88

تعريف المستدركات وبيان كم حال أحاديث  مستدرك الحاكم النيسابوري إذ كل الضعيف160.حديثا وقد احصاها الذهبي فقال 100 حديث وذكر ابن الجوزي في الضعفاء له 60 حديثا أُخر فيكون  كل الضعيف في كل المستدرك 160 حديثا من مجموع 8803=الباقي الصحيح =8743.فهذه قيمة رائعة لمستدرك الحاكم

روابط مصاحف م الكاب الاسلامي

روابط مصاحف م الكاب الاسلامي
 

السبت، 20 أغسطس 2022

مجلد11.و12.تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام. / محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي.

 

11. : تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام.
تأليف: شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي.

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 165
وعنه: يعقوب بن محمد الزهري، وعلي بن المديني، وأحمد الغداني. وثقه أبو حاتم.
4 (زياد بن المغيرة بن زياد العجلي الموصلي الفقيه.)
سمع: إسماعيل بن أبي خالد، والأعمش، وأبا حنيفة، وجماعة. وعنه: ابنه الخضر. قال أبو زكريا الأزدي: توفي سنة سبع وثمانين ومائة.
4 (زياد بن عبد الله بن حميد بن زياد بن ثابت، أبو حميد الأنصاري.)
عن: إسحاق بن عبد الله بن خارجة. وعنه: عبد العزيز بن عبد الله، وإبراهيم بن حمزة، وإبراهيم بن عبد الله الهروي. له حديث أو حديثان.
4 (زين بن شعيب المعافري المصري.)
أبو عبد الله. عن: أسامة بن زيد الليثي، ومالك بن أنس. وعنه: ابن وهب مع جلالته، ومرة البرلسي، ويحيى بن بكير، وسعيد بن تليد، وغيرهم. مات كهلاً سنة أربع وثمانين ومائة. وكان فقيهاً كبير القدر، عابداً، عابراً للرؤيا. قال الحارث بن مسكين: كان من علية أصحاب مالك.

(12/165)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 166
4 (حرف السين)

4 (سابق بن عبد الله الموصلي.)
الحجام الزاهد. أحد البكائين من خشية الله. قال محمد بن عبد الله بن عمار: رايته وكانت لا تجف عينه من البكاء.) وقال رباح بن الجراح: كان سابق من أفضل الناس، ومن أكثر الناس بكاء. وقيل: إن المعافي بن عمران روى عنه شيئاً. وقد ذكره ابن عدي، وإنما ذاك سابق الرقي الذي روى عنه المعافي حديثه، عن أبي خلف، عن أنس: إذا مدح الفاسق اهتز العرش. توفي سابق الموصلي سنة تسع وثمانين ومائة.
4 (سالم الدورقي.)
من عباد أهل الموصل. قيل: إن فتحاً الموصلي كان يجلس إليه. روى سهل.... القطان، عن سالم، عن أبي خلف، عن أنس،

(12/166)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 167
توفي سالم سنة أربع وثمانين ومائة.
4 (سحبل، واسمه عبد الله بن محمد بن أبي يحيى سمعان الأسلمي المدني، أخو إبراهيم بن أبي)
يحيى الفقيه. ولكن سحبل هو الثقة. روى عن: أبي صالح السمان، وسعيد بن أبي هند، وبكير بن الأشج، وأبي الأسود محمد بن عبد الرحمن، وعدة. طال عمره، كان أسن من أخيه. روى عنه: القعنبي، وقتيبة، والواقدي، وسفيان بن وكيع، وغيرهم. وثقه أحمد بن حنبل، وابن معين، وهو مقل.
4 (سعدان بن يحيى بن صالح اللخمي خ. ن. ق.)
واسمه سعيد، أبو يحيى الكوفي، نزيل دمشق. روى عن: إسماعيل بن أبي خالد، ومحمد بن عمرو، وعبد الملك بن أبي سليمان، وطبقتهم من الكوفيين.

(12/167)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 168
وعنه: هشام بن عمار، وعلي بن حجر، وسليمان ابن بنت شرحبيل. قال أبو حاتم: محله الصدق. وقال الدار قطني: ليس بذاك.
4 (سعيد بن خثيم، أبو معمر الهلالي الكوفي ت. ن.)
) عن: أيمن بن نابل، وعبد الله بن شبرمة، وحنظلة بن أبي سفيان. وعنه: أحمد بن حنبل، وعمرو الناقد، وأبو سعيد الأشج، وأحمد بن رشد بن خثيم، وجماعة. وثقه ابن معين. وقال الأزدي: منكر الحديث. وقال ابن عدي: مقدار ما يرويه غير محفوظ.
4 (سعيد بن عبد الجبار الزبيدي، أبو عثمان الحمصي ق.)

(12/168)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 169
عن: وحشي بن حرب بن وحشي، وروح بن جناح، وصفوان بن عمرو، وغيرهم. وعنه: يحيى بن آدم، وابن شابور، ومحمد بن أبي بكر المقدمي. قال قتيبة: رأيته بالبصرة، وكان جرير يكذبه. وقال النسائي، وغيره: ضعيف.
4 (سعيد بن الفضل، أبو عثمان القرشي.)
مولاهم البصري. عن: عاصم الأحول، وحميد الطويل، وابن عون، وعدة. وعنه: أبو النضر إسحاق بن إبراهيم الفراديسي، وهشام بن عمار، وصفوان بن صالح، وطالوت بن عبادة، وأحمد بن عبدة. قال أبو حاتم: ليس بالقوي، منكر الحديث. وقال الحسن بن سلمة: ثقة، سمعت منه.
4 (سفيان بن حبيب البصري البزاز.)

(12/169)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 170
عن: عاصم الأحول، وخالد الحذاء، وسليمان التيمي، وحجاج الصواف. وعنه: الحسن بن قزعة، وحميد بن مسعدة، والفلاس، ونصر بن علي، وجماعة. وكان أحد الحفاظ. قال صاعقة: سمعت علياً قال: لم يكن من أصحابنا ممن طلب الحديث وعني به وحفظه وأقام عليه ولم يزل فيه إلا ثلاثة: يحيى بن سعيد، وسفيان بن حبيب، ويزيد بن زريع، هؤلاء لم يدعوه ولم يشتغلوا عنه إلى أن حدثوا.) وقال أبو حاتم: ثقة، أعلم الناس بحديث سعيد بن أبي عروبة. وقال خليفة: مات سنة ثلاث وثمانين ومائة. وقيل سنة ست.
4 (سفيان بن موسى البصري.)

(12/170)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 171
عن: أيوب السختياني، وغيره، وعن سيار أبي الحكم. وعنه: الصلت بن مسعود، وعبد الله بن عمر بن أبان، والفلاس، والجهضمي، وجماعة. وثق. أورده ابن حبان في تاريخ الثقات. وقال أبو حاتم: مجهول.
4 (سلمة بن بشر بن صيفي الدمشقي.)
وهو سلمة بن صيفي. روى عن: ابنه واثلة، وحجر بن الحارث الغساني، وجماعة. وعنه: محمد بن يوسف الفريابي، وسليمان ابن بنت شرحبيل، وداوود ابن رشيد، وعبد الرحمن بن نافع درخت. له في السنن حديث.
4 (سلمة بن رجاء، أو عبد الرحمن التميمي الكوفي خ. ت. ق.)

(12/171)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 172
عن: هشام بن عروة، ومحمد بن عمرو، وأبي سعد البقال، وجماعة. وعنه: أبو نعيم، وعقبة بن مكرم، وابن نمير، ومحمد بن موسى الجرشي. قال أبو زرعة: صدوق. وقال أبو حاتم: ما بحديثه بأس.
4 (سلمة بن صالح الأحمر.)
حدث ببغداد عن: علقمة بن مرثد، وحماد بن أبي سليمان، وابن المنكدر، وأبي إسحاق.

(12/172)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 173
وعنه: بشر بن الوليد، وأحمد بن منيع، وإبراهيم بن مجشر، ومحمد بن الصباح، وغيرهم. ولي قضاء واسط، وهو جعفي كوفي، يكنى: أبا إسحاق. قال أحمد: ليس بشيء.) وقال أبو داوود وغيره: متروك الحديث. ومن بلاياه عن حماد عن إبراهيم أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحرموا في المورد. مات سنة ست وثمانين ومائة. ويقال: سنة ثمان.
4 (أبو خالد الأحمر، سليمان بن حيان الأزدي الكوفي.)
الأحمر الحافظ.

(12/173)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 174
مولده بجرجان سنة أربع عشرة ومائة. وروى عن: سليمان التيمي، وحميد الطويل، وهشام بن عروة، وأبي مالك الأشجعي، وليث بن أبي سليم. وعنه: أحمد بن حنبل، وابن نمير، وأبو كريب، وأبو سعيد الأشج، ويوسف بن موسى القطان، وإسحاق بن راهويه، والحسن بن حماد الحضرمي سجادة، والحسن بن حماد الضبي، والحسن بن حماد المرادي، ومحمد بن سلام البيكندي، وهناد بن السري، وحميد بن الربيع. قال أحمد بن عبد الله العجلي: كان ثقة يؤاجر نفسه من التجار.

(12/174)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 175
وقال أبو حاتم: صدوق. ووثقه غير واحد. وقال ابن معين، وابن عدي: صدوق، وليس بحجة. وقال أبو نعيم: سئل الثوري، عن أبي خالد الأحمر فقال: ابن نمير رجل صالح. وروى عباس، عن ابن معين: قال لي حجاج الأعور، وكان قد نزل عند أبي خالد الأحمر، قال حجاج: كان أبو خالد يأخذ كتابي، عن الليث، عن ابن عجلان يقرأها على سفيان بن عيينة. وقال معاوية بن صالح: سمعت ابن معين يقول: أبو خالد الأحمر ثقة. وليس بثبت. قلت: أبو خالد محتج به في الكتب، ولكن ما هو في الثبت مثل يحيى القطان. وله هفوة في شيبته، خرج مع إبراهيم بن عبد الله بن حسنت. مات سنة تسع وثمانين ومائة. وكان مذكوراً بالخير والدين.
4 (سليمان بن سالم، أبو داوود القرشي.)
)

(12/175)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 176
مولاهم المدني القطان. شيخ قليل الحديث. روى عن: الزهري، وعلي بن جدعان، وعبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن العوفي. وعنه: يعقوب بن كاسب، وأبو مصعب، وإسحاق بن راهويه، وإبراهيم بن المنذر. قال ابن عدي: ما أرى بمقدار ما روى بأساً. وقال أبو حاتم: شيخ. وقال البخاري: أتى بخبر لا يتابع عليه.
4 (سليمان بن عتبة بن ثور، أبو الربيع الدمشقي الداراني.)
عن: يونس بن ميسرة بن حلبس. وعنه: إسحاق الفراديسي، وهشام بن عمار، وسليمان بن عبد الرحمن، وجماعة. وثقه دحيم. وقال ابن معين: ليس بشيء.

(12/176)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 177
مات سنة خمس وثمانين ومائة.
4 (سليمان بن داوود بن قيس الفرا المدني.)
عن: عبد الله بن يزيد بن هرم، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وموسى بن عقبة. وعنه: ابن وهب، ومحمد بن إسحاق المسيبي، وإسماعيل بن أبي أويس وغيرهم.
4 (سليمان بن عمرو.)
هو أبو داوود النخعي، يأتي.
4 (سليمان بن مسلم أبو المعلى الخزاعي.)
ويقال العجلي، الكوفي، نزيل البصرة. روى عن: الشعبي، وابن أشوع، وأبيه مسلم. وعنه: أبو سلمة التبوذكي، والقواريري، وأحمد بن عبدة، وأبو حفص الفلاس.

(12/177)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 178
قال أبو حاتم: ما كان به بأساً.
4 (سليم بن عامر الحنفي.)
مولاهم الكوفي أبو عيسى المقريء المجود، صاحب حمزة وبقية الحذاق.) فإنه جود على حمزة الزيات عشر ختمات. وكان الكسائي يهابه ويتأدب معه.

(12/178)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 179
انتصب للإقراء مدة، فقرأ عليه: أبو حمدون الطيب بن إسماعيل، وخلف بن هشام، وخلاد بن خالد الصيرفي، وأبو عمر الدوري، وإبراهيم بن زربى، وأحمد بن جبير الأنطاكي، وترك الحذاء، وطائفة. وحدث عن سفيان الثوري، وحمزة. وروى عنه: ضرار بن صرد، وأحمد بن حميد الكوفي، وأبو صالح راتب الليث، وأبو هشام الرفاعي. وقد سقت من أخباره في تاريخ طبقات القراء. قال خليفة: مات سنة ثمان وثمانين ومائة.
4 (سنان بن هارون البرجمي ت.)
أخو سيف. عن: حميد الطويل، ومغيرة بن مقسم، وطبقتهما. وعنه: وكيع، وأبو نعيم، وعبيد بن إسحاق العطار، وآخرون. قال ابن معين: صالح.

(12/179)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 180
وقال مرة: ليس بشيء. وقال أبو حاتم: شيخ.
4 (سهل بن أسلم العدوي البصري ت.)
عن: الحسن، وحميد بن هلال، ويونس بن عبيد، وغيرهم. وعنه: سيار بن حاتم، وأسود بن سالم، والصلت بن مسعود، وإبراهيم بن موسى الفراء، وأحمد بن المقدام، ونصر بن علي. قال أبو حاتم: لا بأس به. وقال أبو داوود: ثقة. وقد سمع سهل بإفريقيا من يزيد بن أبي منصور، عن أنس حديثاً خرجه الترمذي.

(12/180)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 181
4 (سيبويه.)
شيخ العربية.) في وفاته أقوال، وقد مر.
4 (سيف بن محمد الثوري الكوفي ت.)
أخو عمار بن محمد. عن: منصور، وليث، وعاصم الأحول، والأعمش، وخاله سفيان بن سعيد. وسكن بغداد. وروى عنه: محمد بن الصباح الجرجرائي، ومحمود بن خداش، والحسن بن عرفة. قال ابن معين: كذاب. وقال أحمد: كان يضع الحديث، لا يكتب حديثه.

(12/181)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 182
وروى عباس، عن ابن معين: ليس بثقة. الحسين بن الحسن المروزي، نا سيف بن محمد، عن عاصم، عن أبي عثمان، عن جرير قال: كنت معه بالبواريج، فلما انتهينا نظر إلى قنطرة الصراة، فركض دابته، فركضت على أثره وقلت: لأي شيء ركضت قال: هذا المكان الذي يخسف به. سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: تبنى مدينة يجتمع فيها جبابرة أهل الأرض يخسف بها. الحديث. قال أحمد بن حنبل: ليس لهذا الحديث أصل.
4 (سيف بن هارون البرجمي.)
من أهل هذه الطبقة هو، لكنه قد ذكر.

(12/182)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 183
4 (حرف الشين)

4 (شبيب بن سعد الحبطي خ. ن.)
أبو سعيد البصري. عن: أبان بن أبي عياش، ويونس بن يزيد، وشعبة. وعنه: ابنه أحمد بن شبيب، وابن وهب، وزيد بن بشر. قال أبو حاتم: كان عنده كتب يونس، وهو صالح الحديث. وقال ابن يونس: قدم مصر للتجارة. توفي سنة ست وثمانين ومائة، وله غرائب.

(12/183)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 184
4 (شجاع بن أبي نصر البلخي.)
) أبو نعيم المقرئ العابد، صاحب أبي عمرو بن العلاء، وله عنه رواية مشهورة رواها عنه أبو عبيد القاسم بن سلام، ومحمد بن غالب. وقد حدث عن الأعمش، وجماعة. وعنه: أبو عمر الدوري، والحسن بن عرفة، وسريج بن يونس، وهارون الحمال. وثقه أبو عبيد. وسئل أحمد بن حنبل عنه فقال: بخ بخ، وأين مثل شجاع اليوم قلت: مات ببغداد سنة تسعين ومائة.
4 (شعيب بن إسحاق بن عبد الرحمن بن عبد الله بن راشد القرشي مولاهم الدمشقي الحنفي)
خ. م. د. ن. ق.

(12/184)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 185
عن: هشام بن عروة، وعبيد الله بن عمر، وأبي حنيفة. وكان يذهب في فروع الفقه مذهب أبي حنيفة. وروى عن: الأوزاعي، وابن جريج. حدث عنه: ابن راهويه، وداوود بن رشيد، ودحيم، ومحمد بن عائذ، وعبد الوهاب الجوبري، وآخرون. وهو ثقة مشهور، مات في رجب سنة تسع وثمانين ومائة، وله اثنتان وسبعون. وهو معدود في كبار الفقهاء، ولم يلحقه ولده شعيب بن شعيب.
4 (شعيب بن حازم.)
ولي إمرة دمشق في سنة سبع وثمانين ومائة، فهاجت العصبية بين المضرية واليمانية، وقتل في الوقعة نحو الخمسمائة.

(12/185)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 186
4 (شقران بن علي.)
الإفريقي المغربي، الفقيه، الفرضي، العبد الصالح. قال ابن يونس: يضرب بعبادته المثل بالمغرب. مات سنة ست وثمانين ومائة.

(12/186)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 187
4 (حرف الصاد)
صالح بن عمر، أبو عمر الواسطي م. نزيل حلوان.) عن: أبي مالك الأشجعي، ويزيد بن أبي زياد، وسليمان الأعمش، ونحوهم. وعنه: داوود بن رشيد ولوين، وعلي بن حجر، وجماعة. وثقه أبو زرعة. وقال أحمد بن حنبل: صار إلى الري، لا بأس به. قيل: توفي قريباً من سنة ست وثمانين ومائة.
4 (صالح بن قدامة بن إبراهيم بن محمد بن حاطب المدني.)

(12/187)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 188
أخو عبد الملك. صدوق. روى عن: أبيه، وعبد الله بن دينار. وعنه: الحميدي، وإسحاق، ونعيم بن حماد، وأبوه مصعب. قال النسائي: ليس به بأس.
4 (صالح بن موسى بن إسحاق بن طلحة بن عبيد الله التيمي الطلحي الكوفي ت. ق.)
عن: عبد العزيز بن رفيع، وعاصم بن بهدلة، ومنصور، وعبد الملك بن عمير، وعدة. وعنه: سعيد بن منصور، وقتيبة، وسويد بن سعيد، ومحمد بن عبيد المحاربي، ومنجاب بن الحارث، وداوود بن عمرو الضبي، وطائفة.

(12/188)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 189
قال ابن معين: ليس بشيء. وقال أبو حاتم: منكر الحديث جداً. وقال النسائي: لا يكتب حديثه. وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابعه عليه أحد. وقال الجوزجاني: ضعيف الحديث على حسنه.
4 (الصباح بن محارب التيمي الكوفي ق.)
نزيل الري. عن: زياد بن علاقة، وحميد الأعرج، وهشام بن عروة، وحجاج بن أرطأة، وعنه: عبد السلام بن عاصم، ومحمد بن حميد، وسهل بن زنجلة، ومحمد بن مقاتل، وموسى بن نصر الرازي.)

(12/189)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 190
قال أبو حاتم صدوق. وأثنى عليه أبو زرعة. وقال العقيلي: يخالف في بعض حديثه. أخبرنا عمر بن القواس، أنا ابن الحرستاني حضوراً، أنا علي بن المسلم، أنا ابن طلاب، أنا ابن جميع، أنا أحمد بن علي بن عيسى الرازي ببغداد، نا موسى بن نصر، نا الصباح بن محارب، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من الناس، ولكن يقبضه بقبض العلماء. فإذا لم يبق عالماً اتخذ الناس رؤساء جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا. وقد روى الصباح عن حمزة حروفه. وعنه محمد بن عيسى التيمي.
4 (صدقة بن بشير المدني.)
مولى العمريين. عن: قدامة بن إبراهيم الجمحي، عن ابن عمر في الحمد.

(12/190)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 191
وعنه: إبراهيم بن المنذر، وإبراهيم بن عرعرة، وإسماعيل بن أبي أويس، وغيرهم.
4 (صدقة بن عبيد الله المازني.)
عن: الحارث بن غنية، وخالد الحداء، ومحمد بن عمر بن أبي بكر بن عبد الرحمن المخزومي. وعنه: سعيد بن عون، وحميد بن مسعدة، وعبد الله بن محمد بن الربيع المصيص. قال أبو حاتم: ما أرى بحديثه بأساً.
4 (الصلت بن عبد الرحمن الزبيدي الكوفي.)
نزيل دمشق. عن: ليث بن أبي سليم، وعطاء بن السائب، ومحمد بن سوقة، وجماعة. وعنه: يحيى الوحاظي، وسليمان ابن بنت شرحبيل. قال العقيلي: لا يتابع على حديثه.

(12/191)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 192
4 (حرف الضاد)
)
4 (ضرار بن عمرو الغطفاني المعتزلي.)
كان في هذا العصر من رؤوس البدع. وقد ذكرت ترجمته فيما بعد.
4 (ضمام بن إسماعيل.)
هو الإمام أبو إسماعيل المعافري البصري. تزوج بابنة أبي قبيل المعافري. وروى عن: أبي قبيل حيي بن هانيء، وموسى بن وردان، وخير بن

(12/192)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 193
نعيم، ويزيد بن أبي حبيب، وجماعة. وعنه: سعيد بن أبي مريم، وقتيبة، ونعيم بن حماد، وسويد بن سعيد، ويحيى بن بكير، وأبو شريك يحيى بن يزيد المرادي، وآخرون. قال أبو حاتم: كان صدوقاً متعبداً. وقال ابن يونس: ولد بأشمون سنة سبع وتسعين، ومات بالإسكندرية سنة خمس وثمانين ومائة. ومن مناقبه أن فاتته الصلاة في جماعة، فألزم نفسه أن لا يخرج من المسجد حتى تخرج جنازته، إلا لحاجة الإنسان. فمات رحمه الله في المسجد. له حديث في الأدب للبخاري. وقال أحمد بن حنبل صالح الحديث. وقال ابن معين: ضمام مثل أبي قبيل، لا بأس به. وقال عبد الرحمن بن أبي الغمر: كان ضمام لا يقدر أن يمشي، وإذا أراد هدي بني رجلين حتى يقوم. فإذا اعتدل قائماً لم يبال ما قام في طول صلاته. وقال سويد بن سعيد: نا أحمد بن عيسى التستري. ثنا ضمام، عن أبي قبيل، عن عبد الله بن عمرو قال: ما زلنا نسمع زر غباً تزدد حباً حتى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك.

(12/193)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 194
قلت: ضمام صادق، حسن الحديث.
4 (ضيغم بن مالك.)
الزاهد العابد، أبو بكر الراسبي البصري. أخذ عن التابعين. روى عنه: ابنه أبو غسان مالك بن ضيغم، وسيار بن حاتم، وأبو أيوب مولى ضيغم.) قال عبد الرحمن بن مهدي: ما رأيت مثله في الصلاح والفضل. وقال ابن الأعرابي في طبقات النساك: كان من المجتهدين في العبادة، وكان ورده في اليوم والليلة أربعمائة ركعة. وصلى حتى بقي راكعاً لا يقدر على السجود فوقع، وقال: قرة عيني، ثم خر ساجداً. حكاها عنه سيار بن حاتم. وقال القواريري: رأيت نداً في موضعين، فقال لي رجل: هذا والله من عيني ضيغم البارحة. وعن عيسى بن بسطام أنه سمع ضيغماً يقول: رأيت المجتهدين إنما قووا على الاجتهاد بما يدخل قلوبهم من الحلاوة في الطاعة. وقال علي بن المديني: كان ضيغم قد دفن كتبه، وكان ينام ثلث الليل ويتعبد ثلثيه. قيل: مات ضيغم وصديقه بشر بن منصور في يوم واحد. فإن صح هذا فأقول إلى ثم، فإن بشراً مات سنة ثمانين ومائة.

(12/194)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 195
4 (حرف الطاء)

4 (طلحة بن زيد.)

4 (وطلحة بن يحيى قد ذكرا في الطبقة الماضية، ينبغي أن يحولا.)

4 (طلحة بن سنان بن الحارث بن مصرف اليامي الكوفي.)
عن: ليث بن أبي سليم، وعاصم الأحول، وابن أبجر. وعنه: عبد اله بن عمر مشكدانة، وأبو سعيد الأشج. قال أبو حاتم: محله الصدق.

(12/195)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 196
4 (حرف العين)

4 (عاصم بن سويد الأوسي المدني ن.)
عن: أبيه سويد بن عامر، وابني عمه محمد بن إسماعيل بن مجمع، ومجمع بن يعقوب ويحيى بن سعيد الأنصاري. وعنه: علي بن حجر، وأبو مصعب، ومحمد بن الصباح الجرجرائي، ويعقوب بن حميد، وجماعة. قال أبو حاتم: محله الصدق. وكان إمام مسجد قباء.)
4 (عاصم بن هلال، أبو النصر البارقي، ويقال العنبري البصري.)

(12/196)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 197
إمام مسجد أيوب السختياني. عن: قتادة، وغاضرة بن عروة، والفقيمي. شيخ له. وعنه: أيوب شيخه، ومحمد بن حجارة وعنه: سويد بن سعيد، وعلي بن المديني، ومحمد بن القطعي، وزياد بن يحيى الحساني، والفلاس، وعدة. قال أبو داوود: ليس به بأس. وقال أبو حاتم: محله الصدق. وقال النسائي، وغيره: ليس بالقوي. قال الفلاس: سمعت منه سنة ثمانين ومائة، من كبار الأئمة.
4 (عائذ بن حبيب، أبو أحمد الكوفي.)
بياع الهروي.

(12/197)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 198
عن: أشعث بن سوار، وحميد الطويل، وهشام بن عروة، وعدة. وعنه: أحمد، وإسحاق، وأبو خيثمة، وأبو كريب، وأبو سعيد الأشج. وثقه ابن معين. مات سنة تسعين ومائة.
4 (عائشة بنت الزبير بن هشام بن عروة بن الزبير.)
الأسدية، الزبيرية، المدنية. روت عن جدها. وعنها: معاوية بن عبد الله الزبيري، وغيره. قال ابن أبي حاتم في العلل: سألت أبا زرعة: ما حال عائشة قال: حدث عنها المدنيون.
4 (عباد بن عباد بن حبيب بن المهلب بن أبي صفرة ع.)

(12/198)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 199
الأزدي، العتكي، والمهلبي، البصري، أبو معاوية. عن: أبي جمرة الضبعي، وعاصم الأحول، وهشام بن عروة، وجماعة. وعنه: أحمد بن حنبل، وقتيبة، ومسدد، ويحيى بن معين، وأحمد بن منيع، والحسن بن عرفة، وطائفة.) وكان شريفاً، جليلاً، ثقة، نبيلاً من عقلاء الأشراف وعلمائهم. وقد تعنت أبو حاتم كعادته وقال: لا يحتج به. وقال ابن سعد: لم يكن بالقوي في الحديث. قلت: حديثه في الكتب كلها. توفي في ثامن عشر رجب سنة إحدى وثمانين ومائة، وكان ابنه من أمراء البصرة الأجواد.
4 (عباد بن عباد الرملي الأرسوفي د.)

(12/199)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 200
أبو عتبة الخواص، والزاهد العابد الذي كتب إليه سفيان الثوري، بتلك الرسالة المروية في الأدب والوعظ. روى عن: ابن عون، ويونس بن عبيد، ويحيى بن أبي عمرو السيباني، وحريز بن عثمان، والأوزاعي، وجماعة. وعنه: ضمرة بن ربيعة، وآدم بن أبي إياس، وأبو مسهر، وفديك بن سليمان، وآخرون. روى عثمان الدارمي، عن ابن معين: ثقة. وقال يعقوب الفسوي: ثقة من الزهاد العباد. وقال العجلي: ثقة، رجل صالح. وقال أبو حاتم: من العباد، رحمه الله. وأما ابن حبان فقال: كان يأتي بالمناكير فاستحق الترك. قلت: بل العبرة بمن وثقوه. قال محمد بن عمرو الغزي: سمعت أبا موسى الصوري قال: كتب عباد بن عباد الخواص إلى أصحابه يعظهم: اعقلوا. والعقل نعمة، وإنه يوشك أن يكون حسرة، فرب ذي عقل قد غل قلبه بالتعمق فيما هو عليه ضرر حتى صار عن الحق ساهياً، كأنه لا يعلم: إخوانكم إن أرضوكم لم تناصحوهم، وإن أسخطوكم أغنيتموهم، فهم في زمن قد رق في الورع، وقل فيه الخشوع، وحمل العلم مفسدوه، وأحبوا أن يعرفوا بحمله،

(12/200)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 201
وكرهوا أن يعرفوا بإضاعة العمل به. فنطقوا فيه بالهدى. فذنوبهم ذنوب لا يستغفر منها. وكيف يهتدي السائل إذا كان الدليل حائراً.
4 (عباد بن العوام بن عمر بن عبد الله بن المنذر الكلابي ع.)
أبو سهل الواسطي.) عن: أبي مالك الأشجعي، وأبي إسحاق الشيباني، وعبد الله بن أبي نجيح، والجريري، وطائفة. وعنه: أحمد بن حنبل، وعمرو الناقد، والحسن بن عرفة، وزياد بن

(12/201)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 202
أيوب، وعلي بن مسلم، وآخرون. وثقه أبو داوود، وغيره. وقال سعدويه: كان من نبلاء الرجال في كل أمره. وقال ابن سعد: كان يتشيع فحبسه الرشيد زماناً، ثم خلى عنه، فأقام ببغداد. قلت: في وفاته أقوال: سنة ثلاث، وسنة خمس، وسنة ست، وسنة سبع وثمانين ومائة.
4 (عباد بن قيس القيسي البصري الكرابيسي ت. د. ق.)
عن: عبد المجيد بن وهب، وبهر بن حكيم. وعنه: عثمان بن طالوت بن عباد، وقيس بن حميد بن حفص الدارمي، وبندار، ومحمد بن المثنى، وطائفة. قال أحمد، وابن معين: ليس بشيء. وقال النسائي: ليس بالقوي. وحسن الترمذي حديثاً من طريقه.
4 (العباس بن الفضل بن عمرو بن عبيد بن الفضل بن حنظلة ن.)

(12/202)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 203
أبو الفضل الأنصاري، الوافقي، الموصلي، المقريء. قرأ القرآن على: أبي عمرو، وجود الإدغام الكبير. مولده سنة خمس ومائة. وسمع من: يونس بن عبيد، وداوود بن أبي هند، وخالد الحذاء، ورأى نافعاً مولى ابن عمر في صغره، وقرأ عليه الفتح عامر بن عمر، وغيره. وروى عنه: عبد الغفار بن الزبير الموصلي، وبشر بن سالم، وإبراهيم بن عبد الله الهروي، ومحمد بن عبد الله بن عمار، وزكريا بن يحيى رحمويه، وطائفة من المواصلة. وقيل إنه ناظر الكسائي في الإقالة، وولي قضاء الموصل. بلغنا عن أبي عمرو بن العلاء قال: لو لم يكن من أصحابي إلا عباس لكفاني. وهو واهي الحديث.) قال ابن معين، والنسائي: ليس بثقة. وقال أحمد بن حنبل: ما أنكرت عليه إلا حديثاً واحداً، وما بحديثه بأس.

(12/203)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 204
قلت: أتى بشيء باطل. وهو عن ابن أبي عروبة، عن قتادة، عن أبي الشعثاء، عن ابن عباس مرفوعاً: إذا جاءت سنة كذا وكذا يكون كذا وكذا، وإذا كانت سنة مائتين، تم كذا. قال أحمد بن أصرم المزني: سمعت أحمد بن حنبل يقول: العباس بن الفضل روى حديثاً شبه الموضوع. وقال البخاري: منكر الحديث. قلت: توفي سنة ست وثمانين ومائة.
4 (العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس الأمير.)

(12/204)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 205
أبو الفضل الهاشمي العباسي. ولي إمرة الشام لأخيه المنصور، وقدمها مع ابن أخيه المهدي. روى عنه: ولده صالح، ومبارك الطبري، وخالد بن إسماعيل. ولي إمرة الجزيرة لابن ابن أخيه هارون الرشيد، وحج بالناس مرات، وغزا الروم مرة في ستين ألفاً. قال خليفة: دخل الروم وبث سراياه فغنم وسلم في سنة تسع وخمسين ومائة. وذكر غير واحد أن العباس كان من رجالات قريش، ذا رأي وسخاء وجود، وكان الرشيد يجله ويعظمه. وكان شيخ بني العباس في عصره. قال خليفة: توفي سنة ست وثمانين ومائة، وولد سن عشرين ومائة.
4 (عبد الله بن أبي جعفر الرازي د.)

(12/205)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 206
عن: أبيه، وابن جريج، وموسى بن عبيدة، وعكرمة بن عمار، وشعبة، وجماعة. وعنه: ابنه محمد بن عبد الله، وإبراهيم بن موسى الفراء، ومحمد بن عمرو زنيج، وحامد بن آدم. وثقه أبو حاتم، وأبو زرعة. وأما محمد بن حميد الحافظ ففسقه، وقال: رميت بما سمعت منه.
4 (عبد الله بن الحارث الجمحي الحاطبي المدني.)
أبو الحارث.) عن: زيد بن أسلم، وسهيل بن أبي صالح، وهشام بن عروة. وعنه: إبراهيم بن موسى، ومحمد بن مهران الحمال، ونعيم بن حماد، وهشام بن عمار. قال أبو حاتم: صالح الحديث، والمخزومي أحب إلي منه، يعني سميه.

(12/206)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 207
4 (عبد الله بن الحارث بن عبد الملك المخزومي م. ع. المكي.)
عن: ابن جريج، وسيف بن سليمان، ويونس الأيلي، وثور بن يزيد. وعنه: الشافعي، والحميدي، وإسحاق، وأحمد. قال أحمد: ما كان به بأس. وقال أبو يوسف محمد بن أحمد الصيدلاني: مات عبد الله بن الحارث المخزومي سنة ست وثمانين ومائة. قلت: الظاهر بقاؤه إلى سنة بضع وتسعين، فقد روى عنه أيضاً حامد بن يحيى البلخي، وأبو قدامة السرخسي.
4 (عبد الله بن حفص الأرطباني البصري ت.)
عن: ثابت البناني، وعاصم الجحدري. وعنه: حسين بن محمد الذراع، وحسين بن محمد المروزي، وحبان بن

(12/207)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 208
هلال، وأحمد بن علي الجهضمي. فيه ضعف يسير.
4 (عبد الله بن الزبير بن معبد الباهلي البصري.)
عن: ثابت البنانين، وأيوب السختياني. وعنه: نصر بن علي، وزيد بن الحريش، وغيرهما. قال أبو حاتم: مجهول.
4 (عبد الله بن سعد د. ت. ن.)
أبو عبد الرحمن الدشتكي المروزي، نزيل الري. عن: أبيه، ومقاتل بن حيان، وإبراهيم الصايغ، وهشام بن حسان. وعنه: ابنه عبد الرحمن، وعمرو بن رافع القزويني، وأبو الوليد الطيالسي، ومحمد بن عيسى الدامغاني، ومحمد بن حميد.) صدوق.
4 (عبد الله بن سعيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم

(12/208)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 209
خ. م. د. ت. ن. أبو صفوان)
الأموي. ما زال في ذهني أنه معدود في هذه الطبقة، لكن وجدته ما يدل على بقائه إلى حدود المائتين، فكررت ذكره. قتل أبوه عند زوال ملك بني أمية، وكن هذا طفلاً، ففرت به أمه إلى مكة. روى عن: ابن جريج، ويونس بن يزيد، ومجالد بن سعيد، وثور بن يزيد. طلب العلم في حدود خمسين ومائة. روى عنه: الشافعي، وأحمد، وابن المديني، وأبو خيثمة، وعدة. وثقه ابن معين، وغيره. وقد بقي وسمع منه أبو السكين الطائي بعد المائتين.
4 (عبد الله بن سنان الكوفي.)

(12/209)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 210
عن: أبيه، وزيد بن أسلم، وهشام بن عروة، ومحمد بن المنكدر. وعنه: داوود بن رشيد، وأحمد بن حاتم الطويل، وجماعة. ضعفه أبو حاتم. وقال ابن معين: ليس بشيء.
4 (عبد الله بن سويد بن حيان الحمراوي المصري.)
عن: عياش بن عباس القتباني، وحميد بن زياد. وعنه: سعيد بن أبي مريم، ويحيى بن بكير، وسعيد بن عفير. توفي سنة اثنتين وثمانين ومائة في جمادى الأولى.
4 (عبد الله بن صالح بن علي بن عبد الله بن عباس الأمير.)
ولي الثغور للرشيد مدة. وله كلمة نفيسة وهي: لا يكبرن عليك ظلم من ظلمك، فإنه يسعى في مضرته ينفعك. مات بسلمية سنة ست وثمانين ومائة.
4 (عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الأزدي الدمشقي

(12/210)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 211
م. ت. ن. ق. أبو إسماعيل.)
) عن: أبيه، وإسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر، وعطاء الخراساني. وعنه: مروان بن محمد الطاطري، وهشام بن عمار، ومحمد بن عائذ، وعلي بن حجر، وسليمان بن عبد الرحمن. قال ابن معين: لا بأس به.
4 (عبد الله العمري الزاهد.)
هو السيد القدوة أبو عبد الرحمن عبد الله بن عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي المدني الزاهد أحد

(12/211)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 212
الأعلام. روى القليل عن أبيه، وعن: أبي طوالة عبد الله بن عبد الرحمن. وعنه: ابن المبارك، وابن عيينة، وعبد الله بن عمران العابدي، وغيرهم. وثقه النسائي، وكان من العلماء العاملين، قانتاً لله حنيفاً منعزلاً عن الناس إلا من خير. وكان ينكر على مالك اجتماعه بالدولة. وقد قال سفيان بن عيينة: هو عالم المدينة الذي ورد فيه الحديث والناس على خلاف سفيان في هذا. قال نعيم بن حماد: سمعت سفيان أكثر من ثلاثين مرة يقول: إن كان أحد فهو العمري. قال ذلك لما ثنا عن أبي الزبير، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يضرب الناس أكباد الإبل، فلا يجدون عالماً أعلم من عالم المدينة. وأخبرنا به عالياً علي بن عبد الغني، نا الموفق عبد اللطيف، أنا ابن البطي، أنا علي بن محمد الأنباري، نا أبو عمر بن مهدي، نا محمد بن مخلد، نا محمد بن سعيد بن غالب، ثنا سفيان بن عيينة بهذا. قلت: هذا الخبر منطبق على من انصف بأنه عالم زمانه، وهو سعيد بن المسيب في وقته، ومالك بن أنس في وقته. وروى الطبري في تاريخه بإسناد بعض أولاد عبد الله بن

(12/212)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 213
عبد العزيز العمري، إن الرشيد قال: والله ما أدري ما أمر في هذا العمري. أكره أن أقدم عليه وله سلف أكرمهم، وإني أحب أن أعرف رأيه يعني فينا. فقال عمر بن بزيع، والفضل بن الربيع: نحن له. فخرجنا من العرج إلى موضع يقال له) خلص، حتى ورد عليه بالبادية في مسجد له، فأناخا راحلتيهما. بمن معهما، وأتياه على زي الملوك في حشمة. فجلسا إليه وقالا: يا أبا عبد الرحمن نحن رسل من وراءنا من أهل المشرق يقولون لك: اتق الله، وإن شئت فانهض. فقال: ويحكما، فيمن ولمن قالا: أنت قال: والله ما أحب أني لقيت الله عز وجل بمحجمة دم مسلم، وأن لي ما طلعت عليه الشمس. فلما أيسا منه قالا: إن معنا عشرين ألفاً تستعين بها. قال: لا حاجة لي بها. قالا: أعطها من رأيت. قال: أعطياها أنتما. فلما أيسا منه ذهبا ولحقا بالرشيد، فقال: ما أبالي ما أصنع بعد هذا. قال: فحج العمري في تلك السنة، فبينما هو في المسعى اشترى شيئاً، فإذا بالرشيد يسعى على دابته، فتعرض له العمري وأتاه حتى أخذ بلجام الدابة، فأهووا إليه، فكفهم الرشيد، وكلمه، يعني وعظه، فرأيت دموع الرشيد تسيل على معرفة دابته، ثم انصرف. وروى علي بن حرب الطائي، عن أبيه قال: مضى هارون الرشيد على

(12/213)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 214
حمار ومعه غلام إلى العمري فوعظه، فبكى الرشيد وحمل مغشياً عليه. قال إسماعيل بن أبي أويس: كتب عبد الله العمري إلى مالك، وابن أبي ذيب، وغيرهما بكتب أغلظ لهم فيها، وقال: أنتم علماء تميلون إلى الدنيا وتلبسون، وتدعون التقشف. فكتب له ابن أبي ذيب كتاباً أغلظ له، وجاوبه مالك جواب فقيه. وقيل إن العمري وعظ الرشيد، فتلقى قوله بنعم يا عم. فلما ذهب أتبعه الأمين والمأمون بكيسين فيهما ألف دينار، فلم يأخذها. وقال: هو أعلم بمن يفرقها عليه، ثم أخذ من الكيسين ديناراً، وقال: كرهت أن أجمع عليه سوء القول وسوء الفعل. وشخص إليه بعد ذلك إلى بغداد، فكره الرشيد مجيئه، وجمع العمريين وقال: مالي ولابن عمكم احتملته بالحجاز فأتى إلى دار ملكي يريد أن يفسد علي أوليائي. ردوه عني. قالوا: لا يقبل منا. فكتب إلى الأمير موسى بن عيسى أن يرفق به حتى يرده.) أحمد بن زهير: ثنا مصعب الزبيري قال: كان العمري جسيماً أصفر، لم يكن يقبل من السلطان ولا من غيره، ومن ولي من معارفه وأقاربه لا يكلمه. وقد ولي أخوه عمر المدينة وكرمان واليمامة، فهجره حتى مات. ما أدركت بالمدينة رجلاً أهيب عند السلطان والعامة منه. وكان ابن المبارك يصله فيقبل منه. قال: وقدم الكوفة يريد أن يخوف الرشيد بالله. فرجفت لقدومه الدولة، حتى لو كان نزل بهم مائة ألف من العدو، ما زاد من هيبته، فرجع من الكوفة، ولم يصل إليه. قال يحيى بن أيوب العابد: حدثني بعض أصحابنا قال: كتب مالك بن

(12/214)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 215
أنس إلى العمري: إنك بدوت، فلو كنت عند مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فكتب إليه: إني أكره مجاورة مثلك، إن الله لم يرك متغير الوجه فيه ساعة قط. وقيل: كانت أم العمري أنصارية، لم يكن يقبل من أحد شيئاً، ومن ولي دمشقياً من معارفه وأقاربه لا يكلمه. وقد ولي أخوه عمر بن عبد العزيز المدينة وكرمان واليمامة فهجره. ولم يكن أحد بالمدينة أهيب عند السلطان والعامة منه. وكان زاهداً، قوالاً بالحق، متألهاً، متعبداً، منعزلاً بناحية غربي المدينة. ويروى أن العمري كان يلزم المقبرة كثيراً، ومعه كتاب ينظر فيه، وقال: ليس شيء أوعظ من قبر، ولا أنس من كتاب. عمر بن شبة، ثنا أبو يحيى الزهري قال: قال عبد الله بن عبد العزيز عند موته: بنعمة ربي أحدث، لو أن الدنيا تحت قدمي ما يمنعني من أخذها إلا أن أزيل قدمي، ما أزلتها. إني لم أصبح أملك إلا سبعة دراهم ثمن لحا شجر فتلته بيدي. قال المسيب بن واضح: سمعت العمري الزاهد بمسجد منى يشير بيده ويقول:
(لله در ذوي العقول .......... والحرص في طلب الفضول)

(12/215)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 216
(سلاب أكسية الأرامل .......... واليتامى والكهول)

(والجامعين المكثرين .......... من الحيازة والغلول)

(وضعوا عقولهم من الدنيا .......... بمدرجة السيول)

(ولهوا بأطراف الفروع .......... وأغفلوا علم الأصول)
)
(وتتبعوا جمع الحطام .......... وفارقوا أثر الرسول)

(ولقد رأوا غيلان ريب .......... الدهر غولاً بعد غول)
أخبرنا أحمد بن سلامة كتابة، عن أبي الفضائل الكاغدي، أنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم، ثنا أحمد بن جعفر، نا أحمد بن الأبار، نا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم، نا سفيان قال: دخلت على العمري الصالح فقال: ما أحد يدخل علي أحب إلي منك، وفيك عيب. قلت: ما هو حب الحديث، أما إنه ليس من زاد الموت أو من إبزار الموت. وقال أبو المنذر إسماعيل بن عمر: سمعت أبا عبد الرحمن العمري الزاهد يقول: إن من غفلتك عن نفسك إعراضك عن الله بأن ترى ما يسخطه، فتجاوزه، ولا تأمر ولا تنهى عن المنكر خوفاً ممن لا يملك لك ضراً ولا نفعاً، من ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مخافة المخلوقين نزعت منه الهيبة، فلو أمر بعض ولده لاستخف به.

(12/216)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 217
قال محمد بن حرب المكي: قدم العمري فاجتمعنا إليه، فلما نظر إلى القصور المحروقة بالكعبة نادى بأعلى صوته: يا أصحاب القبور المشيدة اذكروا ظلمة القبور الموحشة، يا أهل التنعم والتلذذ اذكروا الذود والصديد، وبلاء الأجسام في التراب. ثم غلبة عيه فنام. أخبرنا إسحاق الأسدي، أنا ابن جميل، أنا الكاغدي، أنا أبو علي، أنا أبو نعيم، نا سليمان بن أحمد، نا إسحاق الخزاعي، نا الزبير بن بكار، ثنا سليمان بن محمد بن يحيى: سمعت عبد الله بن عبد العزيز العمري يقول: قال لي موسى بن عيسى: ينهى إلى المؤمنين أنك تشتمه وتدعو عليه، فبأي شيء استجزت ذلك قلت: أما شتمه فهو والله أكرم علي من نفسي، لقرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأما الدعاء عليه فوالله ما قلت اللهم إنه قد أصبح عبئاً ثقيلاً على أكتافنا، ولا تطيقه أبداننا، وقذى في جفوننا، لا تطرف عليه جفوننا، وشجى في أفواهنا لا تسيغه حلوقنا، فاكفنا مؤونته، وفرق بيننا وبينه. ولكن قلت: اللهم إن كان تسمى بالرشيد ليرد فأرشده، أو لغير ذلك فراجع به. اللهم إن له في الإسلام بالقياس على كل مؤمن حقاً، وله بنبيك قرابة ورحم، فقربه من كل خير، وباعده من كل سوء. وأسعدنا به، وأصلحه لنفسه ولنا. فقال موسى: رحمك الله أبا عبد الرحمن كذلك لعمري الظن بك.) أنبأنا ابن سلامة، عن أبي الفضائل عبد الرحيم بن محمد، أن أبا علي الحداد أخبرهم، أنا أبو نعيم الحافظ، ثنا سليمان بن أحمد، ثنا موسى بن

(12/217)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 218
محمد بن كثير الشريني، نا عبد الملك بن إبراهيم الجدي، نا عبد الله بن عبد العزيز العمري، عن أبي طوالة، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الزبانية أسرع إلى فسقة القرآن منهم إلى عبدة الأوثان، فيقولون: يبدأ بنا قبل عبدة الأوثان. فيقال: ليس من علم كمن لم يعلم، تفرد به العمري، وهو خبر منكر، وشيخ الطبراني لا أعرفه. قال مصعب الزبيري: مات العمري سنة أربع وثمانين ومائة، وله ست وستون سنة.
4 (عبد الله بن عبد القدوس التميمي السعدي الرازي س. ت.)
عن: عبد الملك بن عمير، وجابر الجعفي، وليث بن أبي سليم، وسليمان الأعمش. وعنه: عباد بن يعقوب الرواجني، وأحمد بن حاتم الطويل، ومحمد بن حميد، وعبد الله بن طاهر الرازيان، وجماعة. قال ابن معين: رافضي خبيث.

(12/218)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 219
وقال محمد بن مهران: لم يكن يعلم، وكان شبه المجنون، تصيح به الصبيان. وقال النسائي، وغيره: ضعيف. وقال أحمد بن عدي: عامة ما يرويه في فضائل أهل البيت.
4 (عبد الله بن عمر بن غانم الرعيني المغربي.)
أبو عبد الرحمن قاضي إفريقيا. روى: عن عبد الرحمن بن زياد، وإسرائيل بن يونس، وداوود بن قيس الفراء، ومالك بن أنس. وعنه: القعنبي. قال أبو داوود: أحاديثه مستقيمة. قلت: مولده سنة ثمان وعشرين ومائة، ولم أظفر له بوفاة. قال ابن حبان: يروى عن مالك ما لم يحدث به قط. لا يحل ذكر حديثه إلا على سبيل الاعتبار. روى عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعاً: الشيخ في بيته كالنبي في قومه.) وبه مرفوعاً: ما من شجرة أحب إلى الله من الحناء. حدثنا بهما علي بن حاتم القومسي، ثنا عثمان بن محمد بن حشيش القيرواني، نا

(12/219)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 220
عبد الله بن عمر بن غانم. قلت: فلعل البلية من عثمان.
4 (عبد الله بن المبارك بن واضح الحنظلي، مولاهم التركي، ثم المروزي ع. الحافظ، فريد)
الزمان وشيخ الإسلام.

(12/220)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 221
وكانت أمه خوارزمية. مولده سنة ثمان عشرة ومائة، وطلب العلم وهو ابن بضع عشرة سنة، وأقدم شيخ له الربيع بن أنس الخراساني. ورحل سنة إحدى وأربعين ومائة فلقي التابعين، وأكثر الترحال والتطواف إلى الغاية في طلب العلم والجهاد والحج والتجارة. روى عن: سليمان التميمي، وعاصم الأحول، وحميد، وهشام بن عروة، والجريري، وإسماعيل بن أبي خالد، والأعمش، وبريد بن عبد الله، وخالد الحذاء، ويحيى بن سعيد الأنصاري، والأجلح الكندي، وحسين المعلم، وحنظلة السدوسي، وحيوة بن شريح، وابن عون، وابن جريج، وموسى بن عقبة، وخلق من طبقتهم.

(12/221)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 222
ثم عن: الأوزاعي، والثوري، وشعبة، ومالك، والليث، وابن لهيعة، والحمادين، وطبقتهم. ثم عن: هشيم، وابن عيينة، وخلق من أقرانه. وصنف التصانيف النافعة. وعنه: معمر، والثوري، وأبو إسحاق الفزاري، وهم من شيوخه، وبقية، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبو داوود، وعبد الرزاق، ويحيى القطان، وعفان، وحبان بن موسى، ويحيى بن معين، وأبو بكر بن شيبة، وأحمد بن منيع، وعلي بن حجر، والحسن بن عيسى، والحسين بن الحسن المروزي، والحسن بن عرفة. وقع لنا حديثه عالياً من جزئه، وأقرب ذلك وأعلاه اليوم من جزء ابن عرفة. قال ابن مهدي: الأئمة أربعة: مالك، والثوري، وحماد بن زيد، وابن المبارك. وقال ابن مهدي: ابن المبارك أفضل من الثوري. وقال ابن مهدي: ثنا ابن المبارك، وكان نسيج وحده. وقال أحمد بن حنبل: لم يكن في زمان ابن المبارك أطلب للعلم منه.) وعن شعيب بن حرب قال: ما لقي ابن المبارك مثل نفسه.

(12/222)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 223
وقال شعبة: ما قدم علينا مثل ابن المبارك. وقال أبو إسحاق الفزاري: ابن المبارك إمام المسلمين. وقال يحيى بن معين: كان ثقة متثبتاً، وكتبه نحو من عِشرين ألف حديث. وقال يحيى بن آدم: كنت إذا طلبت الدقيق من المسائل فلم أجده في كتب ابن المبارك آيست منه. وعن إسماعيل بن عياش قال: ما على وجه الأرض مثل ابن المبارك. قال العباس بن مصعب المروزي: جمع ابن المبارك الحديث، والفقه، والعربية، وأيام الناس، والشجاعة، والسخاء، ومحبة الفرق له. وقال أبو أسامة: ما رأيت رجلاً أطلب للعلم في الآفاق منه. وقال شعيب بن حرب: سمعت سفيان الثوري يقول: لو جهدت جهدي أن أكون في السنة ثلاثة أيام على ما عليه ابن المبارك لم أقدر. وقال ابن معين: سمعت عبد الرحمن يقول: كان ابن المبارك أعلم من الثوري.

(12/223)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 224
وقال أبو أسامة: ابن المبارك في المحدثين مثل أمير المؤمنين في الناس. قال أسود بن سالم: إذا رأيت من يغمز ابن المبارك فاتهمه على الإسلام. وقال الحسن بن عيسى بن ماسرجس: اجتمع جماعة مثل الفضل بن موسى، ومخلد بن الحسين، ومحمد بن النضر وقالوا: تعالوا حتى نعد خصال ابن المبارك من أبواب الخير، فقالوا: العلم، والفقه، والأدب، والنحو، واللغة، والزهد، والشعر، والفصاحة، وقيام الليل، والعبادة، والحج، والغزو، والشجاعة، والفروسية، والقوة، وترك الكلام فيما لا يعنيه، والإنصاف، وقلة الخلاف على أصحابه. قال نعيم بن حماد: قال رجل لابن المبارك: قرأت البارحة القرآن في ركعة. فقال ابن المبارك: لكني أعرف رجلاً لم يزل البارحة يردد ألهاكم التكاثر إلى الصبح ما قدر أن يتجاوزها، يعني نفسه. قال نعيم: كان ابن المبارك إذا قرأ كتاب الرقاق يصير كأنه ثور يخور من البكاء. روى العباس بن مصعب الحافظ، عن إبراهيم بن إسحاق البناني، عن ابن المبارك قال: حملت) العلم عن أربعة آلاف شيخ، ورويت عن ألف. قال العباس: فتتبعتهم حتى بقي لي ثمانمائة شيخ له. وقال حبيب الجلاب: سألت ابن المبارك: ما خير ما أعطي الإنسان، قال: غريزة عقل.

(12/224)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 225
قلت: فإن لم يكن قال: حسن أدب. قلت: فإن لم يكن قال: أخ شفيق يستشيره. قلت: فإن لم يكن قال: صمت طويل. قلت: فإن لم يكن قال: موت عاجل. وقال عبدان بن عثمان: قال عبد الله: إذا غلبت محاسن الرجال على مساوئه لم تذكر المساويء، وإذا غلبت المساويء على المحاسن لم تذكر المحاسن. قال نعيم: سمعت ابن المبارك يقول: عجبت لمن يطلب العلم كيف تدعوه نفسه إلى مكرمة. وقال عبدان بن عثمان: سمعته يقول: ولدت سنة تسع عشرة ومائة. قال العباس بن مصعب: كان عبد الله لرجل تاجر من همدان من بني حنظلة، فكان إذا قدم همدان يخضع لولده ويعظهم. وقال: وعن ابن المبارك قال: لنا في صحيح الحديث شغل عن سقيمه. وقال عبد الله بن إدريس: كل حديث لا يعرفه ابن المبارك فنحن منه براء. نعيم بن حماد: سمعت ابن المبارك يقول: قال لي أبي: أين وجدت كتبك حرقتها. قلت: وما علي من ذلك وهو في صدري.

(12/225)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 226
وقال علي بن الحسن بن شقيق: قمت لأخرج مع ابن المبارك في ليلة باردة من المسجد، فذاكرني عند الباب بحديث، أو ذاكرته، فما زال يذاكرني وأذاكره حتى جاء المؤذن لصلاة الصبح. وقال فضالة الفسوي: كنت أجالسهم في الكوفة، فإذا تشاجروا في حديث قالوا مروا إلى هذا) الطبيب حتى نسأله، يعنون ابن المبارك. قال وهب بن زمعة: حدث جرير بن عبد الحميد بحديث عن ابن المبارك، فقالوا له: يا أبا عبد الحميد، تحدث عن عبد الله، وقد لقيت منصور بن المعتمر، فغضب وقال: أين مثل عبد الله، حمل علم خراسان، وأهل العراق، وأهل الحجاز، وأهل اليمن، وأهل الشام. أحمد بن علي الحواري قال: جاء رجل من بني هاشم إلى ابن المبارك ليسمع منه، فأبى أن يحدثه، فقال الهاشمي لغلامه: يا غلام قم، أبو عبد الرحمن لا يرى أن يحدثنا. فلما قام ليركب، جاء ابن المبارك ليمسك بركابه، فقال: يا أبا عبد الرحمن لا ترى أن تحدثني وتمسك بركابي فقال: أذل لك بدني ولا أذل لك الحديث. المسيب بن واضح: سمعت ابن المبارك وسأله رجل: عمن نأخذ فقال: قد تلقى الرجل ثقة يحدث عن غير ثقة. وتلقى الرجل غير ثقة يحدث عن ثقة. ولكن ينبغي أن تكون ثقة عن ثقة. قال علي بن إسحاق بن إبراهيم: قال سفيان بن عيينة: تذكرت أمر الصحابة وأمر عبد الله بن المبارك، فما رأيت لهم عليه فضلاً إلا بالصحبة وبجهادهم. عن محمد بن أعين: سمعت الفضيل بن عياض يقول: ورب هذا البيت ما رأت عيناي مثل عبد الله بن المبارك.

(12/226)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 227
عثمان الدارمي: سمعت نعيم بن حماد قال: ما رأيت ابن المبارك يقول قط: حدثنا، كان يرى أنا أوسع، وكان لا يرد على أحد حرفاً إذا قرأ. وقال نعيم: ما رأيت أعقل من ابن المبارك، ولا أكثر اجتهاداً في العبادة منه. عبد الله بن سنان قال: قدم ابن المبارك مكة وأنا بها، فلما أن خرج شيعه ابن عيينة والفضيل وودعاه، وقال أحدهما: هذا فقيه أهل المشرق، فقال الآخر: وفقيه أهل المغرب. الحسن بن الربيع قال: قال ابن المبارك في حديث ثوبان استقيموا لقريش ما استقاموا لكم. يفسره حديث أم سلمة لا تقتلوهم ما صلوا. وعن ابن المبارك في الإرجاء قال: عن ابن شوذب، عن سلمة بن كهيل، عن هزيل بن شرحبيل قال: قال عمر بن الخطاب: لو وزن إيمان أبي بكر بإيمان أهل الأرض لرجح، بلى إن الإيمان يزيد. نعيم بن حماد: سمعت ابن المبارك يقول: السيف الذي كان بين الصحابة كان فتنة، ولا أقول) لأحد منه مفتون. قال عبد العزيز بن أبي رزمة: لم تكن خصلة من خصال الخير إلا

(12/227)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 228
جمعت في ابن المبارك: حسن خلق، وحسن صحبة، والزهد، والورع، وكل شيء. وقيل: سئل ابن المبارك: من السفلة قال الذي يدور على القضاة يطلب الشهادات. وعنهقال: إن البصراء لا يأمنون من أربع خصال: ذنب قد مضى لا يدرى ما يصنع الرب فيه، وعمر قد بقي لا يدرى ما فيه من الهلكات، وفضل قد أعطي لعله مكر واستدراج، وضلالة قد زينت له يراها هدى، وزيغ قلب ساعة، فقد يسلب دينه ولا يشعر. وعنه قال: لا أفضل من السعي على العيال حتى ولا الجهاد. أبو صالح: سمعت ابن المبارك يقول: لا يستحب على عالم إلا بذنب. محبوب بن موسى الأنطاكي: سمعت ابن المبارك يقول: من يبخل بالعلم ابتلي بثلاث: إما أن يموت فيذهب علمه، أو ينسى، أو يتبع السلطان. منصور بن نافع، صاحب لابن المبارك، قال: كان عبد الله يتصدق لمقامه ببغداد كل يوم بدينار. وعن عبد الكريم السكري قال: كان عبد الله يعجبه إذا قرأ القرآن أن يكون دعاؤه في السجود. إبراهيم بن نوح الموصلي قال: لما قدم الرشيد عين زربة أمر أبا

(12/228)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 229
سليم أن يأتيه بابن المبارك. قال أبو سليمان: فقلت: لا آمن أن يجيب الرشيد بما يكره فيقتله، فقلت: يا أمير المؤمنين هو رجل غليظ الطباع، جلف، فأمسك الرشيد. الفضل الشعراني: ثنا عبدة بن سليمان: سمعت رجلاً يسأل ابن المبارك عن الرجل: يصوم يوماً ويفطر يوماً. قال: هذا رجل يضيع نصف عمره وهو لا يدري، أي لم لا يصومها. قلت: فلعل عبد الله لم يمر له حديث أفضل الصوم صوم داوود. وقال أبو وهب: سألت ابن المبارك: ما الكبر قال: أن تزدري الناس. وسألته عن العجب قال: أن ترى أن عندك شيء ليس عند غيرك، لا أعلم في المصلين شيئاً شراً من العجب. وقال إبراهيم بن شماس: قال ابن المبارك: ما بقي على ظهر الأرض عندي أفضل من) الفضيل بن عياض. حاتم بن الجراح: سمعت علي بن الحسن بن شقيق: سمعت ابن المبارك. وسأله رجل قال: قرحة خرجت في ركبتي مذ سبع سنين وقد عالجتها بأنواع العلاج، وسألت الأطباء، فلم أنتفع به. قال: إذهب واحفر بئراً في مكان حاجة إلى الماء، فإني أرجو أن ينبع هناك عيناً ويمسك عنك الدم.

(12/229)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 230
قال: ففعل الرجل، وبرأ. وقال أحمد بن حنبل: كان ابن المبارك يحدث من كتاب، فلم يكن له سقط كبير، وكان وكيع يحدث من حفظه، فكان يكون له سقط، كم يكون حفظ الرجل. وروى غير واحد أن ابن المبارك سئل: إلى متى تكبت العلم قال: لعل الكلمة التي أنتفع بها لم أكتبها بعد. أخبرنا اليونيني، وابن الفراء قالا: أنا ابن صباح، وأنا يحيى بن الصواف، أنا محمد بن عماد قالا: أنا ابن رفاعة، أنا الخلعي، أخبرنا ابن الحجاج، أنا أبو الفضل محمد بن عبد الرحمن الرملي، نا العباس بن الفضل الأسفاطي، نا أحمد بن يونس. سمعت ابن المبارك قرأ شيئاً من القرآن ثم قال: من زعم أن هذا مخلوق فقد كفر بالله العظيم. قال عمرو الناقد: سمعت ابن عيينة يقول: ما قدم علينا أحد يشبه ابن المبارك، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة. قال المسيب بن واضح: سمعت أبا إسحاق الفزاري يقول: ابن المبارك إمام المسلمين أجمعين. وقال موسى التبوذكي: سمعت سلام بن عطية يقول لابن المبارك: ما خلف بالشرق مثله. وقال القواريري: لم يكن عبد الرحمن بن مهدي يقدم أحداً في الحديث على مالك، وابن المبارك.

(12/230)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 231
وهب بن زمعة: نا معاذ بن خالد قال: تعرضت إلى إسماعيل بن عياش بابن المبارك فقال: ما على وجه الأرض مثله. ولا أعلم أن الله خلق خصلة من خصال الخير إلا وقد جعلها في ابن المبارك. ولقد حدثني أصحابي أنهم صحبوه إلى مكة من مصر، فكان يطعمهم الخبيص وهو الدهر صائم.) وقال المسيب: سمعت معتمر بن سليمان يقول: ما رأيت مثل ابن المبارك، تصيب عنده الشيء الذي لا يصاب عند أحد. وقال جعفر الطيالسي: سألت ابن معين عن ابن المبارك فقال: ذاك أمير المؤمنين. وقال النسائي: أثبت أصحاب الأوزاعي ابن المبارك. سويد بن سعيد: رأيت ابن المبارك أتى زمزم فملأ إناء، ثم استقبل الكعبة وقال: اللهم إن ابن أبي الموال، ثنا، عن ابن المنكدر، عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ماء زمزم لما شرب له. وهذا أشربه لعطشي يوم القيامة، كذا. والمحفوظ ما رواه الحسن بن عيسى وقال فيه: اللهم إن عبد الله بن المؤمل، عن أبي الوضيء، عن جابر، فذكره. محمد بن النضر بن مساور، نا أبي: قلت لابن المبارك: هل تحفظ الحديث قال: ما تحفظت حديثاً قط، إما أخذ الكتاب فأنظر، فما اشتهيته علق بقلبي.

(12/231)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 232
وقال عبدان: قال ابن المبارك في التدليس قولاً شديداً، ثم أنشد:
(دلس للناس أحاديثه .......... والله لا يقبل تدليساً)
وعن ابن المبارك: من استخف بالعلماء ذهبت أخرته، ومن استخف بالأمر ذهبت دنياه، ومن استخف بالأخوان ذهبت مروءته. عن أشعث بن شعبة المصيصي قال: قدم الرشيد الرقة، فانجفل الناس خلف ابن المبارك، وتقطعت النعال، وأرتفعت الغبرة، فأشرفت أم ولد للخليفة فقالت: هذا والله الملك لا ملك هارون الذي لا يجمع الناس إلا بشرط وأعوان. أبو حاتم الرازي: سمعت عبدة بن سليمان المروزي يقول: كنا في سرية مع ابن المبارك في بلاد الروم. فصادفنا العدو، ولما التقى الجمعان خرج رجل للمبارزة، فبرز إليه رجل فقتله، ثم آخر فقتله، ثم آخر فقتله، ثم دعا إلى البراز، فخرج إليه رجل فطارده ساعة، ثم طعنه فقتله، فازدحم الناس، فزاحمت فإذا هو ملثم وجهه، فأخذت بطرف ثوبه فمدته، فإذا هو عبد الله بن المبارك، فقال: وأنت يا أبا عمرو ممن يشنع علينا. وقال محمد بن المثنى: ثنا عبد الله بن سنان قال: كنت مع ابن المبارك، والمعتمر بن سليمان بطرسوس، فصاح الناس النفير، فخرج ابن المبارك والناس، فلما اصطف المسلمون والعدو) خرج رومي وطلب البراز، فخرج إليه رجل، فشد العلج على المسلم فقتله، حتى قتل ستة من المسلمين، وجعل يتبختر بين الصفين يطلب المبارزة، ولا يخرج إليه أحد. قال: فالتفت إلي ابن المبارك وقال: يا فلان، إن حدث بن الموت فافعل كذا وكذا. وحرك دابته وبرز للعلج، فعالج معه ساعة فقتل العلج، وطلب

(12/232)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 233
المبارزة، فبرز إليه علج آخر فقتله، حتى قتل ستة علوج، وطلب البراز. قال: فكأنهم كاعوا عنه فضرب دابته، وطرد بين الصفين وغاب. فلم نشعر بشيء إذ أنا بابن المبارك في الموضع الذي كان. فقال لي: يا أبا عبد الله، لإن حدثت بهذا أحداً وأنا حي، وذكر كلمة. قال الحاكم: أخبرني محمد بن أحمد بن عمر، نا محمد بن المنذر: حدثني عمر بن سعيد الطائي، نا عمر بن حفص الصوفي بمنبج قال: سار ابن المبارك من بغداد يريد المصيصة، فصحبه الصوفية فقال لهم: أنتم لكم أنفس تحتشمون أن تنفق عليكم، يا غلام، هات الطست. فألقى على الطست منديلاً ثم قال: يلقي كل رجل منكم تحت المنديل ما معه. قال: فجعل الرجل يلقي عشرة دراهم، والرجل يلقي عشرين درهماً. قال: فأنفق عليهم إلى المصيصة. فلما بلغ المصيصة قال: هذه بلاد نفيِر، وقسم ما بقي، فجعل يعطي الرجل عشرين ديناراً، فيقول يا أبا عبد الرحمن: إنما أعطيت عشرين درهماً، فيقول: وما تذكر أن الله يبارك للغازي في نفقته. أحمد بن الحسن المقريء: ثنا عبد الله بن أحمد الدورقي: سمعت محمد بن علي بن الحسن بن شقيق: سمعت أبي قال: كان ابن المبارك إذا كان وقت الحج اجتمع إليه إخوته من أهل مرو، ويقولون: نصحبك، فيقول: هاتوا نفقاتكم، فيجعلها في صندوق، ثم يكتري لهم ويطعمهم أطيب الطعام والحلواء، فإذا وصلوا إلى الحرمين يقول لكل منهم: ما أمرك عيالك أن تشتري لهم فيقول: كذا وكذا. ثم لا يزال ينفق عليهم حتى يصيروا إلى مرو. قال: فيجصص دورهم، ويصنع لهم وليمة بعد ثلاث، ثم يكسوهم. فإذا أكلوا وشربوا دعا بالصندوق، ويدفع إلى كل رجل منهم صرته عليها اسمه.

(12/233)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 234
وأخبرني خادمه أنه عمل آخر سفرة سافرها دعوة، فقدم إلى الناس خمسة وعشرين خواناً فالوذج. قال علي بن خشرم: حدثني سلمة بن سليمان قال: جاء رجل إلى ابن المبارك وسأله أن يقضي) عنه ديناً، فكتب إلى وكيله فلما ورد عليه الكتاب قال للرجل: كم دينك الذي سألت قال: سبعمائة درهم. قال: فكتب إلى ابن المبارك: إن هذا سألك وفاء سبعمائة درهم، وقد كتبت إلي بسبعة آلاف درهم، وقد فنيت الغلات. فكتب إليه عبد الله: إن كانت الغلات فنيت فإن العمر أيضاً قد فني، فأجر له ما سبق به قلمي. وروى مثلها أبو الشيخ الحافظ: نا أحمد بن إبراهيم، نا علي بن محمد بن روح: سمعت المسيب بن وضاح قال: كنت عند ابن المبارك، فكلموه في رجل عليه سبعمائة درهم، وذكر الحكاية. وفيها أن كاتبه لما راجعه في ذلك أضعف السبعة آلاف. وفي حكاية أخرى أن ابن المبارك قضى عن شاب عشرة آلاف درهم. قال الفتح بن شخرف: نا عباس بن يزيد، نا حبان بن موسى قال: عوتب ابن المبارك فيما يفرق من الأموال في البلدان، ولا يفعل في مرو إني أعرف مكان قوم لهم فضل وصدق، طلبوا الحديث فأحسنوا الطلب يحتاج الناس إليهم، احتاجوا، فإن تركتهم ضاع علمهم، وإن أعناهم بثوا العلم، ولا أعلم بعد النبوة أفضل من بث العلم. إبراهيم بن بشار الخراساني: سمعت علي بن الفضيل يقول: سمعت

(12/234)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 235
أبي يقول لابن المبارك: تأمرنا بالزهد والتعلل، ونراك تأتي بالبضائع إلى البلد الحرام، كيف هذا قال: إنما أفعل ذلك لأصون به وجهي، وأكرم به عرضي، وأستعين به على الطاعة لا أرى لله حقاً إلا سارعت إليه. فقال له أبي: ما أحسن ذا إن تم. وقال نعيم بن حماد: كان ابن المبارك يكثر الجلوس في بيته، فقيل له: ألا تستوحش فقال: كيف استوحش وأنا مع النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه. قال عبيد الله بن جناد: قال لي عطاء بن مسلم: رأيت ابن المبارك قلت: نعم قال: ما رأيت ولا ترى مثله. وقال عبيد بن جناد: سمعت العمري يقول: ما في دهرنا من يصلح لهذا الأمر إلا ابن المبارك. وقال شقيق البلخي: قيل لابن المبارك: إذا صليت معنا لم تقف. قال: أجلس مع الصحابة والتابعين، فما أصنع معكم، أنتم تغتابون الناس.) وعن ابن المبارك: ليكن الذي تعتمدون عليه الأثر، وخذوا من الرأي ما يفسر لكم الحديث. وكان قد تفقه بأبي حنيفة، وغيره.

(12/235)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 236
وعنه قال: حب الدنيا في القلوب، والذنوب قد احتوشته، فمتى يصل إليه الخير وعنه قال: لو أن رجلاً إتقى مائة شيء، ولم يتق شيئاً واحداً، لم يكن من المتقين، ولو تورع عن مائة شيء، سوى شيء، لم يكن من الورعين، ومن كانت فيه خلة من الجهل، كان من الجاهلين. أما سمعت الله يقول لنوح عليه السلام في شأن ابنه: إني أعظك أن تكون من الجاهلين. وسئل: من الناس قال: العلماء قيل: فمن الملوك قال: الزهاد قيل: فمن الغوغاء قال: خزيمة وأصحابه قيل: فمن السفهاء قال: الذين يعيشون برأيهم وعنه قال: ليكن مجلسك مع المساكين، وإياك أن تجلس مع صاحب بدعة. وعنه قال: إذا عرف الرجل نفسه صار أذل من كلب. قال أبو أمية الأسود: سمعت عبد الله يقول: أحب الصالحين ولست منهم، وأبغض الطالحين وأنا شر منهم. ثم أنشأ يقول:

(12/236)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 237
(الصمت أزين بالفتى .......... من منطق في غير حينه)

(والصدق أجمل بالفتى .......... في القول عندي من يمينه)

(وعلم الفتى بوقاره .......... سمة تلوح على جبينه)

(فمن الذي يخفى عليك .......... إذا نظرت إلى قرينه)

(رب امريء متيقن .......... غلب الشقاء على يقينه)

(فأزاله عن رأيه .......... فابتاع دنياه بدينه)
) قال ابن المبارك: رب عمل صغير تكبره النية، ورب عمل كبير تصغره النية. وقال الحسن بن الربيع: لما احتضر ابن المبارك في السفر قال: أشتهي سويقاً، فطلبناه له، فلم نجده إلا عند رجل كان يعمل للسلطان، فذكرناه لعبد الله فقال: دعوه. فمات ولم يشربه. قال العلاء بن الأسود: ذكر جهم عند ابن المبارك فقال:
(عجبت لشيطان أتى الناس داعياً .......... إلى النار واشتق اسمه من جهنم)
قال علي بن الحسن بن شقيق: سمعت ابن المبارك يقول: إنا لنحكي كلام اليهود والنصارى، ولا نستطيع أن نحكي كلام الجهمية. أخبرنا إسحاق بن طارق: أنا ابن خليل، نا عبد الرحيم بن محمد، نا أبو علي المقريء، أنا أبو نعيم الحافظ، نا إبراهيم بن عبد الله، نا محمد بن

(12/237)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 238
إسحاق: سمعت أبا يحيى: سمعت علي بن الحسن بن شقيق يقول: قلت لابن المبارك: كيف تعرف ربنا عز وجل قال: في السماء على العرش، ولا نقول كما قالت الجهمية: هو معنا ههنا. قال أبو صالح الفراء: سألت ابن المبارك عن كتابة العلم، فقال: لولا الكتاب ما حفظنا. وسمعته يقول: الحبر في الثوب خلوق العلماء. وقال: تواطؤ الجيران على شيء أحب إلي من عدلين. ويقال: مر ابن المبارك براهب عند مقبرة ومزبلة، فقال: يا راهب عندك كنز الرجال، وكنز الأموال، وفيهما معتبر. وقد كان ابن المبارك غنياً شاكراً، رأس ماله نحو من أربعمائة ألف. قال حيان بن موسى: رأيت سفرة ابن المبارك حملت على عجلة. وقال أبو إسحاق الطالقاني: رأيت بعيرين محملين دجاجاً مشوياً لسفرة ابن المبارك. وروى عبد الله بن عبد الوهاب، عن ابن سهم الأنطاكي قال: كنت مع ابن المبارك، فكان يأكل كل يوم، فيشوى له جدي، ويتخذ له فالوذج، فقيل له في ذلك، فقال: إني دفعت إلى وكيلي ألف دينار، وأمرته أن يوسع علينا. قال الحسن بن حماد: دخل أو أسامة على ابن المبارك، فوجد في وجهه أثر الضر، فلما خرج بعث إليه أربعة آلاف درهم وكتب إليه:
(وفتى خلا من ماله .......... ومن المروءة غير خالي)
)
(أعطاك قبل سؤاله .......... فكفاك مكروه السؤال)
قال المسيب بن وضاح: أرسل ابن المبارك إلى أبي بكر بن عياش أربعة آلاف درهم وقال: سد بها فتنة القوم عنك. وقال علي بن خشرم: قلت لعيسى بن يونس: كيف فضلكم ابن

(12/238)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 239
المبارك ولم يكن؟ بأسن منكم قال: كان يقدم ومعه الغلمان الخراسانية، والبزة الحسنة، فيصل العلماء ويعطيهم، وكنا لا نقدر على ذلك. وقال نعيم بن حماد: قدم ابن المبارك ليلة على يونس بن يزيد، ومعه غلام مفرغ لضرب الفالوذج، يتخذه للمحدثين. أنبأنا أحمد بن سلامة، عن عبد الرحيم بن محمد، أنا الحسن بن أحمد، أنا أبو نعيم، نا عبد الله بن جعفر، ثنا إسماعيل بن عبد الله، نا نعيم بن حماد، نا الوليد بن مسلم، نا ابن المبارك، عن خالد الحذاء، عن عكرمة، عن ابن عباس: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: البركة مع أكابركم. فقلت للوليد: أين سمعته من ابن المبارك قال: في الغزو. وبه إلى أبي نعيم: في أحمد بن جعفر بن حمدان البصري، ثنا عبد الله بن أحمد الدورقي، نا أحمد بن جميل، ثنا ابن المبارك: حدثني صفوان بن عمرو، أن أبا المثنى المليكي حدثه، عن عتبة بن عبد رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: القتلى ثلاثة: رجل مؤمن جاهد بنفسه وماله في سبيل الله، حتى إذا لقي العدو قاتلهم حتى يقتل، فذلك الممتحن في خيمة الله تحت عرشه، لا يفضله النبيون إلا بدرجة النبوة ورجل مؤمن فرق على نفسه من الذنوب والخطايا، جاهد بنفسه وماله حتى إذا لقي العدو قتل، فتلك مضمضة أي مطهرة محت ذنوبه وخطاياه، إن السيف محاء للخطايا، وأدخل من أي أبواب الجنة شاء، فإن لها ثمانية أبواب، ولجهنم سبعة ورجل منافق جاهد بنفسه وماله، حتى إذا لقي العدو قاتل فقتل، فذلك في النار، إن السيف لا يمحو النفاق.

(12/239)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 240
وبه قال أبو نعيم، وناه سليمان بن أحمد، ومحمد بن معمر في جماعة قالوا: أنا أبو شعيب الحراني، ثنا يحيى البابلتي، ثنا صفوان بن عمر بهذا. وقد كان عبد الله بن المبارك رضي الله عنه من فحول الشعراء المحسنين. قال عبد الله بن محمد قاضي نصيبين: حدثني محمد بن إبراهيم بن أبي سكينة: أملى علي ابن) المبارك بطرسوس، وودعته، وأنفذها معي إلى الفضيل بن عياض في سنة سبع وسبعين ومائة هذه الأبيات:
(يا عابد الحرمين لو أبصرتنا .......... لعلمت أنك في العبادة تلعب)

(من كان يخضب جيده بدموعه .......... فنحورنا بدمائنا تتخضب)

(أو كان يتعب خيله في باطل .......... فخيولنا يوم الصبيحة تتعب)

(وريح العبير لكم ونحن عبيرنا .......... رهج السنابك والغبار الأطيب)

(ولقد أتانا من مقال نبينا .......... قول صادق لا يكذب)

(لا يستوي وغبار خيل الله في .......... أنف أمريء ودخان نار تلهب)

(هذا كتاب الله ينطق بيننا .......... ليس الشهيد بميت لا يكذب)
فلقيت الفضيل بكتابه في الحرم، فلما قرأه ذرفت عيناه ثم قال: صدق

(12/240)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 241
أبو عبد الرحمن ونصح. وروى إسحاق بن سنين لعبد الله بن المبارك:
(إني امرؤ ليس في ديني لغامزه .......... لين ولست على الإسلام طعانا)

(فلا أسب أبا بكر ولا عمراً .......... ولن أسب معاذ الله عثمانا)

(ولا ابن عم رسول الله اشتم .......... حتى ألبس تحت الترب أكفانا)

(ولا الزبير حواري الرسول ولا .......... أهدي لطلحة شتماً عز أو هانا)

(ولا أقول علي في السحاب إذاً .......... قد قلت والله ظلماً ثم عدوانا)

(ولا أقول بقول لاجهم إن له .......... قولاً يضارع أهل الشرك أحيانا)

(ولا أقول تخلى من خليقته .......... رب العباد وولى الأمر شيطانا)

(ما قال فرعون هذا في تجبره .......... فرعون موسى ولا هامان طغيانا)
وهي قصيدة طويلة. ومنها قوله:
(الله يدفع بالسلطان معضلة .......... عن ديننا رحمة منه ورضوانا)

(لولا الأئمة لم تأمن لنا سبل .......... وكان أضعفنا نهباً لأقوانا)
قيل: إن الرشيد أعجبه هذا، فلما بلغه موت ابن المبارك بهيت قال: إنا لله وإنا إليه راجعون، يا فضل إئذن للناس يعزونا في ابن المبارك.) أليس هو القائل: الله يدفع بالسلطان معضلة. وذكر البيتين من الذي يسمع هذا من ابن المبارك ولا يعرف حقنا. قال ابن سهم الأنطاكي: سمعت ابن المبارك رضي الله عنه ينشد:
(وطارت الصحف في الأيدي منشرة .......... فيها السرائر والجبار مطلع)

(12/241)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 242
(فكيف تهون والأنباء واقعة .......... عما قيل ولا تدري بما تقع)

(إما الجنان وعيش لا انقضاء له .......... أم الجحيم فلا تبقي ولا تدع)

(تهوي بساكنها طوراً وترفعه .......... إذا رجوا مخرجاً من غمها قمعوا)

(لينفع العلم قبل الموت عالمه .......... قد سال بها الرجعي فما رجعوا)
ومنها وهي طويلة:
(فكيف قرت لأهل العلم أعينهم .......... أو استلذوا لذيذ النوم أو هجعوا)

(والنار ضاحية لا بد موردها .......... وليس يدرون من ينجو ومن يقع.)
قال سلم الخواص: أنشدنا ابن المبارك:
(رأيت الذنوب تميت القلوب .......... ويتبعها الذل إدمانها)

(وترك الذنوب حياة القلوب .......... وخير لنفسك عصيانها)

(وهل بدل الدين إلا الملوك .......... وأحبار سوء ورهبانها)

(وباعوا النفوس ولم يربحوا .......... ببيعهم النفس أثمانها)

(لقد رتع القوم في جيفة .......... يبين لذي اللب إنتانها)
قال أحمد بن جميل المروزي: قيل لابن المبارك: إن ابن علية قد ولي الصدقة، فكتب إليه:
(يا جاعل العلم له بازياً .......... يصطاد أموال المساكين)

(احتلت للدنيا ولذاتها .......... بحيلة تذهب بالدين)

(فصرت مجنوناً بها بعدما .......... كنت دواء للمجانين)

(أين رواياتك في سردها .......... عن ابن عون وابن سيرين)

(أين رواياتك فيما مضى .......... في ترك أبواب السلاطين)
)

(12/242)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 243
(إن قلت أكرهت فماذا كذا .......... زل جمار العلم في الطين)
ولابن المبارك:
(جربت نفسي فما وجدت لها .......... من بعد تقوى الإله كالأدب)

(في كل حالاتها وإن كرهت .......... أفضل من صمتها عن الكذب)

(أو غيبة الناس إن غيبتهم .......... حرمها ذو الجلال في الكتب)

(قلت لها طائعاً وإكراهاً .......... الحلم والعلم زين ذي الحسب)

(إن كان من فضة كلامك يا .......... نفس فإن السكوت من ذهب)
قال السراج الثقفي: أنشدني يعقوب بن محمد لابن المبارك رضي الله عنه:
(أبإذن نزلت بي يا شيب .......... أي عيش وقد نزلت يطيب)

(وكفى الشيب واعظاً غير أني .......... آمل العيش والممات قريب)

(كم أنادي الشباب إذ بان مني .......... وندائي مولياً ما يجيب)
وله:
(يا عائب الفقر ألا تزدجر .......... عيب الغنى أكثر لو تعتبر)

(م شرف الفقر ومن فضله .......... على الغنى إن صح منك النظر)

(إنك تعصي لتنال الغنى .......... وليس تعصي الله كي تفتقر)
وقال حبان بن موسى: سمعت عبد الله بن المبارك ينشد:
(كيف القرار وكيف يهدأ مسلم .......... والمسلمات مع العدو المعتدي)

(12/243)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 244
(الضاربات خدودهن برنة .......... الداعيات نبيهن محمد)

(القائلات إذا خشين فضيحة .......... جهد المقالة ليتنا لم نولد)

(ما تستطيع وما لها من حيلة .......... إلا التستر من أخيها باليد)
وله:
(كل عيش قد أراه نكراً .......... غير ركز الرمح في في الفرس)

(وركوبي في ليال في الدجى .......... أحرس القوم وقد نام الحرس)
أبو إسحاق الطالقاني قال: كنا عند عبد الله فانهد القهندز، فأتي بسنين، فوجد وزن أحديهما منوان، فقال عبد الله بن المبارك رحمه الله:)
(أتيت بسنين قد رمتا .......... من الحصن لما أثاروا الدفينا)

(على وزن منوين إحداهما .......... تقل به الكف شيئاً رزينا)

(ثلاثون سناً على قدرها .......... تباركت يا أحسن الخالقينا)

(12/244)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 245
(فماذا يقوم لأفواهها .......... وما كان يملأ تلك البطونا)

(إذا ما تذكرت أجسامهم .......... تصاغرت النفس حتى تهونا)

(وكل على ذاك ذاق الردى .......... فبادوا جميعاً فهم هامدونا)
ومن طرق، عن ابن المبارك، ويقال بل هي لحميد النخوي:
(اغتنم ركعتين زلفى إلى الله .......... إذا كنت فارغاً مستريحاً)

(وإذا ما هممت بالنطق بالباطل .......... فاجعل مكانه تسبيحاً)

(12/245)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 246
(فاغتنام السكوت أفضل من .......... خوض وإن كنت بالكلام فصيحاً)
عبدان بن عثمان، عن ابن المبارك أنه كان يتمثل:
(وكيف تحب أن تدعى حليماً .......... وأنت لكل ما تهوى ركوب)

(العبد عبد النفس في شهواتها .......... والحر يشبع مرة ويجوع)
قال أحمد بن عبد الله العجلي: حدثني أبي قال: لما احتضر ابن المبارك جعل رجل يلقنه: قل لا إله إلا الله، وأكثر عليه، فقال: لست تحسن وأخاف أن تؤذي مسلماً بعدي إذا لقنتني فقلت: لا إله إلا الله ثم لم أحدث كلاماً بعدها فدعني، فإذا أحدثت كلاماً بعدها فلقني حتى تكون آخر كلامي. وقيل إن الرشيد لما بلغه موت ابن المبارك قال: مات اليوم سيد العلماء. قال عبدان بن عثمان: خرج عبد الله إلى العراق أول شيء سنة إحدى وأربعين ومائة، ومات بهيت وعانات في رمضان سنة إحدى وثمانين ومائة. وقال حسن بن الربيع: قال لي ابن المبارك قبل أن يموت: أنا ابن ثلاث وستين.

(12/246)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 247
وقال أحمد بن حنبل: ذهبت لأسمع من ابن المبارك فلم أدركه. وكان قد قدم فخرج إلى الثغر ولم أره. قال محمد بن فضيل بن عياض: رأيت ابن المبارك في النوم فقلت: أي العمل أفضل) قال: الأمر الذي كنت فيه. قلت: الرباط والجهاد قال: نعم. قلت: فما صنع بك ربك قال: غفر لي مغفرة ما بعدها مغفرة. رواها اثنان عن محمد. وقال العباس بن محمد النسفي: سمعت أبا حاتم البربري يقول: رأيت ابن المبارك واقفاً على باب الجنة بيده مفتاح، فقلت: ما يوقفك ههنا قال: هذا مفتاح الجنة دفعه إلي محمد صلى الله عليه وسلم وقال: حتى أزور الرب تعالى، فكن أميني في السماء كما كنت أميني في الأرض. وقال إسماعيل بن إبراهيم المصيصي: رأيت الحارث بن عطية في النوم فسألته، فقال: غفر لي. قلت: فابن المبارك قال بخ بخ، ذاك في عليين ممن يلج على الله كل يوم مرتين. وقال أبو هشام الرفاعي: ثنا ليث بن هارون، عن نوفل قال: رأيت ابن المبارك في النوم، فقلت: ما فعل بك ربك قال: غفر لي برحلتي في الحديث، عليك بالقرآن، عليك بالقرآن.

(12/247)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 248
قلت: ما فعل سفيان الثوري؟ قال: ذاك عندهم في مكان رفيع. وقال علي بن أحمد السواق: ثنا زكريا بن عدي قال: رأيت ابن المبارك في النوم، فقلت: ما فعل الله بك قال: غفر لي برحلتي. ولبعضهم، وهو الوزير ابن المغربي:
(مررت بقبر ابن المبارك بكرة .......... فأوسعني وعظاً وليس بناطق)

(وقد كنت بالعلم الذي في جوانحي .......... غنياً وبالشيب الذي في مفارقي)

(ولكن أرى الذكر تنبه غافلاً .......... إذا هي جاءت من رجال الحقائق)

4 (عبد الله بن محمد، أبو علقمة الفروي.)
) في الكنى.
4 (عبد الله بن مراد السلماني المرادي الكوفي.)
عن: أبي إسحاق الشيباني، والنعمان بن قيس. وعنه: داوود بن إسحاق العايدي، وهارون بن حاتم. توفي سنة ثلاث وثمانين ومائة.
4 (عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام.)

(12/248)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 249
أبو بكر الزبيري المدني الأمير، والد مصعب. روى عن: هشام بن عروة، وأبي حازم المديني، وموسى بن عقبة، وطبقتهم. وعنه: ابنه مصعب، وهشام بن يوسف الصنعاني، وإبراهيم بن خالد الصنعاني. ولي إمرة المدينة، وإمرة اليمن. وحمدت سيرته. وكان وسيماً جيملاً فصيحاً مفوهاً من سروات قريش. أول ما اتصل بصحبة المهدي أحبه، وصار من خواصه. قال مصعب: كان أبي يكره الولاية فألزمه الرشيد، وأقام ثلاث ليال يلزمه وهو يمتنع، ثم غدا عليه فدعا الرشيد بقناة وعمامة، وعقد له اللواء بيده، ثم قال: عليك سمع وطاعة. قال: نعم يا أمير المؤمنين. قال: فناوله اللواء وجعل له في العام اثني عشر ألف دينار، ووصله بعشرين ألف دينار، وولاه المدينة ومعها اليمن، وزاده معها ولاية عك. قال الزبير بن بكار بن عبد الله: كان جدي مدره قريش، وخطيبها، وواحدها شرفاً وقدراً وصوناً وكان وسيماً جميلاً فصيحاً، قد عرفت له مروءة وقدرة بالبلد. وقال عبد الله بن نافع بن ثابت الزبيري: بعث الوزير أبو عبيد الله إلى عبد الله بن مصعب في أول ما صحب المهدي بألفي دينار، فردها وقال: لا

(12/249)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 250
أقبل صلة إلا من خليفة أو ولي عهد. قال يعقوب الفسوي: ولي بكار بن عبد الله المدينة وقدم أبوه إلى بغداد. وسئل ابن معين عن عبد الله بن مصعب فقال: ضعيف الحديث لم يكن له كتاب. وقال أبو حاتم: هو بابة عبد الرحمن بن أبي الزناد. قيل: مات عبد الله بالرقة في سنة أربع وثمانين ومائة، وله نحو من سبعين سنة. وقد وقع لنا من عواليه، أخبرنا يحيى بن أبي منصور كتابة أن أبا محمد الرهاوي الحافظ قال:) أنا عبد الجليل بن أبي سعد ح، وأنا أحمد بن محمد الحافظ، ومحمد بن إبراهيم النحوي قالا: أنا عبد الله بن عمر الحراني، بحلب، أنا أبو الوقت السجزي قالا: أخبرتنا بيبي الهرثمية، أنا عبد الرحمن بن أبي شريح، أنا أبو القاسم البغوي، نا مصعب بن عبد الله: حدثني أبي، عن هشام بن عروة، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أخبركم على من تحوم النار غداً، على كل هين لين قريب سهل.
4 (عبد الله بن معاوية الزبيري.)
أبو معاوية، من ولد الزبير بن العوام. روى عن: هشام بن عروة، وغيره.

(12/250)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 251
وعنه: أبو عاصم النبيل، وأبو الوليد، ويحيى بن معين، وأبو حفص الفلاس. قال أبو حاتم: مستقيم الحديث. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال أيضاً في كتاب الضعفاء الكبير: عبد الله بن معاوية من ولد الزبير بن العوام بصري بعض أحاديثه مناكير. قلت: العبارتان معناهما واحد، لأن من كان بعض أحاديثه منكرة فهو أيضاً منكر الحديث. إذ قولنا في الرجل منكر الحديث لا نعني به أن كل ما رواه منكر، فإذا روى الرجل جملة وبعض ذلك مناكير، فهو منكر الحديث.
4 (عبد الله بن المنيب الأنصاري الحارثي د. ن.)
عن: جده عبد الله بن أبي أمامة، ووالده، وهشام بن عروة. وعنه: معن بن عيسى، والواقدي، وعبد الرحمن بن مهدي، وسعيد بن أبي مريم، ومحمد بن خالد بن عثمة.

(12/251)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 252
قال النسائي: لا بأس به.
4 (عبد الله بن موسى بن إبراهيم التيمي الطلحي ق.)
أبو محمد المدني. عن: صفوان بن سليم، وأسامة بن زيد، وجماعة. وعنه: إبراهيم بن المنذر الخزامي، وأثنى عليه، ويعقوب بن كاسب، ويعقوب بن محمد،) وطائفة. قال ابن معين: صدوق، كثير الخطأ. قال ابن جبان، وغيره: لا يحتج به. وجده هو إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد الله.
4 (عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي ع.)

(12/252)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 253
الإمام أبو محمد القرشي البصري. عن: حميد الطويل، والجريري، وداوود بن أبي هند، ويونس بن عبيد، وابن أبي عروبة، وخلق. وعنه: إسحاق بن راهويه، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو بن علي الفلاس، ونصر بن علي، وبندار، وخلق. قال يحيى بن معين: ثقة. وقال عياش بن الوليد الرقام: ثنا عبد الأعلى أبو محمد وأبو همام، يعني له كنيتان. قلت: احتجوا به في الكتب، وهو صدوق، لكن رمي بالقدر. وقال محمد بن سعد: لم يكن بالقوي. توفي في شعبان سنة تسع وثمانين ومائة.
4 (عبد الجبار بن سليمان اليحصبي المصري.)
يكنى أبا سليمان. روى عن: حيوة بن شريح، وغيره. وعنه: ابن وهب مع تقدمه، ويحيى بن بكير، وأبو الطاهر بن السرح. ذكره ابن يونس وقال في ترجمته إنه قال: أدركت مصر وليس فيها إلا سائل واحد، ثم طرق إلينا سائل آخر.

(12/253)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 254
قلت: لو كان هذا في قرية لقضي منه العجب، فكيف في مثل عظمة مصر. مات عبد الجبار سنة تسعين ومائة.
4 (عبد الحميد بن عدي، أبو سنان الجهني الدمشقي.)
عن: الأوزاعي، وهشام بن الغاز، وجماعة.) وعنه: الهيثم بن خارجة، وهشام بن عمار، وسليمان بن عبد الرحمن. قال أبو حاتم: صالح الحديث.
4 (عبد الحميد بن أبي العشرين الدمشقي.)

(12/254)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 255
أبو سعيد، كاتب الأوزاعي. روى عن الأوزاعي فقط. وعنه: أبو الجماهير، ومحمد بن عثمان، وهشام بن عمار، وجنادة بن محمد المري. وثقه أحمد، وأبو حاتم. وقال النسائي: ليس بالقوي. وقال ابن معين: ليس به بأس. وقال الدار قطني: ثقة. وقال ابن عدي: يغرب عن الأوزاعي بأحاديث، وهو ممن يكتب حديثه. وقال أبو حاتم: لم يكن بصاحب حديث، كان كاتب ديوان.

(12/255)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 256
وقال أبو أحمد الحاكم: حديثه في سوق الجنة لا أصل له في حديث أبي هريرة، ولا ابن المسيب ولا حسان بن عطية، وقد تابعه عليه سويد بن عبد العزيز

(12/256)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 257
4 (عبد الرحمن بن بشير، أبو أحمد الدمشقي الشيباني.)
عن: محمد بن إسحاق، وعمار بن إسحاق. وعنه: زهير بن عباد، ودحيم، وسليمان ابن بنت شرحبيل. وثقه دحيم. وقال أبو حاتم: منكر الحديث.
4 (عبد الرحمن بن الحارث السلامي.)
عن: الزهري، وعمير بن هانيء، ومحمد بن المنكدر، وربيعة الرأي وغيرهم. وعنه: هشام بن عمار، والحكم بن موسى. قال أبو حاتم: حديثه مقارب.
4 (عبد الرحمن بن زيد بن أسلم العدوي العمري المدني ت. ق.)

(12/257)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 258
مولى عمر رضي الله عنه.) روى عن: أبيه، وصفوان بن سليم، وابن حازم. وعنه: ابن وهب، والقعنبي، وأبو مصعب، وعبد الأعلى بن حماد، وهشام بن عمار، وعلي بن مسلم الطوسي، وخلق. وحدث عنه من شيوخه: يونس بن عبيد. ضعفه أحمد، وغيره. وهو صاحب حديث: أحلت لنا ميتتان ودمان. يرويه عن أبيه، عن

(12/258)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 259
عمر. وعنه إسحاق بن الطباع، بهذا. قال الشافعي: ذكر لمالك حديث منقطع فقال: إذهب إلى عبد الرحمن بن زيد يحدثك عن أبيه، عن نوح عليه السلام. وقال البخاري: عبد الرحمن بن زيد ضعفه علي جداً. قلت: أخواه أقوى منه وأحسن حالاً، عبد الله، وأسامة. توفي عبد الرحمن سنة اثنتين وثمانين ومائة.
4 (عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب ت.)
أبو القاسم العمري المدني، أخو قاسم.

(12/259)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 260
عن: أبيه، وعبيد الله، وسهيل بن أبي صالح، وهشام بن عروة. وعنه: شريح بن يونس، وأبو الربيع الزهراني، ومحمد بن الصباح الجرجرائي، والحسن بن عرفة، وجماعة. متفق على وهنه، مزق أحمد ما سمع منه. وقال أبو زرعة: متروك. وقال أبو داوود: ليس بثقة. قيل: مات في صفر سنة ست وثمانين ومائة.
4 (عبد الرحمن بن عبد الملك بن سعيد بن حبان بن أبجر الهمداني الكوفي م. ن.)
عنه: أبيه، وسفيان الثوري. وعنه: سعيد بن محمد الجرمي، وشريح بن يونس، والوليد بن شجاع السكوني، وابن مهدي، وجماعة.)

(12/260)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 261
وكان عبداً صالحاً، أم الناس في الصلاة على الثوري، ما أعلم فيه مغمزاً. مات سنة إحدى وثمانين ومائة. قال ابن معين: صالح الحديث. وذكره ابن حبان في الثقات. وأخرج له مسلم حديثين عن أبيه.
4 (عبد الرحمن بن عثمان بن إبراهيم بن محمد بن حاطب الحاطبي المدني.)
له عن: أبيه عن ابن عمر، وعن عمه. وعنه: سعدويه الواسطي، وأبو معمر القطيعي، وزكريا بن يحيى بن صبيح، وعثمان بن أبي شيبة.

(12/261)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 262
قال أبو حاتم: ضعيف الحديث يهولني كثرة ما يسند.
4 (عبد الرحمن بن مالك بن مغول البجلي الكوفي.)
عن: أبيه، وهشام بن عروة، والأعمش، ونحوهم. وعنه: أبو إبراهيم الترجماني، وعمرو الناقد، ومحمد بن معاوية بن مالج، بفتح اللام. قال الدار قطني،، وغيره: متروك. وقال أبو داوود: كان يضع الحديث. وقال أحمد بن حنبل: خرقنا حديثه من بعد. وقال ابن معين: رأيته، وليس بثقة.
4 (عبد الرحمن بن القطامي.)

(12/262)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 263
بصري، له عن: أبي المهزم، ومحمد بن زياد الجمحي، وعلي بن جدعان. وعنه: عبد الجبار بن العلاء، وعمر بن شبة، وعبد الرحمن بن معبد، وآخرون. قال الفلاس: لقيته وكان كذاباً. وذكره ابن حبان ووهاه، لكن غلط في قوله: روى عن أنس، إنما يروي عن أصحاب أنس. وأورد ابن عدي له أحاديث وقال: لعل الضعف فيها من قبل أبي المهزم، وابن جدعان.
4 (عبد الرحمن بن أبي الرجال ع.)
محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن حارثة بن النعمان بن نافع الأنصاري النجاري المدني.) عن: أبيه، وعمارة بن غرية، وعمر مولى عفرة، ويحيى بن سعيد الأنصاري، ويعقوب بن محمد بن طحلاء، وجماعة. وعنه: أبو نعيم، وقتيبة، وهشام بن عمار، ويحيى الوحاظي، وسويد بن

(12/263)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 264
سعيد، والحكم بن موسى. وكان قد نزل بثغر الشام. وثقه ابن معين، وغيره. ولينه أبو حاتم قليلاً.
4 (عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله العرزمي.)
عن: أبيه، وجابر الجعفي، وعبد الملك بن أبي سليمان، وجويبر، وغيرهم. وعنه: ابنه محمد، وعلي بن جعفر الأحمر، وعبد الرحمن بن صالح الأزدي، وغيرهم. قال أبو حاتم: ليس بقوي. وقال الدار قطني: ضعيف.
4 (عبد الرحمن بن مسهر.)

(12/264)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 265
أبو الهيثم الكوفي، قاضي جبل، وهو أخو علي بن مسهر. روى عن: هشام بن عروة، وعمرو بن شمر، وأشعث بن سوار. وعنه: يحيى بن أيوب العابد، وعبد الله المخزومي، والحسين بن أبي زيد الدباغ، وغيرهم. قال النسائي: متروك. هو الذي ولاه أبو يوسف القاضي قضاء جبل، وأن الرشيد انحدر مرة إلى البصرة، قال عبد الرحمن: فسألت أهل حبل أن يثنوا علي، فوعدني ذلك. فلما قرب إلينا الرشيد وأبو يوسف معه في الحراقة، فقلت: يا أمير المؤمنين نعم القاضي قاضي جبل، قد عدل، وفعل وفعل، وجعلت أثني، فعرفني أبو يوسف فضحك، ثم أخبر الرشيد، فضحك حتى فحص برجليه، ثم قال: هذا شيخ قليل العقل فاعزله، فعزلني. قلت: ومن نقص عقله كونه يحكي هذه الورطة عن نفسه. قال ابن معين: ليس بشيء.
4 (عبد الرحمن بن ميسرة، أبو ميسرة الحضرمي المصري الفقيه.)
)

(12/265)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 266
من كبار علماء المصريين وقرائهم. ولد سنة عشر ومائة، وكان أول من أقرأ بمصر بحرف نافع، وكان من شهود القاضي العمري. توفي سنة ثمان وثمانين ومائة.
4 (عبد الرحيم بن زيد بن الحواري العمي البصري ق.)
أبو زيد. روى: عن أبيه، ومالك بن دينار. وعنه: سويد بن سعيد، ويحيى الحماني، والمسيب بن واضح، ومحمد بن يحيى العدني، وجماعة. قال البخاري: تركوه. وقال أبو حاتم: ترك حديثه، منكر الحديث، كان يفسد أباه، يحدث عنه بالطامات. وقال ابن معين: ليس بشيء.

(12/266)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 267
وقال أبو داود: ضعيف. وقال النسائي: متروك الحديث. مات سنة أربع وثمانين ومائة.
4 (عبد الرحيم بن سليمان الرازي ع. د. م.)
أبو علي، نزيل الكوفة. عن: عاصم الأحول، وإسماعيل بن أبي خالد، وأشعث بن سوار، وسليمان الأعمش، وطائفة. وعنه: أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، وهناد، وأبو سعيد الأشج، وعدة. وهو رفيق حفص بن غياث في طلب العلم، وله تصانيف. وثقه يحيى بن معين، وغيره.

(12/267)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 268
توفي في آخر سنة سبع وثمانين ومائة. ويقال سنة أربع وثمانين. قال أبو حاتم: صالح الحديث، صنف الكتب.
4 (عبد الرزاق بن عمر، أبو بكر الدمشقي.)
عن: الزهري، وإسماعيل بن أبي المهاجر.) وعنه: حفيده إسحاق بن عقيل، وأبو مسهر، وأبو الجماهر محمد بن عثمان، ويسرة بن صفوان، والحكم بن موسى، وجماعة. قال البخاري: منكر الحديث. وقال النسائي: ليس بثقة. وقال الحسن بن علي: سألت هشيماً، عن عبد الرزاق بن عمر فقال: ذهبت كتبه. خرج إلى بيت المقدس فجعل كتبه في خرج جديد وثيابه في خرج خلق، فجاء اللصوص فأخذوا الخرج الجديد، فذهبت كتبه. فكان بعد إذا سمع حديثاً للزهري قال: هذا مما سمعت. وروى عباس، عن ابن معين: ليس بشيء.

(12/268)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 269
4 (عبد السلام بن حرب الملائي خ. ع.)
كوفي أصله من البصرة. وكان شريكاً لأبي نعيم في بيع الملاء، وكان حافظاً معمراً. روى عن: أيوب السختياني، وإسحاق بن أبي فروة، وعطاء بن السائب، وخالد الحذاء، وطائفة. وعنه: أبو بكر بن أبي شيبة، وهناد، وأبو سعيد الأشج، والحسن بن عرفة، وخلق سواهم. ومن الكبار: ابن إسحاق، وقيس بن الربيع، وهما أكبر منه. قال يعقوب بن شيبة: ثقة، وفي حديثه لين. وقال الترمذي: ثقة حافظ. قال ابن شيبة: وكان عسراً في الحديث: سمعت ابن المديني يقول: كان يجلس في كل عام مرة مجلساً للعامة. فقلت لعلي: أكثرت عنه قال: نعم، حضرت له مجلس العامة، وقد كنت استنكرت بعض حديثه حتى نظرت في

(12/269)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 270
حديث من يكثر عنه فإذا حديثه مقارب عن مغيرة والناس. وذلك أنه كان عسراً، فكانوا يجمعون عن أبيه في مواضع، وكنت أنظر إليها مجموعة فاستنكرتها. قال ابن معين: هو ثقة، والكوفيون يوثقونه. وقال القواريري: أتيت عبد السلام بن حرب، قلت: حدثني فإني رجل غريب من البصرة. فقال لي: كأنك تقول جئت من السماء، ولم يحدثني.) وقال غيره: ولد سنة إحدى وتسعين، ومات سنة سبع وثمانين ومائة.
4 (عبد السلام بن مكلبة.)
الفقيه البيروتي صاحب الأوزاعي. روى عن: جريح، والأوزاعي، وأبي أمية الشعباني يحمد. وعنه: الوليد بن مسلم، والوليد بن مزيد، وأبو مسهر، وآخرون. قال مروان بن محمد: أعلم الناس بحديث الأوزاعي وفتياه عشرة منهم: عبد السلام بن مكلبة.
4 (عبد الصمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب.)

(12/270)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 271
الأمير أبو محمد الهاشمي. روى عن: أبيه. عنه: المهدي، ومات قبله بدهر. وقد ورد أنه توفي بأسنانه التي ولد بها، وكانت ملتصقة، وكان عظيم الخلق، ضخماً، ذا قعدد في النسب، وقد خرج عند موت السفاح مع أخيه عبد الله بن علي، وحارب أبا مسلم، ثم تقلبت به الأيام، وبقي إلى هذا الوقت. وكان الرشيد يحترمه ويجله لأنه عم جده المنصور.

(12/271)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 272
مولده بالحميمة من أرض البلقاء، وقد ولي إمرة دمشق، ثم ولي إمرة البصرة، فكان في هذا العصر عبد الصمد ولد علي، والفضل بن جعفر بن العباس بن موسى بن عيسى بن محمد ولد علي. وهذا من غريب الاتفاق. قال ابن عساكر: وحدث عنه إسماعيل ابنه، وعبد الواحد، ويعقوب ابنا جعفر بن سليمان. قال علي بن معروف القاضي، ومحمد بن عمر بن بهتة، ومحمد بن عبد الله بن مجيب الرقاق، وعثمان بن منتاب، وابن الصلت المجبر: ثناه إبراهيم بن عبد الصمد بن موسى بن محمد بن إبراهيم الهاشمي، نا أبي، نا عمي إبراهيم بن محمد، عن عبد الصمد بن علي، عن أبيه عن جده: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أكرموا الشهود، فإن الله يستخرج بهم الحقوق ويدفع بهم الظلم. أخبرناه القاضي محيي الدين محمد بن إبراهيم الأسدي، وابن عمه أيوب، والتقي بن مؤمن، وابن الفراء، ومحمد بن فضل، وعبد الكريم بن محمد، وبيبرس) التركي قالوا: أنا إبراهيم بن عثمان، أنا علي بن تاج القراء، وابن البطي ح وأنا سنقر بن عبد الله، أنا عبد اللطيف بن يوسف، وعبد اللطيف بن محمد، وأنجب الحمامي، وعلي بن الفخار، وابن السماك محمد بن محمد، وابن بغا قالوا: أنا ابن البطي ح وأنا أبو المعالي الزاهد، أنا محمد بن معالي، ومحمد بن أبي القاسم الخطيب، وعمر بن بركة، والأنجب الحمامي، وسعيد بن ياسين، وصفية بنت عبد الجبار قالوا: أنا ابن البطي: قال هود ابن تاج القراء: أنا مالك البانياسي، أنا ابن الصلت، وذكره. قال العقيلي: الحديث غير محفوظ، انفرد به عبد الصمد.

(12/272)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 273
قلت: ولا يروى عنه إلا بهذا الإسناد وعبد الصمد بن موسى. قال الخطيب: قد ضعفوه. قال نفطويه: كان عبد الصمد بن علي أقعد أهل دهره نسباً، فبينه وبين عبد مناف كما بين يزيد بن معاوية وبين عبد مناف. قال: وكان أسنان عبد الصمد وأضراسه قطعة واحدة. وقال أحمد بن كامل القاضي: كان في القعدد يناسب سعيد بن زيد أحد العشرة، وكان عم جده الخليفة الهادي. وعاش بعد الهادي دهراً، وهو أعرق الناس في العمى، فإنه عمي بآخره. فهو أعمى ابن أعمى ابن أعمى. كان طرح ببيت فيه ريش، فطارت ريشة فسقطت في عينه. قال ثعلب: أخبرني عافية بن شبيب أن عبد الصمت مات بأسنانه التي ولد بها. وأمه هي كثيرة التي كان عبد الله بن قيس الرقيات يشبب بها في قوله:
(عاد له من كثيرة الطرب .......... فعينه بالدموع تنسكب)
قال جعفر الفريابي: ثنا محمد بن سعيد الفريابي: سمعت سيف بن محمد ابن أخت الثوري يقول: مرض خالي سفيان، فعاده عبد الصمد بن علي، وكان سيد بني هاشم، فقال لنا سفيان: لا تأذنوا له. قلنا: لا يمكن ذلك. فحول وجهه إلى الحائط. ودخل فسلم، فلم يرد عليه، وجلس ملياً

(12/273)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 274
وقال: يا سيف، كان أبا عبد الله نائم فقلت: أحسب ذاك، أصلحك الله. فقال سفيان: لا تكذب، لست بنايم. وقال عبد الصمد: يا أبا عبد الله، ألك حاجة. قال: نعم، لا تعود إلي، ولا تشهد جنازتي، ولا تترحم علي. فخجل عبد الصمد وخرج، وقال: هممت ألا أخرج إلا ورأسه معي.) قلت: سيف تالف. مات عبد الصمد بالبصرة سنة خمس وثمانين ومائة، عن ثمانين سنة.
4 (عبد الصمد بن معقل بن منبه اليماني)
روى عن عمه وهب، وعن: طاووس، وعكرمة. وعنه: ابناه يحيى، ويونس، وابن أخته إسماعيل بن عبد الكريم، وعبد الرزاق، ومحمد بن خالد الصنعانيون. قال أحمد بن حنبل: كان قد عمر وأظنه مات أيام هشيم، وهو ثقة. وكذا وثقه يحيى بن معين. قال أحمد بن علي الأبار وغيره: مات عبد الصمد بن معقل سنة ثلاث وثمانين ومائة. قال الأبار: حدثني بعض ولده أنه عاش خمساً وتسعين سنة.
4 (عبد العزيز بن أبي حازم ع.)

(12/274)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 275
واسم أبيه سلمة بن دينار. الفقيه أبو تمام المدني. روى: عن أبيه، وزيد بن أسلم، والعلاء بن عبد الرحمن، وسهيل بن أبي صالح، ويزيد بن عبد الله بن الهاد، وهشام بن عروة، وموسى بن عقبة، وعدة. وعنه: الحميدي، وأبو مصعب، وعلي بن حجر، وعمرو الناقد، ويعقوب الدورقي، ويحيى بن أكثم، وخلق سواهم. وكان إماماً كبير الِشأن. قال يحيى بن معين: صدوق. وقال أحمد بن أبي خيثمة: قيل لمصعب بن عبد الله: ابن أبي حازم ضعيف في حديث أبيه. فقال: أوقد قالوها أما ابن أبي حازم فسمع مع سليمان بن بلال، فلما مات سليمان أوصى إليه بكتبه، فكانت عنده، فقال: بال عليها الفأر فذهب بعضها. فكان يقرأ ما استبان، يدع ما لا يعرف منها. أما حديث أبيه فكان يحفظ.

(12/275)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 276
قال أحمد بن حنبل: لم يكن بالمدينة بعد مالك أفقه من عبد العزيز بن أبي حازم. وقال أبو حاتم: هو أفقه من الدراوردي. وقال أحمد بن أبي خيثمة: سمعت يحيى بن معين يقول: ابن أبي حازم ليس بثقة في حديث) أبيه. كذا قال. قلت: بل هو حجة في أبيه وغير أبيه. وقال أحمد بن حنبل: يرون أنه سمع من أبيه، وأما هذه الكتب التي عن غير أبيه فيقولون إن كتب سليمان بن بلال صارت إليه. وقال أحمد بن حنبل مرة: لم يكن يعرف بطلب الحديث، إلا كتب أبيه، فيقولون: سمعها. وقال ابن سعد: ولد سنة سبع ومائة، وتوفي ساجداً في سنة أربع وثمانين ومائة.
4 (عبد العزيز بم خالد الترمذي ن.)
روى عن: أبيه خالد بن زياد، عن حجاج بن أرطأة، وطلحة بن عمرو المكبي، وابن جريج، وأبي قتيبة، وغيرهم.

(12/276)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 277
وعنه: أحمد بن يعقوب، وداوود بن حماد، والفضل بن مقاتل، ومحمد بن عصمة، ويحيى بن موسى البلخيون، ومحمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة. قال أبو حاتم: شيخ.
4 (عبد العزيز بن عبد الصمد العمي البصري ع.)
أبو عبد الصمد. أحد الثقات الحفاظ. روى عن: أبي عمران الجوني، ومنصور بن المعتمر، ومطر الوراق، وحصين بن عبد الرحمن. وعنه: أحمد بن حنبل، وإسحاق، والفلاس، وبندار، وزياد بن يحيى الحساني، والحسن بن عرفة، وخلق. وثقه أحمد بن حنبل، وغيره. وقال القواريري: نا عبد العزيز العمي، وكان حافظاً. وقال الفلاس: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول يوم مات عبد العزيز بن عبد الصمد: ما مات لكم شيخ منذ ثلاثين سنة مثله.

(12/277)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 278
قلت: توفي سنة سبع وثمانين ومائة.
4 (عبد العزيز الدراوردي بن محمد بن عبيد م. خ. ق. ن.)
الإمام أبو محمد الجهني مولاهم المدني، أصله من دراورد، قرية بخراسان فيما قيل.) وقال الطبراني: ثنا أحمد بن رشدين: سمعت أحمد بن صالح يقول: كان الدراوردي من أهل إصبهان، ترك المدينة، وكان يقول للرجل إذا أراد أن يدخل: أندرون، فلقبه أهل المدينة الدراوردي. روى عن: صفوان بن سليم، ويزيد بن عبد الله بن الهاد، وأبي طوالة عبد الله بن عبد الرحمن، وثور بن زيد، وأبي حازم، وجعفر بن محمد، وشريك بن أبي نمر، والعلاء بن عبد الرحمن، وعمرو بن أبي عمرو، وسهيل بن أبي صالح، وعدة. وعنه: سفيان، وشعبة، وهما أكبر منه، وإسحاق بن راهويه، وعلي بن

(12/278)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 279
خشرم، وأحمد بن عبدة، ويعقوب الدورقي، وأبو حذافة السهمي، وخلق سواهم. قال معن بن عيسى: يصلح أن يكون أمير المؤمنين. وقال يحيى بن معين: هو أثبت من فليح بن سليمان. وقال أبو زرعة: هو سيئ الحفظ. وقال الفلاس: كان عبد الرحمن بن مهدي يحدث عن الرجل بالحديث والشيء، لا يحدث بحديثه كله: وأنه حدث عن الدراوردي بحديث. وقال الأثرم: قيل لأبي عبد الله الدراوردي: تروي عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يرخي عمامته من خلفه. فتبسم وأنكره. وقال: إنما هذا موقوف. وعن أحمد قال: إذا حدث من حفظة يهم، ليس هو بشيء، وإذا حدث من كتابه فنعم. وقال أبو حاتم: لا يحتج به. قلت: أخرج له الأئمة الست، لكن قذفه البخاري بآخر. مات سنة سبع وثمانين ومائة.

(12/279)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 280
4 (عبد العزيز بن يعقوب بن أبي سلمة ميمون)
ويعقوب هو الماجشون، أخو يوسف التيمي مولى آل المنكدر، أحد العلماء بالمدينة. وهو ابن عم عبد العزيز بن عبد الله الماجشون، يقال: لقب يعقوب بالماجشون لحمرة خديه. يروي عن: ابن عمر، وعن الأعرج. روى عبد العزيز عن أبيه، ومحمد بن المنكدر.) وعنه: أحمد، ومحمود بن خداش، وشريح بن يونس، والزعفراني، وعلي بن هاشم الرازي. كنيته أبو الأصبغ، بقي إلى حدود سنة تسعين ومائة. ويوسف أخوه أكبر منه وأشهر، وهو صدوق، مقل. قال أبو حاتم: لا بأس به.
4 (عبد القاهر بن السري د. ق.)
أبو رفاعة السلمي البصري.

(12/280)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 281
عن: أبيه، وحميد الطويل، وعبد الله بن كنانة بن عباس بن مرداس، وغيرهم. وعنه: عيسى البركي، ومحمد بن أبي بكر المقدمي، والفلاس، والجهضمي، وغيره. سئل عنه يحيى بن معين فقال: صالح.
4 (عبد الغني بن سمرة الرعيني البصري.)
عن: أبيه، وابن عون، وهشام بن حسان. وعنه: زيد بن أخزم، ونصر بن علي، ويزيد بن سنان القزاز.
4 (عبد القدوس بن بكر بن خنس ت. ق.)
أبو الجهم الكوفي، أخو خنيس، وزيد. روى عن: أبيه، وحبيب بن سليم، وحجاج بن أرطأة. وعنه: أحمد بن منيع، وصالح بن الهيثم الواسطي. وهو قليل الرواية. ما رأيت لأحد فيه كلاماً.
4 (عبد الكريم بن يعفور الجعفي.)

(12/281)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 282
أبو يعفور، شيخ كوفي من أجلاد الشيعة. له عن: جابر الجعفي، ومشمرخ. وعنه: قتيبة، وإسحاق بن موسى الأنصاري. قال أبو حاتم: كان من عتقى الشيعة، وكان قزازاً.
4 (عبد المؤمن بن عبد الله بن خالد.)
أبو الحسن العبسي الكوفي.) عن: داوود بن أبي هند، والأعمش. وعنه: قتيبة، وأحمد بن حنبل. قال أبو حاتم: مجهول.
4 (عبيد الله بن شميط ت.)
ابن عجلان البصري. عن: أبيه، وعمه الأخضر بن عجلان، وأيوب السختياني. وعنه: سليمان بن حرب، وعبدان بن عثمان، ومحمد بن أبي بكر المقدمي، وحميد بن مسعدة، وطائفة.

(12/282)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 283
وثقه ابن معين، وغيره. يقال: توفي سنة إحدى وثمانين ومائة.
4 (عبيد الله بن عبيد الرحمن الأشجعي الكوفي خ. م. ت. ن. ق.)
أحد الأئمة يكنى أبا عبد الرحمن. روى عن: إسماعيل بن أبي خالد، وهشام بن عروة، والطبقة. وصحب الثوري، وقال: سمعت منه ثلاثين ألف حديث. قال يحيى بن معين: ما بالكوفة أعلم بسفيان من عبيد الله الأشجعي. روى عنه: يحيى بن آدم، وهاشم بن القاسم، ويحيى بن معين، وأبو خيثمة، وأبو كريب، وعثمان بن أبي شيبة، ويعقوب الدورقي، وآخرون. قال قبيصة: لما مات سفيان الثوري قعد الأشجعي موضعه. قلت: نزل بغداد، ومات سنة اثنتين وثمانين ومائة.

(12/283)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 284
4 (عبيد الله بن عمرو.)
شيخ الرقة، وقد مر.
4 (عبيد الله بن مالك الفهري.)
أبو الأشعث، قاضي قرطبة في أواخر دولة عبد الرحمن بن معاوية الداخل. وقد ولي أيضاً قضاء إشبيلية. مات في ذي القعدة سنة اثنتين وثمانين.)
4 (عبد ربه بن بارق الحنفي، ثم اليمامي الكوفي الكوسج ت.)
عن: جده لأمه أبي زميل سماك الحنفي. وعنه: علي بن المديني، وزياد بن يحيى الحساني، وبشر بن الحكم بن الحكم، والفلاس، ونصر بن علي، وجماعة. قال أحمد: ما به بأس. وقال ابن معين: ضعيف. وقال النسائي: ليس بالقوي.
4 (عبد ربه بن صالح القرشي الدمشقي.)

(12/284)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 285
عن: مكحول، وعروة بن رويم، ومحمد بن عبد الرحمن صاحب واثلة. وعنه: الوليد بن مسلم، ومروان بن محمد، وسليمان بن عبد الرحمن، وغيرهم.
4 (عبد ربه بن ميمون.)
أبو عبد الملك الأشعري النحاس، قاضي دمشق. عن: يونس بن ميسرة، والعلاء بن الحارث، وإسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر، وزرعة بن إبراهيم، وعدة. وعنه: أبو مسهر، والهيثم بن خارجة، وهشام بن عمار، وسليمان ابن بنت شرحبيل. وثقه أبو زرعة الدمشقي.
4 (عبدة بن سليمان ع.)
أبو محمد الكلابي الكوفي. عن: عاصم الأحول، هشام بن عروة، وإسماعيل بن أبي خالد، وعدة.

(12/285)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 286
وعنه: ابن راهويه، وأبو خيثمة، وأبو كريب، وأبو سعيد الأشج، وآخرون. قال أحمد بن حنبل: ثقة، ثقة وزيادة مع صلاح وشدة. فقير، عليه فروة خلقة لا تساوي كبير شيء. قلت: توفي سنة ثمان وثمانين في ثالث رجب، وصلى عليه محمد بن ربيعة الكلابي. وقال العجلي: ثقة، صالح، صاحب قرآن، يقريء.
4 (عبيدة بن الأسود الهمداني الكوفي ت. ق.)
) عن: أبي إسحاق السبيعي، ومجالد بن سعيد، والقاسم بن الوليد الهمداني. وعنه: عثمان بن أبي شيبة، ويوسف بن عدي، وعبد الله بن عمر مشكدانة، وآخرون. قال أبو حاتم: ما بحديثه بأس.

(12/286)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 287
4 (عبيدة بن حميد بن صهيب خ. ع.)
أبو عبد الرحمن الكوفي الحذاء النحوي. روى عن: الأسود بن قيس، وسعد بن طارق الأشجعي، وعبد العزيز بن رفيع، وعبد الملك بن عمير، ومنصور، والأعمش، وطائفة سواهم. وعنه: سفيان الثوري مع تقدمه وجلالته، وأحمد بن حنبل، وأحمد بن منيع، والحسن بن الصباح البزار، والحسن بن محمد الصباح الزعفراني، وعمرو الناقد، ومحمد بن سعيد بن غالب العطار، وآخرون. وثقه أحمد، ويحيى. وكان حجة، ثبتاً، عالماً، صاحب حديث ونحو وعربية وقرآن. أدب محمداً الأمين. قال أحمد: أتيته أنا وابن معين فأملي علينا، ثم كثر عليه الناس حتى غلبونا، وكثر الزحام.

(12/287)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 288
ثم قال: وهو أحب إلي من زياد البكائي وأصلح حديثاً. وقال الأثرم: أحسن أبو عبد الله الثناء على عبيدة ورفع أمره. وقال: ما أدري ما للناس وله. وكان قليل السقط. وروى عثمان الدارمي، عن يحيى قال: ما به المسكين بأس، ليس له بخت، عابوه بأنه يعقد عند أصحاب الكتب. وقال عبد الله بن علي بن المديني، عن أبيه: أحاديثه صحاح، وما رويت عنه شيئاً، وضعفه. وقال في موضع آخر: ما رأيت أصح حديثاً منه. وقال يعقوب بن شيبة: لم يكن من الحفاظ المتقنين. وقال زكريا الساجي: ليس بالقوي في الحديث. وقال النسائي: ليس به بأس. وقال هارون بن حاتم: سألت عبيد بن حميد: متى ولدت قال: سنة سبع ومائة. ومات سنة تسعين.) قلت: مات سنة تسعين ومائة، ومولده قبل العشر ومائة.
4 (عتاب بن أعين.)
أبو القاسم الكوفي، سكن الري. وروى عن: الأعمش، وإسماعيل بن أبي خالد، ومسعر، وأبي العميس، وطائفة.

(12/288)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 289
وعنه: جرير بن عبد الحميد وهو أكبر منه، وهشام بن عبيد الله، وعبد الصمد بن عبد العزيز المقريء، ومحمد بن حميد، وآخرون. وثقه أبو حاتم. ولا شيء له في الكتب.
4 (عتاب بن بشير الأموي، مولاهم الحراني خ. د. ت. ن.)
عن: خصيف بن عبد الرحمن، وثابت بن عجلان، وعبيد الله بن أبي زناد القداح، وغيرهم. وعنه: أبو جعفر النفيلي، وإسحاق، وعلي بن حجر، ومحمد بن سلام البيكندي، وأبو نعيم الحلبي، وجماعة. قال أحمد: أرجو أن لا يكون به بأس، أتى عن خصيف بمناكير أراها من قبل خصيف. وقال يحيى بن معين: ثقة.

(12/289)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 290
وقال مرة: ضعيف. وقال عثمان الدارمي: سمعت علي بن المديني يقول: ضربنا على حديث عتاب بن بشير. قلت: قواه غير واحد، وفيه شيء. مات سنة ثمان وثمانين ومائة. وقيل سنة تسعين.
4 (عتاب بن محمد بن شوذب البلخي.)
عن: هشام بن عروة، وعاصم الأحول، وأبي حنيفة، وجماعة. وعنه: يحيى بن موسى خت، ويونس بن يوسف البلخيان. ما أعرفه.
4 (عثمان بن حصن بن علاق القرشي الدمشقي ن.)

(12/290)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 291
عن: عروة بن رويم، وموسى بن يسار، وثور بن زيد، وجماعة. وعنه: هشام بن عمار، وعلي بن حجر، والحكم بن موسى، وأبو نعيم الحلبي.) قال أبو زرعة الرازي: لا بأس به. وقال أبو مسهر: ثقة، من طلبه العلم. وفي التهذيب قيل: هو عثمان بن حفص بن عبيدة بن علاق، وقيل: عثمان بن عبد الرحمن بن علاق، وقيل غير ذلك.
4 (عثمان بن زائد المقريء.)
نزيل الري، يكنى أبا محمد. عرض القرآن على حمزة. وسمع: الزبير بن عدي، وعطاء بن السائب، وعمارة بن القعقاع.

(12/291)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 292
روى عنه القراءة: عبد الصمد بن عبد العزيز الرازي. وحدث عنه غيره واحد منهم: عيسى بن أبي فاطمة، وأبو الوليد الطيالسي، وإسحاق بن سليمان، وعيسى بن جعفر القاضي، وموسى بن داوود قاضي طرسوس، وغيرهم. قال أبو حاتم: عثمان بن زائدة من أفضل المسلمين. وقال بعض الحفاظ: ما رأينا أورع منه. وعن ابن عيينة قال: ما جاءنا أحد أفضل من عثمان بن زائدة. وقال أبو الوليد: ما رأيت رجلاً أفضل منه. وقال العجلي: هو ثقة، رجل صالح.
4 (عثمان بن عبد الرحمن الجمحي البصري ت. ق.)
عن: محمد بن زياد الجمحي صاحب أبي هريرة، وعن نعيم المجمر، وأيوب، وعدة. وعنه: علي بن المديني، وأحمد بن عبدة الضبي، وبشر بن الحكم، ونصر بن علي، وجماعة. قال أبو حاتم: لا يحتج به.

(12/292)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 293
4 (عثمان بن عثمان، أبو عمرو الغطفاني م. د. ن.)
قاضي البصرة. عن: زيد بن أسلم، وسليمان بن خربوذ، وعلي بن زيد بن جدعان، وعمر بن نافع العمري، وهشام بن عروة. وعنه: أبو بكر بن أبي شيبة، وعلي بن المديني، ومحمد بن المثنى ونصر بن علي الجهضمي،) وجماعة. وكان رجلاً صلحاً، حسن الحديث، فيه شيء. قال البخاري: مضطرب الحديث. وقال العقيلي: في حديثه نظر.
4 (عثمان بن كنانة)
الفقيه، أبو عمرو المدني، مولى آل عثمان رضي الله عنه. قال يحيى بن بكير: لم يكن في حلقة مالك أضبط ولا أدرس من ابن كنانة، وكان ممن يخصه مالك بالإذن عند اجتماع الناس عليه على بابه.

(12/293)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 294
وقال ابن عبد البر: كان من الفقهاء، وليس له في الحديث ذكر. قال ابن مفرج القرطبي: توفي سنة ثلاث وثمانين ومائة. وقال أبو إسحاق الشيرازي: توفي بعد مالك بسنتين. وهو عثمان بن عيسى بن كنانة. وقال يحيى بن بكير: توفي بمكة بعد مالك بعشر سنين.
4 (عدي بن أبي عمارة البصري الذارع القسام.)
عن: معاوية بن قرة، وقتادة، وزياد النميري، وعلي بن جدعان. وعنه: ابن المديني، وإبراهيم بن موسى، وابنه. قال أبو حاتم: ليس به بأس.
4 (عرابي بن معاوية الحضرمي.)
يكنى أبا زمعة. روى عن: أبي قبيل المعافري، وعبد الله بن هبيرة. وعنه جماعة من أهل مصر. مات في ربيع الآخر سنة اثنتين وثمانين ومائة.
4 (عطاء بن مسلم الخفاف ن. ق.)

(12/294)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 295
محدث كوفي، سكن حلب. وروى عن: الأعمش، والمسيب بن رافع، وجعفر بن برقان، ومحمد بن سوقة.) وعنه: ابن المبارك، وأبو نعيم الحلبي، ومحمد بن مهران الجمال، وموسى بن أيوب النصيبي، وأبو همام السكوني، وجماعة. قال أبو حاتم: كان شيخاً صالحاً يشبه يوسف بن أسباط، يعني في الخير. قال: وكان قد دفن كتبه. وقال أبو زرعة: كان يهم. وقال أبو داوود: ضعيف. قلت: مات سنة تسعين ومائة.
4 (عطوان بن مشكان التميمي الخياط.)
عن مولاته جمرة اليربوعية، ولها صحبة. وحدث عنه: يحيى الحماني، وأبو معمر إسماعيل الهذلي، ومعلى بن منصور الرازي، وبكر بن الأسود

(12/295)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 296
الكوفي. قال ابن أبي حاتم: شيخ وليس بمنكر الحديث. قلت: وقع لنا من حديثه عالياً فيما قرب سنده لأبي قاسم بن السمرقندي.
4 (عفان بن سيار الباهلي الجرجاني ن.)
أبو سعيد قاضي جرجان. روى عن: أبي إسحاق، وعنبسة بن الأزهر، وأبي حنيفة، ومسعر بن كدام، وخارجة بن مصعب. وعنه: أحمد بن أبي طيبة الجرجاني، والحسين بن عيسى البسطامي، وعباد بن يعقوب الرواجني، وعبد الجبار بن عاصم النسائي، وغيرهم. توفي سنة إحدى وثمانين ومائة. قال أبو زرعة الرازي: وسئل عنه أبو حاتم فقال: شيخ.
4 (عفيف بن سالم.)

(12/296)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 297
أبو عمرو البجلي، مولاهم الموصلي الفقيه. رحل وطوف وروى عن: الأوزاعي، وعبد الله بن طاووس، وموسى بن عبيدة، ويونس بن أبي إسحاق، وقرة بن خالد، وفطر بن خليفة، وشعبة وطائفة.) وعنه: إسحاق بن أبي إسرائيل، وحرب بن محمد الطائي، وداوود بن رشيد، وعلي بن حجر، ومحمد بن عبد الله بن عمار الموصلي، وسعدان بن نصر. وثقه أبو حاتم، وغيره. وقال ابن عمار: كان علماء الموصل، مات كهلاً سنة ثلاث أو أربع وثمانين، هكذا وجدت تاريخ وفاته، ولم يلحقه علي بن حرب. وذكره الدار قطني فقال: ربما أخطأ ولا يترك.
4 (عقبة بن إسحاق السلولي الكوفي.)
عن: إسماعيل بن أبي خالد، وليث بن أبي سليم، وأبي شراعة. وعنه: إسحاق بن إدريس، وأبو نعيم، وإسحاق بن منصور السلولي. قاله أبو حاتم ولم يضعف.
4 (عقبة بن خال السكوني ع.)

(12/297)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 298
أبو مسعود الكوفي. عن: هشام بن عروة، وإسماعيل بن أبي خالد، وأبي سعد البقال سعيد، وعبيد الله بن عمر، وجماعة. وعنه: أحمد، وإسحاق، وأبو بكر بن أبي شيبة، وابن نمير، وأبو سعيد الأشج. قال أبو حاتم: لا بأس به. وقال الترمذي: توفي سنة ثمان وثمانين ومائة.
4 (عكرمة بن سليمان.)
شيخ القراء بمكة. هو عكرمة بن سليمان بن كثير بن عامر مولى آل شيبة العبدري الحجبي المكي المقريء، أبو القاسم. قرأ القرآن وجوده على: شبل بن عباد، ومعروف بن مشكان، وإسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين. تلا عليه أبو الحسن أحمد بن موسى بن محمد البزي، وغيره.
4 (علي بن ثابت الجزري د. ت.)
)

(12/298)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 299
أبو أحمد نزيل بغداد. عن: جعفر بن برقان، وبكير بن مسمار، وابن عون، وطائفة. وعنه: أحمد بن حنبل، وأبو عبيد، وابن عرفة، وحميد بن الربيع، والحسين بن الحسن المروزي. وقال أحمد: ثقة صدوق، يحدث ببعض الحديث ثم يقطعه ويجيء بآخر. وقال ابن معين: ثقة. وقال الأزدي: ضعيف.
4 (علي بن حمزة بن عبد الله بن بهمن بن فيروز، مولى بني أسد، أبو الحسن الأسدي الكوفي)
الكسائي.

(12/299)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 300
شيخ القراء والنحاة، نزل بغداد وأدب الرشيد، ثم ولده الأمين. قرأ القرآن على حمزة الزيات أربع مرات، وقرأ أيضاً على محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عرضاً. وروى عن: جعفر الصادق، والأعمش، وسليمان بن أرقم، وأبي بكر بن عياش. وتلا أيضاً على عيسى بن عمر الهمداني. واختار لنفسه قراءة صارت إحدى القراءات السبع، وتعلم النحو على كبر سنه، وخرج إلى البصرة، وجالس الخليل فقال له: من أين أخذت قال: ببوادي الحجاز، ونجد، وتهامة. فخرج الكسائي إلى أرض الحجاز، وغاب مدة، ثم قدم وقد أنفذ خمس عشرة قنينة حبر في الكتابة عن العرب سوى ما حفظ في قلبه. ورجع والخليل قد مات، وجلس يونس بعده، فمرت بين الكسائي وبين يونس مسائل أقر له فيها يونس. قال عبد الرحيم بن موسى: سألته لم سميت الكسائي قال: لأني أحرمت في كساء.

(12/300)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 301
وقال الشافعي: من أراد أن يتبحر في النحو فهو عيال على الكسائي. قال أبو بكر بن الأنباري: اجتمع في الكسائي أمور: كان أعلم الناس بالنحو، وواحدهم في الغريب. وكان أوحد الناس في القرآن، وكانوا يكثرون عليه حتى لا يضبط عليهم، فكان يجمعهم ويجلس على كرسي ويتلو القرآن من أوله إلى آخره وهم يسمعون، ويضبطون عنه) حتى المقاطع والمباديء قال إسحاق بن إبراهيم: سمعت الكسائي يقرأ القرآن على الناس مرتين. وعن خلف بن هشام قال: كنت أحضر بين يدي الكسائي وهو يقرأ على الناس، وينقطون مصاحفهم على قراءته. قلت: وتلا على الكسائي أبو عمر الدوري، وأبو الحارث الليث بن خالد، ونصير بن يوسف الرازي، وقتيبة بن مهران الأصبهاني، وأبو جعفر أحمد بن أبي سريج، وأحمد بن جبير الأنطاكي، وأبو حمدون الطيب بن إسماعيل، وأبو موسى عيسى بن سليمان الشيزري. وروى عنه: أبو عبيد القاسم بن سلام، ويحيى الفراء، وخلف البزار، وعدة. قال خلف: أولمت وليمة فدعوت الكسائي واليزيدي، فقال اليزيدي: يا أبا الحسن، أمور تبلغنا عنك ننكر بعضها. فقال الكسائي. أو مثلي يخاطب بهذا وهل مع العالم إلا فضل بصاقي في العربية. ثم بصق، فسكت اليزيدي. وللكسائي كتب مصنفة، منها: كتاب معاني القرآن، ومختصر في النحو، وكتاب في القراءات، وكتاب النوادر الكبير، وتصانيف أخر.

(12/301)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 302
وقيل: إنما عرف بالكسائي لأنه أيام قراءته على حمزة كان يلتف في كساء، فلقبه أصحاب حمزة بالكسائي. أبو العباس بن مسروق: نا سلمة بن عاصم قال: قال الكسائي: صليت بهارون الرشيد، فأعجبتني قراءتي فغلطت في آية ما أخطأ فيها صبي قط، أردت أن أقول لعلهم يرجعون فقلت يرجعين فوالله ما اجترأ الرشيد أن يقول أخطأت، لكنه لما سلم قال: أي لغة هذه قلت: يا أمير المؤمنين قد يعثر الجواد. قال: أما هذه فنعم. وعن سلمة: سمعت الفراء: سمعت الكسائي يقول: ربما سبقني لساني باللحن فلا يمكنني أن أرد لساني. وذكر ابن الدورقي قال: اجتمع الكسائي واليزيدي عند الرشيد، فحضرت العشاء فقدموا الكسائي، فارتج عليه قراءة قل يا أيها الكافرون فقال اليزيدي: قراءة هذه السورة ترتج على قاريء أهل الكوفة قال: فحضرت صلاة فقدموا اليزيدي فارتج عليه في الحمد فلما سلم قال:
(احفظ لسانك لا يقول فتبلى .......... إن البلاء موكل بالمنطق)
) وعن خلف قال: كان الكسائي يقرأ لنا على المنبر، فقرأ يوماً: أنا أكثر منك مالاً. فسألوه عن العلة، فثرت في وجوههم، فمحوه من كتبهم، ثم قال لي: يا خلف، يكون أحد من بعدي يسلم من اللحن؟.

(12/302)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 303
قال الفراء: ناظرت الكسائي يوماً وزدت، فكأني كنت طائراً يشرب من بحر. وعن الفراء قال: إنما تعلم الكسائي النحو على كبر، لأنه جاء إلى قوم وقد أعيا، فقال: قد عييت. فقالوا له: تجالسنا وأنت تلحن قال: وكيف قالوا: إن أردت من التعب فقل أعييت، وإن انقطعت الحيلة في الأمر فقل عييت. فأنف من هذا وقام وسأل عمن يعلم النحو، فأرشد إلى معاذ الهراء، فلزمه حتى أنفد ما عنده، ثم خرج إلى الخليل. قلت: وقد كان للكسائي عند الرشيد منزلة رفيعة، وسار معه إلى الري، فمرض ومات بقرية رنبويه، فلما اعتل تمثل وقال.
(قدر أحلك ذا النخيل وقد رأى .......... وأبي، ومالك ذو النخيل بدار)

(ألا كداركم بذي بقر الحمى .......... هيهات ذو بقر من المزوار)
ومات ومعه محمد بن الحسن الفقيه، فقال الرشيد لما رجع إلى العراق: دفنت الفقه والنحو برنبويه. وقال نصير بن يوسف: دخلت على الكسائي في مرض موته فأنشأ يقول: قدر أحلك. وذكر البيتين، فقلت: كلا، ويمتع الله الجميع بك.

(12/303)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 304
فقال: أين قلت ذاك لقد كنت أقرئ في مسجد دمشق، فأغفيت في المحراب، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم داخلاً من باب المسجد، فقام إليه رجل، فقال: بحرف من نقرأ فأومأ إلي. قال الدوري: توفي الكسائي بقرية ارنبويه، وكذا سماها أحمد بن جبير، وزاد فقال: في سنة تسع وثمانين ومائة. وكذا أرخه جماعة. وقيل إنه عاش سبعين سنة. وفي وفاته أقوال واهية، سنة إحدى وثمانين، وسنة اثنتين، وسنة ثلاث وسنة خمس وثمانين) وقيل: سنة ثلاث وتسعين، والأول أصح.
4 (علي بن زياد التونسي الفقيه.)
أبو الحسن العبسي، شيخ المغرب. أصله من بلاد العجم، ومولده بأطرابلس، وكان إماماً ثقة متعبداً، بارعاً في العلم. رحل وسمع من: سفيان الثوري، ومالك، والليث، وطبقتهم. وسمع قبل أن يرحل من قاضي إفريقيا خالد بن أبي عمران، فهو أكبر شيخ له. وصنف في الفقه كتاباً سماه خيراً من زنته، يشتمل على البيوع والأنكحة. قال أسد بن الفرات: كان علي بن زياد من أكابر أصحاب مالك. روى عنه: بهلول بن راشد، وسمرة التونسي، وسحنون، وأسد بن الفرات.

(12/304)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 305
وسنذكر في الطبقة الآتية، إن شاء الله، علي بن زياد الإسكندري.
4 (علي بن عبيد الله بن عمر بن علي بن أبي طالب الهاشمي العلوي المدني الطبيب.)
قال أبو حاتم الرازي: سمعت داوود بن عبد الله الجعفري يقول: قال لي علي بن عبيد الله بن محمد، وكان أبصر الناس في الطب. وذكر حكاية.
4 (علي بن غراب ن. ق.)
أبو الحسن، ويقال أبو الوليد الفزاري الكوفي القاضي. روى عن: إسماعيل بن أبي خالد، وأحوص بن حكيم، وهشام بن عروة، وعمر مولى عفرة. وعنه: أحمد بن حنبل، وزياد بن أيوب، والحسين بن الحسن المروزي، ومحمد بن عبد الله بن عمارة، وعدة. قال ابن معين: صدوق.

(12/305)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 306
وضعفه أبو داوود. وقال ابن حبان: كان غالياً في التشيع، كثير الخطأ. وقال الجوزجاني: ساقط. وقال الدار قطني: ثقة. عبد الله بن أحمد بن حنبل: ثنا علي بن الحسن أبو الشعثاء، نا علي بن غراب، عن صالح بن حيان، عن أبي بريدة، عن أبيه: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسمى كلب وكليب.) قال العقيلي: لا يتابع عليه. قلت: توفي سنة أربع وثمانين ومائة. قال أحمد: سمعت منه مجلساً.
4 (علي ين مجاهد الكندي الكابلي الرازي ت.)

(12/306)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 307
عن: ابن إسحاق، وموسى بن عبيدة، ومسعر، وجماعة. وعنه: أحمد بن حنبل، وزياد بن أيوب، ومحمد بن حميد الرازي، وجماعة. وولي قضاء الري. رماه بالكذب يحيى بن الضريس، ومحمد بن مهران الجمال. ووثقه ابن حبان فالله أعلم.
4 (علي بن مسهر ع)
أبو الحسن القرشي مولاهم الكوفي الحافظ، قاضي الموصل. وهو أخو عبد الرحمن قاضي جبل. روى عن: إسماعيل بن أبي خالد، وداوود بن أبي هند، وعاصم

(12/307)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 308
الأحول، وزكريا بن أبي زائدة، وأبي مالك الأشجعي، وخلق من هذه الطبقة. وعنه: بشر بن آدم، وسويد بن سعيد، وابنا أبي شيبة، وعلي بن حجر، وهناد بن السري، وآخرون. قال أحمد: هو أثبت من أبي معاوية في الحديث. وقال أحمد بن عبد الله العجلي: كان ممن جمع الفقه، والحديث، ثقة. وروى عباس، عن ابن معين: كان ثبتاً. ولي قضاء أرمينية، فلما قدمها اشتكى عينه، فجعل يختلف إليه متطبب، فقال قاضي كان بأرمينية للكحال: أكحله بما يذهب عينه حتى أعطيك مالاً. ففعل، فذهبت عينه. فرجع علي بن مسهر إلى الكوفة أعمى. وقال ابن نمير: دفن علي بن مسهر كتبه. قلت: توفي سنة تسع وثمانين ومائة. علي بن نصر بن علي بن صهبان ع.)

(12/308)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 309
أبو الحسن الجهضمي البصري والد الحافظ نصر بن علي. روى عن: حمزة الزيات، وقرة بن خالد، وهشام الدستوائي، وشعبة، والخليل بن أحمد، وعدة. وعنه: ولده، وأبو نعيم، ومعلى بن أسد. خرج الستة عن ولده نصر، عن أبيه. وقد روى القراءات عن: أبي عمرو بن العلاء، وأبان بن يزيد العطار، وهارون بن موسى، وشبل بن عباد. حمل عنه ولده نصر بن علي، وكان من كبار أصحاب الخليل بن أحمد في العربية، وكان صديقاً لسيبويه. مات سنة سبع وثمانين ومائة وهو في عشر السبعين. علي بن هاشم بن البريد م. ع. أبو الحسن القرشي، مولاهم الخزاز الكوفي.

(12/309)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 310
عن: هشام بن عروة، والأعمش، وإسماعيل بن أبي خالد، وابن أبي ليلى، وطبقتهم. وعنه: أحمد بن حنبل، وابن أبي شيبة، وأخوه عثمان، وأحمد بن منيع، والحسن بن حماد سجادة، وعبد الله مشكدانة، وجماعة. وثقه ابن معين، وغيره. وكان شيعياً بغيضاً. قال أبو داوود: ثبت يتشيع. وقال أحمد بن حنبل: سمعت منه مجلساً واحداً. وقال ابن حبان: روى المناكير عن المشاهير. قلت: مات سنة إحدى وثمانين ومائة.
4 (عمار بن محمد، أبو اليقظان الثوري م. ت. ق.)
أخو سيف، كوفي سكن بغداد. وروى عن: الصلت بن مؤيد، ومنصور بن المعتمر، وليث، والأعمش.

(12/310)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 311
وعنه: أحمد بن حنبل، وعمرو الناقد، وزياد بن أيوب، والحسن بن عرفة، ومحمد بن حاتم المؤدب.) قال ابن عرفة: كان لا يضحك، وكنا لا نشك أنه من الأبدال. وقال أبو حاتم، وغيره: ليس به بأس. وقال علي بن حجر: كان ثبتاً، حجة. وروي عن سفيان الثوري قال: إن نجا أحد من أهل بيتي فعمار. وقال ابن حبان: كان ممن فحش خلافه، وكثر وضعه حتى استحق الترك. قلت: هو ابن أخت سفيان. وقع لنا من عواليه في جزء ابن عرفة. مات في المحرم سنة اثنتين وثمانين ومائة.
4 (عمر بن أيوب العبدي الموصلي م. د. ن. ق.)
أبو حفص.

(12/311)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 312
عن: جعفر بن برقان، وابن أبي ليلى، وأفلح بن حميد، وإبراهيم بن نافع المكي. وعنه: أحمد بن حنبل، وداوود بن رشيد، وأبو سعيد الأشج، وأيوب الوزان، وعلي بن حرب، وجماعة. قال يحيى بن معين: ثقة مأمون. وقال محمد بن عبد الله بن عمار: ما رأيته يذكر الدنيا، وكان من أشد الناس حياء. وذكره أحمد بن حنبل فقال: كانت له هيئة، وجعل يطريه. قيل: مات سنة ثمان وثمانين ومائة.
4 (عمر بن أبي خليفة حجاج بن عتاب العبدي البصري ن. أبو حفص.)
عن: أبيه، ومحمد بن زياد الجمحي، وأبي غالب حزور، وعلي بن زيد، وعدة. وعنه: خليفة بن خياط، وعمرو بن علي، وابن مثنى، وبندار، ويعقوب الدورقي، وجماعة.

(12/312)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 313
قال أبو حاتم: صالح الحديث. وقال العقيلي: منكر الحديث. روى عن: هشام بن حسان، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: آخر كلام في القدر لشرار أمتي. ويروى من وجه آخر، لين أيضاً. توفي سنة تسع وثمانين.)
4 (عمر بن الدرفس الغساني الدمشقي ق.)
من رؤساء البلد. عن: عبد الرحمن بن أبي قسيمة، وزرعة بن إبراهيم. وعنه: ابنه الوليد، والوليد بن مسلم، وأبو مسهر، وهشام، وابن بنت شرحبيل، وغيرهم. قال أبو حاتم: صالح ما في حديثه إنكار.
4 (عمر بن عبد الرحمن الأبار.)
يأتي بكنيته.

(12/313)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 314
4 (عمر بن عبيد الطنافسي الكوفي الحافظ ع.)
أخو يعلى، ومحمد، وإبراهيم، وهو أسن اخوته. روى عن: آدم بن علي، ومنصور، وسماك، وعبد الملك بن عمير، وجماعة. وعنه: أخواه يعلى، وإبراهيم، وأحمد بن حنبل، وإسحاق، وزياد بن أيوب، والحسن بن عرفة، وجماعة. وثق. وقال أبو حاتم: محله الصدق. قلت: توفي سنة خمس وثمانين ومائة. وهو أكبر شيخ لقيه محمد بن عبد الله بن نمير.
4 (عمر بن عبيد الخزاز.)
أبو حفص البصري السابري بياع الخمر.

(12/314)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 315
نزل مكة وجاور. وحدث عن سهيل بن أبي صالح. وعنه: أبو عبيد الرحمن المقريء، والحميدي، وغيرهما. ضعفه أبو حاتم. وقال العقيلي: في حديثه اضطراب.
4 (عمر بن علي بن عطاء بن مقدم ع.)
أبو حفص المقدمي، مولى بني ثقيف، بصري حافظ. وهو والد محمد، وعاصم، وعم محمد بن أبي بكر الحافظ.) روى عن: إسماعيل بن أبي خالد، وهشام بن عروة، وأبي حازم الأعرج، وخالد الحذاء، وطبقتهم.

(12/315)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 316
وعنه: أحمد بن عبدة، وأحمد بن المقدام، وخليفة بن خياط، وحفص الربالي، وبندار، وعمرو الفلاس، وطائفة. قال ابن معين: ما به بأس. وقال ابن سعد: ثقة. كان يدلس تدليساً شديداً، يقول: سمعت، وثنا، ثم يسكت ساعة، ثم يقول: هشام بن عروة، والأعمش قلت: قد أهمل تدليسه الناس واحتجوا به في الكتب الستة، مع أن أبا حاتم قال: لا يحتج به. توفي في جمادى الأولى سنة تسعين ومائة.
4 (عمرو بن جميع، أبو المنذر.)
قاضي حلوان. عن: ليث بن أبي سليم، والأعمش، وجويبر، وابن جريج. وعنه: الحكم بن سليمان، وشريح بن يونس، والربيع بن ثعلب، وأبو إبراهيم الترجماني، وآخرون.

(12/316)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 317
متفق على تركه. قال يحيى بن معين: كان كذاباً خبيثاً. وقال ابن عدي: يتهم بوضع الحديث.
4 (عمرو بن صالح بن المختار الزهري الفقيه.)
قاضي رامهرمز. سمع: أبا مالك الأشجعي، وعبيد الله بن عمر. وعنه: محمد بن المثنى، وإسماعيل بن عبد الله بن زرارة. وثقه يحيى بن معين.
4 (عمرو بن قاسم بن حبيب.)
أبو علي التمار الكوفي. منكر الحديث.) روى عن: منصور، ويزيد بن أبي زياد. وعنه: إسماعيل بن موسى الفزاري، ومحمد بن مروان، وعباد بن يعقوب الرواجني، وآخرون.

(12/317)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 318
ضعفه ابن عدي.
4 (عمرو بن قيس بن بشير الكوفي.)
عن أبيه. وعنه: أبو نعيم، وإبراهيم بن موسى الفراء، ومحمد بن مهران الجمال، وأبو سعيد الأشج. وثقه أبو حاتم. وقال ابن معين: لا شيء.
4 (عمرو بن النعمان بن جبلة الباهلي البصري ق.)
عن: علي بن الحزور، وعبيد الله بن أبي زياد، وسليمان التيمي، وجماعة. وعنه: زيد بن الحباب، وعيسى بن إبراهيم البركي، وحميد بن مسعدة، وأحمد بن عبدة. قال أبو حاتم: صدوق لا بأس به.

(12/318)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 319
4 (عمران بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ن. ق.)
عن والده. وعنه: ابنه محمد، وعثمان بن أبي شيبة، وسهل بن عثمان. ذكره ابن حبان في الثقات.
4 (عنبسة بن عبد الواحد بن أمية بن عبد الله بن سعيد بن العاص. أبو خالد الأموي الكوفي)
الأعور د. عن: عبد الملك بن عمير، وبيان بن بشر، وهشام بن عروة، وطائفة. وعنه: شريح بن يونس، وعبد الله بن عمر بن أبان، وأبو عبيد، القاسم، وإبراهيم بن موسى الرازي، وأبو همام السكوني. وثقه أبو حاتم وغيره.
4 (عويد بن أبي عمران الجوني.)

(12/319)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 320
روى عن أبيه.) وعنه: أحمد بن أيوب بن راشد، ومحمد بن المثنى، ونصر الجهضمي. قال ابن معين: ليس بشيء. وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث. وقال النسائي: متروك الحديث.
4 (عيسى بن حنيفة، أبو عمرو الكندي.)
عن: مالك بن دينار، ومحمد بن واسع، ويزيد الرقاشي، وفرقد السبخي، وحميد الطويل. وعنه: الحسين بن عمرو العنقزي، وأبو سعيد الأشج.

(12/320)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 321
ذكره أبو حاتم وما تكلم فيه، وكأن محله الصدق.
4 (عيسى بن سوادة بن الجعد النخعي الكوفي.)
نزيل الري. عن: الزهري، ومحمد بن المنكدر، وعمرو بن دينار، وليث بن أبي سليم، وجماعة. وعنه: هشام بن عبيد الله، وزنيج، وأبو سعيد الأشج، وعمرو بن رافع، ويوسف بن واقد، وآخرون. ضعفه أبو حاتم.
4 (عيسى بن موسى ق.)
أبو أحمد البخاري الأزرق الحافظ، ولقبوه غنجاراً لحمرة وجهه. سمع: أبا حمزة السكري، وسفيان الثوري، وعيسى بن عبيد الكندي،

(12/321)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 322
وورقاء بن عمر، وخلقاً. وعنه: بجير بن النضر، ومحمد بن أمية الساوي، ومحمد بن سلام البيكندي، وإسحاق بن حمزة البخاري، وآخرون. قال الحاكم: هو إمام عصره. طلب العلم على كبر سنه، ورحل، وهو في نفسه صدوق. تتبعت رواياته عن الثقات فوجدتها مستقيمة. قال: وروى عن أكثر من مائة شيخ من المجهولين. قلت: في صحيح البخاري في أول بدء الخلق عقيب حديث: كان الله ولا شيء غيره. وروى عيسى، عن رقبة، عن قيس بن مسلم، عن طارق: سمعت عمراً، كذا في الصحيح. وقد سقط بين عيسى وبين رقبة رجل وهو أبو حمزة السكري، وبهذا الإسناد نسخة عند غنجار.) ولم يلق رقبة. مات غنجار في آخر سنة ست وثمانين ومائة، وله نسخة عند ابن طبرزد ليست بالعالية. وقال الدار قطني: عيسى غنجار لا شيء.

(12/322)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 323
4 (عيسى بن يونس بن أبي إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي ع.)
أبو عمر الكوفي الحافظ. نزل الثغر بالحديث مرابطاً في سبيل الله، وهو أصغر من أخيه إسرائيل.

(12/323)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 324
رأى جده، وسمع: أباه، وهشام بن عروة، وحسيناً المعلم، وإسماعيل بن أبي خالد، والأعمش، والجريري، ومجالداً، وزكريا بن أبي زائدة، وعمرو بن سعيد بن أبي حسين، وعمرو مولى عفرة، وخلقاً سواهم. وعنه: حماد بن سلمة أحد شيوخه، وإسحاق بن راهويه، وأحمد، وإبراهيم بن موسى الفراء، وأبو بكر بن أبي شيبة، وسفيان بن وكيع، وعلي بن حجر، وعلي بن خشرم، ونصر بن علي، والحسن بن عرفة، وأمم. سئل عنه ابن المديني فقال: بخ بخ، ثقة مأمون. وقال يعقوب السدوسي: نا إبراهيم بن هاشم: سمعت بشر بن الحارث يقول: كان عيسى بن يونس يعجبه خطي، ويأخذ القرطاس فيقرأه. فكتبت من نسخة قوم شيئاً كان ليس من حديثه، فكأنهم لما رأوا إكرامه أدخلوا عليه أحاديث. فجعل يقرأ علي ويضرب على تلك الأحاديث، فغمني ذلك. فقال: لا يغمك، لو كان واواً ما قدروا أن يدخلوا هذا علي. وقال أحمد بن داوود الحراني: سمعت عيسى بن يونس يقول: لم يكن في أسناني أحد أبصر بالنحو مني. فدخلني منه نخوة فتركته. قال أحمد بن حنبل: الذي كنا نخبر أن عيسى بن يونس كان سنة في الغزو وسنة في الحج، وقد قدم بغداد في شيء من أمر الحصون، فأمر له بمال، فأبى أن يقبله. وقال أحمد بن جناب: غزا عيسى بن يونس خمساً وأربعين غزوة، وحج خمساً وأربعين حجة.

(12/324)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 325
وقال جعفر البرمكي: ما رأيت في القراء مثل عيسى بن يونس. وذكر أنه عرض عليه مائة ألف درهم فقال: والله لا يتحدث أهل العلم أني أكلت للسنة ثمناً.) قال الوليد بن مسلم: ما أبالي من خالفني في الأوزاعي، ما خلا عيسى بن يونس، فإني رأيت أخذه أخذاً محكماً. وقال ابن معين: رأيت عيسى بن يونس وعليه قباء محشو وخفان أحمران، يعني أنه كان بلباس الأجناد. قال الوليد بن مسلم: أفضل من بقي من علماء العرب أبو إسحاق الفزاري، وعيسى بن يونس، ومخلد بن الحسين. وقال محمد بن عبيد الطنافسي: يا أصحاب الحديث، ألا تكونون مثل عيسى بن يونس. كان إذا جاء إلى الأعمش ينظرون إلى هديه وسمته. قال وكيع: وذكر عيسى: ذاك رجل قد قهر العلم. وقال أبو زرعة: حافظ.

(12/325)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 326
وقال محمد بن عبد الله بن عمار: حجة، هو أثبت من أخيه إسرائيل. وقال ابن سعد: ثقة ثبت. وسئل أحمد بن حنبل عن عيسى بن يونس فقال: عيسى يسأل عنه قال محمد بن المنذر الكندي إن المأمون جاء إلى عيسى بن يونس فسمع منه، وأعطاه عشرة آلاف درهم، فردها وقال: ولا شربة ماء على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال أحمد بن جناب: مات عيسى سنة سبع وثمانين ومائة. وكذا أرخه سليمان بن عمر الرقي، وعلي بن بحر، وعبد الله بن جعفر. وقال محمد بن مصفى: مات في نصف شعبان سنة ثمان وثمانين ومائة. وفيها أرخه المدائني، ومحمد بن المثنى، وأبو داوود. وقال ابن سعد، وغيره: مات سنة إحدى وتسعين ومائة.

(12/326)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 327
4 (حرف الغين)

4 (غسان بن مضر الأزدي النمري البصري المكفوف س.)
عن: أبي سلمة سعيد بن يزيد ليس إلا. وعنه: أحمد، وشباب، والفلاس، ومحمد بن المثنى، ونصر بن علي، وعدة. قال: أحمد: ثقة، ثقة.) وقال: كان شيخاً عسراً. وقال أبو حاتم: لا بأس به، صالح

(12/327)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 328
الحديث. قيل: مات سنة أربع وثمانين ومائة. خرج له س الصلاة في النعلين.

(12/328)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 329
4 (حرف الفاء)
الفرج بن سعيد، وأبو روح المأربي. عن: عمه ثابت، وعن خالد بن عمرو بن سعيد الأشدق. وعنه: محبوب بن موسى الفرا، والحميدي، وغيرهما.
4 (فضالة بن حصين الضبي، أبو معاوية.)
شيخ بصري. له عن: حميد الطويل، ويزيد بن نعامة، ويونس بن عبيد. وعنه: نعيم بن حماد، ومحمد بن أبي بكر المقدمي، وإبراهيم بن موسى.

(12/329)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 330
قال أبو حاتم: مضطرب الحديث وكذا قال البخاري.
4 (الفضل بن عثمان، أبو محمد المرادي الكوفي الصيرفي.)
عن: الزهري، وأبي الزبير. وعنه: أبو كريب، ومحمد بن عبيد المحاربي. ما يكاد يعرف.
4 (فضيل بن سليمان النميري ع.)

(12/330)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 331
أبو سليمان البصري. روى عن: أبي حازم الأعرج، وعمرو بن أبي عمرو، وموسى بن عقبة، وخيثم بن عراك، وطبقتهم. وعنه: علي بن المديني، وخليفة بن خياط، وأحمد بن عبدة، وأحمد بن المقدام، ونصر الجهضمي، والفلاس، ومحمد بن موسى الحرشي، وآخرون. قال أبو حاتم: ليس بالقوي. وقال ابن معين: ليس بثقة رواه عباس الدوري، عنه.) وقال أبو زرعة: لين. وقال النسائي: بصري، ليس بالقوي. قلت: قد احتج به الجماعة. مات سنة إحدى أو اثنتين وثمانين، وقيل سنة ست وثمانين ومائة.
4 (فضيل بن عياض بن مسعود الأستاذ الإمام خ. م. د. ن.)

(12/331)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 332
شيخ الإسلام، أو علي التميمي، ثم اليربوعي المروزي، الزاهد.

(12/332)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 333
عن: منصور، وبيان بن بشر، وأبان بن أبي عياش، وحصين بن عبد الرحمن، ويزيد بن أبي زياد، وعطاء بن السائب، وعبيد الله بن عمر، وهشام بن حسان، وصفوان بن سليم، وأبي هارون العبدي، والأعمش. وعنه: سفيان الثوري، وهو أكبر منه، وابن عيينة، وابن المبارك، ويحيى القطان، وحسين الجعفي، وابن مهدي، والشيزري، ومسدد، وقتيبة، ويحيى بن يحيى، وبشر الحافي، والقعنبي، ويحيى بن أيوب، وأحمد بن المقدام العجلي، وخلق سواهم. وكان إماماً، ثقة، حجة، زاهداً، عابداً، نبيهاً، صمدانياً، كبير الشأن. قال ابن سعد: ولد الفضيل بخراسان بكورة أبيورد، وقدم الكوفية وهو كبير، فسمع من منصور، وغيره: ثم تعبد ونزل مكة، وكان ثقة نبيلاً، فاضلاً، عابداً، كثير الحديث. وقال إبراهيم بن الأشعث وغيره: سمعناه فضيلاً يقول:

(12/333)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 334
ولدت بسمرقند. وقال أبو عبد الرحمن السلمي: أنا أبو بكر محمد بن جعفر: نا الحسين بن عبد العزيز العسكري، كذا قال وصوابه ابن عبد الله العسكري، قال: ثنا ابن أخي أبي زرعة: ثنا محمد بن إسحاق بن راهويه، نا أبو عمار، عن الفضل بن موسى قال: كان الفضيل بن عياض شاطراً يقطع الطريق بين أبيورد وسرخس. وكان سبب توبته أنه عشق جارية، فبينا هو يرتقي الجدران إليها سمع رجلاً يتلو ألم يأن للذين أمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق فقال: يا رب قد آن. فرجع. فأواه الليل إلى خربة، فإذا فيها رفقة، فقال بعضهم: ترتحل وقال قوم: حتى نصبح، فإن فضيلاً على الطريق يقطع علينا. فتاب الفضيل وأمنهم. وجاور بالحرم حتى مات.) إبراهيم بن الليث النخشبي: نا علي بن خشرم: أخبرني رجل من جيران الفضيل من أبيورد قال: كان الفضيل يقطع الطريق وحده، فبينا هو ذات ليلة وقد انتهت إليه القافلة، فقال بعضهم: اعدلوا بنا إلى هذه القرية، فإن الفضيل يقطع الطريق. فسمع ذلك وأرعد، فقال: يا قوم جوزوا، والله لأجتهدن أن لا أعصي الله. وجاء نحوها من وجه آخر فيه جهضم، وهو ساقط. وبالجملة فالشرك أعظم من كل إفك، وقد أسلم خلق صاروا أفضل هذه الأمة. نسأل الله أن يأخذ بنواصينا إلى طاعته، فإن قلوب العباد بيده يصرفها كيف يشاء.

(12/334)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 335
قال ابن عيينة، والعجلي، وغيرهما: فضيل ثقة. وقال أبو حاتم: صدوق. وقال إبراهيم بن شماس: قال ابن المبارك: ما بقي على ظهر الأرض عندي أفضل من الفضيل بن عياض. وقال أحمد بن عباد التميمي المروزي: سمعت النضر بن شميل: سمعت هارون الرشيد يقول: ما رأيت في العلماء أهيب من مالك، ولا أورع من الفضيل. وقال إبراهيم بن سعيد: قال لي المأمون: قال لي الرشيد: ما رأت عيناي مثل فضيل بن عياض. دخلت عليه فقال لي: يا أمير المؤمنين، فرغ قلبك للحزن والخوف حتى يسكناه، فيقطعاك عن المعاصي، ويباعداك من النار. عن ابن أبي عمر العنسي قال: ما رأيت بعد الفضيل أعبد من وكيع. وعن شريك قال: إن فضيل بن عياض حجة لأهل زمانه. وقال الهيثم بن جميل نحوه. قال إبراهيم بن الأشعث: رأيت سفيان بن عيينة يقبل يد الفضيل بن عياض مرتين. وقال مردويه الصائغ: قال لي ابن المبارك: إن الفضيل صدق الله فأجر الحكمة على لسانه، وهو ممن نفعه الله بعلمه.

(12/335)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 336
وقال مردويه: وقال لي رباح بن خالد: إن ابن المبارك قال له: إذا نظرت إلى فضيل بن عياض جدد لي الحزن ومقت نفسي. ثم بكى. وعن ابن المبارك قال: إذا مات الفضيل ارتفع الحزن.) وقال أبو بكر الصوفي: سمعت وكيعاً يقول يوم مات الفضيل: ذهب الحزن اليوم من الأرض. وقال يحيى بن أيوب: دخلت مع زافر بن سلميان على الفضيل بن عياض بالكوفة. فإذا الفضيل وشيخ معه. فدخل زافر، وأقعدني على الباب. قال زافر: فجعل الفضيل ينظر إلي، ثم قال: يا أبا سليمان هؤلاء المحدثين يعجبهم قرب الإسناد. ألا أخبرك بإسناد لا شك فيه: رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن جبريل، عن الله تعالى: ناراً وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد فأنا وأنت يا أبا سليمان من الناس. قال: ثم غشي عليه وعلى الشيخ، وجعل زافر ينظر إليهما، ثم تحرج الفضيل فقمنا، والشيخ مغشي عليه. إبراهيم بن الأشعث: كنا إذا خرجنا مع الفضيل في جنازة لا يزال يعظ ويذكر ويبكي لكأنه مودع أصحابه، ذاهب إلى الآخرة، حتى يبلغ المقابر، فيجلس فكأنه بين الموتى في الحزن والبكاء. قال سهل بن راهويه: قلت لسفيان بن عيينة: ألا ترى إلى أبي علي،

(12/336)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 337
يعني فضيلاً، لا تكاد تجف له دمعة. قال سفيان: إذا قرح القلب نديت العينان. ثم تنهد سفيان. قال عبد الصمد مردويه الصائغ: سمعت الفضيل يقول: إذا علم الله من رجل أنه مبغض لصاحب بدعة رجوت أن يغفر الله له وإن قل عمله. وقال: إن الله يزوي عن عبده الدنيا ويمررها عليه، مرة يجوع، ومرة يعرى، كما تصنع الوالدة بولدها، مرة صبراً، ومرة بغضاً، ومرة مراعاة له، وبذلك ما هو خير له. وفي المجالسة للدينوري: نا يحيى بن المختار: سمعت بشر بن الحارث يقول: كنت بمكة مع الفضيل بن عياض، فجلس معنا إلى نصف الليل ثم قام يطوف إلى أن قلت: يا أبا علي، ألا تنام قال: ويحك، وهل أحد يسمع بذكر النار تطيب نفسه أن ينام. وقال الأصمعي: نظرت الفضيل بن عياض أن رجلاً يشكوا إلى رجل فقال: تشكو من يرحمك إلى من لا يرحمك. وقيل سئل الفضيل: متى يبلغ المرء غاية حب الله قال: إذا كان عطاؤك إياه ومنه سواء.) وعنه قال: ترك العمل من أجل الناس رياء، والعمل من أجل الناس شرك، الإخلاص أن تعافى منهما.

