأمه يحيى بن منصور القاضي. روى عنه: أبو بكر البيهقي.

(28/488)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 489
4 (حرف الميم:)
محمد بن أحمد بن الحسين بن عبد العزيز. أبو نصر العُكبري البقال. حدث عن: أبي علي بن الصواف، وأحمد بن يوسف بن خلاد. روى عنه: محمد بن علي الصوري، وعبد العزيز الكتاني، وعلي بن محمد بن أبي العلاء. قال الخطيب: ثنا عنه الكتاني بدمشق. وكان صدوقاً. ذكر لي وفاته ابنه منصور بن محمد بن محمد في ربيع الأول. محمد بن بكر. أبو بكر النوقاني الطوسي، الفقيه، شيخ الشافعية ومدرسهم بنيسابور. تفقه عليه: أبو القاسم القشيري، وجماعة. وكان قد اشتغل عند الأستاذ أبي الحسن الماسرجسي. وببغداد على اليامي. وكان مع فضائله ورعاً صالحاً خاشعاً. قال محمد بن مأمون: كنتُ مع الشيخ أبي عبد الرحيم السلمي ببغداد فقال: تعال حتى أريك شاباً ليس في جملة الصوفية ولا المتفقهة أحسن طريقة ولا أكمل أدباً منه. فأراني أبا بكر) الطوسي. ومات بنوقان رحمه الله.

(28/489)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 490
محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن إسحاق. أبو بكر الرباطي الإصبهاني. سمع: أبا القاسم الطبراني، وعبد الله بن الحسن بن بُندار، وأبا بكر الجعابي، وأبا أحمد العسال، وإبراهيم بن محمد بن إبراهيم الرقاعي. شيخ مُسند يروي عن محمد بن سليمان الباغندي. وقد زار بيت المقدس وسمع به وأملى مجالس. روى عنه: عمر بن الحسن بن سليم المعلم، وأبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن مردويه، وجماعة. توفي في شهر شعبان رحمه الله. محمد بن عبيد الله بن أحمد. المسبحي، الحراني، الأمير المختار عز المُلك. أحد أمراء المصريين وكُتابهم وفُضلائهم، وصاحب التاريخ المشهور. كان على زي الأجناد، واتصل بخدمة الحاكم ونال منه سعادة.

(28/490)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 491
وله تصانيف عديدة في الأخبار والشُعراء والمحاضرة، ومن ذلك كتاب التلويح والتصريح في الشعر، وهو مائة كراس، وكتاب درك البُغية في وصف الأديان والعبادات، في ثلاثة آلاف وخمسمائة ورقة، وكتاب أصناف الجماع في ألف ومائتا ورقة، وكتاب القضايا الصائبة في معاني أحكام النجوم ثلاثة آلاف ورقة. وُلد بمصر سنة ست وستين وثلاثمائة، وتوفي أبوه بمصر سنة أربعمائة. وتوفي هو في ربيع الآخر سنة عشرين. ورخه ابن خلكان. منصور بن هانيء بن محمد. أبو علي الفقيه. توفي في صفر. وكان رديء الإعتقاد على دين بني عُبيد، وأقل ذلك الرفض.

(28/491)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 492
1 (الوفيات تقريباً من رجال هذه الطبقة.)

4 (حرف الألف:)
أحمد بن سعدي بن محمد بن سعدي. أبو محمد الإشبيلي القيسي. رحل، فأخذ عن: أبي محمد بن أبي زيد. ووصل إلى العراق فأخذ عن القاضي أبي بكر الأبهري. وكان فقيهاً محدثاً فاضلاً. روى عنه: أبو عمر الطلمنكي، وحاتم بن محمد وقال: لقِيتُهُ بالمهدية وقد استوطنها، وكان أمرها يدور عليه في الفتوى. توفي بعد سنة عشر.

(28/492)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 493
أحمد بن علي. أبو نصر الزاهد. شيخ النيسابوري. سمع من: الأصم. روى عنه: علي بن أحمد بن أخرم شيخ الفلكي. أحمد بن علي بن أحمد الإصبهاني الصحاف. الأشعري. روى عن: أبي الشيخ، والقباب، وأبي سعيد بن الزعفراني، وابن المقريء. روى عنه: أحمد بن جعفر، وظهر سماع أبي الفتح الحداد منه بعد موته. حدث في عام سبعة عشر. أحمد بن علي بن ثابت. أبو بكر بن الماوردية. سمع: علي بن محمد بن كيسان، وعمر بن محمد الزيات. وعنه: عبيد الله بن إبراهيم القزاز، وأبو الحسن محمد بن أحمد البرداني، وأبي علي بن البنا البغداديون. أحمد بن محمد بن إبراهيم. أبو سهل المهراني المزكي. سمع: أبا بكر النجاد ببغداد، وحامد الرفاء. وعنه: أبو بكر البيهقي.

(28/493)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 494
أحمد بن محمد بن عبد الله بن يوسف. أبو الفضل النيسابوري السهلي الأديب الصفار. حدث عن: الأصم، والأستاذ أبي الوليد الفقيه، وأبي الفضل المزكي. وتخرج به أئمة منهم أبو الحسن الواحدي. وروى عنه: أبو سعد عبد الله بن القُشيري، وغيره. أحمد بن محمد بن مُزاحم. أبو سعد النيسابوري الصفار والأديب. سمع: الأصم. وعنه: البيهقي، ومحمد بن يحيى. إسماعيل بن أحمد. أبو الفضل الجُرجاني الصوفي. حدث بدمشق عن: أبي بكر الإسماعيلي، وغيره. وعنه: أبو سعد السمان، وعبد العزيز الكتاني.
4 (حرف الباء:)
) بشر بن محمد. أبو القاسم الميهني الصوفي الواعظ. صحب بالشام أحمد بن عطاء الروذباري. وحدث عن: أبي القاسم الطبراني، وعبد الله بن عدي. وعنه: محمد بن يحيى المزكي، وأبو صالح المؤذن.

(28/494)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 495
بشر بن محمد بن عبيد الله الخطيب الميهني. الصوفي الواعظ. رحل وسمع من: الطبراني، والإسماعيلي، وإسماعيل بن نُجيد، وأحمد بن عطاء الروذباري، وأبي بكر المفيد. روى عنه: محمد بن يحيى المزكي، وأحمد بن أبي سعيد الحافظ. بشر بن محمد بن الحسين بن القاسم بن محمش. أبو سهل الإسفرائيني. شيخ ثقة. حدث عن: أبي أحمد بن عدي. وأبي بكر الإسماعيلي، والحسن بن محمد بن إسحاق الإسفرائيني.
4 (حرف الجيم:)
جناح بن نُذير بن جناح. أبو محمد المحاربي الكوفي القاضي. سمع: أبا جعفر بن دُحيم. وعنه: البيهقي، وأبو البقاء المُعمر بن محمد، وعدة. ولي قضاء الكوفة مُديدة، ثم عزل نفسه.
4 (حرف الحاء:)
الحسن بن الأشعث بن محمد. أبو علي المنبجي.

(28/495)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 496
روى عن: الحسن بن عبد الله بن سعيد البعلبكي، وصالح بن الأصبغ المنبجي. وعنه: عبد الجبار بن عبد الله الأردستاني، والحسن بن أبي شيبة المنبجي، وأبو القاسم بن أبي العلاء المُصيصي. قال علي بن أحمد الشهرزوري: وكان مؤآخياً للشريف الحراني، يعني ابن الأشعث، فاتفق أنه أتاه نعى أخٍ من إخوانه فقال: يماه، ومات. الحسن بن علي بن أحمد بن بشار. أبو محمد السابوري البصري. سمع: محمد بن أحمد بن محمويه العسكري. وعنه: الخطيب. الحسين بن أحمد بن علي بن تُبان. أبو عبد الله بن التُباني الواسطي البيع. روى عن: أبي محمد بن السقاء، وأبي بكر محمد بن جعفر الشمشاطي، وعلي بن أحمد الغزال، وأبي بكر البابسيري، وآخرين.

(28/496)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 497
روى عنه: إبراهيم بن محمد بن خلف الجُماري، وأبو نُعيم أحمد بن علي المقريء البزاز، وأحمد بن عثمان بن نفيس، والرئيس هبة الله بن الصفار الكتاب.) قال الخميس الحوزي: آملي، وكان ثقة. آخر من حدث عنه هبة الله بن الصفار. قلت: له مجلس يرويه الكندي، أملاهُ في سنة سبع عشرة وأربعمائة، والتُباني: بتاء مضمونة، ثم باء خفيفة، وهي نسبة إلى جده تُبان. والطلبة يغلطون ويقولون البُناني. وأما: البتاني، فرجل مر سنة إسمه محمد بن جابر. الحسين بن علي بن عُبيد الله بن محمد. أبو علي الرهاوي السُلمي المقريء، نزيل دمشق. قرأ القرآن بالروايات على جماعة أكبرهم أبو الصقر رحمة بن محمد الكفرْتُوثي، صاحب إدريس الحداد، وأبو علي أحمد بن محمد بن إبراهيم الإصفهاني، وأحمد بن القاسم الأحوال صاحب النقاش، والحسن بن سعيد المطوعي. قرأ عليه: أبو علي غلام الهراس، وأبو علي الحسن بن محمد بن الفضل الكرماني شيخ الشهرزُوري.

(28/497)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 498
حكم بن المنذر بن سعيد. أبو العاصي القرطبي ابن قاضي الجماعة. روى عن: أبيه، وعن: أبي علي القالي. وحج فأخذ عن: أبي يعقوب بن الدخيل. روى عنه: أبو عُمر ابن سُميق، وابن عبد البر. وكان من أهل المعرفة والذكاء لا يلحق في الأدب. سكن طُليطلة وتوفي بمدينة سالم في نحو عشرين. وله شِعر.
4 (حرف الزاي)
زكريا بن أحمد بن محمد بن يحيى. أبو يحيى بن أبي حامد النيسابوري البزاز النسابة، العارف بالنسب والطب والنحو. سمع الكثير بالعراق. وروى الكثير. وُله سنة ثمانٍ وأربعين وثلاثمائة. وتوفي قبل العشرين. روى عنه: القاضي عبد الله بن عبد الله الحسكاني.
4 (حرف السين:)
سعيد بن محمد بن شعيب بن نصر الله. أبو عثمان الخطيب الأديب الأندلسي. روى عن: أبي الحسن الأنطاكي. وسمع من: أبي علي القالي وهو صغير. وكان عالماً بمعاني القرآن وقراءآته، متقدماً في العربية، حافظاً ثبتاً. توفي أيضاً في حدود العشرين)

(28/498)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 499
4 (حرف العين:)
عبد الله بن أحمد بن محمد بن حمويه بن بيهس. أبو بكر الروذباري الكندي. روى بهمدان عن: الفضل الكندي، وموسى بن محمد بن جعفر، وقيس بن نصر النهاوندي، وجماعة كثيرة. قال شيرويه: هو صدوق. مات سنة ست عشرة. ثنا عنه محمد بن الحسين الصوفي، وعلي بن أحمد بن هُشيم، وجماعة. عبد الله بن عيسى بن إبراهيم بن علي بن شعيب. الفقيه أبو منصور ابن المحتسب الهمداني المالكي. روى عن: أبي بُرزة الروذراوري، وإبراهيم بن محمد بن الممتع، وعيسى بن محمد الفامي، وأبي إسحاق إبراهيم بن محمد المزكي النيسابوري، وأبي الحسن علي بن لؤلؤ الوراق البغدادي، وجماعة. قال شيرويه: ثنا عنه أبو علي أحمد بن طاهر القُومساني، وسعد بن حسن القصري، ومظفر بن هبة الله الكسائي، ومحمد بن الحسين الصوفي. وسمى جماعة. قال: وكان صدوقاً، ثقة فقيهاً. عبد الرحمن بن إسحاق بن عبد العزيز. أبو الحسين القُرشي اللهبي ابن أبي حرام. روى عن: أبي عمر بن فضاله، وأبي عبيد الله بن مروان، وأبي عمر بن كوذك، والميانجي.

