13.
تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام.
تأليف: شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 167
أخذ عن: الفضيل بن عياض، وغيره. حكى عنه: أحمد بن أبي الحواري، وعبد الله بن خبيق
الأنطاكي، والوليد بن عتبة الدمشقي، وغيرهم. وكان عبداً صالحاً، وعابداً سائحاً.
له أحوال وكرامات. قال ابن أبي الحواري: سمعته يقول: أصل العبادة عندي في ثلاث: لا
ترد من أحكامه شيئاً، ولا تسأل غيره حاجة، ولا تدخر عنه شيئاً. وقال أحمد بن أبي
الحواري: سمعت أبا عبد الله النباجي يقول: تدري أي شيء قلت البارحة قلت: قبيحٌ
بعيدٍ ذليلٍ مثلي يعلم عظيماً مثلك. ما تعلم أنك لو خيرتني بين أن تكون الدنيا
كلها لي أتنعم فيها حلالاً لا أسأل عنها غداً، وبين أن تخرج نفسي الساعة لاخترت
الموت. وقال ابن أبي الدنيا: ثنا داوود بن محمد، سمع أبا عبد الله النباجي يقول:
خمس خصالٍ بها يتم العمل: معرفة الله، ومعرفة الحق، وإخلاص العمل لله، والعمل على
السنة، وأكل الحلال. فإن فقدت واحدة لم يرفع العمل. وذلك أنك إذا عرفت الله ولم
تعرف الحق لم تنتفع. وإذا عرفت الحق وعرفت الله ولم تخلص لم تنتفع. وإذا عرفت الله
والحق وأخلصت ولم تكن على السنة لم تنتفع. وإن تمت الأربع ولم يكن الأكل من الحلال
لم تنتفع. وقال أبو نعيم في الحلية: سمعت أبي يقول: سمعت خالي أحمد بن محمد بن
يوسف: سمعت أبي يقول: كان أبو عبد الله النباجي مجاب الدعوة، له آيات وكرامات،
بينا هو في) بعض أسفاره على ناقة وفي الرفقة رجلٌ عائن قل ما نظر إلى شيءٍ إلا
أتلفه. فقيل له: احفظ ناقتك من العائن. قال: ليس له إليها سبيل. فأخبر العائن
بقوله، فتحين غيبة النباجي وجاء فعان الناقة،
(15/167)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 168
فاضطربت وسقطت. وأتى النباجي فرآها فقال: دلوني عليه، فدلوه. فأتاه فوقف عليه
وقال: بسم الله، حبسٌ حابس، وشهاب قابس. رددت عين العائن عليه، وعلى أحب الناس
إليه، في كلوتيه رشيق، وفي ماله يليق، فارجع البصر هل ترى من فطور ثم ارجع البصر
كرتين ينقلب إليك البصر خاسئاً وهو حسير. قال: فخرجت حدقتا العائن وقامت الناقة لا
بأس بها.
4 (سعيد بن داوود بن سعيد بن أبي زنبر.)
أبو عثمان الزنبري المدني، نزيل بغداد. سمع: مالكاً، وأبا شهاب الحناط. وعنه:
البخاري في الأدب، والرمادي، وإبراهيم الحربي، والحسن بن الصباح البزار، وأبو
حاتم، والحارث التميمي، وآخرون. قال ابن الصباح: كان من خيار الناس. وقال أبو
حاتم: يروي الموطأ، وليس بالقوي. قلت: تفرد عن مالك بمناكير.
(15/168)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 169
قال يحيى بن معين: ما كان عندي بثقة. وقال أبو زرعة: ضعيف. وقال أحمد بن حنبل:
أخاف أن يكون قد خلط على نفسه.
4 (سعيد بن الربيع.)
(15/169)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 170
أبو زيد، صاحب الهروي. شيخ بصري كان يبيع الثياب الهروية. روى عن: قرة بن خالد،
وشعبة، وعلي بن المبارك، وغيرهم. وعنه: خ. وم. وت. ون بواسطة، وحجاج بن الشاعر،
وبندار، وعبد بن حميد، وأبو قلابة الرقاشي، والكديمي، وجماعة.) قال أبو حاتم:
صدوق. توفي في ذي الحجة سنة إحدى عشرة. وكان جده مكاتباً لزرارة بن أوفى.
4 (سعيد بن سلام العطار.)
أبو الحسن البصري. عن: ثور بن يزيد، وزكريا بن إسحاق، وسفيان الثوري. وعنه: أبو
قلابة الرقاشي، وإسماعيل القاضي، وأبو مسلم الكجي، وجماعة. قال أبو داوود: ضعيف.
(15/170)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 171
وقال الدارقطني: متروك. توفي سنة أربع عشرة.
4 (سعيد بن شرحبيل الكندي الكوفي.)
عن: الليث، وابن لهيعة، ويحيى بن العلاء الرازي، وجماعة. وعنه: خ. وس، ق عن رجل
عنه، وأبو كريب، والقاسم بن زكريا الكوفي، وإبراهيم بن أبي بكر بن أبي شيبة،
ووالده، والحارث بن أبي أسامة، وجماعة. قال مطين: مات سنة اثنتي عشرة.
4 (سعيد بن عبد الله بن دينار.)
(15/171)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 172
أبو روح البصري التمار. نزيل دمشق. عن: الربيع بن صبيح، وعبد الواحد بن زيد. وعنه:
سلمة بن شبيب، وعباس الترقفي، وجماعة.
4 (سعيد بن عيسى بن تليد الرعيني.)
مولاهم المصري. وقد ينسب إلى جده. سمع: المفضل بن فضالة، وعبد الله بن وهب، وابن
القاسم، وزين بن شعيب، ورشدين بن سعد، وابن عيينة، وجماعة. وعنه: خ.، ون. عن رجل
عنه، وابن أخيه المقدام بن داوود بن عيسى، وأبو حاتم الرازي،) وجماعة. وثقه أبو
حاتم. وتوفي في ذي الحجة سنة تسع عشرة، وكان كاتباً لغير واحد من قضاة مصر.
4 (سعيد بن مسعدة.)
(15/172)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 173
أبو الحسن البصري، مولى بني مجاشع. ويعرف بالأخفش النحوي. أحد الأعلام. أخذ عن:
الخليل، ولزم سيبويه حتى برع. وكان أسن من سيبويه. قال أبو حاتم السجستاني: كان
الأخفش رجل سوء قدرياً. كتابه في المعاني صويلح إلا أن فيه أشياء في القدر. وقال
أبو عثمان المازني: كان الأخفش أعلم الناس بالكلام وأصدقهم بالجدل. قلت: كان
المازني من تلامذة الأخفش. وروى ثعلب، عن سلمة، عن الأخفش قال: جاءنا الكسائي إلى
البصرة، فسألني أن أقرأ عليه كتاب سيبويه ففعلت، فوجه إلي خمسين ديناراً. قال
سلمة: وكان الأخفش يعلم ولد الكسائي. وكان ثعلب يفضل الأخفش، ويقول: كان أوسع
الناس علماً، وله كتب
(15/173)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 174
كثيرة في النحو والعروض. وعن الأخفش قال: أتيت بغداد ووافيت مسجد الكسائي، فإذا
بين يديه الفراء، والأحمر، وابن سعدان، وغيرهم. فسألته عن مائة مسألة، فأجاب بجوابات
خطأته في جميعها. فهم أصاحبه بالوثوب علي فمنعهم وقال: بالله أنت أبو الحسن سعيد
بن مسعدة قلت: نعم. فقام إلي وعانقني وأجلسني إلى جانبه، ثم قال: أحب أن يتأدب
أولادي بك. فأجبته. ثم فيما بعد سألني أن أؤلف له كتاباً في معاني القرآن. قال
محمد بن إسحاق: توفي الأخفش سنة إحدى عشرة. وقال غيره: توفي سنة اثنتي عشرة. وقيل:
سنة خمس عشرة ومائتين. وله عدة مصنفات.)
4 (سعيد بن المغيرة.)
أبو عثمان المصيصي الصياد. عن: أبي إسحاق الفزاري، وابن المبارك، ومعتمر بن
سليمان. وعنه: الدارمي، وأبو حاتم، وعبد الكريم الديرعاقولي، وإبراهيم بن ديزيل،
ومحمد بن سليمان الكوفي، وجماعة. وكان صالحاً فاضلاً كبير القدر.
(15/174)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 175
قال أبو حاتم: حسبك به فضلاً أنه ابتدأ قرأة كتاب السير فرأيت أهل المصيصة قد
غلقوا حوانيتهم وحضروا مجلسه. قلت: وثقه أبو حاتم، وغيره.
4 (سعيد بن هاشم بن صالح.)
أبو عمر المخزومي، مولاهم المصري الفقيه الفيومي. كان من أصحاب مالك. توفي بالفيوم
سنة أربع عشرة.
4 (سفيان بن زياد البغدادي المخرمي الرصافي.)
عن: عيسى بن يونس، وعبد الله بن ضرار، وغيرهما. وعنه: عباس الدوري، ومحمد بن عبيد
الله بن المنادي، وتمتام، وغيرهم. قال الخطيب: كان ثقة.
4 (السكن بن سليمان الأزدي البصري.)
عن: سلم بن زرير. وعنه: محمد بن يحيى الذهلي. توفي سنة عشرين.
(15/175)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 176
4 (سلامة بن بشر.)
أبو كلثم العذري الدمشقي. عن: يزيد بن السمط، وصدقة بن عبد الله السمين، والحسن بن
يحيى الخشني. وعنه: أبو إسحاق الجوزجاني، وأحمد بن أبي الحواري، ويزيد بن محمد بن
عبد الصمد، وأبو) حاتم وجماعة. قال أبو حاتم: صدوق.
4 (سلام بن سليمان بن سوار المدائني.)
أبو العباس الثقفي الضرير، نزيل دمشق. سمع بإفادة عمه شبابة من: أبي عمرو بن
العلاء، وابن أبي ذئب، وعيسى بن طهمان، وشعبة، وغيرهم. وعنه: أحمد بن الأزهر،
وعباس بن الوليد البيروتي، وعبد الله بن روح، وأبو حاتم، وعثمان بن سعيد الدارمي،
وعلي بن محمد الجكاني، وهارون الأخفشي الدمشقي. قال أبو حاتم: ليس بالقوي. ووثقه
غيره.
(15/176)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 177
وقال ابن عدي: منكر الحديث. توفي بدمشق في حدود العشرين.
4 (سلم بن إبراهيم البصري.)
أبو محمد الوراق. عن: عكرمة بن عمار، وشعبة، ومبارك بن فضالة، وغيرهم. وعنه:
إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد، وأحمد بن صالح الوزان، ومحمد بن يحيى الذهلي،
وتمتام، وآخرون. قال أبو حاتم: شيخ. وضعفه ابن معين.
4 (سلم بن ميمون الخواص الزاهد.)
(15/177)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 178
رازي الأصل. سكن الرملة. وروى عن: مالك، وأبي خالد الأحمر، وجماعة. وعنه: يونس بن
عبد الأعلى، وعمرو بن أسلم الطرسوسي، ومحمد بن عوف الحمصي، وغيرهم. قال إسماعيل بن
مسلم بن قعنب: رأيت كأن القيامة قد قامت، وكأن منادياً ينادي: ألا ليقم) السابقون.
فقام سفيان الثوري. ثم نادى: ألا ليقم السابقون. فقام سلم الخواص. ثم نادى الثالثة
فقام إبراهيم بن أدهم. وقال سلم الخواص: الناس ثلاثة أصناف: صنف شبه الملائكة،
وصنف شبه البهائم، وصنف شبه الشياطين. قال أبو حاتم: أدركته وكان مرجئاً لا يكتب
حديثه. وقد تقدم سليمان الخواص. وعاش ابن ميمون هذا إلى بعد ثلاث عشرة ومائتين.
4 (سلمة بن بشير النيسابوري.)
(15/178)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 179
عن: هشيم، وابن أبي حازم، وطبقتهما. وعنه: أبو زرعة، وأبو حاتم. قيل إنه روى بالري
أربعين ألف حديث سنة إحدى عشرة وبعدها.
4 (سلمة بن داوود العرضي.)
عن: أبي المليح الرقي، وإسماعيل بن عياش. وعنه: صالح بن بشر الطبراني، وأبو حاتم
الرازي وقال: ثقة.
4 (سليمان بن أيوب بن سليمان بن عيسى بن موسى بن طلحة بن عبيد الله التيمي.)
الطلحي الكوفي. أبو أيوب. له عن آبائه نسخة نحو بضعٍ وعشرين حديثاً أورد منها ابن
عدي عدة أحاديث منكرة. روى عنه: الفضل بن سخيت، وأحمد بن منصور الرمادي، ومحمد بن
عمرو بن تمام المصري، وغيرهم.
4 (سليمان بن برد بن نجيح.)
(15/179)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 180
أبو الربيع التجيبي، مولاهم المصري الفقيه، أحد الأئمة. عن: مالك، والليث،
والداروردي، وطبقتهم. قال مقدام بن داوود: ما رأيت أحداً كان أعلم بالقضاء وآلته
منه. روى عنه: مقدام، ومالك بن عبد الله بن سيف.) مات في ذي الحجة سنة اثنتيعشرة
ومائتين.
4 (سليمان بن الحكم بن عوانة الكلبي.)
حدث عن: العلاء بن كثير، والقاسم بن الوليد الهمذاني. وعنه: محمد بن قدامة
المصيصي، ومحمد بن الصباح، ومحمد بن أبي العوام. قال ابن معين: ليس بشيء. وقال
النسائي: متروك.
4 (سليمان بن داوود بن داوود بن علي بن عبد الله بن العباس.)
أبو أيوب، وأبو داوود الهاشمي العباسي الأمير. كان شريفاً جليلاً، عالماً ثقة
سرياً.
(15/180)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 181
بلغنا عن أحمد بن حنبل أنه قال: كان يصلح للخلافة. سمع: عبد الرحمن بن أبي الزناد،
وإسماعيل بن جعفر، وإبراهيم بن سعد، وعبثر بن القاسم، وسفيان بن عيينة، وجماعة.
وعنه: أحمد بن حنبل، ومحمد بن عبد الرحيم صاعقة، وعباس الدوري، وإبراهيم الحربي،
والحارث بن أبي أسامة، وأبو مسلم الكجي، وغيرهم. قال الزعفراني، قال لي الشافعي:
ما رأيت أعقل من هذين الرجلين: أحمد بن حنبل، وسليمان بن داوود الهاشمي. وقال
النسائي، وغيره: ثقة. وعن ابن وارة: سمع سليمان بن داوود يقول: ربما أتحدث بحديث
واحد ولي نية، فإذا أتيت على بعضه تغيرت نيتي، وإذا الحديث الواحد يحتاج إلى نيات.
وقال ابن سعد، وأحمد بن زهير: مات سنة تسع عشرة.
4 (سليمان بن عبيد الله الأنصاري الرقي.)
أبو أيوب الحطاب.
(15/181)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 182
سمع: عبيد الله بن عمرو الرقي، وبقية بن الوليد. وعنه: أبو أمية الطرسوسي،
وإسماعيل سمويه، وأبو حاتم الرازي، وحفص بن عمر سنجة، وطائفة.) قال النسائي: ليس
بالقوي.
4 (سليمان بن عثمان.)
أبو داوود الكلابي البصري العطار. عن: القاسم بن الفضل الحداني، وحزم بن أبي حزم.
وعنه: أسيد بن عاصم. قال أبو حاتم: شيخ.
4 (سليمان بن كران.)
سمع: مبارك بن فضالة، وعمر بن عبد الرحمن الأبار. وعنه: محمد بن مرزوق، ومحمد بن
زكريا الأصبهاني. توفي سنة ثمان عشرة، وهو طفاوي. لينه ابن عدي، وغيره.
(15/182)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 183
وآخر من روى عنه: محمد بن عثمان بن أبي سويد. وهو ابن كران براء مخففة. قيده عبد
الحق في أحكامه في السؤال.
4 (سليمان بن النعمان الشيباني البصري.)
عن: همام بن يحيى، ويحيى بن العلاء. وعنه: أبو زرعة، وأبو حاتم. وقال أبو حاتم:
شيخ.
4 (سليمان بن أبي هوذة.)
عن: حماد بن سلمة، وأبي هلال، وعمرو بن أبي قيس، وجماعة. وعنه: عيسى بن أبي فاطمة،
ومقاتل بن محمد، وسليمان بن داوود القزاز. قال أبو زرعة: صدوق.
(15/183)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 184
4 (سليمان بن محمد الأسلمي اليساري.)
ابن عم مطرف بن عبد الله. سكن الجار، وحدث عن: ابن أبي ذئب، ومالك، ونافع القاريء،
وعبد الرحمن بن زيد بن) أسلم، وجماعة. روى عنه: أبو حاتم. وقال: صدوق.
4 (سهل بن عامر البجلي.)
عن: مالك بن مغول، وفضيل بن مرزوق، وإسرائيل. وعنه: إبراهيم بن أبي بكر بن أبي
شيبة، والحسن بن علي بن عفان، وجماعة. قال أبو حاتم: أدركته بالكوفة. كان يفتعل
الحديث.
4 (سهل بن محمود.)
أبو السري. حدث ببغداد عن: سفيان بن عيينة، وأبي بكر بن عياش. وعنه: محمد بن أحمد
بن السكن، وعباس الدوري. وكان صالحاً ناسكاً ثقة.
(15/184)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 185
توفي كهلاً في سنة خمس عشرة. قال يعقوب بن شيبة: كان أحد أصحاب الحديث، وأحد
النساك.
4 (سوار بن عمارة.)
أبو عمارة الرملي. عن: رجاء بن أبي سلمة، والسري بن يحيى بن عيينة. وعنه: أبو عمير
عيسى بن محمد، وموسى بن سهل، ومحمد بن خلف العسقلاني، وزياد بن أيوب، وأبو زرعة
الدمشقي. قال ابو حاتم: أدركته ولم أسمع منه، وهو صدوق. توفي سنة أربع أو خمس
عشرة.
4 (سورة بن زهير.)
أبو السري الخراساني. روى عن: مسعر بن كدام، وغيره. قال أحمد بن سيار المروزي: ثنا
سورة بن زهير رجل من أهل خراسان لقيته بالإسكندرية أريد أن يتكلم بخلق القرآن
فامتنع.)
(15/185)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 186
4 (حرف الشين)
4 (شداد بن حكيم.)
ولي قضاء بلخ مكرهاً فحكم ستة أشهر وهرب إلى سمرقند. مات سنة ثلاث عشرة ومائتين عن
تسعٍ وثمانين سنة. نقل عن تعاليق ابن قاضي. ذكره المصنف في غير طبقته فنقلته.
4 (شعيب بن يحيى التجيبي العبادي المصري.)
عن: نافع بن يزيد، ويحيى بن أيوب، والليث، ومالك، وغيرهم. وعنه: الحارث بن مسكين،
وعبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم،
(15/186)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 187
وزيد بن بشر، وبكر بن سهل الدمياطي، وجماعة. ذكره ابن حبان في الثقات. وقال ابن
يونس: كان رجلاً صالحاً، غلبت عليه العبادة. توفي سنة إحدى عشرة. وقيل: سنة خمس
عشرة.
4 (شهاب بن معمر.)
أبو الأزهر العوقي البصري ثم البلخي. عن: حماد بن سلمة، وفرات بن السائب، وسوادة
بن أبي الأسود. وعنه: البخاري في الأدب، وأبو قدامة عبد الله السرخسي، وعبد الصمد
بن الفضل البلخي، وجماعة، وابن أخيه أبو شهاب معمر بن محمد. وثقه ابن حبان.
(15/187)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 188
4 (حرف الصاد)
4 (صاعد بن عبيد البجلي الحراني.)
عن: زهير بن معاوية، وموسى بن أعين. عنه: جعفر بن مسافر، ومحمد بن الحجاج الحضرمي،
وأبو محمد الدارمي.
4 (صالح بن مهران.)
) أبو سفيان الشيباني، مولاهم الأصبهاني الصوفي العارف. روى عن: النعمان بن عبد
السلام، وغيره. وعنه: محمد بن عاصم، وأخوه أسيد بن عاصم، ومحمد بن عبد الله بن
الحسن. وكان يمسى الحكيم لعقله وورعه.
(15/188)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 189
وقد دونوا من كلامه رحمه الله. أخرج النسائي، عن الفلاس، عنه. ووثقه الفلاس. وقال
أبو نعيم الحافظ: كان من الورع بمحل. قال أسيد بن عاصم: كان يفتي، وكان أفقه من
الحسين بن حفص.
4 (صالح بن الأمير نصر بن مالك الخزاعي.)
أخو أحمد بن نصر الشهيد. روى عن: ابن أبي ذئب، وشعبة، وجماعة. وعنه: عباس الدوري،
وأحمد بن أبي خيثمة، وآخرون. وثقه محمد بن جرير الطبري. وتوفي سنة تسع عشرة.
4 (الصلت بن محمد.)
أبو همام البصري الخاركي. وخارك من ساحل البصرة.
(15/189)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 190
سمع: حماد بن زيد، ومهدي بن ميمون، وأبا عوانة، وعبد الواحد بن زياد، وجماعة.
وعنه: خ.، ون. عن رجل عنه، وإبراهيم بن المسستمر العروقي، ومحمد بن مرزوق البصري،
وآخرون. وكان أحد الثقات. قال أبو حاتم: صالح الحديث.
(15/190)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 191
4 (حرف الضاد)
4 (الضحاك بن مخلد بن الضحاك بن مسلم بن الضحاك.)
(15/191)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 192
أبو عاصم النبيل الشيباني البصري، التاجر في الحرير، الحافظ. ولد سنة اثنتين
وعشرين ومائة، وسمع: جعفر بن محمد الصادق، ويزيد بن أبي عبيد، وأيمن) بن نابل، بهز
بن حكيم، وزكريا بن إسحاق المكي، وابن جريج، وهشام بن حسان، وابن عون، وسليمان
التيمي، وثور بن يزيد، وابن عجلان، والأوزاعي، وابن أبي عروبة، وخلقاً. وعنه: خ.،
وهو والجماعة عن رجلٍ عنه، وجرير بن حازم أحد شيوخه، وسفيان بن عيينة إن صح، وأحمد
بن حنبل، وأبو خيثمة. وأبو بكر بن أبي شيبة، وبندار، وأبو حفص الفلاس، والدرامي،
والحارث بن أبي أسامة، وأبو مسلم الكجي، وخلق آخرهم موتاً محمد بن حبان البصري
المتوفى بعد الثلاثمائة. قيل إن فيلاً قدم البصرة فخرج الناس يتفرجون، فقال ابن
جريح لأبي عاصم: ما لك لا تخرج قال: لم أجد منك عوضاً. قال: أنت نبيل. وقيل لقب به
لأنه كان فاخر البزة. وقيل: حلف شعبة أن لا يحدث شهراً، فقصده أبو عاصم وقال: حدث
وغلامي حرٌ كفارةً عنك. وكان أبو عاصم حافظاً ثبتاً، لم ير في يده كتاب قط. وكان
فيه مزاح وكيس.
(15/192)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 193
قال عمر بن شبة: والله ما رأيت مثله. وقال البخاري، وغيره: سمعنا أبا عاصم يقول:
ما اغتبت أحداً منذ علمت أن الغيبة تضر أهلها. وقال ابن معين: ثقة، ولم يكن يعرب.
وقال أبو داوود: كان أبو عاصم يحفظ قدر ألف حديث من جيد حديثه، وكان فيه مزاح. قال
إسماعيل بن أحمد أمير خراسان: سمعت أبي يقول: كان أبو عاصم كبير الأنف، فسمعته
يقول: تزوجت امرأةً. فعمدت لأقبلها، فمنعني أنفي، فقالت: نح ركبتك. فقلت: إنما هو
أنف. قال غير واحد: توفي في ذي الحجة في آخر أيام التشريق سنة اثنتي عشرة. وقال
بعضهم: سنة ثلاث عشرة، وأظنه غلطاً. وقد جاوز التسعين بيسير.) قال ابن سعد: كان
ثقةً فقيهاً، مات بالبصرة ليلة الخميس لأربع عشرة خلت من ذي الحجة. قلت: غلط من
قال أنه مات سنة ثلاث عشرة، وذلك لأنه لم يصل خبر موته إلى بغداد إلا في سنة ثلاث
عشرة، فورخه بعض المحدثين فيها. وأما البخاري فقال: مات سنة أربع عشرة في آخرها.
(15/193)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 194
قال يزيد بن سنان القزاز: سمعت أبا عاصم يقول: كنت اختلف إلى زفر بن الهذيل، وثم
آخر يكنى أبا عاصم رث الهيئة يختلف إلى زفر. فجاء أبو عاصم يستأذن، فخرجت جارية
فقالت: من ذا قال: أنا أبو عاصم. فدخلت فقالت لزفر: أبو عاصم بالباب. قال: أيهما
هو فقالت: النبيل منهما. فأذنت لي فدخلت، فقال لي زفر: قد لقبتك الجارية بلقب لا أراه
أبداً يفارقك. لقبتك بالنبيل. فلزمني هذا اللقب. رواها غير واحد عن القزاز. قال
محمد بن عيسى: سمعت أبا عاصم يقول: ما دلست قط، إني لأرجم من يدلس. وفي تهذيب
الكمال، عن البخاري ما ذكرنا من وفاته. كذا قال. وقال شيخنا عبد الله بن تيمية: بل
ذكر البخاري وفاته سنة اثنتي عشرة غير مرة.
(15/194)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 195
4 (حرف الطاء)
4 (طلق بن السمح بن شرحبيل.)
أبو السمح المصري. عن: يحيى بن أيوب، ونافع بن يزيد، وموسى بن علي بن رباح، وقحذم
بن يزيد اللخمي، وحيوة بن شريح، وجماعة. وعنه: ابنه حيوة، والربيع بن سليمان
الجيزي، ومحمد بن عبد الملك بن زنجويه، وعبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم
وآخرون. قال ابن يونس: كان نفاطاً في البحر يومي بالنار، وتوفي بالإسكندرية سنة
إحدى عشرة ومائتين.) قلت: روى النسائي في كتاب اليوم والليلة له حديثاً. وذكره ابن
أبي حاتم في كتابه.
(15/195)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 196
4 (طلق بن غنام بن طلق بن معاوية النخعي.)
ابن عم حفص بن غياث. وكاتب شريك القاضي ثم حفص بن غياث على الحكم. سمع: زائدة،
وشيبان، وشريكاً، والمسعودي، ومالك بن مغول، وهمام بن يحيى، وجماعة. وعنه: خ.
والباقون سوى مسلم بواسطة، وأحمد بن حنبل، وأبو بكر، وعثمان ابنا أبي شيبة، وأبو
كريب، وأبو أمية الطرسوسي، وعباس الدوري، وعبد الله بن الحسين المصيصي، وطائفة.
قال أبو داوود: صالح. وقال ابن سعد: ثقة صدوق.
(15/196)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 197
مات في رجب سنة إحدى عشرة أيضاً.
(15/197)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 198
4 (حرف العين)
4 (عاصم بن يوسف اليربوعي.)
أبو عمرو الكوفي الخياط. عن: أبي الأحوص سلام بن سليم، وقطبة بن عبد العزيز
السعدي، وأبي شهاب الحناط، وإسرائيل بن يونس، وجماعة. وعنه: إبراهيم بن أبي بكر بن
أبي شيبة، وأحمد بن أبي خيثمة، وأحمد بن أبي غرزة الغفاري، وجعفر بن محمد بن
الهذيل، وأبو محمد الدارمي، وجاره يوسف بن موسى القطان، وطائفة. وثقه مطين، وقال:
مات سنة عشرين.
4 (عباد بن صهيب.)
(15/198)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 199
أبو بكر الكليبي البصري. عن: الأعمش، وسعيد بن أبي عروبة، وعمر مولى عفرة، وهشام
بن عروة، وابن عجلان، وأمثالهم. وعنه: حسين بن علي بن مهران، وإبراهيم بن راشد،
ومحمد بن عثمان، ومحمد بن خزيمة البصري.) قال ابن عدي: لعباد تصانيف كثيرة، ومع
ضعفه يكتب حديثه. قال لنا عبدان: عند أحمد بن روح، عن عباد بن صهيب مائة ألف حديث.
قال عبدان: وعباد لم يكذبه الناس، إنما لقن بآخره. وقال البخاري: سكتوا عنه. وكان
يرى القدر. توفي قريباً من سنة اثنتي عشرة ومائتين. وأما ابن معين فروى عنه يحيى
بن عبد الرحمن الأعمش، ولا أعرفه أنه
(15/199)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 200
(15/200)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 201
قال: عباد بن صهيب اثبت من أبي عاصم.
4 (عباد بن موسى.)
أبو عقبة القرشي البصري العباداني الأزرق. نزيل بغداد. عن: سفيان، وإسرائيل،
وإبراهيم بن طهمان، وحماد بن سلمة، وعبد العزيز بن أبي رواد، وجماعة. وقيل أنه سمع
من ابن عون. وعنه: أحمد بن يوسف التغلبي، ومحمد بن إسحاق الصاغاني، وإسحاق الحربي،
وإبراهيم بن فهد الساجي، وجماعة. وثقه الصاغاني، ولم يخرجوا له شيئاً.
4 (عباس بن طالب البصري.)
نزيل مصر. عن: حماد بن سلمة، وأبي عوانة، وروح بن عطاء، وعبد الواحد بن زياد.
(15/201)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 202
وعنه: إسماعيل سمويه، وأبو حاتم. حدث في سنة ست عشرة. قال أبو زرعة: ليس بذاك.
4 (عباس بن الوليد.)
أبو الفضل البصري. نزل الشام وحدث عن: شعبة، ومبارك بن فضالة، وأبي جعفر الرازي.
وعنه: أحمد بن محمد بن سيار العوهي، واحمد بن محمد بن أبي الخناجر الطرابلسي.)
4 (عباس بن الوليد الفارسي ثم الإفريقي.)
أبو الوليد. روى عن: عبد الله بن روح، ومالك بن أنس. قتل شهيداً في رمضان سنة ثمان
عشرة، وذلك عند فتح تونس لما خالفت علي بن الأغلب.
4 (عبد الله بن إسماعيل بن عثمان.)
(15/202)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 203
أبو مالك الجهضمي البصري. عن: شعية، وجرير بن حازم، وحماد بن سلمة، وجماعة. وعنه:
إسحاق بن سيار النصيبي. وكتب عنه أبو حاتم الرازي ولم يحدث عنه. قال: هو لين.
4 (عبد الله بن أيوب التيمي الشاعر.)
مدح الأمين، والمأمون، وغيرهما. وكان شاعراً محسناً.
4 (عبد الله بن جعفر بن غيلان الرقي.)
أبو عبد الرحمن مولى آل عقبة بن أبي معيط. سمع: عبيد الله بن عمرو، وأبا المليح
الحسن بن عمر، وموسى بن أعين الرقيين، وإسماعيل بن عياش، وعبد العزيز الداروردي،
ومعتمر بن سليمان. وعنه: أحمد الدورقي، وإسماعيل بن سمويه، وسلمة بن شبيب،
(15/203)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 204
وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، ومعاوية بن صالح الأشعري، وهلال بن العلاء،
وطائفة آخرهم موتاً أبو شعيب الحراني. وثقه ابن معين، وغيره. وقال هلال: اضر سنة
ست عشرة، وتغير سنة ثمان عشرة، ومات سنة عشرين. قلت: توفي في ثالث وعشرين شعبان
بالرقة. روت الجماعة عن رجلٍ عنه.
4 (عبد الله بن الجهم.)
) أبو عبد الرحمن الرازي. لم يرحل. وسمع من: قاضي الري عكرمة بن إبراهيم، وجرير بن
عبد الحميد، وعمرو بن أبي قيس الرازي، وابن المبارك، وجماعة. وعنه: أحمد بن أبي
سريج، ويوسف بن موسى القطان، وجماعة. قال أبو زرعة: رأيته وكان صدوقاً. لم أكتب
عنه.
(15/204)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 205
4 (عبد الله بن خيران.)
تأخر.
4 (عبد الله بن داوود بن عامر بن الربيع.)
أبو عبد الرحمن الهمداني الشعبي الكوفي المعروف بالخريبي. سكن الخريبة، وهي محلة
بالبصرة. وكان من كبار أئمة الأثر. سمع: هشام بن عروة، والأعمش، وسلمة بن نبيط،
وإسماعيل بن أبي خالد، وثور بن يزيد، وابن جريج، والأوزاعي، وابن أبي ليلى،
وخلقاً. وعنه: الحسن بن صالح بن حي، وسفيان بن عيينة وهما من شيوخه.
(15/205)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 206
ومسدد، ونصر بن علي، وبندار، وعمرو الفلاس، ومحمد بن يحيى الذهلي، والكديمي، وبشر
بن موسى الأسدي، وخلق. قال ابن سعد: كان ثقة، عابداً، ناسكاً. وقال ابن معين: ثقة،
مأمون. وقال الكديمي، عن عبد الله بن داوود قال: كان سبب دخولي البصرة لأن ألقى
ابن عون، فلما صرت إلى قناطر سردارا تلقاني نعيه، فدخلني ما الله به عليم. أبو حفص
الفلاس: سألت عبد الله بن داوود عن بازي أخذ من أرض العدو. فقال: إن كان معلماً
وضع في المغنم، وإن كان وحشياً فهو لصاصة. علي بن حرب: سألت الخريبي عن الأيمان
قال: قولي فيه قول ابن مسعود، وحذيفة، وإبراهيم النخعي: قولٌ عملٌ يزيد وينقص. ثم قال:
أنا مؤمن عند نفسي، ولا أدري كيف أنا عند ربي. وقال زيد بن أخزم: سمعت الخريبي
يقول: نول الرجل أن يكره ولده على طلب الحديث.) ليس الدين بالكلام، إنما الدين
بالآثار. وقال الكديمي عنه: ما كذبت إلا مرةً واحدة. قال لي أبي: قرأت علي العلم
قلت: نعم، وما كنت قرأت عليه. وقال الفلاس: سمعت الخريبي يقول: كانوا يستحبون أن
يكون للرجل خبيئة من عمل صالح لا تعلم به زوجته ولا غيرها. وقال زيد بن أخزم: سمعت
الخريبي يقول: من أمكن الناس من كل ما
(15/206)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 207
يريدون أضروا بدنياه ودينه. وقال أبو داوود: خلف الخريبي أربعمائة دينار. وبعث
إليه محمد بن عباد مائة دينار فقبلها. وقال إسماعيل الخطبي: سمعت أبا مسلم الكجي
يقول: كتبت الحديث وعبد الله بن داوود حي. ولم آته لأني كنت في بيت عمتي. فسألت عن
أولادها فقالوا: قد مضوا إلى عبد الله. فأبطؤا ثم جاؤوا يذمونه وقالوا: طلبناه في
منزله فقالوا هو في بسيتينيةٍ له بالقرب. فقصدناه، فسلمنا، وسألناه أن يحدثنا،
فقال: متعت بكم، أنا في شغلٍ عن هذا. هذه البسيتينية لي فيها معاش، وتحتاج إلى
سقي، وليس لي من يسقيها. فقلنا: نحن ندير الدولاب ونسقيها. فقال: إن حضرتكم نيةٌ
فافعلوا. فتشلحنا وأدرنا الدولاب حتى سقينا البستان. ثم قلنا: تحدثنا قال: متعت
بكم ليس لي نية، وأنتم كانت لكم نية تؤجرون عليها. وقال أحمد بن كامل: نا أبو
العيناء قال: أتيت الخريبي فقال: ما جاء بك قلت: الحديث. قال: إذهب فتحفظ القرآن.
قلت: قد حفظت القرآن. قال: اقرأ أو اتل عليهم نبأ نوحٍ. فقرأت العشر حتى أنفذته.
فقال: إذهب الآن فتعلم الفرائض. قلت: قد تعلمت الفرائض الصلب والجد والكبر.) قال:
فأيهما أقرب إليك ابن أخيك أو ابن عمك؟
(15/207)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 208
قلت: ابن أخي. قال: ولم قلت: لأن أخي من أبي، وعمي من جدي. قال: إذهب الآن فتعلم
العربية. قلت: قد علمتها قبل هذين. قال: فلم قال عمر حين طعن: يالله، يا للمسلمين
قلت: فتح تلك على الدعاء، وكسر هذه على الاستغاثة والاستنصار. فقال: لو حدثت أحداً
لحدثتك. وقال عباس العنبري: سمعت الخريبي يقول: ولدت سنة ست وعشرين ومائة. وقال
الكديمي: مات في النصف من شوال سنة ثلاث عشرة. وقال بشر الحافي: دخلت على عبد الله
بن داوود في مرضه الذي مات فيه، فجعل يقول ويمر يده إلى الحائط: لو خيرت بين دخول
الجنة وبين أن أكون لبنة من هذا الحائط لاخترت أن أكون لبنةً، متى أدخل أنا الجنة.
وكان يقف في القرآن تورعاً وجبناً. قال عثمان بن سليمان بن سافري: قال لي وكيع:
النظر في وجه عبد الله ابن داوود عبادة. وقال إسماعيل القاضي: لما دخل يحيى بن
أكثم البصرة مضى إلى الخريبي، فلما دخل رأى الخريبي مشيته. فلما جلس وسلم قال: معي
أحاديث تحدثني بها. قال: متعت بك، إني لما نظرت إليك نويت أن لا أحدث. قال محمد بن
شجاع: قلت لعبد الله الخريبي إن بعض الناس أخبرني أن أبا حنيفة رجع عن مسائل
كثيرة.
(15/208)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 209
قال: إنما يرجع الفقيه عن القول إذا اتسع علمه.
4 (عبد الله بن داوود الواسطي التمار.)
وهو أقدم وفاةً من الخريبي وأصغر. عن: حنظلة بن أبي سفيان، وابن جريج، وحماد بن
سلمة، والليث بن سعد، وجماعة.) وعنه: محمد بن المثنى، وأحمد بن سنان القطان، وأحمد
بن أبي سريج الرازي، وهارون بن سليمان الأصبهاني، وآخرون. قال ابن المثنى: كان
والله ما علمته، ثقة صاحب سنة. وقال ابن عدي: هو عندي ممن لا بأس به إن شاء الله.
4 (عبد الله بن رجاء الغداني.)
(15/209)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 210
أبو عمرو البصري. عن: شعبة، وعكرمة بن عمار، وهمام، وشيبان، وعاصم بن عمر العمري،
وعبد الرحمن المسعودي، وجرير بن أيوب البجلي، وإسرائيل، وعبد الحميد بن بهرام،
وسعيد بن سلمة بن أبي الحسام، وخلق. وعنه: خ.، ون. ق بواسطة، وإبراهيم الحربي،
وأبو بكر الأثرم، وإسماعيل سمويه، وأسيد بن عاصم، وعثمان بن سعيد الدارمي، وعثمان بن
عمر الضبي، وأبو مسلم الكجي، وعلي بن عبد العزيز البغوي، وأبو خليفة الفضل بن
الحباب، وخلق. كثير الغلظ والتصحيف. وقال أبو حاتم: ثقة، رضىً. وقال ابن المديني:
اجتمع أهل البصرة على عدالة رجلين: أبي عمر الحوفي، وعبد الله بن رجاء.
(15/210)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 211
توفي في سلخ ذي الحجة سنة تسع عشرة. ودفن من الغد سنة عشرين. أما عبد الله بن رجاء
المكي، فقد مر في طبقة وكيع.
4 (عبد الله بن الزبير بن عيسى.)
(15/211)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 212
الإمام أبو بكر القرشي الأسدي الحميدي، لحميد بن زهير بن الحارث أسد المكي. محدث
مكة وفقيهها، وأجل أصحاب سفيان بن عيينة. سمع: ابن عيينة، وعبد العزيز بن أبي
حازم، وعبد العزيز الداروردي، وفضيل بن عياض، ومروان بن معاوية، والوليد بن مسلم،
ووكيعاً، والشافعي، وطائفة. وعنه: خ.، ود. ت. ن. عن رجل عنه، وهارون الحمال، ومحمد
بن يحيى الذهلي، وسلمة بن شبيب، ويعقوب الفسوي، ويعقوب السدوسي، وأبو زرعة، وأبو
حاتم الرازيان، وأبو بكر) محمد بن إدريس المكي وراقه، ومحمد بن عبد الله بن سنجر
الجرجاني، ومحمد بن عبد الله بن البرقي، وبشر بن موسى، والكديمي، وخلق. قال أحمد
بن حنبل: الحميدي عندنا إمام. وقال أبو حاتم: أثبت الناس في ابن عيينة: الحميدي.
قال: جالست ابن عيينة تسع عشر سنة أو نحوها. وقال يعقوب بن سفيان: ثنا الحميدي وما
لقيت أنصح للإسلام وأهله منه. وقال غيره: كان حجةً حافظاً. كان لا يكاد يخفى عليه
شيء من حديث سفيان.
(15/212)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 213
وقال بشر بن موسى: ثنا الحميدي، وذكر حديث إن الله خلق آدم على صورته. فقال: لا
تقول غير هذا على التسليم والرضا بما جاء القرآن والحديث. لا تستوحش أن تقول كما
القرآن والحديث. قال الفسوي: سمعت الحميدي يقول: كنت بمصر، وكان لسعيد بن منصور
حلقة في مسجد مصر يجتمع إليه أهل خراسان وأهل العراق. فجلست إليهم فذكروا شيخاً
لسفيان وقالوا: كم يكون حديثه فقلت: كذا وكذا. فاستكثر ذلك سعيد وابن ديسم. فلم
أزل أذاكرهما بما عندهما عنه، ثم أخذت أغرب عليهما، فرأيت فيهما الحياء والخجل.
وقال محمد بن سهل القهستاني: ثنا الربيع: سمعت الشافعي يقول: ما رأيت صاحب بلغمٍ
أحفظ من الحميدي. كان يحفظ لابن عيينة عشرة آلاف حديث. وقال محمد بن إسحاق
المروزي: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: الأئمة في زماننا: الشافعي، والحميدي، وأبو
عبيد. وقال علي بن خلف: سمعت الحميدي يقول: مادمت بالحجاز، وأحمد بالعراق، وإسحاق
بخراسان لا يغلبنا أحد. وقال السراج: سمعت محمد بن إسماعيل يقول: الحميدي إمامٌ في
الحديث. قلت: والحميدي معدود من الفقهاء الذين تفقهوا بالشافعي.
(15/213)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 214
قال ابن سعد، والبخاري: توفي بمكة سنة تسع عشرة ومائتين.) وقال غيرهما: في ربيع
الأول.
4 (عبد الله بن السري الأنطاكي الزاهد.)
كان من أهل المدائن، وصحب شعيب بن حرب العابد، وروى عنه. وعن: سعيد بن زكريا
المدائني، وصالح المري، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، وحفص بن سليمان القاريء،
وغيرهم. وعنه: خلف بن تميم الكوفي مع تقدمه، وأحمد بن أبي الحواري، وأحمد بن نصر
النيسابوري، وموسى بن سهل الرملي، وعباس الدوري، وأحمد بن خليل الحلبي شيخ
الطبراني، وآخرون. له حديث واحد في سنن ابن ماجة: عن الحسين بن أبي السري، عن خلف
بن تميم، ثنا عبد الله بن السري، عن ابن المنكدر، عن جابر، رفعه قال: سيلعن آخر
هذا الأمة أولها. أسقط خلف، أو من بعده من إسناده سطراً، إما عمداً أو غلطاً. فإن
أحمد بن خليد الحلبي، وغيره رووه عن عبد الله بن السري الأنطاكي: ثنا سعيد بن
زكريا، ثنا عنبسة بن عبد الرحمن، عن محمد بن زادان، عن محمد بن المنكدر.
(15/214)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 215
وكذلك رواه محمد بن معاوية الأنماطي، عن سعيد بن المدائني. وحديث خلف وقع عالياً
في جزء محمد بن الفرج الأزرق عنه، عن عبد الله بن السري. قال ابن عدي: لا بأس به.
4 (عبد الله بن سليم.)
أبو عبد الرحمن الجزري الرقي. عن: أبي المليح، وعبيد الله بن عمرو، وعيسى بن يونس.
وعنه: أيوب الوزان، ومحمد بن جبلة الرافقي، ومحمد بن علي بن ميمون الرقي. مات سنة
ثلاث عشرة.
(15/215)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 216
4 (عبد الله بن سنان الهروي.)
روى عن: عبد الله بن المبارك، ويعقوب القمي، وفضيل بن عياض. وعنه: الذهلي، وأبو
زرعة، وبشر بن موسى، وجماعة. توفي سنة ثلاث عشرة. وثقه أبو داوود.)
4 (عبد الله بن صالح بن مسلم العجلي الكوفي المقريء.)
والد الحافظ أحمد بن عبد الله صاحب التاريخ. قرأ القرآن على: حمزة الزيات، وهو آخر
من قرأ عليه موتاً.
(15/216)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 217
وروى عنه: وعن: أبي بكر النهشلي، والحسن بن صالح بن حي، وعبد الرحمن بن ثابت بن
ثوبان، وفضيل بن مرزوق، وزهير بن معاوية، وحماد بن سلمة، وأسباط بن نصر، وشبيب بن
شيبة، وعبد العزيز الماجشون، وجماعة. وعنه: البخاري، فيما قيل، وابنه أحمد بن عبد
الله العجلي، وأحمد بن أبي غرزة، وأحمد بن يحيى البلاذري الكاتب، وبشر بن موسى،
وأبو زرعة الرازي، وأبو حاتم، ومحمد بن غالب تمتام، وإبراهيم الحربي، وخلق سواهم.
ولد بالكوفة سنة إحدى وأربعين ومائة، وسكن بغداد وأقرأ بها. تلا عليه: أبو حمدون
الطيب بن إسماعيل بن نصر الرازي. قال عبد الخالق بن منصور، عن ابن معين: ثقة. وقال
أبو حاتم: صدوق. وقال ابن حبان في كتاب الثقات: كان مستقيم الحديث.
4 (فصل)
قال خ. في تفسير سورة الفتح: ثنا عبد الله، ثنا عبد العزيز بن أبي سلمة، عن هلال،
عن عطاء بن يسار، عن عبد الله بن عمرو، فذكر حديث: إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً
ونذيراً. قال أبو نصر الكلاباذي، وأبو القاسم اللالكائي، والوليد بن بكر الأندلسي:
عبد الله هو ابن صالح العجلي. وقال أبو علي بن السكن، في روايته عن الفربري، عن
البخاري: ثنا عبد الله بن مسلمة، يعني القعنبي، نا عبد العزيز، فذكره. وقال أبو
مسعود الدمشقي في الأطراف: عبد الله هو ابن رجاء، ثم قال:
(15/217)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 218
والحديث عند عبد الله بن رجاء، وعبد الله بن صالح. وقال أبو علي الغساني: عبد الله
هو ابن صالح كاتب الليث. وتابعه على ذلك أبو الحجاج شيخنا، وقال: هو أولى الأقوال
بالصواب، لأن البخاري رواه في باب الإنبساط إلى الناس من) كتاب الأدب له. فقال:
ثنا عبد الله بن صالح، عن عبد العزيز بن أبي سلمة، ورواه في البيوع من الصحيح عن
العوقي. والحديث عنده بهذين الإسنادين في الصحيح وفي كتاب الأدب. إلى أن قال: وإذا
تقرر أن البخاري روى هذا الحديث عن عبد الله بن صالح، وقع الاشتراك بين العجلي،
وبين الكاتب. فكونه كاتب الليث أولى لأنا تيقنا أن البخاري قد لقي كاتب الليث
وأكثر عنه في التاريخ وغيره من مصنفاته. وعلق عنه في أماكن من الصحيح، عن الليث،
عن عبد العزيز بن أبي سلمة. وهذا معدوم في حق العجلي، فإن البخاري ذكر له ترجمةً
في التاريخ مختصرةً جداً، لم يرو عنه فيها شيئاً، ولا وجدنا له رواية متيقنة عنه لا
في الصحيح ولا في غيره. وقد روى في التاريخ، عن رجلٍ، عنه. وأيضاً فلم نجد للعجلي
روايةً، عن عبد العزيز بن أبي سلمة سوى حديثٍ واحدٍ رواه إبراهيم الحربي، عنه، عن
عبد الله بن دينار، عن ابن عمر: الظلم ظلمات يوم القيامة. بخلاف كاتب الليث فإنه
روى الكثير عن عبد العزيز بن أبي سلمة. قلت: وأيضاً، فإن الناس رووا الحديث
المذكور عن كاتب الليث. وقد روى البخاري في الجهاد من صحيحه فقال: ثنا عبد الله،
ثنا عبد العزيز بن أبي سلمة، عن صالح بن كيسان، عن سالم، عن أبيه: كان النبي صلى
الله عليه وسلم إذا قفل من حج. الحديث.
(15/218)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 219
وقال أبو علي بن السكن، عن الفربري، عن البخاري، ثنا عبد الله بن يوسف. ثم رواه
ابن السكن في مصنفه من حديث عبد الله بن يوسف. وقال أبو مسعود في الأطراف: هذا
الحديث رواه الناس عن عبد الله بن صالح، وقد روي أيضاً عن عبد الله بن رجاء، فالله
أعلم أيهما هو وقال أبو علي الغساني: هو عبد الله بن صالح كاتب الليث. ثم ظفرنا
برواية البخاري، عن كاتب الليث في نفس الصحيح ولله الحمد. وذلك أنه في مكان خفي.
فإنه روى حديثاً علقه فقال: وقال الليث، عن جعفر بن ربيعة في الذي نجر الخشبة
وأوقرها الألف دينار. ثم قال في آخر الحديث: حدثني عبد الله بن صالح، ثنا الليث
بهذا.) قال أحمد العجلي: ولد أبي سنة إحدى وأربعين ومائة. وتوفي سنة إحدى عشرة وله
سبعون سنة. قلت: الظاهر أن أحمد لم يضبط وفاة أبيه، وأظنه عاش إلى قريب العشرين.
فإنه روى عنه من لا يعرف له سماع في سنة إحدى عشرة، بل بعدها بأربع سنين، وخمس
سنين، وأكثر. فروى عنه: أبو زرعة، وأبو حاتم، وإبراهيم الحربي، وإبراهيم بن عبد بن
الجنيد، وإبراهيم بن دروقا، ومحمد بن إسماعيل الترمذي، ومحمد بن العباس المؤدب
مولى بني هاشم، ومحمد بن غالب
(15/219)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 220
تمتام، وهؤلاء من طلبه بعد سنة إحدى عشرة. وأول رحلة أبي حاتم سنة ثلاث عشرة. ولا
أعلم لأكثرهم سماعاً إلا بعد ذلك. والله أعلم.
4 (عبد الله بن عبد الحكم بن أعين بن ليث.)
الفقيه أبو محمد المصري، والد الفقيه محمد، وسعد، وعبد الرحمن، وعبد الحكم. ويقال
إنه مولى عثمان رضي الله عنه. سمع: مالكاً، والليث، ومفضل بن فضالة، ومسلم بن خالد
الزنجي، ويعقوب بن عبد الرحمن الإسكندراني، وابن وهب، وابن القاسم، وبكر بن مضر،
وجماعة. وعنه: بنوه الأربعة، والدرامي، وخير بن عرفة، ومحمد بن عبد الله بن
البرقي، ومقدام بن داوود الرعيني، ويوسف بن يزيد القراطيسي، ومالك بن عبد الله بن
سيف التجيبي، ومحمد بن عمرو أبو الكروس المصري، وآخرون. قال أبو زرعة: ثقة. وقال
ابن وارة: كان شيخ مصر.
(15/220)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 221
وقال أحمد العجلي: لم أر بمصر أعقل منه ومن سعيد بن أبي مريم. وقال ابن حبان: كان
ممن عقل مذهب مالك وفرع على أصوله. وذكر أبو الفتح الأزدي في الضعفاء: أن ابن معين
كذب عبد الله. وذكر هذا الساجي، عن ابن معين. وقد حدث عن الشافعي محمد بن عبد الله
بن عبد الحكم بكتاب الوصايا. قال الساجي: فسألت الربيع فقال: هذا الكتاب وجدناه
بخط الشافعي ولم يحدث به، ولم يقرأ عليه. قلت: تكذيب يحيى له لم يصح.) وقال أبو
عمر الكندي في كتاب الموالي بمصر: ومنهم عبد الله بن عبد الحكم بن أعين. سكن عبد
الحكم وأبوه جميعاً بالإسكندرية وماتا بها. وولد عبد الله سنة خمسٍ وخمسين ومائة،
وتوفي في رمضان سنة أربع عشرة. وقال ابن عبد البر: صنف كتاباً اختصر فيه أسمعته من
ابن القاسم، وابن وهب، وأشهب. ثم اختصر من ذلك كتاباً صغيراً. وعليهما مع غيرهما
عن مالك قول البغداديين المالكية في الدراسة. وإياهما شرح أبو بكر الأبهري. قلت:
وقد صنف كتاب الأموال، و كتاب فضائل عمر بن عبد العزيز وسارت بتصانيفه الركبان.
وكان محتشماً نبيلاً، متمولاً، رفيع المنزلة. وهو مدفون إلى جانب الشافعي. وهو
الأوسط من القيود الثلاثة.
(15/221)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 222
وقال أبو إسحاق الشيرازي: كان أعلم أصحاب مالك بمختلف قوله. أفضت إليه الرئاسة
بمصر بعد أشهب. قيل أنه أعطى الشافعي ألف دينار.
4 (عبد الله بن عثمان بن عطاء بن أبي مسلم الخراساني.)
