88

تعريف المستدركات وبيان كم حال أحاديث  مستدرك الحاكم النيسابوري إذ كل الضعيف160.حديثا وقد احصاها الذهبي فقال 100 حديث وذكر ابن الجوزي في الضعفاء له 60 حديثا أُخر فيكون  كل الضعيف في كل المستدرك 160 حديثا من مجموع 8803=الباقي الصحيح =8743.فهذه قيمة رائعة لمستدرك الحاكم

روابط مصاحف م الكاب الاسلامي

روابط مصاحف م الكاب الاسلامي
 

السبت، 20 أغسطس 2022

مجلد13.و14.تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام./ محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي.

 

13. تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام.
تأليف: شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي.

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 167
أخذ عن: الفضيل بن عياض، وغيره. حكى عنه: أحمد بن أبي الحواري، وعبد الله بن خبيق الأنطاكي، والوليد بن عتبة الدمشقي، وغيرهم. وكان عبداً صالحاً، وعابداً سائحاً. له أحوال وكرامات. قال ابن أبي الحواري: سمعته يقول: أصل العبادة عندي في ثلاث: لا ترد من أحكامه شيئاً، ولا تسأل غيره حاجة، ولا تدخر عنه شيئاً. وقال أحمد بن أبي الحواري: سمعت أبا عبد الله النباجي يقول: تدري أي شيء قلت البارحة قلت: قبيحٌ بعيدٍ ذليلٍ مثلي يعلم عظيماً مثلك. ما تعلم أنك لو خيرتني بين أن تكون الدنيا كلها لي أتنعم فيها حلالاً لا أسأل عنها غداً، وبين أن تخرج نفسي الساعة لاخترت الموت. وقال ابن أبي الدنيا: ثنا داوود بن محمد، سمع أبا عبد الله النباجي يقول: خمس خصالٍ بها يتم العمل: معرفة الله، ومعرفة الحق، وإخلاص العمل لله، والعمل على السنة، وأكل الحلال. فإن فقدت واحدة لم يرفع العمل. وذلك أنك إذا عرفت الله ولم تعرف الحق لم تنتفع. وإذا عرفت الحق وعرفت الله ولم تخلص لم تنتفع. وإذا عرفت الله والحق وأخلصت ولم تكن على السنة لم تنتفع. وإن تمت الأربع ولم يكن الأكل من الحلال لم تنتفع. وقال أبو نعيم في الحلية: سمعت أبي يقول: سمعت خالي أحمد بن محمد بن يوسف: سمعت أبي يقول: كان أبو عبد الله النباجي مجاب الدعوة، له آيات وكرامات، بينا هو في) بعض أسفاره على ناقة وفي الرفقة رجلٌ عائن قل ما نظر إلى شيءٍ إلا أتلفه. فقيل له: احفظ ناقتك من العائن. قال: ليس له إليها سبيل. فأخبر العائن بقوله، فتحين غيبة النباجي وجاء فعان الناقة،

(15/167)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 168
فاضطربت وسقطت. وأتى النباجي فرآها فقال: دلوني عليه، فدلوه. فأتاه فوقف عليه وقال: بسم الله، حبسٌ حابس، وشهاب قابس. رددت عين العائن عليه، وعلى أحب الناس إليه، في كلوتيه رشيق، وفي ماله يليق، فارجع البصر هل ترى من فطور ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئاً وهو حسير. قال: فخرجت حدقتا العائن وقامت الناقة لا بأس بها.
4 (سعيد بن داوود بن سعيد بن أبي زنبر.)
أبو عثمان الزنبري المدني، نزيل بغداد. سمع: مالكاً، وأبا شهاب الحناط. وعنه: البخاري في الأدب، والرمادي، وإبراهيم الحربي، والحسن بن الصباح البزار، وأبو حاتم، والحارث التميمي، وآخرون. قال ابن الصباح: كان من خيار الناس. وقال أبو حاتم: يروي الموطأ، وليس بالقوي. قلت: تفرد عن مالك بمناكير.

(15/168)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 169
قال يحيى بن معين: ما كان عندي بثقة. وقال أبو زرعة: ضعيف. وقال أحمد بن حنبل: أخاف أن يكون قد خلط على نفسه.
4 (سعيد بن الربيع.)

(15/169)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 170
أبو زيد، صاحب الهروي. شيخ بصري كان يبيع الثياب الهروية. روى عن: قرة بن خالد، وشعبة، وعلي بن المبارك، وغيرهم. وعنه: خ. وم. وت. ون بواسطة، وحجاج بن الشاعر، وبندار، وعبد بن حميد، وأبو قلابة الرقاشي، والكديمي، وجماعة.) قال أبو حاتم: صدوق. توفي في ذي الحجة سنة إحدى عشرة. وكان جده مكاتباً لزرارة بن أوفى.
4 (سعيد بن سلام العطار.)
أبو الحسن البصري. عن: ثور بن يزيد، وزكريا بن إسحاق، وسفيان الثوري. وعنه: أبو قلابة الرقاشي، وإسماعيل القاضي، وأبو مسلم الكجي، وجماعة. قال أبو داوود: ضعيف.

(15/170)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 171
وقال الدارقطني: متروك. توفي سنة أربع عشرة.
4 (سعيد بن شرحبيل الكندي الكوفي.)
عن: الليث، وابن لهيعة، ويحيى بن العلاء الرازي، وجماعة. وعنه: خ. وس، ق عن رجل عنه، وأبو كريب، والقاسم بن زكريا الكوفي، وإبراهيم بن أبي بكر بن أبي شيبة، ووالده، والحارث بن أبي أسامة، وجماعة. قال مطين: مات سنة اثنتي عشرة.
4 (سعيد بن عبد الله بن دينار.)

(15/171)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 172
أبو روح البصري التمار. نزيل دمشق. عن: الربيع بن صبيح، وعبد الواحد بن زيد. وعنه: سلمة بن شبيب، وعباس الترقفي، وجماعة.
4 (سعيد بن عيسى بن تليد الرعيني.)
مولاهم المصري. وقد ينسب إلى جده. سمع: المفضل بن فضالة، وعبد الله بن وهب، وابن القاسم، وزين بن شعيب، ورشدين بن سعد، وابن عيينة، وجماعة. وعنه: خ.، ون. عن رجل عنه، وابن أخيه المقدام بن داوود بن عيسى، وأبو حاتم الرازي،) وجماعة. وثقه أبو حاتم. وتوفي في ذي الحجة سنة تسع عشرة، وكان كاتباً لغير واحد من قضاة مصر.
4 (سعيد بن مسعدة.)

(15/172)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 173
أبو الحسن البصري، مولى بني مجاشع. ويعرف بالأخفش النحوي. أحد الأعلام. أخذ عن: الخليل، ولزم سيبويه حتى برع. وكان أسن من سيبويه. قال أبو حاتم السجستاني: كان الأخفش رجل سوء قدرياً. كتابه في المعاني صويلح إلا أن فيه أشياء في القدر. وقال أبو عثمان المازني: كان الأخفش أعلم الناس بالكلام وأصدقهم بالجدل. قلت: كان المازني من تلامذة الأخفش. وروى ثعلب، عن سلمة، عن الأخفش قال: جاءنا الكسائي إلى البصرة، فسألني أن أقرأ عليه كتاب سيبويه ففعلت، فوجه إلي خمسين ديناراً. قال سلمة: وكان الأخفش يعلم ولد الكسائي. وكان ثعلب يفضل الأخفش، ويقول: كان أوسع الناس علماً، وله كتب

(15/173)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 174
كثيرة في النحو والعروض. وعن الأخفش قال: أتيت بغداد ووافيت مسجد الكسائي، فإذا بين يديه الفراء، والأحمر، وابن سعدان، وغيرهم. فسألته عن مائة مسألة، فأجاب بجوابات خطأته في جميعها. فهم أصاحبه بالوثوب علي فمنعهم وقال: بالله أنت أبو الحسن سعيد بن مسعدة قلت: نعم. فقام إلي وعانقني وأجلسني إلى جانبه، ثم قال: أحب أن يتأدب أولادي بك. فأجبته. ثم فيما بعد سألني أن أؤلف له كتاباً في معاني القرآن. قال محمد بن إسحاق: توفي الأخفش سنة إحدى عشرة. وقال غيره: توفي سنة اثنتي عشرة. وقيل: سنة خمس عشرة ومائتين. وله عدة مصنفات.)
4 (سعيد بن المغيرة.)
أبو عثمان المصيصي الصياد. عن: أبي إسحاق الفزاري، وابن المبارك، ومعتمر بن سليمان. وعنه: الدارمي، وأبو حاتم، وعبد الكريم الديرعاقولي، وإبراهيم بن ديزيل، ومحمد بن سليمان الكوفي، وجماعة. وكان صالحاً فاضلاً كبير القدر.

(15/174)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 175
قال أبو حاتم: حسبك به فضلاً أنه ابتدأ قرأة كتاب السير فرأيت أهل المصيصة قد غلقوا حوانيتهم وحضروا مجلسه. قلت: وثقه أبو حاتم، وغيره.
4 (سعيد بن هاشم بن صالح.)
أبو عمر المخزومي، مولاهم المصري الفقيه الفيومي. كان من أصحاب مالك. توفي بالفيوم سنة أربع عشرة.
4 (سفيان بن زياد البغدادي المخرمي الرصافي.)
عن: عيسى بن يونس، وعبد الله بن ضرار، وغيرهما. وعنه: عباس الدوري، ومحمد بن عبيد الله بن المنادي، وتمتام، وغيرهم. قال الخطيب: كان ثقة.
4 (السكن بن سليمان الأزدي البصري.)
عن: سلم بن زرير. وعنه: محمد بن يحيى الذهلي. توفي سنة عشرين.

(15/175)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 176
4 (سلامة بن بشر.)
أبو كلثم العذري الدمشقي. عن: يزيد بن السمط، وصدقة بن عبد الله السمين، والحسن بن يحيى الخشني. وعنه: أبو إسحاق الجوزجاني، وأحمد بن أبي الحواري، ويزيد بن محمد بن عبد الصمد، وأبو) حاتم وجماعة. قال أبو حاتم: صدوق.
4 (سلام بن سليمان بن سوار المدائني.)
أبو العباس الثقفي الضرير، نزيل دمشق. سمع بإفادة عمه شبابة من: أبي عمرو بن العلاء، وابن أبي ذئب، وعيسى بن طهمان، وشعبة، وغيرهم. وعنه: أحمد بن الأزهر، وعباس بن الوليد البيروتي، وعبد الله بن روح، وأبو حاتم، وعثمان بن سعيد الدارمي، وعلي بن محمد الجكاني، وهارون الأخفشي الدمشقي. قال أبو حاتم: ليس بالقوي. ووثقه غيره.

(15/176)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 177
وقال ابن عدي: منكر الحديث. توفي بدمشق في حدود العشرين.
4 (سلم بن إبراهيم البصري.)
أبو محمد الوراق. عن: عكرمة بن عمار، وشعبة، ومبارك بن فضالة، وغيرهم. وعنه: إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد، وأحمد بن صالح الوزان، ومحمد بن يحيى الذهلي، وتمتام، وآخرون. قال أبو حاتم: شيخ. وضعفه ابن معين.
4 (سلم بن ميمون الخواص الزاهد.)

(15/177)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 178
رازي الأصل. سكن الرملة. وروى عن: مالك، وأبي خالد الأحمر، وجماعة. وعنه: يونس بن عبد الأعلى، وعمرو بن أسلم الطرسوسي، ومحمد بن عوف الحمصي، وغيرهم. قال إسماعيل بن مسلم بن قعنب: رأيت كأن القيامة قد قامت، وكأن منادياً ينادي: ألا ليقم) السابقون. فقام سفيان الثوري. ثم نادى: ألا ليقم السابقون. فقام سلم الخواص. ثم نادى الثالثة فقام إبراهيم بن أدهم. وقال سلم الخواص: الناس ثلاثة أصناف: صنف شبه الملائكة، وصنف شبه البهائم، وصنف شبه الشياطين. قال أبو حاتم: أدركته وكان مرجئاً لا يكتب حديثه. وقد تقدم سليمان الخواص. وعاش ابن ميمون هذا إلى بعد ثلاث عشرة ومائتين.
4 (سلمة بن بشير النيسابوري.)

(15/178)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 179
عن: هشيم، وابن أبي حازم، وطبقتهما. وعنه: أبو زرعة، وأبو حاتم. قيل إنه روى بالري أربعين ألف حديث سنة إحدى عشرة وبعدها.
4 (سلمة بن داوود العرضي.)
عن: أبي المليح الرقي، وإسماعيل بن عياش. وعنه: صالح بن بشر الطبراني، وأبو حاتم الرازي وقال: ثقة.
4 (سليمان بن أيوب بن سليمان بن عيسى بن موسى بن طلحة بن عبيد الله التيمي.)
الطلحي الكوفي. أبو أيوب. له عن آبائه نسخة نحو بضعٍ وعشرين حديثاً أورد منها ابن عدي عدة أحاديث منكرة. روى عنه: الفضل بن سخيت، وأحمد بن منصور الرمادي، ومحمد بن عمرو بن تمام المصري، وغيرهم.
4 (سليمان بن برد بن نجيح.)

(15/179)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 180
أبو الربيع التجيبي، مولاهم المصري الفقيه، أحد الأئمة. عن: مالك، والليث، والداروردي، وطبقتهم. قال مقدام بن داوود: ما رأيت أحداً كان أعلم بالقضاء وآلته منه. روى عنه: مقدام، ومالك بن عبد الله بن سيف.) مات في ذي الحجة سنة اثنتيعشرة ومائتين.
4 (سليمان بن الحكم بن عوانة الكلبي.)
حدث عن: العلاء بن كثير، والقاسم بن الوليد الهمذاني. وعنه: محمد بن قدامة المصيصي، ومحمد بن الصباح، ومحمد بن أبي العوام. قال ابن معين: ليس بشيء. وقال النسائي: متروك.
4 (سليمان بن داوود بن داوود بن علي بن عبد الله بن العباس.)
أبو أيوب، وأبو داوود الهاشمي العباسي الأمير. كان شريفاً جليلاً، عالماً ثقة سرياً.

(15/180)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 181
بلغنا عن أحمد بن حنبل أنه قال: كان يصلح للخلافة. سمع: عبد الرحمن بن أبي الزناد، وإسماعيل بن جعفر، وإبراهيم بن سعد، وعبثر بن القاسم، وسفيان بن عيينة، وجماعة. وعنه: أحمد بن حنبل، ومحمد بن عبد الرحيم صاعقة، وعباس الدوري، وإبراهيم الحربي، والحارث بن أبي أسامة، وأبو مسلم الكجي، وغيرهم. قال الزعفراني، قال لي الشافعي: ما رأيت أعقل من هذين الرجلين: أحمد بن حنبل، وسليمان بن داوود الهاشمي. وقال النسائي، وغيره: ثقة. وعن ابن وارة: سمع سليمان بن داوود يقول: ربما أتحدث بحديث واحد ولي نية، فإذا أتيت على بعضه تغيرت نيتي، وإذا الحديث الواحد يحتاج إلى نيات. وقال ابن سعد، وأحمد بن زهير: مات سنة تسع عشرة.
4 (سليمان بن عبيد الله الأنصاري الرقي.)
أبو أيوب الحطاب.

(15/181)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 182
سمع: عبيد الله بن عمرو الرقي، وبقية بن الوليد. وعنه: أبو أمية الطرسوسي، وإسماعيل سمويه، وأبو حاتم الرازي، وحفص بن عمر سنجة، وطائفة.) قال النسائي: ليس بالقوي.
4 (سليمان بن عثمان.)
أبو داوود الكلابي البصري العطار. عن: القاسم بن الفضل الحداني، وحزم بن أبي حزم. وعنه: أسيد بن عاصم. قال أبو حاتم: شيخ.
4 (سليمان بن كران.)
سمع: مبارك بن فضالة، وعمر بن عبد الرحمن الأبار. وعنه: محمد بن مرزوق، ومحمد بن زكريا الأصبهاني. توفي سنة ثمان عشرة، وهو طفاوي. لينه ابن عدي، وغيره.

(15/182)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 183
وآخر من روى عنه: محمد بن عثمان بن أبي سويد. وهو ابن كران براء مخففة. قيده عبد الحق في أحكامه في السؤال.
4 (سليمان بن النعمان الشيباني البصري.)
عن: همام بن يحيى، ويحيى بن العلاء. وعنه: أبو زرعة، وأبو حاتم. وقال أبو حاتم: شيخ.
4 (سليمان بن أبي هوذة.)
عن: حماد بن سلمة، وأبي هلال، وعمرو بن أبي قيس، وجماعة. وعنه: عيسى بن أبي فاطمة، ومقاتل بن محمد، وسليمان بن داوود القزاز. قال أبو زرعة: صدوق.

(15/183)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 184
4 (سليمان بن محمد الأسلمي اليساري.)
ابن عم مطرف بن عبد الله. سكن الجار، وحدث عن: ابن أبي ذئب، ومالك، ونافع القاريء، وعبد الرحمن بن زيد بن) أسلم، وجماعة. روى عنه: أبو حاتم. وقال: صدوق.
4 (سهل بن عامر البجلي.)
عن: مالك بن مغول، وفضيل بن مرزوق، وإسرائيل. وعنه: إبراهيم بن أبي بكر بن أبي شيبة، والحسن بن علي بن عفان، وجماعة. قال أبو حاتم: أدركته بالكوفة. كان يفتعل الحديث.
4 (سهل بن محمود.)
أبو السري. حدث ببغداد عن: سفيان بن عيينة، وأبي بكر بن عياش. وعنه: محمد بن أحمد بن السكن، وعباس الدوري. وكان صالحاً ناسكاً ثقة.

(15/184)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 185
توفي كهلاً في سنة خمس عشرة. قال يعقوب بن شيبة: كان أحد أصحاب الحديث، وأحد النساك.
4 (سوار بن عمارة.)
أبو عمارة الرملي. عن: رجاء بن أبي سلمة، والسري بن يحيى بن عيينة. وعنه: أبو عمير عيسى بن محمد، وموسى بن سهل، ومحمد بن خلف العسقلاني، وزياد بن أيوب، وأبو زرعة الدمشقي. قال ابو حاتم: أدركته ولم أسمع منه، وهو صدوق. توفي سنة أربع أو خمس عشرة.
4 (سورة بن زهير.)
أبو السري الخراساني. روى عن: مسعر بن كدام، وغيره. قال أحمد بن سيار المروزي: ثنا سورة بن زهير رجل من أهل خراسان لقيته بالإسكندرية أريد أن يتكلم بخلق القرآن فامتنع.)

(15/185)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 186
4 (حرف الشين)

4 (شداد بن حكيم.)
ولي قضاء بلخ مكرهاً فحكم ستة أشهر وهرب إلى سمرقند. مات سنة ثلاث عشرة ومائتين عن تسعٍ وثمانين سنة. نقل عن تعاليق ابن قاضي. ذكره المصنف في غير طبقته فنقلته.
4 (شعيب بن يحيى التجيبي العبادي المصري.)
عن: نافع بن يزيد، ويحيى بن أيوب، والليث، ومالك، وغيرهم. وعنه: الحارث بن مسكين، وعبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم،

(15/186)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 187
وزيد بن بشر، وبكر بن سهل الدمياطي، وجماعة. ذكره ابن حبان في الثقات. وقال ابن يونس: كان رجلاً صالحاً، غلبت عليه العبادة. توفي سنة إحدى عشرة. وقيل: سنة خمس عشرة.
4 (شهاب بن معمر.)
أبو الأزهر العوقي البصري ثم البلخي. عن: حماد بن سلمة، وفرات بن السائب، وسوادة بن أبي الأسود. وعنه: البخاري في الأدب، وأبو قدامة عبد الله السرخسي، وعبد الصمد بن الفضل البلخي، وجماعة، وابن أخيه أبو شهاب معمر بن محمد. وثقه ابن حبان.

(15/187)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 188
4 (حرف الصاد)

4 (صاعد بن عبيد البجلي الحراني.)
عن: زهير بن معاوية، وموسى بن أعين. عنه: جعفر بن مسافر، ومحمد بن الحجاج الحضرمي، وأبو محمد الدارمي.
4 (صالح بن مهران.)
) أبو سفيان الشيباني، مولاهم الأصبهاني الصوفي العارف. روى عن: النعمان بن عبد السلام، وغيره. وعنه: محمد بن عاصم، وأخوه أسيد بن عاصم، ومحمد بن عبد الله بن الحسن. وكان يمسى الحكيم لعقله وورعه.

(15/188)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 189
وقد دونوا من كلامه رحمه الله. أخرج النسائي، عن الفلاس، عنه. ووثقه الفلاس. وقال أبو نعيم الحافظ: كان من الورع بمحل. قال أسيد بن عاصم: كان يفتي، وكان أفقه من الحسين بن حفص.
4 (صالح بن الأمير نصر بن مالك الخزاعي.)
أخو أحمد بن نصر الشهيد. روى عن: ابن أبي ذئب، وشعبة، وجماعة. وعنه: عباس الدوري، وأحمد بن أبي خيثمة، وآخرون. وثقه محمد بن جرير الطبري. وتوفي سنة تسع عشرة.
4 (الصلت بن محمد.)
أبو همام البصري الخاركي. وخارك من ساحل البصرة.

(15/189)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 190
سمع: حماد بن زيد، ومهدي بن ميمون، وأبا عوانة، وعبد الواحد بن زياد، وجماعة. وعنه: خ.، ون. عن رجل عنه، وإبراهيم بن المسستمر العروقي، ومحمد بن مرزوق البصري، وآخرون. وكان أحد الثقات. قال أبو حاتم: صالح الحديث.

(15/190)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 191
4 (حرف الضاد)

4 (الضحاك بن مخلد بن الضحاك بن مسلم بن الضحاك.)

(15/191)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 192
أبو عاصم النبيل الشيباني البصري، التاجر في الحرير، الحافظ. ولد سنة اثنتين وعشرين ومائة، وسمع: جعفر بن محمد الصادق، ويزيد بن أبي عبيد، وأيمن) بن نابل، بهز بن حكيم، وزكريا بن إسحاق المكي، وابن جريج، وهشام بن حسان، وابن عون، وسليمان التيمي، وثور بن يزيد، وابن عجلان، والأوزاعي، وابن أبي عروبة، وخلقاً. وعنه: خ.، وهو والجماعة عن رجلٍ عنه، وجرير بن حازم أحد شيوخه، وسفيان بن عيينة إن صح، وأحمد بن حنبل، وأبو خيثمة. وأبو بكر بن أبي شيبة، وبندار، وأبو حفص الفلاس، والدرامي، والحارث بن أبي أسامة، وأبو مسلم الكجي، وخلق آخرهم موتاً محمد بن حبان البصري المتوفى بعد الثلاثمائة. قيل إن فيلاً قدم البصرة فخرج الناس يتفرجون، فقال ابن جريح لأبي عاصم: ما لك لا تخرج قال: لم أجد منك عوضاً. قال: أنت نبيل. وقيل لقب به لأنه كان فاخر البزة. وقيل: حلف شعبة أن لا يحدث شهراً، فقصده أبو عاصم وقال: حدث وغلامي حرٌ كفارةً عنك. وكان أبو عاصم حافظاً ثبتاً، لم ير في يده كتاب قط. وكان فيه مزاح وكيس.

(15/192)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 193
قال عمر بن شبة: والله ما رأيت مثله. وقال البخاري، وغيره: سمعنا أبا عاصم يقول: ما اغتبت أحداً منذ علمت أن الغيبة تضر أهلها. وقال ابن معين: ثقة، ولم يكن يعرب. وقال أبو داوود: كان أبو عاصم يحفظ قدر ألف حديث من جيد حديثه، وكان فيه مزاح. قال إسماعيل بن أحمد أمير خراسان: سمعت أبي يقول: كان أبو عاصم كبير الأنف، فسمعته يقول: تزوجت امرأةً. فعمدت لأقبلها، فمنعني أنفي، فقالت: نح ركبتك. فقلت: إنما هو أنف. قال غير واحد: توفي في ذي الحجة في آخر أيام التشريق سنة اثنتي عشرة. وقال بعضهم: سنة ثلاث عشرة، وأظنه غلطاً. وقد جاوز التسعين بيسير.) قال ابن سعد: كان ثقةً فقيهاً، مات بالبصرة ليلة الخميس لأربع عشرة خلت من ذي الحجة. قلت: غلط من قال أنه مات سنة ثلاث عشرة، وذلك لأنه لم يصل خبر موته إلى بغداد إلا في سنة ثلاث عشرة، فورخه بعض المحدثين فيها. وأما البخاري فقال: مات سنة أربع عشرة في آخرها.

(15/193)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 194
قال يزيد بن سنان القزاز: سمعت أبا عاصم يقول: كنت اختلف إلى زفر بن الهذيل، وثم آخر يكنى أبا عاصم رث الهيئة يختلف إلى زفر. فجاء أبو عاصم يستأذن، فخرجت جارية فقالت: من ذا قال: أنا أبو عاصم. فدخلت فقالت لزفر: أبو عاصم بالباب. قال: أيهما هو فقالت: النبيل منهما. فأذنت لي فدخلت، فقال لي زفر: قد لقبتك الجارية بلقب لا أراه أبداً يفارقك. لقبتك بالنبيل. فلزمني هذا اللقب. رواها غير واحد عن القزاز. قال محمد بن عيسى: سمعت أبا عاصم يقول: ما دلست قط، إني لأرجم من يدلس. وفي تهذيب الكمال، عن البخاري ما ذكرنا من وفاته. كذا قال. وقال شيخنا عبد الله بن تيمية: بل ذكر البخاري وفاته سنة اثنتي عشرة غير مرة.

(15/194)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 195
4 (حرف الطاء)

4 (طلق بن السمح بن شرحبيل.)
أبو السمح المصري. عن: يحيى بن أيوب، ونافع بن يزيد، وموسى بن علي بن رباح، وقحذم بن يزيد اللخمي، وحيوة بن شريح، وجماعة. وعنه: ابنه حيوة، والربيع بن سليمان الجيزي، ومحمد بن عبد الملك بن زنجويه، وعبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم وآخرون. قال ابن يونس: كان نفاطاً في البحر يومي بالنار، وتوفي بالإسكندرية سنة إحدى عشرة ومائتين.) قلت: روى النسائي في كتاب اليوم والليلة له حديثاً. وذكره ابن أبي حاتم في كتابه.

(15/195)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 196
4 (طلق بن غنام بن طلق بن معاوية النخعي.)
ابن عم حفص بن غياث. وكاتب شريك القاضي ثم حفص بن غياث على الحكم. سمع: زائدة، وشيبان، وشريكاً، والمسعودي، ومالك بن مغول، وهمام بن يحيى، وجماعة. وعنه: خ. والباقون سوى مسلم بواسطة، وأحمد بن حنبل، وأبو بكر، وعثمان ابنا أبي شيبة، وأبو كريب، وأبو أمية الطرسوسي، وعباس الدوري، وعبد الله بن الحسين المصيصي، وطائفة. قال أبو داوود: صالح. وقال ابن سعد: ثقة صدوق.

(15/196)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 197
مات في رجب سنة إحدى عشرة أيضاً.

(15/197)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 198
4 (حرف العين)

4 (عاصم بن يوسف اليربوعي.)
أبو عمرو الكوفي الخياط. عن: أبي الأحوص سلام بن سليم، وقطبة بن عبد العزيز السعدي، وأبي شهاب الحناط، وإسرائيل بن يونس، وجماعة. وعنه: إبراهيم بن أبي بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن أبي خيثمة، وأحمد بن أبي غرزة الغفاري، وجعفر بن محمد بن الهذيل، وأبو محمد الدارمي، وجاره يوسف بن موسى القطان، وطائفة. وثقه مطين، وقال: مات سنة عشرين.
4 (عباد بن صهيب.)

(15/198)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 199
أبو بكر الكليبي البصري. عن: الأعمش، وسعيد بن أبي عروبة، وعمر مولى عفرة، وهشام بن عروة، وابن عجلان، وأمثالهم. وعنه: حسين بن علي بن مهران، وإبراهيم بن راشد، ومحمد بن عثمان، ومحمد بن خزيمة البصري.) قال ابن عدي: لعباد تصانيف كثيرة، ومع ضعفه يكتب حديثه. قال لنا عبدان: عند أحمد بن روح، عن عباد بن صهيب مائة ألف حديث. قال عبدان: وعباد لم يكذبه الناس، إنما لقن بآخره. وقال البخاري: سكتوا عنه. وكان يرى القدر. توفي قريباً من سنة اثنتي عشرة ومائتين. وأما ابن معين فروى عنه يحيى بن عبد الرحمن الأعمش، ولا أعرفه أنه

(15/199)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 200

(15/200)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 201
قال: عباد بن صهيب اثبت من أبي عاصم.
4 (عباد بن موسى.)
أبو عقبة القرشي البصري العباداني الأزرق. نزيل بغداد. عن: سفيان، وإسرائيل، وإبراهيم بن طهمان، وحماد بن سلمة، وعبد العزيز بن أبي رواد، وجماعة. وقيل أنه سمع من ابن عون. وعنه: أحمد بن يوسف التغلبي، ومحمد بن إسحاق الصاغاني، وإسحاق الحربي، وإبراهيم بن فهد الساجي، وجماعة. وثقه الصاغاني، ولم يخرجوا له شيئاً.
4 (عباس بن طالب البصري.)
نزيل مصر. عن: حماد بن سلمة، وأبي عوانة، وروح بن عطاء، وعبد الواحد بن زياد.

(15/201)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 202
وعنه: إسماعيل سمويه، وأبو حاتم. حدث في سنة ست عشرة. قال أبو زرعة: ليس بذاك.
4 (عباس بن الوليد.)
أبو الفضل البصري. نزل الشام وحدث عن: شعبة، ومبارك بن فضالة، وأبي جعفر الرازي. وعنه: أحمد بن محمد بن سيار العوهي، واحمد بن محمد بن أبي الخناجر الطرابلسي.)
4 (عباس بن الوليد الفارسي ثم الإفريقي.)
أبو الوليد. روى عن: عبد الله بن روح، ومالك بن أنس. قتل شهيداً في رمضان سنة ثمان عشرة، وذلك عند فتح تونس لما خالفت علي بن الأغلب.
4 (عبد الله بن إسماعيل بن عثمان.)

(15/202)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 203
أبو مالك الجهضمي البصري. عن: شعية، وجرير بن حازم، وحماد بن سلمة، وجماعة. وعنه: إسحاق بن سيار النصيبي. وكتب عنه أبو حاتم الرازي ولم يحدث عنه. قال: هو لين.
4 (عبد الله بن أيوب التيمي الشاعر.)
مدح الأمين، والمأمون، وغيرهما. وكان شاعراً محسناً.
4 (عبد الله بن جعفر بن غيلان الرقي.)
أبو عبد الرحمن مولى آل عقبة بن أبي معيط. سمع: عبيد الله بن عمرو، وأبا المليح الحسن بن عمر، وموسى بن أعين الرقيين، وإسماعيل بن عياش، وعبد العزيز الداروردي، ومعتمر بن سليمان. وعنه: أحمد الدورقي، وإسماعيل بن سمويه، وسلمة بن شبيب،

(15/203)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 204
وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، ومعاوية بن صالح الأشعري، وهلال بن العلاء، وطائفة آخرهم موتاً أبو شعيب الحراني. وثقه ابن معين، وغيره. وقال هلال: اضر سنة ست عشرة، وتغير سنة ثمان عشرة، ومات سنة عشرين. قلت: توفي في ثالث وعشرين شعبان بالرقة. روت الجماعة عن رجلٍ عنه.
4 (عبد الله بن الجهم.)
) أبو عبد الرحمن الرازي. لم يرحل. وسمع من: قاضي الري عكرمة بن إبراهيم، وجرير بن عبد الحميد، وعمرو بن أبي قيس الرازي، وابن المبارك، وجماعة. وعنه: أحمد بن أبي سريج، ويوسف بن موسى القطان، وجماعة. قال أبو زرعة: رأيته وكان صدوقاً. لم أكتب عنه.

(15/204)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 205
4 (عبد الله بن خيران.)
تأخر.
4 (عبد الله بن داوود بن عامر بن الربيع.)
أبو عبد الرحمن الهمداني الشعبي الكوفي المعروف بالخريبي. سكن الخريبة، وهي محلة بالبصرة. وكان من كبار أئمة الأثر. سمع: هشام بن عروة، والأعمش، وسلمة بن نبيط، وإسماعيل بن أبي خالد، وثور بن يزيد، وابن جريج، والأوزاعي، وابن أبي ليلى، وخلقاً. وعنه: الحسن بن صالح بن حي، وسفيان بن عيينة وهما من شيوخه.

(15/205)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 206
ومسدد، ونصر بن علي، وبندار، وعمرو الفلاس، ومحمد بن يحيى الذهلي، والكديمي، وبشر بن موسى الأسدي، وخلق. قال ابن سعد: كان ثقة، عابداً، ناسكاً. وقال ابن معين: ثقة، مأمون. وقال الكديمي، عن عبد الله بن داوود قال: كان سبب دخولي البصرة لأن ألقى ابن عون، فلما صرت إلى قناطر سردارا تلقاني نعيه، فدخلني ما الله به عليم. أبو حفص الفلاس: سألت عبد الله بن داوود عن بازي أخذ من أرض العدو. فقال: إن كان معلماً وضع في المغنم، وإن كان وحشياً فهو لصاصة. علي بن حرب: سألت الخريبي عن الأيمان قال: قولي فيه قول ابن مسعود، وحذيفة، وإبراهيم النخعي: قولٌ عملٌ يزيد وينقص. ثم قال: أنا مؤمن عند نفسي، ولا أدري كيف أنا عند ربي. وقال زيد بن أخزم: سمعت الخريبي يقول: نول الرجل أن يكره ولده على طلب الحديث.) ليس الدين بالكلام، إنما الدين بالآثار. وقال الكديمي عنه: ما كذبت إلا مرةً واحدة. قال لي أبي: قرأت علي العلم قلت: نعم، وما كنت قرأت عليه. وقال الفلاس: سمعت الخريبي يقول: كانوا يستحبون أن يكون للرجل خبيئة من عمل صالح لا تعلم به زوجته ولا غيرها. وقال زيد بن أخزم: سمعت الخريبي يقول: من أمكن الناس من كل ما

(15/206)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 207
يريدون أضروا بدنياه ودينه. وقال أبو داوود: خلف الخريبي أربعمائة دينار. وبعث إليه محمد بن عباد مائة دينار فقبلها. وقال إسماعيل الخطبي: سمعت أبا مسلم الكجي يقول: كتبت الحديث وعبد الله بن داوود حي. ولم آته لأني كنت في بيت عمتي. فسألت عن أولادها فقالوا: قد مضوا إلى عبد الله. فأبطؤا ثم جاؤوا يذمونه وقالوا: طلبناه في منزله فقالوا هو في بسيتينيةٍ له بالقرب. فقصدناه، فسلمنا، وسألناه أن يحدثنا، فقال: متعت بكم، أنا في شغلٍ عن هذا. هذه البسيتينية لي فيها معاش، وتحتاج إلى سقي، وليس لي من يسقيها. فقلنا: نحن ندير الدولاب ونسقيها. فقال: إن حضرتكم نيةٌ فافعلوا. فتشلحنا وأدرنا الدولاب حتى سقينا البستان. ثم قلنا: تحدثنا قال: متعت بكم ليس لي نية، وأنتم كانت لكم نية تؤجرون عليها. وقال أحمد بن كامل: نا أبو العيناء قال: أتيت الخريبي فقال: ما جاء بك قلت: الحديث. قال: إذهب فتحفظ القرآن. قلت: قد حفظت القرآن. قال: اقرأ أو اتل عليهم نبأ نوحٍ. فقرأت العشر حتى أنفذته. فقال: إذهب الآن فتعلم الفرائض. قلت: قد تعلمت الفرائض الصلب والجد والكبر.) قال: فأيهما أقرب إليك ابن أخيك أو ابن عمك؟

(15/207)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 208
قلت: ابن أخي. قال: ولم قلت: لأن أخي من أبي، وعمي من جدي. قال: إذهب الآن فتعلم العربية. قلت: قد علمتها قبل هذين. قال: فلم قال عمر حين طعن: يالله، يا للمسلمين قلت: فتح تلك على الدعاء، وكسر هذه على الاستغاثة والاستنصار. فقال: لو حدثت أحداً لحدثتك. وقال عباس العنبري: سمعت الخريبي يقول: ولدت سنة ست وعشرين ومائة. وقال الكديمي: مات في النصف من شوال سنة ثلاث عشرة. وقال بشر الحافي: دخلت على عبد الله بن داوود في مرضه الذي مات فيه، فجعل يقول ويمر يده إلى الحائط: لو خيرت بين دخول الجنة وبين أن أكون لبنة من هذا الحائط لاخترت أن أكون لبنةً، متى أدخل أنا الجنة. وكان يقف في القرآن تورعاً وجبناً. قال عثمان بن سليمان بن سافري: قال لي وكيع: النظر في وجه عبد الله ابن داوود عبادة. وقال إسماعيل القاضي: لما دخل يحيى بن أكثم البصرة مضى إلى الخريبي، فلما دخل رأى الخريبي مشيته. فلما جلس وسلم قال: معي أحاديث تحدثني بها. قال: متعت بك، إني لما نظرت إليك نويت أن لا أحدث. قال محمد بن شجاع: قلت لعبد الله الخريبي إن بعض الناس أخبرني أن أبا حنيفة رجع عن مسائل كثيرة.

(15/208)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 209
قال: إنما يرجع الفقيه عن القول إذا اتسع علمه.
4 (عبد الله بن داوود الواسطي التمار.)
وهو أقدم وفاةً من الخريبي وأصغر. عن: حنظلة بن أبي سفيان، وابن جريج، وحماد بن سلمة، والليث بن سعد، وجماعة.) وعنه: محمد بن المثنى، وأحمد بن سنان القطان، وأحمد بن أبي سريج الرازي، وهارون بن سليمان الأصبهاني، وآخرون. قال ابن المثنى: كان والله ما علمته، ثقة صاحب سنة. وقال ابن عدي: هو عندي ممن لا بأس به إن شاء الله.
4 (عبد الله بن رجاء الغداني.)

(15/209)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 210
أبو عمرو البصري. عن: شعبة، وعكرمة بن عمار، وهمام، وشيبان، وعاصم بن عمر العمري، وعبد الرحمن المسعودي، وجرير بن أيوب البجلي، وإسرائيل، وعبد الحميد بن بهرام، وسعيد بن سلمة بن أبي الحسام، وخلق. وعنه: خ.، ون. ق بواسطة، وإبراهيم الحربي، وأبو بكر الأثرم، وإسماعيل سمويه، وأسيد بن عاصم، وعثمان بن سعيد الدارمي، وعثمان بن عمر الضبي، وأبو مسلم الكجي، وعلي بن عبد العزيز البغوي، وأبو خليفة الفضل بن الحباب، وخلق. كثير الغلظ والتصحيف. وقال أبو حاتم: ثقة، رضىً. وقال ابن المديني: اجتمع أهل البصرة على عدالة رجلين: أبي عمر الحوفي، وعبد الله بن رجاء.

(15/210)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 211
توفي في سلخ ذي الحجة سنة تسع عشرة. ودفن من الغد سنة عشرين. أما عبد الله بن رجاء المكي، فقد مر في طبقة وكيع.
4 (عبد الله بن الزبير بن عيسى.)

(15/211)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 212
الإمام أبو بكر القرشي الأسدي الحميدي، لحميد بن زهير بن الحارث أسد المكي. محدث مكة وفقيهها، وأجل أصحاب سفيان بن عيينة. سمع: ابن عيينة، وعبد العزيز بن أبي حازم، وعبد العزيز الداروردي، وفضيل بن عياض، ومروان بن معاوية، والوليد بن مسلم، ووكيعاً، والشافعي، وطائفة. وعنه: خ.، ود. ت. ن. عن رجل عنه، وهارون الحمال، ومحمد بن يحيى الذهلي، وسلمة بن شبيب، ويعقوب الفسوي، ويعقوب السدوسي، وأبو زرعة، وأبو حاتم الرازيان، وأبو بكر) محمد بن إدريس المكي وراقه، ومحمد بن عبد الله بن سنجر الجرجاني، ومحمد بن عبد الله بن البرقي، وبشر بن موسى، والكديمي، وخلق. قال أحمد بن حنبل: الحميدي عندنا إمام. وقال أبو حاتم: أثبت الناس في ابن عيينة: الحميدي. قال: جالست ابن عيينة تسع عشر سنة أو نحوها. وقال يعقوب بن سفيان: ثنا الحميدي وما لقيت أنصح للإسلام وأهله منه. وقال غيره: كان حجةً حافظاً. كان لا يكاد يخفى عليه شيء من حديث سفيان.

(15/212)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 213
وقال بشر بن موسى: ثنا الحميدي، وذكر حديث إن الله خلق آدم على صورته. فقال: لا تقول غير هذا على التسليم والرضا بما جاء القرآن والحديث. لا تستوحش أن تقول كما القرآن والحديث. قال الفسوي: سمعت الحميدي يقول: كنت بمصر، وكان لسعيد بن منصور حلقة في مسجد مصر يجتمع إليه أهل خراسان وأهل العراق. فجلست إليهم فذكروا شيخاً لسفيان وقالوا: كم يكون حديثه فقلت: كذا وكذا. فاستكثر ذلك سعيد وابن ديسم. فلم أزل أذاكرهما بما عندهما عنه، ثم أخذت أغرب عليهما، فرأيت فيهما الحياء والخجل. وقال محمد بن سهل القهستاني: ثنا الربيع: سمعت الشافعي يقول: ما رأيت صاحب بلغمٍ أحفظ من الحميدي. كان يحفظ لابن عيينة عشرة آلاف حديث. وقال محمد بن إسحاق المروزي: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: الأئمة في زماننا: الشافعي، والحميدي، وأبو عبيد. وقال علي بن خلف: سمعت الحميدي يقول: مادمت بالحجاز، وأحمد بالعراق، وإسحاق بخراسان لا يغلبنا أحد. وقال السراج: سمعت محمد بن إسماعيل يقول: الحميدي إمامٌ في الحديث. قلت: والحميدي معدود من الفقهاء الذين تفقهوا بالشافعي.

(15/213)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 214
قال ابن سعد، والبخاري: توفي بمكة سنة تسع عشرة ومائتين.) وقال غيرهما: في ربيع الأول.
4 (عبد الله بن السري الأنطاكي الزاهد.)
كان من أهل المدائن، وصحب شعيب بن حرب العابد، وروى عنه. وعن: سعيد بن زكريا المدائني، وصالح المري، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، وحفص بن سليمان القاريء، وغيرهم. وعنه: خلف بن تميم الكوفي مع تقدمه، وأحمد بن أبي الحواري، وأحمد بن نصر النيسابوري، وموسى بن سهل الرملي، وعباس الدوري، وأحمد بن خليل الحلبي شيخ الطبراني، وآخرون. له حديث واحد في سنن ابن ماجة: عن الحسين بن أبي السري، عن خلف بن تميم، ثنا عبد الله بن السري، عن ابن المنكدر، عن جابر، رفعه قال: سيلعن آخر هذا الأمة أولها. أسقط خلف، أو من بعده من إسناده سطراً، إما عمداً أو غلطاً. فإن أحمد بن خليد الحلبي، وغيره رووه عن عبد الله بن السري الأنطاكي: ثنا سعيد بن زكريا، ثنا عنبسة بن عبد الرحمن، عن محمد بن زادان، عن محمد بن المنكدر.

(15/214)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 215
وكذلك رواه محمد بن معاوية الأنماطي، عن سعيد بن المدائني. وحديث خلف وقع عالياً في جزء محمد بن الفرج الأزرق عنه، عن عبد الله بن السري. قال ابن عدي: لا بأس به.
4 (عبد الله بن سليم.)
أبو عبد الرحمن الجزري الرقي. عن: أبي المليح، وعبيد الله بن عمرو، وعيسى بن يونس. وعنه: أيوب الوزان، ومحمد بن جبلة الرافقي، ومحمد بن علي بن ميمون الرقي. مات سنة ثلاث عشرة.

(15/215)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 216
4 (عبد الله بن سنان الهروي.)
روى عن: عبد الله بن المبارك، ويعقوب القمي، وفضيل بن عياض. وعنه: الذهلي، وأبو زرعة، وبشر بن موسى، وجماعة. توفي سنة ثلاث عشرة. وثقه أبو داوود.)
4 (عبد الله بن صالح بن مسلم العجلي الكوفي المقريء.)
والد الحافظ أحمد بن عبد الله صاحب التاريخ. قرأ القرآن على: حمزة الزيات، وهو آخر من قرأ عليه موتاً.

(15/216)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 217
وروى عنه: وعن: أبي بكر النهشلي، والحسن بن صالح بن حي، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، وفضيل بن مرزوق، وزهير بن معاوية، وحماد بن سلمة، وأسباط بن نصر، وشبيب بن شيبة، وعبد العزيز الماجشون، وجماعة. وعنه: البخاري، فيما قيل، وابنه أحمد بن عبد الله العجلي، وأحمد بن أبي غرزة، وأحمد بن يحيى البلاذري الكاتب، وبشر بن موسى، وأبو زرعة الرازي، وأبو حاتم، ومحمد بن غالب تمتام، وإبراهيم الحربي، وخلق سواهم. ولد بالكوفة سنة إحدى وأربعين ومائة، وسكن بغداد وأقرأ بها. تلا عليه: أبو حمدون الطيب بن إسماعيل بن نصر الرازي. قال عبد الخالق بن منصور، عن ابن معين: ثقة. وقال أبو حاتم: صدوق. وقال ابن حبان في كتاب الثقات: كان مستقيم الحديث.
4 (فصل)
قال خ. في تفسير سورة الفتح: ثنا عبد الله، ثنا عبد العزيز بن أبي سلمة، عن هلال، عن عطاء بن يسار، عن عبد الله بن عمرو، فذكر حديث: إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً. قال أبو نصر الكلاباذي، وأبو القاسم اللالكائي، والوليد بن بكر الأندلسي: عبد الله هو ابن صالح العجلي. وقال أبو علي بن السكن، في روايته عن الفربري، عن البخاري: ثنا عبد الله بن مسلمة، يعني القعنبي، نا عبد العزيز، فذكره. وقال أبو مسعود الدمشقي في الأطراف: عبد الله هو ابن رجاء، ثم قال:

(15/217)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 218
والحديث عند عبد الله بن رجاء، وعبد الله بن صالح. وقال أبو علي الغساني: عبد الله هو ابن صالح كاتب الليث. وتابعه على ذلك أبو الحجاج شيخنا، وقال: هو أولى الأقوال بالصواب، لأن البخاري رواه في باب الإنبساط إلى الناس من) كتاب الأدب له. فقال: ثنا عبد الله بن صالح، عن عبد العزيز بن أبي سلمة، ورواه في البيوع من الصحيح عن العوقي. والحديث عنده بهذين الإسنادين في الصحيح وفي كتاب الأدب. إلى أن قال: وإذا تقرر أن البخاري روى هذا الحديث عن عبد الله بن صالح، وقع الاشتراك بين العجلي، وبين الكاتب. فكونه كاتب الليث أولى لأنا تيقنا أن البخاري قد لقي كاتب الليث وأكثر عنه في التاريخ وغيره من مصنفاته. وعلق عنه في أماكن من الصحيح، عن الليث، عن عبد العزيز بن أبي سلمة. وهذا معدوم في حق العجلي، فإن البخاري ذكر له ترجمةً في التاريخ مختصرةً جداً، لم يرو عنه فيها شيئاً، ولا وجدنا له رواية متيقنة عنه لا في الصحيح ولا في غيره. وقد روى في التاريخ، عن رجلٍ، عنه. وأيضاً فلم نجد للعجلي روايةً، عن عبد العزيز بن أبي سلمة سوى حديثٍ واحدٍ رواه إبراهيم الحربي، عنه، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر: الظلم ظلمات يوم القيامة. بخلاف كاتب الليث فإنه روى الكثير عن عبد العزيز بن أبي سلمة. قلت: وأيضاً، فإن الناس رووا الحديث المذكور عن كاتب الليث. وقد روى البخاري في الجهاد من صحيحه فقال: ثنا عبد الله، ثنا عبد العزيز بن أبي سلمة، عن صالح بن كيسان، عن سالم، عن أبيه: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قفل من حج. الحديث.

(15/218)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 219
وقال أبو علي بن السكن، عن الفربري، عن البخاري، ثنا عبد الله بن يوسف. ثم رواه ابن السكن في مصنفه من حديث عبد الله بن يوسف. وقال أبو مسعود في الأطراف: هذا الحديث رواه الناس عن عبد الله بن صالح، وقد روي أيضاً عن عبد الله بن رجاء، فالله أعلم أيهما هو وقال أبو علي الغساني: هو عبد الله بن صالح كاتب الليث. ثم ظفرنا برواية البخاري، عن كاتب الليث في نفس الصحيح ولله الحمد. وذلك أنه في مكان خفي. فإنه روى حديثاً علقه فقال: وقال الليث، عن جعفر بن ربيعة في الذي نجر الخشبة وأوقرها الألف دينار. ثم قال في آخر الحديث: حدثني عبد الله بن صالح، ثنا الليث بهذا.) قال أحمد العجلي: ولد أبي سنة إحدى وأربعين ومائة. وتوفي سنة إحدى عشرة وله سبعون سنة. قلت: الظاهر أن أحمد لم يضبط وفاة أبيه، وأظنه عاش إلى قريب العشرين. فإنه روى عنه من لا يعرف له سماع في سنة إحدى عشرة، بل بعدها بأربع سنين، وخمس سنين، وأكثر. فروى عنه: أبو زرعة، وأبو حاتم، وإبراهيم الحربي، وإبراهيم بن عبد بن الجنيد، وإبراهيم بن دروقا، ومحمد بن إسماعيل الترمذي، ومحمد بن العباس المؤدب مولى بني هاشم، ومحمد بن غالب

(15/219)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 220
تمتام، وهؤلاء من طلبه بعد سنة إحدى عشرة. وأول رحلة أبي حاتم سنة ثلاث عشرة. ولا أعلم لأكثرهم سماعاً إلا بعد ذلك. والله أعلم.
4 (عبد الله بن عبد الحكم بن أعين بن ليث.)
الفقيه أبو محمد المصري، والد الفقيه محمد، وسعد، وعبد الرحمن، وعبد الحكم. ويقال إنه مولى عثمان رضي الله عنه. سمع: مالكاً، والليث، ومفضل بن فضالة، ومسلم بن خالد الزنجي، ويعقوب بن عبد الرحمن الإسكندراني، وابن وهب، وابن القاسم، وبكر بن مضر، وجماعة. وعنه: بنوه الأربعة، والدرامي، وخير بن عرفة، ومحمد بن عبد الله بن البرقي، ومقدام بن داوود الرعيني، ويوسف بن يزيد القراطيسي، ومالك بن عبد الله بن سيف التجيبي، ومحمد بن عمرو أبو الكروس المصري، وآخرون. قال أبو زرعة: ثقة. وقال ابن وارة: كان شيخ مصر.

(15/220)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 221
وقال أحمد العجلي: لم أر بمصر أعقل منه ومن سعيد بن أبي مريم. وقال ابن حبان: كان ممن عقل مذهب مالك وفرع على أصوله. وذكر أبو الفتح الأزدي في الضعفاء: أن ابن معين كذب عبد الله. وذكر هذا الساجي، عن ابن معين. وقد حدث عن الشافعي محمد بن عبد الله بن عبد الحكم بكتاب الوصايا. قال الساجي: فسألت الربيع فقال: هذا الكتاب وجدناه بخط الشافعي ولم يحدث به، ولم يقرأ عليه. قلت: تكذيب يحيى له لم يصح.) وقال أبو عمر الكندي في كتاب الموالي بمصر: ومنهم عبد الله بن عبد الحكم بن أعين. سكن عبد الحكم وأبوه جميعاً بالإسكندرية وماتا بها. وولد عبد الله سنة خمسٍ وخمسين ومائة، وتوفي في رمضان سنة أربع عشرة. وقال ابن عبد البر: صنف كتاباً اختصر فيه أسمعته من ابن القاسم، وابن وهب، وأشهب. ثم اختصر من ذلك كتاباً صغيراً. وعليهما مع غيرهما عن مالك قول البغداديين المالكية في الدراسة. وإياهما شرح أبو بكر الأبهري. قلت: وقد صنف كتاب الأموال، و كتاب فضائل عمر بن عبد العزيز وسارت بتصانيفه الركبان. وكان محتشماً نبيلاً، متمولاً، رفيع المنزلة. وهو مدفون إلى جانب الشافعي. وهو الأوسط من القيود الثلاثة.

(15/221)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 222
وقال أبو إسحاق الشيرازي: كان أعلم أصحاب مالك بمختلف قوله. أفضت إليه الرئاسة بمصر بعد أشهب. قيل أنه أعطى الشافعي ألف دينار.
4 (عبد الله بن عثمان بن عطاء بن أبي مسلم الخراساني.)
أبو محمد. أخو محمد بن عثمان. من أهل الرملة. روى عن: عطاف بن خالد المخزومي، وطلحة بن زيد الرقي، ومسلم بن خالد الزنجي، وشهاب بن خراش، وغيرهم. ووهم من قال إنه روى عن أبي مالك الأشجعي. روى عنه: إبراهيم بن محمد بن يوسف الفريابي، وإسماعيل سمويه، ومحمد بن إسماعيل البخاري، وموسى بن سهل الرملي، وأبو حاتم الرازي وقال: سمعت منه بالرملة سنة سبع عشرة. ذكره ابن حبان في الثقات.
4 (عبد الله بن غالب العباداني.)
عن: الربيع بن صبيح، وعبد الله بن زياد البحراني، وعامر بن يساف. وعنه: عباد بن الوليد الغبري، وعباس الترقفي، ومحمد بن عبدك القزاز،

(15/222)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 223
ويحيى بن عبدك القزويني، ومحمد بن يحيى الأزدي.)
4 (عبد الله بن مروان.)
أبو شيخ الحراني. عن: زهير بن معاوية، وعيسى بن يونس. وعنه: أبو حاتم الحافظ، وإبراهيم بن الهيثم البلدي، وإسحاق الحربي. وغيرهم. وثقه أبو حاتم، ولقيه في سنة ثلاث عشرة ومائتين.
4 (عبد الله بن نافع بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام.)
أبو بكر الأسدي الزبيري المدني. وليس بالصائغ. ذاك مخزومي، وهذا

(15/223)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 224
يقال له عبد الله بن نافع الأصغر. يروي عن: مالك، وعبد العزيز بن أبي حازم، وأخيه عبد الله بن نافع الأكبر. وعنه: محمد بن يحيى الذهلي، ومعروف الحمال، ويعقوب بن شيبة، وعباس الدوري، وأحمد بن المعدل الفقيه، وأحمد بن الفرج الحمصي، وطائفة. قال ابن معين: صدوق. وقال البخاري: أحاديثه معروفة. وقال الزبير بن بكار: كان المنظور إليه من قريش بالمدينة في هديه وفقهه وعفافه. وكان قد سرد الصوم وقد توفي في المحرم سنة ست عشرة وهوابن سبعين سنة. وكذا ورخ البخاري وفاته. وأما الصائغ فقد مر.
4 (عبد الله بن هارون بن أبي عيسى.)
أبو علي الشامي، نزيل البصرة. عن: أبيه، ويونس بن عبيد، وسعيد بن أبي عروبة.

(15/224)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 225
وعنه: ابن المديني، والفلاس، والكديمي، وسليمان بن سيف الحراني، وأبو قلابة الرقاشي، وجماعة. وكان صدوقاً. كان حياً سنة إحدى عشرة.
4 (عبد الله المأمون بن هارون الرشيد بن محمد المهدي بن عبد الله المنصور.)
)

(15/225)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 226

(15/226)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 227
أبو العباس الهاشمي. ولد سنة سبعين ومائة عندما استخلف أبوه الرشيد. وقرأ العلم في صغره، وسمع من هشيم، وعباد بن العوام، ويوسف بن عطية، وأبي معاوية الضرير، وطبقتهم. وبرع في الفقه والعربية وأيام الناس. ولما كبر عني بالفلسفة وعلوم الأوائل وشهر فيها، فجره ذلك إلى القول بخلق القرآن. روى عنه: ولده الفضل، ويحيى بن اكثم، وجعفر بن ابي عثمان الطيالسي، والأمير عبد الله بن طاهر، وأحمد بن الحارث الشيعي، ودعبل الخزاعي، وآخرون. وكان من رجال بني العباس حزماً وعزماً، وحلماً وعلماً، ورأياً ودهاءً، وهيبةً وشجاعةً، وسؤدداً وسماحة. وله محاسن وسيرة طويلة. قال ابن أبي الدنيا: كان أبيض، ربعة، حسن الوجه، تعلوه صفرة، وقد وخطه الشيب. أعين، طويل اللحية رقيقها. ضيق الجبين، على خده خال. وقال الجاحظ: كان أبيض فيه صفرة. وكان ساقاه دون جسده صفراوين، كأنهما طليتا بالزعفران. وقال ابن أبي الدنيا: قدم الرشيد طوس سنة ثلاثٍ وتسعين، فوجه ابنه المأمون إلى سمرقند. فأتته وفاة أبيه وهو بمرو.

(15/227)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 228
وقال غيره: لما خلع الأمين أخاه المأمون من ولاية العهد غضب المأمون ودعا إلى نفسه بخراسان، فبايعوه في أول سنة ثمانٍ وتسعين ومائة. وقال الخطبي: كان يكنى أبا العباس، فلما استخلف اكتنى بأبي جعفر. وأمه أم ولد اسمها مراجل، ماتت أيام نفاسها به. وقال أيضاً: دعي للمأمون بالخلافة والأمين حي في آخر سنة خمسٍ وتسعين، إلى أن قتل الأمين، فاجتمع الناس عليه، وتفرقت عماله في البلاد، وأقيم الموسم سنة ست وسنة سبعٍ باسمه، وهو مقيم بخراسان. واجتمع الناس عليه ببغداد في أول سنة ثمانٍ. وأتاه الخبر بمرو، فولى العراق، الحسن بن سهل، وقدمها سنة سبعٍ.) ثم بايع المأمون بالعهد لعلي بن موسى الرضا الحسيني رحمه الله، ونوه بذكره، وغير زي آبائه من لبس السواد، وأبدله بالخضرة. فغضب بنو العباس بالعراق لهذين الأمرين وقطعوه، وبايعوا إبراهيم عمه ولقبوه المبارك. فحاربه الحسن بن سهل، فهزمه إبراهيم وألحقه بواسط. وأقام إبراهيم بالمدائن. ثم سار جيش الحسن وعليهم حميد بن الطوسي، وعلي بن هشام، فهزموا إبراهيم، فاختفى وانقطع خبره إلى أن ظهر في وسط خلافة المأمون، فعفا عنه. وكان المأمون فصيحاً مفوهاً. وكان يقول: معاوية بعمره، وعبد الملك بحجاجه، وأنا بنفسي. وقد رويت هذه عن المنصور. وقيل: كان نقش خاتمه: المأمون عبد الله بن عبيد الله.

(15/228)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 229
روي عنه أنه ختم في بعض الرمضانات ثلاثاً وثلاثين ختمة. وقال الحسين بن فهم الحافظ: ثنا يحيى بن أكثم قال: قال لي المأمون: أريد أن أحدث. فقلت: ومن أولى بهذا من أمير المؤمنين فقال: اصنعوا لي منبراً. ثم صعد، فأول حديث أورده: حدثنا عن هشيم، عن أبي الجهم، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، رفع الحديث قال: أمرؤ القيس صاحب لواء الشعر إلى النار. ثم حدث بنحوٍ من ثلاثين حديثاً ثم نزل فقال لي: كيف رأيت يا يحيى مجلسنا. قلت: أجل مجلس، تفقه الخاصة والعامة. فقال: ما رأيت لكم حلاوة. إنما المجلس لأصحاب الخلقان والمحابر. وقال السراج: ثنا محمد بن سهل بن عسكر قال: تقدم رجل غريب، بيده محبرة إلى المأمون فقال: يا أمير المؤمنين صاحب حديث منقطع به. فقال: ما تحفظ في باب كذا فلم يذكر فيه شيئاً. قال: فما زال المأمون يقول: ثنا هشيم، وثنا يحيى، وثنا حجاج، حتى ذكر الباب. ثم سأله عن باب آخر، فلم يذكر فيه شيئاً. فقال المأمون: ثنا فلان، وثنا فلان، إلى أن قال لأصحابه: يطلب أحدهم الحديث ثلاثة أيامٍ ثم يقول أنا من أصحاب الحديث، أعطوه ثلاثة دراهم.) ومع هذا فكان المأمون مسرفاً في الكرم، جواداً ممدحاً.

(15/229)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 230
جاء عنه أنه فرق في ساعة واحدة ستةً وعشرين ألف ألف درهم. وكان يشرب النبيذ. وقيل بل كان يشرب الخمر، فيحرر ذلك. وقيل أنه أجاز أعرابياً مرةً لكونه مدحه بثلاثين ألف دينار. وأما ذكاؤه فمتوقد. روى مسروق بن عبد الرحمن الكندي: حدثني محمد بن المنذرالكندي جار عبد الله بن إدريس قال: حج الرشيد، فدخل الكوفة وطلب المحدثين. فلم يتخلف إلا عبد الله بن إدريس، وعيسى بن يونس، فبعث إليهما الأمين والمأمون. فحدثهما ابن إدريس بمائة حديث، فقال المأمون: يا عم، أتأذن أن أعيدها من حفظي قال: افعل. فأعادها، فعجب من حفظه. ومضيا إلى عيسى فحدثهما، فأمر له المأمون بعشرة آلاف درهم، فأبى أن يقبلها وقال: ولا شربة ماء على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. وروى محمد بن عون، عن ابن عيينة أن المأمون جلس فجائته امرأة وقالت: يا أمير المؤمنين مات أخي وخلف ستمائة دينار، فأعطوني ديناراً، وقالوا: هذا نصيبك. فحسب المأمون وقال: هذا نصيبك. هذا خلف أربع بنات. قالت: نعم. قال: لهن أربعمائة دينار. وخلف والدةً فلها مائة دينار. وخلف زوجةً فلها خمسة وسبعون ديناراً. بالله ألك اثنا عشر أخاً قالت: نعم. قال: لكل واحد ديناران ولك دينار.

(15/230)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 231
وقال ابن الأعرابي: قال لي المأمون: أخبرني عن قول هند بنت عتبة:
(نحن بنات طارق .......... نمشي على النمارق)
قال: فنظرت في نسبها فلم أجده، فقلت: ما أعرف. قال: إنما أرادت النجم، انتسبت إليه لحسنها. ثم رمى إلي بعنبرةٍ بعتها بخمسة آلاف درهم. وقال بعضهم عن المأمون: من أراد كتاباً سراً فليكتب بلبنٍ حليب حلب لوقته، ويرسله إلى من) يريد فيعمد إلى قرطاس فيحرقه ويذر رماده على الكتابة، فتقرأ له. وقال الصولي: كان المأمون قد اقترح في الشطرنج أشياء. وكان يحب اللعب بها.

(15/231)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 232
وعن بعضهم قال: استخرج المأمون كتب الفلاسفة واليونان من جزيرة قبرس. وقدم الشام غير مرة. وقال أبو معشر المنجم: كان أماراً بالعدل، محمود السيرة، ميمون النقيبة، فقيه النفس، يعد مع كبار العلماء. وعن الرشيد قال: إني لأعرف في عبد الله حزم المنصور، ونسك المهدي، وعزة الهادي، ولو أشاء أن أنسبه إلى الرابع، يعني نفسه، لنسبته. وقد قدمت محمداً عليه، وإني لأعلم أنه منقاد إلى هواه، مبذر لما حوته يده، يشارك في رأيه الإماء والنساء. ولولا ام جعفر وميل بني هاشم إليه لقدمت عبد الله عليه. وعن المأمون قال: لو عرف الناس حبي للعفو لتقدموا إلي بالجرائم. وأخاف أن لا أؤجره فيه. يعني لكونه طبعاً له. وعن يحيى بن أكثم قال: كان المأمون يحلم حتى يغيظنا. وقيل إن فلاحاً مر فقال: أتظنون بأن هذا ينبل في عيني وقد قتل أخاه الأمين فسمعها المأمون فتبسم وقال: ما الحيلة حتى أنبل في عين هذا السيد الجليل وعن يحيى بن أكثم قال: كان المأمون يجلس للمناظرة في الفقه يوم الثلاثاء، فجاء رجل عليه ثياب قد شمرها ونعله في يده. فوقف على طرف البساط وقال: السلام عليكم. فرد عليه المأمون. فقال: أتأذن لي في الدنو قال: ادن وتكلم.

(15/232)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 233
قال: أخبرني عن هذا المجلس الذي أنت فيه. جلسته باجتماع الأمة أم بالمغالبة والقهر قال: لا بهذا ولا بهذا. بل كان يتولى أمر المؤمنين من عقد لي ولأخي. فلما صار الأمر لي علمت أني محتاج إلى اجتماع كلمة المؤمنين في الشرق والغرب على الرضى بي. فرأيت أني متى خليت الأمر اضطرب حبل الإسلام ومرج عهدهم، وتنازعوا، وبطل الجهاد والحق، وانقطعت السبل. فقمت حياطةً للمسلمين إلى أن يجمعوا على رجلٍ يرضون به، فأسلم إليه) الأمر. فمتى اتفقوا على رجلٍ خرجت له من الأمر. فقال: السلام عليكم ورحمة الله. وذهب، فوجه المأمون من يكشف خبره. فرجع وقال: يا أمير المؤمنين مضى إلى مسجد فيه خمسة عشر رجلاً في مثل هيئته، فقالوا له ألقيت الرجل قال: نعم. وأخبرهم بما جرى. قالوا: ما نرى بما قال بأساً. وافترقوا. فقال المأمون: كفينا مؤونة هؤلاء بأيسر الخطب. وقيل: أهدى ملك الروم إلى المأمون تحفاً سنية منها مائة رطل مسك، ومائة حلة سمور. فقال المأمون: أضعفوها له ليعلم عز الإسلام وذل الكفر. وقيل: دخل رجل من الخوارج على المأمون، فقال: ما حملك على الخلاف قال قوله تعالى: ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون. قال: ألك علمٌ بأنها منزلة قال: نعم. قال: ما دليلك قال: إجماع الأمة. قال: فكما رضيت بإجماعهم في التنزيل، فارض بإجماعهم في التأويل. قال: صدقت، السلام عليك يا أمير المؤمنين.

(15/233)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 234
وقال محمد بن زكريا الغلابي: ثنا مهدي بن سابق قال: دخل المأمون يوماً ديوان الخراج، فمر بغلام جميل على أذنه قلم. فأعجبه حسنه فقال: من أنت قال: الناشيء في دولتك، وخريج أدبك، والمتقلب في نعمتك يا أمير المؤمنين، الحسن بن رجاء. فقال: يا غلام، بالإحسان في البديهة تفاضلت العقول. ثم أمر برفع مرتبته عن الديوان، وأمر له بمائة ألف درهم. وعن إسحاق الموصلي قال: كان المأمون قد سخط على الخليع الشاعر لكونه هجاه عندما قتل الأمين. فبينا أنا ذات يوم عند المأمون إذ دخل الحاجب برقعة، فاستأذن في إنشادها. فأذن له، فقال:
(أجرني فإني قد ظمئت إلى الوعد .......... متى تنجز الوعد المؤكد بالعهد)

(أعيذك من خلف الملوك فقد ترى .......... تقطع أنفاسي عليك من الوجد)
)
(أيبخل فرد الحسن عني بنائلٍ .......... قليلٍ وقد أفردته بهوىً فرد)
إلى أن قال:
(رأى الله عبد الله خير عباده .......... فملكه والله أعلم بالعبد)

(ألا إنما المأمون للناس عصمةً .......... مميزةً بين الضلالة والرشد)
فقال له: أحسنت. قال: يا أمير المؤمنين أحسن قائلها. قال: ومن هو قال: عبيدك الحسين بن الضحاك. فقال: لا حياه الله ولا بياه. أليس هو القائل:
(فلا تمت الأشياء بعد محمدٍ .......... ولا زال شمل الملك فيها مبددا.)

(15/234)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 235
(ولا فرح المأمون بالملك بعده .......... ولا زال في الدنيا طريداً مشرداً)
هذه بتلك، ولا شيء له عندنا. قال الحاجب: فأين عادة عفو أمير المؤمنين. قال: أما هذه فنعم. إئذنوا له. فدخل، فقال له: هل عرفت يوم قتل أخيك هاشمية هتكت قال: لا. قال: فما معنى قولك:
(ومما شجى قلبي وكفكف عبرتي .......... محارم من آل الرسول استحلت)

(ومهتوكة بالجلد عنها سجوفها .......... كعابٌ كقرن الشمس حين تبدت)

(فلا بات ليل الشامتين بغبطةٍ .......... ولا بلغت آمالهم ما تمنت)
فقال: يا أمير المؤمنين، لوعة غلبتني، وروعة فاجأتني، ونعمة سلبتها بعد أن غمرتني. فإن عاقبت فبحقك، وإن عفوت فبفضلك. فدمعت عينا المأمون وأمر له بجائزة. حكى الصولي أن المأمون كان يحب اللعب بالشطرنج، واقترح فيه أشياء. وكان ينهى أن يقال: تعال نلعب، ويقول: بل نتناقل. ولم يكن بها حاذقاً، فكان يقول: أنا أدبر أمر الدنيا واتسع لها، وأضيق عن تدبير شبرين. وله) فيها شعر.
(أرضٌ مربعةٌ حمراء من أدمٍ .......... ما بين إلفين معروفين بالكرم)

(تذاكرا الحرب فاحتالا لها حيلاً .......... من غير أن يأثما فيها بسفك دم)

(هذا يغير على هذا وذاك على .......... هذا يغير وعين الحزم لم تنم)

(فانظر إلى فطنٍ جالت بمعرفةٍ .......... في عسكرين بلا طبلٍ ولا علم)

(15/235)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 236
وقيل: إن المأمون نظر إلى عمه إبراهيم بن المهدي وكان يلقب بالتنين، فقال: ما أظنك عشقت قط. ثم أنشد:
(وجه الذي يعشق معروف .......... لأنه أصفر منحوف)

(ليس كمن يأتيك ذا جثةٍ .......... كأنه للذبح معلوف)
وعن المأمون قال: أعياني جواب ثلاثة. صرت إلى أم ذي الرئاستين أعزيها فيه، فقلت: لا تأسي عليه فإني عوضه لك. قالت: يا أمير المؤمنين وكيف لا أحزن على ولدٍ أكسبني مثلك. وأتيت بمتنبيء فقلت: من أنت قال: أنا موسى بن عمران. قلت: ويحك، موسى كانت له آيات فأتني بها حتى أؤمن بك. فقال: إنما أتيت بتلك المعجزات فرعون، إذ قال أنا ربكم الأعلى. فإن قلت كذلك أتيتك بالآيات. قال: وأتى أهل الكوفة يشكون عاملهم فقال خطيبهم: هو شر عاملٍ. فأما في أول سنةٍ فإنا بعنا الأثاث والعقار، وفي الثانية بعنا الضياع، وفي الثالثة نزحنا عن بلدنا وأتيناك نستغيث بك. فقلت: كذبت، بل هو رجل قد حمدت مذهبه، ورضيت دينه، واخترته معرفةً مني بقديم سخطكم على العمال. قال: صدقت يا أمير المؤمنين وكذبت أنا. فقد خصصتنا به هذه المدة دون باقي البلاد، فاستعملته على بلدٍ آخر ليشملهم من عدله وإنصافه مثل الذي شملنا. فقلت: قم في غير حفظ الله، قد عزلته عنكم. ومما ينسب إلى المأمون من الشعر قوله:)

(15/236)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 237
(لساني كتومٌ لأسراركم .......... ودمعي نمومٌ لسري مذيع)

(فلولا دموعي كتمت الهوى .......... ولولا الهوى لم تكن لي دموع)
وكان قدوم المأمون من خراسان إلى بغداد سنة أربعٍ ومائتين. ودخلها في رابع صفر بأبهةٍ عظيمة، وبحمل زائد. قال إبراهيم بن محمد بن عرفة النحوي في تاريخه: حكى أبو سليمان داوود بن علي، عن يحيى بن أكثم قال: كنت عند المأمون وعنده جماعة من قواد خراسان، وقد دعا إلى خلق القرآن حينئذٍ، فقال لأولئك القواد: ما تقولون في القرآن. فقالوا: كان شيخونا يقولون: ما كان فيه من ذكر الحمير والجمال والبقر فهو مخلوق، وما كان من سوى ذلك فهو غير مخلوق. فأما إذا قال أمير المؤمنين هو مخلوق، فنحن نقول كله مخلوق. فقلت للمأمون: أتفرح بموافقة هؤلاء قال ابن عرفة: أمر المأمون منادياً فنادى في الناس ببراءة الذمة ممن ترحم على معاوية أو ذكره بخير. وكان كلامه في القرآن سنة اثنتي عشرة. فكثر المنكر لذلك، وكاد البلد يفتتن ولم يلتئم له من ذلك ما أراد، فكف عنه. يعني كف عنه إلى بعد هذا الوقت. ومن كلام المأمون: الناس ثلاثة، فمنهم مثل الغذاء لا بد منه على حالٍ من الأحوال، ومنهم كالدواء يحتاج إليه في حال المرض، ومنهم كالداء مكروه على كل حالٍ.

(15/237)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 238
وعن المأمون قال: لا نزهة ألذ من النظر في عقول الرجال. وقال: غلبة الحجة أحب إلي من غلبة القدرة. لأن غلبة الحجة لا تزول، وغلبة القدرة تزول بزوالها. وكان المأمون يقول: الملك يغتفر كل شيء إلا القدح في الملك، وإفشاء السر، والتعرض للحرم. وقال: أعيت الحيلة في الأمر إذا أقبل أن يدبر، وإذا أدبر أن يقبل. وقيل للمأمون: أي المجالس أحسن قال: ما نظر فيه إلى الناس. فلا منظر أحسن من الناس.) وكان المأمون معروفاً بالتشيع، فروى أبو داوود المصاحفي قال: سمعت النضر بن شميل يقول: دخلت على المأمون فقال: إني قلت اليوم:
(أصبح ديني الذي أدين به .......... ولست من الغداة معتذر)

(حب علي بعد النبي ولا .......... أشتم صديقه ولا عمرا)

(وابن عفانٍ في الجنان مع الأبرار .......... ذاك القتيل مصطبرا)

(وعائش الأم لست أشتمها .......... من يفتريها فنحن منه برا)
وقد نادى المأمون بإباحة متعة النساء، ثم لم يزل به يحيى بن أكثم حتى أبطلها، وروى له حديث الزهري، عن ابني الحنيفة، عن أبيهما محمد، عن علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن متعة النساء في خيبر. فلما صحح له الحديث رجع إلى الحق.

(15/238)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 239
وأما مسألة خلق القرآن فلم يرجع عنها وصمم عليها في سنة ثمان عشرة. وامتحن العلماء، فعوجل ولم يمهل. توجه غازياً إلى أرض الروم فلما وصل إلى البذندون واشتد به الأمر أوصى بالخلافة إلى أخيه المعتصم. وكان قد افتتح في غزوته أربعة عشر حصناً. ورد فنزل على عين البذندون، فأقام هناك واعتل. قال المسعودي: أعجبه برد ماء العين وصفاؤها، وطيب الموضع وكثرة الخضرة. وقد طرح له درهم في العين، فقرأ ما عليه لفرط صفائها. ولم يقدر أحد أن يسبح فيها لشدة بردها. فرأى سمكة نحو الذراع كأنها الفضة. فجعل لمن يخرجها سيفاً، فنزل فراشٌ فاصطادها وطلع، فاضطربت وفرت إلى الماء فتنضح صدر المأمون ونحره وابتل ثوبه. ثم نزل الفراش ثانيةً وأخذها. فقال المأمون: تقلى الساعة. ثم أخذته رعدة فغطي باللحف وهو يرتعد ويصيح. فأوقدت حوله نارٌ. ثم أتي بالسمكة فما ذاقها لشغله بحاله. فسأل المعتصم بختيشوع وابن ماسويه عن مرضه، فجساه، فوجدا نبضه خارجاً عن الاعتدال، منذراً بالفناء، ورأيا عرقاً سائلاً منه كلعاب اللاغية فأنكراه ولم يجداه في كتب الطب. ثم أفاق المأمون من غمرته، فسأل عن تفسير اسم المكان بالعربي، فقيل له: مد رجليك. فتطير به. وسأل عن اسم البقعة، فقيل الرقة. وكان فيما عمل من مولده أنه يموت بالرقة. فكان يتجنب النزول بالرقة. فلما سمع هذا من الروم عرف وأيس، وقال: يا من لا يزول ملكه) ارحم من قد زال ملكه. وأجلس المعتصم عنده من يلقنه الشهادة لما ثقل. فرفع الرجل بها صوته، فقال له ابن ماسويه: لا تصيح، فوالله ما يفرق الآن بين ربه وبين ماني. ففتح

(15/239)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 240
عينيه وبهما من عظم التورم والاحمرار أمر شديد، وأقبل يحاول بيديه البطش بابن ماسويه، ورام مخاطبته فعجز، فرمق بطرفه نحو السماء وقد امتلأت عيناه دموعاً، وقال في الحال: يامن لا يموت ارحم من يموت. ثم قضى ومات في يوم الخميس لاثنتي عشرة ليلة بقيت من رجب سنة ثماني عشرة. فنقله ابنه العباس وأخوه المعتصم لما توفي إلى طرسوس، فدفن هناك في دار خاقان خادم أبيه.
4 (عبد الله بن يحيى.)
أبو محمد الثقفي البصري. عن: بكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة، وعبد الواحد بن زياد، وأبي عوانة، وسليم بن أخضر. وعنه: إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، وأبو محمد الدارمي، والكديمي، ويعقوب الفسوي، وعبد العزيز بن معاوية القرشي، ومحمد بن يحيى الأزدي، وغبراهيم بن حرب العسكري. وقال الجوزجاني: ثقة مأمون.
4 (عبد الله بن يحيى)

(15/240)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 241
أبو يحيى المعافري المصري البرلسي. عن: سعيد بن أبي أيوب، وموسى بن علي، وعبد الرحمن بن زياد بن أنعم، وحيوة بن شريح، ومعاوية بن صالح، والليث، وجماعة. وعنه: دحيم، والحسن بن عبد العزيز الجروي، وجعفر بن مسافر، ووهب الله بن رزق المصري، وآخرون. قال أبو حاتم: لا بأس به. زاد أبو زرعة: أحاديثه مستقيمة. وقال ابن يونس: توفي بالبرلس سنة اثنتي عشرة ومائتين.
4 (عبد الله بن يزيد)
مولى آل عمر الفاروق. أبو عبد الرحمن المقريء المكي. أصله من ناحية الأهواز مما يلي البصرة.) ولد في حدود العشرين ومائة.

(15/241)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 242
روى عن: كهمس بن الحسن، وأبي حنيفة، وابن عون، وموسى بن علي بن رباح، ويحيى بن أيوب، وحرملة بن عمران التجيبي، وحيوة بن شريح، وسعيد بن أبي أيوب، وشعبة، وعبد الرحمن بن دينار بن أنعم الإفريقي، وخلق. وعنه: خ.، وع. عن رجلٍ، وأحمد بن حنبل، وأبو خيثمة، وابن راهويه، وابن نمير، وهارون الحمال، والحسن بن علي الحداني، وعباس الدوري، ومحمد بن يحيى الذهلي، ومحمد بن مسلمة الواسطي، ومحمد بن إسماعيل الصائغ، وبشر بن موسى، والحارث بن أبي اسامة، وروح بن الفرج القطان، وعمرو بن ملول، وخلق. وثقه النسائي، وغيره. وهو من أكبر شيوخ البخاري. قال محمد بن عاصم: سمعته يقول: أنا ما بين التسعين إلى المائة. واقرأت القرآن بالبصرة ستاً وثلاثين سنة. وههنا بمكة خمساً وثلاثين سنة. قلت: كان قد أخذ الحروف عن نافع بن أبي نعيم، وله اختيار في القراءة رواه عنه ابنه محمد. وكان يلقن القرآن، وكان إماماً في القرآن والحديث، كبير الشأن. قال البخاري: مات بمكة سنة اثنتي عشرة أو ثلاث عشرة. وقال مطين: سنة ثلاث عشرة توفي أبو عبد الرحمن المقريء رحمه الله.
4 (عبد الأعلى بن القاسم)

(15/242)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 243
أبو بشير الهمداني البصري اللؤلؤي. عن: حماد بن سلمة، وهمام بن يحيى، وسوار بن عبد الله بن قدامة، وشريك. وعنه: عبده بن عبد الله الصفار، وأبو حفص الفلاس، ويعقوب الفسوي، وابو حاتم الرازي، وقال: صدوق.
4 (عبد الأعلى بن مسهر بن عبد الأعلى بن مسهر.)
الأمام أبو مسهر الغساني الدمشقي، أحد الأعلام.

(15/243)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 244
ويعرف بابن أبي درامة، وهي كنية جده عبد الأعلى. ولد أبو مسهر سنة أربعين ومائة. وروى عن: سعيد بن عبد العزيز، وعبد الله بن العلاء بن زبر، وسعيد بن بشير، ومالك بن) أنس، وإسماعيل بن عياش، وإسماعيل بن عبد الله بن سماعة، وخالد بن يزيد المري، وصدقة بن خالد، ويحيى بن حمزة، وخلق. وأخذ القراءة عن: نافع بن أبي نعيم، وأيوب بن تميم. وعنه: أحمد بن حنبل، ومحمد بن يحيى الذهلي، ومحمد بن إسحاق الصغاني، وإسحاق الكوسج، وعباس الترقفي، وأبو أمية محمد بن إبراهيم الطرسوسي، ومحمد بن عوف الطائي، وإبراهيم بن ديزيل، وأبو زرعة الدمشقي، وعبد الرحمن بن القاسم بن الرواس، وخلق. قال أبو داوود: سمعت أحمد بن حنبل يقول: رحم الله أبا مسهر ما كان أثبته، وجعل يطريه. وقال يحيى بن معين: إذا رأيتني أحدث ببلدة فيها مثل أبي مسهر فينبغي للحيتي أن تحلق. وقال أبو زرعة، عن أبي مسهر: ولد لي ولد والأوزاعي حي، وجالست سعيد بن عبد العزيز اثنتي عشر سنة، وما كان من أصحابه أحدٌ أحفظ لحديثه مني، غير أني نسيت. وقال محمد بن عوف: سمعت أبا مسهر يقول: قال لي سعيد بن عبد العزيز: ماشبهتك في الحفظ إلا بجدك أبي درامة. ما كان يسمع شيئاً إلا حفظه.

(15/244)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 245
وقال محمد بن عثمان التنوخي: ما بالشام مثل أبي مسهر. وقال أبو زرعة الدمشقي: قال ابن معين: منذ خرجت من باب الأنبار إلى أن رجعت لم أر مثل أبي مسهر. قال أبو مسهر: رأيت أبا مسهر يحضر الجامع بأحسن هيئة في البياض والساج والخف، ويقيم على شامية طويلة بعمامة سوداء عدنية. قلت: كان أبو مسهر مع جلالته وعلمه من رؤساء الدمشقيين وأكابرهم. قال العباس بن الوليد البيروتي: سمعت أبا مسهر يقول: لقد حرصت على علم الأوزاعي حتى كتبت عن إسماعيل بن سماعة ثلاثة عشر كتاباً، حتى لقيت أباك فوجدت عنده علماً لم يكن عند القوم. وقال دحيم: قال أبو مسهر: رأيت الأوزعي، وجلست مع عبد الرحمن بن يزيد بن جابر. وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن مسهر فقال: ثقة، ما رأيت أفصح منه ممن كتبنا عنه، هو وأبو الجماهر. وقال محمد بن الفيض الغساني: خرج السفياني أبو العميطر سنة خمسٍ وتسعين ومائة فولى) قضاء دمشق أبا مسهر كرهاً، ثم تنحى عن القضاء لما خلع أبو العميطر. وقال ابن زنجويه: سمعت أبا مسهر يقول: عرامة الصبي في صغره زيادة

(15/245)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 246
في عقله في كبره. وقال ابن ديزيل: سمعت أبا مسهر ينشد:
(هبك عمرت مثل ما عاش نوح .......... ثم لاقيت كل ذاك يسارا)
هل من الموتلا ابا لكبدأي حي إلى سوى الموت صارا
4 (محنة أبي مسهر مع المأمون)
قال الحافظ ابن عسكر: قرأت بخط أبي الحسين الرازي: سمعت محمود بن محمد الرافقي: سمعت علي بن عثمان النفيلي يقول: كنا على باب أبي مسهر جماعةً من أصحاب الحديث، فمرض، فدخلنا عليه نعوده، فقلنا: كيف أنت كيف أصبحت قال: في عافيةٍ راضياً عن الله، ساخطاً على ذي القرنين، حيث لم يجعل السد بيننا وبين أهل العراق، كما جعله بين أهل خراسان وبين يأجوج ومأجوج. قال: فما كان بعد هذا إلا يسيراً حتى وافى المأمون دمشق، ونزل بدير مران وبنى القبيبة فوق الجبل، فكان يأمر باالليل بجمرٍ عظيم فيوقد، ويجعل في طسوت كبار، ويدلى من عند القبيبة بسلاسل وحبال، فتضيء له الغوطة، فيبصرها بالليل. وكان لأبي مسهر حلقة في الجامع بين العشاءين عند الحائط الشرقي، فبينا هو ليلةً إذ قد دخل الجامع ضوء عظيم، فقال أبو مسهر: ما هذا قالوا: النار التي تدلى لأمير المؤمنين من الجبل حتى تضيء له الغوطة. فقال: أتبنون بكل ريعٍ آيةً تعبثون وتتخذون مصانع لعلكم

(15/246)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 247
تخلدون. وكان في الحلقة صاحب خبر للمأمون، فرفع ذلك إلى المأمون، فحقدها عليه. وكان قد بلغه أنه كان على قضاء أبي المعيطر. فلما رحل المأمون أمر بحمل أبي مسهر إليه، فامتحنه بالرقة في القرآن. قال: وحدثني أبو الدحداح أحمد بن محمد: ثنا الحسن بن حامد النيسابوري، حدثني أبو محمد: سمعت أصبغ وكان مع أبي مسهر هو وابن أبي النجا خرجا يخدمانه، فحدثني أصبغ أن أبا مسهر دخل على المأمون بالرقة وقد ضرب رقبة رجلٍ وهو مطروحٌ بين يديه، فوقف أبا مسهر في الحال، فامتحنه فلم يجبه، فامر به، فوضع في النطع ليضرب رقبته، فأجاب إلى) خلق القرآن، فأخرج من النطع، فرجع عن قوله، فأعيد إلى النطع، فأجاب، فأمر به أن يوجه إلى بغداد، ولم يثق بقوله، فأحضر وأقام عند إسحاق بن إبراهيم، يعني متولي بغداد، أياماً لا تبلغ مائة يوم، ومات. قال الحسن بن حامد: فحدثني عبد الرحمن، عن رجل من إخواننا يكنى أبا بكر أن أبا مسهر أقيم ببغداد ليقول قولاً يبرىء فيه نفسه من المحنة ونفي المكروه، فبلغني أنه قال في ذلك الموقف: جزى الله أمير المؤمنين خيراً، علمنا ما لم نكن نعلم، وعلم علماً لم يعلمه من كان قبله. وقال: قل القرآن مخلوق وإلا ضربت عنقك، ألا فهو مخلوق، هو مخلوق. قال: فأرجو أن تكون له في هذه المقالة نجاة. وقال الصولي: ثنا عون بن محمد، عن أبيه قال: قال إسحاق بن إبراهيم: لما صار المأمون إلى دمشق ذكروا له أبا مسهر ووصفوه بالعلم والفقه، فأحضره فقال: ما تقول بالقرآن؟

(15/247)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 248
قال: كما قال الله: وإن أحدٌ من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله. قال: أمخلوق هو أو غير مخلوق قال: ما يقول أمير المؤمنين قال: مخلوق. قال: بخبرٍ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو عن أصحابه، أو التابعين قال: بالنظر. واحتج عليه. قال: يا أمير المؤمنين، نحن مع الجمهور الأعظم، أقول بقولهم، والقرآن كلام الله غير مخلوق. قال: يا شيخ أخبرني عن النبي صلى الله عليه وسلم هل اختتن قال: ما سمعت في هذا شيئاً. قال: فأخبرني عنه أكان يشهد إذا زوج أو تزوج قال: ولا أدري. قال: أخرج قبحك الله، وقبح من قلدك دينه، وجعلك قدوة. وقال أبو حاتم الرازي: ما رأيت أحداً في كورة من الكور أعظم قدراً ولا أجل عند أهلها من) أبي مسهر بدمشق. وكنت أرى أبا مسهر إذا خرج إلى المسجد اصطفت الناس يسلمون عليه ويقبلون يده. قال أحمد بن علي بن الحسن البصري: سمعت أبا داوود سليمان بن الأشعث، وقيل له إن أبا مسهر كان متكبراً في نفسه، فقال: كان من ثقات الناس. رحم الله أبا مسهر لقد كان من الإسلام بمكانٍ حمل على المحنة فأبى، وحمل على السيف مد رأسه وجرد السيف فأبى. فلما رأوا ذلك منه حمل إلى السجن فمات.

(15/248)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 249
وقال محمد بن سعد: أشخص أبو مسهر من دمشق إلى المأمون، فسأله عن القرآن فقال: هو كلام الله، وأبى أن يقول مخلوق. فدعا له بالسيف والنطع. فلما رأى ذلك قال: مخلوق. فتركه. وقال: أما لو إنك قلت ذاك قبل أن أدعو لك بالسيف لقبلت منك ورددتك إلى بلادك، ولكنك تخرج الآن فتقول: قلت ذلك فرقاً من السيف. أشخصوه إلى بغداد فاحبسوه بها حتى يموت. فأشخص من الرقة إلى بغداد في ربيع الآخر سنة ثمان عشرة فحبس، فلم يلبث إلا يسيراً حتى مات في الحبس في غرة رجب، فأخرج ليدفن، فشهده قوم كثير من أهل بغداد. وقال غيره: عاش تسعاً وسبعين سنة. قلت: حديث يا عبادي أني حرمت الظلم قال البخاري في كتاب الأدب له: ثنا عبد الأعلى بن مسهر، أو بلغني عنه، ثنا سعيد بن عبد العزيز، وساق الحديث. وأخرجه مسلم في صحيحه عن الصغاني، عن أبي مسهر.
4 (عبد الحميد بن إبراهيم)
أبو تقي الحضرمي الحمصي الضرير، وهو أبو تقي الكبير. روى عن: عفير بن معدان، وعبد الله بن سالم، وإسماعيل بن عياش. وعنه: عمران بن بكار البراد، وسليمان بن عبد الحميد البهراني، ومحمد بن عون الحمصيون، وغيرهم. روى له النسائي حديثاً واحداً متابعةً، وقال: ليس بشيء.

(15/249)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 250
وقال أبو حاتم: ليس بشيء، كان لا يحفظ ولا عنده كتب.
4 (عبد الحميد بن الوليد بن المغيرة.)
أبو زيد الأشجعي، مولاهم المصري الفقيه الإخباري.) سمع: الليث، وابن لهيعة، وجماعة. وأخذ الآداب عن: ابن الكلبي، وأبي عبيدة، والواقدي، والهيثم بن عدي، وطائفة. وكان عجباً من العجب، علامة. ولقب بكبد لأنه كان ثقيلاً. توفي سنة إحدى عشرة ومائتين عن سبعين سنة. وقد روى أيضاً عن مالك. روى عنه: سعيد بن عفير، وأحمد بن يحيى بن وزير، وغيرهما. توفي في شوال.
4 (عبد الرحمن بن إبراهيم)
أبو علي الراسبي المخرمي. عن: فرات بن السائب، ومالك.

(15/250)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 251
وعنه: يحيى بن جعفر بن الزبرقان، وغيره. وهو منكر الحديث.
4 (عبد الرحمن بن حماد بن شعيب.)
أبو سلمة العنبري الشعيثي البصري. عن: ابن عون، وسعيد بن أبي عروبة، وعباد بن منصور، وكهمس، وسفيان الثوري. وعنه: خ. وت. عن رجل عنه، ويعقوب الفسوي، وإسحاق بن سيار النصيبي، والكديمي، وأبو مسلم الكجي، وجماعة. قال أبو زرعة: لا بأس به. وقال أبو حاتم: ليس بالقوي. وقال أبو القاسم ابن مندة: مات في ذي الحجة سنة اثنتي عشرة.

(15/251)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 252
4 (عبد الرحمن بن أحمد.)
وقيل: عبد الرحمن بن عطية، وقيل: ابن عساكر، وقيل ابن أحمد بن عطية السيد القدوة. أبو سليمان الداراني العنسي. قيل أصله واسطي، ولد في حدود الأربعين ومائة أو قبل ذلك. وروى عن: سفيان الثوري، وأبي الأشهب، وعبد الواحد بن زيد، وعلقمة بن سويد، وعلي بن) الحسن الزاهد، وصالح بن عبد الجليل. وعنه: تلميذه أحمد بن أبي الحواري. وهاشم بن خالد، وحميد بن هشام العنسي، وعبد الرحيم بن صالح الداراني، وإسحاق بن عبد المؤمن، وعبد العزيز بن عمير، وإبراهيم بن أيوب الحوراني، وآخرون. قال أبو الجهم بن طلاب: ثنا أحمد بن أبي الحواري قال: كان اسم أبي سليمان عبد الرحمن بن أحمد بن عطية العنسي من صليبة العرب. وقال حميد بن هشام: قلت لأبي سليمان عبد الرحمن بن أحمد بن عطية، فذكر حكاية.

(15/252)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 253
واختلف على أبي الجهم فقال أبو أحمد الحاكم، عنه، عن ابن أبي الحواري: اسمه عبد الرحمن بن عسكر. قال ابن أبي الحواري، سمعت أبا سليمان رحمة الله عليه يقول: صل خلف كل مبتدعٍ إلا القدري لا تصل خلفه، وإن كان سلطاناً. وقال: سمعت أبا سليمان يقول: كنت بالعراق أعمل، وأنا بالشام أعرف. قال: وسمعته يقول: ليس لمن ألهم شيئاً من الخير أن يعمل به حتى يسمعه من الأثر. فإذا سمعه من الأثر عمل به وحمد الله حيث وافق ما في قلبه. وقال الخلدي: سمعت الجنيد يقول: قال أبو سليمان الداراني: ربما يقع في قلبي النكتة من نكت القوم أياماً فلا أقبل منه إلا بشاهدين عدلين: الكتاب والسنة. قال الجنيد: وقال أبو سليمان: أفضل الأعمال خلاف هوى النفس. وقال: لكل شيء علم، وعلم الخذلان ترك البكاء. ولكل شيء صدأ، وصدأ نور القلب شبع البطن. وقال أحمد بن أبي الحواري: سمعت أبا سليمان يقول: أصل كل خير الخوف من الله، ومفتاح الدنيا الشبع، ومفتاح الآخرة الجوع.

(15/253)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 254
وقال الحاكم: أنا الخلدي: حدثني الجنيد: سمعت السري السقطي: حدثني أحمد بن أبي الحواري: سمعت أبا سليمان يقول: قدم إلي أهلي مرةً خبزاً وملحاً، فكان في الملح سمسمة فأكلتها، فوجدت رانها على قلبي بعد سنة. وقال أحمد: سمعت أبا سليمان يقول: من رأى لنفسه قيمة لم يذق حلاوة الخدمة.) وعنه قال: إذا تكلف المتعبدون أن يتكلموا بالإعراب ذهب الخشوع من قلوبهم. وقال أحمد: سمعت أبا سليمان يقول: إن في خلق الله خلقاً لو زين لهم الجنان ما اشتاقوا، فكيف يحبون الدنيا وقد زهدهم فيها. وسمعته يقول: لولا الليل لما أحببت البقاء في الدنيا. وما أحب البقاء في الدنيا لتشقيق الأنهار وغرس الأشجار، ولربما رأيت القلب يضحك ضحكاً. وقال أحمد: رأيت أبا سليمان حين أراد أن يلبي غشي عليه، فلما أفاق قال: بلغني أن العبد إذا حج من غير وجهه، فلبى قيل له: لا لبيك ولا سعديك حتى تطرح ما في يديك، فما يؤمنا أن يقال لنا مثل هذا ثم لبى. وقال الجنيد: شيء يروى عن أبي سليمان أنا أستحسنه كثيراً، قوله: من اشتغل بنفسه شغل عن الناس، ومن اشتغل بربه شغل عن نفسه وعن الناس. قال عمرو بن بحر الأسدي: سمعت ابن أبي الحواري: سمعت أبا سليمان يقول: من وثق بالله في رزقه زاد الله في حسن خلقه، وأعقبه الحلم،

(15/254)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 255
وسخت نفسه في نفقته، وقلت وساوسه في صلاته. وعن أبي سليمان قال: الفتوة أن لا يراك الله حيث نهاك، ولا يفقدك حيث أمرك. وللشيخ أبي سليمان رضي الله عنه كلام جليل من هذا النمط. وقد أنبأنا أبو الغنائم بن علان، عن القاسم بن علي، أنا أبي، أنا طاهر بن سهل، أنا عبد الدائم الهلالي، أنا عبد الوهاب الكلابي: سمعت محمد بن خريم العقيلي: سمعت أحمد بن أبي الحواري يقول: تمنيت أن أرى أبا سليمان الداراني في المنام، فرأيته بعد سنة، فقلت له: يا معلم، ما فعل الله بك. قال: يا أحمد دخلت من باب الصغير، فرأيت وسق شيخٍ، فأخذت منه عوداً، فلا أدري تخللت به أم رميت به فأنا في حسابه من سنة. قال أبو زرعة الطبري: سألت سعيد بن حمدون عن موت أبي سليمان الداراني فقال: سنة خمس عشرة ومائتين. وكذا ورخ وفاته أبو عبد الرحمن السلمي، والقراب. وقيل: سنة خمسٍ ومائتين، قاله ابن أبي الحواري.)
4 (عبد الرحمن بن سنان)
ابو يحيى الرازي المقريء. عن: عبد العزيز بن أبي داوود، ونعيم بن ميسرة. وعنه: يحيى بن عبدك، وأبو زرعة، وأبو حاتم، والفضل بن شاذان المقريء.

(15/255)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 256
قال أبو حاتم: مقريء صدوق.
4 (عبد الرحمن بن عبد العزيز المدائني سبويه.)
روى عن: سليم بن أخضر. روى عنه: عباس الدوري، وأحمد بن إسحاق الوزان.
4 (عبد الرحمن بن علقمة.)
أبو يزيد السعدي المروزي الفقيه. سمع: أبا حمزة السكري، وأبا عوانة، وحماد بن يزيد. وكان من كبار أصحاب ابن المبارك. روى عنه: أحمد بن حنبل، ويحيى بن أبي طالب، وأبو زرعة، وحمدان الوراق. وكان بصيراً بالرأي. تفقه على محمد بن الحسن، وغيره. أكرهوه على قضاء سرخس فهرب. قال أبو حاتم الرازي: صدوق.
4 (عبد الرحمن بن مصعب بن يزيد الأزدي المعني.)
عم علي بن عبد الحميد الكوفي القطان، نزيل الري. عن: فطر بن خليفة، وسفيان الثوري، وإسرائيل، وشريك. وعنه: القاسم بن زكريا الكوفي، وعلي بن محمد الطنافسي، وأحمد بن

(15/256)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 257
الفرات، وعباس الدوري، وعبد السلام بن عاصم، وحفص بن عمر الرقي سنجة ألف، وطائفة. أنبأنا أحمد بن سلامة، عن خليل الداراني، أنا أبو علي، أنا أبو نعيم، ثنا الطبراني، ثنا حفص بن عمر بن الصباح، ثنا عبد الرحمن بن مصعب المعني، نا إسرائيل، عن محمد هو ابن حجارة، عن عطية، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن من أعظم الجهاد كلمة عدلٍ عند سلطانٍ جائر، رواه ت. ق، عن القاسم بن زكريا، عن عبد الرحمن،) فوقع لنا عالياً. وقال الترمذي: حسن غريب. قلت: ليس له في الكتابين سوى هذا الحديث، وما أعلم فيه جرحاً. قال ابن سعد: كان عابداً ناسكاً يكنى أبا يزيد. قيل: توفي سنة إحدى عشرة ومائتين.
4 (عبد الرحمن بن هانيء بن سعيد.)
أبو نعيم النخعي الكوفي. ابن بنت إبراهيم النخعي. روى عن: ابن جريح، ومسعر، وفطر بن خليفة، وسفيان الثوري، ومالك بن مغول، ومحل بن محرز الضبي، وجماعة. وعنه: البخاري في تاريخه، وإسماعيل سمويه، وأبو زرعة، وأحمد بن

(15/257)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 258
أبي غرزة، ومحمد بن إسماعيل الصائغ، ومحمد بن غالب تمتام، وأبو حاتم، وآخرون. قال أحمد: ليس بشيء. وقال أبو حاتم: لا بأس به. وقال ابن معين مرة: ضعيف. وقال مرة: كذاب. وقال أبو داوود: ضعيف. وقال ابن حبان: في القلب منه لروايته عن الثوري، عن أبي الزبير، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم: من قتل ضفدعاً فعليه شاة محرماً كان أو حلالاً. قال مطين: مات سنة ست عشرة.
4 (عبد الرحمن بن واقد البصري العطار.)
عن: شريك، وأبي عوانة، وأبي الأحوص سلام بن سليم، والجراح بن مليح. وعنه: إسحاق بن سيار النصيبي، وأبو حاتم الرازي.

(15/258)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 259
وسئل عنه أبو حاتم فقال: شيخ.
4 (عبد الرحيم بن واقد الخراساني.)
عن: هياج بن بسطام، وعدي بن الفضل.) وعنه: محمد بن الجهم، والحارث بن أبي أسامة. حدث ببغداد. قال الخطيب: في حديثه مناكير.
4 (عبد الرحيم بن المحاربي عبد الرحمن بن محمد الكوفي.)
أبو زياد. سمع: أباه، ومبارك بن فضالة، وشريكاً، وزائدة، وغيرهم. وعنه: خ.، وق. عن رجل عنه، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، وابن نمير، وعبد بن حميد، وأحمد بن أبي غرزة. قال أبو زرعة: شيخ فاضل، ثقة. وقال أبو داوود: هو أثبت من أبيه.

(15/259)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 260
قال البخاري: مات في رمضان سنة إحدى عشرة.
4 (عبد الرزاق بن همام بن نافع.)

(15/260)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 261
الإمام أبو بكر الحميري مولاهم الصنعاني، أحد الأعلام. عن: أبيه، ومعمر، وعبد الله بن سعيد بن أبي هند، وعبيد الله بن عمر، وابن جريج، والمثنى بن الصباح، وثور بن يزيد، وحجاج بن أرطأة، وزكريا بن إسحاق، والأوزاعي، وعكرمة بن عمار، والسفيانين، ومالك، وخلق. ورحل إلى الشام بتجارةٍ فسمع الكثير من جماعة. ومولده سنة ست وعشرين ومائة. وعنه: شيخاه معتمر بن سليمان، وسفيان بن عيينة، وأبو أسامة وهو أكبر منه، وأحمد، وابن معين، وإسحاق، ومحمد بن رافع، ومحمد بن يحيى، ومحمود بن غيلان، وأحمد بن صالح، وأحمد بن الأزهر، وأحمد بن الفرات، والرمادي، وإسحاق الكوسج، والحسن بن علي الحلال، وسلمة بن شبيب، وعبد بن حميد، وإسحاق الدبري، وإبراهيم بن سويد الشامي، وخلق كثير. قال عبد الرزاق: جالسنا معمراً سبع سنين. وقال أحمد بن صالح: قلت لأحمد بن حنبل: رأيت أحداً أحسن حديثاً من عبد الرزاق قال: لا. وقال عبد الوهاب بن همام: كنت عند معمر فذكر أخي عبد الرزاق. وقال: خليق إن عاش أن تضرب إليه أكباد الإبل.) قال ابن أبي السري العسقلاني: فوالله لقد أتعبها، يعني الإبل، ولما

(15/261)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 262
ودعت عبد الرزاق قال: أما في الدنيا فلا أظن أن نلتقي فيها، ولكنا نسأل الله أن يجمع بيننا في الآخرة. وقال أبو زرعة الدمشقي: قلت لأحمد بن حنبل: كان عبد الرزاق يحفظ حديث معمر قال: نعم. قيل له: فمن أثبت في ابن جريج: عبد الرزاق، أو محمد بن بكر البرساني قال: عبد الرزاق. وقال لي: أتينا عبد الرزاق قبل المائتين، وهو صحيح البصر. ومن سمع منه بعدما ذهب بصره فهو ضعيف السماع. وقال هشام بن يوسف: كان لعبد الرزاق حين قدم ابن جريج اليمن ثمان عشرة سنة. قال ابن معين: هشام ابن يوسف أثبت في ابن جريج من عبد الرزاق. وقال الأثرم: سمعت أبا عبد الله يسأل عن حديث النار جبار. فقال: هذا باطل، وليس من هذا شيء. ثم قال: ومن يحدث به عن عبد الرزاق قلت: حدثني أحمد بن شبويه. قال: هؤلاء سمعوا بعدما عمي. كان يلقن فلقنه، وليس هو في كتبه. وقد أسندوا عنه أحاديث ليست في كتبه، كان يلقنها بعدما عمي. قلت: عبد الرزاق راوية الإسلام، وهو صدوق في نفسه. وحديثه محتجٌ به في الصحاح. ولكن ما هو ممن إذا تفرد بشيء عد صحيحاً غريباً. بل إذا تفرد بشيء عد منكراً.

(15/262)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 263
وكان من مذهبه أن يقول: أخبرنا، ولا يقول: حدثنا. وهي عادة جماع من أقرانه، وممن قبله كحماد بن سلمة، وهشيم. قال الحافظ بن أبي الفوارس: يزيد بن هارون، وهشيم، وعبد الرزاق لا يقولون إلا أخبرنا، فإذا رأيت حديثاً فهو من خطأ الكاتب. قال محمود بن رافع: قدم أحمد، وإسحاق على عبد الرزاق، وكان من عادته أن يقول أخبرنا. فقالا له: قل حدثنا. فقالها. وقال نعيم بن حماد: ما رأيت ابن المبارك قط يقول: حدثنا. كان يرى أن أخبرنا أوسع.) وقال يحيى القطان، وأحمد بن حنبل، والبخاري، وطائفة: حدثنا، وأنا، واحد.
4 (فصل)
قال جعفر بن أبي عثمان الطيالسي: سمعت ابن معين يقول: سمعت من عبد الرزاق كلاماً يوماً استدللت به على ما ذكر عنه من المذهب، يعني التشيع. فقلت له: إن أستاذيك اللذين أخذت عنهم ثقات كلهم أصحاب سنة: معمر، ومالك، وابن جريج، وسفيان، والأوزاعي. فعمن أخذت هذا المذهب فقال: قدم علينا جعفر بن سليمان الضبعي، فرأيته فاضلاً حسن الهدي، فأخذت هذا عنه. وقال ابن أبي خيثمة: سمعت يحيى بن معين، وقيل له إن أحمد بن حنبل. قال: إن عبيد الله بن موسى يرد حديثه للتشيع. فقال: كان والله الذي لا

(15/263)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 264
إله إلا هو عبد الرزاق أغلى في ذلك منه مائة ضعف. ولقد سمعت من عبد الرزاق أضعاف ما سمعت من عبيد الله. وقال عبد الله بن أحمد: سألت أبي: أكان عبد الرزاق يفرط في التشيع فقال: أما أنا فلم أسمع منه في هذا شيئاً. وقال سلمة بن شبيب، سمعت عبد الرزاق يقول: والله ما انشرح صدري قط أن أفضل علياً على أبي بكر وعمر. وقال أحمد بن الأزهر: سمعت عبد الرزاق يقول: أفضل الشيخين بتفضيل علي إياهما على نفسه، ولو لم يفضلهما لم أفضلهما. كفى بي إزراء أن أحب علياً ثم أخاف قوله. وقال محمد بن أبي السري: قلت لعبد الرزاق: ما رأيك في التفضيل فأبى أن يخبرني. وقال: كان سفيان يقول: أبو بكر، وعمر، ويسكت. وكان مالك يقول: أبو بكر، وعمر، ويسكت. قال ابن عدي: قد رحل إلى عبد الرزاق ثقات المسلمين وأئمتهم، وكتبوا عنه، ولم يرو بحديثه بأساً، إلا أنهم نسبوه إلى التشيع. وقد روى أحاديث في الفضائل مما لا يوافقه عليه أحد من الثقات، فهذا أعظم ما ذموه من روايته لهذه الأحاديث، ولما رواه في مثالب غيرهم.

(15/264)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 265
وقال أبو صلاح محمد بن إسماعيل: بلغنا ونحن عند عبد الرزاق أن ابن معين، وأحمد بن حنبل تركوا حديث عبد الرزاق، أو كرهوه، فدخلنا من ذلك غمٌ شديد. فلما كان وقت الحج) وافيت بمكة يحيى بن معين، فسألته، فقال: يا أبا صالح، لو ارتد عبد الرزاق عن الإسلام ما تركنا حديثه. رواها ابن عدي، عن ابن حماد، عن أبي صالح هذا. وقال أحمد بن الأزهر: سمعت عبد الرزاق يقول: صار معمر هليلجةً في فمي. وقال فياض بن زهير النسائي: تشفعنا بامرأة عبد الرزاق عليه، فدخلنا، فقال: هاتوا، تشفعتم إلي بمن ينقلب معي على الفراش. ثم قال:
(ليس الشفيع الذي يأتيك مؤتزراً .......... مثل الشفيع الذي يأتيك عريانا)
وقال ابن معين: قال بشر بن السري: قال عبد الرزاق: قدمت مكة مرةً، فأتاني أصحاب الحديث يومين، ثم انقطعوا يومين أو ثلاثة. فقلت: يا رب ما شأني كذاب انا أي شيء أنا فجاءوني بعد ذلك. وقال المفضل الجندي: سمعت سلمة بن شبيب يقول: سمعت عبد الرزاق يقول: أخزى الله سلعةً لا تنفق إلا بعد الكبر والضعف. حتى إذا بلغ أحدهم مائة سنة كتب عنه. فإما أن يقال كذاب فيبطلون علمه، وإما أن يقال مبتدع فيبطلون علمه. فما اقل من ينجو من ذلك. وقال محمود بن غيلان، عن عبد الرزاق، قال: قال لي وكيع: أنت رجل عندك حديث وحفظك ليس بذاك. فإذا سئلت عن حديثٍ فلا تقل ليس هو عندي، ولكن قل: لا أحفظه. وقال ابن معين، قال لي عبد الرزاق: أكتب عني حديثاً واحداً من غير

(15/265)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 266
كتاب. فقلت: لا، ولا حرف. قلت: وقد صنف عبد الرزاق التفسير و السنن وغير ذلك. و مصنف عبد الرزاق بضعة وخمسون جزءاً، يجيء ثلاث مجلدات. وسمع منه كتبه: إسحاق الدبري، وعمر دهراً، فأكثر عنه الطبراني. قال محمد بن سعد: مات في النصف من شوال سنة إحدى عشرة.
4 (عبد الصمد بن حسان.)
مر.
4 (عبد الصمد بن عبد العزيز الرازي.)
) أبو علي العطار المقريء. عن: أبي جعفر الرازي، وبشير بن سليمان، وعنبسة قاضي الري، وجسر بن فرقد، وعمرو بن أبي قيس، وأبي الأحوص، وفضيل بن عياض، وخلق كثير. وعنه: حفص بن عمر المهرقاني، ويحيى بن عبدك، وإسماعيل بن يزيد خال أبي حاتم، ومحمد بن عمار، وآخرون. توفي في حدود نيفٍ ومائتين. وقيل: إن أبا زرعة الرازي روى عنه، وهو بعيد. وكان صوقاً.
4 (عبد الصمد بن النعمان البغدادي البزاز.)

(15/266)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 267
حدث عن: عيسى بن طهمان صاحب أنس، وحمزة الزيات، وابن أبي ذئب، وشعبة وطائفة. وعنه: عباس الدوري، وأحمد بن ملاعب، ومحمد بن غالب تمتام، وجماعة كثيرة. وثقه ابن معين، وغيره، ولم يقع له شيء في الكتب الستة. توفي سنة ست عشرة ببغداد. وعن الدارقطني قال: ليس بالقوي.
4 (عبد العزيز بن عبد الله بن يحيى بن عمرو بن أويس بن سعد بن أبي سرح القرشي)
العامري. أبو القاسم المدني المعروف بالأويسي. روى عن: عبد العزيز بن عبد الله الماجشون، ونافع بن عمر الجمحي، ومحمد بن جعفر بن أبي كثير، وسليمان بن بلال، ومالك بن أنس، وعبد الله بن

(15/267)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 268
يحيى بن أبي كثير، وابن أمية، وعبد الله بن جعفر المخرمي، وإبراهيم بن سعد، وطائفة. وعنه: خ.، ود.، ت. عن رجل عنه، وهارون الحمال، ومحمد بن يحيى الذهلي، وعبد الله بن أبي زياد القطواني، وأبو زرعة، وأبو حاتم، ومحمد بن إسماعيل الترمذي، وعبد الله بن شبيب المدني، وجماعة. وثقه أبو داوود، وغيره.
4 (عبد العزيز بن عمير.)
) أبو الفقير الخراساني الزاهد أحد العارفين. نزل دمشق وجالس أبا سليمان الداراني. وروى عن: زيد بن أبي الزرقاء، وحجاج الأعور، وجماعة. وروى عنه: أحمد بن أبي الحواري، وإبراهيم بن أيوب الجوزجاني، وغيرهما. وكانت رابعة الشامية تسميه سيد العابدين. ومن قوله: إن من القلوب قلوباً مرتصدة، فإذا وجدت بغيتها طارت إليه. وعنه قال: إنما يفتح على المؤدب بقدر المتأدبين. وقد تكلم أبو الفقير مرة بحضرة أبي سليمان، فجعل أبو سليمان يخور كما يخور الثور. وقال: ذكر النعم يورث الحب لله تعالى.

(15/268)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 269
4 (عبد العزيز بن المغيرة بن أمي أو ابن أمية.)
أبو عبد الرحمن المنقري البصري الصفار. نزيل الري. عن: مبارك بن فضالة، ويزيد بن إبراهيم التستري، وجرير بن حازم، والحمادين. وعنه: يوسف بن موسى القطان، ويحيى بن عبدك القزويني، وابن وارة، وأبو زرعة، وأبو حاتم الرازي. قال أبو حاتم: صدوق لا بأس به.
4 (عبد العزيز بن منصور.)
أبو الأصبغ اليحصبي المصري. عن: حيوة بن شريح، والليث بن مالك، ونافع المقريء، وغيرهم. وعنه: قاسم بن الفرج الردفي، وغيره. توفي سنة ست عشرة ومائتين.
4 (عبد الغفار بن الحكم.)

(15/269)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 270
أبو سعيد الحراني، مولى بني أمية. عن: فضيل بن مرزوق، وزهير بن معاوية، ومبارك بن فضالة، والليث بن سعد، وجماعة. وعنه: عمرو الناقد، ومحمد بن يحيى الذهلي، ومحمد بن يحيى الحراني، وأبو فروة، ويزيد بن) محمد الرهاوي، وآخرون. توفي في آخر شعبان سنة سبع عشرة. وقد وثق. روى له النسائي حديثاً في مسند علي رضي الله عنه.
4 (عبد الغفار بن عبيد الله القرشي الكريزي البصري.)
عن: شعبة، وصالح بن أبي الأخضر، وأبي المقدام هشام بن زياد. وعنه: ابن وارة، وأبو حاتم. ما رأيت أحداً ضعفه إلا البخاري فقال: ليس بقائم الحديث. وقال: عبد الغفار بن عبيد الله بن عبد الأعلى ابن الأمير عبد الله بن عامر بن كريز القرشي حديثه في البصريين.
4 (عبد القدوس بن الحجاج.)

(15/270)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 271
أبو المغيرة الخولاني الحمصي. عن: صفوان بن عمرو السكسكي، وحريز بن عثمان الرحبي، وأرطأة بن المنذر، وأبي بكر بن عبيد الله بن أبي مريم، وعبدة بنت خالد بن معدان، وعفير بن معدان الحمصيين، وأبي عمرو الأوزاعي، وعبد الله بن العلاء بن زبر، ويزيد بن عطاء اليشكري، وعبد الرحمن المسعودي، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، وطائفة من صغار التابعين. وعنه: خ.، وع. عن رجل عنه، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، والذهلي، وإسحاق الكوسج، وسلمة بن شبيب، وابو محمد الدارمي، وأحمد بن عبد الرحيم بن يزيد الحوطي، ومحمد بن عوف الطائي، وخلق كثير. وكان من ثقات الشاميين ومسنديهم. قال البخاري: مات سنة اثنتي عشرة وصلى عليه احمد بن حنبل. قال محمد بن عبد الملك زنجويه: ما رأيت أخوف لله من إسحاق بن سليمان الرازي، وما رأيت أخشع من أبي المغيرة، ولا أحفظ من يزيد ابن هارون، ولا أعقل من أبي مسهر، ولا أورع من الفريابي، ولا اشد تقشفاً من بشر الحافي.

(15/271)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 272
4 (عبد الكريم بن روح بن عنبسة.)
) أبو سعيد البصري، مولى عثمان رضي الله عنه. عن: أبيه، وسفيان الثوري، وشعبة، وحماد بن سلمة. وعنه: خلف بن محمد كردوس، وأبو أمية الطرسوسي، ومحمد بن شداد المسمعي، ويحيى بن أبي طالب، والكديمي، وجماعة. ذكره ابن حبان في الثقات. وقال ابن أبي عاصم: توفي سنة خمس وعشرين ومائتين.
4 (عبد الملك بن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون.)

(15/272)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 273
أبو مروان التيمي، مولاهم المدني الفقيه صاحب مالك. روى عن: أبيه، ومالك بن أنس، وإبراهيم بن سعد، وخاله يوسف بن يعقوب الماجشون، ومسلم بن خالد الزنجي، وغيرهم. وعنه: أبو حفص الفلاس، ومحمد بن يحيى الذهلي، وعبد الملك بن حبيب الفقيه، والزبير بن بكار، ويعقوب الفسوي، وسعد بن عبد الله بن عبد الحكم، وجماعة. قال مصعب بن عبد الله: كان مفتي أهل المدينة في زمانه. وقال ابن عبد البر: كان فقيهاً فصيحاً، دارت عليه الفتيا في زمانه، وعلى أبيه قبله. وكان ضريراً، قيل أنه عمي في آخر عمره، وكان مولعاً بسماع الغناء. وقال أحمد بن المعذل: كلما تذكرت أن التراب يأكل لسان عبد الملك بن الماجشون صغرت الدنيا في عيني. وكان ابن المعذل من الفصحاء المذكورين، فقيل له: أين لسانك من لسان أستاذك عبد الملك فقال: لسانه إذا تعايى أحيى من لساني إذا تحايى. وقال أبو داوود: كان لا يعقل الحديث. قيل: توفي سنة اثنتي عشرة، وقيل سنة ثلاث عشرة، وقيل سنة أربع عشرة.

(15/273)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 274
وقد قال فيه يحيى بن أكثم: كان عبد الملك بحراً لا تكدره الدلاء.
4 (عبد الملك بن قريب بن عبد الملك بن علي بن أصبغ بن

(15/274)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 275
مظهر بن عبد شمس بن أعيا بن)
سعد بن عبد بن غنم بن قتيبة بن معن بن مالك بن أعصر بن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.) أبو سعيد الباهلي الأصمعي البصري، صاحب اللغة. قيل: اسم أبيه عاصم، ولقبه قريب. كان إمام زمانه في علم اللسان. روى عن: أبي عمرو بن العلاء، وقرة بن خالد، ومسعر بن كدام،

(15/275)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 276
وابن عون، ونافع بن أبي نعيم، وسليمان التيمي، وشعبة، وبكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة، وحماد بن سلمة، وسلمة بن بلال، وعمر بن أبي زائدة، وخلق. وعنه: أبو عبيدة، ويحيى بن معين، وإسحاق الموصلي، وزكريا بن يحيى المنقري، وسلمة بن عاصم، وعمر بن شبة، وعبد الرحمن بن عبد الله بن قريب ابن أخي الأصمعي، وأبو حاتم السجستاني، وأبو الفضل الرياشي، ونصر بن علي الجهضمي، وابو العيناء، وأبو مسلم الكجي، وأحمد بن عبيد أبو عصيدة، وبشر بن موسى، وأبو حاتم الرازي، ومحمد بن يونس الكديمي، وخلق. روى عباس، عن ابن معين: سمعت الأصمعي يقول: سمع مني مالك بن أنس. وأثنى أحمد بن حنبل على الأصمعي في السنة. وقال إسحاق الموصلي: دخلت على الأصمعي أعوده، وإذا قمطرٌ، فقلت: هذا علمك كله فقال: إن هذا من حق لكثير. وقال ثعلب: قيل للأصمعي: كيف حفظت ونسي أصحابك قال: درست وتركوا. وقال عمر بن شبة: سمعت الأصمعي يقول: أحفظ ستة عشر ألف أرجوزة. وقال ابن الأعرابي: شهدت الأصمعي وقد أنشد نحو مائتي بيت، ما فيها بيت عرفناه.

(15/276)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 277
وقال الربيع: سمعت الشافعي يقول: ما عبر أحدٌ من العرب بأحسن من عبارة الأصمعي. وقال أبو معين الحسين بن الحسن الرازي، سألت يحيى بن معين، عن الأصمعي فقال: لم يكن ممن يكذب، وكان من أعلم الناس في فنه. وقال أبو داوود: صدوق. وقال أبو داوود السنجي: سمعت الأصمعي يقول: إن أخوف ما أخاف على طالب العلم إذا لم يعرف النحو أن يدخل في جملة قول النبي صلى الله عليه وسلم: من كذب علي فليتبوأ مقعده) من النار، لأنه صلى الله عليه وسلم لم يكن يلحن، فمهما رويت عنه ولحنت فيه كذبت عليه. وقال نصر بن علي: كان الأصمعي يتقي أن يفسر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما يتقي أن يفسر القرآن.

(15/277)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 278
وقال: إسحاق الموصلي: لم أر الأصمعي يدعي شيئاً من العلم، فيكون أحدٌ أعلم به منه. وقال الرياشي: سمعت الأخفش يقول: ما رأينا أحداً أعلم بالشعر من الأصمعي. وقال المبرد: كان الأصمعي بحراً في اللغة لا نعرف مثله فيها. وكان أبو زيد الأنصاري أكبر منه في النحو. وقال الدعلجي غلام أبي نواس: قيل لأبي نواس قد أشخص أبو عبيدة والأصمعي إلى الرشيد. فقال: أما أبو عبيدة فإنهم إن مكنوه من سفره قرأ عليهم أخبار الأولين والآخرين. وأما الأصمعي، فبلبل يطربهم بنغماته. وقال أبو العيناء: قال الأصمعي: دخلت أنا وأبو عبيدة على الفضل بن الربيع، فقال: يا أصمعي كم كتابك في الخيل قلت: جلدٌ. فسأل أبو عبيدة عن ذلك، فقال: خمسون جلداً. فأمر بإحضار الكتابين، وأحضر فرساً، وقال لأبي عبيدة: أقرأ كتابك حرفاً حرفاً، وضع يدك على موضع موضع. فقال: لست ببيطار، إنما هذا شيء أخذته وسمعته من العرب. فقمت فحسرت عن ذراعي وساقي، ثم وثبت فأخذت بأذن الفرس، ثم وضعت يدي على ناحيته، فجعلت أقبض منه بشيء وأقول: هذا اسمه كذا، وأنشد فيه، حتى بلغت حافزه. فأمر لي بالفرس. فكنت إذا أردت أن أغيظ أبا عبيدة ركبت الفرس وأتيته.

(15/278)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 279
وروى ابن دريد، عن شيخٍ له، قال: كان الأصمعي بخيلاً، وكان يجمع أحاديث البخلاء. وقال محمد بن سلام الجمحي: كنا مع أبي عبيدة في جنازة، ونحن بقرب دار الأصمعي، فارتفعت ضجة من دار الأصمعي، فبادر الناس ليعرفوا ذلك، فقال أبو عبيدة: إنما يفعلون ذلك عند الخبز، كذا يفعلون إذا فقدوا رغيفاً. وقال الأصمعي: بلغت ما بلغت بالعلم، ونلت ما نلت بالملح.) وقد قال له أعرابي رآه يكتب كل شيء: ما أنت إلا الحفظة تكتب لفظ اللفظة. قلت: ومع كثرة طلبه واجتهاده كان من أذكياء بني آدم وحفاظهم. قال ابو العباس ثعلب، عن أحمد بن عمر النحوي قال: لما قدم الحسن بن سهل العراق قال: أحب أن أجمع قوماً من أهل الأدب فيبحرون بحضرتي. فحضر أبو عبيدة معمر بن المثنى، والأصمعي، ونصر بن علي الجهضمي، وحضرت معهم. فايتدأ الحسن فنظر في رقاع كانت بين يديه ووقع عليها، وكانت خمسين رقعة. ثم أمر فدفعت إلى الخازن. ثم أقبل علينا وقال: قد فعلنا خيراً، ونظرنا في بعض ما نرجو نفعه من أمور الناس والرعية، فنأخذ الآن فيما نحتاج إليه. فأفضنا في ذكر الحفاظ، فذكرنا للزهري، وقتادة، ومررنا، فالتفت أبو عبيدة وقال: ما الغرض أيها الأمير في ذكر ما مضى وإنما تعتمد في قولنا على حكايةٍ، عن قوم، وتترك من بالحضرة ههنا من يقول إنه ما قرأ كتاباً قط، فاحتاج إلى أن يعود فيه، ولا دخل قلبه شيء فخرج عنه فلتفت الأصمعي وقال: إنما يريدني بهذا القول أيها الأمير. والأمر في ذلك على ما حكى، وأنا أقرب عليه. قد نظر الأمير فيما نظر فيه من الرقاع، وأنا أعيد ما فيها، وما وقع به

(15/279)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 280
الأمير على التوالي. فأحضرت الرقاع، فقال الأصمعي: سأل صاحب الرقعة الأولى كذا، واسمه كذا، فوقع له بكذا. والرقعة الثانية والثالثة، حتى مر في نيفٍ وأربعين رقعة، فالتفت إليه نصر بن علي فقال: أيها الرجل أبق على نفسك من العين. فكف الأصمعي. وروي نحوها من وجهٍ آخر، وفيه فقال: حسبك الساعة، والله تقتلك الجماعة بالعين، يا غلام خمسين ألف درهمٍ واحملوها معه. فقال: تنعم بالحامل كما أنعمت بالمحمول. قال: هم لك، يعني الغلمان الذين حملوها إليه، ثم عوضه عنهم بعشرة آلاف. قال عمرو بن مرزوق: رأيت الأصمعي وسيبويه يتناظران، فقال يونس النحوي: الحق مع سيبويه، وهذا يغلب بلسانه. وعن الأصمعي أن الرشيد أجازه مرةً بمائة ألف درهم. وللأصمعي تصانيف كثيرة منها: كتاب خلق الإنسان، والمقصور والممدود، الأجناس، الأنواء، الصفات، الهمز، الخيل، القداح، الميسر، خلق الفرس، كتاب الإبل، الشاء، الوحوش، الأخبية،) البيوت، فعل وأفعل، الأمثال، الأضداد، الألفاظ بالسلاح، اللغات، مياه العرب، النوادر، أصول الكلام، القلب والإبدال، معاني الشعر، المصادر، الأراجيز، النخلة، النبات، ما اختلف لفظه واتفق معناه، غريب الحديث، السرج واللجام، الترس والنبال، الكلام الوحشي، المذكر والمؤنث، نوادر الأعراب، وغير ذلك من الكتب. وأكثر تصانيفه مختصرات.

(15/280)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 281
قال أبو العيناء: كنا في جنازة الأصمعي سنة خمس عشرة. وقال شباب: مات سنة خمس عشرة. وقال البخاري، ومحمد بن المثنى: مات سمة ست عشرة. وقيل إنه عاش ثمانياً وثمانين سنة.
4 (عبد الملك بن نصير.)
أبو طيبة المرادي، مولاهم المصري، مفرض أهل مصر في زمانه. قال ابن يونس: روى عن: الليث، ومالك. وكذا في أولاده، علم الفرائض. توفي سنة إحدى عشرة، ويأتي.
4 (عبد الملك بن هشام بن أيوب.)
أبو محمد الذهلي، وقيل الحميري المعافري البصري النحوي. نزيل مصر، ومهذب السيرة النبوية، سمعها من زياد بن عبد الله صاحب ابن إسحاق ونقحها، وحذف جملة من أشعارها، وروى فيها مواضع عن: عبد الوارث المنتوري، وغيره. رواها عنه: أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم بن البرقي، وأخوه عبد الرحيم، ومحمد بن الحسن القطان، وجماعة.

(15/281)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 282
وثقه أبو سعيد بن يونس. وذكره أبو زيد السهيلي فقال: هو حميري، له كتاب في أنساب حمير وملوكها. قلت: الأصح أنه ذهلي كما ذكر ابن يونس وقال: توفي بمصر في ثالث عشر ربيع الآخر سنة ثمان عشرة ومائتين. وقال السهيلي: توفي سنة ثلاث عشرة، فوهم أيضاً. وقد سمعت السيرة من روايته، فأخبرنا بها أبو المعالي الأبرقوهي. قرأتها في ستة أيام في) النهار الطويل. أنا عبد القوي بن عبد العزيز السعدي، أنا عبد الله بن رفاعة السعدي، ثنا علي بن الحسن الخلعي، أنا أبو محمد بن النحاس، أنا ابو محمد بن الورد، أنا أبو سعيد عبد الرحيم بن عبد الله بن عبد الرحيم، ثنا عبد الملك بن هشام، ثنا زياد بن عبد الله، عن ابن إسحاق، فذكر الكتاب. وكان ابن هشام نحوياً أديباً إخبارياً فاضلاً، رحمه الله. قال الدارقطني: حدثني أبو العباس عبيد الله بن محمد المطلبي، بالرملة، عن زكريا بن يحيى بن حيويه: سمعت المزني يقول: قدم علينا الشافعي، وكان بمصر عبد الملك بن هشام صاحب المغازي. وكان علامة أهل مصر بالعربية والشعر. فقيل له في المصير إلى الشافعي، فتثاقل، ثم ذهب إليه فقال: ما ظننت أن الله خلق مثل الشافعي.
4 (عبد الوهاب بن عطية وهو وهب بن عطية الفقيه.)
أبو محمد السلمي الدمشقي، أحد الأئمة. منسوب إلى جده. واسم أبيه سعيد بن عطية.

(15/282)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 283
سمع: عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وسفيان بن عيينة، وشبيب بن إسحاق، وطائفة. وعنه: العباس بن الوليد الخلال، ويحيى بن عثمان الحمصي، وعبد الله الدارمي، وآخرون. قال أبو زرعة النضري: شهدت جنازة عبد الوهاب بن سعد بن عطية المفتي الذي يقال له وهب في سنة ثلاث عشرة ومائتين.
4 (عبيد الله بن الحارث بن محمد بن زياد القرشي.)
شيخ معمر، لم يلحق جده. وروى عن: ابن عون، وهشام بن حسان، وابن أبي عروبة، وجماعة. وعنه: عثمان بن طالوت، وأبو حاتم الرازي. قال أبو حاتم: صدوق.
4 (عبيد الله بن عبد الواحد بن صبره القرشي.)
بصري معمر. قال ابن أبي حاتم: روى عن: أشعث بن عبد الملك، وعمرو بن عبيد. كتب عنه: أبي أيام الأنصاري.
4 (عبيد الله بن موسى بن أبي المختار، باذام.)
) أبو محمد العبسي، مولاهم الكوفي الحافظ المقريء الشيعي.

(15/283)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 284
ولد بعد العشرين ومائة، وسمع: هشام بن عروة، والأعمش، وإسماعيل بن أبي خالد، وزكريا بن أبي زائدة، وحنظلة بن أبي سفيان المكي، وأيمن بن نابل، وابن جريج، وشيبان النحوي، وعثمان بن الأسود، والأوزاعي، ومعروف بن خربوذ، وخلقاً. وعنه: خ.، وع. بواسطة، وأحمد بن حنبل، وابن راهويه، وابن معين، وعبد بن حميد، وأبو بكر بن أبي شيبة، وابن نمير، وأحمد بن غرزة الغفاري، وعباس الدوري، والحارث بن أبي أسامة، والدرامي، ومحمد بن سليمان الباغندي، والكديمي، وخلق كثير. قال ابن معين، وغيره: ثقة. قال أبو حاتم: ثقة صدوق، وأبو نعيم أتقن منه، وعبيد الله أثبتهم في إسرائيل.

(15/284)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 285
وقال أحمد بن عبد الله العجلي: كان عالماً بالقرآن، رأساً فيه. ما رأيته رافعاً رأسه. وما رؤي ضاحكاً قط. وقال أبو داوود: كان محترقاً شيعياً. وقال أبو الحسن الميموني: ذكر عند أحمد بن حنبل عبيد الله بن موسى فرأيته كالمنكر له. قال: كان صاحب تخليط. حدث بأحاديث سوء، وأخرج تلك البلايا، فحدث بها. قال أبو عمرو الداني، قرأ على: عيسى بن عمر الهمداني، وعلي بن صالح بن حي. وأخذ الحروف عن حمزة، وعن الكسائي، وعن شيبان النحوي. وتصدر للإقراء. قرأ عليه: إبراهيم بن سليمان، وأيوب بن علي، ومحمد بن عبد الرحن، وأحمد بن جبير. وسمع منه الحروف: محمد بن علي بن عفان العامري، وهارون بن حاتم، وجماعة. وأقرأ الناس في مسجد الكوفة. قلت: هو من كبار شيوخ البخاري. قال ابن سعد: توفي في ذي القعدة سنة ثلاث عشرة. قلت: غلط من قال توفي سنة أربع عشرة. وقد أخذ القرآن والعبادة عن حمزة الزيات. وكان صاحب تعبد وفضل وزهادة، عفا الله عنه.

(15/285)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 286
4 (عبيد بن إسحاق العطار.)
) أبو عبد الرحمن الكوفي، عطار المطلقات. عن: قيس بن الربيع، وزهير بن معاوية، وشريك، وسيف بن عمر التميمي، وسنان بن هارون البرجمي، وغيرهم. وعنه: ميمون بن الأصبغ، ومحمد بن يحيى الذهلي، ومحمد بن عوف الحمصي، ويحيى بن محمد بن حريش، وأبو زرعة، وأبو حاتم وقال: ما رأينا إلا خيراً، ولم يكن بذاك. وعنه أيضاً: الحسن بن علي بن زياد الرازي شيخ العقيلي. ضعفه ابن معين وقال: قلت له: هذه الأحاديث التي تحدث بها باطل. فقال: اتق الله ويحك. فقلت له: هي باطل. وقال البخاري: عنده مناكير.

(15/286)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 287
قلت: ومن مناكيره قال: ثنا قيس، عن عاصم بن بهدلة، عن زر، عن عبد الله قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد حدثني عن ربك هذا. أو من لؤلؤ هو قال: فبعث الله صاعقةً فأحرقته. قال ابن حبان: توفي سنة أربع عشرة ومائتين.
4 (عبيد بن الصباح الكوفي الخزاز.)
عن: عيسى بن طهمان، وموسى بن علي بن رباح، وفضيل بن مرزوق، وكامل بن أبي العلاء، وجماعة. وعنه: موسى بن عبد الرحمن المسروقي، وأحمد بن يحيى الصوفي. قال أبو حاتم: ضعيف الحديث.
4 (عبيد بن حيان الجبيلي الساحلي.)
عن: الأوزاعي، والليث بن سعد، وابن لهيعة. وعنه: أبو زرعة الدمشقي، ومحمد بن عوف الطائي، ويزيد بن عبد الصمد، وغيرهم. قال ابن عوف: لا بأس به.

(15/287)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 288
4 (عبيدة بن عثمان الثقفي الدمشقي.)
أحد الفقهاء.) روى عن: مالك، وسعيد بن عبد العزيز. روى عنه: عباس بن الوليد، ومعاوية بن صالح الأشعري، ومحمد بن عمر الدولابي.
4 (عبيس بن مرحوم بن عبد العزيز العطار.)
مولى آل معاوية بن أبي سفيان. بصري مقل. روى عن: أبيه، وعن عبد العزيز بن عباس بن سهل الساعدي، وغيرهما. وعنه: ابنه بشر، والحسن بن عرفة، والبصريون. ذكره ابن حبان في الثقات.
4 (عتاب بن زياد.)
أبو عمرو المروزي. عن: أبي حمزة محمد بن ميمون السكري، وخارجة بن مصعب، وعبيد الله بن المبارك، ومحمد بن مسلم الطائفي. وعنه: أحمد بن حنبل، وابن معين، وأبو حاتم، والصنعاني، والحسين بن

(15/288)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 289
الجنيد الدامغاني، وإبراهيم بن عبد الرحيم بن دنوقا، وطائفة. قال أبو حاتم: ثقة. وقال مطين: مات سنة اثنتي عشرة. قلت: روى له ق. حديثاً واحداً.
4 (عثمان بن حكيم بن ذيبان.)
أبو عمرو الأودي الكوفي، أخو عثمان بن حكيم. عن: الحسن بن صالح بن حي، وشريك القاضي، وحبان بن علي. وعنه: ولده أحمد بن عثمان، ومحمد بن الحسين الحسيني. قال مطين: توفي سنة تسع عشرة.
4 (عثمان بن رقاد البصري.)
إمام مسجد بني عقيل. عن: الحسن بن أبي جعفر، وأبي هلال، وسويد بن أبي حاتم، والخليل بن مرة.

(15/289)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 290
وعنه: إسحاق بن سيار، وأبو حاتم الرازي.)
4 (عثمان بن زفر بن مزاحم بن زفر.)
وقيل عثمان بن زفر بن علاج التيمي الكوفي. عن: عاصم بن محمد العمري، ويعقوب القمي، وقيس بن الربيع، وزهير بن معاوية، وعبد العزيز بن الماجشون، وأبي بكر النهشلي، وجماعة. وعنه: إبراهيم الجوزجاني، وأحمد بن أبي خيثمة، وأحمد الرمادي، وعلي بن عبد العزيز البغوي، ويعقوب الفسوي، وخلق. قال أبو حاتم: صدوق. وقال مطين: مات في ربيع الآخر سنة ثمان عشرة ومائتين. وقد وهم ابن سعد وقال فيه: عثمان بن زفر بن الهذيل. أما عثمان بن زفر الجهني الدمشقي فكان في حدود الثلاثين ومائة. له حديثان.

(15/290)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 291
روى عنه: معمر، وبقية بن الوليد.
4 (عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار القرشي.)
مولى بني أمية. أبو عمرو الحمصي. عن: حريز بن عثمان، وحسان بن نوح، وشعيب بن أبي حمزة، وأبي غسان محمد بن مطرف، ومعاوية بن سلام، وجماعة. وعنه: ولداه عمرو ويحيى، وأحمد بن محمد بن المغيرة العوهي، وعباس الترقفي، وعثمان بن سعيد الدارمي، ومحمد بن عوف الطائي، وآخرون. وثقه أحمد، وابن معين. وقال عبد الوهاب بن نجدة: كان يقول هو من الأبدال. قلت: بقي إلى حدود العشرين.
4 (عثمان بن صالح بن صفوان السهمي المصري.)

(15/291)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 292
أبو يحيى. عن: مالك، والليث، والزنجي، وابن لهيعة، وضمرة بن ربيعة، وبكر بن مضر، وجماعة. وعنه: خ. ون. ق. عن رجلٍ عنه، ويحيى بن معين، وحميد بن زنجويه، وإسماعيل سمويه، ومالك بن عبد الله بن سيف التجيبي، ويعقوب الفسوي، وابنه يحيى بن عثمان، وخلق.) قال أبو حاتم: كان شيخاً صالحاً سليم الناحية. قيل له: كان يلقن قال: لا. وقال ابن حبان: كان راوياً لابن وهب. وقال ابن يونس: مات في المحرم سنة تسع عشرة. قال أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين: سألت أحمد بن صالح، عن عثمان بن صالح، فقال: دعه. دعه. رأيته عند أحمد متروكاً.
4 (عثمان بن الهيثم بن جهم بن عيسى بن حسان بن المنذر.)

(15/292)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 293
وهو الأشج البصري العبدي، أبو عمرو المؤذن، مؤذن جامع البصرة. عن: عوف، وابن جريج، ورؤبة بن الحجاج، وهشام بن حسان، وجعفر بن الزبير الشامي، ومبارك بن فضالة. وعنه: خ.، وأسيد بن عاصم، ومحمد بن يحيى الذهلي، ومحمد بن عثمان الذارع، والحارث بن أبي أسامة، وأبو مسلم الكجي، وأبو خليفة الجمحي، وهو آخر من روى عنه، ومحمد بن زكريا الأصبهاني، وخلق. قال أبو حاتم: كان صدوقاً، غير أنه كان بآخره يلقن. وقال أبو داوود: مات في حادي عشر رجب سنة عشرين.
4 (عثمان بن يمان.)
أبو محمد الحداني الهروي اللؤلؤي، نزيل مكة. عن: موسى بن علي بن رباح، وسفيان الثوري، وأبي المقدام هشام بن زياد، وزمعة بن صالح، وجماعة.

(15/293)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 294
وعنه: احمد بن إبراهيم الدورقي، وأحمد بن نصر النيسابوري، وعبد الله بن أحمد بن أبي ميسرة، وعبد الله بن شبيب، والكديمي، وطائفة. قال ابن حبان: ربما أخطأ. قلت: له حديث واحد في كتاب النسائي.
4 (عروة بن مروان.)
أبو عبد الله العرقي الطرابلسي الزاهد.) حدث بمصر عن: زهير بن معاوية، وموسى بن أعين. وعنه: يونس بن عبد الأعلى، وسعيد بن عثمان التنوخي، وخير بن عرفة. قال الدارقطني: شيخٍ أمي ليس بالقوي. وقال غيره: كان عابداً ورعاً يتقوت من النبات، رحمه الله. وهو عروة بن مروان الرقي الجرار، يروي أيضاً عن: محمد بن عبد الله

(15/294)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 295
المحرم، وإسماعيل بن عياش، وعبيد الله بن عمرو الرقي. وعنه: أيوب بن محمد الوزان. ومنهم من فرق بينهما.
4 (عصام بن خالد.)
أبو إسحاق الحضرمي الحمصي. عن: حريز بن عثمان، وصفوان بن عمرو، وحسان بن نوح، وأرطأة بن المنذر، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، وجماعة. وعنه: خ. وهو من كبار شيوخه، وأحمد بن حنبل، وحميد بن زنجويه، ومحمد بن عوف الطائي، ومحمد بن مسلم بن وارة، وآخرون. قال النسائي: ليس به بأس. وقال البخاري: مات ما بين سنة إحدى عشرة إلى سنة خمس عشرة ومائتين.
4 (عصام بن يوسف بن ميمون بن قدامة.)

(15/295)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 296
أبو عصمة الباهلي البلخي، أخو إبراهيم بن يوسف. عن: شعبة، وسفيان الثوري، وغيرهما. وعنه: معمر بن محمد العوفي، وإسماعيل بن محمد الفسوي، ومحمد بن عبد بن عامر السمرقندي الضعيف، وابنه عبد الله بن عصام، وآخرون. وكان هو وأخوه شيخي بلخ في زمانهما. توفي سنة خمس عشرة ببلخ. قال ابن عدي: له عن الثوري ما لا يتابع عليه.
4 (عصمة بن سليمان الكوفي الخزاز.)
) عن: شعبة، وسفيان، وجرير بن حازم. وعنه: أبو حاتم الرازي، والحارث بن أبي أسامة، وأبو مسلم الكجي. قال أبو حاتم: ما به بأس.

(15/296)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 297
4 (مطلب ترجمة عفان شيخ أحمد والبخاري)

4 (عفان بن مسلم بن عبد الله.)
مولى عزرة بن ثابت الأنصاري، أبو عثمان البصري الصفار، الحافظ، نزيل بغداد. ولد سنة أربعٍ وثلاثين ومائة تقريباً أو تحديداً، وسمع سنة نيفٍ وخمسين ومائة فأكثر. حدث عن: شعبة، وهمام، والحمادين، وهشام الدستوائي، ووهيب، وصخر بن جويرية، وديلم بن غزوان، وطائفة.

(15/297)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 298
وعنه: خ.، وع. عن رجل عنه، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، وابن المديني، وابن معين، والفلاس، وأبو بكر بن أبي شيبة، والذهلي، وعبد، وعبد الله بن أحمد الدورقي، وأبو زرعة الدمشقي، وأبو حاتم، وأبو زرعة الرازي، وعلي بن عبد العزيز، وخلق. قال يحيى القطان: إذا وافقني عفان لا أبالي من خالفني. وقال أبو حفص الفلاس: ثنا يحيى بن سعيد، ثنا شعبة، وهشام، عن قتادة، عن جابر بن زيد، عن ابن عباس، رفعه شعبة: يقطع الصلاة الكلب والحمار والمرأة. قال الفلاس: فقال له عفان: ثنا همام، عن قتادة، عن صالح أبي الخليل، عن جابر بن زيد، عن ابن عباس فبكى يحيى وقال: اجترأت علي، ذهب أصحابي خالد بن الحارث، ومعاذ بن معاذ. قال أحمد العجلي: عفان بصري ثقة، ثبت، صاحب سنة. كان على مسائل معاذ بن معاذ القاضي، فجعل له عشرة آلاف دينار على أن يقف على تعديل رجلٍ فلا يقول عدلاً ولا غير عدل، فأبى. وقال: لا أبطل حقاً من حقوق الله. وكان يذهب برقاع المسائل إلى الموضع البعيد يسأل. فجاء يوماً إلى معاذ وقد تلطخت بالناطف. قال: ما هذا قال: إني أبعد فأجوع، فأخذت ناطفاً في كمي أكلته. وقال عبد الله بن جعفر المروزي: سمعت عمرو بن علي يقول: جاءني عفان فقال: عندك شيء نأكله فما وجدت شيئاً، فقلت: عندي سويق شعير.)

(15/298)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 299
فقال: أخرجه. فأخرجته فأكل أكلاً جيداً، وقال ألا أخبرك بأعجوبة. شهد فلانٌ وفلان عند القاضي بأربعة آلاف دينار على رجل. فأمرني أن أسأل عنهما. فجائني صاحب الدنانير فقال لي: لك من هذا المال نصفه وتعدل شاهدي. فقلت: استجبت لك، وشهوده عندنا غير مستورين. وقال حنبل: حضرت أبا عبد الله وابن معين عند عفان بعدما دعاه إسحاق بن إبراهيم، يعني نائب بغداد للمحنة، وكان أول من امتحن من الناس عفان، فسأله يحيى بن معين فقال: أخبرنا. فقال: يا أبا زكريا لم أسود وجهك ولا وجوه أصحابك، أي لم أجب. فقال له: فكيف كان. قال: دعاني إسحاق، فلما دخلت عليه قرأ علي كتاب المأمون، فإذا فيه: امتحن عفان وادعه إلى أن يقول: القرآن كذا وكذا. فإن قال ذلك فأقره على أمره، وإلا فاقطع عنه الذي يجري عليه، وكان المأمون يجري عليه خمسمائة درهم كل شهر. قال: فقال لي إسحاق: ما تقول فقرأت عليه: قل هو الله أحد حتى ختمتها. فقلت: أمخلوق هذا. قال: يا شيخ إن أمير المؤمنين يقول: إنك إن لم تجبه يقطع عنك ما يجري عليك. فقلت له: يقول الله تعالى: وفي السماء رزقكم وما توعدون فسكت وانصرفت. فسر بذلك يحيى بن معين، وأحمد، ومن حضر. وقال إبراهيم بن ديزيل: لما دعي عفان للمحنة كنت آخذاً بلجام حماره،

(15/299)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 300
فلما حضر عرض عليه القول فامتنع، فقيل له: يحبس عطاؤك، وكان يعطى ألف درهم كل شهر، فقال: وفي السماء رزقكم وما توعدون. قال: وكان في داره نحو أربعين إنساناً. فدق عليه الباب داق، فدخل عليه رجل شبهته بسمان أو زيات، ومعه ألف درهم، فقال: يا أبا عثمان ثبتك الله كما ثبت الدين، وهذا لك في كل شهر، يعني الألف. وقال جعفر بن محمد الصائغ: اجتمع عفان، وعلي بن المديني، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن حنبل، فقال عفان: ثلاثة يضعفون في ثلاثة: علي بن المديني في حماد بن زيد، وأحمد في) إبراهيم بن سعد، وابن أبي شيبة في شريك. فقال علي: وعفان في شعبة. قلت: هذا على وجه المزاح، وإلا فهؤلاء ثقات في شيوخهم المذكورين سيما عفان في شعبة، فإن الحسين بن حبان قال: سألت ابن معين فقلت: إذا اختلف أبو الوليد وعفان عن شعبة قال: القول الصواب قول عفان. قلت: وأبو نعيم وعفان قال: عفان أثبت. وقال أحمد بن حنبل: عفان، وحبان، وبهز هؤلاء المتثبتون، وإذا اختلفوا رجعت إلى قول عفان، هو في نفسي أكبر. وقال الحسن الحلواني: سمعت يحيى بن معين: كان عفان، وبهز، وحبان يختلفون إلي، فكان عفان أضبط القوم وأمكرهم. عملت مرة عليهم في شيء فما فطن به إلا عفان. وذكر عفان عند علي بن المديني فقال: كيف أذكر رجلاً إذا شك في

(15/300)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 301
حرف فيضرب على خمسة أسطر؟. وسئل أحمد بن حنبل: من تابع عفان على الحديث الفلاني فقال: وعفان يحتاج إلى متابع وقال يعقوب بن شيبة: سمعت ابن معين يقول: أصحاب الحديث خمسة: مالك، وابن جريج، والثوري، وشعبة، وعفان. قلت: مالك أفقههم، وابن جريج أعرفهم بالتفسير، والثوري أحفظهم وأكثرهم رواية، وشعبة أتقنهم وأوثقهم شيوخاً، وعفان مختصر شعبة، فإنه كان متعنتاً في الرجال، كثير الشك والضبط للخط. يكتب ثم يعرض على الشيخ ما سمعه. قال علي بن المديني: أبو نعيم وعفان لا أقبل قولهما في الرجال. لا يدعون أحداً إلا وقعوا فيه. وقال ابن معين: عبد الرحمن بن مهدي أحفظ من عفان، ولم يكن من رجال عفان في الكتاب. وكان عبد الرحمن أصغر منه بسنتين. وقال عبد الرحيم بن منيب: قال عفان: اختلف يحيى بن سعيد وعبد الرحمن في الحديث، فبعثا) إلي، فقال عبد الرحمن: أقول شيئاً وتسأل عفان. فقال يحيى: ما أجد أكره إلي أن يخالفني من عفان. فقال عفان: وخالفتهما، فنظر يحيى في كتابه فوجد الأمر على ما قلت. وقال عبد الله بن أحمد، عن أبيه: لزمنا عفان عشر سنين، وكان أثبت منعبد الرحمن بن مهدي.

(15/301)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 302
وقال أبو حاتم: عفان إمام، ثقة، متقن، متين. وقال جعفر بن أبي عثمان الطيالسي: سعت عفان يقول: يكون عند أحدهم حديث فيخرجه بالمقرعة. كتبت عن حماد بن سلمة عشرة آلاف حديث ما حدثت منها بألفين. وكتبت عن عبد الواحد بن زياد ستة آلاف حديث ما حدثت منها بألف. وكتبت عن وهيب أربعة آلاف حديث ما حدثت منها بألف. قلت: ومع حفظه وإمامته واتفاق كتب الإسلام على الاحتجاج به قد تكلم فيه، وتبارد ابن عدي بذكره في كتاب الضعفاء. لكنه ما ذكره إلا ليبطل قول من ضعفه. فإن إبراهيم بن أبي داوود قال: سمعت سليمان بن حرب يقول: ترى عفان كان يضبط عن شعبة، والله جهد جهده أن يضبط عن شعبة حديثاً واحداً ما قدر عليه. كان بطيئاً رديء الفهم. قال ابن عدي: عفان أشهر وأوثق من أن يقال فيه شيء. ولا أعلم له إلا أحاديث مراسيل، عن حماد بن سلمة، وغيره وصلها، وأحاديث موقوفة رفعها، وهذا مما لا ينقصه، فإن الثقة قد يهم. وعفان قد رحل إليه أحمد بن صالح من مصر، وكانت رحلته إليه خاصةً دون غيره. الفسوي في تاريخه: قال سلمة، هو ابن سبيب: قلت لأحمد بن حنبل: طلبت عفان في منزله قالوا خرج، فخرجت أسأل عنه، فقيل توجه هكذا. فجعلت أمضي وأسأل عنه حتى انتهيت إلى مقبرة، وإذا هو جالس يقرأ على قبر بنت أخي ذي الرئاستين، فبزقت عليه. وقلت: سوءة لك. قال: يا هذا، الخبز الخبز. قلت: لا أشبع الله بطنك.

(15/302)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 303
وقال لي أحمد بن حنبل: لا تذكرن هذا، فإنه قد قام في المحنة مقاماً محموداً عليه، ونحو هذا) من كلام. قال الحسن الحلواني: قلت لعفان: كيف لم تكتب عن عكرمة بن عمار قال: قد ألححت في طلب الحديث فأضر ذلك بي، فحلفت أن لا أكتب الحديث ثلاثة أيام، فقدم عكرمة في تلك الثلاثة أيام، فحدث ثم خرج. ابن عدي: ثنا زكريا الساجي، نا أحمد بن محمد البغدادي، نا عفان، نا همام: ثنا قتادة، عن الحسن، عن أبي بكرة: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتعاطى السيف مسلولاً. وكان بسام لقبه هماماً، فلما فرغه قال بسام: والله ما حدثكم بهذا همام، ولا حدثه قتادة هماماً. فتفكر في نفسه وعلم أنه أخطأ، فمد يده إلى لحية بسام وقال: أدعو إلى صاحب الربع يا فاجر. قال: فما خلصوه منه إلا بالجهد. وقال ابن معين، وأبو خيثمة: أنكرنا عفان في صفر سنة تسع عشرة، وفي رواية سنة عشرين، ومات بعد أيام. وقال محمد بن عبد الله المسبحي: مات عفان في ربيع الآخر سنة عشرين. وقال أبو داوود: شهدت جنازته ببغداد ولم أسمع منه. قلت: غلظ من ورخه سنة تسع عشرة.

(15/303)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 304
4 (علي بن إسحاق السلمي.)
مولاهم المروزي الداركاني، أبو الحسن. عن: أبي حمزة السكري، والفضل السيناني، وابن المبارك. وعنه: أحمد بن حنبل، وأحمد بن الفرات، وأحمد بن الخليل البرجلاني، وعباس الدوري، وموسى بن حزام الترمذي، وآخرون. وثقه النسائي، وغيره. وقال أبو رجاء محمد بن حمدويه: توفي سنة ثلاث عشرة ومائتين.

(15/304)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 305
4 (علي بن إسحاق بن إبراهيم.)
أبو الحسن الحنظلي السمرقندي. عن: إسماعيل بن جعفر المدني، وعبد الله بن المبارك، وجماعة. عنه: أبو حاتم الرازي، ومحمد بن كرام شيخ الكرامية، وآخرون.) توفي أيضاً سنة ثلاث عشرة، كما قيل.
4 (علي بن ثابت الدهان الكوفي العطار.)
عن: سواد بن سليمان، وأبي بكر النهشلي، وأسباط بن نصر، وعلي بن صالح بن حي، وجماعة. وعنه: إبراهيم بن أبي بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن أبي غرزة الغفاري، وعبد الله بن أسامة الكلبي، ومحمد بن غالب تمتام، ومحمد بن عبيد بن عتبة الكندي، ومحمد بن الحسين الحسني، وجماعة. ذكره ابن حبان في الثقات. قال مطين: توفي سنة تسع عشرة ومائتين.

(15/305)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 306
4 (علي بن جبلة.)
أبو الحسن الكوفي الحضرمي. روى عن: سالم بن أبي مريم، وغيره. وهو مقل. روى عنه: أبو قدامة السرخسي، وعلي بن سلمة اللبقي، وغيرهما.
4 (علي بن جبلة.)
أبو الحسن الضرير، الشاعر الملقب بالعكوك. شاعر محسن، مقدم في زمانه. مدح المأمون والأمير أبا دلف العجلي، وسارت له أمثال وأشعار.

(15/306)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 307
أخذ عنه: الجاحظ، وأبو عصيدة بن عبيد، وغيرهما. وكان آخر أمره إلى الهلاك. فإن المأمون أمر به فشد لسانه، فمات. وقال: استحل دمك بكفرك حيث تقول:
(أنت الذي تنزل الأيام منزلها .......... وتنقل الدهر من حالٍ إلى حال)

(وما مددت مدى طرفٍ إلى أحدٍ .......... إلا قضيت بأرزاقٍ وآجال)
أخرجوا لسانه من قفاه. ذكره ابن خلكان. والعكوك القصير السمين.) توفي سنة ثلاث عشرة أيضاً.
4 (علي بن الحسن بن شقيق بن دينار بن مشعب.)
أبو عبد الرحمن العبدي. مولى آل الجارود العبدي. وكان شقيق بصرياً. نزل مرو.

(15/307)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 308
سمع: علي بن الحسين بن واقد، وأبي حمزة السكري، وأبا المنيب عبيد الله العتكي، وإبراهيم بن طهمان، وإسرائيل بن يونس، وقيس بن الربيع، وخارجة بن مصعب، وابن المبارك، وطائفة. وعنه: خ، وم. ع. عن رجل عنه، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وأحمد بن سيار، وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، وعباس الدوري، وأحمد بن منصور زاج، ومحمد بن عبد الله بن قهزاد المروزي، وولده محمد بن علي، وخلق. قال أحمد بن حنبل: لم يكن به بأس. تكلموا فيه للإرجاء، وقد رجع عنه. وقال الحسين بن حبان: قال ابن معين: ما أعلم أحداً قدم علينا من خراسان كان أفضل من ابن شقيق. كان عالماً بابن المبارك، قد سمع الكتب مراراً. حدث يوماً عن ابن المبارك، عن عوف بن زيد بن شراجة، فقيل له ابن شراحة فقال: لا، ابن شراجة، سمعته من ابن المبارك أكثر من ثلاثين مرة. وقال أبو داوود: سمع الكتب من ابن المبارك أربع عشرة مرة. وقال علي: سمعت من أبي حمزة كتاب الصلاة، فنهق حمار، فاشتبه علي حديثٌ ولا أدري أي حديث، فتركت الكتاب كله. وقال العباس بن مصعب: كان علي بن الحسن بن شقيق جامعاً. وكان يعد من أحفظهم لكتب ابن المبارك. وقد شارك ابن المبارك في كثيرٍ من رجاله. وكان أول أمره المنازعة مع أهل الكتاب، حتى كتب التوراة والإنجيل والأربعة والعشرين كتاباً من كتب ابن المبارك، ثم صار شيخاً ضعيفاً لا يمكنه أن يقرأ، فكان يحدث كل إنسان الحديثين والثلاثة، وتوفي سنة خمس عشرة

(15/308)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 309
ومائتين. وكذلك قال جماعة في وفاته. ويقال ولد ليلة قتل أبو مسلم الخراساني في سنة سبعٍ وثلاثين ومائة.
4 (علي بن الحسن بن يعمر الشامي المصري.)
) روى عن: سفيان الثوري، ومبارك بن فضالة، وعمرو بن صبح، وعبد الله بن عمر العمري، والهيثم بن أبي زياد. وعنه: ياسين بن عبد الأعلى القتباني، ومالك بن عبد الله بن سيف، ومحمد بن عمرو بن نافع، ومحمد بن روح العنبري، وسعيد بن عثمان التنوخي، ومحمد بن عبد الله بن ميمون الرقي، وعبد الرحمن بن خالد بن نجيح. قال ابن عدي: أحاديثه بواطيل، وهو ضعيف جداً.
4 (علي بن الحسن التميمي البزاز.)
كراع. سكن الري. عن: مالك، وشريك، وجعفر بن سليمان، وحماد بن زيد، وجماعة. وعنه: أبو زرعة، وأبو حاتم، وجعفر بن محمد الزعفراني الرازيون.

(15/309)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 310
قال أبو زرعة: لم يكن به بأس.
4 (علي بن الحسين بن واقد.)
مولى عبد الله بن عامر بن كريز. أبو الحسن القرشي المروزي. عن: أبيه، وأبي حمزة السكري، وسليم مولى الشعبي، وهشام بن سعدٍ المدني، وخارجة بن مصعب، وابن المبارك. وعنه: إسحاق بن راهويه، ومحمود بن غيلان، ورجاء بن مرجى، وعلي بن خشرم، ومحمد بن عقيل بن خويلد، وأبو الدرداء عبد العزيز بن منيب، ومحمد بن رافع، وخلق. قال أبو حاتم: ضعيف الحديث. وقال النسائي: ليس به بأس. وقال البخاري: ليس به بأس. قلت: وولد سنة ثلاثين ومائة.

(15/310)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 311
4 (علي بن حفص.)
أبو الحسن المروزي، نزيل عسقلان. روى عن: ابن المبارك. وعنه: خ. وقال: لقيته بعسقلان سنة سبع عشرة.)
4 (علي بن عبيدة.)
أبو الحسن الريحاني الكاتب. أحد البلغاء والفصحاء. له تصانيف أدبية، ولهجة عربية، واختصاص بالمأمون. توفي سنة تسع عشرة ومائتين. وقد اتهم بالزندقة، فالله أعلم. وتصانيفه تدل على فلسفته وفراغه من الدين. وهي كثيرة سردها ياقوت في تاريخ الأدباء وقال: قال جحظة: نا أبو حرملة قال: قال علي بن عبيدة: حضرني ثلاثة تلامذة، فقلت كلاماً أعجبهم. فقال أحدهم: حق هذا الكلام أن يكتب بالغوالي على خدود الغواني. وقال الآخر: بل حقه أن يكتب بأنامل الحور على النور. وقال الآخر: بل حقه أن يكتب بقلم الشكر في ورق النعم.

(15/311)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 312
4 (علي بن عياش بن مسلم.)
أبو الحسن الألهاني الحمصي البكاء. عن: حريز بن عثمان، وشعيب بن أبي حمزة، والمثنى بن الصباح، وعبد الرحمن بن ثوبان، وصدقة بن عبد الله السمين، وعتبة بن ضمرة بن حبيب، وعفير بن سعدان، وأبي غسان محمد بن مطرف، وعدة. وعنه: خ. وع. عن رجلٍ عنه، وأحمد بن حنبل، وعمرو بن منصور النسائي، وإبراهيم الجوزجاني، وإبراهيم بن الهيثم البلدي، وأحمد بن عبد الرحيم الحوطي، وأحمد بن عبد الوهاب بن نجدة، وأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، وإسماعيل سمويه، وأبو زرعة الدمشقي، ومحمد بن عوف الطائي، ويزيد بن محمد بن عبد الصمد، ومحمد بن يحيى، وجماعة. وثقه النسائي، وجماعة.

(15/312)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 313
قال أبو حاتم: كنت أفيد الناس عن علي بن عياش وأنا بدمشق، فيخرجون ويسمعون منه وأنا بدمشق، حتى ورد نعيه. وقال يحيى بن أكثم: أدخلت علي بن عياشٍ على المأمون، فتبسم ثم بكى، فقال: يا يحيى أدخلت علي مجنوناً) قلت: أدخلت عليك خير أهل الشام وأعلمهم بالحديث، ما خلا أبا المغيرة. وقال علي: ولدت سنة ثلاثٍ وأربعين ومائة. وقال يعقوب الفسوي: مات سنة تسع عشرة. قلت: يقع حديثه عالياً لابن طبرزد.
4 (علي بن قادم.)
أبو الحسن الخزاعي الكوفي. عن: سعيد بن أبي عروبة، وفطر بن خليفة، ومسعر بن كدام، وسفيان، وشعبة، وأسباط بن نصر، وجماعة. وعنه: أحمد بن الفرات، وأحمد بن عبد الحميد الحارثي، وأحمد بن حازم الغفاري، وأحمد بن متيم بن أبي نعيم، وأحمد بن يحيى الصوفي،

(15/313)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 314
وعباس الدوري، وأبو أمية الطرسوسي، ويعقوب الفسوي، وطائفة. قال أبو حاتم: محله الصدق. وقال ابن معين: ضعيف. وقال مطين: مات سنة اثنتي عشرة. وقال ابن سعد: سنة ثلاث عشرة، وقال: منكر الحديث، شديد التشيع.
4 (علي بن محمد المنجوري البلخي.)
ومنجور من قرى بلخ. سمع: شعبة، والثوري، وأبا جعفر الرازي، ومقاتل بن سليمان، وابن أبي ذئب، وعدة. وعنه: عبد الصمد بن الفضل البلخي. ذكره السليماني.
4 (علي بن معبد بن شداد العبدي الرقي.)
الحافظ، نزيل مصر.

(15/314)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 315
يروي عن: أبي الأحوص سلام بن سليم، والليث بن سعد، وعبيد الله بن عمرو الرقي، وإسماعيل بن جعفر، وابن المبارك، وابن وهب، وخلق من الشام والجزيرة ومصر والعراق والحجاز.) وعنه: إسحاق الكوسج، ودحيم، وعبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم، وعبد الملك بن حبيب الفقيه، وأبو حاتم الرازي، ومقدام بن داوود الرعيني، ويحيى بن عثمان بن صالح، وأبو يزيد يوسف القراطيسي، وخلق. وكان من كبار الحفاظ والفقهاء. وقيل لبس صورفيا. قال الطحاوي: سمعت سليمان بن شعيب: سمعت علي بن معبد. يقول: أدخلت على المأمون فقال: يا علي بلغنا عنك أحوالٌ جميلة، وقد رأيت أن أوليك قضاء مصر. فقلت: يا أمير المؤمنين إني أضعف على ذلك. قال: فاستعف بأخيك، فقد قيل لي إن له فضلاً وعلماً. أما استعنت أنا بأخي هذا فالتفت، فإذا المعتصم قائم في دارتي. فلم أجبه، فتبينت الغيظ في وجهه، فقلت: لي حرمة. قال: وما ذاك قلت: بسماعي العلم مع أمير المؤمنين عند محمد بن الحسن. قال: ومن أين كنت أنت تصل إلى محمد فقلت: بأبي معبد بن شداد. فقال: أبوك معبد قلت: نعم. قال: إنه كان من طاعتنا على غاية، فلم لا تكون مثله؟ ثم خرجت من عنده. قال أبو حاتم: ثقة.

(15/315)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 316
وقال ابن يونس: يكنى أبا محمد، مروزي الأصل، قدم مصر مع أبيه، وكان يذهب في الفقه مذهب أبي حنيفة. توفي بمصر سنة ثمان عشرة.
4 (علي بن ميثم الأسدي الكوفي التمار.)
شيخ الشيعة في وقته ومتكلمهم. روى عن: زرارة بن أعين، وغيره.) حكى عنه: عمر بن شبة، وأبو العيناء محمد بن القاسم النحوي. وهو علي بن إسماعيل بن شعيب بن ميثم.
4 (علي بن هشام.)
الأمير ابو الحسن المروزي. أحد قواد المأمون. كان فارساً موصوفاً بالشجاعة والإقدام، مع الظلم والفتك. وكان شاعراً مفلقاً فاضلاً. ولي كور الجبال، فأساء السيرة، وقتل جماعة، وصادر، ثم هم بالخروج واللحوق ببابك الخرمي، فظفر به عجيف الأمير، وأتى به المأمون، فقتله، وقتل معه أخاه حسيناً سنة سبع عشرة ومائتين.
4 (عمار بن عبد الجبار.)

(15/316)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 317
أبو الحسن القرشي، مولاهم المروزي. روى عن: شعبة، وغيره. توفي في ذي الحجة سنة إحدى عشرة. وقد ذكره الخطيب في تاريخه فقال: سمع من ابن أبي ذئب، ومبارك بن فضالة، وشعبة. روى عنه: عباس الدوري، وإبراهيم بن دنوقا، ومحمد بن إسرائيل الجوهري، وأحمد بن زياد السمسار. توفي بمكة. قال البخاري: مات بعد أيام التشريق بيوم. قلت: هو صدوق.
4 (عمار بن مطر الرهاوي.)
عن: أبي ثوبان، وابن أبي ذئب، ومالك، وسعيد بن عبد العزيز. وعنه: أحمد بن عبد الله الباجدائي، وأحمد بن داوود المكي، وغيرهما. قال ابن عدي: متروك.
4 (عمرو بن حكام.)

(15/317)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 318
أبو عثمان البصري.) عن: شعبة وهو مكثر عنه. له عنه أربعة آلاف حديث لكنه ضعيف بمرة. قال البخاري: ضعفه علي بن المديني. وقال النسائي: متروك. وقال أحمد بن حنبل: ترك حديثه، وهو صاحب حديث حق الزنجبيل. توفي سنة عشرة. والحديث منكر، رواه عن شعبة، عن علي بن زيد، عن أبي المتوكل، عن أبي سعيد: أن ملك الروم أهدى أهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم جرة زنجبيل فقسمها بين أصحابه، لكل واحدٍ قطعة، وأعطاني قطعة. قلت: الحفاظ استنكروه لأنه ما أتى به أحد عن شعبة سواه. وأنا استنكره أيضاً لمعناه. كيف يهدي ملك الروم الزنجبيل إلى الحجاز، وإنما يهدى الزنجبيل من هناك إلى أرض الروم فهو كما قيل كجالب القر إلى هجر.

(15/318)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 319
وهذا الحديث رواه عنه عبد الله بن أبي زياد القطواني، واسيد بن عاصم، وعبد العزيز بن معاوية، وسفيان بن محمد الفزاري، وآخرون. وروى عنه أيضاً: رجاء بن الجارود، ومحمد بن داوود، وأبو رفاعة، وآخرون. وسمع أيضاً من: سليمان بن حبان.
4 (عمر بن راشد.)
مولى مروان بن عثمان، شيخ مصري. عن: ابن عجلان، وابن أبي ذئب، وهشام بن عروة، وعبد الرحمن بن حرملة، وغيرهم. وعنه: أبو مصعب المديني الملقب بمطرف، واحمد بن عبد المؤمن المصري، ويعقوب بن سفيان الفسوي. وهو منكر الحديث بمرة، يأتي بعجائب.

(15/319)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 320
قال ابن أبي حاتم: شيخ مدني سكن القلزم. قال أبي: تركت السماع منه لما وجدت حديثه كذباً. قلت: هو عمر بن راشد الجاري، كان ينزل الجار أيضاً، وهو القرشي. وقال الدار قطني: متروك.
4 (عمر بن سهل بن مروان المازني.)
) أبو حفص البصري، نزيل مكة. روى عن: مبارك بن فضالة، وأبي الأشهب العطاردي، وبحر بن كنيز السقاء، وأبي حمزة العطار، وجماعة. وعنه: بكر بن خلف، ومؤمل بن إهاب، ويحيى بن عبدك القزويني،

(15/320)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 321
ويعقوب الفسوي، وبشر بن موسى الأسدي، وعبد الله بن شبيب الربعي، وجماعة. له حديث واحد في سنن ابن ماجة.
4 (عمر بن يزيد الرفا الشيباني البصري.)
عن: عكرمة بن عمار، وشعبة. وعنه: سليمان بن ثوبة النهرواني، وأبو حاتم ثم تركه، وضرب الفلاس على حديثه، واتهمه غيره.
4 (عمر بن عمرو.)

(15/321)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 322
أبو حفص العسقلاني الطحان. عن: سفيان الثوري، وأبي فاطمة النخعي، وعمر بن صبح، ومحمد بن جابر، وصدقة الدمشقي. وعنه: زكريا بن الحكم، وأبو قرصافة العسقلاني، وإبراهيم بن أبي سفيان القيسراني، ومحمد بن عبد الحكم القطوي. قال ابن عدي: كان في عداد من يضع الحديث. حدث بالبواطيل.
4 (عمرو بن الربيع بن طارق.)
أبو حفص الهلالي الكوفي ثم المصري.

(15/322)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 323
عن: يحيى بن أيوب، والليث، ومالك، وابن لهيعة، وعكرمة بن إبراهيم الموصلي قاضي الري. وعنه: خ.، وم. د. عن رجل عنه، وإسحاق الكوسج، وأبو بحر الصنعاني، وأبو حاتم، وإسماعيل سمويه، وإبراهيم بن ديزيل، وبحر بن عثمان بن صالح، وطائفة. قال أبو حاتم: صدوق. وقال ابن يونس: توفي لثمانٍ بقين من ربيع الأول سنة تسع عشرة.)
4 (عمرو بن أبي سلمة التنيسي.)
أبو حفص الهاشمي، مولاهم الدمشقي، نزيل تنيس. عن: الأوزاعي، وأبي معيد حفص بن غيلان، وزهير بن محمد التميمي،

(15/323)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 324
وعبد الله بن العلاء بن زبر، وصدقة بن عبد الله السمين، ومالك، وليث، وجماعة. وعنه: عبد الله بن محمد المسندي، وأحمد بن صالح الطبري، ومحمد بن يحيى الذهلي، ومحمد بن وارة، ومحمد بن عبد الله البرقي، وأخوه أحمد بن عبد الله، ومحمد بن إدريس الشافعي ومات قبله بزمان، وعبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم، وأحمد بن مسعود المقدسي، وخلق. قال حميد بن زنجويه: لما رجعنا من مصر دخلنا على أحمد بن حنبل، فقال: مررتم بأبي حفص عمرو بن أبي سلمة فقلنا: وما عنده عنده خمسون حديثاً والباقي مناولة. قال: كنتم تنظرون في المناولة وتأخذون منها. قال الوليد بن بكر الحافظ الأندلسي: عمرو بن أبي سلمة أحد أئمة الأخبار من نمط ابن وهب، يختار من قول مالك، والأوزاعي. ضعفه ابن معين. ووثقه جماعة. وتوفي سنة أربع عشرة على الصحيح. وقيل: سنة ثلاث عشرة. وحديثه في الكتب.
4 (عمرو بن عاصم بن عبيد الله بن الوازع.)

(15/324)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 325
أبو عثمان الكلابي القيسي البصري. عن: شعبة، وهمام، وجرير بن حازم، وحماد بن سلمة، وجده عبيد الله بن الوزاع، وطائفة. وعنه: خ.، وع. بواسطة، وأحمد بن إسحاق السرمارئي، والحسن بن علي الحلواني، وعبد الله الدارمي، وبندار، وعبد بن حميد، ويعقوب الفسوي، ومحمد بن يونس الكديمي، وطائفة كبيرة. وثقه ابن معين. وقال النسائي: ليس به بأس.) وقال إسحاق بن سيار: سمعته يقول: كتبت عن حماد بضعة عشر ألفاً. وقال البخاري: مات سنة ثلاث عشرة.

(15/325)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 326
4 (عمرو بن عثمان بن سيار الكلابي الرقي.)
عن: زهير بن معاوية، وعبد الله بن عمرو، وإسماعيل بن عياش، وموسى بن أعين، وجماعة. وعنه: أحمد بن الأزهر، وسلمة بن شبيب، وعبد الله بن حماد الأيلي، ومحمد بن يحيى الذهلي، وسمويه، وأحمد بن إسحاق الخشاب، وخلق. قال أبو حاتم: يتكلمون فيه. كان شيخاً أعمى بالرقة يحدث الناس من حفظه بأحاديث منكرة. وقال النسائي: متروك الحديث. وقال ابن عدي: هو ممن يكتب حديثه. وذكره ابن حبان في الثقات وقال: مات سنة تسع عشرة. وقال غيره: سنة سبع عشرة، والأول أشبه.

(15/326)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 327
4 (عمرو بن محمد الأعسم الزمن.)
بصري نزل بغداد، وحدث عن: فضيل بن مرزوق، وحسام بن سمك، وقيس بن الربيع. وعنه: علي بن إشكاب، ورجاء بن الجارود، وزكريا بن يحيى الناقد. قال الدارقطني: ضعيف، كثير الوهم. وممن روى عنه: أحمد بن الحسين بن عباد البغدادي. وروى عنه عن سليمان بن أرقم، وعن إسماعيل بن عياش، وجماعة. وقد وهاه ابن حبان، وذكر له أحاديث منها: عن الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة مرفوعاً: من أتى حائضاً فجاء ولده أجذم فلا يلومن إلا نفسه.
4 (عمرو بن مخرم.)
أبو قتادة، بصري، متروك. روى عن: جرير بن حازم، وثابت الحفار. شيخ يروي عن: ابن أبي مليكة، ويزيد بن زريع، وسفيان بن عيينة. وعنه: جعفر بن طرخان، وأحمد بن عمر بن يونس، وجماعة.

(15/327)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 328
قال ابن عدي: روى البواطيل.)
4 (عمرو بن مسعدة بن سعيد بن صول.)
الأديب أبو الفضل الصولي، أحد كتاب المأمون البلغاء. كان فصيحاً مفوهاً جواداً ممدحاً. توفي سنة عشرة بأذنة في خدمة المأمون. قيل إنه خلف ثمانين ألف ألف درهم، فرفع ذلك إلى المأمون فقال: هذا لمن اتصل بنا قليل، فبارك الله لورثته.
4 (عمرو بن منصور القيسي البصري القداح.)
عن: هشام بن حسان، وأبي هاشم الزعفراني، وشعبة، ومبارك بن فضالة، وجماعة.

