11.
: تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام.
تأليف: شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 165
وعنه: يعقوب بن محمد الزهري، وعلي بن المديني، وأحمد الغداني. وثقه أبو حاتم.
4 (زياد بن المغيرة بن زياد العجلي الموصلي الفقيه.)
سمع: إسماعيل بن أبي خالد، والأعمش، وأبا حنيفة، وجماعة. وعنه: ابنه الخضر. قال
أبو زكريا الأزدي: توفي سنة سبع وثمانين ومائة.
4 (زياد بن عبد الله بن حميد بن زياد بن ثابت، أبو حميد الأنصاري.)
عن: إسحاق بن عبد الله بن خارجة. وعنه: عبد العزيز بن عبد الله، وإبراهيم بن حمزة،
وإبراهيم بن عبد الله الهروي. له حديث أو حديثان.
4 (زين بن شعيب المعافري المصري.)
أبو عبد الله. عن: أسامة بن زيد الليثي، ومالك بن أنس. وعنه: ابن وهب مع جلالته،
ومرة البرلسي، ويحيى بن بكير، وسعيد بن تليد، وغيرهم. مات كهلاً سنة أربع وثمانين
ومائة. وكان فقيهاً كبير القدر، عابداً، عابراً للرؤيا. قال الحارث بن مسكين: كان
من علية أصحاب مالك.
(12/165)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 166
4 (حرف السين)
4 (سابق بن عبد الله الموصلي.)
الحجام الزاهد. أحد البكائين من خشية الله. قال محمد بن عبد الله بن عمار: رايته
وكانت لا تجف عينه من البكاء.) وقال رباح بن الجراح: كان سابق من أفضل الناس، ومن
أكثر الناس بكاء. وقيل: إن المعافي بن عمران روى عنه شيئاً. وقد ذكره ابن عدي،
وإنما ذاك سابق الرقي الذي روى عنه المعافي حديثه، عن أبي خلف، عن أنس: إذا مدح
الفاسق اهتز العرش. توفي سابق الموصلي سنة تسع وثمانين ومائة.
4 (سالم الدورقي.)
من عباد أهل الموصل. قيل: إن فتحاً الموصلي كان يجلس إليه. روى سهل.... القطان، عن
سالم، عن أبي خلف، عن أنس،
(12/166)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 167
توفي سالم سنة أربع وثمانين ومائة.
4 (سحبل، واسمه عبد الله بن محمد بن أبي يحيى سمعان الأسلمي المدني، أخو إبراهيم
بن أبي)
يحيى الفقيه. ولكن سحبل هو الثقة. روى عن: أبي صالح السمان، وسعيد بن أبي هند،
وبكير بن الأشج، وأبي الأسود محمد بن عبد الرحمن، وعدة. طال عمره، كان أسن من
أخيه. روى عنه: القعنبي، وقتيبة، والواقدي، وسفيان بن وكيع، وغيرهم. وثقه أحمد بن
حنبل، وابن معين، وهو مقل.
4 (سعدان بن يحيى بن صالح اللخمي خ. ن. ق.)
واسمه سعيد، أبو يحيى الكوفي، نزيل دمشق. روى عن: إسماعيل بن أبي خالد، ومحمد بن
عمرو، وعبد الملك بن أبي سليمان، وطبقتهم من الكوفيين.
(12/167)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 168
وعنه: هشام بن عمار، وعلي بن حجر، وسليمان ابن بنت شرحبيل. قال أبو حاتم: محله
الصدق. وقال الدار قطني: ليس بذاك.
4 (سعيد بن خثيم، أبو معمر الهلالي الكوفي ت. ن.)
) عن: أيمن بن نابل، وعبد الله بن شبرمة، وحنظلة بن أبي سفيان. وعنه: أحمد بن
حنبل، وعمرو الناقد، وأبو سعيد الأشج، وأحمد بن رشد بن خثيم، وجماعة. وثقه ابن
معين. وقال الأزدي: منكر الحديث. وقال ابن عدي: مقدار ما يرويه غير محفوظ.
4 (سعيد بن عبد الجبار الزبيدي، أبو عثمان الحمصي ق.)
(12/168)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 169
عن: وحشي بن حرب بن وحشي، وروح بن جناح، وصفوان بن عمرو، وغيرهم. وعنه: يحيى بن
آدم، وابن شابور، ومحمد بن أبي بكر المقدمي. قال قتيبة: رأيته بالبصرة، وكان جرير
يكذبه. وقال النسائي، وغيره: ضعيف.
4 (سعيد بن الفضل، أبو عثمان القرشي.)
مولاهم البصري. عن: عاصم الأحول، وحميد الطويل، وابن عون، وعدة. وعنه: أبو النضر
إسحاق بن إبراهيم الفراديسي، وهشام بن عمار، وصفوان بن صالح، وطالوت بن عبادة،
وأحمد بن عبدة. قال أبو حاتم: ليس بالقوي، منكر الحديث. وقال الحسن بن سلمة: ثقة،
سمعت منه.
4 (سفيان بن حبيب البصري البزاز.)
(12/169)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 170
عن: عاصم الأحول، وخالد الحذاء، وسليمان التيمي، وحجاج الصواف. وعنه: الحسن بن
قزعة، وحميد بن مسعدة، والفلاس، ونصر بن علي، وجماعة. وكان أحد الحفاظ. قال صاعقة:
سمعت علياً قال: لم يكن من أصحابنا ممن طلب الحديث وعني به وحفظه وأقام عليه ولم
يزل فيه إلا ثلاثة: يحيى بن سعيد، وسفيان بن حبيب، ويزيد بن زريع، هؤلاء لم يدعوه
ولم يشتغلوا عنه إلى أن حدثوا.) وقال أبو حاتم: ثقة، أعلم الناس بحديث سعيد بن أبي
عروبة. وقال خليفة: مات سنة ثلاث وثمانين ومائة. وقيل سنة ست.
4 (سفيان بن موسى البصري.)
(12/170)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 171
عن: أيوب السختياني، وغيره، وعن سيار أبي الحكم. وعنه: الصلت بن مسعود، وعبد الله
بن عمر بن أبان، والفلاس، والجهضمي، وجماعة. وثق. أورده ابن حبان في تاريخ الثقات.
وقال أبو حاتم: مجهول.
4 (سلمة بن بشر بن صيفي الدمشقي.)
وهو سلمة بن صيفي. روى عن: ابنه واثلة، وحجر بن الحارث الغساني، وجماعة. وعنه:
محمد بن يوسف الفريابي، وسليمان ابن بنت شرحبيل، وداوود ابن رشيد، وعبد الرحمن بن
نافع درخت. له في السنن حديث.
4 (سلمة بن رجاء، أو عبد الرحمن التميمي الكوفي خ. ت. ق.)
(12/171)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 172
عن: هشام بن عروة، ومحمد بن عمرو، وأبي سعد البقال، وجماعة. وعنه: أبو نعيم، وعقبة
بن مكرم، وابن نمير، ومحمد بن موسى الجرشي. قال أبو زرعة: صدوق. وقال أبو حاتم: ما
بحديثه بأس.
4 (سلمة بن صالح الأحمر.)
حدث ببغداد عن: علقمة بن مرثد، وحماد بن أبي سليمان، وابن المنكدر، وأبي إسحاق.
(12/172)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 173
وعنه: بشر بن الوليد، وأحمد بن منيع، وإبراهيم بن مجشر، ومحمد بن الصباح، وغيرهم.
ولي قضاء واسط، وهو جعفي كوفي، يكنى: أبا إسحاق. قال أحمد: ليس بشيء.) وقال أبو
داوود وغيره: متروك الحديث. ومن بلاياه عن حماد عن إبراهيم أن أصحاب النبي صلى
الله عليه وسلم أحرموا في المورد. مات سنة ست وثمانين ومائة. ويقال: سنة ثمان.
4 (أبو خالد الأحمر، سليمان بن حيان الأزدي الكوفي.)
الأحمر الحافظ.
(12/173)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 174
مولده بجرجان سنة أربع عشرة ومائة. وروى عن: سليمان التيمي، وحميد الطويل، وهشام
بن عروة، وأبي مالك الأشجعي، وليث بن أبي سليم. وعنه: أحمد بن حنبل، وابن نمير،
وأبو كريب، وأبو سعيد الأشج، ويوسف بن موسى القطان، وإسحاق بن راهويه، والحسن بن
حماد الحضرمي سجادة، والحسن بن حماد الضبي، والحسن بن حماد المرادي، ومحمد بن سلام
البيكندي، وهناد بن السري، وحميد بن الربيع. قال أحمد بن عبد الله العجلي: كان ثقة
يؤاجر نفسه من التجار.
(12/174)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 175
وقال أبو حاتم: صدوق. ووثقه غير واحد. وقال ابن معين، وابن عدي: صدوق، وليس بحجة.
وقال أبو نعيم: سئل الثوري، عن أبي خالد الأحمر فقال: ابن نمير رجل صالح. وروى
عباس، عن ابن معين: قال لي حجاج الأعور، وكان قد نزل عند أبي خالد الأحمر، قال
حجاج: كان أبو خالد يأخذ كتابي، عن الليث، عن ابن عجلان يقرأها على سفيان بن
عيينة. وقال معاوية بن صالح: سمعت ابن معين يقول: أبو خالد الأحمر ثقة. وليس بثبت.
قلت: أبو خالد محتج به في الكتب، ولكن ما هو في الثبت مثل يحيى القطان. وله هفوة
في شيبته، خرج مع إبراهيم بن عبد الله بن حسنت. مات سنة تسع وثمانين ومائة. وكان
مذكوراً بالخير والدين.
4 (سليمان بن سالم، أبو داوود القرشي.)
)
(12/175)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 176
مولاهم المدني القطان. شيخ قليل الحديث. روى عن: الزهري، وعلي بن جدعان، وعبد
الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن العوفي. وعنه: يعقوب بن كاسب، وأبو مصعب، وإسحاق بن
راهويه، وإبراهيم بن المنذر. قال ابن عدي: ما أرى بمقدار ما روى بأساً. وقال أبو
حاتم: شيخ. وقال البخاري: أتى بخبر لا يتابع عليه.
4 (سليمان بن عتبة بن ثور، أبو الربيع الدمشقي الداراني.)
عن: يونس بن ميسرة بن حلبس. وعنه: إسحاق الفراديسي، وهشام بن عمار، وسليمان بن عبد
الرحمن، وجماعة. وثقه دحيم. وقال ابن معين: ليس بشيء.
(12/176)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 177
مات سنة خمس وثمانين ومائة.
4 (سليمان بن داوود بن قيس الفرا المدني.)
عن: عبد الله بن يزيد بن هرم، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وموسى بن عقبة. وعنه: ابن
وهب، ومحمد بن إسحاق المسيبي، وإسماعيل بن أبي أويس وغيرهم.
4 (سليمان بن عمرو.)
هو أبو داوود النخعي، يأتي.
4 (سليمان بن مسلم أبو المعلى الخزاعي.)
ويقال العجلي، الكوفي، نزيل البصرة. روى عن: الشعبي، وابن أشوع، وأبيه مسلم. وعنه:
أبو سلمة التبوذكي، والقواريري، وأحمد بن عبدة، وأبو حفص الفلاس.
(12/177)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 178
قال أبو حاتم: ما كان به بأساً.
4 (سليم بن عامر الحنفي.)
مولاهم الكوفي أبو عيسى المقريء المجود، صاحب حمزة وبقية الحذاق.) فإنه جود على
حمزة الزيات عشر ختمات. وكان الكسائي يهابه ويتأدب معه.
(12/178)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 179
انتصب للإقراء مدة، فقرأ عليه: أبو حمدون الطيب بن إسماعيل، وخلف بن هشام، وخلاد
بن خالد الصيرفي، وأبو عمر الدوري، وإبراهيم بن زربى، وأحمد بن جبير الأنطاكي،
وترك الحذاء، وطائفة. وحدث عن سفيان الثوري، وحمزة. وروى عنه: ضرار بن صرد، وأحمد
بن حميد الكوفي، وأبو صالح راتب الليث، وأبو هشام الرفاعي. وقد سقت من أخباره في
تاريخ طبقات القراء. قال خليفة: مات سنة ثمان وثمانين ومائة.
4 (سنان بن هارون البرجمي ت.)
أخو سيف. عن: حميد الطويل، ومغيرة بن مقسم، وطبقتهما. وعنه: وكيع، وأبو نعيم، وعبيد
بن إسحاق العطار، وآخرون. قال ابن معين: صالح.
(12/179)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 180
وقال مرة: ليس بشيء. وقال أبو حاتم: شيخ.
4 (سهل بن أسلم العدوي البصري ت.)
عن: الحسن، وحميد بن هلال، ويونس بن عبيد، وغيرهم. وعنه: سيار بن حاتم، وأسود بن
سالم، والصلت بن مسعود، وإبراهيم بن موسى الفراء، وأحمد بن المقدام، ونصر بن علي.
قال أبو حاتم: لا بأس به. وقال أبو داوود: ثقة. وقد سمع سهل بإفريقيا من يزيد بن
أبي منصور، عن أنس حديثاً خرجه الترمذي.
(12/180)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 181
4 (سيبويه.)
شيخ العربية.) في وفاته أقوال، وقد مر.
4 (سيف بن محمد الثوري الكوفي ت.)
أخو عمار بن محمد. عن: منصور، وليث، وعاصم الأحول، والأعمش، وخاله سفيان بن سعيد.
وسكن بغداد. وروى عنه: محمد بن الصباح الجرجرائي، ومحمود بن خداش، والحسن بن عرفة.
قال ابن معين: كذاب. وقال أحمد: كان يضع الحديث، لا يكتب حديثه.
(12/181)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 182
وروى عباس، عن ابن معين: ليس بثقة. الحسين بن الحسن المروزي، نا سيف بن محمد، عن
عاصم، عن أبي عثمان، عن جرير قال: كنت معه بالبواريج، فلما انتهينا نظر إلى قنطرة
الصراة، فركض دابته، فركضت على أثره وقلت: لأي شيء ركضت قال: هذا المكان الذي يخسف
به. سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: تبنى مدينة يجتمع فيها جبابرة أهل
الأرض يخسف بها. الحديث. قال أحمد بن حنبل: ليس لهذا الحديث أصل.
4 (سيف بن هارون البرجمي.)
من أهل هذه الطبقة هو، لكنه قد ذكر.
(12/182)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 183
4 (حرف الشين)
4 (شبيب بن سعد الحبطي خ. ن.)
أبو سعيد البصري. عن: أبان بن أبي عياش، ويونس بن يزيد، وشعبة. وعنه: ابنه أحمد بن
شبيب، وابن وهب، وزيد بن بشر. قال أبو حاتم: كان عنده كتب يونس، وهو صالح الحديث.
وقال ابن يونس: قدم مصر للتجارة. توفي سنة ست وثمانين ومائة، وله غرائب.
(12/183)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 184
4 (شجاع بن أبي نصر البلخي.)
) أبو نعيم المقرئ العابد، صاحب أبي عمرو بن العلاء، وله عنه رواية مشهورة رواها
عنه أبو عبيد القاسم بن سلام، ومحمد بن غالب. وقد حدث عن الأعمش، وجماعة. وعنه:
أبو عمر الدوري، والحسن بن عرفة، وسريج بن يونس، وهارون الحمال. وثقه أبو عبيد.
وسئل أحمد بن حنبل عنه فقال: بخ بخ، وأين مثل شجاع اليوم قلت: مات ببغداد سنة
تسعين ومائة.
4 (شعيب بن إسحاق بن عبد الرحمن بن عبد الله بن راشد القرشي مولاهم الدمشقي
الحنفي)
خ. م. د. ن. ق.
(12/184)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 185
عن: هشام بن عروة، وعبيد الله بن عمر، وأبي حنيفة. وكان يذهب في فروع الفقه مذهب أبي
حنيفة. وروى عن: الأوزاعي، وابن جريج. حدث عنه: ابن راهويه، وداوود بن رشيد،
ودحيم، ومحمد بن عائذ، وعبد الوهاب الجوبري، وآخرون. وهو ثقة مشهور، مات في رجب
سنة تسع وثمانين ومائة، وله اثنتان وسبعون. وهو معدود في كبار الفقهاء، ولم يلحقه
ولده شعيب بن شعيب.
4 (شعيب بن حازم.)
ولي إمرة دمشق في سنة سبع وثمانين ومائة، فهاجت العصبية بين المضرية واليمانية،
وقتل في الوقعة نحو الخمسمائة.
(12/185)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 186
4 (شقران بن علي.)
الإفريقي المغربي، الفقيه، الفرضي، العبد الصالح. قال ابن يونس: يضرب بعبادته
المثل بالمغرب. مات سنة ست وثمانين ومائة.
(12/186)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 187
4 (حرف الصاد)
صالح بن عمر، أبو عمر الواسطي م. نزيل حلوان.) عن: أبي مالك الأشجعي، ويزيد بن أبي
زياد، وسليمان الأعمش، ونحوهم. وعنه: داوود بن رشيد ولوين، وعلي بن حجر، وجماعة.
وثقه أبو زرعة. وقال أحمد بن حنبل: صار إلى الري، لا بأس به. قيل: توفي قريباً من
سنة ست وثمانين ومائة.
4 (صالح بن قدامة بن إبراهيم بن محمد بن حاطب المدني.)
(12/187)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 188
أخو عبد الملك. صدوق. روى عن: أبيه، وعبد الله بن دينار. وعنه: الحميدي، وإسحاق،
ونعيم بن حماد، وأبوه مصعب. قال النسائي: ليس به بأس.
4 (صالح بن موسى بن إسحاق بن طلحة بن عبيد الله التيمي الطلحي الكوفي ت. ق.)
عن: عبد العزيز بن رفيع، وعاصم بن بهدلة، ومنصور، وعبد الملك بن عمير، وعدة. وعنه:
سعيد بن منصور، وقتيبة، وسويد بن سعيد، ومحمد بن عبيد المحاربي، ومنجاب بن الحارث،
وداوود بن عمرو الضبي، وطائفة.
(12/188)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 189
قال ابن معين: ليس بشيء. وقال أبو حاتم: منكر الحديث جداً. وقال النسائي: لا يكتب
حديثه. وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابعه عليه أحد. وقال الجوزجاني: ضعيف
الحديث على حسنه.
4 (الصباح بن محارب التيمي الكوفي ق.)
نزيل الري. عن: زياد بن علاقة، وحميد الأعرج، وهشام بن عروة، وحجاج بن أرطأة،
وعنه: عبد السلام بن عاصم، ومحمد بن حميد، وسهل بن زنجلة، ومحمد بن مقاتل، وموسى
بن نصر الرازي.)
(12/189)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 190
قال أبو حاتم صدوق. وأثنى عليه أبو زرعة. وقال العقيلي: يخالف في بعض حديثه.
أخبرنا عمر بن القواس، أنا ابن الحرستاني حضوراً، أنا علي بن المسلم، أنا ابن
طلاب، أنا ابن جميع، أنا أحمد بن علي بن عيسى الرازي ببغداد، نا موسى بن نصر، نا
الصباح بن محارب، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو، قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من الناس، ولكن يقبضه بقبض
العلماء. فإذا لم يبق عالماً اتخذ الناس رؤساء جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم،
فضلوا وأضلوا. وقد روى الصباح عن حمزة حروفه. وعنه محمد بن عيسى التيمي.
4 (صدقة بن بشير المدني.)
مولى العمريين. عن: قدامة بن إبراهيم الجمحي، عن ابن عمر في الحمد.
(12/190)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 191
وعنه: إبراهيم بن المنذر، وإبراهيم بن عرعرة، وإسماعيل بن أبي أويس، وغيرهم.
4 (صدقة بن عبيد الله المازني.)
عن: الحارث بن غنية، وخالد الحداء، ومحمد بن عمر بن أبي بكر بن عبد الرحمن
المخزومي. وعنه: سعيد بن عون، وحميد بن مسعدة، وعبد الله بن محمد بن الربيع
المصيص. قال أبو حاتم: ما أرى بحديثه بأساً.
4 (الصلت بن عبد الرحمن الزبيدي الكوفي.)
نزيل دمشق. عن: ليث بن أبي سليم، وعطاء بن السائب، ومحمد بن سوقة، وجماعة. وعنه:
يحيى الوحاظي، وسليمان ابن بنت شرحبيل. قال العقيلي: لا يتابع على حديثه.
(12/191)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 192
4 (حرف الضاد)
)
4 (ضرار بن عمرو الغطفاني المعتزلي.)
كان في هذا العصر من رؤوس البدع. وقد ذكرت ترجمته فيما بعد.
4 (ضمام بن إسماعيل.)
هو الإمام أبو إسماعيل المعافري البصري. تزوج بابنة أبي قبيل المعافري. وروى عن:
أبي قبيل حيي بن هانيء، وموسى بن وردان، وخير بن
(12/192)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 193
نعيم، ويزيد بن أبي حبيب، وجماعة. وعنه: سعيد بن أبي مريم، وقتيبة، ونعيم بن حماد،
وسويد بن سعيد، ويحيى بن بكير، وأبو شريك يحيى بن يزيد المرادي، وآخرون. قال أبو
حاتم: كان صدوقاً متعبداً. وقال ابن يونس: ولد بأشمون سنة سبع وتسعين، ومات
بالإسكندرية سنة خمس وثمانين ومائة. ومن مناقبه أن فاتته الصلاة في جماعة، فألزم
نفسه أن لا يخرج من المسجد حتى تخرج جنازته، إلا لحاجة الإنسان. فمات رحمه الله في
المسجد. له حديث في الأدب للبخاري. وقال أحمد بن حنبل صالح الحديث. وقال ابن معين:
ضمام مثل أبي قبيل، لا بأس به. وقال عبد الرحمن بن أبي الغمر: كان ضمام لا يقدر أن
يمشي، وإذا أراد هدي بني رجلين حتى يقوم. فإذا اعتدل قائماً لم يبال ما قام في طول
صلاته. وقال سويد بن سعيد: نا أحمد بن عيسى التستري. ثنا ضمام، عن أبي قبيل، عن
عبد الله بن عمرو قال: ما زلنا نسمع زر غباً تزدد حباً حتى سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول ذلك.
(12/193)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 194
قلت: ضمام صادق، حسن الحديث.
4 (ضيغم بن مالك.)
الزاهد العابد، أبو بكر الراسبي البصري. أخذ عن التابعين. روى عنه: ابنه أبو غسان
مالك بن ضيغم، وسيار بن حاتم، وأبو أيوب مولى ضيغم.) قال عبد الرحمن بن مهدي: ما
رأيت مثله في الصلاح والفضل. وقال ابن الأعرابي في طبقات النساك: كان من المجتهدين
في العبادة، وكان ورده في اليوم والليلة أربعمائة ركعة. وصلى حتى بقي راكعاً لا
يقدر على السجود فوقع، وقال: قرة عيني، ثم خر ساجداً. حكاها عنه سيار بن حاتم.
وقال القواريري: رأيت نداً في موضعين، فقال لي رجل: هذا والله من عيني ضيغم
البارحة. وعن عيسى بن بسطام أنه سمع ضيغماً يقول: رأيت المجتهدين إنما قووا على
الاجتهاد بما يدخل قلوبهم من الحلاوة في الطاعة. وقال علي بن المديني: كان ضيغم قد
دفن كتبه، وكان ينام ثلث الليل ويتعبد ثلثيه. قيل: مات ضيغم وصديقه بشر بن منصور
في يوم واحد. فإن صح هذا فأقول إلى ثم، فإن بشراً مات سنة ثمانين ومائة.
(12/194)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 195
4 (حرف الطاء)
4 (طلحة بن زيد.)
4 (وطلحة بن يحيى قد ذكرا في الطبقة الماضية، ينبغي أن يحولا.)
4 (طلحة بن سنان بن الحارث بن مصرف اليامي الكوفي.)
عن: ليث بن أبي سليم، وعاصم الأحول، وابن أبجر. وعنه: عبد اله بن عمر مشكدانة،
وأبو سعيد الأشج. قال أبو حاتم: محله الصدق.
(12/195)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 196
4 (حرف العين)
4 (عاصم بن سويد الأوسي المدني ن.)
عن: أبيه سويد بن عامر، وابني عمه محمد بن إسماعيل بن مجمع، ومجمع بن يعقوب ويحيى
بن سعيد الأنصاري. وعنه: علي بن حجر، وأبو مصعب، ومحمد بن الصباح الجرجرائي،
ويعقوب بن حميد، وجماعة. قال أبو حاتم: محله الصدق. وكان إمام مسجد قباء.)
4 (عاصم بن هلال، أبو النصر البارقي، ويقال العنبري البصري.)
(12/196)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 197
إمام مسجد أيوب السختياني. عن: قتادة، وغاضرة بن عروة، والفقيمي. شيخ له. وعنه:
أيوب شيخه، ومحمد بن حجارة وعنه: سويد بن سعيد، وعلي بن المديني، ومحمد بن القطعي،
وزياد بن يحيى الحساني، والفلاس، وعدة. قال أبو داوود: ليس به بأس. وقال أبو حاتم:
محله الصدق. وقال النسائي، وغيره: ليس بالقوي. قال الفلاس: سمعت منه سنة ثمانين
ومائة، من كبار الأئمة.
4 (عائذ بن حبيب، أبو أحمد الكوفي.)
بياع الهروي.
(12/197)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 198
عن: أشعث بن سوار، وحميد الطويل، وهشام بن عروة، وعدة. وعنه: أحمد، وإسحاق، وأبو
خيثمة، وأبو كريب، وأبو سعيد الأشج. وثقه ابن معين. مات سنة تسعين ومائة.
4 (عائشة بنت الزبير بن هشام بن عروة بن الزبير.)
الأسدية، الزبيرية، المدنية. روت عن جدها. وعنها: معاوية بن عبد الله الزبيري،
وغيره. قال ابن أبي حاتم في العلل: سألت أبا زرعة: ما حال عائشة قال: حدث عنها
المدنيون.
4 (عباد بن عباد بن حبيب بن المهلب بن أبي صفرة ع.)
(12/198)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 199
الأزدي، العتكي، والمهلبي، البصري، أبو معاوية. عن: أبي جمرة الضبعي، وعاصم
الأحول، وهشام بن عروة، وجماعة. وعنه: أحمد بن حنبل، وقتيبة، ومسدد، ويحيى بن
معين، وأحمد بن منيع، والحسن بن عرفة، وطائفة.) وكان شريفاً، جليلاً، ثقة، نبيلاً
من عقلاء الأشراف وعلمائهم. وقد تعنت أبو حاتم كعادته وقال: لا يحتج به. وقال ابن سعد:
لم يكن بالقوي في الحديث. قلت: حديثه في الكتب كلها. توفي في ثامن عشر رجب سنة
إحدى وثمانين ومائة، وكان ابنه من أمراء البصرة الأجواد.
4 (عباد بن عباد الرملي الأرسوفي د.)
(12/199)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 200
أبو عتبة الخواص، والزاهد العابد الذي كتب إليه سفيان الثوري، بتلك الرسالة
المروية في الأدب والوعظ. روى عن: ابن عون، ويونس بن عبيد، ويحيى بن أبي عمرو
السيباني، وحريز بن عثمان، والأوزاعي، وجماعة. وعنه: ضمرة بن ربيعة، وآدم بن أبي
إياس، وأبو مسهر، وفديك بن سليمان، وآخرون. روى عثمان الدارمي، عن ابن معين: ثقة.
وقال يعقوب الفسوي: ثقة من الزهاد العباد. وقال العجلي: ثقة، رجل صالح. وقال أبو
حاتم: من العباد، رحمه الله. وأما ابن حبان فقال: كان يأتي بالمناكير فاستحق
الترك. قلت: بل العبرة بمن وثقوه. قال محمد بن عمرو الغزي: سمعت أبا موسى الصوري
قال: كتب عباد بن عباد الخواص إلى أصحابه يعظهم: اعقلوا. والعقل نعمة، وإنه يوشك
أن يكون حسرة، فرب ذي عقل قد غل قلبه بالتعمق فيما هو عليه ضرر حتى صار عن الحق
ساهياً، كأنه لا يعلم: إخوانكم إن أرضوكم لم تناصحوهم، وإن أسخطوكم أغنيتموهم، فهم
في زمن قد رق في الورع، وقل فيه الخشوع، وحمل العلم مفسدوه، وأحبوا أن يعرفوا
بحمله،
(12/200)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 201
وكرهوا أن يعرفوا بإضاعة العمل به. فنطقوا فيه بالهدى. فذنوبهم ذنوب لا يستغفر
منها. وكيف يهتدي السائل إذا كان الدليل حائراً.
4 (عباد بن العوام بن عمر بن عبد الله بن المنذر الكلابي ع.)
أبو سهل الواسطي.) عن: أبي مالك الأشجعي، وأبي إسحاق الشيباني، وعبد الله بن أبي
نجيح، والجريري، وطائفة. وعنه: أحمد بن حنبل، وعمرو الناقد، والحسن بن عرفة، وزياد
بن
(12/201)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 202
أيوب، وعلي بن مسلم، وآخرون. وثقه أبو داوود، وغيره. وقال سعدويه: كان من نبلاء
الرجال في كل أمره. وقال ابن سعد: كان يتشيع فحبسه الرشيد زماناً، ثم خلى عنه،
فأقام ببغداد. قلت: في وفاته أقوال: سنة ثلاث، وسنة خمس، وسنة ست، وسنة سبع
وثمانين ومائة.
4 (عباد بن قيس القيسي البصري الكرابيسي ت. د. ق.)
عن: عبد المجيد بن وهب، وبهر بن حكيم. وعنه: عثمان بن طالوت بن عباد، وقيس بن حميد
بن حفص الدارمي، وبندار، ومحمد بن المثنى، وطائفة. قال أحمد، وابن معين: ليس بشيء.
وقال النسائي: ليس بالقوي. وحسن الترمذي حديثاً من طريقه.
4 (العباس بن الفضل بن عمرو بن عبيد بن الفضل بن حنظلة ن.)
(12/202)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 203
أبو الفضل الأنصاري، الوافقي، الموصلي، المقريء. قرأ القرآن على: أبي عمرو، وجود
الإدغام الكبير. مولده سنة خمس ومائة. وسمع من: يونس بن عبيد، وداوود بن أبي هند،
وخالد الحذاء، ورأى نافعاً مولى ابن عمر في صغره، وقرأ عليه الفتح عامر بن عمر،
وغيره. وروى عنه: عبد الغفار بن الزبير الموصلي، وبشر بن سالم، وإبراهيم بن عبد
الله الهروي، ومحمد بن عبد الله بن عمار، وزكريا بن يحيى رحمويه، وطائفة من
المواصلة. وقيل إنه ناظر الكسائي في الإقالة، وولي قضاء الموصل. بلغنا عن أبي عمرو
بن العلاء قال: لو لم يكن من أصحابي إلا عباس لكفاني. وهو واهي الحديث.) قال ابن
معين، والنسائي: ليس بثقة. وقال أحمد بن حنبل: ما أنكرت عليه إلا حديثاً واحداً،
وما بحديثه بأس.
(12/203)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 204
قلت: أتى بشيء باطل. وهو عن ابن أبي عروبة، عن قتادة، عن أبي الشعثاء، عن ابن عباس
مرفوعاً: إذا جاءت سنة كذا وكذا يكون كذا وكذا، وإذا كانت سنة مائتين، تم كذا. قال
أحمد بن أصرم المزني: سمعت أحمد بن حنبل يقول: العباس بن الفضل روى حديثاً شبه
الموضوع. وقال البخاري: منكر الحديث. قلت: توفي سنة ست وثمانين ومائة.
4 (العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس الأمير.)
(12/204)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 205
أبو الفضل الهاشمي العباسي. ولي إمرة الشام لأخيه المنصور، وقدمها مع ابن أخيه
المهدي. روى عنه: ولده صالح، ومبارك الطبري، وخالد بن إسماعيل. ولي إمرة الجزيرة
لابن ابن أخيه هارون الرشيد، وحج بالناس مرات، وغزا الروم مرة في ستين ألفاً. قال
خليفة: دخل الروم وبث سراياه فغنم وسلم في سنة تسع وخمسين ومائة. وذكر غير واحد أن
العباس كان من رجالات قريش، ذا رأي وسخاء وجود، وكان الرشيد يجله ويعظمه. وكان شيخ
بني العباس في عصره. قال خليفة: توفي سنة ست وثمانين ومائة، وولد سن عشرين ومائة.
4 (عبد الله بن أبي جعفر الرازي د.)
(12/205)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 206
عن: أبيه، وابن جريج، وموسى بن عبيدة، وعكرمة بن عمار، وشعبة، وجماعة. وعنه: ابنه
محمد بن عبد الله، وإبراهيم بن موسى الفراء، ومحمد بن عمرو زنيج، وحامد بن آدم.
وثقه أبو حاتم، وأبو زرعة. وأما محمد بن حميد الحافظ ففسقه، وقال: رميت بما سمعت
منه.
4 (عبد الله بن الحارث الجمحي الحاطبي المدني.)
أبو الحارث.) عن: زيد بن أسلم، وسهيل بن أبي صالح، وهشام بن عروة. وعنه: إبراهيم
بن موسى، ومحمد بن مهران الحمال، ونعيم بن حماد، وهشام بن عمار. قال أبو حاتم:
صالح الحديث، والمخزومي أحب إلي منه، يعني سميه.
(12/206)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 207
4 (عبد الله بن الحارث بن عبد الملك المخزومي م. ع. المكي.)
عن: ابن جريج، وسيف بن سليمان، ويونس الأيلي، وثور بن يزيد. وعنه: الشافعي،
والحميدي، وإسحاق، وأحمد. قال أحمد: ما كان به بأس. وقال أبو يوسف محمد بن أحمد
الصيدلاني: مات عبد الله بن الحارث المخزومي سنة ست وثمانين ومائة. قلت: الظاهر
بقاؤه إلى سنة بضع وتسعين، فقد روى عنه أيضاً حامد بن يحيى البلخي، وأبو قدامة
السرخسي.
4 (عبد الله بن حفص الأرطباني البصري ت.)
عن: ثابت البناني، وعاصم الجحدري. وعنه: حسين بن محمد الذراع، وحسين بن محمد
المروزي، وحبان بن
(12/207)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 208
هلال، وأحمد بن علي الجهضمي. فيه ضعف يسير.
4 (عبد الله بن الزبير بن معبد الباهلي البصري.)
عن: ثابت البنانين، وأيوب السختياني. وعنه: نصر بن علي، وزيد بن الحريش، وغيرهما.
قال أبو حاتم: مجهول.
4 (عبد الله بن سعد د. ت. ن.)
أبو عبد الرحمن الدشتكي المروزي، نزيل الري. عن: أبيه، ومقاتل بن حيان، وإبراهيم
الصايغ، وهشام بن حسان. وعنه: ابنه عبد الرحمن، وعمرو بن رافع القزويني، وأبو
الوليد الطيالسي، ومحمد بن عيسى الدامغاني، ومحمد بن حميد.) صدوق.
4 (عبد الله بن سعيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم
(12/208)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 209
خ. م. د. ت. ن. أبو صفوان)
الأموي. ما زال في ذهني أنه معدود في هذه الطبقة، لكن وجدته ما يدل على بقائه إلى
حدود المائتين، فكررت ذكره. قتل أبوه عند زوال ملك بني أمية، وكن هذا طفلاً، ففرت
به أمه إلى مكة. روى عن: ابن جريج، ويونس بن يزيد، ومجالد بن سعيد، وثور بن يزيد.
طلب العلم في حدود خمسين ومائة. روى عنه: الشافعي، وأحمد، وابن المديني، وأبو
خيثمة، وعدة. وثقه ابن معين، وغيره. وقد بقي وسمع منه أبو السكين الطائي بعد
المائتين.
4 (عبد الله بن سنان الكوفي.)
(12/209)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 210
عن: أبيه، وزيد بن أسلم، وهشام بن عروة، ومحمد بن المنكدر. وعنه: داوود بن رشيد،
وأحمد بن حاتم الطويل، وجماعة. ضعفه أبو حاتم. وقال ابن معين: ليس بشيء.
4 (عبد الله بن سويد بن حيان الحمراوي المصري.)
عن: عياش بن عباس القتباني، وحميد بن زياد. وعنه: سعيد بن أبي مريم، ويحيى بن
بكير، وسعيد بن عفير. توفي سنة اثنتين وثمانين ومائة في جمادى الأولى.
4 (عبد الله بن صالح بن علي بن عبد الله بن عباس الأمير.)
ولي الثغور للرشيد مدة. وله كلمة نفيسة وهي: لا يكبرن عليك ظلم من ظلمك، فإنه يسعى
في مضرته ينفعك. مات بسلمية سنة ست وثمانين ومائة.
4 (عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الأزدي الدمشقي
(12/210)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 211
م. ت. ن. ق. أبو إسماعيل.)
) عن: أبيه، وإسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر، وعطاء الخراساني. وعنه: مروان
بن محمد الطاطري، وهشام بن عمار، ومحمد بن عائذ، وعلي بن حجر، وسليمان بن عبد
الرحمن. قال ابن معين: لا بأس به.
4 (عبد الله العمري الزاهد.)
هو السيد القدوة أبو عبد الرحمن عبد الله بن عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الله
بن عمر بن الخطاب العدوي المدني الزاهد أحد
(12/211)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 212
الأعلام. روى القليل عن أبيه، وعن: أبي طوالة عبد الله بن عبد الرحمن. وعنه: ابن
المبارك، وابن عيينة، وعبد الله بن عمران العابدي، وغيرهم. وثقه النسائي، وكان من
العلماء العاملين، قانتاً لله حنيفاً منعزلاً عن الناس إلا من خير. وكان ينكر على
مالك اجتماعه بالدولة. وقد قال سفيان بن عيينة: هو عالم المدينة الذي ورد فيه الحديث
والناس على خلاف سفيان في هذا. قال نعيم بن حماد: سمعت سفيان أكثر من ثلاثين مرة
يقول: إن كان أحد فهو العمري. قال ذلك لما ثنا عن أبي الزبير، عن أبي صالح، عن أبي
هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يضرب الناس أكباد الإبل، فلا يجدون
عالماً أعلم من عالم المدينة. وأخبرنا به عالياً علي بن عبد الغني، نا الموفق عبد
اللطيف، أنا ابن البطي، أنا علي بن محمد الأنباري، نا أبو عمر بن مهدي، نا محمد بن
مخلد، نا محمد بن سعيد بن غالب، ثنا سفيان بن عيينة بهذا. قلت: هذا الخبر منطبق
على من انصف بأنه عالم زمانه، وهو سعيد بن المسيب في وقته، ومالك بن أنس في وقته.
وروى الطبري في تاريخه بإسناد بعض أولاد عبد الله بن
(12/212)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 213
عبد العزيز العمري، إن الرشيد قال: والله ما أدري ما أمر في هذا العمري. أكره أن
أقدم عليه وله سلف أكرمهم، وإني أحب أن أعرف رأيه يعني فينا. فقال عمر بن بزيع،
والفضل بن الربيع: نحن له. فخرجنا من العرج إلى موضع يقال له) خلص، حتى ورد عليه
بالبادية في مسجد له، فأناخا راحلتيهما. بمن معهما، وأتياه على زي الملوك في حشمة.
فجلسا إليه وقالا: يا أبا عبد الرحمن نحن رسل من وراءنا من أهل المشرق يقولون لك:
اتق الله، وإن شئت فانهض. فقال: ويحكما، فيمن ولمن قالا: أنت قال: والله ما أحب
أني لقيت الله عز وجل بمحجمة دم مسلم، وأن لي ما طلعت عليه الشمس. فلما أيسا منه
قالا: إن معنا عشرين ألفاً تستعين بها. قال: لا حاجة لي بها. قالا: أعطها من رأيت.
قال: أعطياها أنتما. فلما أيسا منه ذهبا ولحقا بالرشيد، فقال: ما أبالي ما أصنع
بعد هذا. قال: فحج العمري في تلك السنة، فبينما هو في المسعى اشترى شيئاً، فإذا
بالرشيد يسعى على دابته، فتعرض له العمري وأتاه حتى أخذ بلجام الدابة، فأهووا
إليه، فكفهم الرشيد، وكلمه، يعني وعظه، فرأيت دموع الرشيد تسيل على معرفة دابته،
ثم انصرف. وروى علي بن حرب الطائي، عن أبيه قال: مضى هارون الرشيد على
(12/213)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 214
حمار ومعه غلام إلى العمري فوعظه، فبكى الرشيد وحمل مغشياً عليه. قال إسماعيل بن
أبي أويس: كتب عبد الله العمري إلى مالك، وابن أبي ذيب، وغيرهما بكتب أغلظ لهم
فيها، وقال: أنتم علماء تميلون إلى الدنيا وتلبسون، وتدعون التقشف. فكتب له ابن
أبي ذيب كتاباً أغلظ له، وجاوبه مالك جواب فقيه. وقيل إن العمري وعظ الرشيد، فتلقى
قوله بنعم يا عم. فلما ذهب أتبعه الأمين والمأمون بكيسين فيهما ألف دينار، فلم
يأخذها. وقال: هو أعلم بمن يفرقها عليه، ثم أخذ من الكيسين ديناراً، وقال: كرهت أن
أجمع عليه سوء القول وسوء الفعل. وشخص إليه بعد ذلك إلى بغداد، فكره الرشيد مجيئه،
وجمع العمريين وقال: مالي ولابن عمكم احتملته بالحجاز فأتى إلى دار ملكي يريد أن
يفسد علي أوليائي. ردوه عني. قالوا: لا يقبل منا. فكتب إلى الأمير موسى بن عيسى أن
يرفق به حتى يرده.) أحمد بن زهير: ثنا مصعب الزبيري قال: كان العمري جسيماً أصفر،
لم يكن يقبل من السلطان ولا من غيره، ومن ولي من معارفه وأقاربه لا يكلمه. وقد ولي
أخوه عمر المدينة وكرمان واليمامة، فهجره حتى مات. ما أدركت بالمدينة رجلاً أهيب
عند السلطان والعامة منه. وكان ابن المبارك يصله فيقبل منه. قال: وقدم الكوفة يريد
أن يخوف الرشيد بالله. فرجفت لقدومه الدولة، حتى لو كان نزل بهم مائة ألف من
العدو، ما زاد من هيبته، فرجع من الكوفة، ولم يصل إليه. قال يحيى بن أيوب العابد:
حدثني بعض أصحابنا قال: كتب مالك بن
(12/214)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 215
أنس إلى العمري: إنك بدوت، فلو كنت عند مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فكتب
إليه: إني أكره مجاورة مثلك، إن الله لم يرك متغير الوجه فيه ساعة قط. وقيل: كانت
أم العمري أنصارية، لم يكن يقبل من أحد شيئاً، ومن ولي دمشقياً من معارفه وأقاربه
لا يكلمه. وقد ولي أخوه عمر بن عبد العزيز المدينة وكرمان واليمامة فهجره. ولم يكن
أحد بالمدينة أهيب عند السلطان والعامة منه. وكان زاهداً، قوالاً بالحق، متألهاً،
متعبداً، منعزلاً بناحية غربي المدينة. ويروى أن العمري كان يلزم المقبرة كثيراً،
ومعه كتاب ينظر فيه، وقال: ليس شيء أوعظ من قبر، ولا أنس من كتاب. عمر بن شبة، ثنا
أبو يحيى الزهري قال: قال عبد الله بن عبد العزيز عند موته: بنعمة ربي أحدث، لو أن
الدنيا تحت قدمي ما يمنعني من أخذها إلا أن أزيل قدمي، ما أزلتها. إني لم أصبح
أملك إلا سبعة دراهم ثمن لحا شجر فتلته بيدي. قال المسيب بن واضح: سمعت العمري
الزاهد بمسجد منى يشير بيده ويقول:
(لله در ذوي العقول .......... والحرص في طلب الفضول)
(12/215)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 216
(سلاب أكسية الأرامل .......... واليتامى والكهول)
(والجامعين المكثرين .......... من الحيازة والغلول)
(وضعوا عقولهم من الدنيا .......... بمدرجة السيول)
(ولهوا بأطراف الفروع .......... وأغفلوا علم الأصول)
)
(وتتبعوا جمع الحطام .......... وفارقوا أثر الرسول)
(ولقد رأوا غيلان ريب .......... الدهر غولاً بعد غول)
أخبرنا أحمد بن سلامة كتابة، عن أبي الفضائل الكاغدي، أنا أبو علي الحداد، أنا أبو
نعيم، ثنا أحمد بن جعفر، نا أحمد بن الأبار، نا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم، نا
سفيان قال: دخلت على العمري الصالح فقال: ما أحد يدخل علي أحب إلي منك، وفيك عيب.
قلت: ما هو حب الحديث، أما إنه ليس من زاد الموت أو من إبزار الموت. وقال أبو
المنذر إسماعيل بن عمر: سمعت أبا عبد الرحمن العمري الزاهد يقول: إن من غفلتك عن
نفسك إعراضك عن الله بأن ترى ما يسخطه، فتجاوزه، ولا تأمر ولا تنهى عن المنكر
خوفاً ممن لا يملك لك ضراً ولا نفعاً، من ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
مخافة المخلوقين نزعت منه الهيبة، فلو أمر بعض ولده لاستخف به.
(12/216)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 217
قال محمد بن حرب المكي: قدم العمري فاجتمعنا إليه، فلما نظر إلى القصور المحروقة
بالكعبة نادى بأعلى صوته: يا أصحاب القبور المشيدة اذكروا ظلمة القبور الموحشة، يا
أهل التنعم والتلذذ اذكروا الذود والصديد، وبلاء الأجسام في التراب. ثم غلبة عيه
فنام. أخبرنا إسحاق الأسدي، أنا ابن جميل، أنا الكاغدي، أنا أبو علي، أنا أبو
نعيم، نا سليمان بن أحمد، نا إسحاق الخزاعي، نا الزبير بن بكار، ثنا سليمان بن
محمد بن يحيى: سمعت عبد الله بن عبد العزيز العمري يقول: قال لي موسى بن عيسى:
ينهى إلى المؤمنين أنك تشتمه وتدعو عليه، فبأي شيء استجزت ذلك قلت: أما شتمه فهو
والله أكرم علي من نفسي، لقرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأما الدعاء
عليه فوالله ما قلت اللهم إنه قد أصبح عبئاً ثقيلاً على أكتافنا، ولا تطيقه
أبداننا، وقذى في جفوننا، لا تطرف عليه جفوننا، وشجى في أفواهنا لا تسيغه حلوقنا،
فاكفنا مؤونته، وفرق بيننا وبينه. ولكن قلت: اللهم إن كان تسمى بالرشيد ليرد
فأرشده، أو لغير ذلك فراجع به. اللهم إن له في الإسلام بالقياس على كل مؤمن حقاً،
وله بنبيك قرابة ورحم، فقربه من كل خير، وباعده من كل سوء. وأسعدنا به، وأصلحه
لنفسه ولنا. فقال موسى: رحمك الله أبا عبد الرحمن كذلك لعمري الظن بك.) أنبأنا ابن
سلامة، عن أبي الفضائل عبد الرحيم بن محمد، أن أبا علي الحداد أخبرهم، أنا أبو
نعيم الحافظ، ثنا سليمان بن أحمد، ثنا موسى بن
(12/217)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني
عشر الصفحة 218
محمد بن كثير الشريني، نا عبد الملك بن إبراهيم الجدي، نا عبد الله بن عبد العزيز
العمري، عن أبي طوالة، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الزبانية أسرع
إلى فسقة القرآن منهم إلى عبدة الأوثان، فيقولون: يبدأ بنا قبل عبدة الأوثان.
فيقال: ليس من علم كمن لم يعلم، تفرد به العمري، وهو خبر منكر، وشيخ الطبراني لا
أعرفه. قال مصعب الزبيري: مات العمري سنة أربع وثمانين ومائة، وله ست وستون سنة.
4 (عبد الله بن عبد القدوس التميمي السعدي الرازي س. ت.)
عن: عبد الملك بن عمير، وجابر الجعفي، وليث بن أبي سليم، وسليمان الأعمش. وعنه:
عباد بن يعقوب الرواجني، وأحمد بن حاتم الطويل، ومحمد بن حميد، وعبد الله بن طاهر
الرازيان، وجماعة. قال ابن معين: رافضي خبيث.
(12/218)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 219
وقال محمد بن مهران: لم يكن يعلم، وكان شبه المجنون، تصيح به الصبيان. وقال
النسائي، وغيره: ضعيف. وقال أحمد بن عدي: عامة ما يرويه في فضائل أهل البيت.
4 (عبد الله بن عمر بن غانم الرعيني المغربي.)
أبو عبد الرحمن قاضي إفريقيا. روى: عن عبد الرحمن بن زياد، وإسرائيل بن يونس،
وداوود بن قيس الفراء، ومالك بن أنس. وعنه: القعنبي. قال أبو داوود: أحاديثه
مستقيمة. قلت: مولده سنة ثمان وعشرين ومائة، ولم أظفر له بوفاة. قال ابن حبان:
يروى عن مالك ما لم يحدث به قط. لا يحل ذكر حديثه إلا على سبيل الاعتبار. روى عن
مالك، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعاً: الشيخ في بيته كالنبي في قومه.) وبه مرفوعاً:
ما من شجرة أحب إلى الله من الحناء. حدثنا بهما علي بن حاتم القومسي، ثنا عثمان بن
محمد بن حشيش القيرواني، نا
(12/219)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 220
عبد الله بن عمر بن غانم. قلت: فلعل البلية من عثمان.
4 (عبد الله بن المبارك بن واضح الحنظلي، مولاهم التركي، ثم المروزي ع. الحافظ،
فريد)
الزمان وشيخ الإسلام.
(12/220)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 221
وكانت أمه خوارزمية. مولده سنة ثمان عشرة ومائة، وطلب العلم وهو ابن بضع عشرة سنة،
وأقدم شيخ له الربيع بن أنس الخراساني. ورحل سنة إحدى وأربعين ومائة فلقي
التابعين، وأكثر الترحال والتطواف إلى الغاية في طلب العلم والجهاد والحج
والتجارة. روى عن: سليمان التميمي، وعاصم الأحول، وحميد، وهشام بن عروة، والجريري،
وإسماعيل بن أبي خالد، والأعمش، وبريد بن عبد الله، وخالد الحذاء، ويحيى بن سعيد
الأنصاري، والأجلح الكندي، وحسين المعلم، وحنظلة السدوسي، وحيوة بن شريح، وابن
عون، وابن جريج، وموسى بن عقبة، وخلق من طبقتهم.
(12/221)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 222
ثم عن: الأوزاعي، والثوري، وشعبة، ومالك، والليث، وابن لهيعة، والحمادين، وطبقتهم.
ثم عن: هشيم، وابن عيينة، وخلق من أقرانه. وصنف التصانيف النافعة. وعنه: معمر،
والثوري، وأبو إسحاق الفزاري، وهم من شيوخه، وبقية، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبو
داوود، وعبد الرزاق، ويحيى القطان، وعفان، وحبان بن موسى، ويحيى بن معين، وأبو بكر
بن شيبة، وأحمد بن منيع، وعلي بن حجر، والحسن بن عيسى، والحسين بن الحسن المروزي،
والحسن بن عرفة. وقع لنا حديثه عالياً من جزئه، وأقرب ذلك وأعلاه اليوم من جزء ابن
عرفة. قال ابن مهدي: الأئمة أربعة: مالك، والثوري، وحماد بن زيد، وابن المبارك.
وقال ابن مهدي: ابن المبارك أفضل من الثوري. وقال ابن مهدي: ثنا ابن المبارك، وكان
نسيج وحده. وقال أحمد بن حنبل: لم يكن في زمان ابن المبارك أطلب للعلم منه.) وعن
شعيب بن حرب قال: ما لقي ابن المبارك مثل نفسه.
(12/222)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 223
وقال شعبة: ما قدم علينا مثل ابن المبارك. وقال أبو إسحاق الفزاري: ابن المبارك
إمام المسلمين. وقال يحيى بن معين: كان ثقة متثبتاً، وكتبه نحو من عِشرين ألف
حديث. وقال يحيى بن آدم: كنت إذا طلبت الدقيق من المسائل فلم أجده في كتب ابن
المبارك آيست منه. وعن إسماعيل بن عياش قال: ما على وجه الأرض مثل ابن المبارك.
قال العباس بن مصعب المروزي: جمع ابن المبارك الحديث، والفقه، والعربية، وأيام
الناس، والشجاعة، والسخاء، ومحبة الفرق له. وقال أبو أسامة: ما رأيت رجلاً أطلب
للعلم في الآفاق منه. وقال شعيب بن حرب: سمعت سفيان الثوري يقول: لو جهدت جهدي أن
أكون في السنة ثلاثة أيام على ما عليه ابن المبارك لم أقدر. وقال ابن معين: سمعت
عبد الرحمن يقول: كان ابن المبارك أعلم من الثوري.