(12/337)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 338
وقال يونس بن محمد المكي: قال فضيل لرجل: لأعلمنك كلمة خير لك من الدنيا وما فيها. والله لئن علم الله منك إخراجك الأدميين من قلبك حتى لا يبقى في قلبك مكان لغيره. ثم تسأله شيئاً إلا أعطاك. وعن فضيل قال: ما أدري ما أنا، أكذاب أم مرائي. وروى على بن عثام: قال الفضيل: ما دخلت على أحد إلا خفت أن أتصنع له، أو يتصنع لي. قال أحمد بن أبي الحواري: ثنا محمد بن إسحاق قال: أتينا الفضيل بن عياض نسمع منه، قال: لقد تعوذت بالله من شركم. قلنا: ولم يا أبا علي قال: أكره أن تزينوا لي وأتزين لكم. قال ابن أبي الحواري، ونا أبو عبد الله الأنطاكي قال: اجتمع فضيل، والثوري فتذاكروا، فرق سفيان وبكى، ثم قال لفضيل: أرجو أن يكون هذا المجلس علينا رحمة وبركة. فقال له الفضيل: لكني يا أبا عبد الله أخاف أن يكون أضر علينا من غيره. ألست تخلصت إلى أحسن حديثك، وتخلصت أنا إلى أحسن حديثي، فتزينت لك، وتزينت لي. فبكى سفيان وقال: أحييتني أحياك الله. وقال الفيض بن إسحاق: قال لي الفضيل: لو قيل لك يا مرائي غضبت وشق عليك وعسى ما قيل لك حق، تزينت للدنيا، وتصنعت لها، وقصرت ثيابك، وحسنت سمتك، وكففت أذاك حتى يقولوا: أبو زيد عابد، ما أحسن سمته، فيكرمونك، وينظرونك، ويهدون إليك مثل الدرهم الستوق، لا يعرفه كل أحد، فإذا قشروا، قشروا عن نحاس. ويحك، ما تدري في أي الأصناف تدعى غداً.

(12/338)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 339
ابن مسروق: سمعت السري بن المغلس: سمعت الفضيل بن عياض يقول: من خاف الله لم يضره شيء، ومن خاف غير الله لم ينفعه أحد. الفيض بن إسحاق الرقي: سمعت الفضيل. وسئل: ما الخلاص قال: أخبرني، من أطاع الله هل تهمه معصية أحد قال: لا. قال: فمن يعصي الله تنفعه طاعة أحد قال: لا. قال: هذا الخلاص.) قال إبراهيم بن الأشعث: سمعت الفضيل يقول: بلغني أن العلماء فيما مضى كانوا إذا تعلموا عملوا، وإذا عملوا شغلوا، وإذا شغلوا فقدوا، وإذا فقدوا طلبوا، فإذا طلبوا هربوا. وقال مردويه: سمعت الفضيل يقول: رحم الله امرأ أخطأ وبكى على خطيئته قبل أن يرزق بعمله. وقال الفيض بن إسحاق: قال الفضيل: أخلاق الدنيا والآخرة أن تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك. وعنه قال: ما أجد راحة ولا لذة إذا خلوت. وعنه قال: كفى باله محباً، وبالقرآن مؤانساً، وبالموت واعظاً. اتخذ الله صاحباً، ودع الناس جانباً. كفى بخشية الله علماً، وبالاعتذار جهلاً. رهبة المؤمن الله على قدر علمه بالله، وزهادته في الدنيا، على قدر شوقه إلى الجنة. قال إبراهيم بن الأشعث خادم الفضيل: سمعت الفضيل يقول: لو أن الدنيا عرضت علي حلالاً أحاسب عليها لكنت أتقذرها كما يتقذر أحدكم الجيفة. وسمعته يقول: من ساء خلقه شان دينه، وحسبه، ومروءته.

(12/339)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 340
وقال: لن يهلك عبد حتى يؤثر بشهوته على دينه. خصلتان تقسيان القلب: كثرة الكلام، وكثرة الأكل. أكذب الناس العائد في ذنبه، وأجهل الناس المدل بحسناته، وأعلم الناس بالله أخوفهم منه. وعنه قال: أمس منل، واليوم عمل، وغداً أمل. قال فيض بن إسحاق الرقي: قال الفضيل: ما يسرني أن أعرف الأمر حق معرفته إذا طاش عقلي. إبراهيم بن الأشعث: سمعت الفضيل، وقال له رجل: كيف أمسيت، وكيف حالك قال له: عن أي حال تسأل حال الدنيا، أو حال الآخرة أما الدنيا فإنها مالت بنا، وذهبت كل مذهب. والآخرة، فكيف ترى حال من كثرت ذنوبه، وضعف عمله، وفني عمره، ولم يتزود لمعاده. الفيض بن إسحاق. سمعت الفضيل يقول: إذا أراد الله أن يتحف العبد سلط عليه من يظلمه. الأصمعي: قال الفضيل: إذا قيل لك: أتخاف الله فاسكت. فإنك إن قلت لا، أتيت بأمر عظيم،) وإن قلت: نعم، فالخائف لا يكون على ما أنت عليه. وعن الفضيل: يا مسكين، أنت مسيء، وترى أنك محسن، وأنت جاهل، وترى أنك عالم، وأنت بخيل، وترى أنك كريم، وأنت أحمق، وترى أنك عاقل. وأجلك قصير، وأملك طويل. قلت: صدق والله.

(12/340)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 341
وأنت ظالم، وترى أنك مظلوم، وأنت فاسق، وترى أنك عادل، وأنت أكل للحرام، وترى أنك متورع. محرز بن عون: أتيت الفضيل وسلمت عليه، فقال: وأنت أيضاً من أصحاب الحديث ما فعل القرآن والله لو نزل حرف باليمن لكان ينبغي أن تذهب حتى تسمعه والله لأن تكون راعي الحمر وأنت طائع، خير لك من أن تطوف بالبيت وأنت عاص. إسحاق بن إبراهيم الطبري: سمعت الفضيل يقول: لو طلبت مني الدنانير كان أيسر من أن تطلب مني الأحاديث. فقلت: لو حدثتني بأحاديث كان أحب إلي من عدتها دنانير. قال: أنت مفتون: أما والله لو عملت بما سمعت لكان لك في ذلك منشغل عما لم تسمع. سمعت سليمان بن مهران يقول: إذا كان بين يديك طعام فتأخذ اللقمة وترمي بها خلف ظهرك، فمتى تشبع عباس الدوري: ثنا محمد بن عبد الله الأنباري: سمعت فضيلاً يقول: لما قدم هارون الرشيد إلى مكة، قعد في الحجر هو وولده وقوم من الهاشميين، وأحضروا المشايخ. فبعثوا إلي، فأردت أن لا أذهب، واستشرت جاري فقال: اذهب، لعله يريد أن تحدثه أو تعظه. فدخلت المسجد فلما صرت إلى الحجر قلت لأدناهم إلي: أيكم أمير المؤمنين فأشار إليه، فقلت: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته. فرد علي وقال: أقعد. ثم قال: إنما دعوناك لتحدثنا بشيء وتعظنا. قال: فأقبلت عليه وقلت: يا حسن الوجه، حساب الخلق كلهم عليك. قال: فجعل يبكي ويشهق. فرددت عليه وهو يبكي، حتى جاء الخادم، فحملوني وأخرجوني، وقالوا: اذهب بسلام.

(12/341)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 342
وقال محرز بن عون: كنت عند الفضيل، وأتى هارون، ويحيى بن خالد، وولده جعفر، فقال له) يحيى: هذا أمير المؤمنين يا أبا علي يسلم عليك. قال: أيكم هو قالوا: هذا قال: يا حسن الوجه، لقد طوقت أمراً عظيماً وكررها. ثم قال: حدثني عبيد المكتب، عن مجاهد في قوله تعالى وتقطعت بهم الأسباب قال: الأوصال التي كانت في الدنيا. وأومأ بيده إليهم. قال مردويه: سمعت الفضيل يقول: لو كانت لي دعوة مستجابة ما صيرتها إلا في الإمام. لو صيرتها في نفسي لم تنجدني، ومتى صيرتها في الإمام إصلاح العباد والبلاد. وعنه قال: لو كان دخولي على الخليفة كل يوم لكلمته في علماء السوء، أقول: يا أمير المؤمنين لا بد للناس من راع، ولا بد للراعي من عالم يشاوره، ولا بد له من قاض ينظر في أحكام المسلمين. وإذا كان لا بد من هذين فلا يأتك عالم ولا قاض إلا على حمار بأكاف، فبالحري، أن يؤدوا إلى الراعي النصيحة. يا أمير المؤمنين متى تطمع العلماء والقضاة أن يؤدوا إليك النصيحة ومركب أحدهم كذا وكذا. قال فضيل بن عبد الوهاب: سمعت الفضيل بمكة يقول لهم: لا تؤذوني ما خرجت إليكم. حتى بال نحواً من ستين مرة. قال محمد بن زنبور المكي وغيره: أحصر بول الفضيل، فرفع يديه وقال: اللهم بحبي لك إلا ما أطلقته، فما رحنا حتى بال. قال عبد الله بن خبيق: قال الفضيل: تباعد من القراء، فإنهم إن أحبوك

(12/342)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 343
مدحوك بما ليس فيك، وإن غضبوا شهدوا عليك وقبل منهم. قال قطبة بن العلاء: سمعت الفضيل يقول: آفة القراءة العجب. قال إبراهيم بن الأشعث: سمعت الفضيل يقول: أكذب الناس العائد في ذنبه، وأجهل الناس المدل بحسناته، وأعلم الناس أخوفهم من الله. قال مردويه: سمعت الفضيل يقول: إذا علم الله من رجل أنه مبغض لصاحب بدعة رجوت أن يغفر الله له وإن قل عمله. من جلس مع مبتدع لم يعط الحكمة. قال المفضل الجندي: نا إسحاق بن إبراهيم الطبري: ما رأيت أحداً كان أخوف على نفسه ولا أرجى للناس من الفضيل. كانت قراءاته حزينة، شهية، بطيئة، مترسلة، كأنه يخاطب إنساناً، إذا مر بآية فيها ذكر الجنة) تردد فيها وسأل. وكانت صلاته بالليل، أكثر ذلك قاعداً، يلقى له حصير، فيصلي من أول الليل ساعة، ثم تغلبه عينه، فينام قليلاً ثم يقوم، فإذا غلبه النوم نام، ثم يقوم، هكذا حتى يصبح. وكان دأبه إذا نعس أن ينام، وكان شديد الهيبة للحديث إذا حدث. وكان يثقل عليه الحديث جداً.

(12/343)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 344
وعن فضيل قال: لو خيرت بين أن أبعث فأدخل الجنة وبين أن لا أبعث، لاخترت أن لا أبعث. قال أبو الشيخ: نا أبو يحيى الداري، نا محمد بن علي بن شقيق، نا أبو إسحاق قال: قال الفضيل بن عياض: لو خيرت بين أن أكون كلباً ولا أرى يوم القيامة، لاخترت ذلك. إبراهيم بن الأشعث: سمعت الفضيل يقول: الخوف أفضل من الرجاء ما دام الرجل صحيحاً، فإذا نزل به الموت، فالرجاء أفضل. وقال: من استوحش من الوحدة وأنس بالناس لم يسلم من الرياء. وقال الفيض: سمعته يقول: لا حج ولا جهاد أشد من حبس اللسان، وليس أحد أشد غماً ممن سجنه لسانه. قلت: للفضيل ترجمة في تاريخ دمشق وفي الحلية. وكان يعيش من صلة ابن المبارك ونحوه من الإخوان، ويمتنع عن جوائز السلطان. وعن هشام بن عمار قال: توفي الفضيل رحمه الله يوم عاشوراء سنة سبع وثمانين ومائة. وفيها أرخه يحيى بن المديني، وجماعة. وعن رجل قال: كنا جلوساً مع فضيل بن عياض، فقلنا له: كم سنك فقال:
(بلغت الثمانين أو جزتها .......... فماذا أؤمل أو أنتظر)

(علتني السنون فأبلينني .......... فدق العظم وكل البصر)

(12/344)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 345
4 (فضيل بن عياض الصدفي المصري.)
من طبقة الأعمش، وإنما ذكرته هنا للتمييز. حدث عن: أبي سلمة بن عبد الرحمن. روى عنه: حيوة بن شريح، وعبد الله بن لهيعة، وغيرهما.

(12/345)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 346
4 (حرف القاف)
)
4 (قدامة بن شهاب المازني البصري ن.)
عن: برد بن سنان، ويحيى البكاء، وأم داوود الوابشية التي رأت علياً رضي الله عنه، وعن جماعة. وعنه: محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، ويوسف ين موسى، والحسن بن عرفة، وآخرون. قال أبو زرعة: ليس به بأس.
4 (قران بن تمام الأسدي الكوفي د. ت. ن.)

(12/346)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 347
حدث عن: جميل بن أبي صالح، وهشام بن عروة، وموسى بن عبيدة وجماعة. وعنه: أحمد بن حنبل، وأحمد بن منيع، وعلي بن حجر، وسعيد بن محمد الجرمي، والحسن بن عرفة. وثقه أحمد. وكان يبيع الدواب. توفي سنة إحدى وثمانين ومائة.

(12/347)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 348
4 (حرف الكاف)

4 (كثير بن مروان الفهري)
عن: إبراهيم بن أبي عبلة، والحسن بن عمارة. وعنه: النفيلي، وأحمد بن حنبل، والحسن بن عرفة، ويعقوب الدورقي. كذبه يحيى بن معين، وقال مرة: ليس بشيء.

(12/348)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 349

(12/349)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 350
4 (حرف اللام)

4 (الليث بن عاصم بن العلاء الخولاني المصري.)
عن: الحسن بن ثوبان. وعنه: ابن وهب، وعبد الرحمن بن أبي السمح. مات سنة اثنتين وثمانين ومائة.

(12/350)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 351
4 (الليث بن نصر بن سيار.)
أبو هشام الكناني، أمير بخارى.) سمع: عبد الله بن عون، وابن إسحاق، وسعيد بن أبي عروبة. وعنه: عمرو بن مصعب، وغيره. وكان صدوقاً.

(12/351)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 352
4 (حرف الميم)

4 (الماضي بن محمد ق.)
أبو مسعود الغافقي المصري. عن: ليث بن أبي سليم، وهشام بن عروة، وجويبر بن سعيد. روى عنه ابن وهب وحده. وكان وراقاً نسخ المصاحف. قال ابن عدي: هو منكر الحديث. وقال ابن يونس، مات سنة ثلاث وثمانين ومائة.
4 (مبارك بن سحيم.)
قد تقدم، وكونه هنا، أولى.

(12/352)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 353
4 (مبشر بن عبد الله بن رزين ن.)
أبو بكر الشمندري النيسابوري، أخو عمر، ومسعود. وكان مبشر أكبرهم، ولم يرحل من نيسابور. روى عن: حجاج بن أرطأة، وابن إسحاق، وإبراهيم بن طهمان، وسفيان بن حسين. وعنه: أخوه عمر، وعلي بن سلمة اللبقي، وعلي بن الحسن الذهلي، وقال: ثقة، وبشر بن الحكم. مات سنة تسع وثمانين ومائة.
4 (محبوب بن محرز التميمي الكوفي القواريري.)
عن: داوود بن يزيد الأودي، وأسامة بن زيد، وكامل أبي العلاء، وجماعة. وعنه: شريح بن يونس، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وأبو سعيد الأشج، وأبن عرفة، وغيرهم. قال أبو حاتم، يكتب حديثه.

(12/353)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 354
وقال الدار قطني: ضعيف.)
4 (محمد بن إبراهيم بن دينار المدني.)
مولى جهينة، أبو عبد الله الفقيه، صاحب مالك. روى عن: يزيد بن أبي عبيد الأكوعي، وموسى بن عقبة، وابن أبي ذيب، وعدة. وعنه: ابن وهب، ويعقوب بن محمد الزهري، وذؤيب بن عمارة، وأبو مصعب، وآخرون. قال أشهب: ما رأيت في أصحاب مالك أفقه من ابن دينار. وقال ابن معين: ثقة. وقال القاضي عياض: توفي سنة اثنتين وثمانين ومائة. وقال ابن عبد البر: كان مفتي أهل المدينة مع مالك. قلت: روى له البخاري حديثاً واحداً.

(12/354)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 355
4 (محمد بن الإمام إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس العباسي الأمير.)
ولي دمشق للمهدي، وللرشيد، وولي مكة والموسم. وكان كبير القدر، معظماً. روى عن: جعفر بن محمد، وعن المنصور. وعنه: ابنه موسى، وحفيده عبد الصمد بن موسى الهاشمي، وغيرهما وهو صاحب حديث: أكرموا الشهود. مات ببغداد سنة خمس وثمانين ومائة وله: ثلاث وستون سنة.
4 (محمد بن القاضي أبي شيبة إبراهيم بن عثمان العبسي الكوفي ت.)

(12/355)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 356
عن: أبيه، والأعمش، ومحمد بن عمرو بن علقمة. وعنه: ابناه الحافظان أبو بكر، وعثمان، ويزيد بن هارون. وولي قضاء بعض مملكة فارس وتوفي هناك، وقد جاوز سبعين سنة، في سنة اثنتين وثمانين ومائة. وثقه يحيى بن معين. له حديث ينفرد بروايته في ذكر الموت.
4 (محمد بن إبراهيم بن المطلب بن السايب بن أبي وداعة السهمي المدني.)

(12/356)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 357
أبو عبد الله.) عن: زهرة بن عمرو، وعبد الله بن موسى التيمي، وابنه. وعنه: ابن أخته إبراهيم بن المنذر، وعبد الرحمن بن شيبة الحراميان.
4 (محمد بن إسحاق.)
هو ابن محصن، يأتي.
4 (محمد بن أنس الكوفي د.)
نزيل الدينور. عن: حصين بن عبد الرحمن، وسهيل بن أبي صالح، والأعمش. وعنه: علي بن يحيى، وإبراهيم بن موسى الفرا. وثقه أبو زرعة.
4 (محمد بن الحجاج بن يوسف الدمشقي.)

(12/357)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 358
عن: ربيعة بن يزيد، وإسماعيل بن عبيد الله، ويونس بن ميسرة، والتابعين. وعنه: بقية، والهيثم بن خارجة، وسليمان بن عبد الرحمن. قال أبو حاتم: شيخ.
4 (محمد بن الحسن بن فرقد الشيباني مولاهم الكوفي.)
الفقيه العلامة، مفتي العراقين، أبو عبد الله، أحد الأعلام.

(12/358)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 359
قيل أصله من حرسنا من غوطة دمشق، ومولده بواسط، ثم إنه نشأ بالكوفة. سمع أبا حنيفة وأخذ عنه بعض كتب الفقه، وسمع: مسعراً، ومالك بن مغول، والأوزاعي، ومالك بن أنس. ولزم القاضي أبا يوسف وتفقه به. أخذ عنه: الشافعي، وأبو عبيد، وهشام بن عبيد الله، وعلي بن مسلم الطوسي، وعمرو بن أبي عمرو الحراني، وأحمد بن حفص البخاري، وخلق سواهم. وقد أفردت له ترجمة حسنة في جزء. قال ابن سعد: أصله من الجزيرة، وسكن أبوه الشام، ثم قدم واسطاً فولد له بها محمد في سنة اثنتين وثلاثين ومائة. وسمع الكثير ونظر في الرأي وغلب عليه، وسكن بغداد، واختلف الناس إليه فسمعوا منه. وقال آخر: ولي محمد بن الحسن القضاء للرشيد بعد القاضي أبي يوسف، وكان إماماً مجتهداً) من الأذكياء الفصحاء. قال أبو عبيد: ما رأيت أعلم بكتاب الله منه. وقال الشافعي: لو أشاء أن أقول: نزل القرآن بلغة محمد بن الحسن لقلت لفصاحته. وقد حملت عنه وقر بختي كتباً. وعن الشافعي قال: ما ناظرت سميناً أذكى من محمد. وناظرته مرة فاشتدت مناظرتي له، فجعلت أوداجه تنتفخ وأزراره تتقطع زراً زراً.

(12/359)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 360
قال الشافعي: قال محمد بن الحسن: أقمت عند مالك ثلاث سنين وكسراً، وسمعت من لفظه سبعمائة حديث. وقال يحيى بن معين: كتبت الجامع الصغير عن محمد بن الحسن. وقال: إبراهيم الحربي: قلت لأحمد بن حنبل: من أين لك هذه المسائل الدقاق قال: من كتب محمد بن الحسن. وقال عمرو بن أبي عمرو الحراني: قال محمد بن الحسن: خلف أبي ثلاثين ألف درهم، فأنفقت على النحو والشعر خمسة عشر ألفاً، وأنفقت على الحديث والفقه خمسة عشر ألفاً. وقال ابن عدي في كامله: سمع محمد الموطأ من مالك. وقال إسماعيل بن حماد: قال محمد بن الحسن: بلغني أن داوود الطائي كان يسأل عني وعن حالي، ويقول: إن عاش فسيكون له شأن. وعن الشافعي قال: ما ناظرت أحداً إلا تغير وجهه، ما خلا محمد بن الحسن.

(12/360)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 361
قال بن أبي سريج: سمعت الشافعي يقول: أنفقت على كتب محمد بن الحسن ستين ديناراً، ثم تدبرتها فوضعت إلى جنب كل مسألة حديثاً. وقال محمد بن الحسن فيما سمعه منه محمد بن سماعة: هذا الكتاب، يعني كتاب الجيل، ليس من كتبنا، إنما ألقي فيها. قال أحمد بن أبي عمران: إنما وضعه إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة. الطحاوي: نا يونس قال: قال الشافعي: كان محمد بن الحسن إذا قعد للمناظرة والفقه أقعد حكماً بينه وبين من يناظره، فيقول لهذا: زدت ولهذا: أنقصت. أبو حازم القاضي، عن بكر بن محمد العمي، عن محمد بن سماعة قال: كان سبب مخالطة) محمد بن الحسن السلطان أن يوسف القاضي شور في رجل يولى قضاء الرقة، فقال: يصلح محمد بن الحسن. فأشخصوه، فلما قدم جاء إلى أبي يوسف، فدخل به على يحيى بن خالد، فولوه قضاء الرقة. قلت: قد احتج بمحمد أبو عبد الله الشافعي. وقال الدار قطني: لا يستحق محمد عندي الترك. وقال النسائي: حديثه ضعيف، يعني من قبل حفظه. وقال حنبل: سمعت أحمد بن حنبل يقول: كان أبو يوسف منصفاً في الحديث، وأما محمد فكان مخالفاً للأثر، يعني يخالف الأحاديث ويأخذ بعموم القرآن. وكان رحمه الله تعالى آية في الذكاء، ذا عقل تام، وسؤدد، وكثرة تلاوة للقرآن.

(12/361)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 362
وحكى أحمد بن أبي عمران قاضي مصر، عن بعض أصحاب محمد بن الحسن: أن محمداً كان حزبه في كل يوم وليلة ثمن القرآن. وقال أبو حازم القاضي: سمعت بكراً العمي يقول: إنما أخذ ابن سماعة، وعيسى بن أبان حسن الصلاة من محمد بن الحسن. وقال علي بن سعيد: حدثني الرجل الرازي الذي مات محمد بن الحسن في بيته قال: حضرته وهو يموت، فبكى. فقلت له: أتبكي مع العلم فقال لي: أرأيت إن أوقفني الله تعالى وقال: يا محمد ما أقدمك إلي الجهاد في سبيلي، أم لابتغاء مرضاتي، ماذا أقول وقال أحمد بن محمد بن أبي رجاء: سمعت أبي يقول: رأيت محمد بن الحسن في النوم، فقلت: إلى ما صرت قال: غفر لي. قلت: بم قال: قيل لي لم نجعل هذا العلم فيك وإلا نحن نغفر لك. قلت: توفي إلى رضوان الله في سنة تسع وثمانين ومائة.
4 (محمد بن الحجاج اللخمي الواسطي.)
حدث ببغداد عن: عبد الملك بن عمير، ومجالد.

(12/362)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 363
وعنه: يحيى بن أيوب، وشريح بن يونس. قال الدار قطني: كذاب.) وقال ابن عدي: هو وضع حديث الهريسة. وقال البخاري: منكر الحديث. قلت: مات سنة إحدى وثمانين ومائة.
4 (محمد بن حمران.)
أبو عبد الله القيسي البصري. عن: داوود بن أبي هند، وخالد الحذاء، والجريري. وعنه: حميد بن مسعدة، وخليفة بن خياط، ونصر بن علي، والقواريري. قال أبو حاتم. صالح. وقال أبو زرعة: محله الصدق.

(12/363)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 364
وقال النسائي: ليس بالقوي.
4 (محمد بن زائد.)
أبو هشام التميمي. عن: ليث بن أبي سليم، ورقبة بن مصقلة، وداوود بن يزيد. وعنه: أبو سعيد الأشج، وإسحاق بن موسى الخطمي.
4 (محمد بن سليمان ابن الأصبهاني، أبو علي، الكوفي. ت. ن. ق.)
عم محمد بن سعيد بن الأصبهاني. روى عن: أبيه، وسهيل بن أبي صالح، وعطاء بن السائب، وأبي إسحاق الشيباني، وطائفة. وعنه: ابنا أبي شيبة، وقتيبة بن سعيد، ومحمد بن الصباح الجرجرائي، ويحيى بن يحيى، ولوين، وآخرون.

(12/364)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 365
قال أبو حاتم: لا يحتج به. قال ابن عدي: هو قليل الحديث. أخطأ في غير شيء. قلت: مات سنة إحدى وثمانين.
4 (محمد بن سعدان بن عبد الله بن حيان القرشي العامري.)
عن: أبيه، ويزيد بن أبي عبيد، وابن عجلان. وعنه: معن بن عيسى، والحميدي، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وآخرون.) قال أبو حاتم: شيخ.
4 (محمد بن سليمان بن مسمول المخزومي المكي.)
عن: نافع، وحزام بن هشام، وجعفر بن محمد بن عباد. وعنه: محمد بن القاسم سحيم، وأبو جعفر النفيلي، ومحمد بن عباد المكي، وآخرون.

(12/365)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 366
ضعفه أبو حاتم. وقال الحميدي: يتكلم فيه.
4 (محمد بن سليم القرشي البلخي ثم المكي.)
عن: الضحاك، وابن أبي مليكة، وقتادة. عمر دهراً. روى عنه: وكيع، وأبو عاصم، ومحمد بن عيسى بن الطباع، ومنصور بن أبي مزاحم، وإبراهيم بن موسى الفرا. وكان ابن عيينة يكرمه. وروى الكوسج، عن ابن معين توثيقه. وقال أبو حاتم: صالح الحديث.
4 (محمد بن سهل الأسدي الكوفي المقعد)
عن: عاصم بن بهدلة، وأبي حصين الأسدي.

(12/366)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 367
وعنه: علي بن حمزة الكسائي، ومنجاب بن الحارث، وغيرهما.
4 (محمد بن سواء بن عنبر السدوسي خ. م. د. ن. ق.)
أبو الخطاب البصري المكفوف. روى عن: حسني المعلم، وسعيد بن أبي عروبة، وابن عون، وطبقتهم. وأكثر عن سعيد. روى عنه: ابن أخيه محمد بن ثعلبة، وإسحاق بن راهويه، وأحمد بن المقدام، وخليفة، وأبو حفص الفلاس، وجماعة. وكان ثقة، نبيلاً، صاحب حديث. أرخ موته الفلاس سنة سبع وثمانين ومائة.
4 (ابن السماك)
)

(12/367)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 368
هو محمد بن صبيح أبو العباس العجلي، مولاهم الكوفي الواعظ الزاهد، أحد الأعيان. سمع هشام بن عروة، وسليمان الأعمش، ويزيد بن أبي زياد، ونحوهم. وعنه: يحيى بن يحيى، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن أيوب المقابري، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وآخرون. وقال ابن نمير: كان صدوقاً. قال الخطيب: قدم بغداد فمكث فيها مدة ثم رجع. وعنه قال: كم من شيء إذا لم ينفع لم يضر، ولكن العلم إذا لم ينفع ضر. وعن مغيرة بن شعيب قال: حضرت يحيى بن خالد البرمكي يقول لابن السماك، إذا دخلت على أمير المؤمنين فأوجز ولا تكثر عليه. قال: فلما دخل عليه قال: يا أمير المؤمنين إن لك بين يدي الله مقاماً،

(12/368)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 369
وإن لك من مقامك منصرفاً. فانظر إلى أين منصرفك، إلى الجنة أم إلى النار. فبكى الرشيد حتى كاد أن يموت. وقال عبد الله بن صالح العجلي: سمعت ابن السماك يقول: كتب إلي رجل من إخواني من أهل بغداد: صف لي الدنيا. فكتبت إليه: أما بعد، فإنه حفها بالشهوات، وملأها بالآفات. ومزج حلالها بالمؤونات، وحرامها بالتبعات. حلالها حساب، وحرامها عذاب، والسلام. وعنه قال: همة العاقل في النجاة والهرب. وهمة الأحمق في اللهو والطرب. عجباً لعين تلذ بالرقاد وملك الموت معه على الوسادة. حتى متى يبلغنا الواعظون أعلام الآخرة، حتى كأن نفوسنا عليها واقفة. وكأن العيون إليها ناظرة، ألا منتبه من نومته، أو مستيقظ من غفلته، ومفيق من سكرته، وخائف من صرعته كدحاً للدنيا كدحاً، أما تجعل للآخرة منك حظاً. أقسم بالله لو قد رأيت القيامة تخفق بزلزال أهوالها، والنار قد علت مشرفة على أهلها، وقد وضع الكتاب، ونصب الميزان، وجيء بالنبيين والشهداء، لسرك أن تكون لك في ذلك الجمع منزلة. أبعد الدنيا دار

(12/369)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 370
محتمل، أم إلى غير الآخرة منتقل هيهات، كلا والله. ولكن صمت الآذان عن المواعظ، وذهلت القلوب عن المنافع، فلا الواعظ ينتفع، ولا السامع ينتفع. وعنه قال: هب الدنيا كلها في يديك، ودنيا أخرى مثلها ضمت إليك، وهب المشرق والمغرب) يجيء إليك، فإذا جاءك الموت فماذا بين يديك ألا من امتطى الصبر، قوي على العبادة، ومن أجمع اليأس استغفر عن الناس، ومن أهمته نفسه لم يول مرمتها غيره، ومن أحب الخير وفق له، ومن كره الشر جنبه. ألا متأهب فيما يوصف أمامه، ألا مستعد ليوم فقره وفاقته، ألا شيخ مبادر انقضاء مدته، وفناء أجله. ما ينتظر من ابيضت وفرته بعد سوادها، وتكرش وجهه بعد انبساطه، وتقوس ظهوره بعد انتصابه، وكل بصره، وضعف ركنه، وقل نومه، وبلي منه شيء بعد شيء في حياته. فرحم الله امرأ عقل الأمر، وأحسن النظر، واغتنم أيامه. قال عبد الحميد بن صالح: نا ابن السماك، عن سفيان الثوري قال: احتاجت امرأة العزيز فلبست ثيابها، فقال لها أهلها: إلى أين قالت: أريد أسأل يوسف. قالوا: نخافه عليك. قالت: كلا، إنه يخاف الله ولست أخاف ممن يخاف الله. قال: فجلست على طريقه، وقامت إليه لما أقبل، فقالت: الحمد لله

(12/370)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 371
الذي جعل العبيد بطاعته ملوكاً، وجعل الملوك بمعصيته عبيداً، أصابتنا حاجة. قال: فأمر لها بما يصلحها. قال ابن ثعلب: نا ابن الأعرابي قال: كان ابن السماك يتمثل بهذا الشعر:
(إذا خلا في القبور ذو خطر .......... فزره يوماً وأنظر إلى خطره)

(أبرزه الدهر من مساكنه .......... ومن مقاصيره ومن حجره)
وعن ابن السماك قال: الدنيا كلها قليل، والذي بقي منها في جنب ما مضى قليل. والذي لك من الباقي قليل، ولم يبق من قليلك إلا قليل. وقد أصبحت في دار الفناء والعزاء، وغداً تصير إلى دار الجزاء، فاشتر نفسك لعلك تنجو من عذاب ربك. توفي ابن السماك رحمه الله سنة ثلاث وثمانين ومائة وقد شاخ.
4 (محمد بن عبد الرحمن بن رداد المدني.)
من ولد ابن أم مكتوم. روى عن: عبد الله بن دينار، وسهيل بن أبي صالح، ويحيى بن سعيد.) وعنه: بشر بن معاذ، ويعقوب بن كاسب.

(12/371)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 372
قال ابن عدي: عامة ما يرويه غير محفوظ. وقال المؤلف في كتابه المغني: ضعفوه. وقال أبو حاتم: ليس بقوي.
4 (محمد بن عبد الرحمن بن عمرو، أبو عبد الله بن الإمام أبي عمرو الأوزاعي.)
كان رجلاً صالحاً عابداً. روى عن أبيه. وعنه: أبو مسهر، ومغيرة بن تميم، وجماعة من أهل بيروت. وقال العباس بن الوليد البيروتي: وأدركت زمانه. وكانوا لا يشكون أنه من الأبدال.
4 (محمد بن عبد الرحمن السهمي الباهلي.)
يكنى: أبا عبد الرحمن. روى عن: حصين بن عبد الرحمن، وغيره.

(12/372)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 373
وعنه: نصر بن علي، ومحمد بن المثنى الغفري. قال البخاري: لا يتابع على حديثه. قلت: له حديث واحد في الدعاء، مضطرب الإسناد.
4 (محمد بن عبد الرحمن القشيري المقدسي.)
عن: حميد الطويل، وجعفر بن محمد، وخالد الحذاء، وطبقتهم. وعنه: بقية، وأبو بدر السكوني، وسليمان ابن بنت شرحبيل. قال أبو حاتم: كان يكذب ويفتعل الحديث.
4 (محمد بن عبد الرحمن الطفاوي خ. د. ت. ق.)
أبو المنذر البصري.

(12/373)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 374
سمع: أيوب السختياني، وهشام بن عروة، والأعمش. وعنه: أحمد، وابن المديني، وعمرو الناقد، وأحمد بن المقدام. قال ابن معين: ما به بأس.) ووثقه غير واحد. وقال أبو زرعة: منكر الحديث. وقاله أبو حاتم. مات سنة سبع وثمانين ومائة.
4 (محمد بن عبد الملك الأنصاري.)
أبو عبد الله. عن: عطاء بن أبي رباح، ونافع، وابن المنكدر، وسالم بن عبد الله، والزهري، وغيرهم. وعنه: عامر بن سيار، ويحيى بن صالح الوحاظي، ويحيى بن سعيد العطار، وأبو المغيرة عبد القدوس، وآخرون.

(12/374)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 375
وهو مدني سكن حمص، وما بقي إلى هذا الوقت، كأنه مات قبل السبعين ومائة، نعم. ثم وجدت أن الإمام أحمد قال: قد رأيته وكان أعمى، وكان يضع الحديث ويكذب. وقال النسائي: متروك ومن بلاياه: يحيى الوحاظي، عنه، عن عطاء، عن ابن عباس: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتخلل بالقصب والآس، وقال إنهما يسقيان عرق الجذام. يزيد بن مروان الخلال، عنه، عن ابن المنكدر، عن جابر مرفوعاً: من قاد أعمى أربعين خطوة وجبت له الجنة.
4 (محمد بن عثمان بن صفوان الجمحي المكي ق.)
عن: حميد بن قيس الأعرج، وهشام بن عروة، والحكم بن أبان. وعنه: الحميدي، وأحمد بن حنبل، وشريح بن يونس، وأحمد بن محمد بن عون النبال. قال أبو حاتم: منكر الحديث، ضعيف.

(12/375)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 376
4 (محمد بن عمر الطائي المحري الحمصي.)
أبو خالد. عن: ثابت بن سعد الطائي، وعبد الله بن بسر الحبراني، وأبي الزناد، وابن عبد ربه الزاهد. وعنه: بقية، ويحيى الوحاظي، وخطاب الفوري، وسليمان ابن بنت شرحبيل. قال أبو حاتم: ما به بأس.)
4 (محمد بن عمر بن صالح الكلاعي الحمصي ثم الحموي.)
وحماه قريش من أعمال حمص ذاك الوقت، واليوم هي في قدر حمص مرتين.

(12/376)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 377
روى عن: الحسن، ومحمد بن سيرين، وقتادة، وإسحاق بن يزيد صاحب البراء. وعنه: سويد بن سعيد، والمسيب بن وضاح. قال ابن عدي: منكر الحديث، ثم ساق له حديثاً باطلاً عن قتادة، عن أنس. وقد وقع لي من عواليه.
4 (محمد بن الفرات ق.)
أبو علي الكوفي. عن: الحكم بن عتيبة، وحبيب بن أبي ثابت، ومحارب بن دثار. وعنه: أبو توبة الحلبي، وقتيبة، وسويد بن سعيد، وشريح بن يونس، ومحمد بن عبيد المحاربي. وهو واهٍ بالاتفاق. عمر دهراً، وجاوز المائة. كذبه أحمد، وابن أبي شيبة.

(12/377)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 378
قرأت على أحمد بن هبة الله، عن عبد المعز بن محمد البزاز: أنا محمد بن إسماعيل: أنا محلم بن إسماعيل الضبي: أنا الخليل بن أحمد القاضي: نا محمد بن إسحاق الثقفي: نا قتيبة بن سعيد، نا محمد بن الفرات: سمعت محارب بن دثار: سمعت ابن عمر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: شاهد الزور لا تزول قدماه حتى يؤمر به إلى النار. أخرجه ابن ماجة، عن سويد عن محمد.
4 (محمد بن الفضل بن عطية العبسي مولاهم الكوفي ت. ق.)
أبو عبد الله، نزيل بخارى. وقد حدث في آخر أيامه بالعراق عن: أبيه، وزياد بن علاقة، وعمرو بن دينار، وعاصم بن بهدلة، ومنصور بن المعتمر، وجماعة. وعنه: بقية، وأسد بن موسى، وعباد بن يعقوب، ويحيى بن يحيى،

(12/378)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 379
ومحمد بن عيسى بن حبان المدائني، وآخرون. قال أحمد: حديثه حديث أهل الكذب.) وقال يحيى بن معين: لا يكتب حديثه. وقال غير واحد: متروك الحديث. وقيل إنه حج بضعاً وثلاثين حجة. وقال محمد بن الفضل: كنت ابن خمس سنين حيث كان يذهب بي والدي إلى الفقهاء. قلت: مات سنة إحدى وثمانين أو بعدها أو قبلها. وقع لنا من عواليه.
4 (محمد بن كثير، أبو إسحاق القرشي الكوفي.)
نزيل بغداد. عن: ليث بن أبي سليم، وعمرو بن قيس الملائي، والأعمش. وعنه: يحيى بن معين: وقتيبة، ومحمد بن الصباح الجرجرائي، والحسن بن عرفة. كان ابن معين حسن الرأي فيه وقال: لم يكن به بأس.

(12/379)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 380
وقال أبو حاتم: ضعيف. وقال البخاري: منكر الحديث.
4 (محمد بن كثير البصري القصاب.)
له عن: عبد الله بن طاووس، ويونس بن عبيد. وعنه: نعيم بن حماد، وعثمان بن أبي شيبة. قال أبو حاتم: منكر الحديث، ضعيف. وقال العقيلي: لا يتابع على حديثه. وقال الفلاس: ذاهب الحديث.
4 (محمد بن مجيب الثقفي الكوفي الصائغ.)

(12/380)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 381
عن: ليث بن أبي سليم، وجعفر بن محمد. وعنه: محمود بن خداش، وجمهور بن منصور، ومحمد بن إسحاق البلخي، ومحمد بن عبد الله الأزري، ومحمد بن حسان الأزرق. قال أبو حاتم: ذاهب الحديث. وروى عباس، عن ابن معين قال: عدو الله كذاب.
4 (محمد بن محصن العكاشي.)
) وهو محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن عكاشة بن محصن الأسدي. روى عن: إبراهيم بن أبي عبلة، والأوزاعي، وجماعة. وعنه: محمد بن أبي خراش الموصلي، ومعلل بن نفيل، وجماعة. قال البخاري: يقال له الأندلسي، منكر الحديث.

(12/381)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 382
وقال ابن معين: كذاب.
4 (محمد بن مروان السدي الصغير.)
هو محمد بن مروان بن عبد الله بن إسماعيل بن عبد الرحمن السدي الكوفي. روى عن: الكلبي في تفسيره، وعن يحيى بن سعيد الأنصاري، والأعمش، وجويبر. وعنه: الأصمعي، ومحمد بن عبيد المحاربي، وأبو عمر الدوري، والحسن بن عرفة. تركوا حديه، وقد اتهم. قال البخاري: سكتوا عنه. وقال ابن معين: ليس بثقة. وقال عبد الله بن نمير: كذاب.

(12/382)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 383
وقال أحمد بن حنبل: أدركته قد كبر فتركته.
4 (محمد بن مسروق بن معدان الكندي الكوفي.)
الفقيه، أبو عبد الرحمن، من أصحاب الرازي. روى عن: محمد بن عمرو، ومسعر، وسفيان الثوري. وعنه: ابن وهب، وسعيد بن أبي مريم، وهشام بن عمار، وآخرون. وولي قضاء مصر ثمانية أعوام في دولة الرشيد، وصرف سنة خمس وثمانين ومائة. وكان قد ولي بعد مفضل بن فضالة. وكان عجباً في التيه والصلف والتكبر. قال سعيد بن عفير: قدم علينا قاضياً وكان متجبراً، فاعتدى على العمال وأنصف منهم. أرسل إليه الأمير عبد الله بن المسيب يأمره يحضر مجلسه، فقال لرسوله: لو كنت تقدمت إليه في هذا لفعلت به وفعلت. فانقطع ذلك عن القضاء بعده. قال سعيد: ولما قدم مصر اتخذ قوماً للشهادة، وأوقف سائر الشهود،

(12/383)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 384
فوثبوا به وشتموه وشتمهم. وكانت منه هنات إلى أشرافهم.) وقال يحيى بن بكير: ما كان بأحكامه بأس، لكنه كان من أعظم الناس تكبراً.
4 (محمد بن المعلى اليامي الكوفي ت.)
هو ابن أخي زبيد بن الحارث. روى عن: زياد بن خيثمة، وزكريا بن أبي زائدة، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وأشعث بن سوار. واستوطن الري. روى عنه: محمد بن عمرو زنيج، ومحمد بن مهران، ومحمد بن حميد، وآخرون. قال أبو حاتم: صدوق.
4 (محمد بن يزيد الواسطي الزاهد د. ت. ن.)

(12/384)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 385
أبو سعيد. ويقال أبو إسحاق الخولاني مولاهم. أصله شامي. روى عن: أيوب أبي العلاء القصاب، وإسماعيل بن أبي خالد، وعاصم بن رجاء بن حيوة، والعوام بن حوشب، ومجالد بن سعيد، وطبقتهم. وعنه: أحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، وبشر بن مطر، وأبو عمارة الحسن بن حريث، ومحمد بن وزير، وشريح بن يونس، ويحيى بن معين، وآخرون. قال وكيع: إن كان أحد من الأبدال فهو محمد بن يزيد. وقال أحمد: كان ثبتاً في الحديث. وقال ابن معين، وأبو داوود، والنسائي: ثقة. وقال محمد بن وزير: مات سنة تسعين ومائة. وقيل: مات سنة ثمان وثمانين ومائة. وقال مطين: سنة إحدى وتسعين.
4 (محمد بن يوسف بن معدان.)

(12/385)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 386
أبو عبد الله الأصبهاني الزاهد، ويلقب بعروس الزهاد. روى عن: الأعمش، ويونس بن عبيد، وسفيان الثوري، والحمادين آثاراً ومقاطيع. حدث عنه: عبد الرحمن بن مهدي، ويحيى القطان، وابن المبارك، وسليمان الشاذكوني،) وزهير بن عباد، وعصام بن جبر، وصالح بن مهران، وطائفة. قال أبو الشيخ: لما أره روى حديثاً مسنداً، إلا حديثاً واحداً. قلت: وهو حديث منكر. قال الحسن بن عمرو مولى ابن المبارك: ما رأيت ابن المبارك أعجبه أحد ممن كان يأتيه إعجابه لمحمد بن يوسف الأصبهاني كان كالعاشق له. قلت: هو من أجداد الحافظ أبي نعيم لأمه، وقد استوفى ترجمته. قال يحيى بن سعيد: ما رأيت رجلاً خيراً من محمد بن يوسف. فقال له: محمد بن حنبل: ولا الثوري فقال: كان الثوري شيئاً ومحمد بن يوسف شيئاً. عبيد بن جناد: نا عطاء بن سلم الحلبي قال: كان محمد بن يوسف الأصبهاني يختلف إلي عشرين سنة لم أعرفه. يجيء إلى الباب فيقول: رجل غريب يسأل. ثم يخرج، حتى رأيته يوماً في المسجد. فقيل لي: هذا محمد بن يوسف. فقلت: هذا يختلف إلي منذ عشرين سنة لم أعرفه. قلت: كان يرابط بالمصيصة مدة. قال أحمد بن عصام الأصبهاني: بلغني أن ابن المبارك كان يسمي

(12/386)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 387
محمد بن يوسف عروس الزهاد. وقال أحمد الدورقي: حدثني حكيم الخراساني قال: كان محمد بن يوسف الأصبهاني يأتيه من عند أهله في كل سنة سبعون ديناراً أو نحوها، فيأخذ على الساحل فيأتي مكة، ثم يرجع إلى الثغر. وقال عبيد الله بن جناد: قال محمد بن يوسف: أروني قبر أبي إسحاق الفزاري، فأريته إياه. فقال: إن مت فادفنوني إلى جنبه. وقال عبد الرحمن بن مهدي: باينت محمد بن يوسف في الشتاء والصيف، فلم يكن يضع جنبه. وأما ليالي الشتاء، فكان حين يطلع الفجر يتمدد وهو جالس، ثم يقوم ويتمسح. قلت: لعله بقي إلى المائتين.
4 (مخلد بن خداش الكوفي.)
عن: الأعمش، وأبان بن ثعلب. وعنه: أبو الصلت عبد السلام الهروي، وأبو سعيد الأشج.) قال أبو حاتم: صالح الحديث.
4 (مخيس بن تميم، أبو بكر الأشجعي.)

(12/387)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 388
عن: بهز بن حكيم، وحازم بن عطاء البجلي، وجعفر بن عمر. وعنه: هشام بن عمار، وأحمد بن الضحاك إمام جامع دمشق. وهو شامي مقل. قال العقيلي: لا يتابع على حديثه.
4 (مدرك بن أبي سعد الفزاري الدمشقي.)
أبو سعد. عن: يونس بن ميسرة بن حلبس، وإسماعيل بن أبي المهاجر، وحيان بن أبي النضر. وقرأ القرآن على يحيى بن الحارث. قرأ عليه هشام بن عمار. وروى عنه: هشام، وعلي بن حجر، وسعيد بن منصور، وسليمان بن عبد الرحمن، وجماعة. قال أبو حاتم: لا بأس به.
4 (مرحوم بن عبد العزيز البصري العطار ع.)

(12/388)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 389
عن: أبي عمران الجوني، وثابت البناني، ومالك بن دينار، وحبيب المعلم، وأبي نعامة السعدي. وعنه: ابنه عيسى، وحفيده بشر بن عبيس بن مرحوم، وإسحاق بن راهويه، وأبو بكر بن أبي شيبة، وبندار، ومحمد بن المثنى، ومسدد، وبكر بن خلف، والفلاس، ونصر بن علي. قال الخريبي: ما رأيت بصرياً أفضل منه، ومن سليمان بن المغيرة. ووثقه أحمد وغيره. مات سنة سبع وثمانين. وقيل: سنة ثمان وثمانين ومائة. وروى البخاري عن حفيده بشر أن مولده سنة ثلاث ومائة.
4 (مروان بن أبي حفصة سليمان بن يحيى بن أبي حفصة يزيد بن عبد الله الأموي.)

(12/389)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 390
مولاهم الشاعر الشهير: يكنى أبا السمط، ويقال أبو الهندام. وولاؤه لمروان بن الحكم. مدح الخلفاء والأمراء. وسائر شعره سائر لحسنه وفحولته، واشتهر) اسمه. حكى عنه خلف الأحمر، والأصمعي. وقيل: كان مولداً، قيل الخبرة باللغة. وقد أجازه المهدي على قصيدة واحدة مائة ألف، وكذا أجازه الرشيد مرة بستين ألف درهم. وكان بخيلاً مقتراً على نفسه. خرج مرة بجائزة المهدي ثمانين ألف درهم، فسأله مسكين فأعطاه ثلثي درهم، وقال: لو كان حصل له مائة ألف لكملت لك درهماً. وقيل: إنه كان لا يسرج عليه، ولا حكايات في البخل. وما أحلى قوله يمدح بني مطر.
(هم القوم إن قالوا أصابوا، وإن دعوا .......... أجابوا، وإن أعطوا أطابوا وأجزلوا)

(12/390)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 391
(هم يمنعون الجار حتى كأنهم .......... لجارهم بين السماكين منزل)
وعن الفضل بن بزيع قال: رأيت مروان بن أبي حفصة دخل على المهدي بعد موت معن بن زائدة، فأنشده. فقال: من أنت قال: شاعرك مروان. قال: ألست القائل:
(وقلنا أين نرحل بعد معن .......... وقد ذهب النوال فلا نوالا)
وقد جئت تطلب نوالاً. خذوا برجله. فلما كان بعد عام، تلطف حتى دخل مع الشعراء. وإنما كانت الشعراء تدخل على الخلفاء في العام مرة، فأنشده:
(طرقتك زائرة فحي خيالها .......... بيضاء تخلط بالحياء دلالها)

(قادت فؤادك فاستقادو وقبلها .......... قاد القلوب إلى الصبا وأمالها)
منها:
(هل يطلبون من السماء نجومها .......... بأكفهم أو يسترون هلالها)

(أو تدفعون مقالة عن ربكم .......... جبريل بلغها النبي فقالها)

(شهدت من الأنفال آخر آية .......... ببراءتهم فأردتم إبطالها)
يعني بني العباس وبني علي. فرأيت المهدي وقد زحف من صدر

(12/391)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 392
مصلاه حتى صار على البساط إعجاباً. وقال: كم أبياتها قال: مائة. فأمر له بمائة ألف درهم. وروى علي بن محمد النوفلي، عن أبيه قال: كان مروان بن أبي حفصة لا يأكل اللحم بخلاً) حتى يقدم إليه. فإذا قدم بعث غلامه فاشترى له رأساً فأكله. فقيل له: لا نراك تأكل في الصيف والشتاء إلا الرؤوس. قال: نعم لأني أعرف سعره فآمن خيانة الغلام. وإن مس عينه أو خده وقفت على ذلك، وآكل منه ألواناً، وأكفى مؤونة الطبخ. وقال جهم بن خلف: أتينا اليمامة، فنزلنا على مروان بن أبي حفصة، فأطعمنا تمراً، وأرسل غلامه بفلس وسكرجة يشتري به زيتاً. فلما جاءه بالزيت قال: خنتني. قال: من فلس كيف أخونك. قال: أخذت الفلس واستوهبت زيتاً. قال الفسوي: مات مروان سنة اثنتين وثمانين ومائة. وقيل: مولده سنة خمس ومائة.
4 (مروان بن سالم الشامي ثم الجزري ق.)

(12/392)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 393
عن: صفوان بن سليم، والأعمش، وعبد الملك بن أبي سليمان، وجماعة. وعنه: الوليد بن مسلم، ونعيم بن حماد، وأبو همام السكوني، وغيرهم. تركه غير واحد لأن عامة ما يرويه لا يتابع عليه. قال أحمد بن حنبل: ليس بثقة. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال النسائي: متروك.
4 (مروان بن شجاع الجزري الحراني خ. د. ت. ق.)

(12/393)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 394
أبو عمرو مولى بني أمية. حدث ببغداد عن خصيف فأكثر، وعن: عبد الكريم بن مالك، وسالم الأفطس. وعنه: أحمد بن حنبل، وأحمد بن منيع، وشريح بن يونس، وزياد بن أيوب، ويحيى بن معين، ويعقوب الدورقي، والحسن بن عرفة. قال أحمد: لا بأس به. وقال غيره: صدوق. وقال أبو حاتم: ليس بحجة. وقال ابن حبان: يروي المقلوبات عن الثقات.) قلت: مات سنة أربع وثمانين ومائة.
4 (مروان، أبو عبد الملك الرمادي.)
دمشقي من أعيان قراء البلد. قرأ على: يحيى الرمادي، وزيد بن واقد، وحدث عنهما، وولي قضاء دمشق. روى عنه: مروان بن محمد، وسليمان ابن بنت شرحبيل، ومحمد بن حسان الأسدي. ما علمت فيه جرحاً.
4 (مسلمة بن علقمة المازني.)
قد مر، فيحول إلى هنا، وإلا فقد نبهنا على طبقته.

(12/394)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 395
4 (مسلمة بن علي بن خلف الخشني الدمشقي الغوطي البلاطي ق.)
والبلاط قرية على فرسخ من البلد. يكنى: أبا سعيد. روى عن: يحيى الذماري، والأعمش، وابن عجلان، ومحمد بن الوليد الزبيدي، وابن جريح، وطائفة. وعنه: بقية بن الوليد، وابن وهب، وأبو توبة الحلبي، ومحمد بن رمح، وهشام بن عمار، وآخرون. قال البخاري: منكر الحديث. وقال أبو حاتم: هو في حد الترك. وقال الدار قطني: متروك الحديث. وسئل ابن معين عنه وعن الحسن بن يحيى الخشني فقال: ليسا بشيء، والحسن أحبهما

(12/395)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 396
إلي. قلت: ومن مفاريده، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي سلمة، عن صفوان بن عسال قال: حض رسول الله صلى الله عليه وسلم على العلم قبل ذهابه. فقيل: كيف يذهب وقد تعلمنا وعلمناه أبناءنا فغضب وقال: أوليست التوراة والإنجيل في يد اليهود والنصارى فما أغنيا عنهم. ولمسلمة أحاديث عدة منكرة. مات سنة تسعين ومائة.
4 (المسيب بن شريك.)
) أبو سعيد التميمي الشقري الكوفي. عن: هشام بن عروة، والأعمش. وعنه: يحيى بن معين، وأحمد بن منيع، وأحمد بن حنبل وقال: هو

(12/396)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 397
أول من كتبت عنه الحديث. قال مسلم، والدار قطني: متروك الحديث. قال بان سعد: ولي بيت المال للرشيد. مات سنة ست وثمانين ومائة.
4 (مصعب بن الزبير العذري المصري.)
مؤذن جامع الفسطاط. عن: يزيد بن أبي حبيب. وعنه: ابنه عذرة، ويوسف بن عدي. مات في صفر سنة أربع وثمانين ومائة. قاله ابن يونس.
4 (مصعب بن سلام التميمي الكوفي ق.)

(12/397)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 398
عن: زبرقان السراج، ومحمد بن سوقة، وعبد الله بن شبرمة. وعنه: إسحاق بن موسى الأسدي، وزياد بن أيوب. قال ابن حبان: كثير الغلط، لا يحتج به. وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به، له غلط. وقال أبو حاتم: محله الصدق. وضعفه علي بن المديني. وروى عنه أيضاً أحمد، والأشج.
4 (مصعب بن ماهان المروزي ثم العسقلاني.)
عن سفيان الثوري، وعباد بن كثير.

(12/398)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 399
وعنه: أبو توبة الربيع بن نافع، وزهير بن عباد، وسعيد بن نضير، وإبراهيم بن شماس والسمرقندي، وآخرون. وكان عبداً صالحاً، وكان أمياً لا يكتب.) قال أبو حاتم: شيخ. قيل: مات سنة إحدى وثماني ومائة.
4 (مطر بن العلاء الفزاري الدمشقي.)
شيخ قليل الحديث. روى عن: أبي سليمان الحرستاني، وعبد الملك بن يسار الثقفي، وروح بن القاسم. وعنه: ختنه يحيى بن الغمر، وسليمان بن عبد الرحمن، وعلي بن حجر. قال أبو حاتم: شيخ. قال سليمان: نا مطر بن العلاء، نا عبد الملك بن يسار، نا أبو أمية الشعباني، وكان جاهلياً: حدثني معاذ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاثون سنة نبوة وخلافة، وثلاثون سنة نبوة وملك، وثلاثون سنة ملك وتجبر، وما وراء ذلك فلا خير فيه.

(12/399)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 400
رواه يعقوب الفسوي، والطبراني. وفي السند مجهولان.
4 (المطلب بن زياد الكوفي ق.)
عن: زياد بن علاقة، وزيد بن علي بن الحسين، وعبد الملك بن عمير، وإسماعيل السدي، وأبي إسحاق السبيعي. وعنه: أحمد، وإسحاق، وسعيد بن محمد الجرمي، وشريح بن يونس، وابن نمير، ويحيى بن معين، وسفيان بن وكيع، وعدة. وثقه أحمد، ويحيى. وقال أبو حاتم: لا يحتج به. وقال أبو داوود: هو عندي صالح. وقال ابن سعد: ضعيف. وقال أحمد: لم ألق بالكوفة أحداً أسن منه. قلت: توفي سنة خمس وثمانين ومائة.

(12/400)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 401
4 (معاذ بن مسلم النحوي الكوفي.)
الهراء، لأنه كان يتجر في الثياب الهروية. روى عن: عطاء بن السائب، وجعفر بن محمد، وغيرهما.) وصنف في النحو في دولة بني أمية. وعمر دهراً طويلاً. روى عنه: عبد الرحمن المحاربي، والحسن بن الحسين الكوفي. وقال عثمان بن أبي شيبة: رأيته يشد أسنانه بالذهب. وأخذ عنه الكسائي جملة من النحو. وفيه يقول سهل بن أبي غالب تيك الأبيات السائرة:
(إن معاذ بن مسلم رجل .......... ليس لميقات عمره أمد)

(قد شاب رأس الزمان واكتهل .......... الدهر وأثواب عمره جدد)

(يا بكر حواء كم تعيش وكم .......... تسحب ذيل الحياة يا لبد.)

(12/401)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 402
الأبيات. توفي سنة سبع وثماني ومائة. وقيل: سنة تسعين. وعاش تسعين سنة. ذكره ابن البخار مختصراً، وقال: هو مولى محمد بن كعب القرظي. وولد في دولة يزيد بن عبد الملك. وكان من أعيان النحاة. وكان له أولاد وأحفاد فماتوا وهو باق. وله شعر جيد.
4 (المعافي بن عمران بن نفيل بن جابر بن جبلة خ. د. ن.)

(12/402)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 403
أبو مسعود الأزدي، الموصلي، الحافظ، القدوة، شيخ أهل الموصل وعالمهم وزاهدهم. مولده بعد العشرين ومائة. سمع: ثور بن يزيد، وهشام بن حسان، وابن جريج، وجعفر بن برقان، وحنظلة بن أبي سفيان، وسيف بن سليمان، وأفلح بن حميد، وموسى بن عبيدة، ومسعر، والأوزاعي، وعبد الحميد بن جعفر، ومالك بن مغول، ويونس بن أبي إسحاق، وسفيان الثوري، وطبقتهم. وعنه: بقية، وابن المبار: ووكيع، وموسى بن أعين، وهم من أقرانه، وبشر الحافي، والحسن بن بشر، وإبراهيم بن عبد الله الهروي، ومحمد بن جعفر الوركاني، ومحمد بن عبد الله بن عمار، وعبد الله بن أبي خداش، وآخرون. وله ترجمة في تاريخ يزيد بن محمد الأزدي في بضع وعشرين ورقة. وقال: ثنا موسى بن هارون الزيات: نا أحمد بن عثمان: سمعت محمد بن داوود الحراني: نا عيسى بن يونس قال: خرج علينا الأوزاعي ونحن ببيروت أنا والمعافي بن عمران، وموسى) بن أعين، ومعه كتاب السنن لأبي حنيفة. فقال: لو كان هذا الخطأ في أمة لأوسعه خطأ. قال الأزدي: صنف المعافي في الزهد، والسنن، والفتن، والأدب وغير ذلك.

(12/403)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 404
وقال أحمد بن يونس: كان سفيان الثوري يقول: المعافي بن عمران ياقوتة العلماء. وقال بشر بن الحارث: إني لأذكر المعافي اليوم فأنتفع بذكره، وأذكر رؤيته فأنتفع. وقال وكيع: نا المعافي وكان من الثقات. وعن بشر الحافي قال: كان ابن المبارك يقول: حدثني الرجل الصالح، يعني المعافي. أحمد بن عبد الله بن يونس، عن الثوري قال: امتحنوا أهل الموصل المعافي. وروي عن الأوزاعي قال: لا أقدم على الموصلي أحداً. قال ابن سعد: كان المعافي ثقة، خيراً، فاضلاً، صاحب سنة. بشر بن الحارث. سمعت المعافي: سمعت الثوري يقول: إذا لم يكن لله في العبد حاجة نبذه إلى السلطان. قال بشر: كان المعافي يحفظ الحديث والمسائل. سألته عن الرجل يقول للرجل: أقعد هنا ولا تبرح. قال: يجلس حتى يأتي وقت الصلاة ثم يقوم. وقال محمد بن عبد الله بن عمار: سمعت المعافي ولم أر أفضل منه. يسأل عن تجصيص القبور فكرهه. وقال علي بن مضاء: نا هشام بن بهرام: سمعت المعافي يقول: القرآن كلام الله غير مخلوق. قال الهيثم بن خارجة: ما رأيت أأدب من المعافي.

(12/404)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 405
وورد أن المعافي كان أحد الأسخياء الموصوفين،. أفنى ماله الجود والحقوق. كان إذا جاءه مغله، أرسل إلى أصحابه ما يكفيهم سنة، وكانوا أربعة وثلاثين رجلاً. قال بشر: كان المعافي في الفرح والحزن واحداً. قتلت الخوارج له ولدين فما تبين عليه شيء وجمع أصحابه وأطعمهم، ثم قال لهم: آجركم الله في فلان وفلان، رواها جماعة. عن بشر: قال محمد بن عبد الله بن عمار: كنت عند عيسى بن يونس فقال: أسمعت من المعافي قلت: نعم. قال: ما أحسب أحداً رأى المعافي وسمع من غيره يريد بعلمه الله. قال بشر: سمعت المعافي يقول: أجمع العلماء على كراهة السكنى، يعني ببغداد. وقيل لبشر الحافي: نراك تعشق المعافي بن عمران. فقال: ومالي لا أعشقه وقد كان سفيان) يسميه الياقوتة. قال علي بن حرب: رأيت المعافي أبيض الرأس واللحية، عليه قميص غليظ، وكمه تبين منه أطراف أصابعه. وقال يحيى بن معين: ثقة. وقال بشر: كان المعافي صاحب دنيا واسعة وضياع كثيرة. قال رجل: ما أشد البرد اليوم، فالتفت إليه المعافي وقال: استدفأت الآن لو سكت لكان خيراً لك. قلت: وقد وقع لي من عوالي المعافي حديث: أخبرنا علي بن أحمد العلوي، أنا محمد بن أحمد القطيعي: أنا أبو بكر بن الزاغوني ح، وأنا أحمد بن إسحاق الهمداني: أنا عمر بن محمد السهروردي: أنا هبة الله بن

(12/405)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 406
أحمد القصار قالا: أنا محمد بن محمد الهاشمي: أنا أبو طاهر المخلص: نا عبد الله بن محمد البغوي: ثنا محمد، يعني ابن أبي سمينة، نا المعافي بن عمران، عن صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كنت أسكب لرسول الله صلى الله عليه وسلم وضوءه عن جميع أزواجه في الليلة الواحدة. تابعه وكيع، عن صالح. أخرجه أن ماجة من طريق وكيع. وهو غريب. قال علي بن حسين الخواص، وغيره: مات المعافي بن عمران سنة أربع وثمانين ومائة. وقال ابن عمار، وسلمة بن أبي نافع: مات سنة خمس وثمانين. وقال الهيثم بن خارجة وغيره: سنة ست. وللمعافي تريجمة في حلية الأولياء.
4 (معتمر بن سليمان بن طرخان ع.)

(12/406)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 407
الإمام أبو محمد التيمي البصري. وإنما ولاؤه لبني مرة. وقيل له التيمي لنزوله في بني تيم بالبصرة. روى عن: أبيه، وعن: عبد الملك بن عمير، ومنصور بن المعتمر، وأيوب السختياني، وعمرو بن دينار القهرمان، والدكين بن الربيع، وليث بن أبي سليم، وحميد الطويل، وخلق. وقد روى عمن هو أصغر منه.) روى عن: عبد الرزاق، وعاشر أصحاب عبد الرزاق بعد معتمر مائة سنة. روى عنه: ابن المهدي، وأحمد، وإسحاق، وابن معين، والفلاس، وأبو كريب، وخليفة، ويعقوب الدورقي، والحسن بن عرفة، وخلق. وكان إماماً حجة، زاهداً، عابداً، كبير القدر. قال قرة بن خالد: ما معتمر عندنا بدون والده وسليمان التيمي. وقال محمد بن سعد: أنا أحمد بن إبراهيم العبدي: حدثني عباس البصري، حدثني الأصمعي: حدثني معتمر بن سليمان قال: قال أبي عد لنفسك من سنة ست ومائة.

(12/407)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 408
وقال سعيد بن عيسى الكريزي: مات معتمر يوم قتل زبان الطليقي، وكان الناس يقولون: مات اليوم أعبد الناس، وقيل: أشطر الناس. قلت: توفي معتمر في صفر سنة سبع وثمانين ومائة عن إحدى وثمانين سنة.
4 (معدي بن سليمان البصري ت. ق.)
صاحب الطعام. روى عن: علي بن زيد بن جدعان، وعمران القصير، ومحمد بن عجلان. وعنه: بدل بن المحبر، وبندار، ومحمد بن المثنى، ونصر بن علي الجهضمي، وغيرهم. قال سليمان الشاذكوني: كان يعد من الأبدال، وكان من أفضل الناس. وروى عمر بن يزيد السياري، عنه قال: مررت بوادي القرى فإذا بها رجل يقال له شعيب بن مطير، فقلنا له: أدخلنا على أبيك. فأدخلنا وقال: يا أبه حدث هؤلاء بحديث ذي اليدين. قال: وكان شيخاً كبيراً فأبى وقال: اذكره أنت يا بني. فقال: حدثتنا يا أبه أنك مررت بذي خشب، فلقيت ذا اليدين رضي الله عنه، فحدثك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سلم من الركعتين: وذكر الحديث.

(12/408)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 409
معدي: ضعفه النسائي. وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به.
4 (معلى بن راشد، أبو اليمان البصري ق.)
القواس، النبال. عن: الحسن البصري، وميمون بن سياه، وجدته أم عاصم. روت له، عن نبيشة، عن النبي) صلى الله عليه وسلم: من كثر مضغه استغفرت له.

(12/409)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 410
روى عنه: إبراهيم بن موسى، وعبيد الله بن عمر القواريري، وروح بن عبد المؤمن، ونصر الجهضمي، وجماعة. لم أر فيه مقالاً بجرح ولا توثيق. وهو شيخ.
4 (المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة خ. د. ت. ق.)
واسم أبي ربيعة عمرو بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، الإمام أبو هاشم المخزومي المدني الفقيه. سمع: هشام بن عروة، ويزيد بن عبيد، وابن عجلان، وعبد الله بن سعيد بن أبي هند، وغيرهم. وكان أحد الفقهاء الأعلام، وثقه ابن معين.

(12/410)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 411
قال الزبير بن بكار: عرض عليه الرشيد قضاء المدينة فامتنع، فأعفاه ووصله بألفي دينار. قال: وكان فقيه المدينة بعد مالك. وقال محمد بن سلمة المخزومي: قال المغيرة بن عبد الرحمن: نحن أعلم الناس بالقرآن وأجهلهم به. صيرنا العلم بعظيم قدره إلى الجهل بكثير من معانيه. وقال ابنه عياش: مات أبي في سابع صفر سنة ست وثمانين ومائة. قلت: عاش اثنتين وستين سنة. وقد وثقه جماعة، وضعفه أبو داوود وحده.
4 (المغيرة بن أبي المغيرة، أبو هارون الربعي الرملي.)
عن: أبي زرعة يحيى السيباني، وعروة بن رويم، وجماعة. وعنه: أبو مسهر، ومحمد بن عائذ، وهشام بن عمار وجماعة. قال أبو حاتم الرازي: لا بأس به.
4 (المغيرة بن موسى، أبو عثمان البصري.)
مولى عائذ بن عمرو المزني رضي الله عنه.

(12/411)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 412
سمع: هشام بن حسان، وسعيد بن أبي عروبة، وغيرها. وحدث ببلد خوارزم. روى عنه: يعقوب بن الجراح الخوارزمي، وبكير بن جعفر الجرجاني، وعمار بن عيسى) النسوي. قال البخاري: منكر الحديث. وقال ابن عدي: ثقة، لا أعلم له حديثاً منكراً.
4 (المفضل بن عبد الله الكوفي ق.)
عن: أبي إسحاق السبيعي، وجابر الجعفي. وعنه: سويد بن سعيد، ومحمد بن أبي السري العسقلاني. ضعفه أبو حاتم. وقواه ابن حبان.
4 (المفضل بن فضالة القتباني المصري. ع.)

(12/412)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 413
القاضي أبو معاوية، أحد الأعلام. روى عن: عياش بن عباس القتباني، ويزيد بن أبي حبي، وعبد الله بن سليمان الطويل ويونس، وعقيل الأيليين، وطائفة. وعنه: حسان بن عبد الله الواسطي ثم المصري، وأبو صالح الكاتب، وزكريا بن يحيى كاتب العمري، ومحمد بن رمح، ويزيد بن موهب الرملي، وآخرون. وثقه ابن معين، وغيره. وشد ابن سعد فقال: منكر الحديث. قال ابن يونس في تاريخه: كان من أهل الدين والورع والفضل. وقال أبو داوود: كان مجاب الدعوة. لم يحدث عنه ابن وهب لأنه قضى عليه بقضية. وروى عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم، عن بعض

(12/413)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 414
مشائخه أن رجلاً لقي المفضل بن فضالة بعدما عزل من القضاء فقال: قضيت علي بالباطل، وفعلت وفعلت: فقال له: ولكن الذي قضيت له يطيب الثناء علي. وقال عيسى بن حماد: كان المفضل قاضياً علينا، وكان مجاب الدعوة. وكان مع ضعف بدنه طويل القيام رحمه الله. وقال يحيى بن معين: كان مصرياً ورجل صدق. كان إذا جاءه من انكسرت يده أو رجله) جبرها. وكان يصنع الأرحية. وقال لهيعة بن عيسى: كان المفضل قد دعا الله تعالى أن يذهب عنه الأمل، فأذهبه الله عنه، فكاد أن يختلس عقله ولم يهنه شيء من الدنيا، فدعا الله أن يرد إليه الأمل فرده، فرجع إلى حاله. قال ابن يونس: ولد سنة سبع ومائة، وتوفي سنة إحدى وثمانين ومائة. وقد مر المفضل بن فضالة البصري أخو مبارك.
4 (ملازم بن عمرو الحنفي اليمامي ع.)
عن: موسى بن نجدة، وعن جده عبد الله بن بدر اليمامي، وعبد الله بن النعمان السحيمي، وغيرهم. ولم أجد له شيئاً عن يحيى بن أبي كثير.

(12/414)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 415
روى عنه: علي بن المديني، ومسدد، ويحيى بن معين، وهناد، وأحمد بن المقدام، وجماعة. وثقه ابن معين، وغيره. وما علمت فيه مقالاً. له في مس الذكر.
4 (المنهال بن بحر، أبو سلمة القشيري العقيلي.)
عن: ابن عون، وهشان بن حسان، وابن أبي عروبة، وقرة بن خالد، وعدة.

(12/415)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 416
وعنه: أبو الوليد، وعلي بن المديني، وأبو حفص الفلاس، وآخرون. وثقه أبو حاتم. ولا شيء له في الكتب.
4 (مهران بن أبي عمر الرازي العطار ق.)
عن: أبي حيان يحيى بن سعيد التيمي، وإسماعيل بن أبي خالد، وسعيد بن سنان، وسعيد بن أبي عروبة. وعنه: عبد الله بن الجراح القهستاني، ومحمد بن عمرو زنيج، ويحيى بن معين، ويحيى بن أكثم، ويوسف بن موسى القطان، وغيرهم. قال أبو حاتم: ثقة صالح الحديث.) وقال النسائي: ليس بالقوي. وقال ابن معين: كتبت عنه وعنده غلط كثير في حديث سفيان الثوري. وقال البخاري: في حديثه اضطراب.

(12/416)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 417
4 (موسى الكاظم ت. ق.)
هو الإمام أبو الحسن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب العلوي الحسيني. والد علي بن موسى الرضا. وببغداد مشهد موسى، والجواد. روى عن: أبيه، وعن: عبد الملك بن قدامة الجمحي. روى عنه: بنوه: علي، وإبراهيم، وإسماعيل، وحسين. وأخواه: محمد، وعلي ابنا جعفر. مولده كان في سنة ثمان وعشرين ومائة. قال أبو حاتم: ثقة إمام. وقال غيره: حج الرشيد فحمل معه موسى من المدينة إلى بغداد وحبسه إلى أن توفي غير مضيق عليه. وكان صالحاً، عالماً، عابداً، متألهاً.

(12/417)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 418
بلغنا أنه بعث إلى الرشيد برسالة يقول: إنه لن ينقضي عني يوم من البلاء إلا انقضى عنك معه يوم من الرخاء، حتى نقضي جميعاً إلى يوم ليس له انقضاء يخسر فيه المبطلون. قال عبد الرحمن بن صالح الأزدي: زار الرشيد قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: السلام عليك يا رسول الله، يا ابن عم، يفتخر بذلك. فتقدم موسى بن جعفر فقال: السلام عليك يا أبه. فتغير وجه الرشيد وقال: هذا الفخر حقاً يا أبا حسن. وقال النسابة يحيى بن جعفر العلوي المدني، وكان موجوداً بعد الثلاثمائة: كان موسى يدعى العبد الصالح من عبادته واجتهاده. وكان سخياً، يبلغه عن الرجل أنه يؤذيه فيبعث إليه بصرة فيها الألف دينار. وكان يصرر الصرر مائتي دينار وأكثر ويرسل بها. فمن جاءته صرة استغنى. قلت: هذا يدل على كثرة إعطاء الخلفاء العباسيين له. ولعل الرشيد ما حبسه إلا لقولته تلك: السلام عليك يا أبه. فإن الخلفاء لا يحتملون مثل هذا.) روى الفضل بن الربيع، عن أبيه: أن المهدي حبس موسى بن جعفر، فرأى في المنام علياً وهو يقول: فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم. قال: فأرسل إلي ليلاً، فراعني ذلك، وقال: علي بموسى. فجئته به، فعانقه وقص عليه الرؤيا، وقال: تؤمنني أن تخرج علي أو على ولدي. فقال: والله لا فعلت ذاك، ولا هو من شأني. قال: صدقت، وأعطاه ثلاثة آلاف دينار وجهزه إلى المدينة.

(12/418)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 419
عبد الله بن أبي سعد الوراق: حدثني محمد بن الحسين الكناني: حدثني عيسى بن مغيث القرظي قال: زرعت بطيخاً وقثاء في موضع بالجوانية على بئر. فلما استوى بيته الجراد فأتى عليه كله. وكنت عرضت عليه مائة وعشرين ديناراً. فبينما أنا جالس إذ طلع موسى بن جعفر فسلم ثم قال: أيش حالك فقلت: أصبحت كالعديم، بيتني الجراد. فقال: يا عرفة، غلامه، زن له مائة وخمسين ديناراً. ثم دعا لي فيها. فبعث منها بعشرة آلاف درهم. مات موسى رضي الله عنه في شهر رجب سنة ثلاث وثمانين ومائة. وقيل: سنة ست، والأول أصح. وعاش بعضاً وخمسين سنة كأبيه، وجده وجد أبيه، وجد جده، ما في الخمسة من بلغ الستين.
4 (موسى بن شيبة بن عمرو بن عبد الله بن كعب بن مالك السلمي.)
الأنصاري المدني. عن: عمومة أبيه: خارجة، ونعمان، وعميرة بني عبد الله. وعنه: الحميدي، وأبو مصعب، وإبراهيم بن حمزة الزبيدي. قال أبو حاتم: صالح الحديث.

(12/419)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 420
4 (موسى بن ربيعة، أبو الحكم الجمحي مولاهم المصري.)
الزاهد، العابد، أحد الأولياء. قال أبو الطاهر بن السرح: كان إذا قدم الإسكندرية يصلي الليل أجمع، ويصوم النهار، ويكثر الذكر. وكانت الأساقفة يسمونه راهب المسلمين. وقال غيره: كان وصي الإمام عمرو بن الحارث.) روى عن: يزيد بن الهاد، ويحيى بن سعيد، وجماعة. روى عنه: موسى بن أعين، ويحيى بن بكير، وسعيد بن عفير، وأحمد بن عمرو بن السرح، وسعيد بن أبي مريم. قال أبو زرعة الرازي: كان ثقة. وقال أحمد بن السرح: مات في آخر سنة تسع وثمانين ومائة. وقيل: مات سنة تسعين ومائة. وعاش ثمانين سنة رحمه الله.
4 (موسى بن عيسى البستي الكوفي م.)
القاريء. روى عن: زائدة وغيره. وعنه: إسحاق بن راهويه، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وسفيان بن وكيع. وثقه مطين. توفي سنة ثلاث وثمانين ومائة كهلاً.

(12/420)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 421
وله في الصحيح حديث واحد أخبرناه أحمد بن تاج الأمناء، عن زينب الشغرية، والقاسم الصفار، وإسماعيل بن عثمان قالوا: أنا وجيه الشامي، وأنا أبو القاسم القشيري، أنا أحمد بن محمد القنطري، نا محمد بن إسحاق الثقفي: ثنا إسحاق بن إبراهيم، أنا موسى القاريء، ثنا زائدة، عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، عن كريب، عن ابن عباس، عن ميمونة قالت: وضعت للنبي صلى الله عليه وسلم ماء وسترته فاغتسل. وساق الحديث. أخرجه مسلم، فوافقناه بعلو.
4 (موسى بن منصور بن هشام بن أبي رقبة اللخمي البصري.)
أبو العلاء. عن: أبيه. وعنه: ابنه العلاء، وابن وهب، والقاسم بن هانيء، وغيرهم. قال ابن يونس: منكر الحديث. يقال مات سنة ثلاث وثمانين ومائة.)
4 (مؤمل بن أميل المحاربي الكوفي.)
كان شاعراً محسناً، مدح المهدي مرة فأجازه بألف دينار. ذكره الخطيب.
4 (المؤمل بن أبي حفصة الشاعر.)
هو ابن عم مروان بن أبي حفصة.

(12/421)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 422
كان من أعيان شعراء المهدي.
4 (ميمون بن يحيى بن مسلم بن الأشج.)
أبو أمية المدني. حدث بمصر عن مخرمة بن بكير. وعنه: يحيى بن بكير، وأحمد بن سعيد الهمداني، وغيرهما. مات سنة تسعين ومائة.
4 (ميمون بن زيد.)
أبو إبراهيم البصري السقاء. عن: ليث بن أبي سليم، والحسن بن ذكوان. وعنه: شريح بن النعمان وعمرو الفلاس، ونصر بن علي، وغيرهم. قال أبو حاتم: لين الحديث.

(12/422)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 423
4 (حرف النون)

4 (نصير بن زياد الطائي الكوفي.)
عن: أبي اليقظان عثمان بن عمير، وأبي هارون العبدي، وصلت الدهان. وعنه: حسين الأشقر، ومعاوية بن هشام، وإسماعيل بن أبان الوراق، ويحيى الحماني، وأبو سعيد الأشج. ذكره بصاد مهملة البخاري، ومطين، وابن أبي حاتم. وأما الدار قطني فقال: هذا وهم، بل هو بمعجمة نضير. قال الأزدي: منكر الحديث.
4 (النضر بن إسماعيل ت. ن.)
)

(12/423)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 424
أبو المغيرة البجلي الكوفي القاص. إمام جامع الكوفة. عن: الأعمش، وإسماعيل بن أبي خالد، ومحمد بن سوقة، وجماعة. وعنه: أحمد بن حنبل، وأبو عبيد، وأحمد بن منيع، وزياد بن أيوب، والحسن بن عرفة. ضعفه ابن معين. وقال البخاري، وأحمد: لم يكن يحفظ الإسناد. وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به.
4 (النضر بن محمد المروزي ن.)
أبو عبد الله مولى بني عامر. روى عن: محمد بن المنكدر، وعبد العزيز بن رفيع، ويزيد بن أبي

(12/424)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 425
زياد، والعلاء بن المسيب، وأبي حنيفة. وعنه: إسحاق بن زاهويه، والحسن بن عيسى بن ماسرجس. وثقه النسائي. مات سنة ثلاث وثمانين ومائة.
4 (النضر بن منصور الكوفي ت.)
عن: أبي الجنوب، عن علي، وعن سهل الفزاري. وعنه: أبو هشام الرفاعي، وأبو كريب، وأبو سعيد الأشج، وآخرون ضعفه النسائي، وغيره.
4 (النعمان بن عبد السلام بن حبيب التيمي.)

(12/425)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 426
تيم الله بن ثعلبة، أبو المنذر الأصبهاني الفقيه، شيخ أصبهان وعالمها. وأصله نيسابوري. قدم أصبهان في فتنة ظهور أبي مسلم الخراساني وهو صغير مع أبيه. ثم رحل وطلب العلم. وكان من كبار الزهاد الورعين. وله تصانيف نافعة. روى عن: جريح، وأبي حنيفة، ومسعر، وشعبة، والثوري، وطبقتهم. وعنه: ابن مهدي، وعفان، وعامر بن إبراهيم، وصالح بن مهران، ومحمد بن المغيرة الأصبهانيان، ومحمد بن مبارك، ومحمد بن المنهال، وسليمان بن داوود الشاذكوني. قال أبو حاتم: محله الصدق. وقال أبو نعيم الحافظ: كان أحد العباد والزهاد. زهد في ضياع أبيه لملامسته للسلطان، وكان) يتفقه على مذهب سفيان. وجالس أبا حنيفة. قال: وتوفي سنة ثلاث وثمانين ومائة.
4 (نعيم بن المورع بن توبة العنبري البصري.)
عن: هشام بن عروة، والأعمش، وابن جريج. وعنه: إبراهيم بن عبد الله بن يسار الواسطي، ومحمد بن أيوب البجلي.

(12/426)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 427
قال س: ليس بثقة. وقال ابن عدي: يسرق الحديث.
4 (نوح بن دارج.)
أبو محمد النخعي، مولاهم الكوفي الفقيه، أحد المجتهدين. تفقه وبرع على الإمام أبي حنيفة، وعلى عبد الله بن شبرمة وروى عنهما، وعن: الأعمش، وابن أبي ليلى. وعنه: سعيد بن منصور، وأبو نعيم ضرار بن صرد، وعلي بن حجر، ومحمد بن الصباح الجرجرائي، وآخرون. ولي قضاء الكوفية مدة، ثم ولي قضاء الجانب الشرقي ببغداد.

(12/427)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 428
ضعفه في الحديث النسائي، وغيره. وكان من كبار أصحاب أبي حنيفة. يقال إنه أضر، وبقي يحكم نحواً من ثلاث سنين حتى فطنوا به. وقد كذبه يحيى بن معين. وقال ابن حبان: روى موضوعات. مات سنة اثنتين وثمانين ومائة.
4 (نوح بن قيس الحداني الطاحي البصري م. ع.)
أبو روح.

(12/428)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 429
روى عن: محمد بن زياد الجمحي فيما قيل، وعن: أبي هارون عمارة بن جوين العبدي، وأيوب السختياني، ومحمد بن واسع، ويزيد الرقاشي، ويزيد بن كعب، وجماعة. وهو أخو خالد بن قيس.) روى عنه خليفة بن خياط، وقتيبة، وحميد بن مسعدة، وأحمد بن المقداد، وزياد الحساني، ونصر الجهضمي، وخلق سواهم. روى عثمان الدارمي، وعن ابن معين: ثقة. وقال النسائي: ليس به بأس. قلت: توفي سنة ثلاث أو أربع وثمانين ومائة، رحمه الله.
4 (نوح بن أبي مريم الجامع.)
وقد ذكر في الطبقة الماضية، والله أعلم.

(12/429)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 430
4 (حرف الهاء)

4 (هارون بن مسلم بن هرمز)
أبو الحسن صاحب الحناء. روى عن: أبيه، وعبيد الله بن الأخنس، ودفاع، والقاسم بن عبد الرحمن. وعنه: عبد العزيز بن المغيرة، وقتيبة، وسويد، ونصر بن علي الجهضمي، وعبد السلام بن مظهر. قال أبو حاتم: لين. وقال الحاتم: ثقة. وخرج له في مستدركه، وهو بصري.
4 (هارون بن المغيرة البجلي الرازي الحافظ د. ت.)

(12/430)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 431
عن: عبيد الله بن عمر، وحجاج بن أرطأة، وعمرو بن أبي قيس الرازي، وغيرهم. وعنه: ابنه إبراهيم، ويحيى بن معين، وإبراهيم بن موسى الفراء، ومحمد بن حميد، وزنيج، وآخرون. قال أبو داوود: ليس به بأس.
4 (هزال بن سعيد السبأي.)
أبو مروان المصري. عن: يزيد بن أبي حبيب، وخير بن نعيم، وبكر بن عمرو. وعنه: حجاج بن ريان، وسعيد بن عفير، وغيرهما. وكان ضريراً، مات سنة إحدى وثمانين ومائة.) وقد سمع هزال من أم الصعبة قالت: ثنا أبو الدرداء.
4 (هشام بن لاحق المدائني.)
عن: عاصم الأحول، وغيره. وعنه: أحمد بن حنبل، وهشام بن بهرام. قال النسائي: ليس به بأس.

(12/431)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 432
4 (هشيم بن بشير بن أبي خازم قاسم بن دينار ع.)

(12/432)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 433
الحافظ، أبو معاوية السلمي الواسطي، أحد الأعلام. عن: الزهري، وعمرو بن دينار، وأيوب، وأبي بشر، وحصين بن عبد الرحمن، ومنصور بن زاذان، وخلق سواهم. وعنه: شعبة مع تقدمه، وابن المبارك، ويحيى القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، وقتيبة، وأحمد بن حنبل، ويعقوب الدورقي، والحسن بن عرفة، وزياد بن أيوب، وإبراهيم بن مجشر، وخلق كثير. سكن بغداد، وانتهت إليه مشيخه العلم ببغداد في زمانه. مولده سنة أربع ومائة. قال عمرو بن عون: كان هشيم قد سمع من الزهري، وعمرو بن دينار، وابن الزبير بمكة أيام الحج. وقال يعقوب الدورقي: كان عند هشيم عشرون ألف حديث. وقال أحمد: لم يسمع هشيم من يزيد بن أبي زياد ولا من الحسن بن عبيد الله، ولا من أبي خالد ولا من سيار، ولا من موسى الجهني، ولا من علي بن زيد. ثم سمى طائفة كبيرة. يعني حدث عنهم بصيغة عن. وكان من كبار المدلسين مع حفظه وصدقه.

(12/433)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 434
قال إبراهيم الحربي: كان والد هشيم صاحب صحناة وكامخ، وكان يمنع هشيماً من الطلب، فكتب العلم حتى جالس أبا شيبة القاضي وناظره في الفقه. قال: فمرض هشيم، فجاء أبو شيبة يعوده، فمضى رجل إلى بشير، قال: الحق ابنك، فقد جاء القاضي يعوده، فجاء، فوجد القاضي في داره، فقال: متى أملت أنا هذا قد كنت أمنعك، أما) اليوم فلا بقيت أمنعك. قال وهب بن جرير: قلنا لشعبة: تكتب عن هشيم قال: نعم، ولو حدثكم عن ابن عمر فصدقوه. وقال أحمد بن حنبل: لزمت هشيماً أربع سنين، ما سألته عن شيء إلا مرتين هيبة له. وكان كثير التسبيح بين الحديث. يقول بين ذلك: لا إله إلا الله، يمد بها صوته. وعن عبد الرحمن بن مهدي قال: كان هشيم أحفظ للحديث من سفيان الثوري. وقال يزيد بن هارون: ما رأيت أحداً أحفظ للحديث من هشيم إلا سفيان إن شاء الله. قال أحمد العجلي: هشيم ثقة. يعد من الحفاظ. وكان يدلس. وقال ابن أبي الدنيا: حدثني من سمع عمرو بن عون يقول: مكث

(12/434)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 435
هشيم يصلي الفجر بوضوء العشاء قبل أن يموت عشر سنين. وعن حماد بن زيد قال: ما رأيت في المحدثين أنبل من هشيم. سمعها عمرو بن عون، منه. وسئل أبو حاتم الرازي، عن هشيم فقال: لا يسأل عنه في صدقه وأمانته وصلاحه. وقال ابن المبارك: من غير الدهر حفظه، فلم يغير حفظ هشيم. وقال يحيى بن أيوب العابد: سمعت نصر بن بسام وغيره من أصحابنا قالوا: أتينا معروفاً الكرخي فقال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وهو يقول لهشيم: جزاك الله عن أمتي خيراً. فقلت لمعروف: أنت رأيت قال: نعم، هشيم خير مما تظن. قال أحمد بن أبي خيثمة: نا سليمان بن أبي شيخ، نا أبو سفيان الحميدي، عن هشيم قال: قدم الزبير رضي الله عنه الكوفية في خلافة عثمان، وعلى الكوفة سعيد بن العاص، فبعث إليه بسبعمائة ألف وقال: لو كان في بيت المال أكثر من هذا لبعثت به إليك: فقبلها الزبير. قال أحمد: فحدثت بهذا مصعب بن عبد الله، فقال: ما كان الذي بعث به إليه عندنا إلا الوليد بن عقبة، وكنا نشكرها لهم. وهشيم أعلم. قال أبو سفيان: سألت هشيماً عن التفسير: كيف صار فيه اختلاف فقال: قالوا برأيهم فاختلفوا. قال إبراهيم بن عبد الرحمن الهروي: سمع هشيم، وابن عيينة من الزهري سنة ثلاث) وعشرين في ذي الحجة.

(12/435)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 436
قال سفيان: أقام عندنا إلى عمرة المحرم، ثم خرج إلى الجعرانة فاعتمر منها، ثم نفر ومات من سنته. قال إبراهيم بن عبد الله: كتبت حديثاً لم يسمعه هشيم من الزهري، ولم يروى عنه سوى أربعة أحاديث سماعاً. منها: حديث السقيفة، وحديث المضامين والملاقيح، وحديث ما استيسر من الهدي، وحديث اعتكف، فأتته صفية.

(12/436)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 437
قال أحمد بن حنبل: ليس أحد أصح حديثاً من هشيم، عن حصين. وقال ابن مهدي: حفظ هشيم عندي أثبت من حفظ أبي عوانة، وكتاب أبي عوانة أثبت. قال عبد الله بن أحمد: سمعت أبي يقول: الذين رأيتهم يخضبون: هشيم، معتمر، يحيى بن سعيد، معاذ بن معاذ، ابن إدريس، ابن مهدي، إسماعيل بن إبراهيم، عبد الوهاب الثقفي، يزيد بن هارون، أبو معاوية، خضاب جيد قانٍ. حفص بن غياث، عباد بن العوام إلى السواد. جرير بن نمير، ابن فضيل، غندر البرساني، عبد الرزاق، عباد بن عباد ابن أبي زائدة، الوليد بن مسلم خضاباً خفيفاً.: مرحوم العطار، حجاج، سعد ويعقوب ابنا إبراهيم، أبو داوود، أبو النضر، أبو نعيم، خضاباً خفيفاً. محمد ويعلى ابنا عبيد، أخوهما عمر، خضاباً خفيفاً. أبو قطن، أبو المغيرة، علي بن عياش، أبو اليمان، عصام بن خالد، بشر بن شعيب القرشي، يحيى بن أبي بكير، غنام بن علي، مروان بن شجاع، شجاع بن الوليد، حميد الرؤاسي، إبراهيم بن خالد، رأيت هؤلاء يخضبون.

(12/437)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 438
وحديث هشيم من أعلاه يقع اليوم: أخبرنا أحمد بن أبي الخير، وأحمد بن أبي عصرون، والخضر بن حمويه في كتابهم، عن ابن كليب، أنا ابن بيان، أنا ابن مخلد، أنا الصفار، نا ابن عرفة، ثنا هشيم، عن مغيرة، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة قالت: إن كنت لأجده في ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحته عنه. أخرجه مسلم، عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن هشيم، فوقع بدلاً عالياً بدرجتين.) قالوا: توفي في شعبان سنة ثلاث وثمانين ومائة. قلت: كان من أنباء الثمانين، وكتب عن الزهري نسخة كبيرة فضاعت. علق، على وهنه، منها.
4 (هشيم بن أبي ساسان.)
أبو علي الكوفي. اسم أبي ساسان: هشام. عن: أمي الصيرفي، وابن جريح، وعبيد الله بن عمر. وعنه: إبراهيم بن موسى الفراء، ومحمد بن خلاد الباهلي، وقتيبة، وأبو سعيد الأشج، وأحمد بن حنبل. سئل أبو حاتم عنه فقال: صالح الحديث.

(12/438)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 439
وقال أبو داوود: لا بأس به.
4 (الهيثم بن حميد الغساني ع.)
مولاهم أبو أحمد، ويقال: أبو الحارث. روى عن: العلاء بن الحارث، وتميم بن عطية، وأبي وهب الكلاعي، وثور بن يزيد، ومطعم بن المقدام، وزيد بن واقد، والأوزاعي، ويحيى الذماري، وداوود بن أبي هند. وعنه: الوليد بن مسلم، وعبد الله بن يوسف، وهشام بن عمار، وعلي بن حجر، ومحمد بن عائذ، وعدة. قال دحيم: كان أعلم الأولين والآخرين، بقول مكحول. وقال النسائي: ليس به بأس. وقال أبو داوود: قدري ثقة.

(12/439)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 440
4 (حرف الواو)

4 (وكيع بن محرز الناجي السامي البصري ق.)
عن: زيد العمي، وعثمان بن الجهم، وعباد بن منصور. وعنه: محمد بن أبي بكر المقدمي، ونصر الجهضمي، والعباس بن يزيد البحراني، وجماعة.) قال أبو حاتم: لا بأس به. وقال البخاري: عنده عجائب.
4 (الوليد بن بكير التميمي الطهوي ق.)

(12/440)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 441
أبو خباب الكوفي. عن: الأعمش، وعمر بن نافع الثقفي، وسلام الخراز. وعنه: سعيد بن سليمان، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وعبيد بن يعيش، والحسن بن عرفة، والحسن بن محمد الطنافسي. قال أبو حاتم: شيخ.
4 (الوليد بن محمد الموقري البلقاوي ت. ق.)

(12/441)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 442
أبو بشير، مولى بني أمية. عن: الزهري، وعطاء الخراساني. وعنه: أبو مسهر، وسويد بن سعيد، وصاحب بن الوليد، والحكم بن موسى، وعلي بن حجر، ومحمد بن عائذ. قال أبو حاتم: ضعيف الحديث. وقال ابن المديني: لا يكتب حديثه. وقال ابن خزيمة: لا أحتج به. وقال ابن معين: يكذب. وقال النسائي: ليس بثقة. سليمان ابن بنت شرحبيل: استحسنت الوليد الموقري في كتب الزهري فقال: أنت تريد أن تأخذ في مجلس ما قد أقمت أنا فيه مع الزهري عشر سنين وقال أبو زرعة الدمشقي: لم يزل حديث الوليد بن محمد مقارباً حتى ظهر أبو طاهر المقدسي لا جزي خيراً. فقال له سليمان بن عبد الملك:

(12/442)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 443
ويحك، أهلكت علينا الوليد بن محمد. قال أبو زرعة: وظهرت له بحمص أحاديث أنكرت أيضاً. وظهرت أحاديث بخراسان يستوحش منها. قال عبد الله بن أحمد: قلت لأبي: الموقري يروي العجائب عن الزهري.) فقال: آه ليس ذاك بشيء. وقال أبو حاتم: سألت ابن المديني، عن الموقري، فقال: يروي عنه أهل الشام. أرى كتبه من نسخ الزهري من الديوان. وقال أبو زرعة: لين في الحديث. قال محمد بن مصفى: توفي سنة اثنتين وثمانين ومائة. وقيل: مات سنة إحدى.
4 (وهب بن إسماعيل الأسدي الكوفي ق.)

(12/443)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 444
عن: جده محمود بن قيس، وعمر بن ذر، والأوزاعي. وعنه: أحمد بن حنبل، وابن نمير، وأبو سعيد الأشج. قال أحمد: له مناكير.
4 (وهب بن راشد الرقي.)
ويقال: بصري. عن: ثابت، وفرقد السبخي، ومالك بن دينار، وهشام الدستوائي. وعنه: سليمان بن عمر، وعلي بن سعيد بن شداد، وداوود بن رشيد، وغيرهم. قال ابن عدي: ليس بالمستقيم. وقال الدار قطني: متروك.
4 (وهب بن واضح.)
أبو الإخريط المكي، شيخ القراء، ويكنى أبا القاسم. من موالي

(12/444)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 445
عبد العزيز بن أبي رواد. قرأ على إسماعيل بن عبد الله القسط، وعلى: شبل بن عباد، ومعروف ابن مشكان. وتصدر للإقراء. وأخذ عنه جماعة منهم: أبو الحسن أحمد بن محمد النبال، وأبو الحسن البزي، وغيرهم. مات سنة تسعين ومائة.

(12/445)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 446
4 (حرف الياء)

4 (يحيى بن بريد بن عبد الله بن أبي بردة.)
ابن أبي موسى الأشعري.) عن: أبيه، وإسماعيل بن أبي خالد. وعنه العلاء بن عمرو، وعبيد الله القواريري. وسمع منه يحيى بن معين وضعفه.
4 (يحيى بن حمزة بن واقد الحضرمي ع.)

(12/446)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 447
مولاهم السلمي الدمشقي أبو عبد الرحمن الفقيه قاضي دمشق. ولد سنة ثلاث ومائة. قاله أبو مسهر. وقال مفضل الغلابي: سنة ثمان ومائة. قرأ القرآن على يحيى الذماري. وروى عن: عروة بن رويم، وعمرو بن مهاجر، وعطاء الخراساني، وأبي وهب عبيد الله الكلاعي، ومحمد بن يزيد، والزبيدي، ويزيد بن أبي بكير وعدة. قرأ عليه: الربيع بن ثعلب، وحدث عنه: أبو مسهر، وولده محمد بن يحيى، وعبد الرحمن بن مهدي، ومحمد بن عائذ، ومحمد بن المبارك الصوري، وهشام بن عمار، وعلي بن حجر، والحكم بن موسى، قال دحيم: ثقة عالم.

(12/447)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 448
وقال أحمد: ليس به بأس. وقال أبو حاتم: عاش ثمانين سنة. وقال عباس، عن ابن معين: يرمى بالقدر. وقال مرة: كان قدرياً. وقال أبو زرعة الدمشقي: ولي يحيى بعد سلمة بن عمرو، فحدثني أحمد بن أبي الحواري، عن مروان قال: لما قدم المنصور دمشق سنة ثلاث وخمسين ومائة استعمل يحيى بن حمزة على القضاء، وقال له: يا شاب، أرى أهل بلدك قد أجمعوا عليك، فإياك والهدية فلم يزل قاضياً حتى مات. قال أبو زرعة: وأعلم الناس مكحول، والهيثم بن حميد، ويحيى بن حمزة. قال دحيم، وجماعة: مات يحيى سنة ثلاث وثمانين ومائة.
4 (يحيى البرمكي.)

(12/448)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 449
هو الوزير يحيى بن خالد بن برمك، أبو علي.) كان المهدي قد ضم إليه هارون الرشيد وجعله في حجره، فأحسن

(12/449)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 450
سياسته وأدبه، فلما استخلف نوه بذكره ورفع محله، فكان يقول: قال أبي. ورد إصدار الأمور وإيرادها إليه. فلما قتل ابنه جعفراً خلد يحيى في السجن. قال الأصمعي: سمعته يقول: الدنيا دول، والمال عارية، ولنا بمن قبلنا أسوة، ولمن بعدنا عبرة. قال إسحاق الموصلي: كانت صلات يحيى إذا ركب لمن تعرض له مائتي درهم. وقال الموصلي: قال أبي: أتيت يحيى بن خالد فشكوت ضيقة، فقال: ما أصنع لك ليس عندي شيء. ولكن أدلك على أمر فكن فيه رجلاً. قد جاءني خليفة صاحب مصر يسألني أن أستهدي صاحبه شيئاً، وقد أبيت فألح وقد بلغني أنك أعطيت بجاريتك ثلاثة آلاف دينار. فهوذا، استهديه إياها، وإياك أن تنقصها عن ثلاثين ألف دينار شيئاً، وانظر كيف تكون. قال: فوالله ما شعرت بالرجل إلا وقد وافاني، فساومني بالجارية، فلم يزل حتى بذل لي عشرين ألفاً. فلما سمعتها ضعف قلبي عن ردها، فبعتها. فلما صرت إلى يحيى قال: إنك لخسيس. كنت صبرت، وهذا خليفة صاحب فارس قد جاءني في مثل هذا. فخذ جاريتك، فإذا ساومك لا تنقصها عن خمسين ألف دينار. قال: فجاءني فبعتها بثلاثين ألف دينار. ولما صرت إلى يحيى قال: ألم نؤدبك؟ خذ جاريتك إليك.

(12/450)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 451
فقلت: جارية قد أفدت بها خمسين ألف دينار ثم تعود إلي أشهدك أنها حرة، وأني قد تزوجتها. وقيل إن ولد يحيى قال له وهم في السجن والقيود: يا أبه، بعد الأمر والنهي والأحوال صرنا إلى هذا فقال: يا بني، دعوة مظلوم غفلنا عنها، لم يغفل الله عنها. مات يحيى سنة تسعين ومائة في حبس الرقة، وله سبعون سنة.
4 (يحيى بن أبي زائدة ع.)
هو يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، أبو سعيد الهمداني الوادعي، مولاهم الكوفي، الفقيه، أحد الأئمة والأعلام.)

(12/451)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 452
روى عن: أبيه، وعاصم الأحول، وداوود بن أبي هند، وهشام بن عروة، وعبيد الله بن عمرو، وأبي مالك الأشجعي، وليث بن أبي سليم، وطائفة كبيرة. وتفقه بأبي حنيفة، ولزمه مدة حتى برع في الرأي، وصار من أكبر أصحابه، مع الحفظ للحديث والإتقان له. روى عنه: أحمد بن حنبل، وإبراهيم بن موسى، وأبو كريب، وابن معين، وهناد، ويحيى بن يحيى، وأحمد بن منيع، وابن المديني، وابنا أبي شيبة، وعلي بن مسلم الطوسي، وزياد بن أيوب، ويعقوب الدورقي، والحسن بن عرفة، وخلق كثير. قال علي بن المديني: لم يكن بالكوفة بعد الثوري أثبت منه. وقال ابن المديني أيضاً: انتهى العلم إلى يحيى بن زكريا في زمانه. قلت: ولي قضاء المدائن. وقال عمرو الناقد: سمعت ابن عيينة يقول: منا قدم علينا أحد يشبه هذين الرجلين: ابن المبارك، وابن أبي زائدة. وقال يحيى القطان: ما بالكوفة أحد يخالفني أشد علي من ابن أبي زائدة. وقال: إنه ما غلط قط. وأما قول أبي نعيم الملائي: ما هو بأهل أن أحدث عنه، فما ذكر

(12/452)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 453
مستند ذلك فلا يلتفت إلى ذلك، ولا إلى كثير من كلام الأقران بعضهم في بعض. قال ابن نمير: كان ابن أبي زائدة في الإتقان أكبر من إدريس. وقال النسائي: ثقة، ثبت. وقال العجلي: كان يعد من الحفاظ، مفتياً، ثبتاً، صاحب سنة، ووكيع إنما صنف كتبه على كتب يحيى. وقال عباس، عن يحيى: ما أعلم يحيى بن أبي زائدة أخطأ إلا في حديث واحد. وقال إسماعيل بن حماد: يحيى بن زكريا في الحديث مثل العروس العطرة. وقال زياد بن أيوب: كان يحيى بن أبي زائدة يحدث من حفظة. ويقال: إن يحيى أول من صنف الكتب بالكوفة. مر أنه مات بالمدائن سنة اثنتين وثمانين ومائة.) ويقال: سنة ثلاث وثمانين، وله ثلاث وستون سنة.
4 (يحيى بن راشد المازني البصري ق.)
البراء.

(12/453)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 454
عن: أبي الزبير المكي، وخالد الحذاء، وداوود بن أبي هند، وجماعة. وعنه: نعيم بن حماد، ومحمد بن أبي بكر المقدمي، وأبو حفص الفلاس. ضعفه أبو حاتم. وقال أبو زرعة: واهي الحديث. وقال ابن معين: ليس بشيء. قلت: سكن مصر وحدث بها.
4 (يحيى بن أبي زكريا الغساني الواسطي خ.)
أبو مروان. أصله شامي. روى عن: هشام بن عروة، وعبد الله بن عثمان بن خثيم، ويونس بن عبيد. وعنه: عبد الوهاب بن عيسى التمار، ومحمد بن حرب النسائي، وغيرهما. ضعفه أبو داوود.

(12/454)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 455
وقال أبو حاتم: شيخ. قلت: قد خرج له البخاري حديثاً واحداً.
4 (يحيى بن سابق المدني.)
عن: أبي حازم، وزيد بن أسلم. وعنه: قتيبة، وعلي بن حجر، وحجين بن المثنى. فيه لين. وقال أبو حاتم: ليس بقوي.
4 (يحيى بن عبد الله بن حسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي الحسني.)
أخو اللذين خرجا على المنصور، وهما محمد بالمدينة، وإبراهيم

(12/455)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 456
بالبصرة. ولما هلكا إلى عفو الله ورحمته هرب هذا إلى جبال الديلم في نحو من سبعين رجلاً. ثم إن الرشيد أمنه بعد، وأشهد عليه بذلك، ووصله بمائة ألف دينار.) ثم خاف من غائلته فحبسه إلى أن مات في سنة بضع وثمانين ومائة.
4 (يحيى بن عبد الله بن يزيد بن عبد الله بن أنيس، أبو زكريا الأنصاري المدني.)
عن: طلحة بن خراش، وعبد الرحمن، ومحمد ابنا جابر بن عبد الله، وعيسى بن سبرة. وعنه: أبو جعفر النفيلي، وإبراهيم بن عبد الله الهروي، ويحيى بن معين، وعمرو بن رافع، وجماعة. قال ابن معين: لم يكن به بأس.
4 (يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية، أبو زكريا الخزاعي الكوفي م. ت. ن. مد. خ. ق.)

(12/456)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 457
عن: أبيه، والعلاء بن المسيب، وهشام بن عروة، وطبقتهم. وعنه: أحمد، وإسحاق، وأبو سعيد الأشج، وزياد بن أيوب، ويعقوب الدورقي، وجماعة. قال أحمد: هو رجل صالح، له هيئة. وقال أبو داوود: ثقة. وقال أحمد العجلي: قيل له إن دواء عينيك ترك البكاء، قال: فما جبرهما إذن قلت: خرج له البخاري مقروناً بآخر، وهو قليل الحديث. مات سنة ثمان وثمانين ومائة.
4 (يحيى بن عبيد الله الجرشي.)
شيخ بصري. عن: أبيه، وزاجر بن الهيثم.

(12/457)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 458
وعنه: مسلم بن إبراهيم، ومحمد بن سعيد الخزاعي، ومحمد بن المثنى.
4 (يحيى بن عقبة بن أبي العيزار، أبو القاسم الكوفي.)
عن: ابن أبي ليلى، ومحمد بن جحادة، وإدريس الأودي، وهشام بن عروة. وعنه: محمد بن بكار بن الريان، والربيع بن ثعلب. قال البخاري: منكر الحديث. وكذبه ابن معين. وقال النسائي: ليس بثقة.
4 (يحيى بن مضر، أبو زكريا القيسي الشامي، ثم القرطبي.)
) سمع من سفيان الثوري، ومالك يسيراً.

(12/458)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 459
وروى عليه مالك أيضاً شيئاً، وعبد الله بن وهب، ويحيى بن يحيى الأندلسي. وكان فقيهاً، مفتياً. وروي عن عبد الملك بن حبيب الفقيه قال: صلب يحيى بن مضر وأصحابه سنة تسع وثمانين ومائة. كانوا أرادوا خلع الحكم صاحب الأندلس، فحدثني محمد بن عيسى أن الجذوع التي للمصلبين مائة وأربعين جذعاً.
4 (يحيى بن ميمون التمار د.)
نزيل بغداد. عن: ليث بن أبي سليم، وغيره. وعنه: الحسن بن الصباح البزار، وعلي بن مسلم الطوسي. تركه الدار قطني، وغيره. وقال أحمد: حذفنا حديثه.

(12/459)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 460
4 (يحيى بن يعلى الأسلمي القطواني الكوفي.)
عن: حميد بن عطاء الأعرج، وإسماعيل بن أبي خالد، والأعمش، ويونس بن خباب، وناجح المحلمي. وعنه: قتيبة، وأبو بكر بن أبي شيبة، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وأحمد بن إشكاب، وأبو هشام الرفاعي. قال المحاربي: مضطرب الحديث. وقال أبو حاتم: ضعيف.

(12/460)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 461
وأما: يحيى بن يعلى، أبو المحياه التيمي فقد ذكر.
4 (يحيى بن اليمان العجلي الكوفي، أبو زكريا الحافظ د. م.)
عن: هشام بن عروة، وإسماعيل بن أبي خالد، والمنهال بن خليفة، وسفيان الثوري، وجماعة. وقرأ القرآن على حمزة، وكان من العلماء العاملين. روى عنه: ابنه داوود بن يحيى، وبشر الحافي، وأبو كريب، وسفيان بن وكيع، والحسن بن عرفة، وعلي بن حرب، وطائفة.) قال أحمد: ليس بحجة. وقال ابن المديني: هو صدوق، فلج فتغير حفظه. وذكره أبو بكر بن عياش فقال: ذاك راهب.

(12/461)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 462
أخبرنا عبد الحافظ بن بدران، نا موسى بن عبد القادر، أنا سعيد بن أحمد، أنا علي بن أحمد، أنا أبو طاهر المخلص، نا يحيى بن محمد، نا سفيان بن وكيع، نا يحيى بن يمان، عن شريك، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن سعيد بن جبير، عن أبيه، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من طاف بالبيت خمسين مرة يخرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه. رواه الترمذي، عن ابن وكيع. وعن وكيع قال: ما كان أحد من أصحابنا أحفظ للحديث من يحيى بن يمان. كان يحفظ في المجلس خمسمائة حديث، ثم نسي. وقال يحيى بن معين: أرجو أن يكون صدوقاً. وقال مرة: ليس به بأس. وقال مرة: ضعيف. وقال النسائي: ليس بالقوي. وقال محمد بن عبد الله بن نمير: كان سريع الحفظ سريع النسيان. وقال يعقوب بن شيبة: كان يعد في الكثرة عن سفيان مع الأشجعي وإنما أنكروا عليه كثرة الغلط.

(12/462)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 463
قيل مات سنة تسع وثمانين ومائة. وقيل سنة ثمان.
4 (يزيد بن زريع ع.)
الإمام، أبو معاوية العيشي البصري الحافظ. عن: أيوب، وحبيب المعلم، وحسين المعلم، والجريري، وخالد

(12/463)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 464
الحذاء، ويونس، وابن أبي عروبة، وخلق. وعنه: علي بن المديني، وبهز بن أسد، والقعنبي، وعفان. وقال بعضهم: كان أبوه زريع والي الأبلة، مات عن خمسمائة ألف ما أخذ منها يزيد حبة. قاله) ابن حبان. توفي يزيد سنة اثنتين وثماني ومائة، ومولده سنة إحدى ومائة. قال أحمد بن أبي خيثمة: نا أحمد بن محمد الصفار: سمعت يزيد بن زريع وسئل عن التدليس فقال: التدليس كذب. وقال: ثنا عفان، نا يزيد بن زريع قال: أملى علي سعيد هذه المسائل من كتابه، يعني مسائل الحكم، وحماد. وعن القطان: أنه كان لا يقدم على يزيد بن زريع أحداً في سعيد. قلت: لم يرحل في الحديث، وكان من بحور العلم. قال ابن المديني: لم يزيل مشتغلاً بإتقان الحديث. قلت: أقدم شيوخه أيوب، وعمرو الفلاس، وقتيبة، ومسدد، ويحيى بن يحيى، وبندار، وأمية بن بسطام، ومحمد بن المنهال الضرير، ومحمد بن المنهال أخو حجاج، وأحمد بن المقدام، ونصر بن علي، وأحمد بن عبدة، وخلق كثير. قال أحمد بن حنبل: كان ريحانة البصرة، ما أتقنه وما أحفظه.

(12/464)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 465
وقال أبو حاتم: ثقة، إمام. وقال أبو عوانة: صحبت يزيد بن زريع أربعين سنة يزداد في كل سنة خيراً. وقال بشر الحافي: كان يزيد بن زريع متقناً حافظاً. ما أعلم أني رأيت مثله ومثل صحة حديثه، رحمه الله. وقال يحيى القطان: لم يكن ههنا أحد أثبت منه. وقال نصر الجهضمي: رأيت يزيد بن زريع في النوم، فقلت: ما فعل الله بك قال: دخلت الجنة. قلت: بماذا قال: بكثرة الصلاة.
4 (يزيد بن عبد الله، أبو خالد القرشي.)
ويقال له البيسري، قيده ابن نقطة بموحدة وبسين مهملة. روى عن: ابن جريج، وأبي مالك الأشجعي، وإبراهيم الخوزي، وعمر بن محمد العمري. وعنه: علي بن أبي هاشم الطبراني، وقطن بن نسير، وغيرهما، والقواريري، وأبو كامل الجحدري.) وبقي إلى بعد الثمانين ومائة. قال ابن عدي: ليس بالمنكر الحديث.

(12/465)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 466
قلت: تكلم فيه ولم يترك.
4 (يزيد بن مزيد بن زايدة.)
الأمير، أبو خالد الشيباني، أحد الأبطال المذكورين، والأجواد الممدحين، وهو ابن أخت معن بن زائدة. ولي إمرة اليمن للرشيد، وولي أرمينية. وأذربيجان معاً للرشيد سنة ثلاث وثمانين. ولصريع الغواني قصيدة فيه يقول فيها:

(12/466)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 467
(قد عود الطير عادات وثقن بها .......... فهن يتبعنه في كل مرتحل)
يعني وقائعه، وأن الطير تفترس أشلاء القتلى. قال: فأمر يزيد حاجبه أن يبيع ضيعة له، ويعطي الشاعر خمسين ألفاً. فبلغ ذلك الرشيد، فأرسل إليه بمال عظيم. وقال: زده خمسين ألفاً. وقيل إن سلماً الخاسر هجاه فقال:
(فليت الأمير أبا خالد .......... يزيد، يزيد كما ينتقص)
فحلف ليقتلنه، فمدحه بقوله: إن لله في البرية سيفين يزيداً وخالد بن الوليد ذاك سيف الرسول في سالف الدهر وهذا سيف الإمام الرشيد. قال خليفة: مات يزيد سنة خمس وثمانين ومائة. وله ابنان، أحدهما خالد ممدوح أبي تمام الطائي، والآخر محمد أحد الأجواد. ومن كامل المبرد: أن يزيد بن مزيد نظر إلى لحية عظيمة مخضوبة، فقال لصاحبها: أما إنك من لحيتك في مؤونة. فقال: أجل، ولذلك أقول:
(لها درهم للدهن في كل ليلة .......... وآخر للحناء يبتدران)

(12/467)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 468
(ولولا نوال من يزيد بن مزيد .......... لصوت في حافاتها الجلمان)
وفي الأغاني أن يزيد بن مزيد أهديت له جارية، فلما رفع يده من طعامه وطئها، فلم ينزل عنها إلا ميتاً. وذلك ببلد بردعة. وكان عنده مسلم بن الوليد صريع الغواني فرثاه، وقال:)
(قبر ببردعة استسر ضريحه .......... خطراً تقاصر دونه الأخطار)

(أبقى الزمان على ربيعة بعده .......... حزناً لعمر الله ليس يعار)

(سلكت بك العرب السبيل إلى العلى .......... حتى إذا استبق الردى بك صاروا)

(نفضت بك الإفلاس آمال الغنى .......... واسترجعت زوارها الأمصار)

(فاذهب كما ذهبت غوادي مزنة .......... أثنى عليها السهل والأمر عار)
وقيل: إنما رثى مسلم بهذا يزيد بن أحمد السلمي، فالله أعلم. وعن عمر بن المتوكل، عن أمه قالت: كان ذو الفقار مع محمد بن عبد الله بن حسن يوم قتل بالمدينة. فلما أحس بالموت دفع ذا الفقار إلى رجل معه كان له عليه أربعمائة دينار، وقال: خذه فإنك لا تلقى طالبياً إلا أخذه منك وأعطاك حقك. فلما ولي جعفر بن سليمان العباسي المدينة واليمن دعا الرجل وأخذ

(12/468)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 469
منه السيف، وأعطاه أربعمائة دينار، فلم يزل عنده حتى ولي المهدي، فبلغه خبره، فأخذه منه، ثم صار إلى الرشيد. وقال الأصمعي: رأيت الرشيد متقلداً سيفاً، فقال: ألا أريك ذا الفقار قلت: بلى. فقال: أستل سيفي. قال: فاستللته، فرأيت فيه ثماني عشرة فقارة. ولمنصور بن سلمة النمري:
(لو لم يكن لبني شيبان من حسب .......... سوى يزيد لفاتوا الناس بالحسب)

(ما أعرف الناس أن الجود مدفعة .......... للذم لكنه يأتي على النشب)
وهو الذي ظفر بالوليد بن طريف رأس الخوارج. وكان يزيد مع كمال شجاعته من دهاة العرب، ما زال يقابل ابن طريف بالجيوش ويقاتله إلى أن أهلكه بعد أن بارزه بنفسه. وبقيت مبارزتهما نحو ساعتين من النهار أو أكثر، حتى تعجب منهما الجمعان، ثم أمكنت يزيد الفرصة فضرب رجل ابن طريف فسقط. وكان من بني شيبان أيضاً. فلما قدم يزيد على الرشيد، قال: يا يزيد ما أكثر أمراء المؤمنين في قومك. قال: نعم، إلا أن منابرهم الجذوع. وقيل فيما حكاه ابن خلكان: إن الرشيد لما جهزه إلى حرب ابن طريف الشيباني أعطاه ذا الفقار سيف النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: خذه فإنك ستنصر به.)

(12/469)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 470
وفي ذلك يقول مسلم بن الوليد:
(أذكرت سيف رسول الله سنته .......... وبأس أول من صلى ومن صاما)
ويريد بأس علي رضي الله عنه.
4 (يزيد بن يحيى، أبو خالد القرشي الدمشقي.)
عن: يحيى بن يحيى الغساني، وثور بن يزيد، وموسى بن سيار، وعمرو بن مهاجر. وعنه: هشام بن عمار، والهيثم بن خارجة، وسليمان بن عبد الرحمن، وغيرهم. ما ذكره البخاري، ولا ابن أبي حاتم.
4 (اليسع بن طلحة بن أبزوذ المكي.)
عن: طاووس، ومجالد، وعطاء. وعنه: سبطه عبد الوهاب بن فليح، وفيض الرقي، ونعيم بن حماد، والوليد بن عطاء بن الأغر. قال أبو حاتم: ليس بقوي، منكر الحديث.

(12/470)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 471
وقال ابن عدي: أحاديثه غير محفوظة. قلت: وقع لنا من عواليه في المخلصات.
4 (يعقوب بن داوود.)
وزير المهدي. مرت أخباره في حوادث سنة ست وستين ومائة. وبقي إلى هذا الوقت معزولاً مجاوراً مكة. مات سنة اثنتين وثمانين ومائة.
4 (يعقوب بن عبد الرحمن بن محمد القاري المدني الزهري، حليفهم. س. ق.)

(12/471)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 472
نزل في الآخر الإسكندرية. وحدث عن: زيد بن أسلم، وسهيل بن أبي صالح، وعمرو بن أبي عمرو، وأبي حازم. وعنه: يحيى بن يحيى، وسعيد بن منصور، ويحيى بن بكير، وقتيبة، وأبو شريك يحيى بن يزيد المرادي، وطائفة. وهو ثقة، عالم. مات سنة إحدى وثمانين ومائة.)
4 (يعقوب بن الوليد، أبو يوسف الأزدي المدني)
عن: أبي حازم، وهشام بن عروة، وجعفر الصادق. وعنه: محمد بن الصباح الجرجرائي، ويحيى المقابري، ومحمود بن

(12/472)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 473
خداش، وأحمد بن منيع، والحسن بن عرفة. قال أحمد بن حنبل: حرقنا حديثه. وكذبه أبو حاتم. وقال النسائي، وغيره: متروك.
4 (يعلى بن الأشدق العقيلي.)
أحد المتروكين. أصله من بادية الطائف. روى عن: عبد الله بن جراد، وزياد بن ربيعة، وكليب بن جري. وزعم أن لهم صحبة وسكن الرقة. وعنه: داوود بن رشيد، وإسماعيل بن عبد الله الرقي، وأيوب بن محمد الوازن، وطائفة. وحدث بحران، وطال عمره، وصار يسأل الناس. قال البخاري: لا يكتب حديثه.

(12/473)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 474
وقال ابن حبان: لا تحل الرواية عنه. وقال ابن عدي: بلغني عن أبي مسهر قال: قلت ليعلى بن الأشدق: ما سمع عمك عبد الله بن جراد من النبي صلى الله عليه وسلم قال: جامع سفيان، وموطأ مالك. وسئل عنه أبو زرعة فقال: لا يصدق. قلت: لا ينبغي التشاغل بتخريج عواليه فإنها مما لا يفرح به.
4 (يعيى بن شبيب المكي ت. ق.)
مولى آل الزبير. عن: عبد الله بن عثمان بن خثيم، وهشام بن عروة. وعنه: الحميدي، وقتيبة، وإبراهيم بن بشار الرمادي. روى اليسير، ومحله الصدق.
4 (يغنم بن سالم بن قنبر البصري.)
)

(12/474)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 475
له نسخة عن أنس بن مالك كأنها موضوعة. حدث بمصر. روى عنه: عبد الغني بن سعيد، وعبد الغني بن رفاعة المصريان، وإبراهيم بن صدقة العامري، ومحمد بن مخلد الرعيني، وعيسى بن مساور، وأبو مسلم عبد الرحمن بن واقد، وغيرهم. قرأت على أبي المعالي أحمد بن إسحاق: أخبركم المبارك بن أبي الجود ببغداد، أنا أحمد بن أبي غالب الزاهد، أنا عبد العزيز بن علي، أنا أبو طاهر المخلص، ثنا محمد بن هارون، ثنا عيسى بن مساور، ثنا يغنم بن سالم قال: قال لي أنس: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قاد أعمى أربعين خطوة لم تمس وجهة النار. يغنم مجمع على تركه فلا يفرح بعواليه. قال أبو سعيد بن يونس: روى عن أنس فكذب. وقال أبو حاتم: هو مجهول، ضعيف الحديث. وقال ابن عدي: عامة ما يرويه غير محفوظ. قال الطحاوي: سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول: قدم علينا يغنم بن سالم مصر، فجئته فسمعته يقول: تزوجت امرأة من الجن. فلم أرجع إليه. وقال ابن حبان: كان يضع الحديث على أنس.

(12/475)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 476
قلت: بقي إلى حدود التسعين ومائة.
4 (يوسف بن خالد بن عمير السمتي البصري ق.)
الفقيه. عن: عاصم الأحول، ويونس بن عبيد، وإسماعيل بن أبي خالد، ومحمد بن عمرو، ولزم أبا حنيفة الإمام حتى برع وصار من نجباء أصحابه. روى عنه: ابنه خالد بن يوسف، وداهر بن نوح، وزيد بن الحريش وخليفة بن خياط، ومحمد بن أبي يعقوب الكرماني، ونصر بن علي الجهضمي. رماه ابن معين بالكذب. وقال أبو حاتم: رأيت له كتاباً ألفه في التجهم ينكر فيه الميزان والقيامة.)

(12/476)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 477
وقال ابن سعد: كان بصيراً بالفتوى ضعيفاً. وقال النسائي: ليس بثقة. قلت: مات في رجب سنة تسع وثمانين ومائة. خرج له ق. حديثاً.
4 (يوسف بن عطية بن ثابت الصفار.)
أبو سهل السعدي ثم الأنصاري، مولاهم البصري. رأى ابن سيرين، وروى عن: قتادة، وثابت، ومحمد بن واسع، وفرقد السبخي، وجماعة. وعنه: إسحاق بن راهويه، وأحمد بن منيع، وعبد الله بن عون الخراز، وزياد بن يحيى، وعمر بن شبة، والحسن بن محمد الزعفراني، وغيرهم.

(12/477)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 478
قال البخاري: منكر الحديث. وقال أبو حاتم والدار قطني: ضعيف الحديث. وقال أبو داوود: ليس بشيء. وقال الفلاس: كان يهم، وما علمته يكذب. وقال النسائي: متروك. قلت: روى له ابن ماجة في تفسيره، ومات سنة سبع وثمانين ومائة.
4 (يوسف بن عطية الباهلي، أبو المنذر الكوفي الوراق.)
صاحب مناكير. روى عن: عمرو بن شمير، وغير واحد. وعنه: عمرو بن علي، وزيد بن موهب الرملي، وغيرهما. قال الفلاس: هو أكذب من الصفار. وقال الدار قطني وغيره: ضعيف.

(12/478)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 479
4 (يوسف بن محمد بن يزيد بن صيفي بن صهيب بن سنان الرومي المدني.)
روى عن ابن عمه عبد الحميد بن زياد، وعن أبيه. وعنه: هشام بن عمار، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وجماعة.) قال البخاري: فيه نظر. وقال أبو حاتم: لا بأس به.
4 (يوسف بن يعقوب بن أبي سلمة الماجشون المدني.)
أبو سلمة، مولى آل المنكدر التيمي.

(12/479)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 480
عن: أبيه، والزهري، ومحمد بن المنكدر، وصالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. وعنه: أبو مصعب، وأحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، وشريح بن يونس، ومحمد بن أبي بكر المقدمي، وعلي بن مسلم الطوسي، وخلق سواهم. وثقه يحيى بن معين، وأبو داوود. وقال يحيى بن أيوب المقابري: سمعت يوسف بن الماجشون يقول: ولدت في عهد سليمان بن عبد الملك ففرض لي في المقاتلة. فلما قام عمر بن عبد العزيز مر باسمي، وكان بنا عارفاً، فقال: ما أعرفني بمولد هذا الغلام. فنحاني من المقاتلة وردني عيلاً. قال يحيى بن معين: كنا نأتي يوسف بن الماجشون يحدثنا وجواريه في بيت آخر يضربن بالمعزفة. قلت: أهل المدينة معروفون بالترخص في الغناء. توفي يوسف بن الماجشون سنة خمس وثمانين ومائة، وله ثماني وثمانون سنة.
4 (يونس بن حبيب.)

(12/480)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 481
العلامة، أبو عبد الرحمن الضبي مولاهم البصري. إمام أهل النحو. أخذ عن: أبي عمرو بن العلاء، وحماد بن سلمة، وغيرهما. أخذ عنه: الكسائي، وسيبويه، والفراء. وله مصنفات في العربية، وطال عمره، وعاش ثلاثاً وثمانين سنة. قال خليفة بن خياط: مات سنة ثلاث وثمانين ومائة.

(12/481)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 482
4 (الكنى)

4 (أبو إسحاق الفزاري ع.)
هو إبراهيم بن محمد.)
4 (أبو إسماعيل المؤدب ق.)
هو إبراهيم بن سليمان بن رزين البغدادي مؤدب أولاد الوزير أبي عبيد الله. له عن: عطية العوفي، وعاصم بن بهدلة، وعبد الملك بن عمر، وعاصم الأحول، وطائفة. وعنه: يحيى بن معين، وعثمان بن أبي شيبة، وأخوه وأبو بكر،

(12/482)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 483
ومحمد بن الصباح الدولابي، وأبو عمر الدوري، والحسن بن عرفة، وآخرون. وثقه يحيى بن معين. وقال مرة: ضعيف. وقال مرة ليس به بأس. وكذا قال أحمد. وقال أبو داوود: ثقة. رأيت ابن حنبل يكثر أحاديثه بنزول. وقال النسائي: ليس به بأس. قيل: مات قريباً من سنة ثلاث وثمانين ومائة.
4 (أبو أمية بن يعلى الثقفي.)
يقال اسمه إسماعيل.

(12/483)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 484
مدني، معمر. له عن: نافع، وسعيد المقبري، وأبي الزناد، وهشام بن عروة. وحضر جنازة سالم بن عبد الله. روى عنه: زيد بن الحباب، ومحمد بن أبان، ومحمد بن عقبة السدوسي، وشيبان بن فروخ، وداهر بن نوح، والقواريري، وسعيد بن هبيرة. قال البخاري: سكتوا عنه. وقال الدار قطني: بصري متروك. وكذا تركه النسائي. وقال ابن عدي بعد أن ساق له أحاديث: هو ممن يكتب حديثه. وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي. وقال ابن معين: ليس بشيء.) وقال شعبة: اكتبوا عنه فإنه شريف لا يكذب.
4 (أبو بحر البكراوي د. ت.)

(12/484)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 485
هو عبد الرحمن بن عثمان بن أمية بن عبد الرحمن بن أبي بكرة الثقفي البصري. عن: حسين المعلم، وداوود بن أبي هند، ومحمد بن عمرو، وجماعة. وعنه: أحمد بن عبدة، وحفص الربالي، وخليفة بن خياط، وبندار، وعدة. ضعفه ابن معين. وقال أبو حاتم: يكتب حديثه. ونقل بن الجوزي أن أحمد بن حنبل قال: طرح الناس حديثه. مات سنة خمس وتسعين ومائة.
4 (أبو حفص الأبار د. ن. ق.)

(12/485)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 486
هو عمر بن عبد الرحمن بن قيس. كوفي ثقة. نزل بغداد وروى عن: منصور، وليث بن أبي سليم، والأعمش، وعمار الدهني، وعدة. وعنه: يحيى بن معين، وداوود بن رشيد، وعثمان بن أبي شيبة، وشريح بن يونس، والحسن بن عرفة، وآخرون. وكان له غلمان يحملون الإبر وهو معلمهم. أضر بآخره. وثقه ابن معين، وغيره.
4 (أبو خالد الأحمر ع.)
هو سليمان بن حيان. مر.
4 (أبو داوود النخعي.)

(12/486)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 487
هو سليمان بن عمرو، وهو ابن عم شريك القاضي. روى عن: أبي طوالة، وعبد الملك بن عمير، وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، والمختار بن فلفل، وغيرهم. وعنه: آدم بن أبي إياس، ويحيى بن أيوب المقابري، وعباد بن يعقوب، والمسيب بن وضاح،) وطائفة. قال أبو معمر الهذلي: كان بشر المريسي قد أخذ رأي جهم من أبي داوود النخعي، وكان أبو داوود كذاباً. قلت: كان وقحاً، جريئاً، قدرياً من الخير بريئاً. قال علي بن المديني: كان من الدجالين. وقال يحيى بن معين: هو كذاب النخع. وقال البخاري: معروف بالكذب. قاله قتيبة، وإسحاق. وقال أحمد بن حنبل: كذاب. وروى عباس، عن يحيى قال: أبو داوود النخعي رجل سوء كذاب، خبيث، قدري. لم يكن ببغداد رجل إلا وهو خير من النخعي. كان يضع الحديث.

(12/487)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 488
سمعته يقول: سمعت خصيف وخصاف ومخصف. وكان من أكذب الناس.
4 (أبو رويم.)
هو طلاب بن حوشب الربعي، أخو العوام بن حوشب. عمر دهراً، وحدث عن: مجالد، وإسماعيل بن أبي خالد. وعنه: موسى بن عبد الرحمن المسروقي، والحسين بن علي الصدائي. لا يدري من ذا.
4 (أبو سفيان المعمري م. ن. ق.)
اسمه محمد بن حميد، شيخ بصري ثبت، سكن بغداد.

(12/488)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 489
وإنما لقب بالمعمري لرحلته إلى معمر باليمن. وكان من الصلحاء العباد. روى عن: معمر، وهشام بن حسان، وسفيان الثوري، وغيرهم. وعنه: شريح بن يونس، وأبو خيثمة، وأبو سعيد الأشج، والنفيلي، وابن نمير، وعمرو الناقد، وسفيان بن وكيع، وحميد بن الربيع. وثقه يحيى بن معين، وأبو داوود. ولم يخرج له البخاري، بل خرج لأبي سفيان الحميري. وفيه شيء.) قال الخطيب: محمد بن حميد البكري المعمري، كان مذكوراً بالصلاح والعبادة. وقال ابن معين أيضاً: عبد الرزاق أحب إلي منه. قال ابن قانع: مات سنة اثنتين وثمانين ومائة. وسيأتي أبو سفيان الحميري بعد.
4 (أبو سليمان الداراني الكبير ق.)
وما هو بالزاهد الشهير. اسم الكبير عبد الرحمن بن سليمان بن أبي الجون العنسي، بتون، الدمشقي. له رحلة

(12/489)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 490
في الحديث. روى عن: الأعمش، وليث بن أبي سليم، وإسماعيل بن أبي خالد، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وعمرو بن شراحيل الداراني، وجماعة. روى عنه: إسماعيل بن عياش وهو أكبر منه، وعبد الله بن يوسف التنيسي، وأبو توبة الحلبي، ومحمد بن عائذ، وصفوان بن صالح، وهشام بن عمار، وعدة. وثقه دحيم. وقال أبو حاتم: لا يحتج به. وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به. قلت: بقي إلى قريب التسعين ومائة.
4 (أبو عاصم العباداني ق.)
اسمه عبد الله، وقيل عبيد الله بن عبيد. شيخ بصري الأصل. روى عن: علي بن زيد بن جدعان، والفضل بن عيسى الرقاشي، وفايد أبي الورقاء، وغيرهم. وعنه: سويد بن سعيد، وإسحاق بن راهويه، وعلي بن المديني، والفلاس، وغيرهم. قال أبو حاتم وغيره: ليس به بأس.

(12/490)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 491
وقال العقيلي: منكر الحديث.
4 (أبو عبد الرحمن الزاهد.)
اسمه عبد الله بن محمد.) روى عن: الأعمش، وأبي عقال، وخلاد بن زيد، وإبراهيم بن أدهم. وعنه: أسود بن سالم، وسعدويه الواسطي، ومهدي بن جعفر، وداوود بن مهران، وهشام بن عمار، ويحيى بن أيوب الزاهد. لم أر لهم فيه كلاماً.
4 (أبو عبد الرحمن الفراء.)
من أفضل مشايخ الموصل. اسمه سعيد، وقيل نوح. حدث عن: عوف الأعرابي، وسعيد بن أبي عروبة، وهشام بن حسان. وعنه: القاسم بن يزيد الجرمي، ومعلى بن مهدي. قال يزيد الأزدي: مات سنة ست وثمانين ومائة.
4 (أبو عبيدة الحداد خ. د. ت. ن.)

(12/491)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 492
هو عبد الواحد بن واصل السدوسي، مولاهم البصري. نزيل بغداد. روى عن: بهز بن حكيم، وعوف، ويونس بن إسحاق، وعثمان بن أبي رواد، وطبقتهم. وعنه: أحمد بن حنبل، وابن معين، وزهير بن حرب، وعمرو الناقد، وزياد بن أيوب. وثقه أبو داوود. وقال أحمد: لم يكن صاحب حفظ، إلا أن كتابه كان صحيحاً. وقال علي بن الحسين بن حبان: وجدت بخط أبي: ذكر ابن معين أبا عبيدة الحداد فقال: كان متثبتاً، ما أعلم أنا أخذنا عليه خطأ البتة، جيد القراءة لكتابه. وقال أبو قلابة الرقاشي: مات سنة تسعين ومائة.
4 (أبو عبيدة العصفري.)
بصري فاضل، اسمه إسماعيل بن سنان. له عن: عكرمة بن عمار، وغيره. وعنه: علي بن المديني، وخليفة بن خياط.
4 (أبو علقمة الفروي م. د. ن.)
)

(12/492)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 493
هو عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أبي فروة المدني. عن: عمه إسحاق بن أبي فروة، وعن: صفوان بن سليم، ومحمد بن المنكدر، ويزيد بن خصيفة. ورأى سعيد المقبري. روى عنه: إسحاق بن راهويه، وإبراهيم بن المنذر، وأحمد بن عبدة الضبي، ويحيى بن يحيى التميمي، وآخرون. وقال ابن سعد: إنه لقي نافعاً، وسعيد المقبري، والصلت بن زبيد، وروى عنهم. وعمر حتى لقيناه في سنة تسع وثمانين ومائة، وكان ثقة. وقال يحيى بن معين: ثقة. قلت: ما أدري لم لم يخرج البخاري له. مات في المحرم سنة تسعين ومائة.
4 (أبو المليح الرقي د. ت.)

(12/493)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 494
اسمه الحسن بن عمر، ويقال الحسن بن عمرو. حج ورأى عطاء بن أبي رباح. وروى عن: ميمون بن مهران، والزهري، وزياد بن بيان الرقي، وعبد الله بن محمد بن عقيل، وغيرهم. وعنه: عبد الله بن جعفر الرقي، وعمرو بن خالد الحراني، وإبراهيم بن مهدي المصيصي، وأبو جعفر النفيلي، وأبو نعيم عبيد بن هشام، وعبد الجبار بن عاصم، وآخرون. وثقه أحمد بن حنبل، وأبو زرعة. مات في عشر المائة في سنة إحدى وثمانين ومائة. وقع لي من عواليه.
4 (أبو الهول الحميري)
الشاعر المشهور. اسمه عامر بن عبد الرحمن. كان آية في الهجاء المقذع. وله مدائح في المهدي والرشيد.)
4 (أبو الهيذام المري.)

(12/494)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 495
أمير عرب الشام، وزعيم قيس وفارسها الشهير. وهو قائد العرب المضرية في الفتنة العظمى الكائنة بدمشق بين القيسية واليمانية في دولة الرشيد. حتى تفاقم الأمر وكثر القتل. وله شعر جيد مشهور. وقد خرج على الرشيد لكونه قتل أخاه، ثم ظفر بأبي الهيذام، وحمل مقيداً إلى الرشيد. فلما مثل بين يديه أنشده أبياتاً يستعطفه، فمن عليه وعفا عنه. اسمه عامر بن عمارة بن خريم، وهو والد المحدث موسى بن عامر صاحب الوليد بن مسلم، وراوي كتبه. قال المرزباني: قتل عامل الرشيد بسجستان أخاً لأبي الهيذام، فخرج أبو الهيذام بالشام، وجمع جمعاً عظيماً. ورثا أخاه، وغلظ أمره، وأعيت الرشيد الحيلة فيه، فاحتال عليه بأخ له أرغبه، فشد على أبي الهيذام وقيده. وسار به إلى الرشيد. وهو القائل:
(فاحسن أمير المؤمنين فإنه .......... أبى الله إلا أن يكون لك الفضل)
فمن عليه وأطلقه. أنشد الزبير بن بكار لأبي الهيذام:
(سأبكيك بالبيض الرقاق وبالقنا .......... فإن بها ما يطلب الماجد الوترا)

(12/495)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 496
(ولست كمن يبكي أخاه بعبرة .......... يعصرها في جفن مقلته عصرا)

(وإنا أناس ما تفيض دموعنا .......... على هالك منا وإن قصم الظهرا)
قيل: توفي سنة اثنتين وثمانين ومائة.
4 (القاضي أبو يوسف.)

(12/496)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 497
هو يعقوب بن إبراهيم بن حبيب بن حبيش بن سعد بن بجير بن معاوية الأنصاري. وسعد بن بجير هو سعد بن قتيبة. وحبتة أمه ابنة خوات بن جبير. شهد سعد الخندق، ونسبه في بجيلة. وإنما حالف الأنصار. ولد أبو يوسف بالكوفة سنة ثلاث عشرة ومائة، وطلب العلم سنة ثلاث وثلاثين. وسمع من: هشام بن عروة، وعطاء بن السائب، ويحيى بن سعيد، ويزيد بن أبي زياد،) والأعمش، وأبي إسحاق الشيباني، وحجاج بن أرطأة، وعبيد الله بن عمر، وطائفة. وتفقه بالإمام أبي حنيفة حتى صار المقدم في تلامذته. تفقه به: محمد بن الحسن، وهلال الرائي، ومعلى بن منصور، وعدد كثير. وروى عنه: ابن سماعة، ويحيى بن معين، وأحمد بن حنبل، وعلي بن الجعد، وأحمد بن منيع، وعلي بن مسلم الطوسي، وإبراهيم بن الجراح،

(12/497)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 498
وأسد بن الفرات، وعمرو بن أبي عمرو الحراني، وعمرو الناقد، وخلق سواهم. وكان والده إبراهيم فقيراً، فكان أبو حنيفة رضي الله عنه يتعاهد أبا يوسف بالمائة درهم بعد المائة، يعينه على طلب العلم. فروى علي بن حرملة، عن أبي يوسف قال: كنت أطلب الحديث والفقه وأنا مقل. فجاء أبي يوماً وأنا عند أبي حنيفة، فقال: لا تمدن يا بني رجلك مع أبي حنيفة فأنت محتاج إلى المعاش. فآثرت طاعة أبي. فتفقدني أبو حنيفة، فجعلت أتعاهده، فدفع لي مائة درهم وقال لي: الزم الحلقة، فإذا نفذت هذه فأعلمني. ثم أعطاني بعد أيام مائة أخرى، وكان يتعاهدني. ويقال إن أمه هي التي لامته، وأن أباه مات وأبو يوسف صغير، فأسلمته عند قصار. فالله أعلم. قال محمد بن الحسن: مرض أبو يوسف، فعاده أبو حنيفة، فلما خرج قال: إن يمت هذا الفتى فهو أعلم من عليها. وأومأ إلى الأرض. قال عباس الدورقي: سمعت أحمد بن حنبل يقول: أول ما كتبت الحديث اختلفت إلى أبي يوسف فكتبت عنه، ثم اختلفت بعد إلى الناس. وكان أبو يوسف أميل إلى المحدثين من أبي حنيفة ومحمد. إبراهيم بن أبي داوود البرلسي: سمعت ابن معين يقول: ما رأيت في

(12/498)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 499
أصحاب الرأي أثبت في الحديث، ولا أحفظ، ولا أصح رواية من أبي يوسف. وروى عباس، عن ابن معين قال: أبو يوسف صاحب حديث، صاحب سنة. محمد بن سماعة، عن يحيى بن خالد البرمكي قال: قدم علينا أبو يوسف وأقل ما فيه الفقه، وقد ملأ بفقهه ما بين الخافقين. وقال الخريبي: كان أبو يوسف قد أطلع الفقه والعلم إطلاعاً، يتناوله كيف شاء.) قال عمرو الناقد: كان أبو يوسف صاحب سنة. قال أحمد: كان أبو يوسف منصفاً في الحديث. بشر بن غياث: سمعت أبا يوسف يقول: صحبت أبا حنيفة سبع عشرة سنة، ثم رتعت في الدنيا تسع عشرة سنة، وأظن أجلي قد قرب. فما نجد إلا يسيراً حتى مات. وروى بكير العمي، عن هلال الرائي قال: كان أبو يوسف يحفظ التفسير، والمغازي، وأيام العرب. وكان أحد علومه الفقه. وروى أحمد بن عطية، عن محمد بن سماعة قال: كان أبو يوسف. بعدما ولي القضاء يصلي كل يوم مائتي ركعة.

(12/499)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 500
وقال علي بن المديني: ما أخذ على أبي يوسف إلا حديثه في الحجر، عن هشام بن عروة. وكان صدوقاً. وقال يحيى بن يحيى التميمي: سمعت أبا يوسف يقول عند وفاته: كل ما أفنيت به فقد رجعت عنه، إلا ما وافق الكتاب والسنة. وفي لفظ: إلا ما في القرآن واجتمع عليه المسلمون. وقال بشر بن الوليد: سمعت أبا يوسف يقول: من تتبع غريب الحديث كذب، ومن طلب المال بالكيمياء أفلس، ومن طلب الدين بالكلام تزندق. وقال محمد بن سماعة: سمعت أبا يوسف في اليوم الذي مات فيه يقول: اللهم إنك تعلم أني لم أجر في حكم حكمت به. ولقد اجتهدت في الحكم بما وافق كتابك وسنة نبيك. قال الفلاس: أبو يوسف صدوق، كثير الغلط. وقال ابن عدي: لا بأس به.

(12/500)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 501
وقال أبو حاتم: يكتب حديثه. قلت: وأبو يوسف هو أول من لقب قاضي القضاة، وكان عظيم الرتبة عند هارون الرشيد. قال الطحاوي: نا بكار بن قتيبة: سمعت أبا الوليد الطيالسي يقولك لما قدم أبو يوسف البصرة مع الرشيد، اجتمع أصحاب الرأي وأصحاب الحديث على بابه. فأشرف عليهم ولم يأذن لفريق منهم وقال: أنا من الفريقين جميعاً. ولا أقدم فرقة على فرقة. لكني أسأل عن مسألة، فمن أصاب دخلوا. ثم قال: رجل مضغ خاتمي هذا حتى هشمه، مالي عليه) فاختلف أصحاب الحديث، فلم يعجبه قولهم. وقال فقيه: عليه قيمته صحيحاً، ويأخذ الفضة المهشومة إلا أن يشأ صاحب الخاتم أن يمسكه لنفسه، ولا شيء على هاشمه. فقال أبو يوسف: يدخل أصحاب هذا القول، فدخلت معهم. فسأله المستملي، فأملى حديثاً، عن الحسن بن صالح. وقال: ما أخاف على رجل من شيء خوفي عليه من كلامه في الحسن بن صالح. فوقع لي أنه أراد شعبة، فقمت وقلت: لا أجلس في مجلس يعرض فيه بأبي بسطام. ثم خرجت، فرجعت إلى نفسي، فقلت: هذا قاضي الآفاق، ووزير أمير المؤمنين، وزميله في حجه، وما يضره

(12/501)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 502
غضبي فرجعت وجلست حتى فرغ المجلس. فأقبل علي إقبال رجل ما كان له هم غيري، فقال: يا هشام، وإذا هو يثنيني لأني كنت عنده ببغداد، والله ما أردت بأبي بسطام سوءاً. وله في قلبي أكبر منه في قلبك فيما أرى. ولكن، لا أعلم أني رأيت رجلاً مثل الحسن بن صالح. قال بكار: فذكرت هذا لهلال الرائي فقال: أنا والله أجبت أبا يوسف عن مسألة الخاتم. محمد بن شجاع: سمعت الحسن بن أبي مالك: سمعت أبا يوسف يقول: القرآن كلام الله، من قال كيف ولم تعاطى مراء ومجادلة استوجبت الحبس والضرب المبرح. ولا يفلح من استحلى شيئاً من الكلام. ولا يصلى خلف من قال: القرآن مخلوق. أبو حازم القاضي: نا الحسن بن موسى قاضي همذان، ثنا بشر بن الوليد قال: كان أبو يوسف يقول: إذا ذكر محمد بن الحسن: أي سيف هو، غير أن فيه صدأ يحتاج إلى جلاء. وإذا ذكر الحسن بن زياد اللؤلؤي يقول: هو عندي الصيدلاني إذا سأله رجل أن يعطيه ما يسهله أعطاه ما يمسكه. وإذا ذكر بشراً يقول: هو كإبرة الرفاء، طرفها دقيق، ومدخلها لطيف، وهي سريعة الانكسار. وإذا ذكر الحسن بن أبي مالك قال: هو كجمل حمل حملاً في يوم مطير، فتذهب يده مرة هكذا، ومرة هكذا، ثم يسلم. أبو سليمان الجوزجاني: سمعت أبا يوسف يقول: من طلب المال

(12/502)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني عشر الصفحة 503
بالكيمياء أفلس، ومن طلب العلم بالكلام تزندق. محمد بن سعدان: سمعت أبا سليمان الجوزجاني: سمعت أبا يوسف يقول: دخلت على الرشيد وفي يده درتان يقلبهما، فقال: هل رأيت أحسن منهما قلت: نعم يا أمير المؤمنين) قال: وما هو قلت: الوعاء الذي هما فيه. فرمى بهما إلي وقال: شأنك بهما. قال المؤلف: قد أفردت سيرة القاضي أبي يوسف. رحمه الله في جزء. قال بشر بن الوليد: مات أبو يوسف يوم الخميس لخمس خلون من ربيع الأول سنة اثنتين وثمانين ومائة. وقال غيره في ربيع الآخر. وعاش سبعين سنة إلا سنة. وقد قال عباد بن العوام يوم جنازته: ينبغي لأهل الإسلام أن يعزي بعضهم بعضاً بأبي يوسف رحمه الله.

(12/503)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 5
5 (بسم الله الرحمن الرحيم)

5 (الطبقة العشرون)

1 (الأحداث من سنة إلى)

4 (احداث سنة إحدى وتسعين ومائة)

4 (من توفي في هذه السنة)
خالد بن حيان الرقي الخراز، سلمة بن الفضل الأبرش، بالري، عبد الرحمن بن القاسم المصري الفقيه، عيسى بن يونس، في قول خليفة، وابن سعد، الفضل بن موسى السيناني المروزي، محمد بن سلمة الحراني الفقيه، محمد بن الحسن المهلبي، بالمصيصة، مطرف بن مازن، قاضي صنعاء، معمر بن سليمان النخعي الرقي. وتوفي فيها جماعة مختلف فيهم، وسيذكرون.
4 (خروج ثروان بحولايا)
وفيها خرج ثروان بن سيف بحولايا، فسار إليه طوق بن مالك فهزمه طوق وقتل أصحابه، وهرب مجروحاً.

(13/5)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 6
4 (خروج أبي النداء بالشام)
وفيها خرج أبو النداء بالشام، فتوجه لقتاله يحيى بن معاذ.
4 (رافع بن الليث عيسى من ولد علي)
استغلاظ أمر رافع بن الليث ومقتل عيسى من ولد علي) وفيها غلظ أمر رافع بن الليث بسمرقند، وكتب إليه أهل نسف بالطاعة، وأن يوجه إليهم من يعينهم على قتال علي بن عيسى بن ماهان. فوجه صاحب الشاش في أتراكه وقائداً من قواده، فأحدقوا بعيسى ولد علي وقتلوه في ذي القعدة.
4 (ولاية حمويه بريد خراسان)
وفيها ولي الرشيد حمويه الخادم بريد خراسان.
4 (غزوة يزيد بن مخلد الروم)
وفيها غزا بن مخلد الروم في عشرة آلاف، فأخذت الروم عليه المضيق، فقتل بقرب طرسوس، وقتل معه سبعون رجلاً.

(13/6)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 7
4 (تولية هرثمة بن أعين الصائفة)
فولى الرشيد غزو الصائفة هرثمة بن أعين، وضم إليه ثلاثين ألفاً من جند خراسان ومعه مسرور الخادم إليه النفقات وجميع الأمر خلا الرئاسة.
4 (مضي الرشيد إلى درب الحدث)
ومضى الرشيد إلى درب الحدث فرتب الأمور، ثم انصرف بعد ثلاثة أيام في رمضان، فنزل الرقة، وأمر بهدم الكنائس في الثغور.
4 (عزل علي بن عيسى)
وعزل علي بن عيسى بن ماهان عن خراسان بهرثمة بن أعين. وقد ذكرنا سبب هلاك ولده عيسى، فلما قتل ولده خرج عن بلخ فأتى مرو خوفاً من رافع أن يأتي مرو فيملكها. وكان ابنه دفن في بستان داره أموالاً، نحو ثلاثين ألف ألف، ولم يدر بها علي. فأعلمت جارية لعيسى بعض الخدم، وتحدث به الناس، فاجتمع أعيان البلد وانتهبوا المال هم والعامة. فعلم الرشيد فغضب، وعزله وأخذ أمواله، فبلغت ثمانين ألف ألف. وكان علي بن عيسى قد عتا وتجبر على القواد، وكانت كتب قد وردت

(13/7)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 8
على الرشيد أن رافقاً لم يخلع، ولا نزع السواد، ولا من شايعه، وأن غايتهم عزل علي بن عيسى الذي قد سامهم المكروه.
4 (حج هذا العام)
) وحج بالناس أمير مكة الفضل بن العباس بن محمد بن علي.
4 (امتناع الصائفة)
ولم يكن للمسلمين بعد هذا السنة صائفة إلى سنة خمس عشرة ومائتين.

(13/8)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 9
4 (احداث سنة اثنتين وتسعين ومائة.)
توفي فيها: صعصعة بن سلام خطيب قرطبة، عبد الله بن إدريس الأودي، أبو محمد، عبد الرحمن بن عبد الحميد المصري، عرعرة بن البرند الشامي البصري، علي بن ظبيان العبسي الكوفي، الفضل بن يحيى البرمكي، توفي مسجوناً، يحيى بن كريب الرعيني المصري، يوسف ابن القاضي أبي يوسف.
4 (شخوص هرثمة إلى خراسان)
وفيها شخص هرثمة إلى خراسان، ووجه إلى علي بن عيسى في الظاهر أموالاً وخلعاً وسلاحاً. فلما نزل نيسابور جمع وجوه أصحابه فخلا بكل منهم وأخذ عليه العهد والميثاق أن يكتم أمره، وولى كل رجل بلداً ودفع إليه عهده وجهزه سراً إلى بلده. فعل هذا خوفاً من ثورة علي بن عيسى. ثم سار، فلما كان على مرحلة من مرو دعا ثقات أصحابه وكتب أسماء

(13/9)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 10
ولد علي بن عيسى وأهل بيته، ودفع إلى كل رجل رقعة باسم من وكله بحفظه إذا دخل مرو. ثم وجه إلى علي: إن أحب الأمير أن يوجه ثقاته لقبض ما معي فعل، فإنه إذا تقدمت الأموال أمام دخولي كان أقوى للأمير وأفت في عضد أعدائه. فوجه علي جماعة لقبض الأموال فقل هرثمة: اشغلوهم الليلة. ففعلوا. ثم سار إلى مرو، فلما صار منها على ميلين تلقاه علي بن عيسى وولده وقواده فلما وقعت عين هرثمة عليه ثنى رجله لينزل، فصاح علي: والله لئن نزلت لأنزلن. فثبت ودنا، فاعتنقا، ثم) سارا إلى قنطرة لا يجوزها إلا فارس. فحبس هرثمة لجام الفرس وقال لعلي: سر، فقال: لا والله. فقال هرثمة: لا والله، أنت أميرنا. ثم نزل بمنزل علي، وأكلا من السماط. ثم دفع الخادم كتاب الرشيد إلى علي، فلما رأى أول حرف منه سقط من يده. ثم أمر هرثمة بتقييده وتقييد ولده وعماله. ثم صار إلى الجامع فخطب وبسط من آمال الناس، وأخبر أن الرشيد ولاه ثغورهم بما بلغه من سوء سيرة الفاسق علي بن عيسى، وإني منصفكم منه. فأظهروا السرور وضجوا بالدعاء. ثم انصرف ودعا بعلي وآله فقال: اعفوني من الإقدام بالمكروه عليكم. ونودي ببراءة الذمة من رجل عنده لعلي وديعة فأخفاها. فأحضر الناس شيئاً كثيراً إلا رجل واحد. واستصفى هرثمة حتى حلي النساء والثياب، وبالغ في ذلك. ثم بعد ذلك أقامهم لمظالم الناس وشدد عليهم. ثم حمل علياً إلى الرشيد.
4 (توجه الرشيد لحرب رافع)
وفيها توجه الرشيد نحو خراسان لحرب رافع. فذكر محمد بن الصباح

(13/10)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 11
الطبري أن أباه شيع الرشيد إلى النهروان، فجعل يحادثه في الطريق إلى أن قال: يا صباح، لا أحسبك تراني بعدها. فقلت: بل يردك الله سالماً. ثم قال: ولا أحسبك تدري ما أجد. فقلت: لا والله. فقال: تعالى حتى أريك. وانحرف عن الطريق، وأومأ إلى الخواص فتنحوا، ثم قال: أمانة الله يا صباح أن تكتم علي. وكشف عن بطنه، فإذا عصابة حرير حول بطنه، فقال: هذه علة أكتمها الناس كلهم. ولكل واحد من ولدي علي رقيب، فمسرور رقيب المأمون، وجبريل بن بختيشوع رقيب الأمين ونسيت الثالث، ما منهم أحد إلا وهو يحصي أنفاسي ويعد أيامي ويستطيل دهري. فإن أردت أن تعرف ذلك فالساعة أدعو ببرذون، فيجيئون به أعجف ليزيد في علتي. ثم دعا ببرذون، فجاؤوا به كما وصف، فنظر إلى ثم ركبه وانصرف.
4 (تحرك الخرمية)
وفيها تحرك الخرمية ببلاد آذربيجان، فسار لحربهم عبد الله بن مالك في عشرة آلاف، فأسر وسبى.
4 (قتل أبي النداء)
وفيها قدم يحيى بن معاذ على الرشيد ومعه أبو النداء، فقتله.

(13/11)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 12
4 (تحرك ثروان الحروري)
) وفيها تحرك ثروان الحروري فقتل عامل الطف.
4 (حبس علي بن عيسى)
وقدم بعلي بن عيسى بغداد، فحبس في داره. وقتل فيها الرشيد هيثماً اليماني، وكان قد خرج. والله أعلم.

(13/12)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 13
4 (احداث سنة ثلاث وتسعين ومائة.)
توفي فيها: إسماعيل بن علية، أبو بشر البصري، زياد بن عبد الرحمن شبطون، سعيد بن عبد الله المصري الفقيه، العباس بن الأحنف الشاعر المشهور، العباس بن الحسين العلوي الشاعر، العباس بن الفضل بن الربيع الحاجب، عبد الله بن كليب المرادي، بمصر، عون بن عبد الله المسعودي، محمد بن جعفر البصري، غندر، مخلد بن يزيد الحراني، مروان بن معاوية الفزاري، نزيل دمشق، أبو بكر بن عياش المقريء، بالكوفة.
4 (موافاة الرشيد جرجان)
وفيها وافى الرشيد جرجان، فأتته بها خزائن علي بن عيسى على ألف

(13/13)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 14
وخمسمائة بعير، ثم رحل منها في صفر وهو عليل إلى طوس، فلم يزل بها إلى أن توفي.
4 (هرثمة وأصحاب رافع بن الليث)
وفيها كانت وقعة بين هرثمة وأصحاب رافع بن الليث، فانتصر هرثمة وأسر أخا رافع، وملك بخارى، وقدم بأخي رافع على الرشيد، فسبه، ودعا بقصاب وقال: فصل أعضاءه، ففصله.
4 (بن بختيشوع وتطبيب الرشيد)
وذكر بعضهم أن جبريل بن بختيشوع غلط على الرشيد في علته في علاج عالجه به كان سبب) منيته، فهم الرشيد بأن يفصله كما فعل بأخي رافع، ودعا به فقال: أنتظر إلى غد يا أمير المؤمنين، فإنك تصبح في عافية، فمات ذلك اليوم. وقيل إن الرشيد رأى مناماً أنه يؤم بطوس، فبكى وقال: احفروا لي قبراً. فحفروا له، ثم حمل في قبة على جمل وسيق به حتى نظر إلى القبر

(13/14)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 15
فقال: يا ابن آدم تصير إلى هذا. وأمر قوماً فنزلوا فختموا فيه ختمة، وهو في محفة على شفير القبر.
4 (الرشيد يقتفي أخلاق المنصور)
قال ابن جرير: وكان يقتفي أخلاق المنصور، ويطلب العمل بها. إلا في بذل المال، فإنه لم ير خليفة قبله أعطى منه للمال. وكان يحب الشعر، ويميل إلى أهل الأدب والفقه، ويكره المراء في الدين، ويقول: هو شيء، لا نتيجة له، وبالحري أن لا يكون فيه ثواب. وكان يحب المديح ويشتريه بأغلى ثمن.
4 (الرشيد و مروان بن أبي حفصة)
أجاز مرة مروان بن أبي حفصة على قصيدة خمسة آلاف دينار، وخلعة، وعشرة من رقيق الروم، وفرساً من مراكبه.
4 (صحبة ابن أبي مريم المضحاك للرشيد)
وقيل إنه كان مع الرشيد ابن أبي مريم المدني، وكان مضحكاً فكهاً إخبارياً، فكان الرشيد لا يصبر عنه ولا يمل منه لحسن نوادره ومجونه.
4 (موعظة ابن السماك للرشيد)
وروي أن ابن السماك دخل على الرشيد يوماً فاستسقى، فأتي بكوز، فلما أخذه قال: على رسلك يا أمير المؤمنين، لو منعت هذه الشربة بكم كنت تشتريها قال: بنصف ملكي. قال: اشرب هناك الله. فلما شربها قال:

(13/15)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 16
اسألك لو منعت خروجها من بدنك، بماذا كنت تشتري خروجها قال: بجميع ملكي. فقال: إن ملكاً قيمته شربة ماء لجدير أن لا ينافس فيه. قال: فبكى هارون. وقد ذكرت الرشيد في الأسماء أيضاً.
4 (البيعة للأمين)
وبويع لابنه الأمين محمد في العسكر صبيحة الليلة التي توفي فيها الرشيد. وكان المأمون حينئذ) بمرو، والأمين ببغداد. فأتاه الخبر، فصلى بالناس الجمعة وخطب، ونعى الرشيد إلى الناس وبايعه الناس وأمر للجند برزق سنتين.
4 (مسير رجاء الخادم بالخلع إلى الأمين)
وأخذ رجاء الخادم البرد والقضيب والخاتم. وسار على البريد في اثني عشر يوماً من مرو حتى قدم بغداد في نصف جمادى الآخرة، فدفع ذلك إلى الأمين. وبلغ الخبر المأمون فبايع لأخيه ثم لنفسه، وأعطى الجند عطاء سنة، وأخذ يتألف أمراءه وقواده ويظهر العدل، فأحبوا المأمون.
4 (بناء الأمين لميدان الكرة)
أما الأمين فإنه بعد بيعته بيوم أمر ببناء ميدان جوار قصر المنصور للعب الكرة. ثم قدمت أم جعفر زبيدة في شعبان، فتلقاها ابنها الأمين.

(13/16)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 17
قدمت من الرقة ومعها جميع الخزائن.
4 (المأمون يهدي الأمين التحف)
وأقام المأمون على خراسان وإمرتها، وأهدى للأمين تحفاً ونفائس.
4 (دخول هرثمة سمرقند)
وفيها دخل هرثمة حائط سمرقند، فلجأ رافع إلى المدينة الداخلة. وراسل رافع الترك فوافوه، فصار هرثمة في الوسط. ثم لطف الله به ورد الترك، فضعف أمر رافع.
4 (مقتل نقفور ملك الروم)
وفيها قتل نقفور ملك الروم في حرب برجان، وبقي في المملكة تسع سنين، وملك بعده ابنه إستبراق شهرين وهلك، فملك ميخائيل بن جرجس زوج أخته.

(13/17)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 18
4 (احداث سنة أربع وتسعين ومائة)
توفي فيها: حفص بن عثمان النخعي، في آخرها، الحكم بن عبد الله البصري، سلم بن سالم البلخي العابد، ضعيف، سويد بن عبد العزيز، قاضي بعلبك.) شقيق بن إبراهيم البلخي الزاهد، عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، عبيد الله بن المهدي محمد بن المنصور، عمر بن هارون البلخي، أبو حفص، محمد بن حرب الخولاني الأبرش، محمد بن سعيد بن أبان الأموي الكوفي، محمد بن أبي عدي، بصري ثقة، يحيى بن سعيد بن أبان الأموي، أخو محمد، القاسم بن يزيد الجرمي.

(13/18)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 19
4 (ثورة أهل حمص بعاملهم)
وفيها ثار أهل حمص بعاملهم إسحاق بن سليمان، فخرج إلى سلمية، فولى عليهم الأمين عبد الله بن سعيد الحرشي، فحبس عدة من وجوههم وقتل عدة، وضرب النار في نواحي حمص، فسألوه الأمان فأمنهم. وسكنوا ثم هاجوا فقتل طائفة منهم.
4 (عزل الأمين القاسم عن الولايات)
وفيها عزل الأمين أخاه القاسم عن ما كان الرشيد ولاه، وذلك إمرة الشام وقنسرين والثغور، وولى مكانه خزيمة بن خازم.
4 (الأمر بالدعاء لموسى ابن الأمين)
وفيها أمر الأمين بالدعاء لابنه موسى على المنابر بالإمرة، بعد ذكر المأمون والقاسم.
4 (تنكر الأمين للمأمون)
وتنكر كل واحد من الأمين والمأمون لصاحبه، وظهر الفساد بينهما.
4 (الفضل بن الربيع والأمين والمأمون)
وقيل إن الفضل بن الربيع علم أن الخلافة إذا أفضت إلى المأمون لم يبق عليه، فأعدى الأمين به، وحثه على خلعه، وأن يولي العهد لابنه موسى. وأعانه على رأيه علي بن عيسى بن ماهان، والسندي.

(13/19)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 20
ولما بلغ المأمون عزل أخيه القاسم عن الشام قطع البريدية عن الأمين، وأسقط اسمه من) الطرز والضرب.
4 (التحاق رافع بن الليث بالمأمون)
وكان رافع بن الليث بن نصر بن سيار لما انتهى إليه حسن سيرة المأمون في عمله وأحسانه إلى الجيش، بعث في طلب المأمون لنفسه، فسارع إلى ذلك هرثمة، ولحق رافع بالمأمون فأكرمه.
4 (قدوم هرثمة على المأمون)
وقدم هرثمة بمن معه من الجيوش من سمرقند على المأمون. وكان معه طاهر بن الحسين، فتلقاه المأمون وولاه حرسه.
4 (إرسال الأمين وجوهاً إلى المأمون)
ثم إن الأمين أرسل وجوهاً إلى الأمين يطلب منه أن يقدم موسى على نفسه، ويذكر أنه قد سماه الناطق بالحق، فرد المأمون ذلك وأباه.
4 (مبايعة العباس المأمون سراً)
وكان الرسول إليه العباس بن موسى بن عيسى بن موسى، فبايع المأمون بالخلافة سراً، ثم كان يكتب إليه بالأخبار ويناصحه من العراق.
4 (إسقاط اسم المأمون من ولاية العهد)
ورجع وأخبر الأمين بامتناع المأمون. فأسقط اسمه من ولاية العهد، وطلب الكتاب الذي كتبه الرشيد وجعله بالكعبة لعبد الله المأمون على

(13/20)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 21
الأمين، فأحضره فمزقه وقويت الوحشة.
4 (إرسال المأمون بالبقاء على عهده للأمين)
وأحضر المأمون رسل الأمين إليه وقال: إن أمير المؤمنين كتب إلي في أمر كتبت إليه جوابه، فأبلغوه بالكتاب، واعلموا أني لا أزال على طاعته حتى يضطرني بترك الحق الواجب إلى مخالفته. فخرجوا وقد رأوا جداً غير مشوب بهزل.
4 (نصائح أولي الرأي للأمين)
ونصح الأمين أولو الرأي فلم ينتصح، وأخذ يستميل القواد بالعطاء. وقال له خازم بن خزيمة: يا أمير المؤمنين، لن ينصحك من كذبك، ولن يغشك من صدقك. لا تجريء القواد على الخلع فيخلعوك، ولا تحملهم على نكث العهد فينكثوا بيعتك وعهدك، فإن الغادر مغلول، والناكث) مخذول.
4 (بيعة الأمين لابنه موسى بولاية العهد)
وفي ربيع الأول بايع الأمين بولاية العهد لابنه موسى، ولقبه الناطق بالحق، وجعل وزيره علي بن عيسى بن ماهان.

(13/21)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 22
4 (وثوب الروم على ملكهم)
وفيها وثب الروم على ميخائيل صاحب الروم فهرب وترهب، وكان ملكه سنتين، فملكوا عليهم ليون القائد.

(13/22)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 23
4 (احداث سنة خمس وتسعين ومائة)
توفي فيها: إسحاق بن يوسف الأزرق، واسطي، بشر بن السري الواعظ، بمكة، عبد الرحمن بن محمد المحاربي الكوفي، عبيد الله بن المهدي، فيها في قول، غنام بن علي الكوفي، وقيل سنة أربع، مؤرج بن عمرو السدوسي النحوي، محمد بن فضيل الضبي الكوفي. الوليد بن مسلم، في أولها بذي المروة، يحيى بن سليم الطائفي، بمكة، أبو معاوية الضرير محمد بن خازم.
4 (بعض الشعرفي ولاية العهد لموسى)
وفيها قال بعض الشعراء فيما جرى من ولاية العهد لموسى وهو طفل، وذلك برأي الفضل كما تقدم، ورأي بكر بن المعتمر.
(أضاع الخلافة غشّ الوزير .......... وفسق الأمير وجهل المشير)

(13/23)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 24
(ففضل وزير وبكر مشير .......... يريدان ما فيه حتف الأمير)

(لواط الخليفة أعجوبة .......... وأعجب منه خلاق الوزير)
)
(فهذا يدوس وهذا يداس .......... وهذا لعمري خلاف الأمور)

(ولو يستعينان هذا بذاك .......... لكانا بعرضة آمر ستير)

(وأعجب بمن ذا وذا أنّنا .......... نبايع للطّفل فينا الصغير)

(ومن لم يحسن غسل أسته .......... ومن لم يخل من بوله حجرظير)

4 (تسمية المأمون بإمام المؤمنين)
ولما تيقن المأمون خلعه تسمى بإمام المؤمنين، وكوتب بذلك.
4 (عقد الأمين الولايات لعلي بن عيسى)
وفي ربيع الآخر عقد الأمين لعلي بن عيسى بن ماهان على بلد الجبال: همدان، ونهاوند، وقم، وأصبهان، وأقر له فيما قيل بمائتي ألف دينار، وأعطى لجنده مالاً عظيماً.
4 (جمع الأمين أهل بغداد لقراءة العهد لابنه)
ولما جمع الأمين الملأ لقراءة العهد على ابنه موسى قال: يا معشر خراسان، يعني الذين ببغداد، إن الأمير موسى قد أمر لكم من صلب ماله بثلاثة آلاف ألف درهم.