(15/328)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 329
وعنه: محمد بن عامر الثقفي، ويعقوب الفسوي، وأبو حاتم، وأبو عبد الله البخاري في كتاب القراءة خلف الإمام، وآخرون. توفي سنة خمس عشرة، ووثقه ابن حبان.
4 (عمرو بن هاشم البروتي.)
أبو هاشم. عن: ابن عجلان إن صح، وعن: الأوزاعي، وعبد الله بن لهيعة، والهيثم بن حميد، والهقل بن زياد، وجماعة. وعنه: يوسف بن بحر قاضي حمص، ومحمد بن عوف الطائي، ومحمد بن مسلم بن وارة، وأبو زرعة الرازي، ويزيد بن محمد بن عبد الصمد،

(15/329)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 330
وأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، وبكر بن سهل الدمياطي، وطائفة. قال ابن وارة: كان قليل الحديث، وليس بذاك. كان صغيراً حين كتب عن الأوزاعي. وقال ابن عدي ليس به بأس.
4 (عوف بن ملحم.)
أبو المنهال الخزاعي النديم. كان إخبارياً علامة، شاعراً مجوداً. وكان عبد الله بن طاهر يقدمه ويكرمه. وكان أبوه طاهر لا يكاد يفارق عوفاً. وأصله من حران، وهو القائل:)
(إن الثمانين وبلغتها .......... قد أحوجت سمعي إلى ترجمان)

(وبدلتني بالشطاط انحناءة .......... وكنت كالصعدة تحت السنان)
ومنها:
(فقرباني بأبي أنتما .......... من وطني قبل اصفرار البنان)

(وقبل منعاي إلى نسوةٍ .......... أوطانها حران والرقتان)
فأذن له عبد الله بن طاهر في السفر إلى أهله، فمات في الطريق. عون بن عمارة.

(15/330)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 331
أبو محمد العبدي البصري. عن: حميد الطويل، وبهز بن حكيم، وعبد الله بن عون، وسليمان التميمي، وهشام بن حسان، وعبد الله بن المثنى الأنصاري. وعنه: أحمد بن الأزهر، وأحمد بن يوسف النيسابوريان، والحسن بن علي الخلال، وإسحاق بن سيار، والحارث بن أبي أسامة، وعباس الدوري، وأبو قلابة الرقاشي، ومحمد بن يونس الكديمي، وخلق. قال أبو زرعة: منكر الحديث. وقال البخاري: يعرف وينكر. وقال أبو حاتم: أدركته ولم أكتب عنه. وقال ابن عدي: يكتب حديثه. وقال مطين: توفي سنة اثنتي عشرة.
4 (العلاء بن عبد الجبار.)

(15/331)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 332
أبو الحسن العطار مولى الأنصار. بصري مشهور، سكن مكة، وحدث عن: الحمادين، ومبارك بن فضالة، وجرير بن حازم، ونافع بن عمرو، ووهيب بن خالد، وطائفة. وعنه: خ. وت. ق. عن رجلٍ عنه، وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، وأحمد بن الفرات، وأحمد بن عثمان الرهاوي، وعبد الله بن أحمد بن أبي مسرة، وعبد الله بن شبيب المدني الإخباري، ومحمد بن يونس الكديمي، وعلي بن أحمد بن النضر الأزدي، وولده عبد الجبار) بن العلاء، وبشر بن موسى، وطائفة. قال النسائي: ليس به بأس. قلت: توفي سنة اثنتي عشرة.
4 (العلاء بن الفضل بن عبد الملك بن أبي سوية المنقري.)
أبو الهذيل البصري. عن: عبيد الله بن عكراش، ومحمد بن إسماعيل بن طريح الثقفي، وغيرهما. وعنه: محمد بن بشار، وعمر بن شبة، ومحمد بن يونس الكديمي،

(15/332)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 333
وإسماعيل القاضي، وجماعة. قال ابن حبان: لا يعجبني الاحتجاج به. وقال ابن قانع: مات سنة عشرين. قلت: له حديث واحد في الترمذي، واين ماجة. وكان معمراً. وذاك الحديث وقع لنا عالياً في الغيلانيات وهو ثماني لابن البخاري.
4 (العلاء بن هلال بن عمر بن هلال بن أبي عطية.)
أبو محمد الباهلي الرقي. عن: حماد بن زيد، وإسماعيل بن عياش، وخلف بن خليفة،

(15/333)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 334
وعبيد الله بن عمرو الرقي، وهشيم، وطائفة. وعنه: ابنه هلال بن العلاء، ومحمد بن علي بن ميمون الرقي، ومحمد بن جبلة الرافقي، وحفص بن عمر سنجة، وأبو إسحاق الجوزجاني، وطائفة. ضعفه أبو حاتم. وقال النسائي: هلال بن العلاء عن أبيه، له غير حديث منكر فلا أدري أتى منه أو من أبيه. وقال هلال: ولد أبي سنة خمسين ومائة، ومات سنة خمس عشرة.
4 (عيسى بن جعفر الرياحي الكوفي.)
قاضي الري. روى عن: مسعر بن كدام، وسفيان الثوري، وعبد العزيز بن أبي رواد، وجماعة. وعنه: أبو حاتم الرازي وقال: شيخ صالح صدوق، ومحمد بن عمار الرازي، وغيرهما.)
4 (عيسى بن دينار بن واقد.)

(15/334)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 335
الفقيه أبو محمد الغافقي، نزيل قرطبة. رحل وسمع من: عبد الرحمن بن القاسم وصحبه مدةً وعول عليه. قال ابن الفرضي: كانت الفتيا تدور عليه بالأندلس، ولا يتقدمه أحد. وكان صالحاً ورعاً، يرونه مستجاب الدعوة. وكان محمد بن وضاح يقول: هو الذي علم أهل الأندلس الفقه. وقال محمد بن عبد الملك بن أعين: كان عيسى بن دينار رافعة من يحيى بن يحيى الليثي. وقال أبان بن عيسى بن دينار: كان أبي قد أجمع على ترك الفتيا بالرأي، وأحب الفتيا بما روي من الحديث، فأعجلته المنية عن ذلك. توفي سنة اثتي عشرة ومائتين، رحمه الله.
4 (عيسى بن زياد الرازي.)
عن: نعيم بن ميسرة، وابن المبارك، ويعقوب القمي، وجماعة. وعنه: أبو حاتم، وقال: صدوق.
4 (عيسى بن صبيح، وهو ابن أبي فاطمة.)
عن: زكريا بن سلام، والثوري، ومالك، ويعقوب القمي، وطائفة. وعنه: علي بن ميسرة، وأبو زرعة، وأبو حاتم. قال أبو حاتم، وغيره: صدوق.

(15/335)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 336
4 (عيسى بن المنذر السلمي الحمصي.)
عن: إسماعيل بن عياش، وبقية بن الوليد، وجماعة. وعنه: ابنه موسى بن عيسى، وإسحاق الكوسج، وابن وراة.
4 (عيسى بن المنكدر بن محمد بن المنكدر.)
القاضي أبو الفضل التيمي المدني الأصل، المصري. ولي قضاء، مصر سنة إحدى عشرة ومائتين، وكان يتنكر بالليل ويكشف أخبار الشهود. ولما قدم المعتصم مصر عزله سنة أربع عشرة، وأقامه للناس، وأخذه معه إلى بغداد فمات بها في السجن.) وقد روى عن: أبيه وغيره. وله بمصر دار كبيرة.
4 (عيسى بن موسى الأنصاري.)
أبو عمرو. عن: ابن عون، وشعبة. وعنه: أبو حاتم، ووثقه.

(15/336)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 337
4 (حرف الغين)

4 (غسان بن المفضل الغلابي البصري.)
نزل بغداد، وحدث بها عن: نعيم بن سليمان، وعبد الوهاب الثقفي، وسفيان بن عيينة. وعنه: محمد بن عبد الله المخرمي، وإسحاق الحربي، ومحمد بن غالب التمتام، وآخرون. وثقه الدارقطني، وغيره. ومات كهلاً سنة تسع عشرة. وكان عاقلاً لبيباً.

(15/337)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 338
4 (حرف الفاء)

4 (فتح بن سعيد الموصلي.)
أبو نصر الزاهد، أحد سادات مشايخ الصوفية. له أحوال ومقامات. يقال إنه كان يتقوت بفلس نخالة. وورد أنه رأى صبيين، مع ذا كسرةٌ عليها كامخ، ومع الآخر كسرةٌ عليها عسل. فقال صاحب الكامخ: أطعمني من عسلك. قال: إن صرت لي كلباً أطعمتك. قال: نعم. فجعل في عنقه حبلاً وقال: انبح. قال فتح: لو قنعت بكامخك ما صرت له كلباً. ثم قال: هكذا الدنيا. وكان فتح قد سمع الحديث: من عيسى بن يونس. وقدم بغداد زائراً لبشر الحافي، فأضافه بنصف درهم خبزاً وتمراً.

(15/338)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 339
وهو فتح الصغير.) توفي سنة عشرين. وأما الكبير، فهو فتح الموصلي المتوفى سنة سبعين ومائة. رحمهما الله.
4 (فديك بن سليمان.)
أبو عيسى القيسراني العابد. روى عن: الأوزاعي، ومحمد بن سوقة. وعنه: البخاري في خبر رفع اليدين، وأحمد بن الفرات، وعمرو بن ثور الحذامي، وجماعة. وقال محمد بن يحيى الذهلي: كان من العباد. قلت: وقع لنا حديثه بعلوٍ.
4 (الفضل بن خالد.)

(15/339)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 340
أبو معاذ المروزي النحوي. عن: سليمان التيمي، وداوود بن أبي هند، وغيرهما. وعنه: أيوب بن الحسن، وعلي بن الحسن الأفطس. توفي سنة إحدى عشرة. ورخه البخاري، وترجمه الحاكم ولم يضعفه. وقال ابن أبي حاتم: روى عنه محمد بن شقيق، وعبد العزيز بن منيب.
4 (الفضل بن دكين.)

(15/340)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 341
الإمام أبو نعيم. واسم أبيه عمرو بن حماد بن زهير بن درهم التيمي الطلحي. مولاهم الكوفي الملائي الأحول. شريك عبد السلام بن حرب، وكانا في دكانٍ واحد يبيعان الملاء. سمع: الأعمش، وزكريا بن أبي زائدة، وإسماعيل بن مسلم العبدي، وجعفر بن برقان، وأبا خلدة خالد بن دينار، وسيف بن سليمان المكي، وعمر بن ذر، وفطر بن خليفة، ومالك بن مغول، ومسعر بن كدام، وموسى بن علي بن رباح، ويونس بن أبي إسحاق، وشعبة، والثوري، وخلقاً كثيراً. وعنه: خ.، وع. عن رجلٍ عنه، واحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، ويحيى بن معين،) وأبو خيثمة، ومحمد بن يحيى الذهلي، والدرامي، وعبد، وعباس الدوري، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وأبو زرعة الدمشقي، ومحمد بن سنجر الجرجاني، ومحمد بن جعفر القتات، ومحمد بن الحسن بن سماعة، وعلي بن عبد العزيز البغوي، وخلق كثير. وقد روى عنه: عبد الله بن المبارك مع تقدمه.

(15/341)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 342
قال أبو حاتم: قال أبو نعيم: شاركت الثوري في أربعين أو خمسين شيخاً. وأما حنبل بن إسحاق فقال: قال أبو نعيم: كتبت عن نيفٍ ومائة شيخ ممن كتب عنهم سفيان. وقال محمد بن عبدة بن سليمان: كنت مع أبي نعيم، فقال له أصحاب الحديث: يا أبا نعيم، إنما حملت عن الأعمش هذه الأحاديث. فقال: ومن كنت أنا عند الأعمش كنت قرداً بلا ذنب. وقال صالح بن أحمد بن حنبل: قلت لأبي: وكيع، وعبد الرحمن بن مهدي، ويزيد بن هارون، أين يقع أبو نعيم من هؤلاء قال: يجيء حديثه على النصف من هؤلاء إلا أنه كيس يتحرى الصدق. قلت: فأبو نعيم أثبت أو وكيع قال: أبو نعيم أقل خطأً. وقال حنبل: سئل ابو عبد الله فقال: أبو نعيم أعلم بالشيوخ وأنسابهم، وبالرجال، ووكيع أفقه. وقال يعقوب بن شيبة: سمعت أحمد بن حنبل يقول: هو أثبت من وكيع. وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن ابيه قال: أخطأ وكيع في خمسمائة حديث. وقال أحمد بن الحسن الترمذي: سمعت أبا عبد الله يقول: إذا مات

(15/342)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 343
أبو نعيم صار كتابه إماماً. إذا اختلف الناس في شيء فزعوا إليه. وقال أبو زرعة الدمشقي: سمعت يحيى بن معين يقول: ما رأيت اثبت من رجلين: أبو نعيم، وعفان. وسمعت أحمد بن صالح يقول: ما رأيت محدثاً أصدق من أبي نعيم. وقال يعقوب الفسوي: أجمع أصحابنا أن أبا نعيم كان غايةً في الإتقان. وقال أبو حاتم: كان حافظاً متقناً، لم أر من المحدثين من يحفظ ويأتي بالحديث على لفظٍ واحدٍ لا يغيره سوى قبيصة وأبي نعيم في حديث الثوري.) وكان أبو نعيم يحفظ حديث الثوري حفظاً جيداً، وهو ثلاثة آلاف وخمسمائة حديث، ويحفظ حديث مسعر وهو خمسمائة حديث. وكان لا يلقن. وقال الرمادي: خرجت مع أحمد وابن معين إلى عبد الرزاق خادماً لهما إلى الكوفة. قال يحيى: أريد أن أختبر أبا نعيم. فقال أحمد: لا تريد، الرجل ثقة. فقال يحيى: لا بد لي. فاخذ ورقة فكتب فيها ثلاثين حديثاً، وجعل على رأس كل عشرة منها حديثاً ليس من حديثه. ثم جاءوا إلى أبي نعيم، فخرج وجلس على دكان طين، وأخذ أحمد فأجلسه على يمينه، وأخذ يحيى فأجلسه على يساره. ثم جلست أسفل الدكان. ثم أخرج يحيى الطبق، فقرأ عليه عشرة أحاديث، فلما قرأ الحادي عشر قال أبو نعيم: ليس هذا من حديثي، فاضرب عليه. ثم قرأ العشر الثاني، وأبو نعيم ساكت، فقرأ الحديث الثاني، فقال أبو نعيم: ليس هذا من حديثي، فاضرب عليه. ثم قرأ العشر، الثالث، وقرأ الحديث الثالث، فتغير أبو نعيم وانقلبت عيناه، ثم أقبل على يحيى، فقال: أما هذا، وذراع أحمد بيده، فاؤرع من أن يعمل مثل هذا.

(15/343)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 344
وأما هذا، يريدني، فأقل من أن يفعل ذلك. ولكن هذا من فعلك يا فاعل. ثم أخرج رجله فرفس يحيى بن معين، فرمى به من الدكان، وقام فدخل داره. فقال أحمد ليحيى: ألم أمنعك من الرجل وأقل لك أنه ثبتٌ قال: والله لرفسته لي أحب إلي من سفرتي. وقال محمد بن عبد الوهاب الفراء: كنا نهاب أبا نعيم أشد من هيبة الأمير. وقال أحمد بن ملاعب: حدثني ثقة، قال: قال أبو نعيم: ما كتبت علي الحفظة أني سببت معاوية. وقال محمد بن أبان: سمعت يحيى القطان يقول: إذا وافقني هذا الرجل ما باليت من خالفني. وقال يعقوب بن شيبة: سمعت أحمد بن حنبل يقول: أبو نعيم نزاحم به ابن عيينة. وقال حنبل: سمعت أبا عبد الله يقول: شيخان كان الناس يتكلمون فيهما ويذكرونهما، وكنا نلقى من الناس في أمرهما ما الله به عليم. قاما لله بأمرٍ لم يقم به كبير أحد: عفان وأبو نعيم. وقال أبو العباس محمد بن إسحاق الثقفي: عن الكديمي: لما أدخل أبو نعيم على الوالي) ليمتحنه، وثم أحمد بن يونس، وأبو غسان، وغيرهما. فأول من امتحن فلان فأجاب، ثم عطف على أبي نعيم فقال: قد أجاب هذا. ما تقول فقال: والله ما زلت أتهم جده بالزندقة. ولقد أخبرني يونس بن بكير أنه سمع جد هذا يقول: لا بأس أن ترمي الجمرة بالقوارير. أدركت الكوفة وبها أكثر

(15/344)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 345
من سبعمائة شيخ، الأعمش فمن دونه يقولون القرآن كلام الله. وعنقي أهون علي من زري هذا. فقام إليه أحمد بن يونس فقبل رأسه، وكان بينهما شحناء، وقال: جزاك الله من شيخٍ خيراً. روى أحمد بن الحسن الترمذي، وغيره، عن أبي نعيم قال: القرآن كلام الله ليس بمخلوق. وقال صاحب مرآة الزمان: قال عبد الصمد بن المهتدي: لما دخل المأمون بغداد، نادى بترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وذلك لأن الشيوخ بقوا يضربون ويحبسون، فنهاهم المأمون. وقال: قد اجتمع الناس على إمامٍ، فمر أبو نعيم فرأى جندياً وقد أدخل يده بين فخذي امرأةٍ، فنهاه بعنف، فحمله إلى الوالي، فحمله الوالي إلى المأمون. قال: فأدخلت عليه بكرةً وهو يسبح، فقال: توضأ. فتوضأت ثلاثاً ثلاثاً، على ما روى عبد خير، عن علي. فقال: ما تقول في رجل مات عن أبوين فقلت: للأم الثلث والباقي للأب. قال: فإن خلف أبويه وأخاه قلت: المسألة بحالها، وسقط الأخ. قال: فإن خلف أبوين وأخوين قلت: للأم السدس، وما بقي للأب. فقال: في قول الناس كلهم؟

(15/345)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 346
قلت: لا، إن جدك ابن عباس ما حجب الأم عن الثلث إلا بثلاثة إخوة. فقال: يا هذا من نهى مثلك عن أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر إنما نهينا أقواماً يجعلون المعروف منكراً. ثم خرجت. وقال أبو بكر المروذي، عن أحمد بن حنبل: إنما رفع الله عفان وأبو نعيم بالصدق حين نوه) بذكرهما. وقال أبو عبيد الآجري: قلت لأبي داوود: كان أبو نعيم حافظاً قال: جداً. وقال هارون بن حاتم: سألت أبا نعيم: متى ولدت قال: سنة تسعٍ وعشرين ومائة. وقال أحمد بن ملاعب: سمعته يقول: ولدت في آخر سنة ثلاثين ومائة. قلت: ومات شهيداً، فإنه طعن في عنقه وحصل له ورشكين. وقال يعقوب بن شيبة، عن بعض أصحابه: إن أبا نعيم مات بالكوفة ليلة الثلاثاء لانسلاخ شعبان سنة تسع عشرة. وقال غيره: مات في رمضان، ولا منافاة بين القولين، فإن مطيناً رأى أبا نعيم وخاطبه، وقال: مات يوم الشك من رمضان سنة تسع عشرة. وقد غلط محمد بن المثنى فخالف الجمهور وقال: مات سنة ثمان عشرة في آخرها. وقال بشر بن عبد الواحد: رأيت أبا نعيم في المنام فقلت: ما فعل الله بك، يعني فيما كان يأخذ على الحديث. قال: نظر القاضي في أمري، فوجدني ذا عيالٍ فعفا عني.

(15/346)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 347
وقال علي بن خشرم: سمعت أبا نعيم يقول: يلومونني على الأخذ، وفي بيتي ثلاث عشر، وما في بيتي رغيف. قلت: كان بين الفخر علي بن البخاري وبين أبي نعيم خمسة أنفس في عدة أحاديث. وهو أجل شيخ للبخاري.
4 (الفضل بن الموفق.)
أبو الجهم الكوفي. ابن عمة سفيان بن عيينة. سمع: فضيل بن مرزوق، ومسعر بن كدام، وسفيان الثوري. وعنه: أحمد بن حنبل، وإسحاق بن سيار النصيبي، وأبو أمية الطرسوسي. ضعفه أبو حاتم، وغيره. وليس بالمتروك.
4 (فهد بن عوف.)
)

(15/347)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 348
أبو ربيعة القطعي، واسمه زيد، ولقبه فهد. روى عن: حماد بن سلمة، ووهيب، وأبي عوانة، وشريك وطائفة. وعنه: أبو حاتم الرازي، ومحمد بن الجنيد، وآخرون. تركه الفلاس، ومسلم. وقال أبو حاتم: ما رأيت بالبصرة أكيس ولا أحلى من أبي ربيعة. قيل له: فما تقول فيه قال: يعرف وينكر. وقال أبو زرعة: اتهم بسرقة حديثين. قلت: توفي في المحرم سنة تسع عشرة ومائتين.

(15/348)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 349
4 (فيض بن الفضل.)
أبو محمد البجلي الكوفي. عن: مسعر، ومالك بن مغول، وعمر بن ذر. وعنه: أبو حاتم الرازي، وإبراهيم بن ديزيل، والفضل بن يوسف القطباني، وغيرهم.
4 (الفيض بن إسحاق.)
أبو يزيد الرقي، خادم الفضيل بن عياض. سمع: الفضيل، ومحمد بن عبد الله بن عبيد المحرم. وعنه: محمد بن غالب بن سعيد الأنطاكي، وعبد الله بن الربيع الرقي، وهلال بن العلاء.

(15/349)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 350
4 (حرف القاف)

4 (القاسم بن كثير القرشي.)
مولاهم المصري، قاضي الإسكندرية. روى عن: أبي غسان محمد بن مطرف، والليث بن سعد. وعنه: أبو محمد الدارمي، ومحمد بن سهل بن عسكر، ويزيد بن سنان البصري، وآخرون. قال النسائي: ثقة. وقال أبو حاتم: صالح الحديث. وقال ابن يونس: يقال إنه من أهل العراق، وهو عندي مصري.) وكان رجلاً صالحاً. توفي قريباً من سنة عشرين ومائتين.
4 (قالون المقريء.)

(15/350)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 351
صاحب نافع بن أبي نعيم. واسم قالون عيسى بن مينا بن وردان بن عيسى الزرقي، مولى الزهريين. أبو موسى المدني النحوي، معلم العربية. يقال إنه ربيب نافع، وهو الذي لقبه قالون بجودة قراءته. وقالون معناه جيد، وهي لفظة رومية. حدث عن شيخه نافع، وعن محمد بن جعفر بن أبي كثير، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، وغيرهم. وعنه: أبو زرعة الرازي، وإبراهيم بن ديزيل، وإسماعيل القاضي، وموسى بن إسحاق القاضي، وجماعة. وقرأ عليه القرآن طائفة كبيرة، منهم: ابنه أحمد، وأحمد بن يزيد الحلواني، وأبو نشيط محمد بن هارون، وأحمد بن صالح المصري الحافظ. وانتهى إليه رئاسة الإقراء في زمانه بالحجاز. ورحل إليه الناس، وطال عمره، وبعد صيته. قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سمعت علي بن الحسن الهسنجاني يقول: كان قالون شديد الصمم. فلو رفعت صوتك حتى لا غاية، لا يسمع، فكان ينظر إلى شفتي القاريء فيرد عليه اللحن والخطأ. وقال عثمان بن خرزاد الحافظ: ثنا قالون قال: قال لي نافع: كم تقرأ علي، اجلس إلى أسطوانة حتى أرسل إليك. وقال أبو عمرو الداني: عرض أيضاً على عيسى بن وردان الحذاء.

(15/351)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 352
روى القراءة عنه: ابنا ه أحمد وإبراهيم، والحلواني، وأحمد بن صالح، ومحمد بن عبد الحكم القطري، وعثمان بن خرزاد، ثم سمى جماعة. قلت: توفي قالون سنة عشرين ومائتين، ورخه غير واحد، وعاش نيفاً وثمانين سنة. وغلط من قال: توفي سنة خمسٍ ومائتين غلطاً بيناً.)
4 (قبيصة بن عقبة بن محمد بن سفيان بن عقبة.)
ابو عامر السوائي الكوفي. عن: شعبة، وسفيان، وإسرائيل، وورقاء، وطبقتهم. وعن أكبر منهم كعيسى بن طهمان، وفطر بن خليفة، ومالك بن مغول،

(15/352)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 353
ومسعر، وعاصم بن محمد العمري. وعنه: خ.، وم. ع عن رجلٍ عنه، وعبد بن حميد، ومحمود بن غيلان، ومحمد بن إسحاق الصغاني، وأبو زرعة الرازي، وأحمد بن سليمان الرهاوي، والحارث بن أبي أسامة، وحفص بن عمر سنجة، وخلق. قال حنبل: قال أبو عبد الله: كان قبيصة كثير الغلظ، وكان رجلاً صالحاً ثقة، لا بأس به. وأي شيء لم يكن عنده، يعني أنه كثير الحديث. وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي يذكر أبا حذيفة، فقال: قبيصة أثبت منه جداً، يعني في سفيان. وقال ابن معين: قبيصة ثقة في كل شيء، إلا في حديث سفيان، ليس بذاك القوي. فإنه سمع منه وهو صغير. وقال يعقوب الفسوي: سمعت قبيصة يقول: صليت بسفيان الفريضة. وقال محمد بن عبد الله بن نميير: لو حدثنا قبيصة، عن النخعي لقبلنا منه. وقال ابن أبي حاتم: سئل أبو زرعة عن قبيصة، وأبي نعيم فقال: كان قبيصة أفضل الرجلين، وأبو نعيم أتقن الرجلين. وقال أبو حاتم: لم أر من المحدثين من يحفظ ويأتي بالحديث على لفظ

(15/353)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 354
واحدٍ لا يغيره سوى قبيصة، وأبي نعيم في حديث الثوري، وسوى يحيى الحماني في حديث شريك، وعلي بن الجعد في حديثه. وقال إسحاق بن سيار النصيبي: ما رأيت من الشيوخ أحفظ من قبيصة. وكان هناد بن السري صالحاً كثر البكاء. فإذا ذكر قبيصة قال الرجل الصالح. وتدمع عيناه. وقال جعفر بن حمدويه: كنا على باب قبيصة ومعنا دلف بن أبي دلف، ومعه الخادم يكتب الحديث. فصار إلى باب قبيصة، فدق عليه فأبطأ، فعاوده الخادم وقال: ابن ملك الجبل على) الباب، وأنت لا تخرج إليه فخرج وفي طرف إزاره كسرة من الخبز. فقال: رجلٌ قد رضي من الدنيا بهذا، ما يصنع بابن الجبل والله لا حدثته. فلم يحدثه. وقال هارون الحمال: سمعته يقول: جالست الثوري وأنا ابن ست عشرة سنة ثلاث سنين. قال مطين، وغيره: مات في صفر سنة خمس عشرة، رحمه الله.
4 (قحطبة بن غدانة.)
أبو معمر الجشمي البصري. عن: هشام الدستوائي، وسعيد بن أبي عروبة. سمع منه أبو حاتم، وقال: صدوق.
4 (قدامة بن محمد بن قدامة بن خشرم الأشجعي المدني.)

(15/354)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 355
عن: إسماعيل بن شيبة الطائفي، وداوود بن المغيرة، ومخرمة بن بكير. وعنه: أحمد بن صالح الحافظ، وسلمة بن شبيب، ومحمد بن عبد الوهاب الفراء، ومحمد بن سعد المعوقي، وآخرون.
4 (قرعوس بن العباس بن قرعوس بن عبيد بن منصور الثقفي الأندلسي.)
الفقيه صاحب مالك. كان إماماً صالحاً ديناً كبير القدر على الإسناد. رحل وأخذ عن: ابن جريج. قال ابن يونس: وفي ذلك نظر. وأخذ عن سفيان الثوري، ومالك، والليث، ثم غلب عليه الفقه واشتهر به، وكان يروي الموطأ عن مالك. حمل عنه: أصبغ بن الخليل، وعثمان بن أيوب، وغير واحد. وقال ابن الفرضي: كان فقيهاً لا علم له بالحديث. قال: كان ديناً ورعاً فاضلاً. مات سنة عشرين بالأندلس.
4 (قطبة بن العلاء بن المنهال.)

(15/355)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 356
أبو سفيان الغنوي الكوفي.) روى عن: أبيه، وسفيان الثوري. وعنه: علي بن حرب، وأحمد بن يوسف السلمي، ويعقوب الفسوي، وجماعة. قال البخاري: فيه نظر. وقال النسائي، وغيره: ضعيف.
4 (قيس بن محمد بن عمران الكندي.)
عن: عفير بن معدان، وغيره. وعنه: العباس الرياشي، وأبو حاتم، وجماعة. وثق.

(15/356)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 357
4 (حرف الكاف)

4 (كثير بن إياس الدولي المصري.)
عن: الليث، ونافع بن يزيد، ومفضل بن فضالة. ذكره ابن يونس. توفي سنة تسع عشرة ومائتين.
4 (كعب بن خريم المري الدمشقي.)
أبو حارثة. عن: يحيى بن حمزة، ومحمد بن حرب، وجماعة. وعنه: ابنه أحمد، ودحيم، وأبو حاتم الرازي. قال دحيم: شيخ صالح.
4 (كلثوم بن عمرو.)

(15/357)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 358
أبو عمرو العتابي الأديب الشاعر الإخباري. كان خطيباً بليغاً فصيحاً مفوهاً، مدح الرشيد والمأمون. كان يتزهد ويتصوف ويقل من السلطان. وقد قال مرة للمأمون: يدك بالعطاء أطلق من لساني بالسؤال. وإنه لا دين إلا بك، ولا دنيا إلا معك. ومن شعره:)
(ألا قد نكس الدهر .......... فأضحى حلوه مراً)

(وقد جربت من فيه .......... فلم أحمدهم طراً)

(فالزم نفسك الياس .......... من الناس تعش حراً)
وقال الرياشي: قال مالك بن طوق للعتابي: يا أبا عمرو رأيتك كلمت فلاناً فأطلت كلامك. قال: نعم. كانت معي حيرة الداخل، وفكرة صاحب الحاجة، وذل المسألة، وخوف الرد مع شدة الطمع.

(15/358)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 359
4 (حرف اللام)

4 (الليث بن عاصم)
أبو زرارة القتباني المصري. روى عن: ابن عجلان، وابن جريج، وغيرهما. وعنه: يونس بن عبد الأعلى، وحفيده ياسين بن عبد الأحد القتباني. وكان صالحاً عابداً، معمراً، نيف على التسعين. ومات سنة إحدى عشرة في صفر. وهو ليث بن عاصم بن كليب بن خيار بن خير بن أسعد بن ناشرة. وقال ابن أبي حاتم: ليث بن عاصم أبو زرارة القتباني. روى عن: أبي قبيل، وأبي الخير الجيشاني. وعنه: ابن وهب، وأبو شريك يحيى بن يزيد المصري، وأبو الطاهر بن السرح. قلت: فهذا الذي ذكره ابن أبي حاتم آخر أكبر من صاحب الترجمة، وهذا عجيب.

(15/359)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 360
وأما شيخنا المزي فخلط الترجمتين، أعني الذي ذكره ابن أبي حاتم بليث بن عاصم بن العلاء الخولاني الحدادي بالضم والتخفيف. والظاهر أنهما واحد، وهم ابن أبي حاتم في نسبته وكنيته. مات قبل ابن وهب.

(15/360)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 361
4 (حرف الميم)

4 (محمد بن أسعد التغلبي.)
أبو سعيد المكي ثم المصيصي. عن: زهير بن معاوية، وأبي إسحاق الفزاري، وعبثر بن القاسم، وابن المبارك.) وعنه: عبد الله الدارمي، ومحمد بن المثنى المصري، وإسحاق الكوسج، وأحمد بن حازم بن أبي غرزة، ومحمد بن أحمد بن الجنيد الدقاق، وآخرون. قال أبو زرعة: منكر الحديث.
4 (محمد بن أعين.)

(15/361)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 362
أبو الوزير المروزي خادم ابن المبارك، ووصيه. عنه، وعن: ابن عيينة، وفضيل بن عياض، وغيرهم. وعنه: أحمد بن حنبل، وابن راهويه، ومحمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، وأحمد بن عبدة الآملي، وأحمد بن منصور زاج، وآخرون. قال محمد بن عبد الله بن قهزاد: مات سنة ثلاث عشرة ومائتين.
4 (محمد بن بكار بن بلال.)
أبو عبد الله العاملي الدمشقي، قاضي دمشق. عن: محمد بن راشد المكحولي، وسعيد بن بشير، وموسى بن علي بن رباح، وسعيد بن عبد العزيز، والليث بن سعد، وجماعة. وعنه: ابناه هارون والحسن، ومحمد بن يحيى الذهلي، والهيثم بن مروان العبسي، ويزيد بن محمد بن عبد الصمد، وأبو زرعة الدمشقي، وأبو حاتم الرازي، وجماعة. وذكره ابو زرعة في أهل الفتوى بدمشق.

(15/362)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 363
وقال ابن أبي حاتم: كتب عنه أبي بمكة، وقال: هو صدوق. وقال ابنه: توفي سنة ست عشرة ومائتين، وولد سنة اثنتين وأربعين ومائة. أما محمد بن بكار الريان فمن أقرانه، لكنه تأخر عنه.
4 (محمد بن بلال.)
أبو عبد الله الكندي البصري التمار. عن: همام بن يحيى، وعمران القطان، وعبد الحكم القسملي، وحرب بن ميمون الأنصاري. وعنه: أحمد بن سنان، وأحمد بن الأزهر، ومحمد بن عبد الله بن نمير، والبخاري في كتاب الأدب، وعثمان بن طالوت، والكديمي، وجماعة. قال أبو داوود: ما سمعت إلاخيراً.) وقال اين عدي: أرجو أنه لا بأس به. وهو معرف عن عمران القطان.

(15/363)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 364
4 (محمد بن الحسن بن زبالة المخزومي.)
مولاهم أبو الحسن المدني، أحد الضعفاء. روى عن: أسامة بن زيد بن أسلم، ومالك، وسليمان بن بلال، والدراوردي، وخلق كثير من أهل المدينة ضعفاء ومجاهيل. وعنه: أحمد بن صالح المصري، وأبو خيثمة، وهارون الحمال، والزبير بن بكار، وعبد الله بن أحمد بن أبي مسرة، وآخرون. رماه ابن معين بالكذب. وقال أحمد بن صالح: كتبت عنه مائة ألف حديث، ثم تبين لي أنه كان يضع الحديث فتركته. وما رأيت أحداً أعلم بالمغازي والأنساب منه. وقال أبو داوود: كذاب. وقال النسائي: متروك. وقال ابن عدي: أنكر ما روى عن مالك، عن هشام، عن أبيه، عن

(15/364)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 365
عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: افتتحت القرى بالسيف وافتتحت المدينة بالقرآن. قلت: كان إخبارياً علامة، أكثر عنه الزبير. وقد ضعفه أبو حاتم، وقال: ليس بمتروك.
4 (محمد بن حميد الطوسي الأمير.)
كان مقدم الجيش الذين حاربوا بابك الخرمي، فقتل إلى رحمة الله وعفوه، فولي بعده على الجيوش علي بن هشام، إلى أن قتل أيضاً في قتال الخرمية سنة سبع عشرة. وكان مقتل محمد في سنة أربع عشرة.
4 (محمد بن خالد بن عثمة الحنفي البصري.)

(15/365)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 366
وعثمة هي أمه. روى عن: مالك، وسليمان بن بلال، وسعيد بن بشير، وجماعة. عنه: بندار، ومحمد بن يونس الكديمي، وأبو قلابة الرقاشي، وآخرون.) قال أبو حاتم: صالح الحديث. ذكره عبد الرحمن بن مندة فيمن مات سنة إحدى عشرة ومائتين.
4 (محمد بن أبي الخصيب الأنطاكي.)
عن: مالك بن أنس، وابن لهيعة. وثقه الخطيب. وعنه: إبراهيم الحربي، وتمتام، وجماعة. توفي سنة ثمان عشرة، وكان صدوقاً.
4 (محمد بن رويز بن لاحق.)
شيخ بصري. يروي عن: شعبة، وجماعة وعنه: حاتم بن الليث، ومحمد بن سليمان الباغندي، وأبو حاتم،

(15/366)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 367
وقال صدوق.
4 (محمد بن زرعة الرعيني.)
روى عن: الوليد بن مسلم، وابن شعيب، وجماعة. وعنه: أبو زرعة الدمشقي. ثقة، حافظ، من أصحاب الوليد. توفي سنة ست عشرة.
4 (محمد بن زياد.)
أبو إسحاق المقدسي. عن: إبراهيم بن أبي علبة، وأبي المرجى الموقري. وعنه: موسى بن سهل الرملي، ومحمد بن عوف الحمصي. قال أبو حاتم: صالح، لم يقدر لي أن أكتب عنه.
4 (محمد بن سعيد بن سابق الرازي.)

(15/367)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 368
نزيل قزوين. روى عن: أبيه، وأبي جعفر الرازي، وزهير بن معاوية، وعمرو بن أبي قيس، وطائفة. وعنه: أحمد بن أبي سريج، وأبو زرعة، وأبو حاتم، ويحيى بن عبدك، ومحمد بن أيوب) الرازيون، وجماعة. وثقه يعقوب بن شيبة. وتوفي سنة ست عشرة.
4 (محمد بن سابق.)
أبو جعفر البغدادي البزاز، مولى بني تميم. سمع: مالك بن مغول، وشيبان بن عبد الرحمن النحوي، وورقاء بن عمرو، وإبراهيم بن طهمان، وجماعة.

(15/368)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 369
وعنه: أحمد بن حنبل، وأبو خيثمة، وعباس الدوري، ومحمد بن غالب تمتام، وأحمد بن أبي خيثمة، وآخرون. روى عنه: البخاري في كتاب الأدب. وقال في الصحيح: ثنا محمد بن سابق أو الفضل بن يعقوب، عنه، وذلك في كتاب الوصايا من الجامع الصحيح. توفي سنة ثلاث عشرة. قال يعقوب بن شيبة: صدوق. وقال النسائي: ليس به بأس. وقيل مات سنة أربع عشرة، نقله ابن قانع، وأحمد بن كامل. ونقل الأول مطين.
4 (محمد بن سعيد بن سليمان.)
أبو جعفر الكوفي المعروف بابن الإصبهاني.

(15/369)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 370
سمع: القاسم بن معن المسعودي، وأبا الأحوص شريك بن عبد الله، وعبد الله بن المبارك، وجماعة. وعنه: خ. وت. عن رجل عنه، وأحمد بن ملاعب، وإسماعيل سمويه، وبشر بن موسى، وآخرون. وصفه بالإتقان يعقوب بن شيبة، وغيره. ولقبه حمدان.) قال أبو حاتم: كان حافظاً يحدث من حفظه. لم يكن بالكوفة. أتقن حفظاً منه. وكان لا يقبل التلقين. قلت: توفي سنة عشرين.
4 (محمد بن سعيد بن الفضل.)
أبو الفضل القرشي الدمشقي المقريء. كان أبوه يروي عن ابن عون وطبقته بدمشق. وهو روى عن: الليث، وابن لهيعة، والهيثم بن حميد، وطائفة. روى عنه: الحسن بن علي الحلواني، ومحمود بن سميع، وجماعة. قال ابن عساكر: ذكره ابن أبي حاتم.
4 (محمد بن سعيد القرشي البصري.)
روى عن: حمزة بن واصل، وحماد بن سلمة.

(15/370)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 371
وعنه: عبد الرحمن بن الأزهر البلخي، ومحمد بن حاتم المصيصي، وأبو زرعة، وطائفة. نزل بغداد. يأتي بعد الثلاثين.
4 (محمد بن سليمان بن أبي داوود الحراني.)
أبو عبد الله، ولقبه بومة. عن: أبيه، وشعيب بن أبي حمزة، وعبد الله بن العلاء بن زبر، وفطر بن خليفة، وأبي جعفر الرازي، وجعفر بن برقان، وعدة. وعنه: حفيده سليمان بن عبد الله، وسليمان بن سيف، وأحمد بن سليمان الرهاوي، ومحمد بن يحيى الحراني، وطائفة. وثقه النسائي. وقال ابن حبان في الثقات: مات سنة ثلاث عشرة. وقال أبو حاتم: منكر الحديث.

(15/371)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 372
قلت: تفرد بالرواية عن جماعةٍ قدماء.
4 (محمد بن سليم.)
) ابو عبد الله الكوفي البغدادي القاضي. حدث عن: شريك، وإبراهيم بن سعد، وهشيم. روى عنه: كاتب الواقدي. وكتب عنه أبو حاتم وضعفه. وقال ابن معين: ليس بثقة. قيل: ولي قضاءً ببغداد.
4 (محمد بن الصلت بن الحجاج.)

(15/372)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 373
أبو جعفر الأسدي. مولاهم الكوفي الأصم. عن: فليح بن سليمان، ومنصور بن أبي الاسود، وعبيد الله بن أياد بن لقيط، وعبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل، وزهير بن معاوية، وأبي كدينة يحيى بن المهلب، وخلق. وعنه: خ. وت. ن. ق.، عن رجلٍ عنه، والحسن بن علي بن عفان، وعباس الدوري، وعبد الله الدارمي، وأبو زرعة، وابو حاتم، ومحمد بن إسماعيل السلمي، ومحمد بن الحسين الحنيني، وخلق. وثقه أبو حاتم، وغيره. توفي سنة ثمان عشرة، وقيل سنة تسع عشرة ومائتين.
4 (محمد بن عاصم بن حفص بن تذراق بن ذكوان بن يناق.)
أبو عبد الله المعافري، مولاهم البصري. عن: مالك، ومفضل بن فضالة، وهمام بن إسماعيل. وعنه: محمد بن يحيى الذهلي، وعبد الرحمن بن عبد الله بن

(15/373)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 374
عبد الحكم، وأبو زرعة، وأبو حاتم وقد التقاه بمكة. وثقه أبو سعيد بن يونس وقال: توفي في خامس صفر سنة خمس عشرة.
4 (محمد بن عباد بن زياد المعافري الإسكندراني.)
عن: عبد الرحمن بن أبي شريح. وعنه: أبو يحيى الوقاد، وهانيء المتوكل. توفي سنة ثمان عشرة.)
4 (محمد بن عباد بن زياد المزني.)
أبو جعفر الكوفي الخزار، نزيل الري. عن: الدراوردي، وهشيم، وطبقتهما. وعنه: أبو حاتم وقال: صدوق.
4 (محمد بن عباد بن عباد بن المهلب بن أبي صفرة الأزدي المهلبي.)

(15/374)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 375
أمير البصرة. روى عن: أبيه، وهشيم. وعنه: إبراهيم الحربي، ومحمد بن يونس الكديمي، وأبو العيناء محمد بن القاسم. وكان جواداً ممدحاً من سروات بني المهلب. قال عبد الله بن أبي سعد الوراق: ثنا يزيد بن محمد بن المهلب: سمعت أبي يقول: كتب منصور بن المهدي إلى محمد بن عباد يشكو ديناً وضيقاً وجفوة سلطان، فأرسل إليه محمد بن عباد عشرة آلاف دينار. قلت: منصور هو اخو هارون الرشيد، وما كان محمد مع كرمه وحشمته ليصله، وقد عرض بالطلب بأقل من عشرة آلاف دينار. وقال أبو العيناء: قال المأمون لمحمد بن عباد: أردت أن أوليك فمنعني إسرافك في المال. فقال: منع الجود سوء ظن بالمعبود. فقال: لو شئت أنفقت، على نفسك، فإن هذا المال الذي تنفقه ما أبعد رجوعه إليك. فقال: يا أمير المؤمنين، من له مولى غني لا يفتقر. فقال المأمون للناس: من أراد أن يكرمني، فليكرم ضيفي محمد بن عباد، فجاءت إليه أموال من كل ناحية، فما برح وعنده منها درهم. وقال: الكريم لا تحنكه التجارب.

(15/375)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 376
قال أبو الشيخ: نا محمد بن يحيى البصري: ثنا عمي قال: دخل محمد بن عباد على المأمون، فقال: كم دينك يا أبا عبد الله قال: ستون ألف دينار. قال: يا خازن أعطه مائة ألف دينار.) وروى ابن الأنباري، عنأبيه، عن المغيرة بن محمد، وغيره قال: قال المأمون لمحمد بن عباد: بلغني أنه لا يقدم أحد البصرة إلا أضفته. فقال: منع الجود سوء ظن بالمعبود. فاستحسنه منه وأعطاه المأمون ما مبلغه ستة آلاف درهم. ومات محمد وعليه خمسون ألف دينار ديناً. وقال الغلابي: قيل للعتبي: مات محمد بن عباد. فقال: نحن متنا بفقده، وهو حي بمجده. كانت وفاته سنة ست عشرة ومائتين.
4 (محمد بن عبد الله بن زياد.)
أبو سلمة الأنصاري البصري. روى عن: مالك بن دينار، وحميد، وسليمان التيمي، وقرة بن خالد. وعنه: يحيى بن خذام، ومحمد بن صالح بن النطاح البغدادي. وهو صاحب مناكير عن مالك بن دينار.

(15/376)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 377
قال ابن حبان: يروي عن الثقات ما ليس من حديثهم. لا يجوز الإحتجاج به.
4 (محمد بن عبد الله بن خانقان.)
أبو عبد الله المازني البصري ثم النسفي، مفتي نسف. روى عن: هشيم، رسفيان بن عيينة. وعنه: إبراهيم ولده، وطفيل بن زيد النسفي. قال جعفر المستغفري: توفي سنة عشرين ومائتين.
4 (محمد بن عبد الله بن المثنى بن عبد الله بن أنس بن مالك.)
الإمام أبو عبد الله الأنصاري البخاري الأنسي البصري. قاضي البصرة زمن الرشيد، ثم قاضي بغداد بعد العوفي. سمع: حميداً الطويل، وسليمان التيمي، وابن عون، وسعيداً الجريري،

(15/377)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 378
وهشام بن حسان، وحبيب بن الشهيد، ومحمد بن عمرو بن علقمة، وأشعث بن عبد الله الحداني، وأشعث بن عبد الملك الحمراني، وابن جريج، وسعيد بن أبي عروبة، وأباه عبد الله، وآخرين. وعنه: خ. وع.، عن رجلٍ، عنه، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وبندار، ومحمد بن المثنى، وإسماعيل سمويه، ومحمد بن يحيى الذهلي، وأبو حاتم، ومحمد بن إسماعيل الترمذي،) وإسماعيل القاضي، وأبو مسلم الكجي، وخلق كثير. وثقه ابن معين، وغيره. وقال أبو حاتم: لم أر من الأئمة إلا ثلاثة: أحمد بن حنبل، وسليمان بن داوود الهاشمي، ومحمد بن عبد الله الأنصاري. وقال النسائي: ليس به بأس. وقال أحمد بن حنبل: ما كان يضع الأنصاري عند أصحاب الحديث إلا النظر في الرأي. وأما السماع فقد سمع. وقال: وذهب للأنصاري كتبٌ في فتنة، أظن المبيضة، فكان بعد يحدث من كتب أبي الحكم. فكان حديث الحجامة من ذاك. وقال ابن معين: كان الأنصاري يليق به القضاء. قيل: والحديث فقال: للحرب أقوام لها خلقوا. وقال زكريا الساجي: رجل جليل عالم، غلب عليه الرأي، ولم يكن عندهم من فرسان الحديث مثل يحيى القطان ونظرائه.

(15/378)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 379
وقال أحمد بن حنبل: أنكر معاذ بن معاذ، ويحيى بن سعيد حديث الأنصاري، عن حبيب بن الشهيد، عن ميمون، عن أبي عباس: احتجم النبي صلى الله عليه وسلم وهو محرمٌ صائم قال أبو بكر الخطيب إنه وهم فيه. والصواب حديث حميد بن مسعدة، عن سفيان بن حبيب، عن حبيب بن الشهيد، عن ميمون بن مهران، عن يزيد بن الأصم: أن رسول الله تزوج ميمونة وهو محرم. وقد روى الأنصاري أيضاً حديث يزيد بن الأصم هكذا. ويقال أن غلاماً له أدخل عليه حديث ابن عباس. وقال علي بن المديني: ليس من ذلك شيء، إنما أراد حديث حبيب، عن ميمون، عن يزيد بن الأصم: أن رسول الله تزوج ميمونة وهو محرم. رواه يعقوب الفسوي، عن علي. قال الخطيب: وقد جالس الأنصاري في الفقه سوار بن عبد الله، وعثمان البتي، وعبيد الله بن) الحسن العنبري. وقدم بغداد فولي بها القضاء، وحدث بها، ثم رجع. وقال ابن قتيبة: قلد الرشيد محمد بن عبد الله الأنصاري القضاء، بالجانب الشرقي في آخر خلافته. فلما ولي المأمون عزله، وولى مكانه عون بن عبد الله، وولى محمد بن عبد الله المظالم بعد إسماعيل بن علية. قال محمد بن المثنى: سمعت الأنصاري يقول: ولدت سنة ثمان عشرة ومائة. وكان يأتي علي، قبل اليوم، عشرة أيامٍ لا أشرب فيها الماء، واليوم

(15/379)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 380
أشرب كل يومين. وسمعته يقول: ما أتيت سلطاناً قط إلا وأنا كاره. وقال محمد بن سعد: توفي في رجب سنة خمس عشرة ومائتين. قلت: وذكر الخطيب وغيره أنه سمع من مالك بن دينار.
4 (محمد بن عبد الله بن قيس.)
أبو محرز الكناني الفقيه، قاضي إفريقية. روى عن: مالك بن أنس، وغيره. وكان أحد الصالحين. ولي القضاء مدة، وذلك بعد عبد الله بن عمر بن غانم. قال ابن يونس: فبلغني أن إبراهيم بن الأغلب لما توفي ابن غانم قيل له: عليك بصاحب اللفافة، وكان يلبس عمامة لطيفة، فلما أراد أن يوليه أمره فركب معه. فركب على حملرٍ فكبا به. فعن عليه إبراهيم فلحقه ثم قال: يا أبا محرز، إني عزمت على توليتك القضاء. قال: لست أصلح. فقال: لو كان الأغلب سالم حياً لم أكن أنا والياً، ولو كان عبد الرحمن بن زياد بن أنعم وابن فروخ حيين لم تكن أنت قاضياً. ولكن لكل زمانٍ رجال. فولاه القضاء فامتنع، فأمر قائداً من قواده فأخذ بضبعيه حتى أجلسه مجالس الحكم، حتى حكم بين الناس. توفي سنة أربع عشرة ومائتين.

(15/380)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 381
4 (محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الملك)
أبو عبد الله الرقاشي البصري. عن: مالك بن أنس، وحماد بن زيد، وجماعة. وعنه: ابنه أبو قلابة، ومحمد بن إسماعيل الترمذي، وجماعة.) وثقه أحمد بن عبد الله العجلي. وكان من عباد الله الصالحين. وروى عنه أيضاً: خ. وم. ن. ق. عن رجلٍ، عنه. وقال يعقوب بن شيبة: ثقة ثبت. وقال العجلي: يقال إنه كان يصلي في اليوم والليلة أربعمائة ركعة. وقال أبو حاتم: ثنا محمد بن عبد الله الرقاشي الثقة الرضا. وقال محمد بن المثنى: مات سنة تسع عشرة.
4 (محمد بن عبد الله بن الشيخ أبي جعفر الرازي عيسى بن ماهان.)

(15/381)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 382
سمع: عبد العزيز بن أبي حازم، وزافر بن سليمان، وإبراهيم بن المختار. وعنه: أحمد بن الفرات، وأبو حاتم، ومحمد بن أيوب بن الضريس. وروى أبو داوود عن رجلٍ، عنه.
4 (محمد بن عبد العزيز الرملي المؤذن.)
عن: قيس بن الربيع، وحفص بن ميسرة، وإسماعيل بن عياش، وجماعة. وعنه: خ. ون. بواسطة، وإسماعيل سمويه، ويعقوب الفسوي، وابن وارة، وآخرون. وكان يغرب.
4 (محمد بن عبد الملك.)
أبو جابر الأزدي البصري ثم المكي. عن: ابن عون، وشعبة، والحسن الجفري، وهشام بن حسان، ومعلى بن هلال، وعدة.

(15/382)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 383
وعنه: أبو يحيى بن أبي ميسرة، ومحمد بن عوف الطائي، ومحمد بن إسماعيل الصائغ، والحارث بن أبي أسامة، وآخرون. قال أبو حاتم: أدركته ومات قبلنا بيسير. وليس بقوي.
4 (محمد بن عبد الوهاب بن إبراهيم الكوفي القناد.)
الرجل الصالح. روى عن: مسعر، وأبي حنيفة، وسفيان الثوري، وغيرهم. وعنه: محمد بن الحسين البرجلاني، وأحمد بن جواس، وهارون بن إسحاق الهمداني وقال:) كان من افضل الناس، يعني كان من الصلحاء. توفي سنة اثنتي عشرة.
4 (محمد بن عرعرة بن البرند الشامي.)

(15/383)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 384
عن شعبة، والقاسم بن الفضل الحداني، وابن عون، وإسماعيل بن مسلم العبدي، وعمر بن أبي زائدة، ومبارك بن فضالة. وعنه: خ. وم. د.، عن رجلٍ، عنه، وبندار، وابن وارة، وأحمد بن الحسن الترمذي، وابنه إبراهيم بن محمد، وآخر من روى عنه أبو مسلم الكجي. قال أبو حاتم: ثقة. وقال ابن سعد: مات سنة ثلاث عشرة.
4 (محمد بن عقبة الشيباني.)
أبو عبد الله، وأبو جعفر. سمع: سوار بن مصعب، وأبا إسحاق النميري، وفضيل بن سليمان النميري. وعنه: خ.، ويعقوب الفسوي، ومحمد بن أيوب الرازي، وجماعة.

(15/384)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 385
وثقه مطين، وتوفي سنة عشرين.
4 (محمد بن الرضا علي بن الكاظم موسى بن الصادق جعفر بن الباقر محمد بن زبد العابدين)
علي بن الشهيد الحسين ابن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب. أبو جعفر الهاشمي الحسيني. كان يلقب بالجواد، وبالقانع، وبالمرتضى. كان من سروات آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم. زوجه المأمون بابنته. وفد هو وزوجته على المعتصم فأكرمه وأجله. وتوفي ببغداد في آخر سنة عشرين شاباً طرياً له خمسٌ وعشرون سنة. وكان أحد الموصوفين بالسخاء، ولذلك لقب بالجواد. وقبره عند قبر جده موسى. وقيل توفي في آخر سنة تسع عشرة، رحمه الله ورضي عنه. وهو أحد الأئمة الإثني عشر الذين تدعي الشيعة فيهم العصمة.) وكان مولده في سنة خمسٍ وتسعين ومائة.

(15/385)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 386
ولما توفي حملت زوجته أم الفضل إلى دار عمها المعتصم.
4 (محمد بن عمر بن الوليد بن لاحق التيمي.)
عن: مالك، وشريك، ومسلم الزنجي، ومحمد بن الفرات، وطائفة. وعنه: أبو زرعة، وغيره. قال أبو حاتم: أرى امره مضطرباً. قلت: هو محمد بن الوليد اليشكري. نسب إلى جده. وله أيضاً عن: هشيم.

(15/386)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 387
وروى عنه: محمد بن غالب تمتام. قال أبو الفتح الازدي: لا يسوى بلحة. وقال الدارقطني: ضعيف. ووهاه ابن حبان. محمد بن عمر. أبو عبد الله بن الرومي. عن: شعبة، والخليل بن مرة، وشريك. وعنه: إبراهيم بن موسى، وحفص بن عمر سنجة ألف، ويعقوب الفسوي، وأبو حاتم، وآخرون. قال أبو زرعة: فيه لين. قلت: قرأ على اليزيدي، وعباس بن الفضل.
4 (محمد بن عيينة الفزاري المصيصي.)

(15/387)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 388
ختن أبي إسحاق الفزاري. عن: أبي إسحاق، وابن المبارك، ومروان بن معاوية. وعنه: أبو عبيد وهو من اقرانه، أحمد الدورقي، وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، وجماعة.
4 (محمد بن القاسم بن علي بن عمر بن زيد العابدين علي بن الحسين.)
أبو عبد الله العلوي الحسيني الزاهد.) وكان يلقب بالصوفي للبسه الصوف. وكان فقيهاً عالماً معظماً عند الزيدية. ظهر بالطالقان فدعا إلى الرضا من آل محمد صلى الله عليه وسلم، فاجتمع له خلق كثير، وجهز العساكر، وحارب عسكر خراسان وقوي سلطانه، ثم انهزم جنده وقبض عليه، وأتي به إلى المعتصم في شهر ربيع الآخر من السنة، سنة تسع عشرة، فحبس بسامراء. ثم إنه هرب من حبسه يوم العيد، وستر الله عليه وأضمرته البلاد. قال أبو الفرج صاحب الأغاني في كتاب مقاتل الطالبيين: احتال

(15/388)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 389
لنفسه فخرج متخفياً، وصار إلى واسط، وغاب خبره. وقال ابن النجار في تاريخه: بواسط مشهد يقال إنه مدفون فيه، فالله اعلم. وروي عن ابن سلام الكوفي أن المعتصم قتله صبراً. وكان أبيض صبيح الوجه، تام الخلق، قد وخطه الشيب، ونيف على الخمسين. وذهبت طائفة من الجارودية إلى أنه حي لم يمت ولا يموت حتى يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، نقل ذلك أبو محمد بن حزم، رحمه الله.
4 (محمد بن كثير بن أبي العطاء المصيصي الصنعاني الأصل.)
أبو يوسف. سمع: الأوزاعي، وعبد الله بن شوذب، ومعمر بن راشد، والثوري، وزائدة. وعنه: محمد بن يحيى الذهلي، ومحمد بن عوف، وعبد الله الدارمي، وجماعة.

(15/389)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 390
ضعفه الإمام أحمد. وقال ابن معين: صدوق. وقال النسائي: ليس بالقوي. وقال العقيلي: هو من صنعاء دمشق. وذكر ابن الأكفاني قال: هو من مصيصية دمشق، وليس هذا القول بشيء. روى جماعة عن محمد بن كثير، عن الأوزاعي قال: كان عندنا ببيروت صياد يخرج يوم الجمعة يصطاد، ولا يمنعه مكان الجمعة لذلك. فخرج يوماً فخسف به وببغلته، فلم يبق منها إلا أذناها وذنبها. قال خليفة: محمد بن كثير صنعاني، نشأ بالشام، ونزل المصيصة.) وقال ابن سعد: يذكرون أنه اختلط في آخر عمره. وقال ابن أبي حاتم: نا أبي: سمعت الحسن بن الربيع يقول: محمد بن كثير المصيصي اليوم أوثق الناس. كان يكتب عنه وأبو إسحاق الفزاري حي، وكان يعرف بالخير منذ كان.

(15/390)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 391
وقال محمد بن عوف: سمعت محمد بن كثير المصيصي يقول:
(بني كثير، كثير الذنوب .......... ففي الحل والبل من كان سبه)

(بني كثير، دهته اثنتان .......... رياءٌ وعجبٌٍ يخالطن قلبه)

(بني كثير، أكولٌ نؤومٌ .......... وما ذاك من فعل من خاف ربه.)

(بني كثير، تعلم علماً .......... لقد أعوز الصوف من جز كلبه)
قال الحسن بن الربيع: ينبغي لمن يطلب الحديث لله تعالى أن يرحل إلى محمد بن كثير المصيصي. وقد ضعفه أحمد بن حنبل جداً، وكان مغفلاً. قال ابن أبي حاتم: سئل عنه ابو زرعة فقال: دفع إليه كتاب الأوزاعي، وفي كل حديث: ثنا محمد بن كثير، فقرأه إلى آخره يقول: ثنا محمد بن كثير، عن الأوزاعي، وهو محمد بن كثير. قلت: حديثه يقع عالياً في الغيلانيات. توفي سنة ست عشرة في تاسع عشر من ذي الحجة، وله مناكير.
4 (محمد بن المبارك بن يعلى.)

(15/391)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 392
أبو عبد الله القرشي الصوري القلانسي. سمع: سعيد بن عبد العزيز، ومعاوية بن سلام، ومالك بن أنس، وإسماعيل بن عياش، وصدقة بن خالد، وطائفة. وعنه: يحيى بن معين، ومحمد بن يحيى الذهلي، ومحمد بن عوف،

(15/392)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 393
وأبو زرعة الدمشقي، وعبد الله الدارمي، ويوسف بن سعيد بن مسلم، وعباس الترقفي، وآخرون. قال ابن معين: كان شيخ البلد يعني دمشق بعد أبي مسهر. وقال أبو داوود: كان رجل الشام بعد أبي مسهر. قلت: يعني في الجلالة والعلم، وإلا فأبو مسهر عاش بعده ثلاث سنين. وثقه غير واحد.) وقال محمد بن العباس بن الدرفس: سمعت محمد بن المبارك الصوري يقول: أعمل لله فإنه أنفع لك من العمل لنفسك. وعن محمد بن المبارك، وسئل عن علامة المحبة لله، قال: المراقبة للمحبوب، والتحري لمرضاته. وقال أبو زرعة: شهدت جنازته بدمشق في شوال سنة خمس عشرة، وصلى عليه أبو مسهر بباب الجابية، وجعل يثني عليه. ومن كلام محمد بن المبارك: كذب من ادعى المعرفة بالله ويداه ترعى في قصاع المكثرين. ومن وضع يده في قصعة غيره ذل له. وقال: اتق الله تقوى، لا تطلع نفسك على تقوى الله تخبر به غيرك، وتسلط الآفة على قلبك.
4 (محمد بن مخلد.)

(15/393)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 394
أبو أسلم الرعيني الحمصي. عن: محمد بن الوليد الزبييدي، وأبي معبد حفص بن غيلان. ولعله آخر من حدث عنهما. وعنه: محمد بن مصفى، وسعد بن محمد البيروتي، وأزهر بن زفر، وإبراهيم بن محمد بن يوسف الفريابي، وبكر بن سهل، وغيرهم. وله أيضاً عن: مالك، وإسماعيل بن عياش. قال ابن عدي: هو منكر الحديث عن كل من يروي عنه. وقال البغوي: يحدث عن مالك وغيره بالبواطيل. وقد قال أبو حاتم: لم أر له حديثاً منكراً.
4 (محمد بن مسعر.)
أبو سفيان التميمي البصري. سمع: فضيلاً، وداوود العطار، وابن عيينة. وعنه: المفضل الغلابي، وأبو إسماعيل الترمذي، وأبو العيناء. حدث ببغداد. وقال أبو إسماعيل: كان من خيار عباد الله.
4 (محمد بن مسلمة.)
)

(15/394)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 395
أبو هشام المخزومي المدني الفقيه النسابة. نزيل دمشق. حدث عن: مالك، وإبراهيم بن سعد. وعنه: أبو حاتم، وأبو إسحاق الجوزجاني، وهارون الحمال، وأبو زرعة الدمشقي، وآخرون. قال أبو إسحاق في كتاب طبقات الفقهاء: جمع بين العلم والورع. وقال أبو حاتم الرازي: كان من أفقه أصحاب مالك. وقال أبو زرعة ثقة. وقال الجوزجاني: سألته، وكان علامة بأنساب بني مخزوم. قلت: هو محمد بن مسلمة بن محمد بن هشام بن إسماعيل بن هشام بن الوليد بن المغيرة. وقد ذكره البخاري في تاريخه وقال: قيل له: ما لرأي رجلٍ دخل البلاد كلها إلا المدينة. قال: لأنه دجال، والمدينة لا يدخلها الطاعون ولا الدجال.
4 (محمد بن مزاحم.)

(15/395)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 396
أخو سهل. مروزي، أظنه قد توفي سنة إحدى عشرة ومائتين، وله إحدى وثمانون سنة.
4 (محمد بن معاذ بن عبد الحميد الدمشقي.)
مولى قريش. عن: سعيد بن عبد العزيز، ومعاوية بن يحيى الاطرابلسي، وسعيد بن بشير، وسهل بن هشام، وجماعة. وعنه: يزيد بن عبد الصمد، والعباس بن الوليد بن صبح، وأبو زرعة الدمشقي. وقال: مات في نصف شعبان سنة خمس عشرة.
4 (محمد بن النوشجان.)

(15/396)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 397
أبو جعفر البغدادي السويدي الحافظ. لقب بذلك لرحلته إلى سويد بن عبد العزيز الدمشقي. روى عنه وعن: الدراوردي، والوليد بن مسلم، وطبقتهم. ومات قبل أوان الرواية.) روى عنه أقرانه: احمد بن حنبل في مسنده، وابن معين، وأحمد الدورقي. قال أبو داوود: ثقة. ثنا عنه أحمد بن حنبل، وكان صاحب شكوك. رجع الناس من عند عبد الرزاق بثلاثين ألف حديث، ورجع بأربعة آلاف.
4 (محمد بن هانيء)
أبو عمرو الطائي. والد الحافظ أبي بكرم الأثرم. سمع: أبا الأحوص، وهشيماً، وابن المبارك، وطبقتهم. وعنه: محمد بن يحيى الازدي، وأبو حاتم الرازي. محله الصدق.
4 (محمد بن يحيى بن المبارك.)
أبو عبد الله اليزيدي البغدادي الشاعر.

(15/397)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 398
أحد أئمة اللسان. كان عارفاً بالقرآن، واللغة. مدح الرشيد والمأمون، وخرج إلى مصر مع المعتصم زمن المأمون، فمات بها.
4 (محمد بن يزيد بن سنان بن يزيد.)
أبو يزيد التميمي، مولاهم الجزري الرهاوي. روى عن: أبيه، وجده سنان، وابن أبي ذئب، ومعقل بن عبيد الله، وجماعة. وعنه: ابنه الأصغر أبو فروة يزيد بن محمد، وابن وارة، وأبو الدرداء عبد العزيز بن منيب، وأبو أمية الطرسوسي، وأبو حاتم وقال: كان رجلاً صالحاً. لم يكن من أجلاس الحديث. وقال النسائي: ليس بالقوي. وقال الدارقطني: ضعيف. قلت: وكان مولده في سنة اثنتين وثلاثين ومائة. ومات جده في خلافة المنصور، وكان شيخاً معمراً رأى علياً وشهد معه صفين.

(15/398)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 399
قال أبو حاتم: قلت لمحمد بن يزيد كان جدك أدرك علياً فما سنه) قال: كان جدي يكنى أبا حكيم، أتت عليه ست وعشرون ومائة سنة. وأخبرني جدي أنه غزا ثمانين غزاة. قلت: أخرج النسائي لمحمد في مسند علي. ومات سنة عشرين ومائتين.
4 (محمد بن يزيد بن خنيس المخزومي.)
مولاهم المكي. عن: ابن جريج، وسعيد بن حسان، وسفيان الثوري، وعبد العزيز بن أبي رواد. وعنه: أحمد بن الفرات، ومحمد بن بشار بندار، ومحمد بن يونس الكديمي، وحنبل بن إسحاق، وجماعة. وكان صالحاً، ورعاً، كبير القدر. وثقه أبو حاتم.
4 (محمد بن أبي يزيد الخراساني.)
رجل فاضل، نزل الموصل، وحدث عن: حماد بن سلمة، ومهدي بن

(15/399)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 400
ميمون، وشريك، وجماعة. وعنه: سنان بن محمد، ومحمد بن أحمد بن أبي المثنى الموصليان. توفي سنة سبع عشرة.
4 (محمد بن يوسف بن واقد.)
الإمام أبو عبد الله الضبي، مولاهم الفريابي، وفرياب من بلاد الترك. روى عن: الأوزاعي، وسفيان الثوري، وإبراهيم بن أبي عبلة، ويونس بن

(15/400)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 401
أبي إسحاق، وعمر بن ذر الهمداني، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، وجرير بن حازم، وخلق. وعنه: خ. وع. بواسطة، وأحمد بن حنبل، ودحيم، وابن وارة، واحمد بن يوسف السلمي، وعباس الترقفي، واحمد بن عبد الرحيم بن البرقي، وعبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم، وعمرو بن أبي ثور الجذامي، وإبراهيم بن أبي سفيان القيسراني، وخلق. قال: ولدت سنة عشرين ومائة. وقال أحمد بن حنبل: لقيته بمكة، وكان رجلاً صالحاً.) وقال البخاري: كان من أفضل أهل زمانه. وقال محمد بن عبد الملك بن زنجويه: ما رأيت أورع من الفريابي. وقال محمد بن سهل بن عسكر: خرجت مع الفريابي في الاستسقاء، فرفع يديه فما أرسلهما حتى مطرنا. وقال أحمد بن يوسف السلمي: قلت للفريابي: أوصني. قال: عليك بتقوى الله، ولزوم السنة، واجتناب السلطان. وقال الدارقطني: تقدم الفريابي على قبيصة في الثوري لفضله ونسكه. وقال ابن عدي: للفريابي عن الثوري إفرادات. وقد رحل إليه أحمد بن حنبل، فلما قرب من قيسارية نعي إليه، فعدل إلى حمص. وهو فيما يتبين لي صدوق، لا بأس به. قلت: كان الناس يرحلون إليه إلى قيسارية من ساحل فلسطين. قال يعقوب الفسوي: توفي في أول سنة اثنتي عشرة.

(15/401)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 402
4 (مالك بن إسماعيل.)
أبو غسان النهدي، مولاهم الكوفي سبط إسماعيل بن حماد بن أبي سليمان. روى عن: فضيل بن مرزوق، وإسرائيل، وزهير بن معاوية، وعبد العزيز بن الماجشون، الحسن بن صالح بن حجاز، وأسباط بن نصر، وجويرية بن أسماء، وورقاء بن عمر، وخلق. وعنه: خ. وم. ع.، عن رجلٍ، عنه، وأحمد بن ملاعب، وأحمد بن سليمان الرهاوي، وعباس الدوري، ومحمد الصاغاني، ومعاوية بن صالح الأشعري، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وآخرون. قال محمد بن علي بن داوود البغدادي: سمعت يحيى بن معين يقول لأحمد بن حنبل: إن سرك أن تكتب عن رجلٍ ليس في قلبك منه شيء فاكتب عن أبي غسان.

(15/402)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 403
وقال أبو حاتم: قال ابن معين: ليس بالكوفة أتقن منه. وقال يعقوب بن شيبة: ثقة، صحيح الكتاب، متثبت من العابدين. وقال محمد بن عبد الله بن نمير: أبو غسان محدث من أئمة المحدثين. وقال أبو حاتم: لم أر بالكوفة أتقن منه لا أبو نعيم ولا غيره. وله فضلٌ وعبادة واستقامة. وكانت عليه سجادتان. كنت إذا نظرت إليه كأنه خرج من قبر. وقال النسائي: ثقة.) وقال أبو داوود: جيد الأخذ، شديد التشيع. وقال ابن سعد: مات في غرة ربيع الآخر سنة تسع عشرة ومائتين.
4 (مالك بن سليمان الهروي.)
أبو عبد الرحمن السعدي المفسر. روى عن: إبراهيم بن طهمان، وشعبة بن الحجاج، ومعمر بن الحسن، وإسرائيل، وابن أبي ذئب.

(15/403)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 404
توفي سنة أربع عشرة.
4 (مالك بن فديك.)
كوفي، سمع من: الأعمش. لقيه مطين. خرج له البيهقي في الصلاة. لم أره في كتاب ابن أبي حاتم، ولا غيره.
4 (المثنى بن يحيى بن عيسى بن هلال.)
أبو علي التميمي الموصلي، جد أبي يعلى أحمد بن علي. روى عن: أبي شهاب الحناط، وعلي بن مسهر. ونزل بغداد للتجارة. روى عنه: أحمد بن مساور، ومحمد بن غالب تمتام.
4 (مخول بن إبراهيم بن مخول بن راشد النهدي.)
الكوفي الحناط. عن: إسرائيل بن يونس، وعبد الجبار بن العباس، وغيرهما.

(15/404)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 405
وعنه: أحمد بن يحيى الصوفي، وأحمد بن عثمان بن حكيم، وأبو حاتم الراوي. وقال: صدوق. قلت: يقال إنه كان من غلاة الرافضة.
4 (مسرور بن صدقة الحارثي الدمشقي.)
عن: الأوزاعي.) وعنه: قاسم الخوعي، وأحمد بن عبد الواحد بن عبود، وأحمد بن بكر البالسي، وآخرون.
4 (مسرور بن موسى.)
أبو عبد الرحمن. قاضي نيسابور. كناه الحاكم. سمع في رحلته مع يحيى بن يحيى من: مالك، وابن لهيعة، وابن المبارك، وغيرهم. وعنه: أحمد بن عبد الله العتكي، ورجاء بن السندي، وعلي بن سلمة اللبقي، والحسين بن منصور، وغيرهم.
4 (مسكين بن عبد الرحمن التجيبي المصري.)
أبو الأسود. عن: الليث بن سعد، وخالد بن حميد، ويحيى بن أيوب. توفي سنة خمس عشرة ومائتين.

(15/405)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 406
4 (مطرف بن عبد الله بن مطرف بن سليمان بن يسار.)
مولى أم المؤمنين ميمونة. الفقيه أبو مصعب الهلالي اليساري المدني الأطروش. روى عن: خاله مالك بن أنس، وابن أبي ذئب، وأسامة بن زيد بن أسلم، وعبد الرحمن بن أبي الموال، ونافع بن أبي نعيم، ومسلم بن خالد الزنجي، وجماعة. وعنه: خ. وت. وق.، عن رجلٍ، عنه، ومحمد بن يحيى الذهلي، والربيع بن سليمان المرادي، وأبو زرعة الرازي، وأبو حاتم، ويعقوب الفسوي، وأحمد بن خليد الحلبي، وبشر بن موسى، وأبو يحيى عبد الله بن أبي مسرة، وخلق سواهم. وقال أبو حاتم: صدوق، مضطرب الحديث. وهو أحب إلي من إسماعيل بن أبي أويس. مات سنة عشرين ومائتين. وتابعه على وفاته أحمد بن أبي خيثمة. وقيل ولد سنة سبعٍ وثلاثين ومائة. وكان من كبار الفقهاء المالكية، رحمه الله.

(15/406)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 407
4 (معاذ بن فضالة.)
) أبو زيد البصري. عن: هشام الدستوائي، وسفيان الثوري، ويحيى بن أيوب المصري، وحفص بن ميسرة، وعمر بن قيس سندل، وجماعة. وعنه: خ.، ومحمد بن يحيى الذهلي، وأحمد بن منصور الرمادي، وأبو حاتم ووثقه، ويعقوب الفسوي، وأبو قلابة الرقاشي، وأبو مسلم الكجي، وآخرون.
4 (معاوية بن عبد الله الأسواني.)
مولى بني أمية أبو سفيان. روى عن: مالك، والليث، وابن لهيعة. وعنه: يحيى بن عثمان بن صالح، وغيره. توفي سنة ثمان عشرة.
4 (معاوية بن عمرو بن المهلب بن عمرو الأزدي المعني البغدادي.)

(15/407)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 408
أبو عمرو. عن: فضيل بن مرزوق، وإسرئيل، وزائدة، وجرير بن حازم، وعبد الرحمن المسعودي، وجماعة. وروى المغازي عن: أبي إسحاق الفزاري. وعنه: خ. وع.، عن رجلٍ، عنه، ويحيى بن معين، وابو بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن منيع، وعمرو الناقد، وزهير بن حرب، وهارون الحمال، وعبد بن حميد، ومحمد بن أحمد بن النضر الأزدي، وخلق. قال أحمد بن حنبل: صدوق ثقة. وقال ابن معين: كان رجلاً شجاعاً لا يبالي بلقاء رجلٍ أو عشرين. وكان يقال له ابن الكرماني. وقال ابن سعد: روى عن زائدة مصنفه، وعن أبي إسحاق الفزاري كتاب السيرة في دار الحرب. ونزل بغداد وسمع من أهلها. وقال أبو غالب علي بن أحمد بن النضر الأزدي: رأيت جدي معاوية بن عمرو وهو عند رأس أمه وهي في الموت، فجعل وجهها نحو القبلة ورجليها بحذاء القبلة. فلما قاربت أن) تقضي سترها منا وصلى عليها فكبر أربعاً. قال: وكان مولده سنة ثمانٍ وعشرين ومائة.

(15/408)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 409
ومات سنة أربع عشرة ومائتين. قال ابن سعد: توفي في غرة جمادى الأولى سنة أربع عشرة. قاله في الطبقات الصغير.
4 (معقل بن مالك.)
أبو شريك الباهلي البصري. عن: محمد بن راشد المكحولي، وعقبة بن عبد الله الأصم، وأبي عوانة، وطائفة. وعنه: محمد بن المثنى، وأبو أمية الطرسوسي، وأحمد بن الحسن الترمذي، والبخاري في كتاب القراءة خلف الإمام، ويعقوب الفسوي، والكديمي. وثقه ابن حبان. وتوفي سنة ثلاث عشرة.
4 (معلى بن أسد.)

(15/409)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 410
أبو الهيثم العمي المصري المؤدب. أخو بهز بن أسد. عن: وهيب بن خالد، وعبد العزيز بن المختار، وعبد الله بن المثنى الأنصاري، ويزيد بن زريع، وجماعة. وعنه: خ.، وم. ت. ن. ق.، عن رجلٍ، عنه، وأحمد بن يوسف السلمي، وحجاج بن الشاعر، وسليمان بن معبد السبخي، وحفص بن عمر سنجة الرقي، وعبد الله الدارمي، وهلال بن العلاء، وعثمان الدارمي، وعلي بن عبد العزيز البغوي، وطائفة. وكان من الثقات الأثبات. قال أبو حاتم: ما أعلم أني عثرت له على خطأ غير حديث واحد. وقال ابن حبان: مات في رمضان سنة ثمان عشرة، ومائتين بالبصرة. وقال خليفة: مات سنة تسع عشرة ومائتين.
4 (المعلى بن تركة.)
أبو عبد الصمد. سمع: المسعودي، وأبا معشر السندي.) وسكن الثغور. روى عنه: محمد بن آدم بن سليمان، وأحمد بن هارون بن آدم المصيصيان.

(15/410)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 411
قال أبو الفتح الأزدي: متروك. وقال أبو أحمد الحاكم: لا يتابع في رجل روايته.
4 (معلى بن منصور.)
أبو يعلى الرازي، نزيل بغداد. عن: مالك، والليث، وشريك، وأبي عوانة، وحماد بن زيد، وسليمان بن بلال، وعبد الله بن جعفر المخرمي، وهشيم، وخلق. وتفقه على أبي يوسف، وغيره. وكان من كبار علماء الرأي. روى عنه: أبو ثور الكلبي، وأبو خيثمة، ومحمد بن يحيى الذهلي، وحجاج بن الشاعر، وأحمد بن الأزهر، وأحمد الرمادي، وأبو بكر بن شيبة، وعباس الدوري، ومحمد بن عبد الله المخرمي، والبخاري في غير الصحيح، وخلق. ولم يكتب عنه أحمد بن حنبل حرفاً.

(15/411)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 412
وقال أبو حاتم الرازي: قيل لأحمد: كيف لم تكتب عن المعلى بن منصور قال: كان يكتب الشروط، ومن كتبها لم يخل من أن يكذب. وقال أبو زرعة: رحم الله أحمد بن حنبل، بلغني أنه كان في قلبه غصص من أحاديث ظهرت عن المعلى بن منصور كان يحتاج إليها. وكان المعلى أشبه القوم، يعني أصحاب الرأي، بأهل العلم. وذلك أنه كان طلابةً للعلم، رحل وعني به، وهو صدوق. وقال عثمان الدارمي: عن ابن معين: ثقة. وقال أحمد العجلي: ثقة صاحب سنة. قيل: طلبوه للقضاء غير مرة فأبى. وقال يعقوب بن شيبة: ثقة متقن فقيه. وقال أحمد بن كامل: كان من كبار أصحاب أبي يوسف ومحمد ومن ثقاتهم في الرواية. وقال ابن عدي: لم أجد له حديثاً منكراً.) وقال عمر بن بكار القافلاني: ثنا محمد بن إسحاق، وعباس بن محمد. قالا: سمعنا يحيى بن معين يقول: كان المعلى بن منصور الرازي يوماً يصلي، فوقع على رأسه كور الزنابير، فما التفت ولا انفتل حتى أتم صلاته. فنظروا فإذا رأسه قد صار هكذا من شدة الأنتفاخ. وقال أبو عمرو أحمد بن المبارك المستملي: حدثني سهل بن عمار قال: كنت عند المعلى بن منصور، وإبراهيم بن حرب النيسابوري في أيام خاض

(15/412)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 413
الناس في القرآن. فدخل علينا إبراهيم بن مقاتل المروزي، فذكر للمعلى أن الناس قد خاضوا في أمره. قال: ماذا قال: يقولون إنك تقول: القرآن مخلوق. قال: ما قلت، ومن قال القرآن مخلوق فهو عندي كافر. وقال ابن سعد، وجماعة: توفي سنة إحدى عشرة. قلت: وقد دخل عليه البخاري سنة عشر فسمع منه شيئاً يسيراً، لأنه وجده عليلاً.
4 (معمر بن عباد.)
وقيل معمر بن عمرو، أبو المعتمر البصري العطار المعتزلي. مولى بني سليم وأحد كبارهم ومتبوعيهم. وكان يقول: إن في العالم أشياء موجودة لا نهاية لها ولا تحصى، ولا لها عدد ولا مقدار. وهذا تكذيب للآية وكل شيءٍ عنده بمقدار، ولقوله: وأحصى كل شيءٍ عدداً. وعلى هذا طلبته المعتزلة بالبصرة عند السلطان، ففر إلى بغداد، وبها مات مختفياً عند إبراهيم بن السندي. وكان يزعم أن الله لم يخلق لوناً، ولا طولاً، ولا عرضاً، ولا عمقاً، ولا رائحة: ولا قبحاً، ولا حسناً، ولا سمعاً ولا بصراً، وذلك كله فعل الأجسام بطباعها. وعورض بقوله تعالى: خلق الموت والحياة

(15/413)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 414
. فقال: إنما أراد خلق الإماتة والأحياء. وكان يزعم أن النفس ليست جسماً ولا عرضاً، ولا تماس شيئاً ولا تباينه، ولا تتحرك ولا تسكن. وهذا قول أهل الإلحاد. وكان بينه وبين النظام مناظرات ومنازعات في مسائل، وله مصنفات في الكلام.) قال محمد بن إسحاق النديم: توفي سنة خمس عشرة ومائتين.
4 (معمر بن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع الهاشمي مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم.)
وقيل معمر بن محمد بن عبيد الله بن علي بن عبيد الله بن أبي رافع. روى عن: جده، وأبيه، وعمه معاوية. وعنه: عباد بن الوليد العنبري، وعباس الدوري، واحمد بن يحيى بن مالك السوسي، والحسن بن مكرم. قال ابن معين: لم يكن من أهل الحديث لا هو ولا أبوه. كان يلعب بالحمام. وقال ابن عدي: مقدار ما يرويه لا يتابع عليه.

(15/414)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 415
وقال أبو حاتم: رأيته سنة ثلاث عشرة ومائتين. روى له ابن ماجة حديثين.
4 (معمر بن يعمر الليثي الدمشقي.)
سمع: معاوية بن سلام. وعنه: محمد بن يحيى الذهلي، وأحمد بن يوسف السلمي، والعباس بن الوليد الخلال. ضبطه بالتثقيل عبد الغني، ومحله الصدق.
4 (معن بن الوليد بن هشام بن يحيى بن يحيى الغساني.)
عن: أبيه، وسفيان بن عيينة، ومروان بن معاوية، وجماعة. وعنه: أبو زرعة الدمشقي، وأبو حاتم، ويزيد بن محمد بن عبد الصمد، وآخرون. وكان دحيم لا يقدم عليه أحداً من أصحاب الوليد بن مسلم.

(15/415)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 416
وقال أبو حاتم: ثقة. قلت: توفي سنة ثمان عشرة، وما أطنه جاوز الخمسين رحمه الله.
4 (مكي بن إبراهيم بن بشير بن فرقد.)
أبو السكن التميمي الحنظلي البلخي. أحد الثقات الأعلام. روى عن: أيمن بن نابل، ويزيد بن أبي عبيد، وبهز بن حكيم، والجعيد بن عبد الرحمن، وجعفر الصادق، وعبد الله بن سعيد بن أبي هند، وهشام بن حسان، وهاشم بن هاشم بن عتبة، وابن جريج، وأبي حنيفة، وطائفة.) وعنه: خ.، وع.، عن رجلٍ، عنه، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وبندار، ومحمد بن يحيى الذهلي، وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، وعباس

(15/416)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 417
الدوري، وعبد الصمد بن سليمان البلخي، ومحمد بن يونس الكديمي، وعبد الصمد بن الفضل البلخي، وحفيده محمد بن الحسن بن مكي، وخلق آخرهم موتاً معمر بن محمد بن معمر البلخي. قال عبد الله بن عمرو بن العمركي: سمعت عبد الصمد بن الفضل: سمعت مكياً يقول: حججت ستين حجةً، وتزوجت ستين امرأة. وجاورت بالبيت عشر سنين، وكتبت عن سبعة عشر نفساً من التابعين. ولو علمت أن الناس يحتاجون إلي لما كتبت عن أحدٍ دون التابعين. وعن عمر بن مدرك، عن مكي قال: قطعت البادية من بلخ خمسين مرة حاجاً، ودفعت في كرى بيوت مكة ألف دينار ونيفاً. وقال الفلاس: قدم علينا مكي بن إبراهيم سنة اثنتي عشرة. وقال آخر: قدم بغداد سنة خمسٍ ومائتين. وعنه قال: ولدت سنة ست وعشرين ومائة. وقال محمد بن سعد، وغيره: مات ببلخ في النصف من شعبان سنة خمس عشرة. وقال محمد: كان ثقة ثبتاً. وقال محمد بن عبد الوهاب الفراء: ثنا مكي بن إبراهيم الرجل الصالح بنيسابور.

(15/417)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 418
وقال الدارقطني: ثقة مأمون. وقال النسائي: ليس به بأس. قلت: حدث مكي، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم كبر على النجاشي. قال ابن معين: وهذا باطل. قلت: ثم إنه امتنع من روايته. قال عبد الصمد بن الفضل: سألنا مكي بن إبراهيم فحدثنا من كتابه، عن مالك، عن الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة، فذكره، وقال: هكذا في كتابي، يعني حديث: كبر على النجاشي. وروى النسائي في اليوم والليلة: ثنا يزيد بن سنان، عن مكي، عن مالك، عن نافع، عن ابن) عمر، عن عمر قال: متعتان كانتا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهي عنهما وأعاقب عليهما: متعة النساء، ومتعة الحج. قال النسائي: هذا حديث معضل، لا أعلم رواه غير مكي، وهو لا بأس به، ولا ندري من أين أتى به. وقال مكي: حضرت مجلس محمد بن إسحاق، فإذا هو يروي أحاديث في صفة الله تعالى لم يحتملها قلبي، فلم أعد إليه. وعن مكي قال: طلبت الحديث ولي سبعة عشر سنة.
4 (مكي بن عبد الله الرعيني.)

(15/418)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 419
في طبقة أحمد بن حنبل. يأتي.
4 (منبه بن عثمان اللخمي الدمشقي.)
كان أسند شيخٍ بقي بدمشق. روى عن: ثور بن يزيد، وعروة بن رويم، وأرطأة بن المنذر، وخليد بن دعلج، وعمر بن زيد، والأوزاعي، والوضين بن عطاء، وطائفة. وعنه: هشام بن عمار، وأحمد بن أبي الحواري، ومحمد بن مصفى، وهارون بن محمد بن بكار، وأحمد بن يحيى بن حمزة، وأحمد بن عبد القاهر اللخمي شيخ للطبراني، وآخرون. قال ابن زبر: ولد سنة ثلاث عشرة ومائة. وقال أبو زرعة الدمشقي: سمعت منبه بن عثمان يقول: كنت حملاً عام الجراح الحكمي، وهي سنة اثنتي عشرة. وقال أبو حاتم: كان صدوقاً. وقال أبو زرعة: لقيته سنة اثنتي عشرة ومائتين ومات بعد ذلك بيسير.
4 (منصور بن زيد بن أبي خداش الموصلي.)
رحل، وكتب الكثير. وروى عن: المعافى بن عمران، ومحمد بن مسلم الطائفي، وعيسى بن يونس، وجماعة.

(15/419)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 420
روى عنه: نسيبه عبد الله بن عبد الصمد بن أبي خداش، ومبارك بن عبد الله النصيبي.) توفي سنة ثلاث عشرة ومائتين.
4 (منصور بن صقير.)
أبو النضر. عن: حماد بن سلمة، وعبيد الله بن عمرو الجزري، وموسى بن أعين، وجماعة. وعنه: عباس الدوري، وجعفر بن شاكر، وبشر بن موسى، وجماعة. قال أبو حاتم: في حديثه اضطراب، وليس بالقوي. روى عنه أيضاً: محمد بن غالب تمتام، وأبو أمية محمد بن إبراهيم. وكان جندياً.
4 (منصور بن مجاهد البصري.)
شيخ. يروي عن: أبي عوانة، وحماد بن زيد، وغيرهما. قال أبو الفتح الأزدي: كان يضع الحديث. وقال أبو القاسم بن مندة: توفي سنة ثمان عشرة ومائتين.
4 (منهال بن بحر.)
أبو سلمة العقيلي. عن: ابن عون، وهشام بن حسان، وسعيد بن أبي عروبة، وجماعة.

(15/420)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 421
وعنه: أبو حفص الفلاس، وأبو حاتم الرازي وقال: ثقة، وعلي بن عبد العزيز. قال العقيلي: في حديثه نظر.
4 (موسى بن خالد.)
أبو الوليد الحلبي، ختن الفريابي. سمع: أبا إسحاق الفزاري، ومعتمر بن سليمان، وجماعة. وتوفي كهلاً. روى عنه: عباس الترقفي، ومحمد بن سهل بن عسكر، وعبد الله الدارمي. له في مسلم حديث وقع لنا موافقةً في كتاب الدارمي.
4 (موسى بن داوود الضبي.)
)

(15/421)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 422
أبو عبد الله الطرسوسي الحلواني. أصله من الكوفة، ثم سكن بغداد، ثم ولي قضاء طرسوس وبها توفي. سمع: شعبة، والثوري، وحماد بن سلمة، وعبد العزيز الماجشون، ومبارك بن فضالة، وزهير بن معاوية، ونافع بن عمر، وطائفة. وعنه: أحمد بن حنبل، وحجاج بن الشاعر، ومحمد بن يحيى الذهلي، ومحمد بن يحيى الأزدي، ومحمد بن أحمد بن أبي خلف، ومحمد بن أحمد بن أبي العوام، وعباس الدوري، وخلق. وثقه غير واحد. وقال محمد بن عبد الله بن عمار: كان زاهداً، ثقة، صاحب حديث. ولي قضاء المصيصة. وقال الدارقطني: كان مصنفاً مكثراً مأموناً، ولي قضاء الثغور. قلت: آخر من حدث عنه بشر بن موسى الأسدي. قال ابن سعد: كان ثقة صاحب حديث، ولي قضاء طرسوس وبها مات سنة سبع عشرة. له في مسلم حديث في الصلاة.
4 (موسى بن سليمان.)
أبو عمران الباهلي البصري.

(15/422)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 423
عن: قزعة بن سويد، وحماد بن سلمة، وجرير بن حازم. روى عنه: أبو حاتم وقال: ثقة، ثقة.
4 (موسى بن سليمان.)
الفقيه أبو سليمان الجوزجاني، صاحب أبي يوسف، ومحمد. روى عنهما، وعن: ابن المبارك. وعنه: بشر بن موسى، والقاضي البرتي، وأبو حاتم الرازي، وجماعة. قال ابن أبي حاتم: كان يكفر القائلين بخلق القرآن. وقيل إن المأمون عرض عليه القضاء فامتنع، وذكر أنه لا يصلح، فأعفاه.
4 (موسى بن مسعود.)
)

(15/423)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 424
أبو حذيفة النهدي البصري. عن: أيمن بن نابل، وإبراهيم بن طهمان، وسفيان، وزائدة، وعكرمة بن عمار، وشبل بن عباد، وغيرهم. وعنه: خ. ود. ت. ق.، عن رجلٍ، عنه، وأحمد بن محمد شبويه، ومحمد بن يحيى، وعبد بن حميد، وإسماعيل سمويه، وأبو حاتم، وحماد بن إسحاق القاضي، ومحمد بن الحسن بن كيسان المصيصي، ومحمد بن غالب تمتام، ومحمد بن زكريا الأصبهاني، وحفص بن عمر الرقي، وخلق. قال أحمد: هو من أهل الصدق. وقال أبو حاتم: صدوق، معروف بالثوري. وكان الثوري نزل البصرة على رجل، وكان أبو حذيفة معهم. فكان سفيان يوجه أبا حذيفة في حوائجه. ولكن كان يصحف. وروى عن سفيان الثوري بضعة عشرة ألف حديث في بعضها شيء. وقال بندار: ضعيف. وقال ابن خزيمة: لا أحتج به. وقال الفلاس: لا يحدث عنه من يبصر الحديث. وقال ابن سعد: قيل إن الثوري تزوج أمه لما قدم البصرة.

(15/424)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 425
وقال غيره: كان مؤدباً. توفي في جمادى الآخرة سنة عشرين. وفيها قال محمد بن المثنى: توفي المنهال بن بحر، وزفر بن هبيرة، وسكن بن سليمان، وبشر بن الوضاح، ومحمد بن مخلد الحضرمي، وهانيء بن يحيى. وقال البخاري: مات أبو حذيفة سنة عشرين. وقال غيره: عاش اثنتين وتسعين سنة.

(15/425)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 426
4 (حرف النون.)

4 (نصر بن مزاحم المنقري الكوفي.)
سكن بغداد. وروى عن: شعبة، والثوري، ويزيد بن إبراهيم، وغيرهم.) وعنه: نوح بن حبيب، وأبو سعيد الأشج، وعلي بن المنذر، وغيرهم. وكان يترفض. قال أبو إسحاق الجوزجاني: كان زائغاً عن الحق. وقال صالح بن محمد: يروي عن الضعفاء. وقال أبو الفتح الأزدي: هو غالٍ في مذهبه غير محمود في حديثه.

(15/426)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 427
مات سنة اثنتين عشرة ومائتين.
4 (النضر بن عبد الجبار بن نصير.)
أبو الأسود المرادي، مولاهم المصري الكاتب. كاتب لهيعة بن عيسى بن لهيعة قاضي مصر. روى عن: ابن لهيعة، ونافع بن يزيد، والليث، وبكر بن مضر، ومفضل بن فضالة، وجماعة. وعنه: أحمد بن صالح المصري، وأبو عبيد القاسم بن سلام، ويحيى بن معين، والربيع بن سليمان الجيزي لا المرادي، ومحمد بن إسحاق الصاغاني، ومحمد بن عوف الطائي، ويعقوب الفسوي، وأبو حاتم، والمقدام بن داوود الرعيني، ويحيى بن عثمان السهمي، وجماعة. قال ابن معين: كان راوية ابن لهيعة، وكان شيخاً صدوقاً. وقال أبو حاتم: صدوق، عابد، شبهته بالقعنبي.

(15/427)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 428
وقال النسائي: ليس به بأس. وقال أبو سعيد بن يونس: توفي لخمسٍ بقين من ذي الحجة سنة تسع عشرة ومائتين. وصلى عليه هارون بن عبد الله القاضي. وكان مولده سنة خمس وأربعين ومائة. وله أخوان عالمان: روح، وعبد الله.
4 (نوح بن ميمون.)
أبو سعيد العجلي البغدادي. عن: سفيان الثوري، ومالك بن أنس، وبكير بن معروف. وعنه: أحمد بن حنبل، ومحمد بن عبد الملك الدقيقي، ومحمد بن غالب تمتام، وجماعة. وثقه الخطيب. ويقال له المضروب لضربةٍ جاءته في وجهه من اللصوص.)
4 (نوفل بن مطهر.)
أبو مسعود الضبي الكوفي الحافظ. روى عن: أبي الأحوص سلام، وابن المبارك، ومفضل بن مهلهل. وعنه: علي بن محمد الطنافسي، وعبد الرحمن بن الحكم، والحسين بن

(15/428)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 429
الربيع، وأحمد بن جواس الحنفي. قال أبو حاتم: صاحب حديث صدوق، مثل يحيى بن آدم يحفظ ويعقل.

(15/429)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 430
4 (حرف الهاء.)

4 (هارون بن صالح بن إبراهيم التيمي الطلحي المدني.)
عن: عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وعبد العزيز بن أبي حازم، وغيرهما. وعنه: يحيى بن موسى البلخي، وأبو حاتم وقال: صدوق، ومحمد بن إسماعيل السلمي. حدث سنة ست عشرة.
4 (هارون ابن الوزير أبي عبيد الله معاوية بن عبيد الله بن يسار الأشعري.)
مولاهم البغدادي. سمع: أباه، وعطاف بن خالد، وفرج بن فضالة، وحفص بن غياث. وعنه: عبد الله الدارمي، وعبد الكريم الديرعاقولي، وأبو حاتم وقال: صدوق.

(15/430)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 431
4 (هانيء بن يحيى.)
أبو مسعود السلمي البصري. عن: زائدة، وأبي قحذم النضر بن معبد. وعنه: أبو حفص الصيرفي، وأبو حاتم الرازي، وقال: ثقة صدوق.
4 (هريم بن عثمان.)
أبو المهلب الطفاوي. عن: القاسم بن الفضل الحداني، وعمارة بن زاذان، وحماد بن سلمة، وجماعة. وعنه: أبو زرعة، وأبو حاتم. قال أبو حاتم: بصري، صدوق.
4 (هشام بن إسماعيل بن يحيى.)
) أبو عبد الملك الدمشقي العطار.

(15/431)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 432
عن: إسماعيل بن عياش، وهقل بن زياد، والوليد بن مسلم، وجماعة. وعنه: أبو عبيد، وأحمد بن الفرات، وأبو زرعة الدمشقي، ويزيد بن محمد بن عبد الصمد، وآخرون. وقال النسائي: ثقة. وقال محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي: كان من عباد الخلق. ما رأيت بدمشق أفضل منه. وقال أحمد العجلي: ثقة صاحب سنة صالح. وقال عبد السلام بن عتيق: ثنا هشام بن إسماعيل العطار، وما كان في بلدنا مثله. كان أشبه بالقعنبي، رحمه الله. وقال أبو زرعة: توفي سنة سبع عشرة ومائتين. هشام بن بهرام المدائني. عن: أبي شهاب الحناط، والمعافى بن عمران. وعنه: عباس الدوري، والصغاني، وعلي بن أحمد بن النضر. وثقه الخطيب.

(15/432)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 433
4 (هشام بن سعيد الطالقاني البزاز.)
نزيل بغداد. عن: معاوية بن سلام، وعبد الله بن لهيعة، ومحمد بن مهاجر. وعنه: هارون الحمال، وأحمد بن أبي خيثمة، ومحمد بن رافع، ومحمد بن يوسف البيكندي، وأحمد بن حنبل. قال الإمام أحمد: ثقة صالح.
4 (هارون بن الفضل.)
أبو يعلى الرازي الحناط. عن: عمرو بن يحيى بن سعيد الأموي، ومحمد بن سليمان الأصبهاني، ومسلم بن خالد الزنجي، ورفاعة بن إياس، وجماعة. وسمع من: محمد بن سليمان البلخي صاحب الضحاك.) روى عنه: أبو يحيى الزعفراني، وأبو حاتم الرازي.
4 (هوذة بن خليفة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكرة الثقفي.)

(15/433)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 434
البكرواي البصري الأصم، أبو الأشهب. نزيل بغداد ومسندها. روى عن: سليمان التيمي، ويونس بن عبيد، وابن عون، وعوف الأعرابي، وأبي حنيفة، وابن جريج، وطائفة. وعنه: أحمد بن حنبل، ومحمد بن سعد، ويوسف بن موسى القطان، ومحمد بن عبد الله المخرمي، وعباس الدوري، والحارث بن أبي أسامة، وبشر بن موسى، وإبراهيم الحربي، وخلق. قال أحمد بن حنبل: ما كان أصلح من حديثه، أرجو أن يكون صدوقاً. وقال: ماكان أضبطه من عوف. وقال النسائي: ليس به بأس. وقال أبو حاتم: صدوق. وقال ابن معين: ضعيف. وقال غيره: كان قد كتب الكثير ولكن ذهبت أكثر كتبه. مات في شوال سنة ست عشرة وله إحدى وتسعون سنة.

(15/434)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 435
قلت: ووقع حديثه عالياً لأصحاب ابن طبرزد، والكندي.
4 (الهيثم بن جميل.)
أبو سهل البغدادي الحافظ. نزيل أنطاكية. عن: مالك، والليث، وحماد بن سلمة، وزهير بن معاوية، وشريك، ومندل بن علي، وطائفة. وعنه: احمد بن حنبل، ومحمد بن يحيى الذهلي، ومحمد بن عوف الطائي، ويوسف بن مسلم، وطائفة. قال الدارقطني: ثقة حافظ. وقال أحمد العجلي: ثقة، صاحب سنة.) وقال ابن قانع: توفي سنة ثلاث عشرة.

(15/435)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 436
وأما ابن عدي فقال: ليس بالحافظ، يغلط على الثقات، وأرجو أن لا يتعمد الكذب.
4 (الهيثم بن عبيد الله القرشي.)
عن: يزيد بن إبراهيم التستري، وقيس بن الربيع، والحسن بن صالح بن حي. وعنه: محمد بن إسماعيل الأحمسي، وأبو حاتم الرازي وقال: صدوق.

(15/436)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 437
4 (حرف الواو)

4 (ورد بن عبد الله.)
ابو محمد الطبري. سمع: عدي بن الفضل البصري، وجرير الضبي، ومحمد بن طلحة بن مصرف. وعنه: ابناه محمد ويحيى، وأحمد بن ملاعب، وغيرهم. وثقه ابن جوصا. وقد سكن بغداد.
4 (الوضاح بن حسان الأنباري.)
عن: فضيل بن مرزوق، وشعبة، وإسرائيل، وغيرهم. وعنه: عباس الدوري، والصنعاني، وأبو أمية الطرسوسي، ومحمد بن سعد العوفي. قال الفسوي: شيخ مغفل.
4 (الوليد بن محمد بن النعمان السلمي البصري الحجام.)

(15/437)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 438
حدث بنيسابور سنة سبع عشرة. عن: شعبة، وحماد بن سلمة. وله غرائب. وعنه: محمد بن عبد الوهاب الفراء، وأحمد بن معاذ، وجماعة. وأبو زرعة، وأبو حاتم. وكان عارفاً بالعربية. قال أبو حاتم: ما به بأس.
4 (الوليد بن موسى القرشي الدمشقي.)
عن: الأوزاعي، وغيره.) حدث بمصر. روى عنه: يوسف بن يزيد القراطيسي، ويحيى بن عثمان السهمي. وهو في عداد الضعفاء. قال العقيلي: روى عن الأوزاعي البواطيل. الوليد بن الوليد بن يزيد.

(15/438)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 439
أبو العباس العنسي الدمشقي القلانسي. عن: الأوزاعي، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، وسعيد بن عبد العزيز. وعنه: سلمة بن شبيب الذهلي، وعباس الترقفي، وجماعة. قال الدارقطني، وغيره: متروك. وقال أبو حاتم: صدوق. وقال صالح جزرة: قدري.
4 (وهب الله بن راشد.)
مولى شرحبيل الحجري الرومي الأصل ثم المصري. أبو زرعة المؤذن. شيخ معمر. كان مؤذن جامع مصر. روى عن: يونس بن يزيد الأيلي، وحميد بن شريح، وغيرهما. ذكر أنه ولد سنة سبعٍ وعشرين ومائة. توفي في ربيع الأول سنة إحدى عشرة. وقد غمزه سعيد بن أبي مريم.

(15/439)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 440
روى عنه: سعد بن عبد الله بن عبد الحكم، والربيع المرادي، وطائفة.
4 (وهب بن زمعة التميمي المروزي.)
أبو عبد الله. عن: أبي حمزة السكري، وابن المبارك، وعبد العزيز بن أبي رزمة، وفضالة بن إبراهيم الفسوي، وسفيان بن عبد الملك، وغيرهم. وعنه: البخاري في خارج الصحيح، وأحمد بن عبدة الآملي، ومحمد بن عبد الله قهزاد، وأحمد بن محمد بن شبويه، وجماعة.) وثقه النسائي.

(15/440)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 441
4 (حرف الياء)

4 (يحيى بن إبراهيم بن أبي قتيلة السلمي المدني.)
أبو إبراهيم. عن: مالك، ومحمد بن إبراهيم بن دينار، وعبد العزيز، وعبد الخالق ابني أبي حازم، وعمر بن طلحة بن علقمة بن وقاص، والمغيرة بن عبد الرحمن المخزومي، وجماعة. وعنه: الزبير بن بكار، ومحمد بن نصر النيسابوري الفراء، وإبراهيم بن أبي داوود البرلسي، ومحمد بن إسماعيل الترمذي، وعبد الله بن شبيب الربعي. قال أبو حاتم: ثقة.
4 (يحيى بن بسطام.)

(15/441)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 442
أبو محمد البصري. رحل في طلب العلم، وسمع من: الليث بن سعد، وابن لهيعة، وعبد الواحد بن زياد، ويحيى بن حمزة القاضي، وجماعة. وعنه: أبو محمد الدارمي، وأبو حاتم الرازي وقال: ما به بأس، كتبت عنه سنة أربع عشرة.
4 (يحيى بن حماد بن أبي زياد.)
أبو بكر، ويقال أبو محمد الشيباني. مولاهم البصري ختن أبي عوانة. عن: أبي عوانة، وعكرمة بن عمار، وشعبة، وهمام، وعبد العزيز بن المختار، والليث بن سعد، وجماعة. وعنه: خ.، وخ. أيضاً م. ت. ق.، عن رجلٍ، عنه، وإسحاق بن راهويه، وإسحاق الكوسج، وإسحاق بن إبراهيم بن شاذان، وإسحاق بن سيار النصيبي، وبكار بن قتيبة، وعبد الله الدارمي، وبندار، وابن وارة، والكديمي، وخلق.

(15/442)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 443
قال ابن سعد: ثقة كثير الحديث. وقال محمد بن النعمان بن عبد السلام: لم أر أعبد من يحيى بن حماد، وأظنه لم يضحك. وقال البخاري: مات سنة خمس عشرة ومائتين.
4 (يحيى بن سعيد السعدي العبشمي.)
) أبو زكريا الكوفي، ويقال البصري. روى عن: ابن جريج، عن عطاء، عن عبيد بن عمير، عن أبي ذر، فذكر الحديث الطويل المنكر الذي يروى أيضاً عن أبي الأدريس الخولاني، عن أبي ذر. روى عنه: الحسن بن إبراهيم البياني، والحسن بن عرفة، وإبراهيم بن حرب بن عمر، ومحمد بن غالب تمتام، وموسى بن العباس التستري، وغيرهم. قال العقيلي: لا يتابع على حديثه. وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد. وقال ابن عدي: يعرف بهذا الحديث، وهو حديث منكر من هذا الطريق.

(15/443)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 444
4 (يحيى بن عبد الله بن الضحاك بن بابلت.)
وهو رازي قدم حران، فقيل له: من أين أنت قال: من الري من موضع، يقال له: بابلت. وأما أبو أحمد الحاكم فقال: بابلت قرية بين حران والرقة. روى عن: زوج أمه الأوزاعي، وأبي بكر بن أبي مريم الغساني، وابن أبي ذئب، وصفوان بن عمرو السكسكي، وأبي جعفر الرازي، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، وجماعة. وعنه: أبو أسحاق الجوزجاني، وأبو امية الطرسوسي، وإسماعيل سمويه، ومحمد بن يحيى الحراني، وسليمان بن سيف الحراني، وإسحاق بن سيار النصيبي، وحفص بن عمر الرقي، وابن زوجته أبو شعيب عبد الله بن الحسن الحراني، وغيرهم.

(15/444)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 445
قال البخاري: قال أحمد بن حنبل: أما السماع فلا يدفع. وضعفه أبو زرعة، وغيره، وابن حبان. وقال ابن عدي: له أحاديث صالحة عن الأوزاعي تفرد ببعضها. وأثر الضعف على حديثه بين. قال محمد بن يحيى: توفي سنة ثمان عشرة ومائتين. وأما قول أحمد بن كامل القاضي أنه عاش سبعين سنة فغير ثابت، لعله كان تسعين سنة، فتصحف.
4 (يحيى بن عمرو بن عمارة.)
)

(15/445)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 446
أبو الخطاب الليثي الدمشقي. عن: الأوزاعي، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان. وعنه: يزيد بن عبد الصمد، وأبو حاتم الرازي، وأبو زرعة الدمشقي. قال أبو حاتم: ثقة.
4 (يحيى بن عنبسة القرشي.)
من ضعفاء العراقيين. روى عن: حميد الطويل، وأبي حنيفة. وعنه: يوسف بن سعيد بن مسلم، وغالب بن تمتام. وكان متهماً. قال الدارقطني: كذاب. وقال ابن حبان: دجال.
4 (يحيى بن غيلان بن عبد الله بن اسماء بن حارثة.)
أبو الفضل الأسلمي الخزاعي البغدادي. عن: مالك بن أنس، وأبي عوانة، ويزيد بن زريع، وجماعة. وعنه: أحمد بن حنبل، والفضل بن سهل الأعرج، واحمد بن يوسف السلمي، وإسحاق الحربي، وآخرون. قال محمد بن سعد: توفي سنة عشر ومائتين.

(15/446)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 447
وقال بعضهم: سنة ثلاث عشرة.
4 (يحيى بن قزعة المؤذن المكي.)
عن: مالك بن أنس، وسليمان بن بلال، ونافع بن أبي نعيم القاريء، وجماعة. وعنه: خ.، ومحمد بن وارة، وأبو يحيى عبد الله بن أبي مسرة، وغيرهم.
4 (يحيى بن المبارك الصنعاني.)
صنعاء دمشق. رحل وروى عن: مالك، وشريك، وشبل بن عباد، وكثير بن سليم. نزل أرسوف فروى عنه من أهلها: إسماعيل بن عباد، وخطاب بن عبد الدائم، وعبد العظيم) بن إبراهيم، وغيرهم. ذكره ابن عساكر.
4 (يحيى بن مصعب.)
أبو زكريا الكلبي الكوفي. جار الأعمش. حكى عنه حكايات. وروى عن: عمر بن نافع الثقفي، وإسماعيل بن زياد النافا.

(15/447)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 448
وعنه: أبو زرعة، وأبو حاتم وقالا: صدوق.
4 (يحيى بن المغيرة السعدي الرازي.)
عن: شريك، وعطاف بن خالد، وأبي الأحوص، وغيرهم. ورأى: الحجاج بن أرطأة. وعنه: أبو زرعة، وأبو حاتم، وابن وارة، وابن الضريس. قال أبو حاتم: صدوق.
4 (يحيى بن نصر بن حاجب المروزي.)
نزيل بغداد. روى عن الكبار: عاصم الاحول، وعبد الله بن شبرمة، وثور بن يزيد الحمصي، وهلال بن خباب، وورقاء بن عمر، ويونس بن يزيد الأيلي، وغيرهم. وعنه: إبراهيم بن سعيد الجوهري، وأحمد بن منصور زاج، ورجاء بن الجارود، وعبد العزيز بن عبد الله الهاشمي. قال أحمد بن سيار المروزي: كتبنا عنه وكان يحدث عن سفيان الثوري، وابن شبرمة، ويونس. فلما حدث عن هلال بن خباب، وإسحاق بن سويد برد أمره، وفتر الناس عنه. ثم خرج إلى العراق.

(15/448)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 449
وقال مهنأ الشامي: سألت أحمد بن حنبل عنه فقال: كان جهمياً يقول قول جهم. وقال أبو حاتم الرازي: بليته عندي قدم رجاله. وقال أبو زرعة: ليس بشيء. وقال عبد العزيز الهاشمي: مات سنة خمس عشرة ومائتين.)
4 (يحيى بن يعلى الحارث.)
أبو زكريا المحاربي. عن: أبيه، وزائدة. وعنه: خ. وم. ت. ن. ق.، عن رجلٍ، عنه، وإسماعيل سمويه، ويعقوب الفسوي، وأحمد بن ملاعب، وطائفة.

(15/449)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 450
وثقه أبو حاتم. وقال مطين: مات سنة ست عشرة ومائتين.
4 (يزيد بن خالد بن مرشل.)
أبو مسلمة القرشي اليافي، من أهل يافا. عن: عبد الرحمن بن ثابت ثوبان، وأبي خالد الأحمر، ورديح بن عطية، وأبان بن عنبسة. وعنه: محمود بن إبراهيم بن سميع، وموسى بن سهل الرملي. قال ابن سميع: ثقة عاقل.
4 (يزيد بن محمد.)
أبو خالد الأيلي. عن: يونس بن يزيد، وابن لهيعة. وعنه: إسماعيل سمويه، وابن خالد بن يزيد. ذكره أبو حاتم ولم يضعفه، وقال: أدركته.

(15/450)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 451
4 (يسرة بن صفوان بن جميل.)
أبو صفوان اللخمي الدمشقي. كذا كناه النسائي، وغيره. وكناه محمد بن عوف الطائي أبا عبد الرحمن، من أهل قرية البلاط. عن: إبراهيم بن سعد، وحديج بن معاوية، ونافع بن عمر الجمحي، وعبد الجبار بن الورد، وفليح بن سليمان، وطائفة. وعنه: خ.، ودحيم، وأبو حاتم، وعباس الترقفي، وإسماعيل سمويه، وإبراهيم بن هانيء النيسابوري، وأبو زرعة الدمشقي، وآخرون. وكان رجلاً صالحاً فاضلاً.) وثقه أبو حاتم. ومن شعره فيما قال:
(ولربما ابتسم الكريم من الأذى .......... وضميره من حره يتأوه)

(ولربما خزن التقي لسانه .......... حذر الجواب وإنه لمفوه)
قال الحسن بن محمد بن بكار بن بلال: ولد يسرة بن صفوان سنة عشرٍ ومائة، ومات سنة ست عشرة ومائتين. وقال أبو زرعة الدمشقي: توفي سنة خمس عشرة.

(15/451)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 452
وقال غيره: عاش مائة سنة وأربع سنين.
4 (يعقوب بن إسحاق البصري.)
ابن بنت حميد الطويل. شيخ معمر قال: ولدت سنة عشرين ومائة. سمع: حميداً، وعبد الله بن أبي عثمان. ورأى: أبان بن أبي عياش على برذونٍ أشهب. كتب عنه: أبو زرعة. وحدث عنه: أبو يحيى بن أبي مسرة المكي، وغيره. وجاور بمكة. ما علمت لهم فيه كلاماً.
4 (يعقوب بن إسحاق بن أبي عباد المكي.)
عن: إبراهيم بن طهمان، وحماد بن شعيب، وجماعة. وعنه: عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم، ومحمد بن الحجاج الضبي. قال أبو حاتم: كان يسكن القلزم فقدمتها وهو غائب. وكان لا بأس به.
4 (يعقوب بن الجهم الحمصي.)

(15/452)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 453
عن: عمرو بن جرير، ومحمد بن واقد، وعلي بن عاصم، وغيرهم. وعنه: أبو التقى هشام بن عبد الملك، وإبراهيم بن عبيد اليماني. ذكر له ابن عدي أحاديث مناكير. وقال: البلاء منه.)
4 (يعقوب بن محمد بن عيسى بن عبد الملك بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف.)
الفقيه أبو يوسف القرشي الزهري المدني. عن: إبراهيم بن سعد، وصالح بن قدامة، وعبد الرحمن بن أبي بكر المليكي، والمنكدر بن محمد بن المنكدر، والمغيرة بن عبد الرحمن المخزومي، وخلق من الحجازيين. وعنه: حجاج بن محمد، وحاتم بن الليث، وإسحاق الحربي، وعباس الدوري، والحارث بن أبي أسامة، وأبو العيناء محمد بن القاسم، ومحمد بن يونس الكديمي، وخلق. قال ابن سعد: جالس العلماء وكان حافظاً. وقال ابن معين: ما حدثكم عن الثقات فاكتبوه. وقال أبو زرعة: ليس بشيءٍ. يقارب الواقدي.

(15/453)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 454
وقال حجاج بن الشاعر: ثنا، وهو ثقة. وقال أبو حاتم: هو على يدي عدلٌ. قلت: علق له البخاري مسألة في صحيحه في باب جوائز الوفد. مات سنة ثلاث عشرة، قاله النسائي.
4 (يعلى بن عباد الكلابي.)
عن: شعبة، وهمام، وطبقتهما. وعنه: أحمد بن ملاعب، وإسحاق الحربي، وبشر بن موسى، وجماعة. ضعفه الدارقطني.

(15/454)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 455
4 (يوسف بن بهلول التميمي الأنباري.)
عن: شريك، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وأبي خالد الأحمر. وعنه: خ.، وأحمد بن حنبل، وإبراهيم بن الهيثم البلدي، وابو زرعة، وحنبل بن إسحاق، وطائفة. وثقه مطين. توفي بالكوفة سنة ثمان عشرة.
4 (يوسف بن منازل التيمي الكوفي.)
أبو يعقوب.)

(15/455)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 456
عن: عبد الله بن إدريس، وحفص بن غياث، وجماعة. وعنه: عباس الدوري، وإبراهيم الحربي، وأبو حاتم الرازي، وأحمد بن أبي خيثمة، وعدة. وثقه ابن معين.

(15/456)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 457
4 (الكنى)

4 (أبو عباد الكاتب.)
وزير المأمون. طول ابن النجار ترجمة هذا. وقال: ثابت بن يحيى بن يسار: أبو عباد الرازي كاتب المأمون كان من الكفاة. قلت: هو مشهور بالكنية. ذكره الصولي، ومحمد بن عبدوس الجهشياري في أخبار الوزراء. وملخص أمره أنه كان خبيراً بالحساب والكتابة، بارعاً في التصرف،

(15/457)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 458
ناهضاً في أمور المأمون على أتم ما يكون. ثم إنه عجز من النقرس واستعفى. وكان جواداً نبيلاً لكنه كان شرساً عبوساً. قال الصولي: مات في المحرم سنة عشرين ومائتين عن خمسٍ وستين سنة.
4 (أبو العتاهية.)
الشاعر المشهور. هو أبو إسحاق إسماعيل بن القاسم بن سويد بن كيسان العنزي، مولاهم الكوفي، نزيل بغداد، وأصله من سبي عين التمر.

(15/458)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 459
ولقبوه بأبي العتاهية لاضطراب كان فيه. وقيل بل كان يحب الخلاعة فكني بأبي العتاهية لعتوه. وهو أحد من سار قوله وانتشر شعره. ولم يجتمع لأحدٍ ديوان شعر لكثرته. وقد نسك بآخره. وقال في الزهد والمواعظ، فأحسن وأبلغ. وكان أبو نواس يعظمه ويخضع له، ويقول: والله ما رأيته إلا توهمت أنه سماوي وأني أرضي. وقد مدح أبو العتاهية الخلفاء والبرامكة والكبار.) ومن شعره قوله:
(ولقد طربت إليك حتى .......... صرت من فرط التصابي)

(يجد الجليس إذا دنا .......... ريح الصبابة من ثيابي)
وله:
(إن المطايا تشتكيك لأنها .......... تطوي إليك سباسباً ورمالا)

(فإذا رحلن بنا رحلن مخفةً .......... وإذا رجعن بنا رجعن ثقالا)
وله أرجوزة فائقة يقول فيها:
(هي المقادير فلمني أو فدر .......... إن كنت أخطأت فما أخطأ القدر)

(لكل ما يؤذي وإن قل ألم .......... ما أطول الليل على من لم ينم)

(إن الشباب والفراغ والجدة .......... مفسدة للمرء أي مفسدة)

(15/459)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 460
(حسبك مما تبتغيه القوت .......... ما أكثر القوت لمن يموت)
وله فيما أنشدنا أبو علي بن الخلال: أنا ابن المقير، أخبرتنا شهدة: أنا النعالي، أنا محمد بن عبيد الله، ثنا عثمان بن السماك، ثنا إسحاق الختلي: حدثني سليمان بن أبي شيخ: أنشدني أبو العتاهية:
(ننافس في الدنيا ونحن نعبيها .......... لقد حذرتناها لعمري خطوبها)

(وما نحسب الساعات تقطع مدةً .......... على أنها فينا سريعٌ دبيبها)

(كأني برهطي يحملون جنازتي .......... إلى حفرةٍ يحثى علي كثيبها)

(وداعيةٍ حرى تنادي وإنني .......... لفي غفلةٍ عن صوتها لا أجيبها)

(وإني لممن يكره الموت والبلى .......... ويعجبه ريح الحياة وطيبها)

(أيا هادم اللذات ما منك مهربٌ .......... تحاذر منك النفس ما سيصيبها)

(رأيت المنايا قسمت بين أنفسٍ .......... ونفسي سيأتي بعدهن نصيبها)
ومن شعره:
(لدوا للموت وابنوا للخراب .......... فكلكم يصير إلى ذهاب)

(لمن نبني ونحن إلى تراب .......... نصير كما خلقنا من تراب)

(ألا يا موت لم أر منك بداً .......... أتيت فما تحيف ولا تحابي)
)
(كأنك قد هجمت على مشيبي .......... كما هجم المشيب على شبابي)

(ويا دنياي ما لي لا أراني .......... أسد بمنزلٍ إلا نبا بي)

(وما لي لا ألح عليك إلا .......... بعثت الهم من كل باب)

(أراك وإن ظلمت بكل لونٍ .......... كحلم النوم أو لمع السراب)

(وهذا الخلق منك على وقارٍ .......... وأرجلهم جميعاً في الركاب)

(تقلدت العظام من الخطايا .......... كأنك قد أمنت من العقاب)

(فمهما دمت في الدنيا حريصاً .......... فإنك لا توفق للصواب)

(سأسأل عن أمورٍ كنت فيها .......... فما عذري هناك وما جوابي)

(15/460)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 461
(بأية حجةٍ تحتج نفسي .......... إذا دعيت إلى طول الحساب)

(هما أمرن يوضح لي مقامي .......... هنالك حين أنظر في كتابي)

(فإما أن أخلد في نعيمٍ .......... وإما أن أخلد في عذاب)
ومن شعره:
(أنساك محياك المماتا .......... فطلبت في الأرض الثباتا)

(أوثقت بالدنيا وأن .......... ت ترى جماعتها شتاتا)

(وعزمت ويك على الحيا .......... ة وطولها عزماً ثباتا)

(دارٌ تواصل أهلها .......... سيعود نأياً وانبتاتا)

(إن الإله يميت من أحيا .......... ويحيي من أماتا)

(يا من رأى أبويه في .......... من قد رأى كانا فماتا)

(هل فيهما لك عبرةٌ .......... أم خلت أن لك انفلاتا)

(ومن الذي طلب التفل .......... ت من منيته ففاتا)

(كل تصبحه المن .......... ية أو تبيتة بياتا)
توفي أبو العتاهية في جمادى الآخرة سنة إحدى عشرة ومائتين عن نيفٍ وثمانين سنة، وقيل: توفي سنة ثلاث عشرة. مدح المهدي فمن دونه من الخلفاء. أخبرنا سنقر الكلبي بها: أنا يحيى بن جعفر، أنا أبي، أنا أحمد بن علي بن سوار، أنا محمد بن) عبد الواحد، أنا أبو سعيد السيرافي، أنا محمد بن أبي الأزهر: أنشدنا الزبير بن بكار، عن أبي العتاهية:
(أيا رب إن الناس لا ينصفوني .......... فكيف وإن أنصفتهم ظلموني)

(وإن كان لي شيء تصدوا لأخذه .......... وإن جئت أبغي شيئهم منعوني)

(وإن نالهم بذلي فلا شكر عندهم .......... وإن أنا لم أبذل لهم شتموني)

(15/461)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 462
(وإن طرقتني نائبة فكهوا بها .......... وإن صحبتنى نعمةٌ حسدوني)

(سأمنع قلبي أن يحن إليهم .......... وأحجب منهم ناظري وجفوني)
وله:
(أيا من خلفه الأصل ومن قدامه الأمل .......... أما والله ما ينجيك إلا الصدق والعمل)

(سل الأيام عن أملاكها الماضيين مافعلوا .......... أما شغلوا بأنفسهم فصار بها لهم شغل)

(وصاروا في بطون الأرض وارتهنوا بما عملوا .......... وما دفع المنية عنهم جاهٌ ولا حول)

(وكانوا قبل ذاك ذوي المهابة أين مانزلوا .......... وكانوا يأكلون أطايب الدنيا فقد أكلوا)
ذكرت الموت فالتبست علي بذكره السبل ومن شعره:
(المرء في تأخر مدته .......... كالثوب يبلى بعد جدته)

(عجباً لمتنبهٍ يضيع ما .......... يحتاج فيه ليوم رقدته)
وله:
(حسناء لا تبتغي حلياً إذا برزت .......... كأن خالقها بالحسن حلاها)

(قامت تمشي فليت الله صيرني .......... ذاك التراب الذي مسته رجلاها)
وله:
(وإني لمعذورٌ على طول حبها .......... لأن لها وجهاً يدل على عذري)

(وإذا ما بدت والبدر ليلة تمه .......... رأيت لها فضلاً مبيناً على البدر)

(وتهتز من تحت الثياب كأنها .......... قضيبٌ من الريحان في ورقٍ خضر)

(15/462)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس عشر الصفحة 463
(أبى الله إلا أن أموت صبابةً .......... بساحرة العينين طيبة النشسر)
ذكر الصولي أن ابا العتاهية جلس حجاماً ليذل نفسه ويتذهد، وكان يحجم الأيتام. فقال له بكر) بن المعتمر: أتعرف من يحتاج إلى أخراج الدم من هؤلاء قال: لا قال: أتعرف مقدار ما تخرج من الدم قال: لا قال: فأنت تريد أن تتعلم على أكتافهم ما تريد الأجر قال أبو تمام: خمسة أبيات لأبي العتاهية ما تهيأ لأحد مثلها: قوله:
(الناس في غفلاتهم .......... ورحى المنية تطحن)
وقوله:
(ألم تر أن الفقر يرجى له الغنى .......... وأن الغنى يخشى عليه من الفقر)
وقوله في موسى الهادي:
(ولما استقلوا بأثقالهم .......... وقد أزمعوا للذي أزمعوا)

(قرنت التفاتي بآثارهم .......... وأتبعتهم مقلةً تدمع)
وقوله:
(هب الدنيا تساق إليك عفواً .......... أليس مصير ذاك إلى زوال)

(15/463)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 5
5 (بسم الله الرحمن الرحيم)
5 (الطبقة الثالثة والعشرون)
1 (الأحداث من سنة إلى)
4 (احداث سنة إحدى وعشرين ومائتين)
وفيها تُوُفّي: أبو اليمان الحمصيّ، وعاصم بن عليّ بن عاصم، والقعنبي، وعبدان المروزيّ، واسمه عبد الله بن عثمان، وهشام بن عبيد الله الرازيّ الوقعة بين الخرَّميّة والمسلمين وفيها كانت وقعة هائلة بين الخرًّميّة وبين المسلمين وأميرها بغا الكبير، فانكسر ثم ثبت وأُمدًّ بالجيوش، والتقى الخرّميّة فهزمهم. ذكر فتنة الجمحيّ وفيها ولي إمرة مكّة محمد بن داود بن عيسى العّباسيّ، فبعث رجلاً من بني جمح لعدّ المواشي وقال: هاتوا كلّ فريضةٍ ديناراً. فامتنعوا عليه وقالوا: تريد أن تغصبنا أموالنا. إنّما في عمدك أن تأخذ الفريضة شاةً. فحاربهم وحاربوه

(16/5)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 6
وقتل طائفة، وقتل الجحميّ، فجهّز محمد بن داود أخا الجحميّ، فقتل وبدّع وعاث جيشه. قال الفسوي: سمعت بعض السفهاء الذين كانوا معه يقول: افتضضنا أكثر من عشرين ألف عذراء.
4 (ذكر كسوة البيت)
وفيها حج حنبل بن إسحاق، فيما حدّث أبو بكر الخلاّل، عن عصمة بن عصام، عنه، قال: رأيت كسوة البيت الدِّيباج وهي تخفق في صحن المسجد، وقد كتب في الدّارات: ليس كمثله شيءٌ وهو اللطيف الخبير. فلما قدمت أخبرت أحمد بن حنبل، فقال: قاتله الله، الخبيث عمد إلى كتاب الله فغيره، يعني ابن أبي دؤاد، فإنه أمر بذلك.
4 (بناء سامرّاء)
وفيها تكامل بناء سامرّاء.)

(16/6)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 7
4 (احداث سنة اثنتين وعشرين ومائتين)
وتوفّي فيها: عمر بن حفص بن غياث، وخالد بن نزار الأيليّ، وأحمد بن محمد الأزرقيّ الذي ذكرناه في الطبقة الماضية، وعلي بن عبد الحميد المفتي، ومسلم بن إبراهيم، والوليد بن هاشم العجليّ، الوقعة بين الأفشين وبابك الخرَّميّ. قال شباب العصفريّ: فيها كانت وقعة الأفشين بالكافر بابك الخرّميّ، فهزمه الأفشين واستباح عسكره، وهرب بابك، ثم أسروه بعد فصولٍ طويلة. وكان من أبطال زمانه وشجعانهم المذكورين. عاث وأفسد وأخاف الإسلام وأهله. غلب على آذربيجان وغيرها، ى وأراد أن يقيم ملّة المجوس. وظهر في أيامه المازيار القائم بملّة المجوس بطبرستان، فعظم شرّه وبلاؤه. وكان المعتصم في أول هذه السنة قد بعث نفقات الجيوش إلى الأفشين،

(16/7)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 8
فكانت ثلاثين ألف ألف درهم.
4 (فتح البذّ مدينة بابك)
وفي رمضان فتحت البذّ مدينة بابك، لعنة الله، بعد حصار طويل صعب، وكان بها بابك قد عصى بعد أن عمل غير مصافٍّ مع المسلمين. فلما أخذت اختفى في غيضة بالحصن، وأسر أهله وأولاده. ثم جاء كتاب المعتصم بأمانه، فبعث به إليه الأفشين مع رجلين، وكتب معهما: ولد بابك يشير على أبيه بالدخول في الأمان فهو خير فلمّا دخلا في الغيضة إلى بابك قتل أحدهما، وقال للآخر: اذهب إلى ابن الفاعلة ابني وقل له: لو كنت ابني للحقت بي. ثم خرّق كتاب الأمان، وخرج من الغيضة وصعد الجبل في طريقٍ وعرة يعرفها. وكان الأفشين قد أقام الكمناء في المضائق، فأفلت بابك منهم، وصار إلى جبال أرمينية، فالتقاه رجل يقال له سهل البطريق، فقال له: الطلب وراءك فأنزل عندي. فنزل عنده. وبعث سهل إلى الأفشين يخبره. فجاء أصحاب الأفشين فأحاطوا به وأخذوه. وكان المعتصم قد جعل لمن جاء به حيا ألفي ألف درهم، ولمن جاء

(16/8)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 9
برأسه ألف ألف درهم، فأعطى سهل ألفي ألف، وحط عنه خراج عشرين سنة، ثم قتل بابك سنة ثلاث وعشرين. رواية السمعودي عن هرب بابك) قال السمعودي: هرب بابك متنكرا بأخيه وأهله وولده ومن تبعه من خاصّته، وتزيّوا بزيّ التجار السّفّارة، فنزل بأرض أرمينية بعمل سهل بن سنباط، فابتاعوا شاةً من راعٍ فنكرهم وذهب إلى سهل فأخبره. فقال: هذا بابك ولا شكّ. وكانت قد جاءته كتب الأفشين بأن لا يفوته بابك إن مرّ به. فركب سهل في أجناده حتّى أتى بابك، فترجّل لبابك وسلّم عليه بالملك وقال: قم إلى قصرك وأنا معك. فسار معه، وقدّمت الموائد، فقعد سهل يأكل معه، فقال بابك بعتوّ وجهل: أمثلك يأكل معي فقام سهل واعتذر وغاب، وجاء بحدّاد ليقيّده، فقال بابك: أعذراً يا سهل فقال: يا ابن الخبيثة إنما أنت راعي بقر. وقيد من كان معه، وكتب إلى الأفشين، فجهّز إليه أربعة آلاف فتسلّموه، وجاؤوا ومعهم سهل، فخلع عليه الأفشين وتوّجه، وأسقط عنه الخراج، وبعثت بطاقة إلى المعتصم بالفتح، فانقليت بغداد بالتكبير والضجيج، فلله الحمد رب العالمين.

(16/9)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 10
4 (احداث سنة ثلاث وعشرين ومائتين)
فيها توفّي: عبد الله بن صالح كاتب اللّيث، وخالد بن خداش، ومحمد بن سنان العوّفيّ، ومحمد بن كثير العبديّ، وموسى بن إسماعيل التّبوذكيّ، ومعاذ بن أسد المروزيّ.
4 (قدوم الأفشين بغداد)
وفيها قدم الأفشين بغداد، في ثالث صفر ببابك الخرّميّ وأخيه. وكان المعتصم يبعث إلى الأفشين منذ فصل عن برزند كل يوم بفرس وخلعة، كل ذلك من فرحه بأسر بابك.
4 (ذكر ما رتبه المعتصم من البريد)
ومن عناية المعتصم بأمر بابك أنه رتب البريد من سامرّاء إلى الأفشين

(16/10)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 11
بحيث أنّ الخبر ياتيه في أربعة من أيام من مسيرة شهر. فلما قدم ببابك أنزلوه بالمطيرة.
4 (تنكر المعتصم لرؤية بابك)
فلما كان في جوف اللّيل أتى أحمد بن أبي دؤاد متنكراً، فنظر إلى بابك وشاهده، ورد إلى المعتصم فأخبره. فلم يصبر المعتصم حتّى أتى متنكّراً، فتأمله وبابك لا يعرفه.
4 (ديانة بابك)
وكان، لعنه الله، ثنويّاً على دين ماني، ومزدك، يقول بتناسخ الأرواح، ويستحلّ البنت وأمّها.) وقيل كان ولد زنا، وكانت أمه عوراء تعرف برمية العلجة. وكان عليّ بن مزدكان يزعم أنه زنى بها، وأن بابك منه. وقيل: كانت فقيرة من قرى آذربيجان، فزنى بها نبطيّ، فحملت منه بابك، وربّي بابك أجيراً في قريته. وكان بتلك الجبال قومّ من الخرّميّة ولهم مقدمان: جاوندان وعمران. فتفرّس جاوندان في بابك الشجاعة، فاستأجره من أمه، فأحبته امرأة جاوندان، وأطلعته على أمور زوجها، ثم قتل جاوندان في وقعة بينه وبين ابن عمٍّ له، فزعمت امرأته أنّه استخلف بابك، فصدّقها الجند وانقادوا له، فأمرهم أن يقتلوا باللّيل من وجدوا من رجل أو صبيّ. فأصبح خلقٌ مقتلّين. ثم انضمّ إليه طائفة من قطاع الطّريق، وطائفة من الفلاحين والشطار. ثم استفحل أمره، وعظم شرّه، وصار معه عشرون ألف مقاتل. وأظهر مذهب الباطنيّة، واستولى على حصون ومدائن، وقتل وسبى إلى أن أظفر الله به. فأركبه

(16/11)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 12
المعتصم فيلاً، وألبسه قباءً من ديباج، وقلنسوة سمور مثل الشربوش، وخضبوا الفيل بالحنّاء، وطافوا به.
4 (قطع أطراف بابك وقتله)
ثم أمر المعتصم بأربعته فقطعت، ثم قطع رأسه وطيف به بسامرّاء. وبعث بأخيه إلى بغداد، ففعل به نحو ذلك، واسمه عبد الله. ويقال إنّه كان أشجع من بابك. فيقال إنّه قال لأخيه بابك قدّام الخليفة: يا بابك قد عملت ما لم يعمله أحد، فاصبر صبراً لم يصبره أحد. فقال: سوف ترى صبري. فلما قطعت يده مسح بالدم وجهه، فقالوا: لم فعلت هذا قال: قولوا للخليفة إنّك أمرت بقطع أربعتي وفي نفسك أنّك لا تكويهما وتدع دمي ينزف، فخشيت إذا خرج الدم أن يصفرّ وجهي، فترون أنّ ذلك من جزع الموت. غفطيت وجهي بالدّم لهذا. فقال المعتصم: لولا أن أفعاله لا توجب الصّنيعة والعفو لكان حقيقاّ بالإستبقاء. ثم ضربت عنقه، وأحرقت جثته، وفعل ذلك بأخيه، فما منهما من صاح.

(16/12)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 13
ويقال أنّ بابك قتل مائةً وخمسين ألفاً، وما ذلك ببعيد.
4 (ما وجده المؤلّف بخط ابن جماعة)
ووجدت بخطّ رفيقنا ابن جماعة الكنانّي أنّه وجد بخطّ ابن الصّلاح، رحمه الله، قال: اجتمع قومٌ) من الأدباء، فأحصوا أنّ أبا مسلم قتل ألفي ألف، وأن قتلى بابك بلغوا ألف ألف وخمسمائة ألف.
4 (الحرب بين الأفشين وطاغية الروم)
وفيها سار الأفشين بالجيوش، فالتقى طاغية الروم، فاقتتلوا أياما، وثبت كلا الفريقين، وقتل خلقٌ منهما، ثم انهزم الطّاغية ونزل النّصر. وكان هذا الكلب قد حصر زبطرة وافتتحها عنوة، وقتل وسبى وحرق الجامع.
4 (فتح عمورية)
وفيها خرب المعتصم أنقرة وغيرها، وأنكى في بلاد الروم وأوطأهم خوفاً وذلاًّ، وافتتح عمورية كما هو مذكور في ترجمته. وكانت نكايته في الروم مما

(16/13)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 14
لم يسمع لخليفة بمثله، فإنّه قد شتت جموعهم، وخرّب ديارهم وكان ملكهم توفيل بن ميخائيل بن جرجس قد نزل على زبطرة في مائة ألف، ثم أغار على ملطية، وعمّ بلاؤه وفي ذلك يقول إبراهيم بن المهديّ.
(يا غيرة الله قد عاينت فانتقمي .......... هتك النساء وما منهنّ يرتكب)

(هب الرجال على أجرامها قتلت .......... ما بال أطفالها بالذبح تنتهب)
فلمّا سمع المعتصم هذا الشعر خرج لوقته إلى الجهاد، وجرى ما جرى. وكان على مقدّمته اشناش التركيّ، وعلى ميمنته إيتاح التركيّ، وعلى الميسرة جعفر بن دينار، وعلى الساقة بغا الكبير وعلى القلب عجيف ودخل من الدروب الشامية، وكان في مائتي ألف على أقلّ ما قيل، والمكثر يقول: كان في خمسمائة ألف. ولما افتتح عمورية صمم على غزو القسطنطينية، فأتاه ما أزعجه من أمر العباس ابن المأمون، وأنه قد بويع، وكاتب طاغية الروم، فقفل المعتصم، وقبض على العباس ومتبعيه وسجنهم.

(16/14)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 15
4 (احداث سنة أربعٍ وعشرين ومائتين)
فيها توفي: إبراهيم بن المهدي، وإبراهيم بن سويد الذراع، بصريّ، وسعيد بن أبي مريم، وبكار بن محمد السيرينيّ، وسليمان بن حرب، وأبو معمر عبد الله بن عمرو المنقري المقعد، وعبد السلام بن مطهّر، وعبد الغفار بن داود الحرّانيّ، وعليّ بن محمد المدائنيّ، وأبو عبيد القاسم بن سلاّم، وعمرو بن مرزوق، وقرة بن حبيب، وأبو الجماهير محمد بن عثمان الكفرسوسيّ، ومحمد بن عيسى بن الطباع الحافظ، ومحمد بن الفضل عارم، ويزيد بن عبد ربه الحمصيّ، والعبّاس بن المأمون بن الرشيد.)

(16/15)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 16
4 (إظهار المازيار الخلاف بطبرستان)
وفيها أظهر مازيار بن قارن الخلاف بطبرستان وحارب، وكان مبايناً لآل طاهر. وكان المعتصم يأمره بحمل الخراج إليهم فيقول: لا أحمله إلاّ إلى أمير المؤمنين. وكان الأفشين يسمع أحياناّ من المعتصم ما يدل على أنه يريد عزل عبد الله بن طاهر. فلّما ظفر ببابك ونزل من المعتصم المنزلة الرفيعة، طمع في إمرة خراسان. وبلغه منافرة المازيار لابن طاهر، فترجّى أن يكون ذلك سبباً لعزل ابن طاهر. ثم إنه دسّ كتباً إلى المازيار يقوّي عزمه. وبعث المعتصم لمحاربة المازيار جيشاً عليهم الأفشين. وجبى المازيار الأموال، وعسف. واخرب أسوار آمل والرّيّ وجرجان، وهرب النّاس إلى نيسابور. فأرسل ابن طاهر جيشاّ، عليهم عمه الحسن بن الحسين. وجرت حروب وأمور، ثم اختلف أصحاب المازيار عليه. ثم قتل بعد أن أهلك الحرث والنّسل.

(16/16)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 17
4 (احداث سنة خمس وعشرين ومائتين)
فيها توفي: أصبغ بن الفرج الفقيه، وأبو عمر الحوضيّ، وسعدويه الواسطيّ، وشاذّ بن فيّاض، وأبو عمر الجرميّ، وعمر بن سعيد الدّمشقيّ الأعور، وفروة بن أبي المغراء، وأبو دلف الأمير، ومحمد بن سلاّم البيكنديّ، ويحيى بن هاشم السمسار.
4 (وزارة الزيّات)
وفيها استوزر المعتصم محمد بن عبد الملك الزّيّات.
4 (القبض على الأفشين)
وفيها قبض المعتصم على الأفشين لعداوته لعبد الله بن طاهر،

(16/17)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 18
ولأحمد بن أبي دؤاد، فعملا عليه، وما زالا حتى ألقيا في قلب المعتصم أنّ الأفشين يريد قتله. ونقل إليه ابن أبي دؤاد أنّه يكاتب المازيار. فطلب المعتصم كاتبه وتهدّده بالقتل، فاعترف وقال: كتبت إليه بأمره يقول: لم يبق غيري وغيرك وغير بابك. وقد مضى بابك، وجيوش الخليفة عند ابن طاهر، ولم يبق عند الخليفة سواي، فإن هزمت ابن طاهر كفيتك أنا المعتصم، وتخلص لنا الدّين الأبيض، يعني المجوسية. وكان يتهم بها. فوهب المعتصم للكاتب مالاً وأحسن إليه، وقال: إن أخبرت أحداً قتلتك. فروي عن أحمد بن أبي دؤاد قال: دخلت على المعتصم وهو يبكي ويقلق، فقلت: لا أبكى الله عينيك، ما بك) قال: يا أبا عبد الله، رجل أنفقت عليه ألف ألف دينار، ووهبت له مثلها يريد قتلي. قد تصدقت لله بعشرة آلاف ألف درهم، فخذها ففرقها. وكان الكرخ قد احترق، فقلت: نفرّق نصف المال في بناء الكرخ، والباقي في أهل الحرمين. قال: إفعل. وكان الأفشين قد سيّر أموالاً عظيمة إلى مدينة أشروسنة، وهمّ بالهرب إليها، وأحسّ بالأمر. ثم هيّأ دعوةً ليسم المعتصم وقواده، فإن لم يجب دعا لها الأتراك مثل إيتاح، وأشناس فيسممهم ويذهب إلى أرمينية، ويدور إلى أشروسنة. فطال به الأمر، ولم يتهيأ له ذلك، فأخبر بعض خواصه المعتصم بعزمه، فقبض حينئذ المعتصم عليه وحبسه، وكتب إلى ابن طاهربأن يقبض على ولده الحسن بن الأفشين.

(16/18)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 19
4 (أسر المازيار)
وفيها أسر المازيار، وقدم به إلى بين يدي المعتصم.
4 (ذكر الرجلين العاريين عن اللحم)
وعن هارون بن عيسى بن المنصور قال: شهدت دار المعتصم وقد أتي بالأفشين، والمازيار، وبموند موندان أحد ملوك السغد، وبالمزربان، وأحضروا رجلين فعريا، فإذا أجنابهما عارية عن اللّحم. فقال الوزير ابن الزيات: يا حيدر، تعرف الرجلين قال: نعم. هذا مؤذن، وهذا إمام بنيا مسجدا بأشروسنة، فضربت كلّ واحد منهما ألف سوط. قال: ولم قال: إنّ بيني وبين ملوك السغد عهداً، أن أترك كل قوم على دينهم، فوثب هذان على بيت فيه أصنام أهل اشروسنة، فأخرجا الأصنام واتخذاه مسجداً، فضربتهما على تعديهما.
4 (ذكر الحوار بين ابن الزيّات وحيدر والأفشين والمازيار)
فقال ابن الزيّات: فما كتابٌ عندك قد زيّنته بالذّهب والجوهر، وجعلته في الديباج، فيه الكفر بالله قال: كتاب ورثته عن أبي، فيه آداب وحكم من آداب الأكاسرة، فآخذ منه الأدب، وأدفع ما سواه، مثل كتاب كليلة ودمنة، وما ظننت أنّ هذا يخرجني عن الإسلام.) فقال ابن الزيّات للموبذ: ما تقول. فقال: إن كان هذا يأكل المخنوقة، ويحملني على أكلها، ويزعم أنّ

(16/19)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 20
لحمها أرطب من المذبوحة. وقال لي: إنّي قد دخلت لهؤلاء القوم في كلّ ما أكره، حتّى أكلت الزّيت، وركبت الجمل، ولبست النّعل، غير أنّي إلى هذا العام لم أسقط عنّي شعراً، يعني عانته، ولم أختتن. وكان الموبذ مجوسيّاً، ثم بعد هذا أسلم على يد المتوكل. فقال الأفشين: خبّروني عن هذا المتكلّم، أثقةً هو في دينه قالوا: لا. قال: فما معنى قبولكم شهادته فتقدم المرزبان وقال: يا أفشين كيف تكتب إليك أهل مملكتك قال: كما كانوا يكتبون إلى أبي وجدّي. قال ابن الزيّات: فكيف كانوا يكتبون قال: كانوا يكتبون إليه بالفارسية ما تفسيره بالعربية: إلى الإله من عبده. قال: كذا هو. قال: نعم. قال: فما أبقيت لفرعون قال: خفت أن يفسدوا عليّ بتغيير ما يعهدونه. فقال له إسحاق بن إبراهيم الأمير: كيف تحلف لنا بالله فنصدقك، وأنت تدّعي ما ادّعى فرعون. فقال: يا إسحاق، هذه سورة قرأها عجيف على عليّ بن هشام، وأنت تقرؤها عليّ، فانظر غداً من يقرأها عليك. ثم تقدم مازيار، فقالوا له: تعرف هذا قال: نعم. قالوا: هل كاتبته؟

(16/20)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 21
قال: لا فقالوا للمازيار: هل كتب إليك؟ قال: كتب إليّ أخوه على لسانه أنه لم يكن ينصر هذا الدّين الأبيض غيري وغيرك وغير بابك. فأما بابك فإنّه بحمقه قتل نفسه، فإن خالفت لم يكن للخليفة من يؤمر بقتالك، غيري، ومعي الفرسان وأهل النجدة والبأس. فإن وجهت إليك لم يبق أحد يحاربنا إلاّ ثلاثة: العرب، والمغاربة، والأتراك فأما العربي فبمنزلة الكلب، أطرح له كسرة، ثمّ اضرب رأسه بالدّبُّوس. وهؤلاء الذّئاب، يعني المغاربة، فإنهم أكلة رأس، وأما الترك، فإنما هي ساعةٌ حتّى تنفذ سهامهم، ثمّ تجول عليهم الخيل جولةً، فتأتي على آخرهم، ويعود الدّين إلى ما لم يزل عليه أيّام العجم.) فقال الأفشين: هذا يدّعي على أخي، ولو كنت كتبت بهذا إليه لأستميله كان غير مستنكر، لأني إذا نصرت أمير المؤمنين بيدي، كنت أن أنصره بالحيلة أحرى لآخذ برقبة ذا. فزجره أحمد بن أبي دؤاد وقال: أمطهّرٌ أنت قال: لا. قال: ما منعك من ذلك قال: خفت التّلف. قال: أنت تلقي الحروب وتخاف من قطع قلفة. قال: تلك ضرورة أصبر عليها، وأمّا القلفة فلا، ولا أخرج بها من الإسلام. فقال أحمد: قد بان لكم أمره. قال: فردّ إلى الحبس.

(16/21)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 22
4 (ذكر الزلزلة بالأهواز)
وفيها زلزلت الأهواز، وسقط أكثر ابلبلد والجامعع، وهرب النّاس إلى ظاهر البلد، ودامت الزّلزلة أياماً، وتصدعت الجبال منها.
4 (ذكر ولاية دمشق)
وفيها ولي إمرة دمشق دينار بن عبد الله، وعزل بعد أيام بمحمد بن الجهم السامي، وكلاهما لم يترجمه ابن عساكر، ولم يذكر من أخبارهما شيئاً.

(16/22)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 23
4 (احداث سنة ست وعشرين ومائتين)
فيها توفي: إسحاق بن محمد الفرويّ، وإسماعيل بن أبي أويس، وجندل بن والق، وسعيد بن كثير بن عفير، وسنيد بن داود المصيصيّ، وعياش بن الوليد الرّقّام، وغسان بن الربيع الموصليّ، ومحمد بن مقاتل المروزيّ، ويحيى بن يحيى التيمي النيسابوريّ.
4 (ذكر المطر بتيماء)
وفيها في جمادى الآخرة مطر أهل تيماء، على ما ذكر ابن حبيب الهاشمي برداً كالبيض، قتل منهم ثلاثمائة وسبعين نفساً، ونظروا إلى أثر قدم طولها نحو ذراع، ومن الخطوة نحو خمسة أذرع. وسمعوا صوتاً: ارحم عبادك، اعف من عبادك.
4 (ذكر سجن الأفشين وموته)
وكان المعتصم قد سجن الأفشين في مكان ضيّق، فذكر حمدون بن إسماعيل قال: بعث معي الأفشين رسالة إلى المعتصم يترقّق له، ويحلف

(16/23)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 24
وينتصل ويتذلل له، فلم يغن ومنع من الطعام) حتى مات. ثم أخرج وصلب في شعبان. قال الصّولي: أخرج وصلب، وأتي بأصنامٍ كانت في داره قد حملت إليه من أشروسنة. فأحرقت وأحرق معها. وقيل: بل ترك مصلوباً مدة. واسمه حيدر بن كاوس من أولاد الأكاسرة، والأفشين لقب لمن ملك أشروسنة. وكان موصوفاً بالشّجاعة والرأي والخبرة. وقد مرّ أنّه حارب بابك وظفر به. وكان أكبر من بقي في دولة المعتصم.
4 (ذكر المازيار)
وأما المازيار صاحب طبرستان فاسمه محمد بن قارن. وكان ظلوماً غشوماً صادر أهل طبرستان أذلّهم، وجعل السّلاسل في أعناقهم، وخرّب أسوار مدائنهم. حارب جيوش المعتصم إلى أن انكسر، فأسر، وقتل أخوه شهريار. وضرب هو حتّى مات، وصلب إلى جانب بابك. وكان عظيماً عند المأمون يكتب إليه: إلى أصبهنذ إصبهان وصاحب طبرستان. وكان قد جمع أموالاً لا تحصى.
4 (ذكر عزل الزهري عن قضاء الديار المصرية)
وفيها عزل عن قضاء الدّيار المصرية هارون بن عبد الله الزّهريّ الأصمّ،

(16/24)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 25
وولّي محمد بن أبي اللّيث الحارث بن شدّاد الإياديّ الجهميّ الخوارزميّ، وبقي في القضاءنحواً من عشر سنين، ولم يكن محمود السّيرة في أحكامه. وقد امتحن الفقهاء بمصر في القرآن، وحكم على بني عبد الله بن عبد الحكم بودائع كانت للجرويّ عندهم بألف ألف دينار وأربعمائة ألف دينار، فأقاموا الشهود بأن الجرويّ كان قد أبرأهم وأخذ الذي له، فعسفهم هذا الجهميّ، وعنّتهم.

(16/25)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 26
4 (احداث سنة سبعٍ وعشرين ومائتين)
توفي فيها: أحمد بن حاتم الطّويل، وأحمد بن عبد الله بن يونس اليربوعيّ، وإبراهيم بن بشّار الرماديّ، وأبو النّضر إسحاق بن إسحاق الفراديسيّ، وإسماعيل بن عمرو البجليّ، وبشر الحافي، وسعيد بن منصور صاحب السّنن، وسهل بن بكّار، ومحمد بن حيّان أبو الأزهر، وشعيب بن محرز، ومحمد بن الصّبّاح الدّولابيّ، ومحمد بن عبد الوهّاب الحارثيّ، ومحمد بن هارون المعتصم بالله، وأبو الوليد الطّيالسيّ، والهيثم بن خارجة، ويحيى بن بشر الحريريّ.)

(16/26)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 27
4 (خروج المبرقع بفلسطين)
وفيها خرج بفلسطين أبو حرب، الذي زعم أنّه السّفيانيّ، فدعا إلى الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر أولاً، إلى أن قويت شوكته، واستفحل أمره. وسبب خروجه أنّ جندياً أراد النزول في داره فمانعته أهل المبرقع، فضربها بسوطٍ أثّر في ذراعها. فلمّا جاء زوجها بكت وشكت إليه، فذهب إلى الجنديّ وقتله، وهرب. ولبس برقعاً لئلاّ يعرف. ونزل الجبال بجبال الغور مبرقعاً، فكان يأتيه الرجل، فيحثه على الأمر بالمعروف ويعيب الدّولة. فاستجاب له قوم من فلاّحي القرى، وادّعى أنّه أمويّ، وتكاثف الأمر، فسار لحربه رجاء الحصاريّ أحد قوّاد المعتصم في ألف فارس، فأتاه فوجده في زهاء مائة ألف. فعسكر بحذائه، ولم يجسر على لقائه. فلمّا كان أوان الزّراعة تفرّق أكثر أولئك في فلاجتهم، وبقي في نحو ألفين، فواقعه رجاء. وكان المبرقع بطلاً شجاعاً، فحمل على العسكر، فأفرجوا له، ثمّ أحاطوا به، وأسروه وسجنوه، فمات في آخر هذه السنة، وقيل: خنقوه.
4 (ذكر فتنة القيسية بدمشق)
وفيها بعث المعتصم على دمشق الأمير أبا المغيث الرافقيّ، فخرجت عليه

(16/27)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 28
طائفة من قيس، لكونه أخذ منهم خمسة عشر نفساً فصلبهم. فأغارت قيس على جبل لاالسلطان، وعسكروا بمرج راهط. فوجّه أبو المغيث جيشاً لقتالهم، فقتل خلق من الجيش، وثبتت القيسيّة. ثم رجعوا على دمشق، فتحصّن بها أبو المغيث، فوقع حصار شديد، فمات المعتصم والأمر على ذلك. قال محمد بن عائذ: قدم دمشق رجاء الحصاريّ، فواقع أهل المرج، وجسرين، وكفر بطنا، وسقيا، في جمادى الأولى، وأصيب من الناس خلق. وقال عليّ بن حرب: كتب الواثق إلى الرّقّة إلى رجاء الحصاريّ يأمره بالمسير إلى دمشق. فقدمها، ونزل بدير مرّان، والقيسيّة معسكرون بمرج راهط. فوجّه إليهم يسألهم الرجوع إلى الطّاعة. فامتنعوا إلاّ أن يعزل أبا المغيث عن دمشق. فأ نذرهم القتال يوم الاثنين، ثم كبسهم يوم الأحد بغتةً بكفر بطنا. وكان جمهور القيسية بدومة، فوافاهم وقد تفرقوا، فوضع السيف فيهم، وقتل منهم ألفاً وخمسمائة. وقتلوا الأطفال، وجرحوا النساء، ونهبوا. فهرب ابن بيهس ولحق بقومه بحوران.) وقتل ابن عمّ رجاء. وقتل من الأجناد نحو الثلاثمائة وقد عاش رجاء إلى سنة أربعٍ وأربعين ومائتين.
4 (احداث سنة ثمان وعشرين ومائتين)

4 (ذكر بيعة الواثق بالله)
وبويع للواثق بالله هارون في التاسع عشر ربيع الأول، بعد موت أبيه، بعهدٍ منه.

(16/28)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 29

(16/29)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 30
سنة ثمانٍ وعشرين ومائتين وفيها توفّي: أحمد بن شبّويه المروزيّ، وأحمد بن محمد بن أيّوب، صاحب المغازي، وإبراهيم بن زياد، سبلان، وأحمد بن عمران الأخنسيّ، وإسحاق بن بشر الكاهليّ الكوفيّ، وبشار بن موسى الخفّاف، وحاجب بن الوليد الأعور، وحمّاد بن مالك الحرستانيّ، وداود بن عمرو الضّبّيّ، وعبد الله بن سوّار بن عبد الله العنبريّ القاضي، وعبد الله بن عبد الوهّاب الحجبيّ، وعبد الرحمن بن المبارك، وأبو نصر عبد الملك بن عبد العزيز التّمّار، وعبيد الله العيشيّ، وعليّ بن عثّام الكوفيّ، وأبو الجهم صاحب الجزء، وعيسى بن إبراهيم البركيّ، ومحمد بن جعفر الوركانيّ، ومحمد بن حسّان السّمتيّ،

(16/30)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 31
وأبو يعلى محمد بن الصّلت التّوّزيّ، والعتبيّ الإخباريّ محمد بن عبيد الله، ومحمد بن عمران بن أبي ليلى، والمثنّى بن معاذ العنبريّ، ومسدّد، ونعيم بن الهيصم، ويحيى الحمّانيّ.
4 (ذكر وقوع قطعة من جبل العقبة)
وفيها وقعت قطعة من الجبل الذي عند جمرة العقبة، فقتل جماعة من الحاج رحمهم الله.

(16/31)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 32
4 (احداث سنة تسعٍ وعشرين ومائتين)
وفيها توفّي: أحمد بن شبيب الحطبيّ، وإسماعيل بن عبد الله بن زرارة الرّقّيّ، وثابت بن موسى العابد، وخالد بن هيّاج الهرويّ، وخلف بن هشام البزّار، وأبو مكيس الذي زعم أنّه سمع من أنس، وأبو نعيم ضرار بن صرد، وعبد الله بن محمد المسنديّ، وعبد العزيز بن عثمان المروزيّ، وعمار بن نصر، وعمرو بن خالد الحرّانيّ نزيل مصر، ومحمد بن معاوية النّيسابوريّ، ونعيم بن حمّاد الخزاعيّ، ويحيى بن عبدويه صاحب شعبة،) ويحيى بن يوسف الزّمّيّ، ويزيد بن صالح الفرّاء النّيسابوريّ.

(16/32)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 33
4 (ذكر ما صادره الواثق من أهل الدواوين)
وفيها صادر الواثق بالله الدّواوين وسجنهم، وضرب أحمد بن أبي إسرائيل ألف سوط، وأخذ منه ثمانين ألف دينار، وأخذ من سليمان بن وهب كاتب الأمير إيتاح أربعمائة ألف دينار، ومن أحمد بن الخصيب وكاتبه ألف ألف دينار. فيقال إنّه أخذ من الكتاب في هذه النّوبة ثلاثة آلاف ألف دينار.

(16/33)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 34
4 (احداث سنة ثلاثين ومائتين)
وفيها توفّي: أحمد بن جميل المرزويّ، وأحمد بن جناب المصّيصيّ، وإبراهيم بن إسحاق الصّينيّ، وإبراهيم بن حمزة الزّبيريّ، وإسحاق بن إسماعيل الطّالقانيّ، وإسماعيل بن سعيد الشّالنجيّ، شيخ أهل طبرستان، وإسماعيل بن عيسى العطار، وسعيد بن عمرو الأشعثيّ، وسعيد بن محمد الجرميّ، وعبد الله بن طاهر الأمير، وعبد الحميد بن صالح البرجميّ، وعبد العزيز بن يحيى المذبيّ، نزيل نيسابور، وعليّ بن الجعد، وعليّ بن محمد الطنافسيّ، وعون بن سلاّم الكوفيّ، ومحمد بن إسماعيل بن أبي سمينة، ومحمد بن سعد كاتب الواقديّ،) وأبو غسان مالك بن عبد الواحد المسمعيّ، ومحبوب بن موسى الأنطاكيّ،

(16/34)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 35
ومهديّ بن جعفر الرّمليّ.
4 (ذكر قتال الأاعراب حول المدينة)
وفيها عاشت الأعراب حول المدينة، فسار لحربهم بغا الكبير، فدوّخهم وأسر وقتل فيهم. وكان قد حاربهم حمّاد بن جرير الطبريّ القائد، فقتل هو وعامة أصحابه، واستباحوا عسكره. وحبس بغا منهم في القيود بالمدينة نحو ألف نفس فنقبوا الحبس بهم امرأة، فأحاط بهم أهل المدينة وحصروهم يومين، ثم برزوا للقتال بكرةً، وكان مقدمهم عزيزة السّلميّ، فكان يحمل ويرتجز.
(لا بد من رحم وإن ضاق الباب .......... وإني أنا عزيزة بن قطاب)
الموت خير للفتى من العذاب وكان قد فكّ قيده وهو يقاتل به يومه. ثم قتل، وقتلت عامّة بني سليم، وقتل جماعة من الأعراب.

(16/35)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 36
1 (رجال هذه الطبقة على حروف المعجم)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن جميل المروزي)
أبو يوسف حدّث ببغداد عن: عبد الله بن المبارك. ومعتمر بن سليمان. وعنه: أبو بكر بن أبي الدّنيا، وعبّاس الدّوريّ، وجماعة. ووثقه ابن معين. توفّي سنة ثلاثين. وكان يبيع البزّ.
4 (أحمد بن جناب بن المغيرة)

(16/36)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 37
أبو الوليد المصّيصيّ. قيل إنّه بغداديّ الأصل. عن: عيسى بن يونس، والحكم بن ظهير الفزاريّ، وخالد بن يزيد بن أسد القسريّ. وعنه:) م (.) د (.، وإبراهيم بن هانىء، وأحمد بن الحسن بن عبد الحسن بن عبد الجبّار الصّوفي، وابو يعلى الموصليّ، وخلق. ومن القدماء: أحمد بن حنبل، وأحمد بن ملاعب. قال صالح جزرة: صدوق. وروى له النّسائيّ، عن رجلٍ، عنه. مات سنة ثلاثين ومائتين
4 (أحمد بن حاتم بن يزيد الطويل.)

(16/37)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 38
سمع: مالكاً ومسلم بن خالد الزّنجيّ، وعدّة. وعنه: ابن أبي الدّنيا، وعبد الله بن أحمد، وأبو يعلى الموصليّ. وثقة الدّارقطنيّ. وتوفّي سنة سبعٍ وعشرين ببغداد.
4 (أحمد بن حاتم بن مخشيّ.)
بصريّ.) سمع: حمّاد بن زيد، وعبد الواحخد بن زياد. وعنه: أبو زرعة الرازيّ.
4 (أحمد بن الحجاج البكريّ الشّيبانيّ المروزيّ.)

(16/38)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 39
عن: أبي ضمرة، وحاتم بن إسماعيل، وابن المبارك، وابن عيينة، وجماعة. وعنه:) خ (وإبراهيم الحربيّ، وأحمد بن أبي خيثمة، والدّراميّ، ومحمد بن أيّوب بنالضريس، وآخرون. أثنى عليه أحمد بن حنبل، وقد حدث ببغداد. توفّي يوم عاشوراء سنة اثنتين وعشرين.
4 (أحمد بن الحريش.)
أبو محمد، قاضي نيسابور ثم هراة. وكان من أفضل القضاة واعلمهم. قيل إنّه من مرو الرّوذ. سمع: سفيان بن عتيبة، ووكيعاّ، وابن فضيل، وأبا أسامة. وعنه: عثمان الدّلرميّ، ومحمد بن عبد الوهاب الفرّاء، وجعفر بن محمد بن الحسين، ومحمد بن نصر. روى عنه أبو زيد أنّه سمع وكيعاً، عن سفيان قال: لا يتّقي الله أحدٌ إلاّ اتقاه الناس شاؤوا أم أبوا. توفي فجأة سنة ثلاثين.

(16/39)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 40
4 (أحمد بن الحكم)
أبو علي العبديّ. حدّث بمصر عن مالك، وشريك. وعنه: يحيى بن عثمان بن صالح، وغيره. متّفق على تركه. توفّي سنة ثلاث وعشرين.
4 (أحمد بن داود.)
أبو سعيد الوتسطيّ، الحدّاد. عن: جمّاد بن زيد، وخالد الطّحّان.) وعنه: محمد بن عبد الملك الدّقيقيّ، وأبو بكر الصّنعانيّ.

(16/40)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 41
وثّقه ابن معين. توفّي سنة إحدى وعشرين ومائتين. وقال ابن حبّان: كان حافظاً متقناً.
4 (أحمد بن سليمان بن أبي الطيب.)

(16/41)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 42
أبو سليمان المروزيّ الحافظ، نزيل بغداد، ونزيل الرّيّ أيضاً. روى عن: إبراهيم بن سعد، وأبي المليح الرّقّيّ، وعبيد الله الرّقّيّ، وابن المبارك، وأبي إسحاق الفزاريّ، وطبقتهم. وعنه: الذّهليّ، والبخاريّ، وقد مرّ في الطبقة الماضية.
4 (أحمد بن شبيب بن سعيد.)
أبو عبد الله الحبطيّ، البصريّ، نزيل مكّة. والحبطات من تميم. سمع: أباه، ويزيد بن زريع، ومروان بن معاوية، وجماعة. وعنه:) خ (، والنسائي بواسطة، وإبراهيم الحربيّ، وأبو زرعة، والذّهليّ، ويعقوب الفسويّ، وجماعة. وثقة أبو حاتم. وتوفّي سنة وعشرين.

(16/42)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 43
وآخر من روى عنه محمد بن عليّ بن زيد الصّائغ.
4 (أحمد بن عاصم.)
أبو محمد البلخيّ. عن: عبد الرّزّاق، والأصمعيّ، وحيوة بن شريح الحمصيّ. وعنه: البخاريّ في كتاب الأدب، وعبد الله بن محمد الجوزجانيّ. توفّي في ذي الحجة سنة سبعٍ وعشرين ومائتين.
4 (لأحمد بن عاصم الأنطاكيّ.)
) أبو عبد الله الزاهد الواعظ. كتب العلم وحدّث عن: أبي معاوية، ومخلد بن الحسين، والهيثم بن جميل، وإسحاق الحنينيّ. وعنه: أحمد بن أبي الحواري، وابو زرعة النّصريّ، ومحمود بن خالد السّهميّ، وعبد العزيز بن محمد الدّمشقيّ، وآخرون. وسكن دمشق مدّة.

(16/43)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 44
قال أبو حاتم الرازيّ: أدركته بدمشق، وكان صاحب مواعظ وزهد. وقال السّلميّ: أحمد بن عاصم أبو عليّ. وقال: أبو عبد الله من أقران بشر الحافي، وسريّ السّقطيّ. وكان قال: هو جاسوس القلوب. وقال أحمد بن أبي الحواري: سمعته يقول: إذا صارت المعاملة إلى القلب استراحت الجوارح. هذه غنيمة باردة: أصلح فيما بقي يغفر لك ما مضى. ما أغبط أحداً إلاّ من عرف مولاه. وقال: يسير اليقين يخرج كلّ الشّكّ من القلب. ويسير الشّكّ يخرج كلّ اليقين من القلب. وقال ابن أبي حاتم: قال لي عليّ بن عبد الرحمن: قال لي أحمد بن عاصم: قلة الخوف من قلة الحزن في القلب. وإذا قل الحزن خرب القلب. كما إنّ البيت إذا لم يسكن خرب. وقال أبو زرعة: أملى عليّ أحمد بن عاصم الحكيم: النّاس ثلاث طبقات: مطبوعٌ غالب، وهم المؤمنون، فإن غفلوا ذكروا. ومطبوع مغلوب، فإذا بصروا أبصروا، ورجعوا بقوّة العقل. ومطبوع مغضوب، غير ذي طباع، فلا سبيل إلى ردّه بالمواعظ.
4 (أحمد بن عبد الله بن يونس)

(16/44)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 45
أبو عبد الله التّميميّ اليربوعيّ الكوفيّ الحافظ. ولد سنة اثنتين وثلاثين ومائة تقريباً. وسمع من: سفيان الثّوريّ، وزهير بن معاوية، وزائدة، وإسرائيل، وعاصم بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر، وعبد العزيز الماجشون، وجدّه يونس بن عبد الله بن قيس اليربوعيّ، وخلق. وعنه:) خ () م. () د. (، والباقون بواسطة، وإبراهيم الحربيّ، وعبد بن حميد، وابو زرعة،) وحصين الوادعيّ، وإبراهيم بن شريك، وأحمد بن يحيى الحلوانيّ، وخلق. قال أبو داود: سألت أحمد بن يونس فقال: لا يصلى خلف من يقول: القرآن مخلوق. هؤلاء كفّار. قال الفضل بن زياد: سمعت أحمد بن حنبل، وسألته رجل: عمّن أكتب قال: إرحل إلى أحمد بن يونس، فإنه شيخ الإسلام. وقال أبو حاتم: كان ثقة متقناّ.

(16/45)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 46
وقال البخاري: مات بالكوفة في ربيع الآخر سنة سبع وعشرين، وهذا من كبار شيوخ مسلم.
4 (أحمد بن عبد الملك بن واقد)
أبو يحيى الأسديّ. مولاهم الحرّانيّ. عن حمّاد بن زيد، وإبراهيم بن سعد، وأبي المليح الرّقّيّ الحسن بن عمر، وزهير بن معاوية، وعبيد الله بن عمرو، وأبي عوانة، وطائفة. وعنه:) خ (و) ن. (و) ق. (بواسطة، وأحمد بن حنبل، وأبو زرعة الرازيّ، وابو حاتم، ومحمد بن غالب تمتام، وأبو شعيب الحرّانيّ، وطائفة. فقيل له: أهل حران يسيئون الثّناء عليه، فقال: أهل حران قلّ ما يرضون عن إنسان، هو يغشى السلطان، بسبب ضيعة له.

(16/46)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 47
وقال أبو حاتم: كان نظير النّفيليّ في الصّدق والإتقان. وقال أبو عروبة: مات سنة إحدى وعشرين ومائتين.
4 (أحمد بن عبدويه المروزي.)
سمع: ابن مبارك وصحبه، وخارجه بن مصعب. وعنه: أحمد بن سيّار، ومحمد بن قهزاد. وثقة ابن ماكولا.
4 (أحمد بن عبيد الله بن سهيل)
أبو عبد الله الغدانيّ البصريّ وغدانة، هو ابن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم. سمع: جرير بن عبد الحميد، وخالد بن الحارث، وأبا أسامة، والوليد بن مسلم، وجماعة. وعنه:) خ (.) د (، وحرب الكرماني، وأحمد بن داود المكّيّ، وآخرون. قال أبو حاتم: صدوق.)

(16/47)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 48
وهم ابن عساكر في النبل أن الترمذي روى عنه. توفّي سنة أربع وعشرين، ويقال: سنة سبعٍ وعشرين.
4 (أحمد بن عثمان المرزوي.)
سمع: ابن المبارك وغيره. وثقة ابن حبّان. وتوفّي سنة ثلاث وعشرين. روى عنه البخاريّ في بعض تواليفه.
4 (أحمد بن عمران بن عبد الملك.)
أبو جعفر الأخنسيّ الكوفيّ. نزيل بغداد. عن: أبي خالد الأحمر، وعبد السّلام بن حرب، وأبي بكر بن عياش،

(16/48)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 49
وعبد الله بن إدريس. وجماعة. وعنه: ابن أبي الدنيا، واحمد بن ابي خيثمة، والبغويّ، وغيرهم. ومنهم من سماه محمداً كالبخاري، وقال: منكر الحديث.
4 (أحمد بن غسان البصري العابد)
وقال أحمد بن عبد الله العجليّ: لا بأس به.
4 (أحد مشايخ العابدين بالبصرة. صحب أحمد بن عطاء الهيجيميّ الزّاهد، وبنى داراً للزّهّاد.)
وكان يعظ ويتكلّم على الأهوال بعد شيخه، ولكن كان يقول بالقدر، ورجع عنه. فلمّا كانت المحنة أيّام المعتصم أبى أن يقول بخلق القرآن، فحمل إلى بغدادوحبس بها. فاتفق معه في الحبس أحمد بن حنبل، والبويطيّ. قال عليّ بن عبد العزيز البغويّ: سمعت البويطيّ يقول: قلت لأحمد بن حنبل: ما أحسن كلام هذا الرجل، يعني بن غسّان.

(16/49)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 50
قال: إنّه بصريّ وأخاف عليه، يعني القدر. إلا أنهما سمعا كلامه، وأعجبهما هديه، وخاطباه في القدر، فرجع عنه. قال ابن الأعرابيّ: وأخبرني بعضهم أنّ هذا كان يتهيأ للجمعة، ويجيء إلى باب السّجن، فيردّه السّجان، فيقول: اللّهمّ أشهد.) وذكر عبيد الله بن معاذ العنبريّ أنّ كتاباً ورد عليهم من بغداد برجوع ابن غسان عند القدر.
4 (أحمد بن محمد بن الوليد.)
أبو الوليد الأزرقيّ المكّيّ. قد مرّفي الطبقة الماضية، ثم وجدت أبا عبد الله الحافظ قد ورّخ وفاته في سنة اثنتين وعشرين ومائتين.
4 (أحمد بن محمد بن ثابت بن عثمان)
أبو الحسن الخزاعيّ المروزيّ. وهو أحمد بن شبّويه. والد عبد الله بن احمد بن شبويه.

(16/50)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 51
حافظ رحال، سمع: ابن المبارك، والفضل السّينانيّ، وسفيان بن عيينة، وابا أسامة، وجماعة. وعنه:) د (، وأحمد بن أبي خيثمة، وأبو زرعة الدّمشقيّ، وآخرون. ومن أقرانه: يحيى بن معين، وغيره. قال النسائي: ثقة. وقال عبد الله بن أحمد بن شبّويه: سمعت أبي يقول: من أراد علم القبر فعليه بالأثر. ومن أراد علم الخبز فعليه بالرأي. وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: حدّثني ثابت بن أحمد بن شبّويه قال: كان يخيّل إليّ أنّ لأبي فضيلة على أحمد بن حنبل للجهاد، وفكاك الأسرى، ولزوم الثغور. فسألت أخي عبد الله فقال: أحمد بن حنبل أرجح. فلم أقتنع بقوله، فأريت كأن شيخاّ حوله الناس ويسمعون منه، ويسألونه. فسألته فقلت: يا أبا عبد الله، أخبرني عن أحمد بن حنبل، وأحمد بن شبّويه أيهما عندك أعلى فقال: سبحان الله، إن أحمد بن حنبل، وأحمد بن حنبل أبتلي فصبر، وإنّ ابن شبّويه عوفي. المبتلى الصابر كالمعافى هيهات. قال البخاري، وأبو زرعة، وأبو حاتم، ومطين: مات سنة ثلاثين. وزاد البخاري: وهو ابن ستين سنة. وقال ابن ماكولا: مات بطرسوس سنة تسعً وعشرين. قال المزّيّ: روى) خ (. في الوضوء، والأضاحي، والجهاد، عن

(16/51)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 52
أحمد بن محمد، عن عبد الله بن المبارك.) وقال الدّارقطنيّ: هو ابن شبّويه هذا. وقال أبو نصر الكلاباذي، وغير واحد، إنّه أحمد بن موسى بن موسى المروزيّ السمسار مردويه. وهو من أهل الطبقة الآتية، ومن شيوخ) ت (.) ن (.
4 (أحمد بن محمد بن أيّوب البغدادي.)
صاحب المغازي أبو جعفر الورّاق. كان ناسخاّ للفضل بن يحيى البرمكيّ. سمع: إبراهيم بن سعد، وأبا بكر بن عيّاش. وعنه:) د (.، وعليّ بن عبد العزيز البغويّ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، ومحمد بن يحيى المروزيّ. وآخر من روى عنه: أبو يعلى. قال عثمان الدّارميّ: كان أحمد، وابن المدينيّ يحسنان القول فيه. وكان يحيى بن معين يحمل عليه.

(16/52)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 53
قلت: روى إبراهيم بن الجنيد، عن ابن معين قال: هو كذّاب لم يسمع من إبراهيم. وروى عبد الخالق بن منصور، عن ابن معين قال: ليس بثقة. وقال يعقوب بن شبيه: ليس هو من أصحاب الحديث، ولا يعرفه أحد بالطلب، وإنما كان ورّاقاّ، فذكر أنّه نسخ كتاب المغازي لبعض البرامكة، فأمره أن يأتي إبراهيم بن سعد يصححها، فزعم أن إبراهيم قرأها عليه وصحّحها. وقال ابن عديّ: روى عن إبراهيم بن سعد، وأنكرت عليه. وحدث عن أبي بكر بن عياش بالمناكير. وهو صالح الحديث ليس بمتروك. وقال محمد بن سعد: مات لأربع بقين من ذي الحجة سنة ثمان وعشرين.

(16/53)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 54
قلت: له في السنن حديث واحد في الأذان، عن إمرأة من الأنصار قالت: كانت بيني من أطول بيتً حول المسجد، فكان بلال يؤذن عليه الفجر.
4 (أحمد بن معاوية المذحجيّ.)
) عن: الوليد بن مسلم، وأبي معاوية الأسود، والحر بن وسيم العابد. وعنه: محمد بن وهب بن عطية، والقاسم الجوعيّ، وأحمد بن أبي الحواري. وأظنه كان من الصالحين بدمشق.
4 (أحمد بن المفضل.)
أبو عليّ الكوفيّ. عن: وكيع، وأسياط بن نصر. وعنه: يعقوب الفسويّ، وأهل الكوفة. قال ابن حبّان: ثقة، قديم الموت.

(16/54)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 55
أحمد بن المنذر الجدي القزّاز. عن: حمّاد بن مسعدة. وعنه عبد الله بن أحمد الدّورقيّ. توفّي سنة ثلاثين.
4 (أحمد بن ابي سلمة نصر.)
أبو بكر البغداديّ الكاتب. ابن أخت أحمد بن يوسف وزير المأمون. شاعر مليح الألفاظ، رقيق الحاسية. روى عنه: عون بن محمد، وعبد الرحمن بن أحمد الكاتب، وغيرهما. وكتب لبعض أمراء بغداد. وهو القائل:
(معتدل القامة مثل القضيب .......... يهتزّ في لينٍ وحسنٍ وطيب)

(يعذلني فيه جميع الورى .......... كأنّني جئت بأمرٍ عجيب)

(أظنّ نفسي لو تعشقتها .......... بلبيت فيها بملام الرّقيب)
ومن شعره:
(آه ويلي على الشباب وفي أيّ .......... زمانٍ فقدت شرخ الشّباب)

(حين مات الغيور وارتحض المه .......... ر وزال الحجاب عن كل باب)

(16/55)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 56
4 (أحمد بن يحيى الضّبّيّ الكوفيّ.)
) أبو جعفر. حدّث بإصبهان عن: هشيم، ويزيد بن زريع، وجماعة. وعنه: إسماعيل بن عبد الله سمويه، وعبد الله بن محمد بن زكريّا.
4 (أحمد بن يحيى بن حميد بن تيرويه الطويل.)
عن: حمّاد بن سلمة، وغيره. وعنه: أبو خليفة الجمحيّ، وأحمد بن داود المكّيّ. وثقة ابن حبّان.
4 (أحمد بن أبي الجرجانيّ.)
أبو محمد، نزيل طرابلس الشام. سمع: ابن عليّة، ومحمد بن يزيد الواسطيّ. وعنه: محمد بن عوف، ومحمد بن يزيد بن عبد الصمّد.
4 (أحمد بن يوسف الترمذي.)
قاضي الرّيّ. روى عن: فضيل بن عياض، وعبّاد بن العوام، وطبقتهما. وعنه: أبو حاتم، ومحمد بن أيّوب بن الضريس.
4 (إبراهيم بن إسحاق.)