(12/223)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 224
وقال أبو أسامة: ابن المبارك في المحدثين مثل أمير المؤمنين في الناس. قال أسود بن
سالم: إذا رأيت من يغمز ابن المبارك فاتهمه على الإسلام. وقال الحسن بن عيسى بن
ماسرجس: اجتمع جماعة مثل الفضل بن موسى، ومخلد بن الحسين، ومحمد بن النضر وقالوا:
تعالوا حتى نعد خصال ابن المبارك من أبواب الخير، فقالوا: العلم، والفقه، والأدب،
والنحو، واللغة، والزهد، والشعر، والفصاحة، وقيام الليل، والعبادة، والحج، والغزو،
والشجاعة، والفروسية، والقوة، وترك الكلام فيما لا يعنيه، والإنصاف، وقلة الخلاف
على أصحابه. قال نعيم بن حماد: قال رجل لابن المبارك: قرأت البارحة القرآن في
ركعة. فقال ابن المبارك: لكني أعرف رجلاً لم يزل البارحة يردد ألهاكم التكاثر إلى
الصبح ما قدر أن يتجاوزها، يعني نفسه. قال نعيم: كان ابن المبارك إذا قرأ كتاب
الرقاق يصير كأنه ثور يخور من البكاء. روى العباس بن مصعب الحافظ، عن إبراهيم بن
إسحاق البناني، عن ابن المبارك قال: حملت) العلم عن أربعة آلاف شيخ، ورويت عن ألف.
قال العباس: فتتبعتهم حتى بقي لي ثمانمائة شيخ له. وقال حبيب الجلاب: سألت ابن
المبارك: ما خير ما أعطي الإنسان، قال: غريزة عقل.
(12/224)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 225
قلت: فإن لم يكن قال: حسن أدب. قلت: فإن لم يكن قال: أخ شفيق يستشيره. قلت: فإن لم
يكن قال: صمت طويل. قلت: فإن لم يكن قال: موت عاجل. وقال عبدان بن عثمان: قال عبد
الله: إذا غلبت محاسن الرجال على مساوئه لم تذكر المساويء، وإذا غلبت المساويء على
المحاسن لم تذكر المحاسن. قال نعيم: سمعت ابن المبارك يقول: عجبت لمن يطلب العلم
كيف تدعوه نفسه إلى مكرمة. وقال عبدان بن عثمان: سمعته يقول: ولدت سنة تسع عشرة
ومائة. قال العباس بن مصعب: كان عبد الله لرجل تاجر من همدان من بني حنظلة، فكان
إذا قدم همدان يخضع لولده ويعظهم. وقال: وعن ابن المبارك قال: لنا في صحيح الحديث
شغل عن سقيمه. وقال عبد الله بن إدريس: كل حديث لا يعرفه ابن المبارك فنحن منه
براء. نعيم بن حماد: سمعت ابن المبارك يقول: قال لي أبي: أين وجدت كتبك حرقتها.
قلت: وما علي من ذلك وهو في صدري.
(12/225)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 226
وقال علي بن الحسن بن شقيق: قمت لأخرج مع ابن المبارك في ليلة باردة من المسجد،
فذاكرني عند الباب بحديث، أو ذاكرته، فما زال يذاكرني وأذاكره حتى جاء المؤذن
لصلاة الصبح. وقال فضالة الفسوي: كنت أجالسهم في الكوفة، فإذا تشاجروا في حديث
قالوا مروا إلى هذا) الطبيب حتى نسأله، يعنون ابن المبارك. قال وهب بن زمعة: حدث
جرير بن عبد الحميد بحديث عن ابن المبارك، فقالوا له: يا أبا عبد الحميد، تحدث عن
عبد الله، وقد لقيت منصور بن المعتمر، فغضب وقال: أين مثل عبد الله، حمل علم
خراسان، وأهل العراق، وأهل الحجاز، وأهل اليمن، وأهل الشام. أحمد بن علي الحواري
قال: جاء رجل من بني هاشم إلى ابن المبارك ليسمع منه، فأبى أن يحدثه، فقال الهاشمي
لغلامه: يا غلام قم، أبو عبد الرحمن لا يرى أن يحدثنا. فلما قام ليركب، جاء ابن
المبارك ليمسك بركابه، فقال: يا أبا عبد الرحمن لا ترى أن تحدثني وتمسك بركابي فقال:
أذل لك بدني ولا أذل لك الحديث. المسيب بن واضح: سمعت ابن المبارك وسأله رجل: عمن
نأخذ فقال: قد تلقى الرجل ثقة يحدث عن غير ثقة. وتلقى الرجل غير ثقة يحدث عن ثقة.
ولكن ينبغي أن تكون ثقة عن ثقة. قال علي بن إسحاق بن إبراهيم: قال سفيان بن عيينة:
تذكرت أمر الصحابة وأمر عبد الله بن المبارك، فما رأيت لهم عليه فضلاً إلا بالصحبة
وبجهادهم. عن محمد بن أعين: سمعت الفضيل بن عياض يقول: ورب هذا البيت ما رأت عيناي
مثل عبد الله بن المبارك.
(12/226)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 227
عثمان الدارمي: سمعت نعيم بن حماد قال: ما رأيت ابن المبارك يقول قط: حدثنا، كان
يرى أنا أوسع، وكان لا يرد على أحد حرفاً إذا قرأ. وقال نعيم: ما رأيت أعقل من ابن
المبارك، ولا أكثر اجتهاداً في العبادة منه. عبد الله بن سنان قال: قدم ابن
المبارك مكة وأنا بها، فلما أن خرج شيعه ابن عيينة والفضيل وودعاه، وقال أحدهما:
هذا فقيه أهل المشرق، فقال الآخر: وفقيه أهل المغرب. الحسن بن الربيع قال: قال ابن
المبارك في حديث ثوبان استقيموا لقريش ما استقاموا لكم. يفسره حديث أم سلمة لا
تقتلوهم ما صلوا. وعن ابن المبارك في الإرجاء قال: عن ابن شوذب، عن سلمة بن كهيل،
عن هزيل بن شرحبيل قال: قال عمر بن الخطاب: لو وزن إيمان أبي بكر بإيمان أهل الأرض
لرجح، بلى إن الإيمان يزيد. نعيم بن حماد: سمعت ابن المبارك يقول: السيف الذي كان
بين الصحابة كان فتنة، ولا أقول) لأحد منه مفتون. قال عبد العزيز بن أبي رزمة: لم
تكن خصلة من خصال الخير إلا
(12/227)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 228
جمعت في ابن المبارك: حسن خلق، وحسن صحبة، والزهد، والورع، وكل شيء. وقيل: سئل ابن
المبارك: من السفلة قال الذي يدور على القضاة يطلب الشهادات. وعنهقال: إن البصراء
لا يأمنون من أربع خصال: ذنب قد مضى لا يدرى ما يصنع الرب فيه، وعمر قد بقي لا
يدرى ما فيه من الهلكات، وفضل قد أعطي لعله مكر واستدراج، وضلالة قد زينت له يراها
هدى، وزيغ قلب ساعة، فقد يسلب دينه ولا يشعر. وعنه قال: لا أفضل من السعي على
العيال حتى ولا الجهاد. أبو صالح: سمعت ابن المبارك يقول: لا يستحب على عالم إلا
بذنب. محبوب بن موسى الأنطاكي: سمعت ابن المبارك يقول: من يبخل بالعلم ابتلي
بثلاث: إما أن يموت فيذهب علمه، أو ينسى، أو يتبع السلطان. منصور بن نافع، صاحب
لابن المبارك، قال: كان عبد الله يتصدق لمقامه ببغداد كل يوم بدينار. وعن عبد الكريم
السكري قال: كان عبد الله يعجبه إذا قرأ القرآن أن يكون دعاؤه في السجود. إبراهيم
بن نوح الموصلي قال: لما قدم الرشيد عين زربة أمر أبا
(12/228)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 229
سليم أن يأتيه بابن المبارك. قال أبو سليمان: فقلت: لا آمن أن يجيب الرشيد بما
يكره فيقتله، فقلت: يا أمير المؤمنين هو رجل غليظ الطباع، جلف، فأمسك الرشيد.
الفضل الشعراني: ثنا عبدة بن سليمان: سمعت رجلاً يسأل ابن المبارك عن الرجل: يصوم
يوماً ويفطر يوماً. قال: هذا رجل يضيع نصف عمره وهو لا يدري، أي لم لا يصومها.
قلت: فلعل عبد الله لم يمر له حديث أفضل الصوم صوم داوود. وقال أبو وهب: سألت ابن
المبارك: ما الكبر قال: أن تزدري الناس. وسألته عن العجب قال: أن ترى أن عندك شيء
ليس عند غيرك، لا أعلم في المصلين شيئاً شراً من العجب. وقال إبراهيم بن شماس: قال
ابن المبارك: ما بقي على ظهر الأرض عندي أفضل من) الفضيل بن عياض. حاتم بن الجراح:
سمعت علي بن الحسن بن شقيق: سمعت ابن المبارك. وسأله رجل قال: قرحة خرجت في ركبتي
مذ سبع سنين وقد عالجتها بأنواع العلاج، وسألت الأطباء، فلم أنتفع به. قال: إذهب
واحفر بئراً في مكان حاجة إلى الماء، فإني أرجو أن ينبع هناك عيناً ويمسك عنك
الدم.
(12/229)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 230
قال: ففعل الرجل، وبرأ. وقال أحمد بن حنبل: كان ابن المبارك يحدث من كتاب، فلم يكن
له سقط كبير، وكان وكيع يحدث من حفظه، فكان يكون له سقط، كم يكون حفظ الرجل. وروى
غير واحد أن ابن المبارك سئل: إلى متى تكبت العلم قال: لعل الكلمة التي أنتفع بها
لم أكتبها بعد. أخبرنا اليونيني، وابن الفراء قالا: أنا ابن صباح، وأنا يحيى بن
الصواف، أنا محمد بن عماد قالا: أنا ابن رفاعة، أنا الخلعي، أخبرنا ابن الحجاج،
أنا أبو الفضل محمد بن عبد الرحمن الرملي، نا العباس بن الفضل الأسفاطي، نا أحمد
بن يونس. سمعت ابن المبارك قرأ شيئاً من القرآن ثم قال: من زعم أن هذا مخلوق فقد
كفر بالله العظيم. قال عمرو الناقد: سمعت ابن عيينة يقول: ما قدم علينا أحد يشبه
ابن المبارك، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة. قال المسيب بن واضح: سمعت أبا إسحاق
الفزاري يقول: ابن المبارك إمام المسلمين أجمعين. وقال موسى التبوذكي: سمعت سلام
بن عطية يقول لابن المبارك: ما خلف بالشرق مثله. وقال القواريري: لم يكن عبد
الرحمن بن مهدي يقدم أحداً في الحديث على مالك، وابن المبارك.
(12/230)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 231
وهب بن زمعة: نا معاذ بن خالد قال: تعرضت إلى إسماعيل بن عياش بابن المبارك فقال:
ما على وجه الأرض مثله. ولا أعلم أن الله خلق خصلة من خصال الخير إلا وقد جعلها في
ابن المبارك. ولقد حدثني أصحابي أنهم صحبوه إلى مكة من مصر، فكان يطعمهم الخبيص
وهو الدهر صائم.) وقال المسيب: سمعت معتمر بن سليمان يقول: ما رأيت مثل ابن
المبارك، تصيب عنده الشيء الذي لا يصاب عند أحد. وقال جعفر الطيالسي: سألت ابن
معين عن ابن المبارك فقال: ذاك أمير المؤمنين. وقال النسائي: أثبت أصحاب الأوزاعي
ابن المبارك. سويد بن سعيد: رأيت ابن المبارك أتى زمزم فملأ إناء، ثم استقبل
الكعبة وقال: اللهم إن ابن أبي الموال، ثنا، عن ابن المنكدر، عن جابر أن النبي صلى
الله عليه وسلم قال: ماء زمزم لما شرب له. وهذا أشربه لعطشي يوم القيامة، كذا.
والمحفوظ ما رواه الحسن بن عيسى وقال فيه: اللهم إن عبد الله بن المؤمل، عن أبي
الوضيء، عن جابر، فذكره. محمد بن النضر بن مساور، نا أبي: قلت لابن المبارك: هل
تحفظ الحديث قال: ما تحفظت حديثاً قط، إما أخذ الكتاب فأنظر، فما اشتهيته علق
بقلبي.
(12/231)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 232
وقال عبدان: قال ابن المبارك في التدليس قولاً شديداً، ثم أنشد:
(دلس للناس أحاديثه .......... والله لا يقبل تدليساً)
وعن ابن المبارك: من استخف بالعلماء ذهبت أخرته، ومن استخف بالأمر ذهبت دنياه، ومن
استخف بالأخوان ذهبت مروءته. عن أشعث بن شعبة المصيصي قال: قدم الرشيد الرقة،
فانجفل الناس خلف ابن المبارك، وتقطعت النعال، وأرتفعت الغبرة، فأشرفت أم ولد
للخليفة فقالت: هذا والله الملك لا ملك هارون الذي لا يجمع الناس إلا بشرط وأعوان.
أبو حاتم الرازي: سمعت عبدة بن سليمان المروزي يقول: كنا في سرية مع ابن المبارك
في بلاد الروم. فصادفنا العدو، ولما التقى الجمعان خرج رجل للمبارزة، فبرز إليه
رجل فقتله، ثم آخر فقتله، ثم آخر فقتله، ثم دعا إلى البراز، فخرج إليه رجل فطارده
ساعة، ثم طعنه فقتله، فازدحم الناس، فزاحمت فإذا هو ملثم وجهه، فأخذت بطرف ثوبه
فمدته، فإذا هو عبد الله بن المبارك، فقال: وأنت يا أبا عمرو ممن يشنع علينا. وقال
محمد بن المثنى: ثنا عبد الله بن سنان قال: كنت مع ابن المبارك، والمعتمر بن
سليمان بطرسوس، فصاح الناس النفير، فخرج ابن المبارك والناس، فلما اصطف المسلمون
والعدو) خرج رومي وطلب البراز، فخرج إليه رجل، فشد العلج على المسلم فقتله، حتى
قتل ستة من المسلمين، وجعل يتبختر بين الصفين يطلب المبارزة، ولا يخرج إليه أحد.
قال: فالتفت إلي ابن المبارك وقال: يا فلان، إن حدث بن الموت فافعل كذا وكذا. وحرك
دابته وبرز للعلج، فعالج معه ساعة فقتل العلج، وطلب
(12/232)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 233
المبارزة، فبرز إليه علج آخر فقتله، حتى قتل ستة علوج، وطلب البراز. قال: فكأنهم
كاعوا عنه فضرب دابته، وطرد بين الصفين وغاب. فلم نشعر بشيء إذ أنا بابن المبارك
في الموضع الذي كان. فقال لي: يا أبا عبد الله، لإن حدثت بهذا أحداً وأنا حي، وذكر
كلمة. قال الحاكم: أخبرني محمد بن أحمد بن عمر، نا محمد بن المنذر: حدثني عمر بن
سعيد الطائي، نا عمر بن حفص الصوفي بمنبج قال: سار ابن المبارك من بغداد يريد
المصيصة، فصحبه الصوفية فقال لهم: أنتم لكم أنفس تحتشمون أن تنفق عليكم، يا غلام،
هات الطست. فألقى على الطست منديلاً ثم قال: يلقي كل رجل منكم تحت المنديل ما معه.
قال: فجعل الرجل يلقي عشرة دراهم، والرجل يلقي عشرين درهماً. قال: فأنفق عليهم إلى
المصيصة. فلما بلغ المصيصة قال: هذه بلاد نفيِر، وقسم ما بقي، فجعل يعطي الرجل
عشرين ديناراً، فيقول يا أبا عبد الرحمن: إنما أعطيت عشرين درهماً، فيقول: وما
تذكر أن الله يبارك للغازي في نفقته. أحمد بن الحسن المقريء: ثنا عبد الله بن أحمد
الدورقي: سمعت محمد بن علي بن الحسن بن شقيق: سمعت أبي قال: كان ابن المبارك إذا
كان وقت الحج اجتمع إليه إخوته من أهل مرو، ويقولون: نصحبك، فيقول: هاتوا نفقاتكم،
فيجعلها في صندوق، ثم يكتري لهم ويطعمهم أطيب الطعام والحلواء، فإذا وصلوا إلى
الحرمين يقول لكل منهم: ما أمرك عيالك أن تشتري لهم فيقول: كذا وكذا. ثم لا يزال
ينفق عليهم حتى يصيروا إلى مرو. قال: فيجصص دورهم، ويصنع لهم وليمة بعد ثلاث، ثم
يكسوهم. فإذا أكلوا وشربوا دعا بالصندوق، ويدفع إلى كل رجل منهم صرته عليها اسمه.
(12/233)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 234
وأخبرني خادمه أنه عمل آخر سفرة سافرها دعوة، فقدم إلى الناس خمسة وعشرين خواناً
فالوذج. قال علي بن خشرم: حدثني سلمة بن سليمان قال: جاء رجل إلى ابن المبارك
وسأله أن يقضي) عنه ديناً، فكتب إلى وكيله فلما ورد عليه الكتاب قال للرجل: كم
دينك الذي سألت قال: سبعمائة درهم. قال: فكتب إلى ابن المبارك: إن هذا سألك وفاء
سبعمائة درهم، وقد كتبت إلي بسبعة آلاف درهم، وقد فنيت الغلات. فكتب إليه عبد
الله: إن كانت الغلات فنيت فإن العمر أيضاً قد فني، فأجر له ما سبق به قلمي. وروى
مثلها أبو الشيخ الحافظ: نا أحمد بن إبراهيم، نا علي بن محمد بن روح: سمعت المسيب
بن وضاح قال: كنت عند ابن المبارك، فكلموه في رجل عليه سبعمائة درهم، وذكر الحكاية.
وفيها أن كاتبه لما راجعه في ذلك أضعف السبعة آلاف. وفي حكاية أخرى أن ابن المبارك
قضى عن شاب عشرة آلاف درهم. قال الفتح بن شخرف: نا عباس بن يزيد، نا حبان بن موسى
قال: عوتب ابن المبارك فيما يفرق من الأموال في البلدان، ولا يفعل في مرو إني أعرف
مكان قوم لهم فضل وصدق، طلبوا الحديث فأحسنوا الطلب يحتاج الناس إليهم، احتاجوا،
فإن تركتهم ضاع علمهم، وإن أعناهم بثوا العلم، ولا أعلم بعد النبوة أفضل من بث
العلم. إبراهيم بن بشار الخراساني: سمعت علي بن الفضيل يقول: سمعت
(12/234)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 235
أبي يقول لابن المبارك: تأمرنا بالزهد والتعلل، ونراك تأتي بالبضائع إلى البلد
الحرام، كيف هذا قال: إنما أفعل ذلك لأصون به وجهي، وأكرم به عرضي، وأستعين به على
الطاعة لا أرى لله حقاً إلا سارعت إليه. فقال له أبي: ما أحسن ذا إن تم. وقال نعيم
بن حماد: كان ابن المبارك يكثر الجلوس في بيته، فقيل له: ألا تستوحش فقال: كيف
استوحش وأنا مع النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه. قال عبيد الله بن جناد: قال لي
عطاء بن مسلم: رأيت ابن المبارك قلت: نعم قال: ما رأيت ولا ترى مثله. وقال عبيد بن
جناد: سمعت العمري يقول: ما في دهرنا من يصلح لهذا الأمر إلا ابن المبارك. وقال
شقيق البلخي: قيل لابن المبارك: إذا صليت معنا لم تقف. قال: أجلس مع الصحابة
والتابعين، فما أصنع معكم، أنتم تغتابون الناس.) وعن ابن المبارك: ليكن الذي
تعتمدون عليه الأثر، وخذوا من الرأي ما يفسر لكم الحديث. وكان قد تفقه بأبي حنيفة،
وغيره.
(12/235)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 236
وعنه قال: حب الدنيا في القلوب، والذنوب قد احتوشته، فمتى يصل إليه الخير وعنه
قال: لو أن رجلاً إتقى مائة شيء، ولم يتق شيئاً واحداً، لم يكن من المتقين، ولو
تورع عن مائة شيء، سوى شيء، لم يكن من الورعين، ومن كانت فيه خلة من الجهل، كان من
الجاهلين. أما سمعت الله يقول لنوح عليه السلام في شأن ابنه: إني أعظك أن تكون من
الجاهلين. وسئل: من الناس قال: العلماء قيل: فمن الملوك قال: الزهاد قيل: فمن
الغوغاء قال: خزيمة وأصحابه قيل: فمن السفهاء قال: الذين يعيشون برأيهم وعنه قال:
ليكن مجلسك مع المساكين، وإياك أن تجلس مع صاحب بدعة. وعنه قال: إذا عرف الرجل
نفسه صار أذل من كلب. قال أبو أمية الأسود: سمعت عبد الله يقول: أحب الصالحين ولست
منهم، وأبغض الطالحين وأنا شر منهم. ثم أنشأ يقول:
(12/236)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 237
(الصمت أزين بالفتى .......... من منطق في غير حينه)
(والصدق أجمل بالفتى .......... في القول عندي من يمينه)
(وعلم الفتى بوقاره .......... سمة تلوح على جبينه)
(فمن الذي يخفى عليك .......... إذا نظرت إلى قرينه)
(رب امريء متيقن .......... غلب الشقاء على يقينه)
(فأزاله عن رأيه .......... فابتاع دنياه بدينه)
) قال ابن المبارك: رب عمل صغير تكبره النية، ورب عمل كبير تصغره النية. وقال
الحسن بن الربيع: لما احتضر ابن المبارك في السفر قال: أشتهي سويقاً، فطلبناه له،
فلم نجده إلا عند رجل كان يعمل للسلطان، فذكرناه لعبد الله فقال: دعوه. فمات ولم
يشربه. قال العلاء بن الأسود: ذكر جهم عند ابن المبارك فقال:
(عجبت لشيطان أتى الناس داعياً .......... إلى النار واشتق اسمه من جهنم)
قال علي بن الحسن بن شقيق: سمعت ابن المبارك يقول: إنا لنحكي كلام اليهود
والنصارى، ولا نستطيع أن نحكي كلام الجهمية. أخبرنا إسحاق بن طارق: أنا ابن خليل،
نا عبد الرحيم بن محمد، نا أبو علي المقريء، أنا أبو نعيم الحافظ، نا إبراهيم بن
عبد الله، نا محمد بن
(12/237)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 238
إسحاق: سمعت أبا يحيى: سمعت علي بن الحسن بن شقيق يقول: قلت لابن المبارك: كيف
تعرف ربنا عز وجل قال: في السماء على العرش، ولا نقول كما قالت الجهمية: هو معنا
ههنا. قال أبو صالح الفراء: سألت ابن المبارك عن كتابة العلم، فقال: لولا الكتاب
ما حفظنا. وسمعته يقول: الحبر في الثوب خلوق العلماء. وقال: تواطؤ الجيران على شيء
أحب إلي من عدلين. ويقال: مر ابن المبارك براهب عند مقبرة ومزبلة، فقال: يا راهب
عندك كنز الرجال، وكنز الأموال، وفيهما معتبر. وقد كان ابن المبارك غنياً شاكراً،
رأس ماله نحو من أربعمائة ألف. قال حيان بن موسى: رأيت سفرة ابن المبارك حملت على
عجلة. وقال أبو إسحاق الطالقاني: رأيت بعيرين محملين دجاجاً مشوياً لسفرة ابن
المبارك. وروى عبد الله بن عبد الوهاب، عن ابن سهم الأنطاكي قال: كنت مع ابن
المبارك، فكان يأكل كل يوم، فيشوى له جدي، ويتخذ له فالوذج، فقيل له في ذلك، فقال:
إني دفعت إلى وكيلي ألف دينار، وأمرته أن يوسع علينا. قال الحسن بن حماد: دخل أو
أسامة على ابن المبارك، فوجد في وجهه أثر الضر، فلما خرج بعث إليه أربعة آلاف درهم
وكتب إليه:
(وفتى خلا من ماله .......... ومن المروءة غير خالي)
)
(أعطاك قبل سؤاله .......... فكفاك مكروه السؤال)
قال المسيب بن وضاح: أرسل ابن المبارك إلى أبي بكر بن عياش أربعة آلاف درهم وقال:
سد بها فتنة القوم عنك. وقال علي بن خشرم: قلت لعيسى بن يونس: كيف فضلكم ابن
(12/238)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 239
المبارك ولم يكن؟ بأسن منكم قال: كان يقدم ومعه الغلمان الخراسانية، والبزة
الحسنة، فيصل العلماء ويعطيهم، وكنا لا نقدر على ذلك. وقال نعيم بن حماد: قدم ابن
المبارك ليلة على يونس بن يزيد، ومعه غلام مفرغ لضرب الفالوذج، يتخذه للمحدثين.
أنبأنا أحمد بن سلامة، عن عبد الرحيم بن محمد، أنا الحسن بن أحمد، أنا أبو نعيم،
نا عبد الله بن جعفر، ثنا إسماعيل بن عبد الله، نا نعيم بن حماد، نا الوليد بن
مسلم، نا ابن المبارك، عن خالد الحذاء، عن عكرمة، عن ابن عباس: قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: البركة مع أكابركم. فقلت للوليد: أين سمعته من ابن المبارك قال:
في الغزو. وبه إلى أبي نعيم: في أحمد بن جعفر بن حمدان البصري، ثنا عبد الله بن
أحمد الدورقي، نا أحمد بن جميل، ثنا ابن المبارك: حدثني صفوان بن عمرو، أن أبا
المثنى المليكي حدثه، عن عتبة بن عبد رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال: القتلى ثلاثة: رجل مؤمن جاهد بنفسه وماله في سبيل الله، حتى إذا لقي
العدو قاتلهم حتى يقتل، فذلك الممتحن في خيمة الله تحت عرشه، لا يفضله النبيون إلا
بدرجة النبوة ورجل مؤمن فرق على نفسه من الذنوب والخطايا، جاهد بنفسه وماله حتى
إذا لقي العدو قتل، فتلك مضمضة أي مطهرة محت ذنوبه وخطاياه، إن السيف محاء
للخطايا، وأدخل من أي أبواب الجنة شاء، فإن لها ثمانية أبواب، ولجهنم سبعة ورجل
منافق جاهد بنفسه وماله، حتى إذا لقي العدو قاتل فقتل، فذلك في النار، إن السيف لا
يمحو النفاق.
(12/239)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 240
وبه قال أبو نعيم، وناه سليمان بن أحمد، ومحمد بن معمر في جماعة قالوا: أنا أبو
شعيب الحراني، ثنا يحيى البابلتي، ثنا صفوان بن عمر بهذا. وقد كان عبد الله بن
المبارك رضي الله عنه من فحول الشعراء المحسنين. قال عبد الله بن محمد قاضي
نصيبين: حدثني محمد بن إبراهيم بن أبي سكينة: أملى علي ابن) المبارك بطرسوس،
وودعته، وأنفذها معي إلى الفضيل بن عياض في سنة سبع وسبعين ومائة هذه الأبيات:
(يا عابد الحرمين لو أبصرتنا .......... لعلمت أنك في العبادة تلعب)
(من كان يخضب جيده بدموعه .......... فنحورنا بدمائنا تتخضب)
(أو كان يتعب خيله في باطل .......... فخيولنا يوم الصبيحة تتعب)
(وريح العبير لكم ونحن عبيرنا .......... رهج السنابك والغبار الأطيب)
(ولقد أتانا من مقال نبينا .......... قول صادق لا يكذب)
(لا يستوي وغبار خيل الله في .......... أنف أمريء ودخان نار تلهب)
(هذا كتاب الله ينطق بيننا .......... ليس الشهيد بميت لا يكذب)
فلقيت الفضيل بكتابه في الحرم، فلما قرأه ذرفت عيناه ثم قال: صدق
(12/240)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 241
أبو عبد الرحمن ونصح. وروى إسحاق بن سنين لعبد الله بن المبارك:
(إني امرؤ ليس في ديني لغامزه .......... لين ولست على الإسلام طعانا)
(فلا أسب أبا بكر ولا عمراً .......... ولن أسب معاذ الله عثمانا)
(ولا ابن عم رسول الله اشتم .......... حتى ألبس تحت الترب أكفانا)
(ولا الزبير حواري الرسول ولا .......... أهدي لطلحة شتماً عز أو هانا)
(ولا أقول علي في السحاب إذاً .......... قد قلت والله ظلماً ثم عدوانا)
(ولا أقول بقول لاجهم إن له .......... قولاً يضارع أهل الشرك أحيانا)
(ولا أقول تخلى من خليقته .......... رب العباد وولى الأمر شيطانا)
(ما قال فرعون هذا في تجبره .......... فرعون موسى ولا هامان طغيانا)
وهي قصيدة طويلة. ومنها قوله:
(الله يدفع بالسلطان معضلة .......... عن ديننا رحمة منه ورضوانا)
(لولا الأئمة لم تأمن لنا سبل .......... وكان أضعفنا نهباً لأقوانا)
قيل: إن الرشيد أعجبه هذا، فلما بلغه موت ابن المبارك بهيت قال: إنا لله وإنا إليه
راجعون، يا فضل إئذن للناس يعزونا في ابن المبارك.) أليس هو القائل: الله يدفع
بالسلطان معضلة. وذكر البيتين من الذي يسمع هذا من ابن المبارك ولا يعرف حقنا. قال
ابن سهم الأنطاكي: سمعت ابن المبارك رضي الله عنه ينشد:
(وطارت الصحف في الأيدي منشرة .......... فيها السرائر والجبار مطلع)
(12/241)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 242
(فكيف تهون والأنباء واقعة .......... عما قيل ولا تدري بما تقع)
(إما الجنان وعيش لا انقضاء له .......... أم الجحيم فلا تبقي ولا تدع)
(تهوي بساكنها طوراً وترفعه .......... إذا رجوا مخرجاً من غمها قمعوا)
(لينفع العلم قبل الموت عالمه .......... قد سال بها الرجعي فما رجعوا)
ومنها وهي طويلة:
(فكيف قرت لأهل العلم أعينهم .......... أو استلذوا لذيذ النوم أو هجعوا)
(والنار ضاحية لا بد موردها .......... وليس يدرون من ينجو ومن يقع.)
قال سلم الخواص: أنشدنا ابن المبارك:
(رأيت الذنوب تميت القلوب .......... ويتبعها الذل إدمانها)
(وترك الذنوب حياة القلوب .......... وخير لنفسك عصيانها)
(وهل بدل الدين إلا الملوك .......... وأحبار سوء ورهبانها)
(وباعوا النفوس ولم يربحوا .......... ببيعهم النفس أثمانها)
(لقد رتع القوم في جيفة .......... يبين لذي اللب إنتانها)
قال أحمد بن جميل المروزي: قيل لابن المبارك: إن ابن علية قد ولي الصدقة، فكتب
إليه:
(يا جاعل العلم له بازياً .......... يصطاد أموال المساكين)
(احتلت للدنيا ولذاتها .......... بحيلة تذهب بالدين)
(فصرت مجنوناً بها بعدما .......... كنت دواء للمجانين)
(أين رواياتك في سردها .......... عن ابن عون وابن سيرين)
(أين رواياتك فيما مضى .......... في ترك أبواب السلاطين)
)
(12/242)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 243
(إن قلت أكرهت فماذا كذا .......... زل جمار العلم في الطين)
ولابن المبارك:
(جربت نفسي فما وجدت لها .......... من بعد تقوى الإله كالأدب)
(في كل حالاتها وإن كرهت .......... أفضل من صمتها عن الكذب)
(أو غيبة الناس إن غيبتهم .......... حرمها ذو الجلال في الكتب)
(قلت لها طائعاً وإكراهاً .......... الحلم والعلم زين ذي الحسب)
(إن كان من فضة كلامك يا .......... نفس فإن السكوت من ذهب)
قال السراج الثقفي: أنشدني يعقوب بن محمد لابن المبارك رضي الله عنه:
(أبإذن نزلت بي يا شيب .......... أي عيش وقد نزلت يطيب)
(وكفى الشيب واعظاً غير أني .......... آمل العيش والممات قريب)
(كم أنادي الشباب إذ بان مني .......... وندائي مولياً ما يجيب)
وله:
(يا عائب الفقر ألا تزدجر .......... عيب الغنى أكثر لو تعتبر)
(م شرف الفقر ومن فضله .......... على الغنى إن صح منك النظر)
(إنك تعصي لتنال الغنى .......... وليس تعصي الله كي تفتقر)
وقال حبان بن موسى: سمعت عبد الله بن المبارك ينشد:
(كيف القرار وكيف يهدأ مسلم .......... والمسلمات مع العدو المعتدي)
(12/243)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 244
(الضاربات خدودهن برنة .......... الداعيات نبيهن محمد)
(القائلات إذا خشين فضيحة .......... جهد المقالة ليتنا لم نولد)
(ما تستطيع وما لها من حيلة .......... إلا التستر من أخيها باليد)
وله:
(كل عيش قد أراه نكراً .......... غير ركز الرمح في في الفرس)
(وركوبي في ليال في الدجى .......... أحرس القوم وقد نام الحرس)
أبو إسحاق الطالقاني قال: كنا عند عبد الله فانهد القهندز، فأتي بسنين، فوجد وزن
أحديهما منوان، فقال عبد الله بن المبارك رحمه الله:)
(أتيت بسنين قد رمتا .......... من الحصن لما أثاروا الدفينا)
(على وزن منوين إحداهما .......... تقل به الكف شيئاً رزينا)
(ثلاثون سناً على قدرها .......... تباركت يا أحسن الخالقينا)
(12/244)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 245
(فماذا يقوم لأفواهها .......... وما كان يملأ تلك البطونا)
(إذا ما تذكرت أجسامهم .......... تصاغرت النفس حتى تهونا)
(وكل على ذاك ذاق الردى .......... فبادوا جميعاً فهم هامدونا)
ومن طرق، عن ابن المبارك، ويقال بل هي لحميد النخوي:
(اغتنم ركعتين زلفى إلى الله .......... إذا كنت فارغاً مستريحاً)
(وإذا ما هممت بالنطق بالباطل .......... فاجعل مكانه تسبيحاً)
(12/245)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 246
(فاغتنام السكوت أفضل من .......... خوض وإن كنت بالكلام فصيحاً)
عبدان بن عثمان، عن ابن المبارك أنه كان يتمثل:
(وكيف تحب أن تدعى حليماً .......... وأنت لكل ما تهوى ركوب)
(العبد عبد النفس في شهواتها .......... والحر يشبع مرة ويجوع)
قال أحمد بن عبد الله العجلي: حدثني أبي قال: لما احتضر ابن المبارك جعل رجل
يلقنه: قل لا إله إلا الله، وأكثر عليه، فقال: لست تحسن وأخاف أن تؤذي مسلماً بعدي
إذا لقنتني فقلت: لا إله إلا الله ثم لم أحدث كلاماً بعدها فدعني، فإذا أحدثت كلاماً
بعدها فلقني حتى تكون آخر كلامي. وقيل إن الرشيد لما بلغه موت ابن المبارك قال:
مات اليوم سيد العلماء. قال عبدان بن عثمان: خرج عبد الله إلى العراق أول شيء سنة
إحدى وأربعين ومائة، ومات بهيت وعانات في رمضان سنة إحدى وثمانين ومائة. وقال حسن
بن الربيع: قال لي ابن المبارك قبل أن يموت: أنا ابن ثلاث وستين.
(12/246)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 247
وقال أحمد بن حنبل: ذهبت لأسمع من ابن المبارك فلم أدركه. وكان قد قدم فخرج إلى
الثغر ولم أره. قال محمد بن فضيل بن عياض: رأيت ابن المبارك في النوم فقلت: أي
العمل أفضل) قال: الأمر الذي كنت فيه. قلت: الرباط والجهاد قال: نعم. قلت: فما صنع
بك ربك قال: غفر لي مغفرة ما بعدها مغفرة. رواها اثنان عن محمد. وقال العباس بن
محمد النسفي: سمعت أبا حاتم البربري يقول: رأيت ابن المبارك واقفاً على باب الجنة
بيده مفتاح، فقلت: ما يوقفك ههنا قال: هذا مفتاح الجنة دفعه إلي محمد صلى الله
عليه وسلم وقال: حتى أزور الرب تعالى، فكن أميني في السماء كما كنت أميني في
الأرض. وقال إسماعيل بن إبراهيم المصيصي: رأيت الحارث بن عطية في النوم فسألته،
فقال: غفر لي. قلت: فابن المبارك قال بخ بخ، ذاك في عليين ممن يلج على الله كل يوم
مرتين. وقال أبو هشام الرفاعي: ثنا ليث بن هارون، عن نوفل قال: رأيت ابن المبارك
في النوم، فقلت: ما فعل بك ربك قال: غفر لي برحلتي في الحديث، عليك بالقرآن، عليك
بالقرآن.
(12/247)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 248
قلت: ما فعل سفيان الثوري؟ قال: ذاك عندهم في مكان رفيع. وقال علي بن أحمد السواق:
ثنا زكريا بن عدي قال: رأيت ابن المبارك في النوم، فقلت: ما فعل الله بك قال: غفر
لي برحلتي. ولبعضهم، وهو الوزير ابن المغربي:
(مررت بقبر ابن المبارك بكرة .......... فأوسعني وعظاً وليس بناطق)
(وقد كنت بالعلم الذي في جوانحي .......... غنياً وبالشيب الذي في مفارقي)
(ولكن أرى الذكر تنبه غافلاً .......... إذا هي جاءت من رجال الحقائق)
4 (عبد الله بن محمد، أبو علقمة الفروي.)
) في الكنى.
4 (عبد الله بن مراد السلماني المرادي الكوفي.)
عن: أبي إسحاق الشيباني، والنعمان بن قيس. وعنه: داوود بن إسحاق العايدي، وهارون
بن حاتم. توفي سنة ثلاث وثمانين ومائة.
4 (عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام.)
(12/248)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 249
أبو بكر الزبيري المدني الأمير، والد مصعب. روى عن: هشام بن عروة، وأبي حازم
المديني، وموسى بن عقبة، وطبقتهم. وعنه: ابنه مصعب، وهشام بن يوسف الصنعاني،
وإبراهيم بن خالد الصنعاني. ولي إمرة المدينة، وإمرة اليمن. وحمدت سيرته. وكان
وسيماً جيملاً فصيحاً مفوهاً من سروات قريش. أول ما اتصل بصحبة المهدي أحبه، وصار
من خواصه. قال مصعب: كان أبي يكره الولاية فألزمه الرشيد، وأقام ثلاث ليال يلزمه
وهو يمتنع، ثم غدا عليه فدعا الرشيد بقناة وعمامة، وعقد له اللواء بيده، ثم قال:
عليك سمع وطاعة. قال: نعم يا أمير المؤمنين. قال: فناوله اللواء وجعل له في العام
اثني عشر ألف دينار، ووصله بعشرين ألف دينار، وولاه المدينة ومعها اليمن، وزاده
معها ولاية عك. قال الزبير بن بكار بن عبد الله: كان جدي مدره قريش، وخطيبها،
وواحدها شرفاً وقدراً وصوناً وكان وسيماً جميلاً فصيحاً، قد عرفت له مروءة وقدرة
بالبلد. وقال عبد الله بن نافع بن ثابت الزبيري: بعث الوزير أبو عبيد الله إلى عبد
الله بن مصعب في أول ما صحب المهدي بألفي دينار، فردها وقال: لا
(12/249)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 250
أقبل صلة إلا من خليفة أو ولي عهد. قال يعقوب الفسوي: ولي بكار بن عبد الله
المدينة وقدم أبوه إلى بغداد. وسئل ابن معين عن عبد الله بن مصعب فقال: ضعيف
الحديث لم يكن له كتاب. وقال أبو حاتم: هو بابة عبد الرحمن بن أبي الزناد. قيل:
مات عبد الله بالرقة في سنة أربع وثمانين ومائة، وله نحو من سبعين سنة. وقد وقع
لنا من عواليه، أخبرنا يحيى بن أبي منصور كتابة أن أبا محمد الرهاوي الحافظ قال:)
أنا عبد الجليل بن أبي سعد ح، وأنا أحمد بن محمد الحافظ، ومحمد بن إبراهيم النحوي
قالا: أنا عبد الله بن عمر الحراني، بحلب، أنا أبو الوقت السجزي قالا: أخبرتنا
بيبي الهرثمية، أنا عبد الرحمن بن أبي شريح، أنا أبو القاسم البغوي، نا مصعب بن
عبد الله: حدثني أبي، عن هشام بن عروة، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أخبركم على من تحوم النار غداً، على
كل هين لين قريب سهل.
4 (عبد الله بن معاوية الزبيري.)
أبو معاوية، من ولد الزبير بن العوام. روى عن: هشام بن عروة، وغيره.
(12/250)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 251
وعنه: أبو عاصم النبيل، وأبو الوليد، ويحيى بن معين، وأبو حفص الفلاس. قال أبو
حاتم: مستقيم الحديث. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال أيضاً في كتاب الضعفاء
الكبير: عبد الله بن معاوية من ولد الزبير بن العوام بصري بعض أحاديثه مناكير.
قلت: العبارتان معناهما واحد، لأن من كان بعض أحاديثه منكرة فهو أيضاً منكر
الحديث. إذ قولنا في الرجل منكر الحديث لا نعني به أن كل ما رواه منكر، فإذا روى
الرجل جملة وبعض ذلك مناكير، فهو منكر الحديث.
4 (عبد الله بن المنيب الأنصاري الحارثي د. ن.)
عن: جده عبد الله بن أبي أمامة، ووالده، وهشام بن عروة. وعنه: معن بن عيسى،
والواقدي، وعبد الرحمن بن مهدي، وسعيد بن أبي مريم، ومحمد بن خالد بن عثمة.
(12/251)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 252
قال النسائي: لا بأس به.
4 (عبد الله بن موسى بن إبراهيم التيمي الطلحي ق.)
أبو محمد المدني. عن: صفوان بن سليم، وأسامة بن زيد، وجماعة. وعنه: إبراهيم بن
المنذر الخزامي، وأثنى عليه، ويعقوب بن كاسب، ويعقوب بن محمد،) وطائفة. قال ابن
معين: صدوق، كثير الخطأ. قال ابن جبان، وغيره: لا يحتج به. وجده هو إبراهيم بن
محمد بن طلحة بن عبيد الله.
4 (عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي ع.)
(12/252)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 253
الإمام أبو محمد القرشي البصري. عن: حميد الطويل، والجريري، وداوود بن أبي هند،
ويونس بن عبيد، وابن أبي عروبة، وخلق. وعنه: إسحاق بن راهويه، وأبو بكر بن أبي
شيبة، وعمرو بن علي الفلاس، ونصر بن علي، وبندار، وخلق. قال يحيى بن معين: ثقة.
وقال عياش بن الوليد الرقام: ثنا عبد الأعلى أبو محمد وأبو همام، يعني له كنيتان. قلت:
احتجوا به في الكتب، وهو صدوق، لكن رمي بالقدر. وقال محمد بن سعد: لم يكن بالقوي.
توفي في شعبان سنة تسع وثمانين ومائة.
4 (عبد الجبار بن سليمان اليحصبي المصري.)
يكنى أبا سليمان. روى عن: حيوة بن شريح، وغيره. وعنه: ابن وهب مع تقدمه، ويحيى بن
بكير، وأبو الطاهر بن السرح. ذكره ابن يونس وقال في ترجمته إنه قال: أدركت مصر
وليس فيها إلا سائل واحد، ثم طرق إلينا سائل آخر.
(12/253)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 254
قلت: لو كان هذا في قرية لقضي منه العجب، فكيف في مثل عظمة مصر. مات عبد الجبار
سنة تسعين ومائة.
4 (عبد الحميد بن عدي، أبو سنان الجهني الدمشقي.)
عن: الأوزاعي، وهشام بن الغاز، وجماعة.) وعنه: الهيثم بن خارجة، وهشام بن عمار،
وسليمان بن عبد الرحمن. قال أبو حاتم: صالح الحديث.
4 (عبد الحميد بن أبي العشرين الدمشقي.)
(12/254)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 255
أبو سعيد، كاتب الأوزاعي. روى عن الأوزاعي فقط. وعنه: أبو الجماهير، ومحمد بن
عثمان، وهشام بن عمار، وجنادة بن محمد المري. وثقه أحمد، وأبو حاتم. وقال النسائي:
ليس بالقوي. وقال ابن معين: ليس به بأس. وقال الدار قطني: ثقة. وقال ابن عدي: يغرب
عن الأوزاعي بأحاديث، وهو ممن يكتب حديثه. وقال أبو حاتم: لم يكن بصاحب حديث، كان
كاتب ديوان.
(12/255)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 256
وقال أبو أحمد الحاكم: حديثه في سوق الجنة لا أصل له في حديث أبي هريرة، ولا ابن
المسيب ولا حسان بن عطية، وقد تابعه عليه سويد بن عبد العزيز
(12/256)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 257
4 (عبد الرحمن بن بشير، أبو أحمد الدمشقي الشيباني.)
عن: محمد بن إسحاق، وعمار بن إسحاق. وعنه: زهير بن عباد، ودحيم، وسليمان ابن بنت
شرحبيل. وثقه دحيم. وقال أبو حاتم: منكر الحديث.
4 (عبد الرحمن بن الحارث السلامي.)
عن: الزهري، وعمير بن هانيء، ومحمد بن المنكدر، وربيعة الرأي وغيرهم. وعنه: هشام
بن عمار، والحكم بن موسى. قال أبو حاتم: حديثه مقارب.
4 (عبد الرحمن بن زيد بن أسلم العدوي العمري المدني ت. ق.)
(12/257)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 258
مولى عمر رضي الله عنه.) روى عن: أبيه، وصفوان بن سليم، وابن حازم. وعنه: ابن وهب،
والقعنبي، وأبو مصعب، وعبد الأعلى بن حماد، وهشام بن عمار، وعلي بن مسلم الطوسي،
وخلق. وحدث عنه من شيوخه: يونس بن عبيد. ضعفه أحمد، وغيره. وهو صاحب حديث: أحلت
لنا ميتتان ودمان. يرويه عن أبيه، عن
(12/258)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 259
عمر. وعنه إسحاق بن الطباع، بهذا. قال الشافعي: ذكر لمالك حديث منقطع فقال: إذهب
إلى عبد الرحمن بن زيد يحدثك عن أبيه، عن نوح عليه السلام. وقال البخاري: عبد
الرحمن بن زيد ضعفه علي جداً. قلت: أخواه أقوى منه وأحسن حالاً، عبد الله، وأسامة.
توفي عبد الرحمن سنة اثنتين وثمانين ومائة.
4 (عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب ت.)
أبو القاسم العمري المدني، أخو قاسم.
(12/259)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 260
عن: أبيه، وعبيد الله، وسهيل بن أبي صالح، وهشام بن عروة. وعنه: شريح بن يونس،
وأبو الربيع الزهراني، ومحمد بن الصباح الجرجرائي، والحسن بن عرفة، وجماعة. متفق
على وهنه، مزق أحمد ما سمع منه. وقال أبو زرعة: متروك. وقال أبو داوود: ليس بثقة.
قيل: مات في صفر سنة ست وثمانين ومائة.
4 (عبد الرحمن بن عبد الملك بن سعيد بن حبان بن أبجر الهمداني الكوفي م. ن.)
عنه: أبيه، وسفيان الثوري. وعنه: سعيد بن محمد الجرمي، وشريح بن يونس، والوليد بن
شجاع السكوني، وابن مهدي، وجماعة.)
(12/260)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 261
وكان عبداً صالحاً، أم الناس في الصلاة على الثوري، ما أعلم فيه مغمزاً. مات سنة
إحدى وثمانين ومائة. قال ابن معين: صالح الحديث. وذكره ابن حبان في الثقات. وأخرج
له مسلم حديثين عن أبيه.
4 (عبد الرحمن بن عثمان بن إبراهيم بن محمد بن حاطب الحاطبي المدني.)
له عن: أبيه عن ابن عمر، وعن عمه. وعنه: سعدويه الواسطي، وأبو معمر القطيعي،
وزكريا بن يحيى بن صبيح، وعثمان بن أبي شيبة.
(12/261)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 262
قال أبو حاتم: ضعيف الحديث يهولني كثرة ما يسند.
4 (عبد الرحمن بن مالك بن مغول البجلي الكوفي.)
عن: أبيه، وهشام بن عروة، والأعمش، ونحوهم. وعنه: أبو إبراهيم الترجماني، وعمرو
الناقد، ومحمد بن معاوية بن مالج، بفتح اللام. قال الدار قطني،، وغيره: متروك.
وقال أبو داوود: كان يضع الحديث. وقال أحمد بن حنبل: خرقنا حديثه من بعد. وقال ابن
معين: رأيته، وليس بثقة.
4 (عبد الرحمن بن القطامي.)
(12/262)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 263
بصري، له عن: أبي المهزم، ومحمد بن زياد الجمحي، وعلي بن جدعان. وعنه: عبد الجبار
بن العلاء، وعمر بن شبة، وعبد الرحمن بن معبد، وآخرون. قال الفلاس: لقيته وكان
كذاباً. وذكره ابن حبان ووهاه، لكن غلط في قوله: روى عن أنس، إنما يروي عن أصحاب
أنس. وأورد ابن عدي له أحاديث وقال: لعل الضعف فيها من قبل أبي المهزم، وابن
جدعان.
4 (عبد الرحمن بن أبي الرجال ع.)
محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن حارثة بن النعمان بن نافع الأنصاري النجاري
المدني.) عن: أبيه، وعمارة بن غرية، وعمر مولى عفرة، ويحيى بن سعيد الأنصاري،
ويعقوب بن محمد بن طحلاء، وجماعة. وعنه: أبو نعيم، وقتيبة، وهشام بن عمار، ويحيى
الوحاظي، وسويد بن
(12/263)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 264
سعيد، والحكم بن موسى. وكان قد نزل بثغر الشام. وثقه ابن معين، وغيره. ولينه أبو
حاتم قليلاً.
4 (عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله العرزمي.)
عن: أبيه، وجابر الجعفي، وعبد الملك بن أبي سليمان، وجويبر، وغيرهم. وعنه: ابنه
محمد، وعلي بن جعفر الأحمر، وعبد الرحمن بن صالح الأزدي، وغيرهم. قال أبو حاتم:
ليس بقوي. وقال الدار قطني: ضعيف.
4 (عبد الرحمن بن مسهر.)
(12/264)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 265
أبو الهيثم الكوفي، قاضي جبل، وهو أخو علي بن مسهر. روى عن: هشام بن عروة، وعمرو
بن شمر، وأشعث بن سوار. وعنه: يحيى بن أيوب العابد، وعبد الله المخزومي، والحسين
بن أبي زيد الدباغ، وغيرهم. قال النسائي: متروك. هو الذي ولاه أبو يوسف القاضي
قضاء جبل، وأن الرشيد انحدر مرة إلى البصرة، قال عبد الرحمن: فسألت أهل حبل أن
يثنوا علي، فوعدني ذلك. فلما قرب إلينا الرشيد وأبو يوسف معه في الحراقة، فقلت: يا
أمير المؤمنين نعم القاضي قاضي جبل، قد عدل، وفعل وفعل، وجعلت أثني، فعرفني أبو
يوسف فضحك، ثم أخبر الرشيد، فضحك حتى فحص برجليه، ثم قال: هذا شيخ قليل العقل
فاعزله، فعزلني. قلت: ومن نقص عقله كونه يحكي هذه الورطة عن نفسه. قال ابن معين:
ليس بشيء.
4 (عبد الرحمن بن ميسرة، أبو ميسرة الحضرمي المصري الفقيه.)
)
(12/265)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 266
من كبار علماء المصريين وقرائهم. ولد سنة عشر ومائة، وكان أول من أقرأ بمصر بحرف
نافع، وكان من شهود القاضي العمري. توفي سنة ثمان وثمانين ومائة.
4 (عبد الرحيم بن زيد بن الحواري العمي البصري ق.)
أبو زيد. روى: عن أبيه، ومالك بن دينار. وعنه: سويد بن سعيد، ويحيى الحماني،
والمسيب بن واضح، ومحمد بن يحيى العدني، وجماعة. قال البخاري: تركوه. وقال أبو
حاتم: ترك حديثه، منكر الحديث، كان يفسد أباه، يحدث عنه بالطامات. وقال ابن معين:
ليس بشيء.
(12/266)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 267
وقال أبو داود: ضعيف. وقال النسائي: متروك الحديث. مات سنة أربع وثمانين ومائة.
4 (عبد الرحيم بن سليمان الرازي ع. د. م.)