(13/24)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 25
4 (شخوص علي بن عيسى للقبض على المأمون)
وشخص علي بن عيسى في نصف جمادى الآخرة من بغداد، وأخذ معه قيد فضة ليقيد به المأمون بزعمه. وسار معه الأمين إلى النهروان، فعرض بها الجند الذين جهزهم مع علي.
4 (استعمال ابن حميد على همدان)
وسار حتى نزل همدان، فاستعمل عليها عبد الله بن حميد بن قحطبة.
4 (لقاءعلي بن عيسى طاهر بن الحسين)
ثم شخص علي منها حتى بلغ الري وهو على أهبة الحرب فلقيه طاهر بن الحسين وهو في أقل من أربعة آلاف، وكان قد جهزه المأمون، فأشرف على جيش علي وهم يلبسون السلاح، وامتلأت بهم الصحراء بياضاً وصفرة من السلاح المذهب. فقال طاهر بن الحسين: هذا ما لا قبل لنا به، ولكن نجعلها خارجية، نقصد القلب. فهيأ سبعمائة من الخوارزمية.
4 (رفع نسخة البيعة على الرمح)
) قال أحمد بن هشام الأمير: فقلنا لطاهر: نذكر علي بن عيسى البيعة التي كانت، والبيعة التي أخذها هو للمأمون علينا معشر أهل خراسان. قال: نعم. فعلقناهما على رمحين، وقمت بين الصفين، فقلت: الأمان، ثم قلت: يا علي بن عيسى ألا تتقي الله أليس هذه نسخة البيعة التي أخذتها أنت خاصة اتق الله، فقد بلغت باب قبرك. قال: من أنت؟

(13/25)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 26
قلت: أحمد بن هشام ! وكان علي ضربه أربعمائة سوط. فصاح علي: يا أهل خراسان، من جاء به فله ألف درهم. وكان معنا قوم بخارية، فرموه وزنده وقالوا: نقتلك ونأخذ مالك.
4 (مقتل علي بن عيسى)
وخرج من عسكر علي العباس بن الليث ورجل آخر، فشد عليه طاهر فضربه قتله، وشد داوود سياه على علي بن عيسى فصرعه وهو لا يعرفه. فقال طاهر بن الناجي: أعلي بن عيسى أنت قال: نعم وظن أنه يهاب فلا يقدم عليه أحد. فشد عليه وذبحه بالسيف، ثم انهزم جيشه.
4 (انهزام البخارية)
قال أحمد: فتبعناهم فرسخين، وأوقفونا اثنتي عشر مرة كل ذلك نهزمهم. فلحقني طاهر بن التاجي ومعه رأس علي، فصليت ركعتين شكراً. ووجدنا في عسكره سبعمائة كيس، في كل كيس ألف درهم. ووجدنا عدة بغال عليها له خمر سوادي. فظنت البخارية أنه مال، فكسروا تلك الصناديق فرأوه خمراً، فضحكوا وقالوا: عملنا العمل حتى نشرب.
4 (التسليم بالخلافة للمأمون)
وأعتق طاهر من كان بحضرته من غلمانه شكراً. فلما وصل البريد إلى المأمون سلموا عليه بالخلافة، وطيف بالرأس في خراسان.

(13/26)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 27
4 (إنشغال الأمين بصيد السمك)
وجاء الخبر بقتله إلى الأمين وهو يتصيد السمك، فقال للذي أخبره ويلك دعني، فإن كوثراً قد صاد سمكتين وأنا ما صدت شيئاً بعد.
4 (شعر في مقتل علي بن عيسى)
وقال شاعر من أصحاب علي:)
(لقينا اللّيث مفترشاً يديه .......... وكنا ما ينهنهنا اللقاء)

(نخوض الموت والغمرات قدما .......... إذا ما كرّ ليس به خفاء)

(فضعضع ركننا لمّا التقينا .......... وراح الموت وانكشف الغطاء)

(وأودى كبشنا والرأس منّا .......... كأنّ بكفّه كان القضاء)

4 (توجيه الأمين للأبناوي)
ثم وجه الأمين عبد الرحمن بن جبلة الأبناوي وأمير الدينور بالعدة والقوة، فسار حتى نزل همدان.
4 (قلة تدبير الأمين مع كثرة الجيش)
وعن عبد الله بن خازم أنه قال: يريد محمد إزالة الجبال وفل العساكر بالفضل وتدبيره، وهيهات. وهو والله كما قيل:

(13/27)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 28
قد ضيّع الله ذوداً أنت راعيها. وقيل إن الجيش الذي كانوا مع علي بن عيسى أربعون ألفاً في حمية لم ير مثلها.
4 (مقتل علي بن عيسى بسهم)
وروى عبد الله بن مجالد أن الوقعه اشتد فيها القتال، وأن علي بن عيسى قتل بسهم جاءه. وأن طاهراً بعث بالأسرى والرؤوس إلى المأمون.
4 (شغب الجند ببغداد على الأمين)
وذكر عبد الله بن صالح الجرمي أن علياً لما قتل أرجف الناس ببغداد إرجافاً شديداً. وندم محمد على خلعه أخاه. وطمع الأمراء فيه، وشغبوا جندهم بطلب الأرزاق من الأمين، وازدحموا على الجسر يطلبون الأرزاق والجوائز فركب إليهم عبد الله بن خازم في طائفة من قواد الأعراب فتراموا بالنشاب واقتتلوا. فسمع الأمين الضجة، وأرسل يأمر ابن خازم بالانصراف، وأنزلهم بأرزاق أربعة أشهر وزاد في عطائهم، وأمر للقواد بالجوائز.
4 (استعداد الأبناوي لمحاربة طاهر)
وجهز عبد الرحمن الأبناوي في عشرين ألفاً، فسار إلى همدان وضبط طرقها، وحصن سورهان وجمع فيها الأقوات، واستعد لمحاربة طاهر.
4 (حبس يحيى بن علي للمنكسرين من جيش أبيه)
) وقد كان يحيى بن علي بن عيسى لما قتل أبوه أقام بين الري وهمدان،

(13/28)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 29
فكان لا يمر به أحد من المنكسرين إلا حبسه عنده بناء منه أن الأمين يوليه مكان أبيه. فكتب إليه الأمين يأمره بالمقام مع عبد الرحمن الأبناوي. فلما سار يحيى إلى قرب همدان تفرق أكثر أصحابه.
4 (تراجع الأبناء أمام طاهر بن الحسين)
وأما طاهر فقصد مدينة همدان وأشرف عليها. فالتقى الجيشان وصبر الفريقان وكثرت القتلى. ثم إن عبد الرحمن الأبناوي تقهقر ودخل مدينة همدان فأقام بها يلم شعث أصحابه.
4 (حصار طاهر لهمدان)
ثم زحف إلى طاهر، وقد خندق طاهر على عسكر، فاقتتلوا قتالاً شديداً. وجعل عبد الرحمن يحرض أصحابه، ويقاتل بيده، وحمل حملات منكرة ما منها حملة إلا وهو يكثر القتل في أصحاب طاهر. فشد رجل على صاحب علم عبد الرحمن فقتله. وحمل أصحاب طاهر حملة صادقة حتى ألجأوهم إلى مدينة همدان، ونزل طاهر محاصراً لها.
4 (طاهر يؤمن الأبناوي)
وكان عبد الرحمن يخرج كل يوم فيقاتل على باب المدينة. وتضرر بهم أهل البلد وجهدوا، فطلب عبد الرحمن من طاهر الأمان فآمنه ووفى له.
4 (ظهور أبي العميطر السفياني بدمشق)
وفيها ظهر بدمشق السفياني أبو العميطر علي بن عبد الله بن خالد بن

(13/29)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 30
يزيد بن معاوية فدعا إلى نفسه، وطرد عنها سليمان بن أبي جعفر بعد حصره إياه بالبلد. وكان عامل الأمين، فلم يفلت منه إلا بعد اليأس. فوجه الأمين لحربه الحسين بن علي بن عيسى بن ماهان فلم ينفذ إليه، ولكنه وصل إلى الرقة فأقام بها.
4 (أبو العميطر يضبط دمشق)
وما حولها حتى الساحل وعن صالح بن محمد بن صالح بن بيهس قال: ضبط أبو العميطر دمشق وانضمت إليه اليمانية من كل ناحية، وبايعه أهل الغوطة والساحل وحمص وقنسرين، واستقام له الأمر إلا أن قيساً لم تبايعه وهربوا من دمشق. وجاء عن عبد الله بن طاهر أنه لما قدم دمشق قال لمحمد بن حنظلة: عندك من عظام أبي) العميطر شيء قال: هو أقل عندنا من هذا. ولكن هرب إلينا وخلع نفسه فسترناه.
4 (غلبة طاهر على كور الجبال)
وغلب طاهر بن الحسين على قزوين وطرد عنها عامل الأمين وغلب على سائر كور الجبال.

(13/30)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 31
4 (غدر الأبناوي بجنود طاهر)
وذكر عبد الله بن صالح أن الأمين لما وجه عبد الرحمن الأبناوي إلى همدان أتبعه بعبد الله وأحمد ابني الحرشي في جيش مدداً له. فلما خرج بالأمان هو وأصحابه، أقام يري طاهراً وجنده أنه لهم مسالم راض بعهودهم، ثم اغترهم وهم آمنون فركب في أصحابه، ولم يشعر طاهر وأصحابه بهم إلا وقد هجموا عليهم فوضعوا فيهم السيف. وردت عنهم بالأثر سوء حالتهم حتى أخذت الفرسان عدتها وصدقوهم القتال حتى تقطعت السيوف بين الفريقين.
4 (مقتل الأبناوي)
ثم هرب أصحاب عبد الرحمن فترجل هو وجماعة فقاتل حتى قتل. ووصل المنهزمة إلى عسكر ابني الحرشي، فداخلهم الرعب فولوا منهزمين من غير قتال حتى أتوا بغداد.
4 (طاهر يخندق على جنده قرب حلوان)
وسار طاهر بن الحسين وقد خلت له البلاد حتى قارب حلوان فعسكر بها وخندق على جنده.

(13/31)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 32
4 (احداث سنة ست وتسعين ومائة)
توفي فيها: الحسين بن علي بن عيسى، قتل كما يأتي، سعد بن الصلت، قاضي شيراز، عبد الله بن كثير الطويل الدمشقي، عبد الملك بن صالح بن علي الأمير، عتاب بن بشير الجزري، في قول، مخلد بن الحسين، في قول، وكلاهما مر، معاذ بن معاذ العنبري القاضي، الوليد بن خالد بالشام، قاله ابن قانع، أبو نواس الشاعر، هو الحسن بن هانيء.)
4 (الفضل بن الربيع يحث على نصرة الأمين)
وفيها روي عن عبد الرحمن بن وثاب قال: حدثني أسد بن يزيد بن مزيد، أن الفضل بن الربيع الحاجب بعث إليه بعد مقتل عبد الرحمن الأبناوي قال: فأتيته فوجدته مغضباً، فقال: يا أبا الحارث أنا وإياك نجري إلى غاية إن قصرنا عنها ذممنا، وإن اجتهدنا في بلوغها انقطعنا. وإنما نحن

(13/32)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 33
شعرة من أصل، إن قوي قوينا، وإن ضعف ضعفنا، إن هذا الرجل، يعني الأمين، قد ألقى بيده إلى الأمة الوكعاء، يشاور النساء ويعترض على الرؤساء، وقد أمكن مسامعه من اللهو والجسارة فهم يكبدونه الظفر. والهلاك أسرع إليه من السيل إلى قيعان الرمل، وقد خشيت والله أن نهلك بهلاكه، ونعطب بعطبه، وأنت فارس العرب وابن فارسها، قد فزع إليك في لقاء هذا الرجل، وأطمعه فيما قبلك أمران. أما أحدهما فصدق طاعتك وفضل نصيحتك، والثاني يمن نقيبتك وشدة بأسك. وقد أمرني بإزاحة علتك وبسط يدك فيما أحببت، فعجل المبادرة إلى عدوك، فإني أرجو أن يوليك الله تعالى شرف هذا الفتح، ويلم بك شعث هذه الخلافة.
4 (أسد بن يزيد يطلب نفقة سنة لجنده)
فقلت: أنا لطاعة أمير المؤمنين مقدم، ولكل ما أدخل الوهن والذل على عدوه حريص. غير أن المحارب لا يعمل بالغدر، ولا يفتتح أمره بالتقصير والخلل. وإنما ملاك المحارب الجنود، وملاك الجنود المال. وأمير المؤمنين فقد ملأ في أيدي من عنده من العسكر، وتابع عليهم بالأرزاق والصلات. فإن سرت بأصحابي وقلوبهم متطلعة إلى من خلفهم من إخوانهم لم أنتفع بهم في لقاء. وقد فضل أهل السلم على أهل الحرب. والذي أسأله أن يؤمر لأصحابي برزق سنة، ويحمل معهم أرزاق سنة، ولا أسأل عن محاسبة ما افتتحت من المدن. فقال: قد اشتططت، ولا بد من مناظرة أمير المؤمنين.

(13/33)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 34
4 (حبس الأمين لأسد بن يزيد)
ثم ركب معي إليه فدخلت، فما دار بيني وبينه إلا كلمتان حتى غضب وأمر بحبسي.
4 (اختيار أحمد بن مزيد لقتال طاهر بن الحسين)
وذكر زياد بن علي قال: ثم قال الأمين: هل في أهل بيت هذا من يقوم مقامه فأنا أكره أن أستفسدهم مع سابقتهم وطاعتهم. قالوا: نعم، فيهم أحمد بن زيد عمه وأثنوا عليه، فاستقدمه على البريد.) قال أحمد: فبدأت بالفضل بن الربيع، فإذا عنده عبد الله بن حميد بن قحطبة، وهو يريده على الشخوص إلى طاهر بن الحسين وعبد الله يشتط في طلب المال والإكثار من الرجال. فلما رآني رحب بي وصيرني معه إلى صدر المجلس، فكلمني ثم قام معي حتى دخلنا على الأمين، فلم يزل يأمرني بالدنو حتى كدت ألاصقه، فقال: إنه قد كثر علي تخليط ابن أخيك وتنكره، وطال خلافة. وقد وصفت لي بخير، وأحببت أن أرفع قدرك وأعلي منزلتك. وأن أوليك جهاد هذه الفئة الباغية. فقلت: سأبذل في طاعتكم مهجتي.
4 (وصية الأمين لأحمد بن مزيد)
قال: وانتخبت الرجال، فبلغ عدة من صححت اسمه ألف رجل، ثم سرت بهم إلى حلوان. ودخلت عليه قبل ذلك وقلت: أوصني. قال: إياك والبغي، فإنه عقال النصر. ولا تقدم رجلاً إلا بالاستخارة، ولا تشهر سيفاً إلا بعد إعذار، ومهما قدرت عليه باللين فلا تتعده بالحرب، في كلام طويل.

(13/34)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 35
وأطلق له ابن أخيه أسداً.
4 (احتيال طاهر على جيوش الأمين)
وذكر يزيد بن الحارث أن الأمين وجه معه عشرين ألفاً من الأعراب، ومع عبد الله بن حميد عشرين ألفاً من الأبناء، وأمرهم أن ينزلوا حلوان ويدفعوا طاهراً عنها، وينصبا له الحرب. فنزلا في خانقين، فدس طاهر العيون إلى عسكرهما، فكانوا يأتون الجيش بالأراجيف ويخبرونهما أن الأمين قد وضع العطاء لأصحابه، وقد أمر لهم بالأرزاق. ولم يزل يحتال في وقوع الاختلاف والشغب بينهم حتى اختلفوا، وانتفض أمرهم وقاتلوا بعضهم بعضاً، ورجعوا.
4 (تسليم ما احتواه طاهر إلى هرثمة)
ثم دخل طاهر حلوان، وأتاه هرثمة بن أعين بكتابي المأمون والفضل بن سهل يأمرانه بتسليم ما حوى من المدن إلى هرثمة، والتوجه إلى الأهواز. فسلم ذلك إليه، وأقام هرثمة بحلوان فحصنها وأحكم أموره. ومضى طاهر إلى الأهواز.
4 (تولية المأمون للفضل بن سهل)
على جميع المشرق ودعا المأمون الفضل بن سهل فولاه على جميع المشرق من همدان إلى جبل سقينان والتبت طولاً، ومن بحر فارس والهند إلى بحر الديلم

(13/35)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 36
وجرجان عرضاً، وقرر له) عمالة ثلاثة آلاف ألف درهم، ولقبه ذا الرياستين.
4 (تولية الحسن بن سهل ديوان الخراج)
ثم ولى أخاه الحسن بن سهل ديوان الخراج.
4 (إطلاق عبد الملك بن صالح من الحبس)
وكان في حبس الرشيد عبد الملك بن صالح بن علي، فأطلقه الأمين وقربه، فدخل عليه أحد الأيام وقال: يا أمير المؤمنين إني أرى الناس قد طمعوا فيك، وقد بذلت سماحتك، فإن بقيت على أمرك أبطرتهم، وإن كففت عن البذل سخطتهم، ومع هذا فإن جندك قد داخلهم الرعب وأضعفتهم الوقائع، وهابوا عدوهم. فإن سيرتهم إلى طاهر غلب بقليل من معه كثيرهم. وأهل الشام قوم قد مرستهم الحرب وأدبتهم الشدائد، وجلهم منقاد إلي، مسارع إلى طاعتي. فإن وجهتني اتخذت لك منهم جنداً تعظم نكايته في عدوه. فولاه الشام والجزيرة واستحثه على الخروج، فلما بلغ الرقة أقام بها، وأنفذ رسله وكتبه إلى رؤساء الأجناد بجمع الأمداد والرجال والزواقيل والأعراب من كل فج، وخلع عليهم. ثم إن بعض جنده الخراسانية نظر إلى فرس كانت أخذت منه في وقعة سليمان بن أبي جعفر بالشام تحت بعض الزواقيل. فتعلق بها، فتنازعا الفرس، واجتمع

(13/36)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 37
الناس وتأهبوا، وأعان كل منهم صاحبه، وتضاربوا بالأيدي. فاجتمعت بعض الأبناء إلى محمد بن أبي خالد الحربي وقالوا: أنت شيخنا، وقد ركب الزواقيل منا ما سمعت، فاجمع أمرنا وإلا استذلونا، فقال: ما كنت لأدخل في شغب، ولا أشاهدكم على مثل هذه الحال. فاستعد الأبناء وأتوا الزواقيل وهم غارون، فوضعوا فيهم السيف، وقتلوا منهم مقتلة عظيمة. فتنادى الزواقيل ولبسوا لأمة الحرب. ونشبت الحرب بينهم، فوجه عبد الملك رسولاً يأمرهم بالكف. فرموه بالحجارة. وكان عبد الملك مريضاً مدنفاً، وقال: واذلاه تستضام العرب في دورها وبلادها وتقتل. فغضب من كان أمسك عن الشر من الأبناء، وتفاقم الأمر. وقام بأمر الأبناء الحسين بن علي بن عيسى بن ماهان، وأصبح الزواقيل وقد جيشوا بالرقة، واجتمع الأبناء والخراسانية بالرافقة. وقام رجل من أهل حمص فقال: يا أهل حمص، الهرب أهون من العطب، والموت أهون من الذل، النفير النفير قبل أن ينقطع الشمل ويعسر المهرب، ثم قام نمر بن كلب فقال نحو ذلك، فسار معه عامة أهل الشام ورحلوا.) وأقبل نصر بن شبت في الزواقيل، وهو يقول:
(فرسان قيس اصبري للموت .......... لا ترهبنّي عن لقاء الفوت)
دعي التّمنّي بعسى وليت. ثم حمل هو وأصحابه، فقاتل قتالاً شديداً، وكثر القتل والبلاء في

(13/37)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 38
الزواقيل وحملت الأبناء فانهزمت الزواقيل.
4 (وفاة عبد الملك وعودة الرجالة)
ثم توفي عبد الملك في هذه الأيام. فنادى الحسين بن علي بن عيسى في الجند، وصير الرجالة في السفن، والفرسان على الظهر، ووصلهم حتى أخرجهم من بلاد الجزيرة في رجب، ودخل بغداد. فلما كان في جوف الليل طلبه الأمين، فقال للرسول: ما أنا مغن ولا مسامر ولا مضحك، ولا وليت له عملاً، فلأي شيء يريدني انصرف فمن الغد آتيه.
4 (خطبة الحسين بن علي في الأبناء)
قال: فأصبح الحسين فوافى باب الجسر، واجتمع إليه الناس، فأمر بإغلاق الباب الذي يخرج منه إلى عبيد الله بن علي وباب سوق يحيى، وقال: يا معشر الأبناء، إن خلافة الله لا تجاور بالبطر، ونعمة لا تستصحب بالتجبر، وإن محمداً يريد أن يزيغ أديانكم، وينكث بيعتكم، ويفرق أمركم. وتالله إن طالت يده، وراجعه من أمره قوة، ليرجعن وبال ذلك عليكم، ولتعرفن ضرره. فاقطعوا أثره قبل أن يقطع آثاركم، وضعوا عزه قبل أن يضع عزكم.
4 (بيعة الحسين المأمون وخلعه الأمين)
ثم أمر الناس بعبور الجسر، فعبروا حتى صاروا إلى سكة باب خراسان، واجتمعت الحربية وأهل الأرباض مما يلي باب الشام، فتسرعت

(13/38)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 39
خيول من خيول الأمين من الأعراب وغيرهم إلى الحسين، فاقتتلوا اقتالاً شديداً، ثم استظهر عليهم الحسين وتفرقوا. فخلع الحسين محمداً لإحدى عشرة ليلة خلت من رجب، وبايع المأمون من الغد، ثم غدا إلى محمد.
4 (حبس الأمين وأمه في قصر المنصور)
فوثب العباس بن موسى بن عيسى الهاشمي فدخل قصر الخلد وأخرج منه محمداً إلى قصر المنصور، فحبسه هناك إلى الظهر. وأخرج أمه، أم جعفر، بعد أن أبت، وقنعها بالسوط وسبها،) وأدخلت إلى قصر المنصور.
4 (خطبة محمد بن أبي خالد)
لاعتزال الحسين بن علي فلما أصبح الناس من الغد طلبوا من الحسين بن علي بن عيسى بن ماهان الأرزاق، وقد ماج الناس بعضهم في بعض. وقام محمد بن أبي خالد كبير الأبناء بباب الشام فقال: أيها الناس، والله ما أدري بأي سبب تأمر الحسين علينا والله ما هو بأكبرنا سناً، ولا أكرمنا حسباً، ولا أعظمنا منزلة وغناء. وإن فينا من لا يرضى بالدنية، ولا ينقاد بالمخالفة، وإني أولكم نقض عهده، وأنكر فعله، فمن كان رأيه رأيي فليعتزل معي. وقام أسد الحربي فقال نحو مقالته.
4 (خطبة الشيخ الكوفي)
وإخراج الأمين من حبسه وأقبل شيخ كبير من أبناء الكوفة فصاح: اسكتوا أيها الناس فسكتوا له، فقال: هل تعتدون على محمد بقطع أرزاقكم قالوا: لا قال: فهل قصر بأحد من أعيانكم قالوا: ما علمنا قال: فهل عزل أحداً من قوادكم؟

(13/39)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 40
قالوا: لا ! قال: فما بالكم خذلتموه وأعنتم عدوه على اضطهاده وأسره والله ما قتل قوم خليفتهم إلا سلط الله عليهم السيف. انهضوا إلى خليفتكم فادفعوا عنه، وقاتلوا من أراد خلعه. فنهضت الحربية، ونهض معهم عامة أهل الأرباض، فقاتلوا الحسين وأصحابه قتالاً شديداً، وأكثروا في أصحابه الجراح، وأسر الحسين. فدخل أسد الحربي على الأمين، فكسر قيوده وأقعده في مجلس الخلافة. فنظر محمد إلى قوم ليس عليهم لباس الجند، ولا عليهم سلاح، فأمرهم فأخذوا من الخزائن حاجتهم من السلاح، ووعدهم ومناهم.
4 (الصفح عن الحسين بن علي)
وأحضروا الحسين، فلامه على خلافه وقال: ألم أقدم أباك على الناس، وأشرف أقداركم قال: بلى. قال: فما الذي استحققت به منك أن تخلع طاعتي، وتؤلب الناس على قتالي قال: الثقة بعفو أمير المؤمنين وحسن الظن بصفحه. قال: فإني قد فعلت ذلك، ووليتك الطلب بثأر أبيك. ثم خلع عليه وأمره بالمسير إلى حلوان، فخرج.
4 (هرب الحسين بن علي وقتله)
) فلما خف الناس قطع الجسر، وهرب في نفر من حشمه ومواليه. فنادى الأمين في الناس فركبوا وأدركوه. فلما بصر بالخيل نزل فصلى ركعتين ثم تهيأ، فلقيهم وحمل عليهم حملات في محلها يهزمهم، ثم عثر به فرسه

(13/40)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 41
فسقط فابتدره الناس فقتلوه، وذلك على فرسخ من بغداد لست من رجب. وأتوا برأسه. وقيل إن الأمين لما عفى عنه استوزره ودفع إليه خاتمه.
4 (تجديد البيعة للأمين)
وصبيحة قتله جدد الجند البيعة للأمين.
4 (هرب الفضل بن الربيع)
وليلة قتله هرب الفضل بن الربيع.
4 (طاهر بن الحسين يقتال بن يزيد المهلبي)
ولما سار طاهر إلى الأهواز بلغه أن محمد بن يزيد بن حاتم المهلبي عامل الأمين عليها قد توجه في جمع عازماً النزول بجنديسابور وهو ما بين حد الأهواز، والجبل، ليحمي الأهواز من أصحاب طاهر، فدعا طاهر عدة أمراء من جنده بأن يكمشوا السير. ثم سارت عساكره حتى أشرفوا على عسكر مكرم، وبه محمد بن يزيد، فرجع ودخل الأهواز. ثم عبى أصحابه على بابها والتقوا، وطال الحرب بينهم.

(13/41)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 42
4 (مصرع محمد بن يزيد)
وما قيل في رثائه ثم نزل محمد بن يزيد هو وغلمانه عن خيلهم وعرقبوهم، وقاتل حتى طعنه رجل برمح. وذكر بعضهم مصرعه ورثاه فقال:
(سن ذاق طعم الرّقاد من فرح .......... فإنّي قد أضرّ بي سهري)

(ولّى فتى الرّشد فافتقدت به .......... قلبي وسمعي وغرّني بصري)

(كان غياثاً لدى المحول فقد .......... ولّى غمام الرّبيع والمطر)

4 (تولية طاهر العمال على البحرين)
وأخذ الطاعة من الكوفة والموصل وغيرها وأقام طاهر بالأهواز، وولى عماله على اليمامة والبحرين. ثم أخذ على طريق البر متوجهاً إلى واسط، وبها يومئذ السندي بن يحيى الحرشي. وجعلت المسالح كلما قرب طاهر من واحدة) هرب من يحفظها. فجمع السندي والهيثم بن شعبة أصحابهما وهما بالقتال، ثم هربا عن واسط، فدخلها طاهر، ووجه إلى الكوفة أحمد بن المهلب القائد، وعليها يومئذ العباس بن موسى الهادي، فبلغه الخبر، فخلع الأمين، وكتب بالطاعة إلى طاهر. ونزلت خيله واسط ثم فم النيل، وكتب عامل البصرة، منصور بن المهدي، إلى طاهر بالطاعة. ثم نزل طاهر جرجرايا وخندق عليه. وكتب بالطاعة أمير الموصل المطلب بن عبد الله بن مالك للمأمون. كل ذلك في رجب.

(13/42)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 43
4 (إقرار العمال على أعمالهم)
ولما كتب هؤلاء إلى طاهر بالطاعة، أقرهم على أعمالهم، واستعمل على مكة والمدينة داوود بن عيسى بن موسى الهاشمي، وعلى اليمن يزيد بن جرير القسري.
4 (هزيمة محمد البربري)
عند جسر صرصر ثم غلب طاهر على المدائن، ثم صار منها إلى نهر صرصر، فعقد عليه جسراً، فوجه الأمين محمد بن سليمان القائد، ومحمد بن حماد البربري ليبيتا يزك طاهر، فكانت بينهم وقعة شديدة، فانهزم محمد القائد.
4 (إنهزام الفضل بن موسى عن الكوفة)
ووجه الأمين على الكوفة الفضل بن موسى بن عيسى الهاشمي وولاه عليها، فالتقاه محمد بن العلاء ببعض قواد طاهر، فاقتتلوا وانهزم أصحاب فضل، وهم في أقفيتهم قتلاً وأسراً، فأسروا إسماعيل بن محمد القرشي وجمهور النجاري.
4 (إدبار أمر الأمين)
وبقي أمر الأمين كل يوم في إدبار، والناس معذورون في خلعه، لكون نكث وخلع أخويه المأمون والمؤتمن. وأقام بدلهما ابنه طفلاً رضيعاً، مع ما هو فيه من الانهماك على اللهو والجهل.

(13/43)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 44
4 (ذكر خبر خلع داوود بن عيسى الأمين)
وأما داوود بن عيسى الهاشمي فإنه كان على الحرمين، فأسرع في خلع الأمين. وبايع للمأمون وجوه أهل الحرمين، فاستخلف عليهما ولده سليمان، وسار في حظيرة من أقاربه يريد المأمون) بمرو. فلما قدم عليه تيمن المأمون ببركة مكة والمدينة، إذ كانوا أول من بايعه بعد خراسان. ووصل داوود بخمسمائة ألف درهم، ثم رجع مسرعاً ليقيم موسم الحج، ومعه ابن أخيه العباس بن موسى بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي، فمرا بالعراق على طاهر، فبالغ في إكرامهما، ووجه معهما يزيد بن جرير بن يزيد بن خالد بن عبد الله القسري، وقد عقد له طاهر على ولاية اليمن.
4 (إقامة الموسم)
وأقام الموسم العباس بن موسى المذكور. وأحسن يزيد السيرة باليمن.
4 (انهزام علي بن نهيك أمام هرثمة)
وفي شعبان عقد الأمين لعلي بن محمد بن عيسى بن نهيك الإمرة على

(13/44)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 45
نحو أربعمائة قائد، وأمره بالمسير إلى هرثمة. فساروا بحلوان في رمضان، فهزمهم هرثمة وأسر أمير الجيش علي بن محمد، وبعث به إلى المأمون. وزحف هرثمة فنزل النهروان.
4 (شغب الجند على طاهر)
وقتالهم له وأقام طاهر على نهر صرصر، فكان لا يأتيه جيش من جهة الأمين إلا هزمه. وأخذ الأمين يدس الجواسيس إلى قواد طاهر يعدهم ويمنيهم، فشغبوا على طاهر، واستأمن خلق إلى الأمين فأسنى عطاياهم، ثم كروا إلى صرصر لحرب طاهر. فالتقوا ودام القتال،.
4 (تفريق الأمين الخزائن والذخائر على الناس)
ثم انهزم جيش بغداد، وانتهب أصحاب طاهر أثقالهم وأموالهم. فبلغ الأمين الخبر، فأخرج خزائنه وذخائره، وفرق الصلات، وجمع أهل الأرباض. واعترض الناس على عينه، فكان لا يرى أحداً وسيماً حسن الرواء إلا خلع عليه وأمره، وغلف لحيته بالغالية، فسموا قواد الغالية. وأعطى كل واحد خمسمائة درهم وقارورة غالية.
4 (مكاتبة طاهر لقواد الأمين)
ثم كاتب طاهر قواد الأمين فاستمالهم، فشغبوا على الأمين، وذلك لست خلون من ذي الحجة. فشاور قواده، فقيل له: تدارك أمرهم. فبذل

(13/45)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 46
فيهم بالعطا وأسرف. ونزل معسكراً بالبستان، ففتح أهل السجون السجون وخرجوا، ووثب على العامة السواد، وساءت حال الناس وعظم الشر،) وتواكل الفريقان.

(13/46)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 47
4 (احداث سنة سبع وتسعين ومائة)
توفي فيها: أحمد بن بشير، أبو بكر الكوفي، بقية بن الوليد، أبو يحمد الكلاعي، إبراهيم بن عيينة، أخو سفيان، بهز بن أسد، مصري ثقة، ربعي بن علية، أبو الحسن أخو إسماعيل، الحسن بن حبيب بن ندبه، بصري، زيد بن أبي الزرقاء الموصلي، سلامة بن روح الأيلي، عن عقيل، شعيب بن حرب المدائني الزاهد، عبد الله بن وهب، أبو محمد، بمصر، عبد العزيز بن حمران الزهري المدني، الفضل بن عنبسة الواسطي، ثقة، القاسم بن يحيى بن عطاء بن مقدم، حدّث فيها، محمد بن فليح بن سليمان المدني، هشام بن يوسف الصنعاني الفقيه،

(13/47)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 48
ورش المقريء، واسمه عثمان بن سعيد، وكيع بن الجراح الرؤآسي الإمام، أبو سعيد مولى هاشم، هو عبد الرحمن.
4 (التحاق المؤتمن ومنصور بالمأمون)
وفيها لحق القاسم الملقب بالمؤتمن، وهو أخو الأمين، ومنصور بن المهدي بالمأمون.
4 (شكوى المسلمين من أعمال زهير بن المسيب)
وفيها نزل زهير بن المسيب الضبي بكلواذي، ونصب المجانيق، واحتفر الخندق.) وجعل يخرج في الأوقات عند اشتغال الجند بحرب طاهر، فيرمي بالمجانيق والعرادات من أقبل وأدبر، ويعشر أموال التجار. وجعل يرمي المسلمين، فأتوا طاهراً يشكون منه. وبلغ ذلك هرثمة من أعين، فأمده بالجنود.
4 (اشتداد الحصار على الأمين ببغداد)
ثم نزل هرثمة نهر بين وبنى عليه حائطاً وخندقاً، وأعد المجانيق، وأنزل

(13/48)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 49
عبيد الله بن الوضاح الشماسية. ونزل طاهر بن الحسين البستان الذي بباب الأبناء، فضاق الأمين ذرعاً، وتفرق ما كان في يده من الأموال العظيمة. فأمر ببيع ما في الخزائن من الأمتعة، وضرب آنية الذهب والفضة دنانير ودراهم لينفقها.
4 (درس محاسن بغداد)
ثم أمر برمي الحربية بالنفط والمجانيق، وهلك جماعة، وكثر الخراب والهدم حتى درست محاسن بغداد، وعملت فيها المراثي.
4 (تسلم طاهر لقصر صالح)
ولم يزل طاهر مصابراً للأمين وجنده، حتى مل أهل بغداد قتاله، فاستأمن إلى طاهر الموكلون للأمين بقصر صالح، وسلموا إليه القصر بجميع ما فيه في جمادى الآخرة في منتصفه. ثم استأمن إلى طاهر صاحب شرطة الأمين محمد بن عيسى. فضعف ركن الأمين واستسلم.
4 (مقتل جماعة في قصر صالح)
وقتل داخل قصر صالح: أبو العباس يوسف بن يعقوب الباذغيسي وجماعة من القواد، وقتل خلق من أصحاب طاهر.
4 (إلتحاق جماعة من القادة والعباسيين بطاهر)
ثم لحق بطاهر عبد الله بن حميد الطائي، وإخوته، وابن الحسن بن قحطبة، ويحيى بن علي بن ماهان، ومحمد بن أبي العباس الطائي. وكاتبه

(13/49)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 50
قوم في السر من العباسيين.
4 (إقبال الأمين على اللهو)
ولما كانت وقعة يوم قصر صالح أقبل محمد على اللهو والشرب، ووكل الأمر إلى محمد بن عيسى بن نهيك وإلى الهرش. فأقبل أصحاب الهرش يؤذون الرعية وينهبونهم، فلجأ خلق ولاذوا إلى طاهر، فرأوا من أصحابه الأمن والخير. وبقي الناس في بغداد بأسوأ حال، وطال) الأمر. ولبعضهم:
(بكيت دماً على بغداد لمّا .......... فقدت غضارة العيش الأنيق)

(أصابتها من الحسّاد عين .......... فأفنت أهلها بالمنجنيق)
وهي طويلة.
4 (قتال الغوغاء عن الأمين وما قيل فيهم)
وبقي يقاتل عن الأمين غوغاء بغداد والعيارون والحرافشة وأنكوا في أصحاب طاهر. وكانوا يقاتلون بلا سلاح، فقال بعض الشعراء:
(خرّجت هذه الحروب رجالاً .......... لا لقحطانها ولا لنزار)

(معشراً في جواشن الصوف يغدو .......... ن إلى الحرب كالأسود الضّواري)

(وعليهم مغافر الخوص تجزي .......... هم عن البيض والتّراس البواري)

(13/50)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 51
(ليس يدرون ما الفرار إذا الأب .......... طال عاذوا من القنا بالفرار)

(واحد منهم يشدّ على أل .......... فين عريان ما له من إزار)

(كم شريف قد أخملته وكم قد .......... رفعت من مقامر عيّار)
وقال آخر في غوغاء البغاددة:
(إذا حضروا قالوا بما يعرفونه .......... وإن لم يروا شيئاً قبيحاً تخرّصوا)

(ترى البطل المشهور في كل بلدة .......... إذا ما رأى العريان يوماً يبصبص)

4 (وقعة درب الحجارة)
ثم كانت بينهم وقعة درب الحجارة، وكانت لأصحاب محمد الأمين على أصحاب طاهر، فقتل فيها خلق كثير.
4 (وقعة باب الشماسية)
ثم كانت وقعة باب الشماسية، وأسر فيها هرثمة، وانتصر فيها أصحاب محمد. وأسر هرثمة رجل من العراة، ولم يعرفه، فحمل بعض أصحاب هرثمة على الرجل فقطع يده وخلصه، فمر منهزماً، وبلغ خبره أهل عسكره

(13/51)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 52
فتقوض بما فيه، وهرب أهله نحو حلوان. وكان على العراة حاتم بن الصقر.)
4 (وقعة العراة وما قيل فيهم)
ثم نجد هرثمة وأصحابه طاهر بن الحسين وأصحابه، وقتلوا من العراة خلائق، فأيقن محمد بالهلاك، وهرب من عنده عبد الله بن خازم بن خزيمة إلى المدائن في السفن بعياله. وقيل في قتل العراة:
(كم قتيل قد رأينا .......... ما سألنا لأيش)

(دارعاً تلقاه وعريا .......... ن بجهل وطيش)

(حبشيّاً يقتل النا .......... س على قطعة خيش)

(مرتد بالشمس راض .......... بالمنى من كل عيش)

(يحمل الحملة لا يق .......... تل إلا رأس الجيش)

(احذر الرمية يا طا .......... هر من كف الجيش)
ودام حصار بغداد خمسة عشر شهراً، هكذا، فلا قوة إلا بالله.
4 (ظهور السفياني بالشام)
وفيها أوفى السفياني بالشام، واستولى على سائرها باليمانية، وهربت القيسية من الغوطة.

(13/52)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 53
4 (حصار ابن بيهس لدمشق)
ثم إنه توثب عليه مسلمة بن يعقوب الأموي المرواني، وقبض عليه في أثناء السنة، وقيده. واستبد بالأمر وبايع لنفسه، فلم يبلع ريقه حتى حاصره ابن بيهس بدمشق أياماً، ثم نصب على السور السلالم، كما يأتي.

(13/53)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 54
4 (احداث سنة ثمان وتسعين ومائة.)
توفي فيها: إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق السبيعي، أيوب بن تميم التميمي المقريء، بدمشق، سفيان بن عيينة، أبو محمد الهلالي، صفوان بن عيسى الزهري، والأصح بعد ذلك، عبد الرحمن بن مهدي، أبو سعيد، عمر بن حفص العبدي، في قول،) عمرو بن الهيثم، أبو قطن، بصري ثقة، عنبسة بن خالد الأيلي، مالك بن سعير بن الخمس الكوفي، محمد بن شعيب بن شابور، في قول، محمد بن معن الغفاري المدني، تقريباً، مسكين بن بكير الحراني الحداد، محمد بن هارون الأمين الخليفة، قتل، معن بن عيسى القزاز المدني، يحيى بن سعيد القطان، يحيى بن عباد الضبعي البصري، ببغداد.

(13/54)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 55
4 (ذكر استيلاء طاهر على بغداد)
وفيها الحصار كما هو على بغداد، ففارق محمداً خزيمة بن خازم من كبار قواده. وقفز إلى طاهر بن الحسين هو ومحمد بن علي بن عيسى بن ماهان، فوثبا على جسر دجلة في ثامن المحرم فقطعاه، وركزا أعلامهما، وخلعا الأمين، ودعيا للمأمون. فأصبح طاهر بن الحسين وألح في القتال على أصحاب محمد الأمين، وقاتل بنفسه. فانهزم أصحاب محمد، ودخل طاهر قسراً بالسيف، ونادى مناديه: من لزم بيته فهو آمن. ثم أحاط بمدينة المنصور، وبقصر زبيدة، وقصر الخلد، فثبت على قتال طاهر حاتم بن الصقر والهرش والأفارقة. فنصب المجانيق خلف السور وعلى القصرين ورماهم. فخرج محمد بأمه وأهله من القصر إلى مدينة المنصور، وتفرق عامة جنده وغلمانه، وقل عليهم القوت والماء، وفنيت خزائنه على كثرتها.
4 (ذكر غناء الجارية ضعف)
وذكر عن محمد بن راشد: أخبرني إبراهيم بن المهدي أنه كان مع محمد بمدينة المنصور في قصر باب الذهب، فخرج ليلة من القصر من الضيق والضنك، فصار إلى قصر القرار فطلبني، فأتيت، فقال: ما ترى طيب هذه الليلة، وحسن القمر، وضوءه في الماء، هل لك في الشراب قلت: شأنك.) فدع برطل من نبيذ فشربه، ثم سقيت مثله، وابتدأت أغنيه من غير أن يسألني، لعلمي بسوء خلقه، فغنيت. فقال: ما تقول فيمن يضرب عليك فقلت: ما أحوجني إلى ذلك.

(13/55)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 56
فدعا بجارية اسمها ضعف، فتطيرت من اسمها. ثم غنت بشعر النابغة الجعدي:
(كليب لعمري كان أكثر ناصراً .......... وأيسر ذنباً منك ضرج بالدّم)
فتطير من ذلك، وقال: غني غير هذا، فغنت:
(أبكى فراقهم عيني فأرّقها .......... إن التفرّق للأحباب بكّاء)

(ما زال يعدو عليهم ريب دهرهم .......... حتى تفانوا وريب الدّهر عدّاء)

(فاليوم أبكيهم جهدي وأندبهم .......... حتى أأوب وما في مقلتي ماء)
فقال لها: لعنك الله، أما تعرفين غير هذا فقالت: ظننت أنك تحب هذا ثم غنت:
(أما وربّ السّكون والحرك .......... إن المنايا كثيرة الشّرك)

(ما اختلف الليل والنهار ولا .......... وارت نجوم السماء في الفلك)

(إلا لنقل السلطان عن ملك .......... قد زال سلطانه إلى ملك)

(13/56)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 57
(وملك ذي العرش دائم أبداً .......... ليس بفان ولا بمشترك)
فقال لها: قومي لعنك الله. فقامت فتعثرت في قدح بلور له قيمة فكسرته، فقال: ويحك يا إبراهيم، أما ترى، والله ما أظن أمري إلا وقد قرب. فقلت: بل يطيل الله عمرك، ويعز ملكك. فسمعت صوتاً من دجلة: قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتيَانِ. فوثب محمد مغتماً، ورجع إلى موضعه بالمدينة، وقتل بعد ليلة أو ليلتين.
4 (حكاية المسعودي عن مقرطة الأمين)
وحكى المسعودي في المروج قال: ذكر إبراهيم بن المهدي قال: استأذنت على الأمين في شدة الحصار، فإذا هو قد قطع دجلة بالشباك، وكان في القصر بركة عظيمة، يدخل من دجلة إليها الماء في شباك حديد. فسلمت وهو مقيم على الماء، والخدم قد انتشروا في تفتيش الماء، وهو كالواله، فقال: لا تؤذيني يا عم، فإن مقرطتي قد ذهبت من البركة إلى دجلة، والمقرطة سمكة كانت قد صيدت له، وهي صغيرة، فقرطها بحلقتي ذهب،

(13/57)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 58
فيها جوهرتان، وقيل ياقوتتان، فخرجت وأنا آيس من فلاحه.
4 (شدة بطش الأمين)
) وكان محمد فيما نقل المسعودي، في نهاية الشدة والبطش والحسن، إلا أنه كان مهيناً، عاجز الرأي، ضعيف التدبير. وحكي أنه اصطبح يوماً، فأتي بسبع هائل على جمل في قفص، فوضع بباب القصر، فقال: افتحوا القفص وخلوه. فقيل: يا أمير المؤمنين، إنه سبع هائل أسود كالثور، كثير الشعر. قال: خلوا عنه. ففعلوا، فخرج فزأر وضرب بذنبه الأرض، فتهارب الناس، وأغلقت الأبواب، وبقي الأمين وحده غير مكترث. فأتاه الأسد وقصده ورفع يده، فجذبه الأمين وقبض على ذنبه، وغمزه وهزه ورماه إلى الخلف، فوقع السبع على عجزه ميتاً. وجلس الأمين كأنه لم يعمل شيئاً. وإذا أصابعه قد تخلعت. فشقوا بطن الأسد فإذا مرارته قد انشقت على كبده.
4 (الإشارة على الأمين بالخروج إلى الجزيرة والشام)
وعن محمد بن عيسى الجلودي قال: دخل على محمد بن زبيدة: حاتم بن صقر، ومحمد بن الأغلب الإفريقي، وقواده، فقالوا: قد آلت حالنا إلى ما ترى، وقد رأينا أن تختار سبعة آلاف رجل من الجند فتحملهم على هذه السبعة آلاف فرس التي عندك، وتخرج ليلاً، فإن الليل لأهله، فتلحق بالجزيرة والشام، وتصير في مملكة واسعة يتسارع إليك الناس. فعزم على ذلك، فبلغ الخبر إلى طاهر، فكتب إلى سليمان بن المنصور، وإلى محمد بن عيسى بن نهيك، والسندي بن شاهك: لئن لم تردوه عن هذا الرأي لا تركت لكم ضيعة. فدخلوا على محمد، وخوفوه من الذين أشاروا عليه أنهم يأخذونه أسيراً، ويتقربون به إلى المأمون. وضربوا له الأمثال، فخاف

(13/58)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 59
ورجع إلى قبول ما يبذلونه له من الأيمان، ويخرج إلى هرثمة.
4 (النصح للأمين بالإستسلام لهرثمة)
وعن علي بن يزيد قال: وفارق محمداً: سليمان بن المنصور، وإبراهيم بن المهدي ولحق بعسكر المهدي. وقوي الحصار على محمد يوم الخميس والجمعة والسبت، وأشار عليه السندي بأنه ليس له فرج إلا عند هرثمة. فقال: وكيف لي بهرثمة وقد أحاط الموت بي من كل جانب فلما هم بالخروج إليه من دون طاهر، اشتد ذلك على طاهر وقال: هو في جندي، وأنا أخرجته بالحرب، ولا أرضى أن يخرج إلى هرثمة دوني.) فقالوا له: هو خائف منك، ولكن يدفع إليك الخاتم والقضيب والبردة، فلا يفسد هذا الأمر. فرضي بذلك.
4 (وقوع الأمين في الأسر)
ثم إن الهرش لما علم بذلك أراد التقرب إلى قلب طاهر، فقال في كتاب إليه: الذي قالوه لك مكر، ولا يدفعون إليك شيئاً. فاغتاظ وكمن حول قصر أم جعفر في السلاح والرجال، وذلك لخمس بقين من المحرم. فلما خرج محمد وصار في الحراقة رموه بالنشاب والحجارة، فانكفأت الحراقة، وغرق محمد وهرثمة، ومن كان بها. فسبح محمد حتى صار إلى بستان موسى، فعرفه محمد بن حميد الطاهري، فصاح بأصحابه، فنزلوا ليأخذوه، فبادر محمد الماء، فأخذ برجله وحمل على برذون، وخلفه من يمسكه كالأسير.

(13/59)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 60
4 (ما روي حول أسر الأمين)
وعن خطاب بن زياد أن محمداً وهرثمة لما غرقا أتانا محمد بن حميد، فأسر إلى طاهر أنه أسر محمداً. فدعا بمولاه قريش الدنداني، وأمره بقتل محمد. وأما المدائني فروى عن محمد بن عيسى الجلودي: أن محمداً دعا بعد العشاء بفرس أدهم كان يسميه الزهيري، وقبل ولديه، ودمعت عيناه. ثم ركب وخرجنا بن يديه، فركبنا دوابنا، وبين يديه شمعة، وأنا أقيه بيدي خوفاً من أن تجيشه ضربة سيف بغتة. ففتح لنا باب خراسان، وخرجنا إلى المشرعة، فإذا حراقة هرثمة، فنزلنا ورجعنا بالفرس وغلقنا باب المدينة، ثم سمعنا الضجة، فصعدنا إلى أعلى الباب. وذكر عن أحمد بن سلام صاحب المظالم قال: كنت فيمن كان مع هرثمة من القواد في الحراقة، فلما دخل محمد الحراقة قمنا له، وجثا هرثمة على ركبتيه فقال: يا سيدي، لم أقدر على القيام لمكان النقرس. ثم قبل يديه ورجليه، وجعل يقول: يا سيدي ومولاي، وابن مولاي. وجعل يتصفح وجوهنا، ونظر إلى عبيد الله بن الوضاح، فقال: أيهم أنت قال: عبيد الله. قال: جزال الله خيراً، فلما أشكرني لما كان منك في أمر الثلج. فشد علينا أصحاب طاهر في الزواريق والحراقات، وصبحوا، وتعلق بعضهم بالحراقة، وبعضهم يسوقها، وبعضهم يرمي بالآجر والنشاب، فنقبت الحراقة، ودخلها الماء وغرقت. فعلق الملاح بشعر هرثمة، فأخرجه وخرجنا. وشق محمد عنه ثيابه ورمى بنفسه. فطلعت فعلق) بي رجل من أصحاب طاهر، وذهب بي إليه، فقال: ما فعل محمد قلت: قد رأيته حين شق ثيابه وقذف بنفسه. فركب، وأخذت معهم وفي عنقي حبل، وأنا أعدو، فتعبت. فقال الذي يجنبني: هذا ليس يصاد. فقال: إنزل فجز رأسه.

(13/60)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 61
فقلت: جعلت فداك، ولم وأنا رجل من الله في نعمة، ولم أقدر على العدو، وأنا أفدي نفسي بعشرة آلاف درهم. فقال: وأين هي فقلت: حتى نصبح أنا أرسل من ترى أنت إلى وكيلي في منزلتي بعسكر المهدي، فإن لم يأتك بالعشرة آلاف فاقتلني. فأمر بحملي فحملت ردفاً، وردوني إلى منزلتهم. وبعد هوي من الليل إذا نحن بحركة الخيل، ثم دخلوا وهم يقولون: يسر زبيدة. فأدخل علي رجل عريان عليه سراويل وعمامة ملثم بها، وعلى كتفيه خرقة خلقة، وصيروه معي، ووكلوا بنا. فلما حسر العمامة عن وجهه إذا هو محمد. فاستعبرت واسترجعت في نفسي. ثم قال: من أنت قلت: أنا مولاك أحمد بن سلام. فقال: أعرفك كنت تأتيني بالرقة. قلت: نعم. قال: كنت تأتيني وتلطفني كثيراً، لست مولاي بل أنت أخي ومني. أدن مني، فإني أجد وحشة شديدة. فضممته إلي، ثم قال: يا أحمد، ما فعل أخي قلت: هو حي. قال: قبح الله صاحب البريد ما أكذبه، كان يقول لي قد مات. قلت: بل قبح الله وزراءك. قال: لا تقل، فما لهم ذنب، ولست أول من طلب أمراً فلم يقدر عليه. ثم قال: ما تراهم يصنعون بي يقتلوني أو يفون لي بأمانهم قلت: بل يفون لك يا سيدي. وجعل يمسك الخرقة بعضديه، فنزعت مبطنة علي وقلت: ألقها.) فقال: ويحك دعني، فهذا من الله لي في هذا الموضع خير كثير.

(13/61)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 62
4 (ذكر خبر قتل الأمين)
ثم قمت أوتر، فلما انتصف الليل دخل الدار قوم من العجم بالسيوف، فقام وقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، ذهبت والله نفسي في سبيل الله، أما من حيلة، أما من مغيث. فأحجموا عن التقدم، وجعل بعضهم يقول لبعض: تقدم، ويدفع بعضهم بعضاً، فقمت وصرت وراء الحصر الملففة. وأخذ محمد بيده وسادة وقال: ويحكم إني ابن عم رسول الله، أنا ابن هارون، أنا أخو المأمون، الله الله في دمي. فوثب عليه خمارويه، غلام لقريش الدنداني، فضربه بالسيف على مقدم رأسه، فضربه محمد بالوسادة واتكى عليه ليأخذ السيف من يده. فصاح خمارويه: قتلني قتلني، فتكاثروا عليه فذبحوه من قفاه، وذهبوا برأسه إلى طاهر. وذكر عن أحمد بن سلام في هذه القصة قال: فلقنته لما حدثته ذكر الله والاستغفار، فجعل يستغفر. قال: ونصب رأسه على حائط بستان. وأقبل طاهر يقول: هذا رأس المخلوع محمد. ثم بعث به مع البرد والقضيب والمصلى، وهو من سعف مبطن، مع ابن عمه محمد بن مصعب، فأمر له بألف درهم. ولما رأى المأمون الرأس سجد.

(13/62)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 63
4 (رثاء إبراهيم بن المهدي للأمين)
ولما بلغ إبراهيم بن المهدب قتل محمد، وأن جثته جرت بحبل بكى طويلاً، ثم قال:
(عوجا بمغنى طلل داثر .......... بالخلد ذات الصخر والأجر)

(والمرمر المسنون يطلى به .......... والباب باب الذّهب الناضر)

(وأبلغا عنّي مقالاً إلى ال .......... مولى عن المأمور والآمر)

(قولا له: يا ابن وليّ الهدى .......... طهّر بلاد اللّه من طاهر)

(لم يكفه أن جزّ أوداجه .......... ذبح الهدايا بمدى الجازر)

(حتى أتى تسحب أوصاله .......... في شطن يفني به السّائر)

(قد برّد الموت على جفنه .......... فطرفه منكسر الناظر)
وبلغ ذلك المأمون فاشتدّ عليه.
4 (وثوب الجند بطاهر)
) ثم إن طاهراً صلى بالناس يوم الجمعة، وخطبهم خطبة بليغة. ثم إن الجند وثبوا به للأرزاق، ولم يكن في يديه مال، وضاق به أمره، فخشي وهرب من البستان، وانتهبوا بعض متاعه، وأحرق الجند باب الأنبار، وحملوا السلاح يومهم. ومن الغد نادوا: موسى يا منصور. ثم تعبى طاهر ومن معه

(13/63)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 64
لقتالهم، فأتاه الوجوه، واعتذروا بأن ما جرى من فعل السفهاء الأحداث، فأمر لهم برزق أربعة أشهر، ووصل البريد إلى المأمون في ستة عشر يوماً وهو بمرو.
4 (ما قيل في رثاء الأمين)
ومما قيل في الأمين:
(لم نبكّيك لماذا للطّرب .......... يا أبا موسى وترويج اللعب)

(ولترك الخمس في أوقاتها .......... حرصاً منك على ماء العنب)

(وشنيف أنا لا أبكي له .......... وعلى كوثر لا أخشى العطب)

(لم تكن تصلح للملك ولم .......... تعطك الطّاعة بالملك العرب)

(لم نبكّيك لما عرّضتنا .......... للمجانيق وطوراً للسّلب)
وساق ابن جرير عدة قصائد في مراثيه. ولخزيمة بن الحسن على لسان أم جعفر قصيدة يقول فيها:
(أتى طاهر لا طهّر الله طاهراً .......... فما طاهر فيما أتى بمطهّر)

(قد خرّجني مكشوفة الوجه حاسراً .......... وأنهب أموالي وأحرق آدري)

(يعزّ على هارون ما قد لقيته .......... وما مرّ بي من ناقص الخلق أعور)

(تذكّر أمير المؤمنين قرابتي .......... فديتك من ذي حرمة متذكّر)

(13/64)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 65
4 (ذكر إسراف الأمين في اللهو والإنفاق)
قال ابن جرير: ذكر عن حميد بن سعيد بن بحر قال: لما ملك محمد، ابتاع الخصيان، وغالى بهم وصيرهم لخلوته، ورفض النساء والجواري. وقال حميد: لما ملك وجه إلى البلدان في طل الملهين، وأجرى لهم الأرزاق، واقتنى الوحوش والسباع والطيور، واحتجب عن أهل بيته وأمرائه، واستخف بهم. ومحق ما في بيوت الأموال، وضيع الجواهر والنفائس. وبنى عدة قصور للهو في أماكن. وعمل خمس حراقات على خلقة الأسد والفيل والعقاب والحية والفرس، وأنفق في عملها أموالاً. فقال أبو نواس:)
(سخّر اللّه للأمين مطايا .......... لم تسخّر لصاحب المحراب)

(فإذا ما ركابه سرن برّاً .......... سار في الماء راكباً ليث غاب)

(أسداً باسطاً ذراعيه يهوي .......... أهرت الشّدق كالح الأنياب)
وعن الحسين بن الضحاك قال: ابتنى الأمين سقيفة عظيمة، أنفق في عملها نحو ثلاثة آلاف ألف درهم. وعن أحمد بن محمد البرمكي، أن إبراهيم بن المهدي غنى محمد بن زبيدة:

(13/65)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 66
(هجرتك حتى قلت: لا يعرف الهوى .......... وزرتك حتى قيل: ليس له صبر)
فطرب محمد وقال: أوقروا له زورقه ذهباً. وجاء عنه أخبار في مثل هذا، وكان كثير الأكل.
4 (رجاء ابن حنبل الرحمة للأمين)
قال أحمد بن حنبل: إني لأرجو أن يرحم الله الأمين بإنكاره على إسماعيل بن علية، فإنه أدخل عليه فقال له: يا ابن الفاعلة، أنت الذي تقول: كلام الله مخلوق.
4 (استيلاء ابن بيهس على دمشق)
وفيها قوي محمد بن صالح بن بيهس الكلابي، وظهر على السفياني الذي خرج بدمشق، وحاصرها، ثم نصب عليها السلالم وتسورها أصحابه. وكان قد تغلب على دمشق مسلمة بن يعقوب الأموي، فهرب وعمد إلى أبي العميطر، وكان في حبسه، فغك قيده، ثم خرجا بزي النساء في السر إلى المزة. واستولى ابن بيهس على البلد. ثم جرى بينه وبين أهل

(13/66)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 67
المزرة وداريا حرب. وبقي حاكماً على دمشق مدة من جهة المأمون إلى سنة ثمان ومائتين.
4 (ذكر خروج ابن الهرش في سفلة الناس)
وفي ذي الحجة خرج الحسن الهرش في سفلة الناس وخلق من الأعراب يدعو إلى الرضا من آل محمد. وأتى النيل، وجبى الخراج، وصادر التجار، ونهب القرى والمواشي.
4 (استعمال المأمون للحسن بن سهل)
على جميع البلاد المفتوحة وفيها استعمل المأمون الحسن بن سهل أخا الفضل على جميع ما افتتحه طاهر بن الحسين من) كور الجبال والعراق والحجاز واليمن.
4 (ولاية طاهر الجزيرة والشام)
ومصر والمغرب وكتب إلى طاهر أن يسير إلى الرقة لحرب نصر بن شبث، وولاه الجزيرة والشام ومصر والمغرب. وأمر هرثمة أن يرد إلى خراسان.

(13/67)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 68
4 (ذكر ثورة أهل قرطبة)
وفي رمضان ثار أهل قرطبة بأميرهم الحكم بن هشام الأموي وحاربوه لجوره وفسقه، وتسمى وقعة الربض. وخرج عليه أهل ربض البلد، وشهروا السلاح، وأحاطوا بالقصر، واشتد القتال، وعظم الخطب، واستظهروا على أهل القصر. فأمر الحكم أمراءه فحملوا عليهم، وأمر طائفة فنقبوا السور، وخرج منه عسكر، فأتوا القوم من وراء ظهورهم، وقتلوا منهم مقتلة عظيمة، ونهبوا الدور، وأسروا وعملوا كل قبيح، ثم لقوا الحكم، فانتقى من الأسرى ثلاثمائة من وجوه البلد، فصلبوا على النهر منكسين. وبقي النهب والسلب والحريق في أرباض قرطبة ثلاثة أيام ثم أمنهم، فهج أهل قرطبة وتفرقوا أيادي سبأ في الطرق، ومضى خلق منهم إلى الإسكندرية فسكنها.

(13/68)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 69
4 (احداث سنة تسع وتسعين ومائة)
توفي فيها: إسحاق بن سليمان الرازي، أبو يحيى، إبراهيم بن عيينة، في قول، وقد مر، حفص بن عبد الرحمن قاضي نيسابور، الحكم بن عبد الله، أبو مطيع البلخي، سليمان بن المنصور أبي جعفر، في صفر، سيار بن حاتم، شعيب بن الليث بن سعد، في صفر، عبد الله بن نمير الخارفي الكوفي،) عمر بنفص العبدي، بصري، عمرو بن محمد العنقزي الكوفي، محمد بن شعيب بن شابور، ببيروت، الهيثم بن مروان العنسي الدمشقي، يونس بن بكير الكوفي، راوي المغازي. وفيها قدم الحسن بن سهل من عند المأمون إلى بغداد، ففرق عماله في البلاد.

(13/69)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 70
وجهز أزهر بن زهير بن المسيب إلى الهرش في المحرم فقتل الهرش.
4 (خروج ابن طباطبا بالكوفة)
وفي جمادى الآخرة خرج بالكوفة محمد بن إبراهيم بن طباطبا واسمه إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب يدعو إلى الرضا من آل محمد، والعمل بالكتاب والسنة. وكان القائم بأمره أبو السرايا سري بن منصور الشيباني. فهاجت الفتن، وتسرع الناس إلى ابن طباطبا، واستوسقت له الكوفة. وأتاه الأعراب وأهل النواحي، فجهز الحسن بن سهل لحربه زهير بن المسيب في عشرة آلاف، فالتقوا، فهزم زهير واستباحوا عسكره، وغنموا السلاح والخيل، وقووا في ذلك في سلخ جمادى الآخرة.
4 (ذكر أمر أبي السرايا)
فلما كان من الغد أصبح محمد بن إبراهيم بن طباطبا ميتاً فجأة. وقيل إن أبا السرايا سمه لكون ابن طباطبا أحرز الغنيمة ولم يحسن جائزة أبي السرايا، أو لغير ذلك. وأقام أبو السرايا في الحال مكانه شاباً أمرد اسمه محمد بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب. ثم جهز الحسن بن سهل جيشاً، عليهم عبدوس بن محمد المروروذي لحرب أبي السرايا. فالتقوا في رجب، فقتل عبدوس، وأسر عمه هارون بن

(13/70)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 71
أبي خالد، وقتل أكثر جيشه وأسروا. وقوي الطالبيون، وضرب أبو السرايا على الدراهم: إنِّ اللَّه يحبَ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ في سَبِيلِهِ صَفّاَ. الآية. ثم سار أبو السرايا قدماً حتى نزل بقصر ابن هبيرة، وجهز جيوشاً إلى البصرة وإلى واسط فدخلوها، وأوقعوا أمير واسط من جهة الحسن بن سهل فهزمه، وانحاز إلى بغداد، وعظم ذلك) على الحسن، فبعث برد هرثمة بن أعين من حلوان لحرب أبي السرايا، فامتنع، فأرسل إليه ثانياً يلاطفه، فرجع هرثمة، وعقد له الحسن بن سهل على حرب أبي السرايا، وجهز معه منصور بن المهدي. فعسكر بنهر صرصر بإزاء أبي السرايا، والنهر بينهما. ثم تقهقر أبو السرايا فطلبه هرثمة، وقتل من تطرف من جنده.
4 (وقعة قصر ابن هبيرة)
ثم كانت وقعة عند قصر ابن هبيرة، قتل فيها خلق من أصحاب أبي السرايا، فتحيز إلى الكوفة، وعمد محمد بن محمد والطالبيون إلى دور العباسيين بالكوفة وضياعهم، فأحرقوا ونهبوا أموالهم، وأخرجوهم من الكوفة.
4 (توجيه أبي السرايا عماله على المدينة ومكة)
ثم وجه أبو السرايا على المدينة محمد بن سليمان بن داوود بن الحسن بن الحسين بن علي بن أبي طالب، فدخلها ولم يقاتله أحد. ووجه على مكة والموسم حسين بن حسن الأفطس بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، فلما قرب توقف عن مكة هيبة لمن فيها، وأميرها داوود بن

(13/71)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 72
عيسى بن موسى بن محمد بن علي العباسي، فلما بلغ أميرها داوود ذلك، جمع موالي بني العباسي وعبيد حوائطهم.
4 (ذكر خروج داوود بن عيسى من مكة)
وكان مسرور الخادم قد حج في تلك السنة في مائتي فارس، فقال لداوود: أقم لي شخصك أو شخص بعض ولدك، وأنا أكفيك قتالهم. فقال داوود: لا أستحل القتال في الحرم، ولئن دخلوا من هذا الفد لأخرجن من الفج الآخر. فقال: تسلم مكة وولايتك إلى عدوك فقال داوود: أي حال لي والله لقد أقمت معكم حتى شخت، فما وليت ولاية حتى كبرت وفني عمري، فولوني من الحجاز ما فيه القوت. وإنما هذا الملك لك ولأشباهك، فقاتل عليه أو دع. ثم انحاز داوود إلى جهة المشاش بأثقاله، فوجه بها على درب العراق، وافتعل كتاباً من المأمون بتولية ابنه محمد بن داوود على صلاة الموسم وقال له: أخرج فصل بالناس بمنى الظهر والعصر والمغرب والعشاء، وبت بمنى، وصل الصبح، ثم اركب دوابك فانزل طريق عرفة، وخذ على يسارك في شعب عمرو حتى تأخذ طريق المشاش، حتى تلحقني ببستان ابن) عامر. ففعل ذلك، فخاف مسرور وخرج في أثر داوود راجعاً إلى العراق، وبقي الوفد بعرفة. فما زالت الشمس حضرت الصلاة، فتدافعها قوم من أهل مكة، فقال أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي، وهو المؤذن وقاص الجماعة: إذا لم تحضر الولاة يا أهل مكة، فليصل قاضي مكة محمد بن عبد الرحمن المخزومي، وليخطب بهم. قال: فلمن أدعو، وقد هرب هؤلاء، وأطل هؤلاء على الدخول قال: لا تدع لأحد.

(13/72)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 73
قال: بل تقدم أنت.
4 (دخول حسين بن حسن مكة وظلم أهلها)
فأبى الأزرقي، حتى قدموا رجلاً فصلى الصلاة بلا خطبة، ثم مضوا فوقفوا بعرفة. ثم دفعوا بلا إمام. وحسين بن حسن متوقف بسرف، فبلغه خلو مكة، وهروب داوود، فدخلها قبل المغرب في نحو عشرة، فطافوا وسعوا، ومضوا بعد المغرب فأتوا عرفة ليلاً، فوقفوا ساعة، وأتى مزدلفة فصلى بالناس الفجر. ثم إنه أقام بمكة وعسف وظلم وصادر التجار، وكانت أعوانه تهاجم بيوت التجار لأجل الودائع، فيتهمون البريء ويعذبونه وأخذ ما في خزائن الكعبة من مال.
4 (ذكر انهزام أبي السرايا)
وأما هرثمة فواقع أبا السرايا ثانياً فانكسر، ثم ثبت وانهزم أصحاب أبي السرايا، ثم أخذ هرثمة يكاتب رؤساء الكوفة.
4 (وثوب علي بن محمد بالبصرة)
وفيها وثب علي بن محمد بن جعفر الصادق بالبصرة، واستولى عليها من غير حرب.

(13/73)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 74
4 (ظهور إبراهيم بن علي باليمن)
وظهر باليمن إبراهيم بن علي بن موسى الرضا، فنفى عاملها عنها، وسبى، وأخذ الأموال. وكان يقال له الجزار لكثرة ما قتل. والله أعلم.

(13/74)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 75
4 (احداث سنة مائتين)
توفي فيها:) أسباط بن محمد الكوفي، في المحرم، أمية بن خالد البصري، أخو هدبة، أيوب بن المتوكل البصري المقريء، أنس بن عياض، أبو حمزة الليثي، سلم بن قتيبة الخراساني، بالبصرة، سيار بن حاتم العقدي، فيها بخلف، صفوان بن عيسى الزهري البصري، عمر بن عبد الواحد السلمي الدمشقي، عبد الملك بن الصباح المسمعي، بصري، عمارة بن بشر، فيها، حدث بدمشق، قتادة بن الفضيل الرهاوي، مبشر بن إسماعيل الحلبي، محمد بن إسماعيل بن أبي فديك المدني، محمد بن الحسن الأسدي ابن التل، محمد بن حميد السليحي الحمصي، محمد بن شعيب بن شابور، قاله دحيم،

(13/75)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 76
معاذ بن هشام الدستوائي، معروف الكرخي العابد، على الأصح، المغيرة بن سلمة المخزومي، بصري، أبو البختري القاضي وهب بن وهب.
4 (مقتل أبي السرايا)
وفيها هرب أبو السرايا والطالبيون من الكوفة في المحرم إلى القادسية، فدخلها هرثمة ومنصور بن المهدي وأمنوا أهلها. ثم أتى أبو السرايا إلى ناحية واسط، ثم مضى حتى أتى السوس وأنفق الأموال. فجاءهم الحسن بن علي الباذغيسي فأرسل إليهم: اذهبوا حيث شئتم، فلا حاجة لي في قتالكم، ولست بتابعكم. فأتى أبو السرايا إلى قتاله، فالتقوا، فهزمهم الحسن واستباح) عسكرهم، وجرح أبو السرايا، وهرب هو ومحمد بن محمد، وأبو الشوك، وطلبوا رأس العين والجزيرة. فلما انتهوا إلى جلولا عثر بهم حماد الكندغوش فأخذهم، وجاء بهم إلى الحسن بن سهل وهو بالنهروان، فقتل أبا السرايا في عاشر ربيع الأول، وبعث محمد بن زيد بن علي إلى مرو إلى المأمون.
4 (افتتاح البصرة واختفاء الطالبيين)
وسار علي بن أبي سعيد إلى البصرة فافتتحها، وكان بها زيد بن

(13/76)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 77
موسى بن جعفر أخو علي بن موسى الرضا، وهو الذي يقال له زيد النار، لكثرة ما حرق من دور العباسيين بالبصرة. وكان يأتي بالرجل من المسودة فيحرقه بالنار. وانتهب تجار البصرة، فأسره علي بن أبي سعيد، واختفى الطالبيون.
4 (ذكر ما فعله الأفطس بمكة)
وأما حسين بن حسن الأفطس فبدع بمكة حتى ترده طائفة من أهلها، فهدم دورهم، وأخذ أبناءهم، وجعل أصحابه يحلون ما على الأساطين من الذهب اليسير، ويقلعون الشبابيك. فبلغهم قتل أبي السرايا، فأتى حسين إلى محمد بن جعفر الصادق، وكان شيخاً فاضلاً محبباً إلى الناس، تاركاً للخروج، قد روى العلم عن أبيه، فقال: قد تعلم ما لك في الناس، فابرز نبايعك بالخلافة، فلا يختلف عليك اثنان، فأبى ذلك. فلم يزل به ابنه علي وحسين بن حسن حتى غلبا على رأيه، وأقاموه يوم الجمعة في ربيع الآخر، فبايعوه، وحشروا الناس لمبايعته طوعاً وكرهاً. فأقام كذلك أشهراً. ووثب حسين على امرأة قرشية بارعة الحسن، فأخذها قهراً من بيت زوجها، وبقيت عنده أياماً، ثم هربت. ووثب علي بن محمد على أمرد بديع الجمال، فأخذه من دارهم، وأركبه فرسه في السرج، وركب على الكفل، وذهب به في السوق حتى خرج به إلى بئر ميمون في طريق منى. فاجتمع أهل مكة والمجاورون، وأغلقت

(13/77)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 78
الأسواق، وأتوا محمد بن جعفر وقالوا: والله لنخلعنك، ولنقتلنك، أو لتردن هذا الغلام الذي أخذه ابنك جهرة. فقال: والله ما علمت. وأمر حسيناً أن يذهب إلى ابنه، فقال: إنك والله لتعلم أني لا أقوى على إبنك، وأخاف محاربته.) فقال محمد بن جعفر لأهل مكة: أمنوني حتى أركب إليه، أمنوه، فركب حتى صار إلى ابنه وأخذ الغلام، فسلمه إلى أهله. وبعد قليل أقبل إسحاق بن موسى بن عيسى بن موسى بن محمد العباسي فاراً عن اليمن، لتغلب إبراهيم بن موسى بن جعفر عليها، فنزل المشاش فاجتمع العلويون إلى محمد بن جعفر فقالوا: قد رأينا أن نخندق علينا بأعلى مكة. ثم حشدوا الأعراب، فقاتلهم إسحاق أياماً، ثم كره الحرب وطلب العراق. فلقيه ورقاء بن جميل في جند، فقال: إرجع بنا إلى مكة، فرجع. واجتمع إلى محمد غوغاء أهل مكة، وسودان أهل المياه والأعراب، فعبأهم ببئر ميمون، وأقبل ورقاء وإسحاق بن موسى بمن معهم من القواد والجند فالتقوا وقتل جماعة. ثم تحاجزوا ثم التقوا من الغد، فانهزم محمد وأهل مكة. وطلب محمد الأمان، فأجابوه إليه، ثم نزح عن مكة، ودخلها إسحاق ورقاء في جمادى الآخرة.
4 (ذكر تفرق الطالبيين عن مكة)
وتفرق الطالبيون عن مكة كل قوم ناحية، فأخذ محمد ناحية جدة، ثم

(13/78)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 79
طلب الجحفة. فخرج عليه محمد بن حكيم من موالي آل العباس. وفد كان الطالبيون انتهبوا داره بمكة، وبالغوا في عذابه. فجمع عبيداً ولحق محمداً بقرب عسفان، فانتهب جميع ما معه حتى بقي في وسط سروايل. وهم بقتله، ثم رحمه وطرح عليه ثوباً وعمامة، وأعطاه دريهمات. فمضى وتوصل إلى بلاد جهينة على الساحل، فأقام هناك أشهراً يجمع الجموع، فكان بينه وبين والي المدينة هارون بن المسيب وقعات عند الشجرة وغيرها. فهزم محمد، وفقئت عينه بسهم، وقتل خلق من أصحابه، ورد إلى موضعه. ثم طلب الأمان من الجلودي، ومن ابن عم الفضل بن سهم رجاء، ورد إلى مكة في آخر السنة. فصعد عيسى بن يزيد الجلودي المنبر بمكة، وصعد دونه محمد بن جعفر، عليه قباء أسود فخلع نفسه، واعتذر عن خروجه بأنه بلغه موت المأمون. وقد صح عنده الآن أنه حي، وخلع نفسه، واستغفر من فعله. ثم خرج به عيسى الجلودي إلى العراق، واستخلف على مكة ابنه محمد بن عيسى. فبعث الحسن بن سهل بمحمد إلى المأمون.
4 (ذكر الحج هذا العام)
وأقام الحج أبو إسحاق المعتصم بن الرشيد.)

(13/79)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 80
4 (مقتل هرثمة)
وأما هرثمة، فلما فرغ من حرب أبي السرايا سار نحو خراسان، فأتته الكتب من المأمون أن يرجع فيلي الشام أو الحجاز. فقال: لا أرجع حتى آتي أمير المؤمنين. إدلالاً منه عليه، وليشافهه بمصالح، وليؤذي الفضل بن سهل بأنه ليس بناصح له. ففهم الفضل مراده، فقال للمأمون: إن هرثمة قد ظاهر عليك عدوك، وعادى وليك، وخالف كتبك. وإن خليته كان ذلك مفسدة لغيره. فتوحش عليه. وأبطأ هرثمة، ثم قدم في أواخر السنة، فقال له المأمون: مالأت علينا العلويين، وداهنت، وحسنت في السر لأبي السرايا الخروج فذهب هرثمة ليتكلم ويدفع عن نفسه، فلم يقبل منه. وأمر به، فوجيء على أنفه، وديس بطنه، وسحب وحبس. ودس الفضل إلى الأعوان الغلظة عليه، ثم قتلوه، وقيل مات.
4 (ذكر فتنة الجند ببغداد)
وفيها هاج الجند ببغداد، لكون الحسن بن سهل ولم ينصفهم في العطاء، وبقيت الفتنة أياماً.
4 (رجاء بن أبي الضحاك واشخاص علي الرضا)
وفيها وجه المأمون رجاء بن أبي الضحاك، وهو الذي قدم عليه

(13/80)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 81
محمد بن جعفر ومعه قرناس الخادم، لإشخاص علي بن موسى الرضا.
4 (ذكر إحصاء ولد العباس)
وفيها أحصي ولد العباس، فبلغوا ثلاثة وثلاثين ألفاً ما بين ذكر وأنثى.
4 (ذكر قتل الروم ملكهم اليون)
وفيها قتلت الروم ملكها اليون، وكان قد تملك عليهم سبع سنين ونصفاً. ثم ملكوا عليهم ميخائيل بن جورجس ثانية.
4 (ذكر قتل يحيى بن عامر)
وفيها قتل المأمون يحيى بن عامر بن إسماعيل، لكونه أغلظ له وقال له: يا أمير الكافرين.

(13/81)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 82
1 (تراجم الأعيان في هذا العشر)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن بشير الكوفي)
أبو بكر مولى بني مخزوم عن: هاشم بن هاشم الزهري، والأعمش، وعبد الله بن شبرمة، ومجالد، وغيرهم. وعنه: محمد بن سلام البيكندي، وسلم بن جنادة، والحسن بن عرفة، وغيرهم.

(13/82)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 83
توفي سنة سبع وتسعين.
4 (أحمد بن موسى بن أبي مريم.)
أبو بكر، وقيل أبو عبد الله الخزاعي البصري اللؤلؤي المقريء. سمع: ابن عوانة، وأبان بن تغلب، وعامر الجحدري. وروى القراءة عن: عيسى بن عمرو، وعاصم الجحدري، وأبي عمرو بن العلاء، وإسماعيل القسط. وروى عنه: روح بن عبد المؤمن، ومحمد بن يحيى القطعي، وخليفة بن خياط، ونصر الجهضمي، ومحمد بن المثنى، وطائفة. قال أبو زرعة الرازي: صدوق قدري. وكناه مسلم: أبا بكر.
4 (إبراهيم بن الأغلب بن سالم التميمي القيرواني الشهيد أمير المغرب.)

(13/83)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 84
كان من وجوه جند مصر، فوثب، بعد موت أبيه، هو واثنا عشر رجلاً بمصر، فأخذوا من بيت المال مقدار أرزاقهم، لم يزيدوا على ذلك، وهربوا فلحقوا بالزاب من نواحي قيروان. فاعتقد إبراهيم بن الأغلب على من كان في تلك الناحية من الجند وغيرهم الرياسة. وأقبل بهدي إلى هرثمة بن أعين أمير القيروان يومئذ ويلاطفه، ويعلمه أني على الطاعة، وأنني ما دعاني إلا الحاجة ومطل الديون لي. فاستعمله هرثمة على ناحية الزاب، فكفاه أمرها وضبطها. وقدم على المغرب محمد بن مقاتل العكي، فأساء إلى الناس وظلم، فقاموا عليه، فنجده ابن الأغلب وأعاده إلى القيروان بعد أن طردوه منها. ثم كاتبوا الرشيد يستقيلونه من ابن مقاتل. فاستعمل عليهم ابن الأغلب لما رأى نهضته وحسن طاعته وانقياد أهل القيروان له.) وكان فقيهاً، ديناً، خطيباً، شاعراً، ذا رأي وحزم وبأس ونجدة، وسياسة، وحسن سيرة. قل أن ولي أفريقية أحد مثله في العدل والسياسة. وقد طلب العلم وأخذ عن: الليث بن سعد، وغيره. وكان الليث يكرمه، وأعطاه جارية حسناء هي أم ابنه زيادة الله. وكان له بمصر أخ اسمه عبد الله، محتشم نبيل. وأرسل أولاده إلى عند

(13/84)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 85
عمهم إبراهيم. وكان مما رفع منزلة إبراهيم بن الأغلب عند الرشيد ظفره بإدريس بن عبد الله بن حسن الحسني نزيل المغرب وقتله. وأشار هرثمة بن أعين على الرشيد أيضاً بتوليته. وبالغ في وصفه، فولاه في أثناء سنة أربع وثمانين ومائة. ورد محمد العكي إلى المشرق، وانقمع الشر بالمغرب، وحسنت حال إفريقية. وبنى مدينة سماها العباسية. وكان يتولى الصلاة بنفسه في جامع القيروان. وكان عالماً عاملاً بعلمه، عثر يوماً في حصيرة المسجد، فدخل وقال لرؤساء الدولة: استنكهوني. ففعلوا. فقال: إني خشيت أن يقع لأحدكم أني سكران. وخرج عليه بتونس حمديس بن عبد الرحمن الكندي، فحاربه وظفر به، وقتل عشرة آلاف من عسكر حمديس في سنة ست وثمانين، وبعث برأس حمديس إلى الرشيد. وكان قائد جيوشه عمران بن مخلد، وكان نازلاً عنده في قصره، ثم خرج على ابن الأغلب وحشد، واستولى على أكثر بلاد إفريقية. وخندق إبراهيم على نفسه. وأقامت الحرب بينهما سنة، وهما كفرسي رهان، فأمده الرشيد بخزانة مال مع جماعة قواد. فقوي ابن الأغلب، وتقلل الجند عن

(13/85)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 86
ابن مخلد، والتفوا على ابن الأغلب لأخذ أعطياتهم. توفي ابن الأغلب على إمرة المغرب لثمان بقين من شوال سنة ست وتسعين ومائة. وله ست وخمسون سنة. وولي بعده ابنه عبد الله، فأمن عمران وأكرمه وصيره معه في قصره. ثم خاف غائلته فقتله. واشتغل الأمين والمأمون بأنفسهما واختبط أمر المغرب وغيرهما.
4 (أبان بن عبد الحميد الرقاشي.)
مولاهم البصري الشاعر الشهير. مقدم في الشعر والأدب، وله بصر بالعلم والفقه. وكان ديناً خيراً متألهاً، متهجداً.) نظم للبرامكة كتاب كليلة ودمنة أرجوزة في أربعة آلاف بيت، فأجازه الوزير يحيى بن خالد بعشرة آلاف دينار، فتصدق بنصفها. أثنى عليه الخطيب، وذكره في تاريخه.

(13/86)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 87
4 (إبراهيم بن صدقة.)
أبو عامر الأنصاري، بصري، قليل الرواية. سمع: قيس بن عبيد، وسفيان بن حسين. وعنه: محمد بن المثنى العنبري، وأحمد بن نصر المقريء.
4 (إبراهيم بن عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة الجمحي المكي)
عن: جده، وأبيه. وعنه: الشافعي، والحميدي، وجماعة.
4 (إبراهيم بن عيينة بن أبي عمران الهلالي)

(13/87)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 88
مولاهم الكوفي، أخو سفيان، وعمران، وآدم، ومحمد. يكنى أبا إسحاق. روى عن: أبي حيان يحيى بن سعيد التيمي، ومسعر بن كدام، وعمرو بن منصور الهمداني. وعنه: أحمد بن بديل، ويحيى بن معين، وعلي بن محمد الطنافسي، والحسن بن علي بن عفان العامري، وهو آخر أصحابه. وتوفي سنة سبع وتسعين أيضاً. قال النسائي: ليس بالقوي.
4 (إبراهيم بن هدبة، أبو هدبة البصري.)

(13/88)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 89
يحدث عن أنس بالبواطيل. روى عنه: حميد بن الربيع، ومحمد بن عبيد الله بن المنادي، وسعدان ابن نصرة، والخضر بن أبان، وله عنه نسخة، ورستة. قال أبو نعيم الحافظ: قدم أصبهان فحدث على المنبر، عن أنس، فرفع ذلك إلى جرير بن عبد الحميد، فصدقه. قال: وكن المأمون أيضاً يصدقه فيها. وتصديقهما لا ينفعه، فإنه ذاهب الحديث، متهم عند الحفاظ بالكذب.) ولمحمد بن سليم المقريء عنه نسخة. قال عباس: سمعت يحيى بن معين يقول: قدم أبو هدبة، فاجتمع عليه الناس وقالوا له: اخرج رجلك. خافوا أن تكون رجله رجل حمار أو شيطان. وقال أحمد بن سيار القطان: سمعت محمد بن بلال الكندي يقول: كان أبو هدبة عدو الله يحفل النغم عندنا بواسط. وقال أبو حاتم الرازي: كذاب.

(13/89)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 90
قلت: بقي إلى سنة مائتين.
4 (إبراهيم بن يزيد بن مردانبة الكوفي.)
مولى عمرو بن حريث.

(13/90)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 91
عن: رقبة بن مصقلة، وإسماعيل بن أبي هالة. وعنه: أبو كريب، وأبو سعيد الأشج، ومحمد بن المثنى، وجماعة.
4 (إبراهيم بن يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق عمرو بن عبد الله الهمجاني السبيعي الكوفي)
س. ت. ق. عن: أبيه وجده. وعنه: أبو كريب، وإسحاق بن منصور السلولي، وأبو عبيدة ابن أبي السفر. ضعفه ابن معين. وقال أبو حاتم: حسن الحديث. وقال النسائي: ليس بالقوي. قلت: حديثه في الصحيحين.

(13/91)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 92
وتوفي في سنة ثمان وتسعين.
4 (أسامة بن حفص المدني.)
عن: هشام بن عروة، وموسى بن عقبة، ويحيى بن سعيد. وعنه: أبو ثابت محمد بن عبيد الله المدني، وإبراهيم بن حمزة الزبيري، وغيرهما. روى له البخاري حديثاً، وأغفله في تاريخه، وكذا إبن أبي حاتم.
4 (أسباط بن محمد، أبو محمد بن أبي عمرو الكوفي ع.

(13/92)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 93
والد عبيد بن أسباط.)
عن: الأعمش، وأبي إسحاق الشيباني، وعمرو بن قيس الملائي، وزكريا بن أبي زائدة.) وعنه: أحمد، وإسحاق، والحسن الزعفراني، والحسن بن علي بن عفان. وثقه ابن معين. توفي سنة مائتين في المحرم. قال ابن عمار الموصلي: قال لنا وكيع: إن لأسباط بن محمد القرشي ألف حديث، فاسمعوا منه.
4 (إسحاق بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين الهاشمي الحسيني المدني ت. ق.)
عن: عبد الله بن جعفر المخرمي، وعبد الرحمن بن أبي بكر المليكي. وعنه: إبراهيم بن المنذر الحزامي، ويعقوب بن حميد. قال ابن معين: ما أراه إلا كان صادقاً.

(13/93)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 94
4 (إسحاق بن إسماعيل.)
أبو يزيد الرازي حيويه. عن: عمرو بن أبي قبيس، ونعيم بن ميسرة، ونافع بن عمر الجمحي. وعنه: محمد بن سعيد بن الأصبهاني، وإبراهيم بن موسى الفراء، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأخوه عثمان، وآخرون. قال ابن معين: أرجو أن يكون صادقاً.
4 (إسحاق بن الربيع العصفري الكوفي.)
عن: الأعمش، وداوود بن أبي هند، ومسعر، وأبي مالك النخعي. وعنه: محمد بن عمر بن الوليد الكندي، وأحمد بن بديل، ومحمد بن إسماعيل الأحمسي، وغيرهما. ولا جرح فيه.

(13/94)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 95
4 (إسحاق بن سليمان الرازي ع.)
أبو يحيى الكوفي. نزل الري. عن: حنظلة بن أبي سفيان، وابن أبي ذيب، وحريز بن عثمان، وطبقتهم. وعنه: محمد، وأحمد، ومحمد بن رافع، وإسحاق الكوسج، وأحمد بن الأزهر، وخلق آخرهم الحسن بن مكرم البزاز. وكان سيداً صالحاً خاشعاً ثقة حجة.) قال أحمد بن الفرات: رأيته يروي حديثاً. فضحك غلام فأخرجه. قال: ويقال إنه كان من الأبدال. توفي سنة تسع وتسعين، وقيل سنة مائتين.

(13/95)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 96
قال إسحاق الكوسج: ما كان أبين خشوعه. كان يبكي كل ساعة.
4 (إسحاق بن عيسى البغدادي.)
أبو هاشم سبط داوود بن أبي هند. سمع: الأعمش، وابن أبي ذيب، والثوري. وعنه: الحسن بن الصباح البزار، وإسحاق بن بهلول التنوخي. قال الخطيب: وكان ثقة. جاور بمكة.
4 (إسحاق بن نجيح الملطي.)
أبو صالح نزيل بغداد. عن: هشام بن حسان، وابن جريج، وجماعة.

(13/96)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 97
وعنه: سويد بن سعيد، وعلي بن حجر. قال ابن معين: كذاب عدو الله. وقال أبو حاتم بن حيان: هو دجال من الدجاجلة. وقال الفلاس: يضع الحديث.
4 (إسحاق بن يوسف بن مرداس ع.)
أبو محمد القرشي الواسطي الأزرق الحافظ. عن: الأعمش: وابن عون، وفضيل بن غزوان، ومسعر. وعنه: أحمد، وابن معين، وأحمد بن منيع، ومحمد بن المثنى، وسعدان بن نصر، وآخرون.

(13/97)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 98
وكان ثقة ثبتاً من العابدين. ولد سنة بضع عشرة ومائة. وقيل: إنه مكث عشرين سنة لم يرفع رأسه إلى السماء. توفي سنة خمس وتسعين. وكان أعلم الناس بشريك.) وقد قرأ القرآن على حمزة، وسمع الحروف من أبي بكر بن عياش، وله اختيار في القراءة يروي عن جملة. عنه: إسماعيل بن هود الواسطي، وعبد الله بن هانس، وغيرهما.
4 (إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم ع.)

(13/98)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 99
أبو بشر الأسدي، مولاهم البصري، الامام ابن علية، وهي أمه. أصله كوفي. سمع: أيوب السختياني، وإسحاق بن سويد العدوي، وحميد الطويل، وعلي بن زيد، وعطاء بن السائب، ومحمد بن المنكدر، وعبد الله بن أبي نجيح، ويونس بن عبيد، وسهيل بن أبي صالح، والجريري، وأبا التياح الضبعي، وعبد العزيز بن صهيب، وليث بن أبي سليم، وابن عون، وطائفة. وعنه: شعبة، وابن جريج، وحماد بن زيد وهم أكبر منه. وعبد الرحمن بن مهدي، وأحمد، وإسحاق، وابن معين، وعلي بن المديني،

(13/99)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 100
وبندار، وخلق كثير آخرهم موسى بن سهل الوشاء. وكان حجة حافظاً فقيهاً. ولد سنة عشر ومائة. وكان يقول: من قال ابن علية فقد اغتابني. قال مؤمل بن هشام: سمعته يقول: لقيت محمد بن المنكدر، وسمعت منه أربعة أحاديث. فقلت: ذا شيخ. فلما قدمت البصرة إذا أيوب يقول: ثنا محمد بن المنكدر. وقال غندر: نشأت في الحديث يوم نشأن وليس أحد يقدم في الحديث على ابن علية. وقال أبو داوود: ما أحد من المحدثين إلا أخطأ، إلا ابن علية، وبشر بن المفضل، وقال ابن معين: كان ابن علية ثقة ورعاً تقياً. وقال يونس بن بكير: سمعت شعبة يقول: ابن علية سيد المحدثين. وقال عمرو بن زرارة: صحبت ابن علية أربع عشرة سنة فما رأيته تبسم فيها.

(13/100)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 101
قال عفان: نا خالد بن الحارث قال: كنا نشبه ابن علية بيونس بن عبيد. وقال إبراهيم بن عبد الله الهروي: سمعت يزيد بن هارون يقول: دخلت البصرة وما بها خلق يفضل على ابن علية في الحديث.) وقال زياد بن أيوب: ما رأيت لابن علية كتاباً قط. وكان يقال ابن علية يعد الحروف. وقال حماد بن سلمة: ما كنا نشبه شمائل إسماعيل إلا بشمائل يونس بن عبيد، حتى دخل فيما دخل فيه. قلت: وقد ولي القضاء ولعث إليه ابن المبارك يعنفه بأبيات حسنة لدخوله في الصدقات. وروى الخطيب في تاريخه: إن الحديث الذي أخذ عليه شيء يتعلق بالكلام في القرآن. دخل على محمد بن هارون الأمين فشتمه، فقال: أخطأت.

(13/101)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 102
وكان حدث بهذا: تجيء البقرة وآل عمران كأنهما غمامتان يحاجان عن صاحبهما. فقيل لابن علية: ألهما لسان قال: نعم. فقالوا: إنه يقول القرآن مخلوق وإنما غلط. وقال الفضل بن زياد: سألت أحمد بن حنبل عن وهيب وابن علية: أيهما أحب إليك إذا اختلفا قال: وهيب، ما زال إسماعيل وضيعاً من الكلام الذي تكلم فيه إلى أن مات. قلت: أليس قد رجع وتاب على رؤوس الناس قال: بلى، ولكن ما زال لأهل الحديث. كان يحدث بالشفاعات. وكان معنا رجل من الأنصار يختلف إلى الشيوخ فأدخلني عليه، فلما رآني غضب، وقال: من أدخل هذا علي قال أحمد: وبلغني أنه أدخل على الأمين، فلما رآه زحف إليه وقال: يا ابن يا ابن تتكلم في القرآن وجعل إسماعيل يقول: جعلني الله فداك، زلة من عالم. ثم قال أحمد: إن يغفر الله له فيها، يعني الأمين. ثم قال: وإسماعيل ثبت. وقال الفضل بن زياد: قلت يا أبا عبد الله إن عبد الوهاب قال: لا يحب قلبي إسماعيل أبداً. لقد رأيته في المنام وكان وجهه أسود. فقال: عافى الله عبد الوهاب.

(13/102)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 103
ثم قال أحمد: لقد لزمت إسماعيل عشر سنين إلا أن أغيب. ثم جعل يحرك رأسه كأنه يتلهف، ثم قال: وكان لا ينصف في التحديث، ويحدث بالشفاعات.) قال المؤلف: لا ينبغي إلا تعظيم ابن علية، فقد كانت منه هفوة ثم تاب منها. فكان ماذا مات ابن علية في ذي القعدة سنة ثلاث وتسعين. وحديثه بعلو درجتين في الغيلانيات.
4 (إسماعيل بن إبراهيم الكرابيسي البصري ق.)
صاحب القوهي. عن: ابن عون، وسليم القاص. وعنه: محمد بن عبد الله بن حفص الأنصاري، وحفص بن عمرو الربالي، ومثنى بن معاذ. توفي سنة أربع وتسعين. وثقه حد.

(13/103)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 104
4 (إسماعيل بن إبراهيم، أبو يحيى التيمي الكوفي الأحول ت. ن.)
عن: عطاء بن السائب، والأعمش، ومخارق الأحمسي، ومطر، وطائفة. وعنه: أبو سعيد الأشج، وأبو كريب، ومحمد بن عبيد المحاربي، وآخرون. ضعفه ن، وغيره. وقال ابن نمير: ضعيف جداً.
4 (إسماعيل بن حكيم.)
صاحب الزيادي. بصري. روى عن: محمد بن المنكدر، والفضل بن عيسى الرقاشي، والجريري، وجماعة.

(13/104)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 105
وعنه: عقبة بن مكرم، وأزهر بن جميل، وعبد الرحمن بن عمر رستة. كذا ذكره ابن أبي حاتم ولم يضعفه.
4 (إسماعيل بن زياد ت.)
أو ابن زياد السكوني قاضي الموصل.

(13/105)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 106

(13/106)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 107
عن: ثور بن يزيد، وابن جريج، والثوري، وشعبة. وعنه: مسعود بن جويرية، ونائل بن نجيح، ومحمد بن الحسين البرجلاني، وآخرون. قال ابن عدي: منكر الحديث. وقال ابن حبان: لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل القدح فيه.)
4 (إسماعيل بن قيس بن سعد بن زيد بن ثابت، أبو مصعب الأنصاري نافلة كاتب الوحي رضي)
الله عنه.

(13/107)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 108
روى عن: أبيه، وأبي حازم الأعرج. وعنه: إبراهيم بن حمزة الزبيري، وأبو بكر عبد الرحمن بن شيبة الحزامي. قال أبو حاتم: مدني ضعيف الحديث. وقال غيره: إنه عمر إحدى وتسعين سنة.
4 (إسماعيل بن محمد بن جحادة الكوفي العطار الضرير.)
عن: أبيه، وداوود بن أبي هند، وأبي مالك الأشجعي، وغيرهم. وعنه: الأشج، وسفيان بن وكيع، ونصر الجهضمي، وأحمد بن بديل، وجماعة. قال أبو حاتم: صدوق.
4 (إسماعيل بن يحيى بن عبيد الله التيمي البكري الكوفي.)

(13/108)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 109
أبو علي. عن: إسماعيل بن أبي خالد، وأبي حنيفة، وغريهما. وعنه: محمد بن حرب النسائي، وسعدان بن نصر. قال صالح جزرة وغيره: كان يضع الحديث. وقال ابن حبان: لا تحل الرواية عنه، ولا الاحتجاج به بحال. وقال: يروي عن مسعر، وفطر بن خليفة أيضاً.
4 (أشجع بن عمرو السلمي.)
الشاعر، بصري.

(13/109)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 110
له نظم بديع، مدح الرشيد وغيره وكان جعفر البرمكي يجري عليه في الجمعة مائة دينار.
4 (أشعث بن عبد الرحمن بن زبيد اليامي الكوفي ت.)
عن: مجالد، وعبيد الله بن عمر. وعنه: أحمد بن منيع، وأبو سعيد الأشج، والحسن بن عرفة. قال أبو زرعة: ليس بالقوي. وقال أبو حاتم: محله الصدق.)
4 (أشعث بن عبد الله الخراساني السجستاني د.)
نزيل البصرة. عن: إسماعيل بن أبي خالد، وعوف، وشعبة. وعنه: محمد بن أبي بكر المقدمي، ومحمد بن عمر المقدمي،

(13/110)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 111
ونصر بن علي الجهضمي، والفلاس. وثقه أبو داوود. روى له حديثاً.
4 (أشعث بن شعبة د.)
أبو أحمد المصيصي. أصله خراساني، سكن الثغر. روى عن: إبراهيم بن أدهم، وأرطأة بن المنذر، والمنهال بن خليفة، وورقاء بن عمر. وعنه: محمد بن عيسى بن الطباع، والمسيب بن وضاح، وأبو الطاهر ابن السرح، ويعقوب بن كعب الأنطاكي. قال أبو زرعة: لين. وذكره ابن حبان في الثقات. أمية بن خالد القيسي م. د. ن.

(13/111)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 112
أبو عبد الله، أخو هدبة. بصري، ثبت. روى عن: شعبة، والثوري، وأب الجارية العبدي، وطائفة. وعنه: أبو حفص الفلاس، وبندار، ومحمد بن مثنى، وطبقتهم. وثقه أبو حاتم. مات في آخر سنة مائتين على الصحيح. قال الأثرم: سمعت أبا عبد الله يسأل عن أمية بن خالد فلم أره يحمده في الحديث وقال: إنما كان يحدث من حفظه ولا يخرج. أنس بن عياض الليثي ع.

(13/112)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 113
أبو ضمرة المدني، بقية المسندين الثقات.) ولد سنة أربع ومائة. وروى عن: شريك بن أبي نمر، وسهيل بن أبي صالح، وهشام بن عروة، وأبي خازم الأعرج، وربيعة الرأي، وصفوان بن سليم، وطبقتهم من صغار التابعين. وعنه: أحمد بن حنبل، وابن المديني، وأحمد بن صالح، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وخلق كثير. وروى عنه من أقرانه بقية بن الوليد. قال أبو زرعة، والنسائي: لا بأس به. وقال يونس بن عبد الأعلى: ما رأيت أحداً أحسن خلقاً من أبي ضمرة، ولا أسمح بعلمه منه. قال لنا: والله لو تهيأ لي أن أحدثكم بكل ما عندي في مجلس لفعلت. قلت: مات سنة مائتين، وله ست وتسعون سنة.
4 (أوس بن عبد الله بن بريدة بن الحصيب الأسلمي المروزي.)

(13/113)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 114
روى عن: أخيه سهيل، والحسين بن واقد. ولم يدرك أباه، لعله مات وأوس حمل. روى عنه: سليمان بن عبيد الله، ومحمد بن مقاتل، والحسين بن حريث المروزيون. قال أبو حاتم: سألنا المراوزة عنه فعرفوه وقالوا: تقادم موته.
4 (أوس بن عبد الله السلولي البصري.)
عن: بريد بن أبي مريم. وعنه: مسلم بن إبراهيم، ومعلى بن أسد، ومسدد، وغيرهم. وهو قديم الوفاة.
4 (أيوب بن تميم، أبو سليمان التميمي الدمشقي.)
مقريء أهل الشام. قرأ على: يحيى الذماري، وأبي عبد الملك الذماري. تلا عليه: ابن ذكوان، والوليد بن عتبة.

(13/114)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 115
وحمل عنه الحروف: أبو مسهر، وهشام بن عمار. وقد روى الحديث عن: الأوزاعي، وعثمان بن أبي العاتكة، وغيرهما. حدث عنه: هشام، ودحيم، وآخرون.) وهو ثقة، في الحديث والقراءة. مات بعد التسعين ومائة.
4 (أيوب بن حسان الجرشي الدمشقي.)
أبو حسان. عن: هشام بن عروة، ويونس بن يزيد، والأوزاعي، وثور بن يزيد، وطائفة. وعنه: هشام بن عمار، ودحيم، وسليمان الشرحبيلي. قال أبو حاتم: صالح الحديث. وقال أبو زرعة الدمشقي: مقارب.
4 (أيوب بن المتوكل البصري الصيدلاني.)

(13/115)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 116
المقريء الامام. سمع: فضيل بن سليمان، وطبقته. وتلا على: الكسائي، وعلى: سلام الطويل، وحسين الجعفي. واختار لنفسه مقرءاً. روى عنه: علي بن المديني، ويحيى بن معين، ومحمد بن يحيى القطعي. وأجل من تلا عليه القطعي. قال ابن المديني: نا أيوب بن المتوكل، عن عبد الرحمن بن مهدي قال: لا يكون إماماً من أخذ بالشاذ من العلم، ولا من روى عن كل أحد، ولا من روى كل ما سمع. ويقال: إن يعقوب الحضرمي وقف على قبر أيوب لما دفن، وقال: يرحمك الله يا أيوب، ما تركت خلفاً أعلم بكتاب الله منك. وعن أيوب قال: ما غلبت يعقوب إلا بالأثر. وقال إسحاق بن إبراهيم الشهيدي: دخلت الكوفة فأتيت ابن إدريس الأودي، فأول ما سألني عن أيوب، ما فعل أيوب قلت: بخير، قال: يقريء قلت: نعم قال: ذاك أقرأ الناس. وقال أحمد بن سنان القطان: سمعت أيوب بن المتوكل يقول: قرأت على يحيى القطان، وطلب مني كتاب الحروف، فسمعه منه. قال أبو حاتم السجستاني: أيوب بن المتوكل من أقرأ القراء وأرواهم للأثار في القرآن.)

(13/116)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 117
قلت: وثقه ابن المديني. ومات سنة مائتين كهلاً.
4 (أيوب بن واصل البصري.)
سمع: ابن عون. وعنه: إبراهيم بن المنذر، وعبد الله بن محمد المسندي، ومحمد بن أسد الخشني، وجماعة. وهو قليل الحديث. قال أبو حاتم: يكتب حديثه.
4 (أيوب بن واقد الكوفي ت.)
أبو الحسن، ويقال أبو سهل. سكن البصرة وحدث عن: هشام بن عروة، ومحمد بن عمرو، وعثمان بن حكيم.

(13/117)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 118
وعنه: بشر بن معاذ، ومحمد بن أبي بكر المقدمي، وداهر بن نوح، وجماعة. قال أحمد: ضعيف الحديث. وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه.

(13/118)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 119
4 (حرف الباء)

4 (بشار بن قيراط.)
أبو نعيم النيسابوري نزيل الري. وهو أخو حماد بن قيراط. روى عن: هشام بن حسان، وابن جريج، وبكر بن معروف، والثوري، وجعفر بن محمد، وشعبة، وطبقتهم. وعنه: عبد الله بن الوليد بن مهران، وعمرو بن رافع القزويني، ونوح بن أنس. قال أبو حاتم: لا يحتج به. وقال أبو زرعة: يكذب، وأخوه حماد صدوق. وقال ابن عدي: هو إلى الضعف أقرب.
4 (بزيع بن حسان.)

(13/119)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 120
أبو الخليل البصري الخصاف. عن: الأعمش، وهشام بن عروة، وثابت البناني.) وعنه: عبد الرحمن بن المبارك، وأزهر بن جميل، ومحمد بن بكار، ويحيى بن سعيد العطار، ومحمد بن صدران. وهو متروك، اتهمه ابن حيان، وغيره، أتى بعجائب لا تحتمل.
4 (بشر بن إبراهيم الأنصاري المفلوج.)
عن: ثور بن يزيد، والأوزاعي، وأبي مرة الرقاشي، ومبارك بن فضالة. وعنه: داهر بن نوح، وعبد الله بن يوسف الجبيري، ويوسف بن بحر، ومحمد بن عبد الله بن بزيع، وجماعة. ضعفه أبو حاتم، وغيره،

(13/120)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 121
وقال ابن عدي: هو عندي ممن يضع الحديث.
4 (بشر بن الحسن ن.)
أبو مالك البصري، أخو حسين بن الحسن. عن: ابن عون، وأشعث بن سوار، وابن جريج. وعنه: عمر بن شعبة، وهارون الحمال، وعثمان بن أبي صفوان، ومحمد بن عبد الله المخرمي. قال هارون الحمال: ثقة ثقة. وقيل: كان يحافظ على الصف الأول خمسين سنة بجامع البصرة.
4 (بشر بن السري ع.)

(13/121)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 122
أبو عمرو البصري الواعظ العابد الملقب بالأفوه. نزيل مكة، سمع: مسعراً، والثوري، وزائدة، ومالكاً، وحماد بن سلمة، وطائفة. وعنه: أحمد بن حنبل، وابن المديني، والفلاس. قال أحمد بن حنبل: كان متقناً للحديث عجباً. وقال أبو حاتم: ثبت صالح. وقال يحيى بن معين: ثقة. وقال ابن عدي: يقع في حديثه ما ينكر، وهو في نفسه لا بأس به. وقال العقيلي: هو في الحديث مستقيم.) حدثنا أحمد الأبار، نا عوام قال: قال الحميدي: كان بشر بن السري جهمياً، لا يحل أن يكتب حديثه. قلت: قد صح رجوعه عن التجهم. حدثنا جعفر الفريابي، ثنا أحمد بن محمد المقدمي، ثنا سليمان بن حرب قال: سأل بشر بن السري حماد بن زيد فقال: الحديث الذي جاء أن الله ينزل إلى سماء الدنيا يتجول من مكان إلى مكان فسكت حماد ثم قال:

(13/122)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 123
هو في مكانه يقرب من خلقه كيف شاء. قلت: كان من حماد أن يزجر السائل ويقول: الله ورسوله أعلم، فإن الخوض في هذا لا ينبغي، بل تمر الأحاديث كما جاءت ولا يعترض عليها. وقال: حدثنا عبد الله بن أحمد: سمعت أبي يقول: بشر بن السري تكلم بمكة بشيء، فوثب عليه ابن الحارث بن عمير، يعني حمزة فلقد ذل بمكة حتى جاء فجلس إلينا مما أصابه من الذل. قال عبد الله: يعني تكلم في القرآن. ثم قال: سمعت أبي يقول: كان الثوري يستقله. قلت: لم قال: سأله عن شيء، يعني عن أطفال المشركين، فقال له سفيان: ما أنت وذا يا صبي قلت: مات في سنة خمس وتسعين ومائة، أو سنة ست.
4 (بشر بن سلم بن المسيب البجلي.)
كوفي، روى عن: إسماعيل بن خالد، ومسعر. وعنه: ابنه الحسن، وأحمد بن إبراهيم الدورقي. قال أحمد بن حنبل: قد رأيته ولم أسمع منه.
4 (بشر بن عبد الله بن عمر بن عبد العزيز بن مروان الأموي.)
روى عن: عمه عبد العزيز بن عمر. وعنه: محمد بن معاوية الأنماطي، ويحيى بن معين.

(13/123)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 124
وقال يحيى: لا بأس به.
4 (بقية بن الوليد بن صائد م. أ.)
الحافظ، أبو يحمد الكلاعي الحميري الميتمي الحمصي. أحد أعلام الحديث.

(13/124)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 125
روى عن: محمد بن زياد الألهاني، وبحير بن سعد، وثور بن يزيد، وعبد الله بن عمر،) والزبيدي، والأوزاعي، وابن جريج، وصفوان بن عمرو، ويونس بن يزيد، وخلق لا يحصون، تسعة أعشارهم عامة مجهولون. وعنه: من شيوخه: الأوزاعي، وشعبة. ومن أقرانه: ابن المبارك، والوليد بن مسلم، وإسماعيل بن عياش، وطائفة. وأبو مسهر، وحيوة بن شريح، وهشام بن عمار، ومحمد بن مصفى، وداوود بن رشيد، وكثير بن عبيد، وعمرو بن عفان، وأبو عتبة أحمد بن الفرج الحجازي، وخلق، فالحجازي آخرهم موتاً. قال يحيى بن معين، وأبو زرعة، وغيرها: إذا روى عن ثقة فهو ثقة حجة. وقال ابن المبارك: أعياني بقية، يسمي الكنى ويكني الأسامي. وقال أبو حاتم: سألت أبا مسهر عن حديث لبقية فقال:
(احذر حديث بقية .......... وكن منها على تقيه)
فإنها غير نقيه وقال النسائي: إذا قال: ثنا وحدثنا فهو ثقة، وإن قال: عن، فلا.

(13/125)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 126
أخبرنا أحمد بن هبة الله، عن القاسم الصفار، أنا هبة الرحمن القشيري، أنا عبد الحميد البحتري، نا عبد الملك بن الحسن، نا أبو عوانة، ثنا عطية بن بقية، وسعيد بن عمرو السكوني، وأبو عتبة قالوا: ثنا بقية، نا الزبيدي، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من دعي إلى عرس أو نحوه فليجب. خرجه مسلم، عن إسحاق، عن عيسى بن المنذر، عن بقية، وليس له في الصحيح عن بقية سواه. قال يزيد بن عبد ربه: سمعت بقية يقول: ولدت سنة عشر ومائة. قال ابن معين: كان شعبة مبجلاً لبقية حيث قدم عليه. وقال حيوة بن شريح: سمعت بقية يقول: لما قرأت على شعبة نسخة بحير بن سعد، قال لي: يا أبا يحمد، لو لم أسمع هذا منك لطرت. وقال زكريا بن عدي: قال لنا أبو إسحاق الفزاري: خذوا عن بقية ما حدث عن الثقات، ولا تأخذوا عن إسماعيل بن عياش ما حدث عن الثقات وغير الثقات. إبراهيم بن موسى الفراء، عن رباح، عن ابن المبارك، قال: إذا اجتمع بقية وإسماعيل بن) عياش فبقية أحب إلي. ورواه سفيان بن عبد الملك، عن ابن المبارك، وقال: كان صدوق اللسان، ولكن يأخذ عمن أقبل وأدبر.

(13/126)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 127
وعن ابن المبارك: نعم الرجل بقية، لولا أنه كيني الأسامي ويسمي الكنى. كان دهراً يحدثنا عن أبي سعيد الوحاظي فنظرنا فإذا هو عبد القدوس. وقال أحمد بن حنبل: بقية أحب إلي من إسماعيل، وإذا حدث عن المجهولين فلا تقبلوه. وقال أحمد، روى بقية عن عبيد الله مناكير. عثمان الدارمي، عن ابن معين: بقية ثقة. قلت له: هو أحب إليك أو محمد بن حرب فقال: ثقة وثقة. وقال أحمد العجلي، ويعقوب بن شيبة: بقية ثقة عن المعروفين. وقال أبو إسحاق الجوزجاني: رحم اله بقية، ما كان يبالي إذا وجد خرافة عمن يأخذه. فإذا حدث عن الثقات فلا بأس. قلت: شرط أن يصرح بالإخبار ولا يقول: عن فلان. فإنه قد دلس عن ابن جريج، وعن الأوزاعي بطامات. وقال ابن عدي: ولبقية حديث صالح، وفي بعض رواياته يخالف الثقات. وإذا روى عن أهل الشام فهو ثبت، وإذا روى عن غيرهم خلط كإسماعيل بن عياش. وقال أحمد بن الحسن الترمذي، عن أحمد بن حنبل: لبقية مناكير عن الثقات.

(13/127)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 128
وقال حجاج بن الشاعر: سئل ابن عيينة عن حديث من هذه الملح، فقال: أبو العجب: أنا، أبقية بن الوليد أنا. وقال ابن خزيمة: لا أحتج ببقية. قلت: وكان في بقية دعابة وحسن خلق. قال أبو التقي اليزني: سمعت بقية ما يقول: ما أرحمني ليوم الثلاثاء ما يصومه أحد. وقال بركة بن محمد الحلبي: كنا عند بقية في غرفة، فسمع الناس يقولون: لا لا، فأخرج رأسه من الطاقة وجعل يصيح معهم: لا لا فقلنا: يا أبا يحمد، سبحان الله أنت إمام يقتدى بك. قال: أسكت هذه سنة بلدنا.) وعن قثم بن أبي قتادة قال: سمعت من يسأل بقية: كيف يقال للعروس إذا دخلت على زوجها قال: ما زلنا نسمع عجائز الحي يقلن: ادخلي رجلك اليمنى على المال والبنين. وقال عطية بن بقية: قال أبي: دخلت على الرشيد، فقال لي: يا بقية إني لأحبك فقلت: ولأهل بلدي قال: لا، إنهم جند سوء، لهم كذا وكذا غدرة. ثم قال: حدثني، فقلت: ثنا محمد بن زياد الألهاني، عن أبي أمامة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا سابق العرب إلى الجنة، وسلمان سابق الفرس، وصهيب سابق الروم، وبلال سابق الحبشة.

(13/128)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 129
وحدثني محمد بن زياد، عن أبي أمامة مرفوعاً: وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفاً، مع كل ألف سبعين ألفاً، وثلاث حثيات من حثيات ربي. قال: فامتلأ من ذلك فرحاً وقال: يا غلام ناولني الدواة. وكان القيم بأمره الفضل بن الربيع ومرتبته بعيدة، فناداني وقال: يا بقية ناول أمير المؤمنين الدواة بجانبك. قلت: ناوله أنت يا هامان. فقال: سمعت ما قال لي يا أمير المؤمنين قال: اسكت، فما كنت عنده هامان حتى أكون عنده فرعون. قال يعقوب الفسوي: بقية يذكر بحفظ، إلا أنه يشتهي الملح والطرائف فيروي عن الضعفاء. وروى عبد الرحمن بن الحكم بن بشير، عن وكيع قال: ما سمعت أحداً أجرأ على أن يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، من بقية. قلت: قد خرج له مسلم حديثاً توبع فيه، واستشهد به البخاري، وله نسخة عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس منها: تربوا الكتاب. ومنها: من أدمن على حاجبه المشط عوفي من الوباء.

(13/129)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 130
ومنها: إذا جامع أحدكم زوجته فلا ينظر إلى فرجها، فإنه يورث العمى. قال ابن جبان: وهذه النسخة كلها موضوعة. يشبه أن يكون بقية سمعها من إنسان ضعيف، عن ابن جريج، فدلس عنه. وقال أبو حاتم: لا يحتج ببقية. قال يزيد بن عبد ربه، وأحمد، وأبو عبيد، وخليفة، وابن مصفى، وابن سعد: توفي سنة سبع وتسعين ومائة.) وقال الوليد بن عتبة: سنة ست، وقيل: سنة ثمان.
4 (بكار بن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام الأسدي.)
الأمير أبو بكر، ولي المدينة للرشيد اثنتي عشرة سنة وأشهراً. وكان به معجباً وعنده وجيهاً. أخرج على يديه أعطية جليلة ضخمة

(13/130)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 131
لأهل المدينة في ثلاث مرات، مجموع ذلك ألف ألف دينار ومائتا ألف دينار. وكان يكتب إليه: من عبد الله هارون، إلى أبي بكر بن عبد الله. ذكر هذا ولده الزبير بن بكار. ثم قال: وكن جواداً ممدحاً. قوي الولاية، متفقداً لمصالح العوام، شديداً على المبتدعة. أمنت أعمال المدينة في أيامه. مات سنة خمس وتسعين ومائة. وقد طول الزبير ترجمة أبيه وبالغ فيه.
4 (بكار بن عبد الله بن عبيدة الربذي.)
عن: عمه موسى بن عبيدة. وعنه: أبو جعفر بن نفيل، ومحمد بن مهران الحمال، وحفص بن عمر الجندي، وأبو حصين الرازي. ذكره ابن أبي حاتم.

(13/131)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 132

(13/132)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 133
4 (بكر بن سليمان.)
أبو يحيى البصري. عن: ابن إسحاق، وغيره. وعنه: خليفة بن خياط، وشهاب بن معمر، ومحمد بن عباد الهذلي. قال البخاري: معروف. وقال أبو حاتم: مجهول.
4 (بكر بن سليم الصواف الطائفي ثم المدني ق.)
عن: زيد بن أسلم، وربيعة بن أبي عبد الرحمن، وأبي طوالة، وسهيل، وابن المنكدر، وأبي صخر حميد بن زياد.

(13/133)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 134
وعنه: إسحاق الخطمي، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وأبو الطاهر أحمد بن السرح، وآخرون.) وعمر دهراً. قال أبو حاتم: يكتب حديثه. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال ابن عدي: ضعيف ينفرد بما لا يتابع عليه.
4 (بكر بن الشرود.)
وهو بكر بن عبد الله بن الشرود الصنعاني. عن: معمر، وسفيان الثوري، ومالك، وعبد الله بن عمر العمري، ويحيى بن مالك بن أنس، وغيرهم. وعنه: محمد بن السري العسقلاني، وميمون بن الحكم، ومحمد بن يحيى بن جميل، وآخرون. قال ابن معين: ليس بشيء. وقال النسائي، وغيره: ضعيف.

(13/134)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 135
وقال ابن حبان: يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل.
4 (بكر بن يزيد الحمصي الطويل.)
سكن بغداد، وحدث عن: عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وأبي بكر بن أبي مريم. وعنه: علي بن المديني، وأحمد بن حنبل، وأبو سعيد الأشج. صالح الحديث.
4 (بكر بن النطاح.)
أبو وائل الحنفي البصري. شاعر بديع القول، مدح الرشيد، وغيره.

(13/135)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 136
ولما توفي رثاه أبو العتاهية بأبيات.
4 (بكر بن يونس بن بكير بن واصل الشيباني الكوفي ت. ق.)
عن: موسى بن علي بن رباح، وعبد الله بن لهيعة. وعنه: أبو كريب، وعبيد بن يعيش. قال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه.
4 (بهز بن أسد ع.)
)

(13/136)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 137
أبو الأسود العمي البصري، أخو معلى بن أسد. ثقة مشهور. يروي عن: شعبة، ويزيد بن إبراهيم التستري، وأبي بكر بن النسائي. وعنه: أحمد بن حنبل، وبندار، وأحمد بن سنان، وعبد الرحمن بن هاشم الطوسي، وعبد الرحمن بن بشر العبدي، وآخرون. قال عبد الرحمن بن بشر: ما رأيت رجلاً خيراً منه. يقال: مات سنة سبع وتسعين ومائة.

(13/137)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 138
4 (حرف التاء)

4 (تليد بن سليمان المحاربي الكوفي ت.)
عن: أبي الجحاف داوود، وعبد الملك بن عمير، وعطاء بن السائب، وجماعة. وعنه: أحمد بن حنبل، وإسحاق بن موسى، وابن نمير، وأبو سعيد الأشج. قال أحمد بن حنبل: كان مذهبه التشيع، ولم نر به بأساً. وقال داوود وغيره: رافضي خبيث. وقال يحيى بن معين: قعد مع مولى لعثمان رضي الله عنه، فتذاكروا

(13/138)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 139
أمر عثمان، فتناوله تليد، فقام إليه المولى فرماه من أعلى سطح، فانكسرت رجله، فكان يمشي على عصا. وكان مقيماً ببغداد. سمعت منه وليس بشيء. وكذا ضعفه ابن عدي. وكذبه الجوزجاني.

(13/139)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 140
4 (حرف الجيم)

4 (الجراج بن مليح ن. ت.)
أبو عبد الرحمن البهراني الحمصي. عن: الزبيدي، وحجاد بن أرطأة، وبكر بن زرعة، وغيرهم. وعنه: الحسن بن خمير الحرازي، وهشام بن عمار، وسليمان ابن بنت شرحبيل، وموسى بن أيوب النصيبي، وغيرهم. قال أبو حاتم: صالح الحديث.) وقال ابن معين: لا أعرفه.

(13/140)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 141
وقواه النسائي.

(13/141)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 142
4 (حرف الحاء)

4 (الحارث بن مرة بن مجاعة الحنفي اليماني د.)
أبو مرة. قدم بغداد، وحدث عن: كليب بن منفعة، ويزيد الرقاشي، وجماعة فيهم نكارة وجهالة. وعنه: ابن المديني، وأحمد، ونصر بن علي، ويعقوب الدورقي، ويحيى بن أكثم، وآخرون. قال ابن معين: ليس به بأس. قلت: روى له أبو داوود حديثاً عن كليب، عن جده.

(13/142)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 143
4 (الحارث بن عبيدة.)
أبو وهب الكلاعي الحمصي، قاضي حمص. روى عن: هشام بن عروة، ومحمد بن الوليد الزبيدي، وسعيد بن غزوان، والعلاء بن عتبة، وإسماعيل بن رافع، وغيرهم. وعنه: يزيد بن عبد ربه، وعبد الله بن عبد الجبار الخبابري، وعمرو بن عثمان، وآخرون. وقيل إنه روى عن عبد الله بن عثمان بن خثيم. وقد فرق بينه وبين صاحب ابن خثيم أبو عبد الله البخاري. وقال أبو حاتم: هما واحد.

(13/143)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 144
قال: وليس بالقوي. وقال الدارقطني: ضعيف.
4 (حجاج بن سليمان الرعيني.)
أبو الأزهر المصري. ويعرف بابن القمري.

(13/144)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 145
روى عن: حرملة بن عمران، والليث، ومالك، وابن لهيعة. وعنه: محمد بن سلمة المرادي، وغيره. قال ابن يونس: في حديثه خطأ ومناكير. توفي فجأة على حماره سنة سبع وتسعين ومائة.)
4 (حجاج بن سليمان الحضرمي المصري.)
أبو الأسود. روى أيضاً عن: الليث، ومالك، وغيرهما. وعنه: ابنه محمد.
4 (حذيفة المرعشي.)
الزاهد القدوة، صاحب سفيان الثوري. سيأتي بعد المائتين.
4 (الحسن بن حيب بن ندبة ن.)

(13/145)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 146
أبو سعد البصري. عن: زكريا بن أبي زائدة، وأبي خلدة خالد بن دينار، وهشام بن عروة، وجماعة. وعنه: يعقوب الدورقي، ومحمد بن المثنى، وعلي بن الحسين الدرهمي، وجماعة. قال أحمد: ما به بأس. قلت: توفي سنة سبع وتسعين ومائة. الحسن بن علي بن عاصم بن صهيب الواسطي. مات قبل والده، وقد أدرك التابعين. وروى عن: أيمن بن نابل، وعن الأوزاعي. روى عنه: أخوه عاصم بن علي، وأحمد بن حنبل. قال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به.

(13/146)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 147
4 (الحسن بن محمد البلخي.)
الفقيه أبو محمد، قاضي مرو. متروك الحديث. روى عن: حميد الطويل، وعوف الأعرابي، وهشام بن حسان. وعنه: وراث بن الفضل، وإبراهيم بن مهدي، وأحمد بن عبد الله الفرياناني. وغيرهم. قال ابن عدي: كل أحاديثه مناكير.
4 (الحسن بن هانيء.)
) أبو نواس، في الكنى.
4 (الحسن بن يحيى الخشني الدمشقي الغوطي البلاطي.)

(13/147)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 148
أبو عبد الملك. عن: زيد بن واقد وهشام بن عروة، وابن جريج، وعمر بن قيس، والأوزاعي، وغيرهم. وعنه: سليمان بن عبد الرحمن، وهشام بن عمار، والحكم بن موسى، وهشام بن خالد الأزرق، وآخرون. قال دحيم: لا بأس به. وقال أبو حاتم: صدوق سيء الحفظ. وقال النسائي وغيره: ليس بثقة. وقال الدارقطني: متروك. وقال ابن معين: ليس بشيء. قال الفريابي: نا سليمان بن عبد الرحمن، ثنا الحسن بن يحيى، نا بشر بن حيان قال: أقبل واثلة بن الأسقع حتى وقف علينا، ونحن نبني مسجدنا هذا، يعني مسجد البلاط، فقال، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من بنى لله مسجداً بنى الله له بيتاً في الجنة أفضل منه.

(13/148)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 149
4 (الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ق.)
أبو عبد الله العلوي الكوفي، أحد الأشراف النبلاء. روى عن: أبيه، وعن عمه أبي جعفر الباقر، وإسماعيل بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وابن جريج، وجعفر بن محمد. وعنه: أبو مصعب الزهري، ونعيم بن حماد، وإسحاق بن موسى الخطمي، وعباد بن يعقوب، وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي. قال ابن عدي: وجدت في حديثه بعض النكرة، وأرجو أنه لا بأس به. قلت: كان شيخ الطالبية في عصره.

(13/149)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 150
أحسبه عاش بضعاً وثمانين سنة.
4 (حفص بن نبيل المرهبي الهمداني د.)
روى عن: الثوري، وزائدة، وداوود الطائي.) وعنه: أبو كريب، وأحمد بن بديل، وجماعة. محله الصدق.
4 (حفص بن عبد الرحمن ن.)
الإمام أبو عمر البلخي الفقيه المشهور بالنيسابوري. أحد الأعلام. روى عن: عاصم الأحول، وداوود بن أبي هند، وابن عون، وأبي حنيفة، وابن أبي عروبة، وسفيان الثوري، وعيسى بن طهمان، وإسرائيل، وطائفة. وعنه: الحسين بن منصور، ومحمد بن رافع القشيري، وسلمة بن شبيب، ومحمد بن عقيل الخزاعي، ومحمد بن يزيد السلمي، وإبراهيم بن عبد الله السعدي، وإسحاق بن عبد الله بن رزين، وعلي بن الحسن الذهلي، وخلق. قال الحاكم: كان أبوه عبد الرحمن بن عمر بن فروخ بن فضالة البلخي

(13/150)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 151
قد ولي قضاء نيسابور في أيام قتيبة بن مسلم الباهلي الأمير، وهو في الكوفة. وحفص هذا أفقه أصحاب أبي حنيفة الخراسانية. وكان ولي القضاء ثم ندم وأقبل على العبادة. وكان ابن المبارك يزوره. وقال فيه ابن المبارك: هذا اجتمع فيه الفقه، والوقار، والورع. قال الحاكم: سكة حفص بنيسابور متسوية إليه. وكان أبو عبد الله البخاري إذا قدم نيسابور يحدث في مسجده. قلت: ثم ساق له الحاكم عدة أحاديث غرائب وأفراد. وقد احتج به النسائي. وقال أبو حاتم: مضطرب الحديث. قال إبراهيم بن حفص: مات أبي في ذي القعدة سنة تسع وتسعين ومائة.
4 (حفص بن عمر.)

(13/151)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 152
الإمام أبو عمران الرازي الواسطي، نزيل البصرة. عن: العوام بن حوشب، وقرة بن خالد، وعبد الحميد بن جعفر، وابن المبارك. وعنه: حفص الربالي، والعلاء بن سالم الطبري.) قال أبو حاتم والدارقطني: ضعيف. وقال البخاري: يتكلمون فيه. قال ابن عدي: ليس به حديث منكر المتن. ومنهم من يفرق بين الرازي وبين الواسطي، ولا فرق.
4 (حفص بن غياث بن طلق ع.)

(13/152)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 153
الإمام أبو عمر النخعي القاضي. أحد الأعلام. مولده سنة سبع عشرة ومائة. وروى عن: جده طلق بن معاوية، وعن عاصم الأحول، وليث بن ابي سليم، وهشام بن عروة، والأعمش، وداوود بن أبي هند، وأبي إسحاق الشيباني، وابن أبي خالد، وعبيد الله بن عمر، وخلق سواهم.

(13/153)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 154
وعنه: ابنه عمر بن حفص، وأحمد بن حنبل، وإسحاق، وابن المديني، والحسن بن حماد سجادة، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأخوه عثمان، وعمرو الناقد، ومحمد بن مثنى، ويعقوب الدورقي، ويحيى بن معين، والحسن بن عرفة، وأحمد العطاردي، وخلق. وقد ولي قضاء الجانب الشرقي ببغداد، ثم بعث على قضاء الكوفة بعد شريك. روى عباس، عن ابن معين: حفص أثبت من عبد الواحد بن زياد، وهو أثبت من عبد الله بن إدريس. وقال العجلي، وغيره: ثقة، مأمون، فقيه. وقال داوود بن رشيد: حفص كثير الغلط. وقال يعقوب بن شيبة: هو ثبت إذا حدث من كتابه ويتقى بعض حفظه. وقال ابن عمار: عسر في الحديث جداً. روى سعيد بن سعيد الجاري، عن طلق بن غنام قال: خرجت مع حفص بن غياث في زقاق. فأتت إمرأة حسناء. فقالت: أيها القاضي زوجني فإن أخوتي يضرون بي. فالتفت إلي فقال: يا طلق اذهب فزوجها إن كان الذي يخطبها كفؤاً، فإن كان يسكر من النبيذ أو رافضياً فلا تزوجه. فإن الذي يسكر يطلق وهو لا يدري، والرافضي فالطلاق عنده واحدة. وقيل: إن أبا يوسف القاضي قال لأصحابه: تعالوا نكتب نوادر

(13/154)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 155
حفص بن غياث في القضاء.) فلما وردت أحكامه على أبي يوسف قيل له: فأين النوادر التي زعمت قال: ويحكم، إن حفصاً أراد الله فوفقه. وقال أحمد بن زهير: نا محمد بن زيد: سمعت حفص بن غياث قال: كنا ببغداد يجيئنا أصحاب الحديث، فيقول لهم ابن إدريس: عليكم بالشعر والعربية. فقلت: ألا تتقي الله قوم يطلبون آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم تأمرهم يطلبون هذا. لئن عدت لأسوءنك. قال بشر الحافي: قال حفص بن غياث: لو رأيت أني أسر بما أنا فيه لهلكت. ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، نا أبي قال: سمعت عمر بن حفص قال: لما أحتضر أبي بكيت، فقال: ما يبكيك قلت: لفراقك ولد خولك في هذا الأمر. قال: لا تبك، فما حللت سراويلي على حرام، ولا جلس إلي خصمان فباليت من توجه له الحكم. قال حفص: مرض أبي خمسة عشر يوماً، فرد معي مائة درهم إلى العامل وقال: هذه لا حظ لي فيها، لم أحكم هذه الأيام. قال يحيى القطان: هو أوثق أصحاب الأعمش. وقال ابن معين: جميع ما حدث به حفص بن غياث ببغداد وبالكوفة إنما هو من حفظه، ولم يخرج كتاباً.

(13/155)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 156
كتبوا عنه ثلاثة آلاف أو أربعة آلاف حديث. وقال إبراهيم بن مهدي: سمعت حفصاً يقول لرجل يسأله عن مسائل القضاء: لعلك تريد أن تكون قاضياً. لأن يدخل الرجل إصبعه فيقلع عينه خير من أن يكون قاضياً. قال أبو جعفر المسندي: كان حفص بن غياث من أسخى العرب. وكان يقول: من لم يأكل طعامي لا أحدثه. وإذا كان له يوم ضيافة لا يبقى رأس في الرواسين. قال الحسن سجادة: كان يقال: ختم القضاة حفص بن غياث. وقال حفص: والله ما وليت القضاء حتى حلت لي الميتة. ومات وعليه تسعمائة درهم. قال أحمد بن حنبل: رأيت مقدم فم حفص، مضببة أسنانه بذهب. أخبرنا المؤمل البالسي إجازة: أنا الكندي، أنا القزاز، أنا أبو بكر الخطيب، أنا العشامي، أنا علي) بن عمر، أنا ابن مخلد: سمعت عبد الله بن أحمد، سمعت أبا معمر يقول: لما جيء بحفص بن غياث وابن إدريس ووكيع إلى القضاء طرى حفص خضابه حين قرب إلى بغداد، فالتفت ابن إدريس إلى وكيع: أما هذا فقد قبل. قال ابن أبي شيبة: ولي القضاء ببغداد سنتين، وولي بالكوفة ثلاث عشرة سنة. قال أبو داوود: كان عبد الرحمن بن مهدي لا يقدم بعد الكبار من

(13/156)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 157
أصحاب الأعمش غير حفص بن غياث، وقال حفص. قلت: مات في آخر سنة أربع وتسعين ومائة. وفي هذا العام أرخه أحمد بن عبد الجبار، وجماعة. قال سلم بن جنادة: سنة خمس وتسعين، وقيل سنة ست، والأول الصحيح.
4 (الحكم بن أيوب العبدي.)
مولاهم الأصبهاني الفقيه، أبو محمد، من كبار أهل بلده. روى عن: سعيد بن أبي عروبة، والثوري، زفر بن الهذيل، وإسرائيل بن يونس. روى عنه: محمد بن المغيرة، وغيره. وحفيده هو محمد بن أحمد بن الحكم الأصبهاني من مشيخة أبي الشيخ.
4 (الحكم بن بشير ت. ق.)
حدث عن: أبيه، وعمرو بن قيس الملائي، وخلاد بن عيسى الصفار. وعنه: إبراهيم بن موسى الفراء، ومحمد بن زنيج، ومحمد بن حميد، وموسى بن نصر الرازيون.

(13/157)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 158
وكان من علماء الري. قال أبو حاتم: صدوق.
4 (أبو مطيع البلخي، هو الحكم بن عبد الله الفقيه.)
صاحب كتاب الفقه الأكبر. تفقه بأبي حنيفة وروى عنه. وعن: ابن عون، وهشام بن حسان، وعبيد الله بن عمر، وعبد الرحمن بن حرملة، وأبي الأشهب جعفر العطاردي، وإبراهيم بن طهمان، والحسن بن دينار، وطبقتهم. وتفقه به أهل خراسان، وولي قضاء بلخ، وكان بصيراً بالرأي، حافظاً للمسائل.) كان ابن المبارك يعظمه ويجله. روى عنه: أحمد بن منيع، وأيوب بن الحسن الفقيه، وعقيق بن محمد، وعلي بن الحسين الذهلي، ونصر بن زياد، والخراسانيون. وقدم بغداد مرات.

(13/158)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 159
قال محمد بن الفضيل البلخي: سمعت حاتماً السقطي: سمعت ابن المبارك يقول: أبو مطيع له المنة على جميع أهل الدنيا. قلت: حاتم لا يعرف، وما اعتقد في ابن المبارك أنه يطلق مثل هذه العبارة. قال محمد بن الفضيل البلخي: وقال حاتم: قال مالك بن أنس لرجل: من أين أنت قال: من بلخ. قال: قاضيكم أبو مطيع إنه قام مقام الأنبياء. قال محمد بن الفضيل: سمعت عبد الله بن محمد العابد يقول: جاء كتاب، يعني من الخلافة، وفيه لولي العهد: وآتَيْنَاهُ الحُكْمَ صبياً ليقرأ على الناس. فسمع أبو مطيع فدخل على الوالي وقال: بلغ من خطر الدنيا أنا نكفر بسببها. وكرر هذا مراراً حتى أبكى الأمير وقال له: إني معك ولكن لا أجتريء بالكلام، فتكلم وكن مني آمناً. وكان أبو مطيع قاضياً فذهب الناس إلى الجمعة. وذهب أبو معاذ متقلداً سيفاً. وأخر يوم الجمعة، فارتقى أبو مجيع المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم أخذ لحيته وبكى وقال: يا معشر المسلمين بلغ من خطر الدنيا أن تجر إلى الكفر. من قال وآتَيْنَاهُ الحُكْمَ صَبِيّاً لغير يحيى بن زكريا فهو كافر. قال: فرج أهل المسجد بالبكاء وهر اللذان أتيا بالكتاب.

(13/159)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 160
وعن النضر بن شميل: قال أبو مطيع: نزل الإيمان والإسلام في القرآن على وجهين، وهو عندي على وجه واحد. فقلت له: ممن ترى الغلط منك، أم من الرسول عليه السلام، أو من جبريل، أو من الله تعالى فبقي باهتاً. وقد كان أبو مطيع فيما نقل الخطيب من رؤوس المرجئة. قال عبد الله بن أحمد: سألت أبي عن أبي مطيع فقال: لا ينبغي أن يروى عنه. ذكروا عنه أنه) كان يقول: الجنة والنار خلقتا وستفنيان، وهذا كلام جهم. وقال ابن معين: هو ضعيف. وقال أبو داوود: تركوا حديثه، كان جهمياً. قلت: وممن روى عنه: محمد بن القاسم البلخي، وخلاد بن أسلم الصفار، ومحمد بن يزيد السلمي. ومات سنة تسع وتسعين ومائة، وله أربع وثمانون سنة.
4 (الحكم بن عبد الله خ. م. ت. ن.)
أبو النعمان البصري.

(13/160)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 161
عن: سعيد بن أبي عروبة، وشعبة. وعنه: أحمد بن محمد البزي، ومحمد بن المنهال، ومحمد بن المثنى، وأبو قدامة السرخسي، وغيرهم. وكان ثقة من الحفاظ. مات سنة أربع وتسعين ومائة.
4 (الحكم بن مروان الكوفي.)
أبو محمد. قال الخطيب: حدث عن: كامل أبي العلاء، وأزهر بن سنان، وفرات بن السائب، وزهير بن معاوية. وعنه: أحمد بن حنبل، وعبد الله بن محمد بن أيوب المخرمي، والعباس بن الفضل، ورشيد الطبري. قال أبو حاتم: لا بأس به. وقال ابن معين: ضرير ليس به بأس.

(13/161)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 162
4 (حماد بن خالد الخياط المدني م. ع.)
عن: ابن أبي ذئب، ومعاوية بن صالح، وأفلح بن حميد. وعنه: ابن معين، وأحمد بن حنبل، والحسن الزعفراني، وإسحاق بن بهلول. وكان أمياً، لا يكتب، بل كان يتحفظ. وهو صدوق.) قال أحمد: كان حافظاً.
4 (حماد بن دليل المدائني د.)

(13/162)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 163
قاضي المدائن. نزل مكة وترك القضاء وصار يتجر. روى عن: أبي حنيفة، والحسن بن عمارة، وسفيان الثوري. وعنه: الحميدي، وأسد بن موسى، وأحمد بن أبي الحواري. وثقه يحيى بن معين.
4 (حماد بن واقد الصفار ت.)
شيخ بصري. عن: ثابت البناني، وابن التياح، وأبان بن أبي عياش، وعبد العزيز بن صهيب. وعنه: أحمد بن المقدام، وبشر بن معاذ، وعمر بن شبه، وحفص الربالي، وعبد الرحمن بن عمر رستة، ومحمد بن عبد الله الأرزي، وابنه فطر بن حماد الصفار. قال البخاري: منكر الحديث. وقال يحيى بن معين: ضعيف.

(13/163)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 164
4 (حميد بن حماد بن خوار د.)
ويقال: ابن أبي الخوار، أبو الجهم الكوفي. عن: حماد بن أبي سليمان الفقيه، وسماك بن حرب، والأعمش، وجماعة. وعنه: زيد بن الحباب، وأبو كريب، ومحمد بن معمر البحراني، ومحمود بن غيلان. ضعفه أبو داوود. وقال أبو حاتم: يكتب حديثه.
4 (حنان بن سدير الصيرفي.)
عن: جعفر بن محمد، وأمي الصيرفي، وعمرو بن قيس الملآئي، ومحمد بن طلحة بن مصرف.

(13/164)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 165
وعنه: العلاء بن عمرو الحنفي، وعلي بن محمد الطنافسي، ومحمد بن ثواب الهباري، وعيسى بن سعيد الرازي، ومحمد بن الجنيد العابد.) وثقه ابن حبان.

(13/165)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 166
4 (حرف الخاء)

4 (خالد بن حيان الرقي ن.)
أبو يزيد الكندي مولاهم الخراز. مهمل الأوسط. عن: سالم بن أبي المهاجر، وعلي بن عروة الدمشقي، وجعفر بن برقان. وعنه: أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وأبو كريب، وابن عرفة. قال النسائي: ليس به بأس. مات بالرقة في ذي القعدة سنة إحدى وتسعين. وقال أحمد: لم يكن به بأس. كتبت عنه غرائب. ووثقه ابن معين.

(13/166)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 167
وأما الفلاس فقال: ضعيف.
4 (خالد بن سليمان.)
أبو معاذ البلخي، فقيه أهل بلخ. مات سنة تسع وتسعين ومائة. كذا وجدته.
4 (خالد بن عمرو القرشي الأموي الكوفي.)
أبو سعيد. أحد المتروكين.

(13/167)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 168
عن: هشام الدستوائي، وسفيان الثوري. وعنه: يوسف بن عدي، وأبو عبيد القاسم. قال أحمد: متروك الحديث. وقال صالح جزرة: كان يضع الحديث. وقال ابن معين: ليس بشيء. وقال البخاري: منكر الحديث. وهو مذكور أيضاً بعد المائتين.
4 (خالد بن يزيد العتكي.)

(13/168)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 169

(13/169)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 170
أبو يزيد البصري اللؤلؤي.) عن: أبي جعفر الرازي، وورقاء اليشكري. وعنه: أبو حفص الفلاس، ونصر الجهضمي. قال أبو زرعة: ليس به بأس.
4 (خلف بن أيوب العامري البلخي ت.)
أبو سعيد. من علماء أهل بلخ. روى عن: عوف الأعرابي، ومعمر بن راشد، وإسرائيل، وقيس بن الربيع. وعنه: أحمد بن حنبل، وزكريا بن يحيى اللؤلؤي، وأبو كريب، ومحمد بن مقاتل المروزي، وطائفة. ذكره ابن حبان في الثقات وقال: كان مرجئاً غالياً يبغض من ينتحل السنن.

(13/170)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 171
وقال ابن معين: ضعيف. قلت: هو معاد في طبقة مكي بن إبراهيم البلخي. والذي تحر لي أنه يحول من هناك ومن هنا فيقرر في طبقة الشافعي رحمه الله.
4 (الخليل بن أحمد بن بشر بن المستنير السلمي البصري.)
قليل الرؤية. سمع: المستنير بن أخضر بن معاوية بن قرة. وعنه: محمد بن أبي سمينة، وإبراهيم بن محمد بن عرعرة، والعباس العنبري، وعبد الله بن محمد الجعفي. وثقه ابن حبان.

(13/171)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 172
4 (خيران بن العلاء الكيساني الأصم.)
عن: الأوزاعي، وحماد بن سلمة. وعنه: عبد العزيز الأويسي، وعلي بن حجر، وأحمد بن عيسى التستري. سكن مصر وروى اليسير.

(13/172)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 173
4 (حرف الراء)

4 (ربعي بن إبراهيم الأسدي.)
أبو الحسن البصري، أخو الإمام إسماعيل بن علية لأبويه.) عن: داوود بن أبي هند، وسعيد بن مسروق، ويونس بن عبيد، وعوف الأعرابي. وعنه: أحمد بن حنبل، وأحمد بن إبراهيم الدورقي، ومحمد بن المثنى، وعبد الرحمن بن بشر النيسابوري، والحسن الزعفراني، وآخرون. وحدث عنه من القدماء عبد الرحمن بن مهدي. وقال: كنا نعده من بقايا شيوخنا. وقال أحمد الدورقي: كان يفضل على أخيه إسماعيل.

(13/173)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 174
وقال يحيى بن معين: ثقة مأمون. أخبرنا إسماعيل بن الفراء وغيره قالوا: أنا الحسن بن يحيى الكاتب، أنا ابن رفاعة، أنا الخلعي، أنا عبد الرحمن بن عمر، أنا أحمد بن محمد بن الأعرابي، ثنا الحسن بن محمد بن الصباح، نا ربعي بن علبة، عن داوود بن أبي هند، عن عامر، عن النعمان بن بشير قال: جاء بي أبي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله اشهد أني قد نحلت النعمان من مالي كذا وكذا. قال: كل بنيك نحلت مثل الذي نحلت النعمان قال: لا. قال: فأشهد على هذا غيري، أليس يسرك أن يكونوا إليك في البر سواء قال: بلى قال: فلا إذاً. هذا حديث مخرج في الصحاح، من طريق حصين، وداوود بن أبي هند، وجماعة، عن عامر الشعبي. مات ربعي سنة سبع وتسعين ومائة.
4 (ريحان بن سعيد بن المثنى الشامي.)

(13/174)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 175
شيخ بصري. عن: عباد بن منصور. وعنه: أبو خيثمة، وأبو بكر بن أبي شيبة، وإبراهيم بن سعيد الجوهري. قال يحيى بن معين: ما أرى به بأساً.

(13/175)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 176
4 (حرف الزاي)

4 (زاجر بن الصلت الطاحي النمري.)
عن: الحارث بن مالك، وجماعة. وعنه: أبو حفص الفلاس، ومحمد بن مهران الجمال، وعثمن بن أبي شيبة، ومحمد بن مرزوق) الباهلي. قال أبو زرعة: لا بأس به.
4 (زياد بن الحسن بن الفرات التميمي الكوفي القزاز ت.)
روى عن: جده فرات القزاز، وأبان بن تغلب، ومسعر. وعنه: أبو سعيد الأشج، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وعبد الله بن براد

(13/176)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 177
الأشعري، وجماعة. ذكره ابن حبان في الثقات.
4 (زياد بن عبد الرحمن بن زياد بن عبد الرحمن بن زهير بن ناشرة.)
الفقيه الأندلسي شبطون اللخمي، عالم الأندلس، وتلميذ مالك. كان أول من أدخل مذهب مالك إلى الجزيرة الأندلسية. وقبل ذلك كانوا يتفقهون للأوزاعي، وغيره. قال ابن القاسم الفقيه: سمعت زياداً فقيه الأندلس يسأل مالكاً. قلت: وعليه تفقه يحيى بن يحيى الليثي قبل أن يرحل. وسمع زياداً من معاوية بن صالح وتزوج بابنته، وحدث عنه، وعن: مالك، والليث، وسليمان بن بلال، ويحيى بن أيوب، وموسى بن علي بن رباح، وأبي معشر السندي، وطبقتهم. وكان أحد النساك الورعين. أراده هشام صاحب الأندلس على القضاء فأبى وهرب. وكان هشام يكرمه ويحترمه ويسأله. قال: عبد الملك بن حبيب: كنا جلوساً عند زياد، إذ جاء كتاب من

(13/177)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 178
بعض الملوك، فكتب فيه وختمه، فذهب به الرسول. فقال لنا زياد: أتدرون عما يسأل هذا سأل عن كفتي الميزان، أمن ذهب هي أم من فضة فكتبت إليه هذا الحديث: ثنا مالك، عن الزهري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من حسن إسلام المرء تكره ما لا يعنيه. وكان الأمير هشام يقول: صحبت الناس وبلوتهم، فما رأيت رجلاً يسر الزهد أكثر مما يظهر إلا زياد بن عبد الرحمن. قال ابن يونس: كنية زياد أبو عبد الله. توفي سنة ثلاث وتسعين ومائة.) قال: وقيل مات سنة تسع وتسعين ومائة.
4 (زيد بن الحسن القرشي الكوفي ت.)
أبو الحسين صاحب الأنماط.

(13/178)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 179
روى: عن جعفر بن محمد، وعلي بن المبارك الهنائي، ومعروف بن خربوذ. وعنه: علي بن المديني، وابن راهويه، ونصر الوشاء، وسعدويه. قال أبو حاتم: منكر الحديث. وذكره ابن حبان في الثقات.
4 (زيد بن أبي الزرقاء الموصلي د. ن.)
أبو محمد. روى عن: جعفر بن برقان، وعيسى بن طهمان، وشعبة، وعدة. وعنه: علي بن سهل، وأبو عمير عيسى الرمليان، ومحمد بن عبد الله بن عمار، وسعيد بن أسد بن موسى، وابنه هارون بن زيد. قال ابن معين: ليس به بأس. كان عنده جامع سفيان عنه. قلت: سكن الرملة قبل موتع سنة. وكان أحد العباد والنساك من أصدقاء المعافى بن عمران. ويقال: إنه غزا فأسر ومات في الأسر. مات سنة سبع وتسعين ومائة. وقيل مات سنة أربع وتسعين ومائة.

(13/179)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 180
وقال ابن حبان في الثقات: يغرب. وقال ابن عمار: لم أر في الفضل مثل زيد، والمعافى، وقاسم الجرمي. وروى بشر الحافي، عن زيد قال: ما سألت إنساناً شيئاً منذ خمسين سنة. وسمعت زيد بن أبي الزرقاء يقول: إذا كان للرجل عيال وخاف على دينه فليهرب. وروى زيد، عن الليث، عن عبد الله بن أبي جعفر قال: خير الناس من كان من نفسه في عناء، والناس منه في راحة.

(13/180)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 181
4 (حرف السين)

4 (سالم بن نوح العطار البصري.)
أبو سعيد.) عن: يونس بن عبيد، وسعيد الجريري، وعبد الله بن عمر، وعمر بن عامر، وسعيد بن أبي عروبة. وعنه: بكر بن خلف، ومحمد بن بشار، وابن مثنى، وإسحاق بن إبراهيم الصواف. قال أحمد بن حنبل: ما أرى به بأساً، وقد كتبت عنه.

(13/181)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 182
وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به. وقال أبو زرعة: صدوق ثقة. وقال ابن معين: ليس بشيء. وقال النسائي: ليس بالقوي. وقال الدارقطني: فيه شيء.
4 (سبرة بن عبد العزيز بن الربيع بن سبرة الجهني د.)
أخو حرملة بن عبد العزيز. يروي عن: أبيه، وعمه عبد الملك. وعنه: ابن وهب، وهشام بن عمار، ويعقوب بن كاسب، والحكم بن موسى، وآخرون. وثق.
4 (سعد بن سعيد بن أبي سعيد كيسان المقبري المدني ق.)

(13/182)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 183
عن: أخيه عبد الله، ولم يدرك أباه. وعنه: الحميدي، وإبراهيم بن المنذر، وإسحاق بن موسى، والزبير بن بكار. عداده في الضعفاء، وقد رمي بالقدر.
4 (سعد بن الصلت بن برد بن أسلم البجلي الكوفي.)
الفقيه قاضي شيراز. ولاؤه لجرير بن عبد الله البجلي. سكن شيراز مدة. وروى عن: هشام بن عروة، وأبان بن تغلب، ومطرف بن طريف، وطبقتهم. وعنه: محمد بن عبد الله الأنصاري، ويحيى الحماني، وأبو بكر بن أبي شيبة، وسبطه إسحاق بن إبراهيم شاذان الفارسي. سأل عنه سفيان الثوري فقال: ما فعل سعد) قالوا: ولي قضاء شيراز.

(13/183)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 184
قال: درة وقعت في الحش. قلت: ما رأيت لأحد فيه جرحاً فمحله الصدق. أخبرنا علي بن محمد الحافظ، أنا أحمد بن محمد المحمودي، أنا أبو طاهر السلفي، أنا أبو عبد الله الثقفي، ثنا عثمان بن أحمد البرجي، ثنا محمد بن عمر بن حفص، نا إسحاق بن إبراهيم شاذان، نا سعيد بن الصلت، نا عيسى بن عمر، نا عطاء بن أبي رياح، عن زيد بن أرقم، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من حج عن أبويه ولم يحجا جزأ عنهما وعنه، ونشرت أرواحهما في السماء وكتب عند الله براً. هذا حديث غريب فرد، لا نعرفه إلا بهذا الإسناد. وقد حدث به أبو الشيخ الحافظ، عن محمد بن عمر بن حفص، ووقع لنا عالياً. وعيسى بن عمر هو الكوفي المقريء، صدوق. مات سعد بن الصلت سنة ست وتسعين ومائة.
4 (سعيد بن زكريا القرشي المدائني ت. ن.)

(13/184)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 185
أبو عثمان. عن: الزبير بن سعيد الهاشمي، وحمزة الزيات، وجماعة. وعنه: أحمد بن حنبل، والزعفراني، ومحمد بن سعيد بن غالب العطار، وطائفة. وثقه صالح جزرة، وغيره. وقد لين.
4 (سعيد بن سالم القداح المكي.)

(13/185)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 186
أبو عثمان. عن: ابن جريج، وعبيد الله بن عمر، ويونس بن إسحاق، وسفيان الثوري. وعنه: الحسين بن حريث، وأسد بن موسى، وعلي بن حرب الطائي. وحدث عنه من الكبار: بقية بن الوليد، وسفيان بن عيينة، والشافعي. قال يحيى بن معين. ليس به بأس. وقال عثمان بن سعيد الدارمي: ليس بذاك.) وقال محمد بن أبي عبد الرحمن المقريء: قد كتبت عنه. وكان مرجئاً. وقال الحميدي: ثنا يحيى بن سليم قال: قال سعيد بن سالم لابن عجلان: أرأيت إن أنا لم أرفع الأذى عن الطريق أكون ناقص الإيمان فقال ابن عجلان: من يعرف هذا هذا مرجيء. قال يحيى: فلما قمنا عاتبته، فرد علي القول. فقلت له: هل لك أن أقف أنا وأنت على الطواف، فتقول أنت: يا أهل الطواف إن طوافكم ليس

(13/186)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 187
من الإيمان. وأقول أنا: طوافكم من الإيمان، فننظر ما يصنعون قال: تريد أن تشهرني فقلت: ما تريد إلى قول إذا أنت أظهرته شهرك.
4 (سعيد بن سلمة بن عطية ن.)
عن: معمر. وعنه: محمد بن عثمان بن أبي صفوان. وقال: كان خير أهل زمانه. قلت: خرج له النسائي في الإستعاذة.
4 (سعيد بن عبد الله بن سعد.)
الفقيه من علماء المصريين.

(13/187)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 188
تفقه عليه: ابن وهب، وابن القاسم بمصر. وكان معدوداً من زهاد الفقهاء. قال ابن شعبان: هو الذي أعان ابن وهب على تأليفه. مات بالإسكندرية سنة ثلاث وتسعين ومائة.
4 (سعيد بن عمرو الزبيري.)
روى عن: أبي الزناد. وعنه: ابن أخيه محمد بن الوليد، وأحمد بن عبده الضبي، وإبراهيم بن المنذر، والزبير بن بكار. قاله ابن أبي حاتم.
4 (سعيد بن محمد الثقفي الوراق ت. ق.)
أبو الحسن الكوفي، نزيل بغداد.) روى عن: يحيى بن سعيد، وموسى الجهني، وفضيل بن غزوان،

(13/188)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 189
وبسام الصيرفي، وغيرهم. وعنه: أحمد بن حنبل، وابن عرفة، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، وعلي بن حرب، وآخرون. وآخرون. ضعفه جماعة. وقال الدارقطني: متروك.
4 (سفيان بن عبد الملك المروزي د. ت.)
صاحب ابن المبارك وتلميذه. روى عنه: إسحاق بن راهويه، وعبدان بن عثمان مع تقدمه، ووهب بن زمعة، وحبان بن موسى المروزيون. قال البخاري: مات قبل المائتين.
4 (سفيان بن عيينة بن أبي عمران ع.)

(13/189)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 190

(13/190)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 191
واسم أبي عمران ميمون مولى محمد بن مزاحم الهلالي أخي الضحاك المفسر. أبو محمد الكوفي ثم المكي. الإمام شيخ الإسلام. مولده سنة سبع ومائة، في نصف شعبان.

(13/191)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 192
وقيل: هو مولى عبد الله بن رويبة الهلالي. طلب الحديث وهو غلام. لقي الكبار، وسمع من: قاسم الرحال في سنة عشرين ومائة. وسمع من: الزهري، وعمرو بن دينار، وزياد بن علاقة، والأسود بن قيس، وعاصم بن أبي النجود، وأبي إسحاق، وزيد بن أسلم، وعبد الله بن أبي نجيح، وسالم أبي النصر، وعبدة بن أبي لبابة، وعبد الله بن دينار، ومنصور بن المعتمر، وسهيل بن أبي صالح، وخلق كثير. وانفرد بالرواية عن أكثرهم. ورحل إليه من الآفاق. روى عنه: الأعمش، وابن جريج، وشعبة، وهم من شيوخه، وابن المبارك، وابن مهدي، والشافعي، وابن المديني، والحميدي، وسعيد بن منصور، ويحيى بن معين، وأحمد، وإسحاق، وأحمد بن صالح، وإسحاق الحوسج، وأحمد بن منيع، وأبو خيثمة، وأبو بكر بن أبي شيبة، وابن نمير، وأبو كريب، ويحيى بن يحيى، والنفيلي، ومحمد بن يحيى العدني، وعمرو الناقد، والفلاس، وأحمد بن شيبان، وبشر بن مطر، وزكريا بن يحيى المروزي، وسعدان بن نصر،) وعلي بن حرب، وعبد الرحمن بن بشر، ومحمد بن عاصم الثقفي، ومحمد بن عيسى المدائني، والزعفراني، والزبير بن بكار، ويونس بن عبد الأعلى، وأمم سواهم. وقد كان طلبة العلم يحجون وما همهم إلا لقي سفيان، فيزدحمون عليه في الموسم ازدحاماً عظيماً إلى الغاية لإمامته وعلو إسناده وحفظه، كان من بحور العلم. قال الشافعي: لولا مالك وسفيان بن عيينة لذهب علم الحجاز. وعنه قال: تطلبت أحاديث الأحكام، فوجدتها كلها سوى ثلاثين حديثاً عند مالك، ووجدتها كلها سوى ستة أحاديث عند ابن عيينة.

(13/192)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 193
وقال عبد الرحمن بن مهدي: كان ابن عيينة من أعلم الناس بحديث الحجاز. وقال الترمذي: سمعت محمداً، يعني البخاري، يقول: ابن عيينة أحفظ من حماد بن زيد. وقال حرملة: سمعت الشافعي يقول: ما رأيت أحداً فيه من آلة العلم ما في سفيان. وما رأيت أكف عن الفتيا منه. وما رأيت أحداً أحسن لتفسير الحديث منه. وقال ابن وهب: لا أعلم أحداً أعلم بالتفسير من ابن عيينة. وقال أحمد: ما رأيت أعلم بالسنن منه. قال وكيع: كتبنا عن ابن عيينة أيام الأعمش. وقال ابن المديني: ما في أصحاب الزهري أتقن من سفيان. قال أحمد بن حنبل: دخل سفيان بن عيينة على معن بن زائدة باليمن، ولم يكن سفيان تلطخ بشيء بعد من أمر السلطان، فجعل يعظه. وقال سفيان بن عيينة: حج بي أبي وعطاء حي. قال أحمد بن عبد الله العجلي: كان ابن عيينة ثبتاً في الحديث، وكان حديثه نحواً من سبعة آلاف، ولم يكن له كتب.

(13/193)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 194
وقال بهز بن أسد: ما رأيت مثل سفيان بن عيينة. فقيل له: ولا شعبة قال: ولا شعبة. وقال ابن معين: هو أثبت الناس في عمرو بن دينار. وقال ابن مهدي: عند ابن عيينة من معرفته بالقرآن وتفسير الحديث ما لم يكن عند سفيان الثوري.) وقال علي بن حرب الطائي: سمعت أبي يقول: كنت أحب أن تكون لي جارية في غنج ابن عيينة إذا حدث. وقال رباح بن خالد، كوفي ثقة، إنه سأل ابن عيينة: يا أبا محمد، أبو معاوية يحدث عنك بشيء ليس تحفظ اليوم، وكذلك وكيع. فقال: صدقهم، فإني كنت قبل اليوم أحفظ مني اليوم. قال محمد بن المثنى: سمعت ابن عيينة يقول ذلك لرباح في سنة إحدى وتسعين ومائة. وقال حامد البلخي: سمعت ابن عيينة يقول: رأيت كأن أسناني سقطت، فذكرت ذلك للزهري، فقال: تموت أسنانك وتبقى أنت، فمات أسناني وبقيت أنا. فجعل الله كل عدولي محدثاً. قال غياث بن جعفر: سمع ابن عيينة يقول: أول من أسندني إلى إسطوانة مسعر. فقلت: إني حدث. قال: إن عندك الزهري، وعمرو بن دينار. وقال الرامهرمزي: نا موسى بن زكريا، نا زياد بن عبيد الله بن خزاعي:

(13/194)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 195
سمعت سفيان يقول: كان أبي صيرفياً بالكوفة، فركبه الدين، فحملنا إلى مكة، فصرت إلى المسجد، فإذا عمرو بن دينار، فحدثني بثمانية أحاديث. فأمسكت له حماره حتى صلى وخرج، فعرضت الأحاديث عليه. فقال: بارك الله فيك. وقال مجاهد بن موسى: سمعت ابن عيينة يقول: ما كتبت شيئاً إلا حفظته قبل أن أكتبه. قال أحمد بن حنبل: ما رأيت أحداً أعلم بالسنن من سفيان بن عيينة. رواها صالح، عن أبيه. وقال ابن المبارك: سئل الثوري، عن سفيان بن عيينة فقال: ذاك أحد الأحدين ما أغربه. وقال ابن المديني: قال لي القطان: ما بقي من معلمي أحد غير سفيان بن عيينة. سفيان إمام منذ أربعين سنة. وقال ابن المديني: سمعت بشر بن المفضل يقول: ما بقي على وجه الأرض أحد يشبه ابن عيينة. وذكر حرملة بن يحيى أن ابن عيينة قال له وأراه خبز شعير: هذا طعامي منذ ستين سنة. الحميدي: سمعت سفيان يقول: لا تدخل هذه المحابر بيت رجل إلا أشقى أهله وولده.

(13/195)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 196
وقال سفيان لرجل: ما حاجتك قال: طلب الحديث ! قال: بشر أهلك بالإفلاس.) قال أبو مسلم المستملي، عنه: سمعت من عمرو بن دينار ما لبث نوح في قومه. وقال علي بن الجعد: سمعت ابن عيينة يقول: من زيد في عقله نقص من رزقه. وروى سعيد بن داوود، عن ابن عيينة قال: من كانت معصيته في الشهة فأرج له، ومن كانت معصيته في الكبر فأخش عليه. فإن آدم عصا مشتهياً فغفر له، وإبليس عصا متكبراً فلعن. وقال ابن عيينة: الزهد: الصبر وارتقاب الموت. وقال: العلم إذا لم ينفعك ضرك. قال عثمان بن زائدة: قلت للثوري: ممن أسمع قال: عليك زائدة بن قدامة، وسفيان بن عيينة. وقال ابن المبارك: سئل الثوري، عن ابن عيينة، فقال: ذاك أحد الأحدين يقول: ليس له نظير. قال نعيم بن حماد: ما رأيت يحداً أجمع لمتفرق من ابن عيينة. وقال علي بن نصر الجهضمي: نا شعبة قال: رأيت ابن عيينة غلاماً معه ألواح طويلة عند عمرو بن دينار، وفي أذنه قرط، أو قال: شنف.

(13/196)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 197
ابن المديني: سمعت سفيان يقول: جالست عبد الكريم الجزري سنتين وكان يقول لأهل بلده: أنظروا إلى هذا الغلام يسألني وأنتم لا تسألوني. وقال ذؤيب السهمي: سألت ابن عيينة: أسمعت من صالح مولى التوءمة قال: نعم هكذا وهكذا. وأشار بيديه، يعني كثرة. وسمعت منه ولعابه يسيل. قال أبو محمد بن أبي حاتم: ولا نعلمه روى عنه شيئاً. كان منتقداً للرواة. قال ابن المديني: سمعت سفيان يقول: كان عمرو بن دينار أكبر من الزهري، سمع من جابر، والزهري لم يسمع منه. قال أحمد بن سلمة النيسابوري: ثنا سليمان بن مطر قال: كنا على باب سفيان بن عيينة فاستأذنا عليه، فلم يأذن لنا. فقلنا: ادخلوا حتى نهجم عليه. قال: فكسرنا بابه ودخلنا، وهو جالس، فنظر إلينا فقال: سبحان الله، دخلتم داري بغي إذني، وقد حدثنا الزهري، عن سهل أن رجلاً اطلع في حجر من باب النبي صلى الله عليه وسلم، ومع) النبي صلى الله عليه وسلم مدرعاً يحك به رأسه، فقال: لو علمت أنك تنظرني لطعنت بها في عينك. إنما جعل الاستئذان من أجل النظر.

(13/197)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 198
قال: فقلنا له: ندمنا يا أبا محمد. فقال: ندمتم. حدثنا عبد الكريم الجزري، عن زياد، عن عبد الله بن معقل، عن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الندم توبة. أخرجوا فقد أخذتم رأس مال ابن عيينة. سليمان هو أخو قتادة بن مطر صدوق إن شاء الله. وزياد هو ابن أبي مريم. قال الفريابي: كنت أمشي مع سفيان بن عيينة، فقال لي: يا أبا محمد ما يزهدني فيك إلا طلبك الحديث. قلت: أنت يا أبا محمد أي شيء كنت تعمل إلا طلب الحديث قال: كنت إذ ذاك صبياً لا أعقل. قال عبد الكريم بن يونس: نا ابن عيينة قال: أول ما جالست عبد الكريم أبو أمية، جالسته وأنا بن خمس عشرة سنة. قال: وقرأت القرآن وأنا ابن أربع عشرة سنة. قال يحيى بن آدم: ما رأيت أحداً يختصر الحديث إلا وهو يخطيء، إلا سفيان بن عيينة. قال أحمد بن خيثمة: ثنا الحسن بن حماد الحضرمي، نا سفيان قال: قال حماد، يعني ابن أبي سليمان، ولم نسمعه منه، إذا قال لامرأته: أنت طالق، أنت طالق، أنت طالق، بانت الأولى، وبطلت الإثنتين. قال ابن عيينة: رأيت حماد بن أبي سليمان جاء إلى طبيب على فرس. قال إبراهيم بن محمد الشافعي: ربما سمعت ابن عيينة وقد بلغ إحدى وتسعين سنة، ولم أر فقيهاً أكثر تمثلاً بالشعر منه، ينشد:
(سئمت تكاليف الحياة ومن يعش .......... ثمانين عاماً لا أباً لك يسأم)

(13/198)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 199
وقال أبو قدامة السرخسي: سمعت ابن عيينة كثيراً ما يقول:
(ذهب الزّمان فسدت غير مسوّد .......... ومن العناء تفرّدي بالسؤدد.)
قال أبو حاتم: ابن عيينة إمام ثقة. وكان أعلم بحديث عمرو بن دينار من شعبة. وأثبت أصحاب) الزهري: مالك، وابن عيينة. وقال عبد الرزاق: ما رأيت بعد ابن جريج مثل ابن عيينة في حسن المنطق. ورى الكوسج، عن ابن معين: ثقة. وقال يحيى بن سعيد القطان: اشهدوا أن ابن عيينة اختلط سنة سبع وتسعين ومائة. فمن سمع منه في هذه السنة فسماعه لا شيء. قلت: أنا أستبعد صحة هذا القول. فإن القطان مات في صفر سنة ثمان وتسعين بعيد قدوم الحجاج بقليل. فمن الذي أخبره باختلاط سفيان ومتى لحق يقول هذا القول فسفيان حجة مطلقاً بالإجماع من أرباب الصحاح. وقد حج سفيان سبعين حجة، وكان يقول ليلة الموقف: اللهم لا تجعله آخر العهد منك. فلما كان عام موته لم يقل ذلك، وقال: قد استحييت من الله تعالى.

(13/199)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 200
وروى سليمان بن أيوب، عن سفيان قال: سمعته يقول: شهدت ثمانين موقفاً. قلت: هذا أشبه. قال أحمد بن عبدة الضبي: سمعت ابن عيينة يقول: الزهد في الدنيا هو الصبر وارتقاب الموت. وعن ابن عيينة قال: الورع طلب العلم الذي يعرف به الورع. وكان له تسعة إخوة، حدث منهم أربعة: عمران، ومحمد، وآدم، وإبراهيم. قال علي بن المديني: كان سفيان لا يكاد يقول: حدثنا الزهري. قلت: ابن عيينة معروف بالتدليس، لكنه لا يدلس إلا عن ثقة. وقد وقع لنا من عواليه جملة وافرة. أخبرنا عبد الحافظ بن بدران، ويوسف بن غالية قالا: أنا أبو نصر موسى بن عبد القادر، أنا سعيد بن أحمد، أنا علي بن أحمد، أنا محمد بن عبد الرحمن المخلص، ثنا عبد الله البغوي، نا عثمان بن أبي شيبة، نا سفيان، عن عمرو بن دينار، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: شهدت النبي صلى الله عليه وسلم يخطب يقول: إنكم ملاقوا الله يوم القيامة حفاة عراة غرلاً. متفق عليه. توفي سفيان في جمادى الآخرة، وقيل في شهر رجب سنة ثمان وتسعين ومائة.

(13/200)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 201
قال الواقدي: في أول رجب، رحمه الله.)
4 (سقلاب بن شنينة.)
أبو سعيد المصري المقريء. قرأ على: نافع بن أبي نعيم. أخذ عنه: يونس بن عبد الأعلى، وغيره. توفي سنة إحدى وتسعين ومائة. وشنينة: بشين معجمة.
4 (السكن بن إسماعيل البصري الأصم.)
عن: يونس بن عبيد، وهشام بن حسان، وحميد الطويل، وطائفة. وعنه: علي بن المديني، ومسدد، ويحيى بن معين، وعمرو الناقد. وثقة أبو داوود، ولم يخرجوا له شيئاً.

(13/201)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 202
4 (سلامة بن روح الأيلي ن. ق.)
روى عن: عمه عقيل بن خالد الأيلي كتابه عن الزهري. وحدث عنه: أحمد بن صالح، وأبو الطاهر بن السرح، ويونس بن عبد الأعرى، ومحمد بن عزيزي الأيلي، وغيرهم. ضعفه أبو زرعة وقال: منكسر الحديث. وقال أبو حاتم: ليس بالقوي. محله عندي محل الغفلة. وقال أحمد بن صالح: أخبرني ثقة بأيلة أن سلامة لم يسمع من عقيل بل حدث عن كتب عقيل. له حديث منكر تفرد به: أخبرنا محمد بن حسين القرشي، أنا محمد بن عمار، أنا ابن رفاعة، أنا الخلعي، أنا أحمد بن محمد بن الحاج، نا أحمد بن محمد بن السندي إملاء، نا محمد بن عزيز، نا سلامة، نا عقيل، عن الزهري، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أكثر أهل الجنة البله. رواه عدد كثير، منهم ابن عدي، عن محمد بن سلامة. ثم رواه ابن عدي عن اثنين، عن إسحاق بن إسماعيل الأيلي أحد مشيخة النسائي، عن سلامة. ولسلامة أحاديث مناكير منها عن الزهري، عن أنس: قال رسول

(13/202)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 203
الله صلى الله عليه وسلم) املكوا العجين فإنه أعظم للبركة. وبه إن جبريل قال: بشر أمتك أن من قال: لا إله إلا الله دخل الجنة. وبه: إني والساعة كهاتين.
4 (سلام بن أبي خبزة البصري.)
عن: ثابت البناني، وابن جدعان، ويونس بن عبيد، ومحمد بن المنكدر، وعاصم القاريء، وجماعة. وعنه: صالح بن حرب، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وسعيد بن محمد الجرمي، وأبو كامل الجحدري، وعبد الرحمن بن عبيد الله الحلبي، وآخرون. وهو والد سعيد بن سلام العطار. قال أبو حاتم: ليس بقوي. وقال النسائي: متروك الحديث. وقال البخاري: سلام بن أبي خبزة أبو سعيد ضعفه قتيبة.