(28/499)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 500
وعنه: علي الحنائي، وعبد العزيز الكتاني، وأبو سعد السمان، وآخرون. وكان خيراً صالحاً. عبد الرحمن بن علي بن محمد بن إبراهيم بن حمدان. أبو القاسم النيسابوري الشافعي. ثقة صائن. روى عن: أبي الوليد حسان بن محمد الفقيه، وابن نُجيد، وجماعة. وعنه: محمد المزكي. عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن أحمد بن سورة. الفقيه أبو سعد بن أبي سورة النيسابوري الزراد، الفقيه الشافعي المتكلم الأشعري. ذكره عبد الغفار وقال: وكان اسمه في صباه أحمد. سمع الكثير بخراسان وما وراء النهر. وحدث عن: أبي الحسن السراج، وأبي عمرو بن نُجيد، وأبي حامد الصائغ، وطبقتهم. وعنه: محمد بن أبي سعد الصوفي. عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عقيل. أبو محمد الأنصاري) النيسابوري القطان المستملي، المؤذن. صالح، دين، ثقة، مُكثر. حدث عن: الأصم، وأبي حامد الحسنوي، ومحمد بن يعقوب بن الأخرم، وأبي زكريا العنبري، وأبي بكر بن إسحاق الصبغي، وجماعة. روى عنه: محمد بن يحيى المزكي، وغيره.

(28/500)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 501
عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن جعفر بن منير. أبو محمد المنيري الجُرجاني البزاز المعدل. قدم نيسابور. وحدث عن: عبد الله بن عدي، وأبي بكر الإسماعيلي، وأحمد بن أبي عمران البخاري، وأبي الحسين بن المظفر، وخلق. وكان أحد من عني بالحديث ورحل فيه. وروى عنه: أحمد بن أبي سعد المقريء. عبد الواحد بن محمد بن محمد بن يعقوب. أبو عاصم السجستاني الواعظ. نبيل جليل، ثقة. حدث بنيسابور عن: أبي منصور النصروي، وأبي الفضل بن خمرويه، وبشر بن محمد المغفلي، ووالده أبي عصمة محمد بن محمد، وطائفة. روى عنه: محمد بن يحيى المزكي، وغيره. عبد الوهاب بن محمد بن طاهر. أبو طلحة البُوشنجي. روى عن: حامد الرفاء، ومنصور بن العباس البُوشنجي، وأبي حامد أحمد بن محمد الشاركي. وعنه: أبو صالح المؤذن. عبيد الله بن أحمد بن محمد بن داود الرزاز. البغدادي، أخو علي.

(28/501)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 502
روى عن: ميمون بن إسحاق، وأبي بكر الشافعي. وعنه: الخطيب، وقال: كان صدوقاً. علي بن أحمد بن محمد بن علي الدمشقي. الشرابي. عن: جده، وخيثمة بن سليمان. وعنه: عبد العزيز الكتاني، وعلي بن خضر، وإبراهيم بن عقيل. علي بن الحسين بن محمد بن العباس بن فهر. أبو الحسن الفهري، الفقيه المالكي. سمع من جماعة. وكان بمصر، وقد صنف فضائل مالك في اثني عشر جزءاً. وسمع بالشرق. سمع منه: الدلائي، والمهلب بن أبي صفرة، وقال: لقيته بمصر ومكة. ولم ألق مثله. علي بن الحسن بن النخالي الدلال.

(28/502)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 503
روى عن: أبي بكر الشافعي، وحبيب القزاز. وعنه: الخطيب، وقال: صدوق. علي بن عمر بن إسحاق. أبو القاسم الأسداباذي. وأسداباذ: بلد على باب همدان ينزلها قوافل العراق. ويُعرف بالأدمي.) رحل وطوف، وسمع: ابن عدي، وأبا بكر الإسماعيلي، وأبا بكر بن السني، وأبا بكر القطيعي، وأبا الفضل بن خميرويه الهروي. روى عنه: أبو القاسم عبد الرحمن بن مندة، وأحمد بن عبد الرحمن الذكواني، وأبو سهل غانم بن محمد، وأبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن مردويه، لقيه سنة سبع عشرة. علي بن القاسم بن محمد بن إسحاق. أبو الحسن البصري الطابثي من قُراها، الفقيه المالكي. تلميذ ابن الجلاب. أخذ عنه: وعن الفقيه عبد الله الضرير. أخذ عنه: أبو العباس الدلال، وأبو محمد الشنجالي. وسكن مصر، وله مصنف في الفقه. علي بن محمد بن خلف بن موسى. أبو إسحاق البغدادي، ثم النيسابوري الفقيه. روى عن: أبي بكر الشافعي، وأبي بكر بن خلاد النصيبي، وابن ماسي، وبكار بن أحمد، وأبي بكر أحمد بن السُّني، ويوسف الميانجي، وجعفر بن

(28/503)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 504
محمد بن عاصم الدمشقي، وخلق. روى عنه: الرئيس في الثقفيات. وكان فقيهاً مناظراً، ومن علماء الشافعية.
4 (حرف الغين:)
غالب بن علي. أبو مسلم الرازي. سمع بجرجان: أبا أحمد بن عدي، والإسماعيلي. وببغداد: ابن حيويه، وأبا بكر الأبهري. وتوفي قبل العشرين وأربعمائة.
4 (حرف الميم:)
محمد بن أحمد بن عبدويه. أبو بكر الإصبهاني المؤدب. سمع: أحمد بن إبراهيم بن افرجة، وأبا القاسم الطبراني، وغيرهما. وعنه: الرئيس الثقفي في أربعيه. محمد بن أحمد بن محمد بن القاسم. أبو أُسامة الهروي، المقريء. نزيل مكة. رحل وطوف، وسمع: أبا علي بن أبي الرمرام، وابن زبر بدمشق، والقاضي أبا الطاهر الذُهلي، وابن رشيق.

(28/504)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 505
روى عنه: أبو علي الأهوازي، وعلي بن الخضر السُلمي، وأبو بكر البيهقي، وجماعة كبيرة. محمد بن أحمد بن محمد بن القاسم. الإمام المقريء المحدث الرحال أبو أسامة الهروي، نزيل مكة. سمع: أبا الطاهر الذهلي، وطبقته بمصر. وأبا علي بن أبي الرمرام، والفضل بن جعفر بدمشق. والحافظ محمد بن علي النقاش بتنيس، ومحمد بن العباس بن وصيف بغزة، وأحمد بن عبد الله بن عبد المؤمن بمكة.) حدث عنه: ابنه عبد السلام، وأبو علي الأهوازي، وأبو بكر البيهقي، وأبو الغنائم بن الفراء، ومحمد بن علي المطرز. حدث: بدمشق وبمكة، وغير ذلك. وسماع طلحة بن عُبيد الله الجِيرفتي منه بمكة في سنة أربع عشرة وأربعمائة. محمد بن أحمد بن محمد بن علي الدمشقي. الشرابي. عن: جده، وخيثمة بن سليمان. وعنه: عبد العزيز الكتاني. محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن منصور. أبو بكر النوقاني. حدث بنوقان عن: الأصم. وعنه: البيهقي.

(28/505)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 506
محمد بن إبراهيم. أبو بكر الفارسي، المشاط. حدث بنيسابور عن: أبي عمرو بن مطر، وإبراهيم بن عبد الله، ومحمد بن الحسن السراج، وطبقتهم. روى عنه: أبو بكر البيهقي، وعلي بن أحمد الأخرم. محمد بن إبراهيم بن عبيد الله. أبو عبد الله البجاني. روى عنه: أبي عيسى الليثي، وتميم بن محمد، والحسن بن رشيق بمصر. روى عنه: أبو عمر الطلمنكي، وأبو عمر بن عبد البر. محمد بن الحسن. أبو عبد الله بن الكتاني الأندلسي القُرطبي الطبيب. أخذ عن عمه محمد بن الحسين الطب. وخدم الوزير المنصور محمد بن أبي عامر وابنه المظفر. وانتقل في الفتنة إلى سرقسطة. وكان بارعاً في الطب، عارفاً بالمنطق والنجوم، وكثير من دين الأوائل. وكان من الأذكياء الموصوفين. أخذ المنطق عن: محمد بن عبدون، وعمر بن يونس الحراني، وجماعة. وتوفي قريباً من سنة عشرين، وله بضعٌ وسبعون سنة. أخذ عنه: أبو محمد بن حزم، والمصحفي.

(28/506)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 507
وله مصنفات فائقة مشكورة. محمد بن الحسين بن إبراهيم بن علي بن عمرويه. أبو عبد الله الإسفرائيني. نزيل غزنة. قدم نيسابور حاجاً، فحدث بها سنة أربع عشرة عن: الغطريفي، وطبقته. روى عنه: أبو صالح المؤذن. محمد بن أحمد بن الحسين. أنصر الزعفراني الصيدلاني العابد. من صالحي نيسابور. حدث عن: أبي الحسن السليطي، وأبي عمر بن نجيد. وعاش نيفاً وثمانين سنة. قال الحكاني: قرأتُ عليه سنة ست عشرة. روى عنه: أبو صالح المؤذن.) محمد بن عبد الرحمن بن عثمان بن سعيد بن عبد الله بن غلبون أبو بكر الخولاني القُرطبي، يعرف بالعواد. روى عن: أبي عيسى اليثي، ويحيى بن هلال، وأبي عبد الله بن الخراز، وأحمد بن خالد التاجر، وأبي جعفر بن عون الله. وحج فسمع من: أبي الفضل أحمد بن محمد المكي، وغيره. حدث عنه: ابن أخيه محمد بن عبد الله، وقال: فضائله جمة لا تُحصى، قديم الطلب.

(28/507)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 508
وحدث عنه أيضاً: أبو محمد بن خزرج، وقال: كان حافظاً ثقة. خرج من إشبيلية سنة أربع عشرة وأربعمائة إلى المشرق، وعمره نحو السبعين. وتوفي بعسقلان. وحدث عنه: القاضي أبو بكر بن منظور، وأبو حفص الهوزني. محمد بن عثمان بن مسبح. أبو بكر المعروف بالجعد الشيباني. أحد العلماء. أخذ العربية عن ابن كيسان النحوي، وصنف كتاب الناسخ والمنسوخ فجوده، وكتاب غريب القرآن، وكتاب الهجاء، وكتاب المقصور والممدود، وكتاب العلل في النحو، وكتاب العروض، وغير ذلك. محمد بن عبد الواحد بن محمد. أبو البركات الزُبيري المكي. رحل، وسمع ببغداد: أبا سعيد السيرافي، وبمصر: أبا بكر المهندس، وبدمشق. ودخل الأندلس في آخر عمره، فحمل عنه: أبو محمد بن حزم، وأحمد بن عمر بن أنس العُذري. ذكره الحُميدي.