أبو علي، نزيل الكوفة. عن: عاصم الأحول، وإسماعيل بن أبي خالد، وأشعث بن سوار،
وسليمان الأعمش، وطائفة. وعنه: أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، وهناد، وأبو سعيد
الأشج، وعدة. وهو رفيق حفص بن غياث في طلب العلم، وله تصانيف. وثقه يحيى بن معين،
وغيره.
(12/267)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 268
توفي في آخر سنة سبع وثمانين ومائة. ويقال سنة أربع وثمانين. قال أبو حاتم: صالح
الحديث، صنف الكتب.
4 (عبد الرزاق بن عمر، أبو بكر الدمشقي.)
عن: الزهري، وإسماعيل بن أبي المهاجر.) وعنه: حفيده إسحاق بن عقيل، وأبو مسهر،
وأبو الجماهر محمد بن عثمان، ويسرة بن صفوان، والحكم بن موسى، وجماعة. قال
البخاري: منكر الحديث. وقال النسائي: ليس بثقة. وقال الحسن بن علي: سألت هشيماً،
عن عبد الرزاق بن عمر فقال: ذهبت كتبه. خرج إلى بيت المقدس فجعل كتبه في خرج جديد
وثيابه في خرج خلق، فجاء اللصوص فأخذوا الخرج الجديد، فذهبت كتبه. فكان بعد إذا
سمع حديثاً للزهري قال: هذا مما سمعت. وروى عباس، عن ابن معين: ليس بشيء.
(12/268)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 269
4 (عبد السلام بن حرب الملائي خ. ع.)
كوفي أصله من البصرة. وكان شريكاً لأبي نعيم في بيع الملاء، وكان حافظاً معمراً.
روى عن: أيوب السختياني، وإسحاق بن أبي فروة، وعطاء بن السائب، وخالد الحذاء،
وطائفة. وعنه: أبو بكر بن أبي شيبة، وهناد، وأبو سعيد الأشج، والحسن بن عرفة، وخلق
سواهم. ومن الكبار: ابن إسحاق، وقيس بن الربيع، وهما أكبر منه. قال يعقوب بن شيبة:
ثقة، وفي حديثه لين. وقال الترمذي: ثقة حافظ. قال ابن شيبة: وكان عسراً في الحديث:
سمعت ابن المديني يقول: كان يجلس في كل عام مرة مجلساً للعامة. فقلت لعلي: أكثرت
عنه قال: نعم، حضرت له مجلس العامة، وقد كنت استنكرت بعض حديثه حتى نظرت في
(12/269)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 270
حديث من يكثر عنه فإذا حديثه مقارب عن مغيرة والناس. وذلك أنه كان عسراً، فكانوا
يجمعون عن أبيه في مواضع، وكنت أنظر إليها مجموعة فاستنكرتها. قال ابن معين: هو
ثقة، والكوفيون يوثقونه. وقال القواريري: أتيت عبد السلام بن حرب، قلت: حدثني فإني
رجل غريب من البصرة. فقال لي: كأنك تقول جئت من السماء، ولم يحدثني.) وقال غيره:
ولد سنة إحدى وتسعين، ومات سنة سبع وثمانين ومائة.
4 (عبد السلام بن مكلبة.)
الفقيه البيروتي صاحب الأوزاعي. روى عن: جريح، والأوزاعي، وأبي أمية الشعباني
يحمد. وعنه: الوليد بن مسلم، والوليد بن مزيد، وأبو مسهر، وآخرون. قال مروان بن
محمد: أعلم الناس بحديث الأوزاعي وفتياه عشرة منهم: عبد السلام بن مكلبة.
4 (عبد الصمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب.)
(12/270)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 271
الأمير أبو محمد الهاشمي. روى عن: أبيه. عنه: المهدي، ومات قبله بدهر. وقد ورد أنه
توفي بأسنانه التي ولد بها، وكانت ملتصقة، وكان عظيم الخلق، ضخماً، ذا قعدد في
النسب، وقد خرج عند موت السفاح مع أخيه عبد الله بن علي، وحارب أبا مسلم، ثم تقلبت
به الأيام، وبقي إلى هذا الوقت. وكان الرشيد يحترمه ويجله لأنه عم جده المنصور.
(12/271)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 272
مولده بالحميمة من أرض البلقاء، وقد ولي إمرة دمشق، ثم ولي إمرة البصرة، فكان في
هذا العصر عبد الصمد ولد علي، والفضل بن جعفر بن العباس بن موسى بن عيسى بن محمد
ولد علي. وهذا من غريب الاتفاق. قال ابن عساكر: وحدث عنه إسماعيل ابنه، وعبد
الواحد، ويعقوب ابنا جعفر بن سليمان. قال علي بن معروف القاضي، ومحمد بن عمر بن
بهتة، ومحمد بن عبد الله بن مجيب الرقاق، وعثمان بن منتاب، وابن الصلت المجبر:
ثناه إبراهيم بن عبد الصمد بن موسى بن محمد بن إبراهيم الهاشمي، نا أبي، نا عمي
إبراهيم بن محمد، عن عبد الصمد بن علي، عن أبيه عن جده: قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: أكرموا الشهود، فإن الله يستخرج بهم الحقوق ويدفع بهم الظلم. أخبرناه
القاضي محيي الدين محمد بن إبراهيم الأسدي، وابن عمه أيوب، والتقي بن مؤمن، وابن
الفراء، ومحمد بن فضل، وعبد الكريم بن محمد، وبيبرس) التركي قالوا: أنا إبراهيم بن
عثمان، أنا علي بن تاج القراء، وابن البطي ح وأنا سنقر بن عبد الله، أنا عبد اللطيف
بن يوسف، وعبد اللطيف بن محمد، وأنجب الحمامي، وعلي بن الفخار، وابن السماك محمد
بن محمد، وابن بغا قالوا: أنا ابن البطي ح وأنا أبو المعالي الزاهد، أنا محمد بن
معالي، ومحمد بن أبي القاسم الخطيب، وعمر بن بركة، والأنجب الحمامي، وسعيد بن
ياسين، وصفية بنت عبد الجبار قالوا: أنا ابن البطي: قال هود ابن تاج القراء: أنا
مالك البانياسي، أنا ابن الصلت، وذكره. قال العقيلي: الحديث غير محفوظ، انفرد به
عبد الصمد.
(12/272)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 273
قلت: ولا يروى عنه إلا بهذا الإسناد وعبد الصمد بن موسى. قال الخطيب: قد ضعفوه.
قال نفطويه: كان عبد الصمد بن علي أقعد أهل دهره نسباً، فبينه وبين عبد مناف كما
بين يزيد بن معاوية وبين عبد مناف. قال: وكان أسنان عبد الصمد وأضراسه قطعة واحدة.
وقال أحمد بن كامل القاضي: كان في القعدد يناسب سعيد بن زيد أحد العشرة، وكان عم
جده الخليفة الهادي. وعاش بعد الهادي دهراً، وهو أعرق الناس في العمى، فإنه عمي
بآخره. فهو أعمى ابن أعمى ابن أعمى. كان طرح ببيت فيه ريش، فطارت ريشة فسقطت في
عينه. قال ثعلب: أخبرني عافية بن شبيب أن عبد الصمت مات بأسنانه التي ولد بها.
وأمه هي كثيرة التي كان عبد الله بن قيس الرقيات يشبب بها في قوله:
(عاد له من كثيرة الطرب .......... فعينه بالدموع تنسكب)
قال جعفر الفريابي: ثنا محمد بن سعيد الفريابي: سمعت سيف بن محمد ابن أخت الثوري
يقول: مرض خالي سفيان، فعاده عبد الصمد بن علي، وكان سيد بني هاشم، فقال لنا
سفيان: لا تأذنوا له. قلنا: لا يمكن ذلك. فحول وجهه إلى الحائط. ودخل فسلم، فلم
يرد عليه، وجلس ملياً
(12/273)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 274
وقال: يا سيف، كان أبا عبد الله نائم فقلت: أحسب ذاك، أصلحك الله. فقال سفيان: لا
تكذب، لست بنايم. وقال عبد الصمد: يا أبا عبد الله، ألك حاجة. قال: نعم، لا تعود
إلي، ولا تشهد جنازتي، ولا تترحم علي. فخجل عبد الصمد وخرج، وقال: هممت ألا أخرج
إلا ورأسه معي.) قلت: سيف تالف. مات عبد الصمد بالبصرة سنة خمس وثمانين ومائة، عن
ثمانين سنة.
4 (عبد الصمد بن معقل بن منبه اليماني)
روى عن عمه وهب، وعن: طاووس، وعكرمة. وعنه: ابناه يحيى، ويونس، وابن أخته إسماعيل
بن عبد الكريم، وعبد الرزاق، ومحمد بن خالد الصنعانيون. قال أحمد بن حنبل: كان قد
عمر وأظنه مات أيام هشيم، وهو ثقة. وكذا وثقه يحيى بن معين. قال أحمد بن علي
الأبار وغيره: مات عبد الصمد بن معقل سنة ثلاث وثمانين ومائة. قال الأبار: حدثني
بعض ولده أنه عاش خمساً وتسعين سنة.
4 (عبد العزيز بن أبي حازم ع.)
(12/274)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 275
واسم أبيه سلمة بن دينار. الفقيه أبو تمام المدني. روى: عن أبيه، وزيد بن أسلم،
والعلاء بن عبد الرحمن، وسهيل بن أبي صالح، ويزيد بن عبد الله بن الهاد، وهشام بن
عروة، وموسى بن عقبة، وعدة. وعنه: الحميدي، وأبو مصعب، وعلي بن حجر، وعمرو الناقد،
ويعقوب الدورقي، ويحيى بن أكثم، وخلق سواهم. وكان إماماً كبير الِشأن. قال يحيى بن
معين: صدوق. وقال أحمد بن أبي خيثمة: قيل لمصعب بن عبد الله: ابن أبي حازم ضعيف في
حديث أبيه. فقال: أوقد قالوها أما ابن أبي حازم فسمع مع سليمان بن بلال، فلما مات
سليمان أوصى إليه بكتبه، فكانت عنده، فقال: بال عليها الفأر فذهب بعضها. فكان يقرأ
ما استبان، يدع ما لا يعرف منها. أما حديث أبيه فكان يحفظ.
(12/275)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 276
قال أحمد بن حنبل: لم يكن بالمدينة بعد مالك أفقه من عبد العزيز بن أبي حازم. وقال
أبو حاتم: هو أفقه من الدراوردي. وقال أحمد بن أبي خيثمة: سمعت يحيى بن معين يقول:
ابن أبي حازم ليس بثقة في حديث) أبيه. كذا قال. قلت: بل هو حجة في أبيه وغير أبيه.
وقال أحمد بن حنبل: يرون أنه سمع من أبيه، وأما هذه الكتب التي عن غير أبيه
فيقولون إن كتب سليمان بن بلال صارت إليه. وقال أحمد بن حنبل مرة: لم يكن يعرف
بطلب الحديث، إلا كتب أبيه، فيقولون: سمعها. وقال ابن سعد: ولد سنة سبع ومائة،
وتوفي ساجداً في سنة أربع وثمانين ومائة.
4 (عبد العزيز بم خالد الترمذي ن.)
روى عن: أبيه خالد بن زياد، عن حجاج بن أرطأة، وطلحة بن عمرو المكبي، وابن جريج،
وأبي قتيبة، وغيرهم.
(12/276)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني
عشر الصفحة 277
وعنه: أحمد بن يعقوب، وداوود بن حماد، والفضل بن مقاتل، ومحمد بن عصمة، ويحيى بن
موسى البلخيون، ومحمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة. قال أبو حاتم: شيخ.
4 (عبد العزيز بن عبد الصمد العمي البصري ع.)
أبو عبد الصمد. أحد الثقات الحفاظ. روى عن: أبي عمران الجوني، ومنصور بن المعتمر،
ومطر الوراق، وحصين بن عبد الرحمن. وعنه: أحمد بن حنبل، وإسحاق، والفلاس، وبندار،
وزياد بن يحيى الحساني، والحسن بن عرفة، وخلق. وثقه أحمد بن حنبل، وغيره. وقال
القواريري: نا عبد العزيز العمي، وكان حافظاً. وقال الفلاس: سمعت عبد الرحمن بن
مهدي يقول يوم مات عبد العزيز بن عبد الصمد: ما مات لكم شيخ منذ ثلاثين سنة مثله.
(12/277)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 278
قلت: توفي سنة سبع وثمانين ومائة.
4 (عبد العزيز الدراوردي بن محمد بن عبيد م. خ. ق. ن.)
الإمام أبو محمد الجهني مولاهم المدني، أصله من دراورد، قرية بخراسان فيما قيل.)
وقال الطبراني: ثنا أحمد بن رشدين: سمعت أحمد بن صالح يقول: كان الدراوردي من أهل
إصبهان، ترك المدينة، وكان يقول للرجل إذا أراد أن يدخل: أندرون، فلقبه أهل
المدينة الدراوردي. روى عن: صفوان بن سليم، ويزيد بن عبد الله بن الهاد، وأبي
طوالة عبد الله بن عبد الرحمن، وثور بن زيد، وأبي حازم، وجعفر بن محمد، وشريك بن
أبي نمر، والعلاء بن عبد الرحمن، وعمرو بن أبي عمرو، وسهيل بن أبي صالح، وعدة.
وعنه: سفيان، وشعبة، وهما أكبر منه، وإسحاق بن راهويه، وعلي بن
(12/278)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 279
خشرم، وأحمد بن عبدة، ويعقوب الدورقي، وأبو حذافة السهمي، وخلق سواهم. قال معن بن
عيسى: يصلح أن يكون أمير المؤمنين. وقال يحيى بن معين: هو أثبت من فليح بن سليمان.
وقال أبو زرعة: هو سيئ الحفظ. وقال الفلاس: كان عبد الرحمن بن مهدي يحدث عن الرجل
بالحديث والشيء، لا يحدث بحديثه كله: وأنه حدث عن الدراوردي بحديث. وقال الأثرم:
قيل لأبي عبد الله الدراوردي: تروي عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي
صلى الله عليه وسلم أنه كان يرخي عمامته من خلفه. فتبسم وأنكره. وقال: إنما هذا
موقوف. وعن أحمد قال: إذا حدث من حفظة يهم، ليس هو بشيء، وإذا حدث من كتابه فنعم.
وقال أبو حاتم: لا يحتج به. قلت: أخرج له الأئمة الست، لكن قذفه البخاري بآخر. مات
سنة سبع وثمانين ومائة.
(12/279)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 280
4 (عبد العزيز بن يعقوب بن أبي سلمة ميمون)
ويعقوب هو الماجشون، أخو يوسف التيمي مولى آل المنكدر، أحد العلماء بالمدينة. وهو
ابن عم عبد العزيز بن عبد الله الماجشون، يقال: لقب يعقوب بالماجشون لحمرة خديه.
يروي عن: ابن عمر، وعن الأعرج. روى عبد العزيز عن أبيه، ومحمد بن المنكدر.) وعنه:
أحمد، ومحمود بن خداش، وشريح بن يونس، والزعفراني، وعلي بن هاشم الرازي. كنيته أبو
الأصبغ، بقي إلى حدود سنة تسعين ومائة. ويوسف أخوه أكبر منه وأشهر، وهو صدوق، مقل.
قال أبو حاتم: لا بأس به.
4 (عبد القاهر بن السري د. ق.)
أبو رفاعة السلمي البصري.
(12/280)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 281
عن: أبيه، وحميد الطويل، وعبد الله بن كنانة بن عباس بن مرداس، وغيرهم. وعنه: عيسى
البركي، ومحمد بن أبي بكر المقدمي، والفلاس، والجهضمي، وغيره. سئل عنه يحيى بن
معين فقال: صالح.
4 (عبد الغني بن سمرة الرعيني البصري.)
عن: أبيه، وابن عون، وهشام بن حسان. وعنه: زيد بن أخزم، ونصر بن علي، ويزيد بن
سنان القزاز.
4 (عبد القدوس بن بكر بن خنس ت. ق.)
أبو الجهم الكوفي، أخو خنيس، وزيد. روى عن: أبيه، وحبيب بن سليم، وحجاج بن أرطأة.
وعنه: أحمد بن منيع، وصالح بن الهيثم الواسطي. وهو قليل الرواية. ما رأيت لأحد فيه
كلاماً.
4 (عبد الكريم بن يعفور الجعفي.)
(12/281)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 282
أبو يعفور، شيخ كوفي من أجلاد الشيعة. له عن: جابر الجعفي، ومشمرخ. وعنه: قتيبة،
وإسحاق بن موسى الأنصاري. قال أبو حاتم: كان من عتقى الشيعة، وكان قزازاً.
4 (عبد المؤمن بن عبد الله بن خالد.)
أبو الحسن العبسي الكوفي.) عن: داوود بن أبي هند، والأعمش. وعنه: قتيبة، وأحمد بن
حنبل. قال أبو حاتم: مجهول.
4 (عبيد الله بن شميط ت.)
ابن عجلان البصري. عن: أبيه، وعمه الأخضر بن عجلان، وأيوب السختياني. وعنه: سليمان
بن حرب، وعبدان بن عثمان، ومحمد بن أبي بكر المقدمي، وحميد بن مسعدة، وطائفة.
(12/282)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 283
وثقه ابن معين، وغيره. يقال: توفي سنة إحدى وثمانين ومائة.
4 (عبيد الله بن عبيد الرحمن الأشجعي الكوفي خ. م. ت. ن. ق.)
أحد الأئمة يكنى أبا عبد الرحمن. روى عن: إسماعيل بن أبي خالد، وهشام بن عروة،
والطبقة. وصحب الثوري، وقال: سمعت منه ثلاثين ألف حديث. قال يحيى بن معين: ما
بالكوفة أعلم بسفيان من عبيد الله الأشجعي. روى عنه: يحيى بن آدم، وهاشم بن
القاسم، ويحيى بن معين، وأبو خيثمة، وأبو كريب، وعثمان بن أبي شيبة، ويعقوب
الدورقي، وآخرون. قال قبيصة: لما مات سفيان الثوري قعد الأشجعي موضعه. قلت: نزل
بغداد، ومات سنة اثنتين وثمانين ومائة.
(12/283)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 284
4 (عبيد الله بن عمرو.)
شيخ الرقة، وقد مر.
4 (عبيد الله بن مالك الفهري.)
أبو الأشعث، قاضي قرطبة في أواخر دولة عبد الرحمن بن معاوية الداخل. وقد ولي أيضاً
قضاء إشبيلية. مات في ذي القعدة سنة اثنتين وثمانين.)
4 (عبد ربه بن بارق الحنفي، ثم اليمامي الكوفي الكوسج ت.)
عن: جده لأمه أبي زميل سماك الحنفي. وعنه: علي بن المديني، وزياد بن يحيى الحساني،
وبشر بن الحكم بن الحكم، والفلاس، ونصر بن علي، وجماعة. قال أحمد: ما به بأس. وقال
ابن معين: ضعيف. وقال النسائي: ليس بالقوي.
4 (عبد ربه بن صالح القرشي الدمشقي.)
(12/284)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 285
عن: مكحول، وعروة بن رويم، ومحمد بن عبد الرحمن صاحب واثلة. وعنه: الوليد بن مسلم،
ومروان بن محمد، وسليمان بن عبد الرحمن، وغيرهم.
4 (عبد ربه بن ميمون.)
أبو عبد الملك الأشعري النحاس، قاضي دمشق. عن: يونس بن ميسرة، والعلاء بن الحارث،
وإسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر، وزرعة بن إبراهيم، وعدة. وعنه: أبو مسهر،
والهيثم بن خارجة، وهشام بن عمار، وسليمان ابن بنت شرحبيل. وثقه أبو زرعة الدمشقي.
4 (عبدة بن سليمان ع.)
أبو محمد الكلابي الكوفي. عن: عاصم الأحول، هشام بن عروة، وإسماعيل بن أبي خالد،
وعدة.
(12/285)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 286
وعنه: ابن راهويه، وأبو خيثمة، وأبو كريب، وأبو سعيد الأشج، وآخرون. قال أحمد بن
حنبل: ثقة، ثقة وزيادة مع صلاح وشدة. فقير، عليه فروة خلقة لا تساوي كبير شيء.
قلت: توفي سنة ثمان وثمانين في ثالث رجب، وصلى عليه محمد بن ربيعة الكلابي. وقال
العجلي: ثقة، صالح، صاحب قرآن، يقريء.
4 (عبيدة بن الأسود الهمداني الكوفي ت. ق.)
) عن: أبي إسحاق السبيعي، ومجالد بن سعيد، والقاسم بن الوليد الهمداني. وعنه:
عثمان بن أبي شيبة، ويوسف بن عدي، وعبد الله بن عمر مشكدانة، وآخرون. قال أبو
حاتم: ما بحديثه بأس.
(12/286)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 287
4 (عبيدة بن حميد بن صهيب خ. ع.)
أبو عبد الرحمن الكوفي الحذاء النحوي. روى عن: الأسود بن قيس، وسعد بن طارق
الأشجعي، وعبد العزيز بن رفيع، وعبد الملك بن عمير، ومنصور، والأعمش، وطائفة
سواهم. وعنه: سفيان الثوري مع تقدمه وجلالته، وأحمد بن حنبل، وأحمد بن منيع،
والحسن بن الصباح البزار، والحسن بن محمد الصباح الزعفراني، وعمرو الناقد، ومحمد
بن سعيد بن غالب العطار، وآخرون. وثقه أحمد، ويحيى. وكان حجة، ثبتاً، عالماً، صاحب
حديث ونحو وعربية وقرآن. أدب محمداً الأمين. قال أحمد: أتيته أنا وابن معين فأملي
علينا، ثم كثر عليه الناس حتى غلبونا، وكثر الزحام.
(12/287)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 288
ثم قال: وهو أحب إلي من زياد البكائي وأصلح حديثاً. وقال الأثرم: أحسن أبو عبد
الله الثناء على عبيدة ورفع أمره. وقال: ما أدري ما للناس وله. وكان قليل السقط.
وروى عثمان الدارمي، عن يحيى قال: ما به المسكين بأس، ليس له بخت، عابوه بأنه يعقد
عند أصحاب الكتب. وقال عبد الله بن علي بن المديني، عن أبيه: أحاديثه صحاح، وما
رويت عنه شيئاً، وضعفه. وقال في موضع آخر: ما رأيت أصح حديثاً منه. وقال يعقوب بن
شيبة: لم يكن من الحفاظ المتقنين. وقال زكريا الساجي: ليس بالقوي في الحديث. وقال
النسائي: ليس به بأس. وقال هارون بن حاتم: سألت عبيد بن حميد: متى ولدت قال: سنة
سبع ومائة. ومات سنة تسعين.) قلت: مات سنة تسعين ومائة، ومولده قبل العشر ومائة.
4 (عتاب بن أعين.)
أبو القاسم الكوفي، سكن الري. وروى عن: الأعمش، وإسماعيل بن أبي خالد، ومسعر، وأبي
العميس، وطائفة.
(12/288)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 289
وعنه: جرير بن عبد الحميد وهو أكبر منه، وهشام بن عبيد الله، وعبد الصمد بن عبد
العزيز المقريء، ومحمد بن حميد، وآخرون. وثقه أبو حاتم. ولا شيء له في الكتب.
4 (عتاب بن بشير الأموي، مولاهم الحراني خ. د. ت. ن.)
عن: خصيف بن عبد الرحمن، وثابت بن عجلان، وعبيد الله بن أبي زناد القداح، وغيرهم.
وعنه: أبو جعفر النفيلي، وإسحاق، وعلي بن حجر، ومحمد بن سلام البيكندي، وأبو نعيم
الحلبي، وجماعة. قال أحمد: أرجو أن لا يكون به بأس، أتى عن خصيف بمناكير أراها من
قبل خصيف. وقال يحيى بن معين: ثقة.
(12/289)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 290
وقال مرة: ضعيف. وقال عثمان الدارمي: سمعت علي بن المديني يقول: ضربنا على حديث
عتاب بن بشير. قلت: قواه غير واحد، وفيه شيء. مات سنة ثمان وثمانين ومائة. وقيل
سنة تسعين.
4 (عتاب بن محمد بن شوذب البلخي.)
عن: هشام بن عروة، وعاصم الأحول، وأبي حنيفة، وجماعة. وعنه: يحيى بن موسى خت،
ويونس بن يوسف البلخيان. ما أعرفه.
4 (عثمان بن حصن بن علاق القرشي الدمشقي ن.)
(12/290)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 291
عن: عروة بن رويم، وموسى بن يسار، وثور بن زيد، وجماعة. وعنه: هشام بن عمار، وعلي بن
حجر، والحكم بن موسى، وأبو نعيم الحلبي.) قال أبو زرعة الرازي: لا بأس به. وقال
أبو مسهر: ثقة، من طلبه العلم. وفي التهذيب قيل: هو عثمان بن حفص بن عبيدة بن
علاق، وقيل: عثمان بن عبد الرحمن بن علاق، وقيل غير ذلك.
4 (عثمان بن زائد المقريء.)
نزيل الري، يكنى أبا محمد. عرض القرآن على حمزة. وسمع: الزبير بن عدي، وعطاء بن
السائب، وعمارة بن القعقاع.
(12/291)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 292
روى عنه القراءة: عبد الصمد بن عبد العزيز الرازي. وحدث عنه غيره واحد منهم: عيسى
بن أبي فاطمة، وأبو الوليد الطيالسي، وإسحاق بن سليمان، وعيسى بن جعفر القاضي،
وموسى بن داوود قاضي طرسوس، وغيرهم. قال أبو حاتم: عثمان بن زائدة من أفضل
المسلمين. وقال بعض الحفاظ: ما رأينا أورع منه. وعن ابن عيينة قال: ما جاءنا أحد
أفضل من عثمان بن زائدة. وقال أبو الوليد: ما رأيت رجلاً أفضل منه. وقال العجلي:
هو ثقة، رجل صالح.
4 (عثمان بن عبد الرحمن الجمحي البصري ت. ق.)
عن: محمد بن زياد الجمحي صاحب أبي هريرة، وعن نعيم المجمر، وأيوب، وعدة. وعنه: علي
بن المديني، وأحمد بن عبدة الضبي، وبشر بن الحكم، ونصر بن علي، وجماعة. قال أبو
حاتم: لا يحتج به.
(12/292)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 293
4 (عثمان بن عثمان، أبو عمرو الغطفاني م. د. ن.)
قاضي البصرة. عن: زيد بن أسلم، وسليمان بن خربوذ، وعلي بن زيد بن جدعان، وعمر بن
نافع العمري، وهشام بن عروة. وعنه: أبو بكر بن أبي شيبة، وعلي بن المديني، ومحمد
بن المثنى ونصر بن علي الجهضمي،) وجماعة. وكان رجلاً صلحاً، حسن الحديث، فيه شيء.
قال البخاري: مضطرب الحديث. وقال العقيلي: في حديثه نظر.
4 (عثمان بن كنانة)
الفقيه، أبو عمرو المدني، مولى آل عثمان رضي الله عنه. قال يحيى بن بكير: لم يكن
في حلقة مالك أضبط ولا أدرس من ابن كنانة، وكان ممن يخصه مالك بالإذن عند اجتماع
الناس عليه على بابه.
(12/293)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 294
وقال ابن عبد البر: كان من الفقهاء، وليس له في الحديث ذكر. قال ابن مفرج القرطبي:
توفي سنة ثلاث وثمانين ومائة. وقال أبو إسحاق الشيرازي: توفي بعد مالك بسنتين. وهو
عثمان بن عيسى بن كنانة. وقال يحيى بن بكير: توفي بمكة بعد مالك بعشر سنين.
4 (عدي بن أبي عمارة البصري الذارع القسام.)
عن: معاوية بن قرة، وقتادة، وزياد النميري، وعلي بن جدعان. وعنه: ابن المديني،
وإبراهيم بن موسى، وابنه. قال أبو حاتم: ليس به بأس.
4 (عرابي بن معاوية الحضرمي.)
يكنى أبا زمعة. روى عن: أبي قبيل المعافري، وعبد الله بن هبيرة. وعنه جماعة من أهل
مصر. مات في ربيع الآخر سنة اثنتين وثمانين ومائة.
4 (عطاء بن مسلم الخفاف ن. ق.)
(12/294)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 295
محدث كوفي، سكن حلب. وروى عن: الأعمش، والمسيب بن رافع، وجعفر بن برقان، ومحمد بن
سوقة.) وعنه: ابن المبارك، وأبو نعيم الحلبي، ومحمد بن مهران الجمال، وموسى بن
أيوب النصيبي، وأبو همام السكوني، وجماعة. قال أبو حاتم: كان شيخاً صالحاً يشبه
يوسف بن أسباط، يعني في الخير. قال: وكان قد دفن كتبه. وقال أبو زرعة: كان يهم.
وقال أبو داوود: ضعيف. قلت: مات سنة تسعين ومائة.
4 (عطوان بن مشكان التميمي الخياط.)
عن مولاته جمرة اليربوعية، ولها صحبة. وحدث عنه: يحيى الحماني، وأبو معمر إسماعيل
الهذلي، ومعلى بن منصور الرازي، وبكر بن الأسود
(12/295)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 296
الكوفي. قال ابن أبي حاتم: شيخ وليس بمنكر الحديث. قلت: وقع لنا من حديثه عالياً
فيما قرب سنده لأبي قاسم بن السمرقندي.
4 (عفان بن سيار الباهلي الجرجاني ن.)
أبو سعيد قاضي جرجان. روى عن: أبي إسحاق، وعنبسة بن الأزهر، وأبي حنيفة، ومسعر بن
كدام، وخارجة بن مصعب. وعنه: أحمد بن أبي طيبة الجرجاني، والحسين بن عيسى
البسطامي، وعباد بن يعقوب الرواجني، وعبد الجبار بن عاصم النسائي، وغيرهم. توفي
سنة إحدى وثمانين ومائة. قال أبو زرعة الرازي: وسئل عنه أبو حاتم فقال: شيخ.
4 (عفيف بن سالم.)
(12/296)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 297
أبو عمرو البجلي، مولاهم الموصلي الفقيه. رحل وطوف وروى عن: الأوزاعي، وعبد الله
بن طاووس، وموسى بن عبيدة، ويونس بن أبي إسحاق، وقرة بن خالد، وفطر بن خليفة،
وشعبة وطائفة.) وعنه: إسحاق بن أبي إسرائيل، وحرب بن محمد الطائي، وداوود بن رشيد،
وعلي بن حجر، ومحمد بن عبد الله بن عمار الموصلي، وسعدان بن نصر. وثقه أبو حاتم،
وغيره. وقال ابن عمار: كان علماء الموصل، مات كهلاً سنة ثلاث أو أربع وثمانين، هكذا
وجدت تاريخ وفاته، ولم يلحقه علي بن حرب. وذكره الدار قطني فقال: ربما أخطأ ولا
يترك.
4 (عقبة بن إسحاق السلولي الكوفي.)
عن: إسماعيل بن أبي خالد، وليث بن أبي سليم، وأبي شراعة. وعنه: إسحاق بن إدريس،
وأبو نعيم، وإسحاق بن منصور السلولي. قاله أبو حاتم ولم يضعف.
4 (عقبة بن خال السكوني ع.)
(12/297)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 298
أبو مسعود الكوفي. عن: هشام بن عروة، وإسماعيل بن أبي خالد، وأبي سعد البقال سعيد،
وعبيد الله بن عمر، وجماعة. وعنه: أحمد، وإسحاق، وأبو بكر بن أبي شيبة، وابن نمير،
وأبو سعيد الأشج. قال أبو حاتم: لا بأس به. وقال الترمذي: توفي سنة ثمان وثمانين
ومائة.
4 (عكرمة بن سليمان.)
شيخ القراء بمكة. هو عكرمة بن سليمان بن كثير بن عامر مولى آل شيبة العبدري الحجبي
المكي المقريء، أبو القاسم. قرأ القرآن وجوده على: شبل بن عباد، ومعروف بن مشكان،
وإسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين. تلا عليه أبو الحسن أحمد بن موسى بن محمد البزي،
وغيره.
4 (علي بن ثابت الجزري د. ت.)
)
(12/298)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 299
أبو أحمد نزيل بغداد. عن: جعفر بن برقان، وبكير بن مسمار، وابن عون، وطائفة. وعنه:
أحمد بن حنبل، وأبو عبيد، وابن عرفة، وحميد بن الربيع، والحسين بن الحسن المروزي.
وقال أحمد: ثقة صدوق، يحدث ببعض الحديث ثم يقطعه ويجيء بآخر. وقال ابن معين: ثقة.
وقال الأزدي: ضعيف.
4 (علي بن حمزة بن عبد الله بن بهمن بن فيروز، مولى بني أسد، أبو الحسن الأسدي
الكوفي)
الكسائي.
(12/299)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 300
شيخ القراء والنحاة، نزل بغداد وأدب الرشيد، ثم ولده الأمين. قرأ القرآن على حمزة
الزيات أربع مرات، وقرأ أيضاً على محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عرضاً. وروى عن:
جعفر الصادق، والأعمش، وسليمان بن أرقم، وأبي بكر بن عياش. وتلا أيضاً على عيسى بن
عمر الهمداني. واختار لنفسه قراءة صارت إحدى القراءات السبع، وتعلم النحو على كبر
سنه، وخرج إلى البصرة، وجالس الخليل فقال له: من أين أخذت قال: ببوادي الحجاز،
ونجد، وتهامة. فخرج الكسائي إلى أرض الحجاز، وغاب مدة، ثم قدم وقد أنفذ خمس عشرة
قنينة حبر في الكتابة عن العرب سوى ما حفظ في قلبه. ورجع والخليل قد مات، وجلس
يونس بعده، فمرت بين الكسائي وبين يونس مسائل أقر له فيها يونس. قال عبد الرحيم بن
موسى: سألته لم سميت الكسائي قال: لأني أحرمت في كساء.
(12/300)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 301
وقال الشافعي: من أراد أن يتبحر في النحو فهو عيال على الكسائي. قال أبو بكر بن
الأنباري: اجتمع في الكسائي أمور: كان أعلم الناس بالنحو، وواحدهم في الغريب. وكان
أوحد الناس في القرآن، وكانوا يكثرون عليه حتى لا يضبط عليهم، فكان يجمعهم ويجلس
على كرسي ويتلو القرآن من أوله إلى آخره وهم يسمعون، ويضبطون عنه) حتى المقاطع
والمباديء قال إسحاق بن إبراهيم: سمعت الكسائي يقرأ القرآن على الناس مرتين. وعن
خلف بن هشام قال: كنت أحضر بين يدي الكسائي وهو يقرأ على الناس، وينقطون مصاحفهم
على قراءته. قلت: وتلا على الكسائي أبو عمر الدوري، وأبو الحارث الليث بن خالد،
ونصير بن يوسف الرازي، وقتيبة بن مهران الأصبهاني، وأبو جعفر أحمد بن أبي سريج،
وأحمد بن جبير الأنطاكي، وأبو حمدون الطيب بن إسماعيل، وأبو موسى عيسى بن سليمان
الشيزري. وروى عنه: أبو عبيد القاسم بن سلام، ويحيى الفراء، وخلف البزار، وعدة.
قال خلف: أولمت وليمة فدعوت الكسائي واليزيدي، فقال اليزيدي: يا أبا الحسن، أمور
تبلغنا عنك ننكر بعضها. فقال الكسائي. أو مثلي يخاطب بهذا وهل مع العالم إلا فضل
بصاقي في العربية. ثم بصق، فسكت اليزيدي. وللكسائي كتب مصنفة، منها: كتاب معاني
القرآن، ومختصر في النحو، وكتاب في القراءات، وكتاب النوادر الكبير، وتصانيف أخر.
(12/301)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 302
وقيل: إنما عرف بالكسائي لأنه أيام قراءته على حمزة كان يلتف في كساء، فلقبه أصحاب
حمزة بالكسائي. أبو العباس بن مسروق: نا سلمة بن عاصم قال: قال الكسائي: صليت
بهارون الرشيد، فأعجبتني قراءتي فغلطت في آية ما أخطأ فيها صبي قط، أردت أن أقول
لعلهم يرجعون فقلت يرجعين فوالله ما اجترأ الرشيد أن يقول أخطأت، لكنه لما سلم
قال: أي لغة هذه قلت: يا أمير المؤمنين قد يعثر الجواد. قال: أما هذه فنعم. وعن
سلمة: سمعت الفراء: سمعت الكسائي يقول: ربما سبقني لساني باللحن فلا يمكنني أن أرد
لساني. وذكر ابن الدورقي قال: اجتمع الكسائي واليزيدي عند الرشيد، فحضرت العشاء
فقدموا الكسائي، فارتج عليه قراءة قل يا أيها الكافرون فقال اليزيدي: قراءة هذه
السورة ترتج على قاريء أهل الكوفة قال: فحضرت صلاة فقدموا اليزيدي فارتج عليه في
الحمد فلما سلم قال:
(احفظ لسانك لا يقول فتبلى .......... إن البلاء موكل بالمنطق)
) وعن خلف قال: كان الكسائي يقرأ لنا على المنبر، فقرأ يوماً: أنا أكثر منك مالاً.
فسألوه عن العلة، فثرت في وجوههم، فمحوه من كتبهم، ثم قال لي: يا خلف، يكون أحد من
بعدي يسلم من اللحن؟.
(12/302)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 303
قال الفراء: ناظرت الكسائي يوماً وزدت، فكأني كنت طائراً يشرب من بحر. وعن الفراء
قال: إنما تعلم الكسائي النحو على كبر، لأنه جاء إلى قوم وقد أعيا، فقال: قد عييت.
فقالوا له: تجالسنا وأنت تلحن قال: وكيف قالوا: إن أردت من التعب فقل أعييت، وإن
انقطعت الحيلة في الأمر فقل عييت. فأنف من هذا وقام وسأل عمن يعلم النحو، فأرشد
إلى معاذ الهراء، فلزمه حتى أنفد ما عنده، ثم خرج إلى الخليل. قلت: وقد كان
للكسائي عند الرشيد منزلة رفيعة، وسار معه إلى الري، فمرض ومات بقرية رنبويه، فلما
اعتل تمثل وقال.
(قدر أحلك ذا النخيل وقد رأى .......... وأبي، ومالك ذو النخيل بدار)
(ألا كداركم بذي بقر الحمى .......... هيهات ذو بقر من المزوار)
ومات ومعه محمد بن الحسن الفقيه، فقال الرشيد لما رجع إلى العراق: دفنت الفقه
والنحو برنبويه. وقال نصير بن يوسف: دخلت على الكسائي في مرض موته فأنشأ يقول: قدر
أحلك. وذكر البيتين، فقلت: كلا، ويمتع الله الجميع بك.
(12/303)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 304
فقال: أين قلت ذاك لقد كنت أقرئ في مسجد دمشق، فأغفيت في المحراب، فرأيت النبي صلى
الله عليه وسلم داخلاً من باب المسجد، فقام إليه رجل، فقال: بحرف من نقرأ فأومأ
إلي. قال الدوري: توفي الكسائي بقرية ارنبويه، وكذا سماها أحمد بن جبير، وزاد
فقال: في سنة تسع وثمانين ومائة. وكذا أرخه جماعة. وقيل إنه عاش سبعين سنة. وفي
وفاته أقوال واهية، سنة إحدى وثمانين، وسنة اثنتين، وسنة ثلاث وسنة خمس وثمانين)
وقيل: سنة ثلاث وتسعين، والأول أصح.
4 (علي بن زياد التونسي الفقيه.)
أبو الحسن العبسي، شيخ المغرب. أصله من بلاد العجم، ومولده بأطرابلس، وكان إماماً
ثقة متعبداً، بارعاً في العلم. رحل وسمع من: سفيان الثوري، ومالك، والليث،
وطبقتهم. وسمع قبل أن يرحل من قاضي إفريقيا خالد بن أبي عمران، فهو أكبر شيخ له.
وصنف في الفقه كتاباً سماه خيراً من زنته، يشتمل على البيوع والأنكحة. قال أسد بن
الفرات: كان علي بن زياد من أكابر أصحاب مالك. روى عنه: بهلول بن راشد، وسمرة
التونسي، وسحنون، وأسد بن الفرات.
(12/304)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 305
وسنذكر في الطبقة الآتية، إن شاء الله، علي بن زياد الإسكندري.
4 (علي بن عبيد الله بن عمر بن علي بن أبي طالب الهاشمي العلوي المدني الطبيب.)
قال أبو حاتم الرازي: سمعت داوود بن عبد الله الجعفري يقول: قال لي علي بن عبيد
الله بن محمد، وكان أبصر الناس في الطب. وذكر حكاية.
4 (علي بن غراب ن. ق.)
أبو الحسن، ويقال أبو الوليد الفزاري الكوفي القاضي. روى عن: إسماعيل بن أبي خالد،
وأحوص بن حكيم، وهشام بن عروة، وعمر مولى عفرة. وعنه: أحمد بن حنبل، وزياد بن
أيوب، والحسين بن الحسن المروزي، ومحمد بن عبد الله بن عمارة، وعدة. قال ابن معين:
صدوق.
(12/305)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 306
وضعفه أبو داوود. وقال ابن حبان: كان غالياً في التشيع، كثير الخطأ. وقال
الجوزجاني: ساقط. وقال الدار قطني: ثقة. عبد الله بن أحمد بن حنبل: ثنا علي بن
الحسن أبو الشعثاء، نا علي بن غراب، عن صالح بن حيان، عن أبي بريدة، عن أبيه: نهى رسول
الله صلى الله عليه وسلم أن يسمى كلب وكليب.) قال العقيلي: لا يتابع عليه. قلت:
توفي سنة أربع وثمانين ومائة. قال أحمد: سمعت منه مجلساً.
4 (علي ين مجاهد الكندي الكابلي الرازي ت.)
(12/306)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 307
عن: ابن إسحاق، وموسى بن عبيدة، ومسعر، وجماعة. وعنه: أحمد بن حنبل، وزياد بن
أيوب، ومحمد بن حميد الرازي، وجماعة. وولي قضاء الري. رماه بالكذب يحيى بن الضريس،
ومحمد بن مهران الجمال. ووثقه ابن حبان فالله أعلم.
4 (علي بن مسهر ع)
أبو الحسن القرشي مولاهم الكوفي الحافظ، قاضي الموصل. وهو أخو عبد الرحمن قاضي
جبل. روى عن: إسماعيل بن أبي خالد، وداوود بن أبي هند، وعاصم
(12/307)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 308
الأحول، وزكريا بن أبي زائدة، وأبي مالك الأشجعي، وخلق من هذه الطبقة. وعنه: بشر
بن آدم، وسويد بن سعيد، وابنا أبي شيبة، وعلي بن حجر، وهناد بن السري، وآخرون. قال
أحمد: هو أثبت من أبي معاوية في الحديث. وقال أحمد بن عبد الله العجلي: كان ممن
جمع الفقه، والحديث، ثقة. وروى عباس، عن ابن معين: كان ثبتاً. ولي قضاء أرمينية،
فلما قدمها اشتكى عينه، فجعل يختلف إليه متطبب، فقال قاضي كان بأرمينية للكحال:
أكحله بما يذهب عينه حتى أعطيك مالاً. ففعل، فذهبت عينه. فرجع علي بن مسهر إلى
الكوفة أعمى. وقال ابن نمير: دفن علي بن مسهر كتبه. قلت: توفي سنة تسع وثمانين
ومائة. علي بن نصر بن علي بن صهبان ع.)
(12/308)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني
عشر الصفحة 309
أبو الحسن الجهضمي البصري والد الحافظ نصر بن علي. روى عن: حمزة الزيات، وقرة بن
خالد، وهشام الدستوائي، وشعبة، والخليل بن أحمد، وعدة. وعنه: ولده، وأبو نعيم،
ومعلى بن أسد. خرج الستة عن ولده نصر، عن أبيه. وقد روى القراءات عن: أبي عمرو بن
العلاء، وأبان بن يزيد العطار، وهارون بن موسى، وشبل بن عباد. حمل عنه ولده نصر بن
علي، وكان من كبار أصحاب الخليل بن أحمد في العربية، وكان صديقاً لسيبويه. مات سنة
سبع وثمانين ومائة وهو في عشر السبعين. علي بن هاشم بن البريد م. ع. أبو الحسن
القرشي، مولاهم الخزاز الكوفي.
(12/309)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 310
عن: هشام بن عروة، والأعمش، وإسماعيل بن أبي خالد، وابن أبي ليلى، وطبقتهم. وعنه:
أحمد بن حنبل، وابن أبي شيبة، وأخوه عثمان، وأحمد بن منيع، والحسن بن حماد سجادة،
وعبد الله مشكدانة، وجماعة. وثقه ابن معين، وغيره. وكان شيعياً بغيضاً. قال أبو
داوود: ثبت يتشيع. وقال أحمد بن حنبل: سمعت منه مجلساً واحداً. وقال ابن حبان: روى
المناكير عن المشاهير. قلت: مات سنة إحدى وثمانين ومائة.
4 (عمار بن محمد، أبو اليقظان الثوري م. ت. ق.)
أخو سيف، كوفي سكن بغداد. وروى عن: الصلت بن مؤيد، ومنصور بن المعتمر، وليث،
والأعمش.
(12/310)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 311
وعنه: أحمد بن حنبل، وعمرو الناقد، وزياد بن أيوب، والحسن بن عرفة، ومحمد بن حاتم
المؤدب.) قال ابن عرفة: كان لا يضحك، وكنا لا نشك أنه من الأبدال. وقال أبو حاتم،
وغيره: ليس به بأس. وقال علي بن حجر: كان ثبتاً، حجة. وروي عن سفيان الثوري قال:
إن نجا أحد من أهل بيتي فعمار. وقال ابن حبان: كان ممن فحش خلافه، وكثر وضعه حتى
استحق الترك. قلت: هو ابن أخت سفيان. وقع لنا من عواليه في جزء ابن عرفة. مات في المحرم
سنة اثنتين وثمانين ومائة.
4 (عمر بن أيوب العبدي الموصلي م. د. ن. ق.)
أبو حفص.
(12/311)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 312
عن: جعفر بن برقان، وابن أبي ليلى، وأفلح بن حميد، وإبراهيم بن نافع المكي. وعنه:
أحمد بن حنبل، وداوود بن رشيد، وأبو سعيد الأشج، وأيوب الوزان، وعلي بن حرب،
وجماعة. قال يحيى بن معين: ثقة مأمون. وقال محمد بن عبد الله بن عمار: ما رأيته
يذكر الدنيا، وكان من أشد الناس حياء. وذكره أحمد بن حنبل فقال: كانت له هيئة،
وجعل يطريه. قيل: مات سنة ثمان وثمانين ومائة.
4 (عمر بن أبي خليفة حجاج بن عتاب العبدي البصري ن. أبو حفص.)
عن: أبيه، ومحمد بن زياد الجمحي، وأبي غالب حزور، وعلي بن زيد، وعدة. وعنه: خليفة
بن خياط، وعمرو بن علي، وابن مثنى، وبندار، ويعقوب الدورقي، وجماعة.
(12/312)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 313
قال أبو حاتم: صالح الحديث. وقال العقيلي: منكر الحديث. روى عن: هشام بن حسان، عن
ابن سيرين، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: آخر كلام في القدر لشرار
أمتي. ويروى من وجه آخر، لين أيضاً. توفي سنة تسع وثمانين.)
4 (عمر بن الدرفس الغساني الدمشقي ق.)
من رؤساء البلد. عن: عبد الرحمن بن أبي قسيمة، وزرعة بن إبراهيم. وعنه: ابنه
الوليد، والوليد بن مسلم، وأبو مسهر، وهشام، وابن بنت شرحبيل، وغيرهم. قال أبو
حاتم: صالح ما في حديثه إنكار.
4 (عمر بن عبد الرحمن الأبار.)
يأتي بكنيته.
(12/313)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني
عشر الصفحة 314
4 (عمر بن عبيد الطنافسي الكوفي الحافظ ع.)
أخو يعلى، ومحمد، وإبراهيم، وهو أسن اخوته. روى عن: آدم بن علي، ومنصور، وسماك،
وعبد الملك بن عمير، وجماعة. وعنه: أخواه يعلى، وإبراهيم، وأحمد بن حنبل، وإسحاق،
وزياد بن أيوب، والحسن بن عرفة، وجماعة. وثق. وقال أبو حاتم: محله الصدق. قلت:
توفي سنة خمس وثمانين ومائة. وهو أكبر شيخ لقيه محمد بن عبد الله بن نمير.
4 (عمر بن عبيد الخزاز.)
أبو حفص البصري السابري بياع الخمر.
(12/314)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 315
نزل مكة وجاور. وحدث عن سهيل بن أبي صالح. وعنه: أبو عبيد الرحمن المقريء،
والحميدي، وغيرهما. ضعفه أبو حاتم. وقال العقيلي: في حديثه اضطراب.
4 (عمر بن علي بن عطاء بن مقدم ع.)
أبو حفص المقدمي، مولى بني ثقيف، بصري حافظ. وهو والد محمد، وعاصم، وعم محمد بن
أبي بكر الحافظ.) روى عن: إسماعيل بن أبي خالد، وهشام بن عروة، وأبي حازم الأعرج،
وخالد الحذاء، وطبقتهم.
(12/315)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 316
وعنه: أحمد بن عبدة، وأحمد بن المقدام، وخليفة بن خياط، وحفص الربالي، وبندار،
وعمرو الفلاس، وطائفة. قال ابن معين: ما به بأس. وقال ابن سعد: ثقة. كان يدلس
تدليساً شديداً، يقول: سمعت، وثنا، ثم يسكت ساعة، ثم يقول: هشام بن عروة، والأعمش
قلت: قد أهمل تدليسه الناس واحتجوا به في الكتب الستة، مع أن أبا حاتم قال: لا
يحتج به. توفي في جمادى الأولى سنة تسعين ومائة.
4 (عمرو بن جميع، أبو المنذر.)
قاضي حلوان. عن: ليث بن أبي سليم، والأعمش، وجويبر، وابن جريج. وعنه: الحكم بن
سليمان، وشريح بن يونس، والربيع بن ثعلب، وأبو إبراهيم الترجماني، وآخرون.
(12/316)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 317
متفق على تركه. قال يحيى بن معين: كان كذاباً خبيثاً. وقال ابن عدي: يتهم بوضع
الحديث.
4 (عمرو بن صالح بن المختار الزهري الفقيه.)
قاضي رامهرمز. سمع: أبا مالك الأشجعي، وعبيد الله بن عمر. وعنه: محمد بن المثنى،
وإسماعيل بن عبد الله بن زرارة. وثقه يحيى بن معين.
4 (عمرو بن قاسم بن حبيب.)
أبو علي التمار الكوفي. منكر الحديث.) روى عن: منصور، ويزيد بن أبي زياد. وعنه:
إسماعيل بن موسى الفزاري، ومحمد بن مروان، وعباد بن يعقوب الرواجني، وآخرون.
(12/317)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 318
ضعفه ابن عدي.
4 (عمرو بن قيس بن بشير الكوفي.)
عن أبيه. وعنه: أبو نعيم، وإبراهيم بن موسى الفراء، ومحمد بن مهران الجمال، وأبو
سعيد الأشج. وثقه أبو حاتم. وقال ابن معين: لا شيء.
4 (عمرو بن النعمان بن جبلة الباهلي البصري ق.)
عن: علي بن الحزور، وعبيد الله بن أبي زياد، وسليمان التيمي، وجماعة. وعنه: زيد بن
الحباب، وعيسى بن إبراهيم البركي، وحميد بن مسعدة، وأحمد بن عبدة. قال أبو حاتم:
صدوق لا بأس به.
(12/318)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 319
4 (عمران بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ن. ق.)
عن والده. وعنه: ابنه محمد، وعثمان بن أبي شيبة، وسهل بن عثمان. ذكره ابن حبان في
الثقات.
4 (عنبسة بن عبد الواحد بن أمية بن عبد الله بن سعيد بن العاص. أبو خالد الأموي
الكوفي)
الأعور د. عن: عبد الملك بن عمير، وبيان بن بشر، وهشام بن عروة، وطائفة. وعنه:
شريح بن يونس، وعبد الله بن عمر بن أبان، وأبو عبيد، القاسم، وإبراهيم بن موسى
الرازي، وأبو همام السكوني. وثقه أبو حاتم وغيره.
4 (عويد بن أبي عمران الجوني.)
(12/319)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 320
روى عن أبيه.) وعنه: أحمد بن أيوب بن راشد، ومحمد بن المثنى، ونصر الجهضمي. قال
ابن معين: ليس بشيء. وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث. وقال النسائي: متروك الحديث.
4 (عيسى بن حنيفة، أبو عمرو الكندي.)
عن: مالك بن دينار، ومحمد بن واسع، ويزيد الرقاشي، وفرقد السبخي، وحميد الطويل.
وعنه: الحسين بن عمرو العنقزي، وأبو سعيد الأشج.