(13/203)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 204
وقال ابن عدي: عامة ما يرويه ليس يتابع عليه.
4 (سلمة بن عقار البغدادي.)
عن: حماد بن زيد، وفضيل بن عياض. وعنه: سعدان بن يزيد، وأحمد وهو الدورقي. وثقه ابن معين.
4 (سلمة بن سليمان المروزي خ. م. س.)
المؤدب أحد الأئمة، وصاحب ابن المبارك. أخذ عنه: ابن راهويه، ومحمد بن عبد الله بن قهزاد، وجماعة.

(13/204)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 205
وثقه النسائي. قيل: توفي سنة ست وتسعين ومائة.
4 (سلمة بن الفضل الأبرش الرازي د. ت.)
أبو عبد الله قاضي الري. روى المغازي عن: إبن إسحاق.) وروى عن: أعين بن نابل، وحجاج بن أرطأة، وعمرو بن أبي قيس، وسفيان الثوري، وغيرهم. وعنه: عبد الله بن محمد المسندي، وعثمان بن أبي شيبة، ويحيى بن معين، ويوسف بن موسى القطان، وابن حميد، وعدة.

(13/205)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 206
وثقه ابن معين. وقال أبو حاتم: لا يحتج به. وقال البخاري: عنده مناكير. وضعفه النسائي. وقال أبو زرعة: كان أهل الري لا يرغبون فيه لسوء رأيه وظلم فيه. وقال ابن معين: كان يتشيع، وكان معلم كتاب. وقال أبو حاتم أيضاً: محله الصدق. في حديثه إنكار لا يمكن أن أطلق لساني فيه بأكثر من هذا. وقال محمد بن سعد: ثقة. كان يقال: إنه من أخشع الناس في صلاته. قلت: وورد عنه أنه من الحفاظ الذين يحفظون الشيء على البديهة. وقال علي بن المديني: ما خرجنا من الري حتى رمينا بحديث سلمة الأبرش.

(13/206)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 207
قلت: كان قوياً في ابن إسحاق. أتى عليه مائة وعشر سنين. قلت: إن صح هذا فكان يمكنه لقاء الصحابة وكبار التابعين. مات سلمة بن الفضل سنة إحدى وتسعين ومائة.
4 (سلم بن جعفر البكراوي الأعمى د. ت.)
روى عن: الجريري، والحكم بن أبان. وعنه: يحيى بن كثير العنبري، ونعيم بن حماد. ذكره ابن حبان في تاريخ الثقات.
4 (سلم بن سالم البلخي.)
) أبو محمد الزاهد العابد.

(13/207)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 208
حدث ببغداد عن: عبيد الله بن عمر، وحميد الطويل، وابن جريج، وسفيان. وعنه: أحمد بن منيع، والحسن بن عرفة، وسعدان بن نصر، وعلي بن محمد الطنافسي، وإبراهيم بن موسى الفراء، وغيرهم. وقال أبو مقاتل السمرقندي: سلم في زماننا كعمر بن عبد العزيز في زمانه. وقال ابن سعد: كان أماراً بالمعروف، وكان مطاعاً، فأقدمه الرشيد وحبسه، حتى مات الرشيد فأطلقوه. قال: وكان مرجئاً ضعيفاً. قال الخطيب: كان مذكوراً بالعبادة والزهد، ويذهب إلى الأرجاء. وقال يحيى بن ماهان: سمعت محمد بن إسحاق اللؤلؤي يقول: رأيت سلم بن سالم مكث أربعين سنة لم يرفع رأسه إلى السماء، ولم ير له فراش، ولم ير مفطراً إلا في العيد. وقيل: إن الرشيد إنما حبسه لأنه قال: لو شئت ان أضرب الرشيد بمائة ألف سيف لفعلت. وعن سلم قال: ما يسرني أن ألقي الله بعمل من مضى، وأن أقول: الإيمان قول وعمل. وقال ابن المديني: أخبرني أبو يحيى قال: صحبت سلم بن سالم في طريق مكة، فما رأيته وضع جبينه في المحمل، إلا مرة مد رجله وجلس.

(13/208)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 209
وقال أبو معاوية: دعاني الرشيد لأحدثه، فقلت: سلم هبه لي. فعرفت منه الغضب، وقال: إن سلماً ليس على رأيك ورأي أصحابك في الإرجاء، وقد جلس في مكة وقال: لو شئت أن أضرب أمير المؤمنين بمائة الف سيف لفعلت. قال: فكلمته فيه، فخفف عنه من قيوده. وقال أحمد بن حنبل: رأيته أتى أبا معاوية، وكان صديقاً له، وكان عبداً صالحاً ولم أكتب عنه. كان لا يحفظ ويخطيء. وقال النسائي: ضعيف. وقال ابن معين: ليس بشيء. أخبرنا غنام بن محاسن، أنا عبد الله بن أبي نصر القاضي سنة عشرين وستمائة، أنا عيسى بن أحمد الهاشمي، أنا الحسين بن علي بن أحمد، أنا عبد الله بن يحيى السكري، أن إسماعيل) الصفار، نا سعدان، نا سلم بن سالم البلخي، عن علي بن عروة الدمشقي، عن ابن المنكدر، عن ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قاد أعمى أربعين ذراعاً وجبت له الجنة. قلت: اتهم به ابن عروة.

(13/209)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 210
ومات سلم سنة أربع وتسعين ومائة.
4 (سلم بن قتيبة الخراساني الفريابي الشعيري. خ. ع.)

(13/210)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 211

(13/211)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 212

(13/212)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 213
أبو قتيبة نزيل البصرة. روى عن: يونس بن أبي إسحاق، وعيسى بن طهمان، وعكرمة بن عمار، وشعبة، وطبقتهم. وعنه: زيد بن أخرم، وأبو حفص الفلاس، وبندار، ومحمد بن يحيى الذهلي، وهارون بن سليمان الأصبهاني، وآخرون. وثقه أبو داوود. توفي سنة مائتين.
4 (سليمان بن الخليفة أبي جعفر عبد الله بن محمد بن علي العباسي.)
أبو أيوب. نائب دمشق للرشيد وللأمين. وقد ولي أيضاً البصرة. روى عن: أبيه.

(13/213)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 214
وعنه: ابنته زينب، وابن أخيه إبراهيم بن عيسى. مات في صفر سنة تسع وتسعين ومائة، وله خمسون سنة. ذكره ابن عساكر مختصراً.
4 (سليمان بن عامر الكندي المروزي.)
عن الربيع بن أنس فقط. وعنه: إسحاق بن راهويه، وعمرو بن رافع القزويني، ومحمد بن يحيى بن أيوب الثقفي، وغيرهم. قال أبو حاتم: صدوق حسن الحديث. سليم: هو صاحب حمزة الزيات.
4 (سليم بن عيسى بن سليم بن عامر بن غالب.)
)

(13/214)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 215
أبو عيسى الحنفي، مولاهم الكوفي المقريء، أحد الأعلام، وأخص تلامذة حمزة به، والمقدم في الحذق بحروفه. مولده سنة ثلاثين ومائة، ومات سنة مائتين. هكذا أرخه محمد بن سعد. وأما خلف القزاز فقال: ولد سنة تسع عشرة ومائة، ومات سنة ثمان وثمانين ومائة. وهذا أشبه كما تقدم.
4 (سليم بن مسلم الجمحي المكي الخشاب.)

(13/215)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 216
روى عن: النضر بن عربي، وابن أبي ليلى، وابن جريج، ويونس بن يزيد الأيلي، وموسى بن عبيدة. وعنه: يحيى بن حكيم المقدم، وابن راهويه، ومحمد بن مهران الجمال، ويعقوب بن كاسب، وجعفر بن مهران، والمسيب بن واضح، ومحمد بن بحر البصري. قال يحيى بن معين: جهمي خبيث. وقال النسائي: متروك الحديث. وقال أبو حاتم: ضعيف منكر الحديث.

(13/216)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 217
4 (سهل بن زياد البصري الطحان.)
عن: سليمان التيمي، وداوود بن أبي هند، وشريك. وعنه: أحمد بن حنبل، ونعيم بن حماد، وحفص الربالي، وبشر بن يوسف. صدوق. قال أبو حاتم: تكلم فيه، وما رأينا إلا خيراً.

(13/217)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 218
4 (سهل بن هاشم بن بلال الحبشي الواسطي ثم البيروتي ن.)
عن: الأوزاعي، وشعبة، وسفيان، وجماعة. وعنه: مروان بن محمد الطاطري، وهشام بن عمار، ودحيم، وسليمان ابن بنت شرحبيل، وجماعة. قال أبو حاتم: لا بأس به.
4 (سهل بن يوسف البصري الأنماطي خ..)

(13/218)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 219
عن: حميد الطويل، وعوف، والعوام بن حوشب، وعدة. وعنه: أحمد، والفلاس، وبندار، ونصر بن علي.) قال النسائي: ثقة.
4 (سويد بن عبد العزيز بن نمير ت. ق.)

(13/219)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 220
أبو محمد السلمي، مولاهم الدمشقي القاضي. ولي قضاء بعلبك، وشارك في قضاء دمشق يحيى بن حمزة في وقت. وكان من كبار العلماء، قرأ القرآن على يحيى الذماري، وغيره. أخذ عنه: أبو مسهر، وهشام، والربيع بن ثعلب القراءة. وقد روى الحديث عن: أيوب، وأبي الزبير، وحسين بن عبد الرحمن، وثابت بن عجلان، وعاصم الأحول، وحميد الطويل، وطائفة. وقرأ أيضاً على الحسن بن عمران تلميذ عطية بن قيس، وقد قرأ عطية على أم الدرداء. روى عنه: دحيم، ومحمد بن عائذ، وداوود بن رشيد، وابن ذكوان، ومحمد بن أبي السري، وعدة. قال: أبو نعيم الحلبي: نا سويد، عن عاصم الأحول، عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع السنبل حتى ييبس. روى دحيم، عن سويد قال: ولدت سنة ثمان ومائة.

(13/220)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 221
وقال ابن معين: سويد واسطي، انتقل إلى دمشق. ليس حديثه بشيء، كان يقضي بين النصارى. وروى محمد بن عوف، عن ابن معين قال: سويد لا يجوز في الضحايا. وقال أحمد: متروك. وقال البخاري: في حديثه نظر لا يحتمل. وقال النسائي: ليس بثقة. وقال أبو حاتم: ليس بالقوي. وقال الدارقطني: يعتبر به. قال علي بن حجر: قلت لهشيم: شيخ من أهل واسط بدمشق يقال له سويدة فأثنى عليه. وقال ابن سعد: أنا أبو عبد الله الشامي قال: ولي سويد قضاء بعلبك، وكان محتاجاً، فلقيه داوود بن أبي شيبان فقال: يا أبا محمد وليت القضاء بعد العلم والحديث قال: نعم، نشدتك بالله أتحت جبتك شعار) فقال داوود: نعم فرفع سويد جبته فإنما تحتها ثوب. ثم قال: أنشدك الله هل هذا الطيلسان لك قال: نعم قال: فوالله ما هذا الطيلسان لي، أفلا ألي القضاء فوالله لو وليت بيت

(13/221)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 222
المال لوليته. قلت: قد روى عنه من البعالكة: إبراهيم بن النضر، وعبد الحميد بن حماد القرشي، وأبو سليم عبد الرحمن بن ضحاك، ومحمد بن هاشم. وقد وثقه دحيم وحده. مات سنة أربع وتسعين ومائة.
4 (سيار بن حاتم ت. ن. ق.)
أبو سلمة البصري العنزي العابد. روى عن: جعفر بن سليمان، وصحبه مدة، وعن: الحارث بن نبهان، وعبد الواحد بن زياد، وطائفة.

(13/222)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 223
ويغلب على حديثه القصص والرقائق. روى عنه: أحمد بن حنبل، وهارون الحمال، وعلي بن مسلم الطوسي، ومؤمل بن إهاب، وعبد الله بن الحكم القطواني، وآخرون. ذكره ابن حبان في الثقات. وقيل: كان من الصلحاء السليمي الباطن. قال أبو داوود: سألت القواريري عنه فقال: لم يكن له عقل. كان معي في الدكان. قلت: أيتهم بكذب قال: لا. وقال الحاكم: كان عابد عصره. أكثر عنه أحمد بن حنبل. وقال الأزدي: عنده مناكير. قيل: مات سنة تسع وتسعين ومائة. وقيل: سنة مائتين.

(13/223)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 224
4 (حرف الشين)

4 (شبيب بن سليم الأسيدي البصري.)
رأى الحسن البصري سلم واحدة.) وروى عن: مقسم، وعن أبي هانيء. وعنه: إبراهيم بن مهدي، والفلاس، ومحمد بن المثنى، ونعيم بن حماد، ورسته، ضعفه الفلاس، والدارقطني.
4 (شعيب بن حرب خ. د. ن.)

(13/224)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 225
أبو صالح المدائني البغدادي الزاهد العابد، نزيل مكة. روى عن: عكرمة بن عمار، ومالك بن مغول، وشعبة، وجماعة. وعنه: أحمد بن حنبل، والحسن بن الصباح البزار، ويعقوب الدورقي، ومحمد بن عيسى المدائني، وطائفة سواهم. وثقه أبو حاتم، وغيره. وكان منعوتاً بالعبادة والورع، أماراً بالمعروف. أثنى عليه سري السقطي. وقال أحمد: شعيب حمل على نفسه في الورع. وقال عبد الله بن خبيق: سمعت شعيب بن حرب يقول: أكلت في عشرة أيام أكلة. وقال أبو حمدون الطيب بن إسماعيل: ذهبنا إلى شعيب إلى المدائن وقد بنى له كوخاً، وعنده خبز يابس يبله، وهو جلد وعظم.

(13/225)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 226
وقد كان قرأ القرآن غير مرة على حمزة الزيات وصحبه. قال عبد الله بن أيوب المخرمي: قال شعيب بن حرب: من طلب الرئاسة ناطحته الكباش. ومن رضي ا، يكون ذنباً أبى الله إلا أن يجعله رأساً. قلت: توفي سنة سبع وتسعين ومائة.
4 (شعيب بن العلاء الرازي.)
أبو محمد السراج، ولقبه أبو هريرة. روى عن: حجاج بن أرطأة، وابن جريج، وجويبر، وسفيان الثوري. وعنه: عمرو بن رافع، ومحمد بن عمرو زنيج. صدوق.
4 (شعيب بن الليث بن سعد الفهمي م. د. ن.)
) مولاهم المصري.

(13/226)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 227
عن: أبيه، وموسى بن علي بن رباح. وعنه: ولده عبد الملك، ويونس بن عبد الأعلى، والربيع بن سليمان، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وغيرهم. وكان إماماً مفتياً ثقة. قال ابن وهب: ما رأيت إبناً لعالم أفضل من شعيب بن الليث. قال ابن يونس: مات في رمضان سنة تسع وتسعين ومائة، وله أربع وستون سنة.
4 (شقيق البلخي.)

(13/227)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 228
هو أبو علي شقيق بن إبراهيم الأزدي الزاهد، أحد الأعلام، صاحب إبراهيم بن أدهم. حدث عن: إسرائيل، وعباد بن كثير، وكثير بن عبد الله الأيلي. وعنه: حاتم الأصم، وعبد الصمد بن يزيد مردويه، ومحمد بن أبان المستملي، والحسين بن داوود البلخي، وغيرهم. عن علي بن محمد بن شقيق البلخي قال: كانت لجدي ثلاثمائة قرية، ثم مات بلا كفن. وسيفه إلى الساعة يتبركون به. وخرج إلى الترك تاجراً، فدخل على عبدة الأوثان، فرأى عالمهم قد حلق لحيته، فقال: هذا باطل، ولكم خالق وصانع قادر على كل شيء. فقال له: ليس يوافق قولك فعلك. قال: وكيف قال: زعمت أنه قادر على كل شيء، وقد تعنيت إلى هنا تطلب الرزق، فلو كان كما تقول، كان الذي يرزقك هنا يرزقك هناك وتريح العناء. قال: فكان هذا سبب زهدي. وعن شقيق قال: كنت شاعراً فرزقني الله التوبة. وخرجت من ثلاثمائة ألف درهم، وكنت مرابياً. لبست الصوف عشرين سنة وأنا لا أدري، حتى لقيت عبد العزيز بن أبي رواد فقال: ليس الشأن في أكل الشعير ولبس الصوف. الشأن أن تعرف الله بقلبك لا تشرك به شيئاً. والثانية: الرضى عن الله، والثالثة: تكون بما في يدي الله أوثق منك بما في أيدي الناس.)

(13/228)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 229
وعن شقيق قال: عملت في القرآن عشرين سنة حتى ميزت بين الدنيا والآخرة، فأصبته في حرفين. قوله تعالى: وَمًا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِنْدَ اللّهِ خَيْرٌ وَأَبْقْى. وعن حاتم الأصم، عن شقيق قال: لو أن رجلاً عاش مائتي سنة لا يعرف هذه والأربعة لم ينج: أولها معرفة الله تعالى، الثاني: معرفة النفس، الثالث: معرفة أمر الله ونهيه، الرابع معرفة عدو الله وعدو النفس. قال أبو عقيد الرصافي: نا أحمد بن عبد الله الزاهد: سمعت شقيق بن إبراهيم يقول: ثلاث خصال هي نتاج الزهد: الأولى: أن تميل عن الهوى. الثانية: تنقطع إلى الزهد بقلب. الثالث: أن يذكر إذا خلا كيف مدخله ومخرجه، كيف يدخل قبره ويذكر الجوع، والعطش والحساب والصراط والعري والفضيحة وطول القيام. وقد ذكر عن شقيق مع انقطاعه وزهده أنه من كبار المجاهدين في سبيل الله. وكذا فليكن زهد الأولياء رضي الله عنهم. روى محمد بن عمران، عن حاتم الأصم قال: كنا مع شقيق ونحن مصافوا العدو والترك، في يوم لا أرى فيه إلا رؤوساً تندر، وسيوفاً تقطع، ورماحاً تقصف. فقال لي: كيف ترى نفسك هي مثل الليلة التي زفت فيها إلي امرأتك قلت: لا والله قال: ولكني أرى نفسي كذلك. ثم نام بين الصفين ودرقته تحت رأسه حتى سمعت غطيطه. فأخذني يومئذ تركي

(13/229)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 230
وأضجعني للذبح. فبينا هو يطلب السكين من خفه إذ جاء. سهم عائر، فذبحه وألقاه عني. وعن حاتم، عن شقيق قال: مثل المؤمن مثل رجل غرس نخلة فخاف أن تحمل شوكاً، ومثل المنفاق كمثل رجل زرع شوكاً يطمع أن يحمل تمراً.. هيهات. وعن شقيق قال: ليس شيء أحب إلي من الضعيف لأن رزقه على الله، وأجره لي. وقال الحسين بن داوود: نا شقيق: الزاهد في الدنيا الراغب في الآخرة، المداوم على العبادة قال: ثنا أبو هاشم الأيلي فذكر حديثاً. وعن شقيق قال: لقيت سفيان الثوري فأخذت منه لباس الدون، رأيت له إزاراً ثمنه أربعة دراهم إذا جلس متربعاً أو مد رجليه يخاف أن تبدو عورته.) وأخذت الخشوع من إسرائيل. وقال محمد بن أبان المستملي: سمعت شقيقاً يقول: أخذت العبادة من عباد بن كثير، والفقه من زفر. قال ابن أبي الدنيا: ثنا محمد بن الحسين قال: سئل شقيق: ما علامة التوبة قال: إدمان البكاء على ما سلف من الذنوب، والخوف المقلق من الوقوع فيها، وهجران إخوان السؤ، وملازمة أهل الخير.

(13/230)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 231
وقال ابن أبي الدنيا: نا أحمد بن سعيد: قيل لشقيق: ما علامة العبد المباعد المطرود قال: إذا رأيته قد ضيع الطاعة، واستوحش قلبه منها وحلت له المعصية، واستأنس بها ورغب في الدنيا وزهد في الآخرة. وعن شقيق قال: ما للعبد صاحب خير من الخوف والهم فيما مضى من ذنوبه وما ينزل به. وعنه قال: من شكا مصيبة نزلت به إلى غير الله، لم يجد حلاوة الطاعة أبداً. قال الحاكم في تاريخه: قدم شقيق نيسابور عند خروجه راجلاً، في ثلاثمائة من زهاد خراسان معه، أيام المأمون، يعني أيام ولايته خراسان. قال: فطلب المأمون الاجتماع به، فامتنع حتى تشفع إليه المأمون. روى عنه من أهل نيسابور: أيوب بن الحسن الزاهد، وعلي بن الحسن الأفطس، وغيرهما. أخبرنا أحمد بن محمد بن سعد، وجماعة قالوا: أنا محمد بن إبراهيم، أنا يحيى بن ثابت، أنا علي بن أبي عمر البزاز عرف بابن الخال، أحمد بن عبد الله المحاملي سنة ثمان وعشرين وأربعمائة، أنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي، ثنا الحسن بن داوود البلخي، نا شقيق بن إبراهيم البلخي، نا أبو هاشم الأيلي، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا ابن آدم لا تزول قدماك يوم القيامة بين يدي الله عز وجل حتى تسأل عن أربع: عمرك فيما أفنيته، وجسدك فيما أبليته، ومالك من أين اكتسبه وأين أنفقته. إسناده واه، ومعناه صحيح.

(13/231)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 232
ذكر يعقوب القراب أن شقيق بن إبراهيم رحمه الله تعالى قتل في غزوة كولان سنة أربع وتسعين ومائة.

(13/232)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 233
4 (حرف الصاد)
)
4 (صالح بن بيان الثقفي.)
ويقال العبدي، قاضي بلد سيراف من أعمال فارس. ويعرف بالساحلي. حكى عن: شعبة، وسفيان، وفرات بن السائب. وعنه: محمد بن إسماعيل بن أبي سمينة، وأحمد بن مطهر، وغيرهما. قال الدارقطني: متروك الحديث.
4 (صالح بن موسى بن عبد الله بن إسحاق بن طلحة بن عبيد الله

(13/233)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 234
التيمي الطلحي الكوفي ت.)
ق. عن: عبد العزيز بن رفيع، وسهيل بن أبي صالح، ومعاوية بن إسحاق، وهشام بن عروة. وعنه: داوود بن عمرو الضبي، وسويد بن سعيد، ومحمد بن عبيد المحاربي. قال البخاري: منكر الحديث. وقال س: متروك الحديث.

(13/234)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 235
4 (صعصعة بن سلام.)
ويقال ابن عبد الله الدمشقي. روى عن: الأوزاعي، وسعيد بن عبد العزيز، ومالك. ثم دخل الأندلس وصار عالمها ومفتيها، وولي خطابة قرطبة. حدث عنه: عبد الملك بن حبيب، وعثمان بن أيوب القرطبي، وموسى بن ربيعة. قال ابن يونس: كنيته أبو عبد الله. وكان أول من أدخل الحديث الأندلس. قال: وتوفي سنة اثنتين وتسعين ومائة. وقيل سنة ثمانين ومائة.
4 (صغدي بن سنان.)

(13/235)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 236
أبو معاوية البصري. عن: يونس بن عبيد، وابن جريج، وجعفر بن الزبير، ومحمد بن مضاء. وعنه: محمد بن صالح البغدادي، وزيد بن الحريش، والوليد بن عمرو بن سكين، ومحمد بن هشام بن أبي خيرة السدوسي، وآخرون.) قال ابن معين: ليس بشيء. وقال غيره: ضعيف.
4 (صفوان بن عيسى، أبو محمد الزهري البصري القسام م. ع.)

(13/236)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 237
عن: ثور بن زيد، وابن عجلان، ويزيد بن أبي عبيد، ومعمر، وجماعة. وعنه: أحمد، وإسحاق، والفلاس، وأبو قدامة السرخسي، ومحمد بن يحيى، وطائفة. قال ابن سعد: كان ثقة صالحاً. وقال البخاري: مات سنة ثمان وتسعين ومائة. وقيل: سنة مائتين.
4 (صلة بن سليمان الواسطي العطار.)
نزل بغداد وحدث عن: ابن جريج، وهشام بن حسان، وأشعث بن عبد الملك. وعنه: محمد بن حرب النسائي، وسليمان بن أحمد الواسطي، وصمدون بن عبد الله الطحان. كذبه ابن معين.

(13/237)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 238
وقال أبو حاتم: متروك الحديث. وقال البخاري: ليس بذاك القوي. قال سليمان بن أحمد: نا صلة العطار، أنا ابن جريج، عن عطاء، عن جابر بن معاذ، سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: من أمن رجلاً ثم قتله وجبت له النار، وإن كان المقتول كافراً. ويروي عن عمرو بن الحمق بإسناد صالح.
4 (صيفي بن ربعي الأنصاري.)
كوفي. عن: أبيه، وابن أبي ذئب، وشعبة، وطبقتهم. وعنه: أبو كريب، ومحمد بن منصور العجلي، والحسين بن يزيد الطحان، وغيرهم. قال أبو حاتم: صالح الحديث ما أرى بحديثه بأساً. قلت: له حديث منكر في الترمذي، عن عبد الله بن عمر العمري.

(13/238)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 239
4 (حرف الضاد)
)
4 (ضمرة بن ربيعة.)
شيخ الرملة. سيأتي بعد المائتين.

(13/239)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 240
4 (حرف العين)

4 (عاصم بن حميد الكوفي الحناط)
عن: سماك بن حرب، وأبي حمزة ثابت الثمالي. وعنه: يحيى بن عبد الحميد، وابن نمير، ومحمد بن مهران الجمال. وثقه أبو زرعة.
4 (عاصم بن سليمان.)
أبو محمد العبدي، ثم الكوزي الحذّاء.

(13/240)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 241
شيخ بصري، ضعيف. عن: عاصم الأحول، وداوود بن أبي هند، وهشام بن حسان. وعنه: محمد بن موسى الحرشي، ومحمد بن عيسى بن الطباع، والحسن بن عرفة. كذبه الفلاس. وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الأثبات. ابن الطباع: ثنا عاصم بن سليمان، عن إسماعيل بن أمية، عن أبي الزبير، عن جابر: وَمَقَامٍ كَرِيمٍ قال: المنابر.
4 (عاصم بن عبد العزيز الأشجعي ت. ق.)
المدني، أبو عبد الرحمن.

(13/241)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 242
عن: الحارث بن عبد الرحمن بن أبي دياب، وهشام بن عروة، وسعد بن إسحاق. وعنه: إبراهيم بن المنذر، وإسحاق بن موسى الخطمي، ومحمد بن المثنى وقال: هو ثقة. وقال النسائي، والدارقطني: ليس بالقوي.
4 (عامر بن صالح بن عبد الله بن عروة بن الزبير الأسدي المدني ت.)
نزل بغداد، وحدث عن عم أبيه هشام بن عروة، وابن أبي ذئب،

(13/242)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 243
ويونس بن يزيد.) وعنه: أحمد بن حنبل، والصلت الجحدري، ويعقوب الدورقي، ومحمد بن حاتم الزمي. وكان فقيهاً إخبارياً علامة لكنه واه. قال أبو داوود: قيل ليحيى بن معين: إن أحمد بن حنبل حدث عن عامر بن صالح. فقال: ما له، جن. وضعفه غير واحد. وقال الدارقطني: يترك عندي. وروى أحمد بن زهير، عن ابن معين قال: كان كذاباً يروي عن هشام كل حديث سمعه. وقال أحمد بن محمد بن محرز، عن ابن معين: كذاب، عدو الله. قال لي حجاج: إن هذا أتاه، فكتب عنه حديث هشام بن عروة، حدثه به عن الليث بن سعد، وابن لهيعة، عنه. وقال س: ليس بثقة. وقال ابن عدي: عامة حديثه مسورق من الثقات.

(13/243)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 244
4 (عامر بن صالح بن رستم الخزاز ت.)
أبو بكر البصري. وهو عامر بن أبي عامر. روى عن: أبيه، ويونس بن عبيد، وأيوب بن موسى. وعنه: عبيد الله القواريري، وخلف البزار، ومحمد بن أبي بكر المقدمي، والفلاس، وابن مثنى، ونصر بن علي، وعدة. قال أبو حاتم: ليس بقوي. وقال ابن عدي: لم أر له حديثاً منكراً.

(13/244)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 245
4 (عامر بن عبد الله.)
أبو وهب المصري. عن: عمرو بن شراحيل المعافري. وعنه: سعيد بن عفير، وأحمد بن سعيد الهمداني. مات سنة مائتين.)
4 (العباس بن الأحنف.)
شاعر زمانه، له أخبار كثيرة مع الرشيد وغيره. وكان طريفاً كيساً حلو النادرة مجيداً في الغزل.

(13/245)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 246
ومن شعره:
(يا أيها الرجل المعذّب نفسه .......... أقصر فإنّ شفاءك الإقصار)

(نزف البكاء دموع عينك فاستعر .......... عيناً يعينك دمعها المدرار)

(من ذا يعيرك عينه تبكي بها .......... أرأيت عيناً للبكاء تعار)
ومن شعره:
(وحدّثتني يا سعد عنها فزدتني .......... جنوناً فزدني من حديثك يا سعد)

(هواها هوى لم يعرف القلب غيره .......... فليس له قبل وليس له بعد)
ومن شعره:
(قد سحب الناسر أذيال الظّنون بنا .......... وفرّق الناس فينا قولهم فرقا)

(فكاذب قد رمى في الحبّ غيركم .......... وصادق ليس يدري أنّه صدقا)
مات العباس بن الأحنف سنة ثلاث وتسعين ومائة. وقيل: مات سنة اثنتين وتسعين ومائة، قبل أبن نؤآس.
4 (العباس بن الحسين بن عبيد الله بن عباس ابن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب.)
أبو الفضل العلوي المدني. قدم بغداد في دولة الرشيد، وبقي في صحبته، ثم صحب بعده ولده المأمون. وكان شاعراً بليغاً مفوهاً حتى قيل إنه أشعر آل أبي طالب كلهم.

(13/246)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 247
4 (العباس بن الفضل بن الربيع بن يونس.)
مولى المنصور. من كبار الأمراء، ولي حجاجة الأمين، وكان من الشعراء والفصحاء. توفي في حياة أبيه.
4 (عبد الله بن الأجلح الكندي الكوفي ت. ق.)
أبو محمد.) روى عنه: أبيه، ومنصور بن المعتمر، ويزيد بن أبي زياد، وعاصم الأحول، وعطاء بن السائب، والأعمش. وعنه: أبو كريب، ويحيى بن جعفر البيكندي، وعبد الله بن عامر بن زرارة. قال أبو حاتم: لا بأس به.
4 (عبد الله بن إدريس بن يزيد بن عبد الرحمن ع.)

(13/247)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 248
أبو محمد الأودي الكوفي. أحد الأئمة الأعلام. مولده سنة عشرين ومائة. وروى عن: أبيه، وسهيل بن أبي صالح، وأبي إسحاق الشيباني، وحصين بن عبد الرحمن، وهو أقدم شيخ لقيه، وهشام بن عروة، وإسماعيل بن أبي خالد، والأعمش، وابن جريج، وطائفة.

(13/248)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 249
وكان من جلة المقرئين. قرأ على الأعمش، وعلى نافع. وأقرأ القرآن. روى عنه: مالك مع تقدمه، وابن المبارك، وأحمد، وإسحاق، وابن معين، وابنا أبي شيبة، والحسن بن عرفة، وأحمد بن عبد الجبار العطاردي، وخلق. وقد أقدمه الرشيد ليوليه قضاء الكوفة فامتنع. قال بشر الحافي: ما شرب أحد ماء الفرات فسلم إلا عبد الله بن إدريس وقال أحمد بن حنبل: كان نسيج وحده. وقال يعقوب بن شيبة: كان عابداً فاضلاً. كان يسلك في كثير من فتاياه ومذاهبه مسلك أهل المدينة. يخالف الكوفيين، وكان بينه وبين مالك صداقة. ثم قال: إن جميع ما يرويه مالك في الموطأ بلغني عن علي رضي الله عنه فيرسلها أنه سمعها من ابن إدريس. قال أبو حاتم الرازي: هو إمام من أئمة المسلمين، حجة. وقيل: لم يكن بالكوفة أعبد لله منه. قال الحسن بن عرقة: لم أر بالكوفة أفضل منه.

(13/249)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 250
وروى أبو داوود، عن إسحاق بن إبراهيم، عن الكسائي قال: قال لي الرشيد: من أقرأ الناس) قلت: عبد الله بن إدريس. قال: ثم من قال: قلت: حسين الجعفي. قال: ثم من قلت: رجل آخر. وعن حسين العنقزي قال: لما نزل بابن إدريس الموت بكت ابنته فقال: لا تبكي يا بنية، فقد ختمت القرآن في هذا البيت أربعة آلاف ختمة. قال ابن عمار: كان ابن إدريس إذا لحن أحد في كلامه لم يحدثه. وقال ابن معين: سمعت ابن إدريس يقول: عندي قوصرة ملكاية، وراوية من حوض الربابين، ودبة زيت، ما أحد أغنيى مني. وكان ابن إدريس يحرم النبيذ. وقال: قلت لحفص بن غياث: اترك الجلوس في المسجد. فقال: أنت قد تركت ذلك ولم تترك. قلت: يأتيني البلاء وأنا فار، أحب إلي من أن يأتيني وأنا متعرض له. قال أبو خيثمة: سمعت ابن إدريس يقول: كل شراب مسكر كثيره فإنه

(13/250)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 251
محرم يسيره، إني لكم منه نذير. أبو بكر بن أبي شيبة: سمعت ابن إدريس قال: كتبت حديث أبي الحوراء، فخفت أن يتصحف بأبي الجوراء، فكتبت تحته: حور عين. وقال يعقوب السدوسي: ثنا عبيد بن نعيم، ثنا الحسن بن الربيع الثوراني قال: قريء كتاب الخليفة إلى ابن إدريس وأنا حاضر: من عبد الله هارون أمير المؤمنين إلى عبد الله بن إدريس. قال: فشهق ابن إدريس شهقة، وسقط بعد الظهر، فقمنا إلى العصر وهو على حاله، وانتبه قبيل المغرب، وقد صببنا عليه الماء، فلا شيء. قال: إنها لله وإنا إليه راجعون، صار يعرفني حتى يكتب إلي. أي ذنب بلغ بي هذا قلت: وقد وثقه ابن معين، وعبد الرحمن بن خراش، والناس. وقيل: بل ولد سنة خمس عشرة ومائة.) ووقع لي من عالي حديثه. توفي في شهر ذي الحجة سنة اثنتين وتسعين ومائة بالكوفة.
4 (عبد الله بن إسماعيل بن خالد الكوفي ت. ق.)

(13/251)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 252
عن: أبيه، وسعيد بن أبي عروبة، ومجالد. وعنه: أبو كريب.
4 (عبد الله بن خراش الشيباني الكوفي ق.)
أخو شهاب بن خراش. عن: عمه العوام، وموسى بن عقبة. وعنه: أبو سعيد الأشج، وزيد بن الحريش، والحسن بن قزعة، وأحمد بن المقدام، وقيس بن حفص الدلامي، وآخرون. ضعفوه. قال البخاري: منكر الحديث. وقال الدارقطني: ضعيف.

(13/252)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 253
4 (عبد الله بن داوود التمار ت.)
أبو محمد الواسطي. عن: ابن جريج، وحنظلة بن أبي سفيان، والحمادين. وعنه: محمد بن المثنى، وأحمد بن سنان القطان، وهارون بن سليمان الأصبهاني، وآخرون. وكان صاحب سنة. قال أبو أحمد الحاكم: ليس بالمتين. وقال البخاري: فيه نظر. قلت: روى أحاديث موضوعة فكأنه آفتها.
4 (عبد الله بن رجاء المكي م. د. ن. ق.)

(13/253)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 254
بصري الأصل. عن: أيوب السختياني، وإسماعيل بن أمية، وعبيد الله بن عمر، وابن عجلان، وعبد الله بن عثمان بن خيثم، وموسى بن عقبة، وابن جريج.) وما في هؤلاء أحد أدركهم، عبد الله بن رجاء الغداني. وعنه: أحمد، وإسحاق، وشريح بن يونس، والحسن بن الصباح البزار، وابن معين، وبندار، وعمرو الناقد. كنيته أبو عمران. وثقه ابن معين، وغيره.
4 (عبد الله بن أبي رفاعة راشد.)
أبو عبد الرحمن الخولاني، مولاهم المصري الزاهد القدوة. كان يقال هو أجل أهل الإسكندرية. مات سنة مائتين، وعاش ثمانياً وستين سنة.

(13/254)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 255
ذكره ابن يونس مختصراً.
4 (عبد الله بن سعيد خ.)
أبو بكير النخعي الكوفي. روى عن العلاء بن المسيب، وأجلح بن عبد الله، وحجاج بن أرطأة. وعنه: ابن راهويه، وأبو سعيد الأشج. لم يذكره ابن أبي حاتم.
4 (عبد الله بن سفيان بن عقبة الليثي.)
مولاهم المدني، أبو سفيان. عن: جده عقبة بن أبي عائشة، وأبي طوالة، وغنم بن نسطاس، وجماعة. وعنه: نعيم بن حماد، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وأبو مصعب، وإسحاق بن موسى. قال أبو حاتم: ليس به بأس.
4 (عبد الله بن سلمة.)

(13/255)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 256
أبو عبد الرحمن البصري الأفطس. عن: الأعمش، وفضيل بن غزوان، وابن أبي ليلى، وموسى بن عقبة. وعنه: الفلاس، وأبو كامل الجحدري، وعمر بن شبة، وآخرون. قال يحيى القطان: ليس بثقة.) وقال أحمد بن حنبل: تركوا حديثه. وقال ابن عدي: يكتب حديثه مع ضعفه. قلت: كان يستخف بالأئمة، قال: يكذب سفيان. وتكلم في غندر. وقال عن القطان: ذاك الأحول. وكذا سنة الله في كل من ازدرى العلماء بقي حقيراً.

(13/256)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 257
4 (عبد الله بن عبد القدوس الكوفي ثم الرازي.)
عن: الأعمش، وغيره. وعنه: محمد بن حميد، وعبد الله بن داهر، وعباد بن يعقوب الرواجني. قال ابن معين: ليس بشيء، رافضي خبيث. وقال غير واحد: ضعيف.
4 (عبد الله بن عبد الله بن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود الهذلي المسعودي الكوفي.)

(13/257)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 258
أبو عبد الرحمن. عن: الحارث بن حصيرة، والأعمش. وعنه: أحمد بن يعقوب، وهارون بن حاتم، وآخرون. لم أر به بأساً.
4 (عبد الله بن عيسى الخزاز ت.)
أبو خلف البصري الحريري. روى عن: يحيى البكاء، ويونس بن عبيد، وداوود بن أبي هند. وعنه: عقبة بن مكرم، وعمر بن شبة، وغيرهم. له في جامع أبي عيسى حديث واحد. وهو ضعيف عندهم.

(13/258)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 259
4 (عبد الله بن كثير الدمشقي الطويل.)
المقريء، إمام جامع دمشق. روى عن: الأوزاعي، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وشيبان النحوي، وغيرهم. وعنه: هشام بن عمار، وسليمان بن عبد الرحمن، ومحمود بن خالد، والعباس بن الوليد الخلال.) قال محمد بن الفيض: سمعت أبي يقول: صلى بنا عبد الله بن كثير القاريء فقرأ وَإِذَ قَالَ إِبْراهِيمُ فقال: إراهام. فبعث إليه والي دمشق نصر بن حمزة فخفقه بالدرة وعزله عن الصلاة. قال أبو زرعة الدمشقي: كان لا بأس به. وقال أبو حفص بن شاهين: توفي سنة ست وتسعين ومائة، روى بدمشق.
4 (عبد الله بن قبيصة.)
أبو قبيصة الفزاري، كوفي. روى عن: الأعمش، وهشام بن عروة، وغيرهما. وعنه: أبو سعيد الأشج، وإبراهيم بن موسى الفراء.

(13/259)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 260
قال أبو حاتم: شيخ.
4 (عبد الله بن كليب بن كيسان المرادي المصري.)
أبو عبد الملك. ولد سنة مائة، وعمر دهراً. تفقه على ربيعة الرأي، وروى عن: يزيد بن أبي حبيب، وقيس بن الحجاج. روى عنه: أبو صالح، ويحيى بن بكير، وعمرو بن سواد، ومحمد بن سلمة المرادي، وأحمد بن السرح. قال أبو حاتم: لا بأس به. قلت: مات سنة ثلاث وتسعين ومائة.
4 (عبد الله بن معاذ بن نشيط الصنعاني ت. ق.)
نزيل مكة. عن: يونس بن يزيد، ومعمر بن راشد. وعنه: إبراهيم بن المنذر، وأبو خيثمة، ومحمد بن أبي عمر العدني،

(13/260)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 261
والزبير بن بكار، وجماعة. وثقه مسلم، وغيره، حتى يحيى بن معين، وأما عبد الرزاق فكان يكذبه. قال أبو حاتم: هو أوثق من عبد الرزاق.
4 (عبد الله بن موسى بن إبراهيم بن طلحة التيمي الطلحي المدني ق.)
) عن: صفوان بن سليم، وأسامة بن زيد الليثي، وجماعة. وعنه: إبراهيم بن المنذر الحزامي، وأثنى عليه، ويعقوب بن محمد، ويعقوب بن كاسب، وجماعة. قال ابن معين: صدوق، كثير الخطأ.

(13/261)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 262
وقال بعض الحفاظ: ليس بحجة.
4 (عبد الله بن ميمون بن داوود القداح المخزومي ت.)
مولاهم المكي. عن: يحيى بن الأنصاري، وجعفر الصادق، وعبيد الله بن عمر. وعنه: إبراهيم الحزامين ومؤمل بن إهاب، وأحمد بن شيبان الرملي، وأحمد بن الأزهر، وعبد الوهاب بن فليح. قال البخاري: ذاهب الحديث. وقال أبو زرعة: واهي الحديث. وقال أبو حاتم: متروك.

(13/262)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 263
قلت: مات في حدود المائتين.
4 (عبد الله بن نمير ع.)
أبو هشام الهمداني ثم الخارفي الكوفي الحافظ. روى عن: هشام بن عروة، والأعمش، وأشعث بن سوار، وابن أبي خالد، وزكريا بن أبي زائدة، وإبراهيم بن الفضل المخزومي، وعبيد الله بن عمر، ويزيد بن أبي زياد، وطائفة كبيرة. وعنه: أحمد، وابن معين، وإسحاق الكوسج، وأحمد بن الفرات، وعلي بن حرب، والحسن بن علي بن عفان، وأبو عبيدة بن أبي السفر، وآخرون. وثقه يحيى بن معين، وغيره.

(13/263)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 264
وكان مولده في سنة خمس عشرة ومائة. ومات سنة تسع وتسعين ومائة. وقع لنا من عواليه.
4 (عبد الله بن وهب بن مسلم ع.)

(13/264)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 265
الإمام أبو محمد الفهري، مولاهم المصري. أحد الأعلام، وعالم الديار المصرية.) قال أبو سعيد بن يونس: ولد سنة خمس وعشرين ومائة. قال: وقيل إنه من موالي الأنصار. طلب العلم وله سبع عشرة سنة، فعن ابن وهب قال: دعوت يونس بن يزيد لوليمة عرسي. قلت: روى عن: يونس، وابن جريج، وحبي بن عبد الله المعافري، وحنظلة بن أبي سفيان، وعمرو بن الحارث، وأسامة بن زيد الليثي، وعمر بن محمد العمري، وعبد الحميد بن جعفر، وأبي صخر حميد بن زياد، وعبد الله بن عامر الأسلمي، وموسى بن علي، والليث، ومالك، وخلائق. وتفقه: بمالك، والليث. وعنه قال: رأيت عبيد الله بن عمر قد عمي وقطع الحديث. ورأيت هشام بن عروة جالساً في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: آخذ عن ابن سمعان وأصير إلى ابن هشام، فلما فرغت قمت إلى منزل هشام فقالوا: قد نام. فقلت: أحج وأرجع، فرجعت فوجدته قد مات. قال محمد بن سلمة: سمعت ابن القاسم يقول: لو مات ابن عيينة لضربت إلى ابن وهب أكباد الإبل. ما دون العلم أحد تدوينه. قال يونس بن عبد الأعلى، عن ابن وهب قال: أقرأني نافع بن أبي نعيم.

(13/265)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 266
وقال أبو زرعة: نظرت في نحو ثلاثين ألف حديث لابن وهب لا أعلم أني رأيت له حديثاً لا أصل له. وهو ثقة. وقد سمعت يحيى بن بكير. يقول: هو أفقه من عبد الرحمن بن القاسم. قلت: وله موطأ كبير إلي الغاية، وله كتاب الجامع، وكتاب البيعة، وكتاب المناسك، وكتاب المغازي، وكتاب الردة، وكتاب تفسير غريب الموطأ، وغير ذلك. روى عنه: الليث بن سعد، وأصبغ بن الفرج، وأبو صالح، وأحمد بن صالح، وحرملة، والحارث بن مسكين، ويحيى بن أيوب المقابري، وبحر بن نصر الخولاني والربيع بن سليمان المرادي، ويونس بن عبد الأعلى، وأبو الماهر بن السرح، وبحر بن نصر، وعبد الله بن محمد بن رمح، وعلي بن خشرم، وعمرو بن سواد، وعيسى بن مثرود، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وهارون بن سعيد الأيلي، وعبد الملك بن شعيب بن الليث، وعيسى بن أحمد العسقلاني، وأحمد بن عيسى التستري، وإبراهيم بن منقذ الخولاني، وسحنون بن سعد القيرواني، وأحمد بن) عبد الرحمن بن وهب ابن أخيه، وأمم سواهم. وكان ثقة ثبتاً من كبار الزهاد. قال أحمد بن صالح: حدث ابن وهب بمائة ألف حديث، ما رأيت أحداً أكثر حديثاً منه. وقد وقع عندنا عنه سبعون ألف حديث. وقال يحيى بن بكير: ابن وهب أفقه من ابن القاسم. وقال علي بن الجنيد: سمعت أبا مصعت يعظم ابن وهب ويقول: مسائله عن مالك صحيحة. وقال أبو حاتم: صالح الحديث، صدوق.

(13/266)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 267
وقال ابن عدي في كامله: ابن وهب من الثقات. لا أعلم له حديثاً منكراً. إذا حدث عنه ثقة. وروى أبو طالب، عن أحمد بن حنبل: ابن وهب يفصل السماع من العرض. ما أصح حديثه وأثبته. وقد كان يسيء الأخذ، لكن ما رواه وحدثه صحيحاً. وقال ابن معين: ثقة. قال خالد بن خداش: قريء على ابن وهب كتاب أهوال يوم القيامة تأليفه فخر مغشياً عليه. فلم يتكلم بكلمة، حتى مات بعد أيام، رحمه الله. وعن سحنون قال: كان ابن وهب قد قسم دهره أثلاثاً: ثلثاً في المرابط، وثلثاً يعلم الناس بمصر، وثلثاً في الحج. وقيل إنه حج ستاً وثلاثين حجة. وكان مالك يكتب إليه: إلى عبد الله بن وهب مفتي أهل مصر، ولم يفعل هذا مع غيره. وقد ذكر ابن وهب وابن القاسم عند مالك، فقال مالك: ابن وهب عالم، وابن القاسم فقيه. وقال أحمد بن سعيد الهمداني: دخل ابن وهب الحمام، فسمع قارئاً

(13/267)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 268
يقرأ: وَإِذْ يَتَحاجُّونَ فِي النَّارِ، فغشي عليه. قال أبو زيد بن أبي الغمر: كنا نسمي ابن وهب: ديوان العلم. وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبا زرعة يقول: نظرت في حديث ابن وهب نحو ثمانين ألف حديث. قلت: مر هذا. وقال: ثلاثين ألف حديث. فالله أعلم.) قال أبو عمر بن عبد البر: جد ابن وهب هو مسلم مولى ريحانة مولاة عبد الرحمن بن يزيد بن أنس الفهري. وقال ابن أخي ابن وهب: طلب عباد بن محمد الأمير عمي ليوليه القضاء، فتغيب، فهدم عباد بعض دارنا. فقال الصباحي لعباد: متى طمع هذا الكذا وكذا أن يلي القضاء فبلغ ذلك عمي، فدع عليه بالعمى، فعمي بعد جمعة. وقال حجاج بن رشدين: سمعت ابن وهب يتذمر ويصيح، فأشرفت عليه من غرفتي، فقلت: ما شأنك يا أبا محمد قال: يا أبا الحسن، بينما أنا أرجو أن أحشر في زمرة العلماء أحشر في زمرة القضاة. فقلت: ما شأنك يا أبا محمد قال: يا أبا الحسن، بينما أنا أرجو أن أحشر في زمرة العلماء أحشر في زمرة القضاة. فتغيب في يومه، فطلبوه. قال ابن الطاهر بن عمرو: جاء نعي ابن وهب، ونحن في مجلس سفيان، فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، أصيب المسلمون به عامة، وأصبت به خاصة. وقال النسائي: ابن وهب ثقة، ما أعلمه روى عن الثقات حديثاً منكراً.

(13/268)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 269
قلت: بعض الأئمة تمعقل على ابن وهب في أخذه للحديث، وأنه كان يترخص في الأخذ. وابن وهب فحجة باتفاق. يكفيه قول الإمامين أبي زرعة والنسائي فيه. وما من يروي مائة ألف حديث ولا يستلحق عليه في شيء إلا وهو ثبت حافظ. والله لو غلط في المائة ألف في مائتي حديث لما أثر ذلك في ثقته. قال أحمد بن صالح: كان ابن وهب يتساهل في المشايخ، ولو أخذ مأخذ مالك في ذلك لكان خيراً له. قال يونس بن عبد الأعلى: مات في شعبان سنة سبع وتسعين ومائة. قال: وكانوا أرادوه على القضاء فتغيب. قلت: وقع لي جملة من عواليه.
4 (عبد الحكيم بن منصور الخزاعي الواسطي ت.)
عن: عبد الملك بن عمير، وعطاء بن السائب.) وعنه: عبد الله بن عون الخراز، وإسحاق بن شاهين، ومحمد بن

(13/269)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 270
عبد الله بن بزيع، ومحمد بن حرب النشاستجي، وآخرون. وليس هو بقوي. كذبه يحيى بن معين، وقال مرة: ليس حديثه بشيء. وقال أبو داوود: ضعيف. وقال النسائي، وغيره: متروك الحديث.
4 (عبد الخالق بن زيد بن واقد الدمشقي)
عن: أبيه، والوضين بن عطاء، وغيرهما. وعنه: نعيم بن حماد، وصفوان بن صالح، وسليمان ابن بنت شرحبيل. قال الدارقطني: متروك الحديث.

(13/270)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 271
وقال النسائي: ليس بثقة.
4 (عبد الرحمن بن سعد بن عمار.)
ابن مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم سعد القرظ، أبو محمد القرشي المخزومي المديني المؤذن. روى عن: أبيه، وأعمامه، وعن: صفوان بن سليم، وأبي الزناد، وغيرهم. وعنه: إسحاق بن راهيه، وهشام بن عمار، والحميدي، ويعقوب بن كاسب، وإبراهيم بن المنذر، وجماعة. ضعفه يحيى بن معين، وغيره، وصلحه بعضهم.
4 (عبد الرحمن بن سعيد الخزاعي.)
مولاهم المصري، أبو سعد. عن: نافع بن يزيد، ومالك، والليث. مات كهلاً.

(13/271)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 272
روى عنه: يحيى بن بكير، ويونس بن عبد الأعلى. مات سنة تسع وتسعين ومائة.
4 (عبد الرحمن بن سليمان بن أبي الجون العنسي الداراني الدمشقي ق.)
) عن: إسماعيل بن أبي خالد، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وليث بن أبي سليم، ومحمد بن صالح المدني، والأعمش، وراشد بن سعد المقرئي. وعنه: إسماعيل بن عياش وهو أكبر منه، ومحمد بن عائذ، وهشام بن عمار، وصفوان بن صالح، وعدة. قال دحيم: لا أعلمه إلا ثقة. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال أبو حاتم: لا يحتج به. قلت: هذا أكبر من زاهد الشام أبي سليمان الداراني.
4 (عبد الرحمن بن عبد الله.)
أبو سعيد، مولى بني هاشم. سيأتي بكنيته.

(13/272)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 273
4 (عبد الرحمن بن عبد الحميد المهري د. ن.)
مولاهم المصري، أبو رجاء المكفوف. من فضلاء المصريين. روى عن: عقيل بن خالد، وبكر بن عمرو المعافري، وغيرهما. وعنه: ابن أخته أبو الطاهر بن السرح، وعبد الله بن وهب مع تقدمه، ويونس بن عبد الأعلى. وثقه أبو داوود. مات سنة اثنتين وتسعين ومائة.
4 (عبد الرحمن بن عثمان بن أمية بن عبد الرحمن بن أبي بكرة. د. ن. ق.)
أبو يحيى، الثقفي البكراوي البصري. روى عن: حميد الطويل، وحسين المعلم، وداوود بن أبي هند، ومحمد بن عمرو، ومحمد بن السائب الكلبي، وطائفة.

(13/273)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 274
وعنه: أبو بكر بن أبي شيبة، وبندار، ومحمد بن المثنى، ويحيى بن حكيم، والفلاس، وخلق كثير. قال ابن المديني: كان يحيى بن سعيد حسن الرأي فيه. وحدث عنه وأنا فلا أحدث عنه.) وقال ابن معين: ضعيف. وقال: أحمد بن حنبل: طرح الناس حديثه. هكذا راويه عبد الله، عن أبيه. وأما أبو داوود فقال: سمعت أحمد يقول: لا بأس به. وقال النسائي: ضعيف. قال الجراح بن مخلد: توفي في صفر أو المحرم سنة خمس وتسعين ومائة. وقال ابن المديني أيضاً: ذهب حديثه.
4 (عبد الرحمن بن القاسم بن خالد بن جنادة)

(13/274)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 275
الإمام أبو عبد الله العتقي. مولاهم المصري الفقيه. أحد الأعلام، وأكبر أصحاب مالك القائمين بمذهبه. سمع منه ومن: نافع بن أبي نعيم، وعبد الرحمن بن شريح، وبكر بن مضر، وجماعة. وعنه: أصبغ بن الفرج، وأبو الطاهر بن السرح، والحارث بن مسكين، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وعيسى بن مثرود، وآخرون. وقد أنفق أموالاً جمة في طلب العلم. قال النسائي: ثقة مأمون. أحد الفقهاء. وعن مالك أنه ذكر عنده ابن القاسم فقال: عافاه الله، مثله كمثل جراب مملوء مسكاً. وقيل إن مالكاً سئل عن ابن القاسم، وابن وهب فقال: ابن وهب رجل

(13/275)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 276
علم، وابن القاسم فقيه. وعن أسد بن الفرات قال: كان ابن القاسم يختم كل يوم وليلة ختمتين، فنزل لي حين جئت إليه عن ختمة رغبة في إحياء العلم. وبلغنا عن ابن القاسم أنه قال: خرجت إلى الحجاز اثنتي عشرة مرة، أنفقت كل مرة ألف دينار. وروي عن ابن القاسم أنه كان لا يقبل جوائز السلطان. وكان يقول: ليس في قرب الولاة ولا الدنو منهم خير. قال أحمد بن عبد الرحمن بن وهب: سمعت عمي يقول: خرجت أنا وعبد الرحمن بن القاسم بضع عشرة سنة إلى مالك. سنة أسأل أنا مالكاً، وسنة ابن القاسم. فما سألت أنا، كان عند ابن القاسم: سمعت مالكاً. وما سأل هو، كان عندي: سمعت مالكاً. إلا أن ابن القاسم ترك من قوله ما خالف الأصل، وتركته أنا عل حاله، أو كما قال. وقال الحارث بن مسكين: أخبرني أبي قال: كان ابن القاسم وهو حدث في العبادة أشهر منه في) العلم. قال الحارث: كان في ابن القاسم: العبادة والسخاء والشجاعة والعلم والورع والزهد. قال ابن وضاح: أخبرني ثقة ثقة. عن علي بن معبد قال: رأيت ابن القاسم في النوم، فقلت: كيف وجدت المسائل فقال: أفٍ أف: قلت: فما أحسن ما وجدت قال: الرباط بالإسكندرية. قال: ورأيت ابن وهب أحسن حالاً منه. وقد حدث سحنون أنه رأى ابن القاسم في النوم، فقال: ما فعل الله بك؟

(13/276)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 277
قال: وجدت عنده ما أحببت ! قال: فأي عمل وجدت أفضل؟. قال: تلاوة القرآن. قال: قلت: فالمسائل؟ فكان يشير بإصبعه يكشيها. قال: فكنت أسأله عن ابن وهب، فيقول: هو في عليين. قال أبو جعفر الطحاوي: بلغني عن ابن القاسم أنه قال: ما أعلم في فلان عيباً إلا دخوله إلى الحكام، ألا اشتغل بنفسه. قال الحارث بن مسكين: سمعت ابن القاسم يقول في دعائه: اللهم امنع الدنيا مني، وامنعني منها. قال الحارث: فكان في الورع والزهد شيئاً عجباً. قال أبو سعيد بن يونس: ولد ابن القاسم سنة اثنتين وثلاثين ومائة، وتوفي في صفر سنة إحدى وتسعين ومائة. أخبرنا يوسف بن أبي نصر، وجماعة، قالوا: أنا ابن الزبيدي، أنا أبو الوقت السجزي، أنا الداوودي، أنا ابن حمويه، أنا الفربري، ثنا البخاري، نا سعيد بن تليد، نا ابن القاسم عن بكير بن مضر، عن عمرو بن الحارث، عن يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، وأبي سلمة ح. وأنا أحمد بن العماد عالياً، وهذا لفظه: أنا ابن قدامة، أنا ابن البطي، أنا الحسين بن أحمد، أنا) علي بن محمد، أنا محمد بن عمرو، نا يحيى بن جعفر، نا عبد الوهاب بن عطاء، أنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم. وقال: لو لبثت في السجن مثل ما لبثه يوسف، ثم جاءني الداعي لأجبته. وقال: رحمة الله على لوط إن كان ليأوي إلى ركن شديد، فما بعث الله نبياً بعد إلا في ثروة قومه.

(13/277)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 278
لم يذكر البخاري الفصل الأول منه، وهو: إن الكريم. وقد رواه مسلم أيضاً. ومن حيث العدد إلى أبي سلمة، كأن شيخاً لقي الفربري، وسمعه منه.
4 (عبد الرحمن بن محمد المحاربي ع.)
ذكر بنسبته.
4 (عبد الرحمن بن مسعود بن أشرس الإفريقي.)
مولى الأنصار. روى عن: مالك، وعبد الله بن عمر. وعنه: ابن وهب، وسعيد بن تليد، ومهدي بن جعفر، وعمران بن هارون. لقوه بمصر.
4 (عبد الرحمن بن مغراء ع.)

(13/278)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 279
أبو زهير الدوسي الرازي. عن: إسماعيل بن أبي خالد، والأعمش، وجماعة. وعنه: محمد بن عائذ الكاتب، وسليمان بن عبد الرحمن، ومحمد بن حميد، وزنيج، ويوسف بن موسى القطان، وإسحاق بن الفيض الأصبهاني، وعدة. وولي في أواخر عمره قضاء الأردن. قال أبو زرعة: صدوق. وضعفه ابن عدي. وفي حديثه عن الأعمش مناكير. وكان طلابة للعلم، حسن الحديث. مات قبل المائتين.)
4 (عبد الرحمن بن مهدي ع.)

(13/279)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 280
ابن حسان بن عبد الرحمن العنبري، مولاهم. وقيل مولى الأزد، أبو سعيد البصري اللؤلؤي الحافظ، أحد الأئمة الأعلام.

(13/280)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 281
ولد سنة خمسٍ وثلاثين ومائة. قاله أحمد. سمع: أيمن بن نابل، وعمر بن أبي زائدة، وهشام بن أبي عبد الله، ومعاوية بن صالح، وإسماعيل بن مسلم العبدي قاضي جزيرة قيس، وعبد الله بن بديل المكي، وعبد الجليل بن عطية، وأبا خلدة خالد بن دينار السعدي، وشعبة، وسفيان، والمسعودي، وخلقاً كثيراً. وعنه: ابن المبارك، وابن وهب، وأحمد، وإسحاق، وعلي، ويحيى، وابن أبي شيبة، وأبو خيثمة، وبندار، وأحمد بن سنان، وعبد الرحمن رستة، والقواريري، وأبو ثور، وأبو عبيد، وعبد الرحمن بن محمد بن منصور الحارثي، ومحمد بن يحيى الذهلي، وأمم سواهم. قال أحمد بن حنبل: هو أفقه من يحيى بن سعيد. وقال: إذا اختلف هو ووكيع، فابن مهدي أثبت، لأنه أقرب عهداً بالكتاب. واختلفا في نحو خمسين حديثاً للثوري، فنظرنا، فإذا عامة الصواب في يد عبد الرحمن. وقال أيوب بن المتوكل: كنا إذا أردنا أن ننظر إلى الدنيا والدين ذهبنا إلى دار عبد الرحمن بن مهدي. قال إسماعيل القاضي: سمعت ابن المديني يقول: أعلم الناس بالحديث عبد الرحمن بن مهدي. قلت له: قد كنت كتبت حديث الأعمش، وكنت عند نفسي أني قد بلغت

(13/281)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 282
فيها. فقلت: ومن يفيدني عن الأعمش. قال: فقال لي: من يفيدك عن الأعمش قلت: نعم فأطرق، ثم ذكر ثلاثين حديثاً ليست عندي. تتبع أحاديث الشيوخ الذين لم ألقهم أنا لم أكتب حديثهم نازلاً. قال إسماعيل القاضي: أحفظ أن ممن ذكره منصور بن أبي الأسود. وقال محمد بن أبي بكر المقدمي: ما رأيت أحداً أتقن لما سمع، ولما لم يسمع، ولحديث الناس من عبد الرحمن بن مهدي. إمام ثبت، أثبت من يحيى بن سعيد، واتقن من وكيع. كان عرض حديثه على سفيان.) قال القواريري: أملى علي عبد الرحمن بن مهدي عشرين ألف حديث حفظاً. وقال عبيد الله بن سعيد: سمعت ابن مهدي يقول: لا يجوز أن يكون الرجل إماماً حتى يعلم ما يصح مما لا يصح. وقال ابن المديني: كان علم عبد الرحمن بن مهدي في الحديث كالسحر. وقال أبو عبيد: سمعت عبد الرحمن يقول: ما تركت حديث رجل إلا دعوت الله له وأسميه. وقال إبراهيم بن زياد سبلان: قلت لعبد الرحمن بن مهدي: ما تقول

(13/282)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 283
فيمن يقول القرآن مخلوق؟ فقال: لو كان لي سلطان لقمت على الجسر، فلا يمر بي أحد إلا سألته، فإذا قال: مخلوق ضربت عنقه وألقيته في الماء. وقال أبو داوود السختياني: التقى وكيع وعبد الرحمن في الحرم بعد العشاء، فتواقفا حتى سمعا أذان الصبح. وعن ابن مهدي قال: لولا أني أكره أن يعصى الله تعالى لتمنيت أن لا يبقى أحدٌ في المصر إلا اغتابني. وأي شيء أهنأ حسنةً يجدها الرجل في صحيفته لم يعمل بها. وعنه قال: كنت أجلس يوم الجمعة، فإذا كثر الخلق، فرحت، وإذا قلوا حزنت. فسألت بشر بن منصور، فقال: هذا مجلس سوءٍ، فلا تعد إليه، فما عدت إليه. قال رستة: نا يحيى بن عبد الرحمن بن مهدي أن أباه قام ليلةً، وكان يحيي الليل كله. قال: فلما طلع الفجر رمى بنفسه على الفراش حتى طلعت الشمس، ولم يصل الصبح، فجعل على نفسه أن لا يجعل بينه وبين الأرض شيئاً شهرين، فقرح فخذاه جميعاً. قال عبد الرحمن بن عمر رستة: سمعت ابن مهدي يقول لفتى من ولد الأمير جعفر بن سليمان: بلغني أنك تتكلم في الرب وتصفه وتشبهه قال: نعم، نظرنا فلم نر من خلق الله شيئاً أحسن من الإنسان. وأخذ يتكلم في الصفة والقامة، فقال: رويدك يا بني حتى تتكلم أول شيء في المخلوق، وإن عجزنا عنه، فنحن عن الخالق أعجز. أخبرني عما حدثني شعبة، عن الشيباني، عن سعيد بن جبير، عن عبد الله: لقد رأى آية من آيات ربه الكبرى؟

(13/283)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 284
قال: رأى جبريل له ستمائة جناح. ثم قال عبد الرحمن: فصف لي مخلوقاً له ستمائة جناح فبقي الغلام ينظر، فقال: أنا أهون عليك، صف لي خلقاً بثلاثة أجنحة، وركب الجناح الثالث منه) موضعاً حتى أعلم قال: يا أبا سعيد، عجزنا عن صفة المخلوق، فأشهدك أني قد عجزت ورجعت. قال أبو حاتم: سئل أحمد بن حنبل عن يحيى، وعبد الرحمن، فقال: عبد الرحمن أكثر حديثاً. قال أحمد بن عبد الله العجلي: شرب عبد الرحمن بن مهدي البلاذر، وكذا الطيالسي، فبرص عبد الرحمن، وجذم الآخر. قال: وقال رجل لعبد الرحمن: لو قيل لك: يغفر لك ذنب أو تحفظ حديثاً، أيما أحب إليك قال: أحفظ حديثاً. قال أبو الربيع الزهراني: سمعت جريراً الرازي يقول: ما رأيت مثل عبد الرحمن بن مهدي، ووصف بصره بالحديث وحفظه. وقال نعيم بن حماد: قلت لابن مهدي: كيف تعرف الكذاب قال: كما يعرف الطبيب المجنون. قال أبو حاتم: ثنا محمد بن أبي صفوان: سمعت علي بن المديني يقول: لو أخذت فأحلفت بين الركن والمقام لحلفت بالله أني لم أر أحداً قط

(13/284)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 285
أعلم بالحديث من عبد الرحمن بن مهدي. قال ابن المديني: ثم كان بعد مالك عبد الرحمن بن مهدي يذهب مذهب تابعي أهل المدينة، ويقتدي بطريقتهم. وقال: نظرت فإذا الإسناد يدور على ستة، ثم صار علمهم إلى اثني عشر، ثم صار علمهم إلى ستة: يحيى بن سعيد، وعبد الرحمن بن مهدي، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، ووكيع، وابن المبارك، ويحيى بن آدم. وقال علي: أوثق أصحاب سفيان يحيى القطان، وعبد الرحمن. وقال أحمد بن حنبل: ابن مهدي ثقة، خيار، من معادن الصدق، صالح، مسلم. وقال ابن مهدي: أبو الأسود يتيم عروة، أخٌ لهشام بن عروة من الرضاعة. وقد قال هشام بن عروة: حدثني أخي عبد الرحمن بن نوفل، عن أبي قال: لم يزل أمر بني إسرائيل معتدلاً حتى نشأ فيهم أبناء سبايا الأمم. فقالوا فيهم بالرأي، فضلوا وأضلوا. قال أيوب بن المتوكل: كان حماد بن زيد إذا نظر إلى عبد الرحمن بن مهدي في مجلسه تهلل وجهه.) قال صدقة بن الفضل المروزي: أتيت يحيى بن سعيد أسأله، فقال لي: إلزم عبد الرحمن بن مهدي، وأفادني عنه أحاديث. فسألت عبد الرحمن عنها، فحدثني بها.

(13/285)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 286
أحمد بن سنان قال: سمعت مهدي بن حسان قال: كان عبد الرحمن يكون عند سفيان عشرة أيام وخمسة عشر يوماً بالليل والنهار، فإذا جاءنا ساعةً جاء رسول سفيان في أثره يطلبه، فيدعنا ويذهب إليه. قال أحمد بن سنان: وسمعت ابن مهدي يقول: أفتى سفيان في مسألة، فرأى كأني أنكرت فتياه، فقال: أنت ما تقول قلت: كذا وكذا، خلاف قوله، فسكت. علي بن المديني: ثنا عبد الرحمن. قال: قال لي سفيان: لو أن عندي كتبي لأفدتك علماً. قال أحمد بن سنان: كان عبد الرحمن بن مهدي لا يتحدث في مجلسه، ولا يبرا قلم، ولا يتبسم، ولا يقوم أحد قائماً كأن على رؤوسهم الطير، وكانهم في صلاة. فإذا رأى أحداً منهم تبسم أو تحدث، لبس نعله وخرج. قال أحمد بن سنان: سمعت عبد الرحمن يقول: عندي عن المغيرة بن شعبة في المسح على الخفين ثلاثة عشر حديثاً. وقال بندار: سمعت ابن مهدي: لو استقبلت من أمري ما استدبرت كتبت تفسير الحديث إلى جنبه، ولأتيت المدينة، حتى أنظر في كتب قومٍ سمعت منهم. قال صاعقة: سمعت علياً يقول: وذكر الفقهاء السبعة فقال: كان أعلم الناس بقولهم وحديثهم ابن شهاب، ثم بعده مالك. ثم بعد مالك عبد الرحمن بن مهدي.

(13/286)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 287
وقال أحمد بن حنبل: إذا حدث عبد الرحمن عن رجل فهو ثقة. وقال علي: كان ورد عبد الرحمن كل ليلة نصف القرآن. وقال محمد بن يحيى الذهلي: ما رأيت في يد عبد الرحمن بن مهدي كتاباً قط. وقال رستة: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: كان يقال إذا لقي الرجل الرجل فوقه في العلم كان يوم غنيمة، وإذا لقي من هو مثله دارسه وتعلم منه، وإذا لقي من هو دونه تواضع له وعلمه. ولا يكون إماماً في العلم من حدث بكل ما سمع، ولا يكون إماماً من حدث عن كل أحد، ولا من يحدث بالشاذ. والحفظ الإتقان. وقال ابن نمير: قال عبد الرحمن بن مهدي: معرفة الحديث إلهامٌ.) قال يوسف بن الضحاك: سمعت القواريري يقول: كان ابن مهدي يعرف حديثه وحديث غيره. وكان يحيى القطان يعرف حديثه. وسمعت حماد بن زيد يقول: إن عاش عبد الرحمن بن مهدي ليخرجن رجل من أهل البصرة. أبو بكر بن أبي الأسود: سمعت ابن مهدي يقول ويحيى القطان جالس وذكر الجهمية فقال: ما كنت لأناكحهم ولا أصلي خلفهم. وقال عبد الرحمن رستة: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: الجهمية يريدون أن ينفوا عن الله الكلام، وأن يكون القرآن كلام الله، وأن الله كلم

(13/287)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 288
موسى، وقد وكده الله فقال وَكَلَّمَ اللَّهُ مَوْسَى تَكْلِيماً. قال رستة: سألت ابن مهدي عن الرجل يبني بأهله، يترك الجماعة أياماً قال: لا، ولا صلاةً واحدة. وحضرت ابن مهدي صبيحة بنى على ابنيه، فخرج فأذن، ثم مشى إلى بابهما، وقال للجارية: قولي لهما يخرجان إلى الصلاة. فخرج النساء والجواري فقلن: سبحان الله، أي شيء هذا فقال: لا أبرح حتى يخرجا إلى الصلاة، فخرجا بعد ما صلى، فبعث بهما إلى مسجد خارج من الدرب. قلت: هكذا كان السلف رضي الله عنهم. قال رستة: وكان عبد الرحمن يحج كل عام، فمات أبوه وأوصى إليه، فأقام على أيتامه، فسمعته يقول: ابتليت بهؤلاء الأيتام، فاستقرضت من يحيى بن سعيد أربعمائة دينار احتجت إليها في مصلحة أرضهم. وقد طول أبو نعيم الحافظ ترجمة عبد الرحمن في الحلية، بحيث أنه روى فيها مائتين وثمانين حديثاً ونيفاً. وقال: أدرك من التابعين عدة منهم: المثنى بن سعيد، وأبو خلدة، ويزيد بن أبي صالح، وداوود بن قيس، وصالح بن درهم، وجرير بن حازم. قلت: كان قد ذهب إلى أصبهان في آخر عمره وحدث بها. توفي بالبصرة في شهر جمادى الآخرة سنة ثمانٍ وتسعين ومائة.
4 (عبد السلام بن عبد القدوس بن حبيب الوحاظي الشامي ن.)

(13/288)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 289
أبو محمد.) عن: هشام بن عروة، وثور بن يزيد، وإبراهيم بن أبي عبلة. وعنه: كثير بن عبيد، وأبو التقي هشام اليزني، والعباس بن الخلال، وجماعة. وهو ضعيف كأبيه. قال العقيلي: لا يتابع على شيء من حديثه. وقال ابن حبان: يروي الموضوعات.
4 (عبد العزيز بن عمران بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف الزهري الأعرج)
ت.

(13/289)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 290
عن: جعفر بن محمد، وأفلح بن سعيد، وعبد الله بن جعفر المخرمي، وجماعة. وعنه: أبو مصعب، وإبراهيم بن المنذر الخزامي، وأحمد بن إسماعيل السهمي، وآخرون. وكان شاعراً نسابة. وهو عبد العزيز بن أبي ثابت. اتفقوا على تضعيفه. وقال النسائي: متروك الحديث. وقال البخاري: لا يكتب حديثه، منكر الحديث. وقال ابن معين: لم يكن صاحب حديث، كان نسابة لم يكن بثقة. وقال الخطيب: قدم بغداد، واتصل بصحبة يحيى البرمكي، وكان ذا برٍ وإفضال. قلت: توفي سنة سبعٍ وتسعين ومائة.
4 (عبد العزيز بن أبي عثمان الكوفي.)
ختن عثمان بن زائدة. يروي عن: موسى بن عبيدة، وسفيان الثوري، وجماعة.

(13/290)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 291
وعنه: زهير بن عباد، وعلي بن ميسرة، وهارون بن إسحاق الهمداني أبو هشام الرفاعي. وكان كبير الشأن. قال الرفاعي: قال لنا وكيع: إذهبوا فاسمعوا منه، فهو أثبت من بقي في جامع سفيان. وقال عبد الرحمن بن الحكم بن بشير: ثنا عبد العزيز ابن أبي عثمان، ولم أر مثله. وقال أبو حاتم: كان ثقة.)
4 (عبد الكريم بن محمد الجرجاني.)
الفقيه أبو سهل. روى عن: أبي حنيفة، والصلت بن دينار، وزهير بن محمد، وقيس بن الربيع، وسليمان بن هوذه، وجماعة. وعنه: أبو يوسف القاضي مع تقدمه، والشافعي، وقتيبة بن سعيد. ولي قضاء جرجان، ثم كره القضاء وتركه. وحج وجاور بمكة. ذكره حمزة السهمي في تاريخه ولم يذكر وفاةً.
4 (عبد الملك بن صالح بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب.)

(13/291)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 292
الأمير أبو عبد الرحمن الهاشمي العباسي. ولي المدينة والصوائف للرشيد. ثم ولي الشام والجزيرة للأمين. وحدث عن: أبيه، ومالك بن أنس. روى عنه: ابنه علي، والأصمعي، وفليح بن إسماعيل، وغيرهم حكايات. وقد كان الرشيد بلغه أن عبد الملك على نية الخروج عليه، فخاف منه وطلبه ثم حبسه. ثم لاح له بطلان ذلك، فأطلقه وأنعم عليه. وعن عبد الرحمن مؤدب أولاد عبد الملك بن صالح قال: قال عبد الملك: لا تطريني في وجهي، فأنا أعلم بنفسي منك، ولا تعينني على ما يقبح، ودع: كيف أصبح الأمير وكيف أمسى. واجعل مكان التعريض لي صواب الإستماع مني.

(13/292)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 293
روى إسحاق بن إبراهيم النديم، عن أبيه قال: كنت بين يدي الرشيد، والناس يعزونه في طفل، ويهنونه بمولودٍ ولد تلك الليلة، فقال عبد الملك بن صالح: يا أمير المؤمنين آجرك الله فيما ساءك. ولا ساءك فيما سرك. وجعل هذه بهذه جزاءً للشاكر، وثواباً للصابر. الرياشي: ثنا الأصمعي قال: كنت عند الرشيد، فأتي بعبد الملك بن صالح يرفل في قيوده، فلما مثل بين يدي الرشيد، التفت الرشيد يحدث يحيى بن خالد، وتمثل ببيت عمرو بن معدي كرب:
(أريد حياته ويريد قتلي .......... عذيرك من خليك من مراد)
ثم قال: يا عبد الملك، لكأني، والله، أنظر إلى شؤبوبها قد همع، وإلى عارضها قد لمع، وكأني بالوعيد قد أورى ناراً، فأبرز عن براجم بلا معاصم. ورؤوس بلا غلاصم، فمهلاً مهلاً بني) هاشم بي. والله، سهل لكم الوعر، وصفا لكم الكدر، وألقت إليكم الأمور أزمتها، فيه اربدادٌ لكم من حلول داهية، أو خبوط باليد والرجل. فقال: أتكلم يا أمير المؤمنين قال: قل. قال: اتق الله فيما ولاك، واحفظه في رعاياك التي استرعاك، ولا

(13/293)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 294
تجعل الكفر بموضع الشكر، والعقاب بموضع الثواب. فقد، والله، سهلت لك الوعور، وجمعت على خوفك ورجائك الصدور. وشددت أواخي ملكك بأوثق من ركني يلملم. فأعاده إلى محبسه، ثم أقبل علينا وقال: والله لقد نظرت إلى موضع السيف من عنقه مراراً، فمنعني من قتله إبقائي على مثله. قال: فأراد يحيى بن خالد أن يضع من عبد الملك إرضاءً للرشيد، فقال له: يا عبد الملك بلغني أنك حقود. قال: أيها الوزير إن كان الحقد هو بقاء الخير والشر، إنهما لباقيان في قلبي. فقال الرشيد: ما رأيت أحداً أقبح للحقد بأحسن من هذا. ويقال إنه إنما حبسه لما رآه نظيراً له في أشياء من النبل والفصاحة. مات بالرقة سنة ستٍ وتسعين ومائة. قاله خليفة بن خياط.
4 (عبد الملك بن الصباح المسمعي الصنعاني ثم البصري خ. م. ن. ت.)

(13/294)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 295
أبو محمد. عن: ثور بن يزيد، وابن عون، وهشام بن حسان، وشعبة، وجماعة. وعنه: إسحاق بن راهويه، وبندار، ورستة، ومحمد بن المثنى، ومحمد بن يحيى الذهلي، وآخرون. مات سنة مائتين. قال أبو حاتم: صالح الحديث.
4 (عبد الملك بن عبد الرحمن الصنعاني الذماري د. ن.)
وذمار من قرى صنعاء. روى عن: إبراهيم بن أبي عبلة، وسفيان بن سعيد، والأوزاعي، ومحمد بن جابر السحيمي. وعنه: أحمد، وإسحاق، وأحمد بن صالح، والفلاس، ونوح بن حبيب القومسي.

(13/295)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 296
وثقه الفلاس.) وقال أبو حاتم. ليس بالقوي. وقال أبو داوود: ضربت عنق عبد الملك الذماري صبراً. قضى بقودٍ، فدخلت الخوارج فقتلته. وقال ابن عدي: كان قد نزل البصرة. وقال البخاري: هو شامي نزل البصرة. وأما إبراهيم بن محمد بن عرعرة، ونوح بن حبيب فسمياه عبد الملك بن هشام، فلعلهما اثنان.
4 (عبد الملك بن محمد البرسمي الصنعاني الدمشقي د. ن. ق.)
عن: ثابت بن عجلان، ويحيى بن سعيد الأنصاري، ومعمر بن راشد، والأوزاعي، وأبي سلمة العاملي، وعدة. وعنه: زيد بن المبارك الصنعاني، وهشام بن عمار، وعمرو بن عثمان

(13/296)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 297
الحمصي، وداوود بن رشيد، وسليمان بن عبد الرحمن، وجماعة. وثقه سليمان بن عبد الرحمن، وابنه دحيم. وقال أبو حاتم: يكتب حديثه.
4 (عبد الملك بن مهران.)
أبو هاشم الرفاعي الموصلي المغازلي. روى عن: عمرو بن دينار، وسهيل بن أبي صالح، وزيد بن أسلم، وجماعة. وعنه: بقية، وأحمد بن أبي الحواري، وسليمان بن عبد الرحمن، وموسى بن أيوب النصيبي. قال العقيلي: صاحب مناكير. وقال ابن عدي: مجهول. قلت: كذا ذكره أبو القاسم بن عساكر.

(13/297)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 298
4 (عبد المنعم بن نعيم الأسواري البصري.)
أبو سعيد صاحب السقاء. عن: الجريري، ويحيى بن مسلم البكاء. وعنه: يونس بن محمد المؤدب، ومحمد بن أبي بكر المقدمي، وعقبة بن مكرم العمي، وغيرهم. قال البخاري: منكر الحديث.) وقال الدارقطني: ضعيف.
4 (عبد الواحد بن سليمان الأزدي البصري البراء.)
عن: ابن عون، وحميد الطويل. وعنه: مسلم بن إبراهيم، وعبد الصمد، ومحمد بن جعفر المدائني، وإبراهيم بن عبد الله بن خالد المصيصي، والحسن بن محمد الزعفراني، وغيرهم.

(13/298)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 299
محله الصدق. قال أبو حاتم: مجهول.
4 (عبد الوهاب بن حميد اليحصبي.)
عن: طلحة بن عمر، وعبد الجليل بن حميد. وعنه: عمران الصوفي، وأحمد بن السرح. توفي قريباً من سنة خمٍ وتسعين ومائة بمصر.
4 (عبد الوهاب الثقفي ع.)

(13/299)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 300
هو ابن عبد المجيد بن الصلت بن عبيد الله بن الحكم بن أبي العاص. أبو محمد البصري الحافظ، أحد الأئمة. روى عن: أيوب السختياني، وخالد الحذاء، ومالك بن دينار، وحميد الطويل، وطبقتهم. وعنه: أحمد بن حنبل، والشافعي، وأبو حفص الفلاس، وبندار، وحفص الربالي، والحسن بن عرفة، وخلق كثير. روي عن الفلاس قال: كانت غلة عبد الوهاب الثقفي في السنة نحو أربعين ألفاً، ينفقها كلها على أصحاب الحديث. وقال الحافظ: ذكر عبد الوهاب الثقفي عند النظام فقال: هو والله أحلى من أمنٍ بعد خوف، وبرءٍ بعد سقم، وخصب بعد جدب، وغنىً بعد فقر، ومن طاعة المحبوب، وفرج المكروب. وقال علي بن المديني، وابن معين: ثقة. وقال قتيبة: ما رأيت مثل هؤلاء الفقهاء الأربعة. مالك، والليث، وعباد بن عباد، وعبد الوهاب الثقفي. وقال ابن المديني: ليس في الدنيا كتاب عن يحيى بن سعيد أصح من كتاب عبد الوهاب الثقفي.) وقال أحمد العجلي: ثقة. وقال العقيلي: نا محمد بن زكريا، ثنا عقبة بن مكرم قال: كان

(13/300)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 301
عبد الوهاب الثقفي قد اختلط قبل موته بثلاث سنين أو أربع. قال: وثنا الحسين بن عبد الله الذارع، نا أبو داوود. قال: جرير بن حازم وعبد الوهاب الثقفي تغيرا، فحجب الناس عنهم. الحميدي: نا عبد الوهاب الثقفي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر: أن رسول صلى الله عليه وسلم قضى باليمين مع الشاهد. قال العقيلي: قال مالك، وابن جريج، وسليمان بن بلال، وعبد العزيز بن المطلب، والدراوردي، وإسماعيل بن جعفر، وأبو ضمرة، ويحيى القطان، وعبد العزيز بن أبي حازم، ويحيى بن سليم، عن جعفر، عن أبيه، مرسلاً: قلت: عبد الوهاب ثقة. والثقة يهم في الشيء بعد الشيء. وأما اختلاطه فما ضر حديثه، لأنه حجب، فبقي بمنزلة من مات. وكان مولده في سنة عشر ومائة، ومات في سنة أربعٍ وتسعين ومائة.

(13/301)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 302
4 (عبيد الله بن المهدي بن المنصور العباسي.)
وأمه رائطة بنت السفاح. مات سنة أربعٍ أو خمسٍ وتسعين ومائة. وله عقب. وكان عظيم الجلالة في دولة أخيه الرشيد.
4 (عبيد الله بن سهيل بن صخر الغداني.)
أبو صخر. عن: عقبة بن أبي جبيرة، وغيره. وعنه: ابنه أحمد، وعلي بن المديني، ومحمد بن يحيى القطعي. قاله ابن أبي حاتم.
4 (عبيد بن سعيد بن أبان.)
أبو محمد القرشي الأموي الكوفي، أخو يحيى، وعنبسة، ومحمد، وعبد الله. حدث عن: الأعمش، وكامل أبي العلاء، وسفيان، وشعبة.

(13/302)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 303
وعنه: ابن راهويه، وابنا أبي شيبة، وأبو كريب، وعلي بن محمد الطنافسي.) وثقه أبو حاتم. وقال ابن حبان: مات سنة مائتين.
4 (عبيد بن القاسم الأسدي الكوفي ن.)
عن: هشام بن عروة، والأعمش، وإسماعيل بن أبي خالد. وعنه: أحمد بن حنبل، وابن معين، وداوود بن رشيد، وأحمد بن المقدام. قال ابن حبان: حدث عن هشام بنسخة موضوعة. وقال البخاري: ليس بشيء، لا يعرف. ثم قال: حدثني عبد الله، نا الصلت بن مسعود، نا عبيد بن القاسم، نا هشام، عن أبيه، عن عائشة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل من كل طعامٍ مما

(13/303)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 304
يليه. فإذا أتي بالتمر جالت يده. قال يحيى بن معين: سمعنا منه، وكان كذاباً.
4 (عبيد بن واقد القيسي ت.)
بصري، يقال اسمه عباد. حدث عن: سعيد بن عطية الليثي، وزربي أبي يحيى، وجماعة من الغرباء الذين لا يكادون يعرفون. وعنه: نصر بن علي، وابن مثنى، وعمرو بن شبة، وعبد الله بن عمر الأصبهاني أخو رستة. ضعفه أبو حاتم.
4 (عتبة بن حماد ق.)

(13/304)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 305
أبو خليد الحكمي الدمشقي القاريء. إمام جامع دمشق. حدث عن: الزبيدي، والأوزاعي، وابن ثوبان، والوضين بن عطاء، وسعيد بن بعد العزيز، ومنيب بن مدرك. وعنه: ابنه خليد، وسليمان بن أحمد الواسطي، ومحمد بن وهب بن عطية. وثقه أبو علي النيسابوري، وأبو بكر الخطيب. وقال أبو حاتم: شيخ.
4 (عثام بن علي بن هجير الكلابي العامري الكوفي خ.)
) والد علي بن عثام. روى عن: هشام بن عروة، والأعمش، وغيرهما. وعنه: ابنه، وأبو سعيد الأشج، وأحمد بن بديل، وخليفة بن خياط، وعلي بن حرب، وجماعة. قال أبو حاتم: صدوق.

(13/305)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 306
وقال غيره: مات سنة خمس وتسعين ومائة. وقيل سنة أربع.
4 (عثمان بن فرقد البصري العطار خ ت)
عن: هشام بن عروة، وجعفر بن محمد. وعنه: ابن المديني، وزيد بن أخزم، ومحمد بن المثنى، ومحمد شيخ البخاري. وكنيته أبو معاذ. وثق، وقد لينه بعضهم يسيراً.
4 (عراك بن خالد بن يزيد بن صالح بن قبيح المري.)
أبو الضحاك، الدمشقي المقريء. قرأ على يحيى الذماري. وحدث عن: أبيه، وإبراهيم بن أبي عبلة، وعثمان بن عطاء الخراساني، وغيرهم. وأقرأ الناس مدة، فقرأ عليه: هشام بن عمار، والربيع بن ثعلب.

(13/306)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 307
وحدث عنه: ابن ذكوان، ومحمد بن وهب، وموسى بن عامر المري، وطائفة. قال الدارقطني: لا بأس به. وقال أبو حاتم: مضطرب بالحديث. قلت: روى له أبو داوود في كتاب القدر له.
4 (عرعرة بن البرند بن النعمان بن علجة ن)
أبو محمد القرشي السامي الناجي البصري، والد محمد، وسليمان، وإسماعيل. روى عن: خاله عباد بن منصور، وهشام بن عروة، وابن عون، ومحمد بن عمرو بن علقمة. وعنه: حفيده إبراهيم بن محمد بن عرعرة، وإسحاق بن راهويه، والفلاس، ومحمد بن المثنى، وحميد بن الربيع. ضعفه ابن المديني،) وقواه ابن حبان، وغيره.

(13/307)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 308
مات سنة اثنتين وتسعين ومائة.
4 (عصمة بن محمد بن فضالة بن عبيد الأنصاري المدني.)
عن: موسى بن عقبة، وسهيل بن أبي صالح، وهشام بن عروة، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وجماعة. وعنه: سعيد بن سلمة الأنصاري، ومحمد بن سعد، وعبد الله بن إبراهيم الغفاري، والسري بن عاصم. قال ابن معين: كذاب. وقال العقيلي: يحدث بالبواطيل. قلت: له عن موسى بن عقبة، عن كريب، عن ابن عباس مرفوعاً: كلوا التمر على الريق فإنه يقتل الدود. هذا موضوع. قال الدارقطني: متروك الحديث.
4 (عطاء بن جبلة الفزاري.)
شيخ بغدادي واه، له عن: عباد بن منصور، والأعمش، وليث بن أبي سليم، وابن جريج.

(13/308)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 309
وعنه: محمد بن الصباح الجرجرائي، وإبراهيم بن موسى الفراء، وجماعة. قال أبو زرعة: منكر الحديث. وقال أبو حاتم: ليس بالقوي.
4 (علي بن أبي بكر الرازي الأسفذني ت. ق.)
وأسفذن بذال معجمة. له عن: فضيل بن مرزوق، ومحمد بن إسحاق، ومهدي بن ميمون، وسفيان الثوري. وعنه: مخلد بن مالك الحمال، ومحمد بن حميد، ومحمد بن عبيد الهمداني، وغيرهم. وكان رجلاً صالحاً ورعاً.

(13/309)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 310
وثقه أبو حاتم. وقال مخلد الحمال: ما رأيت أحداً أورع منه. وقال القاسم بن زكريا: كان عند محمد بن حميد الرازي، عن علي بن أبي بكر عشرة آلاف) حديث. وقيل كان من الأبدال.
4 (علي بن حرملة التيمي.)
تيم الرباب. ولي قضاء القضاة بعد محمد بن الحسن. وكان من جلة أصحاب أبي حنيفة، وأبي يوسف. ذكره الخطيب.
4 (علي بن زياد.)
الفقيه أبو الحسن السهمي مولاهم الإسكندراني، يعرف بالمحتسب. روى عن: مالك وغيره. وعنه: سعيد بن أبي مريم، ويونس بن عبد الأعلى. وكان زاهداً عابداً. قال ابن عبد الحكم: قام علي بن زياد إلى الرشيد وهو يخطب الناس بمكة، فقال: كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَالا تَفْعَلُونَ، فأمر به، فضرب مائة سوط. فكان في البيت يتأوه ويقول: الموت الموت. ثم أرسل إليه الرشيد يطلب أن يحالله، فأحله. وعن ابن وهب قال: ما تشبه علي بن زياد إلا بنوح عليه السلام في

(13/310)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 311
قومه، لا يمل ولا يفتر من الموعظة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. مات سنة ثلاث وتسعين ومائة، رحمه الله تعالى.
4 (علي بن ظبيان أبو الحسن العبسي الكوفي ق.)
قاضي القضاة للرشيد. يقال ولي بعد موت محمد بن الحسن، وقبل ذلك كان على قضاء الجانب الشرقي ببغداد. روى عن: إسماعيل بن أبي خالد، وعبيد الله بن عمر، وأبي حنيفة، وعدة. وعنه: علي بن المديني، وداوود بن رشيد، وعثمان بن أبي شيبة، وعلي بن مسلم الطوسي، ومحمد بن قدامة المصيصي، ومحمد بن قدامة الجوهري، وجماعة. قال ابن معين: ليس بشيء. وقال النسائي: ليس بثقة.) وقال الخطيب: كان جليلاً ديناً متواضعاً فقيهاً من أصحاب الإمام أبي

(13/311)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 312
حنيفة، محمود الأحكام. توفي سنة اثنتين وتسعين، ومائة بقرميسين. قال البخاري: منكر الحديث. ومما انفرد به عن عبيد الله بن نافع، عن ابن عمر مرفوعاً قال: المدبر من الثلث. أخرجه ابن ماجة، عن عثمان بن أبي شيبة، عنه: وقال: ليس له أصل. وقد رواه الشافعي، عن علي بن ظبيان، فلم يرفعه، ثم قال: قال ابن ظبيان: كنت أرفعه، فقال أصحابنا: ليس بمرفوع، فوقفته. قال أبو زرعة: هو واهي الحديث جداً. وروى أحمد بن محمد بن محرز، عن ابن معين قال: كذاب خبيث. وقال ابن عدي: الضعف على رواياته بين. وأما الحافظ أبو علي النياسبوري فقال: لا بأس به.
4 (علي بن عيسى بن ماهان.)

(13/312)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 313
الأمير، من كبار قواد الدولة، وهو الذي أشار على الأمين بخلع أخيه المأمون من ولاية العهد، فأمره الأمين على أصبهان والجبال، فسار في جيش لجب، وقدم جيش المأمون عليهم طاهر بن الحسين، فالتقى الجمعان، فكان علي بن عيسى أول قتيل. وذلك في سنة خمس وتسعين ومائة. وكان قد شاخ. وكان مقتله بظاهر الري.
4 (علي بن القاسم الكندي الكوفي.)
عن: عاصم الأحول، وعاصم بن رجاء بن حيوة، ومعروف بن خربوذ. وعنه: سعيد بن محمد الجرمي، وأبو سعيد الأشج، وعبيد بن إسحاق العطار.

(13/313)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 314
قال أبو حاتم: ليس بالقوي.
4 (علي بن المبارك الأحمر.)
شيخ العربية وتلميذ الكسائي. كان مؤدب الأمين بتعيين الكسائي له. جرت بينه وبين سيبويه مناظرة. قال ثعلب: كان الأحمر يحفظ سوى ما يحفظ أربعين ألف بيت من الشعر. شاهداً في النحو.) وقال الأحمر: قعدت ساعة، فوصل إلي فيها ثلاثمائة ألف درهم. وقيل إنه كان في أول أمره من رجالة النوبة بباب الخلافة، وكان يتوقد ذكاء. فرأى الكسائي يغدو ويروح، فأحب العربية، ولزم الكسائي إلى أن برع، وصيره الكسائي يعلم أولاد الرشيد عوضاً عن نفسه.

(13/314)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 315
وللأحمر عدة تلامذة. أخذ عنه: إسحاق النديم، وسلمة بن عاصم. وقيل: إن محمد بن الجهم أدركه، فقال: كنا إذا أتينا الأحمر تلقانا الخدم، فندخل قصراً من قصور الملوك، ثم يخرج لنا، عليه ثياب الملوك، ينفح منه المسك وهو يبتسم. ونصير إلى الفراء، فيخرج إلينا معبساً، فيجلس على بابه، ونجلس على الأرض بين يديه، فيكون أحلى عندنا من الأحمر. وقال سلمة بن عاصم: كان الفراء بينه وبين الأحمر متباعداً. فمات الأحمر بطريق مكة، فاسترجع الفراء وتوجع له. توفي سنة أربع وتسعين ومائة. ويقال: اسمه علي بن الحسن، فالله أعلم.
4 (عمارة بن بشر الدمشقي ن.)
عن: الأوزاعي، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر. وعنه: علي بن سهل الرملي، ونصير بن الفرج. ويوسف بن سعيد بن مسلم. حدث عام مائتين.

(13/315)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 316
4 (عمر بن حفص العبدي البصري.)
عن: ثابت البناني، ومالك بن دينار، ومطر الوراق. وعنه: العلاء بن سالم، وأحمد بن بشار. ضعفه مسلم، وغيره. مات سنة ثمان وتسعين ومائة. وقيل سنة تسع وتسعين.
4 (عمر بن حفص بن عمر بن ثابت الأنصاري.)
) أبو سعد.

(13/316)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 317
عن: أبيه، وأبي حميد الساعدي. وعنه: يعقوب بن كعب الحلبي، وداوود بن رشيد، وهشام بن عمار. كناه الحاكم.
4 (عمر بن حفص المعيطي.)
عن: أبي حيان التيمي، وهشام بن عروة، وعبد الملك بن أبي سليمان. وعنه: أحمد بن حنبل، وغيره. قال أبو حاتم: لا بأس به.
4 (عمر بن زرعة الخارفي.)
عن: محمد بن سالم، وعيسى بن عمر. وعنه: قتيبة، وأبو بكر بن أبي شيبة، وابن نمير، وأبو سعيد الأشج.
4 (عمر بن صالح بن أبي الزاهرية الأزدي البصري الأوقص.)
نزيل دمشق. عن: أبي جمرة الضبعي، وأيوب السختياني، ومالك بن دينار.

(13/317)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 318
وعنه: داوود بن رشيد، وسليمان بن عبد الرحمن، ومحمد بن مصفى، وموسى بن عامر. قال أبو حاتم: ضعيف. وقال النسائي: متروك.
4 (عمر بن عبد الواحد بن قيس د. ن. ق.)
أبو حفص السلمي الدمشقي. عن: يحيى بن الحارث الذماري وتلا عليه كتاب الله. وروى عن: الأوزاعي، وعمر بن محمد العمري، وعبد الرحمن بن ثوبان، والنعمان بن المنذر، وجماعة. قرأ عليه هشام بن عمار، وروى عنه: هو، ودحيم، وإسحاق بن راهويه، ومحمود بن خالد، وموسى بن عامر، وأبو عتبة الحجازي، وعدة. وثقه أحمد العجلي، وغيره.

(13/318)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 319
ولد سنة ثمان عشرة ومائة، وتوفي سنة مائتين.) ولم يلحق الأخذ عن والده، مات قديماً.
4 (عمر بن هارون البلخي ت. ق.)
أبو حفص الثقفي مولاهم. عن: جعفر بن محمد، وابن جريج، وأسامة بن زيد، وأيمن بن نابل، وطائفة. وعنه: قتيبة، وعثمان بن أبي شيبة، وأبو سعيد الأشج، وشريح بن يونس، ومحمد بن حميد الرازي، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن موسى، ونصر بن علي الجهضمي، وجماعة سواهم. وكان قد جاور بمكة، وتزوج ابن جريج بأخته فيما قيل. ضعفه ابن معين، والناس.

(13/319)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 320
وقال النسائي، وجماعة: متروك وبعضهم كذبه. قال محمد بن عمرو زنيج: قال عمر بن هارون: ألقيت من حديثي سبعين ألفاً لأبي جزء عشرين ألفاً، ولعثمان البري كذا وكذا. فسئل زنيج عنه فقال: قال بهز: لدى يحيى بن سعيد القطان خسارة. قال: أكثر عن ابن جريج، من يلازم رجلاً اثنتي عشرة سنة لا يريد أن يكثر عنه. قال زنيج: وبلغني أن أمه كانت تعينه على الكتاب. قلت: قد طول شيخنا أبو الحجاج ترجمته، وهو مع ضعفه حافظ وإمام مقريء مكثر. قال فيه قتيبة: كان شديداً على المرجئة من أعلم الناس بالقراءات. وقال غيره: مات ببلخ في أول يوم من رمضان سنة أربع وتسعين ومائة. ومن مناكيره: قال هناد السري: نا عمر بن هارون، عن أسامة بن زيد، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأخذ من لحيته من طولها وعرضها. فهذا لا يعرف إلا به. ويخالفه ما ثبت من قوله عليه السلام: اعفوا اللحى.

(13/320)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 321
قال ابن سعد: كتب عنه الناس كثيراً وتركوا حديثه. وقال أحمد بن سيار: كان أبو رجاء، يعني قتيبة، يطريه ويوثقه ويقول: كان شديداً على المرجئة، وكان من أعلم الناس بالقراءات. كان القراء يقرأون عليه ويختلفون إليه في الحروف، فسألت عبد الرحمن بن مهدي عنه وقلت: قد أكثر عنه، وبلغنا أنك تذكره. فقال: أعوذ بالله ما) قلت فيه إلا خيراً. ما هو عندنا بمتهم. وقال ابن الجنيد: سمعت ابن معين يقول: كذاب، قدم مكة وقد مات جعفر بن محمد، فحدث عنه.
4 (عمران بن عيينة بن أبي عمران.)

(13/321)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 322
أبو الحسن الهلالي الكوفي، أخو سفيان الإمام. روى عن: حصين بن عبد الرحمن، وعطاء بن السائب، وأبي إسحاق السبيعي، وعبد الملك بن عمير. وعنه: زيد بن الحراش، وعبده بن عبد الرحيم المروزي، وأبو سعيد الأشج، وعمرو بن علي الباهلي، وآخرون. قال يحيى بن معين: صالح الحديث. وقال أبو حاتم: لا يحتج به، يأتي بالمناكير. وقال العقيلي: له وهم وخطأ. وضعفه أبو زرعة، وقواه غيره.
4 (عمرو بن بكر السكسكي الشامي.)

(13/322)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 323
عن: إبراهيم بن أبي عبلة، وأبن جريج، وثور بن يزيد. وعنه: إبراهيم بن محمد الفريابي، وأبو الدرداء هاشم بن محمد المقدسيان. اتهمه ابن حبان بالوضع.
4 (عمرو بن حمران.)
شيخ بصري نزل الري. له عن: عوف، وهشام بن حسان، وابن عون. وعنه: يوسف بن موسى القطان، ومحمد بن عيسى الدامغاني، وآخرون. قال أبو حاتم: صالح الحديث.
4 (عمرو بن خليفة البكراوي.)
أخو هوذة، يكنى أبا عثمان. شيخ بصري صدوق. روى عن: محمد بن عمرو، واشعث الحمراني.) وعنه: محمد بن المثنى، ومحمد بن بشار، وغيرهما.
4 (عمرو بن مجمع الكوفي.)

(13/323)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 324
عن: إسماعيل بن أبي خالد، ويونس بن خباب، وغيرهما. وعنه: أحمد بن أبي شريح، وأبو كريب، ومحمد بن هشام المروزي، وآخرون. قال ابن معين: ليس بشيء. وقال الدارقطني: ضعيف.
4 (عمرو بن محمد العنقزي م.)
أبو سعيد الكوفي. محدث مشهور، والعنقز: هو المرزنجوش.

(13/324)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 325
حدث عن: ابن جريج، وأبي حنيفة، وحنظلة بن أبي سفيان، وعيسى بن طهمان، والثوري، وإسرائيل. وعنه: قتيبة، وابن راهويه، وأبو سعيد الأشج، ومحمد بن يحيى الذهلي، وجماعة. وثقه أحمد بن حنبل، وغيره. مات سنة تسعٍ وتسعين ومائة.
4 (عمرو بن هاشم الجنبي د. ن.)
أبو مالك الكوفي. عن: هشام بن عروة، وإسماعيل بن أبي خالد، وأشعث بن سوار، وابن إسحاق، وطبقتهم. وعنه: يحيى بن معين، وإسحاق بن موسى الحكمي، والحسن بن

(13/325)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 326
حماد، والحضرمي، وعبد الله بن الوضاح، ومحمد بن أبي السري، ويعقوب الدورقي. قال ابن عدي: هو صدوق إن شاء الله. وقال ابن حبان: كان ممن يقلب الأخبار. لا يجوز الإحتجاج به. وقال أحمد: صدوق. وقال النسائي: ليس بالقوي. أخبرنا أبو المعالي الأبرقوهي، أنا الفتح بن عبد السلام، أنا هبة الله الحاسب، أنا أبو الحسين بن النقور، نا عيسى بن علي، إملاءً قال: قريء على يحيى بن صاعد وأنا أسمع: حدثكم الحسن) بن حماد سجادة، وعبد الله بن الوضاح اللؤلؤي قالا: ثنا عمرو بن هاشم أبو مالك الجنبي، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر قال: كانت امرأة تأتي قوماً فتستعير منهم الحلي، ثم تمسكه، فرفع ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: لتتب هذه المرأة إلى الله وإلى رسوله وترد على الناس متاعهم، قم يا فلان فاقطع يدها. هذا حديث غريب من العوالي أخرجه النسائي، عن عثمان بن عبد الله بن خرزاذ، عن الحسن بن حماد، فوقع بدلاً عالياً بدرجتين.
4 (عمرو بن الهيثم م.)
أبو قطن. يأتي بالكنية.

(13/326)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 327
4 (عمير بن عبد المجيد.)
أبو المغيرة الحنفي هو أخو أبي بكر الحنفي. روى عن: عبد الحميد بن جعفر. وعنه: أبو خيثمة، وبندار، ومحمد بن معمر، وآخرونز قال أبو حاتم: ليس به بأس.
4 (عنبسة بن خالد بن يزيد الأيلي د. خ مقروناً)
عن: عمه يونس، وابن جريج، ورجاء بن جميل. يكنى أبا عثمان. روى عنه: ابن وهب مع تقدمه، ومحمد بن مهدي الأصمعي، وأحمد بن صالح المصري. قال أبو داوود: عنبسة أحب إلينا من الليث، كأنه يعني في يونس بن يزيد خاصة. قلت: غمزه يحيى بن بكير، وقال: ما كان أهلاً للأخذ عنه.

(13/327)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 328
وقال أبو حاتم: كان على الخراج، فكان يعلق النساء بالثدي. مات سنة ثمانٍ وتسعين ومائة.
4 (عون بن عبد الله بن عون بن عتبة بن مسعود الهذلي الكوفي.)
ولي القضاء ببغداد في أيام المهدي، ويقال في أيام الرشيد. أخذ عن: الأعمش، وغيره. ولا يحفظ عنه شيء مسند.) قال الخطيب: مات سنة ثلاثٍ وتسعين ومائة.
4 (عون بن كهمس بن الحسن البصري التيمي.)
عن: أبيه، وسليمان التيمي، وهشام بن حسان.

(13/328)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 329
وعنه: خلف بن خليفة، ومحمد بن بشار، وأحمد، وعبد الله بن ميمون، وآخرون. قال أبو داوود: لم يبلغني إلا خير.
4 (العلاء بن الحصين الكوفي الوضين.)
الفقيه، قاضي الري. روى عن: عائذ بن شريح، والثوري، والليث، وخالد بن إياس، وطائفة. وعنه: عبد الله بن الجهم، ويوسف بن واقد، ومحمد بن الحسن بن المختار، ومحمد بن حميد الحافظ. وكان يقضي بحصن الأردان. قال أبو حاتم: كوفي، صالح الحديث.
4 (عيسى بن شعيب.)
أبو الفضل البصري النحوي الضرير. عن: مطر الوراق، وسعيد بن أبي عروبة، وأبو مرة واصل، وروح بن القاسم.

(13/329)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 330
وعنه: عمرو الفلاس، ومحمد بن المثنى، ومحمد بن موسى الحرشي، وعباس بن يزيد البحراني، وآخرون. صدقه الفلاس، وتركه غيره. قال ابن حبان: فحش خطؤه فاستحق الترك. قلت: ومما نقموا على عيسى بن شعيب حديث: قدس العدس على لسان سبعين نبياً وهذا باطل. سمعه منه عبيد بن سعيد. ولم أجد له ذكراً في كثير من كتب المجروحين. وما ذكره العقيلي بل ذكر آخر، قال:
4 (عيسى بن شعيب بن ثوبان المدني.)
عن: فليح، لا يتابع على حديثه. رواه عنه إبراهيم بن المنذر الخزامي، ثم ساق له العقيلي خبراً منكراً.)

(13/330)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 331
4 (حرف الغين)

4 (الغازي بن قيس.)
أبو محمد الأندلسي، أحد الأئمة المشاهير. ارتحل إلى المشرق، وروى عن: ابن جريج، والأوزاعي، ومالك وأخذ عنه الموطأ وحفظه. وكان كبير الشأن، مجاب الدعوة. وكان يقول: ما كذبت منذ احتلمت. روى عنه: عبد الملك بن حبيب صاحب الواضحة. وقال القاضي عياض: كان من أفقه أهل إفريقية. قرأ القرآن على نافع. حدث عنه: عثمان بن أيوب، وأصبغ بن خليل، وغيرهما. وعن أصبغ قال: سمعت الغازي يقول: والله ما كذبت كذبةً قط منذ اغتسلت، ولولا أن عمر بن عبد العزيز رحمه الله قاله ما قلته.

(13/331)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 332
قال أبو عمرو الدالي: الغازي بن قيس الأموي القرطبي، قرأ على نافع وضبط عنه اختياره، وسمع من ابن أبي ذئب، وهو أول من أدخل قراءة نافع وموطأ مالك الأندلس. وعنه قال: عرضت مصحفي هذا، مصحف نافع بن أبي نعيم ثلاث عشرة مرة. روى عن الغازي القراءة: ابنه عبد الله. وكان صالحاً عابداً كثير التهجد بالليل، رحمه الله. مات الغازي سنة تسعٍ وتسعين ومائة.
4 (غالب بن فائد الأسدي الكوفي المقريء.)
عرض على حمزة. وسمع من: سفيان، وإسرائيل. وعنه: أبو سعيد الأشج، وسهل بن عثمان، وغيرهما. قال أبو حاتم: ليس به بأس.
4 (غسان بن عبيد الموصلي الأزدي.)
عن: ابن أبي ذئب، وعكرمة بن عمار، وغيرهما. وعنه: عبد الجبار بن عاصم، وسعدان بن نصر، وغيرهما. ضعفه أحمد.)

(13/332)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 333
واختلف قول ابن معين فيه. وقال الدارقطني: صالح. وقال ابن عمار: كان يعالج الكيمياء. قلت: هذا يدل على قلة ورعه.
4 (غسان بن مضر الأزدي البصري ن.)
سمع من: سعيد بن يزيد حديثاً واحداً. رواه عنه: أحمد بن حنبل، وخليفة بن خياط، وأبو حفص الفلاس، ومحمد بن يحيى القطعي. وثقوه.

(13/333)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 334
4 (حرف الفاء)

4 (الفرات بن خالد الرازي ع.)
والد الحافظ أحمد. روى عن: أسامة بن زيد الليثي، ومسعر بن كدام، ومالك بن معول، ويونس بن أبي إسحاق. وعنه: إبراهيم بن موسى الفراء، ومحمد بن حميد. وثقه أبو حاتم. وما أحسب ابنه أدرك الأخذ عنه.
4 (فرج بن سعيد بن علقمة د. ن.)
أبو روح المأربي السبأي اليماني. عن: عم أبيه ثابت بن سعيد بن أبيض بن جمال، وخالد بن سعيد الأموي.

(13/334)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 335
وعنه: الحميدي، ومحمد بن يحيى العدني، وسهل بن عاصم. قال أبو زرعة: لا بأس به.
4 (الفضل بن حبيب المدائني السراج.)
عن: عبد الله بن العلاء بن زبر، وجماعة. وعنه: ابن معين، ويزيد بن عمر المدائني. قال ابن معين: لم يكن به بأس.
4 (الفضل بن عبد الصمد الرقاشي البصري.)
من فحول الشعراء، مدح الخلفاء الكبار، وكان بينه وبين أبي نؤآس مهاجات ومباسطات.)
4 (الفضل بن العلاء ن. خ. مقروناً)
أبو العباس الكوفي، نزيل البصرة. عن: ليث بن أبي سليم، وإسماعيل بن أمية، وأشعث بن سوار، وجماعة. وعنه: أحمد بن حنبل، وخليفة بن خياط، والفلاس، ومحمد بن

(13/335)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 336
عبد الله الرزي، وجماعة. أخرج له البخاري مقروناً بآخر. وقال النسائي: ليس به بأس.
4 (الفضل بن عنبسة الواسطي الخزاز خ. س.)
أبو الحسن. عن: شعبة، ويزيد بن إبراهيم، وهشيم. وعنه: علي بن المديني، وأحمد بن سنان القطان، ومحمد بن عبد الله المخرمي، وجماعة. قرنه البخاري بآخر. وقال فيه أحمد بن حنبل: ثقة من كبار أصحاب الحديث.

(13/336)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 337
قلت: مات سنة سبعٍ وتسعين ومائة. وقيل سنة ثلاثٍ ومائتين.
4 (الفضل بن مساور البصري خ.)
ختن أبي عوانة. روى عن: أبي عوانة، وعوف الأعرابي، وحجاج بن أرطأة. وعنه: محمد بن المثنى، وبندار، وجماعة. صدوق.
4 (الفضل بن موسى ع.)

(13/337)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 338
أبو عبد الله السيناني المروزي، أحد الأئمة الأعلام. وسينان: من قرى مرو. رحل وسمع من: هشام بن عروة، وخثيم بن عراك، وإسماعيل بن أبي خالد، ومحمد بن عمرو بن علقمة، وحسين المعلم، ومعمر بن راشد، وآخرين. وعنه: إسحاق بن راهويه، وعلي بن حجر، ويحيى بن أكثم، والحسين بن حريث، وعلي بن) خشرم، ومحمود بن غيلان، ومحمود بن آدم، وطائفة سواهم. قال أبو نعيم: هو أثبت من ابن المبارك. وقال وكيع: أعرفه ثقة، صاحب سنة. وقال الأبار: ثنا علي بن خشرم، نا الفضل بن موسى قال: كان علينا عامل بمرو، وكان نساءً، فقال: اشتروا لي غلاماً وسموه بحضرتي حتى لا أنسى اسمه. وقال: ما سميتموه قالوا: واقد. قال: فهلا أسماً لا أنساه أبداً، قم يا فرقد. قال الحسين بن حريث: سمعت السيناني يقول: طلب الحديث حرفة المفاليس. ما رأيت أذل من أصحاب الحديث. قال إسحاق بن راهويه: كتبت العلم، فلم أكتب لأحدٍ أوثق في نفسي من هذين: الفضل بن موسى، ويحيى بن يحيى. قال غيره: مولد الفضل سنة خمس عشرة ومائة. وقال محمد بن حمدويه المروزي: مات ليلة دخل هرثمة بن أعين والياً على خراسان، لإحدى عشرة ليلة من ربيع الأول سنة اثنتين وتسعين ومائة.

(13/338)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 339
4 (الفضل البرمكي.)
هو الفضل بن يحيى بن خالد بن برمك البغدادي الوزير. أحد رجال الدهر سؤدداً وحزماً وعزماً وخبرةً ورأياً. ولي الأعمال الجليلة من الوزارة

(13/339)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 340
والإمارة بخراسان وغيرها لهارون الرشيد. فلما قتل أخاه جعفر بن يحيى سجن هذا وأباه حتى توفيا في الحبس. قيل: إن الفضل بن يحيى كان أندى كفاً، وأسمح من جعفر، لكنه كان ذا كبرٍ مفرط، وتيهٍ زائد. روي أنه مر بعمرو بن جميل التيمي وهو يطعم الناس، فلما نزل قال: ينبغي أن نعين عمراً على مروءته، فبعث إليه بألف درهم. فعطايا هذا الرجل كانت من هذا النحو. وكان أخاً للرشيد من الرضاعة. مولده سنة سبعٍ وأربعين ومائة، وأمه بربرية اسمها زبيدة، من مولدات المدينة النبوية. مات في آخر سنة اثنتين وتسعين ومائة.
4 (فياض بن محمد الرقي.)
عن: جعفر بن برقان، وأبي جناب الكلبي، ومحمد بن إسحاق.) وعنه: أحمد بن حنبل، وأبو يوسف محمد بن أحمد بن الحجاج الرقي، وغيرهما.

(13/340)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 341
فأما.
4 (فياض بن محمد البصري الراوي.)
عن يحيى بن أبي كثير، ففيه جهالة.

(13/341)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 342
4 (حرف القاف)

4 (القاسم بن مالك المزني خ. م. ت. ن. ق.)
أبو جعفر الكوفي. عن: حصين بن عبد الرحمن، وعاصم بن كليب، والمختار بن فلفل، وأيوب بن عائذ. وعنه: أحمد، وأبو خيثمة، وعمرو الناقد، وسعيد الجرمي، ويعقوب الدورقي، والحسن بن عرفة، وجماعة. وثقه أحمد العجلي. وقال أبو حاتم: لا يحتج به.

(13/342)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 343
وضعفه الساجي.
4 (القاسم بن يحيى بن عطاء بن مقدم خ.)
أبو محمد الهلالي المقدمي الواسطي. روى عن: أيوب بن خوط، وعن: داوود بن أبي هند، وسليمان الأعمش، وعبيد الله بن عمر. وعنه: ابن أخيه مقدم بن محمد، ومحمد بن موسى الدولابي. حدث في سنة سبعٍ وتسعين.
4 (القاسم بن يزيد الجرمي الموصلي ن.)
العابد الزاهد، أحد العلماء. روى عن: أفلح بن حميد، وابن أبي ذئب، وثور بن يزيد، وإبراهيم بن نافع، وجرير بن عثمان، وشبل بن عباد، وسفيان الثوري. وعنه: صالح وعبد الله ابنا عبد الصمد بن أبي خداش، وأحمد وعلي ابنا حرب الطائي، ومحمد بن عبد الله بن عمار المواصلة.

(13/343)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 344
وثقه أبو حاتم.) وقال يزيد بن محمد الأزدي في تاريخه: كنيته أبو يزيد. قال: وكان زاهداً ورعاً من أصحاب سفيان. رحل وكتب عمن لحق من الحجازيين والكوفيين والبصريين والشاميين والمواصلة. وكان حافظاً للحديث متفقهاً. قال بشر بن الحارث: كان يقال إن قاسماً الجرمي من الأبدال، كان لا يشبههم في الزي، يعني أن لباسه وحاله دون حال المعافى بن عمران، وزيد بن أبي الزرقاء. قال علي بن حرب: دخلت منزل قاسم بن يزيد، فرأيت خرنوباً في زاوية البيت كان يتقوت منه، وسيفاً ومصحفاً. قال: ورأى قاسم الجرمي في النوم كأن الموصل على كتفه، قد أخذها من على كتف فتح الموصلي، ففسرها قاسم على رجلٍ فقال: الموصل تقوم بفتح فيموت، وتقوم بك بعد. قال بشر الحافي: كان قاسم يحفظ المسائل والحديث. قال لنا المعافى: اسمعوا منه فإنه الأمين المأمون. وقال يزيد الأزدي: نا عبد الله بن المغيرة مولى بني هاشم، عن بشر الحافي، أنه ذكر عنده أصحاب سفيان، فأجمعوا على تفضيل المعافى. فقال بشر: رزق المعافى شهرةً، وما رأت عيناي مثل قاسم الجرمي، رحمه الله.

(13/344)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 345
وقال هشام بن بهرام: سمعت قاسماً الجرمي يقول: القرآن كلام الله غير مخلوق. وقال: علي الخواص: توفي قاسم الجرمي سنة أربعٍ وتسعين ومائة. ولم أشهد جنازته. قلت: وقع لنا من عواليه.
4 (قبيصة بن الليث الأسدي ت.)
أبو عيسى الكوفي. عن: عطاء بن السائب، ويزيد بن أبي زياد، ومطرف بن طريف، واسماعيل بن أبي خالد، وغيرهم. وعنه: عثمان بن أبي شيبة، وسعيد بن محمد الجرمي، وأبو كريب، ومحمد بن عبيد المحاربي. قال أبو حاتم: شيخ محله الصدق. قلت: له في الجامع فرد حديث.)
4 (قتادة بن الفضيل الرهاوي.)

(13/345)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 346
أبو حميد. عن: الأعمش، وثور بن يزيد، وإبراهيم بن أبي عبلة. وعنه: علي بن بحر القطان، وأحمد بن سليمان الرهاوي. قال أبو حاتم: شيخ. قيل: مات سنة مائتين. وذكره ابن حبان في الثقات.

(13/346)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 347
4 (حرف الكاف)

4 (كريد بن رواحة القيسي.)
شيخ بصري. عن: شعبة، وأبي هلال محمد بن سليم، وهشام بن حسان. وعنه: حسان بن إبراهيم، والهيثم بن المهلب البلدي والد إبراهيم، وعبد الغفار بن عبد الله شيخ أبي يعلى. قال ابن عدي: في أحاديثه غرائب إفرادات. ثم ساق له عن شعبة، عن قتادة، عن عكرمة قال: كان ابن عباس يحدر سورة البقرة وهو جنب يقول: القرآن في جوفي. رواه حسان بن إبراهيم، عنه.

(13/347)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 348
4 (حرف الميم)

4 (مالك بن سعير بن الخمس التميمي الكوفي)
ت. ن. ق. عن: هشام بن عروة، وابن أبي ليلى، والأعمش. وعنه: زياد بن الأزهر، وعبد الرحمن بن بشر العبدي، وآخرون. قال أبو زرعة: صدوق. قلت: خرج له البخاري متابعةً. وضعفه أبو داوود. مات سنة ثمانٍ وتسعين ومائة.)
4 (مبشر بن إسماعيل الحلبي م.. خ مقروناً)

(13/348)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 349
أبو إسماعيل مولى بني كلب. عن: جعفر بن برقان، وتمام بن نجيح، وحسان بن نوح، والأوزاعي، وحريز بن عثمان. روى عنه: أحمد بن حنبل، والحسن بن الصباح البزار، ودحيم، وعبد الرحمن بن محمد بن سلام، وطائفة. قال ابن سعد: كان ثقة مأموناً. قال: ومات سنة مائتين. قلت: تكلم فيه بعضهم بلا حجة.
4 (محرز بن الوضاح المروزي ن.)
عن: إسماعيل بن أمية، ومحمد بن ثابت قاضي مرو. وعنه: محمد بن علي بن حرب المروزي، ومحمد بن يحيى بن أيوب، ومحمود بن غيلان المراوزة. وثقه ابن حبان.

(13/349)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 350
4 (محمد بن إسماعيل بن مسلم بن أبي فديك دينار الديلي ع.)
مولاهم المدني الحافظ، أبو إسماعيل. عن: سلمة بن وردان، وابن أبي ذئب، والضحاك بن عثمان، وإبراهيم بن الفضل المخزومي، وجماعة. وعنه: إبراهيم بن المنذر، وأحمد بن الأزهر، وسلمة بن شبيب، وعبد بن حميد، وأبو عتبة أحمد بن الفرج، ومحمد بن عبد الله بن الحكم، وهارون بن عبد الله الحمال، والحسين بن عيسى البسطامي، ومحمد بن مصفى. وخلق سواهم. وكان ثقة صاحب حديث، لكنه لا رحلة له. قال أبو داوود: قد سمع من محمد بن عمرو بن علقمة حديثاً واحداً. قال ابن سعد وحده: ليس بحجة.

(13/350)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 351
قال: وتوفي سنة تسعٍ وتسعين ومائة. وقال البخاري: توفي سنة مائتين.)
4 (محمد بن إسحاق بن إبراهيم الأسدي العكاشي.)
عن: يحيى بن سعيد الأنصاري، وإبراهيم بن أبي عبلة، والأوزاعي، وجعفر بن برقان، وابن زياد الإفريقي. وعنه: هاشم بن القاسم الحراني، وسليمان بن سلمة الخبايري، وغيرهما. كذبه أبو حاتم، وغيره.

(13/351)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 352
له أحاديث بواطيل.
4 (محمد بن ثور الصنعاني د. ت.)
أبو عبد الله العابد. عن: عوف الأعرابي، ومعمر، وابن جريج. وعنه: نعيم بن حماد، ومحمد بن عبد الأعلى، ومحمد بن عبيد المحاربي، ومحمد بن عبيد بن حساب، وطائفة. وثقه ابن معين، وغيره. وكان صواماً قواماً قانتاً لله. قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه فقال: الفضل والعبادة والصدق، رحمه الله.
4 (محمد بن جعفر ع.)

(13/352)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 353
أبو عبد الله بن غندر البصري التاجر الكرابيسي الطيالسي الحجة الثبت، مولى هذيل، أحد الحفاظ الأعلام. سمع: حسيناً المعلم، وابن أبي عروبة، وعبد الله بن سعيد بن أبي هند، وعوفاً الأعرابي، ومعمر بن راشد، وابن جريج، وشعبة، فأكثر عنه. روى عنه: أحمد، وابن المديني، وإسحاق، وابن معين، وأبو خيثمة، والفلاس، وابن شيبة، وبندار، ومحمد بن المثنى، ومحمد بن الوليد البسري، وخلق سواهم. قال يحيى بن معين: كان أصح الناس كتاباً. وأراد بعض الناس أن يخطيء غندراً فلم يقدر. وقال أحمد بن حنبل: قال غندر: لزمت شعبة عشرين سنة. قلت: وابن جريج هو الذي سماه غندراً لكونه شغب على ابن جريج أهل الحجاز. وذلك لأن) ابن جريج تعنت في الأخذ. قال ابن معين أخرج الينا غندر ذات يوم جراباً فيه كتب وقال:

(13/353)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 354
اجهدوا أن تخرجوا فيه خطأ. فما وجدنا فيه شيئاً. وكان يصوم يوماً ويفطر يوماً منذ خمسين سنة. قال عبد الرحمن بن مهدي: كنا نستفيد من كتب غندر في حياة شعبة. قلت: وكان يتجر في الطيالسة والكرابيس، وكان من خيار المحدثين، على تغفلٍ فيه في غير العلم. قال الحسين بن منصور النيسابوري: سمعت علي بن هشام يقول: أتيت غندراً فذكر من فضله وعلمه بحديث شعبة. فقال: هات كتابك، فأبيت إلا أن يخرج كتابه، فأخرج وقال: يزعم الناس أني اشتريت سمكاً فأكلوه ولطخوا به يدي وأنا نائم، فلما استيقظت طلبته، فقالوا: أكلت فشم يدك. أفما كان يدلني بطني. قال ابن عثام: وكان مغفلاً. وقال ابن المديني: هو أحب إلي في شعبة من ابن مهدي. وقال ابن مهدي: غندر في شعبة أثبت مني. وروى سلمة بن سليمان، عن ابن المبارك قال: إذا اختلف الناس في شعبة فكتاب غندر حكم بينهم.

(13/354)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 355
وقال أبو حاتم: كان غندر صدوقاً مؤدباً، وفي حديث شعبة ثقة. وقال: في غير حديث شعبة، يكتب حديثه ولا يحتج به. وقال عباس، عن ابن معين: كان غندر يجلس على رأس المنارة يفرق زكاته. فقيل له: لم تفعل هذا قال: أرغب الناس في إخراج الزكاة. واشترى سمكاً وقال لأهله: أصلحوه، ونام، فأكل عياله السمك ولطخوا يده. فلما انتبه قال: هاتوا السمك. قالوا: قد أكلت قال: لا. قالوا: فشم يدك. ففعل ثم قال: صدقتم ولكن ما شبعت. وقال الدينوري: ثنا جعفر بن أبي عثمان: سمعت يحيى بن معين يقول: دخلنا على غندر فقال: لا أحدثكم بشيء حتى تجيئوا معي إلى السوق، فيراكم الناس فيكرموني.) قال: فمشينا خلفه إلى السوق، فجعل الناس يقولون: من هؤلاء يا أبا عبد الله فيقول: هؤلاء أصحاب الحديث جاءوني من بغداد يكتبون عني. قال يحيى بن معين: والتفت يوماً إلي فقال: إعلم أني منذ خمسين سنة أصوم يوماً وأفطر يوماً قلت: توفي رحمه الله في ذي القعدة سنة ثلاثٍ وتسعين ومائة في عشر الثمانين.

(13/355)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 356
4 (محمد بن الحارث بن زياد الحارث ت.)
شيخ بصري. روى عن: أبي الزناد، ومحمد بن عبد الرحمن بن البيلماني. وعنه: عفان، وسويد بن سعيد، وعمر بن شبة، وبندار. قال أبو زرعة: متروك. وقال ابن معين: ليس بشيء. وقال ابن عدي: عامة ما يرويه غير محفوظ.
4 (محمد بن حرب الخولاني الحمصي الأبرش ع.)

(13/356)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 357
كاتب الزبيدي، يكنى أبا عبد الله. حدث عن: الزبيدي، وبجير بن سعد، ومحمد بن زياد الألهاني، وعمر بن روبة، والأوزاعي، وصفوان بن عمرو، وعدة. وعنه: أبو مسهر، ومحمد بن وهب بن عطية، وإسحاق بن راهويه، وكثير بن عبيد، ومحمد بن مصفى، وأبو التقي هشام بن عبد الملك، وأبو عتبة أحمد بن الفرج، وخلق. ذكر ابن سعد أنه ولي قضاء دمشق. وثقه ابن معين، وغيره. قال يزيد بن عبد ربه: مات سنة أربعٍ وتسعين ومائة. قال أبو حاتم: صالح الحديث.
4 (محمد بن الحسن بن الزبير الأسدي الكوفي خ. ن. ق.)

(13/357)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 358
ويقال له ابن التل، بمثناة. عن: أبان بن عبد الله البجلي، ومطر بن خليفة، وسفيان، وإبراهيم بن طهمان، وطائفة. وعنه: ابنه عمر، وأبو بكر، وعثمان ابنا أبي شيبة، وجماعة.) قال أبو حاتم: شيخ. وذكره ابن عدي في الكامل وقال: لم أر بحديثه بأساً. وقال العقيلي: لا يتابع على حديثه. وروى عباس، عن يحيى قال: قد أدركته وحدثنا، وليس بشيء. وقال البخاري: مات سنة مائتين أو نحوها. قلت:
4 (ومحمد بن الحسن الأسدي.)
عن الأعمش، وعنه: داوود بن عمرو الضبي. قال فيه ابن معين أيضاً: ليس بشيء.
4 (محمد بن الحسن بن أبي سارة.)

(13/358)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 359
أبو جعفر الرؤآسي الكوفي المقريء. روى عن: أبي عمرو حروفه، وله في القراءآت اختيار. وسمع من: الأعمش، وغيره. أخذ عنه: الكسائي، ويحيى الفراء، وخلاد بن خالد، وعلي بن محمد الكندي. ذكره أبو عمرو الداني في طبقات المقرئين. ولم يذكره ابن أبي حاتم وهو شيخ.
4 (محمد بن الحسن بن عمران المزني الواسطي خ. ت. ق.)
قاضي واسط. روى عن: إسماعيل بن أبي خالد، والعوام بن حوشب، وفضيل بن غزوان، وعوف الأعرابي، وجماعة. وعنه: أحمد، ومحمد بن سلام البيكندي، وزيد بن الحريش، ومحمد بن إسماعيل الأحمسي، ومحمد بن إسماعيل الحساني، وآخرون. وثقه ابن معين.
4 (محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني الكوفي ت.)
)

(13/359)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 360
نزيل واسط. عن: الأعمش، وثور بن يزيد، وجعفر بن محمد، وعمرو بن قيس الملائي. وعنه: أحمد بن منيع، وشريح بن يونس، والحسن بن حماد، وعمرو بن زرارة، وجماعة. قال النسائي، وغيره: متروك. وقال ابن معين: كان يكذب. وقال غير واحد: ضعيف.
4 (محمد بن حمزة.)
أبو وهب الأسدي الرقي، ويعرف بختن حبيب بن أبي مرزوق. حدث عن: الخليل بن مرة، وجعفر بن برقان، وزيد بن رفيع، والثوري. وعنه: بقية وهو من أقرانه، وداوود بن رشيد، وسليمان بن عمر الأقطع، وسعيد بن يحيى الأموي، وموسى بن أيوب، وآخرون.

(13/360)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 361
قال أبو عبد الله بن مندة: في حديثه مناكير.
4 (محمد بن حمير بن أنيس السليحي الحمصي خ. ن. ق.)
وسليح بطن من قضاعة. يكنى أبا عبد الله. وقيل: كنيته أبو عبد الحميد. روى عن: محمد بن زياد الألهاني، وثابت بن عجلان، وعمرو بن قيس الكندي، والزبيدي، إبراهيم بن أبي عبلة، وطائفة. وعنه: حطان بن عثمان، ومحمد بن مصفى، وهشام بن عمار، وكثير بن عبيد، وأحمد بن الفرج، وطائفة. وقد حدث عنه من شيوخه عبد الله بن لهيعة. وثقه دحيم، ويحيى بن معين. وقال النسائي: ليس به بأس. وقال أبو حاتم: لا يحتج به. بقية أحب إلي منه.

(13/361)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 362
وقال يعقوب الفسوي: ليس بالقوي. قلت: انفرد بحديثه، عن محمد بن زياد، عن أبي أمامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يكن بينه وبين دخول الجنة إلا أن يموت.) رواه ابن حبان في صحيحه. قلت: مات في صفر سنة مائتين.
4 (محمد بن خازم ع.)
أبو معاوية. سيأتي.
4 (محمد بن خالد بن محمد الوهبي الكندي الحمصي د. ت.)
أخو أحمد بن خالد. روى عن: إسماعيل بن أبي خالد، وابن جريج، وأبي حنيفة، وعبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، وطائفة. وعنه: محمد بن مصفى، وعمرو بن عثمان، وكثير بن عبيد، وعمر بن أيوب الحمصيون. قيل: إنه مات قبل بقية بقليل. قال أبو داوود: لا بأس به.

(13/362)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 363
4 (محمد بن خالد الجندي الصنعاني ق.)
مؤذن الجند. روى عن: أبان بن صالح، وعبد الصمد بن معقل، وشبل بن عباد المكي. وعنه: الشافعي، وزيد بن السكن، ومنصور بن البلخي العابد. قال أبو الفتح الأزدي: منكر الحديث. وقال الحاكم: مجهول. قلت: هو صاحب داك الحديث المنكر: لا مهدي إلا عيسى بن مريم.
4 (محمد بن ربيعة الكلابي الرؤآسي الكوفي.)
أبو عبد الله ابن عم وكيع. روى عن: الأعمش، وهشام بن عروة، وابن أبي خالد، وكامل أبي العلاء.

(13/363)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 364
وعنه: أحمد بن حنبل، وابن معين، وزياد بن أيوب، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، وأحمد بن حرب الطائي، والحسين بن محمد بن أبي معشر. قال أبو حاتم: صالح الحديث.
4 (محمد بن الزبرقان خ. م. د. ن.)
) أبو همام الأهوازي. طوف الأقاليم ولقي الكبار. وحدث عن: سليمان التيمي، وابن عون، وموسى بن عقبة، وثور بن يزيد. وعنه: زهير بن حرب، وخلاد بن أسلم، وزيد بن الحريش، وعبد الله بن محمد المسندي، وبندار، ومحمد بن المثنى، وآخرون. وهو ثقة.
4 (محمد بن سعد الأنصاري الأشهلي المدني.)

(13/364)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 365
نزل بغداد. عن: ابن عجلان، وغيره. وعنه: محمد بن عبد الله المخرمي. وثقه ابن معين. وقال البخاري: مات قبل المائتين.
4 (محمد بن سعد المقدسي.)
عن: ابن لهيعة، ورديح بن عطية. وعنه: صفوان بن صالح. قال أبو حاتم: مجهول. قلت: ليس ذكر هذا من شرط كتابنا.
4 (محمد بن سعيد بن أبان الأموي الكوفي.)
حدث ببغداد عن: عبد الملك بن عمير، وأبي إسحاق الشيباني وكان مصاحباً للدولة، فقل من كتب عنه. روى عنه: ابن أخيه سعيد بن يحيى، وله عدة إخوة.

(13/365)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 366
قال يحيى بن سعيد، وغيره: مات سنة ثلاثٍ وتسعين ومائة عن إحدى وثمانين سنة.
4 (محمد بن سلمة الحراني ت. م.)
أبو عبد الله محدث حران. روى عن: خاله أبي عبد الرحيم خالد بن أبي يزيد، وعن ابن عجلان، وابن إسحاق، وخصيف،) وهشام بن حسان. وعنه: النفيلي، وأحمد بن حنبل، ومحمد بن الصباح الجرجرائي، وخلق كثير. قال ابن سعد: كان ثقة، فاضلاً.

(13/366)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 367
توفي في آخر سنة إحدى وتسعين. وقال النفيلي: مات في أول سنة اثنتين وتسعين ومائة.
4 (محمد بن شجاع بن نبهان المروذي.)
عن: حسن المعلم، وزيد العمي، وأبي هارون العبدي. وعنه: عيسى غنجار، ونعيم بن حماد، وهدبة بن عبد الوهاب، وغيرهم. قال البخاري: سكتوا عنه. وقال ابن المبارك: ليس بشيء. وقال غير واحد: متروك.
4 (محمد بن شعيب بن شابور.)

(13/367)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 368

(13/368)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 369
أبو عبد الله الدمشقي، أحد علماء الحديث من موالي بني أمية. سكن بيروت. روى عن: عروة بن رويم، ويحيى بن الحارث الذماري، ويحيى بن أبي عمرو السيباني، وعثمان بن أبي العاتكة، والأوزاعي، وعبد الرحمن بن حسان الكناني، وشيبان النحوي، وعمر مولى عفرة، ويزيد بن أبي مريم السامي، وقرة بن جبريل، وعمرو بن الحارث المصري، وطائفة. وعنه: سليمان ابن بنت شرحبيل، ودحيم، وكثير بن عبيد، ومحمد بن مصفى، ومحمد بن هاشم البعلي، ومحمود بن خالد السلمي، وخلق سواهم. وثقه دحيم. وقال أحمد: ما أرى به بأساً. كان رجلاً عاقلاً. وقال أبو عمرو الداني: أخذ القراءة عرضاً عن يحيى الذماري، وكان يفتي في مجلس الأوزاعي.

(13/369)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 370
قال ابن مصفى: مات سنة تسعٍ وتسعين ومائة.) وقال هشام بن عمار: سنة ثمانٍ. وقال دحيم: سنة مائتين.
4 (محمد بن طلحة بن عبد الرحمن بن طلحة التيمي القرشي المدني.)
أبو عبد الله، ويقال له ابن الطويل. يروي عن: عبد الرحمن بن ساعدة، وأبي شميل نافع بن مالك، وعبد الله بن مسلم بن جندب. وعنه: الحميدي، وعلي بن المديني، ودحيم، وأحمد بن صالح المصري. قال أبو حاتم: محله الصدق يحتج به. وذكره ابن حبان في الثقات، ولكنه غلط في تاريخ موته حيث قال: توفي سنة ثمانين ومائة.
4 (محمد بن عبد الله الكوفي.)

(13/370)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 371
المقريء. لقبه داهر. سكن الري، وحدث عن: ليث بن أبي سليم، وعمرو بن شمر، والأعمش. وعنه: ابنه عبد الله بن داهر، ومحمد بن عمرو زنيج، ومحمد بن حميد. له مناكير. تكلم فيه أبو حاتم.
4 (محمد بن عبد الله بن رزين.)
الشاعر المشهور، الملقب بأبي الشيص، وهو ابن عم دعبل الخزاعي الشاعر. وهو صاحب تيك القصيدة التي أولها:
(أبقى الزمان به ندوب عضاض .......... ورمى سواد قرونه ببياض)

4 (محمد بن عيسى المروزي.)
رحل وسمع من: ثور بن يزيد، وهمام بن يحيى، وابن عون، وشعبة، وعبد الملك بن أبي سليمان، وطبقتهم. وعنه: حامد بن آدم، ومحمد بن عبدويه، ومحمد بن تميم، وغيرهم.

(13/371)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 372
ذكره محمد بن حمدويه.
4 (محمد بن عثمان بن صفوان الجمحي ق.)
عن: حميد الأعرج، وهشام بن عروة. وعنه: الحميدي، ونعيم بن حماد، ومحمد بن مقاتل المروزي، ومحمد بن مهران الحمال.) ضعفه أبو حاتم.
4 (محمد بن أبي عدي السلمي ع.)
مولاهم البصري الحافظ. يكنى أبا عمرو. وقيل: هو محمد بن إبراهيم بن أبي عدي، وقيل: أبو عدي هو إبراهيم.

(13/372)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 373
روى عن: حميد الطويل، وابن عون، وداوود بن أبي هند، وعوف الأعرابي، وحسين المعلم، وعدة. وعنه: أحمد بن حنبل، والفلاس، والحسن بن محمد الزعفراني، وبندار، ومحمد بن المثنى، وجماعة. وثقه أبو حاتم، وغيره. مات سنة أربعٍ وتسعين ومائة.
4 (محمد بن عيسى بن القاسم ابن سميع الأموي د. ن. ق.)
مولاهم الدمشقي المحدث. عن: حميد الطويل، وهشام بن عروة، والأوزاعي، وغيرهم. وعنه: هشام بن عمار ووثقه، وهارون بن محمد بن بكار، والعباس بن الوليد الخلال، وجماعة. قال أبو حاتم: لا يحتج به. وذكره ابن عدي في الكامل وقال: لا بأس به.
4 (محمد بن عيسى الوابشي.)

(13/373)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 374
عن: شريك القاضي، وابن الأحوص، ووالده. وعنه: يزيد بن عبد الرحمن المفتي، وشهاب بن عباد، وأحمد بن إبراهيم الدورقي، وآخرون. صويلح.
4 (محمد بن الفضل بن عطية.)
قد ذكر.
4 (محمد بن فضيل بن غزوان ع.)

(13/374)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 375
أبو عبد الرحمن الضبي، مولاهم الكوفي الحافظ. عن: أبيه، وإبراهيم الهجري، وبيان بن بشر، وحبيب بن أبي عمرة، وعاصم الأحول، وحصين) بن عبد الرحمن، وعمارة بن القعقاع، وخلق كثير. وعنه: أحمد، وإسحاق، وأحمد بن بديل، وعلي بن حرب، وأخوه أحمد بن حرب، وأحمد بن سنان القطان، والحسن بن عرفة، والأشج، وأبو كريب، وأبو حفص الفلاس، وأحمد بن عبد الجبار العطاردي، وخلق كثير. وكان من أجلاس الحديث. وثقه ابن معين. وقال أحمد بن حنبل: حسن الحديث شيعي. وقال أبو داوود: كان شيعياً منحرفاً. قلت: إنما كان متوالياً فقط، مبجلاً للشيخين، وقد قرأ القرآن على حمزة. ودخل على منصور بن المعتمر فوجده مريضاً، فسماعاته من هذا الوقت. قال ابن سعد: بعضهم لا يحتج به. وكان أبو الأحوص يقول: أنشد الله رجلاً يجالس محمد بن فضيل، وعمرو بن ثابت أن يجالسنا. وقال يحيى الحماني: سمعت فضيل أو حدثت عنه، قال: ضربت أبي البارحة إلى الصباح أن يترحم على عثمان رضي الله عنه فأبى علي.

(13/375)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 376
وقال الحسن بن عيسى بن ماسرجس: سألت ابن المبارك عن أسباط وابن فضيل، فسكت. فلما كان بعد ثلاثة أيام قال: يا حسن صاحبيك لا أرى أصحابنا يرضونهما. قلت: مات سنة خمسٍ وتسعين ومائة. وقيل: سنة أربعٍ.
4 (محمد بن فليح بن سليمان خ. ن. ق.)
أبو عبد الله المدني. عن: أبيه، وموسى بن عقبة، وهشام بن عروة، وعبيد الله بن عمر، وجماعة. وعنه: إبراهيم بن المنذر الحزامي، وهارون بن موسى الفراء، ومحمد بن إسحاق المسلي. قال أبو حاتم: ما به بأس، ليس بذاك القوي. وروى معاوية بن صالح، عن يحيى بن معين قال: ليس بثقة ولا ابنه.)

(13/376)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 377
وقال العقيلي: لا يتابع على بعض حديثه. قلت: كثير من الثقات قد تفردوا، فيصح أن يقال فيهم: لا يتابعون على بعض حديثهم. قال البخاري: مات سنة سبعٍ وتسعين ومائة.
4 (محمد بن القاسم الأسدي الكوفي ت)
عن: ثور بن يزيد، وجعفر بن محمد بن برقان، وموسى بن عبيدة، والأوزاعي. وعنه: إبراهيم بن موسى الفراء، والحسين بن عيسى البسطامي، وعبيد بن يعيش، ومحمد بن معمر البحراني، وجماعة. ضعفه أحمد، وابن عدي.

(13/377)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 378
وكناه العقيلي أبا إبراهيم وقال: لا يتابع على حديثه. وقال أحمد أيضاً: أحاديثه أحاديث سوءٍ، موضوعة. وقال البخاري: مات سنة سبعٍ ومائتين، يعرف وينكر.
4 (محمد بن مروان العقيلي ت.)
أبو بكر. شيخ بصري يعرف بالعجلي. له عن: سعيد المقبري إن صح، وعن: داوود بن أبي هند، وعمرو بن قيس الملائي، وهشام بن حسان. وعنه: يعقوب، وأحمد إبنا الدورقي، والفلاس، ونصر بن علي،

(13/378)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 379
ويحيى بن معين، وطائفة. صدوق.
4 (محمد بن معن الغفاري المدني خ. د. ت. ق.)
عن: جده محمد بن معن بن نضلة، وعن أبيه، وربيعة بن أبي عبد الرحمن، ويحيى بن سعيد، وداوود بن خالد. وعنه: ابن المديني، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وأبو مصعب، ويونس بن عبد الأعلى، وجماعة. قال ابن سعد: كان ثقة، قليل الحديث.

(13/379)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 380
مات سنة ثمانٍ وتسعين ومائة.)
4 (محمد بن ميمون الزعفراني الكوفي المفلوج د.)
عن: هشام بن عروة، وجعفر بن محمد، وحنظلة بن أبي سفيان. وعنه: إبراهيم بن موسى الفراء، وأبو كريب، ويعقوب الدورقي. وثقه أبو داوود، وغيره. ووهاه ابن حبان.
4 (محمد الأمين.)

(13/380)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 381
أمير المؤمنين، أبو عبد الله بن الرشيد هارون بن المهدي محمد بن

(13/381)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 382
المنصور عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي العباسي البغدادي. كان ولي عهد أبيه، فولي الخلافة بعد موت أبيه. وكان من أحسن الشباب صورة، أبيض، طويلاً، جميلاً، ذا قوة مفرطة وبطش وشجاعة معروفة، وفصاحة، وأدب، وفضيلة، وبلاغاً. لكن كان يسيء التدبير، كثير التبذير، ضعيف الرأي، أرعن، لا يصلح للإمارة. ومن شدته قيل إنه قتل مرةً أسداً بيديه، وهذا شيء عجيب. وورد أنه كتب بخطه رقعة إلى طاهر بن الحسين فيها: يا طاهر، ما قام لنا منذ قمنا قائم بحقنا، فكان جزاؤه عندنا إلا السيف، فانظر لنفسك أو دع. قال: فلم يزل طاهر يتبين موقع الرقعة منه. قلت: وكان طاهر قد انتدب لحربه من جهة أخيه المأمون، فكتب له هذه الورقة، وهي غاية في التخذيل، لأنه لوح فيها بأبي مسلم وأمثاله الذين بذلوا نفوسهم في النصح، فكان مآلهم إلى القتل. قال المسعودي: إلى وقتنا هذا، ما ولي الخلافة هاشمي ابن هاشمية، سوى علي بن أبي طالب رضي الله عنه ومحمد بن زبيدة، يعني الأمين. وقد مر في الحديث دولة الأمين وحروبه وما صار إليه. وكناه بعضهم أبا موسى. عاش سبعاً وعشرين سنة. وآخر أمره خلع ثم أسر وقتل صبراً في المحرم سنة ثمانٍ وتسعين ومائة بظاهر بغداد، وطيف برأسه. الصولي: ثنا أبو العيناء: حدثني محمد بن عمرو الرومي قال: خرج كوثر خادم الأمين ليرى الحرب فأصابته رجمة في وجهه، فجلس يبكي، وجعل

(13/382)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 383
الأمين يمسح الدم عن وجهه ثم قال:)
(ضربوا قرّة عيني .......... من أجلي ضربوه)

(أخذ الله لقلبي .......... من أناسٍ احرقوه)
قال: ولم يؤآته طبعه لزيادة، فأحضر عبد الله بن أيوب التيمي الشاعر، وقال له: قل عليهما. فقال:
(ما لمن أهوى شبيه .......... فبه الدنيا تتيه)

(وصله حلوٌ ولكن .......... هجره مرٌّ كريه)

(من رأى الناس له .......... فضلاً عليهم حسدوه)

(مثل ما حسد القا .......... ئم بالملك أخوه)
فقال الأمين: أحسنت والله. بحياتي يا عباسي، أنظر، فإن كان جاء على ظهرٍ فأوقره له، وإن كان جاء في زورق فأوقره له. قال: فأوقر له ثلاثة أبغال دراهم. وقيل: إن سليمان بن منصور رفع إلى الأمين أن أبا نواس هجاه، فقال: يا عم، أأقتله بعد قوله:
(أهدي الثّناء إلى الأمين محمدٍ .......... ما بعده بتجارةٍ متربّص)

(صدق الثّناء على الأمين محمدٍ .......... ومن الثناء تكذّبٌ وتخرّص)

(قد ينقص البدر المنير إذا استوى .......... وبهاء نور محمدٍ ما ينقص)

(وإذا بنوا المنصور عدّ حصاهم .......... فمحمدٌ ياقوتها المتخلّص)
فغضب سليمان، فقال الأمين: فكيف يا عم أعمل بقوله، ثم أنشده أبياتاً أخر، ثم أبياتاً، ثم أرضى سليمان بحبس أبي نواس. وكانت خلافته أربع سنين وأياماً.

(13/383)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 384
4 (مخلد بن الحسين ن. م. س.)
أبو محمد الأزدي المهلبي البصري، نزيل المصيصة. وكان أحد أوعية العلم. روى عن: موسى بن عقبة، وهشام بن حسان، ويونس الأيلي، والأوزاعي، وعدة. وعنه: حجاج الأعور، والحسن بن الربيع البوراني، وأبو صالح محبوب الفراء، والمسيب بن واضح، وموسى بن أيوب النصيبي، وجماعة. قال أحمد العجلي: ثقة، رجل صالح عاقل.) وقال أبو داوود: كان أعقل أهل زمانه. وروي أن هارون الرشيد قال له: ما قرابة بينك وبين هشام بن حسان قال: هو والد إخوتي، يعني لم يقل زوج أمي. قال سنيد بن داوود: سمعت مخلد بن الحسين يقول: ما ندب الله العباد إلى شيء إلا اعترض فيه إبليس بأمرين، ما يبالي بأيهما أظفر: إما غلو فيه، وإما تقصير عنه.

(13/384)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 385
مات مخلد سنة إحدى وتسعين ومائة. وعن بعضهم أنه توفي سنة ست وتسعين ومائة.
4 (مخلد بن يزيد الحراني خ. م. د. ن. ق.)
عن: يحيى بن سعيد الأنصاري، وابن جريج، وجعفر بن برقان، وحنظلة بن أبي سفيان، والأوزاعي. وعنه: أحمد، وإسحاق، وابنا أبي شيبة، وابن نمير، ومحمد بن سلام البيكندي، وآخرون. قال أبو حاتم: صدوق. قلت: مجمع على ثقته. مات سنة ثلاث وتسعين ومائة.
4 (مرجى بن وداع الراسبي البصري.)

(13/385)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 386
عن: عطاء السلمي الزاهد، وغالب القطان، وأيوب بن وائل، وجماعة. وعنه: سيار بن حاتم، وعارم، وأحمد بن حنبل، وعلي بن الحسين الدرهمي، وجماعة. قال أبو حاتم: لا بأس به. وقال ابن معين: ضعيف.
4 (مروان بن معاوية بن الحارث بن أسماء بن خارجة بن عيينة بن حصن الفزاري الحافظ)
ع.

(13/386)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 387
أبو عبد الله الكوفي نزيل مكة، ثم دمشق. وهو ابن عم الإمام أبي إسحاق الفزاري. روى عن: حميد الطويل، وعاصم الأحول، وابن أبي خالد، وأبي مالك سعد بن طارق الأشجعي، ومحمد بن سوقة، وموسى الجهني، وخلق كثير فيهم عدد من المجاهيل، فإنه كان طلابة للحديث، يكتب عن كل واحد.) روى عنه: أحمد بن حنبل، وإسحاق، وابن خيثمة، والحسين بن حريث، والحسن بن عرفة، ودحيم، وأبو كريب، ومحمد بن هشام بن ملاس، وأمم سواهم. قال أحمد بن حنبل: ثبت حافظ، كان يحفظ حديثه كله. وقال ابن المديني: ثقة فيما روى عن المعروفين. وقال غيره: أكثر عن المجهولين، فينبغي أن يتأمل حال شيوخه، وهو في نفسه ثقة. قال محمد بن عبد الله بن نمير: كان يلتقط الشيوخ من السكك. وقال يحيى بن معين: وجدت عند مروان بخطه: وكيع رافضي. فقلت له: وكيع خير منك. فسبني. وقيل: كان مروان فقيراً معيلاً، كان الناس يبرونه.

(13/387)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 388
قيل: مات فجأة في عشر ذي الحجة سنة ثلاث وتسعين ومائة.
4 (مزاحم بن زفر التيمي الكوفي.)
أخو عثمان بن زفر. روى عن: فطر بن خليفة، وشعبة، وأيوب بن خوط. وعنه: أبو مسهر، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وهارون بن موسى، وأبو الربيع الزهراني. وكان من أشراف أهل الكوفة. حدث بدمشق، ولا رواية له في الكتب الستة. وقد وثقه ابن حبان. وله سمي وهو:
4 (مزاحم بن زفر.)
من طبقة صغار التابعين، قد ذكر.
4 (مسعدة بن اليسع الباهلي البصري.)

(13/388)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 389
أحد الضعفاء. عن: بهز بن حكيم، وجعفر بن محمد، ومحمد بن حميد. وعنه: عمر بن حفص، والحسن بن عرفة، وأحمد بن أبي الحواري، ومغيرة بن أحمد، ومحمد) بن وزير الواسطي. قال أحمد بن حنبل: خرقنا حديثه من دهر. روى ذلك البخاري عن أحمد. وقال أبو حاتم: يكذب على جعفر بن محمد. وكذا كذبه أبو داوود، ومحمد بن وزير. نا مسعدة بن اليسع، عن جعفر بن محمد، عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كسا علياً عمامة يقال لها السحاب، فأقبل وهي عليه، فقال عليه السلام: ها علي قد أقبل في السحاب. قال جعفر بن محمد: قال أبي: فحرفها هؤلاء وقالوا: علي في السحاب.
4 (مسكين بن بكير الحراني الحذاء ع.)

(13/389)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 390
أبو عبد الرحمن. عن: ثابت بن عجلان، وأرطأة بن المنذر، وجعفر بن برقان، والأوزاعي، وشعبة. وعنه: العقيلي، وأحمد بن حنبل، وأحمد بن شعيب الحراني، وولده الحسن بن أحمد، ومحمد بن وهب بن أبي كريمة، وموسى بن أيوب النصيبي، وآخرون قال أبو حاتم: لا بأس به، صالح الحديث. وقال غير واحد: صدوق. وقيل: له عن شعبة ما ينكر. وقال أبو أحمد الحاكم: له مناكير كثيرة، كذا قال. قيل: مات سنة ثمان وتسعين ومائة.
4 (مسلم بن الوليد.)

(13/390)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 391
صريع الغواني، شاعر. مولى الأنصار أبو الوليد. أحد فحول الشعراء. مدح الرشيد وآل برمك، وسار شعره. ويقال إن الرشيد هو الذي لقبه بصريع الغواني لقوله:
(أديرا عليّ الكأس لا تشربا قبلي .......... ولا تطلبا من عند قاتلتي ذحلي)

(هل العيش إلاّ أن تروح مع الصبا .......... وتغدو صريع الكأس والأعين النجل)
وهو القائل:)
(أرادو ليخفوا قبره عن عدوّه .......... فطيب تراب القبر دلّ على القبر)

(13/391)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 392
ومن هجائه ما قزع:
(أمّا الهجاء فدقّ عرضك دونه .......... والمدح فيك كما علمت قليل)

(فاذهب فأنت طليق عرضك إنّه .......... عرضُ عززت به وأنت ذليل)
قال الخطيب: ومسلم بن الوليد كوفي نزل بغداد، وكان مداحاً مفوهاً بليغاً. قال بعضهم: لمسلم ثلاثة أبيات: أرثى بيت، وأمدح بيت، وأهجى بيت. فالأول: أرادوا ليخفوا قبره. والبيت الثاني، وهو أمدح بيت، قوله:
(يجود بالنّفس إذ ضنّ البخيل بها .......... والجود بالنّفس أقصى غاية الجود)
والثالث قوله:
(قبحت مناظره، فحين خبرته .......... حسنت مناظره لقبح المخبر)
وله في الشيب:
(أكره شيبي وآسى أن يزايلني .......... أعجب بشيءٍ على البغضاء مودود)
وله يمدح يزيد بن مزيد الشيباني من قصيدة:
(يكسو السّيوف نفوس النّاكثين بها .......... ويجعل الهام تيجان القنا الذّيل)

(إذا انتضى سيفه كانت مسالكه .......... مسالك الموت في الأبدان والقلل)

(13/392)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 393
(كالّليث إن هجّه فالموت اراحته .......... لا يستريح إلى الأيّام والدّول)

(قد عوّد الطّير عاداتٍ وثقن بها .......... فهنّ يصحبنه في كلّ مرتحل)

(للّه من هاشم في أرضه جبلُ .......... وأنت وابنك ركنا ذلك الجبل)
وله في جعفر البرمكي:
(كأنّه قمر أو ضيغمٌ هصرٌ .......... أو حيّةٌ ذكرٌ أو عارضٌ هطل)

(لا يضحك الدّهر إلاّ حين تسأله .......... ولا يعبّس إلاّ حين لا يسل)

4 (مسروح.)
أبو شهاب الكوفي. عن: الحسن بن عمارة، وسفيان الثوري، وعمرو بن خالد.) وعنه: يزيد بن موهب الرملي، وعمر بن زرارة الحدثي. قال أبو أحمد الحاكم: ليس حديثه بالقائم.
4 (مسلمة بن يعقوب بن مسلمة بن عبد الملك بن مروان الأموي.)
أحد أشراف الشاميين. كان أحد من خرج على الدولة العباسية. وذلك أن أبا العميطر الأموي السفياني لما ظهر وغلب على دمشق في سنة خمس وتسعين ومائة، وبعدها تمكن مسلمة هذا من الأمور، وعمل على أبي العميطر وقبض عليه، لأن أبا العميطر كان شيخاً كبيراً، فقيده ودعا لنفسه وبايعوه. ثم قام عليه محمد بن صالح بن بيهس الكلابي أمير العرب، فأخذ

(13/393)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 394
منه دمشق. فبادر مسلمة وفك قيد أبي العميطر، وخرجا هاربين بزي النساء إلى المزة. ثم إن مسلمة جاءه الموت بالمزة، فصلى عليه أبو العميطر، ثم مات بعده بقليل، وعموا قبره لئلا ينبش، وذلك في حدود المائتين.
4 (مسهر بن عبد الملك بن سلع الهمداني الكوفي.)
روى عن: أبيه، وعن: الأعمش، وعيسى بن عمر القاريء. وعنه: إسحاق بن راهويه، والحسن بن عل الحلواني، ومحمد بن عبد الله المخرمي، وجماعة. قال البخاري: فيه بعض النظر.
4 (مطرف بن مازن)
قاضي صنعاء.

(13/394)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 395
روى عن: ابن جريج، ومعمر. وعنه: الشافعي، وداوود بن رشيد. وكان من الأخيار الصلحاء، لكنه واه. قال النسائي: ليس بثقة. وقال ابن معين: كذاب. وأسقطه ابن حبان، وضعفه آخرون. وأما أبو أحمد بن عدي فقال: لم أر له شيئاً منكراً. وسمعت عمر بن سنان: نا حاجب بن سليمان قال: كان مطرف بن مازن قاضي صنعاء، وكان) رجلاً صالحاً، فأتاه رجل وقال: حلفت بطلاق امرأتي ثلاثاً أني أخرا على رأسك. فقام ودخل ووضع على رأسه منديلاً، ثم قال للرجل: اصعد واقلل، أو كما قال.
4 (مطهر بن الهيثم الطائي البصري ق.)

(13/395)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 396
روى عن: علقمة بن أبي حمزة الضبعي، وموسى بن علي بن رباح. وعنه: عباد بن الوليد الغبري، ومحمد بن المثنى، وعبد الرحمن بن محمد بن منصور كزبران، وجماعة. قال ابن حبان: منكر الحديث. وقال ابن يونس: متروك.
4 (معاذ بن معاذ بن نصر بن حسان ع.)
الإمام أبو المثنى العنبري التيمي البصري الحافظ، قاضي البصرة. روى عن: حميد، وسليمان التيمي، وابن عون، وبهز بن حكيم، وعوف، ومحمد بن عمرو، وشعبة، وآخرون. وعنه: ابناه عبيد الله والمثنى، وأحمد، وإسحاق، وبندار، وإسحاق بن

(13/396)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 397
موسى، وعبد الله بن هاشم الطوسي، وسعدان بن نصر، وخلق كثير. قال أحمد بن حنبل: إليه المنتهى في التثبت بالبصرة. ما رأينا أحداً أعقل منه. وقال يحيى بن سعيد القطان: ما بالبصرة ولا بالكوفة ولا بالحجاز أثبت من معاذ بن معاذ. قلت: كان من أقران القطان. قال النسائي: ثقة ثبت. وقال ابن معين، وأبو حاتم: ثقة. قلت: يحيى القطان أسن منه بشهرين. قال أحمد بن حنبل: ولد معاذ بن معاذ سنة ست عشرة ومائة. وقال المدائني: كان جده نصر والياً لخالد القسر بإصطخر، ومعاذ بن نصر مات في حياة نصر سنة تسع عشرة ومائة. قلت: مات معاذ بن معاذ في ربيع الآخر سنة ست وتسعين ومائة. معاذ بن هشام بن أبي عبد الله الدستوائي ع.)

(13/397)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 398
البصري الحافظ. عن: أبيه، وابن عون، وأشعث بن عبد الملك، وغيرهم. وعنه: أحمد بن حنبل، وإسحاق، وبندار، وابن المديني، ومحمد بن إسماعيل بن أبي سمينة، وعمرو الفلاس، وأبو سعيد الأشج، ومحمد بن المثنى، وإسحاق الكوسج، ويزيد بن سنان البصري، وجماعة. قال ابن عدي: ربما يغلط وأرجو أنه صدوق. وروى عباس، عن ابن معين: صدوق، وليس بحجة. وقال عباس بن عبد العظيم الحافظ: كان عنده، عن أبيه، عشرة آلاف حديث. قلت: وفاته في ربيع الآخر سنة مائتين.
4 (معروف الكرخي.)

(13/398)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 399
هو زاهد العراق، وشيخ الوقت. أبو محفوظ معروف بن الفيرزان، وقيل ابن فيروز، من أهل كرخ بغداد. وقيل: كنيته أبو الحسن. وكان أبوه من أعمال واسط من الصابئة. وعن أبي علي الدقاق قال: كان أبواه نصرانيين فأسلماه إلى مؤدب نصراني، فكان يقول له: قل ثالث ثلاثة، فيقول معروف: بل هو الواحد. فيضربه. فهرب، فكان أبواه يقولان: ليته رجع. ثم أسلم أبواه. وذكر السلمي أن معروماً داوود الطائي ولم يصح أنبأنا المسلم بن علان، ومؤمل البالسي قالا: أنا الكندي، أنا الشيباني، أنا الخطيب، أنا ابن رزق، ثنا عثمان بن أحمد، ثنا يحيى بن أبي طالب، أنا معروف الكرخي: حدثني الربيع بن صبيح، عن الحسن، عن

(13/399)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 400
عائشة قالت: لو أدركت ليلة القدر ما سألت الله إلا العفو والعافية. أخبرنا محمد بن علي السلمي، أنا البهاء عبد الرحمن بن إبراهيم، أنا تجني الوهبانية، أنا الحسين بن طلحة، أنا أبو الحسن بن رزقويه، أنا إسماعيل الصفار، نا زكريا بن يحيى بن أسد المروزي، ثنا معروف الكرخي قال: قال بكر بن خنيس: إن في جهنم لوادياً تتعوذ جهنم من ذلك الوادي كل يوم سبع مرات. وإن في الوادي لجباً يتعوذ الوادي وجهنم من ذلك الجب كل) يوم سبع مرات. وإن في الجب لحية يتعوذ الجب والوادي وجهنم من تلك الحية كل يوم سبع مرات. يبدأ بفسقه حملة القرآن، فيقولون: أي رب بديء بنا قبل عبدة الأوثان قيل لهم: ليس من يعلم كمن لا يعلم. وقد روى معروف عن بكر بن خنيس، وابن السماك شيئاً يسيراً، وعن: الربيع بن صبيح.

(13/400)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 401
روى عنه: خلف البزار، وزكريا بن حيى المروزي، ويحيى بن أبي طالب، وغيرهم. وقد ذكر معروف عند أحمد بن حنبل فقالوا: قصير العلم. فقال للقائل: أمسك، وهل يراد من العلم إلا ما وصل إليه معروف. قال إسماعيل بن شداد: قال لنا سفيان بن عيينة: ما فعل ذلك الحبر الذي فيكم ببغداد. قلنا: من هو. قال: أبو محفوظ، معروف. قلنا: بخير. قال: لا يزال أهل تلك المدينة بخير ما بقي فيهم. وقال السراج، أنا أبو بكر بن أبي طالب قال: دخلت مسجد معروف، فخرج وقال: حياكم الله بالسلام، ونعمنا وإياكم بالأحزان. ثم أذن، فارتعد ووقف شعره، وانحنى حتى كاد يسقط. وعن معروف قال: إذا أراد الله بعبد شراً أغلف عنه باب العمل، وفتح عليه باب الجدل.

(13/401)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 402
وقال جشم بن عيسى: سمعت عمي معروف بن الفيرزان يقول: سمعت بكر بن خنيس يقول: كيف تتقي وأنت لا تدري ما تتقي رواها أحمد الدورقي عن معروف قال: ثم يقول معروف: إذا كنت لا تحسن تتقي أكلت الربا، ولقيت المرأة فلم تغض طرفك، ووضعت سيفك على عاتقك، إلى أن قال: ومجلسي هذا ينبغي أن يتقى، ومجيئكم معي من المسجد ينبغي لنا أن نتقيه، فإنه فتنةٌ للمتبوع، وذلةٌ للتابع. وعن معروف، وبعث إليه رجل بعشرة دنانير فلم يأخذها. ومر سائل فأعطاها له. وقيل: كان يبكي ثم يقول: يا نفس كم تبكين، أخلصي تخلصي. وقيل: سأله رجل: يا أبا محفوظ كيف تصوم فبقي يغالطه ويقول: صوم نبينا صلى الله عليه وسلم كان كذا، وصوم داوود كان كذا. فألح عليه فقال: أصبح دهري صائماً، فمن دعاني) أكلت، ولم أقل إني صائم. وقيل: قص إنسان شارب معروف وهو يسبح فقال: كيف أقص وأنت تسبح فقال: أنت تعمل وأنا أعمل. وقال رجل: حضرت معروفاً، فاغتاب رجلٌ رجلاً عنده، فقال: أذكر القطن إذا وضع على عينيك. وعنه قال: ما أكثر الصالحين، وما أقل الصادقين.

(13/402)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 403
وعنه قال: من كابر الله صرعه، ومن نازعه قمعه، ومن ماكره خدعه، ومن توكل عليه منعه، ومن تواضع له رفعه وعنه: كلام العبد فيما لا يعنيه خذلان من الله. وقيل جاءه ملهوف وقال: ادع لي أن يرد الله علي كيسي، سرق منه ألف دينار. فقال: ماذا أدعو ما زويته عن أنبيائك وأوليائك، فرده عليه. وقيل: إنه أنشد مرة في السحر:
(ما يضرّ الذّنوب لو اعتقتني .......... رحمةً لي، فقد علاني المشيب)
وعنه قال: من لعن إمامه حرم عدله. وعن محمد بن منصور الطوسي قال: قعدت مرة إلى جنب معروف، فلعله قال: واغوثاه بالله عشرة آلاف مرة. وتلا: إذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ. وعن ابن شيرويه: قلت لمعروف: بلغني أنك تمشي على الماء. قال: ما وقع هذا، ولكن إذا هممت بالعبور جمع لي طرفا النهر فأتخطاه. أبو العباس بن مسروق: نا محمد بن منصور الطوسي قال: كنت عند معروف، ثم جئت وفي وجهه أثر. فسأله رجلٌ عن الأثر فقال: سل عما يعنيك عافاك الله. فألح عليه وأقسم عليه، فتغير ثم قال: صليت البارحة هنا، واشتهيت أن أطوف بالبيت، فمضيت إلى مكة فطفت، وجئت لأشرب من

(13/403)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 404
زمزم، فزلقت، فأصاب وجهي هذا. وقال ابن مسروق: نا يعقوب ابن أخي معروف قال: قالوا لمعروف: استسق لنا، وكان يوماً حاراً، فقال: ارفعوا ثيابكم. قال: فما استتموا رفع ثيابهم حتى مطروا. وقد استجاب الله لمعروف في غير ما قضية.) وقد أفرد ابن الجوزي كتاباً في مناقبه. وقال عبيد بن محمد الوراق: مر معروف وهو صائم بسقاء يقول: رحم الله من شرب، فشرب رجاء الرحمة. وقد حكى السلمي شيئاً منكراً، وهو أن معروفاً كان يحجب علي بن موسى الرضا، قال: فكسروا ضلع معروفٍ فمات. فهذا إن صح، يكون حاجبٌ اسمه باسم معروف. وعن إبراهيم الحربي قال: قبر معروف الترياق المجرب. يريد الدعاء عنده، لأن البقاع المباركة يستجاب فيها الدعاء. كما أن الدعاء في المساجد وفي السحر أفضل. ودعاء المضطر مجابٌ في كل مكان. قال محمد بن عبيد الله بن المنادي، وثعلب: مات معروف سنة مائتين.=

12. : تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام.
تأليف: شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي.

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 405
وقال عبد الرزاق بن منصور: سنة إحدى ومائتين. وشد يحيى بن أبي طالب فقال: مات سنة أربعٍ ومائتين. وقال أبو بكر الخطيب: الصحيح سنة مائتين، رحمه الله ورضي عنه.
4 (معمر بن سليمان الرقي د. ت. ن. ق.)
أبو عبد الله النخعي. عن: خصيف، وإسماعيل بن أبي خالد، وحجاج بن أرطأة، وزيد بن حبان الرقي، وطائفة. وعنه: أبو عبيد، وأحمد بن حنبل، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعلي بن حجر، وأبو سعيد الأشج، وسعدان بن نصر، وجماعة. وثقه ابن معين. وذكره أحمد فذكر من فضله وهيبته. وقال أبو عبيد: كان من خير من رأيت.