(16/56)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 57
أبو إسحاق الصّينيّ الجعفيّ، مولاهم الكوفيّ. عن: قيس بن الربيع، ومالك بن أنس. وعنه: موسى بن إسحاق الأنصاريّ الخطميّ، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، ومطيّن، وغيرهم. وكان صدوقاّ ضريراّ، ورّخه مطيّن سنة ثلاثين. وقال ابن قانع: سنة اثنتين وثلاثين. قال الدّارقطنيّ: متروك.
4 (إبراهيم بن الأشعث البخاري.)
خادم الفضيل بن عياض.) روى عن: الفضيل، ومعن القزّاز، وابن عيينة، وغنجار. وعنه: سعيد بن سعد البخاريّ، وعليّ بن صالح. روى حديثاّ باطلاّ. قال أبو حاتم: كنّا نظنّ به الخير فقد جاء بمثل هذا. وقال أبو الفضل السليمانيّ: لقبه لام.

(16/57)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 58
وروى عنه: عبد بن حميد، ونصر بن الحسين البخاريّ. مات يالشاش.
4 (إبراهيم بن بشار الرّماديّ د. ت.)
أبو إسحاق البصريّ. وأصله من جرجرايا. عن: سفيان بن عيينة، وأبي معاوية، وعبد الله بن رجاء المكّيّ، وعثمان بن عبد الرحمن الطّرائفيّ، وغيرهم. وعنه:) د (،) ت (. بواسطة، وأحمد بن أبي خيثمة، وأبو مسلم الكّجّيّ، وإسماعيل القاضي، وتمتام، وأبو خليفة الجمحيّ، وآخرون، ويوسف بن يعقوب القاضي. قال البخاري يهمّ في الشيء، وهو صدوق. وروى عنه في غير الصّحيح.

(16/58)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 59
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي يقول: كأن سفيان الذي يروي عنه إبراهيم بن بشار ليس سفيان بن عيينة، يعني مما يغرب عنه. وقال ابن معين: ليس بشيء. وقال النسائي: ليس بالقويّ. وقال أبو الفتح الأزديّ: صدوق لكنّه يهمّ. وقال ابن عديّ: سألت محمد بن أحمد الزّريقيّ بالبصرة، عن الرماديّ فقال: كان والله أزهد أهل زمانه. وقال ابن عديّ: لا أعلم أنكر عليه إلاّ هذا الحديث الذي ذكره البخاريّ، يعني حديثاً رواه الناس، عن ابن عيينة مرسلاً فوصله هو. قال: وباقي حديثه، عن ابن عيينة، وأبي معاوية، وغيرهما، من الثّقات مستقيم. وهو عندنا من) أهل الصدق. وقال ابن حبّان: كان متقناّ ضابطاً، صحب سفيان سنين كثيرة، فإنّه

(16/59)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 60
قال: ثنا سفيان بمكّة وعبادان، وبين السّماعين أربعون سنة. توفّي سنة أربعٍ وقيل: سنة سبعٍ وعشرين. ومن أقرانه: إبراهيم بن بشار الخراساني الزّاهد. سيأتي في الطبقة الآتية:
4 (إبراهيم بن جابر الباهليّ القزّاز.)
عن: يزيد بن إبراهيم التّستريّ، ومهدي بن ميمون، والحمّادين. وعنه: أبو زرعة.
4 (إبراهيم بن حبّان بن البراء بن النّضر بن أنس بن مالك الأنصاري

(16/60)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 61
البخاري البصري.)
نزيل الموصل. روى عن: الحمّادين، ومالك بن أنس، وشريك. وعنه: بكر بن سهل الدّمياطيّ، ومحمد بن سنان بن سرح الشّيزريّ، وأبو حاتم الرّازيّان، والحسن بن سعيد بن مهران. توفّي سنة أربعٍ أو خمسٍ وعشرين. وهو متّهم بالكذب.
4 (إبراهيم بن الحسن الثعلبيّ الكوفيّ.)
عن: شريك، ويحيى بن أبي زائدة. وعنه: أبو أسامة عبد الله الكلبيّ، وأحمد بن يحيى الصوفيّ. قال أبو حاتم: شيخ.
4 (إبراهيم بن حمزة بن محمد بن حمزة بن مصعب بن عبد الله بن الزبير خ. د.)
أبو إسحاق القرشيّ الزّبيريّ المدنيّ. عن: إبراهيم بن سعد، ويوسف بن الماجشون، ووهب بن عثمان

(16/61)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 62
المخزوميّ، وعبد العزيز الدّراورديّ، وعبد العزيز بن أبي حازم، وحاتم بن إسماعيل، وجماعة.) وعنه:) خ (و) د (، وإسماعيل القاضي، وأخوه حمّاد، والعبّاس بن الفضل الأسفاطيّ، ومحمد بن نصر الصّائغ، وآخرون. قال أبو حاتم: صدوق. وقال محمد بن سعد: ثقة، صدوق في الحديث. يأتي الرّبذة كثيراً للتجارة ويقيم بها، ويشهد العيدين بالمدينة. وقال البخاري: مات سنة ثلاثين ومائتين.
4 (إبراهيم بن زياد البغدادي سبلان م. د. ن.)
أبو إسحاق. عن: إسماعيل بن مخلد، وحمّاد بن زيد، وعبّاد بن عبّاد، ومفرج بن فضالة، وهشيم.

(16/62)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 63
وعنه:) م (.) د (. و) ن (. بواسطة، وأبو زرعة، وأبو حاتم، ومحمد بن نصر المروزيّ، وابو يعلى الموصليّ، وخلق. قال أبو بكر أحمد بن عثمان كريب: سمعت أحمد بن حنبل يقول: إذا مات سبلان ذهب علم عبّاد بن عبّاد. وقال مهنّا: سألت أحمد بن حنبل عن سبلان فقال: لا بأس به، كان معنا عند هشيم. وقد سمع من عبّاد بن عبّاد المهلّبي. وقال أبو زرعة: ثقة. وقال أبو موسى بن هارون: كان قد ضبّب أسنانه بالذّهب. وتوفّي في ذي الحجة سنة ثمان وعشرين. إبراهيم بن سيّار النّظام. في الآخر، ياتي بكنيته.
4 (إبراهيم بن شمّاس.)
أبو إسحاق السّمرقندي الغازي، نزيل بغداد.

(16/63)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 64
عن: مسلم الزّنجيّ، وابن المبارك، وإسماعيل بن عياش، وبقيّة، وطبقتهم. وعنه: أحمد بن حنبل، وأحمد بن ملاعب، وأبو زرعة، وأحمد بن عليّ البربهاريّ، وعبّاس الدّوريّ، وآخرون.) قال الأثرم: سمعت أبا عبد الله يحسن الثناء عليه. وقال: كتب إليّ بعض أصحابنا أنّه أوصى بمائة ألف يستفك بها اسرى من التّرك. قال: فاشترينا مائتي نفس. قال أبو عبد الله: وقتلته الترك أيضاّ، فانظربما ختم له. وكان صاحب سنة، له نكاية في التّرك. وقال أحمد بن سيار: كان صاحب سنةٍ وجماعة، كتب العلم وجالس النّاس. رأيت إسحاق بن راهويه يعظم من أمره، ويحرّضنا على الكتابة عنه. وكان ضخماً عظيم الهامة، حسن الصّبغة، أحمر الرأس واللّحية، حسن المجالسة يفد على الملوك، وله حظّ في الغزو. وكان فارساً شجاعاً قتله الترك وهو جاء من ضيعته وهو غارٌّ لم يشعر بهم، وذلك خارج سمرقند، ولم يعرفوه. وقيل يوم الإثنين في المحرّم سنة إحدى وعشرين. وقال أبو سعد الإدريسيّ: كان شجاعاً بطلاً مبارزاً، وعالماً عاملاً، ثقة، متعصّباً لآهل السّنة، كثير الغزو. رحمه الله.

(16/64)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 65
4 (إبراهيم بن صبيح الطّلحيّ.)
روى عن: ابن جريج وتأخّر. لكنّه ليس بثقة. روى مطّين عنه، عن ابن جريج خبراً باطلاً. وأول سماع مطيّن سنة خمسٍ وعشرين. قاله الخطيب.
4 (إبراهيم بن العبّاس بن عيسى بن عمر بن الوليد بن عبد الملك بن مروان الأمويّ المروانيّ.)
القاضي أبو العبّاس. ولي قضاء قرطبة بمشورة يحيى بن يحيى، فحمدت سيرته، وزانه تواضعه. توفّي سنة بضعٍ وعشرين ومائتين.
4 (إبراهيم بن عبد الله بن العلاء بن زبر الدّمشقيّ.)
أبو إسحاق. روى عن: أبيه، وعن سعيد بن عبد العزيز، ويحيى بن حمزة. روى عنه: البخاريّ خارج الصّحيح، ويعقوب الفسويً، وابو إسحاق الجوزجانيّ، وعثمان بن سعيد الدّارميّ، وأبو زرعة الدّمشقيّ، وأبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم البسريّ، وآخرون.) قال النسائي في الكنى: ليس بثقة. ولد سنة سبع وأربعين ومائة، وتوفي في حدود الثلاثين ومائتين أو بعدها.

(16/65)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 66
4 (إبراهيم بن عبد الرحمن بن مهديّ البصريّ.)
أخو موسى. روى عن: أبيه، وجعفر بن سليمان، وبريه بن عمر بن سفينة، وابن عيينة، وأبي بكر بن عيّاش، وجماعة. وعنه: أحمد الدّورقيّ، وأبو أميّة، وهارون الجمّال، ويعقوب الفسويّ، والكديميّ، وجماعة. وله مناكير.
4 (إبراهيم بن مهدي المصيصيّ د.)
عن: شريك القاضي، وابي عوانة، وإبراهيم بن سعد، وحمّاد بن زيد،

(16/66)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 67
وأبي المليح الحسن بن عمر الرّقّيّ، وعليّ بن مسهر، وشبيب بن سليم البصريّ، وطبقتهم. وعنه: د.، وإبراهيم بن الهيثم البلديّ، واحمد بن إبراهيم بن فيل، وإسحاق بن سيّار النّصيبيّ، والحسن بن عليّ بن الوليد الفارسيّ، وعبد الله بن أحمد الدّورقيّ، وعبد الكريم الدّيرعاقوليّ، وطائفة كبيرة. وثّقة أبو حاتم. وقال ابن قانع: مات سنة خمس وعشرين. وقال آخر: سنة أربع. أمّا إبراهيم بن مهديّ الأيليّ، فسيأتي سنة ثمانين.
4 (إبراهيم بن المهديّ محمد بن المنصور أبي جعفر عبد الله بن

(16/67)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 68
محمد بن علي أبو إسحاق)
العباسي الهاشمي الأسود، الملقب بالمبارك. ويلقب أيضاً بالتيس لسمنه وضخامته.

(16/68)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 69
كان فصيحاً مفوهاً بارعاً في الأدب والشّعر. بارعاً إلى الغاية في الغناء ومعرفة الموسيقى. ويقال له ابن شكلة، وهي أمّه.) روى عن: المبارك بن فضالة، وحمّاد بن يحيى الأبحّ. وعنه: ابنه هبة الله، وحميد بن فروة، وأحمد بن الهيثم، وغيرهم. قال عليّ بن المغيرة الأثرم: حدّثني إبراهيم بن المهديّ أنّه ولي إمره دمشق سنتين، ثمّ أربع سنين لم يقطع على أحد في عمله طريق. وأخبرت أنّ الآفة كانت في قطع الطّريق من دعامة والنعمان موليان لبني أميّة، ويحيى بن أرميا من يهود البلقاء. وانّهم لم يضعوا يدهم في يد عامل. فلمّا ولّيت كاتبتهم. قال: فكتب إليه النّعمان بالأيمان المحرجة أنّه لا يفسد في عمله ما دام والياً. قال: ودخل إليّ دعامة سامعاً مطيعاً، وأعلمني أنّ النعمان قد صدق وأنه يفي. واعلمني أن اليهودي كتب إليه إنّي خارج إلى مناظرتك فاكتب لي أماناً تحلف لي فيه أنّك لا تحدث فيّ حدثاً حنّى تردّني إلى مأمني. فاجبته. قال: فقدم عليّ شابّ أشعر أمعر، عليه أقبية ديباج ومنطقة وسيف محلّى. فدخل إلى دار معاوية، وكنت في صحنها. فسلّم من دون البساط. فقلت: ارتفع. فقال: أيّها الأمير إنّ للبساط ذماماً، أخاف أن يلزمني جلوسي عليه، ولست أدري ماذا تسومني. فقلت له: أسلم واسمع وأطع. فقال: أمّا الطاعة فارجو. واما الإسلام فلا سبيل إليه. فأعلمني بما لي عندك إذا لم ادخل في دينك.

(16/69)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 70
قال: فقلت لا بدّ من أداء الجزية. فقال: يعفيني الأمير. قال: فقلت: لا سبيل إلى ذلك. قال: فأنا منصرف على أماني. فأذنت له، وأمرتهم بان يسقوا فرسه عند خروجه إليه. فلمّا رأى ذلك دعا بدابّةٍ شاكريّة، فركبها وترك دابّته، وقال: ما كنت لآخذ معي شيئاً قد أرتفق منكم بمرفق فأحاربكم عليه. قال: فاستحسنت منه ذلك وطلبته، فلمّا دخل قلت: الحمد لله الذي أظفرني بك بلا عقد ولا عهد. قال: وكيف ذاك قلت: لأنك قد انصرف من عندي ثم عدت إليّ.) قال شرطك أن تصيرني إلى مأمني. فإن كان دارك مأمني فلست بخائف، وإن كان مأمني داري فردّني إلى البلقاء. فجهدت به إلى أداء الجزية، على أن أهبه في السنة ألفي دينار، فلم يفعل. فأذنت له في الرجوع إلى مأمنه. فرجع ثم أسعر الدّنيا شرّاً. ثم حمل إلى عبيد الله بن المهديّ مالٌ من مصر فخرج اليهوديّ متعرّضاً له، فكتب إلى النعمان بذلك، فكتبت إليه آمره بمحاربة اليهوديّ إن عرض للمال. فخرج النعمان ملتقياً للمال، ووافاه اليهوديّ، ومع كلّ واحد منهما جماعته. فسأل النعمان اليهوديّ الإنصراف، فأبى وقال: إن شئت خرجت إليك وحدي وأنت في جماعتك، وإن شئت تبارزنا، فإن ظفرت بك انصرف أصحابك إليّ وكانوا شركائي في الغنيمة، وإن ظفرت بي صار أصحابي إليك. فقال له النعمان: يا يحيى، ويحك أنت حدثٌ، وقد بليت بالعجب. ولو كنت من قريش لما أمكنك معارّة السلطان. وهذا الأمير هو أخو الخليفة. وإنّا وإن فرّقنا الدّين أحبّ أن لا يجري على يديّ قتل فارسٍ من الفرسان، فإن كنت تحب ما أحب من السلامة فأخرج إليّ، ولا يبتلى بك وبي من يسوءنا قتله.

(16/70)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 71
قال: فخرجا جميعاً وقت العصر، فلم يزالا في مبارزة إلى الظّلام، فوقف كل منهما على فرسه، واتكأ على رمحه، إلى أن غلبت النعمان عيناه، فطعنه اليهوديّ، فوقع سنان رمحه في منطقة النعمان، فدارت المنقطة وصار السنان يدور بدوران المنطقة إلى الظهر، فاعتنقه النعمان وقال له: أغدراً يا ابن اليهوديّة فقال له: أو محاربٌ ينام يا ابن الأمة واتّكى عليه النعمان عند معانقته إيّاه، فسقط فوقه، وكان النعمان ضخماً، فصار فوق اليهودي، فذبحه وبعث إليّ برأسه. فلم يختلف عليّ بعدها أحد. ثمّ ولي بعدي دمشق سليمان بن المنصور، فانتهبه أهل دمشق وسبوا حرمه، ثم ولي بعده أخوه منصور، فكانت على رأسه الفتنة العظمى. ثم لم يعط القوم طاعة بعد ذلك، إلى أن افتتح دمشق عبد الله بن طاهر سنة عشر ومائتين. وكان السّبب في صرفي عن دمشق للمرة الأولى أنّني اشتهيت الإصطباح فأغلقت الأبواب. قال: فحضر الكاتب، فصار إليه بعض الحشم، فسأله أن يكتب له إلى صاحب المنزل، فلم يمكن) إخراج الدواة، واستعجله ذلك الغلام، فأخذ فحمةً، وكتب في خزفة لحاجته، فأخذ سليم حاجبي تلك الفحمة فكتب على الحائط: كاتبٌ يكتب بفحمة في الخزف، وحاجب لا يصل. فوافي صاحب البريد، فقرأ ما كتب سليم، فكتب بذلك إلى الرشيد، فوافى كتابه الرّقّة يوم الرابع، فساعة وقع بصره على الكتاب عزلني، وحبسني مائة يوم، ثم رضي عنّي بعد سنة. ثم قال لي بعد سنتين: بحقّي عليك لما تخيرت ولاية أولّيكها فقلت: دمشق فسألني عن سبب اختياري لها، فأخبرته باستطابتي هواءها، واستمرائي ماءها، واستحساني مسجدها وغوطتها. فقال: قدرك اليوم عندي يتجاوز ولاية دمشق، ولكن أجمع لك مع ولاية الصّلاة والمعادن ولاية الخراج، فعقد لي عليها.

(16/71)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 72
وقال الخطيب: بويع إبراهيم بن المهدي بالخلافة زمن المأمون، وقاتل الحسن بن سهل، فهزمه إبراهيم، فتوجه نحو حميد الطواسي فقاتله فهزمه حميد واستخفى إبراهيم زماناً حتّى ظفر به المأمون، فعفا عنه. وكان أسود حالك، عظيم الجثة. لم ير في أولاد الخلفاء قبله أفصح منه ولا أجود شعراً وكان وافر الأدب، جواداً حاذقاً بالغناء معروفاً به. وفيه يقول دعبل بن عليّ الخزاعيّ:
(نفر ابن شكلة بالعراق وأهلها .......... وهفا إليه كل أطلس مائق)

(إن كان إبراهيم مضطلعاً بها .......... فلتصلحن من بعده لمخارق)
وقال ابن ماكولا: ولد سنة اثنتين وستين ومائة. وقال الخطيب: بايع أهل بغداد لإبراهيم في داره، ولقّبوه بالمبارك، وقيل: المرضي، في أول سنة اثنتين ومائتين. فغلب على الكوفة وبغداد والسّواد. فلما أشرف المأمون على العراق ضعف إبراهيم. قال: وركب إبراهيم بأبهة الخلافة إلى المصلى يوم النّحر، فصلى بالنّاس وهو ينظر إلى عسكر المأمون. ثم انصرف من الصّلاة وأطعم النّاس بقصر الخلافة بالرّصافة، ثم استتر وانقضى أمره. قال: وظفر به المأمون في سنة عشر، فعفا عنه وبقي مكرماً إلى أن توفّي في رمضان سنة أربع وعشرين. روى المبرّد عن أبي محلّم قال: قال إبراهيم بن المهديّ حين أدخل على

(16/72)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 73
المأمون: ذنبي أعظم) من أن يحيط به عذر، وعفوك أعظم من أن يتعاظمه ذنب. وعن حميد بن قرة أنّ المأمون قال لعمه إبراهيم: يا إبراهيم أنت المتوثب علينا تدّعي الخلافة فقال: يا أمير المؤمنين أنت وليّ الثّأر، والمحكّم في القصاص، والعفو أقرب للتّقوى. وقد جعلك الله في كل ذي ذنب. فإن أخذت أخذت بحقّك، وإن عفوت عفوت بفضل. ثم ذكر له حديثاً في العفو فقال: قد قبلت الحديث وعفوت عنك. هاهنا يا عمّ. وقال ابن الأنباريّ: ثنا أحمد بن الهيثم، ثنا إبراهيم بن المهديّ، ثنا جماعة، والأصحّ عن ابن أبي مليكة، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من نوقش يوم الحساب عذّب. كذا أخرجه الحافظ ابن عساكر في صدر ترجمة إبراهيم، وهو إبراهيم بن مهدي المصّيصيّ إن شاء الله. وقال إبراهيم الحربيّ: نودي سنة ثمانٍ ومائتين أنّ أمير المؤمنين قد عفا عن عمّه إبراهيم. وكان إبراهيم حسن الوجه، حسن الغناء، حسن المجلس، رأيته وأنا مع القواريريّ يوماً، وكان على حمار، فقبّل القواريريّ فخذه. وقال داود بن سليمان الأنباريّ: حدثنا ثمامة بن أشرس، قال: قال لي المأمون قد عزمت على تفريع عمّي. قال: فحضرت، فبينا نحن على السّماط إذ سمعت صلصلة الحديد، فإذا بإبراهيم موقوف على البساط، ممسوك بضبعيه، مغلولة يده إلى عنقه، قد تبدل

(16/73)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 74
شعره على عينيه، فسلّم، فقال المأمون: لا سلّم الله عليك، اكفراً يا إبراهيم بالنعمة وخروج على أمير المؤمنين فقال: يا أمير المؤمنين، إنّ القدرة تذهب الحفيظة. ومن مدّ له في الإغترار هجمت به الأناة على التّلف. وقد رفعك الله فوق كل ذي ذنب، كما وضع كل ذي ذنب دونك، فإن تعاقب فبحقك، وإن تعف فبفضلك. فقال: إن هذين قد أشارا عليّ بقتلك، وأومأ إلأى المعتصم أخيه، وإلى العبّاس ابنه. فقال: أشارا عليك بما يشار به على مثلك، وفي مثلي من حسن السياسة وإن الملك عقيم. ولكنك تأبى أن تستجلب نصراً إلاّ من حيث عوّدك الله. وأنا عمك، والعمّ صنو الأب. وبكى، فتغرغرت عينا المأمون. ثم قال: يا ثمامة، إنّ الكلام كلامٌ كالدّرّ، يا غلمان حلّوا عن عمّي، وغيروا من حالته في أسرع) وقت، وجيثوني به. ففعلوا ذلك، فأحضره مجلسه، ونادمه، وسأله أن يغنّي، فأبى وقال: نذرت لله عند خلاصي تركه، فعزم عليه، وأمر أن يوضع العود في حجره، فغنى. وعن منصور بن المهدي قال: كان أخي إبراهيم إذا تنحنح طرب من يسمعه، فإذا غنى أصغت الوحوش ومدّت أعناقها إليها حتّى تضع رؤوسها في حجره. فإذا سكت نفرت وهربت. وكان إذا غنّى لم يبق أحدٌ إلاّ ذهل، ويترك ما

(16/74)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 75
في يده حتى يفرغ. وقال عبد الله بن العبّاس بن الفضل بن الربيع: ما اجتمع أخٌ وأختٌ أحسن غناءً من إبراهيم بن المهديّ وعلية. وكانت عليه تقدم عليه. وقال عون بن محمد: استتر إبراهيم، فكان يتنقل في المواضع، فنزل بقريب أخت له، فوجهت إليه بجاريةٍ حسناء لتخدمه، وقالت: أنت له. ولم يدر إبراهيم، لإاعجبته، فقال:
(بأبي ومن أنا قد أصبح .......... ت مأسوراً لديه)

(والذي أجللت خذّي .......... يه فقّبلت يديه)

(والذي يقتلني ظلماً .......... ولا يعدى عليه)

(أنا ضيف وجزا .......... ء الضّيف إحسان إليه)
ومن شعره:
(قد شاب رأسي ورأس الحرص لم يشب .......... إن الحريص على الدنيا لفي تعب)

(لو كان يصدقني ذهني بفكرته .......... ما اشتدّ غمّي على الدنيا ولا نصبي)

(بالله ربك كم بيتٍ مررت به .......... قد كان يعمر باللّذات والطّرب)

(طارت عقاب المنايا في جوانبه .......... وصار من بعدها للويل والحرب)
وقيل إنّ المأمون شاور في قتله أحمد بن خالد الوزير فقال: يا أمير

(16/75)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 76
المؤمنين إن قتلته فلك نظراء، وإن عفوت فما لك نظير. قلت: لا يعدّ إبراهيم من الخلفاء، لأنّه شقّ العصا وكانت أيّامه سنتين إلاّ شهراً. وله ترجمة طويلة في تاريخ دمشق تكون في سبع عشرة ورقة.
4 (إبراهيم بن مهران بن رستم.)
أبو إسحاق المروزيّ.) حدّث ببغداد عن: اللّيث، وابن لهيعة، وشريك. وعنه: عبد الله بن أحمد، وموسى بن هارون.
4 (إبراهيم بن موسى بن يزيد بن زادان ع)
أبو إسحاق التّميميّ الرازيّ الحافظ الفراء، المعروف بالصّغير. وكان الإمام أحمد ينكر هذا ويقول: هو كبير في العلم والجلالة. سمع: أبا الأحوص سلاّم بن سليم، وخالد بن عبد الله، وجرير بن عبد الحميد، ويحيى بن أبي زائدة، وعيسى بن يونس، وبقيّة، والوليد بن مسلم، وطبقتهم بالشام والعراق وغير موضع. وعنه: خ. م. د. والباقون بواسطة، ومحمد بن يحيى، وأبو زرعة، وأبو

(16/76)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 77
حاتم، ومحمد بن إبراهيم الطّيالسيّ، ومحمد بن إسماعيل التّرمذيّ، وجماعة. وكان أحد الأئمة الأعلام. قال أبو زرعة: هو أتقن من أبي بكر بن أبي شيبة، وأصحّ حديثاً وأتقن وأحفظ من صالح بن صالح. وقال أبو حاتم: هو من الثّقات، أتقن من محمد بن مهران الجمّال. وقال صالح بن جزرة: سمعت أبا زرعة يقول: كتبت عن إبراهيم بن موسى الرازيّ مائة ألف حديث، وعن أبي بكر بن ابي شيبة، مائة ألف حديث. وقال النسائي: ثقة.
4 (إبراهيم بن يحيى بن عبّاد بن هانيء المدنيّ الشجريّ ت)
كان ينزل الشجرة بذي الحليفة. روى عن: أبيه، وإبراهيم بن سعد. وعنه إسحاق بن إبراهيم شاذان، ومحمد بن إسماعيل البخاريّ في جامع التّرمذيّ، ومحمد بن إسماعيل الترمذيّ، وعبد الله بن شبيب، ومحمد بن يحيى الذّهليّ، والعبّاس بن الفضيل الأسفاطيّ، ومحمد بن الضريس، وآخرون.

(16/77)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 78
قال أبو حاتم: ضعيف. وقال محمد بن إسماعيل التّرمذيّ: لم أر أعمى قلباً من الشجريّ. قلت له: حدّثكم إبراهيم بن سعد. فقال: حدثكم إبراهيم بن سعد.) وقلت: حدّثك أبوك. فقال: حدّثك أبوك. وقال مرّة: حدّثني إبراهيم بن سعد ولم أسمعه منه. وأما ابن حبّان فذكره في الثّقات. وروى له التّرمذيّ. يقع حديثه بعلوّ في الدّعاء للمحامليّ. وقال بعضهم: توفّي قبل أيّوب بن سليمان بن بلال. ومات أيّوب سنة أربع وعشرين ومائتين.
4 (إبراهيم بن يحيى بن المبارك اليزيديّ اللّغوي.)
كان من أئمة العربيّة، ومن أعيان الشّعراء. أخذ عن: أبيه وأبي يزيد الأنصاريّ، والأصمعيّ. وله كتاب ما أتقن لفظه واختلف معناه، وهو نهاية في فنّه، يكون

(16/78)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 79
مجلّدين. وله كتاب مصادر القرآن، وكتاب بناء الكعبة، وغير ذلك. أدرك خلافة المعتصم، وكان ينادم المأمون على الشراب. وهو القائل يخاطب المأمون:
(أنا المذنب الخطّاء والعفو الواسع .......... ولو لم يكن ذنب لما حسن العفو)
سكرت فأبدت منّي الكأس بعض ما كرهت وما إن يستوي السّكر والصّحو
(ولا سيما إذ كنت عند خليفةٍ .......... وفي مجلس ما إن يليق به اللّغو)
في أبيات، نسأل الله العفو والسّتر
4 (إبراهيم بن أبي سويد الذّراع الحافظ.)
هو إبراهيم بن الفضل بن أبي سويد البصريّ. سمع: حمّاد بن سلمة، وأبا عوانة، وعبد الواحد بن زياد، وعمارة بن زاذان، وجماعة. روى عنه: محمد بن بشّار، ومحمد بن يحيى، وأبو زرعة الرازيّ، وأبو حاتم، وخلق كثير. ذكر ليحيى بن معين فقال: كثير التصحيف. وقال أبو حاتم: ثقة رضيّ.

(16/79)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 80
قلت: توفّي سنة أربعٍ وعشرين ومائتين، ولا رواية له في كتب الأئمّة السّتّة.)
4 (إبراهيم بن أبي العبّاس ن.)
ويقال ابن العبّاس. أبو إسحاق السامريّ. كوفيّ نزل بغداد. وقال ابن ماكولا: السّامريّ بفتح الميم وتخفيف الراء. عن: شريك، وعبد الرحمن بن أبي الزنّاد، وايّوب بن جابر، وبقيّة، وإسماعيل بن عياش، وعدّة. وعنه: أحمد بن حنبل، وعبّاس الدّوريّ، ومحمد بن رافع، ومعاوية بن صالح الأشعري، وأحمد بن عليّ البربهاريّ، وجماعة. وثّقة الدّارقطنيّ. وروى له النسائيّ حديثاً واحداً في الخمر.

(16/80)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 81
واختلط بآخره، فحجبه أهله حتّى مات.
4 (أزرق بين عذوّر بن دحين العنبريّ البصريّ.)
عن: أبيه، عن جدّه. وعنه: أبو حفص الفلاّس، وأبو زرعة، ومحمد بن يونس الكديميّ، وهشام بن عليّ السّيرافيّ.
4 (الأزرق بن عليّ الحنفيّ.)
أبو الجهم. كوفيّ مشهور. سمع: حسّان بن إبراهيم الكرّمانيّ، وعمرو بن يونس اليماميّ. وعنه: أبو زرعة، وعبد الله بن أحمد، وابو بكر بن أبي عاصم، وأبو يعلى الموصليّ. توفّي في حدود الثلاثين ومائتين.
4 (إسحاق بن إبراهيم.)

(16/81)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 82
أبو النّصر القرشيّ الأمويّ، مولاهم الدّمشقيّ الفراديسيّ. عن: سعيد بن عبد العزيز، وإسماعيل بن عيّاش، وصدقة بن خالد، ويحيى بن حمزة، وطائفة. وعنه: د.، وخ. وربما نسبة إلى جدّه فقال إسحاق بن يزيد، ون. بواسطة، وأبو زرعة النّصريّ، وأبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم السّريّ، وعثمان بن خرّزاذ، وطائفة. وقال أبو زرعة: كان من الثقات البكّائين.) وقال أبو حاتم، وغيره: ثقة. توفّي في ربيع الأول عن ستٍّ وثمانين سنة.
4 (إسحاق بن إسماعيل الطّالقاني.)

(16/82)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 83
أبو يعقوب، نزيل بغداد. سمع: جرير بن عبد الحميد، وسفيان بن عيينة، وعثام بن عليّ، وحسين بن عليّ الجعفيّ، وحكّام بن سلم، وسليمان بن الحكم بن عوانة، ومعتمر بن سليمان، وجماعة. وعنه: د.، وأبو يعقوب الحربيّ، وابن أبي الدّنيا، وخلف بن عمرو العكبريّ، وأحمد بن الحسن الصّوفيّ، وأبو يعلى، وابو القاسم البغويّ، وآخرون. قال إبراهيم بن الجنيد: سئل ابن معين، وأنا أسمع، عن إسحاق بن إسماعيل، فقال: صدوق. ولقد كلّمني أن أكلّم أمّه أن تأذن له في الخروج إلى جرير بن عبد الحميد، فكلّمتها، فأجابتني، فخرج معي اثنا عشر رجلاّ مشاة. ولم يكن له تلك الأيام شيء. قال: وبليّ من النّاس. قال: كيف هذا. قال: يكذّبونه وهو صدوق. وقال ابن المدينيّ: كان معنا عند جرير، وكان غلاماّولم يكن يضبط. وقال الدّارقطنيّ، وجماعة: ثقة. وقال البغويّ: مات في رمضان سنة ثلاثين، وقطع الحديث قبل أن يموت بخمس سنين.

(16/83)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 84
4 (إسحاق بن بشر بن مقاتل.)
أبو يعقوب الكاهليّ الكوفيّ. عن: مالك، وأبي معشر، وحفص بن سليمان، وغيرهم، وكثير بن سليم. وعنه: محمد بن عليّ الأزديّ، وأحمد بن حفص السّعديّ، وإسحاق بن إبراهيم السّجستانيّ، وعمر بن حفص السّدوسيّ، وى خرون. قال مطّين: ما سمعت أبا بكر بن أبي شبيه كذّب أحداً إلاّ إسحاق بن بشر الكاهليّ. وقال ابن عديّ: كان يضع الحديث. وقال موسى بن هارون: مات بالمدينة سنة ثمانٍ وعشرين، وهو كذّاب.) قلت: ومن موضاعته على أبي معشر، عن ابن المنكدر، عن جابر، رفعه: يدخل بالحجة الواحدة ثلاثة نفرٍ الجنّة: المّيت، والحاجّ عنه، والمنفذ له بذلك.

(16/84)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 85
وبه قال: من مات في طريق مكّة لم يعرض ولم يحاسب. روى الحديث الأول عبد الرزّاق، عن أبي معشر.
4 (إسحاق بن بشر.)
أخو حذيفة البخاريّ، صاحب المبتدأ. وقد ذكر.
4 (إسحاق بن بشر الرازيّ البزّار.)
عن: ابن عيينة، والوليد بن مسلم، وجماعة.

(16/85)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 86
وعنه: أبو حاتم، وأبو زرعة. قال أبو حاتم: صدوق.
4 (إسحاق بن عبد الواحد القرشيّ الموصليّ ن.)
سمع: مالكاً، وحمّاد بن زيد، وابا الأحوص، وعبد العزيز الدّراورديّ. وعنه: سليمان بن وهب، وعليّ بن جابر، وتمتام، وعبد اللله بن عبد الصمد بن أبي خداش، وإدريس بن سليم الموصليّان. توفّي سنة ستٍّ وعشرين. قاله يزيد بن محمد الأزديّ.
4 (إسحاق بن عمر بن سليط م.)
أبو يعقوب البصريّ، هذليّ النّسب. يروي عن: مبارك بن فضالة، وحمّاد بن سلمة، وسليمان بن المغيرة. وعنه: م وأبو حاتم، وأبو داود في غير السّنن، وموسى بن هارون، وجماعة. توفي سنة تسعٍ وعشرين.

(16/86)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 87
4 (إسحاق بن كعب.)
بغداديّ. سمع: شريكاً، وعبّاد بن العّوام. وعنه: ابن أبي الدّنيا، وتمتام، وأبو حاتم، وقال صدوق.) وقال النّسائيّ: يكنّى أبا يعقوب.
4 (إسحاق بن محمد بن إسماعيل بن عبد الله بن أبي فروة خ. ت. ق. أبو يعقوب الفرويّ)
المدنيّ، مولى عثمان رضي الله عنه. سمع: مالكاً، ونافع بن أبي نعيم، ومحمد بن جعفر بن أبي كثير، وعبيدة بن نابل، وعبد الله بن جعفر المخرّميّ، وسليمان بن بلال، وجماعة. وعنه: خ. و ت. ق. بواسطة، وأبو بكر الأثرم، وإسماعيل القاضي، وعبد الله بن شندر، وعبد الله بن أحمد الدّورقيّ، وعليّ بن عبد العزيز البغويّ، ومحمد بن إسماعيل الصّائغ، وطائفة.

(16/87)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 88
قال أبو حاتم: صدوق. ولكن ذهب بصره. وربما لقّن. وكتبه صحيحة. وذكره ابن حبّان في الثّقات. ووهاه أبو داود، ونقم عليه حديث الإفك لروايته عن مالك. وقال الدّارقطنيّ: ضعيف. وقد روى عنه خ. وبوبخونه على هذا. وقال البخاري: مات سنة ستٍّ وعشرين ومائتين.
4 (إسحاق بن المنذر.)
عن: أبي عقيل يحيى بن المتوكّل، وعبد الحميد بن بهرام. وعنه: الحسن بن محمد بن سلمة الرازيّ النّحويّ، ومحمد بن يحيى بن سليمان المروزيّ، وغيرهما. ذكره ابن أبي حاتم. وما ليّنه أحد.
4 (إسماعيل بن جعفر بن إبراهيم بن محمد بن عليّ بن عبد الله بن

(16/88)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 89
جعفر بن أبي طالب)
الهاشميّ. عن: الحسن بن زيد العلويّ، وحسين بن عليّ العلويّ، وعبد الله بن عبد العزيز العمريّ. وعنه: أبو حاتم الرازيّ، وغيره. قال أبو حاتم: لم يكن به بأس.
4 (إسماعيل بن الخليل خ. م.)
أبو عبد الله الكوفيّ الخزّار.) عن: يحيى بن أبي زائدة، وحفص بن غياث، وعليّ بن مسهر، وأبي خالد الأحمر، وجماعة. وعنه خ. م، وبشر بن موسى، والحسين بن جعفر القتّات، وتمتام، ويعقوب الفسويّ، وجماعة.

(16/89)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 90
وثّقة مطّين وقال: مات سنة خمسٍ وعشرين ومائتين.
4 (إسماعيل بن سعيد.)
أبو إسحاق الطّبري الكسائيّ الشّالنجيّ. والشّالنج من بيع المخلاة والمقود. وسكن أستراباذ. وحدّث عن: عبد العزيز بن أبي حازم، وعبّاد بن العّوام، وجماعة. وعنه: الضّحّاك بن الحسين، وأهل أستراباذ وجرجان. وكان صدوقاً. صنّف كتاب البيان في الفقه على مذهب أبي حبيفة. وتوفّي سنة ثلاثين ومائتين.
4 (إسماعيل بن عبد الله بن زرارة.)

(16/90)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 91
أبو الحسن الرّقّيّ. عن: عبيد الله بن عمرو، ويعلى بن الأشدق، وحمّاد بن زيد، وحجّاج بن أبي منيع، وخالد بن عبد الله، وشريك، وإسماعيل بن عيّاش، وطائفة. وعنه: ابنه إبراهيم، وأحمد بن بشر المرثديّ، وأحمد بن يونس الضّبّيّ، وإسماعيل سمّويه، والحسن بن عليّ بن الوليد الفسويّ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبو شعيب الحرّأنيّ، وطائفة. وثّقة ابن حبّان، والدّأرقطنيّ، وغيرهما. وقال أبو الفتح الأزديّ: منكر الحديث. وقال ابنه: مات أبي بالبصرة سنة تسعٍ وعشرين. قال شيخنا أبو الحجّاج، قال أبو القاسم في الشيوخ النّبل: روى عنه ابن ماجة، وروى النّسائيّ، عن رجل عنه. وإنّما الذي روى عنه ابن ماجة: إسماعيل بن عبد الله بن خالد القرشيّ الرّقّيّ. ولم يدرك ق. ابن زرارة. وأمّا النّسائيّ فلم نقف على روايته، عن رجل، عنه. ثم قال شيخنا: وذكر الدّارقطنيّ، والبرقانيّ، وابن طاهر أنّ خ. روى عن ابن زرارة المذكور.) وقد روى البخاريّ عدّة أحاديث عن إسماعيل بن عبد الله، عن مالك، وغيره، وهو إسماعيل بن أبي أويس والله أعلم.
4 (إسماعيل بن عبد الله بن عبد الله بن أويس بن مالك بن أبي عامر.)

(16/91)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 92
أبو عبد الله بن أويس الأشجعيّ، المدنيّ. أخو عبد الحميد بن أبي أويس. قرأ القرآن على نافع، وهو آخر أصحابه. وعليه قرأ: أحمد بن صالح المصريّ، وغيره. وروى عن: خاله مالك بن أنس، وإبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، وعبد العزيز الماجشون، وكثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف، وسليمان بن بلال، وعبد الرحمن بن أبي الزّناد، وسلمة بن وردان، وطائفة. وعنه: خ. م.، ود. ت. ق. بواسطة، وأحمد بن صالح المصريّ، وأحمد بن يوسف السّلميّ، وعبد الله الدّراميّ، ويعقوب الفسويّ، ومحمد بن نصر الصّائغ، وعليّ بن جبلة الإصبهانيّ، وخلق كثير. وقال أحمد: لا بأس به. وقال أحمد بن أبي خيثمة، عن ابن معين: صدوق، ضعيف العقل. ليس بذاك، يعني أنّه لا يحسن الحديث، ولا يعرف يؤدّيه أو يقرأ من غير كتابه.

(16/92)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 93
وقال أبو حاتم: محلّه الصّدق، وكان مغفّلاً. وقال النّسائيّ: ضعيف. وقال مرّة: ليس بثقة. وقال ابن عديّ: روى عن خاله غرائب لا يتابعه عليها أحد، وهو خير من أبيه. وقال الدّارقطنيّ: ليس أختاره في الصّحيح. قلت: روى عنه الشيخان، وروى مسلم أيضاً، عن رجلٍ، عنه. مات سنة ستٍّ. ويقال سنة سبعٍ وعشرين، وله ثمانٍ وثمانون سنة. قال محمد بن وضّاح: قال لي ابن أبي أويس: ليس اليوم بالمدينة أحد قرأ على نافع غيري. قلت: ولم يكن متصدّياً للإقراء، بل للحديث. قال الفضل بن زياد: سمعت أحمد بن حنبل وقيل له: بالمدينة اليوم) قال: ابن أبي أويس هو عالم كثير العلم، أو تحو هذا. وقال أحمد بن حنبل مرّة: هو ثقة. قام في أمر المحنة، مقاماً محموداً. وقال البرقاني: قلت للدّراقطنيّ: لم ضعّف النّسائي إسماعيل بن أبي أويس فقال: ذكر محمد بن موسى الهاشميّ وهو إمام كان النّسائيّ يحضّه بما لم يحضّ به ولده. فقال: حكى لي النّسائيّ أنه حكى له سلمة بن شبيب، عنه، قال: ثم توقف أبو عبد الرحمن النّسائيّ، فما زلت أداريه أن يحكي لي

(16/93)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 94
الحكاية، حتّى قال: قال لي سلمة: سمعت إسماعيل بن أبي أويس يقول: ربّما كنت أضع الحديث لأهل المدينة إذا اختلفوا في شيء فيما بينهم. فقلت للدّراقطنيّ: من حكى لك هذا عن محمد بن موسى قال: الوزير، يعني ابن حنزابة، وكتبتها من كتابه. وقال ابن معين مرّة: ليس بذاك، ضعيف العقل. وقال مرّة: ليس بشيء. سمعهما منه ابن أبي خيثمة. ثم قال ابن معين: قال لنا عبد الله بن عبيد الله الهاشميّ صاحب اليمن: خرجت ومعي إسماعيل بن أبي أويس إلى اليمن، فدخل لي يوماً ومعه ثوبٌ وشي فقال: أمرأتي طالق ثلاثاً إن لم تشتر من هذا الرجل ثوبه بمائه دينار. قلت للغلام: زن له. فوزن له. وإذا بالثّوب يساوي خمسين ديناراً، فسألته بعد فقال: إنّه أعطاني منه عشرين ديناراً. قلت: استقرّ الأمر على توثيقه وتجنّب ما ينكر له.

(16/94)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 95
4 (إسماعيل بن عبد الحميد.)
أبو بكر العجليّ البصريّ العطّار، صاحب الرقيق. عن: حمّاد بن سلمة، وأبي الأشهب، وطبقتهما. وعنه: أبو زرعة، وأبو حاتم وقال: صدوق.
4 (إسماعيل بن عمرو بن نجيح البجليّ.)
مولاهم الكوفيّ. نزيل إصبهان وشيخها ومسندها. سمع: مسعر بن كدام، ومالك بن مغول، وعبد الغفار بن القاسم، وكاملاً أبا العلاء، وأبا معشر، وفضيل بن مرزوق، وسفيان الثّوريّ، وشبيان، وغيرهم.) وعنه: عبد الله بن محمد بن زكريا، ومحمود بن أحمد بن الفرج، وإبراهيم بن نائلة، ومحمد ابن نصير، ومحمد بن عليّ الفرقديّ، ومحمد بن إبراهيم الصّفّار الأصبهانّيون، وخلق كثير. وكان قد انتهى إليه علوّ الإسناد بإصبهان. قال محمد بن يحيى بن منده: سمعت إبراهيم بن إدريس ذكر إسماعيل

(16/95)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 96
وأحسن الثّناء عليه. وقال شيخنا مثل ذلك. وكان عنده عن فلان وفلان. وذكره ابن حبّان في الثّقات. أما الدار قطني فضعفه. وقال ابن عديّ: حدث عن مسعر، والثّوريّ، والحسن بن صالح، وغيرهم بأحاديث لا يتابع عليها. وروى عنه: أسيد بن عاصم، وعبد الله بن محمد بن سلاّم، والقاسم بن نصر المخرّميّ. ثم روى له ابن عديّ أحاديث وقال: هذه الأحاديث مع سائر رواياته التي لم أذكرها عامّتها ما لا يتابع عليه، وهو ضعيف. قلت: توفّي سنة سبعٍ وعشرين ومائتين.
4 (إسماعيل بن عيسى العطار.)
بغداديّ صدوق.

(16/96)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 97
عنده عن: إسماعيل بن زكريّا الخلقانيّ، وزياد بن عبد الله البكّائيّ. وعنده المبتدأ، عن أبي حذيفة البخاريّ. روى عنه: الحسن بن علّوية القطان، وأحمد بن عليّ البربهاريّ، وغيرهما. توفّي سنة اثنتين وثلاثين ومائتين. وثقة الخطيب، وغيره. وضعّفه الأزدي.
4 (أصبغ بن الفرج بن سعيد بن نافع خ. ت. س.)
أبو عبد الله الأموي الفقيه، مولى عمر بن عبد العزيز. ولد بعد الخمسين ومائة. وإنما طلب العلم كبيراً، فلم يلق مالكاً ولا اللّيث، بل تفقّه على ابن وهب، وعبد الرحمن بن القاسم وروى عنهما، وعن: أسامة بن زيد، وأخيه عبد الرحمن بن زيد، وعبد العزيز

(16/97)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 98
الدّراورديّ، وحاتم بن) إسماعيل، والعبّاس بن خلف بن إدريس بن عمر بن عبد العزيز، وعيسى بن يونس، وغيرهم. وعنه: خ. و ت. س. بواسطة، وأحمد بن الحسن التّرمذيّ، واحمد بن الفرات، والربيع الجيزيّ، وأبو الدّرداء عبد العزيز بن المروزيّ، وإسماعيل سمّويه، وبكر بن سهل الدّمياطيّ، ويحيى بن عثمان بن صالح، وأبو يزيد القراطيسيّ، وخلق. ذكره يحيى بن معين فقال: كان من اعلم خلق الله برأي مالك يعرفها مسألة مسألة، ومتى قالها مالك ومن خالفه فيها. وقال أحمد بن عبد الله العجليّ: ثقة صاحب سنّة. وقال أبو حاتم: كان أجلّ أصحاب ابن وهب. وقال ابن يونس: كان يحيى بن عثمان يقول: هو من ولد عبيد المسجد. كان بنو أميّة يشترون للمسجد عبيداً يخدمونه، وهو من ولد أولئك. وكان مضطلعاً بالفقه والنّظر. توفّي لأربعٍ بقين من شوّال سنة خمسٍ وعشرين. وكان ذكر للقضاء في مجلس عبد الله بن طاهر، فسبقه سعيد بن عفير. وقال ابن يونس: حدّثني عليّ بن الحسن بن قديد، عن يحيى بن عثمان بن صالح، عن أبي يعقوب البويطيّ أنّه كان حاضراً في مجلس ابن طاهر الأمير حين أمر بإحضار شيوخ مصر. قال: فقال لنا: إنّي جمعتكم لترتادوا لأنفسكم قاضياً. فكان أول من تكلّم يحيى بن بكير، ثم تكلم ابن ضمرة الزّهريّ فقال: أصلح الله الأمير، أصبغ بن

(16/98)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 99
الفرج الفقيه العلم الورع، فذكر الحكاية. وقال بعض الكبار: ما أخرجت مصر مثل أصبغ. وقال ابو نصر: سمعت الربيع والمزنيّ يقولان: كنّا نأتي أصبغ قبل قدوم الشّافعيّ، فنقول له: علّمنا مّما علّمك الله. وقال مطرّف بن عبد الله: أصبغ أفقه من عبد الله بن عبد الحكم. وروى عليّ بن قديد، عن شيخ له قال: كان بين أصبغ وبين ابن عبد الحكم مباعدة، وكان أحدهما ويرمي الآخر بالبهتان. وقال ابن وزير: كان أصبغ خبيث اللّسان، وربمّا كان صاعقة. ومن مناقب أصبغ: قال ابن قديد: كتب المعتصم في أصبغ ليحمل إليه في المحنة، فهرب واختفى بحلوان رحمه الله.) وفيه يقول الجمل الشاعر في مدح الخليفة:
(وطويت أصبغ حقبةً في بيته .......... فسترته جدر البيوت السّتّر)

(أبدلته برجاله وجموعه .......... خرقاً مقاعدة النّساء الخدّر)

(فإذا أراد مع الظلام لحاجةٍ .......... أخذ النّقاب وفضل مرط المعجر)

(16/99)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 100
4 (أصرم بن حوشب.)
القاضي أبو هشام الهمدانيّ. قاضي همدان. حدّث في سنة ثلاثين ومائتين عن: قرّة بن خالد، وزياد بن سعد، وعبد الله بن إبراهيم الشّيبانيّ، ومندل بن عليّ، وجماعة. وعنه: إبراهيم بن سعيد الجوهريّ، وعثمة بن الفضل، وابن قهزاد، وعثمان بن صالح الحنّاط، ومحمد بن يحيى الأزديّ، وطائفة سواهم. قال ابن معين: كذّاب خبيث. وقال البخاريّ: متروك. قال أبو إسحاق الجوزجانيّ: كتبت عنه بهمدان سنة ثلاثين. وهو ضعيف.

(16/100)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 101
4 (أغلب بن إبراهيم بن الأغلب التميميّ.)
أمير القيروان وابن أميرها. ولي الأمر بعد أخيه زيادة الله بن إبراهيم فبقي ثلاثة أعوام ومات في ربيع الآخر سنة ستّ وعشرين. ثم ولي بعده ولده محمد بن الأغلب وطالت أيّامه، وبقي تسع عشرة سنة.
4 (أيّوب بن سليمان بن بلال خ. د. ت. ن.)
أبويحيى القرشيّ التّيميّ، مولاهم المدنيّ. مشهور صدوق، لم أره لحق أباه، وإنّما روى عن رجلٍ، عن أبيه. وهو عبد الحميد بن أبي أويس، له عنه نسخة. وحكى عن: عبد العزيز بن أبي حازم. وعنه: خ. ود. ت. ن. بواسطة، وأحمد بن شبّويه المروزيّ، وإبراهيم بن أبي داود البرلّسيّ، والزّبير بن بكّار، وأبو حاتم، ومحمد بن إسماعيل التّرمذيّ، وعبد الله بن شبيب، وجماعة. وذكره ابنٍ حبّان في الثّقات وقال: سمع مالكاً.) ومات سنة أربعٍ وعشرين.

(16/101)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 102
4 (أيّوب بن سليمان البصريّ المكتّب.)
عن: أبي عوانة، وأبي هلال. وعن عمّه عمر بن معدان. وعنه: عليّ بن نصر الجهضميّ، ومحمد بن شعبة بن جوان.

(16/102)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 103
4 (حرف الباء)

4 (بابك الخرّمي.)

(16/103)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 104
مذكور في الحوادث في أماكن.
4 (بشار بن موسى الخفّاف.)
أبو عثمان العجليّ أو الشّيبانيّ البصريّ. عن: شريك، وأبي عوانة، عبيد الله بن عمرو الرّقّيّ، ويزيد بن زريع، وعطاء بن مسلم الخفّاف، وخلق. وعنه: أحمد بن حنبل، وابنه عبد الله بن أحمد الدّورقيّ، والحسن بن علّوية، وصالح جزرة، وأبو القاسم البغويّ. قال عليّ بن المدينيّ: ما كان ببغداد أصلب في السّنة منه. وقال ابن عديّ: أرجو أنّه لا بأس به. وقول من وثّقه أشبه. وقال أبو داود: كان أحمد يكتب عنه وأنا لا أحدّث عنه. وقال ابن معين: ليس بثقة.

(16/104)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 105
وقال البخاريّ: منكر الحديث. وقال الفلاّس: ضعيف الحديث. توفّي سنة ثمانٍ وعشرين في رمضان.
4 (بشر الحافي بن الحارث بن عبد الرحمن بن عطاء.)

(16/105)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 106
أبو نصر المروزيّ، ثم البغداديّ الزّاهد الكبير المعروف ببشر الحافي. وهو ابن عمّ عليّ بن خشرم المحدّث. سمع: إبراهيم بن سعد، وحمّاد بن زيد، وأبا الأحوص، وشريكاً، ومالكاً، والفضيل بن عياض، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وخالد بن عبد الله الطّحّان، والمعافي بن عمران، وعبد الله بن) المبارك، وغيرهم. وعنه: أحمد الدّورقيّ، ومحمد بن يوسف الجوهريّ، ومحمد بن المثنّى السمسار، وسريّ السّقطيّ، وعمر بن موسى الجلاّء، وإبراهيم بن هاني، وخلق غيرهم. وكان عديم النّظير زهداً وورعاً وصلاحاً. كثير الحديث إلاّ أنّه كان يكره الرواية، ويخاف من شهوة النّفس في ذلك، حتّى أنّه دفن كتبه. أخبرنا المسلّم، والمؤمّل، وغيرهما كتابةً قالوا: أن أبو اليمن الكنديّ، أنا أبو منصور الّشّيبانيّ أنا أبو بكر الخطيب: أخبرني أبو سعد المالينيّ، أنا أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر، ثنا جعفر بن محمد السنديّ، ثنا محمد بن جعفر السّمسار: سمعت بشر بن الحارث يقول: سمعت العوفيّ، عن الزهريّ، عن أنس قال: اتخذ النبي صلى الله عليه وسلم خاتماً، فلبسه، ثم ألقاه.

(16/106)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 107
وعن بشر أنه قيل له: ألا تحدث قال: أنا أشتهي أن أحدث، وإذا اشتهيت شيئاً تركته. وقال إسحاق الحربيّ: سمعت بشرَ بن الحارث يقول: ليس الحديث من عدة الموت. فقلت له: قد خرجت إلى أبي نعيم. قال: أتوب إلى الله بذهابي. وعن أيوب العطّار سمع بشراً يقول: ثنا حمّاد بن زيد ثم قال: أستغفر الله، إ نّ لذكر الإسناد في القلب خيلاء. وقال أبو بكر المرروزيّ: سمعت بشراً يقول: الجوع يصّفي الفؤآد، ويميت الهوى، ويورث العلم الدّقيق. وقال أبو بكر بن عثمان: سمعت بشر بن الحارث يقول: إ نّي لأشتهي شواءً منذ أربعين سنة، ما صفى لي درهمه. وقال الحسن بن عمرو: سمعت أبا نصر التّمّار يقول: أتاني بشر ليلةً، فقلت الحمد لله الذي جاء بك. جاءنا قطن من خراسان، فغزلته البنت وباعته، واشترت لنا لحماً، فتفطر عندنا. قال: لو أكلت عند أحد أكلت عندكم. إنّي لأشتهي الباذنجان منذ سنين. فقلت: وإن فيها الباذنجان من الحلال. فقال: حتّى يصفو لي حبّ الباذنجان.

(16/107)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 108
وقال محمد بن عبد الوهّاب الفرّاء: سمعت عليّ بن عثّام يقول: أقام بشر بن الحارث بعّبادان) يشرب من ماء البحر، ولا يشرب من حياض السلاطين، حتّى أضرّ بجوفه، ورجع إلى أخيه وجعاً. وكان يتخذ المغازل ويبيعها. فذاك كسبه. وقال موسى بن هارون الحافظ: ثنا محمد بن نعيم بن الهيثم قال: رأيتهم جاؤوا إلى بشر فقال: ياأهل الحديث علمتم أنه يجب عليكم فيه زكاة، كما يجب على من ملك مائتي درهم، خمسة دراهم. وقال محمد بن هارون أبو نشيط: نهاني بشر بن الحارث عن الحديث وأهله. وقال: أقبلت إلى يحيى القطّان، فبلغني أنّه قال: أحبّ هذا الفتى لطلبه الحديث. وذكريعقوب بن بختان الفرّاء أنّه سمع بشر بن الحارث يقول: لاأعلم أفضل من طلب الحديث والعلم لمن اتّقى الله، وحسنت نيّته فيه. وأمّا أنا، فأستغفر الله من كلّ خطوة خطوت فيه. وقيل كان بشر يلحن ولا يعرف العربية. وعن المأمون قال: لم يبق أحداً نستحي منه غير بشر بن الحارث. وقال أحمد بن حنبل: لو كان بشر تزوّج لتمّ أمره.

(16/108)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 109
وقال إبراهيم الحربيّ: ما أخرجت بغداد أتمّ عقلاً من بشر، ولا أحفظ للسانه. كان في كل شعرةٍ منه عقل، وطيء النّاس عنقه خمسين سنة ما عرف له غيبة لمسلم. وما رأيت بعيني أفضل من بشر. وعن بشر قال: المتقلب في جوعه، كالمتشحّط في دمه في سبيل الله. وعنه قال: شاطرٌ سخيّ أحبّ إلى الله من صوفيّ بخيل. وعنه قال: أمس قد مات، واليوم في النزاع، وإذاً لم يولد بعد. وعنه قال: لا يفلح من ألف أفخاذ النّساء. وعنه قال: إذا أعجبك الكلام فاصمت، وإذا أعجبك الصّمت فتكلّم. وقيل إنّ بعضهم تسمّع على بشر فسمعه يقول: اللّهم إن تعلم أنّ الذّلّ أحبّ إليّ من العزّ، وأنّ الفقر أحبّ إليّ من العزّ، وأنّ الفقر أحبّ إليّ من الغنى، وأنّ الموت أحبّ إليّ من الحياة. وعن بشر قال: قد يكون الرجل مرائياً بعد موته. قالوا: وكيف هذا قال: يحبّ أن يكثر النّاس في جنازته.) وعنه قال: لا تجد حلاوة العبادة حتّى تجعل بينك وبين الشّهوات سدّاً من حديد. أخبرنا القاضي أبو محمد بن علوان، أنا أبو محمد بن قدامة الفقيه سنة إحدى عشرة وستّمائة قال: حدّثني ابني أبو المجد عيسى، أنا أبو طاهر بن المعطوش، أنا أبو الغنايم محمد بن محمد، أنا أبو إسحاق البرمكّي، أنا

(16/109)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 110
عبيد الله بن عبد الرحمن الزّهريّ: حدّثني حمزة بن الحسين البزّاز، ثنا عبد الله بن محمد بن عيسى: حدّثني حمزة بن دهقان قال: قلت ليبشر بن الحارث: أحبّ أن أخلو معك. قال: إذا شئت. ونكون يوماً، فرأيته قد دخل قبةً، فصلّى فيها أربع ركعات، لا أحسن أصلّي مثلها، فسمعته يقول في سجوده: اللّهم إنّك تعلم فوق عرشك أنّ الذّلّ أحبّ إليّ من الشّرف، اللّهم إنّك تعلم فوق عرشك أنّ الفقر أحبّ إليّ من الغنى، اللّهمّ إنّك تعلم فوق عرشك أنّي لا أؤثر على حبك شيئاً. فلمّا سمعته أخذني الشهيق والبكاء. فلمّاسمعني قال: اللّهم أنت تعلم أنّي لو اعلم أنّ هذا ها هنا لم أتكلّم. وقال صالح بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي يقول: من زعم أنّ أسماء الله مخلوقة فقد كفر. وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: ثنا محمد بن المثنّى صاحب بشر بن الحارث. قال: قال رجل ليبشر وأنا حاضر: إنّهذا الرجل، يعني أحمد بن حنبل، قيل له: أليس الله قديماً، وكلّ شيءٍ دونه مخلوق قال: فما ترك بشر الرجل يتكلّم حتّى قال: ألا كلّ شيءٍ مخلوق إلاّ القرآن. قال المروزي فيما رواه الخلاّل، عنه، عن عبد الصّمد العبّادانيّ: قال رجل ليبشر بن الحارث: يا أبا نصر يدخل أحدٌ من الموحّدين النّار. فقال: استرحت إنّ كان هذا عقلك. وقال أحمد بن بشر المرثديّ: ثنا إبراهيم بن هاشم قال: دفنّا لبشر ثمانية عشر ما بين قمطر إلى قوصرة، يعني من الحديث. وقيل لأحمد بن حنبل: مات بشر، فقال: مات رحمه الله وما له نظير في

(16/110)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 111
هذه الأمّة إلاّ عامر بن عبد قيس، فإنّ عامراً مات ولم يترك شيئاً. ثم قال أحمد: لو تزوج كان قد تمّ أمر. رواها أبو العبّاس البرائيّ، عن المروزيّ، عن أحمد. ورأى بشراً بعض الفقراء بعد موته فقال: ما فعل الله بك) قال: غفر لي ولكلّ من اتّبع جنازتي، وكلّ من أحبّني إلى يوم القيامة. توفّي بشر رضي الله عنه في ربيع الأول سنة سبعٍ وعشرين قبل المعتصم بستّة أيّام، وله خمسٌ وسبعون سنة في يوم الجمعة ثالث عشر ربيع الأوّل. قال أبو بكر بن أبي داود: قلت لعليّ بن خشرم لمّا أخبرني أنّ سماعه وسماع بشر بن الحارث بن عيسى واحد. قلت له: فأين حديث أمّ زرع فقال: سماعي معه، وكتبت إليه أن يوجه به إليّ. فكتب إليّ: هل عملت بما عندك، حتّى تطلب ما ليس عندك قال عليّ: ولد بشر في هذه القرية وكان يتفتىّ في أول أمره. وقد جرح. وقال حسن المسوحي: سمعت بشر بن الحارث يقول: أتيت باب المعافى بن عمران، فدفقت الباب، فقيل لي: من فقلت: بشر الحافي. فقالت جويرية من داخل الدّار: لو اشتريت نعلاً بدانقين ذهب عنك إسم الحافي. وقال الحسن بن رشيق، عن عمر بن عبد الله الواعظ قال: كان بشر بن الحارث شاطراً يجرح بالحديد، وكان سبب توبته أنّه وجد قرطاساً في أتون

(16/111)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 112
حمّام فيه بسم الله الرحمن الرحيم، فعظم ذلك عليه، ورفع طرفه إلى السّماء وقال: سيّدي، إسمك هنا ملقى. فرفعه، وقلع عنه السّحاة التي هو فيها، وأعطى عطّاراً درهماً، فاشترى به غالية، لم يكن معه سواه، ولطّخ بها تلك السحاة، وأدخله شقً حائط. وانصرف إلى زجّاج كان يجالسه. فقال له الزّجّاج: والله يا أخي، لقد رأيت لك في هذه اللّيلة رؤيا ما أقولها حنّى تحدّثني ما فعلت بينك وبين الله. فذكر له شأن الورقة. فقال: رأيت كأن قائلاً يقول لي في المنام: قل ليبشر ترفع لنا إسماً من الأرض إجلالاً أن يداس، لنتوهّن باسمك في الدّنيا والآخرة. وذكر أبو عبد الرحمن السّلميّ أنّ بشراً كان من ابناء الرؤساء والكتبة. صحب الفضيل بن عياض. سألت الدّارقطنيّ عنه فقال: زاهد، جبل، ثقة، ليس يروي إلاّ حديثاً صحيحاً. وعن بشر قال: لا أعلم أفضل من طلب الحديث، والعلم لمن اتّقى الله وحسنت نيّته فيه. وأمّا أنال فأستغفر الله من كلّ خطوة خطوت فيه. وقال جعفر البردانّي: سمعت بشر بن الحارث يقول: إنّ عوج بن عنق كان ياتي البحر، فيخوضه برجله، ويحتطب السّاج، وكان أوّل من دلّ على السّاج وجبله. وكان يأخذ من البحر) حوتاً بيده، فيشويه في عين الشمس. وقيل لقي بشراً رجلٌ، فجعل يقبّل بشراً ويقول: يا سيّدي أبا نصر. فلمّا ذهب تغرغرت عينا بشر وقال: رجلٌ أحبّ رجلاً على خير توهّمه، لعلّ المحبّ قد نجا، والمحبوب لا يدرى ما حاله.

(16/112)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 113
وقال إبراهيم الحربيّ: رأيت رجالات الدّنيا، فلم أر مثل ثلاثة: رأيت أحمد بن حنبل، وتعجز الدنيا أن تلد مثله. ورأيت بشر بن الحارث من قرنه إلى قدمه مملوءاً عقلاً. ورأيت أبا عبيد كأنّه جبل نفخ فيه علم. وقال أيضاً: لو قسّم عقل بشر على أهل بغداد صارواعقلاء. قلت: وقد روى له أبو داود في كتاب المسائل والنّسائيّ في مسند عليّ.
4 (بشر بن عبيد)
أبو عليّ الدّارسيّ. ودارس بليدة من نواحي البصرة على البحر. روى عن: سلمة بن الصّلت، وأبي يوسف القاضي، وطحلة بن زيد، وغيرهم. وعنه: أبو حاتم، وأحمد بن محمد بن معلّى الآدميّ، وعبيد الله بن جرير بن جبلة. قال أبو حاتم: كتبت عنه في أيام سليمان بن حرب. وقال ابن عديّ: منكر الحديث، بيّن الضّعف. وقال الأزديّ: كذّاب. قلت: مات سنة ستٍّ وعشرين ومائتين. بشر بن عبيس.

(16/113)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 114
في الطبقة الآتية.
4 (بشر بن محمد خ.)
أبو محمد المروزي السّختيانيّ. سمع: ابن المبارك، والفضل بن موسى السّينانيّ، ويحيى بن واضح. وعنه: البخاريّ، وأحمد بن سيّار، وإسحاق بن الفيض الإصبهانيّ، وجعفر الفريانيّ. وقال ابن عساكر في النّبل إنّه مات سنة أربعٍ وعشرين. وهذا لا يستقيم، فإن الفريابيّ رحل سنة ثمانٍ أو تسعٍ وعشرين، ولحقه.) وقد ذكره ابن حبّان في الثقات، وقال: كان مرجئاً. ذكر وفاته في سنة أربعٍ وعشرين: البخاريّ، والكلاباذيّ.
4 (بشر بن الوضاح.)
أبو الهيثم البصريّ.

(16/114)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 115
عن: بشير بن عقبة الدّورقيّ، وعبّاد بن منصور النّاجي، والحسن بن أبي حعفر. وعنه: أحمد بن يوسف السّلميّ، ومحمد بن إسماعيل البخاريّ في تاريخه، ومحمد بن بشّار، ومحمد بن المثنّى، وجماعة. قال عبد العزيز بن معاوية القرشيّ: حدّثني بشر بن الوضّاح وكان من خيار المسلمين. وذكره ابن حبّان في الثّقات. وقال ابن أبي عاصم: مات سنة إحدى وعشرين. وروى له التّرمذيّ في الشمائل.
4 (بكّار بن محمد بن عبد الله بن محمد بن سيرين السّيرينيّ البصريّ.)
كبير مسنّ. روى عن: ابن عون، وأيمن بن نابل، وعبّاد بن راشد، وسفيان الثّوريّ. وعنه: الحسن بن محمد الزّعفرانيّ، وإبراهيم بن أبي داود البرلّسيّ، ويعقوب الفسويّ، وعبّاد ابن عليّ البصريّ، وأبو مسلم الكجّيّ، ومحمد بن زكريا الغلابيّ.

(16/115)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 116
قال أبو حاتم: مضطّرب لا يسكن القلب إليه. وقال أبو زرعة: ذاهب الحديث. وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: ثنا الحسين بن الحسن الرازيّ قال: سئل يحيى بن معين عن بكّار السّرينيّ فقال: كتبت عنهوليس به بأس. وقال غيره: توفّي سنة أربعٍ وعشرين.
4 (بكر بن الأسود العايذيّ.)
ويقال له: بكّار. كوفيّ، ثقة. روى عن: أبي بكر بن عياش، ويحيى بن ابي زائدة، وابن المبارك، وطبقتهم. وعنه: أبي سعيد الأشجّ، ومحمد بن عبيد بن عتبة، وأبو زرعة، وأبو حاتم وآخرون.) كنيته أبو عمر. قال أبو حاتم: صدوق.
4 (بيان بن عمر البياني البخاريّ)

(16/116)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 117
أحد العلماء العبّاد ومن أئمة السّنّة. سمع يحيى القطّان، ويزيد بن هارون وجماعة. وعنه: خ.، وأبو زرعة الرازيّ وعبيد الله بن واصل. وثقة ابن حبّان. ومات سنة اثنتين وعشرين. وبيان بالياء آخر الحروف. قال الحسين بن عمرو البخاريّ كان بيان بن عمرو يقرأ القرآن في كلّ يوم وليلة ثلاث مرات. فقلت له: كيف تقرأ هذا القراءة قال: يسّر الله عليّ ذلك. قال الحسين: كان يفرغ من الختمة الثالثة عند السحر ثم يأخذ بالبكاء والتضرع. رحمة الله عليه. وقال عبيد الله بن واصل: كان بيان بن عمرو يدخل بستانه، ولا يخرج حتى يصلّي عند كل شجرة ركعتين.

(16/117)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 118
قال ابن أبي حاتم بيان بن عمرو أبو محمد البخاريّ روي عن سالم بن نوح، ويحيى بن سعيد القطان، وابن مهديّ. سمعت أبي يقول ذلك. وهو شيخ مجهول، والحديث الذي رواه عن سالم بن نوح حديث باطل. قلت قوله: مجهول، ممنوع. وأمّا في الحديث الذي رواه فسالم له مناكير، لعل هذا منها. قال فيه ابن معين: ليس بشيء. قلت: ولهذا لم يخرّج له البخاريّ، وخرّج له مسلم.

(16/118)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 119
4 (حرف التاء)

4 (ترك الحذّاء المقريء.)
العبد الصالح. من مشاهير أصحاب سليم.) قرأ عليه: رجاء بن عيسى الجوهري، ومحمد بن عمر بن أبي مذعور. وقال أحمد بن محمد الأدميّ: كان ترك من أقرأ النّاس بالقرآن وأعبدهم.

(16/119)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 120
4 (حرف الثاء)

4 (ثابت بن موسى ق.)
أبو يزيد الكوفيّ العابد. عن: سفيان الثّوريّ، وشريك. وعنه: هنّاد، ومحمد بن عثمان بن كرامه، ومحمد بن عبيد المحاربيّ، وأحمد بن أبي غرزة، وأبو برزة الحاسب، ومحمد بن عبد الله مطّين، وآخرون. وهو ضعيف. وليس هو بثابت بن محمد الكوفيّ العابد. ذاك اقدم وأوثق. مرّ. وهذا هو صاحب حديث: من كثرة صلاته باللّيل حسن وجهه بالنّهار.

(16/120)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 121
رواه هنّاد، وابن كرامة، وابن ملاعب، وغيرهم، عن ثابت، عن شريك.

(16/121)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 122
وقال ابن عديّ: ثنا القاسم بن زكريّا، ومحمد بن عبد الله الرازيّ قالا: ثنا محمد بن عبيد المحاربيّ، ثنا ثابت بن موسى، عن شريك، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كانت له وسيلة إلى سلطان فدفع بها مغرماً أو جرّ بها مغنماً ثّبت الله قدميه يوم تدحض الأقدام. قلت: وقد ضعّفه أبو حاتم، وغيره. وتوفّي سنة تسعٍ وعشرين. قال أبو معين الحسين بن الحسن: سمعت يحيى بن معين يقول: ثابت أبو يزيد كذّاب.

(16/122)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 123
4 (حرف الجيم)

4 (جعفر بن إدريس الموصليّ.)
الزّاهد. أحد الأمّارين بالمعروف. استشهد في قلعة الروم بسميساط. وقد روى اليسير عن: سفيان بن عيينة، ووكيع. وعنه: محمد بن خطّاب، وإبراهيم بن الهيثم البلديّ. وقتل سنة اثنتين وعشرين ومائتين.
4 (جعفر بن حرب المهدانيّ المعتزليّ.)
) من كبار مصنفي المعتزلة لا بارك الله فيهم. أخذ بالبصرة عن: أبي الهذيل العلاّف، واختصّ بالواثق. ومات كهلاً سنة ثلاثين. وقيل سنة ستٍّ وثلاثين ومائتين.
4 (جنادة بن محمد بن أبي يحيى.)

(16/123)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 124
أبو عبد الله المرّيّ الدّمشقيّ. سمع: يحيى بن حمزة، وعيسى بن يونس، وعبد الحميد بن أبي العشرين. وكان فقيهاً مفتياً، من علماء دمشق. روى عنه أبو حاتم الرازيّ وأبو زرعة الدّمشقيّ، وعثمان بن خرّزاذ. توفّي في جمادى الآخرة سنة ستٍّ وعشرين. قال أبو حاتم: صدوق.
4 (جندل بن والق بن محرس.)
أبو عليّ التّغلبيّ الكوفيّ. عن: عمرو بن شمر، وشريك، وأبي الأخوس ومندل بن عليّ. وغيرهم. وعنه: البخاريّ في كتاب الأدب له، وأحمد بن ملاعب، وأحمد بن عليّ الخرّاز، ومطّين، وطائفة سواهم. مات في سنة ستٍّ وعشرين أيضاً.

(16/124)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 125
روى عنه من المتأخّرين: محمد بن عثمان، بن أبي شيبة، وأبو معين محمد بن الحسين الوادعيّ، والحسين بن جعفر القتّات. قال أبو حاتم: صدوق.
4 (جوين بن ضمرة القشيريّ.)
أبو عمر. سمع: حرب بن أبي العالية. وعنه: أبو زرعة، وأبو حاتم، ويعقوب بن إسماعيل الأزديّ. صدوق.)

(16/125)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 126
4 (حرف الحاء)

4 (حاجب بن الوليد بن ميمون الأعور.)
أبو أحمد الشاميّ المؤدّب، نزيل بغداد. عن: حفص بن ميسرة الصنعانيّ، وبقيّة، والوليد بن محمد الموقريّ، ومحمد بن حرب الأبرش، وجماعة. وعنه: م وأحمد بن سعيد الدّراميّ، والذّهليّ، وابن أبي الدّنيا، ويعقوب بن شيبة، وأبو القاسم البغويّ، وآخرون. وثّقة ابن حبّان، وغيره. ومات في رمضان سنة ثمانٍ وعشرين.

(16/126)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 127
وقع لي من عواليه.
4 (حبّان بن عمّار الحكم.)
أبو أحمد. والد الحسين بن حبّان تلميذ يحيى بن معين. عن: عبّاد بن عبّاد المهلّبيّ، ويحيى بن كثير البصريّين. وعنه: عليّ بن الحسن بن عبدويه الخزّاز، وعليّ بن عبد الله بن المبارك، والصّنعانيّ. حبيب بن أوس. أبو تمّام. سيأتي، ويقال توفّي سنة ثمانٍ وعشرين ومائتين.
4 (حجّاج بن إبراهيم الأزرق البغداديّ.)
نزيل مصر، ونزيل طرسوس.

(16/127)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 128
عن حمّاد بن زيد، وخالد بن عبد الله، وأبي شهاب الحنّاط، وأبي عوانة، وجماعة. وعنه: الربيع المراديّ، واحمد بن الحسن التّرمذيّ، وعبد الكريم الدّير عاقوليّ، وأبي الدّرداء عبد العزيز بن منيف، ومقدام بن داود الرّعينيّ، وطائفة. وكان ثقة إماماً صاحب سنّة، أكثر عن ابن وهب.
4 (حرب بن محمد بن عليّ بن حيّان.)
أبو عليّ الطّائليّ الموصليّ.) عن: مالك، وشريك، وأبي الأحوص والمعافي بن عمران. وعنه: ابناه عليّ ومعاوية، وجعفر بن أحمد النّصيبيّ. وكان متموّلاً كثير الأفضال على أهل الحديث. توفّي في سنة ستٍّ وعشرين ومائتين.
4 (حرميّ بن حفص بن عمر خ. د. ن.)

(16/128)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 129
أبو عليّ العتكيّ القسمليّ البصريّ. عن: حمّاد بن سلمة، وأبان بن يزيد، وعبد الواحد بن زياد، ومحمد بن عبد الله بن علاثة، ووهيب بن خالد، وعبد العزيز بن مسلم، وغيرهم. وعنه: خ و د. ن. بواسطة، وأبو بكر الأثرم، وإسماعيل القاضي، وإسماعيل سمّويه، وعليّ بن عبد العزيز البغوي، وعبد الله بن أحمد بن إبراهيم الدّورقيّ، وأحمد بن أبي خيثمة، وأبو مسلم الكجّيّ، ومحمد بن عثمان بن أبي سويد الذّراع، وخلق سواهم. قال أبو حاتم: أدركته وهو مريض، ولم أكتب عنه. قلت: قد عاش بعد ذلك مدّة. فإنّ البخاريّ، وغيره قال: مات سنة ثلاثٍ وعشرين. وقال بعضهم. سنة ستٍّ وعشرين. وكان ثقة
4 (حسان بن عبد الله الواسطيّ خ. ن. ت.)

(16/129)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 130
أبو علي الكنديّ نزيل مصر. عن: اللّيث وابن لهيعة، وفضل بن فضالة، وخلاّد بن سليمان الحضرميّ وجماعة. وعنه: خ. و ن. ت. بواسطة، وإسحاق بن سيّار النصّيبيّ ومحمد بن إسحاق الصّغانيّ، وفهر بن سليمان الدّلاّل، ويعقوب الفسويّ، ويحيى بن عثمان بن صالح السّهميّ، وجماعة. قال أبو حاتم: ثقة. وقال ابن يونس: كان أبوه واسطيّاً، وولد حسّان بمصر وبها توفّي سنة اثنتين وعشرين ومائتين..
4 (حسّان بن غالب بن نجيح الرّعينّي.)
مولاهم المصريّ أبو القاسم.) روى عن: اللّيث، ومالك، وابن لهيعة وعبد الله بن سويد بن حبّان. قال ابن يونس: كان ثقة، توفّي بدلاص، من الصّعيد سنة ثلاث وعشرين

(16/130)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 131
ومائتين في رجب.
4 (الحسن بن بشر بن سلم بن المسيّب خ. ت. ن)
أبو عليّ الهمدانيّ البجليّ الكوفيّ. عن: أسباط بن نصر، وزهير بن معاوية، وشريك، وأبي إسرائيل الملائيّ إسماعيل بن خليفة، وأبي الأحوص، والمعافيّ بن عمران، وجماعة. وعنه: خ. و ت. ن. بواسطة، وإبراهيم الجوزجانيّ، وإبراهيم الحربيّ، وأحمد بن يونس الضّبّيّ، وإسماعيل سمّويه، وحرب الكرمانيّ وخلق سواهم. قال أبو حاتم: صدوق. وقال النّسائيّ: ليس بالقوي. وقال ابن عديّ: ليس هو بمنكر الحديث.

(16/131)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 132
وقال البخاريّ: مات سنة إحدى وعشرين ومائتين.
4 (الحسن بن الحدّاد بن طريف.)
أبو عليّ. عن: كثير بن سليم، وجسر بن الحسن، وإسماعيل ابن عيّاش. وعنه: أبو حاتم، ومحمد بن أيّوب الرّازيّان.
4 (الحسن بن الحكم القطربلّيّ)
حدّث ببغداد عن: الوليد بن مسلم، وشعيب بن حرب، وغيرهما. وعنه: يعقوب السّدوسيّ، وأبو القاسم البغويّ. توفّي سنة ثلاثين.
4 (الحسن بن الربيع البورانيّ ع.

(16/132)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 133
أبو عليّ البجليّ القسريّ الكوفيّ الحصّار الخشّاب عن:)
عبيد الله بن إياد بن لقيط، وعبد الجبّار بن الورد، وأبي الأحوص، وحمّاد بن زيد وأبي إسحاق الخميسي، وحازم بن الحسين، وخالد بن عبد الله، ومهديّ بن ميمون، وطائفة كبيرة. وعنه: خ.، و م.، و د.، والباقون بواسطة، وأبو زرعة، وأبو حاتم وأحمد بن ابي غرزة، وعثمان بن سعيد الدّارميّ، وعليّ بن عبد العزيز البغويّ، وإسماعيل سمّويه، وخلق.) قال أحمد بن عبد الله العجليّ: ثقة، صالح، متعبّد. كان يبيع البواري. وقال أبو حاتم: كان من أوثق أصحاب عبد الله بن إدريس. وقال غيره: كان يبيع الخشب والقصب. قال ابن سعد: مات في رمضان سنة إحدى وعشرين، وكان من

(16/133)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 134
أصحاب ابن المبارك.
4 (الحسن بن شوكر.)
أبو عليّ البغداديّ. عن: إسماعيل بن جعفر، وخلف بن خليفة، وهشيم، وإسماعيل بن عيّاش، وجماعة. وعنه: د.، والحسن بن عليّ المعمريّ، ومحمدبن عبدوس السّرّاج، والهيثم بن خلف الدّوريّ، وجماعة. وثقة ابن حبّان، ومات قريباً من سنة ثلاثين.
4 (الحسن بن عبيد الله بن الحسن العنبريّ.)
قاضي البصرة وابن قاضيها.

(16/134)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 135
توفّي سنة ثلاث وعشرين. ورّخه شباب العصفريّ.
4 (الحسن بن عمرو السّدوسيّ البصريّ د.)
عن: جرير بن عبد الحميد، وعبد الله بن الوليد العدنيّ، وهشيم، ووكيع، وغيرهم. وعنه: د.، وإسحاق بن سّيار النّصيبيّ، وعثمان بن سعيد الدّارميّ، وآخرون.
4 (الحسن بن عمرو بن سيف العبديّ.)
ويقال الباهليّ. أبو عليّ البصريّ. عن: شعبة، ومالك بن مغول، وأبي بكر الهذليّ، والحسن بن أبي جعفر الحفريّ. وعنه: الذّهليّ، وأبو أميّة الطّرسوسيّ، وابن وارة، ومحمد بن أيّوب بن الضّريس، وعبد الله بن الدّورقيّ. وله غرائب وعجائب. تركوه.)

(16/135)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 136
4 (الحسن بن عمرو السّجستانيّ العابد.)
يروي عن: حمّاد بن زيد، وطبقته. وثقة ابن حبّان وقال: روى عنه: أهل بلده. توفّي سنة أربعٍ وعشرين ومائتين.
4 (الحسن بن محبوب بن الحسن بن هلال القرشيّ البصريّ.)
عن: أبيه، وحمّاد بن زيد، وعبد العزيز بن المختار. وعنه: أبو زرعة، وأبو حاتم.

(16/136)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 137
وقال أبو حاتم: لا بأس به.
4 (الحسن بن محمد الطّنافسي.)
أخو عليّ. عن: خاله يعلى بن عبيد، وأبي بكر بن عيّاش، وعبد الله بن إدريس. وعنه: أبو زرعة، ويحيى بن عبدك القروينيّ، وكثير بن شهاب.
4 (الحسين بن عبد الأول النّخعيّ الكوفيّ.)
عن: أبي خالد الأحمر، وأبي بكر بن عيّاش، وعبد الله بن إدريس، وأبي تميلة، وطبقتهم. وعنه: أبو حاتم الرازيّ، ومحمد بن عبد الله مطّين، وجماعة. وقال أبو زرعة: روى أحاديث لا أدري ما هي فلست أحدّث عنه. وقال أبو حاتم: تكلّم النّاس فيه. روى عن أبي تميلة، عن أبي

(16/137)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 138
المنيب، عن عطاء، عن جابر في صوم عاشوراء. وقال أبو بكر بن أبي شيبة: إنما ثنا أبو تميلة، عن أبي المنيب، عن عكناء بنت جابر بن زيد، عن أبيها. قلت: وهم فصحّف عكناء عطاء. قال مطّين: توفّي سنة تسعٍ وعشرين ومائتين.
4 (حفص بن عمر بن الحارث بن سخبرة خ. د. س.)
أبو عمر الأزديّ النّمريّ من النمر بن غيمان البصريّ، المعروف بالحوضيّ. عن: هشام الدّستوائيّ، وأبي قرّة واصل بن عبد الرحمن، وشعبة، وهمّام، ويزيد التستريّ،) ومحمد بن راشد المكحوليّ، وطائفة.

(16/138)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 139
وعنه: خ.، ود.، و ن بواسطة، و خ. أيضاً عن صاعقة عنه، وأحمد بن الفرات، وأحمد بن داود المكّيّ، وأبو مسلم الكجّيّ، وأحمد بن محمد بن عليّ الخزاعيّ، وإسماعيل القاضي، وعبد الله بن أحمد الدّورقيّ، وعثمان بن خرّزاذ، وأبو خليفة الجمحيّ، ومحمد بن أيّوب بن الضريس، ومعاذ بن المثنّى، وخلق. قال أبو طالب، عن أحمد بن حنبل: ثبتٌ متقن، لا يؤخذ عليه حرفٌ واحد. وقال عليّ بن المدينيّ: اجتمع أهل البصرة على عدالة أبي عمر الحوضيّ، وعبد الله بن رجاء. وقال عبيد الله بن جرير بن جبلة: أبو عمر الحوضيّ مولى النّمريّين صاحب كتاب متقن، رأيته أبيض الرأس واللّحية. قال: توفّي في جمادى الآخرة سنة خمس وعشرين ومائتين. وقال أبو حاتم: صدوق، متقن، أعرابيّ فصيح.
4 (الحكم بن نافع ع.)

(16/139)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 140
أبو اليمان الجمصيّ البهرانيّ، مولاهم. عن: حريز بن عثمان، وعفير بن معدان، وأبي بكر بن أبي مريم، وصفوان بن عمرو وأرطأة بن المنذر التابعيّين، وشعيب بن أبي حمزة، وسعيد بن عبد العزيز، وغيرهم. وعنه: خ.، والباقون بواسطة، وأحمد، وابن معين، وأبو عبيد، والذّهليّ، وأبو زرعة الدّمشقيّ، ومحمد بن عوف، وعليّ بن محمد الجكّانيّ، وخلق. وكان ثقة، نبيلاّ، إماماً، استقدامه المأمون من حمص إلى دمشق ليوليه القضاء على حمص.

(16/140)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 141
قال ابن معين: اعتقهم امرأةً من بهرا يقال لها: أمّ سلمة. وقال أبو حاتم: ثقة، نبيل. وقال سعيد البردعيّ: سمعت أبا زرعة الرازي يقول: لم يسمع أبو اليمان من شعيب إلاّ حديثاً واحداً، والباقي إجازة. وقال أحمد بن حنبل: كان يقول: أنا شعيب، واستحلّ ذلك بشيءٍ عجيب: كان شعيب عسراً في الحديث، فسأله أهل حمص أن يأذن لهم، وحضر ألو اليمان، فقال لهم: أرووا تلك الأحاديث عنّي. فكان ابن شعيب بن أبي حمزة يقول: جاءني أبو اليمان فأخذ كتب أبي منّي بعد، وهو) يقول: أنا. فكأنه استحلّ ذلك بأن سمع شعيباً يقول لقوم: أرووه عنّي. رواها الأثرم عن الإمام أحمد. وقال أبو داود: ثنا محمد بن عوف قال: لم يسمع أبو اليمان من شعيب إلاّ كلمة. وقال إبراهيم بن ديزيل: قال لي أبو اليمان: سألني أحمد بن حنبل: كيف سمعت الكتب من شعيب قلت: قرأت عليه بعضه، وقرأ عليّ بعضه، وأجاز لي بعضه، وبعضه مناولة. وقال في الآخر: قل في كلّه: أنا شعيب. وأما الأحوص بن الغلاّبيّ فروى عن أبيه أنّ يحيى بن معين قال: سألت أبا اليمان عن حديث شعيب فقال: ليس هو مناولة، المناولة لم أخرجها إلى أحد.

(16/141)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 142
قال أبو زرعة الدّمشقيّ: سمعت أبا اليمان يقول: ولدت سنة ثمانٍ وثلاثين ومائة. قال: ومات سنة إحدى وعشرين ومائتين. وكذا ورّخ موته محمد بن مصفّى الحمصيّ، والفسويّ. وقال البخاريّ: سنة اثنتين وعشرين. وقال أبو بكر محمد بن عيسى الطّرسوسيّ: سمعت أبا اليمان يقول: صرت إلى مالك، فرأيت ثمّ من الحجّاب والفرش شيئاً عجيباً، فقلت: ليس هذا من أخلاق العلماء. فمضيت وتركته، ثم ندمت بعد. قال أبو حاتم: كان يسمّى كاتب إسماعيل بن عيّاش، كما يسمّى أبو صالح كاتب اللّيث.
4 (حمّاد بن حمّاد بن خوار.)
أبو النّصر التميميّ الضّرير، شيخ معمّر، صدوق. روى عن: كامل أبي العلاء، وفضيل بن مرزوق، وأبي بكر النّهشلي. وعنه: أبو حاتم الرازيّ، ويعقوب الفسويّ، وغيرهما. قال أبو حاتم: لقيته بالكوفة سنة أربعٍ وعشرين ومائتين. وقال يعقوب: سمعت منه في بني حرام.

(16/142)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 143
4 (حمّاد بن محمد بن مجيب الفزاريّ الأزرق الكوفيّ.)
أبو محمد. نزيل بغداد.) عن: مبارك بن فضالة، ومحمد بن طلحة بن مصرّف، وغيرهما. وعنه: أبو بكر بن أبي الدّنيا، وصالح جزرة، وأبو القاسم البغويّ. وضعّفه جزرة. توفّي سنة ثلاثين ومائتين. أرّخه البغويّ، وقال: سمع من الأوزاعيّ، وسمعت منه. وقال العقيليّ. لم يصحّ حديثه. ثم ساق له عن أيّوب بن عتبة، عن عتيق بن طلق، عن أبيه، أن النبيّ صلى اللله عليه وسلم قال: من سئل عن علم فكتمه. الحديث.
4 (حمّاد بن مالك بن بسطام.)
أبو مالك الأشجعيّ الدّمشقيّ الحرستانيّ. عن: عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، والأوزاعيّ، وسعيد بن بشير.

(16/143)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 144
وعنه: الوليد بن مسلم، وهو أكبر منه، ومحمد بن عوف الحمصيّ، وابو زرعة الدّمشقيّ، ومحمد بن إسماعيل التّرمذيّ، وعثمان الدّارميّ، وأحمد بن إبراهيم البسريّ، وطائفة. قال أبو حاتم: أخرج حمّاد بن مالك أربعين حديثاً عن ابن جابر، فأخبر أبو مسهر بذلك فأنكره، وقال: لم يدرك ابن جابر. وسئل أبو حاتم عنه فقال: شيخ. وقال إسحاق بن إبراهيم الهرويّ: توفّي سنة ثمانٍ وعشرين ومائتين.
4 (حميد بن المبارك.)
عن: أبي إسماعيل المؤدب. وعنه: إسحاق الختّليّ، والحسن بن غسحاق العطّار. مات سنة ثلاثين ومائتين.
4 (حيوة بن شريح بن يزيد خ. د. ت. ق.)

(16/144)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 145
أبو العبّاس الحضرميّ الحمصيّ. عن: أبيه، وإسماعيل بن عيّاش، وبقية، والوليد بن مسلم، وجماعة. وعنه: خ.، ود.، و ت.، و ق. بواسطة، وأحمد بن حنبل، وأبو محمد الدّارميّ، وأبو زرعة الدّمشقيّ، وأبو حميد، وأحمد بن محمد العوهيّ، وخلق.) وثقة ابن معين، وغيره. وتوفّي سنة أربعٍ وعشرين ومائتين.

(16/145)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 146
4 (حرف الخاء)

4 (خالد بن خداش بن عجلان م. ن.)
أبو الهيثم المهلّبيّ، مولاهم البصريّ، نزيل بغداد. عن: مالك، وابي عوانة، وبكّأر بن عبد العزيز بن ابي بكرة، وحمّاد بن زيد، ومهدي بن ميمون، وجماعة.

(16/146)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 147
وعنه: م ون. بواسطة، واحمد بن زهير، وابن أبي الدّنيا، وأبو زرعة، وعثمان بن خرّزاد، وابنه محمد بن خالد، وطائفة. قال أبو حاتم، وغيره: صدوق. وقال زكريّا السّاجيّ: فيه ضعف. قلت: أكثر ما نقموا عليه أنّه ينفرد بأحاديث عن حمّاد بن زيد، ولا ينكر ذلك فإنه كان ملازماً له. توفّي في جمادى الآخرة سنة ثلاثٍ وعشرين.
4 (خالد بن خلي الكلاعيّ الحمصيّ خ. ن.)
أبو القاسم قاضي حمص.

(16/147)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 148
سمع: بقية، ومحمد بن حرب، وسلمة بن عبد الملك العوصيّ، ومحمد بن حمير، وغيرهم. وعنه: خ.، ون.، بواسطة، وأبو زرعة الدّمشقيّ، ومحمد بن عوف، وابنه محمد بن خالد، وجماعة. قال النّسائيّ: ليس به بأس. قال أبو القاسم عبد الصّمد بن سعيد القاضي: سمعت سليمان بن عبد الحميد البهرانيّ يقول: لما وجّه المأمون إلى أهل حمص ليقدموا عليه دمشق، فوقع اختياره على أربعة: يحيى بن صالح الوحاظيّ، وأبو اليمان، وعليّ بن عيّاش، وخالد بن خليّ. فأدخلوا. فأوّل من دخل أبو اليمان، فقال له يحيى بن أكثم: ما تقول في يحيى بن صالح قال: أورد علينا من هذه الأهواء شيئاً لا نعرفه.) قال: فما نقول في عليّ بن عيّاش قال: رجل صالح لا يصلح للقضاء. قال: فخالد بن خليّ قال: أنا أقرأته القرآن. فأمر به فأخرج. ثم أدخل يحيى فقال: ما تقول في الحكم بن نافع؟

(16/148)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 149
قال: شيخ من شيوخنا مؤدّب أولادنا. قال: فعليّ بن عيّاش قال: رجل صالح لا يصلح. قال: فخالد بن خليّ قال: عنّي أخذ العلم، وكتب الفقه. فأخرج، وادخل عليّ بن عيّاش، فحادثه ثم قال: ما تقول في الحكم بن نافع قال: شيخ صالح يقرأ القرآن. قال: فما تقول في يحيى بن صالح قال: أحد الفقهاء. قال: فخالد قال: رجل من أهل العلم. ثم اخذ يبكي، فكثر بكاؤه، ثم أخرج، وأدخل خالد بن خليّ، فقال له: ما تقول في أبي اليمان الحكم قال: شيخنا وعالمنا ومن قرأنا عليه القرآن. قال: فما تقول في يحيى قال: أحد فقهائنا، ومن أخذنا عنه العلم والفقه. قال: فما تقول في عليّ بن عيّاش قال: رجل من الأبدال، إذا نزلت بنا نازلة سألناه، فدعا الله تعالى فكشفها. وإذا أصابنا القحط سألناه، فدعا الله، فأسقانا الغيث. ثم عمد يحيى بن أكثم إلى سترٍ رقيق بينه وبين المأمون فرفعه، فقال له المأمون: يا يحيى، هذا) يصلح للقضاء فولّه. فامر بالخلع فخلعت عليه، وولاّه القضاء.
4 (خالد بن نزار بن المغيرة د. ن. أبو يزيد الأيليّ.)
عن: الأوزاعيّ، وغبراهيم بن طهمان، ونافع بن عمر، ومالك بن انس، وجماعة.

(16/149)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 150
وعنه: ابنه طاهر بن خالد، واحمد بن صالح المصريّ، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وهارون بن سعيد الأيليّ، وخلق آخرهم مقدام بن داود الرّعينيّ. وكان ثقة. توفّي سنة اثنتين وعشرين. قال الدانيّ: روى القراءة عرضاً، وسماعاً عن نافع بن أبي نعيم.
4 (خالد بن هيّاج بن بسطام الهرويّ.)
عن: أبيه. وعنه الحسين بن غدريس، ومحمد بن عبد الرحمن السّاميّ، وآخرون. توفّي سنة تسعٍ وعشرين بهراة.
4 (خالد بن يزيد)
أبو الوليد العدويّ العمريّ المكّيّ. وقيل: كنيته أبو الهيثم. روى عن: سلمة بن وردان، وابن جريج، وسفيان الثّوريّ، وابن أبي

(16/150)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 151
ذئب، وعمر بن صهبان، وابي الغصن ثابت بن قيس، وغبراهيم بن سعد. وعنه: عليّ بن حرب، ومحمد بن عوف الطّائيّ، وقطن النّيسابوريّ، وأحمد بن بكر البالسّ، ومحمد بن عليّ بن زيد الصّائغ، وموسى بن إسحاق الأنصاريّ، وآخرون. وسئل عنه ابن معين، فلم يعرفه. وقال ابن عديّ: عامّة ما يرويه لا يتابع عليه. وقال مرّة: عامّة أحاديثه مناكير. وضعّفه موسى بن هارون وقال: مات سنة تسعٍ وعشرين بمكة. وقد فرّق بينهما ابن عديّ، فذكر أولاً: أبا الوليد، فقال فيه: العدويّ. وقال في الثاني: يكنّى أبا الهيثم العمريّ.) قلت: ما كنّاه غير هشام بن عمّأر، بها. وذكره ابن حبّان، وقال: يروي الموضوعات عن الأثبات. وصدق والله ابن حبّان، فقد سرد له ابن عديّ جملةً واهية. ومنها: عن

(16/151)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 152
ابن جريج، عن ابن عبّاس: من حفظ على أمّتي أربعين حديثاً..
4 (خداش بن الدّخداخ بن الفنجلاخ.)
عن: مالك بن أنس، وابن لهيعة. وعنه: أحمد بن داود المكّيّ، ومحمد بن غالب تمتام، وغيرهما.
4 (الخضر بن محمد بن شجاع ن.)
أبو مروان الحرّانيّ، ابن أخي مروان بن شجاع. سمع: عمّه، وإسماعيل بن جعفر، وهشيماً، وابن المبارك، وطائفة. وعنه: محمد بن يحيى الذّهليّ، وإسماعيل بن عبد الله سمّويه، وهلال بن العلاء، وآخرون. قال أبو حاتم الرازيّ: جالسته بحرّان، وذكر أنّ عليه يميناً أنّه لايحدّث. كان صدوقًا. قلت: توفّي سنة إحدى وعشرين ومائتين.
4 (خلف بن خالد.)

(16/152)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 153
أبو المضاء القرشيّ، مولاهم المصريّ. روى عن: يحيى بن أيّوب، ونافع بن يزيد. توفّي سنة خمسٍ وعشرين ومائتين.
4 (خلف بن محرز.)
أبو مالك الهذليّ المدنيّ. عن: مالك، وحاتم بن إسماعيل، وعبد العزيز الدّراورديّ، وغيرهم. وكان رضيعاً لقاضي مصر هارون بن عبد الله الزّهريّ. قدم مصر وحدّث بها. روى عنه: سعيد بن غفير، ويحيى بن عثمان بن صالح. توفّي في ربيع الآخر سنة ثلاثين ومائتين.)
4 (خلف بن موسى بن خلف العمّيّ البصريّ.)

(16/153)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 154
عن: لأبيه، وحفص بن غياث. عنه: إسماعيل سمّويه، والبخاريّ في كتاب الأدب له، وأحمد بن يونس الضّبّيّ، ومحمد بن غالب تمتام، وجماعة. قال ابن أبي حاتم: مات سنة إحدى وعشرين ومائتين.
4 (خلف بن هشام بن ثعلب، وقيل ابن طالب، بن عراب م. د.)

(16/154)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 155
أبو محمد البغداديّ المقريء البزار. أحد الأعلام. له قراءة اختارها وأقرأ بها. وقد قرأ على: سليم صاحب حمزة. وسمع: مالكاً، وأبا عوانة، وأبا شهاب عبد ربّه الحنّاط، وحمّاد بن زيد، وأبا الأحوص، وشريكاً، وحمّاد بن يحيى الأبحّ، وجماعة. وعنه: م.، د.، وأحمد، وأبو زرعة، وموسى بن هارون، وإدريس بن عبد الكريم الحدّاد، وعرض عليه القرآن، وأحمد بن أبي خيثمة، وأبو يعلى الموصليّ، وأبو القاسم البغويّ، ومحمد بن إبراهيم بن أبان السّرّاج، وابنه محمد بن خلف، وورّاقه أحمد بن إبراهيم، وآخرون. قال أبو عمرو الدّاني إنّه قرأ أيضاً على أبي يوسف يعقوب الأعشى، وروى الحروف عن إسحاق المسيّبيّ، ويحيى بن آدم. روى عنه القراءة عرضاً: أحمد بن يزيد الحلوانيّ، وإدريس بن عبد الكريم، ومحمد بن الجهم، وسلمة بن عاصم، وأحمد بن زهير، ومحمد بن واصل، وإحمد بن إبراهيم الورّاق، ومحمد بن يحيى الكسائيّ، وجماعة لا يحصون كثرةً. قال حمدان بن هاني المقريء: سمعت خلفاً البزّار يقول: أشكل عليّ بابٌِ من النّحو، فأنفقت ثمانين ألف درهم حتّى حذقته. وقال عبد الملك بن حميد الميمونيّ: قال رجل لأبي عبد الله: ذهبت إلى خلف البزّار أعظه، بلغني أنّه حدّث بحديث أبي الأحوص، عن عبد الله: ما خلق الله شيئاً أعظم كذا. فقال أبو عبد الله: ما كان ينبغي له أن يحدّث بهذا في هذه الأيّام. قلت: يعني أيّام المحنة. والحديث: ما خلق الله من سماء ولا أرض ولا كذا أعظم من آية

(16/155)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 156
الكرسيّ. قال أحمد بن) حنبل لمّا أوردوا عليه هذا يوم المحنة: إنّ الخلق ها هنا وقع على السّماء والأرض، وهذه الأشياء لا على القرآن. قلت: وثّقه ابن معين، والنّسائيّ. وقال الدّار قطنيّ: كان عابداً فاضلاً. وقال: أعدت الصّلاة أربعين سنة كنت أتناول فيها الشراب على مذهب الكوفّيين. وقال الحسين بن فهم: ما رأيت أنبل من خلف بن هشام. كان يبدأ بأهل القرآن، ثم يأذن لأصحاب الحديث. وكان يقرأ علينا من حديث أبي عوانة خمسين حديثاً. وقيل: إنّ خلفاً كان يسرد الصّوم. وقد وقع لي حديثه بعلوّ: ثنا المؤمل بن محمد، وغيره قالوا: أنبأ الكنديّ، أنا أبو منصور القزّاز، أنا أبو بكر الخطيب، أنا عليّ بن محمد بن عبد الله بن بشران، أنا عثمان بن أحمد الدّقاق: ثنا إسحاق بن إبراهيم بن أبي حسّان الأنماطيّ: سمعت أحمد بن إبراهيم ورّاق خلف بن هشام أنّه سمع خلفاً يقول: قدمت الكوفة فصرت إلى سليم بن عيسى، فقال لي: ما أقدمك قلت: أقرأ على أبي بكر بن عيّاش. فقال: لا تريده. قلت: بلى. فدعا ابنه وكتب معه رقعة إلى أبي بكر، ولم أدر ما كتب فيها. فأتينا منزل أبي بكر.

(16/156)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 157
قال ابن أبي حسّان: وكان لخلف تسعة عشر سنة. فلمّا قرأ الورقة قال: أدخل الرجل. فدخلت وسلّمت، فصعّد فيّ النّظر، ثم قال: أنت خلف قلت: نعم. قال: أنت لم تخلّف ببغداد أحداً أقرأ منك. فسكتّ، فقال لي: أقعد، هات إقرأ. قلت: عليك قال: نعم. قلت: لا والله، لا أقرأ على رجل يستصغر رجلاً من حملة القرآن. ثم خرجت، فوجّه إلى سليم يسأله أن يردّني، فأبيت.) قال: ثم ندمت، واحتجت، فكتبت قراءة عاصم، عن يحيى بن آدم، عن أبي بكر بن عيّاش. توفّي في سابع جمادى الآخرة سنة تسعٍ وعشرين، وولد سنة خمسين ومائة. وقال النّقاش: قال يحيى الفحّام: رأيت خلف بن هشام بن في المنام، فقلت: ما فعل الله بك قال: غفر لي.
4 (خلف بن يحيى المازنيّ البخاريّ.)
قاضي الرّيّ.

(16/157)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 158
قال أبو نعيم الحافظ: ولي قضاء إصبهان، وروى عن: أبي مطيع البلخيّ، ومصعب بن سلاّم، وإبراهيم بن حمّاد البصريّ، وعصام بن طليق. وعنه: يحيى بن عبدك القزوينيّ، ومحمد بن إسماعيل الإصبهانيّ، وعليّ بن عبد العزيز البغويّ. قال أبو حاتم: متروك لا يشتغل به. كان يكذب.
4 (الخليل بن زياد المحاربيّ الكوفّي الخوّاصّ.)
كوفيّ سكن دمشق. سمع: عمرو بن ابي المقدام ثابت، وعليّ بن مسهر، وابا بكر بن عيّاش، وغيرهم. وعنه: أبو زرعة الدّمشقيّ، وابو حاتم. ويحتمل أن يكون هو الذي روى) د (في الدّيات، عن محمد بن يحيى، عن خليل، عن محمد بن راشد، فالله أعلم.

(16/158)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 159
4 (حرف الدال)

4 (دواد بن سليمان الجرجانيّ.)
عن: سليمان بن عمرو النّخعيّ، وعمرو بن جميع. وعنه: أحمد بن مهران الغصبهانيّ، وابو بكر بن ابي الدّنيا، وغيرهما. رماه ابن معين بالكذب.
4 (داود بن شبيب خ. د. ق.)
أبو سليمان الباهليّ البصريّ.

(16/159)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 160
عن: همام بن يحيى، وحمّاد بن سلمة، وحبيب بن أبي الجرميّ، وعبيدة بن أبي رائطة،) وجماعة. وعنه: خ.، ود.، وق. عن رجلٍ عنه، والذّهليّ، وأبو قلابة الرّقاشيّ، وأبو مسلم الكجّيّ، وحنبل بن إسحاق، وأحمد بن داود المكّيّ، ومحمد بن الضّريس، وأبو خليفة الجمحيّ، وهشام بن عليّ السّيرافي، وخلق. قال أبو حاتم: صدوق. وقال غيره: مات لسبعٍ خلون من زمضان، قاله البخاريّ، سنمة اثنتين أو ثلاث وعشرين ومائتين.
4 (داود بن أبي طيبة المقريء.)
أبو سليمان المصريّ. إسم أبيه هارون بن يزيد، مولى آل عمر بن الخطّاب. قرأ القرآن على ورش، وهو من جلّة أصحابه، وعرض على عليّ بن كيسة على سليم صاحب حمزة، فيما قيل. قرأ عليه: ابنه عبد الرحمن، وموسى بن سهل، والحسين بن عليّ بن زياد، وعبيد بن محمد البزّار، والفضل بن يعقوب الحمراويّ، وغيرهم. توفّي في شوال سنة ثلاثٍ وعشرين ومائتين
4 (داود بن عمرو بن زهير بن حميل على الصّحيح،)

(16/160)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 161
وقيل: ابن حميل بحاء مضمومة م. س. أبو سليمان الضّبّيّ البغداديّ. وضبّة هو ابن أدّ بن طابخة بن الياس. روى عن: جويرية بن اسماء، وحمّاد بن زيد، وإسماعيل بن عيّاش، وشريك، وابي الأحوص، وعبد الجبّار بن الورد، ونافع بن عمر الجمحيّ، وأبي معشر، ونجيح السّنديّ، وأبي شهاب الحنّاط، وخلق كثير. وعنه: م.، ون. بواسطة، واحمد بن حنبل، وإبراهيم الحربيّ، وعثمان بن خرزّاذ، وأبو بكر بن أبي الدّنيا، وأبو العلاء محمد بن احمد الوكيعيّ، وابو القاسم البغويّ، وأحمد بن الحسن الصوفيّ، وطائفة.) قال أبو الحسن محمد بن العطار: رأيت أحمد بن حنبل يأخذ لداود بن عمرو بالرّكاب. قال ابن معين: ليس به بأس.

(16/161)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 162
وقال البغويّ: ثنا داود بن عمرو بن زهير الثّقة المأمون. قلت: روى عنه مسلم حديثين، ووقع لي حديثه بعلوّ. أخبرنا أبو المعالي الأبرقوهيّ، أنا الفتح بن عبد الله، وأنا هبة الله بن أبي شريك، أنا أحمد بن محمد البزّار، أنا عيسى بن عليّ، ثنا عبد الله بن محمد، ثنا داود بن عمرو الضّبّيّ، ثنا محمد بن سالم الطّائفيّ، عن عمرو بن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحرب خدعة. توفّي في ربيع الأول سنة ثمانٍ وعشرين ومائتين.
4 (داود بن نوح السّمسار الأشقر.)
عن: حمّاد بن زيد، وغيره. وعنه: محمد بن إسحاق الصّنعانيّ، والحارث بن أبي أسامة، وغيرهما. توفّي سنة ثمانٍ وعشرين ومائتين.
4 (درهم بن مظاهر الأصبهانيّ.)

(16/162)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 163
حج ثلاثين حجة، وكان على المسائل بالبلد. يروي عن: عبد العزيز بن مسلم، وأبي صدقة الجدّيّ. وعنه: أحمد بن إبراهيم الدّورقيّ، وإسماعيل بن عبد الله سمّويه، وحجّاج بن يوسف بن قتيبة، ويحيى بن مطرف، وعبد الله بن محمد بن النعمان، والإصبهانيون. ولم يذكره ابن أبي حاتم في كتابه.
4 (دينا.)
أبو مكيس الحبشيّ. شيخ كبير زعم أنه مولى لأنس بن مالك، وانّه سمع منه. روى عنه: محمد بن موسى البربريّ، وعبد الله بن محمد بن ناجية، وغيرهما. وهو ساقط متروك باتّفاق. توفّي سنة تسعٍ وعشرين ومائتين. روى الطّبرانيّ في معجمه، عن محمد بن أحمد البصريّ القصّاص: ثنا دينار، عن أنس، فذكر) حديثاً. وممّن روى عنه عيسى بن يعقوب الزّجاج شيخ أبي بكر بن شاذان، وأحمد بن محمد بن غالب غلام خليل.

(16/163)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 164
ذكره ابن عديّ في كامله وقال: منكر الحديث ذاهب، شبه مجهول.

(16/164)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 165
4 (حرف الراء)

4 (رجاء بن السّنديّ.)
أبو محمد الإسفرائينيّ. من كبار أصحاب الحديث، لكنّه مات قبل أن ينتشر ذكره. وقد حدّث عن: أيوب بن النّجار، وأبي خالد الأحمر، وعبد الله بن وهب، وطائفة كبيرة. وعنه: أحمد بن حنبل، وأبو عبد الله البخاريّ، ومحمد بن محمد بن رجاء السّنديّ حفيده، وجماعة. توفّي سنة إحدى وعشرين ومائتين، وليس له شيء في الكتب السّتّة. وقال أبو حاتم: صدوق، كتبت عنه.
4 (الربيع بن يحيى بن مقسم خ. د.)

(16/165)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 166
أبو الفصل المرإيّ البصريّ الأشنانيّ. عن: شعبة، ومالك بن مغول، ومبارك بن فضالة، وزائدة، وطائفة. وعنه: خ ود.، وحرب بن إسماعيل الكرمانيّ، وأبو زرعة الرازيّ، ومحمد بن محمد التّمّار، وإسماعيل بن عبد الله سمّويه، وأبو مسلم الكجّيّ، ومحمد بن أيّوب بن الضّريس، وجماعة. قال أبو حاتم: ثقة ثبت. وأمّا الدّارقطنيّ فصرّح بضعفه، وقال أيضاً: ليس بقويّ يخطيء كثيراً. قال الحاكم: سألت الدّارقطنيّ عنه فقال: روى عن الثّوريّ، عن ابن المنكدر، عن جابر في الجمع بين الصّلاتين، وهذا يسقط مائة ألف حديث. وقال ابن قانع: مات سنة أربعٍ وعشرين.
4 (روح بن عبد الواحد.)

(16/166)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 167
أبو عيسى الحرّانيّ. عن: خليد بن دعلج، وزهير بن معاوية، وموسى بن أعين.) قال أبو حاتم: كتبت عنه بأذنه سنة تسع وعشرين ومائتين وليس هو بالمتقن.

(16/167)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 168
4 (حرف الزاي)

4 (زكريّا بن سهل المروزيّ.)
روى عن: ابن المبارك، والنّضر بن شميل، ومعن بن عيسى القزّاز، وجماعة. وعنه: أبو زرعة، وأبو حاتم، وغيرهما. حدّث بالرّيّ. قال أبو حاتم: صدوق.
4 (زكريا بن نافع الأرسوفي.)
روى عن: السّريّ بن يحيى، ومالك بن أنس، ومحمد بن مسلم الطّائفيّ، وعبّاد بن عبّاد الخوّاص، ومصعب بن ماهان، وغيرهم. وعنه: يعقوب الفسويّ، وعليّ بن الحسن السّنجانيّ، ومعاذ بن محمد خشنام النّسائيّ. ذكره هكذا ابن أبي حاتم. ولم يضعّفه لا هو ولا أحد.

(16/168)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 169
وقد تفرد بخبر طويل في قصّة سلمان الفارسيّ.
4 (زكريّا بن يحيى بن صالح بن سليمان بن مطر خ. ت.)
أبو يحيى البلخيّ اللّؤلؤيّ الحافظ الفقيه، أحد الأئمة. أخذ عن: أبي مطيع الحكم بن عبد الله الفقيه، وغيره. ورحل فأخذ عن: وكيع، وعبد الله بن نمير، وأبي أسامة، وغيرهم. وعنه: خ.، و ت. عن رجل عنه، وأحمد بن يسار المروزيّ، وعبد الصّمد بن سليمان، ويحيى بن منصور الهرويّ، وجعفر الفريابيّ، وغيرهم. قال الحسن بن حمّاد الصّاغانيّ: سمعت قتيبة يقول: فتيان يقول: فتيان خراسان أربعة: زكريّا بن يحيى اللّؤلؤيّ، والحسن بن شجاع، والدّارميّ، والبخاريّ. وقال ابن حبّان في كتاب الثّقات: كان ثقة صاحب سنّة وفضل، ممّن يردّ على أهل البدع، وهو صاحب كتاب الإيمان. ذكر أحمد بن يعقوب البلخيّ أنّه توفّي عند قتيبة ببغلان، يوم الأحد، لخمس بقين من ذي الحجّة، سنة ثلاثين، وهو ابن ستٍّ وخمسين سنة.) وقال غيره: توفّي في المحرمّ سنة اثنتين وثلاثين.

(16/169)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 170
4 (زيادة الله بن إبراهيم بن الأغلب التّميميّ.)
أمير القيروان وابن أميرها. توفّي سنة ثلاث وعشرين ومائتين.
4 (زيرك.)
أبو العبّاس الرازيّ. مولى معاذ بن مهاصر. سمع: جرير بن عبد الحميد، وعمر بن عليّ بن مقدّم، يونس بن بكير، وطبقتهم. وعنه: أبو حاتم، وعليّ بن الحسين بن الجنيد. قال ابن الجنيد: شيخ صدوق.

(16/170)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 171
4 (حرف السين)

4 (سعد بن محمد بن الحسن بن عطية بن سعد العوفيّ.)
عن: أبيه، وسليمان بن قرم، وفليح بن سليمان. وعنه: ابنه محمد بن سعد، ومحمد بن غالب تمتام، وأبو بكر بن أبي الدّنيا. وثقة بعضهم. وأمّا أحمد بن حنبل فقال: كان جهميّاً.
4 (سعد بن يزيد الفرّاء.)
أبو الحسن النّيسابوريّ. عن: إبراهيم بن طهمان، ومبارك بن فضالة، وموسى بن عليّ بن رباح، وابن لهيعة، وجماعة.

(16/171)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 172
وعنه: أيّوب بن الحسن، ومحمد بن عبد الوهّاب الفرّاء، وعليّ بن الحسن الذّهليّ، والحسن بن سفيان، وداود بن الحسين البيهقيّ، وآخرون. محلّة الصّدق.
4 (سعيد بن أسد بن موسى الأمويّ المصريّ.)
أبو عثمان. روى عن: ضمرة، ووالده.) وله مصنّفات في فضائل التّابعين رويت عنه، وكان فاضلاً. مات سنة تسعٍ وعشرين ومائتين.
4 (سعيد أشعث بن سعيد البصريّ.)
عن: أبيه عن أبي الربيع السّمّان، وأبي عوانة، وسعيد بن سلمة، وأبي بكر بن شعيب بن الحبحاب، ومحمد بن دينار. وعنه: أبو زرعة الرازيّ، وغيره. قال أحمد بن حنبل: ما أراه إلاّ صدوقاً.
4 (سعيد بن ابي مريم ع.)

(16/172)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 173
وهو سعيد بن الحكم بن محمد بن سالم. أبو محمد الجمحيّ. مولاهم المصريّ، أحد الثّقات. سمع: يحيى بن أيّوب، ونافع بن يزيد، وأسامة بن زيد بن أسلم، وأبا غسّان محمد بن مطرّف، ونافع بن عمر الجمحيّ، وسليمان بن بلال، ومحمد بن جعفر بن أبي كثير، واللّيث، ومالكاً، وإبراهيم بن سويد، وطائفة. وعنه: خ.، ثم هو والجماعة، عن رجلٍ، عنه، ومحمد بن يحيى الذّهليّ، ومحمد بن إسحاق الصّغانيّ، ومحمد بن عبد الله بن البرقيّ، ويحيى بن معين، ويحيى بن أيّوب العلاّف، ويحيى بن عثمان بن صالح، وحميد بن زنجويه، وعثمان الدارميّ، وأحمد بن حمّاد زغبه، وخلق كثير. في التهذيب ترجمة قدامة بن موسى الجمحيّ أنّه روى عن: أنس، وابن عمر وأنّ ابن أبي مريم لقي هذا. قال أبو داود: هو عندي حجّة. وقال أحمد العجليّ: ثقة. كان له دهليز طويل، وكان له دهليز طويل، وكان يأتيه الرجل

(16/173)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 174
فيقف، فيسلم عليه، فيردّ عليه: لا سلم الله عليك ولا حفظك، وفعل بك. فنقول: ما لهذا. ويأتي آخر فيقول: رافضيّ خبيث. ولا يظنّ ذاك إلاّ أنّه ردّ عليه سلامه. ولم أر بمصر أعقل منه ومن عبد الله بن عبد الحكم.) وقال عثمان الدّارميّ: كنت عنده، فاتاه رجل فسأله أن يحدثه، فامتنع، وسأله آخر فأجابه. فقال له الأول: سألتك ولم تجبني وأجبت هذا. وليس هذا حقّ العلم. فقال: إن كنت تعرف السّيبانيّ من الشّيبانيّ، وأبا جمرة من أبي حمزة، حدّثناك وخصصناك. وقال ابن يونس: كان ابن أبي مريم فقيهاً، ولد سنة أربعٍ وأربعين ومائة، ومات سنة أربعٍ وعشرين ومائتين.
4 (سعيد بن زنبور البغداديّ.)
عن: فضيل بن عياض، وإسماعيل بن مجالد. وعنه: أحمد بن بشر المرثديّ، واحمد بن عليّ الآبّار، وإدريس بن عبد الكريم الحدّاد.

(16/174)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 175
وقال شيخنا أبو الحجّاج الحافظ: إنّما هو سعد.
4 (سعيد بن زياد.)
مولى الأزد. ويعرف بتالقطاس. عدلٌ مصريّ جليل. قال ابن يونس: بلغ ابن أبي اللّيث القاضي عنه كلاّم، فأسقط شهادته، وأقامه للنّاس في المسجد، فجاء رجل من الأزد، فادّعى رقبته، وأتى بشهود ملّفقين، فشهدوا له بذلك. فحكم القاضي بشهادتهم، وأمر فنودي عليه، فبلغ ديناراً واحداً، فاشتراه القاضي ابن أبي اللّيث وأعتقه. قاله يحيى بن عثمان بن صالح. وقال: حضرت ذلك. وقد روى عنه يحيى أيضاً. وسمعت أبا جعفر الطّحاويّ يقول: ما رئي أمرٌ كان أوحش من أمر القطاس، ولا شهادة زورٍ كانت مثلها. لقد أخبرني جماعة ممّن حضر أمره أنّ الشّهود كانوا شهود زورٍ. قال ابن يونس: لزم منزله، فلم يخرج منه حتّى توفّي سنة خمسٍ وعشرين ومائتين.
4 (سعيد بن سابق الرشيديّ الأزرق.)

(16/175)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 176
مصريٌّ معروف، يكنّى أبا عثمان. يروي عن: حيوة بن شريح، وخالد بن حميد، وغيرهما. توفّي سنة اثنتين وعشرين ومائتين في ربيع الآخر.)
4 (سعيد بن سليمان سعدويه الواسطي ع.)
أبو عثمان الضّبّيّ البزّار، نزيل بغداد. رأى معاوية بن صالح الحضرميّ بمكّة، وسمع: مبارك بن فضالة، وحمّاد بن سلمة، وأزهر بن سنان، وسليمان بن كثير العبديّ، وعبد العزيز الماجشون، ومنصور بن أبي الأسود، واللّيث، وعبّاد بن العوامّ، وطائفة. وعنه: خ.، ود.، والباقون بواسطة، والذّهليّ، وهلال بن العلاء، وإبراهيم الحربيّ، وأحمد بن يحيى الحلوانيّ، وخلف بن عمرو العكبريّ، وأبو

(16/176)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 177
بكر بن أبي الدّنيا، وعثمان بن خرّازذ، وخلق. ذكره أحمد بن حنبل وقال: كان صاحب تصحيف ما شئت. وقال أبو حاتم: ثقة مأمون، لعلّه أوثق من عفّان. وقال صالح بن محمد جزرة: سمعت سعيد بن سليمان، وقيل له: لم لا تقول ثنا فقال: كلّ شيء حدّثتكم به فقد سمعته، ما دلّست حديثاً قطّ. ليتني أحدّث بما قد سمعت. وسمعته يقول: حججت ستين حجّة. وقال الخطيب: كان سعدويه من أهل السّنّة، واجاب في المحنة، يعني تقيّة. وقال احمد بن عبد الله العجليّ: قيل لسعدويه بعد ما نصرف من المحنة: ما فعلتم قال: كفرنا ورجعنا. وقال ابن سعد: كان ثقة كثير الحديث، نزل بغداد، وتجر بها، وتوفّي بها في رابع ذي الحجّة سنة خمسٍ وعشرين ومائتين. وروي أنّ سعدويه عاش مائة سنة.
4 (سعيد بن سليمان بن خالد.)

(16/177)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 178
ابن بنت نشيط الدّيليّ النّشيطيّ البصريّ. عن: أبان بن يزيد، وجرير بن حاتم، واحمد بن داود المكّيّ، والعباس بن الفضل الأسفاطيّ، وعثمان بن عمر الصّبّيّ، وجماعة. قال أبو داود: لا أحدّث عنه. وكان أبو حاتم لا يرضاه وقال: فيه نظر.) وقال ابن أبي حاتم: سألت أبا زرعة عنه فقال: نسأل الله السّلامة، وحرّك رأسه وقال: ليس بالقويّ. سعيد بن يحيى سعدويه الأصبهانيّ. يأتي إن شاء الله.
4 (سعيد بن شبيب د.)
أبو عثمان الحضرمي المصري. عن: مالك، ويحيى بن أبي زائدة، وخلف بن خليفة، وبقية، وجماعة.

(16/178)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 179
وعنه: د.، وعبد الكريم الدير عاقولي، وأبو حاتم، وأبو إسحاق الجورجاني، وجماعة. وكان شيخاً صالحاً مقبولاً، حدّث بمصر، وبطرسوس. لم يذكره ابن يونس.
4 (سعيد بن صلح القزويني.)
سمع: هشيماً، وعبّاد بن العوامّ، وجماعة. وعنه: أبو زرعة، وأبو حاتم، ومحمد بن أيّوب الرّازيّون. قال أبو حاتم: صدوق.
4 (سعيد بن عبد الملك بن واقد.)
أبو عثمان الأسديّ الحرّانيّ، أخو أحمد بن عبد الملك. سمع: أبا المليح الرّقّيّ، ومحمد بن سلمة الباهليّ. وعنه: محمد بن غبراهيم البوسنجسيّ، وغيره. قال أبو حاتم: يتكلمون فيه، ورأيت فيما حدّث أحاديث كذباً.

(16/179)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 180
4 (سعيد بن عمرو د.)
أبو عثمان الحضرميّ الحمصيّ البابوسيّ. عن: إسيماعيل بن عيّاش، وبقية. وعنه: د.، وعبد الكريم الدّير عاقولي، ومحمد بن عوف الطّائيّ، وآخرون. قال أبو حاتم: شيخ.
4 (سعيد بن عمرو بن سهل بن غسحاق بن محمد بن الأشعث بن قيس م. ن. أبو عثمان)
) الكنديّ الأشعثيّ الكوفيّ. عن: حمّاد بن زيد، وعبثر بن القاسم، وابن المبارك، وجماعة. وعنه: م.، ون.، عن رجل، عنه، وبقي بن مخلد، وابو زرعة، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، وعثمان بن خرّزاذ، وآخرون. وثقة أبو زرعة، وغيره. وقال مطّين: مات في صفر سنة ثلاثين.
4 (سعيد بن عفير.)

(16/180)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 181
هو سعيد بم كثير بن عفير بن سلم بن يزيد. أبو عثمان الأنصاريّ، مولاهم المصريّ. سمع: يحيى بن أيّوب، ومالكاً، واللّيث، وابن لهيعة، وسليمان بن بلال، ويعقوب بن عبد الرحمن، وجماعة. وعنه: خ.، و م.، ون. عن رجل عنه، وعبد الله بن حمّاد الآمليّ، وأبو الزّنّباع روح بن الفرج القطّان، ويحيى بن عثمان بن صالح، وأحمد بن حمّاد زغبة، وأحمد بن محمد الرّشدينيّ، وطائفة. قال ابن عدىّ: سمعت ابن حمّاد يقول: قال السّعديّ: فيه غير لون من البدع، وكان مخلّطاً غير ثقة. قال ابن عديّ: وهذا الذي قاله السّعديّ لا معنى له. ولم أسمع أحدا

(16/181)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 182
ولا بلغني عن أحد كلام في سعيد بن عفير، وهو عند النّاس ثقة. وقد حدّث عند الأئمة، إلاّ أن يكون السّعديّ أراد به سعيد بن عفير آخر. وقال أبو حاتم: كان يقرأ من كتب النّاس، وهو صدوق. وقال ابن يونس: كان سعيد من أعلم النّاس بالأنساب والأخبار الماضية، وأيّام العرب، والتّواريخ، وكان في ذلك كله شيئاً عجباً. وكان مع ذلك أدبياً فصيحاً، وحسن البيان، حاضر الحجّة، ولا تملّ مجالسته، ولا ينزف علمه، وكان شاعراً مليح الشّعر. وكان عبد الله بن طاهر لمّا قدم مصر رآه، فأعجبه وأعجب به، واستحسن ما يأتي به. وكان يلي نقابة الأنصار والقسم عليهم، وله أخبار مشهورة.) ولد سنة ستٍّ وأربعين ومائة. وحدّثني محمد بن موسى الحضرميّ، نا عليّ بن عبد الرحمن: ثنا سعيد بن كثير بن عفير قال: كنّا بقبّة الهوى عند المأمون، فقال لنا: ما أعجب فرعون من مصر حيث يقول: أليس لي ملك مصر فقلت: يا أمير المؤمنين، إنّ الذي ترى بقية ما دمرّ، لأنّ الله تعالى قال: ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون قال: صدقت. ثم أمسك. وقال ابن يونس في مكان آخر: وهذا الحديث ممّا أنكر على سعيد بن عفير، ما رواه عن ابن لهيعة إلاّ هو.

(16/182)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 183
وكذا أنكر عليه حديث آخر رواه عن ابن لهيعة. مات سنة ستٍّ وعشرين. قال غيره: لسبعٍ بقين من رمضان.
4 (سعيد بن محمد بن سعيد الجرميّ الكوفيّ خ. م. د. ق.)
أبو عبيد الله. عن: شريك، وعبد الرحمن بن عبد الملك بن أبجر، وحاتم بن إسماعيل، وعمرو بن أبي المقدام، وعمرو بن عطّية العوفيّ، وابي يوسف القاضي، ويعقوب بن أبي المتين خال سفيان بن عيينة. وعنه: خ.، وم.، ود.، و ق.، عن رجلٍ، عنه، ومحمد بن يحيى، وأبو زرعة، وابن أبي الدّنيا، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وإبراهيم الحربيّ، وإبراهيم بن عبد الله بن أيّوب المخرّميّ، وآخرون.

(16/183)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 184
سئل أحمد عنه فقال: صدوق، كان يطلب معنا الحديث. وقال أبو داود: ثقة. وقال غيره: كان شيعياً. قال إبراهيم بن المخزومي: كان إذا قدم بغداد نزل على أبي، وكان إذا جاء ذكر النبيّ صلى الله عليه وسلم ربّما سكت. وغذا جاء ذكر عليّ قال: صلى الله عليه وسلم.)
4 (سعيد بن منصور بن شعبة ع.)
الحافظ الحجّة، أبو عثمان الخراسانيّ المروزيّ، ويقال: الطّالقانيّ. قيل

(16/184)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 185
إنّه نشأ ببلخ، ورحل وطوّف، وصار من الحفاظ المشهورين والعلماء المتقنين. وجاور بمكة. سمع: مالكاً، واللّيث، وفليح بن سليمان، ومهديّ بن ميمون، وإسماعيل بن زكريّا، وحمّاد بن زيد، وخالد بن عبد الله، وحفص بن ميسرة، وأبا الأحوص، وعبيد الله بن إياد، وعلي بن المدينيّ، وأبا عوانة، وخلقاً. وعنه: م.، ود.، ود. أيضاً والباقون بواسطة، وأحمد بن حنبل، وأبو ثور الكلبيّ، والأثرم، وأحمد بن نجدة الهرويّ، وبشر بن موسى، والحسين بن إسحاق التّستريّ، وخلف بن عمرو العكبريّ، والعبّاس الأسفاطيّ، وأبو شعيب الحرّانيّ، ومحمد بن عليّ الصّائغ، وخلق كثير. قال سلمة بن شبيب: ذكرته لأحمد بن حنبل فأحسن الثّناء عليه وفحّم أمره. وقال أبو حاتم: ثقة، من المتقنين الأثبات ممّن جمع وصنّف. وكذا أثنى عليه جماعة. وقال حرب الكرمانيّ: أملى علينا نحواً من عشرة آلاف حديث من حفظه، ثم صنّف بعد ذلك الكتب. وكان موسّعاً عليه. وقال حنبل: سألت أبا عبد الله عنه فقال: من أهل الفضل والصّدق. وقال الكلاباذيّ: ولد سعيد بجوزجان، ونشأ ببلخ.

(16/185)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 186
قال سلمة بن شبيب: وقد كنت أسمع سليمان بن حرب ينكر على سعيد بن منصور الشّيء، وكذلك كان الحميديّ ينكر عليه، ويخطئه في بعض ما يروي عن سفيان. ولم يكن الذي بينه وبين الحميديّ حسن. فسمعت سعيداً يقول: لا تسألوني عن حديث حمّاد بن زيد، فغن أبا أيّوب يجعلنا على طبق، ولا تسألونا عن حديث سفيان، فإنّ هذا الحميديّ يجعلنا على طبق. وقال الفضل بن زياد: سئل أحمد بن حنبل من بمكة قال: سعيد بن منصور. قلت: من نظر سنن سعيد بن منصور عرف حفظ الرجل وجلالته. قال يعقوب الفسويّ: سمعت الحميديّ يقول: كنت بمصر، وكان لسعيد بن منصور حلقة بمصر) في مسجدها. قال الفسويّ: كان سعيد إذا رأى في كتابه خطأ لم يرجع عنه. وقال ابن سعد، وابو داود، ومطّين، وحاتم بن اللّيث: مات سنة سبعٍ وعشرين. قال ابن يونس: مات بمكّة في رمضان سنة سبعٍ. وقال بعضهم: سنة ستٍّ، وهو غلط. وقال بعضهم: سنة تسعٍ، وهو غلط أيضاً.
4 (سعيد بن يحيى الأصبهانيّ.)

(16/186)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 187
سعدويه الطّويل. عن: مسلم بن خالد الزّنجيّ، وإسماعيل بن جعفر، وأبي بكر بن عيّاش، وسلمة بن صالح. وعنه: إسماعيل سمويه، وعبد الله بن محمد بن زكريّا، وأحمد بن مساور، ومحمد بن خلف التيميّ، وغيرهم من الأصبهانييّن. قال أبو نعيم الحافظ: صدوق.
4 (سلم بن قادم.)
أبو اللّيث. حدّث ببغداد عن: سفيان، وبقية بن الوليد، ومحمد بن حرب، وغيرهم. وعنه: صالح بن محمد جزرة، وموسى بن هارون، وجماعة. وكان ثقة. توفّي سنة ثمانٍ وعشرين.
4 (سلم بن المغيرة.)
عن: أبي بكر بن عيّاش، وغيره. وعنه: عمر بن حفص السّدوسيّ، وجماعة.

(16/187)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 188
توفّي سنة ثمانٍ أيضاً.
4 (سلمة بن حبّان العتكيّ البصريّ.)
عن: عبد الأعلى بن عبد الأعلى، وعرعرة بن البرند، وجماعة. وعنه: يوسفالقاضي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبو يعلى الموصليّ، وى خرون.)
4 (سليمان بن حرب بن بجيل ع.)

(16/188)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 189
أبو أيّوب الأزذيّ الواشجيّ البصريّ، قاضي مكة. سمع: شعبة، والحمّادين، وجرير بن حازم، ويزيد بن إبراهيم التّستريّ، ومبارك بن فضالة، ملازم بن عمرو، وحوشب بن عقيل، ووهيب بن خالد، والأسود بن شيبان. وعنه: خ.، ود.، ود. أيضاً والباقون، عن رجلٍ، عنه، ويحيى القطّان، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، وأبو زرعة، وأبو حاتم، والحارث بن أبي أسامة، وإبراهيم الحربيّ، وعبّاس الدّوريّ، وأبو مسلم الكجّيّ، وأبو خليفة الجمحيّ، ومحمد بن أيّوب بن الضّريس، وعثمان بن خرّزاذ، وخلق. قال أبو حاتم: هو إمام لا يدلّس ويتكلم في الرجال. قرأ الفقه، وليس هو بدون عفّان. وقد ظهر من حديثه نحو عشرة آلاف حديث، وما رأيت في يده كتاباً قطّ. وحضرت مجلسه ببغداد فحزروا الحاضرين بأربعين ألفاً. بني له شبه منبر بجنب قصر المأمون، فصعده، وحضر المأمون والقوّاد. وكان المأمون في القصر قد أرسل ستراً شفّ، وبقي يكتب ما يملي. قال: فسئل سليمان أوّل شيء حديث حوشب بن عقيل فلعله قد قال: ثنا حوشب بن عقيل أكثر من عشر مرّات، وهم يقولون: لا نسمع.

(16/189)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 190
ثم قالوا: ليس الرأي إلاّ أن نحضر هارون المستملي. فأحضروه. فلمّا قال: من ذكرت رحمك الله. إذا صوته خلاف الرّعد. فسكتوا، وقعد المستملون كلّهم. واستملى هارون، وكان لا يسأل سليمان عن حديث إلاّ حدّث من حفظه. فقمنا من مجلسه فأتينا عفّان، فقال: ما حدّثكم أبو أيّوب وإذا هو يعظمه. وقال الفسويّ: سمعت سليمان بن حرب يقول: سمعت الحديث في سنة ثمانٍ وخمسين ومائة. قال: مولده سنة أربعين ومائة. وعن يحيى بن أكثم قال: قال لي المأمون: ومن تركت بالبصرة قلت: سليمان بن حرب، حافظ للحديث، ثقة، عامل في نهاية الصّيانة. فأمر بحمله إليه، فقدم، واتفق أنّه كان في مجلس المأمون أحمد بن أبي دؤاد، وثمامة. فكرهت أن يدخل مثله بحضرتهم. فلمّا دخل رفع المأمون مجلسه، وقال ابن أبي دؤاد: يا أمير المؤمنين نسأل الشيخ عن مسألة.) فنظر المأمون إلى سليمان نظر تخيير له، فقال سليمان: ثنا حمّاد بن زيد قال: قال رجل لابن شبرمة: إنّي أريد أن أسألك مسألةً. قال: إن كانت مسألتك لا تضحك الجليس، ولا تزري بالمسئول، فسل. وثنا وهيب بن خالد قال: قال إياس بن معاوية: من المسائل ما لا ينبغي للسّائل أن يسأل عنها، ولا للمسئول أن يجيب فيها. فإن كانت مسألته من غير هذا فليسأل. قال يحيى: فهابه القوم، فما نطق أحدٌ منهم بكلمة. وقال أحمد بن حنبل: مات سنة أربع وعشرين.

(16/190)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 191
زاد غيره: في ربيع الآخرة. ومن قال سنة تسع فقد غلط وصحّف.
4 (سليمان بن عبد الله بن سليمان بن عليّ بن عبد الله بن عبّاس الهاشميّ الأمير.)
ولي المدينة واليمن للمأمون، وعزله المعتصم. له ذكر.
4 (سنيد بن داود المصّيصي ق.)
أبو عليّ المحتسب.

(16/191)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 192
عن: حمّاد بن زيد، وجعفر بن سليمان الضّبعيّ، وابن المبارك، وأبي بكر بن عيّاش، وجماعة. وعنه: أبو بكر الأثرم، وأبو زرعة، وأحمد بن أبي حيثمة، وعبد الكريم الدير عاقولي، وخلق سواهم. صدّقة أبو حاتم، وقال أبو داود: لم يكن بذاك. وقال النّسائيّ: ليس بثقة. ومشّاه غيره. وتوفّي سنة ستٍّ وعشرين. واسمه حسين، ولقبه سنيد.
4 (سهل بن بكّار خ. د. ن.)

(16/192)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 193
أبو بشر البصريّ. عن: شعبة، وجرير بن حازم، ويزيد بن إبراهيم، والسّريّ بن يحيى، وأبان بن يزيد، وجويرية بن أسماء، وطائفة.) وعنه: خ.، ود، وأبو زرعة، وأبو حاتم ووثّقه، ومحمد بن محمد التّمّار، وأبو مسلم الكجّيّ، وآخرون. توفّي سنة سبعٍ، أو ثمانٍ وعشرين. وروى ن.، عن رجلٍ، عنه.
4 (سهل بن تمام بن بزيع د.)

(16/193)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 194
أبو عمرو الطّفاويّ البصريّ. عن: أبيه، وقرّة بن خالد، ويزيد بن إبراهيم التّستريّ، وعبّاد بن منصور، وصالح بن أبي الجوزاء، وعمرو بن سليم الباهليّ، وجماعة. وعنه: د.، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وعثمان بن حرّزاذ، ومحمد بن محمد التّمّار، وآخرون. قال أبو حاتم: شيخ. وقال أبو زرعة: لم يكن يكذب، وربّما وهم في الشّيء.
4 (سهل بن صقير ق.)
أبو الحسن البصريّ ثم الخلاطيّ. عن: مالك، والمبارك بن سحيم، وإبراهيم بن سعد، والدّراورديّ، ويوسف بن عطيّة وغيرهم. وعنه: سهل بن زنجلة، وشعيب بن محمد الدّبيليّ، وآخرون. قال ابن عديّ: لم يحدّثنا عنه غير القاسم بن عبد الرحمن الفارقيّ وأرجو أنّه لا يتعمّد الكذب.

(16/194)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 195
وقال الخطيب: كان يضع.
4 (سهل بن محمد بن الزبير العسكريّ د. ن.)
نزيل البصرة. سمع: عبثر بن القاسم، ويحيى بن ابي زائدة، وعبد الله بن إدريس. وعنه: د.، ون. عن رجلٍ، عنه، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وأحمد بن محمد الخزاعيّ الأصبهاني، وجماعة. وثّقة أبو حاتم. وتوفّي سنة سبعٍ وعشرين. قال أبو زرعة: كان أكيس من سهل بن عثمان.)
4 (سهل بن نصر المطبخيّ.)
عن: حمّاد بن زيد، وجعفر بن سليمان، وخلف بن خليفة. وعنه: عبّاس الدّوريّ، وأحمد بن أبي خثيمة، وآخرون. ما علمت فيه مقالاً.
4 (سيدان بن مارب الباهليّ البصريّ.)

(16/195)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 196
عن: حمّاد بن زيد، ويزيد بن زريع، وغيرهما. وعنه: خ.، وأبو حاتم، وهلال بن العلاء، وجماعة. قال ابو حاتم: صدوق. قلت: توفّي سنة أربعٍ وعشرين.

(16/196)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 197
4 (حرف الشين)

4 (شاذ بن فياض د. ن.)
أبو عبيدة اليشكريّ البصريّ، واسمه هلال. وشاذ أعجمي معناه الفرمان، وذاله مخفّفة، وقيل مشدّدة. عن: هشام الدّستوائيّ، وشعبة، والثّوريّ، وعكرمة بن عمّار، وجماعة. وعنه: د.، ون. عن رجل عنه، والفلاّس، ومحمد بن المثنّى، وإبراهيم الحربيّ، وأحمد بن داود المكّيّ، وحنبل بن إسحاق، ومحمد بن حبّان المازنيّ، ومحمد بن أيّوب الضّريس، وابو خليفة الجمحيّ، وطائفة.

(16/197)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 198
قال أبو حاتم: صدوق ثقة. وقال البخاري: مات سنة خمسٍ وعشرين ومائتين.
4 (شاذ بن يحية الواسطيّ.)
عن: وكيع، ويزيد بن هارون. وعنه: عبّاس بن عبد العظيم العنبريّ، وتميم بن المنتصر، وأحمد بن سنان، وأبو بكر الأعين، وعبّاس التّرقفيّ، ومحمد بن عبد العزيز الدّينوريّ، وطائفة.
4 (شجاع بن أشرس.)
أبو العبّاس البغداديّ.) عن: عبد العزيز بن الماجشون، وقيس بن الربيع، واللّيث بن سعد، ويزيد بن عطاء، وغيرهم. وعنه: أبو زرعة، وأبو بكر بن أبي الدّنيا، وأحمد بن عليّ الخزّاز، وجماعة. قال ابن معين: ليس به بأس.

(16/198)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 199
4 (شريح بن مسلمة التنوخيّ الكوفي.)
عن: إبراهيم بن يوسف السّبيعيّ، وشريك القاضي، ومندل بن عليّ، وغيرهم. وعنه: أحمد بن عثمان بن حكيم، وأبو حاتم الرازيّ، وقال: صدوق. وقد روى البخاريّ: والنّسائيّ، عن رجلٍ، عنه. وتوفّي سنة اثنتين وعشرين ومائتين.
4 (شعيب بن محرز بن شعيث بن زيد أبي الزّعراء.)
أبو محمد الكوفيّ، ثم البصريّ. سمع: شعبة، وجماعة. وعنه: أبو زرعة، وأبو حاتم الرازّيان، وأبو خليفة. قال أبو حاتم: شيخ. واسم أبي الزّعراء: عبد الله بن هانيء الأزديّ، صاحب ابن مسعود. مشهور. توفّي سعيب سنة سبعٍ وعشرين.
4 (شهاب بن عبّاد خ. م. ت. ن.)

(16/199)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 200
أبو عمر العبديّ الكوفيّ. سمع: الحمّادين، وشريكاً، وإبراهيم بن حميد الرؤآسيّ، وجماعة. وعنه: خ.، و م.، و ت.، ون.، عن رجلٍ، عنه، وإسماعيل سمويه، وأحمد بن أبي غرزة الغفاريّ، وإبراهيم بن شريك الأسديّ، وآخرون. وكان ثقة ثبتاً. توفّي في جمادى الأولى سنة أربعٍ وعشرين. أمّا
4 (شهاب بن عبّاد العبديّ العصريّ.)
فتابعيّ يروي عن: ابن عبّاس، وابن عمر.) وعنه: ابنه هود العصريّ، ويحيى بن عبد الرحمن. لم يخرجوا له.

(16/200)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 201
4 (حرف الصاد)

4 (صالح بن إسحاق.)
أبو عمر الجرميّ البصريّ النّحويّ. كان من كبار أئمّة العربية في زمانه، وأروعهم وأخيرهم. روى عن: عبد الوارث التنّوريّ، ويزيد بن زريع. وأخذ اللّغة عن: يونس بن حبيب، وأبي عبيدة. والنحو عن: سعيد بن مسعدة الأخفش. روى عنه: أحمد بن ملاعب، وأبو خليفة الجمحيّ، وجماعة. ونال بالأدب المال والجاه والحشمة. قال أبو نعيم الأأصبهانيّ: قدم إصبهان مع فيض بن محمد الثقفيّ،

(16/201)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 202
فأعطاه يوم مقدمه عشرة آلاف درهم، وكان يصله كلّسنة باثني عشر ألف درهم. قال المبّرد: كان الجرميّ أثبت القوم في كتاب سيبويه، وعليه قرأت الجماعة، وكان عالماً باللّغة حافظاً لها. وله كتب انفراد بها. وكان جليلاً في الحديث والأخبار. كان أغوص على الإستخراج من المازنيّ، وإليهما انتهى علم النحو في زمانهما. قلت: وله مختصرٌ في النحو مشهور، وكتاب غريب سيبويه، وكتاب الأبنية وكتاب العروض، وغير ذلك من التصانيف الأدبية. توفّي سنة خمس وعشرين. وقد قدم الجرميّ بغداد، وناظر الفرّاء.
4 (صالح بن عبيد الله.)
مولى بني هاشم. نزل الثّغر بمدينة أذنة، وحدّث عن: أبي المليح الرّقّيّ، وسفيان بن عيينة.) روى عنه: أبو حاتم الرازيّ، وغيره.

(16/202)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 203
4 (صدقة بن الفضل المروزي خ.)
أبو الفضل. عن: أبي حمزة السّكريّ، وحفص بن غياث، وسفيان بن عيينة، وعبد الله بن وهب، وطبقتهم. وعنه: خ.، ويعقوب الفسويّ، وعبيد الله بن واصل البخاريّ، ومحمد بن نصر المروزيّ، وأحمد بن منصور زاج، وأبو محمد الدّارميّ، وأبو الموجّه محمد بن عمرو، وآخرون. وكان إماماً ثقة صاحب سنّة. يقال إنّه كان بمرو كأحمد بن حنبل ببغداد. توفّي سنة ستٍّ وعشرين، أو سنة ثلاثٍ وعشرين، رحمه الله. وقال عبّاس بن الوليد النّرسيّ: كنّا نقول: صدقة بن الفضل بخراسان، وأحمد بن حنبل بالعراق.

(16/203)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 204
4 (صفر بن إبراهيم.)
أبو الربيع الأزديّ البخاريّ العابد. سمع من: الفضيل بن عياض، وابن المبارك، وابن عيينة. روى عنه: محمد بن الفضل المفسّر، وأهل بخارى. وقد اختلف في سكون الفاء من اسمه وحركتها. توفّي سنة سبعٍ وعشرين.
4 (صقر بن عبد الرحمن بن مالك بن مغول.)
أبو بهز. حدّث بواسط عن: شريك، وخالد الطّحانّ. وعنه أبو حاتم وقال: صدوق.

(16/204)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 205
4 (حرف الضاد)

4 (ضرار بن صرد التيمي.)
أبو نعيم الكوفيّ الطّحانّ العابد. سمع: إبراهيم بن سعد، وعبد الله بن المبارك، وعبد العزيز بن أبي حازم، وطبقتهم. وعنه: احمد بن يوسف السّلميّ، وأبو زرعة الرازيّ، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، ومطّين،) وجماعة. قالوا أبو حاتم: صدوق لا يحتج به.

(16/205)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 206
وقال البخاري: متروك، مع أنّه قد روى عنه في كتاب أفعال العباد. قال مطّين: توفّي سنة تسعٍ وعشرين في ذي الحجّة. وقال عليّ بن الحسن الهسنجانيّ: سمعت ابن معين يقول: بالكوفة كذّابان: هو، وأبو نعيم النّخغيّ. قلت: ومن مناكيره ما روى عن معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن الخسن، عن أنس، أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال لعليّ: أنت تبيّن ما اختلفوا فيه من بعدي، وهذا حديث موضوع.

(16/206)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 207
4 (حرف الطاء)

4 (الطّيّب بن زبّان.)
أبو زبّان العسقلاّنيّ. عن: زياد بن سيّار. وعنه: أبو زرعة، وأبو حاتم. قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سمعت أبا زرعة يقول: أتيته بأحاديث فقلت: يا أبا زبّان، حدّثكم زياد بن سيّار الكنانيّ. فقال: يا أبا زبّان حدّثكم زياد بن سيّار الكنانيّ. فقلت: أبو زبّان أنت هو. فقال: أبو زبّان أنت هو. فكنت كلمّا قلت له شيئاً قال مثله، فوضعت يدي على بسم الله الرحمن

(16/207)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 208
الرحيم وعلى اسمه، ورأيته، فقال: ثنا زياد بن سيّار. قال عبد الرحمن: فقلت لأبي زرعة: فهذا تحلّ الرواية عنه قال: نعم، هو عندي صدوق.

(16/208)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 209
4 (حرف العين)

4 (عاصم بن عليّ بن عاصم بن صهيب خ. ت. ق.)

(16/209)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 210
أبو الحسين الواسطيّ، مولى قريبة بنت محمد بن الصّدّيق أبي بكر التّيميّ.) سمع: أباه، وعكرمة بن عمّار، وابن أبي ذئب، وعاصم بن محمد العمريّ، وشعبة، والمسعوديّ، والقاسم بن الفضل الحدّانيّ، وخلق. وعنه: خ.، ون. ق. عن رجل، عنه، وأحمد بن حنبل، وابن عمّه حنبل، وإبراهيم الحربيّ، والدّارميّ، وأبو حاتم، وعبد الله بن أحمد الدّورقيّ، وعليّ بن عبد العزيز البغويّ، ومحمد بن يحيى المروزيّ. خلق. حدّث ببغداد مدّة، وعاد إلى واسط، وبها مات. وقد حطّ عليه يحيى بن معين. وقال عبد الله بن أحمد، عن أبيه: صحيح الحديث، قليل الغلط.

(16/210)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 211
وقال أبو حاتم: صدوق. وقال أبو الحسين بن المنادي: كان مجلسه يحزر ببغداد بأكثر من مائة ألف إنسان. وكان يستملي عليه هارون الدّيك، وهارون مكحلة. وقال عمربن حفص السّدوسيّ: سمعنا من عاصم، فوجّه المعتصم من يحزر مجلسه في رحبة النّخل التّي في جامع الرّصافة. وكان يجلس على سطح، وسنتشر الناس، حتّى سمعته يوماً يقول: ثنا اللّيث بن سعد، ويستعاد. فأعاد أربع عشرة مرّة، والنّاس لا يسمعون. وكان هارون يركب على نخلة معوجّة يستملي عليها. فبلغ المعتصم كثرة الجمع، فأمر بحزرهم، فوجّه بقطّاعي الغنم، فحزروا المجلس عشرين ومائة ألف. وعن: أحمد بن عيسى قال: أتاني آتٍ في منامي فقال: عليك بمجلس عاصم بن عليّ فإنّه غيظ لأهل الكفر. وكان رحمه الله ممّن ذبّ عن الإسلام في المحنة. فروى الهيثم بن خلف الدّوريّ، أنّ محمد بن سويد الطّحّان حدّثه قال: كنّا عند عاصم بن عليّ، ومعنا أبو عبيد، وإبراهيم بن أبي اللّيث، وجماعة. وأحمد بن حنبل يضرب. فجعل عاصم يقول: ألا رجل يقوم معي فنأتي هذا الرجل فنكلّمه قال: فما يجبه أحد. ثم قال ابن أبي اللّيث: أنا أقوم يا أبا الحسين. فقال: يا غلام خفّي.) فقال ابن أبي اللّيث: يا أبا الحسين، أبلغ إلى بناتي فأوصيهنّ.

(16/211)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 212
قال: فظّننا أنّه ذهب يتكفّن ويتحنّط، ثم جاء فقال: إنّي ذهبت إليهن فبكين. قال: وجاء كتاب ابنتي عاصم من واسط: يا أبانا، إنّه قد بلغنا أنّ هذا الرجل أخذ أحمد بن حنبل، فضربه على أن يقول القرآن مخلوق. فأتّق الله ولا تجبه. فوالله لإن يأتينا نعيّك أحبّ إلينا أنّك قلته. وذكر ابن عديّ لعاصم ثلاثة أحاديث، تفرّد بها عن شعبة، ثم قال ابن عديّ: لا أعلم شيئاً منكراً سواها. ولم أر بحديثه بأساً. توفّي عاصم في رجب سنة إحدى وعشرين.
4 (عامر بن حجير بن سويد الباهليّ البصريّ.)
أبو الحسن. عن: عمه قزعة بن سويد، وحمّاد بن زيد. وعنه: أبو زرعة، وأبو حاتم، ووثّقاه.

(16/212)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 213
4 (عامر بن سعيد.)
أبو حفص الخراسانيّ البزّار. نزل دمشق وحدّث عن يزيد بن زريع، وأبي معاوية الضّرير، وهشام بن يوسف الصّنعانيّ، وجماعة. وعنه: سعد بن محمد البيروتيّ، وعثمان بن حرّازذ، وإبراهيم بن عبد الله بن الجنيد. وثّقة ابن معين.
4 (عبّاد بن موسى خ. م. د. ن.)
أبو محمد الختّليّ الأنباريّ. نزل بغداد وحدّث عن: إبراهيم بن سعد، وإسماعيل بن عيّاش، وهشيم، وإسماعيل بن جعفر، وجماعة. وعنه: م. ود.، و خ.، و ن.، عن رجلٍ، عنه، وأحمد بن عليّ الأبّار

(16/213)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 214
وأحمد بن عليّ القاضي المروزيّ، وأبو يعلى أحمد بن عليّ، وصالح جزرة، وأحمد بن يحيى الحلوانيّ، وجماعة. وثّقة أبو زرعة، وغيره.) توفّي في آخر سنة تسعٍ وعشرين. وقيل: في أول سنة ثلاثين، بطرسوس.
4 (العبّاس بن بكّار الضّبّيّ البصريّ.)
روى عن: أبي بكر الهذليّ، وخالد بن عبد الله، وعبد الله بن المثنّى الأنصاريّ، وآخرون. وعنه: قطن بن إبراهيم، وإسحاق بن وهب العلاّف، ومحمد بن زكريّا الغلابيّ، وأبو حاتم الرازيّ، ومحمد بن عثمان بن أبي سويد، وجماعة. وكان كذّاباً.

(16/214)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 215
روى عن حمّاد بن سلمة، عن أبي الزّبير، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من غرس غرساً، يوم الأربعاء. فقال: سبحان الباعث الوارث، أتته بأكلته. وروى عن عبد الله بن المثنّى، عن ثمامة، عن أنس رفعه: الغلاء والرخص جندان من جنود الله، إسم أحدهما الرغبة، والآخر الرهبة. قال ابن عديّ: منكر الحديث. وقال ابن حبّان: لا يجوز الإحتجاج به، ولا كتب حديثه إلاّ على سبيل الإعتبار. وروى عن خالد بن عبد الله، عن بيان، عن الشّعبيّ، عن أبي حجيفة، عن عليّ رفعه: إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ: يا أهل الجمع، غضّوا أبصاركم حتّى تمرّ فاطمة. قلت: هو والعبّاس بن الوليد بن بكّار، نسب إلى حدّه. توفّي سنة إحدى وعشرين، ورّخه أبو القاسم بن مندة.

(16/215)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 216
وكنّاه الحاكم أبو أحمد: أبا الوليد، وقال: ذاهب الحديث، وهو ابن أخت أبي بكر الهذّليّ.
4 (عبّاس بن سليمان بن جميل القسمليّ.)
مولاهم الموصليّ. عن: نافع بن عمر الجمحيّ، وأبي شهاب عبد ربّه الحنّاط، وجماعة. وعنه: سليمان بن عبد الخالق البلديّ، وابن أبي كامل الموصليّ. توفّي سنة إحدى وعشرين ومائتين.
4 (عبّاس بن الفضل العبديّ.)
أبو عثمان البصريّ الأزرق. عن: همّام بن يحيى، وحرب بن شدّاد.) وعنه: عبّاس الدّوريّ، ومحمد بن الضّريس. تركه أبو زرعة. وقال البخاري: ذهب حديثه. قلت: قد مرّ في طبقة ابن المبارك:

(16/216)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 217
عبّاس بن الفضل البصريّ الأنصاريّ. متروك أيضاً. فأما الأزرق. فقال ابن أبي حاتم: كتب عنه أبي أيّام الأنصاريّ. وسمعته يقول: ترك حديثه.
4 (العبّاس بن المأمون بن الرشيد الخاشميّ الأمير.)
أحد من ذكر للخلافة عند وفاة أبيه. وقد تلكأ عند مبايعة المعتصم، وهمّ بالخروج عليه في سنة ثلاثٍ وعشرين، فقبض عليه المعتصم، ومات في سنة أربعٍ وعشرين ومائتين شاباٍ.
4 (عبد الله بن أيّوب بن أبي علاج الموصليّ.)

(16/217)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 218
مولى عقيل بن أبي طالب. عن: يونس الأيليّ، وابن أبي ذئب، وهشام بن الغاز، وعكرمة بن عمّار. وعنه: سنان بن محمد بن غالب، وعليّ بن جابر الموصليّان. قال ابن حبّان: روى عن يونس نسخةً كلّها موضوعة. وقال يزيد بن محمد: كان رجلاً صالحاً منكر الحديث. قال: ويقال كان من أعبر النّاس للرؤيا. وقال غيره: ليس بثقة ولا مأمون. توفّي سنة خمسٍ وعشرين.
4 (عبد الله بن أبي حسّان.)
وإسم أبيه عبد الرحمن بن يزيد، أو يزيد بن عبد الرحمن، اليصبيّ، الإفريقيّ المغربيّ الفقيه. رحل وأخذ عن: مالك، وابن أبي ذئب، وابن عيينة. وأخذ بالمغرب عن: عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الفريقي. وعمّر دهراً، وكان من الراسخين في العلم.

(16/218)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 219
روي عن ابن وهب قال: ما رأيت مالكاً أميل منه لعبد الله بن أبي حسّان.) وعن سحنون قال: كنت أوّل طلبي إذا انغلقت عليّ المسائل، آتي ابن أبي حسّان. توفّي ابن أبي حسّان سنة سبعٍ وعشرين. مولده سنة أربعين ومائة. قال محمد بن سحنون: مات سنة ستٍّ وعشرين.
4 (عبد الله بن خالد الكوفيّ الفقيه.)
عن: سفيان بن عيينة، وشعيب بن حرب، وإبراهيم بن بكر الشّيبانيّ، وغيرهم. وقد أكرههه المأمون على قضاء إصبهان، فسار إليها. وكان فاضلاً صالحاً. روى عنه: عبد الرحمن بن عمر رستة، وعمرو بن سعيد الجمّال، ومحمد بن المغيرة، وأسيد بن عاصم، وغيرهم. وبلغنا عنه أنّه كان مارّاً إلى مجلس الحكم، فرأى رجلاً قد وقع حملة، فشّمر ونزل فحمل معه. وانّ رجلاً قال له في حكومةٍ: اتّق الله. فوضع يده على رأسه، وعنّف نفسه ووبّخها، ثم هرب. ولم ير بعد إلاّ يوماً، رآه بعضهم في الثّغر، وهو في جملة الحرّاس. رضي الله عنه.
4 (عبد الله بن أبي بكر العتكيّ.)

(16/219)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 220
وهو عبد الله بن السّكن بن الفضل بن المؤتمن الأزديّ. أبو عبد الله البصريّ. عن: شعبة، وهمّام، والأسود بن شيبان، وجرير بن حازم، وجماعة. وعنه: البخاريّ في كتاب الأدب له، وإبراهيم الحربيّ، وصالح بن أحمد بن حنبل، وأحمد بن أبي خيثمة، وعبد الله بن أحمد بن إبراهيم الدّورقيّ، وأبو زرعة، وأبو حاتم الرازيّان، وعبد الله بن واصل البخاريّ، وطائفة. قال أبو حاتم: صدوق. وقال ابن أبي عاصم: توفّي سنة أربع وعشرين.
4 (عبد الله بن خيران.)
أبو محمد الكوفّي. حدّث ببغداد عن: شعبة، وعن الرحمن المسعوديّ. وعنه: أحمد بن حرب المعدّل، ومحمد بن غالب تمتام، وعيسى الطّيالسيّ رغاث، وابو بكر بن أبي الدنيا. وهو أكبر شيخ لأبي بكر.) قال الخطيب: اعتبرت من روايته أحاديث كثيرة، فوجدتها مستقيمة تدلّ على الثّقة. وذكره العقيليّ في الضعفاء فقال: لا يتابع على حديثه. ثم ساق له ثلاثة أحاديث حسنة أحدها موقوف رفعه.

(16/220)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 221
4 (عبد الله بن داهر الرازيّ الأحمريّ.)
حدث ببغداد عن: عبد الله بن عوانة، وعمرو بن جميع. وعنه: صالح بن محمد جزرة، وموسى بن هارون، وأحمد بن الحسن الصّوفيّ. وقال صالح: صدوق.
4 (عبد الله بن سنان الهرويّ.)
عن: فضيل بن عياض، وابن المبارك، ويعقوب القمّيّ. روى عنه: أبو زرعة، ومحمد بن يحيى الذّهليّ، وبشر بن موسى، ومحمد بن يونس الكديميّ.

(16/221)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 222
وثقة أبو داود. توفّي سنة ثلاث عشرة ومائتين.
4 (عبد الله بن رشيد.)
ابو عبد الرحمن. لم يذكره ابن أبي حاتم. وكنّاه أبو أحمد، وقال: سمع مجاعة بن الزّبير العتكيّ. وعنه: السّريّ بن السّهل الجنديسابوريّ.
4 (عبد الله بن سلم المسمعيّ البصريّ.)
صاحب الطّيالسة. قال ابن أبي حاتم: روى عن: جدّه خالد بن رخيم الباهليّ المسمعيّ، وعبد الله بت عون. وعنه: أبو الوليد الطّيالسيّ، ونعيم بن حمّاد، ونصر بن عليّ الجهضميّ. وأدركه عليّ بن الحسين بن الجنيد، وكتب عنه وقال: صدوق. وقال القواريريّ: هو من كبار أصحاب ابن عون إلاّ أنّه قلّ ما روى.

(16/222)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 223
4 (عبد الله بن سوار بن عبد الله بن قدامة العنبريّ القاضيّ ن.)
أبو السّوّار البصريّ.) سمع: أباه، وعبد الله بن بكر المزنيّ، ويزيد بن إبراهيم، وحمّاد بن الكرمانيّ، ومحمد بن إبراهيم البوسنجيّ، وعبيد الله بن واصل البخاريّ، ومعاذ بن المثنّى، وابو خليفة، وخلق. وثقة أبو داود، وغيره. وكان صاحب سنّة وعلم. توفّي سنة ثمانٍ وعشرين. روى له النّسائيّ حديثاً في الفرائض، وهو وأبوه وجدّه تولّوا قضاة البصرة.

(16/223)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 224
4 (عبد الله بن صالح بن محمد بن مسلم الجهنّي خ. د. ت. ق. مولاهم المصريّ، أبو)
صالح، كاتب اللّيث بن سعد. ولد سنة سبعٍ وثلاثين ومائة، ورأى زبّان بن فايد، وعمرو بن الحارث. وسمع: موسى بن عليّ بن رباح، ومعاوية بن صالح، ويحيى بن أيّوب، وعبد العزيز بن الماجشون، وسعيد بن عبد العزيز التّنوخيّ، ونافع بم يزيد، وجماعة. وأكثر عن اللّيث.

(16/224)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 225
وعنه: يحيى بن معين، والذّهليّ، والبخاريّ على الصّحيح. ظفرت برواية البخاريّ، عن عبد الله بن صالح، عن اللّيث، في باب التجارة في البحر، في الصحيح، كما شرحناه في ترجمة عبد الله بن صالح العجليّ. وأبو حاتم، وأبو إسحاق الجوزجانيّ، وإسماعيل سمّويه، وحميد بن زنجويه، والدّارميّ، وعثمان بن سعيد الدّارميّ، وأبو زرعة الدّمشقيّ، ومحمد بن إسماعيل التّرمذيّ، وإبراهيم بن الحسن بن ديزيل، وخلق، آخرهم وفاة محمد بن عثمان بن سعيد بن أبي السّواريّ المصريّ المتوفّى سنة سبعٍ وتسعين ومائتين. وقد روى عنه شيخه اللّيث حديثاً رواه ابن ديزيل: ثنا خلف بن الوليد أبو المهنّا، ثنا اللّيث بن سعد، عن عبد الله بن صالح، عمّن أخبره برفع الحديث إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: ما أعطي أحدٌ الشّكر فمنع الزيادة. الحديث. قال ابن ديزيل: ثم أتيت أبا صالح فسألته، فقال: نعم أنا حدّثته بذلك. قلت: فمن حدّثك قال: يحيى بن عطارد بن مصعب، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. مرسل. وقد استشهد البخاريّ بعبد الله بن صالح في الصّحيح، وروى عنه حديثاً كما رجّحنا في) ترجمة عبد الله بن صالح المذكور في الطبقة الماضية. وروى في باب التّجارة في البحر. قال ابن حبّان: كان كاتباً على مغلّ اللّيث بن سعد، منكر الحديث

(16/225)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 226
جداً، وكان في نفسه صدوقاً. سمعت ابن خزيمة يقول: كان له جار سوء بينه وبينه عداوة، فكان يضع الحديث على شيخ عبد الله بن صالح، ويكتب في قرطاس بخطٍّ يشبه خطّ عبد الله بن صالح، ويطرح في داره في وسط كتبه، فيجده عبد الله، فيحدّث به على التوهّم أنّه خطّه. فمن ناحيته وقع المناكير في أخباره. قال ابن حبّان: وقد روى عبد الله بن صالح، عن يحيى بن أيّوب، عن يحيى بن سعيد، عن عطاء بن يسار، عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حجة لمن لم يحجّ، خير من عشر غزوات، وعزوة لمن حجّ، خير من عشر حجّات، وعزوة في البحر، خير من عشرة في البرّ. ثناه أبو عروبة، ثنا عليّ. بن إبراهيم بن عزّون، نا عبد الله، فذكره. وروى عن اللّيث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن ربيعة بن سيف، عن شفيّ الأصبحيّ، سمع عبد الله بن عمرو يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: خلفي اثنا عشر خليفة، أبو بكر لا يلبث إلاّ قليلاً، وصاحب رحى دارة العرب عمر، وذكر الحديث. ثناه أحمد بن الحسن الصّوفيّ، ثنا يحيى بن معين، نا عبد الله فذكره. وذكر له ابن حبّان أحاديث أخر منكرة. قال ابن أبي حاتم في ترجمة عبد الله بن صالح: روى عنه اللّيث، وابن وهب دحيم.

(16/226)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 227
قال ابن عبد الحكم: سمعت أبي، وسئل عن أبي صالح، فقال: تسألوني عن أقرب رجل إلى اللّيث رحل معه في ليلة ونهاره وسفره وحضره، ويخلو معه غالباً، فلا ينكر لمثله أن يكثر عن اللّيث. وقال أبو حاتم: هو أمين صدوق ما علمته. وقال أبو حاتم: سمعت ابن معين يقول: أقلّ الأحوال أنّه قرأ هذه الكتب وعلى اللّيث، فاجازها له، ويمكن أن يكون ابن أبي ذئب كتب إلى اللّيث بهذا الدّرج. قال أحمد بن صالح: لا أعلم أحداً روى عن اللّيث، عن ابن أبي ذئب إلاّ أبو صالح. وذكر أنّ أبا صالح أخرج درجاً قد ذهب أعلاه، ولم يدر حديث من هو، فقيل له: حديث ابن) أبي ذئب. فروى عن اللّيث، عن ابن أبي ذئب. وقال صالح جزرة: كان ابن معين يوثقه، وعندي أنّه كان يكذب في الحديث. وقال النّسائيّ: ليس بثقة. وقال إسماعيل سمّويه، عن عبد الله قال: صحبت اللّيث عشرين سنة. وقال الفضل بن محمد الشّعرانيّ: ما رأيت عبد الله بن صالح إلاّ وهو يحدّث أو يسّبح.

(16/227)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 228
وقال يعقوب الفسويّ: حدّثنا الرجل الصّالح أبو صالح عبد الله بن صالح. وقال الرّماديّ، عن أبي صالح قال: خرجنا مع اللّيث إلى بغداد سنة إحدى وستين ومائة، فشهدنا الأضحى ببغداد. قلت: في هذه النّوبة سمع من سعيد مفتي دمشق. وأبلغ ما نقموا عليه حديثه عن نافع بن يزيد، عن زهرة بن معبد، عن سعيد بن المسيّب، عن جابر يرفعه: إنّ الله اختار أصحابي على العالمين بطوله، وهو حديث موضوع ولكن قد تابعه على روايته سعيد بن أبي مريم، عن نافع. فرواه محمد بن الحارث العسكريّ، وعليّ بن داود القنطريّ، عنهما، عن نافع. قال أبو زرعة وغيره: هو من وضع خالد بن نجيح المصريّ. وكان يضع في كتب الشيوخ ما لم يسمعوا. وقال ابن عديّ: أبو صالح عندي مستقيم الحديث، إلاّ أنّه يقع في حديثه غلط، ولا يتعمد الكذب.

(16/228)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 229
وقال غير واحد: توفّي يوم عاشوراء سنة ثلاث وعشرين ومائتين. ومن طبقته سميه: عبد الله بن صالح الكوفيّ. المذكور في الطبقة الماضية.
4 (عبد الله بن طاهر بن الحسين بن مصعب.)

(16/229)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 230
الأمير العادل أبو العبّاس الخزاعيّ المصعبيّ، أمير إقليم خراسان وما يليه. ولد سنة اثنتين وثمانين ومائة. وتأدّب في صغره. وقرأ العلم والفقه، وسمع من: وكيع، ويحيى بن الضّريس، وعبد الله المأمون. روى عنه: إسحاق بن راهويه، وهو أكبر منه، ونصر بن زياد القاضي، وأحمد بن سعيد الربّاطيّ، والفضل بن محمد الشّعرانيّ، وابنه محمد بن عبد الله الأمير، وابن أخيه منصور بن) طلحة، وآخرون. قال المرزبانيّ: كان بارع الأدب، حسن الشّعر، تنقل في الأعمال الجليلة شرقاً وغرباً. قلّده المأمون مصر والمغرب، ثم نقله إلى خراسان.

(16/230)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 231
وقال ابن ماكولا: زريق: بتقديم الزّين: الحسين بن مصعب بن زريق بن أسعد، مولى سعد بن أبي وقّاص. كذا قال، وصوابه: مولى طلحة بن عبد الله الخزاعيّ، وهو طلحة الطّلحات أمير سجستان. وروى الحاكم في تاريخه عن أبي الحسين محمد بن يحيى الحسينيّ، أنّ أسعد جدّ بني طاهر كان يعرف في العجم بفرخ رزّين موزة، فأسلم على يد عليّ عليه السلام، على أن لا يغّير اسمه. فسأل عن إسمه فقيل: إسمٌ مشتق من السّعادة. فقال: هو إذاً أسعد. وكان والده يسمى فيروز. وقال إبراهيم نفطويه: لمّا غلب عبد الله بن طاهر الشّام، وهب له المأمون ما وصل إليه من الأموال هناك، ففرّقها على القوّاد. ولما دخل مصر وقف على بابها وقال: أخزى الله فرعون، ما كان أخسّه، وادنى همّته. ملك هذه القرية وقال: أنا ربّكم الأعلى. والله ما دخلتها. وكان ابن طاهر جواداً ممدّحاً. وفد عليه دعبل، فلمّا أكثر عطاياه توارى عنه، وكتب إليه:
(هجرتك، لم أهجرك من كفر نعمةٍ .......... وهل يرتجى نيل الزّيادة بالكفر)

(ولكنّني لمّا أتيتك زائراً .......... فأفرطت في برّي عجزت عن الشّكر)

(فملاّن لا آتيك إلاّ معذراً .......... أزورك في الشهرين يوماً وغي الشهر)

(فإن زدت في بريّ تزّيدت جفوةً .......... ولم نلتق حتّى القيامة والحشر)
فوصل إليه منه ثلاثمائة ألف درهم.

(16/231)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 232
وعن العبّاس بن مجاشع قال: لمّا قدم ابن طاهر اعتراضه دعبل وقال:
(جئتك مستشفعاً بلا سبب .......... إليك إلاّ بحرمة الأدب)

(فاقض ذمامي، فإنّني رجلٌ .......... غير ملحٍّ عليك في الطّلب)
فبعث إليه بعشرة آلاف درهم، وبهاذين البيتين:
(أعجلتنا فأتاك عاجل برّنا .......... ولو انتظرت كثيرة لم نقلل)

(فخذ القليل وكن كمن لم يسأل .......... ونكون نحن كأننا لم نفعل)
) وفيه يقول عوف بن ملحّم:
(يا ابن الّذي دان له المشرقان .......... طرّاً، وقد دان له المغربان)

(إنّ الثمانينوبلّغتها .......... قد أحوجت سمعي إلى ترجمان)

(وبدّلنني بالنشاط انحنا .......... وكنت كالصّعدة تحت السّنان)

(ولم تدع فيّ لمستمتع .......... إلاّ لساني وبحسبي لسان)

(أدعو به الله وأثني على .......... فضل الأمير المصعبي الهجان)
فقرّبانيبأبي أنتمامن وطني قبل اصفرار البنان
(وقبل منعاي إلى نسوةٍ .......... أوطانها حرّان الرّقمتان)
وقال أحمد بن يزيد السّلميّ: كنت مع ابن طاهر، فوقّع على رقاع مرّةً، فبلغت صلاته ألفي ألأف وسبعمائة ألأف، فدعوت له وحسنت فعاله. وروي نحوها بإسناد آخر. وقال ابن خلّكان: كان ابن طاهر شهماً نبيلاً، عالي الهمّة. ولي الدّينور، فلمّا خرج بابك على خراسان بعث لها المأمون عبد الله، فسار إليها في سنة ثلاث عشرة، وحارب الخوارج، وقدم نيسابور سنة خمس عشرة، فأمطروا. فقال شاعر:

(16/232)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 233
(قد قحط النّاس في زمانهم .......... حتّى إذا جئت جئت بالمطر)

(غيثان في ساعةٍ لنا أتيا .......... فمرحباً بالأمير والدّرر)
وقد رحل إليه أبو تّمام، وعمل فيه قصائد، وصنّف الحماسة في هذه السّفرة بهمذان، لأنه انحبس بهمذان للثلوج، واقام في دار رئيس، له كتب عظيمة، فرأى فيها ما لا يوصف من دواوين العرب، فاختار منها أبو تّمام كتاب الحماسة. ومن كلام ابن طاهر: سمن الكيس، ونبل الذّكر، لا يجتمعان. ويقال إن البطيخ العبدلاويّ بمصر منسوب إلى عبد الله بن طاهر. ومما ينسب إلى عبد الله من الشّعر قوله:
(نبهته وظلام اللّيل منسدلٌ .......... بين الرياض دفيناً في الرياحين)

(فقلت: خذ. قال: كفّي لا تطاوعني .......... فقلت: قم. قال: رجلي لا تؤآتيني)
)
(إني غفلت عن السّاقيّ، فصيّرني .......... كما تراني سليب العقل والدّين)
وله:
(نحن قوم تليننا الحدق النج .......... ل على أنّنا نلين الحديدا)

(نملك الصّيد، ثمّ تملكنا البي .......... ض المصونات أعيناً وخدودا)

(تتّقي سخطنا الأسود، ونخشى .......... سخط الخشف حين يبدي الصدودا)

(فترانا يوم الكريهة أحرا .......... راً وفي السّلم للغواني عبيدا)
وعن سهل بن ميسرة أنّ جيران دار عبد الله بن طاهر أمر بإحصائهم، فبلغوا أربعة آلاف نفس، فكان يقوم بمؤنتهم وكسوتهم. فلمّا خرج إلى خراسان، انقطعت الرواتب من المؤنة، وبقيت الكسوة مدّة حياته.

(16/233)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 234
وروى الخطيب بإسناده إلى محمد بن الفضل: أنّ ابن طاهر لمّا افتتح مصر ونحن معه، سوّغه المأمون خراجها، فصعد المنبر، فلم ينزل حتّى أجاز بها كلّها، وهي ثلاثة آلاف ألف دينار، أو نحوها. فأتى معلّى الطّائيّ قبل أن ينزل، فأنشد، وكان واجداً عليه:
(يا أعظم النّاس عفواً عند مقدرةٍ .......... وأظلم النّاس عند الجود بالمال)

(لو يصبح النّيل يجري ماؤه ذهباً .......... لما أشرت إلى خزنٍ بمثقال)
فضحك وسرّ بها، واقترض عشرة آلاف دينار، فدفعها إليه. وكان ابن طاهر عادلاً في الرعيّة، عظيم الهيبة، حسن المذهب. قال أحمد بن سعيد الرباطيّ: سمعته يقول: والله لا أستجيز أن أقول إيماني كإيمان يحيى بن يحيى، وأحمد بن حنبل، وهؤلاء يقولان: إيماننا كإيمان جبريل وميكائيل. وقال أبو زكريّا يحيى العنبريّ: سمعت أبي يقول: خلّف ابن طاهر في بيت ماله أربعين ألف ألف درهم. هذا دون ما في بيت العامّة. وقال أحمد بن كامل القاضي: مات عبد الله بن طاهر، وكان قد أظهر التّوبة، وكسر الملاهي، وعمّر الرّباطات بخراسان، ووقف لها الوقوف، وافتدى الأسرى من التّرك بنحو ألفي ألفي درهم. وقال أبو حسّان الزّياديّ: مات بمرو في ربيع الأول سنة ثلاثين، مرض ثلاثة أيام بحلقه، يعني الخوانيق، وله ثمانٍ وأربعون سنة.)
4 (عبد الله بن عاصم الحمّانيّ ق.)