(12/320)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 321
ذكره أبو حاتم وما تكلم فيه، وكأن محله الصدق.
4 (عيسى بن سوادة بن الجعد النخعي الكوفي.)
نزيل الري. عن: الزهري، ومحمد بن المنكدر، وعمرو بن دينار، وليث بن أبي سليم،
وجماعة. وعنه: هشام بن عبيد الله، وزنيج، وأبو سعيد الأشج، وعمرو بن رافع، ويوسف بن
واقد، وآخرون. ضعفه أبو حاتم.
4 (عيسى بن موسى ق.)
أبو أحمد البخاري الأزرق الحافظ، ولقبوه غنجاراً لحمرة وجهه. سمع: أبا حمزة
السكري، وسفيان الثوري، وعيسى بن عبيد الكندي،
(12/321)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 322
وورقاء بن عمر، وخلقاً. وعنه: بجير بن النضر، ومحمد بن أمية الساوي، ومحمد بن سلام
البيكندي، وإسحاق بن حمزة البخاري، وآخرون. قال الحاكم: هو إمام عصره. طلب العلم
على كبر سنه، ورحل، وهو في نفسه صدوق. تتبعت رواياته عن الثقات فوجدتها مستقيمة.
قال: وروى عن أكثر من مائة شيخ من المجهولين. قلت: في صحيح البخاري في أول بدء
الخلق عقيب حديث: كان الله ولا شيء غيره. وروى عيسى، عن رقبة، عن قيس بن مسلم، عن
طارق: سمعت عمراً، كذا في الصحيح. وقد سقط بين عيسى وبين رقبة رجل وهو أبو حمزة
السكري، وبهذا الإسناد نسخة عند غنجار.) ولم يلق رقبة. مات غنجار في آخر سنة ست
وثمانين ومائة، وله نسخة عند ابن طبرزد ليست بالعالية. وقال الدار قطني: عيسى
غنجار لا شيء.
(12/322)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 323
4 (عيسى بن يونس بن أبي إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي ع.)
أبو عمر الكوفي الحافظ. نزل الثغر بالحديث مرابطاً في سبيل الله، وهو أصغر من أخيه
إسرائيل.
(12/323)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 324
رأى جده، وسمع: أباه، وهشام بن عروة، وحسيناً المعلم، وإسماعيل بن أبي خالد،
والأعمش، والجريري، ومجالداً، وزكريا بن أبي زائدة، وعمرو بن سعيد بن أبي حسين،
وعمرو مولى عفرة، وخلقاً سواهم. وعنه: حماد بن سلمة أحد شيوخه، وإسحاق بن راهويه،
وأحمد، وإبراهيم بن موسى الفراء، وأبو بكر بن أبي شيبة، وسفيان بن وكيع، وعلي بن
حجر، وعلي بن خشرم، ونصر بن علي، والحسن بن عرفة، وأمم. سئل عنه ابن المديني فقال:
بخ بخ، ثقة مأمون. وقال يعقوب السدوسي: نا إبراهيم بن هاشم: سمعت بشر بن الحارث
يقول: كان عيسى بن يونس يعجبه خطي، ويأخذ القرطاس فيقرأه. فكتبت من نسخة قوم شيئاً
كان ليس من حديثه، فكأنهم لما رأوا إكرامه أدخلوا عليه أحاديث. فجعل يقرأ علي
ويضرب على تلك الأحاديث، فغمني ذلك. فقال: لا يغمك، لو كان واواً ما قدروا أن
يدخلوا هذا علي. وقال أحمد بن داوود الحراني: سمعت عيسى بن يونس يقول: لم يكن في
أسناني أحد أبصر بالنحو مني. فدخلني منه نخوة فتركته. قال أحمد بن حنبل: الذي كنا
نخبر أن عيسى بن يونس كان سنة في الغزو وسنة في الحج، وقد قدم بغداد في شيء من أمر
الحصون، فأمر له بمال، فأبى أن يقبله. وقال أحمد بن جناب: غزا عيسى بن يونس خمساً
وأربعين غزوة، وحج خمساً وأربعين حجة.
(12/324)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 325
وقال جعفر البرمكي: ما رأيت في القراء مثل عيسى بن يونس. وذكر أنه عرض عليه مائة
ألف درهم فقال: والله لا يتحدث أهل العلم أني أكلت للسنة ثمناً.) قال الوليد بن
مسلم: ما أبالي من خالفني في الأوزاعي، ما خلا عيسى بن يونس، فإني رأيت أخذه أخذاً
محكماً. وقال ابن معين: رأيت عيسى بن يونس وعليه قباء محشو وخفان أحمران، يعني أنه
كان بلباس الأجناد. قال الوليد بن مسلم: أفضل من بقي من علماء العرب أبو إسحاق
الفزاري، وعيسى بن يونس، ومخلد بن الحسين. وقال محمد بن عبيد الطنافسي: يا أصحاب
الحديث، ألا تكونون مثل عيسى بن يونس. كان إذا جاء إلى الأعمش ينظرون إلى هديه
وسمته. قال وكيع: وذكر عيسى: ذاك رجل قد قهر العلم. وقال أبو زرعة: حافظ.
(12/325)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 326
وقال محمد بن عبد الله بن عمار: حجة، هو أثبت من أخيه إسرائيل. وقال ابن سعد: ثقة
ثبت. وسئل أحمد بن حنبل عن عيسى بن يونس فقال: عيسى يسأل عنه قال محمد بن المنذر
الكندي إن المأمون جاء إلى عيسى بن يونس فسمع منه، وأعطاه عشرة آلاف درهم، فردها
وقال: ولا شربة ماء على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال أحمد بن جناب: مات
عيسى سنة سبع وثمانين ومائة. وكذا أرخه سليمان بن عمر الرقي، وعلي بن بحر، وعبد
الله بن جعفر. وقال محمد بن مصفى: مات في نصف شعبان سنة ثمان وثمانين ومائة. وفيها
أرخه المدائني، ومحمد بن المثنى، وأبو داوود. وقال ابن سعد، وغيره: مات سنة إحدى
وتسعين ومائة.
(12/326)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 327
4 (حرف الغين)
4 (غسان بن مضر الأزدي النمري البصري المكفوف س.)
عن: أبي سلمة سعيد بن يزيد ليس إلا. وعنه: أحمد، وشباب، والفلاس، ومحمد بن المثنى،
ونصر بن علي، وعدة. قال: أحمد: ثقة، ثقة.) وقال: كان شيخاً عسراً. وقال أبو حاتم:
لا بأس به، صالح
(12/327)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 328
الحديث. قيل: مات سنة أربع وثمانين ومائة. خرج له س الصلاة في النعلين.
(12/328)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 329
4 (حرف الفاء)
الفرج بن سعيد، وأبو روح المأربي. عن: عمه ثابت، وعن خالد بن عمرو بن سعيد الأشدق.
وعنه: محبوب بن موسى الفرا، والحميدي، وغيرهما.
4 (فضالة بن حصين الضبي، أبو معاوية.)
شيخ بصري. له عن: حميد الطويل، ويزيد بن نعامة، ويونس بن عبيد. وعنه: نعيم بن
حماد، ومحمد بن أبي بكر المقدمي، وإبراهيم بن موسى.
(12/329)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 330
قال أبو حاتم: مضطرب الحديث وكذا قال البخاري.
4 (الفضل بن عثمان، أبو محمد المرادي الكوفي الصيرفي.)
عن: الزهري، وأبي الزبير. وعنه: أبو كريب، ومحمد بن عبيد المحاربي. ما يكاد يعرف.
4 (فضيل بن سليمان النميري ع.)
(12/330)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 331
أبو سليمان البصري. روى عن: أبي حازم الأعرج، وعمرو بن أبي عمرو، وموسى بن عقبة،
وخيثم بن عراك، وطبقتهم. وعنه: علي بن المديني، وخليفة بن خياط، وأحمد بن عبدة،
وأحمد بن المقدام، ونصر الجهضمي، والفلاس، ومحمد بن موسى الحرشي، وآخرون. قال أبو
حاتم: ليس بالقوي. وقال ابن معين: ليس بثقة رواه عباس الدوري، عنه.) وقال أبو
زرعة: لين. وقال النسائي: بصري، ليس بالقوي. قلت: قد احتج به الجماعة. مات سنة
إحدى أو اثنتين وثمانين، وقيل سنة ست وثمانين ومائة.
4 (فضيل بن عياض بن مسعود الأستاذ الإمام خ. م. د. ن.)
(12/331)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 332
شيخ الإسلام، أو علي التميمي، ثم اليربوعي المروزي، الزاهد.
(12/332)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 333
عن: منصور، وبيان بن بشر، وأبان بن أبي عياش، وحصين بن عبد الرحمن، ويزيد بن أبي
زياد، وعطاء بن السائب، وعبيد الله بن عمر، وهشام بن حسان، وصفوان بن سليم، وأبي
هارون العبدي، والأعمش. وعنه: سفيان الثوري، وهو أكبر منه، وابن عيينة، وابن
المبارك، ويحيى القطان، وحسين الجعفي، وابن مهدي، والشيزري، ومسدد، وقتيبة، ويحيى
بن يحيى، وبشر الحافي، والقعنبي، ويحيى بن أيوب، وأحمد بن المقدام العجلي، وخلق
سواهم. وكان إماماً، ثقة، حجة، زاهداً، عابداً، نبيهاً، صمدانياً، كبير الشأن. قال
ابن سعد: ولد الفضيل بخراسان بكورة أبيورد، وقدم الكوفية وهو كبير، فسمع من منصور،
وغيره: ثم تعبد ونزل مكة، وكان ثقة نبيلاً، فاضلاً، عابداً، كثير الحديث. وقال
إبراهيم بن الأشعث وغيره: سمعناه فضيلاً يقول:
(12/333)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 334
ولدت بسمرقند. وقال أبو عبد الرحمن السلمي: أنا أبو بكر محمد بن جعفر: نا الحسين
بن عبد العزيز العسكري، كذا قال وصوابه ابن عبد الله العسكري، قال: ثنا ابن أخي
أبي زرعة: ثنا محمد بن إسحاق بن راهويه، نا أبو عمار، عن الفضل بن موسى قال: كان
الفضيل بن عياض شاطراً يقطع الطريق بين أبيورد وسرخس. وكان سبب توبته أنه عشق
جارية، فبينا هو يرتقي الجدران إليها سمع رجلاً يتلو ألم يأن للذين أمنوا أن تخشع
قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق فقال: يا رب قد آن. فرجع. فأواه الليل إلى خربة،
فإذا فيها رفقة، فقال بعضهم: ترتحل وقال قوم: حتى نصبح، فإن فضيلاً على الطريق
يقطع علينا. فتاب الفضيل وأمنهم. وجاور بالحرم حتى مات.) إبراهيم بن الليث
النخشبي: نا علي بن خشرم: أخبرني رجل من جيران الفضيل من أبيورد قال: كان الفضيل
يقطع الطريق وحده، فبينا هو ذات ليلة وقد انتهت إليه القافلة، فقال بعضهم: اعدلوا
بنا إلى هذه القرية، فإن الفضيل يقطع الطريق. فسمع ذلك وأرعد، فقال: يا قوم جوزوا،
والله لأجتهدن أن لا أعصي الله. وجاء نحوها من وجه آخر فيه جهضم، وهو ساقط.
وبالجملة فالشرك أعظم من كل إفك، وقد أسلم خلق صاروا أفضل هذه الأمة. نسأل الله أن
يأخذ بنواصينا إلى طاعته، فإن قلوب العباد بيده يصرفها كيف يشاء.
(12/334)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 335
قال ابن عيينة، والعجلي، وغيرهما: فضيل ثقة. وقال أبو حاتم: صدوق. وقال إبراهيم بن
شماس: قال ابن المبارك: ما بقي على ظهر الأرض عندي أفضل من الفضيل بن عياض. وقال
أحمد بن عباد التميمي المروزي: سمعت النضر بن شميل: سمعت هارون الرشيد يقول: ما
رأيت في العلماء أهيب من مالك، ولا أورع من الفضيل. وقال إبراهيم بن سعيد: قال لي
المأمون: قال لي الرشيد: ما رأت عيناي مثل فضيل بن عياض. دخلت عليه فقال لي: يا
أمير المؤمنين، فرغ قلبك للحزن والخوف حتى يسكناه، فيقطعاك عن المعاصي، ويباعداك
من النار. عن ابن أبي عمر العنسي قال: ما رأيت بعد الفضيل أعبد من وكيع. وعن شريك قال:
إن فضيل بن عياض حجة لأهل زمانه. وقال الهيثم بن جميل نحوه. قال إبراهيم بن
الأشعث: رأيت سفيان بن عيينة يقبل يد الفضيل بن عياض مرتين. وقال مردويه الصائغ:
قال لي ابن المبارك: إن الفضيل صدق الله فأجر الحكمة على لسانه، وهو ممن نفعه الله
بعلمه.
(12/335)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 336
وقال مردويه: وقال لي رباح بن خالد: إن ابن المبارك قال له: إذا نظرت إلى فضيل بن
عياض جدد لي الحزن ومقت نفسي. ثم بكى. وعن ابن المبارك قال: إذا مات الفضيل ارتفع
الحزن.) وقال أبو بكر الصوفي: سمعت وكيعاً يقول يوم مات الفضيل: ذهب الحزن اليوم
من الأرض. وقال يحيى بن أيوب: دخلت مع زافر بن سلميان على الفضيل بن عياض بالكوفة.
فإذا الفضيل وشيخ معه. فدخل زافر، وأقعدني على الباب. قال زافر: فجعل الفضيل ينظر
إلي، ثم قال: يا أبا سليمان هؤلاء المحدثين يعجبهم قرب الإسناد. ألا أخبرك بإسناد
لا شك فيه: رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن جبريل، عن الله تعالى: ناراً وقودها
الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد فأنا وأنت يا أبا سليمان من الناس. قال: ثم
غشي عليه وعلى الشيخ، وجعل زافر ينظر إليهما، ثم تحرج الفضيل فقمنا، والشيخ مغشي
عليه. إبراهيم بن الأشعث: كنا إذا خرجنا مع الفضيل في جنازة لا يزال يعظ ويذكر
ويبكي لكأنه مودع أصحابه، ذاهب إلى الآخرة، حتى يبلغ المقابر، فيجلس فكأنه بين
الموتى في الحزن والبكاء. قال سهل بن راهويه: قلت لسفيان بن عيينة: ألا ترى إلى
أبي علي،
(12/336)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 337
يعني فضيلاً، لا تكاد تجف له دمعة. قال سفيان: إذا قرح القلب نديت العينان. ثم
تنهد سفيان. قال عبد الصمد مردويه الصائغ: سمعت الفضيل يقول: إذا علم الله من رجل
أنه مبغض لصاحب بدعة رجوت أن يغفر الله له وإن قل عمله. وقال: إن الله يزوي عن
عبده الدنيا ويمررها عليه، مرة يجوع، ومرة يعرى، كما تصنع الوالدة بولدها، مرة
صبراً، ومرة بغضاً، ومرة مراعاة له، وبذلك ما هو خير له. وفي المجالسة للدينوري:
نا يحيى بن المختار: سمعت بشر بن الحارث يقول: كنت بمكة مع الفضيل بن عياض، فجلس
معنا إلى نصف الليل ثم قام يطوف إلى أن قلت: يا أبا علي، ألا تنام قال: ويحك، وهل
أحد يسمع بذكر النار تطيب نفسه أن ينام. وقال الأصمعي: نظرت الفضيل بن عياض أن
رجلاً يشكوا إلى رجل فقال: تشكو من يرحمك إلى من لا يرحمك. وقيل سئل الفضيل: متى
يبلغ المرء غاية حب الله قال: إذا كان عطاؤك إياه ومنه سواء.) وعنه قال: ترك العمل
من أجل الناس رياء، والعمل من أجل الناس شرك، الإخلاص أن تعافى منهما.
(12/337)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 338
وقال يونس بن محمد المكي: قال فضيل لرجل: لأعلمنك كلمة خير لك من الدنيا وما فيها.
والله لئن علم الله منك إخراجك الأدميين من قلبك حتى لا يبقى في قلبك مكان لغيره.
ثم تسأله شيئاً إلا أعطاك. وعن فضيل قال: ما أدري ما أنا، أكذاب أم مرائي. وروى
على بن عثام: قال الفضيل: ما دخلت على أحد إلا خفت أن أتصنع له، أو يتصنع لي. قال
أحمد بن أبي الحواري: ثنا محمد بن إسحاق قال: أتينا الفضيل بن عياض نسمع منه، قال:
لقد تعوذت بالله من شركم. قلنا: ولم يا أبا علي قال: أكره أن تزينوا لي وأتزين
لكم. قال ابن أبي الحواري، ونا أبو عبد الله الأنطاكي قال: اجتمع فضيل، والثوري
فتذاكروا، فرق سفيان وبكى، ثم قال لفضيل: أرجو أن يكون هذا المجلس علينا رحمة
وبركة. فقال له الفضيل: لكني يا أبا عبد الله أخاف أن يكون أضر علينا من غيره.
ألست تخلصت إلى أحسن حديثك، وتخلصت أنا إلى أحسن حديثي، فتزينت لك، وتزينت لي.
فبكى سفيان وقال: أحييتني أحياك الله. وقال الفيض بن إسحاق: قال لي الفضيل: لو قيل
لك يا مرائي غضبت وشق عليك وعسى ما قيل لك حق، تزينت للدنيا، وتصنعت لها، وقصرت
ثيابك، وحسنت سمتك، وكففت أذاك حتى يقولوا: أبو زيد عابد، ما أحسن سمته، فيكرمونك،
وينظرونك، ويهدون إليك مثل الدرهم الستوق، لا يعرفه كل أحد، فإذا قشروا، قشروا عن
نحاس. ويحك، ما تدري في أي الأصناف تدعى غداً.
(12/338)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 339
ابن مسروق: سمعت السري بن المغلس: سمعت الفضيل بن عياض يقول: من خاف الله لم يضره
شيء، ومن خاف غير الله لم ينفعه أحد. الفيض بن إسحاق الرقي: سمعت الفضيل. وسئل: ما
الخلاص قال: أخبرني، من أطاع الله هل تهمه معصية أحد قال: لا. قال: فمن يعصي الله
تنفعه طاعة أحد قال: لا. قال: هذا الخلاص.) قال إبراهيم بن الأشعث: سمعت الفضيل
يقول: بلغني أن العلماء فيما مضى كانوا إذا تعلموا عملوا، وإذا عملوا شغلوا، وإذا
شغلوا فقدوا، وإذا فقدوا طلبوا، فإذا طلبوا هربوا. وقال مردويه: سمعت الفضيل يقول:
رحم الله امرأ أخطأ وبكى على خطيئته قبل أن يرزق بعمله. وقال الفيض بن إسحاق: قال
الفضيل: أخلاق الدنيا والآخرة أن تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك.
وعنه قال: ما أجد راحة ولا لذة إذا خلوت. وعنه قال: كفى باله محباً، وبالقرآن
مؤانساً، وبالموت واعظاً. اتخذ الله صاحباً، ودع الناس جانباً. كفى بخشية الله
علماً، وبالاعتذار جهلاً. رهبة المؤمن الله على قدر علمه بالله، وزهادته في
الدنيا، على قدر شوقه إلى الجنة. قال إبراهيم بن الأشعث خادم الفضيل: سمعت الفضيل
يقول: لو أن الدنيا عرضت علي حلالاً أحاسب عليها لكنت أتقذرها كما يتقذر أحدكم
الجيفة. وسمعته يقول: من ساء خلقه شان دينه، وحسبه، ومروءته.
(12/339)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 340
وقال: لن يهلك عبد حتى يؤثر بشهوته على دينه. خصلتان تقسيان القلب: كثرة الكلام،
وكثرة الأكل. أكذب الناس العائد في ذنبه، وأجهل الناس المدل بحسناته، وأعلم الناس
بالله أخوفهم منه. وعنه قال: أمس منل، واليوم عمل، وغداً أمل. قال فيض بن إسحاق
الرقي: قال الفضيل: ما يسرني أن أعرف الأمر حق معرفته إذا طاش عقلي. إبراهيم بن
الأشعث: سمعت الفضيل، وقال له رجل: كيف أمسيت، وكيف حالك قال له: عن أي حال تسأل
حال الدنيا، أو حال الآخرة أما الدنيا فإنها مالت بنا، وذهبت كل مذهب. والآخرة،
فكيف ترى حال من كثرت ذنوبه، وضعف عمله، وفني عمره، ولم يتزود لمعاده. الفيض بن
إسحاق. سمعت الفضيل يقول: إذا أراد الله أن يتحف العبد سلط عليه من يظلمه.
الأصمعي: قال الفضيل: إذا قيل لك: أتخاف الله فاسكت. فإنك إن قلت لا، أتيت بأمر
عظيم،) وإن قلت: نعم، فالخائف لا يكون على ما أنت عليه. وعن الفضيل: يا مسكين، أنت
مسيء، وترى أنك محسن، وأنت جاهل، وترى أنك عالم، وأنت بخيل، وترى أنك كريم، وأنت
أحمق، وترى أنك عاقل. وأجلك قصير، وأملك طويل. قلت: صدق والله.
(12/340)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 341
وأنت ظالم، وترى أنك مظلوم، وأنت فاسق، وترى أنك عادل، وأنت أكل للحرام، وترى أنك
متورع. محرز بن عون: أتيت الفضيل وسلمت عليه، فقال: وأنت أيضاً من أصحاب الحديث ما
فعل القرآن والله لو نزل حرف باليمن لكان ينبغي أن تذهب حتى تسمعه والله لأن تكون
راعي الحمر وأنت طائع، خير لك من أن تطوف بالبيت وأنت عاص. إسحاق بن إبراهيم
الطبري: سمعت الفضيل يقول: لو طلبت مني الدنانير كان أيسر من أن تطلب مني
الأحاديث. فقلت: لو حدثتني بأحاديث كان أحب إلي من عدتها دنانير. قال: أنت مفتون:
أما والله لو عملت بما سمعت لكان لك في ذلك منشغل عما لم تسمع. سمعت سليمان بن
مهران يقول: إذا كان بين يديك طعام فتأخذ اللقمة وترمي بها خلف ظهرك، فمتى تشبع
عباس الدوري: ثنا محمد بن عبد الله الأنباري: سمعت فضيلاً يقول: لما قدم هارون
الرشيد إلى مكة، قعد في الحجر هو وولده وقوم من الهاشميين، وأحضروا المشايخ.
فبعثوا إلي، فأردت أن لا أذهب، واستشرت جاري فقال: اذهب، لعله يريد أن تحدثه أو
تعظه. فدخلت المسجد فلما صرت إلى الحجر قلت لأدناهم إلي: أيكم أمير المؤمنين فأشار
إليه، فقلت: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته. فرد علي وقال:
أقعد. ثم قال: إنما دعوناك لتحدثنا بشيء وتعظنا. قال: فأقبلت عليه وقلت: يا حسن
الوجه، حساب الخلق كلهم عليك. قال: فجعل يبكي ويشهق. فرددت عليه وهو يبكي، حتى جاء
الخادم، فحملوني وأخرجوني، وقالوا: اذهب بسلام.
(12/341)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 342
وقال محرز بن عون: كنت عند الفضيل، وأتى هارون، ويحيى بن خالد، وولده جعفر، فقال
له) يحيى: هذا أمير المؤمنين يا أبا علي يسلم عليك. قال: أيكم هو قالوا: هذا قال:
يا حسن الوجه، لقد طوقت أمراً عظيماً وكررها. ثم قال: حدثني عبيد المكتب، عن مجاهد
في قوله تعالى وتقطعت بهم الأسباب قال: الأوصال التي كانت في الدنيا. وأومأ بيده
إليهم. قال مردويه: سمعت الفضيل يقول: لو كانت لي دعوة مستجابة ما صيرتها إلا في
الإمام. لو صيرتها في نفسي لم تنجدني، ومتى صيرتها في الإمام إصلاح العباد
والبلاد. وعنه قال: لو كان دخولي على الخليفة كل يوم لكلمته في علماء السوء، أقول:
يا أمير المؤمنين لا بد للناس من راع، ولا بد للراعي من عالم يشاوره، ولا بد له من
قاض ينظر في أحكام المسلمين. وإذا كان لا بد من هذين فلا يأتك عالم ولا قاض إلا
على حمار بأكاف، فبالحري، أن يؤدوا إلى الراعي النصيحة. يا أمير المؤمنين متى تطمع
العلماء والقضاة أن يؤدوا إليك النصيحة ومركب أحدهم كذا وكذا. قال فضيل بن عبد
الوهاب: سمعت الفضيل بمكة يقول لهم: لا تؤذوني ما خرجت إليكم. حتى بال نحواً من
ستين مرة. قال محمد بن زنبور المكي وغيره: أحصر بول الفضيل، فرفع يديه وقال: اللهم
بحبي لك إلا ما أطلقته، فما رحنا حتى بال. قال عبد الله بن خبيق: قال الفضيل:
تباعد من القراء، فإنهم إن أحبوك
(12/342)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 343
مدحوك بما ليس فيك، وإن غضبوا شهدوا عليك وقبل منهم. قال قطبة بن العلاء: سمعت
الفضيل يقول: آفة القراءة العجب. قال إبراهيم بن الأشعث: سمعت الفضيل يقول: أكذب
الناس العائد في ذنبه، وأجهل الناس المدل بحسناته، وأعلم الناس أخوفهم من الله.
قال مردويه: سمعت الفضيل يقول: إذا علم الله من رجل أنه مبغض لصاحب بدعة رجوت أن
يغفر الله له وإن قل عمله. من جلس مع مبتدع لم يعط الحكمة. قال المفضل الجندي: نا
إسحاق بن إبراهيم الطبري: ما رأيت أحداً كان أخوف على نفسه ولا أرجى للناس من
الفضيل. كانت قراءاته حزينة، شهية، بطيئة، مترسلة، كأنه يخاطب إنساناً، إذا مر
بآية فيها ذكر الجنة) تردد فيها وسأل. وكانت صلاته بالليل، أكثر ذلك قاعداً، يلقى
له حصير، فيصلي من أول الليل ساعة، ثم تغلبه عينه، فينام قليلاً ثم يقوم، فإذا
غلبه النوم نام، ثم يقوم، هكذا حتى يصبح. وكان دأبه إذا نعس أن ينام، وكان شديد
الهيبة للحديث إذا حدث. وكان يثقل عليه الحديث جداً.
(12/343)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 344
وعن فضيل قال: لو خيرت بين أن أبعث فأدخل الجنة وبين أن لا أبعث، لاخترت أن لا
أبعث. قال أبو الشيخ: نا أبو يحيى الداري، نا محمد بن علي بن شقيق، نا أبو إسحاق
قال: قال الفضيل بن عياض: لو خيرت بين أن أكون كلباً ولا أرى يوم القيامة، لاخترت
ذلك. إبراهيم بن الأشعث: سمعت الفضيل يقول: الخوف أفضل من الرجاء ما دام الرجل
صحيحاً، فإذا نزل به الموت، فالرجاء أفضل. وقال: من استوحش من الوحدة وأنس بالناس
لم يسلم من الرياء. وقال الفيض: سمعته يقول: لا حج ولا جهاد أشد من حبس اللسان،
وليس أحد أشد غماً ممن سجنه لسانه. قلت: للفضيل ترجمة في تاريخ دمشق وفي الحلية.
وكان يعيش من صلة ابن المبارك ونحوه من الإخوان، ويمتنع عن جوائز السلطان. وعن
هشام بن عمار قال: توفي الفضيل رحمه الله يوم عاشوراء سنة سبع وثمانين ومائة.
وفيها أرخه يحيى بن المديني، وجماعة. وعن رجل قال: كنا جلوساً مع فضيل بن عياض،
فقلنا له: كم سنك فقال:
(بلغت الثمانين أو جزتها .......... فماذا أؤمل أو أنتظر)
(علتني السنون فأبلينني .......... فدق العظم وكل البصر)
(12/344)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 345
4 (فضيل بن عياض الصدفي المصري.)
من طبقة الأعمش، وإنما ذكرته هنا للتمييز. حدث عن: أبي سلمة بن عبد الرحمن. روى
عنه: حيوة بن شريح، وعبد الله بن لهيعة، وغيرهما.
(12/345)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 346
4 (حرف القاف)
)
4 (قدامة بن شهاب المازني البصري ن.)
عن: برد بن سنان، ويحيى البكاء، وأم داوود الوابشية التي رأت علياً رضي الله عنه،
وعن جماعة. وعنه: محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، ويوسف ين موسى، والحسن بن
عرفة، وآخرون. قال أبو زرعة: ليس به بأس.
4 (قران بن تمام الأسدي الكوفي د. ت. ن.)
(12/346)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 347
حدث عن: جميل بن أبي صالح، وهشام بن عروة، وموسى بن عبيدة وجماعة. وعنه: أحمد بن
حنبل، وأحمد بن منيع، وعلي بن حجر، وسعيد بن محمد الجرمي، والحسن بن عرفة. وثقه
أحمد. وكان يبيع الدواب. توفي سنة إحدى وثمانين ومائة.
(12/347)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 348
4 (حرف الكاف)
4 (كثير بن مروان الفهري)
عن: إبراهيم بن أبي عبلة، والحسن بن عمارة. وعنه: النفيلي، وأحمد بن حنبل، والحسن
بن عرفة، ويعقوب الدورقي. كذبه يحيى بن معين، وقال مرة: ليس بشيء.
(12/348)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 349
(12/349)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 350
4 (حرف اللام)
4 (الليث بن عاصم بن العلاء الخولاني المصري.)
عن: الحسن بن ثوبان. وعنه: ابن وهب، وعبد الرحمن بن أبي السمح. مات سنة اثنتين
وثمانين ومائة.
(12/350)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 351
4 (الليث بن نصر بن سيار.)
أبو هشام الكناني، أمير بخارى.) سمع: عبد الله بن عون، وابن إسحاق، وسعيد بن أبي
عروبة. وعنه: عمرو بن مصعب، وغيره. وكان صدوقاً.
(12/351)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 352
4 (حرف الميم)
4 (الماضي بن محمد ق.)
أبو مسعود الغافقي المصري. عن: ليث بن أبي سليم، وهشام بن عروة، وجويبر بن سعيد.
روى عنه ابن وهب وحده. وكان وراقاً نسخ المصاحف. قال ابن عدي: هو منكر الحديث.
وقال ابن يونس، مات سنة ثلاث وثمانين ومائة.
4 (مبارك بن سحيم.)
قد تقدم، وكونه هنا، أولى.
(12/352)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 353
4 (مبشر بن عبد الله بن رزين ن.)
أبو بكر الشمندري النيسابوري، أخو عمر، ومسعود. وكان مبشر أكبرهم، ولم يرحل من
نيسابور. روى عن: حجاج بن أرطأة، وابن إسحاق، وإبراهيم بن طهمان، وسفيان بن حسين.
وعنه: أخوه عمر، وعلي بن سلمة اللبقي، وعلي بن الحسن الذهلي، وقال: ثقة، وبشر بن
الحكم. مات سنة تسع وثمانين ومائة.
4 (محبوب بن محرز التميمي الكوفي القواريري.)
عن: داوود بن يزيد الأودي، وأسامة بن زيد، وكامل أبي العلاء، وجماعة. وعنه: شريح
بن يونس، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وأبو سعيد الأشج، وأبن عرفة، وغيرهم. قال أبو
حاتم، يكتب حديثه.
(12/353)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 354
وقال الدار قطني: ضعيف.)
4 (محمد بن إبراهيم بن دينار المدني.)
مولى جهينة، أبو عبد الله الفقيه، صاحب مالك. روى عن: يزيد بن أبي عبيد الأكوعي،
وموسى بن عقبة، وابن أبي ذيب، وعدة. وعنه: ابن وهب، ويعقوب بن محمد الزهري، وذؤيب
بن عمارة، وأبو مصعب، وآخرون. قال أشهب: ما رأيت في أصحاب مالك أفقه من ابن دينار.
وقال ابن معين: ثقة. وقال القاضي عياض: توفي سنة اثنتين وثمانين ومائة. وقال ابن
عبد البر: كان مفتي أهل المدينة مع مالك. قلت: روى له البخاري حديثاً واحداً.
(12/354)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 355
4 (محمد بن الإمام إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس العباسي الأمير.)
ولي دمشق للمهدي، وللرشيد، وولي مكة والموسم. وكان كبير القدر، معظماً. روى عن:
جعفر بن محمد، وعن المنصور. وعنه: ابنه موسى، وحفيده عبد الصمد بن موسى الهاشمي،
وغيرهما وهو صاحب حديث: أكرموا الشهود. مات ببغداد سنة خمس وثمانين ومائة وله:
ثلاث وستون سنة.
4 (محمد بن القاضي أبي شيبة إبراهيم بن عثمان العبسي الكوفي ت.)
(12/355)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 356
عن: أبيه، والأعمش، ومحمد بن عمرو بن علقمة. وعنه: ابناه الحافظان أبو بكر،
وعثمان، ويزيد بن هارون. وولي قضاء بعض مملكة فارس وتوفي هناك، وقد جاوز سبعين
سنة، في سنة اثنتين وثمانين ومائة. وثقه يحيى بن معين. له حديث ينفرد بروايته في
ذكر الموت.
4 (محمد بن إبراهيم بن المطلب بن السايب بن أبي وداعة السهمي المدني.)
(12/356)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 357
أبو عبد الله.) عن: زهرة بن عمرو، وعبد الله بن موسى التيمي، وابنه. وعنه: ابن
أخته إبراهيم بن المنذر، وعبد الرحمن بن شيبة الحراميان.
4 (محمد بن إسحاق.)
هو ابن محصن، يأتي.
4 (محمد بن أنس الكوفي د.)
نزيل الدينور. عن: حصين بن عبد الرحمن، وسهيل بن أبي صالح، والأعمش. وعنه: علي بن
يحيى، وإبراهيم بن موسى الفرا. وثقه أبو زرعة.
4 (محمد بن الحجاج بن يوسف الدمشقي.)
(12/357)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 358
عن: ربيعة بن يزيد، وإسماعيل بن عبيد الله، ويونس بن ميسرة، والتابعين. وعنه:
بقية، والهيثم بن خارجة، وسليمان بن عبد الرحمن. قال أبو حاتم: شيخ.
4 (محمد بن الحسن بن فرقد الشيباني مولاهم الكوفي.)
الفقيه العلامة، مفتي العراقين، أبو عبد الله، أحد الأعلام.
(12/358)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 359
قيل أصله من حرسنا من غوطة دمشق، ومولده بواسط، ثم إنه نشأ بالكوفة. سمع أبا حنيفة
وأخذ عنه بعض كتب الفقه، وسمع: مسعراً، ومالك بن مغول، والأوزاعي، ومالك بن أنس.
ولزم القاضي أبا يوسف وتفقه به. أخذ عنه: الشافعي، وأبو عبيد، وهشام بن عبيد الله،
وعلي بن مسلم الطوسي، وعمرو بن أبي عمرو الحراني، وأحمد بن حفص البخاري، وخلق
سواهم. وقد أفردت له ترجمة حسنة في جزء. قال ابن سعد: أصله من الجزيرة، وسكن أبوه
الشام، ثم قدم واسطاً فولد له بها محمد في سنة اثنتين وثلاثين ومائة. وسمع الكثير
ونظر في الرأي وغلب عليه، وسكن بغداد، واختلف الناس إليه فسمعوا منه. وقال آخر:
ولي محمد بن الحسن القضاء للرشيد بعد القاضي أبي يوسف، وكان إماماً مجتهداً) من
الأذكياء الفصحاء. قال أبو عبيد: ما رأيت أعلم بكتاب الله منه. وقال الشافعي: لو
أشاء أن أقول: نزل القرآن بلغة محمد بن الحسن لقلت لفصاحته. وقد حملت عنه وقر بختي
كتباً. وعن الشافعي قال: ما ناظرت سميناً أذكى من محمد. وناظرته مرة فاشتدت
مناظرتي له، فجعلت أوداجه تنتفخ وأزراره تتقطع زراً زراً.
(12/359)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 360
قال الشافعي: قال محمد بن الحسن: أقمت عند مالك ثلاث سنين وكسراً، وسمعت من لفظه
سبعمائة حديث. وقال يحيى بن معين: كتبت الجامع الصغير عن محمد بن الحسن. وقال:
إبراهيم الحربي: قلت لأحمد بن حنبل: من أين لك هذه المسائل الدقاق قال: من كتب
محمد بن الحسن. وقال عمرو بن أبي عمرو الحراني: قال محمد بن الحسن: خلف أبي ثلاثين
ألف درهم، فأنفقت على النحو والشعر خمسة عشر ألفاً، وأنفقت على الحديث والفقه خمسة
عشر ألفاً. وقال ابن عدي في كامله: سمع محمد الموطأ من مالك. وقال إسماعيل بن
حماد: قال محمد بن الحسن: بلغني أن داوود الطائي كان يسأل عني وعن حالي، ويقول: إن
عاش فسيكون له شأن. وعن الشافعي قال: ما ناظرت أحداً إلا تغير وجهه، ما خلا محمد
بن الحسن.
(12/360)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 361
قال بن أبي سريج: سمعت الشافعي يقول: أنفقت على كتب محمد بن الحسن ستين ديناراً،
ثم تدبرتها فوضعت إلى جنب كل مسألة حديثاً. وقال محمد بن الحسن فيما سمعه منه محمد
بن سماعة: هذا الكتاب، يعني كتاب الجيل، ليس من كتبنا، إنما ألقي فيها. قال أحمد
بن أبي عمران: إنما وضعه إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة. الطحاوي: نا يونس قال: قال
الشافعي: كان محمد بن الحسن إذا قعد للمناظرة والفقه أقعد حكماً بينه وبين من
يناظره، فيقول لهذا: زدت ولهذا: أنقصت. أبو حازم القاضي، عن بكر بن محمد العمي، عن
محمد بن سماعة قال: كان سبب مخالطة) محمد بن الحسن السلطان أن يوسف القاضي شور في
رجل يولى قضاء الرقة، فقال: يصلح محمد بن الحسن. فأشخصوه، فلما قدم جاء إلى أبي
يوسف، فدخل به على يحيى بن خالد، فولوه قضاء الرقة. قلت: قد احتج بمحمد أبو عبد
الله الشافعي. وقال الدار قطني: لا يستحق محمد عندي الترك. وقال النسائي: حديثه
ضعيف، يعني من قبل حفظه. وقال حنبل: سمعت أحمد بن حنبل يقول: كان أبو يوسف منصفاً
في الحديث، وأما محمد فكان مخالفاً للأثر، يعني يخالف الأحاديث ويأخذ بعموم
القرآن. وكان رحمه الله تعالى آية في الذكاء، ذا عقل تام، وسؤدد، وكثرة تلاوة
للقرآن.
(12/361)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 362
وحكى أحمد بن أبي عمران قاضي مصر، عن بعض أصحاب محمد بن الحسن: أن محمداً كان حزبه
في كل يوم وليلة ثمن القرآن. وقال أبو حازم القاضي: سمعت بكراً العمي يقول: إنما
أخذ ابن سماعة، وعيسى بن أبان حسن الصلاة من محمد بن الحسن. وقال علي بن سعيد:
حدثني الرجل الرازي الذي مات محمد بن الحسن في بيته قال: حضرته وهو يموت، فبكى. فقلت
له: أتبكي مع العلم فقال لي: أرأيت إن أوقفني الله تعالى وقال: يا محمد ما أقدمك
إلي الجهاد في سبيلي، أم لابتغاء مرضاتي، ماذا أقول وقال أحمد بن محمد بن أبي
رجاء: سمعت أبي يقول: رأيت محمد بن الحسن في النوم، فقلت: إلى ما صرت قال: غفر لي.
قلت: بم قال: قيل لي لم نجعل هذا العلم فيك وإلا نحن نغفر لك. قلت: توفي إلى رضوان
الله في سنة تسع وثمانين ومائة.
4 (محمد بن الحجاج اللخمي الواسطي.)
حدث ببغداد عن: عبد الملك بن عمير، ومجالد.
(12/362)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 363
وعنه: يحيى بن أيوب، وشريح بن يونس. قال الدار قطني: كذاب.) وقال ابن عدي: هو وضع
حديث الهريسة. وقال البخاري: منكر الحديث. قلت: مات سنة إحدى وثمانين ومائة.
4 (محمد بن حمران.)
أبو عبد الله القيسي البصري. عن: داوود بن أبي هند، وخالد الحذاء، والجريري. وعنه:
حميد بن مسعدة، وخليفة بن خياط، ونصر بن علي، والقواريري. قال أبو حاتم. صالح.
وقال أبو زرعة: محله الصدق.
(12/363)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 364
وقال النسائي: ليس بالقوي.
4 (محمد بن زائد.)
أبو هشام التميمي. عن: ليث بن أبي سليم، ورقبة بن مصقلة، وداوود بن يزيد. وعنه:
أبو سعيد الأشج، وإسحاق بن موسى الخطمي.
4 (محمد بن سليمان ابن الأصبهاني، أبو علي، الكوفي. ت. ن. ق.)
عم محمد بن سعيد بن الأصبهاني. روى عن: أبيه، وسهيل بن أبي صالح، وعطاء بن السائب،
وأبي إسحاق الشيباني، وطائفة. وعنه: ابنا أبي شيبة، وقتيبة بن سعيد، ومحمد بن
الصباح الجرجرائي، ويحيى بن يحيى، ولوين، وآخرون.
(12/364)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 365
قال أبو حاتم: لا يحتج به. قال ابن عدي: هو قليل الحديث. أخطأ في غير شيء. قلت:
مات سنة إحدى وثمانين.
4 (محمد بن سعدان بن عبد الله بن حيان القرشي العامري.)
عن: أبيه، ويزيد بن أبي عبيد، وابن عجلان. وعنه: معن بن عيسى، والحميدي، وإبراهيم
بن المنذر الحزامي، وآخرون.) قال أبو حاتم: شيخ.
4 (محمد بن سليمان بن مسمول المخزومي المكي.)
عن: نافع، وحزام بن هشام، وجعفر بن محمد بن عباد. وعنه: محمد بن القاسم سحيم، وأبو
جعفر النفيلي، ومحمد بن عباد المكي، وآخرون.
(12/365)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 366
ضعفه أبو حاتم. وقال الحميدي: يتكلم فيه.
4 (محمد بن سليم القرشي البلخي ثم المكي.)
عن: الضحاك، وابن أبي مليكة، وقتادة. عمر دهراً. روى عنه: وكيع، وأبو عاصم، ومحمد
بن عيسى بن الطباع، ومنصور بن أبي مزاحم، وإبراهيم بن موسى الفرا. وكان ابن عيينة
يكرمه. وروى الكوسج، عن ابن معين توثيقه. وقال أبو حاتم: صالح الحديث.
4 (محمد بن سهل الأسدي الكوفي المقعد)
عن: عاصم بن بهدلة، وأبي حصين الأسدي.
(12/366)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 367
وعنه: علي بن حمزة الكسائي، ومنجاب بن الحارث، وغيرهما.
4 (محمد بن سواء بن عنبر السدوسي خ. م. د. ن. ق.)
أبو الخطاب البصري المكفوف. روى عن: حسني المعلم، وسعيد بن أبي عروبة، وابن عون،
وطبقتهم. وأكثر عن سعيد. روى عنه: ابن أخيه محمد بن ثعلبة، وإسحاق بن راهويه،
وأحمد بن المقدام، وخليفة، وأبو حفص الفلاس، وجماعة. وكان ثقة، نبيلاً، صاحب حديث.
أرخ موته الفلاس سنة سبع وثمانين ومائة.
4 (ابن السماك)
)
(12/367)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 368
هو محمد بن صبيح أبو العباس العجلي، مولاهم الكوفي الواعظ الزاهد، أحد الأعيان.
سمع هشام بن عروة، وسليمان الأعمش، ويزيد بن أبي زياد، ونحوهم. وعنه: يحيى بن
يحيى، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن أيوب المقابري، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وآخرون.
وقال ابن نمير: كان صدوقاً. قال الخطيب: قدم بغداد فمكث فيها مدة ثم رجع. وعنه
قال: كم من شيء إذا لم ينفع لم يضر، ولكن العلم إذا لم ينفع ضر. وعن مغيرة بن شعيب
قال: حضرت يحيى بن خالد البرمكي يقول لابن السماك، إذا دخلت على أمير المؤمنين
فأوجز ولا تكثر عليه. قال: فلما دخل عليه قال: يا أمير المؤمنين إن لك بين يدي
الله مقاماً،
(12/368)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 369
وإن لك من مقامك منصرفاً. فانظر إلى أين منصرفك، إلى الجنة أم إلى النار. فبكى
الرشيد حتى كاد أن يموت. وقال عبد الله بن صالح العجلي: سمعت ابن السماك يقول: كتب
إلي رجل من إخواني من أهل بغداد: صف لي الدنيا. فكتبت إليه: أما بعد، فإنه حفها
بالشهوات، وملأها بالآفات. ومزج حلالها بالمؤونات، وحرامها بالتبعات. حلالها حساب،
وحرامها عذاب، والسلام. وعنه قال: همة العاقل في النجاة والهرب. وهمة الأحمق في
اللهو والطرب. عجباً لعين تلذ بالرقاد وملك الموت معه على الوسادة. حتى متى يبلغنا
الواعظون أعلام الآخرة، حتى كأن نفوسنا عليها واقفة. وكأن العيون إليها ناظرة، ألا
منتبه من نومته، أو مستيقظ من غفلته، ومفيق من سكرته، وخائف من صرعته كدحاً للدنيا
كدحاً، أما تجعل للآخرة منك حظاً. أقسم بالله لو قد رأيت القيامة تخفق بزلزال
أهوالها، والنار قد علت مشرفة على أهلها، وقد وضع الكتاب، ونصب الميزان، وجيء
بالنبيين والشهداء، لسرك أن تكون لك في ذلك الجمع منزلة. أبعد الدنيا دار
(12/369)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 370
محتمل، أم إلى غير الآخرة منتقل هيهات، كلا والله. ولكن صمت الآذان عن المواعظ،
وذهلت القلوب عن المنافع، فلا الواعظ ينتفع، ولا السامع ينتفع. وعنه قال: هب
الدنيا كلها في يديك، ودنيا أخرى مثلها ضمت إليك، وهب المشرق والمغرب) يجيء إليك،
فإذا جاءك الموت فماذا بين يديك ألا من امتطى الصبر، قوي على العبادة، ومن أجمع
اليأس استغفر عن الناس، ومن أهمته نفسه لم يول مرمتها غيره، ومن أحب الخير وفق له،
ومن كره الشر جنبه. ألا متأهب فيما يوصف أمامه، ألا مستعد ليوم فقره وفاقته، ألا
شيخ مبادر انقضاء مدته، وفناء أجله. ما ينتظر من ابيضت وفرته بعد سوادها، وتكرش
وجهه بعد انبساطه، وتقوس ظهوره بعد انتصابه، وكل بصره، وضعف ركنه، وقل نومه، وبلي
منه شيء بعد شيء في حياته. فرحم الله امرأ عقل الأمر، وأحسن النظر، واغتنم أيامه.
قال عبد الحميد بن صالح: نا ابن السماك، عن سفيان الثوري قال: احتاجت امرأة العزيز
فلبست ثيابها، فقال لها أهلها: إلى أين قالت: أريد أسأل يوسف. قالوا: نخافه عليك.
قالت: كلا، إنه يخاف الله ولست أخاف ممن يخاف الله. قال: فجلست على طريقه، وقامت
إليه لما أقبل، فقالت: الحمد لله
(12/370)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 371
الذي جعل العبيد بطاعته ملوكاً، وجعل الملوك بمعصيته عبيداً، أصابتنا حاجة. قال:
فأمر لها بما يصلحها. قال ابن ثعلب: نا ابن الأعرابي قال: كان ابن السماك يتمثل
بهذا الشعر:
(إذا خلا في القبور ذو خطر .......... فزره يوماً وأنظر إلى خطره)
(أبرزه الدهر من مساكنه .......... ومن مقاصيره ومن حجره)
وعن ابن السماك قال: الدنيا كلها قليل، والذي بقي منها في جنب ما مضى قليل. والذي
لك من الباقي قليل، ولم يبق من قليلك إلا قليل. وقد أصبحت في دار الفناء والعزاء،
وغداً تصير إلى دار الجزاء، فاشتر نفسك لعلك تنجو من عذاب ربك. توفي ابن السماك
رحمه الله سنة ثلاث وثمانين ومائة وقد شاخ.
4 (محمد بن عبد الرحمن بن رداد المدني.)
من ولد ابن أم مكتوم. روى عن: عبد الله بن دينار، وسهيل بن أبي صالح، ويحيى بن
سعيد.) وعنه: بشر بن معاذ، ويعقوب بن كاسب.
(12/371)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 372
قال ابن عدي: عامة ما يرويه غير محفوظ. وقال المؤلف في كتابه المغني: ضعفوه. وقال
أبو حاتم: ليس بقوي.
4 (محمد بن عبد الرحمن بن عمرو، أبو عبد الله بن الإمام أبي عمرو الأوزاعي.)
كان رجلاً صالحاً عابداً. روى عن أبيه. وعنه: أبو مسهر، ومغيرة بن تميم، وجماعة من
أهل بيروت. وقال العباس بن الوليد البيروتي: وأدركت زمانه. وكانوا لا يشكون أنه من
الأبدال.
4 (محمد بن عبد الرحمن السهمي الباهلي.)
يكنى: أبا عبد الرحمن. روى عن: حصين بن عبد الرحمن، وغيره.
(12/372)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 373
وعنه: نصر بن علي، ومحمد بن المثنى الغفري. قال البخاري: لا يتابع على حديثه. قلت:
له حديث واحد في الدعاء، مضطرب الإسناد.
4 (محمد بن عبد الرحمن القشيري المقدسي.)
عن: حميد الطويل، وجعفر بن محمد، وخالد الحذاء، وطبقتهم. وعنه: بقية، وأبو بدر
السكوني، وسليمان ابن بنت شرحبيل. قال أبو حاتم: كان يكذب ويفتعل الحديث.
4 (محمد بن عبد الرحمن الطفاوي خ. د. ت. ق.)
أبو المنذر البصري.
(12/373)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 374
سمع: أيوب السختياني، وهشام بن عروة، والأعمش. وعنه: أحمد، وابن المديني، وعمرو
الناقد، وأحمد بن المقدام. قال ابن معين: ما به بأس.) ووثقه غير واحد. وقال أبو
زرعة: منكر الحديث. وقاله أبو حاتم. مات سنة سبع وثمانين ومائة.
4 (محمد بن عبد الملك الأنصاري.)
أبو عبد الله. عن: عطاء بن أبي رباح، ونافع، وابن المنكدر، وسالم بن عبد الله،
والزهري، وغيرهم. وعنه: عامر بن سيار، ويحيى بن صالح الوحاظي، ويحيى بن سعيد
العطار، وأبو المغيرة عبد القدوس، وآخرون.
(12/374)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 375
وهو مدني سكن حمص، وما بقي إلى هذا الوقت، كأنه مات قبل السبعين ومائة، نعم. ثم
وجدت أن الإمام أحمد قال: قد رأيته وكان أعمى، وكان يضع الحديث ويكذب. وقال
النسائي: متروك ومن بلاياه: يحيى الوحاظي، عنه، عن عطاء، عن ابن عباس: نهى رسول
الله صلى الله عليه وسلم أن يتخلل بالقصب والآس، وقال إنهما يسقيان عرق الجذام.
يزيد بن مروان الخلال، عنه، عن ابن المنكدر، عن جابر مرفوعاً: من قاد أعمى أربعين
خطوة وجبت له الجنة.
4 (محمد بن عثمان بن صفوان الجمحي المكي ق.)
عن: حميد بن قيس الأعرج، وهشام بن عروة، والحكم بن أبان. وعنه: الحميدي، وأحمد بن
حنبل، وشريح بن يونس، وأحمد بن محمد بن عون النبال. قال أبو حاتم: منكر الحديث،
ضعيف.
(12/375)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 376
4 (محمد بن عمر الطائي المحري الحمصي.)
أبو خالد. عن: ثابت بن سعد الطائي، وعبد الله بن بسر الحبراني، وأبي الزناد، وابن
عبد ربه الزاهد. وعنه: بقية، ويحيى الوحاظي، وخطاب الفوري، وسليمان ابن بنت
شرحبيل. قال أبو حاتم: ما به بأس.)
4 (محمد بن عمر بن صالح الكلاعي الحمصي ثم الحموي.)
وحماه قريش من أعمال حمص ذاك الوقت، واليوم هي في قدر حمص مرتين.
(12/376)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 377
روى عن: الحسن، ومحمد بن سيرين، وقتادة، وإسحاق بن يزيد صاحب البراء. وعنه: سويد
بن سعيد، والمسيب بن وضاح. قال ابن عدي: منكر الحديث، ثم ساق له حديثاً باطلاً عن
قتادة، عن أنس. وقد وقع لي من عواليه.