(13/405)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 406
قلت: مات في شعبان سنة إحدى وتسعين ومائة. وقع لي من عواليه.
4 (معن بن عيسى بن يحيى بن دينار بن عبد الله الأشجعي ع.)
مولاهم المدني القزاز الحافظ أبو يحيى، أحد الأعلام.) كان صاحب حانوت وأجراء ينسجون له القز. روى عن: ابن أبي ذئب، ومالك، وأبي بن عباس بن سهل، وأبي الغصن ثابت بن قيس، وزهير بن محمد، وسعيد بن السائب الطائفي، وهشام بن سعد، ومعاوية بن صالح، وموسى بن علي، وإبراهيم بن طهمان، وطبقتهم. ولزم مالكاً زماناً، وكان من خيار أصحابه ومتقنيهم ومفتيهم. روى عنه: أحمد بن خالد، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وأبو خيثمة، وهارون الحمال، ويونس بن عبد الأعلى، وخلق سواهم. قال أبو حاتم: هو أوثق أصحاب مالك وأثبتهم.

(13/406)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 407
وقال ابن سعد: كان يعالج القز بالمدينة، وله غلمان حاكة. وقيل: كان مالك يتكيء على يده في خروجه إلى المسجد، حتى كان يقال له: عصا مالك. وقال أبو حاتم أيضاً: هو أحب إلي من ابن وهب. أخبرنا أحمد بن إسحاق، أنا أحمد بن يوسف، والفتح بن عبد الله قال: أنا محمد بن عمر العاصي، أنا أحمد بن محمد بن النقور، أنا علي بن عمر الحربي، نا أحمد بن الحسن الصوفي، نا يحيى بن معين، نا معن، عن مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يصافح امرأةً قط. أخرجه النسائي في كتاب مالك من تأليفه، عن معاوية بن صالح، عن ابن معين. فوقع لنا عالياً جداً. توفي معن في شوال سنة ثمانٍ وتسعين ومائة.
4 (المغيرة بن سلمة م. د. ن. ق.)
أبو هشام المخزومي البصري. عن: أبان العطار، ونافع بن عمر، والقاسم بن المفضل الحداني. وعنه: إسحاق بن راهويه، وإسحاق الكوسج، وبندار، وعلي بن المديني، ومحمد بن عبد الله المخرمي. قال ابن المديني: ما رأيت قرشياً أفضل منه، ولا أشد تواضعاً. أخبرني

(13/407)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 408
بعض جيرانه: كان يصلي طول الليل، رضي الله عنه. قلت: مات سنة مائتين.) ورخه البخاري، واستشهد به في الصحيج. وقال يعقوب بن شيبة: كان ثقة ثبتاً.
4 (المفضل بن صالح الكوفي.)
أبو جميلة الدلال النخاس. عن: زياد بن علاقة، وابن المنكدر، وعمرو بن دينار، وجماعة. وعنه: محمد بن عمر بن الوليد الكندي، ومحمد بن إسماعيل الأحمسي، وأحمد بن بديل، ومحمد بن عبيد المحاربي، وآخرون. وعمر دهراً. قال البخاري: منكر الحديث. وقال ابن حبان: يروي المقلوبات عن الثقات حتى يتهمه القلب. وقال الترمذي: ليس بذاك الحافظ.

(13/408)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 409
4 (منصور بن عبد الحميد بن راشد.)
أبو رياح. عن: أنس بن مالك، وابن عمر، وأبي أمامة. وعن: طاووس اليماني، وعدة. حدث بمرو عنهم قبيل المائتين. وعنه: معاذ بن أسد، وسلمة بن سليمان المروزيان، ويحيى بن خالد البلخي، وعبد الله بن مثنى الحلمي، وغيرهم. ليس بثقة. وهاه ابن حبان. وقال ابن عساكر في سباعياته: ذكر هبة الله بن فاخر السجزي هذا، وأن الرواية لا تحل عنه.
4 (منصور بن عمار بن كثير.)
أبو السري السلمي الخراساني.

(13/409)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 410
ويقال إنه بصري. كان زاهداً، واعظاً، كبير الشأن. روى عن: الليث، وابن لهيعة، والمنكدر بن محمد، ومعروف الخياط، والهقل بن زياد، وبشير) بن طلحة، وآخرين. وعنه: ابناه سليم، وداود، وزهير بن عباد الرؤآسي، ومحمد بن جعفر الأحول، وأحمد بن منيع، وعلي بن خشرم، ومنصور بن الحارث، وعبد الرحمن بن يونس الرقي، وغيرهم. وكان إليه المنتهى في بلاغة الموعظة وتحريك القلوب إلى الله. أقام ببغداد مدة، ووعظ بها وبالشام ومصر. وسار ذكره وبعد صيته. قال أبو حاتم: صاحب مواعظ ليس بالقوي. وقال ابن عدي: منكر الحديث. وقال الدارقطني: له أحاديث لا يتابع عليها. قال ابن يونس: قص بمصر على الناس، وسمعه الليث فأعجبه ووصله بألف دينار. وقد حدث عنه أيضاً: يحيى بن بكير، وسعيد بن عفير. ما قص على الناس أحدٌ مثله. أبو شعيب الحراني: نا علي بن خشرم: قال منصور بن عمار: لما قدمت مصر كانوا في قحط، فلما صلوا الجمعة ضجوا بالبكاء والدعاء. فحضرتني نيةٌ، فصرت إلى الصح وقلت: يا قوم تقربوا إلى الله بالصدقة، فما تقرب إليه بأفضل منها. ثم رميت بكسائي وقلت: اللهم هذا كسائي وهو جهدي. فتصدقوا حتى جعلت المرأة تلقي خرصها، حتى فاض الكساء من

(13/410)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 411
أطرافه، ثم هطلت السماء ومطرنا. فخرج الناس في الطين والمطر، فدفعت، يعني الصدقات، إلى الليث وابن لهيعة، فنظرا إلى كثرة المال فقال أحدهما لصاحبه: لا يحرك. ووكلوا به الثقات حتى أصبحوا. فرحت أنا إلى الإسكندرية، فبينا أنا أطوف على حصنها إلى رجلٌ يرمقني، فقلت: ما لك قال: أنت المتكلم يوم الجمعة قلت: نعم قال: إنك صرت فتنة. قالوا: ذاك الخضر دعا، فاستجيب له. قلت: بل أنا العبد الخاطيء. فقدمت مصر، فلقيت الليث فلما نظر إلي قال: أنت المتكلم يوم الجمعة قلت: نعم. فأقطعني خمسة عشر فداناً، وصرت إلى ابن لهيعة فأقطعني خمسة فدادين. علي بن خشرم: نا منصور ح وأبو داوود، عن قتيبة، عن منصور قال: قدمت مصر وبها قحط، فتكلمت، فبذلوا صدقات كثيرة. فأتي بي إلى الليث فقال: ما حملك على أن تكلمت ببلدنا) بغير أمرنا. قلت: أصلحك الله، أعرض عليك، فإن كان مكروهاً نهيتني. قال: تكلم. فتكلمت، فقال: قم، لا يحل أن أسمع هذا وحدي. قال: وأخرج إلي بعد هذا حلية قيمتها ثلاثمائة دينار. ثم لما خرج الناس ناولني كيساً فيه ألف دينار، وقال: لا تعلم به ابني فتهون عليه. وقال أبو حاتم: نا سليم بن منصور، نا أبي قال: أعطاني الليث ألف دينار. قال علي بن خشرم: سمعت منصوراً يقول: المتكلمون ثلاثة: الحسن البصري، وعمر بن عبد العزيز، وعون بن عبد الله. قلت: فأنت الرابع.

(13/411)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 412
وقيل: إن الرشيد لما سمع وعظه قال: من أين تعلمت هذا قال: تفل في في النبي صلى الله عليه وسلم في النوم وقال: يا منصور قل. السراج: نا أحمد بن موسى الأنصاري قال: قال منصور بن عمار: حججت فبت بالكوفة، فخرجت في الظلماء فإذا بصارخٍ يقول: إلهي وعزتك ما أردت بمعصيتي مخالفتك، ولقد عصيتك وما أنا بنكالك جاهل، ولكن خطيئة عرضت أعانني عليها شقائي، وغرني سترك، والآن من ينقذني فتلوت هذه الآية قُوا أنْفُسَكُمْ وَأهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالحِجَارَةُ فسمعت دكدكةً، فلما كان من الغد مررت هناك، فإذا بجنازةٍ، وإذا عجوز تقول: مر البارحة رجلٌ فتلا آيةً، فتفطرت مرارته، فوقع ميتاً. قال أبو بكر، وعثمان ابنا أبي شيبة: كنا عند ابن عيينة فجاء منصور بن عمار فسأله عن القرآن، فزبره وأشار بالعكاز إليه. وانتهره. فقيل: يا أبا محمد إنه عابد. قال: ما أرى إلا شيطاناً. قال منصور: دخلت على سفيان بن عيينة، فحدثني ووعظته، فلما أثارت الأحزان دموعه رفع رأسه وردها في عينيه، فقلت: هلا أسبلتها إسبالاً، وتركتها تجري سجالاً. قال: إن الدمعة إذا بقيت كان أبقى للحزن في الجوف. قال سليم بن منصور: كتب بشر المريسي إلى أبي: أخبرني عن القرآن. فكتب إليه: عافانا الله وإياك، وجعلنا من أهل السنة، فإن يفعل فأعظم بها منة، وإلا فهي الهلكة. نحن نرى أن الكلام في القرآن بدعة تشارك فيها السائل والمجيب. تعاطى السائل ما ليس له، وتكلف المجيب

(13/412)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 413
ما) ليس عليه. وما أعرف خالقاً إلا الله، وما دونه مخلوق، والقرآن كلام الله. فانته بنفسك وبالمختلفين فيه معك إلى أسمائه التي سماه الله بها، ولا تسم القرآن باسمٍ من عندك، فتكون من الضالين. رواها أبو الحسن الميموني، وغيره، عن سليم. أبو علي الكوكبي: نا حريز بن أحمد بن أبي داوود: حدثني سلمويه بن عاصم قال: كتب بشر إلى منصور بن عمار يسأله عن قوله: الرَّحْمنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى كيف استوى. فكتب إليه: استواؤه غير محدود، والجواب فيه تكلف، مساءلتك عنه بدعة، والإيمان بجملة ذلك واجب. عن عبدك العابد قال: قيل لمنصور بن عمار: تتكلم بهذا الكلام، ونرى منك أشياء قال: احسبوني درة وجدتموها على كناسة. وعن بشر الحافي أنه كتب إلى منصور بن عمار أن اكتب إلي بما من الله علينا. فكتب إليه: يا أخي، قد أصبحنا في نعمٍ لا نحصيها في كثرة ما نعصي. فلا أدري كيف أشكره بجميل ما نشر، أو قبيح ما ستر. قلت: ساق ابن عدي لمنصور تسعة أحاديث منكرة. وروي أنه رئي بعد موته فقيل: ما فعل الله بك. قال: غفر لي وقال: يا منصور قد غفرت لك على تخليطك، إلا أنك تحوش الناس إلى ذكري.

(13/413)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 414
وقيل هذا لأبي العتاهية:
(إنّ يوم الحساب يومٌ عسيرٌ .......... ليس للظّالمين فيه مجير)

(فاتّخذ عدّةً لمطلع القب .......... ر وهول الصّراط يا منصور.)

4 (منصور بن وردان الأسدي الكوفي)
عن: أبان بن تغلب، وعلي بن عبد الأعلى الثعلبي. وعنه: أحمد بن حنبل، وعلي بن محمد الطنافسي، وابن نمير، والحسن بن محمد الزعفراني. وثقه أحمد. وله سمي في طبقة منصور بن المعتمر. وقال بعض الحفاظ: إن صاحب الترجمة لا يحتج به، بل هو صويلح)
4 (مؤرج بن عمرو السدوسي البصري النحوي.)

(13/414)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 415
أبو فيد، أحد أئمة العربية واللغة. أخذ عن: أبي عمرو بن العلاء، وشعبة، والخليل بن أحمد. وسكن نيسابور وبث بها علومه، وأخذ عنه أهلها، وصنف غريب القرآن. أخذ عن: أحمد بن خالد الذهلي، وخليل بن أسد، وغيرهما. وكان يقول: اسمي وكنيتي غريبان. تقول العرب: أرت بين القوم، إذا حرشت بينهم. والفيد ورد الزعفران، وفاد الرجل فيداً: مات. توفي أبو فيد سنة خمسٍ وتسعين ومائة.
4 (موسى بن إبراهيم بن كثير الأنصاري الحزامي المدني ت. ق.)
عن: طلحة بن خراش، ويحيى بن عبد الله بن أبي قتادة. وعنه: إبراهيم بن المنذر الحزامي، وعبده بن عبد الله الصفار، وعلي بن المديني، ودحيم، ويحيى بن حبيب بن عربي. صدوق، مقل.
4 (موسى بن طارق ن.)

(13/415)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 416
ابو قرة الزبيدي، قاضي زبيد وعالمها. روى عن: عبيد الله بن عمير، وموسى بن عقبة، وابن جريج، وأيمن بن نابل، وأخذ القراءة عن: نافع بن أبي نعيم. وصنف السنن. روى عنه: أحمد، وإسحاق، وصامت بن معاذ، وأبو جمة محمد بن يوسف الزبيدي. قال أبو حاتم: محله الصدق.
4 (موسى بن عبد الله بن حسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب.)
أبو الحسن الهاشمي العلوي المدني. أخو محمد وإبراهيم اللذين حاربا المنصور. روى عن: أبيه. وعنه: عبد العزيز الدراوردي مع تقدمه، ومروان بن محمد الطاطري، وإبراهيم بن عبد الله) الهروي، وسلمة بن بشر، وولده عبد الله بن موسى. اختفى مدةً بالبصرة بعد قتل أخويه، ثم أخذ فحمل إلى المنصور،

(13/416)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 417
فضربه سبعين سوطاً، ثم عفا عنه. قال أبو بكر الخطيب: روى شيئاً كثيراً عن أبيه. وقال يحيى بن معين: قد رأيته وهو ثقة. وقال البخاري: فيه نظر. وقيل: إنه امتنع من التحديث، وله شعر حسنٌ سائر.
4 (موسى بن يحيى بن خالد بن برمك.)
من كبار أمراء الدولة، ولاه الرشيد إمرة الشام في أيام فتنة أبي الهيذام، فقدم وأصلح بين القيسية واليمانية. وكان شاباً شجاعاً كافياً ذا دهاء ورأي. عزم المأمون أن يوليه ثغر السند لشجاعته. حكى عنه: ابنه هارون، والأصمعي، وعلي بن المديني. ولا أعلم متى توفي.

(13/417)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 418
4 (مؤمل بن عبد الرحمن بن العباس البصري.)
أبو العباس. حدث بمصر عن: حميد الطويل، وعون، وابن عجلان، وأبي أمية بن يعلى. وعنه: أبو يحيى الوتار، وعبد الغني بن عبد العزيز العسال، وعمرو بن سوار، ومحمد بن عبد الله بن ميمون، وآخرون. عداده في الضعفاء. قال أبو حاتم: ضعيف. وقال ابن عدي: عامة حديثه غير محفوظ.
4 (ميسرة بن عبد ربه التستري.)
عن: سفيان الثوري، وموسى بن عبيدة، وابن جريج. وعنه: يحيى بن يزيد الخواص، وعمر بن مطر السكسكي.) قال البخاري: يرمى بالكذب.

(13/418)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 419
وقال النسائي: متروك الحديث قلت: هو واضع كتاب العقل، وقد تقدم ذكره أيضاً.

(13/419)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 420
4 (حرف النون)

4 (نصر بن باب.)
أبو سهل الخراساني. سمع: أبا إسحاق السبيعي، وإسماعيل بن أبي خالد، وداوود بن أبي هند. وعنه: علي بن المديني، وأحمد بن حنبل، ومحمد بن رافع، ومحمد بن يزيد السلمي، وعلي بن سلمة، وأهل نيسابور. وثقه أحمد.

(13/420)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 421
وقال ابن معين: ليس بشيء. وقال ابن حبان: لا يحتج به. وقال البخاري: يرمونه بالكذب. وقال غير واحد: متروك.
4 (النضر بن كثير د. ن.)

(13/421)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 422
أبو سهل البصري العابد. عن: عبد الله بن طاووس، وداوود بن أبي هند، ويحيى بن سعيد، وجماعة. وعنه: أحمد بن حنبل، وعقبة بن مكرم، وأحمد بن إبراهيم الدورقي، وعمر بن شبه. وقال الفلاس: كان يعد من الأبدال. وقال أحمد: ضعيف الحديث. وقال البخاري: عنده مناكير.

(13/422)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 423
4 (حرف الهاء)

4 (هارون بن أبي عيسى ن.)
روى السيرة النبوية عن إبن إسحاق. قال البخاري: يخطيء عن غير إبن إسحاق.) قلت: حدث عنه ابنه عبد الله، ومعلى بن أسد.
4 (هارون الرشيد.)

(13/423)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 424

(13/424)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 425
أمير المؤمنين أبو جعفر بن محمد المهدي ابن المنصور أبي جعفر عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس العباسي البغدادي. استخلف بعهدٍ من أبيه سنة سبعين ومائة عند موت أخيه الهادي. حدث عن: أبيه، وجده المنصور، ومبارك بن فضالة. روى عنه: ابنه المأمون، وغيره.

(13/425)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 426
وكان من أميز الخلفاء، وأجل ملوك الدنيا. وكان كثير الغزو والحج كما قيل فيه:
(فمن يطلب لقاك أو يرده .......... فبالحرمين أو أقصى الثغور)
مولده بالري حين كان أبوه أميراً عليها وعلى خراسان، في سنة ثمانٍ وأربعين ومائة. وأمه أم ولد اسمها الخيزران. وكان أبيض طويلاً جميلاً مليحاً، مسمناً، فصيحاً، له نظر في العلم والآداب، وقد وخطه الشيب. أغزاه والده أرض الروم وهو ابن خمس عشرة سنة. وبلغني أنه كان يصلي في خلافته في اليوم مائة ركعة إلى أن مات. ويتصدق كل يوم من صلب ماله بألف درهم، فالله أعلم. وكان يحب العلم وأهله، ويعظم حرمات الإسلام، ويبغض المراء في الدين، والكلام في معارضة النص. وكان يبكي على نفسه وعلى إسرافه وذنوبه، سيما إذا وعظ. وكان يحب المديح ويجيز عليه الأموال الجزيلة الجليلة. وله: شعرٌ يروق.

(13/426)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 427
دخل عليه مرةً ابن السماك الواعظ، فبالغ في احترامه، فقال له ابن السماك: تواضعك في شرفك أشرف من شرفك. ثم وعظه فأبكاه. وقد وعظه الفضيل بن عياض حتى جعل يشهق بالبكاء. وكان هو أتى بنفسه إلى بيت الفضيل.) ومن محاسنه أنه لما بلغه موت ابن المبارك جلس للعزاء، وأمر الأعيان أن يعزوه في ابن المبارك. قال نفطويه في تاريخه: حكى بعض أصحاب الرشيد أن الرشيد كان يصلي في اليوم مائة ركعة، لم يتركها إلا لعلة. وكان يقتفي آثار جده أبي جعفر، إلا في الحرص والبخل. قال أبو معاوية الضرير: ما ذكرت النبي صلى الله عليه وسلم بين يدي الرشيد إلا قال: صلى الله على سيدي. وحدثته بحديثه صلى الله عليه وسلم: وددت أني أقاتل في سبيل الله فأقتل ثم أحيى ثم أقتل، فبكى حتى انتحب. وعن خرزاذ القائد قال: كنت عند الرشيد، فدخل أبو معاوية الضرير، وعنده رجل من وجوه قريش، فذكر أبو معاوية حديث: احتج آدم وموسى، فقال القرشي: فأين لقيه فغضب الرشيد وقال: النطع والسيف،

(13/427)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 428
زنديق يطعن في حديث النبي صلى الله عليه وسلم. فما زال أبو معاوية يسكنه ويقول: يا أمير المؤمنين كانت منه بادرة، حتى سكن. وعن أبي معاوية قال: أكلت مع الرشيد يوماً، ثم صب على يدي رجلٌ لا أعرفه. ثم قال الرشيد: تدري من يصب عليك قلت: لا. قال: أنا، إجلالاً للعلم. وقال منصور بن عمار: ما رأيت أغزر دمعاً عن الذكر من ثلاثة: الفضيل بن عياض، والرشيد، وآخر. وقال عبيد الله القواريري: لما لقي الرشيد فضيلاً قال له: يا حسن الوجه، أنت المسؤول عن هذه الأمة. ثنا ليث، عن مجاهد: وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأسْبَابُ قال: الوصل التي كانت بينهم في الدنيا. فجعل هارون يبكي ويشهق. قال الأصمعي: قال لي الرشيد: يا أصمعي، ما أغفلك عنا، وأجفاك لنا قلت: والله يا أمير المؤمنين، ما ألاقتني بلادٌ بعدك حتى أتيتك. فسكت، فلما تفرق الناس قال: اجلس، فلم يبق سوى الغلمان، ما ألاقتني. فقال الأصمعي:)

(13/428)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 429
(كفّاك كفّ ما تليق بدرهم .......... جوداً وأخرى تعط بالسّيف الدّما)
فقال: أحسنت، وهكذا فكن، وقرنا في الملأ، وعلمنا في الخلاء. وأمر لي، بخمسة آلاف دينار. رواها أبو حاتم عنه. قال الثعالبي في كتاب لطائف المعارف: قال الصولي: خلف الرشيد مائة ألف ألف دينار. قال الثعالبي: وحكى غيره أن الرشيد خلف من الأثاث والعين والورق والجواهر والدواب ما قيمته مائة ألف ألف دينار وخمسة وعشرون ألف دينار. وفي مروج المسعودي قال: رام الرشيد أن يوصل ما بين بحر الروم وبحر القلزم مما يلي الفرما، فقال له يحيى بن خالد البرمكي: كان يختطف الروم الناس من المسجد الحرام وتدخل مراكبهم إلى الحجاز، فتركه. وروي عن إسحاق الموصلي أن الرشيد أجازه مرة بمائتي ألف درهم. وعن العباس بن الأحنف أن الرشيد قال في خطية له من أشعاره:
(أما يكفيك أنّك تملكيني .......... وأنّ الناس كلّهم عبيدي)

(وأنّك لو قطعت يدي ورجلي .......... لقلت من الهوى أحسنت زيدي.)
قال عبد الرزاق بن همام: كنت مع الفضيل بمكة، فمر هارون، فقال فضيل: الناس يكرهون هذا، وما في الأرض أعز علي منه، لو مات لرأيت أموراً عظاماً.

(13/429)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 430
قال الجاحظ: اجتمع للرشيد ما لم يجتمع لغيره: وزراؤه البرامكة، وقاضيه أبو يوسف، وشاعره مروان بن أبي حفصة، ونديمه العباس بن محمد عم أبيه، وحاجبه الفضل بن الربيع أتيه الناس وأعظمهم، ومغنيه إبراهيم الموصلي، وزوجته زبيدة. ويروى أن الرشيد أعطى سفيان بن عيينة مرة مائة ألف. وأخبار الرشيد يطول شرحها. ومحاسنها جمة، وله أخبار في اللهو واللذات المحظورة والغناء، والله يسامحه. قال أبو محمد بن حزم: أراه كان لا يشرب النبيذ المختلف فيه إلا الخمر المتفق على تحريمها، ثم جاهر بها جهاراً قبيحاً. قلت: توفي في الغزو بمدينة طوس من خراسان في ثالث شهر جمادى الآخرة سنة ثلاثٍ وتسعين ومائة، وصلى عليه ابنه صالح، ودفن بطوس، رحمه الله. عاش خمساً وأربعين سنة.)
4 (هاشم بن أبي بكر بن عبد الرحمن القرشي التيمي البكري.)
أبو بكر المدني الفقيه. ولي قضاء مصر، فقدمها بعد انفصال العمري عنها. ولاه الأمين في سنة أربع وتسعين ومائة. وكان قد تفقه بالكوفة على مذهب أبي حنيفة، وكان يتناول النبيذ ولم تطل ولايته. ومات في المحرم سنة ستٍ وتسعين ومائة

(13/430)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 431
4 (هاشم بن القاسم التيمي الكوفي.)
روى عن: الأعمش. وعنه: حميد بن الربيع، والعباس بن يزيد البحراني.
4 (هذيل بن ميمون الجعفي الكوفي.)
عن: يحيى بن أبي أنيسة، ومطرح الشامي. وعنه: محمد بن الصباح الجرجرائي، وأحمد بن حنبل.
4 (هشام بن سليمان بن عكرمة بن خالد المخزومي المكي م. ق.)
عن: هشام بن عروة، وابن جريج، ويونس بن يزيد الأيلي. وعنه: إبراهيم بن المنذر، وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي، وسويد بن سعيد، ومحمد العدني. صدوق فيه أدنى شيء، وله أثر في البيوع من البخاري.
4 (هشام بن عبد الله بن عكرمة بن خالد المخزومي المكي.)

(13/431)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 432
ابن عم الذي قبله من نبلاء الشرفاء. صحب هشام بن عروة، وكان من خاصته، فأكثر عنه، إلا أنه لم يحدث. وكان جليل القدر يحتسب، ويأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر. ذكر هذا ابن سعد، ثم قال: دخل على الرشيد، فدعا له، وكلمه بكلامٍ أعجبه، ووعظه، فولاه قضاء المدينة، وأجازه بأربعة آلاف دينار. وكان سخياً، وصولاً لرحمه. قلت: كنيته أبو الوليد. وقد غمزه ابن حبان لأجل الحديث الذي أخبرناه أحمد بن محمد الحافظ، وجماعة قالوا: أنا أبو المنجا عبد الله بن عمر. ح، وأنا أحمد بن المؤيد، أنا زكريا العلي قالا:) أنا أبو الوقت، أنا يبنى الهرثمية، أنا عبد الرحمن بن أبي شريح، ثنا البغوي، نا مصعب بن عبد الله إملاءً سنة ثمانٍ وعشرين ومائتين: حدثني هشام بن عبد الله، عن عكرمة المخزومي، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: التمسوا الرزق في خبايا الأرض. هذا حديث غريب، تفرد به مصعب، عن هشام. قال عبد الملك بن حبيب الفقيه: قال لي مطرف بن عبد الله: أتي هشام بن عبد الله وهو قاضي المدينة، ومن صالح قضاتها برجلٍ خبيثٍ

(13/432)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 433
معروف باتباع الصبيان، قد لصق بصبي في زحمةٍ حتى أفضى. فجلده أربعمائة سوط وسجنه، فما لبث أن مات.
4 (هشام بن يوسف الصنعاني الفقيه خ..)
أبو عبد الرحمن قاضي صنعاء وعالمها. روى عن: ابن جريج، ومعمر، والثوري، والقاسم بن فياض، وجماعة. وعنه: ابن المديني، وإبراهيم بن موسى الفراء، وإسحاق بن راهويه، وابن معين، وعبد الله بن محمد المسندي، وجماعة. قال ابن معين: هو أثبت من عبد الرزاق في ابن جريج. وقال أبو حاتم: ثقة متقن.

(13/433)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 434
وروى عبد الله بن أحمد، عن أبيه قال: سمعت بعض أصحابنا قال مرةً: قال يحيى بن معين: كتب لي عبد الرزاق إلى هشام قال: إنك تأتي رجلاً إن كان غيره السلطان، فإنه لم يغير حديثه. وقال يحيى: مكثنا على باب هشام بن يوسف خمسين يوماً، لا يحدثنا بحديث، نذهب معه إلى باب الأمير. وقال أحمد: سمعت عبد الرزاق قال: أتاه، يعني يحيى، فأجزره شاةً، وفعل به وفعل. قال أحمد: هشام ألأم من أن يذبح له. قلت: توفي سنة سبعٍ وتسعين ومائة. قال إبراهيم بن موسى الفراء: سمعت هشام بن يوسف يقول: قدم الثوري اليمن، فقال: اطلبوا لي كاتباً سريع الخط. فارتادوني، فكنت أكتب. قال أبو زرعة: هشام أصح اليمانيين كتاباً.) وقال عبد الرزاق: إن حدثكم القاضي فلا عليكم أن لا تكتبوا عن غيره.
4 (الهيثم بن مروان العنسي.)
أبو الحكم الدمشقي. عن: يونس بن ميسرة.

(13/434)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 435
وعنه: هشام بن عمار، ومحمود بن خالد، وأبو همام السكوني، وجماعة. وعمر دهراً، لم أرد لأحدٍ فيه كلاماً. محله الصدق. مات سنة تسعٍ وتسعين ومائة.

(13/435)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 436
4 (حرف الواو)

4 (والبة بن الحباب.)
أبو أسامة الكوفي. شاعر مشهور، محسن النعت للغزل والخمر على منهاج الشعراء. وكان بينه وبين أبي العتاهية مهاجاة. وكان أبو نواس يثني على شعره. ولما مات والبة رثاه أبو نواس.
4 (ورش المقريء.)
عثمان بن سعيد بن عبد الله بن عمرو بن سليمان. وقيل: عثمان بن سعيد بن عدي بن غزوان بن داوود بن سابق القبطي المصري المقريء.

(13/436)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 437
إمام القراء أبو سعيد، ويقال: أو عمرو، ويقال: أبو القاسم. أصله من القيروان، وعداده في موالي آل الزبير بن العوام. ويقال له الرأس. وشيخه نافع هو الذي لقبه بورش لشدة بياضه. والورش: شيء يصنع من اللبن. وقيل: بل لقبه ورشان، باسم طائر معروف. فكان يعجبه هذا اللقب ويقول: استاذي نافع سماني به. ويفتخر بذلك. وكان في حداثته رأساً في ما قيل، ثم اشتغل وبرع في التلاوة، وانتهت إليه رئاسة الإقراء بالديار المصرية.) وكان بصيراً بالعربية. وكان أبيض أشقر أزرق، سميناً مربوعاً، يلبس ثياباً، قصاراً. مولده سنة عشر ومائة، وكذا أرخه الأهوازي. وكانت قراءته على نافع في سنة خمس وخمسين ومائة. قال أبو عمرو الداني: تلا على نافع ختمات كثيرة، ثم رجع إلى مصر. قلت: قرأ عليه: أبو يعقوب الأزرق، وأحمد بن صالح، وداوود بن أبي طيبة، وأبو الأزهر عبد الصمد بن عبد الرحمن العتقي، ويونس بن عبد الأعلى، وطائفة سواهم. وقد وقع لي إسند القرآن العظيم من طريقه في غاية العلو: تلوت كتاب الله على سحنون الفقيه، عن قراءته على ابن الصفراوي، عن ابن عطية، عن

(13/437)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 438
ابن الفحام، عن ابن نفيس، عن أبي عدي، عن أبي بكر ابن سيف، عن الأزرق، عن ورش، عن نافع، عن خمسة من أصحاب أبي بن كعب، وزيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقد استوفي أخبار ورش في طبقات القراء. وهو ثبت حجة في القراءة. مات بمصر في سنة وتسعين ومائة ولا أعلمه روى حديثاً. وكيع بن الجراح بن مليح ع.

(13/438)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 439
الإمام أبو سفيان الرؤآسي الأعور الكوفي. أحد الأعلام. ورؤآس بطن من قيس عيلان. ولد سنة تسع وعشرين ومائة، وأصله من خراسان. سمع من: الأعمش، وهشام بن عروة، وإسماعيل بن أبي خالد، وابن عون، وابن جريج، وداوود بن يزيد الأودي، وأسود بن شيبان، ويونس بن أبي إسحاق، وهشام بن الغاز، والأوزاعي، وشعبة، والثوري، وإسرائيل، وجعفر بن برقان، وحنظلة بن أبي سفيان، وزكريا بن أبي زائدة، وطلحة بن عمرو المكي، وطلحة بن يحيى التيمي، وفضيل بن غزوان، وموسى بن علي، وهشام الدستوائي، وأبي جناب الكلبي، وخلق. وعنه: ابن المبارك وهو أكبر منه، وعبد الرحمن بن مهدي، ويحيى بن آدم، والحميدي، ومسدد، وأحمد بن حنبل، وإسحاق، وابن المديني، وابن معين، وأبو خيثمة، وابنا أبي شيبة، وأبو كريب، وعبد الله بن هاشم

(13/439)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 440
الطوسي، وإبراهيم بن عبد الله القصار، وأمم سواهم.) وكان رأساً في العلم والعمل. وكان أبوه الجراح بن مليح بن عدي بن فرس بن جمجمة ناظراً على بيت المال بالكوفة. وقد أراد الرشيد أن يولي وكيعاً القضاء فامتنع. قال يحيى بن يمان: لما مات الثوري، جلس وكيع موضعه. قال القعنبي: كنا عند حماد بن زيد، فلما خرج وكيع قالوا: هذا راوية سفيان. فقال حماد: إن شئتم قلت: أرجح من سفيان. وعن يحيى بن أيوب المقابري قال: ورث وكيع من أمه مائة ألف درهم. وقال الفضل بن محمد الشعراني: سمعت يحيى بن أكثم يقول: صحبت وكيعاً في الحضر والسفر، وكان يصوم الدهر، ويختم القرآن كل ليلة.

(13/440)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 441
قال يحيى بن معين: وكيع في زمانه كالأوزاعي في زمانه. وقال أحمد بن حنبل: ما رأيت أوعى للعلم ولا أحفظ من وكيع. وقال أحمد بن سهل بن بحر النيسابوري الحافظ: دخلت على أحمد بن حنبل بعد المحنة، فسمته يقول: كان وكيع إمام المسلمين في وقته. وروى نوح بن حبيب، عن عبد الرزاق قال: رأيت الثوري ومعمراً ومالكاً، فما رأت عيناي مثل وكيع قط. وقال ابن معين: ما رأيت أفضل من وكيع. كان يحفظ حديثه، ويقوم الليل، ويسزد الصوم، ويفتي بقول أبي حنيفة. وكان يحيى القطان يفتي بقول أبي حنيفة أيضاً. وقال قتيبة: سمعت جريراً يقول: جاءني ابن المبارك. فقلت: من رجل الكوفة اليوم فسكت عني ثم قال: رجل المصرين ابن الجراح، يعني وكيعاً. قال سلم بن جنادة: جالست وكيعاً سبع سنين، فما رأيته بزق، ولا مس حصاة، ولا جلس مجلساً فتحرك. ولا رأيته إلا استقبل القبلة، وما رأيته يحلف بالله. وقد روى غير واحد أن وكيعاً كان يترخص في شرب النبيذ.

(13/441)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 442
قال إسحاق بن بهلول الحافظ: قدم علينا وكيع، يعني الأنبار، فنزل في المسجد على الفرات. فصرت إليه لأسمع منه. فطلب مني نبيذاً، فجئته به، فأقبل يشرب وأنا أقرأ عليه. فلما نفذ أطفأ) السراج، فقلت: ما هذا. قال: لو زدتنا لزدناك. وقال أبو سعيد الأشج: كنا عند وكيع، فجاءه رجل يدعوه، إلى عرس فقال: أثم نبيذ قال: لا قال: لا نحضر عرساً ليس فيه نبيذ. قال: فإني آتيكم به. فقام. قال ابن معين: سأل رجل وكيعاً أنه شرب نبيذاً، فرأى في النوم كأن رجلاً يقول له: إنك شربت خمراً. فقال وكيع: ذاك الشيطان. وقال نعيم بن حماد: سمعت وكيعاً يقول: هو عندي أحل من ماء الفرات. ويروى عن وكيع أن رجلاً أغلظ له، فدخل بيتاً فعقر وجهه ثم خرج إلى الرجل وقال: زد وكيعاً بذنبه. فلولاه ما سلطت عليه. وقال إبراهيم بن شماس: لو تمنيت كنت أتمنى عقل ابن المبارك وورعه، وزهد فضيل ورقته، وعبادة وكيع وحفظه، وخشوع عيسى بن يونس، وصبر حسين الجعفي. وقال نصر بن المغيرة البخاري: سمعت إبراهيم بن شماس يقول: رأيت أفقه الناس وكيعاً، وأحفظ الناس ابن المبارك، وأورع الناس فضيل بن عياض.

(13/442)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 443
وقال مروان بن محمد الطاطري: ما رأيت فيمن رأيت أخشع من وكيع. وما وصف لي أحد قط إلا رأيته دون الصفة، إلا وكيعاً، فإني رأيته فوق ما وصف لي. قال سعيد بن منصور: قدم وكيع مكة، وكان سميناً، فقال له الفضيل بن عياض: ما هذال السمن وأنت راهب العراق. قال: هذا من فرحي بالإسلام فأفحمه. وقال محمد بن عبد الله بن عمار: ما كان بالكوفة في زمان وكيع أفقه ولا أعلم بالحديث منه. وقال أبو داوود: ما رؤي لوكيع كتاب قط، ولا لهشيم، ولا لحماد، ولا لمعمر. قال أحمد بن حنبل: ما رأت عيني مثل وكيع قط. يحفظ الحديث، ويذاكر بالفقه، فيحسن مع ورع واجتهاد. ولا يتكلم في أحد. قال حماد بن مسعدة: قد رأيت سفيان الثوري، فما كان مثل وكيع. وقال أحمد أيضاً: ما رأيت أوعى للعلم من وكيع. كان حافظاً.) وقال ابن أبي خيثمة، وغيره: سمعنا يحيى بن معين يقول: من فضل عبدر الرحمن بن مهدي على وكيع فعليه، وذكر اللعنة.

(13/443)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 444
قلت: ما أدري ما عذر يحيى في هذا اللعن. وقال أبو حاتم: وكيع أحفظ من ابن المبارك. وقال أحمد بن حنبل: عليكم بمصنفات وكيع. وقال علي بن المديني: كان وكيع يلحن، ولو حدثت عنه بألفاظه لكان عجباً. كان يقول: عن عيثة. وروى أبو هشام الرفاعي، وغيره، عن وكيع قال: من زعم أن القرآن مخلوق فقد كفر. قال وكيع: الجهر بالبسملة بدعة. سمعها أبو سعيد الأشج منه. قال أحمد بن زهير: نا محمد بن يزيد: حدثني حسين أخو زيدان قال: كنت مع وكيع، فأقبلنا جميعاً من المصيصة أو طرسوس فأتينا الشام. فما أتينا بلداً، إلا استقبلنا وإليها، وشهدنا الجمعة بدمشق. فلما سلم الإمام أطافوا بوكيع، فما انصرف إلى أهله. فحدثت به مليحاً ولده فقال: رأيت في جسده آثاراً خضراء مما زحم. قال الفضل بن عنبسة: ما رأيت مثل وكيع من ثلاثين سنة. محمود بن غيلان: سمعت وكيعاً يقول: اختلفت إلى الأعمش سنتين. قال ابن راهويه: حفظي وحفظ ابن المبارك تكلف. وحفظ وكيع

(13/444)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 445
أصلي. قام وكيع واستند وحدث بسبعمائة حديث حفظاً. وقال محمود بن آدم: تذاكر بشر بن السري ووكيع ليلة وأنا أراهما من العشاء، إلى أن نودي بالصبح. فقلت لبشر: كيف رأيته. قال: ما رأيت أحفظ منه. وكذا قال سهل بن عثمان: ما رأيت أحفظ من وكيع. وقال عبد الله بن أحمد: سمعت أبي يقول: وكيع مطبوع الحفظ، كان حافظاً حافظاً، كان أحفظ من عبد الرحمن بكثير. وقال ابن نمير: كانوا إذا رأوا وكيعاً سكتوا. يعني في الحفظ والإجلال. وقال أبو حاتم: سئل أحمد عن وكيع، ويحيى، وابن مهدي فقال: كان وكيع أسردهم.) قال أبو زرعة الرازي: سمعت أبا جعفر الجمال يقول: أتينا وكيعاً، فخرج بعد ساعة وعليه ثياب مغسولة، فلما بصرنا به فزعنا من النور الذي رأينا يتلألأ من وجهه. فقال رجل بجنبي: أهذا ملك فتعجبنا من ذلك النور. قال أحمد بن سنان القطان: رأيت وكيعاً إذا قام في الصلاة ليس يتحرك منه شيء، لا يزول ولا يميل على رجل دون الأخرى. وقال أحمد بن أبي الحواري: سمعت وكيعاً يقول: ما نعيش إلا في سترة، ولو كشف الغطاء لكشف عن أمر عظيم.

(13/445)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 446
وسمعته يقول: الصدق النية. قال صالح بن أحمد: قلت لأبي: أيهما أصلح، وكيع أو يزيد. فقال: ما منهما والحمد لله إلا كل، ولكن وكيع لم يختلط بالسلطان. قال الفلاس: ما سمعت وكيعاً ذاكراً أحداً بسوء قط. وقال ابن عمار: أحرم وكيع من بيت المقدس. وقال ابن سعد: كان وكيع ثقة مأموناً رفيعاً كثير الحديث حجة. وقال محمد بن خلف التيمي: أنا وكيع قال: أتيت الأعمش فقلت: حدثني. قال: ما اسمك. قلت: وكيع. قال: اسم نبيل، وما أحسب إلا سيكون لك نبأ. أين تنزل من الكوفة. قلت: في بني رؤآس. قال: ابن من منزل الجراح. قلت: هو أبي. وكان على بيت المال. قال: اذهب فجئني بعطائي، وتعال حتى أحدثك بخمسة أحاديث. فجئت أب فقال: خذ نصف العطاء واذهب. فإذا حدثك بالخمسة فخذ النصف الآخر، حتى تكون عشرة. فأتيته بذلك، فأملى علي حديثين، فقلت: وعدتني خمسة. قال: فأين الدراهم كلها أحسب أن أباك دربك بهذا ولم يدر أن الأعمش مدرب قد شهد الوقائع.

(13/446)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 447
قال: فكنت إذا جئته بالعطاء في كل شهر حدثني بخمسة.) قال قاسم الحرمي: كان سفيان يتعجب من حفظ وكيع ويقول: تعال يا رؤآسي، ويتبسم. قال ابن عمار: سمعت وكيعاً يقول: ما نظرت في كتاب منذ خمس عشرة سنة، إلا في صحيفة يوماً. فقلت له: عدواً عليك بالبصرة أربعة أحاديث غلطت فيها. قال: وحدثتهم بعبادان بنحو من ألف وخمسمائة حديث. أربعة ما هي كثيرة في ذلك. قال ابن معين: سمعت وكيعاً يقول: ما كتبت عن الثوري: حدثنا قط. إنما كنت أحفظ، فإذا رجعت كتبتها. قال يحيى بن يمان: نظر سفيان في عيني وكيع فقال: لا يموت هذا حتى يكون له شأن. فمات سفيان وجلس وكيع مكانه. قال سليمان الشاذكوني: قال لنا أبو نعيم: ما دام هذا التنين حياً ما يفلح أحد معه. يعني وكيعاً. وقال يحيى بن أيوب العابد: حدثني صاحب لوكيع أن وكيعاً كان لا ينام حتى يقرأ ثلث القرآن، ثم يقوم في آخر الليل فيقرأ المفصل، يجلس فيأخذ في الاستغفار حتى يطلع الفجر.

(13/447)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 448
قال إبراهيم بن وكيع: كان أبي يصلي الليل، فلا يبقى في دارنا أحد إلا صلى، حتى جارية لنا سوداء. ابن معين: سمعت وكيعاً يقول: أي يوم لنا من الموت. وأخذ وكيعاً في قراءة كتاب الزهد، فلما بلغ حديثاً منه قام فلم يحدث، وكذا فعل من الغد. وهو حديث: كن في الدنيا كأنك غريب. الدارقطني: نا القاضي أبو الحسن محمد بن علي بن أم شيبان، عن أبيه، عن أبي عبد الرحمن بن سفيان، عن وكيع، عن أبيه قال: كان أبي يجلس لأصحاب الحديث من بكرة إلى ارتفاع النهار، ثم ينصرف فيقبل، ثم يصلي الظهر، ويقصد طريق المشرعة التي يصعد منها أصحاب الزوايا، فيريحون نواضحهم، فيعلمهم من القرآن ما يؤدون به الفرض إلى حدود العصر، ثم يرجع إلى مسجده، فيصلي العصر، ثم يجلس يتلو ويذكر الله إلى آخر النهار. ثم يدخل منزله فيفطر على نحو عشرة أرطال نبيذ، فيشرب منها، ثم يصلي ورده، كلما صلى ركعتين شرب منها حتى ينفذها ثم ينام. قال نعيم بن حماد: تعشينا عند وكيع، فقال: أي شيء تريدون أجيئكم بنبيذ الشيوخ أو نبيذ) الفتيان فقلت: تتكلم بهذا. قال: هو عندي أحل من ماء الفرات. قلت: ماء الفرات لم يختلف فيه، وقد اختلف في هذا. وقال الفسوي: قد سئل أحمد إذا اختلف وكيع وعبد الرحمن فقال: عبد الرحمن يوافق أكثر خاصة في سفيان. وعبد الرحمن كان يسلم عليه السلف ويجتنب المسكر، ولا يرى أن يزرع في أرض الفرات.

(13/448)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 449
وقال عباس: قلت لابن معين: إذا اختلف وكيع وأبو معاوية في حديث الأعمش، قال: يوقف حتى يجيء من يتابع أحدهما. ثم قال: كانت الرحلة إلى وكيع في زمانه. قال ابن معين: لقيت عند مروان بن معاوية لوحاً فيه: فلان رافضي، وفلان كذا، ووكيع رافضي، فقلت لمروان: وكيع خير منك. فبلغ وكيعاً ذلك، فقال: يحيى صاحبنا. وكان بعد ذلك يعرف لي ويرحب. قال أحمد بن سنان: كان وكيع يكونون في مجلسه كأنهم في صلاة. فإن أنكر من أحد شيئاً قام. وكان عبد الله بن نمير يغضب ويصيح، وإذا رأى من يبري قلماً تغير وجهه غضباً. قال تميم بن محمد الطوسي: سمعت أحمد يقول: عليكم بمصنفات وكيع. وروى عبد الله بن أحمد، عن أبيه قال: أخطأ وكيع في خمسمائة حديث. قال أبو هشام الرفاعي: سمعت وكيعاً يقول: منزعم أن القرآن مخلوق فقد زعم أنه محدث، ومن زعم أن القرآن محدث فقد كفر. فيقول: احتج بعض المبتدعة بقول الله تعالى: مَا يَأْتِيهْم مِنْ ذِكْرِ رَبِّهِمْ محدث، وبقوله تعالى: لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذلِكّ أَمْراً،

(13/449)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 450
وهذا قال فيه علماء السلف معنا، وأنه أحدث إنزاله إلينا، وكذا في الحديث الصحيح: إن الله يحدث من أمره ما شاء. وإن مما أحدث أن لا تكلموا في الصلاة. فالقرآن العظيم كلام الله ووحيه وتنزيله، وهو غير مخلوق. قال أحمد بن الحواري: ذكرت لابن معين وكيعاً، فقال: وكيع عندنا ثبت. وقال عبد الرحمن بن الحكم بن بشير: وكيع، عن سفيان غاية الإسناد، ليس بعده شيء. ما أعدل بوكيع أحداً.) فقيل له: أبو معاوية، فنفر من ذلك. نوح بن حبيب: نا وكيع، ثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: حضرت موت سفيان، فكان عامة كلامه: ما أشد الموت. قال نوح: فأتيت ابن مهدي وقلت: حدثنا وكيع عنك، وحكيت له الكلام، وكان متكئاً فقعد وقال: أنا حدثت أبا سفيان جزى الله أبا سفيان خيراً، ومن مثل أبي سفيان، وما يقال لمثل أبي سفيان. علي بن خشرم: نا وكيع، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عبد الله البهي، أن أبا بكر الصديق جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته، فأكب عليه فقبله

(13/450)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 451
وقال: بأبي أنت وأمي، ما أطيب حياتك ومماتك. ثم قال البهي: وكان النبي صلى الله عليه وسلم ترك يوماً وليلة حتى ربا بطنه، وأنثنت خنصراه. قال ابن خشرم: فلما حدث وكيع بهذا بمكة اجتمعت قريش وأرادوا صلبه، ونصبوا خشبة ليصلبوه، فجاء ابن عيينة، فقال لهم: الله، هذا فقيه أهل العراق وابن فقيهه، وهذا حديث معروف. قال: ولم أكن سمعته، إلا أني أردت تخليص وكيع. قال ابن خشرم: سمعته من وكيع بعدما أرادوا صلبه. فتعجبت من جسارته. وأخبرت أن وكيعاً احتج فقال: إن عدة من الصحابة منهم عمر قالوا: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يمت، فأحب الله أن يريهم آية الموت.

(13/451)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 452
رواها أحمد بن محمد بن علي بن رزين الباشاني، عن علي بن خشرم. ورواها قتيبة، عن وكيع. وهذه هفوة من وكيع، كادت تذهب فيها نفسه. فما له ولرواية هذا الخبر المنكر المنقطع وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: كفى بالمرء إثماً أن يحدث بكل ما سمع. ولولا أن الحافظ ابن عساكر وغيره ساقوا القصة في تواريخهم لتركتها ولما ذكرتها، ولكن فيها عبرة. قال الفسوي في تاريخه: وفي هذه السنة حدث وكيع بمكة عن إسماعيل، عن البهي، وذكر) الحديث.

(13/452)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 453
قال: فرفع إلى العثماني فحبسه، وعزم على قتله، ونصبت خشبته خارج الحرم. وبلغ وكيعاً وهو محبوس. قال الحارث بن صديق: فدخلت عليه لما بلغني، وقد سبق إليه الخبر. قال: وكان بينه وبين سفيان بن عيينة يومئذ تباعد فقال: ما أرانا إلا قد اضطررنا إلى هذا الرجل واحتجنا إليه، يعني سفيان. فقلت: دع هذا عنك، فإن لم يدرك قتلت. فأرسل إليه وفزع إليه. فدخل سفيان على العثماني فكلمه فيه. والعثماني يأبى عليه، فقال له سفيان: إني لك ناصح. إن هذا رجل من أهل العلم، وله عشيرة، وولده بباب أمير المؤمنين، فتشخص لمناظرتهم. قال: فعمل فيه كلام سفيان، وأمر بإطلاقه. فرجعت إلى وكيع فأخبرته. وأخرج، فركب حماراً، وحملناه ومتاعه، فسافر. فدخلت على العثماني من الغد وقلت: الحمد لله الذي لم تبل بهذا الرجل، وسلمك الله. قال: يا حارث ما ندمت على شيء ندامتي على تخيلته. خطر ببالي هذه الليلة حديث جابر بن عبد الله قال: حولت أبي والشهداء بعد أربعين سنة فوجدناهم رطاباً يثبتون، لم يتغير منهم شيء. قال الفسوي: فسمعت سعيد بن منصور يقول: كنا بالمدينة، فكتب أهل مكة، إلى أهل المدينة بالذي كان من وكيع، وقالوا: إذا قدم عليكم فلا تتكلوا على الوالي، وارجموه حتى تقتلوه. قال: ففرضوا علي ذلك، وبلغنا الذي هم عليه. فبعثنا بريداً إلى وكيع

(13/453)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 454
أن لا يأتي المدينة، ويمضي عن طريق الربذة، وكان قد جاور مفرق الطريقين. فلما أتاه البريد رد ومضى إلى الكوفة. وقد ساق ابن عدي هذه الواقعة في ترجمة عبد المجيد بن أبي رواد، ونقل أنه هو الذي أفتى بقتل وكيع. وقال: أخبرنا محمد بن عيسى المروزي فيما كتب إلي، ثنا أبو عيسى محمد، نا العباس بن مصعب، نا قتيبة، نا وكيع، نا ابن أبي خالد، فساق الحديث.) ثم قال قتيبة: حدث وكيع بهذا سنة حج الرشيد، فقدموه إليه، فدعا الرشيد سفيان بن عيينة وعبد المجيد. فأما عبد المجيد فإنه قال: يجب أن يقتل، فإنه لم يرو هذا إلا من في قلبه غش للنبي صلى الله عليه وسلم. وقال سفيان: لا قتل عليه، رجل سمع حديثاً فرواه. المدينة شديدة الحر. توفي النبي صلى الله عليه وسلم فترك ليلتين لأن القوم كانوا في إصلاح أمر الأمة. واختلفت قريش والأنصار، فمن ذلك تغير. قال قتيبة: فكان وكيع إذا ذكر فعل عبد المجيد قال: ذاك جاهل سمع حديثاً لم يعرف وجهه، فتكلم بما تكلم. عن مليح، عن وكيع قال: لما نزل بأبي الموت أخرج يديه وقال: يا بني ترى يديى ما ضربت بها شيئاً قط. قال مليح: فحدثني داوود بن يحيى بن يمان قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم، فقلت: يا رسول الله من الأبدال. قال: الذين لا يضربون بأيديهم شيئاً، وإن وكيعاً منهم

(13/454)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 455
قلت: بل من ضرب بيديه في سبيل الله فهو أفضل. قال علي بن عثام: مرض وكيع فدخلنا عليه، فقال: إن سفيان أتاني فبشرني بجواره، فأنا مبادر إليه. غنجار في تاريخه: نا أحمد بن سهل: سمعت قيس بن أنيف: سمعت يحيى بن جعفر: سمعت عبد الرزاق يقول: يا أهل خراسان، إنه نعي لي إمام خراسان، يعني وكيعاً. قال: فاهتممنا لذلك. ثم قال: بعداً لكم يا معشر الكلاب، إذا سمعتم من أحد شيئاً اشتهيتم موته. قلت: ومن جسارة وكيع كونه حج بعد تيك المحنة. قال أبو هشام الرفاعي: مات وكيع سنة سبع وتسعين ومائة يوم عاشوراء ودفن بفيد، يعني راجعاً من الحج. وقال أحمد: حج وكيع سنة ست وتسعين ومائة، ومات بفيد.
4 (الوليد بن عقبة بن المغيرة الشيباني الطحان الكوفي د.)

(13/455)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 456
أخو محمد.) روى عن: حنظلة بن أبي سفيان، وحمزة الزيات، وزائدة. وعنه: أحمد، وإسحاق، وعلي بن محمد الطنافسي، ومحمد بن رافع، وجماعة. قال أبو حاتم: صدوق. وقال أبو داوود: ليس به بأس.
4 (الوليد بن كثير المزني المدني ن.)
نزيل الكوفة. روى عن: ربيعة الرأي، وعبيد الله بن عمر، والضحاك بن عثمان. وعنه: أبو سعيد الأشج، ومحمد بن عبد الله بن عمار، ويوسف بن عدي، وأخوه زكريا. قال أبو حاتم. يكتب حديثه.
4 (الوليد بن مسلم ع.)

(13/456)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 457
الإمام أبو العباس الأموي، مولاهم الدمشقي، أحد الأعلام. قرأ القرآن على يحيى الذماري، وحدث عنه، وعن: ثور بن يزيد، وابن جريج، وابن عجلان، والمثنى بن الصباح، ويزيد بن أبي مريم، وصفوان بن عمرو، وعبد الله بن العلاء بن زبر، والأوزاعي، والثوري، ومالك، والليث، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وأبي بكر بن مريم، وعفير بن معدان، ومروان بن جناح، وعثمان بن أبي العاتكة، وخلق. وعنه: الليث بن سعد شيخه، وبقية، وابن وهب، وأحمد بن حنبل، ودحيم، وأبو خيثمة، وعلي بن محمد الطنافسي، وإسحاق بن موسى الخطمي، وموسى بن عامر المري، ومحمد بن مصفى، ومحمود بن غيلان، وعمرو بن عثمان، وخلق كثير. وصنف التصانيف.

(13/457)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 458
قال محمد بن سعد: كان الوليد ثقة كثير الحديث والعلم. حج سنة أربع وتسعين ومائة، ثم رجع فمات بالطريق. وقال دحيم: مولده سنة تسع عشرة ومائة. قال ابن عساكر: قرأ عليه: هشام بن عمار، والربيع بن ثعلب. وقال الفسوي: سألت هشام بن عمار عن الوليد، فأقبل يصف علمه وورعه وتواضعه. وقال:) كان أبوه من رقيق الإمارة، وتفرقوا على أنهم أحرار. وكان للوليد أخ جلف متكبر يركب الخيل، ويركب معه غلمان كثير ويتصيد. وقد حمل الوليد دية فأدى ذلك في بيت المال، أخرجه عن نفسه إذ اشتبه عليه أمر أبيه. قال: فوقع بينه وبين أخيه في ذلك مشغب وجفاء وقطيعة. وقال: فضحتنا، ما كان حاجتك إلى ما فعلت. وقال أبو التقى الحمصي، ثنا سعيد بن مسلمة القرشي قال: أنا اعتقت الوليد بن مسلم، كان عبدي. وقال ابن سعد، عن رجل إن الوليد كان من الأخماس فصار لآل مسلمة بن عبد الملك، فلما قدم بنو هاشم في دولتهم قبضوا رقيق الأخماس وغيره، فصار الوليد وأهل بيته لصالح بن علي، فوهبهم لابنه الفضل فأعتقهم. ثم إن الوليد اشترى نفسه منهم، فأخبرني سعيد بن مسلمة قال: جاءني الوليد فأقر لي بالرق، فأعتقته.

(13/458)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 459
وكان للوليد أخ اسمه جبلة، كان له قدر وجاه. قال أحمد: ليس أحد أروى لحديث الشاميين من الوليد، وإسماعيل بن عياش. إبراهيم بن المنذر: قدمت البصرة، فجاءني علي بن المديني فقال: أول شيء أطلب، أخرج إلي حديث الوليد بن مسلم. فقلت: يا ابن أم، سبحان الله، وأين سماعي من سماعك فجعلت أأبى ويلح، فقلت له: أخبرني عن إلحاحك ما هو. قال: أخبرك الوليد رجل أهل الشام، وعنده علم كثير، ولم أستمكن منه، وقد حدثكم بالمدينة في المواسم، ورفع عندكم الفوائد، لأن الحجاج يجتمعون بالمدينة من الآفاق، فيكون مع هذا بعض فوائده، ومع هذا شيء. قال: فأخرجت إليه، فتعجب من كتابه، كاد أن يكتبه علي. سمعنا الفسوي بن إبراهيم: قال أبو اليمان: ما رأيت مثل الوليد بن مسلم. وقيل لأبي زرعة: الوليد أفقه أم وكيع فقال: الوليد بأمر المغازي، ووكيع بحديث العراقيين. وقال أبو مسهر: كان الوليد من حفاظ أصحابنا. وقال أبو حاتم: صالح الحديث.) وقال أبو محمد بن عدي: الثقات من أهل الشام مثل الوليد بن مسلم. وقال ابن مؤمن: لم نزل فسمع أنه من كتب مصنفات الوليد صلح أن يلي القضاء. ومصنفاته سبعون كتاباً.

(13/459)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 460
قلت: الكتاب منها جزء صغير، وجزء كبير، ونحو ذلك. الفسوي: سمعت الحميدي يقول: خرجت يوم القدر والوليد في مسجد منى وعليه زحام كثير. وجئت في آخر الناس فوقفت بالبعد، وعلي بن المديني بجنبه، فجعلوا يسألونه ويحدثهم ولا أفهم. فجمعت جماعة من المكيين وقلت لهم: جلبوا وأفسدوا على من بالقرب منه. فجعلوا يصيحون ويقولون: لا نسمع. وجعل ابن المديني يقول: اسكتوا نسمعكم. فاعترضت وصحت، ولم أكن بعد حلقت، فنظر ابن المديني إلي ولم يثبتني وقال: لو كان فيك خير لم يكن شعرك على ما رأى. قال: فتفرقوا ولم يحدثهم بشيء. قلت: وكان الوليد مع حفظه وثقته قبيح التدليس. يحمل عن أناس كذابين وتلفى عن ابن جريج، وغيره، ثم يسقط الذي سمع منه ويقول: عن ابن جريج. قال أبو مسهر: كان الوليد يأخذ من ابن أبي السفر حديث الأوزاعي، وكان ابن أبي السفر كذاباً، وهو يقول فيها: قال الأوزاعي. قال صالح جزرة. سمعت الهيثم بن خارجة يقول: قلت للوليد: قد أفسدت حديث الأوزاعي. قال: وكيف قلت: تروي عن الأوزاعي، عن نافع، وعن الأوزاعي، عن الزهري، وعنه، عن يحيى. وغيرك يدخل بين الأوزاعي، ونافع، عبد الله بن عامر الأسلمي، وبينه وبين الزهري مرة وغيره. فما يحملك على هذا. قال: أنبل الأوزاعي أن يروي عن مثل هؤلاء. قلت: فإذا روى الأوزاعي عن هؤلاء الضعفاء مناكير، فاسقطتهم أنت وصيرتها من رواية الأوزاعي عن الثقات ضعفت الأوزاعي فلم يلتفت إلى قولي. قال أحمد بن حنبل: ما رأيت في الشاميين أعقل من الوليد.

(13/460)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 461
وقال ابن المديني: ما رأيت في الشاميين مثل الوليد. وقد أغرب أحاديث صحيحة لم يشركه فيها أحد. وقال صدقة بن الفضل المروزي: ما رأيت رجلاً أحفظ للحديث الطويل وأحاديث الملاحم من) الوليد بن مسلم. وكان يحفظ الأبواب. وقال أبو مسهر: ربما دلس الوليد عن الكذابين. قلت: إذا قال: حدثنا، فهو ثقة. وصاحبا الصحيح ينقبان حديثه إذا أخرجا له. قال حرملة بن عبد العزيز الجهني: نزل علي الوليد بن مسلم بذي المروة قافلاً من الحج، فمات عندي بذي المروة. قال محمد بن مصفى، وغيره: توفي في المحرم سنة خمس وتسعين ومائة، رحمه الله.
4 (وهب بن عثمان المخزومي المدني.)
عن: أبي حازم الأعرج، وموسى بن عقبة. وعنه: إبراهيم بن حمزة، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، ويعقوب بن كاسب. وهو صدوق مقل. استشهد به البخاري.

(13/461)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 462
4 (حرف الياء)

4 (يحيى بن زكريا بن إبراهيم بن سويد النخعي.)
عن: عبد الملك بن أبي سليمان، والحسن بن الحكم النخعي. وعنه: عثمان بن أبي شيبة، وموسى بن عبد الرحمن المسروقي، وأبو سعيد الأشج. قال أبو حاتم: ليس به بأس.
4 (يحيى بن سعيد الأموي ع.)

(13/462)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 463
هو ابن سعيد بن أبان بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس. أبو أيوب القرشي الأموي الكوفي الحافظ. وله عدة إخوة. روى عن: بريد بن عبد الله بن أبي بردة، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وهشام بن عروة، والأعمش، وابن أبي خالد، والثوري، وخلق. وحمل المغازي عن ابن إسحاق. حدث عنه: أحمد بن حنبل، وشريح بن يونس، وحميد بن الربيع، وابنه سعيد بن يحيى، وجماعة كثيرة. قال أحمد بن حنبل: عنده عن الأعمش غرائب، وليس به بأس.) وكذا قال غير واحد: إنه لا بأس به. وروى أحمد بن أبي خيثمة، عن ابن معين: ثقة. قلت: سكن بغداد، وكانوا يلقبونه جملايا. مات سنة أربع وتسعين ومائة وهو في عشر الثمانين. ومات أخوه محمد بن سعيد قبله بعام. وأخوهما عبيد بن سعيد، يروي عن: إسرائيل، وعدة. وأخوهم عبد الله بن سعيد فعالم باللغة والشعر. وأخوهم الخامس عنبسة بن سعيد روى عن: ابن المبارك، وطائفة، وهو أصغرهم ولهم أخ سادس سمع: زهير بن معاوية، ومفضل بن صدقة. ذكرهم الدارقطني.
4 (يحيى القطان ع.)

(13/463)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 464
هو يحيى بن سعيد بن فروخ، مولى بني تميم. الحافظ العلم أبو سعيد البصري القطان الأحول. أحد الأئمة الكبار. مولده في أول سنة عشرين ومائة.

(13/464)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 465
روى عن: سليمان التيمي، وهشام بن عروة، وعطاء بن السائب، وحسين المعلم، وخيثم بن عراك، وحميد الطويل، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وإسماعيل بن أبي خالد، والأعمش، وعبيد الله بن عمر، وسفيان، وشعبة، وخلق كثير. وعنه: عبد الرحمن بن مهدي، وعفان، ومسدد، وأحمد، وإسحاق، وابن المديني، ويحيى بن معين، وأبو حفص الفلاس، وبندار، وإسحاق الكوسج، ويعقوب الدورقي، ومحمد بن شداد المسمعي، وأمم سواهم. وكان يقول: لزمت شعبة عشرين سنة. قال ابن عمار: روى عبد الرحمن بن مهدي في تصانيفه ألفي حديث عن يحيى القطان، فحدث بها عنه ويحيى حي. قال أحمد بن حنبل: ما رأيت بعيني مثل يحيى بن سعيد القطان. وقال ابن المديني: ما رأيت أحداً أعلم بالرجال من يحيى بن سعيد.) وقال بندار: ثنا يحيى بن سعيد إمام أهل زمانه. وقال أحمد بن الحسن الترمذي: سمعت أحمد، وسئل عن يحيى بن سعيد ووكيع فقال: ما رأيت بعيني مثل يحيى. وقال ابن عمار: كنت إذا نظرت إلى يحيى القطان ظننت أنه لا يحسن شيئاً بزي التجار، فإذا تكلم أنصت له الفقهاء. وقال أحمد بن محمد بن يحيى القطان: لم يكن جدي يمزح ولا يضحك إلا تبسماً، ولا دخل حماماً. وكان يخضب.

(13/465)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 466
وقال يحيى بن معين: أقام يحيى بن سعيد عشرين سنة يختم القرآن في كلي ليلة. وعن علي بن المديني: كان يحيى يختم كل ليلة. وقال بندار: اختلفت إليه عشرين سنة، فما أظن أنه عصى الله قط. قال علي بن المديني: كنا عند يحيى بن سعيد، فقرأ رجل سورة الدخان، فصعق يحيى وغشي عليه. قال أحمد بن حنبل: لو قدر أحد أن يدفع هذا عن نفسه لدفعه يحيى، يعني الصعق. قال أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان: ما أعلم أن جدي قهقه قط، ولا دخل حماماً قط، ولا اكتحل ولا ادهن. وكان يخضب خضاباً حسناً. وروى عباس، عن يحيى بن معين قال: كان يحيى القطان إذا قريء عنده القرآن سقط حتى يصيب وجهه الأرض. وقال: ما دخلت كنيفاً قط إلا ومعي امرأة، يعني من ضعف قلبه. قال ابن معين: وجعل جار له يشتمه ويقع فيه ويقول: هذا الخوزي، ونحن في المسجد. قال: فجعل يحيى يبكي ويقول: صدق، ومن أنا وما أنا.

(13/466)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 467
قال ابن معين: كان يحيى يجيء معه بمسباح، فيدخل يده في ثيابه فيسبح. قال عبد الرحمن بن مهدي: اختلفوا يوماً عند شعبة فقالوا: اجعل بيننا وبينك حكماً. قال: قد رضيت بالأحول، يعني القطان. فجاء فقضى على شعبة. فقال شعبة: ومن يطيق نقدك أصول. وقال ابن سعد: كان ثقة مأموناً رفيعاً حجة.) وقال النسائي: أمناء الله على حديث رسوله: شعبة، ومالك، ويحيى القطان. وقال محمد بن بندار الجرجاني: قلت لابن المديني: من أنفع من رأيت للإسلام وأهله. قال: يحيى بن سعيد القطان. قال عبد الرحمن بن عمر رستة: سمعت علي بن عبد الله يقول: كنا عند يحيى بن سعيد، فلما خرج من المسجد خرجنا معه، فلما صار بباب داره قام وقمنا معه، فانتهى إليه الروبي، فقال يحيى لما رآه: ادخلوا. فدخلنا. فقال للروبي: إقرأ. فلما أخذ في القراءة نظرت إلى يحيى يتغير حتى بلغ: إنَّ يَوْمَ الفَصْل مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ صعق يحيى وغشي عليه، وارتفع صوته. وكان بباب منه، فانقلب فأصاب الباب فقار ظهره وسال الدم. فصرخ النساء وخرجنا، ووقفنا بالباب حتى أفاق بعد كذا وكذا. ثم دخلنا عليه، فإذا هو نائم على فراشه، وهو يقول: إنَّ يَوْمَ الفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ. فما

(13/467)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 468
زالت به بتلك القرحة حتى مات. وروى أحمد بن عبد الرحمن العنبري، عن زهير البابي قال: رأيت يحيى بن سعيد في النوم، عليه قميص بين كتفيه مكتوب: بسم الله الرحمن الرحيم، كتاب من الله العزيز العليم ببراءة ليحيى بن سعيد القطان من النار. وروى أبو بكر بن خلاد الباهلي، عن يحيى بن سعيد القطان قال: كنت إذا أخطأت قال لي سفيان: أخطأت يا يحيى. فروى يوماً عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الذي يشرب في آنية الذهب والفضة إنما يجرجر في بطنه نار جهنم. فقلت: أخطأت يا با عبد الله. قال: وكيف هو. قلت: عبيد الله، عن نافع، عن زيد بن عبد الله، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن أم سلمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم. فقال لي: صدقت يا يحيى، إعرض علي كتبك. قلت: تريد أن ألقى مثل ما لقي زائدة. قال: وما لقي زائدة أصلحت له كتبه وذكرته حديثه. وقال أحمد: إلى يحيى القطان المنتهى في الثبت.) قال محمد بن أبي صفوان: كان يحيى القطان نفقته من غلته. إن دخل من غلته حنطة أكل حنطة، وإن دخل شعير أكل شعيراً، وإن دخل تمر أكل تمراً.

(13/468)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 469
قال ابن معين: إن يحيى بن سعيد لم يفته الزوال في المسجد أربعين سنة. وقال عفان: رأى رجل ليحيى بن سعيد قبل موته: أن بشر يحيى بن سعيد بأمان من الله يوم القيامة. وقال أحمد: ما رأيت أحداً أقل خطأ من يحيى بن سعيد. ولقد أخطأ في أحاديث. ثم قال: ومن يعرى من الخطأ والتصحيف. قال أحمد العجلي: كان يحيى بن سعيد نقي الحديث، لا يحدث إلا عن ثقة. قال أبو قدامة السرخسي: سمعت يحيى بن سعيد يقول: أدركت الأئمة يقولون: الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص. وسمعته يقول: أخاف أن يضيق على الناس تتبع الألفاظ، لأن القرآن أعظم حرمة، ووسع أن يقرأ على وجوه إذا كان المعنى واحداً. قال شاذي بن يحيى: قال يحيى بن سعيد: من قال: أن قل هو الله أحد، مخلوق، فهو زنديق والله الذي لا إله إلا هو. قال الفلاس: كان هجير يحيى بن سعيد إذا سكت ثم تكلم يقول: يحيي ويميت إليه المصير. وقلت له في مرضه: يعافيك الله إن شاء الله. فقال: أحبه إلي أحبه إلى الله.

(13/469)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 470
وقال أبو حاتم: إذا اختلف ابن المبارك والقطان وابن عيينة في حديث، أخذ بقول يحيى بن سعيد. ابن المديني: سألت يحيى بن سعيد، عن أحاديث عكرمة بن عمار، عن يحيى بن أبي كثير، فقال: ليست بصحاح. الفلاس: سمعت يحيى يقول: كنت أنا وخالد بن الحارث، ومعاذ بن معاذ، وما تقدماني في شيء يعني من العلم كنت أذهب معهما إلى ابن عون، فيقعدان ويكتبان، وأجيء أنا فأكتبها في البيت. قال محمد بن يحيى بن سعيد: قال أبي: كنت أخرج من البيت أطلب الحديث، فلا أرجع إلا بعد) العتمة. قال عبد الله بن قحطبة: نا عباس العنبري: سمعت ابن مهدي يقول: لما قدم سفيان الثوري البصرة قال لي: جئني بمن أذاكره، فأتيته بيحيى بن سعيد. فلما خرج قال: قلت لك جئني بإنسان جئتني بشيطان وقال ابن معين: قال لي يحيى بن سعيد: لو لم أرو إلا عمن أرضى، ما رويت إلا عن خمسة. قال ابن معين: وروى يحيى عن الأوزاعي حديثاً واحداً. قلت: تفقه يحيى بن سعيد في هذا الشأن بشعبة، وسفيان. ولزم شعبة دهراً. وأخص أصحاب يحيى بن سعيد به علي بن المديني. وإذا وثق يحيى بن سعيد شيخاً فتمسك به، أما إذا لين أحداً فتأن في أمره، فإن الرجل متعنت جداً. وقد لين مثل إسرائيل، وغيره من رجال الصحيح. ولم أقف

(13/470)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 471
على كتابه في الضعفاء، لكن يقع من كلامه في أسئلة ابن المديني، والفلاس، وابن معين أشياء نافعة. وكان رأساً في معرفة العلل. أخذ ذلك عنه ابن المديني، وأخذ ذلك عن ابن المديني أبو عبد الله البخاري. قال عتبة: وأخذ عن البخاري الترمذي علله الكبرى. وأعلى شيء يقع من حديث يحيى ما وقع في الغيلانيات، أنبأناه جماعة: أنا عمر بن محمد، أنا ابن الحصين، أنا ابن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي: ثنا محمد بن شداد، نا يحيى بن سعيد القطان: ثنا إسماعيل، عن قيس بن أبي حازم، عن جرير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ولا رحم الله من لا يرحم الناس. قال محمد بن عمرو بن عبيدة العنقزي: سمعت علي بن المديني قال: رأيت خالد بن الحارث في النوم، فقلت: ما فعل الله بك. قال: غفر لي على أن الأمر شديد. قلت: فما فعل يحيى القطان. قال: نراه كما يرى الكوكب الدري في أفق السماء. قلت: قالوا مات يحيى بن سعيد في صفر سنة ثمان وتسعين ومائة. قبل موت ابن عيينة وابن مهدي بأربعة أشهر، رحمهم الله.)
4 (يحيى بن سعيد الأنصاري الحمصي العطار.)

(13/471)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 472
أبو زكريا المحدث. روى عن: يونس بن يزيد الأيلي، وحريز بن عثمان، ويحيى بن أيوب المصري، وفضيل بن مرزوق، والمسعودي، ومحمد بن عبد الرحمن بن عرق اليحصبي، وأبي غسان محمد بن مطرف، وطائفة كبيرة بالحجاز والشام والعراق ومصر. وعنه: عبد الوهاب بن نجدة، والوليد بن شجاع، ومحمد بن مصفى، وأبو تقي هشام بن عبد الملك، ومحمد بن عمرو بن حبان، وجماعة. وثقه ابن مصفى وحده. وضعفه ابن معين، والدارقطني، وغيرهما. وقال ابن خزيمة: لا يحتج به. وقال ابن عدي. له مصنف في حفظ اللسان. وهو بين الضعف. قلت: بقي إلى حدود المائتين، وسيعاد بعد المائتين.
4 (يحيى بن سعيد السعيدي البصري.)

(13/472)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 473
عن: ابن جريج. وعنه: الحسن بن عرفة، ومحمد بن غالب تمتام، وجماعة. واهٍ، وهو الأموي، والعبشمي. قال ابن حبان: يروي المقلوبات والملزقات، لا يجوز الإحتجاج به إذا انفرد. وهو غير:
4 (يحيى بن سعيد التميمي المدني.)
وغير:
4 (يحيى بن سعيد قاضي شيراز، وقيل التميمي هو قاضي شيراز.)
أحد الضعفاء.
4 (يحيى بن سلام البصري.)

(13/473)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 474
عن: فطر بن خليفة، وشعبة، والمسعودي، وابن أبي عروبة، والثوري.) وعنه: بحر بن نصر، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم. قال أبو حاتم: صدوق. قلت: سيعاد بعد المائتين. ثم ظفرت بموته في صفر سنة مائتين. نزل إفريقية ونشر بها العلم.
4 (يحيى بن سليم القرشي الطائفي الخراز الحذاء ع.)
نزيل مكة. روى عن: عبد الله بن عثمان بن خيثم، وعبيد الله بن عمر، وإسماعيل بن أمية القرشي، وموسى بن عقبة، وابن جريج. وعنه: الشافعي، وإسحاق، والحسن الزعفراني، والحسن بن عرفة، وكثير بن عبيد، ومحمد بن يحيى العدني، وآخرون. روى أحمد بن حنبل عنه حديثاً واحداً.

(13/474)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 475
قال ابن سعد: ثقة كثير الحديث. وعن الشافعي قال: كان رجلاً فاضلاً، وكنا نعده من الأبدال. وكان إذا ركب حماراً أو دابةً لا يقول له أغد إنما يقول: لا إله إلا الله. وقال النسائي: ليس بالقوي. وقال أحمد: رأيته يخلط في الأحاديث فتركته. وقال ابن معين: ثقة. وقال البزي المقريء: مات يحيى بن سليم سنة خمسٍ وتسعين ومائة.
4 (يحيى بن الضريس بن يسار م. ت.)
أبو زكريا البجلي، مولاهم الرازي الحافظ، قاضي الري. عن: ابن جريج، وابن إسحاق، وعكرمة بن عمار، والثوري، وأبي

(13/475)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 476
جعفر الرازي، وزائدة، وجماعة. وعنه: ابن معين، وإسحاق، ومحمد بن حميد، وأبو غسان زنيج، وإسحاق بن الفيض، وجماعة. وكان محدث الري في زمانه. وثقه ابن معين.) وقال أبو حاتم: كان عنده عن حماد بن سلمة عشرة آلاف حديث. وقال وكيع: يحيى بن ضريس من حفاظ الناس، لولا أنه خلط في حديثين. وقال إبراهيم بن موسى الفراء: تعلمنا علم الحديث من يحيى بن ضريس.
4 (يحيى بن عباد الضبعي البصري خ. م. ت. ن.)
أبو عباد، نزيل بغداد. روى عن: هشام الدستوائي، ويونس بن أبي إسحاق، وشعبة، والحمادين، وجماعة. وعنه: أحمد بن حنبل، وأبو ثور، ومحمد بن حاتم السمين، والحسن بن محمد الزعفراني، وهارون بن سليمان الأصبهاني، وآخرون.

(13/476)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 477
قال ابن معين: لم يكن بذاك، وكان صدوقاً. وضعفه زكريا الساجي، لكن احتج به الشيخان. مات سنة ثمانٍ وتسعين ومائة.
4 (يحيى بن كثير.)
صاحب البصري. يكنى أبا النضر. مذكور في تهذيب الكمال: إنه روى عن: عطاء بن أبي رباح، وهذا بعيد، وأحسبه سقط من بينها. وروى عن: أيوب، وعطاء بن السائب، وعاصم الأحول، ومحمد بن عمرو، ويزيد الرقاشي، وسليمان التيمي، والجريري.

(13/477)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 478
وعنه: شيبان بن فروخ، وحشيش بن أصرم، ومحمد بن يحيى القطعي، وعباس بن أبي طالب، وولده أبو مالك كثير بن يحيى صاحب البصري. قال أبو زرعة، وغيره: ضعيف الحديث. وقال الدارقطني: متروك.
4 (يحيى بن المتوكل الباهلي.)
عن: ابن جريج، وعن: عبد العزيز بن أبي رواد. وعنه: سليمان الشاذكوني، ومحمد بن حرب النسائي، ويعقوب بن كعب الحلبي، ومحمد بن سعيد بن غالب العطار، والحسن بن الصباح البزار، وطائفة.) ما علمت به بأساً. وهو أصغر من أبي عقيل يحيى بن المتوكل صاحب بهية.
4 (يحيى بن محمد بن قيس ت. ن. ق. م.)

(13/478)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 479
أبو زكير المدني ثم البصري. مؤدب جعفر بن سليمان الأمير. طال عمره وعمي. حدث عن: زيد بن أسلم، وصالح بن كيسان، والعلاء بن عبد الرحمن، وأبي حازم، وهشام بن عروة، وطائفة. وعنه: علي بن المديني، والفلاس، وبندار، وحفص الربالي، وعبد الرحمن بن عمر رستة، وآخرون. قال أبو حاتم: يكتب حديثه. له حديث منكر في أكل البلح. وقال ابن حبان. لا يحتج به. وقال غيره: صدوق. وروى الكوسج، عن يحيى: ضعيف. وقال الفلاس: ليس بمتروك. قلت: تفرد عن هشام، عن أبيه، عن عائشة مرفوعاً: كلوا البلح بالتمر، وذكر الحديث.

(13/479)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 480
وروى عن محمد بن عمرو بن علقمة، عن أنس سمعه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لست من ددٍ ولا الدد مني. قلت: خرج له مسلم متابعةً.
4 (يحيى بن محمد بن عباد بن هاني الشجري المدني.)
عن: ابن إسحاق، وابن أخي الزهري، وموسى بن يعقوب الزمعي. وعنه: ابنه إبراهيم، ومحمد بن عبد الله بن سعيد المساحقي، ومحمد بن منذر القابوسي. قال أبو حاتم: ضعيف الحديث.
4 (يحيى بن واضح.)
أبو تميلة.) سيأتي بكنيته.
4 (يحيى بن يزيد بن عبد الملك بن المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب الهاشمي)
النوفلي المدني.

(13/480)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 481
روى عن: أبيه. روى عنه: أحمد بن حنبل، والهيثم بن خارجة، ودحيم، ومحمد بن إسحاق المسيبي، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، وغيرهم. قال أبو حاتم: منكر الحديث. وقال ابن عدي: ضعيف. قلت: أبوه يروي عن سعيد المقبري.
4 (يزيد بن سمرة الرهاوي.)
أبو هزان. يروي عن: عطاء الخراساني، وأبي زرعة، ويحيى السيباني. روى عنه: أبو مسهر، ومحمد بن عائذ، ويحيى بن بكير. قال أبو سعيد بن يونس: لم يذكروه بجرح.

(13/481)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 482
قلت: ويحتمل أن يصير في رجال الطبقة الماضية.
4 (يعقوب بن إسحاق.)
أبو عمارة. بصري نزل الري. عن: يونس بن عبيد، وداوود بن أبي هند، وابن عون. وعنه: عمرو بن رافع، وعيسى بن إبراهيم البركي، ومحمد بن حميد، والحسن بن عرفة. قال أبو حاتم: ما أرى بحديثه بأساً. وقال ابن عدي: روى ما لا يتابع عليه.
4 (يعقوب بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري المدني.)
روى القراءة عن: نافع بن أبي نعيم. وعنه: حمزة بن القاسم، ومحمد بن سعدان، وأبو عمرو الدوري، وغيرهم.)
4 (يمان بن عدي الحضرمي الحمصي.)

(13/482)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 483
عن: الزبيدي، وبردة بن سنان، وسفيان الثوري. وعنه: إبراهيم بن موسى الفراء، وعمرو بن عثمان الحمصي، وأخوه يحيى بن عثمان، وموسى بن أيوب، وآخرون. قال أبو حاتم: صدوق. وضعفه أحمد، والدارقطني.
4 (يوسف بن أسباط الزاهد.)
أحد مشايخ القوم له مواعظ وحكم. روى عن: محل بن خليفة، وسفيان الثوري، وزائدة، وطائفة سواهم. روى عنه: المسيب بن وضاح، وعبد الله بن خبيق الأنطاكي، وغيرهما.

(13/483)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 484
وكان مرابطاً بالثغور الشامية. قال المسيب: سألته عن الزهد فقال: أن تزهد في الحلال، فأما ما حرم الله فإن ارتكبته عذبك. وقال تميم بن سلمة: سألت يوسف بن أسباط: ما غاية التواضع قال: أن تخرج من بيتك فلا تلقى أحداً إلا رأيت له الفضل عليك. وقال ابن خبيق: قال يوسف: خرجت من فأتيت المصيصة وجرابي على عنقي، فقام ذا من حانوته يسلم علي، وقام ذا يسلم علي، فدخلت المسجد أركع، فأحدقوا بي، فتطلع رجل في وجهي، فقلت في نفسي: كم بقاء قلبي على هذا فرجعت بعرقي إلي، فما رجع إلى قلبي إلى سنتين. وقال يوسف بن أسباط: للصادق ثلاث خصال: الحلاوة، والملاحة، والمهابة. وعنه قال: خلق الله القلوب مساكن للذكر، فصارت مساكن للشهوات، لا يمحوا الشهوات من القلوب إلا خوف مزعج، أو شوق مغلق. وعنه قال: الزهد في الرئاسة أشد من الزهد في الدنيا. وقال ابن خبيق: قلت ليوسف: مالك لم تأذن لابن المبارك يسلم عليك؟.

(13/484)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 485
قال: خشيت أن لا أقوم بحقه وأنا أحبه. وقال لي: إني أخاف أن يعذب الله الناس بذنوب العلماء.) قال: ونظر يوماً إلى رجل في يده كتاب، فقال: تزينوا بما شئتم، فلن يزيدكم الله إلا اتضاعاً. وقال أحمد بن يوسف بن أسباط: قلت لأبي: أكان مع حذيفة المرعشي علمٌ. قال: كان معه العلم الأكبر: خشية الله. وقال يوسف: سمعت الثوري يقول: لم يفقه من لم يعد البلاء نعمة، والرخاء مصيبة. وعن يوسف: إذا رأيت الرجل قد أشر وبطر فلا تعظه، فليس للعظة فيه موضع. وعن يوسف قال: لي أربعون سنة، ما حل في صدري شيء إلا تركته. قال شعيب بن حرب: ما أقدم على يوسف بن أسباط أحداً. وقال سهل أبو الحسن: سمعت يوسف بن أسباط يقول: يجزي قليل الورع من كثير العمل، وقليل التواضع من كثير الاجتهاد. أخبرنا إسحاق الأسدي: أنا ابن خليل، أنا اللبان، عن الحداد: أنا أبو

(13/485)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 486
نعيم: نا محمد بن علي بن حبيش، نا يوسف بن موسى المروحي، نا عبد الله بن خبيق، نا يوسف بن أسباط، عن حبيب بن حسان، عن زيد بن وهب، عن ابن مسعود قال: ثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق: إن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين ليلةً. وذكر الحديث. قلت: يوسف وثقه يحيى بن معين. وقال أبو حاتم: لا يحتج به. وقال البخاري: كان قد دفن كتبه، فكان لا يجيء حديثه كما ينبغي.
4 (يوسف بن السفر بن الفيض)

(13/486)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 487
أبو الفيض الدمشقي، كاتب الأوزاعي. روى عنه: الأوزاعي، وبكر بن خنيس، ومالك بن أنس. وعنه: هشام بن عمار، وموسى بن أيوب، ومحمد بن وزير، ومحمد بن مصفى، والعباس بن الوليد البيروتي، وعدة. وحدث عنه: بقية وهو أكبر منه. قال النسائي: ليس بثقة. وقال الدارقطني: متروك يكذب. وقال ابن عدي: روى أحاديث بواطيل.) وقال البيهقي: هو في عداد من يضع الحديث. وقال أبو بشر الدولابي: كذاب. وقال يحيى بن معين، قال أبو مسهر: كان ابن أبي السفر كذاباً:

(13/487)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 488
قلت: ومن بلاياه، وسمعه منه أبو همام السكوني، وغيره: عن الأوزاعي، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة مرفوعاً: ما جبل وليٌ لله إلا على السخاء وحسن الخلق.
4 (يوسف بن الغرق بن لمازة.)
قاضي الأهواز. عن: سكين بن أبي سراح، وأبي شيبة إبراهيم بن عثمان العبسي، وعثمان التيمي، والدستوائي. وعنه: مروان الرقي، ومحمود بن خداش، وأحمد بن أبي سريج. ذكره ابن عدي، وما رأيته ضعفه. وبلغني عن بعضهم تكذيبه، ولا أحقق الآن من هو. وأما أبو حاتم فقال: ليس بالقوي.
4 (يوسف بن قاضي القضاة أبي يوسف يعقوب بن إبراهيم الفقيه.)
ولي القضاء بالجانب الغربي من بغداد في أيام والده، وروى عن: يوسف بن أبي إسحاق، وغيره. وعنه: أحمد بن منيع، والحسن بن شبيب.

(13/488)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 489
مات سنة اثنتين وتسعين ومائة.
4 (يونس بن بكير بن واصل م. ع. ت. د. ق.)
الحافظ أبو بكر الشيباني الكوفي الحمال، صاحب المغازي. روى عن: الأعمش، وابن إسحاق، وهشام بن عروة، وكهمس، وعمر بن ذر الهمداني، وأقرانهم. وعنه: ولده عبد الله، ويحيى بن معين، وابن نمير، وأبو كريب، وأبو سعيد الأشج، ومحمد بن عثمان بن كرامة، وأحمد بن عبد الجبار، وطائفة. قال ابن معين: صدوق.) وقال أو حاتم: محله الصدق. وسئل أبو زرعة عنه فقال: أما في الحديث فلا أعلم، فما ينكر عليه.

(13/489)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 490
وقال أبو داوود: ليس بحجة عندي. سمع وهو وزياد البكائي من ابن إسحاق بالري. قلت: ومما ينقم عليه التشيع. ورواية مسلم له، ففي الشواهد لا في الأصول. وقال يحيى بن معين: هو ثقة، إلا أنه مرجيء. وقال النسائي. ليس بالقوي. وقال أحمد العجلي: ضعيف الحديث عند بعضهم. وقال النسائي في مكان آخر: ضعيف. قلت: وقد استشهد البخاري به. وأرخ مطين موته في سنة تسعٍ وتسعين ومائة.

(13/490)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 491
4 (الكنى)
أبو البختري. القاضي وهب بن وهب بن كثير بن عبد الله القرشي المدني الفقيه.

(13/491)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 492
روى عن: هشام بن عروة، وعبيد الله بن عمر، وجعفر بن محمد، وجماعة. وعنه: جابر بن سهل الصنعاني، ونوح بن هيثم، والربيع بن ثعلب، والمعافى بن سليمان بن واضح، وعبد الله بن محمد الأدرمي، وآخرون. سكن بغداد، وولاه هارون الرشيد القضاء بعسكر المهدي، ثم عزله. ليس بثقة، وقد مدحه شاعرٌ مرةً، فوصلة بخمسمائة دينار. قال يحيى بن معين: كان عدو الله، يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال عثمان بن أبي شيبة: أرى أنه يبعث يوم القيامة دجالاً. وهو الذي روى حديث: لا سبق إلا في خفٍ أو حافر. فزاد فيه: أو جناح، ليسر بذلك الخليفة. عن أبي سعيد العقيلي قال: لما قدم الرشيد المدينة أعظم أن يرقى منبر النبي صلى الله عليه وسلم في قباء أسود ومنطقة، فقال أبو البختري: ثنا جعفر بن محمد، عن أبيه قال: نزل جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم في قباء أسود، ومنطقة، محتجزاً، فيها خنجر. فقال المعافى) التيمي:
(ويلٌ وعولٌ لأبي البختريّ .......... إذا توافى الناس للمحشر)

(من قوله الزّور وإعلانه .......... بالكذب في الناس على جعفر)

(والله ما جالسه ساعةً .......... للفقه في بدوٍ ولا محضر)

(يزعم أنّ المصطفى أحمداً .......... أتاه جبريل التّقيّ السّري)

(13/492)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 493
(عليه خفٌّ وقبا أسود .......... ممنطقاً في الحقو بالخنجر.)
عمر بن الحسن الأشناني وليس بثقة: ثنا جعفر الطيالسي، عن يحيى بن معين أنه وقف على حلقة أبي البختري، فإذا هو يحدث بهذا الحديث، فقال له: كذبت يا عدو الله. فأخذني الشرط، فقلت لهم: هذا يزعم أن رسول رب العالمين جبريل نزل على النبي صلى الله عليه وسلم وعليه قباء. فقالوا لي: هذا والله قاضٍ كذاب. وأفرجوا عني. قال أحمد بن حنبل: سمعت أبا عبد الله يقول: ما أشك في كذب أبي البختري. إنه يضع الحديث. وقال الكوسج: قال أحمد بن حنبل: أبو البختري أكذب الناس. وقال أبو زرعة، وغيره: كذاب وقال البخاري: سكتوا عنه. قال ابن عساكر: هو وهب بن وهب بن كثير بن عبد الله بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب الأسدي. وقال ابن سعد: تحول من المدينة إلى الشام، ثم قدم بغداد فولي القضاء بعسكر المهدي. ثم ولي المدينة بعد والد الزبير بن بكار. ثم عزل وقدم بغداد، فسكنها حتى مات سنة مائتين. قال المبرد: روى لنا رجل باد الهيئة، ودخل على قوم يشربون فحطوا

(13/493)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 494
مرتبته في الشراب، فقال:
(نبيذان في مجلسٍ واحدٍ .......... لإيثار مثرٍ على مقتر)

(ولو كنت تفعل ذا في الطعام .......... لزمت قياسك في المسكر)

(ولو كنت تفعل فعل الكرام .......... سلكت سبيل أبي البختري)

(تتبّع أصحابه في البلاد .......... فأغنى المقلّ عن المكثر)
قال: فبعث إليه أبو البختري بألف دينار.)
4 (أبو بكر بن عياش بن سالم الأسدي الحناط، بالنون. خ. م.)

(13/494)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 495
الكوفي، المقريء، العابد، أحد الأئمة الكبار. مولى واصل الأحدب. في اسمه عدة أقوال أشهرها: شعبة. قال: أنا هشام الرفاعي، وحسين بن عبد الأول سألاه عن إسمه فقال: شعبة. وسأله يحيى بن آدم وغيره فقال: إسمي كنيتي. وقال النسائي: اسمه محمد وقيل: مطرف وقيل: رؤبة، وعتيق، وسالم، وغير ذلك. وقال هارون بن حاتم: سألته عن مولده، فقال: سنة خمسٍ وتسعين. قلت: هو أنبل أصحاب عاصم. قرأ القرآن على عاصم ثلاث مرات، وسمع منه، ومن: إسماعيل السدي، وأبي إسحاق، وأبي حصين عثمان بن عاصم، وحصين بن عبد الرحمن، وعبد الملك بن عمير، وصالح بن أبي

(13/495)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 496
صالح مولى عمرو بن حريث حدثه عن أبي هريرة. ونقل أبو عمرو الداني أن أبا بكر عرض القرآن أيضاً على: عطاء بن السائب، وأسلم المنقري. وقرأ عطاء، على أبي عبد الرحمن السلمي. ولكن ما رأينا من يسند قراءة أبي بكر في مصنفات القراءآت إلا عن عاصم ليس إلا. قرأ عليه: الكسائي، ويحيى العليمي، ويعقوب الأعشى. وحدث عنه: ابن المبارك، وأبو داوود الطيالسي، وأحمد، وإسحاق، وابن نمير، وأبو كريب، والحسن بن عرفة، وعلي بن محمد الطنافسي، وأبو هشام الرفاعي، وأحمد بن عبد الجبار العطاردي، وبشر كثير. فإنه عمر دهراً حتى قارب المائة. وساء حفظه قليلاً ولم يختلط. قال أحمد بن حنبل: ثقة، ربما غلط. وهو صاحب قرآن وخير. وقال ابن المبارك: ما رأيت أحداً أسرع إلى السنة من أبي بكر بن عياش. وقال عثمان بن أبي شيبة: أحضر الرشيد أبا بكر من الكوفة ومعه وكيع، فدخل وكيع يقوده لضعف بصره، فأدناه الرشيد وقال له: يا أبا بكر، أدركت أيام بني أمية وأيامنا، فأينا خير قال: أولئك كانوا أنفع للناس، وأنتم أقوم بالصلاة. قال: فصرفه الرشيد، وأجازه بستة آلاف دينار. وأجاز وكيعاً بثلاثة آلاف دينار. رواها محمد بن عثمان، عن أبيه.) وعن أبي بكر بن عياش قال: الدخول في هذا الأمير يسير، والخروج منه إلى الله شديد. رواها أيوب بن الأصبهاني الحافظ، عنه. قال أبو هشام الرفاعي: سمعت أبا بكر يقول: أبو بكر الصديق خليفة

(13/496)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 497
رسول الله صلى الله عليه وسلم في القرآن. لأن الله يقول: لِلْفُقَرَاءِ المُهَاجِرِينَ، إلى قوله، أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ. فمن سماه الله صادقاً ليس يكذب. وهم قالوا: يا خليفة رسول الله، يعني أنهم اتفقوا على خطابه بذلك. قال يعقوب بن شيبة: كان أبو بكر بن عياش معروفاً بالصلاح البارع. وكان له فقه وعلم بالأخبار. في حديثه اضطراب. وقال أبو نعيم: لم يكن في شيوخنا أكثر غلطاً من أبي بكر. وأما أبو داوود فقال: ثقة. وقال يزيد بن هارون: كان أبو بكر خيراً فاضلاً، لم يضع جنبه إلى الأرض أربعين سنة. وقال يحيى بن معين: لم يفرش له فراش خمسين سنة. وقال يحيى الحماني: حدثني أبو بكر بن عياش قال: جئت ليلةً إلى زمزم، فاستقيت منها دلواً لبناً وعسلاً. وقد جاء من غير وجه، عن أبي بكر أنه مكث أربعين عاماً يختم القرآن في كل يوم وليلة مرة. قال أبو العباس بن مسروق: نا يحيى الحماني قال: لما حضرت أبا بكر الوفاة بكت أخته، فقال لها: ما يبكيك أنظري إلى تلك الزاوية، ختمت فيها ثماني عشرة ألف ختمة. وروى بشر بن الوليد عنه أنه استقى دلواً فطلع فيه عسل ولبن.

(13/497)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 498
وقال يحيى الحماني: سمعته يقول: الخلق أربعة: معذور، ومخبور، ومجبور، ومثبور، فالمعذور: البهائم. والمخبور: ابن آدم. والمجبور: الملائكة. والمثبور: إبليس. وعن أبي بكر قال: أدنى نفع السكوت السلامة، وكفى بها عافية. وأدنى ضر المنطق الشهرة، وكفى بها بلية. وقال أبو بكر: القرآن كلام الله، غير مخلوق. وقال أبو داوود: ثنا حمزة بن سعيد المروزي قال: سألت أبا بكر بن عياش عن القرآن فقال: من زعم أن القرآن مخلوق فهو عندنا كافر زنديق.) وعن أبي بكر قال: إمامنا يهمز: مؤصدة فأشتهي أن أسد أذني إذا همزها. أحمد بن يونس: قلت لأبي بكر بن عياش: لي جار رافضي قد مرض. قال: عده مثلما تعود اليهودي والنصراني، لا تنوي فيه الأجر. وقال يوسف بن يعقوب الصفار: سمعت أبا بكر يقول: ولدت سنة سبعٍ وتسعين، وأخذت رزق عمر بن عبد العزيز، ومكثت خمسة اشهر ما شربت ماء، ما أشرب إلا النبيذ. وقال يوسف: ومات في جمادى الأولى سنة ثلاثٍ وتسعون ومائة. قلت: مناقبه كثيرة، وقد سقت منها في طبقات القراء. وكان قد قطع الإقراء قبل موته بنحو عشرين سنة، لكنه كان يروي الحروف. وأثبت من حمل عنه قراءآته: يحيى بن آدم. وعليه دارت قراءته، مع

(13/498)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 499
أنها سماع للحروف فقط، تلا بها على يحيى شعيب الصريفي، وغيره. وأعلى ما يقع حديثه اليوم في جزء ابن عرفة، والله أعلم. قال يعقوب بن شيبة: سمعت أبا عبد الله المعيطي يقول: رأيت أبا بكر بن عياش بمكة، فأتاه ابن عيينة وبرك بين يدي أبي بكر، فجعل يقول: يا سفيان كيف انت، وكيف عائلة أبيك فجاء رجل سأل سفيان عن حديث فقال: لا تسألني ما دام هذا الشيخ قاعداً.
4 (أبو تميلة ع.)
يحيى بن واضح المروزي الحافظ. حدث عن: موسى بن عبيدة، ومحمد بن إسحاق، وأبي طيبة عبد الله بن مسلم، وحسين بن واقد، والأوزاعي، وطبقتهم. وعنه: أحمد، وإسحاق، وسعيد بن محمد الجرمي، وزياد بن أيوب، ومحمد بن عمرو زنيج، والحسن بن عرفة، وعدد كثير. قال أحمد: ليس به بأس إن شاء الله، كتبنا عنه على باب هشيم.

(13/499)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 500
وقال ابن معين: ثقة. وقال ابن الجوزي في الضعفاء له: قد أدخله البخاري في كتاب الضعفاء. قلت: لا، ما هو في الضعفاء، فعندي كتابا البخاري في الضعفاء وما هو فيهما. وأيضاً فقد احتج به البخاري في صحيحه.) وقيل: كان أديباً شاعراً أيضاً نعم. وكذا وهم أبو حاتم حيث حكى أن البخاري تكلم في أبي تميلة.
4 (أبو سعيد خ. ن. ق.)
مولى بني هاشم. هو عبد الرحمن بن عبد الله. شيخ بصري حافظ. جاور بمكة. سمع: قرة بن خالد، وشعبة، وزائدة، وصخر بن جويرية، وأبان بن وهب. وعنه: أحمد بن حنبل، وعلي بن محمد الطنافسي، وأبو قدامة

(13/500)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 501
عبيد الله بن سعيد، ومحمد بن يحيى العدني، وآخرون. وثقه أحمد، وغيره. مات في سنة سبعٍ وتسعين ومائة.
4 (أم عمر.)
بنت أبي الغصن حسان بن زيد الثقفية. عن: أبيها، عن علي. وعن: زوجها سعيد بن يحيى بن قيس الثقفي. وعنها: أحمد بن حنبل، ومحمد بن الصباح الجرجرائي، وأبو إبراهيم الترجماني، وإبراهيم بن عبد الله الهروي، وعلي بن مسلم الطوسي. قال احمد: عجوز صدوق. وروى أحمد بن محمد بن محرز، عن ابن معين قال: قد سمعت منها وليست بشيء. وكناها محمد بن الصباح أم عمرو، والأول أصح.
4 (أبو العميطر.)

(13/501)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 502
هو الأمير علي بن خالد بن الخليفة يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي السفياني. وأمه هي نفيسة بنت عبيد الله بن عباس ابن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب. ولذلك كان يفتخر ويقول: أنا ابن شيخي صفين. أنا ابن العير والنفير. وكان يسكن قرية المزة. وداره بدمشق غربي الرحبة. خرج بالمزة طالباً الملك، وقد كبر وشاخ، فبويع بالخلافة، وغلب على دمشق في دولة الأمين،) وتخلخلها في سنة خمسٍ وتسعين ومائة. وكان خيراً في نفسه، ديناً، محمود الطريقة، معتزلاً للدولة. وقد كتب العلم فأفسدوه. وما زالوا به حتى خرج. وكان الذي نهض بأعباء دولته خطاب بن وجه الفلس الدمشقي، والقرشيون والعرب اليمانية. وكاد أن يتم له الأمر. وبقي مديدة، فانتدب لحربه محمد بن صالح بن بيهس الكلابي الأمير في المضرية، وحاصروا دمشق في آخر سنة سبعٍ وتسعين ومائة. ثم تسوروا البلد وهجموه، وتخاذل الناس عن نصر أبي العميطر السفياني، فبادر ولبس زي امرأة، وخرج بين الحرم من الخضراء، وذهب إلى المزة. ثم جرت بينه وبين ابن بيهس حروب، وقام معه المزيون وغيرهم. ومات في حدود المائتين، وقد جاوز الثمانين. قال موسى بن عامر: سمعت الوليد بن مسلم غير مرة يقول: لو لم يبق من سنة خمسٍ وتسعين ومائة إلا يوم لخرج السفياني.

(13/502)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 503
قال موسى: فخرج أبو العميطر فيها. ورواه هشام بن عمار عن الوليد. وكان الوليد رأساً في الملاحم ومعرفتها. ولعله ظفر بأثر في ذلك. وعن أحمد بن حنبل أنه قال للهيثم بن خارجة: كيف كان مخرج السفياني فوصفه بهيئة جميلة واعتزالٍ للشر، ثم وصفه حين خرج بالظلم، وقال: أرادوه على الخروج مراراً ويأبى، فحفر له خطاب سرباً تحت الأرض إلى تحت بيته. ثم دخلوا ونادوه في الليل: أخرج فقد آن لك. فقال: هذا شيطان. ثم أتوه ثاني ليلة، فوقع في نفسه. وأتوه ثالث ليلة فخرج. فقال الإمام أحمد: أفسدوه. قال أحمد بن تبوك بن خالد السلمي: نا أبي قال: خرج أبو العميطر إلى قرية الجرجلة فأحرقها، وقتل في بني سليم. ثم كان القرشيون في أصحابه واليمانية يمرون بالدار من دور دمشق فتقول: ريح قيسي تشم من ههنا، فيضربونها بالنار.)
4 (أبو القاسم بن أبي الزناد ق.)

(13/503)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 504
عبد الله بن ذكوان المدني. لم يلحق أباه، فرباه أخوه عبد الرحمن. يروي عن سلمة بن وردان، ونوح بن نمير، وإسحاق بن خازم. وعنه: أحمد بن حنبل، ويعقوب بن محمد الزهري، وإبراهيم بن المنذر، وعبد الرحمن بن يونس الرقي. قال يحيى بن معين: ليس به بأس. قال سعيد بن يحيى الأموي: سألته عن اسمه فقال: اسمي كنيتي.
4 (أبو قطن عمرو بن الهيثم القطعي م. ع.)
شيخ بصري، له عن: حمزة الزيات، ومالك بن مغول، وأبو حرة واصل، وشعبة، وطائفة. وعنه: أحمد، وأبو ثور، وبندار، وأحمد بن سنان القطان، ونصر الوشاء. قال أبو حاتم: صدوق، صالح الحديث. وقال ابن معين: ثقة. قيل: مات سنة ثمانٍ وتسعين ومائة.

(13/504)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 505
4 (أبو مسعود الزجاج.)
هو عبد الرحمن بن حسن التميمي الموصلي. روى عن: معمر، وأبي سعد البقال، وسفيان الثوري. وعنه: يحيى بن آدم، ويحيى الحماني، وعبد الله بن عمر بن أبان، وأبو هاشم محمد بن أبي خداش، وابن عمار، وعلي بن حرب، وإسحاق بن راهويه، وغيرهم. صالح الأمر، وقال أبو حاتم: لا يحتج به.
4 (أبو معاوية ع.)

(13/505)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 506
هو محمد بن خازم الكوفي الضرير الحافظ. أحد أئمة الأثر. روى عن: هشام بن عروة، والأعمش، وليث بن أبي سليم، وأبي إسحاق الشيباني، وإسماعيل) بن أبي خالد، وعاصم الأحول، وطبقتهم. وعنه: أحمد بن حنبل، وابن معين، وأبو خيثمة، والحسن بن عرفة، وأحمد بن أبي الحواري، ويعقوب الدورقي، وسعدان بن نصر، والحسن بن محمد الزعفراني، وأحمد بن عبد الجبار العطاردي، وخلق كثير. مولده سنة ثلاث عشرة ومائة. قال أبو نعيم: سمعت الأعمش يقول لأبي معاوية: أما أنت فقد ربطت رأس كيسك. وكان شعبة إذا حدث بحضرة أبي معاوية يراجعه في حديث الأعمش ويقول: أليس كذا، أليس كذا. وقال أبو نعيم: لزم أبو معاوية الأعمش عشرين سنةً كذا قال أبو نعيم، ولعله أراد عشر سنين. قال أحمد: كان أبو معاوية إذا سئل عن حديث الأعمش يقول: قد صار في فمي علقماً. قال أحمد: وكان والله حافظاً للقرآن، وكان يضطرب في غير الأعمش.

(13/506)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 507
قال ابن المديني: كتبنا عن أبي معاوية، عن الأعمش ألفاً وخمسمائة حديث. وقال جريرج بن عبد الحميد: كنا نرفع الحديث عند الأعمش، ثم نخرج، فلا يكون أحفظ منا له من أبي معاوية. وكان الرشيد يبجل أبا معاوية ويحضره فيسمع منه. أخبرنا المؤمل بن محمد في كتابه: أنا الكندي، أنا أبو منصور القزاز، أنا الخطيب، أنا ابن رزق، أنا الصواف: نا عبد الله بن أحمد: سمعت أبي يقول: كان أبو معاوية إذا سئل عن حديث الأعمش يقول: قد صار في فمي علقماً، لكثرة ما يردد عليه. قال يحيى بن معين: كان عند أبي معاوية عن الأعمش ألف ومائتان. وروى أبو عبيد الآجري، عن أبي داوود قال: وأبو معاوية إذا جاز حديث الأعمش كثر خطأه. يخطيء على هشام بن عروة، وعلى إسماعيل، وعبيد الله بن عمر. وكذا قال عبد الرحمن بن يوسف بن خراش. وروى عباس، عن ابن معين قال: روى عن عبيد الله مناكير. وقال أحمد بن داوود الحداني: سمعت أبا معاوية يقول: البصرآء كانوا علي عيالاً عند الأعمش.) وقال أحمد بن الحسن السكري: أبو معاوية أعرف من سفيان ومن

(13/507)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 508
شعبة بالأعمش. وقال علي بن حسن: قال لي وكيع: إن تركت أبا معاوية ذهب علم الأعمش، على أنه مرجيء. فقلت: قد دعاني إلى الإرجاء. وعن ابن المبارك: أبو معاوية مرجيء كبير. وقال يعقوب بن شيبة: أبو معاوية من الثقات، وربما دلس، وكان يرى الإرجاء. قال: فيقال إن وكيعاً ما حضر جنازته لذلك. قال الجماعة: مات سنة خمسٍ وتسعين ومائة وقيل: سنة أربع.
4 (أبو معاوية الأسود.)
أحد الزهاد، صحب إبراهيم بن أدهم والثوري، وكان منقطعاً إلى العبادة. حكى عنه: أحمد بن أبي الحواري، وقاسم الجوعي، ومحمد بن إسحاق العكاوي، وغيرهم. قال قاسم الجوعي: إسمه يمان. وقال يحيى بن يحيى النيسابوري: إن كان بقي أحد من الأبدال فحسين الجعفي، وأبو معاوية الأسود. وكان بطرسوس.

(13/508)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 509
وقال ابن معين: رأيته يلتقط الخرق ويغسلها ويلبسها. وأغلظ له رجل فقال: أستغفر الله من ذنبٍ سلطك به علي. قلت: ومن قول الفقراء: من جني عليه فليستغفر. وفي الكرامات للالكائي أن أبا معاوية الأسود ذهب بصره، فكان إذا أراد أن يقرأ في المصحف رد الله عليه بصره. قال ابن أبي الحواري: جاء جماعة إلى أبي معاوية الأسود فقالوا: ادع لنا. فقال: اللهم ارحمني بهم ولا تجرمهم بي. عبد الرحمن بن عفان: سمعت أبا معاوية يقول: من كانت الدنيا همه طال في القيامة غمه ومن خاف الوعيد لها عن الدنيا عما يريد إن كنت تريد لنفسك الجزيل فلا تنم بالليل ولا تقيل بادر بادر قبل أن ينزل بك ما تحاذر أوه من يومٍ يتغير فيه لوني، ويتلجلج فيه لساني، ويقل فيه زادي.)
4 (أبو نواس.)

(13/509)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 510
هو شاعر العصر أبو علي الحسن بن هانيء، وقيل الحسن بن وهب الحكمي. مولده بالأهواز، ونشأ بالبصرة.

(13/510)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 511
وسمع من: حماد بن زيد، وعبد الواحد بن زياد. وعرض القرآن على يعقوب الحضرمي. وأخذ اللغة عن أبي زيد الأنصاري، وأبي عبيدة، ثم سكن بغداد فمدح الخلفاء والوزراء. وكان رأساً في اللغة، وشعره في الذروة. قال شيخه أبو عبيدة: أبو نواس للمحدثين مثل امريء القيس للمتقدمين. وعن محمد بن مسعر قال: كنا عند سفيان بن عيينة، فتذاكروا شعر أبي نواس، فقال ابن عيينة: أنشدوني له. فأنشدوه.
(ما هوىً إلاّ له سبب .......... يبتدي منه وينشعب)

(فتنت قلبي محبّته .......... وجهها بالحسن منتقب)

(تركت والحسن تأخذه .......... تنتقي منه وتنتخب)

(فاكتست منه طرائفه .......... واستزادت بعض ما تهب)
فقال ابن عيينة. آمنت بالذي خلقها. ولقب أبو نواس بهذا لذؤآبتين كانتا تنوس على عاتقيه، أي تضطرب. وهو من موالي الجراح بن عبد الله الحكمي الأمير. ومن شعره:
(خلّ حبيبك لرامي .......... وامض عنه بسلام)

(مت بداء الصمت خي .......... ر لك من داء الكلام)

(13/511)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 512
(إنّما العاقل من .......... ألجم فاه بلجام)

(شبت يا هذا وما .......... تترك أخلاق الغلام)

(والمنايا آكلاتٌ .......... شاربات للأنام)
ومن شعره:
(سبحان ذي الملكوت أيّة ليلةٍ .......... مخضت صبيحتها بيوم الموقف)

(لو أنّ عينا وهّمتها نفسها .......... ما في المعاد محصّلاً لم تطرف.)
) قال الجماز: كان أبو نواس نجلس معه في حلقة يونس، فينتصف منا في النحو. وقال أبو عمرو الشيباني: لولا أن أبا نواس أفسد شعره بهذه الأقذار، يعني الخمور، لاحتججنا به في كتبنا. ومن شعر أبي نواس:
(يا قمراً أبصرت في مأتمٍ .......... يندب شجواً بين أتراب)

(تبكي فتذري الدّرّ من نرجسٍ .......... وتلطم الورد بعنّاب)

(فقلت: لا تبكي على هالكٍ .......... وأبك قتيلاً لك بالباب)

(لا زال موتاً دأب أحبابه .......... ولم تزل رؤيته دأبي)

(13/512)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 513
ومن شعره في علي بن موسى الرضا رضي الله عنه:
(قيل أنت أشعر الناس طرّاً .......... في رويٍّ تأتي به وبديه)

(فلماذا تركت مدح ابن موسى .......... والخلال التي تجمّعن فيه)

(قلت: لا أهتدي لمدح إمامٍ .......... كان جبريل خادماً لأبيه.)
وله:
(ألا كلّ حيّ هالك، وابن هالكٍ .......... وذو نسب في الهالكين عريق)

(إذا امتحن الدّنيا لبيب تكشّفت .......... له عن عدوٍّ في ثياب صديق.)
وله:
(فتىً يشتري الثناء بماله .......... ويعلم أنّ الدائرات تدور)

(فما جزاه جودٌ ولا حلٌّ دونه .......... ولكن يصير الجود حيث يصير.)
مات أبو نواس سنة ثمانٍ وتسعين ومائة. وقيل: سنة ستٍ وقيل: سنة خمس. وترجمته سبع ورقات في تاريخ بغداد. وأفرد له أبو العباس بن شاهين جزءاً في أخباره.
4 (المحاربي ع.)

(13/513)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 514
عبد الرحمن بن محمد بن زياد. أبو محمد الكوفي الحافظ.) عن: عبد الملك بن عمير، وليث بن أبي سليم، وإسماعيل بن أبي خالد، وفضيل بن غزوان، وطبقتهم. وعنه: أحمد بن حنبل، وأبو كريب، وهناد، والحسن بن عرفة، والأشج، وعلي بن حرب، وخلق. قال وكيع: ما كان أحفظه للطوال. وقال ابن معين: ثقة. وقال أبو حاتم: صدوق. وقال أبو داوود: ابنه عبد الرحيم المحاربي أحفظ منه. وقال أبو نعيم: كنا نكون عند الثوري، فإذا مر حديث من أحاديث الزهد قال: أين المحاربي خذ إليك هذا من بابتك. وقال أبو حاتم أيضاً: يروي عن المجهولين.

(13/514)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث عشر الصفحة 515
وقال العقيلي: نا عبد الله بن أحمد قال: بلغنا أن المحاربي كان يدلس، ولا نعلم أنه سمع من معمر شيئاً. وأنكر أبي روايته عن معمر. قال: قيل لأبي إن المحاربي روى عن عاصم، عن أبي عثمان، عن جرير حديث: تبنى مدينة بين دجلة ودجيل. فقال أبي: كان المحاربي جليساً لسيف بن محمد ابن أخت الثوري، وكان سيف كذاباً. وأظن المحاربي سمع هذا منه قلت: ما بين عبد الله وبين المحاربي منقطع، فما صح عن المحاربي هذا. وقد مات المحاربي رحمه الله سنة خمسٍ وتسعين ومائة. والحمد لله تمت الطبقة العشرون.

(13/515)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 5
5 (بسم الله الرحمن الرحيم)

5 (الطبقة الحادية والعشرون)

1 (الأحداث من سنة إلى)

4 (احداث سنة إحدى ومائتين)

4 (بيعة المأمون لعلي بن موسى الرضا بولاية العهد)
فيها جعل المأمون ولي العهد من بعده علي بن موسى الرضا، وخلع أخاه القاسم بن الرشيد. وأمر بترك السواد ولبس الخضرة في سائر الممالك، وأقام عنده بخراسان. فعظم هذا على بني عباس، لا سيما في بغداد. وثاروا وخرجوا على المأمون، وطردوا الحسن بن سهل من بغداد. وكتب المأمون إلى إسماعيل بن جعفر بن سليمان العباسي أمير البصرة بلبس الخضرة، فامتنع ولم يبايع بالعهد لعلي الرضا. فبعث المأمون عسكراً لحربه، فسلم نفسه بلا قتال، فحمل هو وولده إلى خراسان وبها المأمون، فمات هناك.

(14/5)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 6
4 (خلع المأمون والدعوة لإبراهيم بن المهدي)
وفيها عسكر منصور ابن المهدي بكلواذا، ونصب نفسه نائباً للمأمون ببغداد، فسموه المرتضى، وسلموا عليه بالخلافة، فامتنع من ذلك وقال: إنما أنا نائب المأمون. فلما ضعف عن قبول ذلك عدلوا عنه إلى أخيه إبراهيم بن المهدي فبايعوه. وجرت فتنة كبيرة، واختبط العراق.
4 (ولاية زيادة الله بن الأغلب على المغرب)
وفيها ولي المغرب زيادة الله بن إبراهيم الأغلب التميمي لبني العباسي بعد موت أخيه عبد الله. وبقي في الإمرة اثنتين وعشرين سنة.
4 (تحرك بابك الخرمي)
وفيها تحرك بابك الخرمي.

(14/6)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 7
4 (احداث سنة اثنتين ومائتين)

4 (البيعة لإبراهيم بن المهدي)
في أولها بايع العباسيون وأهل بغداد إبراهيم بن المهدي، وخلعوا المأمون لكونه أخرجهم من الأمر وبايع بولاية العهد لعلي بن موسى الرضا، وأمرهم والدولة بإلغاء السواد ولبس الخضرة.) فلما كان يوم الجمعة خامس المحرم صعد إبراهيم بن المهدي، الملقب بالمبارك، المنبر. فأول من بايعه عبيد الله بن العباس بن محمد بن علي بن منصور ابن المهدي أخوه، ثم بنو عمه، ثم القواد. وكان المطلب بن عبد الله بن مالك الخزاعي هو المتولي لأجل البيعة. وسعى في ذلك، وقام به السندي، وصالح صاحب المصلى، ونصير الوصيف.
4 (خروج مهدي الحروري على إبراهيم بن المهدي)
ثم بايع أهل الكوفة والسواد. وعسكر بالمدائن، واستعمل على جانبي بغداد العباس بن موسى الهاشمي، وإسحاق بن موسى الهادي. فخرج عليه مهدي بن علوان الحروري محكم، فجهز لقتاله أبا إسحاق بن الرشيد، وهو المعتصم، فهزم مهدياً.

(14/7)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 8
وقيل: بل وجه لقتاله المطلب.
4 (خروج أبي السرايا بالكوفة)
وخرج أخو أبي السرايا بالكوفة، فلبس البياض، وتجمع إليه طائفة، فلقيه غسان بن أبي الفرج في رجب فقتله، وبعث برأسه إلى إبراهيم بن المهدي. فولاه إبراهيم الكوفة. وبيت عسكر إبراهيم بعض أصحاب الحسن بن سهل. وخامر حميد بن عبد الحميد إلى الحسن بن سهل، ثم إنه بعثه إلى الكوفة، فولى عليها العباس بن موسى، وأمره أن يلبس الخضرة، وأن يدعو لأخيه علي الرضا بعد المأمون. وقال له: قاتل عن أخيك عسكر ابن المهدي، فإن أهل الكوفة شيعتكم، وأنا معك. فلما كان الليل خرج حميد وتركه. ثم تواقع بعض عسكر ابن المهدي وأصحاب ابن سهل، فانكسر عسكر ابن سهل، وجرت أمور وحروب بين أهل الكوفة وأهل العراق عند إبراهيم بن المهدي. ثم أمر إبراهيم عيسى بن محمد بن أبي خالد، وهو أكبر قواده، بالمسير إلى ناحية واسط، وبها الحسن بن سهل. وأمر ابن عائشة الهاشمي، ونعيم بن خازم أن يسيرا، ولحق بهم سعيد بن الساجور، وأبو البط، ومحمد الإفريقي، فعسكروا بقرب واسط، وأمير الكل عيسى.

(14/8)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 9
وأما الحسن بن سهل فكان متحصناً بواسط، ومعه أصحابه، والتقوا في رجب، فاقتتلوا أشد قتال. ثم انهزم جيش إبراهيم بن المهدي، وأخذ أصحاب الحسن أثقالهم وأمتعتهم وقووا.)
4 (ظفر إبراهيم بن المهدي بسهل بن سلامة)
وفي السنة ظفر إبراهيم بن المهدي بسهل بن سلامة الأنصاري المطوعي، فحبسه وعاقبه. وكان ببغداد يدعو إلى العمل بالكتاب والسنة، واجتمع له عامة بغداد. فكانوا ينكرون بأيديهم على الدولة ويغيرون، ولهم شوكة، وفيهم كثرة، حتى هم إبراهيم بقتاله. فلما جاءت الهزيمة أقبل سهل بن سلامة يقول لأصحابه: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. فكان كل من أجابه لذلك عمل على باب داره برجاً بآجر وجص، ينصب عليه السلاح والمصحف. فلما وصل عيسى من الهزيمة أتى هو واخوته وأصحابه نحو سهل، لأنه كان يذكرهم بالفسق ويسبهم، فقاتلوه أياماً. ثم خذله أهل الدروب، لأن عيسى وهبهم جملاً من الدراهم، فكفوا. فلما وصل القتال إلى دار سهل بن سلامة ألقى سلاحه واختلط بالنظارة، واختفى ودخل بين النساء. فجعلوا العيون عليه، فأخذوه في الليل من بعض الدروب، وأتوا به إسحاق بن الهادي، وهو ولي عهد بعد عمه إبراهيم، وكلمه وحاجه وقال: حرضت علينا الناس وعبتنا فقال: إنما كانت دعواي عباسية وإنما كنت أدعو إلى الكتاب والسنة. وأنا على ما كنت عليه، أدعوكم إليه الساعة. فلم يقبل منه وقال: أخرج إلى الناس وقل: ما كنت أدعوكم إليه باطل. فخرج إلى الناس وقال: يا معشر الناس، قد علمتم ما كنت أدعوكم إليه من الكتاب والسنة، وأنا أدعوكم إلى ذلك الساعة. فوجأ الأعراب في رقبته ولطموه، فنادى: يا معشر الحربية، المغرور من غررتموه. ثم قيد وبعث إلى المدائن، إلى إبراهيم بن المهدي. فجرى بينه وبين

(14/9)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 10
إبراهيم كنحو ما جرى بين ابن الهادي وبينه. فأمر بسجنه. وكانوا قد أخذوا رجلاً من أصحابه، يقال له محمد الرواعي، فضربه إبراهيم ونتف لحيته وقهره.
4 (هياج العامة على بشر المريسي)
واستعمل إبراهيم على قضاء بغداد قيس بن زياد الخراساني الحنفي، فهاجت في أيامه العامة على بشر المريسي، وسألوا إبراهيم بن المهدي أن يستتبه، فأمر قيس بذلك. قال محمد بن عبد الرحمن الصيرفي: شهدت جامع الرصافة وقد اجتمع الناس، وقتيبة جالس. وأقام بشر المريسي على صندوق، ومستملي سفيان بن عيينة أبو مسلم، ومستملي يزيد بن) هارون يذكر أن أمير المؤمنين إبراهيم أمر قاضيه أن يستتيب بشراً من أشياء عددها. منها ذكر القرآن. فرفع بشر صوته يقول: معاذ الله لست بتائب. وكثر الناس عليه حتى كادوا يقتلونه، فأدخل إلى باب الخدم.
4 (الحوار بين المأمون والرضا)
وأما المأمون، فذكر أن علي بن موسى الرضا حدث المأمون بما فيه الناس من القتال والفتن منذ قتل الأمين. وبما كان الفضل بن سهل يستره عنه من الأخبار. وأن أهل بيته والناس قد نقموا عليه أشياء، وأنهم يقولون إنك مسحور أو مجنون، وقد بايعوا عمك إبراهيم. فقال: لم يبايعوه بالخلافة. وإنما صيروه أميراً يقوم بأمرهم. فبين له أن الفضل قد كتمه وغشه. فقال: من يعلم هذا قال: يحيى بن معاذ، وعبد العزيز بن عمران، وعدة من أمرائك فأدخلهم

(14/10)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 11
عليه، فسألهم، فأبوا أن يخبروه إلا بأمان من الفضل أن لا يعرض لهم. فضمن المأمون ذلك، وكتب لكل واحد منهم بخطه كتاباً. فأخبروه بما فيه الناس من البلاء، ومن غضبة أهل بيته وقواده عليه في أشياء كثيرة. وما موه عليه الفضل من أمر هرثمة. وأن هرثمة إنما جاءه لنصحه وهدايته إلى الأمر. وأن الفضل دس إلى هرثمة من قتله. وأن طاهر بن الحسين قد أبلى في طاعتك ما أبلى، وفتح الأمصار، وقاد إليك الخلافة مزمومة، حتى إذا وطأ الأمر أخرج من ذلك كله، وصير في زاوية من الأرض بالرقة. قد منع من الأموال حتى ضعف أمره، وشغب عليه جنده. وأنه لو كان على بغداد لضبط الملك بخلاف الحسن بن سهل. وقد تنوسي طاهر بالرقة لا يستعان به في شيء من هذه الحروب.
4 (خروج المأمون إلى العراق)
ثم سألوا المأمون الخروج إلى العراق، فإن بني هاشم والقواد لو رأوا غرتك سكتوا وأذعنوا بالطاعة. فنادى بالمسير إلى العراق. ولما علم الفضل بن سهل بشأنهم تعنتهم حتى ضرب البعض وحبس البعض. فعاود علي الرضا المأمون في أمرهم، وذكره بضمانه لهم. فذكر المأمون أن يداري ما هو فيه.) ثم ارتحل من مرو وقدم سرخس، فشد قوم على الفضل بن سهل وهو في الحمام فضربوه بالسيوف حتى مات في ثاني شعبان. وكانوا أربعة من حشم المأمون: غالب المسعودي الأسود، وقسطنطين الرومي، وفرج الديلمي، وموفق الصقلبي، فعاش ستين سنة، وهرب هؤلاء، فجعل المأمون لمن جاء بهم عشرة آلاف دينار. فجاء بهم العباس بن الهيثم الدينوري، فقالوا للمأمون: أنت أمرتنا بقتله. فضرب أعناقهم. وقد قيل إنهم اعترفوا أن علي ابن أخت الفضل بن سهل دسهم. ثم إنه طلب عبد العزيز بن عمران، وعلي بن أخت الفضل، وخلفاً

(14/11)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 12
المصري، ومؤنساً، فقررهم، فأنكروا. فلم يقبل ذلك منهم، وضرب أعناقهم أيضاً، وبعث برؤوسهم إلى واسط، إلى الحسن بن سهل، وأعلمه بما دخل عليه من المصيبة بقتل الفضل، وأنه قد صيره مكانه. فتأخر في المسير ليحصل مغل واسط. ورحل المأمون نحو العراق. وكان عيسى بن محمد، وأبو البط، وسعيد يواقعون عسكر الحسن كل وقت.
4 (دعوة المطلب بن عبد الله للمأمون سراً)
وأما المطلب بن عبد الله فإنه قدم من المدائن من عند إبراهيم، واعتل بأنه مريض، وأخذ يدعو في السر للمأمون، على أن يكون منصور بن المهدي خليفة المأمون ويخلعون إبراهيم. فأجابه إلى ذلك منصور بن المهدي وخزيمة بن خازم وطائفة، فكتب إلى حميد بن عبد الحميد، وعلي بن هشام أن يتقدما إلى نهر صرصر والنهروان. ففهم إبراهيم بن المهدي حركتهم، وبعث إلى المطلب ومنصور وخزيمة ليحضروا. فتعللوا على الرسول. فبعث إبراهيم إلى عيسى بن محمد بن أبي خالد واخوته. فأما منصور وخزيمة فأعطيا بأيديهم. وأما المطلب فغافل عنه أصحابه وعبر منزله حتى كثر عليهم الناس. وأمر إبراهيم بنهب دياره واختفى هو. ولما بلغ ذلك حميداً وعلي بن هشام، بعث حميد قائداً إلى المدائن ثم نزلاها. فندم إبراهيم على ما صنع بالمطلب ولم يقع به.

(14/12)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 13
4 (احداث سنة ثلاث ومائتين)
توفي فيها: الحسين بن علي الجعفي وزيد بن الحباب.) وعلي بن موسى الرضا. وأبو داود المقريء. ومحمد بن بشر العبدي. ويحيى بن آدم. والوليد بن مزيد البيروتي.
4 (وفاة الرضا)
ولما وصل المأمون إلى طوس أقام بها عند قبر أبيه أياماً ثم إن علي بن موسى الرضا أكل عنباً فأكثر منه فمات فجأة في آخر صفرها. فدفن عند قبر الرشيد، واغتم المأمون لموته. ثم كتب إلى بغداد يعلمهم إنما نقموا عليه بيعته لعلي بن موسى وها هو قد مات. فجاوبوه بأغلظ جواب. ولما قدم المأمون الري أسقط عنها ألف ألف درهم.

(14/13)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 14
وفيها مرض الحسن بن سهل مرضاً شديداً، وأعقبه السوداء، وتغير عقله حتى ربط وحبس. وكتب قواده بذلك إلى المأمون، فأتاهم الخبر أن يكون على عسكره دينار بن عبد الله، وها أنا قادم إليكم.
4 (الخلاف بين ابن المهدي وعيسى بن محمد)
وأما عيسى بن محمد بن أبي خالد فشرع بمكاتبة حميد، والحسن بن سهل سراً. وبقي إبراهيم بن المهدي كلما لح عليه في الخروج إلى المدائن لقتال حميد يعتل عليه بأرزاق الجند مرة، وحتى يستغلوا مرة. حتى إذا توثق بما يريد مما بينه وبين حميد والحسن فارقهم، وكان قد ناوشهم بعض القتال في الصورة، ثم وعدهم أن يسلم إليهم إبراهيم بن المهدي. فلما وصل بغداد قال للناس: إني قد سالمت حميداً وضمنت له أن لا أدخل عمله ولا يدخل عملي. ثم خندق على باب الجسر وباب الشام. فبلغ إبراهيم ما هو فيه فحذر. وقيل: إن الذي نم إليه هارون أخو عيسى، فطلبه إبراهيم، فاعتل عليه عيسى. ثم ألح عليه في المجيء، فأتاه، فحبسه بعد معاتبة بينهما، وبعد أن ضربه وحبس معه عدة من قواده في آخر شوال. فمضى بقية أصحابه ومواليه بعضهم إلى بعض، وحرضوا اخوته على إبراهيم المهدي، فتجمعوا، وكان رأسهم عباس نائب عيسى، فطردوا كل عامل لإبراهيم في الكرخ) وغيره. ثم كثروا على عامل باب الجسر وطردوه. فدخل إلى إبراهيم وقطع الجسر. ثم ظهر الأوباش والشطار. وكتب عيسى إلى حميد يحثه على المجيء ليستلم بغداد. ولم يصلوا جمعة بل ظهراً. فقدم حميد وخرج للقيه عباس وقواد أهل بغداد، فوعدهم

(14/14)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 15
ومناهم وأن ينجز لهم العطاء على أن يصلوا الجمعة فيدعون للمأمون، ويخلعوا إبراهيم، فأجابوه. فبلغ إبراهيم بن المهدي الخبر، فأخرج عيسى من الحبس، وسأله أن يكفيه أمر حميد، فأبى عليه. فلما كان يوم الجمعة بعث عباس إلى محمد بن أبي رجاء الفقيه فصلى بالناس ودعا للمأمون ووصل حميد إلى الياسرية، فعرض بعض الجند وأعطاهم الخمسين درهماً التي وعدهم بها، فسألوه أن ينقصهم عشرةً عشرة لأنهم تشاءموا لما أعطاهم علي بن هشام خمسين خمسين، فغدرهم وقطع العطاء عنهم. فقال حميد: بل أزيدكم عشرةً عشرة وأعطيكم ستين. فدعا إبراهيم عيسى، وسأله أيضاً أن يقابل حميداً فأجابه، فخلى سبيله وضمن عليه. فكلم عيسى الجند أن يعطيهم كعطاء حميد فأبوا عليه. فعبر إليهم هو واخوته إلى الجانب الغربي وقال: أزيدكم من عطاء حميد. فسبوه، وقالوا: لا نريد إبراهيم. فدخل عيسى وأصحابه المدينة وأغلقوا الأبواب، وصعدوا السور وقاتلوا ساعة. ثم انصرفوا إلى ناحية باب خراسان، فركبوا في السفن. ورد عيسى كأنه يريد مقاتلتهم، ثم احتال حتى صار في أيديهم شبه الأسير، فأخذ بعض قواده فأتى به منزله، ورجع فرقة إلى إبراهيم فأخبروه بأسر عيسى، فاغتم. وكان قد ظفر في هذه الليالي بالمطلب بن عبد الله وحبسه ثلاثة أيام، ثم إنه خلى عنه. وكان الناس يذكرون أن إبراهيم قد قتل سهل بن سلامة المطوعي، وإنما هو في حبسه. فأخرجه إبراهيم، فكان يدعو الناس في مسجد الرصافة إلى

(14/15)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 16
إبراهيم بالنهار. فإذا كان الليل رده إلى حبسه. فأتاه أصحابه ليكونوا معه فقال: ألزموا بيوتكم فإني أداري إبراهيم. ثم إن إبراهيم خلى سبيله في أول ذي الحجة، فذهب واختفى. فلما رأى إبراهيم تفرق الجيش عليه أخرج جميع من عنده للقتال فالتقوا على جسر نهر ديالى فاقتتلوا، فهزمهم حميد. فقطعوا الجسر وراءهم.)
4 (اختفاء إبراهيم بن المهدي)
ولما كان يوم الأضحى أمر إبراهيم بن المهدي القاضي أن يصلي بالناس في عيساباذ. فلما انصرف الناس من صلاتهم اختفى الفضل بن الربيع، ثم تحول إلى حميد، وتبعه على ذلك علي بن ريطة، وأخذ الهاشميون والقواد يتسللون إلى حميد، فأسقط في يد إبراهيم وشق عليه. وبلغه أن من بقي عنده من القواد يعملون على قبضه. فلما جنه الليل اختفى لثلاث عشرة بقيت من ذي الحجة، وبقي مختفياً مدة سنتين. وأما سهل بن سلامة فأحضره حميد بن عبد الحميد وأكرمه، وحمله على بغل ورده إلى داره. فلما قدم المأمون أتاه فأجازه ووصله، وأمره أن يجلس في منزله. وكانت أيام إبراهيم سنتين إلا بضعة عشر يوماً.
4 (وصول المأمون إلى همذان)
ووصل المأمون إلى همذان في آخر السنة.

(14/16)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 17
4 (احداث سنة أربع ومائتين)

4 (وصول المأمون إلى النهروان)
فيها وصل المأمون إلى النهروان، فتلقاه بنو هاشم والقواد.
4 (العودة إلى لبس السواد)
وقدم عليه من الرقة بإذنه طاهر بن الحسين، ودخل بغداد في نصف صفر. ولباسهم وأعلامهم خضر. فنزل الرصافة، وبعد ثمانية أيام كلمه بنو هاشم العباسيون وقالوا له: يا أمير المؤمنين، تركت لبس آبائك وأهل دولتك ولبست الخضرة. وكاتبه قواد خراسان في ذلك. وقيل: إنه أمر طاهر بن الحسين أن يسأله له حوائجه فقال: أسأل طرح الخضرة، ولبس السواد زي آبائك. ثم جلس يوماً وعليه الثياب الخضر، فلما اجتمع الملأ دعا بسواد فلبسه، ثم دعا بخلعة سوداء فألبسها طاهراً، ثم ألبس عدة قواده أقبية وقلانس سوداء. فطرح الناس الخضرة ومزقت. وأسرعوا إلى لبس السواد.

(14/17)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 18
4 (ولاية يحيى بن معاذ الجزيرة)
وفيها ولى المأمون يحيى بن معاذ الجزيرة، فواقع بابك الخرمي، فلم يظفر واحد منهم) بصاحبه.
4 (الولاية على الكوفة والبصرة)
واستعمل المأمون أبا عيسى، أخاه على الكوفة. واستعمل صالحاً أخاه أيضاً على البصرة.

(14/18)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 19
4 (احداث سنة خمس ومائتين)

4 (استعمال طاهر بن الحسين على خراسان)
فيها استعمل المأمون على جميع خراسان والمشرق طاهر بن الحسين. فسار إلى عمله في ذي القعدة، وأعطاه عشرة آلاف ألف درهم.
4 (ولاية ابن طاهر الجزيرة)
وكان ولده عبد الله بن طاهر قد قدم على المأمون من الرقة بعد أبيه، فولاه الجزيرة.
4 (ولاية عيسى بن محمد آذربيجان وأرمينية)
وولى على آذربيجان وأرمينية عيسى بن محمد بن أبي خالد، وأمره بقتال بابك.
4 (استعمال بشر بن داود على السند)
واستعمل على السند بشر بن داود، على أنه يحمل إليه في كل سنة ألف ألف درهم.
4 (استعمال الجلودي لمحاربة الزط)
واستعمل على محاربة الزط عيسى بن يزيد الجلودي.

(14/19)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 20
4 (الحج هذا الموسم)
وحج بالناس عبيد الله بن الحسن العلوي أمير الحرمين.

(14/20)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 21
4 (احداث سنة ست ومائتين)

4 (المد يغرق سواد العراق)
فيها كان المد الذي غرق فيه السواد، وذهبت الغلات. وغرقت قطيعة أم جعفر، وقطيعة العباس.
4 (تغلب بابك على عيسى بن محمد)
وفيها غلب بابك عيسى بن محمد بن أبي خالد وبيته.
4 (تعيين ابن طاهر لمحاربة نصر بن شبث)
وفيها، ويقال في التي قبلها، دعا المأمون عبد الله بن طاهر وقال: أستخير الله منذ شهر، وقد) رأيت أن الرجل يصف ابنه ليطريه ويرفعه. وقد رأيتك فوق ما وضعك أبوك. وقد مات يحيى بن معاذ واستخلف ابنه أحمد وليس بشيء. وقد رأيت توليتك مضر، ومحاربة نصر بن شبث. فقال: السمع والطاعة، وأرجو أن يجعل الله الخيرة لأمير المؤمنين. فعقد له لواء مكتوباً عليه بصفرة وزاد فيه المأمون: يا منصور. وركب الفضل بن الربيع إلى داره مكرمة له.
4 (استعمال إسحاق بن إبراهيم على بغداد)
وفيها استعمل المأمون على بغداد إسحاق بن إبراهيم.

(14/21)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 22
4 (احداث سنة سبع ومائتين)

4 (الدعوة للرضى في اليمن)
فيها، وقيل قبلها، خرج عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب ببلاد عك من اليمن يدعو إلى الرضى من آل محمد صلى الله عليه وسلم، لأن عامل اليمن أساء السيرة. فبايع عبد الرحمن خلق. فوجه المأمون لحربه دينار بن عبد الله، وكتب معه بأمانه. وحج دينار، ثم سار إلى اليمن حتى قرب من عبد الرحمن، فبعث إليه بأمانه فقبله، وجاء مع دينار إلى المأمون. وعند ظهوره منع المأمون الطالبين من الدخول عليه، وأمرهم بلبس السواد.
4 (موت طاهر بن الحسين)
وفيها أصابت طاهر بن الحسين حمى وحرارة فوجد على فراشه ميتاً. وذكر أن عمر بن علي بن مصعب، وحميد بن مصعب عاداه وهو يغلس، فقال الخادم: هو نائم. فانتظروا ساعة، فلما انبسط الفجر قالا للخادم: أيقظه. قال: لا أجسر. فدخلا فوجداه ميتاً. وقيل: إنه قطع الدعاء يوم الجمعة للمأمون ولم يزد على: اللهم أصلح أمة محمد بما أصلحت به أولياءك، واكفها مؤونة من بغى عليها. وطرح عنه

(14/22)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 23
السواد. فعرض له عارض فمات لليلته. وأتى الخبر إلى المأمون أول النهار من النصحاء، ووافى الخبر بموته ليلاً. وقام بعده ابنه) طلحة بن طاهر، فأقره المأمون فأقره المأمون، فبقي على خراسان سبع سنين ثم توفي بعده أخوه عبد الله بن طاهر وهو يحارب بابك، فسار إلى خراسان، وولي حرب بابك علي بن هشام. وقيل: لما جاء نعي طاهر بن الحسين قال المأمون: لليدين وللفم، الحمد لله الذي قدمه وأخرنا. وقد كان في نفس المأمون منه شيء لكونه قتل أخاه الأمين لما ظفر به، ولم يبعث به إلى المأمون ليرى رأيه فيه. ومات طاهر في جمادى الأولى.
4 (ولاية موسى بن حفص)
وفيها ولي موسى بن حفص طبرستان، والرويان، ودنباوند.
4 (الحج هذا الموسم)
وحج بالناس أبو عيسى أخو المأمون.
4 (ظهور الصناديقي باليمن وهلاكه)
وفيها ظهر الصناديقي باليمن واستولى عليها وقتل النساء والولدان وادعى النبوة، وتبعه خلق وارتدوا عن الإسلام. ثم أهلكه الله بالطاعون.

(14/23)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 24
4 (احداث سنة ثمان ومائتين)
امتناع الحسن بن الحسين على المأمون فيها سار الحسن بن الحسين أخو طاهر بن الحسين من خراسان إلى كرمان ممتنعاً بها، فسار خلفه أحمد بن أبي خالد حتى أخذه وقدم على المأمون فعفا عنه.
4 (ولاية قضاء عسكر المهدي)
وفيها ولى المأمون محمد بن عبد الرحمن المخزومي قضاء عسكر المهدي.
4 (ولاية القضاء)
وفيها استعفى محمد بن سماعة من القضاء فإعفي، وولي مكانه إٍ سماعيل بن حماد بن أبي حنيفة، ثم عزل المخزومي عن القضاء، وولي بشر بن الوليد الكندي. الحج هذا الموسم وفيها حج بالناس صالح بن هارون الرشيد.)

(14/24)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 25
4 (احداث سنة تسع ومائتين)

4 (تقريب المأمون أهل الكلام)
فيها كان المأمون يقرب أهل الكلام، ويأمرهم بالمناظرة بحضرته، وينظر ما دل عليه العقل. ومجانسة بشر بن غياث المريسي، وثمامة بن أشرس، وهؤلاء الجنوس النحوس.
4 (طلب نصر بن شبث الأمان)
وكان قد طال القتال بين عبد الله بن طاهر، ونصر بن شبث العقيلي. ثم إن عبد الله استظهر عليه وحصره في حصن له، وضيق عليه حتى طلب الأمان. فقال المأمون لثمامة بن أشرس: ألا تدلني على رجل من أهل الجزيرة له عقل وبيان يؤدي عني رسالة إلى نصر بن شبث. فقال: بلى يا أمير المؤمنين: جعفر بن محمد من بني عامر. قال جعفر: فأحضرني ثمامة، فكلمني المأمون بكلام كثير لأبلغه نصراً. قال: فأتيته وهو بسروج وأبلغته، فأذعن، وشرط أن لا يطأ له بساطاً. فأتيت المأمون وأخبرته. فقال: لا أجيبه والله حتى يطأ بساطي. وما باله ينفر مني. قلت: لجرمه. قال: أتراه أعظم جرماً عندي من الفضل بن الربيع، ومن عيسى بن أبي خالد أتدري ما صنع الفضل أخذ قوادي وأموالي وجنودي وذهب بذلك إلى

(14/25)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 26
أخي وتركني وحيداً، وأفسد علي أخي حتى جرى ما جرى، وعيسى طرد خليفتي عن بغداد، وذهب بخراجي وفيئي، وأقعد إبراهيم في الخلافة. قلت: الفضل وعيسى لهم سوابق، ولسلفهم وهم مواليكم. وهذا رجل لم يكن له يد قط يحتمل عليها ولا لسلفه. وإنما كانوا جند بني أمية. قال: إن كان ذلك كما تقول فكيف بالحنق والغيظ. فأتيت نصراً وأخبرته بأنه لا بد أن يطأ بساطه. فصاح بالخيل صيحة فجالت وقال: ويلي عليه هو لم يقو على أربعمائة ضفدع تحت جناحه يعني الزط يقوى على حلبة العرب. ثم إن عبد الله بن طاهر حصره ونال منه فطلب الأمان، وخرج إلى عبد الله بن طاهر، وكتب له المأمون كتاباً أماناً. فهدم عبد الله كيسوم وخربها.
4 (ولاية أرمينية وآذربيجان وحرب بابك)
) وفيها ولى المأمون صدقة على أرمينية وآذربيجان ومحاربة بابك، وأعانه بأحمد بن الجنيد الإسكافي، فأسره بابك. فولى إبراهيم بن ليث آذربيجان.
4 (الحج هذا الموسم)
وحج بالناس أمير مكة صالح بن العباس بن محمد بن علي.

(14/26)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 27
4 (موت ملك الروم)
وفيها مات طاغية الروم ميخائيل بن جورجس، وكان ملكه تسع سنين، وملك بعده ابنه توفيل.

(14/27)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 28
4 (احداث سنة عشرة ومائتين)
دخول نصر بغداد فيها في صفر دخل نصر بن شبث بغداد، فأنزله المأمون بمدينة أبي جعفر وعليه الحرس.
4 (ظهور المأمون بابن عائشة ورفاقه)
وفيها ظهر المأمون على إبراهيم بن عائشة، وهو إبراهيم بن محمد بن عبد الوهاب بن إبراهيم الإمام، ومحمد بن إبراهيم الإفريقي، وملك بن شاهي، وفرج البغواري، ومن كان معهم ممن كان يسعى في البيعة لإبراهيم بن المهدي ثانياً. فأطلعه عمران القطربلسي، وأرسل إليهم المأمون في صفر، وأمر بابن عائشة أن يقام ثلاثة أيام في الشمس على باب المأمون، ثم ضربه بالسياط وحبسه في المطبق. وضرب الباقين. الظفر بإبراهيم بن المهدي وفي ربيع الآخر أخذ إبراهيم بن المهدي وهو منتقب بين امرأتين. أخذه حارس الليل، وقال: أنتن وأين تردن.

(14/28)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 29
فأعطاه إبراهيم فيما قيل خاتم ياقوت له قيمة. فلما رأى الخاتم استراب وقال: هذا خاتم من له شأن، فرفعهن إلى صاحب الجسر، فبدت لحية إبراهيم فعرفه، وذهب به إلى المأمون. فلما كان في الغد، وحضر الأمراء أقعده والمقنعة في رقبته على جسده يوهنه بذلك. ثم إن الحسن بن سهل كلمه فيه، فرضي عنه. وقيل إن المأمون استشار الملأ في إبراهيم، فقال بعضهم: اقطع أطرافه، وقال بعضهم: اصلبه. وقال أحمد بن أبي خالد: إن قتلته وجدت مثلك قتل مثله كثيراً، وإن عفوت لم تجد مثلك عفا عن مثله. وإنما أحب إليك. وكان سنه ثمانية وستين، فصيره عند أحمد بن أبي خالد في سعة،) وعنده أمه وعياله. وكان يركب إلى المأمون ومعه قائدان يحيطانه. وأما إبراهيم بن عائشة ومن معه في الحبس فإنهم هموا بنقب السجن، وسدوا بابه من عندهم. فركب المأمون بنفسه، فدعا بإبراهيم وسأله فأقر، وقتلهم صبراً وصلبوا على الجسر. زواج المأمون ببوران وفيها في رمضان سار الخليفة المأمون إلى واسط، ودخل ببوران بنت

(14/29)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 30
الحسن بن سهل. وأقام عنده سبعة عشر يوماً. وخلع الحسن على القواد على مراتبهم. وتكلف هذه الأيام بكل ما ينوب جيش المأمون، فكان مبلغ النفقة عليهم خمسين ألف ألف درهم. ووصله المأمون بعشرة آلاف ألف درهم، وأعطاه مدينة فم الصلح. وذكر أحمد بن الحسن بن سهل قال: كان أهلنا يتحدثون أن الحسن كتب رقاعاً فيها أسماء ضياع له ونثرها على القواد والعباسيين، فمن وقعت في يده رقعة باسم ضيعة تسلمها. ونثر صينية ملآى جواهر بين يدي المأمون عندما زفت إليه.
4 (شخوص عبد الله بن طاهر إلى مصر)
وفيها كتب المأمون إلى عبد الله بن طاهر بن الحسين أن يسير إلى مصر. فلما قرب منها، وكان بها ابن السري، خندق عليها وتهيأ للحرب. ثم التقوا فانهزم ابن السري، وتساقط عامة جنده في خندقه. ودخل هو الفسطاط وتحصن. ثم خرج إلى ابن طاهر بالأمان، وبذل له أموالاً.

(14/30)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 31
4 (فتح ابن طاهر للإسكندرية)
ثم فتح عبد الله بن طاهر الإسكندرية، وكان قد تغلب عليها طائفة أتوا من الأندلس في المراكب، وعليهم رجل يكنى أبا حفص. ثم إنهم نزحوا عنها خوفاً من ابن طاهر، ونزلوا جزيرة أقريطش فسكنوها، وبها بقايا من أولادهم.
4 (ظفر علي بن هشام بأهل قم)
وفيها امتنع أهل قم، فوجه المأمون إليهم علي بن هشام فحاربهم وظفر بهم، وهدم سورها، واستخرج منهم سبعة آلاف ألف درهم. والله أعلم

(14/31)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 32

(14/32)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 33
1 (تراجم رجال هذه الطبقة)

4 (حرف الألف)
أحمد بن عطاء الهجيمي البصري العابد. تلميذ عبد الواحد بن زيد. قال ابن الأعرابي: برز في العبادة والاجتهاد، وأخذ المعلوم من القوت. وذكر أن الطريق إلى الله تعالى لا تكون إلا من هذه الأبواب: الصوم، والصلاة، والجوع. وكان يميل إلى اكتساب القوت نهاره. ولزم طريق شيخه في اللطف، فكان قدرياً غير معتزلي. وكتب شيئاً من الحديث. قال عبد الرحمن بن عمر رستة: مر بي عبد الرحمن بن مهدي يوم الجمعة، فرآني جالساً إلى جنب أحمد بن عطاء، وكان من أهل البدع يتكلم في القدر، وكان أزهد من رأيت. فأتيت عبد الرحمن أعتذر، فقال: لا تجالسه، فإن أهون ما ينزل بك أن تسمع منه شيئاً يجب لله عليك أن تقول له كذبت. ولعلك لم تفعل. وكان أحمد بن عطاء قد نصب نفسه للأستاذية، ووقف داراً في بلهجيم

(14/33)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 34
للمتعبدين والمريدين والمنقطعين يقص عليهم في العشيات. وأحسبها أول دار وقفت بالبصرة للعبادة. وقد صحبه جماعة منهم: أحمد بن غسان، وجلس بعده، ووقف داراً لنفسه أيضاً، وأبو بكر العطشي، وأبو عبد الله الحمال. قال الدار قطني: أحمد بن عطاء الهجيمي يروي عن: خالد العبد وعن الضعفاء، وهو متروك. قال الساجي: وهو صاحب المضمار، وكان مجتهداً، يعني في العبادة. وكان مغفلاً يحدث بما لم يسمع. قال ابن المديني: أتيته يوماً فوجدت معه درجاً يحدث به. فقلت له: أسمعت هذا. قال: لا، ولكن اشتريته وفيه أحاديث حسان أحدث بها هؤلاء. قلت: أما تخاف الله تقرب العباد إلى الله بالكذب على رسول الله. أحمد بن أبي طيبة عيسى الدارمي الجرجاني.) عن: أبيه أبي طيبة، وحمزة الزيات، ومالك بن مغول، وعمر بن ذر الهمداني، وإبراهيم بن طهمان، ومالك بن أنس. وعنه: الحسين بن عيسى البسطامي، ومحمد بن يزيد النيسابوري، وعمار بن رجاء الأستراباذي.

(14/34)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 35
كان عالماً زاهداً نبيلاً. ولاه المأمون قضاء جرجان، ووثقه ابن حبان. وقال أبو حاتم: يكتب حديثه. توفي سنة ثلاث ومائتين بقومس على قضائها. إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم. أبو إسحاق القاري، حليف بني زهرة. قاضي مصر. كان رجلاً صالحاً. توفي في جمادى الآخرة سنة خمس ومائتين. إبراهيم بن أيوب العنبري الفرساني. عن الثوري، ومبارك بن فضالة. وعنه: هذيل بن معاوية، والنضر بن معاوية، وأهل إصبهان. وكان صاحب عبادة وليل. قيل: لم يعرف له فراش أربعين سنة. إبراهيم بن بكر.

(14/35)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 36
أبو الأصبغ البجلي الدمشقي. أخو بشر بن بكر. عن: ثور بن يزيد، وزرعة بن إبراهيم. وعنه: أبو بكر الرقي، وجامع بن سوار. توفي قريباً من سنة عشر ومائتين. إبراهيم بن بكرالشيباني. عن: شعبة. وعنه: محمد بن الحسين البرجلاني، ويحيى بن أبي طالب، وغيرهما. وهو متهم، ساقط الحديث. قال أحمد بن حنبل: أحاديثه موضوعة.) وقال الدار قطني: متروك.

(14/36)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 37
إبراهيم بن حبيب بن الشهيد. أبو إسحاق البصري. عن: أبيه. وعنه: ابنه إسحاق، ومحمود بن غيلان، ومحمد بن عثمان بن أبي صفوان.

(14/37)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 38
وثقه النسائي. توفي سنة ثلاث ومائتين. إبراهيم بن الحكم بن أبان العدني. أبو إسحاق. عن: أبيه. وعنه: أحمد بن الأزهر، وأحمد بن راهويه، وسلمة بن شبيب. قال الأثرم: سمعت أبا عبد الله يقول: في سبيل الله دراهم أنفقناها في الذهاب إلى عدن إلى إبراهيم بن الحكم. وقال ابن معين: ليس بشيء. وقال النسائي: لا يكتب حديثه. وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه.

(14/38)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 39
إبراهيم بن خالد بن عبيد الصنعاني المؤذن. عن: معمر، ورباح بن زيد، وسفيان الثوري، وأبي وائل القاص عبد الله بن بحير، وأمية بن شبل. وعنه: ثنا أحمد بن صالح المصري، وأحمد بن حنبل، وبكر بن خلف، وسلمة بن شبيب، والرمادي. وثقة ابن معين، وأحمد. وقال ابن حيان: كان مؤذن مسجد صنعاء سبعين سنة. إبراهيم بن رستم.

(14/39)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 40
أبو بكر المروزي العقبي. أحد الأئمة.) سمع: ابن أبي ذئب، وشعبة. وعنه: أحمد بن حنبل، ويوسف القطان. وثقة ابن معين. وكان نبيلاً جليلاً، قربه المأمون وعرض عليه القضاء فامتنع. وكان قد تفقه على محمد بن الحسن. توفي سنة عشر ومائتين. إبراهيم بن سليمان.

(14/40)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 41
أبو إسحاق البلخي الزيات. عن: سعيد، وسفيان، وعبد الحكم صاحب أنس. وعنه: محمد بن أسلم الطوسي، ومحمد بن أشرس. إبراهيم بن عبد الحميد. أبو إسحاق الجرشي. عن: شعبة، وسعيد بن بشير، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وعبد الوهاب بن مجاهد. وعنه: إبراهيم بن أيوب الحوراني، وموسى بن عامر المري، ومحمد بن الحسين بن أبي الدرداء. قال أبو زرعة الرازي: ما به بأس.

(14/41)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 42
إبراهيم بن علي بن حسن بن علي بن أبي رافع الرافعي المدني مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم. قدم بغداد وبها مات. عن: أبيه، وعمه أيوب، وكثير بن عبد الله بن عوف. وعنه: إبراهيم بن المنذر، وأحمد الدورقي، ومحمد بن إسحاق السميبي. ضعفه الدار قطني، وغيره. إبراهيم بن قرة الأسدي الأصم. من أهل قاشان. عن: الثوري، وصحبه.) وله صنف الثوري كتاب الجوامع وقرأه في أذنه.

(14/42)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 43
سكن الري، وسمع منه: عمرو بن بزيع، ومحمد بن حميد، وإبراهيم بن أيوب. إبراهيم بن موسى. أبو يحيى الموصلي الزيات. رحل وسمع من: إسماعيل بن أبي خالد، وهشام بن عروة، وعوف الأعرابي، والحريري، والأعمش. وعنه: محمد بن جامع، ومحمد بن عبد الله بن عمار، ومحمد بن أحمد ابن أبي المثنيى. توفي سنة خمس مائتين. الأحنف بن حكيم. أبو بحر. حدث بإصبهان عن: جرير بن حازم، وحماد بن سلمة، وأبي ثعلبة الصابر. قال يونس بن حبيب: حدثنا الأحنف، عن حماد بن سلمة: سمع إياس بن معاوية يقول: أذكر الليلة التي ولدت فيها، وضعت أمي على رأسي جفنة.

(14/43)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 44
قال صاحب الأصل: الأحنف مجهول، وبهذه الحكاية تبين كذبه. إدريس بن محمد الرازي. أبو أحمد. عن: الثوري، وعبد العزيز بن أبي رواد، وعثمان بن زائدة. وعنه: محمد بن عمرو زنيج، وسلمة بن شبيب. وثقة أبو حاتم. أزهر بن سعد السمان.

(14/44)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 45
أبو بكر الباهلي، مولاهم البصري. عن: ابن عون، وسليمان التيمي، ويونس بن عبيد. وعنه: إسحاق بن راهوية، وعلي بن المديني، وبندار، ومحمد بن يحيى، ومحمد بن المثنى، وعباس الدوري، وأحمد بن الفرات، والكديمي. ومن الكبار: عبد الله بن المبارك.) وكان ثقة نبيلاً، أوصى إليه ابن عون. وعمر وعاش أربعاً وتسعين سنة. توفي سنة ثلاث ومائتين.

(14/45)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 46
قيل: إنه كان صاحباً لأبي جعفر المنصور قبل أن يستخلف. فلما ولي جاء ليهنيه فقال: أعطوه ألف دينار وقولوا له لا تعد. فأخذها ثم عاد من قابل فحجب، ثم دخل عليه في مجلس عام، فقال: ما جاء بك قال: سمعت أنك مريض فجئت أعودك. فقال: أعطوه ألف دينار. قد قضيت حق العيادة، فلا تعد فإني قليل الأمراض. قال: فعاد من قابل ودخل في مجلس عام. فقال: ما جاء بك. قال: دعاء سمعته منك جئت لأتعلمه. فقال: يا هذا، إنه غير مستجاب، إني في كل سنة أدعو به أن لا تأتيني وأنت تأتيني. أزهر بن القاسم.

(14/46)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 47
أبو بكر الراسبي البصري. نزيل مكة. عن: هشام الدستوائي، وزكريا بن إسحاق المكي. وعنه: أحمد، وإسحاق، ومحمد بن رافع، ومحمود بن غيلان، وآخرون وثقه النسائي. إسحاق بن إبراهيم. أبو علي السمرقندي، قاضي سمرقند وبلخ. عن: ابن جريج، والحسين بن واقد. وعنه، عبدة، وأحمد بن منصور زاج. ذكره ابن أبي حاتم. إسحاق بن إدريس الأسواري البصري.

(14/47)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 48
عن: همام، وسويد بن أبي حاتم، وأبي معاوية، وطائفة. وعنه: محمد بن المثنى، وعمر بن شبة. تركه علي بن المديني. وقال أبو زرعة: واهي الحديث.) وقال ابن معين: ليس بشيء يضع الأحاديث. وقال البخاري: تركه الناس. إسحاق بن بشر بن محمد بن عبد الله بن سالم. أبو حذيفة البخاري، مولى بني هاشم.

(14/48)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 49
صاحب كتاب المبتدأ. عن: الأعمش، وإسماعيل بن أبي خالد، وحجاج بن أرطاة، وعبد الله بن طاوس، ومحمد بن إسحاق، وابن جريج، وجويبر، ومقاتل بن سليمان. وعنه: أيوب بن الحسن، وسلمة بن شبيب، وأحمد بن حفص، ومحمد بن يزيد النيسابوري، ومحمد بن قدامة البخاري، وعلي بن حرب النيسابوري، وإسماعيل بن العطار، وطائفة. قال مكي بن عبدان: ثنا محمد بن عمر الدار بجردي: ثنا أبو حذيفة البخاري، ثقة عن ابن جريج، عن أبي ملكية، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم: من طاف بالبيت فليستلم الأركان كلها. تفرد الدار بجردي بتوثيق أبي حذيفة، وما هو ممن يعبأ بتوثيقه. والحديث كما ترى ساقط. وقال مسلم: أبو حذيفة تركوا حديثه. وقال على بن المديني: كذاب، كان يحدث عن ابن طاوس، فجاؤوا ابن عيينة فأخبروه بسنه، فإذا ابن طاوس قد مات قبل أن يولد. وقال الدار قطني: متروك الحديث. وقال أحمد بن سيار المروزي: كان يروي عمن لم يدرك، فإذا سئل عن

(14/49)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 50
آخرين دونهم يقول: من أين أدرك أنا هؤلاء. وكانت فيه ختلة مع أنه كان يزن بحفظ. وقال غنجار: توفي في رجب سنة ست ومائتين ببخارى. قلت: له عجائب أوردها ابن حبان، وابن عدي، وغير واحد نسأل الله الستر. إسحاق بن عيسى بن علي بن عبد الله بن عباس.

(14/50)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 51
الأمير أبو الحسن الهاشمي. ولي إمرة دمشق للرشيد، وولي البصرة، وغيرها. وحدث عن أبيه، وعن المنصور.) وعنه: إبراهيم بن المهدي، وغيره. وبقي إلى بعد المائتين. قال خليفة: توفي سنة ثلاث ومائتين. وحكى المدائني قال: تناظر قوم في مجلس إسحاق بن عيسى الهاشمي، فألزم قوم دم عثمان علياً وعابوه بذلك، فرد قوم عليهم وعابوا عثمان، فتكلم إسحاق وقال: أعيذ علياً بالله أن يكون قتل عثمان، وأعيذ عثمان بالله أن يكون قتله علي. قال: فاستحسنوا كلامه. إسحاق بن عيسى القشيري ابن بنت داود بن أبي هند مد.. رأى جده. وروى عن: الأعمش، وعباد بن راشد، وجماعة. وعنه: الحسن بن الصباح البزار، وأبو كريب، وإسحاق بن بهلول،

(14/51)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 52
ورزق الله بن موسى، وعبد الله بن أبي زياد القطواني، وآخرون. إسحاق بن الفرات المصري الفقيه ن.. قاضي مصر، مولى التجيبيين: كنيته أبو نعيم. كان من جلة أصحاب مالك. حدث عن: مالك ويحيى بن أيوب، والليث، وحميد بن هانيء وهو أكبر شيخ له. ذكره ابن يونس هنا، وفي ترجمة حميد. لكن قال ابن وزير: سمعت ابن الفرات يقول: ولدت سنة خمس وثلاثين ومائة. قلت: وذكر ابن يونس وفاة حميد بن هانيء سنة اثنتين وأربعين ومائة، ويبعد أن يكون ابن الفرات سمع وله سبع سنين. وعنه: محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وأبو الطاهر بن السرح، وبحر بن نصر، وأحمد ابن أخي ابن وهب، وطائفة. روي عن الشافعي قال: ما رأيت بمصر أحداً أعلم باختلاف العلماء من إسحاق بن الفرات.

(14/52)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 53
وقال ابن يونس: توفي سنة أربع ومائتين في ثاني ذي الحجة، وله سبعون سنة. وقال بحر بن نصر: سمعت ابن علية يقول: ما رأيت ببلدكم أحداً يحسن العلم إلا إسحاق بن) الفرات. وقال ابن عبد الحكم: ما رأيت فقيهاً أفضل منه. وقال أحمد بن سعيد الهمذاني: قرأ علينا إسحاق بن الفرات موطأ مالك، ونحن بين يديه، فما يسقط حرفاً فيما أعلم. وقال إسحاق: مولدي سنة خمس وثلاثين ومائة، وهو إسحاق بن الفرات بن الجعد بن سليم مولى معاوية بن حديج. ولي قضاء مصر نيابة عن محمد بن مسروق. سئل أبو حاتم عنه فقال: شيخ ليس بالمشهور، يعني ليس بمشهور الحديث. إسحاق بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن المسيب د..

(14/53)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 54
أبو محمد المسيبي المدني المقريء. صاحب نافع بن أبي نعيم. قرأ عليه: ولده محمد بن إسحاق، وخلف بن هشام، ومحمد بن سعدان، وأبو حمدون الطبيب. وكان إماماً في القراءة مقبولاً. توفي سنة ست ومائتين. وقد روى عن: ابن أبي ذئب، ونافع بن عمر. روى له: أبو داود. إسحاق بن مرار. أبو عمرو الشيباني الكوفي صاحب اللغة. حدث عن: ذكن الشامي، وغيره. وأخذ العربية عن جماعة ونزل بغداد، وطال عمره.

(14/54)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 55
وكان موثقاً فيما ينقله. أخذ عنه: ابنه عمرو، وأحمد بن حنبل، وأبو عبيد، ومحمد بن حبيب. وكان ثعلب يفضله على أبي عبيدة. وكان صاحب أمن ونزاهة وصدق. قال ابنه: لما سمع أبي أشعار العرب، كانت نيفاً وثمانين قبيلة، فكان كلما عمل منها قبيلة وأخرجها إلى الناس كتب مصحفاً وجعله في مسجد الكوفة، حتى كتب بخطه نيفاً وثمانين) مصحفاً. وقال عبد الله بن أحمد: كان أبي يلزم مجالس أبي عمرو الشيباني ويكتب أماليه. وقال ثعلب: دخل أبو عمرو البادية وأكثر عن العرب. إلا أنه كان مستهتراً بشرب النبيذ. وقال الجاحظ: إنما قيل له الشيباني لانقطاعه إلى أناس من بني شيبان. وقال الجاحظ: صنف أبو عمرو كتاب الحروف في اللغة وسماه كتاب الجيم. ولم يذكر لم سماه بذلك. ولا علم أحد من العلماء ذلك. وقد سئل ابن القطاع عن تسميته بذلك فأبى أن يخبر بذلك إلا بمائة دينار.

(14/55)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 56
وله عدة تصانيف في اللغة. توفي سنة عشر ومائتين، وله نيف وتسعون سنة. قيل: بل جاوز المائة. إسحاق بن منصور. أبو عبد الرحمن السلولي مولاهم الكوفي. عن: عبد الله بن واقد الهروي، وإسرائيل، وهريم بن سفيان. وعنه: أبو كريب محمد بن العلاء، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وعباس الدوري، وعمرو الناقد، وجماعة.

(14/56)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 57
وكان أحد الثقات الأعلام. روى عنه من أقرانه: أبو نعيم الفضل بن دكين. قال ابن معين: ليس به بأس. وقال البخاري: توفي سنة أربع ومائتين. والأصح أنه توفي سنة خمس ومائتين. إسحاق بن منصور بن حيان الأسدي الكوفي. عن: عقبة بن إسحاق السلولي، وعاصم بن محمد العمري. وعنه: عثمان بن أبي شيبة، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وسفيان بن وكيع. ذكره ابن أبي حاتم، وغيره. قال ابن سعد: كان خيراً فاضلاً. إسماعيل بن أبان.)

(14/57)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 58
أبو إسحاق الغنوي الكوفي الخياط. عن: هشام بن عروة، وإٍ سماعيل بن أبي خالد، ومحمد بن عجلان، وجماعة. وعنه: أحمد بن الوليد الفحام، وأحمد بن أبي غرزة، وأحمد بن عبيد بن ناصح. قال ابن معين: كذاب. وقال البخاري، وجماعة: متروك الحديث.

(14/58)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 59
توفي سنة عشر ومائتين. وأما إسماعيل بن أبان الوراق. فبعد، سيأتي. إسماعيل بن حكم. شيخ بصري من جهالة. عن: يونس بن عبيد. وعنه: محمد بن يونس الكديمي. إسماعيل بن سعيد بن عبيد الله بن جبير الثقفي البصري.

(14/59)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 60
عن: أبيه. وعنه: بشر بن آدم الأصغر، وبندار، وسعيد بن مسعود المروزي، والكديمي. قال أبو حاتم: أدركته ولم أكتب عنه. إسماعيل بن مرزوق. أبو يزيد المرادي المصري. عن: يحيى بن أيوب، ونافع بن يزيد. وعنه: محمد بن عبد الله بن عبد الحكم. إسماعيل بن الوزير أبي عبيد الله معاوية بن عبيد الله الأشعري. أبو الحسن. نزيل الري. عن: شريك، وابن أبي الزناد، وهشيم. وعنه: علي بن ميسرة.)

(14/60)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 61
وأدركه أبو حاتم. قال ابن معين: قد سمع، ولكنه كان يشرب الخمر. ليس بشيء. إسماعيل بن نصر. عن: أبي بكر الهذلي، وغيره. وعنه: زياد بن أبي مسلم، وغيره. قال أبو حاتم: قد رأيته، ولا أرى بحديثه بأساً. إسماعيل بن عبد الكريم بن معقل بن منبه اليماني الصنعاني. عن: عمه عبد الصمد بن معقل، وابن عمه إبراهيم بن عقيل. وعنه: أحمد، وإسحاق، وعبد بن حميد، وأحمد بن الأزهر، والحارث بن أبي أسامة. قال النسائي: لا بأس به. مات سنة عشر ومائتين. إسماعيل بن عمر.

(14/61)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 62
أبو المنذر الواسطي ثم البغدادي. عن: عيسى بن طهمان، ويونس بن أبي إسحاق، وداود بن قيس الفراء. وعنه: أحمد، وابن معين، ومحمد بن رافع، وعباس الدوري. وكان عبداً صالحاً. قال أبو حاتم: صدوق. وقال أحمد: كان ربما يصلي حتى تورم قدماه. الأسود بن عامر، شاذان. شامي ثقة نزل بغداد. عن: هشام بن حسان، وشعبة، وسفيان، وجرير بن حازم، وطلحة بن

(14/62)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 63
عمرو، والحمادين، وعبد العزيز الماجشون. وعنه: أحمد، وابن المديني، وأبو ثور الكلبي، وأحمد بن الوليد الفحام، وأحمد بن الخليل البرجلاني، وعمرو الناقد، والحارث بن أبي أسامة، والدارمي، ويعقوب بن شيبة. وثقه ابن المديني، وغيره.) وروى عنه من القدماء بقية بن الوليد. مات في أول سنة ثمان ومائتين. أشعث بن عطاف الأسدي الكوفي المقريء. نزيل الري، أبو النضر. روى القراءة عن حمزة الزيات، والحديث عن الثوري. وعنه: محمد بن عيسى التيمي، ومحمد بن مقاتل، ومحمد بن حميد الرازي، وإبراهيم بن موسى. سئل عنه أبو حاتم فقال: صالح الحديث.