أبو محمد. أخو محمد بن عثمان. من أهل الرملة. روى عن: عطاف بن خالد المخزومي، وطلحة
بن زيد الرقي، ومسلم بن خالد الزنجي، وشهاب بن خراش، وغيرهم. ووهم من قال إنه روى
عن أبي مالك الأشجعي. روى عنه: إبراهيم بن محمد بن يوسف الفريابي، وإسماعيل سمويه،
ومحمد بن إسماعيل البخاري، وموسى بن سهل الرملي، وأبو حاتم الرازي وقال: سمعت منه
بالرملة سنة سبع عشرة. ذكره ابن حبان في الثقات.
4 (عبد الله بن غالب العباداني.)
عن: الربيع بن صبيح، وعبد الله بن زياد البحراني، وعامر بن يساف. وعنه: عباد بن
الوليد الغبري، وعباس الترقفي، ومحمد بن عبدك القزاز،
(15/222)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 223
ويحيى بن عبدك القزويني، ومحمد بن يحيى الأزدي.)
4 (عبد الله بن مروان.)
أبو شيخ الحراني. عن: زهير بن معاوية، وعيسى بن يونس. وعنه: أبو حاتم الحافظ،
وإبراهيم بن الهيثم البلدي، وإسحاق الحربي. وغيرهم. وثقه أبو حاتم، ولقيه في سنة
ثلاث عشرة ومائتين.
4 (عبد الله بن نافع بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام.)
أبو بكر الأسدي الزبيري المدني. وليس بالصائغ. ذاك مخزومي، وهذا
(15/223)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 224
يقال له عبد الله بن نافع الأصغر. يروي عن: مالك، وعبد العزيز بن أبي حازم، وأخيه
عبد الله بن نافع الأكبر. وعنه: محمد بن يحيى الذهلي، ومعروف الحمال، ويعقوب بن
شيبة، وعباس الدوري، وأحمد بن المعدل الفقيه، وأحمد بن الفرج الحمصي، وطائفة. قال
ابن معين: صدوق. وقال البخاري: أحاديثه معروفة. وقال الزبير بن بكار: كان المنظور
إليه من قريش بالمدينة في هديه وفقهه وعفافه. وكان قد سرد الصوم وقد توفي في
المحرم سنة ست عشرة وهوابن سبعين سنة. وكذا ورخ البخاري وفاته. وأما الصائغ فقد
مر.
4 (عبد الله بن هارون بن أبي عيسى.)
أبو علي الشامي، نزيل البصرة. عن: أبيه، ويونس بن عبيد، وسعيد بن أبي عروبة.
(15/224)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 225
وعنه: ابن المديني، والفلاس، والكديمي، وسليمان بن سيف الحراني، وأبو قلابة
الرقاشي، وجماعة. وكان صدوقاً. كان حياً سنة إحدى عشرة.
4 (عبد الله المأمون بن هارون الرشيد بن محمد المهدي بن عبد الله المنصور.)
)
(15/225)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 226
(15/226)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 227
أبو العباس الهاشمي. ولد سنة سبعين ومائة عندما استخلف أبوه الرشيد. وقرأ العلم في
صغره، وسمع من هشيم، وعباد بن العوام، ويوسف بن عطية، وأبي معاوية الضرير،
وطبقتهم. وبرع في الفقه والعربية وأيام الناس. ولما كبر عني بالفلسفة وعلوم
الأوائل وشهر فيها، فجره ذلك إلى القول بخلق القرآن. روى عنه: ولده الفضل، ويحيى
بن اكثم، وجعفر بن ابي عثمان الطيالسي، والأمير عبد الله بن طاهر، وأحمد بن الحارث
الشيعي، ودعبل الخزاعي، وآخرون. وكان من رجال بني العباس حزماً وعزماً، وحلماً
وعلماً، ورأياً ودهاءً، وهيبةً وشجاعةً، وسؤدداً وسماحة. وله محاسن وسيرة طويلة.
قال ابن أبي الدنيا: كان أبيض، ربعة، حسن الوجه، تعلوه صفرة، وقد وخطه الشيب.
أعين، طويل اللحية رقيقها. ضيق الجبين، على خده خال. وقال الجاحظ: كان أبيض فيه
صفرة. وكان ساقاه دون جسده صفراوين، كأنهما طليتا بالزعفران. وقال ابن أبي الدنيا:
قدم الرشيد طوس سنة ثلاثٍ وتسعين، فوجه ابنه المأمون إلى سمرقند. فأتته وفاة أبيه
وهو بمرو.
(15/227)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 228
وقال غيره: لما خلع الأمين أخاه المأمون من ولاية العهد غضب المأمون ودعا إلى نفسه
بخراسان، فبايعوه في أول سنة ثمانٍ وتسعين ومائة. وقال الخطبي: كان يكنى أبا
العباس، فلما استخلف اكتنى بأبي جعفر. وأمه أم ولد اسمها مراجل، ماتت أيام نفاسها
به. وقال أيضاً: دعي للمأمون بالخلافة والأمين حي في آخر سنة خمسٍ وتسعين، إلى أن
قتل الأمين، فاجتمع الناس عليه، وتفرقت عماله في البلاد، وأقيم الموسم سنة ست وسنة
سبعٍ باسمه، وهو مقيم بخراسان. واجتمع الناس عليه ببغداد في أول سنة ثمانٍ. وأتاه
الخبر بمرو، فولى العراق، الحسن بن سهل، وقدمها سنة سبعٍ.) ثم بايع المأمون بالعهد
لعلي بن موسى الرضا الحسيني رحمه الله، ونوه بذكره، وغير زي آبائه من لبس السواد،
وأبدله بالخضرة. فغضب بنو العباس بالعراق لهذين الأمرين وقطعوه، وبايعوا إبراهيم
عمه ولقبوه المبارك. فحاربه الحسن بن سهل، فهزمه إبراهيم وألحقه بواسط. وأقام
إبراهيم بالمدائن. ثم سار جيش الحسن وعليهم حميد بن الطوسي، وعلي بن هشام، فهزموا
إبراهيم، فاختفى وانقطع خبره إلى أن ظهر في وسط خلافة المأمون، فعفا عنه. وكان
المأمون فصيحاً مفوهاً. وكان يقول: معاوية بعمره، وعبد الملك بحجاجه، وأنا بنفسي. وقد
رويت هذه عن المنصور. وقيل: كان نقش خاتمه: المأمون عبد الله بن عبيد الله.
(15/228)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 229
روي عنه أنه ختم في بعض الرمضانات ثلاثاً وثلاثين ختمة. وقال الحسين بن فهم
الحافظ: ثنا يحيى بن أكثم قال: قال لي المأمون: أريد أن أحدث. فقلت: ومن أولى بهذا
من أمير المؤمنين فقال: اصنعوا لي منبراً. ثم صعد، فأول حديث أورده: حدثنا عن
هشيم، عن أبي الجهم، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، رفع الحديث قال: أمرؤ
القيس صاحب لواء الشعر إلى النار. ثم حدث بنحوٍ من ثلاثين حديثاً ثم نزل فقال لي:
كيف رأيت يا يحيى مجلسنا. قلت: أجل مجلس، تفقه الخاصة والعامة. فقال: ما رأيت لكم
حلاوة. إنما المجلس لأصحاب الخلقان والمحابر. وقال السراج: ثنا محمد بن سهل بن
عسكر قال: تقدم رجل غريب، بيده محبرة إلى المأمون فقال: يا أمير المؤمنين صاحب
حديث منقطع به. فقال: ما تحفظ في باب كذا فلم يذكر فيه شيئاً. قال: فما زال
المأمون يقول: ثنا هشيم، وثنا يحيى، وثنا حجاج، حتى ذكر الباب. ثم سأله عن باب
آخر، فلم يذكر فيه شيئاً. فقال المأمون: ثنا فلان، وثنا فلان، إلى أن قال لأصحابه:
يطلب أحدهم الحديث ثلاثة أيامٍ ثم يقول أنا من أصحاب الحديث، أعطوه ثلاثة دراهم.)
ومع هذا فكان المأمون مسرفاً في الكرم، جواداً ممدحاً.
(15/229)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 230
جاء عنه أنه فرق في ساعة واحدة ستةً وعشرين ألف ألف درهم. وكان يشرب النبيذ. وقيل
بل كان يشرب الخمر، فيحرر ذلك. وقيل أنه أجاز أعرابياً مرةً لكونه مدحه بثلاثين
ألف دينار. وأما ذكاؤه فمتوقد. روى مسروق بن عبد الرحمن الكندي: حدثني محمد بن
المنذرالكندي جار عبد الله بن إدريس قال: حج الرشيد، فدخل الكوفة وطلب المحدثين.
فلم يتخلف إلا عبد الله بن إدريس، وعيسى بن يونس، فبعث إليهما الأمين والمأمون.
فحدثهما ابن إدريس بمائة حديث، فقال المأمون: يا عم، أتأذن أن أعيدها من حفظي قال:
افعل. فأعادها، فعجب من حفظه. ومضيا إلى عيسى فحدثهما، فأمر له المأمون بعشرة آلاف
درهم، فأبى أن يقبلها وقال: ولا شربة ماء على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وروى محمد بن عون، عن ابن عيينة أن المأمون جلس فجائته امرأة وقالت: يا أمير
المؤمنين مات أخي وخلف ستمائة دينار، فأعطوني ديناراً، وقالوا: هذا نصيبك. فحسب
المأمون وقال: هذا نصيبك. هذا خلف أربع بنات. قالت: نعم. قال: لهن أربعمائة دينار.
وخلف والدةً فلها مائة دينار. وخلف زوجةً فلها خمسة وسبعون ديناراً. بالله ألك
اثنا عشر أخاً قالت: نعم. قال: لكل واحد ديناران ولك دينار.
(15/230)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 231
وقال ابن الأعرابي: قال لي المأمون: أخبرني عن قول هند بنت عتبة:
(نحن بنات طارق .......... نمشي على النمارق)
قال: فنظرت في نسبها فلم أجده، فقلت: ما أعرف. قال: إنما أرادت النجم، انتسبت إليه
لحسنها. ثم رمى إلي بعنبرةٍ بعتها بخمسة آلاف درهم. وقال بعضهم عن المأمون: من
أراد كتاباً سراً فليكتب بلبنٍ حليب حلب لوقته، ويرسله إلى من) يريد فيعمد إلى
قرطاس فيحرقه ويذر رماده على الكتابة، فتقرأ له. وقال الصولي: كان المأمون قد
اقترح في الشطرنج أشياء. وكان يحب اللعب بها.
(15/231)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 232
وعن بعضهم قال: استخرج المأمون كتب الفلاسفة واليونان من جزيرة قبرس. وقدم الشام
غير مرة. وقال أبو معشر المنجم: كان أماراً بالعدل، محمود السيرة، ميمون النقيبة،
فقيه النفس، يعد مع كبار العلماء. وعن الرشيد قال: إني لأعرف في عبد الله حزم
المنصور، ونسك المهدي، وعزة الهادي، ولو أشاء أن أنسبه إلى الرابع، يعني نفسه،
لنسبته. وقد قدمت محمداً عليه، وإني لأعلم أنه منقاد إلى هواه، مبذر لما حوته يده،
يشارك في رأيه الإماء والنساء. ولولا ام جعفر وميل بني هاشم إليه لقدمت عبد الله
عليه. وعن المأمون قال: لو عرف الناس حبي للعفو لتقدموا إلي بالجرائم. وأخاف أن لا
أؤجره فيه. يعني لكونه طبعاً له. وعن يحيى بن أكثم قال: كان المأمون يحلم حتى
يغيظنا. وقيل إن فلاحاً مر فقال: أتظنون بأن هذا ينبل في عيني وقد قتل أخاه الأمين
فسمعها المأمون فتبسم وقال: ما الحيلة حتى أنبل في عين هذا السيد الجليل وعن يحيى
بن أكثم قال: كان المأمون يجلس للمناظرة في الفقه يوم الثلاثاء، فجاء رجل عليه
ثياب قد شمرها ونعله في يده. فوقف على طرف البساط وقال: السلام عليكم. فرد عليه
المأمون. فقال: أتأذن لي في الدنو قال: ادن وتكلم.
(15/232)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 233
قال: أخبرني عن هذا المجلس الذي أنت فيه. جلسته باجتماع الأمة أم بالمغالبة والقهر
قال: لا بهذا ولا بهذا. بل كان يتولى أمر المؤمنين من عقد لي ولأخي. فلما صار
الأمر لي علمت أني محتاج إلى اجتماع كلمة المؤمنين في الشرق والغرب على الرضى بي.
فرأيت أني متى خليت الأمر اضطرب حبل الإسلام ومرج عهدهم، وتنازعوا، وبطل الجهاد
والحق، وانقطعت السبل. فقمت حياطةً للمسلمين إلى أن يجمعوا على رجلٍ يرضون به،
فأسلم إليه) الأمر. فمتى اتفقوا على رجلٍ خرجت له من الأمر. فقال: السلام عليكم
ورحمة الله. وذهب، فوجه المأمون من يكشف خبره. فرجع وقال: يا أمير المؤمنين مضى
إلى مسجد فيه خمسة عشر رجلاً في مثل هيئته، فقالوا له ألقيت الرجل قال: نعم.
وأخبرهم بما جرى. قالوا: ما نرى بما قال بأساً. وافترقوا. فقال المأمون: كفينا
مؤونة هؤلاء بأيسر الخطب. وقيل: أهدى ملك الروم إلى المأمون تحفاً سنية منها مائة
رطل مسك، ومائة حلة سمور. فقال المأمون: أضعفوها له ليعلم عز الإسلام وذل الكفر.
وقيل: دخل رجل من الخوارج على المأمون، فقال: ما حملك على الخلاف قال قوله تعالى:
ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون. قال: ألك علمٌ بأنها منزلة قال:
نعم. قال: ما دليلك قال: إجماع الأمة. قال: فكما رضيت بإجماعهم في التنزيل، فارض
بإجماعهم في التأويل. قال: صدقت، السلام عليك يا أمير المؤمنين.
(15/233)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 234
وقال محمد بن زكريا الغلابي: ثنا مهدي بن سابق قال: دخل المأمون يوماً ديوان
الخراج، فمر بغلام جميل على أذنه قلم. فأعجبه حسنه فقال: من أنت قال: الناشيء في
دولتك، وخريج أدبك، والمتقلب في نعمتك يا أمير المؤمنين، الحسن بن رجاء. فقال: يا
غلام، بالإحسان في البديهة تفاضلت العقول. ثم أمر برفع مرتبته عن الديوان، وأمر له
بمائة ألف درهم. وعن إسحاق الموصلي قال: كان المأمون قد سخط على الخليع الشاعر
لكونه هجاه عندما قتل الأمين. فبينا أنا ذات يوم عند المأمون إذ دخل الحاجب برقعة،
فاستأذن في إنشادها. فأذن له، فقال:
(أجرني فإني قد ظمئت إلى الوعد .......... متى تنجز الوعد المؤكد بالعهد)
(أعيذك من خلف الملوك فقد ترى .......... تقطع أنفاسي عليك من الوجد)
)
(أيبخل فرد الحسن عني بنائلٍ .......... قليلٍ وقد أفردته بهوىً فرد)
إلى أن قال:
(رأى الله عبد الله خير عباده .......... فملكه والله أعلم بالعبد)
(ألا إنما المأمون للناس عصمةً .......... مميزةً بين الضلالة والرشد)
فقال له: أحسنت. قال: يا أمير المؤمنين أحسن قائلها. قال: ومن هو قال: عبيدك
الحسين بن الضحاك. فقال: لا حياه الله ولا بياه. أليس هو القائل:
(فلا تمت الأشياء بعد محمدٍ .......... ولا زال شمل الملك فيها مبددا.)
(15/234)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 235
(ولا فرح المأمون بالملك بعده .......... ولا زال في الدنيا طريداً مشرداً)
هذه بتلك، ولا شيء له عندنا. قال الحاجب: فأين عادة عفو أمير المؤمنين. قال: أما
هذه فنعم. إئذنوا له. فدخل، فقال له: هل عرفت يوم قتل أخيك هاشمية هتكت قال: لا.
قال: فما معنى قولك:
(ومما شجى قلبي وكفكف عبرتي .......... محارم من آل الرسول استحلت)
(ومهتوكة بالجلد عنها سجوفها .......... كعابٌ كقرن الشمس حين تبدت)
(فلا بات ليل الشامتين بغبطةٍ .......... ولا بلغت آمالهم ما تمنت)
فقال: يا أمير المؤمنين، لوعة غلبتني، وروعة فاجأتني، ونعمة سلبتها بعد أن غمرتني.
فإن عاقبت فبحقك، وإن عفوت فبفضلك. فدمعت عينا المأمون وأمر له بجائزة. حكى الصولي
أن المأمون كان يحب اللعب بالشطرنج، واقترح فيه أشياء. وكان ينهى أن يقال: تعال
نلعب، ويقول: بل نتناقل. ولم يكن بها حاذقاً، فكان يقول: أنا أدبر أمر الدنيا
واتسع لها، وأضيق عن تدبير شبرين. وله) فيها شعر.
(أرضٌ مربعةٌ حمراء من أدمٍ .......... ما بين إلفين معروفين بالكرم)
(تذاكرا الحرب فاحتالا لها حيلاً .......... من غير أن يأثما فيها بسفك دم)
(هذا يغير على هذا وذاك على .......... هذا يغير وعين الحزم لم تنم)
(فانظر إلى فطنٍ جالت بمعرفةٍ .......... في عسكرين بلا طبلٍ ولا علم)
(15/235)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 236
وقيل: إن المأمون نظر إلى عمه إبراهيم بن المهدي وكان يلقب بالتنين، فقال: ما أظنك
عشقت قط. ثم أنشد:
(وجه الذي يعشق معروف .......... لأنه أصفر منحوف)
(ليس كمن يأتيك ذا جثةٍ .......... كأنه للذبح معلوف)
وعن المأمون قال: أعياني جواب ثلاثة. صرت إلى أم ذي الرئاستين أعزيها فيه، فقلت:
لا تأسي عليه فإني عوضه لك. قالت: يا أمير المؤمنين وكيف لا أحزن على ولدٍ أكسبني
مثلك. وأتيت بمتنبيء فقلت: من أنت قال: أنا موسى بن عمران. قلت: ويحك، موسى كانت
له آيات فأتني بها حتى أؤمن بك. فقال: إنما أتيت بتلك المعجزات فرعون، إذ قال أنا
ربكم الأعلى. فإن قلت كذلك أتيتك بالآيات. قال: وأتى أهل الكوفة يشكون عاملهم فقال
خطيبهم: هو شر عاملٍ. فأما في أول سنةٍ فإنا بعنا الأثاث والعقار، وفي الثانية بعنا
الضياع، وفي الثالثة نزحنا عن بلدنا وأتيناك نستغيث بك. فقلت: كذبت، بل هو رجل قد
حمدت مذهبه، ورضيت دينه، واخترته معرفةً مني بقديم سخطكم على العمال. قال: صدقت يا
أمير المؤمنين وكذبت أنا. فقد خصصتنا به هذه المدة دون باقي البلاد، فاستعملته على
بلدٍ آخر ليشملهم من عدله وإنصافه مثل الذي شملنا. فقلت: قم في غير حفظ الله، قد
عزلته عنكم. ومما ينسب إلى المأمون من الشعر قوله:)
(15/236)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 237
(لساني كتومٌ لأسراركم .......... ودمعي نمومٌ لسري مذيع)
(فلولا دموعي كتمت الهوى .......... ولولا الهوى لم تكن لي دموع)
وكان قدوم المأمون من خراسان إلى بغداد سنة أربعٍ ومائتين. ودخلها في رابع صفر
بأبهةٍ عظيمة، وبحمل زائد. قال إبراهيم بن محمد بن عرفة النحوي في تاريخه: حكى أبو
سليمان داوود بن علي، عن يحيى بن أكثم قال: كنت عند المأمون وعنده جماعة من قواد
خراسان، وقد دعا إلى خلق القرآن حينئذٍ، فقال لأولئك القواد: ما تقولون في القرآن.
فقالوا: كان شيخونا يقولون: ما كان فيه من ذكر الحمير والجمال والبقر فهو مخلوق،
وما كان من سوى ذلك فهو غير مخلوق. فأما إذا قال أمير المؤمنين هو مخلوق، فنحن
نقول كله مخلوق. فقلت للمأمون: أتفرح بموافقة هؤلاء قال ابن عرفة: أمر المأمون
منادياً فنادى في الناس ببراءة الذمة ممن ترحم على معاوية أو ذكره بخير. وكان
كلامه في القرآن سنة اثنتي عشرة. فكثر المنكر لذلك، وكاد البلد يفتتن ولم يلتئم له
من ذلك ما أراد، فكف عنه. يعني كف عنه إلى بعد هذا الوقت. ومن كلام المأمون: الناس
ثلاثة، فمنهم مثل الغذاء لا بد منه على حالٍ من الأحوال، ومنهم كالدواء يحتاج إليه
في حال المرض، ومنهم كالداء مكروه على كل حالٍ.
(15/237)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 238
وعن المأمون قال: لا نزهة ألذ من النظر في عقول الرجال. وقال: غلبة الحجة أحب إلي
من غلبة القدرة. لأن غلبة الحجة لا تزول، وغلبة القدرة تزول بزوالها. وكان المأمون
يقول: الملك يغتفر كل شيء إلا القدح في الملك، وإفشاء السر، والتعرض للحرم. وقال:
أعيت الحيلة في الأمر إذا أقبل أن يدبر، وإذا أدبر أن يقبل. وقيل للمأمون: أي
المجالس أحسن قال: ما نظر فيه إلى الناس. فلا منظر أحسن من الناس.) وكان المأمون
معروفاً بالتشيع، فروى أبو داوود المصاحفي قال: سمعت النضر بن شميل يقول: دخلت على
المأمون فقال: إني قلت اليوم:
(أصبح ديني الذي أدين به .......... ولست من الغداة معتذر)
(حب علي بعد النبي ولا .......... أشتم صديقه ولا عمرا)
(وابن عفانٍ في الجنان مع الأبرار .......... ذاك القتيل مصطبرا)
(وعائش الأم لست أشتمها .......... من يفتريها فنحن منه برا)
وقد نادى المأمون بإباحة متعة النساء، ثم لم يزل به يحيى بن أكثم حتى أبطلها، وروى
له حديث الزهري، عن ابني الحنيفة، عن أبيهما محمد، عن علي أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم نهى عن متعة النساء في خيبر. فلما صحح له الحديث رجع إلى الحق.
(15/238)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 239
وأما مسألة خلق القرآن فلم يرجع عنها وصمم عليها في سنة ثمان عشرة. وامتحن
العلماء، فعوجل ولم يمهل. توجه غازياً إلى أرض الروم فلما وصل إلى البذندون واشتد
به الأمر أوصى بالخلافة إلى أخيه المعتصم. وكان قد افتتح في غزوته أربعة عشر
حصناً. ورد فنزل على عين البذندون، فأقام هناك واعتل. قال المسعودي: أعجبه برد ماء
العين وصفاؤها، وطيب الموضع وكثرة الخضرة. وقد طرح له درهم في العين، فقرأ ما عليه
لفرط صفائها. ولم يقدر أحد أن يسبح فيها لشدة بردها. فرأى سمكة نحو الذراع كأنها
الفضة. فجعل لمن يخرجها سيفاً، فنزل فراشٌ فاصطادها وطلع، فاضطربت وفرت إلى الماء
فتنضح صدر المأمون ونحره وابتل ثوبه. ثم نزل الفراش ثانيةً وأخذها. فقال المأمون:
تقلى الساعة. ثم أخذته رعدة فغطي باللحف وهو يرتعد ويصيح. فأوقدت حوله نارٌ. ثم
أتي بالسمكة فما ذاقها لشغله بحاله. فسأل المعتصم بختيشوع وابن ماسويه عن مرضه،
فجساه، فوجدا نبضه خارجاً عن الاعتدال، منذراً بالفناء، ورأيا عرقاً سائلاً منه
كلعاب اللاغية فأنكراه ولم يجداه في كتب الطب. ثم أفاق المأمون من غمرته، فسأل عن
تفسير اسم المكان بالعربي، فقيل له: مد رجليك. فتطير به. وسأل عن اسم البقعة، فقيل
الرقة. وكان فيما عمل من مولده أنه يموت بالرقة. فكان يتجنب النزول بالرقة. فلما
سمع هذا من الروم عرف وأيس، وقال: يا من لا يزول ملكه) ارحم من قد زال ملكه. وأجلس
المعتصم عنده من يلقنه الشهادة لما ثقل. فرفع الرجل بها صوته، فقال له ابن ماسويه:
لا تصيح، فوالله ما يفرق الآن بين ربه وبين ماني. ففتح
(15/239)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 240
عينيه وبهما من عظم التورم والاحمرار أمر شديد، وأقبل يحاول بيديه البطش بابن
ماسويه، ورام مخاطبته فعجز، فرمق بطرفه نحو السماء وقد امتلأت عيناه دموعاً، وقال
في الحال: يامن لا يموت ارحم من يموت. ثم قضى ومات في يوم الخميس لاثنتي عشرة ليلة
بقيت من رجب سنة ثماني عشرة. فنقله ابنه العباس وأخوه المعتصم لما توفي إلى طرسوس،
فدفن هناك في دار خاقان خادم أبيه.
4 (عبد الله بن يحيى.)
أبو محمد الثقفي البصري. عن: بكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة، وعبد الواحد بن زياد،
وأبي عوانة، وسليم بن أخضر. وعنه: إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، وأبو محمد الدارمي،
والكديمي، ويعقوب الفسوي، وعبد العزيز بن معاوية القرشي، ومحمد بن يحيى الأزدي،
وغبراهيم بن حرب العسكري. وقال الجوزجاني: ثقة مأمون.
4 (عبد الله بن يحيى)
(15/240)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 241
أبو يحيى المعافري المصري البرلسي. عن: سعيد بن أبي أيوب، وموسى بن علي، وعبد
الرحمن بن زياد بن أنعم، وحيوة بن شريح، ومعاوية بن صالح، والليث، وجماعة. وعنه:
دحيم، والحسن بن عبد العزيز الجروي، وجعفر بن مسافر، ووهب الله بن رزق المصري،
وآخرون. قال أبو حاتم: لا بأس به. زاد أبو زرعة: أحاديثه مستقيمة. وقال ابن يونس:
توفي بالبرلس سنة اثنتي عشرة ومائتين.
4 (عبد الله بن يزيد)
مولى آل عمر الفاروق. أبو عبد الرحمن المقريء المكي. أصله من ناحية الأهواز مما
يلي البصرة.) ولد في حدود العشرين ومائة.
(15/241)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 242
روى عن: كهمس بن الحسن، وأبي حنيفة، وابن عون، وموسى بن علي بن رباح، ويحيى بن
أيوب، وحرملة بن عمران التجيبي، وحيوة بن شريح، وسعيد بن أبي أيوب، وشعبة، وعبد
الرحمن بن دينار بن أنعم الإفريقي، وخلق. وعنه: خ.، وع. عن رجلٍ، وأحمد بن حنبل،
وأبو خيثمة، وابن راهويه، وابن نمير، وهارون الحمال، والحسن بن علي الحداني، وعباس
الدوري، ومحمد بن يحيى الذهلي، ومحمد بن مسلمة الواسطي، ومحمد بن إسماعيل الصائغ،
وبشر بن موسى، والحارث بن أبي اسامة، وروح بن الفرج القطان، وعمرو بن ملول، وخلق.
وثقه النسائي، وغيره. وهو من أكبر شيوخ البخاري. قال محمد بن عاصم: سمعته يقول:
أنا ما بين التسعين إلى المائة. واقرأت القرآن بالبصرة ستاً وثلاثين سنة. وههنا
بمكة خمساً وثلاثين سنة. قلت: كان قد أخذ الحروف عن نافع بن أبي نعيم، وله اختيار
في القراءة رواه عنه ابنه محمد. وكان يلقن القرآن، وكان إماماً في القرآن والحديث،
كبير الشأن. قال البخاري: مات بمكة سنة اثنتي عشرة أو ثلاث عشرة. وقال مطين: سنة
ثلاث عشرة توفي أبو عبد الرحمن المقريء رحمه الله.
4 (عبد الأعلى بن القاسم)
(15/242)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 243
أبو بشير الهمداني البصري اللؤلؤي. عن: حماد بن سلمة، وهمام بن يحيى، وسوار بن عبد
الله بن قدامة، وشريك. وعنه: عبده بن عبد الله الصفار، وأبو حفص الفلاس، ويعقوب
الفسوي، وابو حاتم الرازي، وقال: صدوق.
4 (عبد الأعلى بن مسهر بن عبد الأعلى بن مسهر.)
الأمام أبو مسهر الغساني الدمشقي، أحد الأعلام.
(15/243)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 244
ويعرف بابن أبي درامة، وهي كنية جده عبد الأعلى. ولد أبو مسهر سنة أربعين ومائة.
وروى عن: سعيد بن عبد العزيز، وعبد الله بن العلاء بن زبر، وسعيد بن بشير، ومالك
بن) أنس، وإسماعيل بن عياش، وإسماعيل بن عبد الله بن سماعة، وخالد بن يزيد المري،
وصدقة بن خالد، ويحيى بن حمزة، وخلق. وأخذ القراءة عن: نافع بن أبي نعيم، وأيوب بن
تميم. وعنه: أحمد بن حنبل، ومحمد بن يحيى الذهلي، ومحمد بن إسحاق الصغاني، وإسحاق
الكوسج، وعباس الترقفي، وأبو أمية محمد بن إبراهيم الطرسوسي، ومحمد بن عوف الطائي،
وإبراهيم بن ديزيل، وأبو زرعة الدمشقي، وعبد الرحمن بن القاسم بن الرواس، وخلق.
قال أبو داوود: سمعت أحمد بن حنبل يقول: رحم الله أبا مسهر ما كان أثبته، وجعل يطريه.
وقال يحيى بن معين: إذا رأيتني أحدث ببلدة فيها مثل أبي مسهر فينبغي للحيتي أن
تحلق. وقال أبو زرعة، عن أبي مسهر: ولد لي ولد والأوزاعي حي، وجالست سعيد بن عبد
العزيز اثنتي عشر سنة، وما كان من أصحابه أحدٌ أحفظ لحديثه مني، غير أني نسيت.
وقال محمد بن عوف: سمعت أبا مسهر يقول: قال لي سعيد بن عبد العزيز: ماشبهتك في
الحفظ إلا بجدك أبي درامة. ما كان يسمع شيئاً إلا حفظه.
(15/244)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 245
وقال محمد بن عثمان التنوخي: ما بالشام مثل أبي مسهر. وقال أبو زرعة الدمشقي: قال
ابن معين: منذ خرجت من باب الأنبار إلى أن رجعت لم أر مثل أبي مسهر. قال أبو مسهر:
رأيت أبا مسهر يحضر الجامع بأحسن هيئة في البياض والساج والخف، ويقيم على شامية
طويلة بعمامة سوداء عدنية. قلت: كان أبو مسهر مع جلالته وعلمه من رؤساء الدمشقيين
وأكابرهم. قال العباس بن الوليد البيروتي: سمعت أبا مسهر يقول: لقد حرصت على علم
الأوزاعي حتى كتبت عن إسماعيل بن سماعة ثلاثة عشر كتاباً، حتى لقيت أباك فوجدت
عنده علماً لم يكن عند القوم. وقال دحيم: قال أبو مسهر: رأيت الأوزعي، وجلست مع
عبد الرحمن بن يزيد بن جابر. وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن مسهر فقال: ثقة، ما
رأيت أفصح منه ممن كتبنا عنه، هو وأبو الجماهر. وقال محمد بن الفيض الغساني: خرج
السفياني أبو العميطر سنة خمسٍ وتسعين ومائة فولى) قضاء دمشق أبا مسهر كرهاً، ثم
تنحى عن القضاء لما خلع أبو العميطر. وقال ابن زنجويه: سمعت أبا مسهر يقول: عرامة
الصبي في صغره زيادة
(15/245)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 246
في عقله في كبره. وقال ابن ديزيل: سمعت أبا مسهر ينشد:
(هبك عمرت مثل ما عاش نوح .......... ثم لاقيت كل ذاك يسارا)
هل من الموتلا ابا لكبدأي حي إلى سوى الموت صارا
4 (محنة أبي مسهر مع المأمون)
قال الحافظ ابن عسكر: قرأت بخط أبي الحسين الرازي: سمعت محمود بن محمد الرافقي:
سمعت علي بن عثمان النفيلي يقول: كنا على باب أبي مسهر جماعةً من أصحاب الحديث،
فمرض، فدخلنا عليه نعوده، فقلنا: كيف أنت كيف أصبحت قال: في عافيةٍ راضياً عن
الله، ساخطاً على ذي القرنين، حيث لم يجعل السد بيننا وبين أهل العراق، كما جعله
بين أهل خراسان وبين يأجوج ومأجوج. قال: فما كان بعد هذا إلا يسيراً حتى وافى
المأمون دمشق، ونزل بدير مران وبنى القبيبة فوق الجبل، فكان يأمر باالليل بجمرٍ
عظيم فيوقد، ويجعل في طسوت كبار، ويدلى من عند القبيبة بسلاسل وحبال، فتضيء له
الغوطة، فيبصرها بالليل. وكان لأبي مسهر حلقة في الجامع بين العشاءين عند الحائط
الشرقي، فبينا هو ليلةً إذ قد دخل الجامع ضوء عظيم، فقال أبو مسهر: ما هذا قالوا:
النار التي تدلى لأمير المؤمنين من الجبل حتى تضيء له الغوطة. فقال: أتبنون بكل
ريعٍ آيةً تعبثون وتتخذون مصانع لعلكم
(15/246)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 247
تخلدون. وكان في الحلقة صاحب خبر للمأمون، فرفع ذلك إلى المأمون، فحقدها عليه.
وكان قد بلغه أنه كان على قضاء أبي المعيطر. فلما رحل المأمون أمر بحمل أبي مسهر
إليه، فامتحنه بالرقة في القرآن. قال: وحدثني أبو الدحداح أحمد بن محمد: ثنا الحسن
بن حامد النيسابوري، حدثني أبو محمد: سمعت أصبغ وكان مع أبي مسهر هو وابن أبي
النجا خرجا يخدمانه، فحدثني أصبغ أن أبا مسهر دخل على المأمون بالرقة وقد ضرب رقبة
رجلٍ وهو مطروحٌ بين يديه، فوقف أبا مسهر في الحال، فامتحنه فلم يجبه، فامر به،
فوضع في النطع ليضرب رقبته، فأجاب إلى) خلق القرآن، فأخرج من النطع، فرجع عن قوله،
فأعيد إلى النطع، فأجاب، فأمر به أن يوجه إلى بغداد، ولم يثق بقوله، فأحضر وأقام
عند إسحاق بن إبراهيم، يعني متولي بغداد، أياماً لا تبلغ مائة يوم، ومات. قال
الحسن بن حامد: فحدثني عبد الرحمن، عن رجل من إخواننا يكنى أبا بكر أن أبا مسهر
أقيم ببغداد ليقول قولاً يبرىء فيه نفسه من المحنة ونفي المكروه، فبلغني أنه قال
في ذلك الموقف: جزى الله أمير المؤمنين خيراً، علمنا ما لم نكن نعلم، وعلم علماً
لم يعلمه من كان قبله. وقال: قل القرآن مخلوق وإلا ضربت عنقك، ألا فهو مخلوق، هو
مخلوق. قال: فأرجو أن تكون له في هذه المقالة نجاة. وقال الصولي: ثنا عون بن محمد،
عن أبيه قال: قال إسحاق بن إبراهيم: لما صار المأمون إلى دمشق ذكروا له أبا مسهر
ووصفوه بالعلم والفقه، فأحضره فقال: ما تقول بالقرآن؟
(15/247)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 248
قال: كما قال الله: وإن أحدٌ من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله. قال:
أمخلوق هو أو غير مخلوق قال: ما يقول أمير المؤمنين قال: مخلوق. قال: بخبرٍ عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو عن أصحابه، أو التابعين قال: بالنظر. واحتج
عليه. قال: يا أمير المؤمنين، نحن مع الجمهور الأعظم، أقول بقولهم، والقرآن كلام
الله غير مخلوق. قال: يا شيخ أخبرني عن النبي صلى الله عليه وسلم هل اختتن قال: ما
سمعت في هذا شيئاً. قال: فأخبرني عنه أكان يشهد إذا زوج أو تزوج قال: ولا أدري.
قال: أخرج قبحك الله، وقبح من قلدك دينه، وجعلك قدوة. وقال أبو حاتم الرازي: ما
رأيت أحداً في كورة من الكور أعظم قدراً ولا أجل عند أهلها من) أبي مسهر بدمشق.
وكنت أرى أبا مسهر إذا خرج إلى المسجد اصطفت الناس يسلمون عليه ويقبلون يده. قال
أحمد بن علي بن الحسن البصري: سمعت أبا داوود سليمان بن الأشعث، وقيل له إن أبا
مسهر كان متكبراً في نفسه، فقال: كان من ثقات الناس. رحم الله أبا مسهر لقد كان من
الإسلام بمكانٍ حمل على المحنة فأبى، وحمل على السيف مد رأسه وجرد السيف فأبى.
فلما رأوا ذلك منه حمل إلى السجن فمات.
(15/248)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 249
وقال محمد بن سعد: أشخص أبو مسهر من دمشق إلى المأمون، فسأله عن القرآن فقال: هو
كلام الله، وأبى أن يقول مخلوق. فدعا له بالسيف والنطع. فلما رأى ذلك قال: مخلوق.
فتركه. وقال: أما لو إنك قلت ذاك قبل أن أدعو لك بالسيف لقبلت منك ورددتك إلى
بلادك، ولكنك تخرج الآن فتقول: قلت ذلك فرقاً من السيف. أشخصوه إلى بغداد فاحبسوه
بها حتى يموت. فأشخص من الرقة إلى بغداد في ربيع الآخر سنة ثمان عشرة فحبس، فلم يلبث
إلا يسيراً حتى مات في الحبس في غرة رجب، فأخرج ليدفن، فشهده قوم كثير من أهل
بغداد. وقال غيره: عاش تسعاً وسبعين سنة. قلت: حديث يا عبادي أني حرمت الظلم قال
البخاري في كتاب الأدب له: ثنا عبد الأعلى بن مسهر، أو بلغني عنه، ثنا سعيد بن عبد
العزيز، وساق الحديث. وأخرجه مسلم في صحيحه عن الصغاني، عن أبي مسهر.
4 (عبد الحميد بن إبراهيم)
أبو تقي الحضرمي الحمصي الضرير، وهو أبو تقي الكبير. روى عن: عفير بن معدان، وعبد
الله بن سالم، وإسماعيل بن عياش. وعنه: عمران بن بكار البراد، وسليمان بن عبد
الحميد البهراني، ومحمد بن عون الحمصيون، وغيرهم. روى له النسائي حديثاً واحداً
متابعةً، وقال: ليس بشيء.
(15/249)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 250
وقال أبو حاتم: ليس بشيء، كان لا يحفظ ولا عنده كتب.
4 (عبد الحميد بن الوليد بن المغيرة.)
أبو زيد الأشجعي، مولاهم المصري الفقيه الإخباري.) سمع: الليث، وابن لهيعة،
وجماعة. وأخذ الآداب عن: ابن الكلبي، وأبي عبيدة، والواقدي، والهيثم بن عدي،
وطائفة. وكان عجباً من العجب، علامة. ولقب بكبد لأنه كان ثقيلاً. توفي سنة إحدى
عشرة ومائتين عن سبعين سنة. وقد روى أيضاً عن مالك. روى عنه: سعيد بن عفير، وأحمد
بن يحيى بن وزير، وغيرهما. توفي في شوال.
4 (عبد الرحمن بن إبراهيم)
أبو علي الراسبي المخرمي. عن: فرات بن السائب، ومالك.
(15/250)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 251
وعنه: يحيى بن جعفر بن الزبرقان، وغيره. وهو منكر الحديث.
4 (عبد الرحمن بن حماد بن شعيب.)
أبو سلمة العنبري الشعيثي البصري. عن: ابن عون، وسعيد بن أبي عروبة، وعباد بن
منصور، وكهمس، وسفيان الثوري. وعنه: خ. وت. عن رجل عنه، ويعقوب الفسوي، وإسحاق بن
سيار النصيبي، والكديمي، وأبو مسلم الكجي، وجماعة. قال أبو زرعة: لا بأس به. وقال
أبو حاتم: ليس بالقوي. وقال أبو القاسم ابن مندة: مات في ذي الحجة سنة اثنتي عشرة.
(15/251)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 252
4 (عبد الرحمن بن أحمد.)
وقيل: عبد الرحمن بن عطية، وقيل: ابن عساكر، وقيل ابن أحمد بن عطية السيد القدوة.
أبو سليمان الداراني العنسي. قيل أصله واسطي، ولد في حدود الأربعين ومائة أو قبل
ذلك. وروى عن: سفيان الثوري، وأبي الأشهب، وعبد الواحد بن زيد، وعلقمة بن سويد،
وعلي بن) الحسن الزاهد، وصالح بن عبد الجليل. وعنه: تلميذه أحمد بن أبي الحواري.
وهاشم بن خالد، وحميد بن هشام العنسي، وعبد الرحيم بن صالح الداراني، وإسحاق بن
عبد المؤمن، وعبد العزيز بن عمير، وإبراهيم بن أيوب الحوراني، وآخرون. قال أبو
الجهم بن طلاب: ثنا أحمد بن أبي الحواري قال: كان اسم أبي سليمان عبد الرحمن بن
أحمد بن عطية العنسي من صليبة العرب. وقال حميد بن هشام: قلت لأبي سليمان عبد
الرحمن بن أحمد بن عطية، فذكر حكاية.
(15/252)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 253
واختلف على أبي الجهم فقال أبو أحمد الحاكم، عنه، عن ابن أبي الحواري: اسمه عبد
الرحمن بن عسكر. قال ابن أبي الحواري، سمعت أبا سليمان رحمة الله عليه يقول: صل
خلف كل مبتدعٍ إلا القدري لا تصل خلفه، وإن كان سلطاناً. وقال: سمعت أبا سليمان
يقول: كنت بالعراق أعمل، وأنا بالشام أعرف. قال: وسمعته يقول: ليس لمن ألهم شيئاً
من الخير أن يعمل به حتى يسمعه من الأثر. فإذا سمعه من الأثر عمل به وحمد الله حيث
وافق ما في قلبه. وقال الخلدي: سمعت الجنيد يقول: قال أبو سليمان الداراني: ربما
يقع في قلبي النكتة من نكت القوم أياماً فلا أقبل منه إلا بشاهدين عدلين: الكتاب
والسنة. قال الجنيد: وقال أبو سليمان: أفضل الأعمال خلاف هوى النفس. وقال: لكل شيء
علم، وعلم الخذلان ترك البكاء. ولكل شيء صدأ، وصدأ نور القلب شبع البطن. وقال أحمد
بن أبي الحواري: سمعت أبا سليمان يقول: أصل كل خير الخوف من الله، ومفتاح الدنيا
الشبع، ومفتاح الآخرة الجوع.
(15/253)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 254
وقال الحاكم: أنا الخلدي: حدثني الجنيد: سمعت السري السقطي: حدثني أحمد بن أبي
الحواري: سمعت أبا سليمان يقول: قدم إلي أهلي مرةً خبزاً وملحاً، فكان في الملح
سمسمة فأكلتها، فوجدت رانها على قلبي بعد سنة. وقال أحمد: سمعت أبا سليمان يقول:
من رأى لنفسه قيمة لم يذق حلاوة الخدمة.) وعنه قال: إذا تكلف المتعبدون أن يتكلموا
بالإعراب ذهب الخشوع من قلوبهم. وقال أحمد: سمعت أبا سليمان يقول: إن في خلق الله
خلقاً لو زين لهم الجنان ما اشتاقوا، فكيف يحبون الدنيا وقد زهدهم فيها. وسمعته
يقول: لولا الليل لما أحببت البقاء في الدنيا. وما أحب البقاء في الدنيا لتشقيق
الأنهار وغرس الأشجار، ولربما رأيت القلب يضحك ضحكاً. وقال أحمد: رأيت أبا سليمان
حين أراد أن يلبي غشي عليه، فلما أفاق قال: بلغني أن العبد إذا حج من غير وجهه،
فلبى قيل له: لا لبيك ولا سعديك حتى تطرح ما في يديك، فما يؤمنا أن يقال لنا مثل
هذا ثم لبى. وقال الجنيد: شيء يروى عن أبي سليمان أنا أستحسنه كثيراً، قوله: من
اشتغل بنفسه شغل عن الناس، ومن اشتغل بربه شغل عن نفسه وعن الناس. قال عمرو بن بحر
الأسدي: سمعت ابن أبي الحواري: سمعت أبا سليمان يقول: من وثق بالله في رزقه زاد
الله في حسن خلقه، وأعقبه الحلم،
(15/254)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 255
وسخت نفسه في نفقته، وقلت وساوسه في صلاته. وعن أبي سليمان قال: الفتوة أن لا يراك
الله حيث نهاك، ولا يفقدك حيث أمرك. وللشيخ أبي سليمان رضي الله عنه كلام جليل من
هذا النمط. وقد أنبأنا أبو الغنائم بن علان، عن القاسم بن علي، أنا أبي، أنا طاهر
بن سهل، أنا عبد الدائم الهلالي، أنا عبد الوهاب الكلابي: سمعت محمد بن خريم
العقيلي: سمعت أحمد بن أبي الحواري يقول: تمنيت أن أرى أبا سليمان الداراني في
المنام، فرأيته بعد سنة، فقلت له: يا معلم، ما فعل الله بك. قال: يا أحمد دخلت من باب
الصغير، فرأيت وسق شيخٍ، فأخذت منه عوداً، فلا أدري تخللت به أم رميت به فأنا في
حسابه من سنة. قال أبو زرعة الطبري: سألت سعيد بن حمدون عن موت أبي سليمان
الداراني فقال: سنة خمس عشرة ومائتين. وكذا ورخ وفاته أبو عبد الرحمن السلمي،
والقراب. وقيل: سنة خمسٍ ومائتين، قاله ابن أبي الحواري.)
4 (عبد الرحمن بن سنان)
ابو يحيى الرازي المقريء. عن: عبد العزيز بن أبي داوود، ونعيم بن ميسرة. وعنه:
يحيى بن عبدك، وأبو زرعة، وأبو حاتم، والفضل بن شاذان المقريء.
(15/255)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 256
قال أبو حاتم: مقريء صدوق.
4 (عبد الرحمن بن عبد العزيز المدائني سبويه.)
روى عن: سليم بن أخضر. روى عنه: عباس الدوري، وأحمد بن إسحاق الوزان.
4 (عبد الرحمن بن علقمة.)
أبو يزيد السعدي المروزي الفقيه. سمع: أبا حمزة السكري، وأبا عوانة، وحماد بن
يزيد. وكان من كبار أصحاب ابن المبارك. روى عنه: أحمد بن حنبل، ويحيى بن أبي طالب،
وأبو زرعة، وحمدان الوراق. وكان بصيراً بالرأي. تفقه على محمد بن الحسن، وغيره.
أكرهوه على قضاء سرخس فهرب. قال أبو حاتم الرازي: صدوق.
4 (عبد الرحمن بن مصعب بن يزيد الأزدي المعني.)
عم علي بن عبد الحميد الكوفي القطان، نزيل الري. عن: فطر بن خليفة، وسفيان الثوري،
وإسرائيل، وشريك. وعنه: القاسم بن زكريا الكوفي، وعلي بن محمد الطنافسي، وأحمد بن
(15/256)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 257
الفرات، وعباس الدوري، وعبد السلام بن عاصم، وحفص بن عمر الرقي سنجة ألف، وطائفة.
أنبأنا أحمد بن سلامة، عن خليل الداراني، أنا أبو علي، أنا أبو نعيم، ثنا
الطبراني، ثنا حفص بن عمر بن الصباح، ثنا عبد الرحمن بن مصعب المعني، نا إسرائيل،
عن محمد هو ابن حجارة، عن عطية، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: إن من أعظم الجهاد كلمة عدلٍ عند سلطانٍ جائر، رواه ت. ق، عن القاسم بن
زكريا، عن عبد الرحمن،) فوقع لنا عالياً. وقال الترمذي: حسن غريب. قلت: ليس له في
الكتابين سوى هذا الحديث، وما أعلم فيه جرحاً. قال ابن سعد: كان عابداً ناسكاً
يكنى أبا يزيد. قيل: توفي سنة إحدى عشرة ومائتين.
4 (عبد الرحمن بن هانيء بن سعيد.)
أبو نعيم النخعي الكوفي. ابن بنت إبراهيم النخعي. روى عن: ابن جريح، ومسعر، وفطر
بن خليفة، وسفيان الثوري، ومالك بن مغول، ومحل بن محرز الضبي، وجماعة. وعنه:
البخاري في تاريخه، وإسماعيل سمويه، وأبو زرعة، وأحمد بن
(15/257)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 258
أبي غرزة، ومحمد بن إسماعيل الصائغ، ومحمد بن غالب تمتام، وأبو حاتم، وآخرون. قال
أحمد: ليس بشيء. وقال أبو حاتم: لا بأس به. وقال ابن معين مرة: ضعيف. وقال مرة:
كذاب. وقال أبو داوود: ضعيف. وقال ابن حبان: في القلب منه لروايته عن الثوري، عن
أبي الزبير، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم: من قتل ضفدعاً فعليه شاة
محرماً كان أو حلالاً. قال مطين: مات سنة ست عشرة.
4 (عبد الرحمن بن واقد البصري العطار.)
عن: شريك، وأبي عوانة، وأبي الأحوص سلام بن سليم، والجراح بن مليح. وعنه: إسحاق بن
سيار النصيبي، وأبو حاتم الرازي.
(15/258)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 259
وسئل عنه أبو حاتم فقال: شيخ.
4 (عبد الرحيم بن واقد الخراساني.)
عن: هياج بن بسطام، وعدي بن الفضل.) وعنه: محمد بن الجهم، والحارث بن أبي أسامة.
حدث ببغداد. قال الخطيب: في حديثه مناكير.
4 (عبد الرحيم بن المحاربي عبد الرحمن بن محمد الكوفي.)
أبو زياد. سمع: أباه، ومبارك بن فضالة، وشريكاً، وزائدة، وغيرهم. وعنه: خ.، وق. عن
رجل عنه، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، وابن نمير، وعبد بن حميد، وأحمد بن أبي
غرزة. قال أبو زرعة: شيخ فاضل، ثقة. وقال أبو داوود: هو أثبت من أبيه.
(15/259)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 260
قال البخاري: مات في رمضان سنة إحدى عشرة.
4 (عبد الرزاق بن همام بن نافع.)
(15/260)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 261
الإمام أبو بكر الحميري مولاهم الصنعاني، أحد الأعلام. عن: أبيه، ومعمر، وعبد الله
بن سعيد بن أبي هند، وعبيد الله بن عمر، وابن جريج، والمثنى بن الصباح، وثور بن
يزيد، وحجاج بن أرطأة، وزكريا بن إسحاق، والأوزاعي، وعكرمة بن عمار، والسفيانين،
ومالك، وخلق. ورحل إلى الشام بتجارةٍ فسمع الكثير من جماعة. ومولده سنة ست وعشرين
ومائة. وعنه: شيخاه معتمر بن سليمان، وسفيان بن عيينة، وأبو أسامة وهو أكبر منه،
وأحمد، وابن معين، وإسحاق، ومحمد بن رافع، ومحمد بن يحيى، ومحمود بن غيلان، وأحمد
بن صالح، وأحمد بن الأزهر، وأحمد بن الفرات، والرمادي، وإسحاق الكوسج، والحسن بن
علي الحلال، وسلمة بن شبيب، وعبد بن حميد، وإسحاق الدبري، وإبراهيم بن سويد
الشامي، وخلق كثير. قال عبد الرزاق: جالسنا معمراً سبع سنين. وقال أحمد بن صالح:
قلت لأحمد بن حنبل: رأيت أحداً أحسن حديثاً من عبد الرزاق قال: لا. وقال عبد
الوهاب بن همام: كنت عند معمر فذكر أخي عبد الرزاق. وقال: خليق إن عاش أن تضرب
إليه أكباد الإبل.) قال ابن أبي السري العسقلاني: فوالله لقد أتعبها، يعني الإبل،
ولما
(15/261)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 262
ودعت عبد الرزاق قال: أما في الدنيا فلا أظن أن نلتقي فيها، ولكنا نسأل الله أن
يجمع بيننا في الآخرة. وقال أبو زرعة الدمشقي: قلت لأحمد بن حنبل: كان عبد الرزاق
يحفظ حديث معمر قال: نعم. قيل له: فمن أثبت في ابن جريج: عبد الرزاق، أو محمد بن
بكر البرساني قال: عبد الرزاق. وقال لي: أتينا عبد الرزاق قبل المائتين، وهو صحيح
البصر. ومن سمع منه بعدما ذهب بصره فهو ضعيف السماع. وقال هشام بن يوسف: كان لعبد
الرزاق حين قدم ابن جريج اليمن ثمان عشرة سنة. قال ابن معين: هشام ابن يوسف أثبت
في ابن جريج من عبد الرزاق. وقال الأثرم: سمعت أبا عبد الله يسأل عن حديث النار
جبار. فقال: هذا باطل، وليس من هذا شيء. ثم قال: ومن يحدث به عن عبد الرزاق قلت:
حدثني أحمد بن شبويه. قال: هؤلاء سمعوا بعدما عمي. كان يلقن فلقنه، وليس هو في
كتبه. وقد أسندوا عنه أحاديث ليست في كتبه، كان يلقنها بعدما عمي. قلت: عبد الرزاق
راوية الإسلام، وهو صدوق في نفسه. وحديثه محتجٌ به في الصحاح. ولكن ما هو ممن إذا
تفرد بشيء عد صحيحاً غريباً. بل إذا تفرد بشيء عد منكراً.