(16/234)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 235
أبو سعيد البصريّ. سمع: الحمّادين، ومحمد بن راشد المكحوليّ، وعبد الله بن المثنّى الأنصاريّ، ومهديّ بن ميمون، وجماعة. وعنه: أحمد بن عبد الله بن حكيم الفريابيّ، وأبو زرعة، وتمتام، وأحمد بن سيّار المروزي، ومحمد بن أيّوب الرازيّ، وخلق. قال أبو حاتم، وغيره: صدوق. روى له ق. حديثاً واحداً.
4 (عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن مالك.)
أبو محمد الحجازيّ، نزيل بخارى. سمع: مالكاً، وحمّاد بن زيد، وإسماعيل بن عيّاش فيما زعم. وعنه: محمد بن عثمان السّمسار، وإسحاق بن محمود البخاريّان. قال صالح جزرة: كذّاب، من أكذب خلق الله تعالى، وعامّة أحاديثه بواطيل.

(16/235)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 236
4 (عبد الله بن عبد الوهّاب الحجبيّ البصريّ خ. ن.)
عن: مالك، وأبي عوانة، وحمّاد بن زيد، ويوسف بن الماجشون، والعطّاف بن خالد، ويزيد بن زريع، وطائفة. وعنه: خ.، و ن. عن رجل عنه، وإسماعيل سمّويه، وعثمان بن خرّزاذ، وتمتام، وأبو مسلم الكجّيّ، وأبو خليفة الجمحيّ، ويوسف بن يعقوب القاضي، وخلق. وثقة أبو حاتم، وجماعة. وتوفّي سنة ثمانٍ وعشرين، قال أبو نصر: ثمان عشرة، فغلط.

(16/236)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 237
4 (عبد الله بن عثمان بن جبلة بن أبي روّاد ميمون، وقيل أيمن، الأزديّ العتكيّ خ. م. د.)
ت. ن. أبو عبد الرحمن: المروزيّ عبدان. أخو عبد العزيز بن شاذان. وهما سبطا عبد العزيز بن أبي روّاد.) سمع عبدان من: شعبة حديثاً واحداً. وقال العبّاس بن منصور: سمع عبدان بن شعبة أحاديث دون العشرة. ومن: أبيه، وأبي حمزة محمد بن ميمون السّكّريّ، ومالك بن أنس، وعيسى بن عبيد الكنديّ، وعبد الله بن المبارك، وحمّاد بن زيد، يزيد بن زريع، وخلق. وعنه: خ.، و م. د. ت. ن. عن رجلٍ، عنه، وأحمد بن محمد بن شبّويه، وأحمد بن سيار، ومحمد بن عليّ بن الحسن بن شقيق، وأبو الموجّه محمد بن عمرو، والعبّاس بن مصعب، والقاسم بن محمد بن الحارث، وأبو عليّ محمد بن اليشكريّ المروزيون، ومحمد بن يحيى الذّهليّ، وعبيد الله بن واصل البخاريّ، ومحمد بن عمرو قشمرد، ويعقوب الفسويّ، وخلق. وكان ثقة إماماً.

(16/237)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 238
قال أحمد بن عبده الآمليّ: تصدق عبدان في حياته بألف ألف درهم. وكتب كتب ابن المبارك بقلم واحد. قال: وقال عبدان: ما سألني أحد حاجة إلاّ قمت له بنفسي فإن تمّ، وإلاّ قمت له بمالي، فإن تمّ، وإلاّ قمت له بمالي، فإن تمّ، وإلاّ استغنت بالإخوان، فإنِ تمّ وإلاّ استعنت بالسّلطان. وعن أحمد بن حنبل قال: ما بقي إلاّ الرحلة إلى عبدان بخراسان. قال الحاكم: هو إمام بلده في الحديث، سمع من شعبة أحاديث دون العشر، ولم يكتب. ورثه أخوه. وقد ولاّه ابن طاهر قضاء الجوزجان، ثمّاستعفى فأعفي. قلت: توفّي عبدان في أواخر شعبان سنة إحدى وعشرين، وله ستٍّ وسبعون سنة. وأمّا: عبدان بن محمد المروزيّ. فآخر من طبقة عبدان الأهوازيّ، كتب عنه الطّبرانيّ، وغيره. سوف يأتي.
4 (عبد الله بن عمرو بن أبي الحجاج ميسرة ع.)
أبو معمر التميميّ المنقريّ. مولاهم البصريّ المقعد.

(16/238)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 239
عن: أبي الأشهب جعفر بن حيّان العطارديّ، وعبد الوارث بن سعيد، وعبثر بن القاسم،) وجرير بن عبد الحميد، وجماعة. وعنه: خ.، ود.، والباقون بواسطة، ومحمد بن يحيى الذّهليّ، وعبد الله الدّارميّ، وأحمد بن محمد الرتيّ القاضي، وأبو زرعة، وعثمان بن خزّراذ، وخلق. وكان رواية عبد الوارث، وليس له في الكتب السّتّة شيء عن غيره. قال أحمد بن أبي خيثمة، عن ابن معين: ثقة، ثبت. وقال يعقوب بن شية: كان ثقة ثبتاً، صحيح الكتاب. وكان يقول بالقدر. وقال أبو داود: أبو معمر أثبت من عبد الصّمد بن عبد الوارث مراراً. وقال أبو حاتم: صدوق متقن، غير أنّه لم يكن يحفظ. وكان له قدر

(16/239)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 240
عند أهل العلم. وقال أبو زرعة: كان ثقة حافظاً. قال البخاريّ، وغيره: توفّي سنة أربعٍ وعشرين ومائتين.
4 (عبد الله بن عيسى الطفاويّ.)
عن: مسمع بم عاصم، ويوسف بن عطية. وعنه: أبو بكر بن أبي الدّنيا، وأبو حاتم، وعبد الله بن أحمد الدّورقيّ، وجماعة.
4 (عبد الله بن أبي عرابة الشّاشيّ الحافظ.)
من علماء الحديث. سمع: ابن عيينة، ووكيعاً، وطبقتهما. وروى عنه، وعن أخيه سلم المحدّث: خلف بن عامر البخاريّ، وغيره. ذكره السّليمانيّ.
4 (عبد الله بن محمد بن حميد خ. د. ت.)

(16/240)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 241
أبو بكر بن أبي الأسود الحافظ البصريّ. ابن أخت عبد الرحمن بن مهديّ. ولي قضاء همدان، وحدّث عن: مالك، وأبي عوانة، وعبد الواحد بن زياد، وجعفر بن سليمان، وجدّه أبي الأسود، ومعتمر بن سليمان، ويزيد بن زريع، وحاتم بن إسماعيل، وخلق. وعنه: خ. د. ت.، عن رجل، وإبراهيم الحربيّ، وإسماعيل سمّويه، وابن أبي الدّنيا، وعثمان بن خرّزاذ، ويعقوب الفسويّ، وطائفة. وسمع وهو صغير باعتناء خاله.) قال عبد الخالق بن منصور، عن ابن معين: لا بأس به، ولكنّه سمع من أبي عوانة وهو صغير. وكان يطلب الحديث. وقال الخطيب: سكن بغداد، وكان حافظاً متقناً. وقال أبو حسّان الزياديّ، وغيره: مات في جمادى الآخرة سنة ثلاثٍ وعشرين، وهو ابن ستّين سنة.
4 (عبد الله بن الفرج.)
أبو محمد القنطريّ. أحد العبّاد ببغداد. كان بشر الحافي يزوره ويوده. وله كلام نافع.

(16/241)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 242
حكى عنه: محمد بن الحسين البرجلانيّ، وأحمد بن محمد التاجي، وعليّ بن الموفق، وغيرهم.
4 (عبد الله بن محمد بن عبد الله بن جعفر بن اليمان بن أخنس بن خنيس خ. ت.)
الحافظ أبو جعفر الجعفيّ البخاريّ المسنديّ. لقّب بذلك لأنّه كان يفتي بالمستند، ويزهد في المرسل. وعلى يد جدّه الأعلى يمان بن أخنس أسلم المغيرة جدّ أبي عبد الله البخاريّ. سمع عبد الله من: سفيان بن عيينة، وإسحاق الأزرق، ومروان بن معاوية، وعبد الرحمن بن مهديّ. ورحل إلى عبد الرزّاق، وإلى سعيد بن أبي مريم، وعمرو بن أبي سلمة. أقدم شيخ لقي الفضيل بن عياض. وعنه: خ.، و ت. عن البخاريعنه، وأبو زرعة، وأبو حاتم، ومحمد بن يحيى الذّهليّ، وعبيد الله بن واصل، وأحمد بن سيار المروزيّ. وآخر من حدّث عنه محمد بن نصر المروزيّ الفقيه. قال أبو حاتم: صدوق.

(16/242)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 243
وقال أحمد بن سيّار: غاب أبو جعفر عن بلده، واقام في طلب الحديث في الآفاق. وكان يلقّب بالمسنديّ، وهو من المعروفين من أهل العدالة والصّدق، صاحب سنّة وجماعة وإتقان. رأيته بواسط حسن القامة، أبيض الرأس واللّحية. ورجع إلى بخارى، ومات بها. وقال البخاريّ: مات لستٍ بقين من ذي القعدة سنة تسعٍ وعشرين. وقال الحاكم: هو إمام الحديث في عصره بما وراء النّهر بلا مدافعة. وأستاذ أبي عبد الله البخاريّ،) وعن خلف بن عامر، عن البخاريّ. قال: قال لي الحسن بن شجاع: أنت من أين يفوتك الحديث، وقد وقعت على هذا الكنز، يعني المسنديّ. وعن المسنديّ قال: ودّعت الفضيل، فقلت: أوصني. قال: كن ذنباً ولا تكن رأساً.
4 (عبد الله بن محمد بن الربيع ن.)
أبو عبد الرحمن العائديّ الكرمانيّ، ثم الكوفيّ. نزيل المصيصة. وقد ينسب إلى جدّه. سمع: عبد العزيز بن أبي حازم، وعبد العزيز الدّراورديّ، وعليّ بن مسهر، وجرير بن عبد الحميد، وعبّاد بن العوّام، وابن المبارك، وطبقتهم. وعنه: إبراهيم الجوزجانيّ، وأحمد بن أبي خيثمة، والدّارميّ، وأبو حاتم، وعبد الكريم الدّيرعاقوليّ، وجماعة.

(16/243)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 244
قال أبو حاتم: ثقة صدوق مأمون. قلت: له في النّسائيّ حديث واحد.
4 (عبد الله بن محمد بن هارون التّوزيّ القرشيّ.)
مولاهم النحويّ. قرأ كتاب سيبويه على أبي عمر الجرميّ، وحمل عن الأصمعيّ، وغيره. قال أبو العبّاس المبرد: ما رأيت أحداً أعلم بالشّعر منه، وله كتاب الخيل وكتاب فعلت وافعلت، وغير ذلك. توفّي سنة ثلاثين، وهو كهل.
4 (عبد الله بن مروان.)
أبو شيخ الحرانيّ. حدّث ببغداد عن زهير بن معاوية، وعيسى بن يونس. روى عنه: أبو حاتم الرازيّ، وإبراهيم بن الهيثم البلديّ، وإسحاق بن الحسن الحربيّ. وثقه أبو حاتم.

(16/244)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 245
4 (عبد الله بن مروان بن معاوية الفزاريّ.)
) روى عن: أبيه. وروى عن: سفيان بن عيينة، وجماعة. يكنّى أبا حذيفة. روى عن: ابن أبي الدّنيا، والبغويّ. وكان ثقة.
4 (عبد الله بن مسلمة بن قعنب خ. م. د. ت. ن.)
الإمام أبو عبد الرحمن الحارثيّ القعنبيّ المدنيّ. نزيل البصرة ثمّ مكة.

(16/245)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 246
ولد بعد الثلاثين ومائة، وسمع من صغار التّابعين. سمع: أفلح بن حميد، وشعبة، وابن أبي ذئب، وأسامة بن زيد بن أسلم، ومالكاً، والحمّادين، وداود بن قيس الفرّاء، وسلمة بن وردان، واللّيث بن سعد، ويزيد بن إبراهيم التّستريّ، ونافع بن عمر الجمحيّ، وخلقاً. وعنه: خ.، م.، د.، وم. أيضاً، ت. ن عند رجلٍ، عنه، وعبد الله ابن داود الخريبيّ، وهو أكبر منه، ومحمد بن عبد الله بن سنجر الحافظ، ومحمد بن يحيى الذّهليّ، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وهلال بن العلاء، وعبد بن حميد، وعمرو بن منصور النّسائيّ، وأبو زرعة الرازيّ، ومحمد بن غالب تمتام، وإسماعيل القاضي، ومحمد بن أيّوب بن الضّريس، ومحمد بن عليّ الصّائغ، ومحمد بن معاذ دران، ومعاذ بن المثنّى، وأبو مسلم الكجّيّ، وأبو خليفة الفضل بن الحباب، وخلق سواهم. قال أبو زرعة: ما كتبت عن أحدٍ أجلّ في عينيّ من القعنبيّ. وقال أبو حاتم: ثقة حجّة لم أر أخشع منه. سألناه أن يقرأ علينا الموطّأ، فقال: تعالوا بالغداة. فقلنا: لنا مجلسٌ عند حجّاج. قال: فإذا فرغتم منه. قلنا: نأتي مسلم بن إبراهيم. قال: فإذا فرغتم منه. قلنا: نأتي أبا حذيفة.) قال: فبعد العصر. قلنا: نأتي عارماً. قال: فبعد المغرب فكان يأتينا بالليل. فنخرج علينا وعليه كساء، ما تحته شيء في الصّيف، فكان يقرأ علينا في الحرّ الشّديد حينئذٍ.

(16/246)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 247
وقال ابن معين: ما رأيت رجلاً يحدّث لله إلاّ وكيعاً، والقعنبيّ. وقال الحافظ أبو عمرو الجيزيّ أحمد بن محمد: سمعت أبي يقول: قلت للقعنبيّ: ما لك لا تروي عن شعبة غير هذا الحديث. قال: كان شعبة يسثقلني، فلا ييحدّثني. وقال الخريبيّ، مع جلالته وفضله: حدثني القعنبيّ، عن مالك، وهو والله عندي خير من مالك. وقال أبو حفص الفلاّس: كان القعنبيّ مجاب الدّعوة. وقال عثمان بن سعيد الدّارميّ: سمعت ابن المدينيّ، وذكر أصحاب مالك، فقيل له: معن، ثم القعنبيّ. قال: لا بل القعنبيّ، ثم معن. وقال محمد بن الوهّاب الفّراء النّيسابوريّ: سمعتهم بالبصرة يقولون: عبد الله بن مسلمة من الأبدال. وقال إسماعيل القاضي: كان القعنبيّ من المجتهدين في العبادة. وقال إمام الأئمّة ابن خزيمة: سمعت نصر بن مرزوق يقول: أثبت النّاس في الموطأ: القعنبيّ، وعبد الله بن يوسف التّنّيسيّ بعده. وقال إسماعيل القاضي: كان القمنبيّ لا يرضى قراءة حبيب، فما زال حتى قرأ بنفسه الموطأ على مالك. وقال محمد بن سعيد: كان القعنبيّ عابداً فاضلاً، قرأ على مالك كتبه. وقال أبو بكر الشّيرازيّ في كتاب الألقاب: سمعت أبا إسحاق المستمليّ: سمعت أحمد بن منير البلخيّ: سمعت حمدان بن سهل لالبلخيّ الفقية يقول: ما

(16/247)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 248
رأيت أحداً إذا رؤي ذكر الله إلاّ القعنبيّ رحمه الله، فإنّه كان إذا مرّ في مجلسٍ يقولون: لا إله إلاّ الله. وقيل: كان يسّمى الراهب لعبادته وفضله.) وروى عبد الله بن أحمد بن الهيثم، عن جدّه قال: كنّا إذا أتينا القعبيّ خرج إلينا كأنه مشرف على جهنم. وقال محمد بن عبد الله الزّهريّ، عن الحنينيّ: كنّا عند مالك بن أنس، فقدم ابن قعنب من سفر، فقال مالك: قوموا بنا إلى خير أهل الأرض. وقال الحاكم: قال الدّارقطنيّ: يقدّم في الموطأ معن، وابن وهب، والقعنبيّ. قال: وأبو مصعب ثقة في الموطأ. قلت: لم يرو عن القعنبيّ، عن شعبة سوى حديث واحد، لآنّه، أدركه في آخر أيامّه. وروى بعض النّاس لذلك قصةً لا تصّح. توفّي القعنبيّ في المحرّم سنة إحدى وعشرين، وقد سمع منه مسلم أيّام الموسم سنة عشرين، وهو أكبر شيخ له. وآخر من روى حديثه عالياً أبو الحسن بن البخاريّ، كان بينه وبثينه خمس أنفس.

(16/248)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 249
وسمعنا الموطأ من روايته بعلوّ المّرة الأولى ببعلبك، والثانية بحلب.
4 (عبد الله بن مهديّ.)
أبو محمد العامريّ النّيسابوري. في أعقابه جماعة فضلاء بنيسابور. سمع من: خارجة بن مصعب، وابن المبارك، وأصرم بن عتاب. وعنه: حفيده محمد بن فور، وسهل بن عمّار العتكيّ، ومحمد بن زيد السّلميّ. توفّي سنة خمسٍ وعشرين.
4 (عبد الأحد بن اللّيث بن عاصم.)
أبو زرعة القتبانيّ المصريّ. شيخٌ نبيل. روى عن: حيوة بن شريح، ويحيى بن أيّوب، ومالك بن أنس، وعثمان بن الحكم. قال ابن يونس: مات في رجي سنة ثمانٍ وعشرين، عن بضعٍ وثمانين سنة.
4 (عبد الأعلى بن عبد الواحد البرلّسيّ.)
عن: همّام، وزين بن شعيب. توفّي سنة ثلاثين ومائتين.)
4 (عبد الباقي بن عبد السلام المصريّ.)

(16/249)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 250
عن: همّام بن إسماعيل، وابن وهب. مات بعد العشرين ومائتين. روى عنه: محمد بن إسحاق الصّاغانيّ، وغيره.
4 (عبد الجبّار بن سعد بن سليمان المساحقيّ.)
الفقيه المدنّي، صاحب مالك. روى عنه، وعن: ابن أبي ذئب. وعنه: إسماعيل القاضي، وغيره. وولي قضاء المصّيصة، وعاش بضعاً وثمانين سنة. قال مصعب الزبيريّ: كان أجمل قرشيّ وجهاً، وأحسنهم لساناً، رحمه الله. وقال: توفّي سنة ستٍّ وعشرين ومائتين. وقال ابن سعد: سنة تسع وعشرين.

(16/250)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 251
4 (عبد الحميد بن بكّار.)
أبو عبد الله السّلميّ الدّمشقيّ، ثم البيروتيّ. قرأ القرآن على أيّوب بن تميم. وروى عن: سعيد بن عبد العزيز الفقيه، وسعيد بن بشير، والهقل بن زياد، والوليد بن مسلم، وغيرهم. وعنه: أبو داود في كتاب المراسيل، وسعد بن محمد البيروتيّ، والعبّاس بن الوليد البيروتيّ. وقرأ عليه العبّاس بحرف ابن عامر. وروى عنه أيضاً: يعقوب الفسويّ، وأحمد بن المعلّى القاضي، وأبو عبد الملك، أحمد بن إبراهيم البسريّ، وأبو زرعة الرازيّ، وطائفة.
4 (عبد الحميد بن صالح ن.)
أبو صالح البرجميّ الكوفيّ المقريء. قرأ على أبي بكر بن عيّاش، وعلى أبي يوسف الأعشى. قرأ عليه: جعفر بن عنبسة، وإسماعيل بن عليّ الخيّاط. وكان يؤم بمسجد بني شيطان.)

(16/251)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 252
وحدث عنه: زهير بن معاوية، وقيس بن الربيع، وحبّان بن عليّ، وعاصم بن محمد العمريّ، وأبي بكر النّهشليّ، وجماعة. وعنه: أحمد بن أبي عرزة، والحسين بن إسحاق التّستريّ، وعبّاس الدّوريّ، ومطّين، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، وموسى بن إسحاق الأنصاريّ، وجماعة. قال مطّين: مات سنة ثلاثين. وقال أبو حاتم، صدوق.
4 (عبد الحميد بن أبي طالب.)
أبو يزيد البصريّ، واسم أبيه حمّاد. روى عن: عبد الله بن المثنّى، وحمّاد بن سلمة، وعبد العزيز بن مسلم، وجماعة. وعنه: أبو حاتم، وأبو زرعة.
4 (عبد الرحمن بن بجير الكلاعيّ.)
قال ابن يونس: ثقة شريف مصريّ. روى عن يحيى بن أيّوب، ومالك بن أنس. توفّي سنة إحدى وعشرين. وعنه: ابنه محمد. وابنه غير مأمون.
4 (عبد الرحمن بن بكر الطبري الآمليّ.)

(16/252)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 253
عن: شريك، وعبد الواحد بن زياد، وجماعة. وعنه: أبو زرعة، وأبو حاتم. وهو صدوق.
4 (عبد الرحمن بن بكر بن الربيع بن مسلم القرشيّ الجمحيّ البصريّ م.)
عن: جده، والنّضر بن إسماعيل، ومحمد بن حمران القيسيّ. وعنه: م.، وأحمد بن داود المكي، وأبو زرعة الرازيّ، ومحمد بن غالب تمتام، وأبو خليفة، وجماعة. قال أبو حاتم: محلّة الصّدق.) وقال ابن عساكر: مات سنة ثلاثين.
4 (عبد الرحمن بن أبي جعفر الدّمياطيّ.)
الفقيه أبو محمد مولى بني مخزوم. أخذ عن: ابن وهب، وأشهب، وابن القاسم، وابم نافع، وعبد الملك بن الماجشون. وبرع في رأي مالك.

(16/253)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 254
وحدّث عن أبي ضمرة، وغيره. وله مسائل تسمّى الدّمياطيّة. روى عنه: يحيى بن عمرو، وغيره. توفّي سنة ستٍّ وعشرين ومائتين، وآخر من حدث عنه أحمد بن حمّاد زغبة.
4 (عبد الرحمن بن الحكم بن بشير الرازيّ الحافظ.)
رأى زكريا بن سلام العتبيّ نزيل الريّ. ثم حمل عن: عّتاب بن أعين صاحب الأعمش، وجرير بن عبد الحميد، ونزفل بن مطهر، وحكام، وأبي بكر ابن عيّاش، وابن عيينة، وحفص بن غياث، وخلق. وعنه: محمد بن مهران الجمّال، وابن وارة، وأبو زرعة، وآخرون. قال ابن وارة: كان أعلم النّاس بشيوخ الكوفيّين. وقال إبراهيم بن موسى الفّراء: ما رأيت أحداً أفهم بمشيخة أبي إسحاق السّبيعيّ، من عبد الرحمن بن الحكم.
4 (عبد الرحمن بن شريك بن عبد الله النّخعّي الكوفيّ.)
لا نعلمه روى عن غير أبيه. وروى عنه: البخاريّ في كتاب الأدب، ومحمد بن عبد الله بن نمير، ومحمد بن عبيد بن عتبة الكنديّ، وابن أخيه محمد بن بشر بن شريك،

(16/254)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 255
وإبراهيم بن أبي بكر بن أبي شيبة، وجماعة. قال أبو حاتم: واهي الحديث. وقال ابن حبّان: ربّما أخطأ، وذكره في الثقات. قال ابن عقدة: توفّي سنة سبعٍ وعشرين.
4 (عبد الرحمن بن الضّحّاك.)
) أبو سليم، ويقال: أبو مسلم البعلبكّيّ القاريء المعرف بابن كسرى. روى عن: سفيان بن عيينة، وسويد بن عبد العزيز، وجماعة. وعنه: أبو حاتم الرازيّ، وعمرو بن عيسى الحمصيّ، وأبو المنذر محمد بن سفيان. قال أبو حاتم: محلّة الصّدق.
4 (عبد الرحمن بن عبد الملك بن شيبة الحزامي خ. ن.)

(16/255)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 256
مولاهم المدنيّ أبو بكر. سمع: ابن أبي فديك، والوليد بن مسلم، وأبا نباتة يونس بن يحيى المدنيّ، وعبد الله بن نافع الصّائغ، وعبد الرحمن بن المغيرة بن عبد الرحمن الحزاميّ، وجماعة. وقيل إنّه روى عن هشيم بن بشير، وفيه نظر. وعنه: خ. ون.، عن رجلٍ: عنه، والفضل بن محمد الشّعرانيّ، وأبو زرعة الرازيّ، وأبو معين الرازيّ، ومحمد بن يزيد الأسفاطيّ. قال أبو حاتم الرازيّ: كان يختلف إلى عبد العزيز الأويسيّ وهو شابّ يكتب عنه، فرآه أبو زرعة فسمع منه. وقال أبو زرعة: لم يكن بين حديثه وبين موته كبير شيء. اختلفت إلى بيته عشرين ليلة أنظر في كتبه. وقال أبو بكر بن داود: ضعيف.
4 (عبد الرحمن بن عبيد بن محمد بن عائشة.)
شاعر محسن ظريف أديب. توفّي في حياة أبيه ببغداد، فقدم أبوه من البصرة لأجل ميراثه في سنة سبعٍ وعشرين.
4 (عبد الرحمن بن المبارك البصريّ الخلقانيّ خ. د. ت.)

(16/256)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 257
العيشيّ الطّفاويّ. ويقال السّدوسيّ أبو بكر، ويقال أبو محمد. عن: وهيب بن خالد، ومهديّ بن ميمون، وأبي عوانة، وحمّاد بن زيد، وحزم القطعيّ، وطائفة. وعنه: خ.، ود.، عن رجلٍ: عنه، وحرب الكرمانيّ، وأبو زرعة، وأبو حاتم، ومحمد بن أيّوب الرازيّون، ومحمد بن محمد التّمّار، وأبو خلف الجمحيّ، وأحمد بن داود المكّيّ، وأبو مسلم) الكجّيّ، وخلق. قال أبو حاتم: ثقة. وقال ابن عساكر: توفّي سنة ثمانٍ، وقيل: سنة تسعٍ وعشرين.
4 (عبد الرحمن بن محمد بن علقمة.)
أبو أمية الفرضيّ. بصريّ مستور. يروي عن: شعبة، ومبارك بن فضالة. وعنه: سوار بن عبد الله القاضي. قال خليفة: مات أبو أميّة سنة ثلاثٍ وعشرين ومائتين.

(16/257)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 258
4 (عبد الرحمن بن مقاتل د.)
أبو سهل التّستريّ، ثم البصّريّ. خال القعنبيّ. عن: مالك بن أنس، وعبد الرحمن بن أبي الموّال، وعبد الله بن عمر العمريّ. وعنه: د.، وعليّ بن عبد الله البغويّ، ومعاذ بن المثنّى، وأبو خليفة الجمحيّ. قال أبو حاتم الرازيّ: صدوق.
4 (عبد الرحمن بن موسى الهواريّ.)
أبو موسى الأندلسيّ الفقيه. رحل في العلم، وأخذ عن: مالك، وسفيان بن عيينة. ودخل العراق، وأخذ العربيّة عن: أبي زيد الأنصاريّ، والأصمعيّ. وأحكم علم اللّسان، وصعد إلى بلاده، فغرقت كتبه في البحر، فجاء أهل أستجة يهنونه بالسّلامة، ويعزونه في كتبه، فقال: ذهب الخرج وبقي الدّرج، وكان حافظاً، وعنى بالدّرج ما في صدره. وكان متضلّعاً من القراءآت والتّفسير، وغير ذلك. روى عنه تفسيره محمد بن أحمد العتبيّ. وحكى محمد بن عمر بن لبابة، عن القعبنيّ قال: كان أبو موسى الأستجيّ

(16/258)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 259
إذا قدم قرطبة لم يفت يحيى بن يحيى، ولا عيسى، ولا سعيد بن حسّان حتّى يرحل عنها. قلت: عيسى هو ابن دينار صاحب ابن القاسم، وهو أقدم موتاً من أبي موسى رحمه الله.)
4 (عبد الرحمن بن يحيى بن إسماعيل بن عبيد الله بن ابي المهاجر الدّمشقيّ.)
عن: المنكدر بن محمد بن المنكدر، وسفيان بن عيينة، والوليد بن مسلم. وعنه: أبو حاتم، والفسويّ، وعثمان بن سعيد الدّارميّ، وأحمد بن إبراهيم البسريّ، وجماعة. وكان من علماء دمشق الكبار. قال أبو حاتم: ما بحديثه بأس. وقال غيره: توفّي سنة سبعٍ وعشرين.
4 (عبد الرحمن بن يونس.)

(16/259)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 260
أبو مسلم الروميّ المستملي البغداديّ، مولى أبي جعفر المنصور. كان يستملي على سفيان بن عيينة فروى عنه، وعن: حاتم بن إسماعيل، وابن فضيل، ومحمد بن أبي فديك، وجماعة. وعنه: خ.، وإبراهيم الحربيّ، وعبّاس الدّوريّ، وحنبل بن إسحاق، وآخرون. قال أبو حاتم: صدوق. وأمّا أبو العبّاس السّرّاج فقال: سألأت أبا يحيى صاعقة عنه، فلم يرضه في الحديث، وأراد أن يتكلم فيه فقال: أستغفر الله. وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالمتين عندهم. وقال محمد بن سعد: أخبرني أنّه ولد سنة أربعٍ وستّين ومائة ومات فجأة في عاشر رجب سنة أربعٍ وعشرين. وكذا ورّخه أحمد بن أبي خيثمة، وحاتم بن اللّيث.
4 (عبد الرحيم بن محمد بن زيد السّكريّ.)
عن: أبي بكر بن عيّاش. وعنه: أبو الآدان عمر بن إبراهيم، وإبراهيم بن موسى وغيرهما. وثقة الدّارقطنيّ.

(16/260)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 261
4 (عبد الرّزّاق بن عمر الدّمشقيّ د.)
العابد، أحد الأولياء. روى عن: مدرك بن أبي سعد الفزاريّ، ومحمد بن القاسم بن سميع، ومبشّر الحلبيّ.) وعنه: حفيده أحمد بن عبد الله بن عبد الرّزّاق، وأبو حاتم، وأبو زرعة الدّمشقيّ، ويزيد بن محمد بن عبد الصّمد. أخرج أبو داود حديثاً، عن رجل، عنه. قال أبو حاتم: كان فاضلاً متعبداً صدوقاً، يعدّ من الأبدال. وقال أبو داود: كان من ثقات المسلمين، رحمه الله تعالى.
4 (عبد الرّزّاق بن عمر بن بزيع البزيعيّ الشّرويّ.)
عن: ابن المبارك، ويحيى بن أبي زائدة. وعنه: إبراهيم بن أبي بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن عبيد بن عتبة الكنديّ، وقال: كان من خيار النّاس.

(16/261)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 262
4 (عبد السلام بن مطهر بن حسام بن مصكّ بن ظالم بن شيطان خ. د.)
أبو ظفر الأزديّ البصريّ. عن: شعبة، ومبارك بن فضالة، وجرير بن حازم، وموسى بن خلف العميّ، وسليمان بن المغيرة، وجماعة يسيرة. وعنه: خ.، ود.، وإبراهيم الحربيّ، وأحمد بن خيثمة، وأحمد بن داود المكّيّ، وإسماعيل سمّويه، وعثمان بن خرّزاذ، ومحمد بن حبّان الماونيّ، وأبو خليفة، وخلق. وقد روى أبو داود، عن محمد بن المثنّى، عنه أيضاً. قال أبو حاتم: صدوق. وقال أبو داود: مات في رجب سنة أربعٍ وعشرين.
4 (عبد الصّمد بن عبد الكريم القدسيّ المطّوّعيّ.)
عن: أبي المليح الرّقّيّ، وعبيد الله بن عمرو، وهشيم، وجماعة.

(16/262)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 263
وعنه: أبو حاتم، لقيه سنة عشرين ومائتين.
4 (عبد الصّمد بن داود بن مهران الحّرانيّ.)
أخو أبي صالح. ولد بإفريقيا. وسمع من: زهير بن معاوية. توفّي سنة إحدى وعشرين ومائتين.)
4 (عبد العزيز بن الخطّاب ق.)
أبو الحسن الكوفيّ، نزيل البصرة. عن: شعبة، والحسن بن صالح، ومحمد بن إسماعيل بن رجاء الزّبيديّ، وأبي معشر نجيح، وقيس بن الربيع، وجماعة. وعنه: عمرو بن عليّ الفلاّس، وأحمد بن الأزهر، وأبو قلابة الرّقاشيّ، وإبراهيم بن ديزيل، وأبو مسلم الكجّيّ، والعبّاس بن الفضل الأسفاطيّ، وعثمان بن خرّازذ، ومحمد بن حبّان المازنيّ، وخلق. قال أبو حاتم: صدوق. وقال الفلاّس: ثقة. وقال أبو داود: مات في ذي القعدة سنة أربعٍ وعشرين.
4 (عبد العزيز بن داود الحرانيّ.)

(16/263)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 264
أخو عبد الغفار الآتي. سمع: زهير بن معاوية، وحمّاد بن سلمة. وعنه: أبو حاتم الرازيّ، لقيه بحّران، وأبو شعيب عبد الله بن الحسن الحّرانيّ. وثقة أبو حاتم. وقال أبو عروبة: توفّي سنة أربعٍ وعشرين ومائتين.
4 (عبد العزيز بن عثمان بن جبلة خ. ن.)
أبو الفضل الأزديّ المروزيّ، شاذان، أخو عبدان. روى عن أبيه فقط. وعنه: ابنه خلف، ورجاء بن مرجا الحافظ، وأحمد بن سيّار الحافظ، وأبو عليّ محمد بن يحيى المروزيّ الصّائغ. ولد سنة ثمانٍ وأربعين ومائة، ومات في المحرّم سنة تسعٍ وعشرين بعد عبدان بثمان سنين. روى البخاريّ، والنّسائيّ، عن الصّائغ، عنه.
4 (عبد العزيز بن موسى.)

(16/264)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 265
أبو روح اللاّحونيّ البهرانيّ الحمصيّ، ابن عمّ أبي اليمان.) سمع: أبا عوانة، وحمّاد بن زيد، وخالد بن عبد الله، وجماعة. وعنه: محمد بن عوّف الطّائيّ، وعبد الكريم الدّيرعاقوليّ، وأحمد بن عبد الوهّاب الحوطيّ، وأبو حاتم، وقال: كتبت عنه بسليمة، وهو صدوق ثقة مأمون. قلت: لم يخرّجوا له.
4 (عبد العزيز بن أبي سلمة بن عبيد الله بن عمر بن الخطّاب ن.)
أبو عبد الرحمن العمريّ المدنيّ. نزل بغداد، وحدّث عن: إبراهيم بن سعد، وأبي أويس عبد الله الأصبحيّ. وعنه: إبراهيم بن الحارث العباديّ، وأبو زرعة، وموسى بن هارون، وأبو بكر أحمد بن عليّ المروزيّ، وأبو يعلى. قال الدّارقطنيّ: ليس به بأس. قلت: وروى ن. حديثاً، عن المروزيّ، عنه، وقع لنا عالياً بدرجة.
4 (عبد الغفار بن داود بن مهران بن زياد خ. د. ن. ق.)

(16/265)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 266
أبو صالح البكريّ الحّرانيّ. نزيل مصر. عن: حمّاد بن سلمة، وزهير بن معاوية، واللّيث بن سعد، وعبد الله بن لهيعة، وعبد الله بن عيّاش القتبانيّ، ويعقوب بن عبد الرحمن القاريء، وإسماعيل بن عيّاش، وأبي المليح الرّقّيّ، وخلق. وعنه: خ. ود. ن. ق.، عن رجلٍ عنه، وأبو بكر الأثرم، وأبو زرعة الدّمشقيّ، وعبد الدّارميّ، ومحمد بن عمرو بن افع الطّحّان، والمقدام بن داود الرّعينيّ، وموسى ين عيسى بن المنذر الحمصيّ، ويحيى بن أيّوب العلاّف، ويحيى بن عثمان السّهميّ، وأحمد بن حمّاد زغبة، وخلق. وكان واحداً من العلماء والرؤساء. قال ابن يونس: كانت أمّه من أهل البصرة بنت سعيد بن يزيد الأزديّ، فخرج به أبوه من إفريقيا سنة إحدى وأربعين وهو طفل، فنشأ بالبصرة، وكتب بها الفقه والحديث، إلى أن رجع إلى مصر مع أبيه، سنة إحدى وستّين ومائة. وخرج إلى المغرب. وكان ثقة ثبتاً فقيهاً على مذهب أبي حنيفة.) وكان أحد وجوه مصر. قدم المأمون مصر، فكان يجالسه، وله معه أخبار. وقال أبو بكر الخطيب: ولد بإفريقيا سنة أربعين ومائة، وخرج به أبوه وهو طفل إلى البصرة، فنشأ بها، وتفقه وسمع، ثم رجع إلى مصر مع أبيه، فسمع من اللّيث بن سعد، وغيره. وقال: خلت الإسكندرية، فسلّمت على موسى بن عليّ بن رباح،

(16/266)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 267
وأعجلني السّفر، فلم أسمع منه، وفاتني. وكان يكره أن يقال له الحرّانيّ. وإنّما سمّي بذلك لأنّ أخويه عبد الله وعبد العزيز ولدا بها. ولم يزالا بها، ولهما ثروة ونعمة. وأمّا أخواه: عبد الخالق، وعبد الصّمد، وهو فولدا بإفريقيا ثم تحوّلوا منها. مات أبو صالح بمصر سنة أربعٍ وعشرين في شعبان، وغلط من قال سنة ثمانٍ وعشرين.
4 (عبد الغنيّ بن سعيد بن عبد الرحمن الثّقفيّ.)
مولاهم المصريّ، أبو محمد. روى عن: موسى بن عبد الرحمن الصّنعانيّ كتاب التّفسير عن ابن جريج، وموسى. متروك. رواه عنه: بكر بن سهل الدّمياطيّ. قال ابن يونس: ضعيف الحديث. توفّي سنة سبعٍ وعشرين في رجب.
4 (عبد الكبير بن المعافى بن عمران الأزديّ الموصليّ.)
أحد الفضلاء، والزّهّاد. روى عن: أبيه، وعن حمّاد وجماعة. وخرج إلى الثغر وأقصى الدّنيا، ونزل المصّيصة محملاً لذكره، يبيع البقل.

(16/267)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 268
روى عنه: عثمان بن سعيد التنوخيّ، وغيره. توفّي سنة إحدى وعشرين، رحمه الله.
4 (عبد المتعالي بن طالب خ.)
أبو محمد الأنصاريّ الظّفريّ البغداديّ. عن: عوانة، وإبراهيم بن سعد، وأبي المليح الرّقّيّ، وابن وهب.) وعنه: خ.، أحمد بن حنبل، وابن أبي الدّنيا، وعثمان بن سعيد الدّارميّ، وعبدان الأهوازيّ، وجماعة. وقال عبد الخالقبن منصور، عن ابن معين: ثقة. مات سنة ستٍّ وعشرين ومائتين.
4 (عبد الملك بن عبد العزيز بن عبد الملك بن ذكوان. م. ن.)

(16/268)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 269
وقيل: عبد الملك بن عبد العزيز بن الحارث. أبو نصر القيشريّ النسويّ الدّقيقيّ التّمّار الزّاهد. عن: أبان بن يزيد العطّار، وحمّاد بن سلمة، والقاسم بن الفضل الحرّانيّ، وجرير بن حازم، وسعيد بن عبد العزيز الدّمشقيّ، وابن الأشهب العطارديّ، وزهير بن معاوية، وعقبة بن عبد الله الرفاعيّ الأصمّ، ومالك بن أنس، وطائفة. وعنه: م. ون. ن عن رجلٍ: عنه، وأبو حاتم، وأبو بكر بن أبي الدّنيا، وأحمد بن أبي خيثمة، ومحمد بن إبراهيم البوسنجيّ، واحمد بن عليّ القاضي المروزيّ، وأبو يعلى الموصليّ، وأبو القاسم البغويّ، وأحمد بن الحسن الصّوفيّ وخلق. قال أبو حاتم: ثقة. وقال: كان يعدّ من الأبدال. وقال النّسائيّ: ثقة. وقال سعيد البردعيّ: سمعت أبا زرعة يقول: كان أحمد بن حنبل لا يرى الكتابة عن أبي نصر التّمّار، ولا عن يحيى بن معين، ولا أحدٍ ممّن امتحن فاجاب. وقال محمد بن سعد: أبو نصر التّمّار من ابناء خراسان، ذكر أنّه ولد بعد

(16/269)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 270
مقتل أبي مسلم الدّاعية بستّة أشهر، ونزل بغداد في ربض الطّوسيّ، وتجر في التّمّر، وغيره. وكان ثقة فاضلاً خيراً ورعاً. توفّي ببغداد في أول يوم من المحرّم، سنة ثمانٍ وعشرين، وهو ابن إحدى وتسعين سنة. وكان بصره قد ذهب. أخبرنا أحمد بن إسحاق القرافيّ، أنا الفتح بن عبد الله الكاتب، أنا عبد الله الحتسب، أنا أبو الحسين بن النّقور، ثنا عيسى بن عليّ الوزير، ثنا أبو القاسم البغويّ، ثنا عليّ بن الجعد، نا أبو) نصر التّمّار، وعبد الأعلى بن حمّاد، وكامل بن طلحة، وعبيد الله العيشيّ قالوا: ثنا حمّاد بن سلمة، عن ابي العثراء، عن ابيه قال: قلت: يا رسول الله، أما تكون الزّكاة من الّلّية فقال: لو طعنت في فخذها لأجزأ عنك. قال محمد بن محمد بن أبي الورد: قال لي مؤذّن بشر الحافي: رأيت بشراً في النّوم، فقلت: ما فعل الله بك. قال: غفر لي. قلت: فما فعل بأبي نصر التّمّار فقال: هيهات ذاك في علّيّين بفقرة وصبره على بنيانه.
4 (عبد الملك بن مسلمة بن يزيد.)
أبو مروان المصريّ الفقيه، مولى بني أميّة. حمل عن: مالك، واللّيث بن سعد، وابن لهيعة، وغيرهم. وعنه: الحسن بن قتيبة أبو محمد العسقلانيّ، ويحيى بن عثمان بن صالح

(16/270)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 271
المصريّ، وإسماعيل بن عبد الله سمّويه، وابو حاتم، وجماعة. ضعّفه ابن حبّان. وقال ابن يونس: منكر الحديث. قال: وهو مولى جزء بن عبد العزيز بن مروان، وكان فقيهاً من اصحاب مالك، ولد سنة أربعين ومائة، ومات في ذي الحجّة سنة أربعٍ وزعشرين ومائتين.
4 (عبد المنعم بن غدريس اليمانيّ.)
ابن بنت وهب بن منبّه. روى عن أبيه كتاب المبتدأ، وادّعى أنّه سمع من: ابن جريح، ومعمر. وعنه: أبو بكر بن أبي الدّنيا، ومحمد بن أحمد البراء. قال أحمد بن حنبل: يكذّب على وهب. وقال البخاريّ: ذاهب الحديث.

(16/271)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 272
قيل إنّه عمّر تسعين سنة، ومات سنة ثمانٍ وعشرين ومائتين.
4 (عبد الوهّاب بن عليّ.)
) أبو بشر التّميميّ الكوفيّ. عن: إسماعيل بن جعفر، وغيره. وعنه: أحمد بن حمّاد زغبة. توفّي في ربيع الأوّل سنة ثلاثين ومائتين.
4 (عبيد بن جناد الكلابيّ الرّقّيّ.)
نزيل حلب وقاضيها، من موالي بني جعفر بن كلاب. عن: عبيد الله بن عمرو الرّقّيّ، وابن المبارك، وعطاء بن مسلم، وابن عيينة. وعنه: عمر بن شبّه، وأحمد بن يحيى الحلوانيّ، وابن أبي الحواري، وأبو زرعة. قال ابن أبي حاتم: سئل عنه أبي، فقال: صدوق.
4 (عبيد الله بن حفص بن عمر بن موسى بن عبيد الله بن معمر.)

(16/272)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 273
أبو عبد الرحمن القرشيّ التّيميّ البصريّ الإخباريّ المعروف بابن عائشة، وبالعيشيّ، لأنه من ولد عائشة بنت طلحة بن عبيد الله. سمع: حمّاد بن سلمة، وجويرية بن اسماء، وعبد الواحد بن زياد، ومهديّ بن ميمون، ووهب بن خالد، وأبا عوانة، وأبا هلال الراسبيّ. وعنه: أبو داود، وأحمد بن حنبل، وأبو زرعة، وابن أبي الدّنيا، وعثمان بن خرّزاذ، ومحمد بن غبراهيم البوسنجيّ، وإبراهيم الحربيّ، وأبو القاسم البغويّ. قال أبو حاتم، وغيره: صدوق في الحديث. وكان عنده عن حمّاد تسعة آلاف حديث. وقال أبو داود: كان طلاّباً للحديث، عالماً بالعربية وأيّام النّاس، لولا ما أفسد نفسه. وهوصدوق. وقال زكريّا السّاجيّ، قرف بالقدر وكان برئاً منه. وكان من سادات أهل البصرة، غير مدافع كرماً سخياً. قال يعقوب بن شيبة: أنفق ابن عائشة على إخوانه أربعمائة ألف دينار في الله، حتّى التجأ إلى أن باع سقف بيته. وقال إبراهيم بن إسحاق المعروف بالحربيّ: ما رأت عيني مثل ابن عائشة.

(16/273)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 274
فقيل له: يا أبا إسحاق، رأيت أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وابن راهويه، وتقول: ما رأيت مثل ابن عائشة.) فقال: نعم. مات في رمضان سنة ثمانٍ وعشرين ومائتين.
4 (عبيد بن يحيى.)
أبو سليم الأسديّ مولاهم الجزريّ. عن: قيس بن الربيع، وعبثر بن القاسم. وعنه: هلال بن العلاء الرّقّيّ، وأحمد بن بزيع الإسكاف الرّقّيّ.
4 (عبيد بن يعيش م. ن.)
أبو محمد الكوفيّ المحامليّ العطّار. سمع: عبد الرحمن بن محمد المحاربيّ، وابن فضيل، وعبد الله بن نمير، وأبا بكر بن عيّاش، ويحيى بن آدم، وجماعة. وعنه: م. ون. عن رجلٍ، عنه، أبو زرعة، والبخاريّ في كتاب رفع

(16/274)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 275
اليدين، ومحمد بن أيّوب بن الضريس، وإبراهيم بن أبي داود البرلّسيّ، ومحمد بن جعفر القتات، ومطّين، وخلق. قال أبو داود: ثقة ثقة. وقال أبو حاتم: صدوق. وقال عمّار بن رجاء: سمعت عبيد بن يعيش يقول: أقمت ثلاثين سنة، ما أكلت بيدي باللّيل. وكانت أختي تلقمني، وأنا أكتب. وقال أبو بكر بن منجويه، وغيره: مات سنة تسعٍ وعشرين في رمضان.
4 (عتبة بن سعيد بن حبّان بن الرحض.)
ويقال الرّخس. أبو سعيد السّلميّ الحمصيّ. عن: إسماعيل بن عيّاش، والوليد الموقريّ، ومخلد بن الحسين، وأبقي علقمة عبد الله الفرويّ. وعنه: أبو أميّة الطّرسوسيّ، وأبو عبد الله البخاريّ، عثمان بن سعيد الدّارميّ، وعبد الكريم الدّيرعاقوليّ، ومحمد بن عوف الطّائيّ، وجماعة. قال النّسائيّ: ليس به بأس.

(16/275)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 276
قلت: لم يخرجوا له شيئاً.
4 (عتيق بن يعقوب بن صدّيق بن موسى بن عبد الله بن الزبير.)
) أبو بكر الأسديّ الزّبيريّ الفقيه الصالح المدنيّ. سمع الموطأ ولازم مالكاً، وصحب عبد الله بن عبد العزيز العمريّ الزّاهد، وما زال من خيار العلماء. قال ابن أبي حاتم: سمعت أبا زرعة يقول: بلغني أنّ عتيق بن يعقوب حفظ الموطأ في حياة مالك. فال ابن أبي حاتم: وروى عن: الزّبير بن الحريث، والدّراورديّ. قلت: وعن: أبي بن عبّاس بن سهل. وعنه: الذّهليّ، وأبو زرعة، وعليّ بن حرب، والعبّاس بن أبي طالب، وطائفة. توفّي سنة أربعٍ أو ثمانٍ وعشرين ومائتين.
4 (عثمان بن سعيد الكوفيّ الزّيّات الطبيب الصّائغ الأحول.)
عن: مبارك بن فضالة، وأبي معشر نجيح السّنديّ، وداود بن علية،

(16/276)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 277
والقاسم بن معن المسعوديّ، وعبيد الله بن عمرو الرّقّيّ، وجماعة. وعنه: أحمد بن عثمان الأوديّ، وأبو كريب، ومحمد بن عبيد بن عتبة الكنديّ، وأبو عبد الله البخاريّ، وعليّ بن عبد العزيز البغويّ، وآخرون. قال أبو حاتم: لا بأس به.
4 (عثمان بن سعيد بن مرّة القرشيّ المرّيّ الكوفيّ المكفوف.)
جار أبي غسّان النّهديّ. روى عن: إسرائيل، ومسعر، وعليّ بن صالح بن حيّ، والحسن بن صالح أخيه، وهيّاج بن بسطام، وطائفة. وعنه: إبراهيم بن أبي بكر بن أبي شيبه، وإسحاق الحربيّ، وعيسى بن عبد الله زغاث، وعليّ بن عبد العزيز البغويّ، ومحمد بن إسماعيل السّلميّ، ومحمد بن سليمان الباغنديّ، وخلق. ذكره ابن حبّان في كتاب الثّقات.
4 (عريب المغنّية.)
كانت بارعة الحسن، كاملة الظّرف، حاذفة بالغناء وقول الشّعر، معدومة المثل، اشتراها المعتصم. بمائة ألف وأعتقها.) ويقال إنّ جعفر البرمكيّ كان قد أحبّ امرأة وهي أمّ عريب، فتزوجها

(16/277)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 278
وتردّد إليها سراً، وأسكنها في مكان لئلاً يعلم أبوه، فولدت له عريب، ثم ماتت. فاسترضع جعفر لعريب المراضع، وسلّمها إلى امرأةٍ نصرانّية. فلمّا قتل باعتها النّصرانيّة سراً، فاشتراها الأمين من النّخّاسين، ولم يعرف ثمنها، فلمّا هلك الأمين عادت إلى سنيس النّخّاس، وصارت له، فشغف بها. وقدم المأمون من طوس، فاشتهر أمرها، واشتراها من سنبس كرهاً، فمات صبابةً بها. ثمّ صارت للمعتصم. ولها أصوات معروفة، وأشعار مطربة، وصيت بحسن الصّوت.
4 (عفّان بن مخلد البلخيّ.)
عن: وكيع، ويحيى بن يمان. وعنه: ابن أبي الدّنيا، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وموسى بن إسحاق. توفّي سنة ستٍّ وعشرين.
4 (عليّ بن الجارود بن مزيد النّيسابوريّ.)
أبو الحسن. ثقة مشهور، رحّال. سمع: مالك بن أنس، وابن لهيعة، وشريك بن عبد الله، وطبقتهم. وعنه: محمد بن أشرس، وزكريّا بن داود الخفّاف، ومحمد بن عبد الوهّاب الفّراء، وغيرهم. توفّي سنة ستٍّ وعشرين.
4 (عليّ بن الجعد بن عبيد خ. د.)

(16/278)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 279
أبو الحسن الهاشمي. مولاهم البغدادي الجوهري الحافظ. مسند بغداد في زمانه. سمع: محمد بن أبي ذئب، وشعبة، وسفيان، وحريز بن عثمان، أحد التابعين، والحسن بن صالح بن حي، وحماد بن سلمة، وشيبان النحوي، وعاصم بن محمد العمري، وعبد الرحمن المسعودي، وعبد العزيز الماجشون، والقاسم بن الفضل الحراني، وخلقاً كثيراً. وتفرّد عن جماعة. وعنه: خ. ود.، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وإبراهيم الحربي، وأبو يعلى الموصلي، وأحمد بن يحيى الحلواني، ومحمد بن عبدوس بن كامل، ومحمد بن يحيى بن سليمان المروزيّ، وعمر) بن إسماعيل بن أبي غيلان، وإبراهيم بن هاشم البغويّ، وأحمد بن عليّ المروزيّ، وأبو القاسم البغوي، وخلق.

(16/279)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 280
وجاء عنه أنّه رأى الأعمش وقال: قدمت البصرة سنة ستٍّ وعشرين، وكان سعيد بن أبي عروبة حيّاً، ولقيت فيها همّام. ولقيت سفيان بمكّة سنة سبعٍ، وسمعت منه، ومن ابن عيينة. وقال نفطويه: كان عليّ بن الجعد أكبر من بغداد بعشر سنين. وعن موسى بن داود قال: ما رأيت أحفظ من عليّ بن الجعد. كنّا عند ابن أبي ذئب، فأملى علينا عشرين حديثاً، فحفظها وأملاها علينا. وقال صالح جزرة: سمعت خلف بن سالم يقول: صرت أنا، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين إلى عليّ بن الجعد، فاخرج إلينا كتبه وذهب فظنّنا أنّه يتخذ لنا طعاماً، فلم نجد في كتابه إلاّ خطأ واحداً. فلّما فرغنا من الطعام قال: هاتوا. فحدّث بكلّ شيء كتبناببه حفظاً. وقال عليّ بن الجعد: كتبت عن سفيان بن عيينة بالكوفة سنة ستّين ومائة. وقال عبدوس النّيسابوريّ: ما أعلم أنّي لقيت أحفظ من عليّ بن الجعد، وكان عنده عن شعبة نحوٌ من ألف ومائتي حديث. وقال أبو حاتم: ما كان أحفظه لحديثه وهو صدوق. وقال ابو جعفر النفيليّ: لا يكتب عن عليّ بن الجعد، وضعّف أمره جدّاً وقال أبو إسحاق الجوزجتنيّ: عليّ بن الجعد متشّبث في بدعه، زائغ عن الحق.

(16/280)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 281
وقال أحمد بن إبراهيم الدّورقيّ: قلت لعليّ بن الجعد: بلغني أنّك قلت: ابن عمرو ذاك الضّبيّ. قال: لم أقل، ولكن معاوية ما أكره أن يعذبه الله. وقال هارون بن سفيان: أخذ من بيت المال مائة ألف درهم بغير حقّ. قلت: لا والله، ما أخذها إلاّ بحقّ، إن كان أخذها. فقال: لا والله، ما أخذها إلاّ بغير حقّ. وقال داود: وسم عليّ بن الجعد بميسم سوء، قال: ما يسوءني أن يعذب الله معاوية. وقال العقيليّ: قلت لعبد الله بن أحمد بن حنبل: لم لم تكتب عن عليّ بن الجعد قال: نهاني أبي أن أذهب إليه. وكان يبلغه عنه أنّه يتناول الصّحابة.) وقال زياد بن أيّوب: سمعت عليّ بن الجعد يقول: القرآن كلام الله، ومن قال: مخلوقٌ، لم أعنّفه. وقال ابن معين: عليّ بن الجعد أثبت البغدادييّن في شعبة، وهو ثقة، صدوق. وقال النّسائيّ: صدوق. وقال عبد الرّزّاق بن سليمان بن عليّ الجعد: سمعت أبي يقول: أحضر المأمون أصحاب الجوهر، فناظرهم على متاعٍ كان معهم ثم نهض

(16/281)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 282
لبعض حاجته، ثم خرج، فقام له كلّ من في المجلس إلاّ ابن الجعد، فنظر إليه المأمون كهيئة المغضب، ثمّ استحلله فقال: يا شيخ ما منعك أن تقوم لي قال: أجللت أمير المؤمنين للحديث الذي يأثره عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: وما هو قال: سمعت المبارك بن فضالة يقول: سمعت الحسن يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أحبّ أن يتمثل له الرّجال قياماً فليتبوأ مقعدة من النّار. فأطرق المأمون ثم رفع رأسه وقال: لا يشتري إلاّ من هذا الشيخ. قال: فاشترى منه ذلك اليوم بقيمة ثلاثين ألف دينار. قال أبو القاسم ابلغويّ: أخبرت أنه ولد سنة أربعٍٍ وثلاثين ومائة. وأخبرت عن إسحاق بن أبي إسرائيل أنّه قال في جنازة عليّ بن الجعد: أخبرني، يعني عليّا، أنّه منذ نحو ستيّن سنة، يصوم يوماً، ويفطر يوماً. قال البغويّ: توفّي يوم السبت لستٍّ بقين من رجب سنة ثلاثين، وقد استكمل ستّاً وتسعين سنة. قلت: آخر من روى حديثه في الدّنيا عالياً أبو المنّجا بن الّلتّيّ، وهو أعلى ما سمع اليوم، وهو سنة خمس عشرة وسبعمائة.
4 (عليّ بن جعفر بن زياد الأحمر الكوفيّ.)
حدّث ببغداد عن: أبي بكر بن عيّاش، وعبد الله بن إدريس. وعنه: عبد الله بن أحمد بن حنبل، ومحمد بن يحيى المروزيّ، ومحمد بن

(16/282)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 283
عبدوس السّرّاج. وثقة مطّين وقال: توفّي سنة ثلاثين أيضاً.)
4 (عليّ بن الحسن بن طيبان خ. ن.)
أبو الحسن المروزيّ الملجكانيّ. عن مبارك بن فضالة، وأبي عوانة، ورافع بن سلمة. وعنه: خ. ون.، عن رجلٍ، عنه، وأحمد بن حنبل، وعبد الله بن واصل، وجماعة. توفّي سنة ستٍّ وعشرين بخراسان.
4 (عليّ بن رزين.)
أبو عبد الله الهرويّ. من سادة الصّوفيّة. كان أستاذ أبي عبد الله المغربيّ الزّاهد. ذكر إبراهيم بن شيبان الصّوفيّ عليا فقال: أتى عليه مائة وعشرون سنة. وقد صحب الحسن البصّريّ. قلت: هذا ليس بصحيح. قال: وقبره بجبل الطّور سنة خمسٍ وعشرين ومائتين.
4 (عليّ بن عبد الحميد بن مصعب المعنيّ ت. ن.)

(16/283)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 284
أبو الحسن، وقيل أبو الحسين الكوفيّ. عن: حمّاد بن سلمة، وعبد العزيز الماجشون، وسليمان بن المغيرة، وسلاّم بن مسكين، وزهير بن معاوية، وجماعة. وعنه: أبو زرعة، وأبو حاتم، وأحمد بن الفرات، وأحمد بن خيثمة، وإسماعيل بن سمويه، وبشر بن موسى، والدّارميّ، وعبّاس الدّوريّ، وخلق. وثقة أبو حاتم، وغيره. قال النّسائيّ: مات سنة اثنتين وعشرين. علّق له البخاريّ حديثاً، رواه بعينه التّرمذيّ، عن البخاريّ، عن عليّ بن عبد الحميد. وهو ابن عمّ عبد الرحمن بن مصعب. كذا قال ابن سعد. وإنما هو ابن أخيه. قال: وكان فاضلاً خيّراً.
4 (عليّ بن عثمان اللاّحقيّ البصريّ.)
) عن: حمّاد بن سلمة، وأبي عوانة، وداود بن أبي الفرات، وجويرية بن أسماء، وعبد الواحد بن زياد. وعنه: معاذ بن المثنى، ويحيى بن محمد بن الذّهليّ، وأحمد بن عليّ الأبّار، وإبراهيم بن فهد، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وطائفة.

(16/284)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 285
توفّي بالبصرة سنة ثمانٍ وعشرين، وكان صدوقاً. وأما ابن خراش فقال: فيه اختلاف. وهو أبو الحسن عليّ بن عثمان بن عبد الحميد بن لاحق. وقد روى عنه عفّان، وهو أكبر منه. وقال أبو حاتم: ثقة.
4 (عليّ بن عثّام بن عليّ م.)
الإمام أبو الحسن الكلابيّ العامريّ الكفويّ، نزيل نيسابور. سمع: شريك بن عبد الله، وحمّاد بن زيد، وعبد السلاّم بن حرب، وعبد الله بن المبارك، وفضيل بن عياض، وداود بن نصير الطّائيّ، وسفيان بن عيينة، ووالده عثّام بن عليّ، وطائفة. وعنه: إسحاق بن راهويه، ومحمد بن يحيى الذّهليّ، وسلمة بن شبيب، وأيّوب بن الحسن الزّاهد، ومحمد بن عبد الوهّاب الفّراء، وأبو حاتم الرازيّ، وجماعة. وثّقة أبو حاتم. وروى مسلم حديثاً، عن رجلٍ، عنه.

(16/285)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 286
قال الحاكم في تاريخه في حقه: أديب، فقيه، حافظ، زاهد، واحد عصره، وكان لا يحدث إلاّ بعد الجهد، وأكثر ما أخذ عنه الحكايات والزّهديّات، قرأت بخطّأبي عمرو المستملي: سمعت محمد بن عبد الوهاب يقول: ما رأيت مثل عليّ بن عثّام في العسر في الحديث. وكان يقول: النّاس لا يؤتون من حليم. يجيء الرجل فيسأل، فإذا أخذ غلط، ويجيء الرجل فيأخذ ثم يصحّف، ويجيء الرجل، فيأخذ ليماري صاحبه، ويجيء الرجل، فيأخذ ليباهي به، وليس عليّ أن أعلم هؤلاء إلاّ رجل يجيئني، فيهتمّ لأمر دينه، فحينئذ لا يسعني أن أمنعه. وقال: سمعت عليّ بن عثّام، وكان من أفصح النّاس يقول النّاس يقول: دنت إلينا دانّة من بني هلال، وهم من أفصح النّاس، فخرج على بعضهم بنيّ له فقال: يا أبه، إنّ فلاناً دفعني في حومة الماء.) قلت: يا بني، وما حومة الماء. قال: بعثطة. قلت: وما بعثطة قال: مجمّة الماء. قلت: وما مجمّة فقال كلمة لم أحفظها. قال محمد بن عبد الوهّاب: ورد عليّ بن عثّام نيسابور سنة خمسٍ ومائتين، فسكنها، فلّما ورد عبد الله بن طاهر، بعث إليه يسأله حضور مجلسه، فأبى عليه، وتشفع بإسحاق بن راهويه حتّى أعفاه، ثمّ خرج من نيسابور سنة خمسٍ وعشرين ومائتي، فحج وذهب إلى طرسوس، فسكنها إلى أن توفي بطرسوس سنة ثمانٍ وعشرين.

(16/286)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 287
4 (عليّ بن قدامة الطّوسيّ الوكيل.)
حدّث ببغداد عن: ابن المبارك، وعبيدة بن حميد. وعنه: عبّاس الدّوريّ، إسحاق الختليّ. قال يحيى بن معين: لم يكن ممّن يكذب. وقال غيره: مات سنة تسعٍ وعشرين.
4 (عليّ بن قرين بن بيهس الأصبهانيّ.)
عن: خالد بن عبد الله الطّحّان، وعبد الله بن وهب، وجعفر بن سليمان الضّبعيّ، وعفيف بن سالم، وطائفة. وعنه: أسيد بن عاصم، ويحيى بن مطرف، وأحمد بن مهران، وعبد الله بن محمد بن زكريّا، وعمران بن عبد الرحيم الإصبهانيون، وأحمد بن محمد البرائيّ. قال أبو نعيم: كان يضعّف.

(16/287)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 288
وقيل: توفي بعد الثالثين، فربما أعيده. كذّبه ابن معين، وموسى بن هارون، وجماعة.
4 (عليّ بن المثنّى بن يحيى بن عيسى التّميميّ الموصليّ.)
والد أبي يعلى أحمد بن عليّ.) روى عن: هشيم، وجرير بن عبد الحميد، وسفيان بن عيينة، وعنه: ابنه في مسنده.
4 (عليّ بن محمد بن عبد الله بن أبي سيف.)

(16/288)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 289
أبو الحسن المدائني الإخباريّ. بصريّ سكن بغداد بعد أن سكن المدائن مدّة، فنسب إليها، وهو صاحب المصنفات المشهورة. وكان عالماً بالمغازي والسّير والأنساب، وأيّأم العرب. صدوقاً فيما بيديه. سمع من: قرّة بن خالد، وشعبة، وعوانة بن الحكم، وجويرية بن أسماء، وابن أبي ذئب، وسلاّم بن مسكين، ومبارك بن فضالة، وحمّاد بن سلمة، وطائفة. وعنه: خليفة بن خيّاط المصريّ، والزّبير بن بكّار، وأحمد بن أبي خيثمة، والحارث بن أبي أسامة، والحسن بن عليّ بن المتوكل، وآخرون. قال أحمد بن أبي خيثمة: كان أبي، ومصعب الزّبيريّ، ويحيى بن معين، يجلسون بالعشيات على باب مصعب، فمرّ ليلةٍ رجلٌ على حمارٍ فارهٍ وبزّةٍ حسنة، فسلّم، وخصّ بمسائله يحيى بن معين، فقال له يحيى: يا أبا الحسن، إلى أين؟

(16/289)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 290
قال: إلى دار هذا الكريم الذي يملأ كميّ دنانير ودراهم إسحاق بن إبراهيم الموصليّ. قال: فلّما ولّى قال يحيى بن معين: ثقة ثقة ثقة. قال: فسألت أبي من هذا قال: المدائني. وقال محمد بن حرب، وذكر المدائني، فقال: أخبرني بنسبة الحارث، وذكر أنّه قبل موته بثلاثين سنة سرد الصّوم، وأنّه كان قد قارب المائة، فقيل له في مرضه: ما تشتهي قال: أشتهي أن أعيش. قال: وتوفّي سنة أربعٍ وعشرين، وكان عالماً بالفتوح، والمغازي، والشّعر، وأيّام النّاس، صدوقاً في ذلك. وقال غيره: توفّي سنة خمسٍ وعشرين ومائتين، وله ثلاثٌ وتسعون سنة، رحمه الله. مات في دار إسحاق الموصليّ، وكان منقطعاً إليه. وقال ابن الأخشيد المتكلم: كان المدائنيّ متكلماً من غلمان معمر بن الأشعث. حكى المدائنيّ قال: أمر المأمون بإدخالي عليه، فذكر علّياً رضي الله عنه، فحدثته فيه بأحاديث، إلى أن ذكر لعن بإدخالي عليه، فذكر علّياً رضي الله سلمة المثنّى بن عبد الله الأنصاريّ قال:) قال لي رجلٌ: كنت بالشّام فجعلت لا أسمع علّياً ولا حسناً ولا حسيناً رضي الله عنهم، لإنّما أسمع معاوية، يزيد، الوليد، فمررت برجلٍ على بابه، فاستقيته فقال: اسقه يا حسن. فقلت: أسمّيت حسناً فقال: أولادي حسن وحسين وجعفر، فإنّ أهل الشام يسّمون أولادهم،

(16/290)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 291
بأسماء خلفاء الله، ولا يزال أحدهم يلعن ولده ويشتمه، فلم أسّمهم بذلك لئلاّ ألعن إن لعنتهم خلفاء الله. فقلت: حسبتك خير أهل الشام، وإذا ليس في جهنم شرٌّ منكم. فقال المأمون: لا جرم، قد جعل الله من يلعن أحياءهم وأمواتهم ومن في الأصلاب، يعني لعن الشّيعة للنّاصبة. ذكر ياقوت الحمويّ أسماء مصنّفات المدائنيّ في خمس ورقات ونصف، منها: كتاب تسمية المنافقين وأخبارهم، كتاب حسب النبي صلى الله عليه وسلم، كتاب فتوحه، كتاب عهوده. وله عدة كتب في أخبار قريش و أهل البيت، كتاب من هجاها زوجها، تاريخ الخلفاء الكبير، كتاب خطب عليّ، كتاب أخبار الحجّاج وعدّة كتب في الفتوحات، وعدة كتب في الشّعراء وأخبارهم، خبر أصحاب الكهف، أخبار ابن سيرين، كتاب الجواهر، كتاب الأكلة، كتاب الزّجر والفأل، وغير ذلك.
4 (عليّ بن ميسرة بن خالد الهمدانيّ.)
أبو الحسن. محدّث رحّال. روى عن: ابن المبارك، وأشعث بن عطّاف، وجرير بن عبد الحميد، وطبقتهم. وعنه: أبو زرعة، وأبو حاتم، قال أبو حاتم: صدوق.

(16/291)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 292
4 (عليّ بن أبي هاشم بن طبراخ البغداديّ خ.)
واسم أبيه عبيد الله. عن: شريك، وهشيم، وحمّاد بن زيد، وإبراهيم بن سعد، وطائفة. وعنه: خ.، ومحمد بن غالب تمتام، وإسحاق الحربيّ، وعبد الله بن الحسين المصّيصي، وخلف بن عمرو العكبريّ، وأحمد بن عليّ الخّزاز، وآخرون. وقف في القرآن فتكلّموا فيه قليلاً.) وأمّا أبو حاتم فقال. وقف في القرآن، فترك الناس حديثه. وتكلّم فيه ابن معين، وابن المدينيّ للوقف.
4 (عّمار بن نصر.)
أبو ياسر السّعديّ الخراسانيّ، المروزيّ.

(16/292)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 293
عن: جرير، وابن المبارك، وابن عيينة، وبقية، ويوسف بن عطية، وجماعة. وعنه: أبو حاتم، وصالح جزرة، وأبو يعلى الموصليّ، وأبو القاسم البغويّ، وآخرون. قال جزرة: عندي لا بأس به. وقال أبو حاتم: صدوق. وذكره ابن حبّان في الثقات. مات في رمضات سنة تسعٍ وعشرين ببغداد.
4 (عمّار بن هارون.)
أبو ياسر البصريّ المستملي الدّلاّل. عن: أبي المقدام هشام بن زياد، وعتبة بن عبد الله الرفاعيّ، وسلاّم بن

(16/293)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 294
مسكين، وجعفر بن سليمان الضّبعيّ، وجماعة. وعنه: محمد بن أيّوب بن الضّريس، وأبو يعلى الموصليّ، والحسن بن سفيان، وآخرون. قال أبو أحمد بن عديّ: عامّة ما يرويه غير محفوظ. وقال موسى بن هارون: متروك الحديث.
4 (عمر بن إبراهيم بن خالد الهاشميّ.)
هو آخر من زعم أنّه سمع من عبد الملك بن عبيد. روى عنه: عبد الله بن أيوب المخرميّ، وإسحاق الختّليّ، وأحمد بن مصعب المروزي. ذكره ابن أبي حاتم، ولم يضعفه. وقال الخطيب في كتاب السابق واللّاحق: بلغنا أنّه توفّي بعد العشرين ومائتين. قلت: وروى عن: عيسى بن عليّ العبّاسيّ، وابن أبي ذئب، وشعبة،

(16/294)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 295
وسفيان. وأظنه أنّه سقط بينه وبين عبد الملك رجل. قال الخطيب في تاريخه: عمر بن إبراهيم أبو حفص يعرف بالكرديّ، مولى بني هاشم، كان) غير ثقة. وقال أحمد بن محمد بن عقدة الحافظ: ضغيف. وقال الدّارقطنيّ: كذّاب.
4 (عمر بن حفص بن غياث النخعيّ الكوفيّ خ. م. د. ت. ن.)
أبو حفص.

(16/295)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 296
عن: أبيه، وأبي بكر بن عيّاش، وعبد الله بن إدريس الأوديّ. وعنه: خ. م. ود. ت. ن، عن رجلٍ، عنه، وأحمد بن إبراهيم الدّورقيّ، وأحمد بن يوسف السّلميّ، وأحمد بن ملاعب، وإسماعيل سمويه، والدّارميّ، والذّهليّ، وأبو حاتم، ويعقوب الفسويّ، وطائفة. قال أبو حاتم: ثقة. وقال أبو داود: تبعته إلى منزله، ولم أسمع منه، يعني لم يتّفق له الأخذعنه. قال البخاري: توفي سنة اثنتين وعشرين. قلت: لم يخرجوا له شيئاً عن غير أبيه.
4 (عمر بن الخطّاب الكنديّ.)
مولاهم الإسكندراني. إخباريّ له تاريخ. روى عن: همّام بن إسماعيل، ويعقوب بن عبد الرحمن، وغيرهما. قال ابن يونس: توفّي في ذي القعدة عن غحدى وعشرين.
4 (عمر بن سعيد بن سليمان.)

(16/296)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 297
أبو حفص القرشيّ الدّمشقيّ الأعور. روى عن: سعيد بن عبد العزيز، وسعيد بن بشير، وخالد بن يزيد، والوليد بن مسلم، وجماعة. وعنه: ابن سعد في الطبقات، وابن أبي الدّنيا، ومحمد بن سعد العوفيّ، وأحمد بن عليّ الأبّار، وعثمان بن خرّزاذ، وطائفة. تركه أبو حاتم. وقال النّسائيّ: ليس بثقة. وقال مسلم: ضعيف الحديث.)

(16/297)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 298
وقال أبو حسّان الزّياديّ: توفّي سنة خمسٍ وعشرين ومائتين عن نيفٍ وثمانين سنة. سكن بغداد.
4 (عمر بن عبد الوهّاب بن رياح بن عبيدة م. ن.)
أبو حفص الرياحيّ البصريّ. عن: جويرية بن اسماء، ويزيد بن زريع، ومعتمر بن سليمان. وعنه: عليّ بن المدينيّ، والبخاريّ، ومحمد بن رافع، ومحمد بن غالب تمتام، وحنبل بن إسحاق، وعليّ بن عبد العزيز البغويّ، وجماعة. قال أبو حاتم: ثقة مأمون. ذهبت إليه في جامع البصرة فقلت له: إن رأيت أن تحدّثني فقال: ليس هذا موضعه، إن أردت ففي المنزل. وكان منزله في اقصى البصرة، فأتيناه ولم نصادفه، ولم نعد إليه. قال البخاري، وابن أبي عاصم: توفّي سنة إحدى وعشرين. زاد البخاري: لأيّام بقين من شعبان.
4 (عمر بن عثمان بن عاصم بن صهيب التّيميّ.)

(16/298)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 299
مولاهم أبو حفص الواسطيّ ابن عمّ عاصم بن عليّ. روى عن: عبّاد بن العّوام، وعبد السّلام بن حرب، ومعتمر بن سليمان، وجماعة. وعنه: أحمد بن سنان، وأبو زرعة، وأبو حاتم: صدوق.
4 (عمر بن عليّ بن أبي بكر الكنديّ الأسعديّ الرازيّ.)
سمع: أباه وعبد العزيز الدّراورديّ، وأبا بكر بن عيّاش، وطبقتهم. وعنه: أبو زرعة، وأبو حاتم، وقالا: صدوق.
4 (عمرو بن حمّاد بن طلحة الكوفيّ القتّاد م. د. ن.)
وقد ينسب إلى جدّه. عن: أسباط بن نصر، وهو مكثر عنه، والمطّلب بن زياد، ومندل بن عليّ، وعليّ بن هاشم بن البريد، وحفص القاريّ، وجماعة. وعنه: م. ود. ن، عن رجلٍ، عنه، وإبراهيم الجوزجانيّ، وأحمد بن ملاعب، وأحمد بن أبي خيثمة، وعبّاس الترفقيّ، ومحمد بن يحيى الذّهليّ، وأبو حاتم، وعبد الله بن محمد بن النعمان،) وتمتام، وعليّ بن عبد العزيز، وخلق.

(16/299)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 300
وقال أبو حاتم: صدوق. وقال أبو داود: كان من الرافضة، ذكر عثمان بشيء، فطلبه السّلطان. وقال مطّين: مات في صفر سنة اثنتين وعشرين. قلت: له في مسلم حديث واحد، أنبأناه أحمد بن سلامة، عن الحسن الجمّالن أنا أبو عليّ، أنا أبو نعيم: ثنا سليمان بن أحمد، نا عليّ بن عبد العزيز: ثنا عمرو بن حمّاد، نا أسباط، عن سماك، عن جابر بن سمرة قال: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الأولى، ثم خرج إلى أهله وخرجت معه، فاستقبله ولدان المدينة، فجعل يمسح خدّي أحدهم واحداً واحداً، فأما أنا فمسح خدّيّ، فوجدت ليده برداً وريحاً كأنما أخرجها من جؤنة عطّار. وفي البصرييّن ممن اسمه: عمرو بن حمّاد، رجلان.
4 (عمرو بن حمّاد الأزديّ الفراهيديّ)
عن: حمّاد بن زيد. وعنه: إسحاق بن وهب العلاّف، وغيره.
4 (عمرو بن حمّاد العبديّ.)
عن: مروان بن معاوية الفزاريّ، وغيره. وعنه: أبو زرعة، وابو حاتم وقال: صدوق.

(16/300)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 301
4 (عمرو بن خالد بن فرّوخ بن سعيد خ. ق.)
أبو الحسن التّميميّ، ويقال: الخزاعيّ الحرّانيّ، نزيل مصر. والد أبي علاثة محمد بن عمرو. روى عن: حمّاد بن سلمة، وعبد الحميد بن بهرام، واللّيث بن سعد، وزهير بن معاوية، وشريك بن عبد الله، وابن اهيعة، وطائفة. وعنه: خ. وق، عن رجلٍ، عنه، وإسماعيل سمّويه، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وابنه أبو علاثة، ويحيى بن عثمان السّهميّ، وعثمان بن خرّزاذ، وعمر بن عبد العزيز بن مقلاص، والحسن بن الفرج الغزّيّ، وأبو الزّنباع روح ابن الفرج، وخلق. قال أبو حاتم: صدوق.) وقال أحمد العجليّ: ثقة، ثبت. وقال البخاري: مات سنة تسعٍ وعشرين.

(16/301)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 302
4 (عمرو بن الصّبّاح.)
أبو حفص الكوفيّ الضّرير المقريء المجّود. صاحب حفص. قرأ على حفص، وروى الحروف عن أبي يوسف الأعشى، عن أبي بكر بن عيّاش. وكان محقّقاً حاذقاً بالقرءاة، له حلقة كبيرة وأصحاب. قرأ عليه: عليّ بن سعيد البزّاز، والحسن بن المبارك، وعليّ بن محصن، ومحمد بن عبد الرحمن الخيّاط شيح ابن شنبود، وآخرون. وبعض النّاس يقول: إنّه لم يقرأ على حفص، بل أخذ عنه الحروف. توفّي سنة إحدى وعشرين ومائتين.
4 (عمرو بن عون بن أوس بن الجعد خ. د. ع.)

(16/302)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 303
الحافظ أبو عثمان السّلميّ الواسطيّ البزّاز. عن: الحمّادين، وأبي عوانة، وعبد العزيز بن الماجشون، وشريك القاضي، وهشيم، وطائفة. وعنه: خ. ود.، و خ. أيضاً، والباقون بواسطة، وحجّاج بن الشّاعر، وعبد الله المسنديّ، والدّارميّن وأبو زرعة، وأبو حاتم، وعثمان الدّارميّ، وعليّ بن عبد العزيز البغويّ، وعبد الكريم الدّيرعاقوليّ، وخلق. وثقة غير واحد. وقال يزيد بن هارون: عمرو بن عون ممّن يزداد كلّ يوم خيراً. وقال إبراهيم بن عبد الله الختّليّ، سمعت يحيى بن معين يقول: ثنا عمرو بن عون، واطنب يحيى في الثناء عليه. وقال أبو زرعة: قلّ من رأيت أثبت حفظاً. وقال أبو حاتم: ثقة حجّة. وقال حاتم بن اللّيث: مات سنة خمسٍ وعشرين ومائتين.
4 (عمرو بن مرزوق د. خ. مقروناً)

(16/303)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 304
أبو عثمان الباهليّ، مولاهم البصريّ.) عن: عكرمة بن عمّار، ومالك بن مغول، وشعبة، والحمّادين، وعبد الرحمن المسعوديّ، وأبي إدريس صاحب لأنسٍ. وعنه: خ. مقروناً، ود.، وأبو زرعة، وحرب الكرمانيّ، وأحمد بن داود المكّيّ، وأبو بن أبي عاصم، وأبو مسلم الكجّيّ، وعبد الكريم الدّيرعاقوليّ، وعثمان بن خرّزاذ، ومحمد بن محمد بن حبّان التّمّار، وأبو خليفة الفضل بن الحباب، وخلق. وكان يحيى القطّان لا يرضاه في الحديث. قاله القواريريّ. وقال أبو زرعة: سمعت سليمان بن حرب وذكر عمرو بن مرزوق فقال: جاء بما ليس عندهم فحسدوه. وقال سعيد بن سعد البخاري سمعت مسلم بن إبراهيم يقول: كانت الكتب التي عند أبي داود الطّيالسيّ لعمرو بن مرزوق. وكان عمرو رجلاً غزّاء يغزو في البحر، فلّما مات أبو داود حوّل عمرو كتبه.

(16/304)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 305
وقال ابن المدينيّ: اتركوا حديث الفهرين والعمرين، يعني فهر بن حيّان، وفهد بن عوف، وعمرو بن مرزوق، وعمرو بن حكام. وقيل: كان عند عمرو بن مرزوق، عن شعبة ثلاثة آلاف حديث. وقال أبو الفتح الأزديّ: كان سماع أبي داود الطّيالسيّ، وعمرو بن مرزوق من شعبة شيئاً واحداً. وكان ابن معين يطري عمراً ويرفع ذكره. وقال أبو زرعة: سمعت أحمد بن حنبل، وقيل له أنّ عليّ بن المدينيّ تكلم في عمرو، فقال: عمرو رجل صالح، لا أدري ما يقول عليّ. قال عبد الله بن محمد بن الفضل الأسديّ: قال أحمد بن حنبل لابنه صالح حين قدم من البصرة: لم لم تكتب عن عمرو بن مرزوق فقال: نهيت. فقال: إنّ عفّان كان يرضى عمراً، ومن كان يرضي عفّان وقال أحمد: كان عمرو صاحب غزو وخير. وقال محمد بن عيسى بن أبي قماش: سألت يحيى بن معين عنه، فقال: ثقة مأمون، صاحب غزوٍ وقرآن وفضل، وحمده جدّاً. وقال أبو حاتم: كان ثقة من العباد، ولم نجد أحداً من أصحاب شعبة كان أحسن حديثاً منه.) وقال ابن عديّ: سمعت أحمد بن محمد بن خالد يقول: لم يكن بالبصرة

(16/305)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 306
مجلس أكبر من مجلس عمرو بن مرزوق. كان فيه عشر آلاف رجل. وقال النّسائيّ في الكنى: أنا الحسن بن أحمد بن حبيب، ثنا بندار: سمعت عمرو بن مرزوق. وسئل: أتزوجت ألف امرأة فقال: أو زيادة على ألف امرأة. قال محمد بن عيسى بن أبي قمّاش: رأيته أحمر الرأس واللّحية، وكان يخضب بالحناء، ومات بالبصرة في صفر سنة أربعٍ وعشرين ومائتين. قلت: وله سميّ وهو في طبقة شيوخه.
4 (عمرو بن مرزوق الواشجيّ البصريّ.)
عن: عون بن أبي شدّاد، وغيره. وعنه: مسلم بن إبراهيم، وأبو الوليد، وأبو عمر الحوضيّ، وموسى بن إسماعيل، وجماعة. قال ابن معين: ليس به بأس.

(16/306)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 307
4 (عمرو بن هارون.)
أبو عثمان المقريء. صدوق مرضيّ. روى عن: ابن عيينة، ويحيى بن العلاء. وعنه: أبو زرعة، وأبو سعيد يحيى بن سعيد القطّان، وغيرهما.
4 (عمران بن ميسرة خ. د.)
أبو الحسن المنقريّ البصريّ الآدميّ. عن: عبد الوارث بن سعيد، ويحيى بن زكريّا بن أبي زائدة، وعبّاد بن العوّام، ومحمد بن فضيل، وحفص بن غياث، وطائفة. وعنه: خ. د.، وأبو بكر الأثرم، وأبو زرعة الرازيّ، وأبو خليفة الفضل بن الحباب، وأبو مسلم الكجّيّ، وأحمد بن داود المكّيّ، وآخرون. قال ابن أبي عاصم: مات سنة ثلاث وعشرين.
4 (عمران بن هارون الرمليّ.)
أبو موسى.)

(16/307)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 308
عن: عطاف بن خالد، وابن اهيعة، ومسكين المؤذن، وأبي خالد الأحمر، وجماعة. وعنه: موسى بن سهل الرمليّ، وأبو زرعة، وأبو حاتم. قال أبو زرعة: صدوق. وقال ابن يونس: في حديثه لين، ويعرف بالصّوفيّ. قلت: يروي الطّبرانيّ، عن مسعود بن محمد الرمليّ، عنه.
4 (عون بن جبلة الأزديّ الموصليّ الأديب.)
روى عن: وكيع. وعنه: جابر الموصليّ. قتل سنة ثلاثين، فهاجت الحرب بسببه بين الأزد واليمن.
4 (عون بن سلاّم م.)
أبو جعفر الكوفيّ. سمع: أبا بكر النهشليّ، وزهير بن معاوية، ومحمد بن طلحة بن مصرّف، وإسرائيل بن يونس. وعنه: م.، وموسى بن إسحاق الأنصاريّ، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، وموسى بن هارون، وأحمد عليّ الأبّار، ومحمد بن عبد الله مطّين.

(16/308)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 309
وهو من كبار شيوخهم. وكان صدوقاً معمراً، توفّي في ذي القعدة سنة ثلاثين، وله تسعون سنة.
4 (العلاء بن عمرو الحنفيّ الكوفيّ.)
أبو محمد شيخ واهي الحديث. قال ابن قانع: توفّي سنة سبعٍ وعشرين. قلت: روى عن أبي إسحاق الفزاريّ حديثاً موضوعاً، وعن وضّاح بن حسّان حديثاً موضوعاً. روى عنه: حفص بن عمرو بن صبيح البصريّ، ومحمد بن يونس الكديميّ، وعمر بن حفص السّياريّ، وغيرهم. قال ابن حبّان: لا يجوز الإحتجاج به بحال. وقال أبو الفتح الأزديّ: لا يكتب عنه بحال.)
4 (العلاء بن موسى بن عطية.)
أبو الجهم الباهليّ صاحب الجزء المشهور الذي هو اعلى الأجزاء إسناداً

(16/309)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 310
في سنة خمس عشرة وسبعمائة. قال أبو بكر الخطيب: كان صدوقاً سمع: اللّيث بن سعد، وسوّار بن مصعب، وسفيان بن عيينة، وجماعة. وعنه: إسحاق بن سنين، وأحمد بن عليّ الأبّار، وأبو القاسم البغويّ، وغيرهم. توفّي ببغداد في أول سنة ثمانٍ وعشرين ومائتين.
4 (عيّاش بن الوليد الرّقام خ. د.)
أبو الوليد البصريّ القطّان. عن: معتمر بن سليمان، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، ومحمد بن فضيل، والوليد بن مسلم، وطبقتهم. وعنه: خ.، ود.، وأبو زرعة الرازيّ، وأحمد بن خيثمة، وأبو حاتم، والعبّاس بن الفضل الأسفاطيّ، ومحمد بن محمد بن حبّان التّمّار. وقد روى أبو داود أيضاً، عن عيسى بن شاذان، عنه. قالوا: توفّي سنة ستٍّ وعشرين ومائتين.

(16/310)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 311
4 (عيسى بن إبراهيم البركيّ د.)
من سكّة البرك بالبصرة. سمع: حمّاد بن سلمة، والحارث بن نبهان، وعبد العزيز بن مسلم القسمليّ، وجماعة. وعنه: د.، وأحمد بن أبي خيثمة، وعثمان بن خرّزاذ، ومحمد بن أيّوب بن الضّريس، وآخرون. قال ابو حاتم: صدوق. قلت: توفّي سنة ثمانٍ وعشرين أيضاً.
4 (عيسى بن أبان.)
الفقيه صاحب محمد بن الحسن. ولي قضاء البصرة، وغيرها. وصنّف التصانيف. وحدّث عن: هشيم، وإسماعيل بن جعفر، ويحيى بن أبي زائدة. وعنه: الحسن بن سلاّم السّوّاق، وغيره.) وكان أحد الأجواد الكرام.

(16/311)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 312
ويحكى عنه القول بخلق القرآن، أجارنا الله، وهو معدودٌ من الأذكباء. قال بكّار بن قتيبة: سمعت هلال الرأي يقول: ما قعد في الإسلام قاضٍ أفقه من عيسى بن ابان في زمانه. وقال الطّحاويّ: سمعت بكّار القاضي يقول: كان لنا قاضيات لا مثل لهما: إسماعيل بن حمّاد بن أبي حنيفة، وعيسى بن أبان. قال الطّحاويّ: حدّثني أبو حازم القاضي: حدّثني شعيب بن أيّوب قال: لمّا أتى عيسى بن هارون إلى المأمون لإسماعيل بن حمّاد، ولبشر، ولابن سماعة: إن لم تبيّنوا الحجّة وإلاّ منعتكم من الفتوى بهذا القول، يعني الذي يخالف هذه الأحاديث، وجمعت النّاسي على خلافه. ولم يكن عيسى بن أبان حضر، كان دونهم في السّنّ، فوضع إسماعيل بن حمّاد كتاباً كان سباباً كلّه، وتكلّف يحيى بن اكثم، فلم يفعل شيئاً، فوضع عيسى بن أبان كتابه الصغير، فأدخل على المأمون، فلّما قرأه قال:
(حسدوا الفتى إذا لم ينالوا سعيه .......... فالنّاس أعداءٌ له وخصوم.)

(كضرائر الحسّناء قلن لوجهها .......... حسداً وبغياً إنّه لذميم)
توفّي عيسى سنة إحدى وعشرين ومائتين.
4 (عيسى بن مسلم الصفّار.)

(16/312)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 313
البغداديّ المعروف بالأحمر. له مناكير. روى عن: مالك، وحمّاد بن زيد. وعنه: محمد بن عبد الله مطّين، وغيره.

(16/313)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 314
4 (حرف الغين)

4 (غالب بن حلبس الكلبيّ.)
أبو الهيثم، بصريّ. عن: جويرية بن أسماء، ومهديّ بن ميمون، وعدّة. وعنه: الحسين بن بحر، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وجماعة.) صدوق.
4 (غسّان بن الربيع بن منصور.)
أبو محمد الأزديّ الموصليّ. سمع: عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، وابا إسرائيل الملائيّ، واللّيث بن سعد، وجماعة. وكان شيخاً نبيلاً صالحاً ورعاً، وله نسخةً مروية.

(16/314)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 315
حدّث عنه: الإمام أحمد، ويحيى بن معين، وعبّاس الدّوريّ، وأبو يعلى الموصليّ، وجماعة. ضعّفه الدّارقطنيّ. وتوفّي سنة ستٍّ وعشرين. وروى أبو محمد الخلاّل، عن الدّارقطنيّ أنّه صالح.
4 (غسّان بن الفضل.)
أبو عمرو السّجستانيّ، نزيل مكّة. عن: حمّاد بن زيد، وبشر بن ميمون، وحزم بن أبي حزم القطعيّ، وغيرهم. وعنه: أبو رزعة، وأبو بكر الأثرم، وأبو داود في كتاب المراسيل. وثّقة ابن حبّان.
4 (غسان بن مالك.)

(16/315)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 316
أبو عبد الرحمن البصريّ السّلميّ. عن: سلاّم بن سلم، وحمّاد بن مسلمة، وسلاّم بن المنذر. وعنه: أبو زرعة الرازيّ، وغيره. ولينة أبو حاتم.

(16/316)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 317
4 (حرف الفاء)

4 (فروة بن أبي المغراء خ. ت.)
أبو القاسم بن معدي كرب الكنديّ الكوفيّ. عن: شريك، وأبي الأحوص، وعليّ بن مسهر، وعبيدة بن حميد، وغيرهم. وعنه: خ.، وت، عن رجلٍ، عنه، وعبد الله الدّارميّ، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وعبد الله بن محمد بن النّعمان الإصبهانيّ، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، وجماعة.) توفّي سنة خمسٍ وعشرين. قال أبو حاتم: صدوق.

(16/317)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 318
4 (فضالة بن المفضّل بن فضالة.)
أبو ثوابة الرّعينيّ ثمّ القتبانيّ المصريّ. سمع: أباه. وعنه: يحيى بن عثمان بن صالح السّهميّ، وابو الأحوص محمد بن الهيثم. ذمّه أبو حاتم، وتوفّي سنة ستٍّ وعشرين. الفضل بن غانم. يأتي في الطبقة الآتية.
4 (فضيل بن عبد الوهّاب الغطفانيّ الكوفيّ القنّاد د.)
نزيل بغداد. عن: شريك، وأبي الأحوص، وحمّاد بن زيد. وعنه: د.، وابن أبي الدّنيا، وأحمد بن أبي خيثمة، وعثمان بن خرّزاذ،

(16/318)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 319
وموسى بن هارون، وآخرون. وثقة أبو حاتم.
4 (فطر بن حمّاد بن واقد البصريّ.)
روى عن: مالك بن انس، ومهديّ بن ميمون، وحمّاد بن زيد. روى عنه: أبو زرعة الرازيّ ووثقه. وقال أبو حاتم: ليس بقويّ.
4 (الفيض بن وثيق الثّقفيّ البصريّ.)
عن: حمّاد بن زيد، وجرير، وأبي عوانة. وعنه: أبو حاتم، وأبو زرعة، وعبد الله بن أحمد بن الدّورقيّ، وآخرون. رواه ابن معين بالكذب، ومشاه غيره. وذكره ابن أبي حاتم فيما ضعّفه، ولم أره في الكامل لابن عديّ، والظاهر أنّه صالحٌ في الحديث.)

(16/319)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 320
4 (حرف القاف)

4 (القاسم بن سلاّم.)

(16/320)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 321
الإمام أبو عبيد البغداديّ الفقيه الأديب، صاحب المصنّفات الكثيرة في القراءآت والفقه واللّغات والشّعر. قرأ القرآن على: الكسائيّ، وإسماعيل بن جعفر، وشجاع بن أبي نصر. وسمع الحروف من طائفة. وقد سمع: إسماعيل بن عيّاش، وإسماعيل بن جعفر، وهشيم بن بشير، وشريك بن عبد الله، وهو أكبر شيخ له، وعبد الله بن المبارك، وابا بكر بن عيّاش، وجرير بن عبد الحميد، وسفيان بن عيينة، وعبّاد بن عبّاد، وعبّاد بن العوّام، وخلقاً آخرهم موتاً هشام بن عمّار. وعنه: عبد الله بن عبد الرحمن الدّارميّ، وأبو بكر بن أبي الدّنيا، وعبّاس الدّوريّ، والحارث بن ابي أسامة، وأحمد بن يوسف التّغلبيّ، وعليّ بن عبد العزيز البغويّ، ومحمد بن يحيى بن سليمان المروزيّ، وأحمد بن يحيى البلاذريّ الكاتب، وآخرون. قال عليّ البغويّ: ولد أبو عبيد بهراة، وكان أبوه عبداً لبعض أهل هراة. وقال أبو بكر الخطيب: كان أبوه رومياً، خرج يوماً أبو عبيد مع ابن مولاه في الكتاب، فقال للمؤدب: علم القاسم فإنها كيّسة. وقال محمد بن سعد: كان أبو عبيد مؤدباً، صاحب نحوٍ وعربية، وطلبٍ

(16/321)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 322
للحديث والفقه. ولي قضاء طرسوس ايّام ثابت بن نصر بن مالك. ولم يزل معه ومع ولده. وقدم بغداد، ففسّر بها غريب الحديث. وصنف كتباً، وحدّث، وحجٌ فتوفّي بمكّة سنة أربعٍ وعشرين ومائتين. وقال ابن يونس: قدم مصر مع ابن معين سنة ثلاث عشرة، وكتب بمصر. وقال إبراهيم بن أبي طالب: سألت أبا قدامة السّرخسيّ، عن الشافعيّ، وأحمد، وإسحاق، وأبي عبيد فقال: أمّا أفقههم وافهمهم فالشافعيّ، إلاّ إنّه قليل الحديث، وأمّا أورعهم فأحمد بن حنبل، وأمّا أحفظهم فإسحاق، وأمّا أعلمهم بلغات العرب فأبو عبيد. وقال أحمد بن سلمة: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: الحقّ يحب لله، أبو عبيد أفقه منّي وأعلم منّي. وقال الحسن بن سفيان: سمعت ابن راهويه يقول: إنّا نحتاج إلى أبي عبيد، وأبو عبيد لا يحتاج) إلينا. وقال عبّاس الدّوريّ: سمعت أحمد بن حنبل يقول: أبو عبيد أستاذ. وعن حمدان بن سهل قال: سألت يحيى بن معين، عن ابي عبيد فقال: مثلي يسأل عن أبي عبيد أبو عبيد يسأل عن النّاس. وقال أبو داود: ثقة مأمون.

(16/322)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 323
وقال الدّارقطنيّ: ثقة إمام جبل. وسلاّم أبوه روميّ. وقال أبو عبد الله الحاكم: كان أبو محمد بن قتيبة يتعاطى التقدّم في علوم كثيرة، ولم يرضه أهل علم منها، وغنّما الإمام المقبول عند الكلّ فأبو عبيد. وقال إبراهيم الحربيّ: رأيت ثلاثة تعجز النّساء أن تلدن مثلهم. رأيت أبا عبيد ما مثله إلاّ بجبل نفخ فيه روح، ورأيت بشر بن الحارث، فما شبّهته إلاّ برجلٍ عجن من قرنه إلى قدمه علماً، ورأيت أحمد بن حنبل، فرأيت كأن الله قد جعل له علم الأوّلين من كلّ صنف، يقول ما شاء، ويمسك ما شاء. وقال عبد الله بن احمد: عرضت كتاب غريب الحديث لأبي عبيد على أبي، فاستحسنه وقال: جزاه الله خيراً. وقال مكرم بن أحمد القاضي: قال إبراهيم الحربيّ: وكان أبو عبيد كأنّه جبلٌ نفخ فيه الروح، يحسن كلّ شيء إلاّ الحديث صناعة أحمد بن حنبل ويحيى. قال: وكان أبو عبيد يؤدب غلاماً، ثم اتّصل بثابت بن نصر بطرسوس، فولّى أبا عبيد قضاءها ثمان عشرة سنة، فاشتغل عن كتابة الحديث. كتب في حداثته عن هشيم، وغيره، فلمّا صنّف احتاج أن يكتب عن يحيى بن صالح، وهشام بن عمّار. واضعف كتبه كتاب الأموال، يجيء إلى بابٍ فيه ثلاثون حديث أو خمسون أصلاً عن النبي صلى الله عليه وسلم، وفيجيء بحديث، حديثين، يجمعهما من حديث الشّام، ويتكلم في ألفاظها. وليس له كتاب مثل غريب المصنّف.

(16/323)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 324
قال: وانصرف أبو عبيد يوماً، فمرّ بدار إسحاق الموصليّ، فقالوا له: يا أبا عبيد صاحب هذه) الدّار ثيقول: إنّ في كتابك غريب المصنّف ألف حرف خطأ. فقال: كتاب فيه أكثر من مائة ألف يقع فيه ألف خطأ ليس بكثير، ولعلّ إسحاق عنده رواية، وعندنا رواية، فلم يعلم. والروايتان صواب، ولعلّه أخطأ في حروف، وأخطأنا في حروف، فيبقى الخطأ شيء يسير. قال: وكتاب غريب الحديث فيه أقلّ من مائتي حرف: سمعت، والباقي: قال الأصمعيّ، وقال أبو عمرو. وفيه خمسة وأربعون حديثاً لا أصل لها، أتي فيها أبو عبيد من أبي عبيدة معمر بن المثنّى. وقال عبد الله بن جعفر بن درستويه الفارسيّ، من علماء بغداد النحوييّن على مذهب الكوفيّين: ورواة اللّغة، والغريب، والعلماء بالقراءآت، ومن جمع صنوفاً من العلم، وصنّف الكتب في كلّ فّنٍ من العلوم والآداب، فأكثر، وشهر: أبو عبيد القاسم بن سلاّم. وكان مؤدباً لآل هرثمة، وصار في ناحية عبد الله بن طاهر. وكان ذا فضلٍ ودين وسترٍ، ومذهب حسن. روى عن: أبي زيد، وأبي عبيدة، والأصمعيّ، واليزيديّ، وابن الأعرابيّ، وأبي زياد الكلابيّ. وعن: الأمويّ، وأبي عمرو الشّيبانيّ، والكسائيّ، والأحمر، والفّراء. وروى الناس من كتبه المصنفة بضعةً وعشرين كتاباً في القرآن، والفقه، وغريب الحديث، والغريب المصنّف، والأمثال،

(16/324)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 325
ومعاني الشعر، وغير ذلك، وله كتب لم يروها، قد رأيتها في ميراث بعض الطاهريّين، تباع كثيرة، في أصناف الفقه كلّه. قال: وبلغنا إنّه كان إذا صنّف كتاباً أهداه إلى عبد الله بن طاره، فيحمل إليه مالاً خطيراً استحساناً لذلك، وكتبه مستحسنة مطلوبة في كلّ بلد. والرّواة عنه مشهورون ثقات ذوو ذكر ونبل. وقال: قد سبق إليّ جمع كتبه، فمن ذلك: المصنّف الغريب وهو أجلّ كتبه في اللّغة، فإنه احتذى فيه كتاب النّضر بن شميل الذي يسمّيه كتاب الصّفات. بدأ فيه بخلق الإنسان، ثم بخلق الفرس، ثمّ بالإبل، فذكر صنفاً بعد صنف. وهو أكبر من كتاب أبي عبيد وأجود. ومنها: كتاب الأمثال، وقد صنّف فيها قبله الأصمعيّ، وأبو زيد، وأبو عبيدة، وجماعة، إلاّ أنّه جمع رواياتهم في كتابه وكتاب غريب الحديث أول من عمله أبو عبيدة، وقطرب، والأخفش،) والنّضر، ولم يأتوا بالأسانيد، وعمل أبو عدنان البصريّ كتاباً في غريب الحديث وذكر فيه الأسانيد، وصنّفه على أبواب السّنن، إلاّ أنّه ليس بالكبير، فجمع أبو عبيد عامّة ما في كتبهم وفسّره، وذكر الأسانيد، وصنف المسند على على حدته، وأحاديث كلّ رجلٍ من الصّحابة والتابعين على حدته، وأجاد تصنيفه، فرغب فيه أهل الحديث والفقه واللّغة، لاجتماع ما يحتاجون إليه فيه. وكذلك كتابه في معاني القرآن وذلك أنّ أوّل من صنّف في ذلك من أهل اللّغة أبو عبيدة، ثم قطرب، ثمّ الأخفش، وصنّف من الكوفيّين: المسائيّ، ثم الفّراء، فجمع أبو عبيد من كتبهم، وجاء فيه بالآثار وأسانيدها، وتفاسير الصّحابة، والتّابعين، والفقهاء، وروى النّصف منه، ومات. وأمّا الفقه فإنّه عمد إلى مذهب مالك. والشافعيّ، فتقلد أكثر ذلك، وأتى

(16/325)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 326
بشواهده، وجمعه من حديثه ورواياته، واحتجّ باللّغة والنّحو، فحسّنها بذلك. وله في القراءآت كتاب جيد، ليس لأحد من الكوفيين قبله مثله، وكتاب في الأموال، من احسن ما صنّف في الفقه وأجوده. وقال أبو بكر بن الأنباريّ: كان أبو عبيد يقسم الليل، فيصلّي ثلثه، وينام ثلثه، ويصنف ثلثه. وقال الحافظ عبد الغني بن سعيد: في كتاب الطهارة لأبي عبيد حديثان، ما حدّث بهما غيره، ولا حدّث بهما عنه غير محمد بن يحيى المروزيّ. أحدهما حديث شعبة، عن عمرو بن أبي وهب، والآخر حديث عبيد الله بن عمر، عن سعيد المقبريّ، حدّث به يحيى القطّان، عن عبيد الله، وحدّث به الناس، عن يحيى، عن ابن عجلان. وقال ثعلب: لو كان أبو عبيد في بني إسرائيل لكان عجباً. وقال القاضي أبو العلاء الواسطيّ: أنبا محمد بن جعفر التّميميّ، ثنا أبو عليّ النّحويّ، نا الفساطيطيّ قال: قال أبو عبيد مع عبد الله بن طاهر، فبعث إليه أبو دلف يستهديه أبا عبيد مدّة شهرين، فأخذه إليه، فأقام شهرين، فلمّا أراد

(16/326)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 327
الإنصراف وصله بثلاثين ألف درهم، فلم يقبلها وقال: أنا في جنبة رجلٍ لم يحوجني إلى صلة غيره. فلمّا عاد إلى ابن طاهر وصله بثلاثين ألف دينار، فقال: أيها الأمير قد قبلتها، ولكن قد أغنيتني بمعروفك وبرك، وقد رأيت أن أشتري بها سلاحاً وخيلاً، وأوجه به إلى الثغر، ليكون الثّواب متوفراً على الأمير. ففعل. وقال عليّ بن عبد العزيز: سمعت أبا عبيد يقول: المتبع للسّنة كالقابض على الجمر، وهو اليوم) عندي أفضل من ضرب السّيف في سبيل الله. وقال عبّاس الدّوريّ: سمعت أبا عبيد يقول: عاشرت الناس، وكلمت أهل العلم، فما رأيت قوماً أوسخ وسخاً. ولا أضعف حجّة من الراقضة، ولا أحمق منهم. ولقد ولّيت قضاء الثّغر فنفيت ثلاثة جهميين ورافضيّاً، أو رافضيين، وجهمياً. وقال: إنّي لأتبين في عقل الرجل أن يدع الشمس ويمشي في الظّلّ. وقال بعضهم: كان أبو عبيد أحمر الرأس واللّحية، مهيباً، وقوراً، يخضب بالحنّاء. وقال الزّبيديّ: عددت حروف الغريب فوجدته سبعة عشر ألف وتسعمائة وسبعين.

(16/327)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 328
وقال أبو عبيد: دخلت البصرة لأسمع من حمّاد بن زيد، فإذا هو قد مات، فشكوت ذلك إلى عبد الرحمن بن مهديّ، فقال: مهما سبقت به فلا تسبقنّ بتقوى الله. وقال محمد بن الحسن الآبريّ سمعت ابن خزيمة: سمعت أحمد بن نصر المقريء يقول: قال إسحاق: إنّ الله لا يستحي من الحقّ، أبو عبيد أعلم منّي، ومن أحمد بن حنبل، والشّافعي. وقال عبد الله بن طاهر الأمير، ورويت عنه ومن وجهين: للنّاس أربعة: ابن عبّاس في زمانه، والشّعبيّ في زمانه، والقاسم بن معن في زمانه، وأبو عبيد في زمانه. وقال عبدان بن محمد المروزيّ: ثنا أبو سعيد الضّرير قال: كنت عند عبد الله بن طاهر، فورد عليه نعيّ أبي عبيد، فأنشأ يقول:
(يا طالب العلم قد مات ابن سلاّم .......... وكان فارس علمٍ غير محجام)

(مات الذي كان فينا ربع أربعةٍ .......... لم يلق مثلهم إسناد أحكام)

(خير البريّة عبد الله أوّلهم .......... وعامرٌ، ولنعم التّلو يا عام)

(16/328)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 329
(هما اللّذان أنافا فوق غيرهما .......... والقاسمان ابن معنٍ وابن سلاّم)
ومناقب أبي عبيد كثيرة، وقد حكى عنه البخاريّ في كتاب أفعال العباد. وذكره أبو داود في كتاب الزّكاة، وغيره في تفسير أسنان الإبل. وعاش ثمانياً وستيّن سنة، رحمه الله.
4 (القاسم بن سلاّم بن مسكين.)
أبو محمد الأزديّ البصريّ. عن: أبيه، وعبد العزيز بن سلم، وعبد القاهر بن السّريّ، وحمّاد بن زيد.) وعنه: أبو حاتم، ويعقوب الفسويّ، وتمتام، ويوسف بن يعقوب القاضي. قال أبو حاتم: صدوق. أنبأنا عبد الرحمن بن قدامة الفقيه، أنا عمر بن محمد، أنا أبو بكر الأنصلري، أنا الجوهريّ، أنا عليّ بن كيسان، أنا يوسف القاضي، ثنا القاسم بن سلاّم بن مسكين، ثنا أبي، عن خليد العصريّ، عن أبي الدّرداء، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما غربت شمسٌ إلاّ بجنبيها ملكان يناديان، يسمعان الخلائق غير الثّقلين: اللّهمّ عجل لمنفقٍ خلفاً، اللّهمّ عجلّ لممسكٍ تلفاً. صحيحٌ عالٍ.

(16/329)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 330
وقال ابن حبّان: مات سنة ثمان وعشرين.
4 (القاسم بن عمر بن عبد الله بن مالك بن أبي أيّوب الأنصاريّ.)
حدّث ببغداد في سنة أربعٍ وعشرين ومائتين. عن: محمد بن المنكدر، وداود بن أبي هند، وما استحى من ذلك فسمع منه: إسحاق بن سفيان الختّليّ، وآحاد الطّلبة. روى عنه الختّلي حديثاً منكراً وقال: كان معمراً. قلت: الحديث باطل، وهو آفته.
4 (القاسم بن عمرو بن محمد العنقريّ.)

(16/330)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 331
أبو محمد الكوفيّ. سمع: أباه. وعنه: أحمد بن سعيد الدّارميّ، وأحمد بن الأزهر.
4 (القاسم بن عيسى.)

(16/331)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 332
الأمير أبو دلف العجليّ. صاحب الكرج وواليها. حدّث عن: هشيم، وغيره. روى عنه: محمد بن المغيرة الإصبهانيّ. وكان فارساً شجاعاً، وجواداً ممدّحاً، وشاعراً محسناً، له أخبار في السّخاء والحماسة. ولّي حرب الخرّميّة فدوّخهم وأبادهم، وولي إمرة دمشق للمعتصم. قال إسحاق بن إبراهيم الموصليّ، عن أبيه: كنت في مجلس هارون الرشيد، إذ دخل عليه غلامٌ) أمرد، فسلّم، فقال الرشيد: لا سلّم الله على الآخر، أفسدت علينا الجبل، يا غلام. قال: فأنا أصلحه يا أمير المؤمنين. ثم جاوزه إلى أن قال: أفسدته يا أمير المؤمنين و أنت عليّ، أفأعجز عن صلاحه وأنت معي فخلع عليه وولاّه الجبل. فلّما خرج قلت: من هذا قالوا: أبو دلف. فلما ولّى قال الرشيد: أرى غلاماً يرمي من وراء همّةٍ بعيدة. وقد كان أبو دلف فصيحاً حسن الجواب. قال له المأمون يوماً وهو مقطّب: أأنت الذي يقول فيك الشّاعر:

(16/332)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 333
(إنّما الدّنيا أبو دلفٍ .......... بين مغراه ومحتضره)

(فإذا ولّى أبو دلفٍ .......... ولّت الدّنيا على أثره)
فقال: يا أمير المؤمنين شهادو زور، وقول غرور، وملق معتفّ، وطالب عرف. وأصدق منه ابن أختٍ لي حيث يقول:
(دعيني أجوب الأرض ألتمس الغني .......... فما الكرج الدّنيا ولا النّاس قاسم)
فتبسم المأمون. ومن شعره:
(أيّها الراقد المؤرّق عيني .......... نم هنيئاً لك الرّقاد اللّذيذ)

(علم الله أنّ قلبي ممّا قد .......... جنت مقلتاك فيه وقيذ)
وقال ثعلب: ثنا ابن الأعرابيّ، عن الأصمعيّ قال: كنت واقفاً بين يدي المأمون، إذ دخل عليه أبو دلف العجليّ، فنظر إليه المأمون شزراً. فقال: أنت الذي يقول فيك عليّ بن جبلة:
(له راحة لو انّ معشار عشرها .......... على البرّ كان البرّ أندى من البحر)

(له هممٌ لا منتهى لكبارها .......... وهمّته الصغرى أجلُّ من الدّهر)

(ولو أنّ خلق في مسك فارسٍ .......... وبارزه كان الخلي من العمر)

(أبا دلفٍ بوركت في كلّ وجهةٍ .......... كما بوركت في شهرها ليلة القدر)

(16/333)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 334
فقال: يا أمير المؤمنين بكذوب عليّ، لا والّذي في السّماء بيته، ما أعرف من هذا حرفاً. فقال: قد قال فيك:
(ما قال لا قطّ من جودٍ أبو دلف .......... إلاّ التشهّد لكن قوله نعم)
) قال: لا أعرف هذا يا أمير. وقال العيناء: حدّثني إبراهيم بن الحسن بن سهل قال: كنّا في موكب المأمون، فترجّل له أبو دلفٍ، فقال له المأمون: ما أخّرك عنّا. قال: علّة عرضت لي. فقال: شفاك الله وعافاك، اركب. فوثب من الأرض على الفرس، فقال: ما هذه وثبة عليل. فقال: بدعاء أمير المؤمنين شفيت. وعن: أبي دلفٍ أنّه فرّق يوماً مبلغاً كبيراً من المال، ثمّ أنشأ يقول لنفسه:
(كفاني من مالي دلاصّ وسابحٌ .......... وأبيض من صافي الحديد ومغفر)
وقال مرّةً، وقد تكاثر عليه الشّعراء وهو مضيق اليد، فتمثل:
(لقد خبّرت أنّ عليك ديناً .......... فزد في رقم دينك واقض ديني)
يا غلام اقترض لي عشرين ألفاً بأربعين ألفاً وفرّقها عليهم. ومن شعره.
(نحن قومٌ تليننا الحدق النّجل .......... على أنّبا نلين الحديدا)

(نملك الأسد ثمّ تملكنا البيض .......... المصونات أعيناً وخدودا)

(فترانا يوم الكريهة أحراراً .......... وفي السّلم للغواني عبيدا)
وقال المحاملي: ثنا عبد الله بن أبي سعد الوراق: حدثني محمد بن سلمة البلخي: حدثني محمد بن علي القهستاني: حدثني دلف بن أبي دلف قال:

(16/334)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 335
رأيت أبي في النّوم، فأدخلني داراً وحشة سوداء مخزية، ثمّ أصعدني درجاً فيها، فأدخلني غرفة، حيطانها من أثر النّار، وفي أرضها أثر الرّماد، وإذا أبي عريان، فقال لي كالمستفهم: دلف قلت: نعم أصلح والله الأمير. فأنشأ يقول:
(أبلغن أهلي ولا تخف عنهم .......... ما لقينا في البرزخ الخنّاق)

(قد سئلنا عن كلّ ما قد فعلنا .......... فارحووا وحشتي وما قد ألاقي)
أفهمت قلت: نعم. فقال:
(فلو أنّا إذا متنا تركنا .......... لكان الموت راحة كلّ حيّ)
)
(ولكن إذا متنا بعثنا .......... ونسأل بعد ذا عن كلّ شيّ)
قالوا: توفّي أبو دلف سنة خمسٍ وعشرين ومائتين.
4 (القاسم بن أبي سفيان محمد بن حميد المعمريّ البغداديّ.)
عن: عبد الرحمن قصّة أضحيّة خالد القسريّ بالجعد بن درهم. رواها عنه: قتيبة، والحسن بن الصّباح البزّار، وعثمان بن سعيد الدّارميّ. وثّقة قتيبة. وأمّا يحيى بن معين فقال: كذّاب خبيث.

(16/335)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 336
قلت: توفّي سنة ثمانٍ وعشرين.
4 (القاسم بن هانيء الأعمى.)
أبو محمد، مولى آل عمر بن الخطاب، العرويّ. روى عن: اللّيث بن سعد، وغيره بمصر. قال ابن يونس: منكر الحديث وقد اختلط. مات في ذي القعدة سنة سبعٍ وعشرين ومائتين.
4 (القاسم بن يزيد بن عوانة.)
أبو صفوان الكلابيّ المعافريّ البصريّ. نزيل دمشق. روى عن: حسّان الأزرق، ويحيى بن كثير. وعنه: أحمد بن أبي الحواري، ومحمد بن إسماعيل التّرمذيّ، وجماعة. توفّي سنة سبعٍ وعشرين.
4 (قتيبة بن مهران الآزادانيّ الإصبهانيّ المقريء.)

(16/336)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 337
صاحب الإمالة. أخذ القراءة عن الكسائيّ. وحدّث عن: شعبة، واللّيث بن سعد، وأبي معشر نجيح، وجماعة. وكنيته أبو عبد الرحمن. قرأ عليه: إدريس بن عبد الكريم الحدّاد، والعبّاس بن الوليد بن مرداس، وأحمد بن محمد بن حوثرة الأصمّ، وزهير بن محمد الزّهرانيّ، وبشر بن إبراهيم الثّقفيّ، وقراء إصبهان. وانتهت إليه رئاسة الإقراء بإصبهان. وله إمالات مزعجة معروفة. وقد صحب الكسائيّ مدّة) طويلة. وأخذ أيضاً عن: إسماعيل بن جعفر، وسليمان بن مسلم. حدّث عنه: إسماعيل بن يزيد القطّان، ويونس بن حبيب، وعقيل بن يحيى، وعبد الرحمن بن محمد الإصبهانيون. وكان موجوداً في حدود العشرين ومائتين، لأنّ إدريس أدركه وقرأ عليه. وقال يونس بن حبيب: كان من خيار النّاس، وكان مقريء إصبهان في زمانه. وروى العبّاس بن الوليد، عن قتيبة أنّه قرأ: وما أنزل على الملكين. بالكسر جعلهما من ملوك الدّنيا. وقال عقيل بن يحيى: سمعت قتيبة يقول: قرأت على الكسائيّ، وقرأ عليّ الكسائيّ.

(16/337)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 338
وقيل: إنّه صحب الكسائيّ خمسين سنة.
4 (قرة بن حبيب.)
أبو علي البصري الفتويّ الرمّاح. حدّث عنه: عبد الله بن عون، وشعبة، وأبي الأشهب العطارديّ، وعبد الرحمن بن عبد الله بن دينار. وهو آخر من حدّث عن ابن عون من الثّقات. وعنه: البخاريّ في غير الصحيح، وأبو داود في غير السّنن، وإسماعيل سمويه، وعثمان بن خرّزاذ، ومحمد بن غالب تمتام، وأبو العبّاس أحمد بن محمد بن عليّ الخزاعيّ، وأحمد بن داود المكّيّ، والحسن بن سهل المجوزّ، وعليّ بن عبد العزيز البغويّ، وجماعة. وثّقة أبو حاتم. وتوفّي سنة أربعٍ وعشرين. روى البخاريّ في صحيحه، عن رجلٍ، عنه.

(16/338)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 339
4 (قيس بن حفص الدّارميّ خ.)
مولاهم البصريّ، أبو محمد. عن: أبي الأشهب، وحمّاد بن زيد، وأبي عوانة، وجماعة. وعنه: خ.، وأحمد بن سعيد الدّارميّ، وحرب الكرمانيّ، ومحمد بن أيّوب بن الضّريس،) وآخرون. وكان ثقة. توفّي سنة سبعٍ وعشرين.

(16/339)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 340
4 (حرف اللام)

4 (اللّيث بن خالد البلخيّ.)
أبو بكر. عن: مالك بن أنس، وحمّاد بن زيد. وعنه: أبو حاتم، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وغيرهما. حدّث ببغداد. اللّيث بن خالد البغدادي. أبو الحارث. سيأتي بعد.
4 (اللّيث بن داود القيسيّ.)
عن: شعبة، ومبارك بن فضالة.

(16/340)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 341
وعنه: يوسف بن محمد بن صاعد، وأحمد بن عليّ الخزّاز، ومقاتل بن صالح. أحاديثه مستقيمة. قاله الخطيب.

(16/341)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 342
4 (حرف الميم)

4 (المثّنى بن يحيى بن عيسى التّميميّ.)
جدّ أبي يعلى الموصليّ، مكثر. عن: أبي شهاب الحنّاط، وعليّ بن مسهر. وسكن بغداد للتجارة، وكان له قدر ومحلّ. روى عنه: ابن مساور الجوهريّ أحمد بن القاسم، وتمتام. قال أبو يعلى: توفيّ سنة ثلاثٍ وعشرين.
4 (محمد بن اسد.)
) أبو عبد الله الخوشيّ الأسفرائيني الحافظ. أحد الأعلام. رحل وسمع: الفضيل بن عياض، وابن المبارك، وسفيان بن عيينة، وبقية

(16/342)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 343
ابن الوليد، والوليد بن مسلم، وجماعة. وعنه: محمد بن عبد الوهّاب الفرّاء، وإبراهيم الحربيّ، وأبو بكر الصّغانيّ، وأبو حاتم الرازيّ، وأبو لبيد السّرخسيّ، وآخرون. ولمّا مات قال إسحاق بن راهويه: كان نصف خراسان. خوش من قرى أسفرائين. ويقال له تاخشّي.
4 (محمد بن غسماعيل بن أبي سمينة خ. د.)
أبو عبد الله الهاشميّ، مولاهم البصريّ المحدّث، الغازي. روى عن: معتمر بن سليمان، وأبي خالد الأحمر، والمعافى بن عمران، ومعاذ بن هشام، وسفيان بن عيينة، وجرير بن عبد الحميد، وحفص بن غياث، ويزيد بن زريع، وأبي بكر بن عيّاش، وجماعة. وعنه: د.، وخ، عن رجلٍ، عنه، وابو زرعة، وأبو حاتم، والبخاريّ في تاريخه، وموسى بن هارون، ومحمد بن أيّوب الرازيّ، وأبو يعلى الموصليّ، وأبو القاسم النّحويّ، ومحمد بن هارون بن المجدّر، وخلق. قال أبو حاتم: كان ثقة غزّاء. وقال أبو داود: كان من شجعان النّاس.

(16/343)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 344
وقال موسى بن هارون: مات في ربيع الأوّل سنة ثلاثين وهو متوجّه إلى طرسوس. أخبر عليّ بن أحمد العلويّ، أنا محمد بن أحمد، أنا محمد بن عبيد الله بن الزّاغونيّ، أنا أبو نصر محمد بن محمد الهاشميّ، أنا أبو طاهر المخلّص، ثنا عبد الله بن محمد، ثنا محمد بن ابثي سمينة، نا ابن علّية، عن سعيد بن يزيد قال: قلت لأنس: هل صلّى رسول الله صلى الله عليه وسلم في نعليه. قال: نعم
4 (محمد بن إسماعيل بن عيّاش العنسيّ الحمصيّ د.)
عن: أبيه.) وعنه: أبو زرعة، ومحمد بن عوف، وسليمان بن عبد الحميد البهرانيّ، وأبو الأحوص محمد بن الهيثم المكبريّ، وجماعة. قال أبو داود: لم يكن بذاك، قد رأيته ودخلت حمص غير مرّة وهو حيّ. قلت: ثم روى في سننه، عن رجلٍ، عنه.

(16/344)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 345
4 (محمد بن أميّة بن آدم ق.)
أبو أحمد القرشيّ، مولاهم السّاويّ. عن: عيسى بن موسى غنجار، وعبد الله بن إدريس الأوديّ، وسلمة بن الفضل، وجماعة. وعنه: أبو زرعة، وأبو حاتم، والبخاريّ في كتاب الأدب، وعليّ بن جميلة السّاويّ. قال النّسائيّ: مات سنة ستٍّ وعشرين ومائتين.
4 (محمد بن أيّوب.)
أبو هريرة الكلابيّ الواسطيّ. عن: عبد العزيز الدّراورديّ، ومعتمر بن سليمان، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، ويحيى القطّان، وجماعة. وعنه: أبو زرعة، وابو حاتم، والكديمي، ومحمد بن سليمان الباغنديّ، وإسحاق بن إبراهيم البشتيّ، وجماعة. قال أبو حاتم: صالح.

(16/345)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 346
4 (محمد بن أبي يعقوب إسحاق بن حرب.)
الحافظ أبو عبد الله البلخيّ اللؤلؤيّ. مولى بني سهم. كان أحد الأئّمة. حدّث ببغداد عن: مالك بن أنس، وخارجة بن مصعب، ويحيى بن يمان، وبشر بن السّريّ، وطائفة. وعنه: أبو بكر بن أبي الدّنيا، والحسين بن الأحوص، وعبيد الله بن أحمد الكسائيّ، وى خرون. قال أحمد بن سيّار المروزيّ: كان آية من الآيات في الحفظ. وكان لا يكلّمه إنسان إلاّ علاه في كلّ فنّ. وزعموا أنّه ذاكر ابن الشّاذكونيّ، وكان كلّ واحد منهما ينتصف من الآخر.) قال: فروى له باباً لم يكن عند ابن الشّاذكونيّ، فقال: ليس من ذا شيء. أشار الخطيب إلأى تضعيفه فقال: لم يوثّق.

(16/346)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 347
4 (محمد بن بشر الأسديّ الكوفيّ الحريريّ. أخو يحيى بن بشر.)
سمع: الأوزاعي، وسعيد بن بشير، وسعيد بن عبد العزيز، ومعروفاً الخيّاط، وجماعة. وعمّر دهراً، وهو أسنّ من أخيه. روى عنه: أبو زرعة الرازيّ، والحسين بن عمر بن أبي الأحوص الثّقفيّ، ويعقوب بن ثواب. ويقال إنّه مات في العام الذي مات فيه أخوه يحيى.
4 (محمد بن بكير بن واصل بن مالك بن قيس الحضرميّ.)
أبو الحسين البغداديّ، نزيل إصبهان. عن: شريك، وأبي الأحوص، وخالد بن عبد الله، ومصعب بن سلاّم، وأبي معشر السّنديّ، وهشيم، وفرج بن فضالة، وطائفة. وعنه: أحمد المراديّ، وأحمد بن الفرات، وعبّاس الدجوريّ، وإبراهيم الحربيّ، وعبد الله بن محمد بن النعمان، وعبد الله بن محمد بن زكريّا، ومحمد بن غالب تمتام، وخلق.

(16/347)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 348
قال أبو حاتم: صدوق عندي، يغلط أحياناً. وقال أبو نعيم الأصبهاني: هو صاحب غرائب، توفّي بعد العشرين ومائتين. وقال يعقوب بن شيبة: شيخ ثقة صدوق.
4 (محمد بن أبي بلال.)
عن: مالك. وعنه: موسى بن هارون الحافظ. قال الخطيب: لا بأس به، توفّي سنة ثمانٍ وعشرين ومائتين. وقال ابن معين: ليس به بأس.
4 (محمد بن توبة.)
أبو بكر الطّرسوسيّ الزّاهد، نزيل دمشق. روى عن: الفضيل بن عياض، وسعيد بن عامر الضّبعيّ، وجماعة. وعنه: أحمد بن أبي الحواريّ، وأبو زرعة الدّمشقيّ، وأخوه عبد الله.)
4 (محمد بن جعفر بن زياد بن أبي هاشم م. د.)

(16/348)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 349
أبو عمران الوركانيّ الخراسانيّ، نزيل بغداد. عن: شريك، وأبي الأحوص، وعبد الرحمن بن أبي الزّناد، ومالك بن أنس، وأبي معشر السّنديّ، وإبراهيم بن سعد، وطائفة. وعنه: م. د.، وعبّاس الدّوريّ، وعبد الله بن أحمد، والحسن بن سفيان، وأبو يعلى، والبغويّ، وآخرون. وكتب عنه من الكبار: أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين ووثقاه. قال موسى بن هارون: توفّي لتسعٍ بقين من رمضان سنة ثمانٍ وعشرين ومائتين.
4 (محمد بن جهضم الثقفيّ اليماميّ خ. م. د. ن.)
نزيل البصرة. عن: محمد بن طلحة بن مصرّف، وإسماعيل بن جعفر، وأبي معشر المدنيّ، وجماعة.

(16/349)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 350
وعنه: إسحاق الكوسج، ومحمد بن المثنّى، وخلف كردوس، وأبو أميّة الطرسوسي، وعبد العزيز بن معاوية، وعبد الله بن شبيب الربعيّ، وجماعة.
4 (محمد بن حاتم بن يونس د. ن.)
أبو جعفر الجرجرائيّ ثمّ المصّيصيّ العابد المعروف بيحيى. عن: عبد الله بن المبارك، وسفيان بن عيينة، وعبدة بن سليمان، ومروان بن معاوية، وبشر بن حرب، وبشر الحافي، وجماعة. وعنه: د. ون.، عن رجلٍ، عنه، والحسن بن جرير الصّوريّ، وهلال بن العلاء، ويعقوب بن شيبة، وعبد الكريم الدّيرعاقوليّ، والعبّاس بن الفضل البغداديّ نزيل حلب، ومحمد بن إسماعيل التّرمذيّ، ويوسف بن يعقوب القاضي، وجماعة. وروى أبو داود أيضاً، عن رجلٍ، عنه. وقال أبو حاتم: صدوق. وقال ابن أبي عاصم: مات سنة خمسٍ وعشرين.
4 (محمد بن حسّان بن خالد د.)

(16/350)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 351
أبو جعفر الضّبّيّ البغداديّ السّمتيّ. عن: خلف بن خليفة، وفضيل بن عياض، ويوسف بن الماجشون، وهشيم بن بشير، وغسماعيل) بن مجالد، وابن المبارك، وطائفة. وعنه: د.، وأبو بكر بن أبي الدّنيا، ومحمد بن وضّاح القرطبيّ، وأحمد بن أبي خيثمة، وأبو القاسم البغويّ، وآخرون. قال أبو حاتمليس بالقويّ. وقال الدّارقطني: ثقة، يحدّث عن الضعفاء. وقال موسى بن هارون: مات في سابع ذي الحجّة سنة ثمانٍ وعشرين.
4 (محمد بن الحسن بن المختار التّميميّ الكوفيّ.)
نزيل الرّيّ. عن: مسلم الزّنجيّ، يونس بن أبي يعفور، وعمرو بن أبي المقدام، وعليّ بن مسهر، وطائفة.

(16/351)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 352
وعنه: أبو زرعة، وأبو حاتم، وغيرهما. قال أبو زرعة: صدوق. قلت: توفّي سنة إحدى وعشرين.
4 (محمد بن حيّان م.)
أبو الأحوص البغويّ، نزيل بغداد. عن: عبد العزيز بن أبي حازم، ومسلم بن خالد الزّنجي، وهشيم، وعمر بن عبيد الطّنافسيّ، وابن عليّة، وجماعة. وعنه: م.، وإبراهيم الحربيّ، وموسى بن هارون، وعثمان بن خرّزاذ، وأبو القاسم البغويّ. وقع لنا حديثه عالياً. وثّقة ابن معين، وغيره.

(16/352)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 353
وقال أحمد بن زهير: مات في ذي الحجّة سنة سبعٍ وعشرين. وله في مسلم فرد حديث، أنبأناه أبو الفرج بن قدامة، أنا أبو اليمن الكنديّ، أنا الحسين بن عليّ السّبط، أنا ابن النّقور، أنا ابن أخي عمر، نا البغويّ، نا الأحوص، أنا ابن أبي حازم، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من حملعلينا السّلاح ليس منّا. موافقة بعلو.
4 (محمد بن خالد برامة.)
) أبو جعفر الهاشميّ. روى عن مالك حديثاً موضوعاً. روى عنه: الحسن بن عليّ بن خلف الصّيدلاني، وعبد الله بن منصور الصّباغ، وأحمد بن سيّار المروزيّ، وجماعة. قال أبو حاتم الرازيّ: كان يكذب، سمعت منه حديثاً، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر رفعه: النّدم توبة. وقال أحمد الشيرازيّ في الألقاب: أبو نعيم الطّوسيّ، عن محمد بن

(16/353)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 354
خالد الهاشميّ برامة. قال ابن عساكر: أظنّه تصحيف. وقال أبو أحمد الحاكم: لقبه برامة.
4 (محمد بن خالد بن مرتنبل الأشجّ.)
مولى عبد الرحمن بن معاوية الدّاخل. كان من كبار الفقهاء بقرطبة. رحل وسمع: ابن وهب، وابن القاسم، وجماعة. وولي الشّرطة والإمامة بقرطبة. وكان لا يأخذه في الله لومة لائم. توفّي سنة اثنتين وعشرين، وقيل: سنة عشرين ومائتين.
4 (محمد بن زياد بن مخلد الإصبهانيّ.)
مكثر عن النعمان بن عبد السلاّم. روى عنه: إسماعيل سمّويه، ومحمد بن عيسى الزّجّاج. وثّقة أبو نعيم الحافظ، وذكره في تاريخه.

(16/354)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 355
4 (محمد بن زياد أبو جعفر الإصبهانيّ ثم الرازيّ القطّان.)
عن: سفيان بن عيينة، ومرحوم العطار. وعنه: أبو حاتم، وقال: شيخ.
4 (محمد بن زياد بن زبّار الكلبيّ.)
أبو عبد الله الدّمشقيّ. إخباريّ عارف بالنّسب. روى عن: الشّرقيّ بن قطاميّ مؤدب المهديّ. روى عنه: أحمد بن حنبل، وتمتام، وأحمد بن عليّ الخزّاز، وجماعة.) قال ابن معين: لا شيء. وقال جزرة: ليس بذاك.
4 (محمد بن سعد بن منيع.)

(16/355)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 356
مولى بني هاشم. الحافظ أبو عبد الله البصريّ، كاتب الواقديّ. سكن بغداد، وصنّف الطّبقات الكبير والطّبقات الصغير، وحدّث عن: هشيم، وسفيان بن عيينة، وإسماعيل بن علّية، والوليد بن مسلم، ومعن بن عيسى، وأبي ضمّرة، وابن أبي فديك، ومحمد بن عمر بن واقد الأسلميّ الواقديّ، ووكيع، وخلق كثير من طبقتهم ومن الطبقة التي بعدهم، حتّى كتب عن أقرانه، ومن أصغر. وصنّف وظهرت فضائله ومعرفته الواسعة. روى عنه: أحمد بن عبيد، وأبو عصيدة، وأحمد بن يحيى البلاذريّ، وأبو بكر بن أبي الدّنيا، والحسين بن محمد بن فهم، والحارث بن اسامة، وعبيد الله ابن محمد بن يحيى اليزيدي. وروى أبو داود في سننه حكاية، عن رجلٍ، عنه. قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه فقال: يصدق. رأيته جاء إلى القواريريّ، وسأله عن أحاديث فحدّثه. وقال إبراهيم الحربيّ: كان أحمد بن حنبل يوجّه في كلّ جمعة بحنبل بن إسحاق إلى ابن سعد، يأخذ منه جزئين من حديث الواقديّ، وينظر فيهما إلى الجمعة الأخرى. قال إبراهيم: ولو ذهب سمعهما كان خيراً له.

(16/356)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 357
قال الحسين بن فهم: محمد بن سعد هو مولى الحسين بن عبد الله بن عبيد الله بن العبّاس بن عبد المطلب، كثير العلم، كثير الحديث، كثير الكتب، كتب الحديث، والغريب، والفقه. توفّي ببغداد يوم الأحد لأربعٍ خلون من جمادى الآخرة سنة ثلاثين ومائتين، وهو ابن اثنتين وستين سنة، رحمه الله.
4 (محمد بن سعيد بن الوليد الخزاعيّ البصريّ مردويه خ.)
كان جار مسلم بن إبراهيم. روى عن: همّأم بن يحيى، ودرست بن زياد، وزياد بن الربيع، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى،) وجماعة. وعنه: خ.، وأبو زرعة، وحرب الكرمانيّ، ومحمد بن إبراهيم البوشنجيّ، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، ومحمد بن غالب تمتام، ومحمد بن أيّوب بن الضّريس، وآخرون.

(16/357)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 358
قال أبو حاتم: كان ثقة صدوقاً.
4 (محمد بن سفيان بن وردان الأسديّ الكوفيّ المقريء الحذاء.)
نزيل الرّيّ. روى القراءآت في جزءٍ عن الكسائيّ. وسمع: شريك، وحمّاد بن زيد، وجماعة. روى عنه: محمد بن عيسى الإصبهانيّ، وأبو حاتم، وأبو زرعة، وقالا: صدوق في الحديث.
4 (محمد بن سنان خ. د. ت. ق.)
أبو بكر الباهليّ العوقيّ. العوقة حيّ من الأزذ بالبصرة نزل فيهم.

(16/358)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 359
وروى عن: جرير بن حازم، وإبراهيم بن طهمان، ونافع بن عمر، وفليح بن سليمان، وهعمّام بن يحيى، وسليم بن حيّان، ويزيد بن إبراهيم بن التّستريّ، وجماعة. وعنه: خ. د. وت. ق.، عن رجلٍ، عنه، وإسماعيل سمّويه، وحفص بن عمر سنجة، وعثمان بن خرّزاذ، وأبو قلابة الرّقاشيّ وأبو مسلم الكجّيّ، وآخرون. وثقة ابن معين. وقال أبو حاتم: صدوق. وقال ابن أبي عاصم، وغيره: توفّي سنة ثلاثٍ وعشرين ومائتين.
4 (محمد بن سلام بن الفرج البخاريّ البيكنديّ الحافظ خ.)
أبو عبد الله، مولى بني سليم. طوّف وكتب الكثير عن أبي الأحوص سلاّم بن سليم.

(16/359)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 360
ورأى: مالك بن أنس فلم يسمع منه، وهشيم، وإسماعيل بن عيّاش، وابن المبارك، وإسماعيل بن جعفر، وزائدة بن أبي الرّقاد، وجرير بن عبد الحميد، وعيسى بن موسى غنجار، وأبي إسحاق الفزاريّ، وخلق.) وعنه: خ.، والدّارميّ، وعبيد الله بن واصل، ومحمد بن بجير أبو عمر، وأحمد بن الضؤ، وحميد بن النّضر، وطفيل بن زيد النّسفيّ، وخلق لا نعرفهم من أهل ما وراء النّهر. قال أحمد بن الهيثم الشّاشيّ: قال لي يحيى بن يحيى: بخراسان كنزان، كنزٌ عند محمد بن سلام البيكنديّ، وكنز عند إسحاق بن راهويه. وروى محمد بن يوسف السّمر قنديّ، عن محمد بم ميسّر الكرمينيّ قال: انكسر قلم محمد بن سلاّم البيكنديّ في مجلس شيخٍ، فأمر أن ينادي: قلم بدينار فطارت إليه الأقلام. وقال محمد بن يعقوب البيكنديّ: سمعت عليّ بن الحسين يقول: كان محمد بن سلام في منزله، فدق بابه، فخرج، فقال: يا أبا عبد الله، أنا جنّيّ، ورسول ملك الجنّ إليك، يسلم عليك ويقول: لا يكون لك مجلسٌ إلاّ يكون منّا في مجلسك أكثر من الأنس. قال محمد بن يعقوب: وهذه حكاية عندنا مستفيضة مشهورة. وعن محمد بن سلاّم قال: لم أجلس إلى سوق بيكند منذ أربعين سنة. وقال سهل بن المتوكّل سمعته يقول: أنا محمد بن سلاّم، بالتخفيف. وقيل: قلعت عين محمد بن سلام في غزاة.

(16/360)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 361
وقال سهل بن المتوكّل: سمعت محمد بن سلاّم يقول: أنفقت في طلب العلم أربعين ألفاً، وأنفقت في نشره أربعين ألفاً، وليت ما أنفقت في طلبه كان في نشره، أو كما قال. وقال عبيد الله بن شريح: سمعت محمد بن سلاّم يقول: أحفظ نحواً من خمسة آلاف حديث. قال غنجار: وكان له مصنفات في كلّ بابٍ من العلم. وكان بينه وبين أبي حفص أحمد بن حفص مودّة وأخوّة. وكل واحدٍ منهما مخالف للآخر في المذهب. وقال عبيد الله بن واصل: سمعت محمد بن سلام يقول: كتبت عن أربعمائة شيخ. وقال عليّ بن الحسين: سمعت محمد بن سلام يقول: أدركت مالك بن أنس، فإذا الناس يقرأون عليه، فلم أسمع منه لذلك. قلت: كان عامّة مشايخ ذلك الوقت إنّما يروون من لفظهم. وقد دخل ابن سلام خوارزم مع غنجار، وسمعا بها من عبد الكريم بن الأسود البصريّ، والمغيرة بن موسى. قال حاضر بن اللّيث: ثنا عيسى بن موسى، ومحمد بن سلام قالا: نا المغيرة بن موسى، عن) سعيد بن بشير، عن قتادة، فذكر حديثاً. وقال سهل بن المتوكل: نا محمد بن سلام، نا مغيرة البصريّ، عن سعيد بن أبي عروبة، فذكر حديثاً. وقال محمد بن إسماعيل البخاريّ: مات في سابع صفر سنة خمسٍ وعشرين.

(16/361)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 362
وقال يحيى بن جعفر البيكنديّ: ولد محمد بن سلام في السّنة الّتي مات فيها سفيان الثّوريّ. محمد بن سلاّم الجمحيّ. في الطبقة الآتية.
4 (محمد بن صالح الفزاريّ البغداديّ الخيّاط.)
عن: شريك القاضي، وغيره. وعنه: صالح بن محمد جزرة، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصّوفيّ. وثقة صالح بن محمد. وتوفّي سنة ثلاثين. محمد بن الصّبّاح الجرجرائيّ. يأتي.
4 (محمد بن الصّبّاح الرعينيّ.)
مصريّ، سمع ابن وهب. توفّي سنة ثلاثين.
4 (محمد بن الصّبّاح ع.)

(16/362)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 363
أبو جعفر البغداديّ الدّولابيّ البزّار. مولى مزينة. وهو صاحب كتاب السّنن الذي سمعناه. سمع: إبراهيم بن سعد، وشريك بن عبد الله، وإسماعيل بن زكريّا، وخالد بن عبد الله، وسفيان بن عيينة، وإسماعيل بن جعفر، وابن المبارك، والوليد بن أبي ثور، وخلقاً سواهم. وعنه: خ. م. د.، وت. ق. بواسطة، وإبراهيم الحربيّ، وأحمد بن أبي خيثمة، وإسماعيل بن عبد الله سمّويه، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وعثمان الدّارميّ، وأبو زرعة، وأبو العلاء محمد بن أحمد بن جعفر الوكيعيّ، وخلق سواهم.) وثقة أحمد، وغيره. وقال أبو حاتم: ثقة، يحتج بحديثه. حدّث عنه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين، وكان أحمد يعظمه.

(16/363)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 364
وقال تمتام: ثنا محمد بن الصّبّاح الدّولابيّ الثّقة المأمون والله. وقال ابن حبّان: ولد بقرية دولاب من الرّيّ. وقال موسى بن هارون، وغيره: مات يوم الأربعاء لأربع عشرة ليلة خلت من المحرّم سنة سبعٍ وعشرين. وقال ابنه أحمد: مات وهو ابن سبعٍ وسبعين سنة غير شهر أو شهرين، رحمه الله.
4 (محمد بن صبيح الموصليّ.)
سمع: المعافى بن عمران، وغيره. وعنه: أحمد بن حنبل، وعليّ بن حرب، وجماعة. وكان صالحاً عابداً. وقد ذكر البخاريّ أنّه بغداديّ فوهم.
4 (محمد بن الصّلت خ. ن.)

(16/364)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 365
أبو يعلى التّوّزي. وتوّز هي توجّ، بلدة من أعمال فارس. نزل البصرة، وحدّث عن: عبد العزيز بن أبي حازم، وحاتم بن إسماعيل، وعبد العزيز الدّراورديّ، وسفيان بن عيينة، والوليد بن مسلم، وجماعة. وعنه: خ.، عن رجلٍ، وإبراهيم بن حرب العسكريّ، وأبو زرعة، وأبو حاتم، والعبّاس بن الفضل الأسفاطيّ، ومحمد بن محمد التّمّار، وآخرون. قال أبو حاتم: صدوق، كان يملي علينا من حفظه التّفسير وغيره، وربّما وهم. قال البخاريّ: مات سنة سبعٍ وعشرين. وقال غيره: ثمانٍ.
4 (محمد بن الطفيل بن مالك النّخعيّ ت.)

(16/365)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 366
أبو جعفر. عن: ابن عمّه شريك بن عبد الله، وحمّاد بن زيد، وفضيل بن عيّاض، وبشر بن عمارة،) وجماعة. وعنه: عبّاس الدّوريّ، والبخاريّ في كتاب الأدب، وأحمد بن سيّار المروزيّ، واحمد بن عمرو القطوانيّ، وعثمان بن عبد الله الدّارميّان، ومحمد بن أيّوب بن الضّريس، وأخرون. وثّقة ابن حبّان. وكان قد سكن فيد. توفّي سنة اثنتين وعشرين. روى التّرمذيّ له حديثاً واحداً.
4 (محمد بن عبد الله بن عثمان الخزاعيّ البصريّ د. ق.)
أبو عبد الله. عن: جرير بن حازم، وحمّاد بن سلمة، ومالك، ومبارك بن فضالة، ورجاء صاحب السّقط، وابن الأشهب جعفر بن حيّان، وشبيب بن شيبة، وطائفة. وعنه: د، وق.، عن رجلٍ، عنه، وإبراهيم الحربيّ، وإسماعيل القاضي، وعليّ بن عبد العزيز، ومحمد بن محمد التّمّار، وأبو حاتم، وأبو خليفة الفضل بن الحباب، وغيرهم.

(16/366)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 367
وثّقة عليّ بن المدينيّ. وقال ابن أبي عاصم: توفّي سنة ثلاثٍ وعشرين.
4 (محمد بن عبد الله الأنباريّ.)
أبو جعفر الحذاء. عن: فضيل بن عياض، وسفيان بن عيينة. وعنه: أحمد بن حنبل، وابن عمّه حنبل، وعبد الكريم الدّيرعاقوليّ.
4 (محمد بن عبد الوهّاب بن الزّبير.)
أبو جعفر الحارثيّ الكوفيّ، ثم البغداديّ. رأى سفيان الثّوريّ، وسمع: أبا شهاب الحنّاط، وعبد الرحمن بن الغسيل، ومحمد بن مسلم الطّائفيّ، وجماعة. وعنه: عبد الله بن أحمد بن عليّ الأبّار، وأبو القاسم البغويّ، وآخرون. قال الدّارقطنيّ: ثقة له غرائب.) وكذا قال صالح بن محمد الحافظ. قال موسى بن هارون: مات سبعٍ وعشرين، قلت: وقع لنا حديثه عالياً في المنتقى من المخلّصات.
4 (محمد بن عبيد الله بن عمرو بن معاوية بن عمرو بن عتبة بن أبي

(16/367)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 368
سفيان بن حرب بن أميّة.)
أبو عبد الرحمن القرشيّ، الأمويّ، المشهور بالعتبيّ البصريّ الإخباريّ. أحد الفصحاء والأدباء. سمع: أباه، وسفيان بن عيينة، وجماعة. وعنه أبو حاتم السّجستانيّ، وأبو الفضل الرّياشيّ، ومحمد بن يونس الكديميّ، وآخرون. وله قصيدة سائرة في ولده يقول فيها:
(والصبر يحمد في المواطن كلّها .......... إلاّ عليك، فإنّه مذموم)
توفّي العتبيّ سنة ثمانٍ وعشرين ومائتين. وأمّا. العتبيّ المكّيّ. فمتأخر، يأتي.
4 (محمد بن عبيد الله بن محمد بن أبي زيد خ.)

(16/368)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 369
أبو ثابت المدنيّ التّاجر. عن: إبراهيم بن سعد، ومالك، وعبد العزيز بن أبي حازم، وجماعة. وعنه: خ.، وأبو زرعة، وإسماعيل القاضي، والعبّاس بن الفضل الأاسفاطيّ، وآخرون. توفّي سنة سبعٍ وعشرين ومائتين في المحرّم.
4 (محمد بن عثمان د. ق.)
أبو الجماهير التّنوخيّ الدّمشقيّ الكفرسوسيّ. ويكنّى أبا عبد الرحمن. سمع: سعيد بن بشير، وسليمان بن بلال، وخليد بن دعلج، وسعيد بن عبد العزيز التّنوخيّ، وإسماعيل بن عياشّ، والهيثم بن حميد، وطائفة.

(16/369)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 370
وعنه: د. وق.، عن رجلٍ، عنه، وعبد الله بن حمّاد الآمليّ، وحويت بن أحمد، وأبو زرعة،) وأبو حاتم، وعثمان الدّارميّ، والحسن بن جرير الصّوريّ، وأبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم البسريّ، وخلق. وثّقة أبو مسهر، وابو حاتم. وقال عثمان الدّارميّ: كان أوثق من أدركنا بدمشق. ورأيت أهل دمشق مجمعين على صلاحه، ورأيتهم يقدمونه على هشام، وعلى ابن أبي أيّوب، يعني سليمان بن عبد الرحمن. ولد سنة أربعين ومائة، أو سنة إحدى وأربعين. وقال أبو رزعة: مات سنة أربعٍ وعشرين. قلت: وروى أبو داود أيضاً، عن محمود بن خالد، عنه. قال أبو حاتم: ما رأيت أفصح منه.
4 (محمد بن عطاء النّخعيّ الكوفيّ.)

(16/370)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 371
نزل مصر، وحدّث عن: شريك، وإسماعيل بن عيّاش، وعبد الوارث، وابن وهب، وطبقتهم. روى عنه: أبو حاتم، وقال: شيخ. سمع منه بمصر سنة ستٍّ عشرة.
4 (محمد بن عقبة السّدوسيّ البصريّ.)
ابن عمّ عقبة بن هرم. روى عن: جعفر بن سليمان، وطالب بن حجير، ومسكين بن ابي فاطمة، ويونس بن أرقم، وعبد الله بن خراش، وآخرين. وعنه: أبو زرعة، وأبو حاتم. ثم تركه أبو زرعة وأبو حاتم، فما حدّثا عنه لضعفه.
4 (محمد بن عليّ بن أبي خداش.)
أبو هاشم الأسديّ الموصليّ العابد. رواية المعافى بن عمران. رحل وأكثر عن: ابن عيينة، وعيسى بن يونس، وجماعة. وكان من العلماء العاملين. قال يعلى الزّرّاد: سمعت بشر بن الحارث رحمه الله يقول: وددت أنّي ألقى الله تعالى بمثل عمل أبي هاشم، أو بمثل صحيفته. وقال أحمد بن دبّاس: كنّا عند المعافى بن عمران، فأقبل أبو هاشم، فقال المعافى: أراه في) القوم، يعني الأبدال.

(16/371)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 372
وقال أبو زكريّا يزيد بن محمد بن إياس الأزديّ: أخبرني عبد الله بن زياد: سمعت أبي يقول عن بعض مشايخه قال: توفّي النبي صلى الله عليه وسلم فكان أشبه النّاس بهديه ودلّه ابن مسعود، فلمّا مات كان أشبه النّاس بهديه ودلّه المعافى بن عمران، فلّما مات كان أشبه النّاس بهديه ودلّه أبو هاشم محمد بن عليّ. وقال أبو زكريّا الأزديّ: خدّثت عن تمتام قال: قلت ليحيى بن معين: كتبت جامع سفيان، عن أبي هاشم، عن المعافى. فقال ابن معين: بلغني أنّ هذا الرجل نظير المعافى أو أفضل منه. قال أبو زكريّا: حدّثني العلاء بن أيّوب: حدثنيّ من حضر أبا هاشم لمّا التقى الجمعان، فقال لرفقائه: هذا يومٌ كنت أتمناه، عليكم السّلام. ثم سدّد رمحه، وجعله على قربوس سرجه، وحمل على الروم، فكان آخر العهد به. روى عن أبي هاشم جماعة منهم: صالح بن العلاء، وإسماعيل بن حمّاد التّمّار، وحميد بن زنجويه. قال أبو زكريّا: كان صالحاً زاهداً مجاهداً، استشهد في سبيل الله لما جاشت الروم بشمشاط مقبلاً غير مدبر، سنة اثنتين وعشرين، رحمه الله.
4 (محمد بن عمران بن محمد بن عبد الرحمن بن ابي ليلى ت.)
الإمام أبو عبد الرحمن الأنصاريّ الكوفيّ. سمع: أباه، ومعاوية بن عمّار الذّهنيّ، وحبّان بن عليّ العنزيّ، وشريك بن عبد الله، وطائفة.

(16/372)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 373
وعنه: أبو بكر بن أبي الدّنيا، والبخاريّ في كتاب الأدب، وأبو عمرو أحمد بن أبي غزرة، وعثمان بن سعيد الدّارميّ، وآخرون. قال أبو حاتم: أملى علينا كتاب الفرائض، عن أبيه، عن ابن أبي ليلى، عن الشّعبيّ، من حفظه، لا يقدّم مسألة على مسألة، وهو صدوق. وقال غيره: توفّي سنة ثمانٍ وعشرين. محمد بن عمران الأخنسيّ. وقيل أحمد، تقدّم في الألف.)
4 (محمد بن عمر بن حفص القصبيّ.)
عن: عبد الوارث بن سعيد، والمفضّل بن محمد الضّبّيّ. وعنه: عبّاس الدّوريّن وابو بكر الصّغانيّ، وصالح بن محمد الرازيّ. وثّقة يحيى بن معين.
4 (محمد بن عمر.)
أبو عبد الله المعيطيّ البغداديّ. عن: شريك بن عبد الله، وأبي الأحوص، وجماعة. وعنه: إسحاق الحربيّ، ومحمد بن يونس الكديميّ. وثّقة محمد بن سعد الكاتب وقال: مات سنة اثنتين وعشرين ومائتين.

(16/373)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 374
4 (محمد بن عمرو بن عثمان.)
أبو جعفر الجعفيّ الكوفيّ ثم المصريّ. حدّث عن: ضمام بن إسماعيل، وغيره. توفّي في أوّل سنة ثلاثين.
4 (محمد بن عون.)
أبو عون الزّياديّ البصريّ. عن: إبراهيم بن طهمان، وهمّام بن يحيى، وعمرو بن كثير بن أفلح، وجماعة. وعنه: أبو زرعة، والعبّاس بن الفضل الأسفاطيّ ومحمد بن أيّوب بن الضّريس، وجماعة. قال أبو حاتم: ثقة.
4 (محمد بن عيسى بن عبد الواحد.)
الفقيه أبو عبد الله المعافريّ القرطبيّ الأعشى. رحل في طلب العلم في السّنة الّتي مات فيها مالك بن أنس، فسمع من: سفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد القطّان، ووكيع بن الجرّاح، وطائفة. وكان الغالب عليه الأثر. وكان رئيساً نبيلاً، وسريّاً جليلاً، وسخياً كريماً. توفّي سنة إحدى وعشرين. وقيل: سنة اثنتين وعشرين، وقيل: سنة ثمان عشرة، فالله أعلم.

(16/374)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 375
ترجمة ولد الفرضيّ.) روى عنه: محمد بن وضّاح، واصبغ بن خليل، وآخرون. وكان فيه دعابة ومزاح، ويذكر أنّه كان يشرب النّبيذ.
4 (محمد بن عيسى بن الطّباع خ. د. ن. ق.)
الحافظ أبو جعفر البغداديّ نزيل أذنه من الثّغر. روى عن: مالك، وجويرية بن اسماء، وشريك، وحمّاد بن زيد، وأبي عوانة، وفرج بن فضالة، وطائفة. وعنه: خ. تعليقاً، د.، ون. ق.، عن رجلٍ، عنه، وأبو حاتم، وعبد الكريم الدّيرعاقوليّ، وابن أخيه محمد بن يوسف بن الطّباع، وآخرون. قال أبو حاتم: ثنا الثقة المأمون محمد بن عيسى، وما رأيت من المحدّثين أحفظ للأبواب منه. وقال أبو داود: كان يتفقّه، وكان يحفظ نحواً من أربعين ألف حديث.

(16/375)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 376
وقال النّسائيّ، وغيره: ثقة، توفّي سنة أربعٍ وعشرين. وروى عنه من شيوخ الطّبرانيّ: أحمد بن عبد الرحيم، وأحمد بن عبد الوهّاب الحوطيّان، وأحمد بن مسعود، وطالب بن قرّة الأذنيّ، وغيرهم. وكان مولده في سنة خمسين ومائة تقريباً، وكان أخوه إسحاق أكبر منه بعشر سنين. وله مصنفات كثيرة. سئل عنه أحمد بن حنبل فقال: عالم فهم. وقال أبو حاتم: ثقة مبرّز، كان أتقن من أخيه إسحاق، وإسحاق أجلّ منه. سمعت محمد بن عيسى يقول: خرج أخي إلى الرّيّ، وكتب جرير، فنظرت فيما كتب وحفظته. فقدم جرير العراق، فجعلت أطالبه بتلك الأحاديث، فقال: لم لم تقدم علينا. قلت: خفّة اليد. فقال: أرى حمارك فارهاً، وثيابك بيضاء. فقلت: عارية. فقال لأخي: أراه حافظاً كيّساً. قال: هو يتيم أنا ربّيته. قال: كيف شكره لك، فإنّه يقال: أن اليتيم لا يكاد يشكر.)
4 (محمد بن أبي غالب البغداديّ.)

(16/376)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 377
أبو عبد الله. عن: هشيم. وعنه: ابن أبي الدّنيا، وأحمد بن أبي خيثمة، وعبد الله بن احمد بن الدّورقيّ. وثقة الخطيب. قال ابن أبي حاتم: توفيّ سنة أربع وعشرين ومائتين. أمّا. محمد بن غالب القومسيّ فمتأخر.
4 (محمد بن غياث.)
أبو لبيد السّرخسيّ. عن: مالك، وخديج بن معاوية، ومفصّل بن فضالة، ومحمد بن جابر، وابن أبي الزّناد. وعنه: محمد بن حاجب المروزيّ، وسلمة بن شبيب، وجماعة. قال أبو حاتم: بلخيٌّ مرجيء.
4 (محمد بن الفضل ع.)

(16/377)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 378
أبو النعمان السّدوسيّ البصريّ الحافظ. ولقبه عارم. روى عن: الحمّادين، وجرير بن حازم، ومهديّ بن ميمون، ومحمد بن راشد المكحولي، وثابت بن يزيد الأحول، وعمارة بن زاذان، وجماعة. وعنه: خ.، وع.، عن رجلٍ، عنه، وأحمد بن حنبل، وأبو زرعة، وعبد بن حميد، ومحمد بن غالب تمتام، ومحمد بن وارة، ومحمد بن الحسين الحنينيّ، ويعقوب الفسويّ، ومحمد بن يونس الكديميّ، وأحمد بن سليمان الرّهاويّ، وخلق. قال ابن وارة: ثنا عارم بن الفضل الصّدوق الأمين. وقال أبو حاتم: إذا حدّثك عارم فاختم عليه، عارم لا يتأخّر عن عفّان. وكان سليمان بن حرب يقدّم عارماً على نفسه.

(16/378)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 379
وقال أبو حاتم أيضاً: اختلط عارم في آخر عمره وزال عقله. فمن سمع منه قبل عشرين ومائتين فسماعه جيّد. وابو زرعة لقيه سنة اثنتين وعشرين.) وقال البخاريّ: تغيّر في آخر عمره. قالوا: مات في صفر سنة أربع وعشرين ومائتين. وقال أبو داود السّجستانيّ: بلغنا أنّ عارماً أنكر سنة ثلاث عشرة ومائتين، ثم راجعه عقله، ثمّ استحكم به الاختلاط سنة ستّ عشرة. قلت: فمما أنكروه عليه روايته عن حمّاد، عن حميد، عن أنس حديث: اتّقوا النّار ولو بشقّ تمرة. وقد كان قبل ذلك رواه عن حمّاد، عن حميد، عن الحسن مرسلاً، كما رواه عفّان، وغيّره. قال الحسن بن عليّ الخلاّل: سمعت سليمان بن حرب يقول: إذا ذكرت أبا النّعمان فاذكر: أيّوب، وابن عون. وقال أبو جعفر العقيليّ: قال لنا جدّي: ما رأيت بالبصرة شيخاً أحسن صلاةً من عارم. وكانوا يقولونك أخذ الصّلاة عن حمّاد بن زيد، عن أيّوب. وكان عارم من أخشع من رأيت، رحمه الله. قال الدّارقطنيّ: ثقة تغيّر بآخره، وما ظهر له بعد اختلاطه حديث منكر. قلت: فهذا قول الدّارقطنيّ الذي لم يأت بعد النّسائيّ مثله، فأين هو من قول ابن حبّان الخسّاف في عارم: اختلط في آخر عمره، وتغيّر حتّى كان لا يدري ما يحدّث به. فوقع المناكير الكثيرة في حديثه، فيجب التنكّب عن حديثه

(16/379)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 380
فيما رواه المتأخرون. فإذا لم يعلم هذا من هذا ترك الكلّ، ولا يحتج بشيءٍ منها. ثم لم يقدر ابن حبّان أنّ يسوق لعارم حديثاً منكراً.
4 (محمد بن القاسم الحرّانيّ سحيم.)
عن: زهير بن معاوية، وعبيد الله بن عمرو الرّقّيّ، وإسماعيل بن عيّاش، وجماعة. وعنهك أبو زرعة، وأبو حاتم. قال أبو حاتم: صدوق.
4 (محمد بن كثير العبديّ البصريّ ع.)

(16/380)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 381
أبو عبد الله أخو سليمان. روى عن: أخيه، وسفيان، وشعبة، وإسرئيل، وهمّام وجماعة.) وعنه: خ. د. وم. ع.، عن رجلٍ، عنه، ومحمد بن يحيى الذّهليّ، وعبد، والدّارميّ، ومعاذ بن المثنّى، ويوسف بن يعقوب القاضي، وأبو مسلم الكجّيّ، وطائفة. قال أبو حاتم: صدوق. وقال البخاريّ: مات سنة ثلاثٍ وعشرين ومائتين. وقال ابن حبّان: ثنا عنه الفضل بن الحباب وكان تقياً فاضلاً يخضب. قال: وعاش تسعين سنة. قال ابن معين: لم يكن يستأهل أن يكتب عنه. رواها ابن الجنيد الختّليّ، عنه.
4 (محمد بن كثير بن مروان الفهريّ الشّاميّ.)
نزل بغداد، وروى عن: إبراهيم بن أبي عبلة، والأوزاعيّ، واللّيث بن سعد وابن لهيعة.

(16/381)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 382
وعنه: حامد بن شعيب البلخيّ، وأحمد بن الحسن الصّوفيّ، وأبو القاسم البغويّ. قال إدريس بن عبد الكريم: سألت يحيى بن معين عنه، فقال: إذا مررت به فارجمه، ذاك الذي يروي عن النبيّ صلى الله عليه وسلم. لا يترك المصلوب على الخشبة أكثر من ثلاث. وقال ابن معين: لم يكن ثقة. وقال ابن عديّ: روى بواطيل، والبلاء منه. وقال أبو الفتح الأزديّ: متروك. وقال محمد بن هشام بن ابي الدّخيل: ثنا محمد بن كثير الفهريّ، ثنا إبراهيم بن أبي عبلة قال: رأيت عبد الله بن أمّ حرام، وأخبرني أنّه صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم القبلتين. قلت: حدّث الفهريّ سنة ثلاثين ومائتين، وقد وقع لنا من عواليه في المنتقى من المخلصيات.

(16/382)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 383
تقدّم: محمد بن كثير المصّيصيّ.
4 (محمد بن كليب البصريّ.)
حدّث ببغداد عن: حمّاد بن زيد، وأبي إسماعيل المؤدب، ومعتمر بن سليمان. وعنه: نصر بن طوق، وابو القاسم البغويّ. وثقة الخطيب.
4 (محمد بن محبّب د. ن. ق.)
) أبو همّام الدّلاّل القرشيّ البصريّ، صاحب الرقيق. عن سفيان الثّوريّ، وإسرائيل، وإبراهيم بن طهمان، وسعيد بن السّائب، وغيرهم. وعنه: رجاء بن مرجا، وأحمد بن منصور الرماديّ، والقاضي البرتيّ، وأبو

(16/383)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 384
مسلم الكجّيّ، وأبو خليفة الجمحيّ، وخلق. وثّقة أبو داود، وروى عن رجلٍ، عنه. توفّي سنة إحدى وعشرين.
4 (محمد بن محبوب خ. د. ن.)
أبو عبد الله البنانيّ البصريّ. عن: الحمّادين، وأبي عوانة، وسرّار بن مجشر، وعبد الواحد بن زياد، وجماعة. وعنه: خ، د.، ون، عن رجلٍ، عنه، وعمرو بن منصور النّسائيّ، ويعقوب الفسويّ، ومحمد بن يونس الكديميّ، وعبد الله بن أحمد الدّورقيّ، وطائفة. قال أبو داود: سمعت يحيى بن معين يثني عليه ويقول: كيّس صادق كثير الحديث.

(16/384)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 385
قال البخاريّ: مات سنة ثلاثٍ وعشرين. وقال غيره: سنة اثنتين وعشرين.
4 (محمد بن مصعب البغداديّ)
أبو جعفر الدّعّاء. أحد عبّاد الله الأولياء. كان صاحب أحوال وكرامات. روى عن: ابن المبارك، وغيره. وعنه: أبو الحسن محمد بن محمد بن العطّار، ومحمد بن نصر الصّائغ، وابن بسّام، وغيرهم. ووصفه الإمام أحمد بالسّنة. قلت: توفّي سنة ثمانٍ وعشرين ومائتين.
4 (محمد بن معاذ بن عبّاد بن معاذ العنبريّ البصريّ م. د.)

(16/385)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 386
عن: عمّ أبيه معاذ بن معاذ، وأبي عوانة، ومعتمر بن سليمان، وعبد الواحد بن زياد، وسفيان بن عيينة، ومحمد بن السّماك، ومزاحم بن العوّام، وطائفة. وعنه: م. د.، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وموسى بن إسحاق الأنصاريّ، والحسن بن عليّ بن الوليد الفسويّ، وجماعة.) قال أبو حاتم: صدوق ليس به بأس. وقال أبو زرعة: قدم الرّيّ، وصار إلى طبرستان. وقال أبو داود: أراه مات سنة ثلاث وعشرين ومائتين.
4 (محمد بن معاوية بن أعين.)
أبو عليّ الهلاليّ النّيسابوريّ، نزيل مكّة. روى عن: حمّاد بن سلمة، وزهير بن معاوية، وسليمان بن بلال، وخارجة بن مصعب، واللّيث بن سعد، وجماعة. وطوّف وصنّف وكان ضعيفاً. روى عنه: محمد بن يحيى الذّهليّ، وأبو حاتم، ومطّين، ومحمد بن عبد الرحمن السّاميّ، وخلف بن عمرو العكبريّ، ومحمد بن عليّ الصّائغ، ويهلول بن إسحاق، وأحمد بن عبد المؤمن، والحسن بن محمد الزّعفرانيّ، وآخرون.

(16/386)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 387
قال يحيى بن معين: كذّاب. وقال غير واحدٍ: ضعيف. وقال الفلاّس: فيه ضعف، وهو صدوق قد روى عنه النّاس. وقال أبو زرعة: كان شيخاً صالحاً إلاّ أنّه كان كلّما لّقن تلقن. وقال أبو بكر محمد بن إدريس المكّيّ: ما كتبت عنه إلاّ من اصله، وكان معروفاً بالطّلب. وكان يحدّث حفظاً، فلعل يغلط ولا يحفظ. وقال حرب الكرمانيّ: كتبت عنه، وكان مستميله سلمة بن شبيب، وكان موسراً. وقال النّسائيّ: متروك. وقال مطّين: توفّي سنة تسعٍ وعشرين. وكذا ورّخه موسى بن هارون، وزاد: بمكة.

(16/387)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 388
4 (محمد بن معاوية البصريّ)
عن: جويرية بن اسماء. ضغيف مجهول.
4 (محمد بن مقاتل خ.)
أبو الحسن المروزيّ الكسائيّ، ولقبه رخّ.) روى عن: ابن المبارك، وخالد بن عبد الله،، وخلف بن خليفة، وأوس بن عبد الله بن بريدة، وابن عيينة، وابن وهب، ومبارك بن سعيد الثّوريّ، وطائفة. وعنه: خ.، وإبراهيم الحربيّ، وأبو زرعة، ومحمد بن إسحاق الصّغانيّ، وإسماعيل سمّويه، واحمد بن سيّار المروزيّ، ومحمد بن عبد الرحمن السّاميّ، ومحمد بن الصّائغ، ومحمد بن أيّوب بن الضّريس، وخلق. قال أبو حاتم: صدوق. وقال تالبخاريّ: مات آخر سنة سّ وعشرين ومائتين. وقال الخطيب: سكن بغداد ثم جاور بمكّة.

(16/388)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 389
4 (محمد بن مكّيّ بن عيسى المروزيّ د. ت.)
عن: ابن المبارك، وعمرو بن هارون البلخيّ. وعنه: أحمد بن سيّار المروزيّ، ويعقوب الفسويّ، ومحمد بن حاتم المروزيّ، ود.، وت.، عن رجلٍ، عنه. وثّقة ابن حبّان.
4 (محمد بن موسى بن أعين الجزري خ. ن.)
عن أبيه، وزهير بن معاوية. وعنه: عليّ بن عثمان النفيليّ، ومحمد بن سلم بن وارة، ومحمد بن يحيى الذّهليّ، وجماعة. وكان صدوقاً. وجدت ابن حبّان قال: توفّي سنة ثلاثٍ وعشرين ومائتين.
4 (محمد بن نصر المروزيّ.)
شيخ يروي عن ابن المبارك، لا يكاد يعرف. سمع منه: عبد الله بن الإمام أحمد في سنة ثمانٍ وعشرين ومائتين.

(16/389)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 390
4 (محمد بن أبي نعيم الواسطيّ الهذليّ.)
واسم أبيه موسى. عن: أبان بن يزيد العطّار، ومهديّ بن ميمون، ووهيب بن خالد، وجماعة. وعنه: أبو زرعة، وأبو حاتم، وحنبل بن إسحاق، وعبد الكريم الدّيرعاقوليّ، وعليّ بن إبراهيم) الواسطيّ. قال أبو حاتم: صدوق. وقال: سألت عنه يحيى بن معين فقال: ليس بشيء. وقال أبو داود: سألت ابن معين عن ابن أبي نعيم فقال: كذّاب خبيث. وقال ابن عديّ: عامّة ما يرويه لا يتابعه عليه الثقات. وقال ابن أبي حاتم: سمعت أحمد بن سنان يقول: ابن أبي نعيم ثقة صدوق.
4 (محمد المعتصم بالله.)

(16/390)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 391

(16/391)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 392

(16/392)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 393
أمير المؤمنين أبو إسحاق بن هارون الرشيد بن المهديّ الهاشميّ العبّاسيّ. ولد سنة ثمانين ومائة، وأمّه أمّ ولد اسمها ماردة. روى عن: أبيه، وعن أخيه المأمون. روى عنه: إسحاق الموصليّ، وحمدون بن إسماعيل، وآخرون. بويع بعد المأمون بعهد منه إليه في رابع عشر من رجب سنة ثماني عشر ومائتين. وكان أبيض، أصهب اللّحية، طويلها، ربع القامة، مشرب اللّون، ذا شجاعة، وقوة، وهمّة عالية. وكانت خلافته ثمانية أعوام وثمانية أشهر، وكان عرياً من العلم. فروى الصّوليّ، عن محمد بن سعيد، عن إبراهيم بن محمد الهاشميّ قال: كان مع المعتصم غلام في الكتاب يتعلم معه، فمات الغلام. فقال له الرشيد أبوه يا محمد مات غلامك. قال: نعم سيّدي، واسترح من الكتاب. فقال: وإن الكتّاب ليبلغ منك هذا دعوه لا تعلّموه. قال: فكان يكتب ويقرأ قراءةً ضعيفة. قال خليفة: حجّ بالنّاس أبو إسحاق بن الرشيد سنة مائتين. وقال الصّوليّ: ثنا عون بن محمد: رأيت المعتصم أول ركبةٍ ركبها ببغداد وهو خليفة حين قدم من الشّام. وذلك أول يومٍ من رمضان سنة ثمان عشرة، وأحمد بن أبي دؤاد يسايره، وهو مقبل عليه. وقال أبو الفضل الرّياشيّ: كتب ملك الروم لعنه الله إلى المعتصم

(16/393)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 394
يتهدده فأمر بجوابه،) فلما قريء عليه الجواب لم يرضه. وقال للكاتب: أكتب بسم الله الرحمن الرحيم أمّا بعد، فقد قرأت كتابك وسمعت خطابك، والجواب ما ترى لا ما تسمع، وسيعلم الكافر لمن عقبى الدّار. وقال أبو بكر الخطيب، وغيره: غزا المعتصم بلاد الروم سنة ثلاثٍ وعشرين، فأنكى في العدو نكايةً عظيمة، ونصب على عمّورية المجانيق، وفتحها، وقتل ثلاثين ألفاً، وسبى مثلهم، وكان في سيبه ستون بطريقاً، ثم أحرق عمورية. قال خليفة: وفي هذه السنة أتي ببابك الخرّميّ أسيراً، فأمر بقطع أربعته وصلبه. قلت: كان من أهيب الخلفاء وأعظمهم، لولا ما شان سؤدده بامتحان العلماء بخلق القرآن، نسأل الله السّلامة. قال نفطوية: للمعتصم مناقب كثيرة. وكان يقال له المثمن: فإنّه كان ثامن الخلفاء من بني العباس، وملك ثمان سنين وثمانية أشهر، وفتح ثمانية فتوح: بلاد بابك على يد الأفشين، وفتح عمّورية بنفسه، والزّطّ بعجيف، وبحر البصرة، وقلعة الأحراف، وأعراب ديار ربيعة، والشاري، وفتح مصر. وقتل ثمانية أعداء: بابك، وباطيش، ومازيار، ورئيس الزنّادقة، والأفشين، وعجيفاً، وقارون، وقائد الرافضة. وإنّما فتح مصر قبل خلافته. وزاد غير نفطويه: إنّه خلّف من الذّهب ثمانية آلاف ألف دينار، ومن الفضّة الدّراهم مثلها. وقيل ثمانية عشر ألف ألف. ومن الخيل ثمانين ألف فرس، وثمانية آلاف مملوك، وثمانية آلاف جارية. وبنى ثمانية قصور، وقيل بل

(16/394)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 395
بلغ عدد غلمانه. الترك ثمانية عشر ألفاً. وعن أحمد بن أبي دؤاد قال: استخرجت من المعتصم في حفر نهر الشّاش ألفي ألف، غير أنّه كان إذا غضب لا يبالي من قتل. وقال إسحاق الموصليّ: دخلت عليه وعنده قينة تغني. فقال: كيف تراها قلت: تقهر الغناء برفق، وتختله برفق، وتخرج من الشيء إلى أحسن منه. وفي صوتها شجى وشذور أحسن من الدّرّ على النّحور. فقال: صفتك لها أحسن من غنائها، خذها لك. فامتنعت لعلمي بمحبته لها، فوصلني بمقدار قيمتها. وبلغنا أنّ المعتصم لما تجهز لغزو عمورية حكم المنجون أنّ ذلك طالع نحس، وأنه يكسر،) فكان من ظفره ونصره ما لم يخف، وفي ذلك يقول أبو تّمام قصيدته البديعة:
(السّيف أصدق إنباءً من الكتب .......... في حدّه الحدّ بين الجدّ واللّعب.)
منها:
(والعلم في شهب الأيام لامعة .......... بين الخميسينلا في السبعة الشهب)

(أين الرواية أم أين النّجوم وما .......... صاغوه من زخرف فيها ومن كذب.)

(تخرصاً وأحاديثاً ملفقةً .......... ليست بنبع إذا عدّت ولا غرب)
وعن أحمد بن أبي دؤاد قال: كان المعتصم يخرج ساعده إليّ ويقول: يا أبا عبد الله، غصّ ساعدي بأكثر قوتك.

(16/395)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 396
فأقول: ما تطيب نفسي. فيقول: إنّه لا يضيرني. فأروم ذلك، فإذا هو لا تعمل فيه الأسّنة فضلاً عن الأسنان. وانصراف يوماً من دار المأمون إلى داره، وكان شارع اليدان منتظماً بالخيم، فيها الجند، فإذا امرأة تبكي وتقول: ابني ابني، وإذا بعض الجبد قد أخذ ولدها، فدعاه المعتصم، وأمره بردّ ابنها عليها، فأبى، فاستدناه، فدنا منه، فقبض عليه بيده، فسمعت صوت عظامه، ثم أطلقه فسقط وأمر بإخراج الصّبيّ إلى أمّه. وقال أحمد بن أبي طاهر: ذكر أحمد بن أبي دؤاد المعتصم يوماً، فأسهب في ذكره، وأطنب في وصفه، وذكر من سعة أخلاقه، ورضيّ أفعاله، وقال: كثيراً ما كنت أزامله في سفره. قال أبو بكر الخطيب: ولكثرة عسكر المعتصم وضيق بغداد عنه، بنى سر من رأى، وانتقل إليها فسكنها بعسكره، وسميت العسكر، وذلك في سنة إحدى وعشرين ومائتين. وعن عليّ بن يحيى المنّجم قال: استتم عدّة غلمان المعتصم الأتراك بضعة عشر ألفاً، وعلّق له خمسون ألف مخلاة. وذلّل العدوّ بالنّواحي. فيقال إنّه قال في مرض موته: حتّى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتةً. وقال المسعوديّ: وزر له ابن الزّيات إلى آخر أيامه، وغلب عليه أحمد بن أبي دؤاد. وقال ابن أبي الدّنيا: نا عليّ بن الجعد قال: لمّا احتصر المعتصم جعل

(16/396)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 397
يقول: ذهبت الحيلة فليس حيلة. حتّى صمت. قال: وحدّثني شيخ من قريش أنّه جعل يقول: أؤخذ من بين هذا الخلق.) قال: وكان أصهب اللّحية جدّاً، وطويلها. قلت: وللمعتصم شعرٌ لا بأ س به، وكلمات فصيحة. قال نفطوية: فممّا يروى من كلامه: إذا شغلت الألباب بالآداب، والعقول بالتعليم، تنبهت النفوس على محمود أمرها، وأبرز التّحريك حقائقها. قال نفطويه: وحدّثت أنّه كان من أشدّ النّاس بطشاً، وأنّه جعل زند رجلٍ بين أصابعه، فكسره. وقال عبد الله بن حمدون النّديم، عن أبيه، سمع المعتصم يقول: عاقل عاقل مرّتين أحمق. وقال إسحاق بن إبراهيم الأمير: والله ما رأيت كالمعتصم رجلاً. لقد رأيته يملي كتاباً، ويقرأ كتاباً، ويعقد بيده، وإنّه لينشد شعر أبي خراش الهذليّ:
(حمدت إلهي بعد عروة إذ نجا .......... خراش وبعض الشّرّ أهون من بعض)

(بلى إنّها تعفو الكلوم، وإنّما .......... يؤكل بالأدنى، وإن جلّ ما يمضي)

(ولم أدر من ألقى عليه رداءه .......... ولكنّه قد سئل عن ماجدٍ محض)
مات المعتصم يوم الخميس، لإحدى عشر ليلةٍ بقيت من ربيع الأول، سنة سبع وعشرين ومائتين، وله سبع وأربعون سنة وسبعة أشهر. قلت: فهذا يدل على أنّ مولده قبل سنة ثمانين بأشهر.==

14. تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام.
تأليف: شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي.