(14/63)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 64
وقال أبو زرعة: كان شيخاً صالحاً. أشهب بن عبد العزيز بن داود بن إبراهيم. أبو عمرو القيسي العامري المصري الفقيه. قيل اسمه سكين، وأشهب لقبه. سمع: الليث، ومالكاً، ويحيى بن أيوب، وسليمان بن بلال، وداود العطار، وجماعة. وعنه: الحارث بن مسكين، وبحر بن نصر، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم، ويونس بن عبد الأعلى، ومحمد بن إبراهيم بن المواز الفقيه، وسحنون بن سعيد، وعبد الملك بن حبيب، وهارون بن سعيد الأيلي، وغيرهم. قال الشافعي: ما أخرجت مصر أفقه من أشهب لولا طيش فيه. وكان أشهب على خراج مصر، وله أموال وحشمة. وقال سحنون: رحم الله أشهب ما كان يزيد في سماعه حرفاً واحداً.

(14/64)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 65
وقال أبو عمر بن عبد البر: كان فقيهاً حسن الرأي والنظر. فضله محمد بن عبد الله عبد الحكم على ابن القاسم في الرأي. فذكر ذلك لمحمد بن عمر بن لبابة الأندلسي فقال: إنما قال ذلك ابن عبد الحكم لأنه لازم أشهب، وكان أخذه عنه أكثر. وابن القاسم عندنا أفقه في البيوع وغيرها. قال ابن عبد البر: أشهب شيخه، وابن القاسم شيخه، وهو أعلم بهما لكثرة مجالسته لهما وأخذه عنهما.) قال: ولم يدرك الشافعي حين قدم مصر أحداً من أصحاب مالك إلا أشهب، وابن عبد الحكم. قال سعيد بن معاذ: سمعت محمد بن عبد الله بن عبد الحكم يقول: أشهب أفقه من ابن القاسم مائة مرة. وعن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال: سمعت أشهب في سجوده يدعو على الشافعي بالموت. فذكرت ذلك للشافعي، فأنشد:
(تمنى رجال أن أموت وإن أمت .......... فتلك سبيل لست فيها بأوحد)

(فقل للذي تمنى خلاف الذي مضى .......... تهيأ لأخرى مثلها، فكأن قد)

(14/65)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 66
قال: فمات الشافعي في رجب سنة أربع ومائتين، ومات بعده أشهب بثمانية عشر يوماً. واشترى أشهب من تركة الشافعي اسمه فتيان، اشتريته أنا من تركة أشهب. قال ابن يونس: ولد أشهب سنة أربعين ومائة لثمان بقين من شعبان. قال صاحب الأصل: وقول ابن عبد البر: أشهب شيخه، وابن القاسم شيخه وهم، فإن محمداً لم يدرك ابن القاسم، وإن الذي أدركه أبوه عبد الله بن عبد الحكم. ولعله أراد عبد الله، بدليل ما قال بعد ذلك: لم يدرك الشافعي حين قدم مصر أحداً من أصحاب مالك إلا أشهب وابن عبد الحكم. وكان أشهب من كبار أصحاب مالك، وما هو بدون ابن القاسم، وإن كان ابن القاسم أبصر بفقه مالك منه. لكن أشهب أعلم بالحديث من ابن القاسم. أشهل بن حاتم الجمحي. مولاهم البصري أبو عمرو، وقيل أبو عمر.

(14/66)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 67
عن: عبد الله بن عون، وكهمس بن الحسن، وقرة بن خالد، وابن لهيعة، وغيرهم. وعنه: محمد بن المثنى، وعبد الله بن منير المروزي، ومحمد بن إسحاق الصاغاني، ومحمد بن يحيى الذهلي، والحارث بن أبي أسامة، والكديمي. ومن القدماء: عبد الله بن وهب. وقال: لا أعلم أحداً من أهل العلم سمي بهذا الاسم غيره. قال أبو زرعة: محله الصدق، وليس بقوي. مات سنة ثلاث ومائتين. أصرم بن حوشب.) أبو هشام الكندي الهمداني. أحد المتروكين.

(14/67)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 68
عن: أبي جعفر الرازي، وقرة بن خالد، وهشام بن عروة، ومالك قيل: وعن الأعمش. وعنه: أحمد بن الفرات، وأبو إسحاق الجوزجاني، وعلي بن الحسن الذهلي. كذبه يحيى بن معين. قيل: مات سنة اثنتين ومائة. أصرم بن غياث.

(14/68)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 69
أبو غياث النيسابوري. عن: عاصم الأحول، وأبي حنيفة، ومقاتل بن حيان. وعنه: أحمد بن حرب الزاهد، وأيوب بن الحسن، وعلي بن الحسن الدارابجردي. وهو متروك عند الجماعة. أمية بن خالد القيسي البصري.

(14/69)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 70
أخو هدبة. عن: إسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله، وشعبة، والثوري، والمسعودي، وأبو الجارية العبدي. وعن: أحمد بن المقدام، والفلاس، وبندار، ومحمد عثمان بن أبي صفوان الثقفي، مسدد. قال: أبو زرعة: ثقة. وقال البخاري: مات سنة إحدى ومائتين. أوس بن عبد الله بن بريدة بن الحصيب الأسلمي المروزي. عمر دهراً، ولم يدرك أباه. عن: أخيه سهل، والحسين بن واقد. وعنه: محمد بن مقاتل المروزي، والحسين بن حريث، وسليمان بن عبيد الله. قال أبو حاتم الرازي: سألت المراوزة عنه فعرفوه.

(14/70)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 71
وقال الدار قطني: متروك. توفي بعد خروج المأمون من مرو.) أيوب بن خالد. أبو عثمان الجهني الحراني. عن: الأوزاعي، وغيره. وعنه: أحمد بن الأزهر، وسليمان بن سيف، وإسحاق الكوسج، وإبراهيم بن هانيء النيسابوري. ووثقه. قال ابن عدي: حدث بالمناكير. وقال أبو أحمد الحاكم: لا يتابع على أكثر حديثه.

(14/71)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 72
أيوب بن سويد الرملي. أبو مسعود الحميري السيباني. عن: ابن جريج، ويونس الأيلي، وأسامة بن زيد الليثي، ويحيى بن أبي عمرو السيباني، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، والأوزاعي، وطائفة. وعنه: أبو الطاهر أحمد بن السرح، وعبد الرحيم بن إبراهيم دحيم، وكثير بن عبيد الحمصي، والربيع المرادي، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم. عن ابن معين: ليس بشيء، يسرق الأحاديث. وقال النسائي: ليس بثقة. وقال أبو حاتم: لين الحديث.

(14/72)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 73
وقال ابن عدي: يكتب حديثه في جملة الضعفاء. وذكره ابن حبان في الثقات، لكن قال: كان رديء الحفظ. وقال البخاري: يتكلمون فيه. وقد روى عنه من القدماء: بقية، والشافعي، ومحمد بن أبي الجسري. قال ابن عاصم: توفي سنة اثنتين ومائتين.

(14/73)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 74
4 (حرف الباء)
بشر بن بكر التنيسي خ. د. ن. ق أبو عبد الله البجلي الدمشقي الأصل.) عن: عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وعبدة بنت خالد بن معدان، والأوزاعي، وجماعة. وعنه: ابنه أحمد، والحارث بن أسد الهمداني، ودحيم، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم، والربيع المرادي، وأبو الطاهر بن السرح، وخلق. ومن القدماء: الشافعي.

(14/74)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 75
وثقه أبو زرعة، والدار قطني. وقال محمد بن وزير: سمعته يقول: ولدت سنة أربع وعشرين ومائة. وقال ابن يونس: كان أكثر مقامه بتنيس ودمياط. توفي بدمياط في ذي القعدة سنة خمس ومائتين. قال الخطيب: حدث عنه: عبد الله بن وهب، وسليمان بن شعيب الكيساني، وبين وفاتيهما ست وسبعون سنة. بشر بن ثابت البصري البزار د. ق أبو محمد. عن: أبي خلدة خالد بن دينار، وشعبة، وموسى بن علي بن رباح، وعلي.

(14/75)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 76
وعنه: أبو عبيدة بن أبي السفر، وأبو داود الحراني، وعباس الدوري، والدارمي. وثقه ابن حبان. بشر بن الحسين الهلالي الإصبهاني. أبو محمد. عن: الزبير بن عدي، عن أنس، وعن: عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار. وعنه: يحيى بن أبي بكير، وهو من أقرانه، ومحمد بن زياد الكلبي، وأحمد بن سليمان المروزي، والحجاج بن يوسف بن قتيبة، وغيرهم. قال أبو نعيم الحافظ: توفي بعد المائتين. قال: وجاء إلى أبي داود الطيالسي فقال: حدثني الزبير بن عدي، فكذبه أبو داود، وقال: ما نعرف للزبير، عن أنس إلا حديثاً واحداً. قال ابن حبان: روى عن الزبير، عن أنس نسخة موضوعة.

(14/76)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 77
وقال البخاري: فيه نظر.) بشر بن عمر الزهراني البصري ع أبو محمد.

(14/77)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 78
عن: شعبة، وعكرمة بن عمار، وهمام، وأبان العطار، وعاصم بن محمد السري، وجماعة. وعنه: إسحاق بن راهويه، وبشر بن آدم، وإسحاق الكوسج، ومحمد بن يحيى، وبهز بن علي، ومحمد بن يحيى القطعي، وآخرون. قال أبو حاتم: صدوق. ووثقه ابن سعد، وقال: توفي بالبصرة سنة سبع. وقال غيره: توفي في آخر يوم من سنة ست. بشر بن مبشر. أبو المسيب الواسطي. عن: شعبة، وأبي الأشهب، ومهدي بن ميمون. وعنه: أحمد بن سنان، ومحمد بن وزير الواسطيان، وأحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان، ومحمد بن عبد الله المخرمي، وغيرهم.

(14/78)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 79
بشر بن المعتمر. أبو سهل. شيخ المعتزلة، وصاحب التصانيف. توفي سنة عشر ومائتين. ورخه ابن النجار. بكر بن بكار. أبو عمرو القيسي البصري. عن: ابن عون، وعباد بن منصور، وقرة بن خالد، وهشام الدستوائي، وحمزة الزيات، ومسعر، وشعبة، وغيرهم. وعنه: أبو داود الطيالسي، وهو من طبقته، والحسن بن علي الحلواني، وإسماعيل بن أبي خالد، وإبراهيم بن سعدان، ومحمد بن إبراهيم الجيراني، وآخرون.

(14/79)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 80
وثقه أبو عاصم النبيل.) وقال أبو حاتم: ليس بالقوي. وقال ابن معين: ليس بشيء. وقال ابن حبان: ثقة ربما يخطئ. وقال أبو نعيم الحافظ: قدم أصبهان سنة ست ومائتين، وحدث بها سنة سبع. بكر بن خداش. د أبو صالح الكوفي. نزل أصبهان، وحدث عن: فطر بن خليفة، وعيسى بن المسيب البجلي، وحبان بن علي. وعنه: أبو إسحاق الجوزجاني، وأحمد بن يونس الضبي، وسليمان بن توبة النهرواني، وآخرون. لا أعلم فيه ضعفاًً. بكر بن الخطيب الرام. أبو يونس الباقلاني. عن: يونس الكديمي، والنسوي.

(14/80)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 81
كناه الحاكم، وهو أخو خالد بن الخصيب الذي روى عنه أحمد، وخالد. لم أر أحداً ذكره. بكر بن عيسى الراسبي. أبو بشر، صاحب البصري. عن: شعبة بن الحجاج. وعنه: أحمد بن حنبل، وبندار، وجماعة. توفي سنة أربع ومائتين. بكر بن يحيى بن زبان البصري.

(14/81)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 82
عن: أبيه، وشعبة، وحبان بن علي. وعنه: عباد بن الوليد الغبري، وأبو قلابة الرقاشي، وأبو أمية الطرسوسي. وثقه ابن حبان. بكير بن جعفر السليمي الجرجرائي الزاهد. قاضي جرجان.) روى عن: سفيان الثوري، وحسن بن فرقد، ومغيرة بن موسى. وعنه: إبراهيم بن موسى، وأحمد بن يحيى السابري، ومحمد بن بندار السباك، وآخرون. قال ابن عدي: حدث بمناكير عن المعروفين. وأرجو أنه لا بأس به.

(14/82)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 83
ومن قوله: لو كان ما أخطأ فلان جوزاً لاكتفى به ناس كثير. بهز بن أسد العمي. أحد الثقات. تقدم سنة سبع وتسعين. بهلول بن حسان بن سنان. أبو الهيثم التنوري الأنباري. عن: سعيد بن أبي عروبة، وابن أبي ذئب، وشعبة، وشيبان، وورقاء، ومالك، وطائفة. وعنه: ابنه إسحاق بن بهلول الحافظ. وقد كان أديباً لغوياً إخبارياً زاهداًً. توفي سنة أربع ومائتين. بهلول بن مورق الشامي البصري.

(14/83)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 84
أبو غسان. عن: ثور بن يزيد، وموسى بن عبيدة، والأوزاعي. وعنه: أبو خيثمة، وإسحاق الكوسج، والفلاس، والكديمي، وأبو قلابة، ومحمد بن أحمد بن أبي العوام. قال أبو حاتم: لا بأس به. بهيم العجلي. العابد. من نساك عبادان، ويكنى أبا بكر. كان قد غلب عليه الخوف والبكاء والخشوع. توفي سنة ست ومائتين رحمة الله عليه. وروى عنه: عبد الله بن داود الخريبي، وغيره.)

(14/84)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 85
4 (حرف الثاء)
ثابت بن نصر بن مالك بن الهيثم الخزاعي الأمير. أخو الشهيد أحمد بن نصر. ولي إمرة الثغور سبع عشرة سنة. ومات بالمصيصة سنة ثمان ومائتين. قال الخطيب: يذكر عنه فضل وصلاح.

(14/85)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 86
4 (حرف الجيم)
الجارود بن يزيد. أبو علي العامري. وقيل: أبو الضحاك الفقيه النيسابوري، أحد أصحاب أبي حنيفة. وخطبته بنيسابور مشهورة، ومسجده على رأس السكة. روى عن: إسماعيل بن أبي خالد، وسليمان التيمي، وعمر بن ذر، وشعبة، وسفيان، وطائفة. وعنه: أبو سلمة التبوذكي، وأحمد بن رجاء الهروي، والحسين بن عرفة، وسلمة بن شبيب، ومحمد بن عبد الملك بن زنجويه، وطائفة. قال أبو حاتم: لا يكتب حديثه. وقال النسائي: متروك.

(14/86)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 87
مات سنة ثلاث. وقيل: سنة ست. جابر بن نوح ت. أبو بشر الحماني الكوفي. عن: حريث بن السائب، وإسماعيل بن أبي خالد، والأعمش، ومحمد ابن عمرو، وعبد الملك بن أبي سليمان. وعنه: أحمد بن حنبل، وأحمد بن بديل، ومحمد بن جعفر الفيدي، وأبو كريب، ومحمد بن آدم المصيصي، ومحمد بن طريف البجلي. قال أبو حاتم: ضعيف الحديث. وقال النسائي: ليس بالقوي.

(14/87)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 88
وقال مطين: مات سنة ثلاث ومائتين.) جابر بن نوح الحماني. ذكرناه في الطبقة الماضية. ويقال إنه مات سنة ثلاث ومائتين، فيحول إلى هنا. جعفر بن عون بن جعفر بن عمرو بن حريث ع.

(14/88)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 89
أبو عون المخزومي العمري الكوفي، أحد الأبدال. ولد سنة نيف وعشرة ومائة. سمع: الأعمش، وإسماعيل بن أبي خالد، وهشام بن عروة، ويحيى بن سعيد، وأبي العميس عتبة بن عبد الله، وأبي حنيفة، وجماعة. وعنه: ابن راهويه، وأبو إسحاق الجوزجاني، وإسحاق الكوسج، وأحمد بن الفرات، وإبراهيم بن عبد الله القصار، وعبد بن حميد، ومحمد بن أحمد بن أبي المثنى، وخلق. قال أبو حاتم: صدوق. وقال غيره: توفي في أول السنة راجعاً من الحج، وله نيف وتسعون سنة. وقال أحمد: رجل صالح ليس به بأس. وقال محمد بن عبد الوهاب الفراء: قال لي أحمد بن حنبل: أين تريد. قلت: الكوفة. قال: عليك بابن عون.

(14/89)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 90
قلت: مات في أول سنة سبع. وقال البخاري: مات سنة ست. جنيد الحجام ن. عن: أستاذه أبي أسامة زيد الحجام. عن: عكرمة، وغيره. وعنه: قتيبة بن سعيد، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعلي بن محمد الطنافسي، وهارون بن إسحاق، والحسن بن علي بن عفان العامري. قال أبو زرعة: ثقة. وقال النسائي: ليس به بأس.

(14/90)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 91
4 (حرف الحاء)
) حاتم بن عبد الله. أبو عبيدة النميري البصري. حدث بإصبهان سنة بضع ومائتين عن: مبارك بن فضالة، والقاسم بن الفضل الحداني، وأبي هلال، وجماعة. وعنه: عبد الرحمن بن عمر رستة، وإبراهيم بن راشد، وسمويه في فوائده. قال أبو نعيم الحافظ: كان من الثقات. الحارث بن أسد العتكي البصري. مات في ذي القعدة سنة عشر. الحارث بن أسد الإفريقي. صاحب مالك. قال ابن يونس: مات سنة ثمان ومائتين. الحارث بن عطية البصري ن.

(14/91)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 92
نزيل المصيصة. عن: هشام بن حسان، وهشام بن أبي عبد الله، والأوزاعي، وغيرهم. وعنه: إبراهيم بن الحسين الأنطاكي، وحاجب بن سليمان المنبجي، والحسن بن الصباح البزار، وآخرون. وثقه ابن معين. وكان من الزهاد المذكورين. الحارث بن عمران الجعفري المدني ق. عن: هشام بن عروة، وجعفر الصادق، ومحمد بن سوقة، وغيرهم. عنه: الأشج، وإبراهيم بن يوسف الصيرفي، وعبد الله بن هاشم الطوسي، ومحمود بن غيلان، وجماعة. ضعفه أبو زرعة.

(14/92)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 93
الحارث بن مسلم المروزي المقريء. عن: الربيع بن صبيح، وسفيان الثوري، وجماعة.) وعنه: محمد بن مهران الجمال، ومحمد بن حماد الطهراني. نزل الري. ذكره أبو هاشم وقال: ثقة عابد، صليت خلفه. الحارث بن النعمان بن سالم. أبو النضر الطوسي الأكفاني البزاز. مولى بني هاشم. سكن بغداد. وحدث عن: سميه الحارث بن النعمان، وسالم الليثي ابن أخت سعيد بن جبير، وحريز، وعثمان، وشعبة، والثوري، وشيبان. وعنه: أحمد بن حنبل، ومحمد بن حرب النسائي، والحسن بن الصباح البزاز، وآخرون. حجاج بن زيان. أبو محمد السهمي، مولاهم المصري. عبد صالح، مجاب الدعوة، كبير القدر.

(14/93)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 94
روى عن: عزان بن سعيد. وعنه: أبو الطاهر بن السرح. مات سنة خمس ومائتين. حجاج بن محمد. ع. أبو محمد المصيصي الأعور. مولى سليمان بن مجالد. ترمذي الأصل، سكن بغداد، ثم نزل المصيصة. سمع: حريز بن عثمان، ويونس بن أبي إسحاق، وابن جريج، وعمر بن ذر، وشعبة، وحمزة الزيات، وجماعة. وعنه: أحمد، وابن معين، وأبو عبيدة بن أبي السفر، وأحمد الرمادي، والحسن الزعفراني، وأبو خيثمة، ومحمد صاعقة، وهارون الحمال، ويوسف بن

(14/94)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 95
مسلم، وهلال بن العلاء، وخلق. قال الإمام أحمد: ما كان أضبطه، وأصح حديثه، وأشد تعاهده للحروف، ورفع أمره جداً وقال: كان صاحب عربية. وكان يقول: ثنا ابن جريج، وإنما قرأ عليه ثم ترك ذلك، فكان يقول: قال ابن جريج.) قد قرأ الكتب كلها على ابن جريج إلا كتاب التفسير:، فإنه سمعه منه إملاء. وقال أبو داود: رحل أحمد ويحيى إلى الحجاج الأعور. قال: وبلغني أن يحيى كتب عنه نحواً من خمسين ألف حديث. وقال ابن معين: كان أثبت أصحاب ابن جريج. وقال إبراهيم بن عبد الله السلمي الخشك: حجاج بن محمد نائماً، أوثق من عبد الرزاق يقظاناً. وقال ابن سعد: قدم حجاج بغداد في حاجة، فمات بها في ربيع الأول سنة ست، وقد تغير في آخر عمره حين رجع إلى بغداد، وكان ثقة إن شاء الله.

(14/95)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 96
حجين بن المثنى. في الطبقة الآتية. حذيفة بن قتادة المرعشي الزاهد. صاحب سفيان الثوري. قد ذكرناه في الطبقة العشرين، وكان موته سنة سبع ومائتين، فينقل. له قدم في العبادة وكلام نافع. وهو القائل: إن لم تخش أن يعذبك الله على أفضل عملك فأنت هالك. قلت يعني: لما يعتوره من الآفات. وقال: لو وجدت من يبغضني في الله لأوجبت على نفسي حبه. حرمي بن عمارة بن أبي حفصة سوى ت..

(14/96)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 97
أبو روح العتكي. مولاهم البصري لم يدرك الأخذ عن والده. روى عن: قرة بن خالد، وأبي خلدة خالد بن دينار، وشعبة، وهشام بن حسان وهو آخر شيخ له. وعنه: علي بن المديني، وأبو حفص الفلاس، وبندار، وهارون الحمال، والرمادي، وطائفة. قال ابن معين: صدوق. قلت: توفي سنة إحدى ومائتين. حرملة بن عبد العزيز بن الربيع بن سبرة.

(14/97)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 98
الجهني الحجازي.) عن: أبيه، وعمه عبد الملك. وعنه: علي بن حجر، ودحيم، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم الفقيه، وأبو عتبة أحمد بن الفرج الحمصي. قال ابن معين، ليس به بأس. مات سنة أربع ومائتين. الحسن بن زياد اللؤلؤلي الفقيه.

(14/98)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 99
أبو علي. مولى الأنصار، صاحب أبي حنيفة. أخذ عنه: محمد بن شجاع الثلجي، وشعيب بن أيوب الصريفيني. وهو كوفي نزل بغداد. قال محمد بن شجاع: سمعته يقول وقد سأله رجل زفر قياساًً. فقال: وما قولك قياساً هذا كلام الجهال. كان عالماً. فقال الرجل: أكان زفر نظر في الكلام. فقال: ما أسخفك. نقول لأصحابنا نظروا في الكلام وهم بيوت الفقه والعلم. إنما يقال: نظر في الكلام من لا عقل له، وهؤلاء كانوا أعلم بالله وبحدوده من أن يتكلموا في الكلام الذي تعني. ما كان همهم إلا الفقه. قال محمد بن شجاع الثلجي: سمعت الحسن بن أبي مالك يقول: كان الحسن بن زياد إذا جاء إلى أبي يوسف أهمت أبا يوسف نفسه من كثرة سؤآلاته.

(14/99)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 100
قال ابن كاس النخعي: ثنا أحمد بن عبد الحميد الحارثي قال: ما رأيت أحسن خلقاً من الحسن بن زياد، ولا أقرب مأخذاً منه، ولا أسهل جانباً، مع توفر فقهه وعلمه وزهده وورعه. وكان يكسو مماليكه ككسوه نفسه. وقال جعفر بن محمد بن عبيد الهمداني: سمعت يحيى بن آدم يقول: ما رأيت أفقه من الحسن بن زياد. وقال ابن كاس: ثنا محمد بن أحمد بن الحسن بن زياد، عن أبيه أن الحسن بن زياد سئل عن مسألة فأخطأ فيها. فلما ذهب السائل ظهر له الحق، فاكترى منادياً فنادى: إن الحسن بن زياد استفتي فأخطأ في كذا، فمن كان أفتاه الحسن في شيء فليرجع إليه. فما زال حتى وجد صاحب) الفتوى وأعلمه بالصواب. قال زكريا الساجي: يقال إن اللؤلؤي كان على القضاء، وكان حافظاً لقولهم، يعني أصحاب الرأي. فكان إذا جلس ليحكم ذهب عنه التوفيق حتى يسأل أصحابه عن الحكم. فإذا قام عاد إليه حفظه. قال نفطويه: توفي حفص بن غياث سنة أربع وتسعين ومائة، فولي مكانه الحسن بن زياد اللؤلؤي. قال أحمد بن يونس: لما ولي الحسن بن زياد لم يوفق، وكان حافظاً لقول أصحابه، فبعث إليه البكائي: إنك لم توفق للقضاء، وأرجو أن يكون هذا لخيرة أرادها الله بك، فاستعف. فاستعفى واستراح. قال محمد بن سماعة، سمعت الحسن بن زياد يقول: كتبت عن ابن جريج اثني عشر ألف حديث كلها يحتاج إليها الفقهاء.

(14/100)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 101
وقال أحمد بن عبد الحميد الحارثي: ما رأيت أحسن خلقاً من الحسن بن زياد، ولا أسهل جانباً. وكان يكسو مماليكه كما يكسو نفسه. ضعفه ابن المديني. وكان له كتب في المذهب. وقال محمد بن رافع: كان الحسن اللؤلؤي يرفع قبل الإمام ويسجد قبله. قلت: قد ساق في ترجمة هذا أبو بكر الخطيب أشياء لا ينبغي ذكرها. وتوفي سنة أربع ومائتين. وقد روى القراءة عن عيسى بن عمر، زكريا بن سياه. روى عنه الحروف: الوليد بن حماد اللؤلؤي. الحسن بن محمد بن أعين الحراني خ. م. ق

(14/101)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 102
أبو علي مولى بني أمية. عن: عمه موسى بن أعين، وزهير بن معاوية، ومغفل بن عبيد الله، وفليح بن سليمان، وفضيل بن غزوان، وجماعة. وعنه: لوين، وسلمة بن شعيب، والفضل بن يعقوب الرخامي، ومحمد ابن يحيى بن كثير،) وأحمد بن سليمان الرهاوي، وسليمان بن سيف الحراني وطائفة. مات سنة عشر. ووثقه ابن حبان. الحسن بن محمد بن عبيد الله بن أبي يزيد المكي. أبو محمد المقريء. قرأ على: شبل بن عباد. عن ابن كثير، وابن محيصن. وسمع من: ابن جريج. روى عنه القراءة: حامد بن يحيى البلخي، وأحمد بن محمد البزي، وغيرهما. الحسن بن موسى الأشيب.

(14/102)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 103
أبو علي البغدادي. قاضي الموصل مرة، وقاضي حمص، وقاضي طبرستان. سمع من: ابن أبي حبيب، والحمادين، وشعبة، وسفيان، وحريز بن عثمان، وزهير بن معاوية، وطائفة. وعنه: أحمد، وأبو خيثمة، وأبو إسحاق الجوزجاني، وأحمد بن منيع، وحجاج بن الشاعر، وعبد بن حميد، ومحمد بن أحمد بن العوام، والحارث بن أبي أسامة، وبشر بن موسى، وإسحاق الحربي، وخلق. وثقه ابن معين، وغيره. قال محمد بن عبد الله بن عمار: وكان بالموصل بيعة قد خربت، فاجتمع النصارى على الحسن الأشيب، وجمعوا له مائة ألف درهم، على أن يحكم لهم بها حتى تبنى. فقال: ادفعوا المال إلى بعض الشهود. فلما حضروا الجامع قال: اشهدوا علي بأني قد حكمت بأن لا تبنى. فنفر النصارى ورد عليهم المال.

(14/103)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 104
قال أبو حاتم: مات بالري وحضرت جنازته. وقال ابن سعد: ولي قضاء حمص والموصل لهارون الرشيد، ثم قدم بغداد إلى أن ولاه المأمون قضاء طبرستان، فتوجه إليها، فمات بالري في ربيع الأول سنة تسع ومائتين. الحسين بن الحسن بن عطية بن سعد العوفي الكوفي. أبو عبد الله. ولي قضاء الشرقية ببغداد. ثم ولي قضاء عسكر المهدي. وحدث عن: أبيه،) والأعمش، وأبي مالك الأشجعي، وعبد الملك بن أبي سليمان. وعنه: ابنه الحسن، وابن أخيه سعد بن محمد، وعمر بن شبة، وإسحاق بن بهلول، وبقية بن الوليد، وهو أكبر منه. ضعفه أبو حاتم، وغيره.

(14/104)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 105
قال ابن معين، كان ضعيفاً في القضاء، ضعيفاً في الحديث. وقال الحارث بن أبي أسامة: حدثني بعض أصحابنا قال: جاءت امرأة إلى العوفي ومعها صبي ورجل، فقالت: هذا زوجي وهذا ابني منه. قال له: هذه امرأتك. قال: نعم. قال: وهذا ابنك. قال: أصلح الله القاضي أنا خصي. قال: فألزمه الولد، فأخذه على رقبته وانصرف، فلقيه صديق له خصي. فقال: ما هذا. قال: القاضي يفرق أولاد الزنا على الخصيان. وقال الحسين بن فهم: كانت لحية العوفي تبلغ إلى ركبته. وعن زكريا الساجي قال: اشترى رجل من أصحاب القاضي العوفي جارية، فغاضبته، فشكا ذلك إلى العوفي. فقال: أنفذها إلي. وقال لها العوفي: يا لعوب يا عزوب، يا ذات الجلاليب، ما هذا التمنع المجانب للخيرات والاختيار للأخلاق المشنوءآت. قالت: أيد الله القاضي، ليست لي فيه حاجة، فمره يبيعني. فقال: يا هنية كل حكيم وبحاث عن اللطائف عليم. أما علمت أن فرط الاعتياصات من الموموقات على طالبي المودات، والباذلين الكرائم المصونات، مؤديات إلى عدم المفهومات؟.

(14/105)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 106
فقالت له: ليس في الدنيا أصلح لهذه العثنونات المنتشرات على صدور أهل الركاكات من المواسي الحالقات. وضحكت، فضحك من حضر. وكان العوفي عظيم اللحية. ولبعضهم:)
(لحية العوفي أبدت .......... ما اختفى من حسن شعري)

(هي لو كانت شراعاً .......... لذوي متجر بحري)

(جعلوا السير من الص .......... ين إليها نصف شهر)
قال خليفة: توفي سنة إحدى ومائتين. وضعفه النسائي. وقيل: مات سنة اثنتين. الحسين بن الحسن الأشقر ن..

(14/106)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 107
أبو عبد الله الفزاري الكوفي. عن: الحسن بن صالح بن حي، وقيس بن الربيع، وشريك، ورفاعة بن إياس الضبي، وزهير بن معاوية. وعنه: أحمد بن حنبل، وأحمد بن عبدة، والفلاس، والكديمي، وطائفة. قال البخاري: عنده مناكير. وقال أبو حاتم: ليس بقوي. واتهمه ابن عدي. وقال أبو زرعة: منكر الحديث. ومات سنة ثمان ومائتين. وله حديث في ن. الحسين بن الحسن.

(14/107)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 108
شيخ جليل. عن: ابن عون. وعنه: أحمد بن حنبل، ونعيم بن حماد، ومحمد بن بشار، والحسن بن محمد الزعفراني، وغيرهم. قال عبد الله بن أحمد، عن أبيه: كان من الثقات المأمونين. دلهم عليه ابن مهدي، وكان حسن الهيئة، يحفظ عن ابن عون. كتبنا عنه. الحسين بن علوان بن قدامة.) أبو علي الكوفي. نزيل بغداد. عن: هشام بن عروة، والأعمش، وابن عجلان، وغيرهم. وعنه: إسماعيل بن عيسى العطار، وزيد بن إسماعيل الصائغ، وأحمد بن

(14/108)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 109
عبيد بن ناصح، وغيرهم. وهو كذاب. روى عنه: هشام، عن أبيه، عن عائشة: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل الغائط أدخل على أثره فلا أرى شيئاً. فذكرت ذلك له، فقال: يا عائشة، أما علمت أجسادنا تنبت على أرواح أهل الجنة، فما خرج منا من شيء ابتلعته الأرض. سئل ابن معين عن هذا، فقال كذاب. وقال صالح جزرة: كان يضع الحديث. قلت: توفي بعد المائتين، لا بل في حدود بضع عشرة ومائتين، فإن أبا حاتم الرازي سمع منه وقال: ضعيف متروك. وقال ابن أبي حاتم: ثنا عنه صالح بن بشر الطبراني. الحسين بن علي بن الوليد الجعفي ع.

(14/109)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 110
مولاهم الكوفي المقريء الزاهد، أبو عبد الله، وأبو محمد. عن: حمزة الزيات، وكان قد قرأ عليه. وأخذ الحروف عن: أبي عمرو بن العلاء، وعن: أبي بكر بن عياش. وسمع الثوري، والأعمش، وفضيل بن مرزوق، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وزائدة، وجعفر بن برقان، ومجمع بن يحيى الأنصاري. وصحب: الفضيل، وغيره. وعنه: أحمد، وإسحاق، وابن معين، وإسحاق الكوسج، وأحمد بن الفرات، وأحمد بن عمر الوكيعي، وعبد بن حميد، وهارون الحمال، وعباس الدوري، ومحمد بن عاصم الثقفي، وخلق. قال أحمد بن حنبل: ما رأيت أفضل من حسين الجعفي. وقال ابن معين: ثقة. وقال قتيبة: قيل لسفيان بن عيينة: قدم حسين الجعفي، فوثب قائماً وقال: قدم أفضل رجل يكون) قط. وقال موسى بن داود: كنت عند ابن عيينة، فجاء حسين الجعفي، فقام

(14/110)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 111
سفيان وقبل يده. وقال يحيى بن يحيى النيسابوري: إن بقي من الأبدال أحد فحسين الجعفي. وسئل أبو مسعود أحمد بن الفرات: من أفضل من رأيت قال: الحفري وحسين الجعفي، وذكر آخرين. وقال محمد بن رافع: ثنا الحسين الجعفي، وكان راهب أهل الكوفة. وروى أبو هشام الرفاعي، وعن الكسائي قال: قال لي هارون الرشيد: من أقرأ الناس قلت: حسين بن علي الجعفي. وقال حميد بن الربيع: رأى حسين الجعفي كأن القيامة قد قامت، وكأن منادياً ينادي: ليقم العلماء فيدخلوا الجنة، فقاموا وقمت معهم، فقيل لي: إجلس، لست منهم، فأنت لا تحدث. قال: فلم يزل يحدث بعد أن لم يكن يحدث حتى كتبنا عنه أكثر من عشرة آلاف حديث. وقال أحمد بن عبد الله العجلي: هو ثقة. وكان يقريء القرآن، رأساً فيه. وكان رجلاً صالحاً، لم أر رجلاً قط أفضل منه. وروى عنه سفيان بن عيينة حديثين، ولم يره إلا مقعداً. ويقال إنه لم ينحر، ولم يطأ أنثى قط.

(14/111)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 112
وكان جميلاً لباساً، يخضب إلى الصفرة خضابه. وخلف ثلاثة عشر ديناراً. وكان من أروى الناس عن زائدة. كان زائدة يختلف إليه إلى منزله يحدثه. وكان سفيان الثوري إذا رآه عانقه، وقال: هذا راهب جعفي. قيل إنه ولد سنة تسع عشر ومائة، ومات في ذي القعدة سنة ثلاث ومائتين. الحسين بن عياش بن حازم ن. أبو بكر السلمي مولاهم اللغوي الجزري الباجدائي الرقي. عن: جعفر بن برقان، وحرام بن عثمان، وزهير بن معاوية، وغيرهم. وعنه: علي بن حميد الرقي، وعبد الحميد بن المستام الحراني،

(14/112)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 113
وهلال بن العلاء، وهو آخر من روى عنه. وثقه النسائي. وله مصنف في غريب الحديث.) قال هلال: مات بباجدا سنة أربع ومائتين. الحسين بن الوليد القرشي ن. خ. ت. مولاهم النيسابوري، الفقيه أبو عبد الله، وأبو علي. عن: ابن جريج، وعكرمة بن عمار، وشعبة، والثوري، وإبراهيم بن طهمان، وسعيد بن عبد العزيز، وعبد الرحمن بن الغسيل، وطائفة. وعنه: أحمد بن الأزهر، وأحمد بن فيض السلمي، وأحمد بن حنبل، وحميد بن زنجويه، وسلمة بن شبيب، ومحمد بن عبد الوهاب الفراء، وخلق. وثقه أحمد بن حنبل وأثنى عليه خيراً. وقال آخر: كان يطعم أصحاب الحديث الفالوذج، وكان يصلهم. كان كريماً جواداً، متمولاً فقيهاً، جليل القدر. وذكره الحاكم فقال: الثقة المأمون، شيخ بلدنا في عصره.

(14/113)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 114
وكان من أسخى الناس وأورعهم وأقرئهم للقرآن. قرأ على: الكسائي. وغزا الترك مرات، وحج مرات. ومات سنة اثنتين ومائتين، قاله محمد بن عبد الوهاب الفراء. وقال البخاري: سنة ثلاث. حفص بن سلم. أبو مقاتل السمرقندي. عن: هشام بن عروة، ومسعر، وأبي حنيفة، وعبيد الله بن عمر. وقيل: روى عن: أيوب، وله مناكير. روى، عنه علي بن سلمة اللبقي، وعتيق بن محمد، وأيوب بن الحسن النيسابوري. سئل عنه إبراهيم بن طهمان فقال: خذوا عنه عبادته وحسبكم.

(14/114)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 115
قال الحاكم في تاريخه: قد أفحش القول فيه قتيبة بن سعيد، وغيره. وتوفي سنة ثمان ومائتين. حفص بن عبد الله بن راشد خ. د. ت. ق. أبو عمرو السلمي النيسابوري: ويقال: أبو سهل.) قاضي نيسابور. عن: إبراهيم بن طهمان وهو مجود عنه، وابن أبي ذئب، وعمر بن ذر، وسفيان، ويونس بن أبي إسحاق، وجماعة. وعنه: ابنه أحمد، وقطن بن إبراهيم، ومحمد بن عقيل الخزاعي، ومحمد بن عمرو قشمرد، ومحمد بن يزيد محمش، وطائفة من أهل نيسابور.

(14/115)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 116
قال محمد بن عقيل: كان قاضياً عشرين سنة بالأثر، ولا يقضي بالرأي البتة. وقال النسائي: ليس به بأس. وقال ابنه أحمد: توفي لخمس بقين من شعبان سنة تسع ومائتين. قلت: يقع لنا حديثه بعد. حفص بن عمر. أبو عمر الزبيدي الموصلي. سمع: أبا الأحوص، وشريكاً، وعنبر بن القاسم، وجماعة. روى عنه: علي بن حرب، وغيره. مات سنة سبع ومائتين. حفص بن عمر الحبطي الرملي. نزيل بغداد. حدث عن: ابن جريج، وأبي زرعة يحيى الشيباني. وعنه: محمد بن إسحاق الصاغاني، ومحمد بن الفرج الأزرق، وجماعة. قال ابن معين: ليس بشيء.

(14/116)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 117
وفي أتباع التابعين حفص بن عمر المدني ق. اسم جده أبي العطاف. منكر الحديث. روى عن: أبي الزناد، وغيره. خرج له ابن ماجه في سننه عن إبراهيم بن المنذر، عنه.) حفص بن عمر الرازي ق روى عن: ابن المبارك.

(14/117)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 118
قال أبو حاتم: كان يكذب. نقل له ابن ماجة في تفسيره. حفص بن عمر الشامي البزار. من طبقة بقية، مجهول. روى له ابن ماجة. حفص بن عمر العدني المعروف بالفرخ. يذكر في الطبقة الآتية. واه. حفص بن عمر بن عبيد الطنافسي د. ت مقل، مقبول. خرج له الترمذي. حفص بن عمر الحوضي. أبو عمر النمري. ثقة مشهور، سيأتي إن شاء الله. حفص بن عمر الضرير. أبو عمرو البصري. سيأتي أيضاً فيما بعد.

(14/118)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 119
حفص بن عمر بن جابان. شيخ مجهول، روى عن: شعبة. له ذكر. حفص بن عمر الرفاء. يروي أيضاً عن شعبة. قال أبو حاتم: كذاب. حفص بن عمر الواسطي.) النجار الإمام. عن: العوام بن حوشب. ضعفوه. قال ابن عدي: روى عن شعبة، وعبد الحميد بن جعفر. يتكلمون فيه. وقال أبو أحمد الحاكم: يكنى أبا عمران، ويقال له الإمام. روى عنه: أحمد بن سليمان الرهاوي، وعمرو بن رافع القزويني، ووهب بن بيان، وغيرهم.

(14/119)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 120
قال أبو حاتم: ضعيف الحديث. روى أيضاً: عن ثور بن يزيد، وهمام ين يحيى، وأبان بن أبي سنان الشيباني. وقال ابن معين: ليس بشيء. وقال أبو زرعة: ليس بقوي. حفص بن عمر البغدادي العدوي. عن: معاوية بن سلام، وجماعة. وعنه: إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد، وعبد الله بن أبي سعيد الوراق. وهو مقل. حفص بن عمر الكفر. روى الأباطيل. يأتي فيما بعد، وهو كبير. حفص بن عمر. قاضي حلب. قديم الموت.

(14/120)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 121
روى عن: هشام بن حسان، ومحمد بن إسحاق، وصالح بن حسان، والفضل بن عيسى الرقاشي، وجماعة. وعنه: يحيى بن صالح الوحاظي، ومحمد بن بكار، وعامر بن سيار الحلبي، وهو منكر الحديث، لم يخرجوا له. قال أبو حاتم: ضعيف. وقال ابن حبان: لا يحل الاحتجاج به. حفص بن عمر بن مرة الشني.) أقدم من هؤلاء. روى عنه: أبو سلمة التبوذكي. وهو صدوق. خرج له أبو داود، والترمذي، وغيره. ذكرناه استطراداً، والله أعلم. حفص بن عمر بن حفص المخزومي.

(14/121)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 122
قاضي عمان. عن: الزهري، وغيره. وعنه: الهيثم بن خارجة، وسليمان ابن بنت شرحبيل، وهشام بن عمار. أحاديثه مستقيمة. قاله ابن عساكر. الحكم بن عبد الله خ. م. ت. ن. أبو النعمان البصري. عن: سعيد بن أبي عروبة، وشعبة، وأبي عوانة. وعنه: محمد بن المثنى، وعقبة بن مكرم، وأحمد البزي المقريء، وأبو قدامة عبيد الله بن سعيد السرخسي. وكان ثقة حافظاً.

(14/122)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 123
قال البخاري: حديثه معروف، كان يحفظ. الحكم بن مروان الكوفي. عن: كامل أبي العلاء، وزهير بن معاوية، وإسرائيل. وعنه: أحمد بن حنبل، وعبد الله المخرمي. قال أبو حاتم: لا بأس به.

(14/123)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 124
الحكم بن هشام بن عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان. الأمير أبو العاص الأموي الأندلسي، ملك الأندلس. ولي الأمر بعد والده. وامتدت أيامه، وأقام في الإمرة سبعاً وعشرين سنة وشهراً. ولقب نفسه بالمرتضى. وكان فارساً شجاعاًً فاتكاً جباراً ذا حزم ودهاء. وعاش خمسين سنة. هو الذي أوقع بأهل الربض الوقعة المشهورة. وكان الربض محلة متصلة بقصره، فهدمه) ومساجده. وفعل بأهل طليطلة أعظم من ذلك في سنة إحدى وتسعين ومائة. وتظاهر في صدر ولايته بالخمور والفسق، فقامت الفقهاء والكبار فخلعوه في سنة تسع وثمانين. ثم أعادوه لما تنصل وتاب، فقتل طائفة من الكبار.

(14/124)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 125
قيل: بلغوا سبعين نفساً. وصلبهم بإزاء قصره. وكان يوماً شنيعاً ومنظراً فظيعاً، فلا قوة إلا بالله. فمقتته القلوب وأضمروا له الشر، وأسمعوه الكلام المر، فتحصن واستعد، وجرت له أمور يطول شرحها. قال الوزير الفقيه أبو محمد بن حزم: كان من المجاهرين بالمعاصي، سفاكاً للدماء. كان يأخذ أولاد الناس الملاح فيخصيهم ثم يمسكهم لنفسه. وله أشعار. ولي الأمر بعد ابنه أبو المطرف عبد الرحمن. مات سنة ست. حماد بن أسامة بن زيد الحافظ.

(14/125)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 126
أبو أسامة الكوفي، مولى بني هاشم. عن: الأعمش، وإسماعيل بن أبي خالد، وأسامة بن زيد الليثي، والأجلح الكندي، وإدريس الأودي، وبريد بن عبد الله بن أبي بردة، وحبيب بن الشهيد، وبهز بن حكيم، وحسين المعلم، وزكريا بن أبي زائدة، والجريري، وهشام بن عروة، وخلق. وعنه: عبد الرحمن بن مهدي مع تقدمه ونبله، وأحمد، وإسحاق، وابن معين، وابن المديني، وأبو بكر بن أبي شيبة، وإسحاق الكوسج، وأحمد الدورقي، والحسن الحلواني، وسلمة بن شبيب، وعلي بن محمد الطنافسي، ومحمد بن عبد الله بن نمير، ومحمد بن عبد الله المخرمي، وأبو كريب، ومحمود بن غيلان، وأحمد بن عبد الحميد الحارثي، وأحمد بن عبيد بن ناصح، والحسن بن علي العامري، وخلائق. قال أحمد: أبو أسامة ثقة. كان أعلم الناس بأمور الناس وأخبار الكوفة. وما كان أرواه عن هشام بن عروة. وقال أيضاً: كان ثبتاً لا يكاد يخطيء. وقال عبد الله بن عمر بن أبان: سمعت أبا أسامة يقول: كتبت بإصبعي هاتين مائة ألف حديث.) وقال ابن الفرات: كان عنده ستمائة حديث عن هشام بن عروة.

(14/126)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 127
وقال محمد بن عبد الله بن عمار: كان أبو أسامة في زمن الثوري يعد من النساك. وروى يحيى بن اليمان: عن سفيان قال: ما بالكوفة شاب أعقل من أبي أسامة. قال البخاري: مات في ذي القعدة سنة إحدى ومائتين، وهو ابن ثمانين سنة، فيما قيل. قال الفسوي: سمعت ابن نمير يوهن أبا أسامة، ثم يعجب من أبي بكر بن أبي شيبة، مع معرفته بأبي أسامة، ثم وهو يحدث عنه. قال ابن نمير: وهو الذي يروي عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، نرى بأنه ليس بابن جابر، بل هو رجل تسمى به. قلت: تلقت الأئمة حديث أبي أسامة بالقبول لحفظه ودينه، ولم ينصفه ابن نمير. قال محمد بن عثمان بن كرامة سمعت أبا أسامة يقول: وضعت بنو أمية على رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة آلاف حديث. قلت: هذه مجازفة من أبي أسامة وغلو. والكوفي لا يسمع قوله في الأموي.

(14/127)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 128
قال أحمد العجلي: أبو أسامة ثقة وكان يعد من حكماء أصحاب الحديث، شهدت جنازته في شوال سنة إحدى ومائتين. حماد بن خالد م.. أبو عبد الله القرشي البصري الخياط. نزيل بغداد. عن: أفلح بن حميد، وأفلح بن سعيد، وابن أبي ذئب، ومعاوية بن صالح الحضرمي، وهشام بن سعد، وعدة. وعنه: أحمد بن حنبل، وأحمد بن منيع، والحسن الزعفراني، وإسحاق بن بهلول، وعمرو الناقد، وابن نمير، وجمع. قال أحمد: كان حافظاً، وكان يحدثنا وهو يخيط. كتبت عنه أنا ويحيى بن معين. وقال ابن معين: كان أمياً لا يكتب، ثقة. كان يقرأ الحديث.

(14/128)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 129
وقال غيره: كان مدنياً يخيط على باب مالك. حماد بن عيسى بن عبيدة الجهني الواسطي. وقيل البصري.) عن: جعفر الصادق، وابن جريج، وموسى بن عبيدة، وحنظلة بن أبي سفيان وغيرهم. عنه: عبد بن حميد، وإبراهيم الجوزجاني، وأبو بكر الصاغاني، وعباس الدوري، والكديمي، وآخرون. قال ابن معين: شيخ صالح. وقال أبو حاتم: شيخ ضعيف الحديث. قلت: يقال له غريق الجحفة، لأنه حج في سنة ثمان فغرق بوادي الجحفة.

(14/129)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 130
حماد بن قيراط. أبو علي النيسابوري. حدث بالري. عن: سعيد بن أبي عروبة، وشعبة بن الحجاج. وعنه: إبراهيم بن موسى الفراء، وإسحاق بن إبراهيم المروزي. نزيل الري، ثم خرج إلى الشام وتعبد هناك. قال أبو زرعة: صدوق. وقال أبو حاتم: لا يحتج به. قلت: توفي سنة اثنتين ومائتين. حماد بن مسعدة

(14/130)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 131
أبو سعيد التميمي، ويقال الباهلي، مولاهم البصري. عن: يزيد بن أبي عبيدة، وهشام بن عروة، وابن عون، وابن جريج، وعبيد الله بن عمر، وسليمان التيمي. وعنه: أحمد، وإسحاق، ويحيى بن أبي طالب، وأحمد بن الفرات، وطائفة. وثقه أبو حاتم. وتوفي في رجب سنة اثنتين ومائتين. وقع لنا حديثه بعلو. حماد بن سليمان بن المرزبان الفقيه. أبو سليمان النيسابوري، صاحب محمد بن الحسن، ويلقب قيراط. عن: شعبة، وسعيد بن أبي عروبة، وداود بن أبي هند، والثوري.) قال الحاكم: لقي جماعة من التابعين، وتفقه على كبر سنه عند محمد. روى عنه: أحمد بن الأزهر، ومحمد بن عبد الوهاب. حماد بن معقل. أبو سلمة البصري.

(14/131)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 132
عن: مالك بن دينار، وغالب القطان. وعنه: عمر بن الصلت، ومسلمة بن إبراهيم، وجعفر بن علي، وعبد الرحمن بن عمر رستة. قال أبو حاتم: صدوق. حمزة بن الحارث بن عمير ت. ق أبو عمارة العدوي، مولى آل عمر رضي الله عنه. البصري نزيل مكة. روى عن: أبيه. وعنه: إبراهيم بن عبد الله الهروي، وأحمد بن أبي شعيب الحراني، وإسحاق بن أبي إسماعيل، وبكر بن خلف ختن المقري، ورجاء بن السندي الإسفرائيني. قال ابن سعد: كان ثقة قليل الحديث. حمزة بن زياد بن سعد الطوسي. أبو محمد نزيل بغداد. حدث عن: شعبة، والثوري، ومالك، وفليح بن سليمان.

(14/132)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 133
وعنه: ابنه محمد، وموسى بن هارون الطوسي، وأحمد بن زياد السمسار. قال ابن معين: لا بأس به. وقال مهنا الشامي: سألت الإمام أحمد عنه فقال: لا تكتب عنه الخبيث. حمزة بن القاسم. أبو عمارة الأزدي الكوفي الأحول المقريء. قرأ على: حمزة مرتين وروى عنه. وعنه: أبو عمر الدوري، وأبو الحارث الليث بن خالد، وعبد الرحمن بن واقد. حميد بن عبد الحميد.) الأمير. من كبار قواد المأمون. توفي سنة عشر. حنيفة بن مرزوق أبو الحسن. عن: شعبة، وشريك. وعنه: خلاد بن أسلم، وعباس الدوري، وعلي بن شيبة السدوسي.

(14/133)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 134
4 (حرف الخاء)
خالد بن إسماعيل. أبو الوليد المخزومي، أحد المتروكين. روى عن: هشام بن عروة، وابن جريج، وعبيد الله بن عمر، وابن أبي ذئب. وعنه: الحسين بن الحسن الشيلماني، والعلاء بن مسلمة، وسعدان بن نصر، وأبو سيف محمد بن أحمد الصيدلاني، ومحمد بن المغيرة الشهرزوري. وقال ابن عدي: يضع الحديث على الثقات. وقال ابن حبان: لا تجوز الرواية عنه. قلت: من موضوعاته، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثاً قال: أسر إليها أن أبا بكر خليفتي من بعدي. رواه عنه سعدان.

(14/134)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 135
خالد بن الحسين. أبو الجنيد الضرير. كان ببغداد، روى عن: يحيى بن القاسم، وحماد الربعي، وعثمان بن مقسم، وغيرهم. وعنه: الحسن بن يزيد الجصاص، وسليمان بن توبة، وأيوب الوزان. قال ابن معين: ليس بثقة. ووهى ابن عدي حديثه. خالد بن عبد الرحمن د. ت. أبو الهيثم الخراساني المروروذي. نزيل دمشق.) عن: ابن أبي ذئب، ومالك بن مغول، وشعبة، وطائفة. سيأتي في الطبقة المقبلة. خالد بن عبد الرحمن بن خالد بن سلمة المخزومي المكي. شيخ.

(14/135)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 136
روى عنه: أبو يحيى بن أبي مرة أيضاً، وأبو الدرداء عبد العزيز بن منيب، ويحيى بن عبدل القزويني، وجماعة. سمع: مسعراً، والثوري، وورقاء. قال البخاري، وأبو حاتم: ذاهب الحديث. وقد جعله ابن عدي والذي قبله واحداً، وفرق بينهما العقيلي، وهو الصواب. خالد بن عمرو بن محمد بن عبد الله بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية د. ق

(14/136)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 137
أبو سعيد الأموي الكوفي، ابن عم عبد العزيز بن أبان. عن: هشام الدستوائي، ويونس بن أبي إسحاق، وشعبة، وسفيان، ومالك بن مغول، وطائفة كبيرة. وعنه: الحسن بن علي الخلال، والرمادي، وأحمد بن عبيد بن ناصح، وأحمد بن محمد بن أبي الخناجر، ويوسف بن مسلم، وخلق. قال أحمد بن حنبل: ليس بثقة. وقال أبو زرعة: منكر الحديث. وقال صالح جزرة: كان يضع الحديث.

(14/137)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 138
خالد بن نجيح. أبو يحيى المصري، مولى آل الخطاب. عن: حيوة بن شريح، وموسى بن علي، والليث بن سعد، ومالك، وطائفة. قال ابن يونس: منكر الحديث. وقال أبو حاتم الرازي: كذاب، كان يضع الحديث. والأحاديث التي أنكرت على عبد الله بن صالح يتوهم أنها فعله. كان يصحبه.) توفي في شوال سنة أربع ومائتين. قلت: وهذا غير المدائني، ذاك في الطبقة الآتية. خالد بن يزيد بن الأمير خالد بن عبد الله بن يزيد بن أسد القسري الدمشقي.

(14/138)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 139
عن: هشام بن عروة، وإسماعيل بن أبي خالد، وأبي حيان التيمي، وابن عون، وجماعة. وعنه: الوليد بن مسلم، وهو أكبر منه، ودحيم، وأحمد بن بكر البالسي، وأحمد بن جناب المصيصي، وآخرون، قال ابن عدي: أحاديثه لا يتابع عليها لا إسناداً ولا متناً، ولم أر لهم فيه قولاً. وقال أبو حاتم: ليس بقوي. خالد بن أبي يزيد. ويقال ابن يزيد أبو الهيثم الفارسي القرني. وقرن قرية من ناحية قطربل. عن: شعبة، وورقاء، وأبي شهاب الحناط، وجماعة. وعنه: عباس الدوري، وأبو بكر الصاغاني، وبشر بن موسى، وجماعة. وعن ابن معين قال: لم يكن به بأس.

(14/139)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 140
قلت: توفي قريباً من سنة عشر. خالد بن يزيد السلمي الدمشقي د. ق والد محمود بن خالد، عن: ليث بن أبي سليم، وعمرو بن قيس الملائي، وابن أبي ليلى الفقيه، ومطعم بن المقدام، وجماعة. وعنه: ابنه، ودحيم، وسليمان ابن بنت شرحبيل، وأحمد بن بكرويه البالسي. وثقه ابن حبان. خزيمة بن خازم بن خزيمة الخراساني الأمير. من كبار قواد المأمون، ومن أبناء الدولة العباسية. له ذكر في الحروب. توفي سنة ثلاث ومائتين بعدما عمي. وقد روى عن: ابن أبي ذئب.)

(14/140)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 141
وعنه: يعقوب بن يوسف. الخصيب بن ناصح الحارثي البصري. نزيل مصر. عن: هشام بن حسان، وشعبة، ويزيد ين إبراهيم التستري، ونافع بن عمر، وهمام بن يحيى، وجماعة. وعنه: الربيع المرادي، وبحر بن نصر الخولاني، وعبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم، وسليمان بن شعيب الكيساني، وجماعة. قال أبو زرعة: ما به بأس إن شاء الله. لم يخرجوا له. قال ابن يونس: توفي سنة ثمان ومائتين، وقيل: سنة سبع. وقيل: أصله بلخي. خلاد بن يزيد الجعفي. كوفي مقل. روى عن: يونس بن أبي إسحاق، وزهير بن معاوية، وشريك. وعنه: أبو كريب، وعبيد بن يعيش، وابن نمير.

(14/141)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 142
ذكره ابن حبان في الثقات، وقال: ربما أخطأ. خلف بن تميم بن أبي عتاب مالك. ن. ق أبو عبد الرحمن الكوفي، نزيل المصيصة. عن: سفيان، وزائدة، وأبي بكر النهشلي، وإسرائيل، وجماعة. وعنه: أبو إسحاق الفزاري مع تقدمه، وأحمد بن الخليل البرجلاني، وأحمد بن بكرويه البالسي، والحسن بن الصباح البزاز، وعباس الترقفي، وعباس الدوري، ويعقوب بن شيبة، وخلق. وقال ابن شيبة: وقال ابن شيبة: ثقة، صدوق، أحد النساك والمجاهدين، صحب إبراهيم بن أدهم. وقال أبو حاتم: ثقة. قال ابن سعد: توفي سنة ثلاث عشرة بالمصيصة.) وقال أبو مسلم المستملي، وغيره: توفي سنة ست ومائتين.

(14/142)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 143
خلف بن أيوب الفقيه. أبو سعيد العامري البلخي الحنفي. مفتي أهل بلخ وزاهدهم وعابدهم. أخذ الفقه عن أبي يوسف، و قيل إنه أدرك محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وتفقه عليه، وقد سمع منه. ومن: عوف الأعرابي، ومعمر، وإبراهيم بن أدهم وصحبه مدة. روى عنه: أحمد بن حنبل، وابن معين، وأبو كريب، وعلي بن مسلمة اللبقي، وجماعة. وكان من أعلام الأئمة رحمه الله تعالى. وقد لينه ابن معين. وقد روى له ت. حديثاً في باب فضل الفقه على العبادة: ثنا أبو ريب، ثنا خلف بن أيوب، عن عوف، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خصلتان لا يجتمعان في منافق: حسن سمت، ولا فقه في الدين.

(14/143)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 144
قال ت: غريب، تفرد به خلف. ولا أدري كيف هو. قال الحاكم في تاريخه: سمعت محمد بن عبد العزيز المذكر: سمعت محمد بن علي البيكندي الزاهد يقول: سمعت مشايخنا يذكرون أن السبب لثبات ملك آل سامان أن أسد بن نوح الأسير الماضي إسماعيل خرج إلى المعتصم، وكان شجاعاً عاقلاً، فتعجبوا من حسنه وعقله. فقال له المعتصم: هل في أهل بيتك أشجع منك. قال: لا. فما أعجب الخليفة ذلك. ثم بعد ذلك سأله كذلك فأعاد قوله وقال: هلا قلت ولم ذلك. قال: ويحك ولم ذلك. قال: لأنه ليس في أهل بيتي من وطأ بساط أمير المؤمنين وشاهد طلعته غيري ثم سأل عن علماء بلخ، فذكروا له خلف بن أيوب ووصفوا له زهده وعلمه. فتحين مجيئه للجمعة وركب إلى ناحيته. فلما رآه ترجل وقصده. فقعد خلف وغطى وجهه. فقال: السلام عليكم. فأجاب ولم يرفع رأسه. فرفع الأمير أسد رأسه إلى السماء، وقال: اللهم إن هذا العبد الصالح) يبغضنا فيك، ونحن نحبه فيك. ثم ركب ومر، فأخبر بعد ذلك أن أن خلف بن أيوب مرض، فعاده وقال: هل لك من حاجة قال: نعم !

(14/144)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 145
حاجتي أن لا تعود إلي، وإن مت فلا تصل علي وعليك السواد. فلما توفي شهد أسد جنازته راجلاً، ثم نزع السواد وصلى عليه، فسمع صوت بالليل: بتواضعك وإجلالك لخلف ثبتت الدولة في عنقك. قال: عبد الصمد بن الفضل: توفي في رمضان سنة خمس عشرة ومائتين. قلت: هذا يوضح لك أن وفادة أسد بن نوح لم تكن على المعتصم بل على المأمون، إن صحت الحكاية. توفي خلف سنة خمس ومائتين في أول رمضان، وله تسع وستون سنة. الخليل بن زكريا البصري الشيباني العبدي ق. عن: حبيب الشهيد، وابن جريج، ابن عون، وعمرو بن عبيد، وهشام بن حسان، ومجالد.

(14/145)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 146
وعنه: محمد بن عقيل النيسابوري، وإبراهيم بن نصر الكندي، والحارث بن أبي أسامة، وفضل بن أبي طالب، وأحمد بن الخلال التاجر، وجعفر بن محمد بن شاكر، وأحمد بن الهيثم بن خالد البزاز. قال أبو جعفر العقيلي: يحدث عن الثقات بالبواطيل. وقال ابن عدي: عامة حديثه لا يتابع عليه. خنيس بن بكر بن خنيس. عن: أبيه، ومسعر، ومالك بن مغول، والثوري. وعنه: محمد بن عبد الملك الدقيقي، وداود بن سليمان السامري، والحسن بن عرفة، وحمدان الوراق، وابن الفرات.

(14/146)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 147
4 (حرف الدال)
داود بن عيسى بن علي العباسي. أمير الكوفة للرشيد. روى عن: أبيه. وعنه: حفيده محمد بن عيسى بن داود، وسعيد بن عمرو، ومحمد بن عبد الرحمن المخزومي. وقد ولي إمرة الحرمين. وأقام الموسم سنة إحدى ومائتين. قال وكيع: أهل الكوفة اليوم بخير أميرهم داود بن عيسى، وقاضيهم حفص بن غياث،) ومحتسبهم حفص الدورقي. داود بن المحبر بن قحذم بن سليمان ن. ق

(14/147)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 148
أبو سليمان الطائي، ويقال الثقفي البصري، نزيل بغداد الذي جمع كتاب العقل يروي عن: شعبة، وهمام، والربيع بن صبيح، والحمادين، ومقاتل بن سليمان، والأسود بن شيبان، وطائفة. وعنه: محمد بن يحيى الأزدي، وعلي بن إشكاب، وأبو شعيب، وعبد الله بن أيوب المخرمي، والحسين بن عيسى البسطامي، وأبو أمية الطرسوسي، وإسماعيل بن أبي الحارث، ومحمد بن أحمد بن العوام، والحارث بن أبي أسامة، وجماعة. قال عبد الله بن أحمد: سألت أبي عنه فضحك، وقال: شبه لا شيء كان لا يدري ما الحديث. وقال عباس الدوري: سمعت ابن معين، وذكر داود بن المحبر. فأحسن الثناء عليه، وقال: ما زال معروفاً يكتب الحديث، ثم ترك ذلك فصحب قوماً من المعتزلة فأفسدوه. وهو ثقة.

(14/148)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 149
وقال في موضع آخر: كان ثقة، ولكنه جفا الحديث. وكان يتنسك، وجالس الصوفيين بعبادان، وكان يعمل الخوص. ثم قدم بغداد. فلما أسن أتاه أصحاب الحديث فكان يحدثهم، وكان يخطيء كثيراً ويصحف. وقال أبو زرعة: ضعيف. وقال أبو حاتم: ذاهب الحديث. وقال أبو داود: ثقة، شبه ضعيف. وقال النسائي: ضعيف. وقال الدار قطني: متروك الحديث. وقال عبد الغني بن سعيد، عن الدارقطني: كتاب العقل وضعه أربعة: أولهم ميسرة بن عبد ربه، ثم سرقه منه داود بن المحبر فركبه بأسانيد غير ميسرة، وسرقه عبد العزيز بن أبي رجاء فركبه بأسانيد أخر، ثم سرقه سليمان بن عيسى السجزي، فأتى بأسانيد أخر. أو كما قال.

(14/149)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 150
وقال الخطيب: لو لم يكن له غير وضعه كتاب العقل بأسره لكان دليلاً كافياً على ما ذكرته من أنه غير ثقة. قلت: روى ق، عن ثقة، عن داود: ثنا الربيع بن صبيح، عن يزيد الرقاشي، عن أنس: قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: تنفتح عليكم مدينة يقال لها قزوين، من رابط فيها أربعين ليلة كان له في الجنة عامود من ذهب وزمردة خضراء، على ياقوته حمراء، لها سبعون ألف مصراع. الحديث. وهو حديث موضوع. توفي في جمادى الأولى سنة ست ومائتين.

(14/150)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 151
داود بن يحيى بن يمان العجلي الكوفي. ثبت حافظ ماهر. روى عن: أبيه. وكتب في حدود السبعين ومائة وبعدها. سمع منه: معاوية بن عمرو الأزدي. توفي سنة ثلاث ومائتين شاباً. ولو عاش لكان له شأن. داود بن يزيد. أمير السند. توفي سنة خمس ومائتين. دبيس بن حميد الملائي.

(14/151)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 152
عن: سفيان الثوري، وحمزة الزيات، وعبد الحميد ين حميد الرؤاسي. وعنه: علي بن جعفر الأحمر، ومحمد بن الأصبهاني، وعلي بن محمد الطنافسي، وعبد المؤمن بن علي الزعفراني. قال أبو حاتم: ضعيف.

(14/152)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 153
4 (حرف الراء)
روح بن أسلم ت. أبو حاتم الباهلي البصري. عن: زائدة، وحماد بن سلمة، وجماعة. وعنه: أبو محمد الدارمي، وحميد بن زنجويه، ومحمد بن يونس الكديمي، وآخرون. قال أبو حاتم: لين الحديث. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال البخاري: يتكلمون فيه.)

(14/153)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 154
روح بن عبادة بن العلاء بن حسان ع

(14/154)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 155
أبو محمد القيسي البصري الحافظ. سمع: ابن عون، وأيمن بن نابل، وحسيناً المعلم، وحاتم بن أبي صغيرة، وابن جريج، وسعيد بن أبي عروبة، وأشعث بن عبد الملك الحمراني، وزكريا بن إسحاق، وشعبة، وخلقاً. وعنه: أحمد، وإسحاق، وبندار، وابن نمير، وهارون الحمال، وإبراهيم الجوزجاني، وأحمد بن سعيد الرباطي، وإسحاق الكوسج، وعبد بن حميد، والحارث بن أبي أسامة، وبشر بن موسى، ومحمد بن أحمد بن أبي العوام، والكديمي، وأبو قلابة، وخلق كثير. قال الكديمي: سمعت ابن المديني يقول: نظرت لروح بن عبادة في أكثر من مائة ألف حديث، كتبت منها عشرة آلاف. وقال يعقوب بن شيبة: كان روح أحد من يتحمل الحمالات، وكان سرياً، كثير الحديث جداً، سمعت علي بن المديني يقول: من المحدثين قوم لم يزالوا في الحديث لم يشغلوا عنه. نشأوا، فطلبوا، ثم صنفوا، ثم حدثوا، منهم روح بن عبادة. وقال أبو بكر الخطيب: روح بن عبادة قدم بغداد وحدث بها مدة، ثم انصرف إلى البصرة فمات بها، وكان كثير الحديث. صنف الكتب في السنن،

(14/155)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 156
والأحكام، وجمع التفسير. وكان ثقة. وقال أبو مسعود الرازي: ضعف على روح بن عبادة اثنا عشر أوثلاثة عشر، فلم ينفد قولهم فيه. قلت: صدقه ابن معين، وغيره. وما تكلم فيه أحد بحجة. وتكلم فيه ابن مهدي، ثم رجع عن ذلك. توفي في جمادى الأولى سنة خمس ومائتين، وغلط من قال سنة سبع. وحديثه في الكتب الستة ومسانيد الإسلام.

(14/156)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 157
ريحان بن سعيد بن المثنى د. ت أبو عصمة القرشي السامي الناجي، أخو المثنى، وروح، والمغيرة. كان إمام مسجد عباد بن منصور بالبصرة. سمع: عباد بن منصور، وشعبة، وروح بن القاسم.

(14/157)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 158
وعنه: أحمد، وإسحاق، وإبراهيم الدورقي، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، ومحمد بن حسان) الأزرق، وآخرون. قال النسائي، وغيره: ليس به بأس. قال ابن سعد: توفي سنة ثلاث أو أربع ومائتين.

(14/158)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 159
4 (حرف الزاي)
الزحاف بن أبي الزحاف الإصبهاني. أبو محمد. عن: هشام بن حسان، وابن جريج، والمثنى بن الصباح: وله بإصبهان عقب. وعنه: ابنه جعفر، وعقيل بن يحيى، وغيرهما. زحر بن حصن الطائي. يروي عن: أبيه، وعمه. وعنه: زكريا بن يحيى الطائي. توفي سنة أربع ومائتين. زهير بن نعيم البابي الزاهد.

(14/159)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 160
أبو عبد الرحمن. نزل البصرة وروى عن: سلام بن أبي مطيع، وبشر بن منصور السليمي. وعنه: عارم، والفلاس، وأحمد الدورقي، وعبد الرحمن رستة، وأحمد بن عصام الأصبهاني، وطائفة. قال سهل بن عاصم: سألت زهير البابي: ألك حاجة. قال: نعم، أن تتقي الله. وعنه قال: جالست الناس خمسين سنة، فما رأيت أحداً إلا وهو يتبع الهوى، حتى أنه ليخطيء، فيحب أن الناس قد أخطأوا. وعنه: وددت أن الخلق أطاعوا الله، وأني عذبت بالمقاريض. زيد بن الحباب بن الريان.

(14/160)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 161
أبو رومان.) وأبو الحسين العكلي الخراساني، ثم الكوفي. والحباب ضرب من الحيات. كان حافظاً زاهداً جوالاً. روى عن: أسامة ين زيد الليثي، وأسامة بن زيد بن أسلم، وأيمن بن نابل، وسيف بن سليمان المكي، وعكرمة بن عمار، والضحاك بن عثمان، وقرة بن خالد، ومالك بن مغول، وموسى بن علي بن رباح، وموسى بن عبيدة، ويحيى بن أيوب، ومعاوية بن صالح، والحسين بن واقد المروزي، وخلق. طلب العلم بعد الخمسين ومائة. وروى عنه: أحمد بن حنبل، وأبو خيثمة، ومحمد بن رافع، وأبو إسحاق الجوزجاني، وأحمد بن سليمان الرهاوي، والحسن بن علي الحلواني، وسلمة بن شبيب، وأبن نمير، وأبو كريب، ويحيى بن طالب. ومن القدماء: يزيد بن هارون، وهو أكبر منه. وثقه ابن المديني وغيره. وقال أحمد: كان صاحب حديث كيساً، قد رحل إلى مصر وخراسان في الحديث، وما كان أصبره على الفقر. كتبت عنه بالكوفة وههنا. وقد ضرب في الحديث إلى الأندلس. نقله المروذي، عن أحمد.

(14/161)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 162
قال الخطيب: ظن أحمد أبو عبد الله أن زيداً سمع من معاوية بن صالح بالأندلس، وكان على قضائها، وهذا وهم. وأحسب أن زيداً سمع منه بمكة، فإن عبد الرحمن بن مهدي سمع منه بمكة. وقال الخطيب: روى عنه: عبد الله بن وهب، ويحيى بن أبي طالب وبين وفاتيهما ثمان وسبعون سنة. وقال مطين، وغيره: توفي سنة ثلاث ومائتين. وقال بعضهم، عن علي بن حرب قال: أتينا زيداً، فلم يكن له ثوب يخرج فيه إلينا، فجعل الباب بيننا وبينه حاجزاً، وحدثنا من ورائه. زيد بن واقد.) أبو علي السمتي البصري. نزيل الري.

(14/162)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 163
عن: أبي هارون العبدي، وإسماعيل السدي، وحميد الطويل. وعنه: سهل بن زنجلة، وأبو حاتم الرازي وقال: كان شيخاً كبيراً فانياً. وقال أبو زرعة: رأيته يحدث، ليس بشيء. قلت: هذا أكبر شيخ لأبي حاتم، وهو آخر من روى في الدنيا عن السدي. قال أبو حاتم: هو بصري ثقة. زيد بن يحيى بن عبيد د. ن. ق. أبو عبد الله الخزاعي الدمشقي. عن: أبي سعيد حفص بن غيلان، وخليد بن دعلج، والأوزاعي، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، وعفير بن معدان، وجماعة. وعنه: أحمد بن حنبل، وأحمد بن الأزهر، وأيوب بن محمد الوزان، وشعيب بن شعيب بن إسحاق، وعباس الترقفي، وأبو محمد الدارمي، ويحيى بن عثمان الحمصي، وطائفة. وثقه أحمد، وغيره.

(14/163)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 164
وشهد جنازته أبو زرعة الدمشقي سنة سبع، ودفن بباب الصغير. قال أبو زرعة: وكان من أهل الفتوى بدمشق. وقال ابن معين: كتبت عنه، وكان صاحب رأي. زينب بنت الأمير سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس العباسية الهاشمية. كانت صغيرة مع أهلها بالحميمة في آخر أيام بني أمية. ثم نشأت في السعادة والنعمة، وأدركت عدة خلفاء من بني عمها، وعاشت إلى هذا الوقت. وإليها ينسب بنو العباس الزينبيون أولاد عبد الله ولدها ابن محمد بن إبراهيم الإمام. روت عن: أبيها. وعنها: عاصم بن علي، وأحمد بن الخيل بن مالك، ومحمد بن صالح القرشي، وعبد الصمد الهاشمي والد إبراهيم. وحكى عنها المأمون، وكان يحترمها ويجلها. ويقال إنها عاشت بعد المأمون، فالله أعلم.) ذكرها ابن عساكر.

(14/164)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 165
4 (حرف السين)
سالم بن نوح البصري العطار م. د. ت. ق عن: سعيد الجريري، ويونس بن عبيد، وعبيد الله بن عمر. وعنه: قتيبة، وأحمد بن حنبل، وبندار، وخليفة بن خياط، وعبد الرحمن بن بشر بن الحكم، ومحمد بن المثنى، ومحمد بن عبد الله بن حفص الأنصاري، وعمر بن شبة. قال البخاري: توفي بعد المائتين. ووثقه أبو زرعة.

(14/165)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 166
وقال أبو حاتم: لا يحتج به. قال أحمد بن حنبل: كتبنا عنه حديثاً واحداً لا بأس به. سعد بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف خ. ن أبو إسحاق، أخو يعقوب، ووالد عبد الله، وعبيد الله الزهري. سمع: أباه، وابن أبي ذئب، وعبيدة بن أبي رائطة. وعنه: ابناه، ومحمد بن سعد الكاتب، ومحمد بن الحسين البرجلاني. قال أحمد: لم يكن به بأس. ولكن يعقوب أقرأ للكتب وأحد رأساً منه.

(14/166)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 167
وقال أحمد العجلي: لا بأس به، وكان على قضاء واسط. وقال غيره: عزل عن القضاء، فلحق بالحسن بن سهل، فولاه قضاء عسكر بفم الصلح، ومات بالمبارك سنة إحدى ومائتين. وثلاث وستون سنة. سعيد بن زكريا الآدم. أبو عثمان المصري، مولى مروان بن الحكم الأموي. سمع: الليث، وشهاب بن خراش، ومفضل بن فضالة. وعنه: الحارث بن مسكين، وأبو الطاهر بن السرح، وسليمان المهري، وسليمان بن شعيب الكيساني. قال سليمان المهري: كان سعيد الآدم لو قيل له إن القيامة تقوم غداً ما استطاع أن يزداد من العبادة.) وقال الحارث بن مسكين، عن عبد الرحمن بن القاسم: رأيت كأنه يقال لي إن الله يصلي عليك وعلى سعيد بن زكريا.

(14/167)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 168
توفي سنة سبع ومائتين، وكانت له عبادة وفضل. توفي بإخميم. ورخه ابن يونس. سعيد بن زكريا المدائني. مر قبل المائتين. سعيد بن سفيان الجحدري البصري ت عن: داود بن أبي هند، وابن عون، وكهمس، وشعبة، وعبد الله بن معدان. وعنه: بندار، وزيد بن أخرم، ومحمد بن المثنى، وعقبة بن مكرم، وغيرهم. توفي سنة أربع أو خمس ومائتين. قال أبو حاتم: محله الصدق. وقال علي بن المديني: سعيد بن سفيان ذهب حديثه. سعيد بن سلم بن قتيبة بن مسلم.

(14/168)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 169
الأمير أبو محمد الباهلي الخراساني. ولي خراسان، وكان بصيراً بالحديث والعربية. سمع: ابن عون، وأبا يوسف القاضي، وغيرهما. وعنه: علي بن خشرم، وابن الأعرابي صاحب العربية، ومحمود بن غيلان. قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: أتيته وكان عنده حديث عن ابن عون، محله الصدق. سعيد بن الصباح. أبو سعيد النيسابوري الزاهد. أخو يحيى بن الصباح وإليهما ينسب بنيسابور محله وخان كبير. رحل وسمع من: مالك بن مغول، ومسعر، وشعبة، وسفيان. وعنه: أحمد بن يوسف، وأحمد بن حفص، وعلي بن سلمة اللبقي، وأحمد بن يحيى بن الصباح، وآخرون. قال أحمد بن حفص: لم أر أعبد ولا أزهد منه. وقال ابن أبي حاتم: ثنا يوسف بن إسحاق الرازي: ثنا أحمد بن الوليد، ثنا سعيد بن الصباح:) سمعت سفيان الثوري، وذكر عنده رجل، فقال:

(14/169)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 170
لقد شرع في الدين ما لم يأذن به الله. سعيد بن عامر. أبو محمد الضبعي البصري الزاهد، مولى بني عجيف. وأخواله بنو ضبيعة. عن: حبيب بن الشهيد، ومحمد بن عمرو بن علقمة، وابن أبي عروبة، وحميد بن الأسود، ويونس بن عبيد، وهمام بن يحيى، وصالح بن رستم، وجماعة. وعنه: أحمد، وإسحاق، وابن معين، وابن المديني، وبندار، وعبد، والدارمي، ومحمود بن غيلان، وعبد الله بن محمد بن مضر الثقفي، ومحمد بن أحمد بن أبي العوام، وأحمد بن الفرات، والحارث بن أبي أسامة، وخلق. قال محمد بن الوليد البسري: سمعت يحيى بن سعيد يقول: هو شيخ المصر منذ أربعين سنة.

(14/170)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 171
وقال أبو داود: قال يحيى بن سعيد: إني لأغبط جيران سعيد بن عامر. وقال زياد بن أيوب، وابن الفرات: ما رأينا بالبصرة مثل سعيد بن عامر. وقال ابن معين: ثنا سعيد بن عامر الثقة المأمون. وقال أبو حاتم: كان رجلاً صالحاً صدوقاً، في حديثه بعض الغلط. وقال أحمد بن حنبل: ما رأيت أفضل منه، ومن الحسين الجعفي. وقال الخطيب: حدث عنه ابن المبارك، ومحمد بن يحيى بن المنذر القزاز، وبين وفاتيهما مائة وتسع سنين. وقال ابن حبان: مات لأربع بقين من شوال سنة ثمان ومائتين، وهو ابن ست وثمانين سنة رحمه الله. سعيد بن هبيرة بن عديس بن أنس بن مالك الكعبي. أبو مالك المروزي. عن: حماد بن سلمة، وجرير بن حازم، وجويريه بن أسماء، وأبي عوانة، وداود بن أبي الفرات. وعنه: أحمد بن سعيد الدارمي، وأحمد بن منصور زاج، ورجاء بن مرجا،

(14/171)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 172
والسري بن خزيمة. قال أبو حاتم: ليس بالقوي.) سعيد بن مسلمة بن هشام بن عبد الملك بن مروان ت. ق. ومنهم من زاد في نسبه أمية بين مسلمة، وهشام. وكان بالجزيرة. وروى عن: هشام بن عروة، وإسماعيل بن أمية، وابن عجلان، والأعمش، وجعفر الصادق، وجماعة. وعنه: محمد بن الصباح الجرجرائي، وأيوب بن محمد الوزان، وعبد الله بن ذكوان القاريء، ودحيم، ومحمد بن مسعود العجمي، ويونس بن بحر قاضي جبلة، وجماعة. قال البخاري: منكر الحديث، في حديثه نظر. وضعفه النسائي. وقال ابن عدي: أرجو أنه ممن لا يترك حديثه.

(14/172)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 173
سعيد بن واصل. أبو عمر الحرشي البصري. عن: شعبة، وجعفر بن برقان. وعنه: سعيد بن عون، ومحمد بن المختار، ومحمد بن يحيى الذهلي، وعباس الدوري، وجماعة. وقال ابن المديني: ذهب حديثه. وقال النسائي: متروك. وقال أبو حاتم: لين الحديث.

(14/173)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 174
سعيد بن وهب. أبو عثمان السامي مولاهم البصري الشاعر المشهور. وكان مختصاً بآل برمك، ثم إ، ه تنسك وغسل أشعاره. توفي سنة تسع ومائتين. وهو القائل: قدمي اعتورا رملالكثيب. الأبيات. سعيد بن يحيى) أبو سفيان الحميري الواسطي. سمع: معمراً، والعوام بن حوشب، وعوفاً الأعرابي، والضحاك بن حمزة، وجماعة.

(14/174)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 175
وعنه: يعقوب الدورقي، وعبد الله المخرمي، ومحمد بن وزير، ومحمد بن يحيى الذهلي، وأحمد بن سنان، وجماعة. وثقة أبو داود، وغيره. توفي سنة اثنتين وفي شعبان، وله تسعون سنة. وقد ضعفه ابن سعد. سفيان بن حمزة بن عروة الأسلمي ق المدني، أبو طلحة، عم حمزة بن مالك. عن: عروة بن سفيان، وكثير بن زيد. وعنه: إبراهيم بن حمزة الزبيدي، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وجماعة. قال أبو حاتم: صالح الحديث. سفيان بن عقبة السوائي الكوفي.

(14/175)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 176
أخو قبيصة. عن: حسين المعلم، ومسعر، وحمزة الزيات، وسفيان. وعنه: أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، ومحمود بن غيلان، وعبد الله بن محمد بن شاكر، وطائفة. قال ابن نمير: لا بأس به. سلم بن سلام الواسطي. عن: شعبة، وشيبان، وبكر بن خنيس. وعنه: أحمد بن سنان، وخلف بن محمد كردوس، ومحمد بن عبد الملك، وعلي بن إبراهيم الواسطيون، وغيرهم. سلمة بن سليمان المروزي خ. ن. المؤدب.

(14/176)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 177
عن: أبي حمزة السكري، وعبد الله بن المبارك.) وعنه: أحمد بن أبي رجاء الهروي، وأحمد بن سعيد الرباطي، وعبدة بن عبد الرحمن المروزي، ومحمد بن أسلم الطوسي، ومحمد بن عبد الله بن قهزاد، وجماعة. وكان من جلة العلماء. قال أحمد بن منصور زاج: حدثنا بنحو من عشرة آلاف حديث من حفظه. وقال النسائي: ثقة. قيل: مات سنة ثلاث أو أربع ومائتين. وأما البخاري فقال: قال محمد بن الليث: توفي سنة ست وتسعين ومائة. سلمة بن سليمان الأزدي الموصلي. عن: عبد العزيز بن أبي رواد، وخليل بن دعلج، وسفيان الثوري. وعنه: علي بن حرب، ومحمد بن يزيد الرياحي. لينه ابن عدي، وأبو الفتح الأزدي. توفي سنة سبع ومائتين. سلمة بن عبد الملك العوصي الحمصي ت.

(14/177)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 178
شيخ ن، أحد شيوخ الحديث. سمع: إسرائيل، والحسن بن حي وأخاه علياً، وعبيد الله بن عمر، وعبد العزيز بن أبي رواد. وعنه: أحمد بن الفرج الحجازي، وأحمد بن أبي الحواري، وغيرهم. له حديث في النسائي. ذكره صاحب الأصل في الطبقة الخامسة، وقد تحول إلى طبقة الشافعي. سلمة بن عقار. وثقه ابن معين. يروي عن: فضيل بن عياض، وحماد بن زيد. وعنه: أحمد بن إبراهيم الدورقي، وسعدان بن يزيد. سليمان بن الحكم بن عوانة الكلبي. حدث عن: أبيه، والعلاء بن كثير الشامي، والقاسم بن الوليد الكوفي. وعنه: محمد بن الصباح الجرجرائي، ومحمد بن قدامة المصيصي،

(14/178)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 179
ومحمد بن أبي العوام) الرياحي. متروك. سليمان بن داود بن الجارود.

(14/179)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 180
أبو داود البصري، الفارسي الأصل. مولى آل الزبير الطيالسي الحافظ مصنف المسند المشهور. سمع: هشاماً الدستوائي، ومعروف بن خربوذ، وأيمن بن نابل، وشعبة، وسفيان، وبسطام بن مسلم، وصالح بن أبي الأخضر، وأبو عامر الخزاز، وطلحة بن عمرو، وخلقاً سواهم. وعنه: جرير بن عبد الحميد أحد شيوخه، وأبو حفص الفلاس، وعباس الدوري، ومحمد بن سعد الكاتب، وبندار، ويعقوب الدورقي، وأخوه أحمد، والكديمي، وهارون بن سليمان، وأحمد بن الفرات، ويونس بن حبيب، وخلق. قال الفلاس: ما رأيت أحفظ منه. وقال عبد الرحمن بن مهدي: هو أصدق الناس. وقال أحمد بن عبد الله العجلي: رحلت إلى أبي داود فأصبته قد مات قبل قدومي بيوم. قال: وكان قد شرب البلاذر فجذم. وقال سليمان بن حرب: كان شعبة يحدث، فإذا قام قعد أبو داود وأملى من حفظه ما مر في المجلس. وقال عامر بن إبراهيم: سمعت أبا داود يقول: كتبت عن ألف شيخ.

(14/180)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 181
وجاء عنه أنه كان يسرد من حفظه ثلاثين ألف حديث. وحدث عبد الرحيم بن أبي حاتم، عن يونس بن حبيب قال: قال أبو داود: كنا ببغداد، وكان شعبة وابن إدريس يجتمعان يتذاكرون، فذكروا باب المجذوم فقلت: ثنا ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن خارجة بن زيد قال: كان معيقيب يحضر طعام عمر، فقال له: يا معيقيب، كل مما يليك. فقال شعبة: يا أبا داود لم تجيء بشيء أحسن مما جئت به. وقال وكيع: ما بقي أحد أحفظ لحديث طويل من أبي داود. قال: فذكر ذلك لأبي داود، فقال: قل له ولا قصير.) وقال علي بن أحمد بن النضر: سمعت ابن المديني يقول: ما رأيت أحفظ من أبي داود الطيالسي. وقال عمر بن شبة: كتبوا عن أبي داود بأصبهان أربعين ألف حديث، وليس معه كتاب. وقال حفص بن عمر المهرقاني: كان وكيع يقول: أبو داود جبل العلم. وقال إبراهيم بن سعيد الجوهري: أخطأ أبو داود في ألف حديث. قال خليفة وغيره: توفي سنة أربع ومائتين. وآخر من روى عن أبي داود محمد بن أسد المديني، سمع منه مجلساً

(14/181)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 182
واحداً. وقد سمعنا مسند أبي داود من أصحاب ابن خليل الآدمي الحافظ. وقد تكلم فيه محمد بن المنهال الضرير، وقال: كنت أتهمه. قال لي: لم أسمع من ابن عون. قال: ثم سألته بعد ذلك: أسمعت من ابن عون. فقال: نعم، نحو عشرين حديثاً. سليمان بن صالح. أبو صالح الليثي مولاهم المروزي سلمويه، صاحب ابن المبارك أكثر عنه. وسمع من: أوس بن عبد الله بن بريدة. وعنه: إسحاق بن راهويه، وأحمد بن شبويه، ومحمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة. وعمر دهراً. قيل أنه عاش نحواً من مائة سنة. روى له خ مقروناً بغيره، وهو من أكبر أصحاب ابن المبارك. سليمان بن عيسى السجزي.

(14/182)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 183
يروي عن: ابن عون، وشعبة. وعنه: احمد بن يوسف، ومحمد بن أشرس، ومحمد بن يزيد السلميون. وكان متهماً بالكذب. له عدة أحاديث موضوعة، ساقها ابن عدي وقال: وضاع. وذكره الحاكم في تاريخه وقال: يكنى أبا يحيى، ويقال: أبو الربيع، روى عن: عبيد الله بن عمر، وابن عون، وداود بن أبي هند، وأكثر عن الثوري، ومالك.) وروى عنه جماعة من أكابر مشايخ الحديث عن غير معرفة فهم بحاله. إلى أن قال: وأكثر تعجبي من إمام أهل الحديث يحيى بن يحيى أنه روى عنه وخفي عليه حاله. سليم بن عثمان الفوزي. أخو خطاب، حمصي. زعم أنه سمع من محمد بن زياد الألهاني، فروى عنه أحاديث منكرة. روى عنه: محمد بن عوف، وأخوه خطاب، وأبو حميد أحمد بن محمد بن سيار العوهي، وسليمان بن سلمة.

(14/183)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 184
قال ابن عوف: لم نكن نتهمه. قلت: روى ابن عدي، وعن الغساني، عن عبد الرحمن، فذكر حديثاً. السميدع بن واهب بن سوار الجرمي البصري ت عن: شعبة، ومبارك بن فضالة. قال أبو حاتم: ما قديماً، سمع من شعبة سبعة آلاف حديث. وروى عنه: صالح بن عدي، وعمر بن شبة، ومحمد بن يونس الكديمي. قال أبو حاتم: صدوق.

(14/184)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 185
قلت: له حديث في الغساني يقع بعلو في الغيلانيات. السندي بن شاهك. الأمير أبو نصر، مولى أبي جعفر المنصور. ولي إمرة دمشق للرشيد، ثم وليها بعد المائتين. وكان ذميم الخلق سندياً يجعل القول قول المدعي. ويروى أن السندي هدم سور دمشق. وقد ضرب مرة رجلاً طويل اللحية، فجعل يقول: العفو يا ابن عم رسول الله فقال: والك أهاشمي أنا فقال: يا سيدي، تريد لحية وعقلاً. وقال خليفة: توفي السندي سنة أربع ومائتين ببغداد. السندي بن عبدويه الكلبي الرازي.

(14/185)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 186
أبو الهيثم قاضي قزوين وهمذان. واسمه سهيل بن عبد الرحمن.) روى عن: إبراهيم بن طهمان، وأبي بكر النهشلي، وجرير بن حازم، وعمرو بن أبي قيس. وعنه: أحمد بن الفرات، ومحمد بن حماد الطهراني، ومحمد بن عمار. ورآه أبو حاتم وسمع كلامه. وروي أن أبا الوليد الطيالسي قال: ما رأيت بالري أعلم من السندي بن عبدويه، ومن يحيى بن الضريس. قلت: وقع حديثه بعلو في جزء ابن ثابت، ويقال: اسمه سهل بن عبدويه. سورة بن الحكم الكوفي. الفقيه، نزيل بغداد. يروي عن: شيبان النحوي، وسليمان بن أرقم. وعنه: محمد بن هارون، وعباس الدوري، وجماعة. وكان من كبار الحنفية. سويد بن عمرو م. ت. ن. ق.

(14/186)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 187
أبو الوليد الكلبي الكوفي العابد. روى عن: داود الطائي، وعبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون، وحماد بن سلمة، وغيرهم. وعنه: أحمد بن حنبل، وأبو كريب، وإسحاق بن بهلول، وجماعة. وكان ثقة. سهل بن حسام بن مصك. عن: شعبة، وغيره. وعنه: محمد بن مرزوق. توفي سنة اثنتين ومائتين. سهل بن حماد العنقزي.

(14/187)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 188
أبو عتاب الدلال البصري. عن: عباد بن منصور، وقرة بن خالد، وشعبة، وجماعة. وعنه: الدارمي، وأبو إسحاق الجوزجاني، ومحمد بن يحيى بن المنذر القزاز، وأبو قلابة الرقاشي، وجماعة.) قال أحمد بن حنبل: لا بأس به. قلت: توفي سنة ثمان، وهو بكنيته أشهر. وقال أبو حاتم: صالح الحديث. سهل بن المغيرة. أبو علي البزاز، إمام مسجد عثمان ببغداد. حدث عن: أبي معشر السندي، وإسماعيل بن جعفر، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وعباد بن عباد، وطائفة. وعنه: ابنه علي، ويحيى بن معلى بن منصور، ومحمد بن سهل بن عسكر.

(14/188)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 189
محله الصدق. سيف بن عبيد الله ن. أبو الحسن الجرمي البصري السراج. عن: شعبة، والأسود بن شيبان، والمسعودي، وورقاء، وجماعة. وعنه: عمرو بن الفلاس، وعمر بن الخطاب السجستاني، وحفص بن عمر السياري، وإسحاق بن يسار النصيبي، وآخرون. قال الفلاس: كان من خيار الخلق. وقال عمرو بن يزيد الجرمي: ثقة.

(14/189)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 190
4 (حرف الشين)
شبابة بن سوار ع أبو عمرو الفزاري مولاهم المدائني. عن: ابن أبي ذئب، ويونس بن أبي إسحاق، وشعبة، وإسرائيل،

(14/190)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 191
وحريز بن عثمان، وعبد الله بن العلاء بن زيد وطائفة. وعنه: أحمد، وابن راهويه، وابن المديني، وابن معين، وأحمد بن الفرات، والحسن الحلواني، وأبو خيثمة، ومحمد بن عاصم الثقفي، وعباس الدوري، وخلق. قال ابن المديني، وغيره: كان يرى الإرجاء. وقال أحمد العجلي: قيل لشبابة: أليس الإيمان قولاً وعملاً.) قال: إذا قال فقد عمل. وقال أبو زرعة: رجع شبابة عن الإرجاء. وقال أحمد بن حنبل: كان شعبة يتفقد أصحاب الحديث، فقال يوماً: ما فعل ذاك الغلام الجميل، يعني شبابة. وقال ابن قتيبة: خرج إلى مكة فمات بها. وقال جماعة: توفي سنة ست ومائتين.

(14/191)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 192
شجاع بن الوليد بن قيس. أبو بدر السكوني الكوفي العابد، نزيل بغداد.

(14/192)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 193
عن: عطاء بن السائب، وليث بن أبي سليم، ومغيرة بن مقسم، وقابوس بن أبي ظبيان، وخصيف، والأعمش، وموسى بن عقبة، وهشام بن عروة، وجماعة. وعنه: ابنه أبو همام، والوليد بن شجاع، وأحمد، وإسحاق، وابن معين، وأبو عبيد، وعلي بن المديني، وأبو بكر الصنعاني، وسعدان بن نصر، ويحيى بن أبي طالب، ومحمد بن المنادي، وعبد الله بن روح، وخلق. قال أحمد بن حنبل: صدوق. وقال ابن سعد: كان أبو بدر كثير الصلاة ورعاً. وقال الثوري: لم يكن بالكوفة أعبد منه. وقال المروذي: قال أبو عبد الله: كنت مع ابن معين، فلقي أبا بدر فقال له: يا شيخ اتق الله، وانظر هذه الأحاديث لا يكون ابنك يعطيك. قال أبو عبد الله: فاستحييت وتنحيت. فبلغني أنه قال: إن كنت كاذباً فعل الله بك وفعل. قال أبو عبد الله: أرجو أن يكون صدوقاً. ثم وثقه ابن معين وأنصفه. وروى عنه توثيقه أحمد بن زهير، وغيره. وأما أبو حاتم فقال: لين الحديث، لا يحتج به، إلا أن عنده عن محمد بن عمرو أحاديث صحاح. قال ابن سعد، وأبو حسان الزيادي: توفي سنة أربع ومائتين.)

(14/193)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 194
وقال البخاري: سنة خمس. شريح بن يزيد د. ن أبو حيوة الحضرمي الحمصي. المقريء المؤذن. عن: صفوان بن عمرو، وسعيد بن عبد العزيز، وأبي البر هشيم حدير بن معدان، وجماعة. وعنه: ابنه حيوة بن شريح، وإسحاق بن راهويه، وأحمد بن الفرج الحجازي، وآخرون. توفي سنة ثلاث ومائتين.

(14/194)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 195
قرأ على الكسائي، وله اختيار في القراءة شاذ. شعيب بن بيان البصري الصفار. عن: أبي ظلال القسملي، وشعبة، وغيرهما. وعنه: سليمان بن سيف الحراني، ومحمد بن يونس الكديمي، وإبراهيم بن المستمر العروقي، وجماعة. توفي سنة بضع ومائتين.

(14/195)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 196
4 (حرف الصاد)
صالح بن عبد الكريم البغدادي العابد. أخذ عن: سفيان الثوري. حكى عنه: علي بن الموفق، ومحمد بن الحسين البرجلاني. وكان يقول: يا أصحاب الحديث ما ينبغي أن يكون أحد أزهد منكم، وإنما تقلبون دواوين الموتى ليس بينكم وبين النبي صلى الله عليه وسلم أحد إلا وقد مات. صدقة بن سابق الكوفي. سمع: محمد بن إسحاق. وعنه: أبو يحيى صاعقة، ومحمد بن أبي عتاب الأعين، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، وسعدان بن نصر، وغيرهم. وما علمت أحداً ضعفه. صفوان بن هبيرة ق

(14/196)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 197
أبو عبد الرحمن التيمي العيشي البصري.) عن: أبيه، وعيسى بن المسيب البجلي، وابن جريج، وأبي مكين نوح بن ربيعة، وغيرهم. وعنه: الحسن بن علي الخلال، ومحمد بن عمر المقدمي، ومحمد بن يحيى الذهلي، وأبو قلابة الرقاشي، وجماعة. قال أبو حاتم: شيخ. له حديث واحد عند ابن ماجة في المريض يشتهي شيئاً. صلة بن سليمان. أبو زيد العطار. عن: محمد بن عمرو، وهشام بن حسان.

(14/197)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 198
وعنه: محمد بن عبد الملك الدقيقي، وغيره. قال أبو داود، وغيره: كذاب. وقد ذكره ابن عدي، وأورد له بلايا منها: محمد بن حرب النسائي: ثنا صلة، عن ابن جريج، وعن عطاء، عن ابن عباس مرفوعاً: من حج عن والديه أو قضى عنهما مغرماً بعث مع الأبرار. وله عن أشعث الحداني، وعنه أيضاً: القاسم بن عيسى الطائي، وسليمان بن أحمد الواسطي. وروى عباس الدوري، عن ابن معين قال: كان صلة ببغداد يكذب. ترك الناس حديثه. صيفي بن ربعي الأنصاري الكوفي.

(14/198)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 199
عن: ابن أبي ذئب، وشعبة، والثوري، وجماعة. وعنه: أبو كريب، والحسين بن يزيد الطحان، وغيرهما. قال أبو حاتم: صالح الحديث.

(14/199)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 200
4 (حرف الضاد)
الضحاك بن عثمان بن الضحاك بن عثمان بن عبد الله الحزامي الصغير. يروي عن: جده، ومالك. وعنه: ابنه محمد، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وغيرهما. وكان نسابة قريش، عارفاً بالأخبار وأيام الناس. ضمرة بن ربيعة)

(14/200)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 201
أبو عبد الله القرشي مولاهم الدمشقي. ثم الرملي. سمع: عبد الله بن شوذب، ويحيى بن أبي عمرو السيباني، والأوزاعي، ومولاه علي بن أبي حملة، ورجاء بن أبي سلمة، وإبراهيم بن أبي عبلة، وعثمان بن عطاء الخراساني، وسفيان الثوري، وجماعة. وعنه: يحيى بن بكير، ودحيم، وأبو عمير عيسى بن النحاس، وعمرو بن عثمان، وهشام بن عمار، وابن ذكوان، ومحمد بن عمرو بن حنان، وأحمد بن الفرج الحجازي، وخلق. وكان عالماً نبيلاً، له غلطات، وهو من الثقات المأمونين. لم يكن بالشام رجل يشبهه. وفي لفظ عن أحمد بن حنبل: بقية أحب إلي منه. والأول أصح عند أحمد. قال ابن معين: ثقة. قلت: توفي في رمضان سنة اثنتين ومائتين عن سن عالية. وقد روى عنه من شيوخه: إسماعيل بن عياش. وقال فيه آدم بن أبي إياس: ما رأيت أحداً أعقل لما يخرج من رأسه منه.

(14/201)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 202
وقال ابن سعد: كان ثقة مأموناً خيراً. لم يكن هناك أفضل منه. وقال: مات في أول رمضان سنة اثنتين. وقال ابن يونس: كان فقيههم في زمانه رحمه الله تعالى.

(14/202)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 203
4 (حرف الطاء)
طاهر بن الحسين بن مصعب بن زريق الأمير ذو اليمينين.

(14/203)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 204
أبو طلحة الخزاعي. أحد قواد المأمون الكبار، والقائم بأعمال خلافته، فإنه ندبه، وهو معه بخراسان، إلى محاربة أخيه الأمين. فسار بالجيوش وظفر بالأمين وقتله. وكان جواداً ممدحاً من أفراد العالم. روى عن: عبد الله بن المبارك، وعلي بن مصعب عمه. وعنه: ابناه: عبد الله أمير خراسان، وطلحة. وفيه يقول مقدس الخلوقي الشاعر:
(عجبت لحراقة ابن الحسي .......... ن كيف تعوم ولا تغرق)
)
(وبحران من وفوقها واحد .......... وآخر من تحتها مطبق،)

(وأعجب من ذاك عيدانها .......... إذا مسها كف لا تورق)
وعن بعض الشعراء قال: كان لي ثلاث سنين أتردد إلى باب طاهر بن الحسين فلا أصل. فركب يوماً للعب بالصوالجة، فصرت إلى الميدان، فإذا الوصول إليه متعذر. وإذا فرجة من بستان، فلما سمعت ضرب الصوالجة ألقيت نفسي منها، فنظر إلي وقال: من أنت. قلت: أنا بالله وبك وإياك قصدت، وقد قلت بيتي شعر. قال: هاتهما. فأنشدته:
(أصبحت بين فصاحة وتجمل .......... والحر بينهما يموت هزيلا)

(فامدد إلي يداً تعود بطنها .......... بذل النوال وظهرها التقبيلا)
فوصله بعشرين ألف درهم.

(14/204)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 205
ويقال: إنه وقع يوماً بصلات بلغت ألف ألف وسبعمائة ألف درهم. وكان مع شجاعته وفروسيته خطيباً بليغاً مفوهاً أديباً مهيباً. توفي سنة سبع ومائتين، وهو في الكهولة. طاهر بن رشيد البزاز. أبو عبد الرحمن، قاضي همدان. عن: سليمان بن عمرو صاحب عبد الملك بن عمير، وغيره. وعنه: عبدويه القواس، وحمدان بن المغيرة السكوني، وعبد الرحيم بن يحيى الدبيلي. ذكره شيرويه. طلاب بن حوشب الشيباني. أخو العوام بن حوشب. يكنى أبا يريم، ويقال: أبو رويم. روى عن: أخيه، وعاش بعده دهراً. عن: جعفر الصادق، وإسماعيل بن أبي خالد، ومجالد، وغيرهم. وعنه: عبد الله بن عمر القرشي، وموسى بن عبد الرحمن المسروقي، ومحمد بن إسماعيل الأحمسي، وعباس الدوري، وهو أكبر شيخ لعباس.) سئل عنه أبو حاتم، فقال: صالح.

(14/205)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 206
4 (حرف العين)
عابد بن أبي عابد البغدادي. أبو بشر المقريء. قرأ على: حمزة الزيات. تصدر للإقراء ببغداد زماناً. قرأ عليه: خلف بن هشام، وأحمد بن جبير، ومحمد بن الجهم السمري، وغيرهم. عافيه بن أيوب بن عبد الرحمن. مولى دوس. أبو عبيدة المصري. روى عن: معاوية بن صالح، وحيوة بن شريح، وسعيد بن عبد العزيز، والمحرز بن بلال بن أبي هريرة، وجماعة. روى عنه طائفة آخرهم موتاً بحر بن نصر الخولاني. توفي في شعبان سنة أربع ومائتين. قاله ابن يونس.

(14/206)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 207
عامر بن إبراهيم بن واقد الأشعري. مولى أبي موسى رضي الله عنه. أبو إبراهيم الأصبهاني المؤذن. عن: مبارك بن فضالة، وحماد بن سلمة، ومالك، ويعقوب القمي، وخطاب بن جعفر بن أبي المغيرة، وأبي عبيد الله عذار بن عبيد الله الأصبهاني، والنعمان بن عبد السلام، وجماعة. وعنه: ابناه إبراهيم، ومحمد، وأبو حفص الفلاس، وأسيد بن عاصم، ويونس بن حبيب، وحفص بن عمر المهرقاني، وآخرون. قال الفلاس: كان ثقة، من خيار الناس. وقال أبو نعيم الحافظ: خرج عامر إلى يعقوب القمي، فكتب عنه عامة كتبه. وكان يبيع الخشب. وقيل له: لم لم تكتب عن النعمان بن عبد السلام كتبه. قال: كانوا أغنياء، لهم وراقون، ولم يكن لي شيء. توفي سنة إحدى واثنتين ومائتين.) عامر بن خداش. أبو عمرو الضبي النيسابوري. أحد الأئمة والصالحين.

(14/207)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 208
سمع: شريكاً القاضي، وفرج بن فضالة، وعباد بن العوام. وعنه: محمد بن عبد الوهاب الفراء، والحسين بن منصور، وغيرهما. توفي سنة خمس ومائتين. فيه لين. عباد بن يوسف الكندي الحمصي الكرابيسي. عن: أرطأة بن المنذر، وصفوان بن عمرو، وغيرهما. وعنه: يزيد بن عبد ربه الجرجسي، وإبراهيم بن العلاء الزبيدي، وعمرو بن عثمان، وغيرهم. وقد روى عنه الوليد بن مسلم، وهو أكبر منه. وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: مات سنة ست ومائتين. عباءة بن كليب ق أبو غسان الليثي الكوفي. عن: مبارك بن فضالة، وحماد بن سلمة، وداود الطائي العابد،

(14/208)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 209
وجويرية بن أسماء، وجماعة. وعنه: عبد الله بن الوضاح اللؤلؤي، وأبو كريب علي بن محمد الطنافسي، ومحمد بن عمارة الواسطي، وإسحاق بن بهلول، والحسن بن علي بن عفان، وطائفة. حدث بالعراق والري. قال أبو حاتم: صدوق. ولينه غيره. عبد الله بن إبراهيم بن عمر بن كيسان د. ن أبو يزيد الصنعاني. عن: أبيه، وعميه: حفص، ووهب، ونويس قليل يمانيين. وعنه: أحمد بن حنببل، وأحمد بن صالح المصري، وعلي بن المديني، وسلمة بن شبيب، والرمادي، وطائفة.) قال أبو حاتم: صالح الحديث. وقال النسائي: ليس به بأس. قلت: أخر له د. ن. هذا الحديث فقط: عن أبيه، عن وهب بن مأنوس، عن سعيد بن جبير، عن أنس قال: ما رأيت أحداً أشبه صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم من

(14/209)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 210
هذا الفتى، يعني عمر بن عبد العزيز. قال: فحزرنا في الركوع عشر تسبيحات، وفي السجود عشر تسبيحات. عبد الله بن إبراهيم بن أبي عمرو الغفاري المدني د. ن أبو محمد. عن: أبيه، وإسحاق بن محمد الأنصاري، ومالك، والمنكدر بن محمد وجماعة. وعنه: سلمة بن شبيب، والحسن بن عرفة، وأبو قلابة الرقاشي، ويحيى بن زكريا بن شيبان، والكديمي، وجماعة. قال أبو داود، وغيره: منكر الحديث. وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابعه عليه الثقات. ونسبه ابن حبان إلى وضع الحديث. عبد الله بن إبراهيم بن الأغلب التميمي المغربي.

(14/210)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 211
الأمير، ولي إمرة القيروان بعد والده سنة ست وتسعين ومائة، وأنشأ عدة حصون، وبنى القصر الأبيض بمدينة العباسية التي بناها أبوه. وأنشأ جامعاً عظيماً بالعباسية طوله مائتا ذراع في مثله. وعمل سقفه بالآنك وزخرفه. والعباسية على ميلين من القيروان. مات عبد الله سنة إحدى ومائتين، وولي بعده أخوه الأمير زيادة الله. عبد الله بن بكر بن حبيب ع أبو وهب السهمي الباهلي البصري. نزيل بغداد. وسمع: أباه، وحميداً الطويل، وابن عون، وهشام بن حسان، وحاتم بن أبي صغيرة، وجماعة. وعنه: أحمد، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعلي بن المديني، وإسحاق الكوسج، وأبو إسحاق) الجوزجاني، وعبد الله بن منير المروزي، ومحمود بن غيلان، ومحمد بن الفرج الأزرق، والحارث بن أبي أسامة، وعباس الدوري، ومحمد بن أحمد بن أبي العوم. وثقه أحمد، وجماعة.

(14/211)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 212
وقال: وسمعت من سعيد بن أبي عروبة سنة إحدى أو اثنتين وأربعين ومائة. توفي في المحرم سنة ثمان ومائتين. وكان فقيهاً محدثاً. وكان أبوه رأساً في العربية. اختلف أبو عمرو بن العلاء وعيسى بن عمر في سطر وسطر فحكما بكراً عليهما. عبد الله بن حمران بن عبد الله بن حمران بن أبان. أبو عبد الرحمن العثماني، مولاهم البصري. عن: ابن عون، وعوف، وعبد الحميد بن جعفر الأنصار، وابن أبي عروبة، وجماعة.

(14/212)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 213
وعنه: أحمد بن حنبل، وأبو خيثمة، ومحمد بن المثنى، وبندار، وبكار بن قتيبة، ويزيد بن سنان البصري، وإبراهيم بن مرزوق الذين سكنوا مصر، وأسيد بن عاصم الأصبهاني، وطائفة. قال أبو حاتم: مستقيم الحديث، صدوق. وقال ابن أبي عاصم: مات سنة ست ومائتين. عبد الله بن خلف الكلابي. ويقال: الطفاوي. أبو محمد البصري. لم يذكره ابن أبي حاتم. سمع من: هشام بن حسان، وهو مقل. روى عنه: أحمد بن سعيد الدارمي، وإبراهيم بن مرزوق المصري، وعثمان، وابن طالوت. له حديث وقد خولف فيه. قال العقيلي: في حديثه وهم ونكارة. عبد الله بن سعيد الأموي الكوفي. أخو يحيى بن سعيد.

(14/213)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 214
عن: زياد البكائي.) وكان ثقة علامة في اللغة والعربية. حكى عنه أبو عبيد القاسم كثيراً. توفي شاباً بعد سنة ثلاثة مائتين. وروى عن أبيه أيضاًً. حدث عنه: ابن نمير، وأحمد بن إبراهيم الدورقي. عبد الله بن عبد الرحمن بن مليحة النيسابوري. أبو محمد، مسجده بسكة حرب. أكثر عن: عكرمة بن عمار، وشعبة، والثوري، ونهشل بن سعيد. وعنه: أحمد بن نصر المقريء، وأحمد بن حرب الزاهد. قال الحاكم: الغالب على حديثه المناكير. عبد الله بن عثمان بن إسحاق بن سعد بن أبي وقاص ت. الزهري المدني. كان ذا قعدد في النسب إلى سعد. روى عن: جده لأمه مالك بن حمزة بن أسيد الساعدي، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم. وعنه: إبراهيم بن عبد الله الهروي، وأحمد بن عبد الرحمن ابن أخي ابن وهب، ومحمد بن صالح بن النطاح، والكديمي، وغيرهم. قال ابن معين: لا أعرفه. وقال أبو حاتم: شيخ.

(14/214)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 215
قلت: له حديث في فضل العباس وبنيه. رواه ابن ماجة. عبد الله بن عصمة البناني النصيبي ق شيخ مقل. يروي عن: سعيد، عن نافع، وعن: حماد بن سلمة، وأبي القطوف الجراح بن منهال، وأسد بن عمرو، ومحمد بن سلمة البنائي. وعنه: علي بن الحسين البزاز شيخ لمطين، ويعقوب بن حميد بن كاسب، ومبارك بن عبد الله السراج، وميمون بن الأصبغ، وغيرهم. قال العقيلي: يرفع الأحاديث ويزيد فيها.) وقال ابن عدي: لم أر للمتقدمين فيه كلاماً. ورأيت له أحاديث أنكرها. عبد الله بن عطارد بن أذينة الطائي البصري. عن: ثور بن يزيد، وهشام بن الغاز، ومسعر بن كدام، وموسى بن علي بن رباح. وعنه: عبد الغفار بن عبد الله، والخليل بن ميمون، وصهيب بن محمد بن عباد، وإسحاق بن عيسى الأيلي. وكان ضعيفاً.

(14/215)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 216
قال ابن حبان: منكر الحديث جداً. وقال ابن عدي: منكر الحديث. عبد الله بن عمرو بن عثمان بن أبي أمية الموصلي. أحد من عني بالحديث. روى الكثير عن: سفيان الثوري، وشريك القاضي. روى عنه: أحمد بن علي السمسار، وغيره. فقد بطريق مكة سنة ست ومائتين، رحمه الله. ورخه يزيد بن محمد الأزدي. عبد الله بن أبي جعفر عيسى بن ماهان الرازي التاجر د عن: أبيه أبي جعفر، وشعبة، وأيوب بن عتبة اليماني، وقيس بن الربيع، وغيرهم. وعنه: الحسن بن عمر بن شقيق، وعمار بن الحسن، وعبد الرحمن بن زريق، وشبيب بن الفضل، ومحمد بن عمرو زنيج، وإبراهيم بن موسى الفراء، وطائفة. وقال محمد بن حميد: كان فاسقاً. سمعت منه عشرة آلاف حديث فرميت بها. وقال ابن عدي: بعض حديثه لا يتابع عليه.

(14/216)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 217
وقال أبو زرعة، وأبو حاتم: صدوق. عبد الله بن كثير بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري ق مولاهم المدني، أبو عمر ابن أخي إسماعيل بن جعفر. يروي عن: أبيه، وكثير بن عبد الله المدني، وسعد بن سعيد المقبري. وعنه: عباس العنبري، ويحيى بن أيوب المقابري، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، والزبير بن) بكار. وهو مقل. عبد الله بن معاذ الصنعاني ت. ق مولى خالد بن غلاب. عن: معمر، ويونس بن يزيد. وعنه: إبراهيم بن المنذر الحزامي، ومحمد بن يحيى العدني، وعبد العزيز بن يحيى صاحب الجيدة، وأبو خيثمة، والزبير بن بكار، وطائفة.

(14/217)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 218
قال ابن معين: هو ثقة إلا أن عبد الرزاق كان يكذبه. وقال أبو زرعة: أنا أقول هو أوثق من عبد الرزاق. وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به. عبد الله بن ميمون بن داود القداح المخزومي ت. مولاهم المكي. عن: يحيى بن سعيد الأنصاري، وجعفر الصادق، ومحمد بن أبي حميد، وعبيد الله بن عمر، وجماعة. وعنه: زياد بن يحيى الحساني، وإسماعيل بن أبي خالد المقدسي، وأحمد بن شيبان الرملي، وأحمد بن الأزهر النيسابوري، ومؤمل بن إهاب، وعبد الوهاب بن فليح المكي، وآخرون. قال البخاري: ذاهب الحديث.

(14/218)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 219
وقال أبو زرعة: واهي الحديث. وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه. وقال الترمذي: منكر الحديث. خرج له في الجامع حديثاً في القدر. عبد الله بن محمد بن المغيرة بن نشيط. أبو الحسن، مولى جعدة بن هبيرة المخزومي. كوفي متروك. سكن مصر وروى الطامات. عن: مالك بن مغول، والثوري، ومسعر، وعبد العزيز بن أبي رواد. وعنه: محمد بن عبد الله بن البرقي، ومحمد بن يوسف بن أبي معمر، ومقدام بن داود) الرعيني، ومؤمل بن إهاب، وآخرون. قال النسائي: روى عن الثوري، ومالك بن مغول أحاديث كانا أتقى لله من أن يحدثا بها. وقال ابن عدي: عامة أحاديثه لا يتابع عليها، ومع ضعفه يكتب حديثه. وقال ابن يونس: مات في خامس رجب سنة عشر ومائتين.

(14/219)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 220
عبد الله بن محمد بن ربيعة بن قدامة بن مظعون. أبو محمد القدامي المصيصي. عن: مالك، وإبراهيم بن سعد، وطائفة. وعنه: صالح بن علي النوفلي، ومحمد بن أبان القلانسي، وإبراهيم بن محمد الصفار، وإسحاق بن إبراهيم بن سهم، وغيرهم. قال ابن حبان: لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل الاعتبار. وقال أبو عبد الله الحكم: يروي عن مالك الموضوعات. عبد الله بن محمد بن عمارة. أبو محمد القداح الأنصاري المدني. عن: ابن أبي ذئب، وسليمان بن بلال، ومخرمة بن بكير، وجماعة. وعنه: عمر بن شبة، ومحمد بن سعد، والفضل بن سهل، وآخرون. وكان عالماً بالنسب، ولم يضعفه أحد.

(14/220)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 221
ذكره الخطيب، وغيره. عبد الله بن نافع الصائغ المدني المخزومي ن. ء. مولاهم الفقيه. عن: أسامة بن زيد الليثي، وابن أبي ذئب، وداود بن قيس الفراء، وسليمان بن يزيد الكعبي، ومحمد بن عبد الله بن حسن الذي ثار بالمدينة، ومالك بن أنس، والليث بن سعد، وكثير بن عبد الله بن عوف، وخلق. وعنه: محمد بن عبد الله بن نمير، وسحنون الفقيه، وأحمد بن صالح الحافظ، وسلمة بن شبيب، والحسن بن علي الخلال، ويونس بن عبد الأعلى، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وأحمد بن الحسن الترمذي، والزبير بن بكار، وخلق.) قال أبو طالب، عن أحمد بن حنبل: كان صاحب رأي مالك. وكان يفتي أهل المدينة. ولم يكن صاحب حديث كان ضيقاً فيه.

(14/221)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 222
وقال البخاري: يعرف وينكر. وقال أبو حاتم: هو لين في حفظه، وكتابه أصح. وقال النسائي: ليس به بأس. وقال ابن عدي: روى عن مالك غرائب. لكن لم يرو ابن عدي في ترجمته إلا حديثاً واحداً فوهم فيه وهماً منكراً. ذلك أنه روى بإسناده، عن عبد الوهاب بن بخت، أحد القدماء الذين ماتوا في خلافة هشام بن عبد الملك، وعن عبد الله بن نافع، عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكر حديثاً. ثم قال: وإذا روى عن عبد الله مثل عبد الوهاب بن بخت يكون ذلك دليلاً على جلالته. وهو من رواية الكبار عن الصغار. قلت: لم يولد صاحب الترجمة إلا بعد موت عبد الوهاب بدهر. وإنما عبد الوهاب بن نافع هذا ابن مولى ابن عمر قديم الموت. وأما الصائغ فمتأخر. وقال ابن سعد: كان قد لزم مالكاً لزوماً شديداًً، وهو دون معنى. وتوفي في رمضان سنة ست ومائتين.

(14/222)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 223
عبد الله بن واقد. أبو عبادة الحراني. أحد الضعفاء. عن: ابن جريج، وسعيد بن أبي عروبة، حنظلة بن أبي سفيان، وفايد أبي الورقاء. وعنه: إسحاق بن راهويه، وإسحاق بن الصيف، وسعدان بن نصر، ومحمد بن يحيى بالحراني، وغيرهم. قال البخاري: تركوه. منكر الحديث. وقال النسائي: متروك الحديث. وأما ابن معين فاختلف قوله فيه.

(14/223)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 224
وقال أحمد: ما به بأس. يشبه أهل النسك والخير.

(14/224)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 225
قلت: توفي سنة سبع ومائتين، وقيل: سنة عشر.) عبد الله بن الوليد بن ميمون العدني د. ت. ن. أبو محمد. مولى عثمان رضي الله عنه. وكان يقول: أنا مكي، فلم يقال لي العدني. قلت: هو لقب له. روى عن: سفيان الثوري، ومصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير،

(14/225)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 226
وزمعة بن صالح، وإبراهيم بن طهمان، وجماعة. وعنه: أحمد بن حنبل، وأحمد بن نصر النيسابوري، وإسماعيل بن أبي خالد المقدسي، ومؤمل بن إهاب، وجماعة. قال أحمد بن حنبل: لم يكن صاحب حديث، وحديثه حديث صحيح. وقال أبو زرعة: صدوق. قلت: واستشهد به البخاري في الصحيح عبد الأعلى بن سليمان. أبو عبد الرحمن العبدي الزراد. سمع: هشام بن حسان، وهشاماً الدستوائي، وغالباً القطان. وعنه: علي بن حرب، والرمادي، ويعقوب السدوسي، ومحمد بن سعد العوفي، وجماعة. وهو مستور. عبد الحميد بن أبي أويس عبد الله بن عبد الله بن مالك بن أبي عامر.

(14/226)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 227
أبو بكر الأصبحي المدني الأعشى، أخو إسماعيل. عن: أبيه، وسليمان بن بلال، وابن أبي ذئب، وسفيان الثوري، ومحمد بن أبي حميد، والربيع بن مالك عم جده، وجماعة. وقيل إنه روى عن ابن عجلان. وعنه: أخوه، وأيوب بن سليمان بن بلال، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وإسحاق بن راهويه، ومحمد بن رافع، ومحمد بنعبد الله بن عبد الحكم، وهو آخر من حدث عنه. وثقه ابن معين، وغيره. ومات سنة اثنتين ومائتين. قاله أخوه.) وقد قرأ القرآن على نافع. روى عنه القراءة: أحمد بن صالح، وإبراهيم بن محمد المدني. عبد الحميد بن عبد الرحمن خ. د. ت. ق

(14/227)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 228
أبو يحيى الحماني الكوفي. ولاؤه لحمان. وهم بطن من تميم. وأصله خوارزمي، ولقبه بشمين. روى عن: الأعمش، وبريد بن عبد الله بن أبي بردة، والحسن بن عمارة، وأبي حنيفة، وطلحة بن يحيى بن طلحة التيمي، وطلحة بن عمرو المكي، وجماعة. وعنه: ابنه يحيى، وأحمد بن عمر الوكيعي، وأحمد بن عبد الحميد الحارثي، والحسن بن علي الخلال، وعباس الدوري، ومحمد بن عاصم الثقفي، والحسن بن علي بن عفان، وخلق، والبخاري، عن محمد بن خلف، عنه. وثقه ابن معين. وقال النسائي: ليس بالقوي. وقال أبو داود: كان داعية في الإرجاء. وقال هارون الحمال: مات سنة اثنتين ومائتين.

(14/228)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 229
عبد الرحمن بن أحمد بن عطية. أبو سليمان الدارني الزاهد، شيخ أهل الشام في زمانه. قال أحمد بن أبي الحواري: مات سنة خمس ومائتين. وقال أبو يعقوب القراب، وأبو عبد الرحمن السلمي: سنة خمس عشرة ومائتين. ستأتي ترجمته في الطبقة التالية. عبد الرحمن بن أبي حماد التميمي الكوفي المقريء. واسم أبيه شكيل، يكنى أبا محمد. قرأ على حمزة، وكان من جلة أصحابه. ثم قرأ على: أبي بكر بن عياش. وروى الحروف عن: نافع: وشيبان النحوي، وعيسى بن عمر. وسمع من: إسرائيل بن يونس، ويحيى بن سلمة بن كهيل، وفطر بن خليفة، وطائفة. روى عنه: الحسن بن جامع، ومحمد بن جنيد، وإسحاق بن الحجاج، ومحمد بن عيسى،) وهارون بن حاتم، ومحمد بن الهيثم، وآخرون.

(14/229)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 230
عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد الدشتكي. أبو محمد الرازي المقريء. ودشتك محلة بالري. روى عن: أبيه، وعمر بن أبي قيس الرازي، وأبي جعفر الرازي، وزهير بن معاوية، وإبراهيم بن طهمان، وأبي حمزة السكري، وجماعة. وعنه: ابنه أحمد بن عبد الرحمن، وأحمد بن سعيد الرباطي، وأحمد بن الفرات، وعبد بن حميد، وأحمد بن الأزهر، وعامة أهل الري. وقد رآه أبو حاتم وسمع كلامه. وقال: كان رجلاً صالحاً صدوقاً. وقال ابن معين: لا بأس به. عبد الرحمن بن علقمة. أبو يزيد السعدي المروزي. سمع: أبا حمزة السكري، وحماد بن زيد، وجماعة. وكان فقيهاً بصيراً بالرأي والحديث. أخذ الفقه عن: محمد بن الحسن. روى عنه: أحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، ويحيى بن أبي طالب، وجعفر الصائغ، وغيرهم.

(14/230)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 231
أكره على قضاء سرخس فحكم مدة، ثم هرب فراراً بدينه، رحمه الله. عبد الرحمن بن غزوان خ. د. ت. ن. أبو نوح الخزاعي، ويقال الضبي مولاهم الملقب بقراد. سكن بغداد، وحدث عن: عوف الأعرابي، ويونس بن أبي إسحاق، وعكرمة بن عمار، وشعبة، وجرير بن حازم، وجماعة. وعنه: أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، وعباس الدوري، ومحمد بن عبد الله المخرمي، وعبد الله بن أبي مسرة، ومحمد بن سعد العوفي، ومحمد بن إسحاق الصنعاني، والحارث بن أبي أسامة، وخلق. وروى عنه من القدماء: أبو معاوية.) قال مجاهد بن موسى: ما كتبت عن شيخ كان أحر رأساً منه، وإنما كان يهدر: ثنا شعبة، ثنا شغبة. وقال ابن المديني، وابن نمير: ثقة.

(14/231)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 232
وقال ابن معين: ليس به بأس. وقال أحمد بن حنبل: كان عاقلاً من الرجال. وقال ابن حبان: كان يخطيء فيتخالج في القلب منه لروايته عن الليث، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، قصة المماليك وضربهم. توفي سنة سبع. عبد الرحمن بن قلوقا الكوفي القاريء. قرأ على: حمزة، ثم على سليم. قرأ عليه: رجاء بن عيسى الجوهري، وغيره. عبد الرحمن بن قيس. أبو معاوية الزعفراني البصري، ثم البغدادي. نزيل نيسابور.

(14/232)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 233
عن: حميد الطويل، وعبد الله بن عون، والثوري، وجماعة. وعنه: أحمد بن الفرات، ومحمد بن إسحاق الصنعاني، وجماعة. وهو مجمع على ضعفه. روى له الترمذي حديثاً في الشمائل. وقال أبو زرعة: كذاب. وكذبه عبد الرحمن بن مهدي. أنبأني يحيى الصيرفي: أنا عبد القادر الرهاوي الحافظ: أنا مسعود الثقفي، أنا عبد الوهاب بن مندة، أنا أبي، أنا عبد الرحمن بن يحيى بن مندة: ثنا أحمد بن الفرات، ثنا عبد الرحمن بن قيس، ثنا حماد بن سلمة، عنابي العشراء الدارمي، عن أبيه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العتيرة فحسنها. تفرد به عبد الرحمن بن قيس. قال ابن أبي داود: ثنا أبي، ثنا محمد بن عمرو زنيج، ثنا عبد الرحمن بن قيس، فذكره. قال أبي: ذكرته لابن حنبل فاستحسنه. وقال: هذا من حديث الأعراب، إمله علي. فكتبه عني.)

(14/233)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 234
عبد الرحمن بن المغيرة بن عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد بن حكيم بن حزام خ. د. أبو القاسم الأسدي الحزامي المدني. عن: أبيه، ومالك، وعبد الرحمن بن عياش السمعي، والدراوردي، وغيرهم. وعنه: إبراهيم بن حمزة الزبيري، وأبو بكر عبد الرحمن بن عبد الملك بن شبة، والزبير بن بكار، وآخرون. عبد الرحمن بن يوسف بن معدان الأصبهاني. أخو الزاهد محمد بن يوسف. روى عن: عثمان بن زائدة. روى عنه: صالح بن مهران، وعبد الرحمن بن عمر رستة، ومحمد بن عاصم الثقفي. توفي سنة عشرين.

(14/234)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 235
عبد الرحيم بن حماد الثقفي البصري. عن: الأعمش. قال العقيلي: حدث عن الأعمش مما ليس من حديثه. وعنه: يزيد نب محمد العقيلي. جدي. وحدث عن عمرو بن عبيد أيضاً. عبد الرحيم بن هارون الغساني الواسطي. أبو هشام، نزيل بغداد. عن: عبد الله بن عون، وعوف، وهشام بن حسان، وشعبة، وعبد العزيز بن أبي رواد. وعنه: يحيى بن موسى خت، وعبد بن حميد، ومحمد بن عبد الملك الدقيقي، وأحمد بن سليمان الرهاوي. قال الدار قطني: متروك الحديث يكذب.

(14/235)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 236
وقال أبو حاتم الرازي: لا أعرفه. حسن ت. حديثه. عبد السلام بن هاشم. أبو عثمان البصري البزار.) سمع: شعبة، وحنبل بن عبد الله البصري، وعثمان بن سعد الكاتب، والعلاء بن المغيرة، وخالد بن برد، وطائفة. وعنه: أبو الربيع الزهرني، وعثمان بن طالوت، ومحمد بن عمر المقدسي، وهلال بن بشر. شهد عليه أبو حفص الفلاس بالكذب. عبد الصمد بن حسان.

(14/236)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 237
أبو يحيى المروذي. عن: سفيان الثوري، وزائدة، وإسرائيل، وخارجة بن مصعب، ومالك بن أنس. وعنه: محمد بن يحيى الذهلي، وأحمد بن يوسف السلمي، وأحمد بن معاذ السلمي، وأيوب بن الحسن الزاهد، ومحمد بن عبد الوهاب العبدي الفراء. وكان إماماً فقيهاً، ولي قضاء هراة، وغيرها. وتوفي سنة عشر ومائتين. لم يخرجوا له شيئاً في الكتب. وهو من مرو الروذ. قال علي بن قدامة: ثنا عبد الصمد بن حسان قال: سمعت الثوري يقول: مر شيخ فظننته صاحب حديث، فقلت: عندك حديث فقال: ما عندي حديث ولكن عند عتيق. قال: وكان يهودياً خماراً. روي عن أحمد بن حنبل أنه ترك حديث عبد الصمد. وقال السليماني: روى عنه البخاري في المبسوط. عبد الصمد بن عبد الوارث بن سعيد بن ذكوان ع.

(14/237)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 238
أبو سهل التميمي العنبري، مولاهم البصري التنوري. عن: أبيه، وعكرمة بن عمار، وهشام الدستوائي، وهمام بن يحيى، أبان العطار، وأبي خلدة خالد بن دينار، وربيعة بن كلثوم، وإسماعيل بن مسلم العبدي، وحرب بن شداد، وحرب بن أبي العالية، وحرب بن ميمون، وخلق. وعنه: إسحاق بن راهويه، ويحيى بن معين، وإسحاق الكوسج، وحجاج بن الشاعر، وبندار، وهارون بن عبد الله، وعبد بن حميد، وابنه عبد الوارث بن عبد الصمد، ومحمد بن يحيى الذهلي، وخلق.) وكان من ثقات البصريين وحفاظهم. قال أبو حاتم: صدوق. وقال محمد بن سعد وجماعة: توفي سنة سبع ومائتين.

(14/238)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 239
عبد الصمد بن النعمان من الطبقة الآتية. عبد العزيز بن أبان بن محمد بن عبد الله بن سعيد بن العاص بن أبي أحيحة سعيد بن العاص بن أمية. أبو خالد القرشي الأموي السعيدي الكوفي. نزيل بغداد. وأحد المتروكين. عن: هشام الدستوائي، ومسعر، وفطر بن خليفة، ومالك بن مغول، ويونس بن أبي إسحاق، وشعبة، والثوري، وطائفة كبيرة. وعنه: الحسن بن مكرم، والحارث بن أبي أسامة، ومحمد بن الجهم السمري، ومحمد بن أحمد بن أبي العوام الرياحي، وإدريس بن جعفر العطار، وجماعة. قال أحمد بن حنبل: لما حدث بحديث المواقيت تركته.

(14/239)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 240
وقال ابن معين: كذاب، حدث بأحاديث موضوعة. وقال أبو حاتم: متروك، لا يكتب حديثه. وقال البخاري: تركوه. وقال ابن سعد: ولي قضاء واسط، ثم عزل. فقدم بغداد وبها توفي في رابع عشر من رجب سنة سبع ومائتين. وقال الحارث بن أبي أسامة: كان كثير العيال شديد الفقر. عبد العزيز بن أبي رزمة غزوان د. ت.

(14/240)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 241
أبو محمد اليشكري مولاهم المروزي. عن: شعبة، وإسرائيل، وعبد الرحمن بن عبد الله المسعودي، وجوبير بن سعيد، وأبي المنيب عبد الله العتكي، ومالك بن مغول، وجماعة. وعنه: ابنه محمد بن عبد العزيز، وأحمد بن منصور زاج، وعبد بن حميد، وأبو وهب محمد بن مزاحم، وجماعة من المراوزة.) وكان قد حج في سنة خمس وخمسين ومائة، وسمع من جماعة. ولد سنة تسع وعشرين ومائة، ومات في المحرم سنة ست ومائتين. ذكره ابن حبان في الثقات عبد العزيز بن النعمان الموصلي. روى عن: شعبة، وكثير بن سليم. وعنه: الحسن بن محمد الزعفراني، وعلي بن حرب. قاله ابن أبي حاتم. ثم قال: سئل أبي عنه، فقال: مجهول. عبد العزيز بن الوليد بن سليمان بن أبي السائب القرشي الدمشقي.

(14/241)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 242
روى عن: أبيه، والأوزاعي، وأيوب بن تميم. وعنه: بقية، ودحيم، وهشام بن عمار، ومحمود بن خالد، وأحمد بن أبي الحواري، وأحمد بن إبراهيم الدورقي، وآخرون. ويعرف بعبيد الزاهد. وكان كبير القدر. قال هشام بن عمار: ما أدركنا أعبد منه. وقال الوليد بن عتبة: ما أدركنا أفضل منه. وقال أبو زرعة الدمشقي: كان أورع أهل زمانه، وهو الذي يعرف بعبيد. عبد الغفار. أبو حازم. خراساني رابط بعكا. وروى عن: محمد بن منصور، عن ابن المنكدر. وروى عن: مالك بن مغول، وسفيان الثوري، وجماعة من المجاهيل. وعنه: محمد بن وزير الدمشقي، وأبو الطاهر بن السرح، وإسماعيل بن حصن الجبيلي. قال أبو حاتم: لا بأس به.

(14/242)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 243
عبد الكبير بن عبد المجيد ع. أبو بكر الحنفي البصري. أخو أبو علي الحنفي. عن: أسامة بن زيد الليثي، وخيثم بن عراك، وأفلح بن حميد، وعبد الحميد بن جعفر الأنصاري، ويونس بن أبي إسحاق، وسعيد بن أبي عروبة، والضحاك بن عثمان، وجماعة.) وعنه: أحمد بن حنبل، وابن راهويه، وابن المديني، وبندار، ومحمد بن المثنى، وإسحاق الكوسج، والذهلي، وخلق آخرهم الكديمي. وثقة أحمد، وغيره. وقال ابن سعد: مات سنة أربع ومائتين. عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد الأزدي المكي د. م

(14/243)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 244
أبو عبد الحميد، مولى المهلب بن أبي صفرة. عن: أبيه، وابن جريج، ومعمر، وعثمان بن الأسود، ومروان بن سالم الجزري، وأيمن بن نابل، وجماعة. وكان أعلم الناس بحديث ابن جريج. وعنه: أحمد بن حنبل، وأبو بكر الحميدي، ومحمد بن يحيى العدني، وحاجب بن سليمان المنبجي، وأحمد بن شيبان الرملي، والزبير بن بكار، وخلق كثير. وثقه ابن معين، وأحمد. وقال أحمد: كان فيه غلو في الإرجاء، ويقول: هؤلاء الشكاك. وقال ابن معين: كان أعلم الناس بحديث ابن جريج، ولكن لم يكن يبذل نفسه للحديث. ثم ذكر من نبله وهيئته. وقال مرة: كان صدوقاً، ما كان يرفع رأسه إلى السماء. وكانوا يعظمونه.

(14/244)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 245
وقال عبد الله بن أيوب المخرمي: لو رأيت عبد المجيد لرأيت رجلاً جليلاً من عبادته. وقال الحسين بن عبد الله الرقي: ثنا عبد المجيد، ولم يرفع رأسه أربعين سنة إلى السماء. وكان أبوه أعبد منه. وقال أبو داود: كان رأساً في الإرجاء. وقال يعقوب الفسوي: كان مبتدعاً داعية. وقال سلمة بن شبيب: كنت عند عبد الرزاق، فجاءنا موت عبد المجيد، وذلك في سنة ست ومائتين، فقال عبد الرزاق: الحمد لله الذي أراح أمة محمد من عبد المجيد. وقال ابن عدي: عامة ما أنكر عليه الإرجاء. قال هارون الحمال: ما رأيت أخشع لله من وكيع، وكان عبد المجيد أخشع منه.) وقال أبو نعيم: مات سنة سبع وتسعين ومائة. قلت: هذا غلط.

(14/245)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 246
عبد الملك بن إبراهيم. أبو عبد الله القرشي الجدي المكي. مولى بني عبد الدار. عن: شعبة، ويزيد ين إبراهيم التستري، والقاسم بن الفضل الحداني، وإبراهيم بن طهمان، وسفيان الثوري، وجماعة. وعنه: عبد الله بن منير المروزي، ومحمود بن غيلان، وأحمد بن منصور زاج، وسليمان بن منصور الحراني، وأحمد بن محمد البزي القاريء، وأحمد بن منصور الرمادي، وخلق كثير. قال أبو زرعة: لا بأس به وقال البزي: ثقة مأمون. وقال أبو عبد الرحمن المقرئ: هو أحفظ مني. قال البخاري: مات سنة أربع أو خمس ومائتين. عبد الملك بن بزيع. أبو مروان الدمشقي. الرجل الصالح نزيل تنيس. روى عن: يحيى الذماري، والأوزاعي، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وجماعة.

(14/246)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 247
وعنه: عبد العزيز بن الوليد، وجعفر بن مسافر، والحسن بن عبد العزيز الجروي، وقال: كان أفضل من رأيته رحمه الله. عبد الملك بن الحكم الرملي. عن: جعفر بن برقان، وابن ثوبان، طلحة بن زيد، وشعبة، وابن لهيعة، وطائفة. وعنه: موسى بن سهل الرملي، وإبراهيم بن محمد بن يوسف الفريابي المقدسي. عبد الملك بن عمرو القيسي ع. أبو عامر العقدي البصري. عن: زكريا بن إسحاق المكي، وهشام الدستوائي، ومحمد بن أبي حميد، وقرة بن خالد، وعمر بن أبي زائدة، وعكرمة بن عمار، ورباح بن أبي معروف، وأفلح بن حميد، وأفلح بن سعيد، وأيمن بن نابل، شعبة، وإبراهيم بن طهمان، وخلق.

(14/247)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 248
وعنه: أحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، وأبو خيثمة، وإسحاق الكوسج، وأحمد بن الفرات،) وعباس الدوري، ومحمد بن شداد المسمعي. ومحمد بن يحيى الذهلي، والكديمي، وخلق. قال النسائي: ثقة مأمون. وقال محمد بن سنان القزاز: هو مولى للعقديين من بني قيس. وكان لا يخضب. وقال غيره: كان من حفاظ أهل البصرة. قال ابن سعد، ونصر الجهضمي: مات سنة أربع ومائتين. قلت: وقع حديثه عالياً في الغيلانيات. عبد الملك بن أبي كريمة الأنصاري د مولاهم المغربي أبو يزيد. يروي عن: عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي، وعبيد بن ثمامة المرادي، ويقال عتبة بن ثمامة، ومالك بن أنس، وخالد بن حميد المهري. وعنه: أبو الطاهر أحمد بن السرح: وعبد الرحمن بن زياد الرضابي، وقاضي تونس أبو زيد شجرة بن عيسى التونسي.

(14/248)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 249
قال ابن السرح: كان من خيار المسلمين. وقال ابن يونس: توفي سنة أربع ومائتين. أنبيت عن الصيدلاني أن فاطمة أخبرته، أنا ابن ريدة، أنا الطبراني، ثنا عمرو بن أبي الطاهر بن السرح، ثنا أبي، ثنا عبد الملك بن أبي كريمة المغربي: حدثني عتبة بن ثمامة قال: قدم علينا مصر عبد الله بن الحارث بن جزء، فسمعته يحدث في مسجد مصر، وسئل عن ما مست النار، الحديث. عبد الوهاب بن حبيب بن مهران العبدي. أبو عصمة النيسابوري الفراء الزاهد، والد محمد بن عبد الوهاب. قال الحاكم في تاريخه إمام في الدين والفقه والأدب والورع، غزاء، حجاج، صوام، يقاس بعبد الله بن المبارك في عصره. كنيته أبو عصمة المطوعي. قرأ القرآن على نافع بن أبي نعيم القاريء، والأدب على الأصمعي، وأخذ الفقه عن مالك، والثوري. وسمع من: ابن أبي ذئب، وعبد العزيز الماجشون، وزائدة بن قدامة، وذكر جماعة.) وروى عنه: ابنه، وسلمة بن شيب، وأيوب بن الحسن الزاهد، وأحمد بن يوسف السلمي، وعبد الرحمن بن بشر بن الحكم، وغيرهم. قال ابنه أبو أحمد: مات أبي في شوال سنة ست ومائتين وأنا بالكوفة. عبد الوهاب بن عطاء.

(14/249)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 250
أبو نصر البصري الخفاف. مولى بني عجل. سكن بغداد، وحدث عن: حميد الطويل، وسعيد الجريري، وخالد الحذاء، وثور بن يزيد، وسعيد بن أبي عروبة وكان مكثراً عنه، وابن عون، وسليمان التيمي، ومحمد بن عمرو بن علقمة. وروى القراءة عن أبي عمرو بن العلاء. روى عنه الحروف: خلف البزاز، وأحمد بن جبير الأنطاكي. وعنه: أحمد بن حنبل، عمرو الناقد، والحسن بن محمد الزعفراني، وعباس الدوري، والحارث بن أبي أسامة، وخلق كثير. قال ابن سعد: كان كثير الحديث. لزم ابن أبي عروبة وعرف بصحبته. وقال ابن معين: ثقة. وقال البخاري: ليس بالقوي. وقال الدارقطني: ثقة.

(14/250)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 251
وقال غيره: كان صالحا بكاء رحمه الله. قلت: مات في آخر سنة أربع ومائتين، وكان قد سمع من سعيد تصانيفه. قال أحمد بن حنبل: كان عبد الوهاب يقرأ عند ابن أبي عروبة تصانيفه، فكان عبد الله الأفطس يقول: يا عبد الوهاب طرب طرب. قال: وكان يحيى بن سعيد حسن الرأي فيه. وقال المروذي: قلت لأحمد: عبد الوهاب ثقة. قال: تدري ما تقول الثقة يحيى القطان. وروى أثرم، عن أحمد قال: كان عبد الوهاب عالماً بسعيد. وقال يحيى بن أبي طالب: بلغنا أن عبد الوهاب كان مستملي سعيد، وكان عبد الوهاب أكثر الناس بكاء. ما كان يقوم من مجلسه حتى يبكي.) وقال أبو حاتم: يكتب حديثه. وقال أبو زرعة: هو أصلح من علي بن عاصم. روى عن ثور حديثين ليسا من حديثه. قلت: أحدهما في العباس اللهم أخلفه في ولده

(14/251)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 252
حسنه الترمذي. عبيد الله بن سفيان بن رواحة البصري. عن: ابن عون، وسفيان الثوري. وعنه: عبد الرحمن بن بشر بن الحكم، ومحمد بن يونس الكديمي. قال يحيى بن معين: كذاب.

(14/252)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 253
وهو أبو سفيان الصوفي. عبيد الله بن عبد المجيد ع أبو علي الحنفي، أخو أبو بكر الحنفي. ولهما أخوان عمير، وشريك ليسا بالمشهورين. روى عن: هشام الدستوائي، وقرة بن خالد، وإسماعيل بن مسلم العبدي، ومالك بن مغول، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب، وعكرمة بن عمار، وطبقتهم. وعنه: محمد بن بشار، ومحمد بن يحيى، وعبد الله الدارمي، وإسحاق الكوسج، ونصر بن علي الجهضمي، وابنه علي بن نصر، وسليمان بن سيف، والكديمي، وخلق. قال أبو حاتم، وغيره: ليس به بأس. وقال الكديمي: مات سنة تسع ومائتين.

(14/253)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 254
ووقع حدثه عالياً في القطيعيات عبيد بن عقيل بن صبيح. أبو عمرو الهلالي البصري الضرير المقرئ المؤدب. عن: أبي عمر بن العلاء، وقرة بن خالد، وهارون بن موسى الأعور، وسعيد بن الحجاج، يونس بن أبي إسحاق، وأبي خلدة خالد بن دينار، وأبان بن توبة، ومصعب بن ثابت، طائفة. وعنه: حفيده محمد بن عبد الله بن عبيد بن عقيل، ومحمد بن يحيى القطعي، وأبو قلابة الرقاشي، وإبراهيم بن يعقوب الدوزجاني، ومحمد بن الجهم السمري، وأبو حاتم السجستاني، والحارث بن أبي أسامة، وآخرون. قال أبو حاتم: صدوق.) وقال ابن حبان: مات في شعبان سنة سبع. عبيد بن أبي قرة البغدادي. عن: مالك، والليث، وابن لهيعة، وسليمان بن بلال، وعبد الجبار بن الورد، وطبقتهم.

(14/254)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 255
وعنه: أحمد بن حنبل في مسنده، ومسدد، وأبو خيثمة، وأحمد بن محمد بن يحيى القطان، وحجاج بن الشاعر، وآخرون. قال ابن معين: ما به بأس. وقال البخاري: لا يتابع على حديثه في قصة العباس. قلت: الحديث في المسند وهو منكر. قال: ثنا الليث، عن أبي قبيل، عن أبي ميسرة مولى العباس، عن العباس. قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فقال: انظر. قلت: أرى الثريا. قال: أما إنه يملك هذه الأمة بعددها من صلبك.

(14/255)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 256
عثمان بن عبد الرحمن بن مسلم الحراني الطرائقي المؤدب. مولى بني أمية، وقيل هو مولى بني تميم. وفي كنيته أقوال. روى عن: عبيد الله بن عمر، وهشام بن حسان، وجعفر بن برقان، وابن أبي ذئب، وأيمن بن نابل، ومعاوية بن سلام، وأشعث بن عبد الملك، وطائفة. وعنه: بقية بن الوليد وهو أ: بر منه، وأبو جعفر النفيلي، وأبو كريب، وقتيبة، وعلي بن ميمون الرقي، وأبو شعيب السوسي، وأحمد بن سليمان الرهاوي، وخلق. وكان أبيض الرأس واللحية. قال ابن معين: صادق. وقال أبو عروبة: متعبد لا بأس به، ويحدث عن قوم مجهولين بالمناكير. وقال ابن عدي: كنيته أبو عبد الرحمن، عنده عجائب عن المجهولين، وهو في الجزريين كبقية في الشاميين.

(14/256)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 257
وقال ابن حاتم: أنكر أبي على البخاري إدخاله في كتاب الضعفاء وقال محمد بن يحيى بن كثير الحراني: مات سنة ثلاث ومائتين. وقال غيره، سنة اثنتين. عثمان بن خالد بن عمرو بن عبد الله بن الوليد بن الشهيد عثمان بن عفان.) أبو عفان الأموي العثماني المدني. عن: مالك، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، وغيرهما. وعنه: ابنه أبو مروان محمد بن عثمان العثماني، والحسين بن أبي زيد

(14/257)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 258
الدباغ، وإبراهيم بن سعيد الجوهري. قال البخاري: عنده مناكير. وقال النسائي: ليس بثقة. وقال ابن عدي: كل أحاديثه غير محفوظة. عثمان بن عمر بن فارس بن لقيط بن قيس العبدي البصري. يقال أصله من بخارى. أبو محمد أو أبو عدي. عن: هشام بن حسان، ويونس بن يزيد، وقرة بن خالد، وأسامة بن زيد الليثي، وعلي بن المبارك الهنائي، وابن أبي ذئب، وشعبة، ومالك، وخلق. وعنه: أحمد بن حنبل، وأبو خيثمة، والفلاس، وبندار، وأحمد بن منصور

(14/258)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 259
الرمادي، وعباس الدوري، ومحمد بن يونس الكديمي، وخلق. قال أحمد: رجل صالح، ثقة. وقال العجلي: ثقة ثبت. وقال يحيى بن حكيم القوام: مات ليلة الأحد لثمان بقين من ربيع الأول سنة تسع. وكذا ورخه الفلاس. وغلط أبو أمية فقال: سنة ثمان. وغلط آخر فقال: سنة سبع. عثمان بن كليب القضاعي المصري الحرسي. والحرس قرية من قرى مصر. روى عن: عمرو بن الحارث، ونافع بن يزيد. وعنه: زكريا كاتب العمري، وأبو يحيى الوتار. قتلته البجه بالحرس سنة سبع. عثمان بن اليمان. أبو محمد البصري ثم المكي.) سمع: سفيان الثوري، وزمعة بن صالح، وغيرهما. وعنه: أحمد الدورقي، وأحمد بن الوليد البغدادي. كناه الحاكم.

(14/259)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 260
عصام بن يزيد بن عجلان. أبو سعيد جبر الأصبهاني، خادم سفيان الثوري. يروي عن: سفيان، وشعبة، وحمزة الزيات، ومالك. وعنه: ابناه محمد، وروح، وعبد الرحمن بن عمر رسته، وآخرون. ومن القدماء: النعمان بن عبد السلام، وهو أكبر منه. وقيل: إن عجلان مولى لمرة الطيب. عقبة بن علقمة بن خديج البيروتي. أبو عبد الرحمن، ويقال أبو يوسف، وأبو سعيد. عن: أرطأة بن المنذر، وإبراهيم بن أبي عبلة، وعثمان بن عطاء الخراساني، ويونس الأيلي، والأوزاعي، وجماعة. وعنه: أبو مسهر، ونعيم بن حماد، عيسى بن يونس الفاخوري،

(14/260)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 261
وعمرو بن عثمان الحمصي، وأبو عتبة الحجازي، والعباس بن الوليد البيروتي، وخلق. وثقه عبد الرحمن بن خراش، وغيره. وقال ابن عدي: روى عن الأوزاعي ما لم يوافقه عليه أحد. وقال عباس البيروتي: مات سنة أربع ومائتين. وممن روى عنه ابنه محمد بن عقبة. وفي التابعين. عقبة بن علقمة، أبو الجنوب. يروي عن علي رضي الله عنه.

(14/261)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 262
علي بن بكار. أبو الحسن البصري، نزيل المصيصة والثغور، الزاهد العارف. صحب إبراهيم بن أدهم مدة.) وروى عن: محمد بن عمرو بن علقمة، وابن عون، وهشام بن حسان، والأوزاعي، وحسين المعلم، وجماعة. وعنه: هناد السري، ويوسف بن مسلمة، والفيض بن إسحاق، وسلمة بن شبيب، وبركة بن محمد الحلبي، وعبد الله بن خبيق الأنطاكي، وآخرون. قال يوسف بن مسلم: بكى علي بن بكار حتى عمي، وكان قد أثرت الدموع على خديه. قلت: وكان فارساً مجاهداً في سبيل الله، مرابطاً بالثغور. وبلغنا عنه أنه قال: واقعنا العدو فانهزم المسلمون وقصر بي فرسي، علي فلانة في علفي. فضمنت أن لا يليه غيري. وعنه قال: لأن ألقى الشيطان أحب من أن ألقى حذيفة المرعشي، أخاف أن أتصنع له فأسقط من عين الله. وقال موسى بن طريف: كانت الجارية تفرش له فتلمسه بيدها وتقول:

(14/262)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 263
والله إنك لطيب، والله إنك لبارد، والله لأعلونك الليلة. وكان يصلي الفجر بوضوء العتمة. قال مطين: مات سنة سبع ومائتين. قلت: غلط من قال إنه مات سنة تسع وتسعين ومائة. أما علي بن بكار المصيصي الصغير، فيأتي بعد الأربعين. علي بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن زين العابدين علي بن الحسين. العلوي الحسيني أخو موسى، وإسماعيل، وإسحاق، ومحمد، وعبد الله، وعباس، وفاطمة، وأسماء، وأم فروة، وفاطمة الصغرى رحمهم الله. وأمه أم ولد. روى عن أبيه شيئاً يسيراً، وعن: أخيه موسى الكاظم، وسفيان الثوري، وغيرهم. وعنه: ابناه محمد وأحمد، وحفيده عبد الله بن الحسن بن علي، وابن ابن أخيه إسماعيل بن محمد بن إسحاق، وأحمد البزي صاحب القراءة، وسلمة بن شبيب، ونصر بن علي الجهضمي، وجماعة. روى له الترمذي حديثاً في حب آل محمد، عن نصر الجهضمي، وقع

(14/263)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 264
موافقة في جزء العطوف. قال الترمذي: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. وقال ابن أخيه المذكور: توفي سنة عشر ومائتين. علي بن حفص المدائني م. د. ت. ن) أبو الحسن. عن: عكرمة بن عمار، وحريز بن عثمان، وشعبة، وورقاء، وسفيان الثوري، وطائفة. وعنه: أحمد بن حنبل، أبو خيثمة، وأبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن إشكاب، ومحمد بن إسحاق الصغاني، ومحمد بن رافع، ويعقوب بن شيبة، وآخرون. وثقه ابن معين، وغيره. علي بن عاصم بن صهيب د. ت. ق

(14/264)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 265
مولى قريبة بنت محمد بن أبي بكر الصديق. أبو الحسن الواسطي، ولد سنة خمس ومائة. روى عن: سهيل بن أبي صالح، وعطاء بن السائب، ويزيد بن أبي زياد، ويحيى البكاء، وبيان بن بشر، وحصين بن عبد الرحمن، وعبد الله بن عثمان بن خيثم، وأبي هارون العبدي، وليث بن أبي سليم، وحميد الطويل، وجماعة. وعنه: أحمد بن حنبل، وأحمد بن الأزهر، ومحمد بن يحيى الذهلي، وعبد بن حميد، ويحيى بن أبي طالب، ويعقوب بن شيبة، والحسن بن مكرم البزار، والحارث بن أسامة، وهو آخر من حدث عنه. ومن القدماء: يزيد بن زريع، وعفان بن مسلم، وآخرون. قال يعقوب بن شيبة: كان رحمة الله عليه من أهل الدين والصلاح والخير البارع. وكان شديد التوقي. ومنهم من أنكر عليه كثرة الغلط والخطأ. ومنهم من أنكر عليه تماريه في ذلك وترك الرجوع. ومنهم من تكلم في سوء حفظه. وعن عباد بن العوام قال: ليس ينكر عليه أنه لم يسمع. ولكنه كان رجلاً

(14/265)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 266
موسراً، وكان الوراقون يكتبون له. فأتي من كتبه التي كتبوها له. وقال وكيع: ما زلنا نعرفه بالخير، فخذوا الصحاح من حديثه ودعوا الغلط. وقال عفان: قدمت أنا وبهز واسط، فدخلنا على علي بن عاصم فقال: ممن أنتما قلنا: من أهل البصرة. فقال: من بقي فذكرنا حماد بن زيد ومشايخ البصريين. فلا نذكر له إنساناً إلا استصغره، فلما خرجنا قال بهز: ما أرى هذا يفلح.) وقال أحمد بن أعين: سمعت علي بن عاصم يقول: دفع إلي أبي مائة ألف درهم. وقال: اذهب فلا أرى لك وجهاً إلا بمائة ألف حديث. وقال وكيع: أدركت الناس والحلقة لعلي بن عاصم بواسط. فقيل له إنه يغلط. فقال: دعوه وغلطه. وقال أحمد بن حنبل: أما أنا فأحدث عنه. كان فيه لجاج ولم يكن متهماً. وقال محمد بن يحيى: قلت لأحمد بن حنبل في علي بن عاصم فقال: كان حماد بن سلمة يخطئ، وأومأ أحمد بيده، أي كثيراً، ولم ير بالرواية عنه بأساً.

(14/266)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 267
وقال الخطيب في تاريخه: كان يستصغر الناس ويزدريهم. وقال عبد الله بن علي المديني: سمعت أبي يقول: أتيت علي بن عاصم فنظرت في أثلاث كثيرة، فأخرجت منها مائتي طرف. فذهبت إليه فحدث عن المغيرة، عن إبراهيم في التمتع. فقلت: إنما هذا عن مغيرة رأى حماد. فقال: من حدثكم قلت: جرير. قال: ذاك الصبي رأيته ما يعقل ما يقال له. قال: ومر شيء آخر، فقلت: يخالفونك: قال: من قلت: أبو عوانة. قال: وضاع ذاك العبد. قال: ومر شيء آخر، فقلت: يخالفونك. قال: من قلت: إبراهيم بن إسماعيل. قال: ما رأيت ذاك يطلب حديثاً قط. قال: وقال لشعبة: ذاك المسكين كنت أكلم له خالد الحذاء، فيحدثه. قال الخطيب: ومما أنكروا عليه حديث محمد بن سوقة. قلت: هو الحديث الذي رواه العقيلي، والمخرمي عنه، عن محمد، عن إبراهيم النخعي، عن الأسود، عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من عزى مصاباً فله مثل أجره. والحديث عن ابن أبي، وأحمد بن محمد، عن شعبة وسفيان، وإسرائيل عن محمد بن سوقة. قال يعقوب بن شيبة: وهو حديث منكر. يرون أنه لا أصل له مسنداً ولا موقوفاً. ولا نعلم أحداً أسنده ولا وقفه غير علي. وهو من أعظم ما أنكره الناس عليه.)

(14/267)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 268
وقال المخرمي: ثنا حسن بن صالح، رجل من أهل العلم، أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم، فسأله عن هذا الحديث فقال: صدق أنا قلته. وقال الحارث بن أبي أسامة: ثنا محمد بن المعافى العابد، وكان ثقة، أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله: أهو لك قال: نعم. وقال محمد بن سليمان الباغندي: سمعت أبا علي الزمن يقول: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر عن يمينه، وعمر عن يساره، وعثمان أمامه، وعلي خلفه، حتى جاؤوا فجلسوا على رابية. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أين علي بن عاصم أين علي بن عاصم فجيء به. فلما رآه قبل بين عينيه ثم قال: أحييت سنتي. قالوا: يا رسول الله إنهم يقولون إنه أخطأ في حديث ابن مسعود: من عزى مصاباً فله مثل أجره. فقال: أنا حدثت به ابن مسعود. قال الباغندي: فجئت إلى عاصم بن علي بن عاصم في سنة تسع عشرة ومائتين، فحدثته بذلك، فركب إلى أبي علي فسمعه منه. وقال محمد بن المنهال، وغيره: ثنا يزيد بن زريع قال: لقيت علي بن عاصم الواسطي، فأفادني أشياء عن خالد الحذاء. فأتيت خالداً فسألته عنها فأنكرها كلها. وقال الفلاس: علي بن عاصم فيه ضعف، وكان إن شاء الله من أهل الصدق. وقال الليث بن حبرويه: سمعت يحيى بن جعفر البيكندي يقول: كان يجتمع عند علي بن عاصم أكثر من ثلاثين ألفاً. وكان يجلس على سطح. وكان له ثلاثة مستملين.

(14/268)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 269
قال هارون بن حاتم: سألته عن مولده، فقال: سنة خمس ومائة. وقال تميم بن المنتصر: ولد علي بن عاصم سنة ثمان ومائة. قال: ومات سنة إحدى ومائتين. وقال محمد بن سعد: ولد سنة تسع ومائة. وقال: توفي في جمادى الأولى بواسط، وهو ابن اثنتين وتسعين سنة وأشهر. علي بن موسى الرضا ق. د. ت. أحد الأعلام. هو الإمام أبو الحسن بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين) العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي العلوي الحسيني.

(14/269)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 270
روى عن: أبيه، وعبيد الله بن أرطأة. وعنه: ابنه أبو جعفر محمد، وأبو عثمان المازني، والمأمون، وعبد السلام بن صالح، ودارم بن قبيصة، وطائفة. وأمه أم ولد. وله عدة إخوة كلهم من أمهات أولاد وهم: إبراهيم، والعباس، والقاسم، وإسماعيل، وجعفر، وهارون، وحسن، وأحمد، ومحمد، وعبيد الله، وحمزة، وزيد، وعبد الله، وإسحاق، وحسين، والفضل، وسليمان. وعدة بنات سماهم الزبير في كتاب النسب. وكان سيد بني هاشم في زمانه، وأجلهم وأنبلهم. وكان المأمون يعظمه ويخضع له، ويتغالى فيه، حتى أنه جعله ولي عهده من بعده. وكتب بذلك إلى الآفاق. فثار لذلك بنو العباس وتألموا لإخراج الأمر عنهم، كما هو مذكور في الحوادث. وقيل إن دعبلاً الخزاعي أنشده مديحاً فوصله بستمائة دينار وبجبة خز بذل له فيها أهل قم ألف دينار، فامتنع وسافر. فأرسلوا من قطع عليه الطريق وأخذ الجبة. فرد إلى قم وكلمهم. فقالوا: ليس إليها سبيل ولكن هذه ألف دينار. وأعطوهخرقة منها. وقال المبرد، عن أبي عثمان المازني قال: سئل علي بن موسى الرضا: يكلف الله العباد ما لا يطيقون قال: هو أعدل من ذلك. قيل: فيستطيعون أن يفعلوا ما يريدون قال: هم أعجز من ذلك. ويروى أن المأمون هم مرة أن يخلع نفسه من الأمر ويوليه علي بن موسى

(14/270)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 271
الرضا. ولما جعله ولي عهده نزع السواد العباسي وألبس الناس الخضرة. وضرب اسم الرضا على الدينار والدرهم. وقيل إنه قال يوماً للرضا: ما يقول بنو أبيك في جدنا العباس قال: ما يقولون في رجل فرض الله طاعة نبيه على خلقه، وفرض طاعته على نبيه. فأمر له المأمون بألف درهم. وبلغنا أن زيد بن موسى خرج بالبصرة على المأمون وفتك بأهلها. فبعث إليه المأمون أخاه) علي بن موسى الرضا يرده عن ذلك. فسار إليه فيما قيل وحجه وقال له: ويلك يا زيد، فعلت بالمسلمين ما فعلت، وتزعم أنك ابن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم. والله لأشد الناس عليك رسول الله صلى الله عليه وسلم. ينبغي لمن أخذ برسول الله أن يعطي به. فبلغ كلامه المأمون فبكى، وقال: هكذا ينبغي أن يكون أهل بيت النبوة. ولأبي نواس في علي رحمة الله عليه:
(قيل لي أنت أحسن الناس طراً .......... في فنون من المقال النبيه)

(لك من جيد القريض مديح .......... يثمر الدر في يدي مجتنيه)

(فعلام تركت مدح ابن موسى .......... والخصال التي تجمعن فيه)

(قلت: لا أستطيع مدح إمام .......... كان جبريل خادماً لأبيه)
قلت: هذا لا يجوز إطلاقه من أن جبريل عليه السلام خادم لأبيه إلا

(14/271)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 272
بنص والنص معدوم فيه. وقد كذبت الرافضة على علي الرضا وآبائه رضي الله عنهم أحاديث ونسخاً هو بريء من عهدتها، ومنزه من قولها. وقد ذكروه من أجلها في كتب الرجال. من جملتها عن أبيه، عن جده جعفر، عن أبيه، عن جده، عن أبيه علي رضي الله عنه مرفوعاً: السبت لنا والأحد لشيعتنا، والاثنين لبني أمية، والثلاثاء لشيعتهم، والأربعاء لبني العباس، والخميس لشيعتهم، والجمعة للناس جميعاً. فانظر ما أسمج هذا الكذب، قبح الله من وضعه. وبالإسناد: لما أسري بي سقط إلى الأرض من عرقي، فنبت منه الورد، فمن أحب أن يشم رائحتي فليشم الورد. وبالسند: إدهنوا بالبنفسج، فإنه بارد في الصيف حار في الشتاء. و: من أكل رمانة بقشرها أنار الله قلبه أربعين ليلة. و: الحناء بعد النورة أمان من الجذام. و: كان عليه السلام إذا عطس قال علي له: رفع الله ذكرك. وإذا عطس علي قال له النبي صلى الله عليه وسلم: أعلى الله كعبك. فأظن هذا من كذب الزنادقة. نقل القاضي شمس الدين بن خلكان، أن سبب موته أنه أكل عنباً فأكثر منه.) قال: وقيل بل كان مسموماً، فاعتل منه، فمات. قلت: مات في صفر سن ثلاث ومائتين، عن خمسين سن بطوس. ومشهده مقصود بالزيارة، رحمه الله.

(14/272)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 273
علي بن يزيد سليم الصدائي الكوفي. صاحب الأكفان. عن: الأعمش، وهارون بن عنترة، وفطر بن خليفة، وزكريا بن أبي زائدة، وفضيل بن مرزوق، وجماعة. وعنه: أحمد بن أبي شريح الرازي، وإسحاق بن بهلول، وعبد الرحمن بن محمد بن سلام الطرسوسي، وعبد الله بن أيوب المخرمي، ومحمد بن حرب النسائي، وهارون الحمال، وطائفة. قال الحسن: قال أحمد بن حنبل: ما كان به بأس. وقال أبو حاتم: ليس قوي، منكر الحديث. وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه. قلت: لم يخرجوا له. علي بن يونس البلخي. العابد.

(14/273)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 274
روى عن: سفيان الثوري، وهشام بن الغاز، وعب العزيز بن أبي رواد، ومالك بن أنس، وإسماعيل بن جعفر، وآخرين. وعنه: يعقوب بن عبيد النهرتيري، وإبراهيم بن هارون البلخي، وإسحاق بن عبد الله بن رزين النيسابوري. ذكره ابن أبي حاتم، وما رأيت أحداً ضعفه ولا من ذكره في أصحاب مالك. أخبرتنا فاطمة بنت سليمان، عن أبي الوفاء محمود: أنا أبو الخير محمد، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبي، أنا محمد بن عمر بن حفص النيسابوري: ثنا إسحاق بن عبد الله بن رزين، ثنا علي بن يونس البلخي، ثنا مالك، والسفيانان، وإسماعيل بن جعفر، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع الولاء وعن هبته.) ثم ظفرت بذكره في الضعفاء للعقيلي وقال: لا يتابع على حديثه. ثم ساق من رواية الفضل بن سهل الأعرج، عن علي بن يونس حديثاً، معروف المتن، غريب السند. علية بنت أمير المؤمنين المهدي.

(14/274)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 275
أخت الرشيد. اشتريت أمها مكنونة للمهدي بمائة ألف درهم، فأولدها علية في سنة ستين ومائة. وكانت علية من أحسن النساء وأظرفهن وأعقلهن، ذات صيانة وأدب بارع. تزوجها موسى بن عيسى بن موسى بن محمد العباسي. وكان الرشيد يبالغ في إكرامها واحترامها. ولها ديوان شعر معروف بين الأدباء. عاشت خمسين سنة، وماتت في حدود العشر ومائتين. عمار بن عبد الجبار السعدي المروزي. أبو الحسن. سمع: ابن أبي ذئب، وشعبة، وطبقتهما. وعنه: أحمد بن سعيد الدارمي، ومحمد بن عقيل الخزاعي. وسيعاد. عمار بن عبد الملك المروزي. أبو اليقظان اليربوعي. مولاهم المستملي. سمع: شعبة، وابن لهيعة. ذكره هكذا محمد بن حمدويه في تاريخ مرو وقال: مات ببغداد سنة خمس ومائتين.

(14/275)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 276
وقال: وكان سيء الحفظ مغفلاً. له صلاح وعبادة. ثنا عنه محمد بن مسعدة. عمار بن مطر العنبري الرهاوي. أحد المتروكين المعنيين بالحديث. روى عن: ابن أبي ذئب، وزهير، وأبي هلال، ومالك بن أنس. وعنه: عبد الله بن سالم، ومبارك بن عبد الله السراج، ومحمد بن الخضر الرقي، وأبو فروة الرهاوي، وعبد الله بن سلمة البلدي، وآخرون. قال ابن عدي: متروك الحديث. عمار بن بشر الدمشقي ت.) عن: الأوزاعي، ومعاوية بن يحيى الصدفي، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وغيرهم.

(14/276)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 277
وعنه: علي بن سهل الرملي، ونصر بن الفرج شيخ النسائي، ويوسف بن سعيد بن مسلم. وحدث سنة مائتين. توفي بعد ذلك. عمران بن أبان الواسطي. أخو محمد بن أبان. روى عن: حمزة الزيات، وشعبة. وعنه: حميد بن زنجويه، وسليمان بن سيف الحراني، وآخرون. وهو ضعيف الحديث. عمر بن حبيب العدوي البصري القاضي.

(14/277)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 278
قيل: هو ابن حبيب بن محمد بن مجالد بن سليمان، من بني عدي بن عبد مناة. روى عن: حميد الطويل، وخالد الحذاء، ومحمد بن عجلان، وهشام بن عروة، ويونس بن عبيد، وطائفة. وعنه: إسحاق بن إبراهيم شاذان، وحفص الربالي، وحماد بن الحسن بن عنبسة، وأبو أمية الطرسوسي، ومحمد بن سنان القزاز، وأبو قلابة الرقاشي، ومحمد بن يونس الكديمي، وخلق. قال عباس، عن يحيى بن معين: ضعيف يكذب. وقال البخاري: يتكلمون فيه. وقال النسائي: ضعيف. وقال ابن عدي: حسن الحديث، يكتب حديثه مع ضعفه. قلت: ولي قضاء البصرة، ثم ولي قضاء الجانب الشرقي ببغداد للمأمون. وهو جد أبي رفاعة عبد الله بن محمد بن عمر العدوي. ويروى أنه حضر مجلس الرشيد، فتنازع الفقهاء في الإحتجاج بأبي هريرة، فقال عمر بن حبيب: هو صدوق صحيح النقل. فهم الرشيد بقتله لكونه

(14/278)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 279
رد عليه، وطلبه. ثم دفع الله عنه. قال غير واحد: توفي سنة سبع ومائتين بالبصرة. عمر بن سعد ع.) أبو داود الحفري الكوفي العابد. والحفر: مكان بالكوفة. وذكره بالكنية أولى. عن: مالك بن مغول، ومسعر، وسفيان الثوري، وصالح بن حسان، وبدر بن عثمان، وجماعة. وعنه: أحمد بن حنبل، ومحمود بن غيلان، وإسحاق الكوسج، وعلي بن حرب، ومحمد بن رافع، وعبد بن حميد، وطائفة. قال عباس: سمعت يحيى بن معين يقدمه في حديث سفيان على محمد بن يوسف وقبيصة.