(15/262)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 263
وكان من مذهبه أن يقول: أخبرنا، ولا يقول: حدثنا. وهي عادة جماع من أقرانه، وممن
قبله كحماد بن سلمة، وهشيم. قال الحافظ بن أبي الفوارس: يزيد بن هارون، وهشيم،
وعبد الرزاق لا يقولون إلا أخبرنا، فإذا رأيت حديثاً فهو من خطأ الكاتب. قال محمود
بن رافع: قدم أحمد، وإسحاق على عبد الرزاق، وكان من عادته أن يقول أخبرنا. فقالا
له: قل حدثنا. فقالها. وقال نعيم بن حماد: ما رأيت ابن المبارك قط يقول: حدثنا.
كان يرى أن أخبرنا أوسع.) وقال يحيى القطان، وأحمد بن حنبل، والبخاري، وطائفة:
حدثنا، وأنا، واحد.
4 (فصل)
قال جعفر بن أبي عثمان الطيالسي: سمعت ابن معين يقول: سمعت من عبد الرزاق كلاماً
يوماً استدللت به على ما ذكر عنه من المذهب، يعني التشيع. فقلت له: إن أستاذيك
اللذين أخذت عنهم ثقات كلهم أصحاب سنة: معمر، ومالك، وابن جريج، وسفيان،
والأوزاعي. فعمن أخذت هذا المذهب فقال: قدم علينا جعفر بن سليمان الضبعي، فرأيته
فاضلاً حسن الهدي، فأخذت هذا عنه. وقال ابن أبي خيثمة: سمعت يحيى بن معين، وقيل له
إن أحمد بن حنبل. قال: إن عبيد الله بن موسى يرد حديثه للتشيع. فقال: كان والله
الذي لا
(15/263)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 264
إله إلا هو عبد الرزاق أغلى في ذلك منه مائة ضعف. ولقد سمعت من عبد الرزاق أضعاف
ما سمعت من عبيد الله. وقال عبد الله بن أحمد: سألت أبي: أكان عبد الرزاق يفرط في
التشيع فقال: أما أنا فلم أسمع منه في هذا شيئاً. وقال سلمة بن شبيب، سمعت عبد
الرزاق يقول: والله ما انشرح صدري قط أن أفضل علياً على أبي بكر وعمر. وقال أحمد
بن الأزهر: سمعت عبد الرزاق يقول: أفضل الشيخين بتفضيل علي إياهما على نفسه، ولو
لم يفضلهما لم أفضلهما. كفى بي إزراء أن أحب علياً ثم أخاف قوله. وقال محمد بن أبي
السري: قلت لعبد الرزاق: ما رأيك في التفضيل فأبى أن يخبرني. وقال: كان سفيان
يقول: أبو بكر، وعمر، ويسكت. وكان مالك يقول: أبو بكر، وعمر، ويسكت. قال ابن عدي:
قد رحل إلى عبد الرزاق ثقات المسلمين وأئمتهم، وكتبوا عنه، ولم يرو بحديثه بأساً،
إلا أنهم نسبوه إلى التشيع. وقد روى أحاديث في الفضائل مما لا يوافقه عليه أحد من
الثقات، فهذا أعظم ما ذموه من روايته لهذه الأحاديث، ولما رواه في مثالب غيرهم.
(15/264)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 265
وقال أبو صلاح محمد بن إسماعيل: بلغنا ونحن عند عبد الرزاق أن ابن معين، وأحمد بن
حنبل تركوا حديث عبد الرزاق، أو كرهوه، فدخلنا من ذلك غمٌ شديد. فلما كان وقت
الحج) وافيت بمكة يحيى بن معين، فسألته، فقال: يا أبا صالح، لو ارتد عبد الرزاق عن
الإسلام ما تركنا حديثه. رواها ابن عدي، عن ابن حماد، عن أبي صالح هذا. وقال أحمد
بن الأزهر: سمعت عبد الرزاق يقول: صار معمر هليلجةً في فمي. وقال فياض بن زهير
النسائي: تشفعنا بامرأة عبد الرزاق عليه، فدخلنا، فقال: هاتوا، تشفعتم إلي بمن
ينقلب معي على الفراش. ثم قال:
(ليس الشفيع الذي يأتيك مؤتزراً .......... مثل الشفيع الذي يأتيك عريانا)
وقال ابن معين: قال بشر بن السري: قال عبد الرزاق: قدمت مكة مرةً، فأتاني أصحاب
الحديث يومين، ثم انقطعوا يومين أو ثلاثة. فقلت: يا رب ما شأني كذاب انا أي شيء
أنا فجاءوني بعد ذلك. وقال المفضل الجندي: سمعت سلمة بن شبيب يقول: سمعت عبد
الرزاق يقول: أخزى الله سلعةً لا تنفق إلا بعد الكبر والضعف. حتى إذا بلغ أحدهم
مائة سنة كتب عنه. فإما أن يقال كذاب فيبطلون علمه، وإما أن يقال مبتدع فيبطلون
علمه. فما اقل من ينجو من ذلك. وقال محمود بن غيلان، عن عبد الرزاق، قال: قال لي
وكيع: أنت رجل عندك حديث وحفظك ليس بذاك. فإذا سئلت عن حديثٍ فلا تقل ليس هو عندي،
ولكن قل: لا أحفظه. وقال ابن معين، قال لي عبد الرزاق: أكتب عني حديثاً واحداً من
غير
(15/265)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 266
كتاب. فقلت: لا، ولا حرف. قلت: وقد صنف عبد الرزاق التفسير و السنن وغير ذلك. و
مصنف عبد الرزاق بضعة وخمسون جزءاً، يجيء ثلاث مجلدات. وسمع منه كتبه: إسحاق
الدبري، وعمر دهراً، فأكثر عنه الطبراني. قال محمد بن سعد: مات في النصف من شوال
سنة إحدى عشرة.
4 (عبد الصمد بن حسان.)
مر.
4 (عبد الصمد بن عبد العزيز الرازي.)
) أبو علي العطار المقريء. عن: أبي جعفر الرازي، وبشير بن سليمان، وعنبسة قاضي
الري، وجسر بن فرقد، وعمرو بن أبي قيس، وأبي الأحوص، وفضيل بن عياض، وخلق كثير.
وعنه: حفص بن عمر المهرقاني، ويحيى بن عبدك، وإسماعيل بن يزيد خال أبي حاتم، ومحمد
بن عمار، وآخرون. توفي في حدود نيفٍ ومائتين. وقيل: إن أبا زرعة الرازي روى عنه،
وهو بعيد. وكان صوقاً.
4 (عبد الصمد بن النعمان البغدادي البزاز.)
(15/266)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 267
حدث عن: عيسى بن طهمان صاحب أنس، وحمزة الزيات، وابن أبي ذئب، وشعبة وطائفة. وعنه:
عباس الدوري، وأحمد بن ملاعب، ومحمد بن غالب تمتام، وجماعة كثيرة. وثقه ابن معين،
وغيره، ولم يقع له شيء في الكتب الستة. توفي سنة ست عشرة ببغداد. وعن الدارقطني
قال: ليس بالقوي.
4 (عبد العزيز بن عبد الله بن يحيى بن عمرو بن أويس بن سعد بن أبي سرح القرشي)
العامري. أبو القاسم المدني المعروف بالأويسي. روى عن: عبد العزيز بن عبد الله
الماجشون، ونافع بن عمر الجمحي، ومحمد بن جعفر بن أبي كثير، وسليمان بن بلال،
ومالك بن أنس، وعبد الله بن
(15/267)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 268
يحيى بن أبي كثير، وابن أمية، وعبد الله بن جعفر المخرمي، وإبراهيم بن سعد،
وطائفة. وعنه: خ.، ود.، ت. عن رجل عنه، وهارون الحمال، ومحمد بن يحيى الذهلي، وعبد
الله بن أبي زياد القطواني، وأبو زرعة، وأبو حاتم، ومحمد بن إسماعيل الترمذي، وعبد
الله بن شبيب المدني، وجماعة. وثقه أبو داوود، وغيره.
4 (عبد العزيز بن عمير.)
) أبو الفقير الخراساني الزاهد أحد العارفين. نزل دمشق وجالس أبا سليمان الداراني.
وروى عن: زيد بن أبي الزرقاء، وحجاج الأعور، وجماعة. وروى عنه: أحمد بن أبي
الحواري، وإبراهيم بن أيوب الجوزجاني، وغيرهما. وكانت رابعة الشامية تسميه سيد
العابدين. ومن قوله: إن من القلوب قلوباً مرتصدة، فإذا وجدت بغيتها طارت إليه.
وعنه قال: إنما يفتح على المؤدب بقدر المتأدبين. وقد تكلم أبو الفقير مرة بحضرة
أبي سليمان، فجعل أبو سليمان يخور كما يخور الثور. وقال: ذكر النعم يورث الحب لله
تعالى.
(15/268)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 269
4 (عبد العزيز بن المغيرة بن أمي أو ابن أمية.)
أبو عبد الرحمن المنقري البصري الصفار. نزيل الري. عن: مبارك بن فضالة، ويزيد بن
إبراهيم التستري، وجرير بن حازم، والحمادين. وعنه: يوسف بن موسى القطان، ويحيى بن
عبدك القزويني، وابن وارة، وأبو زرعة، وأبو حاتم الرازي. قال أبو حاتم: صدوق لا
بأس به.
4 (عبد العزيز بن منصور.)
أبو الأصبغ اليحصبي المصري. عن: حيوة بن شريح، والليث بن مالك، ونافع المقريء،
وغيرهم. وعنه: قاسم بن الفرج الردفي، وغيره. توفي سنة ست عشرة ومائتين.
4 (عبد الغفار بن الحكم.)
(15/269)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 270
أبو سعيد الحراني، مولى بني أمية. عن: فضيل بن مرزوق، وزهير بن معاوية، ومبارك بن
فضالة، والليث بن سعد، وجماعة. وعنه: عمرو الناقد، ومحمد بن يحيى الذهلي، ومحمد بن
يحيى الحراني، وأبو فروة، ويزيد بن) محمد الرهاوي، وآخرون. توفي في آخر شعبان سنة
سبع عشرة. وقد وثق. روى له النسائي حديثاً في مسند علي رضي الله عنه.
4 (عبد الغفار بن عبيد الله القرشي الكريزي البصري.)
عن: شعبة، وصالح بن أبي الأخضر، وأبي المقدام هشام بن زياد. وعنه: ابن وارة، وأبو
حاتم. ما رأيت أحداً ضعفه إلا البخاري فقال: ليس بقائم الحديث. وقال: عبد الغفار
بن عبيد الله بن عبد الأعلى ابن الأمير عبد الله بن عامر بن كريز القرشي حديثه في
البصريين.
4 (عبد القدوس بن الحجاج.)
(15/270)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 271
أبو المغيرة الخولاني الحمصي. عن: صفوان بن عمرو السكسكي، وحريز بن عثمان الرحبي،
وأرطأة بن المنذر، وأبي بكر بن عبيد الله بن أبي مريم، وعبدة بنت خالد بن معدان،
وعفير بن معدان الحمصيين، وأبي عمرو الأوزاعي، وعبد الله بن العلاء بن زبر، ويزيد
بن عطاء اليشكري، وعبد الرحمن المسعودي، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، وطائفة من
صغار التابعين. وعنه: خ.، وع. عن رجل عنه، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، والذهلي،
وإسحاق الكوسج، وسلمة بن شبيب، وابو محمد الدارمي، وأحمد بن عبد الرحيم بن يزيد
الحوطي، ومحمد بن عوف الطائي، وخلق كثير. وكان من ثقات الشاميين ومسنديهم. قال
البخاري: مات سنة اثنتي عشرة وصلى عليه احمد بن حنبل. قال محمد بن عبد الملك
زنجويه: ما رأيت أخوف لله من إسحاق بن سليمان الرازي، وما رأيت أخشع من أبي
المغيرة، ولا أحفظ من يزيد ابن هارون، ولا أعقل من أبي مسهر، ولا أورع من
الفريابي، ولا اشد تقشفاً من بشر الحافي.
(15/271)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 272
4 (عبد الكريم بن روح بن عنبسة.)
) أبو سعيد البصري، مولى عثمان رضي الله عنه. عن: أبيه، وسفيان الثوري، وشعبة،
وحماد بن سلمة. وعنه: خلف بن محمد كردوس، وأبو أمية الطرسوسي، ومحمد بن شداد
المسمعي، ويحيى بن أبي طالب، والكديمي، وجماعة. ذكره ابن حبان في الثقات. وقال ابن
أبي عاصم: توفي سنة خمس وعشرين ومائتين.
4 (عبد الملك بن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون.)
(15/272)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 273
أبو مروان التيمي، مولاهم المدني الفقيه صاحب مالك. روى عن: أبيه، ومالك بن أنس،
وإبراهيم بن سعد، وخاله يوسف بن يعقوب الماجشون، ومسلم بن خالد الزنجي، وغيرهم.
وعنه: أبو حفص الفلاس، ومحمد بن يحيى الذهلي، وعبد الملك بن حبيب الفقيه، والزبير
بن بكار، ويعقوب الفسوي، وسعد بن عبد الله بن عبد الحكم، وجماعة. قال مصعب بن عبد
الله: كان مفتي أهل المدينة في زمانه. وقال ابن عبد البر: كان فقيهاً فصيحاً، دارت
عليه الفتيا في زمانه، وعلى أبيه قبله. وكان ضريراً، قيل أنه عمي في آخر عمره،
وكان مولعاً بسماع الغناء. وقال أحمد بن المعذل: كلما تذكرت أن التراب يأكل لسان
عبد الملك بن الماجشون صغرت الدنيا في عيني. وكان ابن المعذل من الفصحاء
المذكورين، فقيل له: أين لسانك من لسان أستاذك عبد الملك فقال: لسانه إذا تعايى
أحيى من لساني إذا تحايى. وقال أبو داوود: كان لا يعقل الحديث. قيل: توفي سنة
اثنتي عشرة، وقيل سنة ثلاث عشرة، وقيل سنة أربع عشرة.
(15/273)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 274
وقد قال فيه يحيى بن أكثم: كان عبد الملك بحراً لا تكدره الدلاء.
4 (عبد الملك بن قريب بن عبد الملك بن علي بن أصبغ بن
(15/274)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 275
مظهر بن عبد شمس بن أعيا بن)
سعد بن عبد بن غنم بن قتيبة بن معن بن مالك بن أعصر بن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر
بن نزار بن معد بن عدنان.) أبو سعيد الباهلي الأصمعي البصري، صاحب اللغة. قيل: اسم
أبيه عاصم، ولقبه قريب. كان إمام زمانه في علم اللسان. روى عن: أبي عمرو بن
العلاء، وقرة بن خالد، ومسعر بن كدام،
(15/275)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 276
وابن عون، ونافع بن أبي نعيم، وسليمان التيمي، وشعبة، وبكار بن عبد العزيز بن أبي
بكرة، وحماد بن سلمة، وسلمة بن بلال، وعمر بن أبي زائدة، وخلق. وعنه: أبو عبيدة،
ويحيى بن معين، وإسحاق الموصلي، وزكريا بن يحيى المنقري، وسلمة بن عاصم، وعمر بن
شبة، وعبد الرحمن بن عبد الله بن قريب ابن أخي الأصمعي، وأبو حاتم السجستاني، وأبو
الفضل الرياشي، ونصر بن علي الجهضمي، وابو العيناء، وأبو مسلم الكجي، وأحمد بن
عبيد أبو عصيدة، وبشر بن موسى، وأبو حاتم الرازي، ومحمد بن يونس الكديمي، وخلق.
روى عباس، عن ابن معين: سمعت الأصمعي يقول: سمع مني مالك بن أنس. وأثنى أحمد بن
حنبل على الأصمعي في السنة. وقال إسحاق الموصلي: دخلت على الأصمعي أعوده، وإذا
قمطرٌ، فقلت: هذا علمك كله فقال: إن هذا من حق لكثير. وقال ثعلب: قيل للأصمعي: كيف
حفظت ونسي أصحابك قال: درست وتركوا. وقال عمر بن شبة: سمعت الأصمعي يقول: أحفظ ستة
عشر ألف أرجوزة. وقال ابن الأعرابي: شهدت الأصمعي وقد أنشد نحو مائتي بيت، ما فيها
بيت عرفناه.
(15/276)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 277
وقال الربيع: سمعت الشافعي يقول: ما عبر أحدٌ من العرب بأحسن من عبارة الأصمعي. وقال
أبو معين الحسين بن الحسن الرازي، سألت يحيى بن معين، عن الأصمعي فقال: لم يكن ممن
يكذب، وكان من أعلم الناس في فنه. وقال أبو داوود: صدوق. وقال أبو داوود السنجي:
سمعت الأصمعي يقول: إن أخوف ما أخاف على طالب العلم إذا لم يعرف النحو أن يدخل في
جملة قول النبي صلى الله عليه وسلم: من كذب علي فليتبوأ مقعده) من النار، لأنه صلى
الله عليه وسلم لم يكن يلحن، فمهما رويت عنه ولحنت فيه كذبت عليه. وقال نصر بن
علي: كان الأصمعي يتقي أن يفسر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما يتقي أن
يفسر القرآن.
(15/277)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 278
وقال: إسحاق الموصلي: لم أر الأصمعي يدعي شيئاً من العلم، فيكون أحدٌ أعلم به منه.
وقال الرياشي: سمعت الأخفش يقول: ما رأينا أحداً أعلم بالشعر من الأصمعي. وقال
المبرد: كان الأصمعي بحراً في اللغة لا نعرف مثله فيها. وكان أبو زيد الأنصاري
أكبر منه في النحو. وقال الدعلجي غلام أبي نواس: قيل لأبي نواس قد أشخص أبو عبيدة
والأصمعي إلى الرشيد. فقال: أما أبو عبيدة فإنهم إن مكنوه من سفره قرأ عليهم أخبار
الأولين والآخرين. وأما الأصمعي، فبلبل يطربهم بنغماته. وقال أبو العيناء: قال
الأصمعي: دخلت أنا وأبو عبيدة على الفضل بن الربيع، فقال: يا أصمعي كم كتابك في
الخيل قلت: جلدٌ. فسأل أبو عبيدة عن ذلك، فقال: خمسون جلداً. فأمر بإحضار
الكتابين، وأحضر فرساً، وقال لأبي عبيدة: أقرأ كتابك حرفاً حرفاً، وضع يدك على
موضع موضع. فقال: لست ببيطار، إنما هذا شيء أخذته وسمعته من العرب. فقمت فحسرت عن
ذراعي وساقي، ثم وثبت فأخذت بأذن الفرس، ثم وضعت يدي على ناحيته، فجعلت أقبض منه
بشيء وأقول: هذا اسمه كذا، وأنشد فيه، حتى بلغت حافزه. فأمر لي بالفرس. فكنت إذا
أردت أن أغيظ أبا عبيدة ركبت الفرس وأتيته.
(15/278)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 279
وروى ابن دريد، عن شيخٍ له، قال: كان الأصمعي بخيلاً، وكان يجمع أحاديث البخلاء.
وقال محمد بن سلام الجمحي: كنا مع أبي عبيدة في جنازة، ونحن بقرب دار الأصمعي،
فارتفعت ضجة من دار الأصمعي، فبادر الناس ليعرفوا ذلك، فقال أبو عبيدة: إنما
يفعلون ذلك عند الخبز، كذا يفعلون إذا فقدوا رغيفاً. وقال الأصمعي: بلغت ما بلغت
بالعلم، ونلت ما نلت بالملح.) وقد قال له أعرابي رآه يكتب كل شيء: ما أنت إلا
الحفظة تكتب لفظ اللفظة. قلت: ومع كثرة طلبه واجتهاده كان من أذكياء بني آدم
وحفاظهم. قال ابو العباس ثعلب، عن أحمد بن عمر النحوي قال: لما قدم الحسن بن سهل
العراق قال: أحب أن أجمع قوماً من أهل الأدب فيبحرون بحضرتي. فحضر أبو عبيدة معمر
بن المثنى، والأصمعي، ونصر بن علي الجهضمي، وحضرت معهم. فايتدأ الحسن فنظر في رقاع
كانت بين يديه ووقع عليها، وكانت خمسين رقعة. ثم أمر فدفعت إلى الخازن. ثم أقبل
علينا وقال: قد فعلنا خيراً، ونظرنا في بعض ما نرجو نفعه من أمور الناس والرعية،
فنأخذ الآن فيما نحتاج إليه. فأفضنا في ذكر الحفاظ، فذكرنا للزهري، وقتادة،
ومررنا، فالتفت أبو عبيدة وقال: ما الغرض أيها الأمير في ذكر ما مضى وإنما تعتمد
في قولنا على حكايةٍ، عن قوم، وتترك من بالحضرة ههنا من يقول إنه ما قرأ كتاباً
قط، فاحتاج إلى أن يعود فيه، ولا دخل قلبه شيء فخرج عنه فلتفت الأصمعي وقال: إنما
يريدني بهذا القول أيها الأمير. والأمر في ذلك على ما حكى، وأنا أقرب عليه. قد نظر
الأمير فيما نظر فيه من الرقاع، وأنا أعيد ما فيها، وما وقع به
(15/279)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 280
الأمير على التوالي. فأحضرت الرقاع، فقال الأصمعي: سأل صاحب الرقعة الأولى كذا،
واسمه كذا، فوقع له بكذا. والرقعة الثانية والثالثة، حتى مر في نيفٍ وأربعين رقعة،
فالتفت إليه نصر بن علي فقال: أيها الرجل أبق على نفسك من العين. فكف الأصمعي.
وروي نحوها من وجهٍ آخر، وفيه فقال: حسبك الساعة، والله تقتلك الجماعة بالعين، يا
غلام خمسين ألف درهمٍ واحملوها معه. فقال: تنعم بالحامل كما أنعمت بالمحمول. قال:
هم لك، يعني الغلمان الذين حملوها إليه، ثم عوضه عنهم بعشرة آلاف. قال عمرو بن
مرزوق: رأيت الأصمعي وسيبويه يتناظران، فقال يونس النحوي: الحق مع سيبويه، وهذا
يغلب بلسانه. وعن الأصمعي أن الرشيد أجازه مرةً بمائة ألف درهم. وللأصمعي تصانيف
كثيرة منها: كتاب خلق الإنسان، والمقصور والممدود، الأجناس، الأنواء، الصفات،
الهمز، الخيل، القداح، الميسر، خلق الفرس، كتاب الإبل، الشاء، الوحوش، الأخبية،)
البيوت، فعل وأفعل، الأمثال، الأضداد، الألفاظ بالسلاح، اللغات، مياه العرب،
النوادر، أصول الكلام، القلب والإبدال، معاني الشعر، المصادر، الأراجيز، النخلة،
النبات، ما اختلف لفظه واتفق معناه، غريب الحديث، السرج واللجام، الترس والنبال،
الكلام الوحشي، المذكر والمؤنث، نوادر الأعراب، وغير ذلك من الكتب. وأكثر تصانيفه
مختصرات.
(15/280)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 281
قال أبو العيناء: كنا في جنازة الأصمعي سنة خمس عشرة. وقال شباب: مات سنة خمس
عشرة. وقال البخاري، ومحمد بن المثنى: مات سمة ست عشرة. وقيل إنه عاش ثمانياً
وثمانين سنة.
4 (عبد الملك بن نصير.)
أبو طيبة المرادي، مولاهم المصري، مفرض أهل مصر في زمانه. قال ابن يونس: روى عن:
الليث، ومالك. وكذا في أولاده، علم الفرائض. توفي سنة إحدى عشرة، ويأتي.
4 (عبد الملك بن هشام بن أيوب.)
أبو محمد الذهلي، وقيل الحميري المعافري البصري النحوي. نزيل مصر، ومهذب السيرة
النبوية، سمعها من زياد بن عبد الله صاحب ابن إسحاق ونقحها، وحذف جملة من أشعارها،
وروى فيها مواضع عن: عبد الوارث المنتوري، وغيره. رواها عنه: أحمد بن عبد الله بن
عبد الرحيم بن البرقي، وأخوه عبد الرحيم، ومحمد بن الحسن القطان، وجماعة.
(15/281)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 282
وثقه أبو سعيد بن يونس. وذكره أبو زيد السهيلي فقال: هو حميري، له كتاب في أنساب
حمير وملوكها. قلت: الأصح أنه ذهلي كما ذكر ابن يونس وقال: توفي بمصر في ثالث عشر
ربيع الآخر سنة ثمان عشرة ومائتين. وقال السهيلي: توفي سنة ثلاث عشرة، فوهم أيضاً.
وقد سمعت السيرة من روايته، فأخبرنا بها أبو المعالي الأبرقوهي. قرأتها في ستة
أيام في) النهار الطويل. أنا عبد القوي بن عبد العزيز السعدي، أنا عبد الله بن
رفاعة السعدي، ثنا علي بن الحسن الخلعي، أنا أبو محمد بن النحاس، أنا ابو محمد بن
الورد، أنا أبو سعيد عبد الرحيم بن عبد الله بن عبد الرحيم، ثنا عبد الملك بن
هشام، ثنا زياد بن عبد الله، عن ابن إسحاق، فذكر الكتاب. وكان ابن هشام نحوياً
أديباً إخبارياً فاضلاً، رحمه الله. قال الدارقطني: حدثني أبو العباس عبيد الله بن
محمد المطلبي، بالرملة، عن زكريا بن يحيى بن حيويه: سمعت المزني يقول: قدم علينا
الشافعي، وكان بمصر عبد الملك بن هشام صاحب المغازي. وكان علامة أهل مصر بالعربية
والشعر. فقيل له في المصير إلى الشافعي، فتثاقل، ثم ذهب إليه فقال: ما ظننت أن
الله خلق مثل الشافعي.
4 (عبد الوهاب بن عطية وهو وهب بن عطية الفقيه.)
أبو محمد السلمي الدمشقي، أحد الأئمة. منسوب إلى جده. واسم أبيه سعيد بن عطية.
(15/282)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 283
سمع: عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وسفيان بن عيينة، وشبيب بن إسحاق، وطائفة. وعنه:
العباس بن الوليد الخلال، ويحيى بن عثمان الحمصي، وعبد الله الدارمي، وآخرون. قال
أبو زرعة النضري: شهدت جنازة عبد الوهاب بن سعد بن عطية المفتي الذي يقال له وهب
في سنة ثلاث عشرة ومائتين.
4 (عبيد الله بن الحارث بن محمد بن زياد القرشي.)
شيخ معمر، لم يلحق جده. وروى عن: ابن عون، وهشام بن حسان، وابن أبي عروبة، وجماعة.
وعنه: عثمان بن طالوت، وأبو حاتم الرازي. قال أبو حاتم: صدوق.
4 (عبيد الله بن عبد الواحد بن صبره القرشي.)
بصري معمر. قال ابن أبي حاتم: روى عن: أشعث بن عبد الملك، وعمرو بن عبيد. كتب عنه:
أبي أيام الأنصاري.
4 (عبيد الله بن موسى بن أبي المختار، باذام.)
) أبو محمد العبسي، مولاهم الكوفي الحافظ المقريء الشيعي.
(15/283)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 284
ولد بعد العشرين ومائة، وسمع: هشام بن عروة، والأعمش، وإسماعيل بن أبي خالد،
وزكريا بن أبي زائدة، وحنظلة بن أبي سفيان المكي، وأيمن بن نابل، وابن جريج،
وشيبان النحوي، وعثمان بن الأسود، والأوزاعي، ومعروف بن خربوذ، وخلقاً. وعنه: خ.،
وع. بواسطة، وأحمد بن حنبل، وابن راهويه، وابن معين، وعبد بن حميد، وأبو بكر بن
أبي شيبة، وابن نمير، وأحمد بن غرزة الغفاري، وعباس الدوري، والحارث بن أبي أسامة،
والدرامي، ومحمد بن سليمان الباغندي، والكديمي، وخلق كثير. قال ابن معين، وغيره:
ثقة. قال أبو حاتم: ثقة صدوق، وأبو نعيم أتقن منه، وعبيد الله أثبتهم في إسرائيل.
(15/284)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 285
وقال أحمد بن عبد الله العجلي: كان عالماً بالقرآن، رأساً فيه. ما رأيته رافعاً
رأسه. وما رؤي ضاحكاً قط. وقال أبو داوود: كان محترقاً شيعياً. وقال أبو الحسن
الميموني: ذكر عند أحمد بن حنبل عبيد الله بن موسى فرأيته كالمنكر له. قال: كان
صاحب تخليط. حدث بأحاديث سوء، وأخرج تلك البلايا، فحدث بها. قال أبو عمرو الداني،
قرأ على: عيسى بن عمر الهمداني، وعلي بن صالح بن حي. وأخذ الحروف عن حمزة، وعن
الكسائي، وعن شيبان النحوي. وتصدر للإقراء. قرأ عليه: إبراهيم بن سليمان، وأيوب بن
علي، ومحمد بن عبد الرحن، وأحمد بن جبير. وسمع منه الحروف: محمد بن علي بن عفان
العامري، وهارون بن حاتم، وجماعة. وأقرأ الناس في مسجد الكوفة. قلت: هو من كبار
شيوخ البخاري. قال ابن سعد: توفي في ذي القعدة سنة ثلاث عشرة. قلت: غلط من قال
توفي سنة أربع عشرة. وقد أخذ القرآن والعبادة عن حمزة الزيات. وكان صاحب تعبد وفضل
وزهادة، عفا الله عنه.
(15/285)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 286
4 (عبيد بن إسحاق العطار.)
) أبو عبد الرحمن الكوفي، عطار المطلقات. عن: قيس بن الربيع، وزهير بن معاوية،
وشريك، وسيف بن عمر التميمي، وسنان بن هارون البرجمي، وغيرهم. وعنه: ميمون بن
الأصبغ، ومحمد بن يحيى الذهلي، ومحمد بن عوف الحمصي، ويحيى بن محمد بن حريش، وأبو
زرعة، وأبو حاتم وقال: ما رأينا إلا خيراً، ولم يكن بذاك. وعنه أيضاً: الحسن بن
علي بن زياد الرازي شيخ العقيلي. ضعفه ابن معين وقال: قلت له: هذه الأحاديث التي
تحدث بها باطل. فقال: اتق الله ويحك. فقلت له: هي باطل. وقال البخاري: عنده
مناكير.
(15/286)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 287
قلت: ومن مناكيره قال: ثنا قيس، عن عاصم بن بهدلة، عن زر، عن عبد الله قال: جاء
رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد حدثني عن ربك هذا. أو من لؤلؤ هو
قال: فبعث الله صاعقةً فأحرقته. قال ابن حبان: توفي سنة أربع عشرة ومائتين.
4 (عبيد بن الصباح الكوفي الخزاز.)
عن: عيسى بن طهمان، وموسى بن علي بن رباح، وفضيل بن مرزوق، وكامل بن أبي العلاء،
وجماعة. وعنه: موسى بن عبد الرحمن المسروقي، وأحمد بن يحيى الصوفي. قال أبو حاتم:
ضعيف الحديث.
4 (عبيد بن حيان الجبيلي الساحلي.)
عن: الأوزاعي، والليث بن سعد، وابن لهيعة. وعنه: أبو زرعة الدمشقي، ومحمد بن عوف
الطائي، ويزيد بن عبد الصمد، وغيرهم. قال ابن عوف: لا بأس به.
(15/287)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 288
4 (عبيدة بن عثمان الثقفي الدمشقي.)
أحد الفقهاء.) روى عن: مالك، وسعيد بن عبد العزيز. روى عنه: عباس بن الوليد،
ومعاوية بن صالح الأشعري، ومحمد بن عمر الدولابي.
4 (عبيس بن مرحوم بن عبد العزيز العطار.)
مولى آل معاوية بن أبي سفيان. بصري مقل. روى عن: أبيه، وعن عبد العزيز بن عباس بن
سهل الساعدي، وغيرهما. وعنه: ابنه بشر، والحسن بن عرفة، والبصريون. ذكره ابن حبان
في الثقات.
4 (عتاب بن زياد.)
أبو عمرو المروزي. عن: أبي حمزة محمد بن ميمون السكري، وخارجة بن مصعب، وعبيد الله
بن المبارك، ومحمد بن مسلم الطائفي. وعنه: أحمد بن حنبل، وابن معين، وأبو حاتم،
والصنعاني، والحسين بن
(15/288)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 289
الجنيد الدامغاني، وإبراهيم بن عبد الرحيم بن دنوقا، وطائفة. قال أبو حاتم: ثقة.
وقال مطين: مات سنة اثنتي عشرة. قلت: روى له ق. حديثاً واحداً.
4 (عثمان بن حكيم بن ذيبان.)
أبو عمرو الأودي الكوفي، أخو عثمان بن حكيم. عن: الحسن بن صالح بن حي، وشريك
القاضي، وحبان بن علي. وعنه: ولده أحمد بن عثمان، ومحمد بن الحسين الحسيني. قال
مطين: توفي سنة تسع عشرة.
4 (عثمان بن رقاد البصري.)
إمام مسجد بني عقيل. عن: الحسن بن أبي جعفر، وأبي هلال، وسويد بن أبي حاتم،
والخليل بن مرة.
(15/289)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 290
وعنه: إسحاق بن سيار، وأبو حاتم الرازي.)
4 (عثمان بن زفر بن مزاحم بن زفر.)
وقيل عثمان بن زفر بن علاج التيمي الكوفي. عن: عاصم بن محمد العمري، ويعقوب القمي،
وقيس بن الربيع، وزهير بن معاوية، وعبد العزيز بن الماجشون، وأبي بكر النهشلي،
وجماعة. وعنه: إبراهيم الجوزجاني، وأحمد بن أبي خيثمة، وأحمد الرمادي، وعلي بن عبد
العزيز البغوي، ويعقوب الفسوي، وخلق. قال أبو حاتم: صدوق. وقال مطين: مات في ربيع
الآخر سنة ثمان عشرة ومائتين. وقد وهم ابن سعد وقال فيه: عثمان بن زفر بن الهذيل.
أما عثمان بن زفر الجهني الدمشقي فكان في حدود الثلاثين ومائة. له حديثان.
(15/290)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 291
روى عنه: معمر، وبقية بن الوليد.
4 (عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار القرشي.)
مولى بني أمية. أبو عمرو الحمصي. عن: حريز بن عثمان، وحسان بن نوح، وشعيب بن أبي
حمزة، وأبي غسان محمد بن مطرف، ومعاوية بن سلام، وجماعة. وعنه: ولداه عمرو ويحيى،
وأحمد بن محمد بن المغيرة العوهي، وعباس الترقفي، وعثمان بن سعيد الدارمي، ومحمد
بن عوف الطائي، وآخرون. وثقه أحمد، وابن معين. وقال عبد الوهاب بن نجدة: كان يقول
هو من الأبدال. قلت: بقي إلى حدود العشرين.
4 (عثمان بن صالح بن صفوان السهمي المصري.)
(15/291)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 292
أبو يحيى. عن: مالك، والليث، والزنجي، وابن لهيعة، وضمرة بن ربيعة، وبكر بن مضر،
وجماعة. وعنه: خ. ون. ق. عن رجلٍ عنه، ويحيى بن معين، وحميد بن زنجويه، وإسماعيل
سمويه، ومالك بن عبد الله بن سيف التجيبي، ويعقوب الفسوي، وابنه يحيى بن عثمان،
وخلق.) قال أبو حاتم: كان شيخاً صالحاً سليم الناحية. قيل له: كان يلقن قال: لا.
وقال ابن حبان: كان راوياً لابن وهب. وقال ابن يونس: مات في المحرم سنة تسع عشرة.
قال أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين: سألت أحمد بن صالح، عن عثمان بن صالح، فقال:
دعه. دعه. رأيته عند أحمد متروكاً.
4 (عثمان بن الهيثم بن جهم بن عيسى بن حسان بن المنذر.)
(15/292)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس
عشر الصفحة 293
وهو الأشج البصري العبدي، أبو عمرو المؤذن، مؤذن جامع البصرة. عن: عوف، وابن جريج،
ورؤبة بن الحجاج، وهشام بن حسان، وجعفر بن الزبير الشامي، ومبارك بن فضالة. وعنه:
خ.، وأسيد بن عاصم، ومحمد بن يحيى الذهلي، ومحمد بن عثمان الذارع، والحارث بن أبي
أسامة، وأبو مسلم الكجي، وأبو خليفة الجمحي، وهو آخر من روى عنه، ومحمد بن زكريا
الأصبهاني، وخلق. قال أبو حاتم: كان صدوقاً، غير أنه كان بآخره يلقن. وقال أبو
داوود: مات في حادي عشر رجب سنة عشرين.
4 (عثمان بن يمان.)
أبو محمد الحداني الهروي اللؤلؤي، نزيل مكة. عن: موسى بن علي بن رباح، وسفيان
الثوري، وأبي المقدام هشام بن زياد، وزمعة بن صالح، وجماعة.
(15/293)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 294
وعنه: احمد بن إبراهيم الدورقي، وأحمد بن نصر النيسابوري، وعبد الله بن أحمد بن
أبي ميسرة، وعبد الله بن شبيب، والكديمي، وطائفة. قال ابن حبان: ربما أخطأ. قلت:
له حديث واحد في كتاب النسائي.
4 (عروة بن مروان.)
أبو عبد الله العرقي الطرابلسي الزاهد.) حدث بمصر عن: زهير بن معاوية، وموسى بن
أعين. وعنه: يونس بن عبد الأعلى، وسعيد بن عثمان التنوخي، وخير بن عرفة. قال الدارقطني:
شيخٍ أمي ليس بالقوي. وقال غيره: كان عابداً ورعاً يتقوت من النبات، رحمه الله.
وهو عروة بن مروان الرقي الجرار، يروي أيضاً عن: محمد بن عبد الله
(15/294)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 295
المحرم، وإسماعيل بن عياش، وعبيد الله بن عمرو الرقي. وعنه: أيوب بن محمد الوزان.
ومنهم من فرق بينهما.
4 (عصام بن خالد.)
أبو إسحاق الحضرمي الحمصي. عن: حريز بن عثمان، وصفوان بن عمرو، وحسان بن نوح،
وأرطأة بن المنذر، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، وجماعة. وعنه: خ. وهو من كبار
شيوخه، وأحمد بن حنبل، وحميد بن زنجويه، ومحمد بن عوف الطائي، ومحمد بن مسلم بن
وارة، وآخرون. قال النسائي: ليس به بأس. وقال البخاري: مات ما بين سنة إحدى عشرة
إلى سنة خمس عشرة ومائتين.
4 (عصام بن يوسف بن ميمون بن قدامة.)
(15/295)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 296
أبو عصمة الباهلي البلخي، أخو إبراهيم بن يوسف. عن: شعبة، وسفيان الثوري، وغيرهما.
وعنه: معمر بن محمد العوفي، وإسماعيل بن محمد الفسوي، ومحمد بن عبد بن عامر
السمرقندي الضعيف، وابنه عبد الله بن عصام، وآخرون. وكان هو وأخوه شيخي بلخ في
زمانهما. توفي سنة خمس عشرة ببلخ. قال ابن عدي: له عن الثوري ما لا يتابع عليه.
4 (عصمة بن سليمان الكوفي الخزاز.)
) عن: شعبة، وسفيان، وجرير بن حازم. وعنه: أبو حاتم الرازي، والحارث بن أبي أسامة،
وأبو مسلم الكجي. قال أبو حاتم: ما به بأس.
(15/296)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 297
4 (مطلب ترجمة عفان شيخ أحمد والبخاري)
4 (عفان بن مسلم بن عبد الله.)
مولى عزرة بن ثابت الأنصاري، أبو عثمان البصري الصفار، الحافظ، نزيل بغداد. ولد
سنة أربعٍ وثلاثين ومائة تقريباً أو تحديداً، وسمع سنة نيفٍ وخمسين ومائة فأكثر.
حدث عن: شعبة، وهمام، والحمادين، وهشام الدستوائي، ووهيب، وصخر بن جويرية، وديلم
بن غزوان، وطائفة.
(15/297)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 298
وعنه: خ.، وع. عن رجل عنه، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، وابن المديني، وابن
معين، والفلاس، وأبو بكر بن أبي شيبة، والذهلي، وعبد، وعبد الله بن أحمد الدورقي،
وأبو زرعة الدمشقي، وأبو حاتم، وأبو زرعة الرازي، وعلي بن عبد العزيز، وخلق. قال
يحيى القطان: إذا وافقني عفان لا أبالي من خالفني. وقال أبو حفص الفلاس: ثنا يحيى
بن سعيد، ثنا شعبة، وهشام، عن قتادة، عن جابر بن زيد، عن ابن عباس، رفعه شعبة:
يقطع الصلاة الكلب والحمار والمرأة. قال الفلاس: فقال له عفان: ثنا همام، عن
قتادة، عن صالح أبي الخليل، عن جابر بن زيد، عن ابن عباس فبكى يحيى وقال: اجترأت
علي، ذهب أصحابي خالد بن الحارث، ومعاذ بن معاذ. قال أحمد العجلي: عفان بصري ثقة،
ثبت، صاحب سنة. كان على مسائل معاذ بن معاذ القاضي، فجعل له عشرة آلاف دينار على
أن يقف على تعديل رجلٍ فلا يقول عدلاً ولا غير عدل، فأبى. وقال: لا أبطل حقاً من
حقوق الله. وكان يذهب برقاع المسائل إلى الموضع البعيد يسأل. فجاء يوماً إلى معاذ
وقد تلطخت بالناطف. قال: ما هذا قال: إني أبعد فأجوع، فأخذت ناطفاً في كمي أكلته.
وقال عبد الله بن جعفر المروزي: سمعت عمرو بن علي يقول: جاءني عفان فقال: عندك شيء
نأكله فما وجدت شيئاً، فقلت: عندي سويق شعير.)
(15/298)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 299
فقال: أخرجه. فأخرجته فأكل أكلاً جيداً، وقال ألا أخبرك بأعجوبة. شهد فلانٌ وفلان
عند القاضي بأربعة آلاف دينار على رجل. فأمرني أن أسأل عنهما. فجائني صاحب
الدنانير فقال لي: لك من هذا المال نصفه وتعدل شاهدي. فقلت: استجبت لك، وشهوده
عندنا غير مستورين. وقال حنبل: حضرت أبا عبد الله وابن معين عند عفان بعدما دعاه
إسحاق بن إبراهيم، يعني نائب بغداد للمحنة، وكان أول من امتحن من الناس عفان،
فسأله يحيى بن معين فقال: أخبرنا. فقال: يا أبا زكريا لم أسود وجهك ولا وجوه
أصحابك، أي لم أجب. فقال له: فكيف كان. قال: دعاني إسحاق، فلما دخلت عليه قرأ علي
كتاب المأمون، فإذا فيه: امتحن عفان وادعه إلى أن يقول: القرآن كذا وكذا. فإن قال
ذلك فأقره على أمره، وإلا فاقطع عنه الذي يجري عليه، وكان المأمون يجري عليه
خمسمائة درهم كل شهر. قال: فقال لي إسحاق: ما تقول فقرأت عليه: قل هو الله أحد حتى
ختمتها. فقلت: أمخلوق هذا. قال: يا شيخ إن أمير المؤمنين يقول: إنك إن لم تجبه
يقطع عنك ما يجري عليك. فقلت له: يقول الله تعالى: وفي السماء رزقكم وما توعدون
فسكت وانصرفت. فسر بذلك يحيى بن معين، وأحمد، ومن حضر. وقال إبراهيم بن ديزيل: لما
دعي عفان للمحنة كنت آخذاً بلجام حماره،
(15/299)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 300
فلما حضر عرض عليه القول فامتنع، فقيل له: يحبس عطاؤك، وكان يعطى ألف درهم كل شهر،
فقال: وفي السماء رزقكم وما توعدون. قال: وكان في داره نحو أربعين إنساناً. فدق
عليه الباب داق، فدخل عليه رجل شبهته بسمان أو زيات، ومعه ألف درهم، فقال: يا أبا
عثمان ثبتك الله كما ثبت الدين، وهذا لك في كل شهر، يعني الألف. وقال جعفر بن محمد
الصائغ: اجتمع عفان، وعلي بن المديني، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن حنبل، فقال
عفان: ثلاثة يضعفون في ثلاثة: علي بن المديني في حماد بن زيد، وأحمد في) إبراهيم
بن سعد، وابن أبي شيبة في شريك. فقال علي: وعفان في شعبة. قلت: هذا على وجه
المزاح، وإلا فهؤلاء ثقات في شيوخهم المذكورين سيما عفان في شعبة، فإن الحسين بن
حبان قال: سألت ابن معين فقلت: إذا اختلف أبو الوليد وعفان عن شعبة قال: القول
الصواب قول عفان. قلت: وأبو نعيم وعفان قال: عفان أثبت. وقال أحمد بن حنبل: عفان،
وحبان، وبهز هؤلاء المتثبتون، وإذا اختلفوا رجعت إلى قول عفان، هو في نفسي أكبر.
وقال الحسن الحلواني: سمعت يحيى بن معين: كان عفان، وبهز، وحبان يختلفون إلي، فكان
عفان أضبط القوم وأمكرهم. عملت مرة عليهم في شيء فما فطن به إلا عفان. وذكر عفان
عند علي بن المديني فقال: كيف أذكر رجلاً إذا شك في
(15/300)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 301
حرف فيضرب على خمسة أسطر؟. وسئل أحمد بن حنبل: من تابع عفان على الحديث الفلاني
فقال: وعفان يحتاج إلى متابع وقال يعقوب بن شيبة: سمعت ابن معين يقول: أصحاب
الحديث خمسة: مالك، وابن جريج، والثوري، وشعبة، وعفان. قلت: مالك أفقههم، وابن
جريج أعرفهم بالتفسير، والثوري أحفظهم وأكثرهم رواية، وشعبة أتقنهم وأوثقهم
شيوخاً، وعفان مختصر شعبة، فإنه كان متعنتاً في الرجال، كثير الشك والضبط للخط.
يكتب ثم يعرض على الشيخ ما سمعه. قال علي بن المديني: أبو نعيم وعفان لا أقبل
قولهما في الرجال. لا يدعون أحداً إلا وقعوا فيه. وقال ابن معين: عبد الرحمن بن
مهدي أحفظ من عفان، ولم يكن من رجال عفان في الكتاب. وكان عبد الرحمن أصغر منه
بسنتين. وقال عبد الرحيم بن منيب: قال عفان: اختلف يحيى بن سعيد وعبد الرحمن في
الحديث، فبعثا) إلي، فقال عبد الرحمن: أقول شيئاً وتسأل عفان. فقال يحيى: ما أجد
أكره إلي أن يخالفني من عفان. فقال عفان: وخالفتهما، فنظر يحيى في كتابه فوجد
الأمر على ما قلت. وقال عبد الله بن أحمد، عن أبيه: لزمنا عفان عشر سنين، وكان
أثبت منعبد الرحمن بن مهدي.
(15/301)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 302
وقال أبو حاتم: عفان إمام، ثقة، متقن، متين. وقال جعفر بن أبي عثمان الطيالسي: سعت
عفان يقول: يكون عند أحدهم حديث فيخرجه بالمقرعة. كتبت عن حماد بن سلمة عشرة آلاف
حديث ما حدثت منها بألفين. وكتبت عن عبد الواحد بن زياد ستة آلاف حديث ما حدثت
منها بألف. وكتبت عن وهيب أربعة آلاف حديث ما حدثت منها بألف. قلت: ومع حفظه
وإمامته واتفاق كتب الإسلام على الاحتجاج به قد تكلم فيه، وتبارد ابن عدي بذكره في
كتاب الضعفاء. لكنه ما ذكره إلا ليبطل قول من ضعفه. فإن إبراهيم بن أبي داوود قال:
سمعت سليمان بن حرب يقول: ترى عفان كان يضبط عن شعبة، والله جهد جهده أن يضبط عن
شعبة حديثاً واحداً ما قدر عليه. كان بطيئاً رديء الفهم. قال ابن عدي: عفان أشهر
وأوثق من أن يقال فيه شيء. ولا أعلم له إلا أحاديث مراسيل، عن حماد بن سلمة، وغيره
وصلها، وأحاديث موقوفة رفعها، وهذا مما لا ينقصه، فإن الثقة قد يهم. وعفان قد رحل
إليه أحمد بن صالح من مصر، وكانت رحلته إليه خاصةً دون غيره. الفسوي في تاريخه:
قال سلمة، هو ابن سبيب: قلت لأحمد بن حنبل: طلبت عفان في منزله قالوا خرج، فخرجت
أسأل عنه، فقيل توجه هكذا. فجعلت أمضي وأسأل عنه حتى انتهيت إلى مقبرة، وإذا هو
جالس يقرأ على قبر بنت أخي ذي الرئاستين، فبزقت عليه. وقلت: سوءة لك. قال: يا هذا،
الخبز الخبز. قلت: لا أشبع الله بطنك.
(15/302)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 303
وقال لي أحمد بن حنبل: لا تذكرن هذا، فإنه قد قام في المحنة مقاماً محموداً عليه،
ونحو هذا) من كلام. قال الحسن الحلواني: قلت لعفان: كيف لم تكتب عن عكرمة بن عمار
قال: قد ألححت في طلب الحديث فأضر ذلك بي، فحلفت أن لا أكتب الحديث ثلاثة أيام،
فقدم عكرمة في تلك الثلاثة أيام، فحدث ثم خرج. ابن عدي: ثنا زكريا الساجي، نا أحمد
بن محمد البغدادي، نا عفان، نا همام: ثنا قتادة، عن الحسن، عن أبي بكرة: نهى رسول
الله صلى الله عليه وسلم أن يتعاطى السيف مسلولاً. وكان بسام لقبه هماماً، فلما
فرغه قال بسام: والله ما حدثكم بهذا همام، ولا حدثه قتادة هماماً. فتفكر في نفسه
وعلم أنه أخطأ، فمد يده إلى لحية بسام وقال: أدعو إلى صاحب الربع يا فاجر. قال:
فما خلصوه منه إلا بالجهد. وقال ابن معين، وأبو خيثمة: أنكرنا عفان في صفر سنة تسع
عشرة، وفي رواية سنة عشرين، ومات بعد أيام. وقال محمد بن عبد الله المسبحي: مات
عفان في ربيع الآخر سنة عشرين. وقال أبو داوود: شهدت جنازته ببغداد ولم أسمع منه.
قلت: غلظ من ورخه سنة تسع عشرة.
(15/303)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 304
4 (علي بن إسحاق السلمي.)
مولاهم المروزي الداركاني، أبو الحسن. عن: أبي حمزة السكري، والفضل السيناني، وابن
المبارك. وعنه: أحمد بن حنبل، وأحمد بن الفرات، وأحمد بن الخليل البرجلاني، وعباس
الدوري، وموسى بن حزام الترمذي، وآخرون. وثقه النسائي، وغيره. وقال أبو رجاء محمد
بن حمدويه: توفي سنة ثلاث عشرة ومائتين.
(15/304)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 305
4 (علي بن إسحاق بن إبراهيم.)
أبو الحسن الحنظلي السمرقندي. عن: إسماعيل بن جعفر المدني، وعبد الله بن المبارك،
وجماعة. عنه: أبو حاتم الرازي، ومحمد بن كرام شيخ الكرامية، وآخرون.) توفي أيضاً سنة
ثلاث عشرة، كما قيل.
4 (علي بن ثابت الدهان الكوفي العطار.)
عن: سواد بن سليمان، وأبي بكر النهشلي، وأسباط بن نصر، وعلي بن صالح بن حي،
وجماعة. وعنه: إبراهيم بن أبي بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن أبي غرزة الغفاري، وعبد
الله بن أسامة الكلبي، ومحمد بن غالب تمتام، ومحمد بن عبيد بن عتبة الكندي، ومحمد
بن الحسين الحسني، وجماعة. ذكره ابن حبان في الثقات. قال مطين: توفي سنة تسع عشرة
ومائتين.
(15/305)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 306
4 (علي بن جبلة.)
أبو الحسن الكوفي الحضرمي. روى عن: سالم بن أبي مريم، وغيره. وهو مقل. روى عنه:
أبو قدامة السرخسي، وعلي بن سلمة اللبقي، وغيرهما.
4 (علي بن جبلة.)
أبو الحسن الضرير، الشاعر الملقب بالعكوك. شاعر محسن، مقدم في زمانه. مدح المأمون
والأمير أبا دلف العجلي، وسارت له أمثال وأشعار.
(15/306)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس
عشر الصفحة 307
أخذ عنه: الجاحظ، وأبو عصيدة بن عبيد، وغيرهما. وكان آخر أمره إلى الهلاك. فإن
المأمون أمر به فشد لسانه، فمات. وقال: استحل دمك بكفرك حيث تقول:
(أنت الذي تنزل الأيام منزلها .......... وتنقل الدهر من حالٍ إلى حال)
(وما مددت مدى طرفٍ إلى أحدٍ .......... إلا قضيت بأرزاقٍ وآجال)
أخرجوا لسانه من قفاه. ذكره ابن خلكان. والعكوك القصير السمين.) توفي سنة ثلاث
عشرة أيضاً.