(28/508)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 509
محمد بن عبد الواحد بن عبيد الله بن أحمد بن الفضل بن شهريار. والحافظ الفقيه أبو الحسن الأردستاني، الإصبهاني. مصنف كتاب الدلائل السمعية على المسائل الشرعية، في ثلاث مجلدات. روى فيها عن: عبد الله بن يعقوب بن إسحاق بن جميل من مُسند أحمد بن منيع. وهذا أكبر شيخ له. وعن: الحسن بن علي بن أحمد البغدادي، وأحمد بن إبراهيم العبقسي المكي، وأبي عبد الله بن خُرشيد قوله، وأبي الطاهر إبراهيم بن محمد الذهني صاحب ابن الأعرابي، ومحمد بن أحمد بن جِشنِس، وأحمد بن محمد بن الصلت المجبر، وأبي أحمد الفرضي، وإسماعيل بن الحسن الصرصري، وأبي بكر بن مردية، وخلق. وتنزيل إلى أبي نُعيم الحافظ، وأبي ذر محمد بن الطبراني. ومن شيوخه محمد بن أحمد بن الفضل صاحب ابن أبي حاتم. وينصب الخلاف، في هذا الكتاب مع أبي حنيفة ومع مالك، وينتصر لإمامه الشافعي، ولكنه لا) يتكلم على الإسناد. وفي كتابه غرائب وفوائد تُنبيء ببراعة حفظه. روى عنه: الحافظ أبو مسعود سليمان بن إبراهيم الإصبهاني سماعاً. وقد قريء على أبي بكر محمد بن أحمد بن ماشاذه بإجازته من سليمان،

(28/509)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 510
والنسخة في آخرها: فرغ الشيخ من تأليفه سنة إحدى عشرة وأربعمائة. ورأيت في مُعجم الحداد: أنا أبو الحسن محمد بن عبد الواحد بن عبيد الله بن أحمد بن الفضل بن شهريار الإمام: أنا ابن المقريء في صفر سنة ثمانين وثلاثمائة. نا عبدان، نا داهر بن نوح، نا أبو همام، عن هُدبة، عن عبد الملك بن عُمير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا صلت المرأة خمسها، وحصنت فرجها، وأطاعت بعلها، دخلت من أي أبواب الجنة شاءت. قرأته على أحمد بن محمد الحافظ، أنا ابن خليل، أنا مسعود الجمال، أنا أبو علي الحداد، فذكره. محمد بن علي بن خُشيش. أبو الحسين التميمي المقريء بالكوفة. روى عن: محمد بن علي بن دُحيم الشيباني. روى عنه: أبو بكر البيهقي. محمد بن عمر بن زيلة. أبو بكر المديني الإصبهاني. سمع: عبد الله بن الحسن بن بندار، والطبراني، وعدة. له فوائد رواها عن أحمد بن عبد الغفار بن أشتة. سمع منه سنة أربع عشرة. محمد بن محمد بن حمدويه النيسابوري.

(28/510)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 511
أملى عن: محمد بن صالح بن هانيء، وغيره. وعنه: البيهقي. محمود بن المُثنى بن المغيرة. أبو القاسم الشيرازي الداوودي، المعروف بالضراب. نزيل جرجرايا. سمع: المفيد، وأبا بكر القطيعي، ومخلد بن جعفر الباقرحي. وعنه: عبد الكريم بن محمد بن هارون الشيرازي، وحمد بن الحسن الدينوري، وهناد بن إبراهيم النسفي، وسليمان بن إبراهيم الحافظ. لقيه سليمان في سنة تسع عشرة وأربعمائة. الكنى: أبو محمد بن الكراني. القيرواني، الفقيه المالكي. ورِع، عالم. ذكره القاضي عياض في طبقات المالكية، فقال: سُئل عمن أكرهه بنو عبيد،) يعني خُلفاء مصر، على الدخول في دعوتهم أو يُقتل قال: يختار القتل ولا يُعذر أحد بهذا الأمر، إلا من كان أول دخولهم قبل أن يعرف أمرهم، وأما بعد فقد وجب الفرار، فلا يُعذر أحد بالخوف بعد إقامته، لأن المقام في موضعٍ يُطلبُ من أهله تعطيل الشرائع لا يجوز. وإنما أقام من أقام من الفقهاء على المباينة لهم، لئلا تخلو للمسلمين حدودهم فيفتنوهم عن دينهم.

(28/511)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 512
وقال يوسف الرُعيني: أجمع العلماء بالقيروان على أن حال بني عُبيد حال المرتدين والزنادقة، لما أظهروا من خلاف الشريعة. أبو هلال العسكري. الحسن بن عبد الله بن سهل بن سعيد بن يحيى بن مهران اللغوي، الأديب، صاحب المصنفات الأدبية. أتوهم أنه بقي إلى هذا العصر. تلمذ للعلامة أبي أحمد العسكري، وحمل عنه وعن أبي القاسم بن شيران، وغير واحد. وما أظنه رحل من عسكر مُكرم. روى عنه: الحافظ أبو سعد السمان، وأبو الغنائم حماد المقريء الأهوازي، وأبو حكيم أحمد بن إسماعيل بن فُضلان العسكري، ومظفر بن طاهر الآستري، وآخرون. أخبرني أبو علي بن الخلال، أنا جعفر، أنا السلفي: سألت أبا المظفر الآبيوردي رحمه الله عن أبي هلال العسكري، فأثنى عليه ووصفه بالعِلم والعفة معاً، وقال: كان يتبزز احترازاً من الطمع والدناءة والتبذل. قال السلفي: وكان الغالب عليه الأدب والشعر، وله مؤلف في اللغة وسمه بالتلخيص، وكتاب صناعتي النثر والنظم مفيد جداً.

(28/512)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 513
قلتُ: ولأبي هلال كتاب الأمثال، وكتاب معاني الأدب، وكتاب من احتكم من الخلفاء إلى القُضاة، وكتاب التبصرة، وكتاب شرح الحماسة، وكتاب الدرهم والدينار، وكتاب التفسير في خمس مجلدات، وكتاب فضل العطاء، وكتابلحن الخاصة، وكتاب معاني الشعر، وكتاب الأوائل، وذكر أنه فرغ من تصنيف هذا الكتاب في سنة خمسٍ وتسعين وثلاثمائة. وله ديوان شعر. ويقال: إنه ابن أخت أبي أحمد شيخه. أخبرنا ابن الخلال، أنا جعفر، أنا السلفي: أنشدنا محمد بن علي المقريء في آخرين بالأهواز قالوا: أنشدنا أبو الغنائم الحسن بن علي بن حماد: أنشدني أبو هلال لنفسه:
(قد تعاطاك شبابٌ .......... وتغشاكَ مَشِيبٌ)

(فأتى ما ليس يمضي .......... ومضى ما لا يؤوبُ)
)
(فتأهبْ لسقامِ .......... ليس يَشفيهِ طبيبُ)

(لا توهمه بعيداً .......... إنما الآتي قريبُ)

(28/513)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 5
5 (بسم الله الرحمن الرحيم)

5 (الطبقة الثالثة والأربعون حوادث ووفيات)

1 (الأحداث من سنة إلى)

4 (احداث سنة إحدى وعشرون وأربعمائة)

4 (فتنة أهل الكرخ بعاشوراء:)
في عاشوراء أغلق أهل الكرخ أسواقهم، وعلقوا عليها المسوح وناحوا، وذلك لأن السلطان انحدر عنهم فوقع القتال بينهم وبين السُّنة. ثم أُنزل المسوح وقتل جماعة من الفريقين، وخربت عدة دكاكين. وكثرت العملات من البرجمي مقدم العيارين وأخذ أموالاً عظيمة.
4 (انتهاب الأهواز:)
وفيها دخل جلال الدولة وعسكره ونهبتها الأتراك وبدّعوا بها، وزاد قيمة الذي أخذ منها على خمسة آلاف دينار، وأحرقت عدة أماكن، بل ما يمكن ضبطه.
4 (ولاية عهد القادر بالله:)
وفي جمادى الأولى جلس القادر بالله، وأذن للخاصة والعامة، وذلك عقيب شكاة عرضت له. وأظهر في هذا اليوم تقليد ولده أبي جعفر بولاية العهد وهنّي الناس أبا جعفر ودعوا لله، وذكر في السكة والخطبة.

(29/5)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 6
4 (غزو الخزر:)
وجاء الخبر إنّ مطلوب الكردي غزا الخزر فقتل وسبى وغنم وعاد، فاتبعوه وكسروه واستنقذوا الغنائم والسبي، وقتلوا من الأكراد والمطوعة أكثر من عشرة الآف، واستباحوا أموالهم.
4 (انهزام ملك الروم عند حلب:)
وكان ملك الروم، لعنه الله، قد قصد حلب في ثلاثمائة ألف، ومعه أموال على سبعين جمازة، فأشرف على عسكره مائة ألف فارس من العرب، وألف راجل، فظنّ أنها كبسة، فلبس ملكهم خفاً أسود حتى يخفى، فهرب. وأخذوا من خاصه أربعمائة بغل بأحمالها، وقتلوا من جيشه) مقتلةً عظيمة.
4 (الفتنة بين الهاشميين والأتراك:)
في شوال اجتمع الهاشميون إلى جامع المنصور، ورفعوا المصاحف واستنفروا الناس، فاجتمع لهم الفقهاء وخلقُ من الكرخ وغيرها، وضجوا بالاستعفاء من الأتراك، فلما رأوهم قد رفعوا أوراق القرآن على القصب رفعوا

(29/6)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 7
لهم قناةً عليها صليب. وترامى الفريقان بالآجر والنشاب وقتل طائفة، ثم أصلح الحال. وكثرت العملات والكبسات من البرجمي ورجاله، وأخذ المخازن الكبار وفتح الدكاكين، وتجد دخول الأكراد المتلصصة إلى بغداد، وأخذوا خيل الأتراك من الإصطبلات.
4 (امتناع الركب من العراق:)
ولم يخرج ركب من العراق في هذه السنة.
4 (وفاة ابن حاجب النعمان:)
وتوفي ابن حاجب، النعمان الكاتب.
4 (شراء ملك الروم نصف الرها:)
وفيها اشترى ملك الروم النصراني نصف مدينة الرها بعشرين ألف دينار من عطير النميري، فهدم الملعون المساجد وأجلى المسلمين منها.

(29/7)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 8
4 (استرجاع الرها)
ثم أخذها السلطان ملكشاه سنة تسع وسبعين، وسلمها إلى الأمير توران. ثم أخذتها الفرنج في أول ظهورهم على البلاد سنة اثنتين وتسعين، وبقيت بأيديهم إلى إنّ افتتحها زنكي والد الملك نور الدين محمود سنة تسع وثلاثين وخمسمائة.

(29/8)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 9
4 (احداث سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة)

4 (سرقة دار الملكة:)
في المحرم نقب اللصوص دار الملكة وأخذوا قماشاً وهربوا، وأقام التجار على المبيت في الأسواق، وأمر العيارين يتفاقم لأن أمور الدولة منحلة، فلا قوة إلا بالله.
4 (عزل أبي الفضل ابن حاجب النعمان:)
وفيها عزل أبو الفضل محمد بن عليّ بن عبد العزيز بن حاجب النعمان عن كتابة الإنشاء) للقادر بالله، وكانت مباشرته سبعة أشهر، لأنه لمّا توفي أبوه أبو الحسن وأقيم مقامه لم تكن له دربة بالعمل.
4 (فتنة الصوفي:)
وفيها عزم الحرمي الصوفي الملقب بالمذكور على الغزو، واستأذن السلطان، فأذن له وكتب له منشوراً، وأعطي منجوقاً. واجتمع إليه طائفة فقصد الجامع للصلاة ولقراء المنشور، ومرّ بطاق الحراني وعلى رأسه المنجوق وقدامه الرجال بالسلاح، وصاحوا بذكر أبي بكر وعمر وقالوا: هذا يوم معاوي.

