88

تعريف المستدركات وبيان كم حال أحاديث  مستدرك الحاكم النيسابوري إذ كل الضعيف160.حديثا وقد احصاها الذهبي فقال 100 حديث وذكر ابن الجوزي في الضعفاء له 60 حديثا أُخر فيكون  كل الضعيف في كل المستدرك 160 حديثا من مجموع 8803=الباقي الصحيح =8743.فهذه قيمة رائعة لمستدرك الحاكم

روابط مصاحف م الكاب الاسلامي

روابط مصاحف م الكاب الاسلامي
 

السبت، 20 أغسطس 2022

مجلد25.و26. تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام للذهبي.

 

25. تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام. شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي.

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 487
4 (عبد الوهاب بن محمد بن عبد الوهاب بن عبد القدوس.)
أبو القاسم الأنصاري القرطبي المقريء. رحل، وقرأ بالروايات على: أبي علي الأهوازي، وأبي القاسم الزيدي، وابن نفيس. وسمع من: أبي الحسن بن السمسار.) وكان خطيباً بليغاً مجوداً للقراءات بصيراً بها، عارفاً بطرقها. رحل الناس إليه. مات في ذي القعدة وقد قارب الستين. وقيل سنة إحدى فيحرر.
4 (عبيد الله بن محمد بن مالك.)
أبو مروان القرطبي، الفقيه المالكي.

(30/487)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 488
روى عن: حاتم بن محمد، وأبي عمر بن خضر، وأبي بكر بن مغيث، وكان حافظاً للفقه والحديث والتفسير، عالماً بوجوه الاختلاف بين فقهاء الأمصار، متواضعاً كثير الورع، مجاهداً مبتذلاً في لباسه، له مغل يسير من سماق وعنب ينتفع به. ومن محفوظاته: كتاب معاني القرآن للنحاس. وله مصنف مختصر في الفقه، وله كتاب ساطع البرهان في سفر، قال ابن بشكوال: قرأته على أبي الوليد بن طريف، وقرأه على مؤلفه مرات. توفي في جمادى الأولى، وله ستون سنة.
4 (علي بن محمد بن جعفر الطريثيثي.)
أبو الحسن المعروف باللحساني، ويقال: اللحسائي. يروي عن: أبي معاذ شاه بن عبد الرحمن الهروي، وأبي الحسين الخفاف، ومحمد بن جعفر الماليني. وعنه: زاهر الشحامي، ومنصور بن أحمد الطريثيثي. ولا أعلم متى توفي، لكن حدث في هذا العام. وقع لي حديثه بعلو.
4 (عمر بن الحسن بن عبد الرحمن.)

(30/488)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 489
أبو حفص الهوزني الإشبيلي. روي عن: محمد بن عبد الرحمن العواد، وأبي القاسم بن عصفور، وابن الأحدب، وأبي عبد الله بن الباجي، وغيرهم. وحج وأخذ عن: أبي محمد بن الوليد المالكي بمصر. وكان ذكياً ضابطاً متفنناً في العلوم. ولد سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة، وقتله المعتضد بالله عباد ظلماً بقصر إشبيلية في ربيع الآخر، ذبحه بيده ودفن بثيابه بالقصر من غير غسل ولا صلاة رحمه الله تعالى.
4 (حرف الميم)
)
4 (محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن منصور.)
أبو غالب بن العتيقي. حدث بدمشق عن: أبيه، وأبي عمر بن مهدي. روي عنه: هبة الله بن الأكفاني، وغيره.
4 (محمد بن أحمد بن عبد الله بن البطر.)
القاريء أبو الفضل الضرير، أخو أبي الخطاب نصر. روي عن: أبي عمر بن مهدي، وأبي الحسن بن رزقويه، وأبي الحسين ابن بشران. وبإفادته سمع أبو الخطاب. روي عنه: أبو السعود أحمد بن المجلي. وكان من أعيان قراء الألحان. وكان يصلي بالإمام القائم الصلوات.
4 (محمد بن أحمد بن أبي العلاء.)

(30/489)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 490
أبو منصور السدوسي الصيدلاني الكوفي. قال أبي النرسي: حدثنا عن ابن غزال.
4 (محمد بن الحسن بن علي.)
أبو جعفر الطوسي، شيخ الشيعة وعالمهم. توفي بالمشهد المبارك، مشهد أمير المؤمنين رضي الله عنه، في المحرم. ولأبي جعفر الطوسي تفسير كبير عشرون مجلدة، وعدة تصانيف مشهورة قدم

(30/490)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 491
بغداد وتعين، وتفقه للشافعي، ولزم الشيخ المفيد مدة، فتحول رافضياً. وحدث عن هلال الحفار. روى عنه ابنه أبو علي الحسن. وقد أحرقت كتبه غير مرة، واختفى لكونه ينقص السلف. وكان ينزل بالكرخ، ثم انتقل إلى مشهد الكوفة.
4 (محمد بن عبد الله بن مسلمة.)
أبو بكر التجيبي، الملقب بالمظفر، صاحب بطليوس. ويعرف بن الأفطس.) كان أديباً جم المعرفة، جماعة للكتب. لم يكن ملوك الأندلس يفوقه في الأدب. وله كتاب التذكرة في عدة فنون، خمسين مجلداً. ورخه ابن الأبار.
4 (محمد بن علي بت محمد بن موسى.)

(30/491)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 492
أبو بكر السلمي الدمشقي الحداد. روي عن: أبي بكر بن الحديد، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، والحسين بن أبي كامل الأطرابلسي، وعبد الرحمن بن نصر، وطائفة كبيرة. روي عنه: أبي بكر الخطيب، وعمر الروأسي، وابن ماكولا، وهبة الله بن الأكفاني، وآخرون. قال الكتاني: توفي في رمضان. قال: وكان يكذب، يدّعي شيوخاً ما سمع منهم بجهل. حدّث عن ابن الصلت المُجبِر، فقيل له في ذلك، فقال: كان مسجده عندنا. وذاك لم يبرح بغداد.
4 (محمد بن علي بن محمد بن عمر بن رجاء بن أبي العيش.)
الأطرابلسي الجمحي أبو العيش القاضي. حدث عن: منير بن أحمد بن الخلاّل، وأبي محمد بن النحّاس، وأبي عبد الله بن أبي الأطرابلسي. وولي قضاء صيداء.

(30/492)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 493
روى عنه: عمر الرواسي، ومكي الرميلي. توفي في شعبان.
4 (محمد بن محمد.)
أبو سعيد أميرجة الهروي الواعظ. حدث عن: القاضي أبي منصور الأزدي، يحيى بن عمار. سمع منه جماعة.
4 (محمد بن موسى بن فتح.)
أبو بكر الأنصاري البطليوسي، المعروف بابن القراب. سمع بقرطبة من: عبد الوارث بن سفيان، أبي محمد الأصيلي، وخلف بن القاسم، وجماعة.) وكان عالماً بالآثار والأخبار، متفنناً في العلوم، ديناً منعزلاً. روي عنه: أبو علي الغساني. توفي ببطليوس في جمادى الآخرة.
4 (ملحم بن إسماعيل بن مضر الضبي.)
أبو مضر الهروي. توفي بهراة، وكان عالي الإسناد. قد سمع من: الخليل بن أحمد السجزي، وغيره. روي عنه: محمد بن إسماعيل الفضيلي، وطائفة.

(30/493)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 494
4 (منتجع بن أحمد بن محمد بن المنتجع.)
أبو طاهر الكاتب. توفي بإصبهان. يروي عن: أبي عبد الله بن مندة. روي عنه: أبو علي الحداد.
4 (حرف الياء)

4 (يحيى ابن الأمير إسماعيل بن عبد الرحمن بن عامر بن ذي النون.)
أبو زكريا المأمون الهواري الأندلسي. تغلب أبوه على طليطلة سنة بضعٍ وعشرين وأربعمائة، وذلك أنهم خلعوا طاعة بني أمية، فرأس عليهم إسماعيل، ثم مات سنة خمسٍ وثلاثين، فولي الأمر بعده ودله الميمون خمساً وعشرين سنة. ثم ولي بعده يحيى القادر ولده فاشتغل بالخلاعة واللعب، وهادن الفرنج، وصادر الرعية واستعمل الرعاع، فلم تزل الفرنج تطوي حصونه حتى تغلبت على طليطلة في سنة ثمان وسبعين وأربعمائة. تأخر هو إلى بلنسية. ومن أخبار المأمون أنه أراد أن يستعني بالفرنج على أخذ المدن والحصون، فكتب إلى ملك الفرنج الذي من ناحيته أن تعال إلي في مائة من فرسانك والقني في مكان كذا.

(30/494)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 495
ثم سار للقيه في مائتي فارس، وجاء ذلك في ستة آلاف، فأمرهم أن يكمنوا وقال: إذا رأيتمونا) قد اجتمعنا، فأحيطوا بنا، فلما اجتمعا أحاط بهم الستة آلاف، فلما رآهم المأمون سقط في يده واضطرب، فقال له الفرنجي: يا يحيى، وحق الإنجيل ما كنتُ أظنك إلا عاقلاً، أنت أحمق خلق الله تعالى، خرجت إلي في هذا العدد القليل، وسلمت إلي مهجتك بلا عهدٍ، ولا بيننا دين، فوحق الإنجيل لا نجوت مني حتى تعطيني ما أشترطه. قال المأمون: فاشترط واقتصد. قال: تعطيني الحصن الفلاني، والحصن الفلاني، وسمي حصوناً وتجعل لي عليك مالاً كل عام. ففعل المأمون ذلك وسلم إليه الحصون، ورجع بشر حال، وتراكم الخذلان عليه، ولا قوة إلا بالله. توفي سنة ستين.
4 (يحيى بن صاعد بن محمد.)
قاضي القضاة أبو سعد القاضي أبي سعيد ابن القاضي عماد الإسلام أبي العلاء النيسابوري الحنفي. ولد سنة إحدى وأربعمائة. وسمع من جده، وولي قضاء الري بعد نيسابور. وقد خرج له الفوائد، وأملى سنين. وكان من وجوه القضاة والأئمة الرؤساء. روي عنه: ابن أخيه قاضي القضاة محمد بن أحمد بن صاعد. وتوفي بالري في ربيع الأول.

(30/495)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 496
4 (ذكر المتوفين تقريباً في هذا الوقت)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن بلال المرسي النحوي.)
صاحب شرح غريب المصنف لأبي عبيد، وشرح إصلاح المنطق لابن السكيت. كان يقريء الناس العربية بالأندلس. قال ابن الأبار: توفي قريباً من سنة ستين وأربعمائة.
4 (أحمد بن علي بن هارون بن البن.)
أبو الفضل السامري الأديب، من رؤساء الشيعة وفضلائهم.) سمع: الحسن بن محمد بن الفحام، وعلي بن أحمد الرفاء السامريين. أخذ عنه: أبو بكر الخطيب، وأبو نصر بن ماكولا، وأبو الكرم فاخر ومحمد بن هلال بن الصابيء.
4 (أحمد بن منصور بن أبي الفضل.)
الفقيه أبو الفضل الضبعي السرخسي الهوذي الشافعي.

(30/496)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 497
من أقارب خارجة بن مصعب الضبعي، بضاد معجمة. قدم بغداد شاباً فتفقه على: أبي حامد الإسفرائيني. وسمع بها وبخراسان من طائفة. وكان بارعاً مناظراً واعظاً، كبير القدر. قال أبو الفتح العياضي في رسالته: وأبو الفضل الهوذي في الفقه ما أثبته، وعن مجلس النظر ما أنظره، وعلى المنبر ما أفصحه. وقال ابن السمعاني: حدث بسرخس بسنن أبي داود، عن القاضي أبي عمر الهاشمي. وكانت ولادته تقريباً في سنة سبعين وثلاثمائة. قلت: أتوهمه بقي إلى حدود الخمسين وأربعمائة.
4 (أحمد بن محمد بن الهيصم.)
أبو الفرج. من أماثل أولاد أبيه فضلاً وورعاً وزهداً ووعظاً. خرج من خراسان إلى غزنة، فدرس بها مدة. ووعظ ثم عاد إلى خراسان وروى الحديث وخرج. وكان حاد الفراسة، قوي الفكر. توفي سنة نيف وخمسين. وكان أبوه من كبار علماء زمانه، ومن أئمة السنة، إلا أنه من الكرامية، نسأل الله السلامة.
4 (أحمد بن عبد الرحمن بن مندويه.)

(30/497)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 498
أبو علي الإصبهاني، صاحب الرسائل الأربعين في الطب. وله كتاب الجامع المختصر في الطب، وكتاب القانون الصغير الملقب بالكافي في الطب، وكتاب المغيث في الطب، وغير ذلك.)
4 (إبراهيم بن مسعود.)
أبو إسحاق التجيبي الزاهد، المعرف بالإلبيري. كان من أهل غرناطة. روي عن: أبي عبد الله بن أبي زمنين. وكان شاعراً مجوداً، له في الحكم والمواعظ. روي عنه: عبد الواحد بن عيسى، عمر بن خلف الإلبيريان.
4 (إبراهيم بن الحسين بن حاتم بن صولة.)
أبو نصر البغدادي البزاز، نزيل مصر. روي عن: أبي أحمد بن أبي مسلم الفرضي. روي عنه: هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي، ومحمد بن أحمد الرازي، وابنه علي بن إبراهيم.

(30/498)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 499
4 (حرف الثاء)

4 (ثابت بن أسلم بن عبد الوهاب.)
أبو الحسن الحلبي، أحد علماء الشيعة. وكان من كبار النحاة. صنف كتاباً في تعليل قراءة عاصم قريش. وكان من كبار تلامذة أبي الصلاح. وتصدر للإفادة بعده، وتولى خزانة الكتب بحلب، فقال من بحلب من الإسماعيلية: إن هذا يفسد الدعوة. وكان قد صنف كتاباً في كشف عوارهم، وابتداء دعوتهم، وكيف بنيت على المخاريق. فحمل إلى صاحب مصر فأمر بصلبه، فصلب، فرحمه الله ولعن من صلبه. وأحرقت خزانة الكتب التي بحلب، وكان فيها عشرة آلاف مجلدة من وقف سيف الدولة بن حمدان، وغيره.
4 (حرف الحاء)

4 (الحسين بن أحمد بن علي.)
أبو نصر النيسابوري القاضي.

(30/499)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 500
سمع: أبا الحسين الخفاف. روي عنه: زاهر الشحامي، وغيره.)
4 (حيدرة بن الحسين.)
الأمير معتز الدولة أبو المكرم، الملقب بالمؤيد. ولي إمرة دمشق سنة إحدى وأربعين وأربعمائة، فبقي عليها إلى سنة خمسين. ثم عزل، ثم ولي بعده أمير الجيوش بدر. روي عن الحسين بن أبي كامل الطرابلسي. وعنه: الخطيب، والنسيب.
4 (حيدرة بن منزو بن النعمان.)
الأمير أبو المعلي الكتامي. ولي إمرة دمشق بعد هرب أمير الجيوش عنها، فحكم بها شهرين في سنة ست وخمسين. وعزل بدري المستنصري.
4 (حرف الراء)

4 (رئيس العراقين أبو أحمد النهاوندي.)

(30/500)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 501
ورتبته دون رتبة الوزارة بقليل. جلس للمظالم بنفسه، وأباد المفسرين من بغداد، واطرح كل راحةٍ إلا النظر في مصالح المسلمين، حتى أمن الناس، وصار الرجال والنساء يمشون بالليل والنهار مطمئنين ببغداد. وكفى أذى العجم عن الناس، وأقام الخفراء وضبط الأمور، وأقام العدل. ونادي بأن السلطان قد رد المواريث إلى ذوي الأرحام. فاتفق موت إنسانٍ له بنت خلف ثلاثة آلاف دينار، فأخبروه، فقال: ردوا عليها النصف الآخر. وضرب للناس الدراهم وأبطل قراضة الذهب، ورفع بعض المكوس، فاتصلت الألسن بالدعاء له. وكانت سيرته تشبه سيرة عميد الجيوش. وعمرت بغداد من الجانبين بهمته وقيامه، وقبض على أمير اللص وغرقه، وأراح الناس م منه. وكان يهجم دور الناس نهاراً، ويأخذ أموالهم. وكان يؤدي إلى عميد العراق كل يوم ديناراً. وعميد العراق هو الذي غرقه البساسيري. فدخل أميرك على صيرفي وأخذ كيسه، فاستغاث الصيرفي، فلم يشعر إلا بأميرك وقد قبض على يده وقال: مالك أنا أخذنه من بيتك) ولكن فيه ذهب زغل ولا أفكك إلى عميد العراق. فخاف وقال: أنت في حل منه فدعني. وهو يقول: والله ما أفارقك فسألت الناس أميرك، ودخلوا عليه حتى أخذ خمسة دنانير منها ومضى.
4 (حرف الزاي)

4 (زاهر بن عطاء النسوي.)
سمع: أبا نعيم الإسفرائيني. وعنه: زاهر.

(30/501)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 502
4 (حرف السين)

4 (سعيد بن محمد بن محمد)
أبو عثمان النيسابوري. عن: الخفاف. وعنه: زاهر. سعيد بن منصور بن مسعر بن محمد بن حمدان. أبو المظفر القشيري النيسابوري المؤدب، الصائغ. ثقة، صين. سمع من: أبي طاهر بن خزيمة، وغيره. وتوفي في شعبان سنة نيفٍ وخمسين. روي عنه: أبو سعد عبد الواحد بن القشيري، وزاهر الشحامي.
4 (حرف الصاد)

4 (صخر بن محمد)
أبو عبيد الطوسي الحاكم. عن: أبي الحسن العلوي. وعنه: زاهر.

(30/502)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 503
4 (حرف العين)

4 (عائشة بنت القاضي أبي عمر البسطامي.)
) سمعت: الخفاف، وغيره. روي عنها: زاهر في مشيخته.
4 (عبد الرحمن بن إسحاق.)
أبو أحمد العامري النيسابوري. شيخ مسن. سمع من: أحمد بن محمد الخفاف. روي عنه: إسماعيل بن أبي صالح المؤذن، وغيره.
4 (عبد الرحمن بن إسماعيل بن جوشن.)
أبو المطرف الطليطلي، الحافظ. عن: عبدوس بن محمد، وفتح بن إبراهيم، وخلف بن القاسم، وأبي المطرف القنازعي، وخلق. وعنه: الطبني، والزهراوي. وكان ثقة مكثراً، عارفاً بالآثار وأسماء الرجال.
4 (عبد الرحمن بن علي بن أحمد بن أبي صادق.)

(30/503)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 504
الأستاذ أبو القاسم النيسابوري. إمام عصره في الطب بخراسان. له: شرح فصول بقراط. قد حدث به في سنة ستين وأربعمائة. وكتبه في غاية الجودة. وكان شديد العناية بكتب جالينوس. وقد اجتمع بابن سينا، وأخذ عنه. وله شرح مسائل حنين، و شرح منافع الأعضاء لجالينوس، أجاد فيه ما شاء، وغير ذلك. وجمع تاريخاً.
4 (علي بن الحسين.)
أبو نصر بن أبي سلمة الصيداوي الوراق المعدل. روي عن: أبي الحسين بن جميع. وعنه: الخطب، ومكي الرميلي، وأبو طالب عبد الرحمن بن محمد الشيرازي.
4 (علي بن عبد الله بن أحمد)
أبو الحسن بن أبي الطيب النيسابوري.) كان رأساً في تفسير القرآن. له التفسير الكبير في ثلاثين مجلدة، والأوسط في إحدى عشرة مجلدة، والصغير ثلاث مجلدات. وكان يملي ذلك في حفظه، ولم يخلف من الكتب سوى أربع مجلدات، إلا أنه كان من حفاظ العلم. وكان ذا ورع وعبادة.

(30/504)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 505
قيل إنه حمل إلى السلطان محمود بن سبكتكين، فلما دخل جلس بغير إذن، وأخذ في رواية حديث بلا أمر. فأمر السلطان غلاماً، فلكمه لكلمة أطرشته. وكان ثم من عرف السلطان منزلته من الدين العلم، فاعتذر إليه، وأمر له بمالٍ، فامتنع، فقال السلطان: يا هذا، إن للملك صولة، وهو محتاج إلى السياسة، ورأيتك تعديت الواجب، فاجعلني في حل. قال: الله بيننا بالمرصاد، وإنما أحضرتني للوعظ وسماع أخبار الرسول صلى الله عليه وسلم وللخشوع، لا لإقامة قوانين الملك. فخجل السلطان وعانقه. ذكره ياقوت في تاريخ الأدباء وقال: مات في شوال سنة ثمان وخمسين وأربعمائة بسانزوار.
4 (علي بن محمد بن علي.)
أبو الحسن الزوزني البحائي، الأديب. شيخ فاضل عالم. وهو والد القاضي أبي القاسم. حدث عن: محمد بن أحمد بن هارون الزوزني، عن أبي حاتم بن حبان. ذكره عبد الغافر مختصراً. وروي عنه: هبة الله بن سهل السيدي، وزاهر بن طاهر، وتميم بن أبي سعيد. وحدث في سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة. وهو راوي كتاب الأنواع والتقاسيم.
4 (علي بن محمد بن علي بن المصحح.)

(30/505)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 506
أبو الحسن بالبكري الدمشقي. عن: عبد الرحمن بن أبي نصر. وعنه: هبة الله بن الأكفاني، وأبو محمد بن السمرقندي.
4 (علي بن محمد بن علي.)
أبو الحسن بن الدوري.) عن: عبد الرحمن بن أبي نصر. روي عنه جزء ابن أبي ثابت. سمعه منه: عمر الرواسي، وأبو محمد بن السمرقندي، وغيرهما.
4 (عمر بن شاه بن محمد.)
أبو حفص النيسابوري الصواف. مقريء مسند. سمع من: محمد بن أحمد بن عبدوس المزكي. روي عنه: إسماعيل بن المؤذن.
4 (حرف الميم)

4 (محمد بن أحمد.)
أبو عبد الله المروزي الفقيه الشافعي، المعروف بالخضري.

(30/506)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 507
كان يضرب به المثل في قوة الحفظ وقلة النسيان. وكان من كبار أصحاب القفال. وله في المذهب وجوه غريبة نقلها الخراسانيون. وقد روي أن الشافعي صحح دلالة الصبي على القبلة. وكان ثقة في نقله وله معرفة بالحديث. ونسبته إلى الخضر بعض أجداده. توفي في عشر الثمانين.
4 (محمد بن بيان بن محمد)
الفقيه الكازروي الشافعي. سكن آمد. تقدم في سنة.
4 (محمد بن الحسن بن عبد الرحمن بن عبد الوارث الرازي.)
أبو بكر. سمع بمصر: أبا محمد عبد الرحمن بن النحاس، وبإصبهان من: أبي نعيم الحافظ، وبالأندلس من: أبي عمرو الداني. وكان صالحاً متواضعاً حليماً. حدث عنه: أبو عمر بن عبد البر، وأبو محمد بن حزم، وأبو الوليد الباجي.

(30/507)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 508
قال الحميدي: سمعنا منه.) ومات غريقاً بعد الخمسين وأربعمائة بالأندلس.
4 (محمد بن الحسين بن يحيى بن سعيد بن بشر.)
الفقيه أبو سعد الهمذاني الصفار، مفتي همذان. روي عن: أبي بكر بن لال، وابن تركان، وأبي بكر أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي، وأبي القاسم الصرصري، والشيخ أبي حامد الإسفرائيني، وأبي أحمد الفرضي، وأبي عمر بن مهدي، وجماعة كثيرة. قال شيرويه: أدركته ولم يقض لي السماع منه، وكان ثقة. ويقال: جن في آخر عمره. وكان يعرف الحديث. ولد سنة خمس وسبعين وثلاثمائة. قلت: وتوفي سنة إحدى وستين في جمادى الأولى. محمد بن علي بن محمد بن علي بن توبة. أبو طاهر البخاري الزراد. سمع: أبا عبد الله الحسين... الحليمي، وأبا نصر الكلاباذي، وعلي بن أحمد الخزاعي ببخاري، وسمع أبا نصر الحبان بدمشق. روي عنه: أبو القاسم بن أبي العلاء المصيصي ومحيي السنة الحسين بن مسعود البغوي، وجماعة.
4 (محمد بن علي بن الحسن بن علي.)

(30/508)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 509
أبو بكر بن البر، وهو لقب جد أبيه علي التميمي، الصقلي الدار القيرواني الأصل، اللغوي. أحد أئمة اللسان. روي عن: أبي سعد الماليني، وغيره. أخذ عنه العربية والأدب: عبد الرحمن بن عمر القصدري، وعبد الله بن إبراهيم الصيرفي، وعبد المنعم بن الكماد، والعلامة علي بن القطاع، وأبو العرب الشاعر. وكان حياً في سنة تسعٍ وخمسين وأربعمائة. وكان يتعاطى المسكر.
4 (محمد بن محمد بن علي.)
) الفقيه أبو سعد النيسابوري الحنفي الوكيل. سمع من: يحيى بن إسماعيل الحربي، وأبي الحسن العلوي، غيرهما. روي عنه: زاهر الشحامي، وإسماعيل الفارسي.
4 (محمد بن محمد بن الحاكمي.)
أبو الفضل الحاتمي الجويني، محدث رجال. سمع: أبا نعيم عبد الملك الإسفرائيني، وأبا الحسن العلوي، وأبا عبد الله الحاكم. وحدث.

(30/509)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 510
4 (محمد بن الفرج بن عبد الولي.)
أبو عبد الله بن أبي الفتح الطليطلي الصواف المحدث. رحل وسمع بالقيروان ومصر من: حسن بن القاسم القريشي، ومحمد بن عيسى بن مناس، وأبي محمد بن النحاس المصري. بمكة من: أحمد بن الحسن الرازي. ومنه: الحميدي. سمع منه صحيح مسلم، وقال: كان صالحاً ثقة. توفي بمصر بعد الخمسين.
4 (محمد بن سعيد.)
أبو عبد الله الميورقي، الفقيه الأصولي. ذكره الأبار فقال: حج صحبة عبد الحق الصقلي، فقدم أبو المعالي الجويني مكة، فلزماه وحلا عنه تواليفه، ثم صدرا إلى ميورقة وقعد أبو عبد الله للإشغال. فلما دخلها أبو محمد بن حزم كتب هذا إلى أبي الوليد الباجي، فسار إليه من بعض السواحل، وتظافرا معاً، ناظرا بان حزم، ففمهاه وأخرجاه، وهذا إليه مبدأ العداوة بين أبن حزم والباجي.
4 (محمد بن العباس)
أبو الفوارس الصريفيني الأواني المقريء.

(30/510)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 511
قرأ القرآن ببغداد لعاصم علي أبي حفص الكتاني صاحب ابن مجاهد. قرأ عليه أبو العز القلانسي بأوانا لأبي بكر عن عاصم. ورواها أبو العلاء العطار، عن أبي العز في القراءات له.)
4 (محمد بن عبيد الله بن محمد بن عبيد الله بن علي بن الحسن.)
شرف السادة أبو الحسن العلوي الحسيني البلخي، صاحب النظم والنثر. قدم رسولاً في سنة ست وخمسين من السلطان ألب أرسلان، ومدح الإمام القائم. روي عنه: شجاع الذهلي، وأب سعد المروزي من شعره.
4 (محمد بن أبي سعيد بن شرف.)
أبو عبد الله الجذامي القيرواني، أحد فحول شعراء المغرب. روي عن: أبي الحسن القابسي، وغيره. وله تصانيف أدبية. قال ابن بشكوال: أنبا عنه ولده الأديب أبو الفضل جعفر بن محمد بالإجازة.

(30/511)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 512
4 (محمود بن عبد الله بن علي بن ماشاذة.)
أبو منصور الإصبهاني المؤدب. له ذرية محدثون. حج وسمع علي بن جعفر السيرواني شيخ الحرم بمكة، وأبا القاسم بن حبابة ببغداد. روى عنه: سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي. ثم وجدتُ وفاة هذا، ورخها يحيى بن مندة في صفر سنة اثنتين وخمسين. تقدم.
4 (حرف الهاء)

4 (هبة الله بن محمد بن الحسين العلوي.)
أبو البركات بن أبي الحسن. سمع: أبا علي الروذباري، وغيره. روى عنه: زاهر الشحامي.

(30/512)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 513
4 (حرف الياء)

4 (يوسف بن علي بن جبارة بن محمد بن عقيل بن سوادة.)
أبو القاسم الهذلي المقريء البسكري، وبسكرة بليدة بالمغرب. أحد الجوالين في الدنيا في طلب القراءات.) لا أعلم أحد رحل في طلب القراءات بل ولا الحديث أوسع من رحلته فإنه رحل من أقصى المغرب إلى أن انتهى إلى مدينة فرغانة، وهي من بلاد الترك. وذكر أنه لقي في هذا الشأن ثلاثمائة وخمسة وستين شيخاً. ومن كبار شيوخه: الشريف أبو القاسم علي بن محمد الزيدي، قرأ عليه بحران. وقرأ بدمشق على: أبي علي الأهوازي، وبمصر على: تاج الأئمة.

(30/513)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 514
أحمد بن علي بن هاشم، وإسماعيل بن عمر، والحداد. وبحلب على: إسماعيل بن الطبر. وبغيرها على: مهدي بن طرادة، والحسن بن إبراهيم المالكي مصنف الروضة. وببغداد على أبي العلاء الواسطي. وروي عن: أبي نعيم الحافظ، وجماعة. وصنف كتاب الكامل في القراءات المشهورة والشواذ، وفيه خمسون رواية، ومن أكثر من ألف طريق. روى عنه: هذا الكتاب أبو العز محمد بن الحسين القلانسي وحدث عنه: إسماعيل بن الإخشيد السراج. وكان من ذهني أنه توفي سنة ستين أو قريباً منها. وقد قال ابن ماكولا: كان يدرس علم النحو ويفهم الكلام. وقال عبد الغفار فيه: الضرير. فكأنه أضر في كبره. وقال: من وجوه القراء ورؤوس الأفاضل، عالم بالقراءات. بعثه نظام الملك ليعقد في المدرسة للإقراء، فقعد سنين وأفاد، وكان مقدماً في النحو والصرف، عارفاً بالعلل. كان يحضر مجلس أبي القاسم القشيري، ويقرأ عليه الأصول. وكان أبو القاسم القشيري يراجعه في مسائل النحو ويستفيد منه. وكان حضوره في سنة ثمان وخمسين إلى أن توفي.

(30/514)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 515
4 (الكنى)

4 (أبو حاتم القزويني)
العلامة محمود بن الحسن الطبيري، الفقيه الشافعي المتكلم.) ذكره الشيخ أبو إسحاق فقال: ومنهم شيخنا أبو حاتم المعروف بالقزويني، تفقه بآمل على شيوخ البلد، ثم قدم بغداد، حضر مجلس الشيخ أبي حامد ودرس الفرائض على ابن اللبان، وأصول الفقه على القاضي أبي بكر الأشعري. وكان حافظاً للمذهب والخلاف. صنف كتباً كثيرة في الخلاف والأصول والمذهب. ودرس ببغداد وآمل. ولم أنتفع بأحد في الرحلة كما انتفعت به وبأبي الطيب الطبري. توفي بآمل. أخبرنا الحسن بن علي: أنا جعفر الهمذاني، أنا أبو طاهر السلفي، ثنا أبو الفرج محمد بن أبي حاتم القزوينين إملاء بمكة: أنبا أبي بآمل، أنا أبو جعفر محمد بن أحمد الناتلي: ثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم، أنا يونس بن عبد الأعلى: ثنا سفيان، عن الزهري، عن عطاء بن يزيد، سمع أبا أيوب الأنصاري يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلمك لا تستقبلوا القبلة بغائط ولا بول. لكن شرقوا أو غربوا.

(30/515)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 5
بسم الله الرحمن الرحيم
(الطبقة السابعة والأربعون)
(سنة إحدى وستين وأربعمائة)
([حريق جامع دمشق])
في نصف شعبان حريق جامع دمشق. قال ابن الأثير: كان سبب احتراقه حرب وقع بين المغاربة والمشارقة يعني الدولة فضربوا دارا مجاورة للجامع بالنار فاحترقت واتصل الحريق إلى الجامع. وكانت العامة تعين المغاربة فتركوا القتال واشتغلوا بإطفاء النار فعظم الأمر واشتد الخطب وأتى الحريق على الجامع فدثرت محاسنه وزال ما كان فيه من الأعمال النفيسة وتشوه منظره واحترقت سقوفه المذهبة.
([تغلب حصن الدولة على دمشق])
وفيها وصل حصن الدولة معلى بن حيدرة الكتامي إلى دمشق وغلب عليها قهرا من غير تقليد بل بحيل نمقها واختلقها. وذكر أن التقليد بعد ذلك وافاه فصادر أهلها وبالغ وعاث وزاد في الجور إلى أن خربت أعمال دمشق

(31/5)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 6
وجلا أهلها عنها وتركوا أملاكهم وأوطانهم إلى أن أوقع الله بين العسكرية الشحناء والبغضاء فخاف على نفسه فهرب إلى جهة بانياس سنة سبع وستين فأقام بها وعمر الحمام وغيره بها. وأقام إلى سنة اثنتين وسبعين بها فنزح منها إلى صور خوفا من عسكر المصريين. ثم سار من صور إلى طرابلس فأقام عند زوج أخته جلال الملك بن عمار مدة. ثم أخذ منها إلى مصر وأهلك سنة 481 ولله الحمد.
([وصول الروم إلى الثغور])
وفيها أقبلت الروم من القسطنطينية ووصلت إلى الثغور.

(31/6)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 7
(سنة اثنتين وستين وأربعمائة)
([نزول ملك الروم على منبج])
أقبل صاحب القسطنطينية - لعنه الله - في عسكر كبير إلى أن نزل على منبج فاستباحها قتلا وأسرا وهرب من بين يديه عسكر قنسرين والعرب ورجع الملعون لشدة الغلاء على جيشه حتى أبيع فيهم رطل الخبز بدينار.
([محاصرة أمير الجيوش صور])
وفيها سار بدر أمير الجيوش فحاصر صور وكان قد تغلب عليها القاضي عين الدولة بن أبي عقيل فسار لنجدته من دمشق الأمير قرلوا في ستة آلاف فحصر صيداء وهي لأمير الجيوش فترحل بدر فرد العسكر النجدة. ثم عاد بدر فحاصر صور برا وبحرا سنة فلم يقدر عليها فرحل عنها (3).
([إعادة الخطبة للعباسيين بمكة])
وفيها ورد رسول أمير مكة محمد بن أبي هاشم وولد أمير مكة على السلطان ألب أرسلان بأنه أقام الخطبة العباسية وقطع خطبة المستنصر

(31/7)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 8
المصري وترك الأذان بحي على خير العمل فأعطاه السلطان ثلاثين ألف دينار وخلعا وقال: إذا فعل مهنا أمير المدينة كذلك أعطيناه عشرين ألف دينار.
([القحط في مصر])
وسبب ذلك ذلة المصريين بالقحط المفرط واشتغالهم بأنفسهم حتى أذل بعضهم بعضا وتشتتوا في البلاد وكاد الخراب يستولي على سائر الإقليم حتى أبيع الكلب بخمسة دنانير والهر بثلاثة دنانير. وبلغ الإردب مائة دينار. وردت التجار ومعهم ثياب صاحب مصر وآلاته نهبت وأبيعت من الجوع. وقد كان فيها أشياء نهبت من دار الخلافة ببغداد وقت القبض على الطائع لله ووقت فتنة البساسيري. وخرج من خزائنهم ثمانون ألف قطعة بلور وخمسة وسبعون ألف قطعة من الديباج القديم وأحد عشر ألف كزاغند وعشرون ألف سيف محلى هكذا نقله ابن الأثير. قال صاحب مرآة الزمان - والعهدة عليه -: خرجت امرأة من القاهرة وبيدها مد جوهر فقالت: من يأخذه بمد بر؟ فلم يلتفت إليها أحد فألقته في الطريق وقالت: هذا ما نفعني وقت الحاجة ما أريده. فلم يلتفت أحد إليه.