4 (علي بن الحسن بن شقيق بن دينار بن مشعب.)
أبو عبد الرحمن العبدي. مولى آل الجارود العبدي. وكان شقيق بصرياً. نزل مرو.
(15/307)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 308
سمع: علي بن الحسين بن واقد، وأبي حمزة السكري، وأبا المنيب عبيد الله العتكي،
وإبراهيم بن طهمان، وإسرائيل بن يونس، وقيس بن الربيع، وخارجة بن مصعب، وابن
المبارك، وطائفة. وعنه: خ، وم. ع. عن رجل عنه، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين،
وأحمد بن سيار، وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، وعباس الدوري، وأحمد بن منصور زاج،
ومحمد بن عبد الله بن قهزاد المروزي، وولده محمد بن علي، وخلق. قال أحمد بن حنبل:
لم يكن به بأس. تكلموا فيه للإرجاء، وقد رجع عنه. وقال الحسين بن حبان: قال ابن معين:
ما أعلم أحداً قدم علينا من خراسان كان أفضل من ابن شقيق. كان عالماً بابن
المبارك، قد سمع الكتب مراراً. حدث يوماً عن ابن المبارك، عن عوف بن زيد بن شراجة،
فقيل له ابن شراحة فقال: لا، ابن شراجة، سمعته من ابن المبارك أكثر من ثلاثين مرة.
وقال أبو داوود: سمع الكتب من ابن المبارك أربع عشرة مرة. وقال علي: سمعت من أبي
حمزة كتاب الصلاة، فنهق حمار، فاشتبه علي حديثٌ ولا أدري أي حديث، فتركت الكتاب
كله. وقال العباس بن مصعب: كان علي بن الحسن بن شقيق جامعاً. وكان يعد من أحفظهم
لكتب ابن المبارك. وقد شارك ابن المبارك في كثيرٍ من رجاله. وكان أول أمره
المنازعة مع أهل الكتاب، حتى كتب التوراة والإنجيل والأربعة والعشرين كتاباً من
كتب ابن المبارك، ثم صار شيخاً ضعيفاً لا يمكنه أن يقرأ، فكان يحدث كل إنسان
الحديثين والثلاثة، وتوفي سنة خمس عشرة
(15/308)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس
عشر الصفحة 309
ومائتين. وكذلك قال جماعة في وفاته. ويقال ولد ليلة قتل أبو مسلم الخراساني في سنة
سبعٍ وثلاثين ومائة.
4 (علي بن الحسن بن يعمر الشامي المصري.)
) روى عن: سفيان الثوري، ومبارك بن فضالة، وعمرو بن صبح، وعبد الله بن عمر العمري،
والهيثم بن أبي زياد. وعنه: ياسين بن عبد الأعلى القتباني، ومالك بن عبد الله بن
سيف، ومحمد بن عمرو بن نافع، ومحمد بن روح العنبري، وسعيد بن عثمان التنوخي، ومحمد
بن عبد الله بن ميمون الرقي، وعبد الرحمن بن خالد بن نجيح. قال ابن عدي: أحاديثه
بواطيل، وهو ضعيف جداً.
4 (علي بن الحسن التميمي البزاز.)
كراع. سكن الري. عن: مالك، وشريك، وجعفر بن سليمان، وحماد بن زيد، وجماعة. وعنه:
أبو زرعة، وأبو حاتم، وجعفر بن محمد الزعفراني الرازيون.
(15/309)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 310
قال أبو زرعة: لم يكن به بأس.
4 (علي بن الحسين بن واقد.)
مولى عبد الله بن عامر بن كريز. أبو الحسن القرشي المروزي. عن: أبيه، وأبي حمزة
السكري، وسليم مولى الشعبي، وهشام بن سعدٍ المدني، وخارجة بن مصعب، وابن المبارك.
وعنه: إسحاق بن راهويه، ومحمود بن غيلان، ورجاء بن مرجى، وعلي بن خشرم، ومحمد بن عقيل
بن خويلد، وأبو الدرداء عبد العزيز بن منيب، ومحمد بن رافع، وخلق. قال أبو حاتم:
ضعيف الحديث. وقال النسائي: ليس به بأس. وقال البخاري: ليس به بأس. قلت: وولد سنة
ثلاثين ومائة.
(15/310)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 311
4 (علي بن حفص.)
أبو الحسن المروزي، نزيل عسقلان. روى عن: ابن المبارك. وعنه: خ. وقال: لقيته
بعسقلان سنة سبع عشرة.)
4 (علي بن عبيدة.)
أبو الحسن الريحاني الكاتب. أحد البلغاء والفصحاء. له تصانيف أدبية، ولهجة عربية،
واختصاص بالمأمون. توفي سنة تسع عشرة ومائتين. وقد اتهم بالزندقة، فالله أعلم.
وتصانيفه تدل على فلسفته وفراغه من الدين. وهي كثيرة سردها ياقوت في تاريخ الأدباء
وقال: قال جحظة: نا أبو حرملة قال: قال علي بن عبيدة: حضرني ثلاثة تلامذة، فقلت
كلاماً أعجبهم. فقال أحدهم: حق هذا الكلام أن يكتب بالغوالي على خدود الغواني.
وقال الآخر: بل حقه أن يكتب بأنامل الحور على النور. وقال الآخر: بل حقه أن يكتب
بقلم الشكر في ورق النعم.
(15/311)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 312
4 (علي بن عياش بن مسلم.)
أبو الحسن الألهاني الحمصي البكاء. عن: حريز بن عثمان، وشعيب بن أبي حمزة، والمثنى
بن الصباح، وعبد الرحمن بن ثوبان، وصدقة بن عبد الله السمين، وعتبة بن ضمرة بن
حبيب، وعفير بن سعدان، وأبي غسان محمد بن مطرف، وعدة. وعنه: خ. وع. عن رجلٍ عنه،
وأحمد بن حنبل، وعمرو بن منصور النسائي، وإبراهيم الجوزجاني، وإبراهيم بن الهيثم
البلدي، وأحمد بن عبد الرحيم الحوطي، وأحمد بن عبد الوهاب بن نجدة، وأحمد بن محمد
بن يحيى بن حمزة، وإسماعيل سمويه، وأبو زرعة الدمشقي، ومحمد بن عوف الطائي، ويزيد
بن محمد بن عبد الصمد، ومحمد بن يحيى، وجماعة. وثقه النسائي، وجماعة.
(15/312)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 313
قال أبو حاتم: كنت أفيد الناس عن علي بن عياش وأنا بدمشق، فيخرجون ويسمعون منه
وأنا بدمشق، حتى ورد نعيه. وقال يحيى بن أكثم: أدخلت علي بن عياشٍ على المأمون،
فتبسم ثم بكى، فقال: يا يحيى أدخلت علي مجنوناً) قلت: أدخلت عليك خير أهل الشام
وأعلمهم بالحديث، ما خلا أبا المغيرة. وقال علي: ولدت سنة ثلاثٍ وأربعين ومائة.
وقال يعقوب الفسوي: مات سنة تسع عشرة. قلت: يقع حديثه عالياً لابن طبرزد.
4 (علي بن قادم.)
أبو الحسن الخزاعي الكوفي. عن: سعيد بن أبي عروبة، وفطر بن خليفة، ومسعر بن كدام،
وسفيان، وشعبة، وأسباط بن نصر، وجماعة. وعنه: أحمد بن الفرات، وأحمد بن عبد الحميد
الحارثي، وأحمد بن حازم الغفاري، وأحمد بن متيم بن أبي نعيم، وأحمد بن يحيى
الصوفي،
(15/313)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 314
وعباس الدوري، وأبو أمية الطرسوسي، ويعقوب الفسوي، وطائفة. قال أبو حاتم: محله
الصدق. وقال ابن معين: ضعيف. وقال مطين: مات سنة اثنتي عشرة. وقال ابن سعد: سنة
ثلاث عشرة، وقال: منكر الحديث، شديد التشيع.
4 (علي بن محمد المنجوري البلخي.)
ومنجور من قرى بلخ. سمع: شعبة، والثوري، وأبا جعفر الرازي، ومقاتل بن سليمان، وابن
أبي ذئب، وعدة. وعنه: عبد الصمد بن الفضل البلخي. ذكره السليماني.
4 (علي بن معبد بن شداد العبدي الرقي.)
الحافظ، نزيل مصر.
(15/314)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 315
يروي عن: أبي الأحوص سلام بن سليم، والليث بن سعد، وعبيد الله بن عمرو الرقي،
وإسماعيل بن جعفر، وابن المبارك، وابن وهب، وخلق من الشام والجزيرة ومصر والعراق
والحجاز.) وعنه: إسحاق الكوسج، ودحيم، وعبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم، وعبد
الملك بن حبيب الفقيه، وأبو حاتم الرازي، ومقدام بن داوود الرعيني، ويحيى بن عثمان
بن صالح، وأبو يزيد يوسف القراطيسي، وخلق. وكان من كبار الحفاظ والفقهاء. وقيل لبس
صورفيا. قال الطحاوي: سمعت سليمان بن شعيب: سمعت علي بن معبد. يقول: أدخلت على
المأمون فقال: يا علي بلغنا عنك أحوالٌ جميلة، وقد رأيت أن أوليك قضاء مصر. فقلت:
يا أمير المؤمنين إني أضعف على ذلك. قال: فاستعف بأخيك، فقد قيل لي إن له فضلاً
وعلماً. أما استعنت أنا بأخي هذا فالتفت، فإذا المعتصم قائم في دارتي. فلم أجبه،
فتبينت الغيظ في وجهه، فقلت: لي حرمة. قال: وما ذاك قلت: بسماعي العلم مع أمير
المؤمنين عند محمد بن الحسن. قال: ومن أين كنت أنت تصل إلى محمد فقلت: بأبي معبد
بن شداد. فقال: أبوك معبد قلت: نعم. قال: إنه كان من طاعتنا على غاية، فلم لا تكون
مثله؟ ثم خرجت من عنده. قال أبو حاتم: ثقة.
(15/315)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 316
وقال ابن يونس: يكنى أبا محمد، مروزي الأصل، قدم مصر مع أبيه، وكان يذهب في الفقه
مذهب أبي حنيفة. توفي بمصر سنة ثمان عشرة.
4 (علي بن ميثم الأسدي الكوفي التمار.)
شيخ الشيعة في وقته ومتكلمهم. روى عن: زرارة بن أعين، وغيره.) حكى عنه: عمر بن
شبة، وأبو العيناء محمد بن القاسم النحوي. وهو علي بن إسماعيل بن شعيب بن ميثم.
4 (علي بن هشام.)
الأمير ابو الحسن المروزي. أحد قواد المأمون. كان فارساً موصوفاً بالشجاعة
والإقدام، مع الظلم والفتك. وكان شاعراً مفلقاً فاضلاً. ولي كور الجبال، فأساء
السيرة، وقتل جماعة، وصادر، ثم هم بالخروج واللحوق ببابك الخرمي، فظفر به عجيف
الأمير، وأتى به المأمون، فقتله، وقتل معه أخاه حسيناً سنة سبع عشرة ومائتين.
4 (عمار بن عبد الجبار.)
(15/316)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 317
أبو الحسن القرشي، مولاهم المروزي. روى عن: شعبة، وغيره. توفي في ذي الحجة سنة
إحدى عشرة. وقد ذكره الخطيب في تاريخه فقال: سمع من ابن أبي ذئب، ومبارك بن فضالة،
وشعبة. روى عنه: عباس الدوري، وإبراهيم بن دنوقا، ومحمد بن إسرائيل الجوهري، وأحمد
بن زياد السمسار. توفي بمكة. قال البخاري: مات بعد أيام التشريق بيوم. قلت: هو
صدوق.
4 (عمار بن مطر الرهاوي.)
عن: أبي ثوبان، وابن أبي ذئب، ومالك، وسعيد بن عبد العزيز. وعنه: أحمد بن عبد الله
الباجدائي، وأحمد بن داوود المكي، وغيرهما. قال ابن عدي: متروك.
4 (عمرو بن حكام.)
(15/317)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 318
أبو عثمان البصري.) عن: شعبة وهو مكثر عنه. له عنه أربعة آلاف حديث لكنه ضعيف
بمرة. قال البخاري: ضعفه علي بن المديني. وقال النسائي: متروك. وقال أحمد بن حنبل:
ترك حديثه، وهو صاحب حديث حق الزنجبيل. توفي سنة عشرة. والحديث منكر، رواه عن
شعبة، عن علي بن زيد، عن أبي المتوكل، عن أبي سعيد: أن ملك الروم أهدى أهدى إلى
النبي صلى الله عليه وسلم جرة زنجبيل فقسمها بين أصحابه، لكل واحدٍ قطعة، وأعطاني
قطعة. قلت: الحفاظ استنكروه لأنه ما أتى به أحد عن شعبة سواه. وأنا استنكره أيضاً
لمعناه. كيف يهدي ملك الروم الزنجبيل إلى الحجاز، وإنما يهدى الزنجبيل من هناك إلى
أرض الروم فهو كما قيل كجالب القر إلى هجر.
(15/318)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 319
وهذا الحديث رواه عنه عبد الله بن أبي زياد القطواني، واسيد بن عاصم، وعبد العزيز
بن معاوية، وسفيان بن محمد الفزاري، وآخرون. وروى عنه أيضاً: رجاء بن الجارود،
ومحمد بن داوود، وأبو رفاعة، وآخرون. وسمع أيضاً من: سليمان بن حبان.
4 (عمر بن راشد.)
مولى مروان بن عثمان، شيخ مصري. عن: ابن عجلان، وابن أبي ذئب، وهشام بن عروة، وعبد
الرحمن بن حرملة، وغيرهم. وعنه: أبو مصعب المديني الملقب بمطرف، واحمد بن عبد
المؤمن المصري، ويعقوب بن سفيان الفسوي. وهو منكر الحديث بمرة، يأتي بعجائب.
(15/319)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 320
قال ابن أبي حاتم: شيخ مدني سكن القلزم. قال أبي: تركت السماع منه لما وجدت حديثه
كذباً. قلت: هو عمر بن راشد الجاري، كان ينزل الجار أيضاً، وهو القرشي. وقال الدار
قطني: متروك.
4 (عمر بن سهل بن مروان المازني.)
) أبو حفص البصري، نزيل مكة. روى عن: مبارك بن فضالة، وأبي الأشهب العطاردي، وبحر
بن كنيز السقاء، وأبي حمزة العطار، وجماعة. وعنه: بكر بن خلف، ومؤمل بن إهاب،
ويحيى بن عبدك القزويني،
(15/320)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس
عشر الصفحة 321
ويعقوب الفسوي، وبشر بن موسى الأسدي، وعبد الله بن شبيب الربعي، وجماعة. له حديث
واحد في سنن ابن ماجة.
4 (عمر بن يزيد الرفا الشيباني البصري.)
عن: عكرمة بن عمار، وشعبة. وعنه: سليمان بن ثوبة النهرواني، وأبو حاتم ثم تركه،
وضرب الفلاس على حديثه، واتهمه غيره.
4 (عمر بن عمرو.)
(15/321)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 322
أبو حفص العسقلاني الطحان. عن: سفيان الثوري، وأبي فاطمة النخعي، وعمر بن صبح،
ومحمد بن جابر، وصدقة الدمشقي. وعنه: زكريا بن الحكم، وأبو قرصافة العسقلاني،
وإبراهيم بن أبي سفيان القيسراني، ومحمد بن عبد الحكم القطوي. قال ابن عدي: كان في
عداد من يضع الحديث. حدث بالبواطيل.
4 (عمرو بن الربيع بن طارق.)
أبو حفص الهلالي الكوفي ثم المصري.
(15/322)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 323
عن: يحيى بن أيوب، والليث، ومالك، وابن لهيعة، وعكرمة بن إبراهيم الموصلي قاضي
الري. وعنه: خ.، وم. د. عن رجل عنه، وإسحاق الكوسج، وأبو بحر الصنعاني، وأبو حاتم،
وإسماعيل سمويه، وإبراهيم بن ديزيل، وبحر بن عثمان بن صالح، وطائفة. قال أبو حاتم:
صدوق. وقال ابن يونس: توفي لثمانٍ بقين من ربيع الأول سنة تسع عشرة.)
4 (عمرو بن أبي سلمة التنيسي.)
أبو حفص الهاشمي، مولاهم الدمشقي، نزيل تنيس. عن: الأوزاعي، وأبي معيد حفص بن
غيلان، وزهير بن محمد التميمي،
(15/323)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 324
وعبد الله بن العلاء بن زبر، وصدقة بن عبد الله السمين، ومالك، وليث، وجماعة.
وعنه: عبد الله بن محمد المسندي، وأحمد بن صالح الطبري، ومحمد بن يحيى الذهلي،
ومحمد بن وارة، ومحمد بن عبد الله البرقي، وأخوه أحمد بن عبد الله، ومحمد بن إدريس
الشافعي ومات قبله بزمان، وعبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم، وأحمد بن مسعود
المقدسي، وخلق. قال حميد بن زنجويه: لما رجعنا من مصر دخلنا على أحمد بن حنبل،
فقال: مررتم بأبي حفص عمرو بن أبي سلمة فقلنا: وما عنده عنده خمسون حديثاً والباقي
مناولة. قال: كنتم تنظرون في المناولة وتأخذون منها. قال الوليد بن بكر الحافظ الأندلسي:
عمرو بن أبي سلمة أحد أئمة الأخبار من نمط ابن وهب، يختار من قول مالك، والأوزاعي.
ضعفه ابن معين. ووثقه جماعة. وتوفي سنة أربع عشرة على الصحيح. وقيل: سنة ثلاث
عشرة. وحديثه في الكتب.
4 (عمرو بن عاصم بن عبيد الله بن الوازع.)
(15/324)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 325
أبو عثمان الكلابي القيسي البصري. عن: شعبة، وهمام، وجرير بن حازم، وحماد بن سلمة،
وجده عبيد الله بن الوزاع، وطائفة. وعنه: خ.، وع. بواسطة، وأحمد بن إسحاق
السرمارئي، والحسن بن علي الحلواني، وعبد الله الدارمي، وبندار، وعبد بن حميد،
ويعقوب الفسوي، ومحمد بن يونس الكديمي، وطائفة كبيرة. وثقه ابن معين. وقال
النسائي: ليس به بأس.) وقال إسحاق بن سيار: سمعته يقول: كتبت عن حماد بضعة عشر
ألفاً. وقال البخاري: مات سنة ثلاث عشرة.
(15/325)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 326
4 (عمرو بن عثمان بن سيار الكلابي الرقي.)
عن: زهير بن معاوية، وعبد الله بن عمرو، وإسماعيل بن عياش، وموسى بن أعين، وجماعة.
وعنه: أحمد بن الأزهر، وسلمة بن شبيب، وعبد الله بن حماد الأيلي، ومحمد بن يحيى
الذهلي، وسمويه، وأحمد بن إسحاق الخشاب، وخلق. قال أبو حاتم: يتكلمون فيه. كان
شيخاً أعمى بالرقة يحدث الناس من حفظه بأحاديث منكرة. وقال النسائي: متروك الحديث.
وقال ابن عدي: هو ممن يكتب حديثه. وذكره ابن حبان في الثقات وقال: مات سنة تسع
عشرة. وقال غيره: سنة سبع عشرة، والأول أشبه.
(15/326)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 327
4 (عمرو بن محمد الأعسم الزمن.)
بصري نزل بغداد، وحدث عن: فضيل بن مرزوق، وحسام بن سمك، وقيس بن الربيع. وعنه: علي
بن إشكاب، ورجاء بن الجارود، وزكريا بن يحيى الناقد. قال الدارقطني: ضعيف، كثير
الوهم. وممن روى عنه: أحمد بن الحسين بن عباد البغدادي. وروى عنه عن سليمان بن
أرقم، وعن إسماعيل بن عياش، وجماعة. وقد وهاه ابن حبان، وذكر له أحاديث منها: عن
الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة مرفوعاً: من أتى حائضاً فجاء ولده أجذم فلا يلومن
إلا نفسه.
4 (عمرو بن مخرم.)
أبو قتادة، بصري، متروك. روى عن: جرير بن حازم، وثابت الحفار. شيخ يروي عن: ابن
أبي مليكة، ويزيد بن زريع، وسفيان بن عيينة. وعنه: جعفر بن طرخان، وأحمد بن عمر بن
يونس، وجماعة.
(15/327)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 328
قال ابن عدي: روى البواطيل.)
4 (عمرو بن مسعدة بن سعيد بن صول.)
الأديب أبو الفضل الصولي، أحد كتاب المأمون البلغاء. كان فصيحاً مفوهاً جواداً
ممدحاً. توفي سنة عشرة بأذنة في خدمة المأمون. قيل إنه خلف ثمانين ألف ألف درهم،
فرفع ذلك إلى المأمون فقال: هذا لمن اتصل بنا قليل، فبارك الله لورثته.
4 (عمرو بن منصور القيسي البصري القداح.)
عن: هشام بن حسان، وأبي هاشم الزعفراني، وشعبة، ومبارك بن فضالة، وجماعة.
(15/328)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 329
وعنه: محمد بن عامر الثقفي، ويعقوب الفسوي، وأبو حاتم، وأبو عبد الله البخاري في
كتاب القراءة خلف الإمام، وآخرون. توفي سنة خمس عشرة، ووثقه ابن حبان.
4 (عمرو بن هاشم البروتي.)
أبو هاشم. عن: ابن عجلان إن صح، وعن: الأوزاعي، وعبد الله بن لهيعة، والهيثم بن
حميد، والهقل بن زياد، وجماعة. وعنه: يوسف بن بحر قاضي حمص، ومحمد بن عوف الطائي،
ومحمد بن مسلم بن وارة، وأبو زرعة الرازي، ويزيد بن محمد بن عبد الصمد،
(15/329)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 330
وأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، وبكر بن سهل الدمياطي، وطائفة. قال ابن وارة: كان
قليل الحديث، وليس بذاك. كان صغيراً حين كتب عن الأوزاعي. وقال ابن عدي ليس به
بأس.
4 (عوف بن ملحم.)
أبو المنهال الخزاعي النديم. كان إخبارياً علامة، شاعراً مجوداً. وكان عبد الله بن
طاهر يقدمه ويكرمه. وكان أبوه طاهر لا يكاد يفارق عوفاً. وأصله من حران، وهو
القائل:)
(إن الثمانين وبلغتها .......... قد أحوجت سمعي إلى ترجمان)
(وبدلتني بالشطاط انحناءة .......... وكنت كالصعدة تحت السنان)
ومنها:
(فقرباني بأبي أنتما .......... من وطني قبل اصفرار البنان)
(وقبل منعاي إلى نسوةٍ .......... أوطانها حران والرقتان)
فأذن له عبد الله بن طاهر في السفر إلى أهله، فمات في الطريق. عون بن عمارة.
(15/330)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 331
أبو محمد العبدي البصري. عن: حميد الطويل، وبهز بن حكيم، وعبد الله بن عون،
وسليمان التميمي، وهشام بن حسان، وعبد الله بن المثنى الأنصاري. وعنه: أحمد بن
الأزهر، وأحمد بن يوسف النيسابوريان، والحسن بن علي الخلال، وإسحاق بن سيار، والحارث
بن أبي أسامة، وعباس الدوري، وأبو قلابة الرقاشي، ومحمد بن يونس الكديمي، وخلق.
قال أبو زرعة: منكر الحديث. وقال البخاري: يعرف وينكر. وقال أبو حاتم: أدركته ولم
أكتب عنه. وقال ابن عدي: يكتب حديثه. وقال مطين: توفي سنة اثنتي عشرة.
4 (العلاء بن عبد الجبار.)
(15/331)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 332
أبو الحسن العطار مولى الأنصار. بصري مشهور، سكن مكة، وحدث عن: الحمادين، ومبارك
بن فضالة، وجرير بن حازم، ونافع بن عمرو، ووهيب بن خالد، وطائفة. وعنه: خ. وت. ق.
عن رجلٍ عنه، وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، وأحمد بن الفرات، وأحمد بن عثمان
الرهاوي، وعبد الله بن أحمد بن أبي مسرة، وعبد الله بن شبيب المدني الإخباري،
ومحمد بن يونس الكديمي، وعلي بن أحمد بن النضر الأزدي، وولده عبد الجبار) بن
العلاء، وبشر بن موسى، وطائفة. قال النسائي: ليس به بأس. قلت: توفي سنة اثنتي
عشرة.
4 (العلاء بن الفضل بن عبد الملك بن أبي سوية المنقري.)
أبو الهذيل البصري. عن: عبيد الله بن عكراش، ومحمد بن إسماعيل بن طريح الثقفي،
وغيرهما. وعنه: محمد بن بشار، وعمر بن شبة، ومحمد بن يونس الكديمي،
(15/332)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 333
وإسماعيل القاضي، وجماعة. قال ابن حبان: لا يعجبني الاحتجاج به. وقال ابن قانع:
مات سنة عشرين. قلت: له حديث واحد في الترمذي، واين ماجة. وكان معمراً. وذاك
الحديث وقع لنا عالياً في الغيلانيات وهو ثماني لابن البخاري.
4 (العلاء بن هلال بن عمر بن هلال بن أبي عطية.)
أبو محمد الباهلي الرقي. عن: حماد بن زيد، وإسماعيل بن عياش، وخلف بن خليفة،
(15/333)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 334
وعبيد الله بن عمرو الرقي، وهشيم، وطائفة. وعنه: ابنه هلال بن العلاء، ومحمد بن
علي بن ميمون الرقي، ومحمد بن جبلة الرافقي، وحفص بن عمر سنجة، وأبو إسحاق
الجوزجاني، وطائفة. ضعفه أبو حاتم. وقال النسائي: هلال بن العلاء عن أبيه، له غير
حديث منكر فلا أدري أتى منه أو من أبيه. وقال هلال: ولد أبي سنة خمسين ومائة، ومات
سنة خمس عشرة.
4 (عيسى بن جعفر الرياحي الكوفي.)
قاضي الري. روى عن: مسعر بن كدام، وسفيان الثوري، وعبد العزيز بن أبي رواد،
وجماعة. وعنه: أبو حاتم الرازي وقال: شيخ صالح صدوق، ومحمد بن عمار الرازي،
وغيرهما.)
4 (عيسى بن دينار بن واقد.)
(15/334)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 335
الفقيه أبو محمد الغافقي، نزيل قرطبة. رحل وسمع من: عبد الرحمن بن القاسم وصحبه
مدةً وعول عليه. قال ابن الفرضي: كانت الفتيا تدور عليه بالأندلس، ولا يتقدمه أحد.
وكان صالحاً ورعاً، يرونه مستجاب الدعوة. وكان محمد بن وضاح يقول: هو الذي علم أهل
الأندلس الفقه. وقال محمد بن عبد الملك بن أعين: كان عيسى بن دينار رافعة من يحيى
بن يحيى الليثي. وقال أبان بن عيسى بن دينار: كان أبي قد أجمع على ترك الفتيا
بالرأي، وأحب الفتيا بما روي من الحديث، فأعجلته المنية عن ذلك. توفي سنة اثتي
عشرة ومائتين، رحمه الله.
4 (عيسى بن زياد الرازي.)
عن: نعيم بن ميسرة، وابن المبارك، ويعقوب القمي، وجماعة. وعنه: أبو حاتم، وقال:
صدوق.
4 (عيسى بن صبيح، وهو ابن أبي فاطمة.)
عن: زكريا بن سلام، والثوري، ومالك، ويعقوب القمي، وطائفة. وعنه: علي بن ميسرة،
وأبو زرعة، وأبو حاتم. قال أبو حاتم، وغيره: صدوق.
(15/335)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 336
4 (عيسى بن المنذر السلمي الحمصي.)
عن: إسماعيل بن عياش، وبقية بن الوليد، وجماعة. وعنه: ابنه موسى بن عيسى، وإسحاق
الكوسج، وابن وراة.
4 (عيسى بن المنكدر بن محمد بن المنكدر.)
القاضي أبو الفضل التيمي المدني الأصل، المصري. ولي قضاء، مصر سنة إحدى عشرة
ومائتين، وكان يتنكر بالليل ويكشف أخبار الشهود. ولما قدم المعتصم مصر عزله سنة
أربع عشرة، وأقامه للناس، وأخذه معه إلى بغداد فمات بها في السجن.) وقد روى عن:
أبيه وغيره. وله بمصر دار كبيرة.
4 (عيسى بن موسى الأنصاري.)
أبو عمرو. عن: ابن عون، وشعبة. وعنه: أبو حاتم، ووثقه.
(15/336)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 337
4 (حرف الغين)
4 (غسان بن المفضل الغلابي البصري.)
نزل بغداد، وحدث بها عن: نعيم بن سليمان، وعبد الوهاب الثقفي، وسفيان بن عيينة.
وعنه: محمد بن عبد الله المخرمي، وإسحاق الحربي، ومحمد بن غالب التمتام، وآخرون.
وثقه الدارقطني، وغيره. ومات كهلاً سنة تسع عشرة. وكان عاقلاً لبيباً.
(15/337)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 338
4 (حرف الفاء)
4 (فتح بن سعيد الموصلي.)
أبو نصر الزاهد، أحد سادات مشايخ الصوفية. له أحوال ومقامات. يقال إنه كان يتقوت
بفلس نخالة. وورد أنه رأى صبيين، مع ذا كسرةٌ عليها كامخ، ومع الآخر كسرةٌ عليها
عسل. فقال صاحب الكامخ: أطعمني من عسلك. قال: إن صرت لي كلباً أطعمتك. قال: نعم.
فجعل في عنقه حبلاً وقال: انبح. قال فتح: لو قنعت بكامخك ما صرت له كلباً. ثم قال:
هكذا الدنيا. وكان فتح قد سمع الحديث: من عيسى بن يونس. وقدم بغداد زائراً لبشر
الحافي، فأضافه بنصف درهم خبزاً وتمراً.
(15/338)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 339
وهو فتح الصغير.) توفي سنة عشرين. وأما الكبير، فهو فتح الموصلي المتوفى سنة سبعين
ومائة. رحمهما الله.
4 (فديك بن سليمان.)
أبو عيسى القيسراني العابد. روى عن: الأوزاعي، ومحمد بن سوقة. وعنه: البخاري في
خبر رفع اليدين، وأحمد بن الفرات، وعمرو بن ثور الحذامي، وجماعة. وقال محمد بن
يحيى الذهلي: كان من العباد. قلت: وقع لنا حديثه بعلوٍ.
4 (الفضل بن خالد.)
(15/339)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 340
أبو معاذ المروزي النحوي. عن: سليمان التيمي، وداوود بن أبي هند، وغيرهما. وعنه:
أيوب بن الحسن، وعلي بن الحسن الأفطس. توفي سنة إحدى عشرة. ورخه البخاري، وترجمه
الحاكم ولم يضعفه. وقال ابن أبي حاتم: روى عنه محمد بن شقيق، وعبد العزيز بن منيب.
4 (الفضل بن دكين.)
(15/340)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 341
الإمام أبو نعيم. واسم أبيه عمرو بن حماد بن زهير بن درهم التيمي الطلحي. مولاهم
الكوفي الملائي الأحول. شريك عبد السلام بن حرب، وكانا في دكانٍ واحد يبيعان
الملاء. سمع: الأعمش، وزكريا بن أبي زائدة، وإسماعيل بن مسلم العبدي، وجعفر بن
برقان، وأبا خلدة خالد بن دينار، وسيف بن سليمان المكي، وعمر بن ذر، وفطر بن
خليفة، ومالك بن مغول، ومسعر بن كدام، وموسى بن علي بن رباح، ويونس بن أبي إسحاق،
وشعبة، والثوري، وخلقاً كثيراً. وعنه: خ.، وع. عن رجلٍ عنه، واحمد بن حنبل، وإسحاق
بن راهويه، ويحيى بن معين،) وأبو خيثمة، ومحمد بن يحيى الذهلي، والدرامي، وعبد،
وعباس الدوري، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وأبو زرعة الدمشقي، ومحمد بن سنجر الجرجاني،
ومحمد بن جعفر القتات، ومحمد بن الحسن بن سماعة، وعلي بن عبد العزيز البغوي، وخلق
كثير. وقد روى عنه: عبد الله بن المبارك مع تقدمه.
(15/341)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 342
قال أبو حاتم: قال أبو نعيم: شاركت الثوري في أربعين أو خمسين شيخاً. وأما حنبل بن
إسحاق فقال: قال أبو نعيم: كتبت عن نيفٍ ومائة شيخ ممن كتب عنهم سفيان. وقال محمد
بن عبدة بن سليمان: كنت مع أبي نعيم، فقال له أصحاب الحديث: يا أبا نعيم، إنما
حملت عن الأعمش هذه الأحاديث. فقال: ومن كنت أنا عند الأعمش كنت قرداً بلا ذنب.
وقال صالح بن أحمد بن حنبل: قلت لأبي: وكيع، وعبد الرحمن بن مهدي، ويزيد بن هارون،
أين يقع أبو نعيم من هؤلاء قال: يجيء حديثه على النصف من هؤلاء إلا أنه كيس يتحرى
الصدق. قلت: فأبو نعيم أثبت أو وكيع قال: أبو نعيم أقل خطأً. وقال حنبل: سئل ابو
عبد الله فقال: أبو نعيم أعلم بالشيوخ وأنسابهم، وبالرجال، ووكيع أفقه. وقال يعقوب
بن شيبة: سمعت أحمد بن حنبل يقول: هو أثبت من وكيع. وقال عبد الله بن أحمد بن
حنبل، عن ابيه قال: أخطأ وكيع في خمسمائة حديث. وقال أحمد بن الحسن الترمذي: سمعت
أبا عبد الله يقول: إذا مات
(15/342)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 343
أبو نعيم صار كتابه إماماً. إذا اختلف الناس في شيء فزعوا إليه. وقال أبو زرعة
الدمشقي: سمعت يحيى بن معين يقول: ما رأيت اثبت من رجلين: أبو نعيم، وعفان. وسمعت
أحمد بن صالح يقول: ما رأيت محدثاً أصدق من أبي نعيم. وقال يعقوب الفسوي: أجمع
أصحابنا أن أبا نعيم كان غايةً في الإتقان. وقال أبو حاتم: كان حافظاً متقناً، لم
أر من المحدثين من يحفظ ويأتي بالحديث على لفظٍ واحدٍ لا يغيره سوى قبيصة وأبي
نعيم في حديث الثوري.) وكان أبو نعيم يحفظ حديث الثوري حفظاً جيداً، وهو ثلاثة آلاف
وخمسمائة حديث، ويحفظ حديث مسعر وهو خمسمائة حديث. وكان لا يلقن. وقال الرمادي:
خرجت مع أحمد وابن معين إلى عبد الرزاق خادماً لهما إلى الكوفة. قال يحيى: أريد أن
أختبر أبا نعيم. فقال أحمد: لا تريد، الرجل ثقة. فقال يحيى: لا بد لي. فاخذ ورقة
فكتب فيها ثلاثين حديثاً، وجعل على رأس كل عشرة منها حديثاً ليس من حديثه. ثم
جاءوا إلى أبي نعيم، فخرج وجلس على دكان طين، وأخذ أحمد فأجلسه على يمينه، وأخذ
يحيى فأجلسه على يساره. ثم جلست أسفل الدكان. ثم أخرج يحيى الطبق، فقرأ عليه عشرة
أحاديث، فلما قرأ الحادي عشر قال أبو نعيم: ليس هذا من حديثي، فاضرب عليه. ثم قرأ
العشر الثاني، وأبو نعيم ساكت، فقرأ الحديث الثاني، فقال أبو نعيم: ليس هذا من
حديثي، فاضرب عليه. ثم قرأ العشر، الثالث، وقرأ الحديث الثالث، فتغير أبو نعيم
وانقلبت عيناه، ثم أقبل على يحيى، فقال: أما هذا، وذراع أحمد بيده، فاؤرع من أن
يعمل مثل هذا.
(15/343)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 344
وأما هذا، يريدني، فأقل من أن يفعل ذلك. ولكن هذا من فعلك يا فاعل. ثم أخرج رجله
فرفس يحيى بن معين، فرمى به من الدكان، وقام فدخل داره. فقال أحمد ليحيى: ألم
أمنعك من الرجل وأقل لك أنه ثبتٌ قال: والله لرفسته لي أحب إلي من سفرتي. وقال
محمد بن عبد الوهاب الفراء: كنا نهاب أبا نعيم أشد من هيبة الأمير. وقال أحمد بن
ملاعب: حدثني ثقة، قال: قال أبو نعيم: ما كتبت علي الحفظة أني سببت معاوية. وقال
محمد بن أبان: سمعت يحيى القطان يقول: إذا وافقني هذا الرجل ما باليت من خالفني.
وقال يعقوب بن شيبة: سمعت أحمد بن حنبل يقول: أبو نعيم نزاحم به ابن عيينة. وقال
حنبل: سمعت أبا عبد الله يقول: شيخان كان الناس يتكلمون فيهما ويذكرونهما، وكنا
نلقى من الناس في أمرهما ما الله به عليم. قاما لله بأمرٍ لم يقم به كبير أحد:
عفان وأبو نعيم. وقال أبو العباس محمد بن إسحاق الثقفي: عن الكديمي: لما أدخل أبو
نعيم على الوالي) ليمتحنه، وثم أحمد بن يونس، وأبو غسان، وغيرهما. فأول من امتحن
فلان فأجاب، ثم عطف على أبي نعيم فقال: قد أجاب هذا. ما تقول فقال: والله ما زلت
أتهم جده بالزندقة. ولقد أخبرني يونس بن بكير أنه سمع جد هذا يقول: لا بأس أن ترمي
الجمرة بالقوارير. أدركت الكوفة وبها أكثر
(15/344)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 345
من سبعمائة شيخ، الأعمش فمن دونه يقولون القرآن كلام الله. وعنقي أهون علي من زري
هذا. فقام إليه أحمد بن يونس فقبل رأسه، وكان بينهما شحناء، وقال: جزاك الله من
شيخٍ خيراً. روى أحمد بن الحسن الترمذي، وغيره، عن أبي نعيم قال: القرآن كلام الله
ليس بمخلوق. وقال صاحب مرآة الزمان: قال عبد الصمد بن المهتدي: لما دخل المأمون
بغداد، نادى بترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وذلك لأن الشيوخ بقوا يضربون
ويحبسون، فنهاهم المأمون. وقال: قد اجتمع الناس على إمامٍ، فمر أبو نعيم فرأى
جندياً وقد أدخل يده بين فخذي امرأةٍ، فنهاه بعنف، فحمله إلى الوالي، فحمله الوالي
إلى المأمون. قال: فأدخلت عليه بكرةً وهو يسبح، فقال: توضأ. فتوضأت ثلاثاً ثلاثاً،
على ما روى عبد خير، عن علي. فقال: ما تقول في رجل مات عن أبوين فقلت: للأم الثلث
والباقي للأب. قال: فإن خلف أبويه وأخاه قلت: المسألة بحالها، وسقط الأخ. قال: فإن
خلف أبوين وأخوين قلت: للأم السدس، وما بقي للأب. فقال: في قول الناس كلهم؟
(15/345)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 346
قلت: لا، إن جدك ابن عباس ما حجب الأم عن الثلث إلا بثلاثة إخوة. فقال: يا هذا من
نهى مثلك عن أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر إنما نهينا أقواماً يجعلون المعروف
منكراً. ثم خرجت. وقال أبو بكر المروذي، عن أحمد بن حنبل: إنما رفع الله عفان وأبو
نعيم بالصدق حين نوه) بذكرهما. وقال أبو عبيد الآجري: قلت لأبي داوود: كان أبو
نعيم حافظاً قال: جداً. وقال هارون بن حاتم: سألت أبا نعيم: متى ولدت قال: سنة
تسعٍ وعشرين ومائة. وقال أحمد بن ملاعب: سمعته يقول: ولدت في آخر سنة ثلاثين
ومائة. قلت: ومات شهيداً، فإنه طعن في عنقه وحصل له ورشكين. وقال يعقوب بن شيبة،
عن بعض أصحابه: إن أبا نعيم مات بالكوفة ليلة الثلاثاء لانسلاخ شعبان سنة تسع
عشرة. وقال غيره: مات في رمضان، ولا منافاة بين القولين، فإن مطيناً رأى أبا نعيم
وخاطبه، وقال: مات يوم الشك من رمضان سنة تسع عشرة. وقد غلط محمد بن المثنى فخالف
الجمهور وقال: مات سنة ثمان عشرة في آخرها. وقال بشر بن عبد الواحد: رأيت أبا نعيم
في المنام فقلت: ما فعل الله بك، يعني فيما كان يأخذ على الحديث. قال: نظر القاضي
في أمري، فوجدني ذا عيالٍ فعفا عني.
(15/346)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 347
وقال علي بن خشرم: سمعت أبا نعيم يقول: يلومونني على الأخذ، وفي بيتي ثلاث عشر،
وما في بيتي رغيف. قلت: كان بين الفخر علي بن البخاري وبين أبي نعيم خمسة أنفس في
عدة أحاديث. وهو أجل شيخ للبخاري.
4 (الفضل بن الموفق.)
أبو الجهم الكوفي. ابن عمة سفيان بن عيينة. سمع: فضيل بن مرزوق، ومسعر بن كدام،
وسفيان الثوري. وعنه: أحمد بن حنبل، وإسحاق بن سيار النصيبي، وأبو أمية الطرسوسي.
ضعفه أبو حاتم، وغيره. وليس بالمتروك.
4 (فهد بن عوف.)
)
(15/347)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 348
أبو ربيعة القطعي، واسمه زيد، ولقبه فهد. روى عن: حماد بن سلمة، ووهيب، وأبي
عوانة، وشريك وطائفة. وعنه: أبو حاتم الرازي، ومحمد بن الجنيد، وآخرون. تركه
الفلاس، ومسلم. وقال أبو حاتم: ما رأيت بالبصرة أكيس ولا أحلى من أبي ربيعة. قيل
له: فما تقول فيه قال: يعرف وينكر. وقال أبو زرعة: اتهم بسرقة حديثين. قلت: توفي
في المحرم سنة تسع عشرة ومائتين.
(15/348)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 349
4 (فيض بن الفضل.)
أبو محمد البجلي الكوفي. عن: مسعر، ومالك بن مغول، وعمر بن ذر. وعنه: أبو حاتم
الرازي، وإبراهيم بن ديزيل، والفضل بن يوسف القطباني، وغيرهم.
4 (الفيض بن إسحاق.)
أبو يزيد الرقي، خادم الفضيل بن عياض. سمع: الفضيل، ومحمد بن عبد الله بن عبيد
المحرم. وعنه: محمد بن غالب بن سعيد الأنطاكي، وعبد الله بن الربيع الرقي، وهلال
بن العلاء.
(15/349)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 350
4 (حرف القاف)
4 (القاسم بن كثير القرشي.)
مولاهم المصري، قاضي الإسكندرية. روى عن: أبي غسان محمد بن مطرف، والليث بن سعد.
وعنه: أبو محمد الدارمي، ومحمد بن سهل بن عسكر، ويزيد بن سنان البصري، وآخرون. قال
النسائي: ثقة. وقال أبو حاتم: صالح الحديث. وقال ابن يونس: يقال إنه من أهل
العراق، وهو عندي مصري.) وكان رجلاً صالحاً. توفي قريباً من سنة عشرين ومائتين.
4 (قالون المقريء.)
(15/350)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 351
صاحب نافع بن أبي نعيم. واسم قالون عيسى بن مينا بن وردان بن عيسى الزرقي، مولى
الزهريين. أبو موسى المدني النحوي، معلم العربية. يقال إنه ربيب نافع، وهو الذي
لقبه قالون بجودة قراءته. وقالون معناه جيد، وهي لفظة رومية. حدث عن شيخه نافع،
وعن محمد بن جعفر بن أبي كثير، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، وغيرهم. وعنه: أبو زرعة
الرازي، وإبراهيم بن ديزيل، وإسماعيل القاضي، وموسى بن إسحاق القاضي، وجماعة. وقرأ
عليه القرآن طائفة كبيرة، منهم: ابنه أحمد، وأحمد بن يزيد الحلواني، وأبو نشيط
محمد بن هارون، وأحمد بن صالح المصري الحافظ. وانتهى إليه رئاسة الإقراء في زمانه
بالحجاز. ورحل إليه الناس، وطال عمره، وبعد صيته. قال عبد الرحمن بن أبي حاتم:
سمعت علي بن الحسن الهسنجاني يقول: كان قالون شديد الصمم. فلو رفعت صوتك حتى لا
غاية، لا يسمع، فكان ينظر إلى شفتي القاريء فيرد عليه اللحن والخطأ. وقال عثمان بن
خرزاد الحافظ: ثنا قالون قال: قال لي نافع: كم تقرأ علي، اجلس إلى أسطوانة حتى
أرسل إليك. وقال أبو عمرو الداني: عرض أيضاً على عيسى بن وردان الحذاء.
(15/351)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 352
روى القراءة عنه: ابنا ه أحمد وإبراهيم، والحلواني، وأحمد بن صالح، ومحمد بن عبد
الحكم القطري، وعثمان بن خرزاد، ثم سمى جماعة. قلت: توفي قالون سنة عشرين ومائتين،
ورخه غير واحد، وعاش نيفاً وثمانين سنة. وغلط من قال: توفي سنة خمسٍ ومائتين غلطاً
بيناً.)
4 (قبيصة بن عقبة بن محمد بن سفيان بن عقبة.)
ابو عامر السوائي الكوفي. عن: شعبة، وسفيان، وإسرائيل، وورقاء، وطبقتهم. وعن أكبر
منهم كعيسى بن طهمان، وفطر بن خليفة، ومالك بن مغول،
(15/352)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 353
ومسعر، وعاصم بن محمد العمري. وعنه: خ.، وم. ع عن رجلٍ عنه، وعبد بن حميد، ومحمود
بن غيلان، ومحمد بن إسحاق الصغاني، وأبو زرعة الرازي، وأحمد بن سليمان الرهاوي،
والحارث بن أبي أسامة، وحفص بن عمر سنجة، وخلق. قال حنبل: قال أبو عبد الله: كان
قبيصة كثير الغلظ، وكان رجلاً صالحاً ثقة، لا بأس به. وأي شيء لم يكن عنده، يعني
أنه كثير الحديث. وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي يذكر أبا حذيفة، فقال:
قبيصة أثبت منه جداً، يعني في سفيان. وقال ابن معين: قبيصة ثقة في كل شيء، إلا في
حديث سفيان، ليس بذاك القوي. فإنه سمع منه وهو صغير. وقال يعقوب الفسوي: سمعت
قبيصة يقول: صليت بسفيان الفريضة. وقال محمد بن عبد الله بن نميير: لو حدثنا
قبيصة، عن النخعي لقبلنا منه. وقال ابن أبي حاتم: سئل أبو زرعة عن قبيصة، وأبي
نعيم فقال: كان قبيصة أفضل الرجلين، وأبو نعيم أتقن الرجلين. وقال أبو حاتم: لم أر
من المحدثين من يحفظ ويأتي بالحديث على لفظ
(15/353)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 354
واحدٍ لا يغيره سوى قبيصة، وأبي نعيم في حديث الثوري، وسوى يحيى الحماني في حديث
شريك، وعلي بن الجعد في حديثه. وقال إسحاق بن سيار النصيبي: ما رأيت من الشيوخ
أحفظ من قبيصة. وكان هناد بن السري صالحاً كثر البكاء. فإذا ذكر قبيصة قال الرجل
الصالح. وتدمع عيناه. وقال جعفر بن حمدويه: كنا على باب قبيصة ومعنا دلف بن أبي
دلف، ومعه الخادم يكتب الحديث. فصار إلى باب قبيصة، فدق عليه فأبطأ، فعاوده الخادم
وقال: ابن ملك الجبل على) الباب، وأنت لا تخرج إليه فخرج وفي طرف إزاره كسرة من
الخبز. فقال: رجلٌ قد رضي من الدنيا بهذا، ما يصنع بابن الجبل والله لا حدثته. فلم
يحدثه. وقال هارون الحمال: سمعته يقول: جالست الثوري وأنا ابن ست عشرة سنة ثلاث
سنين. قال مطين، وغيره: مات في صفر سنة خمس عشرة، رحمه الله.
4 (قحطبة بن غدانة.)
أبو معمر الجشمي البصري. عن: هشام الدستوائي، وسعيد بن أبي عروبة. سمع منه أبو
حاتم، وقال: صدوق.
4 (قدامة بن محمد بن قدامة بن خشرم الأشجعي المدني.)
(15/354)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 355
عن: إسماعيل بن شيبة الطائفي، وداوود بن المغيرة، ومخرمة بن بكير. وعنه: أحمد بن
صالح الحافظ، وسلمة بن شبيب، ومحمد بن عبد الوهاب الفراء، ومحمد بن سعد المعوقي،
وآخرون.
4 (قرعوس بن العباس بن قرعوس بن عبيد بن منصور الثقفي الأندلسي.)
الفقيه صاحب مالك. كان إماماً صالحاً ديناً كبير القدر على الإسناد. رحل وأخذ عن:
ابن جريج. قال ابن يونس: وفي ذلك نظر. وأخذ عن سفيان الثوري، ومالك، والليث، ثم
غلب عليه الفقه واشتهر به، وكان يروي الموطأ عن مالك. حمل عنه: أصبغ بن الخليل،
وعثمان بن أيوب، وغير واحد. وقال ابن الفرضي: كان فقيهاً لا علم له بالحديث. قال:
كان ديناً ورعاً فاضلاً. مات سنة عشرين بالأندلس.
4 (قطبة بن العلاء بن المنهال.)
(15/355)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 356
أبو سفيان الغنوي الكوفي.) روى عن: أبيه، وسفيان الثوري. وعنه: علي بن حرب، وأحمد
بن يوسف السلمي، ويعقوب الفسوي، وجماعة. قال البخاري: فيه نظر. وقال النسائي،
وغيره: ضعيف.
4 (قيس بن محمد بن عمران الكندي.)
عن: عفير بن معدان، وغيره. وعنه: العباس الرياشي، وأبو حاتم، وجماعة. وثق.
(15/356)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 357
4 (حرف الكاف)
4 (كثير بن إياس الدولي المصري.)
عن: الليث، ونافع بن يزيد، ومفضل بن فضالة. ذكره ابن يونس. توفي سنة تسع عشرة
ومائتين.
4 (كعب بن خريم المري الدمشقي.)
أبو حارثة. عن: يحيى بن حمزة، ومحمد بن حرب، وجماعة. وعنه: ابنه أحمد، ودحيم، وأبو
حاتم الرازي. قال دحيم: شيخ صالح.
4 (كلثوم بن عمرو.)
(15/357)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 358
أبو عمرو العتابي الأديب الشاعر الإخباري. كان خطيباً بليغاً فصيحاً مفوهاً، مدح
الرشيد والمأمون. كان يتزهد ويتصوف ويقل من السلطان. وقد قال مرة للمأمون: يدك
بالعطاء أطلق من لساني بالسؤال. وإنه لا دين إلا بك، ولا دنيا إلا معك. ومن شعره:)
(ألا قد نكس الدهر .......... فأضحى حلوه مراً)
(وقد جربت من فيه .......... فلم أحمدهم طراً)
(فالزم نفسك الياس .......... من الناس تعش حراً)
وقال الرياشي: قال مالك بن طوق للعتابي: يا أبا عمرو رأيتك كلمت فلاناً فأطلت
كلامك. قال: نعم. كانت معي حيرة الداخل، وفكرة صاحب الحاجة، وذل المسألة، وخوف
الرد مع شدة الطمع.
(15/358)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 359
4 (حرف اللام)
4 (الليث بن عاصم)
أبو زرارة القتباني المصري. روى عن: ابن عجلان، وابن جريج، وغيرهما. وعنه: يونس بن
عبد الأعلى، وحفيده ياسين بن عبد الأحد القتباني. وكان صالحاً عابداً، معمراً، نيف
على التسعين. ومات سنة إحدى عشرة في صفر. وهو ليث بن عاصم بن كليب بن خيار بن خير
بن أسعد بن ناشرة. وقال ابن أبي حاتم: ليث بن عاصم أبو زرارة القتباني. روى عن:
أبي قبيل، وأبي الخير الجيشاني. وعنه: ابن وهب، وأبو شريك يحيى بن يزيد المصري،
وأبو الطاهر بن السرح. قلت: فهذا الذي ذكره ابن أبي حاتم آخر أكبر من صاحب
الترجمة، وهذا عجيب.
(15/359)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 360
وأما شيخنا المزي فخلط الترجمتين، أعني الذي ذكره ابن أبي حاتم بليث بن عاصم بن العلاء
الخولاني الحدادي بالضم والتخفيف. والظاهر أنهما واحد، وهم ابن أبي حاتم في نسبته
وكنيته. مات قبل ابن وهب.
(15/360)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 361
4 (حرف الميم)
4 (محمد بن أسعد التغلبي.)
أبو سعيد المكي ثم المصيصي. عن: زهير بن معاوية، وأبي إسحاق الفزاري، وعبثر بن
القاسم، وابن المبارك.) وعنه: عبد الله الدارمي، ومحمد بن المثنى المصري، وإسحاق
الكوسج، وأحمد بن حازم بن أبي غرزة، ومحمد بن أحمد بن الجنيد الدقاق، وآخرون. قال
أبو زرعة: منكر الحديث.
4 (محمد بن أعين.)