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 398
ودفن بسر من رأى، وصلى ابنه الواثق عليه. ومن احسن ما سمع من المعتصم قوله إن صحّ عنه: اللّهم إنّك تعلم أنّي أخافك من قبلي، ولا أخافك من قبلك، وأرجوك من قبلك، ولا أرجوك من قبلي.
4 (محمد بن هانيء.)
أبو عمرو الطّائيّ. حدّث ببغداد عن: مصعب بن سلاّم وأبي الأحوص، وهشيم. وعنه: ابنه، وأبو حاتم الرازيّ. وابنه هو الحافظ أبو بكر الأثرم.
4 (محمد بن هانيء السّلميّ النّيسابوريّ.)
رحل وسمع من: هشيم، وجرير بن عبد الحميد، وابن المبارك. وعنه: ابنه إبراهيم، ومحمد بن عمرو الحرشيّ، ومحمد بن عبد السّلام الورّاق.) توفّي سنة سبعٍ وعشرين.
4 (محمد بن وهب بن مسلم)
أبو عمرو القرشيّ، مولاهم الدّمشقيّ. عن: عبد الله بن العلاء بن زبر، وسعيد بن عبد العزيز، وصدقة بن خالد، والوليد بن مسلم. روى عنه: الربيع بن سليمان الجيزيّ، ويحيى بن أيّوب العلاّف.

(16/398)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 399
وأحمد بن محمد بن رشدين، وأبو الأحوص محمد بن الهيثم، والمصريون. سكن مصر، وهو منكر الحديث. خلطه بالّذي بعده غير واحد، والصّواب التّفريق بينهما.
4 (محمد بن وهب بن عطية خ. ق.)

(16/399)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 400
أبو عبد الله السّلميّ الدّمشقيّ. سمع: بقية، ومحمد بن حرب الخولاني، والوليد بن مسلم، وعراك بن خالد، وجماعة. وعنه: محمد بن يحيى الذّهليّ، وأبو أميّة الطرسوسيّ، وأحمد بن منصور الرّماديّ، وأبو حاتم، وعليّ بن محمد بن عيسى الجكّانيّ، وعبيد بن شريك البزّار. قال أبو حاتم: صالح الحديث. ووثّقه الدّارقطنيّ. روى البخاريّ، وابن ماجة، عن الذّهليّ، عنه. وقال ابن عديّ: له غير حديث منكر، وقد تكلموا فيمن هو خيرٌ منه. ثنا عيسى بن احمد الصّدفيّ بمصر، ثنا الربيع بن سليمان الجيزيّ، ثنا محمد بن وهب، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا مالك، عن سميّ بن الأحلج، عن ابي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أول ما خلق الله القلم، ثمّ خلق النّون، وهو الدّواة، ثم خلق العقل، ثم قال: ما خلقت خلقاً أعجب إليّ منك. وذكر الحديث. وهذا بهذا الإسناد باطل. قلت: صدق ابن عديّ، لكن محمد بن وهب ليس هو بالسلميّ بل هو إن شاء الله القرشيّ الذي نزل مصر. وهو أسنّ من السّلميّ. ألا ترى أنّ الراوي عنه هو الربيع الجيزيّ والربيع لم يرحل. وما كان أبو حاتم والدّارقطنيّ يثنيان على رجلٍ يروي مثل هذا الحديث الموضوع. وممّن خلط فيه الحافظ ابن منده فقال: محمد بن وهب بن سعد بن عطية

(16/400)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 401
مولى قريش، يكنى أبا) عمرو، منكر الحديث، سكن مصر. قال ابن عساكر: محمد بن وهب بن سعيد بن عطية السّلميّ الدّمشقيّ. ثم قال بعده: محمد بن وهب بن مسلم القرشيّ أبو عمرو الدّمشقيّ. فهذا أكبرهما، لأنه روى عن عبد الله بن العلاء. محمد بن يحيى بن سعد القطّان. أخرته عمداً.
4 (محمد بن يزيد الحزاميّ الكوفيّ البزّار خ.)
عن: شريك، وابن المبارك، ويحيى بن ابي زائدة، والوليد بن مسلم، وحبّان بن عليّ. وعنه: خ.، والدّارميّ، ويعقوب الفسويّ، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، وغيرهم.

(16/401)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 402
4 (مالك بن عبد الواحد م. د.)
أبو غسّان المسّمعيّ البصريّ. عن: بشر بن المفضّل، ومعتمر بن سليمان، وعبد العزيز العمّيّ، وطبقتهم. وعنه: م ود.، وعثمان بن خرّزاذ، وموسى بن هارون، ومحمد بن يونس الكديميّ، وآخرون. توفّي سنة ثلاثين.
4 (المثنى بن معاذ بن معاذ العنبريّ البصريّ م.)

(16/402)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 403
أخو عبيد الله. سمع: أباه، وبشر بن المفضّل، ومعتمر بن سليمان، وجماعة. وعنه: ولداه الحسن، ومعاذ، وإبراهيم الحربيّ، وأبو بكر بن أبي الدّنيا، وآخرون. توفّي سنة ثمانٍ وعشرين ومائتين.
4 (محبوب بن موسى الأنطاكيّ د.)
أبو صالح الفرّاء. عن: عبد الله بن المبارك، وأبي إسحاق الفزاريّ، وشعيب بن حرب، وجماعة. وعنه: د.، وعثمان بن سعيد الدّارميّ، ومحمد بن إبراهيم البوسنجيّ، وآخرون. توفّي سنة ثلاثين. قال العجلي: ثقة صاحب سنّة.)

(16/403)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 404
4 (محمود بن الحسن الورّاق.)
الشاعر المشهور. أكثر من الشّعر في المواعظ والحكّم. وتوفّي في خلافة المعتصم. روى عنه: أبو بكر بن أبي الدّنيا، وأبو العبّاس بن مسروق، وغيرهما. فمن شعره قوله:
(كبر الكبير عن الأدب .......... أدب الكبير من التعب)

(حتى متى وإلى متى .......... هذا التمادي في اللّعب)

(الرزق لو لم تأته .......... لأتاك عفواً من كتب)

(إن نمت عنه لم ينم .......... حتّى يحركه السّبب)
روى الجاحظ أنّ المعتصم طلب جاريةٍ كانت لمحمود الورّاق، وكان نخّاساٍ، بستة آلاف دينار، فامتنع من بيعها، فلمّا مات اشتريت للمعتصم بسبعمائة دينار، فلمّا أدخلت إليه قال لها: كيف رأيت قالت: إذا كان الخليفة ينتظر بشهواته المواريث، فإنّ سبعين ديناراً في ثمني كثيرة. فأخجلته. مرداس. هو أبو هلال الأشعريّ. سيأتي بكنيته إن شاء الله.

(16/404)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 405
4 (مرّة بن عبد الواحد الكلاعيّ.)
أبو يزيد البرلّسيّ. روى عن: همّام بن إسماعيل، وزين بن شعيب. توفّي سنة ثلاثين.
4 (مسدّد بن مسرهد خ. د. ت. ن.)
الحافظ أبو بكر الأسديّ البصريّ. عن: جويرية بن أسماء، وأبي عوانة، وأبي الأحوص، وحمّاد بن زيد، وجعفر بن سليمان الضّبعيّ، وعبد الواحد بن زياد، وعبد الوارث، ويزيد بن زريع، وابن عليّة، ويحيى بن سعيد القطّان، وخلق.) وعنه: خ.، و ت. ن.، عن رجلٍ، عنه، وأبو حاتم، وأبو زرعة، وإسماعيل القاضي، وابن عمّه يوسف بن يعقوب القاضي، ومعاذ بن المثنّى، وأبو خليفة الجمحيّ، وآخرون.

(16/405)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 406
قال يحيى القطان: لو أتيت مسدّداً فحدّثته في بيته لكان يستأهل. وقال يحيى بن معين: هو ثقة ثقة. وقال أحمد بن عبد الله العجليّ مسدّد بن مسرهد بن مسربل بن مستورد الأسديّ. ثقة. كان يملي عليّ حتّى أضجر، فيقول لي: يا أبا الحسن، أكتب هذا الحديث. فيّملي عليّ بعد ضجري خمسين ستين حديثاً. فأتيته في رحلتي الثانية، فإذا عليه زحام، فقلت: قد أخذت بحظّي منك. وكان أبو نعيم يسألني عن اسمه واسم أبيه، فأخبره، فيقول: يا أحمد هذه رقية العقرب. وقال أبو حاتم الرازيّ: أحاديث مسدّد، عن يحيى بن سعيد، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، كأنّها الدّنانير، كأنّك تسمعها من النبي صلى الله عليه وسلم. وصدق أبو حاتم. فأمّا ما ذكر أبو عليّ منصور بن عبد الله الخالديّ من نسب مسدّد. فقال: هو مسدّد بن مسرهد بن مسربل بن مغربل بن مرعبل بن أرندل بن سرندل بن ماسك بن مستورد، فهذا لا يعتمد عليه لأنّ الخالديّ غير ثقة. قال محمد بن سعد: توفّي مسدّد سنة ثمانٍ وعشرين.
4 (مسلم بن إبراهيم ع.)

(16/406)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 407
أبو عمرو الأزدي، ثم الفراهيديّ، مولاهم البصريّ الحافظ. سمع من ابن عون حديثاً واحداً، ومن: قرة بن خالد، وسعيد بن أبي عروبة، وشعبة، وهمّام، وأبان بن العطّار، ومالك بن مغول، ووهب بن خالد، وسلاّم بن مسكين، وإسماعيل بن مسلم العبديّ وهشام بن عبد الله الدّستوائيّ، وبشرٍ كثير. يقال: إنّه كتب عن ستمائة شيخ بالبصرة، ولم يسمع بغيرها إلاّ اليسير. وعنه: خ. د.، والباقون، عن رجلٍ، عنه، ومحمد بن يحيى الذّهليّ، وعبد بن حميد، وعبد الله الدّارميّ، وسليمان بن سيف الحّرانيّ، ومحمد بن سنجر الحافظ، وعبد الله بن أحمد الدّورقيّ، وأحمد بن أبي خيثمة، وأبو مسلم الكجّيّ، وحفص بن عمر سنجة، وعليّ بن عبد العزيز البغويّ، وأبو خليفة الفضل بن الحباب، وخلق سواهم.) قرأت على أحمد بن هبة الله، عن أبي روح، وزينب الشّغريّة، أنّ زاهر بن طاهر أخبرهما، أنا أبو يعلى الصّابونيّ، أنا أبو سعيد عبد الله بن محمد الرّازيّ، أنا محمد بن أيّوب البجليّ، ثنا مسلم بن إبراهيم قال: سألت ابن عون

(16/407)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 408
فحدّثني قال: أتيت أبا وائل وقد عمي، فقلت لمولاةٍ: قولي لأبي وائل، حدّثنا ما سمع من ابن مسعود. فقلت: يا أبا وائل حدّثهم ما سمعت من عبد الله. قال: سمعت عبد الله بن مسعود يقول: أيّها النّاس إنّكم لمجموعون في صعيد واجدٍ يسمعكم الدّاعي، وينقذكم البصر. ألا وإنّ الشّقيّ من شقي في بطن أمّه، والسّعيد من وعظ بغيره. قال أحمد بن أبي خيثمة، عن يحيى بن معين: ثقة مأمون. وقال نصر بن عليّ: سمعت مسلم بن غبراهيم يقول: قعدت مرة أذاكر شعبة عن خالد بن قيس، فقال: كذب تلقى أبي هريرة. وقال العجليّ: كان مسلم يسكن البصرة في دارٍ كبيرة، فإنّما معه أخته، وهي عجوزة كبيرة، كان أصحاب الحديث إذا أرادوا أن يغيطوه قالوا: أختك قدريّة. فيقول: لا والله إلاّ مثبتة. وكان ثقة، عمي بأخرّة، يروي عن سبعين امرأة. وقال أبو زرعة: سمع مسلم بن إبراهيم يقول: ما أتيت جلالاً ولا حراماً قطّ. وكان أتى عليه نيفٌ وثمانون سنة. قال أبو حاتم: كان لا يحتاج إليه. يعني الجماع. وقال أبو داود: كتب عن قريب من ألف شيخ. وقال إسماعيل التّرمذيّ: سمعت مسلم بن إبراهيم يقول: كتبت عن

(16/408)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 409
ثمانمائة شيخ، ماجزت الجسر. قال أبو داود: ما رحل إلى أحدٍ، وكان يحفظ حديث قرّة، وحديث هشام، وحديث أبان يهذّه هذّاً، وهو أحبّ إلينا من ابن كثير. كان ابن كثير لا يحفظ، وكانت فيه سلامة. توفّي في صفر سنة اثنتين وعشرين ومائتين، وقد قارب التّسعين.
4 (مضاء بن الجارود الدّنيوريّ.)
أبو الجارود.) عن: سلاّم بن مسكين، وأبي عوانة، وصالح المريّ، وجماعة. وعنه: جعفر بن أحمد الزنجانيّ، والنضر بن عبد الله الدّينوريّ. قال أبو حاتم: محلّه الصّدق.
4 (مضر بن غسّان بن مضر.)
أبو عيينة الأزديّ. سمع: حمّاد بن سلمة. وعنه: عقبة بن سنان، وهشام بن عليّ السّدوسيّ.

(16/409)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 410
4 (مسلم بن عبد الرحمن الجرميّ.)
أحد أبطال الإسلام، ومن يضرب به المثل في الفروسيّة والإقدام. سمع من: مخلد بالمصّيصة. قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: روى عنه المنذر بن شاذان الرّازيّ الصّادق أنّه قتل من الروم مائة ألف.
4 (معاذ بن أسد بن أبي شجرة خ. د.)
أبو عبد الله الغنويّ المروزيّ كاتب ابن المبارك. سكن البصرة وحدّث عن: فضيل بن عياض، وابن المبارك، والفضل السّينانيّ، والنّضر بن شميل، وجماعة. وعنه: خ.، د.، وأحمد بن حنبل، وإسماعيل القاضي، وأبو زرعة، وابو مسلم الكجّيّ، وأحمد بن عليّ الأبّار، وأحمد بن داود المكّيّ، وطائفة. قال أبو حاتم: ثقة. وقال البخاريّ: ولد سنة خمسين ومائة، أو نحوها.

(16/410)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 411
وقال ابن عساكر: مات سنة تسعٍ وعشرين، وقيل: سنة ثمانٍ وعشرين، وقيل: سنة ثلاثٍ وعشرين.
4 (المعافى بن محمد.)
أبو معدان الأزديّ الموصليّ. عن: مالك بن أنس، وأبي المليح الرّقّيّ، وإبراهيم بن سعد، ويوسف بن الماجشون.) وعنه: عليّ بن جابر الموصليّ. توفّي سنة اثنتين وعشرين.
4 (معمر بن بكار السّعديّ.)
روى عن: إبراهيم بن سعد، وهشام بن أبي هشام الحنفيّ، ونجيح بن إبراهيم، وجماعة. وعنه: سلمة بن شبيب، ومطّين. وقال العقيليّ: في حديثه وهمّ.
4 (مقاتل بن محمد النّصر آباذيّ الرازيّ.)
روى عن: جرير بن عبد الحميد، وأبي بكر بن عيّاش، وطبقتهما. فأكثر وأحسن.

(16/411)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 412
روى عنه: أبو زرعة، وأبو حاتم. وقال أبو حاتم: كان فقيهاً ثقة. وقال أبو زرعة: ما خلّف بالعراق مثله، كان ثقة مأموناً.
4 (مليح بن وكيع بن الجرّاح الرّؤآسيّ الكوفيّ.)
عن: أبيه، وجرير بن عبد الحميد. وعنه: أبو زرعة الرازيّ، ومطين، وأبو حصين الوادعيّ. قال أبو حاتم: صدوق. قلت: توفيّ سنة تسعٍ وعشرين ومائتين.
4 (مهديّ بن جعفر بن جبهان بن بهرام.)
أبو محمد، ويقال أبو عبد الرحمن الرمليّ الزّاهد. عن: سفيان بن عيينة، وعبد العزيز بن أبي حازم، وعليّ بن ثابت الجزريّ، والوليد بن مسلم، وضمرة، ورديح بن عطية، وابن المبارك، وجماعة. وعنه: أبو زرعة، وعثمان الدّارميّ، ومحمد بن التّرمذيّ، وبكر بن سهل الدّمياطيّ، وأبو الزّنباع روح بن الفرج، وأبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم البسريّ، وجماعة.

(16/412)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 413
قال ابن معين، وصالح جزرة: لا بأس به. وقال ابن عديّ: يروي عن الثّقات ما لا يتابع عليه. وقال ابن يونس: توفّي سنة تسعٍ وعشرين، وهذا وهم. قد سمع منه البسريّ بصور سنة ثلاثين.)
4 (مهديّ بن حفص د.)
أبو أحمد البغداديّ. عن: حمّاد بن زيد، وخلف بن خليفة، وأبي الأحوص سلاّم، وعيسى بن يونس. وعنه: د.، وإبراهيم الحربيّ، وعبّاس الدّوريّ، وأبو بكر بن أبي الدّنيا، ومحمد بن الفضل السّقطيّ، وآخرون. وثّقة أبو بكر الخطيب. ومات سنة ثلاثٍ وعشرين ومائتين.
4 (مهديّ بن عيسى.)
أبو الحسن الواسطيّ.

(16/413)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 414
عن: حمّاد بن زيد، وجعفر بن سليمان، وعيسى بن ميمون، وخالد بن عبد الله الطّحان. وعنه أبو حاتم، وأبو زرعة وغيرهما، قال أبو حاتم: صدوق.
4 (موسى بن إسماعيل)
أبو عمران البجلي، عن يعقوب القمي وإبراهيم بن سعد الزهري وابن السماك، وابن المبارك، وحفص بن سلم، وآخرين، وعنه: أحمد بن سنان، والحسن بن سهل المحور، ومحمد بن عبد الله بن أبي نعيم، ومحمد بن عبادة، وأيّوب بن حسّان الدّقاق، وجماعة، ومحمد بن عيسى بن السّكن. قال أبو حاتم: ليس به بأس. وقال غيره: كان رفيق يحيى بن معين. وجبّل: قرية ممّا يلي واسط.
4 (موسى بن إسماعيل ع.)

(16/414)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 415
أبو سلمة التّبوذكيّ البصريّ الحافظ، مولى بني منقر. روى حديثاً واحداً عن شعبة، وآخر عن حمّاد بن زيد. وعن حمّاد بن سلمة تصانيفه، وعن: يزيد بن إبراهيم التّستريّ، وأبي الأشهب العطارديّ، وبكّار بن عبد العزيز بن أبي بكرة، وجرير بن حازم، وأبان بن يزيد العطّار، وقيس بن الربيع، والربيع بن مسلم، ومحمد بن راشد المكحوليّ، وعبد العزيز الماجشون، وخلق.) وعنه: خ. د.، و م. ت. ن. ق.، عن رجلٍ، عنه، ويحيى بن معين، والذّهليّ، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وإبراهيم الحربيّ، وأحمد بن أبي خيثمة، وإسماعيل سمّويه، وأحمد بن داود المكّيّ، ومحمد بن أيّوب البجليّ، ومحمد بن غالب تمتام، والعباس بن الفضل الأسفاطيّ، وسبطه أبو بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم، وخلق كثير. قال عبّاس، عن ابن معين قال: ما جلست إلى شيخ إلاّ هابني أو عرف لي، ما خلا هذا الأثرم التّبوذكيّ. قال عبّاس: فعددت ما كتبنا عنه خمسة وثلاثين ألف حديث.

(16/415)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 416
وقال ابن المدينيّ: من لم يكتب عن أبي سلمة كتب عن رجلٍ، عنه. وقال أبو حاتم: لا أعلم بالبصرة ممّن أدركناه أحسن حديثاً من أبي سلمة. وإنّما سميّ التبوذكيّ لأنّه اشترى بتبوذك داراً، فنسب إليها. وقال أحمد بن أبي خيثمة: سمعت أبا سلمة يقول: لا جزي خيراً من سمّاني تبوذكيّ، أنا مولى بني منقر، إنّما نزل داري قوم من تبوذك، فسمّوني تبوذكيّ. وقال أبو بكر بن المقدّميّ: ثنا الحسن بن القاسن بن دحيم الدّمشقيّ، ثنا محمد بن سليمان قال: قدم علينا يحيى بن معين البصرة، فكتب عن أبي سلمة وقال: إنّي أريد أن أذكر لك شيئاً فلا تغضب. قال: هات. قال: حديث همّام، عن ثابت، عن أنس في الغار، لم يروه أحدٌ من أصحابك، إنّما رواه عفّان وحبّان، ولم أجده، في صدر كتابك، إنّما وجدته على ظهره. قال: فتقول ماذا قال: تحلف لي إنّك سمعته من همّام. قال: ذكرت أنّك كتبت عنّي عشرين ألفاً فإن كنت عندك فيها صادقاً فما ينبغي أن تكذبني في حديث وإن كنت عندك كاذباً، فينبغي أن لا تصدقني فيها ولا تكتب عنّي شيئاً وترمي بها.

(16/416)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 417
برّة بنت أبي عاصم طالق ثلاثاً إن لم أكن سمعته من همّام. والله لا كلّمتك أبداً. قال حاتم بن اللّيث الجوهريّ: كان أبو سلمة أحمر الرأس واللّحية يخضب الحنّاء. قد رأى سعيد بن أبي عروبة وحفظ عنه مسائل.) قال: ومات بالبصرة في رجب سنة ثلاثٍ وعشرين ومائتين، رحمه الله.
4 (موسى بن إبراهيم المروزيّ.)
عن: ابن لهيعة، وأبي جعفر الرازيّ، وإبراهيم بن سعد. وعنه: أبو القاسم البغويّ، وهو من قدماء شيوخه، سمع منه سنة تسعٍ وعشرين ومائتين. قال الدّارقطنيّ، وغيره: متروك. وقال ابن معين: كذّاب.

(16/417)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 418
4 (موسى بن أيّوب د. ن.)
أبو عمران النّصيبيّ الأنطاكيّ. عن: ابن المبارك، ومعتمر بن سليمان، وأبو المليح الرّقّيّ، وأبي إسحاق الفزاريّ، وبقية بن الوليد، وجماعة كثيرة. وعنه: محمد بن عوف الحمصيّ، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وعبد الله بن محمد بن تميم النّصيبيّ، ومحمد بن إبراهيم البوسنجيّ، وأبو حميد أحمد بن محمد العوهيّ، وأحمد بن إبراهيم البسريّ، وآخرون. قال أبو حاتم: صدوق. وروى أبو داود، والنّسائيّ، عن رجلٍ، عنه.
4 (موسى بن بحر العراقيّ المروزيّ.)
أبو عمران. عن: عبد العزيز بن عبد الصّمد العمّيّ، وعليّ بن هاشم بن الوليد، وعبّاد بن العوّام، وجرير بن عبد الحميد.

(16/418)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 419
وعنه: البخاريّ في كتاب الأدب، وعبيد الله بن واصل، والحسن بن سفيان. وثّقة ابن حبّان، وقال: مات سنة ثلاثين ومائتين.
4 (موسى بن محمد.)
أبو هارون البكّاء. نزيل قزوين. سمع: اللّيث بن سعد، وعبد الله بن لهيعة، وحفص بن ميسرة. روى عنه: يوسف بن يعقوب القزوينيّ، وأبو حاتم الرازيّ، وأثنى عليه.) وأمّا أبو زرعة فضعّفه. وقال أبو حاتم: محلّة الصّدق. وضعّفه أيضاً أحمد بن حنبل.
4 (موسى بن محمد بن عطاء بن طاهر البلقاويّ المقدسيّ.)

(16/419)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 420
ويقال: الرمليّ. أحد المتروكين. عن: مالك، وشريك، والعطّاف بن خالد، وأبي المليح، والوليد الموقّريّ، وطائفة. وعنه: الربيع بن محمد الّلاذقيّ، وأحمد بن خليد الحلبيّ، وبكر بن سهل الدّمياطيّ، وعثمان الدّارميّ، وأبو الأحوص العكبريّ، والنّاس. كنّاه النّسائيّ: أبا طاهر، وقال: ليس بثقة. ورماه بالكذب أبو زرعة، وقال: وأبو حاتم. وقال الدّارقطنيّ: متروك. قال أبو سعيد بن يونس: حدّثنا محمد بن موسى الحضرميّ، ثنا إبراهيم بن سليمان الأسديّ قال: جئت موسى بن محمد البلقاويّ فأملى عليّ. وقال: أكتب: حدّثني مالك، عن نافع، عن ابن عمر، أنّ النبي صلى الله عليه وسلم دفع إلى معاوية سفرجلة وقال: إلقني بها في الجنة.

(16/420)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 421
قال الأسديّ: فلم أعد إليه.
4 (موسى بن معاوية.)
أبو جعفر الصّمادحيّ الفقيه، عالم إفريقيا في وقته. رحل في طلب العلم تفقه، وأكثر عن وكيع. وكان يذكر أنّه من ولد جعفر بن أبي طالب. قال ابن يونس: عاش خمساً وستيّن سنة، أو أربعاً وستّين سنة. قلت: وتواليف ابن عبد البرّ، وابن حزم، والطّلمنكيّ مشحونة برواياته عن وكيع. ومات في ذي القعدة سنة خمسً وعشرين ومائتين.
4 (موسى بن هارون بن بشير خ. د. ت.)
أبو عمر القيسي الكوفيّ البرديّ المعروف بالبنيّ. وقيل: إنّ البرديّ لقب له لبردةٍ كان يلبسها.) رحل وسمع من: الوليد بن مسلم، وابن وهب، وهشام بن يوسف الصّغانيّ. وعنه: محمد بن يحيى الذّهليّ، ومحمد بن عبد الله البرقيّ، وعبد الله غير منسوب فقيل هو ابن حمّاد الآمليّ، ويحيى بن عثمان بن صالح، وجماعة آخرهم أحمد بن حمّاد زغبة التجيبيّ.

(16/421)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 422
قال ابن يونس: كوفيّ، قدم مصر وحدّث بها، وخرج إلى الفيّوم، فتوفّي بها في جمادى الآخرة سنة أربعٍ وعشرين. وقال ابن حبّان في الثّقات: كان يبيع التّمر البرديّ فنسب إليه، وكان راوياً للوليد. قلت: روى له البخاريّ مقروناً بآخر.
4 (مؤمل بن الفضل د. ن.)
أبو سعيد الجزريّ الحرّانيّ. عن: عيسى بن يونس، وبقية بن الوليد، ومحمد بن حرب الأبرش، والوليد بن مسلم، وعتاب بن بشير، وطائفة. وعنه: د.، ون، عن رجلٍ، عنه، وأحمد بن سليمان الرّهاويّ، وسليمان بن سيف، وعثمان الدّارميّ، وعثمان بن خرّزاذ، وطائفة. وقد روى عنه يحيى بن يحيى النيّسابوريّ، وهو أكبر منه. قال أبو حاتم: ثقة رضيّ.

(16/422)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 423
وروى أبو عروبة، عن محمد بن يحيى بن كثير الحرّانيّ، أنّه مات سنة تسعٍ وعشرين ومائتين.

(16/423)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 424
4 (حرف النون)

4 (نصر بن المغيرة البخاريّ.)
نزيل بغداد. عن: جرير بن حازم، ومسلم بن خالد الزّنجي. وعنه: عبّاس الدّوريّ، وأحمد بن سعيد الحمّال، وأحمد بن أبي خيثمة وثّقه ابن معين. وكنّاه محمد بن عبد الله المخرّميّ: أبا الفتح.
4 (نعيم بن حمّاد بن معاوية بن الحارث بن همّام بن سلمة بن مالك خ. د. ت. ق.)

(16/424)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 425
أبو عبد الله الخّزاعيّ المروزيّ الأعور الفارض الحافظ الفقيه، نزيل مصر. رأى الحسين بن واقد.) وسمع من: إبراهيم بن طهمان، وأبا حمزة السّكّريّ، وعيسى بن عبيد الكنديّ، وعبد الله بن المبارك، ونوح بن أبي مريم، وهشيم بن بشير، ومعتمر بن سليمان، وخارجة بن مصعب، وعبد العزيز الدّراورديّ، ونوح بن قيس، ويحيى بن حمزة، وسفيان بن عيينة، وبقيّة بن الوليد، وخلقاً بالشام، والعراق، ومصر، وخراسان. وعنه: خ. ود. ت. ق، عن رجلٍ، عنه، ويحيى بن معين، ومحمد بن يحيى الذّهليّ، وعبد الله بن عبد الرحمن الدّارميّ، وأبو زرعة الدّمشقيّ، وأبو حاتم الرازيّ، ويعقوب الفسويّ، وأحمد بن يوسف السّلميّ، وعبد العزيز بن منيب، وعبيد بن شريك البزّار، ومحمد بن إسماعيل التّرمذيّ، وبكر بن سهل الدّمياطيّ، وخلق آخرهم موتاً حمزة بن محمد الكاتب. قال الإمام أحمد: جاءنا نعيم ونحن على باب هشيم، نتذاكر

(16/425)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 426
المقطّعات، فقال: جمعتم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلمفعنينا بها من يومئذٍ. وكان نعيم كاتباً لأبي عصمة نوح بن أبي مريم. وكان أبو عصمة شديد الردّ على الجهمية، ومنه تعلّم نعيم بن حمّاد. وقال صالح بن مسمار: سمعت نعيم بن حمّاد يقول: أنا كنت جهمياً فلذلك عرفت كلامهم، فلمّا طلبت الحديث عرفت أنّ أمرهم يرجع إلى التّعطيل. وقال يوسف بن عبد الله الخوارزميّ: سألت أحمد بن حنبل، عن نعيم بن حمّاد، فقال: لقد كان من الثقات. وقال الخطيب: يقال نعيم أوّل من جمع المسند وصنّف. وقال الحسين بن حبّان: سمعت ابن معين يقول: نعيم صدوق. رجل صدق، انا أعرف النّاس به. كان رفيقي بالبصرة. كتب عن روح بن عبادة خمسين ألف حديث. وقال إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد: سمعت ابن معين يقول: نعيم بن حمّاد ثقة. وقال العجليّ: صدوق ثقة. وقال أبو زرعة الدّمشقيّ: وصل أحاديث يوقفها النّاس. وقال أبو حاتم: محلّة الصّدق. قال العبّاس بن مصعب: نعيم بن حمّاد الفارضي وضع كتباً في الردّ على

(16/426)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 427
أبي حنيفة، وناقض محمد بن الحسن، ووضع ثلاثة عشر كتاباً في الردّ على الجهمية، وكان من أعلم النّاس) بالفرائض. ثم خرج إلى مصر، فأقام بها نيفاً وأربعين سنة. وحمل إلى العراق في امتحان القرآن مع البويطي مقيدين، فمات نعيم بسر من رأى. قال أحمد بن عبد الله العجليّ الحافظ: سألأت نعيم بن حمّاد، وكان ثقة: أيسرك أنّك شهدت صّفين. قال: لا. وقال لي نعيم: وضعت ثلاثة كتب على الجهمية اكتبها. قلت: لا. قال: ولم قلت: أخاف أن يقع في قلبي منها شيء. قال: تركها والله خير لك. قلت: فلم تدعوني إليها وقال أبو زرعة الدّمشقيّ: نا نعيم، عن عيسى بن يونس، عن حريز بن عثمان، عن عبد الرحمن، عن زهير بن نفير، عن أبيه، عن عوف بن مالك، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: تفترق أمتّي على بضعٍ وسبعين فرقة، أعظمها فتنةً على أمتّي قومٌ يقيسون الأمور برأيهم، فيحلون الحرّام ويحرمون الحلال. قال أبو زرعة: فسألت يحيى بن معين عن صحة هذا فانكره. وقال: شبّه له. وقال محمد بن عليّ بن ضمرة المروزيّ: سألت ابن معين عن هذا

(16/427)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 428
الحديث فقال: ليس له أصل. قلت: فنعيم قال: ثقة. قلت: كيف يحدّث ثقة بباطل. قال: شبّه له. قال الخطيب: وافقه على روايته سويد بن سعيد، وعبد الله بن جعفر الرّقّيّ، عن عيسى بن يونس.) ثم قال: أناه عليّ بن احمد الرّزّاز، نا النّجّاد، نا هلال بن العلاء، نا عبد الله بن جعفر، وساقه من طريق الدّيرعاقوليّ، عن سويد. وقال ابن عديّ: هذا الحديث يعرف بنعيم، رواه عن عيسى، فتكلم الناس فيه: ثم رواه عن رجلٍ من أهل خراسان يقال له الحكم بن مقاتل الخواشتيّ، ويقال: إنّه لا بأس به، ثم سرقه قومٌ ضعفاء ممّن يعرفون بسرقة الحديث منهم عبد الوهّاب بن الضّحاك، والنضر بن طاهر، وثالثهم سويد بن سعيد الأنباري. قلت: قد رواه جعفر الفريابيّ، وكان ثبتاً، عن سويد فقال: قدمت على سويد سنة إحدى وثلاثين ومائتين، فسألته عن هذا الحديث فقال: ثنا عيسى بن يونس وذكره. فوافقت سويداً عليه بعد أن حدّثني، ودار بيني وبينه كلام كثير. قلت: سويد احتجّ به مسلم في صحيحه، وأنا أتعجّب من هذا الحديث كيف يرويه مثل نعيم، وسويد، والحكم البلخيّ، وغيرهم، عن عيسى بن يونس، ثم لا ينسب إلى عيسى بل إلى هؤلاء. والذي أراه أنّه محفوظ من

(16/428)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 429
حديث عيسى، فإن كان خطأ فمنه. قال أبو داود: عند نعيم بن حمّاد نحو عشرين حديثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم ليس لها أصل. وقال النّسائيّ: هو ضعيف. وقال أبو عليّ النّيسابوري: سمعت النّسائيّ يذكر فضل نعيم بن حمّاد وتقدمه في العلم والمعرفة والسّنن، ثم قيل له في قبول حديثه فقال: قد كثر تفرده عن الأئمة المعروفين بأحاديث كثيرة، فصار في حدّ من لا يحتج به. وقال أبو زرعة الدّمشقيّ: عرضت على دحيم حديثاً حدّثناه نعيم بن حمّاد، عن الوليد بن مسلم، عن ابن جابر، عن ابن أبي زكريّا، عن رجاء بن حيوة، عن النواس بن سمعان: إذا تكلّم الله بالوحي. فقال دحيم: لا أصل له. نعيم: نا ابن وهب، نا عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال، عن سعيد بن أبي هلال، عن مروان بن عثمان، عن عمارة بن عامر، عن أمّ الطّفيل أنّها سمعت النبيّ صلى الله عليه وسلم يقول: رأيت ربيّ في أحسن صورة، شاباً موقراً، رجلاه في حضر، عليه نعلان من ذهب. قال النّسائيّ: من مروان حتّى يصدّق على الله.) وقال عبد الخالق بن منصور: رأيت يحيى بن معين كأنه يهجن نعيم بن حمّاد في حديث أمّ الطّفيل، ويقول: ما ينبغي له أن يحدّث به. نعيم: ثنا ابن المبارك، عن معمر، عن الزهريّ، عن محمد بن جبير، عن عمرو بن العاص قال: لا تنقضي الدّنيا حتّى يملكها رجل من قحطان.

(16/429)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 430
فقال معاوية: ما هذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يزال هذا الأمر في قريش. الحديث. رواه شعيب بن أبي حمزة عن الزهري قال: كان محمد بن جبير يحدّث عن معاوية، فذكره. قلت: هذا أمرٌ ضعيف بالنّسبة إلى حفظ نعيم. وأمّا صالح جزرة فقال: ما نعرفه عند ابن المبارك. قلت: وتفرّد عن ابن المبارك، عن معمر، عن الزهريّ، عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا جاء شهر رمضان قال: قد جاءكم شهر مطهر. وإنّما رووه عن الزهريّ، عن ابن أنس، عن أبيه، عن أبي هريرة وقد ساق ابن عديّ في كامله الأحاديث الّتي ينفرد بها نعيم، منها: حديثه عن سفيان، عن أبي الزّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رفعه: أنتم اليوم في زمانٍ من ترك عشر ما أمر به هلك. الحديث. ومنها: عن ابن المبارك، وغيره، عن عبيد الله، عن نافع، عن أبي هريرة، أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يكبر في العيدين سبعاً في الأولى، وخمساً في الثانية. والمحفوظ أنّه موقوف.

(16/430)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 431
ومنها: عن بقية، عن ثور، عن خالد بن معدان، عن وائله، رفعه: المتعبد بلا فقه كالحمار في الطّاحونة. وبه قال: تغطية الرأس بالنّهار رفعه، وباللّيل ريبة. لم يروهما عن بقية سوى نعيم. ومنها: عن الدّراورديّ، عن سهيل، عن أبيه، عن ابي هريرة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: لا تقل أهريق الماء، ولكن قل: أبول. وإنّما هو موقوف. وقال محمد بن سعد: نزل نعيم مصر، فلم يزل بها حتّى أشخص في خلافة أبي إسحاق يعني) المعتصم، فسئل عن خلق القرآن، فأبى أن يجيب فيه بشيءٍ ممّا أرادوه عليه، فحسبه بسامرّاء، فلم يزل محبوساً حتّى مات في السّجن، في سنة ثمانٍ وعشرين ومائتين. قال ابن يونس: مات في السّجن ببغداد غداة يوم الأحد، لثلاث عشرة، خلت من جمادى الأولى سنة ثمانٍ. وكان يفهم الحديث، وروى أحاديث مناكير عن الثّقات. وورّخه فيها مطّين، وابن حبّان. وقال البغويّ، ونفطوية، وابن عديّ: مات سنة تسعٍ. زاد نفطويه: كان مقيداً محبوساً لامتناعه من القول بخلق القرآن، فجرّ بأقياده، فألقي في حفرةٍ ولم يكفّن، ولم يصلّ عليه. فعل به ذلك صاحب ابن أبي دؤاد. وقال أبو بكر الطّرسوسيّ: أخذ سنة ثلاثٍ وأربعٍ وعشرين، فألقوه في

(16/431)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 432
السّجن، ومات في سنة سبعٍ وعشرين، وأوصى أن يدفن في قيوده. وقال: إنّي مخاصم. وكذا ورّخه العبّاس بن مصعب سنة سبعٍ. والأوّل أصحّ. وقد روى مسلم في مقدمة كتابه، عن رجلٍ، عنه. ووقعت نسخة من حديثه لابن طبرزد عالية مرّة.
4 (نعيم بن الهيصم.)
أبو محمد الهرويّ. حدّث ببغداد عن أبي عوانة، وجعفر بن سليمان الضّبعيّ، وفرج بن فضالة، وجماعة. وعنه: حاتم بن اللّيث، وموسى بن هارون، وأبو القاسم البغويّ، وأحمد بن الحسن الصّوفيّ، وآخرون. قال ابن معين: صدوق. وقال غيره: مات سنة ثمانٍ وعشرين. وله نسخة مرويّة.

(16/432)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 433
4 (نوح بن أنس.)
أبو محمد الرازيّ. عن: جرير بن عبد الحميد، وأبي معاوية، وطبقتهما. وعنه: أبو حاتم وقال: صدوق، والفضل بن شاذان، والحسن بن أبي مهران.) وكان مقرئاً محدثاً.
4 (نوح بن يزيد د.)
أبو محمد المؤدب، بغداديّ ثقة. روى عن: إبراهيم بن سعد كتابه. قال أحمد بن حنبل: أخرج إليّ كتاب إبراهيم بن سعد، فرأيت فيه ألفاظاً، وكان مستثبتاً لا بأس فيه. قلت: روى عنه: هو، ومحمد بن يحيى الذّهليّ، وعبّاس الدّوريّ، وأحمد بن عليّ الخزّاز، وآخرون. قال النّسائيّ: ثقة.

(16/433)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 434
4 (حرف الهاء)

4 (هارون بن الأشعث الهمدانيّ البخاريّ خ.)
عن: وكيع، وأبي سعيد مولى بني هاشم. وعنه: ح.، ومحمد بن أسلم الطّوسيّ، والفضل بن محمد الشّعرانيّ، وسهل بن شاذويه، وآخرون. وثقة البخاريّ.
4 (هارون بن عمر المخزوميّ الدّمشقيّ.)
عن: سويد بن عبد العزيز، والوليد بن مسلم، وجماعة. وعنه: إبراهيم الحربيّ، وأبو بكر بن أبي الدّنيا، وعثمان بن خرّزاذ، وآخرون.

(16/434)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 435
وكان فقيهاً من كبار أهل الرّيّ، نزل بغداد مدّة. هارون ابن الوزير أبي عبيد الله الأشعريّ. قد مرّ في الطبقة الماضية.
4 (هاشم بن عبد الواحد القيسيّ الكوفيّ الجشّاش.)
عن: الحسن بن صالح بن حيّ، ويزيد بن عبد العزيز بن سياه. وعنه: أبو زرعة، وأبو حاتم، وقال: صدوق.
4 (الهذيل بن إبراهيم الجمانيّ.)
) لأنّه كان صاحب جمّة. عن: عثمان بن عبد الرحمن الوقاصيّ. وعنه: أبو مسلم الكجّيّ، وأبو يعلى الموصليّ.
4 (هشام بن بهرام د.)

(16/435)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 436
عن: المعافى بن عمران، وأبي شهاب عبد ربّه الحنّاط، وحاتم بن إسماعيل. وعنه: د.، وعثمان بن خرّزاذ، وتمتام، وأبو بكر الأثرم، وجماعة. وثقة محمد بن وارة الحافظ.
4 (هشام بن الحكم الكوفيّ.)
الرافضي الحرّار الضّالّ المشبّه، أحد رؤوس الرفض والجدل. قال أبو محمد بن حزم في كتب الملل والنّحل وجمهور المتكلّمين، يعني الرافضة، كهشام بن الحكم، وتلميذه أبي عليّ الضحّاك، وغيرهما تقول بأن علم الله تعالى محدث، وأنّه لم يعلم شيئاً حتّى أحدث لنفسه علماً. قال: وقد قال هشام هذا في مناظرته لأبي الهذيل العلاّف إنّ ربّه سبعة أشبارٍ بشبر نفسه. وهذا كفرٌ صحيح. قال: وكان داود الجواربيّ، من كبار متكلّميهم، يزعم أنّ ربّه لحمٌ ودم على صورة الإنسان. قال: ولا يختلفون أنّ الشمس ردّت على عليّ بن أبي طالب مرتين. قال: ومن قول الإمامية كلّها قديماً وحديثاً إنّ القرآن مبدّل، زيد فيه،

(16/436)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 437
ونقص منه كثيراً، إلاّ عليّ بن الحسين، يعني الشريف المرتضى، وصاحبيه.
4 (هشام بن عبد الملك ع.)
الإمام أبو الوليد الطّيالسيّ البصريّ، مولى باهلة. ولد سنة ثلاثٍ وثلاثين ومائة، وروى عن: عكرمة بن عمّار، وهشام الدّستوائيّ، وعاصم بن محمد العمريّ، وعمر بن أبي زائدة، وهمّام بن يحيى، وشعبة، وزائدة، وحمّاد بن سلمة، وسلم بن زرير، وخلق. وعنه: خ.، د.، والباقون، عن رجلٍ، عنه، ود، أيضاً، عن رجلٍ، وعنه، وإسحاق بن راهويه، وإسحاق الكوسج، وعبد الله الدّارميّ، وعبد بن حميد، وأبو موسى الزّمنه، ويندار، ومحمد بن) يحيى الذّهليّ، وأبو زرعة، وأبو حاتم، ومحمد بن غالب تمتام، وعبد الكريم بن الهيثم، ومحمد بن حيّان

(16/437)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 438
المازنيّ، وأحمد بن محمد بن عليّ الخزاعيّ الإصبهانيّ، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو مسلم الكجّيّ، ومحمد بن الضّريس، وخلق. قال الميمونيّ، عن أحمد بن حنبل: أبو الوليد اليوم شيخ الإسلام ما أقدم عليه اليوم أحداً من المحدّثين، وأبو الوليد متقن. وقال ابن وارة: قال لي أيو نعيم: لولا أبو الوليد ما أشرت عليك أن تقدم البصرة، فإن دخلتها لا تجد فيها إلاّ مغفلاً إلا أبا الوليد. وقال أحمد العجليّ: أبو الوليد ثقة ثبت كان يروي عن سبعين امرأةً، وكانت الرحلة إليه بعد أبي داود الطّيالسيّ. وقال أحمد بن سنان: ثنا أبو الوليد أمير المحدّثين. وقال ابن وارة: حدّثني أبو الوليد، وما أراني أدركت مثله. وقال أبو زرعة: أدرك الوليد نصف الإسلام. وكان إماماً في زمانه، جليلاً عند النّاس. وقال أبو حاتم: أبو الوليد إمام، فقيه، عاقل، ثقة، حافظ، ما رأيت في يده كتاباً قطّ. وعن محمد بن حمّاد قال: استأذن رجل على أبي الوليد، فوضع رأسه على الوسادة، وقال للخادم: قولي السّاعة وضع رأسه.

(16/438)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 439
وقال عبّاس العنبريّ: سمعت أبا الوليد يقول: من لم يعقد قلبه على أنّ القرآن ليس بمخلوق، فهو خارج عن الإسلام. وقال ابن المدينيّ لأبي الوليد: ما عذرك عند الله، وبأيّ شيءٍ تحتّج إذا وقت بين يديه في ترك رفع اليدين قبل الركوع وبعده. فرفع يديه أبو الوليد بعد أن أتى عليه ثمانون سنة لا يرفع. قال البخاريّ: مات أبو الوليد في ربيع الآخر سنة سبعٍ وعشرين. قلت: عاش أربعاً وتسعين سنة، ووقع لنا من عالي حديثه بإجازة.
4 (هشام بن عبيد الله الرازيّ الفقيه.)
السّنّيّ بالكسر نسبة إلى السّنّ. روى عن: ابن أبي ذئب، ومالك بن أنس، وعبد العزيز بن المختار، وحمّاد بن زيد، وطبقتهم) بالحجاز والعراق.

(16/439)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 440
وعنه: بقية بن الوليد وهو أكبر منه، ومحمد بن سعيد العطّار، والحسن بن عرفة، وحمدان بن المغيرة، وأبو حاتم، وعبد الله بن يزيد، وأحمد بن الفرات، وآخرون. قال موسى بن نصر: سمعته يقول: لقيت ألفاً وسبعمائة شيخ أصغرهم عبد الرزّاق، وخرج منّي في طلب العلم سبعمائة ألف درهم. وقال أبو حاتم: صدوق. وقال: ما رأيت أحداً في كورة من الكور أعظم قدراً، ولا أجلّ قدراً عند أهلها من هشام الرازيّ بالرّيّ، وأبي مسهر بدمشق. وأمّا ابن حبّان فضعّفه، وساق له حديثاً عن ابن أبي ذئب، عن نافع، عن ابن عمر: الدجاج غنم فقراء أمتّي، والحجّ لهم الجمعة. وهذا حديث موضوع. وذكره أبو إسحاق في طبقات الحنفية مختصراً، وقال: هو ليّن في الرواية، وفي داره مات محمد بن الحسن، رحمه الله. قلت: كان من كبار أئمة السنّة. قال ابن أبي حاتم: ثنا محمد بن خلف الخزّاز: سمعت هشام بن عبيد الله الرازيّ يقول: القرآن كلام الله غير مخلوق. فقال له رجل: أليس الله يقول: ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدثٍ. فقال: محدث النّبأ، وليس عند الله محدث. قال: وأبناء عليّ بن الحسن بن يزيد السّلميّ: سمعت أبي يقول: سمعت

(16/440)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 441
هشام بن عبيد الله يقول: حبس رجلٌ في التّجمّم، فتاب. قال: فجيء به إلى هشام ليمتحنه، فقال له: أتشهد أنّالله على عرشه، باينٍ من خلقه. فقال: لا أدري ما باين من خلقه. فقال: ردوه إلى الحبس، فإنّه لم يتب بعد. ذكرته على التقريب، ثمّ وجدت عبد الرحمن بن مندة ذكره فيمن توفّي سنة إحدى وعشرين ومائتين.
4 (هشام بن عمرو الفوطيّ.)
) شيخ كبير. أخذ عنه: عبّاد بن سليمان، وغيره. وكان لا يجيز لأحدٍ أن يقول: حسبنا الله ونعم الوكيل. ولا: إنّ الله تعالى يعذّب الكفّار بالنّار، ولا: إنّه يحيي الأرض بالمطر. ويرى أنّ القول بأنّ الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء إلحادٌ وضلالٌ، ويقول: قولوا: حسبنا الله ونعم المتوكل عليه. وقولوا: إنّ الله يعذب الكفار في النّار، ويحيي الأرض عند نزول المطر. قال المبرد: قال رجل لهشام بن عمرو الفوطيّ: كم تعدّ. قال: من واحدٍ إلى أكثر من ألف. قال: لم أرد هذا، كم لك من السّنّ. قال: اثنان وثلاثون سنّاً.

(16/441)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 442
قال: لم أرد هذا، كم لك من السّنين. قال: ما لي منها شيء كلّها لله. قال: فما سنك. قال: عظم. قال: فابن كم أنت قال: ابن أبٍ وأمٍ. قال: لو أتى عليّ شيءٌ لقتلني. قال: فكيف أقول قال: قل كم مضى من عمرك. قلت: هذا غاية ما عند هؤلاء المتقعّرين عبارات وشقاشق يتقعّرون بها قديماً وحديثاً، ويحرّفون بها الكلام عن مواضعه، والخطاب العربيّ عن موضوعه، والحديث العرفي عن مفهومه في القرآن والحديث، وكلام النلاس، فأبعدهم الله، وأبعد شرّهم.
4 (هلال بن يحيى البصريّ.)
الفقيه الحنفيّ صاحب أبي يوسف، ويعرف بهلال الرأي. روى عنه أحمد بن محمد بن بشر أنّه سمع أبا يوسف يقول: العلم بالكلام يدعو إلى الزّندقة.)
4 (الهيثم بن خارجة خ. ت.)

(16/442)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 443
أبو أحمد، ويقال: أبو يحيى المروزيّ، ثم البغداديّ. عن: مالك، واللّيث، ويعقوب القمّيّ، وحفص بن ميسرة، وطائفة كبيرة بالشّام، وتالحجاز، والعراق، ومصر، وخراسان. وعنه: خ.، ون، عن رجلٍ، عنه، وأحمد بن حنبل، وعبد الله ابنه، وأبوا زرعة، وأحمد بن عليّ المروزيّ، وابو يعلى الموصليّ، وأحمد بن الحسين بن عبد الجبّار الصّوفيّ. أخرج عنه البخاريّ في غزوة الفتح. وقال أحمد الصّوفيّ: ثنا الهيثم بن خارجة، وكان يسمى شعبة الصغير. وقال هشام بن عمّار: كنّا نسميه شعبة الصغير. وقال يحيى بن معين: ثقة. وقال النّسائيّ: ليس به بأس. وقال صالح جزرة: كان يتزّهد، وكان أحمد بن حنبل يثني عليه، وكان سيء الخلق مع المحدثين.

(16/443)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 444
وقال البخاري، وغيره، توفّي في ذي الحجّة سنة سبعٍ وعشرين. قلت: قد جاءه البغويّ ولم يسمع منه. وآخر من روى عنه أبو يعلى الموصليّ.

(16/444)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 445
4 (حرف الواو)

4 (واصل بن عبد)
الشّكور البخاريّ. عن: عيسى غنجار، وعبد الله بن وهب، ويحيى بن سليم. وعنه: ابنه عبيد الله بن واصل الحافظ، وغيره.
4 (الوليد بن أبان الكرابيسيّ.)
المتكلّم. أخذ عنه الكلام حسين الكرابيسيّ. قال أحمد بن سنان القطّان: كان الوليد خالي، فلمّا حضرته الوفاة قال لبنيه: تعلمون أحداً أعلم) بالكلام منّي قالوا: لا. قال: فتتّهمونيّ. قالوا: لا. قال: فإنّي أوصيكم، عليكم بما عليه أصحاب الحديث، فإنيّ رأيت الحقّ معهم، لست أعني الرؤساء، ولكن هؤلاء الممزّقين.
4 (الوليد بن صالح النّخّاس خ. م.)

(16/445)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 446
قد ذكر في الطبقة الماضية. وآخر من روى عنه الحسن بن عليّ بن شبيب المعمريّ. وهو الوليد بن صالح، أبو محمد الضّبّيّ الجزريّ. روى عن: جرير بن حازم، وإسرائيل، واللّيث بن سعد، وجماعة. وعنه: خ.، وم عن رجلٍ، عنه، وأبو بكر الأثرم، وإبراهيم الحربيّ، وإسماعيل القاضي، وآخرون كثيرون. وثقة أبو حاتم.
4 (الوليد بن هشام بن حجّام.)
أبو عبد الرحمن البصريّ الإخباريّ. سمع: أباه، وحريز بن عثمان، وجماعة. وعنه: خليفة بن خيّاط، وأبو حاتم الرازيّ، وأبو خليفة الفضل بن الحباب. وقع حديثه عالياً في جزء الغطريف، وتوفّي سنة اثنتين وعشرين ومائتين بالبصرة.

(16/446)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 447
4 (حرف الياء)

4 (يحيى بن إسماعيل د.)
أبو زكريّا الواسطيّ. عن: عبد السلام بن حرب، وعبّاد بن العوّام، وإبراهيم بن سعد، وطبقتهم. وعنه: د وأبو بكر بن أبي الدّنيا، وعبّاس الدّوريّ، ومحمد بن غالب تمتام، وأحمد بن عليّ) الخزّاز، وجماعة. قال أحمد بن حنبل: أعرفه قديماً وكان لي صديقاً.
4 (يحيى بن إسماعيل.)

(16/447)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 448
أبو العبّاس، ويقال أبو زكريّا الكوفيّ الخواصّ. عن: شريك القاضي، وهشيم، وابن فضيل. وعنه: البخاريّ في تاريخه، ومحمد بن عبيد بن عتبة الكنديّ، ومحمد بن عوف الطائيّ، وآخرون. وثقة ابن حبّان.
4 (يحيى بن بشر بن كثير م.)
أبو زكريّا الأسديّ الكوفيّ الحريريّ. قال ابن سعد: كان تاجراً قدم دمشق فسمع من: معاوية بن سلاّم الحبشيّ، وسعيد بن عبد العزيز، وسعيد بن بشير. قلت: ومعروف الخيّاط الشّامييّن، وغيرهم. وعنه: م.، وبقيّ بن مخلد، وعبد الله الدّارميّ، عثمان بن خرّزاذ، وموسى بن إسحاق الأنصاريّ، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، ومطّين. قال صالح جزرة: صدوق. وقال الدّارقطنيّ: ثقة.

(16/448)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 449
وقال ابن سعد، والبغويّ: توفّي سنة تسعٍ وعشرين ومائتين. زاد ابن سعد، فقال: في جمادى الأولى في خلافة الواثق. وقال مطّين: سنة سبعٍ.
4 (يحيى بن أبي الخطيب الرازيّ.)
قاضي عكبرا. عن: حمّاد بن زيد، ومعاوية بن عبد الكريم الضّالّ، وابي بكر بن عيّاش، وعليّ بن مسهر، وجماعة. وعنه: إبراهيم بن موسى، وأبو زرعة، وأبو حاتم، ومحمد بن عمّار، الرّازيّون.) قال أبو حاتم: ثقة من أوعية العلم ما أعلم كان في زمانه أحداً أكثر حديثاً منه.
4 (يحيى بن صالح الوحاظيّ خ. م. د. ت. ق.)

(16/449)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 450
أبو زكريّا، ويقال أبو صالح الدّمشقيّ الحمصيّ الفقيه. عن: عفير بن معدان، وسعيد بن بشير، وسليمان بن بلال، وسعيد بن عبد العزيز، وفليح بن سليمان، ومعاوية بن سلام الحبشيّ، ومالك بن أنس، وسليمان بن عطاء، ومحمد بن مهاجر، وسلمة بن كلثوم، وطائفة. وعنه: خ.، وم. خ. أيضاً، د. ت. ق. وإسحاق الكوسج، ومحمد بن يحيى الذّهليّ، وأبو حاتم، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وأبو زرعة الدّمشقيّ، وأحمد بن عبد الوهّاب بن نجدة، وأبو زيد أحمد بن عبد الرحيم بن يزيد الحوطيّان، وعبد الرحمن بن القاسم الرّوّاس، وعثمان الدّارميّ، وعليّ بن محمد بن عيسى الجّكّانيّ، وخلق وسواهم. قال ابن معين: ثقة. وقال أبو حاتم: صدوق. وقال أبو عوانة الإسفرائينيّ: حسن الحديث صاحب رأي، وهو عديل محمد بن الحسن الفقيه بمكّة. وقال أحمد بن صالح المصريّ: ثنا يحيى بن صالح ثلاثة عشر حديثاً عن مالك ما وجدناها عند غيره.

(16/450)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 451
وقد وثّقه ابن عديّ، وابن حبّان، وغيرهما. وضعّفه بعضهم ببدعةٍ فيه. قال أحمد بن حنبل: أخبرني إنسان من أصحاب الحديث أنّ يحيى بن صالح قال: لو ترك أصحاب الحديث عشرة أحاديث، يعني هذه التي في الرؤية. قال أحمد بن حنبل: كان نزع إلى رأي جهم. وقال أبو جعفر العقيليّ: الوحاظيّ حمصيّ حهميّ. وقال البخاريّ: قال عبد الصّمد: سألت يحيى بن صالح عن الإيمان فقال: ثنا أبو المليح، سمعت ميمون بن مهران يقول: أنا أقدم من الإرجاء. قال محمد بن مصفى، وجماعة: توفّي سنة اثنتين وعشرين ومائتين.)
4 (يحيى بن الصّامت المدائنيّ.)
عن: أبي إسحاق الفزاريّ، وعبد الله بن المبارك. وعنه: عبّاس الدّوريّ، وتمتام، وموسى بن هارون. وثقة الخطيب.

(16/451)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 452
4 (يحيى بن عاصم البخاريّّ.)
عن: وكيع، وابن عيينة. وكان موصوفاً بالصّدق والحفظ. حدّث بنيسابور فروى عنه: إسماعيل بن قتيبة، وداود بن الحسين البيهقيّ. وكان من أئمة الأثر. قال عبد الله بن سعيد بن جعفر، بخاريّ: ما رأيت أعجب من يحيى بن عاصم. كان يجيء إلى أبي حفص أحمد بن حفص، فيجلس عنده، فكان أبو حفص يقول: ثنا أحمد بن الحسن، عن يعقوب، عن أبي حنيفة أنّ قال كذا. فيثب يحيى ويقول: يا أبا حفص، خالف والله أبو حنيفة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فيضع أبو حفص الكتاب من يده، ويقول: كيف فيقول: ثنا يزيد بن هارون، وثنا عبد الرزّاق، ونا جعفر بن هعون، فيسرد تلك الأحاديث. فيقول أبو حفص: هكذا قالوا، ويصيح أصحاب أبي حفص يقولون: هذا يقع في سلفنا، هذا يقع في شيخنا، هذا كذا. فيسكت أبو حفص، ويظنّ أنّه لا يعود. قال: فيأتي ويتكلّم مثله. قال ابن أبي حاتم: هو يحيى بن عاصم بن جويبر بن سعيد بن عبد الرحمن بن النضر بن عبد الله بن الكوّا اليشكريّ، روى عن: النّضر بن شميل، وعبد الرزّاق، وابن عيينة، وسمى جماعةً. ثم قال: روى عنه: أبي، وقال: صدوق.
4 (يحيى بن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن ميمون العجليّ.)

(16/452)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 453
أبو زكريّا الحمّانيّ الكوفيّ الحافظ. عن: أبيه، وقيس بن الربيع، وعبد الرحمن بن الغسيل، وسليمان بن بلال، وشريك، وأبي عوانة، وأبي إسرائيل الملائيّ، ومندل بن عليّّ، وعبد الرحمن بن زياد، وخلق. وعنه: أبو حاتم، وعثمان بن خرّزاذ، وأبو بكر بن أبي الدّنيا، وعليّ بن عبد العزيز البغويّ،) وابن أخيه أبو القاسم البغويّ، ومحمد بن إبراهيم البوسنجيّ، وموسى بن هارون، ومطّين، وخلق. وكان أحمد بن حنبل يضعّفه ويتّهمه. وقال إبراهيم الجوزجانيّ: ترك حديثه. وقال محمد بن يحيى الذّهليّ: ذهب كأمس الذّاهب. وقال أبو حاتم: سألت يحيى بن معين، عن يحيى الحمّانيّ، فأجمل

(16/453)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 454
القول فيه وقال: ما له؟ كان يسرد مسنده أربعة آلاف سرداً. وحديث شريك ثلاثة آلاف. وقال عبّاس، وأحمد بن أبي خيثمة وآخرون، عن ابن معين: ثقة. ووصفه أبو حاتم بالحفظ لحديث شريك. وقال ابن عديّ: يقال إنّ يحيى الحمّانيّ أوّل من صنّف المسند بالكوفة، وأول من صنف المسند بالبصرة مسدد، وأوّل من صنّف المسند بمصر أسد السّنّة. ويحيى قد تكلّم فيه أحمد، وابن المدينيّ، وكان ابن معين حسن الثّناء عليه، وعلى أبيه. إلى أن قال: ولم أر في مسنده وأحاديثه أحاديث مناكير. وأرجو أنّه لا بأس به. قلت: وليحيى ذكر في القول عند دخول المسجد في صحيح مسلم، فإنّه قال بلغنيّ أنّ يحيى الحمّانيّ يقول: وأبو أسيد.

(16/454)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 455
قلت: وكان أيضاً شيعياً له كلامٌ نحسٌ في معاوية، نقله الخطيب، وهو: قال زياد بن أيّوب: سمعت يحيى الحمّانيّ يقول: كان معاوية على غير ملّة الإسلام. قال زياد: كذب عدوّ الله. وقال عبد الله بن أحمد: سمعت أبي يقول: جاءني الحمّانيّ إلى هنا، وكان يكذب جهازاً، فقلت: إنّه حدّث عنك، عن إسحاق الأزرق، عن شريك بحديث: أبردوا بالصّلاة. فقال: كذب، ما حدثته به، ما زلنا نعرفه يسرق الأحاديث أو يتلّقطها، وقد طلب وسمع، فلو اقتصر على ما سمع. وقال ابن خداش: ثنا محمد بن يحيى، عن أبي محمد الدّارميّ قال: أودعت كتبي عند يحيى الحمّانيّ، فقدمت، فإذا هي على خلاف ما تركتها عنده، وإذا قد نسخ حديث خالد بن عبد الله، وسليمان بن بلال، ووضعه في المسند.) وأمّا الرّماديّ فقال: هو أوثق عندي من أبي بكر بن أبي شيبة، وما يتكلّمون فيه إلاّ من الحسد. قلت: وقع لنا حديثه عالياً. أخبرنا أبو المعالي الهمدانيّ، أنا الفتح بن عبد السّلام، أنا هبة الله بن الحسين، أنا ابن النّقور، ثنا عيسى بن الوزير، ثنا البغويّ، ثنا يحيى بن عبد الحميد، ثنا شريك، ثنا منصور، ثنا ربعيّ بن حراش، ثنا عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه قال: أما إنّي سمعت النبيّ صلى الله عليه وسلم يقول: لا تكذبوا عليّ، فمن كذب عليّ معتمداً فليلج النّار.

(16/455)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 456
هذا حديث حسنٌ عالٍ متّصل، سالم من العنعنة المحتملة للتدليس، قلّ أن يضع مثله. قال البغويّ: مات يحيى الحمّانيّ في رمضان سنة ثمانٍ وعشرين، وكان أوّل من مات بسامرّاء من المحدّثين الذين قدموا، وكان لا يخضب.
4 (يحيى بن عبدويه البغداديّ.)
عن: شعبة، وشيبان، وحمّاد بن سلمة. ويقال له أيضاً يحيى بن عبد الله. وعنه: إسحاق بن سنين، وجعفر بن كذال، وعبد الله بن أحمد بن جنبل. واثنى عليه أحمد بن حنبل، وأمر ابنه عبد الله بالسّماع منه. أمّا ابن معين فرماه بالكذب.

(16/456)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 457
توفّي سنة تسعٍ وعشرين تقريباً.
4 (يحيى بن عمران.)
عن: سليمان بن أرقم، وحصين الأحمسي. و عنه: ابن أبي الدّنيا، وتمتام، وأحمد بن عليّ الخزّاز، وأحمد بن سيّار المروزيّ. ولي قضاء فارس لأبي يوسف الوصيّ.
4 (يحيى بن محمد بن سابق الكوفيّ.)
يعرف بعصا ابن إدريس، وهو ممّن نزل المصّيصة. عن: ابن إدريس، ويحيى بن سليم الطائفيّ، وعبد الله بن نمير، وأبي أسامة. وعنه: أبو بكر الأثرم، ومحمد بن داود المصّيصيّ.) روى له النّسائيّ.
4 (يحيى بن معمر بن عمران بن منير الإلهانيّ.)

(16/457)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 458
الشّاميّ، ثم الإشبيليّ، أحد الأئمّة. كان فقيه إشبيلية ومرضيّها. وكان زاهذاً ورعاً عاقلاً، قوالاً بالحقّ. ولي قضاء قرطبة فحمد وشكر، وكان آفةً على الفقهاء، رادعاً للشهود، حتّى أنّه سجل على سبعة عشر نفساً السّخط، فعملوا عليه حتّى عزل. وهو من تلامذة أشهب، رحل إليه. توفّي سنة ستٍّ وعشرين ومائتين.
4 (يحيى بن هاشم.)
أبو زكريّا الغسّانيّ الكوفيّ. حدّث عن: هشام بن عروة، والأعمش، وإسماعيل بن أبي خالد، وهؤلاء الكبار. وعنه: الحارث بن أبي أسامة، ومحمد بن غالب تمتام، ومحمد بن أيّوب الرّازيّ، ومعاذ بن المثنّى، وموسى بن إسحاق الأنصاريّ، وطائفة. ولو كان ثقةً لكان مسند زمانه، ولكن رماه بالكذب يحيى بن معين،

(16/458)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 459
وصالح جزرة، وغيرهما. توفّي سنة خمسٍ وعشرين، أو بعدها بقليل. ووقع لنا عالي حديثه بالإجازة: قال النّسائيّ: متروك. وقال ابن عديّ: هو في عداد من يضع الحديث.
4 (يحيى بن يحيى بن بكر بن عبد الرحمن خ. م. ت. ن.)

(16/459)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 460
الإمام أبو زكريّا التّميميّ المنقريّ النّيسابوريّ. قال الحاكم فيه: إمام عصره بلا مدافعة. ولد بنيسابور، وبها أعقابه وخطّته المنسوبة إليه. قال حمدان السّلميّ: يحيى بن يحيى مولى جعفر بن خرقاش التّميميّ. وقال أبو عمرو المستملي: ولد سنة اثنتين وأربعين ومائة. قلت: سمع: زياد بن ميمون، ويزيد بن المقدام بن شريح، وكثير بن سليم الأيليّ، ولكن لم يرو عنهم لضعفهم.) وروى عن: زهير بن معاوية، ومالك، واللّيث، وسليمان بن بلال، وأبي عوانة، وعبثر بن القاسم، وجعفر بن سليمان، وهشيم، وخارجة بن مصعب، وشريك بن عبد الله، ومحمد بن جابر اليماميّ، وإسماعيل بن جعفر، وابن لهيعة، وأبي الأحوص، وخلق. وعنه: خ.، م. و ت. ن.، عن رجلٍ، عنه، وإسحاق بن رهويه، ومحمد بن يحيى الذّهليّ، وابنه يحيى بن محمد، وأحمد بن يوسف السّلميّ،

(16/460)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 461
وسلمة بن شبيب، ومحمد بن أسلم الطوسيّ، وخلق كثير من آخرهم إبراهيم بن عليّ الذّهليّ، وداود ببن الحسن البيهقيّ، وعليّ بن الحسن الصّفار. قال يحيى بن يحيى: أوّل من جالست في العلم حفص بن عبد الرحمن في سنة إحدى وستين ومائة. قال يحيى الذّهليّ: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: ما رأيت مثل يحيى بن يحيى ولا أحسب أن يحيى رأى مثل نفسه، وقال سعيد بن شاذان: ثنا داود الخفاف، قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ما رأى يحيى بن يحيى مثل نفسه وما رأى النّاس مثله. رواها أبو السّكن المزنيّ، وقال: ثنا سعيد. وقال: أحمد بن سلمة: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: مات يحيى بن يحيى يوم مات، وهو إمام لأهل الدّنيا. وقال الأمير عبد الله بن طاهر متولّي خراسان: ما رأى يحيى بن يحيى مثل نفسه، وشك يحيى بن يحيى عندنا يقين. وقد كتب يحيى مرّة رقعةً إلى عبد الله بن طاهر، فقبّل الرقعة ووضعها على عينيه. وكانت من أجل ديوان إسحاق بن راهويه، فوفاها عنه. وقال يحيى بن محمد الذّهليّ: ما رأيت أحداً أجلّ ولا أعرف من يحيى بن يحيى. وعن ابن راهويه قال: ظهر ليحيى بن يحيى نيف وعشرون ألف حديث. وقال محمد بن يحيى الذّهليّ: لو شئت لقلت هو رأس المحدّثين في الصّدق. وعن الحسن بن عليّ الزنجانيّ قال: كان يحيى بن يحيى يحضر مجلس مالك، وكان المأمون يحضره كذا قال، وذلك غلط، فإنّ المأمون لم يلق مالكاً.

(16/461)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 462
قال فانكسر قلم يحيى، فناوله المأمون قلماً من ذهب، فامتنع من أخذه، فكتب المأمون على ظهر جزءٍ: ناولت يحيى بن يحيى قلماً فلم يقبله.) فلمّا ولي الخلافة كتب إلى عامله أنّ يوليّ يحيى قضاء نيسابور، فقال يحيى للأمير: قل لأمير المؤمنين: ناولتني قلماً وأنا شابٌ فلم أقبله، أفتجبرني على القضاء وأنا شيخ. فرفع ذلك إلى المأمون، فقال: يولّي رجلاً يختاره، فأشار برجل، فلم يلبث أن دخل على يحيى وعليه السّواد، فضم يحيى فراشه كراهية أن يجمعه وإيّاه، فقال له: ألم تخترني. فقال: إنّما قلت اختاروه، وما قلت لك أن تتقلد القضاء. ويروى أنّ يحيى بن يحيى شرب دواءّ، فقالت زوجته: قم فتمشّى في الدّار. قال: أنا أحبّ أن أحاسب نفسي أربعين سنةً على خطاي، فما أعلم ما هذه المشية. وقال محمود بن غيلان: سمعت يحيى بن يحيى يقول: من قال القرآن مخلوق فهو كافر بالله، وبانت منه امرأته. وقال مسلم: سمعت يحيى بن يحيى يقول: من زعم أنّ من القرآن من أوله إلى آخره آية منه مخلوقة، فهو كافر. وقال غير واحد: كان يحيى بن يحيى مثبتاً ثقة. كان إا شكّ في حديث ضرب عليه. وقال أحمد بن حنبل: أشتهي من يحيى بن يحيى، سليمان بن بلال، وزهير بن معاوية. وروي أنّ يحيى بن يحيى أراد الحجّ بآخرة، فأشفق عليه عبد الله بن طاهر من ذلك وقال أنت من الإسلام بالعروة الوثقى، فلا آمن أن تمتحن، فتصير إلى مكروه، فهذا الإذن، وهذه النصيحة، فقعد.

(16/462)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 463
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي يثني على يحيى بن يحيى وقال: ما اخرجت خراسان بعد ابن المبارك مثله. كنّا نسمّيه يحيى الشّكاك، من كثرة ما كان يشّك في الحديث. وقال زكريّا بن يحيى بن يحيى: أوصى أبي بثياب جسده لأحمد بن حنبل، فأتيته بها في منديل، فنظر إليها وقال: ليس هذا من لباسي. ثم أخذ ثوباً واحداً وردّ الباقي. قال البخاريّ: مات في صفر سنة ستٍّ وعشرين. قال بشر بن الحكم: حزرنا في جنازة يحيى بن يحيى مائة ألف رجل. وقال الحاكم: سمعت الحافظ أبا عليّ النّيسابوريّ يقول: كنت في غمٍّ شديد، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، كأنّه يقول لي: صر إلى قبر يحيى بن يحيى واستغفر، وسل الله حاجتك. فاصبحت ففعلت ما أمرني به، فقضيت حاجتي.) قال أحمد بن يوسف السّلميّ: سمعت يحيى بن يحيى يقول: من نظر في كتاب كليلة ودمنة جرّه ذلك إلى الزندقة، ومن نظر في كتاب صفيّن حمله على سبّ الصّحابة، ومن نظر في كتاب أبي فلان كان آخر عهده بالعلم. قلت: وقع لنا جزء كبير من حديث يحيى بن يحيى، بإجازة عالية، فيه عدّة أحاديث موقفاً.
4 (يحيى بن يحيى.)
أبو محمد اللّيثي، فقيه أهل الأندلس وصاحب مالك أيضاً، سيأتي إن شاء الله في الطبقة الآتية.
4 (يحيى بن يوسف بن ابي كريمة الزّمّيّ خ. ق.)

(16/463)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 464
حدّث ببغداد عن: شريك، وأبي الأحوص، وأبي المليح الرّقّي، وضمام بن إسماعيل، وخلق كثير. وعنه: خ. وق.، عن رجلٍ، عنه، وأحمد بن محمد البرقيّ القاضي، وعثمان بن خرّازذ، وعليّ بن أحمد بن النضر الأزديّ، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصّوفيّ، وأبو بكر بن أبي الدّنيا، وآخرون. وكان ثقة نبيلاً، صاحب حديث. وثقة أبو زرعة. وقال حاتم بن اللّيث: مات سنة تسعٍ وعشرين.
4 (يزيد بن صالح.)

(16/464)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 465
أبو خالد النّيسابوريّ الفرّاء. سمع: إبراهيم بن طهمان، وأبا بكر النّهشليّ، وقيس بن الربيع، وعبد الله بن عمر، وخارجة بن مصعب، ومالك بن أنس، وطائفة. وعنه: أحمد بن حفص السّلميّ، وإسماعيل بن قتيبة، ومحمد بن عبد الوهّاب الفرّاء، والحسن بن سفيان، وآخرون. قال إسماعيل بن قتيبة: كان من أروع مشايخنا وأكثرهم اجتهاداً. وقال الحسن بن سفيان: فأتني يحيى بن يحيى بالوالدة، لم تدعني أخرج إليه، فعوّضني الله بأبي خالد الفرّاء، وكان أسند من يحيى بن يحيى. توفّي سنة تسعٍ وعشرين ومائتين.)
4 (يزيد بن عبد ربّه الجرجسيّ د. م. ن. ق.)
أبو الفضل الزّبيديّ الحمصي المؤذن الحافظ. كان يسكن عند كنيسة جرجس فنسب إليها.

(16/465)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 466
سمع: بقية، ومحمد بن حرب، والوليد بن مسلم، وجماعة. وعنه: د.، وم. ن. ق.، عن رجلٍ، عنه، وأحمد بن حنبل وهو أسنّ منه، وإسحاق الكوسج، وأبو زرعة الدّمشقيّ، وعبد الكريم الدّيرعاقوليّ، ومحمد بن عوف الطائيّ، وآخرون. أثنى عليه أحمد بن حنبل وقال: ما كان أثبته. قلت: مات كهلاً في سنة أربعٍ وعشرين، وكان مولده سنة ثمانٍ وستين ومائة.
4 (يزيد بن عبد العزيز.)
أبو خالد الطّيالسيّ. روى عن: أبي خالد الأحمر، ويحيى بن سليم، وعبد الحميد بن بهرام. وعنه: أبو زرعة، وأبو حاتم. قال أبو حاتم: صدوق ثقة من نبلاء الرجال.
4 (يزيد بن عمرو بن جنزة المدائنيّ.)
عن: أبي عوانة، والربيع بن بدر.

(16/466)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 467
وعنه: عبّاس الدّوريّ، وعيسى بن زغاث، وهيذام بن قتيبة. ولم يذكر بجرح.
4 (يزيد بن قبيس الجبليّ.)
من أهل جبلة. حدّث عن: الوليد بن مسلم، والمعافى بن عمران الحمصيّ، وجماعة. وعنه: أبو داود، وسليمان بن عبد الحميد البهرانيّ، وموسى بن عيسى بن المنذر، وآخرون. د
4 (يزيد بن مهران الكوفيّ الخّباز.)
عن: أبي بكر بن عيّاش، ومحمد بن فضيل. وعنه: عمرو بن منصور النّسائيّ، وأبو حاتم، وإبراهيم بن عبد الله الختليّ، وجماعة. توفّي سنة ثمانٍ، وقيل سنة تسعٍ وعشرين ومائتين.) روى لنا رجل، عنه.
4 (يزيد بن مروان الخلاّل.)

(16/467)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 468
عن: ابن أبي الزّناد، وجماعة. وعنه: أحمد بن عليّ الخزّاز، وأبو شعيب الحرّانيّ. قال ابن معين: كذّاب.
4 (يوسف بن محمد العصفريّ خ.)
أبو يعقوب. خراسانيّ نزل البصرة. عن: سفيان الثّوريّ، ويحيى بن سليم الطائفيّ. وعنه: خ.، وحرب بن إسماعيل الكرماني، وسعيد بن عبد الرحمن الفرّاء. وثّقة أبو داود.
4 (يوسف بن مروان.)
النّسائيّ، ثمّ الرّقّيّ المؤذّن نزيل بغداد. عن: عبيد الله بن عمرو الرّقّيّ، والفضيل بن عياض، وغيرهما. وعنه: عبّاس الدّوريّ، وعبد الله بن احمد بن حنبل، وأحمد بن عليّ

(16/468)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 469
المروزيّ القاضيّ، وآخرون. وثّقة الخطيب. توفّي سنة ثمانٍ وعشرين ومائتين.
4 (يوسف بن يونس الأفطس.)
أخو أبي مسلم المستملي. عن: مالك، وشريك، وسليمان بن بلال. وعنه: أحمد بن يحيى كرنيب، ومحمد بن عوف الحمصيّ، وأحمد بن خليد الحلبيّ. وثّقة الدّارقطنيّ. وليّنه ابن عديّ.

(16/469)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 470
4 (الكنى)

4 (أبو إسحاق النّظّام.)
) البصريّ المتكلّم المعتزليّ الإمام ذو الضّلال والإجرام، طالع كلام الفلاسفة فخلطه بكلام المعتزلة، وتكلّم في القدر، وانفرد بمسائل، وتبعه أحمد بن حائط، والأسواريّ، وغيرهما. وأخذ عنه: الجاحظ. وكان معاصراً لأبي الهذيل العلاّف. ذكره ابن حزم فقال: اسمه إبراهيم بن سيّار مولى بني بجير بن

(16/470)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 471
الحارث بن عبّاد الضّبعيّ، هو أكبر شيوخ المعتزلة ومقدّمهم. كان يقول: أنّ الله لا يقدر الظّلم ولا الشّرّ. قال: ولو كان قادراً لكنّا لا نأمن من أن يفعله، أو أنّه قد فعله. وإنّ النّاس يعذرون على الظّلم. وصرّح بأنّ الله لا يقدر على إخراج أحدٍ من جهنّم، واتّفق هو والعلاّف على أن الله ليس يقدر من الخير على أصلح ممّا عمل. قلت: القرآن والعقل الصحيح يكذّب هؤلاء التّيوس الضّلاّل قبحهم الله. ومن شعره:
(بدرٌ دجى في بدن شطب .......... عطّل حسن اللؤلؤ الرطب)

(يلومني النّاس على حبّه .......... يا جهلهم باللّوم في الحبّ)

(نعشق من صبغهم ما حلا .......... فكيف ما من صبغة الرّبّ)
وللنّظام مقالات خبيثة، وقد كفّره غير واحد. وقال جماعة: كان على دين البراهمة المنكرين للنّبوّة والبعث، لكنّه كان يخفي ذلك. سقط من غرفة وهو سكران فهلك.
4 (أبو عبد الرحمن المتكلّم الشافعيّ.)
هو أحمد بن يحيى بن عبد العزيز البغداديّ. روى عن أبي عبد الله الشافعيّ، فنسب إليه. ذكره الحافظ أبو بكر. وكان يقول: من فاتته صلاة عمداً فإنّه لا يمكن أن يقضيها أصلاً، كمن فاته الوقوف بعرفة لا يمكن أن يقضيه.) أخذ عنه داود بن عليّ علم الاختلاف.

(16/471)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 472
4 (أبو عيسى الملّقب بالمردار.)
أحد رؤوس المعتزلة بالبصرة. أخذ عن: بشر بن المعتمر. وتزهّد وتعبّد وانفراد بمسائل ملعونة. زعم أنّ الربّ تعالى يقدر على الكذب والظّلم، وكفّر من قال بقدم القرآن، ومن قال أفعالنا مخلوقة، أو قال برؤية الله تعالى. حتّى أنّه كفّر كلّ من خالفه، حتّى أنّه قال له رجل: فالجنّة الّتي عرضها السّماوات والأرض لا يدخلها إلاّ أنت وثلاثة. فسكت. توفّي سنة ستٍّ وعشرين ومائتين.
4 (أبو موسى الفرّاء.)
من رؤوس المعتزلة البغدادييّن. قال المسعوديّ: مات سنة ستٍّ وعشرين ومائتين.
4 (أبو هلال الأشعريّ.)
قال أبو حاتم الرازيّ: سألته عن اسمه فقال: هو كنيتي. وقال أبو أحمد: اسمه مرداس بن محمد بن الحارث بن عبد الله بن أبي

(16/472)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 473
بردة بن أبي موسى الأشّعريّ. عن: مالك، وأبي بكر النّهشليّ، وقيس بن الربيع، وشريك، ويحيى بن العلاء، والقاسم بن معن، وعاصم بن محمد العمريّ. وعنه: مطّين، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، وأحمد بن محمد البغداديّ، وابن أبي الدّنيا، وأحمد بن أبي غرزة، ومحمد بن عبدك القّزاز، وبشر بن موسى الأسديّ، وغيرهم. وهو من كبار شيوخ الكوفة، ليّنه الدّارقطنيّ. توفّي سنة اثنتين وعشرين ومائتين.
4 (أبو الهذيل العلاّف البصريّ.)
المتكلّم المعتزليّ، واسمه محمد بن الهذيل. كان من أجلاد القوم ورؤوسهم.) زعم بجهلٍ أنّ أهل الجنّة تنقطع حركاتهم حتّى لا يتكلمون كلمة،

(16/473)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 474
وينقطع نعيم الجنّة. وأنكر الصّفات المقدّسة وقال: علم الله هو الله. ونقل عنه أبو محمد بن حزم في كتاب الفصل أنّه قال: إنّ لما يقدر الله تعالى عليه آخراً، أو أن لقدرته تعالى نهاية لو خرج إلى الفعل. وإن خرج لم يقدر الله بعد ذلك على شيء أصلاً، ولا على خلق ذرّةٍ فما فوقها. ة هذا كفرٌ مجرّد. يروى أنّ المأمون قال لحاجبه: من بالباب. قال: أبو الهذيل المعتزليّ، وعبد الله بن أباض الخارجيّ، وهشام بن الكلبيّ الرافضيّ. فقال: ما بقي من رؤوس جهنّم أحد إلاّ وقد حضر. وقد نقل أنّ صاحب التّرحمة شرب مرّةً عند صاحب له، فراود غلاماً أمرد في الطّهارة، فضربه الغلام بتورٍ، فدخل في رقبته، وصار مثل الطّوق، فاحتاجوا إلى إحضار حدّادٍ حتّى فكّه من رقبته. أخذ الاعتزال عن عثمان بن خالد الطّويل صاحب واصل. وقد طال عمره، وصنّف الكتب، ونيّف على التسعين. أخذ عنه: عليّ بن ياسين، وغيره. مات سنة سبعٍ وعشرين، وقيل سنة خمسٍ وثلاثين ومائتين.

(16/474)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 475
ومن رؤوس المعتزلة أيضاً.
4 (ضرار بن عمرو.)
وإليه ينسب الطائفة الضّرارية. وكان يقول: يمكن أن يكون جميع من في الأرض ممّن يظهر الإسلام، كفاراً كلّهم في الباطن، لأنّ ذلك جائز على كلّ فرد منهم في نفسه. ويقول: إنّ الأجسام إنّما هي أعراضٌ مجتمعة، وإنّ النّار ليس فيها حرّ، ولا في الثّلج بردٍ، ولا في العسل حلاوة، وغير ذلك. وإنّ ذلك إنّما يخلقه الله عند اللّمس والذّوق. وقال المروزيّ: قال أحمد بن حنبل: شهدت على ضرار عند سعيد بن عبد الرحمن، فأمر بضرب عنقه فهرب. قال حنبل فيما يحكيه عن احمد بن حنبل قال: دخلت على ضرار عندنا ببغداد، وكان) مشّوة الخلق، وكان به الفالج، وكان يرى رأي الاعتزال، فكلّمه إنسان، وأنكر الجنّة والنّار. وقال اختلف العلماء، بعضهم قال: خلقا. وبعضهم قال: لم يخلقا. فوثب عليه أصحاب الحديث، وضربوه في الدّار، وخرجت فجئت السّلطان، وكنت حدثاً، فقلت: هذا الكفر وجحود القرآن، قال الله تعالى: النّار يعرضون عليها غدواً وعشياً.

(16/475)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس عشر الصفحة 476
قال: فأتوا به الجمحيّ، وشهدوا عليه عنده، فصيّر دمه هدراً لمن قتله، فاستخفى وهرب. قالوا: أخفاه يحيى بن خالد عنده حتّى مات. قال الذّهبيّ: هذا يدل على موته في خلافة الرشيد، فينبغي أن يحوّل. وأيضاً فإنّ حفصاً الفرد الذي ناظر الشافعيّ من تلامذة ضرار، ينكر عذاب القبر. قاله ابن حزم. وحكى الأبّار قال: جاء قوم شهدوا على ضرار أنّه زنديق، فقال سعيد: قد أبحت دمه، فمن شاء فليقتله. وعزلوا سعيد بن عبد الرحمن. قال: فمرّ شريك القاضي ومنادٍ ينادي: من أصاب ضرار فله عشرة آلاف درهم. فقال شريك: السّاعة خلّفته عند يحيى بن خالد، أراد أن يعلم أنّهم ينادون عليه وهو عندهم. قال الذّهبيّ: فلهذا ونحوه تكلّم النّاس في معتقد البرامكة.
4 (داود الجواربيّ.)
كان رافضياً مجسماً كهشام بن الحكم. قال أبو بكر بن أبي عون: سمعت يزيد بن هارون يقول: الجواربيّ والمرّيسيّ كافران. ثم سمعت يزيد ضرب للجواربيّ مثلاً، فقال: إنّما داود الجواربيّ عبر جسر واسط يريد العيد، فانقطع الجسر، فغرق من كان عليه، فخرج شيطان وقال: أنا داود الجواربيّ.

(16/476)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 5
5 (بسم الله الرحمن الرحيم)

5 (الطبقة الرابعة والعشرون)

1 (الأحداث من سنة إلى)

4 (أحداث سنة إحدى وثلاثين ومائتين)
فيها: توفي أحمد بن نصر الخزاعي شهيداً، وإبراهيم بن محمد بن عرعرة، وأمية بن بسطام، وأبو تمام بن حبيب بن أوس الطائي الشاعر، وخالد بن مرداس السراج، وسليمان بن داود الختلي، وسليمان بن داود المباركي، وسهل بن زنجلة الرازي، وعبد الله بن محمد بن أسماء، وعبد الرحمن بن سلامة الجمحي، وعبد الله بن مزيد المقريء الدمشقي، وعلي بن حكم الأزدي، و كامل بن طلحة الجحدري، ومحمد بن زياد الأعرابي اللغوي، ومحمد بن سلام الجمحي أخو عبد الرحمن، ومحمد بن المنهال التميمي الضرير، ومحمد بن المنهال العطار أخو حجاج، ومحمد بن يحيى بن حمزة قاضي دمشق، ومحرز بن عون، ومنجاب بن الحارث،

(17/5)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 6
وهارون بن معروف، ويحيى بن عبد الله بن بكير، وأبو يعقوب يوسف يحيى البويطي.
4 (الواثق يأمر بامتحان خلق القرآن)
وفيها ورد كتاب الواثق إلي أمير البصرة يأمره بأن يمتحن الأئمة والمؤذنيين بخلق القرآن. وكان قد اتبع أباه المعتصم في امتحان الناس بخلق القرآن.
4 (رفع المتوكل للمحنة)
فلما استخلف المتوكل بعده رفع المحنة، ونشر السنة.
4 (خبر الفداء بين المسلمين و الروم)
وفيها كان الفداء، فاستفك من طاغية الروم أربعة آلاف وستمائة نفس. فتفضل أحمد بن أبي دؤآد فقال: من قال من الاسارى القرآن مخلوق، خلصوه وأعطوه دينارين. ومن امتنع دعوة في الأسر ولم يقع فداء بين المسلمين والروم منذ سبعٍ وثلاثين سنة

(17/6)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 7
(دخول المجوس إشبيلية)
وفيها نقل أبو مروان بن حبان في تاريخ الاندلس واقعة غريبة فقال: ورد مجوس يقال لهم الاردمانيون إلي ساحل الأندلس الغربي، في أيام الأمير عبد الرحمن، فوصلوا اشبيلية وهي بغير سور، ولا بها عسكر، فقاتلهم أهلها ثم انهزموا. فدخل المجوس اشبيلية، وسبوا الذرية ونهبوا. فأرسل عبد الرحمن عسكراً، فكسروهم واستنقذوا الأموال والذرية، وأسروا منهم أربعة آلاف، وأخذوا لهم ثلاثين مركباً.

(17/7)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 8
4 (أحداث سنة اثنين وثلاثين ومائتين)
) توفي فيها ابراهيم بن الحجاج النيلي لا الشامي، والحكم بن موسى القنطري الزاهد، وجوبرية بن أشرس، وعبد الله بن عون الخراز، وعبد الوهاب بن عبدة الحوطي، وعلي بن المغيرة الأثرم اللغوي وعمرو بن محمد الناقد وعيسى وعمرو بن سالم الشاشي، وهارون الواثق بالله ويوسف بن عدي الكوفي
4 (الحرب بين بغا الكبير وبني نمير)
وفيها كانت وقعة كبيرة بين بغا الكبير وبين بني نمير، وكانوا قد أفسدوا الحجاز وتهامة بالغازات، وحشدوا في ثلاثة آلاف راكب، فهزموا أصحاب بغا، وجعل يناشدهم الرجوع إلى الطاعة، وبات بحذائهم ثم أصبحوا فالتقوا، فانهزم أصحاب بغا، فأيقن بالهلاك. وكان قد بعث مائتي فارس إلى جبل لبني نمير. فبينما هو في الإشراف على التلف، إذا بهم قد رجعوا يضربون الكوسات، فحملوا على بني نمير فهزموهم، وركبوا أقفيتهم قتلاً وأسراً،

(17/8)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 9
فأسروا منهم ثمانمائة رجل. فعاد بغا وقدم سامراء، وبين يديه الأسرى.
4 (خبر العطش بالحجاز)
وفيها مات خلق كثير من العطش بأرض الحجاز.
4 (الزلازل بالشام)
وفيها كانت الزلازل كثيرة بالشام، وسقطت بعض الدور بدمشق، ومات جماعة تحت الردم.

(17/9)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 10
4 (أحداث سنة ثلاثة وثلاثين ومائتين)
فيها توفي: أحمد بن عبد الله بن أبي شعيب الحراني، وإبراهيم بن الحجاج لسامي، واسحاق بن سعيد بن الأركون الدمشقي، وحبان بن موسى المروزي، وسليمان بن عبد الرحمن ابن بنت شرحبيل، وداهر بن نوح الأهوازي، وروح بن صلاح المصري، وسهل بن عثمان العسكري، وعبد الجبار بن عاصم النسائي، وعقبة بن مكرم الضبي، ومحمد بن سماعة القاضي، ومحمد بن عائذ الكاتب، والوزير بن محمد بن عبد الملك بن الزيات، ويحيى بن أيوب المقابري، ويحيى بن معين، ويزيد بن موهب الرملي.

(17/10)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 11
4 (الزلزلة بدمشق)
وفيها جاءت زلزلة مهولة بدمشق، سقطت فيها شرفات الجامع، تصدع حائط المحراب، وسقطت منارته. وهلك خلق تحت الردم. وهرب الناس إلى المصلى باكين متضرعين، وبقيت) ثلاث ساعات، وسكنت، وقال: احمد بن كامل في تاريخه إن بعض أهالي دير مران رأى دمشق تنخفض وترتفع مراراً، فمات تحت الهدم معظم أهلها. كذا قال، والله حسبيه. وهرب الناس إلى المصلى قال: وانكفأت قرية بالغوطة، فلم ينج منها إلا رجل واحد، وكانت الحيطان تنفصل حجارتها، مع كون الحائط عرضه سبعة أدرع. وامتدت إلى أنطاكية، فهدمتها، وإلى الجزيرة فأخربتها، وإلى الموصل فيقال هلك من أهلها خمسون ألفاً، ومن أهل أنطاكية عشرون ألفاً.
4 (إصابة ابن أبي دؤآد بالفالج)
وفيها أصاب أحمد بن أبي داؤد فالج صيره حجراً ملقى.

(17/11)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 12
4 (أحداث سنة أربع وثلاثين ومائتين)
توفي فيها أحمد بن حرب النيسابوري الزاهد، وروح بن عبد المؤمن القاريء، وأبو خيثمة زهير بن حرب، وسليمان بن داوود الشاذكوني، وابو الربيع سليمان بن داود الزهراني، وعبد الله بن الرماح قاضي نيسابور، وأبو جعفر عبد الله بن محمد النفيلي، وعلي بن بحر القطان، وعلي بن المديني، ومحمد بن عبد الله بن نمير، ومحمد بن أبي بكر المقدمي، والمعافى بن سليمان الرسعني، ويحيى بن يحيى الليثي الفقيه.
4 (خبر هبوب الريح بالعراق)
وفيها هبت ريح بالعراق ما قيل شديدة السموم، لم يعهد مثلها، أحرقت زرع الكوفة، والبصرة وبغداد، وقتلت المسافرين. ودامت خمسين يوماً، واتصلت بهمدان، فأحرقت الزرع والمواشي، واتصلت بالموصل وسنجار، ومنعت الناس من المعاش في الأسواق، ومن المشي في الطرق،

(17/12)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 13
وأهلكت خلقاً كثيراً والله أعلم بصحة ذلك.
4 (الحج هذا الموسم)
وحج بالناس من العراق محمد بن داود بن عيسى العباسي، وهو كان أمير الحج في هذه العوام.
4 (اظهار المتوكل للسنة)
وفيها أظهر السنة المتوكل في مجلسه، وتحدث بها، ووضع المحنة ونهى عن القول بخلق) القرآن، وكتب بذلك إلى الآفاق، واستقدم المحدثين إلى سامراء، وأجزل عطاياهم وأكرمهم، وامرهم أن يحدثوا بأحاديث الصفات والرؤية. وجلس أبو بكر بن أبي شيبة في جامع الرصافة، فاجتمع له نحو من ثلاثين ألف نفس، وجلس أخوه عثمان بن أبي شيبة على منبر في مدينة المنصور، فاجتمع إليه أيضاً نحو من ثلاثين ألفاً. وجلس مصعب الزبيري وحدث، وتوفر دعاء الخلق للمتوكل، وبالغوا في الثناء عليه والتعظيم له، ونسوا ذنوبه، حتى قال قائلهم، الخلفاء ثلاثة: ابو بكر الصديق يوم الردة، وعمر بن عبد العزيز في رد المظالم، والمتوكل في إحياء السنة وإماتة التجهم.
4 (خروج البعيث عن الطاعة)
وفيها خرج عن الطاعة محمد البعيث أمير آذربيجان وأرمينية، وتحصن

(17/13)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 14
بقاعة مرند، فسار لقتاله بغا الشرابي في أربعة آلاف، فنازله وطال الحصار، وقتل طائفة كبيرة من عسكر بغا. ثم نزل بالأمان. وقيل بل تدلى ليهرب فأسروه. والله أعلم.

(17/14)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 15
4 (أحداث سنة خمس وثلاثين ومائتين)
فيها توفي: أحمد بن عمر الوكيعي، وإبراهيم بن العلاء زبريق الحمصي، واسحاق الموصلي النديم، وسريج بن يونس العابد، واسحاق بن ابراهيم بن مصعب أمير بغداد، وشجاع بن مخلد، وشيبان بن فروخ، وأبو بكر بن أبي شيبة، و عبيد الله بن عمر القواريري، ومحمد بن عباد المكي، ومحمد بن حامد السمين، معلى بن مهدى الموصلي، ومنصور بن أبي مزاحم، وأبو الهذيل العلاف شيخ المعتزلة، وهريم بن عبد الاعلى البصري، وعمرو بن عباس

(17/15)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 16
4 (إلزام النصارى بلباس العسلي)
وفيها ألزم المتوكل النصارى بلبس العسلي.

(17/16)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 17
4 (أحداث سنة ستة وثلاثين ومائتين)
فيها توفي: أحمد بن ابراهيم الموصلي، وإبراهيم بن أبي معاوية الضرير، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وأبو ابراهيم الترجماني إسماعيل بن ابراهيم، وأبو معمر القطيعي إسماعيل بن ابراهيم، و الحارث بن سريج النقال، والحسن بن سهل وزير المأمون، و خالد بن عمرو الشامي، وصالح بن حاتم بن وردان، وأبو الصلت الهروي عبد السلام بن صالح، ومحمد بن إسحاق المسيبي، ومحمد بن عمرو السواق، ومحمد بن مقاتل العباداني، ومصعب بن عبد الله) الزبيري، ومنصور بن المهدي الأمير، ونصر بن زياد قاضي نيسابور. وهدبة بن خالد.

(17/17)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 18
4 (إرسال المتوكل القضاة لأخذ البيعة لأولاده)
وفيها أشخص المتوكل القضاة من البلدان لبيعة ولاة عهد أولاده: المنتصر بالله محمد، ومن بعده المعتز بالله محمد، ومن بعده المؤيد بالله ابراهيم. وبعث خواصه إلي البلدان ليأخذوا البيعة بذلك.
4 (حوادث دمشق)
وفيها، أو في حدودها، وثبوا على نائب دمشق سالم بن حمد، فقتلوه يوم الجمعة على باب الخضراء. وكان من العرب، فلما ولي أذل قوماً بدمشق من السكون والسكاسك، ولهم وجاهة ومنعة، فثاروا به وقتلوه. فندب المتوكل لدمشق أفريدون التركي، وسيره اليها. وكان شجاعاً فاتكاً ظالماً، فقدم في سبعة آلاف فارس، وأباح له المتوكل القتل بدمشق و النهب، على ما نقل الينا، ثلاث ساعات. فنزل ببيت لهيا، وأراد أن يصبح بالبلد، فلما أصبح نظر إلي البلد وقال: يا يوم ما يصبحك مني. وقدمت له بغلة فضربته بالزوج فقتلته، وقبر ببيت لهيا، ورد الجيش تاذي معه خائفين. وبلغ المتوكل، فصلحت نيته لأهل دمشق.
4 (هدم قبر الحسين)
و فيها أمر المتوكل بهدم قبر السيد الحسين بن علي رضي الله عنهما، وهدم ماحوله من الدور، وأن تعمل مزارع. ومنع الناس من زيارته وحرث وبقي صحراء. وكان معروفاً بالنصب،

(17/18)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 19
فتألم المسلمون لذلك، وكتب أهل بغداد شتمه على الحيطان و المساجد، وهجاه الشعراء، دعبل، وغيره. وفي ذلك يقول يعقوب بن السكيت، وقيل هي للبسامي علي بن أحمد، وقد بقي إلي بعد الثلاثمائة:
(بالله إن كانت أمية قد أتت .......... قتل ابن بنت نبيها مظلوما)

(فلقد أتاه بنو أبيه بمثله .......... هذا لعمرك قبره مهدوما)

(أسفوا على أن لا يكونوا شاركوا .......... في قتله، فتتبعوه رميما)

4 (غزوة علي بن يحيى الصائفة)
وفيها غزا علي بن يحيى الصائفة في ثلاثة آلاف فارس، فكان بينه وبين ملك الروم مصاف، انتصر فيه المسلمون، وقتل خلق من الروم، وانهزم ملكهم في نفر يسير إلي القسطنطينية.) فسار الأمير علي، فأناخ على عمورية، فقاتل أهلها، وأخذها عنوة، وقتل وأسر، وأطلق خلقاً من الأسر، وهدم كنائسها، وافتتح حصن الفطس، وسبى منه نحو عشرين ألفاً.

(17/19)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 20
4 (الحج هذا الموسم)
وحج بالناس محمد المنتصر ولي العهد، ومعه أم المتوكل وشيعها المتوكل إلي النجف ورجع، وأنفقت اموالاً جزيلة.

(17/20)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 21
4 (أحداث سنة سبعٍ وثلاثين ومائتين)
فيها توفي: إبراهيم بن محمد ابن عم الشافعي، وحاتم الأصم الزاهد، وسعيد بن حفص النفيلي، و العباس بن الوليد النرسي، وعبد الله بن عامر بن زرارة، وعبد الله بن مطيع، وعبد الأعلى بن حماد النرسي، وعبيد الله بن معاذ العنبري، وأبو كامل الفضيل بن الحسن الجحدري، ومحمد بن قدامة الجوهري، ووثيمة بن موسى نزيل مصر، وكان إخبارياً.
4 (ذكر وثوب أهل أرمينية بعاملهم)
وفيها وثبت بطارقة أرمينية بعاملها يوسف بن محمد فقتلوه، فجهز المتوكل لحربهم بغا الكبير، فالتقاهم على دبيل، فنصر عليهم، وقتل منهم

(17/21)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 22
خلقاً عظيماً، وسبى خلقاً، حتى قيل إن المقتلة بلغت ثلاثين ألفاً، وسار إلي تفليس.
4 (المتوكل يأمر بحلق لحية قاضي القضاة في مصر)
وفيها بعث المتوكل إلي نائب مصر أن يحلق لحية قاضي القضاة بمصر أبي بكر محمد بن أبي الليث، وأن يضربه، ويطوف به على حمار. ففعل ذلك به في شهر رمضان، وسجن، فإنا لله وإنا إليه راجعون. اللهم لاتأجره في مصيبته، فإنه كان ظالماً من رؤوس الجهمية.
4 (ولاية الحارث بن مسكين القضاء)
ثم ولي القضاء الحارث بن مسكين بعد تمنع، وأمر بإخراج أصحاب أبي حنيفة الشافعي من المسجد، ورفعت حصرهم، ومنع عامة المؤذنين من الآذان. وكان قد أقعد، فكان يحمل في محفة إلى الجامع، وكان يركب حماراً متربعاً. وضرب الذين يقرأون بالألحان. وحمله أصحابه على النظر في أمر القاضي الذي قتله محمد بن أبي الليث، وكانوا قد لعنوه لما عزل، ورفعوا حصره، وغسلوا موضعه من المسجد. فكان الحارث بن مسكين يوقف القاضي محمد بن أبي الليث، ويضرب كل عشرين يوماً سوطاً، لكي يؤدي ما وجب عليه من الأموال. وبقي هذا) أياماً. وعزل الحارث بعد ثمان سنين ببكار بن قتيبة.

(17/22)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 23
4 (قدوم ابن طاهر على المتوكل)
وفيها قدم محمد بن عبد الله بن طاهر وافداً على المتوكل من خراسان، فولاه لعراق.
4 (مصادرة المتوكل لابن أبي دؤآد)
وفيها غضب المتوكل على أحمد بن أبي داؤد وصادره، وسجن ابنه وأخوته وصادرهم، ثم صولح بعد ذلك على ستة عشر ألف درهم، وأشهد بيع كل ضيعة لهم وافتقروا.
4 (ولاية ابن أكثم القضاء)
ورضي المتوكل عن يحيى بن أكثم، وولاه القضاء والمظالم.
4 (إطلاق المتوكل للمساجين)
وفيها أطلق المتوكل جميع من في السجون ممن امتنع عن القول بخلق القرآن في أيام أبيه، وأمر بانزال جثة أحمد بن نصر الخزاعي، فدفعت إلى أقاربه فدفنت.
4 (ظهور النار بعسقلان)
وفيها ظهرت نار بعسقلان، أحرقت البيوت والبيادر، وهرب الناس، ولم تزل تحرق إلى ثلث الليل ثم كفت، بإذن الله.

(17/23)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 24
4 (بناء قصر العروس بسامراء)
وفيها كان بناء قصر العروس. بسامراء، وتكمل في هذه السنة، فبلغت النفقة عليه ثلاثين ألف ألف درهم.
4 (طلب المتوكل لأحمد بن حنبل)
وفيها طلب المتوكل من أحمد بن حنبل المجيء إليه بسامراء، فسار إليه، ولم يجتمع به، بل دخل على ولده المعتز.

(17/24)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 25
4 (أحداث سنة ثمان وثلاثين ومائتين)
فيها توفي: أحمد بن جواس الحنفي، وأحمد بن محمد المروزي مردويه، وإبراهيم بن أيوب الحوراني الزاهد، وإبراهيم بن هشام الغساني، واسحاق بن ابراهيم بن زبريق، واسحاق بن راهويه، وبشر بن الحكم العبدي، وبشر بن الوليد الكندي، والربيع بن ثعلب، وزهير بن عباد الرؤاسي، وحكيم بن سيف الرقي، وطالوت بن عباد، وعبد الرحمن بن الحكم بن هشام صاحب) الأندلس الأموي. وعبد الملك بن حبيب فقيه الأندلس، وعمرو بن زرارة، ومحمد بن بكار بن الريان، ومحمد بن الحسسين البرجلاني، ومحمد بن عبيد بن حساب، ومحمد بن المتوكل اللؤلؤي المقريء، ومحمد بن أبي السري العسقلاني،

(17/25)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 26
ويحيى بن سليمان الجعفي نزيل مصر.
4 (حصار بغا تفليس)
وفيها حاصر بغا تفليس، وبها اسحاق بن اسماعيل مولى بني أمية، فخرج للمحاربة، فأسر وضربت عنقه، وأحرقت تفليس، واحترق فيها خلق. وفتحت عدة حصون بنواحي تفليس.
4 (غزو الروم دمياط بالمراكب)
وفيها قصدت الروم، لعنهم الله، دمياط في ثلاثمائة مركب، فكبسوا البلد، وسبوا ستمائة امرأة، ونهبوا، وأحرقوا، وبدعوا، وخرجوا مسرعين في البحر. فلا قوة إلا بالله.

(17/26)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 27
4 (أحداث سنة تسع وثلاثين ومائتين)
فيها توفي ابراهيم بن يوسف البلخي الفقيه، وداود بن رشيد، وصفوان بن صالح الدمشقي المؤذن، والصلت بن مسعود الجحدري، وعبد الله بن عمر أبان مشكدانة، وعثمان بن أبي شيبة، ومحمد بن مهران الجمال الرازي، ومحمد بن نصر المروزي، ومحمد بن يحيى بن أبي سمينة، ومحمود بن غيلان، ووهب بن بقية، ويحيى بن موسى خت.
4 (نفي المتوكل لابن الجهم)
وفيها نفى المتوكل علي بن الجهم إلى خراسان،
4 (غزوة علي بن يحيى بلاد الروم)
وفيها غزا الأمير علي بن يحيى الأرمني بلاد الروم، فأوغل فيها، فيقال

(17/27)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 28
إنه شارف القسطنطينية فأحرق ألف قرية، وقتل عشرة آلاف علج، وسبى عشرين ألف رأس، وعاد غانماً سالماً.
4 (عزل ابن أكثم عن القضاء)
وفيها عزل يحيى بن أكثم عن القضاء، وصودر، وأخذ من داره مائة ألف دينار، وأخذ له من البصرة أربعة آلاف جريب.

(17/28)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 29
4 (أحداث سنة أربعين ومائتين)
فيها توفي: أحمد بن خضرويه البلخي الزاهد، وأحمد بن أبي دؤآد القاضي، وأبو ثور الفقيه ابراهيم بن خالد، وإسماعيل بن عبيد بن أبي كريمة الحراني، وجعفر بن حميد الكوفي، والحسن) بن عيسى بن ماسرجس، وخليفة العصفري شباب، وسويد بن سعيد الحدثاني، وسويد ين نصر المروزي، وعبد السلام بن سعيد سحنون الفقيه، وعبد الواحد بن غياث، وقتيبة بن سعيد، ومحمد بن خالد بن عبد الله الطحان، ومحمد بن الصباح الجرجرائي، ومحمد بن عمرو زنيج الرازي، ومحمد بن أبي عتاب الأعين، والليث بن خالد المقريء صاحب الكسائي.

(17/29)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 30
4 (وثوب أهل حمص على أبي المغيث)
وفيها وثب أهل حمص على أبي المغيث الرافقي، متولي البلد، وأخرجوه منها، وقتلوا جماعة من أصحابه، فسار إليهم الأمير محمد بن عبدويه، ففتك بهم، وفعل بهم العجائب. الصيحة في خلاط وفيها سمع أهل خلاط صيحة عظيمة من جو السماء، فمات منها خلق.
4 (وقوع البرد بالعراق)
وفيها وقع برد بالعراق كبيض الدجاج. وقوع خسف بالمغرب ويقال والله أعلم إن فيها خسف المغرب بثلاث عشرة قرية، ولم ينج من أهلها، إلا نيف وأربعون رجلاً، فأتوا القيروان، فمنعوهم من الدخول، وقالوا: أنتم مسخوط عليكم، فبنوا لهم خارج البلد.

(17/30)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 31
1 (رجال هذه الطبقة على المعجم)

4 (حرف الألف)
أحمد بن ابراهيم بن خالد أبو علي الموصلي نزيل بغداد. عن: ابراهيم بن سعد، وأبي إسماعيل المؤدب، وإبراهيم بن سليمان، وجعفر بن سليمان الضبعي، وحماد بن زيد، وأبي الأحوص، وشريك، ومحمد بن ثابت العبدي، وأبي عوانة، وطائفة. وعنه: فرد حديث، وابن أبي الدنيا، وأحمد بن الحسن الصوفي، وأبو يعلى، ومطين، والبغوي، وموسى بن هارون، وطائفة. وثقة ابن معين، فقال في رواية عبد الله بن أحمد: ليس به بأس.

(17/31)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 32
أبو يعلى: ثنا أحمد بن إبراهيم الموصلي ثنا صالح بن عمر، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن البراء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قال للمدينة يثرب فليستغفر الله. تفرد به يزيد، وهو لين، وصالح ثقة. وقال موسى بن هارون: مات في ثامن ربيع الأول سنة ست وثلاثين.
5 (أحمد بن أبي أحمد الجرجرائي)
أبو محمد. سيأتي. أحمد بن أسد بن عاصم.

(17/32)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 33
أبو عاصم البجلي الكوفي. سبط مالك بن مغول. سمع: أبا الأحوص سلام بن سليم. وعنه: محمد بن صالح بن ذريح، وغيره وثقة ابن حبان. أحمد بن أيوب بن راشد ابو الحسن الضبي البصري. عن مسلمة بن علقمة، وعبد الوارث بن سعيد، ومحمد بن أبي عدي. وكان ثقة. روى عنه: البخاري في كتاب الأدب له، وأبو زرعة، وأبو يعلي، وغيرهم. أحمد بن بحر العسكري عسكر مكرم. عن: عبثر بن القاسم، وعمر بن عبيد، وعلي بن مسهر.

(17/33)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 34
وعنه إسماعيل بن إسحاق الكوفي، وعلي بن الحسن الهسنجاني. قال أبو حاتم: حديثه صحيح ولا أعرفه. أحمد بن جعفر بن ميسرة) أبو معشر الهروي الفقيه. عن هشيم، وحفص بن غياث. توفي سنة إحدى وثلاثين. أحمد بن جواس م. د. أبو عاصم الحنفي الكوفي. عن: جرير بن عبد الحميد، وأبي الأحوص سلام بن سليم، وعبيد الله الأشجعي، وابن المبارك، وابن عيينة، وأبي هريرة المكتب حباب. وعنه: م. د.، وإبراهيم بن أبي شيبة، والحسن بن سفيان، والحسن بن علي المعمري، ومحمد بن صالح بن ذريح، ومطين، وغيرهم. مات في ثالث المحرم سنة ثمان وثلاثين. ولهم شيخ آخر.

(17/34)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 35
5 (أحمد بن جواس الاستوائي)
نيسابوري من طبقة مسلم. أحمد بن حاتم. أبو النصر النحوي، صاحب الأصمعي. أخذ عنه: ثعلب، وإبراهيم الحربي. وصنف في اللغة كتاب الشجر وكتاب الخيل، وغير ذلك. وكان موثقاً مصدقاً. توفي سنة إحدى وثلاثين. أحمد بن حاتم البغدادي عن: شعيب بن حرب، ويحيى بن يمان. وعنه: محمد بن عوف الحمصي، ومحمد بن أيوب البجلي، أورده ابن أبي حاتم. أحمد بن حاج بن قاسم بن قطبة أبو عبد الله العامري النيسابوري الفقيه صاحب محمد بن الحسن. سمع: ابن المبارك، وابن عيينة، ووكيعاً.

(17/35)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 36
وكان رئيساً جليلاً. روى عنه: أحمد بن نصر اللباد، ومحمد بن ياسين بن النضر، وجماعة. توفي سنة سبع وثلاثين. أحمد بن حرب بن فيروز الإمام أبو عبد الله النيسابوري الزاهد، أحد الفقهاء العابدين. رحل وسمع من: سفيان بن عيينة، ومحمد بن عبيد، وأبي داود الطياليسي، وأبي أسامة، وابن أبي فديك، وأبي عامر النقدي، وحفص بن عبد الرحمن، وعبد الوهاب الخفاف، وعبد الله بن الوليد العرني، وعامر بن خداج، وطبقتهم. روى عنه: أبو الأزهر، وسهل بن عمار، ومحمد بن شادان، والعباس بن حمزة، وإبراهيم بن محمد بن سفيان، وإبراهيم بن إسحاق الأنماطي، وأحمد بن نصر اللباد، واسماعيل بن قتيبة، وزكريا بن دلويه، وخلق سواهم. قال زكريا بن دلويه: كان أحمد بن حرب إذا جلس) بين يدي الحجام ليحفي شاربه يسبح، فيقول له الحجام: اسكت ساعة. فيقول: اعمل أنت عملك. وربما قطع شفته وهو لايعلم. قال الحاكم: ثنا أبو العباس عبد الله بن أحمد الصوفي: حدثني أبو عمرو محمد بن يحيى قال: مر أحمد بن حرب بصبيان يلعبون، فقال أحدهم: أمسكوا فهذا أحمد بن حرب الذي لاينام الليل. قال: فقبض على لحيته وقال: الصبيان يهابونك بأنك لاتنام الليل وأنت تنام.

(17/36)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 37
قال: فأحيا الليل بعد ذلك حتى مات. وقال زكريا بن حرب: كان أخي احمد ابتدأ في الصوم وهو في الكتاب. فلما راهق حج مع أخيه الحسين، وأقاما بالكوفة لطلب العلم، وببغداد والبصرة، ثم قدم، فأقبل على العبادة لا يفتر، وأخذ المواعظ والذكر، وحث على العبادة، واقبل الناس على مجلسه، وألف كتاب الأربعين، وكتاب عيال الله، وكتاب الزهد وكتاب الدعاء. وكتاب الحكمة، وكتاب المناسك، وكتاب التكسب. ورغب الناس في سماعها: فلما ماتت أمه سنة عشرين ومائتين عاد إلى الحج والغزو، وخرج إلى الترك، وفتح فتحاً عظيماً، فحسده عليه أصحاب الرباط، وسعوا فيه إلى عبد الله بن طاهر. فأدخل عليه، فلم يأذن له في الجلوس وقال: تخرج وتجمع إلى نفسك هذا الجمع، وتخالف أعوان السلطان. ثم علم ابن طاهر صدقه فتركه، فخرج إلى مكة وجاور. وعن أحمد بن حرب قال: قال ابن المبارك: أربعة، منها ثلاثة مجاز، وواحد حقيقة: عمرنا في الدنيا، ومكثنا في القبور، ووقوفنا في الحشر، ومنصرفنا إلى الأبد، فهو الحقيقة، وما قبله مجاز. وأحمد بن حرب تنحله الكرامة وتخضع له، لأنه شيخ بن كرام. وعن يحيى بن يحيى النيسابوري قال: إن لم يكن أحمد بن حرب من الأبدال فلا أدري من هم. وقال محمد بن الفضل البخاري: سمعت نصر بن محمود البلخي يقول: قال أحمد بن حرب: عبدت الله خمسين سنة، فما وجدت حلاوة العبادة حتى تركت ثلاثة أشياء: تركت رضى الناس حتى قدرت أتكلم بالحق.

(17/37)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 38
وتركت صحبة الفاسقين حتى وجدت صحبة الصالحين. وتركت حلاوة الدنيا حتى وجدت حلاوة الأخرى. وقال محمد بن عبد الله بن موسى السعدي: كنا في مجلس أحمد بن حرب لما قدم من بخارى، فاجتمع عليه العامة من أهل المدينة والقرى، فقالوا كلهم: يا أبا عبد الله، أدع لنا، فإن زرعنا وأرضنا لم ينبت منذ عامين، أو قال: عام. فرفع يديه ودعا، فما فرغ حتى طلعت سحابة، وكانت الشمس طالعة، فمطرنا مطراً لم نر مثله، فجئنا مشمرين أثوابنا من شدة المطر، حتى ينبت الزرع. قلت ساق الحاكم ترجمته في عدة أوراق. وقال محمد بن علي) المروزي: روى أشياء كثيرة لا أصول لها. قال زكريا بن دلويه، وغيره: توفي سنة أربع وثلاثين ومائتين، وله ثمان وخمسون سنة. أحمد بن حماد الذهلي الخراساني المروزي الأمير. عن ابن المبارك، والحسين بن واقد. وعمّر دهراً. روى عنه: ابنة الأمير أبو الهيثم خالد بن أحمد، ومحمد بن عبدة المروزي، وغيرهما. توفي أيضاً سنة أربعٍ وثلاثين.

(17/38)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 39
(أحمد بن حماد الواسطي الخزاز)
. عن خالد الطحان. وعنه: أسلم بن سهل في تاريخه وقال: مات سنة اثنتين وثلاثين. أحمد بن خضروية البلخي الزاهد أبو حامد، من كبار المشايخ بخراسان. صحب: حاتماً الأصم، وأبا يزيد البسطامي. قال السلمي في تاريخ الصوفية: أحمد بن خضروية من جلة مشايخ خراسان، سألته امرأته أن يحملها إلى أبي يزيد، وتبرئه من مهرها، ففعل. فلما قعدت بين يديه كشفت عن وجهها، وكانت موسرة، فأنفقت مالها عليهما. فلما أراد أن يرجع قال لأبي يزيد: أوصني. قال: ارجع فتعلم الفتوة من امرأتك. وبلغني عن أبي يزيد أنه كان يقول: أحمد بن خضرويه أستاذنا.

(17/39)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 40
ويقال إن أحمد بن خضرويه لقيه ابراهيم بن أدهم ولقيه. قلت: هذا بعيد. ثم قال السلمي: سمعت منصور بن عبد الله: سمعت محمد بن حامد يقول: كنت جالساً عند ابن خضرويه وهو في النزع، فسأله رجل عن مسألة، فقال: يابني، باباً كنت أدقه منذ خمس وتسعين سنة يفتح الساعة، لا أدري أيفتح بالسعادة أم بالشقاء، فأنى لي أوان الجواب. وكان عليه سبعمائة دينار ديناً، فوفاها انسان عنه. وكان أبو حفص النيسابوري يقول: ما رأيت أكبر همة ولا أصدق حالاًً من أحمد بن خضرويه. وكان له قدم في التوكل. وبلغنا عنه أنه قال: القلوب جوالة، فإما أن تجول حول العرش، وإما أن تجول حول الحش. قيل: إن أحمد بن خضرويه مات سنة أربعين ومائتين. أحمد بن أبي دؤآد بن حريز

(17/40)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 41
القاضي أبو عبد الله الأيادي البصري ثم البغدادي. واسم أبيه: الفرج. ولي القضاء للمعتصم وللواثق، وكان مصرحاً بمذهب الجهمية، داعية إلى القول بخلق القرآن. وكان موصوفاً بالجود والسخاء، وحسن الخلق، وغزارة الأدب. قال الصولي: كان يقال: أكرم من كان في دولة بني العباس البرامكة، ثم أبي دؤآد، لولا ما وضع به نفسه من محبة المحنة لاجتمعت الألسن عليه،) ولم يضف إلى كرمه كرم أحد. ولد ابن أبي دؤآد سنة ستين ومائة بالبصرة. قال حريز بن أحمد بن أبي دؤآد قال: كان أبي إذا صلى رفع يديه إلى السماء وخاطب ربه فقال:
(ما أنت بالسبب ضعيفاً وإنما .......... نجح الأمور بقوة الأسباب)

(17/41)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 42
(فاليوم حاجتنا إليك، وإنما .......... يدعى الطبي لساعة الأوصاب)
وقال أبو العيناء: كان أحمد بن أبي دؤآد شاعراً مجيداً، فصيحاً بليغاً، ما رأيت رئيساً أفصح منه. وقال فيه بعض الشعراء:
(لقد أنست مساوئ كل دهر .......... محاسن أحمد بن أبي دؤاد)

(وما سافرت في الأفاق إلا .......... ومن جدواك راجلتي وزادي)

(يقيم الظن عندك والأماني .......... وإن قلقت ركابي في البلاد)
وقال الصولي: ثنا عون بن محمد الكندي قال: لعهدي بالكرخ، وإن رجلاً لو قال ابن أبي دؤآد مسلم لقتل في مكانه. ثم وقع الحريق في الكرخ، وهو الذي لم يكن مثله قط. كان الرجل يقوم في صينية شارع الكرخ فيرى السفن في دجلة. فكلم ابن أبي دؤآد المعتصم في الناس وقال: يا أمير المؤمنين رعيتك في بلد آبائك ودار ملكهم، نزل بهم هذا الأمر، فاعطف عليهم بشيء يفرق فيهم يمسك أرماقهم ويبنون به ما انهدم. فلم يزل ينازله حتى أطلق له خمسة آلاف ألف درهم، وقال: يا أمير المؤمنين إن فرقها عليهم غيري خفت أن لا يقسم بالسوية. قال: ذاك إليك. فقسمها على مقادير ما ذهب منهم، وغرم من ماله جملة. قال عون: فلعهدي بالكرخ بعد ذلك، وإن إنساناً لو قال: زر ابن أبي دؤآد وسخ لقتل. وقال ابن دريد: أنا الحسن بن الخضر قال: كان ابن أبي دؤآد مؤالفاً لأهل الأدب من أي بلد كانوا. وكان قد ضم إليه جماعة يمونهم، فلما مات

(17/42)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 43
اجتمع ببابه جماعة منهم، فقالوا: يدفن من كان على ساقه الكرم وتاريخ الأدب ولا نتكلم فيه إن هذا لوهن وتقصير. فلما طلع سريره قام ثلاثة منهم، فقال أحدهم:
(اليوم مات نظام الفهم واللسن .......... ومات من كان يستعدي على الزمن)

(وأظلمت سبل الآداب إذ حجبت .......... شمس المكارم في غيم من الكفن)
وقال الثاني:
(ترك المنابر و السرير تواضعاً .......... وله منابر لو يشاء وسرير)
)
(ولغيره بجبى الخراج وإنما .......... تجبى إليه محامد وأجور)
وقال الثالث:
(وليس نسيم المسك ريح حنوطه .......... ولكنه ذاك الثناء المخلف)

(وليس هرير النعش ماتسمعونه .......... ولكنها أصلاب قوم تقصف)
قال أبو روق الهزاني: حكى لي ابن ثعلبة الحنفي عن أحمد بن المعذل أن ابن أبي دؤآد كتب إلى رجل من أهل المدينة: إن تابعت أمير المؤمنين في مقالته استوجبت حسن المكافأة. فكتب إليه: عصمنا الله وإياك من الفتنة. الكلام في القرآن بدعة يشترك فيها السائل والمجيب. تعاطى السائل ما ليس له، وتكلف المجيب ما ليس عليه. ولا نعلم خالقاً إلا الله، وما سواه مخلوق إلا القرآن، فإنه كلام الله. وعن المهتدي بالله محمد بن الواثق قال: كان أبي إذا أراد أن يقتل رجلاً أحضرنا ذلك إلى المجلس. فأتى بشيخ مخضوب مقيد، فقال أبي: ائذنوا لابن أبي دؤآد وأصحابه. فأدخل الشيخ، فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين. فقال له: لاسلم الله عليك. قال: بئس ما أدبك مؤدبك. قلت في رواتها غير مجهول.

(17/43)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 44
فقال له ابن أبي دؤآد: يا شيخ ما تقول في القرآن فقال: لم تنصفني، ولي السؤال. قال: سل. قال: ما تقول في القرآن قال: مخلوق. قال: هذا شيء علمه النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر، وعمر، والخلفاء الراشدون، أم شيء لم يعلموه فقال يعني ابن أبي دؤآد: شيء لم يعلموه. فقال: سبحان الله، شيء لم يعلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أبو بكر ولا الخلفاء الراشدون علمته أنت. فخجل ابن أبي دؤآد فقال: أقلني. قال: أقلتك. ما تقول في القرآن قال ابن أبي دؤآد: مخلوق. قال: هذا شيء علمه رسول الله صلى الله عليه وسلم والخلفاء قال: علموه، ولم يدعوا الناس إليه. قال: أفلا وسعك ما وسعهم فقام أبي الواثق ودخل خلوته، واستلقى على ظهره وهو يقول: هذا شيء لم يعلمه النبي صلى الله عليه وسلم، ولا أبو بكر، ولا عثمان، ولا علي، ولم يدعوا إليه، أفلا وسعك ما وسعهم. ثم دعا عماراً الحاجب، وأمره أن يرفع عنه القيود، ويعطيه أربعمائة دينار، وسقط من عينه ابن أبي دؤآد. ولم يمتحن بعدها أحداً. قال أبو ثعلب: أنشدني أبو الحجاج الأعرابي:
(نكست الدين يا ابن أبي دؤآد .......... فأصبح من أطاعك في ارتداد)

(زعمت كلام ربك كان خلقاً .......... أما لك عند ربك من معاد)
)

(17/44)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 45
(كلام الله أنزله بعلم .......... وأنزله على خير العباد)

(ومن أمسى ببابك مستضيفاً .......... كمن حل الفلاة بغير زاد)

(لقد أظرفت يا ابن أبي دؤآد .......... بقولك إنني رجل إيادي)
وقال أبو بكر الخلال في كتاب السنة: ثنا الحسن بن أيوب المخرمي قال: قلت لأحمد بن حنبل: ابن أبي دؤآد قال: كافر بالله العظيم. وقال: ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي: سمعت بشر بن الوليد يقول: استتيب ابن أبي دؤآد من القرآن مخلوق في ليلة ثلاث مرات، يتوب ثم يرجع. وقال: حدثني محمد بن أبي هارون: أن اسحاق بن ابراهيم بن هانئ قال: حضرت العيد مع أبي عبد الله، فإذا بقاص يقول: على ابن أبي دؤآد لعنة الله، وحشى الله قبره ناراً. فقال أبو عبد الله: ما أنفعهم للعامة. وقال خالد بن خداش: رأيت في المنام كأن أتياً أتاني بطبق وقال: اقرأه. فقرأت بسم الله الرحمن الرحيم. ابن أبي دؤآد يريد أن يمتحن الناس. فمن قال القرآن كلام الله، كسي خاتماً من ذهب، فصه ياقوتة حمراء، وادخله الله الجنة وغفر له. ومن قال: القرآن مخلوق، جعلت يمينه يمين قرد، فعاش بعد ذلك أربعين يوماً ويومين ثم يصير إلى النار. ورأيت قائلاً يقول: مسخ ابن أبي دؤآد، ومسخ شعيب، وأصاب ابن سماعة فالج، وأصاب آخر الذبحة. ولم يسم هذا منام، صحيح الاسناد. وشعيب هو ابن سهل القاضي من الجهمية.

(17/45)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 46
وقد رمي ابن أبي دؤآد بالفالج وشاخ. فعن أبي الحسين بن الفضل: سمع عبد العزيز بن يحيى المكي قال: دخلت على أحمد بن أبي دؤآد وهو مفلوج، فقلت: لم آتك عائداً، ولكن جئت لأحمد الله على أن سجنك في جلدك. وقال الصولي: أن المغيرة بن محمد المهلبي قال: مات أبو الوليد محمد بن أحمد بن أبي دؤآد هو وأبوه منكوبين في ذي الحجة، سنة تسع وثلاثين، ومات أبوه في السبت لسبع بقين من المحرم سنة أربعين. قال الصولي: ودفن في داره ببغداد. احمد بن أبي رجاء ابو الوليد الحنفي الهروي. قال البخاري: هو ابن عبد الله بن أيوب. وقال أبو عبد الله الحاكم: أحمد بن عبد الله بن واقد بن الحارث، وساق نسبه إلى دول بن حنيفة. وقال: إمام عصره بهراة من الفقه والحديث. طلب مع أحمد بن حنبل، وكتب بانتخابه. قلت: روى عن: ابن عيينه، ويحيى القطان، والنضر بن شميل، ويحيى بن آدم، وأبي أسامة، وجماعة. وعنه: خ.، والدارمي، وأبو زرعه، وأبو حاتم، وحمدويه بن خطاب البخاري مستملي البخاري.

(17/46)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 47
توفي في نصف جمادى الآخرة سنة اثنين وثلاثين.)
5 (أحمد بن سريج)
هو أحمد بن عمر. سيأتي في الطبقة الآتية بعد أبي مصعب الزهري. أحمد بن سنان أبو عبد الله القشيري النيسابوري الخزقني، وخزقن من قرى نيسابور. سمع: ابن عيينة، وأبا معاوية، ووكيعاً وسلم بن سالم. وعنه: العباس بن حمزة، وأبو يحيى الخفاف، وجماعة. توفي سنة تسع وثلاثين. أحمد بن عبد الله بن أبي شعيب مسلم مولى عمر بن عبد العزيز الأموي. أبو الحسن الحراني، والد الحسن، وجد المسند أبي شعيب عبد الله ابن الحسن الحراني. سمع: زهير بن معاوية، والحارث بن عمير، وعيسى بن يونس، وموسى بن أعين، وجماعة، وجماعة. وعنه: د.، وخ. ت. ن بواسطة، وأحمد بن فيل البالسي، وحفيده ابو شعيب، وصالح بن علي النوفلي، ومحمد بن جبلة الرافقي، ومحمد بن يحيى بن كثير الحراني، وأبو زورعة الرازي، وطائفة.

(17/47)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 48
قال أبو حاتم: صدوق، ثقة. وقال ابن كثير الحراني: توفي سنة ثلاث وثلاثين. وقيل غير ذلك، والأول أصح. أحمد بن عبد الله بن قيس بن سلمان بن بريدة بن الخصيب الأسلمي المروزي. عن: النضر بن شميل، وعبد الله بن بكر، وشبابة. وعنه أبو حاتم وقال: صدوق، كتبت عنه بالري سنة ثلاثين. أحمد بن عبد الصمد بن علي أبو أيوب الأنصاري الرزقي. حدث ببغداد عن: ابن عيينة، وعبد الله بن النمير. وعنه: الحسن بن علي المعمري، وأبو القاسم البغوي، وغيرهما.

(17/48)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 49
أحمد بن عمار بن شادي الوزير أبو العباس. وزير المعتصم كان من أهل المذار فانتقل أبوه إلى البصرة زمن الرشيد. وكان أبو العباس موصوفاً بالعفة والصدق، فاحتاج الفضل بن مروان الوزير إلى من يقوم بأمر ضياع أقطعها المعتصم. فنهض ابن عمار بذلك، وبالغ، فطلبه الفضل ونوه بذكره، وأخذ يصف عفته للمعتصم. فلما نكب المعتصم الفضل لم تثق نفسه إلى أمير إلا ابن عمار، فولاه العرض عليه، وسماه الناس وزيراً. وكان جده شادي طحاناً وكذلك هو، فأثرى وكثر ماله وتقدم. قال عون بن محمد: ولى المعتصم العرض عليه لثقته، ولما كان يصفه به الفضل، ولم يكن ممن) تصلح له الوزارة ولا مخاطبة الملوك. قال الصولي: وثنا أحمد بن اسماعيل قال: عرض أحمد بن عمار الكتب أربعة أشهر، وخوطب بالوزارة، ونفذت عنه الكتب، فورد يوماً كتاباً من عبد الله بن طاهر أحب المعتصم أن يجيب عنه سراً، فدعا ابن عمار وقال: أجب عنه بحضرتي، فلم يقم بذلك حتى أحضر بعض الكتاب. ولما رأى عجزه هم بعزله. وكان المعتصم يقول لمحمد بن عبد الله الزيات: يا محمد ما أحوج ابن عمار إلى ان يكون مع عفته مثل فصاحتك. قال الصولي: ثنا محمد بن القاسم قال: كان أحمد بن أبي دؤاد يحب بقاء أمر ابن عمار عليه، لئلا يصير الأمر إلى ابن الزيات، فإنه يبغضه. وقيل إن ابن عمار كان يتصدق كل يوم بمائة دينار، مع ماهو فيه من الأمانة، فنبل بذلك المعتصم أيضاً، وكان كثير الأموال.

(17/49)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 50
قال الصولي: ثنا أحمد بن شهريار، عن أبيه قال: كان ابن عمار يختم في كل ثلاثة أيام ختمة، فلما عزل عن العرض رسم له بديوان الأزمة، فامتنع، واستأذن في المجاورة سنة، فأذن المعتصم له، ووصله بعشرة آلاف دينار، ثم أعطاه خمسة وعشرين ألف دينار، ففرقها بمكة. توفي بالبصرة سنة ثمان وثلاثين ومائتين كهلاً. أحمد بن عمران بن عيسى المري الموصلي المقريء، روى جامع سفيان الثوري عن المعافى بن عمران. روى عنه: عبيد الله بن أبي جعفر. وتوفي سنة خمس وثلاثين. أحمد بن عمر بن حفص بن جهم بن واقد أبو جعفر الكندي الكوفي الجلاب الضرير المقريء المعروف بالوكيعي. نزيل بغداد. والد ابراهيم. روى عن: حفص بن غياث، وابن فضيل، وأبي معاوية، وحسين الجعفي، وعبد الحميد الجماني، وجماعة. وعنه: م.، وابو داود في المسائل له، وابراهيم الحربي، وأحمد بن علي القاضي المروزي، وأحمد بن علي الأبار، وأحمد بن علي الموصلي أبو يعلي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، ونصر بن القاسم الفرائضي، وطائفة.

(17/50)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 51
وثقة ابن معين، وغيره، ومات في صفر سنة خمسين وثلاثين. قال العباس ين مصعب: سمعت أحمد بن يحيى الكهشميني، وكان معروفاً بالفضل والعقل، يقول: سمعت أحمد بن عمر الوكيعي يقول: وليت المظالم بمرو اثنتي عشر سنة، فلم يرد علي حكم إلا وأنا أحفظ فيه حديثاً، فلم احتج إلى الرأي ولا إلى أهله. وقد روي القراءة عن يحيى بن آدم.) أحمد بن محمد بن موسى السمسار المروزي مردويه، وربما قيل فيه: أحمد بن موسى. عن: ابن المبارك، وجرير، واسحاق الأزرق. وعنه: خ.، ت، ن. وقال: لابأس به. قال أحمد بن أبي خيثمة: مات سنة خمس وثلاثين. وممن روى عنه:

(17/51)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 52
محمد بن عمر الرملي، وعبد الله بن محمود المروزي. وكان يكثر عن ابن المبارك. وسمع من النضر بن محمد المروزي، شيخ يروى عن يحيى بن سعيد الأنصاري. وقال الشيرازي: توفي في ثمان وثلاثين ومائتين. أحمد بن معاوية أبو بكر الباهلي البصري. سمع: عباد بن عباد، وأبا بكر بن عياش، وعنه: محمد بن محمد الباغندي، وغيره. قال الخطيب: لا بأس به. أحمد بن المعذل بن غيلان بن الحكم أبو العباس العبدي البصري المالكي الفقيه المتكلم. قال أبو اسحاق الشيرازي: كان من أصحاب الملك بن الماجشون، ومحمد بن مسلمة. وكان ورعاً متبعاً للسنة. وكان مفوهاً له مصنفات.

(17/52)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 53
وقال غيره: سمع من بشر بن عمر الزهراني، وغيره، وكان بصيراً بمذهب مالك. وعليه تفقه اسماعيل القاضي وأخوه حماد، ويعقوب بن شيبة السدوسي. وقال أبو بكر النقاش: قال لي أبو خليفة الجمحي: أحمد بن المعذل أفضل من أحمدكم، يريد أحمد بن حنبل. وقال أبو اسحاق الحضرمي: كان أحمد بن المعذل من الفقه والسكينة والأدب والحلاوة في غاية. وكان أخوه عبد الصمد بن المعذل الشاعر يؤذيه ويهجوه. وكان أحمد يقول له: أنت كالإصبع الزائدة، إن تركت شانت، وإن قطعت آلمت. ولأحمد بن المعذل أخبار. وكان أهل البصرة يسمونه الراهب لدينه وتعبده. قال أبو داوود: كان ابن المعذل ينهاني عن طلب الحديث. وقال يموت بن المزرع، عن المبرد، عن أحمد بن المعذل قال: كنت عند ابن الماجشون، فجاء بعض جلسائه فقال: يا أبا مروان أعجوبة. قال: وما هي قال: خرجت إلى حائطي بالغابة، فعرض لي رجل فقال: اخلع ثيابك، فأنا أولى بها. قلت: ولم قال: لأني أخوك وأنا عريان. قلت فالمواساة قال: قد لبستها برهة. قلت: فتعريني فتبدو عورتي قال: قد روينا عن مالك أنه قال: لا بأس للرجل أن يغتسل عرياناً. قلت: يلقاني الناس فيرون عورتي. قال: لو كان أحد يلقاك في هذه الطريق ما عرضت لك.

(17/53)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 54
قلت: أراك ظريفاً، فدعني حتى أمضي إلى حائطي فأبعث بها إليك. قال: كلا،) أردت أن توجه عبيدك فيمسوكوني. قلت أحلف لك. قال: لا روينا عن مالك قال: لا تلزم الايمان التي يحلف بها اللصوص. قلت: فأحلف أني لا احتال في يميني. قال: هذه يمين مركبة. قلت دع المناظرة، فوالله لأوجهن بها إليك طيبة بها نفسي. فأطرق ثم قال: تصفحت امر اللصوص من عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى وقتنا، فلم أجد لصاً أخذ بنسيئة، وأكره أن أبتدع في الاسلام بدعة يكون علي وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة، اخلع ثيابك. فخلعتها، فأخذها وانصرف. وقال حرب الكرماني: سالت أحمد بن حنبل أيكون من أهل السنة، من قال: لا أقول مخلوق ولاغير مخلوق. قال: لا، ولا كرامة. وقد بلغني عن ابن معذل الذي يقول بهذا القول أنه فتن الناس من أهل البصرة كثير. وقال أبو قلابة الرقاشي: قال لي أحمد بن حنبل: ما فعل ابن معذل قلت: هو على نحو مابلغك. قال: أما إنه لا يفلح. وقال نصر بن علي: قال الأصمعي، ومر به أحمد بن معذل فقال: لا تنتهي أو تفتق في الاسلام فتقاً. قلت: قد كان ابن المعذل من بحور العلم، لكنه لم يطلب الحديث، ودخل في الكلام، ولهذا توقف في مسألة القرآن، رحمه الله. أحمد بن نصر بن مالك بن الهيثم بن عوف بن وهب

(17/54)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 55
أبو عبد الله الخزاعي المروزي البغدادي الشهيد. كان جده مالك بن الهيثم أحد نقباء بني العباس في ابتداء الدولة السفاحية. وهو من ذرية عمرو بن لحي بن قمعة بن خندف، وإليه جماع خزاعة، ويقال لهم بنو كعب. قال النبي صلى الله عليه وسلم: رأيت عمرو بن لحي يجر قصبه في النر لأنه أول من بحر البحيرة، وسيب السائبة، وغير دين اسماعيل وكان أحمد بن نصر شيخاً جليلاً، أماراً بالمعروف، قوالاً بالحق، من أولاد الأمراء. سمع من: مالك، وحماد بن زيد، وهشيم، وسفيان بن عيينة. وروى اليسير عنه: أحمد بن ابراهيم الدورقي، وابنه عبد الله بن الدورقي، ومعاوية بن صالح الأشعري الحافظ، ومحمد بن يوسف الطباع، وجماعة. وروى أبو داود في المسائل عنه. وقال ابراهيم بن الجنيد: سمعت يحيى بن معين يترحم عليه ويقول: ختم الله له بالشهادة. قلت: فكتبت عنه قال: نعم، كان عنده مصنفات هشيم كلها، وعن مالك أحاديث كبار. ثم قال ابن معين: كان أحمد يقول: ما دخل عليه أحد يصدقه، يعني الخليفة سواه.

(17/55)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 56
ثم قال يحيى بن معين: ما كان يحدث يقول: لست موضع ذلك. وقال الصولي: وكان أحمد بن نصر من أهل الحديث، وكان هو وسهل بن سلامة حين كان) المأمون بخراسان بايعاً الناس على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إلى أن قدم المأمون بغداد، فرفق بسهل حتى لبس السواد، وأخذ الأرزاق، ولزم أحمد بيته. ثم إن أمره تحرك ببغداد في آخر أيام الواثق، واجتمع إليه خلق يأمرون بالمعروف، إلى أن ملكوا بغداد. وتعدى رجلين من أصحابه موسرين، فبذلا مالاً وعزما على الوثوب ببغداد في شعبان سنة إحدى وثلاثين، فنم الخبر إلى اسحاق بن ابراهيم، فأخذ جماعة منهم، فيهم أحمد بن نصر وصاحباه، فقيدهما. ووجد في منزل أحدهما أعلاماً. وضرب خادماً لأحمد، فأقر أن هؤلاء كانوا يصيرون إليه ليلاً فيعرفونه ما عملوا، فحملهم اسحاق مقيدين إلى سامراء فجلس لهم الواثق، وقال لأحمد: دع ما أخذت له. اتقول في القرآن قال: كلام الله. قال: أمخلوق هو قال: كلام الله قال: أفترى ربك في القيامة قال: كذا جاءت الرواية. قال: ويحك يرى كما يرى المحدود المتجسم، ويحويه مكان، ويحصره الناظر أنا كفرت برب هذه صفته، ما تقولون فيه فقال عبد الرحمن بن اسحاق، وكان قاضياً على الجانب الغربي، فعزل: هو حلال الدم. وقال جماعة من الفقهاء كقوله، فأظهر ابن أبي دؤآد أنه كان كاره لقتله، وقال: يا امير المؤمنين شيخ مختل، لعل به عاهة، أو تغير عقله، يؤخر أمره ويستتاب. فقال الواثق: ما أراه إلا مؤدياً لكفره، قائماً بما يعتقده منه. ثم دعا بالصمصامة وقال: إذا قمت إليه لا يقومن أحد معي، فإني احتسب خطاي إلى هذا الكافر الذي يعبد رباً لا نعبده ولا نعرفه بالصفة التي وصفه بها.

(17/56)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 57
ثم أمر بالنطع، فأجلس عليه وهو مقيد، وامر بشد رأسه بحبل، وأمرهم أن يمدوه، ومشى إليه فضرب عنقه، وأمر بحمل رأسه إلى بغداد، فنصبت بالجانب الشرقي أياماً، وفي الجانب الغربي أياماً، وتتبع رؤساء أصحابه فسجنوا. وقال الحسن بن محمد الحربي: سمعت جعفر بن محمد الصائغ يقول: رأيت أحمد بن نصر حيث ضربت عنقه قال رأسه لا إله إلا الله. قال المروزي: سمعت أبا عبد الله وذكر أحمد بن نصر فقال: رحمه الله، ما كان أسخاه، لقد جاد بنفسه. وقال الحاكم عن القاسم بن القاسم السياري، عن شيخ له، هو رئيس مرو أبو العباس أحمد بن سعيد بن مسعود المروزي قال: هذه نسخة الورقة المعلقة في أذن أحمد بن نصر بن مالك، دعاه عبد الله الإمام هارون إلى القول بخلق القرآن ونفي التشبيه، فأبى إلا المعاندة، فعجله الله إلى ناره. وكتب محمد بن عبد الله: وقيل إن الواثق حنق عليه لأنه ذكر للواثق حديثاً فقال له الواثق: تكذب. فقال: بل أنت تكذب. وقيل إنه قال له: يا صبي. وقيل إنه كان يقول عن الواثق إذا خلا: فعل) هذا الخنزير. وقال: هذا الكافر. وبلغ ذلك للواثق، وخاف أيضاً من خروجه، فقتله بحجة خلق القرآن، ليومين بقيا من شعبان. وكان شيخاً أبيض الرأس واللحية، وكان في سنة إحدى وثلاثين. قال أحمد بن كامل القاضي أخبرني أنه رآه، وأخبرني أنه وكل

(17/57)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 58
بالرأس من يحفظه، وأن الموكل به ذكر أنه يراه في الليل يستدبر القبلة بوجهه، فيقرأ سورة ياسين بلسان طلق. وأنه لما أخبر بذلك طلب فخاف وهرب. قلت: هذه حكاية لايصح إسنادها. وروي نحوها باسناد فيه عثمان بن محمد العثماني، وهو ثقة. وقال أبو العباس السراج: سمعت يعقوب بن يوسف المطوعي، وهو ثقة، يقول: لما جيء بالرأس نصبوه على الجسر، فكانت الريح تديره قبل القبلة، فأقعدوا له رجلاً معه قصب أو رمح، فكان إذا دار نحو القبلة أداره إلى خلاف القبلة. وقال السراج: سمعت خلف بن سالم يقول بعدما قتل أحمد بن نصر وقيل له: آلا تسمع ما الناس فيه يا أبا محمد يقولون: إن رأس أحمد بن نصر يقرأ قال: كان رأس يحيى بن زكريا يقرأ. وقال السراج: سمعت عبد الله بن محمد يقول: ثنا ابراهيم بن الحسن قال: رأى بعض أصحابنا أحمد بن نصر في النوم فقال: ما فعل بك ربك قلت: ما كانت إلا غفوة حتى لقيت الله، فضحك إلي. وقال رجل اسمه محمد بن عبيد: رأيت أحمد بن نصر، فقلت: ما صنع الله بك قال: غضبت له فأباحني النظر إلى وجهه. قال الخطيب: لم يزل الرأس منصوباً ببغداد، والجسد مصلوباً بسر من رأى ست سنين، إلى أن أنزل وجمع، فدفن بالجانب الشرقي.

(17/58)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 59
وقال غيره: دفن في شوال سنة سبع وثلاثين ومائتين، رضي الله عنه. أحمد بن أبي نافع المري الموصلي عن المعافى بن عمران، وعفيف بن سالم. وعنه: أبو عبد الله الدعاء. توفي سنة خمس وثلاثين. وهو أبو يعلى الموصلي. له مناكير. وروي عنه علي بن الحسين بن الجنيد. كنيته أبو سلمة. أحمد بن أبي أحمد الجرجاني. نزيل أطرابلس الشام. حدث عن اسماعيل بن علية، وشبابه بن سوار، وعنه: هنبل بن محمد الحمصي، ومحمد بن عوف الطائي الحافظ، ومحمد بن يزيد عبد الصمد، وآخرون. وقيل: اسم أبيه محمد. وكنيته أبو محمد. أخبرنا عمر بن عبد المنعم، أنا عبد الصمد بن محمد حضوراً في الرابعة، أنا علي بن مسلم الفقيه سنة ست وعشرين وخمسمائة، أنا الحسن بن أحمد بن أبي الحديد، أنا علي بن موسى السمسار، أنا مظفر) بن حاجب الفرغاني، ثنا

(17/59)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 60
محمد بن يزيد، ثنا أحمد بن أبي أحمد، ثنا محمد بن يزيد الواسطي، أنا صدقة الدقيقي، عن أبي عمران الجوني، عن أنس، قال: وقت لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في تقليم الأظافر، وقص الشارب، وحلق العانة، أربعين يوماً. ابراهيم بن أيوب الحوراني الزاهد روى عن الوليد بن مسلم، وحموة بن ربيعة، وسويد بن عبد العزيز، وأبي سلمان الداراني، وغيرهم. وعنه: يعقوب الفسوي، وأحمد بن علي الأبار، وأحمد بن زبان الكندي، وغيرهم.

(17/60)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 61
توفي في أحد الربيعين من سنة ثمان وثلاثين، وما أعلم فيه جرحاً. قال أحمد بن علي الأبار الحافظ: ثنا محمد بن مقاتل الصيرفي، ثنا ابراهيم بن أيوب الحوراني قال: كان على حمص قاض طويل اللحية كنيته أبو العشق، وكان نقش خاتمه ثبت الحب ودام، وعلى الله التمام. قال ابن أبي حاتم: كان ابراهيم بن أيوب من العباد، رحمه الله. ابراهيم بن بشار الخراساني الصوفي صاحب ابراهيم ابن أدهم، طال عمره وبقي إلى بعد الثلاثين روى عن إبراهيم بن أدهم وحماد بن زيد، والفضيل بن غياض. روى عنه: أحمد بن أحمد بن عون البزوري، وابراهيم بن نصر المنصوري، وأبو العباس السراج. وذكره ابن حبان في الثقات. قال الدراقطني: تأخرت وفاته. ابراهيم بن الحجاج بن زيد السامي الناجي ن

(17/61)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 62
أبو اسحاق البصري. عن: أبان بن يزيد العطار، وحماد بن سلمة، وعبد العزيز بن المختار، ووهيب بن خالد، ومزاحم بن العوام بن مزاحم، وجماعة. وعنه: ن بواسطة، وابراهيم بن هاشم البغوي، وأبو بكر أحمد بن علي بن سعيد القاضي، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو يعلى، وجعفر الفرياني، والحسن بن سفيان، وعثمان بن خرزاد، ومحمد بن عبدة بن حرب، ومحمد بن محمد الجذوعي القاضي، ومروسى بن هارون وآخرون. وثقة ابن حبان وقال: مات سنة إحدى وثلاثين وقال موسى بن هارون: سنة ثلاث وثلاثين وهو الصحيح. وقع لي من عواليه. قال موسى: سألته عن مولده فقال: سنة ست وأربعين ومائة. ابراهيم بن الحجاج ن أبو إسحاق النيلي البصري. والنيل مدينة بين واسط والكوفة. عن حماد بن زيد، وأبي عوانة، وسلام بن أبي مطيع، وغيرهم. وعنه: ن. بواسطة، وأبو يعلى، وأحمد بن علي بن سعيد) القاضي، والحسن بن سفيان، وغيرهم.

(17/62)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 63
ذكره ابن حبان أيضاً في الثقات. وقال ابن قانع: مات بالبصرة سنة اثنين وثلاثين. روى له ن. حديثاً في الأشربة. ابراهيم بن الحسن بن نجيح الباهلي المقريء البصري. التبان العلاف. عن حماد بن زيد، ويونس بن حبيب. وقرأ على: سلام بن سليمان الطويل. وعنه: أبو حاتم وأبو زرعة وأبو حاتم السجستاني وعبد الله بن أحمد بن حنبل قال أبو حاتم: شيخ ثقة بصير بالقرآن. وقال محمد بن جرير: مات سنة خمس وثلاثين ومائتين. ابراهيم بن خالد بن اليمان د. ق.

(17/63)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 64
أبو ثور الكلبي البغدادي، الفقيه أحد الأعلام. وقيل كنيته أبوعبد الله، ولقبه أبو ثور. عن: ابن عيينة، وابن علية، وعبيدة بن حميد وأبي معاوية، ووكيع، ومعاذ بن معاذ، وعبد الرحمن بن مهدي، والشافعي، ويزيد بن هارون، وجماعة. وعنه: د. ق.، ومسلم بن الحجاج خارج الصحيح، وأبو القاسم البغوي، والقاسم بن زكريا المطرز، ومحمد بن صالح بن ذريح، ومحمد بن اسحاق السراج، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، وجماعة. قال عبد الرحمن بن خاقان: سألت أحمد بن حنبل عن أبي ثور فقال: لم يبلغني إلا خيراً إلا أنه لا يعجبنى الكلام الذي يصيرونه في كتبهم،. وقال أبو بكر الأعين: سألت أحمد بن حنبل عنه فقال: أعرفه بالسنة منذ خمسين سنة وهو عندي في مسلاخ سفيان الثوري. وقال غيره إن رجلاً سأل أحمد بن حنبل عن مسألة فقال: سل غيرنا سل الفقهاء سل أبا ثور. وقال النسائي هو أحد الفقهاء، ثقة مأمون. وقال ابن حبان: كان أحد أئمة الدنيا فقهاً وعلماً وورعاً وفضلاً وخيراً، ممن صنف الكتب، وفرع على السنن، وذب عنها، وقمع مخالفيها.

(17/64)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 65
وقال بدر بن مجاهد: قال لي سليمان الشاذكوني: اكتب رأي الشافعي، واخرج إلى أبي ثور فاكتب عنه، لا يفوتنك بنفسه. وقال أبو بكر الخطيب: كان أبو ثور أولاً يتفقه بالرأي، ويذهب إلى قول اهل العراق، حتى قدم الشافعي بغداد، فاختلف إليه أبو ثور، ورجع عن الرأي إلى الحديث. وقال أبو حاتم: هو رجل يتكلم بالرأي فيخطيء ويصيب، وليس له محله محل المتسعين في الحديث. وقال عبيد محمد بن عبد البزار صاحبه: توفي أبو ثور في صفر سنة أربعين ومائتين. ابراهيم بن دينار م. أبو اسحاق التمار، بغدادي ثقة. سمع: هشيماً، ومعتمراً، وابن عيينة، وابن علية، وزياد بن عبد) الله البكائي، وروح بن عبادة. وعنه: م.، وأحمد بن أبي عوف البزوري، وأبو زرعة الرازي، وتمتام، وعبد الله بن أحمد، وأبو يعلى الموصلي، وجماعة.

(17/65)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 66
توفي سنة اثنين وثلاثين. ابراهيم بن العلاء بن الضحاك بن المهاجر د. أبو اسحاق الزبيدي الحمصي، زبريق، والد اسحاق، ومحمد. سمع: اسماعيل بن عياش، وبقية، الوليد بن مسلم، وثوابة بن عون الحموي، وجماعة. وعنه: د.، وأحمد بن علي الأبّار، وبقيّ بن مخلد، وجعفر الفريابي، وحفيده عمرو بن إسحاق بن زبريق ومحمد بن جعفر بن يحيى بن رزين الحمصي وطائفة. قال أبو حاتم: صدوق.

(17/66)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 67
وقال ابن رزين: توفي سنة خمسٍ وثلاثين ومائتين. إبراهيم بن محمد بن سليمان الشامي مجهول، لم يروِ عنه غير محمد بن الفيض الغسّاني، وذكر أنه توفي سنة اثنتين وثلاثين ومائتين. قال أبو أحمد الحاكم: نا ابن الفيض، نا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن سليمان بن بلاد بن أبي الدرداء: حدثني أبي، عن أبيه سليمان، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء قال لما دخل عمر الشام سأله بلال أن يقره به، ففعل ونزل دارياً. ثم إنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول له: ما هذه الجفوة يا بلال أما آن لك أن تزورني، فانتبه حزيناً وركب راحلته وقصد المدينة، فأتى قبر النبي صلى الله عليه وسلم، فجعل يبكي عنده ويمرّغ وجهه عليه. فأقبل الحسن والحسين، فضمهما وقبلهما، فقالا: نشتهي أن نسمع أذانك. ففعل، وعلا سطح المسجد، ووقف موقفه الذي كان يقف فيه، فلما أن قال: الله أكبر الله أكبر ارتجت المدينة. فلما أن قال: أشهد أن لا إله إلا الله ازدادت رجتها، فلما أن قال: أشهد أن محمداً رسول الله. خرج العواتق من خدورهن، وقبل: بُعث رسول الله صلى الله عليه وسلم. فما رُؤي يوم أكثر باكياً بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك اليوم. إسناده جيد ما فيه ضعيف، لكن إبراهيم مجهول. إبراهيم بن محمد بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن

(17/67)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 68
عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف بن قصي بن كلاب ن. ق. أبو إسحاق القرشي المطلبي ابن عم الشافعي، المكي. سمع: أباه، وفضيل بن عياض، وجده لأمه محمد بن علي بن شافع، والمنكدر بن محمد بن المنكدر، وحماد بن زيد، وعبد العزيز بن أبي حازم، وابن عيينة، وجماعة. وعنه: ق. ون. بواسطة، وأحمد بن سيار المروزي، وأبو بكر بن أبي عاصم، وبقي) بن مخلد، ومطين. وثّقه النسائي، وغيره. ومات سنة سبع أو ثمان وثلاثين ومائتين. ابراهيم بن محمد بن خازم د. مولى بني سعد، أبو اسحاق ولد أبي معاوية الضرير الكوفي بن أبيه، وأبي بكر بن عياش، ويحيى بن عبس الرملي. وعنه: د. وبقي بن مخلد، وعبيد بن عثمان، ومحمد بن أبي عثمان بن أبي شيبة، ومطين، والحسن بن سفيان، وجماعة. قال أبو زرعة: صدوق صاحب سنة،

(17/68)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 69
مات سنة ست وثلاثين ومائتين. ابراهيم بن محمد البختري أبو اسحاق الموصلي. عن: شريك، وأبي عوانة، وحماد بن زيد. وعنه: ابراهيم بن الهيثم الزهيري، وأبو نصر الخفاف، وغيرهما، توفي سنة ست أيضاً. ابراهيم بن محمد بن عرعرة بن البرند بن النعمان بن علجة بن الأقنع بن كزمان بن الحارث بن حارثة بن مالك بن سعدة بن عبيدة بن الحارث بن سامة بن لؤي بن غالب م. أبو اسحاق القرشي السامي البصري، نزيل بغداد. عن: جعفر بن سليمان الضبعي، وحرمي بن عمارة، والخليل بن أحمد المزني، وعبد الرحمن بن مهدي، ويحيى القطان، وعبد الرزاق، وعبد الوهاب الثقفي، وجده عرعرة، وغندر، وطائفة. وعنه: م.، وابراهيم الحربي، وأحمد بن أبي خيثمة، وأبو زرعة

(17/69)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 70
الرازي، وأبو حاتم، وأبو يعلى، وأحمد بن الحسن الصوفي، وآخرون. قال أبو حاتم: صدوق. قال محمد بن عبيد الله: كنت عند أحمد بن حنبل، فقيل له: إنهم يكتبون عن ابراهيم بن عرعرة، فقال: أف، لا يبالون عمن يكتبون. وروى الأثرم، عن أحمد أنه غمز ابن عرعرة. وقال علي بن الحسن بن حبان: وجدت بخط أبي: قلبت لابن معين: ابن عرعرة فقال: ثقة معروف بالحديث مشهور بالطلب، كيس الكتاب، ولكنه يفسد نفسه. يدخل في كل شيء. وقال ابن عدي: ثنا القاسم بن صفوان البرذعي قال: قال لنا عثمان بن حرزاذ: أحفظ من رأيت أربعة، فذكر ابراهيم بن عرعرة منهم. قال موسى بن هارون: مات لسبع بقين من رمضان سنة إحدى وثلاثين. ابراهيم بن مخلد الطالقاني د. عن: رشدان بن سعد، وابن المبارك، وعبد الرحمن بن مغراء، وأبي

(17/70)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 71
بكر بن عياش، وجماعة. وعنه: د.، وأبو الزنباع المصري، ومحمد بن منصور الطوسي.) إبراهيم بن منذر بن عبد الله بن المنذر بن المغيرة بن عبد الله بن خالد بن حزام بن خويلد بن أسد خ. ت. س. ق. أبو إسحاق الأسدي المدني المعروف بالحزامي. وخالد هو أخو حكيم بن حزام. كان إبراهيم بن منذر من أئمة الحديث بالمدينة. روى عن: سفيان بن عيينة، وابن وهب، ومعن بن عيسى، وابن أبي فديك، وأبي ضمرة، والوليد بن مسلم، وخلق كثير. وعنه: خ. ق وت. س. بواسطة، وأحمد بن إبراهيم البسري، وثعلب النحوي، وبقي بن مخلد، وابن أبي الدنيا، وأبو جعفر محمد بن أحمد الترمذي، ومحمد بن إبراهيم البوشنجي، ومطين، ومسعدة بن سعد العطار، وخلق.

(17/71)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 72
قال صالح جزرة: صدوق. وكذا قال أبو حاتم. وقال عثمان الدرامي: رأيت يحيى بن معين كتب عن إبراهيم بن المنذر أحاديث ابن وهب ظننتها المغازي وقال عبدان بن أحمد الهمداني سمعت أبا حاتم يقول: إبراهيم بن المنذر أعرف بالحديث من إبراهيم بن حمزة، إلا أنه خلط في القرآن. جاء إلى أحمد بن حنبل فاستأذن عليه، وجلس حتى خرج فسلم عليه، فلم يرد عليه السلام. وقال الأثرم: سمعت أبا عبد الله يقول: أي شيء يبلغني عن الحزامي لقد جاءني بعد قدومه من العسكر، فلّما رأيته أخذتني أخبرك الحمية، فقلت: ما جاء بك إلي. قالها أبو عبد الله بانتهار. قال: فخرج فلقي أبو يوسف، يعني عمّه، فجعل يعتذر. قال يعقوب الفسوي: مات في المحرم سنة ست و ثلاثين. وقيل: حفظ عن مالك مسألة. إبراهيم بن موسى الوردولي.

(17/72)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 73
الفقيه، شيخ أصحاب الرأي. رحل وطلب العلم وسمع من: فضيل بن عياض، ومعتمر بن سليمان، وعبد الله بن المبارك، وسفيان، وجماعة. وعنه: عبد الرحمن بن عبد المؤمن المهلبي، وأحمد بن حفص السعدي، وغيرهما. إبراهيم بن مهران. أبو إسحاق المروزي. حدث ببغداد عن الليث بن سعد، وشريك، وابن لهيعة.

(17/73)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 74
وعنه: عبد الله بن أحمد بن حنبل، وموسى بن هارون، وعمر بن حفص السدوسي. إبراهيم بن أبي الليث نصر.) أبو إسحاق، بغدادي ضعيف. روى عن: فرج بن فضالة، وعبيد الله الأشجعي، وعنه: أحمد بن حنبل، وابنه عبد الله، وأبو يعلى الموصلي، وغيرهم. وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به. قال أبو حاتم: كان ابن معين يحمل عليه، والقواريري أحب إلي منه. وقال الخطيب: هو ترميذي الأصل، يروي أيضاً عن: شريك، وهشيم. وعنه ابن المديني، وإبراهيم بن هانيء. وقال أبو حاتم: كان أحمد يجمل القول فيه. قلت: ثم توقف علي في الرواية عنه. وقال أبو داوود: سمعت يحيى بن معين يقول: أفسد نفسه في خمسة أحاديث عنده، لو كانت في الجبل لكان ينبغي أن يرحل فيها. ثم قال أبو داوود صدوق. وقال عبد الله بن أحمد الدورقي: كنا نختلف إلى إبراهيم بن نصر بن أبي

(17/74)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 75
الليث سنة ست عشرة ومائتين أنا، وأبي، وابن معين، ومحمد بن نوح، وأحمد بن حنبل، في غير مجلس، نسمع منه تفسير لأشجعي، فكان يقرأ علينا من صحيفة كبيرة. فأول ما فطن له أبي أنه كذاب، فقال له أبي: يا أبا اسحاق هذه الصحيفة كأنها أصل الأشجعي فقال له: نعم، كانت له نسختان، فوهب لي نسخة. فسكت أبي، فلما خرجنا قال أبي: يا بنى، يذهب عناؤنا إلى هذا الشيخ باطلاً. الأشجعي كان رجلاً فقيراً، وكان يوصل، وقد رأيناه وسمعنا منه. من أين كان يمكنه أن تكون له نسختان فلا تقل شيئاً، وسكت. ولم يزل أمره مستوراً حتى حدث بحديث أبي الزبير، عن جابر في الرؤية، وأقبل يتبع كل حديث فيه رؤية يدعيه. فأنكر عليه ابن معين لكثرة ما ادعى. وحدث بحديث عون بن مالك: إن الله إذا تكلم تكلم بثلاثمائة لسان. فقال يحيى: هذا الحديث ى أنكر على نعيم الفارض، من أين سمع هذا من الوليد بن مسلم فجاء رجل خراساني فقال: أنا دفعته إلى ابراهيم بن أبي الليث في رقعة تلك الجمعة. فقال ابن معين: لا تسقط حديث رجل برجل واحد. فلما كان بعد قليل حدث بأحاديث حماد بن سلمة، عن يعلى بن عطاء، عن وكيع بن عدس عن عمه أبي رزين أين كان ربنا قبل أن يخلق السماوات والأرض، وضحك ربنا. فحدث بها عن هشيم، عن يعلى. فقال يحيى بن معين: ابراهيم بن أبي الليث كذاب، سرق الحديث.

(17/75)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 76
قال ابراهيم بن عبد الله بن الجنيد: سمعت يحيى يقول: صاحب الأشجعي كذاب خبيث. توفي سنة أربع وثلاثين. وقال يعقوب بن شيبة: كان أصحابنا كتبوا عن ابراهيم بن أبي الليث، ثم تركوه لأنه روى أحاديث موضوعة. وقد سمعت يحيى بن معين يقول: هو يكذب في الحديث. وقال الفلاس: كان يكذب. وكذا قال جزرة. ابراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى) أبو اسحاق الغساني الدمشقي. عن: أبيه، ومعروف الخياط، وعبد الله بن عياض الإسكندراني، وسويد بن عبد العزيز، وشعيب بن اسحاق. وقيل إنه روى عن سعيد بن عبد العزيز. روى عنه: ابنه أبو حارثة أحمد، ويعقوب الفسوي، وأبو زرعة الدمشقي، واحمد بن علي الأبار، وجعفر الفريابي، والحسن بن سفيان، ومحمد بن

(17/76)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 77
الحسن بن قتيبة العسقلاني، وطائفة وسواهم. ولد سنة خمسين ومائة. وهو صاحب حديث أبي ذر الطويل. تفرد به، عن ابيه، عن جده. قال الطبراني: لم يروه عن يحيى إلا ولده، وهم ثقات. وذكره ابن حبان في الثقات. وخرج حديثه الطويل وصححه. وأما ابن أبي حاتم فقال: قلت لأبي: لم لاتحدث عن ابراهيم بن هشام الغساني فقال: ذهبت إلى قريته، فاخرج لي كتاباً، رغم أنه سمعه من سعيد بن عبد العزيز، فنظرت فيه فإذا فيه أحاديث ضمرة، عن ابن شوذب، ورجاء بن أبي سلمة. فنظرت إلى حديثه فاستحسنته من حديث الليث بن سعد، عن عقيل، فقلت له: أذكر هذا. فقال: ثنا سعيد بن عبد العزيز، عن ليث بن سعد، عن عقيل، بالكسر. ورأيت في كتابه أحاديث عن سويد بن عبد العزيز، عن مغيرة، فقلت: هذه أحاديث سويد، فقال: ثنا سعيد بن عبد العزيز، عن سويد. وأظنه لم يطلب العلم وهو كذاب. قال عبد الرحمن: فذكرت لعلي بن الحسين بن الجنيد بعض هذا الكلام عن أبي، قال: صدق أبو حاتم، ينبغي أن لا تحدث عنه. قال محمد بن الفيض: مات سنة ثمان وثلاثين.

(17/77)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 78
وقال ابن الجوزي: قال أبو زرعة: كذاب. إبراهيم بن يوسف بن ميمون بن قدامة ن. وقيل ابن رزين. أبو اسحاق الباهلي البلخي المعروف بالماكياني. وماكيان من قرى بلخ، وهو أخو عصام، ومحمد. عن: حماد بن زيد، وأبي الأحوص، وخالد الطحان، ومالك، وشريك، واسماعيل بن جعفر، واسماعيل بن عياش، وهشيم، وطائفة. وعنه: ن.، ومحمد بن كرام بن شيخ الكرامية، وحامد بن سهل البخاري، وجعفر بن سوار الحافظ، ومحمد بن قدامة البلخي، وزكريا السجزي خياط السنة، ومحمد بن محمد الصديق البلخي، وخلق سواهم. وثقة النسائي، وابن حبان. وقال ابن حبان: كان ظاهر مذهبه الإرجاء، واعتقاده في الباطن السنة سمعت أحمد بن محمد: سمعت محمد بن داود الفوعي يقول: حلفت أني

(17/78)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 79
لا أكتب إلا عمن يقول: الايمان قول وعمل. فأتيت ابراهيم بن يوسف فأخبرته، فقال: اكتب عني، فإني أقول: الإيمان قول وعمل. وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم في كتاب الرد على الجهمية: حدثني عيسى بن بنت) ابراهيم بن يوسف شيخاً جليلاً من أصحاب الرأي، طلب الحديث بعد أن تفقه في مذهبهم، فأدرك ابن عيينة، ووكيعاً. فسمعت محمد بن محمد الصديق يقول: سمعته يقول: القرآن كلام الله، ومن قال مخلوق فهو كافر، بانت منه امرأته. ومن وقف فهو جهمي. وقال أبو يعلى الخليلي: روى عن مالك، عن ابن عمر: كل مسكر خمر:. ولم يسمع منه غيره، وذلك أنه حضر ليسمع منه وقتيبة حاضر، فقال لمالك: إن هذا يرى الإرجاء. فأمر أن يقام من المجلس، ولم يسمع منه غير هذا الحديث. ووقع له بهذا مع قتيبة عداوة، فأخرجه من بلخ، فنزل قرية بغلان. قلت: وكان ابراهيم بن يوسف شيخ بلخ وعالمها في زمانه. مات لأربع يقين من جمادى الأولى سنة تسع وثلاثين. ادريس بن سليمان بن يحيى بن أبي حفصة يزيد

(17/79)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 80
مولى مروان بن الحكم اليمامي الشاعر، أخو مروان بن أبي حفصة. شاعر مفلق بديع القول. فضله بعضهم على أخيه. وقد عاش بعد أخيه دهراً طويلاً. مدح الواثق، والمتوكل، وآل طاهر. روى عنه: أحمد بن أبي خثيمة، ويحيى بن علي المنجم. وكان الواثق يقول: ما مدحنى شاعر بمثل امدحنى به إدريس. وكان أعور، ويكنى أبا سليمان. قال أبو هفان هو من مروان. وأنشد المبرد لإدريس من قصيدة:
(يقول أناس إن مصر بعيدة .......... ومابعدت مصر وفيها ابن طاهر)

(وأبعد من مصر رجال نعدهم .......... بحضرتنا معروفهم غير حاضر)

(عن الخيرموتى، ماتبالي إن زرتهم .......... على طمع، أم زرت أهل المقابر)
ازداد بن جميل بن السبال عن: إسرائيل، وأبي جعفر الرازي، ومالك. وعنه: علي بن الحسين بن حبان، عبد الله بن اسحاق المدائني، وابن ناجية، وعمر بن أيوب السقطي. ذكره الخطيب هكذا ولم يتكلم فيه. اسحاق بن ابراهيم بن مخلد بن ابراهيم بن عبد الله بن مطر بن

(17/80)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 81
عبيد الله بن غالب بن وارث بن عبيد الله بن مرة بن كعب بن همام بن أسد بن مرة بن عمرو بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم ع. إلا ق. أنبأني بنسبه هذا أبو الغنايم القيسي: أنا أبو اليمن الكندي، أنا أبو منصور، أنا الخطيب أبو بكر: حدثني أبو الخطاب العلاء بن أبي المغيرة بن أحمد، عن ابن عمه أبي محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم قال: اسحاق بن راهوية هو اسحاق بن) ابراهيم، فذكره. قلت: هو أحد الأئمة الأعلام المتبوعين، أبو يعقوب التميمي الحنظلي المروزي الإمام، مزيل نيسابور وعالمها. ولد سنة إحدى وستين ومائة. وسمع من عبد الله بن المبارك سنة بضع وسبعين، فترك الرواية عنه

(17/81)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 82
لكونه لم يتقن الأخذ عنه كما يجب. وارتحل في كلب العلم سنة أربع وثمانين. قال علي بن إسحاق بن راهويه، فيما رواه عنه عثمان بن جعفر اللبان،: ولد أبي من بطن أمه مثقوب الأذنين، فمضى جدي راهويه إلى الفضل بن موسى، فسأله عن ذلك، فقال: يكون ابنك رأساً إما في الخير، وإما في الشر. وقال أحمد بن سلمة: سمعت اسماق بن ابراهيم يقول: قال لي عبد الله بن طاهر: لم قيل لك ابن راهوية وما معنى هذا وهل تكره أن يقال لك هذا قلت إن أبي ولد في طريق مكة، فقالت المزاورة: راهويه، بأنه ولد في الطريق. وكان أبي يكره هذا، وأما أنا فلست أكرهه. سمع اسحاق قبل الرحلة من: ابن المبارك، والفضل السيناني، وأبي تميلة، ويحيى بن واضح، وعمر بن هارون، والنضر بن شميل. وفي الرحلة من: جرير بن عيد المجيد، وسفيان بن عيينة، وعبد العزيز الدارقطني، وفضيل بن عياض، ومعتمر بن سليمان، وعيسى بن يونس، وعبد العزيز بن عبد الصمد العمي، وابن علية، وأسباط بن محمد، وبقية بن الوليد، وحاتم بن اسماعيل، وحفص بن غياث، وأبي خالد الأحمر سليمان بن حيان، وشعيب بن اسحاق، وعبد الله بن ادريس، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، وعبد الرحمن بن مهدي، وعبد الرزاق، وعبد الوهاب الثقفي، وعتاب بن بشير الجندي، وأبي معاوية، وغندر، وابن فضيل، والوليد بن مسلم، وأبي بكر بن عياش، وخلق سواهم. وعنه: الجماعة سوى ق.، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين قريناه، ويحيى بن آدم شيخه ومحمد بن يحيى بن الذهلي، واسحاق الكوسج، وأحمد بن

(17/82)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 83
سلمة، وإبراهيم بن أبي طالب، وموسى بن هارون، وعبد الله بن محارب شيرويه، ومحمد بن رافع، والحسن بن سفيان، ومحمد بن نصر المروزي، وابنه محمد بن اسحاق، وجعفر الفريابي، واسحاق بن ابراهيم النيسابوري البستي، وخلق آخرهم أبو العباس السراج. أخبرنا أبو المعالي الأبرقوهي، أنا الفتح بن عبد الله الكاتب، أنا محمد بن عمر، ومحمد بن أحمد الطرائفي، ومحمد بن علي ابن الداية قالوا: أنا أبو جعفر محمد بن المسلمة، أنا أبو الفضل عبيد الله الزهري، أنا حعفر بن محمد: ثنا اسحاق بن راهويه: أنا عيسى بن يونس، نا الأوزاعي، عن هارون بن رياب أن عبد الله بن عمرو لما حضرته الوفاة خطب إليه رجل ابنته قالت: إني قد) قلت فيه قولاً شبيهاً بالعدة، وإني أكره أن ألقى الله بثلث النفاق. أنبأنا عبد الله بن يحيى، وجماعة إجازة، قالوا: أنا ابراهيم بن بركات، أنا أبو القاسم الحافظ أنا القاسم النسيب أنا أبو بكر الخطيب، أناعلي بن أحمد الرزاز، أنبأ جعفر بن محمد بن الحكم، أنا أحمد بن علي الأبار ح وأنبأنا ابن علان، أنا الكندي، نا القزاز، نا الخطيب، أنا الحسن بن الحسين بن رامين الأستراباذي القاضي، أنا أحمد بن محمد بن بندار الأستراباذي، نا عبد الله بن اسحاق المدائني قالا: ثنا الوليد بن شجاع: حدثني بقية، عن إسحاق بن راهوية: نا المعتمر بن سليمان، عن ابن فضالة عن أبيه، عن علقمة بن عبد الله، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كسر سكة المسلمين الجائزة إلا من بأس. وقد روى عن اسحاق: أبو العباس السراج كما قدمنا، وعاش بعد بقية مائة وست عشرة سنة.

(17/83)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 84
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: ثنا أبي: سمعت إسحاق بن راهوية يروي عن عيسى بن يونس قال: لو أردت أبا بكر بن أبي مريم على أن يجمع لي فلاناً وفلاناً لفعل، يعني: يقول عن راشد بن سعد، وضمرة، وحبيب بن عتبة. قال عبد الله: لم يرو أبي عن إسحاق غير هذا. وقال موسى بن هارون: قلت لإسحاق: من أكبر، أنت أو أحمد فقال هو أكبر مني في السن وغيره. وكان مولد إسحاق في سنة ست وستين ومائة فيما يروي موسى. وقل محمد بن رافع: قال إسحاق بن راهويه: كتب عني يحيى بن آدم ألفي حديث. وقال حاشد بن مالك: سمعت وهب بن جرير يقول: جزى الله إسحاق بن راهوية، وصدقة، يعني ابن الفضيل، ومعمر عن الاسلام خيراً، أحيوا السنة بالمشرق، معمر هو ابن بشر. وقال نعيم بن حماد: إذا رأيت الخراساني يتكلم في إسحاق بن راهويه فاتهمه في دينه. وقال أحمد بن حفص السعدي: قال أحمد وأنا حاضر: لم يعبر الجسر إلى خراسان مثل إسحاق، وإن كان يخالفنا في أشياء، فإن الناس لم تزل يخالف بعضهم بعضاً. وقال أحمد بن أسلم الطوسي حين مات اسحاق: ما أعلم أحداً كان أخشى لله من إسحاق، يقول الله تعالى: إنما يخشى الله من عباده العلماء. وكان أعلم الناس. ولو كان سفيان الثوري في الحياة لاحتاج إلى إسحاق.