(31/8)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 9
وقال ابن الفضل يهنيء القائم بأمر الله بقصيدة منها:
(وقد علم المصري أن جنوده .......... سنو يوسف فيها وطاعون عمواس)
(أقامت به حتى استراب بنفسه .......... وأوجس منها خيفة أي إيجاس)

(31/9)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 10
(سنة ثلاث وستين وأربعمائة))
([الخطبة في حلب للخليفة القائم])
فيها خطب محمود بن شبل الدولة بن صالح الكلابي صاحب حلب بها للخليفة القائم وللسلطان ألب أرسلان عندما رأى من قوة دولتهما وإدبار دولة المستنصر فقال للحلبيين: هذه دولة عظيمة نحن تحت الخوف منهم وهم يستحلون دماءكم لأجل مذهبكم يعني التشيع. فأجابوا ولبس المؤذنون السواد. فأخذت العامة حصر الجامع وقالوا: هذه حصر الإمام علي فليأت أبو بكر بحصر يصلي عليها الناس. فبعث الخليفة القائم له الخلع مع طراد الزينبي نقيب النقباء.
([مسير ألب أرسلان إلى حلب])
ثم سار ألب أرسلان إلى حلب من جهة ماردين فخرج إلى تلقيه من ماردين صاحبها نصر بن مروان وقدم له تحفا. ووصل إلى آمد فرآها ثغرا منيعا فتبرك به وجعل يمر يده على السور ويمسح بها صدره. ثم حاصر الرها فلم يظفر بها فترحل إلى حلب وبها طراد بالرسالة فطلب منه محمود الخروج عنه إلى السلطان وأن يعفيه من الخروج إليه. فخرج وعرف السلطان بأنه قد لبس خلع القائم وخطب له. فقال: إيش تسوى خطبتهم ويؤذنون بحي على خير

(31/10)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 11
العمل؟ ولا بد أن يدوس بساطي. فامتنع محمود فحاصرها مدة فخرج محمود ليلة بأمه فدخلت وخدمت وقالت: هذا ولدي فافعل به ما تحب. فعفا عنه وخلع عليه وقدم هو تقادم جليلة فترحل عنه.
([موقعة منازكرد])
وفيها الوقعة العظيمة بين الإسلام والروم. قال عز الدين في كامله: فيها خرج أرمانوس طاغية الروم في مائتي ألف من الفرنج والروم والبجاك والكرج وهم في تجمل عظيم فقصدوا بلاد الإسلام ووصل إلى منازكرد بليدة من أعمال خلاط. وكان السلطان ألب أرسلان بخوي من أعمال أذربيجان قد عاد من حلب فبلغه كثرة جموعهم وليس معه من عساكره إلا خمس عشرة ألف فارس فقصدهم وقال: أنا ألتقيهم صابرا محتسبا فإن سلمت فبنعمة الله تعالى وإن كانت الشهادة فإبني ملكشاه ولي عهدي. فوقعت مقدمته على مقدمه أرمانوس فانهزموا وأسر المسلمون مقدمهم

(31/11)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 12
فأحضر إلى السلطان فجدع أنفه فلما تقارب الجمعان أرسل السلطان يطلب المهادنة فقال أرمانوس: لا هدنة إلا بالري. فانزعج السلطان فقال له إمامه أبو نصر محمد بن عبد الملك البخاري الحنفي: إنك تقاتل عن دين وعد الله بنصره وإظهاره على سائر الأديان. وأرجو أن يكون الله قد كتب باسمك هذا الفتح. فالقهم يوم الجمعة في الساعة التي يكون الخطباء على المنابر فإنهم يدعون للمجاهدين. فلما كان تلك الساعة صلى بهم وبكى السلطان فبكى الناس لبكائه ودعا فأمنوا فقال لهم: من أراد الانصراف فلينصرف فما ههنا سلطان يأمر ولا ينهى. وألقى القوس والنشاب وأخذ السيف وعقد ذنب فرسه بيده وفعل عسكره مثله ولبس البياض وتحنط وقال: إن قتلت فهذا كفني. وزحف إلى الروم وزحفوا إليه فلما قاربهم ترجل وعفر وجهه بالتراب وبكى وأكثر الدعاء ثم ركب وحمل الجيش معه فحصل المسلمون في وسطهم فقتلوا في الروم كيف شاؤوا وأنزل الله نصره وانهزمت الروم وقتل منهم ما لا يحصى حتى امتلأت الأرض بالقتلى وأسر ملك الروم أسره غلام لكوهرائين فأراد قتله ولم يعرفه فقال له خدم مع الملك: لا تقتله فإنه الملك. وكان هذا الغلام قد عرضه كوهرائين على نظام الملك فرده استحقارا له فأثنى عليه أستاذه فقال نظام الملك: عسى يأتينا بملك الروم أسيرا. فكان كذلك. ولما أحضر إلى بين يدي السلطان ألب أرسلان ضربه ثلاث مقارع بيده

(31/12)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 13
وقال: ألم أرسل إليك في الهدنة فأبيت؟. فقال: دعني من التوبيخ وافعل ما تريد. قال: ما كان عزمك أن تفعل بي لو أسرتني؟ قال: أفعل القبيح. قال: فما تظن أنني أفعل بك؟ قال: إما أن تقتلني وإما أن تشهرني في بلادك والأخرى بعيدة وهي العفو وقبول الأموال واصطناعي. قال له: ما عزمت على غير هذه. ففدى نفسه بألف ألف دينار وخمسمائة ألف دينار وأن ينفذ إليه عسكره كلما طلبه وأن يطلق كل أسير في مملكته. وأنزله في خيمة وأرسل إليه عشرة آلاف دينار ليتجهز بها وخلع عليه وأطلق له جماعة من البطارقة فقال أرمانوس: أين جهة الخليفة؟ فأشاروا له فكشف رأسه وأومأ إلى الجهة بالخدمة وهادنه السلطان خمسين سنة وشيعه مسيرة فرسخ. وأما الروم - لعنهم الله - فلما بلغهم أنه أسر ملكوا عليهم ميخائيل فلما وصل أرمانوس إلى طرف بلاده بلغه الخبر فلبس الصوف وأظهر الزهد وجمع ما عنده من المال فكان مائتي ألف دينار وجوهر بتسعين ألف دينار فبعث به وحلف أنه لا بقي يقدر على غير ذلك. ثم إن أرمانوس استولى على بلاد الأرمن.

(31/13)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 14
وكانت هذه الملحمة من أعظم فتح في الإسلام ولله الحمد.
([مسير أتسز بن أبق في بلاد الشام])
قال: وفيها سار أتسز بن أبق الخوارزمي من أحد أمراء ألب أرسلان في طائفة من الأتراك فدخل الشام فافتتح الرملة ثم حاصر بيت المقدس وبه عسكر المصريين فافتتحه وحاصر دمشق وتابع النهب لأعمالها حتى خربها وثبت أهل البلد فرحل عنه. قلت: ولكن خرب الأعمال ورعى الزرع عدة سنين حتى عدمت الأقوات بدمشق وعظم الخطب والبلاء. فلا حول ولا قوة إلا بالله.

(31/14)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 15

(سنة أربع وستين وأربعمائة)

([فتح نظام الملك حصن فضلون])
فيها سار نظام الملك الوزير إلى بلاد فارس فافتتح حصن فضلون وكان يضرب المثل بحصانته وأسر فضلون صاحبه فأطلقه السلطان.
([الوباء في الغنم])
وفيها كان الوباء في الغنم حتى قيل إن راعيا بطرف خراسان كان معه خمسمائة شاة ماتوا في يوم.
([وفاة قاضي طرابلس ابن عمار])
ومات قاضي طرابلس أبو طالب بن عمار الذي كان قد استولى عليها توفي في رجب.
([تملك جلال الملك طرابلس])
وتملك بعده جلال الملك أبو الحسن بن عمار وهو ابن أخي القاضي

(31/15)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 16
فامتدت أيامه إلى بعد الخمسمائة وأخذت منه الفرنج طرابلس فلا قوة إلا بالله.

(31/16)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 17

(سنة خمس وستين وأربعمائة)

([مقتل ألب أرسلان]
فيها قتل السلطان ألب أرسلان وقام في الملك ولده ملكشاه.
([انتقال السلطنة إلى نظام الملك])
فسار أخو السلطان قاروت بك صاحب كرمان بجيوشه يريد الاستيلاء على السلطنة فسبقه إلى الري السلطان ملكشاه ونظام الملك فالتقوا بناحية همذان في رابع شعبان فانتصر ملكشاه وأسر عمه قاروت فأمر بخنقه بوتر فخنق وأقر مملكته على أولاده. ورد الأمور في ممالكه إلى نظام الملك وأقطعه أقطاعا عظيمة من جملتها مدينة طوس ولقبه الأتابك ومعناه الأمير

(31/17)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 18
الوالد. وظهرت شجاعته وكفايته وحسن سيرته.
([الفتنة بين جيش المستنصر العبيدي والعبيد والعربان])
وفيها وفي حدودها وقعت فتنة عظيمة بين جيش المستنصر العبيدي فصاروا فئتين: فئة الأتراك والمغاربة وقائد هؤلاء ناصر الدولة أبو عبد الله الحسين بن حمدان من أحفاد صاحب الموصل ناصر الدولة بن حمدان وفئة العبيد وعربان الصعيد. فالتقوا بكوم الريش فانكسر العبيد وقتل منهم وغرق نحو أربعين ألفا وكانت وقعة مشهورة. وقويت نفوس الأتراك وعرفوا حسن نية المستنصر لهم وتجمعوا وكثروا فتضاعفت عدتهم وزادت كلف أرزاقهم فخلت الخزائن من الأموال واضطربت الأمور فتجمع كثير من العسكر وساقوا إلى الصعيد وتجمعوا مع العبيد وجاؤوا إلى الجيزة فالتقوا هم والأتراك عدة أيام ثم عبر الأتراك إليهم النيل مع ناصر الدولة بن حمدان فهزموا العبيد. ثم إنهم كاتبوا أم المستنصر واستمالوها فأمرت من عندها من العبيد بالفتك بالمقدمين ففعلوا ذلك فهرب ناصر الدولة والتفت عليهم الترك فالتقوا ودامت الحرب ثلاثة أيام بظاهر مصر وحلف ابن حمدان لا ينزل عن فرسه ولا يذوق طعاما حتى ينفصل الحال. فظفر بالعبيد وأكثر القتل فيهم

(31/18)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 19
وزالت دولتهم بالقاهرة وأخذت منهم الإسكندرية وخلت الدولة للأتراك فطمعوا في المستنصر وقلت هيبته عندهم وخلت خزائنه البتة. وطلب ابن حمدان العروض فأخرجت إليهم وقومت بأبخس ثمن وصرفت إلى الجند. فقيل: إن نقد الأتراك كان في الشهر أربعمائة ألف دينار.
([تغلب العبيد على ابن حمدان])
وأما العبيد فغلبوا على الصعيد وقطعوا السبل فسار إليهم ابن حمدان ففروا منه إلى الصعيد الأعلى فقصدهم وحاربهم فهزموه. وجاء الفل إلى القاهرة. ثم نصر عليهم وعظم شأنه واشتدت وطأته وصارحوا الكل فحسده أمراء الترك لكثرة استيلائه على الأموال وشكوه إلى الوزير فقوى نفوسهم عليه وقال: إنما ارتفع بكم. فعزموا على مناجزته فتحول إلى الجيزة فنهبت دوره ودور أصحابه وذل وانحل نظامه.
([انكسار ابن حمدان أمام المستنصر])
فدخل في الليل إلى القائد تاج الملوك شاذي واستجار به وحالفه على قتل الأمير إلدكز والوزير الخطير. فركب إلدكز فقتل الوزير. ونجا إلدكز وجاء إلى المستنصر فقال: إن لم تركب وإلا هلكت أنت ونحن. فركب في السلاح وتسارع إليه الجند والعوام وعبى الجيش فحملوا على ابن حمدان فانكسر واستحر القتل بأصحابه.
([تغلب ابن حمدان على خصومه من جديد])
وهرب فأتى بني سنبس وتبعه فل من أصحابه فصاهر بني سنبس وتقوى بهم فسار الجيش لحربه فأراد أحد المقدمين أن يفوز بالظفر فناجزه

(31/19)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 20
بعسكره والتقوا فأسره ابن حمدان وقتل طائفة من جنده. ثم عدى إليه فرقة ثانية لم يشعروا بما تم فحمل عليهم ورفع رؤوس أولئك على الرماح فرعبوا وانهزموا وقتلت منهم مقتلة. وساق وكبس بقية العساكر فهزمهم ونهب الريف وقطع الميرة عن مصر في البر والبحر فغلت الأسعار وكثر الوباء إلى الغاية ونهبت الجند دور العامة وعظم الغلاء واشتد البلاء.
([رواية ابن الأثير عن الغلاء في مصر])
قال ابن الأثير: حتى أن أهل البيت الواحد كانوا يموتون كلهم في ليلة واحدة. واشتد الغلاء حتى حكي أن امرأة أكلت رغيفا بألف دينار فاستبعد ذلك فقيل إنها باعت عروضها وقيمته ألف دينار بثلاثمائة دينار واشترت به قمحا وحمله الحمال على ظهره فنهبت الحملة في الطريق فنهبت هي مع الناس فكان الذي حصل لها رغيفا واحدا.
([مصالحة الأتراك لناصر الدولة ابن حمدان])
وجاء الخلق ما يشغلهم عن القتال ومات خلق من جند المستنصر وراسل الأتراك الذين حوله ناصر الدولة في الصلح فاصطلحوا على أن يكون تاج الملك شاذي نائبا لناصر الدولة بن حمدان بالقاهرة يحمل إليه المال.

(31/20)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 21

([الحرب بين ابن حمدان وتاج الملك شاذي])
فلما تقرر شاذي استبد بالأمور ولم يرسل إلى ابن حمدان شيئا فسار ابن حمدان إلى أن نزل بالجيزة. وطلب الأمراء إليه فخرجوا فقبض على أكثرهم ونهب ظواهر القاهرة وأحرق كثيرا منها فجهز إليه المستنصر عسكرا فبيتوه فانهزم. ثم إنه جمع جمعا وعاد إليهم فعمل معهم مصافا فهزمهم ؛ وقطع خطبة المستنصر بالإسكندرية ودمياط وغلب على البلدين وعلى سائر الريف. وأرسل إلى العراق يطلب تقليدا وخلعا.
([اضمحلال أمر المستنصر])
واضمحل أمر المستنصر وخمل ذكره. وبعث إليه ابن حمدان يطلب الأموال فرآه الرسول جالسا على حصير وليس حوله سوى ثلاثة خدم. فلما أدى الرسالة قال: أما يكفي ناصر الدولة أن أجلس على مثل هذه الحال؟ فبكى الرسول وعاد إلى ناصر الدولة فأخبره بالحال فرق له وأجرى له كل يوم مائة دينار. وقدم القاهرة وحكم فيها وكان يظهر التسنن ويعيب المستنصر. وكاتب عسكر المغاربة فأعانوه. ثم قبض على أم المستنصر وصادرها. فحملت خمسين ألف دينار. وكانت قد قل ما عندها إلى الغاية.
([تفرق أولاد المستنصر])
وتفرق عن المستنصر أولاده وكثير من أهله من القحط وضربوا في البلاد. ومات كثير منهم جوعا وجرت عليهم أمور لا توصف في هذه السنة بالديار المصرية من الفناء والغلاء والقتل.

(31/21)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 22
وانحط السعر في سنة خمس وستين.
([المبالغة في إهانة المستنصر])
قال ابن الأثير: وبالغ ناصر الدولة بن حمدان في إهانة المستنصر وفرق عنه عامة أصحابه وكان يقول لأحدهم: إنني أريد أن أوليك عمل كذا. فيسير إليه فلا يمكنه من العمل ويمنعه من العود. وكان غرضه من ذلك ليخطب للقائم بأمر الله أمير المؤمنين ولا يمكنه ذلك مع وجودهم ففطن له الأمير إلدكز وهو من أكبر أمراء وقته وعلم أنه متى تم له ما أراد تمكن منه ومن أصحابه. فأطلع على ذلك غيره من أمراء الترك.
([قتل ابن حمدان])
فاتفقوا على قتل ابن حمدان وكان قد أمن لقوته وعدم عدوه. فتواعدوا ليلة وجاؤوا سحرا إلى داره وهي المعروفة بمنازل العز بمصر فدخلوا صحن الدار من غير استئذان فخرج إليهم في غلالة لأنه كان آمنا منهم فضربوه بالسيوف فسبهم وهرب فلحقوه وقتلوه وقتلوا أخويه فخر العرب وتاج المعالي وانقطع ذكر الحمدانية بمصر.
([ولاية بدر الجمالي مصر])
فلما كان في سنة سبع وستين ولي الأمر بمصر بدر الجمالي أمير

(31/22)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 23
الجيوش وقتل إلدكز والوزير ابن كدينة وجماعة وتمكن من الدولة إلى أن مات.
([ولاية الأفضل])
وقام بعده ابنه الأفضل.

(31/23)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 24

(سنة ست وستين وأربعمائة)

([الغرق العظيم ببغداد])
فيها كان الغرق العظيم ببغداد فغرق الجانب الشرقي وبعض الغربي وهلك خلق كبير تحت الهدم. وقام الخليفة يتضرع إلى الله ويصلي. واشتد الأمر وأقيمت الجمعة في الطيار على ظهر الماء مرتين ودخل الماء في هذه النوبة من شبابيك المارستان العضدي. وارتفعت دجلة أكثر من عشرين ذراعا وبعض المحال غرقت بالكلية وبقيت كأن لم تكن. وهلكت الأموال والأنفس والدواب. وكان الماء كأمثال الجبال. وغرقت الأعراب والتركمان وأهل القرى. وكان من له فرس يركبه ويسوق إلى التلول العالية. وقيل إن الماء ارتفع ثلاثين ذراعا. ولم يبلغ مثل هذه المرة أبدا. وركب الناس في السفن وقد ذهبت أموالهم وغرقت أقاربهم واستولى الهلاك على أكثر الجانب الشرقي.
([رواية ابن الجوزي])
قال سبط الجوزي: انهدمت مائة ألف دار وأكثر. وبقيت بغداد ملقة واحدة وانهدم سورها فكان الرجل يقف في الصحراء فيرى التاج. ونهب للناس ما لا يحصيه إلا الله. وجرى على بغداد نحو ما جرى على مصر من قريب.

(31/24)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 25

([رواية ابن الصابيء])
قال ابن الصابيء في تاريخه: تشققت الأرض ونبع منها الماء الأسود وكان ماء سخط وعقوبة. ونهبت خزائن الخليفة. فلما هبط الماء أخرج الناس من تحت الهدم وعلا الناس الذل. ثم فسد الهواء بالموتى ووقع الوباء وصارت بغداد عبرة ومثلا.
([أخذ صاحب سمرقند مدينة ترمذ])
وكان صاحب سمرقند خاقان ألتكين قد أخذ ترمذ بعد قتل السلطان ألب أرسلان فلما تمكن ابنه ملكشاه سار إلى ترمذ وحصرها وطم خندقها ورماها بالمنجنيق فسلموها بالأمان. فأقام فيها نائبا وحصنها وأصلحها وسار يريد سمرقند ففارقها ملكها وتركها وأرسل يطلب الصلح ويضرع إلى نظام الملك ويعتذر فصالحوه.
([وفاة إياس ابن صاحب سمرقند])
وسار ملكشاه بعد أن أقطع أخاه شهاب الدين تكش بلخ وطخارستان. ثم قدم الري فمات ولده إياس وكان فيه شر وشهامة بحيث أن اباه كان يخافه فاستراح منه.
([بناء قلعة صرخد])
وفيها بنيت قلعة صرخد بناها حسان بن مسمار الكلبي.

(31/25)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 26

(سنة سبع وستين وأربعمائة)

([دخول بدر الجمالي مصر وتمهيدها])
قال ابن الأثير: قد ذكرنا في سنة خمس ما كان من تغلب الأتراك وبني حمدان على مصر وعجز صاحبها المستنصر عن منعهم ؛ وما وصل إليه من الشدة العظيمة والفقر المدقع وقتل ابن حمدان. فلما رأى المستنصر أن الأمور لا تنصلح ولا تزداد إلا فسادا أرسل إلى بدر الجمالي وكان بساحل الشام فطلبه ليوليه الأمور بحضرته فأعاد الجواب: إن الجند قد فسدوا ولا يمكن إصلاحهم فإن أذنت أن استصحب معي جندا حضرت وأصلحت الأمور. فأذن له أن يفعل ما أراد. فاستخدم عسكرا يثق بهم وبنجدتهم وسار في هذا العام من عكا في البحر زمن الشتاء وخاطر لأنه أراد أن يهجم مصر بغتة. وكان هذا الأمر بينه وبين المستنصر سرا فركب البحر في كانون الأول

(31/26)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 27
وفتح الله له بالسلامة ودخل مصر فولاه المستنصر جميع الأمر ولقبه أمير الجيوش فلما كان الليل بعث من أصحابه عدة طوائف إلى أمراء مصر فبعث إلى كل أمير طائفة ليقتلوه ويأتوه برأسه ففعلوا. فلم يصبحوا إلا وقد فرغ من أمراء مصر ونقل جميع حواصلهم وأموالهم إلى قصر المستنصر وسار إلى دمياط وكان قد تغلب عليها طائفة فظفر بهم وقتلهم وشيد أمرها. وسار إلى الإسكندرية فحاصرها ودخلها عنوة وقتل طائفة ممن استولى عليها. وسار إلى الصعيد فهذبه. وقتل به في ثلاثة أيام اثني عشر ألف رجل وأخذ عشرين ألف امرأة وخمسة عشر ألف فرس وبيعت المرأة بدينار والفرس بدينار ونصف. فتجمعوا بالصعيد لحربه وكانوا عشرين ألف فارس وأربعين ألف راجل فساق إليهم فكبسهم وهم على غرة في نصف الليل فأمر النفاطين فأضرموا النيران وضربت الطبول والبوقات فارتاعوا وقاموا لا يعقلون. وألقيت النار في دجلة هناك وامتلأت الدنيا نارا وبلغت السماء فولوا منهزمين وقتل منهم خلق وغرق خلق وسلم البعض. وغنمت أموالهم ودوابهم. ثم عمل بالصعيد مصافا آخر ونصر عليهم وأحسن إلى الرعية وأقام المزارعين فزرعوا البلاد وأطلق لهم الخراج ثلاث سنين فعمرت البلاد وعادت وذلك بعد الخراب إلى أحسن ما كانت عليه.

(31/27)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 28
([وفاة الخليفة القائم بأمر الله])
وفي شعبان توفي أمير المؤمنين القائم بأمر الله العباسي واستخلف بعده حفيده عبد الله بن محمد ولقب بالمقتدي بأمر الله. وحضر قاضي القضاة أبو عبد الله الدامغاني والشيخ أبو إسحاق الشيرازي والشيخ أبو نصر بن الصباغ ومؤيد الملك ولد نظام الملك وفخر الدولة بن جهير الوزير ونقيب النقباء طراد العباسي والمعمر بن محمد نقيب العلويين وأبو جعفر بن أبي موسى الهاشمي الفقيه. فكان أول من بايعه الشريف أبو جعفر فإنه لما فرغ من غسل القائم بايعه وتمثل:
(إذا سيد مضى قام سيد ..........
ثم ارتج عليه فقال المقتدي:
(قؤول لما قال الكرام فعول ..........
فلما فرغوا من بيعته صلى بهم العصر.

(31/28)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 29
وكان أبوه الذخيرة أبو العباس محمد بن القائم قد توفي أيام القائم ولم يكن له غيره فأيقن الناس بانقراض نسل القائم وانتقال الخلافة من البيت القادري. وكان للذخيرة جارية تسمى أرجوان فلما مات ورأت أباه قد جزع ذكرت له أنها حامل فتعلقت الآمال بذلك الحمل. فولدت هذا بعد موت أبيه بستة أشهر فاشتد سرور القائم به وبالغ في الإشفاق عليه والمحبة له. وكان ابن أربع سنين في فتنة البساسيري فأخفاه أهله وحمله أبو الغنائم بن المحلبان إلى حران ولما عاد القائم إلى بغداد أعيد المقتدي فلما بلغ الحلم جعله ولي عهده.
([وزارة ابن جهير])
ولما استخلف أقر فخر الدولة بن جهير على وزارته بوصية من جده.
([أخذ البيعة من السلطان ملكشاه])
وسير عميد الدولة بن فخر الدولة إلى السلطان ملكشاه لأخذ البيعة وبعث معه تحفا وهدايا.
([قطع الخطبة للعباسيين بمكة])
وفيها بعث المستنصر بالله العبيدي إلى ابن أبي هاشم صاحب مكة هدية جليلة وطلب منه أن يعيد له الخطبة. فقطع خطبة المقتدي بالله وخطب للمستنصر بعد أن خطب لبني العباس بمكة أربع سنين. ثم أعيدت خطبتهم في السنة الآتية.

(31/29)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 30

([اختلاف العرب بإفريقية])
وفيها اختلفت العرب بإفريقية وتحاربوا وقويت بنو رياح على قبائل زغبة وأخرجوهم عن البلاد.
([حريق بغداد])
وفيها وقع ببغداد حريق عظيم بمرة هلك فيه ما لا يعلمه إلا الله. قال صاحب مرآه الزمان: أكلت النار البلد في ساعة واحدة فصارت بغداد تلولا.
([تحديد المنجمين موعد النيروز])
وفيها جمع نظام الملك المنجمين وجعلوا النيروز أول نقطة من الحمل وقد كان النيروز قبل ذلك عند حلول الشمس نصف الحوت. وصار ما فعله النظام مبدأ التقاويم.
([عمل الرصد للسلطان ملكشاه])
وفيها عمل الرصد للسلطان ملكشاه وأنفق عليه أموالا عظيمة وبقي دائرا إلى آخر دولته.
([وفاة صاحب حلب])
وفيها مات صاحب حلب عز الدولة محمود بن نصر وتملك ابنه نصر بعده.

(31/30)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 31

(سنة ثمان وستين وأربعمائة)

([استرجاع منبج من الروم])
فيها أخذ صاحب حلب نصر بن محمود مدينة منبج من الروم.
([محاصرة أتسز دمشق])
وفيها حصر أتسز مدينة دمشق وأميرها المعلى بن حيدرة من جهة المستنصر فلم يقدر عليها فترحل.
([هرب المعلى من دمشق وقتله])
وفي ذي الحجة هرب المعلى بن حيدرة منها وكان ظلوما غشوما للجند والرعية فثاروا عليه فهرب إلى بانياس فأخذ إلى مصر وحبس إلى أن مات.

(31/31)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 32

([ولاية المصمودي دمشق])
فلما هرب اجتمعت المصامدة وهم أكثر جند البلد يومئذ فولوا على البلد رزين الدولة انتصار بن يحيى المصمودي. والمصامدة قبيلة من المغاربة.
([عودة أتسز إلى دمشق])
وكان أهل الشام في غلاء مفرط وقحط فوقع الخلف بين المصامدة وأحداث البلد فعرف أتسز فجاء من فلسطين ونزل على البلد يحاصره وعدمت الأقوات فسلموا إليه البلد. وعوض انتصار ببانياس ويافا ودخلها في ذي القعدة وخطب بها لأمير المؤمنين المقتدي وقطع خطبة المصريين وأبطل الأذان بحي على خير العمل وفرح الناس به. وغلب على أكثر الشام وعظم شأنه وخافته المصريون لكن حل بأهل الشام منه قوارع البلاء حتى أهلك الناس وأفقرهم وتركهم على برد الديار.

(31/32)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 33
فارغة

(31/33)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 34

(سنة تسع وستين وأربعمائة)

([إنهزام أتسز عن مصر])
فيها سار أتسز بجيوشه الشامية وقصد مصر وحاصرها ولم يبق إلا أن يملكها فاجتمع أهلها عند ابن الجوهري الواعظ ودعوا وتضرعوا فترحل عنهم شبه المنهزم من غير سبب.
([دخول أتسز دمشق])
وعصى عليه أهل القدس فقاتلهم ودخل البلد عنوة فقتل وعمل كل نحس وقتل بها ثلاثة آلاف نفس وذبح القاضي والشهود صبرا بين يديه. وقيل إنه إنما جاء من مصر منهزما في أنحس حال بعد مصاف كان بينه وبين بدر الدين الجمالي وهذا أشبه.
([الفتنة بين القشيري والحنابلة])
وفيها قدم بغداد أبو نصر الأستاذ أبو القاسم القشيري فوعظ بالنظامية وبرباط شيخ الشيوخ. وجرى له فتنة كبيرة مع الحنابلة لأنه تكلم على مذهب الأشعري وحط عليهم. وكثر أتباعه والمتعصبون له فهاجت أحداث السنة وقصدوا نحو النظامية وقتلوا جماعة نعوذ بالله من الفتن.

(31/34)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 35

([رواية ابن الأكفاني عن كسرة أتسز])
قال هبة الله بن الأكفاني: كان كسرة أتسز بن أوق بمصر ثم رجع وجمع وطلع إلى القدس ففتحها وقتل بها ذلك الخلق العظيم فمنهم حمزة ابن علي العين زربي الشاعر.
([رواية ابن القلانسي])
وقال أبو يعلى حمزة: سار أتسز فكسره أمير الجيوش. فأفلت في نفر يسير وجاء إلى الرملة وقد قتل أخوه وقطعت يد أخيه الآخر. فسرت نفوس الناس بمصابه وتحكم السيف في أصحابه.

(31/35)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 36

(سنة سبعين وأربعمائة)

([الصلح بين ابن باديس وابن علناس])
فيها اصطلح تميم بن المعز بن باديس صاحب إفريقية مع الناصر بن علناس صاحب قلعة حماد بعد حروب وفصول تطول. وزوجه تميم بابنته فبعث الصداق ثلاثين ألف دينار فأخذ منها تميم دينارا واحدا ورد الباقي وبعث معها جهازا عظيما.
([الفتنة ببغداد])
وفيها كانت ببغداد فتنة هائلة بسبب الاعتقاد ونهب بعضهم بعضا فركب الجند وقتلوا جماعة فسكنوا على حنق وتشفت الرافضة بهم.
[نزول ناصر الدولة الجيوشي على دمشق]
وفيها نزل المصريون مع ناصر الدولة الجيوشي على دمشق فأقام عليها مديدة ثم ترحل عنها.
([نزول تتش على حلب])
وفيها نزل تاج الدولة تتش على حلب محاصرا لها ثم رحل عنها.

(31/36)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 37

([منازلة دمشق ثانية])
ثم جاء جيش مصر فنازلوا دمشق ثانيا.

(31/37)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 38
فارغة

(31/38)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 39

(الطبقة السابعة والأربعون)

(المتوفون في سنة إحدى وستين وأربعمائة من المشاهير)

(- حرف الألف -)
- أحمد بن إسحاق بن شيث. الإمام أبو نصر البخاري الصفار الحنفي. المجاور بمكة. نشر علمه بالحرم ومات بالطائف. وابنه:

(31/39)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 40
1 - إسماعيل. كان قوالا بالحق إماما عالما عاملا قتله الخاقان نصر بن إبراهيم صبرا لنهيه عن المنكر في سنة إحدى هذه. فالترجمة لإسماعيل لا لوالده فتحول. 2 - أحمد بن الحسن بن علي بن الفضل. أبو الحسن البغدادي الكاتب. أخو الشاعر أبي منصور علي صردر. سمع: أبا الحسين بن بشران وأبا الحسن الحمامي وأحمد بن علي الباداء. وعنه: شجاع الذهلي وأبو علي البرداني وأبو الغنائم النرسي وعلي ابن أحمد الموحد. وكان صالحا خيرا كبير الذكر.

(31/40)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 41
توفي في ربيع الآخر وله خمس وثمانون سنة. 3 - أحمد بن عبد الواحد بن معمر. أبو معمر الهروي البالكي المزكي. سمع: عبد الرحيم بن أبي شريح وغيره. وتوفي في شوال. وقد حدث بالجعديات كلها عن: ابن أبي شريح. روى عنه أهل هراة. وكان من الفقهاء. 4 - أحمد بن علي بن يحيى. أبو منصور الأسداباذي المقريء. حدث ببغداد عن: أبي القاسم عبيد الله بن أحمد الصيدلاني. قال الخطيب: كتبنا عنه وكان يذكر أنه سمع من الدارقطني ويذكر أشياء تدل على تخليطه.

(31/41)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 42
وعاش خمسا وتسعين سنة. 5 - أحمد بن عمر بن الحسن بن يوسف. أبو القاسم الإصبهاني المؤدب. في المحرم. رحل وروى عن: أبي عمر الهاشمي وأبي عمر بن مهدي وهلال الحفار. 6 - أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن الحسن بن مسعود. أبو عمر الجذامي البزلياني القاضي ببجانة. صحب أبا بكر بن زرب وأبا عبد الله بن مفرج والزبيدي وابن أبي زمنين.

(31/42)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 43
وكان من العلماء. حدث عنه: ابن خزرج وقال: ولد سنة ستين وثلاثمائة. قلت: فيكون مبلغ عمره مائة سنة وسنة. 7 - إبراهيم بن يحيى بن محمد بن حسين بن أسد. أبو بكر التميمي الحماني المقريء القرطبي المعروف بابن الطبني. أخذ مع ابن عمه أبي مروان عن بعض شيوخه. وكان عالما بالطب. من بيت حشمة. وكان صديقا لأبي محمد بن حزن. مولده سنة ست وتسعين وثلاثمائة.

(31/43)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 44
8 - إسماعيل بن أبي نصر الصفار. كان إماما قوالا بالحق. قتله الخاقان ببخارى صبرا لأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر.
(- حرف الحاء -)
9 - حيدرة بن إبراهيم بن العباس بن الحسن. النقيب أبو طاهر الحسيني ابن أبي الجن الدمشقي. ولي نقابة العلويين. قال ابن عساكر: بلغني أنه قتل بعكا وسلخ في سنة إحدى.

(31/44)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 45

(- حرف العين -)
10 - عبد الله بن محمد بن سعيد. أبو محمد الأندلسي البشكلاري. نزيل قرطبة. وبشكلار: قرية من قرى جيان. روى عن: أبي محمد الأصيلي وأبي حفص بن نابل وأحمد بن فتح الرسان ومحمد بن أحمد بن حيوة وخلف بن يحيى الطليطلي. وكان ثقة فيما رواه شافعي المذهب. روى عنه: أبو علي الغساني وأبو القاسم بن صواب وأجاز له بخطه. توفي في رمضان. وولد سنة سبع وسبعين وثلاثمائة. 11 - عبد الرحمن بن محمد بن فوران.

(31/45)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 46
أبو القاسم المروزي الفقيه صاحب أبي بكر القفال. له المصنفات الكثيرة في المذهب والأصول والجدل والملل والنحل. وطبق الأرض بالتلامذة. وله وجوه جيدة في المذهب. عاش ثلاثا وسبعين سنة وتوفي في رمضان. وكان مقدم أصحاب الحديث الشافعية بمرو. سمع: علي بن عبد الله الطيسفوني وأبا بكر القفال. روى عنه: عبد المنعم بن أبي القاسم القشيري وزاهر وعبد الرحمن ابن عمر المروزي. وصنف كتاب الإبانة وغيرها. وهو شيخ أبي سعد المتولي صاحب التتمة. والتتمة هي تتمة لكتاب الإبانة المذكور وشرح لها. وقد أثنى أبو سعد على الفوراني هذا في خطبة التتمة.

(31/46)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 47
وقد سمع منه أيضا: محيي السنة البغوي. وكان أبو المعالي إمام الحرمين يحط على الفوراني حتى قال في باب الأذان: والرجل غير موثوق بنقله. ونقم العلماء ذلك على أبي المعالي ولم يصوبوا كلامه. 12 - عبد الرحيم بن أحمد بن نصر بن إسحاق بن عمرو.

(31/47)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 48
الحافظ أبو زكريا التميمي البخاري المحدث صاحب الرحلة الواسعة. سمع بالشام والعراق ومصر واليمن والثغور والحجاز وبخارى والقيروان. وحدث عن: أبي نصر أحمد بن علي الكاتب وأبي عبد الله محمد بن أحمد الغنجار وأبي عبد الله الحسين بن الحسن الحليمي الفقيه وأبي يعلى حمزة بن عبد العزيز المهلبي وأبي عمر بن مهدي الفارسي وهلال الحفار وأبي محمد عبد الله بن عبيد الله بن البيع وتمام بن محمد الرازي وعبد الغني بن سعيد الأزدي وابن النحاس وابن الحاج الإشبيلي وخلق كثير. روى عنه: أبو نصر بن الجبان وهو من شيوخه ؛ وعلي بن محمد الحنائي والفقيه نصر المقدسي ومشرف بن علي التمار وجميل بن يوسف المادرائي وأحمد بن إبراهيم بن يونس المقدسي وأبو عبد الله محمد بن أحمد الرازي وآخرون. وكان مولده في سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة. وأكبر شيخ له إبراهيم بن محمد بن يزداد الرازي حدثه عن عبد الرحمن ابن أبي حاتم وذلك في مشيخة الرازي. وفي الرواة عن أبي زكريا سابق ولاحق بينهما في الموت مائة سنة وهما عبد الوهاب بن الجبان والرازي. أخبرنا المسلم بن محمد بن علان كتابة عن القاسم بن علي بن الحسن: أنا أبو الحسن بن المسلم الفرضي ثنا عبد العزيز الكتاني أنا أبو نصر عبد الوهاب بن عبد الله المري: حدثني عبد الرحيم بن أحمد بن نصر البخاري: قدم علينا طالب علم أنا أحمد بن علي بن نصر الكاتب ببخارى ثنا

(31/48)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 49
أبو نصر أحمد بن سهل ثنا قيس بن أنيف ثنا محمد بن صالح ثنا محمد بن سليمان المالكي ثنا عبد الله بن ميمون القداح عن جعفر بن محمد عن أبي عن جده عن علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اغسلوا ثيابكم وخذوا من شعوركم واستاكوا وتزينوا فإن بني إسرائيل لم يكونوا يفعلون ذلك فزنت نساؤهم. قال أبو عبد الله الرازي: دخل أبو زكريا عبد الرحيم بلاد الأندلس وبلاد المغرب وكتب بها وكتب عمن هو دونه ؛ وفي شيوخه كثرة وكان من الحفاظ الأثبات. قال السلفي هذا على لسان الرازي في مشيخته ؛ وورخ وفاته ابن الأكفاني في سنتنا هذه. وقال ابن طاهر المقدسي في كتاب تكملة الكامل في الضعفان إن شيخه سعد بن علي الزنجاني حدثه أنه لم يرو كتاب مشتبه النسبة عن مؤلفه عبد الغني إلا ابن بنته علي بن بقاء وأن عبد الرحيم حدث به. وفي قول الزنجاني نظر فإن رشأ بن نظيف قد روى هذا الكتاب عن عبد الغني أيضا. وهو وعبد الرحيم بن أحمد ثقتان. وبمثل هذا لا يحل تضعيف الرجل العالم.