(15/361)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 362
أبو الوزير المروزي خادم ابن المبارك، ووصيه. عنه، وعن: ابن عيينة، وفضيل بن عياض،
وغيرهم. وعنه: أحمد بن حنبل، وابن راهويه، ومحمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، وأحمد
بن عبدة الآملي، وأحمد بن منصور زاج، وآخرون. قال محمد بن عبد الله بن قهزاد: مات
سنة ثلاث عشرة ومائتين.
4 (محمد بن بكار بن بلال.)
أبو عبد الله العاملي الدمشقي، قاضي دمشق. عن: محمد بن راشد المكحولي، وسعيد بن
بشير، وموسى بن علي بن رباح، وسعيد بن عبد العزيز، والليث بن سعد، وجماعة. وعنه:
ابناه هارون والحسن، ومحمد بن يحيى الذهلي، والهيثم بن مروان العبسي، ويزيد بن
محمد بن عبد الصمد، وأبو زرعة الدمشقي، وأبو حاتم الرازي، وجماعة. وذكره ابو زرعة
في أهل الفتوى بدمشق.
(15/362)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 363
وقال ابن أبي حاتم: كتب عنه أبي بمكة، وقال: هو صدوق. وقال ابنه: توفي سنة ست عشرة
ومائتين، وولد سنة اثنتين وأربعين ومائة. أما محمد بن بكار الريان فمن أقرانه،
لكنه تأخر عنه.
4 (محمد بن بلال.)
أبو عبد الله الكندي البصري التمار. عن: همام بن يحيى، وعمران القطان، وعبد الحكم
القسملي، وحرب بن ميمون الأنصاري. وعنه: أحمد بن سنان، وأحمد بن الأزهر، ومحمد بن
عبد الله بن نمير، والبخاري في كتاب الأدب، وعثمان بن طالوت، والكديمي، وجماعة.
قال أبو داوود: ما سمعت إلاخيراً.) وقال اين عدي: أرجو أنه لا بأس به. وهو معرف عن
عمران القطان.
(15/363)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 364
4 (محمد بن الحسن بن زبالة المخزومي.)
مولاهم أبو الحسن المدني، أحد الضعفاء. روى عن: أسامة بن زيد بن أسلم، ومالك،
وسليمان بن بلال، والدراوردي، وخلق كثير من أهل المدينة ضعفاء ومجاهيل. وعنه: أحمد
بن صالح المصري، وأبو خيثمة، وهارون الحمال، والزبير بن بكار، وعبد الله بن أحمد
بن أبي مسرة، وآخرون. رماه ابن معين بالكذب. وقال أحمد بن صالح: كتبت عنه مائة ألف
حديث، ثم تبين لي أنه كان يضع الحديث فتركته. وما رأيت أحداً أعلم بالمغازي
والأنساب منه. وقال أبو داوود: كذاب. وقال النسائي: متروك. وقال ابن عدي: أنكر ما
روى عن مالك، عن هشام، عن أبيه، عن
(15/364)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 365
عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: افتتحت القرى بالسيف وافتتحت المدينة
بالقرآن. قلت: كان إخبارياً علامة، أكثر عنه الزبير. وقد ضعفه أبو حاتم، وقال: ليس
بمتروك.
4 (محمد بن حميد الطوسي الأمير.)
كان مقدم الجيش الذين حاربوا بابك الخرمي، فقتل إلى رحمة الله وعفوه، فولي بعده
على الجيوش علي بن هشام، إلى أن قتل أيضاً في قتال الخرمية سنة سبع عشرة. وكان
مقتل محمد في سنة أربع عشرة.
4 (محمد بن خالد بن عثمة الحنفي البصري.)
(15/365)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 366
وعثمة هي أمه. روى عن: مالك، وسليمان بن بلال، وسعيد بن بشير، وجماعة. عنه: بندار،
ومحمد بن يونس الكديمي، وأبو قلابة الرقاشي، وآخرون.) قال أبو حاتم: صالح الحديث.
ذكره عبد الرحمن بن مندة فيمن مات سنة إحدى عشرة ومائتين.
4 (محمد بن أبي الخصيب الأنطاكي.)
عن: مالك بن أنس، وابن لهيعة. وثقه الخطيب. وعنه: إبراهيم الحربي، وتمتام، وجماعة.
توفي سنة ثمان عشرة، وكان صدوقاً.
4 (محمد بن رويز بن لاحق.)
شيخ بصري. يروي عن: شعبة، وجماعة وعنه: حاتم بن الليث، ومحمد بن سليمان الباغندي،
وأبو حاتم،
(15/366)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 367
وقال صدوق.
4 (محمد بن زرعة الرعيني.)
روى عن: الوليد بن مسلم، وابن شعيب، وجماعة. وعنه: أبو زرعة الدمشقي. ثقة، حافظ،
من أصحاب الوليد. توفي سنة ست عشرة.
4 (محمد بن زياد.)
أبو إسحاق المقدسي. عن: إبراهيم بن أبي علبة، وأبي المرجى الموقري. وعنه: موسى بن
سهل الرملي، ومحمد بن عوف الحمصي. قال أبو حاتم: صالح، لم يقدر لي أن أكتب عنه.
4 (محمد بن سعيد بن سابق الرازي.)
(15/367)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 368
نزيل قزوين. روى عن: أبيه، وأبي جعفر الرازي، وزهير بن معاوية، وعمرو بن أبي قيس،
وطائفة. وعنه: أحمد بن أبي سريج، وأبو زرعة، وأبو حاتم، ويحيى بن عبدك، ومحمد بن
أيوب) الرازيون، وجماعة. وثقه يعقوب بن شيبة. وتوفي سنة ست عشرة.
4 (محمد بن سابق.)
أبو جعفر البغدادي البزاز، مولى بني تميم. سمع: مالك بن مغول، وشيبان بن عبد
الرحمن النحوي، وورقاء بن عمرو، وإبراهيم بن طهمان، وجماعة.
(15/368)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 369
وعنه: أحمد بن حنبل، وأبو خيثمة، وعباس الدوري، ومحمد بن غالب تمتام، وأحمد بن أبي
خيثمة، وآخرون. روى عنه: البخاري في كتاب الأدب. وقال في الصحيح: ثنا محمد بن سابق
أو الفضل بن يعقوب، عنه، وذلك في كتاب الوصايا من الجامع الصحيح. توفي سنة ثلاث
عشرة. قال يعقوب بن شيبة: صدوق. وقال النسائي: ليس به بأس. وقيل مات سنة أربع
عشرة، نقله ابن قانع، وأحمد بن كامل. ونقل الأول مطين.
4 (محمد بن سعيد بن سليمان.)
أبو جعفر الكوفي المعروف بابن الإصبهاني.
(15/369)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 370
سمع: القاسم بن معن المسعودي، وأبا الأحوص شريك بن عبد الله، وعبد الله بن
المبارك، وجماعة. وعنه: خ. وت. عن رجل عنه، وأحمد بن ملاعب، وإسماعيل سمويه، وبشر
بن موسى، وآخرون. وصفه بالإتقان يعقوب بن شيبة، وغيره. ولقبه حمدان.) قال أبو
حاتم: كان حافظاً يحدث من حفظه. لم يكن بالكوفة. أتقن حفظاً منه. وكان لا يقبل
التلقين. قلت: توفي سنة عشرين.
4 (محمد بن سعيد بن الفضل.)
أبو الفضل القرشي الدمشقي المقريء. كان أبوه يروي عن ابن عون وطبقته بدمشق. وهو
روى عن: الليث، وابن لهيعة، والهيثم بن حميد، وطائفة. روى عنه: الحسن بن علي
الحلواني، ومحمود بن سميع، وجماعة. قال ابن عساكر: ذكره ابن أبي حاتم.
4 (محمد بن سعيد القرشي البصري.)
روى عن: حمزة بن واصل، وحماد بن سلمة.
(15/370)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 371
وعنه: عبد الرحمن بن الأزهر البلخي، ومحمد بن حاتم المصيصي، وأبو زرعة، وطائفة.
نزل بغداد. يأتي بعد الثلاثين.
4 (محمد بن سليمان بن أبي داوود الحراني.)
أبو عبد الله، ولقبه بومة. عن: أبيه، وشعيب بن أبي حمزة، وعبد الله بن العلاء بن
زبر، وفطر بن خليفة، وأبي جعفر الرازي، وجعفر بن برقان، وعدة. وعنه: حفيده سليمان
بن عبد الله، وسليمان بن سيف، وأحمد بن سليمان الرهاوي، ومحمد بن يحيى الحراني،
وطائفة. وثقه النسائي. وقال ابن حبان في الثقات: مات سنة ثلاث عشرة. وقال أبو
حاتم: منكر الحديث.
(15/371)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 372
قلت: تفرد بالرواية عن جماعةٍ قدماء.
4 (محمد بن سليم.)
) ابو عبد الله الكوفي البغدادي القاضي. حدث عن: شريك، وإبراهيم بن سعد، وهشيم.
روى عنه: كاتب الواقدي. وكتب عنه أبو حاتم وضعفه. وقال ابن معين: ليس بثقة. قيل:
ولي قضاءً ببغداد.
4 (محمد بن الصلت بن الحجاج.)
(15/372)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 373
أبو جعفر الأسدي. مولاهم الكوفي الأصم. عن: فليح بن سليمان، ومنصور بن أبي الاسود،
وعبيد الله بن أياد بن لقيط، وعبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل، وزهير بن معاوية،
وأبي كدينة يحيى بن المهلب، وخلق. وعنه: خ. وت. ن. ق.، عن رجلٍ عنه، والحسن بن علي
بن عفان، وعباس الدوري، وعبد الله الدارمي، وأبو زرعة، وابو حاتم، ومحمد بن إسماعيل
السلمي، ومحمد بن الحسين الحنيني، وخلق. وثقه أبو حاتم، وغيره. توفي سنة ثمان
عشرة، وقيل سنة تسع عشرة ومائتين.
4 (محمد بن عاصم بن حفص بن تذراق بن ذكوان بن يناق.)
أبو عبد الله المعافري، مولاهم البصري. عن: مالك، ومفضل بن فضالة، وهمام بن
إسماعيل. وعنه: محمد بن يحيى الذهلي، وعبد الرحمن بن عبد الله بن
(15/373)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 374
عبد الحكم، وأبو زرعة، وأبو حاتم وقد التقاه بمكة. وثقه أبو سعيد بن يونس وقال:
توفي في خامس صفر سنة خمس عشرة.
4 (محمد بن عباد بن زياد المعافري الإسكندراني.)
عن: عبد الرحمن بن أبي شريح. وعنه: أبو يحيى الوقاد، وهانيء المتوكل. توفي سنة
ثمان عشرة.)
4 (محمد بن عباد بن زياد المزني.)
أبو جعفر الكوفي الخزار، نزيل الري. عن: الدراوردي، وهشيم، وطبقتهما. وعنه: أبو
حاتم وقال: صدوق.
4 (محمد بن عباد بن عباد بن المهلب بن أبي صفرة الأزدي المهلبي.)
(15/374)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 375
أمير البصرة. روى عن: أبيه، وهشيم. وعنه: إبراهيم الحربي، ومحمد بن يونس الكديمي،
وأبو العيناء محمد بن القاسم. وكان جواداً ممدحاً من سروات بني المهلب. قال عبد
الله بن أبي سعد الوراق: ثنا يزيد بن محمد بن المهلب: سمعت أبي يقول: كتب منصور بن
المهدي إلى محمد بن عباد يشكو ديناً وضيقاً وجفوة سلطان، فأرسل إليه محمد بن عباد
عشرة آلاف دينار. قلت: منصور هو اخو هارون الرشيد، وما كان محمد مع كرمه وحشمته
ليصله، وقد عرض بالطلب بأقل من عشرة آلاف دينار. وقال أبو العيناء: قال المأمون
لمحمد بن عباد: أردت أن أوليك فمنعني إسرافك في المال. فقال: منع الجود سوء ظن
بالمعبود. فقال: لو شئت أنفقت، على نفسك، فإن هذا المال الذي تنفقه ما أبعد رجوعه
إليك. فقال: يا أمير المؤمنين، من له مولى غني لا يفتقر. فقال المأمون للناس: من
أراد أن يكرمني، فليكرم ضيفي محمد بن عباد، فجاءت إليه أموال من كل ناحية، فما برح
وعنده منها درهم. وقال: الكريم لا تحنكه التجارب.
(15/375)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 376
قال أبو الشيخ: نا محمد بن يحيى البصري: ثنا عمي قال: دخل محمد بن عباد على
المأمون، فقال: كم دينك يا أبا عبد الله قال: ستون ألف دينار. قال: يا خازن أعطه
مائة ألف دينار.) وروى ابن الأنباري، عنأبيه، عن المغيرة بن محمد، وغيره قال: قال
المأمون لمحمد بن عباد: بلغني أنه لا يقدم أحد البصرة إلا أضفته. فقال: منع الجود
سوء ظن بالمعبود. فاستحسنه منه وأعطاه المأمون ما مبلغه ستة آلاف درهم. ومات محمد
وعليه خمسون ألف دينار ديناً. وقال الغلابي: قيل للعتبي: مات محمد بن عباد. فقال:
نحن متنا بفقده، وهو حي بمجده. كانت وفاته سنة ست عشرة ومائتين.
4 (محمد بن عبد الله بن زياد.)
أبو سلمة الأنصاري البصري. روى عن: مالك بن دينار، وحميد، وسليمان التيمي، وقرة بن
خالد. وعنه: يحيى بن خذام، ومحمد بن صالح بن النطاح البغدادي. وهو صاحب مناكير عن
مالك بن دينار.
(15/376)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 377
قال ابن حبان: يروي عن الثقات ما ليس من حديثهم. لا يجوز الإحتجاج به.
4 (محمد بن عبد الله بن خانقان.)
أبو عبد الله المازني البصري ثم النسفي، مفتي نسف. روى عن: هشيم، رسفيان بن عيينة.
وعنه: إبراهيم ولده، وطفيل بن زيد النسفي. قال جعفر المستغفري: توفي سنة عشرين
ومائتين.
4 (محمد بن عبد الله بن المثنى بن عبد الله بن أنس بن مالك.)
الإمام أبو عبد الله الأنصاري البخاري الأنسي البصري. قاضي البصرة زمن الرشيد، ثم
قاضي بغداد بعد العوفي. سمع: حميداً الطويل، وسليمان التيمي، وابن عون، وسعيداً
الجريري،
(15/377)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 378
وهشام بن حسان، وحبيب بن الشهيد، ومحمد بن عمرو بن علقمة، وأشعث بن عبد الله
الحداني، وأشعث بن عبد الملك الحمراني، وابن جريج، وسعيد بن أبي عروبة، وأباه عبد
الله، وآخرين. وعنه: خ. وع.، عن رجلٍ، عنه، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وبندار،
ومحمد بن المثنى، وإسماعيل سمويه، ومحمد بن يحيى الذهلي، وأبو حاتم، ومحمد بن
إسماعيل الترمذي،) وإسماعيل القاضي، وأبو مسلم الكجي، وخلق كثير. وثقه ابن معين،
وغيره. وقال أبو حاتم: لم أر من الأئمة إلا ثلاثة: أحمد بن حنبل، وسليمان بن داوود
الهاشمي، ومحمد بن عبد الله الأنصاري. وقال النسائي: ليس به بأس. وقال أحمد بن
حنبل: ما كان يضع الأنصاري عند أصحاب الحديث إلا النظر في الرأي. وأما السماع فقد
سمع. وقال: وذهب للأنصاري كتبٌ في فتنة، أظن المبيضة، فكان بعد يحدث من كتب أبي
الحكم. فكان حديث الحجامة من ذاك. وقال ابن معين: كان الأنصاري يليق به القضاء.
قيل: والحديث فقال: للحرب أقوام لها خلقوا. وقال زكريا الساجي: رجل جليل عالم، غلب
عليه الرأي، ولم يكن عندهم من فرسان الحديث مثل يحيى القطان ونظرائه.
(15/378)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 379
وقال أحمد بن حنبل: أنكر معاذ بن معاذ، ويحيى بن سعيد حديث الأنصاري، عن حبيب بن
الشهيد، عن ميمون، عن أبي عباس: احتجم النبي صلى الله عليه وسلم وهو محرمٌ صائم
قال أبو بكر الخطيب إنه وهم فيه. والصواب حديث حميد بن مسعدة، عن سفيان بن حبيب،
عن حبيب بن الشهيد، عن ميمون بن مهران، عن يزيد بن الأصم: أن رسول الله تزوج
ميمونة وهو محرم. وقد روى الأنصاري أيضاً حديث يزيد بن الأصم هكذا. ويقال أن
غلاماً له أدخل عليه حديث ابن عباس. وقال علي بن المديني: ليس من ذلك شيء، إنما
أراد حديث حبيب، عن ميمون، عن يزيد بن الأصم: أن رسول الله تزوج ميمونة وهو محرم.
رواه يعقوب الفسوي، عن علي. قال الخطيب: وقد جالس الأنصاري في الفقه سوار بن عبد
الله، وعثمان البتي، وعبيد الله بن) الحسن العنبري. وقدم بغداد فولي بها القضاء،
وحدث بها، ثم رجع. وقال ابن قتيبة: قلد الرشيد محمد بن عبد الله الأنصاري القضاء،
بالجانب الشرقي في آخر خلافته. فلما ولي المأمون عزله، وولى مكانه عون بن عبد
الله، وولى محمد بن عبد الله المظالم بعد إسماعيل بن علية. قال محمد بن المثنى:
سمعت الأنصاري يقول: ولدت سنة ثمان عشرة ومائة. وكان يأتي علي، قبل اليوم، عشرة
أيامٍ لا أشرب فيها الماء، واليوم
(15/379)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 380
أشرب كل يومين. وسمعته يقول: ما أتيت سلطاناً قط إلا وأنا كاره. وقال محمد بن سعد:
توفي في رجب سنة خمس عشرة ومائتين. قلت: وذكر الخطيب وغيره أنه سمع من مالك بن
دينار.
4 (محمد بن عبد الله بن قيس.)
أبو محرز الكناني الفقيه، قاضي إفريقية. روى عن: مالك بن أنس، وغيره. وكان أحد
الصالحين. ولي القضاء مدة، وذلك بعد عبد الله بن عمر بن غانم. قال ابن يونس:
فبلغني أن إبراهيم بن الأغلب لما توفي ابن غانم قيل له: عليك بصاحب اللفافة، وكان
يلبس عمامة لطيفة، فلما أراد أن يوليه أمره فركب معه. فركب على حملرٍ فكبا به. فعن
عليه إبراهيم فلحقه ثم قال: يا أبا محرز، إني عزمت على توليتك القضاء. قال: لست
أصلح. فقال: لو كان الأغلب سالم حياً لم أكن أنا والياً، ولو كان عبد الرحمن بن
زياد بن أنعم وابن فروخ حيين لم تكن أنت قاضياً. ولكن لكل زمانٍ رجال. فولاه
القضاء فامتنع، فأمر قائداً من قواده فأخذ بضبعيه حتى أجلسه مجالس الحكم، حتى حكم
بين الناس. توفي سنة أربع عشرة ومائتين.
(15/380)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 381
4 (محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الملك)
أبو عبد الله الرقاشي البصري. عن: مالك بن أنس، وحماد بن زيد، وجماعة. وعنه: ابنه
أبو قلابة، ومحمد بن إسماعيل الترمذي، وجماعة.) وثقه أحمد بن عبد الله العجلي.
وكان من عباد الله الصالحين. وروى عنه أيضاً: خ. وم. ن. ق. عن رجلٍ، عنه. وقال
يعقوب بن شيبة: ثقة ثبت. وقال العجلي: يقال إنه كان يصلي في اليوم والليلة
أربعمائة ركعة. وقال أبو حاتم: ثنا محمد بن عبد الله الرقاشي الثقة الرضا. وقال
محمد بن المثنى: مات سنة تسع عشرة.
4 (محمد بن عبد الله بن الشيخ أبي جعفر الرازي عيسى بن ماهان.)
(15/381)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 382
سمع: عبد العزيز بن أبي حازم، وزافر بن سليمان، وإبراهيم بن المختار. وعنه: أحمد
بن الفرات، وأبو حاتم، ومحمد بن أيوب بن الضريس. وروى أبو داوود عن رجلٍ، عنه.
4 (محمد بن عبد العزيز الرملي المؤذن.)
عن: قيس بن الربيع، وحفص بن ميسرة، وإسماعيل بن عياش، وجماعة. وعنه: خ. ون.
بواسطة، وإسماعيل سمويه، ويعقوب الفسوي، وابن وارة، وآخرون. وكان يغرب.
4 (محمد بن عبد الملك.)
أبو جابر الأزدي البصري ثم المكي. عن: ابن عون، وشعبة، والحسن الجفري، وهشام بن
حسان، ومعلى بن هلال، وعدة.
(15/382)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 383
وعنه: أبو يحيى بن أبي ميسرة، ومحمد بن عوف الطائي، ومحمد بن إسماعيل الصائغ،
والحارث بن أبي أسامة، وآخرون. قال أبو حاتم: أدركته ومات قبلنا بيسير. وليس بقوي.
4 (محمد بن عبد الوهاب بن إبراهيم الكوفي القناد.)
الرجل الصالح. روى عن: مسعر، وأبي حنيفة، وسفيان الثوري، وغيرهم. وعنه: محمد بن
الحسين البرجلاني، وأحمد بن جواس، وهارون بن إسحاق الهمداني وقال:) كان من افضل
الناس، يعني كان من الصلحاء. توفي سنة اثنتي عشرة.
4 (محمد بن عرعرة بن البرند الشامي.)
(15/383)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 384
عن شعبة، والقاسم بن الفضل الحداني، وابن عون، وإسماعيل بن مسلم العبدي، وعمر بن
أبي زائدة، ومبارك بن فضالة. وعنه: خ. وم. د.، عن رجلٍ، عنه، وبندار، وابن وارة،
وأحمد بن الحسن الترمذي، وابنه إبراهيم بن محمد، وآخر من روى عنه أبو مسلم الكجي.
قال أبو حاتم: ثقة. وقال ابن سعد: مات سنة ثلاث عشرة.
4 (محمد بن عقبة الشيباني.)
أبو عبد الله، وأبو جعفر. سمع: سوار بن مصعب، وأبا إسحاق النميري، وفضيل بن سليمان
النميري. وعنه: خ.، ويعقوب الفسوي، ومحمد بن أيوب الرازي، وجماعة.
(15/384)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 385
وثقه مطين، وتوفي سنة عشرين.
4 (محمد بن الرضا علي بن الكاظم موسى بن الصادق جعفر بن الباقر محمد بن زبد
العابدين)
علي بن الشهيد الحسين ابن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب. أبو جعفر الهاشمي
الحسيني. كان يلقب بالجواد، وبالقانع، وبالمرتضى. كان من سروات آل بيت النبي صلى
الله عليه وسلم. زوجه المأمون بابنته. وفد هو وزوجته على المعتصم فأكرمه وأجله.
وتوفي ببغداد في آخر سنة عشرين شاباً طرياً له خمسٌ وعشرون سنة. وكان أحد
الموصوفين بالسخاء، ولذلك لقب بالجواد. وقبره عند قبر جده موسى. وقيل توفي في آخر
سنة تسع عشرة، رحمه الله ورضي عنه. وهو أحد الأئمة الإثني عشر الذين تدعي الشيعة
فيهم العصمة.) وكان مولده في سنة خمسٍ وتسعين ومائة.
(15/385)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 386
ولما توفي حملت زوجته أم الفضل إلى دار عمها المعتصم.
4 (محمد بن عمر بن الوليد بن لاحق التيمي.)
عن: مالك، وشريك، ومسلم الزنجي، ومحمد بن الفرات، وطائفة. وعنه: أبو زرعة، وغيره.
قال أبو حاتم: أرى امره مضطرباً. قلت: هو محمد بن الوليد اليشكري. نسب إلى جده.
وله أيضاً عن: هشيم.
(15/386)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 387
وروى عنه: محمد بن غالب تمتام. قال أبو الفتح الازدي: لا يسوى بلحة. وقال
الدارقطني: ضعيف. ووهاه ابن حبان. محمد بن عمر. أبو عبد الله بن الرومي. عن: شعبة،
والخليل بن مرة، وشريك. وعنه: إبراهيم بن موسى، وحفص بن عمر سنجة ألف، ويعقوب
الفسوي، وأبو حاتم، وآخرون. قال أبو زرعة: فيه لين. قلت: قرأ على اليزيدي، وعباس
بن الفضل.
4 (محمد بن عيينة الفزاري المصيصي.)
(15/387)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 388
ختن أبي إسحاق الفزاري. عن: أبي إسحاق، وابن المبارك، ومروان بن معاوية. وعنه: أبو
عبيد وهو من اقرانه، أحمد الدورقي، وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، وجماعة.
4 (محمد بن القاسم بن علي بن عمر بن زيد العابدين علي بن الحسين.)
أبو عبد الله العلوي الحسيني الزاهد.) وكان يلقب بالصوفي للبسه الصوف. وكان فقيهاً
عالماً معظماً عند الزيدية. ظهر بالطالقان فدعا إلى الرضا من آل محمد صلى الله
عليه وسلم، فاجتمع له خلق كثير، وجهز العساكر، وحارب عسكر خراسان وقوي سلطانه، ثم
انهزم جنده وقبض عليه، وأتي به إلى المعتصم في شهر ربيع الآخر من السنة، سنة تسع
عشرة، فحبس بسامراء. ثم إنه هرب من حبسه يوم العيد، وستر الله عليه وأضمرته
البلاد. قال أبو الفرج صاحب الأغاني في كتاب مقاتل الطالبيين: احتال
(15/388)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 389
لنفسه فخرج متخفياً، وصار إلى واسط، وغاب خبره. وقال ابن النجار في تاريخه: بواسط
مشهد يقال إنه مدفون فيه، فالله اعلم. وروي عن ابن سلام الكوفي أن المعتصم قتله
صبراً. وكان أبيض صبيح الوجه، تام الخلق، قد وخطه الشيب، ونيف على الخمسين. وذهبت
طائفة من الجارودية إلى أنه حي لم يمت ولا يموت حتى يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، نقل
ذلك أبو محمد بن حزم، رحمه الله.
4 (محمد بن كثير بن أبي العطاء المصيصي الصنعاني الأصل.)
أبو يوسف. سمع: الأوزاعي، وعبد الله بن شوذب، ومعمر بن راشد، والثوري، وزائدة.
وعنه: محمد بن يحيى الذهلي، ومحمد بن عوف، وعبد الله الدارمي، وجماعة.
(15/389)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 390
ضعفه الإمام أحمد. وقال ابن معين: صدوق. وقال النسائي: ليس بالقوي. وقال العقيلي:
هو من صنعاء دمشق. وذكر ابن الأكفاني قال: هو من مصيصية دمشق، وليس هذا القول
بشيء. روى جماعة عن محمد بن كثير، عن الأوزاعي قال: كان عندنا ببيروت صياد يخرج
يوم الجمعة يصطاد، ولا يمنعه مكان الجمعة لذلك. فخرج يوماً فخسف به وببغلته، فلم
يبق منها إلا أذناها وذنبها. قال خليفة: محمد بن كثير صنعاني، نشأ بالشام، ونزل
المصيصة.) وقال ابن سعد: يذكرون أنه اختلط في آخر عمره. وقال ابن أبي حاتم: نا
أبي: سمعت الحسن بن الربيع يقول: محمد بن كثير المصيصي اليوم أوثق الناس. كان يكتب
عنه وأبو إسحاق الفزاري حي، وكان يعرف بالخير منذ كان.
(15/390)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 391
وقال محمد بن عوف: سمعت محمد بن كثير المصيصي يقول:
(بني كثير، كثير الذنوب .......... ففي الحل والبل من كان سبه)
(بني كثير، دهته اثنتان .......... رياءٌ وعجبٌٍ يخالطن قلبه)
(بني كثير، أكولٌ نؤومٌ .......... وما ذاك من فعل من خاف ربه.)
(بني كثير، تعلم علماً .......... لقد أعوز الصوف من جز كلبه)
قال الحسن بن الربيع: ينبغي لمن يطلب الحديث لله تعالى أن يرحل إلى محمد بن كثير
المصيصي. وقد ضعفه أحمد بن حنبل جداً، وكان مغفلاً. قال ابن أبي حاتم: سئل عنه ابو
زرعة فقال: دفع إليه كتاب الأوزاعي، وفي كل حديث: ثنا محمد بن كثير، فقرأه إلى
آخره يقول: ثنا محمد بن كثير، عن الأوزاعي، وهو محمد بن كثير. قلت: حديثه يقع
عالياً في الغيلانيات. توفي سنة ست عشرة في تاسع عشر من ذي الحجة، وله مناكير.
4 (محمد بن المبارك بن يعلى.)
(15/391)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 392
أبو عبد الله القرشي الصوري القلانسي. سمع: سعيد بن عبد العزيز، ومعاوية بن سلام،
ومالك بن أنس، وإسماعيل بن عياش، وصدقة بن خالد، وطائفة. وعنه: يحيى بن معين،
ومحمد بن يحيى الذهلي، ومحمد بن عوف،
(15/392)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 393
وأبو زرعة الدمشقي، وعبد الله الدارمي، ويوسف بن سعيد بن مسلم، وعباس الترقفي،
وآخرون. قال ابن معين: كان شيخ البلد يعني دمشق بعد أبي مسهر. وقال أبو داوود: كان
رجل الشام بعد أبي مسهر. قلت: يعني في الجلالة والعلم، وإلا فأبو مسهر عاش بعده
ثلاث سنين. وثقه غير واحد.) وقال محمد بن العباس بن الدرفس: سمعت محمد بن المبارك
الصوري يقول: أعمل لله فإنه أنفع لك من العمل لنفسك. وعن محمد بن المبارك، وسئل عن
علامة المحبة لله، قال: المراقبة للمحبوب، والتحري لمرضاته. وقال أبو زرعة: شهدت
جنازته بدمشق في شوال سنة خمس عشرة، وصلى عليه أبو مسهر بباب الجابية، وجعل يثني
عليه. ومن كلام محمد بن المبارك: كذب من ادعى المعرفة بالله ويداه ترعى في قصاع
المكثرين. ومن وضع يده في قصعة غيره ذل له. وقال: اتق الله تقوى، لا تطلع نفسك على
تقوى الله تخبر به غيرك، وتسلط الآفة على قلبك.
4 (محمد بن مخلد.)
(15/393)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 394
أبو أسلم الرعيني الحمصي. عن: محمد بن الوليد الزبييدي، وأبي معبد حفص بن غيلان. ولعله
آخر من حدث عنهما. وعنه: محمد بن مصفى، وسعد بن محمد البيروتي، وأزهر بن زفر،
وإبراهيم بن محمد بن يوسف الفريابي، وبكر بن سهل، وغيرهم. وله أيضاً عن: مالك،
وإسماعيل بن عياش. قال ابن عدي: هو منكر الحديث عن كل من يروي عنه. وقال البغوي:
يحدث عن مالك وغيره بالبواطيل. وقد قال أبو حاتم: لم أر له حديثاً منكراً.
4 (محمد بن مسعر.)
أبو سفيان التميمي البصري. سمع: فضيلاً، وداوود العطار، وابن عيينة. وعنه: المفضل
الغلابي، وأبو إسماعيل الترمذي، وأبو العيناء. حدث ببغداد. وقال أبو إسماعيل: كان
من خيار عباد الله.
4 (محمد بن مسلمة.)
)
(15/394)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 395
أبو هشام المخزومي المدني الفقيه النسابة. نزيل دمشق. حدث عن: مالك، وإبراهيم بن
سعد. وعنه: أبو حاتم، وأبو إسحاق الجوزجاني، وهارون الحمال، وأبو زرعة الدمشقي،
وآخرون. قال أبو إسحاق في كتاب طبقات الفقهاء: جمع بين العلم والورع. وقال أبو
حاتم الرازي: كان من أفقه أصحاب مالك. وقال أبو زرعة ثقة. وقال الجوزجاني: سألته،
وكان علامة بأنساب بني مخزوم. قلت: هو محمد بن مسلمة بن محمد بن هشام بن إسماعيل
بن هشام بن الوليد بن المغيرة. وقد ذكره البخاري في تاريخه وقال: قيل له: ما لرأي
رجلٍ دخل البلاد كلها إلا المدينة. قال: لأنه دجال، والمدينة لا يدخلها الطاعون
ولا الدجال.
4 (محمد بن مزاحم.)
(15/395)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 396
أخو سهل. مروزي، أظنه قد توفي سنة إحدى عشرة ومائتين، وله إحدى وثمانون سنة.
4 (محمد بن معاذ بن عبد الحميد الدمشقي.)
مولى قريش. عن: سعيد بن عبد العزيز، ومعاوية بن يحيى الاطرابلسي، وسعيد بن بشير،
وسهل بن هشام، وجماعة. وعنه: يزيد بن عبد الصمد، والعباس بن الوليد بن صبح، وأبو
زرعة الدمشقي. وقال: مات في نصف شعبان سنة خمس عشرة.
4 (محمد بن النوشجان.)
(15/396)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 397
أبو جعفر البغدادي السويدي الحافظ. لقب بذلك لرحلته إلى سويد بن عبد العزيز
الدمشقي. روى عنه وعن: الدراوردي، والوليد بن مسلم، وطبقتهم. ومات قبل أوان
الرواية.) روى عنه أقرانه: احمد بن حنبل في مسنده، وابن معين، وأحمد الدورقي. قال
أبو داوود: ثقة. ثنا عنه أحمد بن حنبل، وكان صاحب شكوك. رجع الناس من عند عبد
الرزاق بثلاثين ألف حديث، ورجع بأربعة آلاف.
4 (محمد بن هانيء)
أبو عمرو الطائي. والد الحافظ أبي بكرم الأثرم. سمع: أبا الأحوص، وهشيماً، وابن
المبارك، وطبقتهم. وعنه: محمد بن يحيى الازدي، وأبو حاتم الرازي. محله الصدق.
4 (محمد بن يحيى بن المبارك.)
أبو عبد الله اليزيدي البغدادي الشاعر.
(15/397)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 398
أحد أئمة اللسان. كان عارفاً بالقرآن، واللغة. مدح الرشيد والمأمون، وخرج إلى مصر
مع المعتصم زمن المأمون، فمات بها.
4 (محمد بن يزيد بن سنان بن يزيد.)
أبو يزيد التميمي، مولاهم الجزري الرهاوي. روى عن: أبيه، وجده سنان، وابن أبي ذئب،
ومعقل بن عبيد الله، وجماعة. وعنه: ابنه الأصغر أبو فروة يزيد بن محمد، وابن وارة،
وأبو الدرداء عبد العزيز بن منيب، وأبو أمية الطرسوسي، وأبو حاتم وقال: كان رجلاً
صالحاً. لم يكن من أجلاس الحديث. وقال النسائي: ليس بالقوي. وقال الدارقطني: ضعيف.
قلت: وكان مولده في سنة اثنتين وثلاثين ومائة. ومات جده في خلافة المنصور، وكان
شيخاً معمراً رأى علياً وشهد معه صفين.
(15/398)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 399
قال أبو حاتم: قلت لمحمد بن يزيد كان جدك أدرك علياً فما سنه) قال: كان جدي يكنى
أبا حكيم، أتت عليه ست وعشرون ومائة سنة. وأخبرني جدي أنه غزا ثمانين غزاة. قلت:
أخرج النسائي لمحمد في مسند علي. ومات سنة عشرين ومائتين.
4 (محمد بن يزيد بن خنيس المخزومي.)
مولاهم المكي. عن: ابن جريج، وسعيد بن حسان، وسفيان الثوري، وعبد العزيز بن أبي
رواد. وعنه: أحمد بن الفرات، ومحمد بن بشار بندار، ومحمد بن يونس الكديمي، وحنبل
بن إسحاق، وجماعة. وكان صالحاً، ورعاً، كبير القدر. وثقه أبو حاتم.
4 (محمد بن أبي يزيد الخراساني.)
رجل فاضل، نزل الموصل، وحدث عن: حماد بن سلمة، ومهدي بن
(15/399)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 400
ميمون، وشريك، وجماعة. وعنه: سنان بن محمد، ومحمد بن أحمد بن أبي المثنى
الموصليان. توفي سنة سبع عشرة.
4 (محمد بن يوسف بن واقد.)
الإمام أبو عبد الله الضبي، مولاهم الفريابي، وفرياب من بلاد الترك. روى عن:
الأوزاعي، وسفيان الثوري، وإبراهيم بن أبي عبلة، ويونس بن
(15/400)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 401
أبي إسحاق، وعمر بن ذر الهمداني، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، وجرير بن حازم،
وخلق. وعنه: خ. وع. بواسطة، وأحمد بن حنبل، ودحيم، وابن وارة، واحمد بن يوسف
السلمي، وعباس الترقفي، واحمد بن عبد الرحيم بن البرقي، وعبد الله بن محمد بن سعيد
بن أبي مريم، وعمرو بن أبي ثور الجذامي، وإبراهيم بن أبي سفيان القيسراني، وخلق.
قال: ولدت سنة عشرين ومائة. وقال أحمد بن حنبل: لقيته بمكة، وكان رجلاً صالحاً.)
وقال البخاري: كان من أفضل أهل زمانه. وقال محمد بن عبد الملك بن زنجويه: ما رأيت
أورع من الفريابي. وقال محمد بن سهل بن عسكر: خرجت مع الفريابي في الاستسقاء، فرفع
يديه فما أرسلهما حتى مطرنا. وقال أحمد بن يوسف السلمي: قلت للفريابي: أوصني. قال:
عليك بتقوى الله، ولزوم السنة، واجتناب السلطان. وقال الدارقطني: تقدم الفريابي
على قبيصة في الثوري لفضله ونسكه. وقال ابن عدي: للفريابي عن الثوري إفرادات. وقد
رحل إليه أحمد بن حنبل، فلما قرب من قيسارية نعي إليه، فعدل إلى حمص. وهو فيما
يتبين لي صدوق، لا بأس به. قلت: كان الناس يرحلون إليه إلى قيسارية من ساحل
فلسطين. قال يعقوب الفسوي: توفي في أول سنة اثنتي عشرة.
(15/401)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 402
4 (مالك بن إسماعيل.)
أبو غسان النهدي، مولاهم الكوفي سبط إسماعيل بن حماد بن أبي سليمان. روى عن: فضيل
بن مرزوق، وإسرائيل، وزهير بن معاوية، وعبد العزيز بن الماجشون، الحسن بن صالح بن
حجاز، وأسباط بن نصر، وجويرية بن أسماء، وورقاء بن عمر، وخلق. وعنه: خ. وم. ع.، عن
رجلٍ، عنه، وأحمد بن ملاعب، وأحمد بن سليمان الرهاوي، وعباس الدوري، ومحمد
الصاغاني، ومعاوية بن صالح الأشعري، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وآخرون. قال محمد بن
علي بن داوود البغدادي: سمعت يحيى بن معين يقول لأحمد بن حنبل: إن سرك أن تكتب عن
رجلٍ ليس في قلبك منه شيء فاكتب عن أبي غسان.
(15/402)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 403
وقال أبو حاتم: قال ابن معين: ليس بالكوفة أتقن منه. وقال يعقوب بن شيبة: ثقة،
صحيح الكتاب، متثبت من العابدين. وقال محمد بن عبد الله بن نمير: أبو غسان محدث من
أئمة المحدثين. وقال أبو حاتم: لم أر بالكوفة أتقن منه لا أبو نعيم ولا غيره. وله
فضلٌ وعبادة واستقامة. وكانت عليه سجادتان. كنت إذا نظرت إليه كأنه خرج من قبر.
وقال النسائي: ثقة.) وقال أبو داوود: جيد الأخذ، شديد التشيع. وقال ابن سعد: مات
في غرة ربيع الآخر سنة تسع عشرة ومائتين.
4 (مالك بن سليمان الهروي.)
أبو عبد الرحمن السعدي المفسر. روى عن: إبراهيم بن طهمان، وشعبة بن الحجاج، ومعمر
بن الحسن، وإسرائيل، وابن أبي ذئب.
(15/403)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 404
توفي سنة أربع عشرة.
4 (مالك بن فديك.)
كوفي، سمع من: الأعمش. لقيه مطين. خرج له البيهقي في الصلاة. لم أره في كتاب ابن
أبي حاتم، ولا غيره.
4 (المثنى بن يحيى بن عيسى بن هلال.)
أبو علي التميمي الموصلي، جد أبي يعلى أحمد بن علي. روى عن: أبي شهاب الحناط، وعلي
بن مسهر. ونزل بغداد للتجارة. روى عنه: أحمد بن مساور، ومحمد بن غالب تمتام.
4 (مخول بن إبراهيم بن مخول بن راشد النهدي.)
الكوفي الحناط. عن: إسرائيل بن يونس، وعبد الجبار بن العباس، وغيرهما.
(15/404)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 405
وعنه: أحمد بن يحيى الصوفي، وأحمد بن عثمان بن حكيم، وأبو حاتم الراوي. وقال:
صدوق. قلت: يقال إنه كان من غلاة الرافضة.
4 (مسرور بن صدقة الحارثي الدمشقي.)
عن: الأوزاعي.) وعنه: قاسم الخوعي، وأحمد بن عبد الواحد بن عبود، وأحمد بن بكر
البالسي، وآخرون.
4 (مسرور بن موسى.)
أبو عبد الرحمن. قاضي نيسابور. كناه الحاكم. سمع في رحلته مع يحيى بن يحيى من:
مالك، وابن لهيعة، وابن المبارك، وغيرهم. وعنه: أحمد بن عبد الله العتكي، ورجاء بن
السندي، وعلي بن سلمة اللبقي، والحسين بن منصور، وغيرهم.
4 (مسكين بن عبد الرحمن التجيبي المصري.)
أبو الأسود. عن: الليث بن سعد، وخالد بن حميد، ويحيى بن أيوب. توفي سنة خمس عشرة
ومائتين.
(15/405)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 406
4 (مطرف بن عبد الله بن مطرف بن سليمان بن يسار.)
مولى أم المؤمنين ميمونة. الفقيه أبو مصعب الهلالي اليساري المدني الأطروش. روى
عن: خاله مالك بن أنس، وابن أبي ذئب، وأسامة بن زيد بن أسلم، وعبد الرحمن بن أبي
الموال، ونافع بن أبي نعيم، ومسلم بن خالد الزنجي، وجماعة. وعنه: خ. وت. وق.، عن
رجلٍ، عنه، ومحمد بن يحيى الذهلي، والربيع بن سليمان المرادي، وأبو زرعة الرازي،
وأبو حاتم، ويعقوب الفسوي، وأحمد بن خليد الحلبي، وبشر بن موسى، وأبو يحيى عبد
الله بن أبي مسرة، وخلق سواهم. وقال أبو حاتم: صدوق، مضطرب الحديث. وهو أحب إلي من
إسماعيل بن أبي أويس. مات سنة عشرين ومائتين. وتابعه على وفاته أحمد بن أبي خيثمة.
وقيل ولد سنة سبعٍ وثلاثين ومائة. وكان من كبار الفقهاء المالكية، رحمه الله.
(15/406)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 407
4 (معاذ بن فضالة.)
) أبو زيد البصري. عن: هشام الدستوائي، وسفيان الثوري، ويحيى بن أيوب المصري، وحفص
بن ميسرة، وعمر بن قيس سندل، وجماعة. وعنه: خ.، ومحمد بن يحيى الذهلي، وأحمد بن
منصور الرمادي، وأبو حاتم ووثقه، ويعقوب الفسوي، وأبو قلابة الرقاشي، وأبو مسلم
الكجي، وآخرون.
4 (معاوية بن عبد الله الأسواني.)
مولى بني أمية أبو سفيان. روى عن: مالك، والليث، وابن لهيعة. وعنه: يحيى بن عثمان
بن صالح، وغيره. توفي سنة ثمان عشرة.
4 (معاوية بن عمرو بن المهلب بن عمرو الأزدي المعني البغدادي.)
(15/407)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 408
أبو عمرو. عن: فضيل بن مرزوق، وإسرئيل، وزائدة، وجرير بن حازم، وعبد الرحمن
المسعودي، وجماعة. وروى المغازي عن: أبي إسحاق الفزاري. وعنه: خ. وع.، عن رجلٍ،
عنه، ويحيى بن معين، وابو بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن منيع، وعمرو الناقد، وزهير بن
حرب، وهارون الحمال، وعبد بن حميد، ومحمد بن أحمد بن النضر الأزدي، وخلق. قال أحمد
بن حنبل: صدوق ثقة. وقال ابن معين: كان رجلاً شجاعاً لا يبالي بلقاء رجلٍ أو
عشرين. وكان يقال له ابن الكرماني. وقال ابن سعد: روى عن زائدة مصنفه، وعن أبي
إسحاق الفزاري كتاب السيرة في دار الحرب. ونزل بغداد وسمع من أهلها. وقال أبو غالب
علي بن أحمد بن النضر الأزدي: رأيت جدي معاوية بن عمرو وهو عند رأس أمه وهي في
الموت، فجعل وجهها نحو القبلة ورجليها بحذاء القبلة. فلما قاربت أن) تقضي سترها
منا وصلى عليها فكبر أربعاً. قال: وكان مولده سنة ثمانٍ وعشرين ومائة.
(15/408)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 409
ومات سنة أربع عشرة ومائتين. قال ابن سعد: توفي في غرة جمادى الأولى سنة أربع
عشرة. قاله في الطبقات الصغير.
4 (معقل بن مالك.)
أبو شريك الباهلي البصري. عن: محمد بن راشد المكحولي، وعقبة بن عبد الله الأصم،
وأبي عوانة، وطائفة. وعنه: محمد بن المثنى، وأبو أمية الطرسوسي، وأحمد بن الحسن
الترمذي، والبخاري في كتاب القراءة خلف الإمام، ويعقوب الفسوي، والكديمي. وثقه ابن
حبان. وتوفي سنة ثلاث عشرة.
4 (معلى بن أسد.)
(15/409)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 410
أبو الهيثم العمي المصري المؤدب. أخو بهز بن أسد. عن: وهيب بن خالد، وعبد العزيز
بن المختار، وعبد الله بن المثنى الأنصاري، ويزيد بن زريع، وجماعة. وعنه: خ.، وم.
ت. ن. ق.، عن رجلٍ، عنه، وأحمد بن يوسف السلمي، وحجاج بن الشاعر، وسليمان بن معبد
السبخي، وحفص بن عمر سنجة الرقي، وعبد الله الدارمي، وهلال بن العلاء، وعثمان
الدارمي، وعلي بن عبد العزيز البغوي، وطائفة. وكان من الثقات الأثبات. قال أبو حاتم:
ما أعلم أني عثرت له على خطأ غير حديث واحد. وقال ابن حبان: مات في رمضان سنة ثمان
عشرة، ومائتين بالبصرة. وقال خليفة: مات سنة تسع عشرة ومائتين.
4 (المعلى بن تركة.)
أبو عبد الصمد. سمع: المسعودي، وأبا معشر السندي.) وسكن الثغور. روى عنه: محمد بن
آدم بن سليمان، وأحمد بن هارون بن آدم المصيصيان.
(15/410)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 411
قال أبو الفتح الأزدي: متروك. وقال أبو أحمد الحاكم: لا يتابع في رجل روايته.
4 (معلى بن منصور.)
أبو يعلى الرازي، نزيل بغداد. عن: مالك، والليث، وشريك، وأبي عوانة، وحماد بن زيد،
وسليمان بن بلال، وعبد الله بن جعفر المخرمي، وهشيم، وخلق. وتفقه على أبي يوسف،
وغيره. وكان من كبار علماء الرأي. روى عنه: أبو ثور الكلبي، وأبو خيثمة، ومحمد بن
يحيى الذهلي، وحجاج بن الشاعر، وأحمد بن الأزهر، وأحمد الرمادي، وأبو بكر بن شيبة،
وعباس الدوري، ومحمد بن عبد الله المخرمي، والبخاري في غير الصحيح، وخلق. ولم يكتب
عنه أحمد بن حنبل حرفاً.
(15/411)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 412
وقال أبو حاتم الرازي: قيل لأحمد: كيف لم تكتب عن المعلى بن منصور قال: كان يكتب
الشروط، ومن كتبها لم يخل من أن يكذب. وقال أبو زرعة: رحم الله أحمد بن حنبل،
بلغني أنه كان في قلبه غصص من أحاديث ظهرت عن المعلى بن منصور كان يحتاج إليها.
وكان المعلى أشبه القوم، يعني أصحاب الرأي، بأهل العلم. وذلك أنه كان طلابةً
للعلم، رحل وعني به، وهو صدوق. وقال عثمان الدارمي: عن ابن معين: ثقة. وقال أحمد
العجلي: ثقة صاحب سنة. قيل: طلبوه للقضاء غير مرة فأبى. وقال يعقوب بن شيبة: ثقة
متقن فقيه. وقال أحمد بن كامل: كان من كبار أصحاب أبي يوسف ومحمد ومن ثقاتهم في
الرواية. وقال ابن عدي: لم أجد له حديثاً منكراً.) وقال عمر بن بكار القافلاني:
ثنا محمد بن إسحاق، وعباس بن محمد. قالا: سمعنا يحيى بن معين يقول: كان المعلى بن
منصور الرازي يوماً يصلي، فوقع على رأسه كور الزنابير، فما التفت ولا انفتل حتى
أتم صلاته. فنظروا فإذا رأسه قد صار هكذا من شدة الأنتفاخ. وقال أبو عمرو أحمد بن
المبارك المستملي: حدثني سهل بن عمار قال: كنت عند المعلى بن منصور، وإبراهيم بن
حرب النيسابوري في أيام خاض
(15/412)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 413
الناس في القرآن. فدخل علينا إبراهيم بن مقاتل المروزي، فذكر للمعلى أن الناس قد
خاضوا في أمره. قال: ماذا قال: يقولون إنك تقول: القرآن مخلوق. قال: ما قلت، ومن
قال القرآن مخلوق فهو عندي كافر. وقال ابن سعد، وجماعة: توفي سنة إحدى عشرة. قلت:
وقد دخل عليه البخاري سنة عشر فسمع منه شيئاً يسيراً، لأنه وجده عليلاً.
4 (معمر بن عباد.)
وقيل معمر بن عمرو، أبو المعتمر البصري العطار المعتزلي. مولى بني سليم وأحد
كبارهم ومتبوعيهم. وكان يقول: إن في العالم أشياء موجودة لا نهاية لها ولا تحصى،
ولا لها عدد ولا مقدار. وهذا تكذيب للآية وكل شيءٍ عنده بمقدار، ولقوله: وأحصى كل
شيءٍ عدداً. وعلى هذا طلبته المعتزلة بالبصرة عند السلطان، ففر إلى بغداد، وبها
مات مختفياً عند إبراهيم بن السندي. وكان يزعم أن الله لم يخلق لوناً، ولا طولاً،
ولا عرضاً، ولا عمقاً، ولا رائحة: ولا قبحاً، ولا حسناً، ولا سمعاً ولا بصراً،
وذلك كله فعل الأجسام بطباعها. وعورض بقوله تعالى: خلق الموت والحياة
(15/413)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 414
. فقال: إنما أراد خلق الإماتة والأحياء. وكان يزعم أن النفس ليست جسماً ولا
عرضاً، ولا تماس شيئاً ولا تباينه، ولا تتحرك ولا تسكن. وهذا قول أهل الإلحاد.
وكان بينه وبين النظام مناظرات ومنازعات في مسائل، وله مصنفات في الكلام.) قال
محمد بن إسحاق النديم: توفي سنة خمس عشرة ومائتين.
4 (معمر بن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع الهاشمي مولى رسول الله صلى الله عليه
وسلم.)
وقيل معمر بن محمد بن عبيد الله بن علي بن عبيد الله بن أبي رافع. روى عن: جده،
وأبيه، وعمه معاوية. وعنه: عباد بن الوليد العنبري، وعباس الدوري، واحمد بن يحيى
بن مالك السوسي، والحسن بن مكرم. قال ابن معين: لم يكن من أهل الحديث لا هو ولا
أبوه. كان يلعب بالحمام. وقال ابن عدي: مقدار ما يرويه لا يتابع عليه.
(15/414)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 415
وقال أبو حاتم: رأيته سنة ثلاث عشرة ومائتين. روى له ابن ماجة حديثين.
4 (معمر بن يعمر الليثي الدمشقي.)
سمع: معاوية بن سلام. وعنه: محمد بن يحيى الذهلي، وأحمد بن يوسف السلمي، والعباس
بن الوليد الخلال. ضبطه بالتثقيل عبد الغني، ومحله الصدق.
4 (معن بن الوليد بن هشام بن يحيى بن يحيى الغساني.)
عن: أبيه، وسفيان بن عيينة، ومروان بن معاوية، وجماعة. وعنه: أبو زرعة الدمشقي،
وأبو حاتم، ويزيد بن محمد بن عبد الصمد، وآخرون. وكان دحيم لا يقدم عليه أحداً من
أصحاب الوليد بن مسلم.
(15/415)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 416
وقال أبو حاتم: ثقة. قلت: توفي سنة ثمان عشرة، وما أطنه جاوز الخمسين رحمه الله.
4 (مكي بن إبراهيم بن بشير بن فرقد.)