(14/279)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 280
وقال وكيع: إن كان يدفع بأحد في زماننا فبأبي داود. وقال علي بن المديني: لا أعلمني رأيت بالكوفة أعبد منه. وقال أبو حاتم: صدوق، رجل صالح. وقال الدار قطني: كان من الصالحين الثقات. حكي أنه أبطأ يوماُ في الخروج إليهم، ثم خرج فقال: أعتذر إليكم، فإنه لم يكن لي ثوب غير هذا. صليت فيه، ثم أعطيته بناتي حتى صلين فيه، ثم أخذته وخرجت إليكم. قال أبو حمدون المقرئ: دفنا أبا داود الحفري رحمه الله وتركنا بابه مفتوحاً. ما كان في البيت شيء. قال ابن سعد: مات في جمادى الأولى سنة ثلاث ومائتين. عمر بن شبيب المسلي ق. أبو حفص المذحجي الكوفي. رأى أبا إسحاق السبيعي.

(14/280)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 281
عن: عبد الملك بن عمير، وليث بن أبي سليم، وعمرو بن قيس الملائي، وإبراهيم بن مهاجر، وإسماعيل بن أبي خالد، وطائفة. وعنه: إبراهيم بن سعيد الجوهري، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعمر بن شبة، ومحمد بن طريف، والحسن بن علي العامري، وسعدان بن نصر، وخلق. قال ابن معين: ليس بثقة. وقال أبو زرعة: لين الحديث. وقال أبو حاتم: لا يحتج به. وقال النسائي: ليس بالقوي. وقال ابن حبان: كان صدوقاً. ولكنه كان يخطئ كثيراً على قلة روايته.) قلت: له حديث واحد في سنن ابن ماجة في الطلاق. توفي سنة اثنتين. عمر نب عبد الله بن رزين م. د.

(14/281)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 282
أبو العباس السلمي النيسابوري. أخو مبشر، وجعفر. رحل وسمع: محمد بن إسحاق، وسفيان بن حسين الواسطي، وإبراهيم بن طهمان، وسفيان الثوري، وجماعة. وعنه: أحمد بن الأزهر، وأحمد بن يوسف السلمي، وسهل بن عمار، وأيوب بن الحسين، وجماعة. وقال سهل بن عمار: لم يكن بخراسان أنبل منه. وقال الحاكم: خطتهم أشهر خطة بنيسابور في أيام عبد الله بن عامر بن كريز. وروى أبو العباس: وفاته في سنة ثلاث ومائتين. عمر بن عبد الواحد. قد مر. وقال بعضهم: توفي سنة إحدى ومائتين. عمر بن عثمان بن عمر بن موسى بن عبيد الله بن معمر ت. أبو حفص التيمي المدني. عن: إسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله، وعبيد الله بن عمر، ويونس بن يزيد، وأبيه.

(14/282)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 283
وعنه: محمد بن الحسن بن زبالة، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، والزبير بن بكار. عمر بن يونس اليمامي ع. أبو حفص. عن: عكرمة بن عمار، وأبيه يونس بن القاسم الحنفي، وعاصم بن محمد العمري، وملازم بن عمرو، وعمر بن أبي خثعم، وحباب بن فضالة صاحب أنس، وغيرهم. وعنه: أبو ثور الفقيه، وأبو خيثمة، وإسحاق بن وهب العلاف، وعبد الرحمن بن عمر عمر رسته، وعمرو الناقد، وعبد بن حميد، وبندار، وخلق. وثقه ابن معين، والنسائي. عمر بن أبي بكر.)

(14/283)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 284
أبو حفص الموصلي قاضي الأردن. عن: سليمان بن بلال، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، وجماعة. وعنه: إبراهيم بن المنذر الحزامي، والزبير بن بكار، وغيرهما. ضعفه أبو زرعة، وغيره. وقال أبو حاتم: ذاهب الحديث. وقال سعيد بن نمير البردي: آفة من الآفات. وأما أخوه عمرو بن أبي بكر الموصلي أبو بكر فولي قضاء دمشق للرشيد ثم للأمين. وتوفي في حدود المائتين. عمرو بن الأزهر البصري العتكي. نزيل واسط ثم بغداد. عن: حميد الطويل، وهشام بن عروة، وبهز بن الحكيم، وغيرهم. وعنه: حسان بن سيار، وعبد الرحمن بن عبد الله الحلبي، وخالد بن عمرو. وقال ابن معين: ليس بثقة. وقال النسائي: متروك.

(14/284)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 285
وكذبه بعضهم. عمرو بن خالد. أبو حفص الأعشى. ويقال أبو يوسف. كوفي واه. روى عن: عاصم، وهشام بن عروة، والأعمش، ومحل الضبي. وعنه: عمرو بن عبد الله الأودي، وأحمد بن حازم بن أبي عزرة، وجماعة. قال ابن عدي: منكر الحديث. وقال ابن حبان: لا تحل الرواية عنه. عمرو بن محمد بن أبي رزين. أبو عثمان الخزاعي البصري. عن: ثور بن يزيد، وهشام بن حسان، وسعيد بن أبي عروبة، وشعبة، والثوري. وعنه: رجاء بن محمد العذري، ويحيى بن معين، ومحمد بن سنان القزاز، ومحمد بن بشار،) ومحمد بن يونس الكديمي، وطائفة. وذكره ابن حبان في الثقات فقال: ربما أخطأ.

(14/285)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 286
وحدث سنة ست ومائتين. عمرو بن محمد العنقزي البصري. توفي سنة ثلاث ومائتين، وقيل سنة تسع وتسعين ومائة. عمرو بن عبد الغفار الفقيمي الكوفي. حدث عنه: عمه الحسن بن عمرو الفقيمي، وهشام بن عروة، والأعمش، وابن أبي ليلى. وعنه: قتيبة، وأحمد بن الفرات، والحسن بن مكرم، ويحيى بن أبي طالب، وآخرون. قال علي بن المديني: رميت بحديثه، وكان رافضياً. وقال أحمد العجلي: متروك. ومشاه بعضهم. توفي سنة اثنتين ومائتين. عمران بن أبان بن عمران بن زياد.

(14/286)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 287
أبو موسى الواسطي الطحان. عن: حريز بن عثمان، وحمزة الزيات، وشعبة، وشريك، وجماعة. وعنه: الحسن بن علي الخلال، والحسين بن عيسى البسطامي، وحميد بن زنجويه، وسليمان بن سيف الحراني، وبعد الله بن الحكم القطواني. قال أبو داود: خرج مع أبي السرايا وقذف قوماً. وقال النسائي: ليس بالقوي. وقال ابن عدي: لا أرى بحديثه بأساً. قال ابن حبان: مات سنة خمس ومائتين. لم يخرجوا له. عنبسة بن سعيد بن أبان الأموي الكوفي. أبو خالد: أخو يحيى، وعبيد الله، ومحمد، وعبد الله، وأبان. روى عن: ابن المبارك.) وعنه: ابن أخيه سعيد بن يحيى، ومحمد بن حسان الأزرقي. وثقه الدار قطني، وغيره. مات شاباً قبل أخيه عبيد الله المتوفي سنة ثلاث ومائتين. وقد ولي قضاء الري.

(14/287)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 288
عوف بن محمد. أبو غسان المرادي البصري. عن: يوسف بن عبدة العتكي، ومحمد بن مسلم الطائفي. عنه: أبو حفص الفلاس، وعبدة بن عبد الله الصفار، وبندار، وغيرهم. العلاء بن عصيم. أبو عبد الله الجعفي. مؤذي مسجد حسين الجعفي. عن: زهير بن معاوية، وأبي الأحوص سلام، وعنترة بن القاسم. وعنه: أحمد بن سعيد الرباطي، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعلي بن المديني، وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، وآخرون. قال مطين: توفي سنة ثمان ومائتين.

(14/288)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 289
عيسى بن إبراهيم القرشي الهاشمي. أحد الضعفاء. قد دار أكثر أقاليم الإسلام. وروى عن: موسى بن أبي حبيب، شيخ تابعي، غير حديث منكر. وروى عن: زهير بن محمد. روى عنه: بقية بن الوليد، وبشر بن القاسم، والحسين بن منصور السلمي، وعلي بن الحسن الذهلي، وجماعة من النيسابوريين. تركه غير واحد. وقال الحاكم: واهي الحديث بمرة. روى عنه من القدماء: كثير بن هشام، وبقية. عيسى بن خالد. أبو عبد الله اليمامي.) قدم دمشق، وحدث عن: شعبة، وزهير بن معاوية، ومبارك بن فضالة، والليث بن سعد، وجماعة.

(14/289)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 290
وعنه. محمود بن خالد، ودحيم، وأحمد بن أبي الحواري، وعبد الوهاب بن عبد الرحيم الأشجعي، وموسى بن عامر، وعدة. قال أبو حاتم: لا بأس بحديثه. عيينة بن عبد الرحمن. أبو المنهال المهلبي اللغوي النحوي. صاحب الخليل بن أحمد، ومؤدب الأمير عبد بن الطاهر. روى عن: داود بن أبي هند، وسعيد بن أبي عروبة. وعنه: علي بن الحسن الهلالي، ومحمد بن عبد الوهاب الفراء، وأهل نيسابور. وكان من كبار أئمة العربية.

(14/290)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 291
4 (حرف الغين)
غالب بن فرقد الأصبهاني. عن: مبارك بن فضالة، وكثير بن مسلم، وعمر بن الصبح. وعنه: إسماعيل بن زيد القطان، وعقيل بن يحيى، وروح بن جبر.

(14/291)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 292
4 (حرف الفاء)
فتيان بن أبي السمح عبد الله بن السمح. أبو الخيار المصري الفقيه. ولد سنة خمسين ومائة أو إحدى. وكان من أعيان أصحاب مالك. قال محمد بن وزير: كان فتيان من أشغب الناس في البحث. وكان بينه وبين الشافعي مناظرة. فكان فتيان يقول: لا يباع الحر في الدين. وقال الشافعي: إن ثبت على القول بعد أفعل بك كيت وكيت. وكان الشافعي حليماً. وقال ابن عب الحكم: كان في فتيان عجلة، فأغلظ مرة للشافعي، فانتصر للشافعي سري بن الحكم وضرب فتيان وطوق به. وقال محمد بن وزيري: حضرت الشافعي وفتيان يتناظران، وجرى بينهما الكلام، إلى أن قال فتيان: سمعت مالكاً يقول: إن الإمام لا يكون إماماً إلا على شرط أبي بكر فإنه قال: وليتكم) ولست بخيركم، فإن زغت فقوموني. فاحتج الشافعي بأشياء. فبلغ السري ذلك، فضرب فتيان، ثم وثب أهل المسجد بالشافعي، فدخل منزله فلم يخرج منه إلى أن مات. قال يونس بن عبد الأعلى: قال السري: لو شهد عندي آخر مثل الشافعي لضربت عنقه. وسمعت الشافعي يقول: والله ما شهدت على فتيان قط. ولقد

(14/292)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 293
سمعت منه ما لو شهدت به عليه لحل دمه. وقال ابن أخي فتيان: سمعت عمي يقول: الله بيني وبين الشافعي. أو لا حلل الله الشافعي. وتوفي سنة خمس ومائتين. ذكره ابن عمر الكندي في الموالي. الفراء. وهو زكريا يحيى بن زياد بن عبد الله بن منظور الأسدي. مولاهم الكوفي النحوي، صاحب التصانيف. سكن بغداد وأملى بها كتاب معاني القرآن وغير ذلك. وحدث عن: قيس بن الربيع، ومندل بن علي، وأبي الأحوص سلام بن سليم، وأبي الحسن الكسائي، وأبي بكر بن عياش. وعنه: مسلمة بن عاصم، ومحمد بن الجهم السمري، وغيرهما. وكان ثقة.

(14/293)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 294
وقد روي عن ثعلب أنه قال: لولا الفراء لما كانت عربية، ولسقطت، لأنه خلصها، ولأنها كانت تتنازع ويدعيها كل أحد. وذكر أبو بديل الوضاحي قال: أمر المأمون الفراء أن يؤلف ما يجمع به أصول النحو. وأمر أن يفرد في حجرة، ووكل به خدماً وجواري يقمن بما يحتاج إليه. وصير له الوراقين. فكان على ذلك سنين. قال: ولما أملى كتاب المعاني اجتمع له الخلق، فلم يضبط إلا القضاة، وكانوا ثمانين قاضياً، وأمل الحمد في مائة ورقة. قال: وكان المأمون قد وكل بالفراء ابنيه يلقنهما النحو. فأراد يوماً النهوض فابتدرا إلى نعله فتنازعا أيهما يقدمه. ثم اصطلحا أن يقدم كل واحد فردة. فبلغ المأمون فقال: ليس يكبر الرجل) عن تواضعه لسلطان ووالده ومعلمه العلم. وقال ابن الأنباري: لو لم يكن لأهل بغداد والكوفة من علماء العربية إلا الكسائي والفراء لكان لهم بهما الافتخار على الناس. قال: وكان يقال للفراء أمير المؤمنين في النحو. وعن هناد بن السري قال: كان الفراء يطوف معنا على الشيوخ فما رأيناه أثبت سوداء في بيضاء. فظننا أنه كان يحفظ ما يحتاج إليه. قيل: إنما سمي بالفراء لأنه كان يفري الكلام. قال سلمة بن عاصم: إني لأعجب من الفراء كيف يعظم الكسائي وهو أعلم منه بالنحو.

(14/294)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 295
توفي بطريق مكة سنة سبع ومائتين، وله ثلاث وستون سنة. الفضل بن الربيع بن يونس. حاجب الرشيد، وابن حاجب المنصور.

(14/295)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 296
كان من رجال الدهر رأياً وحزماً ودهاء ورياسة. وهو الذي قام بخلافة الأمين، وساق إليه الخزائن بعد موت والده، وسلم إليه القضيب والخاتم. وأتاه بذلك من طوس. وكان هو الكل لاشتغال الأمين باللعب واللهو. ولما تداعت دولة الأمين ولاح عليها الإدبار اختفى الفضل مدة طويلة. ولما بويع إبراهيم بن المهدي ظهر الفضل، وساس نفسه، فلم يدخل معهم في شيء، ولهذا عفا عنه المأمون. توفي سنة ثمان ومائتين وهو في عشر السبعين. الفضل بن عبد الحميد الموصلي. شيخ مسن، رحل وسمع من: الأعمش، وعمرو بن قيس الملائي، وإسماعيل بن أبي خالد. وجماعة. روى عنه: سعيد ين المغيرة، وإسحاق بن إبراهيم لؤلؤ، وعبيد بن حفص، وطائفة آخرهم موتاً محمد بن أحمد بن أبي المثنى. وما علمت أحداً ضعفه. قال الأزدي: توفي سنة تسع ومائتين.)

(14/296)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 297
4 (حرف القاف)
القاسم بن الحكم بن كثير بن جندب العرني الكوفي ت. القاضي أبو أحمد قاضي همدان. عن: زكريا بن أبي زائدة، وأبي حنيفة، والقاسم بن معن المسعودي، ويونس بن أبي إسحاق، وعبيد الله بن الوليد الرصافي، ومسعر، والثوري، وطائفة. وعنه: إسحاق بن الفيض، وأحمد بن محمد بن سعيد بن أبان التبعي، وزكريا بن يحيى البلخي، ومحمد بن المغيرة الضبي، وعمرو بن رافع القزويني، ومحمد بن حسان الأزرق، والمستمر بن الصلت، وخلق. وقد كان أحمد بن حنبل عزم على الرحلة إليه. وثقه غير واحد. وقال أبو زرعة: صدوق.

(14/297)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 298
وقال أبو علي الرفاء، عن محمد بن صالح الأشج: مات القاسم بن الحكم سنة ثمان ومائتين وحضرت جنازته. وولد سنة ثلاث عشر ومائة. القاسم بن الحكم بن أوس الأنصاري البصري. عن: معمر بن راشد، وغيره. وعنه: عبيد الله بن عمر القواريري، ومحمد بن المثنى العنزي. قال أبو حاتم: مجهول. القاسم بن هارون بن محمد بن عبد الله بن محمد بن علي العباسي المؤتمن بن الرشيد. كان أبوه قد جعله ولي العهد بعد الأمين والمأمون. وشرط للمأمون إن شاء أن يقره أقره، وإن شاء أن يخلعه خلعه. فخلعه سنة ثمان وتسعين ومائة. وتوفي سنة ثمان ومائتين وله خمس وثلاثون سنة. قدامة بن محمد بن خشرم الخشرمي المدني.

(14/298)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 299
عن: أبيه، وأبوه مجهول، وعن: مخرمة بن بكير. وعنه: عبد الله بن هارون بن موسى الفروي، وسعد بن عبد الله بن عبد الحكم. قال ابن حبان: روى المقلوبات التي لا يشارك فيها. لا يجوز الاحتجاج به.) قلت: وروى أيضاً عن: داود بن المغيرة. وعنه: ابن نمير، وابن شيبة الحزامي. قال أبو حاتم: ليس به بأس. قرادة. أبو نوح. اسمه عبد الرحمن. تقدم ذكره. قريش بن إبراهيم الصيدلاني. بغدادي ثبت حافظ. مات قبل الشيخوخة. روى عن: عبد العزيز الدراوردي، ومعتمر بن سليمان. روى عنه رفيقاه أحمد بن حنبل، وسريج بن يونس. قال يعقوب بن شيبة: كان من علية أصحاب الحديث.

(14/299)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 300
مات قبل أن يكتب عنه. قريش بن أنس البصري خ. م. د. ت. ن. عن: حميد الطويل، وابن عون، وحبيب بن الشهيد، وعوف الدارمي، وجماعة. وعنه: علي بن المدني، وبندار، وبكار بن قتيبة، والكديمي، ومحمد بن أبي العوام، وخلق. قال النسائي: ثقة إلا أنه تغير. وقال علي بن المديني: كان ثقة. وقال البخاري، عن إسحاق بن إبراهيم بن حبيب: مات سنة تسع ومائتين. قال: وكان قد اختلط ست سنين في البيت.

(14/300)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 301
وقال أبو داود، عن محمد بن عمر المقدمي: مات في رمضان سنة ثمان. قطرب. تلميذ سيبويه. هو أبو علي محمد بن المستنير البصري النحوي، صاحب التصانيف. كان يؤدب أولاد الأمير أبي دلف العجلي. وكان أيام اشتغاله يبكر في تحصيل النوبة على) سيبويه. فقال له: ما أنت إلا قطرب ليل. فلزمه هذا اللقب. روى عنه: محمد بن الجهم السمري، وغيره. وكان موثقاً فيما ينقله. توفي سنة ست ومائتين.

(14/301)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 302
4 (حرف الكاف)
كثير بن هشام. أبو سهل الكلابي الرقي. نزيل بغداد. روى الكثير عن: جعفر بن برقان. وحدث أيضاً عن: شعبة. وعنه: أحمد بن حنبل، وإسحاق، وعمرو الناقد، ومحمد بن المثنى، وعباس الدوري، والحارث بن أبي أسامة، وجماعة. وثقه ابن معين، وأبو داود.

(14/302)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 303
توفي في شعبان سنة سبع. ولما مات قالوا: اليوم مات جعفر بن برقان. وقيل: إنه روى عن جعفر الصادق. قال عباس الدوري: ثنا كثير بن هشيم وكان من خيار المسلمين.

(14/303)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 304
4 (حرف الميم)
محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف بن قصي.

(14/304)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 305
الإمام العلم أبو عبد الله الشافعي المكي المطلبي الفقيه، نسيب رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولد بغرة سنة خمسين ومائة. وحمل إلى مكة وهو ابن سنتين فنشأ بها، وأقبل على الأدب والعربية والشعر، فبرع في ذلك. وحبب إليه الرمي حتى فاق الأقران وصار يصيب من العشرة تسعة. ثم كتب العلم. وروى عن: سلم بن خالد الزنجي فقيه مكة، وداود بن عبد الرحمن العطار، وعبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون، وعمه محمد بن علي بن شافع، ومالك بن أنس، وعرض عليه الموطأ) حفظاً، وعطاف بن خالد، وسفيان بن عيينة، وإبراهيم بن سعد، وإبراهيم بن أبي يحيى الأسلمي الفقيه، وإسماعيل بن جعفر، وعبد الرحمن بن أبي بكر المليكي، وعبد العزيز الدراوردي، ومحمد بن علي الجندي، ومحمد بن الحسن الفقيه، وإسماعيل بن علية، ومطرف بن مازن قاضي صنعاء، وخلق سواهم. وعنه: أبو بكر الحميدي، وأبو عبيد القاسم بن سلام، وأحمد بن حنبل، وأبو ثور إبراهيم بن خالد الكلبي، وابو يعقوب يوسف بن يحيى البويطي،

(14/305)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 306
وحرملة بن يحيى، وأبو إبراهيم إسماعيل بن يحيى المزني، والحسين بن علي الكرابيسي، والحسن بن محمد الزعفراني، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم، والربيع بن سليمان المرادي، وموسى بن أبي الجارود المكي، ويونس بن عبد الأعلى، وأحمد بن سنان القطان، وأبو الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح، وبحر بن نصر الخولاني، وعبد العزيز المكي صاحب الحيدة وخلق سواهم. وممن روى عن الشافعي: أحمد بن محمد الأزرقي شيخ البخاري، وأحمد بن محمد بن سعيد الصيرفي البغدادي، وأحمد بن سعيد الهمداني، وأحمد بن أبي سريح الرازي، وأحمد بن خالد البغدادي الخلال، وأحمد بن يحيى بن وزير المصري، وأحمد بن عبد الرحمن ابن أخي ابن وهب، وأحمد بن صالح، وإبراهيم بن محمد الشافعي، وإبراهيم بن المنذر، وإسحاق بن راهويه، وإسحاق بن بهلول، وأحمد بن يحيى بن عبد الرحمن الشافعي المتكلم، والحسن بن عبد العزيز الحروي، والحارث بن شريح البقال، وداود ين يحيى البلخي، وسليمان بن داود المصري، وسليمان بن داود الهاشمي، والأصمعي، وعبد الغني بن عبد الغني المصري العسال، وعبد العزيز بن عمران بن مقلاص، وعلي بن سعيد الرقي، وعلي بن سلمة الحنفي اللبقي، وأبو حنيفة قحزم بن عبد الله الأسواني، ومحمد بن يحيى العدني، ومحمد بن سعيد بن خالد العطار، ومسعود بن سهل المصري الأسود، وهارون بن سعيد الأيلي، ويحيى بن عبد الله، وغيرهم. وهذا التاريخ يضيق عن ذكر شمائل الإمام الشافعي رحمه الله تعالى، وقد أفرد له غير واحد من العلماء ترجمة في مجلد تام. ولكنا نذكر إن شاء الله تعالى له ترجمة حسنة فنقول: كان السائب بن عبيد المطلبي أحد من أسر يوم بدر من المشركين، وكان

(14/306)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 307
يشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم، وأمه هي الشفاء بنت أرقم بن نضلة أخي عبد المطلب ابني هاشم.) ويقال إنه أسلم بعد أن فدى نفسه. ولابنه شافع رؤية. وعثمان بن شافع معدود من التابعين. وكانت أم الشافعي أزدية. فعن ابن عبد الحكم قال: لما حملت أم الشافعي به رأت كأن المشتري خرج من فرجها حتى انقض بمصر، ثم وقع في كل بلد منه شظية. فتأول المعتبرون أنه يخرج منها عالم يخص علمه أهل مصر، ثم يتفرق في سائر البلدان. وعن الشافعي قال: لم يكن لي مال، فكنت أطلب العلم في الحداثة أذهب إلى الديوان استوهب الظهور أكتب فيها. وقال عمرو بن سواد: قال لي الشافعي: كانت نهمتي في شيئين: في الرمي وطلب العلم. فنلت من الرمي حتى كنت أصيب عشرة من عشرة. وسكت عن العلم. فقلت له: أنت والله في العلم أكبر منك في الرمي. قال: وولدت بعقسلان فلما أتت علي سنتان حملتني أمي إلى مكة. هذه رواية صحيحة. وقال: قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: ثنا أحمد بن عبد الرحمن ابن أخي ابن وهب: سمعت الشافعي يقول: ولدت باليمن فخافت أمي علي الضيعة وقالت: إلحق أهلك فتكون مثلهم. فجهزتني إلى مكة فقدمتها وأنا ابن عشر. فصرت إلى قريب لي وجعلت أطلب العلم فيقول لي: لا تشتغل بهذا وأقبل

(14/307)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 308
على ما ينفعك. فجعلت لذتي في هذا العلم وطلبته حتى رزق الله منه ما رزق. كذا قال إنه ولد باليمن، وهذا غلط، أو لعله أراد باليمن القبيلة. وقال أحمد بن إبراهيم الطائي الأوقع، وهو مجهول: ثنا المزني، سمع الشافعي يقول: حفظت القرآن وأنا ابن سبع سنين، وحفظت الموطأ وأنا ابن عشر سنين. وقال أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الصمد بن أحمد المطلبي الشافعي المكي، شيخ لابن جميع: قال أبي معاوية الأيلي قال: سمعت الشافعي يقول: أقمت في بطون العرب عشرين سنة آخذ أشعارها ولغاتها، وحفظت القرآن، فما علمت أنه مر بي حرف إلا وقد علمت المعنى فيه، ما خلا حرفين، احديهما: دساها. وعن حرملة: سمعت الشافعي يقول: أتيت مالكاً وأنا ابن ثلاث عشر سنة، وكان ابن عم لي والي المدينة، فكلم لي مالكاً فأتيته. فقال: اطلب من يقرأ لك. فقلت: أنا أقرأ.) فقرأت عليه. فكان ربما قال لي لشيء مر: أعده. فأعيده حفظاً. وكأنه أعجبه. ثم سألته عن مسألة فأجابني، ثم أخرى فقال: أنت تحب أن تكون قاضياًً. وقال ابن عبد الحكم: سمعت الشافعي يقول: قرأت على إسماعيل بن قسطنطين. وقال: قرأت على شبل. وقال: قرأت على عبد الله بن كثير، وهو على

(14/308)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 309
مجاهد، وأخبر مجاهد أنه قرأ على ابن عباس. قال: وكان إسماعيل يقول القرآن اسم وليس بمهموز. ولم يؤخذ من قرأت ولو أخذ من قرأت كان كل ما قريء قرآناً. ولكنه اسم للقرآن مثل التوراة والإنجيل. وقال محمد بن إسماعيل، أظنه السلمي: حدثني حسين الكرابيسي قال: بت مع الشافعي غير ليلة، وكان يصلي نحو ثلث الليل، فما رأيته يزيد على خمسين آية فإذا أكثر فمائة. وكان لا يمر بآية رحمة إلا سأل الله، ولا بآية عذاب إلا تعوذ منها. وقال إبراهيم بن محمد بن الحسن الأصبهاني: ثنا الربيع قال: كان الشافعي يختم القرآن ستين مرة في رمضان. وكان من أحسن الناس قراءة. فروى الزبير، عن عبد الواحد الأستراباذي، قال: سمعت عباس بن الحسين: سمعت بحر بن نصر يقول: كنا إذا أردنا أن نبكي قلنا بعضنا لبعض: قوموا بنا إلى هذا الفتى المطلبي يقرأ القرآن. فإذا أتيناه استفتح القرآن حتى يتساقط الناس ويكثر عجيجهم بالبكاء من حسن صوته. فإذا رأى ذلك أمسك عن القراءة. وقال أحمد بن عبد الرحمن بن الجارود، وهو كذاب: سمعت الربيع يقول: كان الشافعي يفتي وله خمس عشرة سنة. وكان يحي الليل إلى أن مات. وقال محمد بن محمد الباغندي: حدثني الربيع بن سليمان قال: ثنا الحميدي قال: قال مسلم بن خالد الزنجي وقد مر على الشافعي فقال: يا

(14/309)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 310
أبا عبد الله أفت فقد آن لك أن تفتي. قال أبو بكر الخطيب: هكذا ذكر في هذه الحكاية. وليس ذلك بمستقيم، لأن الحميدي كان يصغر إذ ذاك عن الشافعي وله تلك السن. والصواب: ثنا علي بن المحسن، ثنا محمد بن إسحاق الصفار، ثنا عبد الله بن محمد القزويني: سمعت الربيع بن سليمان: سمعت الحميدي يقول: قال مسلم بن خالد الزنجي للشافعي: أفت، فقد آن لك أن تفتي. وهو ابن دون عشرين سنة.) ورواها أبو نعيم الإستراباذي، عن الربيع، عن الحميدي قال: قال مسلم الزنجي. وقال أبو نعيم الحافظ: ثنا علي، أنا أبو النضر: سمعت محمد بن العباس: سمعت إبراهيم بن مراد قال: كان الشافعي طويلاً نبيلاً جسيماًً. وقال الزعفراني: كان الشافعي يخضب بالحناء، خفيف العارضين. وقال المزني: ما رأيت أحسن وجهاً من الشافعي، وكان ربما قبض على لحيته، فلا تفضل عن قبضته. قال الربيع المؤذن: سمعت الشافعي يقول: كنت ألزم الرمي حتى كان الطبيب يقول لي: أخاف أن يصيبك السل من كثرة وقوفك في الحر، وكنت أصيب من العشرة تسعة. وروى عبد الرحمن بن أبي حاتم في كتاب مناقب الشافعي له بإسنادين، أن الشافعي قال: كنت أكتب في الأكناف والعظام. وقال الحميدي: سمعت الشافعي يقول: كنت يتيماً في حجر أمي ولم يكن لها ما تعطي المعلم، وكان المعلم قد رضي مني أن أقوم على الصبيان إذا

(14/310)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 311
غاب، وأخفف عنه. وقال الربيع: سمعت الشافعي يقول: قدمت على مالك وقد حفظت الموطأ ظاهراً. فقلت: أريد سماعه. فقال: أطلب من يقرأ لك. فقلت: لا عليك أن تسمع قراءتي، فإن سهل عليك قرأت لنفسي. فقال: اطلب من يقرأ لك، وكررت عليه، فلما سمع قراءتي قرأت لنفسي. وقال جعفر ابن أخي أبي ثور: سمعت عمي يقول: كتب عبد الرحمن بن مهدي إلى الشافعي، وهو شاب، أن يضع له كتاباً فيه معاني القرآن، ويجمع الأخبار فيه، وحجة الإجماع، وبيان الناسخ والمنسوخ من القرآن والسنة، فوضع له كتاب الرسالة. قال عبد الرحمن بن مهدي: ما أصلي صلاة إلا وأنا أدعو للشافعي فيها. قلت: وكان عبد الرحمن من كبار العلماء. قال فيه أحمد بن حنبل: عبد الرحمن بن مهدي إمام. وروى أبو العباس بن سريج، عن أبي بكر بن الجنيد قال: حج بشر المريسي فرجع. فقال لأصحابه: رأيت شاباً من قريش بمكة ما أخاف على مذهبنا إلا منه، يعني الشافعي.

(14/311)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 312
وقال الزعفراني: حج المريسي، فلما قدم قال: رأيت بالحجاز رجلاً ما رأيت مثله سائلاً ولا مجيباً، يعني الشافعي.) قال: فقدم علينا، فاجتمع إليه الناس وخفوا عن بشر، فجئت إلى بشر. فقلت: هذا الشافعي الذي كنت تزعم قد قدم. فقال: إنه قد تغير عما كان عليه. قال: فما كان مثله إلا مثل اليهود في أمر عبد الله بن سلام. وقال الميموني: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ستة أدعوا لهم سحراً، أحدهم الشافعي. وقال هارون الزنجاني: ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: قلت لأبي: يا أبه، أي رجل كان الشافعي فإني سمعتك تكثر من الدعاء له فقال: يا بني، كان الشافعي كالشمس للدنيا، وكالعافية للناس، فهل لهذين من خلف، أو منهما عوض الزنجاني مجهول. وقال أبو داود: ما رأيت أحمد يميل إلى أحد ميله إلى الشافعي. وقال أبو عبيد: ما رأيت رجلاً أعقل من الشافعي. وقال قتيبة: الشافعي إمام. وقال أبو علي الصواف: حدثني أحمد بن الحسن الحماني: سمعت أبا عبيد يقول: رأيت الشافعي عند محمد بن الحسن، وقد دفع إليه خمسين ديناراً، وكان قد دفع إليه قبل ذلك خمسين درهماً وقال: إن اشتهيت العلم فالزم. قال أبو عبيد: فسمعت الشافعي يقول: كتبت عن محمد بن الحسن وقر

(14/312)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 313
بعير، ولما أعطاه محمد قال: لا تحتشم. قال: لو كنت عندي ممن أحتشمك ما قبلت برك. تفرد بها الحماني، وهو مجهول. لكن قول الشافعي: حملت عن محمد بن الحسن وقر بختي صحيح، رواه ابن أبي حاتم قال: ثنا الربيع قال: سمعت الشافعي يقول: حملت عن محمد بن الحسن حمل بختي، ليس عليه إلا سماعي. وقال أبو حاتم: ثنا أحمد بن أبي سريج الرازي: سمعت الشافعي يقول: أنفقت على كتب محمد بن الحسن ستين ديناراً، ثم تدبرتها، فوضعت إلى جنب كل مسألة حديثاً. قلت: وكان الشافعي مع فرط ذكائه يستعمل ما يزيده حفظاً وذكاء. قال هارون بن سعيد الأيلي: قال لنا الشافعي أخذت الكتان سنة للحفظ، فأعقبي رمي الدم سنة. وقال يونس بن عبد الأعلى: لو جمعت أمة ما وسعهم عقل الشافعي.) وعن يحيى بن أكثم قال: كنا عند محمد بن الحسن في المناظرة، وكان الشافعي رجلاً قرشي العقل والفهم والذهن، صافي العقل والفهم والدماغ، سريع الإصابة. ولو كان أكثر سماعاً للحديث لا ستغنى أمة محمد صلى الله عليه وسلم به عن غيره من الفقهاء. رواها أبو جعفر الترمذي: حدثني أبو الفضل الواشجردي: سمعت أبا عبد الله الصاغاني، عن يحيى، فذكرها.

(14/313)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 314
وعن المأمون قال: قد امتحنت محمد بن إدريس في كل شيء فوجدته كاملاً. وقال أبو يحيى المكي الزاهد: حدثنا أحمد بن محمد ابن بنت الشافعي: سمعت أبي وعمي يقولان: كان ابن عيينة إذا جاءه شيء من التفسير والفتيا التفت إلى الشافعي فيقول: سلوا هذا. وقال أبو سعيد بن الأعرابي، عن تميم بن عبد الله: سمعت سويد بن سعيد يقول: كنا عند سفيان، فجاء الشافعي، فروى سفيان حديثاً رقيقاً، فغشي على الشافعي، فقيل: يا أبا محمد مات محمد بن إدريس. فقال: إن كان مات فقد مات أفضل أهل زمانه. وقال الدار قطني في ذكر من روى عن الشافعي: ثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن سهل النابلسي الشهيد، ثنا أحمد بن محمد بن زياد الأعرابي: سمعت تميم بن عبد الله الرازي: سمعت أبا زرعة: سمعت قتيبة يقول: مات الثوري ومات الورع، ومات الشافعي فماتت السنن، فيموت أحمد بن حنبل وتظهر البدع. وقال الحارث بن سريج البقال: سمعت يحيى القطان يقول: أنا أدعو الله للشافعي أخصه به. وقال أبو بكر بن خلاد: وأنا أدعو الله في دبر صلاتي للشافعي. وقال... بن علي الظاهري: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: لقيني أحمد بن حنبل بمكة فقال: تعال حتى أريك رجلاً لم تر عيناك مثله. قال:

(14/314)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 315
فأقامني على الشافعي. وقال أبو ثور: ما رأيت مثل الشافعي، ولا رأى هو مثل نفسه. وقال أيوب بن سويد صاحب الأوزاعي: ما ظننت أني أعيش حتى أرى مثل الشافعي. وقال أحمد بن حنبل، وله طرق عنه: إن الله يقيض للناس في رأس كل مائة سنة من يعلمهم السنن وينفي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الكذب. فنظرنا، فإذا في رأس المائة عمر بن) عبد العزيز، وفي رأس المائتين الشافعي. وقال حرملة: سمعت الشافعي يقول: سميت ببغداد: ناصر الحديث. وقال الفضل بن زياد: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ما أحد مس محبرة ولا قلماً إلا وللشافعي في عنقه منة. وقال أحمد: كان الشافعي من أفصح الناس. وقال إبراهيم الحربي: سألت أحمد عن الشافعي فقال: حديث صحيح، ورأي صحيح. وقال الزعفراني: ما قرأت على الشافعي حرفاً من هذه الكتب إلا وأحمد حاضر. وقال إسحاق بن راهويه: ما تكلم أحد بالرأي وذكر الأوزاعي، والثوري،

(14/315)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 316
أبا حنيفة ومالكاً إلا والشافعي أكثر اتباعاًً وأقل خطأ منه. الشافعي إمام. وقال ابن معين: ليس به بأس. وعن أبي زرعة قال: ما عند الشافعي حديث فيه غلط. وقال أبو داود: ما أعلم للشافعي حديثاً خطأ. وقال أبو حاتم: صدوق. وقال الربيع بن سليمان: لو رأيتم الشافعي لقلتم إن هذه ليست كتبه. كان، والله، لسانه أكبر من كتبه. وعن يونس بن عبد الأعلى قال: ما كان الشافعي إلا ساحراً، وما كنا ندري ما يقول إذا قعدنا حوله، وكأن ألفاظه سكر. وعن عبد الملك بن هشام النحوي قال: طالت مجالستنا للشافعي، فما سمعت منه لحنة قط. وكان ممن تؤخذ عنه اللغة. وقال أحمد بن أبي سريج الرازي: ما رأيت أحداً أفوه ولا أنطق من الشافعي. وقال الأصمعي: أخذت شعر هذيل عن الشافعي. وقال الزبير: أخذت شعر هذيل ووقائعها عن عمي مصعب الزبيري.

(14/316)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 317
وقال: أخذتها عن الشافعي حفظاً. وقال موسى بن سهل: أحمد بن صالح قال: قال لي الشافعي: تعبد من قبل أن ترأس. فإنك إن) ترأست لم تقدر أن تتعبد. قال أحمد: وكان الشافعي إذا تكلم كان صوته صوت صنج أو جرس من حسن صوته. وقال محمد بن عبد الله عبد الحكم: ما رأيت الشافعي يناظر أحداً إلا ورحمته. وقال: لو رأيت الشافعي يناظر لظننت أنه سبع يأكلك، وهو الذي علم الناس الحجج. وقال الربيع بن سليمان: سئل الشافعي في مسألة، فأعجب بنفسه، فأنشأ يقول:
(إذا المشكلات تصدتني .......... كشفت دقائقها بالنظر)

(ولست بإمعة في الرجال .......... أسائل هذا وذا ما الخبر)

(ولكني مدره الأصغرين .......... فتاح خير وفراج شر)
وعن هارون بن سعيد الأيلي قال: لو أن الشافعي ناظر على أن هذا العمود الحجر خشب لغلب، لاقتداره على المناظرة. وقال الزعفراني: قدم علينا الشافعي بغداد سنة خمس وتسعين، فأقام عندنا سنتين، ثم خرج إلى مكة. ثم قدم علينا سنة ثمان وتسعين، فأقام عندنا

(14/317)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 318
أشهراً، ثم خرج. يعني إلى مصر. قلت: وقد قدم قبل ذلك بغداد قدمته الأولى التي لقي فيها محمد بن الحسن. وقال الربيع: سمعت الشافعي يقول في حكاية ذكرها:
(لقد أصبحت نفسي تتوق إلى مصر .......... ومن دونها أرض المهامة والقفر)

(فوالله ما أدري اللفوز والغنى .......... أساق إليها، أم أساق إلى قبري)
فسيق، والله، إليهما جميعاً. وقال ابن خزيمة، ويوسف بن عبد الأحد الرعيني، ومحمد بن أحمد زغبة، وأبو القاسم بن بشار: سمعنا الربيع يقول: سمعت الشافعي يقول: القرآن كلام الله غير مخلوق. رواه ابن خزيمة. الدار قطني: ثنا الحسن بن رشيق، نا فقير بن موسى بن فقير الأسواني، نا أبو حنيفة قحزم بن عبد الله الأسواني، ثنا الشافعي، ثنا أبو حنيفة بن سماك بن الفضل الخولاني الشهلي، ثنا ابن أبي ذئب، عن المقبري، عن أبي شريح الكعبي، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم الفتح: من قتل له قتيل فهو بخير النظرين: إن أحب العقل أخذ، وإن أحب فله القود.) وقال علي بن محمد بن أبان القاضي: ثنا أبو يحيى الشاجي، ثنا المزني، قال: لما وافى الشافعي مصر، قلت في نفسي: إن كان أحد يخرج ما في

(14/318)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 319
ضميري وما تعلق به خاطري من أمر التوحيد فهو. فصرت إليه وهو في مسجد مصر، فلما جثوت بين يديه قلت: إنه هجس في ضميري مسألة في التوحيد، فعلمت أن أحداً لا يعلم علمك، فما الذي عندك فغضب ثم قال: أتدري أين أنت قلت: نعم. قال: هذا الموضع الذي غرق فيه فرعون. أبلغك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بالسؤال عن ذلك فقلت: لا. فقال: هل تكلم فيه الصحابة قلت: لا. قال: تدري كم نجوم السماء قلت: لا. قال: فكوكب منها تعرف جنسه، طلوعه، أفوله، مم خلق قلت: لا. قال: فشيء تراه بعينك من الخلق لست تعرفه، تتكلم في خالقه. ثم سألني عن مسألة في الوضوء، فأخطأت فيها، ففرعها على اربعة، أوجه، فلم أجب في شيء منها. فقال: شيء تحتاج إليه في اليوم خمس مرات، تدع علمه، وتتكلف علم الخالق، إذا هجس في ضميرك ذلك، فارجع إلى الله تعالى، وإلى قوله: وإلهكم إله واحد الآية، والآية بعدها. فاستدل بالمخلوق على الخالق، ولا تتكلف علم ما لا يبلغه عقلك. قال: فتبت. مدارها على أبي علي بن حمكان، وهو ضعيف. وقال ابن أبي حام: في كتابي عن الربيع بن سليمان قال: حضرت الشافعي، أو حدثني أبو شعيب، إلا أني أعلم أنه حضر عبد الله بن عبد الحكم، ويوسف بن عمرو، وحفص الفرد، وكان الشافعي يسميه المنفرد. فسأل حفص عبد الله:

(14/319)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 320
ما تقول في القرآن؟ فآبى أن يجيبه. فسأل يوسف فلم يجبه، وكلاهما أشار إلى الشافعي. فسأل الشافعي، فاحتج عليه، وطالت المناظرة، فقام الشافعي بالحجة عليه بأن القرآن كلام الله غير مخلوق، وبكفر حفص. قال الربيع: فلقيت حفصاً في المسجد، فقال: أراد الشافعي قتلي) وقال الربيع: سمعت الشافعي يقول: الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص. وقال الربيع: قال الشافعي: تجاوز الله عما في القلوب، وكتب على الناس الأفعال والأقاويل. وقال المزني: قال الشافعي: يقال لمن ترك الصلاة: لا يعملها. فإن صليت وإلا استتبناك، فإن تبت وإلا قتلناك كما تكفر، فنقول: إن آمنت وإلا قتلناك. وعن الربيع: قال الشافعي: ما أوردت الحجة، والحق على أحد فقبله إلا هبته واعتقدت مودته، ولا كابرني على الحق أحد ودافع إلا سقط من عيني. وقال ابن عبد الحكم، وغيره: قال الشافعي: ما ناظرت أحداً فأحببت أن يخطئ. وقال أحمد بن حنبل: كان الشافعي إذا ثبت عنده الحديث قلده وخبر خصائله. لم يكن يشتهي الكلام، إنما همته الفقه. وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل، سمعت أبي يقول: قال الشافعي أنتم

(14/320)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 321
أعلم بالأخبار الصحاح منا، فإذا كان خبر صحيح فأعلمني حتى أذهب إليه، كوفياً كان، أو بصرياً، أو شامياً. وقال حرملة: قال الشافعي. كل ما قلت فكان من رسول الله صلى الله عليه وسلم خلاف قولي مما صح فهو أولى ولا تقلدوني وقال حرملة: قال الشافعي يقول: إذا وجدتم في كتابي خلاف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولوا بها، ودعوا ما قلته. وقال: سمعته يقول، وقال له رجل: يا أبا عبد الله، نأخذ بهذا الحديث فقال: متى رويت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثاً صحيحاً ولم آخذ به، فأشهدكم أن عقلي قد ذهب. وقال الحميدي: روى الشافعي يوماً حديثاً، فقلت: أتأخذ به فقال: رأيتني خرجت من كنيسة، أو علي زنار، حتى إذا سمعت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثاً لا أقول به. وقال الشافعي: إذا صح الحديث فهو مذهبي. وقال: إذا صح الحديث فاضربوا بقولي الحائط. وقال الربيع: سمعنه يقول: أي سماء تظلني، وأي أرض تقلني إذا رويت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثاً، فلم أقل به.)

(14/321)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 322
وقال أبو ثور: سمعته يقول: كل حديث النبي صلى الله عليه وسلم فهو قولي، وإن لم تسمعوه مني. وقال محمد بن بشر العكري، وغيره: ثنا الربيع قال: كان الشافعي قد جزء الليل ثلاثة أجزاء: ثلثه الأول يكتب، والثاني يصلي، والثالث ينام. قلت: هذه حكاية صحيحة، تدل على أن ليله كله كان عبادة. فإن كتابة العلم عبادة، والنوم لحق الجسد عبادة. قال عليه السلام: إن لجسدك عليك حقاً. وقال معاذ: فأحتسب نومتي كما احتسب قومتي. وقال أبو عوانة: ثنا الربيع: سمعت الشافعي يقول: ما شبعت منذ ست عشرة سنة إلا مرة، فأدخلت يدي فتقيأتها. رواها ابن أبي حاتم فزاد بها: لأن الشبع يثقل البدن، ويزيل الفطنة، ويجلب النوم، ويضعف عن العبادة. وعن الربيع: قال لي الشافعي: عليك بالزهد، فإن الزهد على الزاهد

(14/322)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 323
أحسن من الحلي على الناهد. وقال إبراهيم بن الحسن الصوفي: ثنا حرملة: سمعت الشافعي يقول: ما حلفت بالله صادقاً ولا كاذباً. وقال أبو ثور: ما كان الشافعي يمسك الشيء من سماحته. وقال عمرو بن سواد: كان الشافعي أسخر الناس على الدنيا والدرهم والطعام. قال لي: أفلست ثلاث مرات، فكنت أبيع قليلي وكثيري حتى حلي ابنتي وزوجتي، ولم أرهن قط. وقال الربيع: أخذ رجل بركاب الشافعي فقال لي: أعطه أربعة دنانير وأعذرني عنده. وعن المزني: إن الشافعي وقف على رجل رآه حسن الرمي، فأعطاه ثلاثة دنانير، وقال هل: أحسنت. وقال أبو علي الحصائري: سمعت الربيع يقول: مر الشافعي على حمار في الحذائين، فسقط سوطه، فوثب غلام بكمه وناوله إياه، فقال: لغلامه: أعطه تلك الدنانير. قال الربيع: ما أدري كانت تسعة أو سبعة.

(14/323)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 324
وقال: تزوجت، فسألني الشافعي، كم أصدقتها؟ قلت: ثلاثين ديناراً، عجلت منها ستة.) فأعطاني أربعة وعشرين ديناراً. وعن الربيع: أن رجلاً ناول الشافعي رقعة فيها: إني رجل بقال، رأس مالي درهم. وقد تزوجت فأعني. فقال: يا ربيع، أعطه ثلاثين ديناراً، واعذرني عنده. فقلت: إن هذا رجل تكفيه عشرة دراهم. فقال: ويحك أعطه. وقال ابن حاتم: ثنا عبد الرحمن بن إبراهيم: ثنا محمد بن روح: ثنا الزبير بن سليمان القرشي، عن الشافعي قال: خرج هرثمة فأقرني سلام أمير المؤمنين هارون وقال: قد أمر لك بخمسة آلاف دينار. قال: فحمل إليه المال، فدعا بحجام فأخذ شعره، فأعطاه خمسين ديناراً. ثم أخذ رقاعاً فصرر صرراً، وفرقها في القرشيين، حتى ما بقي معه إلا نحو مائة دينار. وقال أبو نعيم بن عدي، والأصم، والعكري، وآخرون: ثنا الربيع: أخبرني الحميدي. قال: قدم علينا الشافعي صنعاء، فضربت له الخيمة، ومعه عشرة آلاف دينار، فجاء قوم فسألوه، فلما قلعت الخيمة ومعه منها شيء. وقال ابن عبد الحكم: كان الشافعي أسخى الناس بما يجد. وقال إبراهيم بن محمود النيسابوري: ثنا داود الظاهري، ثنا أبو ثور قال:

(14/324)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 325
وكان الشافعي من أسمح الناس. كان يشتري الجارية الصناع التي تطبخ وتعمل الحلوى، ويشترط عليها هو أن لا يقربها، لأنه كان عليلاً لا يمكنه أن يقرب النساء لباسور به إذ ذاك. فكان يقول لنا: اشتهوا ما أردتم. قلت: هذا أصابه بآخره، وإلا فقد تزوج وجاءته الأولاد. وقال أبو علي بن حكمان في كتاب فضائل الشافعي: ثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزني، ثنا ابن خزيمة، ثنا الربيع قال: أصحاب مالك يفخرون فيقولون: كان يحضر مجلس مالك نحو من ستين معمماً. والله لعد عددت في مجلس الشافعي ثلاثمائة معمم سوى من شذ عني. وقال الحسن بن سفيان: ثنا أبو ثور: سمعت الشافعي، وكان من معادن الفقه، ونقاد المعاني، وجهابذة الألفاظ يقول: حكم المعاني خلاف حكم الألفاظ: لأن المعاني مبسوطة إلى غير غاية، وأسماء المعاني معدودة محدودة، وجميع أصناف الدلالات على المعاني، لفظاً وغير لفظ،) خمسة أشياء أولها اللفظ، ثم الإشارة، ثم العقد، ثم الخط، ثم الذي يسمى النصبة والنصبة في الحال الدلالة التي تقوم مقام تلك الأصناف، ولا تقصر على تلك الدلالات ولكل واحد من هذه الخمسة صورة بائنة من صورة صاحبتها، وحلية مخالفة لحلية أختها، وهي التي تكشف لك عن أعيان المعاني في الجملة، وعن خفائها عن التفسير، وعن أجناسها وأفرادها، وعن خاصها وعامها، وعن طباعها في السار والضار، وعما يكون بهواً بهرجاً وساقطاً مدحرجاً. وقال الربيع: كنت أنا والمزني والبويطي عند الشافعي، فقال لي: أنت نموت في الحديث. وقال للمزني: هذا لو ناظره الشيطان قطعه وجدله. وقال للبويطي: أنت تموت في الحديد.

(14/325)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 326
فدخلت على البويطي أيام المحنة، فرأيته مقيداً مغلولاً. وقال أبو بكر محمد بن إدريس وراق الحميدي: سمعت الحميدي يقول: قال الشافعي: خرجت إلى اليمن في طلب كتب الفراسة حتى كتبتها وجمعتها. وقد روي عن الشافعي عدة إصابات في الفراسة. وعن الشافعي قال: اقدر الفقهاء على المناظرة من عود لسانه الركض في ميدان الألفاظ، ولم يتلعثم إذا رمقته العيون بالألحاظ. وعنه قال: بئس الزاد إلى المعاد العدوان على العباد. وعنه قال: العالم يسأل عما يعلم وعما لا يعلم، فيثبت ما يعلم ويتعلم ما لا يعلم. والجاهل يأنف من التعليم ويأنف من التعلم. وقال يونس: قال لي الشافعي: ليس إلى السلامة من الناس سبيل، فانظر الذي فيه صلاحك فالزمه. وعنه قال: ما رفعت من أحد فوق منزلته، إلا وضع مني بمقدار ما رفعت منه. وعنه قال: ضياع الجاهل قلة عقله، وضياع العالم أن يكون بلا إخوان، وأضيع منهما من واخى من لا عقل له. وعنه قال: إذا خفت على عملك العجب، فأذكر رضى من تطلب، وفي أي نعيم ترغب، ومن أي عقاب ترهب، فحينئذ يصغر عندك عملك. وقال: آلات الرئاسة خمس: صدق اللهجة، وكتمان السر، والوفاء

(14/326)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 327
بالعهد، وابتداء النصيحة، وأداء الأمانة.) وقال: من استغضب ولم يغضب فهو حمار، ومن استرضي، ولم يرض فهو شيطان. وقال: أيما رجال أو أهل بيت لم يخرج نساؤهم إلى رجال غيرهم، ورجالهم إلى نساء غيرهم، إلا كان في أولادهم حمق. وقال الحسن بن سفيان: ثنا حرملة قال: سئل الشافعي عن رجل في فيه تمرة وقال: إن أكلتها فامرأتي طالق، وإن طرحتها فامرأتي طالق. قال: يأكل نصفها، ويطرح النصف. قال حسان بن محمد الفقيه: سمع مني أبو العباس بن سريج هذه الحكاية وبنى عليها تفريعات الطلاق. قال الربيع: سمعت الشافعي يقول: إن لم يكن الفقهاء العاملون أولياء الله فما لله ولي. وقال الشافعي: طلب العلم أفضل من صلاة النافلة. وقال: حكمي في أصحاب الكلام أن يطاف بهم في القبائل، وينادى عليهم: هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة، واقبل على الكلام. وقال محمد بن عبد الله بن الحكم: ما رأيت أحداً أقل حباً للماء في تمام التطهر من الشافعي.

(14/327)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 328
وقال أبو ثور: سمعت الشافعي يقول: ينبغي للفقيه أن يضع التراب على رأسه تواضعاً لله، وشكراً له. وقال الأصم: سمعت الربيع يقول: سأل رجل الشافعي عن قاتل الوزغ هل عليه غسل فقال: هذا فتيا العجائز. وقال محمد بن عبد الله بن عبد الحكم: ما رأت عيني قط مثل الشافعي. لقد قدمت المدينة فرأيت أصحاب عبد الملك الماجشون يغلون بصاحبهم يقولون: صاحبنا الذي قطع الشافعي. فلقيت عبد الملك الماجشون، فسألته عن مسألة، فأجابني، فقلت: ما الحجة قال: لأن مالكاً قال كذا وكذا. فقلت في نفسي: هيهات أن أسألك عن الحجة فتقول: قال معلمي وإنما الحجة عليك وعلى معلمك. رواها الحسن بن علي بن الأشعث المصري، عنه. وقال إبراهيم بن أبي طالب: سألت أبا قدامة السرخسي، عن الشافعي، وأحمد، وأبي عبيد، وإسحاق، فقال: الشافعي أفقههم.) وقال يحيى بن منصور القاضي: سعت محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول، وقلت له: هل تعرف سنة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الحلال والحرام لم يودعها الشافعي كتابه قال: لا. وعن الشافعي قال: إذا رأيت رجلاً من أصحاب الحديث فكأني رأيت رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم جزاهم الله خيراً. حفظوا لنا الأصل، فلهم علينا الفضل. قال أبو نعيم بن عدي، وغيره: قال داود بن سليمان، عن الحسين بن

(14/328)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 329
علي: سمع الشافعي يقول: حكمي في أهل الكلام حكم عمر رضي الله عنه في صبيغ. وقال محمد بن إسماعيل الترمذي: سمعت أبا ثور، وحسين بن علي الكرابيسي يقولان: سمعنا الشافعي يقول: حكمي في أصحاب الكلام أن يضربوا بالجريد ويحملوا على الإبل ويطاف بهم في العشائر والقبائل قد تقدم هذا. وقال البويطي: سمعت الشافعي يقول: عليكم بأصحاب الحديث، فإنهم أكثر الناس صواباً. وقال محمد بن إسماعيل: سمعت الحسين بن علي يقول: قال الشافعي: كل متكلم على الكتاب والسنة فهو الجد، وما سواه فهو هذيان. وقال حرملة: قال الشافعي: كنت أقري الناس وأنا ابن ثلاث عشرة سنة، وحفظت الموطأ قبل أن أحتلم. وكان ابن عمي على المدينة، فسأل مالكاً أن أقرأ عليه الموطأ. وقال حرملة أيضاً: قال الشافعي: رحلت إلى مالك وأنا بن ثلاث عشرة سنة، فأعجبته قراءتي. رواها دحيم بن همام، عن حرملة. وقال الحسن بن علي الطوسي: ثنا أبو إسماعيل السلمي: سمعت البويطي يقول: سئل الشافعي: كم أطول الأحكام. قال: خمسمائة. قيل له: كم منها عن مالك قال: كلها، إلا خمسة وثلاثين. قيل له: كم منها عن ابن عيينة قال: كلها إلا خمسة.

(14/329)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 330
الأصم: نبا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم: سمعت الشافعي يقول: ليس فيه من رسول الله) صلى الله عليه وسلم في التحليل والتحريم يعني في الزجر عن إتيان النساء في أدبارهن، حديث ثابت. والقياس أنه حلال. وقد غلط سفيان في حديث ابن الهاد. وقال زكريا الساجي: سمعت ابن عبد الحكم: سمعت الشافعي يقول في إتيان النساء في محاشهن، فذكر مثله. قال الساجي: فذكرت ذلك للربيع فقال: كذب. في كتاب الشافعي مسطور خلاف ما قال. وكان الشافعي يحرم إتيان النساء في أدبارهن. قلت: حديث سفيان بن عيينة رواه الناس عنه، عن يزيد بن الهاد، عن عمارة بن خزيمة بن ثابت، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن الله لا يستحي من الحق، لا تأتوا النساء في أدبارهن. قال أبو حاتم الرازي: الصحيح: ابن الهاد، عن عبيد الله بن عبد الله بن الحصين، عن هرمي بن عبد الله، عن خزيمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم. قلت: رواه أبو أسامة، عن الوليد بن كثير، عن عبيد الله بن عبد الله بن الحصين الخطمي، عن عبد الملك بن عمرو بن قيس الخطمي، عن حرمي بن عبد الله، عن خزيمة مثله.

(14/330)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 331
وقال محمد بن عبد الله بن عبد الحكم: ثنا أبو بكر بن أبي أويس: حدثني سليمان بن بلال، عن زيد بن أسلم، عن ابن عمران، أن رجلاً أتى امرأته، في دبرها، فوجد في نفسه من ذلك وجداً شديداً. فأنزل الله تعالى: نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم قلت: يعني أتاها في فرجها وظهرها إليه. وقال الربيع: قال الشافعي: لأن يلقى الله المرء بكل ذنب ما خلا الشرك بالله خير له من أن يلقاه بشيء من الأهواء. وقال: لما تكلم حفص الفرد في مناظرته للشافعي: القرآن مخلوق. قال له: كفرت بالله العظيم. وقال: سمعت الشافعي يقول: من حلف باسم من أسماء الله فحنث، فعليه الكفارة، لأن اسم الله غير مخلوق. ومن حلف بالكعبة والصفا والمروة، فليس عليه الكفارة، لأنه مخلوق. وقال يونس بن عبد الأعلى: سمعت الشافعي يقول: ما صح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يقال فيه لم ولا كيف.) وقال حرملة: سمعت الشافعي يقول: الخلفاء خمس: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وعمر بن عبد العزيز. وقال ابن عبد الحكم: كان الشافعي بعد أن ناظر حفصاً الفرد يكره الكلام.

(14/331)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 332
ويقول: ما شيء أبغض إلي من الكلام وأهله. وقال الربيع: دخلت على الشافعي وهو مريض فقال: وددت أن الناس يعلموا هذه الكتب لا ينسب إلي منها شيء. وقال حرملة: سمعت الشافعي يقول: وددت أن كل علم أعلمه يعلمه الناس أؤجر عليه ولا يحمدوني. وقال محمد بن مسلم بن وارة: سألت أحمد بن حنبل قلت: ما ترى في كتب الشافعي التي عند العراقيين هي أحب إليك أو التي بمصر قال: عليك بالكتب التي وضعها بمصر. فإنه وضع هذه الكتب بالعراق ولم يحكمها. ثم رجع إلى مصر فأحكم تلك. وقال ابن وارة: قلت لأحمد مرة: ما ترى لي من الكتب أن أنظر فيه. أرى مالك، أو الثوري، أو الأوزاعي فقال لي قولاً أجلهم أن أذكروه، وقال: عليك بالشافعي، فإنه أكثرهم صواباً، وأتبعهم للآثار. وقال عبد الله بن ناجية: سمعت ابن وارة يقول: لما قدمت من مصر أتيت أحمد بن حنبل، فقال لي: كتبت كتب الشافعي قلت: لا. قلت: فرطت، ما عرفنا العموم من الخصوص، وناسخ الحديث من منسوخه حتى جالسنا الشافعي. فحملني ذلك على الرجوع إلى مصر. وقال محمد بن يعقوب الفرجي: سمعت علي بن المديني يقول: عليكم بكتب الشافعي.

(14/332)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 333
قلت: وكان الشافعي مع عظمته في علم الشريعة وبراعته في العربية بصيراً في الطب. نقل ذلك غير واحد. فعنه قال: عجباً لمن يدخل الحمام ثم لا يأكل من ساعته، كيف يعيش وعجباً لمن يحتجم ثم يأكل من ساعته، كيف يعيش وقال حرملة عنه: من أكل الأترج ثم نام لم يأمن أن تصيبه ذبحة. وقال محمد بن عصمة الجوزجاني: سمعت الربيع، سمعت الشافعي يقول: ثلاثة أشياء دواء) من لا دواء له، وأعيت الأطباء مداواته: العنب، ولبن التفاح وقصب السكر. ولولا قصب السكر ما أقمت ببلدكم. وقال: سمعت الشافعي يقول: كان غلامي أعشى، فلم يكن يبصر باب الدار، فأخذت له زيادة الكبد، فكحلته بها، فأبصر. وعنه قال: عجباً لمن تعشى البيض المسلوق ثم نام عليه كيف لا يموت. وقال: الفول يزيد في الدماغ، والدباغ يزيد في العقل. وعن يونس، عنه قال: لم أر أنفع للوباء من البنفسج، يدهن به ويشرب. وقال صالح جزرة: سمعت الربيع: سمعت الشافعي يقول: لا أعلم علماً بعد الحلال والحرام أنبل من الطب، إلا أن أهل الكتاب قد غلبونا عليه. وقال حرملة: كان الشافعي يتلهف على ما صنع المسلمون من الطب ويقول: ضيعوا ثلث العلم، ووكلوه إلى اليهود والنصارى.

(14/333)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 334
قيل إن الشافعي نظر في التنجيم، ثم تاب منه وهجره. وقال أبو الشيخ، ثنا عمرو بن عثمان المكي، ثنا ابن بنت الشافعي قال: سمعت أبي يقول: كان الشافعي وهو حدث ينظر في النجوم، وما ينظر في شيء إلا فاق فيه. فجلس يوماً وامرأته تطلق، فحسب وقال: تلد جارية عوراء، على فرجها خال أسود، تموت إلى كذا وكذا. فولدت وكان كما قال، فجعل على نفسه أن لا ينظر أبداً. ودفن تلك الكتب. وقال فوران: قسمت كتب أبي عبد الله أحمد بن حنبل بين ولديه، فوجدت فيها رسالتي الشافعي العراقي والمصري بخط أبي عبد الله. وقال أبو بكر الصومعي: سمعت أحمد بن حنبل يقول: صاحب حديث لا يشبع من كتب الشافعي. وقال البيهقي: أنا الحاكم: سمعت أبا أحمد علي بن محمد المروزي: سمعت أبا غالب علي بن أحمد بن النضر الأزدي يقول: سمعت أحمد بن حنبل، وسئل عن الشافعي فقال: لقد من الله علينا به. لقد كنا تعلمنا كلام القوم، وكتبنا كتبهم، حتى قدم علينا الشافعي، فلما سمعنا كلامه علمنا أنه أعلم من غيره، وقد جالسناه الأيام والليالي، فما رأينا منه إلا كل خير. وقال له رجل: يا أبا عبد الله، فإن يحيى بن معين، وأبا عبيد لا يرضيانه، يعني في نسبتهما) إياه إلى التشيع. فقال أحمد: ما ندري ما يقولان. والله ما رأينا منه إلا خيراً. وقال ابن عدي الحافظ: ثنا عبد الله بن محمد بن جعفر القزويني: ثنا صالح بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي يقول: سمعت الموطأ من الشافعي، لأني رأيته فيه ثبتاً، وقد سمعته من جماعة قبله.

(14/334)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 335
وقال الحاكم أبو عبد الله: سمعت الفقيه أبا بكر محمد بن علي الشاشي يقول: دخلت على ابن خزيمة وأنا غلام، فقال: يا بني على من درست الفقه فسميت له أبا الليث. فقال: على من درس قلت: على ابن سريج، فقال: وهل أخذ ابن سريج العلم إلا من كتب مستعارة. وقال بعضهم: أبو الليث هذا مهجور بالشاش، فإن البلد للحنابلة. وقال ابن خزيمة: وهل كان ابن حنبل إلا غلاماً من غلمان الشافعي وقال أبو داود السجستاني، وسأله زكريا الساجي: من أصحاب الشافعي فقال: أولهم الحميدي، وأحمد بن حنبل، وأبو يعقوب البويطي. ومن غرائب الإتفاق أن الإمام أحمد روى عن رجل، عن الشافعي. قال سليمان بن إبراهيم الحافظ: ثنا أبو سعيد النقاش، ثنا علي بن الفضل الحبوطي، ثنا عبد الله بن محمد بن زياد ح، وأنبأنا محمد بن محمد بن عبد الوهاب الحسيني، عن محمد بن محمد بن غانم المقريء، أنا أبو موسى الحافظ أنا أبو علي الحداد، أنا أبو سعد السمان، قدم علينا: ثنا أحمد بن محمد بن محمود بتستر، ثنا الحسن بن أحمد بن المبارك قالا: ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل: حدثني أبي، ثنا سليمان بن داود الهاشمي، ثنا الشافعي، عن يحيى بن سليم، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى صلاة الكسوف أربع ركعات وأربع سجدات واللفظ للنقاش. قال أحمد بن سلمة النيسابوري: تزوج إسحاق بن راهويه بمرو بامرأة رجل كان عنده كتب الشافعي، فتوفي. لم يتزوج بها إلا لحال الكتب، فوضع جامع الكبير على كتاب الشافعي، ووضع جامع الصغير على جامع الثوري الصغير. فقدم أبو إسماعيل الترمذي نيسابور، وكان عنده كتب الشافعي، عن البويطي.)

(14/335)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 336
فقال له إسحاق: لا تحدث بكتب الشافعي ما دمت هنا. فأجابه، فلم يحدثه بها حتى خرج. قلت: ترى من كان يكتب عن رجل، عن آخر، عن الشافعي، مع وجود إسحاق، وفي نفسي من صحة ذلك. وقال داود الظاهري: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: ما كنت أعلم أن الشافعي في هذا المحل، ولو علمت لم أفارقه. وقال محمد بن إبراهيم البوشنجي: قال إسحاق: قدمت مكة فقلت للشافعي: ما حال جعفر بن محمد عندكم فقال: ثقة، كتبنا عن إبراهيم بن أبي يحيى، عنه، أربعمائة حديث. وقال يونس بن عبد الأعلى: سمعت الشافعي يقول: ما رأيت أفقه من ابن عيينة، أمسكت عن الفتيا منه. ونقل أبو الشيخ بن حبان وغيره من وجه أن الشافعي لما دخل مصر أتاه جلة أصحاب مالك، واقبلوا عليه، فلما رأوه يخالف مالكاً وينقض عليه تنكروا له وجفوه، فأنشأ يقول:
(أأنثر دراً بين سارحة النعم .......... أأنظم مثوراً لراعية الغنم)

(لعمري لئن ضيعت في شر بلدة .......... فلست مضيعاً بينهم غرر الكلم)

(فإن فرج الله اللطيف بلطفه .......... وصادفت أهلاً للعلوم والحكم)

(بثثت مفيداً واستفدت ودادهم .......... وإلا فمخزون لدي ومكتتم)

(ومن منح الجهال علماً أضاعه .......... ومن منع المستوجبين فقد ظلم)

(14/336)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 337
(وكاتم علم الدين عمن يريده .......... يبوء بأوزار وآثم إذا كتم)
وقال الحافظ ابن مندة: حدث عن الربيع قال: رأيت أشهب بن عبد العزيز ساجداً، وهو يقول في سجوده: اللهم أمت الشافعي ولا تذهب علم مالك. فبلغ الشافعي ذلك، فتبسم وأنشأ يقول:
(تمنى رجال أن أموت وإن أمت .......... فتلك سبيل لست فيها بأوحد)

(فقل للذي يبغي خلاف الذي مضى .......... تهيأ لأخرى مثلها فكأن قد)

(وقد علموا لو ينفع العلم عندهم .......... لئن مت ما الداعي علي بمخلد)
وقال المبرد: دخل رجل على الشافعي فقال: إن أصحاب أبي حنيفة لفصحاء، فأنشد الشافعي) يقول:
(فلولا الشعر بالعلماء يزري .......... لكنت اليوم أشعر من لبيد)

(وأشجع في الوغى من كل ليث .......... وآل مهلب وأبي يزيد)

(ولولا خشية الرحمن ربي .......... حسبت الناس كلهم عبيدي)
قال الحاكم: أخبرني الزبير بن عبد الواحد الحافظ، أنا أبو عمارة حمزة بن علي الجوهري، ثنا الربيع بن سليمان قال: حججنا مع الشافعي، فما ارتقى شرفاً، ولا هبط وادياً، إلا وهو يبكي وينشد:
(يا راكباً قف بالمحصب من منى .......... واهتف بقاعد خيفها والناهض)

(سحراً إذا فاض الحجيج إلى منى .......... فيضاً كملتطم الفرات الفائض)

(14/337)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 338
(إن كان رفضاً حب آل محمد .......... فليشهد الثقلان أني رافضي)
بهذا الاعتبار قال أحمد بن عبد الله العجلي في الشافعي: كان يتشيع، وهو ثقة. قلت: ومعنى هذا التشيع حب علي وبغض النواصب، وأن يتخذه مولى، عملاً بما تواتر عن نبينا صلى الله عليه وسلم: من كنت مولاه فعلي مولاه. أما من تعرض إلى أحد من الصحابة بسبب فهو شيعي غال نبرأ منه. وقال عثمان الصابوني: أنشدني أبو منصور بن جمشاد قال: أنشدت لأبي عبد الله محمد بن إبراهيم البوشنجي في الشافعي رضي الله عنه:
(ومن شعب الإيمان حب ابن شافع .......... وفرض أكيد حبه لا تطوع)

(وإني حياتي شافعي فإن أمت .......... فتوصيتي بعدي بأن تتشفعوا)
قلت: وللشافعي رحمه الله أشعار كثيرة. قال الحافظ أبو عبد الله محمد بن محمد بن محمد بن غانم في كتاب مناقب الشافعي. وهو مجلد: وقد جمعت ديوان شعر الشافعي كتاباً على حدة. ثم قال بإسناده إلى ثعلب أنه قال: الشافعي إمام في اللغة.

(14/338)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 339
وقال أبو نعيم بن عدي: سمعت الربيع مراراً يقول: لو رأيت الشافعي وحسن بيانه وفصاحته لعجبت. ولو أنه ألف هذه الكتب على عربيته التي كان يتكلم بها معنا في المناظرة لم يقدر على قراءة كتبه لفصاحته وغرائب ألفاظه. غير أنه كان في تأليفه يوضح للعوام.) وقال أبو الحسن علي بن مهدي الفقيه: ثنا محمد بن هارون، ثنا هميم بن همام، ثنا حرملة: سمعت الشافعي يقول: ما جهل الناس، وما اختلفوا إلا لتركهم كلام العرب، أو قال لسان العرب، وميلهم إلى أرسطاطاليس. الأصم: أنا الربيع قال: قال الشافعي: المحدثات من الأمور ضربان. أحدهما: ما أحدث يخالف كتاباً أو سنة أو إجماعاً، فهذه البدعة ضلالة والثاني: ما أحدث من الخير لا خلاف فيه. لو أحدث هذا فهذه محدثة غير مذمومة. وقد قال عمر رضي الله عنه في قيام رمضان: نعمت البدعة هذه. يعني أنها محدثة لم تكن. وإذ كانت فليس فيها رد لما مضى. رواه البيهقي، عن الصيرفي عنه. وقال مصعب بن عبد الله: ما رأيت أحداً أعلم بأيام الناس من الشافعي. وروى أبو العباس بن سريج، عن بعض النسابين قال: كان الشافعي من أعلم الناس بالأنساب. اجتمعوا معه ليلاً، فذاكرهم بأنساب النساء إلى الصباح. وقال: أنساب الرجال يعرفها كل أحد. وقال الحسن بن رشيق: أنا أحمد بن علي المدائني قال: قال المزني: قدم علينا الشافعي، فأتاه ابن هشام صاحب المغازي، فذاكره أنساب الرجال، فقال له الشافعي بعد أن تذاكرا: دع عنك أنساب الرجال فإنها لا تذهب عنا

(14/339)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 340
وعنك، وخذ في أنساب النساء. فلما أخذوا فيها بقي ابن هشام. وقال يونس بن عبد الأعلى: كان الشافعي إذا أخذ في أيام الناس يقول: هذه صناعته. وقال أحمد بن محمد ابن بنت الشافعي: ثنا أبي قال: أقام الشافعي علي العربية وأيام الناس عشرين سنة وقال: ما أردت بهذا إلا الاستعانة على الفقه. وقال أبو حاتم: ثنا يونس بن عبد الأعلى: قال: ما شاهدت أحداً لقي من السقم ما لقي الشافعي... فدخلت عليه فقال: اقرأ علي ما بعد العشرين والمائة من آل عمران، فقرأت ولما قمت قال: لا تغفل عني فإني مكروب. قال يونس: عنى بقراءتي ما بعد العشرين والمائة ما لقي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه أو نحوه. وقال ابن خزيمة، وغيره: ثنا المزني قال: دخلت على الشافعي في مرضه الذي مات فيه،) فقلت: يا أبا عبد الله كيف أصبحت فرفع رأسه وقال: أصبحت من الدنيا راحلاً، ولأخواني مفارقاً، ولسوء عملي ملاقياً، وعلى الله وارداً. ما أدري روحي تصير إلى الجنة فأهنئها، أو إلى نار فأعزيها. ثم بكى وأنشأ يقول:
(ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي .......... جعلت رجائي دون عفوك سلما)

(تعاظمت ذنبي فلما قرنته .......... بعفوك ربي كان عفوك أعظما)

(فما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل .......... تجود وتعفو منة وتكرما)

(فإن تنتقم مني فلست بآيس .......... ولو دخلت نفسي بجرم جهنما)

(14/340)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 341
(ولولاك لم يغو بإبليس عابد .......... فكيف وقد أغوى صفيك آدما)

(وإني لآتي الذنب أعرف قدره .......... وأعلم أن الله يعفو تكرما)
وقال الأصم: ثنا الربيع قال: دخلت على الشافعي وهو مريض، فسألني عن أصحابنا، فقلت: إنهم يتكلمون. فقال: ما ناظرت أحداً قط على الغلبة. وبودي أن جميع الخلق تعلموا هذا الكتاب، يعني كتبه، على أن لا ينسب إلي فيه شيء. قال هذا يوم الأحد، ومات يوم الخميس، وانصرفنا من جنازته ليلة الجمعة، فرأينا هلال شعبان سنة أربع ومائتين، وله نيف وخمسون سنة. وقال ابن أبي حاتم: ثنا الربيع: حدثني أبو الليث الخفاف، وكان معدلاً: حدثني العزيزي، وكان متعبداً، قال: رأيت ليلة مات الشافعي، كأنه يقال: مات النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الليلة، فأصبحت، فقيل مات الشافعي رحمه الله. قال حرملة: قدم علينا الشافعي مصر سنة تسع وتسعين ومائة. وقال أبو علي بن حمكان: ثنا الزبير بن عبد الواحد، ثنا الحسن بن سفيان، ثنا سفيان بن وكيع قال: رأيت فيما يرى النائم كأن القيامة قد قامت، والناس في أمر عظيم، إذ بدر لي أخي، فقلت: ما حالكم قال: عرضنا على ربنا. قلت: فما حال أبي قال: عفر له، وأمر إلى الجنة.) فقلت: ومحمد بن إدريس؟

(14/341)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 342
قال: حشر إلى الرحمن وفداً، وألبس حلل الكرامة، وتوج بتاج البهاء. قال زكريا بن أحمد البلخي، وغيره: سمعنا أبا جعفر محمد بن أحمد بن نصر الترمذي. يقول: رأيت في المنام النبي صلى الله عليه وسلم في مسجده بالمدينة، كأني جئت إليه فسلمت عليه، وقلت: يا رسول الله أكتب رأي أبي حنيفة قال: لا. فقلت: أكتب رأي مالك قال: لا تكتب منه إلا ما وافق حديثي. فقلت: أكتب رأي الشافعي. فقال بيد هكذا، كأنه ينتهرني، وقال: تقول رأي الشافعي. إنه ليس رأي، ولكنه رد على من خالف سنتي. وقد روي عن جماعة عديدة نحو هذه القصة والتي قبلها بأنه غفر له، وساق جملة منها الحافظ ابن عساكر في ترجمة الشافعي، رحمه الله تعالى وأسكنه الجنة... إنه سميع مجيب. محمد بن أبان بن الحكم العنبري. أبو عبد الرحمن الكوفي، نزيل إصبهان. وهو عم محمد بن يحيى بن أبان. حدث بعد المائتين عن: مسعر بن كدام، وأبي حنيفة، وسفيان، وشعبة، وعمرو بن شمر، وزفر بن الهذيل، وجماعة. وعنه: سهل بن عثمان، وأحمد بن معاوية بن الهذيل، وسليمان بن سيف العتكي، ومحمد بن عمر الزهري أخو رستة.

(14/342)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 343
وهو منكر الحديث. روى أبو نعيم الحافظ في ترجمته أحاديث ضعيفة، ولم أر لأحد فيه جرحاً. وهو ضعيف الحديث. قال أبو نعيم: قال أحمد بن إسحاق الشعار: ثنا عبد الله بن محمد بن عيسى المقرئ، ثنا محمد بن عمر، ثنا محمد بن أبان العنبري، ثنا سفيان الثوري، عن هشام بن حسان، عن حفصة بنت سيرين، عن أم الحسين، عن أم سلمة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا حضرت الميت فقل: سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله) رب العالمين هذا حديث منكر، ورواته معروفون. محمد بن إسماعيل الفارسي. أبو إسماعيل، نزيل الكوفة. روى عن: فطر بن خليفة، ومالك بن مغول. وعنه: معمر بن سهل الأهوازي، ومحمد بن يحيى الذهلي، والحسن بن علي بن عفان، وغيرهم.

(14/343)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 344
محمد بن بشر بن الفرافصة بن المختار بن رديح العبدي ع. الحافظ، أبو عبد الله الكوفي. عن: إسماعيل بن أبي خالد، وزكريا بن زائدة، وهشام بن عروة، ومحمد بن عمرو بن عبيد الله بن عمر، وسعيد بن أبي عروبة، وحجاج بن دينار، وحجاج بن أبي عثمان، وخلق. وعنه: إسحاق بن راهويه، وعلي بن المديني، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، وابن نمير، وأحمد بن الفرات، وعبد بن حميد، ومحمد بن عاصم الثقفي، وخلق. قال أبو عبيد الآجري: سألت أبا داود، عن سماع محمد بن بشر، من سعيد بن أبي عروبة، فقال: هو أحفظ من كان بالكوفة. وقال الكديمي، عن أبي نعيم قال: لما خرجنا في جنازة مسعر جعلت أتطاول في المشي، قلت: يجيئوني فيسألوني عن حديث مسعر، فذاكرني

(14/344)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 345
محمد بن بشر بحديث مسعر فأغرب علي سبعين حديثاً، لم يكن عندي منها إلا حديث واحد. وثقه ابن معين، وغيره. وقال البخاري: مات سنة ثلاث ومائتين. محمد بن بكر بن عثمان البرساني البصري ع. أبو عبد الله، ويقال أبو عثمان. وبرسان من الأزد. روى عن: ابن جريج، وسعيد بن أبي عروبة، وأيمن بن نابل، وهشام بن حسان، ويونس بن يزيد، وعبيد الله بن أبي زياد القداح، وشعبة، وحماد بن سلمة، وطائفة.)

(14/345)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 346
وعنه: أحمد بن حنبل، وابن راهويه، وإسحاق الكوسج، وبندار، ومحمد بن يحيى الذهلي، وهارون الحمال، وعبد بن حميد، وأحمد بن منصور الرمادي، وعبد الله الدارمي، وآخرون. قال ابن معين: ثنا البرساني، وكان والله ظريفاً صاحب أدب ثقة. وقال ابن سعد: كان ثقة. مات في ذي الحجة سنة ثلاث ومائتين بالبصرة. محمد بن جعفر المدائني م. ت أبو جعفر البزاز. عن: شعبة، وحمزة الزيات، وورقاء، ومنصور بن أبي الأسود، وبكر بن خنيس، وجماعة. وعنه: أحمد بن حنبل، وحجاج بن الشاعر، وعباس الدوري، والصنعاني، وأحمد بن يونس الضبي، ومحمد بن أحمد بن أبي العوام، وطائفة. قال أحمد: لا بأس به.

(14/346)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 347
وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به. قلت: له حديث واحد في مسلم. أخبرناه أحمد بن عبد الله، عن هاشم الصفار، أنا وجيه، أنا أبو القاسم القشيري، أنا الخفاف، ثنا السراج، نا حجاج بن الشاعر، ثنا محمد بن جعفر، ثنا ورقاء، عن محمد بن المنكدر، عن جابر قال كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فانتهينا إلى مشرعة، فقال: ألا تشرع يا جابر قلت: بلى. فنزل فأشرعته ثم ذهب لحاجته. فوضعت له وضوءاً، فجاء فتوضأ، ثم قام فصلى في ثوب واحد، مخالفاً بين طرفيه. رواه مسلم، عن حجاج. وقال مطين: توفي سنة ست ومائتين. محمد بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي بن الحسين. أبو جعفر الهاشمي العلوي الحسيني المديني. الملقب بالديباج.

(14/347)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 348
روى عن: أبيه، وهشام بن عروة. وعنه: إبراهيم بن المنذر الحزامي، ويعقوب بن حميد بن كاسب، ومحمد بن يحيى العدني، وجماعة.) وله عدة إخوة، خرج بمكة في أوائل دولة المأمون، ودعا إلى نفسه، فبايعوه سنة مائتين. فحج حينئذ أبو إسحاق المعتصم، وندب عسكراً لقتاله فأخذوه. وقدم في صحبة أبي إسحاق إلى بغداد، فبقي فيها قليلاً وتوفي. وكان بطلاً شجاعاً عاقلاًً، يصوم يوماً ويفطر يوماً. وكان موته بجرجان في شعبان سنة ثلاث ومائتين، فصلى عليه المأمون ونزل في لحده وقال: هذه رحم وقطعت من سنين. وقيل إن سبب موته أنه جامع ودخل الحمام وافتصد في يوم واحد، فمات فجأة، رحمه الله. محمد بن جهضم اليمامي. ويعرف بالساساني. قد أخرته إلى بعد العشرين لأنني وجدت عبد الله بن شبيب يروي عنه. وهو يروي عن محمد بن طلحة بن مصرف فأخرته، وحديثه في الصحيحين بواسطة.

(14/348)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 349
محمد بن حرب المكي. عن: مالك، والليث، وابن لهيعة، وجماعة. وعنه: بكر بن خلف، والحسين بن عيسى البسطامي. قال أبو حاتم: ليس به بأس. أصله بصري. محمد بن الحسن بن آتش الصنعاني الأبناوي. وقد ينسب إلى جده فيقال: محمد بن آتش. عن: إبراهيم بن عمرو الصنعاني، وأبي بكر بن أبي سبرة، وجعفر بن سليمان الضبعي، وجماعة. وعنه: محمد بن رافع، ونوح بن حبيب القومسي، وأحمد بن صالح المصري، وجماعة. قال أبو زرعة: ثقة. وأما النسائي فقال: ليس بثقة. قلت: له حديث في المراسيل لأبي داود.

(14/349)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 350
وقد قال ابن أبي حاتم في ترجمته إن روى عن همام بن منبه. قلت: لم يلحقه أبداً. محمد بن الحسن.) لقبه: محبوب. يأتي بلقبه إن شاء الله. محمد بن خالد. أبو عبد الله الحنظلي الرازي الفقيه ممويه، ويقال متويه. شيخ أستراباذ وعالمها والذي بنى الجامع بها. وأول من فقه الناس بها.

(14/350)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 351
أخذ عن: أبي يوسف. وروى عن: الجراح بن الضحاك الكندي، وعمران بن وهب الطائي صاحب أنس، ومالك بن أنس. وعنه: يوسف بن حماد، وإسحاق بن إبراهيم الطلقي، وعمار بن رجاء، وجعفر بن محمد بن بهرام الأستراباذيون. ترجمة أبو سعد الإدريسي. محمد بن خالد بن عثمة الحنفي البصري. وعثمة هي أمه. روى عن: مالك، وسليمان بن بلال، وسعيد بن بشير، وجماعة. وعنه: بندار، ومحمد بن يونس الكديمي، وأبو قلابة الرقاشي، وآخرون. قال أبو حاتم: صالح الحديث. ذكره عبد الرحمن بن مندة فيمن مات سنة إحدى عشرة ومائتين. محمد بن أبي رجاء الخراساني الفقيه. صاحب محمد أبي يوسف.

(14/351)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 352
ولي قضاء بغداد للمأمون. ومات سنة سبع ومائتين. لا أعرفه. محمد بن صالح بن بيهس القيسي الكلابي. أمير عرب الشام وفارسها، وفارس قيس وزعيمها وشاعرها، والمقاوم للسفياني أبي العميطر الذي خرج بدمشق. لم يزل يجلب على أبي العميطر بخيله ورجله، ومحاربه حمية لدولة بني العباس، وهوى على) اليمانية. ولم يبرح حتى أباده وشتت جموعه، وحكم على الشام، فولاه المأمون إمرة الشام. توفي سنة عشر. محمد بن صالح الواسطي.

(14/352)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 353
أبو إسماعيل البطيخي، سكن بغداد. وحدث عن: عبد الرحمن بن إسحاق الواسطي، وحجاج بن دينار، ومالك. روى عنه: إبراهيم بن المنذر الحزامي، والحسن بن عرفة، ومحمد بن عبد الله المخرمي. لم يضعفه أحد. وقد كناه مسلم وقال: أصله، واسطي سكن بغداد. محمد بن عباد الهنائي البصري ت. ن. ق عن: يونس بن أبي إسحاق، وشعبة، وعلي بن المبارك، وجماعة. وعنه: زيد بن أصرم، وعلي بن نصر بن علي الجهضمي، وعباد بن الوليد العنبري، وآخرون. قال أبو حاتم: صدوق. محمد بن عبد الله بن الزبير بن عمر بن درهم.

(14/353)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 354
أبو أحمد الأسدي الزبيري الكوفي الحبال. عن: فطر بن خليفة، ومسعر، ويونس بن أبي إسحاق، ومالك بن مغول، وحمزة الزيات، وعيسى بن طهمان، وسفيان، وشيبان النحوي، وإسرائيل، وأبي إسرائيل الملائي، وخلق. وأول طلبة سنة نيف. وخمسين ومائة. وعنه: أحمد بن حنبل، وأحمد بن سنان، وأحمد بن الفرات، وأحمد بن عصام الأصبهاني، وأبو خيثمة، وأبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن رافع، ومحمود بن غيلان، ونصر بن علي، وخلق. قال نصر بن علي: سمعته يقول: ما أبالي أن يسرق مني كتاب سفيان، إني أحفظه كله. وقال العجلي: كوفي ثقة يتشيع. وقال بندار: ما رأيت رجلاً قط أحفظ من أبي أحمد الزبيري. وقال أبو حاتم: حافظ للحديث، عابد، مجتهد له أوهام. وقال أحمد بن أبي خيثمة، عن محمد بن يزيد: كان محمد بن عبد الله

(14/354)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 355
الأسدي يصوم الدهر.) فكان إذا تسحر برغيف لم يصدع، فإذا تسحر بنصف رغيف صدع من نصف النهار إلى آخره. فإن لم يتسحر صدع يومه أجمع. قال أحمد بن حنبل: مات بالأهواز سنة ثلاث ومائتين. زاد مطين: في جمادى الأولى، رحمه الله. محمد بن عبد الله بن كناسة ن. واسم كناسة عبد الأعلى بن عبد الله بن خليفة بن زهير بن نضلة أبو يحيى، وأبو عبد الله الأسدي الكوفي. وقيل بل كناسة لقب لأبيه. وقيل هو ابن أخت إبراهيم بن أدهم العابد. روى عن: هشام بن عروة، والأعمش، وإسماعيل بن أبي خالد، وعبد الله بن شبرمة، وجعفر بن برقان، ومحمد بن السائب الكلبي، ومسعر، وجماعة. وعنه: أحمد بن حنبل، وأبو خيثمة، وأبو بكر بن أبي شيبة، وابن نمير، وأحمد بن منصور الرمادي، ومؤمل بن إهاب، ومحمد بن إسحاق الصنعاني، ومحمد بن الفرج الأزرق، والحارث بن أبي أسامة، وخلق.

(14/355)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 356
وقال ابن معين، وأبو داود، وعلي بن المديني، والعجلي، وغيرهم: ثقة. قال أبو حاتم: كان صاحب أخبار، يكتب حديثه ولا يحتج به. وقال يعقوب السدوسي: ثقة، صالح الحديث، له علم بالعربية والشعر وأيام الناس، وهو ابن أخت إبراهيم بن أدهم. أنبأنا أحمد بن سلامة بن أبي المكارم اللبان، وخليل الداراني قالا: أنا أبو علي، أنا أبو نعيم، ثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا محمد بن الفرج، والحارث بن محمد قالا: ثنا محمد بن عبد الله بن كناسة، ثنا هشام بن عروة، عن أخيه عثمان، عن أبيه، عن الزبير بن العوام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: غيروا الشيب ولا تشبهوا اليهود. تفرد به ابن كناسة. رواه النسائي، عن حميد بن زنجويه، عنه. وقال ابن معين: إنما هو عن عروة مرسل. وقال الدار قطني: لم يتابع عليه. رواه الحفاظ من أصحاب هشام، عن عروة مرسلاً.) وقال زيد بن الحريش، نا عبد الله بن رجاء، عن الثوري، وهشام، عن أبيه، عن عائشة، نحوه.

(14/356)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 357
قال يعقوب بن شيبة: مات بالكوفة لثلاث خلون من شوال، سنة سبع ومائتين. وقال مطين: سنة سبع. وقال ابن قانع: سنة تسع، فوهم. ويقال إنه ولد سنة ثلاث وعشرين ومائة. وله كتاب الأنواء وكتاب معاني الشعر، وكتاب سرقات الكتب من القرآن. وله يرثي ولده:
(وسميته يحيى ليحيى، فلم يكن .......... إلى رد أمر الله عنه سبيل)

(تفاءلت لو يغني التفاؤل باسمه .......... وما خلت فالاً قبل ذاك يفيل)
محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق التيمي المدني. عن: أبيه، وموسى بن عقبة. وعنه: الزبير بن بكار، وأبو بكر بن عبد الرحمن بن شيبة الحزامي. محمد بن عبد الرحمن الباهلي السهمي البصري.

(14/357)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 358
سمع: حصين بن عبد الرحمن، ولعله آخر من حدث عنه. روى عنه: محمد بن المثنى، ونصر بن علي، وغيرهما. قال الفلاس: توفي سنة سبع ومائتين. روى له ابن عدي حديثين قال: هو عندي لا بأس به. محمد بن عبد الوهاب الكوفي السكري القناد ت. ن. ق. أحد العباد والصلاح والزهاد. ورخه ابن مطين سنة تسع، وورخه جماعة سنة اثنتي عشرة. فسيذكر هناك. محمد بن عبيد بن أبي أمية الطنافسي الكوفي الأحدب. أحد الإخوة

(14/358)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 359
عن: الأعمش، وإسماعيل بن أبي خالد، ويزيد بن كيسان، وإدريس الأودي، وعبيد الله بن) عمر، والعوام بن حوشب، وطائفة كبيرة. وعنه: أحمد، وإسحاق، وابن معين، وابن نمير، وابنا أبي شيبة، وأبو خيثمة، وأحمد بن الفرات، وأحمد بن سليمان الرهاوي، ومحمد بن يحيى الذهلي، وعباس الدوري، وخلق. قال أحمد، وابن معين: عمر، ومحمد، ويعلى بنو عبيد: ثقات. وقال الدار قطني: يعلى، ومحمد، وعمر، وإدريس، وإبراهيم بنو عبيد كلهم ثقات. وكان أبو طالب الحافظ يقول: عبيد بن أبي مية. وقال صالح بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي يقول: كان محمد بن عبيد يخطيء ولا يرجع عن خطأه. وقال ابن سعد: نزل محمد بن عبيد بغداد دهراً، ثم رجع إلى الكوفة،

(14/359)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 360
فمات قبل يعلى في سنة سبع ومائتين. قال: وكان ثقة كثير الحديث، صاحب سنة وجماعة. قال يعقوب بن شيبة: كان عمي يقدم عثمان على علي، وقل من يذهب إلى هذا من الكوفيين. ومات سنة أربع. وقال خليفة، وجماعة: مات سنة خمس. محمد بن أبي عبيدة بن معن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود المسعودي الكوفي م. د. ن. ق. واسم أبيه عبد الملك. روى عن: أبيه. وعنه: ابنا أبي شيبة، وإبراهيم بن أبي شيبة، وأبو كريب، وابن نمير، وجماعة. قال ابن أبي خيثمة، عن ابن معين: ثقة. وقال البخاري: مات سنة خمس. قلت: روى الحروف عن حمزة.

(14/360)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 361
محمد بن عمر بن واقد الأسلمي ت. مولاهم الإمام أبو عبد الله المدني الواقدي.

(14/361)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 362
عن: محمد بن عجلان، وابن جريج، وثور بن يزيد، وأسامة بن زيد، ومعمر بن راشد، وابن) أبي ذئب، وهشام بن الغاز، وأبي بكر بن أبي سبرة، وسفيان الثوري، ومالك، وأبي معشر، وخلائق. وكتب ما لا يوصف كثرة، وروى القراءة عن نافع بن أبي نعيم، وعيسى بن وردان. وعنه: أبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن سعد، وأبو حسان الحسن بن عثمان الزيادي، وسليمان الشاذكوني، ومحمد بن شجاع البلخي، ومحمد بن يحيى الأزدي، ومحمد بن إسحاق الصنعاني، وأحمد بن عبيد بن ناصح، وأحمد بن الخليل البرجلاني، والحارث بن أبي أسامة. وكان من أوعية العلم. ولي قضاء الجانب الشرقي من بغداد، وسارت الركبان بكتبه في المغازي والسير والفقه أيضاً. وكان أحد الأجواد المذكورين. وكان جده واقد مولى لعبد الله بن بريدة الأسلمي. ولد محمد سنة تسع وعشرين ومائة. وهو مع عظمته في العلم ضعيف. قال أحمد بن حنبل: لم نرفع أمر الواقدي حتى روى عن معمر، وعن الزهري، عن نبهان، عن أم سلمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: أفعمياوان أنتما، في

(14/362)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 363
شيء لا حيلة فيه. وهذا لم يروه غير يونس. قال أبو القاسم بن عساكر: قد رواه عقيل ثم ساقه من طريق الذهلي: نا سعيد بن أبي مريم، نا نافع بن يزيد، عن عقيل. وقال ابن المظفر: حدثني عبد الله بن محمد بن جعفر القزويني: ثنا الرمادي: لما حدثني ابن أبي مريم بهذا الحديث ضحكت. قال: مم تضحك فأخبرته بما قال ابن المديني، وكتب إليه أحمد بن حنبل، يقال هذا حديث تفرد به يونس. وأنت قد حدثت به عن نافع بن يزيد، عن عقيل. وقال: إن شيوخنا المصريين لهم عناية بحديث الزهري. وقال إبراهيم بن جابر: سمعت الرمادي يقول، وقد حدث بحديث عقيل، عن الزهري: هذا مما ظلم فيه الواقدي. وقال محمد بن سعد: ولي الواقدي القضاء ببغداد للمأمون أربع سنين، وكان عالماً بالمغازي والسيرة والفتوح والأحكام وأخلاق الناس، وقد فسر ذلك في كتب استخرجها ووضعها وحدث بها.) أخبرني أنه ولد سنة ثلاثين ومائة، وقدم بغداد سن ثمانين في دين لحقه، فلم يزل بها. قال: ولم يزل قاضياً حتى مات ببغداد لإحدى عشر ليلة خلت من ذي الحجة سنة سبع ومائتين. وقال البخاري: سكتوا عنه.

(14/363)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 364
وقال ابن نمير، ومسلم، وأبو زرعة: متروك الحديث. وقال أبو داود: كان أحمد بن حنبل لا يذكر عنه كلمة. وأنا لا أكتب حديثه. وروى غير واحد، عن أحمد قال: كان يقلب الأسانيد، وكان يجمع الأسانيد ويأتي بمتن واحد. وقال ابن أبي حاتم: ثنا يونس قال: قال لي الشافعي: كتب الواقدي كذب. وقال إسحاق بن راهويه: هو عندي ممن يضع الحديث. وقال البخاري: ما عندي للواقدي حرف. قلت: له ترجمة طويلة في تاريخ ابن عساكر. وحاصل الأمر أنه مجمع على ضعفه. وأجود الروايات عنه رواية ابن سعد في الطبقات، فإنه كان يختار من حديثه بعض الشيء. قال أبو بكر الخطيب: هو ممن طبق شرق الأرض وغربها ذكره. وقال محمد بن سلام الجمحي: الواقدي عالم دهره. وقال إبراهيم الحربي: وناهيك به الواقدي أمين الناس على أهل الإسلام.

(14/364)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 365
كان أعلم الناس بأمر الإسلام. فأما الجاهلية فلم يعلم فيها شيء. وقال مصعب بن عبد الله: والله ما رأينا مثل الواقدي قط. وقال يعقوب بن شيبة: ثنا عبيد بن أبي الفرج: حدثني يعقوب مولى آل أبي عبيد الله قال: سمعت الدراوردي وذكر الواقدي فقال: ذاك أمير المؤمنين في الحديث. قال يعقوب: وضعي. مفضل قال: قال الواقدي: لقد كانت ألواحي تضيع، فأوتي بها من شهرتها بالمدينة. يقال: هذه ألواح ابن واقد. وعن ابن المبارك قال: كنت أقدم المدينة، فما يفيدني ويدلني على الشيوخ إلا الواقدي. وقال أبو حاتم: ثنا معاوية بن صالح الدمشقي: سمعت سنيد بن داود يقول: كنا عند هشيم،) فدخل الواقدي، فسأله هشيم عن باب ما يحفظ فيه، فقال: ما عندك يا أبا معاوية فذكر خمسة أو ستة أحاديث في الباب. ثم قال للواقدي: ما عندك فذكر فيه ثلاثين حديثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأصحابه، والتابعين. ثم قال: سألت مالكاً، وسألت ابن أبي ذئب، وسألت فلاناً، فرأيت وجه هشيم قد تغير. فلما خرج قال هشيم: لئن كان كذاباً فما في الدنيا مثله. وإن كان صادقاً فما في الدنيا مثله. وقال مجاهد بن موسى: ما كتبت عن أحد أحفظ من الواقدي.

(14/365)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 366
وقال محمد بن جرير الطبري: قال محمد بن سعد: كان الواقدي يقول: ما من أحد إلا وكتبه أكثر من حفظه، وحفظي أكثر من كتبي. وقال يعقوب بن شيبة: لما انتقل الواقدي من جانب الغربي إلى هنا يقال إنه حمل كتبه على عشرين ومائة وقر. وعن أبي حذافة قال: كان للواقدي ستمائة قمطر كتب. وقال إبراهيم الحربي: سمعت المسيبي يقول: رأينا الواقدي يوماً جلس إلى أسطوانة في مجلس المدينة وهو يدرس، قلنا أيش تدرس قال: جزء من المغازي. وقلنا له مرة: هذا الذي تجمع الرجال تقول: ثنا فلان وفلان، وتجيء بمتن واحد، لو حدثتنا بحديث كل رجل على حدة. قال: يطول. قلنا له: قد رضينا. فغاب عنا جمعة، ثم جاءنا بغزوة أحد عشرين جلداًً، فقلنا: ردنا إلى الأمر الأول. قال أبو بكر الخطيب: وكان مع ما ذكرناه من سعة علمه وكثرة حفظه لا يحفظ القرآن. فأنبأنا الحسين بن محمد الرافقي: ثنا أحمد بن كامل: حدثني محمد بن موسى البربري قال: قال المأمون للواقدي: أريد أن تصلي الجمعة غداً بالناس. فامتنع. فقال: لا بد. فقال: والله ما أحفظ سورة الجمعة. قال: فأنا أحفظك.

(14/366)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 367
فجعل يلقنه السورة حتى يبلغ النصف منها، فإذا حفظه ابتدأ بالنصف الثاني، فإذا حفظ النصف) الثاني نسي الأول. فأتعب المأمون ونعس، فقال: هذا رجل يحفظ التأويل ولا يحفظ التنزيل. اذهب فصل بهم واقرأ أي سورة شئت. قلت: هذه حكاية قوية السند لكنها مرسلة، وأنا أستبعدها. وقد وثقه غير واحد لكن لا عبرة بقولهم مع توافر من تركه. قال إبراهيم بن جابر الفقيه: سمعت محمد بن إسحاق الصغاني يقول، وذكر الواقدي: والله لولا أنه عندي ثقة ما حدثت عنه. وقال مصعب بن عبد الله، وسئل عن الواقدي فقال: ثقة مأمون. وسئل معن بن عيسى عنه فقال: أنا أسأل عن الواقدي الواقدي يسأل عني. وقال جابر بن كردي: سمعت يزيد بن هارون يقول: الواقدي ثقة. وقال إبراهيم الحربي: سمعت أبا عبيد يقول: الواقدي ثقة. وقال إبراهيم الحربي: من قال إن مسائل مالك وابن أبي ذئب تؤخذ عن أوثق من الواقدي فلا يصدق. وقال علي بن المديني فيما رواه عنه ابنه عبد الله: عند الواقدي عشرون ألف حديث لم أسمع بها. وقد روى أبو بكر الأنباري، عن أبيه، عن أبي عكرمة الضبي أن الواقدي.

(14/367)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 368
قدم العراق في دين لحقه، فقصد يحيى بن خالد، فوصله بثلاثة آلاف دينار. وروي نظيرها من غير وجه أن يحيى وصله بمال طائل. وقال الحسن بن شاذان: قال الواقدي: صار إلي من السلطان ستمائة ألف درهم، ما وجبت علي فيها زكاة. وقال أبو عكرمة الضبي: ثنا سليمان بن أبي شيخ، ثنا الواقدي. قال: أضقت مرة وأنا مع يحيى بن خالد، وجاء عيد، فقالت الجارية: ليس عندنا من آلة العيد شيء. فمضيت إلى تاجر صديق لي ليقرضني، فأخرج إلي كيساً مختوماً فيه ألف دينار ومائتا درهم، فأخذته، فلما استقررت في منزلي جاءني صديق هاشمي فشكا إلى تأخر غلته وحاجته القرض، فدخلت إلى زوجتي فأخبرتها فقالت: على أي شيء عزمت قلت: على أن أقاسمه الكيس.) قالت: ما صنعت شيئاًً. أتيت رجلاً سوقة فأعطاك ألفاً ومائتي درهم. وجاءك رجل من آل رسول الله صلى الله عليه وسلم تعطيه نصف ما أعطاك السوقة فأخرجت له الكيس، فمضى به. وذهب التاجر إلى الهاشمي ليقترض منه، فأخرج له الكيس بعينه فعرفه، وجاءني فخبرني بالأمر. وجاءني رسول يحيى بن خالد يقول: إنما تأخر رسولي عنك لشغلي. فركبت إليه وأخبرته خبر الكيس. فقال: يا غلام هات تلك الدنانير. فجاء بعشرة آلاف دينار. فقال: هده ألفي دينار لك، وألفين للتاجر، وألفين للهاشمي، وأربعة آلاف لزوجتك، فإنها أكرمكم. وروى نحوها من وجه آخر إلى الواقدي، لكنه قال: أمر لكل واحد من

(14/368)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 369
الثلاثة بمائتي دينار. قال عباس الدوري: مات الواقدي وهو على القضاء، وليس له كفن، فبعث المأمون بأكفانه. وقد تقدمت وفاته عن ابن سعد. روى له ابن ماجه حديثاً واحداًً ولم يسمه، بل قال: ثنا ابن أبي شيبة، عن شيخ له، عن عبد الحميد بن جعفر، وذكر حديثاً في التجمل للجمعة. وقد رواه عبد بن حميد، عن ابن أبي شيبة، عن الواقدي. محمد بن أبي الوزير عمر بن مطرف الهاشمي مولاهم. عن: شريك، وعبد الله بن جعفر المخرمي، ومحمد بن موسى العطري. وعنه: بندار، وبكار بن قتيبة القاضي، والكديمي، وآخرون. وكان صدوقاً، توفي كهلاً. محمد بن عيسى بن القاسم بن سميع ق.

(14/369)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 370
مولى معاوية بن أبي سفيان الأموي، أبو سفيان الدمشقي. عن: هشام بن عروة، والأوزاعي، وعبد الله بن عمر، وحميد الطويل، ومحمد بن الوليد الزبيدي وابن أبي ذئب، وطائفة. وعنه: هشام بن عمار، والعباس بن الوليد الخلال، والهيثم بن مروان، وجماعة.) قال أبو حاتم: يكتب حديثه. وقال ابن عدي: لا بأس به. والذي أنكر عليه حديث مقتل عثمان. وقال صالح جزرة، ثنا هشام بن عمار قال: جهدت به أن يقول: ثنا ابن أبي ذئب فأبى إلا أن يقول: عن ابن أبي ذئب. قال صالح: قال لي محمود ابن بنت محمد بن عيسى: هو في كتاب جدي عن إسماعيل بن يحيى، عن ابن أبي ذئب. قال صالح: وإسماعيل هذا يضع الحديث. وقال ابن جوصا: سألت محمود بن سميع فقال: رأيت كتب جدي، عن إسماعيل بن يحيى، عن ابن أبي ذئب، فترك إسماعيل ين يحيى.

(14/370)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 371
محمد بن غياث. أبو لبيد الكلابي السرخسي. رحل، وسمع من: مالك، وعبد الله بن المبارك. وعنه: أبو قدامة عبيد الله بن سعد السرخسي، ومحمد بن يحيى الذهلي. محمد بن القاسم الأسدي ت.

(14/371)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 372
أبو إبراهيم الكوفي. أحد الضعفاء. يروي عن: الأوزاعي، وسعيد بن عبيد الطائي، وابن جريج، والربيع بن صبيح، وطائفة. وعنه: وهب بن حفص الحراني، وأبو معمر القطيعي، وجماعة. وقال البخاري: يعرف وينكر. وقال أحمد بن حنبل: يكذب. وقال النسائي، وغيره: متروك.

(14/372)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 373
قيل: مات في ربيع الأول سنة سبع ومائتين. محمد بن مزاحم ت. أبو وهب المروزي. عن: زفر بن الهذيل، وابن المبارك. وعنه: أحمد بن عبدة الأيلي، وأحمد بن منصور زاج، وعبدة بن عبد الرحيم المروزي.) محمد بن مصعب بن صدقة القرقساني ت. ق

(14/373)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 374
رحل إلى الأوزاعي فروى عنه. وعن: مبارك بن فضالة، وحماد بن سلمة، وأبي الأشهب جعفر بن حيا،. وعنه: أحمد بن حنبل، وعباس الدوري، والصغاني، والرمادي، وأحمد بن عبيد بن ناصح، وأحمد بن عصام الأصبهاني، والحسن بن مكرم، وآخرون. قال صالح بن محمد بن جزرة: عامة أحاديثه عن الأوزاعي مقلوبة. وقال أبو حاتم: ليس بالقوي. وقال النسائي: ضعيف. وقال الخطيب: كان كثير الغلط لتحديثه من حفظه. ويذكر عنه الخير والصلاح. وقال ابن معين: ليس بشيء.

(14/374)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 375
وروى سعيد بن رحمة، عن القرقساني: كنت آتي الأوزاعي فيحدث ثلاثين حديثاً، فإذا تفرق الناس عرضتها عليه، فلا أخطيء. فيقول: ما أتاني أحفظ منك. وقال أحمد بن محمد بن أبي الخناجر: ما رأينا لمحمد بن مصعب كتاباً قط. قال ابن عدي: عندي ليس برواياته بأس. وقال أبو أمية الطرسوسي: مات سنة ثمان ومائتين.

(14/375)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 376
محمد بن موسى بن مسكين. أبو غزية المدني الفقيه. من شيوخ الزبير بن بكار. توفي سنة سبع ومائتين. وروى عنه: عبد الرحمن بن أبي الزناد، وفليح بن سليمان، ومالك بن أنس، وغيرهم. وولي قضاء المدينة. وعنه: يعقوب بن محمد الزهري، والنضر بن سلمة، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، والزبير، وآخرون.) قال البخاري: عنده مناكير. وقال ابن حبان: كان يسرق الحديث ويروي عن الثقات الموضوعات.

(14/376)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 377
محمد بن مناذر البصري. الشاعر أبو ذريح. روى عن: شعبة. وغلب عليه اللهو والمجون وإجادة النظم. روى عنه: الصلت بن مسعود، ومحمد بن ميمون الخياط، ومزداد بن جميل. قال ابن معين: أعرفه صاحب شعر، ولم يكن من أصحاب الحديث. وكان يتعشق ولد عبد الوهاب الثقفي ويشبب بنساء ثقثف، فطردوه من البصرة فخرج إلى مكة، وكان يرسل العقارب في المسجد الحرام يلسعن الناس، ويصب المداد بالليل في مواضع يتوضأ منها النا س ليسود وجوههم. ليس يروي عنه أحد فيه خير. محمد بن منيب العدني.

(14/377)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 378
أبو الحسن. عن: السري بن يحيى، لقيه بعدن، وقريش بن حبان. وعنه: محمد بن رافع، وأحمد بن الأزهر، وعبد بن حميد، وطائفة. قال أبو حاتم: ليس به بأس. محمد بن ميسر ت. أبو سعد الصغاني البلخي الضرير، نزيل بغداد. عن: هشام بن عروة، وأبي حنيفة، وابن إسحاق، وأبي جعفر الرازي، وجماعة. وعنه: أحمد بن حنبل، وعتيق بن محمد، وأبو كريب، وعباس الترقفي وجماعة. قال يحيى بن معين: كان جهمياً شيطاناً، ليس بشيء. وقال الدار قطني: ضعيف.

(14/378)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 379
محمد بن يحيى. أبو غسان الكناني الذي سمع: مالكاً، ومحمد بن جعفر بن أبي كثير، وجماعة.) وعنه: عبد الله بن شبيب الربعي، ومحمد بن يحيى الذهلي، وغيرهما. وكان كاتباً إخبارياً. له حديث في الصحيح. محمد بن يعلى ت. ق

(14/379)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 380
أبو علي السلمي الكوفي، زنبور. روى عنه: أبي حنيفة، وموسى بن عبيدة، وعبد الملك بن أبي سليمان، وجماعة. وعنه: إسحاق بن راهويه، وعلي بن حرب، وإبراهيم بن أبي العنبس، وأبو بكر الصغاني. قال البخاري: ذاهب الحديث. مجيب بن موسى الأصبهاني. صاحب الثوري وخادمه. قال أحمد بن عصام: سمعته يقول: كنت عديل سفيان الثوري إلى مكة، فكان يكثر البكاء. فقلت له: بكاؤك هذا خوفاً من الذنوب؟

(14/380)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 381
فأخذ عوداً من المحمل فرمى به وقال: لذنوبي أهون علي من هذا، ولكني أخاف أن أسلب التوحيد. روى عن مجيب: عبد الرحمن بن عمر رسته، وأحمد بن يزيد، وأحمد بن عصام. محاضر بن المورع الهمداني اليامي. ويقال: السلولي، الكوفي، أبو المورع. عن: الأعمش، وهشام بن عروة، وعاصم الأحول، والأجلح الكندي، وهشام بن حسان، وجماعة وعنه: أحمد بن حنبل، وأحمد بن سليمان الرهاوي، وحجاج بن الشاعر، وسليمان بن سيف، وأحمد بن يوسف الضبي، وعباس الدوري، ومحمد بن يحيى الذهلي، ومحمد بن إسحاق الصغاني، ويعقوب بن شيبة. قال أحمد بن حنبل: سمعت منه وكان مغفلاً جداً. لم يكن من أصحاب الحديث. وقال أبو زرعة: صدوق.

(14/381)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 382
وقال النسائي: ليس به بأس. وقال ابن سعد: مات سنة ست ومائتين. له حديث واحد في صحيح مسلم.) محبوب بن الحسن بن هلال ت. خ. مقروناً بآخر أبو جعفر البصري. قيل: اسمه محمد. روى عن: خالد الحذاء، وعبد الله بن عون، ويونس بن عبيد، واشعث بن عبد الملك، وجماعة. وعنه: أحمد بن حنبل، والحسن بن علي الحلواني، ومحمد بن سنان القزاز وجماعة. وقد روى حروف القراءة عن إسماعيل بن مسلم المكي، عن ابن كثير، وهو ثقة.

(14/382)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 383
مروان بن محمد بن حسان م. ع أبو بكر الأسدي الدمشقي الطاطري التاجر. وقيل كنيته أبو حفص، وقيل أبو عبد الرحمن. روى عن: عبد الله بن العلاء بن زبر، وسعيد بن بشير، ومالك، والليث، وابن لهيعة، وخلق. وعنه: صفوان بن صالح المؤذن، وعبد الله بن ذكوان المقرىء، وأحمد بن أبي الحواري، وأحمد بن الأزهر، وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، وأحمد بن عبد الأحد بن عبود، ومحمود بن خالد السلمي، وهارون بن محمد بن بكار، وخلق. وثقه أبو حاتم، وغيره. وكان الإمام أحمد يثني عليه ويقول: كان يذهب مذهب أهل العلم.

(14/383)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 384
وقال أبو زرعة الدمشقي: قال لي أحمد بن حنبل: كان عندكم ثلاثة أصحاب حديث: مروان الطاطري، والوليد بن مسلم، وابو مسهر. قال أبو زرعة: وحدثني عبد الله بن يحيى بن معاوية الهاشمي قال: أدركت ثلاث طبقات، أحدها طبقة سعيد بن عبد العزيز، ما رأيت فيهم أخشع من مروان بن محمد. وعن أحمد بن أبي الحواري قال: ما رأيت شامياً خيراً من مروان بن محمد. وقال ابن أبي الحواري، عن مروان قال: لا غنى لصاحب حديث عن ثلاثة: صدقه، وحفظه، وصحة كتبه. فإن أخطأ الحفظ لم يضره. وقال أبو سليمان الداراني: ما رأيت شامياً خيراً من مروان بن محمد. وقال صفوان بن صالح: سمعت مروان بن محمد وقيل له: إنهم يقولون: ليس لله عين ولا يد. فقال، إنما مذهبهم التعطيل. ت: إذا أراد الله تعالى ليس كمثله شيء في ذاته ولا في صفاته) نسيج. قال البخاري: إنما قيل له الطاطري لثياب نسب إليها. وقال الطبراني: كل من يبيع الكرابيس بدمشق يسمى الطاطري. وقال محمد بن عوف: كان مرجئاً. وقال عباس الدوري: عن ابن معين: لا بأس به. وكان مرجئاً. وأهل دمشق من كان مرجئاً فعليه عمامة، ومن لم يكن مرجئاً لا يعتم.

(14/384)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 385
وقال الحسن بن محمد بن بكار: مولد مروان عام انتثرت النجوم سنة سبع وأربعين ومائة، ومات سنة عشر. مسعود بن عبد الله بن رزين السلمي القهندزي النيسابوري. أخو مبشر وأخوته. كان عالماً بالقرآن فاضلاًً. روى عن: إبراهيم بن طهمان، وخارجة بن مصعب. روى عنه: أحمد بن معاذ، ومحمد بن عبد الوهاب الفراء، وجماعة من أهل نيسابور. توفي سنة عشر. مسعود بن واصل البصري الأرزق ت. ن. صاحب السابري.

(14/385)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 386
روى عن: النهاس بن قهم، عن قتادة، وله حديث آخر عن غالب التمار. روى عنه: عمر بن شبة، وأبو بكر بن نافع العبدي، وأبو غسان مالك بن عبد الواحد المسمعي. ضعفه أبو داود الطيالسي. المسيب بن زهير الأمير. من كبار القواد ببغداد وكان من حزب الحسن بن سهل الوزير عند قيام الهاشميين ببغداد على المأمون، لما زوى الأمر عنهم إلى علي بن موسى الرضا. وقد انكسر جيش الحسن بن سهل غير مرة. فلما توفي ضده والمحارب له محمد بن أبي خالد استظهر وقوي، وانتصر غير مرة على العباسيين، وكان القائم بحربهم عيسى بن محمد بن أبي خالد. فجمع عيسى جيشاً كثيفاً يسد الفضاء، فقيل إنهم أحصوا فبلغوا مائة ألف وخمسة) وعشرين ألفاً من بين فارس وراجل. وأعطي الفارس أربعين درهماً، والراجل عشرين درهماً. وجرى على الرعية ببغداد منهم ضر وبلاء عظيم من النهب والفسق وأخذ الحريم والصبيان علانية. وبقي الناس غنماً بلا راع. ومال هذا الجيش الذين أقامهم عيسى على قطر بل فانتهبوها كلها. ثم قال ببغداد سهل بن سلامة الأنصاري ودعا إلى الأمر بالمعروف والنهي

(14/386)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 387
عن المنكر، فبايعه خلق من المطوعة، وقمعوا كثيراً من أهل الفساد ثم آل أمرهم إلى الخروج والقتال. وأما المسيب هذا فإنه قتل. ولي ذبحه أبو زنبيل، وحمل رأسه على رمح، وذلك في ربيع الآخر سنة إحدى ومائتين. مصعب بن ماهان المروزي. روى عن: سفيان الثوري. وعنه: زهير بن عباد الرواسي، وعبدة بن سليمان المروزي، وإبراهيم بن شماس السمرقندي، وآخرون. قال أحمد بن أبي الحواري: كان أمياً لا يكتب. قال أبو توبة الحلبي: أشار علي عيسى بن يونس بالكتابة عن مصعب بن ماهان، وكان مصعب يلحن. وقال أحمد بن حنبل: كان رجلاً صالحاً، وحديثه مضارب، فيه شيء من الخطأ. وقال أبو حاتم، شيخ.

(14/387)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 388
مصعب بن المقدام. أبو عبد الله الخثعمي الكوفي. عن: أبي حنيفة، ومسعر، وفطر بن خليفة، وفضيل بن غزوان، وابن جريج، وعكرمة بن عمار، وسفيان الثوري، وزائدة، وغيرهم. وعنه: إسحاق بن راهويه، وأبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن رافع، وعبد بن حميد، والقاسم بن زكريا بن دينار، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وجماعة. قال أبو داود: لا بأس به. وقال الدار قطني، وغيره: ثقة.) قال علي بن حكيم، عنه قال: كنت أرى رأي الإرجاء، فرأيت في منامي كأن في عيني صليباً، فتركته. قال مطين، وغيره: توفي سنة ثلاث ومائتين.

(14/388)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 389
مضاء بن عيسى الكلاعي. الدمشقي الزاهد، من أهل قرية راوية قبلي مدينة دمشق. روى عن: شعبة، وصحب: سلما الخواص. حكى عنه: أحمد بن أبي الحواري، وقاسم الجوعي، وإبراهيم بن أيوب الحوراني، وعبيد بن عصام. قال ابن أبي الحواري: سمعته يقول: لإزالة الجبال أهون من إزالة رئاسة قد ثبتت. وقال ابن أبي الحواري: زرت مضاء أنا وأبو سليمان الداراني، فجاءنا ببيض وخلاط. مظفر بن مدرك ن. أبو كامل الخراساني، ثم البغدادي الحافظ. عن: شيبان النحوي، وحماد بن سلمة، وزهير بن معاوية، وعاصم بن محمد العمري، ونافع بن عمر الجمحي، وعبد العزيز بن الماجشون، وخلق. وعنه: أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وأبو خيثمة، ومحمد بن أبي غالب القومسي، ومحمد بن عبد الله المخرمي، وغيرهم.

(14/389)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 390
وكان أثبت الناس في زهير. قال أحمد بن حنبل: كان أصحاب الحديث ببغداد: أبو كامل، وأبو سلمة الخزاعي، والهيثم، يعني ابن جميل. وكان الهيثم أحفظهم. وكان أبو كامل أتقن للحديث منهم. وكان له عقل شديد ووقار وهيئة. وقال ابن معين: كنت آخذ عنه هذا الشأن، وكان بغدادياً من الأبناء، رجلاً صالحاً قل ما رأيت من يشبهه. وقال أبو خيثمة: ما كان أبو كامل عندنا بدون وكيع عند الكوفيين. وقال أبو داود: ثقة ثقة. وقال النسائي: ثقة مأمون.) وقال إبراهيم الحربي: مات سنة سبع ومائتين. قلت: هو من أقران علي بن الجعد، ولكنه مات قبله بدهر، فلهذا لم يشتهر. وقد ذكره ابن عدي في شيوخ البخاري، فغلط ووهم.

(14/390)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 391
معاذ بن خالد بن شقيق بن دينار. ن. أبو بكر العبد المروزي، ابن عم علي بن الحسن بن شقيق. روى عن: سفيان الثوري، وأبي طيبة عبد الله بن مسلم، وأبي حمزة السكري، والحسين بن واقد، وحماد بن سلمة، وجماعة. وعنه: إسحاق بن راهويه، وعبدان، ووهب بن زمعة، ومحمد بن علي بن حرب، ومحمد بن عبد الله بن قهزاد، ومحمد بن مقاتل المروزيون. وثقه ابن حبان وقال: مات بعد المائتين. قال شيخنا أبو الحجاج: الأشبه أن يكون مات بعد المائتين. معاذ بن خالد العسقلاني. عن: ايمن بن نابل، وزهير بن محمد التميمي. وعنه: حرملة بن يحيى، ومحمد بن خلف العسقلاني، والحسن بن عبد العزيز الجروي، وغيرهم.

(14/391)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 392
قال أبو حاتم: شيخ. تشبه أحاديثه عن زهير أحاديث إبراهيم بن أبي يحيى. قلت: يلينه بذلك. معاذ بن هانيء القيسي، وقيل العيشي، وقيل اليشكري خ. ع. أبو هانيء البصري. عن: حماد بن سلمة، همام بن يحيى، وإبراهيم بن طهمان، وحرب بن شداد، ومحمد بن مسلم الطائفي، وجماعة. وعنه: الفلاس، وبندار، وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، وعبد الله الدارمي، والكديمي، وآخرون. توفي سنة تسع. المعافى بن عمران الحميري الظهري الحمصي.) يروي عن: عبد العزيز الماجشون، ومالك، وابن لهيعة، وجماعة.

(14/392)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 393
وعنه: محمد بن مصفى، وأبو حميد أحمد بن المغيرة العوهي، وسعيد بن عمرو السكوني، وكثير بن عبيد، وأبو النقاء هشام اليزني، وأبو عتبة الحجازي، ومحمد بن عوف الطائي. قال محمد بن عوف: ما رأيت مثله في عقله وورعه وفضله. وروي أن المعافى هذا كان يحتطب على ظهره ويتبلغ به. وثقه ابن حبان. معاوية بن حفص الشعبي. الكوفي، نزيل حلب. روى عن: إبراهيم بن أدهم، وكامل أبي العلاء، وداود الطائي، والسري بن يحيى، والحكم بن هشام، وطائفة. وعنه: أبو جعفر النفيلي، ومحمد بن مصفى، وأبو حميد أحمد بن محمد العوهي، وآخرون. قال أبو حاتم: صدوق. معاوية بن هشام م. ع

(14/393)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 394
أبو الحسن الأسدي، مولاهم الكوفي القصار. عن: علي بن صالح بن حي، وحمزة الزيات، وشيبان، وسفيان، وعمار بن زريق، وهشام بن سعد، وجماعة. وعنه: أحمد بن حنبل، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، ومحمود بن غيلان، وأحمد بن سليمان الرهاوي، والحسن بن علي بن عفان، وآخرون. قال أبو حاتم: صدوق. وقال يعقوب بن شيبة: كان هو وإسحاق الأزرق من أعلمهم بحديث شريك. وقال أبو داود: ثقة. قلت: توفي سنة أربع أو خمس ومائتين. معبد بن راشد. أبو عبد الرحمن.

(14/394)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 395
حدث ببغداد عن: معاوية بن عمار الدهني فقط. وعنه: رويم المقرئ، وموسى بن داود الضبي، والحسن بن الصباح الجزار.) قال عبد الله بن أحمد: قال أبي: رأيت معبداً هذا ولم يكن به بأس. وكان يفتي برأي ابن أبي ليلى. قال ابن معين من رواية ابن أبي خيثمة له: واسطي ضعيف الحديث. قلت: حديثه عن معاوية أنه سأل جعفر بن محمد الصادق عن القرآن. فقال: ليس بخالق ولا مخلوق ولكنه كلام الله. معروف الكرخي العابد. رحمه الله. مر سنة مائتين. وقيل: توفي سنة أربع ومائتين. وقد أفرد أبو الفرج ابن الجوزي أخباره في جزئين. وكان عديم النظير زهداً وعبادة. معلى بن دحية بن قيس.

(14/395)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 396
أبو دحية المصري المقرئ. قرأ القرآن على نافع. قرأ عليه: يونس بن عبد الأعلى، وأبو مسعود المديني، وعبد القوي بن كمونة. وسمع منه: هشام بن عمار. فعن معلى قال: خرجت بكتاب الليث بن سعد إلى نافع لأقرأ عليه، فوجدته يقرئ الناس بجميع القراءآت، فقلت له: يا أبا رويم ما هذا قال: إذا جاء من يطلب حرفي أقرأته. معلى بن عبد الرحمن الواسطي ن. عن: الأعمش، وابن أبي ذئب، ومنصور بن أبي الأسود، وعبد الحميد بن جعفر، وشعبة، والثوري، وجماعة. وعنه: الحسن بن علي الحلواني، وعلي بن أحمد الجداري، ومحمد بن إسحاق الصاغاني، وخلف الواسطي كردوس، وإبراهيم بن دنوقا، وجماعة. قال أبو داود: سمعت يحيى بن معين وسئل عن المعلى بن عبد الرحمن فقال: أحسن أحواله عندي أنه قيل له عند موته: ألا تستغفر الله فقال: ألا أرجو أن يغفر لي وقد وضعت في فضل علي بن أبي طالب سبعين حديثاً.)

(14/396)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 397
وذهب ابن المديني إلى أنه كان يكذب. وقال أبو زرعة: ذاهب الحديث. وقال الدار قطني: كذاب. وأما ابن عدي فقال: أرجو أنه لا بأس به. قلت: له حديث في سنن ابن ماجة. أما معلى بن منصور فثقة، سيأتي ذكره بعد. معمر بن المثنى د.

(14/397)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 398
أبو عبيد التيمي البصري النحوي. صاحب التصانيف. يقال إنه ولد في الليلة التي توفي فيها الحسن البصري. روى عن: هشام بن عروة، وأبي عمرو بن العلاء، ورؤبة بن الحجاج، وجماعة. وروى عنه: أبو عبيد القاسم بن سلام، وابن المديني، وعلي بن المغيرة الأثرم، وأبو عثمان المازني، وعمر بن شبة، وأبو العيناء محمد بن القاسم وآخرون. وحدث ببغداد بأشياء من كتبه. قال الجاحظ: لم يكن في الأرض خارجي ولا جماعي أعلم بجميع العلوم

(14/398)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 399
من أبي عبيدة. وقال يعقوب بن شيبة: سمعت علي بن المديني ذكر أبا عبيدة فأحسن ذكره وصحح روايته. وقال: كان لا يحكي عن العرب إلا الشيء الصحيح. وقال ابن معين: ليس به بأس. وقال المبرد: كان الأصمعي وأبو عبيدة متقاربان في النحو، وكان أبو عبيدة أكمل القوم. وقال ابن قتيبة: كان الغريب وأخبار العرب وأيامها أغلب عليه، وكان مع معرفته ربما لم يقم البيت إذا أنشده حتى يكسره. وكان يخطئ إذا قرأ القرآن نظراً، وكان يبغض العرب. وألف في مثالبها كتباً. وكان يرى رأي الخوارج. وقال غير ابن قتيبة: إن الرشيد أقدم أبا عبيدة وقرأ عليه بعض كتبه. وكتبه تقارب مائتي تصنيف، منها كتاب مجاز القرآن، وكتاب غريب الحديث وكتاب مقتل عثمان، وكتاب أخبار الحجاج، وغير ذلك في اللغات والأخبار والأيام.) وكان ألثغ، وسخ الثياب، بذيء اللسان.

(14/399)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 400
قال أبو حاتم السجستاني: كان يكرمني بناء على أني من خوارج سجستان. ويذكر أنه كان يميل إلى الملاح، وفيه يقول أبو نواس:
(صلى الإله على لوط وشيعته .......... أبا عبيدة قل بالله آمينا)

(فأنت عندي لا شك بقيتهم .......... منذ احتلمت وقد جاوزت تسعينا)
توفي أبا عبيدة سنة عشر ومائتين. وروى ابن خلكان أنه توفي سنة تسع. ويقال: توفي سنة إحدى عشرة، وكان من أبناء المائة. المغيرة بن سقلاب. أبو بشر قاضي حران. عن: جعفر بن برقان، ومحمد بن إسحاق، ومعقل بن عبيد الله، وجماعة. وعنه: الفضل بن يعقوب الرخامي، ويزيد بن محمد الرهاوي، والمعافى بن سليمان الرسعني، وآخرون. قال أبو زرعة: ليس به بأس. وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه. وقال أبو جعفر النفيلي: لم يكن مؤتمناً على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال الوليد بن عبد الملك بن مسرح: ثنا المغيرة بن سقلاب، عن

(14/400)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 401
ابن إسحاق، عن نافع، عن ابن عمر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا كان الماء قلتين لم ينجسه شيء. والقلة أربعة آصع. وبه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا كان الماء قلتين من قلال هجر لم ينجسه شيء. وقال أبو عروبة: توفي سنة اثنتين ومائتين. المفضل بن عبد الله الحبطي اليربوعي البصري. عن: داود بن أبي هند، وإسماعيل بن مسلم، وعمر بن عامر. وعنه: أبو معمر القطيعي، ومحمد بن عبد الله المخرمي الحافظ.) وكان جار عبد الله بن بكر السهمي نزيل بغداد. قال ابن معين: ليس بشيء.

(14/401)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 402
وقال أبو حام: محله الصدق. منصور بن سلمة بن عبد العزيز بن صالح خ. م. ن أبو سلمة الخزاعي البغدادي. عن: عبد العزيز الماجشون، وحماد بن سلمة، ومالك بن أنس، والليث بن سعد، وشريك بن عبد الله، ويعقوب القمي، وسليمان بن بلال، وطائفة. وعنه: أحمد بن حنبل، ومحمد بن عبد الرحيم صاعقة، ومحمد بن إسحاق الصغاني، وعباس الدوري، وأبو أمية الطرسوسي، وأحمد بن أبي حيثمة، وآخرون. وثقه ابن معين، وغيره. وكان حجة ثبتاً عارفاً. قال أحمد بن أبي خيثمة: قال لي أبي وقد رجعنا من عند أبي سلمة

(14/402)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 403
الخزاعي: كتبت اليوم عن كبش نطاح. وقال الدار قطني: أبو سلمة أحد الحفاظ الرفعاء الذين كانوا يسألون عن الرجال ويؤخذ بقولهم فيهم. أخذ عنه أحمد، وابن معين، وغيرهم علم ذلك. وقال ابن سعد: كان ثقة يتمنع بالحديث، ثم حدث أياماً، وخرج إلى الثغور فمات بالمصيصة سنة عشر. وقال أبو بكر الأعين: مات سنة عشر. وقال مطين كذلك. وقال مرة: مات سنة تسع. منصور بن سلمة بن الزبرقان. وقيل ابن الزبرقان بن سلمة. أبو الفضل النمري الشاعر. كان من أهل الجزيرة فقدم بغداد وامتدح الرشيد، وغيره. وجرت بينه وبين العتابي وحشة حتى تهاجيا وتناقضا، وسعى كل واحد منهما في هلاك الآخر. منصور بن صقير.)

(14/403)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 404
أبو النضر البغدادي الجندي. روى عنه: حماد بن سلمة، ونافع بن عمر الجمحي، وثابت بن محمد العبدي، كذا عند ابن ماجة، والصواب محمد بن ثابت العبدي، وعبد الله بن عرادة، وأبي عوانة. وعنه: سهل بن أبي الصفري، ويعقوب بن شيبة، وأبو أمية، ومحمد أحمد بن الجنيد، ومحمد بن غالب تمتام، وجماعة. قال أبو حاتم: كان جندياً وليس بالقوي. منصور بن عكرمة. أبو عكرمة الكلابي. سمع: ابن عون، وطلحة بن يحيى التيمي. وعنه: أحمد بن محمد بن يحيى القطان، ومحمد بن سنان القزاز، وهو بصري مقل.

(14/404)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 405
منصور بن المهاجر ق. أبو الحسن الواسطي، بياع القصب. عن: سعد بن طريف الإسكاف، وشعيب بن ميمون، ومحمد المخرم، وأبي حمزة صاحب أنس. وعنه: إسحاق بن وهب العلاف، وسهم بن إسحاق، وعلي بن إبراهيم بن عبد المجيد، ومحمد بن عبد الملك الدقيقي، وغيرهم. روى له ابن ماجة في تفسيره. مهنى بن عبد الحميد البصري. عن: حماد بن سلمة. وعنه: أحمد بن حنبل، وبندار، ونصر بن علي، وإسحاق الكوسج. وثقه علي بن مسلم الطوسي. موسى بن عبد العزيز د. ق أبو شعيب القنباري العدني.

(14/405)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 406
والقنبار شيء تجاز به السفن. ذكر أنه سمع من الحكم بن أبان قال: حدثني عكرمة، فذكر صلاة التسليم. روى عنه: بشر بن الحكم، وابنه عبد الرحمن بن بشر، وإسحاق بن أبي إسرائيل المروزي،) وزيد بن المبارك الصنعاني، ومحمد بن أسد الخشني. قال عبد الله بن أحمد، عن ابن معين: لا أرى به بأساً. وقال النسائي: ليس به بأس. وقع حديثه عالياً في سبعة مجالس المخلص. موسى بن عبد الله الطويل. أبو عبد الله فارسي نزل واسط وزعم أنه سمع من أنس بن مالك، فحدث عنه بعجائب. روى عنه: إٍ سحاق بن شاهين، ومحمد بن مسلمة الواسطي. وقع لنا حديثه عالياً، ولكنه ليس بشيء. فمن حديثه: ثنا مولاي أنس، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أفطر على تمر زيد في صلاته أربعمائة صلاة.

(14/406)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 407
موسى بن الأمين محمد بن الرشيد هارون بن المهدي الهاشمي العباسي. كان شاباً مليح الصورة، وهو الذي خلع أبوه المأمون لأجله، وجعله ولي عهده. توفي في شعبان سنة ثمان ومائتين. موسى بن هلال العبدي البصري. عن: هشام بن حسان، وعبد الله بن عمر العمري، وغيرهما. وعنه: محمد بن إسماعيل الأحمسي، وأبو أمية الطرسوسي، والفضل بن سهل الأعرج، وعبيد الوراق، وأحمد بن حنبل في كتاب الزهد، ومحمد بن جابر المحاربي، وأحمد بن حازم بن أبي غرزة. وكان قلانسياً. قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه فقال: مجهول.

(14/407)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 408
قلت: لم أجد أحداً ذكره بتضعيف يسقطه فينكشف من الثقات لابن حبان. وهو الذي انفرد بحديث: من زار قبري وجبت له شفاعتي. والحديث، وإن كان غريباً، فهو مطابق لقوله: أسعد الناس بشفاعتي من مات يشهد أن لا إله إلا الله مخلصاً من قلبه. وقد روى هذا الحديث ابن عدي في ترجمة موسى بن هلال، وقال: أرجو أنه لا بأس به.) مؤمل بن إسماعيل ت. ن. ق. أبو عبد الرحمن العدوي، مولاهم البصري. مولى آل عمر رضي الله عنه. عن: شعبة، والثوري، وعكرمة بن عمار، ونافع بن عمر الجمحي، وطائفة.

(14/408)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 409
وعنه: أحمد بن حنبل، وابن راهويه، وبندار، ومؤمل بن إهاب، ومحمود بن غيلان، ومحمد بن سهل بن سهل بن المهاجر الرقي، وغير واحد. قال ابن معين: ثقة. وقال أبو حاتم: صدوق، شديد في السنة، كثير الخطأ. وقال البخاري: منكر الحديث. وأما أبو داود فعظمه ورفع من شأنه وقال: إلا أنه يهم في الشيء. قلت: توفي في رمضان مجاوراً بمكة سنة ست ومائتين.

(14/409)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 410
4 (حرف النون)
نائل بن نجيح البغدادي ق. ويقال البصري. عن: فطر بن خليفة، ومسعر بن كدام، وعمرو بن شمر. وعنه: حفص بن عمر الربالي، وعمر بن شبة، ومحمد بن يونس الكديمي، وآخرون. وحديثه يقع عالياً في الغيلانيات. قال أبو أحمد بن عدي: أحاديثه مظلمة. نصر بن حماد ق.

(14/410)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 411
أبو الحارث البصري البجلي الوراق الحافظ. عن: مسعر، وشعبة، ومقاتل بن سليمان، وعاصم بن محمد بن زيد، وإسرائيل، وخلق. وعنه: قعنب بن المحرز، وروح بن الفرج البزار، ومحمد بن رافع، ويحيى بن جعفر بن الزبرقان، ومحمد بن إسحاق الصاغاني. قال أحمد بن حنبل: كذاب. وقال البخاري: يتكلمون فيه. وقال أبو حاتم: متروك.) النضر بن شميل بن خرشة ع.

(14/411)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 412
أبو الحسن المازني البصري النحوي اللغوي الحافظ. نزيل مرو. روى عن: حميد الطويل، وهشام بن عروة، وابن عون، وهشام بن حسان، وإسماعيل بن أبي خالد، وطائفة كبيرة. وعنه: يحيى بن يحيى، وإسحاق بن راهويه، وإسحاق الكوسج، وأحمد بن سعيد الدارمي، ومحمد بن رافع، وعبد الله بن منير، ومحمود بن غيلان، وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، وسعيد بن مسعود المروزي، وخلق. وثقه غير واحد. وقال أبو حاتم: ثقة صاحب سنة.

(14/412)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 413
وقيل: إنه عاش ثمانين سنة. قال العباس بن مصعب: بلغني أن عبد الله بن المبارك سئل عن النضر بن شميل فقال: ذاك أحد الأحدين. لم يكن أحد من أصحاب الخليل يدانيه. قال العباس: كان إماماًً في العربية والحديث. وهو أول من أظهر السنة بمرو وجميع خراسان. وكان أروى الناس عن شعبة. أخرج كتباً كثيرة لم يسبقه إليها أحد، وولي قضاء مرو. وقال أحمد بن سعيد الدارمي: سمعت النضر بن شميل يقول في كتاب الحيل كذا وكذا مسألة كفر. وسمعته يقول: خرج بي أبي من مرو الروذ إلى البصرة سنة ثمان وعشرين ومائة وأنا ابن خمس أو ست سنين. هرب حين كانت الفتنة. وقال داود بن مخراق: سمعت النضر يقول: لا يجد الرجل لذة العلم حتى يجوع وينسى جوعه. وقال: من أراد شرف الدنيا والآخرة، فليتعلم العلم. قال أحمد: مات في أول سنة أربع ومائتين. وقال محمد بن عبد الله بن قهزاد: مات في آخر يوم من ذي الحجة سنة ثلاث، ودفن في أول) يوم من المحرم. النضر بن محمد بن موسى الجرشي اليمامي. ن. أبو محمد.

(14/413)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 414
عن: عكرمة بن عمار، وأبي أويس، وشعبة، وصخر بن جويرية. وعنه: عباس العنبري، وعبد الله بن محمد بن الرومي، وأحمد بن جعفر الموقري، وأحمد بن يوسف السلمي، ومؤمل بن إهاب. وقال أحمد بن عبد الله العجلي: ثقة، روى عن عكرمة بن عمار ألف حديث. رحلت إليه فوصلت في خمسة عشر يوماً. النضر بن محمد بن محمد المروزي. أبو هشيم. تقدم. نفيسة. السيدة الصالحة ابنة الأمير حسن بن زيد بن السيد الحسن بن علي ابن أبي طالب الهاشمية الحسنية. صاحبة المشهد الذي بين مصر والقاهرة. وقد ولي أبوها المدينة للمنصور. ثم قبض عليه وحبسه مدة، فلما استخلف المهدي أطلق أباها ورد عليه كل ذهب له. وحج معه، فمات رحمه الله بالحاجر. وأما هي فتحولت من المدينة إلى مصر مع زوجها إسحاق بن جعفر

(14/414)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 415
الصادق، فيما قيل. ولم يبلغنا شيء من مناقبها، رحمها الله. توفيت في شهر رمضان سنة ثمان ومائتين. وللجهال فيها اعتقاد لا يجوز مثله، وقد بلغ بهم الشرك بالله. ويسجدون للقبر، ويطلبون منها المغفرة. وكان أخوها القاسم بن الحسن زاهداً عابداً سكن أولاده نيسابور. والسيد العلوي شيخ البيهقي من أولاده.

(14/415)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 416
4 (حرف الهاء)
هارون بن إسماعيل خ. م. ت. ن. ق. أبو الحسن البصري الخزاز.) عن: علي بن المبارك، وقرة بن خالد، وهمام بن يحيى. وعنه: إسحاق الكوسج، وعبد بن حميد، وأبو إسحاق الجوزجاني، وسليمان بن سيف، ومحمد بن عبد الملك الدقيقي، والكديمي، وجماعة. قال أبو حاتم: شيخ تاجر محله الصدق. عنده كتاب عن علي بن المبارك. وقال أبو داود: لا بأس به. وقال ابن أبي عاصم: توفي سنة ست ومائتين. هارون بن عمران الأنصاري الموصلي.

(14/416)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 417
عن: فطر بن خليفة، ويونس بن أبي إسحاق، وسفيان الثوري. وكان فقيهاً مفتياً، أريد على القضاء فامتنع. روى عنه: محمد بن عبد الله بن عمار، وعلي بن حرب. وتوفي سنة إحدى ومائتين. هاشم بن القاسم بن مسلم بن مقسم. أبو النضر الليثي الخراساني ثم البغدادي قيصر. روى عن: عكرمة بن عمار، وشعبة، وابن أبي ذئب، وحريز بن عثمان، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، وورقاء بن عمر، وأبي جعفر الرازي، وأبو عقيل الثقفي، وطائفة. وعنه: أحمد وإسحاق، وابن معين، وابن أبي شيبة، ومحمود بن غيلان، وهارون الحمال، وعبد بن حميد، وأحمد بن الفرات، وعباس الدوري، والصاغاني، وخلق. وأبو بكر بن أبي النضر ولده.

(14/417)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 418
وإنما لقب بقيصر لأن نصر بن مالك الخزاعي كان على شرطة الرشيد، فدخل نصر الحمام وقت العصر وقال: لا تقم الصلاة حتى أخرج. فجاء أبو النضر إلى المسجد، فقال للمؤذن: ما لك لا تقيم قال: أنتظر أبا القاسم. فقال: أقم. فأقام الصلاة وصلوا. فلما جاء نصر لام المؤذن فقال: لم يدعني أبو النضر. فقال: ليس هذا هاشم هذا قيصر، يريد ملك الروم، فلزمه ذلك. وقال أحمد بن حنبل: كان أبو النضر شيخنا من الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر.) وقال ابن المديني، وغيره: ثقة. وقال العجلي: ثقة صاحب سنة من الأبناء. كان أهل بغداد يفخرون به. وعن أبي النضر قال: ولدت سنة أربع وثلاثين ومائة. وقال ابن حبان: توفي في ذي القعدة سنة خمس. وقيل سنة سبع. قلت: إنما توفي سنة سبع بلا شك. قاله مطين، والحارث بن أبي أسامة، وغيرهما. هشام بن محمد بن السائب بن بشر.

(14/418)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 419
أبو المنذر الكلبي النسابة العلامة الإخباري الحافظ. روى عن أبيه، وعن: مجالد، وأبي مخنف لوط بن يحيى، وغير واحد. قال أحمد بن حنبل: إنما كان صاحب سمر ونسب، ما ظننت أحداً يحدث عنه. وقال الدارقطني، وغيره: متروك. روى عنه: ابنه العباس، وخليفة بن خياط، ومحمد بن سعد، وأحمد بن المقدام العجلي، وابن أبي السري. وروي عنه قال: حفظت ما لم يحفظه أحد، ونسيت ما لم ينسه أحد. كان لي عم، فعاتبني على حفظ القرآن، فحفظته في ثلاثة أيام. دخلت بيتاً وحلفت أني لا أخرج منه حتى أحفظه، فحفظته في ثلاثة أيام. ونظرت في المرآة مرة فقبضت لحيتي، وأردت أن آخذ ما تحت القبضة فنسيت فأخذت ما فوق القبضة.

(14/419)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 420
ومع فرط ذكاء بن الكلبي لم يكن بثقة، وفيه رفض. وله كتاب الجمهرة في النسب، وهو مشهور، وكتاب حلف الفضول، وحلف عبد المطلب وخزاعة، وحلف تميم وكلب، وكتاب بيوتات قريش، وفضائل قيس عيلان، وبيوتات ربيعة، وكتاب الموردات، وكتاب الكنى، وكتاب ملوك الطوائف، وكتاب ملوك كندة، ويقال إن تصانيفه تزيد على مائة وخمسين مصنفاً. قلت: توفي ابن الكلبي سنة أربع ومائتين على الصحيح. وقيل بعد ذلك. هشام بن معاوية. الكوفي الضرير. من علماء أئمة العربية.) صحب الكسائي وأخذ عنه. وصنف كتباً في النحو. توفي سنة سبع. هرثمة بن أعين.

(14/420)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 421
الأمير. ولي مملكة خراسان للرشيد. وكان من رجال الدهر ورؤوس الدولة. توفي سنة إحدى ومائتين. الهيثم بن الربيع. أبو المثنى العقيلي. عن: الحمادين، وسماك بن عطية، وقرة بن خالد، وصالح المري. وعنه: نصر بن علي الجهضمي، وحشيش بن أصرم، وأبو أمية الطرسوسي، وإبراهيم بن عبد الله السعدي النيسابوري، وجماعة. قال أبو حاتم: شيخ ليس بالمعروف. الهيثم بن عبد الغفار الطائي.

(14/421)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 422
روى عن: همام بن يحيى وسعيد بن بشر، وميسرة بن معبد. وعنه: عبد الرحمن بن ماتع درخت، وأبو بكر محمد بن خلاد، وغيرهما. قال أحمد بن حنبل: عرضت على ابن مهدي أحاديث الهيثم بن عبد الغفار، عن همام، وغيره فقال: هذا رجل كذاب، أو غير ثقة. الهيثم بن عدي بن عبد الرحمن بن زيد بن أسيد بن جابر.

(14/422)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 423
أبو عبد الرحمن الطائي الإخباري المؤرخ الكوفي. عن: هشام بن عروة، ومجالد بن سعيد، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وسعيد بن أبي عروبة، وطائفة. وعنه: محمد بن سعد، وأبو الجهم العلاء بن موسى، وعلي بن عمرو الأنصاري، وأحمد بن عبيد بن ناصح، وآخرون. وله تاريخ صغير. وهو من بابة الواقدي. قال أبو زرعة: ليس بشيء.

(14/423)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 424
وقال ابن معين، وأبو داود: كذاب.) وقال النسائي، وغيره: متروك الحديث. قال البخاري: سكتوا عنه. ويروى عن ابن المديني: هو عندي أصلح من الواقدي. وقال عباس الدوري: ثنا بعض أصحابنا قال: قالت جارية الهيثم بن عدي: كان مولاي يقوم عامة الليل يصلي فإذا أصبح جلس يكذب. توفي الهيثم سنة سبع بفم الصلح، وله ثلاث وتسعون سنة، وقل ما روى عن المسند.

(14/424)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 425
4 (حرف الواو)
ورد بن عبد الله أبو محمد التميمي الطبري نزيل بغداد. عن: محمد بن طلحة بن مصرف، ومحمد بن جابر الحنفي، وإسماعيل بن عياش، وجماعة. وعنه: ولداه محمد ويحيى، ومحمد بن عبد الله المخرمي، وأحمد بن ملاعب. وثقه إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني. قلت: مات كهلاً، ولم يخرجوا له. وساج بن عقبة بن وساج الأزدي. أبو عقبة المقدسي.

(14/425)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 426
عن: الهقل بن زياد، وعبد الحميد بن أبي العشرين، والوليد بن محمد الموقري. وعنه: إبراهيم بن محمد الفريابي ثم المقدسي، وسليمان بن عبد الحميد البهراني. ذكره ابن حبان في الثقات. الوليد بن عبد الرحمن العبدي الجارودي البصري. عن: شعبة، والحسن بن أبي جعفر الجفري، وجماعة. وعنه: ولده المنذر بن الجارود. توفي في جمادى الآخرة سنة اثنتينين ومائتين. الوليد بن القاسم بن الوليد. ثم الخبذعي ت. م. الكوفي.

(14/426)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 427
وخبذع بطن من قبائل همدان. قيده ابن ماكولا بفتح الخاء والذال، وقيده غيره بالكسر. روى عن: الأعمش، ومجالد، ويزيد بن كيسان، وأبي حيان التيمي، وفضيل بن غزوان، وإسماعيل بن أبي خالد، وجماعة. وعنه: أحمد بن حنبل، وأحمد الرمادي، وإسحاق بن بهلول، والحسين بن علي الصدائي، وعبد بن حميد، ومحمد بن أحمد بن الجنيد الدقاق، ومحمد) بن أحمد بن أبي العوام، ومؤمل بن إهاب، وخلق. قال ابن الجنيد: سئل عنه أحمد بن حنبل فقال: ثقة كتبنا عنه. وكان جاراً ليعلى بن عبيد، فسألت عن يعلى فقال: نعم الرجل، هو جارنا منذ خمسين سنة، ما رأينا منه إلا خيراً. قال أحمد بن حنبل: قد كتبنا عنه أحاديث حساناً عن يزيد بن كيسان فاكتبوا عنه. وقال ابن عدي: إذا روى عن ثقة فلا بأس به. وقال ابن أبي خيثمة عن ابن معين: ضعيف. وقال مطين: مات سنة ثلاث ومائتين.

(14/427)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 428
الوليد بن مزيد. أبو العباس العذري البيروتي. عن: الأوزاعي، وعثمان ابن أبي العاتكة، وعثمان بن عطاء الخراساني، ومقاتل بن سليمان بن بشير، وعبد الله بن شوذب، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وطائفة. وعنه: ابنه العباس، وأبو مسهر، ودحيم، وأبو عمير عيسى بن النخاس الرملي، وأحمد بن أبي الحواري، ومحمد بن وزير الدمشقي، وجماعة. قال أبو مسهر: وجدت عند الوليد بن مزيد علماً لم يكن عند غيره.

(14/428)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 429
وقال يوسف بن أبي السفر: سمعت الأوزاعي يقول: ما عرضت فيما حمل عني أصح من كتب الوليد بن مزيد. وقال أبو مسهر: كان ثقة. ولم يكن يحفظ، وكانت كتبه صحيحة. وقال دحيم: مات سنة سبع ومائتين. وهب بن جرير بن حازم بن زيد بن عبد الله بن شجاع.

(14/429)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 430
أبو العباس الأزدي البصري. عن: أبيه، وهشام بن حسان، وابن عون، وقرة بن خالد، وهشام الدستوائي، وشعبة، وجماعة. وعنه: أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، وابن راهويه، وإسحاق الكوسج، وأبو خيثمة، وعبد الله المسندي، وعمرو الفلاس، وبندار، ومحمد بن المثنى، وعلي بن نصر الجهضمي، وأبوه، ومحمد بن رافع، ومحمد بن أحمد بن أبي العوام، وخلق. قال عثمان الدارمي، عن ابن معين: ثقة. وقال النسائي: ليس به بأس. وقال أحمد العجلي: بصري ثقة. كان عمار يتكلم فيه. قال: مات بالمنجشانية على ستة أميال من المدينة منصرفاً من الحج. فحمل ودفن بالبصرة. وقال محمد بن سعد: مات سنة ست ومائتين.

(14/430)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 431
4 (حرف الياء)
يحيى بن آدم بن سليمان. أبو زكريا القرشي الكوفي الأحول الحافظ، مولى آل أبي معيط.

(14/431)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 432
روى عن: فطر بن خليفة، وفضيل بن مرزوق، ومسعر، ويونس بن أبي إسحاق، وعيسى بن طهمان، وسفيان الثوري، وإسرائيل، ومفضل بن مهلهل، وورقاء بن عمر، وخلق. وعنه: أحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، ويحيى بن معين، وأبو كريب، وهارون) الحمال، وعبدة الصفار، ومحمد بن رافع، ومحمد بن عبد الله المخرمي، وعبد بن حميد، والحسن بن علي بن عفان العامري، وخلق. وكان فقيهاً إماماً قارئاً غزير العلم. وثقه ابن معين، والنسائي. وسئل عنه أبو داود فقال: يحيى واحد الناس. وقال يعقوب بن شيبة: ثقة، فقيه البدن. سمعت ابن المديني يقول: يرحم الله يحيى بن آدم أي علم كان عنده، وجعل يطريه. وقال أبو أسامة: ما رأيت يحيى بن آدم قط إلا ذكرت الشعبي، يعني أنه كان جامعاً للعلم. قال أبو سعيد هشام بن منصور: سمعت أحمد بن حنبل يقول: قال لي يحيى بن آدم: يجيئني الرجل ممن أبغضه أكره مجيئه، فأقرأ عليه كل شيء حتى أستريح منه ولا أراه. ويجيء الرجل أوده فأتردد حتى يرجع إلي. قلت: وعلى يحيى مدار قراءة أبي بكر بن عياش، فإنه ضبط الحروف

(14/432)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 433
وحررها، وراجع فيها أبا بكر، ولم يقرأ عليه. قال عبد الواحد بن أبي هاشم: ثنا علي بن أحمد العجلي، نا أبو هشام الرفاعي، نا يحيى بن آدم قال: سألت أبا بكر بن عياش، عن حروف عاصم التي في هذه الكراسة أربعين سنة، فحدثني بها كلها، وقرأها علي حرفاً حرفاً. قلت: فقرأ عليه شعيب بن أيوب الصريفيني، وغيره. وسمع منه الحروف: أبو حمدون الطيب بن إسماعيل، وخلف بن هشام البزار، وأبو هشام الرفاعي، وأحمد بن عمر الوكيعي، وآخرون. قال محمود بن غيلان: سمعت أبا أسامة يقول: كان عمر رضي الله عنه في زمانه رأس الناس، وكان بعده ابن عباس في زمانه، وكان بعده الشعبي في زمانه، وكان بعد الشعبي الثوري في زمانه، وكان بعد الثوري يحيى بن آدم. وقال ابن سعد: توفي بفم الصلح في النصف من ربيع الأول سنة ثلاث ومائتين، وصلى عليه الحسن بن سهل. يحيى بن إسحاق.

(14/433)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 434
أبو زكريا البجلي السيلحيني والسالحيني. والسالحين قرية من عمل بغداد. روى عن: أبان بن يزيد العطار، وحماد بن سلمة، وسعيد بن عبد العزيز التنوخي، ويحيى بن أيوب المصري، ويزيد بن حيان أخي مقاتل، ومحمد بن سليمان بن الأصبهاني، وموسى بن علي بن رباح، وخلق. رحل في العلم إلى الحجاز ومصر والشام. وعنه: أحمد بن حنبل، وأبو بكر بن أبي شيبة، وهارون الحمال، ومحمد بن عبد الله المخرمي، وأحمد بن سيار المروزي، وأحمد بن أبي غرزة، وأحمد بن أبي خيثمة، وبشر بن موسى، والحارث بن أبي أسامة، وأحمد بن ملاعب، وآخرون. قال أحمد بن حنبل: شيخ صالح ثقة، سمع من الشاميين، ومن ابن لهيعة، وهو صدوق. وقال ابن سعد: كان ثقة حافظاً لحديثه. توفي ببغداد سنة عشر ومائتين في خلافة) المأمون.

(14/434)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 435
وقال البخاري: وغيره: توفي سنة عشر. زاد ابن حبان أنه توفي في شعبان. ومن غرائبه: نا عبد الله بن يحيى بن أبي كثير، عن أبيه، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكل أذني القلب. خالفه مسدد، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وغيرهما، فرووه عن عبد الله، عن أبيه، فقال: عن رجل من الأنصار. ولفظ مسدد: حدثني رجل من الأنصار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى. رواه أبو داود في المراسيل. يحيى بن أبي بكير بن نسر بن أبي أسيد. أبو زكريا العبدي القيسي، مولاهم الكوفي، قاضي كرمان.

(14/435)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 436
حدث ببغداد وغيرها عن: أبي جعفر الرازي وشعبة، وزائدة، وإبراهيم بن طهمان، وإسرائيل، وجماعة. وعنه: أحمد بن سعيد الدارمي، وعباس الدوري، وعيسى بن أبي حرب، ومحمد بن سعد العوفي، والحارث بن أبي أسامة، وعلي بن سهل، وإبراهيم بن الحارث البغدادي، وحفيده عبد الله بن محمد بن يحيى، وآخرون. وثقه ابن معين، وأحمد العجلي. قال محمد بن المثنى: توفي سنة ثمان ومائتين. وقال ابن قانع: سنة تسع. اسم أبي بكير: نسر، وقيل بشر، وقيل بشير، والله أعلم. يحيى بن أبي الحجاج الأهتمي المنقري البصري. أبو أيوب. عن: سعيد الجريري، وابن عون، وحاتم بن أبي صغيرة، وابن جريج، وجماعة. وعنه: إسحاق بن راهويه، وأحمد بن الأزهر، ومحمد بن يحيى الذهلي، وعيسى بن أحمد البلخي العسقلاني.

(14/436)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 437
قال أبو حاتم: ليس بالقوي. قلت: روى عنه من أقرانه سعيد بن عامر. يحيى بن الحجاج بن أبي الحجاج. أبو أيوب. إن لم يكن الأول، وإلا فهو مكي. روى عن: عوف، وابن جريج، وعبد الله بن مسلم بن هرمز، وسفيان الثوري. وعنه: محمد بن حسان الأزرق، وعبد الجبار بن العلاء، ويزيد بن سنان، ومحمد بن منصور الجواز، ورزق الله بن موسى، وأحمد بن الأزهر. ومن غرائبه: عن ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن تجص القبور، وأن يبنى عليها، وأن توطأ، وأن يكتب على القبور. رواه عنه عبد الجبار بن العلاء. قال ابن عدي: وليحيى بن أبي الحجاج غير ما ذكرت، ولا أرى بحديثه بأساً. يحيى بن حسان - سوى ق. -

(14/437)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 438
أبو زكريا التنيسي. عن: معاوية بن سلام الحبشي، وحماد بن سلمة، وسليمان بن قرم، والليث بن سعد، ومحمد بن مهاجر، وجماعة. وعنه: الشافعي، ودحيم، ويونس بن عبد الأعلى، والربيع بن سليمان المرادي، وعبد الله الدارمي، وبحر بن نصر الخولاني، وآخرون. وقع لنا في مسند الدارمي ولأولادنا) الحديثان اللذان رواهما م. ت. عن الدارمي، عن يحيى، عن سليمان بن بلال، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة: نعم الأدام الخل. والحديث: لا يجوع أهل بيت عندهم تمر. وهما من أعز الموافقات. قال دحيم: ولد يحيى بن حسان سنة أربع وأربعين ومائة.

(14/438)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 439
وقال ابن يونس: يحيى بن حسان البكري بصري ثقة، حسن الحديث، صنف كتباً وحدث بها. وتوفي بمصر في رجب سنة ثمان ومائتين. وقال الشافعي: نبا الثقة يحيى بن حسان. وقال أحمد بن حنبل: ثقة، رجل صالح، رأيته وما كتبت عنه. كان يحيى بن حسان موسراً محتشماً. قال الحاكم: حدثني الوليد بن بكر: ثنا أحمد بن محمد بن جابر التنيسي، عن شيوخه، أن الشافعي لما ورد تنيس نزل على يحيى. وكان طباخه لا يعيد اللون في الأسبوع إلا مرة. فأمر الشافعي الطباخ بإعادة لون استطابه. فلما أحضر تغير يحيى فقال الشافعي: أنا أمرته بهذا. فسري عنه وقال للغلام الطباخ: أنت حر لوجه الله شكراً لانبساط أبي عبد الله عندنا. يحيى بن حماد. أبو بكر، في الطبقة السابقة. يحيى بن حميد الطويل. عاش دهراً وروى عن: أبيه. وعنه: أبو علقمة عبد الله بن عيسى الفروي، وسعد بن عبد الله بن عبد الحكم.

(14/439)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 440
قال ابن عدي: أحاديثه غير مستقيمة. يحيى بن خليف بن عقبة السعدي: عن: ابن عون، وشعبة، والثوري. وعنه: إبراهيم بن سعيد الجوهري، ومعمر بن سهل، وأبو أمية الطرسوسي. وله حديث منكر عن سفيان. وعنه أيضاً: محمد بن سعد في الطبقات. ولم أر للقدماء فيه كلاماً. يحيى بن زياد الفراء. تقدم في حرف الفاء: الفراء. يحيى بن زياد الأسدي. مولاهم الرقي، لقبه: فهير. روى عن: ابن جريج، وموسى بن وردان، وطلحة بن زيد الرقي.

(14/440)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 441
وعنه: أيوب بن محمد الوزان، وشداد بن رشيد، ومحمد بن عبد الله بن سابور الرقي. يحيى بن سعيد. أبو زكريا الحمصي العطار. سمع: يونس بن زيد الأيلي، وحريز بن عثمان، وبكر بن خنيس، والسري بن يحيى، وعبد الرحمن المسعودي، وأيوب بن خوط البصري، وسوار بن مصعب، وفضيل بن مرزوق، وأبا غسان محمد بن مطرف، ومبارك بن فضالة، ويحيى بن أيوب المصري، وخلقاً بالشام والعراق، ومصر. وعنه: نعيم بن حماد، وإسحاق بن راهويه، ومحمد بن أبي السري العسقلاني ومحمد بن مصفى، وأبو جميل أحمد محمد بن المغير العوهي، وآخرون. ضعفه ابن معين. ووثقه محمد بن مصفى. وقال أبو داود: جائز الحديث.

(14/441)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 442
وقال ابن خزيمة: لا يحتج به. وقال ابن عدي: له مصنف في حفظ اللسان. ثنا به أحمد بن محمد بن عنبسة، عن أبي التقى هشام بن عبد الملك، عنه. وفي الكتاب) أحاديث لا يتابع عليها، وهو بين الضعف. يحيى بن السكن البصري. نزيل الرقة. عن: شعبة، وعمران القطان. وعنه: هلال بن العلاء، ويحيى بن أبي طالب، ومحمد بن حسان الأزرق. قال أبو حاتم: ليس بالقوي. وقال غيره: توفي سنة اثنتين ومائتين وقيل سنة مائتين. يحيى بن سلام البصري.

(14/442)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 443
عن: فطر بن خليفة، وشعبة، والمسعودي، وابن أبي عروبة، والثوري، ومالك. وقال ابن عدي: يكتب حديثه مع ضعفه. وقال أبو عمرو الداني: يحيى بن سلام بن أبي ثعلبة أبو زكريا البصري. روى الحروف عن أصحاب الحسن وغيره، وله اختيار في القراءة من طريق الآثار. سكن إفريقيا دهراً، وسمعوا منه كتابه في تفسير القرآن، وليس لأحد من المتقدمين مثله، وكتابه الجامع. وكان ثقة ثبتاً عالماً بالكتاب والسنة. وله معرفة باللغة العربية. ولد سنة أربع وعشرين ومائة. قال ابن يونس: توفي بمصر بعد رجوعه من الحج في صفر سنة مائتين. قلت: وروى عنه: ابنه محمد بن يحيى، وأحمد بن موسى. وسمع منه: عبد الله بن وهب مع تقدمه. وروى أيضاً عنه: بحر بن نصر الخولاني، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم. قال أبو حاتم: صدوق. يحيى بن الضريس بن يسار.

(14/443)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 444
القاضي أبو زكريا البجلي مولاهم الرازي، قاضي الري. رأى محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى. وروى عن: عكرمة بن عمار، وابن جريج، وزكريا بن إسحاق، ومحمد بن إسحاق بن يسار، وفضيل بن مرزوق، وإبراهيم بن طهمان، وعمرو بن أبي قيس الرازي، وسفيان، وزائدة، وطائفة. وعنه: إبراهيم بن موسى الفراء، ومحمد بن عمرو زنيج، ومحمد بن حميد، وعبد الله بن الجهم، وموسى بن نصر الرازيون، ويحيى بن معين، ويحيى بن أكثم، وإسحاق بن راهويه، وإسحاق بن الفيض الأصبهاني. وروى عنه من القدماء: جرير بن عبد الحميد. وكان من حفاظ: الري، كان جرير معجباً به. وقال النسائي: ليس به بأس. وقال إبراهيم بن موسى: منه تعلمنا الحديث. قال البخاري، عن يونس بن موسى: مات في ربيع الأول سنة ثلاث ومائتين.

(14/444)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 445
يحيى بن عباد. أبو عباد الضبعي، بصري صدوق، ربما أغرب. حدث ببغداد عن: شعبة، وفليح بن سليمان، والمسعودي، ويعقوب القمي. وعنه: أحمد بن حنبل، وأبو ثور الكلبي، والحسن بن محمد الزعفراني، ومحمد بن سعد، وآخرون. قال أبو حاتم: ليس به بأس. وذكر) البخاري، عن إسماعيل، ولم ينسبه، أنه توفي سنة ثمان وتسعين ومائة، فلم يشر إليها.

(14/445)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 446
يحيى بن عنبسة البصري. عن: حميد الطويل، وأبي حنيفة، وجماعة. وعنه: أحمد بن نصر الفراء، ويوسف بن سعيد بن مسلم، وعلي بن يزيد الفرائضي، ونصر بن هذيل البالسي. يأتي عن الثقات بالطامات. فله عن حميد، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم خدر الوجه من السكر يهدر الحسنات. وله قال: حسن الوجه مال وحسن الشعر مال وحسن اللسان مال يعني في النومكلا الحديثان مكذوبان. يحيى بن طلحة أبو طلحة المرادي البصري. سمع من: جده لأمه سعيد بن جمهان. وعمر دهراً. روى عنه: يحيى بن أبي الخصيب، وأحمد بن الأزهر النيسابوري، وعبد الملك بن محمد الرقاشي، وغيرهم.

(14/446)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 447
قال ابن أبي حاتم: ثنا عنه يزيد بن سنان البصري بمصر. قرأت على عبد الحافظ بن بدران: أخبركم ابن قدامة، أنا محمد بن الحسين الحاجب، أنا طراد، أنا ابن حسنون، نا محمد بن عمرو، ثنا عبد الملك بن محمد، ثنا يحيى بن طلحة أبو طلحة إملاء سنة ست ومائتين: سمعت سعيد بن جمهان، عن سفينة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: احملوا عليه فإنه سفينة. هذا حديث حسن عال. يحيى بن عيسى التميمي النهشلي الكوفي الفاخوري الخزاز. نزيل الرملة.

(14/447)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 448
روى عن الأعمش، وعبد الأعلى بن أبي المساور، وجماعة. وعنه: علي بن محمد الطنافسي، ومحمد بن عثمان بن كرامة، ومحمد بن مصفى، وخلق سواهم. كان يتردد إلى العراق. وكان الإمام أحمد حسن الثناء عليه. وقال النسائي: ليس بالقوي. قال أحمد بن سنان القطان: قال لنا أبو معاوية الضرير: اكتبوا عنه، فطال ما رأيته عند الأعمش ومسعر. ومن غرائبه ما رواه محمد بن مصفى، عنه قال: ثنا الأعمش قال: اختلف أهل البصرة في القصص، فأتوا أنس بن مالك فسألوه: أكان النبي صلى الله عليه وسلم يقص قال: لا. إنما بعث النبي صلى الله عليه وسلم بالسيف والقتال. ولكن سمعته يقول: لأن أقعد مع قوم يذكرون الله بعد صلاة العصر حتى تغيب الشمس أحب إلي من الدنيا وما فيها. يحيى بن غيلان البغدادي. قيل: توفي سنة عشر. قاله محمد بن سعد، وغيره. سيأتي في الطبقة المقبلة. يحيى بن فضيل القنوي الكوفي.

(14/448)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 449
يروي نسخة عن الحسن بن صالح بن حي. وعنه: محمد) بن إسماعيل الأحمسي، والحسن بن علي بن عفان، وغيرهما. يحيى بن فضيل العنزي البصري. عن: أبي عمرو بن العلاء. حكى عنه: أبو عبيدة معمر بن المثنى. أما يحيى بن فضيل فرجل يأتي بعد الستين ومائتين. يحيى بن كثير بن درهم. أبو غسان البصري. مولى بني العنبر. عن: قرة بن خالد، وشعبة، وعمر بن العلاء المازني، وسليم بن أخضر، وسلم بن جعفر، وعلي بن المبارك. وعنه: بندار، والفلاس، ومحمد بن أبي عتاب الأعين، ومحمد بن يحيى الأزدي، ومحمد بن أحمد بن أبي العوام، ومحمد بن يونس الكديمي، وطائفة. وكان ثقة صاحب حديث.