(31/49)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 50
13 - عبد الواحد بن علي بن عبد الواحد بن موحد بن البري بالفتح.

(31/50)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 51
أبو الفضل السلمي. سمع: أبا بكر محمد بن عبد الرحمن القطان وعبد الرحمن بن أبي نصر. روى عنه: أبو بكر الخطيب وعمر الرؤاسي وابن أخيه علي بن الحسن ابن البري. مات في المحرم. 14 - عبد الغفار بن أحمد بن محمد بن يعقوب. أبو منصور الإصبهاني المعدل. عن: إبراهيم بن خرشيد قوله. مات في ذي القعدة. 15 - عبد الواحد بن أبي جعفر محمد بن أحمد بن المرزبان. أبو مسلم الأبهري الإصبهاني. روى جزء لوين عن والده. روى عنه: عبد الصمد بن الحسين بن إبراهيم الجمال شيخ أبي علي الحداد. توفي في رجب وله ثلاث وتسعون سنة. والعجب من الحداد كيف لم يسمع منه وروى عن رجل عنه.

(31/51)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 52
16 - عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن محمد بن صالح. أبو الفضل المعلم. سمع: أبا عبد الله بن مندة وخلقا. 17 - عبد الوهاب بن محمد بن عبد الوهاب بن عبد القدوس. أبو القاسم الأنصاري القرطبي. حج وسمع من: أبي بكر محمد بن علي المطوعي بمكة. وقرأ القراءآت بدمشق على: أبي علي الأهوازي. وسمع من أبي الحسن السمسار وأخذ بحران عن الشريف الزيدي. وأخذ بمصر عن أبي العباس بن نفيس وبميافارقين عن محمد بن أحمد الفارسي. وكان من جلة المقرئين ومن الخطباء المجودين. كانت الرحلة إليه في القراءآت. توفي في ذي القعدة ومولده سنة ثلاث وأربعمائة. ولي خطابة قرطبة. وصنف المفتاح في القراءآت. 18 - عمر بن منصور بن أحمد بن محمد بن منصور. الحافظ أبو حفص البخاري البزاز. محدث ما وراء النهر في وقته. سمع: أبا علي بن حاجب الكشاني وأبا نصر أحمد بن محمد

(31/52)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 53
الملاحمي وأبا الفضل أحمد بن علي السليماني وإبراهيم بن محمد الرازي وطبقتهم. روى عنه: الحافظ عبد الغني النخشبي ومحمد بن علي بن سعيد المطهري ومحمد بن عبد الله السرخكتي وآخرون. قال النخشبي: هو مكثر صحيح السماع فيه هزل. وقال أبو سعد بن السمعاني: مات بعد الستين وأربعمائة وهو سبط محمد بن أحمد بن خنب.
(- حرف الميم -)
19 - محمد بن مكي بن عثمان.

(31/53)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 54
أبو الحسين الأزدي المصري. سمع: أبا الحسن علي بن محمد الحلبي ومحمد بن أحمد الإخميمي والمؤمل بن أحمد والميمون بن حمزة الحسيني وأبا مسلم الكاتب وعبد الكريم بن أحمد بن أبي جرار الصواف وجده لأمه أحمد بن عبد الله بن رزيق البغدادي وأبا علي أحمد بن عمر بن خرشيد قوله وغيرهم. حدث بمصر ودمشق. حدث عنه: أبو بكر الخطيب ونصر المقدسي وعبد الواحد وعبد الله ابنا أحمد السمرقندي وأبو القاسم النسيب وهبة الله بن الأكفاني وأبو القاسم ابن بطريق وعبد الكريم بن حمزة وطاهر بن سهل الإسفرائيني وغيرهم. مولده سنة أربع وثمانين وثلاثمائة. ووثقه الكتاني وقال: توفي في نصف جمادى الأولى بمصر رحمه الله تعالى. 20 - محمد بن وهب بن بكير. أبو عبد الله الكناني الأندلسي قاضي قلعة رباح. روى عن: أبي محمد بن ذنين وأبي عبد الله بن الفخار ومحمد بن ممين.

(31/54)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 55
وكان ينصر مذهب مالك مع الدين والخير. استوطن طليطلة وبها توفي. 21 - المسيب بن محمد بن المسيب. أبو عمرو الأرغياني. وأرغيان قرى من أعمال نيسابور. رحل وسمع ببغداد: أبا عمر بن مهدي وبالبصرة: أبا عمر الهاشمي. روى عنه: زاهر الشحامي. وكان صالحا دينا سكن نيسابور. 22 - المظفر بن الحسن. أبو سعد الهمداني سبط أبي بكر بن لال. سكن بغداد وحدث عن: جده ابن لال وأحمد بن فراس العبقسي وأبي أحمد محمد بن عبد الله بن جامع الدهان. قال الخطيب: كتبت عنه وكان ثقة. عاش ثمانين سنة.
(- حرف النون -)
23 - نصر بن عبد العزيز بن أحمد بن نوح. أبو الحسين الفارسي الشيرازي المقريء المجود نزيل مصر. أقرأ بها القرآن زمانا وأملى مجالس. وكان قد قرأ بالروايات على: أبي الحسين أحمد بن عبد الله

(31/55)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 56
السوسنجردي وبكر بن شاذان الواعظ وأبي أحمد الفرضي وأبي الحسين الحمامي ومنصور بن محمد بن منصور صاحب ابن مجاهد وجماعة. قرأ عليه: أبو الحسين الخشاب وأبو القاسم بن الفحام وغيرهما. وكان يتفرد بنكت عن: أبي حيان التوحيدي. وروى الحديث عن: أبي أحمد الفرضي وابن الصلت المجبر وابن بشران المعدل. روى عنه: أبو عبد الله الرازي في مشيخته. ورحل إلى مصر هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي وعمر بن عبد الكريم الدهستاني في رأس سنة ستين وأربعمائة فأدركاه وسمعا منه. وروى عنه: أحمد بن يحيى بن الجارود وروزبة بن موسى الخزاعي. وكان من كبار أئمة القراء قرأ بما في الروضة على جميع شيوخ مصنفها.
(- حرف الياء -)
24 - يعقوب بن موسى بن طاهر بن أبي الحسام. أبو أيوب المرسي. روى عن: أبي الوليد بن ميقل وحاتم بن محمد وجماعة. قال ابن مدبر: كان فقيها حافظا متفننا. توفي في صفر.

(31/56)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 57
25 - يونس بن عمر الإصبهاني. نزيل القدس. روى عن: عبد الرحمن بن أبي نصر التميمي. روى عنه: نصر المقدسي وأبو الفتيان الرؤاسي.

(31/57)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 58

(سنة اثنتين وستين وأربعمائة)

(- حرف الألف -)
26 - أحمد بن الحسن بن أحمد بن علي. أبو بكر بن اللحياني البغداي الصفار المقريء. أحد قراء السبعة المحققين. قرأ بالروايات على: أبي الحسن الحمامي وغيره. وسمع من: أبي الفتح بن أبي الفوارس وأبي الحسين بن بشران. قرأ عليه: علي بن المجلي. توفي في رجب ورخه ابن خيرون وقال: قيل إنه نسي القرآن. وقال أبو علي بن البرداني: سألته عن مولده فقال: في أول سنة تسع وثمانين وثلاثمائة. 27 - أحمد بن الحسين بن سعد الطرسوسي. أبو الحسين البزاز الشاهد الدمشقي من أهل سوق الأحد. حدث عن: محمد بن إبراهيم الشيرازي وعبد الرحمن بن أبي نصر. روى عنه: عمر الرؤاسي وهبة الله بن الأكفاني. 28 - أحمد بن علي الأسداباذي القوهي.

(31/58)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 59
حدث بدمشق عن: عبيد الله بن أحمد الصيدلاني ومحمد بن عبد الله الجعفي. وعنه: عبد العزيز الكتاني ونجا العطار. قال ابن خيرون: فيها توفي وكان كذابا سمع لنفسه. 29 - أحمد بن علي بن أبي قتيبة الإصبهاني. سمع: الحافظ ابن منده. 30 - أحمد بن محمد بن سياوش. أبو بكر الكازروني الفارسي البيع. شيخ ثقة صالح مكثر. قال أبو سعد: سمع: أبا أحمد الفرضي وابن الصلت المجبر وهلالا الحفار. وأكثر عن هذه الطبعة. ثنا عنه: أبو بكر قاضي المرستان وأبو عبد الله السلال. توفي في جمادى الأولى. 31 - أحمد بن منصور بن خلف المغربي.

(31/59)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 60
قد ذكر في سنة تسع وخمسين وأربعمائة. 32 - إبراهيم بن الحسين بن محمد بن أحمد بن حاتم بن صولة. أبو نصر البغدادي البزاز نزيل مصر ووالد أبي الحسن علي. سمع: أبا أحمد الفرضي. وعنه: جعفر السراج وعلي بن المؤمل بن غسان الكاتب وعلي بن الحسن الفراء ومحمد بن أحمد الرازي المعدل وغيرهم. وكان محدثا ثقة عالما. 33 - إبراهيم بن محمد. أبو إسحاق الأزدي القرطبي. أخذ عن: مكي وأبي العباس المهدوي. وأقرأ الناس بقرطبة.
(- حرف الثاء -)
34 - ثابت بن محمد بن علي. أبو محمد وأبو القاسم الطبقي الفزاري. سمع: أبا الحسن بن الصلت المجبر. وعنه: أبو عبد الله البارع وعبيد الله بن نصر الزاغوني. حدث في هذا العام ولم أعرف وفاته.
(- حرف الحاء -)
35 - الحسن بن علي بن محمد بن أحمد بن أبي عيسى.

(31/60)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 61
أبو علي الحسناباذي المحدث. روى عن: أبي بكر بن مردويه الحافظ. ورحل فسمع ببغداد من أبي الحسن بن رزقويه وطبقته. وكان يفهم. روى عنه: عبد السلام الحسناباذي ومحمد بن عبد الواحد الدقاق. 36 - الحسن بن علي بن عبد الصمد بن مسعود. أبو محمد الكلاعي اللباد المقريء الدمشقي. كان آخر من قرأ على الجبني أبي بكر محمد بن أحمد. سمع من: تمام الرازي وعبد الرحمن بن أبي نصر وعبد الوهاب الميداني. روى عنه: أبو بكر الخطيب وعمر الرؤاسي وسبطه محمد بن أحمد

(31/61)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 62
اللباد وأبو القاسم علي بن إبراهيم النسيب وهبة الله بن الأكفاني وقال: هو ثقة دين. قال لي: ولدت سنة 79. ومات في صفر. 37 - الحسين بن أحمد. أبو علي الخفافي. توفي بنيسابور في شهر ربيع الآخر وله تسع وستون سنة. 38 - حسين بن محمد بن أحمد القاضي. أبو علي المروزي يقال له أيضا المروروذي الشافعي.

(31/62)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 63
فقيه خراسان في عصره. وكان أحد أصحاب الوجوه تفقه على أبي بكر القفال. وله: التعليق الكبير والفتاوى. وعليه تفقه صاحب التتمة وصاحب التهذيب محيي السنة. وكان يقال له: حبر الأمة. ومما نقل في تعليقه أن البيهقي نقل قولا للشافعي في أن المؤذن إذا ترك الترجيع في الأذان لا يصح أذانه. وروى عنه: عبد الرزاق المنيعي ومحيي السنة البغوي في تصانيفه. قلت: توفي القاضي حسين بمرو الروذ في المحرم من السنة. ويقال: إن أبا المعالي تفقه عليه أيضا.

(31/63)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 64
39 - حمد بن محمد بن عبد العزيز السكري. الإصبهاني العسال. سمع: أبا عبد الله بن مندة. أرخه يحيى بن مندة.
(- حرف الذال -)
40 - ذؤيب بن عبد الرحمن بن أحمد. أبو عمر القرشي الهروي. روى عن: عبد الرحمن بن أبي شريح.
(- حرف الزاي -)
41 - زياد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن الحكم. أبو محمد الإصبهاني الحلاب البقال. سمع: أبا عبد الله بن مندة وجده. شيخ صالح. مات في شوال. قاله يحيى بن مندة.

(31/64)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 65

(- حرف السين -)
42 - سعيد بن عيسى بن أحمد بن لب. أبو عثمان الرعيني الطليطلي ويعرف بالقري وبالأصغر. ولد سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة ودخل قرطبة طالب علم في سنة تسع وتسعين فلقي علي بن سليمان الزهراوي ومحمد بن فضل الله. ولقي بمالقة نافعا الأديب وسمع منهم ومن خلق. وبرع في اللغة والنحو وصنف شرحا للجمل وجلس للإفادة. أخذ عنه: عبد الرحمن بن أفلح وغيره. وعاش إحدى وثمانين سنة.
(- حرف العين -)
43 - عبد الله بن الحسن بن طلحة. أبو محمد التنيسي ابن النخاس. ويعرف أيضا بابن البصري. قدم دمشق ومعه ابناه محمد وطلحة فسمعوا الكثير من أبي بكر الخطيب وغيره.

(31/65)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 66
وحدث عن: ابن نظيف الفراء وجماعة. روى عنه: نصر المقدسي وهبة الله بن الأكفاني وعبد الكريم بن حمزة. وعاش بضعا وخمسين سنة. توفي تقريبا. 44 - عبد الله بن محمود الدمشقي البرزي. سمع عبد الرحمن بن أبي نصر وغيره. وعنه: هبة الله الأكفاني وغيره. وكان يحفظ مختصر المزني وكنيته أبو علي.

(31/66)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 67
45 - عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي العجائز. القاضي أبو محمد الأزدي الدمشقي. ناب في الحكم بدمشق. سمع: أباه وأبا محمد بن أبي نصر وأبا نصر بن الجندي. روى عنه: الضحاك بن أحمد الخولاني وهبة الله بن الأكفاني وجماعة. توفي في رجب في الثمانين. 46 - عبد الباقي بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن الربيع ابن ثابت بن وهب بن مشجعة بن الحارث بن عبد الله صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم كعب بن مالك الأنصاري البغدادي. أبو طاهر. والد القاضي أبي بكر. ساق نسبه أبو سعد السمعاني وقال: شيخ صالح ثقة راغب في الخير مختلط بأهل العلم. سمع: أبا الحسن بن الصلت المجبر وأبا نصر بن حسنون النرسي. ثنا عنه ولده. وذكره عبد العزيز النخشبي في معجمه. وقال أبو طاهر البزاز: شيخ صالح ثقة له كرم ونفقة على أهل العلم. ولد في حدود تسعين وثلاثمائة.

(31/67)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 68
47 - عبيد الله بن محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن مندة. أبو الحسن بن الحافظ أبي عبد الله العبدي الإصبهاني التاجر. روى عن: أبيه وإبراهيم بن خرشيد قوله وأبي جعفر بن المرزبان الأبهري وأبي محمد بن يوة وعمر بن إبراهيم بن الفاخر والحسين بن منجويه وجماعة. قال شيرويه: قدم همدان. وكان صدوقا من بيت العلم. وحدث عنه أصحابنا. وقال أخوه أبو القاسم عبد الرحمن: توفي أخي أبو الحسن بجيرفت في عاشر ربيع الآخر. وأما يحيى بن عبد الوهاب فورخه كذلك لكن قال في سنة أربع وستين. وأنه ولد سنة أربع وثمانين وثلاثمائة. فعلى هذا تكون مدة عمره ثمانين سنة. قال: وله أعقاب. قلت: روى عنه هو والحسين بن عبد الملك الخلال وعدة. وكان يشبه أباه رحمهما الله. 48 - عبيد الله بن إبراهيم بن أحمد. أبو محمد النجار الدمشقي المعروف بابن كبيبة.

(31/68)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 69
سمع من: تمام الرازي والحسين بن أبي كامل وجماعة. روى عنه: الخطيب وابنه صاعد بن عبد الله وهبة الله بن الأكفاني وطاهر بن الإسفرائيني وإسماعيل بن أحمد السمرقندي. قال ابن ماكولا: هو شيخ صالح سمعنا منه بدمشق وسمع منه الحميدي. توفي في ربيع الآخر وقد جاوز الثمانين. 49 - علي بن أحمد بن الملطي السراج. البغدادي. سمع: ابن الصلت المجبر وابن مهدي. وعنه: يحيى وأبو غالب ابنا البناء والمبارك بن الطيوري. مات في جمادى الأولى وله تسع وسبعون سنة. 50 - علي بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن شريعة اللخمي الباجي. أبو الحسن. من أهل إشبيلية. روى عن: والده.

(31/69)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 70
وكان نبيه البيت والحسب. روى عنه: أبو الحسن شريح بن محمد. وولد في سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة وتوفي في ربيع الآخر. 51 - عمر بن أحمد بن الحسين الكرجي. حدث بإصبهان عن: هبة الله اللالكائي. وعنه: سعيد بن أبي الرجاء. توفي في صفر.
(- حرف الميم -)
52 - محمد بن أحمد بن سهل. أبو غالب الواسطي المعروف بابن بشران وبابن الخالة المعدل الحنفي اللغوي شيخ العراق في اللغة. وأما نسبته إلى ابن بشران فلأن جده لأمه هو ابن عمر أبي الحسين بن بشران المعدل. ولد أبو غالب سنة ثمانين وثلاثمائة. سمع: أبا القاسم علي بن طلحة بن كردان النحوي وأبا الفضل التميمي وأبا الحسين علي بن دينار وأبا عبد الله العلوي وأبا عبد الله بن مهدي وأبا الحسن المطاردي وأبا الحسن الصيدلاني وأبا الحسين بن

(31/70)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 71
السماك وأبا بكر أحمد بن عبيد بن بيري. قال ابن السمعاني: كان الناس يرحلون إليه يعني لأجل اللغة وهو مكثر من كتب الأدب وروايتها. روى عنه: أبو عبد الله الحميدي وهبة الله بن محمد الشيرازي. وبالإجازة: أبو القاسم بن السمرقندي والقاضي أبو عبد الله بن الجلابي. قلت: روى عنه: علي بن محمد والد الجلابي ومن خطه نقلت من الزيادات التالية لتاريخ واسط أنه توفي يوم الخميس الخامس عشر من رجب من سنة اثنتين وستين وأربعمائة. وذكر مولده. وقال خميس: كان أحد الأعيان تخصص بابن كردان النحوي وقرأ عليه كتاب سيبويه ولازم حلقة أبي إسحاق الرفاعي صاحب السيرافي وكان يقول: قرأت عليه من أشعار العرب ألف ديوان. وكان مكثرا حسن المحاضرة إلا أنه لم ينتفع به أحد. يعني أنه لم يتصدر للإفادة. قال: وكان جيد الشعر معتزليا. وممن روى عنه: أبو المجد محمد بن محمد بن جهور القاضي وأبو نصر ابن ماكولا وأهل واسط.

(31/71)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 72
وسمع هو من خاله أبي الفرج محمد بن عثمان بن محمد بن بشران الواسطي. 53 - محمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن القاضي أبي الحسن أحمد بن سليمان بن حذلم. أبو الحسن الأسدي الدمشقي. سمع: أباه وعبد الرحمن بن أبي نصر وصدقة بن المظفر وجماعة. روى عنه: أبو بكر الخطيب ونجا بن أحمد وأبو القاسم النسيب وعبد الكريم بن حمزة. ووثقه النسيب.

(31/72)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 73
وتوفي في ذي القعدة. 54 - محمد بن أبي الحزم جهور بن محمد بن جهور بن عبيد الله بن محمد بن الغمر. الأمير أبو الوليد رئيس قرطبة ومدبر أمرها لوالده. قرأ القرآن على أبي محمد مكي. وسمع من: أبي المطرف القنازعي ويونس بن عبد الله القاضي وابن بنوش. وكان معتنيا بالرواية وسمع الكثير. وتوفي معتقلا في سجن المعتمد محمد بن عباد في نصف شوال وقد جاوز السبعين. لم يذكر ابن بشكوال شيئا من سيرته. وقد ولي إمرة قرطبة بعد والده في سنة خمس وثلاثين فحكم فيها مدة ثمانية أعوام إلى أن قويت شوكة المعتمد ابن عباد واستولى على قرطبة فسجن ابن جهور في حصن. 55 - محمد بن الحسين بن عبد الله بن أبي علانة. أبو سعد البغدادي. سمع: أبا طاهر المخلص وابن جمكان الفقيه. قال الخطيب: كتبت عنه وكان سماعه صحيحا.

(31/73)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 74
56 - محمد بن عتاب بن محسن مولى عبد الملك بن أبي عتاب الجذامي. أبو عبد الله مفتي قرطبة وعالمها. ولد سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة. وروى عن: أبي بكر عبد الرحمن بن أحمد التجيبي وأبي القاسم خلف ابن يحيى وأبي المطرف القنازعي وسعيد بن سلمة وأبي عبد الله بن نبات ويونس القاضي وعبد الرحمن بن أحمد بن بشر القاضي وأبي بكر بن واقد القاضي وأبي محمد بن بنوش القاضي وأبي أيوب بن عمرو القاضي وأبي عثمان بن رشيق وغيرهم. قال ابن بشكوال: وكان فقيها عالما عاملا ورعا عاقلا بصيرا بالحديث وطرقه عالما بالوثائق لا يجارى فيها كتبها عمره فلم يأخذ عليها من أحد أجرا. وكان يحكى أنه لم يكتبها حتى قرأ فيها أزيد من أربعين مؤلفا. وكان متفننا في علوم وفنون من العلم حافظا للأخبار والأمثال والأشعار صليبا في الحق مريدا له منقبضا عن السلطان وأسبابه جاريا على سنن الشيوخ متواضعا مقتصدا في ملبسه يتولى حوائجه بنفسه وكان شيخ

(31/74)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 75
أهل الشورى في زمانه وعليه كان مدار الفتوى. دعي إلى قضاء قرطبة مرارا فأبى ذلك وكان يهاب الفتوى ويخاف عاقبتها في الأخرى ويقول: من يحسدني فيها جعله الله مفتيا. وددت أني نجوت منها كفافا. وكانت له اختيارات من أقاويل العلماء يأخذ بها في خاصة نفسه. وذكره أبو علي الغساني فقال: كان من جلة العلماء الأثبات وممن عني بالفقه وسماع الحديث وأقره وقيده فأتقنه. وكتب بخطه علما كثيرا.

(31/75)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 76
أخذت عنه. إلى أن قال: توفي لعشر بقيت من صفر ومشى في جنازته المعتمد على الله محمد بن عباد. قلت: روى عنه: ولده عبد الرحمن وخلق من الأندلسيين. رحمه الله تعالى.

(31/76)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 77
57 - محمد بن علي بن مموس. أبو سعد الهمذاني البزاز. حدث عن: أبي بكر بن لال وعبد الرحمن بن أبي الليث وأبي القاسم يوسف بن كج والعلاء بن الحسين وعلي بن إبراهيم بن حامد البزاز وأبي بكر بن حمدويه الطوسي وجماعة كبيرة. وكان شيخا صالحا. 58 - محمد بن علي بن حميد بن علي بن حميد. أبو نصر الهمداني إمام الجامع. روى عن: علي بن إبراهيم بن حامد وعلي بن شعيب والحسن بن أحمد بن مموش وجماعة. وهو صدوق. 59 - محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن منصور. أبو الغنائم بن الغراء البصري المقريء. رحل وسمع: أبا الحسن بن جهضم بمكة وأحمد بن الحسن الرازي بمكة وحدث عنه بصحيح مسلم. وسمع: أبا محمد بن النحاس بمصر ؛ ومحمد بن عبد الرحمن القطان وابن أبي نصر بدمشق.

(31/77)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 78
روى عنه: أبو بكر الخطيب وأبو نصر بن ماكولا ومكي الرميلي والفقيه نصر المقدسي وغيرهم. سكن القدس وبه توفي في شعبان وله ثمانون سنة. 60 - موسى بن هذيل بن محمد بن تاجيت البكري. أبو محمد القرطبي ويعرف بابن أبي عبد الصمد. روى عن: أبي عبد الله بن عابد والقاضي يونس بن عبد الله وأبي محمد ابن الشقاق وأبي محمد بن دحون. وكان من أهل المعرفة والحفظ والصلاح. وكان مشاورا في الأحكام بقرطبة. عزم عليه محمد بن جهور أن يوليه القضاء بقرطبة فقال: أخرني ثمانية أيام حتى نستخير الله. فأخره فعمي في تلك الأيام فكانوا يرون أنه دعا على نفسه. قال أبو القاسم بن بشكوال: أخبرني محمد بن عبد الرحمن الفقيه: سمعت أبا عبد الله محمد بن فرج الفقيه يقول: قال لي أبو عبد الله بن عابد ولابن أبي عبد الصمد معا: لو رآكما مالك رحمه الله لقرت عينه بكما. ولد سنة أربع وتسعين وثلاثمائة وتوفي في ربيع الأول.
(- حرف النون -)
61 - نزار بن عبد الله بن أحمد. أبو مضر القرشي الهروي. يروي عن أبي محمد بن أبي شريح الأنصاري.

(31/78)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 79

(الكنى)
62 - أبو بكر بن عمر البربري اللمتوني. ملك المغرب. وكان ظهوره قبل الخمسين وأربعمائة أو في حدود الأربعين. فذكر الأمير عزيز في كتاب أخبار القيروان وقد رأيت له رواية في هذا الكتاب في أوله عن الحافظ أبي القاسم بن عساكر ولا أعرف له نسبا ولا ترجمة قال: أخبرني عبد المنعم بن عمر بن حسان الغساني قال: حدثني قاضي مركش علي بن أبي فنون أن رجلا من قبيلة جدالة من كبرائهم يعني المرابطين اسمه الجوهر قدم من الصحراء إلى بلاد المغرب ليحج وكان مؤثرا للدين والصلاح وذلك في عشر الخمسين وأربعمائة فمر بالمغرب بفقيه يقريء مذهب مالك والغالب أنه عمران الفاسي بالقيروان. قلت: أبو عمران مات بعد الثلاثين وأربعمائة. قال: فآوى إليه وأصغى إلى العلم ثم حج وفيه قلبه من ذلك فعاد. وأتى ذلك الفقيه وقال: يا فقيه ما عندنا في الصحراء من العلم شيء إلا الشهادتين في العامة والصلاة في بعض الخاصة. فقال الفقيه: فخذ معك من يعلمهم دينهم. فقال له الجوهر: فابعث معي فقيها وعلي حفظه وإكرامه. فقال لابن أخيه: يا عمر اذهب مع هذا السيد إلى الصحراء فعلم القبائل دين الله ولك الثواب الجزيل والشكر الجميل فأجابه.

(31/79)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 80
ثم جاء من الغد فقال: دعني من الصحراء فإن أهلها جاهلية وقد ألفوا ما نشأوا عليه. وكان من طلبة الفقيه رجل اسمه عبد الله بن ياسين الجزولي فقال: أيها الشيخ أرسلني معه والله المعين. فأرسله معه وكان عالما قوي النفس ذا رأي وتدبير فأتيا قبيلة لمتونة وهي على ربوة من الأرض فنزل الجوهر وأخذ بزمام الجمل الذي عليه عبد الله بن ياسين تعظيما له فأقبلت المشيخة يهنون الجوهر بالسلامة وقالوا: من هذا؟ قال: هذا حامل سنة الرسول عليه السلام. فرحبوا به وأنزلوه ثم اجتمعوا له وفيهم أبو بكر بن عمر فقص عليهم عبد الله عقائد الإسلام وقواعده وأوضح لهم حتى فهم ذلك أكثرهم فقالوا: أما الصلاة والزكاة فقريب وأما قولك من قتل يقتل ومن سرق يقطع ومن زنا يجلد فلا نلتزمه فاذهب إلى غيرنا. فرحل وأخذ بزمامه الجوهر ؛ وفي تلك الصحراء قبائل منهم وهم ينتسبون إلى حمير ويذكرون أن أسلافهم خرجوا من اليمن في الجيش الذي جهزه الصديق إلى الشام ثم انتقلوا إلى مصر ثم توجهوا إلى المغرب مع موسى بن نصير ثم توجهوا مع طارق إلى طنجة فأحبوا الإنفراد فدخلوا الصحراء وهم لمتونة وجدالة ولمطة وايتنصر واينواي وسوفة وأفخاذ عدة فانتهى الجوهر وعبد الله إلى جدالة قبيلة الجوهر فتكلم عليهم عبد الله فمنهم من أطاع ومنهم من عصى فقال عبد الله للذين أطاعوا: قد وجب عليكم أن تقاتلوا هؤلاء الذين أنكروا دين الإسلام وقد استعدوا لقتالكم وتحزبوا عليكم فأقيموا لكم راية وأميرا. فقال له الجوهر: أنت الأمير.

(31/80)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 81
قال: لا يمكنني هذا أنا حامل أمانة الشهد ولكن كن أنت الأمير. قال: لو فعلت هذا تسلطت قبيلتي على الناس وعاثوا فيكون وزر ذلك علي. قال له: فهذا أبو بكر بن عمر رأس لمتونة وهو جليل القدر محمود السيرة مطاع في قومه فسر إليه واعرض عليه الإمرة والله المستعان. فبايعوا أبا بكر وعقدوا له راية وسماه عبد الله أمير المؤمنين. وقام حوله طائفة من جدالة وطائفة من قومه. وحضهم ابن ياسين على الجهاد وسماهم المرابطين. فتألبت عليهم أحزاب الصحراء من أهل الشر والفساد وجيشوا لحربهم فلم يناجزوهم القتال بل تلطف عبد الله بن ياسين وأبو بكر واستمالوهم وبقي قوم أشرار فتحيلوا عليهم حتى جمعوا منهم ألفين تحت زرب عظيم وثيق وتركوهم فيه أياما بغير طعام وحصروهم فيه ثم أخرجوهم وقد ضعفوا من الجوع وقتلوهم. فدانت لأبي بكر أكثر القبائل وقويت شوكته. وكان عبد الله يبث فيهم العلم والسنة ويقرئهم القرآن فنشأ حوله جماعة فقهاء وصلحاء. وكان يعظهم ويخوفهم ويذكر سيرة الصحابة وأخلاقهم وكثر الدين والخير في أهل الصحراء. وأما الجوهر فإنه كان أخلصهم عقيدة وأكثرهم صوما وتهجدا فلما رأى أن أبا بكر استبد بالأمر وأن عبد الله بن ياسين ينفذ الأمور بالسنة بقي الجوهر لا حكم له فداخله الهوى والحسد وشرع سرا في إفساد الأمر. فعلم بذلك منه وعقدوا له مجلسا وثبت ما قبل عنه فحكم فيه بأنه يجب عليه القتل لأنه شق العصا فقال: وأنا أحب لقاء الله. فاغتسل وصلى ركعتين وتقدم فضربت عنقه رحمه الله. وكثرت طائفة المرابطين وتتبعوا من خالفهم في القبائل قتلا ونهبا وسبيا

(31/81)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 82
إلا من أسلم. وبلغت الأخبار إلى الفقيه بما فعل عبد الله بن ياسين فعظم ذلك عليه وندم وكتب إليه ينكر عليه كثرة القتل والسبي فأجابه: أما إنكارك علي ما فعلت وندامتك على إرسالي فإنك أرسلتني إلى أمة كانوا جاهلية يخرج أحدهم ابنه وابنته لرعي السوام فتأتي البنت حاملا من أخيها فلا ينكرون ذلك وما دأبهم إلا إغارة بعضهم على بعض ويقتل بعضهم بعضا. ففعلت وفعلت وما تجاوزت حكم الله والسلام. وفي سنة خمسين وأربعمائة قحطت بلادهم وماتت مواشيهم فأمر عبد الله بن ياسين ضعفاءهم بالخروج إلى السوس وأخذ الزكاة فخرج منهم نحو سبعمائة رجل فقدموا سجلماسة وسألوا أهلها الزكاة وقالوا: نحن قوم مرابطون خرجنا إليكم نطلب حق الله من أموالكم. فجمعوا لهم مالا ورجعوا به. ثم إن الصحراء ضاقت بهم وأرادوا إظهار كلمة الحق وأن يسيروا إلى الأندلس للجهاد فخرجوا إلى السوس الأقصى فاجتمع لهم أهل السوس وقاتلوهم وهزموهم وقتل عبد الله بن ياسين. وهرب أبو بكر بن عمر إلى الصحراء فجمع جيشا وطلب بلاد السوس في ألفي راكب فاجتمعت لحربه من قبائل بلاد السوس وزناتة اثنا عشر ألف فارس فأرسل إليهم رسلا وقال: افتحوا لنا الطريق فما قصدنا إلا غزو المشركين. فأبوا عليه واستعدوا للحرب فنزل أبو بكر وصلى الظهر على درقته وقال: اللهم إن كنا على الحق فانصرنا عليهم وإن كنا على باطل فأرحنا بالموت. ثم ركب والتقوا فهزمهم ؛ واستباح أبو بكر أسلابهم وأموالهم وعددهم وقويت نفسه. ثم تمادى إلى سجلماسة فنزل عليها وطلب من أهلها الزكاة فقالوا لهم: إنما أتيتمونا في عدد قليل فوسعكم ذلك وضعفاؤنا كثير وما هذه حال من يطلب الزكاة بالسلاح والخيل وإنما أنتم محتالون. ولو أعطيناكم أموالنا ما عمتكم.

(31/82)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 83
وبرز إليهم مسعود صاحب سجلماسة بجيشه فحاربوه وطالت بينهم الحرب. ثم ساروا إلى جبل هناك فاجتمع إليهم خلق من كرونة فزحفوا إلى سجلماسة وحاربوا مسعود بن واروالي إلى أن قتل ودخلوا سجلماسة وملكوها فاستخلف عليها أبو بكر بن عمر يوسف بن تاشفين اللمتوني أحد بني عمه فأحسن السيرة في الرعية ولم يأخذ منهم شيئا سوى الزكاة. وكان فتحها في سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة. ورجع أبو بكر إلى الصحراء فأقام بها مدة. ثم قدم سجلماسة فأقام بها سنة وخطب بها لنفسه ثم استخلف عليها ابن أخيه أبا بكر بن إبراهيم بن عمر وجهز جيشا عليهم يوسف بن تاشفين إلى السوس فافتتحه. وكان يوسف دينا حازما مجربا داهية سائسا. وفي سنة اثنتين وستين توفي أبو بكر بن عمر بالصحراء وتملك بعده يوسف ولم يختلف عليه اثنان وامتدت أيامه وافتتح الأندلس وبقي إلى سنة خمسمائة. وأول من كان فيهم الملك صنهاجة ثم كتامة ثم لمتونة ثم مصمودة ثم زناتة. وذكر ابن دريد وغيره أن كتامة ولمتونة ومصمودة وهوارة من حمير

(31/83)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 84
وما سواهم من البربر وبربر هو من ولد قندار بن إسماعيل بن إبراهيم عليهم السلام. ومن أمهات قبائل البربر: مليلة وزنارة ولواتة وزواوة وهوارة وزويلة وعفجومة ومرطة وعمارة. ويقال إن دار البربر كانت فلسطين وتملكهم جالوت فلما قتله داود عليه السلام جلت البربر إلى المغرب وتفرقوا هناك في البرية والجبال ونزلت لواتة أرض برقة ونزلت هوارة أرض طرابلس وانتشرت البربر إلى السوس الأقصى وطول أراضيهم نحو من ألف فرسخ والله أعلم.

(31/84)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 85

(سنة ثلاث وستين وأربعمائة)

(- حرف الألف -)
63 - أحمد بن الحسن بن محمد بن الحسن بن الأزهر. النيسابوري الشروطي أبو حامد الأزهري. من أولاد المحدثين. سمع من: أبي محمد المخلدي وأبي سعيد بن حمدون والخفاف. وأصوله صحيحة. روى عنه: زاهر ووجيه ابنا الشحامي وعبد الغافر بن إسماعيل وآخرون. توفي في رجب. وولد في سنة أربع وسبعين وثلاثمائة ؛ وله خبرة بالشروط. 64 - أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي.