أبو السكن التميمي الحنظلي البلخي. أحد الثقات الأعلام. روى عن: أيمن بن نابل،
ويزيد بن أبي عبيد، وبهز بن حكيم، والجعيد بن عبد الرحمن، وجعفر الصادق، وعبد الله
بن سعيد بن أبي هند، وهشام بن حسان، وهاشم بن هاشم بن عتبة، وابن جريج، وأبي
حنيفة، وطائفة.) وعنه: خ.، وع.، عن رجلٍ، عنه، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين،
وبندار، ومحمد بن يحيى الذهلي، وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، وعباس
(15/416)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 417
الدوري، وعبد الصمد بن سليمان البلخي، ومحمد بن يونس الكديمي، وعبد الصمد بن الفضل
البلخي، وحفيده محمد بن الحسن بن مكي، وخلق آخرهم موتاً معمر بن محمد بن معمر
البلخي. قال عبد الله بن عمرو بن العمركي: سمعت عبد الصمد بن الفضل: سمعت مكياً
يقول: حججت ستين حجةً، وتزوجت ستين امرأة. وجاورت بالبيت عشر سنين، وكتبت عن سبعة
عشر نفساً من التابعين. ولو علمت أن الناس يحتاجون إلي لما كتبت عن أحدٍ دون
التابعين. وعن عمر بن مدرك، عن مكي قال: قطعت البادية من بلخ خمسين مرة حاجاً، ودفعت
في كرى بيوت مكة ألف دينار ونيفاً. وقال الفلاس: قدم علينا مكي بن إبراهيم سنة
اثنتي عشرة. وقال آخر: قدم بغداد سنة خمسٍ ومائتين. وعنه قال: ولدت سنة ست وعشرين
ومائة. وقال محمد بن سعد، وغيره: مات ببلخ في النصف من شعبان سنة خمس عشرة. وقال
محمد: كان ثقة ثبتاً. وقال محمد بن عبد الوهاب الفراء: ثنا مكي بن إبراهيم الرجل
الصالح بنيسابور.
(15/417)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 418
وقال الدارقطني: ثقة مأمون. وقال النسائي: ليس به بأس. قلت: حدث مكي، عن مالك، عن
نافع، عن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم كبر على النجاشي. قال ابن معين:
وهذا باطل. قلت: ثم إنه امتنع من روايته. قال عبد الصمد بن الفضل: سألنا مكي بن
إبراهيم فحدثنا من كتابه، عن مالك، عن الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة، فذكره،
وقال: هكذا في كتابي، يعني حديث: كبر على النجاشي. وروى النسائي في اليوم والليلة:
ثنا يزيد بن سنان، عن مكي، عن مالك، عن نافع، عن ابن) عمر، عن عمر قال: متعتان
كانتا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهي عنهما وأعاقب عليهما: متعة
النساء، ومتعة الحج. قال النسائي: هذا حديث معضل، لا أعلم رواه غير مكي، وهو لا
بأس به، ولا ندري من أين أتى به. وقال مكي: حضرت مجلس محمد بن إسحاق، فإذا هو يروي
أحاديث في صفة الله تعالى لم يحتملها قلبي، فلم أعد إليه. وعن مكي قال: طلبت
الحديث ولي سبعة عشر سنة.
4 (مكي بن عبد الله الرعيني.)
(15/418)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 419
في طبقة أحمد بن حنبل. يأتي.
4 (منبه بن عثمان اللخمي الدمشقي.)
كان أسند شيخٍ بقي بدمشق. روى عن: ثور بن يزيد، وعروة بن رويم، وأرطأة بن المنذر،
وخليد بن دعلج، وعمر بن زيد، والأوزاعي، والوضين بن عطاء، وطائفة. وعنه: هشام بن
عمار، وأحمد بن أبي الحواري، ومحمد بن مصفى، وهارون بن محمد بن بكار، وأحمد بن
يحيى بن حمزة، وأحمد بن عبد القاهر اللخمي شيخ للطبراني، وآخرون. قال ابن زبر: ولد
سنة ثلاث عشرة ومائة. وقال أبو زرعة الدمشقي: سمعت منبه بن عثمان يقول: كنت حملاً
عام الجراح الحكمي، وهي سنة اثنتي عشرة. وقال أبو حاتم: كان صدوقاً. وقال أبو
زرعة: لقيته سنة اثنتي عشرة ومائتين ومات بعد ذلك بيسير.
4 (منصور بن زيد بن أبي خداش الموصلي.)
رحل، وكتب الكثير. وروى عن: المعافى بن عمران، ومحمد بن مسلم الطائفي، وعيسى بن
يونس، وجماعة.
(15/419)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 420
روى عنه: نسيبه عبد الله بن عبد الصمد بن أبي خداش، ومبارك بن عبد الله النصيبي.)
توفي سنة ثلاث عشرة ومائتين.
4 (منصور بن صقير.)
أبو النضر. عن: حماد بن سلمة، وعبيد الله بن عمرو الجزري، وموسى بن أعين، وجماعة.
وعنه: عباس الدوري، وجعفر بن شاكر، وبشر بن موسى، وجماعة. قال أبو حاتم: في حديثه
اضطراب، وليس بالقوي. روى عنه أيضاً: محمد بن غالب تمتام، وأبو أمية محمد بن
إبراهيم. وكان جندياً.
4 (منصور بن مجاهد البصري.)
شيخ. يروي عن: أبي عوانة، وحماد بن زيد، وغيرهما. قال أبو الفتح الأزدي: كان يضع
الحديث. وقال أبو القاسم بن مندة: توفي سنة ثمان عشرة ومائتين.
4 (منهال بن بحر.)
أبو سلمة العقيلي. عن: ابن عون، وهشام بن حسان، وسعيد بن أبي عروبة، وجماعة.
(15/420)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 421
وعنه: أبو حفص الفلاس، وأبو حاتم الرازي وقال: ثقة، وعلي بن عبد العزيز. قال
العقيلي: في حديثه نظر.
4 (موسى بن خالد.)
أبو الوليد الحلبي، ختن الفريابي. سمع: أبا إسحاق الفزاري، ومعتمر بن سليمان،
وجماعة. وتوفي كهلاً. روى عنه: عباس الترقفي، ومحمد بن سهل بن عسكر، وعبد الله
الدارمي. له في مسلم حديث وقع لنا موافقةً في كتاب الدارمي.
4 (موسى بن داوود الضبي.)
)
(15/421)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 422
أبو عبد الله الطرسوسي الحلواني. أصله من الكوفة، ثم سكن بغداد، ثم ولي قضاء طرسوس
وبها توفي. سمع: شعبة، والثوري، وحماد بن سلمة، وعبد العزيز الماجشون، ومبارك بن
فضالة، وزهير بن معاوية، ونافع بن عمر، وطائفة. وعنه: أحمد بن حنبل، وحجاج بن
الشاعر، ومحمد بن يحيى الذهلي، ومحمد بن يحيى الأزدي، ومحمد بن أحمد بن أبي خلف،
ومحمد بن أحمد بن أبي العوام، وعباس الدوري، وخلق. وثقه غير واحد. وقال محمد بن
عبد الله بن عمار: كان زاهداً، ثقة، صاحب حديث. ولي قضاء المصيصة. وقال الدارقطني:
كان مصنفاً مكثراً مأموناً، ولي قضاء الثغور. قلت: آخر من حدث عنه بشر بن موسى
الأسدي. قال ابن سعد: كان ثقة صاحب حديث، ولي قضاء طرسوس وبها مات سنة سبع عشرة.
له في مسلم حديث في الصلاة.
4 (موسى بن سليمان.)
أبو عمران الباهلي البصري.
(15/422)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 423
عن: قزعة بن سويد، وحماد بن سلمة، وجرير بن حازم. روى عنه: أبو حاتم وقال: ثقة،
ثقة.
4 (موسى بن سليمان.)
الفقيه أبو سليمان الجوزجاني، صاحب أبي يوسف، ومحمد. روى عنهما، وعن: ابن المبارك.
وعنه: بشر بن موسى، والقاضي البرتي، وأبو حاتم الرازي، وجماعة. قال ابن أبي حاتم:
كان يكفر القائلين بخلق القرآن. وقيل إن المأمون عرض عليه القضاء فامتنع، وذكر أنه
لا يصلح، فأعفاه.
4 (موسى بن مسعود.)
)
(15/423)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس
عشر الصفحة 424
أبو حذيفة النهدي البصري. عن: أيمن بن نابل، وإبراهيم بن طهمان، وسفيان، وزائدة،
وعكرمة بن عمار، وشبل بن عباد، وغيرهم. وعنه: خ. ود. ت. ق.، عن رجلٍ، عنه، وأحمد
بن محمد شبويه، ومحمد بن يحيى، وعبد بن حميد، وإسماعيل سمويه، وأبو حاتم، وحماد بن
إسحاق القاضي، ومحمد بن الحسن بن كيسان المصيصي، ومحمد بن غالب تمتام، ومحمد بن
زكريا الأصبهاني، وحفص بن عمر الرقي، وخلق. قال أحمد: هو من أهل الصدق. وقال أبو
حاتم: صدوق، معروف بالثوري. وكان الثوري نزل البصرة على رجل، وكان أبو حذيفة معهم.
فكان سفيان يوجه أبا حذيفة في حوائجه. ولكن كان يصحف. وروى عن سفيان الثوري بضعة
عشرة ألف حديث في بعضها شيء. وقال بندار: ضعيف. وقال ابن خزيمة: لا أحتج به. وقال
الفلاس: لا يحدث عنه من يبصر الحديث. وقال ابن سعد: قيل إن الثوري تزوج أمه لما
قدم البصرة.
(15/424)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 425
وقال غيره: كان مؤدباً. توفي في جمادى الآخرة سنة عشرين. وفيها قال محمد بن
المثنى: توفي المنهال بن بحر، وزفر بن هبيرة، وسكن بن سليمان، وبشر بن الوضاح،
ومحمد بن مخلد الحضرمي، وهانيء بن يحيى. وقال البخاري: مات أبو حذيفة سنة عشرين. وقال
غيره: عاش اثنتين وتسعين سنة.
(15/425)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 426
4 (حرف النون.)
4 (نصر بن مزاحم المنقري الكوفي.)
سكن بغداد. وروى عن: شعبة، والثوري، ويزيد بن إبراهيم، وغيرهم.) وعنه: نوح بن
حبيب، وأبو سعيد الأشج، وعلي بن المنذر، وغيرهم. وكان يترفض. قال أبو إسحاق
الجوزجاني: كان زائغاً عن الحق. وقال صالح بن محمد: يروي عن الضعفاء. وقال أبو
الفتح الأزدي: هو غالٍ في مذهبه غير محمود في حديثه.
(15/426)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 427
مات سنة اثنتين عشرة ومائتين.
4 (النضر بن عبد الجبار بن نصير.)
أبو الأسود المرادي، مولاهم المصري الكاتب. كاتب لهيعة بن عيسى بن لهيعة قاضي مصر.
روى عن: ابن لهيعة، ونافع بن يزيد، والليث، وبكر بن مضر، ومفضل بن فضالة، وجماعة.
وعنه: أحمد بن صالح المصري، وأبو عبيد القاسم بن سلام، ويحيى بن معين، والربيع بن
سليمان الجيزي لا المرادي، ومحمد بن إسحاق الصاغاني، ومحمد بن عوف الطائي، ويعقوب
الفسوي، وأبو حاتم، والمقدام بن داوود الرعيني، ويحيى بن عثمان السهمي، وجماعة.
قال ابن معين: كان راوية ابن لهيعة، وكان شيخاً صدوقاً. وقال أبو حاتم: صدوق،
عابد، شبهته بالقعنبي.
(15/427)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 428
وقال النسائي: ليس به بأس. وقال أبو سعيد بن يونس: توفي لخمسٍ بقين من ذي الحجة
سنة تسع عشرة ومائتين. وصلى عليه هارون بن عبد الله القاضي. وكان مولده سنة خمس
وأربعين ومائة. وله أخوان عالمان: روح، وعبد الله.
4 (نوح بن ميمون.)
أبو سعيد العجلي البغدادي. عن: سفيان الثوري، ومالك بن أنس، وبكير بن معروف. وعنه:
أحمد بن حنبل، ومحمد بن عبد الملك الدقيقي، ومحمد بن غالب تمتام، وجماعة. وثقه
الخطيب. ويقال له المضروب لضربةٍ جاءته في وجهه من اللصوص.)
4 (نوفل بن مطهر.)
أبو مسعود الضبي الكوفي الحافظ. روى عن: أبي الأحوص سلام، وابن المبارك، ومفضل بن
مهلهل. وعنه: علي بن محمد الطنافسي، وعبد الرحمن بن الحكم، والحسين بن
(15/428)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 429
الربيع، وأحمد بن جواس الحنفي. قال أبو حاتم: صاحب حديث صدوق، مثل يحيى بن آدم
يحفظ ويعقل.
(15/429)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 430
4 (حرف الهاء.)
4 (هارون بن صالح بن إبراهيم التيمي الطلحي المدني.)
عن: عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وعبد العزيز بن أبي حازم، وغيرهما. وعنه: يحيى بن
موسى البلخي، وأبو حاتم وقال: صدوق، ومحمد بن إسماعيل السلمي. حدث سنة ست عشرة.
4 (هارون ابن الوزير أبي عبيد الله معاوية بن عبيد الله بن يسار الأشعري.)
مولاهم البغدادي. سمع: أباه، وعطاف بن خالد، وفرج بن فضالة، وحفص بن غياث. وعنه:
عبد الله الدارمي، وعبد الكريم الديرعاقولي، وأبو حاتم وقال: صدوق.
(15/430)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 431
4 (هانيء بن يحيى.)
أبو مسعود السلمي البصري. عن: زائدة، وأبي قحذم النضر بن معبد. وعنه: أبو حفص
الصيرفي، وأبو حاتم الرازي، وقال: ثقة صدوق.
4 (هريم بن عثمان.)
أبو المهلب الطفاوي. عن: القاسم بن الفضل الحداني، وعمارة بن زاذان، وحماد بن
سلمة، وجماعة. وعنه: أبو زرعة، وأبو حاتم. قال أبو حاتم: بصري، صدوق.
4 (هشام بن إسماعيل بن يحيى.)
) أبو عبد الملك الدمشقي العطار.
(15/431)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 432
عن: إسماعيل بن عياش، وهقل بن زياد، والوليد بن مسلم، وجماعة. وعنه: أبو عبيد،
وأحمد بن الفرات، وأبو زرعة الدمشقي، ويزيد بن محمد بن عبد الصمد، وآخرون. وقال
النسائي: ثقة. وقال محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي: كان من عباد الخلق. ما رأيت
بدمشق أفضل منه. وقال أحمد العجلي: ثقة صاحب سنة صالح. وقال عبد السلام بن عتيق:
ثنا هشام بن إسماعيل العطار، وما كان في بلدنا مثله. كان أشبه بالقعنبي، رحمه
الله. وقال أبو زرعة: توفي سنة سبع عشرة ومائتين. هشام بن بهرام المدائني. عن: أبي
شهاب الحناط، والمعافى بن عمران. وعنه: عباس الدوري، والصغاني، وعلي بن أحمد بن
النضر. وثقه الخطيب.
(15/432)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 433
4 (هشام بن سعيد الطالقاني البزاز.)
نزيل بغداد. عن: معاوية بن سلام، وعبد الله بن لهيعة، ومحمد بن مهاجر. وعنه: هارون
الحمال، وأحمد بن أبي خيثمة، ومحمد بن رافع، ومحمد بن يوسف البيكندي، وأحمد بن
حنبل. قال الإمام أحمد: ثقة صالح.
4 (هارون بن الفضل.)
أبو يعلى الرازي الحناط. عن: عمرو بن يحيى بن سعيد الأموي، ومحمد بن سليمان
الأصبهاني، ومسلم بن خالد الزنجي، ورفاعة بن إياس، وجماعة. وسمع من: محمد بن
سليمان البلخي صاحب الضحاك.) روى عنه: أبو يحيى الزعفراني، وأبو حاتم الرازي.
4 (هوذة بن خليفة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكرة الثقفي.)
(15/433)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 434
البكرواي البصري الأصم، أبو الأشهب. نزيل بغداد ومسندها. روى عن: سليمان التيمي،
ويونس بن عبيد، وابن عون، وعوف الأعرابي، وأبي حنيفة، وابن جريج، وطائفة. وعنه:
أحمد بن حنبل، ومحمد بن سعد، ويوسف بن موسى القطان، ومحمد بن عبد الله المخرمي،
وعباس الدوري، والحارث بن أبي أسامة، وبشر بن موسى، وإبراهيم الحربي، وخلق. قال
أحمد بن حنبل: ما كان أصلح من حديثه، أرجو أن يكون صدوقاً. وقال: ماكان أضبطه من
عوف. وقال النسائي: ليس به بأس. وقال أبو حاتم: صدوق. وقال ابن معين: ضعيف. وقال
غيره: كان قد كتب الكثير ولكن ذهبت أكثر كتبه. مات في شوال سنة ست عشرة وله إحدى
وتسعون سنة.
(15/434)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 435
قلت: ووقع حديثه عالياً لأصحاب ابن طبرزد، والكندي.
4 (الهيثم بن جميل.)
أبو سهل البغدادي الحافظ. نزيل أنطاكية. عن: مالك، والليث، وحماد بن سلمة، وزهير
بن معاوية، وشريك، ومندل بن علي، وطائفة. وعنه: احمد بن حنبل، ومحمد بن يحيى
الذهلي، ومحمد بن عوف الطائي، ويوسف بن مسلم، وطائفة. قال الدارقطني: ثقة حافظ.
وقال أحمد العجلي: ثقة، صاحب سنة.) وقال ابن قانع: توفي سنة ثلاث عشرة.
(15/435)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 436
وأما ابن عدي فقال: ليس بالحافظ، يغلط على الثقات، وأرجو أن لا يتعمد الكذب.
4 (الهيثم بن عبيد الله القرشي.)
عن: يزيد بن إبراهيم التستري، وقيس بن الربيع، والحسن بن صالح بن حي. وعنه: محمد
بن إسماعيل الأحمسي، وأبو حاتم الرازي وقال: صدوق.
(15/436)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 437
4 (حرف الواو)
4 (ورد بن عبد الله.)
ابو محمد الطبري. سمع: عدي بن الفضل البصري، وجرير الضبي، ومحمد بن طلحة بن مصرف.
وعنه: ابناه محمد ويحيى، وأحمد بن ملاعب، وغيرهم. وثقه ابن جوصا. وقد سكن بغداد.
4 (الوضاح بن حسان الأنباري.)
عن: فضيل بن مرزوق، وشعبة، وإسرائيل، وغيرهم. وعنه: عباس الدوري، والصنعاني، وأبو
أمية الطرسوسي، ومحمد بن سعد العوفي. قال الفسوي: شيخ مغفل.
4 (الوليد بن محمد بن النعمان السلمي البصري الحجام.)
(15/437)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 438
حدث بنيسابور سنة سبع عشرة. عن: شعبة، وحماد بن سلمة. وله غرائب. وعنه: محمد بن
عبد الوهاب الفراء، وأحمد بن معاذ، وجماعة. وأبو زرعة، وأبو حاتم. وكان عارفاً
بالعربية. قال أبو حاتم: ما به بأس.
4 (الوليد بن موسى القرشي الدمشقي.)
عن: الأوزاعي، وغيره.) حدث بمصر. روى عنه: يوسف بن يزيد القراطيسي، ويحيى بن عثمان
السهمي. وهو في عداد الضعفاء. قال العقيلي: روى عن الأوزاعي البواطيل. الوليد بن
الوليد بن يزيد.
(15/438)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 439
أبو العباس العنسي الدمشقي القلانسي. عن: الأوزاعي، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان،
وسعيد بن عبد العزيز. وعنه: سلمة بن شبيب الذهلي، وعباس الترقفي، وجماعة. قال
الدارقطني، وغيره: متروك. وقال أبو حاتم: صدوق. وقال صالح جزرة: قدري.
4 (وهب الله بن راشد.)
مولى شرحبيل الحجري الرومي الأصل ثم المصري. أبو زرعة المؤذن. شيخ معمر. كان مؤذن
جامع مصر. روى عن: يونس بن يزيد الأيلي، وحميد بن شريح، وغيرهما. ذكر أنه ولد سنة
سبعٍ وعشرين ومائة. توفي في ربيع الأول سنة إحدى عشرة. وقد غمزه سعيد بن أبي مريم.
(15/439)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 440
روى عنه: سعد بن عبد الله بن عبد الحكم، والربيع المرادي، وطائفة.
4 (وهب بن زمعة التميمي المروزي.)
أبو عبد الله. عن: أبي حمزة السكري، وابن المبارك، وعبد العزيز بن أبي رزمة،
وفضالة بن إبراهيم الفسوي، وسفيان بن عبد الملك، وغيرهم. وعنه: البخاري في خارج
الصحيح، وأحمد بن عبدة الآملي، ومحمد بن عبد الله قهزاد، وأحمد بن محمد بن شبويه،
وجماعة.) وثقه النسائي.
(15/440)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 441
4 (حرف الياء)
4 (يحيى بن إبراهيم بن أبي قتيلة السلمي المدني.)
أبو إبراهيم. عن: مالك، ومحمد بن إبراهيم بن دينار، وعبد العزيز، وعبد الخالق ابني
أبي حازم، وعمر بن طلحة بن علقمة بن وقاص، والمغيرة بن عبد الرحمن المخزومي،
وجماعة. وعنه: الزبير بن بكار، ومحمد بن نصر النيسابوري الفراء، وإبراهيم بن أبي
داوود البرلسي، ومحمد بن إسماعيل الترمذي، وعبد الله بن شبيب الربعي. قال أبو
حاتم: ثقة.
4 (يحيى بن بسطام.)
(15/441)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 442
أبو محمد البصري. رحل في طلب العلم، وسمع من: الليث بن سعد، وابن لهيعة، وعبد
الواحد بن زياد، ويحيى بن حمزة القاضي، وجماعة. وعنه: أبو محمد الدارمي، وأبو حاتم
الرازي وقال: ما به بأس، كتبت عنه سنة أربع عشرة.
4 (يحيى بن حماد بن أبي زياد.)
أبو بكر، ويقال أبو محمد الشيباني. مولاهم البصري ختن أبي عوانة. عن: أبي عوانة،
وعكرمة بن عمار، وشعبة، وهمام، وعبد العزيز بن المختار، والليث بن سعد، وجماعة.
وعنه: خ.، وخ. أيضاً م. ت. ق.، عن رجلٍ، عنه، وإسحاق بن راهويه، وإسحاق الكوسج،
وإسحاق بن إبراهيم بن شاذان، وإسحاق بن سيار النصيبي، وبكار بن قتيبة، وعبد الله
الدارمي، وبندار، وابن وارة، والكديمي، وخلق.
(15/442)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 443
قال ابن سعد: ثقة كثير الحديث. وقال محمد بن النعمان بن عبد السلام: لم أر أعبد من
يحيى بن حماد، وأظنه لم يضحك. وقال البخاري: مات سنة خمس عشرة ومائتين.
4 (يحيى بن سعيد السعدي العبشمي.)
) أبو زكريا الكوفي، ويقال البصري. روى عن: ابن جريج، عن عطاء، عن عبيد بن عمير،
عن أبي ذر، فذكر الحديث الطويل المنكر الذي يروى أيضاً عن أبي الأدريس الخولاني،
عن أبي ذر. روى عنه: الحسن بن إبراهيم البياني، والحسن بن عرفة، وإبراهيم بن حرب
بن عمر، ومحمد بن غالب تمتام، وموسى بن العباس التستري، وغيرهم. قال العقيلي: لا
يتابع على حديثه. وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد. وقال ابن عدي:
يعرف بهذا الحديث، وهو حديث منكر من هذا الطريق.
(15/443)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 444
4 (يحيى بن عبد الله بن الضحاك بن بابلت.)
وهو رازي قدم حران، فقيل له: من أين أنت قال: من الري من موضع، يقال له: بابلت.
وأما أبو أحمد الحاكم فقال: بابلت قرية بين حران والرقة. روى عن: زوج أمه
الأوزاعي، وأبي بكر بن أبي مريم الغساني، وابن أبي ذئب، وصفوان بن عمرو السكسكي،
وأبي جعفر الرازي، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، وجماعة. وعنه: أبو أسحاق
الجوزجاني، وأبو امية الطرسوسي، وإسماعيل سمويه، ومحمد بن يحيى الحراني، وسليمان
بن سيف الحراني، وإسحاق بن سيار النصيبي، وحفص بن عمر الرقي، وابن زوجته أبو شعيب
عبد الله بن الحسن الحراني، وغيرهم.
(15/444)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 445
قال البخاري: قال أحمد بن حنبل: أما السماع فلا يدفع. وضعفه أبو زرعة، وغيره، وابن
حبان. وقال ابن عدي: له أحاديث صالحة عن الأوزاعي تفرد ببعضها. وأثر الضعف على
حديثه بين. قال محمد بن يحيى: توفي سنة ثمان عشرة ومائتين. وأما قول أحمد بن كامل
القاضي أنه عاش سبعين سنة فغير ثابت، لعله كان تسعين سنة، فتصحف.
4 (يحيى بن عمرو بن عمارة.)
)
(15/445)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 446
أبو الخطاب الليثي الدمشقي. عن: الأوزاعي، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان. وعنه:
يزيد بن عبد الصمد، وأبو حاتم الرازي، وأبو زرعة الدمشقي. قال أبو حاتم: ثقة.
4 (يحيى بن عنبسة القرشي.)
من ضعفاء العراقيين. روى عن: حميد الطويل، وأبي حنيفة. وعنه: يوسف بن سعيد بن
مسلم، وغالب بن تمتام. وكان متهماً. قال الدارقطني: كذاب. وقال ابن حبان: دجال.
4 (يحيى بن غيلان بن عبد الله بن اسماء بن حارثة.)
أبو الفضل الأسلمي الخزاعي البغدادي. عن: مالك بن أنس، وأبي عوانة، ويزيد بن زريع،
وجماعة. وعنه: أحمد بن حنبل، والفضل بن سهل الأعرج، واحمد بن يوسف السلمي، وإسحاق
الحربي، وآخرون. قال محمد بن سعد: توفي سنة عشر ومائتين.
(15/446)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 447
وقال بعضهم: سنة ثلاث عشرة.
4 (يحيى بن قزعة المؤذن المكي.)
عن: مالك بن أنس، وسليمان بن بلال، ونافع بن أبي نعيم القاريء، وجماعة. وعنه: خ.،
ومحمد بن وارة، وأبو يحيى عبد الله بن أبي مسرة، وغيرهم.
4 (يحيى بن المبارك الصنعاني.)
صنعاء دمشق. رحل وروى عن: مالك، وشريك، وشبل بن عباد، وكثير بن سليم. نزل أرسوف
فروى عنه من أهلها: إسماعيل بن عباد، وخطاب بن عبد الدائم، وعبد العظيم) بن
إبراهيم، وغيرهم. ذكره ابن عساكر.
4 (يحيى بن مصعب.)
أبو زكريا الكلبي الكوفي. جار الأعمش. حكى عنه حكايات. وروى عن: عمر بن نافع
الثقفي، وإسماعيل بن زياد النافا.
(15/447)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 448
وعنه: أبو زرعة، وأبو حاتم وقالا: صدوق.
4 (يحيى بن المغيرة السعدي الرازي.)
عن: شريك، وعطاف بن خالد، وأبي الأحوص، وغيرهم. ورأى: الحجاج بن أرطأة. وعنه: أبو
زرعة، وأبو حاتم، وابن وارة، وابن الضريس. قال أبو حاتم: صدوق.
4 (يحيى بن نصر بن حاجب المروزي.)
نزيل بغداد. روى عن الكبار: عاصم الاحول، وعبد الله بن شبرمة، وثور بن يزيد
الحمصي، وهلال بن خباب، وورقاء بن عمر، ويونس بن يزيد الأيلي، وغيرهم. وعنه:
إبراهيم بن سعيد الجوهري، وأحمد بن منصور زاج، ورجاء بن الجارود، وعبد العزيز بن
عبد الله الهاشمي. قال أحمد بن سيار المروزي: كتبنا عنه وكان يحدث عن سفيان
الثوري، وابن شبرمة، ويونس. فلما حدث عن هلال بن خباب، وإسحاق بن سويد برد أمره،
وفتر الناس عنه. ثم خرج إلى العراق.
(15/448)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 449
وقال مهنأ الشامي: سألت أحمد بن حنبل عنه فقال: كان جهمياً يقول قول جهم. وقال أبو
حاتم الرازي: بليته عندي قدم رجاله. وقال أبو زرعة: ليس بشيء. وقال عبد العزيز
الهاشمي: مات سنة خمس عشرة ومائتين.)
4 (يحيى بن يعلى الحارث.)
أبو زكريا المحاربي. عن: أبيه، وزائدة. وعنه: خ. وم. ت. ن. ق.، عن رجلٍ، عنه،
وإسماعيل سمويه، ويعقوب الفسوي، وأحمد بن ملاعب، وطائفة.
(15/449)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 450
وثقه أبو حاتم. وقال مطين: مات سنة ست عشرة ومائتين.
4 (يزيد بن خالد بن مرشل.)
أبو مسلمة القرشي اليافي، من أهل يافا. عن: عبد الرحمن بن ثابت ثوبان، وأبي خالد
الأحمر، ورديح بن عطية، وأبان بن عنبسة. وعنه: محمود بن إبراهيم بن سميع، وموسى بن
سهل الرملي. قال ابن سميع: ثقة عاقل.
4 (يزيد بن محمد.)
أبو خالد الأيلي. عن: يونس بن يزيد، وابن لهيعة. وعنه: إسماعيل سمويه، وابن خالد
بن يزيد. ذكره أبو حاتم ولم يضعفه، وقال: أدركته.
(15/450)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 451
4 (يسرة بن صفوان بن جميل.)
أبو صفوان اللخمي الدمشقي. كذا كناه النسائي، وغيره. وكناه محمد بن عوف الطائي أبا
عبد الرحمن، من أهل قرية البلاط. عن: إبراهيم بن سعد، وحديج بن معاوية، ونافع بن
عمر الجمحي، وعبد الجبار بن الورد، وفليح بن سليمان، وطائفة. وعنه: خ.، ودحيم،
وأبو حاتم، وعباس الترقفي، وإسماعيل سمويه، وإبراهيم بن هانيء النيسابوري، وأبو
زرعة الدمشقي، وآخرون. وكان رجلاً صالحاً فاضلاً.) وثقه أبو حاتم. ومن شعره فيما
قال:
(ولربما ابتسم الكريم من الأذى .......... وضميره من حره يتأوه)
(ولربما خزن التقي لسانه .......... حذر الجواب وإنه لمفوه)
قال الحسن بن محمد بن بكار بن بلال: ولد يسرة بن صفوان سنة عشرٍ ومائة، ومات سنة
ست عشرة ومائتين. وقال أبو زرعة الدمشقي: توفي سنة خمس عشرة.
(15/451)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 452
وقال غيره: عاش مائة سنة وأربع سنين.
4 (يعقوب بن إسحاق البصري.)
ابن بنت حميد الطويل. شيخ معمر قال: ولدت سنة عشرين ومائة. سمع: حميداً، وعبد الله
بن أبي عثمان. ورأى: أبان بن أبي عياش على برذونٍ أشهب. كتب عنه: أبو زرعة. وحدث
عنه: أبو يحيى بن أبي مسرة المكي، وغيره. وجاور بمكة. ما علمت لهم فيه كلاماً.
4 (يعقوب بن إسحاق بن أبي عباد المكي.)
عن: إبراهيم بن طهمان، وحماد بن شعيب، وجماعة. وعنه: عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد
الحكم، ومحمد بن الحجاج الضبي. قال أبو حاتم: كان يسكن القلزم فقدمتها وهو غائب.
وكان لا بأس به.
4 (يعقوب بن الجهم الحمصي.)
(15/452)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 453
عن: عمرو بن جرير، ومحمد بن واقد، وعلي بن عاصم، وغيرهم. وعنه: أبو التقى هشام بن
عبد الملك، وإبراهيم بن عبيد اليماني. ذكر له ابن عدي أحاديث مناكير. وقال: البلاء
منه.)
4 (يعقوب بن محمد بن عيسى بن عبد الملك بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف.)
الفقيه أبو يوسف القرشي الزهري المدني. عن: إبراهيم بن سعد، وصالح بن قدامة، وعبد
الرحمن بن أبي بكر المليكي، والمنكدر بن محمد بن المنكدر، والمغيرة بن عبد الرحمن
المخزومي، وخلق من الحجازيين. وعنه: حجاج بن محمد، وحاتم بن الليث، وإسحاق الحربي،
وعباس الدوري، والحارث بن أبي أسامة، وأبو العيناء محمد بن القاسم، ومحمد بن يونس
الكديمي، وخلق. قال ابن سعد: جالس العلماء وكان حافظاً. وقال ابن معين: ما حدثكم
عن الثقات فاكتبوه. وقال أبو زرعة: ليس بشيءٍ. يقارب الواقدي.
(15/453)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 454
وقال حجاج بن الشاعر: ثنا، وهو ثقة. وقال أبو حاتم: هو على يدي عدلٌ. قلت: علق له
البخاري مسألة في صحيحه في باب جوائز الوفد. مات سنة ثلاث عشرة، قاله النسائي.
4 (يعلى بن عباد الكلابي.)
عن: شعبة، وهمام، وطبقتهما. وعنه: أحمد بن ملاعب، وإسحاق الحربي، وبشر بن موسى،
وجماعة. ضعفه الدارقطني.
(15/454)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 455
4 (يوسف بن بهلول التميمي الأنباري.)
عن: شريك، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وأبي خالد الأحمر. وعنه: خ.، وأحمد بن
حنبل، وإبراهيم بن الهيثم البلدي، وابو زرعة، وحنبل بن إسحاق، وطائفة. وثقه مطين.
توفي بالكوفة سنة ثمان عشرة.
4 (يوسف بن منازل التيمي الكوفي.)
أبو يعقوب.)
(15/455)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 456
عن: عبد الله بن إدريس، وحفص بن غياث، وجماعة. وعنه: عباس الدوري، وإبراهيم
الحربي، وأبو حاتم الرازي، وأحمد بن أبي خيثمة، وعدة. وثقه ابن معين.
(15/456)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 457
4 (الكنى)
4 (أبو عباد الكاتب.)
وزير المأمون. طول ابن النجار ترجمة هذا. وقال: ثابت بن يحيى بن يسار: أبو عباد
الرازي كاتب المأمون كان من الكفاة. قلت: هو مشهور بالكنية. ذكره الصولي، ومحمد بن
عبدوس الجهشياري في أخبار الوزراء. وملخص أمره أنه كان خبيراً بالحساب والكتابة،
بارعاً في التصرف،
(15/457)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 458
ناهضاً في أمور المأمون على أتم ما يكون. ثم إنه عجز من النقرس واستعفى. وكان
جواداً نبيلاً لكنه كان شرساً عبوساً. قال الصولي: مات في المحرم سنة عشرين ومائتين
عن خمسٍ وستين سنة.
4 (أبو العتاهية.)
الشاعر المشهور. هو أبو إسحاق إسماعيل بن القاسم بن سويد بن كيسان العنزي، مولاهم
الكوفي، نزيل بغداد، وأصله من سبي عين التمر.
(15/458)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 459
ولقبوه بأبي العتاهية لاضطراب كان فيه. وقيل بل كان يحب الخلاعة فكني بأبي
العتاهية لعتوه. وهو أحد من سار قوله وانتشر شعره. ولم يجتمع لأحدٍ ديوان شعر
لكثرته. وقد نسك بآخره. وقال في الزهد والمواعظ، فأحسن وأبلغ. وكان أبو نواس يعظمه
ويخضع له، ويقول: والله ما رأيته إلا توهمت أنه سماوي وأني أرضي. وقد مدح أبو
العتاهية الخلفاء والبرامكة والكبار.) ومن شعره قوله:
(ولقد طربت إليك حتى .......... صرت من فرط التصابي)
(يجد الجليس إذا دنا .......... ريح الصبابة من ثيابي)
وله:
(إن المطايا تشتكيك لأنها .......... تطوي إليك سباسباً ورمالا)
(فإذا رحلن بنا رحلن مخفةً .......... وإذا رجعن بنا رجعن ثقالا)
وله أرجوزة فائقة يقول فيها:
(هي المقادير فلمني أو فدر .......... إن كنت أخطأت فما أخطأ القدر)
(لكل ما يؤذي وإن قل ألم .......... ما أطول الليل على من لم ينم)
(إن الشباب والفراغ والجدة .......... مفسدة للمرء أي مفسدة)
(15/459)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 460
(حسبك مما تبتغيه القوت .......... ما أكثر القوت لمن يموت)
وله فيما أنشدنا أبو علي بن الخلال: أنا ابن المقير، أخبرتنا شهدة: أنا النعالي،
أنا محمد بن عبيد الله، ثنا عثمان بن السماك، ثنا إسحاق الختلي: حدثني سليمان بن
أبي شيخ: أنشدني أبو العتاهية:
(ننافس في الدنيا ونحن نعبيها .......... لقد حذرتناها لعمري خطوبها)
(وما نحسب الساعات تقطع مدةً .......... على أنها فينا سريعٌ دبيبها)
(كأني برهطي يحملون جنازتي .......... إلى حفرةٍ يحثى علي كثيبها)
(وداعيةٍ حرى تنادي وإنني .......... لفي غفلةٍ عن صوتها لا أجيبها)
(وإني لممن يكره الموت والبلى .......... ويعجبه ريح الحياة وطيبها)
(أيا هادم اللذات ما منك مهربٌ .......... تحاذر منك النفس ما سيصيبها)
(رأيت المنايا قسمت بين أنفسٍ .......... ونفسي سيأتي بعدهن نصيبها)
ومن شعره:
(لدوا للموت وابنوا للخراب .......... فكلكم يصير إلى ذهاب)
(لمن نبني ونحن إلى تراب .......... نصير كما خلقنا من تراب)
(ألا يا موت لم أر منك بداً .......... أتيت فما تحيف ولا تحابي)
)
(كأنك قد هجمت على مشيبي .......... كما هجم المشيب على شبابي)
(ويا دنياي ما لي لا أراني .......... أسد بمنزلٍ إلا نبا بي)
(وما لي لا ألح عليك إلا .......... بعثت الهم من كل باب)
(أراك وإن ظلمت بكل لونٍ .......... كحلم النوم أو لمع السراب)
(وهذا الخلق منك على وقارٍ .......... وأرجلهم جميعاً في الركاب)
(تقلدت العظام من الخطايا .......... كأنك قد أمنت من العقاب)
(فمهما دمت في الدنيا حريصاً .......... فإنك لا توفق للصواب)
(سأسأل عن أمورٍ كنت فيها .......... فما عذري هناك وما جوابي)
(15/460)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 461
(بأية حجةٍ تحتج نفسي .......... إذا دعيت إلى طول الحساب)
(هما أمرن يوضح لي مقامي .......... هنالك حين أنظر في كتابي)
(فإما أن أخلد في نعيمٍ .......... وإما أن أخلد في عذاب)
ومن شعره:
(أنساك محياك المماتا .......... فطلبت في الأرض الثباتا)
(أوثقت بالدنيا وأن .......... ت ترى جماعتها شتاتا)
(وعزمت ويك على الحيا .......... ة وطولها عزماً ثباتا)
(دارٌ تواصل أهلها .......... سيعود نأياً وانبتاتا)
(إن الإله يميت من أحيا .......... ويحيي من أماتا)
(يا من رأى أبويه في .......... من قد رأى كانا فماتا)
(هل فيهما لك عبرةٌ .......... أم خلت أن لك انفلاتا)
(ومن الذي طلب التفل .......... ت من منيته ففاتا)
(كل تصبحه المن .......... ية أو تبيتة بياتا)
توفي أبو العتاهية في جمادى الآخرة سنة إحدى عشرة ومائتين عن نيفٍ وثمانين سنة،
وقيل: توفي سنة ثلاث عشرة. مدح المهدي فمن دونه من الخلفاء. أخبرنا سنقر الكلبي
بها: أنا يحيى بن جعفر، أنا أبي، أنا أحمد بن علي بن سوار، أنا محمد بن) عبد
الواحد، أنا أبو سعيد السيرافي، أنا محمد بن أبي الأزهر: أنشدنا الزبير بن بكار،
عن أبي العتاهية:
(أيا رب إن الناس لا ينصفوني .......... فكيف وإن أنصفتهم ظلموني)
(وإن كان لي شيء تصدوا لأخذه .......... وإن جئت أبغي شيئهم منعوني)
(وإن نالهم بذلي فلا شكر عندهم .......... وإن أنا لم أبذل لهم شتموني)
(15/461)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 462
(وإن طرقتني نائبة فكهوا بها .......... وإن صحبتنى نعمةٌ حسدوني)
(سأمنع قلبي أن يحن إليهم .......... وأحجب منهم ناظري وجفوني)
وله:
(أيا من خلفه الأصل ومن قدامه الأمل .......... أما والله ما ينجيك إلا الصدق
والعمل)
(سل الأيام عن أملاكها الماضيين مافعلوا .......... أما شغلوا بأنفسهم فصار بها لهم
شغل)
(وصاروا في بطون الأرض وارتهنوا بما عملوا .......... وما دفع المنية عنهم جاهٌ
ولا حول)
(وكانوا قبل ذاك ذوي المهابة أين مانزلوا .......... وكانوا يأكلون أطايب الدنيا
فقد أكلوا)
ذكرت الموت فالتبست علي بذكره السبل ومن شعره:
(المرء في تأخر مدته .......... كالثوب يبلى بعد جدته)
(عجباً لمتنبهٍ يضيع ما .......... يحتاج فيه ليوم رقدته)
وله:
(حسناء لا تبتغي حلياً إذا برزت .......... كأن خالقها بالحسن حلاها)
(قامت تمشي فليت الله صيرني .......... ذاك التراب الذي مسته رجلاها)
وله:
(وإني لمعذورٌ على طول حبها .......... لأن لها وجهاً يدل على عذري)
(وإذا ما بدت والبدر ليلة تمه .......... رأيت لها فضلاً مبيناً على البدر)
(وتهتز من تحت الثياب كأنها .......... قضيبٌ من الريحان في ورقٍ خضر)
(15/462)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
الخامس عشر الصفحة 463
(أبى الله إلا أن أموت صبابةً .......... بساحرة العينين طيبة النشسر)
ذكر الصولي أن ابا العتاهية جلس حجاماً ليذل نفسه ويتذهد، وكان يحجم الأيتام. فقال
له بكر) بن المعتمر: أتعرف من يحتاج إلى أخراج الدم من هؤلاء قال: لا قال: أتعرف
مقدار ما تخرج من الدم قال: لا قال: فأنت تريد أن تتعلم على أكتافهم ما تريد الأجر
قال أبو تمام: خمسة أبيات لأبي العتاهية ما تهيأ لأحد مثلها: قوله:
(الناس في غفلاتهم .......... ورحى المنية تطحن)
وقوله:
(ألم تر أن الفقر يرجى له الغنى .......... وأن الغنى يخشى عليه من الفقر)
وقوله في موسى الهادي:
(ولما استقلوا بأثقالهم .......... وقد أزمعوا للذي أزمعوا)
(قرنت التفاتي بآثارهم .......... وأتبعتهم مقلةً تدمع)
وقوله:
(هب الدنيا تساق إليك عفواً .......... أليس مصير ذاك إلى زوال)
(15/463)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 5
5 (بسم الله الرحمن الرحيم)
5 (الطبقة الثالثة والعشرون)
1 (الأحداث من سنة إلى)
4 (احداث سنة إحدى وعشرين ومائتين)
وفيها تُوُفّي: أبو اليمان الحمصيّ، وعاصم بن عليّ بن عاصم، والقعنبي، وعبدان
المروزيّ، واسمه عبد الله بن عثمان، وهشام بن عبيد الله الرازيّ الوقعة بين
الخرَّميّة والمسلمين وفيها كانت وقعة هائلة بين الخرًّميّة وبين المسلمين وأميرها
بغا الكبير، فانكسر ثم ثبت وأُمدًّ بالجيوش، والتقى الخرّميّة فهزمهم. ذكر فتنة
الجمحيّ وفيها ولي إمرة مكّة محمد بن داود بن عيسى العّباسيّ، فبعث رجلاً من بني
جمح لعدّ المواشي وقال: هاتوا كلّ فريضةٍ ديناراً. فامتنعوا عليه وقالوا: تريد أن
تغصبنا أموالنا. إنّما في عمدك أن تأخذ الفريضة شاةً. فحاربهم وحاربوه
(16/5)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 6
وقتل طائفة، وقتل الجحميّ، فجهّز محمد بن داود أخا الجحميّ، فقتل وبدّع وعاث جيشه.
قال الفسوي: سمعت بعض السفهاء الذين كانوا معه يقول: افتضضنا أكثر من عشرين ألف
عذراء.
4 (ذكر كسوة البيت)
وفيها حج حنبل بن إسحاق، فيما حدّث أبو بكر الخلاّل، عن عصمة بن عصام، عنه، قال:
رأيت كسوة البيت الدِّيباج وهي تخفق في صحن المسجد، وقد كتب في الدّارات: ليس
كمثله شيءٌ وهو اللطيف الخبير. فلما قدمت أخبرت أحمد بن حنبل، فقال: قاتله الله،
الخبيث عمد إلى كتاب الله فغيره، يعني ابن أبي دؤاد، فإنه أمر بذلك.
4 (بناء سامرّاء)
وفيها تكامل بناء سامرّاء.)
(16/6)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 7
4 (احداث سنة اثنتين وعشرين ومائتين)
وتوفّي فيها: عمر بن حفص بن غياث، وخالد بن نزار الأيليّ، وأحمد بن محمد الأزرقيّ
الذي ذكرناه في الطبقة الماضية، وعلي بن عبد الحميد المفتي، ومسلم بن إبراهيم،
والوليد بن هاشم العجليّ، الوقعة بين الأفشين وبابك الخرَّميّ. قال شباب العصفريّ:
فيها كانت وقعة الأفشين بالكافر بابك الخرّميّ، فهزمه الأفشين واستباح عسكره، وهرب
بابك، ثم أسروه بعد فصولٍ طويلة. وكان من أبطال زمانه وشجعانهم المذكورين. عاث
وأفسد وأخاف الإسلام وأهله. غلب على آذربيجان وغيرها، ى وأراد أن يقيم ملّة
المجوس. وظهر في أيامه المازيار القائم بملّة المجوس بطبرستان، فعظم شرّه وبلاؤه.
وكان المعتصم في أول هذه السنة قد بعث نفقات الجيوش إلى الأفشين،
(16/7)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 8
فكانت ثلاثين ألف ألف درهم.
4 (فتح البذّ مدينة بابك)
وفي رمضان فتحت البذّ مدينة بابك، لعنة الله، بعد حصار طويل صعب، وكان بها بابك قد
عصى بعد أن عمل غير مصافٍّ مع المسلمين. فلما أخذت اختفى في غيضة بالحصن، وأسر
أهله وأولاده. ثم جاء كتاب المعتصم بأمانه، فبعث به إليه الأفشين مع رجلين، وكتب
معهما: ولد بابك يشير على أبيه بالدخول في الأمان فهو خير فلمّا دخلا في الغيضة
إلى بابك قتل أحدهما، وقال للآخر: اذهب إلى ابن الفاعلة ابني وقل له: لو كنت ابني
للحقت بي. ثم خرّق كتاب الأمان، وخرج من الغيضة وصعد الجبل في طريقٍ وعرة يعرفها.
وكان الأفشين قد أقام الكمناء في المضائق، فأفلت بابك منهم، وصار إلى جبال أرمينية،
فالتقاه رجل يقال له سهل البطريق، فقال له: الطلب وراءك فأنزل عندي. فنزل عنده.
وبعث سهل إلى الأفشين يخبره. فجاء أصحاب الأفشين فأحاطوا به وأخذوه. وكان المعتصم
قد جعل لمن جاء به حيا ألفي ألف درهم، ولمن جاء
(16/8)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 9
برأسه ألف ألف درهم، فأعطى سهل ألفي ألف، وحط عنه خراج عشرين سنة، ثم قتل بابك سنة
ثلاث وعشرين. رواية السمعودي عن هرب بابك) قال السمعودي: هرب بابك متنكرا بأخيه
وأهله وولده ومن تبعه من خاصّته، وتزيّوا بزيّ التجار السّفّارة، فنزل بأرض
أرمينية بعمل سهل بن سنباط، فابتاعوا شاةً من راعٍ فنكرهم وذهب إلى سهل فأخبره.
فقال: هذا بابك ولا شكّ. وكانت قد جاءته كتب الأفشين بأن لا يفوته بابك إن مرّ به.
فركب سهل في أجناده حتّى أتى بابك، فترجّل لبابك وسلّم عليه بالملك وقال: قم إلى
قصرك وأنا معك. فسار معه، وقدّمت الموائد، فقعد سهل يأكل معه، فقال بابك بعتوّ
وجهل: أمثلك يأكل معي فقام سهل واعتذر وغاب، وجاء بحدّاد ليقيّده، فقال بابك:
أعذراً يا سهل فقال: يا ابن الخبيثة إنما أنت راعي بقر. وقيد من كان معه، وكتب إلى
الأفشين، فجهّز إليه أربعة آلاف فتسلّموه، وجاؤوا ومعهم سهل، فخلع عليه الأفشين
وتوّجه، وأسقط عنه الخراج، وبعثت بطاقة إلى المعتصم بالفتح، فانقليت بغداد
بالتكبير والضجيج، فلله الحمد رب العالمين.
(16/9)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 10
4 (احداث سنة ثلاث وعشرين ومائتين)
فيها توفّي: عبد الله بن صالح كاتب اللّيث، وخالد بن خداش، ومحمد بن سنان
العوّفيّ، ومحمد بن كثير العبديّ، وموسى بن إسماعيل التّبوذكيّ، ومعاذ بن أسد
المروزيّ.
4 (قدوم الأفشين بغداد)
وفيها قدم الأفشين بغداد، في ثالث صفر ببابك الخرّميّ وأخيه. وكان المعتصم يبعث
إلى الأفشين منذ فصل عن برزند كل يوم بفرس وخلعة، كل ذلك من فرحه بأسر بابك.
4 (ذكر ما رتبه المعتصم من البريد)
ومن عناية المعتصم بأمر بابك أنه رتب البريد من سامرّاء إلى الأفشين
(16/10)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 11
بحيث أنّ الخبر ياتيه في أربعة من أيام من مسيرة شهر. فلما قدم ببابك أنزلوه
بالمطيرة.
4 (تنكر المعتصم لرؤية بابك)
فلما كان في جوف اللّيل أتى أحمد بن أبي دؤاد متنكراً، فنظر إلى بابك وشاهده، ورد
إلى المعتصم فأخبره. فلم يصبر المعتصم حتّى أتى متنكّراً، فتأمله وبابك لا يعرفه.
4 (ديانة بابك)
وكان، لعنه الله، ثنويّاً على دين ماني، ومزدك، يقول بتناسخ الأرواح، ويستحلّ
البنت وأمّها.) وقيل كان ولد زنا، وكانت أمه عوراء تعرف برمية العلجة. وكان عليّ
بن مزدكان يزعم أنه زنى بها، وأن بابك منه. وقيل: كانت فقيرة من قرى آذربيجان،
فزنى بها نبطيّ، فحملت منه بابك، وربّي بابك أجيراً في قريته. وكان بتلك الجبال
قومّ من الخرّميّة ولهم مقدمان: جاوندان وعمران. فتفرّس جاوندان في بابك الشجاعة،
فاستأجره من أمه، فأحبته امرأة جاوندان، وأطلعته على أمور زوجها، ثم قتل جاوندان
في وقعة بينه وبين ابن عمٍّ له، فزعمت امرأته أنّه استخلف بابك، فصدّقها الجند
وانقادوا له، فأمرهم أن يقتلوا باللّيل من وجدوا من رجل أو صبيّ. فأصبح خلقٌ
مقتلّين. ثم انضمّ إليه طائفة من قطاع الطّريق، وطائفة من الفلاحين والشطار. ثم
استفحل أمره، وعظم شرّه، وصار معه عشرون ألف مقاتل. وأظهر مذهب الباطنيّة، واستولى
على حصون ومدائن، وقتل وسبى إلى أن أظفر الله به. فأركبه
(16/11)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 12
المعتصم فيلاً، وألبسه قباءً من ديباج، وقلنسوة سمور مثل الشربوش، وخضبوا الفيل
بالحنّاء، وطافوا به.
4 (قطع أطراف بابك وقتله)
ثم أمر المعتصم بأربعته فقطعت، ثم قطع رأسه وطيف به بسامرّاء. وبعث بأخيه إلى
بغداد، ففعل به نحو ذلك، واسمه عبد الله. ويقال إنّه كان أشجع من بابك. فيقال إنّه
قال لأخيه بابك قدّام الخليفة: يا بابك قد عملت ما لم يعمله أحد، فاصبر صبراً لم
يصبره أحد. فقال: سوف ترى صبري. فلما قطعت يده مسح بالدم وجهه، فقالوا: لم فعلت
هذا قال: قولوا للخليفة إنّك أمرت بقطع أربعتي وفي نفسك أنّك لا تكويهما وتدع دمي
ينزف، فخشيت إذا خرج الدم أن يصفرّ وجهي، فترون أنّ ذلك من جزع الموت. غفطيت وجهي
بالدّم لهذا. فقال المعتصم: لولا أن أفعاله لا توجب الصّنيعة والعفو لكان حقيقاّ
بالإستبقاء. ثم ضربت عنقه، وأحرقت جثته، وفعل ذلك بأخيه، فما منهما من صاح.