(14/449)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 450
توفي سنة خمس أو ست ومائتين. قال أبو حاتم: صالح الحديث. وقال النسائي: ليس به بأس. قلت: مر قبل المائتين يحيى بن كثير صاحب البصري أبو النضر يحيى بن المبارك بن المغيرة. أبو محمد العدوي البصري المقرئ النحوي المعروف باليزيدي لاتصاله بيزيد بن منصور. خال المهدي يؤدب ولده. قرأ القرآن وجوده على أبي عمرو بن العلاء، وحدث عنه.

(14/450)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 451
وعن: ابن جريج وغيرهما. قرأ عليه: أبو عمر الدوري، وأبو شعيب السوسي، وجماعة. وحدث عنه: أبو عبيد، وإسحاق الموصلي، وابنه محمد بن يحيى، وآخرون. وقد اتصل بالرشيد وأدب المأمون. وكان ثقة، فصيحاً، مفوهاً، حجة، عالماً باللغات والشعر والآداب. أخذ العربية عن أبي عمرو، والخليل بن أحمد، وصنف كتاب النوادر، وكتاب المقصور والممدود، وكتاب الشكل، وكتاب نوادر اللغة، ومختصراً في النحو. وكان يجلس زمن الرشيد مع الكسائي في مسجد واحد يقريان الناس، فكان الكسائي يؤدب الأمين، وكان اليزيد يؤدب المأمون. وروي عن أبي حمدون الطيب بن إسماعيل قال: شهدت ابن أبي العتاهية وكتب عن اليزيدي نحو عشرة آلاف ورقة، عن أبي عمرو بن العلاء خاصة. قال أبو عمرو الداني: روى القراءة عن اليزيدي من آله: محمد، وعبد الله، وإبراهيم، وإسماعيل، وإسحاق أولاده وابن ابنه أحمد بن محمد، وأبو عمر الدوري، وأبو حمدون، وعامر بن عمر الموصلي أوقية، وأبو شعيب السوسي، وسليمان بن خلاد، ومحمد بن سعدان، وأحمد بن جبير، ومحمد بن شجاع، وأبو أيوب الخياط، وجعفر بن غلام سجادة، ومحمد بن عمر الرومي. وقد خالف أبا عمرو في اختباره في أحرف. ثم قال أبو عمرو: أنا خلف بن إبراهيم، نا محمد بن عبد الله، نا محمد بن يعقوب: أخبرني عبيد الله بن محمد بن اليزيدي، عن أبيه، عن

(14/451)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 452
يحيى بن) المبارك. قال: كان أبي صديقاً لأبي عمرو بن العلاء فخرج إلى مكة، فذهب أبو عمرو يشيعه وأنا معه، فأوصى بي إلى أبي عمرو. قال: فلم يرني أبو عمرو حتى قدم أبي فأتى أبو عمرو يستقبله. فقال: يا أبا عمرو كيف رضاك عن يحيى قال: ما رأيته منذ فارقتك إلى هذا الوقت. فحلف أبي أن لا أدخل البيت حتى أقرأ القرآن على أبي عمرو قائماً على رجلي. فقرأت عليه القرآن كله قائماً. أحسبه أنه قال: وكانت اليمين بالطلاق. عاش اليزيدي أربعاً وسبعين سنة، وتوفي ببغداد سنة اثنتين ومائتين، وقيل توفي بمرو مع المأمون. يحيى بن محمد بن عباد المدني الشجري. يروي عن: محمد بن إسحاق، وموسى بن عقبة، وهشام بن سعد، وغيرهم. وعنه: ابنه إبراهيم، ومحمد بن المنذر بن سعيد. ضعفه أبو حاتم. يحيى بن معاذ.

(14/452)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 453
متولي الجزيرة. من كبار قواد المأمون. توفي سنة ست ومائتين. يحيى بن يمان. أحد الثقات المشاهير. توفي سنة ثلاث ومائتين. كذا ورخه بعضهم فغلط. بل توفي قبل التسعين ومائة كما مر. وإنما الذي توفي سنة ثلاث ومائتين: داود بن يحيى. والله أعلم. يزيد بن بيان. أبو خالد العقيلي البصري المعلم المؤذن الضرير. عن: أبي الرحال، عن أنس. وعنه: بندار، والفسوي، والفلاس، وأثنى عليه.

(14/453)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 454
يزيد بن أبي حكيم الكناني العدني. عن: سفيان الثوري، والحكم بن أبان، وزمعة بن صالح، ومالك بن أنس. وعنه: إسحاق بن راهويه، وعبد بن حميد، وأحمد بن منصور الرمادي، والكديمي، وآخرون. قال أبو داود: لا بأس به. قلت: ينبغي أن يؤخر، فإن أبا حاتم عزم على الرحلة إليه. يزيد بن هارون بن زاذني.

(14/454)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 455
الإمام أبو خالد السلمي، مولاهم الواسطي. ولد سنة ثمان عشرة ومائة. سمع من: عاصم الأحول، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وسليمان التيمي، وسعيد الجريري، وابن عون، وحميد الطويل، وداود بن أبي هند، وبهز بن حكيم، ومحمد بن عمرو بن علقمة، وحريز بن عثمان، وشعبة وشريك، وخلق كثير. وعنه: أحمد، وابن المديني، وأبو خيثمة، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وأحمد بن الفرات، وأحمد بن سنان القطان، وأحمد بن سليمان

(14/455)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 456
الرهاوي، وأبو قلابة الرقاشي، وابن نمير، ويعقوب الدورقي، والحسن بن مكرم، والحارث بن أبي أسامة، ومحمد بن مسلمة الواسطي، وعبد الله بن روح المدائني، ومحمد بن عبد الرحيم البزاز، وخلق وآخرهم وفاة إدريس بن جعفر) العطار. قيل إنه بخاري الأصل. قال علي بن المديني: ما رأيت أحفظ من يزيد بن هارون. وقال يحيى بن يحيى: يزيد بن هارون أحفظ من وكيع. وقال أحمد بن حنبل: كان يزيد حافظاً متقناً. وقال زياد بن أيوب: ما رأيت ليزيد كتاباً قط، ولا حدثنا إلا حفظاً. وقال السراج: سمعت علي بن شعيب يقول: سمعت يزيد بن هارون يقول: أحفظ أربعة وعشرين ألف حديث بالإسناد ولا فخر، وأحفظ للشاميين عشرين ألف حديث، لا أسأل عنها. وقال الفضل بن زياد: سمعت أبا عبد الله وقيل له: يزيد بن هارون له فقه قال: نعم، وما كان أذكاه وأفهمه وأفطنه. وقال أحمد بن سنان: ما رأينا عالماً قط أحسن صلاة من يزيد بن هارون. لم يكن يفتر من صلاة الليل والنهار. وقال أبو حاتم: يزيد ثقة إمام لا يسأل عن مثله. وروى عمرو بن عون، عن هشيم قال: ما بالمصرين مثل يزيد بن هارون. وقال مؤمل بن إهاب: سمعت يزيد بن هارون يقول: ما دلست حديثاً قط،

(14/456)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 457
إلا حديثاً واحداً عن عوف، فما بورك فيه. وعن عاصم بن علي قال: كنت أنا ويزيد بن هارون عند قيس بن الربيع، فأما يزيد فكان إذا صلى العتمة لا يزال قائماً حتى يصلي الغداة بذلك الوضوء نيفاً وأربعين سنة. وقال محمد بن إسماعيل الصائغ بمكة: قال رجل ليزيد بن هارون: كم جزؤكقال: وأنام من الليل شيئاً إذاً لا أنام الله عيني. وقال يحيى بن أبي طالب: سمعت من يزيد بن هارون ببغداد، وكان يقال إن في مجلسه سبعين ألفاً. وقال أحمد بن عبد الله العجلي: يزيد بن هارون ثقة، ثبت، متعبد، حسن الصلاة جداً. يصلي الضحى ست عشرة ركعة بها من الجودة غير قليل. وكان قد عمي. وقال أبو بكر بن أبي شيبة: ما رأيت أتقن حفظاً من يزيد بن هارون. وقال أحمد بن سنان: هو وهشيم معروفان بطول صلاة الليل والنهار. وقال يعقوب بن شيبة: كان يزيد يعد من الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر. أخبرنا جماعة إجازة: أن الكندي أخبرهم، أنا القزاز، أنا الخطيب، أنا أبو بكر الحيري، نا الأصم، ثنا يحيى بن أبي طالب، أخبرني الحسن بن شاذان الواسطي الحافظ: حدثني ابن عرعرة: حدثني يحيى بن أكثم. قال: قال لنا المأمون: لولا مكان يزيد بن هارون لأظهرت القرآن مخلوق.

(14/457)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 458
فقيل: ومن يزيد حتى يتقى فقال: ويحك، إني لأرتضيه لا أن له سلطنة. ولكن أخاف إن أظهرته فيرد علي، فتختلف الناس وتكون فتنة. وقال أبو نافع سبط يزيد بن هارون: كنت عند أحمد بن حنبل وعنده رجلان، فقال أحدهما: رأيت يزيد بن هارون في المنام. فقلت له: ما فعل الله بكقال: غفر لي وشفعني وعاتبني وقال: أتحدث عن حريز بن عثمانقلت: يا) رب ما علمت إلا خيراً. قال: إنه كان يبغض علياً. وقال الآخر: رأيته في المنام، فقلت له: وهل أتاك منكر ونكيرقال: أي والله، وسألاني من ربك وما دينك ومن نبيكفقلت: ألمثلي يقال هذا وأنا كنت أعلم الناس بهذا في دار الدنيافقالا لي: صدقت. قال يعقوب بن شيبة: توفي بواسط في ربيع الآخر سنة ست ومائتين. قلت: وقع جملة أحاديث بعلو في الغيلانات من حديث يزيد بن هارون منها: الأعمال بالنيات. والله أعلم. وقد روى عباس بن عبد العظيم، وأحمد بن سنان، عن شاذ بن يحيى، أنه سمع يزيد بن هارون يقول: من قال القرآن مخلوق فهو زنديق كافر بالله تعالى. يعقوب بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.

(14/458)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 459
أبو يوسف القرشي الزهري العوفي المدني نزيل بغداد. حدث عن: أبيه، ومحمد بن أخي الزهري، وعاصم بن محمد العمري، والليث بن سعد، وشعبة بن الحجاج. وعنه: أحمد، وإسحاق، ومحمد بن يحيى الذهلي، وعبد بن حميد، وعلي بن المديني، ويحيى بن معين، وأبو خيثمة، وعباس الدوري، ومحمد بن إسحاق الصغاني، ويعقوب بن شيبة، وخلق سواهم. قال ابن سعد: ثقة جليل القدر مقدم على أخيه سعد في الفضل والورع والإتقان. وقال ابن معين: ثقة. وقال ابن سعد: توفي بفم الصلح في صحبة الحسن بن سهل في شوال سنة ثمان ومائتين.

(14/459)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 460
يعقوب بن إسحاق بن زيد بن عبد الله بن أبي إسحاق. الإمام أبو محمد الحضرمي مولاهم البصري. قارئ أهل البصرة بعد أبي عمرو بن العلاء، وأحد الأئمة القراءة العشرة. أخذ القرآن عن: أبي المنذر سلام الطويل، وأبي الأشهب العطاردي، ومهدي بن ميمون، وشهاب. وسمع حروفاً من حمزة. وتصدر للإقراء فقرأ عليه خلق، منهم: روح بن عبد المؤمن، ومحمد بن المتوكل رويس، والوليد بن حسان التوزي، وأحمد بن عبد الخالق المكفوف، وكعب بن إبراهيم، وحميد بن وزير، والمنهال بن شاذان العمري، وأبو حاتم السجستاني، وأبو عمر الدوري، وخلق سواهم. وسمع الكثير من: شعبة، وهارون بن موسى النحوي، وسليم بن حيان، والأسود بن شيبان، وهمام، وزائدة، وأبي عقيل الدورقي. روى عنه: أبو حفص الفلاس، وأبو قلابة الرقاشي، وإسحاق بن

(14/460)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 461
إبراهيم بن شاذان، ومحمد بن يونس الكديمي، وخلق سواهم. وكان أصغر من أخيه أحمد بن إسحاق. قال أبو حاتم السجستاني: هو أعلم من رأينا بالحروف والاختلاف في القرآن وبعلله ومذاهبه ومذاهب النحو. وقال أحمد بن حنبل: صدوق. وقال محمد بن أحمد العجلي يمدح يعقوب الحضرمي:)
(أبوه من القرء كان وجده .......... ويعقوب في القراء كالكوكب الدري)

(تفرده محض الصواب ووجهه .......... فمن مثله في وقته وإلى الحشر)
وقال علي بن جعفر السعيدي: كان يعقوب أقرأ أهل زمانه. وكان لا يلحن في الكلام. وكان أبو حاتم السجستاني من بعض غلمانه. وعن أبي عثمان المزني قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فقرأت عليه سورة طه، فقرأت مكاناً سوى. فقال: اقرأ سوى، اقرأ قراءة يعقوب. وقال أبو القاسم الهذلي: ومنهم يعقوب بن إسحاق الحضرمي لم ير في زمنه مثله. وكان عالماً بالعربية ووجوهها، والقرآن واختلافه، فاضلاً تقياً نقياً ورعاً زاهداً. بلغ من زهده أن سرق رداؤه عن كتفه وهو في الصلاة ولم يشعر، ورد إليه فلم يشعر لشغله بعبادة ربه. وبلغ من جاهه بالبصرة أنه كان يحبس ويطلق. وقال أبو طاهر بن سوار: توفي في ذي الحجة سنة خمس ومائتين. قال: وكان حاذقاً بالقراءة قيماً بها، متحرياً، نحوياً فاضلاً. وقال روح بن عبد المؤمن، وغيره: قرأ يعقوب على سلام الطويل، وقرأ

(14/461)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 462
سلام على أبي عمرو بن العلاء. وقال محمد بن المتوكل: قرأت على يعقوب، وقرأ على سلام، وقرأ سلام على عاصم بن أبي النجود، عن أبي عبد الرحمن، عن علي رضي الله عنه. وروي عن يعقوب أنه قرأ على سلام، وأنه قرأ على عاصم الجحدري. فهذه ثلاثة أقوال مختلفة. والله اعلم. يعلى بن عبيد الطنافسي الكوفي. أبو يوسف الحافظ. أحد الأخوة. روى عن: الأعمش، وإسماعيل بن أبي خالد، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وزكريا بن أبي زائدة، وعبد الملك بن أبي سليمان، ومحمد بن

(14/462)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 463
إسحاق، وأبي حيان التميمي، وطائفة. وعنه: إسحاق بن راهويه، ومحمود بن غيلان، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وهارون الحمال، وعلي بن حرب، وعبد بن حميد، وأحمد بن الفرات، ومحمد بن يحيى الذهلي، وخلق. قال أحمد بن حنبل: كان صحيح الحديث صالحاً في نفسه. وقال إسحاق الكوسج، عن ابن معين: ثقة. وقال سعيد بن أيوب البخاري: كان يعلى بن عبيد يحفظ عامة حديثه، أو جميع ما عنده. وما رأيت أحفظ من وكيع. وقال أبو حاتم: هو أثبت أولاد أبيه في الحديث. وقال أحمد بن عبد الله بن يونس: ما رأيت أفضل من يعلى بن عبيد، وما رأيت أحداً يريد بعلمه الله عز وجل إلا يعلى بن عبيد. وقال أحمد بن الفرات: ما رأيت يعلى ضاحكاً قط. قال محمد بن سعد: توفي بالكوفة يوم الأحد لخمس خلون من شوال سنة تسع ومائتين.) يعمر بن بشر.

(14/463)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 464
أبو عمرو المروزي الفقيه. من كبار أصحاب ابن المبارك. سمع: أبا حمزة السكري، والحسين بن واقد. وعنه: أحمد بن حنبل، وابن أبي شيبة، وعلي بن المديني، والفضل بن سهل، ومحمد بن أحمد بن الجنيد، وآخرون. وثقه الدارقطني. يوسف بن عمرو. أبو يزيد الفارسي ثم المصري. إمام مفت. روى عن: ابن لهيعة، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، وابن وهب، والليث. وعنه: الحارث بن مسكين، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وجماعة. توفي سنة أربع ومائتين. وقيل سنة خمس. يوسف بن يعقوب السدوسي.

(14/464)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 465
مولاهم المعروف بالضبعي نزل فيهم بالبصرة. ويقال له السلعي لسلعة في قفاه. وقيل فيه السلعي لأنه كان يبيع السلع. روى عن: سليمان التيمي، وبهز بن حكيم، وحسين المعلم، وجماعة. وعنه: محمد بن بشار بندار، وأحمد بن عصام الأصبهاني، ومحمد بن يونس الكديمي، ويعقوب بن شيبة، وآخرون. وثقه أحمد بن حنبل. وتوفي سنة اثنتين. يونس بن عبيد الله العميري الليثي البصري. أبو عبد الرحمن. عن: مبارك بن فضالة، ومالك بن أنس، وعدي بن الفضيل. وعنه: عمر بن شبة، والفلاس، والكديمي. وكان صدوقاً. يونس بن محمد بن مسلم - ع. -

(14/465)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 466
أبو محمد البغدادي المؤدب الحافظ. سمع: شيبان النحوي، والحمادين، وفليح بن سليمان، والليث بن سعد، وعبد الله بن عمر العمري، والقاسم بن الفضل الحداني، وحرب بن ميمون، وطبقتهم. وكان من الحفاظ المجودين. روى عنه: أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، وأبو خيثمة، والرمادي، وعباس الدوري، وحبيش بن مبشر، وأحمد بن الخليل البرجلاني، ومحمد بن عبيد الله المنادي، والحارث بن أبي أسامة، وخلق كثير. وثقه ابن معين. ومات في صفر سنة ثمان ومائتين. يونس بن يحيى بن نباتة. أبو نابتة المدني النحوي. عن: ابن أبي ذئب، وسلمة بن وردان، وداود بن قيس.

(14/466)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 467
وعنه: عبد الله بن الحكم القطواني، والزبير بن بكار، وأبو بكر بن شيبة الحراني، وجماعة. قال أبو زرعة: صدوق.

(14/467)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 468
4 (الكنى)
أبو صفوان الأموي. عبد الله بن سعيد بن عبد الملك بن مروان. مكي، ثقة. قتل أبوه عند زوال دولتهم، ففرت بعبد الله أمه إلى مكة، ونشأ بها. وسمع من: ابن جريج، وثور بن يزيد، ويونس الأيلي، وجماعة. وكان ثقة. روى عنه: الشافعي، وأحمد، وابن معين، وعلي بن المديني، وأبو خيثمة. وحديثه في الكتب الستة سوى ابن ماجة. وقد كنت ذكرته في طبقة ابن المبارك، ثم إنني) ظفرت بما رواه البخاري

(14/468)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 469
في تاريخه بالإجازة عن أحمد بن أبي بكر الأزجي، أنا سعد الله بن نصر، أنا أبو منصور الخياط، أنا أحمد بن سرور المقرئ، ثنا المعافى بن زكريا، ثنا محمد بن مخلد: حدثني أحمد بن محمد بن عبد الرحيم صاحبنا: سمعنا أبا سعد بن زكريا بن يحيى الطائي قال: كان بمكة شيخ من ولد سعيد بن عبد الملك بن مروان، وكان يكنى أبا صفوان. وكان شيخاً جميلاً حسن الخضاب، فحدثني سنة أربع، أو في سنة خمس ومائتين. قال: لقد رأيتني ولي أربع بنات، وما أملك قليلاً ولا كثيراً، فحضر الموسم وما علي إلا أخلاق لي. فطرقتني جماعة من القرشيين فقالوا: يا أبا صفوان، إن أمير المؤمنين الرشيد كان اليوم ببطن مر، وهو يصبحنا فهل لك أن تمضي فتلقاه بفخ أو على العقبة فتسأله. فمضيت معهم. فتلقيناه حين صلى الفجر، فكلمناه وقلنا له: يا أمير المؤمنين ناس من قومك جعنا وعرينا، فإن رأيت، أن تنظر لنا. فترك القوم ورماني ببصره. وقال: أنت ممنقلت: من بني عبد مناف. قال: من أيهم قلت: نشدتك الله والرحم ألا تكشفني عن أكثر من هذا. قال: ويلك، من أي بني عبد مناففلما رأيت غضبه قلت: يا أمير المؤمنين رجلاً من بني أمية. قال: من أي بني أمية قلت: من ولد مروان. قال: من أي ولد مروانقلت: من ولد عبد الملك. فرأيت والله الغضب يتردد في وجهه، قال: ومن أي ولد عبد الملك؟

(14/469)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 470
قلت: من ولد سعيد. قال: سعيد الشر؟ قلت: نعم. قال: أنخ. فأنيخت الجمازة، ثم قال: علي بحماد، وهو عامله على مكة. فأقبل بحماد فقال: ويهاً يا حماد. أوليك أمر قوم ويكون في ناحيتك مثل هذا ولا تطلعني عليه. فرأيت حماداً ينظر إلي نظر الجمل الصؤول يكاد يأكلني. ثم قال: أثر يا غلام. فأثار الجمازة ومروا يطردونه، ورجعت وأنا أخزى خلق الله، وأخوفه من حماد، وانقمعت في داري. فلما كان جوف الليل أتاني أتٍ وقال: أجب أميرالمؤمنين. فودعت والله وداع الميت، وخرجت وبناتي ينتفن شعورهن ويلطمن. فأدخلت عليه، فسلمت، فرد علي وقال: حياك الله يا أبا صفوان. يا غلام، إحمل مع أبي صفوان خمسة آلاف دينار. فأخذتها وجئت إلى بناتي فصببتها بين أيديهن. فوالله ما تم سرورنا حتى طرق الباب أن أجب أمير المؤمنين. قلت: والله بدا له في. فدخلت عليه، فمد يده إلى كتاب كأنه إصبع وقال: إلق حماداً بهذا الكتاب. فأخذته وصرت إلى بناتي فسكنت منهن، ثم أتيت حماداً وهو جالس عند المقام ينظر إلى الفجر، ويتوقع خروج أمير المؤمنين، وكان يغلس بالفجر، فلما نظر إلي كان يأكلني ببصره. فقلت: أصلح الله الأمير ليفرغ روعك، فقد) جاءك الله بالأمر على ما تحب. فأخذ الكتاب مني، ومال إلى بعض المصابيح. فقرأه، ثم قال: يا أبا صفوان تدري ما فيهقلت: لا والله. قال: اقرأه. فإذا فيه مكتوب: بسم الله الرحمن الرحيم، يا حماد لا تنظر إلى أبي

(14/470)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 471
صفوان إلا بالعين التي تنظر بها إلى الأولياء، وأجر عليه في كل شهر ثلاثة آلاف درهم. قال: فما زلت والله آخذها حياة الرشيد. قلت: أحمد بن محمد شيخ ابن مخلد ليس مشهور. أبو عبيدة العصفري. شيخ بصري، اسمه إسماعيل بن سنان. روى عن عكرمة بن عمار، وغيره. وعنه: أبو حفص الفلاس، وأبو قلابة الرقاشي. قال أبو حاتم الرازي: ما بحديثه بأس. وأبو عبيدة اللغوي. معمر. مر. أبو عمرو الشيباني النحوي. إسحاق بن مرار. تقدم. أبو عيسى بن هارون الرشيد بن محمد المهدي بن المنصور العباسي الأمير. واسمه محمد، وأمه أم ولد.

(14/471)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 472
ولي إمرة الكوفة سنة أربعٍ ومائتين، وحج بالناس سنة سبعٍ، وكان موصوفاً بحسن الصورة، وكمال الظرف، وله أدب وشعر جيد. قال الصولي: حدثني عبد الله بن المعتز قال: كان أبو عيسى ابن الرشيد أديباً ظريفاً، إذا عمل بيتين أو ثلاثة جودها. فمن شعره:
(لساني كتوم لأسراركم .......... ودمعي نموم بسري مذيع)

(فلولا دموعي كتمت الهوى .......... ولولا الهوى لم تكن لي دموع)
وقال شيخ بن حاتم العكلي: ثنا إبراهيم بن محمد قال: انتهى جمال ولد الخلافة إلى أولاد الرشيد. كان فيهم الأمين، وأبو عيسى. لم ير الناس أجمل منه قط. كان إذا أراد الركوب جلس له الناس حتى يروه أكثر مما يجلسون للخلفاء. وقال الغلابي: ثنا يعقوب بن جعفر قال: قال الرشيد لابنه أبي عيسى وهو صبي: ليت جمالك لعبد الله، يعني المأمون. فعجب من جوابه على صغره، وضمه إليه وقبله. وقيل إن المأمون كلم أخاه أبا عيسى بشيء فأخجله فقال:
(يكلمني ويعبث بالبنان .......... من التشويش منكسر اللسان)

(وقد لعب الحياء بوجنتيه .......... فصار بياضها كالأرجوان)
وقال الصولي: ثنا الحسين بن فهم قال: لما قال أبو عيسى بن الرشيد:
(دهاني شهر الصوم لا كان من شهر .......... ولا صمت شهراً بعده آخر الدخر)

(ولو كان يعديني الإمام بقدرةٍ .......... على الشهر لاستعديت جهدي على الشهر)
)

(14/472)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 473
فناله بعقب هذا صرع. فكان يصرع في اليوم مراتٍ حتى مات، ولم يبلغ رمضاناً آخر. وقال محمد بن عباد المهلبي: كان المأمون قد أهل أخاه أبا عيسى للخلافة بعده. وكان يقول: ما أجزع من قرب المنية حق الجزع بلوغ أبي عيسى ما لعله يشتهيه. وكان أبو عيسى ممن لم ير قط أجمل منه، فمات. فدخلت للتعزية، فنبذت عمامتي وجعلتها ورائي، لأن الخلفاء لا تعزى في العمائم، فقال المأمون: يا محمد حال القدر دون الوطر، وألوت المنية بالأمنية. وكان المأمون يعرفني ما له عنده وعزمه فيه، فقلت: يا أمير المؤمنين كل مصيبة أخطأتك تهون، فجعل الله الحزن لك لا عليك. قال صاحب الأغاني أبو الفرج: حدثني ابن أبي سعد الوراق: حدثني محمد بن عبد الله بن طاهر: حدثني أبي قال: قال أحمد بن أبي داود: دخلت على المأمون في أول صحبتي إياه، وقد توفي أخوه أبو عيسى، وكان له محباً، وهو يبكي ويتمثل.
(سأبكيك ما فاضت دموعي فإن تغض .......... فحسبك مني ما تحن الجوانح)

(كأن لم يمت حي سواك ولم تقم .......... على أحد إلا عليك النوائح)
وقال عريب:
(كذا فليجل الخطب وليفدح الأمر .......... وليس لعين لم يفض ماؤها عذر)

(14/473)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 474
(كأن بني العباس يوم وفاته .......... نجوم سماء خر من بينها البدر)
فبكى المأمون وبكينا، ثم قال لها: نوحي. فناحت، ورد عليها الجواري، فبكينا أحرق بكاء، وبكى المأمون حتى قلت قد جادت نفسه. وقال هبة الله بن إبراهيم بن المهدي: مات أبو عيسى سنة تسعٍ ومائتين، ونزل في قبره المأمون، وامتنع من الطعام أياماً. وقال الصولي: كان أبو عيسى يسمى أحمد أيضاً، وكانت أمه بربرية وله جماعة إخوة اسمهم محمد سوى الأمين وسوى صاحب الترجمة، وهم: أبو علي محمد: توفي سنة إحدى وثلاثين ومائتين. وأبو العباس محمد: مات سنة خمسٍ وأربعين ومائتين، وكان أعمى القلب مغفلاً. وأبو أحمد محمد: وكان طريفاً نديماً فاضلاً، توفي سنة أربعٍ وخمسين، وهو آخر من مات من إخوته. وأبو سليمان محمد: سماه ابن جرير الطبري. وأبو أيوب محمد: وكان أديباً شاعراً. وأبو يعقوب محمد. وكلهم أولاد إماء. وهذا الأخير مات سنة ثلاثٍ وعشرين، وسأترجم لأبي العباس، ولأبي أحمد إن شاء الله تعالى. أبو يوسف الأعشى الكوفي. واسمه يعقوب بن محمد بن خليفة المقريء. أحد الكبار. قرأ على: أبي بكر بن عياش. وتصدر للإقراء مدة، فقرأ عليه: أبو جعفر) محمد بن غالب الصيرفي،

(14/474)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع عشر الصفحة 475
ومحمد بن حبيب الشموني. وأخذ عنه الحروف: محمد بن إبراهيم الخواص، ومحمد بن خلف التيمي، وأحمد بن جبير، وعبيد بن نعيم، وعمرو بن الصباح، وخلف بن هشام البزاز، وطائفة سواهم. قال أبو بكر النقاش: كان أبو يوسف الأعشى صاحب قرآن وفرائض، ولست أقدم عليه أحداً في القراءة على أبي بكر، ولا أقدم في رواية الحروف أحداً على يحيى بن آدم، عن أبي بكر. قال أبو العباس بن عقدة: ثنا القاسم بن أحمد، أنا الشموني، عن أبي يوسف الأعشى قال: قال لي أبو بكر: يا أبا يوسف أنا أصلي خلف إمام بني السيد وهو يقرأ قراءة حمزة، فقد شككني في بعض الحروف التي أقرأها. فاعرض علي عرضةً تكون لك أحفظها عنك. قال: فقعد له في أصحاب الشعر، فقرأ، واجتمع الناس حوله يكتبون الحروف، والله أعلم.

(14/475)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 5
5 (بسم الله الرحمن الرحيم)

5 (الطبقة الثانية والعشرون)

1 (الأحداث من سنة إلى)

4 (أحداث سنة إحدى عشرة ومائتين)
فيها توفي: عبد الرزاق بن همام الصنعاني باليمن. ومعلى بن منصور الرازي الفقيه ببغداد. وعلي بن الحسين بن واقد، بمرو. وعبد الله بن صالح العجلي المقريء. والأحوص بن جواب أبو الجواب الضبي. وطلق بن غنام، ثلاثتهم بالكوفة. وأبو العتاهية الشاعر ببغداد.
4 (عودة عبد الله بن طاهر من مصر)
وفيها قدم الأمير عبد الله بن طاهر بن الحسين الخزاعي بغداد، من الديار المصرية، فتلقاه العباس، ولد المأمون، وأبو إسحاق أخو المأمون. وقدم معه من المتغلبين على الشام وغيرها ابن أبي الجمل، وابن السرج، وابن أبي الصفر.
4 (تشيع المأمون)
وفيها أمر المأمون بأن ينادى: برئت الذمة ممن ذكر معاوية بخير أو فضله

(15/5)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 6
على أحد من الصحابة. وإن أفضل الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب رضي الله عنه. وكان المأمون يبالغ في التشيع، ولكن لم يتكلم في الشيخين بسوء، بل كان يترضى عنهما،) ويعتقد إمامتهما، رضي الله عنهما.

(15/6)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 7
4 (أحداث سنة اثنتي عشرة ومائتين)
فيها توفي: أسد السنة بن موسى، بمصر. وأبو عاصم النبيل. وعبد الرحمن بن حماد الشعبي. وعون بن عمارة العبدي، بالبصرة. ومحمد بن يوسف الفريابي، بقيسارية. ومنبه بن عثمان، بدمشق. وأبو المغيرة عبد القدوس الخولاني، بحمص. وزكريا بن عدي، ببغداد. وعبد الملك بن عبد العزيز الماجشون الفقيه، بالمدينة. وعلي بن قادم، بالكوفة. وخلاد بن يحيى، بمكة. والحسين بن حفص الهمداني، بإصبهان. وعيسى بن دينار الغافقي الفقيه، بالأندلس.
4 (توجيه الطوسي لمحاربة بابك)
وفيها وجه المأمون محمد بن حميد الطوسي لمحاربة بابك الخرمي.

(15/7)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 8
4 (الولاية على اليمن)
واستعمل على اليمن: أبا الداري محمد بن عبد الحميد.
4 (إظهار المأمون خلق القرآن.)
وفيها أظهر المأمون القول بخلق القرآن، مضافاً إلى تفضيل علي على أبي بكر وعمر رضي الله عنهما. فاشمأزت النفوس منه. ثم سار إلى دمشق فصام بها رمضان.
4 (الحج هذا الموسم)
وتوجه فحج بالناس.)

(15/8)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 9
4 (أحداث سنة ثلاث عشرة ومائتين)
فيها توفي: عبيد الله بن موسى العبسي. وخالد بن مخلد القطواني، بالكوفة. وعبد الله بن داوود الخريبي. وعمرو بن عاصم الكلابي، بالبصرة. وأبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقريء، بمكة. وعمرو بن أبي سلمة التنيسي، بها. والهيثم بن جميل الحافظ، بأنطاكية.
4 (خروج القيسية واليمانية في مصر)

4 (وولاية المعتصم مصر والشام)
وفيها خرج عبد السلام وابن حليس بمصر في القيسية واليمانية. فاستعمل المأمون على مصر والشام أخاه أبا إسحق المعتصم.
4 (ولاية الجزيرة)
واستعمل على الجزيرة ولده العباس.

(15/9)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 10
4 (تفريق المأمون للأموال)
وأمر لكل واحد منهما بخمسمائة ألف دينار، وأمر بمثل ذلك لعبد الله بن طاهر، فقيل أنه لم يفرق ملك في يوم من المال مثل ذلك أبداً.
4 (استعمال غسان بن عباد على السند)
واستعمل على السند الأمير غسان بن عباد، وكان غسان ذا رأي وحزم ودهاء وخبرة تامة، وقد ولي إمرة خراسان قبل طاهر بن الحسين.

(15/10)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 11
4 (أحداث سنة أربع عشرة ومائتين)
فيها توفي: حسين بن محمد المروزي، ببغداد. وأحمد بن خالد الذهبي، بحمص.) وعبد الله بن عبد الحكم الفقيه، بمصر. وسعيد بن سلام العطار، بالبصرة. ومحمد بن حميد الطوسي الأمير، قتل في حرب الخرمية. وأبو الداري أمير اليمن، قتل أيضاً. وعمير الباذغيسي نائب مصر خلافةً عن المعتصم قتل بالحوف في حرب ابن حليس، وعبد السلام، فسار أبو إسحاق المعتصم بنفسه إليهما فظفر بهما وقتلهما.
4 (خروج بلال الشاري ومقتله)
وفيها خرج بلال الشاري وقويت شوكته، فسار لحربه هارون بن أبي خلف

(15/11)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 12
فظفر به هارون وقتله.
4 (ولاية أصبهان وآذربيجان والجبال)
وفيها ولي أصبهان وآذربيجان والجبال وحرب بابك علي بن هشام، فواقع بابك غير مرة. والله أعلم.

(15/12)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 13
4 (أحداث سنة خمس عشرة ومائتين)
فيها توفي: أبو زيد الأنصاري، صاحب العربية، بالبصرة، واسمه سعيد بن أوس. والعلاء بن هلال الباهلي، بالرقة. ومحمد بن عبد الله الأنصاري، القاضي بالبصرة. ومكي بن إبراهيم الحنظلي، ببلخ. وعلي بن الحسن بن شقيق، بمرو. ومحمد بن المبارك الصوري، بدمشق. وإسحاق بن عيسى الطباع، ببغداد. وقبيصة بن عقبة السوائي، بالكوفة.
4 (غزوة المأمون إلى الروم)
وفيها سار المأمون لغزو الروم في أول العام، واستخلف على بغداد الأمير إسحاق بن إبراهيم بن مصعب. وقدم عليه محمد بن علي بن موسى الرضا، فأكرمه وأجازه بمال عظيم، وأمره) بالدخول بأهله، وهي أم الفضل ابنة المأمون، فدخل بها ببغداد. ثم سار المأمون إلى دابق وأنطاكية، ثم دخل المصيصة، وخرج منها إلى طرسوس، ثم دخل الروم في نصف جمادى الأولى، فنازل حصن قرة حتى

(15/13)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 14
فتحه عنوة وهدمه، وافتتح حصن ماجدة، وتسلم حصنين بالأمان.
4 (تهذيب قواعد الديار المصرية)
وأما أخوه أبو إسحاق فإنه هذب قواعد الديار المصرية، ورجع فقدم واجتمع بأخيه المأمون بنواحي الموصل.
4 (قدوم المأمون إلى دمشق)
وقدم المأمون دمشق بعد غزوته المذكورة.

(15/14)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 15
4 (أحداث سنة ست عشرة ومائتين)
فيها توفي: حبان بن هلال. وعبد الملك بن قريب الأصمعي. وهوذة بن خليفة. ومحمد بن كثير المصيصي الصنعاني. والحسن بن سوار البغوي. وعبد الله بن نافع المدني الفقيه. وعبد الصمد بن النعمان البزار. ومحمد بن بكار بن بلال قاضي دمشق. ومحمد بن عباد بن عباد المهلبي، أمير البصرة. ومحمد بن سعيد بن سابق نزيل قزوين. وزبيدة زوجة الرشيد وابنة عمه.
4 (عودة المأمون لغزو الروم)
وفيها كر المأمون راجعاً إلى غزو الروم، لكونه بلغه أن ملك الروم قتل خلقاً من أهل طرسوس والمصيصة، فدخلها في جمادى الأولى، وأقام بها إلى نصف شعبان، وجهز أخاه أبا) إسحاق، فافتتح عدة حصون.

(15/15)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 16
ثم وجه يحيى بن أكثم فأغار وقتل وسبى، ثم رجع.
4 (دخول المأمون الديار المصرية)
وفي آخر السنة توجه المأمون من دمشق إلى الديار المصرية ودخلها، فهو أول من دخلها من الخلفاء العباسيين.

(15/16)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 17
4 (أحداث سنة سبع عشرة ومائتين)
فيها توفي: حجاج بن منهال الأنماطي، بالبصرة. وشريح بن النعمان الجوهري. وموسى بن داوود الضبي الكوفي، ببغداد. وهشام بن إسماعيل العطار العابد، بدمشق. وعمرو بن مسعدة، وأبو الفضل الصولي كاتب الإنشاء للمأمون. وإسماعيل بن مسلمة أخو القعنبي، بمصر.
4 (قتل عبدوس الفهري بمصر)
وفيها دخل المأمون مصر، فأحضر بين يديه عبدوس الفهري فضربت عنقه. قال المسعودي: وكان قد تغلب عليها.
4 (عودة المأمون إلى دمشق وغزو الروم)
وعاد إلى دمشق، ثم سار إلى أذنة، ودخل أرض الروم، فنزل على لؤلؤة وحاصرها مائة يوم، ثم رحل عنها، وخلف عليها عجيفاً، فخدعه أهلها وأسروه،

(15/17)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 18
ثم أطلقوه بعد جمعةٍ. وأقبل الملك توفيل في جيوش الروم، لعنهم الله، إلى حصن لؤلؤة فأحاط بعجيف. فبلغ ذلك المأمون، فجهز الجنود لحربه، فارتحل توفيل وكتب كتاباً إلى المأمون يطلب الصلح، فبدأ بنفسه وأغلظ في المكاتبة. فاستشاط المأمون غضباً وقصد الروم، وعزم على المسير إلى قسطنطينية، ثم فكر في هجوم الشتاء فرجع.
4 (حريق البصرة)
وفيها وقع حريق عظيم بالبصرة يقال إنه أتى على أكثرها، وكان أمراً مزعجاً يفوق الوصف.)

(15/18)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 19
4 (أحداث سنة ثمان عشرة ومائتين)
فيها توفي: أبو مسهر الغساني شيخ الشام. ومعلى بن أسد العمي. ويحيى بن عبد الله البابلتي على الصحيح. ومحمد بن الصلت الأسدي الكوفي. وعبد الله بن يوسف التنيسي. وحجاج بن أبي منيع الرصافي. وإسحاق بن بكر بن مضر المضري. ومحمد بن نوح العجلي. والخليفة المأمون. وحبيب كاتب مالك. وبشر المريسي.
4 (بناء طوانة)
وفيها اهتم المأمون ببناء طوانة من أرض الروم، وحشد لها الرجال والصناع، وأمر ببنائها ميلاً في ميل. وقرر ولده العباس على بنائها، ولزمه عليها أموال لا يحصيها إلا الله تعالى، وهي على فم الدرب مما يلي طرسوس. وافتتح عدة حصون.

(15/19)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 20
4 (ذكر المحنة)
في أثناء السنة كتب المأمون إلى نائبه على بغداد إسحاق بن إبراهيم الخزاعي، ابن عم طاهر بن الحسين، في امتحان العلماء، كتاباً يقول فيه: وقد عرف أمير المؤمنين أن الجمهور الأعظم والسواد الأكبر من حشو الرعية، وسفلة العامة، ممن لا نظر له ولا روية ولا استضاءة بنور العلم وبرهانه، أهل جهالة بالله تعالى وعمىً عنه، وضلالة عن حقيقة دينه، وقصورٍ أن يقدروا الله حق قدره، ويعرفوه كنه معرفته، ويفرقوا بينه وبين خلقه. وذلك أنهم ساووا بين الله وبين خلقه، وبين ما أنزل من القرآن. فأطبقوا على أنه قديم لم يخلقه الله ويخترعه. وقد قال تعالى إنا جعلناه قرآناً عربياً فكل ما جعله الله فقد خلقه كما قال: وجعل الظلمات والنور، وقال:) نقص عليك من أنباء ما قد سبق فأخبر أنه قصص لأمور أحدثه بعدها. وقال: أحكمت آياته ثم فصلت والله محكم كتابه ومفصله، فهو خالقه ومبتدعه. ثم انتسبوا إلى السنة، وأنهم أهل الحق والجماعة، وأن من سواهم أهل الباطل والكفر. فاستطالوا بذلك وغروا به الجهال، حتى مال قوم من أهل السمت الكاذب والتخشع لغير الله إلى موافقتهم، فنزعوا الحق إلى باطلهم، واتخذوا دون الله وليجة إلى ضلالهم. إلى أن قال: فرأى أمير المؤمنين أن أولئك شر الأمة، المنقوصون من التوحيد حظاً، أوعية الجهل وأعلام الكذب، ولسان إبليس الناطق في أوليائه، والهائل على أعدائه من أهل دين الله، وأحق أن يتهم في صدقه، وتطرح شهادته، ولا يوثق به، ذلك أعمى وأضل سبيلاً. ولعمرو أمير المؤمنين، إن أكذب الناس من كذب على الله ووحيه. وتخرص الباطل، ولم يعرف الله حقيقة معرفته. فاجمع من بحضرتك من القضاة، فاقرأ عليهم كتابنا وامتحنهم فيما

(15/20)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 21
يقولون، واكشفهم عما يعتقدون في خلق الله وإحداثه. ولعلمهم أني غير مستعين في عملٍ ولا واثق بمن لا يوثق. فإذا أقروا بذلك ووافقوا فمرهم بنص من بحضرتهم من الشهود، ومسألتهم عن علمهم في القرآن، وترك شهادة من لم يقر أنه مخلوق. واكتب إلينا بما يأتيك عن قضاة أهل علمك في مسألتهم، والأمر لهم بمثل ذلك. وكتب المأمون إليه أيضاً في إشخاص سبعة أنفس، وهم: محمد بن سعد كاتب الواقدي، ويحيى بن معين، وأبو خثيمة، وأبو مسلم مستملي يزيد بن هارون، وإسماعيل بن داوود، وإسماعيل بن أبي مسعود، وأحمد بن إبراهيم الدورقي. فأشخصوا إليه، فامتحنهم بخلق القرآن فأجابوه، فردهم من الرقة إلى بغداد. وسبب طلبهم أنهم توقفوا أولاً، ثم أجابوه تقيةً. وكتب إلى إسحاق بن إبراهيم بأن يحضر الفقهاء ومشائخ الحديث ويخبرهم بما أجاب به هؤلاء السبعة، ففعل ذلك، فأجابه طائفة وامتنع آخرون. فكان يحيى بن معين وغيره يقولون أجبنا خوفاً من السيف. ثم كتب المأمون كتاباً آخر من جنس الأول إلى إسحاق، وأمره بإحضار من امتنع، فأحضر جماعةً منهم: أحمد بن حنبل، وبشر بن الوليد الكندي، وأبو حسان الزيادي، وعلي بن أبي مقاتل، والفضل بن غانم، وعبيد الله بن عمر

(15/21)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 22
القواريري، وعلي بن الجعد وسجادة، والذيال بن الهيثم، وقتيبة بن سعيد وكان حينئذ ببغداد، وسعدويه الواسطي، وإسحاق بن أبي إسرائيل،) وابن الهرش، وابن علية الأكبر، ومحمد بن نوح العجلي، ويحيى بن عبد الرحمن العمري، وأبو نصر التمار، وأبو معمر القطيعي، ومحمد بن حاتم بن ميمون، وغيرهم. وعرض عليهم كتاب المأمون فعرضوا ووروا ولم يجيبوا ولم ينكروا. فقال لبشر بن الوليد: ما تقول قال، قد عرفت أمير المؤمنين غير مرة. قال: وإن، فقد تجدد من أمير المؤمنين كتاب. قال: أقول: كلام الله. قال: لم أسألك عن هذا. أمخلوق هو قال: ما أحسن غير ما قلت لك. وقد استعهدت أمير المؤمنين أن لا أتكلم فيه. ثم قال لعلي بن أبي مقاتل: ما تقول قال: القرآن كلام الله، وإن أمرنا أمير المؤمنين بشيء سمعنا وأطعنا. وأجاب أبو حسان الزيادي بنحو من ذلك. ثم قال لأحمد بن حنبل: ما تقول قال: كلام الله. قال: أمخلوق هو قال: هو كلام الله لا أزيد على هذا. ثم امتحن الباقين وكتب بجواباتهم. وقال ابن البكاء الأكبر: أقول القرآن مجعول ومحدث لورود النص بذلك. فقال له إسحاق بن إبراهيم: والمجعول مخلوق قال: نعم. قال: فالقرآن مخلوق؟

(15/22)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 23
قال: لا أقول مخلوق. ثم وجه بجواباتهم إلى المأمون، فورد عليه كتاب المأمون: بلغنا ما أجاب به متصنعة أهل القبلة، وملتمسوا الرئاسة، فيما ليسوا له بأهلٍ. فمن لم يجب أنه مخلوق فامنعه من الفتوى والرواية.) ويقول في الكتاب: فأما ما قال بشر فقد كذب. لم يكن جرى بين أمير المؤمنين وبينه في ذلك عهد أكثر من إخبار أمير المؤمنين من اعتقاده كلمة الإخلاص، والقول بأن القرآن مخلوق. فادع به إليك، فإن تاب فأشهر أمره، وإن أصر على شركه، ودفع أن يكون القرآن مخلوقاً بكفره وإلحاده، فاضرب عنقه وابعث إلينا برأسه. وكذلك إبراهيم بن المهدي فامتحنه، فإن أجاب، وإلا فاضرب عنقه. وأما علي بن أبي مقاتل، فقل له: ألست القائل لأمير المؤمنين: إنك تحلل وتحرم. وأما الذيال، فأعلمه أنه كان في الطعام الذي سرقه من الأنبار ما يشغله. وأما أحمد بن يزيد أبو العوام وقوله أنه لا يحسن الجواب في القرآن، فأعلمه أنه صبي، في عقله لا في سنه، جاهل سيحسن الجواب إذا أدب. ثم إن لم يفعل كان السيف من وراء ذلك. وأما أحمد بن حنبل، فأعلمه أن أمير المؤمنين قد عرف فحوى مقالته، واستدل على جهله وآفته بها. وأما الفضل بن غانم، فأعلمه أنه لم يخف على أمير المؤمنين ما كان منه بمصر، وما اكتسب من الأموال في أقل من سنة، يعني في ولايته القضاء. وأما الزيادي، فاعلمه أنه كان منتحلاً ولا كأول دعي. فأنكر أبو حسان أن يكون مولىً لزياد بن أبيه، وإنما قيل له الزيادي لأمرٍ من الأمور.

(15/23)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 24
قال: وأما أبو النصر التمار، فإن أمير المؤمنين شبه خساسة عقله بخساسة متجره. وأما ابن نوح، وابن حاتم، فأعلمهم أنهم مشاغيل بأكل الربا عن الوقوف على التوحيد، وإن أمير المؤمنين لو لم يستحل محاربتهم في الله إلا لإربائهم، ومانزل به كتاب الله في أمثالهم لاستحل ذلك. فكيف بهم وقد جمعوا مع الإرباء شركاً، وصاروا للنصارى شبهاً وأما ابن شجاع، فأعلمه أنك صاحبه بالأمس، والمستخرج منه ما استخرجه من المال الذي كان استحله من مال الأمير علي بن هشام. وأما سعدويه الواسطي، فقل له: قبح الله رجلاً بلغ به التصنع للحديث والحرص على الرئاسة فيه، أن تمنى وقت المحنة. وأما المعروف بسجادة، وإنكاره أن يكون سمع ممن كان يجالس من الفقهاء القول بأن القرآن مخلوق، فأعلمه أن في شغله بإعداد النوى، وحكمه لإصلاح سجادته، وبالودائع التي دفعها إليه) علي بن يحيى وغيره ما أذهله عن التوحيد. وأما القواريري ففيما انكشف من أحواله، وقبوله الرشا والمصانعات، ما أبان عن مذهبه وسوء طريقته وسخافة عقله ودينه. وأما يحيى العمري، فإن كان من ولد عمر بن الخطاب فجوابه معروف. وأما محمد بن الحسن بن علي بن عاصم، فإنه لو كان مقتدياً بمن مضى من سلفه لم ينتحل النحلة التي حكيت عنه، وأنه بعد صبي يحتاج إلى أن يعلم. وقد كان أمير المؤمنين وجه إليك المعروف بأبي مسهر، بعد أن نصه أمير المؤمنين عن محنته في القرآن، فجمجم عنها ولجلج فيها، حتى دعا له أمير المؤمنين بالسيف، فأقر ذميماً، فأنصصه عن أقراره، فإن كان مقيماً عليه فأشهر ذلك وأظهره. ومن لم يرجع عن شركه ممن سميت بعد بشر، وابن المهدي،

(15/24)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 25
فاحملهم موثقين إلى عسكر أمير المؤمنين ليسألهم. فإن لم يرجعوا حملهم على السيف. قال: فأجابوا كلهم عند ذلك، إلا أحمد بن حنبل، وسجادة، ومحمد بن نوح، والقواريري، فأمر بهم إسحاق فقيدوا، ثم سألهم من الغد وهم في القيود فأجاب سجادة. ثم عاودهم ثالثاً فأجاب القواريري، ووجه بأحمد بن حنبل، ومحمد بن نوح المضروب إلى طرسوس. ثم بلغ المأمون أنهم إنما أجابوا مكرهين، فغضب وأمر بإحضارهم إليه. فلما صاروا إلى الرقة بلغتهم وفاة المأمون. وكذا جاء الخبر بموت المامون إلى أحمد. ولطف الله تعالى وفرج. وأما محمد بن نوح فكان عديلاً لأحمد بن حنبل في المحمل، فمات. فوليه أحمد بالرحبة وصلى عليه ودفنه، رحمه الله تعالى.
4 (وفاة المأمون)
وأما المأمون فمرض بالروم، فلما اشتد مرضه طلب ابنه العباس ليقدم عليه، وهو يظن أنه لا يدركه، فأتاه وهو مجهود، وقد نفذت الكتب إلى البلدان، فيها: من عبد الله المأمون وأخيه إسحاق الخليفة من بعده، بهذا النص. فقيل إن ذلك وقع بأمر المأمون. وقيل: بل كتبوا ذلك وقت غشيٍ أصابه، فأقام العباس عنده أياماً حتى مات.
4 (ذكر وصية المأمون)
هذا ما أشهد عليه عبد الله بن هارون أمير المؤمنين أن الله وحده لا شريك له في ملكه، وأنه) خالق وماسواه مخلوق. ولا يخلو القرآن من أن يكون

(15/25)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 26
شيئاً له مثل، والله لا مثل له إلى أن قال: والبعث حق، وإني مذنب أرجو وأخاف، فإذا مت فوجهوني وليصل علي أقربكم مني نسباً، وليكبر خمساً. وذكر وصايا من هذا النوع، إلى أن قال: فرحم الله عبداً اتعظ وفكر فيما حتم الله على جميع خلقه من الفناء، وقضى عليهم من الموت الذي لا بد منه. فالحمد لله الذي توحد بالبقاء. ثم لينظر المرء ما كنت فيه من عز الخلافة، هل أغنى عني شيئاً إذا جاء أمر الله لا والله. ولكن أضعف به علي الحسنات. فيا ليت عبد الله بن هارون لم يكن بشراً، بل ليته لم يكن شيئاً. يا أبا إسحاق ادن مني واتعظ بما ترى، وخذ بسيرة أخيك في القرآن، واعمل في الخلافة إذ طوقكها الله تعالى عمل المريد لله، الخائف من عقابه، ولا تغتر بالله وتمهيله، فكأن قد نزل بك الموت. ولا تغفل عن أمر الرعية، الرعية الرعية، العوام العوام، فإن الملك بهم الله الله فيهم وفي غيرهم. يا أبا إسحاق عليك عهد الله، لتقومن بحق الله في عباده، ولتؤثرن طاعة الله على معصيته. قال: اللهم نعم. قال: فانظر من كنت تسمعني أقدمه فأضعف له في التقدمة. وعبد الله بن طاهر أقره على عمله، وقد عرفت بلاءه وغناءه. وأبو عبد الله بن أبي دؤاد لا يفارقك، وأشركه في المشورة في كل أمرك، ولا تتخذن بعدي وزيراً، فقد علمت ما نكبني به يحيى بن أكثم في معاملة الناس، وخبث سريرته حتى أبعدته. هؤلاء بنو عمك من ذرية أمير المؤمنين علي صلوات الله عليه أحسن صحبتهم، وتجاوز عن مسيئهم، وأعطهم الصلات. ثم توفي في رجب، ودفن بطرسوس.

(15/26)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 27
4 (خلافة المعتصم)
وكان أول من بايع المعتصم: العباس بن المأمون.
4 (ما ذكره المسبحي عن المحنة في مصر)
قال محمد بن عبيد الله المسبحي في تاريخ مصر: كتب المعتصم إلى نائبه على مصر كندر، وإلى قاضي مصر هارون بن عبد الله الزهري كتاباً بخط الفضل بن مروان يمتحن فيه الناس) بخلق القرآن. فأحضرهم القاضي هارون، فأجاب عامة الشهود وأكثر الفقهاء، إلا من هرب منهم. وكان هارون إذا شهد عنده عدلان سألهما عن القرآن، فأن أقرا أنه مخلوق قبلهما، وأخذ بذلك المؤذنون والمحدثون. وأقر المعلمون أن تعلمه الصبيان كتعليم القرآن، يعني القول بخلق القرآن. وبقيت المحنة إلى أن ولي الخلافة المتوكل سنة اثنتين وثلاثين.
4 (الوباء والغلاء بمصر)
وفيها وقع الوباء العظيم بمصر، فمات أكثرهم، وغلا السعر هذه السنة وبعض سنة تسع عشرة. قال: ولم تبق دار ولا قرية إلا مات أكثر أهلها. ولم يبق بمصر رئيس ولا شريف مشهور. وولت الدنيا عمن بقي من أولادهم، وركبهم الذل، وجفاهم

(15/27)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 28
السلطان لأنهم خرجوا غير مرة وأثاروا الفتنة. ثم سرد من مات من أشرافهم من أول دولة المأمون إلى آخرها، فسمى من كبارهم أبا نصر الوليد بن يعفر بن الصباح بن أبرهة، توفي سنة سبعٍ وتسعين ومائة، وإبراهيم بن حوى توفي فيها، وإبراهيم بن نافع الطائي، توفي سنة ثمانٍ وتسعين، وعثمان بن بلادة فيها، وهاشم بن خديج، ومحمد بن حسان بن عتاهية سنة تسعٍ وتسعين، وهبيرة بن هاشم بن خديج، وزرعة بن معاوية سنة مائتين. ثم سمى عدداً كثيراً لا نعرفهم كان لها جاه وحشمة في عصرهم بمصرهم، انمحت آثارهم وانطوت أخبارهم.
4 (هدم الطوانة)
وفيها أمر المعتصم بهدم طوانة التي قدمنا أن المأمون أمر ببنائها، ثم حمل ما بها من الآلات والسلاح، وتفرق ما تعب عليه المأمون. وسافر الناس الذين أسكنوا بها إلى بلادهم، ثم انصرف المعتصم إلى بغداد، فدخلها في أول رمضان من السنة.
4 (اشتداد أمر الخرمية)
وفيها عظم الخطب واشتد الأمر بالخرمية، لعنهم الله، ودخل في دينهم خلق من أهل بلاد همذان وبلاد إصبهان، وجيشوا بأرض همذان، فسار لحربهم إسحاق بن إبراهيم بن مصعب في ذي القعدة، فظفر بهم وقتل منهم ملحمة عظمى. فيقال إنه قتل منهم ببلاد همذان ستين ألفاً،) وهرب باقيهم إلى بلاد الروم. وكان المصاف بأرض همذان ممايلي الري. وبعضهم يقول: قتل منهم فوق المائة الف، وكانت ملحمة هائلة.

(15/28)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 29
4 (أحداث سنة تسع عشرة ومائتين)
فيها توفي: علي بن عياش الألهاني، بحمص. وأبو بكر عبد الله بن الزبير الحميدي، بمكة. وأبو نعيم الفضل بن دكين. وأبو غسان مالك بن إسماعيل النهدي، بالكوفة. وعمرو بن حكام. وإبراهيم بن حميد الطويل. وسعد بن شعبة بن الحجاج، بالبصرة. وأبو الأسود النضر بن عبد الجبار، بمصر. وسليمان بن داوود الهاشمي. وغسان بن الفضل الغلابي، ببغداد.
4 (ظهور محمد بن القاسم بالطالقان)
وفيها ظهر محمد بن القاسم العلوي الحسيني بالطالقان يدعوا إلى الرضا من آل محمد. فاجتمع عليه خلق، فسار لقتاله جيش من قبل عبد الله بن طاهر، فجرت بينهم وقعات عديدة، ثم انهزم محمد بن القاسم فقصد بعض كور خراسان، فظفر به متولي نسا، فقيده وبعث به إلى ابن طاهر، فحبسه

(15/29)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 30
المعتصم. ثم إنه هرب من السجن ليلة عيد الفطر، ونزل في حبل دلي له. فنودي عليه: من أحضره فله مائة ألف درهم، فلم يقعوا به.
4 (قدوم السبي من الخرمية)
وفي جمادى الأولى قدم بغداد، إسحاق بن إبراهيم بسبيٍ عظيم من الخرمية الذين أوقع بهم بهمذان.
4 (إفساد الزط بالبصرة)
وفيها عاثت الزط بنواحي البصرة، فانتدب لحربهم عجيف بن عنبسة، فظفر بهم وقتل منهم) نحو الثمانمائة. ثم جرت له معهم حروب. وكان عدتهم خمسة عشر ألفاً.

(15/30)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 31
4 (أحداث سنة عشرين ومائتين)
فيها توفي: عفان ببغداد. وقالون بن عيسى بن مينا. ومطرف بن عبد الله، بالمدينة. وأبو حذيفة المروزي. وعاصم بن يوسف المربوعي. وخلاد بن خالد القاريء، بالكوفة. وعثمان بن الهيثم المؤذن. والخليل بن عمر بن إبراهيم العبدي. وعبد الله بن رجاء، بالبصرة. وآدم بن أبي أياس، بعسقلان. وعبد الله بن جعفر الرقي، بالرقة. وقرعوس بن العباس الثقفي صاحب مالك، بالأندلس. ومحمد الجواد ولد علي بن موسى الرضا، ببغداد.
4 (دخول الزط بغداد)
ويوم عاشوراء دخل عجيف بغداد بسبي الزط وأسراهم، فعبأهم على هيئتهم في الحرب، وكان يوماً مشهوداً. ثم نفذوا إلى عين ذربة، فأغارت عليهم الروم، فاجتاحوهم حتى لم ينج منهم أحد.

(15/31)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 32
4 (مسير الأفشين لحرب بابك)
وفيها عقد المعتصم على حرب بابك وعلى بلاد الجبل للأفشين، واسمه حيدر بن كاوس. ثم وجه أبا سعيد محمد بن يوسف إلى أردبيل لعمارة الحصون التي خربها بابك ففعل ذلك. وكان محمد بن البعيث صديق بابك في قلعة شاهي وحصن تبريز من بلاد أذربيجان، فبعث بابك قائده عصمة، فنزل بابن البعيث فأكرمه وأنزل إليه الإقامات وأضافه وسقاه خمراً وأسره، وقتل جماعة من مقدميه، فهرب عسكره.) وجعل ابن البعيث يناصح المعتصم، ودله على عورة بلاد بابك، ثم كانت وقعة كبيرة بين بابك والأفشين انهزم فيها بابك، وقتل من أصحابه نحو الألف، وهرب إلى موقان، ومنها إلى مدينته التي تسمى البذ، وبعث الأفشين بالرؤوس والأسارى إلى بغداد.
4 (محنة الإمام أحمد)
وفي رمضانها كانت محنة الإمام أحمد، وضرب بالسياط، ولم يجب. وسيأتي ذلك في ترجمته.
4 (إنشاء المعتصم لمدينة سر من رأى)
وفي ذي القعدة نزل المعتصم بالقاطول وأمر بإنشاء مدينة سر من رأى،

(15/32)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 33
فاشترى أرضها من رهبان لهم دير هناك. وقد كان الرشيد ينزل بالقاطول لطيبه. واستخلف المعتصم على بغداد ولده الواثق.
4 (غضب المعتصم على وزيره الفضل)
وفيها غضب المعتصم على وزيره الفضل بن مروان وصادره، وأخذ منه أموالأً عظيمة تفوق الوصف، حتى قيل أنه أخذ منه عشرة آلاف ألف دينار، واستأصله وأهل بيته ونفاه إلى السن، قرية بطريق الموصل. وولي بعد الوزارة محمد بن عبد الملك الزيات.
4 (عناية المعتصم باقتناء الترك)
واعتنى المعتصم باقتناء الترك، فبعث إلى سمرقند وفرغانة والنواحي في شرائهم، وبذل فيهم الأموال، وألبسهم أنواع الديباج ومناطق الذهب. فكانوا يطردون خيلهم ببغداد ويؤذون الناس. فربما ثار أهل البلد بالتركي فقتلوه عند صدمه للمرأة والشيخ. فعزم المعتصم على التحول من بغداد وتنقل على دجلة، والقاطول هو نهر منها، فانتهى إلى موضع سامراء، وفي مكانها دير عالي لرهبان. فرأى فضاءً واسعاً جداً وهواءً طيباً فاستمرأه، وتصيد ثلاثاً فوجد نفسه تطلب أكثر من أكله، فعلم أن ذلك لتأثيرالهواء والتربة والماء. فاشترى من أهل الدير أرضهم بأربعة آلاف دينار، وأسس قصره بالوزيرية التي ينسب إليها التين الوزيري العديم النظير في الحسن. وجمع عليها الفعلة والصناع من الممالك. ونقل إليها أنواع الأشجار والغروس، واختطت الخطط والدروب، وجدوا في

(15/33)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 34
بنائها، وشيدت القصور، واستنبطت المياه من دجلة وغيرها، وتسامع الناس وقصدوها، وكثرت بها المعايش.)

(15/34)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 35
1 (ذكر هذه الطبقة مرتبة على الحروف)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن إسحاق بن زيد بن عبد الله بن أبي أسحاق.)
أبو إسحاق الحضرمي، مولاهم البصري، أخو المقريء يعقوب. كان أسن من يعقوب. روى عن: عكرمة بن عمار، وحماد بن سلمة، وهمام، ووهيب، وأبي عوانة، وجماعة. وعنه: إبراهيم بن سعيد الجوهري، وأبو بكر بن أبي شيبة، وإبراهيم الجوزجاني، إسحاق الحربي، وأبو خيثمة، وولده أحمد بن أبي خيثمة، والحارث بن أبي أسامة، وعبد بن حميد وطائفة. وثقه أبو حاتم، والنسائي.

(15/35)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 36
ومات سنة إحدى عشرة، وكان يحفظ حديثه.
4 (أحمد بن إشكاب الصفار)
أبو عبد الله، كوفي نزل مصر. قيل: اسمه أحمد بن معمر بن إشكاب، وقيل: أحمد بن عبد الله بن إشكاب. سمع: شريكاً، وعبد السلام بن حرب، ورفاعة بن إياس الضبي، ومحمد بن فضيل، وأبا بكر بن عياش، وجماعة. وعنه: خ، ويعقوب الفسوي، وأحمد بن عيسى اللخمي الخشاب، وبكر بن سهل الدمياطي، وعباس الدوري، وأبو حاتم الرازي، وجماعة.

(15/36)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 37
قال أبو حاتم: ثقة مأمون. وقال ابن يونس في تاريخه: توفي سنة سبع أو ثمان عشرة.
4 (أحمد بن أوفى الأهوازي.)
عن: عباد بن منصور، وشعبة. وعنه: معمر بن سهل، وغيره.
4 (أحمد بن أيوب السمرقندي.)

(15/37)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 38
نزيل مرو.) عن: أبي حمزة السكري. وعنه: إسحاق بن راهويه، والنضر بن سلمة، وغيرهما.
4 (أحمد بن توبة السلمي المروزي المطوعي.)
الغازي الأمير المجاهد البطل الزاهد. سمع: ابن المبارك، وإبراهيم بن المغيرة، وسفيان بن عيينة، وحرملة بن عبد العزيز. وعنه: إسحاق الكوسج، وعبد الله بن أحمد بن شبويه، ويحيى بن المثنى. ذكره ابن ماكولا فقال: لم يتهدف للتحديث. قال: وكان يقال أنه مستجاب الدعوة. فتح استيجاب في أربعين رجلاً. وبها أولادهم تعرف بأولاد الأربعين، يشار إليهم في استيجاب. قال غنجار: سكن أحمد بن توبة بيكند، وبها توفي.
4 (أحمد بن جعفر.)
أبو عبد الرحمن الوكيعي الكوفي الضرير الحافظ. عن: حفص بن غياث، ووكيع، وغيرهما.

(15/38)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 39
وكان أبو نعيم يقول: ما رأيت أحفظ منه. وعنه: إبراهيم الحربي، وقال: كان يحفظ مائة ألف حديث، وما أحسبه سمع حديثاً إلا وحفظه. قلت: وروى عنه أحمد بن القاسم الأنماطي. وقال: إبراهيم الحربي: قال أحمد بن حنبل لأحمد بن جعفر الوكيعي: يا أبا عبد الرحمن إني لأحبك. حدثنا يحيى، عن ثور، عن حبيب بن عبيد، عن المقدام قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا أحب أحدكم أخاه فليعلمه. وقال أبو داوود: كان أبو عبد الرحمن الوكيعي يحفظ العلم على الوجه. وقال الدارقطني: هو ثقة، وابنه محمد ثقة. وقال الحربي: مات سنة خمس عشرة.
4 (أحمد بن حفص.)
أبو حفص البخاري الفقيه الحنفي. عالم أهل بخارى في زمانه. ووالده شيخ بخارى أبي عبد الله محمد بن أحمد بن حفص الفقيه. لم أظفر بأخباره،

(15/39)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 40
وقد توفي في المحرم سنة سبع عشرة) ومائتين. رحل وتفقه بمحمد بن الحسن. وسمع من وكيع وطبقته. قال محمد بن أبي رجاء البخاري: سمعت أبا حفص أحمد بن حفص يقول: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم، عليه قميصٌ، وامرأة إلى جنبه تبكي. فقال لها: لا تبكي، فإذا مت فابكي. قال: فلم أجد من يعبرها لي، حتى قال لي إسماعيل والد البخاري: إن السنة قائمة بعد. وقال عبد الله بن محمد بن عمر الأديب: سمعت الليث بن نصر الشاعر يقول: تذاكرنا الحديث: إن على رأس كل مائة سنةٌ من يصلح أن يكون علم الزمان. فبدأت بأبي حفص أحمد بن حفص فقلت: هو في فقهه وورعه وعمله يصلح أن يكون علم الزمان. ثم ثنيت بمحمد بن إسماعيل فقلت: هو في معرفة الحديث وطرقه يصلح أن يكون علماً. ثم ثلثت بأحمد بن إسحاق السرمارائي فقلت: رجلٌ يقرأ على منبر الخلافة ههنا يقول: شهدت مرةً أن رجلاً وحده كسر جند العدو، فإنه يصلح أن يكون علم الزمان. قالوا: نعم. ولد أحمد بن حفص سنة خمسين ومائة، ولقي أيضاً هشيماً، وجرير بن عبد الحميد. أنا أبو علي بن الخلال، أنا جعفر، أنا السفلي، أنا ابن الطيوري، أنا هناد بن إبراهيم، أنا محمد بن أحمد الحافظ ببخارى، ثنا أبو نصر أحمد بن سهل بن حمدويه، أنا أحمد بن عمر بن داوود، ثنا أبو حفص أحمد بن حفص،

(15/40)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 41
عن جرير، عن منصور، عن ربعي، عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يؤمن عبد حتى يؤمن بأربعة: بالله وحده لا شريك له، وأن الله بعثني بالحق، وبالبعث بعد الموت، وبالقدر خيره وشره من الله.
4 (أحمد بن حميد.)
أبو الحسن الطريثيثي الكوفي ختن عبيد الله بن موسى، ويعرف بدار أم سلمة. كان من حفاظ الكوفة. سمع: حفص بن غياث، وابن المبارك، وعبد الله الأشجعي، ومحمد بن فضيل، ويحيى بن أبي زائدة، وجماعة. وعنه: خ، وحنبل بن إسحاق، والدارمي، وعباس الدوري، ومحمد بن إسماعيل الترمذي، وآخرون.) وثقه أبو حاتم.

(15/41)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 42
وقال مطين: مات سنة عشرين.
4 (أحمد بن خالد بن موسى.)
ويقال ابن محمد. أبو سعيد الوهبي الكندي الحمصي، أخو محمد بن خالد. روى عن: محد بن إسحاق، ويونس بن أبي إسحاق، وشيبان، وعبد العزيز الماجشون، وإسرائيل، وجماعة. وعنه: البخاري خارج الصحيح ومحمد بن يحيى، وسلمة بن شبيب، ومحمد بن مصفى، ويحيى، وعمرو ابنا عثمان بن سعيد، وصفوان بن عمرو، ومحمد بن خالد بن خلي، وموسى بن عيسى بن المنذر، وعمران بن بكار، وأحمد بن علي الدمشقي الخراز، وأحمد بن عبد الوهاب بن نجدة، وابو زرعة الدمشقي.

(15/42)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 43
وقال ابن معين في رواية أبي زرعة عنه: ثقة. وقال ابن أبي عاصم: مات سنة أربع عشرة.
4 (أحمد بن محمد بن الوليد بن عقبة بن الأزرق بن عمرو بن الحارث بن أبي شمر.)
أبو الوليد الغساني الأزرقي المكي. جد صاحب تاريخ مكة أبي الوليد محمد بن عبد الله الأزرقي. روى عن: عمرو بن يحيى بن سعيد الأموي، ومالك، وأبو حاتم، وعبد الجبار بن ورد، وإبراهيم بن سعد، وفضيل بن عياض، ومسلم بن خالد الزنجي، وجماعة. وعنه: البخاري، ومحمدبن سعد كاتب الواقدي، وأبو حاتم، وابو بكر الصاغاني، وحنبل بن إسحاق، وأبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر الترمذي آخر

(15/43)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 44
من روى عنه، إلا أن يكون محمد بن علي الصائغ. وثقه أبو حاتم، وغيره.

(15/44)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 45
4 (أحمد بن المفضل القرشي الحفري.)
مولى عثمان رضي الله عنه. عن: الثوري، والحسن بن صالح، وإسرائيل، وأسباط بن نصر. وعنه: أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو زرعة، وأبو حاتم.) كان صدوقاً، من رؤساء الشيعة. مات في ذي القعدة سنة خمس عشرة ومائتين.
4 (أحمد بن يعقوب المسعودي الكوفي.)

(15/45)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 46
عن: إسحاق بن سعيد بن عمرو بن سعيد الأموي، وعبد الرحمن بن الغسيل، ويزيد بن المقدام بن شريح. وعنه: البخاري، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وأبو سعيد الأشج، والدارمي، وجماعة.
4 (أحمد بن يوسف.)

(15/46)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 47
أبو جعفر الكوفي، مولى بني عجل. كان أحد الأذكياء والأدباء والشعراء، ولي كتابة الرسائل للمأمون. قال الخطيب: كان من أذكى الكتاب وأفطنهم، واجمعهم للرسائل. فصيح اللسان، حسن الخط. قال: وبلغني أنه توفي سنة ثلاث عشرة ومائتين. وهو القائل:
(إذا قلت في شيءٍ نعم فأتمه .......... فإن نعم دين على الحر واجب)

(وإلا فقل لا واسترح وأرح بها .......... لكيلا تقول الناس إنك كاذب)
وعن أبي هفان قال: أهدى أحمد بن يوسف للمأمون هدية وكتب معها:
(على العبد حق فهو لا بد فاعله .......... وإن عظم المولى وجلت فواضله)

(ألم ترنا نهدي إلى الله ماله .......... وإن كان عنه ذا غنىً فهو قابله)

(ولو كان يهدى للمليك بقدره .......... لقصر عل البحر عنه وناهله)

(ولكننا نهدي إلى من نجله .......... وإن لم يكن في وسعنا ما شاكله)
وله:

(15/47)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 48
(قلبي يحبك يا منى .......... قلبي ويبغض من يحبك)

(لأكون فرداً في هوا .......... ك فليت شعري كيف قلبك)

4 (أحمد بن أبي خالد يزيد بن عبد الرحمن.)
أبو العباس الكاتب الأحوال. ولي وزارة المأمون بعد الفضل بن سهل، ولكن لم يبلغ مرتبة الفضل. وكان خبيراً مدبراً) كريماً جواداً ذا رأيٍ ودهاء، إلا أنه كانت فيه فظاظة ودعارة أخلاق. يقال إن رجلاً قال له يوماً: لقد أعطيت ما لم يعطه رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: لئن لم تخرج مما قلت، لأعاقبنك. فقال: قال الله تعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام: ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك وأنت فظٌ غليظٌ وما ينفض من حولك. يقال إن أصله من الأردن، كتب لبعض أمراء دمشق ثم ترقت به الحال إلى الوزارة.

(15/48)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 49
وكان أبوه كاتباً لوزير المهدي أبي عبيد الله، ثم صار كاتباً للهادي، فمات بجرجان مع الهادي. وقد ناب أحمد بن أبي خالد في الوزارة عن الحسن بن سهل. حكى الصولي قال: بعث أحمد بن أبي خالد بإبراهيم بن العباس إلى طلحة بن طاهر وقال: قل له ليست لك ضيعة بالسواد، وهذه ألف ألف درهم فاشتر بها ضيعة، والله لئن قبلت لتسرني، وأن أبيت لتغضبني. فردها وقال: أنا أقدر على مثلها، وأخذها اغتنام. والحال بيننا ترتفع عن أن يزيد في الود أخذها أو ينقصه ردها. قال: فما رأيت أكرم منهما. وعن أحمد بن رشيد قال: أمر لي ابن أبي خالد بمالٍ، فامتنعت من قبوله، فقال لي: والله إني لأحب الدراهم، ولولا أنك أحب إلي منها ما بذلتها. وقال أحمد بن أبي طاهر: كان أحمد بن أبي خالد أسي اللقاء، عابس الوجه، يهر في وجه الخاص والعام. غير أن فعله كان أحسن من لقائه. ومن كلامه: لا يعد شجاعاً من لم يكن جواداً، فإن لم يقدر على نفسه بالبذل لم يقدر على عدوه بالقتل.

(15/49)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 50
توفي في آخر سنة اثنتي عشر ومائتين.
4 (أحمد بن أبي الطيب المروزي.)
سكن مرو ثم الري، ثم قدم بغداد. وولي شرطة بخارى. عن: إبراهيم بن سعد، وإسماعيل بن مجالد، وخالد بن عبد الله، ومصعب بن سلام، وعبد الله بن المبارك، وعبيد الله بن عمرو. وعنه: البخاري، وأحمد بن سيار، وعبد الله بن منير المروزيان، وأبو زرعة الرازي، وأبو) بكر الأثرم. ضعفه أبو حاتم. وقال أبو زرعة: كان حافظاً، محله الصدق. وخرج له الترمذي.
4 (أبان بن سفيان البجلي.)

(15/50)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 51
روى الكثير عن: زائدة، وحماد بن سلمة، وهمام. وعنه: محمد بن إسماعيل، وغيره. توفي سنة أربع عشرة ومائتين. وهو متروك.
4 (إبراهيم بن إسحاق بن عيسى الطالقاني.)
أبو إسحاق. عن: المنكدر بن محمد بن المنكدر، وعبد الله بن المبارك، والوليد بن مسلم. وعنه: أحمد بن حنبل، والصاغاني، والرمادي. وثقه يحيى بن معين. توفي بمرو سنة خمس عشرة ومائتين. قاله الخطيب.

(15/51)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 52
وقيل: إنه سمع من مالك، وصنف كتاب الرؤيا وكتاب الفرس وغير ذلك.
4 (إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن علية.)
أبو إسحاق الأسدي البصري المتكلم الجهمي. وقد ناظر الشافعي، وكان يقول بخلق القرآن ويناظر عليه. وكان يرد خبر الواحد، ويقول: الحجة بالإجماع. فقال له الشافعي في مناظرته: أبإجماع رددت خبر الواحد، أم بغير إجماع فانقطع. وقد ذكره أبو سعيد بن يونس فقال: له مصنفات في الفقه تشبه الجدل. روى عنه: بحر بن نصر الخولاني، وياسين بن زرارة القتباني.) قلت: وكان الإمام أحمد يقول: ضالٌ مضل. توفي ابن علية بمصر سنة ثمان عشر، وكان أبوه من أئمة الأسلام.
4 (إبراهيم بن الجراح بن صبيح التميمي ثم المازني.)
مولاهم المروزي ثم الكوفي. ولي قضاء مصر بعد إبراهيم بن إسحاق سنة خمسٍ ومائتين، وعزل سنة إحدى عشرة. وتوفي في أول سنة سبع عشرة أو تسع عشرة.

(15/52)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 53
روى عنه: يحيى بن عقبة بن أبي العيزار، شيخ حافظ. روى عنه: حرملة، وأحمد بن عبد المؤمن. وشهد عليه حرملة بأنه يقول بخلق القرآن. وقال يونس بن عبد الأعلى: كان داهية عالماً. وذكره ابن يونس.
4 (إبراهيم بن حميد بن تيرويه الطويل البصري.)
لم يدرك الأخذ عن والده. وحدث عن: شعبة، ومبارك بن فضالة، والحكم بن عطية، وحماد بن سلمة، وصالح بن أبي الأخضر. روى عنه: أبو مسلم الكجي، وهشام بن علي السيرافي، وعبد الله بن محمد بن النعمان، ومحمد بن سليمان الباغندي، ومحمد بن سليمان المصيصي، وأحمد بن داوود المكي شيخا الططراني. وهو صدوق. توفي في ذي الحجة سنة تسع عشرة.
4 (إبراهيم بن أبي العباس السامري.)
عن: أبي معشر السندي، وشريك.

(15/53)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 54
وعنه: أحمد بن حنبل، والعباس الدوري، والصنعاني. وثقه الدارقطني.
4 (إبراهيم بن عمر بن مطرف.)
مولى بني هاشم المكي ثم البصري.) اخو محمد بن أبي الوزير. عن: عبد الرحمن بن الغسيل، ونافع بن عمر، وزنفل العرفي، ومالك بن أنس. وعنه: عبد الله بن محمد المسندي، وبندار، ومحمد بن المثنى. وكان حياً في سنة ثلاثٍ ومائتين.

(15/54)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 55
4 (إبراهيم بن عيسى.)
أبو إسحاق البصري الخلال. عن: سفيان الثوري، ومبارك بن فضالة، وأبي هلال. قال ابن أبي حاتم: كتب عنه أبي سنة أربع عشرة ومائتين.
4 (إبراهيم بن نصر السوريني.)
قد ذكر فيحول.
4 (إبراهيم الموصلي.)
في طبقة هشيم. مر.
4 (أحوص بن جواب.)

(15/55)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 56
أبو الجواب الضبي الكوفي. عن: عمار بن زريق، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، ويونس بن إسحاق، وسفيان الثوري، وسليمان بن قرم. وعنه: أبو خيثمة، وحجاج بن الشاعر، وعباس الدوري، وأبو بكر الصاغاني، وأحمد بن يونس الضبي الإصبهاني.
4 (إدريس بن يحيى.)
أبو عمرو مولى بني أمية المصري المعروف بالخولاني الزاهد. عن: حيوة بن شريح، ورجاء بن أبي عطاء، وبكر بن مضر، وحرملة بن عمران. وعنه: أبو الطاهر بن السرح، وسعيد بن أسد بن موسى، ويونس بن عبد الأعلى الصدفي، وجماعة. قال أبو زرعة الرازي: صدوق.)

(15/56)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 57
وقال غيره: كان يقول إنه من الأبدال. وكان يشبه ببشر الحافي في فضله وعبادته. توفي سنة إحدى عشرة ومائتين. أخبرنا محمد بن الحسين بمصر، أنا محمد بن عباد، أنا عبد الله بن رفاعة، أنا علي بن الحسن القاضي، أنا عبد الرحمن بن عمر، أنا أبو الطاهرأحمد بن محمد بن عمرو، وبه قال القاضي، وأنا أبو العباس ابن الحاج الإشبيلي: ثنا أبو الفوارس أحمد بن محمد الصابوني إملاءً، قالا: ثنا يونس بن عبد الأعلى، ثنا إدريس بن يحيى الخولاني، ثنا رجاء بن أبي عطاء المؤذن، عن وهب بن عبد الله الكعبي، عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أطعم أخاه المسلم حتى يشبعه، وسقاه من الماء حتى يرويه، بعده الله من النار سبع خنادق، ما بين كل خندق مسيرة خمسمائة عام. هذا حديث غريب جيد الإسناد. رواته كلهم مصريون أو نازلون بديار مصر. رواه الطبراني في مكارم الأخلاق، عن عمارة بن خيثمة، عن أبيه. وقال الحاكم في المستدرك، نا أبو علي الحافظ، نا أحمد بن داوود بمصر، نا إسحاق بن كامل، نا إدريس بن يحيى، نا حيوة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن نافع، عن ابن عمر قال: وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم جعفراً إلى الحبشة، فلما قدم اعتنقه، ثم قال: ألا أهب لك، ألا أبشرك، ألا أمنحك فذكر صلاة التسبيح.

(15/57)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 58
ثم قال الحاكم: هذا إسناد صحيح لا غبار عليه. أخبرنا أبو إسحاق الصفار، أنا يوسف بن خليل، أنا أبو الفضائل الكاغدي، أنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ، نا علي بن هارون: ثنا موسى بن هارون الحافظ: سمعت ابن زنجويه فيما أرى يذكر أن إدريس بن يحيى الخولاني كان بمصر كبشر بن الحارث عندنا ببغداد. قال موسى: ولا أظنهم كانوا يقدمون عليه أحداً. وبه أنا أبو نعيم: ثنا سليمان بن أحمد، نا أحمد بن طاهر بن حرملة: ثنا جدي، ثنا إدريس بن يحيى: أخبرني حيوة بن شريح، عن عقيل بن أبي شهاب، عن نافع، عن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يقبض الله الأرض بيده والسماوات بيمينه، ثم يقول: أنا الملك. قال يونس بن عبد الأعلى: ما رأيت في الصوفية عاقلاً إلا أدريس بن يحيى الخولاني.) قلت: كان إدريس بن يحيى من سادة الأولياء بالديار المصرية، رحمه الله ورضي عنه. وقال ابن أبي حاتم: سئل أبو زرعة عنه فقال: رجل صالح من أفاضل المسلمين، صدوق. وعن عبد الله بن عبد الحكم: سمعت ابن وهيب يقول: ما رأيت صوفياً قط

(15/58)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 59
إلا أحمق، إلا إدريس بن يحيى.
4 (آدم بن أبي إياس العسقلاني الإمام.)
اسم أبيه عبد الرحمن، وقيل: ناهية بن شعيب. أبو الحسن الخراساني المروزي. نشأ ببغداد وسمع بها الكثير، وبالحرمين، والكوفة، والبصرة، والشام، ومصر. وسكن عسقلان إلى أن مات بها. روى عن: ابن أبي ذئب، وشيبان النحوي، وإسرائيل، وحفص بن ميسرة، وحريز بن عثمان، وحماد بن سلمة، وشعبة، والمسعودي، والليث بن سعد، ومبارك بن فضالة، وطائفة.

(15/59)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 60
وعنه: خ، وت، ون، وق بواسطة، وأحمد بن الأزهر، وأحمد بن عبد الله العكاوي اللحياني، وأسحاق بن سويد الرملي، وإسحاق بن إسماعيل الرملي نزيل أصبهان، وسمويه، وثابت بن نعيم الهوجي، وأبو زرعة الدمشقي، وهاشم بن مرثد الطبراني، وأبو حاتم، وخلق كثير. وقال أبو حاتم: ثقة مأمون متعبد، من خيار عباد الله. وقال أحمد بن حنبل: كان مكيناً عند شعبة، وكان من الستة الذين كانوا يضبطون الحديث عند شعبة. وقال أبو حاتم: حضرت

(15/60)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 61
آدم بن أبي إياس وقال له رجل: سمعت أحمد بن حنبل، وسئل عن شعبة، كان يملي عليهم ببغداد أو كان يقرأ قال: كان يقرأ، وكان أربعة أنفس يكتبون: آدم وعلى النسائي. فقال آدم: صدق أحمد. كنت سريع الخط، وكنت أكتب، وكان الناس يأخذون من عندي. وقدم شعبة بغداد، فحدث بها أربعين مجلساً، في كل مجلس مائة حديث، فحضرت أنا منها عشرين مجلساً. وقال إبراهيم بن الهيثم البلدي: بلغ آدم نيفاً وتسعين سنة، وكان لا يخضب. كان اشغل من ذلك، يعني في العبادة.) وقال الحسين الكوكبي: حدثني أبو علي المقدسي قال: لما حضرت آدم بن أبي إياس الوفاة ختم القرآن وهو مسجى. ثم قال: بحبي لك ألا رفقت، فلهذا المصرع كنت أؤملك، لهذا اليوم كنت أرجوك. ثم قال: لا إله إلا الله، ثم قضى. وقال أبو بكر الأعين: أتيت آدم العسقلاني فقلت له: عبد الله بن صالح كاتب الليث يقريك السلام. فقال: لا تقريه مني السلام. قلت: لم قال: لأنه قال القرآن مخلوق. فأخبرته بعذره وأنه أظهر الندامة وأخبر الناس بالرجوع. قال: فأقريه السلام. وقال: إذا أتيت بغداد فاقر أحمد بن حنبل السلام وقل له: يا هذا اتق الله وتقرب إلى الله بما أنت فيه، ولا يستفزنك أحدٌ، فإنك إن شاء الله مشرف على الجنة. وقل له: ثنا الليث، عن ابن عجلان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أرادكم على معصية الله فلا تطيعوه. قال: فأبلغت ذلك أبا عبد الله فقال: رحمه الله حياً وميتاً، فلقد أحسن النصيحة. وقال محمد بن سعد: توفي في جمادى الآخرة سنة عشرين، وهو ابن ثمانٍ وثمانين سنة. وقال الفسوي، ومطين: مات سنة عشرين. وقال أبو زرعة الدمشقي: سنة إحدى وعشرين.

(15/61)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 62
قلت: حدث عنه من القدماء بشر بن بكر التنيسي.
4 (إسحاق بن إبراهيم الحنيني المدني.)
نزيل طرسوس. عن: أسامة بن زيد بن أسلم، وسفيان الثوري، وكثير بن عبد الله المزني، ومالك، وجماعة. وعنه: علي بن ميمون الرقي، ومحمد بن عون الطائي، وأبو الأحوص محمد بن الهيثم، وفهد بن سليمان المصري، وأحمد بن إسحاق الخشاب. قال البخاري: في حديثه نظر.) وقال النسائي: ليس بثقة. وقال ابن عدي: ضعيف.

(15/62)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 63
مات سنة ست عشرة.
4 (أسحاق بن بكر بن مضر بن محمد بن حكيم.)
أبو يعقوب المصري. سمع أباه فقط. وعنه: الحارث بن مسكين، ومحمد وعبد الرحمن ابنا عبد الله بن عبد الحكم، وأخوهما سعد، وموسى بن قريش التميمي، والربيع بن سليمان الجيزي، وخلق آخرهم: يحيى بن عثمان بن صالح. قال أبو حاتم: لا بأس به، عنده درج عن أبيه. وقال ابن يونس: كان فقيهاً مفتياً، وكان يجلس في حلقة الليث بن سعد ويفتي بقول الليث، وكان ثقة. توفي سنة ثمان عشرة. وقال غيره: ولد سنة اثنتين وأربعين ومائة. قلت: أظنه تفقه على الليث.
4 (إسحاق بن بريه الكوفي.)

(15/63)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 64
عن: أبان بن ثعلب، وسليمان بن قرم، وعمار بن زريق. وعنه: يحيى بن زكريا بن شيبان، وجعفر بن عمرو بن عنبسة، وسليمان بن عبد الملك، وأحمد بن الحسن بن عبد الملك الكوفيون. كان صدوقاً.
4 (إسحاق بن حسان.)
أبو يعقوب الخريمي المري. مولاهم الشاعر، له ديوان مشهور. قال أبو حاتم السجستاتي: الخريمي أشعر المولدين. وعن المبرد قال: كان جميل الشعر، مقبولاً عند الكتاب. ذهبت عيناه بعد السبعين ومائة. روى عنه في شعره: الجاحظ، وأحمد بن عبيد بن ناصح.
4 (إسحاق بن خلف الكوفي.)
) صاحب الحسن بن صالح بن حي. زاهد عابد، نزل بالشام وروى عنه: حفص بن غياث. وروى عنه: أحمد بن أبي الحواري، وقال: كان من الخائفين لله، ما دخل

(15/64)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 65
الشام عراقي منذ ستين سنة خير منه. وقال: سمعته يقول: من دخل في السفر والبرية بلا زاد فمات، كان على غير السنة. وقال ابن أبي الحواري: قال لي عمر بن حفص بن غياث: خرج إسحاق بن خلف من الكوفة وما يعدل به أحد.
4 (إسحاق بن سالم الضبي البصري الصائغ.)
عن: عبد الواحد بن زياد، وفضيل بن عياض، وجماعة. وعنه: أبو حاتم: وقال: ثقة لقيته في أيام الأنصاري.
4 (إسحاق بن عيسى بن نجيح بن الطباع.)
أبو يعقوب. أخو محمد ويوسف. بغدادي ثقة. نزل أذنة. سمع: مالكاً، وابن لهيعة، وحماد بن زيد، وشريكاً، وجرير بن حازم،

(15/65)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 66
وحماد بن سلمة، والقاسم بن معن المسعودي، وطائفة. وعنه: أحمد بن حنبل، وأحمد بن منيع، وأبو خيثمة، وعبد الله الدارمي، والحارث بن أبي أسامة، ويعقوب بن شيبة، ويوسف بن مسلم، وخلق. قال صالح جزرة: صدوق. ولد سنة أربعين ومائة. وقال ابن سعد: مات بأذنة في ربيع الأول سنة خمس عشرة. وقيل: سنة أربع عشرة.
4 (أسد بن الفرات.)
الفقيه أبو عبد الله القيرواني المغربي، مولى بني سليم. أحد الكبار من أصحاب مالك. ولد بحران سنة خمسٍ وأربعين ومائة، ودخل القيروان مع أبيه في الغزو.)

(15/66)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 67
وقال ابن ماكولا: أسد بن الفرات قاضي إفريقية، مولده في سنة أربع وأربعين ومائة. روى الموطأ، ورحل إلى الكوفة فأخذ عن أهلها. وسمع عن: يحيى بن أبي زائدة، وأبي يوسف، وجرير بن عبد الحميد، ومحمد بن الحسن الشيباني، وكتب علم أبي حنيفة. أخذ عنه: أبو يوسف القاضي مع تقدمه. وكان قد تفقه قبل ذلك ببلده على علي بن زياد القومسي. وكان جليلاً محترماً كبير القدر. قيل: إنه لما قدم مصر من الكوفة جاء إلى ابن وهب فقال له: هذه كتب أبي حنيفة، وسأله أن يجيب فيها على مذهب مالك. فتورع. فذهب بها إلى ابن القاسم، فأجابه بما حفظ عن مالك وبما يعلم من أصول مالك وقواعده. وتسمى المسائل الأسدية. وحصلت له رئاسة بإفريقية، واشتغلوا عليه. فلما ارتحل سحنون بالأسدية إلى ابن القاسم وعرضها عليه. قال ابن القاسم: فيها شيء لا بد من تغييره. وأجاب عن أماكن. ثم كتب إلى أسد أن عارض كتبك بكتب سحنون، فلم يفعل ذلك. فبلغ ذلك ابن القاسم فتألم وقال: اللهم لا تبارك في الأسدية. فهي مرفوضة عند المالكية. قال أبو زرعة الرازي: كان عند ابن القاسم ثلاثمائة جلد أو نحوه عن مالك مسائل. وكان أسد رجل من أهل الغرب، سأل محمد بن الحسن عن مسائل، ثم سأل ابن وهب، فأبى أن يجيب، فأتى ابن القاسم فتوسع له، وأجابه بما عنده عن مالك وبما يراه. والناس يتكلمون في هذه المسائل.

(15/67)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 68
قال عبد الرحمن الزاهد: قدم علينا أسد فقلت: ما تأمرني، بقول أهل العراق، أو بقول مالك فقال: إن كنت تريد الله والدار الآخرة فعليك بقول مالك. وإن كنت تريد الدنيا فعليك بقول أهل العراق. ولما كان بالعراق كان يلزم محمد بن الحسن فنفدت نفقته، فكلم محمدٌ فيه الدولة، فوصلوه بعشرة آلاف درهم. قال: ومات صاحب لنا، فنودي على كتبه، فكان المنادي يقول: هذه مقابلةٌ على كتب الإفريقي، يريدني. وكنت معروفاً بتصحيح المقابلة. فبيعت ورقتين بدرهم. وعنه قال: قال لي ابن القاسم: كنت أقرأ ختمتين في اليوم والليلة، فأنزل لك عن ختمةٍ، رغبةً) في إحياء العلم. وقال داوود بن أحمد: رأيت أسداً يعرض التفسير، فقرأ قوله تعالى: أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني فقال: ويلم أهل البدع، يزعمون أن الله خلق كلاماً يقول: أنا الله. قلت: ومضى أسد بن الفرات غازياً أميراً من قبل زيادة الأغلبي أمير القيروان، فافتتح بلداً من جزيرة صقلية. وكان رجلاً شجاعاً زحف إليه ملك صقلية في مائة ألف وخمسين ألفاً. قال بعضهم: فلقد رأيت أسداً وفي يده اللواء يقرأ يس، ثم حمل بالناس فهزم

(15/68)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 69
الله المشركين، وانصرف أسد فرأيت الدم قد سال من قناة اللواء على ذراعه وقد جمد. ومرض وهو محاصر سرقوسية ومات هناك في ربيع الآخر سنة ثلاث عشرة ومائتين. ويقال: أن أسداً قال: أيها الأمير عزلتني من القضاء فقال: لا، ولكن زدتك الإمرة، وهي أشرف. فأنت أمير وأنت قاضٍ. رحمه الله.
4 (أسد بن موسى بن إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك بن مروان.)
الحافظ الأموي المرواني. أسد السنة المصري. ولد بمصر، ويقال بالبصرة سنة اثنتين وثلاثين ومائة عند زوال دولة بني مروان. فنشأ في طلب الحديث، وروى عن: شعبة، وجرير بن عبد الحميد،

(15/69)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 70
وبكر بن خنيس، وشيبان النحوي، وعافية بن يزيد، وعبد الرحمن المسعودي، وعبد العزيز الماجشون، وفضيل بن مرزوق، وطائفة. وأقدم شيخ له ابن أبي ذئب، ويونس بن ابي إسحاق. وعنه: أحمد بن صالح، وعبد الملك بن حبيب، وابنه سعيد بن أسد، والربيع المرادي، والربيع الجيزي، والمقدام بن داوود الرعيني، وأبو يزيد بن يوسف القراطيسي، وطائفة. قال النسائي: ثقة، ولو لم يصنف كان خيراً له. وقال البخاري: هو مشهور الحديث، يقال له أسد السنة. وقال ابن يونس: ثقة، توفي بمصر في المحرم سنة اثنتي عشرة، وقد استشهد به البخاري.
4 (أسيد بن زيد بن نجيح.)

(15/70)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 71
مولى صالح بن علي الهاشمي العباسي، أبو محمد الكوفي الجمال.) عن: أبي إسرائيل الملائي، وزهير بن معاوية، وشريك، وعمرو بن شمر، والليث بن سعد، ومحمد بن عطية العوفي، وجماعة. وعنه: خ. حديثاً واحداً قرنه بآخر، عن هشيم، وإبراهيم الحربي، وإسماعيل بن عبد الله سمويه، والحسن بن علي بن عفان، وعيسى بن عبد الله زغاث الطيالسي، وابن وارة، وعدة. قال ابن معين: كذاب، ذهبت إليه إلى الكرخ فأردت أن أقول له يا كذاب فقرفت من شفار الحذائين. وقال النسائي: متروك. وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه. وقال الخطيب: قدم بغداد، وحدث بها، وكان غير مرضي. قلت: كأنه مات قبل العشرين بقليل، وفي هذه الحدود لقيه سمويه.
4 (إسماعيل بن أبان الوراق.)

(15/71)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 72
كوفي مكثر. سمع: إسرائيل، وعبد الحميد بن بهرام، وعبد الرحمن بن الغسيل، ومسعر بن كدام، ويحيى بن يعلى الأسلمي، وأبا المحياة يحيى بن يعلى التيمي، وأبا الأحوص، وجماعة كثيرة. وعنه: خ. وإبراهيم بن ابي بكر بن أبي شيبة، وإبراهيم الجوزجاني، وأحمد بن حازم بن أبي غرزة، وسمويه الإصبهاني، والحسين بن الحكم الحبري، وأبو زرعة الرازي، وأبو محمد الدارمي، ومحمد بن سليمان الباغندي، وخلق كثير. وثقه أحمد، وابو داوود. وقال عباس: عن ابن معين: إسماعيل بن أبان الوراق ثقة، وإسماعيل ابن أبان الغنوي كذاب، وضع حديثاً متنه السابع من ولد العباس يلبس الخضرة، يعني المأمون.

(15/72)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 73
وقيل: كان في الوراق تشيع. وقال مطين: مات سنة ست عشرة.
4 (إسماعيل بن جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس.)
الأمير، أبو الحسن الهاشمي العباسي. كان نبيلاً سيداً كبير القدر. لم يل لبني عمه ولاية.) وقد حدث عن أبيه، عن جده. وتوفي ببغداد سنة ست عشرة، وصلى عليه الأمير إسحاق بن إبراهيم.

(15/73)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 74
4 (إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة.)
القاضي أبو حيان الكوفي الفقيه، قاضي الجانب الشرقي بغداد، ثم قاضي البصرة. روى عن: مالك بن مغول، وابن أبي ذئب، وعمر بن ذر. وعنه: غسان بن الفضل الغلابي، وسهل بن عثمان العسكري، وعمرو بن عبد الله الأودي، وعبد المؤمن بن علي الزعفراني. وكان صالحاً ديناً، عابداً، محمود الفضاء. ولي قضاء الأمين، وولي قضاء البصرة بعد محمد بن عبد الله الأنصاري. قال أحمد بن أبي عمران قاضي مصر: كان إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة إذا سئل ما كان أبو حنيفة يقول فيمن تزوج ذات محرمٍ منه، ودخل بها، قال: ثنا أبو نعيم، عن سفيان الثوري قال: لا حد عليه. وقد ولي إسماعيل أيضاً قضاء الكوفة، ثم قضاء البصرة. ولما عزل عن قضائها بعيسى بن أبان شيعوه وأثنوا عليه وقالوا: عففت عن أموالنا ودمائنا.

(15/74)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 75
فانبسط وقال: وعن أبنائكم. يعرض بيحيى بن أكثم. وقال صالح جزرة: كان جهمياً ليس بثقة. وقال إسحاق بن موسى الأنصاري: سمعت سعيد بن مسلم الباهلي يقول: إسماعيل بن حماد يقول في دار المأمون: القرآن مخلوق، ديني ودين ابي. قلت: توفي سنة اثنتي عشرة ومائتين.
4 (إسماعيل بن داوود بن عبد الله بن مخراق المدني.)
عن: مالك، وهشام بن سعد، ومحمد بن نعيم المجمر. وعنه: محمد بن منصور المكي، وبكر بن خلف، ورزق الله بن موسى المصري، وآخرون. قال أبو حاتم: ضعيف الحديث جداً.

(15/75)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 76
وكذا ضعفه ابن حبان وغيره.
4 (إسماعيل بن صبيح اليشكري الكوفي.)
) عن: مبارك بن حسان، وكامل أبي علاء، وأبي إسرائيل إسماعيل الملائي. وعنه: أبو كريب، والحسن بن الحكم الجري، وجماعة. توفي سنة سبع عشرة، وذكره ابن حبان في الثقات. وممن روى عنه: ولده الحسن، ومحمد بن عبيد بن عتبة الكندي. وكان ذا قوة حافظة. روى أبو سعيد الأشج، عن أبي بكر بن عياش قال: قدم الرشيد الكوفة فأرسل إلي: حدث المأمون. فحدثته نيفاً وأربعين حديثاً، فقال لي رجل معه: يا أبا بكر تريد أن أعيد ما حدثت قلت: نعم. فأعادها كلها ما أسقط منها حرفاً. فقلت: من أنت قال المأمون: هذا إسماعيل بن صبيح.

(15/76)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 77
فقلت: القوم كانوا أعلم بك حين وضعوك هذا الموضع.
4 (إسماعيل بن سعيد بن عبيد الله بن جبير بن حية الثقفي البصري.)
روى عن أبيه. وعنه: بندار، ومحمد بن المثنى، ويحيى بن أبي الخصيب، ويزيد بن سنان القزاز. قال أبو حاتم: أدركته: ولم أكتب عنه، شيخ.
4 (إسماعيل بن عبد الملك الزيبقي البناني.)

(15/77)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 78
عن: الثوري، ومعروف بن واصل، وإبراهيم بن طهمان. وعنه: أبو أمية الطرسوسي، وأبو حاتم، وقال: صدوق.
4 (إسماعيل بن أبي مسعود.)
كاتب الواقدي. روى عن: خلف بن خليفة، وعباد بن العوام. وعنه: عباس الدوري، وعبد الكريم بن الهيثم. بغدادي ثقة.
4 (إسماعيل بن مسلمة بن قعنب.)
أبو بشر الحارثي المصري، أخو القعنبي، ويحيى، وعبد الملك،

(15/78)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 79
وعبد العزيز. وهو مدني سكن) مصر. وحدث عن: أبيه، والحمادين، وشعبة، وعبد الله بن عرادة، والربيع بن صبيح، ووهيب بن خالد، وجماعة. وعنه: الربيع بن سليمان المرادي، وأبو زرعة الرازي، وأبو حاتم، وأبو إسماعيل الترمذي، وأبو يزيد القراطيسي، ويحيى بن عثمان بن صالح، وخلق، وقال أبو حاتم: صدوق. ووثقه ابن حبان وقال: كان من خيار الناس. وقال غيره الحاكم أبو عبد الله: زاهد ثقة. روى له ابن ماجة حديثاً في الوضوء. وقال ابن حبان: مات سنة تسعٍ ومائتين. وهذا لا يصح، فإن أبا زرعة ويعقوب الفسوي لقياه، وإنما رحلا سنة بضع عشرة. ورأيت بخطي أنه توفي سنة سبع عشرة. وكذا أرخه ابن يونس.
4 (أسود بن سالم.)

(15/79)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 80
أبو محمد البغدادي العابد. سمع: حماد بن زيد، وعبيد الله الأشجعي. وعنه: محمد بن عبد الله المخرمي، وأحمد بن زياد السمسار. وكان صديقاً ودوداً لمعروف الكرخي. قال محمد بن جرير: كان ثقةً ورعاً. توفي سنة ثلاثٍ أو أربع عشرة. ويذكر عنه أنه غسل وجهه يوماً من بكرةٍ إلى الظهر، فقيل له في ذلك فقال: رأيت مبتدعاً وقد غسلت وجهي إلى الساعة، وما أظنه نقي.
4 (أسيد بن زيد نجيح.)
مولى صالح بن علي الهاشمي العباسي. أبو محمد الكوفي الجمال. يرتب هنا، وقد تقدم.
4 (أشرف بن محمد.)
) القاضي أبو سعيد النيسابوري الفقيه. تلميذ أبي يوسف القاضي. حدث عن: قيس بن الربيع، وهشيم، وأبي الأحوص، وغيرهم. حدث عنه: محمد بن الحسين البخاري، وإبراهيم بن عبد الله السعدي.

(15/80)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 81
4 (حرف الباء)

4 (بدل بن المحبر بن منبه.)
أبو المنير التميمي اليربوعي الواسطي البصري. عن: شعبة، وزائدة، ووهيب بن ميمون، وحرب بن أبي العالية، وشداد بن سعيد بن أبي طلحة الراسبي، وبشر بن فرقد، وعباد بن راشد، وعبد الملك بن الوليد بن معدان، وجماعة. وعنه: خ، وأبو داوود بواسطة، وأحمد بن الأزهر، وحماد بن عنبسة، وأبو يحيى عبد الله بن أبي ميسرة، بندار، ومحمد بن المثنى، ومحمد بن يونس الكديمي، وأبو مسلم الكجي، وطائفة كبيرة. قال أبو زرعة: ثقة.

(15/81)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 82
وقال أبو حاتم: صدوق. وهو أرجح من أمية بن خالد، وبهز، وحبان، وعفان. قلت: بدل فقد ولا يدرى أين مات، ولا أرخه أحد. ومات في حدود خمس عشرة، ولا يعبأ بقول من ضعفه.
4 (بشر بن آدم.)
أبو عبد الله البغدادي الضرير الأكبر. عن: الحمادين، وشريك، وعبد العزيز بن المختار، وعلي بن مسهر، وطائفة. وعنه: خ، وإسحاق بن راهويه، والذهلي، والدارمي، وعباس الدوري، وأحمد بن الفرات، وإبراهيم الحربي، ومحمد بن غالب تمام، وآخرون. قال أبو حاتم: صدوق. وذكره ابن حبان في الثقات

(15/82)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 83
. وقال هارون الحمال: ولد سنة خمسين ومائة. وقال ابن قانع: مات في ربيع الأول سنة ثمان عشرة.) قال ابن سعد: رأيت أصحاب الحديث يتقون حديثه.
4 (بشر بن أبي الأزهر.)
القاضي أبو سهل النيسابوري الكوفي الفقيه. أحد الأعلام. سمع: شريكاً، وابن المبارك، وخارجة بن مصعب، وابن عيينة. وتفقه على القاضي أبي يوسف. وعنه: الذهلي، وأحمد بن يوسف السلمي، ومحمد بن عبد الوهاب الفراء، وآخرون. وكان من أعيان علماء الكوفة وزهادهم. مات في سادس رمضان سنة ثلاث عشرة ومائتين. وقد كتب إليه المأمون مرة كتاباً فأخذ يبكي.
4 (بشر بن شعيب بن أبي حمزة دينار.)

(15/83)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 84
أبو القاسم الحمصي. مولى قريش. روى عن أبيه بس. وعنه: أحمد بن حنبل، وإسحاق الكوسج، وعمران بن بكار، والبخاري في غير الصحيح، وهو والترمذي والنسائي بواسطة، ومحمد بن يحيى الذهلي، ومحمد بن خالد بن علي، وجماعة. قال أبو حاتم: ذكر لي أن أحمد بن حنبل قال له: سمعت من أبيك شيئاً فقال: لا. قال: فأجاز لك قال: نعم. وقال أبو زرعة: سماعه كسماع أبي اليمان إنما كان إجازةً. وقال ابو اليمان الحكم بن نافع: كان شعيب عسراً، فدخلنا عليه حين احتضر، فقال: هذه كتبي قد صححتها، فمن أراد أن يأخذها فليأخذها، ومن أراد أن يعرض فليعرض. ومن أراد أن يسمعها من ابني فليسمع، فإنه قد سمعها مني. وقال ابن حبان: مات سنة ثلاث عشرة.

(15/84)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 85
قلت: روى خ. عن إسحاق عنه.)
4 (بشر بن غياث بن ابي كريمة.)

(15/85)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 86
أبو عبد الرحمن المريسي العدوي. مولى زيد بن الخطاب. كان من أعيان أصحاب الرأي. أخذ عن أبي يوسف، وبرع في الفقه، ونظر في الكلام والفلسفة. وجرد القول بخلق القرآن وناظر عليه، ودعا إليه. وكان رأس الجهمية. أخذ عن الجهم بن صفوان فيما أرى، ثم تبينت أنه لم يدرك الجهم. وسمع من: حماد بن سلمة، وسفيان بن عيينة. وقد رماه بالكفر غير واحد من الأئمة. ساق الخطيب أقوالهم في تاريخه. ونقل أنه مات في ذي الحجة سنة ثمان عشرة ومائتين. قال البويطي: سمعت الشافعي يقول: ناظرت المريسي في القرعة فذكرت له حديث عمران بن حصين في القرعة فقال: هذا قمار. فأتيت أبا البحتري القاضي فذكرت له قوله فقال: يا أبا عبد الله شاهدٌ آخر وأصلبه.

(15/86)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 87
وقال أبو النضر هاشم: كان أبو بشر المريسي يهودياً قصاراً صباغاً في سويقة نصر بن مالك. وقال غير واحد: قال رجلٌ ليزيد بن هارون: إن عندنا ببغداد رجلاً يقال له المريسي يقول بخلق القرآن. فقال: ما في فتيانكم أحدٌ يفتك به. قلت: وقد كان المريسي أخذ في دولة الرشيد وأوذي لأجل مقالته. قال أحمد بن حنبل، فيما رواه عنه أبو داوود في المسائل: سمعت عبد الرحمن بن مهدي أيام صنع ببشر ما صنع يقول: من زعم أن الله لم يكلم موسى عليه السلام يستتاب، فإن تاب وإلا ضربت عنقه. قال المروذي: سمعت أبا عبد الله، وذكر بشراً، فقال: من كان أبوه يهودياً، أي شيء تراه يكون وقال أحمد بن حنبل: كان بشر يحضر مجلس أبي يوسف فيستغيث ويصيح، فقال له أبو يوسف مرة وهو يناظره: لا تنتهي أو تفسد خشبةً.) وقال أحمد بن الحسن الترمذي: سمعت أحمد بن حنبل يقول: كان المريسي ليس بصاحب حججٍ، بل صاحب خطب. قال أبو عبد الله، فيما رواه عنه الأثرم، أنه سئل عن الصلاة خلف بشر المريسي، قال: لايصلى خلفه.

(15/87)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 88
وقال أبو داوود: سمعت قتيبة يقول: بشر المريسي كافر. وأخبار بشر في ست ورقات في تاريخ الخطيب.
4 (بشر بن القاسم بن الحماد.)
أبو سهل السلمي الهروي، ثم النيسابوري الفقيه الحنفي. حج وسمع من مالك. ودخل مصر وسمع من الليث بن سعد، وابن لهيعة. وبالبصرة من: أبي عوانة، وحماد بن زيد، وأبي الأحوص. وعنه: بنوه الفقهاء: سهل، والحسن، والحسين، ومحمد بن عبد الوهاب الفراء، وأحمد بن يوسف السلمي، وجماعة. وكان رفيق يحيى بن يحيى في الرحلة. توفي في ذي القعدة سنة خمس عشرة.
4 (بشر بن محمد بن أبان السكري.)
عن شعبة، وورقاء، وحريز بن عثمان. وعنه أبو حاتم، وإبراهيم الحربي، وجماعة. وهو صدوق.

(15/88)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 89
4 (بشر بن المعتمر.)
أبو سهل شيخ المعتزلة. من القراء الكبار. ذكره ابن النجار في تاريخ بغداد فقال: ذكره محمد بن إسحاق النديم أنه كوفي، ويقال بغدادي. انتهت إليه رئاسة الاعتزال في وقته. قال: وكان مع ذلك راوية للشعر والأخبار، شاعراً.) وكان جماعة من الفضلاء يفضلونه على أبان اللاحقي، وله قصيدة نحو ثلاثمائة ورقة. وكان أبرص، وله مصنفات كثيرة. توفي سنة عشرٍ، وقد علت سنه.
4 (بشر بن المنذر الرملي.)

(15/89)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 90
روى عن: الليث، وابن لهيعة، ومحمد بن مسلم الطائفي. وعنه: موسى بن سهل الرملي، ومحمد بن عوف الحمصي. قال أبو حاتم: صدوق. أتيناه فدققنا بابه دقاً قوياً، فحلف أن لا يحدثنا. وقد مر.
4 (بكر بن خداش.)
روى عن: عيسى بن المسيب البجلي، وحيان بن علي. وعنه: العباس بن أبي طالب، وأحمد بن يونس الضبي، وغير واحد.
4 (بكار بن الخصيب.)
يؤخر إلى هنا.
4 (بكر بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى القاضي.)
أبو عبد الرحمن الأنصاري الكوفي. عن: ابن عمه عيسى بن المختار، وقيس بن الربيع. وعنه: أبو كريب، وأحمد الدورقي، وإبراهيم بن أبي بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن ابي غرزة.

(15/90)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 91
وثقه الدارقطني. ومات سنة تسع عشرة. ولي قضاء الكوفة.
4 (بكر بن محمد العابد.)
عن: سفيان الثوري، والفضيل بن عياض، وعلي بن بكار. وعنه: أحمد بن أبي الحواري، ومحمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، وحسن بن مالك الضبي، وآخرون. وهو قليل الحديث.)
4 (بلال بن يحيى بن هارون الأسواني.)
أبو الوليد. عن: الليث، ومالك، وابن لهيعة. توفي سنة سبع عشرة ومائتين. روى عنه: يحيى بن محمد رفيقه.

(15/91)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 92
4 (حرف الثاء)

4 (ثابت بن محمد الكوفي.)
أبو محمد العابد. عن: مسعر بن كدام، وفطر بن خليفة، والثوري، وزائدة. وعنه: خ، وأحمد بن ملاعب، وأبو زرعة، وأبو بكر الصنعاني، وأبو حاتم، وآخرون. قال أبو حاتم: صدوق. وقال الحاكم: ليس بضابط.

(15/92)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 93
توفي في ذي الحجة سنة خمس عشرة.
4 (ثمامة بن أشرس.)
أبو معن النميري البصري المتكلم. أحد رؤوس المعتزلة المشهورين. قال المبرد: قال ثمامة: خرجت من البصرة أريد المأمون، فرأيت مجنوناً شد، فقال لي: ما اسمك قلت: ثمامة. قال: المتكلم؟ قلت: نعم.

(15/93)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 94
قال: جلست على هذه الآجرة، ولم ياذن لك أهلها. قلت: رأيتها مبذولة. قال: لعل لهم تدبيراً غير البذل. أخبرني متى يجد النائم لذة النوم إن قلت قبل أن ينام أحلت لأنه يقظان. وإن قلت في حال النوم أبطلت لأنه لا يعقل. وإن قلت بعده، فقد خرج عنه، ولا يوجد الشيء بعد فقده.) فما كان عندي فيها جواب. وعنه أيضاً قال: عدت رجلاً وتركت حماري على بابه. ثم خرجت، فإذا عليه صبي فقلت: لم ركبت بغير إذني قال: خفت أن يذهب، فحفظته لك. قلت: لو ذهب كان أهون علي. قال: فهبه لي وعد أنه ذهب، واربح شكري. فلم أدر ما أقول وقال الخطيب في تاريخه: أنا الحسين بن عبد الله بن عبد الله بن أبي علاثة، أنا أحمد بن جعفر بن سلم، نا أبو دلف هاشم بن محمد الخزاعي، نا الجاحظ سنة ثلاثٍ وخمسين ومائتين: حدثني ثمامة بن أشرس. قال: شهدت رجلاً وقد قدم خصمه إلى والٍ وقال: أصلحك الله، هذا نصيبي، رافضي، جهمي، مشبه، يشتم الحجاج بن الزبير الذي هدم الكعبة على علي بن أبي سفيان، ويلعن معاوية بن أبي طالب. وقال الخطيب: نا الصيمري، نا المرزباني: أخبرني محمد بن يحيى، نا يموت بن المزرع: حدثني الجاحظ قال: دخل أبو العتاهية على المأمون

(15/94)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 95
فطعن على المبتدعة، ولعن القدرية. فقال المأمون: أنت صاحب شعرٍ ولغةٍ، وللكلام قوم. قال: نعم، ولكن أسأل ثمامة عن مسألةٍ، فقل له يجبني. ثم أخرج يده فحركها وقال: يا ثمامة من حرك يدي قال: من أمه زانية. فقال: شتمني والله. قال ثمامة ناقض والله. قال أبو روق الهزاني: نا الفضل بن يعقوب قال: اجتمع ثمامة ومعه يحيى بن أكثم عند المأمون، فقال المأمون ليحيى: ما العشق قال: سوانح تسنح للعاشق يؤثرها ويهيم بها. قال ثمامة: أنت بالفقه أبصر منك بهذا، ونحن أحذق منك. قال المأمون: فقل. قال: إذا امتزجت جواهر النفوس بوصل المشاكلة نتجت لمح نورٍ ساطع تستضيء به نواظر) العقل، ويهتز لإشراقه طبائع الحياة، يتصور من ذلك اللمح نور خاص بالنفس، متصلٌ بجوهرها يسمى عشقاً. فقال المأمون: هذا وأبيك الجواب. هارون بن عبد الله الحمال: أنا محمد بن أبي كبشة قال: كنت في سفينةٍ، فسمعت هاتفاً يقول: لا إله إلا الله، كذب المريسي على الله. ثم عاد الصوت: لا إله إلا الله، على ثمامة، والمريسي لعنة الله. قال: ومعنا رجلٌ من أصحاب المريسي في المركب فخر ميتاً.

(15/95)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 96
اتصل ثمامة بالرشيد، ثم من بعده بالمأمون، وكان أحد من يقول بخلق القرآن. حكى عن تلميذه الجاحظ نوادر وملحاً. كان هو وبشر المريسي آفة على السنة وأهلها. قال الفقيه الحافظ أبو محمد بن حزم: ذكر عنه أنه كان يقول: إن العالم فعل الله بطباعه. وإن المقلدين من اليهود والنصارى وعباد الأوثان لا يدخلون النار، بل بصيرون تراباً. وإن من مات من المؤمنين مصراً على كبيرة مخلد في النار. وإن جميع أطفال المؤمنين يصيرون تراباً ولا يدخلون الجنة.

(15/96)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 97
4 (حرف الجيم)

4 (جعفر بن جسر بن فرقد البصري.)
عن: أبيه، وهشام بن حسان، وحبيب بن الشهيد. قال أبو حاتم: كتبت عنه وهو شيخ. ولقبه شبان. وعنه: أبو أمية الطرسوسي، وأبو مسلم الكجي. وهو ممن يعتبر بحديثه. وله مناكير عن أبيه. وهو أيضاً ضعيف. قال ابن عدي: جعفر بن جسر أحاديثه مناكير. وقال أبو الفتح الأزدي: يتكلمون فيه.

(15/97)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 98
قلت: وقع لي حديثه بعلو، والله أعلم.
4 (جعفر بن عيسى بن عبد الله بن الحسن بن أبي الحسن البصري.)
) الحسني الأنصاري. حدث عن: حماد بن زيد، وجعفر بن سليمان. وولي قضاء الجانب الشرقي في أيام المأمون، وأول دولة المعتصم. وقال أبو زرعة: ولي قضاء الري، وهو صدوق. وقال أبو حاتم: جهمي ضعيف. قلت: روى عنه: أبو الأحوص محمد بن نصر، وإبراهيم السوطي. ومات سنة تسع عشرة.
4 (جنادة بن مروان الحمصي.)
عن: حريز بن عثمان، وعيسى بن أبي رزين الثمالي.

(15/98)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 99
وعنه: إسحاق بن إبراهيم بن العلاء، وعمران بن بكار، ومحمد بن عوف. قال أبو حاتم: ليس بقوي، أخشى أن يكون كذب في حديث عبد الله بن بسر أنه رأى في شارب النبي صلى الله عليه وسلم بياضاً بحيال شفتيه.

(15/99)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 100
4 (حرف الحاء)

4 (حاتم الجلاب المروزي.)
صاحب ابن المبارك. قيل هو ابن العلاء، وقيل ابن يوسف، وقيل ابن إبراهيم. روى أيضاً عن: خالد الطحان، وفضيل بن عياض. وعنه: أحمد بن عبده الأملي، ومحمد بن عبد الله بن قهزاذ، ومحمد بن موسى المروزيون. مات سنة: ثلاث عشرة.
4 (حاتم بن عبيد الله.)
أبو عبيدة النميري. ذكر في الطبقة الماضية.
4 (الحارث بن خليفة.)

(15/100)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 101
أبو العلاء المؤدب. سمع: شعبة، وأبان بن زيد. وعنه: عباس الدوري، ومحمد بن غالب تمتام، وحمدان بن علي.
4 (الحارث بن منصور الواسطي.)
) الزاهد، أبو سفيان، ويقال أبو منصور. عن: سفيان، وإسرائيل، وبحر السقاء، ويزيد بن إبراهيم، وغيرهم. وعنه: الحسن بن مكرم، والباغندي الكبير، وخلف بن محمد كردوس، ويحيى بن جعفر بن الزبرقان، ومحمد بن عبد الملك الدقيقي. قال أبو حاتم: صدوق.
4 (حبان بن هلال الباهلي.)

(15/101)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 102
ويقال الكناني البصري. أبو حبيب. عن: شعبة، وجويرية بن أسماء، وأبان العطار، وحماد بن سلمة، وسلم بن زرير، ومعمر بن راشد، وهمام بن يحيى، وطائفة. وعنه: أحمد بن سعيد الدارمي، وإسحاق الكوسج، وعبد بن حميد، والدارمي، ومحمد بن الحسين الحنيني، ويعقوب الفسوي، وخلق. وثقه ابن معين، وأحمد بن حنبل. وقال ابن سعد: كان ثقة حجةً ثبتاً، امتنع من التحديث قبل موته. قال: ومات بالبصرة في رمضان سنة ست عشرة.

(15/102)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 103
قلت: ولامتناعه لم يسمع منه البخاري، وأبو حاتم، وطبقتهما. وهو مر آخر من حدث عن معمر. قال أحمد بن حنبل: إليه المنتهى بالبصرة في التثبت. قال بكار بن قتيبة: ما رأيت نحوياً يشبه الفقهاء إلا حبان بن هلال، والمازني.
4 (حبيب بن أبي حبيب مرزوق.)
وقيل رزيق. أبو محمد الحنفي مولاهم المدني، كاتب مالك وقارئه. كان يقرأ عليه الموطأ للناس في بعض الأوقات. وبقراءته سمع يحيى بن بكير مرة. قال ابن معين، وغيره: أشر السماع عرض حبيب على مالك. كان يقرأ، فإذا انتهى المجلس صفح أوراقاً وكتب: بلغ.)

(15/103)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 104
وقال أبو أحمد الحاكم: روى أحاديث شبيهة بالموضوعة عن مالك، وابن ابي ذئب، وهشام بن سعد. روى عنه: الربيع بن سليمان الجيزي، وأحمد بن الأزهر. أخبرنا السراج: سمعت محمد بن سهل بن عسكر قال: كتبنا عن حبيب كاتب مالك عشرين حديثاً، فأتينا ابن المديني، فعرضنا عليه فقال: هذا كله كذب. وقال يحيى بن معين: وعامة سماع المصريين عرض حبيب. ثم قال ابن معين: سألوني عنه بمصر فقلت: ليس بشيء. وقال الإمام أحمد: حبيب ليس بثقة. وقال النسائي: متروك. وقال ابن عدي: كان يضع الحديث. ثم روى له عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر، حديثين موضوعين.

(15/104)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 105
وروى عن ابن أبي ذئب، وشبل بن عباد، وهشام بن سعد المناكير، وعنه: عبد الله بن الوليد الحراني، وأحمد بن الأزهر، وحام بن نوح، ومحمد بن مسعود العجمي، وجماعة. سكن مصر وبها توفي سنة ثمان عشرة. ومن حديثه: قال ابن عدي: ثنا محمد بن حاتم بالرملة، وإسماعيل بن محمد بن يوسف أبو هارون الجبريني، وهي مدينة بيت إبراهيم عليه السلام، وحوله قرى، وفيه قبر إبراهيم، وكل من يدخل هذه القرية يضيفونه ويقولون: إنه ضيف إبراهيم. ولإبراهيم عليه السلام أوقاف على الضيافة إلى الساعة. قال: ثنا حبيب، نا ابن أبي ذئب، ومالك، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يعجبنكم إسلام المرء حتى تعلموا ما قبلته. قال ابن عدي: وهذا عن مالك، وابن أبي ذئب باطل، إنما يرد به عبد الله بن محمد الرقي، عن إسحاق بن أبي فروة، عن نافع، وإسحاق متروك الحديث.

(15/105)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 106
4 (حجاج بن رشدين بن سعد.)
أبو الحسن المصري. روى عن: أبيه، وحيوة بن شريح.) توفي سنة إحدى عشرة ومائتين. ضعفه أبو أحمد بن عدي.
4 (حجاج بن منهال الأنماطي البصري.)

(15/106)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 107
أبو محمد. عن: قرة بن خالد، وشعبة، وجويرية، والحمادين، وهمام، وعبد العزيز الماجشون، ويزيد بن إبراهيم التستري، وجماعة. وعنه: خ. والباقون بواسطة، وإسحاق الكوسج، وإسحاق شاذان، وأحمد بن الفرات، وإسماعيل القاضي، وعبد، والدارمي، وعلي بن عبد العزيز البغوي، ومحمد بن يحيى الذهلي، وهلال بن العلاء، وأبو مسلم الكجي، وطائفة. قال أبو حاتم: ثقة فاضل. وقال أحمد العجلي: ثقة، رجل صالح. كان سمساراً يأخذ من كل دينار حبة، فجاء خراسان موسرٌ من أصحاب الحديث، فاشترى له أنماطاً، فأعطاه ثلاثين ديناراً، فقال: ما هذه قال: سمسرتك. قال: دنانيرك اهون علي من هذا التراب. هات من كل دينار حبة. فأخذ ديناراً وكسراً.

(15/107)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 108
وقال خلف كردوس: توفي سنة ست عشرة، وكان صاحب سنة يظهرها. وقال ابن سعد، والبخاري: توفي سنة سبع عشرة، في شوال.
4 (حجاج بن أبي منيع الرصافي.)
عن: جده عبيد الله بن أبي زياد الرصافي، رصافة هشام بن عبد الملك، عن الزهري، وله عنه نسخة كبيرة. وعنه: محمد بن يحيى الذهلي، وابن وارة، وهلال بن العلاء، ويعقوب الفسوي، وأحمد بن مهدي الإصبهاني، وأيوب الوزان، وأبو أسامة عبد الله بن محمد بن أبي أسامة الحلبي، وجماعة. قال هلال: وكان من أعلم الناس بالأرض وما أنبتت، وأعلم الناس بالفرس من ناصيته إلى حافره، وبالبعير من سنامه إلى خفه. وكان مع بني هشام في الكتاب. كذا قال، وإنما الذي كان مع بني هشام جده عبيد الله.) قال الذهلي: لم أر لعبيد الله رواية غير ابن ابنه الذي يقال له حجاج بن ابي منيع. أخرج إلي جزءاً من حديث الزهري، فنظرت فيها فوجدتها صحاحاً.

(15/108)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 109
وذكره ابن حبان في الثقات. وعلق له البخاري في الطلاق. واسم أبيه يوسف بن عبيد الله. وقال هلال بن العلاء: سكن حلب في آخر عمره. وقال الحجاج في سنة ست عشرة ومائتين: أنا اليوم ابن ست وسبعين سنة.
4 (حجاج بن نصير.)
أبو محمد الفساطيطي القيسي البصري.

(15/109)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 110
عن: هشام الدستوائي، وأبي خلدة خالد بن دينار، وقرة بن خالد، وفطر بن خليفة، ومبارك بن عباد، وخلق. وعنه: أحمد بن سعيد الدارمي، والرمادي، ومحمد بن عبد الملك الدقيقي، وأحمد بن الحسن الترمذي، ومحمد بن يونس الكديمي، وأبو محمد الدارمي، وعباس الدوري، وخلق آخرهم أبو مسلم الكجي. قال أبو حاتم: ضعيف ترك حديثه. وقال البخاري: يتكلمون فيه. وقال النسائي: ضعيف لا يكتب حديثه. وذكره ابن حبان في الثقات لكن قال: يخطىء ويهم. وقال مطين: مات سنة ثلاث عشرة. قلت: وساق له ابن عدي أيضاً أحاديث وهم في سندها، أما متونها فمعروفة.

(15/110)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 111
4 (حجين بن المثنى.)
أبو عمر اليمامي نزيل بغداد. عن: عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، وعبد العزيز بن الماجشون، والليث، ومالك، وجماعة. وعنه: أحمد، ومحمد بن رافع، وحجاج بن الشاعر، وأحمد بن منصور الرمادي، وأحمد بن منصور زاج، وعباس الدوري، وطائفة. قال البخاري: كان قاضياً على خراسان، وأصله من اليمامة.) وقال ابن سعد: قدم بغداد، ونزلها، وكان صاحب لؤلؤ وجوهر، لزم السوق، وكان ثقة. قلت: توفي بعد عشرٍ ومائتين، أو قبلها.
4 (الحر بن مالك.)

(15/111)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 112
أبو سهل العنبري البصري. عن: مالك بن مغول، وشعبة، ووهيب. وعنه: بندار، وابن وارة، وأبو حاتم الرازي، وقال: صدوق، ومحمد بن سليمان الباغندي.
4 (حسان بن حسان بن أبي عباد.)
أبو علي البصري نزيل مكة. عن: شعبة، وهمام بن يحيى، وجماعة. وعنه: خ. وأبو زرعة الرازي، ومحمد بن أحمد الجنيد الدقاق،

(15/112)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 113
ويحيى بن عبدك القزويني، وعلي بن الحسن السخاوي. قال أبو حاتم: منكر الحديث. قلت: مات سنة ثلاث عشرة. وكان المقريء يثني عليه.
4 (حسان بن حسان الواسطي.)
شيخ ليس بالقوي، ينفرد عن الثقات. عالم يتابع عليه. قاله الدارقطني. وقال: ليس هو بالذي يروي عنه البخاري.
4 (الحسن بن بلال البصري ثم الرملي.)

(15/113)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 114
عن: جرير بن حازم، وحماد بن سلمة، وأشعث بن براز، ونصر بن طريف. وعنه: جعفر بن مسافر التنيسي، وسعيد بن أسد بن موسى، والفضل بن يعقوب الرخامي، ومحمد بن عون الطائي، وآخرون. قال أبو حاتم: لا بأس به. له حديث في اليوم والليلة.
4 (الحسن بن الحسين العرني الكوفي.)
عن: أجلح بن عبد الله الكندي، وجرير بن عبد الحميد، وأهل الكوفة.) وعنه: جعفر بن عبد الله العلوي، وغيره. ومن متأخري الرواة عنه: الحسين بن الحكم الحبري. ضعفه ابن حبان.
4 (الحسن بن خمير الحرازي.)

(15/114)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 115
حمصي مقل صدوق. عن: إسماعيل بن عباس، والجراح بن مليح البهراني وعنه: عمران بن بكار، ومحمد بن عوف الطائي.
4 (الحسن بن سوار.)
أبو العلاء البغوي المروذي. حدث ببغداد عن: عكرمة بن عمار، وموسى بن علي بن رباح، والليث بن سعد، ومبارك بن فضالة، وإسماعيل بن عياش، وغيرهم. وعنه: أحمد بن حنبل، وأبو حاتم الرازي، وإسحاق الحربي، وهارون الحمال، ومحمد بن إسماعيل الترمذي. قال أبو حاتم: صدوق. ووثقه أحمد.

(15/115)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 116
توفي سنة ست عشرة بخراسان.
4 (الحسن بن عطية بن نجيح.)

(15/116)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 117
أبو علي القرشي الكوفي البزاز. عن: أبي عاتكة صاحب أنس، وعن: حمزة الزيات، وفضيل ابن مرزوق، ويعقوب القمي، وجماعة. وقرأ القرآن على حمزة. قرأ عليه: محمد بن عيسى الإصبهاني، وغيره. وروى عنه: إبراهيم بن أبي بكر بن أبي شيبة، وعباس الدوري، وأبو زرعة الرازي، والبخاري في تاريخه، وأبو حاتم، ومحمد بن غالب تمتام، وطائفة. قال أبو حاتم: صدوق.) وقال البخاري: مات سنة إحدى عشرة ومائتين، أو نحوها. قال محمد بن عيسى الإصبهاني: قرأت عليه القرآن، فقال لي: قرأت على حمزة ختمة.
4 (الحسن بن عنبسة الوراق.)
بصري. روى عن: شعبة، وشريك. وعنه: ابنه حماد، ومحمد بن المثنى الزمن، وجماعة. قال ابن قانع: توفي في رمضان سنة ثلاث عشرة.
4 (الحسن بن قتيبة الخزاعي المدائني.)

(15/117)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 118
عن: مسعر، وموسى بن عبيدة، وعكرمة بن عمار، وحجاج بن أرطأة، وحمزة الزيات، وجماعة. وعنه: الحسن بن عرفة، وأبو أمية الطرسوسي، والحسن بن مكرم، والحارث بن أبي أسامة، وأحمد بن حازم، وأحمد بن حازم بن أبي غرزة. قال الدارقطني: متروك الحديث. وقال أبو حاتم: ضعيف. ويكنى أبا علي. وقد ذكره العقيلي في الضعفاء فروى عن محمد بن بحر الواسطي، عنه حديثاً وهم في سنده. وساق له ابن عدي حديثين منكرين، أحدهما رواه الحسن بن إبراهيم البياضي، عنه قال: ثنا عبد الخالق بن منذر، عن ابن أبي نجيح، ومجاهد، عن ابن عباس رفعه: من تمسك بسنتي عند فساد أمتي فله أجر مائة شهيد.

(15/118)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 119
وهذا أخاف لا يكون موضوعاً، وما فيه مجروح سوى الحسن.
4 (الحسن بن واقع.)
أبو علي صاحب ضمرة بن ربيعة. روى عنه: محمد بن مسلم بن وارة، والبخاري في غير الصحيح، وإسماعيل سمويه، وجماعة.) وهو من أهل الرملة. وثقه ابن حبان. وتوفي سنة عشرين ومائتين. ولا أعلمه روى عن غير ضمرة إلا عن أيوب بن سويد شيئاً. وقد كتب عنه يحيى بن معين، مع تقدمه. وحدث عنه أبو حاتم ويقال: صدوق.
4 (الحسين بن إبراهيم بن الحر بن زعلان.)
أبو علي العامري الفقيه البغدادي الملقب بإشكاب، من أبناء الخراسانية.

(15/119)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 120
روى عن: محمد بن راشد المكحولي، وفليح بن سليمان، وشريك، وجماعة. وعنه: ابناه علي، ومحمد، ومحمد بن إسحاق الصاغاني، وعباس الدوري، ومحمد بن عبد الله المخرمي. قال ابن سعد: لزم أبا يوسف القاضي فأبصر الرأي، ثم قعد عنهم، ولم يزل ببغداد يؤتى في الحديث والفقه إلى أن مات سنة ست عشرة، وهو ابن إحدى وسبعين سنة. ووثقه أبو بكر الخطيب. وروى له البخاري مقروناً بغيره.
4 (الحسين بن حفص بن الفضل بن يحيى بن ذكوان الهمداني.)

(15/120)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 121
أبو محمد الإصبهاني. ثقة، نبيل، كوفي. نقل علماً كثيراً إلى إصبهان، وأفتى بمذهب الكوفيين. وكان إليه الرئاسة والقضاء والفتوى بإصبهان. وروى عن: السفيانين، وهشام بن سعد، وإسرائيل، وإبراهيم بن طهمان، وعبد العزيز بن أبي رواد، وأبي يوسف القاضي، وجماعة. وعنه: حفيده أحمد بن محمد، وأسيد بن عاصم، وإسماعيل سمويه، واحمد بن الفرات، وعمر بن شبة، وأبو قلابة الرقاشي، ومحمد بن إسماعيل الصائغ المكي، ويحيى بن حاتم العسكري، ومحمد بن يونس الكديمي، وجماعة كبيرة. قال أبو حاتم: محله الصدق.) وقال أبو حاتم أيضاً: هو أحب إلي من عصام بن يزيد جبر. وقال أبو نعيم: كان وجه الناس وزينهم. وكان دخله في كل سنة مائة ألف درهم، فما وجبت له زكاة قط. وكانت جوائزه وصلاته دارةً على المحدثين وأهل العلم والفضل مثل أبي مسعود، وعمرو بن علي. وكان من المختصين بسفيان الثوري. وقيل أن سفيان حج على مركبه. قلت: وآخر من روى عنه محمد بن إبراهيم الجيراني.

(15/121)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 122
توفي سنة اثنتي عشرة.
4 (الحسين بن خالد.)
أبو الجنيد، البغدادي الضرير. عن: شعبة، والثوري، وحماد بن سلمة، ومقاتل بن سليمان، وعبد الحكم صاحب أنس، وجماعة. وعنه: سلمان بن ثوبة البهراني، والحسن بن مكرم، والحارث بن أبي أسامة، وغيرهم. قال ابن معين: ليس بثقة.
4 (الحسين بن عروة البصري.)
عن: الحمادين، ومالك. وعنه: أحمد بن المعدل الفقيه، ونصر بن علي الجهضمي، وبكر بن خلف ختن المقريء، وغيرهم. قال أبو حاتم: لا بأس به.

(15/122)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 123
4 (الحسين بن محمد بن بهرام.)
أبو أحمد المروذي المؤدب نزيل بغداد. ويقال أبو علي. عن: شيبان النحوي، وجرير بن حازم، وإسرائيل، وسليمان بن قرم، وابن أبي ذئب، وأبي غسان محمد بن مطرف، وجماعة. وعنه: أحمد، وابن معين، وأبو خيثمة، وعباس الدوري، وإبراهيم الحربي، ومحمد بن يحيى الذهلي، وطائفة.) ومن القدماء: عبد الرحمن بن مهدي. ومن المتأخرين: حنبل بن إسحاق. قال معاوية بن صالح بن أبي عبيد الله الأشعري: قال أبو أحمد حسين بن محمد: قال لي أحمد بن حنبل: اكتبوا عنه. وجاء معي إليه يسأله أن يحدثني. وقال ابن سعد: ثقة.

(15/123)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 124
وقال النسائي: ليس به بأس. قال حنبل: مات سنة ثلاث عشرة. وقال مطين: سنة أربع عشرة.
4 (حفص بن حمزة.)
أبو عمر الضرير البغدادي. عن: سوار بن مصعب، وجماعة. وعنه: الحارث بن أبي أسامة.
4 (حفص بن عمر البصري.)
أبو عمر الضرير. عن: جرير بن حازم، ومبارك بن فضالة، وحماد بن سلمة، وغيرهم.

(15/124)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 125
وعنه: د. وأبو زرعة، وأبو حاتم، ويعقوب الفسوي، وأبو مسلم الكجي، وحفص بن عمر الحبطي السياري، وأبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي، وآخرون. قال أبو حاتم: صدوق، يحفظ عامة حديثه. وقال ابن حبان: كان من العلماء بالفقه، والأخبار، والفرائض، والحساب، والشعر، وأيام الناس، وولد أعمى. وقال ابن عساكر: مات لتسعٍ بقين من شعبان سنة عشرين. كذا ورخ موته أبو داوود.
4 (حفص بن عمر بن خالد.)
أبو عمر المازني البصري. سمع: جعفر بن سليمان الهاشمي، والنضر بن عاصم الهجيمي. وعنه: أبو مسعود يزيد بن خالد، وأبو القلابة الرقاشي.) كناه الحاكم. وقال الدارقطني، يحدث عن: شعبة، وسعيد.
4 (حفص بن عمر الأبلي.)

(15/125)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 126
تقدم في الطبقة الماضية، يؤخر إلى هنا. يروي عن: ثور بن يزيد، ومسعود بن كدام، وعبد الله بن المثنى، وجعفر بن محمد، وغيرهم. وعنه: إبراهيم بن مرزوق، ومحمد بن سليمان الباغندي، وأبو حاتم، ويزيد بن سنان القزاز، وجد أبي جعفر العقيلي. قال: حفص بن عمر بن ميمون أبو إسماعيل الأبلي. قال ابن عدي: أحاديثه كلها منكرة المثنى، أو منكرة الإسناد. وهو إلى الضعف أقرب. قال أبو حاتم: كان شيئاً كذاباً.

(15/126)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 127
4 (حفص بن عمر بن ميمون العدني.)
الملقب بالفرخ. يكنى أبا إسماعيل.

(15/127)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 128
عن: ثور بن يزيد، وابن أبي ذئب، ومالك بن مغول، والحكم بن أبان، والفضل بن لاحق، وشعبة، وطائفة. وعنه: أحمد بن عمر الوكيعي، وعثمان بن طالوت بن عباد، وعباس الترفقي، ومحمد بن حماد الطهراني، ونصر بن علي الجهضمي، ومحمد بن مصفى، وهارون بن ملوك المصري، وآخرون. قال أبو حاتم: أنا أبو عبد الله الطهراني: ثنا حفص بن عمر العدني وكان ثقة. وقال أبو حاتم: كان لين الحديث. وقال النسائي: ليس بثقة. وقال ابن عدي: عامة حديثه غير محفوظ. ويقال له الصنعاني.
4 (حفص بن عمر الحوضي.)
صاحب شعبة. في الطبقة الآتية.)
4 (حفص بن عمر بن حكيم.)

(15/128)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 129
ويعرف بحفص الكفر. عن: هشام بن عروة، وعمرو بن قيس. وعنه: علي بن حرب الطائي، وتمتام. قال ابن عدي: حدث بالبواطيل. ثم ساق له عدة أحاديث واهية.
4 (الحكم بن أسلم.)
وهو ابن سلمان. أبو معاذ الحجبي. عن: شعبة، وعبد العزيز بن مسلم.

(15/129)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 130
وعنه: أبو حاتم وقال: صدوق، ومحمد بن غالب تمتام.
4 (الحكم بن المبارك الباهلي.)
مولاهم البلخي الخاشتي، أبو صالح. عن: مالك، وحماد بن زيد، وشريك، ومحمد بن راشد المكحولي. وعنه: أبو محمد الدارمي، ويحيى بن بشر، ويحيى بن زكريا البلخيان. وثقه ابن حبان. وأخرج له الترمذي، والبخاري في كتاب الأدب. وقد روى عبد بن حميد في مسنده، عن الدارمي، عنه حديثاً، وقع لنا موافقةً بعلوٍ من كتاب الدارمي. قال البخاري: مات سنة ثلاث عشرة أو نحوها.

(15/130)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 131
قال محمد بن العباس بن الأخرم في وصيته: قال الحكم بن المبارك البلخي: أن الجهمي لا يعرف ربه.
4 (الحكم بن المبارك النيسابوري.)
سمع: خارجة بن مصعب، والوليد بن سلمة. روى عنه: قطن بن إبراهيم، ومحمد بن الحجاج العامري النيسابوريان.
4 (الحكم بن محمد الآملي الطبري.)
أبو مروان، نزيل مكة.) سمع: ابن عيينة، ويحيى بن أبي زائدة، وعبد المجيد بن أبي رواد. وعنه: سلمة بن شبيب، والنضر بن سلمة المروزي، والبخاري في كتاب أفعال العباد. وما لينه أحد.

(15/131)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 132
4 (حماد بن عمرو النصيبي.)
أبو إسماعيل. عن: الأعمش، والثوري. وعنه: علي بن حرب، وسعدان، بن نصر، وإبراهيم بن الهيثم. قال ابن معين: ليس بثقة. وقال الفلاس، وغيره: متروك. وروى عنه أيضاً: إبراهيم بن موسى الفراء، ومحمد بن مهران.

(15/132)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 133

(15/133)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 134
4 (حرف الخاء)

4 (خالد بن الحباب البصري.)
أبو الحباب، نزيل حماة. سمع: ابن عون، وسليمان التيمي، وهشام بن حسان. وعنه: أبو حاتم، وغيرهم. حديثه في الغيلانيات. قال أبو حاتم: يكتب حديثه.
4 (خالد بن عبد الرحمن.)

(15/134)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 135
أبو الهيثم الخراساني، نزيل دمشق. سمع: عيسى بن طهمان، ومالك بن مغول، وشعبة، والمسعودي. وعنه: يحيى بن معين ووثقه، وبحر بن نصر الخولاني، والربيع المرادي، ومحمد بن عبد الله بن البرقي، وعبد الله بن أبي ميسرة المكي، وآخرون.
4 (خالد بن عمرو السفلي، بالضم.)
الحمصي. عن: بقية بن الوليد، ومحمد بن حرب، ومروان الفزاري.) وعنه: أبو حاتم الرازي وقال: شيخ. وقال جعفر الفريابي: كان يكذب.

(15/135)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 136
4 (خالد بن القاسم المدائني الحافظ.)
أحد المتهمين بالكذب. وضع على الليث بن سعد أحاديث. قال الخطيب: خالد بن القاسم أبو الهيثم المدائني، عن: الليث، وحماد بن زيد، وعبيد الله بن عمرو الرقي، وجماعة. حدث عنه: عيسى بن أبي حرب، والحسن بن مكرم، والحارث بن أبي أسامة. وقال ابن معين، والبخاري، ومسلم: متروك. وقال ابن معين أيضاً: كان يزيد في الأحاديث، يوصلها لتصير مسندة. وقال أبو يحيى صاعقة: توفي سنة إحدى عشرة ومائتين. وقد روى عنه صاعقة وقال: كذاب، يدعي ما لم يسمع. كنيته أبو الهيثم. وقال أبو زرعة: كذاب.

(15/136)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 137
وقال أبو حاتم: متروك. صحب الليث من العراق إلى مصر.
4 (خالد بن مخلد القطواني.)

(15/137)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 138
أبو الهيثم البجلي. وقطوان موضع بالكوفة. سمع: مالكاً، ونافع بن أبي نعيم، وسليمان بن بلال، وعلي بن صالح بن حي، وأبا الغصن ثابت بن قيس، وعبد الله بن جعفر المخرمي، وكثير بن عبد الله المزني، ومحمد بن موسى الفطري، وجماعة. وعنه: خ. والباقون سوى أبي داوود، عن رجلٍ عنه، وعبد بن حميد، وعباس الدوري، ومحمد بن شداد المسمعي، وأبو أمية الطرسوسي، وطائفة. ومن الكبار: عبيد الله بن موسى. قال ابن معين: ما به بأس. وقال أبو داوود: صدوق لكنه يتشيع. وقال مطين: مات سنة ثلاث عشرة.) وقال ابن سعد: كان منكر الحديث مفرطاً في التشيع، كتبوا عنه ضرورة.

(15/138)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 139
4 (خالد بن يزيد الكاهلي الكوفي.)
المقريء والمجود أبو الهيثم الكحال. من أصحاب جمزة الزيات. روى عن: شيخه ضمرة، وإسرائيل، والحسن بن صالح الفقيه. وعنه: خ، وأبو أمية الطرسوسي، وأبو حاتم، وأبو زرعة، ومحمد بن الحجاج الضبي، وآخرون. وقرأ عليه: سهل بن محمد الحلاب، وغيره. وعنه قال: قرأت على حمزة فقال لي حمزة: حسنها لا جعلني الله فداك. مات سنة اثنتي عشرة. وقال مطين: سنة خمس عشرة. وكان صدوقاً.
4 (خالد بن يزيد.)
أبو الوليد العمري المكي.

(15/139)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 140
سيذكر بعد.
4 (خالد بن يزيد وقيل خالد بن أبي يزيد.)
أبو الهيثم المزرفي، ويقال القطربلي. عن: شعبة، ومندل بن علي، وحماد بن زيد. وعنه: أبو بكر الصاغاني، وعباس الدوري، وبشر بن موسى، وجماعة. قال ابن معين: لم يكن به بأس.
4 (خطاب بن عثمان الطائي الفوزي الحمصي.)
أبو عمرو. وفوز من قرى حمص. سمع: إسماعيل بن عياش، وعيسى بن يونس، ومحمد بن حمير، وجماعة. وعنه: خ.، بواسطة، وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، وإسماعيل سمويه، وسلمة بن أحمد الفوزي، وسليمان بن عبد الحميد البهراني، وآخرون.) قال ابن أبي الدنيا: ثنا القاسم بن هاشم: حدثني خطاب الفوزي وكان يعد من الأبدال.

(15/140)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 141
وذكره ابن حبان في الثقات.
4 (خلاد بن خالد.)
وقيل ابن عيسى. أبو عيسى، وقيل أبو عبد الله الشيباني الصيرفي الكوفي المقريء الأحول. صاحب سليم القاريء. أقرأ الناس مدةً بحرف حمزة. قرأ عليه: أبو بكر محمد بن شاذان الجوهري، وأبو الأحوص محمد بن الهيثم العكبري، ومحمد بن يحيى الخنيسي، والقاسم بن يزيد الوزان وهو أجل أخوانه، وعليه دارت قراءته. وقد سمع الحديث من: الحسن بن صالح بن حي، وزهير بن معاوية. روى عنه: أبو حاتم، وأبو زرعة، وغيرهما. قال أبو حاتم: صدوق. قلت: توفي سنة عشرين بالكوفة. وقد ذكر الداني رجلاً آخر فقال: خلاد بن خالد، ويقال ابن يزيد أبو عيسى الأحول، قرأ عليه حمزة، وهو من أصاحبه. وقال ابن مجاهد: وممن قرأ على حمزة خلاد بن خالد الأحول.

(15/141)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 142
وقال أبو هشام الرفاعي: أقرأ من قرأ على حمزة أربعة: إبراهيم الأزرق، وخالد الكحال، وخلاد الأحول، وكان عبد الرحمن بن أبي حماد أكبرهم وأعلمهم بعلل القرآن.
4 (خلاد بن يحيى بن صفوان.)
أبو محمد السلمي الكوفي. سمع: عيسى بن طهمان، وفطر بن خليفة، وعبد الواحد بن أيمن، وسفيان الثوري، وخلقاً. عنه: خ.، عن رجل عنه، وأبو زرعة، ومحمد بن يونس الكديمي، وبشر بن موسى، وإسماعيل بن يزيد عم أبي زرعة وخال أبي حاتم، وحنبل بن إسحاق. وقال أبو داوود: ليس به بأس. وقال محمد بن عبد الله بن نمير: صدوق إلا أن في حديثه غلطاً قليلاً.) وقال حنبل: مات سنة سبع عشرة.

(15/142)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 143
وقال البخاري: سكن مكة، ومات بها قريباً من سنة ثلاث عشرة.
4 (خلاد بن يزيد بن حبيب بن سيار التميمي البصري.)
قال أبو سعيد بن يونس: روى عن: حميد الطويل، وله عقب بمصر، وبها توفي في ذي الحجة سنة أربع عشرة. قلت: لم يذكره البخاري ولا ابن أبي حاتم، وهو كالمجهول.
4 (خلاد بن يزيد الباهلي البصري الأرقط.)
صهر يونس بن حبيب النحوي. يروي عن: هشام بن الغاز، وسفيان الثوري. وعنه: عمر بن شبة، والفلاس. ذكره ابن حبان في الثقات، وقال: مات سنة عشرين ومائتين.
4 (خلف بن خالد بن إسحاق المصري.)

(15/143)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 144
أبو المضاء مولى قريش. يروي عن: يحيى بن أيوب المصري. قال ابن يونس: توفي في ذي القعدة سنة خمسٍ وعشرين ومائتين. قلت: يغلب على ظني أنه هو الذي بعده لاتفاق العصر والاسم والأب والبلد والولاء. لم يبق إلا الكنية. والمهنا والمضاء من أسرع شيءٍ إلى تصحيف الواحدة بالأخرى، فالله أعلم.
4 (خلف بن خالد أبو المهنأ المصري.)
مولى قريش. عن: الليث، وبكر بن مضر، وابن لهيعة. وعنه: خ. وأبو حاتم، وإبراهيم بن ديزيل، وحبوش بن رزق الله. وعبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم. قال أبو حاتم: شيخ. وقال ابن يونس: مات قبل الثلاثين.
4 (خلف بن الوليد البغدادي الجوهري.)
)

(15/144)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 145
نزيل مكة. سمع: شعبة، وإسرائيل، وأبا جعفر الرازي، وغيرهم. وعنه: أحمد بن أبي خيثمة، وأحمد بن ملاعب، وبشر بن موسى، ويحيى بن عبدك القزويني، وابو زرعة الرازي، ووثقه. توفي سنة اثنتي عشرة بمكة.
4 (الخليل بن عمر بن إبراهيم.)
أبو محمد العبدي البصري. عن: أبيه، وعمر بن سعيد الأبح، وعبيد الله بن شميط بن عجلان. وعنه: محمد بن المثنى، وإسماعيل سمويه، ويعقوب الفسوي، ومحمد بن يحيى الذهلي، ومحمد بن عبد الملك الدقيقي، وعلي بن المديني، ووثقه.

(15/145)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 146
توفي سنة عشرين ومائتين.
4 (الخليل بن أبي نافع المزني الموصلي العابد.)
بلغنا عنه أنه كان يكتب كل ما يتكلم به في لوح ويحصيه، فيجده في آخر النهار بضع عشرة كلمة. توفي ببغداد سنة سبع عشرة، رحمة الله عليه.

(15/146)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 147
4 (حرف الدال)

4 (داوود بن عبد الله بن أبي الكرام محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب.)
أبو سليمان الهاشمي الجعفري المدني. عن: مالك، وإبراهيم بن أبي يحيى، والداروردي. وعنه: أبو بكر بن أبي شيبة، وأخوه عثمان بن أبي شيبة، وابن نمير، وأبو حاتم، ومحمد بن غالب تمتام. وثقه أبو حاتم. وقيل: كان سرياً جواداً ممدحاً مكثراً عن حاتم بن إسماعيل. قال أبو حاتم: كان عنده عن حاتم بن إسماعيل مصنفات شريك نحو ثلاثين جزءاً.
4 (داوود بن المفضل.)
)

(15/147)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 148
أبو الحسن الأزدي البصري الخياط. عن: حماد بن سلمة، وسعيد بن راشد، وغيرهما. وعنه: أبو حاتم، وغيره. قال أبو حاتم: روي عن حماد بن حميد قال: رأيت الحسن يشد أسنانه بالذهب، فتكلم الناس فيه لهذا الحديث وقالوا: إنما روى هذا عبد الرحمن بن مهدي، عن حماد. قال أبو حاتم: وليس هذا مما يوهنه. وصدق أبو حاتم.
4 (داوود بن منصور النسائي.)
أبو سليمان. نزيل بغداد. عن: جرير بن حازم، والليث بن سعد، ومحمد بن راشد المكحولي، وإبراهيم بن طهمان، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، وجماعة. وعنه: علي بن محمد بن علي بن أبي المضاء، ويوسف بن سعيد بن مسلم، وأبو حاتم الرازي، وعبد الكريم الديرعاقولي، وجماعة. ولي قضاء المصيصة، وسكنها. وثقه النسائي. وقال أبو حاتم: صدوق، سمعت منه في سنة عشرين ومائتين.

(15/148)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 149
4 (داوود بن مهران.)
أبو سليمان البغدادي الدباغ. سمع: عبد العزيز بن أبي رواد، وداوود العطار، وعبد الجبار بن الورد، وطائفة. وعنه: محمد بن عبد الرحيم صاعقة، وعيسى زعاث، وعباس الدوري. قال أحمد العجلي: ثقة. توفي داوود سنة سبع عشرة.

(15/149)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 150
4 (حرف الذال)

4 (ذؤيب بن عمامة السهمي المدني.)
أبو عبد الله. عن: عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سهل، ويوسف بن الماجشون، ومالك بن أنس،) ومحرز بن هارون. وعنه: إسحاق بن موسى الأنصاري، وأبو حاتم الرازي، وجماعة. قال أبو حاتم: صدوق. وقال غيره: سكن الموصل وحدث بها، ثم رد إلى المدينة فتوفي بها في ذي الحجة سنة عشرين ومائتين. وهو منسوب إلى جده الأعلى، فهو ذؤيب بن عبد الله بن عمرو بن محمد بن ذؤيب بن عمامة القرشي السهمي.

(15/150)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 151
4 (حرف الراء)

4 (الربيع بن روح الحضرمي الحمصي.)
أبو روح. عن: المغيرة بن عبد الرحمن المخزومي، وبقية، وجماعة. وعنه: محمد بن عوف الطائي، وعمران بن بكار، وأبو حاتم الرازي. وقال: ثقة خياراً.
4 (رواد بن الجراح.)

(15/151)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 152
أبو عصام العسقلاني. عن: الأوزعي، وابن زبر، وخليد بن دعلج، وأبي سعيد الساعدي الراوي عن أنس، وابي بكر الهذلي، وسفيان الثوري، وجماعة. وعنه: يحيى بن معين، وعباس الترفقي، وذاكر بن شيبة شيخ الطبراني، ومحمد بن خلف العسقلاني، ومهنا بن يحيى الشامي. وثقه ابن معين. وقال النسائي: ليس بالقوي، روى غير حديث منكر. وقال عباس، عم ابن معين، ليس به بأس، إنما غلط في حديثٍ عن الثوري. وقال أبو حاتم: محله الصدق، وتغير بآخره. وقال البخاري: كان قد اختلط لا يكاد يقوم حديثه. وقال أحمد بن حنبل: صاحب سنة لا بأس به إلا أنه حدث عن سفيان بمناكير. وقال محمد بن عوف الطائي: دخلنا عسقلان ورواد قد اختلط.)

(15/152)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 153
وقال أبو أحمد الحاكم: كان من أهل خراسان وسنه قريب من سن سفيان الثوري. لم يكن في الشام أكبر منه في وقته.
4 (رويز بن محمد بن رويز بن لاحق البصري.)
عن: شعبة، وأبي شهاب الحناط. وعنه: حاتم بن الليث، وعمر بن شبة، ومحمد بن سليمان الباغندي. صالح الحديث. ولم يورده ابن أبي حاتم. وجاء به الأمير مع وزير.
4 (رويم بن يزيد.)
أبو الحسن المقريء البصري. مولى العوام بن حوشب. روى عن: سلام بن أبي المنذر، والليث بن سعد. وعنه: علي بن المديني، ومحمد بن أبي عتاب الأعين، ومحمد بن عبد الرحيم صاعقة، وجعفر بن محمد بن شاكر، وجماعة. وكان ثقة.

(15/153)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 154
توفي سنة إحدى عشرة. قال الخطيب: وله مسجد بنهر القلائين ببغداد ينسب إليه. كان يقريء فيه. قرأ على: سليم، وميمون القناد. قرأ عليه: محمد بن شاذان الجوهري، وغيره. وهو جد الصوفية رويم المذكور بعد الثلاثمائة، والله أعلم.

(15/154)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 155
4 (حرف الزاي)

4 (زبيدة بنت جعفر بن المنصور أبي جعفر عبد الله بن محمد بن علي.)

(15/155)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 156
واسمها أمة العزيز، وكنيتها أم جعفر الهاشمية العباسية. والدة الأمين محمد بن الرشيد. وقيل لم تلد عباسية خليفة إلا هي. وكان لها حرمة عظيمة، وبر، وصدقات، وآثار حميدة في طريق الحج. والمنصور جدها هو الذي لقبها زبيدة.) ومن أخبارها أنها أنفقت في حجها بضعةً وخمسين ألف ألف درهم. فروى هارون بن سليمان الأصبهاني قال: ثنا رجل من ثقيف يقال له محمد بن عبد الله قال: سمعت إسماعيل بن جعفر بن سليمان يقول: حجت أم جعفر، فبلغت نفقتها في ستين يوماً أربعة وخمسين ألف ألف. وحكى الفضل بن مروان أن زبيدة قالت للمأمون عند دخوله بغداد: أهنئك بخلافة قد هنأت نفسي بها عنك. ولئن فقدت ابناً خليفةً لقد عوضت ابناً خليفةً لم ألده. وما خسر من اعتاض مثلك. وقيل: كان في قصرها من الأموال والحشم والخدم والآلات ما يقصر عنه الوصف. من جملة ذلك مائة جارية كل منهن تحفظ القرآن. فكان يسمع من قصرها كدوي النحل من القراءة. ولم تزل زين نساء العراق في أيام زوجها، وأيام ولدها الأمين، وأيام ابن زوجها المأمون، إلى أن توفيت سنة ست عشرة ومائتين.
4 (زفر بن عبد الله البصري.)
نزيل أذنة. روى عن: حماد بن زيد، وجعفر بن سليمان.

(15/156)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 157
سمع منه: أبو حاتم الرازي سنة عشرين ومائتين، وعاش بعد ذلك قليلاً.
4 (زكريا بن عدي بن زريق، وقيل الصلت بدل زريق.)
أبو يحيى التيمي الكوفي، نزيل بغداد. أخو يوسف بن عدي نزيل مصر. كان أبوهما ذمياً فأسلم. روى عن: شريك، وحماد بن زيد، وأبي الأحوص، وابن المبارك، وعبيد الله بن عمرو الرقي، ويزيد بن زريع، وطبقتهم. وعنه: إسحاق بن راهويه، والكوسج، وحجاج بن الشاعر، وعبد بن حميد، والدارمي، وأحمد بن علي البربهاري، ومعاوية بن صالح الأشعري الدمشقي، ومحمد بن إسماعيل البخاري في غير الصحيح، وفي الصحيح بواسطة، وآخرون. قال أحمد العجلي: كوفي ثقة، رجل صالح متقشف.

(15/157)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 158
وقال المنذر بن شاذان: ما رأيت أحفظ من زكريا بن عدي. جاءه أحمد، وابن معين وقالا:) أخرج إلينا كتاب عبيد الله بن عمرو. فقال: ما تصنعون به. خذوا حتى أملي عليكم كله. وكان يحدث عن عدة من أصحاب الأعمش فيميز ألفاظهم. وقال عبد الرحمن بن خراش: ثقة، ورع. وقيل: إن زكريا لما احتضر قال: اللهم أني إليك لمشتاق. قال ابن سعد: توفي في جمادى الأولى سنة إحدى عشرة. وقال إسماعيل بن أبي الحارث وغيره: توفي يوم الخميس ليومين مضيا من جمادى الآخرة سنة اثنتي عشرة، رحمه الله، ببغداد. وقال أبو عوف البزوري: ما كتبت عن أحدٍ أفضل من زكريا بن عدي. وقال صاعقة: قدم زكريا فكلموا له من استعمله على ضيعة في الشهر بثلاثين درهماً، فقدم بعد شهر وقال: ليس أراني أعمل بقدر الأجرة. واشتكت عينه فأتاه رجل بكحل فقال: أنت ممن يسمع الحديث قال: نعم. فأبى أن يأخذه. قلت: لا اعتبار بما قاله أبو نعيم: ماله وللحديث هو بالتوراة أعلم. قال ابن سعد: هو من موالي تيم الله، كان رجلاً صالحاً ثقة.
4 (زكريا بن عطية البحراني البصري.)

(15/158)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 159
عن: عثمان بن عطاء الخراساني، وسعد بن محمد الزهري. وعنه: الحسن بن علي الحلواني، ومحمد بن إبراهيم الرازي الفامي، وأبو أمية الطرسوسي. قال أبو حاتم: منكر الحديث.
4 (زياد بن يونس الحضرمي الإسكندراني.)
أبو سلامة المقريء. قرأ على: نافع بن أبي نعيم وروى عنه. وعنه: سليمان بن بلال، والليث، ونافع بن عمر، وغيرهم. وعنه: أحمد بن عبد الرحمن الوهبي، ويونس بن عبد الأعلى، ومحمد بن داوود الإسكندراني،) وجماعة. وثقه أبو سعيد بن يونس وقال: كان طلاباً للعلم. توفي سنة إحدى عشرة، وكان يسمى سوسة العلم.
4 (زيد بن المبارك الصنعاني اليمني العابد.)

(15/159)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 160
نزيل الرملة. عن: رباح بن زيد، ومحمد بن ثور، وعبد الملك بن محمد، ويوسف بن زكريا الصنعانيين، وسفيان بن عيينة. وعنه: جعفر بن مسافر، والرمادي، وعباس بن عبد العظيم العنبري. وكان العنبري يعظمه ويثني عليه. وقال أبو حاتم: صدوق، قد أدركته. وقال عباس العنبري: كنا نقول: أحمد بن حنبل بالعراق، وصدقة بن الفضل بخراسان، وزيد بن المبارك باليمن.
4 (زينب بنت الأمير سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس العباسية.)
ولدت بالحميمة من أرض البلقاء في أواخر دولة بني أمية. وأدركت دولة بني العباس من أولها. وحدثت عن: أبيها. روى عنها: عاصم بن علي، وعبد الصمد بن موسى الهاشمي، وأحمد بن الخليل البرجلاني، وآخرون. وكان المأمون يحترمها، ويتأدب معها. وعاشت بضعاً وثمانين سنة. وإليها ينسب طراد الزينبي وأهل بيته.

(15/160)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 161
4 (حرف السين)

4 (سريج بن مسلم الكوفي العابد.)
يروي عن: الثوري، وغيره. وعنه: أبو حاتم وقال: ثقة، ومحمد بن خلف التيمي، وغيرهما. كنيته أبو عمرو.)
4 (سريج بن النعمان بن مروان.)

(15/161)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 162
أبو الحسين. ويقال أبو الحسن البغدادي الجوهري اللؤلؤي. عن: الحمادين، وفليح، وحشرج بن نباتة، وعبد الله بن المؤمل المخزومي، ونافع بن عمر، وأبي عوانة، وجماعة. وعنه: خ. والباقون سوى مسلم بواسطة، وأحمد بن منيع، وإسماعيل سمويه، وإبراهيم الحربي، ومحمد بن رافع، وأبو زرعة الرازي، ومحمد بن إسحاق الصاغاني، وخلق. وروى البخاري أيضاً عن رجل عنه. قال حنبل: توفي يوم الأضحى سنة سبع عشرة ومائتين.
4 (سعدان بن بشر الموصلي التمار.)
عن: سفيان الثوري، وجماعة. وعنه: علي بن الحسين، والمواصلة. توفي سنة سبع عشرة.
4 (سعد بن حفص.)

(15/162)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 163
أبو محمد الطلحي الكوفي المعروف بالضخم، مولى آل طلحة. روى عن: شيبان فقط. وعنه: خ.، وحفص بن عمر الرقي سنجة، وعباس الدوري، وأبو محمد الدارمي، ومحمد بن يحيى الذهلي، وجماعة. قال مطين: كان ثقة، وتوفي سنة خمس عشرة.
4 (سعد بن شعبة بن الحجاج العتكي.)
عن: أبيه، ويحيى بن يسار صاحب الحسن البصري. وقال أبو حاتم: صدوق. قلت: توفي سنة تسع عشرة.
4 (سعد بن عبد الحمبد بن جعفر.)
أبو معاذ الأنصاري الحكمي المدني. نزيل بغداد. سمع: مالكاً، وفليح بن سليمان، وعبد الرحمن بن أبي الزناد.)

(15/163)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 164
وعنه: عباس الدوري، وإسماعيل سمويه، وأحمد بن ملاعب، وإبراهيم الحربي، وطائفة. قال ابن معين، وغيره: ليس به بأس.
4 (سعيد بن أوس بن ثابت بن بشير بن أبي زيد.)

(15/164)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 165
أبو زيد الأنصاري النحوي الإمام، صاحب التصنيفات اللغوية والأدبية، وهو بكنيته اشهر. عن: ابن عوف، وعوف الأعرابي، ومحمد بن عمرو، وسليمان التيمي، وأبي عمرو بن العلاء، وسعيد بن أبي عروبة، ورؤبة بن العجاج، وعمرو بن عبيد شيخ المعتزلة، وطائفة. وعنه: خلف البزار وقرأ عليه القرآن، وأبو عمر الجرمي صالح بن إسحاق، والعباس الرياشي، وأبو حاتم السجستاني، وأبو عبيد القاسم، وأبو عثمان المازني، وعمر بن شبة، وأبو حاتم، والكديمي، وأبو العيناء، ومحمد بن يحيى بن المنذر القزاز، وأبو مسلم الكجي، وخلق. قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يجمل القول فيه ويرفع شأنه، ويقول: هو صدوق. وقال صالح جزرة: ثقة. وقال غيره: أبو زيد الأنصاري، جد هذا، هو أحد الستة الذين جمعوا القرآن في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومات في خلافة عمر بالبصرة. واسمه ثابت بن زيد بن قيس الخزرجي. وعن أبي عثمان المازني قال: كنا عند أبي زيد، فجاء الأصمعي فأكب على رأسه وجلس وقال: هذا عالمنا ومعلمنا منذ ثلاثين سنة. فنحن كذلك إذ جاء خلفالأحمر فأكب على رأسه وقال: هذا عالمنا ومعلمنا منذ عشر سنين. وقال المازني: سمعت أبا زيد يقول: وقفت على قصاب فقلت: بكم البطنان فقال: بمصفعان يا مضرطان فغطيت

(15/165)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 166
رأسي وفررت. وذكر أبو سعيد السيرافي أن أبا زيد كان يقول: كل ما قال سيبويه: أخبرني الثقة، فأنا أخبرته. ومات أبو زيد بعد سيبويه بنيف وثلاثين سنة قال: ويقال إن الأصمعي كان يحفظ ثلث اللغة، وكان أبو زيد يحفظ ثلثي اللغة، وكان الخليل يحفظ نصف اللغة، وكان أبو مالك عمرو بن كركرة الأعرابي يحفظ اللغة كلها. وقال المبرد: كان أبو زيد أعلم الثلاثة بالنحو: أبو زيد، وأبو عبيدة، والأصمعي. وكان له حلقة) بالبصرة. قال أبو موسى الزمن، وأبو حاتم الرياشي: مات سنة خمس عشرة. زاد أبو حاتم: وله ثلاث وتسعون سنة. وعن أبي زيد قال: أردت الأنحدار إلى البصرة، فقلت لابن أخٍ لي: اكتر لنا. فنادى: يا معشر الملاحون. فقلت: ويلك، ما تقول قال: أنا مغرىً بحب النصب.
4 (سعيد بن بريد التميمي الصوفي العارف.)
أبو عبد الله النباجي الزاهد. ==

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المستدرك للحاكم فيه8803 كل احاديثه كلها صحيح ما عدا 160.حديث بعد تعقب الذهبي فضعف100 حديث وابن الجوزي60. حديث يصبح كل الصحيح في المستدرك 8743.حديثا

تعريف المستدركات وبيان كم حال أحاديث  مستدرك الحاكم النيسابوري إذ كل الضعيف 160 .حديثا وقد احصاها الذهبي فقال 100 حديث وذكر ابن الجوزي ...