(31/85)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 86
الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي. أحد الحفاظ الأعلام ومن ختم به إتقان هذا الشأن. وصاحب التصانيف المنتشرة في البلدان. ولد سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة وكان أبوه أبو الحسن الخطيب قد قرأ على أبي حفص الكتاني وصار خطيب قرية درزيجان إحدى قرى العراق

(31/86)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 87
فحض ولده أبا بكر على السماع في صغره فسمع وله إحدى عشرة سنة ورحل إلى البصرة وهو ابن عشرين سنة ؛ ورحل إلى نيسابور وهو ابن ثلاث وعشرين سنة. ثم رحل إلى إصبهان. ثم رحل في الكهولة إلى الشام فسمع: أبا عمر ابن مهدي الفارسي وابن الصلت الأهوازي وأبا الحسين بن المتيم وأبا الحسن بن رزقويه وأبا سعد الماليني وأبا الفتح بن أبي الفوارس وهلال بن محمد الحفار وأبا الحسين بن بشران وأبا طالب محمد بن الحسين بن بكر والحسين بن الحسن الجواليقي الراوي عن مخلد العطار وأبا إسحاق إبراهيم ابن مخلد الباقرحي وأبا الحسن محمد بن عمر البلدي المعروف بابن الحطراني والحسين بن محمد العكبري الصائغ وأبا العلاء محمد بن الحسن الوراق وأمما سواهم ببغداد. وأبا عمر القاسمي بن جعفر الهاشمي راوي السنن وعلي بن القاسم الشاهد والحسن بن علي السابوري وجماعة بالبصرة. وأبا بكر أحمد بن الحسن الحيري وأبا حازم عمر بن أحمد العبدويي وأبا سعيد محمد بن موسى الصيرفي وعلي بن محمد بن محمد الطرازي وأبا القاسم عبد الرحمن السراج وجماعة من أصحاب الأصم فمن بعده بنيسابور. وأبا الحسن بن علي بن يحيى بن عبدكويه ومحمد بن عبد الله بن

(31/87)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 88
شهريار وأبا نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ وأبا عبد الله الحمال وطائفة بإصبهان. وأبا نصر أحمد بن الحسين الكسار وجماعة بالدينور. ومحمد بن عيسى وجماعة بهمذان. وسمع بالكوفة والري والحجاز وغيرها. وقدم دمشق في سنة خمس وأربعين ليحج منها فسمع بها: أبا الحسين محمد بن عبد الرحمن بن أبي نصر وأبا علي الأهوازي وخلقا كثيرا حتى سمع بها عامة رواة عبد الرحمن بن أبي نصر لأنه سكنها مدة. وتوجه إلى الحج من دمشق فحج ثم قدمها سنة إحدى وخمسين فسكنها وأخذ يصنف في كتبه وحدث بها بعامة تواليفه. روى عنه من شيوخه: أبو بكر البرقاني وأبو القاسم الأزهري وغيرهما. ومن أقرانه خلق منهم: عبد العزيز بن أحمد الكتاني وأبو القاسم بن أبي العلاء. وممن روى هو عنه في تصانيفه فرووا عنه: نصر المقدسي الفقيه وأبو الفضل أحمد بن خيرون وأبو عبد الله الحميدي وغيرهم.

(31/88)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 89
وروى عنه: الأمير أبو نصر علي بن ماكولا وعبد الله بن أحمد السمرقندي وأبو الحسين بن الطيوري ومحمد بن مرزوق الزعفراني وأبو بكر ابن الخاضبة وأبو الغنائم أبي النرسي. وفي أصحابه الحفاظ كثرة فضلا عن الرواة. قال الحافظ ابن عساكر: ثنا عنه: أبو القاسم النسيب وأبو محمد بن الأكفاني وأبو الحسن بن قبيس ومحمد بن علي بن أبي العلاء والفقيه نصر الله بن محمد اللاذقي وأبو تراب حيدرة وغيث الأرمنازي وأبو طاهر بن الجرجرائي وعبد الكريم بن حمزة وطاهر بن سهل وبركات النجاد وأبو الحسين بن سعيد وأبو المعالي بن الشعيري بدمشق. والقاضي أبو بكر الأنصاري وأبو القاسم بن السمرقندي وأبو السعادات أحمد المتوكلي وأبو القاسم هبة الله الشروطي وأبو بكر المزرفي وأحمد ابن عبد الواحد بن زريق وأبو السعود بن المجلي وأبو منصور عبد الرحمن ابن رزيق الشيباني وأبو منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون وبدر بن عبد الله الشيحي ببغداد. ويوسف بن أيوب الهمذاني بمرو. قلت: وكان من كبار فقهاء الشافعية. تفقه على أبي الحسن بن المحاملي وعلى القاضي أبي الطيب. وقال ابن عساكر: أنا أبو منصور بن خيرون: ثنا الخطيب قال: ولدت في جمادى الآخرة سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة وأول ما سمعت في المحرم سنة ثلاث وأربعمائة.

(31/89)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 90
وقال: استشرت البرقاني في الرحلة إلى ابن النحاس بمصر أو أخرج إلى نيسابور إلى أصحاب الأصم فقال: إنك إن خرجت إلى مصر إنما تخرج إلى رجل واحد إن فاتك ضاعت رحلتك. وإن خرجت إلى نيسابور ففيها جماعة إن فاتك واحد أدركت من بقي. فخرجت إلى نيسابور. وقال الخطيب في تاريخه: كنت كثيرا أذاكر البرقاني بالأحاديث فيكتبها عني ويضمنها جموعه. وحدث عني وأنا أسمع وفي غيبتي. ولقد حدثني عيسى بن أحمد الهمذاني: أنا أبو بكر الخوارزمي في سنة عشرين وأربعمائة: ثنا أحمد بن علي بن ثابت الخطيب ثنا محمد بن موسى الصيرفي ثنا الأصم فذكر حديثا. وقال ابن ماكولا: كان أبو بكر آخر الأعيان ممن شاهدناه معرفة وحفظا وإتقانا وضبطا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وتفننا في علله وأسانيده وعلما بصحيحه وغريبه وفرده ومنكره ومطروحه. قال: ولم يكن للبغداديين بعد أبي الحسن الدارقطني مثله.

(31/90)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 91
وسألت أبا عبد الله الصوري عن الخطيب وعن أبي نصر السجزي أيهما أحفظ؟ ففضل الخطيب تفضيلا بينا. وقال المؤتمن الساجي: ما أخرجت بغداد بعد الدارقطني أحفظ من أبي بكر الخطيب. وقال أبو علي البرداني: لعل الخطيب لم ير مثل نفسه. روى القولين الحافظ ابن عساكر في ترجمته عن أخيه أبي الحسين هبة الله عن أبي طاهر السلفي عنهما. وقال في ترجمته: سمعت محمود بن يوسف القاضي بتفليس يقول: سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن علي الفيروزباذي يقول: أبو بكر الخطيب يشبه بالدارقطني ونظرائه في معرفة الحديث وحفظه. وقال أبو الفتيان عمر الرؤاسي: كان الخطيب إمام هذه الصنعة ما رأيت مثله. وقال أبو القاسم النسيب: سمعت الخطيب يقول: كتب معي أبو بكر البرقاني كتابا إلى أبي نعيم يقول فيه: وقد رحل إلى ما عندكم أخونا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت أيده الله وسلمه ليقتبس من علومك وهو بحمد الله ممن له في هذا الشأن سابقة حسنة وقدم ثابتة. وقد رحل فيه وفي طلبه

(31/91)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 92
وحصل له منه ما لم يحصل لكثير من أمثاله وسيظهر لك منه عند الإجتماع من ذلك مع التورع والتحفظ ما يحسن لديك موقعه. وقال عبد العزيز الكتاني: إنه يعني الخطيب أسمع الحديث وهو ابن عشرين سنة. وكتب عنه شيخه أبو القاسم عبيد الله الأزهري في سنة اثنتي عشرة وأربعمائة وكتب عنه شيخه البرقاني سنة تسع عشرة وروى عنه. وكان قد علق الفقه عن أبي الطيب الطبري وأبي نصر بن الصباغ. وكان يذهب إلى مذهب أبي الحسن الأشعري رحمه الله. قلت: مذهب الخطيب في الصفات أنها تمر كما جاءت. صرح بذلك في تصانيفه. وقال أبو سعد بن السمعاني في الذيل في ترجمته: كان مهيبا وقورا ثقة متحريا حجة حسن الخط كثير الضبط فصيحا ختم به الحفاظ. وقال: رحل إلى الشام حاجا فسمع بدمشق وصور ومكة ولقي بها أبا عبد الله القضاعي وقرأ صحيح البخاري في خمسة أيام على كريمة المروزية ورجع إلى بغداد ثم خرج منها بعد فتنة البساسيري لتشوش الحال إلى الشام سنة إحدى وخمسين فأقام بها إلى صفر سنة سبع وخمسين.

(31/92)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 93
وخرج من دمشق إلى صور فأقام بصور وكان يزور البيت المقدس ويعود إلى صور إلى سنة اثنتين وستين وأربعمائة فتوجه إلى طرابلس ثم إلى حلب ثم إلى بغداد على الرحبة ودخل بغداد في ذي الحجة. وحدث في طريقه بحلب وغيرها. سمعت الخطيب مسعود بن محمد بمرو: سمعت الفضل بن عمر النسوي يقول: كنت بجامع صور عند أبي بكر الخطيب فدخل عليه علوي وفي كمه

(31/93)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 94
دنانير فقال: هذا الذهب تصرفه في مهماتك. فقطب وجهه وقال: لا حاجة لي فيه. فقال: كأنك تستقله؟ ونفض كمه على سجادة الخطيب فنزلت الدنانير فقال: هذه ثلاثمائة دينار. فقام الخطيب خجلا محمرا وجهه وأخذ سجادته ورمى الدنانير وراح فما أنسى عز خروجه وذل ذلك العلوي وهو يلتقط الدنانير من شقوق الحصير. وقال الحافظ ابن ناصر: حدثني أبو زكريا التبريزي اللغوي قال: دخلت دمشق فكنت أقرأ على الخطيب بحلقته بالجامع كتب الأدب المسموعة له وكنت أسكن منارة الجامع فصعد إلي وقال: أحببت أن أزورك في بيتك. فتحدثنا ساعة ثم أخرج ورقة وقال: الهدية مستحبة اشتر بهذا أقلاما و نهض]. قال: فإذا هي خمسة دنانير مصرية. ثم إنه صعد مرة أخرى ووضع نحوا من ذلك. وكان إذا قرأ الحديث في جامع دمشق يسمع صوته في آخر الجامع. وكان يقرأ معربا صحيحا. وقال أبو سعد: سمعت على ستة عشر نفسا من أصحابه سمعوا منه سوى نصر الله المصيصي فإنه سمع منه بصور وسوى يحيى بن علي الخطيب سمع منه بالأنبار. وقرأت بخط والدي: سمعت أبا محمد بن الأبنوسي يقول: سمعت الخطيب يقول: كلما ذكرت في التاريخ عن رجل اختلف فيه أقاويل الناس في الجرح والتعديل فالتعويل على ما أخرت ذكره من ذلك وختمت به الترجمة. وقال ابن شافع في تاريخه: خرج الخطيب إلى الشام في صفر سنة

(31/94)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 95
إحدى وخمسين وقصد صور وبها عز الدولة الموصوف بالكرم وتقرب منه فانتفع به وأعطاه مالا كثيرا. انتهى إليه الحفظ والإتقان والقيام بعلوم الحديث. وقال ابن عساكر: سمعت الحسين بن محمد يحكي عن أبي الفضل ابن خيرون أو غيره أن أبا بكر الخطيب ذكر أنه لما حج شرب من ماء زمزم ثلاث شربات وسأل الله تعالى ثلاث حاجات أخذا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ماء زمزم لما شرب له. فالحاجة الأولى أن يحدث بتاريخ بغداد ببغداد والثانية أن يملي الحديث بجامع المنصور والثالثة أن يدفن عند بشر الحافي فقضى الله الحاجات الثلاث له. وقال غيث الأرمنازي: ثنا أبو الفرج الإسفرائيني قال: كان الخطيب معنا في الحج فكان يختم كل يوم ختمة إلى قرب الغياب قراءة ترتيل. ثم يجتمع عليه الناس وهو راكب يقولون: حدثنا. فيحدثهم. أو كما قال.

(31/95)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 96
وقال المؤتمن الساجي: سمعت عبد المحسن الشيحي يقول: كنت عديل أبي بكر الخطيب من دمشق إلى بغداد فكان له في كل يوم وليلة وختمة. وقال الحافظ أبو سعد بن السمعاني: وله ستة وخمسون مصنفا منها: التاريخ لمدينة السلام في مائة وستة أجزاء شرف أصحاب الحديث ثلاثة أجزاء الجامع خمسة أجزاء الكفاية في معرفة الرواية ثلاثة عشر جزءا كتاب السابق واللاحق عشرة أجزاء كتاب المتفق والمفترق

(31/96)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 97
ثمانية عشر جزءا كتاب تلخيص المتشابه ستة عشر جزءا كتاب تالي التلخيص أجزاء كتاب الفصل للوصل والمدرج في النقل تسعة أجزاء كتاب المكمل في المهمل ثمانية أجزاء كتاب غنية الملتمس في تمييز الملتبس كتاب من وافقت كنيته اسم أبيه كتاب الأسماء المبهمة مجلد كتاب الموضح أربعة عشر جزءا كتاب من حدث ونسي جزء كتاب التطفيل ثلاثة أجزاء كتاب القنوت ثلاثة أجزاء كتاب الرواة عن مالك ستة أجزاء كتاب الفقيه والمتفقه إثنا عشر جزءا كتاب تمييز متصل الأسانيد ثمانية أجزاء كتاب الحيل ثلاثة أجزاء الآباء عن

(31/97)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 98
الأبناء جزء الرحلة جزء مسألة الإحتجاج بالشافعي جزء كتاب البخلاء أربعة أجزاء كتاب المؤتنف لتكملة المؤتلف والمختلف كتاب مبهم المراسيل كتاب أن البسملة من الفاتحة كتاب الجهر بالبسملة جزءان كتاب مقلوب الأسماء والأنساب كتاب صحة العمل باليمين مع الشاهد كتاب أسماء المدلسين كتاب إقتضاء العلم العمل جزء كتاب تقييد العلم ثلاثة أجزاء كتاب القول في علم

(31/98)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 99
النجوم جزء كتاب روايات الصحابة من التابعين جزء صلاة التسبيح جزء مسند نعيم بن همار جزء النهي عن صوم يوم الشك جزء الإجازة للمعدوم والمجهول جزء روايات الستة من التابعين بعضهم عن بعض. وذكر تصانيف أخر قال: فهذا ما انتهى إلينا من تصانيفه. حج وحدث ونعم الشيخ كان. ولما حج كان معه حمل كتب ليجاور وكان في جملة كتبه صحيح البخاري سمعه من الكشميهني فقرأت عليه جميعه في ثلاثة مجالس. وقد سقنا هذا في سنة ثلاثين في ترجمة الحيري وهذا شيء لا أعلم أحدا في زماننا يستطيعه. وقد قال ابن النجار في تاريخه: وجدت فهرست مصنفات الخطيب وهي نيف وستون مصنفا فنقلت أسماء الكتب التي ظهرت منها وأسقطت ما لم يوجد فإن كتبه احترقت بعد موته وسلم أكثرها. ثم سرد ابن النجار أسماءها وقد ذكرنا أكثرها آنفا ومما لم نذكره: كتاب معجم الرواة عن شعبة ثمانية أجزاء كتاب المؤتلف والمختلف أربعة

(31/99)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 100
وعشرون جزءا حديث محمد بن سوقة أربعة أجزاء المسلسلات ثلاثة أجزاء الرباعيات ثلاثة أجزاء طرق قبض العلم ثلاثة أجزاء غسل الجمعة ثلاثة أجزاء. وفيها يقول الحافظ السلفي:
(تصانيف ابن ثابت الخطيب .......... ألذ من الصبا الغض الرطيب)
(تراها إذ رواها من حواها .......... رياضا للفتى اليقظ اللبيب)
(ويأخذ حسن ما قد صاغ منها .......... بلب الحافظ الفطن الأريب)
(فأية راحة ونعيم عيش .......... يوازي كتبها بل أي طيب؟)
أنشدناها أبو الحسين اليونيني عن أبي الفضل الهمذاني عن السلفي. وقد رواها أبو سعد بن السمعاني في تاريخه عن يحيى بن سعدون القرطبي عن السلفي فكأني سمعتها منه. وقال أبو الحسن محمد بن عبد الملك الهمذاني في تاريخه: وفيها توفي

(31/100)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 101
أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت المحدث. ومات هذا العلم بوفاته. وقد كان رئيس الرؤساء تقدم إلى الخطباء والوعاظ أن لا يرووا حديثا حتى يعرضوه عليه فما صححه أوردوه وما رده لم يذكروه. وأظهر بعض اليهود كتابا ادعى أنه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسقاط الجزية عن أهل خيبر وفيه شهادة الصحابة وذكروا أنه خط علي رضي الله عنه فيه وحمل الكتاب إلى رئيس الرؤساء فعرضه على الخطيب فتأمله ثم قال: هذا مزور. قيل له: ومن أين قلت ذلك؟ قال: فيه شهادة معاوية وهو أسلم عام الفتح وفتحت خيبر سنة سبع وفيه شهادة سعد بن معاذ ومات يوم بني قريظة قبل فتح خيبر بسنتين. فاستحسن ذلك منه ولم يجرهم على ما في الكتاب. وقال أبو سعد السمعاني: سمعت يوسف بن أيوب الهمذاني يقول: حضر الخطيب درس شيخنا أبي إسحاق فروى الشيخ حديثا من رواية بحر بن كنيز السقاء ثم قال للخطيب: ما تقول فيه؟ فقال الخطيب: إن أذنت لي ذكرت حاله. فأسند الشيخ: ظهره إلى الحائط وقعد كالتلميذ وشرع الخطيب يقول: قال فيه فلان كذا وقال فيه فلان كذا وشرح أحواله شرحا حسنا فأثنى الشيخ أبو إسحاق عليه وقال: هو دارقطني عصرنا. وقال أبو علي البرداني: أنا حافظ وقته أبو بكر الخطيب وما رأيت مثله ولا أظنه رأى مثل نفسه.

(31/101)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 102
وقال السلفي: سألت أبا غالب شجاعا الذهلي عن الخطيب فقال: إمام مصنف حافظ لم ندرك مثله. وقال أبو نصر محمد بن سعيد المؤدب: سمعت أبي يقول: قلت لأبي بكر الخطيب عند لقائي إياه: أنت الحافظ أبو بكر. فقال: انتهى الحفظ إلى الدارقطني أنا أحمد بن علي الخطيب. وقال ابن الآبنوسي: كان الحافظ الخطيب يمشي وفي يده جزء يطالعه. وقال المؤتمن الساجي: كان الخطيب يقول: من صنف فقد جعل عقله على طبق يعرضه على الناس. وقال ابن طاهر في المنثور: ثنا مكي بن عبد السلام الرميلي قال: كان سبب خروج أبي بكر الخطيب من دمشق إلى صور أنه كان يختلف إليه صبي مليح سماه مكي فتكلم الناس في ذلك. وكان أمير البلد رافضيا متعصبا فبلغته القصة فجعل ذلك سببا للفتك به فأمر صاحب شرطته أن يأخذ الخطيب بالليل ويقتله. وكان صاحب الشرطة سنيا فقصده تلك الليلة مع جماعة ولم يمكنه أن يخالف الأمر فأخذه وقال: قد أمرت فيك بكذا وكذا ولا أجد لك حيلة إلا أني أعبر بك عند دار الشريف ابن أبي الجن العلوي فإذا حاذيت الباب اقفز وادخل الدار فإني لا أطلبك وأرجع إلى الأمير فأخبره بالقصة. ففعل ذلك ودخل دار الشريف فأرسل الأمير إلى الشريف أن يبعث به فقال: أيها الأمير أنت تعرف اعتقادي فيه وفي أمثاله وليس في قتله مصلحة.

(31/102)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 103
هذا مشهور بالعراق إن قتلته قتل به جماعة من الشيعة وخربت المشاهد. قال: فما ترى؟ قال: أرى أن يخرج من بلدك. فأمر بإخراجه فراح إلى صور وبقي بها مدة. قال ابن السمعاني: خرج من دمشق في صفر سنة سبع وخمسين فقصد صور وكان يزور منها القدس ويعود إلى أن سافر سنة اثنتين وستين إلى طرابلس ومنها إلى حلب فبقي بها أياما ثم ورد بغداد في أعقاب السنة. قال ابن عساكر: سعى بالخطيب حسين بن علي الدمنشي إلى أمير الجيوش وقال: هو ناصبي يروي فضائل الصحابة وفضائل العباس في الجامع. وقال المؤتمن الساجي: تحاملت الحنابلة على الخطيب حتى مال إلى ما مال إليه. فلما عاد إلى بغداد وقع إليه جزء فيه سماع القائم بأمر الله فأخذ الجزء وحضر إلى دار الخلافة وطلب الإذن في قراءة الجزء. فقال الخليفة: هذا رجل كبير في الحديث وليس له في السماع من حاجة ولعل له حاجة أراد أن يتوصل إليها بذلك فسلوه ما حاجته؟ فسئل فقال: حاجتي أن يؤذن لي أن أملي بجامع المنصور.

(31/103)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 104
فتقدم الخليفة إلى نقيب النقباء بالإذن له في ذلك فأملى بجامع المنصور. وقد دفن إلى جانب بشر. وقال ابن طاهر: سألت أبا القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي: هل كان الخطيب كتصانيفه في الحفظ؟ قال: لا. كنا إذا سألناه عن شيء أجابنا بعد أيام. وإن ألححنا عليه غضب. وكانت له بادرة وحشة ولم يكن حفظه على قدر تصانيفه. وقال أبو الحسين الطيوري: أكثر كتب الخطيب سوى تاريخ بغداد مستقاة من كتب الصوري. كان الصوري ابتدأ بها وكانت له أخت بصور خلف أخوها عندها اثني عشر عدلا من الكتب فحصل الخطيب من كتبه أشياء.

(31/104)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 105
وكان الصوري قد قسم أوقاته في نيف وثلاثين شيئا. أخبرنا أبو علي بن الخلال أنا جعفر أنا السلفي أنا محمد بن مرزوق الزعفراني: ثنا الحافظ أبو بكر الخطيب قال: أما الكلام في الصفات فإن ما روي منها في السنن الصحاح مذهب السلف إثباتها وإجراؤها على ظواهرها ونفي الكيفية والتشبيه عنها. وقد نفاها قوم فأبطلوا ما أثبته الله تعالى وحققها قوم من المثبتين فخرجوا في ذلك إلى ضرب من التشبيه والتكييف تعالى الله عن ذلك والقصد إنما هو سلوك الطريقة المتوسطة بين الأمرين. ودين الله تعالى بين الغالي فيه والمقصر عنه. والأصل في هذا أن الكلام في الصفات فرع الكلام في الذات ويحتذى في ذلك حذوه ومثاله. فإذا كان معلوم أن إثبات رب العالمين إنما هو إثبات وجود لا إثبات كيفية فكذلك إثبات صفاته إنما هو إثبات وجود لا إثبات تحديد وتكييف. فإذا قلنا: لله يد وسمع وبصر فإنما هي صفات أثبتها الله تعالى لنفسه ولا نقول إن معنى اليد القدرة ولا إن معنى السمع والبصر العلم ولا نقول إنها جوارح ولا نشبهها بالأيدي والأسماع والأبصار التي هي جوارح وأدوات للفعل ونقول: إنما وجب إثباتها لأن التوقيف ورد بها ووجب نفي التشبيه عنا لقوله تعالى: {ليس كمثله شيء} و لم يكن له كفوا أحد}.

(31/105)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 106
وقال الحافظ ابن النجار في ترجمة الخطيب ولد بقرية من أعمال نهر الملك وكان أبوه يخطب بدرزيجان. ونشأ هو ببغداد وقرأ القرآن بالروايات وتفقه على الطبري وعلق عنه أشياء من الخلاف. إلى أن قال: وروى عنه: أبو منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون وأبو سعد أحمد بن محمد الزوزني ومفلح بن أحمد الدومي والقاضي محمد ابن عمر الأرموي وهو آخر من حدث عنه. قلت: يعني بالسماع. وآخر من حدث عنه بالإجازة: مسعود الثقفي. وخط الخطيب خط مليح كثير الشكل والضبط. وقد قرأت بخطه: أنا علي بن محمد السمسار أنا محمد بن المظفر ثنا عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن محمد بن الحجاج ثنا جعفر بن نوح ثنا محمد بن عيسى: سمعت يزيد بن هارون يقول: ما عزت النية في الحديث إلا لشرفه. وقال أبو منصور علي بن علي الأمين: لما رجع الخطيب من الشام كانت له ثروة من الثياب والذهب وما كان له عقب فكتب إلى القائم بالله: إني إذا مت يكون مالي لبيت المال فأذن لي حتى أفرق مالي على من شئت. فإذن له ففرقها على المحدثين. وقال الحافظ ابن ناصر: أخبرتني أمي أن أبي حدثها قال: كنت أدخل على الخطيب وأمرضه فقلت له يوما: يا سيدي إن أبا الفضل بن خيرون لم يعطني شيئا من الذهب الذي أمرته أن يفرقه على أصحاب الحديث. فرفع الخطيب رأسه عن المخدة وقال: خذ هذه الخرقة بارك الله لك فيها. فكان فيها

(31/106)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 107
أربعون دينارا. فأنفقتها مدة في طلب العلم. وقال مكي الرميلي: مرض الخطيب ببغداد في رمضان في نصفه إلى أن اشتد به الحال في غرة ذي الحجة وأوصى إلى أبي الفضل بن خيرون ووقف كتبه على يده وفرق جميع ماله في وجوه البر وعلى المحدثين وتوفي رابع ساعة من يوم الإثنين سابع ذي الحجة ثم أخرج بكرة الثلاثاء وعبروا به إلى الجانب الغربي وحضره القضاة والأشراف والخلق وتقدمهم القاضي أبو الحسين بن المهتدي بالله فكبر عليه أربعا ودفن بجنب بشر الحافي. وقال ابن خيرون: مات ضحوة الإثنين ودفن بباب حرب. وتصدق بماله وهو مائتا دينار وأوصى بأن يتصدق بجميع ثيابه ووقف جميع كتبه وأخرجت جنازته من حجرة تلي النظامية في نهر معلى وتبعه الفقهاء والخلق وحملت جنازته إلى جامع المنصور وكان بين يدي الجنازة جماعة ينادون: هذا الذي كان يذب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الذي كان ينفي الكذب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا الذي كان يحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: وختم على قبره عدة ختمات. وقال الكتاني: ورد كتاب جماعة أن أبا بكر الحافظ توفي في سابع ذي الحجة وكان أحد من حمل جنازته الإمام أبو إسحاق الشيرازي وكان ثقة حافظا متقنا متحريا مصنفا. وقال أبو البركات إسماعيل بن أبي سعد الصوفي: كان الشيخ أبو بكر بن زهراء الصوفي وهو أبو بكر بن علي الطريثيثي الصوفي برباطنا قد أعد لنفسه

(31/107)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 108
قبرا إلى جانب قبر بشر الحافي وكان يمضي إليه في كل أسبوع مرة وينام فيه ويقرأ فيه القرآن كله. فلما مات أبو بكر الخطيب وكان قد أوصى أن يدفن إلى جنب قبر بشر الحافي فجاء أصحاب الحديث إلى أبي بكر بن زهراء وسألوه أن يدفنوا الخطيب في قبره وأن يؤثروه به فامتنع وقال: موضع قد أعددته لنفسي يؤخذ مني؟ ! فلما رأوا ذلك جاءوا إلى والد أبي سعد وذكروا له ذلك فأحضر أبا بكر فقال: أنا لا أقول لك أعطهم القبر ولكن أقول لك لو أن بشرا الحافي في الأحياء وأنت إلى جانبه فجاء أبو بكر الخطيب ليقعد دونك أكان يحسن بك أن تقعد أعلى منه؟ قال: لا بل كنت أقوم وأجلسه مكاني. قال: فهكذا ينبغي أن تكون الساعة. قال: فطاب قلبه وأذن لهم فدفنوه في ذلك القبر. وقال أبو الفضل بن خيرون: جاءني بعض الصالحين وأخبرني لما مات الخطيب أنه رآه في المنام فقال له: كيف حالك؟ قال: أنا في روح وريحان وجنة نعيم. وقال أبو الحسن علي بن الحسين بن جداء: رأيت بعد موت الخطيب كأن شخصا قائما بحذائي فأردت أن أسأله عن الخطيب فقال لي: ابتداء أنزل وسط الجنة حيث يتعارف الأبرار. رواها أبو علي البرداني في المنامات له عن ابن جداء. وقال غيث الأرمنازي: قال مكي بن عبد السلام: كنت نائما ببغداد في

(31/108)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 109
ليلة ثاني عشر ربيع الأول سنة ثلاث وستين وأربعمائة فرأيت عند السحر كأنا اجتمعنا عند أبي بكر الخطيب في منزله لقراءة التاريخ على العادة فكأن الخطيب جالس والشيخ أبو الفضل نصر بن إبراهيم الفقيه عن يمينه وعن يمين الفقيه نصر رجل لم أعرفه فسألت عنه فقيل: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء ليسمع التاريخ فقلت في نفسي: هذه جلالة لأبي بكر إذ يحضر رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسه. وقلت: وهذا رد لقول من يعيب التاريخ ويذكر أنه فيه تحامل على أقوام. وقال أبو الحسن محمد بن مرزوق الزعفراني: حدثني الفقيه الصالح أبو علي الحسن بن أحمد البصري قال: رأيت الخطيب في المنام وعليه ثياب بيض حسان وعمامة بيضاء وهو فرحان يبتسم. فلا أدري قلت: ما فعل الله بك؟ أو هو بدأني فقال: غفر الله لي أو رحمني وكل من نجا. فوقع لي أنه يعني بالتوحيد إليه يرحمه أو يغفر له فأبشروا. وذلك بعد وفاته بأيام. وقال أبو الخطاب بن الجراح يرثيه:
(فاق الخطيب الورى صدقا ومعرفة .......... وأعجز الناس في تصنيفه الكتبا)

(حمى الشريعة من غاو يدنسها .......... بوصفه ونفى التدليس والكذبا)

(جلا محاسن بغداد فأودعها .......... تاريخا مخلصا لله محتسبا)

(وقال في الناس بالقسطاس منحرفا .......... عن الهوى وأزال الشك والريبا)

(سقى ثراك أبا بكر على ظمأ .......... جون ركام تسح الواكف السربا)

(ونلت فوزا ورضوانا ومغفرة .......... إذا تحقق وعد الله واقتربا)

(يا أحمد بن علي طبت مضطجعا .......... وبآء شانئك بالأوزار محتقبا)

(31/109)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 110
وقال أبو الحسين بن الطيوري: أنشدنا أبو بكر الخطيب لنفسه:
(تغيب الخلق عن عيني سوى قمر .......... حسبي من الخلق طرا ذلك القمر)

(محله في فؤادي قد تملكه .......... وحاز روحي فما لي عنه مصطبر)

(والشمس أقرب منه في تناولها .......... وغاية الحظ منه للورى النظر)

(وددت تقبيله يوما مخالسة .......... فصار من خاطري في خده أثر)

(وكم حليم رآه ظنه ملكا .......... وردد الفكر فيه أنه بشر)
وقال غيث الأرمنازي: أنشدنا أبو بكر الخطيب لنفسه:
(إن كنت تبغي الرشاد محضا .......... لأمر دنياك والمعاد)

(فخالف النفس في هواها .......... إن الهوى جامع الفساد)
وقال أبو القاسم النسيب: أنشدنا أبو بكر الخطيب لنفسه:
(لا تغبطن أخا الدنيا لزخرفها .......... ولا للذة وقت عجلت فرحا)

(فالدهر أسرع شيء في تقلبه .......... وفعله بين للخلق قد وضحا)

(كم شارب عسلا فيه منيته .......... وكم تقلد سيفا من به ذبحا)

(31/110)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 111
فارغة

(31/111)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 112
فارغة

(31/112)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 113
65 - أحمد بن عبد الله بن أحمد بن غالب بن زيدون.

(31/113)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 114
أبو الوليد المخزومي الأندلسي القرطبي الشاعر المشهور. قال ابن بسام: كان أبو الوليد غاية منثور ومنظوم وخاتمة شعراء بني مخزوم. أحد من جر الأيام جرا وفاق الأنام طرا وصرف السلطان نفعا وضرا ووسع البيان نظما ونثرا إلى أدب ليس للبر تدفقه ولا للبدر تألقه وشعر ليس للسحر بيانه ولا للنجوم اقترانه وحظ من النثر غريب المباني شعري الألفاظ والمعاني. وكان من أبناء وجوه الفقهاء بقرطبة. انتقل عن قرطبة إلى المعتضد عباد صاحب إشبيلية بعد عام أربعين وأربعمائة فجعله من خواصه وبقي معه في صورة وزير. فمن شعره قوله:
(بيني وبينك ما لو شئت لم يضع .......... سر إذا ذاعت الأسرار لم يذع)

(يا بائعا حظه مني ولو بذلت .......... لي الحياة بحظي منه لم أبع)

(يكفيك أنك لو حملت قلبي ما .......... لا تستطيع قلوب الناس يستطع)

(ته أحتمل واستطل أصبر وعز أهن .......... وول أقبل وقل أسمع ومر أطع)
وله:
(أيتها النفس إليه اذهبي .......... فما لقلبي عنه من مذهب)

(مفضض الثغر له نقطة .......... من عنبر في خده المذهب)

(31/114)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 115

(أيأسني التوبة من حبه .......... طلوعه شمسا من المغرب)
وله القصيدة السائرة الباهرة:
(بنتم وبنا فما ابتلت جوانحنا .......... شوقا إليكم ولا جفت مآقينا)

(كنا نرى اليأس تسلينا عوارضه .......... وقد يئسنا فما لليأس يغرينا)

(نكاد حين تناجيكم ضمائرنا .......... يقضي علينا الآسى لولا تأسينا)

(طالت لفقدكم أيامنا فغدت .......... سودا وكانت بكم بيضا ليالينا)

(بالأمس كنا وما يخشى تفرقنا .......... واليوم نحن وما يرجى تلاقينا)

(إذ جانب العيش طلق من تألفنا .......... ومورد اللهو صاف من تصافينا)

(كأننا لم نبت والوصل ثالثنا .......... والسعد قد غض من أجفان واشينا)

(ليسق عهدكم عهد السرور فما .......... كنتم لأرواحنا إلا رياحينا)
وهي طويلة. توفي ابن زيدون في رجب بإشبيلية. وولي ابنه أبو بكر وزارة المعتمد بن عباد وقتل يوم أخذ يوسف بن تاشفين قرطبة من المعتمد سنة أربع وثمانين. 66 - أحمد بن علي بن أحمد بن عقبة الإصبهاني.

(31/115)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 116
يروي عن: أبي عبد الله بن مندة وأبي إسحاق بن خرشيد قوله. وكان رجلا صالحا عفيفا. مات في المحرم. 67 - أحمد بن محمد بن عبد العزيز العكبري. أبو طاهر. توفي بعكبرا.
(- حرف الباء -)
68 - بدر الفخري. أبو النجم. عن: عثمان بن دوست. سمع منه: شجاع الذهلي وهبة الله السقطي. وتوفي في رمضان. كان يلزم الخطيب. ذكره في تاريخه.
(- حرف الحاء -)
69 - حسان بن سعيد. أبو علي المنيعي المروروذي. بلغنا أنه من ذرية خالد بن الوليد رضي الله عنه.

(31/116)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 117
سمع من: أبي طاهر بن محمش الزيادي وأبي القاسم بن حبيب وأبي الحسن السقاء وجماعة. روى عنه: محيي السنة البغوي وأبو المظفر عبد المنعم القشيري ووجيه الشحامي وعبد الوهاب بن شاه. وذكره عبد الغافر الفارسي فقال: هو الرئيس أبو علي الحاجي شيخ الإسلام المحمود الخصال السنية. عم الآفاق بخيره وبره. وكان في شبابه تاجرا ثم عظم حتى صار من المخاطبين من مجالس السلاطين لم يستغنوا عن الاعتضاد به وبرأيه فرغب إلى الخيرات وأناب إلى التقوى والورع وبنى المساجد والرباطات وبنى جامع مدينته مرو الروذ. وكان كثير البر والإيثار يكسو في الشتاء نحوا من ألف نفس وسعى في إبطال الأعشار عن البلاد ورفع الوظائف عن القرى. ومن ذلك أنه استدعى صدقة عامة على أهل البلد غنيهم وفقيرهم فكان يطوف العاملون على الدور والأبواب ويعدون سكانها فيدفع إلى كل واحد خمسة دراهم. وتمت هذه السنة بعد موته. وكان يحيي الليالي بالصلاة ويصوم الأيام ويجتهد في العبادة اجتهادا لا يطيقه أحد. قال: ولو تتبعنا ما ظهر من آثاره وحسناته لعجزنا.