(16/12)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 13
ويقال أنّ بابك قتل مائةً وخمسين ألفاً، وما ذلك ببعيد.
4 (ما وجده المؤلّف بخط ابن جماعة)
ووجدت بخطّ رفيقنا ابن جماعة الكنانّي أنّه وجد بخطّ ابن الصّلاح، رحمه الله، قال:
اجتمع قومٌ) من الأدباء، فأحصوا أنّ أبا مسلم قتل ألفي ألف، وأن قتلى بابك بلغوا
ألف ألف وخمسمائة ألف.
4 (الحرب بين الأفشين وطاغية الروم)
وفيها سار الأفشين بالجيوش، فالتقى طاغية الروم، فاقتتلوا أياما، وثبت كلا الفريقين،
وقتل خلقٌ منهما، ثم انهزم الطّاغية ونزل النّصر. وكان هذا الكلب قد حصر زبطرة
وافتتحها عنوة، وقتل وسبى وحرق الجامع.
4 (فتح عمورية)
وفيها خرب المعتصم أنقرة وغيرها، وأنكى في بلاد الروم وأوطأهم خوفاً وذلاًّ،
وافتتح عمورية كما هو مذكور في ترجمته. وكانت نكايته في الروم مما
(16/13)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 14
لم يسمع لخليفة بمثله، فإنّه قد شتت جموعهم، وخرّب ديارهم وكان ملكهم توفيل بن
ميخائيل بن جرجس قد نزل على زبطرة في مائة ألف، ثم أغار على ملطية، وعمّ بلاؤه وفي
ذلك يقول إبراهيم بن المهديّ.
(يا غيرة الله قد عاينت فانتقمي .......... هتك النساء وما منهنّ يرتكب)
(هب الرجال على أجرامها قتلت .......... ما بال أطفالها بالذبح تنتهب)
فلمّا سمع المعتصم هذا الشعر خرج لوقته إلى الجهاد، وجرى ما جرى. وكان على مقدّمته
اشناش التركيّ، وعلى ميمنته إيتاح التركيّ، وعلى الميسرة جعفر بن دينار، وعلى
الساقة بغا الكبير وعلى القلب عجيف ودخل من الدروب الشامية، وكان في مائتي ألف على
أقلّ ما قيل، والمكثر يقول: كان في خمسمائة ألف. ولما افتتح عمورية صمم على غزو
القسطنطينية، فأتاه ما أزعجه من أمر العباس ابن المأمون، وأنه قد بويع، وكاتب
طاغية الروم، فقفل المعتصم، وقبض على العباس ومتبعيه وسجنهم.
(16/14)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 15
4 (احداث سنة أربعٍ وعشرين ومائتين)
فيها توفي: إبراهيم بن المهدي، وإبراهيم بن سويد الذراع، بصريّ، وسعيد بن أبي
مريم، وبكار بن محمد السيرينيّ، وسليمان بن حرب، وأبو معمر عبد الله بن عمرو
المنقري المقعد، وعبد السلام بن مطهّر، وعبد الغفار بن داود الحرّانيّ، وعليّ بن
محمد المدائنيّ، وأبو عبيد القاسم بن سلاّم، وعمرو بن مرزوق، وقرة بن حبيب، وأبو
الجماهير محمد بن عثمان الكفرسوسيّ، ومحمد بن عيسى بن الطباع الحافظ، ومحمد بن
الفضل عارم، ويزيد بن عبد ربه الحمصيّ، والعبّاس بن المأمون بن الرشيد.)
(16/15)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 16
4 (إظهار المازيار الخلاف بطبرستان)
وفيها أظهر مازيار بن قارن الخلاف بطبرستان وحارب، وكان مبايناً لآل طاهر. وكان
المعتصم يأمره بحمل الخراج إليهم فيقول: لا أحمله إلاّ إلى أمير المؤمنين. وكان
الأفشين يسمع أحياناّ من المعتصم ما يدل على أنه يريد عزل عبد الله بن طاهر. فلّما
ظفر ببابك ونزل من المعتصم المنزلة الرفيعة، طمع في إمرة خراسان. وبلغه منافرة
المازيار لابن طاهر، فترجّى أن يكون ذلك سبباً لعزل ابن طاهر. ثم إنه دسّ كتباً
إلى المازيار يقوّي عزمه. وبعث المعتصم لمحاربة المازيار جيشاً عليهم الأفشين.
وجبى المازيار الأموال، وعسف. واخرب أسوار آمل والرّيّ وجرجان، وهرب النّاس إلى
نيسابور. فأرسل ابن طاهر جيشاّ، عليهم عمه الحسن بن الحسين. وجرت حروب وأمور، ثم
اختلف أصحاب المازيار عليه. ثم قتل بعد أن أهلك الحرث والنّسل.
(16/16)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 17
4 (احداث سنة خمس وعشرين ومائتين)
فيها توفي: أصبغ بن الفرج الفقيه، وأبو عمر الحوضيّ، وسعدويه الواسطيّ، وشاذّ بن
فيّاض، وأبو عمر الجرميّ، وعمر بن سعيد الدّمشقيّ الأعور، وفروة بن أبي المغراء،
وأبو دلف الأمير، ومحمد بن سلاّم البيكنديّ، ويحيى بن هاشم السمسار.
4 (وزارة الزيّات)
وفيها استوزر المعتصم محمد بن عبد الملك الزّيّات.
4 (القبض على الأفشين)
وفيها قبض المعتصم على الأفشين لعداوته لعبد الله بن طاهر،
(16/17)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 18
ولأحمد بن أبي دؤاد، فعملا عليه، وما زالا حتى ألقيا في قلب المعتصم أنّ الأفشين
يريد قتله. ونقل إليه ابن أبي دؤاد أنّه يكاتب المازيار. فطلب المعتصم كاتبه
وتهدّده بالقتل، فاعترف وقال: كتبت إليه بأمره يقول: لم يبق غيري وغيرك وغير بابك.
وقد مضى بابك، وجيوش الخليفة عند ابن طاهر، ولم يبق عند الخليفة سواي، فإن هزمت
ابن طاهر كفيتك أنا المعتصم، وتخلص لنا الدّين الأبيض، يعني المجوسية. وكان يتهم
بها. فوهب المعتصم للكاتب مالاً وأحسن إليه، وقال: إن أخبرت أحداً قتلتك. فروي عن
أحمد بن أبي دؤاد قال: دخلت على المعتصم وهو يبكي ويقلق، فقلت: لا أبكى الله
عينيك، ما بك) قال: يا أبا عبد الله، رجل أنفقت عليه ألف ألف دينار، ووهبت له
مثلها يريد قتلي. قد تصدقت لله بعشرة آلاف ألف درهم، فخذها ففرقها. وكان الكرخ قد
احترق، فقلت: نفرّق نصف المال في بناء الكرخ، والباقي في أهل الحرمين. قال: إفعل.
وكان الأفشين قد سيّر أموالاً عظيمة إلى مدينة أشروسنة، وهمّ بالهرب إليها، وأحسّ
بالأمر. ثم هيّأ دعوةً ليسم المعتصم وقواده، فإن لم يجب دعا لها الأتراك مثل
إيتاح، وأشناس فيسممهم ويذهب إلى أرمينية، ويدور إلى أشروسنة. فطال به الأمر، ولم
يتهيأ له ذلك، فأخبر بعض خواصه المعتصم بعزمه، فقبض حينئذ المعتصم عليه وحبسه،
وكتب إلى ابن طاهربأن يقبض على ولده الحسن بن الأفشين.
(16/18)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 19
4 (أسر المازيار)
وفيها أسر المازيار، وقدم به إلى بين يدي المعتصم.
4 (ذكر الرجلين العاريين عن اللحم)
وعن هارون بن عيسى بن المنصور قال: شهدت دار المعتصم وقد أتي بالأفشين، والمازيار،
وبموند موندان أحد ملوك السغد، وبالمزربان، وأحضروا رجلين فعريا، فإذا أجنابهما
عارية عن اللّحم. فقال الوزير ابن الزيات: يا حيدر، تعرف الرجلين قال: نعم. هذا
مؤذن، وهذا إمام بنيا مسجدا بأشروسنة، فضربت كلّ واحد منهما ألف سوط. قال: ولم
قال: إنّ بيني وبين ملوك السغد عهداً، أن أترك كل قوم على دينهم، فوثب هذان على
بيت فيه أصنام أهل اشروسنة، فأخرجا الأصنام واتخذاه مسجداً، فضربتهما على تعديهما.
4 (ذكر الحوار بين ابن الزيّات وحيدر والأفشين والمازيار)
فقال ابن الزيّات: فما كتابٌ عندك قد زيّنته بالذّهب والجوهر، وجعلته في الديباج،
فيه الكفر بالله قال: كتاب ورثته عن أبي، فيه آداب وحكم من آداب الأكاسرة، فآخذ
منه الأدب، وأدفع ما سواه، مثل كتاب كليلة ودمنة، وما ظننت أنّ هذا يخرجني عن
الإسلام.) فقال ابن الزيّات للموبذ: ما تقول. فقال: إن كان هذا يأكل المخنوقة،
ويحملني على أكلها، ويزعم أنّ
(16/19)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 20
لحمها أرطب من المذبوحة. وقال لي: إنّي قد دخلت لهؤلاء القوم في كلّ ما أكره، حتّى
أكلت الزّيت، وركبت الجمل، ولبست النّعل، غير أنّي إلى هذا العام لم أسقط عنّي
شعراً، يعني عانته، ولم أختتن. وكان الموبذ مجوسيّاً، ثم بعد هذا أسلم على يد
المتوكل. فقال الأفشين: خبّروني عن هذا المتكلّم، أثقةً هو في دينه قالوا: لا.
قال: فما معنى قبولكم شهادته فتقدم المرزبان وقال: يا أفشين كيف تكتب إليك أهل
مملكتك قال: كما كانوا يكتبون إلى أبي وجدّي. قال ابن الزيّات: فكيف كانوا يكتبون
قال: كانوا يكتبون إليه بالفارسية ما تفسيره بالعربية: إلى الإله من عبده. قال:
كذا هو. قال: نعم. قال: فما أبقيت لفرعون قال: خفت أن يفسدوا عليّ بتغيير ما
يعهدونه. فقال له إسحاق بن إبراهيم الأمير: كيف تحلف لنا بالله فنصدقك، وأنت تدّعي
ما ادّعى فرعون. فقال: يا إسحاق، هذه سورة قرأها عجيف على عليّ بن هشام، وأنت
تقرؤها عليّ، فانظر غداً من يقرأها عليك. ثم تقدم مازيار، فقالوا له: تعرف هذا
قال: نعم. قالوا: هل كاتبته؟
(16/20)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 21
قال: لا فقالوا للمازيار: هل كتب إليك؟ قال: كتب إليّ أخوه على لسانه أنه لم يكن
ينصر هذا الدّين الأبيض غيري وغيرك وغير بابك. فأما بابك فإنّه بحمقه قتل نفسه،
فإن خالفت لم يكن للخليفة من يؤمر بقتالك، غيري، ومعي الفرسان وأهل النجدة والبأس.
فإن وجهت إليك لم يبق أحد يحاربنا إلاّ ثلاثة: العرب، والمغاربة، والأتراك فأما العربي
فبمنزلة الكلب، أطرح له كسرة، ثمّ اضرب رأسه بالدّبُّوس. وهؤلاء الذّئاب، يعني
المغاربة، فإنهم أكلة رأس، وأما الترك، فإنما هي ساعةٌ حتّى تنفذ سهامهم، ثمّ تجول
عليهم الخيل جولةً، فتأتي على آخرهم، ويعود الدّين إلى ما لم يزل عليه أيّام
العجم.) فقال الأفشين: هذا يدّعي على أخي، ولو كنت كتبت بهذا إليه لأستميله كان
غير مستنكر، لأني إذا نصرت أمير المؤمنين بيدي، كنت أن أنصره بالحيلة أحرى لآخذ
برقبة ذا. فزجره أحمد بن أبي دؤاد وقال: أمطهّرٌ أنت قال: لا. قال: ما منعك من ذلك
قال: خفت التّلف. قال: أنت تلقي الحروب وتخاف من قطع قلفة. قال: تلك ضرورة أصبر
عليها، وأمّا القلفة فلا، ولا أخرج بها من الإسلام. فقال أحمد: قد بان لكم أمره.
قال: فردّ إلى الحبس.
(16/21)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 22
4 (ذكر الزلزلة بالأهواز)
وفيها زلزلت الأهواز، وسقط أكثر ابلبلد والجامعع، وهرب النّاس إلى ظاهر البلد،
ودامت الزّلزلة أياماً، وتصدعت الجبال منها.
4 (ذكر ولاية دمشق)
وفيها ولي إمرة دمشق دينار بن عبد الله، وعزل بعد أيام بمحمد بن الجهم السامي،
وكلاهما لم يترجمه ابن عساكر، ولم يذكر من أخبارهما شيئاً.
(16/22)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 23
4 (احداث سنة ست وعشرين ومائتين)
فيها توفي: إسحاق بن محمد الفرويّ، وإسماعيل بن أبي أويس، وجندل بن والق، وسعيد بن
كثير بن عفير، وسنيد بن داود المصيصيّ، وعياش بن الوليد الرّقّام، وغسان بن الربيع
الموصليّ، ومحمد بن مقاتل المروزيّ، ويحيى بن يحيى التيمي النيسابوريّ.
4 (ذكر المطر بتيماء)
وفيها في جمادى الآخرة مطر أهل تيماء، على ما ذكر ابن حبيب الهاشمي برداً كالبيض،
قتل منهم ثلاثمائة وسبعين نفساً، ونظروا إلى أثر قدم طولها نحو ذراع، ومن الخطوة
نحو خمسة أذرع. وسمعوا صوتاً: ارحم عبادك، اعف من عبادك.
4 (ذكر سجن الأفشين وموته)
وكان المعتصم قد سجن الأفشين في مكان ضيّق، فذكر حمدون بن إسماعيل قال: بعث معي
الأفشين رسالة إلى المعتصم يترقّق له، ويحلف
(16/23)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 24
وينتصل ويتذلل له، فلم يغن ومنع من الطعام) حتى مات. ثم أخرج وصلب في شعبان. قال
الصّولي: أخرج وصلب، وأتي بأصنامٍ كانت في داره قد حملت إليه من أشروسنة. فأحرقت
وأحرق معها. وقيل: بل ترك مصلوباً مدة. واسمه حيدر بن كاوس من أولاد الأكاسرة،
والأفشين لقب لمن ملك أشروسنة. وكان موصوفاً بالشّجاعة والرأي والخبرة. وقد مرّ
أنّه حارب بابك وظفر به. وكان أكبر من بقي في دولة المعتصم.
4 (ذكر المازيار)
وأما المازيار صاحب طبرستان فاسمه محمد بن قارن. وكان ظلوماً غشوماً صادر أهل
طبرستان أذلّهم، وجعل السّلاسل في أعناقهم، وخرّب أسوار مدائنهم. حارب جيوش
المعتصم إلى أن انكسر، فأسر، وقتل أخوه شهريار. وضرب هو حتّى مات، وصلب إلى جانب
بابك. وكان عظيماً عند المأمون يكتب إليه: إلى أصبهنذ إصبهان وصاحب طبرستان. وكان
قد جمع أموالاً لا تحصى.
4 (ذكر عزل الزهري عن قضاء الديار المصرية)
وفيها عزل عن قضاء الدّيار المصرية هارون بن عبد الله الزّهريّ الأصمّ،
(16/24)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 25
وولّي محمد بن أبي اللّيث الحارث بن شدّاد الإياديّ الجهميّ الخوارزميّ، وبقي في
القضاءنحواً من عشر سنين، ولم يكن محمود السّيرة في أحكامه. وقد امتحن الفقهاء
بمصر في القرآن، وحكم على بني عبد الله بن عبد الحكم بودائع كانت للجرويّ عندهم
بألف ألف دينار وأربعمائة ألف دينار، فأقاموا الشهود بأن الجرويّ كان قد أبرأهم
وأخذ الذي له، فعسفهم هذا الجهميّ، وعنّتهم.
(16/25)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 26
4 (احداث سنة سبعٍ وعشرين ومائتين)
توفي فيها: أحمد بن حاتم الطّويل، وأحمد بن عبد الله بن يونس اليربوعيّ، وإبراهيم
بن بشّار الرماديّ، وأبو النّضر إسحاق بن إسحاق الفراديسيّ، وإسماعيل بن عمرو
البجليّ، وبشر الحافي، وسعيد بن منصور صاحب السّنن، وسهل بن بكّار، ومحمد بن حيّان
أبو الأزهر، وشعيب بن محرز، ومحمد بن الصّبّاح الدّولابيّ، ومحمد بن عبد الوهّاب
الحارثيّ، ومحمد بن هارون المعتصم بالله، وأبو الوليد الطّيالسيّ، والهيثم بن
خارجة، ويحيى بن بشر الحريريّ.)
(16/26)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 27
4 (خروج المبرقع بفلسطين)
وفيها خرج بفلسطين أبو حرب، الذي زعم أنّه السّفيانيّ، فدعا إلى الأمر بالمعروف
والنّهي عن المنكر أولاً، إلى أن قويت شوكته، واستفحل أمره. وسبب خروجه أنّ جندياً
أراد النزول في داره فمانعته أهل المبرقع، فضربها بسوطٍ أثّر في ذراعها. فلمّا جاء
زوجها بكت وشكت إليه، فذهب إلى الجنديّ وقتله، وهرب. ولبس برقعاً لئلاّ يعرف. ونزل
الجبال بجبال الغور مبرقعاً، فكان يأتيه الرجل، فيحثه على الأمر بالمعروف ويعيب
الدّولة. فاستجاب له قوم من فلاّحي القرى، وادّعى أنّه أمويّ، وتكاثف الأمر، فسار
لحربه رجاء الحصاريّ أحد قوّاد المعتصم في ألف فارس، فأتاه فوجده في زهاء مائة
ألف. فعسكر بحذائه، ولم يجسر على لقائه. فلمّا كان أوان الزّراعة تفرّق أكثر أولئك
في فلاجتهم، وبقي في نحو ألفين، فواقعه رجاء. وكان المبرقع بطلاً شجاعاً، فحمل على
العسكر، فأفرجوا له، ثمّ أحاطوا به، وأسروه وسجنوه، فمات في آخر هذه السنة، وقيل:
خنقوه.
4 (ذكر فتنة القيسية بدمشق)
وفيها بعث المعتصم على دمشق الأمير أبا المغيث الرافقيّ، فخرجت عليه
(16/27)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 28
طائفة من قيس، لكونه أخذ منهم خمسة عشر نفساً فصلبهم. فأغارت قيس على جبل
لاالسلطان، وعسكروا بمرج راهط. فوجّه أبو المغيث جيشاً لقتالهم، فقتل خلق من
الجيش، وثبتت القيسيّة. ثم رجعوا على دمشق، فتحصّن بها أبو المغيث، فوقع حصار
شديد، فمات المعتصم والأمر على ذلك. قال محمد بن عائذ: قدم دمشق رجاء الحصاريّ،
فواقع أهل المرج، وجسرين، وكفر بطنا، وسقيا، في جمادى الأولى، وأصيب من الناس خلق.
وقال عليّ بن حرب: كتب الواثق إلى الرّقّة إلى رجاء الحصاريّ يأمره بالمسير إلى
دمشق. فقدمها، ونزل بدير مرّان، والقيسيّة معسكرون بمرج راهط. فوجّه إليهم يسألهم
الرجوع إلى الطّاعة. فامتنعوا إلاّ أن يعزل أبا المغيث عن دمشق. فأ نذرهم القتال
يوم الاثنين، ثم كبسهم يوم الأحد بغتةً بكفر بطنا. وكان جمهور القيسية بدومة،
فوافاهم وقد تفرقوا، فوضع السيف فيهم، وقتل منهم ألفاً وخمسمائة. وقتلوا الأطفال،
وجرحوا النساء، ونهبوا. فهرب ابن بيهس ولحق بقومه بحوران.) وقتل ابن عمّ رجاء.
وقتل من الأجناد نحو الثلاثمائة وقد عاش رجاء إلى سنة أربعٍ وأربعين ومائتين.
4 (احداث سنة ثمان وعشرين ومائتين)
4 (ذكر بيعة الواثق بالله)
وبويع للواثق بالله هارون في التاسع عشر ربيع الأول، بعد موت أبيه، بعهدٍ منه.
(16/28)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 29
(16/29)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 30
سنة ثمانٍ وعشرين ومائتين وفيها توفّي: أحمد بن شبّويه المروزيّ، وأحمد بن محمد بن
أيّوب، صاحب المغازي، وإبراهيم بن زياد، سبلان، وأحمد بن عمران الأخنسيّ، وإسحاق
بن بشر الكاهليّ الكوفيّ، وبشار بن موسى الخفّاف، وحاجب بن الوليد الأعور، وحمّاد
بن مالك الحرستانيّ، وداود بن عمرو الضّبّيّ، وعبد الله بن سوّار بن عبد الله
العنبريّ القاضي، وعبد الله بن عبد الوهّاب الحجبيّ، وعبد الرحمن بن المبارك، وأبو
نصر عبد الملك بن عبد العزيز التّمّار، وعبيد الله العيشيّ، وعليّ بن عثّام
الكوفيّ، وأبو الجهم صاحب الجزء، وعيسى بن إبراهيم البركيّ، ومحمد بن جعفر
الوركانيّ، ومحمد بن حسّان السّمتيّ،
(16/30)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 31
وأبو يعلى محمد بن الصّلت التّوّزيّ، والعتبيّ الإخباريّ محمد بن عبيد الله، ومحمد
بن عمران بن أبي ليلى، والمثنّى بن معاذ العنبريّ، ومسدّد، ونعيم بن الهيصم، ويحيى
الحمّانيّ.
4 (ذكر وقوع قطعة من جبل العقبة)
وفيها وقعت قطعة من الجبل الذي عند جمرة العقبة، فقتل جماعة من الحاج رحمهم الله.
(16/31)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 32
4 (احداث سنة تسعٍ وعشرين ومائتين)
وفيها توفّي: أحمد بن شبيب الحطبيّ، وإسماعيل بن عبد الله بن زرارة الرّقّيّ،
وثابت بن موسى العابد، وخالد بن هيّاج الهرويّ، وخلف بن هشام البزّار، وأبو مكيس
الذي زعم أنّه سمع من أنس، وأبو نعيم ضرار بن صرد، وعبد الله بن محمد المسنديّ،
وعبد العزيز بن عثمان المروزيّ، وعمار بن نصر، وعمرو بن خالد الحرّانيّ نزيل مصر،
ومحمد بن معاوية النّيسابوريّ، ونعيم بن حمّاد الخزاعيّ، ويحيى بن عبدويه صاحب
شعبة،) ويحيى بن يوسف الزّمّيّ، ويزيد بن صالح الفرّاء النّيسابوريّ.
(16/32)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 33
4 (ذكر ما صادره الواثق من أهل الدواوين)
وفيها صادر الواثق بالله الدّواوين وسجنهم، وضرب أحمد بن أبي إسرائيل ألف سوط،
وأخذ منه ثمانين ألف دينار، وأخذ من سليمان بن وهب كاتب الأمير إيتاح أربعمائة ألف
دينار، ومن أحمد بن الخصيب وكاتبه ألف ألف دينار. فيقال إنّه أخذ من الكتاب في هذه
النّوبة ثلاثة آلاف ألف دينار.
(16/33)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 34
4 (احداث سنة ثلاثين ومائتين)
وفيها توفّي: أحمد بن جميل المرزويّ، وأحمد بن جناب المصّيصيّ، وإبراهيم بن إسحاق
الصّينيّ، وإبراهيم بن حمزة الزّبيريّ، وإسحاق بن إسماعيل الطّالقانيّ، وإسماعيل
بن سعيد الشّالنجيّ، شيخ أهل طبرستان، وإسماعيل بن عيسى العطار، وسعيد بن عمرو
الأشعثيّ، وسعيد بن محمد الجرميّ، وعبد الله بن طاهر الأمير، وعبد الحميد بن صالح
البرجميّ، وعبد العزيز بن يحيى المذبيّ، نزيل نيسابور، وعليّ بن الجعد، وعليّ بن
محمد الطنافسيّ، وعون بن سلاّم الكوفيّ، ومحمد بن إسماعيل بن أبي سمينة، ومحمد بن
سعد كاتب الواقديّ،) وأبو غسان مالك بن عبد الواحد المسمعيّ، ومحبوب بن موسى
الأنطاكيّ،
(16/34)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 35
ومهديّ بن جعفر الرّمليّ.
4 (ذكر قتال الأاعراب حول المدينة)
وفيها عاشت الأعراب حول المدينة، فسار لحربهم بغا الكبير، فدوّخهم وأسر وقتل فيهم.
وكان قد حاربهم حمّاد بن جرير الطبريّ القائد، فقتل هو وعامة أصحابه، واستباحوا
عسكره. وحبس بغا منهم في القيود بالمدينة نحو ألف نفس فنقبوا الحبس بهم امرأة،
فأحاط بهم أهل المدينة وحصروهم يومين، ثم برزوا للقتال بكرةً، وكان مقدمهم عزيزة
السّلميّ، فكان يحمل ويرتجز.
(لا بد من رحم وإن ضاق الباب .......... وإني أنا عزيزة بن قطاب)
الموت خير للفتى من العذاب وكان قد فكّ قيده وهو يقاتل به يومه. ثم قتل، وقتلت
عامّة بني سليم، وقتل جماعة من الأعراب.
(16/35)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 36
1 (رجال هذه الطبقة على حروف المعجم)
4 (حرف الألف)
4 (أحمد بن جميل المروزي)
أبو يوسف حدّث ببغداد عن: عبد الله بن المبارك. ومعتمر بن سليمان. وعنه: أبو بكر
بن أبي الدّنيا، وعبّاس الدّوريّ، وجماعة. ووثقه ابن معين. توفّي سنة ثلاثين. وكان
يبيع البزّ.
4 (أحمد بن جناب بن المغيرة)
(16/36)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 37
أبو الوليد المصّيصيّ. قيل إنّه بغداديّ الأصل. عن: عيسى بن يونس، والحكم بن ظهير
الفزاريّ، وخالد بن يزيد بن أسد القسريّ. وعنه:) م (.) د (.، وإبراهيم بن هانىء،
وأحمد بن الحسن بن عبد الحسن بن عبد الجبّار الصّوفي، وابو يعلى الموصليّ، وخلق.
ومن القدماء: أحمد بن حنبل، وأحمد بن ملاعب. قال صالح جزرة: صدوق. وروى له
النّسائيّ، عن رجلٍ، عنه. مات سنة ثلاثين ومائتين
4 (أحمد بن حاتم بن يزيد الطويل.)
(16/37)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 38
سمع: مالكاً ومسلم بن خالد الزّنجيّ، وعدّة. وعنه: ابن أبي الدّنيا، وعبد الله بن
أحمد، وأبو يعلى الموصليّ. وثقة الدّارقطنيّ. وتوفّي سنة سبعٍ وعشرين ببغداد.
4 (أحمد بن حاتم بن مخشيّ.)
بصريّ.) سمع: حمّاد بن زيد، وعبد الواحخد بن زياد. وعنه: أبو زرعة الرازيّ.
4 (أحمد بن الحجاج البكريّ الشّيبانيّ المروزيّ.)
(16/38)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 39
عن: أبي ضمرة، وحاتم بن إسماعيل، وابن المبارك، وابن عيينة، وجماعة. وعنه:) خ
(وإبراهيم الحربيّ، وأحمد بن أبي خيثمة، والدّراميّ، ومحمد بن أيّوب بنالضريس،
وآخرون. أثنى عليه أحمد بن حنبل، وقد حدث ببغداد. توفّي يوم عاشوراء سنة اثنتين
وعشرين.
4 (أحمد بن الحريش.)
أبو محمد، قاضي نيسابور ثم هراة. وكان من أفضل القضاة واعلمهم. قيل إنّه من مرو
الرّوذ. سمع: سفيان بن عتيبة، ووكيعاّ، وابن فضيل، وأبا أسامة. وعنه: عثمان
الدّلرميّ، ومحمد بن عبد الوهاب الفرّاء، وجعفر بن محمد بن الحسين، ومحمد بن نصر.
روى عنه أبو زيد أنّه سمع وكيعاً، عن سفيان قال: لا يتّقي الله أحدٌ إلاّ اتقاه
الناس شاؤوا أم أبوا. توفي فجأة سنة ثلاثين.
(16/39)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 40
4 (أحمد بن الحكم)
أبو علي العبديّ. حدّث بمصر عن مالك، وشريك. وعنه: يحيى بن عثمان بن صالح، وغيره.
متّفق على تركه. توفّي سنة ثلاث وعشرين.
4 (أحمد بن داود.)
أبو سعيد الوتسطيّ، الحدّاد. عن: جمّاد بن زيد، وخالد الطّحّان.) وعنه: محمد بن
عبد الملك الدّقيقيّ، وأبو بكر الصّنعانيّ.
(16/40)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 41
وثّقه ابن معين. توفّي سنة إحدى وعشرين ومائتين. وقال ابن حبّان: كان حافظاً
متقناً.
4 (أحمد بن سليمان بن أبي الطيب.)
(16/41)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 42
أبو سليمان المروزيّ الحافظ، نزيل بغداد، ونزيل الرّيّ أيضاً. روى عن: إبراهيم بن
سعد، وأبي المليح الرّقّيّ، وعبيد الله الرّقّيّ، وابن المبارك، وأبي إسحاق
الفزاريّ، وطبقتهم. وعنه: الذّهليّ، والبخاريّ، وقد مرّ في الطبقة الماضية.
4 (أحمد بن شبيب بن سعيد.)
أبو عبد الله الحبطيّ، البصريّ، نزيل مكّة. والحبطات من تميم. سمع: أباه، ويزيد بن
زريع، ومروان بن معاوية، وجماعة. وعنه:) خ (، والنسائي بواسطة، وإبراهيم الحربيّ،
وأبو زرعة، والذّهليّ، ويعقوب الفسويّ، وجماعة. وثقة أبو حاتم. وتوفّي سنة وعشرين.
(16/42)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 43
وآخر من روى عنه محمد بن عليّ بن زيد الصّائغ.
4 (أحمد بن عاصم.)
أبو محمد البلخيّ. عن: عبد الرّزّاق، والأصمعيّ، وحيوة بن شريح الحمصيّ. وعنه:
البخاريّ في كتاب الأدب، وعبد الله بن محمد الجوزجانيّ. توفّي في ذي الحجة سنة
سبعٍ وعشرين ومائتين.
4 (لأحمد بن عاصم الأنطاكيّ.)
) أبو عبد الله الزاهد الواعظ. كتب العلم وحدّث عن: أبي معاوية، ومخلد بن الحسين،
والهيثم بن جميل، وإسحاق الحنينيّ. وعنه: أحمد بن أبي الحواري، وابو زرعة
النّصريّ، ومحمود بن خالد السّهميّ، وعبد العزيز بن محمد الدّمشقيّ، وآخرون. وسكن
دمشق مدّة.
(16/43)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 44
قال أبو حاتم الرازيّ: أدركته بدمشق، وكان صاحب مواعظ وزهد. وقال السّلميّ: أحمد
بن عاصم أبو عليّ. وقال: أبو عبد الله من أقران بشر الحافي، وسريّ السّقطيّ. وكان
قال: هو جاسوس القلوب. وقال أحمد بن أبي الحواري: سمعته يقول: إذا صارت المعاملة
إلى القلب استراحت الجوارح. هذه غنيمة باردة: أصلح فيما بقي يغفر لك ما مضى. ما
أغبط أحداً إلاّ من عرف مولاه. وقال: يسير اليقين يخرج كلّ الشّكّ من القلب. ويسير
الشّكّ يخرج كلّ اليقين من القلب. وقال ابن أبي حاتم: قال لي عليّ بن عبد الرحمن:
قال لي أحمد بن عاصم: قلة الخوف من قلة الحزن في القلب. وإذا قل الحزن خرب القلب.
كما إنّ البيت إذا لم يسكن خرب. وقال أبو زرعة: أملى عليّ أحمد بن عاصم الحكيم:
النّاس ثلاث طبقات: مطبوعٌ غالب، وهم المؤمنون، فإن غفلوا ذكروا. ومطبوع مغلوب،
فإذا بصروا أبصروا، ورجعوا بقوّة العقل. ومطبوع مغضوب، غير ذي طباع، فلا سبيل إلى
ردّه بالمواعظ.
4 (أحمد بن عبد الله بن يونس)
(16/44)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 45
أبو عبد الله التّميميّ اليربوعيّ الكوفيّ الحافظ. ولد سنة اثنتين وثلاثين ومائة
تقريباً. وسمع من: سفيان الثّوريّ، وزهير بن معاوية، وزائدة، وإسرائيل، وعاصم بن
محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر، وعبد العزيز الماجشون، وجدّه يونس بن عبد الله بن
قيس اليربوعيّ، وخلق. وعنه:) خ () م. () د. (، والباقون بواسطة، وإبراهيم الحربيّ،
وعبد بن حميد، وابو زرعة،) وحصين الوادعيّ، وإبراهيم بن شريك، وأحمد بن يحيى
الحلوانيّ، وخلق. قال أبو داود: سألت أحمد بن يونس فقال: لا يصلى خلف من يقول:
القرآن مخلوق. هؤلاء كفّار. قال الفضل بن زياد: سمعت أحمد بن حنبل، وسألته رجل:
عمّن أكتب قال: إرحل إلى أحمد بن يونس، فإنه شيخ الإسلام. وقال أبو حاتم: كان ثقة
متقناّ.
(16/45)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 46
وقال البخاري: مات بالكوفة في ربيع الآخر سنة سبع وعشرين، وهذا من كبار شيوخ مسلم.
4 (أحمد بن عبد الملك بن واقد)
أبو يحيى الأسديّ. مولاهم الحرّانيّ. عن حمّاد بن زيد، وإبراهيم بن سعد، وأبي المليح
الرّقّيّ الحسن بن عمر، وزهير بن معاوية، وعبيد الله بن عمرو، وأبي عوانة، وطائفة.
وعنه:) خ (و) ن. (و) ق. (بواسطة، وأحمد بن حنبل، وأبو زرعة الرازيّ، وابو حاتم،
ومحمد بن غالب تمتام، وأبو شعيب الحرّانيّ، وطائفة. فقيل له: أهل حران يسيئون
الثّناء عليه، فقال: أهل حران قلّ ما يرضون عن إنسان، هو يغشى السلطان، بسبب ضيعة
له.
(16/46)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 47
وقال أبو حاتم: كان نظير النّفيليّ في الصّدق والإتقان. وقال أبو عروبة: مات سنة
إحدى وعشرين ومائتين.
4 (أحمد بن عبدويه المروزي.)
سمع: ابن مبارك وصحبه، وخارجه بن مصعب. وعنه: أحمد بن سيّار، ومحمد بن قهزاد. وثقة
ابن ماكولا.
4 (أحمد بن عبيد الله بن سهيل)
أبو عبد الله الغدانيّ البصريّ وغدانة، هو ابن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة
بن تميم. سمع: جرير بن عبد الحميد، وخالد بن الحارث، وأبا أسامة، والوليد بن مسلم،
وجماعة. وعنه:) خ (.) د (، وحرب الكرماني، وأحمد بن داود المكّيّ، وآخرون. قال أبو
حاتم: صدوق.)
(16/47)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 48
وهم ابن عساكر في النبل أن الترمذي روى عنه. توفّي سنة أربع وعشرين، ويقال: سنة
سبعٍ وعشرين.
4 (أحمد بن عثمان المرزوي.)
سمع: ابن المبارك وغيره. وثقة ابن حبّان. وتوفّي سنة ثلاث وعشرين. روى عنه
البخاريّ في بعض تواليفه.
4 (أحمد بن عمران بن عبد الملك.)
أبو جعفر الأخنسيّ الكوفيّ. نزيل بغداد. عن: أبي خالد الأحمر، وعبد السّلام بن
حرب، وأبي بكر بن عياش،
(16/48)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 49
وعبد الله بن إدريس. وجماعة. وعنه: ابن أبي الدنيا، واحمد بن ابي خيثمة، والبغويّ،
وغيرهم. ومنهم من سماه محمداً كالبخاري، وقال: منكر الحديث.
4 (أحمد بن غسان البصري العابد)
وقال أحمد بن عبد الله العجليّ: لا بأس به.
4 (أحد مشايخ العابدين بالبصرة. صحب أحمد بن عطاء الهيجيميّ الزّاهد، وبنى داراً
للزّهّاد.)
وكان يعظ ويتكلّم على الأهوال بعد شيخه، ولكن كان يقول بالقدر، ورجع عنه. فلمّا
كانت المحنة أيّام المعتصم أبى أن يقول بخلق القرآن، فحمل إلى بغدادوحبس بها.
فاتفق معه في الحبس أحمد بن حنبل، والبويطيّ. قال عليّ بن عبد العزيز البغويّ:
سمعت البويطيّ يقول: قلت لأحمد بن حنبل: ما أحسن كلام هذا الرجل، يعني بن غسّان.
(16/49)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 50
قال: إنّه بصريّ وأخاف عليه، يعني القدر. إلا أنهما سمعا كلامه، وأعجبهما هديه،
وخاطباه في القدر، فرجع عنه. قال ابن الأعرابيّ: وأخبرني بعضهم أنّ هذا كان يتهيأ
للجمعة، ويجيء إلى باب السّجن، فيردّه السّجان، فيقول: اللّهمّ أشهد.) وذكر عبيد
الله بن معاذ العنبريّ أنّ كتاباً ورد عليهم من بغداد برجوع ابن غسان عند القدر.
4 (أحمد بن محمد بن الوليد.)
أبو الوليد الأزرقيّ المكّيّ. قد مرّفي الطبقة الماضية، ثم وجدت أبا عبد الله
الحافظ قد ورّخ وفاته في سنة اثنتين وعشرين ومائتين.
4 (أحمد بن محمد بن ثابت بن عثمان)
أبو الحسن الخزاعيّ المروزيّ. وهو أحمد بن شبّويه. والد عبد الله بن احمد بن
شبويه.
(16/50)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 51
حافظ رحال، سمع: ابن المبارك، والفضل السّينانيّ، وسفيان بن عيينة، وابا أسامة،
وجماعة. وعنه:) د (، وأحمد بن أبي خيثمة، وأبو زرعة الدّمشقيّ، وآخرون. ومن
أقرانه: يحيى بن معين، وغيره. قال النسائي: ثقة. وقال عبد الله بن أحمد بن شبّويه:
سمعت أبي يقول: من أراد علم القبر فعليه بالأثر. ومن أراد علم الخبز فعليه بالرأي.
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: حدّثني ثابت بن أحمد بن شبّويه قال: كان يخيّل
إليّ أنّ لأبي فضيلة على أحمد بن حنبل للجهاد، وفكاك الأسرى، ولزوم الثغور. فسألت
أخي عبد الله فقال: أحمد بن حنبل أرجح. فلم أقتنع بقوله، فأريت كأن شيخاّ حوله
الناس ويسمعون منه، ويسألونه. فسألته فقلت: يا أبا عبد الله، أخبرني عن أحمد بن
حنبل، وأحمد بن شبّويه أيهما عندك أعلى فقال: سبحان الله، إن أحمد بن حنبل، وأحمد
بن حنبل أبتلي فصبر، وإنّ ابن شبّويه عوفي. المبتلى الصابر كالمعافى هيهات. قال
البخاري، وأبو زرعة، وأبو حاتم، ومطين: مات سنة ثلاثين. وزاد البخاري: وهو ابن
ستين سنة. وقال ابن ماكولا: مات بطرسوس سنة تسعً وعشرين. قال المزّيّ: روى) خ (.
في الوضوء، والأضاحي، والجهاد، عن
(16/51)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 52
أحمد بن محمد، عن عبد الله بن المبارك.) وقال الدّارقطنيّ: هو ابن شبّويه هذا.
وقال أبو نصر الكلاباذي، وغير واحد، إنّه أحمد بن موسى بن موسى المروزيّ السمسار
مردويه. وهو من أهل الطبقة الآتية، ومن شيوخ) ت (.) ن (.
4 (أحمد بن محمد بن أيّوب البغدادي.)
صاحب المغازي أبو جعفر الورّاق. كان ناسخاّ للفضل بن يحيى البرمكيّ. سمع: إبراهيم
بن سعد، وأبا بكر بن عيّاش. وعنه:) د (.، وعليّ بن عبد العزيز البغويّ، وعبد الله
بن أحمد بن حنبل، ومحمد بن يحيى المروزيّ. وآخر من روى عنه: أبو يعلى. قال عثمان
الدّارميّ: كان أحمد، وابن المدينيّ يحسنان القول فيه. وكان يحيى بن معين يحمل
عليه.
(16/52)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 53
قلت: روى إبراهيم بن الجنيد، عن ابن معين قال: هو كذّاب لم يسمع من إبراهيم. وروى
عبد الخالق بن منصور، عن ابن معين قال: ليس بثقة. وقال يعقوب بن شبيه: ليس هو من
أصحاب الحديث، ولا يعرفه أحد بالطلب، وإنما كان ورّاقاّ، فذكر أنّه نسخ كتاب
المغازي لبعض البرامكة، فأمره أن يأتي إبراهيم بن سعد يصححها، فزعم أن إبراهيم
قرأها عليه وصحّحها. وقال ابن عديّ: روى عن إبراهيم بن سعد، وأنكرت عليه. وحدث عن
أبي بكر بن عياش بالمناكير. وهو صالح الحديث ليس بمتروك. وقال محمد بن سعد: مات
لأربع بقين من ذي الحجة سنة ثمان وعشرين.
(16/53)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 54
قلت: له في السنن حديث واحد في الأذان، عن إمرأة من الأنصار قالت: كانت بيني من أطول
بيتً حول المسجد، فكان بلال يؤذن عليه الفجر.
4 (أحمد بن معاوية المذحجيّ.)
) عن: الوليد بن مسلم، وأبي معاوية الأسود، والحر بن وسيم العابد. وعنه: محمد بن
وهب بن عطية، والقاسم الجوعيّ، وأحمد بن أبي الحواري. وأظنه كان من الصالحين
بدمشق.
4 (أحمد بن المفضل.)
أبو عليّ الكوفيّ. عن: وكيع، وأسياط بن نصر. وعنه: يعقوب الفسويّ، وأهل الكوفة.
قال ابن حبّان: ثقة، قديم الموت.
(16/54)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 55
أحمد بن المنذر الجدي القزّاز. عن: حمّاد بن مسعدة. وعنه عبد الله بن أحمد
الدّورقيّ. توفّي سنة ثلاثين.
4 (أحمد بن ابي سلمة نصر.)
أبو بكر البغداديّ الكاتب. ابن أخت أحمد بن يوسف وزير المأمون. شاعر مليح الألفاظ،
رقيق الحاسية. روى عنه: عون بن محمد، وعبد الرحمن بن أحمد الكاتب، وغيرهما. وكتب
لبعض أمراء بغداد. وهو القائل:
(معتدل القامة مثل القضيب .......... يهتزّ في لينٍ وحسنٍ وطيب)
(يعذلني فيه جميع الورى .......... كأنّني جئت بأمرٍ عجيب)
(أظنّ نفسي لو تعشقتها .......... بلبيت فيها بملام الرّقيب)
ومن شعره:
(آه ويلي على الشباب وفي أيّ .......... زمانٍ فقدت شرخ الشّباب)
(حين مات الغيور وارتحض المه .......... ر وزال الحجاب عن كل باب)
(16/55)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 56
4 (أحمد بن يحيى الضّبّيّ الكوفيّ.)
) أبو جعفر. حدّث بإصبهان عن: هشيم، ويزيد بن زريع، وجماعة. وعنه: إسماعيل بن عبد
الله سمويه، وعبد الله بن محمد بن زكريّا.
4 (أحمد بن يحيى بن حميد بن تيرويه الطويل.)
عن: حمّاد بن سلمة، وغيره. وعنه: أبو خليفة الجمحيّ، وأحمد بن داود المكّيّ. وثقة
ابن حبّان.
4 (أحمد بن أبي الجرجانيّ.)
أبو محمد، نزيل طرابلس الشام. سمع: ابن عليّة، ومحمد بن يزيد الواسطيّ. وعنه: محمد
بن عوف، ومحمد بن يزيد بن عبد الصمّد.
4 (أحمد بن يوسف الترمذي.)
قاضي الرّيّ. روى عن: فضيل بن عياض، وعبّاد بن العوام، وطبقتهما. وعنه: أبو حاتم،
ومحمد بن أيّوب بن الضريس.
4 (إبراهيم بن إسحاق.)
(16/56)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 57
أبو إسحاق الصّينيّ الجعفيّ، مولاهم الكوفيّ. عن: قيس بن الربيع، ومالك بن أنس.
وعنه: موسى بن إسحاق الأنصاريّ الخطميّ، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، ومطيّن،
وغيرهم. وكان صدوقاّ ضريراّ، ورّخه مطيّن سنة ثلاثين. وقال ابن قانع: سنة اثنتين
وثلاثين. قال الدّارقطنيّ: متروك.
4 (إبراهيم بن الأشعث البخاري.)
خادم الفضيل بن عياض.) روى عن: الفضيل، ومعن القزّاز، وابن عيينة، وغنجار. وعنه:
سعيد بن سعد البخاريّ، وعليّ بن صالح. روى حديثاّ باطلاّ. قال أبو حاتم: كنّا نظنّ
به الخير فقد جاء بمثل هذا. وقال أبو الفضل السليمانيّ: لقبه لام.
(16/57)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 58
وروى عنه: عبد بن حميد، ونصر بن الحسين البخاريّ. مات يالشاش.
4 (إبراهيم بن بشار الرّماديّ د. ت.)
أبو إسحاق البصريّ. وأصله من جرجرايا. عن: سفيان بن عيينة، وأبي معاوية، وعبد الله
بن رجاء المكّيّ، وعثمان بن عبد الرحمن الطّرائفيّ، وغيرهم. وعنه:) د (،) ت (.
بواسطة، وأحمد بن أبي خيثمة، وأبو مسلم الكّجّيّ، وإسماعيل القاضي، وتمتام، وأبو
خليفة الجمحيّ، وآخرون، ويوسف بن يعقوب القاضي. قال البخاري يهمّ في الشيء، وهو
صدوق. وروى عنه في غير الصّحيح.
(16/58)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 59
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي يقول: كأن سفيان الذي يروي عنه إبراهيم
بن بشار ليس سفيان بن عيينة، يعني مما يغرب عنه. وقال ابن معين: ليس بشيء. وقال
النسائي: ليس بالقويّ. وقال أبو الفتح الأزديّ: صدوق لكنّه يهمّ. وقال ابن عديّ:
سألت محمد بن أحمد الزّريقيّ بالبصرة، عن الرماديّ فقال: كان والله أزهد أهل
زمانه. وقال ابن عديّ: لا أعلم أنكر عليه إلاّ هذا الحديث الذي ذكره البخاريّ،
يعني حديثاً رواه الناس، عن ابن عيينة مرسلاً فوصله هو. قال: وباقي حديثه، عن ابن
عيينة، وأبي معاوية، وغيرهما، من الثّقات مستقيم. وهو عندنا من) أهل الصدق. وقال
ابن حبّان: كان متقناّ ضابطاً، صحب سفيان سنين كثيرة، فإنّه
(16/59)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 60
قال: ثنا سفيان بمكّة وعبادان، وبين السّماعين أربعون سنة. توفّي سنة أربعٍ وقيل:
سنة سبعٍ وعشرين. ومن أقرانه: إبراهيم بن بشار الخراساني الزّاهد. سيأتي في الطبقة
الآتية:
4 (إبراهيم بن جابر الباهليّ القزّاز.)
عن: يزيد بن إبراهيم التّستريّ، ومهدي بن ميمون، والحمّادين. وعنه: أبو زرعة.
4 (إبراهيم بن حبّان بن البراء بن النّضر بن أنس بن مالك الأنصاري
(16/60)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 61
البخاري البصري.)
نزيل الموصل. روى عن: الحمّادين، ومالك بن أنس، وشريك. وعنه: بكر بن سهل
الدّمياطيّ، ومحمد بن سنان بن سرح الشّيزريّ، وأبو حاتم الرّازيّان، والحسن بن
سعيد بن مهران. توفّي سنة أربعٍ أو خمسٍ وعشرين. وهو متّهم بالكذب.
4 (إبراهيم بن الحسن الثعلبيّ الكوفيّ.)
عن: شريك، ويحيى بن أبي زائدة. وعنه: أبو أسامة عبد الله الكلبيّ، وأحمد بن يحيى
الصوفيّ. قال أبو حاتم: شيخ.
4 (إبراهيم بن حمزة بن محمد بن حمزة بن مصعب بن عبد الله بن الزبير خ. د.)
أبو إسحاق القرشيّ الزّبيريّ المدنيّ. عن: إبراهيم بن سعد، ويوسف بن الماجشون،
ووهب بن عثمان
(16/61)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 62
المخزوميّ، وعبد العزيز الدّراورديّ، وعبد العزيز بن أبي حازم، وحاتم بن إسماعيل،
وجماعة.) وعنه:) خ (و) د (، وإسماعيل القاضي، وأخوه حمّاد، والعبّاس بن الفضل
الأسفاطيّ، ومحمد بن نصر الصّائغ، وآخرون. قال أبو حاتم: صدوق. وقال محمد بن سعد:
ثقة، صدوق في الحديث. يأتي الرّبذة كثيراً للتجارة ويقيم بها، ويشهد العيدين
بالمدينة. وقال البخاري: مات سنة ثلاثين ومائتين.
4 (إبراهيم بن زياد البغدادي سبلان م. د. ن.)
أبو إسحاق. عن: إسماعيل بن مخلد، وحمّاد بن زيد، وعبّاد بن عبّاد، ومفرج بن فضالة،
وهشيم.
(16/62)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 63
وعنه:) م (.) د (. و) ن (. بواسطة، وأبو زرعة، وأبو حاتم، ومحمد بن نصر المروزيّ،
وابو يعلى الموصليّ، وخلق. قال أبو بكر أحمد بن عثمان كريب: سمعت أحمد بن حنبل
يقول: إذا مات سبلان ذهب علم عبّاد بن عبّاد. وقال مهنّا: سألت أحمد بن حنبل عن
سبلان فقال: لا بأس به، كان معنا عند هشيم. وقد سمع من عبّاد بن عبّاد المهلّبي.
وقال أبو زرعة: ثقة. وقال أبو موسى بن هارون: كان قد ضبّب أسنانه بالذّهب. وتوفّي
في ذي الحجة سنة ثمان وعشرين. إبراهيم بن سيّار النّظام. في الآخر، ياتي بكنيته.
4 (إبراهيم بن شمّاس.)
أبو إسحاق السّمرقندي الغازي، نزيل بغداد.
(16/63)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 64
عن: مسلم الزّنجيّ، وابن المبارك، وإسماعيل بن عياش، وبقيّة، وطبقتهم. وعنه: أحمد
بن حنبل، وأحمد بن ملاعب، وأبو زرعة، وأحمد بن عليّ البربهاريّ، وعبّاس الدّوريّ،
وآخرون.) قال الأثرم: سمعت أبا عبد الله يحسن الثناء عليه. وقال: كتب إليّ بعض
أصحابنا أنّه أوصى بمائة ألف يستفك بها اسرى من التّرك. قال: فاشترينا مائتي نفس.
قال أبو عبد الله: وقتلته الترك أيضاّ، فانظربما ختم له. وكان صاحب سنة، له نكاية
في التّرك. وقال أحمد بن سيار: كان صاحب سنةٍ وجماعة، كتب العلم وجالس النّاس.
رأيت إسحاق بن راهويه يعظم من أمره، ويحرّضنا على الكتابة عنه. وكان ضخماً عظيم
الهامة، حسن الصّبغة، أحمر الرأس واللّحية، حسن المجالسة يفد على الملوك، وله حظّ
في الغزو. وكان فارساً شجاعاً قتله الترك وهو جاء من ضيعته وهو غارٌّ لم يشعر بهم،
وذلك خارج سمرقند، ولم يعرفوه. وقيل يوم الإثنين في المحرّم سنة إحدى وعشرين. وقال
أبو سعد الإدريسيّ: كان شجاعاً بطلاً مبارزاً، وعالماً عاملاً، ثقة، متعصّباً لآهل
السّنة، كثير الغزو. رحمه الله.
(16/64)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 65
4 (إبراهيم بن صبيح الطّلحيّ.)
روى عن: ابن جريج وتأخّر. لكنّه ليس بثقة. روى مطّين عنه، عن ابن جريج خبراً
باطلاً. وأول سماع مطيّن سنة خمسٍ وعشرين. قاله الخطيب.
4 (إبراهيم بن العبّاس بن عيسى بن عمر بن الوليد بن عبد الملك بن مروان الأمويّ
المروانيّ.)
القاضي أبو العبّاس. ولي قضاء قرطبة بمشورة يحيى بن يحيى، فحمدت سيرته، وزانه
تواضعه. توفّي سنة بضعٍ وعشرين ومائتين.
4 (إبراهيم بن عبد الله بن العلاء بن زبر الدّمشقيّ.)
أبو إسحاق. روى عن: أبيه، وعن سعيد بن عبد العزيز، ويحيى بن حمزة. روى عنه:
البخاريّ خارج الصّحيح، ويعقوب الفسويً، وابو إسحاق الجوزجانيّ، وعثمان بن سعيد
الدّارميّ، وأبو زرعة الدّمشقيّ، وأبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم البسريّ،
وآخرون.) قال النسائي في الكنى: ليس بثقة. ولد سنة سبع وأربعين ومائة، وتوفي في
حدود الثلاثين ومائتين أو بعدها.