(17/84)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 85
وقال أحمد بن سعيد الرباطي: لو كان الثوري، والحمادان في الحياة لاحتاجوا إلى إسحاق. قال محمد فأخبرت بذلك محمد بن يحيى الصفار، فقال: والله لوكان الحسن البصري في الحياة لاحتاج إلى اسحاق في أشياء كثيرة. وقال الدارمي: ساد اسحاق أهل المشرق والمغرب بصدقة. وعن أحمد بن حنبل، وسئل عن إسحاق فقال لا أعرف له بالعراق نظيراً وقال حنبل سمعت أحمد بن حنبل وسئل عن اسحاق، فقال: مثل اسحاق يسأل عنه اسحاق) عندنا إمام. وقال النسائي: إسحاق بن راهويه أحد الأئمة، ثقة مأمون. سمععت سعيد بن ذؤيب يقول: ما أعلم على وجه الأرض مثل اسحاق. وقال ابن خزيمة: والله لوكان اسحاق في التابعين لأقروا له بحفظه وعلمه وفقهه، وقال علي بن خشرم: نا ابن فضيل، عن ابن شبرمة، عن الشعبي قال: ما كتبت سوداء في بيضاء إلى يومي هذا، ولا حدثني رجل بحديث قط إلا حفظته. فحدثت بهذا اسحاق بن راهويه فقال: تعجب من هذا قلت: نعم. قال: ماكنت أسمع شيئاً إلا وحفظته وكأني أنظر في سبعين ألف حديث، أو قال أكثر من سبعين ألف حديث في كتبي.

(17/85)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 86
وقال أبو داوود الخفاف: سمعت إسحاق بن راهوية يقول: لكأني أنظر إلى مائة ألف حديث في كتبي، وثلاثين ألف سردها. قال: وأملى علينا إسحاق أحد عشر ألف حديث من حفظه ثم قرأها علينا، فما زاد حرفاً، ولانقص حرفاً. رواها ابن عدي، عن يحيى بن زكريا بن حسون، سمع أبا داود فذكرها. وعن اسحاق قال: ما سمعت شيئاً إلا وحفظته، ولا حفظت شيئاً قط فنسيته، وقال أبو يزيد محمد بن يحيى: سمعت إسحاق يقول: أحفظ سبعين ألف حديث عن ظهر قلب. وقال أحمد بن سلمة: سمعت أبا حاتم الرازي يقول: ذكرت لأبي زرعة إسحاق بن راهويه وحفظه، فقال أبو زرعة: مارؤي أحفظ من اسحاق. قال أبو حاتم: والعجب من اتقانه وسلامته من الغلط، مع ما رزق من الحفظ. قال: فقلت لأبي حاتم إنه أملى التفسير عن ظهر قلبه. فقال أبو حاتم: فهذا أعجب، فإن ضبط الأحاديث المسندة أسهل وأهون من ضبط أسانيد التفسير وألفاظها. وقال ابراهيم بن أبي طالب: فاتني عن اسحاق مجلس من مسنده، وكان يمليه حفظاً، فوددت إليه مراراً ليعيده، فيعتذر. فقصدته يوماً لأسأله إعادته، وقد حمل إليه حنطة من الرستاق، فقال لي: تقوم عندهم: وتكتب وزن هذه الحنطة، فإذا فرغت أعدت لك. ففعلت ذلك، فسألني عن أول حديث من المجلس، ثم

(17/86)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 87
اتكأ على عضادة الباب، فأعاد المجلس حفظاً، وكان قد أملى المسند كله حفظاً. قال البرقاني: قرأنا على أبي أحمد بن ابراهيم الخورازمي بها: حدثني أبو محمد عبد الله بن أبي القاضي: سمعت اسحاق يعني ابن راهوية يقول تاب رجل من الزندقة، وكان يبكي ويقول: كيف تقبل توبتي وقد زورت أربعة آلاف حديث تدور في أيدي الناس. وقال عبد الله بن الأثرم: سمعت محمد بن اسحاق بن راهوية يقول: دخلت على أحمد بن حنبل فقال: أنت ابن أبي يعقوب قلت: بلى. قال: أما أنك لو لزمته كان أكثر لفائدتك، فإن لم تر مثله. وقال أبو داود: تغير أبو اسحاق قبل موته بخمسة أشهر، وسمعت منه في تلك الأيام) فرميت به. وقال قتيبة: الحفاظ بخراسان: إسحاق بن راهوية، ثم عبد الله الدرامي، ثم محمد بن اسماعيل. وقال أحمد بن يوسف السلمي: سمعت يحيى بن يحيى يقول: قالت لي امرأتي: كيف تقدم اسحاق بين يديك، وأنت أكبر منه قلت إسحاق أحسن مني علماً وأنا أحسن منه. وقال عبد الله بن أحمد بن شبويه: سمعت أحمد بن حنبل يقول: اسحاق لم يلق مثله. وعن فضل بن عبدان الحميري: سألت أحمد بن حنبل عن رجال خراسان، فقال: اسحاق لم تر مثله. وأما الحسين بن علي البسامي ففقيه،

(17/87)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 88
وأما اسماعيل بن سعيد الشالنجي ففقيه عالم. وأما أبو عبد الله العطار، فبصير بالعربية والنحو. وأما محمد بن أسلم، فلو أمكنني زيارته لزرته. وقال أحمد بن سلمة: قلت لأبي حاتم: أقبلت على قول أحمد بن حنبل، واسحاق فقال: لاعلم في دهر ولا في مصر مثل هذين الرجلين. وقال داوود بن الحسين البهيقي: سمعت اسحاق الحنظلي يقول: دخلت على عبد الله بن طاهر الأمير، وفي كمي تمر آكله. فنظر إلي وقال: يا أبا يعقوب إن لم يكن تركك للرياء من الرياء، فما في الدنيا أقل رياءً منك. وقال أحمد بن سعيد الرباطي في اسحاق بن رهويه رحمه الله:
(قربي إلى الله دعاني إلى .......... حب أبي يعقوب اسحاق)

(لم يجعل القرآن خلقاً كما .......... قد قاله زنديق فساق)

(ياحجة الله على خلقه .......... في سنة الماضين للباقي)

(أبوك ابراهيم مخلص التقى .......... سباق مجد وابن سباق)
وقال أحمد بن كامل: أخبرني أبو يحيى الشعراني أن اسحاق توفي سنة ثمان وثلاثين ومائتين، وأنه كان يخضب بالحناء. وقال لي: ما رأيت بيده كتاباً قط، وما كان يحدث إلا حفظاً. وقال: كنت إذا ذكرت اسحاق العلم وجدته فرداً، فإذا جئت إلى أمير الدنيا رأيته لا رأي له. وقال أحمد أبي سلمة: سمعت اسحاق الحنظلي، رضي الله عنه يقول:

(17/88)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 89
ليس بين أهل العلم اختلاف أن القرآن كلام الله وليس بمخلوق. وكيف يكون كلام الرب عز وجل مخلوقاً وقال السراج: سمعت اسحاق الحنظلي يقول: دخلت على طاهر بن عبد الله وعنده منصور بن طلحة، فقال لي منصور: يا أبا يعقوب، تقول إن الله ينزل كل ليلة. قلت تؤمن به، إذا كنت لا تؤمن أن لك في السماء رباً لا تحتاج أن تسألني عن هذا. فقال له طاهر: ألم أنهك عن هذا الشيخ وقال أبو داود: سمعت ابن راهويه يقول: من قال: لا أقول مخلوق ولا غير مخلوق فهو جهمي. وعن) اسحاق بن راهوية قال: إذا قال لك الجهمي كيف ينزل ربنا إلى السماء الدنيا فقل: كيف صعد وقال الدولابي: قال محمد بن اسحاق بن راهويه: ولد أبي سنة ثلاث وستين ومائة، وتوفي ليلة النصف من شعبان سنة ثمان وثلاثين ومائتين. قال: وفيه يقول الشاعر:
(يا هدة ما هددنا ليلة الأحد .......... بنصف شعبان لا تنسى بد الدهر)
قال الخطيب: فهذا يدل علة أن مولده كان في سنة إحدى وستين. وقال أبو عمرو المستملي النيسابوري: توفي ليلة نصف شعبان، وله سبع وسبعون سنة.

(17/89)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 90
أخبرني علي بن سلمة الكرابيسي، وهو من الصالحين قال: رأيت ليلة مات إسحاق الحنظلي ارتفع من الأرض السماء من سكة اسحاق، ثم نزل فسقط في الموضع الذي دفن فيه إسحاق ولم أشعر بموته، فلما غدوت إذا بحفار يحفر قبر اسحاق في الموضع الذي رأيت القمر وقع فيه. وقال الحاكم: اسحاق بن راهويه، وابن المبارك، ومحمد بن يحيى، هؤلاء دفنوا كتبهم. اسحاق بن ابراهيم بن العلاء الضحاك بن المهاجر أبو يعقوب الزبيدي الحمصي، ابن زبريق. عن: بقية، بن يحيى بن عبيد، وأبي مسهر، وأبي المغيرة عبد القدوس، وغيرهم. وعنه: ابراهيم الجوزجاني، وعثمان الدارمي، ويحيى بن عثمان المصري، ويعقوب الفسوي، وآخر من حدث عنه يحيى بن محمد بن عمروس المصري. قال أبو حاتم: لابأس به، سمعت ابن معين أثنى عليه خيراً.

(17/90)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 91
وقال النسائى في الكنى: روى عمرو بن الحارث الحمصي، ليس بثقة. وقال أبو داود: ليس بشيء. وكذبه محمد بن عوف. قلت: وقد روى عنه البخاري في كتاب الأدب، ومات بمصر في رمضان سنة ثمان وثلاثين. وقال أخو محمد بن ابراهيم، وقد مر أبوهما آنفاً. قال أبو حاتم بعد قوله: لابأس به: لكنهم يحسدونه. اسحاق بن ابراهيم بن مصعب الخزاعي الأمير ابن عم طاهر بن الحسين الأمير. وكان يعرف بصاحب الجسر.

(17/91)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 92
ولي إمرة بغداد مدة طويلة، أكثر من ثلاثين سنة، وعلى يده امتحن العلماء بأمر المأمون وأكرهوا على القول بخلق القرآن. وكان خبيراً صائماً سائساً حازماً وافر العقل، جوداً ممدحاً، له مشاركة في العلم. حكى المسعودي في ذكر وفاته قال: حدث عنه موسى بن صالح بن شيخ ابن عميرة أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في النوم يقول له: أطلق القاتل. فارتاع وأمر باحضار السندي وعياش، فسألهما: هل عندكما من قتل قال عياش: نعم. واحضروا رجلاً فقال: إن صدقتني أطلقتك.) فابتدأ يحدثه بخبره، وذكر أنه هو وجماعة كانوا يفعلون الفواحش، فلما كان أمس جاءتهم عجوز تختلف إليهم للفساد، فجاءتهم بصبية بارعة الجمال. فلما توسطت الدار صرخت صرخة وغشي عليها، فبادرت إليها فأدخلتها بيتاً وسكنت روعها، فقالت: الله الله في يا فتيان، خدعتني هذه وأخذتني بزعمها إلى عرس، فهجمت بي عليكم، وجدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمي فاطمة، فاحفظوهما في. فخرجت إلى أصحابي فعرفتهم، فقالوا: بل قضيت أربك. وبادروا اليها، فحلت بينهم وبينها، إلى أن تفاقم الأمر، ونالتني جراح، فعمدت إلى أشدهم في أمرها فقتلته وأخرجتها. فقالت: سترك الله كما سترتني. فدخل الجيران وأخذت. فأطلقه اسحاق. توفي لست بقيت في ذي الحجة سنة خمس وثلاثين ومائتين. وولي بعده ابنه محمد. وذكره ابن النجار في تاريخه. اسحاق بن ابراهيم بن ميمون

(17/92)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 93
أبو محمد التميمي الموصلي النديم صاحب الغناء. كان إليه المنتهى في معرفة الموسيقى، وله أدب وافر، وشعر رائق جزل. وكان عالماً بالأخبار وأيام الناس، وغير ذلك من الفقه والحديث واللغة، وفنون العلم. سمع من: مالك، وهشيم، وسفيان بن عيينة، وبقية، وأبي معاوية، والأصمعي، وجماعة. وعنه: ابنه حماد الرواية، والأصمعي شيخه، والزبير بن بكار، وأبو

(17/93)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 94
العيناء، وميمون بن هارون، ويزيد بن محمد المهلبي، وآخرون. ولد سنة خمسين ومائة أو بعدها قال ابراهيم الحربي: كان ثقة عالماً. وقال الخطيب: كان حلو النادرة، حسن المعرفة، جيد الشعر، مذكور بالسخاء. له كتاب الأغاني الذي رواه عته ابنه حماد. وعن اسحاق الموصلي قال: بقيت دهراً من عمري أغلس كل يوم إلى هشيم، أو غيره من المحدثين، ثم أصير إلى الكسائي، أو الفراء، أو ابن غزالة فأقرأ عليه جزءاً من القرآن، ثم إلى أبي منصور زلزل فيضاربني طريقتين أو ثلاثة، ثم آتي عاتكة بن شهدة، فأخذ منها صوتاً أو صوتين، ثم آتي الأصمعي وأبا عبيدة فأناشدهما وأستفيد منهما. فإذا كان العشاء، رحلت إلى أمير المؤمنين الرشيد. وكان ابن الأعرابي يصف اسحاق النديم بالعلم والصدق والحفظ ويقول: أسمعتم بأحسن من ابتدائه:
(هل إلى أن تنام عيني سبيل .......... إن عهدي بالنوم عهد طويل)
وقال اسحاق: لما خرجنا مع الرشيد إلى الرقة قال لي الأصمعي: كم حملت معك من كتبك) قال: ستة عشر صندوقاً، فكم حملت أنت قال: معي صندوق واحد. وقال: رأيت كأن جريراً ناولني كبة من شعر، فأدخلتها في فمي، فقال العابر: هذا رجل يقول من الشعر ما شاء.

(17/94)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 95
وقيل إن اسحاق النديم كان يكره أن ينسب إلى الغناء ويقول: لأن أضرب على رأسي بالمقارع، أحب إلي من أن يقال عني مغني. وقال المأمون: لولا شهرته بالغناء لوليته القضاء. وقيل كان لاسحاق الموصلي غلام اسسمه فتح يستقي الماء لأهل داره دائماً على بغل، فقال يوماً: ما في هذا البيت أشقى مني ومنك، أنت تطعمهم الخبز، وأنا أسقيهم الماء. فضحك اسحاق وأعتقه، ووهبه البغل. الصولي: نا أبو العيناء، نا أسحاق الموصلي قال: جئت أبا معاوية الضرير، معي مائة حديث، فوجدت ضريراً يحجبه لينفعه. فوهبته مائة درهم، فاستأذن لي. فقرأت المائة حديث، فقال لي أبو معاوية: هذا معيل ضعيف، وما وعدته تأخذه من أذناب الناس، وأنت أنت. قلت قد جعلتها مائة دينار. قال: أحسن الله جزاءك. وقال اسحاق: أنشدت للأصمعي شعراً لي، على أنه لشاعر قديم:
(هل إلى نظرة إليك سبيل .......... يروي منها الصدى ويشفي الغليل)

(إن ما قل منك يكثر عندي .......... وكثير من الحبيب القليل)
فقال: هذا الديباج الخسرواني. قلت: إنه ابن ليلته. فقال: لاجرم فيه أثر التوليد. قلت: ولاجرم فيك أثر الحسد. وقال أبو عكرمة الضبي: ثنا اسحاق الموصلي قال: دخلت على الرشيد وأنشدته:
(وآمره بالبخل قلت لها: اقصري .......... فذلك شيء ما إليه سبيل)

(أرى الناس خلان الجواد، ولا أرى .......... بخيلاً له في العالمين خليل)

(17/95)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 96
(وإني رأيت البخل يزرى بأهله .......... فأكرم نفسي أن يقال بخيل)

(ومن خير حالات الفتى لو علمته .......... إذا نال شيئاً أن يكون نبيل)
عطائي عطاء المكثرين تكرماً وماليكما قد تعلمينقليل
(وكيف أخاف الفقر أو أحرم الغنى .......... ورأي أمير المؤمنين جميل)
فقال: لا كيف إن شاء الله. يافضل، أعطه مائة ألف درهم. لله در أبيات تأتينا بها، ما أجود أصولها، وأحسن فصولها. فقلت: يا أمير المؤمنين كلامك أحسن من شعري. فقال: يافضل أعطه مائة ألف أخرى. قال: فكان ذلك أول ما اعتقدته. وهذه الكلمة لاسحاق: رضا المتجني) غاية ليست تدرك، وأنشد:
(ستذكرني إذا جربت غيري .......... وتعلم أنني كنت كنزاً)

(بذلت لك الصفاء بكل جهدي .......... وكنت كما هويت فصرت جزاً)

(وهنت عليك لما كنت ممن .......... يهون إذا أخوه عليه عزاً)

(ستندم إن هلكت وعشت بعدي .......... وتعام أن رأيك كان عجزاً)
وعن اسحاق قال: جاء مروان بن أبي حفصة إلي يوماً، فاستنشدني من شعره. فأنشدته:
(إذا كانت الأحرار أصلي ومنصبي .......... ورافع ضيمي حازم وابن حازم)

(عطست بأنف شامخ وتناولت .......... يداي السماء قاعداً غير قائم)
فجعل يستحسن ذلك، ويقول لأبي: إنك لا تدرى ما يقول هذا الغلام.

(17/96)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 97
توفي اسحاق سنة خمس وثلاثين، وقد نادم جماعة من الخلفاء، وكان محبباً إليهم، رحمه الله. اسحاق بن ابراهيم أبو موسى الهروي، ثم البغدادي. عن: هشيم، وابن عيينة، وحفص بن غياث. وعنه: عبد الله بن أحمد، والبغوي. سئل عنه الإمام أحمد فقال: ذاك صديق لي وأعرفه قديماً، يكتب. وأثنى عليه. وقال ابن معين: ثقة. توفي سنة ثلاث وثلاثين ومائتين. اسحاق بن ابراهيم بن أبي كامل الحنفي أبو الفضل، وأبو يعقوب الحافظ.

(17/97)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 98
روى عن: جعفر بن عون، ووهب بن جرير، وعبد الرزاق، وخلق من طبقتهم. وعنه: أبو زرعة الدمشقي، وأبو حاتم، وأحمد بن علي الخزاز، والحسن بن سفيان. قال أبو حاتم: صدوق. اسحاق بن ابراهيم بن صالح العقلي نزيل طرطوس. حدث باصبهان عن: ابن المبارك، وسفيان بن عيينة، والشافعي. وعنه: أحمد بن الفرات، وأسيد بن عاصم، ومسلم بن سعيد، والإصبهانيون. توفي سنة أربعين ومائتين. اسحاق بن سعيد بن ابراهيم بن عمير بن الأركون أبو مسلمة الجمحي الدمشقي. عن: سعيد بن بشر، وسعيد عبد العزيز الفقيه، وخليد بن دعلج، والوليد بن مسلم. وعنه: أبو اسماعيل الترمذي، وأبو عبد الملك احمد البسري، وأحمد بن أنس بن مالك، وأحمد بن علي بن الأبار، وأحمد بن ابراهيم بن فيل، وآخرون. قال أبو حاتم: ليس) بثقة.

(17/98)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 99
وقال الدارقطني: منكر الحديث. توفي سنة ثلاث وثلاثين ومائتين. اسحاق بن يحيى بن معاذ بن مسلم الختلي ولي نيابة إمرة دمشق في أيام المأمون، ثم وليها أيام الواثق استقلالاً، ثم ولي إمرة مصر نيابة عن المنتصر في دولة المتوكل. وكان شجاعاً جواداً ممدحاً جليل القدر. حكى عنه: عيسى بن لهيعة، وأحمد بن أبي طاهر صاحب كتاب أخبار بغداد و.. بن النضر. وختلان بلد عند سمرقند. ومات بمصر معزولاً في مستهل ربيع الآخر سنة سبع وثلاثين. اسماعيل بن ابراهيم بن بسام ن

(17/99)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 100
أبو ابراهيم الترجماني البغدادي. سمع: اسماعيل بن عياش، وأبا عوانة، وعمرو بن جميع، وصالحاً المري، وحديج بن معاوية، وخلف بن خليفة، وحبان بن علي، وشعيب بن صفوان، وعبد الله بن وهب، وطائفة. وعنه: ابراهيم بن عبد الله بن أيوب المخرمي، وأحمد بن الحسن الصوفي، وأحمد بن الحسين الصوفي الصغير، وأبو يعلى الموصلي، واسحاق بن ابراهيم المنجقنيقي، وعبد الله أحمد بن حنبل، وأبو القاسم البغوي، ومحمد بن ابراهيم بن أبان السراج، وخلق. قال ابن معين، وأبو داوود: ليس به بأس. وقال أبو العباس السراج: مات لست خلون من المحرم سنة ست وثلاثين. وقال الحسين بن الفهم: توفي لخمس خلون منه وكان صاحب سنة وفضل وخير كثير. قلت روى له س في السنن، بواسطة. اسماعيل بن ابراهيم بن معمر بن الحسن خ. م. د. ن.

(17/100)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 101
أبو معمر الهذلي القطيعي الهروي، نزيل بغداد. عن: اسماعيل بن جعفر، واسماعيل بن عياش، وخلف بن خليفة، وعبد الله بن المبارك، وعلي بن هاشم بن البريد، وهيثم ومروان بن شجاع، وشريك، وابن عيينة، وطائفة. وعنه: خ. م. د. ون. بواسطة، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وبقي بن مخلد، وروى البخاري أيضاً، عن محمد صاعقة، عنه. وعنه أيضاً: أبو بكر أحمد بن علي المرزوي وصالح بن محمد وأبو يعلى الموصلي وطائفة قال محمد بن سعد: ثقة ثبت، صاحب سنة وفضل. وقال عبيد بن شريك: كان أبو معمر القطيعي من شدة إدلاله بالسنة يقول: لو تكلمت بغلتي لقالت: إنها سنية. وأخذ في المحنة، فأجاب، فلما خرج قال: كفرنا وخرجنا. وقال سعيد البرذعي، عن أبي زرعة: كان أحمد بن حنبل لايرى الكتابة عن أبي التمار، ولا أبي معمر، ولا يحيى بن معين، ولا أحد ممن امتحن فأجاب. وقال أبو يعلى: حدث أبو معمر بالموصل) بنحو ألفي حديث حفظ، فلما رجع إليهم في بغداد، كتب إلى أهل الموصل بالصحيح من أحاديث كان أخطأ

(17/101)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 102
فيها نحو ثلاثين، أو أربعين حديثاً. وقال عبد الله بن أحمد: سمعت أبا معمر الهذلي يقول: من زعم أن الله لا يتكلم ولا يسمع ولا يبصر ولا يرضى ولا يغضب فهو كافر إن رأيتموه على بئر واقفاً فألقوه فيها، بهذا أدين لله عز وجل. وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: ثنا يحيى بن زكريا بن عيسى: سمعت أبا شعيب صالح الهروي: سمعت أبا معمر القطيعي يقول: آخر كلام الجهمية أنه ليس في السماء إله. توفي أبو معمر في نصف جمادى الأول سنة ست وثلاثين ومائتين. اسماعيل بن ابراهيم بن هود أبو ابراهيم الوسطي الضرير. عن: اسحاق الأزرق، ويزيد بن هارون الواسطيين. وعنه بعض الناس. قال أبو حاتم: كان جهمياً فلا أحدث عنه. كان يقف في القرآن.

(17/102)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 103
وضرب أبو زرعة على حديثه بعد أن خرج عنه في مسنده. اسماعيل بن سالم الصائغ م. بغدادي، نزل مكة. روي عن: هشيم، ويحيى بن زائدة، وابن علية، وعباد بن عباد، وجماعة. وعنه: ابنه محمد بن اسماعيل، وم.، وأبو بكر بن عاصم، ويعقوب السوي، ومحمد بن علي بن زيد الصائغ المكي، وطائفة. وثقة ابن حبان. اسماعيل بن سيف البصري عن: حماد بن زيد، وهشام بن سلمان المجاشعي، وغيرهما. وعنه: عبدان، وأبو يعلى، وعمران بن موسى السختياني. قال ابن عدي: كان يسرق الحديث. اسماعيل بن عبيد بن عمر بن أبي كريمة ن. ق.

(17/103)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 104
أبو أحمد الحراني، مولى عثمان رضي الله عنه. قدم بغداد، وحدث عن: عتاب بن بشير، ومحمد بن سلمة، ويحيى بن زيد، ومحمد بن موسى بن أعين، وسعيد بن بزيع الحرانيين، ويزيد بن هارون، وجماعة. وعنه: ن. وق.، لكن روى،. في اليوم الليلة، وروى عن زكريا السجزي، عنه، في السنن، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وأحمد بن عوف البزوري، وعبدان بن أحمد، وعبد الله بن ناجية، ومحمد بن محمد الباغندي، والهيثم بت خلف الدوري، وخلق. وثقة الدراقطني. وأبو عروبة: مات بسامراء سنة أربعين.) اسماعيل بن محمد بن اسماعيل بن محمد بن يحيى بن زكريا ين يحيى بن طلحة بن عبيد الله ق. التميمي الطلحي الكوفي. عن: أبي بكر بن عياش، وأسباط بن محمد، وروح بن عبادة، وجماعة. وعنه: ق.، وأبو زرعة، وأبو بكر بن أبي عاصم، ومحمد بن جعفر القتات، ومطين وقال: ثقة، توفي سنة اثنين وثلاثين. وقال غيره: سنة ثلاث 23.

(17/104)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 105
إسماعيل بن محمد بن جبلة أبو ابراهيم السراج المعقب. عن: عباد بن عباد، ومروان بن معاوية. وعنه: احمد بن حنبل، وابنه عبد الله بن أحمد، ومحمد بن سعد العوفي. خير فاضل، عظم أمره عبد الله بن أحمد. اسماعيل بن أبي الحكم بن محمد بن أبي الحكم بن المختار بن أبي عبيد الثقفي الكوفي سمع: المطلب بن زياد، وعيسى بن يونس. وعنه: أبو زرعة، وغيره. قال أبو حاتم: شيخ، وقال مطين: توفي سنة اثنين وثلاثين. أمية بن بسطام بن المنتشر خ. م. س. أبو بكر العيشي البصري، ابن عم يزيد بن زريع. روى عن: يزيد بن زريع، ومعتمر بن سليمان، وأبي عقيل يحيى بن

(17/105)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 106
المتوكل، وبشر بن المفضل، وغيرهم. وعنه: خ. م. وس بواسطة، وأبو زرعة، وأبو بكر بن أبي عاصم، والحسن بن سفيان، وجعفر الفريابي، ومحمد بن حبان بن بكر الباهلي، وخلق آخرهم أبو يعلى الموصلي. وثقة ابن حبان وقال: مات سنة إحدى وثلاثين ومائتين. ايتاخ التركي العباسي الأمير كان سيف نقمة الخلفاء، وكان المتوكل قد خافه، فبات عنده ليلة على المسكر، فعربد على المتوكل. وكان بطلاً شهماً شجاعاً جريئاً. ثم إن إيتاخ حج، فلما بلغ الكوفة ولى مكانه وصيف، فلما رجع من حجه عزم على أن يسلك طريق الفرات إلى سامراء، ونيته الخروج، فلو فعل لظفر بالمتوكل. فكتب إليه اسحاق بن ابراهيم نائب بغداد باتفاق من المتوكل: أن قد رسم لك أن تدخل بغداد، ليلقاك العباسيون وتطلق الجوائز. فجاء فدخل بغداد وتلقوه. ثم إن اسحاق فرق بينه وبين غلمانه، وأنزله دار خزيمة، ثم قبض عليه

(17/106)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 107
وقيده، وغله بثمانين رطل حديد، وهلك في السجن بعد قليل في جمادى الأولى. فلما مات أحضر اسحاق القضاة والشهود، فشهدوا أنه مات) حتف أنفه، وأن لا أثر به. فيقال: إنه أميت عطشاً. وأخذ المتوكل أمواله، فبلغت ألف ألف ديناراً وسجن ولديه إلى أن أطلقهما المنتصر في خلافته. مات سنة أربع وثلاثين ومائتين. أيوب بن يونس أبو أمية البصري الصفار. روى عن: بن خالد، وغيره. وعنه: أبو زرعة الرازي، والحسن بن سفيان، ونحوهما. وقد لنا من حديثه في آخر المصافحة الرقانية.

(17/107)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 108
4 (حرف الباء)
بجير بن النضر بن سعد أبو أحمد البخاري العابد. عن: عيسى غنجار، وحج فرأى الفضيل، وسفيان. روى عنه: سهل بن شاذوية، وطاهر بن محمويه، وعمر بن هناد. مات سنة ثمان وثلاثين ومائتين. بسام بن يزيد النقال الكيال عن: حماد بن سلمة. وعنه: يزيد بن الهيثم، وأبو القاسم البغوي، وعلي بن الحسين بن الجنيد، وآخرون. قال أبو الفتح الأزدي: تكلم فيه. بشر بن الحكم بن حبيب بن مهران خ. م. ن.

(17/108)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 109
أبو عبد الرحمن النيسابوري الفقيه العابد. عن: مالك، وشريك بن عبد الله، وأبي شبية ابراهيم بن عثمان العبسي، وعبد الرحمن بن أبي الرجال، وفضيل بن غياض، وسفيان بن عيينة، والدراوردي، ومسلم بن خالد الزنجي، وهشيم، وعبد ربه بن بارق، وفضيل بن منبوذ، وخلق. وعنه: خ. م. ن.، واسحاق بن راهويه وهو من طبقته، وعبد الله الدرامي، ومحمد بن يحيى، والحسن بن سفيان، وابراهيم بن أبي طالب، ومسدد بن قطن، وولده عبد الرحمن بن بشر، وابن عمه محمد بن عبد الوهاب الفراء، وآخرون. وثقة ابن حبان، وغيره. وقال ابراهيم بن أبي طالب، عن بشر قال: إن الله عاقب علي بن المديني بكلامه في أبيه. قال الحسين بن محمد القباني: توفي في شهر رجب سنة ثمان وثلاثين، وقال زكريا بن دلوية الواعظ: سنة سبع وثلاثين ومائتين. بشر بن عبيس بن مرحوم بن عبد العزيز العطار البصري خ.

(17/109)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 110
مولى آل معاوية سكن الحجاز، وروى عن: جده، وأبيه، وحاتم بن اسماعيل، ويحيى بن سليم الطائفي، وجماعة. وعنه: خ.، وابراهيم بن ديزيل، واسماعيل القاضي، ومحمد بن علي الصائغ، وجماعة. مات) سنة ثلاثين. وقيل: سنة ثمان وثلاثين ومائتين. بشر بن عمار القهستاني د. عن: عيسى بن يونس، وعبد الرحيم العمي، وأسباط بن محمد. وعنه: د. حديثاً واحداً، وابن أبي الدنيا، وأحمد بن سيار المروزي. وثقة ابن حبان. بشر بن الوليد بن خالد أبو الوليد الكندي الفقيه.

(17/110)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 111
سمع مالكاً، وعبد الرحمن بن الغسيل، وحشرج بن نباتة، وحماد بن زيد، وصالحاً المري، وأبا يوسف القاضي وعليه تفقه. وعنه: الحسن بن علوية، وحامد بن شعيب البلخي، وأبو القاسم البغوي، وأبو يعلى الموصلي، وجماعة. وكان جميل المذهب، حسن الطريقة، ولي القضاء بعسكر المهدي سنة ثمان ومائتين. ثم ولي قضاء مدينة المنصور إلى سنة ثلاث عشرة وكان واسع الفقه عالماً ديناً. كان يصلي في اليوم مائتي ركعة. وكان يصليها بعدما فلج وشاخ. قال محمد بن سعد العوفي: روى بشر بن الوليد عن أبي يوسف كتبه، وولي قضاء بغداد في الجانبين، فسعى به رجل إلى الدولة وقال: إنه لا يقول القرآن مخلوق. فأمر المعتصم أن يحبس في منزله، ووكل ببابه. فلما استخلف المتوكل أمر باطلاقه، فبقي حتى كبرت سنه، ثم إنه تكلم بالوقف بالقرآن، فأمسك أصحاب الحديث عنه وتركوه. قال صالح جزرة: بشر بن الوليد صدوق، ولكنه لا يعقل، كان قد خرف. وذكر أبو عبد الرحمن السلمي أنه سال الدارقطني عن بشر بن الوليد فقال: ثقة. قلت: وبلغنا أن بشر بن الوليد كان صالحاً خشناً في الحكم. وكان يجري في مجلس ابن عيينة مسائل فيقول: سلوا بشر بن الوليد. توفي في ذي القعدة سنة ثمان وثلاثين ومائتين. بكار بن الحسن بن عثمان العنبري الإصبهاني

(17/111)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 112
الفقيه الحنفي. حدث عن: عبد الله بن المبارك، وغيره. وعنه: مسلم بن سعيد، وعبد الله بن بندار الإصبهانيان. وقد امتحن في أيام الواثق فلم يجب، فعزم القاضي حيان بن بشر على نفيه من اصبهان، فجاء البريد بموت الواثق، فطرد الأعوان عن داره، فقال الناس: ذهب بكار بالدست، وخرى حيان في الطست. توفي بكار سنة ثمان وثلاثين وقيل ثلاث وثلاثين ومائتين. بكر بن خلف البصري د. ق. أبو بشر ختن أبي عبد الرحمن المقريء. روي عن: ابن عيينة، وغندر، وعبد الرحمن بن مهدي، وابراهيم بن خالد الصغائي. وعنه: خ. تعليقاً، و) د. ق. وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وعلي بن سعيد الرازي. وثقة أبو حاتم، ومات سنة أربعين.

(17/112)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 113
بكر بن سعيد بن عبد الله الخولاني أبو عبد الله الأسدي المصري الأحدب، عن: الليث بن سعد، وابن وهب. وعنه: يحيى بن عثمان بن صالح. مات في جمادى الآخرة سنة سبع وثلاثين. أرخه ابن يونس. بهلول بن صالح بن عمر بن عبيدة النجيبي ثم الفردمي. ابو الحسن. عن أبيه، ومالك بن أنس، وعبد الله بن فروخ. توفي سنة ثلاث وثلاثين ومائتين.

(17/113)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 114
4 (حرف الثاء)
ثور بن عمرو القيسراني عن: ابن عيينة، والوليد بن مسلم. وعنه: محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني، وثقة ابن حبان. ومات سنة اثنين وثلاثين.

(17/114)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 115
4 (حرف الجيم)
جعفر بن حميد الكوفي م. أبو محمد. عن: عبيد الله بن أياد بن لقيط، وشريك، واسماعيل بن عياش. وعنه: م.، وأبو زرعة، ومطين، وعبدان الأهوازي، وأبو يعلى الموصلي، وآخرون. وكان ثقة. توفي في جمادى الآخرة سنة أربعين، وله تسعون سنة. جعفر بن حرب الهمداني من كبار المعتزلة.

(17/115)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 116
أخذ بالبصرة عن أبي الهذيل العلاف. وصنف الكتب. مات سنة ست وثلاثين ومائتين، وكان شيخ أهل الكلام، وإلى أبيه ينسب باب حرب. جعفر بن مبشر أبو محمد الثقفي البغدادي المعتزلي، أحد مصنفي المعتزلة. انقلع سنة أربع وثلاثين، وكان موصوفاً بالديانة. جعفر بن مهران أبو سلمة البصري السباك. سمع: الفضيل بن عياض، وعبد الوارث بن سعيد، وجماعة. وعنه: الحسن بن سفيان، وأبو يعلى الموصلي. وثقة ابن حبان وقال: مات سنة إحدى وثلاثين ومائتين. جمعة بن عبد الله بن زياد خ.) أبو بكر السلمي البلخي. عن: هشيم، مروان بن معاوية، وغيرهما.

(17/116)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 117
وعنه: خ.، والحسن بن سفيان، والحسن بن الطيب البلخي، وآخرون. توفي سنة ثلاث وثلاثين ومائتين. جميل بن عزيز التيمي الموصلي الزاهد صحب قاسم بن يزيد الحرمي، وتأدب بآدابه، وروى عنه، وعن: المعافى بن عمران. وعنه: عبد العزيز بن حيان الموصلي. توفي سنة أربعين ومائتين.

(17/117)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 118
4 (حرف الحاء)
حاتم الأصم. أبو عبد الرحمن البلخي الزاهد الناطق بالحكمة. له كلام عجيب في الزهد والوعط، وكان يقال له لقمان هذه الأمة. حكى عنه: سعيد بن العباس الصدفي، والحسن بن سعيد السقاء، وغيرهما. وكان قد صحب شقيقاً البلخي وتأدب بآدابه. قال السلمي: هو حاتم بن عنوان، ويقال ابن يوسف، ويقال حاتم بن عنوان بن يوسف. روى عن: شقيق البلخي، وسعيد بن عبد الله الماهاني.

(17/118)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 119
قال: وروى عنه: عبد الله بن سهل الرازي، وأحمد بن خضرويه البلخي الزاهد، ومحمد بن فارس البلخي. ثم قال: توفي سنة سبع وثلاثين ومائتين. وكذا ورخه أبو القاسم عبد الرحمن بن مندة. قال أبو عبد الله الخواص: دخلت مع أبي عبد الرحمن حاتم الأصم الري ومعنا ثلاثمائة وعشرون رجلاً نريد الحج، وعليهم الصوف والزرنبانقات، ليس معهم جراب ولا طعام. قال عبد الله بن محمد بن زكريا الإصبهاني: نا أبو تراب النخشبي قال: الرياء على ثلاث أوجه: وجه في الباطن، ووجهان في الظاهر: فأما الظاهر فالاسراف والفساد، فإذا رأيتهما فاحكم بأن هذا رياء، إذا لا يجوز في الدين الاسراف والفساد، وإذا رأيت الرجل يصوم ويتصدق، فإنه لا يجوز أن تحكم عليه بالرياء، فإنه لا يعلم هذا إلا الله. ولا أدري أيهما أشد على الناس أنفاً العجب أو الرياء، والعجب داخل فيك، والرياء خارج عليك، مثل كلب عقور في البيت، وآخر خارج البيت، فأيهما أشد عليك قال أبو تراب: سمعت حاتماً الأصم يقول: لي أربع نسوة، وتسعة أولاد، ما طمع الشيطان أن يوسوس لي في شيء من أرزاقهم. وسمعته يقول: المؤمن لا يغيب عن خمسة أشياء: عن الله، والقضاء، والرزق، والموت، والشيطان. وقال محمد بن أبي عمران: نا حاتم الأصم، وكان من جلة أصحاب شقيق البلخي، وسئل: على ما بنيت أمرك قال: علمت أن رزقي لا يأكله غيري، فاطمأنت به نفسي، وعلمت أن عملي لا) يعمله غيري فأنا مشغول به. وعلمت

(17/119)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 120
أن الموت يأتيني بغتة، فأنا أبادره، وعلمت أني لاأخلو من عين الله حيث كنت فأنا أستحي منه. الحارث بن أفلح عن: عببد الرحمن بن أبي الزناد. روى عنه: علي بن الحسين بن الجنيد ووثقه. أما. الحارث بن أفلح شيخ مروان بن معاوية الفزازي فقديم، وهو الذي فيه ابن معين: ليس بثقة. الحارث بن سريج

(17/120)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 121
أبو عمرو الخورزامي ثم البغدادي النقال، بالنون. روى عن حماد بن سلمة، ويزيد بن زريع، وسفيان بن عيينة. وعنه: ابن أبي الدنيا، وابراهيم بن هاشم البغوي، وأحمد بن الحسن الصوفي. قال النسائي: متروك.

(17/121)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 122
وقال موسى بن هارون: مات النقال، وكان واقفياً يتهم بالحديث، سنة ست وثلاثين ومائتين. الحارث بن عبد الله بن اسماعيل بن عقيل أبو الحسن البصري الخازن نزيل همذان. سمع: أبا معشر المدني، وقيس بن الربيع، وابراهيم بن سعد. وعنه: ابراهيم بن أحمد بن يعيش، ومحمد بن اسحاق المسوحي، ومحمد بن عبد الجبار سندول، وموسى بن هارون، والحسن بن سفيان، وجماعة. قال أبو زرعة: لم يبلغني عنه حدث بحديث منكر، إى حديثاً واحداً أخطأ فيه. وقال غيره: توفي سنة خمس وثلاثين، وكان أبوه من خزان الخلافة.

(17/122)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 123
وقد غمزه ابن عدي. حامد بن عمر بن حفص بن عبيد الله بن أبي بكرة خ. م. الثقفي البكراوي، أبو عبد الرحمن البصري قاضي كرمان. وأما مسلم فقال في نسبه: حامد بن عمر بن حفص بن عبد الرحمن بن أبي بكرة. روى عن: أبي عوانة، وحماد بن زيد، وعبد الواحد بن زياد، وبكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة، وبشر بن المفضل، وميلمة بن علقمة المازني، وجماعة. وعنه: خ.، وم.، وابراهيم بن بي طالب، والحسين بن محمد القباني، وأبو الهيثم بن خالد بن أحمد الأمير، وآخرون. ذكره ابن حيان في الثقات وقال: استقدمه عبد الله بن طاهر إلى نيسابور وكتب عنه أهلها.

(17/123)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 124
قال البخاري: مات في أول سنة ثلاث وثلاثين. حبان بن موسى بن سوار خ. م. ت. ن.) أبو محمد السلمي المروزي الكشميهني. عن: أبي حمزة، ومحمد بن ميمون السكري، وعبد الله بن المبارك، ونوح بن أبي مريم الفقيه، وداود بن عبد الرحمن العطار، وغيرهم. وعنه: خ.، م.، وت.، بواسطة، ويوسف بن عدي الكوفي وهو أقدم منه، وأبو زرعة الرازي، وابن واره، وجعفر الفريابي، والحسن بن سفيان، وعبد الله بن محمود السعدي، وجماعة. قال ابن معين: لابأس به. وقال البخاري: مات سنة ثلاث وثلاثين ومائتين. أما سميه. حبان بن موسى الكلابي الدمشقي

(17/124)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 125
الذي روى عن زكريا خياط السنة، فتوفي سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة. حبيب بن أوس بن الحارث بن قيس

(17/125)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 126
أبو تمام الطائي الحوراني الجاسمي الأديب، حامل لواء الشعر في وقته. وكان ابوه أوس نصرانياً، فاسلم هو ومدح الخلفاء والأمراء، وسار شعره في الدنيا، وتنافس الأدباء في تحصيل ديوانه. وهو الذي جمع الحماسة. وكان أسمر طوالاً فصيحاً حلو الكلام، فيه تمتمة يسيرة. ولد سنة تسعين ومائة أو قبلها قال الخطيب أبو بكر: كان في أيام حداثته يسقي الماء بمصر في الجامع. ثم جالس الأدباء وأخذ عنهم. وكان فطناً فهماً يحب الشعر، فلم يزل حتى قاله، فأجاد وشاع ذكره. وبلغ المعتصم خبره فطلبه، فعمل له قصائد فأجازه، وقدمه على شعراء وقته. وجالس ببغداد الأدباء، وكان موصوفاً بالظرف وحسن الأخلاق، والكرم. قال المسعودي: وكان ماجناً خليعاً، ربما تهاون بالفرائض، مع صحة اعتقاده. وروى محمد بن محمود الخزاعي، عن علي بن الجهم قال: كان الشعراء يجتمعون كل جمعة بالجامع ببغداد ويتناشدون. فبينا نحن يوم جمعة أنا ودعبل، وأبو الشيص، وابن أبي فنن، والناس يستمعون قولنا، إذ أبصرت شاباً في أخريات الناس بزي الأعراب. فلما سكتنا قال: قد سمعت إنشادكم منذ اليوم،

(17/126)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 127
فاسمعوا إنشادي: قلنا: هات. فقال:
(فحواك عين علي نجواك يا مذل .......... حتام لايتقى قولك الخطل)

(فإن أسمح من تشكو إليه هوى .......... من كان أحسن شيء عنده العذل)

(ماأقبلت أوجه اللذات سافرة .......... مذ أدبرت باللوى أيامنا الأول)

(إن شئت أن لاترى صبراً لمصطبر .......... فانظر على أي حال أصبح الطلل)
)
(كأنما جاد مغناه فغيره .......... دموعنا يوم بانوا فهي تنهمك)
إلى أن قال فيها يمدح المعتصم:
(تغاير الشعر فيه إذ سهرت له .......... حتى ظننت قوافيه ستقتتل)
فقلنا: لمن هذا الشعر فقال: لمن أنشدكموه. قلنا ومن تكون قال: أبو تمام حبيب بن أوس. فرفعناه وجعلناه كأحدنا، ثم ترقت حاله، وكان من أمره ماكان. والمذل: الخدر الفاتر. وقيل للبحتري: يزعمون أنك أشعر من أبي تمام. فقال: لا والله، ماينفعني هذا القول، ولايضر أبا تمام. والله ماأكلت الخبز إلا به. ولو وددت أن هذا الأمر كما قالوا. ولكني والله تابع له، لائذ به.

(17/127)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 128
ومن شعره حيث يقول في قصيدته الدالية:
(ولم تعطني الأيام يوماً مسكناً .......... ألذ به إلا بنوم مشرد)

(وطول مقام المرء بالحي مخلق .......... بديباجيته، فاغترب تتجدد)

(فإني رأيت الشمس زيدت محبة .......... إلى الناس أن ليست عليهم بسرمد)
وقيل إن الحسن بن وهب الكاتب مرض، فكتب إليه أبو تمام:
(يا حليف الندى وياتؤام الجو .......... د ويا خير من حبوت القريضا)

(ليت حماك بي، وكان لك الأج .......... ر فلا تشتكي، وكنت المريضا)
وله:
(وإن أولى البرايا أن تواسيه .......... لدى السرور لمن واساك في الحزن)

(إن الكرام إذا ماأيسروا ذكروا .......... من كان يألفهم في المنزل الخشن)
وله:
(غدا الشيب مختطاً بفودي خطة .......... طريق الردى منها إلى النفس مهيع)

(هو الرزء يجفى، والمعاشن يجتوى .......... وذو الألف يقلى والجديد يرقع)

(له منظر في العين أبيض ناصع .......... ولكنه في القلب أسود أسفع)
وله:
(ألم ترني خليت نفسي وشأنها .......... فلم احفل بالدنيا ولا حدثانها)

(لقد خوفتني الحادثات صروفها .......... ولو أمنتني ما قبلت أمانها)

(يقولون: هل يبكي الفتى لخريدة .......... متى أراد، اغتاض عشراً مكانها)
)
(وهل يستعيض المرء من خمس كفه .......... ولو صاغ من حر اللجين بنانها)
وله:

(17/128)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 129
(ماجود كفك إن جادت وإن نجلت .......... من ماء وجهي إذا أخلقته عوض)
وله:
(وماأبالي، خير القول أصدقه .......... حقنت له ماء وجهي، أو حقنت دمي)
روى الصولي عن محمد بن موسى قال: عني الحسن بن وهب بأبي تمام، فولاه بريد الموصل، فأقام بها أقل من سنتين، ومات في جمادى الأولى سنة إحدى وثلاثين ومائتين. قال الصولي: واخبرني مخلد الموصلي أن أبا تمام مات بالموصل سنة اثنين وثلاثين في المحرم. وللوزير محمد بن عبد الملك الزيات يرثي أبا تمام، رحمه الله:
(نبأ أتى من أعظم الأنباء .......... لما ألم مقلقل الأحشاء)

(قالوا: حبيب قد ثوى، فأجبتهم: .......... ناشدتكم، لا تجعلوه الطائي)
الحتات بن يحيى اللخمي المصري عن: رشدين بن سعد. وعنه: يحيى بن عثمان بن صالح. قال ابن يونس: توفي سنة أربعين في شوال، وقد رأى الليث. الحسن بن حماد الضبي الكوفي الوراق. أبو علي.

(17/129)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 130
سمع: أبا خالد الأحمر، وابن عيينة، والمحاربي، وعمرو بن محمد العنقزي، وجماعة. وعنه: أبو بكر بن علي المروزي، وأبو يعلى الموصلي، وأحمد بن الصوفي، وموسى بن اسحاق الأنصاري، وقال: ثقة مأمون. قلت: توفي سنة ثمان أوتسع وثلاثين. أما الحسن بن حماد الحضرمي، سجادة. فعاش بعده مديدة، وسيأتي.

(17/130)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 131
الحسن بن سهل الوزير أبو محمد، أخو ذي الرئاستين الفضل بن سهل. كانا من بيت رئاسة في المجوس، فأسلما مع أبيهما في ايام الرشيد، واتصلوا بالبرامكة، فكان سهل يتقهرم ليحيى البرمكي، فضم يحيى الأخوين

(17/131)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 132
إلى ولديه، فضم جعفر الفضل بن سهل إلى المأمون وهو ولي عهد، فغلب عليه، ولم يزل معه إلى أن قتل، فكتب المأمون بمنصبه، وهو الوزارة، إلى الحسن. ثم لم تزل رتبته في ارتقاء إلى أن تزوج ببوران بنته، وأنحدر إلى فم الصلح للدخول بها سنة ستة وعشر) ومائتين. ففرش للمأمون ليلة العرس حصير من ذهب مسفوف، ونثر عليه جوهر كثير، فلم يأخذ أحد شيئاً. فوجه الحسن إلى المأمون: هذا نثار يجب أن يلقط. فقال لمن حوله من بنات الخلفاء: شرفن أبا محمد. فأخذن منه اليسير. ويقال: إن الحسن نثر على الأمراء رقاعاً فيها أسماء ضياع، فمن أخذ رقعة ملك الضيعة. وأنفق في وليمة بنته أربعة آلاف ألف دينار. ولم يزل الحسن وافر الحرمة إلى أن مات. وكان يدعى بالأمير أبي محمد. وقد شكا إليه الحسن بن وهب الكاتب إضافة، فوجه إليه بمائة ألف درهم، ووصل محمد بن عبد الملك الزيات مرة بعشرين ألفاً. ويقال: انه بعث إليه نوبة بخمسة آلاف دينار. وكان أحد الأجواد الموصفين. قال ابراهيم نفطويه: كان من أسمح الناس وأكرمهم، ومات سنة ست وثلاثين، عن سبعين سنة. وحدثني بعض ولده أنه رأى سقاء يمر في داره، فدعا به فقال: ماحالتك؟

(17/132)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 133
فذكر له بنتاً يريد زفافها، فأخذ يوقع له بألف درهم، فأخطأ فوقع له ألف ألف درهم. فأتى به السقاء وكيله، فأنكر الحال، واستعظم مراجعته. فأتوا غسان بن عباد أحد الكرماء، فأتاه وقال: أيها الأمير، إن الله لا يحب المسرفين فقال: ليس فى الخير اسراف. ثم ذكر أمر السقاء فقال: والله لا رجعت عن شىء خطته يدي. فصولح السقاء على جملة منها. قيل إنه مات بسرخس في ذي القعدة من شرب دواء أفرط به سنة ست وثلاثين ومائتين.
5 (الحسن بن علي بن راشد الواسطي د.)
نزيل البصرة. سمع: أباه، وخالد بن عبد الله، وأبا الأحوص سلام بن سليم. وعنه: د.، وأحمد بن عمرو القطراني، وأحمد بن عمرو البزار، وعبدان الجواليقي، وزكريا الساجي، والبغوي، وآخرون. قال ابن حبان: هو مستقيم الحديث.

(17/133)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 134
قلت: توفي سنة سبع وثلاثين.
5 (الحسن بن عمر بن شقيق خ.)
أبو علي الجرمي البلخي. نزيل الري، وكان يجيء إلى بلخ، ويقيم بها. فقيل له البلخي. عن: أبيه، وحماد بن زيد، وعبد الوارث، ويزيد بن زريع، وجعفر بن سليمان، وجرير بن عبد الحميد، ومعتمر بن سليمان. وعنه: خ. وعبد الله بن الإمام أحمد، وأبو يعلى، وجعفر الفريابي، وابراهيم بن محمد بن نائلة الأصبهاني، والحسن بن سفيان، والحكم الترمذي، وعلي بن الحسين بن الجنيد، وحومل البخاري، وأبو حاتم. صدوق. مات بعد سنة ثلاثين. قال الكلاباذي: خرج من بلخ إلى البصرة سنة ثلاثين، ومات بعد ذلك.)
5 (الحسن بن عيسى بن ماسرجس م. د. ن.)

(17/134)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 135
أبو علي النيسابوري. عن مولاه عبد الله بن المبارك، وأبي الأحوص سلام بن سليم، وأبي بكر بن عياش، وجرير بن عبد الحميد، وعبد السلام بن حرب، وشعبة بن الخمس، وأبي معاوية، ونوح بن أبي مريم، وجماعة. وعنه: م. د. ون. بواسطة، وزكريا خياط السنة، والبخاري خارج الصحيح، وأبو القاسم البغوي، وأبو العباس السراج، وأبو يعلى، ويحيى بن صاعد. ومن القدماء: أحمد بن حنبل، وغيره. وكان من رؤساء النصارى وأولي الثروة، فأسلم وصار من العلماء. قال أبو عبد الله الحاكم: سمعت الحسين بن أحمد بن الحسين الماسرجسي يحكي عن جده، وغيره من أهل بيته قال: كان الحسن والحسين ابنا عم عيسى الماسرجسي يحكي عن جده أنهما كانا أخوين يركبان معاً، فيتحير الناس من حسنهما وبزتهما، فاتفقا على أن يسلما، فقصدا حفص بن عبد الرحمن ليسلما على يده. فقال لهما: أنتما من أجل النصارى، وعبد الله بن المبارك خارج في هذه السنة إلى الحج، وإذا أسلمتما على يده كان أعظم عند المسلمين وأرفع لكما في عزكما وجاهكما، فإنه شيخ أهل المشرق. فانصرفا عنه. فمرض الحسين ومات نصرانياً، فلما قدم ابن المبارك، أسلم الحسن على يده.

(17/135)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 136
قال الحاكم: وحدثني أبو علي النيسابوري الحافظ، عن شيوخه، أن ابن المبارك نزل مرة برأس سكة عيسى، وكان الحسن بن عيسى يركب، فيجتاز به وهو في المجلس، والحسن من أحسن الشباب، فسأل عنه ابن المبارك: فقيل إنه نصراني. فقال: اللهم ارزقه الاسلام فاستجيب له. وقال أبو العباس السراج: ثنا الحسن بن عيسى مولى عبد الله بن المبارك، وكان عاقلاً، عد في مجلسه بباب الطاق اثنا عشر ألف محبرة، ومات بالثعلبية سنة أربعين. قال الحاكم: سمعت أبا بكر وأبا القاسم أبني المؤمل بن الحسن يقولان: انفق جدنا في الحجة التي توفي فيها ثلاثمائة ألف درهم. قال الحاكم: فحججت معهما، وزرت معهما بالثعلبية قبر جدهما، فقرأت على لوح قبره: بسم الله الرحمن الرحيم، ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله. هذا قبر الحسن بن عيسى بن ماسرجس، مولى عبد الله بن المبارك، توفي في صفر سنة أربعين ومائتين قال محمد بن المؤمل الماسرجسي: سمعت أبا يحيى البزار يقول لأبي رجاء القاضي محمد بن أحمد: كنت فيمن حج مع الحسن بن عيسى وقت وفاته بالثعلبية سنة أربعين، فاشتغلت بحفظ محملي عن شهوده، لغيبة عديلي، فأريته في النوم فقلت: يا أبا علي، ما فعل الله بك) قال: غفر لي ولكل من صلى علي. فقلت فاتتني الصلاة عليك لغيبة العديل. قال: لاتجرع، غفر لي ولكل من صلى علي، ولكل من يترحم علي.

(17/136)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 137
اللهم ارحمه.
5 (الحسن بن هارون بن عقار)
عن: جرير بن عبد الحميد، وأبي خالد الأحمر. وعنه: ابن مسروق، وأحمد بن علي الجزار، وأحمد بن أبي العجوز.
5 (الحسن بن يوسف بن أبي المنتاب الرازي)
نزيل قزوين. عن: جرير بن عبد الحميد، وفضيل بن عياض، وجماعة. وعنه: مطين، وهارون بن حيان القزويني شيخ لابن ماجة. روى له ابن ماجة في تفسيره شيئاً.
5 (الحسن بن أبي الحسن يزيد المؤذن)
عن: سفيان بن عيينة، وابن أبي فديك. وعنه: قاسم المطرز، والهيثم بن خلف.

(17/137)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 138
قال ابن عدي: منكر الحديث.
5 (الحسين بن الحسن الشيلماني)
عن: خالد بن اسماعيل المخزومي سيخ يروي عن عبيد الله بن عمرو. وعنه: موسى بن اسحاق الأنصاري، وأبو يعلى الموصلي. وقال موسى: توفي في سنة خمس وثلاثين. قال أبو حاتم: مجهول. قلت: وروى أيضاً عن وضاح بن حسان الأنباري.
5 (الحسين بن حبان)
صاحب يحيى بن معين. له كتاب سؤالات عن ابن معين غزيز الفوائد. رواه عنه ابنه علي وجادة. مات شاباً قبل ابن معين بسنة
5 (الحسين بن الضحاك القرشي النيسابوري)

(17/138)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 139
عن: شريك بن عبد الله، وابراهيم بن سعد. وعنه: مسلم في غير الصحيح، ومحمد بن عبد الوهاب الفراء، وابراهيم بن عمرويه.
5 (الحسين بن عبيد الله)
أبو علي العجلي. روى عن: مالك، وعبد العزيز بن الماجشون، وأبن أبي حازم. وعنه: اسحاق الختلي، وعبيد الله العثماني. قال الدارقطني: كان يضع الحديث.
5 (الحسين بن الفرج)
) أبو علي، وقيل: أبو صالح البغدادي ابن الخياط. عن: ابن عيينة، وأبي معاوية، وعبد الله بن ادريس، وشعيب بن حرب، وجماعة. وعنه: عبيد بن الحسن الأصبهاني، وأحمد بن الهيثم بن خالد البزاز، وجعفر بن محمد بن شريك، والحسين بن جبلة الإصبهاني. وكان حافظاً لكنهم ضعفوه.

(17/139)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 140
وقال ابن معين: ذاك نعرفه يسرق الحديث. قلت: سرقة الحديث أهون من وضعه أو اختلاقه. وسرقة الحديث أن يكون محدث ينفرد بحديث، فيجيء السارق ويدعي أنه سمعه أيضاً من شيخ ذاك المحدث، وليس بسرقة الأجزاء والكتب، فإنها أنحس بكثير من سرقة الرواية، وهي دون وضع الحديث في الإثم لقوله: إن كذباً علي ليس ككذب على غيري. قال أبو حاتم: لا أحدث عنه. أنكر عليه حديث لم يكن إلا عند ابن أبي شعيب فرواه هو.
5 (الحسين بن محمد)

(17/140)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 141
أبو علي السعدي البصري الذارع. حدث ببغداد عن فضيل بن سليمان النميري، وعبد المؤمن بن عباد العبدي، وسهل بن أسلم العدوي. وعنه: أبو بكر بن أبي الدنيا، وأحمد بن الحسين، الصوفي، والبغوي، وغيرهم.
5 (الحسين بن المتوكل بن أبي عبد الرحمن بن حسان ق.)
أبو عبد الله بن أبي السري العسقلاني، مولى بنو هاشم أخو محمد بن أبي السري. سمع: ضمرة بن ربيعة، ووكيعاً، ومحمد بن حمير الحمصي، وأبا داود الحفري. وعنه: ق.، ومحمد بن سعد كاتب الواقدي وهو أكبر منه، والحسين بن أسحاق التستري، ومحمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني. قال أخوه: لا تكتبوا عن أخي فإنه كذاب.

(17/141)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 142
وقال أبو عروبة الحراني: الحسين بن أبي السري خال أمي كذاب. وقال أبو داود ضعيف. وقال غيره: مات سنة أربعين ومائتين.
5 (الحسين بن منصور بن جعفر بن عبد الله بن رزين خ. ن. أبو علي السلمي النيسابوري)
الحافظ. روى عن: أخوي جده عمر ومبشر، وأبي معاوية، وابن نمير، ووكيع، وسفيان بن عيينة، وأبي أسامة، وأسباط بن محمد، وطائفة. وعنه: خ.، ون.، وأحمد بن سلمة، وجعفر بن أحمد بن نصر الحافظ، والحسن بن سفيان، وأبو العباس السراج، ومحمد بن شادل، وأبو سعيد محمد بن شاذان، وآخرون. ومن القدماء يحيى بن التميمي، وهو أكبر منه. وثقة النسائي. وقال الحاكم: هو شيخ العدالة والتزكية، في عصره. وأخص الناس بيحيى بن يحيى. وكان يحيى يعيب عليه اشتغاله بالشهادة. سمعت خلف بن محمد البخاري يقول: سمعت أبا عمرو) أحمد بن نصر رئيس نيسابور ببخارى يقول: ثنا الحسين بن منصور، وقد عرض عليه قضاء

(17/142)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 143
نيسابور، فاختفى ثلاثة أيام، ودعا الله، فمات في اليوم الثالث. ومن كلامه قال: رب معتزل للدنيا ببدنه مخالطها بقلبه، ورب مخالط للدنيا ببدنه، مفارقها بقلبه وهو أكيسهما. قال السراج: مات في جمادى الآخرة سنة ثمان وثلاثين ومائتين.
5 (حفص بن عبد الله الحلواني)
أبو عمر الضرير. حدث بحلوان عن: المبارك بن سحيم، وحفص بن سليمان الفارقي، وعيسى عنجار. سمع منه: أبو حاتم وقال: صدوق. وبقي إلى سنة ست وثلاثين، فمات في جمادى الآخرة. قال موسى ابن هارون، وكناه أبا عمرو.
5 (حفص بن النضر التميمي البخاري)
عن: سفيان بن عيينة، وحفص بن غياث، وطبقتهما. وعنه: أخوه علي. توفي في صفر، قاله ابن ماكولا، سنة ست وثلاثين.
5 (الحكم بن موسى م. س. ق.)

(17/143)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 144
أبو صالح البغدادي القنطري الزاهد. سمع: اسماعيل بن عياش، والعطاف بن خالد، وعبد الرحمن بن أبي الرجال، وعبد الله بن المبارك، وغيرهم. وعنه: م.، وس. ق. بواسطة، الامام أحمد، والدارمي، وابو يعلى الموصلي، وأبو القاسم البغوي، والحارث بن أبي أسامة، وغيرهم. وكتب عنه: علي بن المديني. وثقة ابن معين. وقال الحسين بن فهم: كان رجلاً صالحاً، ثبتاً في الحديث. وقال علي بن المديني: سألت أبا علي جزرة عن سريج بن يونس، والحكم بن موسى، ويحيى بن أيوب، فوثقهم جداً وقال: هؤلاء الثلاثة تقطعوا من العبادة.

(17/144)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 145
وقال عثمان الدارمي: قدم علي بن المديني بغداد، فحدثه الحكم بن موسى بحديث أبي قتادة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: أسوأ الناس سرقة الذي يسرق صلاته فقال ابن المديني: لو غيرك حدث به ما صنع به قلت: رواه الناس عن الحكم، عن الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن يحيى بن بكير، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه. وقال أبو عبيدة الآجري: سألت أبا داود عن حديث الحكم بن موسى في الصدقات، فقال: لا أحدث به. قلت: وكذا انفرد بحديث الصدقات، عن يحيى بن حمزة، عن سليمان بن داود، وصوابه سليمان بن أرقم. توفي الحكم في شوال سنة اثنتين وثلاثين ليومين بقيا من الشهر.)
5 (حكم بن سيف د.)

(17/145)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 146
أبو عمرو الرقي مولى بني أسد. عن: أبي المليح الحسن بن عمرو، وعبيد الله بن عمرو الرقيين، وعيسى بن يونس. وعنه: د.، وبقي بن مخلد، والحسن بن سفيان، ومحمد بن وضاح الأندلسي، والفريابي، والحسين بن عبد الله القطان، وجماعة. قال أبو حاتم: صدوق، لا يحتج به. قلت: توفي بسنة ثمان وثلاثين.
5 (حمزة بن سعيد المروزي)
نزيل طرسوس. عن: أبي بكر بن عاش، وابن عيينة، وجماعة. وعنه: أبو داوود في كتاب المسائل، واسحاق بن سيار النصيبي، وابراهيم بن الحارث العبادي.
5 (حوثرة بن أشرس)
أبو العامر العدوي البصري.

(17/146)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 147
عن: مبارك بن فضالة، وعقبة بن عبد الله الرفاعي، وحماد بن سلمة، وجماعة. وعنه: أبو زرعة، وأبو حاتم، وأبو يعلي الموصلي، وجعفر الفريابي، والحسن بن سفيان الفسوي، وطائفة وسواهم. توفي سنة اثنتين وثلاثين في آخرها، وما علمت به بأساً.
5 (حيان بن بشر القاضي)
أبو بشر الأسدي الحنفي. عن: هشيم، وأبي يوسف القاضي، وأبي معاوية، ويحيى بن آدم. وعنه: بشر بن موسى، وابراهيم بن عبد الله بن الجنيد، ومحمد بن عبدوس، وأبو القاسم البغوي. وولي قضاء اصبهان في دولة المأمون، وولي قضاء الشرقية ببغداد في دولة المتوكل. قال ابن معين: لا بأس به، توفي سنة سبع أو ثمان وثلاثين. وكان من كبار أصحاب الرأي.

(17/147)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 148

(17/148)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 149
حرف الخاء
5 (خالد بن عابد بن يحيى الزوفي)
مصري. عن: رشدين بن سعد، وابن وهب. وعنه: يحيى بن عثمان بن صالح. توفي سنة.
5 (خالد بن مرداس)
أبو الهيثم البغدادي السراج، له نسخة رواها عنه أبو القاسم البغوي. وكان صدوقاً ثقة. يروي عن: اسماعيل بن عياش، وأيوب بن جابر اليمامي، وعبد الله بن المبارك، وغيرهم روى عنه أيضاً: أو يعلى الموصلي، وغيره. توفي سنة 231.)

(17/149)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 150
5 (خديجة بنت محمد)
روت عن اسحاق الأزرق، ويزيد بن هارون، وأبي النضر هاشم. وكانت تغشى أحمد بن حنبل. روى عنها: عبد الله بن أحمد في كتاب الزهد.
5 (خلف بن سالم ن.)
أبو محمد السندي، مولى بني المهلب. من شيوخ بغداد، يروي عن: هشيم، وأبي بكر عياش. وعنه: أحمد بن أبي خثيمة، والحسن بن علي المعمري، وغيرهما. وكان يوصف بالحفظ والمعرفة. رحل إلى عبد الرزاق. وتوفي سنة إحدى وثلاثين. وروى عن: ابن علية، وعبد الله بن ادريس ويحيى القطان، وغندر. وآخر من روى عنه أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي.

(17/150)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 151
5 (خلف بن قديد)
أبو علي الأزدي المصري. روى عن: ابن وهب، وغيره. ومات فجأة سنة تسع وثلاثين وهو قائم يرمي في الغرض.
5 (خليفة بن خياط بن خليفة بن خياط خ.)

(17/151)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 152
الحافظ أبو عمرو العصفري البصري، المعروق بشباب. وكان حافظاً نسابه إخبارياً عالماً بأيام الناس. صنف التاريخ الطبقات وغير ذلك. روى الكثير. سمع: أباه، وسفيان بن عيينة، وزياد بن عبد الله البكائي، ويزيد بن زريع، وابن علية، وخالد بن الحارث، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، وعبد الرحمن بن مهدي، وغندر، ومحمد بن أبي عدي، ومعتمر بن سليمان، وخلقاً كثيراً. وذكر شيخنا المزي في تهذيبه أنه روى عن حماد بن سلمة. قلت: لم يدركه، فلعله حماد بن أسامة، فتصحف. وعنه: خ. في صحيحه سبعة أحاديث أو أكثر، وبقي بن مخلد، وحرب الكرماني، وعبد الله الدارمي، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو يعلى الموصلي، وعبدان الأهوازي، وعمر بن أحمد الأهوازي، وموسى بن زكريا التستري، وآخرون.

(17/152)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 153
لينه بعضهم. وقال ابن عدي: هو مستقيم الحديث صدوق، من متيقظي الرواة. وقال مطين: مات سنة أربعين.

(17/153)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 154
4 (حرف الدال)

4 (داهر بن نوح الأهوازي)
) عن: أبي عوانة، وعبد الحميد بن الحسن الهلالي، وحماد بن زيد، وعنبس بن مرحوم، وعليلة بن بدر، وجماعة. وعنه: جماعة آخرهم عبدان الأهوازي. ذكره ابن حبان في الثقات وقال: ربما أخطأ. وقال أبو لقاسم بن مندة: توفي سنة ثلاث وثلاثين. وممن روى عنه: سعيد بن عثمان الأهوازي.
4 (داود بن أمية الأزدي)
سمع: سفيان بن عيينة، ومعاذ بن معاذ بن هشام. روى عنه: د. في سننه، وأبو القاسم البغوي. وهو صدوق.
4 (داود بن حماد)

(17/154)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 155
أبو حاتم البلخي. حدث ببغداد عن: ابراهيم بن أبي حية المكي، وابي مطيع البلخي، وابن عيينة ووكيع. وعنه: محمد بن عبدوس بن كامل، وعلي بن سعيد الرازي، وأحمد بن سلمة النيسابوري. ومن الكبار مثل أبي زرعة.
4 (داوود بن رشيد خ. م. د. ق.)
أبو الفضل الخوارزمي مولى بني هاشم. من أعيان شيوخ بغداد. سمع: أبا المليح الحسن بن عمر الرقي، واسماعيل بن عياش، واسماعيل بن جعفر، وهشيم بن بشير، ويحيى بن ابي زائدة، والوليد بن مسلم، وابن علية، وطائفة بالعراق والجزيرة والشام.

(17/155)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 156
وعنه: م. د. ق. وخ. ن، عن رجل، عنه، وبقي بن مخلد، وابراهيم الحربي، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وأبو يعلى الموصلي، وأحمد بن الحسن الصوفي، وأبو القاسم البغوي، ومحمد بن المجدر، وخلق. وثقة ابن معين، وغيره. وقال الدراقطني: ثقة نبيل. وقال أحمد بن مروان الدينوري: نا ابراهيم الحربي، ثنا داوود بن رشيد، قال: قمت ليلة اصلي: فأخذني البرد لما أنا فيه من العري، فأخذني النوم، فرأيت كأن قائلاً يقول: يا داوود أنمناهم وأقمناك فتبكي علينا. قال ابراهيم قاريء داوود: ما نام بعدها. يعني ما ترك التهجد بعدها. قال: وسمعت داوود يقول: قالت حكماء الهند: لا ظفر مع بغي، ولا صحة مع نهم، ولا ثناء مع كبر، ولا صداقة مع خب، ولا شرف مع سوء أدب، ولا بر مع شح، ولا اجتناب محرم مع حرص، ولا محبة مع هزء، ولا ولاية حكم مع عديم فقه، ولا عذر مع اصرار، ولا سلامة لب مع غيبة، ولا راحة مع حسد، ولا سؤدد مع انتقام، ولا رئاسة مع غزارة نفس وعجب، ولا صواب مع ترك مشاورة، ولا ثبات ملك مع) تهاون وجهالة وزراء. توفي في سابع شعبان سنة تسع وثلاثين.
4 (داوود بن صغير البخاري)

(17/156)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 157
حدث ببغداد سنة ثلاث وثلاثين ومائتين أو بعدها عن الأعمش. وزعم أن عمره مائة وخمس وعشرون سنة. وكان من الضعفاء. روى عنه: اسحاق بن سنين الختلي. وروى أيضاً عن: أبي عبد الرحمن كثير النوا، وسفيان الثوري، لا، بل وحدث عن أنس بن مالك. وروى عنه: عبيد الله بن عبيد الله الصيرفي، وعبد الله بن محمد بن نصر المروزي، والفضل بن مخلد الدقاق. قال الدراقطني: منكر الحديث. وقال الخطيب: ضعيف. وهو داوود بن صغير، بمعجمة، بن شبيب بن رستم. لا ينبغي أن يروى عنه.
4 (داوود بن مخراق الفريابي د.)
عن: جرير بن عبد الحميد، وسفيان بن عيينة، وابن وهب، وغيرهم.

(17/157)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 158
وعنه: د.، ومحمد بن عبد الوهاب الفراء، ومحمد بن أحمد بن سليمان الهروي، واسحاق بن ابراهيم البستي القاضي، وجعفر الفريابي. توفي سنة تسع وثلاثين. وأما حبان فذكر في الثقات أنه مات بعد الأربعين.
4 (داوود بن مصحح العسقلاني)
عن: أبي خالد الأحمر. ذكره ابن حبان في الثقات، وقال مستقيم الحديث. ثنا عنه بن الحسن بن قتيبة.
4 (داوود بن معاذ د. ن.)
أبو سليمان العتكي البصري نزيل المصيصة. عن: حماد بن زيد، وعبد الوارث، والحسن بن أبي جعفر الجفري، وجماعة. وعنه: د.، ون،. عن رجل، عنه، ومضر بن محمد الأسدي، وعثمان بن حرزاد، وجعفر الفريابي. وثقة النسائي. وسمع الفريابي عنه سنة ثلاث وثلاثين.
4 (دينار.)
الذي ادعى لقي أنس. ذكرناه في الطبقة الماضية.

(17/158)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 159
4 (حرف الراء)

4 (الربيع بن ثعلب)
أبو الفضل المروزي ثم البغدادي العابد المقريء. رحل وقرأ بدمشق على الوليد بن مسلم، وعراك بن خالد، وجماعة. وكان بصيرا بقراءة الشاميين. وحدث عن: اسماعيل المؤدب،) وجارية بن هرم، وفرج بن فضالة، وجماعة. قرأ عليه جماعة منهم: أبو الطيب سالم، وسليمان بن يحيى الضبي. وحدث عنه: علي بن اسحاق بن زاطيا، وأبو العباس السراج، وأبو القاسم البغوي، وأحمد بن الحسين الصوفي، وعبد الله بن ناجية. قال جزرة الحافظ: كان ثقة من عباد الله الصالحين.

(17/159)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 160
وقال غيره: توفي سنة ثمان وثلاثين.
4 (رفاعة بن الهيثم الواسطي م.)
عن: خالد بن عبد الله الطحان، وهشيم بن بشير. وعنه: م.، وأسلم بن سهل، وعبد الله بن محمد بن شيرويه النيسابوري، وابراهيم بن محمد الصيدلاني.
4 (روح بن صلاح بن سيابة بن عمرو)
أبو الحارث الحارثي الموصلي، ثم المصري. عن: يحيى بن أيوب، وسفيان الثوري، وموسى بن علي بن رباح، وسعيد بن أبي أيوب، والليث بن سعد، وغيرهم. وعنه: أحمد بن محمد بن رشدين، وعيسى بن صالح المؤذن، وجعفر بن أحمد بن بيان، ومحمد بن ابراهيم البوسنجي، وأحمد بن حماد زغبة. له مناكير. قال ابن عدي: ضعيف.

(17/160)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 161
وأما ابن حبان فذكره في الثقات. توفي بمصر في رمضان سنة ثلاث وثلاثين. وهو آخر من حدث عن موسى، ويحيى، وسعيد. وقال الحاكم: هو ثقة مأمون شامي.
4 (روح بن عبد الجبار بن نضر)
أبو محمد المرادي، مولاهم المصري. أخو النضر، وعبد الله. وقد كناه ابن يونس: أبا الزنباع، وهو أعرف. وقال: روى عن: ابن وهب، وابن القاسم. حدث عنه: ابنه الحارث بن روح، ويحيى بن عثمان بن صالح. قال: ومات في جمادى الآخرة سنة إحدى وثلاثين.
4 (روح بن عبد المؤمن)
أبو الحسن الهذلي، مولاهم البصري المقريء صاحب يعقوب الحضرمي. قرأ عليه، وجلس للإقراء فأخذ عنه: أبو بكر محمد بن وهب الثقفي، وأحمد بن يحيى الوكيل، وأحمد بن يزيد الحلواني، وأبو الطيب بن حمدان.

(17/161)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 162
وسمع الحديث من: أبي عوانة، وحماد بن زيد، وجعفر الضبعي. وعنه: خ.، وابراهيم بن محمد بن نائلة الأصبهاني، وعبد الله بن أحمد، ومطين، وأبو خليفة، وأبو يعلى الموصلي، وطائفة. ذكره ابن حبان في الثقات وقال: مات سنة ثلاث وثلاثين قبلها أو بعدها. وقال غيره: مات سنة أربع، وقبل سنة خمس.)
4 (روح بن قرة المقريء)
عرض القرآن على سلام الطويل، وعلى يعقوب الحضرمي. وسمع من ابن عيينة. قرأ عليه: أبو عبد الله الزبيري فقيه البصرة. وسمع منه: أحمد بن الصقر بن ثوبان.
4 (رويم بن يزيد المقريء)
سمع: سلام بن سليمان الطويل، والليث بن سعد. وأخذ القراءة عرضاً عن: سليم صاحب حمزة، وميمون القتاد. عرض عليه غير واحد منهم: محمد بن شاذان الجوهري شيخ ابن شنبوذ. وحدث عنه: محمد بن عبد الرحيم، وغيره.

(17/162)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 163
4 (رباح بن الفرج الدمشقي)
عن: زيد بن يحيى، وأبي مسهر. وعنه: أحمد بن المعلى، وجعفر الفريابي في الثقات.

(17/163)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 164
4 (حرف الزاي)

4 (زكريا بن يحيى الواسطي الأحمر)
عن: خالد بن عبد الله الطحان. وعنه: أسلم بن بحشل وقال: مات سنة أربع وثلاثين.
4 (زكريا بن يحيى بن صبيح اليشكري الواسطي، زحمويه)
عن: عبد الرحمن بن أبي الزناد، وفرج بن فضالة. وعنه: أسلم في تاريخه، وأبو زرعة الرازي، وجماعة. توفي سنة خمس وثلاثين.
4 (زهير بن حرب بن شداد خ. م. د. ق.)

(17/164)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 165
أبو خيثمة النسائي الحافظ، مولى بن الحريش بن كعب بن عامر بن صعصعة. قيل: كان اسم جده اشتاك، فعرب شداداً. كان من كبار أئمة الأثر ببغداد، وهو والد الحافظ أبي بكر صاحب التاريخ. سمع. هشيماً، وابن عيينة، وأبا معاوية، ويحيى القطان، وحفص بن غياث، وجرير بن عبد الحميد، وحميد بن عبد الرحمن الرؤاسي، وعبد الله بن ادريس، وابن فضيل، وخلقاً كثيراً. وعنه: خ.، م.، ق.، وابنه، وعباس الدوري، وبقي بن مخلد، وأبو يعلى، وابن أبي الدنيا. نيا، وأبو بكر أحمد بن علي بن سعيد المروزي، وخلق. وثقة بن معين. وقال أبو حاتم: صدوق.

(17/165)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 166
وقال يعقوب بن شيبة: هو أثبت من أبي بكر بن أبي شيبة. وقال النسائي: ثقة مأمون. وقال جعفر الفريابي: سألت محمد بن عبد الله بن نمير: أيما أحب إليك أبو خيثمة، وأبو بكر بن أبي شيبة فقال: أبو خيثمة، وجعل يطري أبا خيثمة ويضع من أبي بكر. وقال علي بن الحسين) بن الجنيد: سمعت يحيى بن معين يقول: أبو خيثمة زهير بن حرب يكفي قبيلة. توفي في سابع شعبان، سنة أربع وثلاثين، وله أربع وستون سنة.
4 (زهير بن عباد الرؤاسي)
ابن عم وكيع. سمع: مالك بن أنس، وحفص بن ميسرة، وفضيل بن عياض، والمسيب بن شريك، وابن المبارك، وجماعة. وعنه: محمد بن أحمد العريبي، والحسن بن الفرج الغزي، والحسن بن

(17/166)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 167
سفيان، وجماعة منهم أبو حاتم الرازي وقال: ثقة، وكان يكنى أبا محمد. توفي في شوال سنة ثمان وثلاثين بمصر.
4 (زيد بن يزيد الثقفي م.)
أبو معن الرقاشي البصري. سمع: معتمر بن سليمان، وغندراً، وخالد بن الحارث، ووهب بن جرير، ووكيعاً، وطائفة. وعنه: م.، ومحمد بن محمد القاضي الجذوعي، والحسين بن اسحاق التستري، ومعاذ بن مثنى العنبري. وثقة م.

(17/167)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 168
4 (حرف السين)

4 (سالم بن حامد الأمير)
ولي إمرة دمشق للمتوكل، فظلم وعسف. وكان بدمشق جماعة من أشراف العرب لهم قوة ومنعة، فقتلوه يوم جمعة على باب الخضراء. فغضب المتوكل وثارت نفسه وقال: من للشام، وليكن في صولة الحجاج فقيل له: أفريدون التركي. فأمره وسار إليها في سبعة آلاف. وأطلق له المتوكل القتل بدمشق يوماً إلى ارتفاع النهار، والنهب ثلاثة أيام. فنزل ببيت لهيا، فلما أصبح قال: يا دمشق إيش يحل بك اليوم مني فقدمت له بغلة وحماء ليركبها، فلما أراد أن يضع رجله في الركاب ضربته بالزوج على صدره، فسقط ميتاً، وقبره يعرف ببيت لهيا. ورجع عسكره إلى بغداد. ثم جاء المتوكل بعد ذلك إلى دمشق وقد صلحت نيته للدمشقيين.
4 (سحنون)
اسمه عبد السلام. يأتي في هذه الطبقة.

(17/168)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 169
4 (سريج بن يونس بن ابراهيم خ. م. ن.)
أبو الحارث المروزي الأصل البغدادي. عن: اسماعيل بن جعفر، وهشيم، واسماعيل بن مجالد، وعباد بن عباد، ويحيى بن أبي زائدة، ويوسف بن يعقوب الماجشون، وأبي اسماعيل المؤدب،) ومروان بن شجاع، وخلق. وعنه: م. وخ. ن، عن رجل، عنه، وبقي بن مخلد، وأبو يحيى صاعقة، وأبو زرعة، وموسى بن هارون، ومطين، وأبو القاسم البغوي، واحمد بن الحسن الصوفي، وخلق. سئل عنه أحمد بن حنبل فقال: صاحب خير. وقال ابن معين: ليس به بأس.

(17/169)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 170
وقال البخاري: مات في ربيع الأول سنة خمس وثلاثين. وقال ابو حاتم: صدوق. وقال عبد الله بن أحمد: سمعت سريج بن يونس يقول: رأيت رب العزة في المنام فقال: سل حاجتك. فقلت: رحمان سربسر، يعني رأساً برأس. قلت: وكان سريج من الزهاد والعباد ببغداد، له حكايات شبه الكرامات رحمه الله. وكان إماماً في السنة.
4 (سعيد بن ذؤيب)
أبو الحسن المروزي، النسائي الأصل. عن: أبي أسامة، وسفيان بن عيينة، وأبي ضمرة، وعبد الرزاق، وجماعة. وعنه: حاشد بن اسماعيل، وعبيد الله بن واصل البخاريان، والحسن بن سفيان، وأبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائيان، ون. أيضاً في سننه، عن رجل، عنه. توفي سنة سبع وثلاثين.
4 (سعيد بن سليمان التميمي الفقيه)
أحد أصحاب الرأي. أخذ الفقه عن القاضي أبي يوسف، ومحمد بن الحسن، وحدث عنهما.

(17/170)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 171
توفي سنة خمس وثلاثين.
4 (سعيد بن إدريس الواسطي)
عن: أبي شهاب الحناط عبد ربه. وعنه: أسلم بن سهل الواسطي وقال: توفي سنة إحدى وثلاثين بواسط.
4 (سعيد بن حسان)
أبو عثمان القرطبي، مولى بني أمية. رحل وتفقه على أشهب، وأصحاب مالك، وبرع في مذهب مالك. وكان فقيهاً مفتياً إماماً زاهد كبير القدر. وكان مؤاخياً ليحيى بن يحيى الليثي، آخذاً بهديه. حمل عنه: ابراهيم بن محمد بن باز، وغيره. توفي سنة ست وثلاثين.
4 (سعيد بن حفص بن عمرو بن نفيل ن.)
أبو عمرو الحراني الرملي، خال الحافظ بن أبي جعفر النفيلي. سمع: زهير بن معاوية، ومعقل بن عبيد الله، وشريك بن عبد الله، وأبا المليح، وموسى بن أعين، وجماعة. وعنه: محمد بن) يحيى بن كثير محدث حران، ومضر بن محمد الأسدي، وهلال بن العلاء، وبقي بن مخلد، وأحمد بن سليمان الرهاوي، وأحمد بن فيل البالسي، والحسن بن سفيان، وجماعة.

(17/171)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 172
توفي في رمضان سنة سبع وثلاثين. ووثقه ابن حبان.
4 (سعيد بن عبد الجبار م. د.)
أبو عثمان القرشي الكرابيسي، بصري نزل مكة، وحدث عن: حماد بن سلمة، وحرب بن أبي العالية، ومالك، وفضيل بن عياض، وجماعة. وعنه: م.، د.، وبقي بن مخلد، وأبو زرعة، وابن أبي عاصم، وأبو يعلى الموصلي، وعبدان، وعمران بن موسى السختياني، وطائفة. قال أبو حاتم: صدوق. وقال أبو القاسم البغوي: مات في آخر سنة ست وثلاثين. ومن رواة العلم بهذا الاسم:
4 (سعيد بن عبد الجبار بن وائل بن حجر الكوفي)
له أحاديث عن أبيه، وعنه عبد الله بن أبان.

(17/172)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 173
4 (وسعيد بن عبد الجبار الزبيدي)
من طبقة هشيم.
4 (وسعيد بن عبد الجبار)
عن محمد بن جابر اليمامي، مجهول
4 (سمع: ابن عيينة. وعنه: عباس الدوري، والبغوي. أما.)
سعيد بن نصير نزيل الرقة، ففي الطبقة الأخرى
4 (سعيد بن النضر خ.)
أبو عثمان البغدادي، نزيل آمل جيحون. سمع: اسماعيل بن عياش، هشيم بن بشير، وغيرهما. وعنه: خ.، والفضل بن أحمد الآملي. ذكره ابن حبان في الثقات. وتوفي سنة أربع وثلاثين.
4 (سفيان بن بشير)

(17/173)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 174
أبو الحسين الكوفي. عن: مالك بن أنس، وعلي بن هاشم بن البريد. وعنه: محمد بن رزين بن جامع، ومحمد بن داوود بن عثمان الصدفي، ومحمد بن عثمان بن أبي شبيبة، ومطين، وغيرهم. لم يذكره ابن أبي في كتابه.)
4 (سلمة بن عاصم النحوي)
من كبار أئمة العربية بالعراق. روى عن الفراء كتبه، وروى عنه: ابراهيم الحربي، وثعلب، وادريس بن عبد الكريم، وهو ثقة مشهور.
4 (سلمة بن حفص السعدي)
أبو بكر. عن: عبد الله بن ادريس، والمحاربي. وعنه: تمتام، وابن أبي الدنيا، وصالح جزرة، وآخرون.
4 (سليمان بن أحمد بن محمد الجرشي الدمشقي)
ثم الواسطي.

(17/174)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 175
عن: الوليد بن مسلم، ومروان بن معاوية، ومحمد بن شعيب، وجماعة. وعنه: حنبل بن اسحاق، وأسلم بن بحشل، وابراهيم بن سعدان، وعلي بن عبد العزيز البغوي، وعبدان الأهوازي، وجماعة. قال البخاري: فيه نظر. وقال النسائي: ليس بثقة. وقال ابن عدي: ثنا عنه عبدان بالعجائب. وقال أبو حاتم الرازي: كان حلواً، قدم بغداد فكتب عنه أحمد بن حنبل وابن معين، ثم تغير بأحزة. فلما كان في رحلتي الثانية، قيل لي: قد أخذ في الشراب والمعازف والملاهي. وسئل عنه صالح جزرة فقال: يتهم في الحديث.
4 (سليمان بن أيوب)
أبو أيوب. صاحب البصري. حدث عن: حماد بن زيد، وهارون بن دينار، وعبد الرحمن بن مهدي، وطائفة.

(17/175)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 176
وعنه: اسماعيل القاضي، وصالح جزرة، وأحمد بن الحسن سن عبد الجبار، والبغوي. قال ابن معين: هو ثقة حافظ، رواها ابن الجنيد عنه. وقال الحسين بن حبان: قال ابن معين: سليمان صاحب البصري من الحفاظ الثقات، كان يتحفظ عن يحيى بن سعيد، يأنف أن يكتب عنده. وقال مطين: مات سنة خمس وثلاثين. وقال علي بن الجنيد: كان من الحفاظ، لم أر بالبصرة أنبل منه.
4 (سليمان بن داوود بن بشر الشاذكوني)
الحافظ أبو أيوب المنقري البصري. عن: حماد بن زيد، وعبد الواحد بن زياد، وجعفر بن سليمان، وعبد الوارث، وخلق كثير. وعنه: أبو قلابة الرقاشي، وأسيد بن عاصم، ومحمد بن يونس الكديمي،

(17/176)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 177
وأبو مسلم الكجي، وابراهيم بن محمد بن الحارث، ومحمد بن علي الفرقدي، والإصهانيون، والحسن بن سفيان، وأبو يعلى الموصلي وكانا يدلسانه، يقولان: سليمان أبو) أيوب فقط. قال عمرو الناقد: قدم سليمان الشاذكوني بغداد، فقال لي أحمد بن حنبل: اذهب بنا إلى سليمان نتعلم منه نقد الرجال. وقال حنبل: سمعت أبا عبد الله يقول: كان أعلمنا بالرجال يحيى بن معين، وأحفظنا للأبواب سليمان الشاذكوني. وكان علي بن المديني أحفظنا للطوال. وقال عباس العنبري، وسئل: أيهما أعلم بالحديث: الشاذكوني أو ابن المديني فقال: ابن الشاذكوني بصغير الحديث، وعلي بجليله. وقال أبو عبيد: انتهى العلم إلى أربع يعني علم الحديث: إلى أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، ويحيى بن معين، وأبي بكر بن شيبة. فكان أحمد أفقههم به، وكان علي أعلمهم به، وكان ابن معين أجمعهم له، وكان ابو بكر أحفظهم له. قال زكريا الساجي: وهم أبو عبيد، أحفظهم له سليمان الشاذكوني. روى أبو بكر بن أبي الأسود قال: كنا عند يحيى القطان وعنده بلبل يعني المحدث كان أسود، فجرى بينه وبين الشاذكوني كلام. فقال له الشاذكوني: والله لأقتلنك. قال يحيى: سبحان الله، تقتله قال: نعم. أنت حدثتني عن عوف، عن الحسن، عن عبد الله بن مغفل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لولا أن الكلاب أمة لأمرت بقتلها، فاقتلوا كل أسود

(17/177)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 178
بهيم وهذا أسود. وقال ابن عدي: سألت عبدان عنه، فقال: معاذ الله أن يتهم، إنما كان قد ذهبت كتبه، فكان يحدث حفظاً. وقيل إنه لما احتضر قال: اللهم إني أعتذر إليك، غير أني ماقذفت محصنة، ولا دلست حديثاً. وقال الساجي: ثنا أحد بن محمد: نا ابن عرعرة قال: كنت عند يحيى بن سعيد، وعنده بلبل، وابن أبي خدويه، وابن المديني، فقال علي ليحيى: ما تقول في طارق، وابراهيم بن مهاجر قال: يجريان مجرى واحداً. فقال الشاذكوني: يسألك عما لاتدري، وتكلف لنا ما لا تحسن، إنما تكتب عليك ذنوب حديث ابراهيم بن مهاجر خمسمائة حديث، عندك عنه مائة، وحديث طارق مائة، عندك عشرة. فاقبل بعضنا على بعض وقلنا: هذا ذل. فقال يحيى: دعوه، فإن كلمتموه لم آمن أن يقذفنا بأعظم من هذا. وقال ابراهيم بن أورمة: كان أبو داوود الطيالسي بأصبهان، فلما أراد الرجوع أخذ يبكي، فقالوا له: إن الرجل إذا رجع إلى أهله فرح، فقال: إنكم لاتعلمون إلى من أرجع. أرجع إلى شياطين الإنس: علي بن المديني، وسليمان الشاذكوني، وابن بحر السقاء يعني الفلاس وسئل ابن صالح بن محمد الحافظ عن الشاذكوني فقال: ما رأيت أحفظ منه. فقلت: بأي شيء كان يهتم قال: كان يكذب في الحديث.

(17/178)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 179
وسئل أحمد بن حنبل عنه، فقال: جالس حماد بن زيد وبشر بن المفضل، ويزيد ين زريع، فما نفعه الله بواحد منهم. وقال ابن معين:) جربت على سليمان الشاذكوني الكذب. وقال النسائي: ليس بثقة. وقال عباس العنبري: ما مات ابن الشاذكوني حتى انسلخ من العلم انسلاخ الحية من قشرها. قال ابن المديني: كنا عند ابن مهدي، فجاءوا بالشاذكوني سكران، وعن البخاري قال: هو أضعف عندي من كل ضعيف. وقال ابن معين: قال لنا الشاذكوني: هاتوا حرفاً واحداً من رأي الحسن لا أحفظه. وحكى ابن قانع أنه سمع اسماعيل بن الفضل يقول: رأيت الشاذكوني في النوم فقلت: ما فعل الله بك قال: غفر لي. قلت: بماذا قال: كنت في طريق اصبهان، فأخذني المطر ومعي كتب. ولم أكن تحت سقف، فانكببت على كتبي حتى أصبحت، فغفر الله لي بذلك. قلت: كان أبوه يتجر في البز، ويبيع هذه المضربات الكبار، وتسمى باليمن شاذكونية، فنسب إليها.

(17/179)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 180
قال ابن قانع، وأبو بكر بن عاصم، ومطين، وغيرهم: توفي سنة أربع وثلاثين. وقال أبو الشيخ: توفي سنة ست وثلاثين، وقدم إلى اصبهان ست مرات.
4 (سليمان بن داوود خ. م. د. ن.)

(17/180)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 181
أبو الربيع الأزدي العتكي الزهري البصري المقريء المحدث الثقة. سمع: مالكاً، وفليح بن سليمان، وحماد بن زيد، وشريكاً، وأبا شهاب الحناط، وجرير بن حازم، وجماعة. وعنه: أحمد، وإسحاق، وابن المديني، وجماعة من أقرانه، وخ.، م.، د، وروى ن.، عن رجل عنه. وروى عنه: محمد بن الذهلي، وأبو زرعة، والنسائي، وغيرهم. وأما ابن خراش فقال: تكلم الناس فيه، وهو صدوق. قلت: هذه مجازفة من عبد الرحمن، فإنا لا نعلم أحداً أضعف الزهراني، بل اجمعوا على الاحتجاج به. توفي في رمضان سنة اربع وثلاثين. ووقع لي من موافقاته العالية، وكان من أئمة العلم. وقال أبو عمرو الداني: له كتاب جامع في القراءات. سمع من نافع بن أبي نعيم حرفين، ومن حفص العاضدي، وعبد الوارث التنوري، وذكر جماعة.

(17/181)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 182
4 (سليمان بن داوود بن محمد بن شعبة بن النجار)
أبو ايوب اليمامي، ثم البصري. عن: فليح بن محمد، ويحيى بن مروان، وعمارة بن عقبة، وغيرهم. وعنه: ابو زرعة، وأبو حاتم، وغيرهما. قال أبو حاتم: أثنى عليه ابن معين وقال: قل من رأيت أفهم لحديث اليمامة منه.
4 (سليمان بن داوود بن رشيد م.)
) أبو الربيع الختلي، ثم البغدادي الأحول. سمع: أبا حفص الأبار، ومحمد بن حرب، وجماعة.

(17/182)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 183
وعنه: م.، وأبو زرعة، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبو يعلى الموصلي، وآخرون. وكان ثقة. وثقه صالح جزرة. وتوفي في رمضان سنة إحدى وثلاثين. وليس لأبيه رواية.
4 (سليمان بن داوود م.)
أبو داوود المباركي، والمبارك بقرب واسط. سمع: أبا شهاب الحناط، وأبا حفص الآبار، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وعنه: م.، وعبد الله بن أحمد، وأحمد بن الحسن الصوفي الكبير، وآخرون. قال ابن معين: لابأس به. توفي سنة إحدى أيضاً وكان ببغداد. سماه أبو حاتم: سليمان بن محمد.

(17/183)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 184
ووثقه أبو زرعة. وقد جوده ابن نقطة وبين أنه سليمان بن محمد قطعاً.
4 (سليمان بن سلم ن.)
أبو داوود البلخي المصاحفي. عن: النضر بن شميل، وأبي مطيع، وعمر بن هارون البلخيين، وجماعة. وعنه: ن.، والترمذي في كتاب الشمائل، وموسى بن هارون، وغيرهم. وكان ثقة بن خيار عباد الله، رحمه الله. توفي سنة ثمان وثلاثين.
4 (سليمان بن عبد الله بن علي بن عبد الله بن عباس العباسي.)
ولي المدينة للمأمون، ثم مكة. وحج بالناس. ثم عزله المعتصم. مات سنة أربع وثلاثين ومائتين.

(17/184)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 185
4 (سليمان بن عبد الرحمن بن عيسى بن ميمون خ. ع.)
الحافظ أبو ايوب التميمي الدمشقي ابن بنت شرحبيل بن مسلم الخولاني. سمع: معروفاً الخياط الذي رأى واثلة بن الأسقع، واسماعيل بن عياش، ويحيى بن حمزة، وسويد بن عبد العزيز، وبقية، والوليد بن مسلم، وعبد الله بن وهب، وابن عيينة، وخلقاً. وعنه: خ.، د.، وخ. ايضاً وت. ن. ق.، عن رجل عنه، وأبو زرعة النضري والرازي، وأبو قصي اسماعيل العذري، وأحمد بن المعلى، وجعفر الفريابي، وخلق. ولد سنة ثلاث وخمسين ومائة، وكان يخضب بالحمرة. وقال أبو زرعة الدمشقي: حدثني سليمان فقيه أهل دمشق، وكان من أهل الفتوى.

(17/185)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 186
وقال أبو داوود السجستاني: سليمان بن شرحبيل يخطيء كما يخطيء أكيس منه، وهو خير من هشام بن عمار. وقال ابن معين: ليس به بأس، وهشام بن عمار أكيس منه. وقال أبو حاتم: صدوق، لكنه أروى الناس عن الضعفاء والمجهولين. كان عندي في حد: لو أن رجلاً وضع له) حديثاً لم يفهم، وكان لا يميز. وقال الدارقطني: ثقة، عنده مناكير عن الضعفاء. وقال ابن جوصا: سمعت ابراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال: كنا عند سليمان بن عبد الرحمن، فلم ياذن لنا أياماً، فلما دخلنا عليه قال: بلغني ورود هذا الغلام الرازي، يعني أبا زرعة، فدرست للقائه ثلاثمائة ألف حديث. قال عمرو بن دحيم: توفي لليلة من صفر سنة ثلاث وثلاثين. قلت: وقع لنا من عوالية قليل. وحديث الحفظ الذي رواه له الترمذي في نقدي انه باطل، ولا يحتمله الوليد بن مسلم، فإنا لم نر من رواه عن الوليد غيره، ويقول هو إن الوليد سمعه من ابن جريج. ولعل سليمان شبه له. فإن هشام بن عمار رواه عن محمد بن ابراهيم، مجهول، عن مجهول آخر، عن عكرمة.

(17/186)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 187
4 (سليمان بن منصور البلخي الذهبي ن.)
عن: مسلم بن خالد الزنجي، وعبد الجبار بن الورد، أبي الأحوص، وجماعة. وعنه: ن.، ومحمد بن علي الحكم الترمذي، ومحمد بن رمح، واحمد بن علي الأبار، وآخرون. وكان يلقب زرغندة. توفي سنة أربعين. وذكره ابن حبان في الثقات.
4 (سليم بن منصور بن عمار المروزي)
أبو الحسن. عن: أبيه، واسماعيل بن علية، وأبي داود، وعلي بن عاصم، وعنه: أبو حاتم الرازي وحسن أمره، واسحاق الحربي، وموسى بن هارون. قال ابن أبي حاتم: قلت لأبي: أهل بغداد يتكلمون فيه. فقال: مه
4 (سهل بن بشير بن القاسم)

(17/187)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 188
أبو القاسم النيسابوري الفقيه سهلويه. أخو حسن وحسين. سمع: جرير بن عبد الحميد، وبقية بن الوليد. وعنه: العباس بن حمزة، ومطين، وجماعة. توفي سنة تسع وثلاثين.
4 (سهل بن زنجلة ق.)
الحافظ أبو عمرو الرازي الخياط الأشتر. قدم بغداد سنة إحدى وثلاثين. وحدث عن: سفيان بن عيينة، والوليد بن مسلم، وأبي بكر بن عياش، وجرير بن عبد الحميد، وأبي معاوية، وحفص بن غياث، ووكيع، وجماعة. وعنه: ق.، وأبو حاتم، وادريس بن عبد الكريم الحداد، وابراهيم الحربي، وعلي بن سعيد بن بشير الرازي، وأبي يعلى الموصلي، وأحمد بن الحسين الصوفي. قال أبو حاتم: وهو سهل بن أبي سهل. له مصنفات في السنن. يقال: توفي سنة ثمان وثلاثين.) قال سهل بن زنجلة: ثنا أبو علي السمتي: ثنا غالب القطان. قال: كنا ندعو في الزمن الأول: اللهم ارزقنا علم الحسن، وورع ابن سيرين، وحفظ قتادة، وعقل بكر بن عبد الله المزني، وعبادة ثابت البناني،

(17/188)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 189
وزهد مالك بن دينار، رحمهم الله ورضي عنهم.
4 (سهل بن عثمان العسكري م.)
الحافظ أبو مسعود، أحد الأئمة. رحل وسمع حماد بن زيد، وشريك بن عبد الله، وأبا الأحوص، وعبد الرحمن بن عبد الملك بن أبجر، وزياد بن عبد الله، وعلي بن مسهر، ويزيد بن زريع، وخلقاً. وعنه: م.، وعلي بن أحمد بن بسطام الزعفراني، وعبيد الغزال، وجعفر بن أحمد بن فارس، وعبد الرحمن بن محمد بن سلم الرازي، وعبدان الأهوازي، وطائفة سواهم. وروي عن القدماء: علي بن المديني. قال أبو الشيخ: خرج عن اصبهان سنة اثنتين وثلاثين إلى الري، ثم رجع إلى العراق، ومات بعسكر مكرم. وكان كثير الفوائد والغرائب.

(17/189)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 190
وذكره ابن حبان في كتاب الثقات. وقال ابن أبي عاصم: توفي سنة خمس وثلاثين. وروى عنه: أبو زرعة، وأبو حاتم وقال: صدوق.
4 (سويد بن سعيد م. ق.)
أبو محمد الهروي الحدثاني. سكن حديثة الفورة التي تحت عانة، فنسب إليها.

(17/190)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 191
حدث عن: مالك، وحفص بن ميسرة، وشريك، وابراهيم بن سعد، وعلي بن مسهر، وسفيان بن عيينة، وغيرهم. وعنه: م. ق، وعبيد العجل، ومطين، وعبد الله بن أحمد، وأحمد بن محمد الوشاء، ومحمد بن محمد الباغندي، وأبو القاسم البغوي، وعبد الله بن ناجية وخلق. وكف بصره باخرة فربما لقن ما ليس من حديثه. وقال أبو حاتم: كثير التدليس صدوق. وقال البغوي: كان من الحفاظ. كان أحمد بن حنبل يتيقن عليه لولديه. وقال النسائي: ليس بثقة. وقال ابن معين: هو حلال الدم. قلت: هذا الرجل ممن لم يتورع ابن معين في تضعيفه. قال ابن عدي: ثنا أبو يعلى، ثنا ابن أبي الرجال، عن عبد العزيز بن أبي رواد، عن نافع، عن ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قال في ديننا برأيه فاقتلوه قال ابن عدي: هذا الحديث قد تلون فيه سويد، فمرة يرويه هكذا عن ابن أبي الرجال، ومرة يرويه عن اسحاق بن نجيح، عن ابن أبي رواد.

(17/191)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 192
وهذا الحديث الذي قال فيه يحيى بن معين: لو وجدت درقة وسيفاً لغزوت سويد الأنباري. وقال الحاكم: أنكر علية على سويد حديثه في العشق. قال: وقيل إن يحيى بن معين لما ذكر له هذا) الحديث قال: لو كان لي فرس ورمح غزوت سويداً. وأكثر ما روى عنه مسلم، من روايته عن حفص بن ميسرة. وقال ابراهيم بن أبي طالب: قلت لمسلم: كيف استجزت الرواية عن سويد في الصحيح فقال: ومن أين آتي بنسخة حفص بن ميسرة قال الدراقطني: سويد تكلم فيه يحيى، وقال: قد حدث عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن عطية، عن أبي سعيد حديث: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة قال ابن معين: وهذا باطل عن أبي معاوية. قال الدارقطني: فلما دخلت مصر سنة سبع وخمسين وثلاثمائة، وجدت هذا الحديث في مسند اسحاق بن ابراهيم المنجنيقي، وكان ثقة، عن أبي كريب، عن أبي معاوية، كما قال سويد فتخلص سويد. وقال ابن عدي: روى سويد، عن مالك الموطأ، ويقال إنه سمعه خلف حائط، فضعف في مالك. وهو إلى الضعف أقرب. وقال أبو زرعة الرازي: أم كتبه فصحاح. وأما إذا حدث من حفظه فلا.

(17/192)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 193
وقال البخاري: توفي في أول شوال سنة أربعين بالحديثة. فيه نظر. كان قد عمي، فلقن ماليس من حديثه. قال البغوي: بلغ مائة سنة. قلت: ومما تفرد به سويد، عن يزيد بن زريع، عن شعبة، عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم قيل له: لو صليت على أم سعد. فصلى عليها وقد أتى لها شهر. وكان غائباً. رواه جماعة ثقات عنه، وهو مما نقم عليه. وكذا تفرد عن ابن عيينة، عن عاصم، عن رز، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: المهدي من ولد فاطمة. وهذا إنما رواه الناس، عن سفيان بهذا الاسناد، ولكن لفظه: لا تذهب الأيام والليالي حتى يملك رجل من أهل بيتي يواطيء اسمه اسمي
4 (سويد بن نصر ت. ن.)
أبو الفضل المروزي، المعروف بالشاه.

(17/193)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 194
سمع: ابن المبارك، وسفيان بن عيينة، ونوح بن أبي مريم، وغيرهم. وعنه: ت.، ن.، والحسين بن ادريس الهروي، والحسن بن الطيب البلخي، وجماعة. قال النسائي: ثقة. وقيل إنه جاوز التسعين. توفي سنة أربعين أيضاً.

(17/194)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 195
4 (حرف الشين)

4 (شجاع بن مخلد م. د. ق.)
أبو الفضل البغوي، نزيل بغداد. سمع: هشيماً، واسماعيل بن عياش، وابن عيينة، ووكيعاً، وجماعة. وعنه: م.، د.، ق.، وابراهيم الحربي، وأبو القاسم البغوي، وموسى بن هارون،) وحامد بن شعيب البلخي، وأحمد بن الحسن الصوفي. وثقه ابن معين، ومات سنة خمس وثلاثين. ويقال له الفلاس.

(17/195)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 196
وقال ابراهيم الحربي: حدثني شجاع بن مخلد ولم نكتب ها هنا عن أحد خير منه. وقال موسى بن هارون: ولد سنة خمسين ومائة. وقال الحسين بن فهيم: توفي في عاشر صفر، وحضره بشر كثير. وهو ثقة ثبت.
4 (شعيب بن يوسف النسائي ن.)
أبو عمرو. عن: ابن عيينة، ويحيى القطان، وابن مهدي، وغيرهم. وعنه: ن. ووثقه، وأبو زرعة، وأبو حاتم. وكان من أصحاب الحديث الأثبات.
4 (شيبان بن أبي شيبة فروخ م. د. ن.)

(17/196)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 197
أبو محمد الحبطي، مولاهم الأبلي البصري. سمع: أبا الأشهب العطاردي، وحماد بن سلمة، وجرير بن حازم، ومبارك بن فضالة، وسلام بن مسكين، وأبان العطار، ومحمد بن راشد، وجماعة. وعنه: م. د.، ون.، عن رجل، عنه، ومطين، وخلق كثير. وكان ثقة صدوقاً مكثراً. قال عبدان: كان عنده خمسون ألف حديث. وكان عندهم أثبت، من هدبة. قال أبو زرعة: صدوق. وقال أبو حاتم: كان يرى القدر، واضطر الناس إليه بأخرة. قيل ولد سنة أربعين ومائة، فإن موسى بن هارون سأله عن مولده، فقال فيها. ثم شك شيئاً في أن مولده قبل ذلك بسنة أو سنتين. ومات سنة خمس، وقيل سنة ست وثلاثين وهو أصح.

(17/197)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 198
4 (حرف الصاد)

4 (صالح بن حاتم بن وردان م.)
أبو محمد البصري. سمع: أباه، وحماد بن زيد، ويزيد بن زريع، ومعتمر بن سليمان، وجماعة. وعنه: مسلم، وأبو مسلم الكجي، وأبو يعلى الموصلي، والبغوي، وآخرون. توفي سنة ست وثلاثين. وقال: أبو حاتم: شيخ.
4 (صالح بن سهيل د.)
أبو أحمد النخعي الكوفي. عن: مولاه يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وعن: المحاربي.

(17/198)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 199
وعنه: د.، وأبو زرعة، وأبو حاتم ومطين، وأبو لبيد السامي، وآخرون.
4 (صالح بن عبد الله بن ذكوان ت.)
أبو عبد الله الترمذي الباهلي الحافظ، نزيل بغداد. حدث عن: مالك، وشريك، وعبد الوارث،) وحماد الأبح، وأبي عوانة، وجعفر بن سليمان، وطائفة. وكان ثقة صدوقاً صاحب حديث. وعنه: ت.، روى أيضاً عن رجل، عنه، وابن أبي الدنيا، وصالح بن محمد جزرة، وأبو زرعة، وأبو يعلى الموصلي، وابن كرام، وخلق. قال أبو حاتم: صدوق. وقيل إنه توفي بمكة سنة تسع وثلاثين. قال ابن حبان: كان صاحب حديث وسنة وفضل، كتب وجمع.
4 (صالح بن محمد الترمذي)
عن: ابي داوود الطيالسي، ومقاتل بن الفضل اليماني، والسدي الصغير،

(17/199)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 200
وعنه: حازم بن زمزم البلخي الحنفي. قال ابن أبي حاتم. ثم قال ابن حبان: كان جهمياً داعية يبيع الخمر ويبيح شربه. رشا لهم ولوه قضاء ترمذ، فكان يؤذي من يقول: الإيمان قول وعمل. حتى أنه أخذ محدثاً صالحاً، فجعل في عنقه حبلاً، وطوف به. وكان الحميدي بمكة يقنت عليه. وكان اسحاق بن راهويه إذا ذكره بكى من تجرئه على الله. ولأبي عون عصام فيه قصيدة طويلة أولها:
(تفتى بشرق الأرض شيخ مفتن .......... له قحم في الصالحين إذ ذكر)

(أناف على التسعين لا در دره .......... وعجله ربي الجليل إلى سقر)

4 (صالح بن مالك)
أبو عبد الله الخوارزمي نزيل بغداد. حدث عن العزيز بن أبي سلمة الماجشون، وأظنه آخر من حدث عنه، وأبي مسلم قائد الأعمش، وصالح المري، وحفص بن سليمان المقريء، وغيرهم. وعنه: عبد الله بن أحمد، وأبو يعلي الموصلي، وأبو القاسم البغوي، وابراهيم بن عبد الله المخرمي، وآخرون. قال الخطيب: كان صدوقاً.

(17/200)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 201
4 (صفوان بن صالح بن صفوان بن دينار)
الحافظ الكبير أبو عبد الملك الثقفي، مولاهم الدمشقي، مؤذن جامع دمشق. سمع: ابن عيينة، وسويد بن عبد العزيز، ومروان بن معاوية، والوليد بن مسلم، ووكيعاً، وطبقتهم. وعنه: د.، وت. ن. عن رجل عنه، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وأحمد بن أنس بن مالك، وأحمد بن المعلى، وجعفر الفريابي، ومحمد بن قتيبة العسقلاني، وآخرون كثيرون. وكان ينتحل مذهب الكوفيين. قال أبو حاتم: صدوق. وقال الترمذي: ثقة.

(17/201)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 202
وقال السلمي بن معاذ: قلت لسليمان بن عبد الرحمن: إن صفوان بن صالح يأبى أن يحدثنا. قال: فدخل صفوان فسلم عليه، فقال سليمان: بلغني أنك تأبى أن تحدث. قال: يا أبا يعقوب منعنا السلطان. قال: ويحك، حدث، فإنه بلغني أن) أهل الجنة يحتاجون إلى العلماء في الجنة كما يحتاجون إليهم في الدنيا. فحدث لعلك أن تكون منهم. فحدثنا. قال أبو زرعة الدمشقي: توفي أول سنة تسع وثلاثين. وقال عمرو بن دحيم: توفي في ربيع الأول سنة تسع. وقال يعقوب الفسوي: ولد سنة ثمان أو تسع وستين ومائة.
4 (صقر بن عبد الرحمن الكوفي)
حدث ببغداد، عن: خلف بن خليفة، وعبد الله بن ادريس. وعنه: أبو يعلى الموصلي، وغيره. وهو متروك.
4 (الصلت بن مسعود م.)

(17/202)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 203
أبو بكر، ويقال أبو محمد الجحدري البصري قاضي سامراء. سمع: حماد بن زيد، وعبيد بن القاسم، ودرست بن زياد، والحارث بن وجيه، وحرب بن ميمون الأعشى، ومحمد صاحب الأعشى، ومحمد بن ثابت العبدي، وجماعة. وعنه: م.، وأبو القاسم البغوي، وأبو يعلى، وعبدان، وأبو لبيد محمد بن ادريس، وجماعة. قال صالح جزرة: ثقة. قلت: توفي في صفر سنة تسع وثلاثين. وكل ماروى عنه مسلم حديثاً واحداً.

(17/203)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 204
4 (حرف الطاء)

4 (طالوت بن عباد)
أبو عثمان البصري الصيرفي. عن: فضال بن جبير، عن أبي أمامة الباهلي. وعن الربيع بن مسلم، وحماد بن سلمة، وأبي هلال محمد بن سليم، واليمان أبي حذيفة، وسعيد بن ابراهيم، وجماعة. وله نسخة مشهورة وقعت لنا بعلو. وعنه: يحيى بن محمد الحنائي، وعلي بن سعيد بن بشير الرازي، وآخرون. وقال أبو حاتم: صدوق. وقال غيره: توفي سنة ثمان وثلاثين. أخبرنا عبد الحافظ بن بدران، ويوسف بن أحمد قال: أنا موسى بن عبد القادر، أنا سعيد بن الرملي، أنا أبو طاهر الذهبي، ثنا أبو القاسم البغوي، ثنا

(17/204)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 205
طالوت بن عباد، ثنا سعيد بن ابراهيم، عن قتادة، عن الحسن، عن أبي بكرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا تواجه المسلمان بسيفهما فالقاتل والمقتول في النار
4 (طاهر بن أبي أحمد محمد بن عبد الله بن الزبير الزبيري.)
عن: أبي بكر بن عياش، وغيره. وعنه: محمد بن عبد الله الحضرمي، وموسى بن اسحاق القاضي، وغيرها. أورده ابن أبي حاتم في كتابه. وقد روى عن عثمان بن أبي شيبة، عن أبيه) أبي أحمد. ورخ مطين موته سنة أربعين ومائتين.
4 (الطيب بن اسماعيل)
أبو أحمد الذهلي البغدادي اللؤلؤي المقريء العابد. كان كبير الشأن، كثير الورع، إماماً في القراءة والتجويد.

(17/205)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 206
روى الحروف عن: الكسائي، ويعقوب الحضرمي، ويحيى بن آدم. وقرأ على اسحاق المسيبي، وعبيد الله بن موسى، وحسين الجعفي. وروى عن سفيان بن عيينة، وغير واحد. وعنه: اسحاق بن سنين الحبكي، وسليمان بن يحيى الضبي، وأبو العباس بن مسروق، والقاسم بن أحمد المعشري. وقرأ عليه: أبو علي الحسين بن الحسين الصواف المقريء، وغيره. سيعاد في الآتية.

(17/206)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 207
4 (حرف العين)

4 (عاصم بن عمر بن علي بن مقدم)
أبو البشر المقدمي البصري. عن: أبيه. وعنه: أبو بكر بن أبي الدنيا، وعبد الله بن أحمد، وأحمد بن الحسن الصوفي، وجماعة. قال ابن معين: صدوق. وقال البغوي: مات سنة إحدى وثلاثين، وقد كتبت عنه.
4 (عاصم بن النضر م. د. ن.)

(17/207)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 208
أبو عمر الأحول التميمي البصري. ومنهم من سماه عاصم بن محمد وأحمد بن محمد بن النضر. سمع: معتمر بن سليمان، وخالد بن الحارث. وعنه: م. د. ون.، عنه، وابراهيم بن أرومة، وأبو يعلى الموصلي، وهو الذي سماه عاصم بن محمد بن عاصم الرازي، وجعفر الفريابي، وعبدان الأهوازي، والحسين بن اسحاق التستري، وطائفة.
4 (عبادة بن زياد الأسدي الكوفي، بفتح أوله. روى عن: يحيى بن العلاء الرازي، وقيس بن)
الربيع، وعمر بن سعد، وجماعة من طبقتهم. وعنه: محمد بن عثمان أبي شيبة، وابراهيم بن سليمان النهمي، وعثمان بن خرزاذ، وأبو حصين محمد بن الحسين الوادعي، وابراهيم بن هانيء النيسابوري، ومطين وآخرون. قال موسى بن هارون: تركت حديثه. وقال ابن عدي: شيعي غال، توفي سنة إحدى وثلاثين بالكوفة. قال محمد بن محمد بن عمرو النيسابوري: الحافظ عبادة بن زياد مجمع على كذبه ووضعه الأحاديث.

(17/208)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 209
وقال أبو حاتم الرازي: محله الصدق. وقال موسى بن اسحاق الأنصاري: صدوق. قلت: روى أيضاً عن أبيه، عن أبي) الزناد، وروى عن أبي بكر بن عياش.
4 (عباس بن الحسين خ.)
أبو الفضل البغدادي القنطري، قنطرة البردان. عن: يحيى بن آدم، وأبي أسامة، ومبشر الحلبي. وعنه: خ.، والحسن بن علي المعمري، وعبد الله بن أحمد، وموسى بن هارون. ووثقه عبد الله. قال أبو عبدة الله بن مندة: توفي سنة أربعين.
4 (العباس بن عبد الله البغدادي الوراق)

(17/209)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 210
عن: وكيع ومحمد بن بكر البرساني. وعنه: ابو بكر الصغاني، ويزيد بن الهيثم، وأحمد بن بشر المرثدي. وثقه الدارقطني وقال: عنده المصنف لوكيع. مات سنة ثلاث وثلاثين.
4 (العباس بن عبد الرحمن)
أبو الحارث القرشي الدمشقي. عن: بكر بن عبد العزيز. وعنه: أبو حاتم الرازي، وأبو عبد الملك البسري، وجماعة. قال أبو حاتم: صدوق.
4 (أبو الفضل البجلي الدمشقي الراهبي، من محلة الراهب. كان مؤدباً له فضيلة واتقان.)
سمع: الوليد بن مسلم، وعراك بن خالد. وعنه: ق.، وبقي بن مخلد، وأبو زرعة الدمشقي، وعثمان بن خرزاذ، وأحمد بن علي بن الأبار، وعمر بن سعيد المنبجي، وطائفة. قال أحمد بن أبي الحواري: سمعت الوليد بن مسلم يقول: احفظوني في عباس، فإن لي فيه فراسة. ووثقه أبو الحسن بن سميع.

(17/210)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 211
قال أبو زرعة: ولد سنة ست وسبعين ومائة، ومات سنة تسع وثلاثين.
4 (العباس بن غالب البغدادي الوراق)
كان عنده المصنف لوكيع. روى عنه: أبو بكر الصغاني، وأحمد بن بشر المرثدي. وثقه الدارقطني، ومات سنة ثلاث وثلاثين. قال أبو أحمد بن حميد: كان أحمد بن حنبل يعظم شأنه. ووسئل عنه أبو زرعة الرازي فقال: ثقة لا بأس به.
4 (العباس بن الوليد بن نصر خ. م. ن.)

(17/211)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 212
أبو الفضل الباهلي. مولاهم النرسي البصري، ابن عم عبد الأعلى بن حماد. ونرس هو جدهما نصر، كان بعض العجم يريد أن يدعوه نصر فنطق بها نرس لرداءة لسانه. سمع: أبا عوانة، وعبد الواحد بن زياد، والحمادين، ويزيد بن زريع، وعبد الله بن جعفر المديني، وجماعة. وعنه: خ.، م.، ون.، عن رجل، عنه، وأبو بكر أحمد بن علي المروزي، وأحمد بن علي) الأبار، وأحمد بن علي الموصلي، والحسن بن سفيان، وعبد الله بن أحمد، وطائفة. وثقه ابن معين، وغيره ورجحوه على ابن عمه. توفي سنة سبع وثلاثين، وقيل سنة ثمان.
4 (عبد الله بن براد بن يوسف بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري م.)
أبو عامر الكوفي، عم عبد الله بن عامر بن براد. سمع: عبد الله بن ادريس، وابن فضيل، وأبا أسامة، وغيرهم. وعنه: م.، وقال البخارى في الصحيح: قال عبد الله بن برادنا أبو أسامة فذكر حديثاً.

(17/212)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 213
وروى عنه: موسى بن هارون، ومطين، وعبدان، والحسن بن سفيان. قال الإمام أحمد: ليس به بأس. كان معنا بالكوفة. وقال مطين: مات في جمادى الآخرة سنة أربع وثلاثين. وأما ابن أخيه فيروي عنه ابن ماجة، وينسبه إلى جده فيوهم أنه هو.
4 (عبد الله بكار)
سمع: عكرمة بن عمار، ومحمد بن ثابت البناني. روى عنه: أبو يعلى الموصلي، وهو من كبار شيوخه.
4 (عبد الله بن الجراح بن سعيد د. ق.)
أبو محمد التميمي القهستاني، نزيل نيسابور. محدث جليل عالي الإسناد. رحل وسمع: مالك بن أنس، وحماد بن زيد، وابراهيم بن سعد، وأبا الأحوص، وشريك بن عبد الله، وطائفة. وعنه: د.، ق.، وأبو عبد الرحمن النسائي في حديث مالك، وابراهيم بن أبي طالب، والحسن بن سفيان، وأبو العباس السراج، وعدة. قال أبو حاتم: كان كثير الخطأ، ومحله الصدق. وقال النسائي: ثقة. وقال الحاكم: محدث كبير سكن نيسابور، وبها انتشر علمه.

(17/213)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 214
وقال أبو يعلي الخليلي: توفي سنة سبع وثلاثين ومائتين. وقال أبو قريش الحافظ: توفي سنة اثنتين وثلاثين. قلت: هذا غلط، ويبين ذلك سماع النسائي منه. فإنه إنما قدم نيسابور سنة خمس أوست.
4 (عبد الله بن جعفر بن يحيى بن خالد م. د.)
أبو محمد البرمكي ابن وزير الرشيد. سكن البصرة ثم بغداد. وحدث عن: سفيان بن عيينة، واسحاق الأزرق، ووكيع، ومعن القزاز. وعنه: م.، د.، وأحمد بن عمرو البزار، وجعفر الفريابي، والقاسم بن زكريا المطرز، وجماعة. قال الدارقطني: ثقة.
4 (عبد الله بن حرب الليثي)
عن: عبد السلام بن حرب الليثي، والمعتمر بن سليمان، وهذه الطبقة.

(17/214)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 215
كتب عنه أبو حاتم وقال:) ثقة حافظ.
4 (عبد الله بن خليد)
أبو العمثيل الكاتب. شاعر مجيد، وكاتب بليغ، ولغوي بارع. كتب الإنشاء للأمير عبد الله بن طاهر، وله فيه مدائح. وبلغنا أن أبا تمام الطائي لما أنشد الأمير عبد الله بن طاهر قصيدته البابية قال أبو العمثيل: يا أبا تمام لم لا تقول ما يفهم فقال: يا أبا العمثيل: لما لا تقول مايفهم قيل: هذا الجواب المسكت المطرب. توفي سنة أربعين.
4 (عبد الله بن سالم د. ق.)
ويقال: عبد الله بن محمد بن سالم الزبيدي الكوفي القزاز. أبو محمد المفلوج. سمع: وكيعاً، وعبيدة بن الأسود، والحسين بن زيد بن علي الهاشمي، وجماعة.

(17/215)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 216
وعنه: د.، ق.، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو يعلي الموصلي، ومطين، والحسن بن سفيان، وجماعة. قال أبو يعلي كان من خيار الكوفة. وقال مطين: مات في شوال سنة خمس وثلاثين.
4 (عبد الله بن سعد بن ابراهيم بن سعد بن ابراهيم بن عبد الرحمن بن عوف)
أبو القاسم الزهري العوفي البغدادي. كان أكبر أخوته. سمع: أباه، وعمه يعقوب بن ابراهيم، وجعفر بن عون. وعنه: أبو حاتم الرازي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبو القاسم البغوي، وجماعة. وثقه ابن حبان، وغيره. ومات بالمصيصة، سنة ثمان وثلاثين. ذكر ابن عدي وحده أن خ. روى عنه في صحيحه. وأما رواية البخاري عن أخيه عبيد الله منلا شك.

(17/216)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 217
4 (عبد الله بن سلام الشاشي)
عن: حماد بن زيد، ومعاوية الضال، وهشيم، وعمرو بن الأزهر. وعنه: فتح بن عبيد السمرقندي، وغيره. مات في ذي الحجة سنة ثلاث وثلاثين ومائتين. وذكره الخطيب في تلخيصه.
4 (عبد الله بن سليمان)
أبو محمد البعلبكي العدوي. سمع: الليث بن سعد، وابن المبارك، وغيرهما. وعنه: يحيى بن محمد بن أبي الصفيراء شيخ لابن عدي، ومحمد بن محمد الباغندي. وهو مستقيم الحديث مقل.
4 (عبد الله بن عامر بن زرارة)

(17/217)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 218
أبو محمد الحضرمي، مولاهم الكوفي. عن أبيه، وشريك، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة،) وعلي بن مسهر، وأبي بكر بن عياش، وجماعة وعنه: م.، د.، ق، وبقي بن مخلد، وعبدان، وأبو يعلى، ومحمد بن صالح بن ذريح، وطائفة. قال أبو حاتم: صدوق. وقال كطين: مات سنة سبع وثلاثين. وكان يلون بصفرة.
4 (عبد الله بن عبد الجبار)
أبو القاسم الخبائري الحمصي، من ولد خبائر بن كلاع بن شرحبيل. سمع: إسماعيل بن عياش، ومحمد بن حرب، وبقية، وأبي اسحاق الفزازي، وطائفة. وأقدم شيخ له الحكم بن الوليد الوحاطي تابعي سمع من عبد الله بن بسر رضي الله عنه وعمر دهراً. وعنه: أبو زرعة، وأبو حاتم الرازيان، واسماعيل بن محمد بن قيراط، ومحمد بن عوف الطائي، وجعفر الفريابي، وجماعة.

(17/218)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 219
قال ابن عدي: توفي سنة خمس وثلاثين. وقال أبو حاتم: صدوق. وقال أبو أحمد الحاكم: كان إمام مسجد حمص.
4 (عبد الله بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الحميد بم عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب ن.)
أبو محمد، وقيل أبو عمر الخطابي البصري. سمع: عبد العزيز بن محمد الدراوردي، ومعتمر بن سليمان، ويزيد بن زريع، ومحمد بن يزيد الواسطي، وجماعه. وعنه: أبو بكر الأثرم، وعمران بن موسى بن مجاشع، وهلال بن العلاء، وعبدان الأهوازي، والبغوي. وثقه الخطيب، وغيره. ومات في ذي القعدة سنة ست وثلاثين. روى النسائي، عن هلال، عنه.
4 (عبد الله بن عمر بن الرماح)

(17/219)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 220
أبو محمد النيسابوري قاضي نيسابور. قال الحاكم: ولي القضاء أيام المعاذية، ثم بقي إلى أول أيام الطاهرية وكان أبوه بلخياً. سمع منه: يحيى بن يحيى. وروى الرماح عن مقاتل بن سليمان. واسم الرماح: ميمون. رحل عبد الله وسمع: مالكاً، وحماد بن زيد، ومعتمر بن سليمان، وجماعة. روى عنه: إسحاق بن راهوية مع تقدمه، والذهلي، وابراهيم بن أبي طالب، وجعفر بن محمد بن سوار، وزكريا بن دلويه، ومحمد بن عبد الوهاب الفراء، وخلق سواهم. وقد كان عبد الله من غلاة السنة القوالين بالحق. قال أبو زيد عبد الله بن محمد: سمعته يقول: من قال القرآن مخلوق فهو كافر. ومن قال الجمعة ليست بواجبة فهو كافر، ومن شك في كفرهم فهو كافر. قال محمد بن يحيى الذهلي: هو ثقة. وقال الحاكم: ثنا أبو الفضل محمد بن) إبراهيم، ثنا أبو العباس مكي بن محمد البلخي، ثنا أبو سليمان محمد بن منصور قال: قال لي بشر بن الوليد: اشكروا ابن الرماح. فقد كنا في مجلس أمير المؤمنين وهو وراء الستر، فخرج خصي فقال: أمير المؤمنين يقول: من لم يكن على رأينا فلا يشهدى مجلسنا. فقام ابن الرماح وقال: لسنا على هذا الرأي، ولا نبالي أن لا نجلس هذا المجلس. قال بشر: فغطيت وجهي وسددت أذني وقلت: الساعة أسمع وقع السيوف. فلما لم أسمع رفعت يدي، وإذا قفاه ووجهه إلينا قد بلغ الباب ليخرج فقلت الحمد لله الذي سلمه منهم. توفي في ثالث عشر ذي القعدة سنة أربع وثلاثين.

(17/220)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 221
4 (عبد الله بن عمر بن محمد بن أبان بن صالح بن عمير الأموي م. د. مولى عثمان)
رضي الله عنه أبو عبد الرحمن الكوفي، مشكدانة. سمع: عبد العزيز الدراوردي، وابن المبارك، وعبيد الله الأشجعي، وعلي بن هاشم بن البريد، ويحيى بن زكريا بن زائدة، وابن فضيل، وطائفة. وعنه: م.، د.، وابو زرعة الرازي، وأبو بكر أحمد بن علي القاضي، وأبو العباس السراج، ومحمد بن عبدوس السراج، ومحمد بن ابراهيم بن أبان السراج، وأبو القاسم البغوي. قال أبو حاتم: صدوق. وقال أبو العباس السراج: سمعته يقول، وأتاه رجل على كتابه مشكدانة فغضب، وقال: إنما لقبني مشكدانة أبو نعيم. كنت إذا اتيته تلبست وتطيبت، فإذا رآني قال: قد جاء مشكدانة وهو بلسان الخراسانيين: وعاء المسك.

(17/221)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 222
قال ابن عساكر: مات في المحرم سنة تسع وثلاثين. قبل: كان يتشيع. وسيذكر في ترجمة صالح جزرة.
4 (عبد الله بن عمرو م.)
ويقال عبد الله بن محمد بن الرومي اليمامي. نزيل بغداد. سمع: عبد العزيز الدراوردي، وأبا معاوية، وجماعة. وعنه: م.، وابراهيم الحربي، وأبو حاتم الرازي، وقال: صدوق. توفي سنة ست وثلاثين ومائتين.
4 (عبد الله بن عمران بن أبي علي الأسدي الأصبهاني ق.)
نزيل الري. سمع: جرير بن عبد الحميد، وحفص بن غياث، وأبا معاوية، وجماعة. وعنه: ق.، وأبو محمد الدارمي، واسماعيل سمويه، وابراهيم بن نائلة،

(17/222)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 223
وعلي بن سعيد بن بشير الرازي، وآخرون. قال أبو حاتم: صدوق. وقد روى عنه البخاري خارج الصحيح.
4 (عبد الله بن عون)
) ابن أمير الديار المصرية أبي عون عبد الملك بن يزيد الهلالي البغدادي أبو محمد الأدمي الخراز الزاهد. أخو محرز بن عون. سمع: مالكاً، وشريكاً، وابراهيم بن سعد، واسماعيل بن جعفر، ومبارك بن سعيد الثوري، وخلف بن خليفة، ويوسف بن الماجشون، وخلقاً وعنه: م.، ن.، عن رجل، عنه، وأبو زرعة، وعبد الله بن أحمد، وأبو شعيب الحراني، وأحمد بن علي المروزي، وأبو يعلى الموصلي، ومطين، وأبو القاسم البغوي، وخلق. وثقه ابن معين، والدارقطني.

(17/223)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 224
وقال صالح جزرة: ثقة مأمون، يقال إنه كان من الأبدال. وقال ابن منيع: ثنا عبد الله بن عون الخزاز وكان من خيار عباد الله. قال: ومات في رمضان سنة اثنتين وثلاثين، قلت: وقع حديثه عالياً.
4 (عبد الله بن محمد بن أسماء بن عبيد بن مخارق خ. م. د. ن.)
ويقال ابن مخراق. أبو عبد الرحمن الضبعي البصري. سمع: عمه جويرية بن أسماء، ومهدي بن ميمون، وجعفر بن سليمان، وابن المبارك. وعنه: عمه جويرية بن أسماء، ومهدي بن ميمون، وجعفر بن سليمان، وابن المبارك. وعنه: خ.، م.، د.، ون.، عن رجل، عنه، وأبو بكر بن أبي عاصم، ومحمد بن ابراهيم البوسنجي، وموسى بن هارون، ويوسف القاضي، وأبو يعلى الموصلي، وأبو خليفة، وآخرون. وثقه ابو حاتم. وقال ابن وارة: حدثني عبد الله بن محمد، وقيل له: هو أفضل أهل

(17/224)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 225
البصرة، فذكرته لعلي بن المديني فعظم شأنه. وقال أحمد الدورقي: لم أر بالبصرة أفضل منه. توفي سنة إحدى وثلاثين ومائتين. وفي مسند أبي يعلى جملة من عوالية.
4 (عبد الله بن محمد بن اسحاق)
ابو محمد الفهمي المعروف بالبيطاري الفقيه المصري. روى عن: مالك، وابن لهيعة، وسليمان بن بلال، وجماعة. وعنه: أبو زرعة الرازي، ويعقوب الفسوي، وآخرون. قال ابن يونس: توفي في صفر سنة إحدى وثلاثين. وكان ينزل عند بلال البيطار، فنسب إليه. وثقة أحمد بن صالح المصري.
4 (عبد الله بن محمد بن علي بن نفيل بن زراع بن علي وقيل ابن

(17/225)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 226
زراع بن عبد الله بن قيس)
بن عصم بن كرز بن هلال خ. ع. الإمام أبو جعفر القضاعي النفيلي الحراني الحافظ. سمع: مالك بن أنس، وزهير بن معاوية،) ومعقل بن عبيد الله، وأبا المليح الحسن بن عمر الرقي، وابن المبارك، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، وعفير بن معدان، وهشيم بن بشير، وخلقاً. واقدم شيخ سمع من محمد بن عمران الحجبي شيخ مدني روى عن جدته صفية بنت شيبة. وعنه: د.، وخ. ت. ن. ق.، عن رجل، عنه، وأحمد بن حنبل، وابن معين، ومحمد بن يحيى الذهلي، وأبو زرعة، وأبو داوود سليمان بن سيف الحراني، وأحمد بن سليمان الرهاوي، ومحمد بن ابراهيم البوسنجي، وجعفر الفريابي، وخلق. قال أبو عبيدة الآجري: سمعت أبا داوود يقول: ما رأيت احفظ من النفيلي. قلت: و لاعيسى بن شاذان قال: و لاعيسى بن شاذان. وكان الشاذكوني لا يقر لأحد في الحفظ إلا للنفيلي. وكان أحمد إذا ذكره يعظمه. قال أبو داوود: ما رأينا له كتاباً قط. وكل ما حدثنا فمن حفظه. وقال: قلت لأحمد: أيما أثبت في زهير: أحمد بن يونس، أو النفيلي فقال: أحمد بن يونس رجل صالح، والنفيلي صاحب حديث. وسمعت أبا داوود يقول: اشهد علي أني لم أر أحفظ من النفيلي. وقال أبو حاتم: ثنا ابن نفيل الثقة المأمون. وروى أحمد بن سلمة النيسابوري، عن ابن وارة قال: أحمد بن حنبل

(17/226)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 227
ببغداد، وأحمد بن صالح بمصر، وابن نمير بالكوفة، والنفيلي، بحران، هؤلاء أركان الدين. وقال جعفر بن أبان: سمعت أحمد بن حنبل يقول: أبو جعفر النفيلي أهل أن يقتدى به. وعن ابن نمير قال: كان النفيلي رابع أربعة. قيل: من هم قال: ابن مهدي، ووكيع، وأبو نعيم، وهو رابعهم. توفي النفيلي في أحد الربيعين سنة أربع وثلاثين، وأحسبه جاوز الثمانين.
4 (عبد الله بن محمد بن أبي شيبة ابراهيم بن عثمان بن خواستى

(17/227)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 228
خ. م. د. ن. ق. الإمام)
أبو بكر العبسي، مولاهم الكوفي الحافظ أحد الأعلام. سمع: شريك بن عبد الله القاضي، وأبا الأحوص، وعبد السلام بن حرب، وأبا خالد الأحمر، وجرير بن عبد الحميد، وابن المبارك، وعلي بن مسهر، وسفيان بن عيينة، وعباد بن العوام، وعبد الله بن ادريس، وحفص بن غياث، وخلف بن خليفة، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، وعبد العزيز بن عبد الصمد العمي، وعلي بن هاشم بن البريد، وعمر بن عبيد، وهشيم بن بشير، وخلقاً كثيراً وعنه: خ.، م.، د.، ق.، ون، عن رجل، عنه، وابنه، ابراهيم بن أبي بكر، وابن أخيه محمد بن عثمان بن أبي شيبة، وأبو زرعة، وأبو بكر بن أبي عاصم، ومحمد بن وضاح، وبقي بن مخلد القرطبيان، والحسن بن سفيان، وأبو يعلى الموصلي، وجعفر الفريابي، والبغوي، وخلق سواهم. وروى عنه القدماء:) محمد بن سعد في الطبقات. قال يحيى الحماني: أولاد ابن أبي شيبة من أهل العلم، كانوا يزاحموننا عند كل محدث. وقال أحمد بن حنبل: أبو بكر بن أبي شيبة صدوق، وهو أحب إلي من أخيه عثمان. وقال أحمد بن عبد الله العجلي: كان ثقة حافظا للحديث. وقال محمد بن عمر بن العلاء الجرجاني: سمعت أبا بكر بن أبي شيبة،

(17/228)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 229
وأنا معه في جبانة كندة، فقلت له: يا ابا بكر سمعت من شريك وأنت ابن كم قال: وأنا أربع عشرة سنة، وأنا يومئذ أحفظ للحديث مني اليوم. فسألت ابن معين ن سماع أبي بكر، عن شريك، فقال: أبو بكر عندنا صدوق. وما يحمله أن يقول وجدت في كتاب أبي بخطه، وحدث عن رجل حديث الدجال وكنا نظن أنه سمعه من أبي هشام الرفاعي. وقال عمرو الفلاس: ما رأيت أحفظ من ابن أبي شيبة. قدم علينا مع علي بن المديني فسرد الشيباني أربعمائة حديث حفظاً وقام. وقال ابو عبيد: انتهى الحديث إلى أربعة: أبو بكر بن أبي شيبة أسردهم له، وأحمد بن حنبل أفقههم فيه، ويحيى بن معين أجمعهم له، وعلي بن المديني أعلمهم به. وقال عبدان الأهوازي: كان يقعد عند الأسطوانة أبو بكر بن أبي شيبة، وأخوه، ومشكدانة، وعبد الله بن البراد، وغيرهم، كلهم سكوت إلا ابا بكر، فإنه يهدر. قال ابن عدي: هي الأسطوانة الي كان يجلس إليها ابن عقدة. فقال لي: ابن عقدة: هي أسطوانة ابن مسعود، جلس إليها بعده علقمة، وبعده ابراهيم، وبعده منصور، وبعده الثوري، وبعده وكيع، وبعده أبو بكر بن أبي شيبة، وبعده مطين. وقال صالح جزرة: أعلم من أدركت بالحديث وعلله: علي بن المديني، واحفظهم عند المذاكرة أبو بكر بن أبي شيبة. وقال ابن عقدة: سمعت عبد الرحمن بن خراش: سمعت أبا زرعة يقول: ما رأيت أحفظ من أبي بكر بن أبي شيبة.

(17/229)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 230
فقلت: يا أبا زرعة، فأصحابنا البغداديون فقال: دع أصحابك، فإنهم أصحاب مخاريق، ما رأيت أحفظ من أبي بكر بن أبي شيبة. وعن أبي عبيد قال: أحسنهم وضعاً لكتاب الله أبو بكر بن أبي شيبة. قال الخطيب: كان متقناً حافظاً. صنف المسند والأحكام والتفسير، وحدث ببغداد هو وأخواه: القاسم وعثمان. قال نفطوية في تاريخه: وفي سنة أربع وثلاثين أشخص المتوكل الفقهاء والمحدثين، فكان بنهم مصعب الزبيري، واسحاق بن أبي اسرائيل، وابراهيم بن عبد الله الهروي، وابو بكر، وعثمان ابنا أبي شيبة، وكانا من الحفاظ. قال: فقسمت بينهم الجوائز، وأمرهم المتوكل أن يحدثوا بالأحاديث التي فيها الرد على المعتزلة والجهمية، فجلس عثمان في مدينة المنصور، واجتمع عليه نحو ثلاثين ألفاً. وجلس أبو بكر في مسجد) الرصافة، وكان أشد تقدماً من أخيه، واجتمع عليه نحو من ثلاثين الفاً. قال البخاري: مات في المحرم سنة خمس وثلاثين. قلت: له كتابان كبيران نفيسان: المسند والمصنف.
4 (عبد الله بن محمد بن هاني)
أبو عبد الرحمن النيسابوري النحوي تلميذ الأخفش الأوسط.

(17/230)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 231
سمع: يوسف بن عطية، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، ومحمد بن جعفر غندراً، وجماعة. وعنه: ابو بكر بن أبي الدنيا، وعبد الله بن ناجية، وجعفر بن محمد بن سوار، محمد بن شادل، والسراج. قال الخطيب: ثقة. توفي سنة ست وثلاثين.
4 (عبد الله بن محمد)
أبو الوليد الكناني. عن عبد الله بن ادريس، وأبي معاوية الضرير، وأبي داوود الطياليسي. كان كثير الحديث، إلا أنه تجاهر بالرفض، وأنكر خلافه الصديق رضي الله عنه، فجمع له الأمير عبد العزيز دلف مشايخ ناحيته، أبا مسعود الحافظ، ومحمد بن بكار، ومحمد بن الفرج وزيد بن خرشة، فناظروه، فأبى إلا الثبوت على ضلاله. فضربه أربعين سوطاً، وهجره الناس. ثم صنف ابن مسعود كتاباًَ في الرد عليه.
4 (عبد الله بن مروان بن معاوية)
أبو حذيفة الفزازي. عن: أبيه، وسفيان بن عيينة، والوليد بن مسلم. وعنه: أبو بكر بن أبي الدنيا، وأبو القاسم البغوي. وثقه الخطيب.

(17/231)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 232
توفي سنة إحدى وثلاثين.
4 (عبد الله بن مسلم بن رشيد)
أبو محمد بن الهاشمي، مولاهم. حدث نيسابور عن: مالك، والليث بن سعد، وابراهيم بن هدبة. وعنه: العباس بن حمزة، وعبد الله بن محمد النصر اباذي، وغيرهما. وكان ثقة قد اتهم بالوضع.
4 (عبد الله بن مطيع بن راشد م. ن.)
أبو محمد البكري النيسابوري. عن: اسماعيل بن جعفر، وهشيم، وابن المبارك. وعنه: م.، ون.، عن رجل، عنه، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبو القاسم البغوي، وجماعة. وقع لي حديثه عالياً. وتوفي سنة سبع وثلاثين.
4 (عبد الله بن موسى بن شيبة)
)

(17/232)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 233
أبو محمد الأنصاري. حدث ببغداد، عن: إسماعيل بن قيس، ومصعب النوفلي، وابراهيم بن صرمة، وعنه: تمتام، والبغوي، ومحمد بن المجدر. قال أبو حاتم: كان بحلوان، ومحله الصدق.
4 (عبد الله بن يزيد بن راشد)
أبو بكر القرشي الدمشقي المقري، الملقب بحمار القراء. شيخ مسن معمر، روى عن: ثور بن يزيد، هشام بن الغاز، والأوزاعي، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، والوليد بن سليمان بن أبي السائب. وعنه: أبوا زرعة، وابو حاتم، ويزيد بن عبد الصمد، وأحمد بن المعلى، وعثمان بن سعيد الدارمي، ومحمد بن الفيض الغساني، ومحمد بن ابراهيم البوسنجي، وجماعة. قال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به، قد حدث عنه ثقات. وقال بعضهم: لم يدرك ثور بن يزيد، إنما روى عن صدقة بن عبد الله،

(17/233)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 234
وقال ابن حاتم: روى عن الأوزاعي حديثاً واحداً ومسائل، وعن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر حديثين، وعن ابراهيم بن أبي عبلة حديثاً واحداً. وقال الفسوي: سألت عبد الرحمن بن ابراهيم عنه. فقال: أف. وقال الفسوي: لم تخف نفسي أن أحدث عنه. وقال الحسن بن وقال أبو حاتم: أثنى عليه دحيم ووصفه بالصدق والستر. توفي سنة إحدى وثلاثين ومائتين، عن خمس وتسعين سنة.
4 (عبد الله بن أبي بكر بن علي المقدمي البصري)
عن: جعفر بن سليمان، وفضيل بن عياض. قال أبو حاتم: كتبنا عنه، وكنا نكتب عن أخيه محمد وهو ينظر من بعيد.

(17/234)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 235
وقال أبو زرعة: رأيته وليس بشيء. توفي هو وأخوه سنة أربع وثلاثين ومائتين.
4 (عبد الأعلى بن حماد بن حماد بن نصر خ. م. د. ن.)
الحافظ أبو يحيى الباهلي مولاهم البصري المعروف بالنرسي، ابن عم عباس المذكور آنفاً. روى عن: الحمادين، وعبد الجبار بن الورد، ووهيب بن خالد، ومالك بن أنس وسلام بن أبي مطيع، ويزيد بن زريع. وعنه: خ. م.، د.، ون. بواسطة، وابو زرعة، وأبو حاتم، ومحمد بن

(17/235)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 236
عبد الحميد الكشي، وعبد الله بن ناجية، وبقي بن مخلد، واحمد بن يحيى البلاذري الكاتب، وابو بكر بن أبي عاصم، وأبو يعلى الموصلي، وأبو بكر أحمد بن علي القاضي المروزي، وجعفر الفريابي، والبغوي، وخلق. وثقه أبو حاتم. وغيره. توفي في جمادى الآخرة سنة سبع وثلاثين،) وأخطأ من قال سنة ست. وقع لي حديثه عالياً.
4 (عبد الجبار بن عاصم)
أبو طالب النسائي، حدث ببغداد عن: أبي المليح الحسن بن عمر، وعبيد الله بن عمرو الرقي، واسماعيل بن عياش، وبقية بن الوليد، وغيرهم. وعنه: أحمد بن أبي خيثمة، وأبو القاسم البغوي، وجماعة. قال موسى بن اسحاق النصاري: كان ابو طالب جلاداً فتاب الله عليه. فيقال إنه دلي عليه كيس، فكان ينفق منه. رواها ابن أبي حاتم، عن موسى. وثقه غير واحد.

(17/236)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 237
وتوفي سنة ثلاث وثلاثين. قال الدارقطني: ثقة.
4 (عبد الحكم بن عبد الله بن عبد الحكم بن أعين)
الفقيه أبو عثمان المصري. أحد الإخوة. سمع أباه، وابن وهب. وكان فقيهاً صالحاً عالماً، ولد سنة ثمانين ومائة وسجن وعذب عذاباً شديداً. قال ابو سعيد بن يونس: عذب في السجن ودفن عليه فمات في جمادى الأولى سنة سبع وثلاثين لكونه اتهم بودائع لعلي بن الجروي. وقال أبن أبي دليم: لم يكن في إخوته أفقه منه. وقيل: إن بني عبد الحكم ألزموا في نوبة أبن جروي بأكثر من ألف ألف دينار. واستصفيت أموالهم وأموال أصحابهم، ونهبت منازلهم. ثم بعد مدة ورد كتاب المتوكل بإخراج من بقي منهم في السجون، ورد إليهم أموالهم أو بعضها، وسجن القاضي الأصم الذي تعصب عليهم، وحلقت لحيته، وضرب بالسياط، وطيف به على حمار. وكان من كبار الجهمية، نسأل الله الستر. قال أبو الطاهر: ابن أبي عبيد الله المديني: لم يكن في أصحاب ابن وهب أتقن منه ولا أجود خطاً، يعني عبد الحكم. وقال يحيى بن عثمان بن صالح: أحضر بنو عبد الحكم شهوداً بأن ابن

(17/237)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 238
جروي أبرأهم، وأحضر وكيل ابن الجروي شهوداً بخلاف ذلك، حتى كاد أن تكون فتنة. وبعث المتوكل مستخرجاً للمال، ومعه عبد الله الجروي، فحكم على بني الحكم بألف ألف دينار وأربعمائة ألف وأربعة آلاف دينار.
4 (عبد الرحمن بن اسحاق الضبي)
مولاهم القاضي الفقيه الحنفي أحد العلماء. ولي قضاء الرقة، ثم ولي قضاء مدينة المنصور والجانب الشرقي من بغداد في خلافة المأمون. وتوفي سنة اثنتين وثلاثين.
4 (عبد الرحمن بن الحكم بن هشام)

(17/238)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 239
أبو المطرف الأموي المرواني صاحب الأندلس. ولد بطليطلة سنة ست وسبعين، وأمه أم ولد.) ولي الأندلس سنة ست ومائتين، وامتدت أيامه. وكان عادلاً في الرعية مشكور السيرة بخلاف أبيه، فاضلاً له نظر في العلوم العقلية. وهو أول من أقام رسوم الإمرة، وامتنع من التبذل للعامة. وبنوا بأمره سور اشبيلية، وأمر بالزيادة في جامع قرطبة. وكان يتشبه بالوليد بن عبد الملك في علو الهمة. وكان محباً للعلماء مقرباً لهم، مهماً بالثغور والجهاد. وكان يقيم الصلوات للناس بنفسه، ويصلي إماماً بهم في كثير من الأوقات. وجاءه من الأولاد ما لم يجيئ لأحد من الخلفاء. كان له خمسون ابناً وخمسون بنتاً. وكانت دولته اثنتين وثلاثين سنة. توفي في ربيع الآخر سنة ثمان وثلاثين ومائتين، وولي الأندلس بعده ابنه محمد، وعاش إلى سنة ثلاث وسبعين ومائتين. قال ابن ماكوى: واسم أمه حلاوة.
4 (عبد الرحمن بن سلام بن عبيد الله الجمحي م.)
مولاهم أبو حرب البصري، أخو محمد بن سلام الإخباري.

(17/239)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 240
روى عن: ابراهيم بن طهمان، وحماد بن سلمة، والربيع بن مسلم، ومبارك بن فضالة، وأبي المقدام هشام بن زياد، وجماعة. وعنه: م.، وأبو زرعة، وأبو حاتم، ومحمد بن غلاب بن تمتام، ومعاذ بن الموصلي، ومعاذ بن المثنى، وموسى بن هارون الحافظ، والحسن بن سفيان، وأبو يعلى، وأبو خليفة الجمحي وآخرون. وقال أبو حاتم: صدوق. قال موسى بن هارون: توفي بالبصرة سنة إحدى وثلاثين، وفيها مات أخوه.
4 (عبد الرحمن بن صالح الأزدي العتكي)
أبو صالح، ويقال أبو محمد. كوفي نزل بغداد. عن: شريك، ويحيى بن أبي زائدة، وعلي بن مسهر، وابراهيم بن محمد بن أبي يحيى، وعبد الله بن المبارك، وفضيل بن عياض، ومهدي بن ميمون. وعنه: ابراهيم الحربي، وأحمد بن أبي خيثمة، وعبد الله بن أحمد الدورقي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، ويوسف القاضي، وأبو يعلى الموصلي، وأبو القاسم البغوي، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي الكبير، وخلق.

(17/240)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 241
وكان أحد من عني بالأثر. قال الحسين بن فهم: قال خلف بن سالم ليحيى بن معين: نمضي إلى عبد الرحمن بن صالح فقال له: أغرب، لاصلى الله عليك. عنده والله سبعون حديثاً، ما سمعت منها شيئاً. وقال السهل بن علي الدوري: سمعت يحيى بن معين يقول: يقدم عليكم رجل من أهل الكوفة، يقال له عبد الرحمن بن صالح، ثقة صدوق شيعي، لأن يخر من السماء، أحب إليه من أن يكذب في نصف حرف. وقال أبو) حاتم: صدوق. وقال أبو داوود: كان رجل سوء، وضع كتاب مثالب في الصحابة. وقال صالح جزرة: كان يقرض عثمان. وقال موسى بن هارون: كان عبد الرحمن ثقة في الحديث، وكان يحدث بمثالب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وكان شيعي محترق. وقال البغوي: سمعته يقول: خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر. توفي في سلخ ذي الحجة سنة خمس وثلاثين. وقد روى له النسائي في كتاب خصائص علي رضي الله عنه حديثاً واحداً.

(17/241)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 242
4 (عبد الرحمن بن عفان)
أبو بكر الصوفي. أحد المتروكين. يروي عن: أبي بكر بن عياش، وأبي اسحاق الفزاري. وعنه: اسحاق الختلي، وجعفر الفريابي. قال ابن معين: كذاب.
4 (عبد الرحمن بن عمرو البجلي الحراني)
عن: زهير بن معاوية، وغيره. وعنه: أبو عروبة وهو أكبر شيخ له. توفي سنة ست وثلاثين ومائتين. وقد ذكره الحاكم في الكنى فقال: يكنى أبا عثمان. سمع زهيراً، وأبا عوانة الوضاح. روى عنه: يعقوب الفسوي، ومحمد بن يحيى بن كثير الحراني.
4 (عبد الرحمن بن أبي الغمر عمر بن عبد الرحمن)
أبو زيد السهمي، مولاهم المصري الفقيه، صاحب ابن القاسم.

(17/242)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 243
روى عن: مفضل بن فضالة، وابن وهب، وابن القاسم. وعنه: أحمد بن محمد بن رشدين، والبخاري، وأبو الزنباع روح بن الفرج القطان، وعاش ثلاثاً وسبعين سنة. توفي سنة أربع وثلاثين ومائتين.
4 (عبد الرحمن بن نافع)
أبو زباد المخرمي، ولقبه: درخت. روى عن: عبد الرحمن بن أبي الزناد، والمغيرة بن سقلاب، وغيرهما. وعنه: عبد الله بن أحمد الدورقي، وعبد الله بن أبي سعد الوراق. وثقه بعضهم.
4 (عبد الرحيم بن عبد العزيز)
أبو يزيد الزريقي. سمع: هشيماً، وبهز بن أسد.

(17/243)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 244
وعنه أبو حاتم، وعلي بن الحسين بن الجنيد. قال أبو حاتم: صدوق.
4 (عبد الرحيم بن مطرف بن أنيس بن قدامة د. ن.)
أبو سفيان الرؤاسي الكوفي السروجي بن عم وكيع. روى عن: أبيه، وعبيد الله بن عمرو،) واسحاق الفرازي، ويزيد بن زريع، وعتاب بن بشير، وعيسى بن يونس وجماعة. وعنه: ابو داوود، وأبو زرعة، وابن أبي الدنيا، وأبو بكر بن أبي عاصم، واحمد بن بي خيثمة، وعثمان بن خرزاد. وثقه أبو حاتم، وغيره. مات سنة اثننتين وثلاثين ومائتين.
4 (عبد السلام بن وغبان بن عبد السلام بن حبيب)
أبو محمد الكلبي الحمصي الشاعر الملقب بديك الجن. أحد شعراء الدولة العباسية، أصله من بلدة سلمية، ومولده بحمص. قيل

(17/244)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 245
لم يفارق الشام، وكان شيعياً ظريفا خليعاً ماجناً، له مراث في الحسين. وكان مولده سنة إحدى وستين ومائة. اخذ عنه: أبو تمام الطائي، وغيره. وقيل إن أبا نواس لما سار إلى مصر ليمدح الخصيب بن عبد الحميد اجتاز بحمص فاختفى منه ديك الجن واستصغر نفسه معه، فجاء إلى داره وقال: لجاريته، قولي أن يخرج، فقد فتن أهل العراق بقوله:
(موردة من كف ظبي كأنما .......... تناولها من خده فأدارها)
فلما سمع ذلك خرج إليه وأدخله، وعمل له ضيافة. ومن أبيات هذه القصيدة:
(فقم أنت فاحثث كأسها غير صاغر .......... ولا تسق غير خمرها وعقارها)

(فقام يكاد الكأس يحرق كفه .......... من الشمس أو من وجنتيه استعارها)

(ظللنا بأيدينا نتعتع روحها .......... فتأخذ من أرواحنا الراح ثارها)
عن يقظان بن سلام قال: قلنا لأبي تمام: لو نهيت ديك الجن مما هو فيه، ولك عشرة آلاف درهم. قال أبو تمام: فدخلت عليه وهو مطرح على حصير سكران، وعلى رأسه غلام يروحه. فلما رآني الغلام نبهه، فلما رآني قام يلبني، وقال تحسن تقول مثلي ثم أنشد:
(أما ترى راهب الأسحار قد هتفا .......... وحث تغريده لما علا السعفا)

(أوفى يصيغ إلى فانوس مغرقة .......... كغرة التاج لما عولي الشرفا)

(مشنف بعقيق فوق مديحه .......... هل كنت في غير أذن تعهد الشنفا)

(لما أراحت رعاة الليل عارية .......... من الكواكب كادت ترتقي السدفا)

(هز اللواء على ماكان من هيف .......... فارتج لما علاه اهتز ثم هفا)

(ثم استمر كما غنى على طرب .......... تكدر الماء على تغريده وصفا)

(17/245)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 246
(قام مختلفاً كالدرر مطلعاً .......... والريم ملتفتاً والغصن منعطفاً)
)
(رقت غلالة خديه فلو رميا .......... باللحظ أو بالمنى هما بأن يكفا)

(كأن قافاً اديرت فوق وجنتيه .......... واختط كاتبها من فوقها ألفا)

(فاستل راحاً كبيض واقعت جحفاً .......... حلاً لنا أو كنار صادفت سعفا)

(فلم أزل من ثلاث واثنتين ومن .......... خمس وست وما استعلى وما لطفا)

(حتى توهمت نوشروان لي خولاً .......... وخلت أن نديمي عاشر الخلفا)
قال: فلم أزل به حتى نومته وخرجت، فقيل لي: إنما قلنا تنهه. قلت: دعه ينام، فإني إن نهيته تجرمنا عشرة آلاف كبيرة. وقيل إن ديك الجن كان له غلام وجارية مليحان، وكان يهواهما. فدخل عليهما يوماً فرآهما في لحاف معتنقين، فشد عليهما فقتلهما ثم سقط من يده، وجلس عند الجارية يبكي ويقول:
(ياطلعة طلع الحمام عليها .......... وجنى لها ثمر الردى بيديها)

(رويت من دمها الثرى ولطالما .......... روى الهوى شفتي من شفتيها)

(فوحق عينيها ما وطئ الثرى .......... شيء أعز علي من عينيها)

(ما كان قتليها لأني لم أكن .......... أبكي إذا سفك العيار عليها)

(لكن نحلت على سواي بحسنها .......... وأنفت من نظر الغلام إليها)
ثم جلس عند الغلام وقال:

(17/246)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 247
(قمر أنا استخرجته من خدره .......... بمودتي وجزيته من غدره)

(فقتلته وله علي كرامة .......... ملء الحشا وله الفؤاد بأسره)

(عهدي به ميتاً كأحسن نائم .......... والدمع ينحر مقلتي في نحره)

(لو كان يدري الميت ماذا بعده .......... بالحي منه بكى له في قبره)

(غصص تكاد تفيض منها نفسه .......... ويكاد يخرج قلبه من صدره)
قال سعيد بن زيد الحمصي: دخلت على ديك الجن، وكنت اختلفت إليه لما كتب شعره، فرأيته وقد شابت لحيته وحاجباه وشعر زنديه. وكانت عيناه خضراوين، ولذلك سمي ديك الجن، وقد صبغ لحيته بالزنجار، وعليه ثياب خضر. وكان جيد الغناء بالطنبور، وفي يديه آلة الشرب وهو يغني. توفي سنة خمس أو ست وثلاثين ومائتين.
4 (عبد السلام بن سعيد بن حبيب)
)

(17/247)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 248
شيخ المغرب أبو سعيد التنوخي الحمصي ثم القيرواني الفقيه المالكي سحنون، قاضي القيروان ومصنف المدونة. دخل مصر وقرأ على ابن وهب، وابن القاسم، واشهب. وبرع في مذهب مالك. وعلى قوله المعول بالمغرب. انتهت إليه رئاسة العلم بالمغرب، وتفقه به خلق كثير. وقد تفقه أولاً على ابن غانم، غيره بافريقية، ورحل في العلم سنة ثمان وثمانين ومائة. فسمع بمكة من: سفيان بن عيينة، ووكيع، والوليد بن مسلم. وكان موصوفاً بالديانة والورع، مشهوراً بالسخاء والكرم. فعن أشهب قال: ما قدم علينا مثل سحنون. وعن يونس عبد الأعلى قال: سحنون سيد أهل المغرب. وروى عنه منهم: يحيى بن عمرو، وعيسى بن مسكين، وحمديس، وابن المغيث. قال ابن عجلان الأندلسي: ما بورك لأحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم في أصحابه ما بورك لسحنون في أصحابه، فإنهم كانوا في بلد أئمة. وعن سحنون قال: إذا أتى الرجل مجلس القاضي ثلاثة أيام متوالية بلا حاجة ينبغي أن لاتقبل شهادته. وسئل سحنون: أيسع العالم أن يقول: لا أدري فيما يدري فقال: أما فيه كتاب أو سنة بائنة فلا. وأما ماكان من هذا الرأي فإنه يسعه ذلك، لأنه لايدري أمصيب هو أم مخطيء. ومن كلامه: أكل بالمسكنة خير من أكل بالعلم. محب الدنيا أعمى لم ينوره العقل.

(17/248)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 249
ما أقبح بالعالم أن يأتي الأمراء فيقال هو عند الأمير. والله ما دخلت على سلطان إلا خرجت حاسبت نفسي، فوجدت عليها الدرك. وأنتم ترون مخالفتي لهواه، وما ألقاه من الغلظة والله ما أخذت لهم درهماً، ولا لبست لهم ثوباً. ولد سنة ستين ومائة، توفي في رجب سنة أربعين ومائتين. وكان يقول: قبح الله الفقر. أدركنا مالك، وقرأنا على ابن القاسم. وأما المدونة فأصلها اسئلة، سألها أسد بن الفرات لابن القاسم. فلما رحل بها سحنون عرضها على ابن القاسم، وصحح فيها كثيراً، ثم رتبها سحنون وبوبها، واحتج للكثير منها بالآثار. وسحنون بفتح السين وبضمها طائر بالمغرب.
4 (عبد السلام بن صالح بن سليمان بن أيوب بن ميسرة)
أبو الصلت القرشي العبشمي، مولاهم الهروي ثم النيسابوري. مولى عبد الرحمن بن سمرة. عن: مالك، وشريك، وحماد بن زيد، وعبد السلام بن حرب، وخلف بن

(17/249)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 250
خليفة، وهشيم، وعلي بن موسى الرضى، واسماعيل بن عياش. وعنه: سهل بن أبي سهل، ومحمد بن اسماعيل الأحمسي، وابن ابي الدنيا، وعباس الدوري، وعلي بن الحسين بن الجنيد، ومحمد بن أيوب بن الضريس، وأحمد بن أبي خيثمة، والحسن بن الحباب المقريء، والحسن بن علوية القطان،) وعبد الله بن أحمد بن حنبل. وكان موصوفاً بالزهد والتأله. قال أحمد بن سيار المروزي: قدم مرو غازياً، فأدخل على المأمون، فلما سمع كلامه جعله من خاصة إخوانه، وحبسه عنده، إلى أن خرج معه إلى الغزو. ولم يزل مكرماً عنده إلى أن أراد المأمون إظهار كلام جهم وخلق القرآن. فجمع بينه وبين بشر المريسي، وسأله أن يكلمه. وكان أبو الصلت رد على أهل الأهواء من المرجئة والجهمية والزنادقة القدرية، وكلم بشر المذكور غير مرة بحضرة المأمون، وغيره من أهل الكلام. وفي كل ذلك كان الظفر له. قال: وكان يعرف كلام الشيعة، فناظرته في ذلك لاستخراج ما عنده، فما وجدته يفرط. ورأيته يقدم أبا بكر وعمر، ويترحم على علي وعثمان، ولا يذكر الصحابة إلا بالجميل. وسمعته يقول: هذا مذهبي الذي أدين لله به. إلا أن ثم أحاديث يرويها في المثالب. وسألت اسحاق بن ابراهيم عن تلك الأحاديث، نحو ما جاء في أبي موسى، وما روي في معاوية، فقال: هذه أحاديث قد رويت، فأما من يرويها على طريق المعرفة فلا أكره له ذلك. وأما من يرويها ديانة، فإني لا أرى الرواية عنه. وسئل يحيى بن معين، عن أبي الصلت فقال: فقد سمع وما أعرفه بالكذب.

(17/250)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 251
وقال أبو حاتم: لم يكن عندي بصدوق. وأما أبو زرعة فأمر أن يضرب على حديثه. وقال النسائي: ليس بثقة. وقال الدارقطني: كان رافضياً خبيثاً. وقيل إنه كان يقول كلب للعلوية خير من جميع بني أمية توفي يوم الأربعاء لست بقين من شوال سنة ست وثلاثين ومائتين.
4 (عبد السلام بن عاصم الهسنجاني الرازي)
عن: حريز بن عبد الحميد، والصباح بن محارب، وعبد الرحمن بن مغراء، ومعاذ بن هشام. وعنه: أبو يحيى بن مسرة المكي، ومحمد بن أيوب بن الضريس، وعلي بن الحسين بن الجنيد الرازيون، ومطين.

(17/251)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 252
قال أبو حاتم: شيخ.
4 (عبد السلام بن محمد الحضرمي الحمصي)
ويعرف بسليم. عن: بقية، وعبد الله بن سالم، والوليد بن مسلم. وعنه: محمد بن عوف، وأبو حاتم وقال: صدوق.
4 (عبد الصمد بن أبي خداش الموصلي)
عن: زهير بن معاوية، واسماعيل بن عياش، والوليد بن مسلم. وعنه: حفيده أحمد بن صالح. توفي بالحدث سنة إحدى وثلاثين ومائتين.)
4 (عبد الصمد بن الفقيه عبد الرحمن بن القاسم المصري)
أبو الأزهر. عن: أبيه، وسفيان بن عيينة. كان فقيهاً، اماماً، مصنفاً. قرأ القرآن على ورش، ومن أجله اعتمد أهل الأندلس على قراءة ورش. روى عنه: محمد بن الوضاح القرطبي، وغيره. وهو أخو الفقيه موسى بن عبد الرحمن المتوفي سنة تسع وأربعين. قال الداني: قرأ عليه محمد بن سعيد الأنماطي، وبكر بن سهل الدمياطي، واسماعيل بن عبد الله النخاس، وغيرهم.

(17/252)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 253
توفي في رجب سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
4 (عبد الصمد بن المعذل العبدي البصري)
الشاعر المشهور، أخو أحمد بن المعذل الفقيه. كان من فحول الشعراء. ومن شعره:
(تكلفني اذلال نفسي لعزها .......... وهان عليها أن أهان لتكرما)

(تقول: سل المعروف يحيى بن أكثم .......... فقلت: سليه رب يحيى بن أكثما)
وله:
(أرى الناس أحدوثة .......... فكوني حديثاً حسن)

(كأن لم يزل ما أتى .......... وماقد مضى لم يكن)

(إذا وطني رابني .......... فكل بلاد لي وطن)

4 (عبد الصمد بن يزيد)
أبو عبد الله مردويه الصوفي. خادم الفضيل بن عياض. كان ثقة ديناً صالحاً من أهل الورع والسنة. عن: الفضيل، وابن عيينة، وشقيق البلخي. وعنه: أبو بكر بن ابي الدنيا، وموسى بن هارون، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي. مات سنة خمس وثلاثين ومائتين، يوم مات عبد الرحمن بن صالح

(17/253)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 254
الأزدي. وحضره أمة من الأمم. قال ابن هارون: وكان عبد الرحمن ميتاً في داره، وما رأيت على بابه أحداً.
4 (عبد العزيز بن بحر المروزي المؤدب.)
نزيل بغداد. عن: سليمان بن أرقم، وعطاف بن خالد، واسماعيل بن عياش. وعنه: عبد الله بن أبي سعد الوراق، وابن أبي الدنيا. لم يضعف.
4 (عبد العزيز بن عمران بن يوب بن مقلاص)
الإمام أبو علي الخزاعي. مولاهم المصري الفقيه. كان من كبار أصحاب ابن وهب، والشافعي.) لزمهما مدة. وكان صالحاً ورعاً زاهداً. توفي سنة أربع وثلاثين ومائتين. روى عنه: أبو زرعة، وأبو حاتم وقال: صدوق. وهو ابن بنت سعيد بن أبي أيوب.

(17/254)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 255
4 (عبد العزيز بن يحيى بن يوسف)
أبو الأصبع البكائي، مولاهم الحراني. عن: أبي اسحاق الفزازي، وابن عيينة، وعيسى بن يونس، ومحمد بن سلمة. وعنه: أبو داوود، وبقي بن مخلد، وأبو زرعة، ومحمد بن يحيى الذهلي، وجعفر الفريابي. قال أبو حاتم: صدوق. توفي بتل عبدي سنة خمس وثلاثين ومائتين.
4 (عبد العزيز بن يحيى بن سليمان بن عبد العزيز المدني)
أبو محمد الهاشمي، من موالي آل العباس. عن: الليث بن سعد، ومالك، وسليمان بن بلال، والدراوردي. وعنه: زكريا بن داوود الخفاف، وصالح بن علي النوفلي الحلبي،

(17/255)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 256
ومحمد بن أيوب الرازي، ومحمد بن علي الصائغ المكي، وموسى بن اسحاق الأنصاري، وغيرهم. قال البخاري: ليس من أهل الحديث. يضع الحديث. وقال أبو زرعة: ليس يصدق. وقال العقيلي: يحدث عن الثقات بالبواطيل. وقال ابن عدي: ضعيف جداً، يسرق حديث الناس. حدث في شعبان سنة ثلاثين ومائتين، وعاش بعد ذلك قليلاً.
4 (عبد العزيز بن يحيى بن مسلم بن ميمون الكناني.)
المكي الفقيه. صاحب كتاب الحيدة. وكان يلقب بالغول لدمامة منظره. عن: سفيان بن عيينة، و مروان بن معاوية الفزازي، وعبد الله بن معاذ الصغاني، ومحمد بن ادريس الامام الشافعي، وهشام بن سليمان المخزومي. وعنه: أبو العيناء محمد بن القاسم، والحسين بن الفضل البجلي، وأبو بكر بن يعقوب بن ابراهيم التيمي.

(17/256)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 257
وهو قليل الحديث. قال الخطيب: قدم بغداد زمن المأمون، وجرى بينه وبين بشر المريشي مناظرة في القرآن. وكان من أهل العلم والفضل. وله مصنفات عدة. وكان ممن تفقه بالشافعي، واشتهر بصحبته. قال داوود بن علي الطاهري: كان عبد العزيز بن يحيى المكي أحد أتباع الشافعي والمقتبسين عنه. وقد طالت صحبته له. وخرج معه إلى اليمن. ونقل الخطيب في تاريخه عن عبد العزيز قال: دخلت على أحمد بن أبي دؤاد وهو مفلوج، فقلت: إني لم آتك عائداً، ولكن جئت لأحمد الله على ان سجنك في جلدك. وعن ابي العيناء قال: لما دخل عبد العزيز على المامون، وكانت خلقته بشعة جداً، ضحك أبو اسحاق المعتصم، فقال: يا أمير المؤمنين لم ضحك هذا إن الله لم يصطف يوسف لجماله، وإنما) اصطفاه لدينه وبيانه. فضحك المأمون وأعجبه.
4 (عبد الملك حبيب بن سليمان بن هارون بن جاهمة بن العباس مرداس السلمي.)

(17/257)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 258
الفقيه أبو مروان العباسي الأندلسي القرطبي المالكي. أحد الأعلام. ولد سنة نيف وسبعين ومائة في حياة مالك. وروى قليلاً عن: صعصعة بن سلام، والغاز بن عيسى، وزياد شبطون. ورحل وحج في حدود العشرين مائتين، فسمع من عبد الملك بن الماجشون، ومطرف بن عبد الله، وأسد السنة بن موسى، وأصبغ بن الفرج، وابراهيم بن المنذر الخزامي، وغيرهم. ورجع إلى الأندلس بعلم جم وفقه كثير. وكان موصوفاً بالحذق في مذهب مالك. وله مصنفات كثيرة منها: كتاب الواضحة، وكتاب الجامع، وكتاب فضائل الصحابة، وكتاب تفسير الموطأ، وكتاب حروب الإسلام، وكتاب سيرة الإمام في الملحدين، وكتاب طبقات الفقهاء، وكتاب مصابيح الهدى. قال بن بشكوال: قيل لسحنون: مات ابن حبب. فقال: مات علم الأندلس، بل والله عالم الدنيا. وقال بعضهم: هاجت رياح وأنا في البحر، فرأيت عبد الملك بن حبيب رافعاً يديه متعلقاً بحبال السفينة يقول: اللهم إن كنت تعلم أني إنما أردت ابتغاء وجهك وما عندك فخلصنا. فسلم الله. وقد أضعف ابن حزم وغيره عبد الملك بن حبيب، ولاريب في أنه كان ضعيفاً. قال أبو عمر أحمد بن سعيد الصدفي: قلت لأحمد بن خالد: إن الواضحة عجيبة جداً، وإن فيها علماً عظيماً، فما مدخلها قال: أول شيء إنه حكى فيها مذاهب لم نجدها لأحد من أصحابه، ولا نقلت عنهم، ولا هي في كتبهم. ثم قال الصدفي في تاريخه: كان كثير الرواية، كثير الجمع، يعتمد على الأخذ بالحديث. ولم يكن يميزه، ولا يعرف الرجال. وكان فقيهاً في المسائل.

(17/258)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 259
وكان يطعن عليه بكثرة الكتب. وذكر انه كان يستجيز الأخذ بلا رواية ولا مقابلة وذكر أنه أخذ إجازة كثيرة وأشير إليه بالكذب. سمعت أحمد بن خالد يطعن عليه بذلك وينتقصه غير مرة. وقال: قد ظهر لنا كذبه في الواضحة من غير شيء. وقال ابن أبي مريم: كان ابن حبيب بمصر، فكان يضع الطويلة، وينسخ طول نهاره. فقلت: إلى كم ذا النسخ، متى تقرأه على الشيخ. فقال: قد أجاز لي كتبه، يعني أسد بن موسى، فخرجت من عنده فاتيت أسداً فقلت: تمنعنا أن نقرأ عليك وتجيز لغيرنا فقال: أنا لا أرى القراءة فكيف أجيز فأخبرته فقال: إنما أخذ مني كتبي ليكتب منها، ليس ذا علي. وقال أحمد بن عبد البر النارنجي: هو أول من أظهر الحديث بالأندلس، وكان لايميز صحيحه من سقيمه، ولا يفهم طرقه، ويصحف أسماء الرجال،) ويحتج بالمناكير. فكان أهل زمانه لا يرضون عنه، وينسبونه إلى الكذب. ثم قال: وكان ما بين عبد الملك بن حبيب ويحيى بن يحيى سيئاً، وذلك أنه كان كبير المخالفة، ليحيى. وكان قد لقي أصبغ بمصر، فأكثر عنه، فكان إذا اجتمع مع يحيى بن يحيى، وسعيد بن حسان، ونظرائهم عند الأمير عبد الرحمن وقضاته فسئلوا، وقال يحيى بما عنده، وكان أسن القوم وأولاهم بالتقدم يدفع عليه عبد الملك بأنه سمع أصبغ بن الفرج يقول كذا. فكان يحيى يغمه مخالفته له. فلما كان في بعض الأيام جمعهم القاضي في الجامع، فسألهم عن مسألة، فأفتى فيها يحيى بن يحيى، وسعد بن حسان بالرواية، فخالفهما عبد الملك، وذكر خلافهما رواية عن اصبغ. وكان عبد الأعلى بن وهب من أحداث أهل زمانه، وكان قد حج وأدرك اصبغ بن الفرج بمصر، ورى عنه. فدخل يوماً بأثر شورى القاضي على

(17/259)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 260
سعيد بن حسان، فقال له: يا أبا وهب، ما تقول في مسألة كذا المسألة التي سألهم فيها القاضي هل تذكر لأصبغ بن الفرج فيها شيئاً فقال: نعم، أصبغ يقول فيها كذا. فافتى بموافقة يحيى، وسعيد. فقال له سعيد: انظر ما تقول، انت على يقين من هذا قال: نعم. قال: فاتني بكتابك. قال عبد الأعلى: فخرجت مسرعاً، ثم ندمت ودخل علي الشك. ثم أتيت داري، فأخرجت الكتاب من قرطاس كما رويته عن أصبغ، فسررت، ومضيت إلى سعيد بالكتاب. فقال: تمضي به إلى ابي محمد. فمضيت به إلى يحيى بن يحيى بن يحيى، فاعلمته ولم ادر ما القصة. فاجتمعنا بالقاضي وقالا: إن عبد الملك يخالفنا بالكذب. والمسألة التي خالفنا فيها عندك. هنا رجل قد حج وأدرك اصبغ، وروى عنه هذه المسألة، كقولنا على خلاف ما ادعاه عبد الملك، فاردعه وكفه. فجمعه القاضي ثانياً، وتكلموا، فقال عبد الملك: قد أعلمتك ما يقول فيها اصبغ. فبدر عبد الأعلى بن وهب وقال: يكذب على اصبغ. أنا رويت هذه المسألة عنه على ما قال هذان، وهذا كتابي. فأخرج المسألة: فأخذ القاضي الكتاب وقرأ المسألة، وقال لعبد الملك ما ساءه من القول، وقال: تفتينا بالكذب والخطأ، وتخالف أصحابك بالهوى لولا البقيا عليك لعاقبتك. ثم قاموا. قال عبد الأعلى: فلما خرجت مررت على دار ابن رستم الحاجب، فرايت عبد الملك خارجاً من عنده وفي وجهه الشر. فقلت: مالي لا ادخل على ابن رستم فدخلت، فلم ينتظر جلوسي حتى قال: يا مسكين من غرك، أو م أدخلك في هذا العارض مثل عبد الملك بن حبيب وتكذبه فقلت أصلحك الله، إنما سألني القاضي عن شيء، فأجبته بما عندي.