(31/117)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 118
وقال أبو سعد السمعاني: حسان بن سعيد بن حسان بن محمد بن أحمد ابن عبد الله بن محمد بن منيع بن خالد بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد المخزومي المنيعي كان في شبابه يجمع بين الدهقنة والتجارة وسلك طريق الفتيان حتى ساد أهل ناحيته بالفتوة والمروءة والثروة الوافرة. إلى أن قال: ولما تسلطت سلجوق ظهر أمره وبنى الجامع بمرو الروذ ثم بنى الجامع الجديد بنيسابور. وبلغني أن عجوزا جاءته وهو يبنيه ومعها ثوب يساوي نصف دينار وقالت: سمعت أنك تبني الجامع فأردت أن يكون لي في البقعة المباركة أثر. فدعا خازنه واستحضر ألف دينار واشترى بها منها الثوب وسلم المبلغ إليها ثم قبضه منها الخازن وقال له: أنفق هذه الألف منها في عمارة المسجد. وقال: احفظ هذا الثوب لكفني ألقى الله فيه. وكان لا يبالي بأبناء الدنيا ولا يتضعضع لهم. وحكي أن السلطان اجتاز بباب مسجده فدخل مراعاة له وكان يصلي فما قطع صلاته ولا تكلف حتى أتمها. فقال السلطان: في دولتي من لا يخافني ولا يخاف إلا الله. وحيث وقع القحط سنة إحدى وستين كان ينصب القدور ويطبخ ويحضر كل يوم ألف منا خبز ويطعم الفقراء. وكان في الخريف يتخذ الجباب والقمص والسراويلات للفقراء ويجهز بنات الفقراء ورفع الأعشار من أبواب نيسابور. وكان متهجدا يقوم الليل

(31/118)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 119
ويصوم النهار ويلبس الخشن من اللباس. توفي رحمه الله يوم الجمعة السابع والعشرين من ذي القعدة رضي الله عنه. 70 - الحسن بن رشيق. أبو علي الأزدي القيرواني. شاعر أهل المغرب ومصنف كتاب العمدة في صناعة الشعر وكتاب الأنموذج والرسائل الفائقة وغير ذلك. فمن شعره:
(أحب أخي وإن أعرضت عنه .......... وقل على مسامعه كلامي)

(ولي في وجهه تقطيب راض .......... كما قطبت في وجه المدام)

(31/119)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 120

(ورب تقطب من غير بغض .......... وبغض كامن تحت ابتسام)
وله:
(يا رب لا أقوى على حمل الأذى .......... وبك استعنت على الضعيف المؤذي)

(ما لي بعثت إلي ألف بعوضة .......... وبعثت واحدة إلى نمروذ !)
وكان أبوه مملوكا روميا ولاؤه للأزد. ولد أبو علي بالمهدية سنة تسعين وثلاثمائة ودخل بلد القيروان سنة ست وأربعمائة ومدح ملوكها. ودخل صقلية. وقيل: توفي سنة ست وخمسين وسنة ثلاث هذه أصح. 71 - الحسن بن عبد الله. أبو محمد التميمي المطاميري. ثم المكي. سمع: أبا القاسم عبيد الله السقطي. وحدث. ومطامير قرية بحلوان. 72 - حمد بن أحمد بن عمر بن ولكيز. أبو سهل الصيرفي. سمع مسند أبي داود السجستاني أعني السنن من محمد بن الحسن النيلي في سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة. وأخذ عن ابن مندة.

(31/120)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 121
مات في ذي الحجة سنة ثلاث. روى عنه: أبو سعد البغدادي. قال يحيى بن مندة: يطعن في اعتقاده.
(- حرف السين -)
73 - سعيد بن أحمد. أبو عثمان الخواشتي الهروي. نزيل مرو. توفي في ربيع الآخر ومولده في سنة أربع وسبعين وثلاثمائة.
(- حرف الطاء -)
74 - طاهر بن أحمد بن علي بن محمود. أبو الحسين القايني الفقيه الشافعي. نزيل دمشق. حدث عن: أبي الحسن بن رزقويه وأبي الحسن الحمامي المقرئ وأبي طالب يحيى الدسكري ومنصور بن نصر السمرقندي الكاغدي. روى عنه: نصر المقدسي وأبو طاهر الحنائي وأبو الحسن بن الموازيني وهبة الله بن الأكفاني ووثقه وآخرون.
(- حرف العين -)
75 - عبد الله بن علي بن أبي الأزهر الغافقي.

(31/121)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 122
أبو بكر الطليطلي. حج وسمع من: أبي ذر الهروي وأبي بكر المطوعي. وكان من أهل المعرفة والذكاء. حمل الناس عنه. 76 - عبد الله بن محمد بن جماهر الحجري الطليطلي. روى عن: أبي عبد الله بن الفخار. وحج أيضا فأخذ عن أبي ذر. وكان رحمه الله مفتيا مرضيا. 77 - عبد الله بن محمد بن عباس. أبو محمد بن الدباغ القرطبي. روى عن: مكي القيسي وأبي عبد الله بن عائذ. وكان إماما دينا ورعا مشاورا بقرطبة. توفي في جمادى الآخرة. 78 - عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن سهل الماليني. الفقيه أبو سهل المزكي. روى عن: أبي منصور محمد بن محمد الأزدي وغيره. توفي في صفر وله ثلاث وسبعون سنة. 79 - عبد الرزاق بن عبد الله بن الحسن بن محمد بن الفضيل. أبو القاسم الكلاعي الحمصي ثم الدمشقي. سمع: عبد الرحمن بن أبي نصر والمسدد الأملوكي وعبد الرحمن بن الطبيز.

(31/122)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 123
وروى عنه: عمر الدهستاني وهبة الله بن الأكفاني وأبو الفضل يحيى ابن علي القرشي. توفي في ربيع الآخر كهلا. 80 - عبد الواحد بن أحمد بن أبي القاسم بن محمد بن داود بن أبي حاتم. أبو عمر المليحي الهروي محدث هراة في وقته ومسندها. سمع: أبا محمد المخلدي وأبا الحسين الخفاف وعبد الرحمن بن أبي شريح ومحمد بن محمد بن سمعان وأبا عمرو الفراتي وأبا حامد النعيمي وغيرهم. وحدث بالصحيح عن: النعيمي عن الفربري. روى عنه: محيي السنة أبو محمد البغوي وخلف بن عطاء الماوردي وإسماعيل بن منصور المقرئ ومحمد بن إسماعيل الفضيلي وغيرهم. قال المؤتمن الساجي: كان ثقة صالحا قديم المولد. سمع البخاري

(31/123)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 124
بقراءة أبي الفتح بن أبي الفوارس. وقال الحسين الكتبي: توفي في جمادى الآخرة ؛ وقال: مولده سنة سبع وستين وثلاثمائة فعمره ست وتسعون سنة. ومليح: قرية بهراة. 81 - علي بن عبد الوهاب بن علي المقرئ الدمشقي. حدث بصور عن: عبد الرحمن بن أبي نصر. روى عنه: غيث بن علي الأرمنازي وقال: لا بأس به. 82 - علي بن يوسف بن عبد الله بن يوسف. أبو الحسن عم أبي المعالي الجويني ويعرف بشيخ الحجاز. كان كثير الترحال. سمع: أبا نعيم عبد الملك بن الحسن بخراسان وعبد الرحمن النحاس بمصر ؛ وابن أبي نصر بدمشق ؛ وأبا عمر الهاشمي بالبصرة ؛ وعبد الله بن يوسف ابن يامويه بنيسابور. وعقد مجلس الإملاء بخراسان. روى عنه: أبو سعد بن أبي صالح المؤذن وأبو عبد الله الفراوي وعبد

(31/124)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 125
الجبار الحواري وزاهر ووجيه ابنا الشحامي. وتوفي في ذي القعدة. 83 - عمر بن عبد العزيز بن أحمد. أبو طاهر الفاشاني المروزي. الفقيه الشافعي. رحل في صباه وتفقه ببغداد على الشيخ أبي حامد. وكان من بقايا أصحابه. وسمع بالبصرة من أبي عمر الهاشمي السنن وبرع في علم الكلام والنظر. روى عنه: محيي السنة البغوي وغيره. وقد أخذ علم الكلام عن أبي جعفر السمناني صاحب ابن الباقلاني.
(- حرف الكاف -)
84 - كريمة بنت أحمد بن محمد بن حاتم. المروزية.

(31/125)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 126
تأتي في سنة خمس وستين. ولكني جزمت بموتها في هذه السنة لأن هبة الله بن الأكفاني قال في الوفيات في سنة ثلاث وستين: حدثني عبد العزيز بن علي الصوفي قال: سمعت بمكة من يخبر بأن كريمة ابنة أحمد المروزي الهاشمي رحمها الله توفيت في شهور هذه السنة. وقال أبو جعفر محمد بن علي الهمذاني: حججت سنة ثلاث فنعيت إلينا كريمة في الطريق ولم أدركها
(- حرف الميم -)
85 - محمد بن إسحاق بن علي بن داود بن حامد.

(31/126)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 127
القاضي أبو جعفر الزوزني البحاثي. ذكره عبد الغافر في سياق التاريخ فقال: أحد الفضلاء المعروفين والشعراء المفلقين صاحب التصانيف العجيبة المفيدة جدا وهزلا والفائق أهل عصره ظرفا وفضلاء المتعصب لأهل السنة (المخصوص بخدمة البيت الموفقي). ولقد رزق في الهجاء في النظم والنثر طريقة لم يسبق إليها وما ترك من الكبراء والفقهاء أحدا إلا هجاه. وكان صديق والدي ومن البائتين عنده في الأحايين (والمقترحين عليه الأطعمة). (سمعت أبي يحكي عنه أحواله وتهتكه فمما حكاه لي عنه أنه قال: ما وقع بصري قط على شخص إلا تصور في قلبي هجاءه إلا القاضي صاعد بن محمد فإني استحيت من الله لعبادته وفضله. ولقد خص طائفة بوضع التصانيف فيهم ورميهم بما برأهم الله منه. وبالغ في الإفحاش وأغرب في فنون الهجاء وأتى بالعبارات الرشيقة. وكان شعره في الطبقة العليا في المديح أيضا. وكان ينسخ كتب الأدب أحسن نسخ) ولقد نسخ نسخة بغريب الحديث للخطابي وقرأها على جدي.

(31/127)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 128
وقد ذكر الحافظ الحسكاني أنه روى له عن خاله أبي الحسن بن هارون الزوزني عن ابن حيان. ومن شعره:
(يرتاح للمجد مهتزا كمطرد .......... مثقف من رماح الخط عسال)

(فمرة باسم عن ثغر برق حياء .......... وتارة كاسر عن ناب رئبال)

(فما أسامة مطرورا براثنه .......... ضخم الجزارة يحمي خيس أشبال)

(يوما بأشجع منه حشو ملحمة .......... والحرب تصدم أبطالا بأبطال)

(ولا خضاره صخابا غواربه .......... تسمو أواذيه حالا على حال)

(أندى وأسمح منه إذ بشر .......... مبشروه بزوار ونزال)
وله:
(وذي شنب لو أن جمرة ظلمه .......... أشبهها بالخمر خفت به ظلما)

(قبضت عليه خاليا واعتنقته .......... فأوسعني شتما وأوسعته لثما)
وله يصف البرد:
(متناثر فوق الثرى حباته .......... كثغور معسول الثنايا أشنب)

(31/128)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 129

(برد تحدر من ذرى صخابة .......... كالدر إلا أنه لم يثقب)
وديوان الزوزني موجود والله يسامحه. توفي بغزنة سنة ثلاث. وقال غيره: سنة اثنتين. 86 - محمد بن الحسن بن علي. أبو نصر الجلفري القزاز. وجلفر قرية على فرسخين من مرو. كان فقيها شهما. رحل إلى الشام وسمع من: عبد الرحمن بن أبي نصر التميمي وغيره. وحدث في هذه السنة. روى عنه: محيي السنة البغوي ومحمد بن أحمد بن أبي العباس. وكان من الدهاة بمرو.

(31/129)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 130
87 - محمد بن علي بن علي بن الحسن. أبو الغنائم ابن الدجاجي البغدادي. ولي مرة حسبة بغداد فلم يجد وعزل. قال الخطيب: حدث عن علي بن عمر الحربي وابن معروف وابن سويد. وكان سماعه صحيحا. قلت: وأجاز له المعافى الجريري. روى عنه: أبو عبد الله الحميدي وشجاع الذهلي وناصر بن علي الباقلاني وطلحة بن أحمد العاقولي ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري وأبو منصور بن رزيق الشيباني وآخرون. ومات في سلخ شعبان وله ثلاث وثمانون سنة. فإنه ولد سنة ثمانين. قال السمعاني: قرأت بخط هبة الله بن المبارك السقطي: ابن الدجاجي

(31/130)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 131
كان ذا وجاهة وتقدم وحال واسعة. وعهدي به وقد أخنى عليه الزمان بصروفه وقد قصدته في جماعة مثرين لنسمع منه وهو مريض فدخلنا عليه وهو على بارية وعليه جبة قد أكلت النار أكثرها وليس عنده ما يساوي درهما فحمل على نفسه حتى قرأنا عليه بحسب شره أهل الحديث وقمنا وهو متحمل للمشقة في إكرامنا فلما خرجنا قلت: هل مع سادتنا ما نصرفه إلى الشيخ؟ فمالوا إلى ذلك فاجتمع له نحو خمسة مثاقيل فدعوت ابنته وأعطيتها ووقفت لأرى تسليمها إليه فلما دخلت وأعطته لطم حر وجهه ونادى: وافضيحتاه آخذ على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عوضا لا والله. ونهض حافيا ينادي: بحرمة ما بيننا إلا رجعت فعدت إليه فبكى وقال: تفضحني مع أصحاب الحديث ! الموت أهون من ذلك. فأعدت الذهب إلى الجماعة فلم يقبلوه وتصدقوا به. 88 - محمد بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن. أبو عبد الله الطالقاني الصوفي.

(31/131)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 132
سمع: أبا عبد الرحمن السلمي وعبد الرحمن بن أبي نصر التميمي. روى عنه: الخطيب وأبو عبد الله الحميدي وعمر الدهستاني وهبة الله بن الأكفاني. وسكن صور. تكلموا في سماعه من السلمي. 89 - محمد بن أبي نصر. أبو بكر المروزي الصوفي. حدث عن: عبد الوهاب بن عبد الله المري وعبد الرحمن بن الطبيز السراج الدمشقيين. توفي في خامس رجب. 90 - محمد بن أبي الهيثم عبد الصمد.

(31/132)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 133
أبو بكر المروزي الترابي. روى عن: أبي سعيد عبد الله بن أحمد بن عبد الوهاب الرازي وعبد الله بن حمويه السرخسي. وعمر دهرا طويلا. روى عنه: محيي السنة البغوي وغيره. وقد أورده أبو سعد السمعاني في كتاب الأنساب وأنه روى أيضا عن الحاكم أبي الفضل محمد بن الحسين الحدادي الراوي عن أصحاب إسحاق ابن راهويه.

(31/133)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 134
روى عنه جدي أبو المظفر وعلي بن الفضل الفارمذي. وقال ابن ماكولا: وحدث أيضا عن محمد بن أحمد الزرقي عن أبي حامد الكشميهني عن علي بن حجر. ثم قال: وتوفي في رمضان عن ست وتسعين سنة. 91 - محمد بن وشاح.

(31/134)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 135
أبو علي الزينبي مولى أبي تمام. بغدادي فاضل كان ذا رأي ودهاء. قال ابن السمعاني: كان يقول: أنا معتزلي ابن معتزلي. قال: وسمعت أنه كان رافضيا. سمع: أبا حفص بن شاهين وأبا القاسم الوزير والمخلص. وحدثنا عنه: أبو بكر الأنصاري وأبو منصور القزاز الشيباني وأبو عبد الله السلال. وقال الخطيب في تاريخه: وكان معتزليا ذكر لي أنه ولد سنة سبع وسبعين وثلاثمائة. قال السمعاني: توفي في رجب وصلى عليه أبو نصر الزينبي. 92 - المبارك بن محمد بن عثمان. الشيخ أبو الفضل بن الحرمي البغدادي الصوفي. سمع من: علي بن محمد بن إبراهيم بن علويه الجوهري وأبي الحسين بن الميتم. سمع منه: أبو نصر بن ماكولا والحميدي وأبو بكر ابن الخاضبة وأبو علي البرداني. قال أبو نصر بن المجلي: توفي سنة ثلاث.

(31/135)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 136
وقال غيره: سنة 462. وشيخه ابن علويه يروي عن المحاملي. 93 - المشرف بن علي بن الخضر. أبو الطاهر التمار الأنماطي. مصري ثقة محدث. سمع أولاده. وكانت منيته بصور في شوال. ذكره ابن الأكفاني ولم يذكره ابن عساكر.
(- حرف الياء -)
94 - يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر بن عاصم. الإمام أبو عمر النمري القرطبي العلم الحافظ.

(31/136)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 137
محدث قرطبة. روى عن: الحافظ خلف بن القاسم وعبد الوارث بن سفيان وسعيد بن نصر وعبد الله بن محمد بن عبد المؤمن وعبد الله بن محمد بن أسد الجهني وأحمد بن فتح الرسان والحسين بن يعقوب البجاني وأبي الوليد عبد الله بن محمد بن الفرضي ومحمد بن عبد الملك بن ضيفون والقاسم بن عسلون الفراء ويعيش بن محمد الوراق وأبي عمر بن الجسور وأبي القاسم سلمة بن سعيد ويحيى بن مسعود بن وجه الجنة وأبي عمر الطلمنكي وأبي المطرف القنازعي ويونس بن عبد الله القاضي وآخرين. وأجاز له أبو القاسم بن عبيد الله السقطي وغيره من مكة وأبو الفتح بن سيبخت والحافظ عبد الغني بن سعيد وأبو محمد النحاس من مصر. قال طاهر من مفوز: سمعته يقول: ولدت يوم الجمعة والإمام يخطب لخمس بقين من ربيع الآخر سنة ثمان وستين وثلاثمائة. قلت: وطلب الحديث سنة بضع وثمانين قبل أن يولد الحافظ أبو بكر الخطيب بأعوام. قال أبو الوليد الباجي: لم يكن بالأندلس مثل أبي عمر بن عبد البر في الحديث.

(31/137)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 138
وقال أبو محمد بن حزم في رسالته في فضائل الأندلس: ومنها - يعني المصنفات - كتاب التمهيد لصاحبنا أبي عمر يوسف بن عبد البر وهو الآن بعد في الحياة لم يبلغ سن الشيخوخة. قال: وهو كتاب لا أعلم في الكلام على فقه الحديث مثله أصلا فكيف أحسن منه؟ ومنها كتاب الاستذكار وهو اختصار التمهيد المذكور. ولصاحبنا أبي عمر تواليف لا مثل لها في جميع معانيها منها كتابه المسمى بالكافي في الفقه على مذهب مالك خمسة عشر كتابا مغن عن المصنفات الطوال في معناه ؛ ومنها كتابه في الصحابة يعني الإستيعاب ليس لأحد من المتقدمين

(31/138)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 139
قبله مثله على كثرة ما صنفوا في ذلك ؛ ومنها كتاب الإكتفاء في قراءة نافع وأبي عمرو ؛ ومنها كتاب بهجة المجالس وأنس المجالس نوادر وأبيات ؛ ومنها كتاب جامع بيان العلم وفضله. وقال القاضي عياض: صنف أبو عمر بن عبد البر كتاب التمهيد [لما] في الموطأ من المعاني والأسانيد في عشرين مجلدا وكتاب الاستذكار لمذهب علماء الأمصار لما تضمنه الموطأ من معاني الرأي والآثار وكتاب التقصي لحديث الموطأ وكتاب الاستيعاب لأسماء الصحابة وكتاب العلم وكتاب الإنباه على قبائل الرواة وكتاب الإنتقاء لمذاهب الثلاثة علماء مالك وأبي حنيفة والشافعي وكتاب البيان في تلاوة القرآن

(31/139)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 140
وكتاب الأجوبة الموعبة وكتاب بهجة المجالس وكتاب المعروفين بالكنى وكتاب الكافي في الفقه وكتاب الدرر في اختصار المغازي والسير وكتاب القصد والأمم في أنساب العرب والعجم وأول من نطق بالعربية من الأمم وكتاب الشواهد في إثبات خبر الواحد وكتاب الإكتفاء في القراءات وكتاب الإنصاف فيما في اسم الله من الخلاف وكتاب الفرائض وأشياء من الكتب الصغار. قال أبو علي بن سكرة: سمعت أبا الوليد الباجي وجرى ذكر ابن عبد البر فقال: هو أحفظ أهل المغرب. وقال الحافظ أبو علي الغساني: سمعت أبا عمر بن عبد البر يقول: لم

(31/140)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 141
يكن أحد ببلدنا مثل قاسم بن محمد وأحمد بن خالد الجباب. قال الغساني: وأنا أقول إن شاء الله إن أبا عمر لم يكن بدونهما ولا متخلفا عنهما. وكان من النمر بن قاسط طلب وتفقه ولزم أبا عمر أحمد بن عبد الملك الإشبيلي الفقيه فكتب بين يديه ؛ ولزم ابن الفرضي وعنه أخذ كثيرا من علم الحديث. ودأب أبو عمر في طلب الحديث وافتن به وبرع براعة فاق بها من تقدمه من رجال الأندلس. وكان مع تقدمه في علم الأثر وبصره بالفقه والمعاني له بسطة كبيرة في علم النسب والخبر. جلا عن وطنه ومنشئه قرطبة فكان في الغرب مدة ثم تحول إلى شرق الأندلس وسكن دانية وبلنسية وشاطبة وبها توفي. وذكر غير واحد أن أبا عمر ولي القضاء بأشبولة في دولة المظفر بن الأفطس مدة. وقد سمع سنن أبي داود عاليا من ابن عبد المؤمن بسماعه من ابن داسة. وسمع منه فوائد عن إسماعيل الصفار وغيره. وقرأ كتاب الزعفراني على ابن ضيفون بسماعه من ابن الأعرابي عنه. وسمع ابن عبد البر من جماعة حدثوه عن قاسم بن أصبغ.

(31/141)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 142
وكان مع إمامته وجلالته أعلى أهل الأندلس إسنادا في وقته. روى عنه: أبو العباس الدلائي وأبو محمد بن أبي قحافة وأبو الحسن بن مفوز وأبو عبد الله الحميدي وأبو علي الغساني وأبو بحر سفيان بن العاص ومحمد بن فتوح الأنصاري وطائفة سواهم ؛ وأبو داود سليمان بن نجاح المقرئ وقال: توفي ليلة الجمعة سلخ ربيع الآخر ودفن يوم الجمعة بعد العصر. قلت: استكمل رحمه الله خمسا وتسعين سنة وخمسة أيام. وقال شيخنا أبو عبد الله محمد بن أبي الفتح ومن خطه نقلت: كان أبو عمر بن عبد البر أعلم من بالأندلس في السنن والآثار واختلاف علماء الأمصار. وكان في أول زمانه ظاهري المذهب مدة طويلة ثم رجع عن ذلك إلى القول بالقياس من غير تقليد أحد إلا أنه كان كثيرا ما يميل إلى مذهب الشافعي رحمه الله. قلت: وجميع شيوخه الذين حمل عنهم لا يبلغون سبعين نفسا ولا رحل في الحديث ومع هذا فما هو بدون الخطيب ولا البيهقي ولا ابن حزم في كثرة الاطلاع بل قد يكون عنده ما ليس عندهم مع الصدق والديانة والتثبت وحسن الاعتقاد رحمه الله تعالى. قال الحميدي: أبو عمر فقيه حافظ مكثر عالم بالقراءآت وبالخلاف وبعلوم الحديث والرجال قديم السماع لم يخرج من الأندلس وكان يميل في الفقه إلى أقوال الشافعي. قلت: وكان سلفي الاعتقاد متين الديانة.

(31/142)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 143

(سنة أربع وستين وأربعمائة)

(- حرف الألف -)
95 - أحمد بن أسعد بن محمد بن حسين. أبو نصر الهروي التاجر. سمع: أباه وعمه وأبا علي منصور بن عبد الله الخالدي وغيرهم. 96 - أحمد بن عبد العزيز بن علي بن محمد. القاضي أبو سعيد الثقفي الإصبهاني. روى عن: أبي عبد الله بن مندة. وعنه: جماعة. 97 - أحمد بن عثمان بن الفضل بن جعفر. أبو الفرج البغدادي المعروف بابن المخبزي. من بيت حشمة. ذكر أن كتبه ذهبت في حريق الكرخ. قال أبو سعد السمعاني: كبر وضعف وكان مقلا من الحديث وسماعه صحيح.

(31/143)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 144
قال: ورأيت بخط بعض المحدثين أنه كان يتشيع. وقال الخطيب: كتبت عنه وكان صدوقا. ووثقه ابن خيرون. سمع: عيسى بن الوزير وعبيد الله بن حبابة. ثنا عنه: أبو بكر الأنصاري ويحيى بن الطراح. ومات في صفر. 98 - أحمد بن علي بن شجاع بن محمد. أبو زيد المصقلي الإصبهاني أخو شجاع. ثقة سمع من: أبي عبد الله بن مندة وغيره. روى عنه: محمد بن عبد الواحد الدقاق. وتوفي في شوال. وروى أيضا عن: أبي جعفر بن المرزبان جزء لوين. رواه عنه محمد بن أبي نصر هاجر ومحمود بن محمد بن ماشاذة. 99 - أحمد بن الفضل بن أحمد. الجصاص الإصبهاني. رحال جوال. سمع: أبا سعيد النقاش وجماعة بإصبهان وأبا عبد الرحمن السلمي

(31/144)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 145
بنيسابور وعلي بن أحمد الرزاز ببغداد ومنصور الكاغدي بسمرقند وبمرو وبلخ ومواضع. وحدث في هذا العام في رمضان بكتاب فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم له. 100 - أحمد بن محمد بن مسلم. أبو العباس الإصبهاني الأعرج المؤدب. سمع: أبا عبد الله بن مندة. وعنه: يحيى بن مندة. مات في صفر. 101 - أحمد بن محمد الكناني الفلسطيني. توفي في المحرم. روى عنه: علي بن محمد الحنائي. 102 - أحمد بن محمد بن يحيى بن بندار. أبو علي الهمذاني المعدل المعروف بابن الشيخ. روى عن: أبيه أبي نصر وابن لال وشعيب بن علي وجماعة. توفي في جمادى الآخرة بهمذان.
(- حرف الباء -)
103 - بكر بن محمد بن علي بن حيد.

(31/145)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 146
أبو منصور النيسابوري التاجر. يلقب بالشيخ المؤتمن. حدث ببغداد وهمذان وتنقل. وحدث عن: أبيه وأبي الحسين أحمد بن محمد الخفاف ومحمد بن الحسين العلوي وأبي بكر بن عبدوس وعبد الله بن يوسف بن بامويه. قال شيرويه: لم يقض لي السماع منه وكنت أدور إذ ذاك وأسمع. وكان صدوقا أمينا. ثنا عنه: الميداني. وقال السمعاني: ثنا عنه: محمد بن عبد الباقي الأنصاري وسعيد بن أبي الرجاء الصيرفي وإسماعيل بن علي الحمامي الإصبهانيان. وسمع منه: جدي أبو المظفر وأبو بكر الخطيب وأثنى عليه. توفي في صفر.
(- حرف الجيم -)
104 - جابر بن ياسين بن الحسن بن محمد بن أحمد بن محمويه. أبو الحسن الحنائي العطار بغدادي.

(31/146)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 147
قال الخطيب: كتبت عنه وكان سماعه صحيحا. سمع: أبا حفص الكتاني وأبا طاهر المخلص. قلت: روى عنه: أبو بكر الأنصاري وأبو منصور القزاز ويحيى بن علي الطراح وغيرهم. توفي في شوال.
(- حرف الخاء -)
105 - الخضر بن عبد الله بن كامل. أبو القاسم المري. حدث بدمشق أو بغيرها عن: عقيل بن عبيد الله السمسار وأبي طالب عبد الوهاب بن عبد الملك الفقيه الهاشمي. وعنه: ابن الأكفاني وعلي بن طاهر النحوي وغيرهما. قال ابن الأكفاني: ولم يكن يدري شيئا.
(- حرف العين -)
106 - عباد بن محمد بن إسماعيل بن عباد.

(31/147)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 148
المعتضد بالله أبو عمرو أمير إشبيلية ابن قاضيها أبي القاسم. قد تقدم أن أهل إشبيلية ملكوا عليهم القاضي أبا القاسم وأنه توفي سنة ثلاث وثلاثين فقام بالأمر بعده المعتضد بالله. وكان شهما صارما جرى على سنن والده مدة ثم سمت همته وتلقب بالمعتضد بالله وخوطب بأمير المؤمنين. وكان شجاعا داهية. قتل من أعوان أبيه جماعة صبرا وصادر بعضهم وتمكن من الملك ودانت له الملوك. وكان قد اتخذ خشبا في قصره وجللها برؤوس ملوك وأعيان ومقدمين. وكان يشبه بأبي جعفر المنصور. وكان ابنه ولي العهد إسماعيل قد هم بقتل أبيه وأراد اغتياله فلم يتم له الأمر فقبض عليه المعتضد وضرب عنقه وعهد إلى ابنه أبي القاسم محمد ولقبه المعتمد على الله. ويقال إنه أخذ مال أعمى فنزح وجاور بمكة يدعو عليه فبلغ المعتضد فندب رجلا وأعطاه حقا فيه جملة دنانير وطلاها بسم. فسافر إلى مكة وأعطى الأعمى الدنانير فأنكر ذلك وقال: يظلمني بإشبيلية ويتصدق علي هنا. ثم أخذ دينارا منها فوضعه في فمه فمات بعد يوم. وكذلك فر منه رجل مؤذن إلى طليطلة فأخذ يدعو عليه في الأسحار فبعث إليه من جاءه برأسه.

(31/148)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 149
وطالت أيامه إلى أن توفي في رجب فقيل إن ملك الفرنج سمه في ثياب بعث بها إليه. وقيل: مات حتف أنفه وقام بعده ابنه المعتمد. ومما تم له في سنة أربع وأربعين أنه سكر ليلة وخرج في الليل مع غلام وسار نحو قرمونة وهي بعض يوم من إشبيلية. وكان صاحب قرمونة إسحاق بن سليمان البرزالي قد جرت معه حروب فلم يسر حتى أتى قرمونة وكان إسحاق يشرب في جماعة فأعلم بالمعتضد بأنه يستأذن فزاد تعجبهم وأذن له فسلم على إسحاق وشرع في الأكل فزال عنه السكر وسقط في يده لما بينه وبين برزال من الحرب لكنه تجلد وأظهر السرور وقال: أريد أن أنام. فنومه في فراش فتناوم وظنوا أنه قد نام فقال بعضهم: هذا كبش سمين والله لو أنفقتم ملك الأندلس عليه ما قدرتم فإذا قتل لم تبق شوكة تشوككم. فقام منهم معاذ بن أبي قرة وكان رئيسا وقال: والله لا كان هذا رجل قصدنا ونزل بنا ولو علم أنا نؤذيه ما أتانا مستأمنا. كيف تتحدث عنا القبائل أنا قتلنا ضيفنا وخفرنا ذمتنا؟ ثم انتبه فقاموا وقبلوا رأسه وجددوا السلام عليه فقال لحاجبه: أين نحن؟ قال: بين أهلك وإخوانك.

(31/149)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 150
فقال: إيتوني بدواة. فأتوه بها فكتب لكل منهم بخلعة وذهب وأفراس وخدم وأمر كل واحد أن يبعث رسوله ليقبض ذلك. ثم ركب من فوره وقاموا في خدمته. ثم طلبهم بعد ستة أشهر لوليمة فأتاه ستون رجلا منهم فأنزلهم وأنزل معاذا عنده. ثم أدخلهم حمما وطين بابه فماتوا كلهم. فعز على معاذ ذلك فقال المعتضد: لا ترع فإنهم قد حضرت آجالهم وقد أرادوا قتلي ولولاك لقتلوني فإن أردت أن أقاسمك جميع ما أملك فعلت. فقال: أقيم عندك وإلا بأي وجه أرجع إلى قرمونة وقد قتلت سادات بني برزال. فأنزله في قصر وأقطعه وكان من كبار أمرائه. ثم كان المعتمد يجله ويعظمه. فحدث بعض الإشبيليين أنه رأى معاذا يوم دخل يوسف بن تاشفين وعليه ثوب ديباج مذهب وبين يديه نحو ثلاثين غلاما وأنه رآه في آخر النهار وهو مكتف في تليس. ذكر هذه الحكاية بطولها عزيز في تاريخه فإن صحت فيه تدل على لؤم المعتضد وعسفه وكفر نفسه. وقد لقاه الله في عاقبته. وحكى عبد الواحد بن علي في تاريخه أن المعتضد كان شهما شجاعا داهية. فقيل إنه ادعى أنه وقع إليه هشام المؤيد بالله بن المستنصر الأموي فخطب له مدة بالخلافة وكان الحامل له على تدبير هذه الحيلة ما رآه من اضطراب أهل إشبيلية عليه لأنهم أنفوا من بقائهم بلا خليفة وبلغه أنهم يطلبون أمويا ليقيموه في الخلافة فأخبرهم بأن المؤيد بالله عنده بالقصر وشهد له جماعة من حشمه بذلك وأنه كالحاجب له. وأمر بذكره على المنابر فاستمر ذلك سنين إلى أن نعاه إلى الناس في سنة خمس وخمسين وأربعمائة. وزعم أنه عهد إليه بالخلافة على الأندلس ؛ وهذا محال. وهشام هلك من سنة ثلاث وأربعمائة ولو كان بقي إلى الساعة لكان يكون ابن مائة سنة وسنة.

(31/150)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 151
107 - عبد الله بن محمد بن علي بن أحمد بن جعفر. القاضي أبو محمد بن أبي الرجاء الإصبهاني الكوسج. مفتي البلد. وكان من الأشعرية الغلاة. سمع: أبا عبد الله بن مندة وعم أبيه الحسين وعدة. مات في ربيع الأول. قاله يحيى بن مندة. 108 - عبد الرحمن بن سوار بن أحمد بن سوار. أبو المطرف القرطبي الفقيه قاضي الجماعة. روى عن: أبي القاسم بن دنيال وحاتم بن محمد. استقضاه المعتمد على الله بقرطبة بعد ابن منظور في جمادى الآخرة من هذه السنة. وتوفي بعد أشهر في ذي القعدة وله اثنان وخمسون عاما. وكان من أهل النباهة والذكاء. لم يأخذ على القضاء أجرا. 109 - عبد الرحمن بن علي بن محمد بن رجاء. أبو القاسم بن أبي العيش الأطرابلسي. حدث عن: أبي عبد الله بن أبي كامل الأطرابلسي وأبي سعد الماليني وخلف الواسطي الحافظ. ولعله آخر من حدث عن خلف. روى عنه: عمر الرؤآسي ومكي الرميلي وهبة الله الشيرازي. سمعوا منه بأطرابلس.

(31/151)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 152
توفي في جمادى الأولى. 110 - عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن إبراهيم. أبو نصر الهمذاني المعروف بابن شاذي شيخ الصوفية. روى عن: أبيه وابن لال وشعيب بن علي وأبي سهل محمود بن عمر العكبري. قال شيرويه: لم يقض لي السماع منه وكان يسلك سبيل الملامة. صحب طاهرا الجصاص. وبلغني أنه وقف ثمانيا وعشرين وقفة. وتوفي في ذي الحجة. 111 - عبد العزيز بن موسى. أبو عمر المروزي القصاب المعلم. قال السمعاني فيما خرج لولده عبد الرحيم: شيخ صالح سديد السيرة من المعمرين. أدرك أبا الحسين عبد الرحمن بن محمد الدهان المقرئ وسمع منه السنن لأبي مسلم الكجي. قرأ عليه جدي هذا الكتاب في سنة أربع وستين هذه. وروى عنه بأخرة محمد بن علي بن محمد الكواز الملحمي.

(31/152)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 153
112 - عبيد الله بن محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن مندة. أبو الحسن. تقدم في سنة اثنتين وستين وأربعمائة. يرتب هنا. 113 - عتيق بن علي بن داود. الزاهد أبو بكر الصقلي الصوفي السمنطاري. أكثر التطواف. وسمع من أبي القاسم الزيدي بحران ومن أبي نعيم الحافظ وبشرى الفاتني. وصنف كتابا حافلا في الزهد في اثنتي عشرة مجلدة سماه دليل القاصدين. وله معجم في جزءين. وشيوخه نيف وسبعون شيخا. وكان رجلا زاهدا صالحا رحمه الله تعالى.