4 (محمد بن الفرات ق.)
أبو علي الكوفي. عن: الحكم بن عتيبة، وحبيب بن أبي ثابت، ومحارب بن دثار. وعنه:
أبو توبة الحلبي، وقتيبة، وسويد بن سعيد، وشريح بن يونس، ومحمد بن عبيد المحاربي.
وهو واهٍ بالاتفاق. عمر دهراً، وجاوز المائة. كذبه أحمد، وابن أبي شيبة.
(12/377)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 378
قرأت على أحمد بن هبة الله، عن عبد المعز بن محمد البزاز: أنا محمد بن إسماعيل:
أنا محلم بن إسماعيل الضبي: أنا الخليل بن أحمد القاضي: نا محمد بن إسحاق الثقفي:
نا قتيبة بن سعيد، نا محمد بن الفرات: سمعت محارب بن دثار: سمعت ابن عمر: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: شاهد الزور لا تزول قدماه حتى يؤمر به إلى
النار. أخرجه ابن ماجة، عن سويد عن محمد.
4 (محمد بن الفضل بن عطية العبسي مولاهم الكوفي ت. ق.)
أبو عبد الله، نزيل بخارى. وقد حدث في آخر أيامه بالعراق عن: أبيه، وزياد بن
علاقة، وعمرو بن دينار، وعاصم بن بهدلة، ومنصور بن المعتمر، وجماعة. وعنه: بقية،
وأسد بن موسى، وعباد بن يعقوب، ويحيى بن يحيى،
(12/378)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 379
ومحمد بن عيسى بن حبان المدائني، وآخرون. قال أحمد: حديثه حديث أهل الكذب.) وقال
يحيى بن معين: لا يكتب حديثه. وقال غير واحد: متروك الحديث. وقيل إنه حج بضعاً
وثلاثين حجة. وقال محمد بن الفضل: كنت ابن خمس سنين حيث كان يذهب بي والدي إلى
الفقهاء. قلت: مات سنة إحدى وثمانين أو بعدها أو قبلها. وقع لنا من عواليه.
4 (محمد بن كثير، أبو إسحاق القرشي الكوفي.)
نزيل بغداد. عن: ليث بن أبي سليم، وعمرو بن قيس الملائي، والأعمش. وعنه: يحيى بن
معين: وقتيبة، ومحمد بن الصباح الجرجرائي، والحسن بن عرفة. كان ابن معين حسن الرأي
فيه وقال: لم يكن به بأس.
(12/379)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 380
وقال أبو حاتم: ضعيف. وقال البخاري: منكر الحديث.
4 (محمد بن كثير البصري القصاب.)
له عن: عبد الله بن طاووس، ويونس بن عبيد. وعنه: نعيم بن حماد، وعثمان بن أبي
شيبة. قال أبو حاتم: منكر الحديث، ضعيف. وقال العقيلي: لا يتابع على حديثه. وقال
الفلاس: ذاهب الحديث.
4 (محمد بن مجيب الثقفي الكوفي الصائغ.)
(12/380)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 381
عن: ليث بن أبي سليم، وجعفر بن محمد. وعنه: محمود بن خداش، وجمهور بن منصور، ومحمد
بن إسحاق البلخي، ومحمد بن عبد الله الأزري، ومحمد بن حسان الأزرق. قال أبو حاتم:
ذاهب الحديث. وروى عباس، عن ابن معين قال: عدو الله كذاب.
4 (محمد بن محصن العكاشي.)
) وهو محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن عكاشة بن محصن الأسدي. روى عن: إبراهيم
بن أبي عبلة، والأوزاعي، وجماعة. وعنه: محمد بن أبي خراش الموصلي، ومعلل بن نفيل،
وجماعة. قال البخاري: يقال له الأندلسي، منكر الحديث.
(12/381)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 382
وقال ابن معين: كذاب.
4 (محمد بن مروان السدي الصغير.)
هو محمد بن مروان بن عبد الله بن إسماعيل بن عبد الرحمن السدي الكوفي. روى عن:
الكلبي في تفسيره، وعن يحيى بن سعيد الأنصاري، والأعمش، وجويبر. وعنه: الأصمعي،
ومحمد بن عبيد المحاربي، وأبو عمر الدوري، والحسن بن عرفة. تركوا حديه، وقد اتهم.
قال البخاري: سكتوا عنه. وقال ابن معين: ليس بثقة. وقال عبد الله بن نمير: كذاب.
(12/382)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 383
وقال أحمد بن حنبل: أدركته قد كبر فتركته.
4 (محمد بن مسروق بن معدان الكندي الكوفي.)
الفقيه، أبو عبد الرحمن، من أصحاب الرازي. روى عن: محمد بن عمرو، ومسعر، وسفيان
الثوري. وعنه: ابن وهب، وسعيد بن أبي مريم، وهشام بن عمار، وآخرون. وولي قضاء مصر
ثمانية أعوام في دولة الرشيد، وصرف سنة خمس وثمانين ومائة. وكان قد ولي بعد مفضل
بن فضالة. وكان عجباً في التيه والصلف والتكبر. قال سعيد بن عفير: قدم علينا
قاضياً وكان متجبراً، فاعتدى على العمال وأنصف منهم. أرسل إليه الأمير عبد الله بن
المسيب يأمره يحضر مجلسه، فقال لرسوله: لو كنت تقدمت إليه في هذا لفعلت به وفعلت.
فانقطع ذلك عن القضاء بعده. قال سعيد: ولما قدم مصر اتخذ قوماً للشهادة، وأوقف
سائر الشهود،
(12/383)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 384
فوثبوا به وشتموه وشتمهم. وكانت منه هنات إلى أشرافهم.) وقال يحيى بن بكير: ما كان
بأحكامه بأس، لكنه كان من أعظم الناس تكبراً.
4 (محمد بن المعلى اليامي الكوفي ت.)
هو ابن أخي زبيد بن الحارث. روى عن: زياد بن خيثمة، وزكريا بن أبي زائدة، ويحيى بن
سعيد الأنصاري، وأشعث بن سوار. واستوطن الري. روى عنه: محمد بن عمرو زنيج، ومحمد
بن مهران، ومحمد بن حميد، وآخرون. قال أبو حاتم: صدوق.
4 (محمد بن يزيد الواسطي الزاهد د. ت. ن.)
(12/384)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 385
أبو سعيد. ويقال أبو إسحاق الخولاني مولاهم. أصله شامي. روى عن: أيوب أبي العلاء
القصاب، وإسماعيل بن أبي خالد، وعاصم بن رجاء بن حيوة، والعوام بن حوشب، ومجالد بن
سعيد، وطبقتهم. وعنه: أحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، وبشر بن مطر، وأبو عمارة
الحسن بن حريث، ومحمد بن وزير، وشريح بن يونس، ويحيى بن معين، وآخرون. قال وكيع:
إن كان أحد من الأبدال فهو محمد بن يزيد. وقال أحمد: كان ثبتاً في الحديث. وقال
ابن معين، وأبو داوود، والنسائي: ثقة. وقال محمد بن وزير: مات سنة تسعين ومائة.
وقيل: مات سنة ثمان وثمانين ومائة. وقال مطين: سنة إحدى وتسعين.
4 (محمد بن يوسف بن معدان.)
(12/385)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 386
أبو عبد الله الأصبهاني الزاهد، ويلقب بعروس الزهاد. روى عن: الأعمش، ويونس بن عبيد،
وسفيان الثوري، والحمادين آثاراً ومقاطيع. حدث عنه: عبد الرحمن بن مهدي، ويحيى
القطان، وابن المبارك، وسليمان الشاذكوني،) وزهير بن عباد، وعصام بن جبر، وصالح بن
مهران، وطائفة. قال أبو الشيخ: لما أره روى حديثاً مسنداً، إلا حديثاً واحداً.
قلت: وهو حديث منكر. قال الحسن بن عمرو مولى ابن المبارك: ما رأيت ابن المبارك
أعجبه أحد ممن كان يأتيه إعجابه لمحمد بن يوسف الأصبهاني كان كالعاشق له. قلت: هو
من أجداد الحافظ أبي نعيم لأمه، وقد استوفى ترجمته. قال يحيى بن سعيد: ما رأيت
رجلاً خيراً من محمد بن يوسف. فقال له: محمد بن حنبل: ولا الثوري فقال: كان الثوري
شيئاً ومحمد بن يوسف شيئاً. عبيد بن جناد: نا عطاء بن سلم الحلبي قال: كان محمد بن
يوسف الأصبهاني يختلف إلي عشرين سنة لم أعرفه. يجيء إلى الباب فيقول: رجل غريب
يسأل. ثم يخرج، حتى رأيته يوماً في المسجد. فقيل لي: هذا محمد بن يوسف. فقلت: هذا
يختلف إلي منذ عشرين سنة لم أعرفه. قلت: كان يرابط بالمصيصة مدة. قال أحمد بن عصام
الأصبهاني: بلغني أن ابن المبارك كان يسمي
(12/386)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 387
محمد بن يوسف عروس الزهاد. وقال أحمد الدورقي: حدثني حكيم الخراساني قال: كان محمد
بن يوسف الأصبهاني يأتيه من عند أهله في كل سنة سبعون ديناراً أو نحوها، فيأخذ على
الساحل فيأتي مكة، ثم يرجع إلى الثغر. وقال عبيد الله بن جناد: قال محمد بن يوسف:
أروني قبر أبي إسحاق الفزاري، فأريته إياه. فقال: إن مت فادفنوني إلى جنبه. وقال عبد
الرحمن بن مهدي: باينت محمد بن يوسف في الشتاء والصيف، فلم يكن يضع جنبه. وأما
ليالي الشتاء، فكان حين يطلع الفجر يتمدد وهو جالس، ثم يقوم ويتمسح. قلت: لعله بقي
إلى المائتين.
4 (مخلد بن خداش الكوفي.)
عن: الأعمش، وأبان بن ثعلب. وعنه: أبو الصلت عبد السلام الهروي، وأبو سعيد الأشج.)
قال أبو حاتم: صالح الحديث.
4 (مخيس بن تميم، أبو بكر الأشجعي.)
(12/387)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 388
عن: بهز بن حكيم، وحازم بن عطاء البجلي، وجعفر بن عمر. وعنه: هشام بن عمار، وأحمد
بن الضحاك إمام جامع دمشق. وهو شامي مقل. قال العقيلي: لا يتابع على حديثه.
4 (مدرك بن أبي سعد الفزاري الدمشقي.)
أبو سعد. عن: يونس بن ميسرة بن حلبس، وإسماعيل بن أبي المهاجر، وحيان بن أبي
النضر. وقرأ القرآن على يحيى بن الحارث. قرأ عليه هشام بن عمار. وروى عنه: هشام،
وعلي بن حجر، وسعيد بن منصور، وسليمان بن عبد الرحمن، وجماعة. قال أبو حاتم: لا
بأس به.
4 (مرحوم بن عبد العزيز البصري العطار ع.)
(12/388)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 389
عن: أبي عمران الجوني، وثابت البناني، ومالك بن دينار، وحبيب المعلم، وأبي نعامة
السعدي. وعنه: ابنه عيسى، وحفيده بشر بن عبيس بن مرحوم، وإسحاق بن راهويه، وأبو
بكر بن أبي شيبة، وبندار، ومحمد بن المثنى، ومسدد، وبكر بن خلف، والفلاس، ونصر بن
علي. قال الخريبي: ما رأيت بصرياً أفضل منه، ومن سليمان بن المغيرة. ووثقه أحمد
وغيره. مات سنة سبع وثمانين. وقيل: سنة ثمان وثمانين ومائة. وروى البخاري عن حفيده
بشر أن مولده سنة ثلاث ومائة.
4 (مروان بن أبي حفصة سليمان بن يحيى بن أبي حفصة يزيد بن عبد الله الأموي.)
(12/389)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 390
مولاهم الشاعر الشهير: يكنى أبا السمط، ويقال أبو الهندام. وولاؤه لمروان بن
الحكم. مدح الخلفاء والأمراء. وسائر شعره سائر لحسنه وفحولته، واشتهر) اسمه. حكى
عنه خلف الأحمر، والأصمعي. وقيل: كان مولداً، قيل الخبرة باللغة. وقد أجازه المهدي
على قصيدة واحدة مائة ألف، وكذا أجازه الرشيد مرة بستين ألف درهم. وكان بخيلاً
مقتراً على نفسه. خرج مرة بجائزة المهدي ثمانين ألف درهم، فسأله مسكين فأعطاه ثلثي
درهم، وقال: لو كان حصل له مائة ألف لكملت لك درهماً. وقيل: إنه كان لا يسرج عليه،
ولا حكايات في البخل. وما أحلى قوله يمدح بني مطر.
(هم القوم إن قالوا أصابوا، وإن دعوا .......... أجابوا، وإن أعطوا أطابوا
وأجزلوا)
(12/390)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 391
(هم يمنعون الجار حتى كأنهم .......... لجارهم بين السماكين منزل)
وعن الفضل بن بزيع قال: رأيت مروان بن أبي حفصة دخل على المهدي بعد موت معن بن
زائدة، فأنشده. فقال: من أنت قال: شاعرك مروان. قال: ألست القائل:
(وقلنا أين نرحل بعد معن .......... وقد ذهب النوال فلا نوالا)
وقد جئت تطلب نوالاً. خذوا برجله. فلما كان بعد عام، تلطف حتى دخل مع الشعراء.
وإنما كانت الشعراء تدخل على الخلفاء في العام مرة، فأنشده:
(طرقتك زائرة فحي خيالها .......... بيضاء تخلط بالحياء دلالها)
(قادت فؤادك فاستقادو وقبلها .......... قاد القلوب إلى الصبا وأمالها)
منها:
(هل يطلبون من السماء نجومها .......... بأكفهم أو يسترون هلالها)
(أو تدفعون مقالة عن ربكم .......... جبريل بلغها النبي فقالها)
(شهدت من الأنفال آخر آية .......... ببراءتهم فأردتم إبطالها)
يعني بني العباس وبني علي. فرأيت المهدي وقد زحف من صدر
(12/391)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 392
مصلاه حتى صار على البساط إعجاباً. وقال: كم أبياتها قال: مائة. فأمر له بمائة ألف
درهم. وروى علي بن محمد النوفلي، عن أبيه قال: كان مروان بن أبي حفصة لا يأكل
اللحم بخلاً) حتى يقدم إليه. فإذا قدم بعث غلامه فاشترى له رأساً فأكله. فقيل له:
لا نراك تأكل في الصيف والشتاء إلا الرؤوس. قال: نعم لأني أعرف سعره فآمن خيانة
الغلام. وإن مس عينه أو خده وقفت على ذلك، وآكل منه ألواناً، وأكفى مؤونة الطبخ.
وقال جهم بن خلف: أتينا اليمامة، فنزلنا على مروان بن أبي حفصة، فأطعمنا تمراً،
وأرسل غلامه بفلس وسكرجة يشتري به زيتاً. فلما جاءه بالزيت قال: خنتني. قال: من
فلس كيف أخونك. قال: أخذت الفلس واستوهبت زيتاً. قال الفسوي: مات مروان سنة اثنتين
وثمانين ومائة. وقيل: مولده سنة خمس ومائة.
4 (مروان بن سالم الشامي ثم الجزري ق.)
(12/392)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 393
عن: صفوان بن سليم، والأعمش، وعبد الملك بن أبي سليمان، وجماعة. وعنه: الوليد بن
مسلم، ونعيم بن حماد، وأبو همام السكوني، وغيرهم. تركه غير واحد لأن عامة ما يرويه
لا يتابع عليه. قال أحمد بن حنبل: ليس بثقة. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال
النسائي: متروك.
4 (مروان بن شجاع الجزري الحراني خ. د. ت. ق.)
(12/393)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 394
أبو عمرو مولى بني أمية. حدث ببغداد عن خصيف فأكثر، وعن: عبد الكريم بن مالك،
وسالم الأفطس. وعنه: أحمد بن حنبل، وأحمد بن منيع، وشريح بن يونس، وزياد بن أيوب،
ويحيى بن معين، ويعقوب الدورقي، والحسن بن عرفة. قال أحمد: لا بأس به. وقال غيره:
صدوق. وقال أبو حاتم: ليس بحجة. وقال ابن حبان: يروي المقلوبات عن الثقات.) قلت:
مات سنة أربع وثمانين ومائة.
4 (مروان، أبو عبد الملك الرمادي.)
دمشقي من أعيان قراء البلد. قرأ على: يحيى الرمادي، وزيد بن واقد، وحدث عنهما،
وولي قضاء دمشق. روى عنه: مروان بن محمد، وسليمان ابن بنت شرحبيل، ومحمد بن حسان
الأسدي. ما علمت فيه جرحاً.
4 (مسلمة بن علقمة المازني.)
قد مر، فيحول إلى هنا، وإلا فقد نبهنا على طبقته.
(12/394)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 395
4 (مسلمة بن علي بن خلف الخشني الدمشقي الغوطي البلاطي ق.)
والبلاط قرية على فرسخ من البلد. يكنى: أبا سعيد. روى عن: يحيى الذماري، والأعمش،
وابن عجلان، ومحمد بن الوليد الزبيدي، وابن جريح، وطائفة. وعنه: بقية بن الوليد،
وابن وهب، وأبو توبة الحلبي، ومحمد بن رمح، وهشام بن عمار، وآخرون. قال البخاري:
منكر الحديث. وقال أبو حاتم: هو في حد الترك. وقال الدار قطني: متروك الحديث. وسئل
ابن معين عنه وعن الحسن بن يحيى الخشني فقال: ليسا بشيء، والحسن أحبهما
(12/395)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 396
إلي. قلت: ومن مفاريده، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي سلمة، عن صفوان بن عسال قال:
حض رسول الله صلى الله عليه وسلم على العلم قبل ذهابه. فقيل: كيف يذهب وقد تعلمنا
وعلمناه أبناءنا فغضب وقال: أوليست التوراة والإنجيل في يد اليهود والنصارى فما
أغنيا عنهم. ولمسلمة أحاديث عدة منكرة. مات سنة تسعين ومائة.
4 (المسيب بن شريك.)
) أبو سعيد التميمي الشقري الكوفي. عن: هشام بن عروة، والأعمش. وعنه: يحيى بن
معين، وأحمد بن منيع، وأحمد بن حنبل وقال: هو
(12/396)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 397
أول من كتبت عنه الحديث. قال مسلم، والدار قطني: متروك الحديث. قال بان سعد: ولي
بيت المال للرشيد. مات سنة ست وثمانين ومائة.
4 (مصعب بن الزبير العذري المصري.)
مؤذن جامع الفسطاط. عن: يزيد بن أبي حبيب. وعنه: ابنه عذرة، ويوسف بن عدي. مات في
صفر سنة أربع وثمانين ومائة. قاله ابن يونس.
4 (مصعب بن سلام التميمي الكوفي ق.)
(12/397)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 398
عن: زبرقان السراج، ومحمد بن سوقة، وعبد الله بن شبرمة. وعنه: إسحاق بن موسى
الأسدي، وزياد بن أيوب. قال ابن حبان: كثير الغلط، لا يحتج به. وقال ابن عدي: أرجو
أنه لا بأس به، له غلط. وقال أبو حاتم: محله الصدق. وضعفه علي بن المديني. وروى
عنه أيضاً أحمد، والأشج.
4 (مصعب بن ماهان المروزي ثم العسقلاني.)
عن سفيان الثوري، وعباد بن كثير.
(12/398)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 399
وعنه: أبو توبة الربيع بن نافع، وزهير بن عباد، وسعيد بن نضير، وإبراهيم بن شماس
والسمرقندي، وآخرون. وكان عبداً صالحاً، وكان أمياً لا يكتب.) قال أبو حاتم: شيخ.
قيل: مات سنة إحدى وثماني ومائة.
4 (مطر بن العلاء الفزاري الدمشقي.)
شيخ قليل الحديث. روى عن: أبي سليمان الحرستاني، وعبد الملك بن يسار الثقفي، وروح
بن القاسم. وعنه: ختنه يحيى بن الغمر، وسليمان بن عبد الرحمن، وعلي بن حجر. قال
أبو حاتم: شيخ. قال سليمان: نا مطر بن العلاء، نا عبد الملك بن يسار، نا أبو أمية
الشعباني، وكان جاهلياً: حدثني معاذ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ثلاثون سنة نبوة وخلافة، وثلاثون سنة نبوة وملك، وثلاثون سنة ملك وتجبر، وما وراء
ذلك فلا خير فيه.
(12/399)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 400
رواه يعقوب الفسوي، والطبراني. وفي السند مجهولان.
4 (المطلب بن زياد الكوفي ق.)
عن: زياد بن علاقة، وزيد بن علي بن الحسين، وعبد الملك بن عمير، وإسماعيل السدي،
وأبي إسحاق السبيعي. وعنه: أحمد، وإسحاق، وسعيد بن محمد الجرمي، وشريح بن يونس،
وابن نمير، ويحيى بن معين، وسفيان بن وكيع، وعدة. وثقه أحمد، ويحيى. وقال أبو
حاتم: لا يحتج به. وقال أبو داوود: هو عندي صالح. وقال ابن سعد: ضعيف. وقال أحمد:
لم ألق بالكوفة أحداً أسن منه. قلت: توفي سنة خمس وثمانين ومائة.
(12/400)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 401
4 (معاذ بن مسلم النحوي الكوفي.)
الهراء، لأنه كان يتجر في الثياب الهروية. روى عن: عطاء بن السائب، وجعفر بن محمد،
وغيرهما.) وصنف في النحو في دولة بني أمية. وعمر دهراً طويلاً. روى عنه: عبد
الرحمن المحاربي، والحسن بن الحسين الكوفي. وقال عثمان بن أبي شيبة: رأيته يشد
أسنانه بالذهب. وأخذ عنه الكسائي جملة من النحو. وفيه يقول سهل بن أبي غالب تيك
الأبيات السائرة:
(إن معاذ بن مسلم رجل .......... ليس لميقات عمره أمد)
(قد شاب رأس الزمان واكتهل .......... الدهر وأثواب عمره جدد)
(يا بكر حواء كم تعيش وكم .......... تسحب ذيل الحياة يا لبد.)
(12/401)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 402
الأبيات. توفي سنة سبع وثماني ومائة. وقيل: سنة تسعين. وعاش تسعين سنة. ذكره ابن البخار
مختصراً، وقال: هو مولى محمد بن كعب القرظي. وولد في دولة يزيد بن عبد الملك. وكان
من أعيان النحاة. وكان له أولاد وأحفاد فماتوا وهو باق. وله شعر جيد.
4 (المعافي بن عمران بن نفيل بن جابر بن جبلة خ. د. ن.)
(12/402)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 403
أبو مسعود الأزدي، الموصلي، الحافظ، القدوة، شيخ أهل الموصل وعالمهم وزاهدهم.
مولده بعد العشرين ومائة. سمع: ثور بن يزيد، وهشام بن حسان، وابن جريج، وجعفر بن
برقان، وحنظلة بن أبي سفيان، وسيف بن سليمان، وأفلح بن حميد، وموسى بن عبيدة،
ومسعر، والأوزاعي، وعبد الحميد بن جعفر، ومالك بن مغول، ويونس بن أبي إسحاق،
وسفيان الثوري، وطبقتهم. وعنه: بقية، وابن المبار: ووكيع، وموسى بن أعين، وهم من
أقرانه، وبشر الحافي، والحسن بن بشر، وإبراهيم بن عبد الله الهروي، ومحمد بن جعفر
الوركاني، ومحمد بن عبد الله بن عمار، وعبد الله بن أبي خداش، وآخرون. وله ترجمة
في تاريخ يزيد بن محمد الأزدي في بضع وعشرين ورقة. وقال: ثنا موسى بن هارون
الزيات: نا أحمد بن عثمان: سمعت محمد بن داوود الحراني: نا عيسى بن يونس قال: خرج
علينا الأوزاعي ونحن ببيروت أنا والمعافي بن عمران، وموسى) بن أعين، ومعه كتاب
السنن لأبي حنيفة. فقال: لو كان هذا الخطأ في أمة لأوسعه خطأ. قال الأزدي: صنف
المعافي في الزهد، والسنن، والفتن، والأدب وغير ذلك.
(12/403)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 404
وقال أحمد بن يونس: كان سفيان الثوري يقول: المعافي بن عمران ياقوتة العلماء. وقال
بشر بن الحارث: إني لأذكر المعافي اليوم فأنتفع بذكره، وأذكر رؤيته فأنتفع. وقال
وكيع: نا المعافي وكان من الثقات. وعن بشر الحافي قال: كان ابن المبارك يقول:
حدثني الرجل الصالح، يعني المعافي. أحمد بن عبد الله بن يونس، عن الثوري قال:
امتحنوا أهل الموصل المعافي. وروي عن الأوزاعي قال: لا أقدم على الموصلي أحداً.
قال ابن سعد: كان المعافي ثقة، خيراً، فاضلاً، صاحب سنة. بشر بن الحارث. سمعت
المعافي: سمعت الثوري يقول: إذا لم يكن لله في العبد حاجة نبذه إلى السلطان. قال
بشر: كان المعافي يحفظ الحديث والمسائل. سألته عن الرجل يقول للرجل: أقعد هنا ولا
تبرح. قال: يجلس حتى يأتي وقت الصلاة ثم يقوم. وقال محمد بن عبد الله بن عمار:
سمعت المعافي ولم أر أفضل منه. يسأل عن تجصيص القبور فكرهه. وقال علي بن مضاء: نا
هشام بن بهرام: سمعت المعافي يقول: القرآن كلام الله غير مخلوق. قال الهيثم بن
خارجة: ما رأيت أأدب من المعافي.
(12/404)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 405
وورد أن المعافي كان أحد الأسخياء الموصوفين،. أفنى ماله الجود والحقوق. كان إذا
جاءه مغله، أرسل إلى أصحابه ما يكفيهم سنة، وكانوا أربعة وثلاثين رجلاً. قال بشر:
كان المعافي في الفرح والحزن واحداً. قتلت الخوارج له ولدين فما تبين عليه شيء
وجمع أصحابه وأطعمهم، ثم قال لهم: آجركم الله في فلان وفلان، رواها جماعة. عن بشر:
قال محمد بن عبد الله بن عمار: كنت عند عيسى بن يونس فقال: أسمعت من المعافي قلت:
نعم. قال: ما أحسب أحداً رأى المعافي وسمع من غيره يريد بعلمه الله. قال بشر: سمعت
المعافي يقول: أجمع العلماء على كراهة السكنى، يعني ببغداد. وقيل لبشر الحافي:
نراك تعشق المعافي بن عمران. فقال: ومالي لا أعشقه وقد كان سفيان) يسميه الياقوتة.
قال علي بن حرب: رأيت المعافي أبيض الرأس واللحية، عليه قميص غليظ، وكمه تبين منه
أطراف أصابعه. وقال يحيى بن معين: ثقة. وقال بشر: كان المعافي صاحب دنيا واسعة
وضياع كثيرة. قال رجل: ما أشد البرد اليوم، فالتفت إليه المعافي وقال: استدفأت
الآن لو سكت لكان خيراً لك. قلت: وقد وقع لي من عوالي المعافي حديث: أخبرنا علي بن
أحمد العلوي، أنا محمد بن أحمد القطيعي: أنا أبو بكر بن الزاغوني ح، وأنا أحمد بن
إسحاق الهمداني: أنا عمر بن محمد السهروردي: أنا هبة الله بن
(12/405)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 406
أحمد القصار قالا: أنا محمد بن محمد الهاشمي: أنا أبو طاهر المخلص: نا عبد الله بن
محمد البغوي: ثنا محمد، يعني ابن أبي سمينة، نا المعافي بن عمران، عن صالح بن أبي
الأخضر، عن الزهري، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كنت أسكب لرسول الله
صلى الله عليه وسلم وضوءه عن جميع أزواجه في الليلة الواحدة. تابعه وكيع، عن صالح.
أخرجه أن ماجة من طريق وكيع. وهو غريب. قال علي بن حسين الخواص، وغيره: مات
المعافي بن عمران سنة أربع وثمانين ومائة. وقال ابن عمار، وسلمة بن أبي نافع: مات
سنة خمس وثمانين. وقال الهيثم بن خارجة وغيره: سنة ست. وللمعافي تريجمة في حلية
الأولياء.
4 (معتمر بن سليمان بن طرخان ع.)
(12/406)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 407
الإمام أبو محمد التيمي البصري. وإنما ولاؤه لبني مرة. وقيل له التيمي لنزوله في
بني تيم بالبصرة. روى عن: أبيه، وعن: عبد الملك بن عمير، ومنصور بن المعتمر، وأيوب
السختياني، وعمرو بن دينار القهرمان، والدكين بن الربيع، وليث بن أبي سليم، وحميد
الطويل، وخلق. وقد روى عمن هو أصغر منه.) روى عن: عبد الرزاق، وعاشر أصحاب عبد
الرزاق بعد معتمر مائة سنة. روى عنه: ابن المهدي، وأحمد، وإسحاق، وابن معين،
والفلاس، وأبو كريب، وخليفة، ويعقوب الدورقي، والحسن بن عرفة، وخلق. وكان إماماً
حجة، زاهداً، عابداً، كبير القدر. قال قرة بن خالد: ما معتمر عندنا بدون والده
وسليمان التيمي. وقال محمد بن سعد: أنا أحمد بن إبراهيم العبدي: حدثني عباس
البصري، حدثني الأصمعي: حدثني معتمر بن سليمان قال: قال أبي عد لنفسك من سنة ست
ومائة.
(12/407)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 408
وقال سعيد بن عيسى الكريزي: مات معتمر يوم قتل زبان الطليقي، وكان الناس يقولون:
مات اليوم أعبد الناس، وقيل: أشطر الناس. قلت: توفي معتمر في صفر سنة سبع وثمانين
ومائة عن إحدى وثمانين سنة.
4 (معدي بن سليمان البصري ت. ق.)
صاحب الطعام. روى عن: علي بن زيد بن جدعان، وعمران القصير، ومحمد بن عجلان. وعنه:
بدل بن المحبر، وبندار، ومحمد بن المثنى، ونصر بن علي الجهضمي، وغيرهم. قال سليمان
الشاذكوني: كان يعد من الأبدال، وكان من أفضل الناس. وروى عمر بن يزيد السياري،
عنه قال: مررت بوادي القرى فإذا بها رجل يقال له شعيب بن مطير، فقلنا له: أدخلنا
على أبيك. فأدخلنا وقال: يا أبه حدث هؤلاء بحديث ذي اليدين. قال: وكان شيخاً
كبيراً فأبى وقال: اذكره أنت يا بني. فقال: حدثتنا يا أبه أنك مررت بذي خشب، فلقيت
ذا اليدين رضي الله عنه، فحدثك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سلم من الركعتين:
وذكر الحديث.
(12/408)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 409
معدي: ضعفه النسائي. وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به.
4 (معلى بن راشد، أبو اليمان البصري ق.)
القواس، النبال. عن: الحسن البصري، وميمون بن سياه، وجدته أم عاصم. روت له، عن
نبيشة، عن النبي) صلى الله عليه وسلم: من كثر مضغه استغفرت له.
(12/409)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 410
روى عنه: إبراهيم بن موسى، وعبيد الله بن عمر القواريري، وروح بن عبد المؤمن، ونصر
الجهضمي، وجماعة. لم أر فيه مقالاً بجرح ولا توثيق. وهو شيخ.
4 (المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة خ. د. ت.
ق.)
واسم أبي ربيعة عمرو بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، الإمام أبو هاشم
المخزومي المدني الفقيه. سمع: هشام بن عروة، ويزيد بن عبيد، وابن عجلان، وعبد الله
بن سعيد بن أبي هند، وغيرهم. وكان أحد الفقهاء الأعلام، وثقه ابن معين.
(12/410)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 411
قال الزبير بن بكار: عرض عليه الرشيد قضاء المدينة فامتنع، فأعفاه ووصله بألفي
دينار. قال: وكان فقيه المدينة بعد مالك. وقال محمد بن سلمة المخزومي: قال المغيرة
بن عبد الرحمن: نحن أعلم الناس بالقرآن وأجهلهم به. صيرنا العلم بعظيم قدره إلى
الجهل بكثير من معانيه. وقال ابنه عياش: مات أبي في سابع صفر سنة ست وثمانين ومائة.
قلت: عاش اثنتين وستين سنة. وقد وثقه جماعة، وضعفه أبو داوود وحده.
4 (المغيرة بن أبي المغيرة، أبو هارون الربعي الرملي.)
عن: أبي زرعة يحيى السيباني، وعروة بن رويم، وجماعة. وعنه: أبو مسهر، ومحمد بن
عائذ، وهشام بن عمار وجماعة. قال أبو حاتم الرازي: لا بأس به.
4 (المغيرة بن موسى، أبو عثمان البصري.)
مولى عائذ بن عمرو المزني رضي الله عنه.
(12/411)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 412
سمع: هشام بن حسان، وسعيد بن أبي عروبة، وغيرها. وحدث ببلد خوارزم. روى عنه: يعقوب
بن الجراح الخوارزمي، وبكير بن جعفر الجرجاني، وعمار بن عيسى) النسوي. قال
البخاري: منكر الحديث. وقال ابن عدي: ثقة، لا أعلم له حديثاً منكراً.
4 (المفضل بن عبد الله الكوفي ق.)
عن: أبي إسحاق السبيعي، وجابر الجعفي. وعنه: سويد بن سعيد، ومحمد بن أبي السري
العسقلاني. ضعفه أبو حاتم. وقواه ابن حبان.
4 (المفضل بن فضالة القتباني المصري. ع.)
(12/412)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 413
القاضي أبو معاوية، أحد الأعلام. روى عن: عياش بن عباس القتباني، ويزيد بن أبي
حبي، وعبد الله بن سليمان الطويل ويونس، وعقيل الأيليين، وطائفة. وعنه: حسان بن
عبد الله الواسطي ثم المصري، وأبو صالح الكاتب، وزكريا بن يحيى كاتب العمري، ومحمد
بن رمح، ويزيد بن موهب الرملي، وآخرون. وثقه ابن معين، وغيره. وشد ابن سعد فقال:
منكر الحديث. قال ابن يونس في تاريخه: كان من أهل الدين والورع والفضل. وقال أبو
داوود: كان مجاب الدعوة. لم يحدث عنه ابن وهب لأنه قضى عليه بقضية. وروى عبد
الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم، عن بعض
(12/413)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 414
مشائخه أن رجلاً لقي المفضل بن فضالة بعدما عزل من القضاء فقال: قضيت علي بالباطل،
وفعلت وفعلت: فقال له: ولكن الذي قضيت له يطيب الثناء علي. وقال عيسى بن حماد: كان
المفضل قاضياً علينا، وكان مجاب الدعوة. وكان مع ضعف بدنه طويل القيام رحمه الله.
وقال يحيى بن معين: كان مصرياً ورجل صدق. كان إذا جاءه من انكسرت يده أو رجله)
جبرها. وكان يصنع الأرحية. وقال لهيعة بن عيسى: كان المفضل قد دعا الله تعالى أن
يذهب عنه الأمل، فأذهبه الله عنه، فكاد أن يختلس عقله ولم يهنه شيء من الدنيا،
فدعا الله أن يرد إليه الأمل فرده، فرجع إلى حاله. قال ابن يونس: ولد سنة سبع
ومائة، وتوفي سنة إحدى وثمانين ومائة. وقد مر المفضل بن فضالة البصري أخو مبارك.
4 (ملازم بن عمرو الحنفي اليمامي ع.)
عن: موسى بن نجدة، وعن جده عبد الله بن بدر اليمامي، وعبد الله بن النعمان
السحيمي، وغيرهم. ولم أجد له شيئاً عن يحيى بن أبي كثير.
(12/414)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 415
روى عنه: علي بن المديني، ومسدد، ويحيى بن معين، وهناد، وأحمد بن المقدام، وجماعة.
وثقه ابن معين، وغيره. وما علمت فيه مقالاً. له في مس الذكر.
4 (المنهال بن بحر، أبو سلمة القشيري العقيلي.)
عن: ابن عون، وهشان بن حسان، وابن أبي عروبة، وقرة بن خالد، وعدة.
(12/415)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 416
وعنه: أبو الوليد، وعلي بن المديني، وأبو حفص الفلاس، وآخرون. وثقه أبو حاتم. ولا
شيء له في الكتب.
4 (مهران بن أبي عمر الرازي العطار ق.)
عن: أبي حيان يحيى بن سعيد التيمي، وإسماعيل بن أبي خالد، وسعيد بن سنان، وسعيد بن
أبي عروبة. وعنه: عبد الله بن الجراح القهستاني، ومحمد بن عمرو زنيج، ويحيى بن
معين، ويحيى بن أكثم، ويوسف بن موسى القطان، وغيرهم. قال أبو حاتم: ثقة صالح
الحديث.) وقال النسائي: ليس بالقوي. وقال ابن معين: كتبت عنه وعنده غلط كثير في
حديث سفيان الثوري. وقال البخاري: في حديثه اضطراب.
(12/416)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 417
4 (موسى الكاظم ت. ق.)
هو الإمام أبو الحسن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
العلوي الحسيني. والد علي بن موسى الرضا. وببغداد مشهد موسى، والجواد. روى عن: أبيه،
وعن: عبد الملك بن قدامة الجمحي. روى عنه: بنوه: علي، وإبراهيم، وإسماعيل، وحسين.
وأخواه: محمد، وعلي ابنا جعفر. مولده كان في سنة ثمان وعشرين ومائة. قال أبو حاتم:
ثقة إمام. وقال غيره: حج الرشيد فحمل معه موسى من المدينة إلى بغداد وحبسه إلى أن
توفي غير مضيق عليه. وكان صالحاً، عالماً، عابداً، متألهاً.
(12/417)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 418
بلغنا أنه بعث إلى الرشيد برسالة يقول: إنه لن ينقضي عني يوم من البلاء إلا انقضى
عنك معه يوم من الرخاء، حتى نقضي جميعاً إلى يوم ليس له انقضاء يخسر فيه المبطلون.
قال عبد الرحمن بن صالح الأزدي: زار الرشيد قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
السلام عليك يا رسول الله، يا ابن عم، يفتخر بذلك. فتقدم موسى بن جعفر فقال:
السلام عليك يا أبه. فتغير وجه الرشيد وقال: هذا الفخر حقاً يا أبا حسن. وقال
النسابة يحيى بن جعفر العلوي المدني، وكان موجوداً بعد الثلاثمائة: كان موسى يدعى
العبد الصالح من عبادته واجتهاده. وكان سخياً، يبلغه عن الرجل أنه يؤذيه فيبعث
إليه بصرة فيها الألف دينار. وكان يصرر الصرر مائتي دينار وأكثر ويرسل بها. فمن
جاءته صرة استغنى. قلت: هذا يدل على كثرة إعطاء الخلفاء العباسيين له. ولعل الرشيد
ما حبسه إلا لقولته تلك: السلام عليك يا أبه. فإن الخلفاء لا يحتملون مثل هذا.)
روى الفضل بن الربيع، عن أبيه: أن المهدي حبس موسى بن جعفر، فرأى في المنام علياً
وهو يقول: فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم. قال: فأرسل
إلي ليلاً، فراعني ذلك، وقال: علي بموسى. فجئته به، فعانقه وقص عليه الرؤيا، وقال:
تؤمنني أن تخرج علي أو على ولدي. فقال: والله لا فعلت ذاك، ولا هو من شأني. قال:
صدقت، وأعطاه ثلاثة آلاف دينار وجهزه إلى المدينة.
(12/418)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني
عشر الصفحة 419
عبد الله بن أبي سعد الوراق: حدثني محمد بن الحسين الكناني: حدثني عيسى بن مغيث
القرظي قال: زرعت بطيخاً وقثاء في موضع بالجوانية على بئر. فلما استوى بيته الجراد
فأتى عليه كله. وكنت عرضت عليه مائة وعشرين ديناراً. فبينما أنا جالس إذ طلع موسى بن
جعفر فسلم ثم قال: أيش حالك فقلت: أصبحت كالعديم، بيتني الجراد. فقال: يا عرفة،
غلامه، زن له مائة وخمسين ديناراً. ثم دعا لي فيها. فبعث منها بعشرة آلاف درهم.
مات موسى رضي الله عنه في شهر رجب سنة ثلاث وثمانين ومائة. وقيل: سنة ست، والأول
أصح. وعاش بعضاً وخمسين سنة كأبيه، وجده وجد أبيه، وجد جده، ما في الخمسة من بلغ
الستين.
4 (موسى بن شيبة بن عمرو بن عبد الله بن كعب بن مالك السلمي.)
الأنصاري المدني. عن: عمومة أبيه: خارجة، ونعمان، وعميرة بني عبد الله. وعنه:
الحميدي، وأبو مصعب، وإبراهيم بن حمزة الزبيدي. قال أبو حاتم: صالح الحديث.
(12/419)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 420
4 (موسى بن ربيعة، أبو الحكم الجمحي مولاهم المصري.)
الزاهد، العابد، أحد الأولياء. قال أبو الطاهر بن السرح: كان إذا قدم الإسكندرية
يصلي الليل أجمع، ويصوم النهار، ويكثر الذكر. وكانت الأساقفة يسمونه راهب
المسلمين. وقال غيره: كان وصي الإمام عمرو بن الحارث.) روى عن: يزيد بن الهاد،
ويحيى بن سعيد، وجماعة. روى عنه: موسى بن أعين، ويحيى بن بكير، وسعيد بن عفير،
وأحمد بن عمرو بن السرح، وسعيد بن أبي مريم. قال أبو زرعة الرازي: كان ثقة. وقال أحمد
بن السرح: مات في آخر سنة تسع وثمانين ومائة. وقيل: مات سنة تسعين ومائة. وعاش
ثمانين سنة رحمه الله.
4 (موسى بن عيسى البستي الكوفي م.)
القاريء. روى عن: زائدة وغيره. وعنه: إسحاق بن راهويه، ومحمد بن عبد الله بن نمير،
وسفيان بن وكيع. وثقه مطين. توفي سنة ثلاث وثمانين ومائة كهلاً.
(12/420)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 421
وله في الصحيح حديث واحد أخبرناه أحمد بن تاج الأمناء، عن زينب الشغرية، والقاسم
الصفار، وإسماعيل بن عثمان قالوا: أنا وجيه الشامي، وأنا أبو القاسم القشيري، أنا
أحمد بن محمد القنطري، نا محمد بن إسحاق الثقفي: ثنا إسحاق بن إبراهيم، أنا موسى
القاريء، ثنا زائدة، عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، عن كريب، عن ابن عباس، عن
ميمونة قالت: وضعت للنبي صلى الله عليه وسلم ماء وسترته فاغتسل. وساق الحديث.
أخرجه مسلم، فوافقناه بعلو.
4 (موسى بن منصور بن هشام بن أبي رقبة اللخمي البصري.)
أبو العلاء. عن: أبيه. وعنه: ابنه العلاء، وابن وهب، والقاسم بن هانيء، وغيرهم.
قال ابن يونس: منكر الحديث. يقال مات سنة ثلاث وثمانين ومائة.)
4 (مؤمل بن أميل المحاربي الكوفي.)
كان شاعراً محسناً، مدح المهدي مرة فأجازه بألف دينار. ذكره الخطيب.
4 (المؤمل بن أبي حفصة الشاعر.)
هو ابن عم مروان بن أبي حفصة.
(12/421)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 422
كان من أعيان شعراء المهدي.
4 (ميمون بن يحيى بن مسلم بن الأشج.)
أبو أمية المدني. حدث بمصر عن مخرمة بن بكير. وعنه: يحيى بن بكير، وأحمد بن سعيد
الهمداني، وغيرهما. مات سنة تسعين ومائة.
4 (ميمون بن زيد.)
أبو إبراهيم البصري السقاء. عن: ليث بن أبي سليم، والحسن بن ذكوان. وعنه: شريح بن
النعمان وعمرو الفلاس، ونصر بن علي، وغيرهم. قال أبو حاتم: لين الحديث.
(12/422)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 423
4 (حرف النون)
4 (نصير بن زياد الطائي الكوفي.)
عن: أبي اليقظان عثمان بن عمير، وأبي هارون العبدي، وصلت الدهان. وعنه: حسين
الأشقر، ومعاوية بن هشام، وإسماعيل بن أبان الوراق، ويحيى الحماني، وأبو سعيد
الأشج. ذكره بصاد مهملة البخاري، ومطين، وابن أبي حاتم. وأما الدار قطني فقال: هذا
وهم، بل هو بمعجمة نضير. قال الأزدي: منكر الحديث.
4 (النضر بن إسماعيل ت. ن.)
)
(12/423)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 424
أبو المغيرة البجلي الكوفي القاص. إمام جامع الكوفة. عن: الأعمش، وإسماعيل بن أبي
خالد، ومحمد بن سوقة، وجماعة. وعنه: أحمد بن حنبل، وأبو عبيد، وأحمد بن منيع،
وزياد بن أيوب، والحسن بن عرفة. ضعفه ابن معين. وقال البخاري، وأحمد: لم يكن يحفظ
الإسناد. وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به.
4 (النضر بن محمد المروزي ن.)
أبو عبد الله مولى بني عامر. روى عن: محمد بن المنكدر، وعبد العزيز بن رفيع، ويزيد
بن أبي
(12/424)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 425
زياد، والعلاء بن المسيب، وأبي حنيفة. وعنه: إسحاق بن زاهويه، والحسن بن عيسى بن
ماسرجس. وثقه النسائي. مات سنة ثلاث وثمانين ومائة.
4 (النضر بن منصور الكوفي ت.)
عن: أبي الجنوب، عن علي، وعن سهل الفزاري. وعنه: أبو هشام الرفاعي، وأبو كريب،
وأبو سعيد الأشج، وآخرون ضعفه النسائي، وغيره.
4 (النعمان بن عبد السلام بن حبيب التيمي.)
(12/425)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني
عشر الصفحة 426
تيم الله بن ثعلبة، أبو المنذر الأصبهاني الفقيه، شيخ أصبهان وعالمها. وأصله
نيسابوري. قدم أصبهان في فتنة ظهور أبي مسلم الخراساني وهو صغير مع أبيه. ثم رحل
وطلب العلم. وكان من كبار الزهاد الورعين. وله تصانيف نافعة. روى عن: جريح، وأبي
حنيفة، ومسعر، وشعبة، والثوري، وطبقتهم. وعنه: ابن مهدي، وعفان، وعامر بن إبراهيم،
وصالح بن مهران، ومحمد بن المغيرة الأصبهانيان، ومحمد بن مبارك، ومحمد بن المنهال،
وسليمان بن داوود الشاذكوني. قال أبو حاتم: محله الصدق. وقال أبو نعيم الحافظ: كان
أحد العباد والزهاد. زهد في ضياع أبيه لملامسته للسلطان، وكان) يتفقه على مذهب
سفيان. وجالس أبا حنيفة. قال: وتوفي سنة ثلاث وثمانين ومائة.
4 (نعيم بن المورع بن توبة العنبري البصري.)
عن: هشام بن عروة، والأعمش، وابن جريج. وعنه: إبراهيم بن عبد الله بن يسار
الواسطي، ومحمد بن أيوب البجلي.
(12/426)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 427
قال س: ليس بثقة. وقال ابن عدي: يسرق الحديث.
4 (نوح بن دارج.)
أبو محمد النخعي، مولاهم الكوفي الفقيه، أحد المجتهدين. تفقه وبرع على الإمام أبي
حنيفة، وعلى عبد الله بن شبرمة وروى عنهما، وعن: الأعمش، وابن أبي ليلى. وعنه:
سعيد بن منصور، وأبو نعيم ضرار بن صرد، وعلي بن حجر، ومحمد بن الصباح الجرجرائي،
وآخرون. ولي قضاء الكوفية مدة، ثم ولي قضاء الجانب الشرقي ببغداد.
(12/427)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 428
ضعفه في الحديث النسائي، وغيره. وكان من كبار أصحاب أبي حنيفة. يقال إنه أضر، وبقي
يحكم نحواً من ثلاث سنين حتى فطنوا به. وقد كذبه يحيى بن معين. وقال ابن حبان: روى
موضوعات. مات سنة اثنتين وثمانين ومائة.
4 (نوح بن قيس الحداني الطاحي البصري م. ع.)
أبو روح.
(12/428)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 429
روى عن: محمد بن زياد الجمحي فيما قيل، وعن: أبي هارون عمارة بن جوين العبدي،
وأيوب السختياني، ومحمد بن واسع، ويزيد الرقاشي، ويزيد بن كعب، وجماعة. وهو أخو
خالد بن قيس.) روى عنه خليفة بن خياط، وقتيبة، وحميد بن مسعدة، وأحمد بن المقداد،
وزياد الحساني، ونصر الجهضمي، وخلق سواهم. روى عثمان الدارمي، وعن ابن معين: ثقة.
وقال النسائي: ليس به بأس. قلت: توفي سنة ثلاث أو أربع وثمانين ومائة، رحمه الله.
4 (نوح بن أبي مريم الجامع.)
وقد ذكر في الطبقة الماضية، والله أعلم.
(12/429)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 430
4 (حرف الهاء)
4 (هارون بن مسلم بن هرمز)
أبو الحسن صاحب الحناء. روى عن: أبيه، وعبيد الله بن الأخنس، ودفاع، والقاسم بن
عبد الرحمن. وعنه: عبد العزيز بن المغيرة، وقتيبة، وسويد، ونصر بن علي الجهضمي،
وعبد السلام بن مظهر. قال أبو حاتم: لين. وقال الحاتم: ثقة. وخرج له في مستدركه،
وهو بصري.
4 (هارون بن المغيرة البجلي الرازي الحافظ د. ت.)
(12/430)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 431
عن: عبيد الله بن عمر، وحجاج بن أرطأة، وعمرو بن أبي قيس الرازي، وغيرهم. وعنه: ابنه
إبراهيم، ويحيى بن معين، وإبراهيم بن موسى الفراء، ومحمد بن حميد، وزنيج، وآخرون.
قال أبو داوود: ليس به بأس.
4 (هزال بن سعيد السبأي.)
أبو مروان المصري. عن: يزيد بن أبي حبيب، وخير بن نعيم، وبكر بن عمرو. وعنه: حجاج
بن ريان، وسعيد بن عفير، وغيرهما. وكان ضريراً، مات سنة إحدى وثمانين ومائة.) وقد
سمع هزال من أم الصعبة قالت: ثنا أبو الدرداء.
4 (هشام بن لاحق المدائني.)
عن: عاصم الأحول، وغيره. وعنه: أحمد بن حنبل، وهشام بن بهرام. قال النسائي: ليس به
بأس.
(12/431)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 432
4 (هشيم بن بشير بن أبي خازم قاسم بن دينار ع.)
(12/432)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 433
الحافظ، أبو معاوية السلمي الواسطي، أحد الأعلام. عن: الزهري، وعمرو بن دينار،
وأيوب، وأبي بشر، وحصين بن عبد الرحمن، ومنصور بن زاذان، وخلق سواهم. وعنه: شعبة
مع تقدمه، وابن المبارك، ويحيى القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، وقتيبة، وأحمد بن
حنبل، ويعقوب الدورقي، والحسن بن عرفة، وزياد بن أيوب، وإبراهيم بن مجشر، وخلق
كثير. سكن بغداد، وانتهت إليه مشيخه العلم ببغداد في زمانه. مولده سنة أربع ومائة.
قال عمرو بن عون: كان هشيم قد سمع من الزهري، وعمرو بن دينار، وابن الزبير بمكة
أيام الحج. وقال يعقوب الدورقي: كان عند هشيم عشرون ألف حديث. وقال أحمد: لم يسمع
هشيم من يزيد بن أبي زياد ولا من الحسن بن عبيد الله، ولا من أبي خالد ولا من
سيار، ولا من موسى الجهني، ولا من علي بن زيد. ثم سمى طائفة كبيرة. يعني حدث عنهم
بصيغة عن. وكان من كبار المدلسين مع حفظه وصدقه.
(12/433)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 434
قال إبراهيم الحربي: كان والد هشيم صاحب صحناة وكامخ، وكان يمنع هشيماً من الطلب،
فكتب العلم حتى جالس أبا شيبة القاضي وناظره في الفقه. قال: فمرض هشيم، فجاء أبو
شيبة يعوده، فمضى رجل إلى بشير، قال: الحق ابنك، فقد جاء القاضي يعوده، فجاء، فوجد
القاضي في داره، فقال: متى أملت أنا هذا قد كنت أمنعك، أما) اليوم فلا بقيت أمنعك.