(16/65)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 66
4 (إبراهيم بن عبد الرحمن بن مهديّ البصريّ.)
أخو موسى. روى عن: أبيه، وجعفر بن سليمان، وبريه بن عمر بن سفينة، وابن عيينة،
وأبي بكر بن عيّاش، وجماعة. وعنه: أحمد الدّورقيّ، وأبو أميّة، وهارون الجمّال،
ويعقوب الفسويّ، والكديميّ، وجماعة. وله مناكير.
4 (إبراهيم بن مهدي المصيصيّ د.)
عن: شريك القاضي، وابي عوانة، وإبراهيم بن سعد، وحمّاد بن زيد،
(16/66)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 67
وأبي المليح الحسن بن عمر الرّقّيّ، وعليّ بن مسهر، وشبيب بن سليم البصريّ،
وطبقتهم. وعنه: د.، وإبراهيم بن الهيثم البلديّ، واحمد بن إبراهيم بن فيل، وإسحاق
بن سيّار النّصيبيّ، والحسن بن عليّ بن الوليد الفارسيّ، وعبد الله بن أحمد
الدّورقيّ، وعبد الكريم الدّيرعاقوليّ، وطائفة كبيرة. وثّقة أبو حاتم. وقال ابن
قانع: مات سنة خمس وعشرين. وقال آخر: سنة أربع. أمّا إبراهيم بن مهديّ الأيليّ،
فسيأتي سنة ثمانين.
4 (إبراهيم بن المهديّ محمد بن المنصور أبي جعفر عبد الله بن
(16/67)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 68
محمد بن علي أبو إسحاق)
العباسي الهاشمي الأسود، الملقب بالمبارك. ويلقب أيضاً بالتيس لسمنه وضخامته.
(16/68)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 69
كان فصيحاً مفوهاً بارعاً في الأدب والشّعر. بارعاً إلى الغاية في الغناء ومعرفة
الموسيقى. ويقال له ابن شكلة، وهي أمّه.) روى عن: المبارك بن فضالة، وحمّاد بن
يحيى الأبحّ. وعنه: ابنه هبة الله، وحميد بن فروة، وأحمد بن الهيثم، وغيرهم. قال
عليّ بن المغيرة الأثرم: حدّثني إبراهيم بن المهديّ أنّه ولي إمره دمشق سنتين، ثمّ
أربع سنين لم يقطع على أحد في عمله طريق. وأخبرت أنّ الآفة كانت في قطع الطّريق من
دعامة والنعمان موليان لبني أميّة، ويحيى بن أرميا من يهود البلقاء. وانّهم لم
يضعوا يدهم في يد عامل. فلمّا ولّيت كاتبتهم. قال: فكتب إليه النّعمان بالأيمان
المحرجة أنّه لا يفسد في عمله ما دام والياً. قال: ودخل إليّ دعامة سامعاً مطيعاً،
وأعلمني أنّ النعمان قد صدق وأنه يفي. واعلمني أن اليهودي كتب إليه إنّي خارج إلى
مناظرتك فاكتب لي أماناً تحلف لي فيه أنّك لا تحدث فيّ حدثاً حنّى تردّني إلى
مأمني. فاجبته. قال: فقدم عليّ شابّ أشعر أمعر، عليه أقبية ديباج ومنطقة وسيف
محلّى. فدخل إلى دار معاوية، وكنت في صحنها. فسلّم من دون البساط. فقلت: ارتفع.
فقال: أيّها الأمير إنّ للبساط ذماماً، أخاف أن يلزمني جلوسي عليه، ولست أدري ماذا
تسومني. فقلت له: أسلم واسمع وأطع. فقال: أمّا الطاعة فارجو. واما الإسلام فلا
سبيل إليه. فأعلمني بما لي عندك إذا لم ادخل في دينك.
(16/69)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 70
قال: فقلت لا بدّ من أداء الجزية. فقال: يعفيني الأمير. قال: فقلت: لا سبيل إلى
ذلك. قال: فأنا منصرف على أماني. فأذنت له، وأمرتهم بان يسقوا فرسه عند خروجه
إليه. فلمّا رأى ذلك دعا بدابّةٍ شاكريّة، فركبها وترك دابّته، وقال: ما كنت لآخذ
معي شيئاً قد أرتفق منكم بمرفق فأحاربكم عليه. قال: فاستحسنت منه ذلك وطلبته،
فلمّا دخل قلت: الحمد لله الذي أظفرني بك بلا عقد ولا عهد. قال: وكيف ذاك قلت:
لأنك قد انصرف من عندي ثم عدت إليّ.) قال شرطك أن تصيرني إلى مأمني. فإن كان دارك
مأمني فلست بخائف، وإن كان مأمني داري فردّني إلى البلقاء. فجهدت به إلى أداء
الجزية، على أن أهبه في السنة ألفي دينار، فلم يفعل. فأذنت له في الرجوع إلى
مأمنه. فرجع ثم أسعر الدّنيا شرّاً. ثم حمل إلى عبيد الله بن المهديّ مالٌ من مصر
فخرج اليهوديّ متعرّضاً له، فكتب إلى النعمان بذلك، فكتبت إليه آمره بمحاربة
اليهوديّ إن عرض للمال. فخرج النعمان ملتقياً للمال، ووافاه اليهوديّ، ومع كلّ
واحد منهما جماعته. فسأل النعمان اليهوديّ الإنصراف، فأبى وقال: إن شئت خرجت إليك
وحدي وأنت في جماعتك، وإن شئت تبارزنا، فإن ظفرت بك انصرف أصحابك إليّ وكانوا
شركائي في الغنيمة، وإن ظفرت بي صار أصحابي إليك. فقال له النعمان: يا يحيى، ويحك
أنت حدثٌ، وقد بليت بالعجب. ولو كنت من قريش لما أمكنك معارّة السلطان. وهذا
الأمير هو أخو الخليفة. وإنّا وإن فرّقنا الدّين أحبّ أن لا يجري على يديّ قتل
فارسٍ من الفرسان، فإن كنت تحب ما أحب من السلامة فأخرج إليّ، ولا يبتلى بك وبي من
يسوءنا قتله.
(16/70)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 71
قال: فخرجا جميعاً وقت العصر، فلم يزالا في مبارزة إلى الظّلام، فوقف كل منهما على
فرسه، واتكأ على رمحه، إلى أن غلبت النعمان عيناه، فطعنه اليهوديّ، فوقع سنان رمحه
في منطقة النعمان، فدارت المنقطة وصار السنان يدور بدوران المنطقة إلى الظهر،
فاعتنقه النعمان وقال له: أغدراً يا ابن اليهوديّة فقال له: أو محاربٌ ينام يا ابن
الأمة واتّكى عليه النعمان عند معانقته إيّاه، فسقط فوقه، وكان النعمان ضخماً،
فصار فوق اليهودي، فذبحه وبعث إليّ برأسه. فلم يختلف عليّ بعدها أحد. ثمّ ولي بعدي
دمشق سليمان بن المنصور، فانتهبه أهل دمشق وسبوا حرمه، ثم ولي بعده أخوه منصور،
فكانت على رأسه الفتنة العظمى. ثم لم يعط القوم طاعة بعد ذلك، إلى أن افتتح دمشق
عبد الله بن طاهر سنة عشر ومائتين. وكان السّبب في صرفي عن دمشق للمرة الأولى
أنّني اشتهيت الإصطباح فأغلقت الأبواب. قال: فحضر الكاتب، فصار إليه بعض الحشم،
فسأله أن يكتب له إلى صاحب المنزل، فلم يمكن) إخراج الدواة، واستعجله ذلك الغلام،
فأخذ فحمةً، وكتب في خزفة لحاجته، فأخذ سليم حاجبي تلك الفحمة فكتب على الحائط:
كاتبٌ يكتب بفحمة في الخزف، وحاجب لا يصل. فوافي صاحب البريد، فقرأ ما كتب سليم،
فكتب بذلك إلى الرشيد، فوافى كتابه الرّقّة يوم الرابع، فساعة وقع بصره على الكتاب
عزلني، وحبسني مائة يوم، ثم رضي عنّي بعد سنة. ثم قال لي بعد سنتين: بحقّي عليك
لما تخيرت ولاية أولّيكها فقلت: دمشق فسألني عن سبب اختياري لها، فأخبرته باستطابتي
هواءها، واستمرائي ماءها، واستحساني مسجدها وغوطتها. فقال: قدرك اليوم عندي يتجاوز
ولاية دمشق، ولكن أجمع لك مع ولاية الصّلاة والمعادن ولاية الخراج، فعقد لي عليها.
(16/71)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 72
وقال الخطيب: بويع إبراهيم بن المهدي بالخلافة زمن المأمون، وقاتل الحسن بن سهل،
فهزمه إبراهيم، فتوجه نحو حميد الطواسي فقاتله فهزمه حميد واستخفى إبراهيم زماناً
حتّى ظفر به المأمون، فعفا عنه. وكان أسود حالك، عظيم الجثة. لم ير في أولاد
الخلفاء قبله أفصح منه ولا أجود شعراً وكان وافر الأدب، جواداً حاذقاً بالغناء
معروفاً به. وفيه يقول دعبل بن عليّ الخزاعيّ:
(نفر ابن شكلة بالعراق وأهلها .......... وهفا إليه كل أطلس مائق)
(إن كان إبراهيم مضطلعاً بها .......... فلتصلحن من بعده لمخارق)
وقال ابن ماكولا: ولد سنة اثنتين وستين ومائة. وقال الخطيب: بايع أهل بغداد
لإبراهيم في داره، ولقّبوه بالمبارك، وقيل: المرضي، في أول سنة اثنتين ومائتين.
فغلب على الكوفة وبغداد والسّواد. فلما أشرف المأمون على العراق ضعف إبراهيم. قال:
وركب إبراهيم بأبهة الخلافة إلى المصلى يوم النّحر، فصلى بالنّاس وهو ينظر إلى
عسكر المأمون. ثم انصرف من الصّلاة وأطعم النّاس بقصر الخلافة بالرّصافة، ثم استتر
وانقضى أمره. قال: وظفر به المأمون في سنة عشر، فعفا عنه وبقي مكرماً إلى أن توفّي
في رمضان سنة أربع وعشرين. روى المبرّد عن أبي محلّم قال: قال إبراهيم بن المهديّ
حين أدخل على
(16/72)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 73
المأمون: ذنبي أعظم) من أن يحيط به عذر، وعفوك أعظم من أن يتعاظمه ذنب. وعن حميد
بن قرة أنّ المأمون قال لعمه إبراهيم: يا إبراهيم أنت المتوثب علينا تدّعي الخلافة
فقال: يا أمير المؤمنين أنت وليّ الثّأر، والمحكّم في القصاص، والعفو أقرب
للتّقوى. وقد جعلك الله في كل ذي ذنب. فإن أخذت أخذت بحقّك، وإن عفوت عفوت بفضل.
ثم ذكر له حديثاً في العفو فقال: قد قبلت الحديث وعفوت عنك. هاهنا يا عمّ. وقال
ابن الأنباريّ: ثنا أحمد بن الهيثم، ثنا إبراهيم بن المهديّ، ثنا جماعة، والأصحّ
عن ابن أبي مليكة، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من نوقش يوم
الحساب عذّب. كذا أخرجه الحافظ ابن عساكر في صدر ترجمة إبراهيم، وهو إبراهيم بن
مهدي المصّيصيّ إن شاء الله. وقال إبراهيم الحربيّ: نودي سنة ثمانٍ ومائتين أنّ
أمير المؤمنين قد عفا عن عمّه إبراهيم. وكان إبراهيم حسن الوجه، حسن الغناء، حسن
المجلس، رأيته وأنا مع القواريريّ يوماً، وكان على حمار، فقبّل القواريريّ فخذه.
وقال داود بن سليمان الأنباريّ: حدثنا ثمامة بن أشرس، قال: قال لي المأمون قد عزمت
على تفريع عمّي. قال: فحضرت، فبينا نحن على السّماط إذ سمعت صلصلة الحديد، فإذا
بإبراهيم موقوف على البساط، ممسوك بضبعيه، مغلولة يده إلى عنقه، قد تبدل
(16/73)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 74
شعره على عينيه، فسلّم، فقال المأمون: لا سلّم الله عليك، اكفراً يا إبراهيم
بالنعمة وخروج على أمير المؤمنين فقال: يا أمير المؤمنين، إنّ القدرة تذهب
الحفيظة. ومن مدّ له في الإغترار هجمت به الأناة على التّلف. وقد رفعك الله فوق كل
ذي ذنب، كما وضع كل ذي ذنب دونك، فإن تعاقب فبحقك، وإن تعف فبفضلك. فقال: إن هذين
قد أشارا عليّ بقتلك، وأومأ إلأى المعتصم أخيه، وإلى العبّاس ابنه. فقال: أشارا
عليك بما يشار به على مثلك، وفي مثلي من حسن السياسة وإن الملك عقيم. ولكنك تأبى
أن تستجلب نصراً إلاّ من حيث عوّدك الله. وأنا عمك، والعمّ صنو الأب. وبكى،
فتغرغرت عينا المأمون. ثم قال: يا ثمامة، إنّ الكلام كلامٌ كالدّرّ، يا غلمان
حلّوا عن عمّي، وغيروا من حالته في أسرع) وقت، وجيثوني به. ففعلوا ذلك، فأحضره
مجلسه، ونادمه، وسأله أن يغنّي، فأبى وقال: نذرت لله عند خلاصي تركه، فعزم عليه،
وأمر أن يوضع العود في حجره، فغنى. وعن منصور بن المهدي قال: كان أخي إبراهيم إذا
تنحنح طرب من يسمعه، فإذا غنى أصغت الوحوش ومدّت أعناقها إليها حتّى تضع رؤوسها في
حجره. فإذا سكت نفرت وهربت. وكان إذا غنّى لم يبق أحدٌ إلاّ ذهل، ويترك ما
(16/74)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 75
في يده حتى يفرغ. وقال عبد الله بن العبّاس بن الفضل بن الربيع: ما اجتمع أخٌ وأختٌ
أحسن غناءً من إبراهيم بن المهديّ وعلية. وكانت عليه تقدم عليه. وقال عون بن محمد:
استتر إبراهيم، فكان يتنقل في المواضع، فنزل بقريب أخت له، فوجهت إليه بجاريةٍ
حسناء لتخدمه، وقالت: أنت له. ولم يدر إبراهيم، لإاعجبته، فقال:
(بأبي ومن أنا قد أصبح .......... ت مأسوراً لديه)
(والذي أجللت خذّي .......... يه فقّبلت يديه)
(والذي يقتلني ظلماً .......... ولا يعدى عليه)
(أنا ضيف وجزا .......... ء الضّيف إحسان إليه)
ومن شعره:
(قد شاب رأسي ورأس الحرص لم يشب .......... إن الحريص على الدنيا لفي تعب)
(لو كان يصدقني ذهني بفكرته .......... ما اشتدّ غمّي على الدنيا ولا نصبي)
(بالله ربك كم بيتٍ مررت به .......... قد كان يعمر باللّذات والطّرب)
(طارت عقاب المنايا في جوانبه .......... وصار من بعدها للويل والحرب)
وقيل إنّ المأمون شاور في قتله أحمد بن خالد الوزير فقال: يا أمير
(16/75)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 76
المؤمنين إن قتلته فلك نظراء، وإن عفوت فما لك نظير. قلت: لا يعدّ إبراهيم من
الخلفاء، لأنّه شقّ العصا وكانت أيّامه سنتين إلاّ شهراً. وله ترجمة طويلة في
تاريخ دمشق تكون في سبع عشرة ورقة.
4 (إبراهيم بن مهران بن رستم.)
أبو إسحاق المروزيّ.) حدّث ببغداد عن: اللّيث، وابن لهيعة، وشريك. وعنه: عبد الله
بن أحمد، وموسى بن هارون.
4 (إبراهيم بن موسى بن يزيد بن زادان ع)
أبو إسحاق التّميميّ الرازيّ الحافظ الفراء، المعروف بالصّغير. وكان الإمام أحمد
ينكر هذا ويقول: هو كبير في العلم والجلالة. سمع: أبا الأحوص سلاّم بن سليم، وخالد
بن عبد الله، وجرير بن عبد الحميد، ويحيى بن أبي زائدة، وعيسى بن يونس، وبقيّة،
والوليد بن مسلم، وطبقتهم بالشام والعراق وغير موضع. وعنه: خ. م. د. والباقون
بواسطة، ومحمد بن يحيى، وأبو زرعة، وأبو
(16/76)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 77
حاتم، ومحمد بن إبراهيم الطّيالسيّ، ومحمد بن إسماعيل التّرمذيّ، وجماعة. وكان أحد
الأئمة الأعلام. قال أبو زرعة: هو أتقن من أبي بكر بن أبي شيبة، وأصحّ حديثاً
وأتقن وأحفظ من صالح بن صالح. وقال أبو حاتم: هو من الثّقات، أتقن من محمد بن
مهران الجمّال. وقال صالح بن جزرة: سمعت أبا زرعة يقول: كتبت عن إبراهيم بن موسى
الرازيّ مائة ألف حديث، وعن أبي بكر بن ابي شيبة، مائة ألف حديث. وقال النسائي:
ثقة.
4 (إبراهيم بن يحيى بن عبّاد بن هانيء المدنيّ الشجريّ ت)
كان ينزل الشجرة بذي الحليفة. روى عن: أبيه، وإبراهيم بن سعد. وعنه إسحاق بن
إبراهيم شاذان، ومحمد بن إسماعيل البخاريّ في جامع التّرمذيّ، ومحمد بن إسماعيل
الترمذيّ، وعبد الله بن شبيب، ومحمد بن يحيى الذّهليّ، والعبّاس بن الفضيل
الأسفاطيّ، ومحمد بن الضريس، وآخرون.
(16/77)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 78
قال أبو حاتم: ضعيف. وقال محمد بن إسماعيل التّرمذيّ: لم أر أعمى قلباً من
الشجريّ. قلت له: حدّثكم إبراهيم بن سعد. فقال: حدثكم إبراهيم بن سعد.) وقلت:
حدّثك أبوك. فقال: حدّثك أبوك. وقال مرّة: حدّثني إبراهيم بن سعد ولم أسمعه منه.
وأما ابن حبّان فذكره في الثّقات. وروى له التّرمذيّ. يقع حديثه بعلوّ في الدّعاء
للمحامليّ. وقال بعضهم: توفّي قبل أيّوب بن سليمان بن بلال. ومات أيّوب سنة أربع
وعشرين ومائتين.
4 (إبراهيم بن يحيى بن المبارك اليزيديّ اللّغوي.)
كان من أئمة العربيّة، ومن أعيان الشّعراء. أخذ عن: أبيه وأبي يزيد الأنصاريّ،
والأصمعيّ. وله كتاب ما أتقن لفظه واختلف معناه، وهو نهاية في فنّه، يكون
(16/78)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 79
مجلّدين. وله كتاب مصادر القرآن، وكتاب بناء الكعبة، وغير ذلك. أدرك خلافة
المعتصم، وكان ينادم المأمون على الشراب. وهو القائل يخاطب المأمون:
(أنا المذنب الخطّاء والعفو الواسع .......... ولو لم يكن ذنب لما حسن العفو)
سكرت فأبدت منّي الكأس بعض ما كرهت وما إن يستوي السّكر والصّحو
(ولا سيما إذ كنت عند خليفةٍ .......... وفي مجلس ما إن يليق به اللّغو)
في أبيات، نسأل الله العفو والسّتر
4 (إبراهيم بن أبي سويد الذّراع الحافظ.)
هو إبراهيم بن الفضل بن أبي سويد البصريّ. سمع: حمّاد بن سلمة، وأبا عوانة، وعبد
الواحد بن زياد، وعمارة بن زاذان، وجماعة. روى عنه: محمد بن بشّار، ومحمد بن يحيى،
وأبو زرعة الرازيّ، وأبو حاتم، وخلق كثير. ذكر ليحيى بن معين فقال: كثير التصحيف.
وقال أبو حاتم: ثقة رضيّ.
(16/79)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 80
قلت: توفّي سنة أربعٍ وعشرين ومائتين، ولا رواية له في كتب الأئمّة السّتّة.)
4 (إبراهيم بن أبي العبّاس ن.)
ويقال ابن العبّاس. أبو إسحاق السامريّ. كوفيّ نزل بغداد. وقال ابن ماكولا:
السّامريّ بفتح الميم وتخفيف الراء. عن: شريك، وعبد الرحمن بن أبي الزنّاد، وايّوب
بن جابر، وبقيّة، وإسماعيل بن عياش، وعدّة. وعنه: أحمد بن حنبل، وعبّاس الدّوريّ،
ومحمد بن رافع، ومعاوية بن صالح الأشعري، وأحمد بن عليّ البربهاريّ، وجماعة. وثّقة
الدّارقطنيّ. وروى له النسائيّ حديثاً واحداً في الخمر.
(16/80)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 81
واختلط بآخره، فحجبه أهله حتّى مات.
4 (أزرق بين عذوّر بن دحين العنبريّ البصريّ.)
عن: أبيه، عن جدّه. وعنه: أبو حفص الفلاّس، وأبو زرعة، ومحمد بن يونس الكديميّ،
وهشام بن عليّ السّيرافيّ.
4 (الأزرق بن عليّ الحنفيّ.)
أبو الجهم. كوفيّ مشهور. سمع: حسّان بن إبراهيم الكرّمانيّ، وعمرو بن يونس
اليماميّ. وعنه: أبو زرعة، وعبد الله بن أحمد، وابو بكر بن أبي عاصم، وأبو يعلى
الموصليّ. توفّي في حدود الثلاثين ومائتين.
4 (إسحاق بن إبراهيم.)
(16/81)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 82
أبو النّصر القرشيّ الأمويّ، مولاهم الدّمشقيّ الفراديسيّ. عن: سعيد بن عبد
العزيز، وإسماعيل بن عيّاش، وصدقة بن خالد، ويحيى بن حمزة، وطائفة. وعنه: د.، وخ.
وربما نسبة إلى جدّه فقال إسحاق بن يزيد، ون. بواسطة، وأبو زرعة النّصريّ، وأبو
عبد الملك أحمد بن إبراهيم السّريّ، وعثمان بن خرّزاذ، وطائفة. وقال أبو زرعة: كان
من الثقات البكّائين.) وقال أبو حاتم، وغيره: ثقة. توفّي في ربيع الأول عن ستٍّ
وثمانين سنة.
4 (إسحاق بن إسماعيل الطّالقاني.)
(16/82)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 83
أبو يعقوب، نزيل بغداد. سمع: جرير بن عبد الحميد، وسفيان بن عيينة، وعثام بن عليّ،
وحسين بن عليّ الجعفيّ، وحكّام بن سلم، وسليمان بن الحكم بن عوانة، ومعتمر بن
سليمان، وجماعة. وعنه: د.، وأبو يعقوب الحربيّ، وابن أبي الدّنيا، وخلف بن عمرو
العكبريّ، وأحمد بن الحسن الصّوفيّ، وأبو يعلى، وابو القاسم البغويّ، وآخرون. قال
إبراهيم بن الجنيد: سئل ابن معين، وأنا أسمع، عن إسحاق بن إسماعيل، فقال: صدوق.
ولقد كلّمني أن أكلّم أمّه أن تأذن له في الخروج إلى جرير بن عبد الحميد،
فكلّمتها، فأجابتني، فخرج معي اثنا عشر رجلاّ مشاة. ولم يكن له تلك الأيام شيء.
قال: وبليّ من النّاس. قال: كيف هذا. قال: يكذّبونه وهو صدوق. وقال ابن المدينيّ: كان
معنا عند جرير، وكان غلاماّولم يكن يضبط. وقال الدّارقطنيّ، وجماعة: ثقة. وقال
البغويّ: مات في رمضان سنة ثلاثين، وقطع الحديث قبل أن يموت بخمس سنين.
(16/83)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 84
4 (إسحاق بن بشر بن مقاتل.)
أبو يعقوب الكاهليّ الكوفيّ. عن: مالك، وأبي معشر، وحفص بن سليمان، وغيرهم، وكثير
بن سليم. وعنه: محمد بن عليّ الأزديّ، وأحمد بن حفص السّعديّ، وإسحاق بن إبراهيم
السّجستانيّ، وعمر بن حفص السّدوسيّ، وى خرون. قال مطّين: ما سمعت أبا بكر بن أبي
شبيه كذّب أحداً إلاّ إسحاق بن بشر الكاهليّ. وقال ابن عديّ: كان يضع الحديث. وقال
موسى بن هارون: مات بالمدينة سنة ثمانٍ وعشرين، وهو كذّاب.) قلت: ومن موضاعته على
أبي معشر، عن ابن المنكدر، عن جابر، رفعه: يدخل بالحجة الواحدة ثلاثة نفرٍ الجنّة:
المّيت، والحاجّ عنه، والمنفذ له بذلك.
(16/84)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 85
وبه قال: من مات في طريق مكّة لم يعرض ولم يحاسب. روى الحديث الأول عبد الرزّاق،
عن أبي معشر.
4 (إسحاق بن بشر.)
أخو حذيفة البخاريّ، صاحب المبتدأ. وقد ذكر.
4 (إسحاق بن بشر الرازيّ البزّار.)
عن: ابن عيينة، والوليد بن مسلم، وجماعة.
(16/85)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 86
وعنه: أبو حاتم، وأبو زرعة. قال أبو حاتم: صدوق.
4 (إسحاق بن عبد الواحد القرشيّ الموصليّ ن.)
سمع: مالكاً، وحمّاد بن زيد، وابا الأحوص، وعبد العزيز الدّراورديّ. وعنه: سليمان
بن وهب، وعليّ بن جابر، وتمتام، وعبد اللله بن عبد الصمد بن أبي خداش، وإدريس بن
سليم الموصليّان. توفّي سنة ستٍّ وعشرين. قاله يزيد بن محمد الأزديّ.
4 (إسحاق بن عمر بن سليط م.)
أبو يعقوب البصريّ، هذليّ النّسب. يروي عن: مبارك بن فضالة، وحمّاد بن سلمة،
وسليمان بن المغيرة. وعنه: م وأبو حاتم، وأبو داود في غير السّنن، وموسى بن هارون،
وجماعة. توفي سنة تسعٍ وعشرين.
(16/86)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 87
4 (إسحاق بن كعب.)
بغداديّ. سمع: شريكاً، وعبّاد بن العّوام. وعنه: ابن أبي الدّنيا، وتمتام، وأبو
حاتم، وقال صدوق.) وقال النّسائيّ: يكنّى أبا يعقوب.
4 (إسحاق بن محمد بن إسماعيل بن عبد الله بن أبي فروة خ. ت. ق. أبو يعقوب الفرويّ)
المدنيّ، مولى عثمان رضي الله عنه. سمع: مالكاً، ونافع بن أبي نعيم، ومحمد بن جعفر
بن أبي كثير، وعبيدة بن نابل، وعبد الله بن جعفر المخرّميّ، وسليمان بن بلال،
وجماعة. وعنه: خ. و ت. ق. بواسطة، وأبو بكر الأثرم، وإسماعيل القاضي، وعبد الله بن
شندر، وعبد الله بن أحمد الدّورقيّ، وعليّ بن عبد العزيز البغويّ، ومحمد بن
إسماعيل الصّائغ، وطائفة.
(16/87)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 88
قال أبو حاتم: صدوق. ولكن ذهب بصره. وربما لقّن. وكتبه صحيحة. وذكره ابن حبّان في
الثّقات. ووهاه أبو داود، ونقم عليه حديث الإفك لروايته عن مالك. وقال
الدّارقطنيّ: ضعيف. وقد روى عنه خ. وبوبخونه على هذا. وقال البخاري: مات سنة ستٍّ
وعشرين ومائتين.
4 (إسحاق بن المنذر.)
عن: أبي عقيل يحيى بن المتوكّل، وعبد الحميد بن بهرام. وعنه: الحسن بن محمد بن
سلمة الرازيّ النّحويّ، ومحمد بن يحيى بن سليمان المروزيّ، وغيرهما. ذكره ابن أبي
حاتم. وما ليّنه أحد.
4 (إسماعيل بن جعفر بن إبراهيم بن محمد بن عليّ بن عبد الله بن
(16/88)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 89
جعفر بن أبي طالب)
الهاشميّ. عن: الحسن بن زيد العلويّ، وحسين بن عليّ العلويّ، وعبد الله بن عبد
العزيز العمريّ. وعنه: أبو حاتم الرازيّ، وغيره. قال أبو حاتم: لم يكن به بأس.
4 (إسماعيل بن الخليل خ. م.)
أبو عبد الله الكوفيّ الخزّار.) عن: يحيى بن أبي زائدة، وحفص بن غياث، وعليّ بن
مسهر، وأبي خالد الأحمر، وجماعة. وعنه خ. م، وبشر بن موسى، والحسين بن جعفر
القتّات، وتمتام، ويعقوب الفسويّ، وجماعة.
(16/89)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 90
وثّقة مطّين وقال: مات سنة خمسٍ وعشرين ومائتين.
4 (إسماعيل بن سعيد.)
أبو إسحاق الطّبري الكسائيّ الشّالنجيّ. والشّالنج من بيع المخلاة والمقود. وسكن
أستراباذ. وحدّث عن: عبد العزيز بن أبي حازم، وعبّاد بن العّوام، وجماعة. وعنه:
الضّحّاك بن الحسين، وأهل أستراباذ وجرجان. وكان صدوقاً. صنّف كتاب البيان في
الفقه على مذهب أبي حبيفة. وتوفّي سنة ثلاثين ومائتين.
4 (إسماعيل بن عبد الله بن زرارة.)
(16/90)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 91
أبو الحسن الرّقّيّ. عن: عبيد الله بن عمرو، ويعلى بن الأشدق، وحمّاد بن زيد،
وحجّاج بن أبي منيع، وخالد بن عبد الله، وشريك، وإسماعيل بن عيّاش، وطائفة. وعنه:
ابنه إبراهيم، وأحمد بن بشر المرثديّ، وأحمد بن يونس الضّبّيّ، وإسماعيل سمّويه،
والحسن بن عليّ بن الوليد الفسويّ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبو شعيب
الحرّأنيّ، وطائفة. وثّقة ابن حبّان، والدّأرقطنيّ، وغيرهما. وقال أبو الفتح
الأزديّ: منكر الحديث. وقال ابنه: مات أبي بالبصرة سنة تسعٍ وعشرين. قال شيخنا أبو
الحجّاج، قال أبو القاسم في الشيوخ النّبل: روى عنه ابن ماجة، وروى النّسائيّ، عن
رجل عنه. وإنّما الذي روى عنه ابن ماجة: إسماعيل بن عبد الله بن خالد القرشيّ
الرّقّيّ. ولم يدرك ق. ابن زرارة. وأمّا النّسائيّ فلم نقف على روايته، عن رجل،
عنه. ثم قال شيخنا: وذكر الدّارقطنيّ، والبرقانيّ، وابن طاهر أنّ خ. روى عن ابن
زرارة المذكور.) وقد روى البخاريّ عدّة أحاديث عن إسماعيل بن عبد الله، عن مالك،
وغيره، وهو إسماعيل بن أبي أويس والله أعلم.
4 (إسماعيل بن عبد الله بن عبد الله بن أويس بن مالك بن أبي عامر.)
(16/91)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 92
أبو عبد الله بن أويس الأشجعيّ، المدنيّ. أخو عبد الحميد بن أبي أويس. قرأ القرآن
على نافع، وهو آخر أصحابه. وعليه قرأ: أحمد بن صالح المصريّ، وغيره. وروى عن: خاله
مالك بن أنس، وإبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، وعبد العزيز الماجشون، وكثير بن
عبد الله بن عمرو بن عوف، وسليمان بن بلال، وعبد الرحمن بن أبي الزّناد، وسلمة بن
وردان، وطائفة. وعنه: خ. م.، ود. ت. ق. بواسطة، وأحمد بن صالح المصريّ، وأحمد بن
يوسف السّلميّ، وعبد الله الدّراميّ، ويعقوب الفسويّ، ومحمد بن نصر الصّائغ، وعليّ
بن جبلة الإصبهانيّ، وخلق كثير. وقال أحمد: لا بأس به. وقال أحمد بن أبي خيثمة، عن
ابن معين: صدوق، ضعيف العقل. ليس بذاك، يعني أنّه لا يحسن الحديث، ولا يعرف يؤدّيه
أو يقرأ من غير كتابه.
(16/92)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 93
وقال أبو حاتم: محلّه الصّدق، وكان مغفّلاً. وقال النّسائيّ: ضعيف. وقال مرّة: ليس
بثقة. وقال ابن عديّ: روى عن خاله غرائب لا يتابعه عليها أحد، وهو خير من أبيه.
وقال الدّارقطنيّ: ليس أختاره في الصّحيح. قلت: روى عنه الشيخان، وروى مسلم أيضاً،
عن رجلٍ، عنه. مات سنة ستٍّ. ويقال سنة سبعٍ وعشرين، وله ثمانٍ وثمانون سنة. قال
محمد بن وضّاح: قال لي ابن أبي أويس: ليس اليوم بالمدينة أحد قرأ على نافع غيري.
قلت: ولم يكن متصدّياً للإقراء، بل للحديث. قال الفضل بن زياد: سمعت أحمد بن حنبل
وقيل له: بالمدينة اليوم) قال: ابن أبي أويس هو عالم كثير العلم، أو تحو هذا. وقال
أحمد بن حنبل مرّة: هو ثقة. قام في أمر المحنة، مقاماً محموداً. وقال البرقاني:
قلت للدّراقطنيّ: لم ضعّف النّسائي إسماعيل بن أبي أويس فقال: ذكر محمد بن موسى
الهاشميّ وهو إمام كان النّسائيّ يحضّه بما لم يحضّ به ولده. فقال: حكى لي
النّسائيّ أنه حكى له سلمة بن شبيب، عنه، قال: ثم توقف أبو عبد الرحمن النّسائيّ،
فما زلت أداريه أن يحكي لي
(16/93)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 94
الحكاية، حتّى قال: قال لي سلمة: سمعت إسماعيل بن أبي أويس يقول: ربّما كنت أضع
الحديث لأهل المدينة إذا اختلفوا في شيء فيما بينهم. فقلت للدّراقطنيّ: من حكى لك
هذا عن محمد بن موسى قال: الوزير، يعني ابن حنزابة، وكتبتها من كتابه. وقال ابن
معين مرّة: ليس بذاك، ضعيف العقل. وقال مرّة: ليس بشيء. سمعهما منه ابن أبي خيثمة.
ثم قال ابن معين: قال لنا عبد الله بن عبيد الله الهاشميّ صاحب اليمن: خرجت ومعي
إسماعيل بن أبي أويس إلى اليمن، فدخل لي يوماً ومعه ثوبٌ وشي فقال: أمرأتي طالق
ثلاثاً إن لم تشتر من هذا الرجل ثوبه بمائه دينار. قلت للغلام: زن له. فوزن له.
وإذا بالثّوب يساوي خمسين ديناراً، فسألته بعد فقال: إنّه أعطاني منه عشرين
ديناراً. قلت: استقرّ الأمر على توثيقه وتجنّب ما ينكر له.
(16/94)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 95
4 (إسماعيل بن عبد الحميد.)
أبو بكر العجليّ البصريّ العطّار، صاحب الرقيق. عن: حمّاد بن سلمة، وأبي الأشهب،
وطبقتهما. وعنه: أبو زرعة، وأبو حاتم وقال: صدوق.
4 (إسماعيل بن عمرو بن نجيح البجليّ.)
مولاهم الكوفيّ. نزيل إصبهان وشيخها ومسندها. سمع: مسعر بن كدام، ومالك بن مغول،
وعبد الغفار بن القاسم، وكاملاً أبا العلاء، وأبا معشر، وفضيل بن مرزوق، وسفيان
الثّوريّ، وشبيان، وغيرهم.) وعنه: عبد الله بن محمد بن زكريا، ومحمود بن أحمد بن
الفرج، وإبراهيم بن نائلة، ومحمد ابن نصير، ومحمد بن عليّ الفرقديّ، ومحمد بن
إبراهيم الصّفّار الأصبهانّيون، وخلق كثير. وكان قد انتهى إليه علوّ الإسناد
بإصبهان. قال محمد بن يحيى بن منده: سمعت إبراهيم بن إدريس ذكر إسماعيل
(16/95)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 96
وأحسن الثّناء عليه. وقال شيخنا مثل ذلك. وكان عنده عن فلان وفلان. وذكره ابن حبّان
في الثّقات. أما الدار قطني فضعفه. وقال ابن عديّ: حدث عن مسعر، والثّوريّ، والحسن
بن صالح، وغيرهم بأحاديث لا يتابع عليها. وروى عنه: أسيد بن عاصم، وعبد الله بن
محمد بن سلاّم، والقاسم بن نصر المخرّميّ. ثم روى له ابن عديّ أحاديث وقال: هذه
الأحاديث مع سائر رواياته التي لم أذكرها عامّتها ما لا يتابع عليه، وهو ضعيف.
قلت: توفّي سنة سبعٍ وعشرين ومائتين.
4 (إسماعيل بن عيسى العطار.)
بغداديّ صدوق.
(16/96)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 97
عنده عن: إسماعيل بن زكريّا الخلقانيّ، وزياد بن عبد الله البكّائيّ. وعنده
المبتدأ، عن أبي حذيفة البخاريّ. روى عنه: الحسن بن علّوية القطان، وأحمد بن عليّ
البربهاريّ، وغيرهما. توفّي سنة اثنتين وثلاثين ومائتين. وثقة الخطيب، وغيره.
وضعّفه الأزدي.
4 (أصبغ بن الفرج بن سعيد بن نافع خ. ت. س.)
أبو عبد الله الأموي الفقيه، مولى عمر بن عبد العزيز. ولد بعد الخمسين ومائة.
وإنما طلب العلم كبيراً، فلم يلق مالكاً ولا اللّيث، بل تفقّه على ابن وهب، وعبد
الرحمن بن القاسم وروى عنهما، وعن: أسامة بن زيد، وأخيه عبد الرحمن بن زيد، وعبد
العزيز
(16/97)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 98
الدّراورديّ، وحاتم بن) إسماعيل، والعبّاس بن خلف بن إدريس بن عمر بن عبد العزيز،
وعيسى بن يونس، وغيرهم. وعنه: خ. و ت. س. بواسطة، وأحمد بن الحسن التّرمذيّ، واحمد
بن الفرات، والربيع الجيزيّ، وأبو الدّرداء عبد العزيز بن المروزيّ، وإسماعيل
سمّويه، وبكر بن سهل الدّمياطيّ، ويحيى بن عثمان بن صالح، وأبو يزيد القراطيسيّ،
وخلق. ذكره يحيى بن معين فقال: كان من اعلم خلق الله برأي مالك يعرفها مسألة
مسألة، ومتى قالها مالك ومن خالفه فيها. وقال أحمد بن عبد الله العجليّ: ثقة صاحب
سنّة. وقال أبو حاتم: كان أجلّ أصحاب ابن وهب. وقال ابن يونس: كان يحيى بن عثمان
يقول: هو من ولد عبيد المسجد. كان بنو أميّة يشترون للمسجد عبيداً يخدمونه، وهو من
ولد أولئك. وكان مضطلعاً بالفقه والنّظر. توفّي لأربعٍ بقين من شوّال سنة خمسٍ
وعشرين. وكان ذكر للقضاء في مجلس عبد الله بن طاهر، فسبقه سعيد بن عفير. وقال ابن
يونس: حدّثني عليّ بن الحسن بن قديد، عن يحيى بن عثمان بن صالح، عن أبي يعقوب
البويطيّ أنّه كان حاضراً في مجلس ابن طاهر الأمير حين أمر بإحضار شيوخ مصر. قال:
فقال لنا: إنّي جمعتكم لترتادوا لأنفسكم قاضياً. فكان أول من تكلّم يحيى بن بكير،
ثم تكلم ابن ضمرة الزّهريّ فقال: أصلح الله الأمير، أصبغ بن
(16/98)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 99
الفرج الفقيه العلم الورع، فذكر الحكاية. وقال بعض الكبار: ما أخرجت مصر مثل أصبغ.
وقال ابو نصر: سمعت الربيع والمزنيّ يقولان: كنّا نأتي أصبغ قبل قدوم الشّافعيّ،
فنقول له: علّمنا مّما علّمك الله. وقال مطرّف بن عبد الله: أصبغ أفقه من عبد الله
بن عبد الحكم. وروى عليّ بن قديد، عن شيخ له قال: كان بين أصبغ وبين ابن عبد الحكم
مباعدة، وكان أحدهما ويرمي الآخر بالبهتان. وقال ابن وزير: كان أصبغ خبيث اللّسان،
وربمّا كان صاعقة. ومن مناقب أصبغ: قال ابن قديد: كتب المعتصم في أصبغ ليحمل إليه
في المحنة، فهرب واختفى بحلوان رحمه الله.) وفيه يقول الجمل الشاعر في مدح
الخليفة:
(وطويت أصبغ حقبةً في بيته .......... فسترته جدر البيوت السّتّر)
(أبدلته برجاله وجموعه .......... خرقاً مقاعدة النّساء الخدّر)
(فإذا أراد مع الظلام لحاجةٍ .......... أخذ النّقاب وفضل مرط المعجر)
(16/99)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 100
4 (أصرم بن حوشب.)
القاضي أبو هشام الهمدانيّ. قاضي همدان. حدّث في سنة ثلاثين ومائتين عن: قرّة بن
خالد، وزياد بن سعد، وعبد الله بن إبراهيم الشّيبانيّ، ومندل بن عليّ، وجماعة.
وعنه: إبراهيم بن سعيد الجوهريّ، وعثمة بن الفضل، وابن قهزاد، وعثمان بن صالح
الحنّاط، ومحمد بن يحيى الأزديّ، وطائفة سواهم. قال ابن معين: كذّاب خبيث. وقال
البخاريّ: متروك. قال أبو إسحاق الجوزجانيّ: كتبت عنه بهمدان سنة ثلاثين. وهو
ضعيف.
(16/100)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 101
4 (أغلب بن إبراهيم بن الأغلب التميميّ.)
أمير القيروان وابن أميرها. ولي الأمر بعد أخيه زيادة الله بن إبراهيم فبقي ثلاثة
أعوام ومات في ربيع الآخر سنة ستّ وعشرين. ثم ولي بعده ولده محمد بن الأغلب وطالت
أيّامه، وبقي تسع عشرة سنة.
4 (أيّوب بن سليمان بن بلال خ. د. ت. ن.)
أبويحيى القرشيّ التّيميّ، مولاهم المدنيّ. مشهور صدوق، لم أره لحق أباه، وإنّما
روى عن رجلٍ، عن أبيه. وهو عبد الحميد بن أبي أويس، له عنه نسخة. وحكى عن: عبد
العزيز بن أبي حازم. وعنه: خ. ود. ت. ن. بواسطة، وأحمد بن شبّويه المروزيّ،
وإبراهيم بن أبي داود البرلّسيّ، والزّبير بن بكّار، وأبو حاتم، ومحمد بن إسماعيل
التّرمذيّ، وعبد الله بن شبيب، وجماعة. وذكره ابنٍ حبّان في الثّقات وقال: سمع مالكاً.)
ومات سنة أربعٍ وعشرين.
(16/101)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 102
4 (أيّوب بن سليمان البصريّ المكتّب.)
عن: أبي عوانة، وأبي هلال. وعن عمّه عمر بن معدان. وعنه: عليّ بن نصر الجهضميّ،
ومحمد بن شعبة بن جوان.
(16/102)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 103
4 (حرف الباء)
4 (بابك الخرّمي.)
(16/103)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 104
مذكور في الحوادث في أماكن.
4 (بشار بن موسى الخفّاف.)
أبو عثمان العجليّ أو الشّيبانيّ البصريّ. عن: شريك، وأبي عوانة، عبيد الله بن
عمرو الرّقّيّ، ويزيد بن زريع، وعطاء بن مسلم الخفّاف، وخلق. وعنه: أحمد بن حنبل،
وابنه عبد الله بن أحمد الدّورقيّ، والحسن بن علّوية، وصالح جزرة، وأبو القاسم
البغويّ. قال عليّ بن المدينيّ: ما كان ببغداد أصلب في السّنة منه. وقال ابن عديّ:
أرجو أنّه لا بأس به. وقول من وثّقه أشبه. وقال أبو داود: كان أحمد يكتب عنه وأنا
لا أحدّث عنه. وقال ابن معين: ليس بثقة.
(16/104)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 105
وقال البخاريّ: منكر الحديث. وقال الفلاّس: ضعيف الحديث. توفّي سنة ثمانٍ وعشرين
في رمضان.
4 (بشر الحافي بن الحارث بن عبد الرحمن بن عطاء.)
(16/105)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 106
أبو نصر المروزيّ، ثم البغداديّ الزّاهد الكبير المعروف ببشر الحافي. وهو ابن عمّ
عليّ بن خشرم المحدّث. سمع: إبراهيم بن سعد، وحمّاد بن زيد، وأبا الأحوص، وشريكاً،
ومالكاً، والفضيل بن عياض، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وخالد بن عبد الله
الطّحّان، والمعافي بن عمران، وعبد الله بن) المبارك، وغيرهم. وعنه: أحمد
الدّورقيّ، ومحمد بن يوسف الجوهريّ، ومحمد بن المثنّى السمسار، وسريّ السّقطيّ،
وعمر بن موسى الجلاّء، وإبراهيم بن هاني، وخلق غيرهم. وكان عديم النّظير زهداً
وورعاً وصلاحاً. كثير الحديث إلاّ أنّه كان يكره الرواية، ويخاف من شهوة النّفس في
ذلك، حتّى أنّه دفن كتبه. أخبرنا المسلّم، والمؤمّل، وغيرهما كتابةً قالوا: أن أبو
اليمن الكنديّ، أنا أبو منصور الّشّيبانيّ أنا أبو بكر الخطيب: أخبرني أبو سعد
المالينيّ، أنا أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر، ثنا جعفر بن محمد السنديّ، ثنا
محمد بن جعفر السّمسار: سمعت بشر بن الحارث يقول: سمعت العوفيّ، عن الزهريّ، عن
أنس قال: اتخذ النبي صلى الله عليه وسلم خاتماً، فلبسه، ثم ألقاه.
(16/106)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 107
وعن بشر أنه قيل له: ألا تحدث قال: أنا أشتهي أن أحدث، وإذا اشتهيت شيئاً تركته.
وقال إسحاق الحربيّ: سمعت بشرَ بن الحارث يقول: ليس الحديث من عدة الموت. فقلت له:
قد خرجت إلى أبي نعيم. قال: أتوب إلى الله بذهابي. وعن أيوب العطّار سمع بشراً
يقول: ثنا حمّاد بن زيد ثم قال: أستغفر الله، إ نّ لذكر الإسناد في القلب خيلاء.
وقال أبو بكر المرروزيّ: سمعت بشراً يقول: الجوع يصّفي الفؤآد، ويميت الهوى، ويورث
العلم الدّقيق. وقال أبو بكر بن عثمان: سمعت بشر بن الحارث يقول: إ نّي لأشتهي شواءً
منذ أربعين سنة، ما صفى لي درهمه. وقال الحسن بن عمرو: سمعت أبا نصر التّمّار
يقول: أتاني بشر ليلةً، فقلت الحمد لله الذي جاء بك. جاءنا قطن من خراسان، فغزلته
البنت وباعته، واشترت لنا لحماً، فتفطر عندنا. قال: لو أكلت عند أحد أكلت عندكم.
إنّي لأشتهي الباذنجان منذ سنين. فقلت: وإن فيها الباذنجان من الحلال. فقال: حتّى
يصفو لي حبّ الباذنجان.
(16/107)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 108
وقال محمد بن عبد الوهّاب الفرّاء: سمعت عليّ بن عثّام يقول: أقام بشر بن الحارث
بعّبادان) يشرب من ماء البحر، ولا يشرب من حياض السلاطين، حتّى أضرّ بجوفه، ورجع
إلى أخيه وجعاً. وكان يتخذ المغازل ويبيعها. فذاك كسبه. وقال موسى بن هارون
الحافظ: ثنا محمد بن نعيم بن الهيثم قال: رأيتهم جاؤوا إلى بشر فقال: ياأهل الحديث
علمتم أنه يجب عليكم فيه زكاة، كما يجب على من ملك مائتي درهم، خمسة دراهم. وقال
محمد بن هارون أبو نشيط: نهاني بشر بن الحارث عن الحديث وأهله. وقال: أقبلت إلى
يحيى القطّان، فبلغني أنّه قال: أحبّ هذا الفتى لطلبه الحديث. وذكريعقوب بن بختان
الفرّاء أنّه سمع بشر بن الحارث يقول: لاأعلم أفضل من طلب الحديث والعلم لمن اتّقى
الله، وحسنت نيّته فيه. وأمّا أنا، فأستغفر الله من كلّ خطوة خطوت فيه. وقيل كان
بشر يلحن ولا يعرف العربية. وعن المأمون قال: لم يبق أحداً نستحي منه غير بشر بن
الحارث. وقال أحمد بن حنبل: لو كان بشر تزوّج لتمّ أمره.
(16/108)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 109
وقال إبراهيم الحربيّ: ما أخرجت بغداد أتمّ عقلاً من بشر، ولا أحفظ للسانه. كان في
كل شعرةٍ منه عقل، وطيء النّاس عنقه خمسين سنة ما عرف له غيبة لمسلم. وما رأيت
بعيني أفضل من بشر. وعن بشر قال: المتقلب في جوعه، كالمتشحّط في دمه في سبيل الله.
وعنه قال: شاطرٌ سخيّ أحبّ إلى الله من صوفيّ بخيل. وعنه قال: أمس قد مات، واليوم
في النزاع، وإذاً لم يولد بعد. وعنه قال: لا يفلح من ألف أفخاذ النّساء. وعنه قال:
إذا أعجبك الكلام فاصمت، وإذا أعجبك الصّمت فتكلّم. وقيل إنّ بعضهم تسمّع على بشر
فسمعه يقول: اللّهم إن تعلم أنّ الذّلّ أحبّ إليّ من العزّ، وأنّ الفقر أحبّ إليّ
من العزّ، وأنّ الفقر أحبّ إليّ من الغنى، وأنّ الموت أحبّ إليّ من الحياة. وعن
بشر قال: قد يكون الرجل مرائياً بعد موته. قالوا: وكيف هذا قال: يحبّ أن يكثر
النّاس في جنازته.) وعنه قال: لا تجد حلاوة العبادة حتّى تجعل بينك وبين الشّهوات
سدّاً من حديد. أخبرنا القاضي أبو محمد بن علوان، أنا أبو محمد بن قدامة الفقيه
سنة إحدى عشرة وستّمائة قال: حدّثني ابني أبو المجد عيسى، أنا أبو طاهر بن
المعطوش، أنا أبو الغنايم محمد بن محمد، أنا أبو إسحاق البرمكّي، أنا
(16/109)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 110
عبيد الله بن عبد الرحمن الزّهريّ: حدّثني حمزة بن الحسين البزّاز، ثنا عبد الله
بن محمد بن عيسى: حدّثني حمزة بن دهقان قال: قلت ليبشر بن الحارث: أحبّ أن أخلو
معك. قال: إذا شئت. ونكون يوماً، فرأيته قد دخل قبةً، فصلّى فيها أربع ركعات، لا
أحسن أصلّي مثلها، فسمعته يقول في سجوده: اللّهم إنّك تعلم فوق عرشك أنّ الذّلّ
أحبّ إليّ من الشّرف، اللّهم إنّك تعلم فوق عرشك أنّ الفقر أحبّ إليّ من الغنى،
اللّهمّ إنّك تعلم فوق عرشك أنّي لا أؤثر على حبك شيئاً. فلمّا سمعته أخذني الشهيق
والبكاء. فلمّاسمعني قال: اللّهم أنت تعلم أنّي لو اعلم أنّ هذا ها هنا لم أتكلّم.
وقال صالح بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي يقول: من زعم أنّ أسماء الله مخلوقة فقد كفر.
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: ثنا محمد بن المثنّى صاحب بشر بن الحارث. قال: قال
رجل ليبشر وأنا حاضر: إنّهذا الرجل، يعني أحمد بن حنبل، قيل له: أليس الله قديماً،
وكلّ شيءٍ دونه مخلوق قال: فما ترك بشر الرجل يتكلّم حتّى قال: ألا كلّ شيءٍ مخلوق
إلاّ القرآن. قال المروزي فيما رواه الخلاّل، عنه، عن عبد الصّمد العبّادانيّ: قال
رجل ليبشر بن الحارث: يا أبا نصر يدخل أحدٌ من الموحّدين النّار. فقال: استرحت إنّ
كان هذا عقلك. وقال أحمد بن بشر المرثديّ: ثنا إبراهيم بن هاشم قال: دفنّا لبشر
ثمانية عشر ما بين قمطر إلى قوصرة، يعني من الحديث. وقيل لأحمد بن حنبل: مات بشر،
فقال: مات رحمه الله وما له نظير في
(16/110)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء
السادس عشر الصفحة 111
هذه الأمّة إلاّ عامر بن عبد قيس، فإنّ عامراً مات ولم يترك شيئاً. ثم قال أحمد:
لو تزوج كان قد تمّ أمر. رواها أبو العبّاس البرائيّ، عن المروزيّ، عن أ