(31/153)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 154
114 - علي بن الحسين بن سهل. أبو الحسن المروزي الدهقان الفقيه. تفقه بمرو على: أبي عاصم النافلة وأبي نصر المحسن بن أحمد الخالدي. وسمع جده محمد بن الفضل. وقدم بغداد فسمع هبة الله بن الحسن اللالكائي. روى عنه: أبو المظفر بن القشيري. توفي في جمادى الآخرة.
(- حرف الميم -)
115 - المبارك بن الحسين. أبو طاهر الأنصاري البغدادي الصفار. كان صالحا خيرا من أهل نهر القلايين. سمع: عبيد الله بن أبي مسلم الفرضي وأبا الحسين بن بشران. وعنه: أبو بكر الأنصاري وأبو محمد بن الطراح وأبو المعالي بن البدن.

(31/154)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 155
مات في شعبان. 116 - محمد بن أحمد بن محمد بن منظور. أبو بكر القيسي الإشبيلي. روى عن: أبي القاسم بن عصفور الحضرمي الزاهد ومحمد بن عبد الرحمن العواد. وولي قضاء قرطبة للمعتمد على الله محمد بن عباد. وكان عدلا في أحكامه. توفي في جمادى الآخرة. روى عنه: أبو الوليد بن طريف. 117 - محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن عبد الصمد بن المهتدي بالله. أبو الحسن الهاشمي العباسي خطيب جامع المنصور. كان عدلا نبيلا يلبس القلانس الدنية. روى عن: أبي الحسن بن رزقويه وغيره. وعنه: أبو بكر محمد بن عبد الباقي ويحيى بن الطراح. قال الخطيب: كان صدوقا كتبت عنه. وقرأ القرآن على أبي القاسم الصيدلاني رحمه الله.

(31/155)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 156
118 - محمد بن أحمد بن شاذة بن جعفر. أبو عبد الله الإصبهاني القاضي بدجيل. تفقه على مذهب الشافعي. وسمع: أبا سعد الماليني وحدث. وكان ثقة صالحا. وسمع أيضا أبا عمر بن مهدي. روى عنه: أبو بكر الأنصاري ومفلح الدومي ويحيى بن الطراح. 119 - محمد بن الحسن. أبو عبد الله المروزي المقرئ. حدث عن أبي الفتح بن ودعان الموصلي بجزءين. قاله ابن الأكفاني. 120 - محمد بن عقيل بن أحمد بن بندار. أبو عبد الله الخراساني ثم الدمشقي المعروف بابن الكريدي. سمع: محمد بن أحمد بن عثمان بن أبي الحديد وأبا محمد بن أبي نصر. وتوفي بصور. روى عنه: هبة الله بن الأكفاني. 121 - محمد بن علي بن الحسن بن زكريا. أبو سعيد الطريثيثي المعروف بابن زهراء أخو أبي بكر أحمد بن علي.

(31/156)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 157
سمع: أبا القاسم الخرمي وأبا الحسن بن مخلد البزاز. روى عنه: المعمر بن محمد البيع. ومات في سلخ رجب. 122 - محمد بن علي بن محمد بن إسحاق. أبو بكر النيسابوري المعدل. كان عابدا خائفا ورعا. سمع: أبا الحسن العلوي وأبا يعلى المهلبي. روى عنه: زاهر الشحامي وغيره.
(- حرف النون -)
123 - نصر بن الحسن بن إبراهيم. أبو الفتح البالسي الجوهري. حدث بجزء عن عبد الواحد بن شماس الدمشقي.

(31/157)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 158

(الكنى)
124 - أبو طالب بن عمار. قاضي طرابلس. كان قد استولى على طرابلس واستبد بالأمور إلى أن مات في رجب من السنة فقام مكانه ابن أخيه جلال الملك أبو الحسن بن عمار فضبطها أحسن ضبط وظهرت شهامته.

(31/158)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 159
فارغة

(31/159)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 160

(سنة خمس وستين وأربعمائة)

(- حرف الألف -)
125 - أحمد بن الحسن بن عبد الودود بن عبد المتكبر بن محمد بن هارون بن المهتدي بالله. الخطيب أبو يعلى العباسي. من سراة البغداديين. سمع: جده عبد الودود وابن الفضل القطان. وعنه: قاضي المرستان. وسمع منه أيضا الحميدي وغيره عن أبي الحسين أحمد بن محمد بن المتيم. توفي في شوال. 126 - أحمد بن الفضل بن أحمد. أبو العباس الإصبهاني الجصاص. سمع: ابن رزقويه البزاز وعلي بن أحمد الرزاز ببغداد وأبا سعيد النقاش بإصبهان. وسمع بمرو وبلخ وسمرقند فأكثر. 127 - ألب أرسلان بن جغري بك واسمه داود بن ميكائيل بن

(31/160)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 161
سلجوق بن تقاق بن سلجوق. السلطان عضد الدولة أبو شجاع الملقب بالعادل. واسمه بالعربي محمد بن داود. أصله من قرية يقال لها النور. وتقاق: بالعربي قوس حديد. وهو أول من دخل في الإسلام. وألب أرسلان أول من ذكر بالسلطان على منابر بغداد. قدم حلب فحاصرها في سنة ثلاث وستين حتى خرج إليه محمود بن نصر بن صالح بن مرداس صاحبها مع أمه فأنعم عليه بحلب وسار إلى الملك ديوجانس وقد خرج من القسطنطينية فالتقاه وأسره ثم من عليه وأطلقه. ثم سار فغزا الخزر والأبخاز. وبلغ ما لم يبلغ أحد من الملوك. وكان ملكا عادلا مهيبا مطاعا معظما. ولي السلطنة بعد وفاة عمه طغرلبك بن سلجوق في سنة سبع وخمسين. وبلغ طغرلبك من العمر نيفا وثمانين سنة.

(31/161)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 162
قال عبد الواحد بن الحصين: سار ألب أرسلان في سنة ثلاث وستين إلى ديار بكر فخرج إليه نصر بن مروان وخدمه بمائة ألف دينار. ثم سار إلى حلب ومن على ملكها. ثم غزا الروم فصادف مقدم جيشه عند خلاط عشرة آلاف فانتصر عليهم وأسر مقدمهم. والتقى ألب أرسلان وعظيم الروم بين خلاط ومنازكرد في ذي القعدة من العام وكان في مائتين ألوف والسلطان في خمسة عشر ألفا. فأرسل إليه السلطان في الهدنة. فقال الكلب: الهدنة تكون بالري. فعزم السلطان على قتاله فلقيه يوم الجمعة في سابع ذي القعدة فنصر عليه وقتل في جيشه قتلا ذريعا وأسره ثم ضربه ثلاث مقارع وقطع عليه ألف ألف دينار وخمسمائة ألف دينار وأي وقت طلبه السلطان بعساكره حضر وأن يسلم إليه كل أسير من المسلمين عنده. وأعز الله الإسلام وأذل الشرك. وكان السلطان ألب أرسلان في أواخر الأمر من أعدل الناس وأحسنهم سيرة وأرغبهم في الجهاد وفي نصر الدين. وقنع من الرعية بالخراج الأصلي. وكان يتصدق في كل رمضان بأربعة آلاف دينار ببلخ ومرو وهراة ونيسابور ويتصدق بحضرته بعشرة آلاف دينار. ورافع بعض الكتاب نظام الملك بقصة فدعا النظام وقال له: خذ هذه الورقة فإن صدقوا فيما كتبوه فهذب أحوالك وإن كذبوا فاغفر لكاتبها وأشغله بمهم من مهمات الديوان حتى يعرض عن الكذب. وغزا السلطان في أول سنة خمس وستين جيحون. فعبر جيشه في نيف وعشرين يوما من صفر وكان معه زيادة على مائتي ألف فارس وقصد شمس

(31/162)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 163
الملك تكين بن طمغاج. وأتاه أعوانه بوالي قلعة اسمه يوسف الخوارزمي وقربوه إلى سريره مع غلامين فأمر أن تضرب له أربعة أوتاد وتشد أطرافه إليها فقال يوسف للسلطان: يا مخنث مثلي يقتل هذه القتلة؟ فغضب السلطان فأخذ القوس والنشاب وقال: حلوه. ورماه فأخطأه ولم يكن يخطيء له سهم فأسرع يوسف إليه إلى السرير فنهض السلطان فنزل فعثر وخر على وجهه فوصل يوسف فبرك عليه وضربه بسكين كانت معه في خاصرته ولحق بعض الخدم يوسف فقتلوه وحمل السلطان وهو مثقل وقضى نحبه. وجلسوا لعزائه ببغداد في ثامن جمادى الآخرة وعاش أربعين سنة وشهرين. وعهد إلى ابنه ملكشاه ودفن بمرو. ونقل ابن الأثير: أن أهل سمرقند لما بلغهم عبور السلطان النهر تجمعوا ودعوا الله تعالى وختموا ختمات وسألوا الله أن يكفيهم أمره فاستجاب لهم. وقيل إنه قال: لما كان أمس صعدت إلى تل فرأيت جيوشي فقلت في

(31/163)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 164
نفسي أنا ملك الدنيا ومن يقدر علي؟ فعجزني الله بأضعف من يكون. فأنا أستغفر الله من ذلك الخاطر.
(- حرف الباء -)
128 - بكر بن محمد بن أبي سهل. أبو علي النيسابوري الصوفي المعروف بالسبعي. وسئل عن ذلك فقال: كانت لي جدة أوصت بسبع مالها فاشتهر بذلك. قدم في هذا العام فحدث عن: أبي بكر الحيري وجماعة.
(- حرف الحاء -)
129 - الحسن بن محمد بن علي بن فهد ابن العلاف. عم عبد الواحد. سمع منه سنة إحدى وأربعين جزءا. وعاش فوق المائة. وكان صالحا عابدا كثير التلاوة للختمة. حدث عنه: أبو غالب بن البنا. 130 - الحسين بن أحمد بن علي بن أحمد. القاضي أبو نصر ابن القاضي أبي الحسين قاضي الحرمين النيسابوري.

(31/164)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 165
سمع من: أبي محمد المخلدي وأبي زكريا الجرمي وطبقتهما. وتفقه على القاضي أبي الهيثم. وولي قضاء قاين مدة. وتوفي في تاسع ذي القعدة وله اثنتان وثمانون سنة وأشهر. 131 - الحسين بن الحسن بن الحسين ابن الأمير صاحب الموصل ناصر الدولة أبي محمد الحسين بن عبد الله بن أحمد بن الأمير ناصر الدولة حفيد الأمير ناصر الدولة بن حمدان. توثب على الديار المصرية وجرت له أمور طويلة وحروب ذكرناها في الحوادث وكان عازما على إقامة الدعوة العباسية بمصر وتهيأت له الأسباب وقهر المستنصر العبيدي وتركه على برد الديار وأخذ أمواله كما ذكرنا. ثم وثب عليه إلدكز التركي في جماعة فقتلوه في هذه السنة. وقد ولي إمرة دمشق هو وأبوه ناصر الدولة وسيفها. والله أعلم.

(31/165)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 166
132 - الحسين بن محمد الهاشمي البغدادي. أبو محمد الدلال. ليس بثقة ولا معروف. حدث عن الدارقطني بجزء عهدته عليه. مات في ربيع الآخر. وولد سنة ست وسبعين وثلاثمائة. قال ابن خيرون: فيه بعض العهدة. 133 - حمزة بن محمد. الشريف أبو يعلى الجعفري البغدادي من أولاد جعفر بن أبي طالب.

(31/166)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 167
كان من كبار علماء الشيعة. لزم الشيخ المفيد وفاق في علم الأصلين والفقه على طريقة الإمامية. وزوجه المفيد بابنته وخصه بكتبه. وأخذ أيضا عن السيد المرتضى وصنف كتبا حسانا. وكان من صالحي طائفته وعبادهم وأعيانهم. شيع جنازته خلق كثير وكان من العارفين بالقراءآت. وكان يحتج على حدث القرآن بدخول الناسخ والمنسوخ فيه. ذكره ابن أبي طيء.
(- حرف الطاء -)
134 - طاهر بن عبد الله. أبو الربيع الإيلاقي التركي. وإيلاق هي قصبة الشاش. كان من كبار الشافعية له وجه.

(31/167)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 168
رحل وتفقه على أبي بكر القفال وببخارى على الشيخ أبي عبد الله الحليمي ؛ وحدث عنهما وعن أبي نعيم الأزهري. وكان إمام بلاد الترك. عاش ستا وتسعين سنة.
(- حرف العين -)
135 - عائشة بنت أبي عمر محمد بن الحسين البسطامي ثم النيسابوري. إن لم تكن ماتت في هذه السنة وإلا ففي حدودها. سمعت: أبا الحسين الخفاف وغيره. روى عنها: إسماعيل بن أبي صالح المؤذن وزاهر الشحامي وأخوه وجيه ومحمد بن حمويه الجويني وآخرون. وكان أبوها من كبار الأئمة رحمه الله مر سنة ثمان وأربعمائة. 136 - عبد الباقي بن محمد بن عبد المنعم. الفقيه أبو حاتم الأبهري المالكي. روى عن: أبيه أبي جعفر وأبي محمد بن أبي زكريا البيع وأبي الحسين ابن بشران وأهل بغداد. قال شيرويه: قدم علينا في ذي القعدة همذان وسمعت منه وكان ثقة. 137 - عبد الرحمن بن محمد بن عيسى. أبو المطرف الطليطلي. عرف بابن الببرولة.

(31/168)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 169
سمع: محمد بن إبراهيم الخشني وخلف بن أحمد وأبي بكر بن زهر وأبي عمر بن سميق. وكان من أهل الذكاء والفصاحة. كان يعظ الناس. توفي في ربيع الأول. وكان سليم الصدر حسن السيرة. 138 - عبد الصمد بن علي بن محمد بن الحسن بن الفضل بن المأمون. أبو الغنائم الهاشمي البغدادي. قال السمعاني: كان ثقة صدوقا نبيلا مهيبا كثير الصمت تعلوه سكينة ووقار. وكان رئيس بيت بني المأمون وزعيمهم. طعن في السن ورحل الناس إليه وانتشرت روايته في الآفاق. سمع: الدارقطني وأبا الحسن السكري وأبا نصر الملاحمي وجده أبا الفضل بن المأمون وأبا القاسم عبيد الله بن حبابة. روى لنا عنه: يوسف بن أيوب الهمذاني ومحمد بن عبد الباقي الفرضي وعبد الرحمن بن محمد القزاز وغيرهم. قال الخطيب: كان صدوقا كتبت عنه. سألت أبا القاسم إسماعيل بن محمد الحافظ عن أبي الغنائم فقال: شريف محتشم ثقة كثير السماع. وقال عبد الكريم بن المأمون: ولد أخي أبو الغنائم في سنة ست وسبعين وثلاثمائة. وقال غيره سنة أربع. وقال شجاع الذهلي: توفي في سابع عشر شوال.

(31/169)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 170
قلت: وروى عنه: الحميدي وأبي النرسي وأحمد بن ظفر المغازلي وأبو الفتح عبد الله بن البيضاوي وأبو الفضل محمد بن عمر الأرموي. وآخر من روى عنه بالإجازة: مسعود الثقفي الذي أجاز لكريمة وطعن في إجازته منه فترك الرواية. 139 - عبد الكريم بن أحمد بن الحسن. أبو عبد الله الشالوسي الفقيه. وشالوس: من نواحي طبرستان. كان فقيه عصره بآمل. وكان عالما واعظا زاهدا. سمع بمصر من: أبي عبد الله بن نظيف. وأثنى عليه عبد الله بن يوسف الجرجاني وسمع منه وقال: مات سنة خمس وستين. 140 - عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك بن طلحة بن محمد.

(31/170)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 171
الإمام أبو القاسم القشيري النيسابوري. الزاهد الصوفي شيخ خراسان وأستاذ الجماعة ومقدم الطائفة. توفي أبوه وهو طفل فوقع إلى أبي القاسم اليماني الأديب فقرأ الأدب والعربية عليه. وكانت له ضيعة مثقلة الخراج بناحية أستوا فرأوا من الرأي أن يتعلم طرفا من الاستيفاء ويشرع في بعض الأعمال بعدما أونس رشده في العربية لعله يصون قريته ويدفع عنها ما يتوجه عليها من مطالبات الدولة. فدخل نيسابور من قريته على هذه العزيمة فاتفق حضوره مجلس الأستاذ أبي علي الدقاق وكان واعظ وقته فاستحلى كلامه فوقع في شبكة الدقاق ونسخ ما عزم عليه. طلب القباء فوجد العباء وسلك طريق الإرادة فقبله الدقاق وأقبل عليه وأشار إليه بتعلم العلم فمضى إلى درس الفقيه أبي بكر الطوسي فلازمه حتى فرغ من التعليق ثم اختلف إلى الأستاذ أبي بكر بن فورك الأصولي فأخذ عنه الكلام والنظر حتى بلغ فيه الغاية. ثم اختلف إلى أبي إسحاق الإسفرائيني ونظر في تواليف ابن الباقلاني. ثم زوجه أبو علي الدقاق بابنته فاطمة. فلما توفي أبو علي عاش أبا عبد

(31/171)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 172
الرحمن السلمي وصحبه. وكتب الخط المنسوب الفائق. وبرع في علم الفروسية واستعمال السلاح ودقق في ذلك وبالغ. وانتهت إليه رئاسة التصوف في زمانه لما أتاه الله من الأهوال والمجاهدات وتربية المريدين وتذكيرهم وعباراتهم العذبة. فكان عديم النظير في ذلك طيب النفس لطيف الإشارة غواصا على المعاني. صنف كتاب نحر القلوب وكتاب لطائف الإشارات وكتاب الجواهر وكتاب أحكام السماع وكتاب آداب الصوفية وكتاب عيون الأجوبة في فنون الأسولة وكتاب المناجاة وكتاب المنتهى في نكت أولي النهى وغير ذلك. أنشدنا أبو الحسين علي بن محمد أنا جعفر بن محمد أنا السلفي أنا القاضي حسن بن نصر بن مرهف بنهاوند: أنشدنا أبو القاسم القشيري لنفسه:
(البدر من وجهك مخلوق .......... والسحر من طرفك مسروق)

(يا سيدا يتمني حبه .......... عبدك من صدك مرزوق)
سمع من: أبي الحسين الخفاف وأبي نعيم الإسفرايني وأبي بكر بن عبدوس الحيري وعبد الله بن يوسف الإصبهاني وأبي نعيم أحمد بن محمد المهرجاني وعلي بن أحمد الأهوازي وأبي عبد الرحمن السلمي وأبي سعيد محمد بن إبراهيم الإسماعيلي وابن باكويه الشيرازي بنيسابور. ومن: أبي الحسين بن بشران وغيره.

(31/172)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 173
وكان إماما قدوة مفسرا محدثا فقيها متكلما نحويا كاتبا شاعرا. قال أبو سعد السمعاني: لم ير أبو القاسم مثل نفسه في كماله وبراعته. جمع بين الشريعة والحقيقة. أصله من ناحية أستوا وهو قشيري الأب سلمي الأم. روى عنه: ابنه عبد المنعم وابن ابنه أبو الأسعد هبة الرحمن وأبو عبد الله الفراوي وزاهر الشحامي وعبد الوهاب بن شاه الشاذياخي ووجيه الشحامي وعبد الجبار الخواري وعبد الرحمن بن عبد الله البحيري وخلق سواهم. ومن القدماء: أبو بكر الخطيب وغيره. وقال الخطيب: كتبنا عنه وكان ثقة. وكان يقص ؛ وكان حسن الموعظة مليح الإشارة وكان يعرف الأصول على مذهب الأشعري والفروع على مذهب الشافعي. قال لي: ولدت في ربيع الأول سنة ست وسبعين وثلاثمائة. أخبرنا أحمد بن هبة الله عن أم المؤيد زينب الشعرية أن عبد الوهاب بن شاه أخبرها: أنا أبو القاسم القشيري أنا أبو بكر بن فورك أنا أحمد بن محمود بن خرزاذ: ثنا الحسن بن الحارث الأهوازي ثنا سلمة بن سعيد عن صدقة بن أبي عمران ثنا علقمة بن مرثد عن زاذان عن البراء قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: حسنوا القرآن بأصواتكم فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسنا.

(31/173)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 174
قال القاضي شمس الدين بن خلكان: صنف أبو القاسم القشيري التفسير الكبير وهو من أجود التفاسير وصنف الرسالة في رجال الطريقة. وحج مع البيهقي وأبي محمد الجويني. وكان له في الفروسية واستعمال السلاح يد بيضاء. وقال فيه أبو الحسن الباخرزي في دمية القصر: لو قرع الصخر بسوط تحذيره لذاب ولو ربط إبليس في مجلسه لتاب وله: فصل الخطاب في فضل النطق المستطاب. كما هو في التكلم على مذهب الأشعري خارج إحاطته بالعلوم عن الحد البشري كلماته للمستفيد فرائد وفوائد وعتبات منبره للعارفين وسائد. وله شعر يتوج به دروس مماليه إذا ختمت به أذناب أماليه. قال عبد الغافر في تاريخه: ومن جملة أحواله ما خص به من المحنة

(31/174)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 175
في الدين وظهور التعصب بين الفريقين في عشر سنة أربعين إلى خمس وخمسين وأربعمائة وميل بعض الولاة إلى الأهواء وسعي بعض الرؤساء إليه بالتخليط حتى أدى ذلك إلى رفع المجالس وتفرق شمل الأصحاب وكان هو المقصود من بينهم حسدا حتى اضطر إلى مفارقة الوطن وامتد في أثناء ذلك إلى بغداد: فورد على القائم بأمر الله ولقي فيها قبولا وعقد له المجلس في منازله المختصة به. وكان ذلك بمحضر ومرأى منه. وخرج الأمر بإعزازه وإكرامه فعاد إلى نيسابور: وكان يختلف منها إلى طوس بأهله وبعض أولاده حتى طلع صبح النوبة البأرسلانية سنة خمس وخمسين فبقي عشر سنين مرفها محترما مطاعا معظما. ولأبي القاسم:
(سقى الله وقتا كنت أخلو بوجهكم .......... وثغر الهوى في روضة الأنس ضاحك)

(أقمنا زمانا والعيون قريرة .......... وأصبحت يوما والجفون سوافك)
قال عبد الغافر الفارسي: توفي الأستاذ عبد الكريم صبيحة يوم الأحد السادس عشر من ربيع الآخر. قلت: وله عدة أولاد أئمة: عبد الله وعبد الواحد وعبد الرحيم وعبد المنعم وغيرهم. ولما مرض لم تفته ولا ركعة قائما حتى توفي.

(31/175)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 176
ورآه في النوم أبو تراب المراغي يقول: أنا في أطيب عيش وأكمل راحة. 141 - عدنان بن محمد. أبو المظفر الخطيب العزيزي الخطيب بغاوردان الهروي. سمع: إبراهيم بن محمد الشاه صاحب المحبوبي. 142 - علي بن الحسن بن علي بن الفضل.

(31/176)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 177
أبو منصور الكاتب الشاعر المشهور بلقب بصردر. صاحب الديوان الشعر كان أحد الفصحاء المفوهين والشعراء المجودين له معرفة كاملة باللغة والأدب. وله في جارية سوداء:
(علقتها سوداء مصقولة .......... سواد قلبي صفة فيها)

(ما انكسف البدر على تمه .......... ونوره إلا ليحكيها)
ومن شعره:
(تزاورن عن أذرعات يمينا .......... نواشر لسن يطقن البرينا)

(كلفن بنجد كأن الرياض .......... أخذن لنجد عليها يمينا)

(ولما استمعن زفير المشوق .......... ونوح الحمام تركت الحنينا)

(إذا جئتما بانة الواديين .......... فأرخوا النسوع حلوا الوضينا)

(وقد أنبأتهم مياه الجفون .......... أن بقلبك داء دفينا)
سمع الكثير من الحديث من: أبي الحسين بن بشران وأبي الحسن الحمامي. وروى عنه: فاطمة بنت أبي حكيم الخبري وعلي بن هبة الله بن عبد السلام وأبو الزوزني وغيرهم. وتوفي في صفر رماه فرسه في زبية قد حفرت للأسد في قرية فهلك هو

(31/177)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 178
والفرس. وكان من أهل القرآن والسنة. وكان أبوه يلقب بصر بعر لبخله وقد يدعى هو بذلك. وقيل كان مخلطا على نفسه. 143 - علي بن موسى. الحافظ المفيد أبو سعد النيسابوري السكري الفقيه. سمع من: جده عبيد الله بن عمر السكري وأبي بكر الحيري وأبي سعيد الصيرفي وأبي حسين المزكي ومحمد بن أبي الحق المزكي وطبقتهم. وكان يفهم الصنعة وانتقى على الشيوخ. وحدث وتوفي راجعا من الحج. روى عنه: إسماعيل بن المؤذن ويوسف بن أيوب الهمذاني. 144 - عمر بن القاضي أبي عمر محمد بن الحسين.

(31/178)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 179
المؤيد أبو المعالي البسطامي سبط أبي الطيب الصعلوكي. سمع: أبا الحسين الخفاف وأبا الحسن العلوي. وأملى مجالس. روى عنه: سبطه هبة الله بن سهل السيدي وزاهر ووجيه ابنا طاهر الشحامي وغيرهم. وهو أخو عائشة. 145 - عمر بن محمد بن عمر بن درهم. أبو القاسم البغدادي البزاز. حدث عن: أبي الحسين بن بشران وأبي الفتح بن أبي الفوارس. وكان ثقة. روى عنه: أبو منصور القزاز وغيره.
(- حرف الغين -)
146 - غالب بن عبد الله بن أبي اليمن. أبو تمام القيسي الميورقي النحوي المعروف بالقطيني.
(- حرف الكاف -)
147 - كريمة بنت أحمد بن محمد بن حاتم المروزية.

(31/179)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 180
أم الكرام المجاورة بمكة. كانت كاتبة فاضلة عالمة. سمعت من: محمد بن مكي الكشميهني وزاهر بن أحمد السرخسي وعبد الله بن يوسف بن بامويه. وكانت تضبط كتابها وإذا حدثت قابلت بنسختها. ولها فهم ومعرفة. حدثت بالصحيح وكانت بكرا لم تتزوج. وطال عمرها. وأقامت بمكة دهرا. وحمل عنها خلق من المغاربة والمجاورين وعلا إسنادها. روى عنها: أبو بكر الخطيب وأبو الغنائم أبي النرسي وأبو طالب الحسين بن محمد الزينبي ومحمد بن بركات السعيدي وعلي بن الحسين الفراء وعبد الله بن محمد بن صدقة بن الغزال وأبو القاسم علي بن إبراهيم النسيب وابو المظفر السمعاني. قال أبي: أخرجت إلي النسخة فقعدت بحذائها وكتبت سبع أوراق.

(31/180)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 181
وكنت أريد أن أعارض وحدي فقالت: لا حتى تعارض معي. فعارضت معها وقرأت عليها من حديث زاهر. وقال أبو بكر محمد بن منصور السمعاني: سمعت الوالد يذكر كريمة ويقول: هل رأى إنسان مثل كريمة؟ قال أبو بكر: وسمعت ابنة أخي كريمة تقول: لم تتزوج كريمة قط وكان أبوها من كشميهن وأمها من أولاد السياري وخرج بها أبوها إلى بيت المقدس وعاد بها إلى مكة وكانت قد بلغت المائة. قلت: الصحيح وفاتها سنة ثلاث كما مر لكن قال ابن نقطة: نقلت وفاتها من خط ابن ناصر في سنة خمس وستين.
(- حرف الميم -)
148 - محمد بن أحمد بن محمد بن عمر بن الحسن بن عبيد بن عمرو ابن خالد بن الرفيل. أبو جعفر ابن المسلمة السلمي البغدادي. أسلم الرفيل على يد عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

(31/181)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 182
كان أبو جعفر نبيلا ثقة كثير السماع حسن الطريقة واسع الرواية رحلة العصر في علو الإسناد. سمع: أبا الفضل الزهري وأبا محمد بن معروف القاضي وإسماعيل بن سويد وابن أخي ميمي وعيسى بن الوزير وأبا طاهر المخلص. روى عنه: الخطيب واستملى عليه وقال: ولد في ربيع الأول سنة خمس وسبعين وثلاثمائة. وقال أبو الفضل بن خيرون: كان ثقة صالحا. وقال السمعاني: سمعت إسماعيل بن الفضل بإصبهان يقول: هو ثقة محتشم. قلت: روى عنه: أبو بكر الأنصاري ومحمد بن أبي نصر الحميدي وأبي النرسي وأبو الفتح عبد الله بن البيضاوي وأبو منصور بن خيرون وأبو منصور عبد الرحمن بن محمد القزاز ومحمد بن علي بن الداية ومحمد بن أحمد الطرائفي وأبو الفضل محمد بن عمر الأرموي وأبو تمام أحمد بن محمد بن المختار الهاشمي وآخرون كثيرون. وهو آخر من روى عن الزهري وابن معروف. توفي رحمه الله في تاسع جمادى الأولى. 149 - محمد بن أحمد بن محمد بن قفرجل. أبو البركات البغدادي المكاتب.

(31/182)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 183
ثقة واسع الرواية. سمع: أبا أحمد الفرضي وأبا الحسين بن بشران. تصدق عند موته بألف دينار وأوصى بمثلها. وتوفي في جمادى الآخرة وله سبعون سنة. وحدث بدمشق. روى عنه: طاهر الخشوعي وهبة الله الأكفاني. 150 - محمد بن أحمد بن محمد بن ورقاء. أبو عثمان الإصبهاني الصوفي. سمع: أبا عبد الله بن مندة بإصبهان وأبا عمر الهاشمي بالبصرة وأبا الحسين بن بشران ببغداد وأبا سعد الماليني وجماعة. وقدم الشام في شيبته وصار شيخ الصوفية ببيت المقدس. وكان مولده سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة. روى عنه: نصر المقدسي وسلامة القطان ويحيى بن تمام الخطيب وآخرون. 151 - محمد بن أحمد بن مهدي. أبو القاسم العلوي الشيعي النيسابوري. سمع: عبد الله بن يوسف الإصبهاني وأبا عبد الرحمن السلمي وغيرهما. روى عنه: زاهر ووجيه ابنا الشحامي وعبد الغافر الفارسي وقال: كان من دعاة الشيعة عارف بطرقهم وعلومهم فتقدم فيهم.

(31/183)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 184
توفي في ذي القعدة. 152 - محمد بن إبراهيم بن عثمان. أبو بكر بن البندار البغدادي الأدمي البقال. روى عن: أبي الحسين بن بشران وأخيه عبد الملك وأبي الفتح بن أبي الفوارس والحرفي. روى عنه: شجاع الذهلي وأبو علي أحمد بن محمد البرداني. وكان شيخا صالحا. مات في ربيع الآخر. ورخه ابن خيرون. 153 - محمد بن إسماعيل بن علي بن الحسن. أبو المظفر الشجاعي النيسابوري. سمع: أبا الحسين الخفاف وأبا الحسن العلوي وغيرهما. روى عنه: وجيه بن طاهر وغيره. وكان فاضلا موصوفا بكتابة الشروط بارعا فيه. توفي في ربيع الأول. 154 - محمد بن أبي الحسين بن العباس الفضلوي الهروي.

(31/184)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 185
حدث في هذا العام وانقطع خبره بكتاب الأطعمة للدارمي عن أبي حامد البشري. وعنه: أبو الوقت. 155 - محمد بن حمد بن محمد بن حامد. أبو نصر بن شيذلة الهمذاني الفقيه. روى عن: ابن لال وعبد الرحمن الإمام والعلاء بن الحسين الزهيري وأبي طلحة البوسنجي. ورحل فأخذ عن: أبي الحسين بن بشران وأبي محمد السكري وأبي الحسن الحمامي وجماعة. وكان صدوقا. ولكنه متهم بالتشيع. وأما أبو العلاء الهمذاني فقال: كان متعصبا للحنابلة سيفا على الأشعري. مات في المحرم. 156 - محمد بن عبيد الله بن علي. أبو الحسن العلوي الحسيني البلخي شيخ العلويين ببلخ وخراسان.

(31/185)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 186
له ديوان شعر مشهور. وقد حدث عن: عبد الصمد بن محمد العاصمي صاحب الخطابي. ومن نثره: معاداة الأغنياء من عادات الأغبياء. الغني معان ومن عادى معانا عاد مهانا. ليس للفسوق سوق ولا للرياء رواء. وعلقت من شعره كذا. 157 - محمد بن علي بن محمد بن عبيد الله بن عبد الصمد بن محمد بن محمد بن المهتدي بالله أبي إسحاق محمد بن الواثق بالله هارون بن المعتصم بن الرشيد. الخطيب أبو الحسين العباسي الهاشمي البغدادي المعروف بابن الغريق. سيد بني العباس في زمانه وشيخهم. سمع: الدارقطني وابن شاهين وهو آخر من حدث عنهما وعلي بن عمر الحربي ومحمد بن يوسف بن دوست وأبا القاسم بن حبابة وأبا الفتح القواس وطائفة. وله مشيخة في جزءين. قال أبو بكر الخطيب: ولد في ذي القعدة سنة سبعين وثلاثمائة في

(31/186)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 187
مستهله. وكان ثقة نبيلا. ولي القضاء بمدينة المنصور وهو ممن شاع أمره بالعبادة والصلاح حتى كان يقال له: راهب بني هاشم. كتبت عنه. وقال ابن السمعاني: جاز أبو الحسين قصب السبق في كل فضيلة عقلا وعلما ودينا وحزما ورأيا وورعا ووقف عليه علو الإسناد. ورحل إليه الناس من البلاد. ثقل سمعه بأخرة فكان يتولى القراءة بنفسه مع علو سنه وكان ثقة حجة نبيلا مكثرا. وكان آخر من حدث عن الدارقطني وابن شاهين. وقال أبو بكر ابن الخاضبة: رأيت كأن القيامة قد قامت وكأن قائلا يقول: أين ابن الخاضبة؟ فقيل لي: أدخل الجنة. فلما دخلت الباب وصرت من داخل استلقيت على قفاي ووضعت إحدى رجلي على الأخرى وقلت: آه استرحت والله من النسخ. فرفعت رأسي وإذا ببغلة مسرجة ملجمة في يد غلام فقلت: لمن هذه؟ فقال: للشريف أبي الحسين بن الغريق. فلما كان صبيحة تلك الليلة نعي إلينا الشريف بأنه مات في تلك الليلة. وقال أبو يعقوب يوسف الهمذاني: كان أبو الحسين به طرش فكان يقرأ علينا بنفسه. وكان دائم العبادة. قرأ علينا حديث الملكين فبكى بكاء عظيما وأبكى الحاضرين. وقال أبي النرسي: كان ثقة يقرأ للناس وكانت إحدى عينيه ذاهبة. وقال أبو الفضل بن خيرون: مات في أول ذي الحجة. قال: وكان صائم الدهر زاهدا وهو آخر من حدث عن الدارقطني وابن دوست. ضابط متحري أكثر سماعاته بخطه. ما اجتمع في أحد ما اجتمع فيه. قضى ستا وخمسين سنة وخطب ستا وسبعين سنة لم يعرف له زلة.

(31/187)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 188
وكانت تلاوته للقرآن أحسن شيء. قلت: روى عنه: يوسف الهمذاني وأبو بكر الأنصاري وخلق كثير آخرهم أبو الفضل محمد بن عمر الأرموي. وآخر من روى عنه في الأرض بالإجازة مسعود الثقفي ثم ظهر بطلان الإجازة. 158 - محمد بن علي بن الحسن بن محمد بن أبي عثمان عمرو بن محمد بن منتاب. أبو سعد الدقاق البغدادي. أكثر عن: أبي عمر بن مهدي وأبي بكر البرقاني وأبي علي بن شاذان وجماعة. وطلب بنفسه وكان مليح الخط. كتب عنه: أبو بكر الخطيب وأبو عبد الله الحميدي. وتوفي في شوال. 159 - محمد بن علي بن عبد العزيز. أبو يعلى البغدادي الصيرفي المعروف بابن خراز. روى عن: القاضي محمد بن عثمان النصيبي عن أبي الطاهر الخامي. روى عنه: الحميدي وأبو السعود بن المجلي. مات في جمادى الآخرة عن 70 سنة.