(29/9)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 10
فرماهم أهل الكرخ، وثارت الفتنة، ومنعت الصلاة، ونهبت دار الشريف المرتضى، فخرج مروعاً، فجاءه جيرانه الأتراك فدافعوا عنه وعن حرمه. وأحرقت إحدى سرياته. ونهبت دور اليهود وطُلبوا لأنهم أعانوا أهل الكرخ فيما قيل. ومن الغد اجتمع عامة السنة، وانضاف إليهم كثير من الأتراك، وقصدوا الكرخ، فأحرقوا الأسواق، وأشرف أهل الكرخ على خطة عظيمة. وركب الخليفة إلى الملك والإسفهسلارية ينكر ذلك، وأمر بإقامة الحد على الجُناة، فركب وزير الملك، فوقعت في صدره آجرة وسقطت عمامته، وقتل من أهل الكرخ جماعة، وانتهب الغلمان ما قدروا عليه، وأحرق وخرب في هذه الفتنة سوق العروس، وسوق الصفارين، وسوق الأنماط، وسوق الزياتين، وغير ذلك. وزاد الاختلاف والفرقة. وعبر سكران بالكرخ فضُرب بالسيف فقتل، ولم يجر في هذه الأشياء إنكار من السلطان لسقوط هيبته.
4 (مقتل الكلالكي ناظر المعونة:)
ثم قتلت العامة الكلالكي، وكان ينظر في المعونة، وتبسط العوام وأثاروا الفتن، ووقع القتال في البلد من الجانبين، واجتمع الغلمان، وأظهروا الكراهة للملك جلال الدولة، وشكوا إطراحهم واطراح تدبيرهم، وأشاعوا أنهم يقطعون

(29/10)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 11
خطبته. وعلم الملك فقلق، وفرق مالاً في بعضهم، ووعدهم وحلف لهم. ثم عادوا للخوض في قطع خطبته وقالوا: قد وقفت أمورنا وانقطعت موادنا ويئسنا من خير ذا. ودافع عنه الخليفة. هذا، والعامة في هرج وبلاء، وكبسات وويل.
4 (أخذ الروم قلعة فامية:)
) وأقبلت النصارى الروم، فأخذوا من الشام قلعة فامية.
4 (وفاة القادر بالله:)
ومات في آخر السنة القادر بالله.

(29/11)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 12
4 (خلافة القائم بأمر الله:)
واستخلف القائم بأمر الله، وله إحدى وثلاثون سنة، وأمه أم ولد أرمنية اسمها بدر الدجى، أدركت خلافته. فأول من بايعه الشريف المرتضى، وقال:
(إذا ما مضى جبل وانقضى .......... فمنك لنا جبل قد رسى)

(وإنا فُجعنا ببدر التمام .......... وعنه لنا ناب بدر الدجى)

(لنا حزن في محل السرور .......... وكم ضحك في خلال البكا)

(29/12)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 13
(فيا صارماً أغمدته يدٌ .......... لنا بعدك الصارم المنتضى)

(ولما حضرناك عند البياع .......... عرفنا بهديك طرق الهدى)

(فقابلتنا بوقار المشيب .......... كمالاً وسنك سن الفتى)
وصلى بالناس في دار الخلافة المغرب، ثم بايعه من الغد الأمير حسن بن عيسى بن المقتدر.
4 (شغب الأتراك)
المحصول على رسم البيعة: ولم يركب السلطان للبيعة غضباً للأتراك وذلك لأنهم هموا بالشغب، لأجل رسمهم على البيعة، فتكلم تركي بما لا يصلح في حق الخليفة، فقتله هاشمي، فثار الأتراك وقالوا: إنّ كان هذا بأمر الخليفة خرجنا عن البلد. وإن لم يك فيسلم إلينا القاتل. فخرج توقيع الخليفة: لم يجر ذلك بإيثارنا، ونحن نقيم في القاتل حد الله. ثم ألحوا في طلب رسم البيعة، فقيل لهم: إنّ القادر لم يخلف مالاً. ثم صولحوا على ثلاثة الآف دينار. فعرض الخليفة خاناً بالقطيعة وبستاناً وشيئاً من أنقاض الدور على البيع.
4 (وزراء القائم بأمر الله:)
ووزر له: أبو طالب محمد بن أيوب، ثم جماعة منهم: أبو الفتح بن

(29/13)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 14
دارست، وأبو القاسم بن المسلمة، وأبو نصر بن جهير.
4 (قضاة القائم:)
) وكان قاضيه: أبو عبد الله بن ماكولا، ثم أبو عبد الله الدامغاني.
4 (عناية القائم بالأدب:)
وكان للقائم عناية بالأدب.
4 (الاحتفال بيوم الغدير ويوم الغار:)
وفي ثامن عشر ذي الحجة عملت الشيعة، يوم الغدير، وعمل بعدهم أهل السنة الذي يسمونه يوم الغار. وهذا هذيان وفشار.
4 (سرقات العيارين وكبساتهم:)
ثم إنّ العيارين ألهبوا الناس بالسرقة والكبسات، ونزلوا بواسط على قاضيها أبي الطيب وقتلوه، وأخذوا ما وجدوا.
4 (امتناع الحج العراقي:)
ولم يحج أحد من العراق لاضطراب الوقت.

(29/14)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 15
4 (انحلال أمر الخلافة)
وخرجت السنة ومملكة جلال الدولة ما بين بغداد وواسط والبطائح، وليس له من ذلك إلى الخطبة. فأما الأموال والأعمال فمنقسمة بين الأعراب والأكراد، والأطراف منها في أيدي المقطعين من الأتراك، والوزارة خالية من ناظر فيها. والخلافة مستضعفة، والناس بلا رأس. فلِلّهِ الأمر.

(29/15)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 16
4 (احداث سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة)

4 (الاستسقاء ببغداد:)
في المحرم خرجوا ببغداد للاستسقاء.
4 (تعليق المسوح في عاشوراء:)
وفي عاشوراء عُلقت المسوح، وناحوا. أقام ذلك العيارين.
4 (ثورة أهل الكرخ بالعيارين)
وفيها ثار أهل الكرخ بالعيارين فهربوا، وكبسوا دورهم ونهبوا سلاحهم، وطلبوا من السلطان المعاونة، لأن العيارين نهبوا تاجراً فغضب له أهل سوقه، فرد العيارين بعض ما أخذوا، ثم كبسوا دار ابن الفلو الواعظ وأخذوا ماله. وأخذوا في الكبسات، وانضاف إليهم مولدوا الأتراك) وحاشيتهم. ثم إنّ الغلمان صمموا على عزل جلال الدولة وإظهار أمر أبي كاليجار، وتحالفوا وقالوا: لا بد إنّ يروح عنا إلى واسط.
4 (إرغام الملك جلال الدولة على النزوح)
ثم قطعوا خطبته، فانزعج وأرسل سراريه إلى دار الخلافة، وخير الباقيات

(29/16)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 17
في أن يعتقهن. وطلب من الغلمان إنّ يخفروه، وقال لا أخرج على غير قاعدة. وامتلأ جانبا دجلة بالناس، وترددت الرسل إلى الملك بالنزوح، وقال: ابعثوا معي مائة غلام يحرسوني. فقالوا: بل عشرون. فقال: أريد سفينة تحملني، ونفقة تُوصلني. فقرروا بينهم إطلاق ستين ديناراً نفقة، فالتزم بعض القواد منها بثلاثة دنانير. فلما كان الليل خرج نفر من غلمانه إلى عكبرا على وجه المخاطرة فبادر الغلمان إلى دار المملكة فنهبوها.
4 (تردد أبي كاليجار في التجاوب مع الثائرين)
وكتب الملأ إلى أبي كاليجار بما فعلوه من اجتماع الكلمة عليه، وطلبوا منه من ينوب عنه. فلما بلغه قال: هؤلاء الأتراك يكتبون ما لا يعتقدون الوفاء به ولا يصدقون. فإن كانوا محقين في طاعتهم فليظهروا شعارنا وليخرجوا من عندهم. ولا أقل من إنّ يسيروا إلي منهم خمسمائة غلام لأتوجه معهم.
4 (الوزير ابن فنة)
وكان وزيره ابن فنة الذي وقف الكتب على العلماء، وهي تسعة عشر ألف مجلد، فيها أربعة الآف بخط ابن مقلة.
4 (افتقار جلال الدولة)
ثم اختلت المملكة، وقطع عن جلال الدولة المادة التي حتى باع من ثيابه

(29/17)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 18
الملبوسة في الأسواق، وخلت داره من حاجب وفراش. وقطع ضرب الطبل لانقطاع الطبالين.
4 (تخبط الأمر ببغداد:)
وتخبط أمر بغداد، ومد الأتراك أيديهم إلى النهب.
4 (التشاور في الخطبة لأبي كاليجار:)
وتشاور القواد إنّ يخطبوا للملك أبي كاليجار، وتوقفوا.)
4 (خروج جلال الدولة إلى عكبرا وزواجه)
وخرج جلال الدولة إلى عكبرا وقصد كمال الدولة أبا سنان فاستقبله أبو سنان وقبل الأرض وقال: خزائني وأولادي لك. وأنا أتوسط بينك وبين جندك. وزوجه ابنته. ثم جاءه جماعة من الجند معتذرين، وأعيدت خطبته. وجاءته رسل الخليفة وهو يستوحش له.
4 (سفارة الماوردي إلى أبي كاليجار)
ثم بعث الخليفة القاضي أبا الحسن الماوردي والطواشي مبشراً إلى الأهواز إلى أبي كاليجار. قال الماوردي: قدمنا عليه فأنزلنا، وحملت إلينا أموال كثيرة. وأحضرنا وقد فرشت دار الإمارة، ووقف الخواص على مراتبهم من جانبي سريره. وفي

(29/18)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 19
أخر الصفين ستمائة غلام داغرية بالبزة الحسنة الملونة، فخدمنا وسلمنا عليه وأوصلنا الكتاب.
4 (تلقيب أبي كاليجار بملك الدولة)
وتردد القول بين إخبار واستخبار، وانصرفنا. ثم جرى القول فيما طلب من اللقب، واقترح إنّ يكون اللقب: السلطان الأعظم مالك الأمم. قلنا هذا لا يمكن لأن السلطان المعظم الخليفة، وكذلك مالك الأمم. فعدلوا إلى: ملك الدولة. فقلت: هذا ربما جاز. وأشرت بأن يخدم الخليفة بألطافٍ. وقالوا: يكون ذلك بعد التلقيب. قلت: الأوْلى إنّ يقدم. ففعلوا.
4 (هدايا أبي كاليجار للخليفة)
وحملوا معي ألفي دينار، وثلاثين ألف درهم نقره، ومائتي ثوب ديباج، وعشرين مناً عود، وعشرة أمناء كافور، وألف مثقال عنبر، وألف مثقال مسك، وثلاثمائة صحن صيني.
4 (إقطاع وكيل الخدمة)
ووقع بإقطاع وكيل الخدمة خمسة الآف دينار من معاملة البصرة. وأن يسلم إليه ثلاثة الآف قوصرة تمر كل سنة.
4 (مرتب عميد الرؤساء)
وأفرد عميد الرؤساء أبو طالب بن أيوب بخمسمائة دينار وعشرة الآف تدرهم، وعشرة أثواب.) وعدنا إلى بغداد، فرسم لي الخروج إلى جلال الدولة، فأجريت معه