قال وهب بن جرير: قلنا لشعبة: تكتب عن هشيم قال: نعم، ولو حدثكم عن ابن عمر
فصدقوه. وقال أحمد بن حنبل: لزمت هشيماً أربع سنين، ما سألته عن شيء إلا مرتين
هيبة له. وكان كثير التسبيح بين الحديث. يقول بين ذلك: لا إله إلا الله، يمد بها
صوته. وعن عبد الرحمن بن مهدي قال: كان هشيم أحفظ للحديث من سفيان الثوري. وقال يزيد
بن هارون: ما رأيت أحداً أحفظ للحديث من هشيم إلا سفيان إن شاء الله. قال أحمد
العجلي: هشيم ثقة. يعد من الحفاظ. وكان يدلس. وقال ابن أبي الدنيا: حدثني من سمع
عمرو بن عون يقول: مكث
(12/434)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 435
هشيم يصلي الفجر بوضوء العشاء قبل أن يموت عشر سنين. وعن حماد بن زيد قال: ما رأيت
في المحدثين أنبل من هشيم. سمعها عمرو بن عون، منه. وسئل أبو حاتم الرازي، عن هشيم
فقال: لا يسأل عنه في صدقه وأمانته وصلاحه. وقال ابن المبارك: من غير الدهر حفظه،
فلم يغير حفظ هشيم. وقال يحيى بن أيوب العابد: سمعت نصر بن بسام وغيره من أصحابنا
قالوا: أتينا معروفاً الكرخي فقال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وهو
يقول لهشيم: جزاك الله عن أمتي خيراً. فقلت لمعروف: أنت رأيت قال: نعم، هشيم خير
مما تظن. قال أحمد بن أبي خيثمة: نا سليمان بن أبي شيخ، نا أبو سفيان الحميدي، عن
هشيم قال: قدم الزبير رضي الله عنه الكوفية في خلافة عثمان، وعلى الكوفة سعيد بن
العاص، فبعث إليه بسبعمائة ألف وقال: لو كان في بيت المال أكثر من هذا لبعثت به
إليك: فقبلها الزبير. قال أحمد: فحدثت بهذا مصعب بن عبد الله، فقال: ما كان الذي بعث
به إليه عندنا إلا الوليد بن عقبة، وكنا نشكرها لهم. وهشيم أعلم. قال أبو سفيان:
سألت هشيماً عن التفسير: كيف صار فيه اختلاف فقال: قالوا برأيهم فاختلفوا. قال
إبراهيم بن عبد الرحمن الهروي: سمع هشيم، وابن عيينة من الزهري سنة ثلاث) وعشرين
في ذي الحجة.
(12/435)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 436
قال سفيان: أقام عندنا إلى عمرة المحرم، ثم خرج إلى الجعرانة فاعتمر منها، ثم نفر
ومات من سنته. قال إبراهيم بن عبد الله: كتبت حديثاً لم يسمعه هشيم من الزهري، ولم
يروى عنه سوى أربعة أحاديث سماعاً. منها: حديث السقيفة، وحديث المضامين والملاقيح،
وحديث ما استيسر من الهدي، وحديث اعتكف، فأتته صفية.
(12/436)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 437
قال أحمد بن حنبل: ليس أحد أصح حديثاً من هشيم، عن حصين. وقال ابن مهدي: حفظ هشيم
عندي أثبت من حفظ أبي عوانة، وكتاب أبي عوانة أثبت. قال عبد الله بن أحمد: سمعت
أبي يقول: الذين رأيتهم يخضبون: هشيم، معتمر، يحيى بن سعيد، معاذ بن معاذ، ابن
إدريس، ابن مهدي، إسماعيل بن إبراهيم، عبد الوهاب الثقفي، يزيد بن هارون، أبو
معاوية، خضاب جيد قانٍ. حفص بن غياث، عباد بن العوام إلى السواد. جرير بن نمير،
ابن فضيل، غندر البرساني، عبد الرزاق، عباد بن عباد ابن أبي زائدة، الوليد بن مسلم
خضاباً خفيفاً.: مرحوم العطار، حجاج، سعد ويعقوب ابنا إبراهيم، أبو داوود، أبو
النضر، أبو نعيم، خضاباً خفيفاً. محمد ويعلى ابنا عبيد، أخوهما عمر، خضاباً
خفيفاً. أبو قطن، أبو المغيرة، علي بن عياش، أبو اليمان، عصام بن خالد، بشر بن
شعيب القرشي، يحيى بن أبي بكير، غنام بن علي، مروان بن شجاع، شجاع بن الوليد، حميد
الرؤاسي، إبراهيم بن خالد، رأيت هؤلاء يخضبون.
(12/437)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 438
وحديث هشيم من أعلاه يقع اليوم: أخبرنا أحمد بن أبي الخير، وأحمد بن أبي عصرون،
والخضر بن حمويه في كتابهم، عن ابن كليب، أنا ابن بيان، أنا ابن مخلد، أنا الصفار،
نا ابن عرفة، ثنا هشيم، عن مغيرة، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة قالت: إن كنت
لأجده في ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحته عنه. أخرجه مسلم، عن أبي بكر بن
أبي شيبة، عن هشيم، فوقع بدلاً عالياً بدرجتين.) قالوا: توفي في شعبان سنة ثلاث
وثمانين ومائة. قلت: كان من أنباء الثمانين، وكتب عن الزهري نسخة كبيرة فضاعت.
علق، على وهنه، منها.
4 (هشيم بن أبي ساسان.)
أبو علي الكوفي. اسم أبي ساسان: هشام. عن: أمي الصيرفي، وابن جريح، وعبيد الله بن
عمر. وعنه: إبراهيم بن موسى الفراء، ومحمد بن خلاد الباهلي، وقتيبة، وأبو سعيد
الأشج، وأحمد بن حنبل. سئل أبو حاتم عنه فقال: صالح الحديث.
(12/438)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 439
وقال أبو داوود: لا بأس به.
4 (الهيثم بن حميد الغساني ع.)
مولاهم أبو أحمد، ويقال: أبو الحارث. روى عن: العلاء بن الحارث، وتميم بن عطية،
وأبي وهب الكلاعي، وثور بن يزيد، ومطعم بن المقدام، وزيد بن واقد، والأوزاعي،
ويحيى الذماري، وداوود بن أبي هند. وعنه: الوليد بن مسلم، وعبد الله بن يوسف،
وهشام بن عمار، وعلي بن حجر، ومحمد بن عائذ، وعدة. قال دحيم: كان أعلم الأولين
والآخرين، بقول مكحول. وقال النسائي: ليس به بأس. وقال أبو داوود: قدري ثقة.
(12/439)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 440
4 (حرف الواو)
4 (وكيع بن محرز الناجي السامي البصري ق.)
عن: زيد العمي، وعثمان بن الجهم، وعباد بن منصور. وعنه: محمد بن أبي بكر المقدمي،
ونصر الجهضمي، والعباس بن يزيد البحراني، وجماعة.) قال أبو حاتم: لا بأس به. وقال
البخاري: عنده عجائب.
4 (الوليد بن بكير التميمي الطهوي ق.)
(12/440)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 441
أبو خباب الكوفي. عن: الأعمش، وعمر بن نافع الثقفي، وسلام الخراز. وعنه: سعيد بن
سليمان، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وعبيد بن يعيش، والحسن بن عرفة، والحسن بن
محمد الطنافسي. قال أبو حاتم: شيخ.
4 (الوليد بن محمد الموقري البلقاوي ت. ق.)
(12/441)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 442
أبو بشير، مولى بني أمية. عن: الزهري، وعطاء الخراساني. وعنه: أبو مسهر، وسويد بن
سعيد، وصاحب بن الوليد، والحكم بن موسى، وعلي بن حجر، ومحمد بن عائذ. قال أبو
حاتم: ضعيف الحديث. وقال ابن المديني: لا يكتب حديثه. وقال ابن خزيمة: لا أحتج به.
وقال ابن معين: يكذب. وقال النسائي: ليس بثقة. سليمان ابن بنت شرحبيل: استحسنت
الوليد الموقري في كتب الزهري فقال: أنت تريد أن تأخذ في مجلس ما قد أقمت أنا فيه
مع الزهري عشر سنين وقال أبو زرعة الدمشقي: لم يزل حديث الوليد بن محمد مقارباً
حتى ظهر أبو طاهر المقدسي لا جزي خيراً. فقال له سليمان بن عبد الملك:
(12/442)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 443
ويحك، أهلكت علينا الوليد بن محمد. قال أبو زرعة: وظهرت له بحمص أحاديث أنكرت
أيضاً. وظهرت أحاديث بخراسان يستوحش منها. قال عبد الله بن أحمد: قلت لأبي:
الموقري يروي العجائب عن الزهري.) فقال: آه ليس ذاك بشيء. وقال أبو حاتم: سألت ابن
المديني، عن الموقري، فقال: يروي عنه أهل الشام. أرى كتبه من نسخ الزهري من
الديوان. وقال أبو زرعة: لين في الحديث. قال محمد بن مصفى: توفي سنة اثنتين
وثمانين ومائة. وقيل: مات سنة إحدى.
4 (وهب بن إسماعيل الأسدي الكوفي ق.)
(12/443)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 444
عن: جده محمود بن قيس، وعمر بن ذر، والأوزاعي. وعنه: أحمد بن حنبل، وابن نمير،
وأبو سعيد الأشج. قال أحمد: له مناكير.
4 (وهب بن راشد الرقي.)
ويقال: بصري. عن: ثابت، وفرقد السبخي، ومالك بن دينار، وهشام الدستوائي. وعنه:
سليمان بن عمر، وعلي بن سعيد بن شداد، وداوود بن رشيد، وغيرهم. قال ابن عدي: ليس
بالمستقيم. وقال الدار قطني: متروك.
4 (وهب بن واضح.)
أبو الإخريط المكي، شيخ القراء، ويكنى أبا القاسم. من موالي
(12/444)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 445
عبد العزيز بن أبي رواد. قرأ على إسماعيل بن عبد الله القسط، وعلى: شبل بن عباد،
ومعروف ابن مشكان. وتصدر للإقراء. وأخذ عنه جماعة منهم: أبو الحسن أحمد بن محمد
النبال، وأبو الحسن البزي، وغيرهم. مات سنة تسعين ومائة.
(12/445)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 446
4 (حرف الياء)
4 (يحيى بن بريد بن عبد الله بن أبي بردة.)
ابن أبي موسى الأشعري.) عن: أبيه، وإسماعيل بن أبي خالد. وعنه العلاء بن عمرو،
وعبيد الله القواريري. وسمع منه يحيى بن معين وضعفه.
4 (يحيى بن حمزة بن واقد الحضرمي ع.)
(12/446)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 447
مولاهم السلمي الدمشقي أبو عبد الرحمن الفقيه قاضي دمشق. ولد سنة ثلاث ومائة. قاله
أبو مسهر. وقال مفضل الغلابي: سنة ثمان ومائة. قرأ القرآن على يحيى الذماري. وروى
عن: عروة بن رويم، وعمرو بن مهاجر، وعطاء الخراساني، وأبي وهب عبيد الله الكلاعي،
ومحمد بن يزيد، والزبيدي، ويزيد بن أبي بكير وعدة. قرأ عليه: الربيع بن ثعلب، وحدث
عنه: أبو مسهر، وولده محمد بن يحيى، وعبد الرحمن بن مهدي، ومحمد بن عائذ، ومحمد بن
المبارك الصوري، وهشام بن عمار، وعلي بن حجر، والحكم بن موسى، قال دحيم: ثقة عالم.
(12/447)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 448
وقال أحمد: ليس به بأس. وقال أبو حاتم: عاش ثمانين سنة. وقال عباس، عن ابن معين:
يرمى بالقدر. وقال مرة: كان قدرياً. وقال أبو زرعة الدمشقي: ولي يحيى بعد سلمة بن
عمرو، فحدثني أحمد بن أبي الحواري، عن مروان قال: لما قدم المنصور دمشق سنة ثلاث
وخمسين ومائة استعمل يحيى بن حمزة على القضاء، وقال له: يا شاب، أرى أهل بلدك قد
أجمعوا عليك، فإياك والهدية فلم يزل قاضياً حتى مات. قال أبو زرعة: وأعلم الناس
مكحول، والهيثم بن حميد، ويحيى بن حمزة. قال دحيم، وجماعة: مات يحيى سنة ثلاث
وثمانين ومائة.
4 (يحيى البرمكي.)
(12/448)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 449
هو الوزير يحيى بن خالد بن برمك، أبو علي.) كان المهدي قد ضم إليه هارون الرشيد
وجعله في حجره، فأحسن
(12/449)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 450
سياسته وأدبه، فلما استخلف نوه بذكره ورفع محله، فكان يقول: قال أبي. ورد إصدار
الأمور وإيرادها إليه. فلما قتل ابنه جعفراً خلد يحيى في السجن. قال الأصمعي:
سمعته يقول: الدنيا دول، والمال عارية، ولنا بمن قبلنا أسوة، ولمن بعدنا عبرة. قال
إسحاق الموصلي: كانت صلات يحيى إذا ركب لمن تعرض له مائتي درهم. وقال الموصلي: قال
أبي: أتيت يحيى بن خالد فشكوت ضيقة، فقال: ما أصنع لك ليس عندي شيء. ولكن أدلك على
أمر فكن فيه رجلاً. قد جاءني خليفة صاحب مصر يسألني أن أستهدي صاحبه شيئاً، وقد
أبيت فألح وقد بلغني أنك أعطيت بجاريتك ثلاثة آلاف دينار. فهوذا، استهديه إياها،
وإياك أن تنقصها عن ثلاثين ألف دينار شيئاً، وانظر كيف تكون. قال: فوالله ما شعرت
بالرجل إلا وقد وافاني، فساومني بالجارية، فلم يزل حتى بذل لي عشرين ألفاً. فلما
سمعتها ضعف قلبي عن ردها، فبعتها. فلما صرت إلى يحيى قال: إنك لخسيس. كنت صبرت،
وهذا خليفة صاحب فارس قد جاءني في مثل هذا. فخذ جاريتك، فإذا ساومك لا تنقصها عن خمسين
ألف دينار. قال: فجاءني فبعتها بثلاثين ألف دينار. ولما صرت إلى يحيى قال: ألم
نؤدبك؟ خذ جاريتك إليك.
(12/450)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 451
فقلت: جارية قد أفدت بها خمسين ألف دينار ثم تعود إلي أشهدك أنها حرة، وأني قد
تزوجتها. وقيل إن ولد يحيى قال له وهم في السجن والقيود: يا أبه، بعد الأمر والنهي
والأحوال صرنا إلى هذا فقال: يا بني، دعوة مظلوم غفلنا عنها، لم يغفل الله عنها.
مات يحيى سنة تسعين ومائة في حبس الرقة، وله سبعون سنة.
4 (يحيى بن أبي زائدة ع.)
هو يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، أبو سعيد الهمداني الوادعي، مولاهم الكوفي،
الفقيه، أحد الأئمة والأعلام.)
(12/451)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 452
روى عن: أبيه، وعاصم الأحول، وداوود بن أبي هند، وهشام بن عروة، وعبيد الله بن
عمرو، وأبي مالك الأشجعي، وليث بن أبي سليم، وطائفة كبيرة. وتفقه بأبي حنيفة،
ولزمه مدة حتى برع في الرأي، وصار من أكبر أصحابه، مع الحفظ للحديث والإتقان له.
روى عنه: أحمد بن حنبل، وإبراهيم بن موسى، وأبو كريب، وابن معين، وهناد، ويحيى بن
يحيى، وأحمد بن منيع، وابن المديني، وابنا أبي شيبة، وعلي بن مسلم الطوسي، وزياد
بن أيوب، ويعقوب الدورقي، والحسن بن عرفة، وخلق كثير. قال علي بن المديني: لم يكن
بالكوفة بعد الثوري أثبت منه. وقال ابن المديني أيضاً: انتهى العلم إلى يحيى بن
زكريا في زمانه. قلت: ولي قضاء المدائن. وقال عمرو الناقد: سمعت ابن عيينة يقول:
منا قدم علينا أحد يشبه هذين الرجلين: ابن المبارك، وابن أبي زائدة. وقال يحيى
القطان: ما بالكوفة أحد يخالفني أشد علي من ابن أبي زائدة. وقال: إنه ما غلط قط.
وأما قول أبي نعيم الملائي: ما هو بأهل أن أحدث عنه، فما ذكر
(12/452)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 453
مستند ذلك فلا يلتفت إلى ذلك، ولا إلى كثير من كلام الأقران بعضهم في بعض. قال ابن
نمير: كان ابن أبي زائدة في الإتقان أكبر من إدريس. وقال النسائي: ثقة، ثبت. وقال
العجلي: كان يعد من الحفاظ، مفتياً، ثبتاً، صاحب سنة، ووكيع إنما صنف كتبه على كتب
يحيى. وقال عباس، عن يحيى: ما أعلم يحيى بن أبي زائدة أخطأ إلا في حديث واحد. وقال
إسماعيل بن حماد: يحيى بن زكريا في الحديث مثل العروس العطرة. وقال زياد بن أيوب:
كان يحيى بن أبي زائدة يحدث من حفظة. ويقال: إن يحيى أول من صنف الكتب بالكوفة. مر
أنه مات بالمدائن سنة اثنتين وثمانين ومائة.) ويقال: سنة ثلاث وثمانين، وله ثلاث
وستون سنة.
4 (يحيى بن راشد المازني البصري ق.)
البراء.
(12/453)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 454
عن: أبي الزبير المكي، وخالد الحذاء، وداوود بن أبي هند، وجماعة. وعنه: نعيم بن
حماد، ومحمد بن أبي بكر المقدمي، وأبو حفص الفلاس. ضعفه أبو حاتم. وقال أبو زرعة:
واهي الحديث. وقال ابن معين: ليس بشيء. قلت: سكن مصر وحدث بها.
4 (يحيى بن أبي زكريا الغساني الواسطي خ.)
أبو مروان. أصله شامي. روى عن: هشام بن عروة، وعبد الله بن عثمان بن خثيم، ويونس
بن عبيد. وعنه: عبد الوهاب بن عيسى التمار، ومحمد بن حرب النسائي، وغيرهما. ضعفه
أبو داوود.
(12/454)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 455
وقال أبو حاتم: شيخ. قلت: قد خرج له البخاري حديثاً واحداً.
4 (يحيى بن سابق المدني.)
عن: أبي حازم، وزيد بن أسلم. وعنه: قتيبة، وعلي بن حجر، وحجين بن المثنى. فيه لين.
وقال أبو حاتم: ليس بقوي.
4 (يحيى بن عبد الله بن حسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي الحسني.)
أخو اللذين خرجا على المنصور، وهما محمد بالمدينة، وإبراهيم
(12/455)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 456
بالبصرة. ولما هلكا إلى عفو الله ورحمته هرب هذا إلى جبال الديلم في نحو من سبعين
رجلاً. ثم إن الرشيد أمنه بعد، وأشهد عليه بذلك، ووصله بمائة ألف دينار.) ثم خاف
من غائلته فحبسه إلى أن مات في سنة بضع وثمانين ومائة.
4 (يحيى بن عبد الله بن يزيد بن عبد الله بن أنيس، أبو زكريا الأنصاري المدني.)
عن: طلحة بن خراش، وعبد الرحمن، ومحمد ابنا جابر بن عبد الله، وعيسى بن سبرة.
وعنه: أبو جعفر النفيلي، وإبراهيم بن عبد الله الهروي، ويحيى بن معين، وعمرو بن
رافع، وجماعة. قال ابن معين: لم يكن به بأس.
4 (يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية، أبو زكريا الخزاعي الكوفي م. ت. ن. مد. خ. ق.)
(12/456)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 457
عن: أبيه، والعلاء بن المسيب، وهشام بن عروة، وطبقتهم. وعنه: أحمد، وإسحاق، وأبو
سعيد الأشج، وزياد بن أيوب، ويعقوب الدورقي، وجماعة. قال أحمد: هو رجل صالح، له
هيئة. وقال أبو داوود: ثقة. وقال أحمد العجلي: قيل له إن دواء عينيك ترك البكاء،
قال: فما جبرهما إذن قلت: خرج له البخاري مقروناً بآخر، وهو قليل الحديث. مات سنة
ثمان وثمانين ومائة.
4 (يحيى بن عبيد الله الجرشي.)
شيخ بصري. عن: أبيه، وزاجر بن الهيثم.
(12/457)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 458
وعنه: مسلم بن إبراهيم، ومحمد بن سعيد الخزاعي، ومحمد بن المثنى.
4 (يحيى بن عقبة بن أبي العيزار، أبو القاسم الكوفي.)
عن: ابن أبي ليلى، ومحمد بن جحادة، وإدريس الأودي، وهشام بن عروة. وعنه: محمد بن
بكار بن الريان، والربيع بن ثعلب. قال البخاري: منكر الحديث. وكذبه ابن معين. وقال
النسائي: ليس بثقة.
4 (يحيى بن مضر، أبو زكريا القيسي الشامي، ثم القرطبي.)
) سمع من سفيان الثوري، ومالك يسيراً.
(12/458)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 459
وروى عليه مالك أيضاً شيئاً، وعبد الله بن وهب، ويحيى بن يحيى الأندلسي. وكان
فقيهاً، مفتياً. وروي عن عبد الملك بن حبيب الفقيه قال: صلب يحيى بن مضر وأصحابه
سنة تسع وثمانين ومائة. كانوا أرادوا خلع الحكم صاحب الأندلس، فحدثني محمد بن عيسى
أن الجذوع التي للمصلبين مائة وأربعين جذعاً.
4 (يحيى بن ميمون التمار د.)
نزيل بغداد. عن: ليث بن أبي سليم، وغيره. وعنه: الحسن بن الصباح البزار، وعلي بن
مسلم الطوسي. تركه الدار قطني، وغيره. وقال أحمد: حذفنا حديثه.
(12/459)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 460
4 (يحيى بن يعلى الأسلمي القطواني الكوفي.)
عن: حميد بن عطاء الأعرج، وإسماعيل بن أبي خالد، والأعمش، ويونس بن خباب، وناجح
المحلمي. وعنه: قتيبة، وأبو بكر بن أبي شيبة، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وأحمد بن
إشكاب، وأبو هشام الرفاعي. قال المحاربي: مضطرب الحديث. وقال أبو حاتم: ضعيف.
(12/460)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 461
وأما: يحيى بن يعلى، أبو المحياه التيمي فقد ذكر.
4 (يحيى بن اليمان العجلي الكوفي، أبو زكريا الحافظ د. م.)
عن: هشام بن عروة، وإسماعيل بن أبي خالد، والمنهال بن خليفة، وسفيان الثوري،
وجماعة. وقرأ القرآن على حمزة، وكان من العلماء العاملين. روى عنه: ابنه داوود بن
يحيى، وبشر الحافي، وأبو كريب، وسفيان بن وكيع، والحسن بن عرفة، وعلي بن حرب،
وطائفة.) قال أحمد: ليس بحجة. وقال ابن المديني: هو صدوق، فلج فتغير حفظه. وذكره
أبو بكر بن عياش فقال: ذاك راهب.
(12/461)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 462
أخبرنا عبد الحافظ بن بدران، نا موسى بن عبد القادر، أنا سعيد بن أحمد، أنا علي بن
أحمد، أنا أبو طاهر المخلص، نا يحيى بن محمد، نا سفيان بن وكيع، نا يحيى بن يمان،
عن شريك، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن سعيد بن جبير، عن أبيه، عن ابن عباس قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من طاف بالبيت خمسين مرة يخرج من ذنوبه كيوم
ولدته أمه. رواه الترمذي، عن ابن وكيع. وعن وكيع قال: ما كان أحد من أصحابنا أحفظ
للحديث من يحيى بن يمان. كان يحفظ في المجلس خمسمائة حديث، ثم نسي. وقال يحيى بن
معين: أرجو أن يكون صدوقاً. وقال مرة: ليس به بأس. وقال مرة: ضعيف. وقال النسائي:
ليس بالقوي. وقال محمد بن عبد الله بن نمير: كان سريع الحفظ سريع النسيان. وقال
يعقوب بن شيبة: كان يعد في الكثرة عن سفيان مع الأشجعي وإنما أنكروا عليه كثرة الغلط.
(12/462)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 463
قيل مات سنة تسع وثمانين ومائة. وقيل سنة ثمان.
4 (يزيد بن زريع ع.)
الإمام، أبو معاوية العيشي البصري الحافظ. عن: أيوب، وحبيب المعلم، وحسين المعلم،
والجريري، وخالد
(12/463)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 464
الحذاء، ويونس، وابن أبي عروبة، وخلق. وعنه: علي بن المديني، وبهز بن أسد،
والقعنبي، وعفان. وقال بعضهم: كان أبوه زريع والي الأبلة، مات عن خمسمائة ألف ما
أخذ منها يزيد حبة. قاله) ابن حبان. توفي يزيد سنة اثنتين وثماني ومائة، ومولده
سنة إحدى ومائة. قال أحمد بن أبي خيثمة: نا أحمد بن محمد الصفار: سمعت يزيد بن
زريع وسئل عن التدليس فقال: التدليس كذب. وقال: ثنا عفان، نا يزيد بن زريع قال:
أملى علي سعيد هذه المسائل من كتابه، يعني مسائل الحكم، وحماد. وعن القطان: أنه
كان لا يقدم على يزيد بن زريع أحداً في سعيد. قلت: لم يرحل في الحديث، وكان من
بحور العلم. قال ابن المديني: لم يزيل مشتغلاً بإتقان الحديث. قلت: أقدم شيوخه
أيوب، وعمرو الفلاس، وقتيبة، ومسدد، ويحيى بن يحيى، وبندار، وأمية بن بسطام، ومحمد
بن المنهال الضرير، ومحمد بن المنهال أخو حجاج، وأحمد بن المقدام، ونصر بن علي،
وأحمد بن عبدة، وخلق كثير. قال أحمد بن حنبل: كان ريحانة البصرة، ما أتقنه وما
أحفظه.
(12/464)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 465
وقال أبو حاتم: ثقة، إمام. وقال أبو عوانة: صحبت يزيد بن زريع أربعين سنة يزداد في
كل سنة خيراً. وقال بشر الحافي: كان يزيد بن زريع متقناً حافظاً. ما أعلم أني رأيت
مثله ومثل صحة حديثه، رحمه الله. وقال يحيى القطان: لم يكن ههنا أحد أثبت منه.
وقال نصر الجهضمي: رأيت يزيد بن زريع في النوم، فقلت: ما فعل الله بك قال: دخلت
الجنة. قلت: بماذا قال: بكثرة الصلاة.
4 (يزيد بن عبد الله، أبو خالد القرشي.)
ويقال له البيسري، قيده ابن نقطة بموحدة وبسين مهملة. روى عن: ابن جريج، وأبي مالك
الأشجعي، وإبراهيم الخوزي، وعمر بن محمد العمري. وعنه: علي بن أبي هاشم الطبراني،
وقطن بن نسير، وغيرهما، والقواريري، وأبو كامل الجحدري.) وبقي إلى بعد الثمانين
ومائة. قال ابن عدي: ليس بالمنكر الحديث.
(12/465)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 466
قلت: تكلم فيه ولم يترك.
4 (يزيد بن مزيد بن زايدة.)
الأمير، أبو خالد الشيباني، أحد الأبطال المذكورين، والأجواد الممدحين، وهو ابن
أخت معن بن زائدة. ولي إمرة اليمن للرشيد، وولي أرمينية. وأذربيجان معاً للرشيد
سنة ثلاث وثمانين. ولصريع الغواني قصيدة فيه يقول فيها:
(12/466)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 467
(قد عود الطير عادات وثقن بها .......... فهن يتبعنه في كل مرتحل)
يعني وقائعه، وأن الطير تفترس أشلاء القتلى. قال: فأمر يزيد حاجبه أن يبيع ضيعة
له، ويعطي الشاعر خمسين ألفاً. فبلغ ذلك الرشيد، فأرسل إليه بمال عظيم. وقال: زده
خمسين ألفاً. وقيل إن سلماً الخاسر هجاه فقال:
(فليت الأمير أبا خالد .......... يزيد، يزيد كما ينتقص)
فحلف ليقتلنه، فمدحه بقوله: إن لله في البرية سيفين يزيداً وخالد بن الوليد ذاك
سيف الرسول في سالف الدهر وهذا سيف الإمام الرشيد. قال خليفة: مات يزيد سنة خمس
وثمانين ومائة. وله ابنان، أحدهما خالد ممدوح أبي تمام الطائي، والآخر محمد أحد
الأجواد. ومن كامل المبرد: أن يزيد بن مزيد نظر إلى لحية عظيمة مخضوبة، فقال
لصاحبها: أما إنك من لحيتك في مؤونة. فقال: أجل، ولذلك أقول:
(لها درهم للدهن في كل ليلة .......... وآخر للحناء يبتدران)
(12/467)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 468
(ولولا نوال من يزيد بن مزيد .......... لصوت في حافاتها الجلمان)
وفي الأغاني أن يزيد بن مزيد أهديت له جارية، فلما رفع يده من طعامه وطئها، فلم
ينزل عنها إلا ميتاً. وذلك ببلد بردعة. وكان عنده مسلم بن الوليد صريع الغواني
فرثاه، وقال:)
(قبر ببردعة استسر ضريحه .......... خطراً تقاصر دونه الأخطار)
(أبقى الزمان على ربيعة بعده .......... حزناً لعمر الله ليس يعار)
(سلكت بك العرب السبيل إلى العلى .......... حتى إذا استبق الردى بك صاروا)
(نفضت بك الإفلاس آمال الغنى .......... واسترجعت زوارها الأمصار)
(فاذهب كما ذهبت غوادي مزنة .......... أثنى عليها السهل والأمر عار)
وقيل: إنما رثى مسلم بهذا يزيد بن أحمد السلمي، فالله أعلم. وعن عمر بن المتوكل،
عن أمه قالت: كان ذو الفقار مع محمد بن عبد الله بن حسن يوم قتل بالمدينة. فلما
أحس بالموت دفع ذا الفقار إلى رجل معه كان له عليه أربعمائة دينار، وقال: خذه فإنك
لا تلقى طالبياً إلا أخذه منك وأعطاك حقك. فلما ولي جعفر بن سليمان العباسي
المدينة واليمن دعا الرجل وأخذ
(12/468)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 469
منه السيف، وأعطاه أربعمائة دينار، فلم يزل عنده حتى ولي المهدي، فبلغه خبره،
فأخذه منه، ثم صار إلى الرشيد. وقال الأصمعي: رأيت الرشيد متقلداً سيفاً، فقال:
ألا أريك ذا الفقار قلت: بلى. فقال: أستل سيفي. قال: فاستللته، فرأيت فيه ثماني
عشرة فقارة. ولمنصور بن سلمة النمري:
(لو لم يكن لبني شيبان من حسب .......... سوى يزيد لفاتوا الناس بالحسب)
(ما أعرف الناس أن الجود مدفعة .......... للذم لكنه يأتي على النشب)
وهو الذي ظفر بالوليد بن طريف رأس الخوارج. وكان يزيد مع كمال شجاعته من دهاة
العرب، ما زال يقابل ابن طريف بالجيوش ويقاتله إلى أن أهلكه بعد أن بارزه بنفسه.
وبقيت مبارزتهما نحو ساعتين من النهار أو أكثر، حتى تعجب منهما الجمعان، ثم أمكنت
يزيد الفرصة فضرب رجل ابن طريف فسقط. وكان من بني شيبان أيضاً. فلما قدم يزيد على
الرشيد، قال: يا يزيد ما أكثر أمراء المؤمنين في قومك. قال: نعم، إلا أن منابرهم
الجذوع. وقيل فيما حكاه ابن خلكان: إن الرشيد لما جهزه إلى حرب ابن طريف الشيباني
أعطاه ذا الفقار سيف النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: خذه فإنك ستنصر به.)
(12/469)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 470
وفي ذلك يقول مسلم بن الوليد:
(أذكرت سيف رسول الله سنته .......... وبأس أول من صلى ومن صاما)
ويريد بأس علي رضي الله عنه.
4 (يزيد بن يحيى، أبو خالد القرشي الدمشقي.)
عن: يحيى بن يحيى الغساني، وثور بن يزيد، وموسى بن سيار، وعمرو بن مهاجر. وعنه:
هشام بن عمار، والهيثم بن خارجة، وسليمان بن عبد الرحمن، وغيرهم. ما ذكره البخاري،
ولا ابن أبي حاتم.
4 (اليسع بن طلحة بن أبزوذ المكي.)
عن: طاووس، ومجالد، وعطاء. وعنه: سبطه عبد الوهاب بن فليح، وفيض الرقي، ونعيم بن
حماد، والوليد بن عطاء بن الأغر. قال أبو حاتم: ليس بقوي، منكر الحديث.
(12/470)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 471
وقال ابن عدي: أحاديثه غير محفوظة. قلت: وقع لنا من عواليه في المخلصات.
4 (يعقوب بن داوود.)
وزير المهدي. مرت أخباره في حوادث سنة ست وستين ومائة. وبقي إلى هذا الوقت معزولاً
مجاوراً مكة. مات سنة اثنتين وثمانين ومائة.
4 (يعقوب بن عبد الرحمن بن محمد القاري المدني الزهري، حليفهم. س. ق.)
(12/471)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 472
نزل في الآخر الإسكندرية. وحدث عن: زيد بن أسلم، وسهيل بن أبي صالح، وعمرو بن أبي
عمرو، وأبي حازم. وعنه: يحيى بن يحيى، وسعيد بن منصور، ويحيى بن بكير، وقتيبة،
وأبو شريك يحيى بن يزيد المرادي، وطائفة. وهو ثقة، عالم. مات سنة إحدى وثمانين
ومائة.)
4 (يعقوب بن الوليد، أبو يوسف الأزدي المدني)
عن: أبي حازم، وهشام بن عروة، وجعفر الصادق. وعنه: محمد بن الصباح الجرجرائي،
ويحيى المقابري، ومحمود بن
(12/472)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 473
خداش، وأحمد بن منيع، والحسن بن عرفة. قال أحمد بن حنبل: حرقنا حديثه. وكذبه أبو
حاتم. وقال النسائي، وغيره: متروك.
4 (يعلى بن الأشدق العقيلي.)
أحد المتروكين. أصله من بادية الطائف. روى عن: عبد الله بن جراد، وزياد بن ربيعة،
وكليب بن جري. وزعم أن لهم صحبة وسكن الرقة. وعنه: داوود بن رشيد، وإسماعيل بن عبد
الله الرقي، وأيوب بن محمد الوازن، وطائفة. وحدث بحران، وطال عمره، وصار يسأل
الناس. قال البخاري: لا يكتب حديثه.
(12/473)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 474
وقال ابن حبان: لا تحل الرواية عنه. وقال ابن عدي: بلغني عن أبي مسهر قال: قلت
ليعلى بن الأشدق: ما سمع عمك عبد الله بن جراد من النبي صلى الله عليه وسلم قال:
جامع سفيان، وموطأ مالك. وسئل عنه أبو زرعة فقال: لا يصدق. قلت: لا ينبغي التشاغل
بتخريج عواليه فإنها مما لا يفرح به.
4 (يعيى بن شبيب المكي ت. ق.)
مولى آل الزبير. عن: عبد الله بن عثمان بن خثيم، وهشام بن عروة. وعنه: الحميدي،
وقتيبة، وإبراهيم بن بشار الرمادي. روى اليسير، ومحله الصدق.
4 (يغنم بن سالم بن قنبر البصري.)
)
(12/474)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 475
له نسخة عن أنس بن مالك كأنها موضوعة. حدث بمصر. روى عنه: عبد الغني بن سعيد، وعبد
الغني بن رفاعة المصريان، وإبراهيم بن صدقة العامري، ومحمد بن مخلد الرعيني، وعيسى
بن مساور، وأبو مسلم عبد الرحمن بن واقد، وغيرهم. قرأت على أبي المعالي أحمد بن
إسحاق: أخبركم المبارك بن أبي الجود ببغداد، أنا أحمد بن أبي غالب الزاهد، أنا عبد
العزيز بن علي، أنا أبو طاهر المخلص، ثنا محمد بن هارون، ثنا عيسى بن مساور، ثنا
يغنم بن سالم قال: قال لي أنس: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قاد أعمى
أربعين خطوة لم تمس وجهة النار. يغنم مجمع على تركه فلا يفرح بعواليه. قال أبو
سعيد بن يونس: روى عن أنس فكذب. وقال أبو حاتم: هو مجهول، ضعيف الحديث. وقال ابن
عدي: عامة ما يرويه غير محفوظ. قال الطحاوي: سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول: قدم
علينا يغنم بن سالم مصر، فجئته فسمعته يقول: تزوجت امرأة من الجن. فلم أرجع إليه.
وقال ابن حبان: كان يضع الحديث على أنس.
(12/475)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 476
قلت: بقي إلى حدود التسعين ومائة.
4 (يوسف بن خالد بن عمير السمتي البصري ق.)
الفقيه. عن: عاصم الأحول، ويونس بن عبيد، وإسماعيل بن أبي خالد، ومحمد بن عمرو،
ولزم أبا حنيفة الإمام حتى برع وصار من نجباء أصحابه. روى عنه: ابنه خالد بن يوسف،
وداهر بن نوح، وزيد بن الحريش وخليفة بن خياط، ومحمد بن أبي يعقوب الكرماني، ونصر
بن علي الجهضمي. رماه ابن معين بالكذب. وقال أبو حاتم: رأيت له كتاباً ألفه في
التجهم ينكر فيه الميزان والقيامة.)
(12/476)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 477
وقال ابن سعد: كان بصيراً بالفتوى ضعيفاً. وقال النسائي: ليس بثقة. قلت: مات في
رجب سنة تسع وثمانين ومائة. خرج له ق. حديثاً.
4 (يوسف بن عطية بن ثابت الصفار.)
أبو سهل السعدي ثم الأنصاري، مولاهم البصري. رأى ابن سيرين، وروى عن: قتادة،
وثابت، ومحمد بن واسع، وفرقد السبخي، وجماعة. وعنه: إسحاق بن راهويه، وأحمد بن
منيع، وعبد الله بن عون الخراز، وزياد بن يحيى، وعمر بن شبة، والحسن بن محمد
الزعفراني، وغيرهم.
(12/477)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 478
قال البخاري: منكر الحديث. وقال أبو حاتم والدار قطني: ضعيف الحديث. وقال أبو
داوود: ليس بشيء. وقال الفلاس: كان يهم، وما علمته يكذب. وقال النسائي: متروك.
قلت: روى له ابن ماجة في تفسيره، ومات سنة سبع وثمانين ومائة.
4 (يوسف بن عطية الباهلي، أبو المنذر الكوفي الوراق.)
صاحب مناكير. روى عن: عمرو بن شمير، وغير واحد. وعنه: عمرو بن علي، وزيد بن موهب
الرملي، وغيرهما. قال الفلاس: هو أكذب من الصفار. وقال الدار قطني وغيره: ضعيف.
(12/478)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 479
4 (يوسف بن محمد بن يزيد بن صيفي بن صهيب بن سنان الرومي المدني.)
روى عن ابن عمه عبد الحميد بن زياد، وعن أبيه. وعنه: هشام بن عمار، وإبراهيم بن
المنذر الحزامي، وجماعة.) قال البخاري: فيه نظر. وقال أبو حاتم: لا بأس به.
4 (يوسف بن يعقوب بن أبي سلمة الماجشون المدني.)
أبو سلمة، مولى آل المنكدر التيمي.
(12/479)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 480
عن: أبيه، والزهري، ومحمد بن المنكدر، وصالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.
وعنه: أبو مصعب، وأحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، وشريح بن يونس، ومحمد بن أبي بكر
المقدمي، وعلي بن مسلم الطوسي، وخلق سواهم. وثقه يحيى بن معين، وأبو داوود. وقال
يحيى بن أيوب المقابري: سمعت يوسف بن الماجشون يقول: ولدت في عهد سليمان بن عبد
الملك ففرض لي في المقاتلة. فلما قام عمر بن عبد العزيز مر باسمي، وكان بنا
عارفاً، فقال: ما أعرفني بمولد هذا الغلام. فنحاني من المقاتلة وردني عيلاً. قال
يحيى بن معين: كنا نأتي يوسف بن الماجشون يحدثنا وجواريه في بيت آخر يضربن
بالمعزفة. قلت: أهل المدينة معروفون بالترخص في الغناء. توفي يوسف بن الماجشون سنة
خمس وثمانين ومائة، وله ثماني وثمانون سنة.
4 (يونس بن حبيب.)
(12/480)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 481
العلامة، أبو عبد الرحمن الضبي مولاهم البصري. إمام أهل النحو. أخذ عن: أبي عمرو
بن العلاء، وحماد بن سلمة، وغيرهما. أخذ عنه: الكسائي، وسيبويه، والفراء. وله
مصنفات في العربية، وطال عمره، وعاش ثلاثاً وثمانين سنة. قال خليفة بن خياط: مات
سنة ثلاث وثمانين ومائة.
(12/481)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 482
4 (الكنى)
4 (أبو إسحاق الفزاري ع.)
هو إبراهيم بن محمد.)
4 (أبو إسماعيل المؤدب ق.)
هو إبراهيم بن سليمان بن رزين البغدادي مؤدب أولاد الوزير أبي عبيد الله. له عن:
عطية العوفي، وعاصم بن بهدلة، وعبد الملك بن عمر، وعاصم الأحول، وطائفة. وعنه:
يحيى بن معين، وعثمان بن أبي شيبة، وأخوه وأبو بكر،
(12/482)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 483
ومحمد بن الصباح الدولابي، وأبو عمر الدوري، والحسن بن عرفة، وآخرون. وثقه يحيى بن
معين. وقال مرة: ضعيف. وقال مرة ليس به بأس. وكذا قال أحمد. وقال أبو داوود: ثقة.
رأيت ابن حنبل يكثر أحاديثه بنزول. وقال النسائي: ليس به بأس. قيل: مات قريباً من
سنة ثلاث وثمانين ومائة.
4 (أبو أمية بن يعلى الثقفي.)
يقال اسمه إسماعيل.
(12/483)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 484
مدني، معمر. له عن: نافع، وسعيد المقبري، وأبي الزناد، وهشام بن عروة. وحضر جنازة
سالم بن عبد الله. روى عنه: زيد بن الحباب، ومحمد بن أبان، ومحمد بن عقبة السدوسي،
وشيبان بن فروخ، وداهر بن نوح، والقواريري، وسعيد بن هبيرة. قال البخاري: سكتوا
عنه. وقال الدار قطني: بصري متروك. وكذا تركه النسائي. وقال ابن عدي بعد أن ساق له
أحاديث: هو ممن يكتب حديثه. وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي. وقال ابن معين: ليس
بشيء.) وقال شعبة: اكتبوا عنه فإنه شريف لا يكذب.
4 (أبو بحر البكراوي د. ت.)
(12/484)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 485
هو عبد الرحمن بن عثمان بن أمية بن عبد الرحمن بن أبي بكرة الثقفي البصري. عن:
حسين المعلم، وداوود بن أبي هند، ومحمد بن عمرو، وجماعة. وعنه: أحمد بن عبدة، وحفص
الربالي، وخليفة بن خياط، وبندار، وعدة. ضعفه ابن معين. وقال أبو حاتم: يكتب
حديثه. ونقل بن الجوزي أن أحمد بن حنبل قال: طرح الناس حديثه. مات سنة خمس وتسعين
ومائة.
4 (أبو حفص الأبار د. ن. ق.)
(12/485)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 486
هو عمر بن عبد الرحمن بن قيس. كوفي ثقة. نزل بغداد وروى عن: منصور، وليث بن أبي
سليم، والأعمش، وعمار الدهني، وعدة. وعنه: يحيى بن معين، وداوود بن رشيد، وعثمان
بن أبي شيبة، وشريح بن يونس، والحسن بن عرفة، وآخرون. وكان له غلمان يحملون الإبر
وهو معلمهم. أضر بآخره. وثقه ابن معين، وغيره.
4 (أبو خالد الأحمر ع.)
هو سليمان بن حيان. مر.
4 (أبو داوود النخعي.)
(12/486)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 487
هو سليمان بن عمرو، وهو ابن عم شريك القاضي. روى عن: أبي طوالة، وعبد الملك بن
عمير، وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، والمختار بن فلفل، وغيرهم. وعنه: آدم بن
أبي إياس، ويحيى بن أيوب المقابري، وعباد بن يعقوب، والمسيب بن وضاح،) وطائفة. قال
أبو معمر الهذلي: كان بشر المريسي قد أخذ رأي جهم من أبي داوود النخعي، وكان أبو
داوود كذاباً. قلت: كان وقحاً، جريئاً، قدرياً من الخير بريئاً. قال علي بن المديني:
كان من الدجالين. وقال يحيى بن معين: هو كذاب النخع. وقال البخاري: معروف بالكذب.
قاله قتيبة، وإسحاق. وقال أحمد بن حنبل: كذاب. وروى عباس، عن يحيى قال: أبو داوود
النخعي رجل سوء كذاب، خبيث، قدري. لم يكن ببغداد رجل إلا وهو خير من النخعي. كان
يضع الحديث.
(12/487)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 488
سمعته يقول: سمعت خصيف وخصاف ومخصف. وكان من أكذب الناس.
4 (أبو رويم.)
هو طلاب بن حوشب الربعي، أخو العوام بن حوشب. عمر دهراً، وحدث عن: مجالد، وإسماعيل
بن أبي خالد. وعنه: موسى بن عبد الرحمن المسروقي، والحسين بن علي الصدائي. لا يدري
من ذا.
4 (أبو سفيان المعمري م. ن. ق.)
اسمه محمد بن حميد، شيخ بصري ثبت، سكن بغداد.
(12/488)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 489
وإنما لقب بالمعمري لرحلته إلى معمر باليمن. وكان من الصلحاء العباد. روى عن: معمر،
وهشام بن حسان، وسفيان الثوري، وغيرهم. وعنه: شريح بن يونس، وأبو خيثمة، وأبو سعيد
الأشج، والنفيلي، وابن نمير، وعمرو الناقد، وسفيان بن وكيع، وحميد بن الربيع. وثقه
يحيى بن معين، وأبو داوود. ولم يخرج له البخاري، بل خرج لأبي سفيان الحميري. وفيه
شيء.) قال الخطيب: محمد بن حميد البكري المعمري، كان مذكوراً بالصلاح والعبادة.
وقال ابن معين أيضاً: عبد الرزاق أحب إلي منه. قال ابن قانع: مات سنة اثنتين
وثمانين ومائة. وسيأتي أبو سفيان الحميري بعد.
4 (أبو سليمان الداراني الكبير ق.)
وما هو بالزاهد الشهير. اسم الكبير عبد الرحمن بن سليمان بن أبي الجون العنسي،
بتون، الدمشقي. له رحلة
(12/489)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 490
في الحديث. روى عن: الأعمش، وليث بن أبي سليم، وإسماعيل بن أبي خالد، ويحيى بن
سعيد الأنصاري، وعمرو بن شراحيل الداراني، وجماعة. روى عنه: إسماعيل بن عياش وهو
أكبر منه، وعبد الله بن يوسف التنيسي، وأبو توبة الحلبي، ومحمد بن عائذ، وصفوان بن
صالح، وهشام بن عمار، وعدة. وثقه دحيم. وقال أبو حاتم: لا يحتج به. وقال ابن عدي:
أرجو أنه لا بأس به. قلت: بقي إلى قريب التسعين ومائة.
4 (أبو عاصم العباداني ق.)
اسمه عبد الله، وقيل عبيد الله بن عبيد. شيخ بصري الأصل. روى عن: علي بن زيد بن
جدعان، والفضل بن عيسى الرقاشي، وفايد أبي الورقاء، وغيرهم. وعنه: سويد بن سعيد،
وإسحاق بن راهويه، وعلي بن المديني، والفلاس، وغيرهم. قال أبو حاتم وغيره: ليس به
بأس.
(12/490)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 491
وقال العقيلي: منكر الحديث.
4 (أبو عبد الرحمن الزاهد.)
اسمه عبد الله بن محمد.) روى عن: الأعمش، وأبي عقال، وخلاد بن زيد، وإبراهيم بن
أدهم. وعنه: أسود بن سالم، وسعدويه الواسطي، ومهدي بن جعفر، وداوود بن مهران، وهشام
بن عمار، ويحيى بن أيوب الزاهد. لم أر لهم فيه كلاماً.
4 (أبو عبد الرحمن الفراء.)
من أفضل مشايخ الموصل. اسمه سعيد، وقيل نوح. حدث عن: عوف الأعرابي، وسعيد بن أبي
عروبة، وهشام بن حسان. وعنه: القاسم بن يزيد الجرمي، ومعلى بن مهدي. قال يزيد
الأزدي: مات سنة ست وثمانين ومائة.
4 (أبو عبيدة الحداد خ. د. ت. ن.)
(12/491)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 492
هو عبد الواحد بن واصل السدوسي، مولاهم البصري. نزيل بغداد. روى عن: بهز بن حكيم،
وعوف، ويونس بن إسحاق، وعثمان بن أبي رواد، وطبقتهم. وعنه: أحمد بن حنبل، وابن
معين، وزهير بن حرب، وعمرو الناقد، وزياد بن أيوب. وثقه أبو داوود. وقال أحمد: لم
يكن صاحب حفظ، إلا أن كتابه كان صحيحاً. وقال علي بن الحسين بن حبان: وجدت بخط
أبي: ذكر ابن معين أبا عبيدة الحداد فقال: كان متثبتاً، ما أعلم أنا أخذنا عليه
خطأ البتة، جيد القراءة لكتابه. وقال أبو قلابة الرقاشي: مات سنة تسعين ومائة.
4 (أبو عبيدة العصفري.)
بصري فاضل، اسمه إسماعيل بن سنان. له عن: عكرمة بن عمار، وغيره. وعنه: علي بن
المديني، وخليفة بن خياط.
4 (أبو علقمة الفروي م. د. ن.)
)
(12/492)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 493
هو عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أبي فروة المدني. عن: عمه إسحاق بن أبي فروة،
وعن: صفوان بن سليم، ومحمد بن المنكدر، ويزيد بن خصيفة. ورأى سعيد المقبري. روى
عنه: إسحاق بن راهويه، وإبراهيم بن المنذر، وأحمد بن عبدة الضبي، ويحيى بن يحيى
التميمي، وآخرون. وقال ابن سعد: إنه لقي نافعاً، وسعيد المقبري، والصلت بن زبيد،
وروى عنهم. وعمر حتى لقيناه في سنة تسع وثمانين ومائة، وكان ثقة. وقال يحيى بن
معين: ثقة. قلت: ما أدري لم لم يخرج البخاري له. مات في المحرم سنة تسعين ومائة.
4 (أبو المليح الرقي د. ت.)
(12/493)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 494
اسمه الحسن بن عمر، ويقال الحسن بن عمرو. حج ورأى عطاء بن أبي رباح. وروى عن:
ميمون بن مهران، والزهري، وزياد بن بيان الرقي، وعبد الله بن محمد بن عقيل،
وغيرهم. وعنه: عبد الله بن جعفر الرقي، وعمرو بن خالد الحراني، وإبراهيم بن مهدي
المصيصي، وأبو جعفر النفيلي، وأبو نعيم عبيد بن هشام، وعبد الجبار بن عاصم،
وآخرون. وثقه أحمد بن حنبل، وأبو زرعة. مات في عشر المائة في سنة إحدى وثمانين
ومائة. وقع لي من عواليه.
4 (أبو الهول الحميري)
الشاعر المشهور. اسمه عامر بن عبد الرحمن. كان آية في الهجاء المقذع. وله مدائح في
المهدي والرشيد.)
4 (أبو الهيذام المري.)
(12/494)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 495
أمير عرب الشام، وزعيم قيس وفارسها الشهير. وهو قائد العرب المضرية في الفتنة
العظمى الكائنة بدمشق بين القيسية واليمانية في دولة الرشيد. حتى تفاقم الأمر وكثر
القتل. وله شعر جيد مشهور. وقد خرج على الرشيد لكونه قتل أخاه، ثم ظفر بأبي
الهيذام، وحمل مقيداً إلى الرشيد. فلما مثل بين يديه أنشده أبياتاً يستعطفه، فمن
عليه وعفا عنه. اسمه عامر بن عمارة بن خريم، وهو والد المحدث موسى بن عامر صاحب
الوليد بن مسلم، وراوي كتبه. قال المرزباني: قتل عامل الرشيد بسجستان أخاً لأبي
الهيذام، فخرج أبو الهيذام بالشام، وجمع جمعاً عظيماً. ورثا أخاه، وغلظ أمره،
وأعيت الرشيد الحيلة فيه، فاحتال عليه بأخ له أرغبه، فشد على أبي الهيذام وقيده.