(31/188)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 189
160 - مكي بن عبد الرحمن بن محمد بن المظفر. أبو يعلى بن البصري الهمذاني. روى عن: أحمد بن تركان ويوسف بن كج وغيرهما. روى عنه غير واحد. وتوفي في جمادى الآخرة بهمذان.
(- حرف النون -)
161 - نصر بن أحمد. أبو الفضل الكرنكي الأمير. توفي في رجب بسجستان. وكان مولده في سنة ست وثمانين وثلاثمائة.
(- حرف الهاء -)
162 - هناد بن إبراهيم بن محمد بن نصر. أبو المظفر النسفي. ونسف مما وراء النهر. سكن بغداد وولي قضاء بعقوبا وغيرها. وكان قد سمع وأكثر ورحل وخرج الفوائد. لكن الغالب على روايته الغرائب والمناكير. قال السمعاني: حتى كنت أقول متعجبا: لعله ما روى في مجموعاته حديثا صحيحا إلا ما شاء الله. سمع: أبا الحسين بن بشران وابن الفضل القطان ببغداد ؛ وأبا عمر

(31/189)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 190
الهاشمي بالبصرة ؛ والسلمي بنيسابور والحافظ أبا عبد الله الغنجار ببخارى والمستغفري بنسف وهو تلميذه. وقيل: هو الذي سماه هنادا. علق عنه: الخطيب وأشار إلى تضعيفه. وقال ابن خيرون: توفي يوم السبت ثاني ربيع الأول. ومولده في سنة أربع وثمانين وثلاثمائة. فيه بعض الشيء. سمعت منه. روى عنه: أبو علي البرداني وأبو بكر الأنصاري وأبو منصور القزاز وأبو البدر الكرخي وآخرون. قرأت على أبي علي بن الخلال: أخبركم جعفر أنا أبو طاهر السلفي أنا أبو علي البرداني وأبو الحسين بن الطيوري قالا: أنا هناد النسفي: أنبا محمد بن أحمد غنجار ثنا الحسن بن يوسف أنا أحمد بن علي القجرواني ثنا محمد بن أبي عمرو الطواويسي: سمعت عمرو بن وهب يقول: سمعت شداد بن حكيم يذكر عن محمد بن الحسن رحمه الله في الأحاديث التي رويت أن الله يهبط إلى السماء الدنيا.. ونحو هذا من الأحاديث قال: قال محمد بن الحسن: هذه الأحاديث قد روتها الثقات فنحن نرويها ونؤمن بها ولا نفسرها.

(31/190)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 191

(- حرف الياء -)
163 - يوسف بن علي بن جبارة. أبو القاسم أبو الحجاج الهذلي المغربي المقرئ. صاحب الكامل في القراءآت. قيل: إنه توفي في هذه السنة. وقد مر سنة ستين.

(31/191)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 192

(سنة ست وستين وأربعمائة)

(- حرف الألف -)
164 - أحمد بن إبراهيم بن محمد بن حميل بحاء مهملة مفتوحة. أبو عبد الله العجلي الكرخي الماسح. روى عن: إسماعيل بن الحسن الصرصري ؛ وعن: علي بن محمد التهامي من شعره. وعنه: الحميدي وأبو علي بن البرداني. قال ابن النجار: يقال إنه ألحق بخطه اسمه في أجزاء لم يسمعها وكان مذموم السيرة يسكن بدرب القيار. ولد سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة ومات في آخر جمادى الآخرة غريقا فيمن غرق. 165 - أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمود بن أعين. أبو الحسين بن أبي جعفر السمناني.

(31/192)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 193
ولي أبوه قضاء حلب في سنة سبع وأربعمائة. وكان مع أبيه فتفقه على أبيه في مذهب أبي حنيفة. وتنقلت به الأحوال إلى أن تزوج قاضي القضاة أبو عبد الله محمد بن علي الدامغاني بابنته واستنابه في القضاء. وكان حسن الخلق والخلق متواضعا من ذوي الهيئات والأقدار. ولد بسمنان في سنة أربع وثمانين وثلاثمائة. وكان ثقة صدوقا. سمع: ابن أبي مسلم الفرضي وإسماعيل الصرصري وأحمد بن محمد بن الصلت المجبر وجماعة. روى عنه: أبو منصور القزاز ويحيى بن الطراح وأبو البدر الكرخي. قال الخطيب: كتبت عنه وكان صدوقا. قلت: توفي في جمادى الأولى ببغداد وشيعه أرباب الدولة. ودفن في داره ثم نقل منها إلى تربة بشارع المنصور ثم نقل منها إلى تربة بالخيزرانية. وكان يدري الكلام. 166 - إبراهيم بن أحمد بن تفاحة الأزجي.

(31/193)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 194
سمع: إسماعيل بن الحسن الصرصري والحفار. وعنه: عبد الله السمرقندي. كان عشارا صاحب كبائر لا يحضر جمعة. مات في شوال. أرخه شجاع. 167 - إبراهيم بن محمد بن محمد. أبو إسحاق العلوي الكوفي. شريف فاضل نحوي عارف باللغة. شرح اللمع لابن جني. ومات وله ثلاث وستون. وقد سكن مصر مدة ونفق على أهلها. وله شعر جزل.

(31/194)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 195
روى عنه: أبو البركات عمر بن إبراهيم العلوي.

(31/195)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 196
وتوفي في شوال ودفن بالكوفة بمسجد السهلة رحمه الله.
(- حرف الجيم -)
168 - جماهر بن عبد الرحمن بن جماهر. أبو بكر الحجري الطليطلي المالكي الفقيه. روى عن: أبي محمد عبد الله بن دنين وأبي محمد بن عباس الخطيب ومحمد الفخار وخلف بن أحمد والقاضي أبي عبد الله بن الحذاء. وحج سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة فأخذ عن كريمة ؛ وسمع من القضاعي شهابه ومن أبي زكريا البخاري. ولقي بالإسكندرية أبا علي حسن بن معافى وكان حافظا للفقه ذكيا سريع الجواب متواضعا. له مجلس للنظر والوعظ. وكانت العامة تحبه وتعظمه. وكان سنيا فاضلا قصير القامة جدا. عاش ثمانين سنة. وازدحم الناس والخلق على نعشه ونادى مناد بين يديه: لا ينال الشفاعة إلا من أحب السنة والجماعة.
(- حرف الحاء -)
169 - الحسن بن سعيد بن محمد العطار.

(31/196)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 197
أبو علي الدمشقي الشاهد. مقدم الشهود بدمشق. وكان مذموما. سمع: الحسين بن أبي كامل الأطرابلسي وغيره. روى عنه: الفقيه نصر المقدسي وابن الأكفاني. ولي شيئا من الأمور فظلم وعسف. 170 - الحسن بن علي بن أبي خلاد المقرئ. أبو الغنائم البغدادي البزاز. قرأ القرآن على أبي الحسن الحمامي. وروى عن: أبي علي بن شاذان. أرخه ابن النجار في رجبها. 171 - الحسن بن عمر بن الحسن بن يونس. أبو علي الإصبهاني الحافظ. ثقة مكثر رحال. سمع: عثمان بن أحمد البرجي وابن مردويه وأبا عمر الهاشمي وأبا الحسن أحمد بن محمد بن الصلت وأبا عمر بن مهدي والحفار. روى عنه: محمد بن عبد الواحد الدقاق ومحمود بن أحمد بن ماشاذة. وأبو سعد أحمد بن محمد بن ثابت الخجندي. توفي في ذي القعدة. وآخر من روى عنه إسماعيل بن علي الحمامي.

(31/197)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 198
172 - الحسين بن أحمد بن مظفر بن أبي خريصة الهمداني الدمشقي. الفقيه المالكي الشاهد. سمع: أبا محمد بن أبي نصر وأبا نصر عبد الوهاب بن الجبان وجماعة. روى عنه: عبد القادر بن عبد الكريم وهبة الله الأكفاني وقال: كان أشعريا. 173 - الحسين بن علي بن محمد بن عمير. أبو علي ؛ أخو أبي عبد الله محمد العميري الهروي. سمع: عبد الرحمن بن أبي شريح ورافع بن عصم وأبا علي الخالدي وجماعة.
(- حرف الزاي -)
174 - زكريا بن غالب. أبو يحيى الفهري الأندلسي القاضي , روى عن: أبي محمد بن دنين وخلف بن عبد الغفور وأبي عبد الله بن الفخار. ورحل فسمع من أبي ذر الهروي. قال ابن بشكوال: أنبا عنه عبد الرحمن بن عبد الله المعدل وأثنى عليه.
(- حرف الشين -)
175 - شجاع بن علي المصقلي.

(31/198)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 199
مات فيها. وقيل: سنة سبع.
(- حرف العين -)
176 - عائشة بنت الحسن بن إبراهيم. أم الفتح الوركانية الإصبهانية الواعظة ووركان محلة بإصبهان. سمعت: محمد بن أحمد بن جشنس صاحب ابن صاعد وعبد الواحد بن محمد بن شاه ومحمد بن إسحاق بن مندة الحافظ وجماعة. روى عنها: أبو عبد الله الخلال وسعيد بن أبي الرجاء وإسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ. إن لم تكن توفيت في هذه السنة وإلا توفيت بعدها بيسير. قال أبو سعد السمعاني: سألت عنها إسماعيل الحافظ فقال: امرأة صالحة عالمة تعظ النساء وكتبت بخطها أمالي ابن مندة عنه. وهي أول من سمعت منها الحديث. نفدني أبي للسماع منها. قال: وكانت زاهدة. قلت: آخر من روى عنها إسماعيل الحمامي. ومن الرواة عنها: محمد بن حمد الكبريتي.

(31/199)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 200
177 - عبد الله بن محمد بن سعيد بن سنان. أبو محمد الحلبي الخفاجي الشاعر المشهور صاحب الديوان. أخذ الأدب عن: أبي العلاء بن سليمان وأبي نصر المنادي. وتوفي بقلعة عزاز. 178 - عبد الله بن محمود. أبو علي البرزي الفقيه الشافعي. من علماء دمشق. كان يحفظ المزني. سمع: عبد الرحمن بن أبي نصر. روى عنه: ابن الأكفاني. 179 - عبد الله بن مفوز. الإمام أبو محمد المعافري زاهد الأندلس. أخو طاهر بن مفوز الحافظ وحيدرة بن مفوز المعبر. كان عجبا في الزهد والتقلل والخير مع البراعة في الفقه وجودة العربية.

(31/200)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 201
توفي في شاطبة. وكانت جنازته مشهورة. وأما جدهم: - مفوز بن عبد الله بن مفوز بن غفول. فهو أبو عبد الله الزاهد. ويسمى أيضا محمدا. سمع من وهب بن مسرة بقرطبة. وكتب بالقيروان عن أبي العباس بن أبي العرب التميمي. قال طاهر بن مفوز الحافظ: كان منقطع القرين في الزهد والعبادة متقللا من الدنيا وعرف بإجابة الدعوة. سمع الناس منه كثيرا. توفي سنة عشر وأربعمائة أو أول سنة إحدى عشرة وقد قارب المائة. وكانت جنازته مشهودة. 180 - عبد الحق بن محمد بن هارون. أبو محمد السهمي الصقلي الفقيه المالكي. أحد علماء المغرب. تفقه على: أبي بكر بن عبد الرحمن وأبي عمران الفارسي وعبد الله الأجدابي.

(31/201)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 202
وحج فلقي القاضي عبد الوهاب صاحب التلقين وأبا ذر الهروي. وجالس بمكة بعد ذلك إمام الحرمين أبا المعالي فباحثه وسأله عن أشياء ألفها وهي مصنف معروف. وكان مليح التصنيف. له كتاب النكت والفروق لمسائل المدونة ؛ وصنف أيضا كتابا كبيرا سماه تهذيب الطالب ؛ وله استدراك على مختصر البراذعي. وصنف عقيدة. توفي بالإسكندرية. 181 - عبد العزيز بن أحمد بن محمد بن علي بن سليمان.

(31/202)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 203
المحدث أبو محمد التميمي الكتاني الصوفي. مفيد الدماشقة. سمع الكثير ونسخ ما لا ينحصر. وله رحلة ومعرفة جيدة. سمع: صدقة بن محمد بن الدلم وتمام بن محمد الرازي وأبا نصر بن هارون وعبد الوهاب المري وابن أبي نصر وخلقا كثيرا بدمشق حتى سمع من أقرانه. ورحل فسمع ببلد من: أحمد بن خليفة بن الصباح وأخيه محمد جزءا من حديثه علي بن حرب. وسمع ببغداد من: أبي الحسن الحمامي وعلي بن داود الرزاز والحرفي ومحمد بن الروزبهان. وسمع بالموصل ونصيبين ومنبج وأماكن. روى عنه: أبو بكر الخطيب والحميدي وعمر الرؤآسي وأبو القاسم النسيب وأبو محمد بن الأكفاني وعبد الكريم بن حمزة وإسماعيل بن أحمد

(31/203)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 204
السمرقندي وأحمد بن عقيل الفارسي وأبو الفضل يحيى بن علي القرشي وطائفة سواهم. ولد سنة تسع وثمانين وثلاثمائة. وبدأ بالسماع في سنة سبع وأربعمائة. قال ابن ماكولا: كتب عني وكتبت عنه وهو مكثر متقن. وقال النسيب بل الخطيب: هو ثقة أمين. ووصفه ابن الأكفاني بالصدق والاستقامة وسلامة المذهب ودوام الدرس للقرآن. وذكر لي أن شيخه أبا القاسم عبيد الله بن أحمد الأزهري سمع منه ببغداد وكان قد رحل إليها في سنة سبع عشرة وأربعمائة. وتوفي في العشرين من جمادى الآخرة. وقال القاضي أبو بكر بن العربي: قال لنا أبو محمد بن الأكفاني: دخلنا على الشيخ أبي محمد عبد العزيز الكتاني في مرض موته فقال: أنا أشهدكم أني قد أجزت لكل من هو مولود الآن في الإسلام يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله. قلت: روى عنه بهذه الإجازة غير واحد منهم: محفوظ بن صصرى التغلبي.

(31/204)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 205
182 - عبد الغافر بن الحسين بن خلف بن جبريل. أبو الفتوح الألمعي الكاشغري. سمع: أحمد بن أبي بكر الخطابي وعمه عثمان الكاشغري وأبا بكر الطريثيثي ومحمد بن عبد الملك الدندانقاني وأبا جعفر بن المسلمة وجماعة كثيرة من أمثالهم بالعراق وخراسان. روى عنه: هبة الله بن الفرج الهمذاني ومحمد بن أبي القاسم الغولقاني المروزي. وكان فهما ذكيا عارفا بالحديث واللغة حافظا. مات في أيام طلبه رحمه الله وعاش أبوه بعده مدة.

(31/205)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 206
183 - عبد الكريم بن عثمان بن محمد بن يوسف بن دوست العلاف. أبو محمد ابن الشيخ أبي عمرو العجلي البغدادي المالكي ويعرف أيضا بابن الشوكي. من ساكني باب الشام. كان زاهدا عابدا منقطعا معمرا. ذا سمت وهيبة. سمع: أبا الحسن بن الصلت الأهوازي وأحمد بن عبد الله السوسنجردي. سمع منه: مكي الرميلي وغيره. 184 - علي بن الحسين بن عبد الله. قاضي القضاة أبو الحسن الحفصويي المروزي الفقيه. توفي ببلاد الروم في رجب. 185 - علي بن علي بن عمر بن بكرون. الفقيه أبو طالب النهرواني قاضي النهروان.

(31/206)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 207
حكى عن المعافى الجريري وبقي إلى جمادى الأولى من هذه السنة. روى عنه: الحميدي وأبو البركات بن السقطي. عاش سبعا وثمانين سنة. 186 - علي بن موسى بن محمد. أبو سعد السكري النيسابوري الحافظ الفقيه. سمع كثيرا من أصحاب الأصم وجمع وصنف وأدركته المنية كهلا. وقد خرج خمسة أجزاء للكنجروذي سمعناها. روى عنه: عبد الغافر. 187 - زعيم الملك. الوزير الكبير أبو الحسن علي بن الحسين بن علي بن عبد الرحين العراقي. وزر للملك أبي نصر خسرو بن أبي كاليجار بن سلطان الدولة البويهي بعد هلاك أخيه كمال الملك هبة الله سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة. ثم لما غلب البساسيري على بغداد دخل زعيم الملك على يمينه وكان يحترمه ويخاطبه بمولانا. ثم إنه فر إلى البطيحة وبقي إلى أن مات سنة ست وستين وله سبعون سنة.

(31/207)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 208
188 - عمر بن عبد الله بن جعفر. أبو القاسم البغوي. قال شيرويه الهمذاني: قدم علينا في رمضان سنة ست وستين فروى عن: محمد بن عبد العزيز النيلي وعلي بن محمد الطرازي وأحمد بن محمد بن الحارث الإصبهاني وأبي حسان محمد بن أحمد بن جعفر وجماعة. وسمعت ثلاث مجالس من أماليه وحضر مجلسه مشايخ همذان. وكان من عمال الظلمة. 189 - عمر بن علي بن أحمد بن الليث. أبو مسلم الليثي البخاري الجيراخشتي وهي قرية ببخارى.

(31/208)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 209
كان أحد الحفاظ الرحالة. نزل إصبهان في الآخر. وحدث عن: عبد الغافر الفارسي وأبي عثمان الصابوني وجماعة. روى عنه: أبو عبد الله الدقاق فأكثر والحسين بن عبد الملك الخلال ومحمد بن أبي الرجاء الصائغ. قال السلفي: سألت الحوزي عن: أبي مسلم الليثي فقال: قدم علينا في سنة تسع وخمسين وقال: كتبت وكتب لي عشر رواحل. وقد سألت عنه ابن الخاضبة فأثنى عليه وقال: كان له أنس بالصحيح. وأبو طاهر بركة بن حسان يقول: ناظرت أبا الحسن المغازلي في التفضيل بين مالك والشافعي ففضلت الشافعي وفضل مالكا وكان مالكيا وأنا شافعي فاحتكمنا إلى أبي مسلم الليثي ففضل الشافعي فغضب المغازلي وقال: لعلك على مذهبه؟ فقال: نحن أصحاب الحديث الناس على مذاهبنا ولسنا على مذهب

(31/209)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 210
أحد. ولو كنا ننتسب إلى مذهب أحد لقيل: أنتم تضعون له الحديث. وكان أبو مسلم من بقايا الحفاظ. ذكر لإسماعيل بن الفضل فقال: له معرفة بالحديث. سافر الكثير وسمع وأدرك الشيوخ. وذكره أبو زكريا يحيى بن مندة فقال: أحد من يدعي الحفظ والإتقان إلا أنه كان يدلس. وكان متعصبا لأهل البدع أحول شره وقاح كلما هاجت ريح قام معها. صنف مسند الصحيحين وخرج إلى خوزستان فمات بها. قال السمعاني: أبو مسلم خرج على عبد الرحمن بن أبي عبد الله بن مندة عم يحيى وكان يرد عليه. وقال الدقاق: ورد أبو مسلم إصبهان فنزل في جوار الشيخ عبد الرحمن وتزوج ثم وأحسن إليه الشيخ. ثم فارقه وخرج على الشيخ وأفرط وبالغ في سفاهته وطاف في المساجد والقرى وشنع عليه وسماه عدو الرحمن ليأخذ منهم الشيء الحقير التافه. وكان ممن يعرف علم الحديث والصحيح وجمع بين الصحيحين في دفاتر كثيرة اشتريتها من تركته لا من بركته.

(31/210)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 211
ورخه ابن مندة أعني يحيى في هذه السنة.
(- حرف الغين -)
190 - غالب بن عبد الله بن أبي اليمن. أبو تمام القيسي الميورقي النحوي المعروف بالقطيني.

(31/211)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 212
ولد بقطين من أعمال ميورقة سنة ثلاث وتسعين وتحول منها إلى البلد سنة سبع وأربعمائة فسمع من: حبيب بن أحمد صاحب قاسم بن أصبغ. وسمع بقرطبة من صاعد اللغوي. وقرأ بالروايات على أبي عمرو الداني ؛ وعلم العربية وحمل عنه طائفة. وقرأ على: أبي الحسن محمد بن قتيبة الصقلي صاحب أبي الطيب بن غلبون وعلى غيرهما. وأخذ عن: أبي عمر بن عبد البر. وكان قائما على كتاب سيبويه بصيرا به رأسا في معرفته. وكان متزهدا منقبضا عن الناس متعففا قد أراده إقبال الدولة بن مجاهد على القضاء فامتنع. وممن قرأ عليه: عبد العزيز بن شفيع. وذلك مذكور في إجازات الشاطبي. توفي رحمه الله بدانية. وله شعر جيد فمنه:
(يا راحلا عن سواد المقلتين إلى .......... سواد قلب عن الأضلاع قد رحلا)

(بي للفراق جوى لو مر أبرده .......... بجامد الماء مر البرق لاشتعلا)

(31/212)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 213

(- حرف القاف -)
191 - قاسم بن سعيد. أبو الفضل الهروي القطان. سمع: أبا علي الزهري.
(- حرف الميم -)
192 - محمد بن أحمد بن عبيد الله. أبو سهل الحفصي المروزي. روى صحيح البخاري عن أبي الهيثم الكشميهني. وحدث به بمرو وبنيسابور. وكان رجلا مباركا من العوام. أكرمه نظام الملك ووصله. توفي بمرو. روى عنه: إسماعيل بن أبي صالح المؤذن وأبو حامد الغزالي وهبة

(31/213)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 214
الرحمن القشيري وعبد الوهاب بن شاه الشاذياخي ووجيه الشحامي وآخرون حدثوا عنه بالصحيح. توفي بمرو. وقال أبو سعد السمعاني: لم يحدث بالصحيح بمرو وحمله النظام إلى نيسابور فحدث بالصحيح في النظامية. وسمع منه عالم لا يحصون وانصرف في سنة خمس وستين وفيها مات. وهو محمد بن أحمد بن عبيد الله بن عمر بن سعيد بن حفص رحمه الله. 193 - محمد بن إبراهيم بن أسد. أبو زيد الهروي الفقيه الحنفي قاضي هراة وعالمها ومفتيها. روى عن: أبي الحسن الديناري والقاضي أبي منصور الأزدي. 194 - محمد بن إبراهيم بن علي. أبو بكر الإصبهاني العطار الحافظ مستملي الحافظ أبي نعيم. قال أبو سعد السمعاني: هو حافظ عظيم الشأن عند أهل بلده أملى عدة مجالس.

(31/214)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 215
سمع: أبا بكر بن مردويه وأبا سعيد النقاش وهذه الطبقة بإصبهان وأبا عمر الهاشمي وعلي بن القاسم النجاد بالبصرة ؛ والحرفي وأبا علي بن شاذان وجماعة ببغداد. حدث عنه: سعيد بن أبي الرجاء والحسين بن عبد الملك الأديب وإسماعيل بن علي الحمامي وفاطمة بنت محمد البغدادي. وقال الدقاق: كان من الحفاظ يملي من حفظه. توفي في صفر. 195 - محمد بن سلطان بن محمد بن حيوس. الفقيه أبو المكارم الغنوي الدمشقي الفرضي أخو الأمير الشاعر أبي الفتيان محمد.

(31/215)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 216
سمع من: خاله أبي نصر بن الجندي وأبي محمد بن أبي نصر التميمي. روى عنه: الخطيب وأبو نصر بن ماكولا وأبو الفتيان الرؤآسي وأبو القاسم النسيب وأبو محمد بن الأكفاني وقال: كان مستخلفا من قبل الحكام على الفروض والتزويجات. قال: وكان دينا حسن الطريقة أوحد زمانه في الفرائض. مات في سلخ ربيع الآخر. 196 - محمد بن عبيد الله بن أحمد بن أبي الرعد. القاضي أبو نصر الحنفي قاضي عكبرا. ذكره ابن السمعاني فقال: أحد أجلاء الزمان وعظمائهم وألبائهم. سمع: هلال بن عمر الصريفيني وابن دوست العلاف. سمع منه جماعة من الحفاظ وتوفي بعكبرا في ربيع الأول. وقال غيره: توفي في ربيع الآخر وسمع أبا أحمد الفرضي. روى عنه: ابنه أبو الحسن ومكي الرميلي. 197 - محمد بن قاسم بن مسعود الطليطلي. أبو عبد الله. روى عن: أبي عبد الله بن الفخار وابن العشاري.

(31/216)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 217
وكان فقيها مشاورا. توفي في رمضان. 198 - المسلم بن أحمد بن الحسين. أبو الفضل. ويقال أبو الغنائم الأنصاري الكعكي الحلاوي الدمشقي. سمع: أبا محمد بن أبي نصر. روى عنه: أبو بكر الخطيب وهو أكبر منه وعمر الدهستاني وجمال الإسلام أبو الحسن السلمي. توفي في رمضان.
(- حرف النون -)
199 - نوح بن منصور الشاشي. الفقيه. يروي عن: أبي بكر الحيري وغيره.
(- حرف الياء -)
200 - يعقوب بن أحمد بن محمد.

(31/217)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 218
أبو بكر النيسابوري الصيرفي. شيخ محتشم ثقة. سمع: أبا محمد المخلدي وأبا الحسين الخفاف وأبا نعيم أحمد بن محمد بن إبراهيم الأزهري وأبا عبد الله الحاكم وغيرهم. روى عنه: أبو عبد الله الفراوي وزاهر ووجيه ابنا الشحامي وإسماعيل بن أبي صالح المؤذن وهبة الرحمن بن القشيري. ترجمه ابن نقطة وغيره. توفي في سابع ربيع الأول. وثقه ابن السمعاني وغيره.

(31/218)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 219

(سنة سبع وستين وأربعمائة)

(- حرف الألف -)
201 - أحمد بن أبي نصر عبد الرحمن بن أحمد بن محمد. الشيخ أبو بكر الكوفاني الهروي الصوفي ويعرف بكاكو. رحل وسمع بمصر من أبي محمد بن النحاس جزءا رواه عنه أبو الوقت السجزي. توفي في ربيع الأول. 202 - أحمد بن محمد بن يحيى بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن يعقوب بن داود. أبو عمر بن الحذاء مولى بني أمية. قرطبي مشهور مكثر عن والده الحافظ أبي عبد الله. ندبه أبوه صغيرا إلى طلب العلم والسماع. فأخذ عن: عبد الله بن محمد بن أسد وعن: سعيد بن نصر وعبد الوارث بن سفيان وأبي القاسم عبد الرحمن الوهراني. وهؤلاء من كبار شيوخ

(31/219)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 220
ابن عبد البر. أدرك أبو عمر بهم درجة أبيه. وأول سماعه في حدود سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة. ونزح عن قرطبة في الفتنة فسكن سرقسطة والمرية وولي القضاء بطليطلة ثم بدانية. ثم رد في الآخر إلى قرطبة وإشبيلية. روى عنه: أبو علي الغساني وخلق كثير. وكان حسن الأخلاق موطأ الأكناف كيسا عالما سريع الكتابة. ولد سنة ثمانين وثلاثمائة. وتوفي في ربيع الآخر ومشى في جنازته المعتمد على الله راجلا. وكان أسند من بقي بأقطار الأندلس في زمانه رحمه الله. 203 - أحمد بن محمد بن الحسن بن أحمد بن مكرم. أبو حامد العطار. توفي بخراسان في رمضان وله أربع وثمانون سنة. سمع: أبا الحسين العلوي وأبا بكر بن عبدوس. وحدث.

(31/220)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 221
204 - إبراهيم بن أحمد بن محمد بن أسود. أبو إسحاق الغساني الأندلسي البجاني. سمع: أبا القاسم عبد الرحمن الوهراني والمهلب بن أبي صفرة وأبا الوليد بن ميقل. وكان مشهورا بالعلم والفهم والصلاح. ذكره ابن مدبر حكاه ابن بشكوال عنه. 205 - إبراهيم بن شكر بن محمد بن علي. أبو إسحاق العثماني المصري المالكي الواعظ نزيل دمشق. قدمها شابا فسمع من: عبد الرحمن بن محمد بن ياسر وعبد الرحمن بن الطبيز ومحمد بن عوف وصالح بن أحمد الميانجي وجماعة ثم سافر إلى العراق سنة بضع وعشرين وأربعمائة فذكر أنه سمع من أبي القاسم بن بشران. وكان ضعيفا متهما. قيل: إنه ادعى السماع من هبة الله بن سلامة المفسر. روى عنه: غيث الأرمنازي وأبو الحسن علي بن أحمد بن قبيس وغيرهما. توفي بدمشق في ذي الحجة.

(31/221)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 222

(- حرف الحاء -)
206 - الحسن بن أحمد بن موسى. الشيخ أبو محمد الغندجاني شيخ واسط ومسندها في زمانه. وغندجان من كور الأهواز. رحل وسمع مع ابن عمه أبي أحمد عبد الوهاب الغندجاني من: أبي حفص الكتاني والمخلص وغيرهما. وعنه: محمد بن علي الجلابي وأهل واسط. قال السمعاني: ولد ببغداد وأقام بالأهواز مدة وكان ثقة صدوقا.

(31/222)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 223
وقال خميس: هو جليل نبيل صدوق. فارق بغداد بعد الثلاثين وأربعمائة وأقام بواسط متدبرا لها. وقال السمعاني: ولد في شوال سنة ثلاث وثمانين ومات بواسط سنة سبع هذه. 207 - الحسن بن عبد الودود بن عبد المتكبر. أبو علي بن المهتدي بالله خطيب جامع المنصور. سمع: أبا القاسم عبد الله بن أحمد الصيدلاني. روى عنه: أبو بكر الخطيب وأبو بكر الأنصاري وأبو محمد بن الطراح. وكان نبيلا متواضعا طريفا له أبهة. 208 - الحسين بن علي. أبو عبد الله السجستاني الخازن: شيخ صالح. سمع بدمشق من: ابن سلوان وأبي علي الأهوازي. روى عنه: وجيه الشحامي. توفي رحمه الله بهراة.

(31/223)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 224

(- حرف الزاي -)
209 - زيد بن علي. أبو القاسم الفارسي النحوي اللغوي. توفي بأطرابلس الشام.

(31/224)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 225

(- حرف الشين -)
210 - شاذي بن عبد الله الأرمني. سمع: أبا عبد الله الجرجاني. توفي ببزد في جمادى الآخرة. 211 - شجاع بن علي بن شجاع. أبو منصور المصقلي الإصبهاني الصوفي. طلب وسمع الكثير من: أبي عبد الله بن مندة وأبي جعفر الأبهري وأحمد بن يوسف الخشاب. قال يحيى بن مندة: هو كثير السماع معروف بالطلب. مات في المحرم. قلت: روى عنه: أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك وأبو طاهر محمد بن أبي القاسم المعروف بهاجر ومحمود بن محمد بن ماشاذة وآخرون. 212 - أبو زيد أحمد بن علي. يروي عن أبي عمر السلمي وطبقته. روى عنه: غانم بن خالد.

(31/225)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 226

(- حرف العين -)
213 - عبد الله أمير المؤمنين القائم بأمر الله. أبو جعفر ابن القادر بالله أبي العباس أحمد بن ولي العهد إسحاق بن المقتدر بالله أبي الفضل جعفر بن المعتضد الهاشمي العباسي. ولد في نصف ذي القعدة سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة وبويع بالخلافة بقبة الإسلام مدينة السلام بغداد يوم الثلاثاء ثالث عشر ذي الحجة سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة. وأمه أم ولد اسمها بدر الدجى الأرمنية وقيل اسمها قطر الندى كذا سماها الخطيب. أدركت خلافته وعاشت بعدها ثلاثين سنة. بويع عند موت والده القادر وكان ولي عهده في حياته وهو الذي لقبه بالقائم بأمر الله. قال ابن الأثير: كان جميلا مليح الوجه أبيض. مشربا حمرة حسن

(31/226)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 227
الجسم ورعا زاهدا عالما قوي اليقين بالله كثير الصدقة والصبر له عناية بالأدب ومعرفة حسنة بالكتابة. ولم يكن يرضى أكثر ما يكتب من الديوان وكان يصلح فيه أشياء وكان مؤثرا للعدل والإحسان وقضاء الحوائج ولا يرى المنع من شيء يطلب منه. قال: وكان سبب موته ماشرا فافتصد ونام فانفجر فصاده وخرج منه دم كثير فاستيقظ وقد ضعف وسقطت قوته فأيقن بالموت وطلب ولي العهد ووصاه ثم توفي رحمه الله. وحكى الحسن بن محمد القيلوي في تاريخه قال: ولما رجع الخليفة إلى داره يعني نوبة البساسيري لم يتجرد من ثيابه للنوم إلى أن مات ولا نام على فراش غير مصلاه. وكان يصوم فيما حكي عنه أكثر الزمان ويقوم الليل وعفا عن كل من عرفه بفساد وأحسن إليه ومنع من أذية من أذاه. قال السلفي: حدثني عبد السلام بن علي القيسراني المعدل بمصر قال: حدثني شيوخ بغداد أن القائم لم يسترد شيئا مما نهب من قصره إلا بالثمن ويقول: هذه أشياء احتسبناها عند الله. وأنه منذ خرج من مقر عزه ما وضع رأسه على مخدة. وحين نهبوا قصره لم يجدوا فيه شيئا من آلات الملاهي. قال الخطيب في تاريخه: ولم يزل أمره مستقيما إلى أن قبض عليه في سنة خمسين. وكان السبب في ذلك أن أرسلان التركي البساسيري كان قد عظم

(31/227)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 228
أمره واستفحل شأنه لعدم نظرائه وانتشر ذكره وتهيبته أمراء العرب والعجم ودعي له على المنابر وجبي له الأموال وخرب القرى. ولم يكن القائم يقطع أمرا دونه. ثم صح عنده سوء عقيدته وشهد عنده جماعة أن البساسيري عرفهم وهو باسط عزمه على نهب دار الخلافة والقبض على أمير المؤمنين فكاتب الخليفة أبا طالب محمد بن ميكال سلطان الغز المعروف بطغرلبك وهو بالري يستنهضه في القدوم. ثم أحرقت دار البساسيري. وقدم طغرلبك في سنة سبع وأربعين فذهب البساسيري إلى الرحبة وتلاحق به خلق من الأتراك وكاتب صاحب مصر فأمده بالأموال. ثم خرج طغرلبك بعد سنتين إلى نصيبين ومعه أخوه ينال في سنة خمسين فخالف عليه أخوه وسار بجيش عظيم وطلب الري وكان البساسيري قد كاتبه وأطمعه بمنصب أخيه طغرلبك فسار طغرلبك في إثر أخيه فتفرقت عساكره وتواقع هو وأخوه بهمذان فظهر عليه ينال وحصره بهمذان. فعزم الوزير الكندري والخاتون زوجة طغرلبك وابنها على نجدة طغرلبك فاضطرب أمر بغداد وأرجفوا بمجيء البساسيري فبطل عزم الوزير فهمت خاتون بالقبض عليه وعلى ابنها ففرا إلى الجانب الغربي وقطعوا الجسر فنهبت دورهما ومضت هي بجمهور الجيش نحو همذان وخرج ابنها والوزير نحو الأهواز: فلما كان في ذي القعدة رحل البساسيري إلى الأنبار ولم يحضر الخطيب يوم الجمعة ونزلوا من المئذنة فأخبروا أنهم رأوا عسكر البساسيري. وصلى الناس ظهرا. ثم ورد من الغد من عسكره مائتا فارس فلما كان يوم الأحد دخل البساسيري بغداد ومعه الرايات المصرية فضرب مخيمه على دجلة وأجمع أهل الكرخ والعوام من الجانب الغربي على مضافرة البساسيري. وكان قد جمع العيارين وأهل الرساتيق وأطمعهم في نهب دار الخليفة والناس إذ ذاك في قحط وبقي القتال كل يوم بين الفريقين في السفن فلما كان يوم الجمعة المقبلة دعي لصاحب مصر بجامع المنصور وزيد في الأذان بحي على خير

(31/228)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 229
العمل وأصلحوا الجسر وعبر الجيش فنزلوا بالزاهر وكفوا عن المحاربة أياما. وخندق الخليفة حول داره وأصلح سورها. ثم حشد البساسيري أهل الكرخ وغيرهم ونهض بهم إلى حرب الخليفة فتحاربوا يومين وقتل قتلى كثيرة. وفي اليوم الثالث أتى البساسيري وجموعه نحو دار الخليفة وأحرق الأسواق بنهر معلى ووقع النهب وأحاطوا بدار الخلافة وأخذ منها ما لا يحصى. ووجه الخليفة إلى قريش العقيلي البدوي وكان قد جاء ناصرا للبساسيري فأذم للخليفة في نفسه ولقيه فقبل بين يديه الأرض وخرج الخليفة معه من الدار راكبا وبين يديه راية سوداء والأتراك بين يديه. ثم نزل بمخيم ضرب له بأمر قريش. وقبض البساسيري على الوزير وعلى القاضي الدامغاني وجماعة وقيد الوزير والقاضي. فلما كان يوم الجمعة من ذي الحجة خطب لصاحب مصر في كل الجوامع إلا جامع الخليفة. ولما كان يوم عرفة بعث الخليفة إلى عانة على الفرات وحبس هناك. وشهر الوزير في أواخر الشهر على جمل وطيف به. ثم صلب حيا وهو أبو القاسم ابن المسلمة. ثم جعلوا في فكيه كلوبين من حديد فمات ليومه. وأطلق قاضي القضاة. وأما طغرلبك فظفر بأخيه وقتله. وكاتب متولي عانة في رد الخليفة إلى داره مكرما. وذكر لنا أن البساسيري عزم على ذلك لما بلغه أن طغرلبك متوجه إلى العراق. وحصل الخليفة في مقر عزه في الخامس والعشرين من ذي القعدة من سنة إحدى وخمسين. ثم جهز طغرلبك جيشا فحاربوا البساسيري بسقي الفرات وظفروا به فقتل وحمل رأسه إلى بغداد. وقال أبو الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام الكاتب: سمعت

(31/229)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 230
الأستاذ أبا الفضل محمد بن علي بن عامر قال: دخلنا في يومنا هذا إلى المخزن فلم يبق أحد لقيني إلا وأعطاني قصة فامتلأ كمي بالرقاع فلما رأيت كثرتها قلت: لو كان القائم بأمر الله أخي لأقل المراعاة لي ولضجر مني. وألقيتها في بركة. وكان القائم ينظر وأنا لا أعلم فلما وقفت بين يديه أمر بأخذ الرقاع من البركة وبسطت في الشمس ثم حملت إليه ووقع على الجميع. ثم قال: يا عامي ما حملك على ما فعلت؟ وهل كان عليك درك في إيصالها إلينا؟ فقلت: خفت أن تمل. فقال: ويحك ما أطلقنا شيئا من أموالنا بل نحن خزانهم فيها. واحذر أن تعود إلى ما فعلت. قال أبو يعلى بن حمزة بن القلانسي في تاريخه: روي أن القائم لما اعتقل نوبة البساسيري كتب قصة ونفذها إلى بيت الله مستعديا إلى الله على من ظلمه فعلقت على الكعبة وهي: إلى الله العظيم من المسكين عبده. اللهم إنك العالم بالسرائر [و المطلع على الضمائر اللهم إنك غني بعلمك واطلاعك على خلقك عن إعلامي هذا عبد قد كفر نعمك وما شكرها وألقي العواقب وما ذكرها أطغاه حلمك حتى تعدى علينا بغيا وأساء إلينا عتوا وعدوا. اللهم قل الناصر واعتز الظالم وأنت المطلع العالم [و المنصف الحاكم. بك نعتز عليه وإليك نهرب من يديه فقد تعزز علينا

(31/230)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 231
بالمخلوقين ونحن نعزز بك. وقد حاكمنا إليك وتوكلنا في انصافنا منه عليك ورفعنا ظلامتنا هذه إلى حرمك ووثقنا في كشفها بكرمك فاحكم بيننا بالحق وأنت خير الحاكمين. توفي القائم بأمر الله ليلة الخميس الثالث عشر من شعبان ودفن في داره بالقصر الحسني , وكانت دولته خمسا وأربعين سنة وغسله الشريف أبو جعفر بن أبي موسى الهاشمي شيخ الحنابلة. وبويع بعده المقتدي. 214 - عبد الله بن محمد بن الهيصم الكرامي. أبو بكر النيسابوري من وجوه أصحاب أبي عبد الله بن كرام. توفي أبوه الإمام محمد ولهذا إحدى عشرة سنة. وكان قد قرأ عليه شيئا يسيرا ثم قرأ على أخيه عبد السلام وحصل سرائر المذهب ودقائقه عن أخيه. واختلف إلى الأديب أبي بكر الخطابي وأحكم عليه الأدب. وسمع من: أبي عمرو بن يحيى والقاضي أبي الهيثم وعبد الله بن يوسف وابن محمش والحاكم أبي عبد الله.