(29/19)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 20
حديث اللقب، وما سأله الملك. فثقل عليه، واقتضى وقوف الأمر.
4 (تأخر المطر)
واستمر تأخر الأمطار، واستسقوا مرتين وما سقوا. وكان الذين خرجوا إلى الاستسقاء عدد قليل. وأجدبت الأرض، وهلكت المواشي، وتلف أكثر الثمار.
4 (كبسات رئيس العيارين البرجمي)
وكبس رئيس العيارين البرجمي خاناً فأخذ ما فيه، فقوتل، فقتل جماعة، وكان يأخذ كل مصعد ومنحدر. وكبس داراً وأخذ ما فيها وأحرقها.
4 (منع الخطبة للخليفة)
واجتمع الخدم ومنعوا من الخطبة للخليفة لأجل تأخر رسم البيعة، فلم تصل الجمعة، ثم تلطف في الأمر في الجمعة الآتية.
4 (تحليف الملك للخليفة يميناً)
وفيها حلف الملك للخليفة يميناً حضرها المرتضى وقاضي القضاة، وركب الوزير أبو القاسم بن المسلمة من الغد، فحضر عند الخليفة هو والمرتضى والقاضي، فحلف للملك وهي: أقسم عبد الله أبو جعفر القائم بأمر اله بالله الذي لا إله إلا هو الطالب الغالب المدرك المهلك، عالم السر والعلانية، وحق رسول الله صلى الله عليه سلم، وحق القرآن الكريم، لأقيمن لركن الدين جلال الدولة أبي طاهر بن بهاء الدولة أبي

(29/20)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 21
نصر على إخلاص النية والصفاء بما يصلح حاله، ويحفظ عليه مكانه، ولأكونن له على أفضل ما يؤثر من حراسته، ولوزير الوزراء أبي القاسم وسائر حاشيته، وإقراره على رتبته. له بذلك عليّ عهد الله وميثاقه، وما أخذ على ملائكته المقربين، وأنبيائه المرسلين، والله يشهد عليّ. وهذه اليمين مني والنية فيها بنية جلال الدولة.
4 (انقضاض كوكب)
وفي جمادى الأولى عند تصويب الشمس للغروب انقض كوكب كبير كثير الضوء. ازدياد شر العيارين: وزاد شر العيارين حتى ولي ابن النسوي فردعهم وانكفؤا.
4 (هياج ريح عظيمة)
) وهاجت ريح عظيمة ثلاثة أيام احتجبت منها السماء والشمس، ورمت تراباً أحمر، ورملاً.
4 (الغلاء وتلف الغلات)
وغلت الأسعار، وتلفت غلات الموصل، ولم ترد البذار، وكذلك الأهواء وواسط.
4 (أكل الأولاد في الإحساء)
ووصلت الأخبار من الإحساء وتلك النواحي بأن الأقوات عدمت.

(29/21)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 22
واضطرت الأعراب إلى أكل مواشيهم، ثم أولادهم، حتى كان الواحد يعاوض بولده ولد غيره لئلا تدركه رقة إذا ذبحه.
4 (انقضاض كوكب آخر)
وفي شوال انقض ليلة الاثنين كوكب أضاءت منه الأرض، وارتاع له العالم، وكان في شكل الترس، ولم يزل يقل حتى اضمحل.
4 (سكر جلال الدولة)
وفي شوال سكر جلال الدولة ونزل من داره في سميرية متنكراً إلى دار الخلافة، ومعه ثلاثة، وصعد إلى بستان، ورمى بعض معيناته القصب، ودخل منه، وجلس تحت شجرة، واستدعى نبيذاً يشربه، وزمر الزامر. فعرف الخليفة ذلك، فشق عليه وأزعجه. ثم خرج إليه القاضي ابن أبي موسى، والحاجب أبو منصور بن بكران، فحدثاه ووقفا بين يديه وقالا: قد سر الخليفة بقرب مولانا وانبساطه، وأما النبيذ والزمر فلا ينبغي. فلم يقبل ولا امتنع وقال: قل لأمير المؤمنين: أنا عبدك، وقد حصل وزيري أبو سعد في دارك، ووقف أمري بذلك فأريد أتسلمه. وأخذوا يدارونه حتى نزل في زبزبة، وأصعد إلى دار المملكة. واجتمع خلق من الناس على دجلة.
4 (تهديد الخليفة بالانتقال)
فلما كان من غد استدعى الخلفية المختص أبا غانم، وأبا الوفاء القائد وقال: إنا قد عرفنا ما جرى أمس، وإنه أمر زاد عن الحد وتناهى في القبح واحتملناه. وكان الأوْلى لجلال الدولة إنّ يتنزه عن فعله وينزهنا عن مثله. في كلام طويل. فإن سلك معنا الطريقة المثلى، وإلا فارقنا هذا البلد ودبرنا أمرنا. فقبلا الأرض ومضيا إلى الملك، فركب بعد ذلك ف زبزبة، وأشعر الخليفة بحضوره) للإعتذار، فنزل إليه عميد الرؤساء وخدم، وقال: تذكر حضوري للخدمة واعتذاري. فرجع الجواب بقبول العذر.

(29/22)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 23
ثم مضى إلى الميدان ولعب بالصولجان.
4 (امتناع الحج من العراق)
ولم يحج ركب العراق لفساد الطريق.
4 (ورود كسوة الكعبة)
وورد من مصر كسوة الكعبة، وأموال للصدقة وصلات لأمير مكة.
4 (الوباء العظيم)
وورد الخبر بوباء عظيم بالهند، وغزنة، وإصبهان، وجرجان، والري، نواحي الجبل، والموصل، وأن ذلك زاد، على مجاري العادة. وخرج من إصبهان فيه أربعون ألف جنازة. ومات في الموصل بالجدري أربعة الآف صبي.

(29/23)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 24
خروج المملكة من جلال الدولة وخرجت السنة ومملكة جلال الدولة مشتملة على ما بين الحضرة وواسط والبطيحة، وليس له من جميع ذلك إلا إقامة الإسم.
4 (خلو الوزارة:)
وأما الوزارة فخالية عن آمر فيها.
4 (إنتهاب ابن سبكتكين لإصبهان)
وجاء إلى إصبهان مسعود بن محمود بن سُبكتكين فنهب البلد وقتل عالماً لا يحصى.

(29/24)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 25
4 (احداث سنة أربع وعشرين وأربعمائة)

4 (معافاة الخليفة من الجدري)
فيها هُني الخليفة بالعافية من جدري أصابه، وكتم ذلك إلى إنّ عُوفي.
4 (كبسة البرجمي)
وكبس البرجمي درباً وأخذ أموالاً. وتفاوض إنّ جماعة من الجند خرجوا إليه وواكلوه، فخاف ونقلوا الأموال إلى دار الخلافة. وواصلوا المبيت في الأسواق والدروب، فقتل صاحب الشرطة بباب الأزج، واتصلت العملات. وأخذ من دار تاجر ما قيمته عشرة الآف دينار. وبقي لا يتجاسرون على تسميته إلا إنّ يقولوا) القائد أبو علي. وشاع عنه أنّه لا يتعرض لإمرأة، ولا يمكن أحداً من أخذ شيء عليها أو معها. فخرج جماعة من القواد والجند وطلبوه لمّا تعاظم خطره وزاد بلاؤه. فنزلوا الأجمة التي يأوي إليها، وهي أجمة ذات قصب كثير تمتد خمسة فراسخ، وفي وسطها تل اتخذه معقلاً، ووقفوا على طرقها. فخرج البرجمي وعلى رأسه عمامة فقال: من العجب خروجكم إلي وأنا كل ليلة عندكم، فإن شئتم إنّ ترجعوا وأدخل إليكم، وإن شئتم إنّ تدخلوا فافعلوا.

(29/25)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 26
ثم زادت العملات والكبسات، ووقع القتال في القلايين وفي القنطرتين، وأحرقت أماكن وأسواق ومساجد، ونهب درب عون وقلعت أبوابه، ودرب القراطيس، وغير ذلك.
4 (إخراج السلطان ورجمه)
ثم ثارت الجند ووقعوا في السلطان، وأنهم ضائعون. واجتمعوا وراسلوه إنّ ينتقل إلى واسط أو البصرة. واعتقلوه وأنزلوه سميرية وابتلت ثيابه وأهين. ثم رجموه وأخرجوه ومشوا به ثم أعطاه بعض الأتراك فرسه فركبها. وواجهوه بالشتم، ثم أنزلوه فوقف على العتبة طويلاً، ثم أدخل المسجد. ثم تآمروا على نقله إلى دار المهلبية. وخرج القائد أبو الوفاء ومعه عشرون غلاماً وحاشية الدار والعوام ومن تاب من العيارين وهجموا على الأتراك فتفرقوا، وأخذوه من أيديهم وأعادوه إلى داره. وكان ذلك في رمضان. ثم عبر في آخر الليل إلى الكرخ فتلقاه أهلها بالدعاء، فنزل في الدار التي للشريف المرتضى.
4 (مكاتبة الأتراك للملك جلال الدولة)
ثم اجتمع الأتراك وعزموا على عقد الجسر والعبور إلى الكرخ ليأخذوا الملك. ثم وقع بينهم الخلف وقالوا: ما بقي من بني بويه إلا هذا. وابن أخيه أبو كاليجار قد أسلم الأمر إليه ومضى إلى فارس. ثم كتبوا إليه رقعة: نحن عبيدك وقد ملَّكناك أمورنا من الآن، وقد تعدينا عليك، ولكن نكلمك في مصالحنا، فتعتذر إلينا ولا نجد لذلك أثراً، ولك

(29/26)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 27
ممالك كثيرة فيجوز إنّ تطرح ذلك مدة، وتوفر علينا هذه الصبابة من المادة، والصواب إنّ لا تخالفنا. وأنفذوا الرقعة إلى المرتضى ليعرضها عليه، فأجاب بأنّا معترفون لكم بما ذكرتم، وما يحصل) لنا نصرفه إليكم. فلما وصل القول نفروا وقالوا: هذا غرضه المدافعة. ثم حلفوه على صلاح النية: وبعد ذلك دخلوا وقبلوا الأرض بين يديه، وهو في دار المرتضى. وسألوه الصفح. وركب معهم إلى دار المملكة.
4 (زيادة العملات والكبسات)
ثم زاد أمر العملات والكبسات. وتعدوا إلى الجانب الشرقي فأفسدوا. ووقع القتال. وحمل العيارون السلاح، وكثر الهرج.
4 (منع الخطبة في جوامع الرصافة)
ثم ثار العوّام إلى جامع الرصافة ببغداد فمنعوا من الخطبة ورجموا القاضي أبا الحسين بن الغريق، وقالوا: إنّ خطبت للبرجمي، وإلا فلا تخطب لخليفة ولا لملك.
4 (ولاية أبي الغنائم المعونة)
ثم أقيم على المعونة أبو الغنائم بن عليّ، فركب وطاف وفتك، فوقعت الرهبة. ثم إنّ بعض القواد أخذ أربعةً من أصحاب البرجمي فاعتقلهم، فاحتد البرجمي وأخذت أربعة من أصحاب ذلك القائد، وجاء بهم إلى دار القائد فطرق

(29/27)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 28
عليه الباب فخرج، ووقف خلف الباب فقال له: قد أخذت أربعة من أصحابك فأطلق أصحابي لأطلق أصحابك وإلا ضربت أعناقهم وأحرقت دارك. فأطلقهم له. ومما يشاكل هذا الوهن إنّ بعض أعيان الأتراك أراد إنّ يطهر ولده، فأهدى إلى البرجمي حملاناً وفاكهة وشراباً، وقال: هذا نصيبك من طهور ولدي. يداريه بذلك.
4 (امتناع العراقيين والمصريين عن الحج.)
ولم يحج العراقيون ولا المصريون أيضاً خوفاً من البادية.
4 (الغدر بحجاج البصرة)
وحج أهل البصرة مع من يخفرهم، فغدروا بهم ونهبوهم، فالأمر لله.