(17/260)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 261
ثم خرجت من عنده. وكان عبد الملك قد شكا إليه ما وقع وقال إن) القاضي أتى برجل ليس من أهل العلم والرواية، فأجلس معي وكذبني، وأوقفني موقفاً عجيباً. فقال له ابن رستم: اكتب بطاقة بالقصة وارفعها للأمير. فكتب يصف القصة، ويشنع. فأمر الأمير أن يبعث في القاضي. فبعث فيه، فخرجت وصية الأمير يقول: لك في أمرك ان تشاور عبد الأعلى. وكان عبد الملك قد بنى بطاقته على الحية بن يحيى أمره بذلك. فقال القاضى: ما أمرنى أحد بمشاورته، ولكنه كان يختلف إلي، وكنت أعرفه من أهل الخير والعلم، مع الحركة والفهم والحج والرحلة، فلم ار نفسي في سعة من ترك مشاورة مثله. وسأل الأمير وزراءه عن عبد الأعلى، فاثنوا عليه ووصفوا علمه وولاءه. وكان له ولاء. قال عبد الأعلى: فصحبت يوماً عيسى بن الشهيد، فقال لي: قد رفعت عليك بطاقة رديئة لكن الله دفع شرها. وعن محمد بن وضاح قال: قال لي ابراهيم بن المنذر: أتاني صاحبكم عبد الملك بن حبيب بغرارة مملوءة كتباً، فقال لي: هذا علمك تجيزه لي قلت: نعم. ما قرأ علي منه حرفاً ولا قرأته عليه. وكان محمد بن عمر بن ابان يقول: عبد الملك بن حبيب عالم الأندلس، ويحيى بن يحيى عاقلها، وعيسى بن دينار فقيهها. مات ابن حبيب يوم السبت لأربع مضين من رمضان سنة ثمان، وقيل في ذي الحجة سنة تسع وثلاثين ومائتين.
4 (عبد الملك بن حبيب)

(17/261)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 262
أبو مروان المصيصي البزاز. عن: أبي اسحاق الفزازي، وعبد الله بن المبارك. وعنه: ابو داوود، ومحمد بن عوف الطائي، وعثمان بن خرزاذ، ومحمد بن وضاح القرطبي، وجعفر الفريابي.
4 (عبد الملك بن الحسن بن محمد بن زريق بن عبيد الله بن أبي رافع مولى النبي صلى الله)
عليه وسلم. أبو الحسن الأندلسي الزاهد. عن: ابن القاسم، وابن وهب، وغيرهما، مات سنة اثنين وثلاثين ومائتين.
4 (عبد الملك بن زونان)
أبو مروان الأندلسي. شيخ معمر، فقيه كبير. أدرك معاوية بن صالح الحمصي قاضي المغرب، واخذ عنه. ورحل بأخرة فسمع من: ابن وهب، وابن القاسم. وكان يفتي بالأندلس أولاً على مذهب الأوزاعي، ثم رجع إلى مذهب مالك. قيل: زونان لقبه، واسمه: حسن بن محمد. مات سنة ثلاث وثلاثين ومائتين بالأندلس في شعبان، وقد جاوز التسعين.)
4 (عبد الواحد بن غياث)

(17/262)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 263
أبو بحر البصري المربدي. سمع: حماد بن سلمة، وفضال بن خيبر، وعبد العزيز القسملي. وعنه: أبو داوود، وأبو يعلى الموصلي، والبزاز، وبقي بن مخلد، وأبو القاسم البغوي، وزكريا الساجي. وكان من الثقات المسندين. قال أبو زرعة: صدوق. مات سنة أربعين ومائتين.
4 (عبد الوارث بن عبيد الله العتكي المروزي)
عن: ابن المبارك، وخالد بن مسلم الزنجي. وعنه: الترمذي، وعبد الله بن محمود المروزي، واسحاق بن ابراهيم البستي القاضي. مات سنة تسع وثلاثين ومائتين.

(17/263)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 264
4 (عبد الوهاب بن نجدة)
أبو محمد الحوطي الجبلي. عن: اسماعيل بن عياش، وبقية بن الوليد. وعنه: ابنه أحمد، وأبو داوود، وأبو بكر بن أبي عاصم. وكان صدوقاً. توفي سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.
4 (عبيد الله بن عمر بن يزيد الإصبهاني القطان)
أبو عمرو، وهو القصار. سمع: جرير بن عبد الحميد، ويحيى القطان، ومحمد بن أبي عدي، ووكيع بن الجراح. وعنه: اسحاق بن حنبل، وعبدان بن أحمد، ومحمد بن يحيى بن مندة، قال أبو الشيخ: له أحاديث ينفرد بها. وقال الذهبي: آخر ما حدث عنه سنة سبع وثلاثين ومائتين فيما علمت.
4 (عبيد الله بن عمر بن ميسرة)

(17/264)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 265
أبو سعيد القواريري البصري الحافظ. مولى بني جشم. نزل بغداد ونشر بها علماً كبيراً و سمع: حماد بن زيد، وأبا عوانة، ويوسف بن الماجشون، وعبد الواحد بن زياد، والفضل بن عياض، وعبد العزيز الدراوردي، وعبد الوارث بن سعيد، ومسلم بن خالد الزنجي، وسفيان بن عيينة. وعنه: الشيخان، وأبو داوود، وأبو زرعة، وابراهيم الحربي، وصالح جزرة، وابو يعلى الموصلي، وعبد الله بن أحمد، وابو القاسم البغوي. وكتب عنه: أحمد، وابن معين، والقدماء. قال ابن معين، والنسائي: ثقة. وقال احمد بن سيار المروزي: لم أر في جميع من رأيت مثل مسدد بالبصرة، والقواريري ببغداد، ومن علي، ومن ابراهيم بن عرعرة. توفي ببغداد يوم الجمعة لثلاث عشرة من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين ومائتين، وحضره خلق كثير، وله أربع وثمانون سنة.)

(17/265)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 266
4 (عبيد الله بن فضالة بن ابراهيم)
أبو قديد النسائي الحافظ. رحل وسمع من: عبد الرزاق باليمن، ومحمد بن يوسف الفريابي بالشام، ويزيد بن هارون بواسط، وأبي عبد الرحمن المقريء بمكة، وابي اليمان بحمص، والأنصاري بالبصرة، ويحيى بن يحيى بنيسابور. وعنه: النسائي، وأبو بكر بن أبي عاصم، والحسن بن سفيان. قال النسائي: ثقة مأمون. بقي إلى حدود الأربعين ومائتين.
4 (عبيد الله بن معاذ بن معاذ بن نضر بن حسان)

(17/266)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 267
أبو عمرو العنبري البصري الحافظ، من بني عم سوار بن عبيد الله العنبري. عن: أبيه، ومعتمر بن سليمان، ويحى القطان، ووكيع. وعنه: مسلم، وأبو داوود، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وعثمان بن سعيد الدارمي، وزكريا بن يحيى الساجي، وجعفر الفريابي، والبغوي. قال ابو حاتم الرازي: ثقة. مات سنة سبع وثلاثين ومائتين.
4 (عبيد بن الصباح بن صبيح)
أبو محمد الكوفي المقريء أخو عمرو بن الصباح. أخذ القراءة عوضاً عن حفص، وهو من أجل أصحابه وأضبطهم. روى عنه القراءة عرضاً أحمد بن سهل الأشناني. قال: وكان ما علمت من الورعين المتقين. مات سنة خمس وثلاثين ومائتين.

(17/267)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 268
4 (عبدة بن سليمان المروزي)
صاحب ابن المبارك. عنه، وعن: الفضل السيناني، وابي اسحاق الفرازي، ونوح بن أبي مريم. وعنه: أبو داوود، وأبو بكر الأثرم، وعثمان الدرامي، ومحمد بن عاصم الثقفي، وأبو حاتم، وقال: صدوق.
4 (عثمان بن صخر العقيلي البصري الزاهد)
أحد متسايخ القوم، كان يقول بالخصوص، يعني أن الله يختص برحمته من يشاء، ويقول بالمحنة. وكان مقدماً في النساك. كتب الحديث، وروى عنه: الكديمي، وغيره. وصحبه أبو بكر بن أبي عاصم، وسافر معه.
4 (عثمان بن طالوت بن عباد الصيرفي)
توفي في حياة والده سنة أربع وثلاثين ومائتين. عن: عبد الصمد بن عبد الوارث، وأزهر السمان، وقريش بن انس، والأصمعي.

(17/268)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 269
وعنه: أبو عبد البخاري، ومحمد بن الذهلي، وهاشم بن) مرثد الطبراني. وكان صدوقاً.
4 (عثمان بن عبد الله)
أبو عمرو الأموي. عن: حماد بن سلمة، ومالك، والليث. وعنه: علي بن اسحاق بن زاطيا، وعبد الله بن ناجية، وأبو يعلى. وهو أحد المتروكين لاتيانه بالطامات. وقال ابن عدي: له أحاديث موضوعة. وجده هو: عمرو بن عثمان بن عفان.
4 (عثمان بن عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي)
أبو عمرو. روى باصبهان عن: والده، وسفيان بن عيينة.

(17/269)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 270
وعنه: النضر بن هشام، ويعقوب بن اسحاق الضبي، ومحمد بن ابراهيم ابن شبيب. لا نعلم فيه حرجاً.
4 (عثمان بن أبي شيبة)
هو عثمان بن محمد بن أبي شيبة بن ابراهيم بن عثمان بن خواستي، أبو الحسن العبسي، مولاهم الكوفي. أخو أبو بكر، والقاسم. كان من كبار الحفاظ كأخيه. دخل إلى الحجاز، والري، ولبصرة، والشام، وبغداد، وصنف المسند، والتفسير، وغير ذلك.

(17/270)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 271
روى الكثير عن: شريك، وأبي الأحوص، وهشيم، واسماعيل بن عباس، وسفيان بن عيينة، وحريز بن عبد الحميد، وابن علية، وابن المبارك، وعلي بن مسهر وغيرهم. وعنه: الشيخان، وأبو داوود، وابراهيم الحربي، وابراهيم بن أبي طالب، وعبد ابن أحمد، وأبو بكر بن علي المروزي، وأبو يعلى الموصلي، وأحمد بن الحسن الصوفي، والفريابي، والبغوي، وآخرون. سئل عنه أحمد بن حنبل فقال: ما علمت إلا خيراً. وأثنى عليه. وقال ابن معين: ثقة مأمون. قال الذهبي: وكان لا يحفظ القرآن، وإذا جاء منه شيئ صحف في الأحايين. مات في ثالث المحرم سنة تسع وثلاثين ومائتين.
4 (عثمان بن محمد بن سعيد)
أبو القاسم الرازي الدشتكي. نزيل البصرة.

(17/271)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 272
عن: عبد الرحمن بن عبد الله الدشتكي، وغيره. مقل. وعنه: أبو داوود، وأبو بكر بن ابي عاصم، وعبدان الأهوازي.
4 (عصام بن الحكم الشيباني العكبري)
عن: ابن عيينة، ويحيى بن آدم. وعنه: ابنه عبد الوهاب، وابن ذريح، وصالح القيراطي.
4 (عصام بن مكرم الضبي الهلالي الكوفي)
عن: سفيان بن عيينة، ومصعب بن سلام، والمسيب بن شريك، ويحيى بن يمان. وعنه: ابراهيم) بن ديزيل، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأحمد بن علي الأبار، ومطين، والحسن بن سفيان، وأبو يعلى، وعبدان. قال أبو داوود: ليس به بأس. وقال مطين: توفي في ذي القعدة سنة أربع وثلاثين ومائتين. وكان صدوقاً.
4 (علكدة بن نوح الأندلسي الرعيني)
عن: ابن وهب، وابن القاسم. مات بالأندلس سنة سبع وثلاثين ومائتين.
4 (علي بن بحر بن موسى)

(17/272)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 273
أبو الحسن الفارسي ثم البغدادي القطان الحافظ. عن: عبد العزيز الدراوردي، وحاتم بن اسماعيل، وعبد المهيمن بن عباس الساعدي، ومعتمر بن سليمان، وبقية بن الوليد، وعبد الرزاق، وهشام بن يوسف، وحريز بن عبد الحميد، وأبي خالد الأحمر، وخلق. وعنه: ابو داوود، ومحمد بن يحيى الذهلي، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وحنبل بن اسحاق، وهلال بن العلاء، وابراهيم الحربي. وثقه ابن معين. ومات ببابسير من ناحية الأهواز سنة أربع وثلاثين ومائتين.
4 (علي بن بشر الإصبهاني الأموي)
عن: الوليد بن مسلم، ويزيد بن هارون، وعبد الرزاق. وعنه: عبيد بن الحسن، وابراهيم بن نائلة، والقاسم بن مندة. متروك. مات سنة إحدى وثلاثين ومائتين.

(17/273)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 274
4 (علي بن بريد)
أبو دعامة القيسي الإخباري الراوية. عن: أبي العتاهية، وأبي نواس. وعنه: أحمد بن طاهر، ويزيد بن محمد المهلبي، وعون بن محمد الكندي. وهو بلقبه أشهر.
4 (علي بن حبيب)
أبو الحسن البلخي علوية. شيخ معمر. عن: حماد بن سلمة، ونوح بن ابي مريم. وعنه: دحيم بن نوح، وعلي بن اسماعيل الجوهري. مات سنة اثنتين وثلاثين ومائتين، وله من العمر مائة وخمس عشر سنة.
4 (علي بن الحسن بن سليمان)
أبو الحسن الحضرمي الواسطي، ويقال الكوفي الأدمي، الملقب بأبي الشعثاء. عن: أبي بكر بن عياش، وحفص بن غياث، وعبد ة بن سليمان، وخالد بن عبد الله الطحان، وغيرهم. وعنه: مسلم، وأبو زرعة الرازي، واسلم بن سهل بحشل، وصالح بن

(17/274)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 275
محمد جزرة، والحسن بن) سفيان. وثقه أبو داوود. مات في آخر سنة ست وثلاثين ومائتين.
4 (علي بن حكيم بن ذبيان)
أبو الحسن الأودي الكوفي، أخو عثمان. عن: جعفر بن زياد الأحمر، وشريك بن عبد الله، ومصعب بن المقدام. وعنه: مسلم، والبخاري في كتاب الأدب، وأحمد بن أبي غرزة، وعبيد بن غنام، وعثمان بن خرزاذ، ومطين، وموسى بن اسحاق الأنصاري، والفريابي، وعبدان. قال أبو حاتم: صدوق. توفي في سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
4 (علي بن حكيم بن زاهر السمرقندي)
أبو الحسن.

(17/275)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 276
عن ابن عيينة، وأبي خالد الأحمر، وحفص بن سلم السمرقندي. وعنه: جيهان الفرعاني، وجعفر الفريابي. قال الخطيب: كان فقيهاً يعرف بعلي البكاء لكثرة بكائه. وكان ثقة. جاور بمكة نحواً من عشرين سنة، ومات سنة خمسين وثلاثين ومائتين.
4 (علي بن حمزة بن سوار العكي)
بصري صدوق. عن: جرير بن حازم، وحمزة المعولي. وعنه: أبو زرعة، وأبو يعلى
4 (علي بن المديني)

(17/276)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 277
هو علي بن عبد الله بن جعفر بن نجيح، مولى عروة بن عطية السعدي. الإمام أبو الحسن البصري، أحد الأعلام، وصاحب التصانيف. ولد سنة إحدى وستين ومائة. سمع: أباه، وحماد بن زيد، وهشيماً، وابن عيينة، والدراوردي، وعبد العزيز بن عبد الصمد العمي، وجعفر بن سليمان الضبعي، وجرير بن عبد الحميد، وابن وهب، وعبد العزيز بن أبي حازم، وعبد الوارث، والوليد بن مسلم، وغندراً، ويحيى القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، وابن علية، وعبد الرزاق، وغيرهم. وعنه: البخاري، وأبو داوود، واحمد بن حنبل، ومحمد بن يحيى الذهلي، وهلال بن العلاء، وحميد بن زنجوية، واسماعيل القاضي، وصالح جزرة، وعلي بن غالب البهي، وأبو خليفة الجمحي، وأبو يعلى الموصلي، ومحمد بن جعفر الإمام الدمياطي، ومحمد بن محمد الباغندي، وعبد الله البغوي، وغيرهم، آخرهم وفاة عبد الله بن محمد بن أيوب الكاتب، وأقدمهم وفاة شيخه سفيان بن عيينة. قال الخطيب: وبين وفاتيهما مائة وعشرون سنة. قال أبو حاتم: كان ابن المديني علماً في الناس في معرفة الحديث والعلل، وما سمعت أحداً سماه قط، إنما كان يكنيه تبجيلاً له. وعن ابن عيينة قال: يلومونني على حب علي بن المديني.) والله لم أتعلم منه أكثر مما يتعلم مني. وعن ابن مهدي قال: علي بن المديني أعلم الناس بحديث

(17/277)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 278
رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخاصة بحديث ابن عيينة. وقال ابن معين: علي من أروى الناس. وقال أبو قدامة السرخسي: سمعت علي بن المديني يقول: رأيت فيما يرى النائم كأن الثريا تدلت حتى تناولتها. قال أبو قدامة فصدق رؤياه. بلغ في الحديث مبلغاً لم يبلغه كبير أحد. وقال النسائي: كأن الله خلق علي بن المديني لهذا الشأن. وقال أبو يحيى صاعقة: كان علي بن المديني إذا قدم بغداد تصدر للحلقة، وجاء يحيى، وأحمد بن حنبل والمعيطي، والناس يتناظرون، فإذا اختلفوا في شيء تكلم فيه علي. وقال احمد بن زهير يقول: سمعت ابن معين يقول: كان علي بن المديني إذا قدم علينا أظهر السنة، وإذا ذهب إلى البصرة أظهر التشيع. وقال ابراهيم بن معقل: سمعت البخاري يقول: ما استصغرت نفسي عند أحد إلا عند علي بن المديني. وقيل لأبي داوود: أحمد أعلم أم علي قال: علي أعلم باختلاف الحديث من أحمد. وقال أبو داوود: ابن المديني خير من عشرة آلاف مثل الشاذكوني. وعن أبي عبيدة قال: انتهى العلم إلى أربعة: أبو بكر بن أبي شيبة أسردهم له، واحمد بن حنبل أفقههم فيه، وعلي بن المديني أعلمهم به،

(17/278)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 279
ويحيى بن معين أكتبهم له. ومع ذلك كان ممن أجاب في المحنة، نسأل الله العافية. قال ابراهيم بن محمد بن عرعرة: سمعت يحيى بن القطان يقول: ويحك ياعلي، أراك تتبع الحديث تتبعاً، لاأحسبك تموت حتى تبتلى. وقال أزهر بن جميل: كنا عند يحيى بن سعيد، فجاء عبد الرحمن بن مهدي ممتقع اللون أشعث، فقال: رأيت البارحة كأن قوماً من أصحابنا قد نكسوا. فقال ابن المديني: يا أبا سعيد هو خير، قال تعالى: ومن نعمره ننكسه في الخلق. فقال عبد الرحمن: اسكت، فوالله إنك لفي القوم. وقال الأثرم علي بن المغيرة: سمعت الأصمعي وهو يقول لابن المديني: والله ياعلي، لتتركن الاسلام وراء ظهرك. وقال الصولي: ثنا الحسين بن فهم قال: أحمد بن أبي دؤاد لابن المديني، بعد وصله بعشرة آلاف درهم وثياب ومركب بعدته: يا أبا الحسن، حديث جرير في الرؤية ماهو قال: صحيح. قال: هل عندك فيه شيء قال: يعفيني القاضي. قال: يا أبا الحسن هذه حاجة الدهر. ولم يزل به حتى قال: فيه من لا يعول عليه قيس بن أبي حازم، إنما كان أعرابياً بوالاً على عقبيه. فقبله ابن أبي دؤاد واعتنقه. فلما ناظر أحمد بن حنبل قال: يا أمير المؤمنين يحتج علينا بحديث جرير،

(17/279)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 280
وإنما هو من رواية قيس بن أبي حازم، اعرابي بوال على عقبيه. قال: فقال أحمد بن حنبل بعد ذلك: فحين أطلع) لي هذا علمت أنه من عمل علي بن المديني. قال أبو بكر الخطيب: هذا باطل، قد نزه الله علي بن المديني عن قول ذلك في قيس بن أبي حازم، وليس في التابعين من أدرك العشرة وروى عنهم غيره. ولم يحك أحد ممن ساق محنة أحمد أنه نوظر في حديث الرؤية. قال والدي: يحكى عن علي أنه روى لابن دؤاد حديثاً عن الوليد بن مسلم في القرآن أخطأ فيه، فكان أحمد بن حنبل ينكر عليه رواية ذلك الحديث. واللفظ: كلوه إلى عالمه، فقال: كلوه إلى خالقه وقال أبو العيناء: دخل علي بن المديني إلى أحمد بن أبي دؤاد بعد محنة أحمد بن حنبل، فناوله رقعة، فقال: هذه طرحت في داري. فإذا فيها:
(يا بان المديني الذي شرعت له .......... دنيا فجاد بدينه لينالها)

(ماذا دعاك إلى اعتقاد مقالة .......... قد كان عندك كافراً من قالها)

(أمر بدا لك رشدة فقبلته .......... أم زهرة الدنيا أردت نوالها)
فلقد عهدتكلا أبالكمرة صعب المقادة للتي تدعى لها
(إن الحريب لمن يصاب بدينه .......... لا من يرزيء ناقة وفصالها)
فقال له: لقد قمت وقمنا من حق الله بما يصغر قدر الدنيا عند كبير ثوابه. ثم وصله بخمسة آلاف درهم. وقال ابن عدي: سمعت مسدد بن أبي يوسف القلوسي: سمعت أبي يقول: قلت لعلي بن المديني: مثلك وفي علمك يجيب إلى ما أجبت إليه قال: يا أبا يوسف ماأهون عليك السيف.

(17/280)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 281
وقال ابراهيم بن عبد الله بن الجنيد: سمعت ابن معين، وذكر عنده ابن المديني، فحملوا عليه، فقلت: ما هو عن الناس إلا مرتد. فقال: ماهو بمرتد، وإنما هو على إسلامه. رجل خاف فقال ماعليه. وعن محمد بن عثمان بن أبي شيبة: سمعت علي بن المديني على المنبر يقول: من زعم أن القرآن مخلوق فهو كافر، ومن زعم الله لا يرى فهو كافر، ومن زعم أن الله لم يكلم موسى حقيقة فهو كافر. توفي لليلتين من ذي القعدة سنة أربع وثلاثين ومائتين بسامراء.
4 (علي بن عيسى المخرمي البغدادي)
عن: هشيم، وحفص بن غياث، وعبد الله بن ادريس. وعنه: حرب الكرماني، وابن أبي الدنيا، وعبد الله أحمد بن حنبل، وأبو القاسم البغوي. وثقة صالح بن محمد جزرة. توفي في ربيع الأول سنة ثلاث وثلاثين ومائتين.
4 (علي بن قرين بن بيهس)
) ابو الحسن البصري. سكن بغداد، وحدث عن: جرير بن عبد الحميد، وعبد الوارث.

(17/281)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 282
وعنه: عبد الله بن هارون السعدي، وغيره. وهو متروك متهم. قال موسى بن هارون: كذاب. وقال ابن قانع: يضع الحديث. مات سنة ثلاث وثلاثين ومائتين.
4 (علي بن محمد بن اسحاق بن أبي شداد الحافظ)
أبو الحسن الطنافسي الكوفي. محدث قزوين. عن: أخواله محمد، ويعلى ابني عبيد الطنافسي، وأبي بكر بن عياش، وأبي معاوية، وابن عيينة، وحفص بن غياث، وعبد الله بن وهب. وعنه: أبو زرعة، وأبو حاتم، وابن وارة، وعلي بن الحسين بن الجنيد، ومحمد بن الضريس، وعلي بن سعيد بن بشير الرازيون، وابنه الحسين بن علي قاضي قزوين، ويحيى بن عبدك القزويني، قال أبو حاتم: كان ثقة صدوقاً. وهو أحب إلي من أبي بكر بن ابي شيبة في الفضل والصلاح. وأبو بكر أكثر حديثاً منه وأفهم. توفي سنة ثلاث ومائتين.

(17/282)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 283
4 (علي بن هاشم بن مرزوق)
أبو الحسن الرازي، مولى بني هاشم. عن: هشيم، وعبيدة بن حميد، وعباد بن العوام، وعلي بن غراب، وابن مطيع الحكم بن عبد الله قاضي بلخ، وأبي بكر بن عياش. وعنه: أبو حاتم، والحسن بن العباس، وأحمد بن جعفر الحمال، وعبد الرحمن بن محمد بن سالم، ومحمد بن عبد الله بن رستة الإصبهاني. قال أبو حاتم: صدوق.
4 (علي بن المغيرة)
أبو الحسن الأثرم، صاحب اللغة، كان من كبار علماء اللسان ببغداد. حمل عن: أبي عبيدة، والأصمعي، وغيرهما. وعنه: أحمد بن أبي خيثمة، ومحمد بن يحيى الكسائي الصغير، وأحمد بن يحيى البلاذري، والزبير بن بكار، وأبو العباس ثعلب.

(17/283)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 284
وكان مقبول الرواية، بصيراً بالنحو واللغة. توفي سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.
4 (عمر بن فرج الرخجي الكاتب)
كان من علية الكتاب، يصلح للوزارة. سخط عليه المتوكل، فأخذ منه ما قيمته مائة وعشرون ألف دينار. ثم صالحه على أن يرد إليه ضياعه على ماله. ثم غضب عليه وصفع ستة آلاف صفعة في أيام، وألبس عباءة. ثم رضي عنه، ثم سخط عليه ونفاه. توفي ببغداد.
4 (عمر بن موسى)
) أبو حفص الحادي البصري ثم الكديمي. عن: حماد بن سلمة، وأبي الربيع السمان أشعث، وأبي هلال محمد بن سليم. وعنه: عبدان الأهوازي، وعمر السختياني، وزكريا الساجي. قال ابن عدي: ضعيف، يسرق الحديث.

(17/284)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 285
4 (عمر بن هشام)
أبو حفص النسوي. صاحب مظالم الري. عن: الفضل بن موسى السيناني، والنضر بن شميل، وفضالة بن ابراهيم. وعنه: ابو داوود، وأبو حاتم، وعبد الله الختلي.
4 (عمار بن زربي)
أبو المعتمر البصري الضرير المؤدب. عن: معتمر بن سليمان، وبشر بن منصور. وعنه: عبدان، والحسن بن سفيان، وأبو يعلى. كذبه عبدان.
4 (عمرو بن حفص)
ويقال عمر. أبو هشام الثقفي مولاهم الدمشقي البزاز. ولاؤه للحجاج بن يوسف.

(17/285)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 286
عن: الوليد بن مسلم، ومحمد بن شعيب. وعنه: أبو زرعة، وأبو حاتم الرازيان، وأبو زرعة الدمشقي، وأحمد بن المعلى، وأحمد بن ابراهيم البسري. قال أبو حاتم: صدوق.
4 (عمرو بن الحصين العقيلي الباهلي البصري ثم الحرزي)
أبو عثمان. عن: محمد بن عبد الله بن علاثة، وأبي عوانة، وحماد بن زيد، ويحيى بن العلاء الرازي، وعبد العزيز بن مسلم، وعلي بن سارة. وعنه: احمد بن داوود المكي، وعثمان بن خرزاذ، ومحمد بن أيوب بن الضريس، ومعاذ بن المثنى، ومحمد بن ابراهيم البوسنجي، وأبو معشر الحسن بن سليمان الدارمي، والحسين بن اسحاق التستري، وأبو يعلى الموصلي. قال أبو حاتم: ذاهب الحديث. وقال ابن عدي: حدث عن الثقات بغير حديث منكر، وهو مظلم الحديث. وقال الدارقطني: متروك. توفي بعد الثلاثين ومائتين.
4 (عمرو بن رافع بن الفرات)

(17/286)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 287
أبو حجر البجلي القزويني. عن: جرير بن عبد الحميد، وابن المبارك، واسماعيل بن جعفر، وابن عيينة، والفضل بن موسى، وعباد بن العوام. وعنه: أبو زرعة، وأبو حاتم، والحسن بن العباس، وأحمد بن عبد الرحمن القلانسي، ومحمد بن أيوب الرازيون، ومحمد بن ابراهيم بن زياد الطيالسي، ومحمود بن الفرج الأصبهاني. قال أبو حاتم: قل من كتبنا عنه أصدق لهجة) وأوضح حديثاً منه. مات سنة سبع وثلاثين ومائتين.
4 (عمرو بن زرارة بن واقد)
أبو محمد الكلابي النيسابوري المقريء. قرأ القرآن على الكسائي، وحدث عن: هشيم، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وعبد العزيز بن أبي حازم، وسفيان بن عيينة، وزياد بن عبد الله البكائي.

(17/287)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 288
وعنه: الشيخان، والنسائي، ومحمد بن يحيى الذهلي، وعبد الله الدارمي، وابراهيم بن أبي طالب، والحسن بن سفيان، ومحمد بن اسحاق السراج. قال النسائي: ثقة. ومات سنة ثمان وثلاثين ومائتين.
4 (عمرو بن زياد بن عبد الرحمن بن ثوبان)
مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو الحسن الباهلي. عن: ابراهيم بن سعد، ويعقوب القمي، وابن المبارك، وحماد بن زيد. وعنه: يزيد بن خالد الأصبهاني، وصالح بن العلاء العبدي، وروح بن عبد المجيب، وسمع منه في سنة أربع وثلاثين ومائتين. قال ابن عدي: يسرق الحديث ويحدث بالبواطيل.

(17/288)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 289
4 (عمرو بن عباس الباهلي)
أبو عثمان البصري الأهوازي الرازي والد عمرو الباهلي. عن: ابن عيينة، وغندر، وابن مهدي. وعنه: البخاري، وحرب الكرماني، وعبدان الأهوازي. كان حافظاً صاحب حديث. مات في ذي الحجة سنة خمس وثلاثين ومائتين.
4 (عمرو بن قسط أو قسيط)
أبو علي السلمي الرقي. عن: أبي المليح، وعبيد الله بن عمرو الرقيين، ويعلى بن الأشدق. وعنه: أبو داوود، وأحمد بن اسحاق بن يزيد الخشاب، وابو زرعة الرازي، وعثمان بن خرزاذ. توفي سنة ثلاثين ومائتين. قلت: كان حقه أن يحول إلى الطبقة التي فبل هذه الطبقة.

(17/289)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 290
4 (عمرو بن عمرو بن يزيد)
أبو عبد الله الغافقي. مولاهم المصري. عن: الليث بن سعد، وابن لهيعة. وعنه: يحيى بن عثمان بن صالح. وهو والد اسماعيل بن عمرو المدني راوي الموطأ عن عبد الملك بن الماجشون، عن مالك. مات سنة أربع وثلاثين ومائتين.
4 (عمرو بن محمد بن بكير بن سابور. الحافظ أبو عثمان البغدادي الناقد. نزل الرقة مدة. عن:)
) هشيم، وأبي خالد الأحمر، والسفيان بن عيينة، وحفص بن غياث، ومعتمر بن سليمان، وأبي معاوية، وعبد الرزاق. وعنه: الشيخان، وأبو داوود، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وأبو القاسم البغوي، وأبو يعلى الموصلي، وجعفر الفريابي.

(17/290)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 291
قال أحمد بن حنبل: كان عمرو الناقد يتحرى الصدق. وقال أبو حاتم: ثقة أمين. وقال الحسين بن فهم: كان ثقة صاحب حديث، فقيهاً من الحفاظ المعدودين. توفي لأربع خلون من ذى الحجة سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.
4 (عمران بن يزيد بن أبي جميل الدمشقي)
ذكره ابن أبي حاتم فقال: عن: اسماعيل بن عبد الله بن سماعة، وهقل بن زياد، والدراوردي، وشهاب بن خراش. وعنه: أبي وأبو زرعة.
4 (عون بن يوسف)
أبو محمد الخزاعي المغربي الكناني الفقيه. سمع من: عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وغيره.

(17/291)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 292
وعنه: محمد بن وضاح، وكان يفضله ويثني عليه. مات في جمادى الأولى سنة تسع وثلاثين ومائتين، عن سن عالية.
4 (عياش بن الوليد)
وهو عياش بن الأزرق. بصري نزل أذنة. عن: عبد الله بن وهب. وعنه: أبو داوود، وأحمد بن عبد الله العجلي الحافظ، وجعفر الفريابي.
4 (عياض بن عبد الملك المرادي)
مولاهم المصري، أبو يزيد. عن: ابن عيينة، وعبد الله بن كليب، وابن وهب. وكان من أفضل اهل زمانه. وعنه: عبد الكريم بن ابراهيم. توفي بأيلة سنة تسع وثلاثين ومائتين.
4 (عيسى بن سالم الشاشي)
عن: عبيد الله بن عمرو الرقي، وعبد الله بن المبارك. وعنه: موسى بن هارون، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، وأبو القاسم البغوي. قال الخطيب: كان ثقة توفي بطريق حلوان سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.

(17/292)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 293
4 (حرف الغين)

4 (غزيل بن سنان الموصلي)
مولى بني تميم. عن: المعافى بن عمران، وعفيف بن سالم. وعنه: أحمد بن حمدون الموصلي.) توفي سنة تسع وثلاثين ومائتين. مجهول.

(17/293)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 294
4 (حرف الفاء)

4 (الفتح بن هشام الترجماني)
عن: أبي علية. وعنه: أبو اسحاق السراج. مات سنة ثمان وثلاثين ومائتين.
4 (الفرات بن نصر)
الفقيه أبو حفص القهندزي الهروي. سمع الكتب من: محمد بن الحسن. وحمل أيضاً عن: أبي يوسف. وعنه: احمد بن حبويه. مات سنة ست وثلاثين ومائتين.
4 (الفرج بن سهيل بن الفرج القضاعي ثم الفارابي الزاهد)

(17/294)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 295
عن: ابن وهب، وأبي اسماعيل الزاهد. وصحب ادريس بن يحيى. قال ابن أبي حاتم: كان حكيماً ينطق بالحكمة. توفي في المحرم سنة ثمان وثلاثين ومائتين.
4 (الفضل بن زياد)
أبو العباس الطستي، بغدادي ثقة. عن: اسماعيل بن عياش، وعباد بن عباد. وعنه: ابن أبي الدنيا، وموسى بن هارون، وابراهيم بن هاشم البغوي.
4 (الفضل بن غانم)
أبو علي المروزي الخزاعي. عن: مالك، وسليمان بن بلال، وأبي يوسف. وعنه: أحمد بن أبي خيثمة، ومحمد بن يحيى المروزي، وأبو القاسم البغوي. وقد تولى قضاء مصر عاماً وعزل، وذلك في ثمان وتسعين ومائة، وكان كبير اللحية جداً، وكان يصلى بالناس الجمعة، فإذا خطب جعل في لحيته عوداً ليرد عنها عين لهيعة بن عيسى، وكان فيما قيل عيوناً مجرباً.

(17/295)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 296
قال الدارقطني: الفضل ليس بقوي. وتكلم فيه أيضاً أحمد بن حنبل. وولي قضاء الري فيما قاله ابن أبي حاتم. مات سنة ستة وثلاثين ومائتين.
4 (الفضل بن مقاتل)
أبو مقاتل الزدي البلخي عن النضر بن شميل وعبد الرزاق ويزيد بن أبي حكيم وعنه البخاري في كتاب الأدب وأبو اسماعيل محمد بن اسماعيل السلمي وأبو الدرداء عبد العزيز بن منيب وجعفر الفريابي وثقه البخاري.
4 (فضيل بن الحسين بن طلحة)
) أبو كامل الجحدري البصري ابن أخي كامل بن طلحة.

(17/296)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 297
عن: الحمادين، وعبد الواحد بن زياد، وخالد بن عبد الله الطحان، وسليم بن أخضر. وعنه: مسلم، وأبو داوود، وابن أبي عاصم، وعبدان، والبغوي. وكان ثقة مشهوراً. مات سنة سبع وثلاثين ومائتين.
4 (فطر بن حماد بن واقد الصفار)
بصري، مقل. عن: أبيه، ومالك بن أنس. وعنه: مسلم في غير الصحيح، وأبو بكر أحمد بن عمرو البزاز، وعلي بن سعيد الرازي. توفي سنة سبع وثلاثين ومائتين.

(17/297)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 298
4 (حرف القاف)

4 (القاسم بن أمية العبدي البصري الحذاء)
عن: معتمر بن سليمان، وحفص بن غياث. وعنه: أبو زرعة وقال: صدوق، وأبو حاتم.
4 (القاسم بن محمد بن ابي شيبة)
أخو أبي بكر، وعثمان: ضعيف الحديث بمرة. عن: يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وعبد الله بن ادريس، واسماعيل بن علية. وعنه: أبو زرعة، وأبو حاتم ثم تركا حديثه وصالح جررة، وأبو يعلى. مات سنة خمس وثلاثين ومائتين.
4 (القاسم بن هلال)

(17/298)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 299
أبو محمد القرطبي. رحل، وسمع: عب الله بن وهب، وعبد الرحمن بن القاسم. حدث عنه: أولاده. وكان بصيراً بمذهب مالك. توفي سنة إحدى، وقال ابن يونس: سنة سبع وثلاثين ومائتين.
4 (قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف)
أبو رجاء الثقفي، مولاهم البلخي، نزيل قرية بغلان.

(17/299)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 300
قال ابن عدي: اسمه يحيى، وقتيبة لقب له. ولد سنة تسع وأربعين ومائة. سمع: مالكاً، والليث بن سعد، وعبد الله بن لهيعة، وأبا عوانة، وعبد الرحمن بن أبي الموال، وشريك بن عبد الله، ومفضل بن فضالة، وحماد بن زيد، وعبد الواحد بن زياد، وبكر بن مضر، وسفيان بن عيينة، وأبا الأحوص، وجعفر بن سليمان، واسماعيل بن جعفر، وخلقاً بخراسان، والعراق، والحجاز، ومصر. وعنه: من عدا ابن ماجة، وابن حماد، وأحمد بن حنبل، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأبو خيثمة، ويحيى بن معين، والحسن بن عرفة، وابراهيم الحربي، وأبو زرعة، وجعفر الفريابي، والحسن بن سفيان، وموسى بن) هارون، وأبو العباس السراج. عن: الحسن بن سفيان قال: كنا على باب قتيبة، وكان معنا رجل يقول: لا أخرج حتى أكبر على قتيبة. فمرض الرجل ومات، فأخبر قتيبة فخرج، فصلى عليه، وكتب على قبره: هذا قبر قاتل قتيبة. قال أحمد بن يسار: كان جد قتيبة مولى للحجاج، وكان يذكر كرامته عليه، وأنه كان يجلس على سرير عن يمينه. وكان قتيبة ربعة، أصلع، حلو الوجه، حسن الخلق، غنياً من ألوان الأموال من البقر، والإبل، ولقد قال لي: أقم عندي هذه الشتوة حتى أخرج لك مائة ألف حديث عن خمس أناسي. وكان ثبتاً صاحب سنة. كتب الحديث عن ثلاث طبقات. فقال ابن أبي خيثمة: سئل يحيى بن معين، عن قتيبة، فقال: ثقة.

(17/300)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 301
وقال النسائي: ثقة مأمون. ومن شعر قتيبة:
(لولا القضاء الذي لابد مدركه .......... والرزق يأكله الإنسان بالقدر)

(ما كان مثلي في بغلان مسكنه .......... ولايمر بها إلا على سفر)
ومن عجيب الإتفاق أن الترمذي روى حديث الجمع بين الصلاتين عن قتيبة، ثم رواه عن عبد الصمد بن سليمان، عن زكريا اللؤلؤي، عن أبي بكر الأعين، عن علي بن المديني، عن أحمد بن حنبل، عن قتيبة.
4 (قطن بن نسير)
أبو عباد الغبري البصري. عن: جعفر بن سليمان، وعبد الرحمن بن مهدي. وعنه: مسلم، وأبو داوود، ومطين، وأبو يعلى الموصلي، وعلي بن سعيد بن بشير الرازي.

(17/301)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 302
قال ابن أبي حاتم: رأيت أبي يحمل عليه. وقال ابن عدي: كان يسرق الحديث ويوصله.

(17/302)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 303
4 (حرف الكاف)

4 (كامل بن طلحة)
أبو يحيى الجحدري البصري. ولد سنة خمس وأربعين ومائة. عن: مبارك بن فضالة، وحماد بن سلمة، وأبي الأشهب جعفر بن حبان، ولليث بن سعد ومالك، وابن لهيعة. وعنه: أبو بكر بن أبي الدنيا، وابراهيم الحربي، وأبو داوود السجستاني، في كتاب المسائل، وأبو بكر بن أبي عاصم، وموسى بن هارون، وأبو يعلى الموصلي، وأبو القاسم البغوي. قال أحمد بن حنبل فيه: مقارب الحديث. وقال أبو حاتم: لابأس به.

(17/303)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 304
وقال الدارقطني: ثقة. مات سنة إحدى وثلاثين ومائتين.)
4 (كثير بن يحيى بن كثير)
أبو مالك. عن: أبي عوانة، وسفيان بن عيينة، وثابت بن يزيد الأحوال، وغيرهم. وعنه: عبد الله بن أحمد بن حنبل في زيادات المسند، وابراهيم بن هاشم البغوي وعبيد الله بن النعمان المنقري، وهشام بن علي السدوسي. قال ابن أبي حاتم: روى عنه أبي، وأبو زرعة، وقال: صدوق. توفي سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.
4 (كعب بن سعيد)
أبو سعيد العامري البخاري، يعرف بكنعان. ذكره السليماني فقال: كان ناسكاً صدوقاً من الأبدال. سمع: مروان بن معاوية، ويحيى بن سليم، وأبا أسامة، وعبد الرواق. وعنه: بحر بن النضر، وأبو صفوان السرماري. وكان يقول: الإيمان قول وعمل.

(17/304)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 305
4 (حرف اللام)

4 (ليث بن حماد الصفار)
حدث ببغداد في سنة اثنتين وثلاثين. عن: عبد الواحد بن زياد، وأبي عوانة، وعنه: محمد بن جابر السقطي، وادريس بن عبد الكريم الحداد، وعبد الله بن محمد البغوي. قال الخطيب: كان صدوقاً.
4 (الليث بن خالد)
أبو الحارث البغدادي، وقيل المروزي. المقريء. من كبار المقرئين ببغداد. قرأ على: أبي الحسن الكسائي، وأخذ الحروف عن: يحيى اليزيدي، وحمزة بن القاسم الأحول. وتصدر للإقراء، وحمل الناس عنه. وكان ثقة ثبتاً فيما ينقله. روى عنه: سلمة بن عاصم، ومحمد بن يحيى الكسائي الصغير. مات سنة أربعين.

(17/305)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 306
4 (حرف الميم)

4 (مالك بن حويص الهروي)
عن: مالك بن أنس، وفضيل بن عياض. وعنه: يحيى بن أحمد بن زياد، وغيره. توفي سنة سبع وثلاثين ومائتين.
4 (مالك بن سليمان الألهاني)
حمصي، ضعيف، يكنى: ابا أنس. حدث بسامراء عن: اسماعيل بن عياش، وبقية بن الوليد.) وعنه: ابن البراء العبدي، وعلي بن أحمد بن النضر، ومحمد بن محمد الباغندي. ضعفه محمد بن عوف وقال: كان ابن عم زوجتي، سمع منه أبو برزة الحاسب سنة ثمان وثلاثين ومائتين.
4 (محمد بن أبان بن عمران بن زياد الواسطي الطحان)

(17/306)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 307
أبو الحسن، وقيل: أبو عبد الله، وقيل: أبو عمران السلمي، وقيل القرشي. عن: أبان بن يزيد العطار، والحمادين، وجرير بن حازم، وسلام بن مسكين. وشريك، وعقبة بن عبد الله الأصم، وفليح بن سليمان. وعنه: بقي بن مخلد، وأبو زرعة، ومطين، وعبد الله بن أحمد، وأبو يعلى الموصلي، ومضر بن محمد الأسدي، ومحمد بن محمد الباغندي، قال ابن حبان في كتاب الثقات: ربما أخطأ. وفي صحيح البخاري: ثنا محمد بن أبان، ثنا غندر، في موضعين من كتاب الصلاة. وقال ابن عدي: هو الواسطي. وقال أبو نصر الكلاباذي، وجماعة: هو محمد بن أبان البلخي. وقال بحشل: كان فقيهاً، ومولده سنة سبع وأربعين ومائة. قال ابن أحمد. وتوفي سنة تسع، وقيل ثمان وثلاثين ومائتين.
4 (محمد بن ابراهيم بن اسحاق بن العنبسي الكوفي)
عن: أبي معشر السندي. وعنه: محمد بن عبد الله مطين. قال أبو عبد الله بن مندة: توفي بعد الثلاثين ومائتين.

(17/307)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 308
4 (محمد بن القاضي أحمد بن أبي دؤاد)
أبو الوليد الإيادي. لما ضرب أبوه بالفالج وانقطع في بيته ولاه المتوكل قضاء القضاة. لأن ابن أبي دؤاد كان يبالغ في خدمة المتوكل وفي نصحه. وكان المتوكل يكره أحمد لأجل مذهبه وتهجمه على اقول بخلق القرآن. ثم عزل المتوكل أبا الوليد عن القضاء بيحيى بن أكثم. وصادر أبا الوليد، فحمل إليه مائة الف دينار وجواهر ونفائس. ثم صولح بعد ذلك على ستة عشر ألف الف درهم. وتوالت الآفات على ابن ابي دؤاد بمرضه ونكبته، ثم فجع بابنه أبي الوليد هذا، فمات سنة سبع وثلاثين، أو في سنة أربعين ومائتين. ومات أحمد بعده بعشرين يوماً. ولأبي الوليد أخبار طريفة في البخل.
4 (محمد بن اسحاق بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن المسيب بن أبي السائب بن عائذ)
بن عبد الله بن عمر بن مخزوم. أبو عبد الله القرشي المخزومي المسيبي المدني. عن: ابيه، وسفيان بن عيينة، وأنس بن) عياض، ومعن بن عيسى،

(17/308)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 309
وعبد الله بن نافع، ومحمد بن فليح. وقرأ القرآن على أبيه عن نافع. وأقرأ. وعنه: مسلم، وأبو داوود، وأبو زرعة، وابراهيم الحربي، وأبو يعلى الموصلي، ومحمد بن عبدوس بن كامل. كان عالماً صالحاً جليل القدر. قال مصعب الزبيري: لا أعلم في قريش كلها أفضل من المسيبي. وثقة صالح جزرة. مات ليومين بقيا من ربيع الأول سنة ست وثلاثين ومائتين.
4 (محمد بن اسحاق بن هاشم الرافعي)
عن ولد أبي رافع مولى النبي صلى الله عليه وسلم. دمشقي. عن: سعيد بن عبد العزيز. وعنه: أحمد بن نصر بن شاكر، وجعفر الفريابي، واحمد بن المعلى.
4 (محمد بن أسد الحوشي الحافظ)
أبو عبد الله الإسفرائيني أحد الأعلام. إمام رحال مصنف. وحوش من قرى اسفرائين. عن: ابن المبارك، عن سفيان بن عيينة، وبقية بن الوليد، والوليد بن مسلم، وفضيل بن عياض.

(17/309)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 310
وعنه: محمد بن عبد الوهاب الفراء، وأبو ابراهيم الحربي، وأبو بكر الصغاني، وابو حاتم الرازي، وأبو لبيد السرخسي. ولما مات قال اسحاق بن راهوية: كان نصف خراسان.
4 (محمد بن أبي العتاهية اسماعيل البغدادي)
الشاعر ابن الشاعر، ويلقب عتاهية. له شعر جيد في الزهد. عن: أبيه، وهشام الكلبي. وعنه: ابن أبي الدنيا، وأحمد بن أبي خيثمة، والمبرد. ومن شعره:
(قد أفلح الساكت الصموت .......... كلام راعي الكلام قوت)

(ماكل نطق له جواب .......... جواب ما يكره السكوت)

(يا عجباً لامرىء ظلوم .......... مستيقن أنه يموت)

4 (محمد بن بشير بن مروان)
أبو جعفر الكندي الدعاء. بغدادي، جائز الحديث. عن: ابن المبارك، وابن السماك الواعظ، وابن عيينة. وعنه: ابن أبي الدنيا، وأبو يعلى.

(17/310)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 311
مات سنة ست وثلاثين ومائتين. قال الدارقطني: ليس بالقوي. وقال ابن معين: ليس بثقة.
4 (محمد بن بكار بن الريان الهاشمي)
مولاهم الرصافي البغدادي، أبو عبد الله. عن: محمد بن طلحة بن مطرف، وعبد الحميد بن) بهرام، وفليح بن سليمان، وقيس بن الربيع، وأبي معشر نجيح السندي، والوليد بن أبي ثور، واسماعيل بن جعفر. وعنه: مسلم، وأبو داوود، وابنه ابراهيم بن محمد، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وموسى بن هارون، وأبو يعلى الموصلي، وحامد بن شعيب، وابراهيم بن هاشم البغوي، وأبو القاسم البغوي، واحمد بن الحسن الصوفي، وعمران بن موسى بن مجاشع، وابو العباس السراج، ومحمد بن الحسين بن مكرم. قال موسى: شيخ لا بأس به. وقال الدارقطني: ثقة.

(17/311)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 312
مات في ربيع الآخر سنة ثمان وثلاثين ومائتين، عن ثلاث وتسعين سنة.
4 (محمد بن بكار بن الزبير العيشي البصري الصيرفي)
عن: سفيان بن عيينة، وزياد بن عبد الله البكائي ويزيد بن زريع، ومعتمر بن سليمان، ومروان بن معاوية. وعنه: مسلم، وأبي داوود، وابو بكر بن أبي عاصم، وأبو يعلى الموصلي، وعبدان الأهوازي، والحسن بن سفيان، وابراهيم بن محمد بن نائلة الأصبهاني. وكان ثقة صاحب حديث. توفي سنة سبع وثلاثين ومائتين.
4 (محمد بن أبي بكر بن علي بن عطاء بن مقدم)

(17/312)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 313
المحدث أبو عبد الله الثقفي مولاهم البصري المقدمي، والد أحمد، ومحمد. عن: عمه عمر بن علي، وأبي عوانة، وحماد بن زيد، ويزيد بن زريع، وفضيل بن سليمان، ويوسف بن الماجشون، وعثام بن علي، وعباد بن عباد. وعنه: الشيخان، واسماعيل القاضي، ويوسف القاضي، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو يعلى الموصلي، وأحمد بن علي بن سعيد المروزي، وعبد الله بن أحمد، والحسن بن سفيان. وثقة ابن معين، وابو زرعة. مات في أول سنة أربع وثلاثين ومائتين.
4 (محمد بن ثعلبة بن سواء السدوسي البصري)
عن: عمه محمد بن سواء فقط. وعنه: أبو بكر بن أبي عاصم، وموسى بن هارون، وأبو لبيد محمد بن ادريس السرخسي، وعبدان الأهوازي، وأبو يعلى.
4 (محمد بن جامع البصري العطار)
عن: حماد بن زيد، ومعتمر. وعنه: أبو يعلى، وعبدان، وعلي بن سعيد الرازي، وأحمد بن حفص الجرجاني.

(17/313)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 314
ضعفه أبو يعلى. وقال ابن عدي: له أحاديث لا يتابع عليها. وقال أبو حاتم: كتبت عنه، وهو ضعيف الحديث.)
4 (محمد بن جعفر بن أبي مؤاتية الكلبي الكوفي)
نزيل فيد. ويقال له الفيدي العلاف. عن: أبي معاوية، وابن فضيل، ووكيع. وعنه: البخاري، ومحمد بن الفضل بن جابر السقطي، ومطين. مات في جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين ومائتين.
4 (محمد بن حاتم بن ميمون المروزي ثم البغدادي السمين)
أبو عبد الله.

(17/314)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 315
عن: عبد الله بن إدريس، ويحيى القطان، وابن عيينة، وعبد الله بن نمير، واسماعيل بن علية. وعنه: مسلم، وأبو داوود، والحسن بن سفيان، وأحمد بن يحيى البلاذري، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي. وثقة ابن حبان، وابن عدي، والدارقطني. قال محمد بن سواء: استخرج كتاباً في تفسير القرآن كتبه لناس ببغداد، وكان ينزل قطيعة الربيع. وقال الفلاس: ليس بشيء. توفي يوم الأربعاء لخمس بقين من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين ومائتين. وأما.
4 (محمد بن حاتم المصيصي)
الملقب جني، فهو صدوق من أقرانه، ولكنه تأخر موته. وكذا:
4 (محمد بن حاتم الزمي)
من أقرانهما، ولكن تأخر موته.
4 (ومحمد بن حاتم بن بزيع)
أصغر منهم، توفي قبل الخمسين.

(17/315)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 316
4 (ومحمد بن نعيم المصيصي)
من صغار شيوخ النسائي، أدركه ابن عدي، وبقي إلى قرب الثلاثمائة.
4 (محمد بن الحارث بن راشد المصري)
يعرف بعذرة. سمع: ابن لهيعة، وعبيد الله بن عمرو الرقي، وضمام بن اسماعيل. وعنه: الحسن بن سفيان، وأحمد بن داوود بن أبي صالح الحراني، وحسن بن سعيد. فيه لين. توفي في ذي القعدة سنة أربعين ومائتين.
4 (محمد بن حبيب الجارودي البصري)
عن: عبد العزيز بن أبي حازم. وعنه: أحمد بن علي الجزار، وأبو القاسم البغوي. وكان) صدوقاً.
4 (محمد بن حبيب الشموني)
أبو جعفر الكوفي المقريء. قرأ على أبي يوسف الأعشى صاحب ابن عياش. وكان أحذق أصحاب الأعشى. قرأ عليه: ادريس بن عبد الكريم، والقاسم أحمد الخياط، ومحمد بن عبد الله الحربي.

(17/316)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 317
وكان يلقن القرآن.
4 (محمد بن الحسين بن أبي شيخ)
أبو جعفر البرجلاني صاحب المعلقات في الزهد والرقائق. عن: مالك بن ضيغم، وحسن الجعفي، والهيثم بن عبيد، وزيد بن الحباب، وسعيد بن عامر، وأزهر السمان. وعنه: أبو بكر بن أبي الدنيا، وابراهيم بن الجنيد، ومحمد بن يحيى الواسطي، وأبو يعلى الموصلي، وأبو العباس بن مسروق. قال أبو حاتم: ذكر لي أن رجلاً سأل أحمد بن حنبل عن شيء في أخبار الزهد، فقال: عليك بمحمد بن الحسين.
4 (محمد بن حفص)
أبو عبد لرحمن البصري القطان، خال عيسى بن شاذان. عن: عبد الرحمن بن مهدي، وأبي داوود، ومسلم بن قتيبة، وأبي عاصم. وعنه: أبو داوود، وحرب الكرماني، ومطين، وبن أبي الدنيا. وثقة ابن حبان.
4 (محمد بن خالد بن عبد الله بن يزيد الواسطي الطحان)

(17/317)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 318
سمع: أباه، وشريك بن عبد الله، وأبا شهاب عبد ربه بن نافع، وفرج بن فضالة، وهشيم. وعنه: أبو بكر بن أبي عاصم، وابراهيم ن يوسف الهسنجاني، وأبو يعلى الموصلي، ومحمود بن محمد الواسطي، ويوسف بن يعقوب إمام جامع واسط. ضعفه أبو زرعة. واتهمه ابن معين. توفي سنة أربعين ومائتين.
4 (محمد بن خالد بن العباس بن زمل السكسكي البتلهي)
عن: الوليد بن مسلم، وبقية بن الوليد.

(17/318)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 319
وعنه: يعقوب الفسوي، ومسلم بن الحجاج، وأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة.
4 (محمد بن خلاد بن كثير)
أبو بكر الباهلي البصري. عن: معتمر بن سليمان، ونوح بن قيس، وغندر، ويحيى القطان) ولزمه مدة. وعنه: مسلم، وأبو داوود، والحسن بن سفيان، وعبد الله بن ناجية، وعبد الله بن أحمد بن حنبل. وثقة مسدد. قال ابن حبان: مات سنة أربعين ومائتين.
4 (محمد بن خلاد بن هلال)

(17/319)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 320
أبو عبد الله التميمي الإسكندراني. سمع: الليث، وضمام بن اسماعيل، ويعقوب الإسكندراني. قال ابن يونس: يروي المناكير. ماتت سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
4 (محمد بن زياد بن الأعرابي)
أبو عبد الله الهاشمي مولى آل العباس بن الهاشمي. كان عجباً في معرفة لغة العرب والأنساب. وكان أحول. عن: أبي معاوية الضرير، وغيره. وعن: الكسائي، والقاسم بن معن المسعودي. وعنه: ابراهيم الحربى، وعثمان الدارمي، وأبو العباس ثعلب، وأبو شعيب الحراني، وشمر بن حمدويه. وكان يقول: ولدت في الليلة التي مات فيها أبو حنيفة. ولم يكن من الكوفيين أشبه برواية البصريين منه. وكان يزعم أن الأصمعي وأبا عبيدة لا يعرفان شيئاً.

(17/320)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 321
وقال ابن الأعرابي في كلمة رواها الأصمعي: سمعتها من ألف أعرابي خلاف ما قاله الأصمعي. وقال ثعلب: لزمت ابن الأعرابي تسع عشرة سنة، وكان يحضر مجلسه زهاء مائة انسان، ما رأيت بيده كتاب قط. وانتهى إليه علم اللغة والحفظ. وقال أبو منصور الأزهري: ابن الأعرابي كوفي الأصل، زاهد، ورع، صدوق، حفظ من الغريب والنوادر مالم يحفظه غيره. وسمع من الأعراب الذين كانوا ينزلون بظاهر الكوفة بني أسد، وبني عقيل، فاستكثر، وأخذ النحو عن الكسائي. وكان أبوه عبداً سندياً. ومن تأليفه: كتاب النوادر، وهو كبير، وكتاب تفسير الأمثال وكتاب معاني الشعر، وغيرها. توفي سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
4 (محمد بن أبي زكير يحيى بن اسماعيل.)
أبو عبد الله الصدفي، مولاهم المصري. مكثر عن ابن وهب، وغيره. وعنه: يعقوب الفسوي. مات في جمادى الآخرة سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.
4 (محمد بن سعدان)
أبو عبد الله النحوي المقريء الضرير. أحد الأئمة بالعراق.

(17/321)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 322
عن: عبد الله بن ادريس، وأبي معاوية. وعنه: عبد الله بن أمد بن حنبل، ومحمد بن يحيى المروزي. وصنف في النحو والقراءآت، وكان بصيراً بها. قرأ القرآن، على سليم، وغيره. قرأ عليه: محمد بن أحمد بن) واصل، وسليمان بن يحيى الضبي، وجعفر بن محمد الأدمي. قال أبو الحسين بن المنادى: اختار لنفسه ففسد عليه الأصل. إلا أنه كان نحوياً. قال الخطيب: ثقة. توفي سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
4 (محمد بن سعيد بن أبي مريم)
أبو عبد الله المصري. عن: ابن وهب، والفريابي. مات سنة خمس وثلاثين ومائتين.
4 (محمد بن سعيد بن زياد)
أبو سعيد القرشي الكريزي البصري الأثرم. نزيل بغداد. عن: حماد بن سلمة، وهمام بن سعيد، وأبان بن يزيد. وعنه: يعقوب الفسوي، ومحمد بن غالب تمتام، وعبد الله بن الأزهر البلخي، ومحمد بن حاتم المصيصي، وأبو زرعة.

(17/322)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 323
مات سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
4 (محمد بن سلام بن عبيد الله)
أبوعبد الله الجمحي مولاهم البصري الإخباري، أخو عبد الرحمن. ولاؤهم لقدامة بن مظعون. قال ابن قانع: كان أديباً عالماً عارفاً بارعاً. صنف كتاب طبقات الشعراء. وحدث عن: حماد بن سلمة، ومبارك بن فضالة، وأبي عوانة. وعنه: أحمد بن أبي خيثمة، وثعلب، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأحمد بن علي الأبار، وجماعة آخرهم أبو خليفة الجمحي. وقال صالح جزرة: صدوق. وقال الحسين بن فهم: قدم علينا محمد بن سلام بغداد سنة اثنتين وثلاثين، فاعتل علة شديدة، فأهدى إليه الرؤساء أطباءهم، وكان منهم ابن ماسويه، فلما رآه قال: ما أرى من العلة كما أرى من الجزع. فقال: والله ما ذاك بحرص على الدنيا مع اثنين وثمانين سنة، ولكن

(17/323)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 324
الإنسان في غفلة حتى يوقظ بعلمه. فقال: لا تجزع، فقد رأيت في عرقك من الحرارة الغريزية وقوتها ما إن سلمك الله من العوارض بلغك عشر سنين أخرى. قال ابن فهم: فوافق كلامه قدراً، فعاش كذلك. ومات سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.
4 (محمد بن أبي داوود سليمان الأنباري)
عن أبي معاوية، وابن نمير، ووكيع. وعنه: أبو داوود، وبقي بن مخلد، وأبو بكر بن أبي عاصم. توفي سنة أربع وثلاثين ومائتين.
4 (محمد بن سليم بن مسلم)
أبو عبد الله الحجبي المكي. عن: شريك، ومسلم الزنجي. وعنه: مضر بن محمد الأسدي،) ومحمد بن علي الصائغ، ومطين. وكان أبوه من أصحاب ابن جريج.
4 (محمد بن سماعة بن عبيد الله بن هلال التميمي الفقيه)

(17/324)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 325
أبو عبد الله الكوفي قاضي بغداد، وصاحب أبي يوسف القاضي. أخذ عنه، وعن: محمد بن الحسن. وبرع في مذهب أبي حنيفة، وصنف التصانيف. وروى أيضاً عن: الليث، والمسيب بن شريك. وعنه: الحسن بن محمد بن عنبر الوشاء، ومحمد بن عمران الضبي. قال يحيى بن معين: لو كان أهل الحديث يصدقون في الحديث كما يصدق محمد بن سماعة في الرأي لكانوا منه على نهاية وكان ابن سماعة يصلي كل يوم مائتي ركعة وعن محمد بن عمران الضبي قال محمد بن سماعة: مكثت أربعين سنة لم تفتني التكبيرة الأولى إلا يوماً ماتت فيه أمي. وفاتتني صلاة في جماعة، فقمت وصليت خمساً وعشرين صلاة، أريد بذلك التضعيف. فغلبتني عيني فقيل لي: في اليوم قد صليت، ولكن كيف لك بتأمين الملائكة ولي ابن سماعة القضاء لهارون الرشيد سنة اثنتين وتسعين ومائة بعد يوسف بن أبي يوسف القاضي، فلم يزل قاضياً إلى أن ضعف بصره، فعزله المعتصم باسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة. قال طلحة بن محمد بن جعفر: ولد ابن سماعة سنة ثلاثين ومائة، ومات سنة ثلاث وثلاثين ومائتين، وله مائة وثلاث سنين.
4 (محمد بن سماعة)
أبو الإصبع القرشي الرملي. عن: ضمرة، ومعن بن عيسى.

(17/325)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 326
وعنه: أبو داوود، وجعفر الفريابي. مات سنة ثمان وثلاثين ومائتين.
4 (محمد بن الصباح بن سفيان)
أبو جعفر الجرجرائي الباهلي، مولى عمر بن عبد العزيز. وجرجرايا بين واسط وبغداد. سكن المخرم من بغداد. عن: عبد العزيز بن أبي حازم، وعبد العزيز الدراوردي، وهشيم، وجرير بن عبد الحميد، وسفيان بن عيينة، ومروان بن شجاع. وعنه: أبو داوود، وموسى بن هارون، وجعفر الفريابي، وأبو العباس السراج، والقاسم المطرز. وثقة أبو زرعة، وغيره.

(17/326)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 327
وقال البخاري: مات بجرجرايا لانسلاخ جمادى الآخرة سنة أربعين ومائتين.
4 (محمد بن الضريس الصلصال)
أبو الغضنفر الكوفي، مشهور بلزو والخمور. عن: العطاف بن خالد، وأبيه. وعنه: محمد بن) الباغندي، وعلي بن سعيد العسكري. قال ابن حبان: لا يجوز الإحتجاج به.
4 (محمد بن عائذ)

(17/327)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 328
أبو أحمد، وأبو عبد الله، الدمشقي. المفتي الكاتب. ولي خراج الغوطة زمن المأمون، وصنف المغازي والفتوح والصوائف. عن: اسماعيل بن عياش، والهيثم بن حميد، ويحيى بن حمزة، والوليد بن محمد الموقري، والوليد بن مسلم، وسويد بن عبد العزيز، والعطاف بن خالد، وعبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر. وعنه: محمود بن خالد السلمي، ويعقوب الفسوي، وابو زرعة، وأبو داوود في غير السنن، وأحمد بن ابراهيم البسري، ومحمد بن وضاح القرطبي، وجعفر الفريابي. قال صالح جزرة: ثقة إلا أنه قدري. وقال النسائي: ليس به بأس. ولد سنة خمسين ومائة، ومات بدمشق لخمس بقين من ربيع الآخر سنة ثلاث وثلاثين ومائتين. وسئل عنه ابن معين فوثقه.
4 (محمد بن عباد بن الزبرقان المكي)

(17/328)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 329
نزيل بغداد. عن: سفيان بن عيينة، وحاتم بن اسماعيل، والدراوردي، ومروان بن معاوية. وعنه: الشيخان، وأبو داوود، والترمذي، والنسائي، وعثمان بن خرزاذ، وعبد الله أحمد بن حنبل، ومحمد بن يحيى ين مندة، وموسى بن هارون، والبغوي، وأبو يعلى. قال ابن معين: لابأس به. وقال أحمد: حديثه حديث أهل الصدق. مات في آخر يوم من ذي الحجة سنة أربع وثلاثين.
4 (محمد بن عباد بن موسى الكوفي سندولا)
عن: عبد السلام بن حرب، وعبد العزيز الدراوردي. وعنه: ابراهيم الحربي، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وغيرهما. فيه ضعف.
4 (محمد بن العباس)

(17/329)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 330
أبو عبد الله، مولى بني هاشم البغدادي، صاحب الشامة. سمع: شعيب بن حرب، ومبشر بن اسماعيل. وعنه: موسى بن هارون، وعبد الله بن ناجية. مات سنة تسع وثلاثين ومائتين.
4 (محمد بن عبد الله بن نمير)
أبو عبد الرحمن الهمداني الحارثي الكوفي الحافظ. أحد الأعلام. سمع: أباه، وعمر بن عبيد، والمطلب بن زياد، وسفيان بن عيينة، وعبد الله بن ادريس، ومحمد بن فضيل، وعبدة بن) سفيان، وحفص بن غياث، وابن علية. وعنه: الشيخان، وأبو داوود، وبقي بن مخلد، وأبو زرعة، واحمد بن

(17/330)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 331
ملاعب، ومحمد بن وضاح، ومطين، وأبو يعلى الموصلي. قال أبو اسماعيل الترمذي: كان أحمد بن حنبل يعظم ابن نمير تعظيماً عجباً، ويقول: أي فتى هو وعنه قال: هو درة العراق. وقال علي بن الحسين بن الجنيد: ما رأيت بالكوفة مثل محمد بن عبد الله بن نمير، كان رجلاً قد جمع العلم والفهم والسنة الزهد. وقال أحمد بن سليمان: ما رأيت من أحداث الكوفيين رجلاً أفضل عندي من محمد بن عبد الله بن نمير. وقال أبو حاتم: ثقة يحتج بحديثه. وقال النسائي: ثقة مأمون. قال الذهبي: وله كلام في الجرح والتعديل والعلل. قال ابن الجنيد: كان أحمد بن حنبل، وابن معين يقولان في شيوخ الكوفيين ما يقول ابن نمير فيهم. مات في شعبان أو رمضان سنة أربع وثلاثين ومائتين.
4 (محمد بن عبد الله)

(17/331)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 332
أبو جعفر البصري الرزي. عن عاصم بن هلال، ومعتمر بن سليمان. وعنه: مسلم، وابو داوود، وعباس الدوري، وعبد الله أحمد بن حنبل. كان صدوقاً. توفي سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
4 (محمد بن عبد الله بن بكار)
أبو عبد الله البسري الدمشقي. عن: اسماعيل بن عياش، والوليد بن مسلم. وعنه: حفيده أبو عبد الملك أحمد بن ابراهيم، وجعفر الفريابي. مات سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.
4 (محمد بن عبد الأعلى بن موسى المرادي)
مولاهم المصري القراطيسي الفقيه. ولد سنة خمسين ومائة. عن: نافع بن يزيد، والمفضل بن فضالة. توفي سنة خمس وثلاثين ومائتين.
4 (محمد بن عبد الجبار الهمذاني)
من رؤساء همذان. كثير الحج والغزو والعبادة. يقال: إن يحيى بن معين أخذ بركابه. عن: سفيان بن عيينة، ويزيد بن هارون.

(17/332)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 333
وعنه: ابو داوود في المراسيل، ومطين، وابن أخيه ابراهيم بن مسعود الهمذاني.
4 (محمد بن عبد الرحمن بن عبد الصمد العنبري البصري)
عن: أمية بن خالد، وابن مهدي. وعنه: أبو داوود، وأبو بكر بن ابي عاصم، وعبدان) الأهوازي.
4 (محمد بن عبد المجيد التميمي البغدادي المفلوج)
عن: حماد بن زيد، وعبيد الله بن عمرو الرقي، وبقية بن الوليد. وعنه: ابن أبي الدنيا، وعبد الله بن ناجية، ومحمد بن صالح بن ذريح. ضعيف. ضعفه تمتام.
4 (محمد بن عبد الملك بن أبان بن أبي حمزة)

(17/333)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 334
الوزير أبو جعفر بن الزيات. كان أبوه زياتاً، ونشأ هو فقرأ الأدب، وقال الشعر البديع، وتوصل بالكتابة إلى ان تصل بالمعتصم، ووزر له، وللواثق. وكان أديباً بليغاً عالماً باللغة والنحو والشعر. رثى أبا تمام الطائي. وكان بينه وبين ابن أبي دؤاد عداوة. فلما استخلف المتوكل اغراه ابن أبي دؤاد بابن الزيات، فصادره وعذبه وسجنه. وكان من القائلين بخلق القرآن. روي أنه كان يقول: الرحمة خور في الطبيعة. ما رحمت احداً قط. ولما سجن في القفص الضيق وسائر جهاته بمسامير إلى داخله كالمسال، كان لا يقر

(17/334)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 335
له فيه قرار، ويصيح ارحموني. فيقولون: الرحمة خور في الطبيعة. مات سنة ثلاث وثلاثين ومائتين.
4 (محمد بن عبيد بن حساب الغبري البصري)
عن: حماد بن زيد، وأبي عوانة، وجعفر بن سليمان الضبعي، وعبد الواحد بن زياد، ومعاوية الضال، وعبد العزيز بن المختار، ومحمد بن ثور الضغاني. وعنه: مسلم، وأبو داوود، وبقي بن مخلد، وعبد الله بن أحمد، والحسن بن سفيان، وزكريا الساجي، وجعفر الفريابي، وأبو يعلى، وعبدان. وثقة النسائي. وقال أبو داوود: ابن حساب عندي حجة. مات سنة ثمان وثلاثين ومائتين.
4 (محمد بن عبيد بن ميمون التيمي المدني التبان)

(17/335)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 336
عن: عبد العزيز الدراوردي، وعيسى ين يونس، ومسكين بن بكير. وعنه: البخاري، وأبو زرعة الرازي، وابو العباس ثعلب، ومطين. قال أبو حاتم: شيخ.
4 (محمد بن أبي عتاب الأعين)
أبو بكر بن الحسن بن طريف البغدادي الحافظ. عن: روح بن عبادة، وأبي عبد الرحمن المقريء، وزيد بن الحباب، وعمرو بن أبي سلمة التنيسي، ومحمد بن يوسف الفريابي، ووهب بن جرير، ويزيد بن هارون. وعنه: مسلم في مقدمة كتابه، وابو داوود في غير السنن، وعباس) الدوري، وابو بكر بن أبي الدنيا، وأبو القاسم البغوي، وأبو العباس السراج. وثقة ابن حبان. مات في جمادى الآخرة سنة أربعين ومائتين.
4 (محمد بن عمر بن حفص القصبي البصري المقريء)

(17/336)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 337
روى الحروف عن: عبد الوارث التنوري، عن أبي عمرو. وعنه: أحمد بن خيثمة، وأحمد بن محمد بن الشماس، ويموت بن المزرع. قال ابن معين: صدوق.
4 (محمد بن عمرو الرومي لبغدادي الإخباري النديم)
جالس المعتصم والواثق. حكى عنه: أبوالعيناء، ويزيد بن محمد المهلبي، وعون بن محمد الكندي. توفي بسامراء في شعبان سنة أربعين ومائتين.
4 (محمد بن عمرو بن عباد بن جبلة بن أبي رواد)
أبو جعفر العتكي البصري. سمع: محمد بن جعفر، وابن أبي عدي، وأمية بن خالد. وعنه: مسلم، وأبو داوود، ومطين، والحسن بن سفيان، وأبو يعلى الموصلي. وثقة أبو داوود. مات سنة أربع وثلاثين ومائتين.
4 (محمد بن عمرو بن بكر التميمي العدوي الرازي)

(17/337)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 338
أبو غسان الطيالسي زنيج. عن: جرير، وسلمة بن الفضل، وحكام بن سلم، وأبي نميلة يحيى بن واضح، وبهز بن أسد. وعنه: مسلم، وأبو داوود، والحسن بن سفيان، وموسى بن هارون، ومحمد بن اسحاق السراج، وأبو بشر الدولابي. وثقة أبو حاتم. مات في آخر سنة أربعين، وقيل في سنة إحدى وأربعين ومائتين.
4 (محمد بن عمرو البلخي السواق، ويقال السويقي)
عن: هشيم، وحاتم بن اسماعيل، وعبد العزيز الدراوردي، وجماعة. وعنه: خ.، ت.، وابو زرعة الرازي، وآخرون. والأظهر أنه هو الذي قال البخاري: ثنا محمد بن محمد بن عمرو، ثنا مكي بن ابراهيم. قال أبو زرعة: كان صالحاً، قدم علينا الحج. توفي سنة ست وثلاثين ومائتين.

(17/338)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 339
4 (محمد بن عمرو الغزي الزاهد)
روى عن: العطاف بن خالد، ومالك، والوليد بن مسلم، وجماعة. وعنه: أبو زرعة الرازي، ومحمد بن الحسن العسقلاني، وولده عبد الله بن محمد الغزي، وابراهيم بن أبي أيوب، وسعد) البيروتي. قال أبو زرعة: ما رأيت بالشام أصلح من محمد بن عمرو. وكان تأتي عليه ثمانية عشر يوماً لا ياكل فيها ولا يشرب. وقال ابرهيم بن أبي أيوب: كان يأكل في رمضان جميعه أكلتين. وقال أبو حاتم: لابأس به. قلت: هو والد عبد الله بن محمدبن عمرو بن الحجاج الغزي شيخ أبي داوود.
4 (محمد بن غرير بن الوليد بن ابراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري خ.)
أبو عبد الله المدني، نزيل سمرقند. عن يعقوب بن ابراهيم بن سعد، ومطرف بن عبد الله، وغيرهما. وعنه: خ.، وعبد الله بن شبيب، وأبو جعفر محمد بن أحمد الترمذي.
4 (محمد بن الفرج بن عبد الوارث البغدادي م. د.)

(17/339)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 340
مولى بني هاشم. صالح عابد. سمع: هشيماً، وابن عيينة، وعيسى بن يونس، وخاله أبا همام محمد بن الزبرقان، وجماعة. وعنه: م. د.، وعبد الله بن أحمد، وأبو يعلى الموصلي، وحامد بن شعيب البلخي، وموسى بن هارون، والبغوي، والسراج وخلق. قال ابو زرعة: صدوق. وقال البغوي: مات سنة ست وثلاثين.
4 (محمد بن قدامة)
أبو جعفر البغدادي اللؤلؤي الجوهري، مولى الأنصار. عن: سفيان بن عيينة، وعبد الله بن ادريس، وابن علية، وزيد بن الحباب، ووكيع، وابي معاوية، ويزيد بن هارون. وعنه: أبو بكر بن أبي الدنيا، وأبو يعلى الموصلي، وعبد الله بن صالح البخاري، واسحاق بن ابراهيم المنجنيقي، وأحمد بن الحسن الصوفي، وأبو القاسم البغوي، وآخرون. قال ابن معين: ليس بشيء.

(17/340)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 341
وقال أبو داوود: ضعيف لم أكتب عنه شيئاً. فأما.
4 (محمد بن قدامة المصيصي)
مولى بني هاشم، فإن أبا داوود قد روى عنه أحاديث، وبقي إلى حدود الخمسين بالمصيصة. سيأتي. وقد وهم ابو بكر الخطيب فخلط ترجمة أحدهما بالاخر، وفرق بينهما ابن أبي حاتم، وجماعة. وأيضاً فإن النسائي لم يدرك الجوهري، لأنه مات سنة سبع وثلاثين وأدرك المصيصي كما هو مذكور في ترجمته. وقال فيه: لابأس به.
4 (محمد بن قدامة)
عن: جرير بن عبد الحميد. وعنه: محمد بن مخلد. شيخ طوسي تأخر.)
4 (محمد بن قدامة بن إسماعيل م.)

(17/341)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 342
أبو عبد الله السلمي البخاري، نزيل مرو، ومستملي النضر بن شميل. رحل وسمع من: عمر بن عبيد، وجرير بن عبد الحميد، والنضر بن شميل، ويزيد بن هارون، وزيد بن الحباب، واسحاق بن بشر صاحب المبتدأ. وعنه: م.، عيسى بن محمد المروزي الكاتب، وعبد الله بن صالح البخاري، والحسن بن سفيان، وابو داوود في غير السنن، وآخرون. ذكره ابن حبان في الثقات.
4 (محمد بن كامل المروزي ت. ن.)
عن: هشيم، وعبد العزيز بن أبي حازم، وعباد بن العوام، ووكيع. وعنه: ت.، ن. وقال: ثقة.
4 (محمد بن كوثر البخاري)
عن: فضيل بن عياض، وسفيان بن عيينة، وأبي ضمرة. وعنه: الفضل بن أبي علوان، وأسباط بن اليسع، وفتح بن الحسين البخاريون.
4 (محمد بن المتوكل)
أبو عبد الله اللؤلؤي المقريء، صاحب يعقوب الحضرمي وتلميذه. ولقبه: رويس. قرا عليه: أبو بكر محمد بن هارون التمار، وغيره. توفي سنة ثمان وثلاثين بالبصرة.

(17/342)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 343
4 (محمد بن أبي السري المتوكل بن عبد الرحمن د.)
ابو عبد الله العسقلاني. سمع: الفضيل بن عياض، وعبد الله بن وهب وسويد بن عبد العزيز، وسفيان بن عينة، ومعتمر بن سليمان، ورشدين بن سعد، وخلق سواهم. وعنه: د.، وأحمد بن ابراهيم البسري، وبكر بن سهل الدمياطي، وجعفر الفريابي، والحسن بن سفيان، وعلي بن محمد بن عيسى الجكاني، ومحمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني، وطائفة. قال ابرهيم بن عبد الله بن الجنيد: سألت يحيى بن معين، عن ابن أبي السري فقال: ثقة. وقال أبو حاتم: لين الحديث. وقال ابن عدي: كثير الغلط. وقال ابن حبان في كتاب الثقات: كان من الحفاظ. وقال ابن عدي: سمعت محمود بن عبد البر يقول: ثنا ابن أبي السري، ومات يوم الخميس لخمس خلون من شعبان سنة ثمان وثلاثين. اخبرنا أحمد بن اسحاق، أنا الفتح بن عبد السلام، أنا محمد بن ابراهيم

(17/343)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 344
الطرائفي، وغيره، أنا بن المسلمة، أنا أبو الفضل الزهري، نا جعفر الفريابي، ثنا محمد بن أبي السري العسقلاني، نا زيد بن أبي الزرقاء، عن سفيان الثوري قال: خلاف مابيننا وبين المرجئة ثلاث: نقول: الإيمان قول وعمل، وهم يقولون: قول ولا عمل. ونقول: الإيمان) يزيد وينقص، وهو يقولون: لا يزيد ولا ينقص. ونحن نقول: النفاق وهم يقولون: لا نفاق.
4 (محمد بن معاوية العتكي البصري)
يروى عن: معتمر بن سليمان، ويزيد بن زريع، وسهل بن عثمان. وعنه: عبد الله بن محمد بن زكريا، وزكريا بن عصام الأصبهانيون. قال ابو نعيم: قدم إصبهان بعد الثلاثين.
4 (محمد بن المغيرة بن سلم بن عبد الله بن المغيرة بن عبد الله بن أبي مريم.)
أبو عبد الله الأموي الأصبهاني العابد. صاحب النعمان بن عبد السلام. سمع منه تصانيفه. وكان في صغره صاحب ليل وعبادة وأوراد. روى عنه: أحمد بن الفرات، ومحمد بن عاصم، ويحيى بن مطرف، وابراهيم بن محمد بن نائلة، وعبد الله بن محمد بن العباس الأصبهانيون. توفي سنة إحدى وثلاثين.
4 (محمد بن مقاتل العباداني)
أبو جعفر.

(17/344)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 345
أحد المشهورين بالفضل والسنة والعبادة. يروي عن: حماد بن سلمة، وابن المبارك. وعنه: أحمد بن ابراهيم الدورقي، وأبو بكر المروزي، وموسى بن هارون، وأبو يعلى الموصلي. توفي سنة ست وثلاثين.
4 (محمد بن المنذر البغدادي)
حدث بإصبهان سنة اثنتين وثلاثين، عن: سفيان بن عيينة، وبقة بن الوليد، وجماعة. وعنه: محمود بن أحمد بن الفرج.
4 (محمد بن المنهال التميمي المجاشعي البصري خ. م. د. ن. الضرير الحافظ أبو جعفر،)
وقيل: ابو عبد الله. سمع: جعفر بن سليمان، وأبا عوانة، ويزيد بن زريع، وجماعة. وعنه: خ. م. د. ون. بواسطة، وعبد الله الدارمي، وعثمان الدارمي، ويوسف بن يعقوب القاضي، ومحمد بن إبراهيم البوسنجي، وأبو يعلى

(17/345)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 346
الموصلي، واحمد بن علي بن سعيد المروزي. قال أحمد العجلي: بصري ثقة، لم يكن له كتاب. قلت له: لك كتاب. قال: كتابي صدري. وقال أبو حاتم: كتب عنه علي بن المديني كتاب يزيد بن زريع، وهو ثقة حافظ. وقال عثمان بن خرزاذ: أحفظ من رأيت أربعة: محمد بن المنهال الضرير، وابراهيم بن محمد عرعرة، وأبو زرعة، وأبو حاتم. وقال ابن عدي: سمعت أبا يعلى يذكر محمد بن المنهال ويفخم أمره، ويذكر أنه كان أحفظ من بالبصرة في وقته، واثبتهم قي يزيد بن زريع. مات في سابع عشر من شعبان سنة) إحدى وثلاثين ومائتين.
4 (محمد بن المنهال البصري العطار)
أخو حجاج بن منهال. عن: جعفر بن سليمان لضبعي، ويزيد بن زريع، وعبد الواحد بن زياد. وعنه: أبو زرعة، وأبو حاتم، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، ومطين، وابو يعلى الموصلي.

(17/346)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 347
قال ابن ابي حاتم: سألت أبي عنه وعن الضرير فقال: ثقتان، والضرير أحفظ وأكيس. قيل: مات أيضاً سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
4 (محمد بن مهران الرازي الجمال خ. م. د.)
أبو جعفر الحافظ. عن: معتمر بن سليمان، ونوح بن قيس الحداني، وعبد العزيز الدراوردي، وسفيان بن عيينة، وجرير بن عبد الحميد، وحاتم بن اسماعيل، وعيسى بن يونس، وعبد الرزاق، والوليد بن مسلم، ومسكين بن بكير، وخلق. وعنه: خ.، م.، د.، وأبو زرعة، وأبو حاتم، ومحمد بن اسحاق السراج، ومحمد بن ابراهيم الطيالسي، وجعفر بن حمد بن فارس، وموسى بن هارون، وطائفة. قال أبو حاتم: كان جعفر الجمال أوسع حديثاً من ابراهيم بن موسى، وكان موسى أتقن. وقال أبو بكر الأعين: مشايخ خراسان ثلاثة: أولهم قتيبة، والثاني محمد بن مهران، والثالث علي بن حجر.

(17/347)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 348
قال البخاري: مات أول سنة تسع وثلاثين، أو قريباً منه.
4 (محمد بن ناصح البغدادي)
عن: بقية، ويحيى بن سعيد الأموي. وعنه: ابن أبي الدنيا، ومحمد بن الليث الجوهري، وغيرهما.
4 (محمد بن النضر بن مساور بن مهران المروزي د. ن.)
عن: حماد بن زيد، وجعفر بن سليمان، وفضيل بن عياض، وسفيان بن عيينة، وجماعة. وعنه: د.، ن.، وعبد الله بن محمود السعدي، ونصر بن الحكم، وأحمد بن تميم المروزيون. وذكره ابن حبان في الثقات وقال: مات سنة تسع وثلاثين. وكان أبوه ممن يروي عن خارجة بن مصعب، وقد حدث قديماً.
4 (محمد بن الهذيل بن عبد الله البصري)
أبو الهذيل العلاف. شيخ الإعتزال ورأس الضلال، وصاحب التصانيف. عمر دهراً وكف) بصره وخرف. وعاش مائة سنة أو نحوها.

(17/348)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 349
ومات بالبصرة سنة خمس وثلاثين ومائتين، وقيل توفي سنة ست بالبصرة.
4 (محمد بن يحيى بن حمزة الدمشقي البتهلي)
فاضي مدينة دمشق وابن قاضيها. عن أبيه وجادة، وسويد بن عبد العزيز. وعنه: ابناه أحمد وعبيد، ومحمد بن الفيض الغساني. مات ستة إحدى وثلاثين ومائتين. روي أنه كان لمحمد بن بيهس الكلابي بنت خطبها جماعة من الكبار، وأمتنع عن تزويجها. فشكت ذلك إلى محمد بن يحيى بن حمزة القاضي، فراسله فامتنع. فزوجها القاضي بكفء على كره أبيها. ثم أثبتت البنت بأنه كفؤ. وكان سبب ذلك الحرب بين اليمانية والقيسية. فجمع ابن بيهس القيسية لهدم بيت لهيا قرية القاضي، وجمع القاضي اليمانية، وامتنع بهم، فبقي الحرب بينهم خمس عشرة سنة، إلى أن قدم عبد الله بن طاهر. وعن الحسن بن حامد: أن كتب المأمون ورد على متولي دمشق بامتحان قاضي دمشق محمد بن يحيى، فأجاب، وكان بعد ذلك يمتحن الشهود. وقال غيره: كان يحيى بن أكثم لما قدم مع المأمون استعمل على قضاء دمشق محمد بن يحيى البهتلي، فلما ولي ابن دؤاد القضاء عزله.

(17/349)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 350
4 (محمد بن يحيى بن سعيد بن فروخ م.)
أبو صالح البصري القطان. سمع: أباه، وفضيل بن عياض، وسفيان بن عيينة، ومعاذ بن معاذ، وجماعة. وعنه: ابناه أحمد وصالح، والبخاري في تاريخه، وعلق له تعليقاً. وروى م. في مقدمة صحيحه، عن رجل، عنه. وروى عنه أيضاً: عفان وهو أكبر منه، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، والحسن بن سفيان، وأبو يعلى الموصلي، وجماعة. وكان صدوقاً. توفي سنة ثلاث وثلاثين ومائتين. وقال بعضهم: توفي سنة ثلاث وعشرين، وذلك غلط.
4 (محمد بن يحيى بن أبي سمينة مهران د.)

(17/350)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 351
البغدادي التمار. عن: هشيم، والمعافى بن عمران، ومعتمر بن سليمان، وأبي معاوية، وأبي بكر بن عياش، وجرير بن عبد الله، وعباد بن العوام، وعبد الرزاق، وخلق كثير. وقيل: إنه روى عن أبي عوانة، وليس بشيء، ماأدركه. وعنه: د.، وابرهيم الحربي، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبو يعلى الموصلي، وأبو العباس السراج، وأبو القاسم البغوي، والبخاري في غير الصحيح. قال أبو حاتم: صدوق. وسأل المروذي عنه أحمد بن) حنبل فقال: لولا أن فيه تلك الخلة، يعني شرب النبيذ على مذهب الكوفيين. وقال البغوي، ومطين: توفي سنة تسع وثلاثين. قلت أما.
4 (محمد بن اسماعيل بن أبي سمينة فبصري، تقدم ذكره)

4 (محمد بن يحيى بن نجيح المكي)
قدم اصبهان. وروى عن: هشيم، والتفضيل بن عياض، وسفيان بن عيينة، وعيسى بن يونس.

(17/351)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 352
وعنه: أحمد بن الفرات، وعبيد بن الحسن، وعبد الله بن بندار الضبي، وجماعة. له غرائب.
4 (محمد بن أبي زكير يحيى بن اسماعيل)
الفقيه أبو عبد الله الصدفي، مولاهم المصري. عن: ابن وهب، وضمرة بن ربيعة، والشافعي. وعنه: أبو ابراهيم الزهري، وأبو زكريا البردعي، ويعقوب الفسوي. وكان صدوقاً. توفي سنة اثنتين وثلاثين.
4 (محمد بن يوسف)
أبو أحمد البخاري البيكندي، محدث، عالم رحال. روى عن: ابراهيم ولد حميد الطويل، وسفيان بن عيينة، ووكيع، والنضر بن شميل، وطائفة. وعنه: خ.، وعبيد الله بن واصل، وحريث بن عبد الرحمن البخاريون، وأحمد بن سيار المروزي، وغيرهم. وقد روى عن أقرانه كأحمد بن حنبل، وابي سعيد الأشج.
4 (محمد بن يوسف بن الصباح الغضيضي)

(17/352)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 353
عن: عبد الله بن وهب، وغيره. وعنه: أبو بكر بن أبي الدنيا، والبغوي. وكان ثقة. توفي سنة تسع وثلاثين.
4 (مالك بن حويص الهروي)
عن: مالك بن أنس، وفضيل بن عياض. وعنه: يحيى بن أحمد بن زياد. توفي سنة تسع أيضاً.
4 (محمفوظ بن الفضل بن أبي توبة)
حدث ببغداد عن: ضمرة بن ربيعة، وعبد الرزاق، ومعن القزاز. وعنه: صالح جزرة، واسماعيل القاضي، وعمر بن أيوب السقطي. وليس بالقوي. توفي سنة سبع وثلاثين. قال أحمد بن حنبل: كان معنا باليمن، ولم يكن ينسخ. وضعف أمره جداً.
4 (محمود بن سليمان بن أبي مطر ن.)
)

(17/353)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 354
قاضي بلخ. عن: الفضل السيناني، وأبي أسامة، وجماعة. وعنه: ن. نوفي سنة ثمان وثلاثين.
4 (محمود بن غيلان ع. سوى د.)
أبو أحمد العدوي. مولاهم المروزي الحافظ. رحل وعني بالأثر، وتقدم في السنة. وحدث عن: الفضل السيناني، وسفيان بن عيينة، والوليد بن مسلم، وعبد الرزاق، ويحيى بن سليم، وأبي معاوية، ووكيع، وخلق. وعنه: الجماعة سوى أبي داوود، وأبو زرعة، وأبو حاتم، ومطين، والحسن بن سفيان، والهيثم بن خلف الدوري، وأبو القاسم البغوي، وخلق. قال أحمد بن حنبل: أعرفه بالحديث صاحب سنة، قد حبس بسبب القرآن.

(17/354)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 355
وقال النسائي: ثقة. وقال محمود: سمع مني اسحاق بن راهوية حديثين. قلت: توفي في رمضان سنة تسع وثلاثين، وغلط من قال سنة تسع وأربعين. وقع لنا من عواليه. أخبرنا يوسف بن أحمد، وعبد الحافظ بن بدران قالا: أنا موسى بن عبد القادر، أنا سعيد بن أحمد بن البنا، أنا علي بن أحمد البندار، أنا محمد بن عبد الرحمن المخلص، أنا عبد الله بن محمد: ثنا محمود بن غيلان، نا الفضل بن موسى السيناني، نا الجعيد، عن عائشة بنت سعد قالت: سمعت سعداً يقول: قال يا رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكيد أهل المدينة أحد بسوء إلا أنماع كما ينماع الملح في الماء. قال الحاكم: روى عنه خ. م. في الصحيحين، وابراهيم بن بي طالب، ومحمد بن شاذان،.....، ومحمد بن اسحاق السراج، وسائر مشايخنا. ثم قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بمرو، وثنا أبو رجاء محمد بن حمدويه قال: خرج محمود بن غيلان إلى الحج سنة ست وأربعين ومائتين، ثم انصرف إلى مرو، وتوفي لعشر بقين من ذي القعدة سنة تسع وأربعين، رحمه الله. قلت: كذا وأرخه ابن حمدويه.
4 (محرز بن سلمة العدني المكي ق.)

(17/355)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 356
شيخ معمر مسند، من أكبر شيوخ ابن ماجة. روى عن: نافع بن عمر الجمحي، ومالك بن أنس، والمنكدر بن محمد بن المنكدر، وجماعة. وعنه: ق.، وأبو بكر بن أبي عاصم، ومحمد بن علي الصائغ، وموسى بن اسحاق الأنصاري، ومطين، وآخرون. يقال إنه حج ثلاثاً وثمانين حجة، وتوفي سنة أربع وثلاثين بمكة. ذكره ابن حبان في الثقات.
4 (محرز بن عون م.)
أبو الفضل البغدادي، أخو الزاهد عبد الله بن عون الجزاز. روى عن: مالك بن أنس، وشريك) بن القاضي، وخلف بن خليفة، وعلي بن مسهر، وجماعة. وعنه: م.، والإمام أحمد، وابنه عبد الله بن أحمد، وأبو يعلى الموصلي، وأبو القاسم البغوي، وآخرون. قال ابن معين: ليس به بأس.

(17/356)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 357
وقال غيره: توفي في رجب سنة إحدى وثلاثين، ومولده كان في سنة خمس وأربعين ومائة.
4 (مخارق)
المغني المشهور. غني للرشيد والمأمون. وله أخبار مسطورة في كتاب الأغاني. توفي سنة إحدى وثلاثين. وكان ذا تجمل وأموال وخدم. قال ابن النجار: مخارق بن يحيى بن ناووس أبو المهنا المغني، مولى عاتكة، ثم مولى الرشيد. نشأ بالمدينة، وكان أبوه لحاماً، وكان مخارق ينادي وهو صبي على اللحم. فلما بان طيب صوته علمته عاتكة المغنية الغناء، وقدمت به الكوفة، واشتراه ابراهيم الموصلي منها بثلاثين ألف درهم، وأهداه للفضل، فأخذه منه

(17/357)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 358
الرشيد ثم اعتقه. قاله ابو الفرج الأصبهاني. قال محمد بن خلف وكيع: حدثني هارون بن مخارق قال: كان أبي إذا غنى هذا الصوت بكى: يا ربع سلمى لقد هيجت لي طرباً. ويقول: غنيته للرشيد فأعتقني، وقال: أعده. فلما أعدته قال: سل حاجتك. قلت: ضيعة يقيمني عليها. قال: قد أمرت لك، فأعده فأعدته فقال حاجتك قلت: تأمر لي بمتنزل وفرش وخادم قال: ذلك لك أعد الاصوت فأعدته، فبكى وقال: سل حاجتك فقبلت الأرض، وقلت: أن يطيل الله عمرك، ويجعلني من كل سوء فداك. روى عبد الله بن أبي سعد، عن محمد بن محمد قال: كان والله مخارق ممن لو تنفس لأطرب من يسمعه بنفسه. وذكر صاحب الأغاني قال: قال محمد بن الحسن الكاتب: حدثني محمد بن أحمد بن يحيى المكي، عن أبيه قال: خرج مخارق مع بعض إخوانه متنزهاً، فنظر إلى قوس فسأله إياها، فبخل بها، وسنحت ظباء بالقرب منه، فقال لصاحب القوس: أرأيت إن تغنيت صوتاً فعطفت به خدود هذه الظباء، أتدفع لي القوس قال: نعم. فاندفع يغني بأبيات، فتعطفت الظباء راجعة إليه، حتى وقفت بالقرب منه

(17/358)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 359
مصغية. فعجب من حضر، وناوله الرجل القوس.
4 (مخلد بن خالد السعيري العسقلاني م. د.)
نزيل طرسوس. سمع: سفيان بن عيينة، وأبا معاوية، وابراهيم بن خالد الصغاني. وعنه: م.، د.، وجعفر الفريابي، وأبو الحسن بن سفيان، وجماعة.
4 (مخلد بن الحسن الحراني)
) حدث ببغداد، عن: أبي المليح، وعبد الله بن عمرو الرقي. وعنه: ن.، وأبو يعلى الموصلي، وأبو العباس السراج، وحمد بن المجدر، وجماعة. قال أبو حاتم: صدوق. وقيل: أصله مروزي.
4 (مخلد بن خداش البصري ن.)
عن: حماد بن زيد. وعنه: ن. مجهول.

(17/359)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 360
4 (مروان بن جعفر بن سعد بن سمرة بن جندب السمري الكوفي.)
عن: أبي بكر بن عياش، وعثام بن علي، ومحمد بن ابراهيم بن حبيب، وداوود بن المحبر، وجماعة. وعنه: أبو بكر الصغائي، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وأحمد بن علي الأبار، ومطين، ومحمد بن أبي شيبة، ذكره ابن أبي حاتم وقال: صدوق صالح الحديث. وقال أبو الفتح الأزدي: يتكلمون فيه. قلت: هذا غير مفسر فلا يضر. قال مطين: مات سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.
4 (مسروق بن المرزبان بن مسروق بن معدان قال أبو حاتم: ق.)
أبو سعيد الكندي. عن: أبي الأحوص، وشريك، وعبد الله بن المبارك، ويحيى بن أبي زائدة، وجماعة. وعنه: ق.، وأبو يعلى الموصلي، وعبدان الأهوازي، ومطين،

(17/360)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 361
ومحمود بن محمد الواسطي، وآخرون. قال أبو حاتم: ليس بقوي، يكتب حديثه. وذكره ابن حبان في الثقات وقال: مات سنة أربعين ومائتين، أو قبلها بقليل، أو بعدها بقليل.
4 (مسلم بن أبي عبد الرحمن البغدادي)
نزيل طرسوس. روى عن: وكيع، ومخلد بن الحسين، وجماعة. وعنه: ابو يحيى صاعقة، وخلف بن عمرو العكبري، وموسى بن هارون، وجماعة. وثقة الخطيب وقال: مات سنة أربعين.
4 (مصرف بن عمرو الأيامي الكوفي د.)
عن: عبد الله بن ادريس، وينس بن بكير. وعنه: د.، ومطين، والحسن بن سفيان، وأبو زرعة. وثقة أبو زرعة، وتوفي سنة أربعين ومائتين.
4 (مصعب بن سعيد الحراني المصيصي)

(17/361)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 362
أبو خيثمة المكفوف. عن: ابن المبارك، وزهير بن معاوية، وعبد الله بن عمر، وعيسى بن يونس، وموسى بن أعين، ومحمد بن سلمة، ومسكين بن بكير. وعنه: محمد بن عوف الطائي،) وأحمد بن عبد الوهاب المصيصي، وأحمد بن مسيب الحلبي، وأحمد بن النضر العسكري، والفضل بن عبد الله الأنطاكي، والحسن بن سفيان. وقال ابن عدي: يحدث عن الثقات بالمناكير، ويصحف عليهم. وقال أبو حاتم: صدوق، وعبد الله بن جعفر الرقي أحب إلي منه.
4 (مصعب بن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام)

(17/362)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 363
الإمام أبو عبد الله القرشي الأسدي الزبيري المدني، نزيل بغداد. سمع: أباه، ومالكاً، والضحاك بن عثمان، وابراهيم بن سعد، وعبد العزيز الدراوردي. وعنه: ابن ماجة حديثاً واحداً في النجش، وابراهيم الحربي، والزبير بن بكار، وأبو يعلى الموصلي، وأبو العباس السراج، وأبو القاسم البغوي، وسفيان بن عيينة. وثقة الدارقطني، ومنهم من لينه للوقف في القرآن. قال أبو بكر المروزي: كان من الواقفة، فقلت له: قد كان وكيع وأبو بكر بن عياش يقولان: القرآن غير مخلوق. فقال: أخطأ وكيع وأبو بكر. قلت: فعندنا عن مالك أنه قال غير مخلوق. قال: إنا لم نسمعه. قلت: وكان مصعب علامة في النسب، أديباً إخبارياً فصيحاً، من نبلاء الرجال وأفرادهم. روى عنه الشيخان مسلم وأبو داوود خارج كتابيهما. وقال الزبير بن بكار: كان عمي وجه قريش مروءة وعلماً وشرفاً وثباتاً

(17/363)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 364
وقدراً وجاهاً. وكان من نسابة قريش، عاش ثمانين سنة. قال أبو داوود: سمعت أحمد بن حنبل يقول: مصعب الزبيري مستثبت. مات في شوال سنة ست وثلاثين ومائتين. قال الزبير بن بكار: حدثني عبد الله بن عمرو بن أبي صبيح المربي قال: لما استعمل جدك عبد الله على اليمن، قال لي ابنه مصعب: امض معنا. فتأخرت ثم قدمت عليهم صنعاء، فنزلت في دار الإمارة، فأكرمني وأجرى علي خمسين ديناراً في الشهر، ولما انصرفت وصلني بخمسمائة دينار. ولابن أبي صبيح فيه:
(فما عيشنا إلا الربيع ومصعب .......... يدور علينا مصعب وندور)

(وفي مصعب إن غبنا القطر والندى .......... لها ورق معرورق وشكير)

(متى مايرى الراؤن غرة مصعب .......... ينير بها اشراقة فتنير)

(يروا ملكاً كالبدر أما فناؤه .......... فرحب، وأما قدره فكبير)

(له نعم عد قصر دونها .......... وليس بها عما يزيد قصور)

4 (المعافى بن سليمان الرسعني)

(17/364)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 365
عن: فليح بن سليمان، وزهير بن معاوية، والقاسم بن معن المسعودي. وعنه: هلال بن العلاء،) واحمد بن ابراهيم بن ملحان، والقاسم بن الليث العتابي الرسعني، وجعفر الفريابي. وكان صدوقاً. توفي سنة أربع وثلاثين ومائتين.
4 (معلل بن نفيل)
أبو أحمد النهدي الحراني عن زهير بن معاوية وعنه أبو عروبة وأبو عقيل أنس بن السلم ومات قبل الأربعين ومائتين، معلى بن مهدي بن رستم أبو يعلى الموصلي الزهد. عن: مهدي بن ميمون، وشريك بن عبد الله، وأبي عوانة، وحماد بن زيد. وعنه: أحمد بن حمدون، وادريس بن سليم، وابراهيم بن علي العدوي، وأبو يعلى. قل ابن حمدون: حم ابن مهدي أربعين سنة كل سنة دائماً. توفي في شعبان سنة خمس وثلاثين ومائتين. وهو بصري نزل البصرة.

(17/365)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 366
4 (معمر بن مخلد الجزري السروجي)
عن: حماد بن زيد، وخلف بن خليفة. وعنه: محمد بن جبلة الرافقي، وهلال بن العلاء. توفي بملطية سنة إحدى وثلاثين ومائتين. قال النسائي: ثقة.
4 (منجاب بن الحارث)
أبو محمد التميمي الكوفي. عن: أبي الأحوص سلام بن سليم، وشريك بن عبد الله، ومصعب بن سلام، وعلي بن مسهر. وعنه: مسلم، وبقي بن مخلد، ومحمد بن عبد الله الحضرمي مطين، وجعفر الفريابي. توفي سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
4 (منصور بن المهدي محمد بن المنصور عبد الله بن محمد الهاشمي العباسي)

(17/366)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 367
ولي إمرة دمشق للأمين، وولي قبلها البصرة. دعي إلى الخلافة في أول دولة المأمون، فامتنع. روى عن: الوليد بن مسلم، وسويد بن عبد العزيز. وعنه: أبو العيناء، وغيره. قال أبو الصقر محمد بن داوود بن عيسى: كان أبي على شرطة منصور بدمشق، وكان الأمين يعجبه البلور، فدس منصور من سرق قلة الجامع البلور. فلما رأى إمام الجامع مكانها فارغاً ضرب بقلنسوته الأرض وصرخ: سرقت قلتكم. فقال الناس: لا صلاة بعد القلة. فصارت مثلاً. قال أبو الصقر: لما رجع المأمون إلى بغداد وجد القلة، فردها إلى جامع دمشق. توفي منصور سنة ست وثلاثين ومائتين.
4 (منصور بن أبي مزاحم)
)

(17/367)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 368
أبو نصر التركي، واسم أبيه بشير. وولاؤه للأزد. كان كاتباً ثقة صاحب سنة. وكان له ديوان فتركه. سمع: مالكاً، وشريكاً، وابراهيم بن سعد، وأبا الأحوص، واسماعيل بن جعفر. ورأى شعبة. وعنه: مسلم، وأبو داوود، وابراهيم الحربي، ومووسى بن هارون، وأحمد بن الحسن الصوفي، وأبو القاسم البغوي. قال ابن معين: صدوق. مات في ذي القعدة سنة خمس وثلاثين ومائتين.
4 (مهرجان النيسابوري الزاهد)
سمع: عبد الله بن المبارك. وعنه: أبو يحيى الخفاف، وابراهيم بن محمد بن سفيان، وزكريا بن دلويه. وحكي عنه أنه كان لايشرب الماء في الصيف أربعين يوماً زهداً. توفي سنة ثمان وثلاثين ومائتين.
4 (موسى بن أيوب النصيبي)

(17/368)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 369
أبوعمران، نزيل أنطاكية. عن: معتمر بن سليمان، وابن المبارك. وعنه: أبو حاتم الرازي، ومحمد بن ابراهيم البوسنجي، ومحمد بن يزيد بن عبد الصمد. قال أبو حاتم: صدوق.
4 (موسى بن عبد الله بن عبد الرحمن السلمي البصري الأسلع)
عن: عمر بن سعيد الأبح. وعنه: أبو زرعة، وأبو يعلى، وأحمد بن علي بن سعيد المروزي القاضي.
4 (موسى بن مروان الرقي)
عن: عيسى بن يونس، وأبي معاوية، وبقية. وعنه: أبو داوود، وابن ماجة، والقاسم بن الليث الرسعني. توفي سنة أربعين ومائتين.
4 (موسى بن محمد بن حيان)

(17/369)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 370
أو: ابن محمد بن سعيد بن حيان، بالحاء، ثم آخر الحروف. صدوق، صاحب حديث. سمع بالبصرة: عبد الوهاب الرومي، وغندراً، وابن أبي عدي، وعبد الرحمن بن مهدي. وعنه: أبو بكر الصغاني، وأحمد بن الحسن الصوفي، وأبو يعلى الموصلي، وعبد الله المارستاني. قال الخطيب: أحاديث مستقيمة.
4 (موسى بن معاوية بن صمادح بن عون بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب المحدث)
الصدوق، أبو جعفر الهاشمي المغربي. رحال مكثر عن: وكيع، وابن مهدي. وعنه: محمد بن) أحمد العنسي. قال: محمد بن وضاح: لقيته بالقيروان، وهو كثير الحديث. رحل إلى الكوفة والري. وهو ثقة. وقال ابن لبابة: ثقة. مات بعد الثلاثين ومائتين.
4 (موسى)
الإمام أبو الوليد بن أبي الجارود المكي الفقيه، صاحب الشافعي

(17/370)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 371
من كبار أصحاب الشافعي. قال الدارقطني: روى عن الشافعي حديثاً كثيراً، وروى عنه كتاب الأمالي وغيره. وكان من القيمين بمذهب الشافعي بمكة. وله رواية عن سفيان بن عيينة. روى عنه: الترمذي، والربيع بن سليمان المرادي، ويعقوب الفسوي، وابن وارة. قال الذهبي: أظنه قديم الموت.

(17/371)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 372
4 (حرف النون)

4 (نصر بن الحريش)
أبو القاسم الصامت. بغدادي. قال الدارقطني: ضعيف. عن: المشمعل بن ملحان، وأبي سهل مسلم الخراساني. وعنه: اسحاق الختلي، والحسين بن بشار، ومحمد بن بشر بن مطر. يقال: حج أربعين حجة لم يكلم فيها أحداً.
4 (نصر بن الحكم الياسري)
عن: خلف بن خليفة، وهشيم. وعنه: ابن البراء، واسحاق بن سفيان، وأحمد بن علي الأبار، والحسن بن علوية.
4 (نصر بن عاصم الأنطاكي)

(17/372)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 373
عن: الوليد بن مسلم، ويحيى القطان، ومحمد بن سلمة الحراني، وبشر بن إسماعيل، ومسكين بن بكير، وطبقتهم. ورحل إلى النواحي في طلب العلم. وعنه: د.، والحافظ بن عبد الله بن المستورد البغدادي أبو سيار، وعثمان بن خرزاذ، وجعفر الفريابي، وآخرون. ذكره ابن حبان في الثقات.
4 (الفقيه أبو محمد النيسابوري، قاضي نيسابور. تفقه على: محمد بن الحسين. وتأدب على:)
النضر بن شميل. وروى عن خارجة بن مصعب، وابن المبارك، وجرير بن عبد الحميد، وزافر بن سليمان، وهياج بن بسطام. وعنه: محمد بن رافع، وأيوب بن الحسن، ومحمد بن عبد الوهاب الفراء، وجعفر بن محمد بن الحسين، وابراهيم بن علي الذهلي، وطائفة. قال) الحاكم: نصر بن زياد بن جشل، ولي قضاء نيسابور بضع عشرة سنة، ولم يزل محموداً عند السلطان والرعية. وله عندنا بنيسابور آثار كبيرة مذكورة. وكانت كتب المأمون إليه متواترة. وكان كوفي المذهب، وأعقابه عن آخرهم حديثيون. سمعت يحيى بن محمد العنبري: سمعت أحمد بن محمد البالوي

(17/373)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 374
يقولون: كان نصر بن زياد يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويقول: لولا هذا لم أتلبس لهم بعمل، لكني إذا لم أل القضاء لم أقدر عليه. وكان يحيي الليل ويصوم الاثنين والخميس والجمعة، ولا يرضى من العمال حتى يؤدوا حقوق الناس. وقال غيره: عاش ستاً وتسعين سنة. وقال سبط أحمد بن ابراهيم بن عبد الله: توفي في سابع صفر سنة ست وثلاثين ومائتين.
4 (نصر بن فضالة النيسابوري)
عن: سفيان بن عيينة، ووكيع. وعنه: أحمد بن سيار المروزي، ومحمد بن اسحاق السراج. توفي سنة ثمان وثلاثين عند قتيبة.
4 (نصير بن يوسف بن أبي نصر الرازي النحوي المقريء)
أبو المنذر تلميذ أبي الحسن الكسائي. كان من أئمة القراء المشهورين. أخذ عنه: محمد بن عيسى بن رزين الأصبهاني، وعلي بن أبي نصر النحوي، ومحمد بن ادريس الدنداني. وآخر من قرأ عليه أحمد بن رستم الطبري شيخ عبد الواحد بن أبي هاشم. وله مصنف في رسم المصحف. وقد روى الحديث عن: اسحاق بن سليمان، وغيره.

(17/374)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 375
4 (النضر بن سعيد بن النضر بن شبرمة)
أبو صهيب الحارثي الكوفي. عن: أبيه، وعبد الله بن بكير، والوليد بن أبي ثور، والحسن بن محمد إمام المطمورة. وعنه: أبو سعيد الأشج، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، ومطين، وعلي بن الحسين بن الجنيد الرازي، وغيرهم. ما أعلم فيه جرحاً لغير ابن قانع فإنه ضعفه.

(17/375)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 376
4 (حرف الهاء)

4 (هارون بن سالم)
أبو عمر القرطبي الزاهد. عن: يحيى بن يحيى الليثي، وعيسى بن دينار. ورحل إلى ديار مصر فأخذ عن: أشهب بن عبد العزيز، وأصبغ بن الفرج. قال ابن الفرضي: كان منقطع القرين في الزهد والعلم، مجاب الدعوة، فقيهاً كبير القدر. يقال: امتحنت إجابة دعوته في غير) ماشيء، ومات في الكهولة. وكان عليه إخبات وحزن، وكان لا ينام على فراش في رمضان. حكى إمام مسجد قرطبة أنه رأى هارون بن سالم باليل سجد، قال: فرأيت شجرة في المسجد سجدت وراءه، فلما قام قامت. وقال ابراهيم بن هلال: ما رأيت هارون بن سالم يصلي قط إلا وهو يرتعد. وكان يسكن بيتاً بلا أبواب. وكان مقدماً ف زمانه في الزهد والعبادة. قال ابن بشكوال: وقبره يتبرك به، ويعرف بإجابة الدعوة. جربت ذلك مراراً.

(17/376)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 377
قلت: فروى عنه عامر بن معاوية القاضي، وغيره. توفي سنة ثمان وثلاثين.
4 (هارون بن عباد النهدي المصيصي ثم الأنطاكي د.)
عن: جرير بن عبد الحميد، وأبي بكر بن عياش، وجماعة. وعنه: د.، ومحمد بن وضاح القرطبي.
4 (هارون بن عبد الله بن محمد بن كثير بن معن بن عبد الرحمن عوف الزهري.)
أبو يحيى المكي القاضي نزيل بغداد. روى عن: عبد الله بن وهب. وتفقه على أصحاب مالك كأبي مصعب، و الهديري. وقيل إنه إبراهيم سمع من مالك. قال أبو بكر الخطيب: سمع: مالك بن أنس، والدراوردي، وعبد الرحمن ن زيد بن أسلم. وعنه: يحيى بن عبد الله بن بكير، وعبد السلام الهروي، والزبير بن بكار، وينس بن عبد الأعلى. وولي قضاء العسكر، ثم ولي قضاء مصر إلى أن عزل في آخر خلافة المعتصم. وقال أبو اسحاق الشيرازي: هو أعلم من صنف الكتب في مختلف قول مالك.

(17/377)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 378
وقال القاضي عياض: كان من الفقهاء العلماء في مذهب أهل المدينة، واسع الأدب. وقال أبو سعيد بن يونس: توفي بسامراء في شعبان سنة اثنتين وثلاثين.
4 (هارون الواثق بالله)

(17/378)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 379
أبو جعفر، وقيل أبو القاسم. أمير المؤمنين ولد المعتصم بالله أبي اسحاق محمد بن الرشيد هارون بن المهدي محمد بن المنصور الهاشمي العباسي. وأمه رومية اسمها قراطيس، أدركت دولة ابنها. ولي الأمر بعهد أبيه. ونقل اسماعيل الخطبي أنه ولد لعشر بقين من شعبان سنة ست وتسعين ومائة. قال يحيى بن أكثم: ماأحسن أحد إلى آل أبي طالب ما أحسن إليهم الواثق. ما مات وفيهم فقير. وقال حمدون بن اسماعيل: كان الواثق مليح الشعر، وكان يحب خادماً أهدي له من مصر، فأغضبه الواثق يوماً، ثم إنه سمعه يقول لبعض الخدم: والله إنه إبراهيم ليروم أن أكلمه من أمس فما أفعل فقال الواثق:)
(ياذا الذي بعذابي ظل مفتخراً .......... ماأنت إلا مليك جار، إذ قدر قدراً)

(لولا الهوى لتجارينا على قدر .......... وإن أفق منه يوماً ما، فسوف ترى)
قال الخطيب: كان أحمد بن أبي دؤاد قد استولى على الواثق وحمله على التشدد في المحنة. ودعا الناس إلى القول بخلق القرآن. ويقال: إن الواثق رجع عن ذلك القول قبل موته. وقال عبد الله بن يحيى: حدثنا ابراهيم بن أسباط بن السكن قال: حمل رجل

(17/379)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 380
فيمن حمل، مكبل بالحديد من بلاده، فأدخل. فقال ابن أبي دؤاد: تقول أو أقول قال: هذا أول جوركم. أخرجتم الناس من بلادهم، ودعوتموهم إلى شيء. لا بل أقول. قال: قل. والواثق جالس. فقال: أخبرني عن هذا الرأي الذي دعوتم الناس إليه، أعلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يدع الناس إليه، أم شيء لم يعلمه قال: علمه. قال: فكان يسمعه أن لا يدعو الناس إليه، وأنتم لايسعكم، قال: فبهتوا. قال: فاستضحك الواثق، وقام قابضاً على فمه، ودخل بيتاً ومد رجليه وهو يقول: وسع النبي صلى الله عليه وسلم أن يسكت عنا ولا يسعنا. فأمر أن يعطى ثلاثمائة دينار، وأن يرد إلى بلده. وعن طاهر بن خلف: سمعت المهتدي بالله بن الواثق يقول: كان أبي إذا أراد أن يقتل رجلاً أحضرنا. فأتى بشيخ مخضوب مقيد، وقال أبي: ائذنوا لابن أبي دؤاد وأصحابه. وأدخل لشيخ فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين. فقال: لاسلم الله عليك. قال: بئس ما أدبك مؤدبك. قال الله تعالى: وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها قلت: هذه حكاية منكرة، ورواتها مجاهيل، لكن نسوقها. قال: فقال ابن أبي دؤاد: يا أمير المؤمنين الرجل متكلم. فقال له: كلمه. فقال: يا شيخ ما تقول في القرآن قال: لم تنصفني، ولي السؤال.

(17/380)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 381
قال: سل يا شيخ. قال: ما تقول في القرآن قال: مخلوق. قال: هذا شيء علمه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر والخلفاء، أم شيء لم يعلموه فقال: شيء لم يعلموه. فقال: سبحان الله، شيء لم يعلموه أعلمته أنت قال: فخجل وقال أقلني. قال: والمسألة بحالها قال: نعم. قال: ما تقول في القرآن قال: مخلوق، قال: شيء علمه رسول الله قلت: علمه. قال: علمه ولم يدع الناس إليه قال: نعم. قال: أفلا وسعك ما وسعه ووسع الخلفاء بعده. فقام أبي الواثق فدخل الخلوة، واستلقى وهو يقول: شيء لم يعلمه النبي صلى الله عليه وسلم، ولا ابو بكر، ولا عمر، ولا عثمان، ولا علي، علمته أنت سبحان الله علموه ولم يدعوا الناس إليه، أفلا وسعك ما وسعهم ثم أمر برفع قيود الشيخ، وأمر له بأربعمائة دينار، وسقط ابن أبي دؤاد من عينه، ولم يمتحن بعدها أحداً. وروى) نحواً من هذه الواقعة أحمد بن السندي الحداد، عن أحمد بن الممتنع، عن صالح بن علي الهاشمي المنصوري، عن المهتدي بالله، رحمه الله. قال صالح: حضرته وقد جلس للمتظلمين، فنظرت إلى القصص تقرأ

(17/381)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 382
عليه من أولها إلى آخرها، فيأمر بالتوقيع عليها، ويختمها، فيسرني ذلك. وجعلت أنظر إليه، ففطن، ونظر إلي، فغضضت عنه، حتى كان ذلك منه ومني مراراً. فقال لي: يا صالح في نفسك شيء تحب أن تقوله قلت: نعم. فلما انفض المجلس أدخلت مجلسه فقال: تقول ما دار في نفسك أو أقوله أنا فقلت يا أمير المؤمنين ما ترى. قال: أقول إنك استحسنت ما رأيت منا. فقلت: أي خليفة خليفتنا، إن لم يكن يقول القرآن مخلوق. فورد على قلبي أمر عظيم، ثم قلت: يا نفس هل تموتين قبل أجلك فقلت: نعم. فأطرق ثم قال: اسمع مني، فو الله لتسمعن الحق. فسرى عني وقلت: ومن أولى بالحق منك وأنت خليفة رب العالمين، وابن عم سيد المرسلين قال: مازلت أقول أن القرآن مخلوق صدراً من أيام الواثق، حتى أقدم شيخاً من أذنه فأدخل مقيداً، وهو جميل حسن الشيبة. فرأيت الواثق قد استحيا منه ورق له. فمازال يدنيه حتى قرب منه وجلس، فقال: ناظر ابن أبي دؤاد. فقال: يا أمير المؤمنين إنه يضعف عن المناظرة. فغضب وقال: أبو عبد الله يضعف عن مناظرتك أنت قال: هون عليك، وآئذن لي في مناظرته. فقال: ما دعوناك إلا لهذا. فقال: احفظ علي وعليه، ثم قال: يا أحمد أخبرني عن مقالتك هذه، هي مقالة واجبة داخلة في عقد الدين، فلا يكون الدين كاملاً حتى يقال فيه بما قلت قال: نعم. قال: فأخبرني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بعثه الله، هل ستر شيئاً مما أمر به قال: لا. قال: فدعا إلى مقالتك هذه؟

(17/382)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 383
فسكت. فقال الشيخ: يا أمير المؤمنين واحدة. فقال الواثق: واحدة. فقال الشيخ: أخبرني عن الله تعالى حين قال: اليوم اكملت لكم دينكم أكان الله هو الصادق في إكمال دينه، أو أنت الصادق في نقصانه، حتى يقال بمقالتك هذه فسكت. فقال الشيخ: اثنتان. قال الواثق: نعم. وقال: اخبرني عن مقالتك هذه، أعلمها رسول الله أم جهلها قلت: علمها. قال: فدعا الناس إليها. فسكت. فقال الشيخ: يا أمير المؤمنين ثلاثة. قال: نعم. قال: فاتسع لرسول الله أن علمها أن يمسك عنها، ولم يطالب أمته بها قال: نعم. قال: واتسع لأبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي ذلك قال: نعم. فأعرض الشيخ عنه، وأقبل على الواثق فقال: يا أمير المؤمنين قد قدمت القول أن أحمد يصبو ويضعف عن المناظرة. يا أمير المؤمنين إن لم يتسع لك من الإمساك عن هذه المقالة ما زعم هذا أنه اتسع) للنبي صلى الله عليه وسلم، ولأبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، فلا وسع الله عليك. قال الواثق: نعم كذا هو. اقطعوا قيد الشيخ. فلما قطعوه ضرب الشيخ بيده إلى القيد فأخذه، فقال الواثق: لم اخذته فقال: لأني نويت أن أتقدم إلى من أوصي إليه، إذا مت أن يجعله بيني وبين كفني، حتى أخاصم به هذا الظالم عند الله يوم القيامة وأقول: يا رب لم قيدني وروع أهلي

(17/383)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 384
ثم بكى فبكى الواثق وبكينا. ثم سأله الواثق أن يجعله في حل، ومر له بصلة فقال: لا حاجة لي بها. قال المهتدي بالله: فرجعت عن هذه المقالة، وأظن أن الواثق رجع عنها من يومئذ. وقال ابراهيم نفطويه: حدثني حامد بن العباس، عن رجل، عن المهتدي بالله، أن الواثق مات وقد تاب عن القول بخلق القرآن. وكان الواثق وافر الأدب. بلغنا أن جارية غنته بشعر العرجي:
(أظلوم إن مصابكم رجلاً .......... رد السلام تحية ظلم)
فمن الحضرين من صوب نصب رجلاً، ومنهم من قال: صوابها: رجل. فقالت: هكذا لقنني المازني. وطلب المازني، فلما مثل بين يدي الواثق، قال: ممن الرجل قال: من بني مازن. قال: أي الموازن، أمازن تميم، أم مازن قيس، أم مازن ربيعة قلت: مازن ربيعة. فكلمني حينئذ بلغة قومي فقال: با اسبك. لأنهم يقلبون الميم باء والباء ميم فكرهت أن أواجهه بمكر، فقلت: بكر يا أمير المؤمنين. ففطن لها وأعجبته. فقال: ما تقول في هذا البيت. قلت: الوجه النصب. لأن مصابكم مصدر، بمعنى أصابتكم. فأخذ البريدي يعارضني، قلت: هو بمنزلة إن ضربك زيداً ظلم. فلرجل مفعول مصابكم، والدليل عليه أن الكلام معلق، إلى أن تقول ظلم فيتم. فأعجب الواثق، وأعطاني ألف دينار. قال ابن أبي الدنيا: كان الواثق أبيض، تعلوه صفرة، حسن اللحية، في عينيه نكتة. وقال زرقان بن أبي دؤاد: لما احتضر الواثق جعل يردد هذين البيتين:

(17/384)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 385
(الموت فيه جميع الخلق مشترك .......... لا سوقة منهم يبقى ولا ملك)

(ما ضر أهل الدنيا في تنافرهم .......... وليس يغني عن الأملاك ما ملكوا)
ثم أمر بالبسط فطويت، والصق خده بالأرض، وجعل يقول: يا من لا يزول ملكه، ارحم من قد زال ملكه. روى أحمد بن محمد الواثقي أمير البصرة، عن أبيه قال: كنت أحد من مرض الواثق في علته، إذ لحقته غشية، فما شككنا أنه مات. قال بعضنا لبعض تقدموا. فما جسر أحد، فتقدمت أنا، فلما صرت عند رأسه، وأردت أن أضع يدي على أنفه، لحقته إفاقة، ففتح عينيه،) فكدت أموت فزعاً، من أن يراني قد مشيت إلى غير رتبتي، فرجعت إلى خلف، فتعلقت قبيعة سيفي بالعتبة، فعثرت على سيفي فاندق، وكاد أن يدخل في لحمي. فسلمت وخرجت، فاستدعيت سيفاً، وجئت فوقفت ساعة، فتلفت الواثق تلفاً لم يشك فيه. فشددت لحيته وغمضته وسجيته، وجاء الفراشون، فأخذوا ما تحته يردوه إلى الخزائن، لأنه مثبت عليهم، وترك وحده في البيت. فقال لي أحمد بن أبي دؤاد القاضي: إنا نريد أن نتشاغل بعقد البيعة، وأحب أن تحفظه إلى أن يدفن، فأنت من أخصهم به في حياته. فرددت باب المجلس، وجلست عند الباب، فحسست بعد ساعة بحركة في البيت أفزعتني، فدخلت، فإذا بجرذون قد جاء فاستل عينه فأكلها، فقلت: لا إله إلا الله، هذه العين التي فتحها من ساعة، فاندق سيفي هيبة لها. قال: وجاءوا فغسلوه، وأخبرت ابن أبي دؤاد الخبر. قال: والجرذون دابة أكبر من اليربوع. كانت خلافة الواثق خمس سنين ونصف. ومات بسر من رأى، يوم الأربعاء، لست بيقين من ذي الحجة، من سنة اثنتين وثلاثين، وبويع بعده المتوكل.

(17/385)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 386
4 (هارون بن معروف خ. م. د.)
أبوعلي المروزي، نزيل بغداد. كان خزازاً وأضر بأخرة. روى عن: هشيم، ويحيى بن أبي زائدة، وابن عيينة، ومروان بن شجاع، وعبد العزيز الدراوردي، وعبد الله بن وهب، وأبي بكر بن عياش، والوليد بن مسلم، وخلق كثير من العراقيين، والحجازيين، والمصريين، والشاميين، والجزريين. وعنه: م.، د.، وخ.، عن رجل، عنه، وأحمد بن حنبل، ومحمد بن يحيى الذهلي، وصالح جزرة، وعبد الله بن أحمد، وأحمد بن خيثمة، وموسى بن هارون، وأبو القاسم البغوي، وطائفة. وثقة ابن أبي حاتم، وجماعة. قال ابن أبي حاتم: سمع منه أبي ببغداد سنة خمس عشرة، بعدما عمي، من حفظه. وقال أبو داوود: سمعت الثقة يقول.

(17/386)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 387
قال هارون بن معروف: رأيت في المنام قيل لي من آثر الحديث على القرآن عذب. قال: فظننت أن ذهاب بصري من ذلك. وقال هارون الحمال: سمعت هارون بن معروف يقول: من زعم أن القرآن مخلوق فكأنما عبد اللات والعزى. وروى عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن هارون بن معروف قال: ما زعم أن الله لايتكلم فهو يعبد الأصنام. قلت: عاش هارون أربعاً وسبعين سنة، ومات في آخر رمضان سنة إحدى وثلاثين. وكان صدوقاً فاضلاً صاحب سنة.
4 (هارون بن أبي هارون العبدي)
) حدث ببغداد عن: أبي المليح الرقي، وبقية. وعنه: مطين، وعبد الله بن ناجية. وكان صدوقاً.
4 (هاشم بن الحارث المروذي نزيل بغداد)
عن: أبي المليح، وعبيد الله بن عمرو الرقيين. وعنه: أبو بكر بن أبي الدنيا، والبغوي، وأحمد بن الحسن الصوفي الكبير، وغيرهم.

(17/387)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 388
وثقة الخطيب وقال: توفي سنة أربع وثلاثين. حديثه بعلو في جزءين
4 (هاشم بن الوليد)
أبو طالب الهروي. عن: أبي بكر بن عياش، وحفص بن غياث، ويحيى بن سليم الطائفي. وعنه: أبو حاتم الرازي، ومحمد بن عبد الرحمن الشامي، والحسين بن ادريس، وآخرون. توفي سنة تسع وثلاثين ومائتين.
4 (هبيرة بن محمد التمار الأبرش)
قرأ القرآن على حفص صاحب عاصم. وتصدر للإقراء. قرأ عليه: حسنون بن الهيثم الدويري، والخضر بن الهيثم الطوسي، وأحمد بن علي الخزاز، وغيرهم. كنيته أبو عمر.
4 (هدبة بن خالد بن الأسود بن هدبة خ. م. د.)

(17/388)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 389
أبو خالد القيسي الثوباني البصري، ويقال له هداب. صلى على شعبة، وسمع من: الحمادين، وهمام بن يحيى، وجرير بن حازم، وأبان العطار، وسليمان بن المغيرة، ومبارك بن فضالة، وهارون بن موسى النحوي، وسلام بن مسكين، وطائفة بصريين. وعنه: خ.، م.، د.، وبقي بن مخلد، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو بكر أحمد بن علي المروزي، وأحمد بن عمرو القطراني، وأبو يعلى الموصلي، وجعفر الفريابي، والحسن بن سفيان، وأبو معشر الحسن بن سفيان الدارمي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وعبدان الأهوازي، وأبو القاسم البغوي، وخلق. قال علي بن الجنيد، عن ابن معين: ثقة. وقال أبو حاتم: صدوق. وقال ابن عدي: لابأس به. ولا أعرف له حديثاً منكراً فيما يرويه. وأما النسائي فقال: ضعيف.

(17/389)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 390
وقال الحسن بن سفيان: سمعت هدبة يقول: صليت على شعبة، فقيل له: رأيته فقال: رأيت من هو خير منه، حماد بن سلمة وكان سنياً، وكان شعبة يرى الإرجاء. وقال عبدان الأهوازي كنا لا نصلي خلف هدبة من طول صلاته ويسبح في الركوع والسجود نيفاً وثلاثين تسبيحة وكان من أشبه خلق الله بهشام بن عمار لحيته ووجهه وكل شيء منه حتى صلاته. وقال ابن عدي: سمعت أبا يعلى،) وسئل عن هدبة، و شيبان، أيهما أفضل قال: هدبة أفضلهما وأوثقهما، وأكثرهما حديثاً. كان حديث حماد بن سلمة عنده نسختين: واحدة على الشيوخ، وواحدة على التصنيف. أخبرنا أبو المعالي الأبرقوهي، أنا الفتح بن عبد السلام، أنا محمد بن عمر، ومحمد بن أحمد قالوا: أنا أبو جعفر محمد بن أحمد، أنا أبو الفضل الزهري، أنا جعفر الفريابي: ثنا هدبة بن خالد، ثنا همام، ثنا قتادة، عن أنس، عن ابي موسى الأشعري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة. وذكر الحديث. قال أبوداوود، عن محمد بن عبد الملك: توفي هدة سنة خمس وثلاثين. وقال ابن حبان: مات سنة ست أو سبع وثلاثين ومائتين.

(17/390)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 391
4 (هريم بن عبد الأعلى بن الفرات م.)
أبو حمزة الأسدي البصري. عن: معتمر بن سليمان، ويزيد بن زريع، وخالد بن الحارث، وجماعة. وعنه: م.، وبقي بن مخلد، واسماعيل سمويه، وعبدان الأهوازي، وأبو يعلى الموصلي، وعبد الله أحمد بن حنبل، وطائفة. حدث باصبهان سنة عشرين ومائتين. قال ابن حبان: في الثقات: مات سنة أربعين أو قبلها أو بعدها بقليل. وقال أبو الشيخ: مات بالبصرة سنة خمس وثلاثين ومائتين.
4 (هريم بن مسعر ت.)
أبو عبد الله الأزدي خادم الفضيل بن عياض. روى عن: الفضيل، وعبد العزيز الدرا وردي، وعبد الله بن وهب. وعنه: ت.، وجعفر الفريابي، وأحمد بن عبد الله بن مالك. وثقة ابن حبان.

(17/391)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 392
4 (هشام بن اسحاق)
أبو ربيعة العامري مولاهم المصري. قال ابن يونس: كان عالماً بأخبار مصر. روى عن: الليث، ومالك. ومات في ربيع الآخر سنة خمس وثلاثين.
4 (الهيثم بن أيوب ن.)
أبو عمران الطالقاني. عن: ابراهيم بن سعد، ويحيى ابن أبي زائدة، وعبد العزيز الدراوردي، وجماعة. وعنه: ن.، وجعفر الفريابي، ومحمد بن عبد الله بن يوسف الدوري، وجماعة. وثقة النسائي، وكان إماماً كبير القدر. توفي سنة ثمان وثلاثين. بالطالقان من بلاد خراسان.
4 (الهيثم بن خالد الجهني الكوفي د.)
عن: وكيع، وحسين الجعفي، وعبد الله بن نير، وجماعة. وعنه: د. وقال: ثقة. كتبت عنه سنة) خمس وثلاثين. لم أجد من روى عنه غير أبي داوود.

(17/392)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 393
وتوفي سنة تسع وثلاثين.
4 (الهيثم بن خالد الكوفي الوراق)
مستملي أبي نعيم سيأتي.
4 (والهيثم بن خالد المصيصي: حدث ببغداد بعد الخمسين.)

4 (والهيثم بن خالد البغدادي: شيخ من طبقة المصيصي.)

4 (والهيثم بن خالد الكوفي: عن شريك. شيخ فيه جهالة.)

4 (الهيثم بن اليمان)
أبو بشر الرازي. عن: شريك، وأبي الأحوص، واسماعيل بن زكريا، وهشيم. روى عنه: أبو حاتم، وعلي بن الحسين بن الجنيد، وغيرهما. وهو صالح الحديث. قاله فيما أرى عبد الرحمن بن أبي حاتم.

(17/393)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 394
4 (حرف الواو)

4 (وثيمة بن موسى ببن الفرات الفارسي)
نزيل مصر. صنف كتاب الردة، وجوده. وكان تاجراً في الوشي. وله معرفة بالأخبار وأيام الناس. دخل إلى الأندلس وغيرها. روى عنه: ولده عمارة بن وثيمة. ومات في جمادى الآخرة سنة سبع. يروى عن: سلمة بن الفضل الأبرش، ومالك بن أنس، وطائفة. قال ابن أبي حاتم: يحدث عن سلمة بن الفضل بأحاديث موضوعة.
4 (الواثق بالله)
اسمه هارون. مر.

(17/394)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 395
4 (الوليد بن عبد الملك بن مسرح)
أبو وهب الحراني. عن: سليمان بن عطاء الحراني، وعبيد الله بن عدي بن عدي، ويعلى بن الأشدق، وغيرهم. وعنه: جعفر الفريابي، وأبو زرعة، وأبو حاتم وقال: صدوق. قلت: مات سنة أربعين.
4 (الوليد بن عتبة د.)
أبو العباس الأشجعي الدمشقي المقريء. قرأ على أيوب بن تميم. وسمع من: الوليد بن مسلم، وبقية، وضمرة بن ربيعة، وجماعة. وعنه: د.، وأبوا زرعة، وجعفر الفريابي، ومحمد بن) الحسين ين قتيبة العسقلاني، وعمر بن سعيد المنبجي، وجماعة. قال أبو زرعة الدمشقي: كان القراء بدمشق الذين يحكمون القراءة.

(17/395)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 396
الشامية العثمانية ويضبطونها: هشام، وابن ذكوان، والوليد بن عتبة. وقال محمد بن عوف: هو أوثق من صفوان بن صالح. ولد سنة ست وسبعين ومائة. وقال أبو زرعة الدمشقي: مات في جمادى الأولى سنة أربعين. قلت: قرأ عليه أحمد بن مضر بن شاكر، وأخذ عنه الحروف أحمد بن يزيد الحلواني، وفضل بن محمد الأنطالكي.
4 (وهب بن بقية بن عثمان بن سابور م. د.)
أبو محمد الواسطي، ويقال له وهبان. عن: هشيم، ويزيد بن زريع، وخالد بن عبد الله الطحان، وطبقتهم. وعنه: م.، د.، وأبو يعلى الموصلي، وأبو القاسم البغوي، وجعفر الفريابي، وأبو العباس السراج، وآخرون. قال يحيى بن معين: ثقة لكنه سمع وهو صغير. قلت: وقع لنا حديثه عالياً. وتوفي سنة تسع وثلاثين.

(17/396)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 397
4 (حرف الياء)

4 (يحيى بن أيوب م. د.)
أبو زكريا البغدادي المقابري العابد. عن: شريك، واسماعيل بن جعفر، وخلف بن خليفة، وهشيم، ومصعب بن سلام، وعباد بن عباد، وعبد الله بن وهب، وخلق. وعنه: م.، د.، وأبو زرعة، وابن أبي الدنيا، ومحمد بن وضاح القرطبي، والحسين بن فهم، وأحمد بن علي المروزي، وأبو يعلى الموصلي، وأحمد بن الحسن الصوفي، وأبو القاسم البغوي، ومحمد بن ابراهيم السراج، وحامد بن شعيب البلخي، وخلق. قال أحمد بن حنبل: رجل صالح، صاحب سكون ودعة.

(17/397)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 398
وقال علي بن المديني: صدوق. وقال أبو شعيب الحراني: ثنا يحيى بن أيوب، وكان من خيار عباد الله. وقال محمد بن مخلد: نا العباس بن محمد بن عبد الرحمن الأشهلي: حدثني أبي قال: مررت بمقابر، فسمعت همهمة، فاتبعت الأثر، فإذا يحيى بن أيوب في حفرة من تلك الحفر، وإذ هو يدعو يبكي ويقول: يا قرة عين المطيعين، ويا قرة عين العاصين، ولم لاتكون قرة عين العاصين، وأنت سترت عليهم الذنوب. ولم لاتكون قرة عيد المطيعين، وأنت مثبت عليهم بالطاعة. قال: ويعاود البكاء. فغلبني البكاء، ففطن بي وقال: تعال، لعل الله إنما بعث بك لخير. وقال الحسين بن فهم: كان يحيى بن أيوب ثقة، ورعاً، مسلماً، يقول بالسنة، ويعيب من يقول بقول جهم وبخلاف السنة. قال: توفي يوم الأحد لاثنتي عشرة خلت من ربيع) الأول سنة أربع وثلاثين. وأما موسى بن هارون فقال: ليلة الأحد لعشر مضين من ربيع الأول. وأخبرنى أنه ولد سنة سبع وخمسين ومائة.
4 (يحيى بن بشر البلخي القلاس العابد خ.)
عن: سفيان بن عيينة، والوليد بن مسلم، ووكيع، وشبابة، وطبقتهم.

(17/398)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 399
وعنه: خ.، وأحمد بن سيار المروزي، وعبد الله الدارمي، وعبد الله بن حميد، وآخرون. قال البخاري: توفي في خامس المحرم سنة اثنتين وثلاثين، رحمه الله.
4 (يحيى بن أبي عبيدة رجاء بن عبد الله)
أبو محمد الوادي الحراني. سمع: زهير بن معاوية، وأبا يوسف بن يعقوب بن ابراهيم. وعنه: أبو عروبة الحراني، ورخه وقال: سمعت منه وكان لايخضب. مات في جمادى الأولى سنة أربعين ومائتين.
4 (يحيى بن سليمان بن يحيى بن سعيد بن مسلم بن عبيد خ. ت.)
أبو سعيد الجعفي الكوفي المقريء. نزيل مصر. سمع حروف عاصم من: أبي بكر بن عياش. أخذها منه: أحمد بن محمد بن رشدين. وسمع: عبد العزيز الدراوردي، وأبا خالد الأحمر، وعبد الرحمن المحاربي، وأبا بكر بن عياش، ووكيعاً، وعبد الله بن وهب، وطائفة. وعنه: ح.، وت، عن رجل، عنه، ومحمد بن يحيى الذهلي،

(17/399)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 400
ومحمد بن عوف الطائي، والحسين بن اسحاق التستري، والحسن بن سفيان، وأبو طاهر محمد بن أحمد بن عثمان المديني، والحسن بن غليب المصري، وآخرون. قال النسائي: ليس بثقة. وقال غيره: بتوثيقه. قال أبو حاتم: شيخ. وقال ابن حبان في كتاب الثقات: ربما أغرب. وقال ابن يونس: توفي سنة سبع وثلاثين. وقال في مكان آخر: سنة ثمان.
4 (يحيى بن سليمان الجفري الافريقي)
أبو زكريا. روى عن: أبي معمر بن عبد الصمد، وغيره. وعنه: حبرون بن عيسى البلوي. قيل: توفي سنة سبع أيضاً.
4 (يحيى بن طلحة اليربوعي الكوفي)
عن: شريك، وفضيل بن عياض. وعنه: علي بن الحسين بن الجنيد الرازي، وغيره.

(17/400)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 401
4 (يحيى بن عبد الله بن بكير المخزومي خ. م. ق.)
) مولاهم المصري الحافظ أبو زكريا. ولد سنة أربع وخمسين ومائة. وأخذ عن: مالك، والليث، وابن لهيعة، وحماد بن زيد، والمغيرة بن عبد الرحمن الخزامي، ويعقوب بن عبد الرحمن القاري، وبكر بن مضر، ومفضل بن فضالة، وابن وهب، وخلق سواهم. وعنه: خ.، وم. ق.، عن رجل، عنه، وبقي بن مخلد، وحرملة بن يحيى، ومحمد بن يحيى الذهلي، وأبو زرعة، ومحمد بن اسحاق الصاغاني، ومحمد بن ابراهيم الوسنجي، ويحيى بن أيوب العلاف، ويحيى بن عثمان بن صالح السهمي، وأحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين، وخير بن موفق، وأبو الزنباع روح بن الفرج وأبو علي الحسن بن فرج الغزي، وآخرون كثيرون. قال أبو حاتم: كان يفهم هذا الشأن، يكتب حديثه، ولا يحتج به. قلت: قد احتج به صاحبا الصحيحين. وكان غزير العلم عارفاً بالحديث وأيام الناس، بصيراً بالفتوى. قال عبيد بن رجال: سمعت يحيى بن بكير يقول لأبي زرعة: ليس ذا ليس ذا زغزغة عن زوبعة، إنما ترفع الستر، تنظر إلى بنيك وأصحابه بين يديه،

(17/401)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 402
مالك، عن ابن عمر، عن نافع. وقد قال فيه النسائي: ضعيف. وقال في موضع آخر: ليس بثقة. ولم يقبل الناس إطلاق هذه العبارة في هذا، ما في الجعفي المتقدم فيما قبله، كما لم يقبلوا منه ذلك في أحمد بن صالح المصري. قال أسلم بن عبد العزيز الأندلسي: حدثنا بقي بن مخلد أن يحيى بن بكير سمع الموطأ من مالك سبع عشرة مرة. قلت: ومن جلالته عند البخاري روى محمد بن عبد الله، وهو الذهلي، عن يحيى بن بكير. أخبرنا محمد بن عبد السلام العصروني، وغير واحد، عن المؤيد الطوسي، وغيره قال المؤيد: أنا محمد بن الفضل الفزاري، أنا عمر بن مسرور، أنا اسماعيل بن نمير، ثنا محمد بن ابراهيم البوسنجي، نا يحيى بن عبد الله بن بكير، حدثني عن الليث، عن حيوة بن شريح، عن عقبة بن مسلم، عن عبد الله بن الحارث بن جزء قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ويل للأعقاب وبطون الأقدام من النار توفي في النصف من صفر سنة إحدى وثلاثين.
4 (يحيى بن عبد الله بن زياد الأسلمي الخراساني خاقان خ.)

(17/402)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 403
المروزي، ويقال البلخي. أخوه جمعة وزنجويه. ويكنى أبا سهل، وقيل: وأبو الليث. روى عن: ابن المبارك، ونوح بن أبي مريم، وحفص بن غياث، والوليد بن مسلم، وجماعة. وعنه: خ.، وحاشد بن اسماعيل، وعبيد الله بن شريح، وجماعة آخرهم أبو العباس محمد بن اسحاق السراج. وكانت أمه جارية من أهل تبت.)
4 (يحيى بن عثمان)
أبو زكريا الحربي. عن: أبي المليح الرقي، واسماعيل بن عياش، والهقل بن زياد، وبقية، وطائفة. واصله من سجستان. وكان عابداً صالحاً قانتاً لله. روى عن: ابن أبي الدنيا، وعلي بن الحسين بن حبان، ومحمد بن عبدوس بن كامل، وأبو زرعة الرازي، والبغوي، والسراج. وثقة أبو زرعة. وقال ابن معين: ليس به بأس،

(17/403)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 404
وقال البغوي: توفي سنة ثمان وثلاثين.
4 (يحيى بن معين بن عون بن زياد بن بسطام ع.)

(17/404)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 405
وقيل غياث بدل عون. الإمام العالم أبو زكريا المري، مرة بن غطفان، مولاهم البغدادي. أصله من الأنبار، ونشأ ببغداد، وسمع بها، وبالحجاز، والشام، ومصر، والنواحي. وكان مولده في سنة ثمان وخمسين ومائة، فهو أسن من علي بن المديني، وأحمد بن حنبل، وأبي بكر بن أبي شيبة، وإسحاق بن راهويه. كانوا يتأدبون معه ويعرفون له فضله. وكان أبوه كاتباً لعبد الله بن مالك، فخلف ليحيى ألف ألف درهم فيما قيل. سمع: عبد الله بن المبارك، وهشيم بن بشر، ومعتمر بن سليمان، وجرير بن عبد الحميد، واسماعيل بن مجالد، ويحيى بن أبي زائدة، ويحيى بن عبد الله الأنيسي المدني، وسفيان بن عيينة، وأبا حفص الأبار، وحفص بن غياث، وعباد بن العوام، وعمر بن عبيد الطنافسي، وعيسى بن يونس، ويحيى بن سعيد القطان، ووكيعاً، وعبد الرحمن بن مهدي، وخلقاً من طبقتهم ومن بعدهم. ورحل إلى اليمن عبد الرزاق. وعن: خ.، م.، د.، وخ. ت. ن. ق.، عن رجل، عنه، وأحمد بن حنبل، ومحمد بن سعد، وأبو خيثمة، وهناد وطائفة من أقرانه. وعباس الدروي، وأبو بكر الصاغاني، وأحمد بن أبي خيثمة، ومعاوية بن صالح الأشعري، وعثمان بن سعيد الدارمي، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وابراهيم بن عبد الله بن الجنيد، واسحاق الكوسج، وحنبل بن اسحاق، وصالح

(17/405)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 406
جزرة وخلق من هذا الطبقة. وموسى بن هارون، وابو يعلى الموصلي، وأحمد بن الحسين بن عبد الجبار الصوفي، وعبد الله أحمد بن حنبل، وجعفر الفريابي، ومحمد بن ابراهيم البغدادي مربع، ومحمد بن صالح كيلجة، وعلي بن الحسن بن عبد الصمد ما غمة، والحسين بن محمد عبيد العجل، الحفاظ ويقال إنهم من تلامذة يحيى بن معين، وإنه لقبهم وآخرون. ووقع لنا حديثه عالياً. أخبرنا أحمد بن اسحاق بمصر، أنا أحمد بن يوسف، والفتح بن عبد الله، قالا: أنا أبو الفضل محمود بن عمر الأرموي، وأنا أحمد بن هبة الله، عن عبد المعز الهروي: أنبا يوسف بن أيوب الزاهد) قالا: أنا أحمد بن محمد بن النقور، أنا علي بن عمر الحربي، ثنا أحمد بن الحسن الصوفي، ثنا يحيى بن معين سنة سبع وعشرين ومائتين: ثنا هشام بن يوسف، عن عبد الله بن سليمان النوفلي، عن محمد بن علي، عن أبيه، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أحبوا الله لما يفذوكم به من نعمة، وأحبوني لحب الله، وأحبوا أهل بيتي لحبي. رواه الترمذي في كتاب المناقب، عن أبي داوود السجستاني، عن يحيى بن معين. وبالإسناد إلى ابن معين: ابن عيينة، عن حميد الأعرج، عن سليمان بن عتيق، عن جابر بن عبد الله، أن النبي صلى الله عليه وسلم أم بوضع الجوائح، ونهى عن بيع السنين، وبالإسناد: ثنا حقص بن غياث، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أقال مسلماً عثرته، أقاله الله يوم القيامة. أخرجهما أبو داوود، عن يحيى بن معين. وهذا الحديث رواه عبد الله بن أحمد في مسند والده، عن ابن معين،

(17/406)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 407
وهو مما قيل إن ابن معين تفرد به. وقال ابن عدي: سمعت عبدان بن الأهوازي: سمعت حسين بن حميد بن الربيع: سمعت أبا بكر بن أبي شيبة يتكلم في ابن معين ويقول: من أين له حديث حفص بن غياث: من أقال مسلماً هو ذا كتب حفص عندنا. وهو هذا كتب ابنه عمر بن حفص عندنا، وليس فيه من هذا شيء. قال ابن عدي: يحيى أوثق أو أجل من أن ينسب إليه شيء كذلك. والحسين بن حميد متهم في هذه الحكاية. وقد حدث بهذا الحديث أبو عوف البزوري، عن زكريا بن عدي، عن حفص بن غياث. قال أحمد بن زهير: ولد يحيى سنة ثمان وخمسين ومائة. وقال أبو حاتم: يحيى بن معين إمام. وقال النسائي: هو أبو زكريا الثقة المأمون، أحد الأئمة في الحديث. وقال بن علي المديني: لا نعلم أحداً من لدن آدم كتب من الحديث ما كتب يحيى بن معين. وقال عباس الدوري: سمعت ابن معين يقول: لو لم نسمع الحديث خمسين مرة ما عرفناه. وعن يحيى بن معين، قال: كتبت بيدي ألف ألف حديث. وقال صالح بن محمد جزرة: ذكر لي أن يحيى بن معين خلف من الكتب ثلاثين، قمطراً وعشرين جعباً. طلب يحيى بن أكثم كتبه بمائتي دينار، فلم يدع أبو خيثمة أن تباع. وقال عباس الدوري، فيما رواه عنه الأصم: سمعت يحيى بن معين

(17/407)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 408
يقول: كنا في قرية بمصر ولم يكن معنا شيء ولا ثم شيئاً نشتر به فلما أصبحنا إذا نحن بزنبيل مليء سمك مشوي وليس عنده أحد فسألوني عنه فقلت اقتسموه فكلوه قال يحيى: أظن أنه رزق رزقهم الله وسمعت يحيى مراراً يقول القرآن كلام الله وليس) بمخلوق، والإيمان قو ل وعمل يزيد وينقص. كنت إذا دخلت بيتي في بالليل قرأت آية الكرسي على داري وعيالي خمس مرات، فبينما أنا اقرأ، إذا شيء يكلمني: كم تقرأ هذا، كأن انسان يحسن يقرأ غيرك. فقلت: فأرى هذا يسوءك، والله لأزيدنك. فصرت أقرأها في الليلة خمسين ستين مرة. قال عباس الدوري: قيل ليحيى بن معين: ما تقول في الرجل يقوم للرجل حديثه، يعني ينزع منه اللحن فقال: لا بأس به. وقال عباس: سمعت يحيى يقول: لو لأم أكتب الحديث من ثلاثين وجهاً ماعقلناه. وقال مجاهد بن موسى: سمعت ابن معين يقول: كتبنا عن الكذابين وسجرنا به التنور، وأخرجنا خبزاً نضيجاً. قال ابراهيم بن عبد الجنيد: سمعت يحيى بن معين يقول: ما الدنيا إلا كحلم. والله ما ضر رجلاً اتقى الله على ما أصبح وأمسى. لقد حججت وأنا ابن أربع وعشرين سنة، خرجت راجلاً من بغداد إلى مكة، هذا منذ خمسين سنة كأنما كان أمس.

(17/408)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 409
فقللت ليحيى بن معين: ترى أن ينظر الرجل في الرأي، رأي الشافعي وأبي حنيفة قال: ما أرى لمسلم أن ينظر في رأي الشافعي. ينظر في رأي أبي حنيفة أحب إلي. قلت: إنما يقول هذا يحيى لأنه كان حنفياً، وفيه انحراف معروف عن الشافعي والإنصاف عزيز. قال ابن الجنيد: سمعت يحيى يقول: تحريم النبيذ صحيح، وأقف عنده لا أحرمه. قد شربه قوم صالحون بأحاديث، صحاح. وحرمه قوم صالحون بأحاديث صحاح. أنا سمعت يحيى بن سعيد يقول: حديث الطلاء، وحديث عتبة بن فرقد جميعاً صحيحان. وقال علي بن المديني: انتهى علم الناس إلى يحيى بن معين. وقال القواريري: قال لي يحيى بن القطان: ما قدم علينا مثل هذين الرجلين أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين. وقال أحمد بن حنبل: كان يحيى بن معين أعلمنا بالرجال. وعن أبي سعيد الحداد قال: الناس عيال في الحديث على يحيى بن معين. وقال محمد بن هارون الفلاس: إذا رأيت الرجل يبغض يحيى بن معين فاعلم أنه كذاب. وعن أحمد بن حنبل قال: كل حديث لا يعرفه يحيى بن معين فهو كذاب، أو ليس هو بحديث. وقال جعفر بن أبي عثمان الطيالسي: كنا عند يحيى بن معين، فجاء رجل مستعجل وقال: يا أبا زكريا حدثني بشيء أذكرك به. فقال يحيى: اذكر أنك سألتني أن أحدثك، فلم أفعل.

(17/409)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 410
وقال أبو داوود: سمعت ابن معين يقول: أكلنا عجنة خبز وأنا ناقه من علة. وقال الحسين بن فهم: سمعت ابن معين يقول: كنت بمصر فرأيت جارية بيعت بألف دينار ما رأيت أحسن منها صلى الله عليها. فقلت: يا أبا زكريا مثلك يقول هذا قال: نعم. صلى الله عليها وعلى كل مليح. وقال عباس) الدوري: رأيت أحمد بن حنبل في مجلس روح بن عبادة يسأل يحيى بن معين عن أشياء، يقول: يا أبا زكريا، كيف حديث كذا، وكيف حديث كذا يستثبته في أحاديث سمعوها. وأحمد يكتب ما يقول. وقل ما سمعت أحمد يسميه، إنما كان يقول: قال أبو زكريا. وقال أبو عبيد الآجري: سألت أبا داوود أيما أعلم بالرجال: علي بن المديني، أو ابن معين قال يحيى عالم بالرجال، وليس عندي من خبر أهل الشام شيء. وقال عباس الدوري: نا ابن معين قال: حضرت من نعيم بن حماد بمصر، فجعل يقرا كتاباً صنفه فقال: نا ابن المبارك، عن ابن عون، وذكر أحاديث. فقلت: ليس هذا عن ابن المبارك. فغضب وقال: ترد علي. قلت: أي والله أريد دينك. فأبى أن يرجع. فلما رأيته لا يرجع قلت: لا والله ما سمعت هذه من ابن المبارك، ولا سمعها هو من ابن عون قط. فغضب وغضب من عنده، وقام فدخل البيت، فأخرج صحائف وجعل يقول وهي بيده: أين الذين يزعمون أن يحيى بن معين ليس بأمير المؤمنين في الحديث. نعم يا أبا زكريا غلطت، وإنما روى هذه الأحاديث عن ابن عون غير ابن المبارك.

(17/410)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 411
قال الحسين بن حبان: قال ابن معين: دفع إلي ابن وهب كتاباً عن معاوية بن صالح خمسمائة حديث أو أكثر، فانتفيت منها شرارها. لم يكن لي يومئذ معرفة. قلت: أسمعتها من أحد قبل ابن وهب قال: لا قلت: يعني أنه مبتدئاً لا يحسن الانتخاب، فعلنا نحو هذا وندمنا بعد. قال أبو زرعة: لم ينتفع بيحيى لأنه كان يتكلم في الناس. وكان أحمد بن حنبل لا يرى الكتابة عن أبي نصر التمار، و لا عن يحيى بن معين، و لا عن أحد ممن امتحن فأجاب. قلت: كان يحيى بن معين له أبهة وجلالة. وله بزة حسنة. وكان يركب البغلة ويتجمل. فأجاب في المحنة خوفاً على نفسه. قال حبيش بن مبشر الفقيه: كان يحيى بن معين يحج، فآخر حجة حجها ورجع وصل إلى المدينة، أقام بها يومين ثلاثة. ثم خرج حتى نزل المنزل مع رفقائه، فباتوا. فرأى في النوم هاتفاً يهتف به: يا أبا زكريا أترغب عن جواري، مرتين فلما أصبح قال لرفقائه: امضوا ورجع بها فأقام بها ثلاثاً، ثم مات، فحمل على أعواد النبي صلى الله عليه وسلم، وصلى عليه الناس، وجعلوا يقولون: هذا الذاب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الكذب. قال الخطيب: الصحيح أنه مات في ذهابه قبل أن يحج.

(17/411)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 412
وقال محمد بن جرير الطبري: خرج يحيى حاجاً وكان أكولاً. فحدثني أبو العباس أحمد بن شاه أنه كان في الرفقة التي فيها يحيى بن معين. فلما صاروا بفيد أهدي إلى يحيى بن معين فالوذج ولم ينضج، فقلنا: يا أبا زكريا لا تأكله، فإنا نخافه) عليك. فلم يعبأ بكلامنا وأكله. فلما استقر في معدته حتى شكا وجع بطنه، واستطلق بطنه، إلى أن وصلنا إلى المدينة و لا نهوض به. وتفاوضنا في أمره، ولم يكن لنا سبيل إلى المقام عليه لأجل الحج. ولم ندر ما نعمل في أمره. فعزم بعضنا على القيام عليه وترك الحج. وبتنا ليلتنا فلم نصبح حتى مضى ومات، فغسلناه ودفناه. وقال مهيب بن سليم البخاري: ثنا محمد بن يوسف البخاري قال: كنا في الحج مع يحيى بن معين، فدخلنا المدينة ليلة الجمعة، ومات من ليلته. فلما أصبحنا تسامع الناس بقدوم يحيى وبموته، فاجتمع العامة، وجاءت بنو هاشم فقالوا: نخرج له الأعواد التي غسل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم. فكره العامة ذلك، وكثر الكلام. فقالت بنو هاشم: نحن أولى بالنبي صلى الله عليه وسلم منكم، وهو أهل أن يغسل عليها. ودفن يوم الجمعة في ذي القعدة سنة ثلاث وثلاثين. قال مهيب بن سليم: وفيها ولدت. قال عباس الدوري: مات قبل أن يحج، وصلى عليه والي المدينة. وكلم الحزامي الوالي، فأخرجوا له سرير النبي صلى الله عليه وسلم، فحمل عليه. وقال أحمد بن خيثمة: مات لسبع بقين من ذي القعدة سنة ثلاث وثلاثين. وقد استوفى خمساً وسبعين سنة ودخل في الست. ودفن بالبقيع.

(17/412)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 413
وقال حبيش بن مبشر، وهو ثقة: رأيت يحيى بن معين في النوم فقلت: ما فعل الله بك قال: أعطاني وحباني وزوجني ثلاثمائة حوراء، ومهد لي بين البابين. رأيت غريبة، وهي أن أباا عبد الرحمن السلمي روى عن الدارقطني قال: مات يحيى بن معين قبل أبيه بعشرة أشهر. قال ابن خلكان: رأيت في الإرشاد للخليلي أن ابن معين مات بسبع بقين من ذي الحجة. قال: فعلى هذا تكون وفاته بعد أن حج. قلت: بل الصحيح أنه في ذي القعدة كما مر، وما حج تلك السنة. والله أعلم.
4 (يحيى بن موسى بن عبد ربه المحدث خ. د. ت. ن.)
أبو زكريا الحداني الكوفي، ثم البلخي، ولقبه خت. رحال جوال. سمع سفيان بن عيينة، والوليد بن مسلم، ومحمد بن فضيل، وعبد الله بن نمير، وعبد الرزاق، وطبقتهم. وأكثر وأطنب. وعن: خ.، د.، ت.، ن.، وعبد الله الدارمي، وجعفر الفريابي، وأبو العباس السراج، وطائفة.

(17/413)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 414
وثقة أبو زرعة، وغيره. ومات في رمضان سنة تسع وثلاثين.
4 (يحيى بن يحيى بن كثير بن وسلاس بن شملال بن منعايا الإمام أبو محمد البربري)
المصمودي الليثي، مولى بني ليث الأندلسي القرطبي الفقيه. دخل جده أبو عيسى كثير بن) وسلاس إلى الأندلس، وتولى بني ليث. وولد يحيى بن يحيى سنة اثنتين وخمسين ومائة، وسمع الموطأ من: زياد بن عبد الرحمن شبطون. وسمع من: يحيى بن مضر، وغير واحد. ثم رحل إلى المشرق وهو ابن بضع وعشرين سنة، في آخر أيام مالك رحمه الله. فسمع من مالك الموطأ غير أبواب من الإعتكاف، شك في سماعها، فرواها عن زياد، عن مالك. وسمع: الليث بن سعد، وسفيان بن عيينة، وابن وهب، وحمل عنه موطأه، وعن ابن القاسم مسائله. وحمل عن ابن القاسم من رأيه عشرة كتب، أكثرها سؤاله وسماعه من

(17/414)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 415
مالك. ثم رجع إلى المدينة يسمع ذلك من مالك، فوجده عليلاً، فأقام بالمدينة إلى أن توفي مالك رحمه الله، وحضر جنازته. وسمع أيضاً: من القاسم بن عبد الله العمري، وأنس بن عياض الليثي، وطائفة. وقيل: إنه سمع من نافع من أبي نعيم قاريء المدينة، وما أحسبه أدركه. روى عنه خلق من علماء الأندلس، وانتفعوا به وبعلمه وبفضله. ونال من الرئاسة والحرمة الوافرة ما لم ينله غيره. حمل عنه: ولده أبو مروان عبيد الله، ومحمد بن العباس بن الوليد، ومحمد بن وضاح، وبقي بن مخلد، وصباح بن عبد الرحمن العتقي، وآخرون. وكان أحمد بن خالد بن الحباب يقول: لم يعط أحد من أهل العلم بالأندلس من الحظوة وعظم القدر وجلالة الذكر ما أعطيه يحيى بن يحيى. ويذكر ان يحيى بن يحيى كان عند مالك، فخطر الفيل على باب مالك، فخر كل من كان في مجلسه لرؤيته سوى يحيى. فأعجب ذلك مالكاً، وسأله: من أنت وأين بلدك ولم يزل مكرماً عنده. وعن يحيى بن يحيى قال: أخذت الليث، فأراد غلامه أن يمنعني، فقال الليث: دعه. ثم قال لي: قد خدمك العلم. فلم تزل بي الأيام حتى رأيت ذلك. وقيل: إن عبد الرحمن بن الحكم أمير الأندلس نظر إلى جارية في رمضان، فلم يملك نفسه أن واقعها. فندم وطلب الفقهاء. فحضروا، فسألهم عن توبته، فقال يحيى: صم شهرين متتابعين. فسكتوا. فلما خرجوا قالوا ليحيى: ما لك لم تفته بمذهبنا عن مالك، أنه يخير بين العتق والصوم والإطعام؟

(17/415)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 416
فقال: لو فتحنا له هذا الباب لسهل عليه أن يطأ كل يوم، ويعتق رقبة. فحملته على أصعب الأمور لئلا يعود. وقال ابن عبد البر: قدم يحيى بن يحيى إلى الأندلس بعلم كثير، فعادت فتيا الأندلس بعد عيسى بن دينار عليه، وانتهى السلطان والعامة إلى رأيه. وكان فقيهاً حسن الرأي، لايرى القنوت في الصبح، ولا في سائر الصلوات. ويقول: سمعت الليث بن سعد يقول: سمعت يحيى بن سعيد الأنصاري يقول: إنما قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو أربعين يوماً يدعو على قوم، ويدعو لآخرين.) قال: وكان الليث لا يقنت. قال ابن عبد البر: وخالف يحيى مالكاً في اليمين مع الشاهد، ولم ير القضاء به ولا الحكم، أخذ يقول الليث في ذلك. وكان يرى كراء الأرض بجزء مما يؤخذ منها على مذهب الليث وقال: هي سنة رسول الله عليه وسلم في خيبر. وقضى بدار أبين إذا لم يوجد في أهل الزوجين حكمان يصلحان لذلك. وقال ابن عبد البر أيضاً: كان يحيى بن يحيى بن إمام أهل بلده، والمقتدى به منهم، والمنظور إليه، والمعول. وكان ثقة عاقلاً حسن الرأي والسمت، يشبه في سمته بسمت مالك. ولم يكن له بصر بالحديث. وقال ابن القرضي: كان يفتي برأي مالك، وكان إمام وقته وواحد بلده. وكان رجلاً عاقلاً.

(17/416)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 417
قال محمد بن عمر بن لبابة: فقيه الأندلس عيسى بن دينار، وعالمها عبد الملك بن حبيب، وعاقلها يحيى بن يحيى. وقال ابن الفرضي: وكان يحيى ممن اتهم ببعض الأمر في الهيج، فهرب إلى طليطلة ثم استأمن، فكتب له الأمير الحكم أمان ورده إلى قرطبة. وقال عبد الله بن محمد بن جعفر: رأيت يحيى بن يحيى نازلاً عن دابته، ماشياً إلى الجامع يوم جمعة وعليه عمامة ورداء متين، وأنا أحبس دابة أبي. وقال أبو القاسم بن بشكوال: كان يحيى بن يحيى مجاب الدعوة، قد أخذ في نفسه وهيبته ومقعده هيئة مالك رحمه الله. قلت: وبه ظهر مذهب إلإمام مالك بالأندلس. فإنه عرض عليه القضاء فامتنع. فكان أمير الأندلس لا يولى القضاء بمدائن الأندلس إلا من يشير به يحيى بن يحيى، فكثر تلامذة يحيى لذلك، وأقبلوا على فقه مالك، ونبذوا ما سواه. قال غير واحد: توفي في رجب سنة أربع وثلاثين ومائتين: وقيل: سنة ثلاث.
4 (يزداد بن موسى بن جميل)
حدث ببغداد عن: أبي جعفر الرازي، واسرائيل بن يونس. وتقرد بالرؤية عنهما. وعاش بضعاً وتسعين سنة. روى عنه: عمر بن أيوب السقطي، وعبد الله بن اسحاق المدائني، وعبد الله بن ناجية، وغيرهم.

(17/417)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 418
4 (يزيد بن خالد بن يزيد بن عبد الله بن موهب)
أبو خالد الرملي الزاهد. شيخ الرملة ومسندها. روى عن: الليث بن سعد، ومفضل بن فضالة، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، ويحيى بن حمزة، وعيسى بن يونس، وبكر بن مضر، وابن وهب، وجماعة. وعنه: د.، ون.، ق.، عن رجل، عنه، وأبو حاتم، وأحمد بن ابراهيم البسري، وجعفر بن محمد الفريابي، ومحمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني، والآخرون. وقال) أحمد بن محمد السجزي: ما رأيت محديثاً أخشع لله من يزيد الرملي. قلت: وقع لي حديثه في السماء علواً. أخبرنا أحمد بن إسحاق، أنا الفتح بن عبد الله، أنا محمد بن علي، والقاضي الأيوبي، ومحمد بن أحمد بن الداية، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو الفضل الزهري: ثنا جعفر الفريابي، ثنا يزيد بن خالد بن موهب بالرملة سنة اثنتين وثلاثين، ثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، أن أبا ادريس الخولاني أخبره، أن يزيد بن عميرة، وكان من أصحاب معاذ بن جبل، قال: كان معاذ لا يجلس مجلساً إلا قال حين يجلس: الله حكم قسط، تبارك اسمه، هلك المرتابون. وذكر الحديث. قال أبو القاسم بن عساكر: توفي سنة اثنتين، ويقال: سنة ثلاث وثلاثين سنة سبع وثلاثين ومائتين.

(17/418)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 419
4 (يزيد بن عبد الله بن يزيد ين ميمون بن مهران)
أبو محمد اليمامي، نزيل مكة. شيخ معمر، تفرد بالرواية عن عكرمة بن عمار. وعن: ق.، ويعقوب الفسوي، ومحمد بن عبد الله مطين، وموسى بن هارون، وجماعة. توفي سنة ثلاث أو أربع وثلاثين ومائتين.
4 (يزيد بن مخلد)
أبوخداش الواسطي. عن: هشيم، وبشر بن ميسر. وعنه: ابراهيم بن يوسف الهسنجاني، وعلي بن الحسين بن الجنيد.
4 (يعقوب بن عيسى بن ماهان المروزي)
ثم البغدادي، المؤدب. حدث عن: ابراهيم بن سعد. وعنه: أحمد بن حنبل، وابنه عبد الله بن أحمد، وأبو يعلى الموصلي.
4 (يعقوب بن القاسم)
أبو يوسف الطلحي التيمي. عن: الدراوردي، وابن المبارك، وابن عيينة، وجماعة.

(17/419)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 420
وعنه: الحارث بن أبي أسامة، وعبد الله بن أبي سعد الوراق. وهو ثقة.
4 (يعقوب بن كعب الأنطاكي الحلبي د.)
أبو حامد وأبو يوسف. عن: عبد الله بن وهب، وبقية بن الوليد، وعيسى بن يونس، والوليد بن مسلم، ومحمد بن سلمة الحراني، وأبي معاوية الضرير، وخلق كثير. وعن: د.، وأحمد بن سيار المروزي، ومحمد بن ابراهيم البوسنجي، وأحمد بن أبي خيثمة، وأبو بكر بن أبي عاصم،) وآخرون. قال أبو حاتم: ثقة. وقال أحمد العجلي: ثقة، رجل صالح صاحب سنة.
4 (يوسف بن عدي خ. ن)
أبو يعقوب الكوفي، مولى تيم الله. أخو زكريا بن عدي.

(17/420)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 421
حدث عن: مالك بن أنس، وشريك، وعبيد الله بن عمرو الرقي، وجماعة. وعنه: خ.، ون.، عن رجل، عنه، وأبو زرعة، وأبو حاتم، ويعقوب الفسوي، ومحمد بن ابراهيم البوسنجي، والحسن بن الفرج الغزي، ومحمد بن وضاح، وطائفة من المصريين، وغيرهم. قال أبو زرعة: ثقة. ذهب إلى مصر للتجارة فسكنها. وقال غيره: توفي في ربيع الآخر سنة اثنتين وثلاثين ومائتين. وأضر قبل موته بيسير.
4 (يوسف بن عمرو بن يسار)
الإمام أبو يعقوب المدني ثم المصري، المقريء المعروف بالأزرق. لزم ورشاً مدة طويلة وأتقن عليه القراءة، وتصدر للإقراء. وانفرد عن روش بتغليظ اللامات وترقيق الراءات، وغير ذلك. قرأ عليه خلق منهم: أبو الحسن اسماعيل بن عبد الله النحاس، وقواس المقريء، وأبو بكر عبد الله بن مالك بن سيف. قال أبو عدي عبد العزيز: سمعت أبا بكر بن سيف يقول: سمعت أبا يعقوب الأزرق يقول: إن ورشاً لما تعمق في النحو اتخذ لنفسه مقرءاً يسمى مقرأ ورش. فلما جئت لأقرأ عليه قلت له: يا أبا سعيد إني أحب أن تقرئني مقرأ نافع خالصاً، وتدعني مما استحسنت لنفسك. قال: فقلدته مقرأ نافع. وكنت نازلاً مع ورش في الدار، فقرأت عليه عشرين ختمة بين حدر وتحقيق. فأما التحقيق، فكنت أقرأ عليه في الدار التي

(17/421)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 422
كنا نسكنها في بيت عبد الله. وأما الحدر، فكنت أقرأ عليه إذا رابطت معه بالاسكندرية. قال أبو الفضل الخزاعي: أدركت أهل مصر والمغرب على رواية أبي يعقوب الأزرق عن ورش لايعرفون غيرها.
4 (يوسف بن يحيى)
الإمام أبو يعقوب المصري البويطي الفقيه، صاحب الشافعي. روى عن: ابن وهب، والشافعي، وغيرهما. وعنه: الربيع المرادي رفيقه، وابراهيم الحربي، ومحمد بن اسماعيل الترمذي، وأبو حاتم وقال: صدوق، وأحمد بن ابراهيم بن فيل، والقاسم بن هاشم السمسار، وآخرون. كان صالحاً عابداً متهجداً، دائم الذكر والتشاغل بالعلم. بلغنا أن الشافعي قال: ليس في أصحابي أعلم من البويطي. قال إمام الأئمة ابن خزيمة: كان ابن عبد الحكم أعلم من رأيت بمذهب

(17/422)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 423
مالك، فوقعت بينه وبين البويطي وحشة عند موت الشافعي، فحدثني أبو جعفر السكري قال: تنازع) ابن عبد الحكم والبويطي مجلس الشافعي، فقال البويطي: أنا أحق به منك. وقال الآخر كذلك. فجاء الحميدي، وكان تلك الأيام بمصر، فقال: قال الشافعي: ليس أحد أحق بمجلسي من يوسف، وليس أحد من أصحابي أعلم منه. فقال له ابن عبد الحكم: كذبت. قال: كذبت أنت وأبوك وأمك. وغضب ابن عبد الحكم، وجلس البويطي في مجلس الشافعي، وجلس ابن الحكم في الطاق الثالث. قال زكريا بن أحمد البلخي: نا أبو جعفر محمد بن أحمد الترمذي: ثنا الربيع بن سليمان قال: كان البويطي حين مرض الشافعي بمصر هو، وابن عبد الحكم، والمزني، فاختلفوا في الحلقة أيهم يقعد فيها فبلغ الشافعي فقال: الحلقة للبويطي فلهذا اعتزل ابن عبد الحكم وأصحابه. وكانت أعظم حلقة في المسجد، والناس إليه في الفتيا والسلطان إليه. فكان أبو يعقوب البويطي يصوم ويقرأ القرآن، ولا يكاد يمر يوم وليلة إلا وختم. مع صنائع المعروف إلى الناس. قال: فسعى به، وكان أبو بكر الأصم من سعى به، ليس هو بابن كيسان الأصم. وكان أصحاب ابن أبي دؤاد وابن الشافعي ممن سعى به، حتى كتب فيه ابن أبي دؤاد إلى والي مصر، فامتحنه، فلم يجب. وكان الوالي حسن الرأي فيه. فقال: قل فيما بيني وبينك. قال إنه يفتدى بي مائة ألف، ولا يدرون المعنى. قال: وكان قد أمر أن يحمل إلى بغداد في أربعين رطل حديد. قال الربيع: وكان المزني ممن سعى به، وحرملة. قل أبو جعفر الترمذي: فحدثني الثقة عن البويطي أنه قال: بريء الناس

(17/423)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 424
من دمي إلا ثلاثة: حرملة، والمزني، وآخر. وقال الربيع: كان البويطي أبداً يحرك شفتيه بذكر الله. ما أبصرت أحداً أنزع لحجة من كتاب الله من البويطي. ولقد رأيته على بغل في عنقه غل، وفي رجليه قيد. وبين الغل والقيد سلسلة حديد، وهو يقول: إنما خلق الله الخلق بكن. فإذا كانت مخلوقة، فكان مخلوقاً خلق بمخلوق. ولئن أدخلت عليه لأصدقنه، يعني الواثق، ولأموتن في حديدي هذا، حتى يأتي قوم يعلمون أنه قد مات في هذا الشأن قوم في حديدهم. وقال الربيع أيضاً: كتب إلي البويطي أن أصبر نفسك للغرباء، وحسن خلقك لأهل حلقتك، فإني لم أزل أسمع الشافعي رحمه الله يكثر أن يتمثل بهذا البيت:
(أهبن لهم نفسي لكي يكرمونها .......... ولن تكرم النفس التي لا تهينها)
قلت: ولما توفي الشافعي جلس في حلقته بعده أبو يعقوب البويطي، ثم إنه حمل في أيام المحنة إلى العراق مقيداً، فسجن إلى أن مات في سنة إحدى وثلاثين ومائتين في رجب، رضي الله) عنه. قال أبو عمرو المستملي: حضرنا مجلس محمد بن يحيى الذهلي، فقرأ علينا كتاب البويطي إليه، وإذا فيه: والذي أسألك أن تعرض حالي على إخواننا أهل الحديث، لعل الله يخلصني بدعائهم، فإني والحديد، وقد عجزت عن أداء الفرائض الطهارة والصلاة. فضج الناس بالبكاء والدعاء له. ومن محاسن البويطي، قال أبو بكر الأثرم: كنا في مجلس البويطي، فقرأ علينا الشافعي أن التيمم ضربتان. فقلت له: حديث عمار، عن النبي صلى الله عليه وسلم أن

(17/424)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 425
التيمم ضربة واحدة. فحك من كتابه ضربتان، وصيره ضربة على حديث عمار. ثم قال: قال الشافعي: إذا رأيتم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ألبست فاضربوا على قولي: وخذوا بالحديث فإنه قولي. قل ابن الصلاح: روى هذا الحافظ أبو بكر بن مردويه، القول الذي حكى عن القديم أن التيمم للوجه والكف فحسب.
4 (يوسف بن يعقوب الكوفي الصفار خ. م.)
عن: عبد الله بن ادريس، وأبي بكر بن عياش، وجماعة. وعنه: خ. م. وأبو بكر بن أبي عاصم، والحسن بن سفيان، ومحمد بن عبد الله الحضرمي مطين، وجماعة. وثقة ابو حاتم. توفي سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
4 (يونس عبد الرحيم العسقلاني)
سمع: ابن وهب، وضمرة بن ربيعة. وعنه: حنبل، وابو بكر بن أبي الدنيا، ويعقوب الفسوي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل. قال أبو حاتم: ليس بالقوي.