وسار به إلى الرشيد. وهو القائل:
(فاحسن أمير المؤمنين فإنه .......... أبى الله إلا أن يكون لك الفضل)
فمن عليه وأطلقه. أنشد الزبير بن بكار لأبي الهيذام:
(سأبكيك بالبيض الرقاق وبالقنا .......... فإن بها ما يطلب الماجد الوترا)
(12/495)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 496
(ولست كمن يبكي أخاه بعبرة .......... يعصرها في جفن مقلته عصرا)
(وإنا أناس ما تفيض دموعنا .......... على هالك منا وإن قصم الظهرا)
قيل: توفي سنة اثنتين وثمانين ومائة.
4 (القاضي أبو يوسف.)
(12/496)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 497
هو يعقوب بن إبراهيم بن حبيب بن حبيش بن سعد بن بجير بن معاوية الأنصاري. وسعد بن
بجير هو سعد بن قتيبة. وحبتة أمه ابنة خوات بن جبير. شهد سعد الخندق، ونسبه في
بجيلة. وإنما حالف الأنصار. ولد أبو يوسف بالكوفة سنة ثلاث عشرة ومائة، وطلب العلم
سنة ثلاث وثلاثين. وسمع من: هشام بن عروة، وعطاء بن السائب، ويحيى بن سعيد، ويزيد
بن أبي زياد،) والأعمش، وأبي إسحاق الشيباني، وحجاج بن أرطأة، وعبيد الله بن عمر،
وطائفة. وتفقه بالإمام أبي حنيفة حتى صار المقدم في تلامذته. تفقه به: محمد بن
الحسن، وهلال الرائي، ومعلى بن منصور، وعدد كثير. وروى عنه: ابن سماعة، ويحيى بن
معين، وأحمد بن حنبل، وعلي بن الجعد، وأحمد بن منيع، وعلي بن مسلم الطوسي،
وإبراهيم بن الجراح،
(12/497)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 498
وأسد بن الفرات، وعمرو بن أبي عمرو الحراني، وعمرو الناقد، وخلق سواهم. وكان والده
إبراهيم فقيراً، فكان أبو حنيفة رضي الله عنه يتعاهد أبا يوسف بالمائة درهم بعد
المائة، يعينه على طلب العلم. فروى علي بن حرملة، عن أبي يوسف قال: كنت أطلب
الحديث والفقه وأنا مقل. فجاء أبي يوماً وأنا عند أبي حنيفة، فقال: لا تمدن يا بني
رجلك مع أبي حنيفة فأنت محتاج إلى المعاش. فآثرت طاعة أبي. فتفقدني أبو حنيفة،
فجعلت أتعاهده، فدفع لي مائة درهم وقال لي: الزم الحلقة، فإذا نفذت هذه فأعلمني.
ثم أعطاني بعد أيام مائة أخرى، وكان يتعاهدني. ويقال إن أمه هي التي لامته، وأن
أباه مات وأبو يوسف صغير، فأسلمته عند قصار. فالله أعلم. قال محمد بن الحسن: مرض
أبو يوسف، فعاده أبو حنيفة، فلما خرج قال: إن يمت هذا الفتى فهو أعلم من عليها.
وأومأ إلى الأرض. قال عباس الدورقي: سمعت أحمد بن حنبل يقول: أول ما كتبت الحديث
اختلفت إلى أبي يوسف فكتبت عنه، ثم اختلفت بعد إلى الناس. وكان أبو يوسف أميل إلى
المحدثين من أبي حنيفة ومحمد. إبراهيم بن أبي داوود البرلسي: سمعت ابن معين يقول:
ما رأيت في
(12/498)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 499
أصحاب الرأي أثبت في الحديث، ولا أحفظ، ولا أصح رواية من أبي يوسف. وروى عباس، عن
ابن معين قال: أبو يوسف صاحب حديث، صاحب سنة. محمد بن سماعة، عن يحيى بن خالد
البرمكي قال: قدم علينا أبو يوسف وأقل ما فيه الفقه، وقد ملأ بفقهه ما بين
الخافقين. وقال الخريبي: كان أبو يوسف قد أطلع الفقه والعلم إطلاعاً، يتناوله كيف
شاء.) قال عمرو الناقد: كان أبو يوسف صاحب سنة. قال أحمد: كان أبو يوسف منصفاً في
الحديث. بشر بن غياث: سمعت أبا يوسف يقول: صحبت أبا حنيفة سبع عشرة سنة، ثم رتعت
في الدنيا تسع عشرة سنة، وأظن أجلي قد قرب. فما نجد إلا يسيراً حتى مات. وروى بكير
العمي، عن هلال الرائي قال: كان أبو يوسف يحفظ التفسير، والمغازي، وأيام العرب.
وكان أحد علومه الفقه. وروى أحمد بن عطية، عن محمد بن سماعة قال: كان أبو يوسف.
بعدما ولي القضاء يصلي كل يوم مائتي ركعة.
(12/499)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 500
وقال علي بن المديني: ما أخذ على أبي يوسف إلا حديثه في الحجر، عن هشام بن عروة.
وكان صدوقاً. وقال يحيى بن يحيى التميمي: سمعت أبا يوسف يقول عند وفاته: كل ما
أفنيت به فقد رجعت عنه، إلا ما وافق الكتاب والسنة. وفي لفظ: إلا ما في القرآن
واجتمع عليه المسلمون. وقال بشر بن الوليد: سمعت أبا يوسف يقول: من تتبع غريب
الحديث كذب، ومن طلب المال بالكيمياء أفلس، ومن طلب الدين بالكلام تزندق. وقال
محمد بن سماعة: سمعت أبا يوسف في اليوم الذي مات فيه يقول: اللهم إنك تعلم أني لم
أجر في حكم حكمت به. ولقد اجتهدت في الحكم بما وافق كتابك وسنة نبيك. قال الفلاس: أبو
يوسف صدوق، كثير الغلط. وقال ابن عدي: لا بأس به.
(12/500)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 501
وقال أبو حاتم: يكتب حديثه. قلت: وأبو يوسف هو أول من لقب قاضي القضاة، وكان عظيم
الرتبة عند هارون الرشيد. قال الطحاوي: نا بكار بن قتيبة: سمعت أبا الوليد
الطيالسي يقولك لما قدم أبو يوسف البصرة مع الرشيد، اجتمع أصحاب الرأي وأصحاب
الحديث على بابه. فأشرف عليهم ولم يأذن لفريق منهم وقال: أنا من الفريقين جميعاً.
ولا أقدم فرقة على فرقة. لكني أسأل عن مسألة، فمن أصاب دخلوا. ثم قال: رجل مضغ
خاتمي هذا حتى هشمه، مالي عليه) فاختلف أصحاب الحديث، فلم يعجبه قولهم. وقال فقيه:
عليه قيمته صحيحاً، ويأخذ الفضة المهشومة إلا أن يشأ صاحب الخاتم أن يمسكه لنفسه،
ولا شيء على هاشمه. فقال أبو يوسف: يدخل أصحاب هذا القول، فدخلت معهم. فسأله
المستملي، فأملى حديثاً، عن الحسن بن صالح. وقال: ما أخاف على رجل من شيء خوفي
عليه من كلامه في الحسن بن صالح. فوقع لي أنه أراد شعبة، فقمت وقلت: لا أجلس في
مجلس يعرض فيه بأبي بسطام. ثم خرجت، فرجعت إلى نفسي، فقلت: هذا قاضي الآفاق، ووزير
أمير المؤمنين، وزميله في حجه، وما يضره
(12/501)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 502
غضبي فرجعت وجلست حتى فرغ المجلس. فأقبل علي إقبال رجل ما كان له هم غيري، فقال:
يا هشام، وإذا هو يثنيني لأني كنت عنده ببغداد، والله ما أردت بأبي بسطام سوءاً.
وله في قلبي أكبر منه في قلبك فيما أرى. ولكن، لا أعلم أني رأيت رجلاً مثل الحسن
بن صالح. قال بكار: فذكرت هذا لهلال الرائي فقال: أنا والله أجبت أبا يوسف عن
مسألة الخاتم. محمد بن شجاع: سمعت الحسن بن أبي مالك: سمعت أبا يوسف يقول: القرآن
كلام الله، من قال كيف ولم تعاطى مراء ومجادلة استوجبت الحبس والضرب المبرح. ولا
يفلح من استحلى شيئاً من الكلام. ولا يصلى خلف من قال: القرآن مخلوق. أبو حازم
القاضي: نا الحسن بن موسى قاضي همذان، ثنا بشر بن الوليد قال: كان أبو يوسف يقول:
إذا ذكر محمد بن الحسن: أي سيف هو، غير أن فيه صدأ يحتاج إلى جلاء. وإذا ذكر الحسن
بن زياد اللؤلؤي يقول: هو عندي الصيدلاني إذا سأله رجل أن يعطيه ما يسهله أعطاه ما
يمسكه. وإذا ذكر بشراً يقول: هو كإبرة الرفاء، طرفها دقيق، ومدخلها لطيف، وهي
سريعة الانكسار. وإذا ذكر الحسن بن أبي مالك قال: هو كجمل حمل حملاً في يوم مطير،
فتذهب يده مرة هكذا، ومرة هكذا، ثم يسلم. أبو سليمان الجوزجاني: سمعت أبا يوسف
يقول: من طلب المال
(12/502)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثاني عشر الصفحة 503
بالكيمياء أفلس، ومن طلب العلم بالكلام تزندق. محمد بن سعدان: سمعت أبا سليمان
الجوزجاني: سمعت أبا يوسف يقول: دخلت على الرشيد وفي يده درتان يقلبهما، فقال: هل
رأيت أحسن منهما قلت: نعم يا أمير المؤمنين) قال: وما هو قلت: الوعاء الذي هما
فيه. فرمى بهما إلي وقال: شأنك بهما. قال المؤلف: قد أفردت سيرة القاضي أبي يوسف.
رحمه الله في جزء. قال بشر بن الوليد: مات أبو يوسف يوم الخميس لخمس خلون من ربيع
الأول سنة اثنتين وثمانين ومائة. وقال غيره في ربيع الآخر. وعاش سبعين سنة إلا
سنة. وقد قال عباد بن العوام يوم جنازته: ينبغي لأهل الإسلام أن يعزي بعضهم بعضاً
بأبي يوسف رحمه الله.
(12/503)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثالث عشر الصفحة 5
5 (بسم الله الرحمن الرحيم)
5 (الطبقة العشرون)
1 (الأحداث من سنة إلى)
4 (احداث سنة إحدى وتسعين ومائة)
4 (من توفي في هذه السنة)
خالد بن حيان الرقي الخراز، سلمة بن الفضل الأبرش، بالري، عبد الرحمن بن القاسم
المصري الفقيه، عيسى بن يونس، في قول خليفة، وابن سعد، الفضل بن موسى السيناني
المروزي، محمد بن سلمة الحراني الفقيه، محمد بن الحسن المهلبي، بالمصيصة، مطرف بن
مازن، قاضي صنعاء، معمر بن سليمان النخعي الرقي. وتوفي فيها جماعة مختلف فيهم،
وسيذكرون.
4 (خروج ثروان بحولايا)
وفيها خرج ثروان بن سيف بحولايا، فسار إليه طوق بن مالك فهزمه طوق وقتل أصحابه،
وهرب مجروحاً.
(13/5)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثالث عشر الصفحة 6
4 (خروج أبي النداء بالشام)
وفيها خرج أبو النداء بالشام، فتوجه لقتاله يحيى بن معاذ.
4 (رافع بن الليث عيسى من ولد علي)
استغلاظ أمر رافع بن الليث ومقتل عيسى من ولد علي) وفيها غلظ أمر رافع بن الليث
بسمرقند، وكتب إليه أهل نسف بالطاعة، وأن يوجه إليهم من يعينهم على قتال علي بن
عيسى بن ماهان. فوجه صاحب الشاش في أتراكه وقائداً من قواده، فأحدقوا بعيسى ولد
علي وقتلوه في ذي القعدة.
4 (ولاية حمويه بريد خراسان)
وفيها ولي الرشيد حمويه الخادم بريد خراسان.
4 (غزوة يزيد بن مخلد الروم)
وفيها غزا بن مخلد الروم في عشرة آلاف، فأخذت الروم عليه المضيق، فقتل بقرب طرسوس،
وقتل معه سبعون رجلاً.
(13/6)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثالث عشر الصفحة 7
4 (تولية هرثمة بن أعين الصائفة)
فولى الرشيد غزو الصائفة هرثمة بن أعين، وضم إليه ثلاثين ألفاً من جند خراسان ومعه
مسرور الخادم إليه النفقات وجميع الأمر خلا الرئاسة.
4 (مضي الرشيد إلى درب الحدث)
ومضى الرشيد إلى درب الحدث فرتب الأمور، ثم انصرف بعد ثلاثة أيام في رمضان، فنزل
الرقة، وأمر بهدم الكنائس في الثغور.
4 (عزل علي بن عيسى)
وعزل علي بن عيسى بن ماهان عن خراسان بهرثمة بن أعين. وقد ذكرنا سبب هلاك ولده
عيسى، فلما قتل ولده خرج عن بلخ فأتى مرو خوفاً من رافع أن يأتي مرو فيملكها. وكان
ابنه دفن في بستان داره أموالاً، نحو ثلاثين ألف ألف، ولم يدر بها علي. فأعلمت
جارية لعيسى بعض الخدم، وتحدث به الناس، فاجتمع أعيان البلد وانتهبوا المال هم
والعامة. فعلم الرشيد فغضب، وعزله وأخذ أمواله، فبلغت ثمانين ألف ألف. وكان علي بن
عيسى قد عتا وتجبر على القواد، وكانت كتب قد وردت
(13/7)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثالث عشر الصفحة 8
على الرشيد أن رافقاً لم يخلع، ولا نزع السواد، ولا من شايعه، وأن غايتهم عزل علي
بن عيسى الذي قد سامهم المكروه.
4 (حج هذا العام)
) وحج بالناس أمير مكة الفضل بن العباس بن محمد بن علي.
4 (امتناع الصائفة)
ولم يكن للمسلمين بعد هذا السنة صائفة إلى سنة خمس عشرة ومائتين.
(13/8)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثالث عشر الصفحة 9
4 (احداث سنة اثنتين وتسعين ومائة.)
توفي فيها: صعصعة بن سلام خطيب قرطبة، عبد الله بن إدريس الأودي، أبو محمد، عبد
الرحمن بن عبد الحميد المصري، عرعرة بن البرند الشامي البصري، علي بن ظبيان العبسي
الكوفي، الفضل بن يحيى البرمكي، توفي مسجوناً، يحيى بن كريب الرعيني المصري، يوسف
ابن القاضي أبي يوسف.
4 (شخوص هرثمة إلى خراسان)
وفيها شخص هرثمة إلى خراسان، ووجه إلى علي بن عيسى في الظاهر أموالاً وخلعاً
وسلاحاً. فلما نزل نيسابور جمع وجوه أصحابه فخلا بكل منهم وأخذ عليه العهد
والميثاق أن يكتم أمره، وولى كل رجل بلداً ودفع إليه عهده وجهزه سراً إلى بلده.
فعل هذا خوفاً من ثورة علي بن عيسى. ثم سار، فلما كان على مرحلة من مرو دعا ثقات
أصحابه وكتب أسماء
(13/9)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثالث عشر الصفحة 10
ولد علي بن عيسى وأهل بيته، ودفع إلى كل رجل رقعة باسم من وكله بحفظه إذا دخل مرو.
ثم وجه إلى علي: إن أحب الأمير أن يوجه ثقاته لقبض ما معي فعل، فإنه إذا تقدمت
الأموال أمام دخولي كان أقوى للأمير وأفت في عضد أعدائه. فوجه علي جماعة لقبض
الأموال فقل هرثمة: اشغلوهم الليلة. ففعلوا. ثم سار إلى مرو، فلما صار منها على
ميلين تلقاه علي بن عيسى وولده وقواده فلما وقعت عين هرثمة عليه ثنى رجله لينزل،
فصاح علي: والله لئن نزلت لأنزلن. فثبت ودنا، فاعتنقا، ثم) سارا إلى قنطرة لا
يجوزها إلا فارس. فحبس هرثمة لجام الفرس وقال لعلي: سر، فقال: لا والله. فقال
هرثمة: لا والله، أنت أميرنا. ثم نزل بمنزل علي، وأكلا من السماط. ثم دفع الخادم
كتاب الرشيد إلى علي، فلما رأى أول حرف منه سقط من يده. ثم أمر هرثمة بتقييده
وتقييد ولده وعماله. ثم صار إلى الجامع فخطب وبسط من آمال الناس، وأخبر أن الرشيد
ولاه ثغورهم بما بلغه من سوء سيرة الفاسق علي بن عيسى، وإني منصفكم منه. فأظهروا
السرور وضجوا بالدعاء. ثم انصرف ودعا بعلي وآله فقال: اعفوني من الإقدام بالمكروه
عليكم. ونودي ببراءة الذمة من رجل عنده لعلي وديعة فأخفاها. فأحضر الناس شيئاً
كثيراً إلا رجل واحد. واستصفى هرثمة حتى حلي النساء والثياب، وبالغ في ذلك. ثم بعد
ذلك أقامهم لمظالم الناس وشدد عليهم. ثم حمل علياً إلى الرشيد.
4 (توجه الرشيد لحرب رافع)
وفيها توجه الرشيد نحو خراسان لحرب رافع. فذكر محمد بن الصباح
(13/10)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثالث عشر الصفحة 11
الطبري أن أباه شيع الرشيد إلى النهروان، فجعل يحادثه في الطريق إلى أن قال: يا
صباح، لا أحسبك تراني بعدها. فقلت: بل يردك الله سالماً. ثم قال: ولا أحسبك تدري
ما أجد. فقلت: لا والله. فقال: تعالى حتى أريك. وانحرف عن الطريق، وأومأ إلى
الخواص فتنحوا، ثم قال: أمانة الله يا صباح أن تكتم علي. وكشف عن بطنه، فإذا عصابة
حرير حول بطنه، فقال: هذه علة أكتمها الناس كلهم. ولكل واحد من ولدي علي رقيب،
فمسرور رقيب المأمون، وجبريل بن بختيشوع رقيب الأمين ونسيت الثالث، ما منهم أحد
إلا وهو يحصي أنفاسي ويعد أيامي ويستطيل دهري. فإن أردت أن تعرف ذلك فالساعة أدعو
ببرذون، فيجيئون به أعجف ليزيد في علتي. ثم دعا ببرذون، فجاؤوا به كما وصف، فنظر
إلى ثم ركبه وانصرف.
4 (تحرك الخرمية)
وفيها تحرك الخرمية ببلاد آذربيجان، فسار لحربهم عبد الله بن مالك في عشرة آلاف،
فأسر وسبى.
4 (قتل أبي النداء)
وفيها قدم يحيى بن معاذ على الرشيد ومعه أبو النداء، فقتله.
(13/11)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثالث عشر الصفحة 12
4 (تحرك ثروان الحروري)
) وفيها تحرك ثروان الحروري فقتل عامل الطف.
4 (حبس علي بن عيسى)
وقدم بعلي بن عيسى بغداد، فحبس في داره. وقتل فيها الرشيد هيثماً اليماني، وكان قد
خرج. والله أعلم.
(13/12)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثالث عشر الصفحة 13
4 (احداث سنة ثلاث وتسعين ومائة.)
توفي فيها: إسماعيل بن علية، أبو بشر البصري، زياد بن عبد الرحمن شبطون، سعيد بن
عبد الله المصري الفقيه، العباس بن الأحنف الشاعر المشهور، العباس بن الحسين
العلوي الشاعر، العباس بن الفضل بن الربيع الحاجب، عبد الله بن كليب المرادي،
بمصر، عون بن عبد الله المسعودي، محمد بن جعفر البصري، غندر، مخلد بن يزيد
الحراني، مروان بن معاوية الفزاري، نزيل دمشق، أبو بكر بن عياش المقريء، بالكوفة.
4 (موافاة الرشيد جرجان)
وفيها وافى الرشيد جرجان، فأتته بها خزائن علي بن عيسى على ألف
(13/13)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثالث عشر الصفحة 14
وخمسمائة بعير، ثم رحل منها في صفر وهو عليل إلى طوس، فلم يزل بها إلى أن توفي.
4 (هرثمة وأصحاب رافع بن الليث)
وفيها كانت وقعة بين هرثمة وأصحاب رافع بن الليث، فانتصر هرثمة وأسر أخا رافع،
وملك بخارى، وقدم بأخي رافع على الرشيد، فسبه، ودعا بقصاب وقال: فصل أعضاءه،
ففصله.
4 (بن بختيشوع وتطبيب الرشيد)
وذكر بعضهم أن جبريل بن بختيشوع غلط على الرشيد في علته في علاج عالجه به كان سبب)
منيته، فهم الرشيد بأن يفصله كما فعل بأخي رافع، ودعا به فقال: أنتظر إلى غد يا
أمير المؤمنين، فإنك تصبح في عافية، فمات ذلك اليوم. وقيل إن الرشيد رأى مناماً
أنه يؤم بطوس، فبكى وقال: احفروا لي قبراً. فحفروا له، ثم حمل في قبة على جمل وسيق
به حتى نظر إلى القبر
(13/14)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثالث عشر الصفحة 15
فقال: يا ابن آدم تصير إلى هذا. وأمر قوماً فنزلوا فختموا فيه ختمة، وهو في محفة
على شفير القبر.
4 (الرشيد يقتفي أخلاق المنصور)
قال ابن جرير: وكان يقتفي أخلاق المنصور، ويطلب العمل بها. إلا في بذل المال، فإنه
لم ير خليفة قبله أعطى منه للمال. وكان يحب الشعر، ويميل إلى أهل الأدب والفقه،
ويكره المراء في الدين، ويقول: هو شيء، لا نتيجة له، وبالحري أن لا يكون فيه ثواب.
وكان يحب المديح ويشتريه بأغلى ثمن.
4 (الرشيد و مروان بن أبي حفصة)
أجاز مرة مروان بن أبي حفصة على قصيدة خمسة آلاف دينار، وخلعة، وعشرة من رقيق
الروم، وفرساً من مراكبه.
4 (صحبة ابن أبي مريم المضحاك للرشيد)
وقيل إنه كان مع الرشيد ابن أبي مريم المدني، وكان مضحكاً فكهاً إخبارياً، فكان
الرشيد لا يصبر عنه ولا يمل منه لحسن نوادره ومجونه.
4 (موعظة ابن السماك للرشيد)
وروي أن ابن السماك دخل على الرشيد يوماً فاستسقى، فأتي بكوز، فلما أخذه قال: على
رسلك يا أمير المؤمنين، لو منعت هذه الشربة بكم كنت تشتريها قال: بنصف ملكي. قال:
اشرب هناك الله. فلما شربها قال:
(13/15)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث
عشر الصفحة 16
اسألك لو منعت خروجها من بدنك، بماذا كنت تشتري خروجها قال: بجميع ملكي. فقال: إن
ملكاً قيمته شربة ماء لجدير أن لا ينافس فيه. قال: فبكى هارون. وقد ذكرت الرشيد في
الأسماء أيضاً.
4 (البيعة للأمين)
وبويع لابنه الأمين محمد في العسكر صبيحة الليلة التي توفي فيها الرشيد. وكان
المأمون حينئذ) بمرو، والأمين ببغداد. فأتاه الخبر، فصلى بالناس الجمعة وخطب، ونعى
الرشيد إلى الناس وبايعه الناس وأمر للجند برزق سنتين.
4 (مسير رجاء الخادم بالخلع إلى الأمين)
وأخذ رجاء الخادم البرد والقضيب والخاتم. وسار على البريد في اثني عشر يوماً من
مرو حتى قدم بغداد في نصف جمادى الآخرة، فدفع ذلك إلى الأمين. وبلغ الخبر المأمون
فبايع لأخيه ثم لنفسه، وأعطى الجند عطاء سنة، وأخذ يتألف أمراءه وقواده ويظهر
العدل، فأحبوا المأمون.
4 (بناء الأمين لميدان الكرة)
أما الأمين فإنه بعد بيعته بيوم أمر ببناء ميدان جوار قصر المنصور للعب الكرة. ثم
قدمت أم جعفر زبيدة في شعبان، فتلقاها ابنها الأمين.
(13/16)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثالث عشر الصفحة 17
قدمت من الرقة ومعها جميع الخزائن.
4 (المأمون يهدي الأمين التحف)
وأقام المأمون على خراسان وإمرتها، وأهدى للأمين تحفاً ونفائس.
4 (دخول هرثمة سمرقند)
وفيها دخل هرثمة حائط سمرقند، فلجأ رافع إلى المدينة الداخلة. وراسل رافع الترك
فوافوه، فصار هرثمة في الوسط. ثم لطف الله به ورد الترك، فضعف أمر رافع.
4 (مقتل نقفور ملك الروم)
وفيها قتل نقفور ملك الروم في حرب برجان، وبقي في المملكة تسع سنين، وملك بعده
ابنه إستبراق شهرين وهلك، فملك ميخائيل بن جرجس زوج أخته.
(13/17)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثالث عشر الصفحة 18
4 (احداث سنة أربع وتسعين ومائة)
توفي فيها: حفص بن عثمان النخعي، في آخرها، الحكم بن عبد الله البصري، سلم بن سالم
البلخي العابد، ضعيف، سويد بن عبد العزيز، قاضي بعلبك.) شقيق بن إبراهيم البلخي
الزاهد، عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، عبيد الله بن المهدي محمد بن المنصور،
عمر بن هارون البلخي، أبو حفص، محمد بن حرب الخولاني الأبرش، محمد بن سعيد بن أبان
الأموي الكوفي، محمد بن أبي عدي، بصري ثقة، يحيى بن سعيد بن أبان الأموي، أخو
محمد، القاسم بن يزيد الجرمي.
(13/18)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثالث عشر الصفحة 19
4 (ثورة أهل حمص بعاملهم)
وفيها ثار أهل حمص بعاملهم إسحاق بن سليمان، فخرج إلى سلمية، فولى عليهم الأمين
عبد الله بن سعيد الحرشي، فحبس عدة من وجوههم وقتل عدة، وضرب النار في نواحي حمص،
فسألوه الأمان فأمنهم. وسكنوا ثم هاجوا فقتل طائفة منهم.
4 (عزل الأمين القاسم عن الولايات)
وفيها عزل الأمين أخاه القاسم عن ما كان الرشيد ولاه، وذلك إمرة الشام وقنسرين
والثغور، وولى مكانه خزيمة بن خازم.
4 (الأمر بالدعاء لموسى ابن الأمين)
وفيها أمر الأمين بالدعاء لابنه موسى على المنابر بالإمرة، بعد ذكر المأمون
والقاسم.
4 (تنكر الأمين للمأمون)
وتنكر كل واحد من الأمين والمأمون لصاحبه، وظهر الفساد بينهما.
4 (الفضل بن الربيع والأمين والمأمون)
وقيل إن الفضل بن الربيع علم أن الخلافة إذا أفضت إلى المأمون لم يبق عليه، فأعدى
الأمين به، وحثه على خلعه، وأن يولي العهد لابنه موسى. وأعانه على رأيه علي بن
عيسى بن ماهان، والسندي.
(13/19)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثالث عشر الصفحة 20
ولما بلغ المأمون عزل أخيه القاسم عن الشام قطع البريدية عن الأمين، وأسقط اسمه
من) الطرز والضرب.
4 (التحاق رافع بن الليث بالمأمون)
وكان رافع بن الليث بن نصر بن سيار لما انتهى إليه حسن سيرة المأمون في عمله
وأحسانه إلى الجيش، بعث في طلب المأمون لنفسه، فسارع إلى ذلك هرثمة، ولحق رافع
بالمأمون فأكرمه.
4 (قدوم هرثمة على المأمون)
وقدم هرثمة بمن معه من الجيوش من سمرقند على المأمون. وكان معه طاهر بن الحسين،
فتلقاه المأمون وولاه حرسه.
4 (إرسال الأمين وجوهاً إلى المأمون)
ثم إن الأمين أرسل وجوهاً إلى الأمين يطلب منه أن يقدم موسى على نفسه، ويذكر أنه
قد سماه الناطق بالحق، فرد المأمون ذلك وأباه.
4 (مبايعة العباس المأمون سراً)
وكان الرسول إليه العباس بن موسى بن عيسى بن موسى، فبايع المأمون بالخلافة سراً،
ثم كان يكتب إليه بالأخبار ويناصحه من العراق.
4 (إسقاط اسم المأمون من ولاية العهد)
ورجع وأخبر الأمين بامتناع المأمون. فأسقط اسمه من ولاية العهد، وطلب الكتاب الذي
كتبه الرشيد وجعله بالكعبة لعبد الله المأمون على
(13/20)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثالث عشر الصفحة 21
الأمين، فأحضره فمزقه وقويت الوحشة.
4 (إرسال المأمون بالبقاء على عهده للأمين)
وأحضر المأمون رسل الأمين إليه وقال: إن أمير المؤمنين كتب إلي في أمر كتبت إليه
جوابه، فأبلغوه بالكتاب، واعلموا أني لا أزال على طاعته حتى يضطرني بترك الحق
الواجب إلى مخالفته. فخرجوا وقد رأوا جداً غير مشوب بهزل.
4 (نصائح أولي الرأي للأمين)
ونصح الأمين أولو الرأي فلم ينتصح، وأخذ يستميل القواد بالعطاء. وقال له خازم بن
خزيمة: يا أمير المؤمنين، لن ينصحك من كذبك، ولن يغشك من صدقك. لا تجريء القواد
على الخلع فيخلعوك، ولا تحملهم على نكث العهد فينكثوا بيعتك وعهدك، فإن الغادر
مغلول، والناكث) مخذول.
4 (بيعة الأمين لابنه موسى بولاية العهد)
وفي ربيع الأول بايع الأمين بولاية العهد لابنه موسى، ولقبه الناطق بالحق، وجعل
وزيره علي بن عيسى بن ماهان.
(13/21)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثالث عشر الصفحة 22
4 (وثوب الروم على ملكهم)
وفيها وثب الروم على ميخائيل صاحب الروم فهرب وترهب، وكان ملكه سنتين، فملكوا
عليهم ليون القائد.
(13/22)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثالث عشر الصفحة 23
4 (احداث سنة خمس وتسعين ومائة)
توفي فيها: إسحاق بن يوسف الأزرق، واسطي، بشر بن السري الواعظ، بمكة، عبد الرحمن بن
محمد المحاربي الكوفي، عبيد الله بن المهدي، فيها في قول، غنام بن علي الكوفي،
وقيل سنة أربع، مؤرج بن عمرو السدوسي النحوي، محمد بن فضيل الضبي الكوفي. الوليد
بن مسلم، في أولها بذي المروة، يحيى بن سليم الطائفي، بمكة، أبو معاوية الضرير
محمد بن خازم.
4 (بعض الشعرفي ولاية العهد لموسى)
وفيها قال بعض الشعراء فيما جرى من ولاية العهد لموسى وهو طفل، وذلك برأي الفضل
كما تقدم، ورأي بكر بن المعتمر.
(أضاع الخلافة غشّ الوزير .......... وفسق الأمير وجهل المشير)
(13/23)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثالث عشر الصفحة 24
(ففضل وزير وبكر مشير .......... يريدان ما فيه حتف الأمير)
(لواط الخليفة أعجوبة .......... وأعجب منه خلاق الوزير)
)
(فهذا يدوس وهذا يداس .......... وهذا لعمري خلاف الأمور)
(ولو يستعينان هذا بذاك .......... لكانا بعرضة آمر ستير)
(وأعجب بمن ذا وذا أنّنا .......... نبايع للطّفل فينا الصغير)
(ومن لم يحسن غسل أسته .......... ومن لم يخل من بوله حجرظير)
4 (تسمية المأمون بإمام المؤمنين)
ولما تيقن المأمون خلعه تسمى بإمام المؤمنين، وكوتب بذلك.
4 (عقد الأمين الولايات لعلي بن عيسى)
وفي ربيع الآخر عقد الأمين لعلي بن عيسى بن ماهان على بلد الجبال: همدان، ونهاوند،
وقم، وأصبهان، وأقر له فيما قيل بمائتي ألف دينار، وأعطى لجنده مالاً عظيماً.
4 (جمع الأمين أهل بغداد لقراءة العهد لابنه)
ولما جمع الأمين الملأ لقراءة العهد على ابنه موسى قال: يا معشر خراسان، يعني
الذين ببغداد، إن الأمير موسى قد أمر لكم من صلب ماله بثلاثة آلاف ألف درهم.
(13/24)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثالث عشر الصفحة 25
4 (شخوص علي بن عيسى للقبض على المأمون)
وشخص علي بن عيسى في نصف جمادى الآخرة من بغداد، وأخذ معه قيد فضة ليقيد به
المأمون بزعمه. وسار معه الأمين إلى النهروان، فعرض بها الجند الذين جهزهم مع علي.
4 (استعمال ابن حميد على همدان)
وسار حتى نزل همدان، فاستعمل عليها عبد الله بن حميد بن قحطبة.
4 (لقاءعلي بن عيسى طاهر بن الحسين)
ثم شخص علي منها حتى بلغ الري وهو على أهبة الحرب فلقيه طاهر بن الحسين وهو في أقل
من أربعة آلاف، وكان قد جهزه المأمون، فأشرف على جيش علي وهم يلبسون السلاح،
وامتلأت بهم الصحراء بياضاً وصفرة من السلاح المذهب. فقال طاهر بن الحسين: هذا ما
لا قبل لنا به، ولكن نجعلها خارجية، نقصد القلب. فهيأ سبعمائة من الخوارزمية.
4 (رفع نسخة البيعة على الرمح)
) قال أحمد بن هشام الأمير: فقلنا لطاهر: نذكر علي بن عيسى البيعة التي كانت،
والبيعة التي أخذها هو للمأمون علينا معشر أهل خراسان. قال: نعم. فعلقناهما على
رمحين، وقمت بين الصفين، فقلت: الأمان، ثم قلت: يا علي بن عيسى ألا تتقي الله أليس
هذه نسخة البيعة التي أخذتها أنت خاصة اتق الله، فقد بلغت باب قبرك. قال: من أنت؟
(13/25)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثالث عشر الصفحة 26
قلت: أحمد بن هشام ! وكان علي ضربه أربعمائة سوط. فصاح علي: يا أهل خراسان، من جاء
به فله ألف درهم. وكان معنا قوم بخارية، فرموه وزنده وقالوا: نقتلك ونأخذ مالك.
4 (مقتل علي بن عيسى)
وخرج من عسكر علي العباس بن الليث ورجل آخر، فشد عليه طاهر فضربه قتله، وشد داوود
سياه على علي بن عيسى فصرعه وهو لا يعرفه. فقال طاهر بن الناجي: أعلي بن عيسى أنت
قال: نعم وظن أنه يهاب فلا يقدم عليه أحد. فشد عليه وذبحه بالسيف، ثم انهزم جيشه.
4 (انهزام البخارية)
قال أحمد: فتبعناهم فرسخين، وأوقفونا اثنتي عشر مرة كل ذلك نهزمهم. فلحقني طاهر بن
التاجي ومعه رأس علي، فصليت ركعتين شكراً. ووجدنا في عسكره سبعمائة كيس، في كل كيس
ألف درهم. ووجدنا عدة بغال عليها له خمر سوادي. فظنت البخارية أنه مال، فكسروا تلك
الصناديق فرأوه خمراً، فضحكوا وقالوا: عملنا العمل حتى نشرب.
4 (التسليم بالخلافة للمأمون)
وأعتق طاهر من كان بحضرته من غلمانه شكراً. فلما وصل البريد إلى المأمون سلموا
عليه بالخلافة، وطيف بالرأس في خراسان.
(13/26)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثالث عشر الصفحة 27
4 (إنشغال الأمين بصيد السمك)
وجاء الخبر بقتله إلى الأمين وهو يتصيد السمك، فقال للذي أخبره ويلك دعني، فإن
كوثراً قد صاد سمكتين وأنا ما صدت شيئاً بعد.
4 (شعر في مقتل علي بن عيسى)
وقال شاعر من أصحاب علي:)
(لقينا اللّيث مفترشاً يديه .......... وكنا ما ينهنهنا اللقاء)
(نخوض الموت والغمرات قدما .......... إذا ما كرّ ليس به خفاء)
(فضعضع ركننا لمّا التقينا .......... وراح الموت وانكشف الغطاء)
(وأودى كبشنا والرأس منّا .......... كأنّ بكفّه كان القضاء)
4 (توجيه الأمين للأبناوي)
ثم وجه الأمين عبد الرحمن بن جبلة الأبناوي وأمير الدينور بالعدة والقوة، فسار حتى
نزل همدان.
4 (قلة تدبير الأمين مع كثرة الجيش)
وعن عبد الله بن خازم أنه قال: يريد محمد إزالة الجبال وفل العساكر بالفضل
وتدبيره، وهيهات. وهو والله كما قيل:
(13/27)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثالث عشر الصفحة 28
قد ضيّع الله ذوداً أنت راعيها. وقيل إن الجيش الذي كانوا مع علي بن عيسى أربعون
ألفاً في حمية لم ير مثلها.
4 (مقتل علي بن عيسى بسهم)
وروى عبد الله بن مجالد أن الوقعه اشتد فيها القتال، وأن علي بن عيسى قتل بسهم
جاءه. وأن طاهراً بعث بالأسرى والرؤوس إلى المأمون.
4 (شغب الجند ببغداد على الأمين)
وذكر عبد الله بن صالح الجرمي أن علياً لما قتل أرجف الناس ببغداد إرجافاً شديداً.
وندم محمد على خلعه أخاه. وطمع الأمراء فيه، وشغبوا جندهم بطلب الأرزاق من الأمين،
وازدحموا على الجسر يطلبون الأرزاق والجوائز فركب إليهم عبد الله بن خازم في طائفة
من قواد الأعراب فتراموا بالنشاب واقتتلوا. فسمع الأمين الضجة، وأرسل يأمر ابن
خازم بالانصراف، وأنزلهم بأرزاق أربعة أشهر وزاد في عطائهم، وأمر للقواد بالجوائز.
4 (استعداد الأبناوي لمحاربة طاهر)
وجهز عبد الرحمن الأبناوي في عشرين ألفاً، فسار إلى همدان وضبط طرقها، وحصن سورهان
وجمع فيها الأقوات، واستعد لمحاربة طاهر.
4 (حبس يحيى بن علي للمنكسرين من جيش أبيه)
) وقد كان يحيى بن علي بن عيسى لما قتل أبوه أقام بين الري وهمدان،
(13/28)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثالث عشر الصفحة 29
فكان لا يمر به أحد من المنكسرين إلا حبسه عنده بناء منه أن الأمين يوليه مكان
أبيه. فكتب إليه الأمين يأمره بالمقام مع عبد الرحمن الأبناوي. فلما سار يحيى إلى
قرب همدان تفرق أكثر أصحابه.
4 (تراجع الأبناء أمام طاهر بن الحسين)
وأما طاهر فقصد مدينة همدان وأشرف عليها. فالتقى الجيشان وصبر الفريقان وكثرت
القتلى. ثم إن عبد الرحمن الأبناوي تقهقر ودخل مدينة همدان فأقام بها يلم شعث
أصحابه.
4 (حصار طاهر لهمدان)
ثم زحف إلى طاهر، وقد خندق طاهر على عسكر، فاقتتلوا قتالاً شديداً. وجعل عبد
الرحمن يحرض أصحابه، ويقاتل بيده، وحمل حملات منكرة ما منها حملة إلا وهو يكثر
القتل في أصحاب طاهر. فشد رجل على صاحب علم عبد الرحمن فقتله. وحمل أصحاب طاهر
حملة صادقة حتى ألجأوهم إلى مدينة همدان، ونزل طاهر محاصراً لها.
4 (طاهر يؤمن الأبناوي)
وكان عبد الرحمن يخرج كل يوم فيقاتل على باب المدينة. وتضرر بهم أهل البلد وجهدوا،
فطلب عبد الرحمن من طاهر الأمان فآمنه ووفى له.
4 (ظهور أبي العميطر السفياني بدمشق)
وفيها ظهر بدمشق السفياني أبو العميطر علي بن عبد الله بن خالد بن
(13/29)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثالث عشر الصفحة 30
يزيد بن معاوية فدعا إلى نفسه، وطرد عنها سليمان بن أبي جعفر بعد حصره إياه بالبلد.
وكان عامل الأمين، فلم يفلت منه إلا بعد اليأس. فوجه الأمين لحربه الحسين بن علي
بن عيسى بن ماهان فلم ينفذ إليه، ولكنه وصل إلى الرقة فأقام بها.
4 (أبو العميطر يضبط دمشق)
وما حولها حتى الساحل وعن صالح بن محمد بن صالح بن بيهس قال: ضبط أبو العميطر دمشق
وانضمت إليه اليمانية من كل ناحية، وبايعه أهل الغوطة والساحل وحمص وقنسرين،
واستقام له الأمر إلا أن قيساً لم تبايعه وهربوا من دمشق. وجاء عن عبد الله بن
طاهر أنه لما قدم دمشق قال لمحمد بن حنظلة: عندك من عظام أبي) العميطر شيء قال: هو
أقل عندنا من هذا. ولكن هرب إلينا وخلع نفسه فسترناه.
4 (غلبة طاهر على كور الجبال)
وغلب طاهر بن الحسين على قزوين وطرد عنها عامل الأمين وغلب على سائر كور الجبال.
(13/30)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثالث عشر الصفحة 31
4 (غدر الأبناوي بجنود طاهر)
وذكر عبد الله بن صالح أن الأمين لما وجه عبد الرحمن الأبناوي إلى همدان أتبعه
بعبد الله وأحمد ابني الحرشي في جيش مدداً له. فلما خرج بالأمان هو وأصحابه، أقام
يري طاهراً وجنده أنه لهم مسالم راض بعهودهم، ثم اغترهم وهم آمنون فركب في أصحابه،
ولم يشعر طاهر وأصحابه بهم إلا وقد هجموا عليهم فوضعوا فيهم السيف. وردت عنهم
بالأثر سوء حالتهم حتى أخذت الفرسان عدتها وصدقوهم القتال حتى تقطعت السيوف بين
الفريقين.
4 (مقتل الأبناوي)
ثم هرب أصحاب عبد الرحمن فترجل هو وجماعة فقاتل حتى قتل. ووصل المنهزمة إلى عسكر
ابني الحرشي، فداخلهم الرعب فولوا منهزمين من غير قتال حتى أتوا بغداد.
4 (طاهر يخندق على جنده قرب حلوان)
وسار طاهر بن الحسين وقد خلت له البلاد حتى قارب حلوان فعسكر بها وخندق على جنده.
(13/31)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثالث عشر الصفحة 32
4 (احداث سنة ست وتسعين ومائة)
توفي فيها: الحسين بن علي بن عيسى، قتل كما يأتي، سعد بن الصلت، قاضي شيراز، عبد
الله بن كثير الطويل الدمشقي، عبد الملك بن صالح بن علي الأمير، عتاب بن بشير
الجزري، في قول، مخلد بن الحسين، في قول، وكلاهما مر، معاذ بن معاذ العنبري
القاضي، الوليد بن خالد بالشام، قاله ابن قانع، أبو نواس الشاعر، هو الحسن بن
هانيء.)
4 (الفضل بن الربيع يحث على نصرة الأمين)
وفيها روي عن عبد الرحمن بن وثاب قال: حدثني أسد بن يزيد بن مزيد، أن الفضل بن
الربيع الحاجب بعث إليه بعد مقتل عبد الرحمن الأبناوي قال: فأتيته فوجدته مغضباً،
فقال: يا أبا الحارث أنا وإياك نجري إلى غاية إن قصرنا عنها ذممنا، وإن اجتهدنا في
بلوغها انقطعنا. وإنما نحن
(13/32)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثالث عشر الصفحة 33
شعرة من أصل، إن قوي قوينا، وإن ضعف ضعفنا، إن هذا الرجل، يعني الأمين، قد ألقى
بيده إلى الأمة الوكعاء، يشاور النساء ويعترض على الرؤساء، وقد أمكن مسامعه من
اللهو والجسارة فهم يكبدونه الظفر. والهلاك أسرع إليه من السيل إلى قيعان الرمل،
وقد خشيت والله أن نهلك بهلاكه، ونعطب بعطبه، وأنت فارس العرب وابن فارسها، قد فزع
إليك في لقاء هذا الرجل، وأطمعه فيما قبلك أمران. أما أحدهما فصدق طاعتك وفضل نصيحتك،
والثاني يمن نقيبتك وشدة بأسك. وقد أمرني بإزاحة علتك وبسط يدك فيما أحببت، فعجل
المبادرة إلى عدوك، فإني أرجو أن يوليك الله تعالى شرف هذا الفتح، ويلم بك شعث هذه
الخلافة.
4 (أسد بن يزيد يطلب نفقة سنة لجنده)
فقلت: أنا لطاعة أمير المؤمنين مقدم، ولكل ما أدخل الوهن والذل على عدوه حريص. غير
أن المحارب لا يعمل بالغدر، ولا يفتتح أمره بالتقصير والخلل. وإنما ملاك المحارب
الجنود، وملاك الجنود المال. وأمير المؤمنين فقد ملأ في أيدي من عنده من العسكر،
وتابع عليهم بالأرزاق والصلات. فإن سرت بأصحابي وقلوبهم متطلعة إلى من خلفهم من
إخوانهم لم أنتفع بهم في لقاء. وقد فضل أهل السلم على أهل الحرب. والذي أسأله أن
يؤمر لأصحابي برزق سنة، ويحمل معهم أرزاق سنة، ولا أسأل عن محاسبة ما افتتحت من
المدن. فقال: قد اشتططت، ولا بد من مناظرة أمير المؤمنين.
(13/33)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثالث عشر الصفحة 34
4 (حبس الأمين لأسد بن يزيد)
ثم ركب معي إليه فدخلت، فما دار بيني وبينه إلا كلمتان حتى غضب وأمر بحبسي.
4 (اختيار أحمد بن مزيد لقتال طاهر بن الحسين)
وذكر زياد بن علي قال: ثم قال الأمين: هل في أهل بيت هذا من يقوم مقامه فأنا أكره
أن أستفسدهم مع سابقتهم وطاعتهم. قالوا: نعم، فيهم أحمد بن زيد عمه وأثنوا عليه،
فاستقدمه على البريد.) قال أحمد: فبدأت بالفضل بن الربيع، فإذا عنده عبد الله بن
حميد بن قحطبة، وهو يريده على الشخوص إلى طاهر بن الحسين وعبد الله يشتط في طلب
المال والإكثار من الرجال. فلما رآني رحب بي وصيرني معه إلى صدر المجلس، فكلمني ثم
قام معي حتى دخلنا على الأمين، فلم يزل يأمرني بالدنو حتى كدت ألاصقه، فقال: إنه
قد كثر علي تخليط ابن أخيك وتنكره، وطال خلافة. وقد وصفت لي بخير، وأحببت أن أرفع
قدرك وأعلي منزلتك. وأن أوليك جهاد هذه الفئة الباغية. فقلت: سأبذل في طاعتكم
مهجتي.
4 (وصية الأمين لأحمد بن مزيد)
قال: وانتخبت الرجال، فبلغ عدة من صححت اسمه ألف رجل، ثم سرت بهم إلى حلوان. ودخلت
عليه قبل ذلك وقلت: أوصني. قال: إياك والبغي، فإنه عقال النصر. ولا تقدم رجلاً إلا
بالاستخارة، ولا تشهر سيفاً إلا بعد إعذار، ومهما قدرت عليه باللين فلا تتعده
بالحرب، في كلام طويل.
(13/34)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثالث عشر الصفحة 35
وأطلق له ابن أخيه أسداً.
4 (احتيال طاهر على جيوش الأمين)
وذكر يزيد بن الحارث أن الأمين وجه معه عشرين ألفاً من الأعراب، ومع عبد الله بن
حميد عشرين ألفاً من الأبناء، وأمرهم أن ينزلوا حلوان ويدفعوا طاهراً عنها، وينصبا
له الحرب. فنزلا في خانقين، فدس طاهر العيون إلى عسكرهما، فكانوا يأتون الجيش
بالأراجيف ويخبرونهما أن الأمين قد وضع العطاء لأصحابه، وقد أمر لهم بالأرزاق. ولم
يزل يحتال في وقوع الاختلاف والشغب بينهم حتى اختلفوا، وانتفض أمرهم وقاتلوا بعضهم
بعضاً، ورجعوا.
4 (تسليم ما احتواه طاهر إلى هرثمة)
ثم دخل طاهر حلوان، وأتاه هرثمة بن أعين بكتابي المأمون والفضل بن سهل يأمرانه
بتسليم ما حوى من المدن إلى هرثمة، والتوجه إلى الأهواز. فسلم ذلك إليه، وأقام
هرثمة بحلوان فحصنها وأحكم أموره. ومضى طاهر إلى الأهواز.
4 (تولية المأمون للفضل بن سهل)
على جميع المشرق ودعا المأمون الفضل بن سهل فولاه على جميع المشرق من همدان إلى
جبل سقينان والتبت طولاً، ومن بحر فارس والهند إلى بحر الديلم
(13/35)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثالث عشر الصفحة 36
وجرجان عرضاً، وقرر له) عمالة ثلاثة آلاف ألف درهم، ولقبه ذا الرياستين.
4 (تولية الحسن بن سهل ديوان الخراج)
ثم ولى أخاه الحسن بن سهل ديوان الخراج.
4 (إطلاق عبد الملك بن صالح من الحبس)
وكان في حبس الرشيد عبد الملك بن صالح بن علي، فأطلقه الأمين وقربه، فدخل عليه أحد
الأيام وقال: يا أمير المؤمنين إني أرى الناس قد طمعوا فيك، وقد بذلت سماحتك، فإن
بقيت على أمرك أبطرتهم، وإن كففت عن البذل سخطتهم، ومع هذا فإن جندك قد داخلهم
الرعب وأضعفتهم الوقائع، وهابوا عدوهم. فإن سيرتهم إلى طاهر غلب بقليل من معه
كثيرهم. وأهل الشام قوم قد مرستهم الحرب وأدبتهم الشدائد، وجلهم منقاد إلي، مسارع
إلى طاعتي. فإن وجهتني اتخذت لك منهم جنداً تعظم نكايته في عدوه. فولاه الشام
والجزيرة واستحثه على الخروج، فلما بلغ الرقة أقام بها، وأنفذ رسله وكتبه إلى
رؤساء الأجناد بجمع الأمداد والرجال والزواقيل والأعراب من كل فج، وخلع عليهم. ثم
إن بعض جنده الخراسانية نظر إلى فرس كانت أخذت منه في وقعة سليمان بن أبي جعفر
بالشام تحت بعض الزواقيل. فتعلق بها، فتنازعا الفرس، واجتمع
(13/36)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثالث عشر الصفحة 37
الناس وتأهبوا، وأعان كل منهم صاحبه، وتضاربوا بالأيدي. فاجتمعت بعض الأبناء إلى
محمد بن أبي خالد الحربي وقالوا: أنت شيخنا، وقد ركب الزواقيل منا ما سمعت، فاجمع
أمرنا وإلا استذلونا، فقال: ما كنت لأدخل في شغب، ولا أشاهدكم على مثل هذه الحال.
فاستعد الأبناء وأتوا الزواقيل وهم غارون، فوضعوا فيهم السيف، وقتلوا منهم مقتلة
عظيمة. فتنادى الزواقيل ولبسوا لأمة الحرب. ونشبت الحرب بينهم، فوجه عبد الملك
رسولاً يأمرهم بالكف. فرموه بالحجارة. وكان عبد الملك مريضاً مدنفاً، وقال: واذلاه
تستضام العرب في دورها وبلادها وتقتل. فغضب من كان أمسك عن الشر من الأبناء،
وتفاقم الأمر. وقام بأمر الأبناء الحسين بن علي بن عيسى بن ماهان، وأصبح الزواقيل
وقد جيشوا بالرقة، واجتمع الأبناء والخراسانية بالرافقة. وقام رجل من أهل حمص
فقال: يا أهل حمص، الهرب أهون من العطب، والموت أهون من الذل، النفير النفير قبل
أن ينقطع الشمل ويعسر المهرب، ثم قام نمر بن كلب فقال نحو ذلك، فسار معه عامة أهل
الشام ورحلوا.) وأقبل نصر بن شبت في الزواقيل، وهو يقول:
(فرسان قيس اصبري للموت .......... لا ترهبنّي عن لقاء الفوت)
دعي التّمنّي بعسى وليت. ثم حمل هو وأصحابه، فقاتل قتالاً شديداً، وكثر القتل
والبلاء في
(13/37)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثالث عشر الصفحة 38
الزواقيل وحملت الأبناء فانهزمت الزواقيل.