(29/28)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 29
4 (احداث سنة خمس وعشرين وأربعمائة)

4 (مواصلة العيارين لعملاتهم)
كان العيارون مواصلين للعملات بالليل والنهار، ومضى البرجمي إلى العامل الذي على) الماصر الأعلى، فقرر معه إنّ يعطيه كل شهر عشرة دنانير من الارتفاع. ثم أخذ عدة عملات كبار. هذا والناس يبيتون في الأسواق. ثم جد السلطان والخليفة في طلب العيارين.
4 (هبوب ريح بنصيبين)
وورد كتاب من نصيبين إنّ ريحاً سوداء هبت فقلعت من بساتينها أكثر من مائتي ألف شجرة. وأن البحر جزر في تلك الناحية نحو ثلاثة فراسخ، وخرج الناس يتبعون السمك والصدف، فرد البحرّ ففرق بعضهم.
4 (الزلازل بفلسطين)
وكان بالرملة زلازل خرج الناس منها إلى البر، فأقاموا ثمانية أشهر. وهدمت الزلازل ثلث البلد، وتعدت إلى نابلس، فسقط بعض بنيانها، وهلك ثلاثمائة نفس. وخسف بقرية، وسقط بعض حائط بيت المقدس، وسقطت منارة عسقلان، ومنارة غزة.

(29/29)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 30
4 (الخانوق ببغداد)
وكثر الموت بالخوانيق ببغداد والموصل، وكان أكثره من النساء.
4 (الوباء بفارس)
واتصل الخبر بما كان بفارس من الوباء، حتى كانت الدور تسد على أصحابها.
4 (إسقاط ضريبة الملح)
وفيها أُسقط ما كان على الملح من الضريبة، وكان ارتفاعه في السنة نحو ألفي دينار. خاطب الملك في ذلك الدينوري الزاهد.
4 (الفتنة بين أهل الكرخ وأهل باب البصرة)
ثم عاد العيارون وانتشروا واتصلت الفتنة بأهل الكرخ مع أهل باب البصرة، ووقع القتال بينهما، وانتشرت العرب ببادرايا وقطربل، ونهبوا

(29/30)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 31
النواحي، وقطعوا السبل. ووصلوا إلى أطراف بغداد، وسلبوا الحريم في المقابر.
4 (شغب الجند)
وعاد الجند إلى الشغب، وقويت أيديهم على خاص السلطان، واستوفوا الجوالي وحاصل دار الضرب.)
4 (غرق البرجمي)
وفي رمضان غرق البرجمي بفم الدجيل، أخذه معتمد الدولة فغرقه، فبذل له مالاً كثيراً على إنّ يتركه، فلم يقبل. مقتل أخي البرجمي ودخل أخو البرجمي إلى بغداد، فأخذ أخاً له من سوق يحيى، فخرج فتبع وقتل.
4 (قبول العيارين بالخروج من بغداد)
وفي شوال روسل المرتضى بإحضار العيارين إلى داره، وأن يقول لهم:

(29/31)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 32
من أراد منكم التوبة قبلت توبته، ومن أراد خدمة السلطان استخدم مع صاحب المعونة، ومن أراد الانصراف عن البلاد كان آمناً على نفسه ثلاثة أيام. فعرض ذلك عليهم، فقالوا: نخرج. وتجدد الفساد والاستيفاء.
4 (انقضاض شهاب)
وفي ذي القعدة انقض شهاب كبير مهول، ثم بعد جمعة انقض شهاب ملأ ضوؤه الأرض وغلب على ضوء المشاعل، وروع من رآه، وتطاول مكثه على ما جرت به عادة أمثاله، حتى قيل انفرجت السماء لعظم ما شوهد منه.
4 (الفناء ببغداد)
وفي ذي الحجة وقع الفناء ببغداد، فذكر أنّه مات فيها سبعون ألفاً.

(29/32)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 33
4 (احداث سنة ست وعشرين وأربعمائة)
مقاتلة أبي الغنائم للعيارين تجدد في المحرم وصول العرب إلى أطراف الجانب الغربي، فعاثوا ونهبوا. ثم ظهر قوم من العيارين ففتكوا وقتلوا. فنهض أبو الغنائم بن عليّ المتولي فقتل اثنين، فعاودوا الخروج وقتلوا رجلين، وقاتلوا أبا الغنائم. وتتابعت العملات، فنهض أبو الغنائم ومسك وقتل. ثم عاد الفساد والعيارون يكمنون في دور الأتراك، ويخرجون ليلاً. وكتب العيارون رقاعاً يقولون فيها: إنّ صُرف أبو الغنائم عنا حفظنا البلد وإن لم يصرف ما نترك الفساد.
4 (نهب ثمر الخليفة)
وكبس غلام قراحاً للخليفة ونهب من ثمره، فامتعض الخليفة وكتب إلى الملك والوزير بالقبض عليه وتأديبه، فتوانوا لضعف الهيبة. فزاد حنق الخليفة، فأمر القضاة بالامتناع من الحكم،) والفقهاء من الفتوى، والخطباء من القعود. وعمل على غلق الجوامع، فحمل الغلام ورسم عليه ثم أطلق.

(29/33)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 34
4 (خذلان الترك والسلطان)
وزادت الفتن، وكثر القتل ومنع أهل سوق يحيى من حمل الماء من دجلة إلى أهل باب الطاق والرصافة. وخذل الأتراك والسلطان في هذه الأمور حتى لو حاولوا دفع فساد لزاد، وتملك العيارون البلد.
4 (فتح بلاد بالهند وجرجان وطبرستان)
وفيها وصل كتاب السلطان مسعود بن محمود بفتح فتحه بالهند، ذكر فيه أنّه قتل من القوم خمسين ألفً، وسبى سبعين ألفا، وغنم منهم ما يقارب ثلاثين ألف ألف درهم. فرجع وقد ملك الغز بلاده، فأوقع بهم، وفتح جرجان وطبرستان.
4 (الجهر بالمعاصي)
واشتد البلاء بالعيارين، وتجهرموا بالإفطار في رمضان، وشرب الخمور، والزنا. وعاد القتال بين أهل المحال. وكثرت العملات، واتسع الخرق على الراقع، وقال الملك: أنا أركب بنفسي في هذا الأمر. فما التفتوا له، وتحير الناس، وعظم الخطب. وهاجت العرب، وقطعوا الطرق.
4 (وصول الروم إلى أعمال حلب وهزيمتهم)
وعلمت الروم بوهن المسلمين، فوصلوا إلى أعمال حلب فاستباحوها

(29/34)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 35
فالتقاهم شبل الدولة ابن مرداس فهزمهم.
4 (انتهاب الكوفة:)
ونهبت عرب خفاجة الكوفة، فلا قوة إلا بالله.

(29/35)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 36
4 (احداث سنة سبع وعشرين وأربعمائة)

4 (ثورة الهاشميين على ابن النسوي)
في المحرم كبس العيارون داراً فأخذوا ما فيها. ورد أبو محمد بن النسوي لكشف العملة، فأخذ هاشمياً فقتله، فثار أهل الناحية ورفعوا المصاحف على القصب، ومضوا إلى دار الخلافة، وجرى خطب طويل.
4 (إحراق دار ابن النسوي)
) وفي ربيع الآخر دخل العيارون بغداد في مائة نفس من الأكراد والأعراب، فأحرقوا دار ابن النسوي، وفتحوا خاناً وأخذوا ما فيه وخرجوا بالكارات على رؤوسهم، والناس ينظرون.
4 (شغب الجند على جلال الدولة)
وشغب الجند على جلال الدولة وقالوا: هذا البلد لا يحملنا وإياك، فاخرج فإنه أولى بك. قال: كيف يمكنني الخروج على هذه الصورة أمهلوني ثلاثة أيام حتى آخذ حرمي وولدي وأمضي. فقالوا: لا تفعل. ورموه بآجرة، فتلقاها بيده، وأخرى في كتفه، فاستجاش بالحاشية

(29/36)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 37
والعامة. وكان عنده المرتضى، والزينبي، والماوردي، فاستشارهم في العبور إلى الكرخ كما فعل تلك لامرة، فقالوا: ليس الأمر كما كان، وأحداث الموضع قد ذهبوا. وحول الغلمان خيامهم إلى حول الدار وأحاطوا بها. وبات الناس على أصعب خطة، فخرج الملك في نصف الليل إلى زقاق غامض، فنزل إلى دجلة، وركب سميرية فيها بعض حاشيته، ومضى إلى دار المرتضى، وبعث حرمه إلى دار الخلافة. ونهب الأجناد دار الملك حتى الأبواب وساجها. وراسلوا الخليفة أن تقطع خطبة جلال الدولة، فقيل لهم: سننظر. وخرج الملك إلى أوانا، ثم إلى كرخ سامراء. ثم خرجوا إليه واعتذروا ومشي الحال.
4 (الظلمة في بغداد)
وفي جمادى الآخرة وردت ظلمة طبقت البلد، حتى كان الرجل لا يرى صاحبه، وأخذت بالأنفاس حتى لو تأخر انكشافها لهلكوا
4 (انقضاض كوكب)
وفي رجب ضحوة نهار انقض كوكب غلب ضوؤه ضوء الشمس، وشوهد في آخره شيء مثل التنين بلون الدخان. وبقي نحو ساعة. فسبحان الله العظيم ما أكثر البلاء بالمشرق.

(29/37)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 38
4 (احداث سنة ثمان وعشرين وأربعمائة)

4 (تقلد الزينبي نقابة العبّاسيين)
فيها قلد أبو تمام محمد بن محمد بن عليّ الزينبي نقابة العبّاسيين، وعزل أبوه.
4 (شغب الجند على جلال الدولة)
ثم عاد شغب الجند على جلال الدولة المعثر، وآل الأمر إلى إنّ قطعوا خطبته وخطبوا للملك) أبي كاليجار، ثم عادوا وخطبوا لهما. ثم صلحت حال جلال الدولة، وحلف الخليفة القائم له.
4 (القبض على ابن ما كولا:)
وقبض على الوزير ابن ماكولا.

(29/38)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 39
4 (وزارة أبي المعالي)
ووزر أبو المعالي بن عبد الرحيم.
4 (مطر فيه سمك بفم الصلح)
وفيها ورد كتاب من فم الصلح فيها: إنّ قوماً من أهل الجبل وردوا فحكوا أنهم مُطروا مطراً كثيراً في أثنائه سمك، وزنوا بعضه فكانت رطلاً ورطلين، يعني بالعراقي.
4 (ثورة العيارين بالشرطة)
وفيها ثار العيارون وكبسوا الحبس، وقتلوا جماعة من رجال الشرطة، وانبسطوا انبساطاً زائداً.

(29/39)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 40
4 (احداث سنة تسع وعشرين وأربعمائة)

4 (هلاك جماعة تحت الردم)
في ليلة الميلادة أوقدوا النيران والفتائل في الأسطحة، فأوقدت فتيلة في سطح كبير بعكبرا، فوقع بهم، فهلك تحت الردم ثلاثة وأربعون نفساً.
4 (إلزام أهل الذمة باللباس)
وفي رجب اجتمع القضاة والدولة، واستدعي جاثليق النصارى ورأس جالوت اليهود، وخرج توقيع الخليفة في أمر الغيار وإلزام أهل الذمة به، فامتثلوا.
4 (تلقيب جلال الدولة بشاهنشاه)
وفي رمضان استقر إنّ يزاد في ألقاب جلال الدولة: شاهنشاه الأعظم ملك الملوك، وخطب له بذلك بأمر الخليفة، فنفر العامة ورموا الخطباء بالآجر، ووقعت فتنة، وكتب إلى الفقهاء في ذلك.
4 (كتابات العلماء بلقب الشاهنشاه)
فكتب الصيمري: إنّ هذه الأسماء يعتبر فيها القصد والنية. وكتب الطبري أبو الطيب: إنّ إطلاق ملك الملوك جائز، يكون معناه: ملك ملوك الأرض. وإذا) جاز أن يقال: قاضي القضاة، وكافي الكفاة، جاز أن يقال ملك الملوك.