(17/425)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 426
4 (الكنى)

4 (أبو بكر بن مروان بن الحكم الأسيدي البصري)
توفي سنة أربع وثلاثين. حدث عن: جويرية بن أسماء، وحماد بن زيد. وعنه: عمر بن شبة، والمعمري. قال أبو حاتم: كتبت عنه وليس به بأس.
4 (أبو عبيدة بن الفضل بن عياض المكي)
قدم مصر في وكالة توكلها، فحدث عن والده رحمه الله، ثم رجع إلى مكة وبها توفي سنة ست وثلاثين في صفر، قاله ابن يونس.
4 (أبو يوسف الغسولي الزاهد)
نزيل ثغر طرسوس. رأى إبراهيم بن أدهم. وطال عمره، ولقي كبار الصالحين. وتوفي سنة) أربعين ومائتين بطرسوس.
4 (ماني الموسوس)

(17/426)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 427
هو أبو الحسن محمد بن القاسم المصري، الأديب الشاعر، نزيل بغداد. له نظم بديع، وكان يسكن مزاجه في بعض الأوقات. كان في دولة المتوكل. قال ابن المرزبان: أنشدت لماني:
(سلي عائداتي كيف ابصرن حالتي .......... فإن قلت قد حابينني فاسألي الناسا)

(فإن لم يقولوا مات وهو ميت .......... فزيدي إذاً قلبي جنوناً ووسواساً)
وقال أبو هفان الشاعر: أنشدني أبو الحسن ماني لنفسه:
(ما ساءني إعراضها .......... عني ولكن سرني)

(سألتناها عوض .......... منكل وجه حسن)
وانشد المبرد لماني:
(هف الحضور قواصد النبل .......... قتلننا بالأعين النجل)

(كحل الجمال جفون أعينها .......... فغنين عن كحل بلا كحل)

(وكأنهن إذا أردن خطاً .......... يقلعن أرجلهن من وحل)
وقال أحمد بن عبيد الله: أنشدني ماني الموسوس قال: أنشدنا العديا الحنفي لنفسه:
(ما أنصفتك الجفون لم تكف .......... وقد رأين الحبيب لم يقف)

(فآبك دياراً دب الزمان لها .......... فباع فيها الجفاء باللطف)

(ثم استعارت مسامعاً كسد الل .......... وم عليها من عاشق كلف)

(كأنها إذ تقنعت ببلى .......... شمطاء ما تستقل من خرف)

4 (أحمد بن يحيى بن عبد العزيز أبو عبد الرحمن الأشعري نسباً)
ويعرف بأبي عبد الرحمن الشافعي.

(17/427)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 428
واشتهر بالكنية والنسبة لكونه تفقه بالشافعي، وغلب عليه الجدل والمناظرة والكلام. وأخذ عنه: داوود بن علي الصبهاني علم الاختلاف. قاله أبو عبيد بن حربويه. وقال الخطيب: حدث عن: الوليد بن مسلم، ولشافعي. روى عنه: محمد بن إبراهيم القوهستاني، ومطين. ثم ساق الخطيب له حديثاً. قال الدراقطني: كان من كبار اصحاب الشافعي، ثم صار من أصحاب ابن أبي دؤاد، واتبعه على رأيه.
4 (ابن كلاب)
) هو أبو محمد بن عبد الله بن سعيد بن كلاب المتكلم البصري. كان يرد على المعتزلة وربما وافقهم. ذكر ابو طاهر الذهلي أن الإمام داوود بن علي الأصبهاني أخذ الكلام والجدل عن عبد الله بن كلاب. وفي ترجمة الحارث بن أسد المحاسبي للخطيب أنه تخرج بأبي محمد عبد الله بن سعيد القطان الملقب، فيما حكاه هو، كلاباً. وأصحابه كلابية. لأنه كان يجر الخصوم إلى نفسه بفضل بيانه، كأنه كلاب. قال شيخنا ابن تيمية: كان له فضل وعلم ودين، وكان ممن انتدب للرد على الجهمية. ومن قال عنه انه ابتدع ما ابتدعه ليظهر دين النصارى على

(17/428)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع عشر الصفحة 429
المسلمين كما يذكره طائفة، ويذكرون أنه ارتضى أخته بذلك، فهذا كذب عليه، افتراه عليه المعتزلة والجهمية الذين رد عليهم. فإنهم يزعمون أن من أثبت فقد قال يقول النصارى. قال شيخنا: وهو أقرب إلى السنة من خصومه بكثير، فلما اظهروا القول بخلق القرآن، وقال أئمة السنة بل هو كلام الله غير مخلوق، فأحدث ابن كلاب القول بأنه كلام قائم بذات الرب، بلا قدرة ولا مشيئة. فهذا لم يكن يتصوره عاقل، ولا خطر ببال الجمهور، حتى احدث القول به ابن كلاب. وقد صنف كتباً كثيرة في التوحيد والصفات، وبين فيها أدلة عقلية على فساد قول الجهمية. وبين أن علو الله تعالى على عرشه ومباينته لخلقه معلوم بالفطرة والأدلة العقلية، كما دل ذلك الكتاب والسنة. وكذلك ذكرها الحارث المحاسبي في كتاب فهم القرآن.
4 (أبو دعامة القيسي)
إخباري مشهور اسمه علي بن يزيد، تصغير برد. روى عن: أبي نواس، وأبي العتاهية، وغيرهما. ولم يرو غير الحكايات والأدب. روى عنه: أحمد بن أبي طاهر، ويزيد بن محمد المهلبي، وعون بن محمد الكندي، وغيرهم. ذكره ابن ماكولا في بريد. والله سبحانه وتعالى أعلم.

(17/429)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 5
5 (بسم الله الرحمن الرحيم)

5 (الطبقة الخامسة والعشرون)

1 (الأحداث من سنة إلى)

4 (أحداث سنة إحدى وأربعين وما ئتين)
فيها توفي: الإمام أحمد بن حنبل، وجبارة بن المغلس، والحسن بن حماد سجادة، وأبو توبة الربيع بن نافع الحلبي، وعبد الله بن منير المروزي، وأبو قدامة عبيد الله بن سعيد السرخسي، ومحمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، وأبو مروان محمد بن عثمان العثماني، ومحمد بن عيسى التيمي المقريء، وهدبة بن عبد الوهاب المروزي، ويعقوب بن حميد بن كاسب.
4 (وثوب أهل حمص على واليهم)
وفيها وثب أهل حمص بواليهم محمد بن عبدويه، وأعانهم النصارى، فقاتلهم، وأنجده صالح أمير دمشق.
4 (تناثر الكواكب)
وفي جمادى الآخرة ماجت النجوم في السماء، وتناثرت الكواكب كالجراد

(18/5)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 6
أكثر الليل وكان أمر مزعجا لم يعهد مثله.
4 (غارة الروم على عين زربة)
وفيها أغارت الروم على من بعين زربة.
4 (غارة البجاة في مصر)
وأغارت البجاة على ناحية من مصر، فسار إليهم القمي، وتبعه خلق من المطوعة من الصعيد، فكان في عشرين ألفا بين فارس وراجل. وحمل إليه في بحر القلزم عدة مراكب، فيها أقوات، ولججوا بها في البحر حتى يلاقوا بها ساحل البجاة. وحشد له ملك البجاة عساكر يقاتلون على الإبل بالحراب، فتناوشوا أياما من غير مصاف، وقصد البجاة ذلك ليفنى زاد المسلمين. ثم التقوا، فحملوا على البجاة، فنفرت إبلهم من الأجراس، ونفرت في الجبال، والأودية، ومزقت جمعهم. فأسر وقتل خلق منهم، وساق وراءهم، فهرب الملك وأخذ تاجه وخزائنه. ثم أرسل الملك يطلب الأمان وهو يؤدي الخراج. وسار معهم إلى باب المتوكل في سبعين من خواصه، واستناب ولده، وكان يعبد الأصنام.

(18/6)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 7
4 (أحداث سنة اثنتين وأربعين ومائتين)
فيها توفي: أبو مصعب الزهري، والحسن بن علي الحلواني، وابن ذكوان المقرئ، وزكريا بن يحيى كاتب العمري،) ومحمد بن أسلم الطوسي، ومحمد بن رمح التجيبي، ومحمد بن عبد الله بن عمار، ويحيى بن أكثم.
4 (خبر زلازل عدة)
ويقال: فيها كانت زلزلة عظيمة بقومس وأعمالها، هلك منها خلق تحت الهدم، قيل: بلغت عدتهم خمسة وأربعين ألفا. وكان معظم ذلك بالدامغان، حتى قيل: سقط نصفها.

(18/7)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 8
وزلزلت الري، وجرجان، ونيسابور، وطبرستان. ورجمت قرية السويدا بناحية مضر، ووقع منها حجر على خيمة أعراب. ووزن حجر منها، فكان عشرة أرطال.
4 (مسير جبل باليمن)
وسار جبل باليمن عليه مزارع لأهله حتى أتى مزارع آخرين.
4 (صياح الطائر بحلب)
ووقع بحلب على دلبة طائر أبيض دون الرخمة في رمضان، فصاح: يا معاشر الناس، اتقوا الله الله الله، فصاح أربعين صوتا، ثم طار. وجاء من الغد، ففعل كذلك. وكتب البريد بذلك وأشهد خمسمائة إنسان سمعوه.
4 (خرج الروم إلى آمد والجزيرة)
وفيها حشدت الروم، وخرجوا من ناحية شمشاط إلى آمد والجزيرة، فقتلوا

(18/8)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 9
وسبوا نحو عشرة آلاف، ورجعوا.
4 (الحج هذا الموسم)
وحج بالناس والي مكة عبد الصمد بن موسى بن محمد الهاشمي. وحج من البصرة إبراهيم بن مطهر الكاتب على عجلة تجرها الإبل، وتعجب الناس من ذلك.

(18/9)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 10
4 (أحداث سنة ثلاث وأربعين ومائتين)
توفي فيها: أحمد بن سعيد الرباطي، وأحمد بن عيسى المصري، وإبراهيم بن العباس الصولي،) والحارث المحاسبي، وحرملة، ومحمد بن يحيى العدني، وهارون الحمال.
2 (عزم المتوكل السكنى بدمشق)
وفي آخرها قدم المتوكل إلى دمشق، فأعجبته، وبنى له القصر بداريا، وعزم على سكناها، فعمل يزيد بن محمد المهلبي:
(أظن الشام تشمت بالعراق .......... إذا عزم الإمام على انطلاق)

(فإن تدع العراق وساكنيه .......... فقد تبلى المليحة بالطلاق)
فبدا له ورجع بعد شهرين أو ثلاثة، في سنة أربع.

(18/10)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 11
4 (الحج هذا الموسم)
وحج بالناس عبد الصمد بن موسى، وسار بالموكب من العراق جعفر بن دينار. والله أعلم.

(18/11)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 12
4 (أحداث سنة أربع وأربعين ومائتين)
فيها توفي: أحمد بن منيع، وإبراهيم بن عبد الله الهروي، وإسحاق بن موسى الخطمي، والحسن بن شجاع البلخي الحافظ، وأبو عمار الحسين بن حريث، وحميد بن مسعدة، وعبد الحميد بن بيان الواسطي، وعلي بن حجر، وعقبة بن عبد الله المروزي، ومحمد بن أبان المستملي، ومحمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، ويعقوب بن السكيت.)
4 (فتح حصن للروم)
وفيها افتتح بغا حصنا من الروم يقال له صملة.

(18/12)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 13
4 (نفي طبيب المتوكل)
وفيها سخط المتوكل على طبيبه بختيشوع، ونفاه إلى البحرين.
4 (اتفاق الأعياد)
وفيها اتفق عيد الأضحى، وفطير اليهود، وعيد الشعانين للنصارى في يوم واحد.

(18/13)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 14
4 (أحداث سنة خمس وأربعين ومائتين)
فيها توفي: أحمد بن عبدة الضبي، وإسحاق بن إسرائيل، وإسماعيل بن موسى السدي، وذو النون المصري، وسوار بن عبد الله العنبري، وعبد الله بن عمران العابدي، ودحيم، وأبو تراب النخشبي، ومحمد بن رافع، وهشام بن عمار.
4 (عموم الزلازل في البلاد)
ويقال: فيها عمت الزلازل الدنيا، فأخربت القلاع والمدن والقناطر، وهلك خلق بالعراق والمغرب. وسقطت من أنطاكية نيف وتسعون برجا. وتقطع جبلها الأقرع وسقط في البحر. وسمع من السماء أصوات هائلة، وهلك أكثر أهل اللاذقية تحت الردم. وذهبت جبلة بأهلها، وهدمت بالس وغيرها. وامتدت إلى خراسان، ومات خلائق منها. وأمر المتوكل بثلاثة آلاف ألف درهم للذين أصيبوا بمنازلهم.

(18/14)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 15
وزلزلت مصر. وسمع أهل بلبيس من ناحية مصر ضجة هائلة، فمات خلق من أهل بلبيس. وغارت عيون مكة.
4 (بناء الماحوزة)
) وفيها أمر المتوكل ببناء الماحوزة، وسماها الجعفري. وأقطع الأمراء بناها، وأنفق بعد ذلك عليها أكثر من ألفي ألف دينار. وبنى قصرا سماه اللؤلؤة، لم ير مثله في علوه وارتفاعه. وحفر للماحوزة نهرا كان يعمل فيه اثنا عشر ألف رجل، فقتل المتوكل وهم يعملون فيه، فبطل عمله، وخربت الماحوزة، ونقض القصر.
4 (غارة الروم على سميساط)
وفيها أغارت الروم على سميساط فقتلوا خمسمائة، وسبوا، فغزا علي بن يحيى، فلم يظفر بهم.

(18/15)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 16
4 (أحداث سنة ست وأربعين ومائتين)
فيها توفي: أحمد بن إبراهيم الدورقي، وأحمد بن أبي الحواري، وأبو عمرو الدوري المقريء، ودعبل الشاعر، ولوين، ومحمد بن مصفى، والمسيب بن واضح.
4 (غزو المسلمين الروم)
وفيها غزا المسلمون الروم، فسبوا، واستنقذوا خلائق من الأسرى.
4 (تحول المتوكل إلى الماحوزة)
ويوم عاشوراء تحول المتوكل إلى الماحوزة مدينته التي أمر ببنائها، وفرق في الصناع والعمال عليها مبلغا عظيما.

(18/16)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 17
4 (المطر ببلخ)
وفيها مطرت بناحية بلخ مطرا دما عبيطا.
4 (الحج هذا الموسم)
وحج بالركب العراقي محمد بن عبد الله بن طاهر، فولي أعمال الموسم، وأخذ معه ثلاثمائة ألف دينار لأهل مكة، ومائة ألف لأهل المدينة، ومائة ألف لإجراء الماء من عرفات إلى مكة.

(18/17)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 18
4 (أحداث سنة سبع وأربعين ومائتين)
فيها توفي: إبراهيم بن سعد الجوهري، وأبو عثمان المازني،) والمتوكل على الله، وسلمة بن شبيب، وسفيان بن وكيع، والفتح بن خاقان الوزير.
2 (بيعة المنتصر بالله)
وفي رابع شوال بويع بالخلافة بعد قتل المتوكل ابنه المنتصر بالله محمد. فولى المظالم أبا عمرة أحمد بن سعيد مولى بني هاشم.

(18/18)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 19
4 (أحداث سنة ثمان وأربعين ومائتين)
فيها توفي: أحمد بن صالح المصري، والحسين الكرابيسي، وطاهر بن عبد الله الأمير، وعبد الجبار بن العلاء، وعبد الملك بن شعيب بن الليث، وعيسى بن حماد زغبة، والقاسم بن عثمان الجوعي، ومحمد بن حميد الرازي، والمنتصر بالله محمد، ومحمد بن زنبور المكي، وأبو كريب محمد بن العلاء، ومحمد بن موسى الحرشي، وأبو هشام الرفاعي.
4 (وقوع الوحشة بين وصيف التركي والوزير)
وفيها وقع بين الوزير أحمد بن الخصيب وبين وصيف التركي وحشة، فأشار الوزير على المنتصر أن يبعد عنه وصيفا، وخوفه منه. فأرسل إليه: إن طاغية الروم أقبل يريد الإسلام، فسر إليه. فآعتذر، فأحضره وقال: إما أن تخرج أنت أو أخرج.) فقال: لا، بل أخرج أنا.

(18/19)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 20
فانتخب المنتصر معه عشرة آلاف، وأنفق فيهم الأموال، وساروا. ثم بعث المنتصر إلى وصيف يأمره بالمقام بالثغر أربع سنين.
2 (خلع المعتز والمؤيد من المعهد)
وفي صفر خلع المعتز والمؤيد أنفسهما من المعهد مكرهين. لما استقامت الأمور للمنتصر ألح عليه أحمد بن الخصيب، ووصيف، وبغا في خلعهما خوفا من موته قبل المعتز، فيهلكهم المعتز. وكان المنتصر مكرما للمعتز والمؤيد إلى أربعين يوما من خلافته، ثم جعلهما في حجرة، فقال المعتز لأخيه: أحضرنا يا شقي هنا للخلع. قال: ما أظنه يفعل. فجاءتهم الرسل بالخلع، فأجاب المؤيد، وامتنع المعتز وقال: إن كنتم تريدون قتلي فافعلوا. فمضوا وعادوا فحبسوه في بيت، وأغلظوا له، ثم دخل عليه أخوه المؤيد وقال: يا جاهل قد رأيت ما جرى على أبينا، وأنت أقرب إلى القتل، إخلع، ويلك، فإن كان في علم الله أنك تلي لتلين. فخلع نفسه، وكتبا على أنفسهما أنهما عاجزان، وقصدنا أن لا يأثم المتوكل بسببنا، إذ لم نكن له موضعا. واعترافا بذلك في مجلس العامة بحضرة جعفر بن عبد الواحد الهاشمي، ووصيف، وبغا، ومحمد بن عبد الله بن طاهر، وبغا الصغير، وأعيان بني عمهما. فقال لهما المنتصر: أترياني خلعتكما طمعا في أن أعيش بعدكما حتى يكبر ولدي عبد الوهاب وأبايع له والله ما طمعت في ذلك. ووالله لأن يلي بنو أبي أحب إلي بنو عمي، ولكن هؤلاء وأومأ إلى الأمراء ألحوا علي في خلعكما، فخفت عليكما من القتل إن لم أفعل، فما كنت أصنع

(18/20)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 21
أقتلهم؟ فو الله ما تفي دماؤهم كلهم بدم بعضكما. فأكبا عليه فقبلا يده وضمهما إليه وانصرفا.
4 (مقتل محمد الخارجي)
وفيها حكم محمد بن عمر الخارجي بناحية الموصل ومال إليه خلق. وسار لحربه إسحاق بن ثابت الفرغاني، فالتقوا، فقتل جماعة من الفريقين، ثم أسر محمد وجماعة، فقتلوا وصلبوا إلى جانب خشبة بابك.
4 (استيلاء الصفار على خراسان)
وفيها قويت شوكة يعقوب بن الليث الصفار، واستولى على معظم إقليم خراسان وسار من سجستان ونزل هراة،) وفرق في هذه الأموال.
2 (مقتل المنتصر بالله)
وفيها قتل المنتصر بالله بالذبحة، وهي الخوانيق، وقيل: إنه سم.

(18/21)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 22
2 (بيعة المستعين بالله)
وبويع بعده المستعين بالله أبو العباس أحمد بن المعتصم. وأمه أم ولد، اسمها مخارق. وكان مليحا أبيض، بوجهه أثر جدري، وكان ألثغ. ولما هلك المنتصر اجتمع القواد وتشاوروا، وذلك برأي ابن الخصيب، فقال لهم أوتامش: متى وليتم أحدا من ولد المتوكل لا يبقي منا باقية. فقالوا: ما لها إلا أحمد بن المعتصم ولد أستاذنا. فقال محمد بن موسى المنجم سرا: أتولون رجلا عنده أنه أحق بالخلافة من المتوكل وأنتم دفعتموه عنها ولكن اصطنعوا إنسانا يعرف ذلك لكم. فلم يقبلوا منه، وبايعوا أحمد المستعين وله ثمان وعشرون سنة. فاستكتب أحمد بن الخصيب، واستوزر أوتامش. فبينا هو قد دخل دار العامة في دست الخلافة، إذا جماعة من الشاكرية والغوغاء وبعض الجند، وهم نحو ألف، قد شهروا السلاح وصاحوا: المعتز يا منصور.
4 (فتنة الغوغاء)
ونشبت الحرب بين الفريقين، وقتل جماعة. فخرج المستعين عن دار العامة وأتى إلى القصر الهاروني، فبات به. ودخل الغوغاء دار العامة، فنهبوا خزائن السلاح، ونهبوا دورا عديدة. وكثرت الأسلحة واللامة عليهم، فأجلاهم بغا الصغير عن دار العامة، وكثرت القتلى بينهم. فوضع المستعين العطاء

(18/22)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 23
فسكنوا. وبعث بكتاب البيعة إلى محمد بن عبد الله بن طاهر إلى بغداد، فبايع الناس. وأعطى المستعين أحمد بن الخصيب أموالا عظيمة.
4 (نفي ابن الخصيب إلى أقريطش)
ثم في هذه السنة، في رجب أو قبله، نفاه إلى أقريطش، ونهب أمواله بعد المحبة الزائدة. وذلك بتدبير أوتامش، وحطه عليه عند المستعين.
4 (تولية ابن طاهر العراق)
وفيها عقد المستعين لمحمد بن عبد الله بن طاهر على العراق والحرمين والشرطة.
4 (وفاة طاهر بن عبد الله)
) وتوفي أخوه طاهر بن عبد الله بخراسان، فعقد المستعين لابنه محمد بن طاهر على خراسان.

(18/23)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 24
4 (موت بغا الكبير)
ومات بغا الكبير في جمادى الآخرة، فعقد المستعين لابنه موسى بن بغا على أعمال أبيه.
4 (حبس المعتز والمؤيد)
وفيها حبس المستعين المعتز والمؤيد، وضيق عليهما، واشترى أكثر أملاكهما كرها. وجعل لهما في السنة نحو ثلاثة وعشرين ألف دينار.
4 (الفتنة بين أهل حمص وعاملهم)
وفيها أخرج أهل حمص عاملهم، فراسلهم وخدعهم حتى دخلها، فقتل منهم طائفة، وحمل من أعيانهم مائة إلى العراق، وهدم سور حمص.
4 (العقد لأوتامش على مصر والمغرب)
وفيها عقد المستعين لأوتامش على مصر والمغرب مع الوزارة، ففرق في الجند ألفي ألف دينار.
4 (غزوة الصائفة)
وفيها غزا وصيف الصائفة.

(18/24)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 25
4 (نفي ابن خاقان)
وفيها نفى المستعين عبيد الله بن يحيى بن خاقان إلى برقة، والله أعلم.

(18/25)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 26
4 (أحداث سنة تسع وأربعين ومائتين)
فيها توفي: عبد بن حميد، وأبو حفص الفلاس.
4 (شغب الجند ببغداد)
وفي صفر، شغب الجند ببغداد عند مقتل عمر بن عبيد الله الأقطع، وعلي بن يحيى الأرمني أمير الغزاة ببلاد الروم مجاهدين، وعند استيلاء الترك على بغداد، وقتلهم المتوكل وغيره، وتمكنهم من الخلفاء وأذيتهم للناس. ففتح الجند والشاكرية السجون، وأحرقوا الجسر، وانتهبوا الدواوين، ثم خرج نحو ذلك بسر من رأى. فركب بغا وأوتامش، وقتلوا من العامة جماعة. فحمل عليهم العامة، ففتكت من الأتراك جماعة. وشج وصيف بحجر، فأمر بإحراق الأسواق.
4 (مقتل أوتامش)
) وفي ربيع الآخر قتل أوتامش وكاتبه شجاع، فاستوزر المستعين أبا

(18/26)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 27
صالح عبد الله بن محمد بن يزداد.
4 (عزل جعفر بن عبد الواحد عن القضاء)
وفيها عزل عن القضاء جعفر بن عبد الواحد وولاه جعفر بن محمد بن عمار البرجمي الكوفي.
4 (خبر الزلزلة في الري)
وجاءت زلزلة هلك فيها خلق تحت الهدم في الري.

(18/27)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 28
4 (أحداث سنة خمسين ومائتين)
فيها توفي: أبو الطاهر أحمد بن السرح، وأبو الحسين البزي مقريء مكة، والحارث بن مسكين، وأبو حاتم السجستاني، وعباد بن يعقوب الرواجني شيعي، وعمرو بن عثمان الحمصي، والجاحظ، وكثير بن عبيد الحمصي، ونصر بن علي الجهمضي.
4 (مقتل يحيى بن عمر في المصاف بالكوفة)
وفيها ظهر يحيى بن عمر بن يحيى بن حسين بن زيد بن علي بن الحسين بالكوفة. وقتل في المصاف بينه وبين جيش محمد بن عبد الله بن طاهر بناحية الكوفة، ومحمود بن خالد، وهشام بن خالد الأزرق.

(18/28)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 29
4 (استيلاء الحسن بن زيد على آمل)
ثم في رمضان، خرج الحسن بن زيد بن محمد الحسني بطبرستان واستولى على آمل، وجبى الخراج، وامتد سلطانه إلى الري، وهمذان، والتجأ إليه كل من يريد الفتنة والنهب. وانهزم عسكر ابن طاهر بين يديه مرتين. فبعث المستعين جيشا إلى همدان.
4 (العقد للعباس على العراق)
وفيها عقد المستعين لابنه العباس على العراق والحرمين.
4 (نفي جعفر بن عبد الواحد)
) وفيها نفي جعفر بن عبد الواحد إلى البصرة لأنه عزل عن القضاء، وبعث إلى الشاكرية، فأفسدهم.
4 (وثوب أهل حمص بعاملهم)
وفيها وثب أهل حمص بعاملها الفضل بن قارن، فقتلوه في رجب، فسار إليهم موسى بن بغا، فالتقوا عند الرستن، فهزمهم، وافتتح حمص، وقتل فيها مقتلة عظيمة. وأحرق فيها وأسر من رؤوسها.

(18/29)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 30

(18/30)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 31
1 (تراجم رجال هذه الطبقة)

4 (حرف الألف)
أحمد بن إبراهيم بن كثير م. د. ت. ق. أبو عبد الله العبدي النكري البغدادي الدورقي. أخو يعقوب الدورقي، وهي نسبة إلى عمل القلانس الدورقية. وكان أبوه صالحا ناسكا. فقيل إنه كان من تنسك في ذلك الزمان سمي دورقيا.

(18/31)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 32
وقيل: كانوا يلبسون القلانس الطويلة الدورقية. سمع: هشيما، وجريد بن عبد الحميد، وحفص بن غياث، ويزيد بن زريع، وإسماعيل بن علية، وطائفة. وعنه: م. د. ت. ق.، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وأحمد بن منصور الرمادي، والهيثم بن خلف الدوري، ومحمد بن محمد بن بدر الباهلي، وآخرون. قال أبو حاتم: صدوق. وقال ابن عساكر: توفي لسبع بقين من شعبان سنة ست وأربعين. قلت: كمل ثمانين سنة، وقد جمع وصنف، وكان حافظا فهما. أحمد بن أبان القرشي. سمع: الدراوردي. وعنه: أبو بكر البزار في مسنده. أحمد بن إبراهيم بن مهران. أبو الفضل البوشنجي. عن: سفيان بن عيينة، وأنس بن عياض.

(18/32)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 33
وعنه: الحسين المحاملي، ومحمد بن مخلد. ولعله بقي إلى بعد الخمسين. أحمد بن إدريس.) أبو حميد الجلاب. بغدادي، روى عن: هشيم. وعنه: الحسين المحاملي، وغيره. أحمد بن إسحاق بن الحصين خ أبو إسحاق السلمي البخاري المعروف بالسرماري، وسرماريا من قرى بخارى. سمع: يعلى بن عبيد، وعثمان بن عمر بن فارس، وطبقتهما. وعنه: خ.، وإسحاق ابنه، وإدريس بن عبدك، وطائفة. وكان ثقة زاهدا مجاهدا فارسا مشهورا، يضرب بشجاعته المثل. قال إبراهيم بن عفان البزاز: كنا عند أبي عبد الله البخاري، فجرى ذكر أبي إسحاق السرماري فقال: ما نعلم في الإسلام مثله. فخرجت من عنده، فإذا أجد رئيس المطوعة، فأخبرته، فغضب ودخل على البخاري فسأله، فقال: ما كذا قلت. ولكن ما بلغنا أنه كان في الإسلام ولا في الجاهلية مثله.

(18/33)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 34
رواها إسحاق بن أحمد بن خلف، عن إبراهيم هذا. وقال أبو صفوان إسحاق: دخلت على أبي يوما، وهو في البستان يأكل وحده، فرأيت في مائدته عصفورا يأكل معه، فلما رآني العصفور طار. وعن أحمد بن إسحاق السرماري قال: ينبغي لقائد الغزاة عشر خصال: أن يكون في قلب الأسد لا يجبن، وفي كبر النمر لا يتواضع، وفي شجاعة الدب يقتل بجوارحه كلها، وفي حملة الخنزير لا يولي دبره، وفي إغارة الذئب إذا آيس من وجه أغار من وجه وفي حمل السلاح كالنملة تحمل أكثر من وزنها، وفي الثبات كالصخر، وفي الصبر كالحمار، وفي وقاحة الكلب لو دخل صيده النار لدخل خلفه، وفي التماس الفرصة كالديك. أخبرني أبو علي بن الخلال، أنا جعفر الهمداني، أنا أبو طاهر السلفي، أنا المبارك بن الطيوري، وأبو علي البرداني قالا: أنا هناد النسفي، أنا محمد بن أحمد غنجار: سمعت أبا بكر محمد بن خالد المطوعي: سمعت أبا الحسن محمد بن إدريس المطوعي البخاري: سمعت إبراهيم بن شماس يقول: كنت أكاتب أحمد بن إسحاق السرماري، فكتب إلي: إذا أردت الخروج إلى بلاد الغزية في شراء الأسرى فاكتب إلي. فكتبت إليه فقدم إلى سمرقند فخرجنا. فلما علم جبغويه استقبلنا في عدة من جيوشه، فأقمنا عنده، إلى أن فرغنا من شراء الأسرى. فركب يوما وعرض جيشه فجاء رجل فعظمه وبجله وخلع عليه، فسألني السرماري عن الرجل، فقلت: هذا رجل مبارز يعد بألف فارس،) لا يولي من ألف. فقال: أنا أبارزه. فلم التفت إلى قوله، فسمع جبغويه ذلك، فقال لي: ما يقول هذا قلت: يقول كذا وكذا. فقال: لعل هذا الرجل سكران لا يشعر، ولكن غدا نركب. فلما كان الغد ركب، وركب هذا المبارز، وركب أحمد السرماري ومعه عامود في كمه، فقام بإزائه، فدنا منه المبارز، فهزم أحمد نفسه منه حتى باعده من الجيش، ثم ضربه بالعامود قتله، وتبع إبراهيم بن شماس لأنه كان سبقه

(18/34)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 35
بالخروج إلى بلاد المسلمين فلحقه. وعلم جبغويه فبعث في طلبه خمسين فارسا من خيار جيشه، فلحقوا أحمد. فوقف تحت تل مختفيا حتى مروا كلهم، ثم خرج، فجعل يضرب بالعامود واحدا بعد واحد، ولا يشعر من كان بالمقدمة حتى قتل تسعة وأربعين نفسا، وأخذ واحدا منهم فقطع أنفه وأذنيه وأطلقه. فذهب إلى جبغويه فأخبره، فلما كان بعد عامين وتوفي أحمد ذهب إبراهيم بن شماس في الفداء، فقال له جبغويه: من كان ذاك الذي قتل فرساننا قال: ذاك أحمد السرماري. قال: لم تحمله معك قلت: إنه توفي. فصك وجهه وصك في وجهي وقال: لو أعلمتني أنه هو لكنت أصرفه من عندي مع خمسمائة برذون وعشرة آلاف غنم. وبه إلى غنجار: ثنا أبو عمرو أحمد بن محمد المقريء: سمعت بكر بن منير يقول: رأيت أحمد السرماري، وكان ضخما، أبيض الرأس واللحية. ومات بقريته سرماري، فبلغ كراء الدابة من المدينة إليها عشرة دراهم. وخلف ديونا كثيرة، فكان غرماؤه ربما يشترون من ماله حزمة القصب من خمسين درهما إلى مائة درهم حبا له. فما رجعوا حتى قضوا ديونه. وبه: سمعت أبا نصر أحمد بن أبي حامد الباهلي: سمعت أبا موسى عمران بن محمد المطوعي: سمعت أبي يقول: كان عامود السرماري ثمانية عشر منا. فلما شاخ جعله اثني عشر منا. وكان يقاتل بالعامود. وبه: سمعت محمد بن خالد، وأحمد بن محمد قالا: سمعنا عبد الرحمن بن محمد بن جرير: سمعت عبيد بن واصل: سمعت السرماري يقول، وأخرج سيفه فقال: اعلم يقينا أني قتلت به ألفي تركي، وإن عشت قتلت به ألفا أخرى. ولولا) أني أخاف أن تكون بدعة لأمرت أن يدفن معي. ذكر محمود بن سهل الكاتب، وذكر السرماري، فقال: كانوا في بعض الحروب وقد حاصروا مكانا ورئيس العدو قاعد على صفة، فأخرج السرماري

(18/35)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 36
سهما فغرزه في الصفة فأوما الرئيس لينتزعه، فرماه بسهم آخر خاط يده، فتطاول الكافر لينزع ما في يده، فرماه بسهم في نحره قتله، وانهزم العدو، وكان الفتح. توفي سنة اثنين وأربعين. أحمد بن إسحاق الأهوازي البزاز د. ن. عن: أبي أحمد الزبيدي، وأبي عبد الرحمن المقريء. وعنه: د. ن.، وعبدان، ومحمد بن جرير الطبري، وجماعة. وقال النسائي: صالح. توفي سنة خمسين. أحمد بن أسد بن سامان. الأمير أبو إسماعيل والد الملوك السامانية أمراء ما وراء النهر. وهو أخو الأمير نوح بن أسد الدين. افتتح اسبيجاب، إحدى مدائن الترك، في أيام المعتصم. توفي أحمد بفرغانة سنة خمسين. أحمد بن بجير. أبو عبد الله البزاز. شيخ عراقي.

(18/36)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 37
روى عن: إسماعيل بن علية، ومعاذ بن معاذ، وإسحاق الأزرق. وعنه: أبو بكر بن أبي الدنيا. أحمد بن بكار بن أبي ميمونة ن أبو عبد الرحمن الحراني، مولى بني أمية. سمع: محمد بن سلمة، وأبا معاوية الضرير. وعنه: ن. وقال: لا بأس به، وأبو عروبة، ومحمد بن الباغندي. مات في صفر سنة أربع وأربعين بحران. أحمد بن ثابت ق.) أبو بكر الجحدري البصري. عن: سفيان بن عيينة، وغندر، وعبد الوهاب الثقفي، ووكيع، ويحيى القطان، وخلق. وعنه: ق.، وابن أبي داود، وأبو عروبة الحراني، وعمر بن بجير، وأبو بكر بن خزيمة، وآخرون. عاش إلى سنة خمسين. أحمد بن ثابت.

(18/37)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 38
أبو يحيى الرازي الحافظ فرخويه. سمع: عبد الرزاق، وعفان، وأقرانهما. وعنه: محمد بن أيوب الرازي، وإبراهيم بن يوسف الهسنجاني. وكان غير ثقة. أحمد بن الحسن بن جنيدب خ. ت. أبو الحسن الترمذي الحافظ. سمع: أبا النضر، ويعلى بن عبيد الله بن موسى، وأبا نعيم، وسعيد بن أبي مريم، وأبا صالح كاتب الليث، وخلقا كثيرا بالعراق، ومصر، وخراسان. وعنه: خ. ت.، وأبو بكر بن محمد بن إسحاق بن خزيمة، وأهل خراسان. وسألوه عن العلل والجرح والتعديل والفقه. وكان من تلامذة أحمد بن حنبل. روى عنه خ. حديثا عن أحمد بن حنبل في المغازي. وقدم نيسابور سنة إحدى وأربعين. ولا تاريخ لموته. أحمد بن الحسن بن خراش م. ت.

(18/38)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 39
أبو جعفر البغدادي. عن: عبد الرحمن بن مهدي، وشبابة، ووهب بن جرير. وعنه: م. ت.، ومحمد بن هارون المجدر، وأبو العباس السراج، وآخرون. توفي سنة اثنين وأربعين. أحمد بن الحسن الكندي البغدادي. حدث بالري عن أبي عبيدة اللغوي، وحجاج بن نصير. وعنه: الفضل بن شاذان المقريء، والحسن بن الليث الرازيان.) ذكره ابن أبي حاتم. أحمد بن حميد. أبو زرعة الجرجاني الصيدلاني الحافظ نزيل مكة. صحب يحيى القطان. وكان عارفا بالعلل. روى عنه: موسى بن هارون. أحمد بن حميد.

(18/39)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 40
أبو طالب الفقيه صاحب أحمد بن حنبل. فقير صالح، خير، عالم، له مسائل. روى عنه: أبو محمد فوزان، وزكريا بن يحيى. توفي سنة أربع وأربعين. أحمد بن خالد ت. ن. أبو جعفر البغدادي الخلال. قاضي الثغر. سمع: ابن عيينة، وإسحاق الأزرق. وعنه: ت. ن.، وجعفر الفريابي، وأحمد الأبار، وجماعة. قال أبو حاتم: ثقة خير. وتوفي سنة ست وأربعين أو سنة سبع. أحمد بن الخصيب الجرجرائي الكاتب.

(18/40)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 41
كاتب المنتصر قبل الخلافة. فلما استخلف وزر له، فظهر منه جهل وحمق وتيه. قال له المنتصر يوما: أريد أن أقطع السيدة، يعني أمه، ضياع شجاع والدة المتوكل. قال: وما قلت للفاجرة فقال المنتصر: قتلني الله إن لم أقتلك. وكان سيء الخلق متكبرا، استغاث به مظلوم يوما، فأخرج رجله من الركاب ورفسه على فؤاده، فسقط ميتا. فعز ذلك على المنتصر، وأراد قتله، فمات قبل أن يتفرغ له. وقيل: إنه رفعت له قصص بني هاشم، فكتب عليها: هشم الله وجوههم.) وكتب على قصة للأنصار: لا نصرهم الله. ولما ولي المستعين هم به، فأرضاه بالأموال، فيقال إنه أعطى المستعين ألف ألف درهم وغضب عليه، ونفاه إلى جزيرة أقريطش. أحمد بن الخليل ن.

(18/41)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 42
أبو علي البغدادي البزاز، نزيل نيسابور. عن: علي بن عاصم، ويزيد بن هارون، وحجاج بن محمد الأعور، وأبي النضر، وطبقتهم. وعنه: ن. وقال: ثقة، وعبدان الأهوازي، وابن خزيمة، وآخرون. مات لثلاث بقين من ربيع الأول سنة ثمان وأربعين. أحمد بن سعيد بن إبراهيم الحافظ خ. م. د. ت. ن. أبو عبد الله الرباطي الأشقر. نزيل نيسابور. سمع: وكيعا، وعبد الرزاق، وإسحاق بن منصور السلولي، ووهب بن جرير، وسعيد بن عامر، وطائفة. وعنه: الجماعة سوى ق.، وإبراهيم بن أبي طالب، والحسبن بن محمد القباني، وابن خزيمة، وأبو العباس السراج، وعدة. وعنه قال: جئت إلى أحمد بن حنبل، فجعل لا يرفع رأسه إلي، فقلت: يا أبا عبد الله إنه يكتب الحديث عني بخراسان، فإن عاملتني بهذا رموا بحديثي.

(18/42)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 43
فقال أحمد: هل بد أن يقال يوم القيامة: أين عبد الله بن طاهر وأتباعه فانظر أين تكون منه. قلت: إنما ولاني أمر الرباط، فلذلك دخلت معه. فجعل يكرر قوله علي. توفي سنة ثلاث وأربعين، وقيل: سنة خمس وأربعين. وكان يحفظ ويفهم. أحمد بن سعيد بن يعقوب الكندي الحمصي. أبو العباس. عن: بقية، وعثمان بن سعيد بن كثير. وعنه: ن. وقال لا بأس به، وسعيد بن عمرو البرذعي. وأجاز لابن أبي حاتم.) أحمد بن صاعد الصوري الزاهد. له مواعظ وكلام نافع. حكى عنه: أحمد بن أبي الحواري، وسعد بن محمد البيروتي، ومحمد بن الحسن الجوهري، وآخرون. ذكره ابن أبي حاتم.

(18/43)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 44
أحمد بن صالح خ. د. أبو جعفر الطبري. أبوه المصري الحافظ أحد أركان العلم والحفظ. قال أبو سعيد بن يونس: كان أبوه جنديا من جنود طبرستان، فرلد له أحمد بمصر سنة سبعين ومائة. قلت: سمع: سفيان بن عيينة، وعبد الله بن وهب، وحرمي بن عمارة، وعنبسة بن سعيد، وابن أبي فديك، وعبد الرزاق، وعبد الله بن نافع، وطائفة. وعنه: خ. د.، ثم خ. عن رجل عنه، وعمرو الناقد، والذهلي، ومحمد بن عبد الله بن نمير، ومحمود بن غيلان، وأبو زرعة الدمشقي، وصالح جزرة، وأبو إسماعيل الترمذي، وخلق كثير آخرهم أبو بكر بن أبي داود.

(18/44)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 45
وقدم بغداد سنة اثنتي عشرة ومائتين، فسمع من عفان، وجالس أحمد بن حنبل وناظره. قال أبو زرعة: سألني أحمد بن حنبل: من بمصر قلت له: أحمد بن صالح. فسر بذكره ودعا له. وقال صالح بن محمد: قال أحمد بن صالح: كان عند ابن وهب مائة ألف حديث، كتبت عنه خمسين ألف حديث. قال صالح: لم يكن بمصر أحد يحسن الحديث غير أحمد بن صالح. وكان رجلا جامعا، يعرف الفقه والحديث والنحو، ويتكلم في حديث الثوري وشعبة وأهل العراق يعني يذاكر به. قال: وكان يذاكر بحديث الزهري ويحفظه. وقال علي بن الحسين بن الجنيد: سمعت ابن نمير يقول: ثنا أحمد بن صالح، وإذا جاوزت الفرات فليس أحد مثله. وسئل عنه أبو حاتم فقال: ثقة كتبت عنه بمصر، ودمشق، وأنطاكية. وقال البخاري: هو ثقة صدوق، ما رأيت أحدا يتكلم فيه بحجة. وقال يعقوب الفسوي: كتبت عن ألف شيخ وكسر، حجتي فيما بيني وبين الله رجلان: أحمد بن حنبل، وأحمد بن صالح. وقال أحمد بن عبد الله العجلي: أحمد بن صالح ثقة، صاحب سنة.)

(18/45)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 46
وقال أبو عبيد الآجري: سمعت أبا داود يقول: كتب أحمد بن صالح المصري عن سلامة بن روح، وكان لا يحدث عنه. وكتب عن ابن زبالة خمسين ألف حديث، وكان لا يحدث عنه. وقال ابن وارة الحافظ: أحمد بن حنبل ببغداد، وأحمد بن صالح بمصر، والنفيلي بحران، وابن نمير بالكوفة هؤلاء أركان الدين. وقال البغوي: سمعت أبا بكر زنجويه يقول: قدمت مصر فأتيت أحمد بن صالح، فسألني: من أين أنت قلت: من بغداد. قال: تكتب لي موضع منزلك، فإني أريد أن أوافي العراق، حتى تجمع بيني وبين أحمد بن حنبل. قال: فقدم، فذهب به إلى أحمد، فقام إليه ورحب به وقربه وقال: بلغني أنك جمعت حديث الزهري، فتعال نذكر ما روى عن الصحابة. فتذاكرا، ولم يغرب أحدهما على الآخر. ثم تذاكرا ما روي عن أنباء الصحابة، إلى أن قال أحمد بن حنبل: عندك عن الزهري، عن محمد بن جبير، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن عوف، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما يسرني أن لي حمر النعم وأني لم أشهد حلف المطيبين. فقال أحمد بن صالح: أنت الأستاذ وتذكر مثل هذا فجعل أحمد يبتسم ويقول: رواه عنه رجل مقبول، أو صالح، عبد الرحمن بن إسحاق. فقال: من رواه عنه. قال: ثناه رجلان ثقتان: ابن علية، وبشر بن المفضل. فقال: سألتك بالله إلا ما أمليته علي. فقال: من الكتاب.

(18/46)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 47
ثم قام وأخرج الكتاب وأملاه. فقال أحمد بن صالح: لو لم أستفد من العراق إلا هذا الحديث كان كثيرا. ثم ودعه وخرج. وقال أبو زرعة الدمشقي: حدثني أحمد بن صالح قال: حدثت أحمد بن حنبل بحديث زيد بن ثابت في بيع الثمار، فأعجبه، واستزادني مثله، فقلت: ومن أين مثله وعن أبي نعيم قال: ما قدم علينا أحد أعلم بحديث أهل الحجاز من هذا الفتى، يعني أحمد بن صالح. وقال عبدان: سمعت أبو داود يقول: أحمد بن صالح ليس هو كما يتوهمه الناس. وقال صالح جزرة: حضرت مجلس أحمد بن صالح فقال: حرج على كل مبتدع وماجن أن يحضر مجلسي. فقلت: أما الماجن فأنا هو.) وذاك أنه قيل له: إن صالحا الماجن قد حضر مجلسك. قال أبو بكر الخطيب: يقال كان آفة أحمد بن صالح الكبر وشراسة الخلق. ونال النسائي منه جفاء في مجلسه، فذلك الذي أفسد بينهما. قال ابن عدي: سمعت محمد بن هارون البرقي يقول: حضرت مجلس

(18/47)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 48
أحمد بن صالح وطرد النسائي من مجلسه، فحمله على أن تكلم فيه. قال النسائي في الكنى: أبو جعفر أحمد بن صالح ليس بثقة ولا مأمون، تركه محمد بن يحيى، ورماه يحيى بن معين بالكذب، ثناه معاوية بن صالح عن يحيى قال: أحمد بن صالح كذاب يتفلسف. وقال ابن عدي: سمعت محمد بن سعد السعدي: سمعت النسائي: سمعت معاوية بن صالح يقول: سألت ابن معين، عن أحمد بن صالح فقال: رأيته كذابا يخطر في جامع مصر. وروى الحاكم، عن أبي حامد السياري: ثنا أبو بكر محمد بن داود الرازي يقول: ارتحلت إلى أحمد بن صالح، فدخلت فتذاكرنا إلى أن ضاق الوقت، ثم أخرجت من كمي أطرافا فيها أحاديث سالته عنها. فقال لي: تعود. فعدت من الغد مع أصحاب الحديث، فأخرجت الأطراف وسألته عنها، فقال: تعود. فقلت: أليس قلت لي بالأمس تعود ما عندك ما يكتب أو رد علي مسندا أو مرسلا أو حرفا مما أستفيد، فإن لم أورد لك عمن هو أوثق منك فلست بأبي زرعة. ثم قمت وقلت لأصحابنا: من ههنا ممن يكتب عنه قالوا: يحيى بن بكير. فذهبت إليه. وروى أبو عمرو الداني، عن مسلمة بن القاسم الأندلسي قال: الناس مجمعون على ثقة أحمد بن صالح. وقال. وكان سبب تضعيف النسائي له أنه كان لا يحدث أحدا حتى يشهد عنده رجلان أنه من أهل الخير والعدالة، كما كان يفعل زائدة. فدخل النسائي بلا إذن ولم يأته بمن يشهد له، فلما رآه أنكره وأمر بإخراجه.

(18/48)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 49
وقال ابن عدي: كان النسائي ينكر عليه أحاديث منها: عن ابن وهب، عن مالك، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة: الدين النصيحة. والحديث فقد رواه يونس بن عبد الأعل، عن ابن وهب. قال: وقد كان سمع في كتب حرملة، فمنعه حرملة، ولم يدفع إليه إلا نصف الكتب. فكان أحمد بن صالح ينكر كل من بدأ بحرملة إذا وافى مصر، لم يحدثه أحمد.) وسمعت بعض مشايخنا يقول: قال أحمد بن صالح: صنف ابن وهب مائة ألف وعشرين ألف حديث، فعند بعض الناس منها الكل، يعني حرملة، وعند بعض الناس النصف، يعني نفسه. قال: وسمعت القاسم بن مهدي يقول: كان أحمد بن صالح يستعير مني كل جمعة الحمار، فيركبه إلى الصلاة. وكنت جالسا عند حرملة في الجامع، فجاء أحمد على باب الجامع، فنظر إلينا وإلى حرملة ولم يسلم، فقال حرملة: أنظر إلى هذا، بالأمس يحمل دواتي، واليوم يمر بي فلا يسلم. قال القاسم: ولم يحدثني أحمد لأني كنت جالسا عند حرملة. قال: وسمعت عبد الله بن محمد بن سلم المقدسي يقول: قدمت مصر، فبدأت بحرملة، فكتبت عنه كتاب عمرو بن الحارث، ويونس بن يزيد، والفوائد. ثم ذهبت إلى بن صالح، فلم يحدثني. فحملت كتاب يونس فحرقته بين يديه لأرضيه، وليتني لم أحرقه، فلم يرض، ولم يحدثني. قال ابن عدي: وأحمد من حفاظ الحديث. وكلام ابن معين فيه تحامل

(18/49)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 50
وأما سوء ثناء النسائي عليه فلما تقدم. إلى أن قال: ولولا أني شرطت أن أذكر في كتابي كل من تكلم فيه متكلم لكنت أجل أحمد بن صالح أن أذكره. وقال ابن يونس: مات في ذي القعدة سنة ثمان وأربعين. قال: ولم يكن عندنا بحمد الله كما قال النسائي، ولم تكن له آفة غير الكبر. قلت: وقع لي حديثه عاليا في جزء ابن الطلاية وغيره. أحمد بن صالح المكي السواق. يقال له السمومي. عن: مؤمل بن إسماعيل، ونعيم بن حماد، وطبقتهما.

(18/50)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 51
وعنه: الحسن بن الليث الرازي. قال أبو زرعة: صدوق، لكنه يحدث عن الضعفاء والمجهولين. وقال ابن أبي حاتم: روى عن مؤمل أحاديث في الفتن تدل على توهين أمره. أحمد بن عبد الله بن الحكم م. ت. ن. أبو الحسين ابن الكردي الهاشمي مولاهم البصري. عن: مروان بن معاوية، وغندر، وجماعة. وعنه: م. ت. ن.، والبزار في مسنده، وقاسم بن زكريا المطرز، وآخرون. توفي سنة سبع وأربعين.) أحمد بن عاصم الأنطاكي الزاهد. قد تقدم. أحمد بن أبي الحواري عبد الله بن ميمون د. ق.

(18/51)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 52
أبو الحسن الثعلبي الغطفاني الدمشقي الزاهد. أحد الأئمة. أصله من الكوفة. سمع: ابن عيينة، والوليد بن مسلم، وحفص بن غياث، وعبد الله بن إدريس، وأبا معاوية، وعبد الله بن نمير، وعبد الله بن وهب، وأبا الحسن الكسائي، وخلقا. وصحب أبا سليمان الداراني. وأخذ بدمشق عن: أبي مسهر، وجماعة. وعنه: د. ق.، وأبوا زرعة، وأبو حاتم، وسعيد بن عبد العزيز الحلبي، ومحمد بن خزيم، ومحمد بن المعافى الصيداوي، وأبو الجهم المشغراني، ومحمد بن محمد الباغندي، وخلق كثير. قال هارون بن سعيد، عن يحى بن معين، وذكر أحمد بن أبي الحواري، فقال: أهل الشام به يمطرون.

(18/52)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 53
رواها ابن أبي حاتم، عن محمد بن يحيى بن مندة، عنه. وقال محمود بن خالد، وذكر أحمد بن أبي الحواري، فقال: ما أظن بقي على وجه الأرض مثله. وعن الجنيد قال: أحمد بن أبي الحواري ريحانة الشام. وقال أبو زرعة: حدثني أحمد بن أبي الحواري قال: قلت لشيخ دخل مسجد النبي صلى الله عليه وسلم: دلني على مجلس إبراهيم بن أبي يحيى. فما كلمني. فإذا هو عبد العزيز الدراوردي. وقال أحمد بن عطاء الروذباري: سمعت عبد الله بن أحمد بن أبي الحواري قال: كنا نسمع بكاء أبي بالليل حتى نقول: قد مات. ثم نسمع ضحكه حتى نقول: قد جن. وقال محمد بن عوف الحمصي: رأيت أحمد بن أبي الحواري عندنا بطرسوس، فلما صلى العتمة قام يصلي، فاستفتح بالحمد إلى قوله: إياك نعبد وإياك نستعين فطفت الحائط كله ثم رجعت، فإذا هو لا يجاوز إياك نعبد وإياك نستعين. ثم نمت، ومررت به سحرا وهو يقرأ إياك نعبد فلم يزل يرددها إلى الصبح. وقال سعيد بن عبد العزيز: سمعت أحمد بن أبي الحواري يقول: من عمل بلا اتباع سنة فعمله باطل. وقال: من نظر إلى الدنيا نظر إرادة وحب، أخرج الله نور اليقين والزهد من قلبه.

(18/53)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 54
قلت: ولأحمد قدم ثابت في العلم والحديث والزهد والمواظبة.) ومن مناقبه: قال أبو الدحداح الدمشقي: نا الحسين بن حامد أن كتاب المأمون ورد على إسحاق بن يحيى بن معاذ أمير دمشق، أن آحضر المحدثين بدمشق فآمتحنهم. فأحضر هشام بن عمار، وسليمان بن عبد الرحمن، وعبد الله بن ذكوان، وأحمد بن أبي الحواري، فآمتحنهم امتحانا ليس بالشديد، فأجابوا، خلا أحمد بن أبي الحواري، فجعل يرفق به ويقول: أليس السماوات مخلوقة أليست الأرض مخلوقة وأحمد يأبى أن يطيعه. فسجنه في دار الحجارة، ثم أجاب بعد، فأطلقه. وقال أحمد بن أبي الحواري: قال لي أحمد بن حنبل: متى مولدك قلت: سنة أربع وستين ومائة. قال: هي مولدي. وقد ذكر السلمي في محن الصوفية أحمد بن أبي الحواري فقال: شهد عليه قوم أنه يفضل الأولياء على الأنبياء، وبذلوا الخطوط عليه. فهرب من دمشق إلى مكة، وجاور حتى كتب إليه السلطان يسأله الرجوع، فرجع. قلت: هذا من الكذب على أحمد، رحمه الله، فإنه كان أعلم بالله من أن يقع في ذلك، وما يقع في هذا إلا ضال جاهل. وقال السلمي في تاريخ الصوفية: سمعت محمد بن جعفر بن مطر: سمعت إبراهيم بن يوسف الهسنجاني يقول: رمى أحمد بن أبي الحواري بكتبه في البحر وقال: نعم الدليل كنت. والاشتغال بعد الوصول محال. ثم قال السلمي: سمعت محمد بن عبد الله الطبري: سمعت يوسف بن الحسين يقول: طلب أحمد بن أبي الحواري العلم ثلاثين سنة، ثم حمل كتبه كلها إلى البحر فغرقها، وقال: يا علم لم أفعل هذا بك استخفافا، ولكن لما

(18/54)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 55
أهتديت بك استغنيت عنك. ثم روى السلمي وفاة ابن أبي الحواري سنة ثلاثين ومائتين، وهذا غلط.
4 (حكاية عجيبة لا أعلم صحتها)
روى السلمي، عن محمد بن عبد الله، وأبي عبد الله بن بالويه، عن أبي بكر الغارمي: سمعا أبا بكر السباك، سمعت يوسف بن الحسين يقول: كان بين أبي سليمان الداراني، وأحمد بن أبي الحواري عقد لا يخالفه في أمر. فجاءه يوما وهو يتكلم في مجلسه فقال: إن التنور قد سجر. فلم يجبه. فقال: إن التنور قد سجر، فما تأمر فلم يجبه. فأعاد الثالثة فقال: اذهب فاقعد فيه. كأنه ضاق به. وتغافل أبو سليمان ساعة، ثم ذكر فقال: اطلبوا أحمد، فإنه في التنور، لأنه على عقد أن لا يخالفني. فنظروا فإذا هو في التنور لم يحترق منه شعرة.) قال عمرو بن دحيم: توفي لثلاث بقين من جمادى الآخرة سنة ست وأربعين. أحمد بن عبد الله بن خالد بن موسى.

(18/55)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 56
أبو علي الشيباني الجوباري ويقال الجويباري الهروي، المعروف بستوق. وجوبار: من أعمال هراة. روى عن: جرير، وابن عيينة، والفضل بن موسى السيناني، ووكيع، وغيرهم أحاديث وضعها عليهم. وعنه: محمد بن كرام السجستاني شيخ الكرامية، وأحمد بن بهرام، وآحاد الناس. قال ابن عدي: له أحاديث كثيرة وضعها. وقال الدارقطني: كذاب. وقال الحاكم أبو عبد الله: لا يحل كتب حديثه بوجه. قلت: ومن موضوعاته: روي عن أبي يحيى المعلم، عن حميد، عن أنس يرفعه قال: يكون في أمتي رجل يقال له النعمان بن ثابت يكنى أبا حنيفة، يجدد الله سنتي على يديه. توفي في رجب سنة سبع وأربعين.

(18/56)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 57
أحمد بن عبد الرحمن بن بكار بن عبد الملك بن الوليد بن بسر بن أرطأة. ت. ن. ق. أبو الوليد القرشي العامري البسري الدمشقي، نزيل بغداد. سمع: الوليد بن مسلم، وعراك بن خالد، ومروان بن معاوية. وعنه: ت. ن. ق.، وأبو محمد الدارمي، وعبد الله بن ناجية، وأبو القاسم البغوي، وأبو حامد الحضرمي، وحاجب الفرعاني، وآخرون. قال أبو حاتم: صدوق. وقال النسائي: صالح. مات في رمضان سنة ثمان وأربعين. وقال الباغندي: نا إسماعيل بن عبد الله اليشكري قال: لم يسمع أبو الوليد من الوليد بن مسلم شيئا. وكنت أعرفه شبه قاص. وكان يحلل النساء للرجال، ويعطى السبي، سامحه الله. أحمد بن عبدة بن موسى الضبي م. ع.

(18/57)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 58
أبو عبد الله البصري. سمع: حماد بن زيد، وعبد الواحد بن زياد، وحفص بن جميع، وطائفة. وعنه: م. ع.، وزكريا الساجي، وأبو بكر بن خزيمة، وخلق كثير.) وكان ثقة نبيلا. توفي في شوال سنة خمس وأربعين. أحمد بن عثمان بن عبد النور م. ت. ن. أبو عثمان النوفلي البصري، المعروف بأبي الجوزاء عن: أبي داود الطيالسي، وقريش بن أنس، وأزهر السمان، وغيرهم. وعنه: م. ت. ن. وأبو بكر بن أبي عاصم، وآخرون. وكان من نساك أهل البصرة وثقاتهم. توفي سنة ست وأربعين ومائتين. أحمد بن عمرو بن عبد الله بن عمرو بن السرح م. د. ن. ق.

(18/58)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 59
أبو الطاهر الأموي، مولاهم المصري الفقيه. عن: سفيان بن عيينة، وابن وهب، وسعيد الآدم. وعنه: م. د. ن. ق.، وطائفة آخرهم ابو بكر بن أبي داود. وكان من جلة العلماء، شرح موطأ ابن وهب. وتوفي لأربع عشرة خلت من ذي القعدة سنة خمسين. وتفرد عن ابن وهب بحديث. قال ابن عدي: ثناه أبو العلاء الكوفي، والقاسم بن مهدي، والعباس بن محمد، ومحمد بن زياد بن حبيب، وغيرهم قالوا: ثنا أبو طاهر بن السرح، نا ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن أبي يونس، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل بني آدم سيد، الرجل سيد أهله، والمرأة سيدة بيتها. هذا حديث صحيح غريب. أحمد بن عيسى بن حسان خ. م. د. ن. ق.

(18/59)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 60
أبو عبد الله المصري المعروف بابن التستري. سمع: ضمام بن إسماعيل، ومفضل بن فضالة، وابن وهب، وبشر بن بكر، وأزهر السمان، وغيرهم. وعنه: الجماعة سوى ت.، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وإبراهيم الحربي، ويوسف القاضي، وأبو القاسم البغوي، وأبو يعلى الموصلي، وآخرون. قال: أبو داود: سألت ابن معين عنه فحلف بالله أنه كذاب.) وقال أبو زرعة لما نظر في صحيح مسلم: يروي عن أحمد بن عيسى في الصحيح، وما رأيت أهل مصر يشكون في انه. وأشار إلى لسانه. وأما النسائي فقال: ليس به بأس. وقال الخطيب: ما رأيت لمن ترك الاحتجاج بحديثه حجة. مات بسامراء في صفر سنة ثلاث وأربعين ومائتين. وكان أبوه يتجر إلى تستر، فعرف بالتستري، وهي ششتر.

(18/60)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 61
أحمد بن عيسى بن زيد بن علي بن الشهيد الحسين الحسيني. سيد العلوية وشيخهم. حبسه الرشيد عند الفضل بن الربيع مدة، فهرب وتنقل واختفى دهرا طويلا، وكبر وضعف بصره. مات بالبصرة سنة سبع وأربعين في رمضان. أحمد بن عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن الإمام علي بن أبي طالب. أبو طاهر العلوي المدني. عن: أبيه، وابن أبي فديك. وعنه: محمد بن منصور بن يزيد الكوفي، وأبو يونس المدني، وغيرهما. ذكره ابن أبي حاتم، وأبو أحمد الحاكم، ولم يضعفاه. له غرائب.
4 (الإمام أحمد بن محمد بن حنبل)
الإمام أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد بن إدريس بن عبد الله بن حيان بن عبد الله بن أنس بن عوف بن قاسط بن مازن بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل.

(18/61)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 62

(18/62)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 63
الإمام أبو عبد الله الشيباني. هكذا نسبه ولده عبد الله واعتمده أبو بكر الخطيب، وغيره. وقال ابن أبي حاتم: ثنا صالح بن أحمد قال: وجدت في كتاب أبي نسبه فساقه إلى مازن، ثم قال: ابن هذيل بن شيبان بن ثعلبة بن عكابة. قلت: قال فيه هذيل بن شيبان كما ترى، وهو غلط. وقال البغوي: نا صالح بن أحمد فقال فيه: ذهل، بدل: هذيل. وكذا نقل إبراهيم بن إسحاق الغسيل، عن صالح. فدل على أن الوهم من ابن أبي حاتم. وأما قول عباس الدوري، وأبي بكر بن أبي داود أن الإمام أحمد كان من بني ذهل بن شيبان، فغلطهما الخطيب) وقال: إنما كان من بني شيبان بن ذهل بن ثعلبة. قال: وذهل بن ثعلبة هو عم ذهل بن شيبان بن ثعلبة. فينبغي أن يقال فيه: أحمد بن حنبل الذهلي على الإطلاق. وقد نسبه البخاري إليهما معا فقال: الشيباني الذهلي. وأما ابن ماكولا مع بصره بالأنساب فوهم، وقال في سياق نسبه: مازن بن ذهل بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة. ولم يتابع عليه. وقال صالح بن أحمد: قال لي أبي: ولدت في ربيع الأول سنة أربع وستين ومائة. قال صالح: وجيء بأبي حمل من مرو، فتوفي أبوه محمد شابا ابن ثلاثين

(18/63)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 64
سنة، فوليت أبي أمه. قال أبي: وكانت قد ثقبت أذني، فكانت أمي تصير فيهما لؤلؤتين. فلما ترعرعت نزعتهما، فكانتا عندها، فدفعتهما إلي، فبعتهما بنحو من ثلاثين درهما. وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل، وأحمد بن أبي خيثمة إنه ولد في ربيع الآخر. وقال حنبل: سمعت أبا عبد الله يقول: طلبت الحديث سنة تسع وسبعين، وجاءنا رجل وأنا في مجلس هشيم فقال: مات حماد بن زيد. فمن شيوخه: هشيم، وسفيان بن عيينة، وإبراهيم بن سعد، وجرير بن عبد الحميد، ويحيى القطان، والوليد بن مسلم، وإسماعيل بن علية، وعلي بن هاشم بن البريد، ومعتمر بن سليمان، وعمار بن محمد ابن أخت الثوري، ويحيى بن سليم الطائفي، وغندر، وبشر بن المفضل، وزياد البكائي، وأبو بكر بن عياش، وأبو خالد الأحمر، وعباد بن عباد المهلبي، وعباد بن العوام، وعبد العزيز بن عبد الصمد العمي، وعمر بن عبيد الطنافسي، والمطلب بن زياد، ويحيى بن أبي زائدة، والقاضي أبو يوسف، ووكيع، وابن نمير، وعبد الرحمن بن مهدي، ويزيد بن هارون، وعبد الرزاق، والشافعي، وخلق كثير. وممن روى عنه: خ. م. د.، ومن بقي بواسطة و خ. د. أيضا بواسطة، وإبناه صالح، وعبد الله، وشيوخه: عبد الرزاق، والحسن بن موسى الأشيب، والشافعي لكنه قال: الثقة. ولم يسمه. وأقرانه: علي بن المديني، ويحيى بن معين، ودحيم الشامي، وأحمد بن أبي الحواري، وأحمد بن صالح المصري.

(18/64)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 65
ومن القدماء: محمد بن يحيى الذهلي، وأبوا زرعة، وعباس الدوري، وأبو حاتم، وبقي بن مخلد، وإبراهيم الحربي، وأبو بكر الأثرم، وأبو بكر المروزي، وحرب الكرماني، وموسى بن هارون، ومطين، وخلق آخرهم أبو القاسم البغوي. وقال أبو جعفر بن ذريح العكبري: طلبت أحمد بن حنبل لأسأله عن مسألة، فسلمت عليه، وكان شيخا مخضوبا،) طوالا، أسمر شديد السمرة. وقال الخطيب: ولد أبو عبد الله ببغداد ونشأ بها، وطلب العلم بها، ثم رحل إلى الكوفة، والبصرة، ومكة، والمدينة، واليمن، والشام، والجزيرة. وقال أحمد: مات هشيم سنة ثلاث وثمانين، وخرجت إلى الكوفة في تلك الأيام، ودخلت البصرة سنة ست وثمانين. ثم دخلتها سنة تسعين، وسمعت من علي بن هاشم سنة تسع وسبعين. ثم عدت إليه المجلس الآخر وقد مات. وهي السنة التي مات فيها مالك. وقال: قدمنا مكة سنة سبع وثمانين، وقد مات الفضيل، وفي سنة إحدى وتسعين، وفي سنة ست. وأقمت بمكة سنة سبع، وخرجنا سنة ثمان. وأقمت سنة تسع وتسعين عند عبد الرزاق، وحججت خمس حجج، منها ثلاث راجلا. وأنفقت في إحدى هذه الحجج ثلاثين درهما. ولو كان عندي خمسون درهما لخرجت إلى جرير بن عبد الحميد. وقال: رأيت ابن وهب بمكة، ولم أكتب عنه. وقال محمد بن حاتم: ولي جد الإمام أحمد حنبل بن هلال: سرخس، وكان من أبناء الدعوة. فحدثت أنه ضربه المسيب بن زهير الضبي ببخارى، لكونه شغب الجند.

(18/65)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 66
وعن عباس النحوي قال: رأيت أحمد بن حنبل حسن الوجه، ربعه، يخضب بالحناء خضابا ليس بالقاني. وفي لحيته شعرات سود. ورأيت ثيابه غلاظا، إلا أنها بيض. ورأيته معتما وعليه إزار. وقال حنبل: سمعت أبا عبد الله يقول: ذهبت لأسمع من ابن المبارك فلم أدركه. وكان قد قدم فخرج إلى الثغر، فلم أسمع منه ولا رأيته. وقال عارم أبو النعمان: وضع أحمد عندي نفقته، فكان يجيء فيأخذ منها حاجته، فقلت له يوما: يا أبا عبد الله بلغني أنك من العرب. فقال: يا أبا النعمان نحن قوم مساكين. فلم يزل يدافعني حتى خرج ولم يقل لي شيئا. وقال صالح: عزم أبي على الخروج إلى مكة. ورافق يحيى بن معين، فقال أبي: نجح ونمضي إلى الصنعاء إلى عبد الرزاق فمضينا حتى دخلنا مكة، فإذا عبد الرزاق في الطواف، وكان يحيى يعرفه، فطفنا، ثم جئنا إلى عبد الرزاق، فسلم عليه يحيى وقال: هذا أخوك أحمد بن حنبل. فقال: حياه الله، إنه ليبلغني عنه كلام أسر به. ثبته الله على ذلك. ثم قام لينصرف، فقال يحيى: ألا ناخذ عليه الموعد.) فأبى أحمد وقال: لم أغير النية في رحلتي إليه. أو كما قال. ثم سافر إلى اليمن لأجله، وسمع منه الكتب، وأكثر عنه.

(18/66)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 67
فصل في إقباله على العلم في إقباله على العلم واشتغاله وحفظه قال الخلال: أنا المروذي أن أبا عبد الله قال له: ما تزوجت إلا بعد الأربعين. وعن أحمد الدورقي، عن أبي عبد الله قال: نحن كتبنا الحديث من ستة وجوه وسبعة وجوه، لم نضبطه، فكيف يضبطه من كتبه من وجه واحد. وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعت أبا زرعة يقول: كان أبوك يحفظ ألف ألف حديث. فقيل له: وما يدريك قال: ذاكرته فأخذت عليه الأبواب. وقال جنيد: سمعت أبا عبد الله يقول: حفظت كل شيء سمعته من هشيم، وهشيم حي. وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: قال سعيد بن عمرو البردعي: يا أبا زرعة، أنت أحفظ أم أحمد بن حنبل فقال: بل أحمد. قلت: وكيف علمت قال: وجدت كتبه ليس في أوائل الأجزاء ترجمة أسماء المحدثين الذين سمع منهم. فكان يحفظ كل جزء ممن سمعه، وأنا لا أقدر على هذا. وعن أبي زرعة قال: حرز كتب أحمد يوم مات، فبلغت اثني عشر حملا وعدلا، وما كان ظهر كتاب منها: حديث فلان ولا: فلان. وكل ذلك كان يحفظه عن ظهر قلبه.

(18/67)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 68
وقال الحسن بن منبه: سمعت أبا زرعة قال: أخرج إلي أبو عبد الله أجزاء كلها: سفيان، ليس على حديث منها: ثنا فلان. فظننتها عن رجل واحد، فانتخبت منها. فلما قرأ علي جعل يقول: ثنا وكيع، ويحيى، وثنا فلان. فعجبت من ذلك، وجهدت أن أقدر على شيء من هذا، فلم أقدر. قال المروذي: سمعت أبا عبد الله يقول: كنت أذاكر وكيعا بحديث الثوري، وكان إذا صلى العشاء الآخرة خرج من المسجد إلى منزله. فكنت أذاكره، فربما ذكر تسعة عشرة أحاديث، فأحفظها. فإذا دخل قال لي أصحاب الحديث: إمل علينا. فأملها عليهم.) وقال الخلال: ثنا أبو إسماعيل الترمذي: سمعت قتيبة بن سعيد يقول: كان وكيع إذا كانت العتمة ينصرف معه أحمد بن حنبل، فيقف على الباب فيذاكره. فأخذ وكيع ليلة بعضادتي الباب ثم قال: يا أبا عبد الله، أريد أن ألقي عليك حديث سفيان. قال: هات. قال: تحفظ عن سفيان، عن سلمة بن كهيل كذا قال: نعم. ثنا يحيى. فيقول: سلمة كذا وكذا، فيقول: ثنا عبد الرحمن. فيقول: وعن سلمة كذا كذا. فيقول: أنت حدثتنا. حتى يفرغ من سلمة، فيقول أحمد: فتحفظ عن سلمة كذا وكذا فيقول وكيع: لا. ثم يأخذ في حديث شيخ، شيخ. فلم يزل قائما حتى جاءت الجارية فقالت: قد طلع الكوكب. أو قالت الزهرة. وقال عبد الله: قال لي أبي: خذ أي كتاب شئت من كتب وكيع. فإن شئت أن تسألني عن الكلام حتى أخبرك بالإسناد، وإن شئت بالإسناد، حتى أخبرك عن الكلام. وقال الخلال: سمعت أبا القاسم بن الختلي وكفاك به يقول: أكثر الناس يظنون أن أحمد إذا سئل كان علم الدنيا بين عينيه. وقال إبراهيم الحربي: رأيت أحمد كأن الله جمع له علم الأولين والآخرين.

(18/68)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 69
وعن أحمد بن سعيد الرازي قال: ما رأيت أسود أحفظ لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أعلم بفقهه ومعانيه من أحمد بن حنبل. وقال ابن أبي حاتم: ثنا أحمد بن سلمة: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: كنت أجالس بالعراق أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وأصحابنا. وكنا نتذاكر الحديث من طريقين وثلاثة. فيقول يحيى من بينهم: وطريق كذا. فأقول: أليس قد صح هذا بإجماع منا فيقولون: نعم. فأقول: ما تفسيره ما فقهه فيقفون كلهم، إلا أحمد بن حنبل. وقال الخلال: كان أحمد قد كتب الرأي وحفظها، ثم لم يلتفت إليها. وقال أحمد بن سنان: ما رأيت يزيد بن هارون لأحد أشد تعظيما منه لأحمد بن حنبل. لا رأيته أكرم أحدا مثله. وكان يقعده إلى جنبه ويوقره ولا يمازحه. وقال عبد الرزاق: ما رأيت أفقه من أحمد بن حنبل ولا أروع.) وقال إبراهيم بن شماس: سمعت وكيعا يقول: ما قدم الكوفة مثل ذاك الفتى يعني أحمد وسمعت حفص بن غياث يقول ذلك. وعن: عبد الرحمن بن مهدي قال: ما نظرت إلى أحمد بن حنبل إلا تذكرت به سفيان الثوري. وقال القواريري: قال لي يحيى القطان: ما قدم علي مثل أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين.

(18/69)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 70
وقال أبو اليمان: كنت أشبه أحمد بن حنبل بأرطأة بن المنذر. وقال الهيثم بن جميل: إن عاش هذا الفتى سيكون حجة زمانه، يعني أحمد. وقال قتيبة: خير أهل زماننا ابن المبارك، ثم هذا الشاب، يعني أحمد بن حنبل. وقال أبو داود: سمعت قتيبة يقول: إذا رأيت الرجل يحب أحمد فأعلم أنه صاحب سنة. وقال عبد الله بن أحمد بن شبويه، عن قتيبة: لو أدرك أحمد عصر الثوري، والأوزاعي، ومالك، والليث، لكان هو المقدم. فقلت: لقتيبة: تضم أحمد إلى التابعين فقال: إلى كبار التابعين. وسمعت قتيبة يقول: لولا الثوري لمات الورع، ولولا أحمد بن حنبل لأحدثوا في الدين. وقال أحمد بن سلمة: سمعت قتيبة يقول: أحمد بن حنبل إمام الدنيا. وقال العباس بن الوليد البيروتي: ثنا الحارث بن عباس قال: قلت لأبي مسهر: هل تعرف أحدا يحفظ على هذه الأمة أمر دينها قال: لا أعلمه إلا شاب في ناحية الشرق، يعني أحمد بن حنبل. وقال المزني: قال لي الشافعي: رأيت ببغداد شابا إذا قال: حدثنا، قال

(18/70)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 71
الناس كلهم: صدق. قلت: من هو قال: أحمد بن حنبل. وقال حرملة: سمعت الشافعي يقول: خرجت من بغداد، فما خلفت بها رجلا أفضل ولا أعلم ولا أفقه ولا أتقى من احمد بن حنبل. وقال الزعفراني: قال لي الشافعي: ما رأيت أعقل من أحمد بن حنبل، وسليمان بن داود الهاشمي. وقال محمد بن إسحاق بن راهويه: سمعت أبي يقول: قال لي أحمد بن حنبل: تعال حتى أريك رجلا لم تر مثله. فذهب بي إلى الشافعي.) قال أبي: وما رأى الشافعي مثل أحمد بن حنبل. لولا أحمد وبذل نفسه لما بذلها له لذهب الإسلام. وعن إسحاق قال: أحمد حجة بين الله وبين خلفه. وقال محمد بن عبدويه: سمعت علي بن المديني وذكر أحمد بن حنبل فقال: هو أفضل عندي من سعيد بن جبير في زمانه. لأن سعيدا كان له نظراء، وإن هذا ليس له نظير. أو كما قال. وقال علي بن المديني: إن الله أعز هذا الدين بأبي بكر الصديق يوم الردة، وبأحمد بن حنبل يوم المحنة. وقال أبو عبيد: انتهى العلم إلى أربعة: أحمد بن حنبل وهو أفقههم، وذكر الحكاية. وقال محمد بن نصر الفراء: سمعت أبا عبيد يقول: أحمد بن حنبل إمامنا،

(18/71)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 72
إني لأتزين بذكره. وقال أبو بكر الأثرم، عن أبي عبيد: ما رأيت رجلا أعلم بالسنة من أحمد. وقال أحمد بن الحسن الترمذي: سمعت الحسن بن الربيع يقول: ما شبهت أحمد بن حنبل إلا بابن المبارك في سمته وهيئته. وقال الطبراني: ثنا محمد بن الحسين الأنماطي قال: كنا في مجلس فيه يحيى بن معين، وأبو خيثمة، وجماعة، فجعلوا يثنون على أحمد بن حنبل فقال رجل: لا تكثروا بعض هذا. فقال يحيى بن معين: وكثرة الثناء على أحمد تستنكر لو جلسنا مجالسنا بالثناء عليه ما ذكرنا فضائله بكمالها. وقال عباس، عن ابن معين: ما رأيت مثل أحمد. وقال جعفر النفيلي: كان أحمد من أعلام الدين. وقال المروذي: حضرت ابا ثور سئل عن مسألة فقال: قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل شيخنا وإمامنا فيها كذا و كذا. وقال إبراهيم الحربي: قال ابن معين: ما رأيت أحدا يحدث لله إلا ثلاثة: يعلى بن عبيد، والقعنبي، وأحمد بن حنبل. وقال عباس الدوري: سمعت ابن معين يقول: أرادوا أن أكون مثل أحمد، والله لا أكون مثله أبدا. وقال أبو خيثمة: ما رأيت مثل احمد بن حنبل، ولا أشد قلبا منه. وقال علي بن خشرم: سمعت بشر بن الحارث، وسئل عن أحمد بن حنبل فقال: أنا أسأل عن أحمد إن أحمد أدخل الكير فخرج ذهبا أحمر.

(18/72)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 73
رواها جماعة، عن ابن خشرم. وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: قال أصحاب بشر بن الحارث حين ضرب أحمد في المحنة: ياأبا نصر لو أنك خرجت، فقلت: إني على قول أحمد بن حنبل. فقال بشر: أتريدون أن أقوم مقام الأنبياء.) رويت من وجهين عن بشر، وزاد أحدهما: قال بشر: حفظ الله أحمد من بين يديه ومن خلفه. وقال القاسم بن محمد الصايغ: سمعت المروذي يقول: دخلت على ذي النون السجن ونحن بالعسكر، فقال: أي شيء حال سيدنا، يعني أحمد بن حنبل. وقال إسحاق بن أحمد: سمعت أبا زرعة يقول: ما رأيت مثل أحمد بن حنبل في فنون العلم. وما قام أحد مثل ما قام أحمد به. وقال ابن أبي حاتم: قالوا لأبي زرعة: فإسحاق بن راهويه قال: أحمد بن حنبل أكبر من إسحاق وأفقه. قد رأيت الشيوخ، فما رأيت أحدا أكمل منه. اجتمع فيه زهد وفضل وفقه وأشياء كثيرة. وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن علي بن المديني وأحمد بن حنبل أيهما أحفظ فقال: كانا في الحفظ متقاربين وكان أحمد أفقه. وقال أبي: إذا رأيت الرجل يحب أحمد فاعلم أنه صاحب سنة. وسمعت أبي يقول: رأيت قتيبة بمكة فقلت لأصحاب الحديث: كيف

(18/73)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 74
تغفلون عنه وقد رأيت أحمد بن حنبل في مجلسه فلما سمعوا هذا أخذوا نحوه وكتبوا عنه. وقال محمد بن حماد الطهراني: سمعت أبا ثور يقول: أحمد بن حنبل أعلم أو أفقه من الثوري. وقال محمد بن يحيى الذهلي: جعلت أحمد بن حنبل إماما فيما بيني وبين الله. وقال نصر بن علي الجهضمي: كان أحمد أفضل أهل زمانه. وقال عمرو الناقد: إذا وافقني أحمد على حديث لا ابالي من خالفني. وقال محمد بن مهران الجمال وذكر له أحمد بن حنبل فقال: ما بقي غيره. وقال الخلال: ثنا صالح بن علي الحلبي: سمعت ابا همام السكوني يقول: ما رأيت مثل أحمد بن حنبل، ولا رأى أحمد مثله. وقال محمد بن إسحاق بن خزيمة: سمعت محمد بن سختويه البرذعي يقول: سمعت أبا عمير عيسى بن محمد الرملي، وذكر أحمد بن حنبل فقال: رحمه الله، عن الدنيا ما كان أمره، وبالماضين ما كان أشبهه، وبالصالحين ما كان ألحقه. عرضت له الدنيا فأباها، والبدع فنفاها. وقال أبو حاتم الرازي: كان ابو عمير بن النحاس الرملي من عباد المسلمين، فقال لي: كتبت عن أحمد بن حنبل شيئا قلت: نعم.) قال: فأمل علي. فأمليت عليه شيئا.

(18/74)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 75
عن حجاج بن الشاعر قال: ما كنت أحب أن أقتل في سبيل الله ولم أصل على أحمد بن حنبل. وعنه قال: قبلت يوما ما بين عيني أحمد بن حنبل وقلت: يا أبا عبد الله بلغت مبلغ سفيان، ومالك، ولم أظن في نفسي أني بقيت لي غاية. فبلغ والله في الإمامة أكثر من مبلغهما. وعن حجاج بن الشاعر قال: ما رأت عيناي روحا في جسد أفضل من أحمد بن حنبل. وعن محمد بن نصر المروزي قال: اجتمعت بأحمد بن حنبل وسألته عن مسائل، وكان أكثر حديثا من إسحاق بن راهويه وأفقه منه. وعن محمد بن إبراهيم البوسنجي قال: ما رأيت أجمع في كل شيء من أحمد بن حنبل ولا أعقل. وقال محمد بن مسلم بن وارة: كان أحمد صاحب فقه، وصاحب حفظ، وصاحب معرفة. وقال أبو عبد الرحمن النسائي: جمع أحمد بن حنبل المعرفة بالحديث، والفقه، والورع، والزهد، والصبر. وقال خطاب بن بشر، عن عبد الوهاب بن الحكم الوراق: لما قال النبي صلى الله عليه وسلم: فردوه إلى عالمه. رددناه إلى أحمد بن حنبل. وكان أعلم أهل زمانه. وقال أبو داود: كانت مجالس أحمد مجالس الآخرة، لا يذكر فيها شيء من أمر الدنيا. ما رأيته ذكر الدنيا قط.

(18/75)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 76
وقال صالح جزرة: أفقه من أدركت في الحديث أحمد بن حنبل. وقال عبد الله بن أحمد، عن أبيه، وذكر الشافعي عنده، فقال: ما استفاد منا أكثر مما استفدنا منه. قال عبد الله: كل شيء في كتاب الشافعي: أنا الثقة فهو عن أبي. وقال الخلال: ثنا أبو بكر المروذي قال: قدم رجل من الزهاد، فأدخلته على أبي عبد الله، وعليه فرو خلق، وخريقة على رأسه، وهو حاف في برد شديد، فسلم وقال: يا أبا عبد الله قد جئت من موضع بعيد، وما أردت إلا السلام عليك، وأريد عبادان، وأريد إن أنا رجعت أن أمر بك وأسلم عليك. فقال: إن قدر. فقام الرجل وأبو عبد الله قاعد. قال المروذي: ما رأيت أحدا قط قام من عند أبي عبد الله حتى يقوم أبو عبد الله له، إلا هذا الرجل. فقال لي أبو عبد الله: ما ترى ما أشبهه بالأبدال. أو قال: إني لأذكر به الأبدال. فأخرج إليه أبو عبد الله أربعة أرغفة مشطورة بكامخ وقال: لو كان عندنا شيء لواسيناك.) قال الخلال: وأنا المروذي: قلت لأبي عبد الله: ما أكثر الداعي لك. قال: أخاف أن يكون هذا استدراجا بأي شيء هذا. وقلت لأبي عبد الله: إن رجلا قدم من طرسوس وقال لي: إنا كنا في بلاد الروم في الغزو، وإذا هدأ الليل ورفعوا أصواتهم بالدعاء: ادعوا لأبي عبد الله، وكنا نمد المنجنيق ونرمي عنه. ولقد رمي عنه الحجر والعلج على الخصن متترس بدرقة، فذهب برأسه وبالدرقة. فتغير وجهه وقال: ليته لا يكون استدراجا.

(18/76)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 77
فقلت: كلا. قال الخلال: وأخبرني أحمد بن حسين قال: سمعت رجلا من خراسان يقول: عندنا أحمد بن حنبل، يرون أنه لا يشبه البشر، يظنون أنه الملائكة. وقال لي رجل: نظرة عندنا من أحمد تعدل عبادة سنة. قال الخلال: وقال المروذي: رأيت بعض النصارى الأطباء قد خرج من عند أبي عبد الله ومعه راهب، فسمعت الطبيب يقول: إنه سألني أن يجيء معي حتى ينظر إلى عبد الله. وقال المروذي: وأدخلت نصرانيا على أبي عبد الله يعالجه فقال: يا أبا عبد الله إني لأشتهي أن أراك منذ ستين سنة. ما بقاؤك صلاح الإسلام وحدهم، بل للخلق جميعا، وليس من أصحابنا أحد إلا وقد رضي بك. قال المروذي: فقلت لأبي عبد الله: إني لأرجو أن يكون يدعى لك في جميع الأمصار. فقال: يا أبا بكر، إذا عرف الرجل نفسه فما ينفعه كلام الناس. وقال عبد الله بن أحمد: خرج أبي إلى طرسوس ساشيا، وحج حجتين أو ثلاثا ماشيا، وكان أصبر الناس على الوحدة. وبشر فيما كان فيه لم يكن يصبر على الوحدة، كان يخرج إلى ذا وإلى ذاك. وقال عباس الدوري: حدثني علي بن أبي فزارة جارنا قال: كانت أمي مقعدة من نحو عشرين سنة، فقالت لي يوما: اذهب إلى أحمد بن حنبل، فسله أن يدعو لي. فأتيت فدققت عليه وهو في دهليزه، فلم يفتح لي وقال: من هذا قلت: أنا رجل سألتني أمي، وهي مقعدة، أن أسألك أن تدعو الله لها. فسمعت كلامه كلام رجل مغضب فقال: نحن أحوج أن تدعو الله لنا. فوليت منصرفا، فخرجت عجوز فقالت: إني قد تركته يدعو لها.

(18/77)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 78
فجئت إلى بيتنا دققت الباب، فخرجت أمي على رجليها تمشي وقالت: قد وهب الله لي العافية. رواها ثقتان، عن عباس.) وقال عبد الله بن أحمد: كان أبي يصلي في كل يوم وليلة ثلاثمائة ركعة، فلما مرض من تلك الأسواط أضعفته، فكان يصلي كل يوم وليلة مائة وخمسين ركعة. وقال عبد الله بن أحمد: ثنا علي بن الجهم قال: كان لنا جار فأخرج إلينا كتابا فقال: أتعرفون هذا الخط قلنا: هذا خط أحمد بن حنبل، فكيف كتب لك قال: كنا بمكة مقيمين عند سفيان بن عيينة، ففقدنا أحمد أياما، ثم جئنا لنسأل عنه، فإذا الباب مردود عليه، وعليه خلقان. فقلت: ما خبرك قال: سرقت ثيابي. فقلت له: معي دنانير، فإن شئت صلة، وإن شئت قرضا. فإبى. فقلت: تكتب لي بأجرة قال: نعم. فأخرجت دينارا فقال: اشتر لي ثوبا واقطعه نصفين، يعني إزارا ورداء، وجئني ببقية الدينار. ففعلت وجئت بورق، فكتب لي هذا. وقال عبد الرزاق: عرضت على أحمد بن حنبل دنانير، فلم يأخذها. وقال إسحاق بن راهويه: كنت أنا وأحمد باليمن عند الرزاق، وكنت أنا فوق الغرفة وهو أسفل. وكنت إذا جئت إلى موضع اشتريت جارية. قال: فاطلعت على أن نفقته فنيت، فعرضت عليه، فامتنع فقلت: إن

(18/78)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 79
شئت قرضا، وإن شئت صلة. فأبى. فنظرت فإذا هو ينسج التكك ويبيعه وينفق. رواها أبو إسماعيل الترمذي، عنه. وعن أبي إسماعيل قال: أتى رجل بعشرة آلاف درهم من ربح تجارته إلى أحمد، فأبى أن يقبلها. وقال عبد الله، عن أبيه قال: عرض علي يزيد بن هارون نحو خمسمائة درهم، فلم أقبلها. وقيل إن صيرفيا وصل أحمد بخمسمائة دينار، فردها. وقال صالح: دخلت على أبي أيام الواثق، والله يعلم كيف حالنا، فإذا تحت لبده ورقة فيها: يا أبا عبد الله، بلغني فيه ما أنت فيه من الضيق، وقد وجهت إليك بأربعة آلاف درهم. فلما رد أبي من صلاته قلت: ما هذا فآحمر وجهه وقال: رفعتها منك. ثم قال: تذهب بجوابه.) فكتب إلى الرجل: وصل كتابك، ونحن في عافية. فأما الدين، فلرجل لا يرهقنا، وأما العيال، فهم في نعمة الله. فذهبت بالكتاب، فلما كان بعد حين، ورد كتاب الرجل بمثل ذلك، فامتنع. فلما مضى نحو سنة ذكرناها فقال: لو إنا قبلناها كانت قد ذهبت. وقال جماعة: ثنا سلمة بن شبيب قال: كنا في أيام المعتصم عند أحمد بن حنبل، فدخل رجل فقال: من منكم أحمد بن حنبل فسكتنا، فقال أحمد: ها أنا ذا.

(18/79)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 80
قال: جئت من أربعمائة فرسخ برا وبحرا. كنت ليلة جمعة نائما فأتاني آت، فقال لي: تعرف أحمد بن حنبل قلت: لا. قال: فآئت بغداد وسل عنه، فإذا رأيته فقل إن الخضر يقرئك السلام ويقول: إن ساكن السماء الذي على عرشه راض عنك، والملائكة راضون عنك بما صبرت نفسك لله. فصل في آدابه قال عبد الله بن أحمد: رأيت أبي يأخذ شعرة من شعر النبي صلى الله عليه وسلم فيضعها على فيه يقبلها، وأحسب أني رأيته يضعها على عينه ويغمسها في الماء ويشربه يستشفي به. ورأيته قد أخذ قصعة النبي صلى الله عليه وسلم فغسلها في جب الماء، ثم شرب فيها. ورأيته يشرب ماء زمزم، يستشفي به، ويمسح به يديه ووجهه. وقال أحمد بن سعيد الدارمي: كتب إلى أحمد بن حنبل: لأبي جعفر أكرمه الله، من أحمد بن حنبل. وعن سعيد بن يعقوب قال: كتب إلي أحمد: من أحمد بن محمد إلى سعيد بن يعقوب، أما بعد، فإن الدنيا داء والسلطان داء، والعالم طبيب. فإذا رأيت الطبيب يجر الداء إلى نفسه فآحذره، السلام عليك. وقال عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري: حدثني أبي قال: مضى عمي أبو إبراهيم أحمد بن سعد إلى أحمد بن حنبل، فسلم عليه. فلما رآه وثب قائما وأكرمه. قال المروذي: قال لي أحمد: ما كتبت حديثا إلا وقد عملت به، حتى مر بي أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وأعطى أبا طيبة دينارا، فأعطيت الحجام دينارا حين احتجمت.

(18/80)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 81
وقال ابن أبي حاتم: ذكر عبد الله بن أبي عمر البكري قال: سمعت عبد الملك الميموني يقول: ما أعلم أني رأيت أحدا أنظف ثوبا ولا أشد تعاهد لنفسه في شاربه وشعر رأسه وشعر بدنه، ولا أنقى ثوبا وشدة بياض من أحمد بن حنبل. وقال الخلال: أخبرني محمد بن الجنيد أن المروذي حدثهم قال: كان أبو عبد الله لا يدخل الحمام. وكان إذا احتاج إلى النورة تنور في البيت. وأصلحت له غير مرة النورة، واشتريت له جلدا ليده يدخل يده فيه ويتنور.) وقال حنبل: رأيت أبا عبد الله إذا أراد القيام قال لجلسائه: إذ شئتم. وقال المروذي: رأيت أبا عبد الله قد ألقى لختان درهمين في الطست. وقال موسى بن هارون: سئل أحمد بن حنبل فقيل له: أين نطلب البدلاء فسكت حتى ظننا أنه لا يجيب، ثم قال: إن لم يكن من أصحاب الحديث فلا أدري. وقال المروذي: كان الإمام أحمد إذا ذكر الموت خنقته العبرة. وكان يقول: الخوف يمنعني أكل الطعام والشراب. وقال: إذا ذكرت الموت هان علي كل شيء من أمر الدنيا. وإنما هو طعام دون طعام، ولباس دون لباس، وإنها أيام قلائل. ما أعدل بالفقر شيئا. وقال: لو وجدت السبيل لخرجت حتى لا يكون لي ذكر.

(18/81)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 82
وقال: أريد أن أكون في بعض تلك الشعاب بمكة، حتى لا أعرف. قد بليت بالشهرة. إني لأتمنى الموت صباحا ومساء. وقال المروذي: ذكر لأحمد أن رجلا يريد لقاءه، فقال: أليس قد كره بعضهم اللقاء. يتزين لي وأتزين له. وقال: لقد استرحت. ما جاءني الفرح إلا منذ حلفت أن لا أحدث، وليتنا نترك. الطريق ما كان عليه بشر بن الحارث. وقال المروذي: قلت لأبي عبد الله: إن فلانا قال: لم يزهد أبو عبد الله في الدراهم وحدها، قد زهد في الناس. فقال: ومن أنا حتى أزهد في الناس الناس يريدون أن يزهدوا في. وسمعت أبا عبد الله يكره للرجل أن ينام بعد العصر، يخاف على عقله. وسمعته يقول: لا يفلح من تعاطى الكلام، ولا يخلو من أن يتجهم. وسئل عن القراءة بالألحان فقال: هذه بدعة لا تسمع. وكان قد قارب الثمانين، رحمه الله. فصل في قوله في أصول الدين قال أبو داود: سمعت أحمد بن حنبل يقول: الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص. البر كله من الإيمان، والمعاصي تنقص من الإيمان. وقال إسحاق بن إبراهيم البغوي: سمعت أحمد بن حنبل، وسئل عمن يقول: القرآن مخلوق، فقال: كافر. وقال سلمة بن شبيب: سمعت أحمد يقول: من قال القرآن مخلوق فهو كافر.

(18/82)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 83
وقال أبو إسماعيل الترمذي: سمعت أحمد بن حنبل يقول: من قال القرآن مخلوق فهو كافر.) واقال إسماعيل بن الحسن السراج: سألت أحمد عمن يقول: القرآن مخلوق. فقال: كافر. وعمن يقول: لفظي بالقرآن مخلوق. فقال: جهمي. وقال صالح بن أحمد: تناهى إلى أبي أن طالب يحكي أنه يقول: لفظي بالقرآن غير مخلوق. فأخبرت أبي بذلك، فقال: من أخبرك قلت: فلان. فقال: ابعث إلى أبي طالب. فوجهت إليه، فجاء وجاء فوزان، فقال له أبي: أنا قلت لفظي بالقرآن غير مخلوق وغضب وجعل يرعد، فقال: قرأت عليك قل هو الله أحد فقلت لي: ليس هذا بمخلوق. فقال: فلم حكيت عني أني قلت لك: لفظي بالقرآن غير مخلوق وبلغني أنك وضعت ذلك في كتاب، وكتبت به إلى قوم. فآمحه، واكتب إلى القوم أني لم أقله لك. فجعل فوزان يعتذر إليه، وانصرف من عنده وهو مرعوب، فعاد أبو طالب، فذكر أنه قد حك ذلك من كتابه، وأنه كتب إلى القوم يخبرهم أنه وهم على أبي. قلت: الذي استقر عليه قول أبي عبد الله: أن من قال: لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي، ومن قال: لفظي بالقرآن غير مخلوق، فهو مبتدع. وقال أحمد بن زنجويه: سمعت أحمد بن حنبل يقول: اللفظية شر من الجهمية. وقال صالح بن أحمد: سمعت أبي يقول: افترقت الجهمية على ثلاث فرق: فرقة قالوا: القرآن مخلوق.

(18/83)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 84
وفرقة قالوا: القرآن كلام الله تعالى، وسكتوا. وفرقة قالوا: لفظنا بالقرآن مخلوق. وقال أبي: لا يصلى خلف واقفي، ولا خلف لفظي. وقال المروذي: أخبرت أبا عبد الله أن أبا شعيب السوسي الذي كان بالرقة فرق بين ابنته وزوجها لما وقف بالقرآن. فقال: أحسن، عافاه الله. وجعل يدعو له. وقد كان أبو شعيب شاور النفيلي، فأمره أن يفرق بينهما. قال المروذي: ولما أظهر يعقوب بن شيبة الوقف حذر أبو عبد الله عنه، وأمر بهجرانه وهجران من كلمه. قلت: ولأبي عبد الله في مسألة اللفظ نصوص متعددة. وأول من أظهر اللفظ الحسين بن علي الكرابيسي، وذلك في سنة أربع وثلاثين ومائتين. وكان الكرابيسي من كبار الفقهاء. وقال المروذي في كتاب القصص: عزم حسن بن البزاز، وأبو نصر بن عبد المجيد، وغيرهما على أن يجيئوا بكتاب) المدلسين الذي وضعه الكرابيسي يطعن فيه على الأعمش، وسليمان التيمي. فمضيت إليه في سنة أربع وثلاثين فقلت: إن كتابك يريد قوم أن يعرضوه على عبد الله، فأظهر أنك قد ندمت عليه. فقال: إن أبا عبد الله رجل صالح، مثله يوفق لإصابة الحق. قد رضيت أن يعرض عليه. لقد سألني أبو ثور أن أمحوه، فأبيت. فجيء بالكتاب إلى عبد الله، وهو لا يعلم لمن هو، فعلموا على مستبشعات من الكتاب، وموضع فيه وضع على الأعمش، وفيه: إن زعمتم أن الحسن بن صالح كان يرى السيف فهذا ابن الزبير قد خرج.

(18/84)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 85
فقال أبو عبد الله: هذا أراد نصرة الحسن بن صالح، فوضع على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد جمع للروافض أحاديث في هذا الكتاب. فقال أبو نصر: إن فتياننا يختلفون إلى صاحب هذا الكتاب. فقال: حذروا عنه. ثم انكشف أمره، فبلغ الكرابيسي، فبلغني أنه قال: سمعت حسينا الصايغ يقول: قال الكرابيسي: لأقولن مقالة حتى يقول أحمد بن حنبل بخلافها فيكفر، فقال: لفظي بالقرآن مخلوق. فقلت لأبي عبد الله: إن الكرابيسي قال: لفظي بالقرآن مخلوق. وقال أيضا: أقول: إن القرآن كلام الله غير مخلوق من كل الجهات، إلا أن لفظي بالقرآن مخلوق. ومن لم يقل إن لفظي بالقرآن مخلوق فهو كافر. فقال أبو عبد الله: بل هو الكافر، قاتله الله، وأي شيء قالت الجهمية إلا هذا قالوا كلام الله، ثم قالوا: مخلوق. وما ينفعه وقد نقض كلامه إلا خير كلامه الأول حين قال: لفظي بالقرآن مخلوق. ثم قال أحمد: ما كان الله ليدعه وهو يقصد إلى التابعين مثل سليمان الأعمش، وغيره، يتكلم فيهم. مات بشر المريسي، وخلفه حسين الكرابيسي. ثم قال: أيش خبر ابي ثور وافقه على هذا قلت: قد هجره. قال: قد أحسن. قلت: إني سألت أبا ثور عمن قال: لفظي بالقرآن مخلوق، فقال: مبتدع. فغضب أبو عبد الله وقال: أيش مبتدع هذا كلام جهم بعينه. ليس يفلح أصحاب الكلام. وقال عبد الله بن حنبل: سئل أبي وأنا أسمع عن اللفظية والواقفة فقال: من كان منهم يحسن الكلام فهو جهمي. وقال الحكم بن معبد: حدثني أحمد أبو عبد الله الدورقي قال: قلت لأحمد بن حنبل: ما تقول في هؤلاء الذين يقولون:) لفظي بالقرآن مخلوق؟.

(18/85)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 86
فرأيته استوى واجتمع وقال: هذا شر من قول الجهمية. من زعم هذا فقد زعم أن جبريل تكلم بمخلوق، وجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم بمخلوق. وقال ابن أبي حاتم: ثنا عبد الله بن محمد بن الفضل الأسدي: سمعت أبا طالب أحمد بن حميد قال: قلت لأحمد بن حنبل: قد جاءت جهمية رابعة. فقال: وما هي قلت: قال إنسان: من زعم أن في صدره القرآن، فقد زعم أن في صدره من الإلهية شيء. فقال: من قال هذا فقد قال مثل قول النصارى في عيسى أن كلمة الله فيه. ما سمعت بمثل هذا قط. قلت: أهذه الجهمية. قال: أكبر من الجهمية. ثم قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ينزع القرآن من صدوركم. قلت: الملفوظ كلام الله، وهو غير مخلوق، والتلفظ مخلوق لأن التلفظ من كسب القاريء، وهو الحركة، والصوت، وإخراج الحروف، فإن ذلك مما أحدثه القاريء، ولم يحدث حروف القرآن ولا معانيه، وإنما أحدث نطقه به. فاللفظ قدر مشترك بين هذا وهذا، ولذلك لم يجوز الإمام أحمد: لفظي بالقرآن مخلوق ولا غير مخلوق، إذ كل واحد من الإطلاقين موهم. والله أعلم. وقال أبو بكر الخلال: أخبرني أحمد بن محمد بن مطر، وزكريا بن أبي يحيى، أن أبا طالب حدثهم أنه قال لأبي عبد الله: جاءني كتاب من طرسوس أن سريا السقطي قال: لما خلق الله الحروف سجدت إلا الألف فإنه قال: لا أسجد حتى أومر. فقال: هذا كفر. فرحم الله الإمام أحمد ما عنده في الدين محاباة. قال الخلال: أنبأ محمد بن هارون أن إسحاق بن إبراهيم حدثهم قال: حضرت رجلا سأل أبا عبد الله فقال: يا أبا عبد الله إجماع المسلمين على

(18/86)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 87
الإيمان بالقدر خيره وشره قال أبو عبد الله: نعم. قال: ولا نكفر أحدا بذنب فقال أبو عبد الله: أسكت، من ترك الصلاة فقد كفر، ومن قال: القرآن مخلوق فهو كافر.) وقال الخلال: أخبرني محمد بن سليمان الجوهري، ثنا عبدوس بن مالك العطار، سمعت أحمد بن حنبل يقول: أصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه الصحابة، وترك البدع وترك الخصومات، والجلوس مع أصحاب الأهواء، وترك المراء والجدل. وليس في السنة قياس، ولا يضرب لها الأمثال، ولا تدرك بالعقول، والقرآن كلام الله غير مخلوق، وإنه من الله ليس ببائن منه. وإياك ومناظرة من أحدث فيه، ومن قال باللفظ وغيره، ومن وقف فيه فقال: لا أدري، مخلوق أو ليس مخلوق، وإنما هو كلام الله فهو صاحب بدعة. والإيمان بالرؤية يوم القيامة. وإن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه فإنه مأثور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، رواه قتادة والحكم بن أبان، عن عكرمة، عن ابن عباس. ورواه علي بن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس. والحديث عندنا على ظاهره على ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، والكلام فيه بدعة. ولكن نؤمن على ما جاء على ظاهره. وإن الله يكلم العباد يوم القيامة، ليس بينهم وبينه ترجمان. قال حنبل بن إسحاق: قلت لأبي عبد الله: ما معنى قوله: وهو معكم وما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم. قال: علمه علمه. وسمعته يقول: ربنا تبارك وتعالى على العرش بلا حد ولا صفة. قلت: معنى قوله بلا صفة أي بلا كيفية ولا وصف. وقال أبو بكر المروذي: حدثني محمد بن إبراهيم القيسي قال: قلت لأحمد بن حنبل: يحكى عن ابن المبارك أنه قيل له: كيف نعرف ربنا؟

(18/87)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 88
قال: في السماء السابعة على عرشه. قال أحمد: هكذا هو عندنا. وقال صالح بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي يقول: من زعم أن أسماء الله مخلوقة فقد كفر. وقال عبد الله بن أحمد في كتاب الرد على الجهمية تأليفه: سألت أبي عن قوم يقولون: لما كلم الله موسى لم يتكلم بصوت. فقال أبي: بلى تكلم جل ثناؤه بصوت. هذه الأحاديث ترويها كما جاءت. وقال أبي: حديث ابن مسعود: إذا تكلم الله سمع له صوت كمر السلسلة على الصفوان. قال: هذه الجهمية تنكره، وهؤلاء كفار يريدون أن يموهوا على الناس. ثم قال: ثنا المحاربي: عن الأعمش، عن مسلم، عن مسروق، عن عبد الله قال: إذا تكلم الله بالوحي سمع صوته أهل السماء فيخرن سجدا.) وقال عبد الله. وجدت بخط أبي مما يحتج به على الجهمية من القرآن: إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن، إن الله يبشرك بكلمة منه، إنما المسيح عيسى بن مريم رسول الله وكلمته، وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته، يا موسى إنه أنا الله العزيز الحكيم، ألا له الخلق والأمر، كل شيء هالك إلا وجهه، ويبقى وجه

(18/88)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 89
ربك، ولتصنع على عيني، وكلم الله موسى تكليما، يا موسى إني أنا ربك، والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه، وقالت اليهود يد الله مغلولة، غلت أيديهم، ولعنوا بما قالوا، بل يداه مبسوطتان. قلت: وذكر آيات كثيرة في الصفات، أنا تركت كتابتها هنا. وقال يعقوب بن إسحاق المطوعي: سمعت أحمد بن حنبل، وسئل عن التفضيل فقال: على حديث ابن عمر رضى الله عنهما: أبو بكر، وعمر، وعثمان. وقال صالح بن أحمد: سئل أبي، وأنا شاهد، عمن يقدم عليا على عثمان يبدع فقال: هذا أهل أن يبع. اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قدموا عثمان. وقال عبد الله بن أحمد: قلت لأبي: من الرافضي قال: الذي يشتم رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أو يتعرض لهم ما أراه على الإسلام. وقال أبو بكر المروذي: قيل لأبي عبد الله ونحن بالعسكر، وقد جاء بعض رسل الخليفة فقال: يا أبا عبد الله ما تقول فيما كان بين علي ومعاوية قال: ما أقول فيهم إلا الحسنى. وكلام الإمام أحمد كثير طيب في أصول الدين، لا يتسع هذا الباب لسياقه

(18/89)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 90
قد جمعه الخلال في مصنف سماه كتاب السنة عن أحمد بن حنبل في ثلاث مجلدات، فمما فيه: أنبا المروذي: سمعت أبا عبد الله يقول: من تعاطى الكلام لا يفلح، من تعاطى الكلام لم يخل من أن يتجهم. وسمعت أبا عبد الله يقول: لست أتكلم إلا ما كان من كتاب أو سنة، أو عن الصحابة والتابعين. وأما غير ذلك فالكلام فيه غير محمود. وقال حنبل: سمعت أبا عبد الله يقول: من أحب الكلام لم يفلح، لا يؤول أمرهم إلى خير. وسمعته يقول: عليكم بالسنة والحديث وإياكم والخوض والجدال والمراء، فإنه لا يفلح من أحب الكلام. وقال لي: لا تجالسهم، ولا تكلم أحدا منهم. ثم قال: أدركنا الناس وما يعرفون هذا، ويجانبون أهل الكلام. وسمعته يقول: ما رأيت أحدا طلب الكلام واشتهاه فأفلح لأنه يخرجه إلى أمر عظيم. لقد تكلموا يومئذ بكلام، وآحتجوا) بشيء ما يقوى قلبي ولا ينطلق لساني أن أحكيه. قال الخلال: أخبرني محمد بن أبي هارون، ثنا أبو الحارث: سمعت أبا عبد الله يقول: قال أيوب: إذا تمرق أحدكم لم يعد. وقال الخلال: أنا أحمد بن أصرم المزني قال: حضرت أحمد بن حنبل قال له العباس الهمداني: إني ربما رددت عليهم. قال أحمد: لا ينبغي الجدال. ودخل أحمد المسجد وصلى، فلما انفتل قال: أنت عباس قال: نعم. قال: اتق الله، ولا ينبغي أن تنصب نفسك، وتشتهر بالكلام ولا بوضع الكتب. لو كان هذا خيرا لتقدمنا فيه الصحابة. لم أر شيئا من هذه في الكتب، وهذه كلها بدعة.

(18/90)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 91
قال: مقبول منك يا أبا عبد الله، استغفر الله وأتوب إليه، إني لست أطلبهم، ولا أدق أبوابهم لكن أسمعهم يتكلمون بالكلام، وليس أحد يرد عليهم فأغتم، ولا أصبر حتى أرد عليهم. قال: إن جاءك مسترشد فأرشده. قالها مرارا. قال الخلال: أنا محمد بن هارون، ومحمد بن جعفر، أن أبا الحارث حدثهم قال: سألت أبا عبد الله قلت: إن ههنا من يناظر الجهمية يبين خطأهم، ويدقق عليهم المسائل، فما ترى قال: لست أرى الكلام في شيء من هذه الأهواء، ولا أرى لأحد أن يناظرهم. أليس قال معاوية بن قرة: الخصومات تحبط الأعمال. والكلام رديء لا يدعو إلى خير. تجنبوا أهل الجدال والكلام، وعليك بالسنن، وما كان عليه أهل العلم قبلكم، فإنهم كانوا يكرهون الكلام والخوض مع أهل البدع. وإنما السلامة في ترك هذا. لم نؤمر بالجدال والخصومات. وقال: إذا رأيتم من يحب الكلام فآحذروه. قال ابن أبي داود: ثنا موسى بن عمران الإصبهاني: سمعت أحمد بن حنبل يقول: لا تجالس أصحاب الكلام، وإن ذبوا عن السنة. وقال الميموني: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ما زال الكلام عند أهل الخير مذموما. قلت: ذم الكلام وتعلمه قد جاء من طرق كثيرة عن الإمام أحمد، وغيره. في قوله في أصول الدين) فصل في سيرته قال الخلال: قلت لزهير بن صالح بن أحمد: هل رأيت جدك قال: نعم، مات وقد دخلت في عشر سنين. كنا ندخل إليه كل يوم جمعة أنا وإخواتي، وكان بيننا وبينه باب. وكان يكتب لكل واحد منا حبتين حبتين من فضة في رقعة إلى فامي يعامله، فنأخذ منه الحبتين، وتأخذ الأخوات.

(18/91)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 92
وكان ربما مررت به وهو قاعد في الشمس، وظهره مكشوف، وأثر الضرب بين في ظهره. وكان لي أخ أصغر مني اسمه علي، فأراد أبي أن يختنه، فآتخذ له طعاما كثيرا، ودعا قوما، فلما أراد أن يختنه وجه إليه جدي فقال له: بلغني ما أحدثته لهذا الأمر، وقد بلغني أنك أسرفت، فآبدأ بالفقراء والضعفاء فأطعمهم. فلما كان من الغد، وحضر الحجام، وحضر أهلنا، فجاء جدي حتى جلس في الموضع الذي فيه الصبي، وأخرج صريرة دفعها إلى الحجام، وصريرة دفعها إلى الصبي، وقام فدخل منزله. فنظر الحجام في الصريرة فإذا درهم واحد. وكنا قد رفعنا كثيرا مما آفترش، وكان الصبي على مصطبة مرتفعة على شيء من الثياب الملونة، فلم ينكر ذلك. وقدم علينا من خراسان ابن خالة جدي، فنزل على أبي، وكان يكنى بأبي أحمد، فدخلت معه إلى جدي، فجاءت الجارية بطبق خلاف، وعليه خبز وبقل وخل وملح. ثم جاءت بغضارة فوضعتها بين أيدينا، فيها مصلية، فيها لحم وسلق كثير، فجعلنا نأكل وهو يأكل معنا، ويسأل أبا أحمد عمن بقي من أهلهم بخراسان في خلال ما يأكل، فربما استعجم الشيء على أبي أحمد، فيكلمه جدي بالفارسية، ويضع القطعة اللحم بين يديه وبين يدي. ثم رفع الغضارة بيده، فوضعها ناحية، ثم أخذ طبقا إلى جنبه، فوضعه بين أيدينا، فإذا تمر بري، وجوز مكسر. وجعل يأكل، وفي خلال ذلك يناول أبا أحمد. وقال عبد الملك الميموني: كثيرا ما كنت أسأل أبا عبد الله عن الشيء فيقول: لبيك لبيك. وعن المروذي قال: لم أر الفقير في مجلس أعز منه في مجلس أبي عبد الله. كان مائلا إليهم، مقصرا عن أهل الدنيا. وكان فيه حلم، ولم يكن بالعجول. وكان كثير التواضع، تعلوه السكينة والوقار. إذا جلس في مجلس بعد العصر لا يتكلم حتى يسأل. وإذا خرج إلى مسجده لم يتصدر. يقعد حيث انتهى به المجلس.

(18/92)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 93
وقال الطبراني: ثنا موسى بن هارون: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: لما خرج أحمد بن حنبل إلى عبد الرزاق انقطعت به النفقة، فأكرى نفسه من جمالين إلى أن جاء صنعاء، وعرض عليه أصحابه المواساة، فلم يقبل. قال الفقيه علي بن محمد بن عمر الرازي: سمعت أبا عمر غلام ثعلب: سمعت أبا القاسم بن بشار الأنماطي: سمعت المزني: سمعت الشافعي يقول: رأيت ببغداد ثلاث أعجوبات: رأيت فيها نبطيا يتنحى علي حتى كأنه عربي.) ورأيت أعرابيا يلحن حتى كأنه نبطي، ورأيت شابا وخطه الشيب، فإذا قال: حدثنا. قال الناس كلهم: صدق. قال المزني: فسألته، فقال: الأول الزعفراني والثاني أبو ثور الكلبي وكان لحانا، وأما الشاب فأحمد بن حنبل. وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: رأيت أبي حرج على النمل أن يخرج النمل من داره. ثم رأيت النمل قد خرجن بعد ذلك نملا سودا، فلم أرهم بعد ذلك. رواها أحمد بن محمد اللنباني، عنه. قال أبو الفرج بن الجوزي: لما وقع الغرق سنة أربع وخمسين وخمسمائة، غرقت كتبي، وسلم لي مجلد، فيه ورقتان بخط الإمام أحمد. ومن نهى أبي عبد الله عن الكلام، قال المروذي: أخبرت قبل موت أبي عبد الله بسنتين أن رجلا كتب كتابا إلى أبي عبد الله يشاوره في أن يضع كتابا يشرح فيه الرد على أهل البدع، فكتب إليه أبو عبد الله. قال الخلال: وأخبرني علي بن عيسى أن حنبلا حدثهم قال: كتب رجل إلى أبي عبد الله. قال: وأخبرني محمد بن علي الوراق ثنا صالح بن أحمد قال: كتب رجل إلى أبي يسأله عن مناظرة أهل الكلام والجلوس معهم، فأملى علي أبي جواب

(18/93)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 94
كتابه: أحسن الله عاقبتك، الذي كنا نسمع عليه من أدركنا أنهم كانوا يكرهون الكلام والجلوس مع أهل الزيغ، وإنما الأمر في التسليم والإنتهاء إلى ما في كتاب الله، لا تعد ذلك. ولم يزل الناس يكرهون كل محدث، من وضع كتاب، وجلوس مع مبتدع، ليورد عليه بعض ما يلبس عليه في دينه. وقال المروذي: بلغني أن أبا عبد الله أنكر على وليد الكرابيسي مناظرته لأهل البدع. وقال المروذي: قلت لأبي عبد الله: قد جاءوا بكلام فلان ليعرض عليك. وأعطيته الرقعة، فكان فيها: والإيمان يزيد وينقص فهو مخلوق، وإنما قلت إنه مخلوق على الحركة والفعل لا على القول، فمن قال: الإيمان مخلوق، وأراد القول، فهو كافر. فلما قرأها أحمد وانتهى إلى قوله: الحركة والفعل، غضب، فرمى بها وقال: هذا مثل قول الكرابيسي وإنما أراد الحركات مخلوقة، إذا قال الإيمان مخلوق، وأي شيء بقي يفلح أصحاب الكلام. قلت: إنما حط عليه أحمد بن حنبل لكونه خاض وأفتى وقسم، وفي هذا عبرة وزاجر، والله أعلم. فقد زجر الإمام أحمد كما ترى في قصة الرقعة التي في الإيمان، وهي والله بحث صحيح، وتقسيم مليح. وبعد هذا فقد ذم من أطلق الخلق على الإيمان، باعتبار قول العبد لا بأعتبار مقوله، لأن ذلك نوع من الكلام، وهو كان يذم الكلام وأهله، وإن أصابوا، ونهى عن تدقيق النظر في أسماء الله وصفاته، مع أن محمد بن نصر المروزي قد سمع إسحاق بن راهويه يقول: خلق الله الإيمان والكفر، والخير والشر.) فصل في زوجاته وأولاده قال زهير بن صالح بن أحمد: تزوج جدي بأم أبي عباسة بنت الفضل من العرب من الربض، لم يولد له منها غير أبي. ثم ماتت. قال المروذي: سمعت أبا عبد الله يقول: أقامت معي أم صالح ثلاثين سنة، فما اختلفت أنا وهي في كلمة.

(18/94)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 95
وقال زهير: لما ماتت عباسة تزوج جدي بعدها امرأة من العرب، يقال لها ريحانة، فولدت له عبد الله وحده. وقال أبو بكر الخلال: ثنا أحمد بن محمد بن خلف البراثي: أخبرني أحمد بن عبثر قال: لما ماتت أم صالح قال أحمد لامرأة عندهم: اذهبي إلى فلانة ابنة عمي فاخطبيها لي من نفسها. قالت: فأتيتها فأجابته. فلما رجعت إليه قال: كانت أختها تسمع كلامك قال: وكانت بعين واحدة. فقالت له: نعم. قال: فآذهبي فآخطبي تلك التي بعين واحدة. فأتتها فأجابته. وهي أم عبد الله ابنه. فأقام معها سبعا ثم قالت له: كيف رأيت يا أبن عمي أنكرت شيئا قال: لا، إلا أن نعلك هذه تصر. فيما تقدم وهم من أحمد، رحمه الله، تزوج بهذه بعد موت أم صالح، وذلك لا يستقيم، لأن عبد الله ولد لأحمد، ولأحمد خمسون سنة غير أشهر، وكان صالح أكبر من عبد الله بسنوات، لأنه سمع من عفان، وأبي الوليد. وذكر أبو يعقوب الهروي، وغيره أن صالحا ولد سنة ثلاث ومائتين، ولأبيه إذ ذاك تسع وثلاثون سنة. فصالح أكبر من عبد الله بعشر سنين والله أعلم. وقال الخلال: حدثني محمد بن العباس: نا محمد بن علي: حدثني أبو بكر بن يحيى قال: قال ابو يوسف بن بختان: لما أمرنا عبد الله أن نشتري له الجارية مضيت أنا وفوزان، فتبعني أبو عبد الله فقال لي: يا ابا يوسف، ويكون لها لحم. قال زهير بن صالح: لما توفيت أم عبد الله اشترى حسن، فولدت منه زينب، ثم الحسن، والحسين توأما، وماتا بالقرب من ولادتها، ثم ولدت الحسن، محمدا، فعاش، ثم حتى صارا من السن إلى نحو من الأربعين سنة.

(18/95)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 96
ثم ولدت بعدهما سعيدا. قال الخلال: وثنا محمد بن علي بن يحيى: سمعت حسن، أم ولد أبي عبد الله تقول: قلت لمولاي: يا مولاي اصرف) فرد خلخالي. قال: وتطيب نفسك قلت نعم. قال: الحمد لله الذي وفقك لهذا. قالت: فأعطيته أبا الحسن بن صالح، فباعه بثمانية دنانير ونصف، وفرقها وقت حملي. فلما ولدت حسنا أعطى مولاتي كرامة درهما، وهي امرأة كبيرة كانت تخدمهم، وقال لها: اذهبي إلى شجاع القصاب يشتري لك بهذا رأسا. فآشترى لنا رأسا، وجاءت به، فأكلنا. فقال لي: يا حسن، ما أملك غير هذا الدرهم، وما لك عندي غير هذا اليوم. قالت: وكان إذا لم يكن عند مولاي شيء فرح يومه ذلك. فدخل يوما فقال لي: أريد أن احتجم اليوم وليس معي شيء. فجئت إلى جرة لي فيها غزل، فبعته بأربعة دراهم، فاشتريت لحما بنصف درهم، وأعطى الحجام درهما، واشتريت طيبا بدرهم. ولما خرج إلى سر من رأى كنت قد غزلت غزلا لينا، وعملت ثوبا حسنا، فلما قدم أخرجته إليه، قال: ما أريده. فدفعته إلى فوزان، فباعه باثنتين وأربعين درهما، واشتريت منه قطنا، فغزلته ثوبا كبيرا، فلما أعلمته قال: لا تقطعيه دعيه. فكان كفنه كفن فيه. وأخرجت الغليظ فقطعته. وعن أحمد بن جعفر بن المنادي أن أبا عبد الله آشترى جارية بثمن يسير، سماها ريحانة ليتسرى بها. لم يتابع ابن المنادي على هذا. قال حنبل: ولد سعيد قبل موت أحمد بنحو من خمسين يوما.

(18/96)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 97
وقال بعض الناس: ولي سعيد قضاء الكوفة، ومات سنة ثلاث وثلاثمائة. وهذا لا يصح. فإن سعيدا ولد قبل موت أبيه، ومات قبل موت أخيه عبد الله بدهر. لأن إبراهيم الحربي عزى عبد الله بأخيه سعيد. وأما الحسن، ومحمد. قال ابن الجوزي: فلا نعرف من أخبارهما شيئا. وأما زينب فكبرت وتزوجت. وله بنت اسمها فاطمة، إن صح ذلك. ذكر المحنة ما زال المسلمون على قانون السلف من أن القرآن كلام الله تعالى ووحيه وتنزيله غير مخلوق، حتى نبغت المعتزلة) والجهمية، فقالوا بخلق القرآن، متسترين بذلك في دولة الرشيد. فروى أحمد بن إبراهيم الدورقي، عن محمد بن نوح، أن هارون الرشيد قال: بلغني أن بشر بن غياث يقول: القرآن مخلوق. لله علي إن أظفرني به لأقتلنه. قال الدورقي: وكان بشر متواريا أيام الرشيد، فلما مات ظهر بشر ودعى إلى الضلالة. قلت: ثم إن المأمون نظر في الكلام، وباعث المعتزلة، وبقي يقدم رجلا ويؤخر أخرى في دعاء الناس إلى القول بخلق القرآن، إلى أن قوي عزمه على ذلك في السنة التي مات فيها، كما سقناه. قال صالح بن أحمد بن حنبل: حمل أبي، ومحمد بن نوح مقيدين، فصرنا معهما إلى الأنبار، فسأل أبو بكر الأحوال أبي فقال: يا أبا عبد الله، إن عرضت على السيف تجيب. قال: لا. ثم سيرا، فسمعت أبي يقول: صرنا إلى الرحبة ودخلنا فيها، وذلك في جوف الليل، فعرض لنا رجل فقال: أيكم أحمد بن حنبل فقيل له: هذا. فقال للجمال: على رسلك. ثم قال: يا هذا، ما عليك أن تقتل ههنا وتدخل الجنة. ثم قال: أستودعك الله، ومضى.

(18/97)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 98
قال أبي: فسألت عنه، فقيل: هذا رجل من العرب من ربيعة يعمل الشعر في البادية، يقال له جابر بن عامر، يذكر بخير. وروى أحمد بن أبي الحواري: ثنا إبراهيم بن عبد الله قال: قال أحمد بن حنبل: ما سمعت كلمة منذ وقعت في هذا الأمر أقوى من كلمة أعرابي كلمني بها في رحبة طوق، قال: يا أحمد، إن يقتلك الحق مت شهيدا، وإن عشت عشت حميدا. فقوي قلبي. قال صالح بن أحمد: قال أبي: صرنا إلى أذنة، ورحلنا منها في جوف الليل، وفتح لنا بابها، فإذا رجل قد دخل فقال: البشرى، قد مات الرجل، يعني المأمون. قال أبي: وكنت أدعو الله أن لا أراه. وقال محمد بن إبراهيم البوشنجي: سمعت أحمد بن حنبل يقول: تبينت الإجابة في دعوتين: دعوت الله أن لا يجمع بيني وبين المأمون، ودعوته أن لا أرى المتوكل. فلم أر المأمون ومات بالبذندون وهو نهر الروم، وأحمد محبوس بالرقة حتى بويع المعتصم بالروم، ورجع فرد أحمد إلى بغداد. وأما المتوكل فإنه لما أحضر أحمد دار الخلافة ليحدث ولده، قعد له المتوكل في خوخة حتى نظر إلى أحمد، ولم يره أحمد.) قال صالح: لما صدر أبي ومحمد بن نوح إلى طرسوس ردا في أقيادهما، فلما صارا إلى الرقة حملا في سفينة، فلما وصلا إلى عانات توفي محمد، فأطلق عنه قيده، وصلى عليه أبي. وقال حنبل: قال أبو عبد الله: ما رأيت أحدا على حداثة سنه وقدر علمه أقوم بأمر الله من محمد بن نوح. وإني لأرجو أن يكون قد ختم له بخير. قال لي

(18/98)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 99
ذات يوم: يا أبا عبد الله، الله، الله، إنك لست مثلي، أنت رجل يقتدى بك، قد مد الخلق أعناقهم إليك لما يكون منك. فآتق الله وآثبت لأمر الله. أو نحو هذا. فمات وصليت عليه ودفنته. أظنه قال: بعانة. قال صالح: وصار أبي إلى بغداد مقيدا، فمكث بالياسرية أياما، ثم حبس في دار آكتريت عند دار عمارة. ثم نقل بعد ذلك إلى حبس العامة في درب الموصلية، فقال أبي: كنت أصلي بأهل السجن وأنا مقيد. فلما كان في رمضان سنة تسع عشرة حولت إلى دار إسحاق بن إبراهيم. وأما حنبل بن إسحاق فقال: حبس أبو عبد الله في دار عمارة ببغداد في إسطبل لمحمد بن إبراهيم أخي إسحاق بن إبراهيم، وكان في حبس ضيق ومرض في رمضان، فحبس في ذلك الحبس قليلا، ثم حول إلى سجن العامة، فمكث في السجن نحوا من ثلاثين شهرا، فكنا نأتيه. وقرأ علي كتاب الإرجاء وغيره في الحبس، فرأيته يصلي بأهل الحبس وعليه القيد، فكان يخرج رجله من حلقة القيد وقت الصلاة والنوم. رجعنا إلى ما حكاه صالح بن أحمد، عن ابيه: لما حول إلى دار إسحاق بن إبراهيم فكان يوجه إلي كل يوم برجلين، أحدهما يقال له أحمد بن رباح، والآخر أبو شعيب الحجام، فلا يزالان يناظراني حتى إذا أرادا الإنصراف دعي بقيد، فزيد في قيودي. قال: فصار في رجله اربعة أقياد. قال أبي: فلما كان اليوم الثالث دخل علي أحد الرجلين فناظرني، فقلت له: ما تقول في علم الله قال: إنه مخلوق. فقلت له: كفرت. فقال الرسول الذي كان يحضر من قبل إسحاق بن إبراهيم: إن هذا رسول

(18/99)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 100
أمير المؤمنين. فقلت له: إن هذا قد كفر. فلما كان في الليلة الرابعة وجه، يعني المعتصم، ببغا الذي كان يقال له الكبير، إلى إسحاق، فأمره بحملي إليه. فأدخلت على إسحاق فقال: يا أحمد، إنها والله نفسك، إنه لا يقتلك بالسيف. إنه قد آلى بان لم تجبه أن يضربك ضربا بعد ضرب، وأن يقتلك في موضع لا يرى فيه شمس ولا قمر. أليس قد قال الله عز وجل: إنا جعلناه قرآنا عربيا،) أفيكون مجعولا إلا مخلوقا فقلت: قد قال الله تعلى: فجعلهم كعصف مأكول أفخلقهم قال: فسكت فلما صرنا إلى الموضع المعروف بباب البستان أخرجت وجيء بدابة، فحملت عليها وعلي الأقياد، ما معي أحد يمسكني. فكدت غير مرة أن أخر على وجهي لثقل القيود. فجيء بي إلى دار المعتصم، فأدخلت حجرة، وأدخلت إلى البيت، وأقفل الباب علي، وذلك في الجوف الليل، وليس في البيت سراج. فأردت أن أتمسح للصلاة، فمددت يدي، فإذا أنا بإناء فيه ماء وطست موضوع، فتوضأت وصليت. فلما كان من الغد أخرجت تكتي من سراويلي، وشددت بها الأقياد أحملها، وعطفت سراويلي. فجاء رسول المعتصم فقال: أجب. فأخذ بيدي وأدخلني عليه، والتكة في يدي أحمل بها الأقياد. وإذا هو جالس، وابن أبي دؤآد حاضر، وقد جمع خلقا كثيرا من أصحابه، فقال لي، يعني المعتصم: أدنه، أدنه. فلم يزل يدنيني حتى قربت منه، ثم قال لي: اجلس. فجلست وقد أثقلتني الأقياد، فمكثت قليلا ثم قلت: أتأذن لي في الكلام فقال: تكلم.

(18/100)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 101
فقلت: إلى ما دعا الله ورسوله؟ فسكت هنية ثم قال: إلى شهادة أن لا إله إلا الله. فقلت: فأنا أشهد أن لا إله إلا الله. ثم قلت: إن جدك ابن عباس يقول: لما قدم وفد عبد القيس على رسول الله صلى الله عليه وسلم سألوه عن الإيمان فقال: أتدرون ما الإيمان قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، وأن تعطوا الخمس من المغنم. قال أبي: قال يعني المعتصم لولا أني وجدتك في يد من كان قبلي ما عرضت لك. ثم قال: يا أبا عبد الرحمن بن إسحاق، ألم آمرك برفع المحنة فقلت: الله أكبر إن في هذا لفرجا للمسلمين. ثم قال لهم: ناظروه، كلمه يا أبا عبد الرحمن كلمه. فقال لي عبد الرحمن: ما تقول في القرآن قلت له: ما تقول في علم الله فسكت. فقال لي بعضهم: أليس قال الله تعالى: الله خالق كل شيء والقرآن أليس هو شيء فقلت: قال الله تعالى: تدمر كل شيء بأمر ربها فدمرت إلا ما أراد الله.

(18/101)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 102
فقال بعضهم: ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث أفيكون محدث إلا مخلوقا) فقلت: قال الله: ص والقرآن ذي الذكر فالذكر هو القرآن. وتلك ليس فيها ألف ولام. وذكر بعضهم حديث عمران بن حصين أن الله عز وجل خلق الذكر. فقلت: هذا خطأ، حدثنا غير واحد: إن الله كتب الذكر. واحتجوا بحديث ابن مسعود: ما خلق الله من جنة ولا نار ولا سماء ولا أرض أعظم من آية الكرسي. فقلت: إنما وقع الخلق على الجنة والنار والسماء والأرض، ولم يقع على القرآن. فقال بعضهم: حديث خباب: يا هنتاه، تقرب إلى الله بما استطعت فإنك لن تتقرب إليه بشيء أحب إليه من كلامه. قلت: هكذا هو. قال صالح بن أحمد: فجعل أحمد بن أبي دؤاد ينظر إلى ابي كالمغضب، قال أبي: وكان يتكلم هذا، فأرد عليه، ويتكلم هذا، فأرد عليه، فإذا انقطع الرجل منهم اعترض ابن أبي دؤاد فيقول: يا أمير المؤمنين هو والله ضال مضل مبتدع. فيقول: كلموه، ناظروه.

(18/102)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 103
فيكلمني هذا، فأرد عليه، ويكلمني هذا، فأرد عليه، فإذا انقطعوا يقول لي المعتصم: ويحك يا أحمد ما تقول فأقول: يا أمير المؤمنين، أعطوني شيئا من كتاب الله أو سنة رسول الله حتى أقول به. فيقول ابن دؤآد: أنت لا تقول إلا ما في كتاب الله أو سنة رسول الله فقلت له: تأولت تأويلا، فأنت أعلم، وما تأولت ما يحبس عليه وما يقيد عليه. قال حنبل: قال أبو عبد الله: ولقد احتجوا علي بشيء ما يقوى قلبي ولا ينطلق لساني أن أحكيه. أنكروا الآثار، وما ظننتهم على هذا حتى سمعت مقالتهم، وجعلوا يدعون، يقول الخصم: وكذا وكذا. فآحتججت عليهم بالقرآن بقوله: يا أبت تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا فذم إبراهيم أباه أن عبد ما لا يسمع ولا يبصر، أفهذا منكر عندكم. فقالوا: شبه يا أمير المؤمنين، شبه يا أمير المؤمنين. وقال محمد بن إبراهيم البوشنجي: حدثني بعض اصحابنا أن ابن أبي دؤآد يقول: يا أمير المؤمنين، والله لئن أجابك لهو أحب إلي من مائة ألف دينار، ومائة ألف دينار، ويعد من ذلك ما شاء الله أن يعد. فقال المعتصم: والله لئن أجابني لأطلقن عنه بيدي، ولأركبن إليه بجندي، ولأطأن عقبه. ثم قال: يا أحمد، والله إني عليك لشفيق، وإني لأشفق عليك كشفقتي على هارون ابني. ما تقول فأقول: أعطوني شيئا من كتاب الله أو سنة رسوله. فلما طال المجلس

(18/103)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 104
ضجر وقال: قوموا. وحبسني، يعني عنده،) وعبد الرحمن بن إسحاق يكلمني. فقال المعتصم: ويحك أجبني. وقال: ما أعرفك، ألم تكن تأتينا فقال له عبد الرحمن بن إسحاق: يا أمير المؤمنين أعرفه منذ ثلاثين سنة يرى طاعتك والجهاد والحج معك. قال: فيقول: والله إنه لعالم، وإنه لفقيه، وما يسوءني أن يكون معي يرد عني أهل الملل. ثم قال لي: ما كنت تعرف صالحا الرشيدي قلت: قد سمعت باسمه. قال: كان مؤدبي، وكان في ذلك الموضع جالسا، وأشار إلى ناحية من الدار، فسألته عن القرآن فخالفني، فأمرت به فوطيء وسحب. ثم قال: يا أحمد أجبني إلى شيء لك فيه أدنى مخرج حتى أطلق عنك بيدي. قلت: أعطوني شيئا من كتاب الله وسنة رسوله. فطال المجلس وقام، ورددت إلى الموضع الذي كنت فيه، فلما كان بعد المغرب وجه إلي رجلين من أصحاب ابن أبي دؤآد يبيتان عندي ويناظراني ويقيمان معي، حتى إذا كان وقت الإفطار جيء بالطعام، ويجتهدان بي أن أفطر، فلا أفعل. ووجه إلي المعتصم ابن أبي دؤآد في بعض الليالي فقال: يقول لك أمير المؤمنين: ما تقول فأرد عليه نحوا مما كنت أرد. فقال ابن أبي دؤآد: والله لقد كتبت اسمك في السبعة، يحيى بن معين، وغيره، فمحوته. ولقد ساءني أخذهم إياك. ثم يقول: إن أمير المؤمنين قد

(18/104)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 105
حلف أن يضربك ضربا بعد ضرب، وأن يلقيك في موضع لا ترى فيه الشمس، ويقول: إن أجابني جئت إليه حتى أطلق عنه بيدي. وآنصرفت، فلما أصبح جاء رسوله فأخذ بيدي حتى ذهب بي إليه، فقال لهم: ناظروه وكلموه. فجعلوا يناظرونني، فأرد عليهم، فإذا جاءوا بشيء من الكلام مما ليس في الكتاب والسنة قلت: ما أدري ما هذا. قال: يقولون: يا أمير المؤمنين إذا توهمت له الحجة علينا ثبت. وإذا كلمناه بشيء يقول لا أدري ما هذا. فقال: ناظروه. فقال رجل: يا أحمد أراك تذكر الحديث وتنتحله. قلت: فما تقول في يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين قال: خص الله بها المؤمنين.) قلت: ما تقول إن كان قاتلا أو عبدا فسكت. وإنما احتججت عليهم بهذا لأنهم كانوا يحتجون بظاهر القرآن، وحيث قال لي: أراك تنتحل الحديث احتججت بالقرآن، يعني. فلم يزالوا كذلك إلى قرب الزوال فلما ضجر قال لهم: قوموا وخلا بي وبعبد البرحمن بن إسحاق. فلم يزل يكلمني. ثم قال أبي: فقام ودخل، ورددت إلى الموضع. قال: فلما كان في الليلة الثالثة قلت: خليق أن يحدث غدا من أمري

(18/105)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 106
شيء، فقلت لبعض من كان معي الموكل بي: ارتد لي خيطا. فجاءني بخيط، فشددت به الأقياد، ورددت التكة إلى سراويلي مخافة أن يحدث من أمري شيء فأتعرى. فلما كان من الغد في اليوم الثالث وجه إلي، فأدخلت، فإذا الدار غاصة، فجعلت أدخل من موضع إلى موضع، وقوم معهم السيوف، وقوم معهم السياط، وغير ذلك. ولم يكن في اليومين الماضيين كبير أحد من هؤلاء. فلما انتهيت إليه قال: اقعد. ثم قال: ناظروه، كلموه. فجعلوا يناظرونني، ويتكلم هذا فأرد عليه، ويتكلم هذا فأرد عليه، وجعل صوتي يعلو أصواتهم، فجعل بعض من على رأسه قائم يوميء إلي بيده، فلما طال المجلس نحاني، ثم خلا بهم. ثم نحاهم وردني إلى عنده فقال: ويحك يا أحمد، أجبني حتى أطلق عنك بيدي. فرددت عليه نحوا مما كنت يرد، فقال لي: عليك، وذكر اللعن. وقال: خذوه واسحبوه واخلعوه. قال: فسحبت ثم خلعت. قال: وقد كان صار إلي شعر من شعر النبي صلى الله عليه وسلم في كم قميصي، فوجه إلي إسحاق بن إبراهيم: ما هذا المصرور في كم قميصك قلت: شعر من شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: وسعى بعض القوم إلى القميص ليخرقه علي، فقال لهم، يعني المعتصم: لا تخرقوه. فنزع القميص عني.

(18/106)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 107
قال: وظننت أنه إنما دريء عن القميص الخرق بسبب الشعر الذي كان فيه. قال: وجلس المعتصم على كرسي ثم قال: العقابين والسياط. فجيء بالعقابين، فمدت يداي، فقال بعض من حضر خلفي: خذ أي الخشبتين بيديك وشد عليهما. فلم أفهم ما قال، فتخلعت يداي.) وقال محمد بن إبراهيم البوشنجي: ذكروا أن المعتصم لان في أمر أحمد لما علق في العقابين، ورأى ثبوته وتصميمه وصلابته في أمره، حتى أغراه ابن أبي دؤآد وقال له: إن تركته قيل إنك تركت مذهب المأمون وسخطت قوله. فهاجه ذلك على ضربه. قال صالح: قال أبي: لما جيء بالسياط نظر إليها المعتصم وقال: ائتوني بغيرها. ثم قال للجلادين: تقدموا. فجعل يتقدم إلي الرجل منهم فيضربني سوطين، فيقول له: شد، قطع الله يدك. ثم يتنحى، فيقدم الآخر فيضربني سوطين وهو يقول في كل ذلك: شد، قطع الله يدك. فلما ضربت تسع عشر سوطا قام إلي، يعني المعتصم، وقال: يا أحمد، علام تقتل نفسك إني والله عليك لشفيق. قال: فجعل عجيف ينخسني بقائمة سيفه وقال: أتريد أن تغلب هؤلاء كلهم. وجعل بعضهم يقول: ويلك، الخليفة على رأسك قائم. وقال بعضهم: يا أمير المؤمنين دمه في عنقي، اقتله.

(18/107)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 108
وجعلوا يقولون: يا أمير المؤمنين أنت صائم وأنت في الشمس قائم. فقال لي: ويحك يا أحمد ما تقول فأقول: أعطوني شيئا من كتاب الله أو سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أقول به. فرجع وجلس، وقال للجلاد: تقدم وأوجع، قطع الله يدك. ثم قام الثانية فجعل يقول: ويحك يا أحمد أجبني. فجعلوا يقبلون علي ويقولون: يا أحمد إمامك على رأسك قائم. وجعل عبد الرحمن يقول: من صنع من أصحابك في هذا الأمر ما تصنع وجعل المعتصم يقول: ويحك أجبني إلى شيء لك فيه أدنى فرج حتى أطلق عنك بيدي. فقلت: يأمير المؤمنين، أعطوني شيئا من كتاب الله فيرجع. وقال للجلادين: تقدموا. فجعل الجلاد يتقدم ويضربني سوطين ويتنحى، وهو في خلال ذلك يقول: شد، قطع الله يدك. قال أبي: فذهب عقلي، فأفقت بعد ذلك، فإذا الأقياد قد أطلقت عني. وقال لي رجل ممن حضر: إنا كببناك على وجهك، وطرحنا على ظهرك بارية ودسناك. قال أبي: فما شعرت بذلك، وأتوني بسويق فقالوا لي: اشرب وتقيأ.) فقلت: لا أفطر. ثم جيء بي إلى إسحاق بن إبراهيم، فحضرت صلاة الظهر، فتقدم ابن سماعة فصلى، فلما انفتل من الصلاة قال لي: صليت والدم يسيل في ثوبك. فقلت: قد صلى عمر وجرحه يثعب دما.

(18/108)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 109
قال صالح: ثم خلي عنه، فصار إلى منزله. وكان مكثه في السجن منذ أخذ وحمل إلى ضرب وخلي عنه ثمانية وعشرين شهرا. ولقد أخبرني أحد الرجلين اللذين كانا معه قال: يا ابن أخي، رحمة الله على أبي عبد الله، والله ما رأيت أحدا يشبهه. ولقد جعلت أقول له في وقت ما يوجه إلينا بالطعام: يا أبا عبد الله، أنت صائم وأنت في موضع تقية. ولقد عطش، فقال لصاحب الشراب: ناولني. فناوله قدحا فيه ماء وثلج، فأخذه ونظر إليه هنية ثم رده ولم يشرب، فجعلت أعجب من صبره على الجوع والعطش وهو فيما هو فيه من الهول. قال صالح: كنت ألتمس وأحتال أن أوصل إليه طعاما أو رغيفا في تلك الأيام، فلم أقدر. وأخبرني رجل حضره أنه تفقده في هذه الأيام الثلاثة وهم يناظرونه، فما لحن في كلمة. قال: وما ظننت أن أحدا يكون في مثل شجاعته وشدة قلبه. وقال حنبل: سمعت أبا عبد الله يقول: ذهب عقلي مرارا، فكان إذا رفع عني الضرب رجعت إلى نفسي. وإذا استرخيت وسقطت رفع الضرب. أصابني ذلك مرارا، ورأيته، يعني المعتصم، قاعدا في الشمس بغير مظلة، فسمعته وقد أفقت يقول لابن دؤآد: لقد ارتكبت في أمر هذا الرجل. فقال: يا أمير المؤمنين إنه والله كافر مشرك، قد أشرك من غير وجه. فلا يزال به حتى يصرفه عما يريد. وقد كان أراد تخليتي بغير ضرب، فلم يدعه ولا إسحاق بن إبراهيم، عزم حينئذ على ضربي. قال حنبل: وبلغني أن المعتصم قال لابن أبي دؤاد بعدما ضرب

(18/109)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 110
أبو عبد الله: كم ضرب؟ فقال ابن أبي دؤاد: نيف وثلاثين أو أربعة وثلاثين سوطا. وقال أبو عبد الله: قال لي إنسان ممن كان: ثم ألقينا على صدرك بارية. أكببناك على وجهك ودسناك. قال أبو الفضل عبيد الله الزهري: قال المروذي: قلت وأحمد بين الهنبادين: يا أستاذ، قال الله تعالى: ولا تقتلوا أنفسكم. قال: يا مروذي، أخرج انظر.) فخرجت إلى رحبة دار الخليفة، فرأيت خلقا لا يحصيهم إلا الله تعالى، والصحف في أيديهم، والأقلام والمحابر. فقال لهم المروذي: أي شيء تعملون قالوا: ننتظر ما يقول أحمد فنكتبه. فدخل إلى أحمد فأخبره، فقال: يا مروذي أضل هؤلاء كلهم قلت: هذه حكاية منقطعة لا تصح. قال ابن أبي حاتم: ثنا عبد الله بن محمد بن الفضل الأسدي قال: لما حمل أحمد ليضرب جاءوا إلى بشر بن الحارث فقالوا: قد حمل أحمد بن حنبل وحملت السياط، وقد وجب عليك أن تتكلم. فقال: تريدون مني مقام الآنبياء ليس ذا عندي. حفظ الله أحمد من بين يديه ومن خلفه. وقال الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي: حدثني داود بن عرفة: ثنا ميمون بن الأصبغ قال: كنت ببغداد، فسمعت ضجة، فقلت: ما هذا قالوا: أحمد يمتحن.

(18/110)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 111
فأخذت مالا له خطر، فذهبت به إلى من يدخلني إلى المجلس، فأدخلوني، وإذا بالسيوف قد جردت، وبالرماح قد ركزت، وبالتراس قد صففت، وبالسياط قد طرحت، فألبسوني قباء أسود ومنطقة وسيفا، ووقفوني حيث أسمع الكلام. فأتى أمير المؤمنين، فجلس على كرسي، وأتي بأحمد بن حنبل، فقال له: وقرابتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم لأضربنك بالسياط، أو تقول كما أقول. ثم التفت إلى جلاد فقال: خذه إليك. فأخذه، فلما ضرب سوطا قال: بسم الله. فلما ضرب الثاني قال: لا حول ولا قوة إلا بالله. فلما ضرب الثالث قال: القرآن كلام الله غير مخلوق. فلما ضرب الرابع قال: قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا. فضربه تسعة وعشرين سوطا. وكانت تكة أحمد حاشية ثوب، فانقطعت، فنزل السراويل إلى عانته، فقلت: الساعة ينهتك. فرمى بطرفه إلى السماء، وحرك شفتيه، فما كان بأسرع من أن بقي السراويل لم ينزل. فدخلت عليه بعد سبعة أيام، فقلت: يا أبا عبد الله رأيتك وقد انحل سراويلك، فرفعت رأسك أو أطرافك إلى السماء، فما قلت قال: قلت: اللهم إني أسألك باسمك الذي ملأت به العرش إن كنت أني على الصواب، فلا تهتك لي سترا. وقال جعفر بن أحمد بن فارس الإصبهاني: ثنا أحمد بن أبي عبيد الله قال: قال أحمد بن الفرج: حضرت أحمد بن حنبل لما ضرب، فتقدم أبو الدن فضربه بضعة عشر سوطا، فأقبل الدم من أكتافه، وكان عليه سراويل، فانقطع خيطه، فنزل السراويل، فلحظته وقد حرك شفتيه، فعاد السراويل كما كان، فسألته عن ذلك فقال: قلت: إلهي وسيدي،) وقفتني هذا الموقف، فتهتكني

(18/111)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 112
على رؤوس الخلائق ! هذه حكاية لا تصح. ولقد ساق فيها أبو نعيم الحافظ من الخرافات والكذب ما يستحى من ذكره. وأضعف منها ما رواه أبو نعيم في الحلية: ثنا الحسين بن محمد، نا إبراهيم بن محمد بن إبراهيم القاضي: حدثني أبو عبد الله الجوهري: حدثني يوسف بن يعقوب: سمعت علي بن محمد القرشي قال: لما قدم أحمد ليضرب وجرد وبقي في سراويله، فبينا هو يضرب انحل سراويله، فجعل يحرك شفتيه بشيء، فرأيت يدين خرجتا من تحته وهو يضرب، فشدتا السراويل. فلما فرغوا من الضرب قلنا له: ما كنت تقول قال: قلت: يا من لا يعلم العرش منه أين هو إلا هو، إن كنت على الحق فلا تبد عورتي. قلت: هذه مكذوبة ذكرتها للمعرفة. ذكرها البيهقي، وما جسر على تضعيفها. ثم روى بعدها حكاية في المحنة، عن أبي مسعود البجلي إجازة، عن ابن جهضم، وهو كذوب، عن النجاد، عن ابن أبي العوام الرياحي، فيها من الركاكة والخرط ما لا يروج إلا على الجهال. وفيها أن مئزره اضطرب، فحرك شفتيه، فما استتم الدعاء حتى رأيت كفا من ذهب قد خرج من تحت مئزره بقدرة الله، فصاحت العامة. وقال محمد بن إسماعيل بن أبي سمينة: سمعت شاباص التائب يقول: لقد ضربت أحمد بن حنبل ثمانين سوطا، لو ضربته فيلا لهدته. قال ابن أبي حاتم: نا أبي قال: قال إبراهيم بن الحارث العبادي: قال أبو محمد الطفاوي لأحمد: يا أبا عبد الله، أخبرني عما صنعوا بك.

(18/112)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 113
قال: لما ضربت جاء ذاك الطويل اللحية، يعني عجيفا، فضربني بقائم سيفه فقلت: جاء الفرجشن يضرب عنقي وأستريح. فقال ابن سماعة: يا أمير المؤمنين اضرب عنقه، ودمه في رقبتي. قال ابن أبي دؤاد: لا يا أمير المؤمنين، لا تفعل، فإنه إن قتل أو مات في دارك قال الناس: صبر حتى قتل، واتخذوه إماما، وثبتوا على ما هم عليه. ولكن أطلقه لساعة، فإن مات خارجا من منزلك شك الناس بأمره. قال ابن أبي حاتم: وسمعت أبا زرعة يقول: دعى المعتصم بعم أحمد بن حنبل ثم قال للناس: تعرفونه قالوا: نعم، وهو أحمد بن حنبل. قال: فا نظروا إليه أليس هو صحيح البدن قالوا: نعم. ولولا أنه فعل ذلك لكنت أخاف أن يقع شيء لا يقام له. قال: فلما قال: قد سلمته إليكم صحيح البدن. هدأ الناس وسكنوا.) قال صالح: صار أبي إلى المنزل ووجه إليه من السحر من يبصر الضرب والجراحات ويعالج منها. فنظر إليه وقال: أنا والله لقد رأيت من ضرب ألف سوط، ما رأيت ضربا أشد من هذا. لقد جر عليه من خلفه ومن قدامه. ثم أدخل ميلا في بعض تلك الجراحات وقال: لم ينضب. فجعل يأتيه ويعالجه، وكان قد أصاب وجهه غير ضربة ثم مكث يعالجه ما شاء الله. ثم قال: إن ههنا شيئا أريد أن أقطعه. فجاء بحديدة، فجعل يعلق اللحم بها ويقطعه بسكين، وهو صابر بحمد الله، فبرأ. ولم يزل يتوجع من مواضع منه. وكان أثر الضرب بينا في ظهره إلى أن توفي. وسمعت أبي يقول: والله لقد أعطيت المجهود من نفسي، ووددت أني أنجو من هذا الأمر كفافا لا علي ولا لي.

(18/113)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 114
ودخلت على أبي يوما فقلت له: بلغني أن رجلا جاء إلى فضل الأنماطي فقال له: اجعلني في جل إذ لم أقم بنصرتك. فقال فضل: لا جعلت أحدا في جل. فتبسم أبي وسكت. فلما كان بعد أيام قال: مررت بهذه الآية: فمن عفا وأصلح فأجره على الله فنظرت في تفسيرها، فإذا هو ما حدثني أبو النضر: ثنا ابن فضالة المبارك: حدثني من سمع الحسن يقول: إذا جئت الأمم بين يدي رب العالمين نودوا: ليقم من أجره على الله. فلا يقوم إلا من عفا في الدنيا. قال أبي: فجعلت الميت في جل من ضربه إياي. ثم جعل يقول: وما على رجل ألا يعذب الله بسببه أحدا. وقال حنبل بن إسحاق: لما أمر المعتصم بتخلية أبي عبد الله خلع عليه مبطنة وقميصا وطيلسانا وخفا وقلنسوة، فبينا نحن على باب الدار والناس في الميدان والدروب وغيرها، وأغلقت الأسواق، إذ خرج أبو عبد الله على دابة من دار أبي إسحاق المعتصم، وعليه تلك الثياب، وابن أبي دؤاد عن يمينه، وإسحاق بن إبراهيم، يعني نائب بغداد، عن يساره، فلما صار في دهليز المعتصم قبل أن يخرج قال لهم ابن أبي دؤاد: اكشفوا رأسه. فكشفوه، يعني الطيلسان فقط، وذهبوا يأخذون به ناحية الميدان نحو طريق الحبس. فقال لهم إسحاق: خذوا به ههنا، يريد دجلة. فذهب به إلى الزورق، وحمل إلى دار إسحاق، وأقام عنده إلى صليت الظهر. وبعث إلى أبي وإلى جيراننا ومشايخ المحال، فجمعوا وأدخلوا عليه، فقال لهم: هذا أحمد بن حنبل إن كان فيكم من يعرفه، وإلا فليعرفه. وقال ابن سماعة حين دخل للجماعة: هذا أحمد بن حنبل، فإن أمير المؤمنين ناظره في أمره، وقد خلى سبيله، وها هو ذا. فأخرج على دابة لإسحاق بن إبراهيم عند غروب الشمس، فصار إلى

(18/114)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 115
منزله ومعه السلطان والناس، وهو منحني. فلما ذهب لينزل احتضنته ولم أعلم، فوقعت يدي على موضع الضرب فصاح، فنحيت يدي، فنزل متوكئا علي،) وأغلق الباب ودخلنا معه، ورمى بنفسه على وجهه لا يقدر يتحرك إلا بجهد، وخلع ما كان عليه، فأمر به فبيع، وأخذ ثمنه فتصدق به. وكان المعتصم أمر إسحاق بن إبراهيم أن لا يقطع عنه خبره، وذلك أنه ترك فيما حكي لنا عند الإياس منه. وبلغنا أن المعتصم ندم وأسقط في يده حتى صح. فكان صاحب خبر إسحاق يأتينا كل يوم يتعرف خبره حتى صح، وبقيت إبهاماه متخلعتين تضربان عليه في البرد حتى يسخن له الماء. ولما أردنا علاجه خفنا أن يدس ابن دؤاد سما إلى المعالج، فعملنا الدواء والمراهم في منزلنا. وسمعته يقول: كل من ذكرني في حل إلا مبتدع. وقد جعلت أبا إسحاق، يعني المعتصم، في جل. ورأيت الله تعالى يقول: وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم وأمر النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر بالعفو في قصة مسطح. قال أبو عبد الله: العفو أفضل، وما ينفعك أن يعذب أخوك المسلم في سبيلك. فصل في محنته من الواثق قال حنبل: ولم يزل أبو عبد الله بعد أن بريء من مرضه يحضر الجمعة والجماعة ويفتي ويحدث حتى مات المعتصم، وولي ابنه الواثق، فأظهر ما أظهر من المحنة والميل إلى ابن أبي دؤاد وأصحابه. فلما اشتد الأمر على أهل بغداد، وأظهرت القضاة المحنة، وفرق بين فضل الأنماطي وامرأته، وبين أبي صالح وامرأته، كان أبو عبد الله يشهد الجمعة ويعيد الصلاة إذا رجع ويقول: الجمعة تؤتى لفضلها، والصلاة تعاد خلف من قال بهذه المقالة. وجاء نفر إلى أبي عبد الله وقالوا: هذا الأمر قد فشا وتفاقم، ونحن نخافه على أكثر من هذا. وذكروا أن آبن أبي دؤاد أراد أن يأمر المعلمين بتعليم

(18/115)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 116
الصبيان في الكتاب مع القرآن القرآن كذا وكذا. فنحن لا نرضى بإمارته. فمنعهم من ذلك وناظرهم. وحكى حنبل قصده في مناظرتهم وأمرهم بالصبر. فبينا نحن في أيام الواثق إذ جاء يعقوب ليلا برسالة إسحاق بن إبراهيم إلى أبي عبد الله: يقول لك الأمير إن أمير المؤمنين قد ذكرك، فلا يجتمعن إليك أحد، ولا تساكني بأرض ولا مدينة أنا فيها. فآذهب حيث شئت من أرض الله. فاختفى أبو عبد الله بقية حياة الواثق. وكانت تلك الفتنة، وقتل أحمد بن نصر، فلم يزل أبو عبد الله مختفيا في منزله في القرب. ثم عاد إلى منزله بعد أشهر أو سنة لما طغى خبره. ولم يزل في البيت مختفيا لا يخرج إلى الصلاة ولا غيرها حتى هلك الواثق. وعن إبراهيم بن هاني قال: اختفى أحمد بن حنبل عندي ثلاثة أيام ثم قال: اطلب لي موضعا. قلت: لا آمن عليك. قال: افعل. فإذا فعلت أفدتك.) فطلبت له موضعا، فلما خرج قال لي: اختفى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغار ثلاثة أيام، ثم تحول. قلت: أنا أتعجب من الحافظ أبي القاسم كيف لم يسق المحنة ولا شيئا منها في تاريخ دمشق مع فرط استقصائه، ومع صحة أسانيدها، ولعل له نية في تركها. فصل في حال أبي عبد الله أيام المتوكل قال حنبل: ولي جعفر المتوكل فأظهر الله السنة وفرج عن الناس، وكان أبو عبد الله يحدثنا ويحدث أصحابه في أيام المتوكل، وسمعته يقول: ما كان الناس إلى الحديث والعلم أحوج منهم في زماننا. ثم إن المتوكل ذكره وكتب إلى إسحاق بن إبراهيم في إخراجه إليه. فجاء رسول إسحاق إلى أبي عبد الله يأمره بالحضور، فمضى أبو عبد الله ثم رجع فسأله

(18/116)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 117
أبي عما دعي له فقال: قرأ علي كتاب جعفر يأمرني بالخروج إلى العساكر. قال: وقال لي إسحاق بن إبراهيم: ما تقول في القرآن فقلت: إن أمير المؤمنين قد نهى عن هذا. فقال: لا تعلم أحدا أني سألتك. فقلت له: مسألة مسترشد أو مسألة متعنت قال: بل مسألة مسترشد. فقلت له: القرآن كلام الله ليس مخلوق، وقد نهى أمير المؤمنين عن هذا. وخرج إسحاق إلى العساكر، وقدم ابنه خليفة له ببغداد، ولم يكن عند أبي عبد الله ما يتجمل به وينفقه، وكانت عندي مائة درهم، فأتيت بها أبي، فذهب بها إليه، فأخذها وأصلح بها ما احتاج إليه، وآكترى منها، وخرج ولم يلق محمد بن إسحاق بن إبراهيم، ولا سلم عليه. فكتب بذلك محمد إلى أبيه، فحقدها إسحاق عليه، فقال للمتوكل: يا أمير المؤمنين إن أحمد بن حنبل خرج من بغداد ولم يأت محمدا مولاك. فقال المتوكل: يرد ولو وطيء بساطي. وكان أبو عبد الله قد بلغ بصرى، فوجه إليه رسولا يأمره بالرجوع، فرجع وامتنع من الحديث إلا لولده ولنا. وربما قرأ علينا في منزلنا. ثم إن رافعا رفع إلى المتوكل أن أحمد بن حنبل ربص علويا في منزله، وأنه يريد أن يخرجه ويبايع عليه، ولم يكن عندنا علم، فبينا نحن ذات ليلة نيام في الصيف سمعنا الجلبة، ورأينا النيران في دار أبي عبد الله، فأسرعنا، وإذا أبو عبد الله قاعد في إزار، ومظفر بن الكلبي صاحب الخبر وجماعة معهم. فقرأ صاحب الخبر كتاب المتوكل: ورد على) أمير المؤمنين أن عندكم علويا ربصته لتبايع عليه وتظهره. في كلام طويل. ثم قال له مظفر: ما تقول قال: ما أعرف من هذا شيئا، وإني لأرى له السمع والطاعة في عسري

(18/117)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 118
ومنشطي ومكرهي، وآثره لآدعو الله له بالتسديد والتوفيق في الليل والنهار. في كلام كثير غير هذا. وقال ابن الكلبي: قد أمرني أمير المؤمنين أن أحلفك. قال: فاحلفه بالطلاق ثلاثا أن ما عنده طلبة أمير المؤمنين. قال: وفتشوا منزل أبي عبد الله والسرب والغرف والسطوح، وفتشوا تابوت الكتب، وفتشوا النساء والمنازل، فلم يروا شيئا ولم يحسوا بشيء، ورد الله الذين كفروا بغيظهم. فكتب بذلك إلى المتوكل، فوقع منه موقعا حسنا وعلم أن أبا عبد الله مكذوب عليه. وكان الذي دس عليه رجل من أهل البدع، ولم يمت حتى بين الله أمره للمسلمين، وهو ابن الثلجي. فلما كان بعد أيام بينا نحن جلوس بباب الدار إذا يعقوب أحد حجاب المتوكل قد جاء، فا ستأذن على أبي عبد الله، فدخل ودخل أبي وأنا، ومع بعض غلمانه بدرة، على بغل، ومعه كتاب المتوكل، فقرأه على أبي عبد الله: إنه قد صح عند أمير المؤمنين برآءة ساحتك، وقد وجه إليك بهذا المال تسعين به. فأبى أن يقبله وقال: ما لي إليه حاجة. فقال: يا أبا عبد الله، آقبل من أمير المؤمنين ما أمرك به فإن هذا خير لك عنده، فآقبل ولا ترده. فإنك إن رددته خفت أن يظن بك ظن سوء. فحينئذ قبلها. فلما خرج قال: يا أبا علي. قلت: لبيك. قال: ارفع هذه الإجانة وضعها، يعني البدرة، تحتها. فوضعتها وخرجنا. فلما كان الليل إذا أم ولد أبي عبد الله تدق علينا الحائط، فقلت لها: ما لك قالت: مولاي يدعو عمه. فأعلمت أبي، وخرجنا فدخلنا على أبي عبد الله، وذلك في جوف الليل.

(18/118)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 119
فقال: يا عم، ما أخذني النوم هذه الليلة. فقال له أبي: ولم قال: لهذا المال.) وجعل يتوجع لأخذه، وجعل أبي يسكنه ويسهل عليه، وقال: حتى تصبح وترى فيه رأيك، فإن هذا ليل والناس في منازلهم. فأمسك، وخرجنا. فلما كان في السحر وجه إلى عبدوس بن مالك، والحسن بن البزار، فحضرا، وحضر جماعة منهم: هارون الحمال، وأحمد بن منيع، وابن الدورقي، وأنا، وأبي، وصالح، وعبد الله فجعلنا نكتب من يذكرونه من أهل السنة والصلاح ببغداد والكوفة، فوجه منها إلى أبي سعيد الأشج، وإلى أبي كريب، وإلى من ذكر أنه من أهل العلم والسنة ممن يعلمون أنه محتاج. ففرقها كلها ما بين الخمسين إلى المائة والمائتين، فما في الكيس درهم. ثم تصدق بالكيس على مسكين. فلما كان بعد ذلك مات إسحاق بن إبراهيم وابنه محمد، وولي بغداد عبد الله بن إسحاق، فجاء رسوله إلى عبد الله، فذهب إليه، فقرأ عليه كتاب المتوكل فقال له: يأمرك بالخروج. فقال: أنا شيخ ضعيف عليل. فكتب عبد الله بما رد عليه، فورد جواب الكتاب بأن أمير المؤمنين يأمره بالخروج. فوجه عبد الله جنوده، فباتوا على بابنا أياما حتى تهيأ أبو عبد الله للخروج، فخرج وخرج صالح، وعبد الله، وأبو رميلة. قال صالح: كان حمل أبي إلى المتوكل سنة سبع وثلاثين ومائتين، ثم عاش إلى سنة إحدى وأربعين، فكان قل يوم يمضي إلا ورسول المتوكل يأتيه. قال حنبل في حديثه: وقال أبي إرجع. فرجعت، فأخبرني أبي قال: لما دخلنا إلى العساكر إذا نحن بموكب عظيم مقبل، فلما حاذى بنا قالوا: هذا وصيف. وإذا فارس قد أقبل، فقال لأحمد: الأمير وصيف يقرئك السلام، ويقول لك: إن الله قد أمكنك من عدوك، يعني ابن أبي دؤاد، وأمير المؤمنين

(18/119)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 120
يقبل منك، فلا تدع شيئا إلا تكلمت به. فما رد عليه أبو عبد الله شيئا. وجعلت أنا أدعو لأمير المؤمنين، ودعوت لوصيف، ومضينا فأنزلنا في دار التياح، ولم يعلم أبو عبد الله، فسأل بعد ذلك: لمن هذه الدار قالوا: هذه دار التياح. فقال: حولوني، إكتروا لي. فلم نزل حتى اكترينا له دارا. وكانت تأتينا في كل يوم مائدة فيها ألوان يأمر بها المتوكل، والفاكهة والثلج، وغير ذلك. فما نظر إليها أبو عبد الله، ولا ذاق منها شيئا. وكانت نفقة المائدة كل يوم مائة وعشرين درهما. وكان يحيى بن خاقان، وابنه عبيد الله، وعلي بن الجهم يأتون أبا عبد الله ويختلفون إليه برسالة المتوكل.) ودامت العلة بأبي عبد الله وضعف ضعفا شديدا. وكان يواصل، فمكث ثمانية أيام ولا يأكل ولا يشرب. فلما كان في اليوم الثامن دخلت عليه، وقد كاد أن يطفأ، فقلت: يا أبا عبد الله، ابن الزبير كان يواصل سبعة أيام، وهذا لك اليوم ثمانية أيام. قال: إني مطيق. قلت: بحقي عليك. قال: فإني أفعل. فأتيته بسويق فشرب ووجه إليه المتوكل بمال عظيم فرده، فقال له عبيد الله بن يحيى: فإن أمير المؤمنين يأمرك أن تدفعها إلى ولدك وأهلك. قال: هم مستعفون فردها عليه. فأخذها عبيد الله فقسمها على ولده وأهله. ثم أجرى المتوكل على أهله وولده أربعة آلاف في كل شهر، فبعث إليه أبو عبد الله: إنهم في كفاية، وليست بهم حاجة. فبعث إليه المتوكل: إنما هذا لوالدك، ما لك ولهذا؟

(18/120)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 121
فأمسك أبو عبد الله. فلم يزل يجري علينا حتى مات المتوكل. وجرى بين أبي عبد الله وبين أبي في ذلك كلام كثير، وقال: يا عم، ما بقي من أعمارنا كأنك با لأمر قد نزل بنا، فالله الله فإن أولادنا إنما يريدون يتأكلون بنا، وإنما هي أيام قلائل. لو كشف للعبد عما قد حجب عنه لعرف ما هو عليه من خير أو شر، صبر قليل وثواب طويل، وإنما هذه فتنة. قال أبي: فقلت: أرجو أن يؤمنك الله مما تحذر. قال: فكيف وأنتم لا تتركون طعامهم ولا جوائزهم، لو تركتموها لتركوكم. وقال: ما ننتظر إنما هو الموت، فإما إلى جنة وإما إلى نار فطوبى لمن قدم على خير. قال أبي: فقلت له: أليس قد أمرت، ما جاءك من هذا المال من غير مسألة ولا إشراف نفس أن تأخذه. قال: قد أخذت مرة بلا إشراف نفسي فالثانية والثالثة فما بال نفسك ألم تستشرف فقلت: ألم يأخذ ابن عمر وابن عباس فقال: ما هذا وذاك وقال: لو أعلم أن هذا المال يؤخذ من وجهه ولا يكون فيه ظلم ولا حيف لم أبال.) قال حنبل: فلما طالت علة أبي عبد الله كان المتوكل يبعث بابن ما سويه المتطبب فيصف له الأدوية، فلا يتعالج، ودخل المطبب على المتوكل فقال: يا أمير المؤمنين، أحمد ليست به علة في بدنه، إنما هو من قلة الطعام والصيام والعبادة. فسكت المتوكل. وبلغ أم المتوكل خبر أبي عبد الله، فقالت لابنها: أشتهي أن أرى هذا الرجل. فوجه المتوكل إلى أبي عبد الله يسأله أن يدخل على ابنه المعتز ويسلم

(18/121)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 122
عليه ويدعو له ويجعله في حجره. فآمتنع أبو عبد الله من ذلك، ثم أجاب رجاء أن يطلق وينحدر إلى بغداد. فوجه إليه المتوكل خلعة، وأتوه بدابة يركبها إلى المعتز، فامتنع، وكانت عليها مثيرة نمور. فقدم إليه بغل لرجل من التجار فركبه، وجلس المتوكل مع أمه في مجلس من المكان، وعلى المجلس ستر رقيق. فدخل أبو عبد الله على المعتز، ونظر إليه المتوكل وأمه، فلما رأته قالت: يا بني، الله الله في هذا الرجل، فليس هذا ممن يريد ما عندكم، ولا المصلحة أن تحبسه عن منزله، فأذن له فليذهب. فدخل أبو عبد الله على المعتز فقال: السلام عليكم، وجلس ولم يسلم عليه بالإمرة. قال: فسمعت أبا عبد الله بعد ذلك ببغداد يقول: لما دخلت عليه وجلست قال مؤدب الصبي: أصلح الله الأمير، هذا الذي أمره أمير المؤمنين يؤدبك ويعلمك. فرد عليه الغلام وقال: إن علمني شيئا تعلمته. قال أبو عبد الله: فعجبت من ذكائه وجوابه على صغره. وكان صغيرا. قال: ودامت علة أبي عبد الله وبلغ الخليفة ما هو فيه، وكلمه يحيى بن خاقان أيضا وأخبره أنه رجل لا يريد الدنيا. فإذن له بالإنصراف. فجاء عبيد الله ابن يحيى وقت العصر فقال: إن أمير المؤمنين قد أذن لك، وأمر أن تفرش لك حراقة تنحدر فيها. فقال أبو عبد الله: اطلبوا لي زورقا فأنحدر فيه الساعة. فطلبوا له زورقا فآنحدر فيه من ساعته. قال حنبل: فما علمنا بقدومه حتى قيل لي إنه قد وافى، فا ستقبلته بناحية القطيعة، وقد خرج من الزورق، فمشيت معه فقال لي: تقدم لا يراك الناس فيعرفوني. فتقدمت بين يديه حتى وصل إلى المنزل، فلما دخل ألقى نفسه على قفاه

(18/122)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 123
من التعب والعياء. وكان في حياته ربما استعار الشيء من منزلنا ومنزل ولده.) فلما صار إلينا من مال السلطان ما صار امتنع من ذلك، حتى لقد وصف له في علته قرعة تشوى ويؤخذ ماؤها. فلما جاءوا بالقرعة قال بعض من حضر: اجعلوها في تنور، يعني في دار صالح، فإنهم قد خبزوا. فقال بيده: لا. ومثل هذا كثير. وقد ذكر صالح بن أحمد قصة خروج أبيه إلى العساكر ورجوعه، وتفتيش بيوتهم على العلوي، ثم ورود يعقوب قرقرة ومعه العشرة آلاف، وأن بعضها كان مائتي دينار والباقي دراهم. قال: فجئت بأجانة خضراء، فأكببتها على البدرة، فلما كان عند المغرب قال: يا صالح خذ هذا صيره عندك. فصيرته عند رأسي فوق البيت. فلما كان سحر إذا هو ينادي: يا صالح. فقمت وصعدت إليه، فقال: ما نمت. قلت: لم يا أبه فجعل يبكي وقال: سلمت من هؤلاء، حتى إذا كان في آخر عمري بليت بهم. وقد عزمت عليك أن تفرق هذا الشيء إذا أصبحت. فقلت: ذاك إليك. فلما أصبح جاءه الحسن بن البزار فقال: جئني يا صالح بميزان. وجهوا إلى أبناء المهاجرين والأنصار. ثم وجه إلى فلان حتى يفرق في ناحيته، وإلى فلان، حتى فرقها كلها، ونحن في حالة الله بها عليم. فجاءني ابن لي فقال: يا أبه أعطني درهما. فأخرجت قطعة فأعطيته. وكتب صاحب البريد إنه تصدق بالدراهم في يومه، حتى تصدق بالكيس. قال علي بن الجهم: فقلت: يا أمير المؤمنين قد تصدق بها. وعلم الناس أنه قد قبل منك.

(18/123)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 124
ما يصنع أحمد بالمال وإنما قوته رغيف؟ ! قال: فقال لي: صدقت يا علي. قال صالح: ثم أخرج أبي ليلا، ومعنا حراس معهم النفاطات، فلما أصبح وأضاء الفجر قال لي: صالح معك دراهم قلت: نعم. قال: أعطهم. فلما أصبحنا جعل يعقوب يسير معه، فقال له: يا أبا عبد الله، ابن الثلجي بلغني أنه كان يذكرك. فقال له: يا أبا يوسف سل الله العافية. فقال له: يا أبا عبد الله تريد أن نؤدي عنك رسالة إلى أمير المؤمنين) فسكت. فقال: إن عبد الله بن إسحاق أخبرني أن الوابصي قال له إني أشهد عليه أنه قال: إن أحمد يعبد ماني. فقال: يا أبا يوسف يكفي الله. فغضب يعقوب والتفت إلي فقال: ما رأيت أعجب مما نحن فيه، أسأله أن يطلق لي كلمة أخبر أمير المؤمنين، فلا يفعل. قال: ووجه يعقوب إلى المتوكل بما عمل، ودخلنا العسكر وأبي منكس الرأس، ورأسه مغطى، فقال له يعقوب: اكشف رأسك يا أبا عبد الله، فكشفه. ثم جاء وصيف يريد الدار، ووجه إليه بعدما جاز بيحيى بن هرثمة فقال: يقرئك أمير المؤمنين السلام ويقول: الحمد لله الذي لم يشمت بك أهل البدع. قد علمت ما كان من حال ابن أبي دؤآد، فينبغي أن تتكلم بما يحب الله. ومضى يحيى وأنزل أبي دار إيتاخ. فجاء علي بن الجهم وقال: قد أمر لكم أمير المؤمنين بعشرة آلاف مكان تلك التي فرقتها، وأمر أن لا يعلم شيخكم بذلك

(18/124)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر الصفحة 125
فيغتم. ثم جاءه محمد بن معاوية فقال: إن أمير المؤمنين يكثر من ذكرك ويقول: يقيم ههنا يحدث. فقال: أنا ضعيف. ثم صار إليه يحيى بن خاقان فقال: يا أبا عبد الله قد أمر أمير المؤمنين أن أصير إليك لتركب إلى ابنه أبي عبد الله، يعني المعتز. ثم قال لي: قد أمرني أمير المؤمنين أن يجرى عليك وعلى قراباتك أربعة آلاف درهم، ففرقها عليهم. ثم دعا يحيى من الغد فقال: يا أبا عبد الله تركب فقال: ذاك إليكم. ولبس إزاره وخفه. وكان خفه له عنده نحو من خمسة عشر عاما، قد رقع برقاع عدة. فأشار يحيى أن يلبس قلنسوة. قلت: ما له قلنسوة. إلى أن قال: فدخل دار المعتز، وكان قاعدا على دكان في الدار، فلما صعد الدكان قعد فقال له يحيى: يا أبا عبد الله إن أمير المؤمنين جاء بك ليسر بقربك، ويصير أبا عبد الله ابنه في حجرك. فأخبرني بعض الخدم أن المتوكل كان قاعدا وراء ستر. فلما دخل أبي الدار قال لأمه: يا أمه نارت الدار. ثم جاء خادم بمنديل، فأخذ يحيى المنديل، وذكر قصة في إلباسه القميص والطيلسان والقلنسوة وهو لا يحرك يده. ثم انصرف. وكانوا قد تحدثوا أنه يخلع عليه سوادا. فلما صار إلى الدار نزع الثياب، ثن جعل يبكي وقال: سلمت من) هؤلاء منذ ستين سنة، حتى إذا كان في آخر عمري بليت بهم. ما أحسبني سلمت من دخولي على هذا الغلام، فكيف بمن يجب علي نصحه من وقت تقع عيني عليه، إلى أن أخرج من عنده. يا صالح وجه بهذه الثياب إلى بغداد تباع ويتصدق بثمنها، ولا يشتري أحد منكم منها شيئا. ==

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المستدرك للحاكم فيه8803 كل احاديثه كلها صحيح ما عدا 160.حديث بعد تعقب الذهبي فضعف100 حديث وابن الجوزي60. حديث يصبح كل الصحيح في المستدرك 8743.حديثا

تعريف المستدركات وبيان كم حال أحاديث  مستدرك الحاكم النيسابوري إذ كل الضعيف 160 .حديثا وقد احصاها الذهبي فقال 100 حديث وذكر ابن الجوزي ...