4 (وفاة عبد الملك وعودة الرجالة)
ثم توفي عبد الملك في هذه الأيام. فنادى الحسين بن علي بن عيسى في الجند، وصير
الرجالة في السفن، والفرسان على الظهر، ووصلهم حتى أخرجهم من بلاد الجزيرة في رجب،
ودخل بغداد. فلما كان في جوف الليل طلبه الأمين، فقال للرسول: ما أنا مغن ولا
مسامر ولا مضحك، ولا وليت له عملاً، فلأي شيء يريدني انصرف فمن الغد آتيه.
4 (خطبة الحسين بن علي في الأبناء)
قال: فأصبح الحسين فوافى باب الجسر، واجتمع إليه الناس، فأمر بإغلاق الباب الذي
يخرج منه إلى عبيد الله بن علي وباب سوق يحيى، وقال: يا معشر الأبناء، إن خلافة
الله لا تجاور بالبطر، ونعمة لا تستصحب بالتجبر، وإن محمداً يريد أن يزيغ أديانكم،
وينكث بيعتكم، ويفرق أمركم. وتالله إن طالت يده، وراجعه من أمره قوة، ليرجعن وبال
ذلك عليكم، ولتعرفن ضرره. فاقطعوا أثره قبل أن يقطع آثاركم، وضعوا عزه قبل أن يضع
عزكم.
4 (بيعة الحسين المأمون وخلعه الأمين)
ثم أمر الناس بعبور الجسر، فعبروا حتى صاروا إلى سكة باب خراسان، واجتمعت الحربية
وأهل الأرباض مما يلي باب الشام، فتسرعت
(13/38)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثالث عشر الصفحة 39
خيول من خيول الأمين من الأعراب وغيرهم إلى الحسين، فاقتتلوا اقتالاً شديداً، ثم
استظهر عليهم الحسين وتفرقوا. فخلع الحسين محمداً لإحدى عشرة ليلة خلت من رجب،
وبايع المأمون من الغد، ثم غدا إلى محمد.
4 (حبس الأمين وأمه في قصر المنصور)
فوثب العباس بن موسى بن عيسى الهاشمي فدخل قصر الخلد وأخرج منه محمداً إلى قصر
المنصور، فحبسه هناك إلى الظهر. وأخرج أمه، أم جعفر، بعد أن أبت، وقنعها بالسوط
وسبها،) وأدخلت إلى قصر المنصور.
4 (خطبة محمد بن أبي خالد)
لاعتزال الحسين بن علي فلما أصبح الناس من الغد طلبوا من الحسين بن علي بن عيسى بن
ماهان الأرزاق، وقد ماج الناس بعضهم في بعض. وقام محمد بن أبي خالد كبير الأبناء
بباب الشام فقال: أيها الناس، والله ما أدري بأي سبب تأمر الحسين علينا والله ما
هو بأكبرنا سناً، ولا أكرمنا حسباً، ولا أعظمنا منزلة وغناء. وإن فينا من لا يرضى
بالدنية، ولا ينقاد بالمخالفة، وإني أولكم نقض عهده، وأنكر فعله، فمن كان رأيه
رأيي فليعتزل معي. وقام أسد الحربي فقال نحو مقالته.
4 (خطبة الشيخ الكوفي)
وإخراج الأمين من حبسه وأقبل شيخ كبير من أبناء الكوفة فصاح: اسكتوا أيها الناس
فسكتوا له، فقال: هل تعتدون على محمد بقطع أرزاقكم قالوا: لا قال: فهل قصر بأحد من
أعيانكم قالوا: ما علمنا قال: فهل عزل أحداً من قوادكم؟
(13/39)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثالث عشر الصفحة 40
قالوا: لا ! قال: فما بالكم خذلتموه وأعنتم عدوه على اضطهاده وأسره والله ما قتل
قوم خليفتهم إلا سلط الله عليهم السيف. انهضوا إلى خليفتكم فادفعوا عنه، وقاتلوا
من أراد خلعه. فنهضت الحربية، ونهض معهم عامة أهل الأرباض، فقاتلوا الحسين وأصحابه
قتالاً شديداً، وأكثروا في أصحابه الجراح، وأسر الحسين. فدخل أسد الحربي على
الأمين، فكسر قيوده وأقعده في مجلس الخلافة. فنظر محمد إلى قوم ليس عليهم لباس
الجند، ولا عليهم سلاح، فأمرهم فأخذوا من الخزائن حاجتهم من السلاح، ووعدهم
ومناهم.
4 (الصفح عن الحسين بن علي)
وأحضروا الحسين، فلامه على خلافه وقال: ألم أقدم أباك على الناس، وأشرف أقداركم
قال: بلى. قال: فما الذي استحققت به منك أن تخلع طاعتي، وتؤلب الناس على قتالي
قال: الثقة بعفو أمير المؤمنين وحسن الظن بصفحه. قال: فإني قد فعلت ذلك، ووليتك
الطلب بثأر أبيك. ثم خلع عليه وأمره بالمسير إلى حلوان، فخرج.
4 (هرب الحسين بن علي وقتله)
) فلما خف الناس قطع الجسر، وهرب في نفر من حشمه ومواليه. فنادى الأمين في الناس
فركبوا وأدركوه. فلما بصر بالخيل نزل فصلى ركعتين ثم تهيأ، فلقيهم وحمل عليهم
حملات في محلها يهزمهم، ثم عثر به فرسه
(13/40)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثالث عشر الصفحة 41
فسقط فابتدره الناس فقتلوه، وذلك على فرسخ من بغداد لست من رجب. وأتوا برأسه. وقيل
إن الأمين لما عفى عنه استوزره ودفع إليه خاتمه.
4 (تجديد البيعة للأمين)
وصبيحة قتله جدد الجند البيعة للأمين.
4 (هرب الفضل بن الربيع)
وليلة قتله هرب الفضل بن الربيع.
4 (طاهر بن الحسين يقتال بن يزيد المهلبي)
ولما سار طاهر إلى الأهواز بلغه أن محمد بن يزيد بن حاتم المهلبي عامل الأمين
عليها قد توجه في جمع عازماً النزول بجنديسابور وهو ما بين حد الأهواز، والجبل،
ليحمي الأهواز من أصحاب طاهر، فدعا طاهر عدة أمراء من جنده بأن يكمشوا السير. ثم
سارت عساكره حتى أشرفوا على عسكر مكرم، وبه محمد بن يزيد، فرجع ودخل الأهواز. ثم
عبى أصحابه على بابها والتقوا، وطال الحرب بينهم.
(13/41)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثالث عشر الصفحة 42
4 (مصرع محمد بن يزيد)
وما قيل في رثائه ثم نزل محمد بن يزيد هو وغلمانه عن خيلهم وعرقبوهم، وقاتل حتى
طعنه رجل برمح. وذكر بعضهم مصرعه ورثاه فقال:
(سن ذاق طعم الرّقاد من فرح .......... فإنّي قد أضرّ بي سهري)
(ولّى فتى الرّشد فافتقدت به .......... قلبي وسمعي وغرّني بصري)
(كان غياثاً لدى المحول فقد .......... ولّى غمام الرّبيع والمطر)
4 (تولية طاهر العمال على البحرين)
وأخذ الطاعة من الكوفة والموصل وغيرها وأقام طاهر بالأهواز، وولى عماله على
اليمامة والبحرين. ثم أخذ على طريق البر متوجهاً إلى واسط، وبها يومئذ السندي بن
يحيى الحرشي. وجعلت المسالح كلما قرب طاهر من واحدة) هرب من يحفظها. فجمع السندي
والهيثم بن شعبة أصحابهما وهما بالقتال، ثم هربا عن واسط، فدخلها طاهر، ووجه إلى
الكوفة أحمد بن المهلب القائد، وعليها يومئذ العباس بن موسى الهادي، فبلغه الخبر،
فخلع الأمين، وكتب بالطاعة إلى طاهر. ونزلت خيله واسط ثم فم النيل، وكتب عامل
البصرة، منصور بن المهدي، إلى طاهر بالطاعة. ثم نزل طاهر جرجرايا وخندق عليه. وكتب
بالطاعة أمير الموصل المطلب بن عبد الله بن مالك للمأمون. كل ذلك في رجب.
(13/42)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثالث عشر الصفحة 43
4 (إقرار العمال على أعمالهم)
ولما كتب هؤلاء إلى طاهر بالطاعة، أقرهم على أعمالهم، واستعمل على مكة والمدينة
داوود بن عيسى بن موسى الهاشمي، وعلى اليمن يزيد بن جرير القسري.
4 (هزيمة محمد البربري)
عند جسر صرصر ثم غلب طاهر على المدائن، ثم صار منها إلى نهر صرصر، فعقد عليه
جسراً، فوجه الأمين محمد بن سليمان القائد، ومحمد بن حماد البربري ليبيتا يزك
طاهر، فكانت بينهم وقعة شديدة، فانهزم محمد القائد.
4 (إنهزام الفضل بن موسى عن الكوفة)
ووجه الأمين على الكوفة الفضل بن موسى بن عيسى الهاشمي وولاه عليها، فالتقاه محمد
بن العلاء ببعض قواد طاهر، فاقتتلوا وانهزم أصحاب فضل، وهم في أقفيتهم قتلاً
وأسراً، فأسروا إسماعيل بن محمد القرشي وجمهور النجاري.
4 (إدبار أمر الأمين)
وبقي أمر الأمين كل يوم في إدبار، والناس معذورون في خلعه، لكون نكث وخلع أخويه
المأمون والمؤتمن. وأقام بدلهما ابنه طفلاً رضيعاً، مع ما هو فيه من الانهماك على
اللهو والجهل.
(13/43)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثالث عشر الصفحة 44
4 (ذكر خبر خلع داوود بن عيسى الأمين)
وأما داوود بن عيسى الهاشمي فإنه كان على الحرمين، فأسرع في خلع الأمين. وبايع
للمأمون وجوه أهل الحرمين، فاستخلف عليهما ولده سليمان، وسار في حظيرة من أقاربه
يريد المأمون) بمرو. فلما قدم عليه تيمن المأمون ببركة مكة والمدينة، إذ كانوا أول
من بايعه بعد خراسان. ووصل داوود بخمسمائة ألف درهم، ثم رجع مسرعاً ليقيم موسم
الحج، ومعه ابن أخيه العباس بن موسى بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي، فمرا بالعراق
على طاهر، فبالغ في إكرامهما، ووجه معهما يزيد بن جرير بن يزيد بن خالد بن عبد
الله القسري، وقد عقد له طاهر على ولاية اليمن.
4 (إقامة الموسم)
وأقام الموسم العباس بن موسى المذكور. وأحسن يزيد السيرة باليمن.
4 (انهزام علي بن نهيك أمام هرثمة)
وفي شعبان عقد الأمين لعلي بن محمد بن عيسى بن نهيك الإمرة على
(13/44)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثالث عشر الصفحة 45
نحو أربعمائة قائد، وأمره بالمسير إلى هرثمة. فساروا بحلوان في رمضان، فهزمهم
هرثمة وأسر أمير الجيش علي بن محمد، وبعث به إلى المأمون. وزحف هرثمة فنزل
النهروان.
4 (شغب الجند على طاهر)
وقتالهم له وأقام طاهر على نهر صرصر، فكان لا يأتيه جيش من جهة الأمين إلا هزمه.
وأخذ الأمين يدس الجواسيس إلى قواد طاهر يعدهم ويمنيهم، فشغبوا على طاهر، واستأمن
خلق إلى الأمين فأسنى عطاياهم، ثم كروا إلى صرصر لحرب طاهر. فالتقوا ودام القتال،.
4 (تفريق الأمين الخزائن والذخائر على الناس)
ثم انهزم جيش بغداد، وانتهب أصحاب طاهر أثقالهم وأموالهم. فبلغ الأمين الخبر،
فأخرج خزائنه وذخائره، وفرق الصلات، وجمع أهل الأرباض. واعترض الناس على عينه،
فكان لا يرى أحداً وسيماً حسن الرواء إلا خلع عليه وأمره، وغلف لحيته بالغالية،
فسموا قواد الغالية. وأعطى كل واحد خمسمائة درهم وقارورة غالية.
4 (مكاتبة طاهر لقواد الأمين)
ثم كاتب طاهر قواد الأمين فاستمالهم، فشغبوا على الأمين، وذلك لست خلون من ذي
الحجة. فشاور قواده، فقيل له: تدارك أمرهم. فبذل
(13/45)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثالث عشر الصفحة 46
فيهم بالعطا وأسرف. ونزل معسكراً بالبستان، ففتح أهل السجون السجون وخرجوا، ووثب
على العامة السواد، وساءت حال الناس وعظم الشر،) وتواكل الفريقان.
(13/46)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثالث عشر الصفحة 47
4 (احداث سنة سبع وتسعين ومائة)
توفي فيها: أحمد بن بشير، أبو بكر الكوفي، بقية بن الوليد، أبو يحمد الكلاعي،
إبراهيم بن عيينة، أخو سفيان، بهز بن أسد، مصري ثقة، ربعي بن علية، أبو الحسن أخو
إسماعيل، الحسن بن حبيب بن ندبه، بصري، زيد بن أبي الزرقاء الموصلي، سلامة بن روح
الأيلي، عن عقيل، شعيب بن حرب المدائني الزاهد، عبد الله بن وهب، أبو محمد، بمصر،
عبد العزيز بن حمران الزهري المدني، الفضل بن عنبسة الواسطي، ثقة، القاسم بن يحيى
بن عطاء بن مقدم، حدّث فيها، محمد بن فليح بن سليمان المدني، هشام بن يوسف
الصنعاني الفقيه،
(13/47)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثالث عشر الصفحة 48
ورش المقريء، واسمه عثمان بن سعيد، وكيع بن الجراح الرؤآسي الإمام، أبو سعيد مولى
هاشم، هو عبد الرحمن.
4 (التحاق المؤتمن ومنصور بالمأمون)
وفيها لحق القاسم الملقب بالمؤتمن، وهو أخو الأمين، ومنصور بن المهدي بالمأمون.
4 (شكوى المسلمين من أعمال زهير بن المسيب)
وفيها نزل زهير بن المسيب الضبي بكلواذي، ونصب المجانيق، واحتفر الخندق.) وجعل
يخرج في الأوقات عند اشتغال الجند بحرب طاهر، فيرمي بالمجانيق والعرادات من أقبل
وأدبر، ويعشر أموال التجار. وجعل يرمي المسلمين، فأتوا طاهراً يشكون منه. وبلغ ذلك
هرثمة من أعين، فأمده بالجنود.
4 (اشتداد الحصار على الأمين ببغداد)
ثم نزل هرثمة نهر بين وبنى عليه حائطاً وخندقاً، وأعد المجانيق، وأنزل
(13/48)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثالث عشر الصفحة 49
عبيد الله بن الوضاح الشماسية. ونزل طاهر بن الحسين البستان الذي بباب الأبناء،
فضاق الأمين ذرعاً، وتفرق ما كان في يده من الأموال العظيمة. فأمر ببيع ما في
الخزائن من الأمتعة، وضرب آنية الذهب والفضة دنانير ودراهم لينفقها.
4 (درس محاسن بغداد)
ثم أمر برمي الحربية بالنفط والمجانيق، وهلك جماعة، وكثر الخراب والهدم حتى درست
محاسن بغداد، وعملت فيها المراثي.
4 (تسلم طاهر لقصر صالح)
ولم يزل طاهر مصابراً للأمين وجنده، حتى مل أهل بغداد قتاله، فاستأمن إلى طاهر
الموكلون للأمين بقصر صالح، وسلموا إليه القصر بجميع ما فيه في جمادى الآخرة في
منتصفه. ثم استأمن إلى طاهر صاحب شرطة الأمين محمد بن عيسى. فضعف ركن الأمين
واستسلم.
4 (مقتل جماعة في قصر صالح)
وقتل داخل قصر صالح: أبو العباس يوسف بن يعقوب الباذغيسي وجماعة من القواد، وقتل
خلق من أصحاب طاهر.
4 (إلتحاق جماعة من القادة والعباسيين بطاهر)
ثم لحق بطاهر عبد الله بن حميد الطائي، وإخوته، وابن الحسن بن قحطبة، ويحيى بن علي
بن ماهان، ومحمد بن أبي العباس الطائي. وكاتبه
(13/49)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثالث عشر الصفحة 50
قوم في السر من العباسيين.
4 (إقبال الأمين على اللهو)
ولما كانت وقعة يوم قصر صالح أقبل محمد على اللهو والشرب، ووكل الأمر إلى محمد بن
عيسى بن نهيك وإلى الهرش. فأقبل أصحاب الهرش يؤذون الرعية وينهبونهم، فلجأ خلق
ولاذوا إلى طاهر، فرأوا من أصحابه الأمن والخير. وبقي الناس في بغداد بأسوأ حال،
وطال) الأمر. ولبعضهم:
(بكيت دماً على بغداد لمّا .......... فقدت غضارة العيش الأنيق)
(أصابتها من الحسّاد عين .......... فأفنت أهلها بالمنجنيق)
وهي طويلة.
4 (قتال الغوغاء عن الأمين وما قيل فيهم)
وبقي يقاتل عن الأمين غوغاء بغداد والعيارون والحرافشة وأنكوا في أصحاب طاهر. وكانوا
يقاتلون بلا سلاح، فقال بعض الشعراء:
(خرّجت هذه الحروب رجالاً .......... لا لقحطانها ولا لنزار)
(معشراً في جواشن الصوف يغدو .......... ن إلى الحرب كالأسود الضّواري)
(وعليهم مغافر الخوص تجزي .......... هم عن البيض والتّراس البواري)
(13/50)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثالث عشر الصفحة 51
(ليس يدرون ما الفرار إذا الأب .......... طال عاذوا من القنا بالفرار)
(واحد منهم يشدّ على أل .......... فين عريان ما له من إزار)
(كم شريف قد أخملته وكم قد .......... رفعت من مقامر عيّار)
وقال آخر في غوغاء البغاددة:
(إذا حضروا قالوا بما يعرفونه .......... وإن لم يروا شيئاً قبيحاً تخرّصوا)
(ترى البطل المشهور في كل بلدة .......... إذا ما رأى العريان يوماً يبصبص)
4 (وقعة درب الحجارة)
ثم كانت بينهم وقعة درب الحجارة، وكانت لأصحاب محمد الأمين على أصحاب طاهر، فقتل
فيها خلق كثير.
4 (وقعة باب الشماسية)
ثم كانت وقعة باب الشماسية، وأسر فيها هرثمة، وانتصر فيها أصحاب محمد. وأسر هرثمة
رجل من العراة، ولم يعرفه، فحمل بعض أصحاب هرثمة على الرجل فقطع يده وخلصه، فمر
منهزماً، وبلغ خبره أهل عسكره
(13/51)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث
عشر الصفحة 52
فتقوض بما فيه، وهرب أهله نحو حلوان. وكان على العراة حاتم بن الصقر.)
4 (وقعة العراة وما قيل فيهم)
ثم نجد هرثمة وأصحابه طاهر بن الحسين وأصحابه، وقتلوا من العراة خلائق، فأيقن محمد
بالهلاك، وهرب من عنده عبد الله بن خازم بن خزيمة إلى المدائن في السفن بعياله.
وقيل في قتل العراة:
(كم قتيل قد رأينا .......... ما سألنا لأيش)
(دارعاً تلقاه وعريا .......... ن بجهل وطيش)
(حبشيّاً يقتل النا .......... س على قطعة خيش)
(مرتد بالشمس راض .......... بالمنى من كل عيش)
(يحمل الحملة لا يق .......... تل إلا رأس الجيش)
(احذر الرمية يا طا .......... هر من كف الجيش)
ودام حصار بغداد خمسة عشر شهراً، هكذا، فلا قوة إلا بالله.
4 (ظهور السفياني بالشام)
وفيها أوفى السفياني بالشام، واستولى على سائرها باليمانية، وهربت القيسية من
الغوطة.
(13/52)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثالث عشر الصفحة 53
4 (حصار ابن بيهس لدمشق)
ثم إنه توثب عليه مسلمة بن يعقوب الأموي المرواني، وقبض عليه في أثناء السنة،
وقيده. واستبد بالأمر وبايع لنفسه، فلم يبلع ريقه حتى حاصره ابن بيهس بدمشق
أياماً، ثم نصب على السور السلالم، كما يأتي.
(13/53)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثالث عشر الصفحة 54
4 (احداث سنة ثمان وتسعين ومائة.)
توفي فيها: إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق السبيعي، أيوب بن تميم التميمي المقريء،
بدمشق، سفيان بن عيينة، أبو محمد الهلالي، صفوان بن عيسى الزهري، والأصح بعد ذلك،
عبد الرحمن بن مهدي، أبو سعيد، عمر بن حفص العبدي، في قول،) عمرو بن الهيثم، أبو
قطن، بصري ثقة، عنبسة بن خالد الأيلي، مالك بن سعير بن الخمس الكوفي، محمد بن شعيب
بن شابور، في قول، محمد بن معن الغفاري المدني، تقريباً، مسكين بن بكير الحراني
الحداد، محمد بن هارون الأمين الخليفة، قتل، معن بن عيسى القزاز المدني، يحيى بن
سعيد القطان، يحيى بن عباد الضبعي البصري، ببغداد.
(13/54)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثالث عشر الصفحة 55
4 (ذكر استيلاء طاهر على بغداد)
وفيها الحصار كما هو على بغداد، ففارق محمداً خزيمة بن خازم من كبار قواده. وقفز
إلى طاهر بن الحسين هو ومحمد بن علي بن عيسى بن ماهان، فوثبا على جسر دجلة في ثامن
المحرم فقطعاه، وركزا أعلامهما، وخلعا الأمين، ودعيا للمأمون. فأصبح طاهر بن
الحسين وألح في القتال على أصحاب محمد الأمين، وقاتل بنفسه. فانهزم أصحاب محمد،
ودخل طاهر قسراً بالسيف، ونادى مناديه: من لزم بيته فهو آمن. ثم أحاط بمدينة
المنصور، وبقصر زبيدة، وقصر الخلد، فثبت على قتال طاهر حاتم بن الصقر والهرش
والأفارقة. فنصب المجانيق خلف السور وعلى القصرين ورماهم. فخرج محمد بأمه وأهله من
القصر إلى مدينة المنصور، وتفرق عامة جنده وغلمانه، وقل عليهم القوت والماء، وفنيت
خزائنه على كثرتها.
4 (ذكر غناء الجارية ضعف)
وذكر عن محمد بن راشد: أخبرني إبراهيم بن المهدي أنه كان مع محمد بمدينة المنصور
في قصر باب الذهب، فخرج ليلة من القصر من الضيق والضنك، فصار إلى قصر القرار
فطلبني، فأتيت، فقال: ما ترى طيب هذه الليلة، وحسن القمر، وضوءه في الماء، هل لك
في الشراب قلت: شأنك.) فدع برطل من نبيذ فشربه، ثم سقيت مثله، وابتدأت أغنيه من
غير أن يسألني، لعلمي بسوء خلقه، فغنيت. فقال: ما تقول فيمن يضرب عليك فقلت: ما
أحوجني إلى ذلك.
(13/55)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثالث عشر الصفحة 56
فدعا بجارية اسمها ضعف، فتطيرت من اسمها. ثم غنت بشعر النابغة الجعدي:
(كليب لعمري كان أكثر ناصراً .......... وأيسر ذنباً منك ضرج بالدّم)
فتطير من ذلك، وقال: غني غير هذا، فغنت:
(أبكى فراقهم عيني فأرّقها .......... إن التفرّق للأحباب بكّاء)
(ما زال يعدو عليهم ريب دهرهم .......... حتى تفانوا وريب الدّهر عدّاء)
(فاليوم أبكيهم جهدي وأندبهم .......... حتى أأوب وما في مقلتي ماء)
فقال لها: لعنك الله، أما تعرفين غير هذا فقالت: ظننت أنك تحب هذا ثم غنت:
(أما وربّ السّكون والحرك .......... إن المنايا كثيرة الشّرك)
(ما اختلف الليل والنهار ولا .......... وارت نجوم السماء في الفلك)
(إلا لنقل السلطان عن ملك .......... قد زال سلطانه إلى ملك)
(13/56)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثالث عشر الصفحة 57
(وملك ذي العرش دائم أبداً .......... ليس بفان ولا بمشترك)
فقال لها: قومي لعنك الله. فقامت فتعثرت في قدح بلور له قيمة فكسرته، فقال: ويحك
يا إبراهيم، أما ترى، والله ما أظن أمري إلا وقد قرب. فقلت: بل يطيل الله عمرك،
ويعز ملكك. فسمعت صوتاً من دجلة: قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتيَانِ.
فوثب محمد مغتماً، ورجع إلى موضعه بالمدينة، وقتل بعد ليلة أو ليلتين.
4 (حكاية المسعودي عن مقرطة الأمين)
وحكى المسعودي في المروج قال: ذكر إبراهيم بن المهدي قال: استأذنت على الأمين في
شدة الحصار، فإذا هو قد قطع دجلة بالشباك، وكان في القصر بركة عظيمة، يدخل من دجلة
إليها الماء في شباك حديد. فسلمت وهو مقيم على الماء، والخدم قد انتشروا في تفتيش
الماء، وهو كالواله، فقال: لا تؤذيني يا عم، فإن مقرطتي قد ذهبت من البركة إلى
دجلة، والمقرطة سمكة كانت قد صيدت له، وهي صغيرة، فقرطها بحلقتي ذهب،
(13/57)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث
عشر الصفحة 58
فيها جوهرتان، وقيل ياقوتتان، فخرجت وأنا آيس من فلاحه.
4 (شدة بطش الأمين)
) وكان محمد فيما نقل المسعودي، في نهاية الشدة والبطش والحسن، إلا أنه كان
مهيناً، عاجز الرأي، ضعيف التدبير. وحكي أنه اصطبح يوماً، فأتي بسبع هائل على جمل
في قفص، فوضع بباب القصر، فقال: افتحوا القفص وخلوه. فقيل: يا أمير المؤمنين، إنه
سبع هائل أسود كالثور، كثير الشعر. قال: خلوا عنه. ففعلوا، فخرج فزأر وضرب بذنبه
الأرض، فتهارب الناس، وأغلقت الأبواب، وبقي الأمين وحده غير مكترث. فأتاه الأسد
وقصده ورفع يده، فجذبه الأمين وقبض على ذنبه، وغمزه وهزه ورماه إلى الخلف، فوقع
السبع على عجزه ميتاً. وجلس الأمين كأنه لم يعمل شيئاً. وإذا أصابعه قد تخلعت.
فشقوا بطن الأسد فإذا مرارته قد انشقت على كبده.
4 (الإشارة على الأمين بالخروج إلى الجزيرة والشام)
وعن محمد بن عيسى الجلودي قال: دخل على محمد بن زبيدة: حاتم بن صقر، ومحمد بن
الأغلب الإفريقي، وقواده، فقالوا: قد آلت حالنا إلى ما ترى، وقد رأينا أن تختار
سبعة آلاف رجل من الجند فتحملهم على هذه السبعة آلاف فرس التي عندك، وتخرج ليلاً،
فإن الليل لأهله، فتلحق بالجزيرة والشام، وتصير في مملكة واسعة يتسارع إليك الناس.
فعزم على ذلك، فبلغ الخبر إلى طاهر، فكتب إلى سليمان بن المنصور، وإلى محمد بن
عيسى بن نهيك، والسندي بن شاهك: لئن لم تردوه عن هذا الرأي لا تركت لكم ضيعة.
فدخلوا على محمد، وخوفوه من الذين أشاروا عليه أنهم يأخذونه أسيراً، ويتقربون به
إلى المأمون. وضربوا له الأمثال، فخاف
(13/58)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثالث عشر الصفحة 59
ورجع إلى قبول ما يبذلونه له من الأيمان، ويخرج إلى هرثمة.
4 (النصح للأمين بالإستسلام لهرثمة)
وعن علي بن يزيد قال: وفارق محمداً: سليمان بن المنصور، وإبراهيم بن المهدي ولحق
بعسكر المهدي. وقوي الحصار على محمد يوم الخميس والجمعة والسبت، وأشار عليه السندي
بأنه ليس له فرج إلا عند هرثمة. فقال: وكيف لي بهرثمة وقد أحاط الموت بي من كل
جانب فلما هم بالخروج إليه من دون طاهر، اشتد ذلك على طاهر وقال: هو في جندي، وأنا
أخرجته بالحرب، ولا أرضى أن يخرج إلى هرثمة دوني.) فقالوا له: هو خائف منك، ولكن
يدفع إليك الخاتم والقضيب والبردة، فلا يفسد هذا الأمر. فرضي بذلك.
4 (وقوع الأمين في الأسر)
ثم إن الهرش لما علم بذلك أراد التقرب إلى قلب طاهر، فقال في كتاب إليه: الذي
قالوه لك مكر، ولا يدفعون إليك شيئاً. فاغتاظ وكمن حول قصر أم جعفر في السلاح
والرجال، وذلك لخمس بقين من المحرم. فلما خرج محمد وصار في الحراقة رموه بالنشاب
والحجارة، فانكفأت الحراقة، وغرق محمد وهرثمة، ومن كان بها. فسبح محمد حتى صار إلى
بستان موسى، فعرفه محمد بن حميد الطاهري، فصاح بأصحابه، فنزلوا ليأخذوه، فبادر
محمد الماء، فأخذ برجله وحمل على برذون، وخلفه من يمسكه كالأسير.
(13/59)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثالث عشر الصفحة 60
4 (ما روي حول أسر الأمين)
وعن خطاب بن زياد أن محمداً وهرثمة لما غرقا أتانا محمد بن حميد، فأسر إلى طاهر
أنه أسر محمداً. فدعا بمولاه قريش الدنداني، وأمره بقتل محمد. وأما المدائني فروى
عن محمد بن عيسى الجلودي: أن محمداً دعا بعد العشاء بفرس أدهم كان يسميه الزهيري،
وقبل ولديه، ودمعت عيناه. ثم ركب وخرجنا بن يديه، فركبنا دوابنا، وبين يديه شمعة،
وأنا أقيه بيدي خوفاً من أن تجيشه ضربة سيف بغتة. ففتح لنا باب خراسان، وخرجنا إلى
المشرعة، فإذا حراقة هرثمة، فنزلنا ورجعنا بالفرس وغلقنا باب المدينة، ثم سمعنا
الضجة، فصعدنا إلى أعلى الباب. وذكر عن أحمد بن سلام صاحب المظالم قال: كنت فيمن
كان مع هرثمة من القواد في الحراقة، فلما دخل محمد الحراقة قمنا له، وجثا هرثمة
على ركبتيه فقال: يا سيدي، لم أقدر على القيام لمكان النقرس. ثم قبل يديه ورجليه،
وجعل يقول: يا سيدي ومولاي، وابن مولاي. وجعل يتصفح وجوهنا، ونظر إلى عبيد الله بن
الوضاح، فقال: أيهم أنت قال: عبيد الله. قال: جزال الله خيراً، فلما أشكرني لما
كان منك في أمر الثلج. فشد علينا أصحاب طاهر في الزواريق والحراقات، وصبحوا، وتعلق
بعضهم بالحراقة، وبعضهم يسوقها، وبعضهم يرمي بالآجر والنشاب، فنقبت الحراقة،
ودخلها الماء وغرقت. فعلق الملاح بشعر هرثمة، فأخرجه وخرجنا. وشق محمد عنه ثيابه
ورمى بنفسه. فطلعت فعلق) بي رجل من أصحاب طاهر، وذهب بي إليه، فقال: ما فعل محمد
قلت: قد رأيته حين شق ثيابه وقذف بنفسه. فركب، وأخذت معهم وفي عنقي حبل، وأنا
أعدو، فتعبت. فقال الذي يجنبني: هذا ليس يصاد. فقال: إنزل فجز رأسه.
(13/60)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثالث عشر الصفحة 61
فقلت: جعلت فداك، ولم وأنا رجل من الله في نعمة، ولم أقدر على العدو، وأنا أفدي
نفسي بعشرة آلاف درهم. فقال: وأين هي فقلت: حتى نصبح أنا أرسل من ترى أنت إلى
وكيلي في منزلتي بعسكر المهدي، فإن لم يأتك بالعشرة آلاف فاقتلني. فأمر بحملي
فحملت ردفاً، وردوني إلى منزلتهم. وبعد هوي من الليل إذا نحن بحركة الخيل، ثم
دخلوا وهم يقولون: يسر زبيدة. فأدخل علي رجل عريان عليه سراويل وعمامة ملثم بها،
وعلى كتفيه خرقة خلقة، وصيروه معي، ووكلوا بنا. فلما حسر العمامة عن وجهه إذا هو
محمد. فاستعبرت واسترجعت في نفسي. ثم قال: من أنت قلت: أنا مولاك أحمد بن سلام.
فقال: أعرفك كنت تأتيني بالرقة. قلت: نعم. قال: كنت تأتيني وتلطفني كثيراً، لست
مولاي بل أنت أخي ومني. أدن مني، فإني أجد وحشة شديدة. فضممته إلي، ثم قال: يا
أحمد، ما فعل أخي قلت: هو حي. قال: قبح الله صاحب البريد ما أكذبه، كان يقول لي قد
مات. قلت: بل قبح الله وزراءك. قال: لا تقل، فما لهم ذنب، ولست أول من طلب أمراً
فلم يقدر عليه. ثم قال: ما تراهم يصنعون بي يقتلوني أو يفون لي بأمانهم قلت: بل
يفون لك يا سيدي. وجعل يمسك الخرقة بعضديه، فنزعت مبطنة علي وقلت: ألقها.) فقال:
ويحك دعني، فهذا من الله لي في هذا الموضع خير كثير.
(13/61)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثالث عشر الصفحة 62
4 (ذكر خبر قتل الأمين)
ثم قمت أوتر، فلما انتصف الليل دخل الدار قوم من العجم بالسيوف، فقام وقال: إنا
لله وإنا إليه راجعون، ذهبت والله نفسي في سبيل الله، أما من حيلة، أما من مغيث.
فأحجموا عن التقدم، وجعل بعضهم يقول لبعض: تقدم، ويدفع بعضهم بعضاً، فقمت وصرت
وراء الحصر الملففة. وأخذ محمد بيده وسادة وقال: ويحكم إني ابن عم رسول الله، أنا
ابن هارون، أنا أخو المأمون، الله الله في دمي. فوثب عليه خمارويه، غلام لقريش
الدنداني، فضربه بالسيف على مقدم رأسه، فضربه محمد بالوسادة واتكى عليه ليأخذ
السيف من يده. فصاح خمارويه: قتلني قتلني، فتكاثروا عليه فذبحوه من قفاه، وذهبوا
برأسه إلى طاهر. وذكر عن أحمد بن سلام في هذه القصة قال: فلقنته لما حدثته ذكر
الله والاستغفار، فجعل يستغفر. قال: ونصب رأسه على حائط بستان. وأقبل طاهر يقول:
هذا رأس المخلوع محمد. ثم بعث به مع البرد والقضيب والمصلى، وهو من سعف مبطن، مع
ابن عمه محمد بن مصعب، فأمر له بألف درهم. ولما رأى المأمون الرأس سجد.
(13/62)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثالث عشر الصفحة 63
4 (رثاء إبراهيم بن المهدي للأمين)
ولما بلغ إبراهيم بن المهدب قتل محمد، وأن جثته جرت بحبل بكى طويلاً، ثم قال:
(عوجا بمغنى طلل داثر .......... بالخلد ذات الصخر والأجر)
(والمرمر المسنون يطلى به .......... والباب باب الذّهب الناضر)
(وأبلغا عنّي مقالاً إلى ال .......... مولى عن المأمور والآمر)
(قولا له: يا ابن وليّ الهدى .......... طهّر بلاد اللّه من طاهر)
(لم يكفه أن جزّ أوداجه .......... ذبح الهدايا بمدى الجازر)
(حتى أتى تسحب أوصاله .......... في شطن يفني به السّائر)
(قد برّد الموت على جفنه .......... فطرفه منكسر الناظر)
وبلغ ذلك المأمون فاشتدّ عليه.
4 (وثوب الجند بطاهر)
) ثم إن طاهراً صلى بالناس يوم الجمعة، وخطبهم خطبة بليغة. ثم إن الجند وثبوا به
للأرزاق، ولم يكن في يديه مال، وضاق به أمره، فخشي وهرب من البستان، وانتهبوا بعض
متاعه، وأحرق الجند باب الأنبار، وحملوا السلاح يومهم. ومن الغد نادوا: موسى يا
منصور. ثم تعبى طاهر ومن معه
(13/63)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثالث عشر الصفحة 64
لقتالهم، فأتاه الوجوه، واعتذروا بأن ما جرى من فعل السفهاء الأحداث، فأمر لهم
برزق أربعة أشهر، ووصل البريد إلى المأمون في ستة عشر يوماً وهو بمرو.
4 (ما قيل في رثاء الأمين)
ومما قيل في الأمين:
(لم نبكّيك لماذا للطّرب .......... يا أبا موسى وترويج اللعب)
(ولترك الخمس في أوقاتها .......... حرصاً منك على ماء العنب)
(وشنيف أنا لا أبكي له .......... وعلى كوثر لا أخشى العطب)
(لم تكن تصلح للملك ولم .......... تعطك الطّاعة بالملك العرب)
(لم نبكّيك لما عرّضتنا .......... للمجانيق وطوراً للسّلب)
وساق ابن جرير عدة قصائد في مراثيه. ولخزيمة بن الحسن على لسان أم جعفر قصيدة يقول
فيها:
(أتى طاهر لا طهّر الله طاهراً .......... فما طاهر فيما أتى بمطهّر)
(قد خرّجني مكشوفة الوجه حاسراً .......... وأنهب أموالي وأحرق آدري)
(يعزّ على هارون ما قد لقيته .......... وما مرّ بي من ناقص الخلق أعور)
(تذكّر أمير المؤمنين قرابتي .......... فديتك من ذي حرمة متذكّر)
(13/64)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثالث عشر الصفحة 65
4 (ذكر إسراف الأمين في اللهو والإنفاق)
قال ابن جرير: ذكر عن حميد بن سعيد بن بحر قال: لما ملك محمد، ابتاع الخصيان،
وغالى بهم وصيرهم لخلوته، ورفض النساء والجواري. وقال حميد: لما ملك وجه إلى
البلدان في طل الملهين، وأجرى لهم الأرزاق، واقتنى الوحوش والسباع والطيور، واحتجب
عن أهل بيته وأمرائه، واستخف بهم. ومحق ما في بيوت الأموال، وضيع الجواهر
والنفائس. وبنى عدة قصور للهو في أماكن. وعمل خمس حراقات على خلقة الأسد والفيل
والعقاب والحية والفرس، وأنفق في عملها أموالاً. فقال أبو نواس:)
(سخّر اللّه للأمين مطايا .......... لم تسخّر لصاحب المحراب)
(فإذا ما ركابه سرن برّاً .......... سار في الماء راكباً ليث غاب)
(أسداً باسطاً ذراعيه يهوي .......... أهرت الشّدق كالح الأنياب)
وعن الحسين بن الضحاك قال: ابتنى الأمين سقيفة عظيمة، أنفق في عملها نحو ثلاثة
آلاف ألف درهم. وعن أحمد بن محمد البرمكي، أن إبراهيم بن المهدي غنى محمد بن
زبيدة:
(13/65)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثالث عشر الصفحة 66
(هجرتك حتى قلت: لا يعرف الهوى .......... وزرتك حتى قيل: ليس له صبر)
فطرب محمد وقال: أوقروا له زورقه ذهباً. وجاء عنه أخبار في مثل هذا، وكان كثير
الأكل.
4 (رجاء ابن حنبل الرحمة للأمين)
قال أحمد بن حنبل: إني لأرجو أن يرحم الله الأمين بإنكاره على إسماعيل بن علية،
فإنه أدخل عليه فقال له: يا ابن الفاعلة، أنت الذي تقول: كلام الله مخلوق.
4 (استيلاء ابن بيهس على دمشق)
وفيها قوي محمد بن صالح بن بيهس الكلابي، وظهر على السفياني الذي خرج بدمشق،
وحاصرها، ثم نصب عليها السلالم وتسورها أصحابه. وكان قد تغلب على دمشق مسلمة بن
يعقوب الأموي، فهرب وعمد إلى أبي العميطر، وكان في حبسه، فغك قيده، ثم خرجا بزي
النساء في السر إلى المزة. واستولى ابن بيهس على البلد. ثم جرى بينه وبين أهل
(13/66)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثالث عشر الصفحة 67
المزرة وداريا حرب. وبقي حاكماً على دمشق مدة من جهة المأمون إلى سنة ثمان
ومائتين.
4 (ذكر خروج ابن الهرش في سفلة الناس)
وفي ذي الحجة خرج الحسن الهرش في سفلة الناس وخلق من الأعراب يدعو إلى الرضا من آل
محمد. وأتى النيل، وجبى الخراج، وصادر التجار، ونهب القرى والمواشي.
4 (استعمال المأمون للحسن بن سهل)
على جميع البلاد المفتوحة وفيها استعمل المأمون الحسن بن سهل أخا الفضل على جميع
ما افتتحه طاهر بن الحسين من) كور الجبال والعراق والحجاز واليمن.
4 (ولاية طاهر الجزيرة والشام)
ومصر والمغرب وكتب إلى طاهر أن يسير إلى الرقة لحرب نصر بن شبث، وولاه الجزيرة
والشام ومصر والمغرب. وأمر هرثمة أن يرد إلى خراسان.
(13/67)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثالث عشر الصفحة 68
4 (ذكر ثورة أهل قرطبة)
وفي رمضان ثار أهل قرطبة بأميرهم الحكم بن هشام الأموي وحاربوه لجوره وفسقه، وتسمى
وقعة الربض. وخرج عليه أهل ربض البلد، وشهروا السلاح، وأحاطوا بالقصر، واشتد
القتال، وعظم الخطب، واستظهروا على أهل القصر. فأمر الحكم أمراءه فحملوا عليهم،
وأمر طائفة فنقبوا السور، وخرج منه عسكر، فأتوا القوم من وراء ظهورهم، وقتلوا منهم
مقتلة عظيمة، ونهبوا الدور، وأسروا وعملوا كل قبيح، ثم لقوا الحكم، فانتقى من
الأسرى ثلاثمائة من وجوه البلد، فصلبوا على النهر منكسين. وبقي النهب والسلب
والحريق في أرباض قرطبة ثلاثة أيام ثم أمنهم، فهج أهل قرطبة وتفرقوا أيادي سبأ في
الطرق، ومضى خلق منهم إلى الإسكندرية فسكنها.
(13/68)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثالث عشر الصفحة 69
4 (احداث سنة تسع وتسعين ومائة)
توفي فيها: إسحاق بن سليمان الرازي، أبو يحيى، إبراهيم بن عيينة، في قول، وقد مر،
حفص بن عبد الرحمن قاضي نيسابور، الحكم بن عبد الله، أبو مطيع البلخي، سليمان بن
المنصور أبي جعفر، في صفر، سيار بن حاتم، شعيب بن الليث بن سعد، في صفر، عبد الله
بن نمير الخارفي الكوفي،) عمر بنفص العبدي، بصري، عمرو بن محمد العنقزي الكوفي،
محمد بن شعيب بن شابور، ببيروت، الهيثم بن مروان العنسي الدمشقي، يونس بن بكير
الكوفي، راوي المغازي. وفيها قدم الحسن بن سهل من عند المأمون إلى بغداد، ففرق
عماله في البلاد.
(13/69)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثالث عشر الصفحة 70
وجهز أزهر بن زهير بن المسيب إلى الهرش في المحرم فقتل الهرش.
4 (خروج ابن طباطبا بالكوفة)
وفي جمادى الآخرة خرج بالكوفة محمد بن إبراهيم بن طباطبا واسمه إسماعيل بن إبراهيم
بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب يدعو إلى الرضا من آل محمد، والعمل بالكتاب
والسنة. وكان القائم بأمره أبو السرايا سري بن منصور الشيباني. فهاجت الفتن، وتسرع
الناس إلى ابن طباطبا، واستوسقت له الكوفة. وأتاه الأعراب وأهل النواحي، فجهز
الحسن بن سهل لحربه زهير بن المسيب في عشرة آلاف، فالتقوا، فهزم زهير واستباحوا
عسكره، وغنموا السلاح والخيل، وقووا في ذلك في سلخ جمادى الآخرة.
4 (ذكر أمر أبي السرايا)
فلما كان من الغد أصبح محمد بن إبراهيم بن طباطبا ميتاً فجأة. وقيل إن أبا السرايا
سمه لكون ابن طباطبا أحرز الغنيمة ولم يحسن جائزة أبي السرايا، أو لغير ذلك. وأقام
أبو السرايا في الحال مكانه شاباً أمرد اسمه محمد بن زيد بن علي بن الحسين بن علي
بن أبي طالب. ثم جهز الحسن بن سهل جيشاً، عليهم عبدوس بن محمد المروروذي لحرب أبي
السرايا. فالتقوا في رجب، فقتل عبدوس، وأسر عمه هارون بن
(13/70)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثالث عشر الصفحة 71
أبي خالد، وقتل أكثر جيشه وأسروا. وقوي الطالبيون، وضرب أبو السرايا على الدراهم:
إنِّ اللَّه يحبَ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ في سَبِيلِهِ صَفّاَ. الآية. ثم سار أبو
السرايا قدماً حتى نزل بقصر ابن هبيرة، وجهز جيوشاً إلى البصرة وإلى واسط فدخلوها،
وأوقعوا أمير واسط من جهة الحسن بن سهل فهزمه، وانحاز إلى بغداد، وعظم ذلك) على
الحسن، فبعث برد هرثمة بن أعين من حلوان لحرب أبي السرايا، فامتنع، فأرسل إليه
ثانياً يلاطفه، فرجع هرثمة، وعقد له الحسن بن سهل على حرب أبي السرايا، وجهز معه
منصور بن المهدي. فعسكر بنهر صرصر بإزاء أبي السرايا، والنهر بينهما. ثم تقهقر أبو
السرايا فطلبه هرثمة، وقتل من تطرف من جنده.
4 (وقعة قصر ابن هبيرة)
ثم كانت وقعة عند قصر ابن هبيرة، قتل فيها خلق من أصحاب أبي السرايا، فتحيز إلى
الكوفة، وعمد محمد بن محمد والطالبيون إلى دور العباسيين بالكوفة وضياعهم، فأحرقوا
ونهبوا أموالهم، وأخرجوهم من الكوفة.
4 (توجيه أبي السرايا عماله على المدينة ومكة)
ثم وجه أبو السرايا على المدينة محمد بن سليمان بن داوود بن الحسن بن الحسين بن
علي بن أبي طالب، فدخلها ولم يقاتله أحد. ووجه على مكة والموسم حسين بن حسن الأفطس
بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، فلما قرب توقف عن مكة هيبة لمن فيها،
وأميرها داوود بن
(13/71)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثالث عشر الصفحة 72
عيسى بن موسى بن محمد بن علي العباسي، فلما بلغ أميرها داوود ذلك، جمع موالي بني
العباسي وعبيد حوائطهم.
4 (ذكر خروج داوود بن عيسى من مكة)
وكان مسرور الخادم قد حج في تلك السنة في مائتي فارس، فقال لداوود: أقم لي شخصك أو
شخص بعض ولدك، وأنا أكفيك قتالهم. فقال داوود: لا أستحل القتال في الحرم، ولئن
دخلوا من هذا الفد لأخرجن من الفج الآخر. فقال: تسلم مكة وولايتك إلى عدوك فقال
داوود: أي حال لي والله لقد أقمت معكم حتى شخت، فما وليت ولاية حتى كبرت وفني
عمري، فولوني من الحجاز ما فيه القوت. وإنما هذا الملك لك ولأشباهك، فقاتل عليه أو
دع. ثم انحاز داوود إلى جهة المشاش بأثقاله، فوجه بها على درب العراق، وافتعل
كتاباً من المأمون بتولية ابنه محمد بن داوود على صلاة الموسم وقال له: أخرج فصل
بالناس بمنى الظهر والعصر والمغرب والعشاء، وبت بمنى، وصل الصبح، ثم اركب دوابك
فانزل طريق عرفة، وخذ على يسارك في شعب عمرو حتى تأخذ طريق المشاش، حتى تلحقني
ببستان ابن) عامر. ففعل ذلك، فخاف مسرور وخرج في أثر داوود راجعاً إلى العراق،
وبقي الوفد بعرفة. فما زالت الشمس حضرت الصلاة، فتدافعها قوم من أهل مكة، فقال
أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي، وهو المؤذن وقاص الجماعة: إذا لم تحضر الولاة يا
أهل مكة، فليصل قاضي مكة محمد بن عبد الرحمن المخزومي، وليخطب بهم. قال: فلمن
أدعو، وقد هرب هؤلاء، وأطل هؤلاء على الدخول قال: لا تدع لأحد.
(13/72)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثالث عشر الصفحة 73
قال: بل تقدم أنت.
4 (دخول حسين بن حسن مكة وظلم أهلها)
فأبى الأزرقي، حتى قدموا رجلاً فصلى الصلاة بلا خطبة، ثم مضوا فوقفوا بعرفة. ثم
دفعوا بلا إمام. وحسين بن حسن متوقف بسرف، فبلغه خلو مكة، وهروب داوود، فدخلها قبل
المغرب في نحو عشرة، فطافوا وسعوا، ومضوا بعد المغرب فأتوا عرفة ليلاً، فوقفوا
ساعة، وأتى مزدلفة فصلى بالناس الفجر. ثم إنه أقام بمكة وعسف وظلم وصادر التجار،
وكانت أعوانه تهاجم بيوت التجار لأجل الودائع، فيتهمون البريء ويعذبونه وأخذ ما في
خزائن الكعبة من مال.
4 (ذكر انهزام أبي السرايا)
وأما هرثمة فواقع أبا السرايا ثانياً فانكسر، ثم ثبت وانهزم أصحاب أبي السرايا، ثم
أخذ هرثمة يكاتب رؤساء الكوفة.
4 (وثوب علي بن محمد بالبصرة)
وفيها وثب علي بن محمد بن جعفر الصادق بالبصرة، واستولى عليها من غير حرب.
(13/73)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثالث عشر الصفحة 74
4 (ظهور إبراهيم بن علي باليمن)
وظهر باليمن إبراهيم بن علي بن موسى الرضا، فنفى عاملها عنها، وسبى، وأخذ الأموال.
وكان يقال له الجزار لكثرة ما قتل. والله أعلم.
(13/74)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثالث عشر الصفحة 75
4 (احداث سنة مائتين)
توفي فيها:) أسباط بن محمد الكوفي، في المحرم، أمية بن خالد البصري، أخو هدبة،
أيوب بن المتوكل البصري المقريء، أنس بن عياض، أبو حمزة الليثي، سلم بن قتيبة
الخراساني، بالبصرة، سيار بن حاتم العقدي، فيها بخلف، صفوان بن عيسى الزهري
البصري، عمر بن عبد الواحد السلمي الدمشقي، عبد الملك بن الصباح المسمعي، بصري،
عمارة بن بشر، فيها، حدث بدمشق، قتادة بن الفضيل الرهاوي، مبشر بن إسماعيل الحلبي،
محمد بن إسماعيل بن أبي فديك المدني، محمد بن الحسن الأسدي ابن التل، محمد بن حميد
السليحي الحمصي، محمد بن شعيب بن شابور، قاله دحيم،
(13/75)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الثالث عشر الصفحة 76
معاذ بن هشام الدستوائي، معروف الكرخي العابد، على الأصح، المغيرة بن سلمة
المخزومي، بصري، أبو البختري القاضي وهب بن وهب.
4 (مقتل أبي السرايا)
وفيها هرب أبو السرايا والطالبيون من الكوفة في المحرم إلى القادسية، فدخلها هرثمة
ومنصور بن المهدي وأمنوا أهلها. ثم أتى أبو السرايا إلى ناحية واسط، ثم مضى حتى
أتى السوس وأنفق الأموال. فجاءهم الحسن بن علي الباذغيسي فأرسل إليهم: اذهبوا حيث
شئتم، فلا حاجة لي في قتالكم، ولست بتابعكم. فأتى أبو السرايا إلى قتاله، فالتقوا،
فهزمهم الحسن واستباح) عسكرهم، وجرح أبو السرايا، وهرب هو ومحمد بن محمد، وأبو
الشوك، وطلبوا رأس العين والجزيرة. فلما انتهوا إلى جلولا عثر بهم حماد الكندغوش
فأخذهم، وجاء بهم إلى الحسن بن سهل وهو بالنهروان، فقتل أبا السرايا في عاشر ربيع
الأول، وبعث محمد بن زيد بن علي إلى مرو إلى المأمون.
4 (افتتاح البصرة واختفاء الطالبيين)
وسار علي بن أبي سعيد إلى البصرة فافتتحها، وكان بها زيد بن