(29/40)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 41
وكتب التميمي نحو ذلك. وذكر محمد بن عبد الملك الهمداني إنّ الماوردي منع من جواز ذلك، وكان مختصاً بجلال الدولة. فلما امتنع عن الكتابة انقطع، فطلبه جلال الدولة، فمض على وجل شديد، فلما دخل قال للملك: أنا أتحقق أنك لو حابيت أحداً لحابيتني لمّا بيني وبينك، ما حملك إلا الدين فزاد بذلك محلك في قلبي. قال ابن الجوزي: والذي ذكره الأكثرون هو القياس، وإذا قصد به ملوك الدنيا. إلا أني لا أرى إلا ما رآه الماوردي، لأنه قد صح في الحديث ما يدل على المنع، ولكنهم عن النقل بمعزل. ثم ساق الحديث من المسند عن ابن عيينة، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أخنع اسم عن الله يوم القيامة رجل تسمى ملك الأملاك. قال الأمام أحمد: سألت أبا عمرو الشيباني عن أخنع فقال: أوضع. رواه البخاري. ثم ساق من المسند من حديث عوف، عن خلاس، عن أبي هريرة رفعه، قال: اشتد غضب الله على من قتل نفسه، واشتد غضب الله على رجل تسمى بملك الملوك. لا ملك إلا الله تعالى. قلت: وهي بالعجمي شاهان شاه.

(29/41)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 42
4 (احداث سنة ثلاثين وأربعمائة)

4 (تملك السلاجقة البلاد)
فيها، في جمادى الآخرة، تملك بنو سلجوق خراسان والجبل، وهرب مسعود بن محمود بن سبكتكين، وأخذوا الملك منه، وتملك طغرلبك أبو طالب محمد، وأخوه داود. واستولى أولاد ميكائيل بن سلجوق على البلاد.
4 (مخاطبة ابن جلال الدولة بالملك العزيز)
وفي هذه السنة خوطب أبو منصور بن السلطان جلال الدولة أبي طاهر بالملك العزيز. قلت: وهذا أول من لُقِب بألقاب ملوك زماننا، كالملك العادل والملك المظفر.
4 (انقراض ملك بني بُويه)
قال: وكان مقيماً بواسط، وبه انقرض ملك بني بويه.

(29/42)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 43
4 (امتناع الحج هذا الموسم)
) ولم يحج في هذه السنة من العراق، ومصر، والشام كثير أحد.
4 (الثلج ببغداد)
وفيها وقع ثلج عظيم ببغداد وبقي سبعة أيام في الدروب. وقد جاء الثلج ببغداد مرة في خلافة الرشيد، ومرة في خلافة المعتمد، ومرات أخر قليلة.

(29/43)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 44
5 (بسم الله الرحمن الرحيم)

5 (الطبقة الثالثة والأربعون وفيات)

4 (وفيات سنة إحدى وعشرين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن الحسن بن أحمد بن محمد بن أحمد بن حفص بن مسلم ابن يزيد.)
القاضي أبو بكر بن أبي عليّ ابن الشيخ المحدّث أبي عمرو الحيري. وأبو عمرو هو سبط أحمد بن عمرو الحرشي شيخ نيسابور في العدالة والثروة.

(29/44)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 45
روى أبو عمرو عن: محمد بن رافع، وإسحاق الكوسج، وهذه الطبقة. وروى ابنه الحسن عنه، وعن: أبي نعيم بن عدي. وعاش إلى سنة ثمانٍ وثمانين وثلاثمائة. وأما القاضي أبو بكر هذا فكان شيخ خراسان علماً ورئاسة وعلوّ إسناد. سمع: أبا عليّ محمد بن أحمد الميداني، وحاجب بن أحمد، ومحمد بن يعقوب الأصم، وجماعة بنيسابور. وبمكة: أبا بكر الفاكهي، وبكر بن أحمد الحداد. وببغداد: أبا سهل بن زياد. وبالكوفة: أبا بكر بن أبي دارم. وبجرجان: أبا أحمد بن عدي. وقرأ بالروايات على أحمد بن العبّاس الإمام صاحب الأشناني. ودرس الفقه على أبي الوليد حسان بن محمد. ودرس الكلام والأصول على أصحاب أبي الحسن الأشعري. وانتقى له الحاكم أبو عبد الله فوائد. وأملى من سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة، وقلد قضاء نيسابور. وكان إماماً عارفاً بمذهب الشافعي. وكان مولده في سنة خمس وعشرين وثلاثمائة. كذا ورّخه الحافظ أبو بكر محمد بن منصور السمعاني، وقال هو ثقة في الحديث. قلت: روى عنه: أبو عبد الله الحاكم، وهو أكبر منه، وأبوا بكر البيهقي،

(29/45)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 46
والخطيب، وأبو صالح المؤذن، وأبو عليّ الحسن بن محمد الصفار، ومحمد بن إسماعيل المقريء، ومحمد بن مأمون المتوليّ، ومحمد بن عبد الملك المظفريّ، وأحمد بن عبد الرحمن الكتاني، وقاضي) القضاة أبو بكر محمد بن عبد الله الناصحيّ مفتي الحنفية، ومحمد بن إسماعيل بن حسنويه، ولعله المقريء، ومحمد بن عليّ العمري الهروي، والقاسم بن الفضل الثقفي، ومكي ابن منصور الكرجي، وأسعد بن مسعود العتبي، ومحمد بن أحمد الكامخي، ونصر الله بن أحمد الخشاميّ، وخلق كثير آخرهم موتاً عبد الغفار بن محمد الشيرويّ. توفي في رمضان من السّنة. قال عبد الغافر: أصابه وقر في أُذنه في آخر عمره. وكان يقرأ عليه مع ذلك إلى إنّ اشتد ذلك قريباً من سنتين أو ثلاث، فما كان يحسن إنّ يسمع. وكان من أصحّ أقرانه سماعاً، وأوفرهم إتقاناً، وأتمهم ديانة واعتقاداً، صنف في الأصول والحديث.
4 (أحمد بن عبد الله بن أحمد)

(29/46)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 47
أبو الحسن الدمشقي الواعظ. أصله من الجزيرة، ويعرف بابن الرّان. كان رجلاً صالحاً عارفاً، له مصنفات في الوعظ. وكان يعظ في الجامع. قال عبد العزيز الكتاني: لم أر أحسن وعظاً منه رحمه الله تعالى.
4 (أحمد بن عليّ بن عثمان بن الجنيد.)
أبو الحسين البغدادي، المعروف بابن السوادي. مؤلف الخطب. سمع: أبا بكر القطيعي، وابن ماسيّ. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان ثقة.
4 (أحمد بن عيسى بن زيد)
أبو عقيل السلمي البغدادي القزاز. سمع: أبا بكر النجاد، والشافعي. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان ثقة. مات في شوّال.
4 (أحمد بن محمد بن الحسين بن سليمان.)
أبو الحسن السليطي النيسابوري العدل النحوي.

(29/47)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 48
روى عن: أبي العبّاس الأصم، وغيره. روى عنه: شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري، ومحمد بن يحيى المزكي، وأبو صالح المؤذن. وثقة عبد الغافر. توفي في جمادى الأولى.
4 (أحمد بن محمد بن الحسن)
أبو عليّ الإصبهاني المرزوقي النحوي. من كبار أئمة العربية. أخذ الناس عنه، وخبوا إليه آباط المطيّ. له: شرح الحماسة وهو في غاية الحسن. وكتاب شرح الفصيح. وتوفي في ذي) الحجة. تخرج به خلق، وطال عمره. حدّث عن: عبد الله بن جعفر بن فارس. وعنه: سعيد بن محمد البقال، وأبو الفتح محمد بن عبد الواحد الزجاج. قال السلفيّ: ما روى لنا عن المرزوقي سوى الزجاج.
4 (أحمد بن محمد بن محمد.)
أبو العبّاس الطبري، ثم البصري. ورد جرجان.

(29/48)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 49
وسمع: أبا أحمد بن عدي، وجماعة. روى عنه: أبو مسعود البجلي. توفي بآمل في شوال.
4 (أحمد بن محمد بن العاص بن أحمد بن سليمان بن عيسى بن دراج.)
أبو عمرو القسطلي الأديب، الشاعر البليغ. قال أبو محمد بن حزم: كان عالماً بنقد الشعر. لو قلت أنّه لم يكن بالأندلس أشعر من ابن دراج لم أبعِد. وقال ابن حزم أيضاً: ولو لم يكن لنا من فحول الشعراء إلا أحمد بن دراج لمّا تأخر عن شأو حبيب والمتنبي. قلت: وهو من مدينة قسطلة دراج، وقيل: هو اسم ناحية. وكان من كتاب

(29/49)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 50
الإنشاء في أيام المنصور بن أبي عامر. وقال الثعالبي: كان بصقع الأندلس كالمتنبي بصقع الشام. ومن شعره:
(أضاء لها فجر النُّهى فنهاها .......... عن الدنف المضني بحر هواها)

(وضللها صُبحٌ جلا ليله الدّجا .......... وقد كان يهديها إليَّ دجاها)
وفي أول شأنه عمل هذه القصيدة، ومدح بها المنصور. فتكلّموا فيه واتهموه بسرقة الشعر، فقال في المجلس لوقته:
(حسبي رضاكَ من الدّهر الذي عتبا .......... وعطفُ نعماك للحظ الذي انقلبا)

(ولستُ أوّل من أَعيْت بدائعه .......... فاستدعت القولَ ممن ظنّ أو حسبا)

(إنّ امرء القيس في بعضٍ لمتهمٌ .......... وفي يديه لواء الشعر إنّ ركبا)

(والشعر قد أسر الأعشى وقيدهُ .......... دهراً، وقد قيل: والأعشى إذا شربا)

(وكيف أظمأ وبحري زاخر فطنا .......... إلى خيال من الضحضاح قد نضبا)

(عبدٌ لنُعْماك فكَّيه نجمُ هدى .......... سار بمدحك يجلو الشك والريبا)

(إنّ شئت أملى بديع الشعر أو كتبا .......... أو شئت خاطبَ بالمنثور أو خطبا)
)

(29/50)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 51
(كروضة الحزن أهدى الوشي منظرها .......... والماءَ والزهر والأنواء والعشبا)

(أو سابق الخيل أعطى الحضر متئداً .......... والشدَّ والكرَّ والتّقريب والخببا)
وله في ذي الرئاستين منذر بن يحيى صاحب سرقسطة:
(قل للربيع: اسحبْ سَحائبي .......... واجرر ذيولك في مَجَرّ ذوائبي)

(لا تكذبنّ ومن ورائك أدمعي .......... مَدَداً إليك بفيض دمع ساكبِ)

(وامزج بطيب تحيتي غدق الحيا .......... فاجعله سقي أحبتي وحبائبي)

(واجنح لقُرطبةَ فعانقْ تربها .......... عنّي بمثل جوانحي وترائبي)

(وانشرْ على تلك الأباطِح والرُّبا .......... زهراً يخبرّ عنك أنّك كاتبي)
وهي طويلة وله فيه:
(يا عاكفين على المدام تنبَّهوا .......... وسلوا لساني عن مكارم منذرِ)

(ملكٌ لو استوهبتُ حبةَ قلْبهِ .......... كرماً لجاد بها ولم يتعذّرِ)
وله ديوان مشهور. وقد توفي في سادس جمادى الآخرة، وله أربعٌ وسبعون سنة
4 (إسماعيل بن عبد الرحمن بن عليّ.)
أبو محمد العامري المصري.

(29/51)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 52
روى عن: أبي إسحاق بن شعبان الفقيه المالكيّ، ومحمد بن العبّاس الحلبيّ. ودخل إلى الأندلس سنة ست وخمسين وثلاثمائة. وكان من أهل الدّين والتّعاون والعناية بعلم الفقه. ثقة. محدث. حدّث عنه: أبو عمر بن عبد البرّ، والخولاني. ولد بمصر سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة، وتوفي بإشبيلية يوم عيد الفطر فجأة. وروى عنه يونس بن عبد الله بن مغيث أيضاً.
4 (إسماعيل بن محمد بن خزرج بن محمد.)
أبو القاسم الإشبيليّ. روى عن: أبيه، وعن: خاله إبراهيم بن سليمان. ورحل إلى المشرق. وحجّ سنة إحدى عشر وأربعمائة. وكتب الكثير. وكان من أهل الدّين والعلم والعمل الزهد في الدّنيا، مشاركاً في عدة علوم، يغلب عليه علم الحديث والرّجال. توفي في المحرم عن بضع وخمسين سنة.
4 (إسماعيل بن ينال.)
)

(29/52)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 53
أبو إبراهيم المروزيّ المحبوبيّ. سمع من المحبوبي مولاه جامع الترمذيّ. وسمع من: أبي بكر الدّاربرديّ وغيرهما. قال الحافظ أبو بكر السمعانيّ: كان ثقة عالماً. أدركتُ بحمد الله نفراً من أصحابه. ولد سنة أربعٍ وثلاثين وثلاثمائة. قال: وتوفي سنة إحدى وعشرين. زاد غيره: في صفر. وهو آخر من حدّث عن أبي العبّاس المحبوبيّ.
4 (إسحاق بن عليّ.)
الأمير أبو قدامة القرشيّ. أمير الغُزاة بخراسان.
4 (حرف الحاء)

4 (الحسن بن أحمد بن محمد بن فارس البغدادي البزاز)
وأخوه هو أبو الفتح بن أبي الفوارس. سمع هذا بإفادة أخيه من: أبي عليّ الصواف، وأبي بكر الشافعي، وإسحاق النعّال. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ثقة. توفي في صفر وكنيته أبو الفوارس.

(29/53)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 54
4 (الحسن بن سهل بن محمد بن الحسن.)
أبو عليّ. توفي في شعبان. كأنّه إصبهاني. يروي عن: أبي الشيخ.
4 (الحسن بن محمد.)
أبو عليّ بن أبي الطيب الدمشقي الورّاق. حدّث في هذه السنة عن: أبي القاسم بن أبي العقب. روى عنه: الكتاني، وعليّ بن محمد المصيصيّ
4 (الحسين بن أحمد بن محمد بن يحيى)
أبو عبد الله المعاذي النيسابوري، الأصم. روى مجلسين عن أبي العبّاس الأصم. روى عنه: شيخ الإسلام الأنصاري. ورّخه ابن جبرون. وقال الفارسيّ: توفّي في جمادى الأولى. سمع من الأصمّ في سنة أربعٍ وثلاثين وثلاثمائة مجلسين، وهو ثقة.
4 (الحسين بن إبراهيم بن محمد.)

(29/54)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 55
أبو عبد الله الإصبهاني الحمّال. سمع: عبد الله بن فارس، ومحمد بن أحمد الثقفي، وجماعة. وله جزء معروف سمعناه روى عنه: أبو بكر أحمد بن مردويه، وعلي بن الفضل بن عبد) الرزاق اليزديّ، والقاسم بن الفضل الثقفي، ومحمد بن عليّ الخباز، وآخرون. مات في ربيع الأوّل.
4 (الحسين بن عبد الله بن الحسين بن يعقوب.)
أبو عليّ البجاني، من مدينة بجانة بالأندلس. روى عن: أبي عثمان سعيد بن مخلوف صاحب يوسف المغامي كتاب الواضحة لعبد الملك بن حبيب، وهو آخر من رواها عن ابن فحلون.

(29/55)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 56
كما إنّ فحلون آخر من روى عن المغامي صاحب ابن حبيب. وقد توفي ابن فحلون سنة ست وأربعين وثلاثمائة. روى عنه: الخولاني وقال: كان قديم الطلب، كثير السَّماع من أهل العلم أسنَّ وعمر طويلاً وقارب المائة، واحتيج إليه. روى عنه أيضاً: أبو عبد الله محمد بن عتّاب، وأبو عمر بن عبد البرّ، والمصحفي أبو بكر، والمحدّث أبو العبّاس العذري.
4 (الحسين بن محمد بن الحسين بن محمد بن يوسف.)
أبو عليّ النيسابوري السختياني، المعدّل ثقة. ثقة، ثبت، مشهور. سماعه في كتب أبي عبد الرحمن السلميّ عن: يحيى بن منصور القاضي، وأبي العبّاس الصبغي، وأبي عليّ الرّفاء. توفي في رمضان وله تسعون سنة. روى عنه: أبو صالح المؤذن.
4 (حمام بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن أكدر بن حمام بن حكم.)

(29/56)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 57
القاضي أبو بكر القرطبي. قال أبو محمد بن حزم: كان واحد عصره في البلاغة، وفي سعة الرّواية، ضابطاً لمّا قيّده. روى عن: أبي محمد الباجي، وأبي عبد الله بن مفرج فأكثر، وكان شديد الإنقباض. ما أرى أحداً سلم من الفتنة سلامته مع طول مدته فيها، وكان حسن الخط، قوياً على النسخ، ينسخ في نهاره نيفاً وعشرين ورقة. حسن الشعر، حسن الخلق، فكه المحادثة. ولي قضاء يابرة، وشنترين، والأُشبونة. وتوفي في رجب بقرْطبة. وولد سنة سبع وخمسين وثلاثمائة. روى عنه ابن حزم في تصانيفه
4 (حرف الخاء)

4 (خلف بن عيسى بن سعيد بن أبي درهم.)

(29/57)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 58
أبو الحزم التجيبي الوشقي، قاضي وشقة. روى عن: أبي عيسى الليثي، وأبي بكر محمد بن) عمر بن عبد العزيز بن القوطية. ورحل، فسمع من: الحسن بن رشيق، وأبي محمد بن أبي زيد. حدث عنه: القاضي أبو عمر بن الحذاء، وقال: كان فاضل جهته وعاقلها، فهماً.
4 (حرف السين)

4 (سعيد بن سليمان.)
أبو عثمان الهمدانيّ الأندلسيّ، المقريء المجود، المعروف بنافع. أخذ القراءة عن أبي الحسن الأنطاكيّ، وضبط عنه حرف نافع وأقرأ به، وعرف العربية. توفي بدانية، ذكره أبو عمرو.
4 (حرف العين)

4 (عبادة بن عبد الله بن ماء السماء)

(29/58)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 59
أبو بكر، شاعر الأندلس، ورأس شعراء الدّولة العامرية. صنف كتاب شعراء الأندلس. وبقي إلى هذه السنة، فإنّه جاء فيها بردٌ مهول كالحجارة، فقال:
(يا عبرةً أهديت لمعتبر .......... عشِيّة الأربعاء من صفرِ)

(أقبلنا الله بأسَ منتقمٍ .......... فيها وثنى بعفوِ مقتدرِ)

(أرسل ملء الأكفّ من بردٍ .......... جلامداً تنهمي على البشرِ)

(فيا لها آيةٌ وموعظةٌ .......... فيها نذير لكل مزدجرِ)

(كاد يذيب القلوبَ منظرُها .......... ولو أعِيرت قساوة الحجرِ)

(لا قدَّر الله في مشيئته .......... إنّ يبتلينا بسيّء القدرِ)

(وخصنا بالتُّقى ليجعلنا .......... من بأسه المتقى على حذرِ)

4 (عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن حمديّه.)

(29/59)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 60
أخو الحسن. سمع من: أبي بكر النجاد، وعبد الباقي بن قانع، فيما ذكر. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ضعيفاً. سمع لنفسه في أمالي النجاد وقعت له.
4 (عبد الله بن إبراهيم بن عبد الله بن سيما الدمشقي.)
أبو محمد المؤدب، إمام مسجد نعيم. روى عن: أبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن مروان، وأبي عليّ بن آدم. روى عنه: عبد العزيز الكتاني، وإسماعيل السّمّان.
4 (عبد الله بن الحسن بن جعفر الإصبهاني القصار.)
سبط فاذويه. توفي في ربيع الأوّل، أو في صفر.)
4 (عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن محفوظ)
أبو محمد المحفوظي الملقاباذي المعدل.

(29/60)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 61
ثقة مشهور. حدّث عن: أبي العبّاس الصبغي، وهارون الأستراباذي، وأبي عمرو بن مطر. روى عنه: محمد بن يحيى المزكي. وتوفي في ذي القعدة عن اثنتين وثمانين سنة.
4 (عبد الواحد بن أحمد بن محمد.)
الشيخ أبو بكر الباطرقاني الإصبهاني المقريء. إمام في القراءآت، حافظ للروايات. قتل في الجامع في جمادى الآخرة. وقيل: قتل في داره. يروي عن: الطبرانيّ، وأبي الشيخ، وأبي حامد أحمد بن محمد بن حسين الجرجانيّ. وعنه: أبو عبد الله الثقفي الرئيس، وأبو منصور أحمد بن محمد بن عليّ شيخاً السلفيّ، وجماعة.
4 (عبد الواحد بن الحسين بن الحسن)

(29/61)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 62
أبو أحمد الدمشقي الكاتب المعروف بابن الورّاق. سمع: أبا عبد الله بن مروان. وعنه: عبد العزيز الكتّانيّ.
4 (عليّ بن أحمد بن مندويه.)
أبو الحسن الإصبهاني المقريء. في شعبان.
4 (عليّ بن عبد العزيز بن حاجب النعمان.)
بغدادي. روى عن النجاد. وذكر أنّه سمع أيضاً من: ابن مقسم، وأبي بكر الشافعي. روى عنه: الخطيب، وقال: كان رئيساً له لسنٌ وبلاغة. ولم يكن في دينه بذاك. مات في عشر التسعين. قلت: كان صاحب الإنشاء ببغداد، له النظم والنثر.
4 (عليّ بن محمد بن موسى بن الفضل.)
أبو الحسن الصيرفيّ. ولد أبي سعيد.

(29/62)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 63
4 (عليّ بن محمد بن عمير بن محمد بن عمير.)
أبو الحسن، والد الزّاهد أبي عبد الله العميري الهرويّ. روى عن: العبّاس بن الفضل بن زكريا الهروي. روى عنه: ابنه.
4 (عمر بن أحمد بن عبد الرحمن بن عمر الذكواني.)
المعدّل، أبو حفص. أخو أبي بكر بن أبي عليّ. توفي في المحرم.)
4 (عمر بن عيينة بن أحمد.)
أبو حفص الضبيّ العدل. يروي عن: المعافى الجريري. روى عنه: شيخ الإسلام الهروي.
4 (عمرو بن طراد بن عمرو.)
أبو القاسم الأسديّ الدمشقي الخلاّد. حدث عن: يوسف الميانجي، والفضل بن جعفر.

(29/63)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 64
روى عنه: أبو عليّ الأهوازي، وأبو سعد السمان، وعبد العزيز الكتاني وقال: كان ثقة من أهل السنة.
4 (حرف القاف)

4 (القاسم بن عبد الواحد)
أبو أحمد الشيرازي. قال أبو إسحاق الحبال: توفي في عاشر ربيع الأول، وحضرت جنازته. حدث أبوه وأهل بيته الكثي