(31/231)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 232
وتوفي يوم عيد الفطر. وكان أبوه رأسا في بدعته. 215 - عبد الله بن أبي معاذ الصيرفي. الهروي. وقد حج وسمع: أبا الحسين بن بشران وأبا أسامة المقريء بمكة. 216 - عبد الرحمن بن محمد بن محمود. أبو سعيد الهروي المعلم. سمع من: الأمير خلف السجزي وأبا علي منصور الخالدي. وحدث. 217 - عبد الرحمن بن محمد بن المظفر بن محمد بن داود بن أحمد بن معاذ بن سهل بن الحكم بن شيرزاد. أبو الحسن بن أبي طلحة الداوودي البوشنجي شيخ خراسان جمال الإسلام رضي الله عنه. ذكره أبو سعد السمعاني فقال: وجه مشايخ خراسان فضلا عن ناحيته

(31/232)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 233
المعروف في أصله وفضله وسيرته وطريقته. له قدم في التقوى راسخ يستحق أن يطوى للتبرك بلقائه فراسخ. وفضله في الفنون مشهور وذكره في الكتب مسطور. وأيامه غرر وكلماته درر. قرأ الأدب على أبي علي الفنجكردي والفقه على: أبي بكر القفال المروزي وأبي الطيب سهل الصعلوكي وأبي طاهر بن محمش والأستاذ أبي حامد الإسفرائيني وأبي الحسن الطبسي وأبي سعيد يحيى بن منصور الفقيه البوسنجي. وسمعت أن ما كان يأكله في حالة التفقه والمقام ببغداد وغيرها يحمل إليه من فوشنج احتياطا في المأكول. وصحب أبا علي الدقاق وأبا عبد الرحمن السلمي بنيسابور والإمام فاخر السجزي ببست في رحلته إلى غزنة. ولقي يحيى بن عمار. ودخل بغداد سنة تسع وتسعين وثلاثمائة ورجع إلى وطنه سنة خمس

(31/233)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 234
وأربعمائة وأخذ في مجلس التذكير والتدريس والفتوى والتصنيف وكان له حظ وافر من النظم والنثر. سمع ببوشنج: عبد الله بن أحمد بن حمويه السرخسي وهو آخر من حدث عنه. وبهراة: أبا محمد بن أبي شريح. وبنيسابور: أبا عبد الله الحاكم وأبا عبد الله بن بامويه وابن محمش. وببغداد: أبا الحسن بن الصلت المجبر وأبا عمر بن مهدي وعلي بن عمر التمار. حدثنا عنه: مسافر بن محمد وأخوه أحمد وأبو المحاسن أسعد بن زياد الماليني وأبو الوقت عبد الأول. وعائشة بنت عبد الله البوسنجية. قال السمعاني أبو سعد: سمعت يوسف بن محمد بن فارو الأندلسي: سمعت علي بن سليمان المرادي يقول: كان أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل يقول: سمعت الصحيح من أبي سهل الحفصي وأجازه لي أبو الحسن الداوودي وإجازة الداوودي أحب إلي من السماع من الحفصي. وسمعت أسعد يقول: كان شيخنا الداوودي بقي أربعين سنة لا يأكل اللحم وقت تشوش التركمان واختلاط النهب فأضر به فكان يأكل السمك ويصطاد له من نهر كبير فحكي له أن بعض الأمراء أكل على حافة ذلك النهر ونفضت سفرته وما فضل منه في النهر فما أكل السمك بعد ذلك.

(31/234)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 235
قال أبو سعد: وسمعت محمود بن زياد الحنفي يقول: سمعت المختار بن عبد الحميد البوشنجي يقول: صلى الإمام أبو الحسن الداوودي أربعين سنة وكان يده خارجة من كمه استعمالا للسنة واحتياطا لأحد القولين في وضع اليدين وهما مكشوفتان حالة السجود. قال أبو القاسم عبد الله بن علي أخو نظام الملك: كان أبو الحسن الداوودي لا تسكن شفته من ذكر الله فحكي أن مزينا أراد أن يقص شاربه فقال: سكن شفتك. فقال: قل للزمان حتى يسكن. ودخل أخي النظام عليه فقعد بين يديه وتواضع له فقال له: أيها الرجل إنك سلطان الله على عباده فانظر كيف تجيبه إذا سألك عنهم. ومن شعر الداوودي:
(رب تقبل عملي .......... ولا تخيب أملي)

(أصلح أموري كلها .......... قبل حلول الأجل)
وله:
(يا شارب الخمر اغتنم توبة .......... قبل التفاف الساق بالساق)

(الموت سلطان له سطوة .......... يأتي على المسقي والساقي)

(31/235)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 236
قال عبد الغافر الفارسي: ولد الداوودي في ربيع الآخر سنة أربع وسبعين وثلاثمائة. وقال الحسين بن محمد الكتبي: توفي بفوشنج في شوال. فوشنج ويقال بالباء مدينة صغيرة بشين معجمة على سبعة فراسخ من هراة. رحمه الله تعالى. 218 - عبد الرحمن بن محمد بن عبد الكبير الطليطلي. الطبيب ابن وافد الوزير أبو المطرف اللخمي الأندلسي. من كبار العالمين بالطب لا سيما بالأدوية المفردة فإنه لم يدرك شأوه فيها أحد. وألف كتابا حافلا جمع فيه بين قول ديسقوريدوس وقول جالينوس. وله يد طولى في المعالجة وسكن طليطلة. وكان له في دولة ابن ذي النون ذكر. وكان حيا في سنة ستين وأربعمائة. وذكر أنه ولد سنة سبع وثمانين وثلاثمائة. وهو مشهور بابن وافد بالفاء وله أيضا كتاب الرشاد في الطب وكتاب تدقيق النظر في علل حاسة البصر وكتاب مجربات الطب. توفي في رمضان سنة سبع وستين.

(31/236)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 237
ورخه الأبار وقال: له كتاب الفلاحة. أخذ الطب عن خلف بن عباس الزهراوي. 219 - عبد السلام بن أحمد بن محمد بن عمر. أبو الغنائم الأنصاري البغدادي البابصري. نقيب الأنصار من ولد زيد بن وديعة الأنصاري رضي الله عنه. كان من أماثل الشيوخ وأعيانهم ذا سمت ووقار ودين وتواضع. وكان ثقة صحيح السماع. سمع من: هلال الحفار وأبي الفتح بن أبي الفوارس وأبي الحسين بن بشران. سمع منه: مكي الرميلي وأبو الفضل محمد بن عبد الله بن المقتدي بالله وأبو عبد الله الحسين سبط الخياط وأبو المعالي بن البدن. ولد سنة تسع وثمانين وثلاثمائة. وقيل: سنة ست وثمانين. وتوفي في يوم الجمعة السابع والعشرين من رمضان ؛ وهو والد أبي الفضل محمد شيخ شهدة. 220 - عبد الواحد بن أحمد بن سعيد البقال الإصبهاني. مات في شعبان. شيخ مستور عفيف صالح.

(31/237)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 238
روى عن: أبي عمر بن عبد الوهاب وأبي العباس المخلدي. 221 - علي بن الحسن بن علي بن أبي الطيب. الرئيس الأديب أبو الحسن الباخرزي الشاعر مصنف دمية القصر.

(31/238)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 239
كان واحدا في فنه. تفقه في مذهب الشافعي ولازم أبا محمد الجويني والد إمام الحرمين ثم شرع في الأدب وأقبل على الكتابة والإنشاء واختلف إلى ديوان الرسائل وتنقلت به الأحوال ورأى عجائب في أسفاره وسمع الحديث وألف كتاب دمية القصر وهو ذيل ليتيمة الدهر للثعالبي في الشعراء ذكر فيه خلقا كثيرا. وقد وضع على كتابه أبو الحسن علي بن زيد البيهقي كتابا سماه وشاح الدمية كذا سماه أبو سعد السمعاني في الذيل. وسماه العماد في كتاب الخريدة شرف الدين علي بن الحسين البيهقي. وللباخرزي ديوان شعر كبير منه:
(يا فالق الصبح من لألاء غرته .......... وجاعل الليل من أصداغه سكنا)

(بصورة الوثن استعبدتني وبها .......... فتنتني وقديما هجت لي شجنا)

(لا غرو أن أحرقت نار الهوى كبدي .......... فالنار حق على من يعبد الوثنا)
قتل بباخرز وهي ناحية من نواحي نيسابور وذهب دمه هدرا في شهر ذي القعدة.

(31/239)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 240
222 - علي بن الحسين بن أحمد بن محمد بن الحسين. أبو الحسن التغلبي ابن صصري. أصلهم من مدينة بلد. حدث عن: تمام الرازي وأبي عبد الله بن سهل وعبد الرحمن بن أبي نصر التميمي وعبد الرحمن بن عمر بن نصر وجماعة. روى عنه: أبو بكر الخطيب وعمر الرؤاسي وأبو القاسم النسيب وأبو محمد بن الأكفاني وقال: توفي في الثالث والعشرين من المحرم بدمشق. وكان ثقة كتب له تمام الجزء الأول من فوائد الحسين بن يحيى الشعراني وكتب عليه علامة السماع له من أبي بكر بن أبي الحديد فدفعه إلي وقال: لم أسمع من أبي بكر شيئا كتب لي تمام هذا الجزء ولم يتفق لي سماعه من أبي بكر.

(31/240)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 241

(- حرف الميم -)
223 - محمد بن بديع الأسداباذي. أبو الفتح. سمع: عبد الرحمن بن أبي نصر. روى عنه: الخطيب مع تقدمه وغيث الأرمنازي. مات بالرملة قاصدا القدس. 224 - محمد بن المحدث أبي محمد الجوهري. أبو الحسن. سمع: أبا علي بن شاذان. وعنه: أبو علي البرداني وشجاع الذهلي وطائفة. 225 - محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن علي. أبو الحسين الأزدي الدمشقي المعروف بابن أبي العجائز الخطيب. نزيل بيروت وبها توفي. روى عن: عبد الرحمن بن أبي نصر وأبي نصر بن هارون. وعنه: عمر الرؤاسي وابن الأكفاني وغيرهما. 2226 - محمد بن عبد الله بن الحسن. أبو بكر القصار المديني يعرف بالغزال. مات في جمادى. 227 - محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن العباس بن الحصين. أبو عبد الله الشيباني والد هبة الله بن الحصين. مات فيها.

(31/241)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 242
ومات ابنه عبد الواحد بعده بأيام. 228 - محمد بن عقيل بن محمد بن عبد المنعم بن هاشم. أبو عبد الله القرشي الدمشقي البزاز. صدوق. سمع من: عبد الرحمن بن أبي نصر. روى عنه: غيث الأرمنازي وابن الأكفاني. 229 - محمد بن علي بن محمد بن موسى. أبو بكر الخياط المقريء البغدادي. قرأ القراءآت على: أبي أحمد بن أبي مسلم الفرضي وأبي الحسن السوسنجردي وبكر بن شاذان والحمامي. وتفرد بالعلو في رواية أبي نشيط عن قالون. وفي اختيار خلف وفي رواية سجادة عن اليزيدي. وكان عالما متقنا ورعا صالحا خشن الطريقة حنبلي المذهب. سمع الحديث من: ابن الصلت المجبر والفرضي وأبي عمر بن

(31/242)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 243
مهدي وإسماعيل بن الحسن الصرصري وجماعة. وتصدر للإقراء وكان بقية شيوخ العراق فقيرا قانعا بكاء عند الذكر. روى عنه: الخطيب في تاريخه ومكي الرميلي وأبو منصور القزاز وعبد الخالق بن البدن ويحيى بن الطراح وأحمد بن ظفر المغازلي. وقرأ عليه القرآن جماعة منهم: أبو الحسين بن الفراء الحنبلي وهبة الله بن الطبر الحريري وأبو بكر محمد بن الحسين المزرفي وأبو عبد الله البارع. وكان مولده في سنة ست وسبعين وثلاثمائة. توفي في جمادى الأولى. 230 - محمد بن علي بن محمد. أبو يعلى بن الحربي البزاز. روى عن: هلال الحفار.

(31/243)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 244
وعنه: أبو علي البرداني وقال: توفي في المحرم. 231 - محمود بن نصر بن صالح بن مرداس الكلابي. الأمير عز الدولة صاحب حلب. كانت مدة مملكته حلب بعد أن تسلمها من عمه عطية عشر سنين. وكان شجاعا كريما عادلا يداري المصريين والعراقيين. مدحه ابن حيوس بقصائد. توفي سنة سبع هذه. وتملك بعده ابنه الأمير نصر وأمه هي بنت الملك العزيز أبي منصور جلال الدولة ابن بويه. فبقي سنة قتله بعض الأتراك بظاهر حلب. 232 - المسلم بن الحسن بن هلال الأزدي. البزاز المقريء.

(31/244)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 245
توفي بصور في ربيع الأول. قرأ بعدة روايات وتلا على: علي بن الحسن بن أبي زروال الربعي. وسمع من عبد الرحمن بن الطبيز والعقيقي. قال ابن الأكفاني: لم يحدث بشيء.
(- حرف الياء -)
233 - يوسف بن أحمد بن صالح. أبو القاسم الغوري. لقن خلقا ببغداد وكان من أعيان أصحاب الحمامي. مات في رجب. سمع منه: مكي الرميلي وأبو محمد بن السمرقندي. 234 - يوسف بن محمد بن يوسف بن حسن بن عثمان. أبو القاسم الرازي الخطيب.

(31/245)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 246

(سنة ثمان وستين وأربعمائة)

(- حرف الألف -)
235 - أحمد بن إبراهيم بن عمر البرمكي. أبو الحسين بن الشيخ أبي إسحاق. دين خير منعزل. سمع: أبا الفتح بن أبي الفوارس. وروى عنه: قاضي المرستان أبو بكر. وأصلهم من قرية اسمها البرمكية. توفي في ذي القعدة. 236 - أحمد بن الحسن بن أحمد. أبو بكر المقدسي القطان المقريء. قرأ القراءآت على جماعة منهم: أبو القاسم علي بن محمد الزيدي بحران وأبو علي الأهوازي بدمشق ؛ ومحمد بن الحسين الكارزيني بمكة ؛ وعتبة بن عبد الملك العثماني وجماعة ببغداد. وسمع الكثير.

(31/246)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 247
روى عنه: أبو بكر المزرفي. 237 - أحمد بن علي بن القاضي أبي عبد الله محمد بن الحسين النصيبي. ثم الدمشقي جلال الدولة أبو الحسن. سمع: أبا عبد الله بن أبي كامل فيما زعم وهو جده لأمه. وولي قضاء دمشق في دولة المستنصر العبيدي. وهو آخر قضاة العبيديين بدمشق. ولي بعده الشريف أبو الفضل. وكان يرمى بالكذب. أخذ عنه هبة الله بن الأكفاني. وحكى الشريف النسيب عن أبي الفتيان بن حيوس أنه كان يوما مع الشريف أحمد فقال الشريف: وددت أني كنت في الشجاعة مثل علي وفي السخاء مثل حاتم. فقال له ابن حيوس: وفي الصدق مثل أبي ذر. يعرض بأنه كذاب. قال ابن الأكفاني: توفي قاضيا بدمشق وأعمالها.

(31/247)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 248
238 - أحمد بن علي بن أحمد. أبو سعيد بن الأزرق السوسي ثم البغدادي. ولد سنة تسعين وثلاثمائة. وسمع من: أبي أحمد الفرضي وأبي عمر بن مهدي. وكانت أصوله جيدة. سمع منه: مكي الرميلي وغيره. وتوفي ليلة عيد الفطر رحمه الله. روى عنه: إسماعيل السمرقندي. 239 - أحمد بن منصور بن محمد الغساني الغنمي. الفقيه أبو العباس الداراني الدمشقي الفقيه المالكي المعروف بابن قبيس. سمع: عبد الرحمن بن أبي نصر وعبد الرحمن الميداني وأبا نصر عبد الوهاب المري وابن ياسر الجوبري. وأول سماعه سنة اثنتين وأربعمائة بداريا. روى عنه: ابنه علي وعمر الرؤاسي وهبة الله بن الأكفاني وعلي بن المسلم. ومات في شعبان وقت نزول الترك على دمشق. قال هبة الله: كان ثقة حافظا متحرزا مشتغلا بالعلم. قلت: وأخذ من الفقه عن القاضي عبد الوهاب المالكي رحمه الله لما مر بدمشق.

(31/248)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 249
240 - أحمد بن محمد بن عمر. أبو طاهر الإصبهاني البقال النقاش. حدث في هذه السنة عن: عبد الله بن مندة الحافظ. روى عنه: أبو عبد الله الخلال وأبو سعد البغدادي. 241 - إسماعيل بن محمد بن أحمد بن الطيب. القاضي أبو علي بن كماري الواسطي الفقيه. سمع من أحمد بن عبيد بن بيرى وجماعة. مات في جمادى الأولى عن أربع وثمانين سنة. وولي قضاء واسط مدة. وسمع أيضا من: عبيد الله بن محمد بن أسد وابن خزفة وابن دينار وأبي عبد الله بن مهدي. أخذ عنه أهل بلده. وقد وثق. 242 - إنتصار بن يحيى.

(31/249)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 250
زين الدولة المصمودي المغربي. غلب في هذا العام على دمشق عند هروب معلى بن حيدرة عنها فاجتمعت المصامدة إلى انتصار وقووا نفسه ورضي به أكثر الناس لجودة سيرته فبقي متوليها تسعة أشهر حتى قدم أتسز فعوضه عن دمشق بانياس ويافا وذهب إليهما.
(- حرف الحاء -)
243 - الحسن بن علي بن عبد الله بن مجالد بن بشر. أبو علي البجلي الكوفي. ذكره أبي النرسي فقال: كان أوحد عصره في علم الشروط. ثنا عن جده عن أبي العباس بن عقدة. قلت: جده مات سنة أربعمائة. 244 - الحسن بن القاسم بن علي الواسطي المقريء. أبو علي إمام الحرمين المشهور بغلام الهراس. أحد من عني بالقراءآت وسافر فيها إلى النواحي. قرأ في حدود الأربعمائة على شيوخ العراق.

(31/250)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 251
قال خميس الحوزي: قرأ على عبد الله بن أبي عبد الله العلوي. وهذا العلوي قرأ على النقاش. قال: ورحل إلى بغداد فقرأ على: عبد الملك بن بكران النهرواني والسوسنجردي والحمامي. وقرأ بمكة على الكارزيني وبمصر على ابن نفيس وبحران على العلوي وبدمشق على: الرهاوي والأهوازي وسمع منه مصنفاته وكان يقريء معه بجامع دمشق. ثم عاد إلى واسط وقد كف بصره وكان قديما أعور ورحل الناس إليه من الآفاق وقرأوا عليه. رأيته وقبلت يده وجلست بين يديه كثيرا. وتوفي في أواخر سنة سبع وستين وكان يلقب إمام الحرمين. قال: والبغداديون لهم فيه كلام. روى الحديث عن ابن خزفة. وسمعت من أصحابنا من يقول: سمعت أبا الفضل بن خيرون وقيل له أبو علي غلام الهراس عن أبي علي الأهوازي فقال: مطرز معلم كذاب عن كذاب. قلت: قرأ عليه أبو العز القلانسي بروايات كثيرة وجميع كتابيه الكفاية والإرشاد مدارهما على أبي علي وفيهما أنه قرأ على: الحسن بن محمد بن يحيى بن داود بن الفحام والقاضي أحمد بن عبد الله بن عبد الكريم وأبي أحمد عبيد الله بن أبي مسلم الفرضي وأبي العلاء محمد بن علي بن يعقوب الواسطي وأبي القاسم بكير بن شاذان الواعظ والقاضي أبي عبد الله محمد بن

(31/251)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 252
عبد الله بن الحسين الجعفي الهرواني وأبي الحسين محمد بن جعفر بن محمد بن هارون التميمي النحوي شيخ الكوفة والحسن بن علي بن بشار السابوري المصري وعلي بن موسى الصابوني البغدادي والحسن بن ملاعب الحلبي وجماعة مذكورين في الكتابين أكبرهم أبو القاسم عبيد الله بن إبراهيم مقريء أبي قرة قرأ عليه لأبي عمرو في سنة تسع وثمانين وثلاثمائة وأخبره أنه قرأ على ابن مجاهد. ونبه على هذا الشيخ أيضا أبو سعد السمعاني ثم قال: قال هبة الله بن المبارك السقطي: كنت أحد من رحل إلى أبي علي غلام الهراس فألفيت شيخا عالما فهما صالحا صدوقا متيقظا مسندا نبيلا وقورا. قال: ووجدت بخط أحمد بن خيرون الأمين: غلام الهراس كان مقرئا غير أنه خلط في شيء من القراءآت وادعى إسنادا في شيء لا حقيقة له وروى عجائب. ولد سنة أربع وسبعين وثلاثمائة. قال: وتوفي يوم الجمعة سابع جمادى الأولى سنة ثمان وستين بواسط. قلت: هذا أصح مما ورخ خميس. قال الحافظ ابن عساكر: روى عنه مكي الرميلي وجماعة وأجاز لجماعة من شيوخنا. وقال ابن السمعاني: قرأ بالأمصار وسافر في طلب إسناد القراءآت وأتعب نفسه في التجويد والتحقيق حتى صار طبقة العصر ورحل إليه الناس من الأقطار.

(31/252)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 253
قلت: وممن قرأ عليه: علي بن علي بن شيران وأبو المجد محمد بن محمد بن محمد بن جهور قاضي واسط والمبارك بن الحسين الغسال وأحمد بن عبد السلام بن حيوخار. 245 - حمد بن أحمد بن عمر بن ولكنز. أبو سهل الصيرفي الإصبهاني. سمع: أبا عبد الله بن مندة. وعنه: أبو عبد الله الخلال وأبو سعد البغدادي وعبد المغيث بن أبي عدنان. توفي في ذي الحجة. 246 - حمزة بن أبي الحسين بن أبي حمزة الغورجي الهروي. أبو المظفر. مات في رجب.
(- حرف السين -)
247 - سفيان بن الحسين بن محمد بن حسين بن عبد الله بن فنجويه الثقفي. الدينوري ثم الهمذاني أبو القاسم. روى عن: أبيه أبي عبد الله وأبي عمر محمد بن الحسين البسطامي

(31/253)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 254
ويحيى بن إبراهيم المزكي وأبي حازم العبدوي. قال شيرويه: سمعت منه. ثقة زاهد كف بصره في آخر عمره. وقال لي: ولدت سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة وأخي أبو بكر سنة أربع وتسعين. مات بهمذان.
(- حرف الظاء -)
248 - ظفر بن عبد الرحيم بن محمد بن سليمان. أبو الفتح الإصبهاني. سمع: إبراهيم بن خرشيد قوله وغيره. توفي في جمادى الأولى.
(- حرف العين -)
249 - عبد الجبار بن عبد الله بن إبراهيم بن محمد بن برزة. أبو الفتح الرازي الأردستاني الجوهري الواعظ. أحد التجار المعروفين.

(31/254)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 255
كان يسافر كثيرا إلى خراسان والعراق والشام ثم سكن في الآخر إصبهان وبها مات في المحرم. وقد سكن دمشق مدة. وحدث عن: علي بن محمد القصار وأبي طاهر بن محمش والسلمي وعبد الله بن يوسف بن بامويه والحسن بن شهاب العكبري وجماعة. روى عنه: أبو بكر الخطيب وسهل بن بشر وهبة الله بن الأكفاني وأبو سعد أحمد بن محمد البغدادي وجماعة آخرهم موتا إسماعيل بن علي الحمامي. وكان سماعه من القصار قديما في سنة خمس وثمانين وثلاثمائة وله سبع سنين. وهو آخر من حدث عنه. قال ابن ماكولا: كان عبد الجبار يبيع الجوهر. سمعت منه بدمشق وبغداد. 250 - عبد الرحمن بن علي بن محمد بن أحمد بن الحسين بن موسى. أبو نصر النيسابوري المزكي التاجر. سمع: أبا الحسين الخفاف ويحيى بن إسماعيل الحربي وأبا القاسم علي بن أحمد الخزاعي وأبا أحمد بن أبي مسلم الفرضي وأبا عمر بن مهدي وطائفة سواهم بنيسابور وبغداد.

(31/255)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 256
قال عبد الغافر الفارسي: رحل إلى العراق في صباه وسمع من أصحاب ابن صاعد والمحاملي ؛ وحدث حتى حدث بالكثير. وقال السمعاني: ثنا عنه زاهر ووجيه ابنا الشحامي وهبة الرحمن القشيري وغيرهم. وكان ثقة صالحا مكثرا. 251 - عبد الغفار بن الحسين بن أحمد بن حبشان. أبو الفرج الهمذاني البزاز. روى عن: ابن عبدان الشيرازي والقاضي أبي عمر القاسم بن جعفر الهاشمي وأبي علي بن فضالة وجماعة. وقال شيرويه: سمعت منه وكان مائلا إلى المبتدعة. توفي في رابع عشر صفر. 252 - عبد الكريم بن أحمد بن طاهر. أبو سعد التيمي الطبري المعروف بالوزان. روى بهمذان وولي قضاءها في هذه السنة. ولا أعرف كم عاش بعدها. روى عن: منصور السمرقندي الكاغدي وأبي بكر عبد الله بن محمد القفال المروزي وأبي بكر الحيري وعلي بن محمد الطرازي وعبد الرحمن السراج.

(31/256)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 257
قال شيرويه: كان صدوقا سمعت منه. وكان واسع العلم قد استمليت عليه. قلت: توفي سنة ثمان أو تسع وستين. روى عنه: زاهر الشحامي وأبو علي أحمد بن سعد العجلي. وقال السمعاني: نزل الري وسكنها. وكان من كبار عصره فضلا وحشمة وجاها. له القدم الراسخ في المناظرة وإفحام الخصوم: تفقه على القفال وبرع في الفقه. وولد سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة. ومات سنة 68 وقيل: سنة 69. 253 - علي بن أحمد بن محمد بن علي.

(31/257)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 258
أبو الحسن الواحدي النيسابوري من أولاد التجار. أصله من ساوة وله أخ اسمه عبد الرحمن قد تفقه وحدث أيضا. كان الأستاذ أبو الحسن واحد عصره في التفسير. لازم أبا إسحاق الثعلبي المفسر وأخذ عنه. وأخذ العربية عن: أبي الحسن القهندزي الضرير. ودأب في العلوم. وسمع: ابن محمش وأبا بكر أحمد بن الحسن الحيري وأبا إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم الواعظ ومحمد بن المزكي إبراهيم بن محمد بن يحيى وعبد الرحمن بن حمدان النصروي وأحمد بن إبراهيم النجار وجماعة. روى عنه: أحمد بن عمر الأرغياني وعبد الجبار بن محمد الخواري وطائفة من العلماء.

(31/258)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 259
صنف التفاسير الثلاثة البسيط والوسيط والوجيز وبهذه الأسماء سمى الغزالي كتبه الثلاثة في الفقه وصنف أسباب النزول في مجلد والتحبير في شرح أسماء الله الحسنى وشرح ديوان المتنبي. وكان من أئمة العربية واللغة. وله أيضا كتاب الدعوات وكتاب المغازي وكتاب الإغراب في الإعراب وكتاب تفسير النبي صلى الله عليه وسلم وكتاب نفي التحريف عن القرآن الشريف. وتصدر للإفادة والتدريس مدة. وكان معظما محترما لكنه كان يزري على العلماء فيما قيل ويبسط لسانه فيهم بما لا يليق. وله شعر مليح. توفي بنيسابور في جمادى الآخرة وعاش بعده أخوه تسع عشرة سنة. وقد قال الواحدي في مقدمة البسيط: وأظنني لم آل جهدا في إحكام

(31/259)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 260
أصول هذا العلم على حسب ما يليق بزماننا. إلى أن قال: فأما اللغة فقد درستها على أبي الفضل أحمد بن محمد بن يوسف العروضي وكان قد خنق التسعين في خدمة الأدب وروى عن أبي منصور الأزهري كتاب التهذيب وأدرك العامري وجماعة وسمع أبا العباس الأصم وله مصنفات كبار. وقد لازمته سنين. وأخذت التفسير عن الثعلبي والنحو عن أبي الحسن علي بن محمد بن إبراهيم الضرير وكان من أبرع أهل زمانه في لطائف النحو وغوامضه علقت عنه قريبا من مائة جزء في المسائل المشكلة وسمعت منه أكثر مصنفاته. وقرأت القراءات على جماعة سماهم وأثنى عليهم. وقد قال الواحدي كلمة تدل على حسن نقيته فيما نقله أبو سعد السمعاني في كتاب التذكرة له في ذكر الواحدي. قال: وكان حقيقا بكل إحترام وإعظام لكن كان فيه بسط اللسان في الأئمة المتقدمين حتى سمعت أبا بكر أحمد بن محمد بن بشار بنيسابور مذاكرة يقول: كان علي بن أحمد الواحدي يقول: صنف أبو عبد الرحمن السلمي كتاب حقائق التفسير ولو قال إن ذاك تفسير للقرآن لكفر به. قلت: صدق والله.

(31/260)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 261
254 - عبد الغني بن الحاجي الهوسمي. أبو محمد النيسابوري أحد الزهاد المنقطعين إلى الله تعالى. تفقه وسمع من: أبي عبد الرحمن السلمي وغيره. ثم ترهب وتوحد في جبل نيسابور نحوا من ثلاثين سنة ويحضر الجمعة. ثم شاخ وعجز. وكان يزار وعنده قمح من بذر إبراهيم عليه السلام فكان يزرعه ويخبز منه ويطعم من يزوره. قاله أبو سعد السمعاني. قال: ومات في رمضان سنة ثمان أو تسع وستين وأربعمائة وشيعه الخلق. روى عنه: محمد بن منصور الحرضي وغيره. رحمه الله. 255 - عبد العزيز بن طاهر. أبو طاهر البابصري. سمع: بن رزقويه. وعنه: أبو السعود بن المجلي. وكان مختل العقل. قاله الحميدي. مات في جمادى الأولى. 256 - علي بن أحمد بن علي بن جني البيع.

(31/261)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 262
أبو الحسن. بغدادي روى عن: أبي الحسن بن رزقويه. روى عنه: هبة الله السقطي وشجاع الذهلي. 257 - علي بن الحسين بن أحمد بن إبراهيم بن جدا. أبو الحسن العكبري الفقيه الحنبلي. كان شيخا صالحا متعبدا حسن التلاوة فصيحا لسنا مناظرا مباحثا له مصنف في السنة ومصنف في الجدل والمناظرة. سمع: أبا علي بن شاذان والبرقاني وأبا علي بن شهاب العكبري وأبا القاسم بن بشران وغيرهم. روى عنه: محمد بن عبد الباقي الأنصاري وعبد الرحمن بن محمد القزاز. قال ابن خيرون: كان مستورا صينا ثقة. وقال أبو الحسين بن الفراء: توفي فجأة في الصلاة في شهر رمضان. 258 - علي بن عبد الرحمن بن الحسن بن عليك.

(31/262)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 263
أبو القاسم النيسابوري. فاضل عالم من أولاد المحدثين. تنقل في البلاد وسكن إصبهان مدة وحدث بها وببغداد وأذربيجان. قال الخطيب في تاريخه: حدث عن محمد بن الحسين العلوي وأبي نعيم عبد الملك الإسفرائيني والحافظ ابن البيع وحمزة المهلبي. كتبت عنه وكان صدوقا. وقال ابن نقطة: حدث عن: أبي الحسين الخفاف وعبد الرحمن بن إبراهيم المزكي. سمع منه: أبو نصر بن ماكولا والمؤتمن الساجي. قلت: وروى عنه: سعيد بن أبي الرجاء وأبو بكر محمد بن عبد الباقي القاضي وأبو سعد أحمد بن محمد البغدادي وإسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ وأحمد بن عمر الناتاني المقريء شيخ السلفي وقال: قدم علينا تفليس وتوفي بها. قال: ثنا الخفاف. قلت: وهو من أكبر شيوخ إسماعيل المذكور. قال ابن السمعاني: سألت إسماعيل عنه فقال: كتبت عنه وله سماع ولأبيه حديث. وكان سيء الرأي فيه. وسمعت محمد بن أبي نصر اللفتواني يقول: كان أبو القاسم بن عليك على أوقاف الجامع بإصبهان فحوسب فانكسر عليه مال وكان للوقف دكان

(31/263)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 264
حلواني أخذ من صاحبها حلاوة كثيرة. فكان الناس يضحكون منه ويقولون: ترى الجامع أكل الحلاوة؟ ! سالت أبا سعيد البغدادي عن ابن عليك فقال: كان فاضلا ما سمعت فيه إلا خيرا. وكان والده محدثا كتب الكثير وما سمعت قدحا في سماعاته وكتب عنه الجم الغفير مسند أبي عوانة إلا أنه كان أشعريا. وقرأت بخط أبي علي البرداني: حدثني محمد بن الخاطيء قال: مات ابن عليك في رابع رجب بتفليس. قلت: وللحافظ ابن ناصر من أبي القاسم بن عليك إجازة. 259 - علي بن محمد بن علي بن محمد بن عبد الحميد. أبو الفرج البجلي الجريري الهمذاني. روى عن: أبيه وأبي بكر بن لال وابن تركوان وعبد الرحمن بن عمر بن أبي الليث وأبي بكر أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي وعلي بن أحمد بن عبدان وطائفة بهمذان وأبي القاسم الحرفي وأحمد بن علي الجعفري الكوفي ومحمد بن الحسين بن يوسف الإصبهاني نزيل صنعاء. قال شيرويه: سمعت منه عامة ما مر له وكان ثقة عدلا من بيت الإمارة

(31/264)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 265
والعلم من أولاد جرير بن عبد الله رضي الله عنه. وكان أحد تناء بلدنا. وتوفي في ثامن وعشرين رمضان. وسمعته يقول: ولدت سنة سبع وثمانين وثلاثمائة. قال ابن نقطة: حدث عن ابن لال بالسنن لأبي داود. حدث عنه: هبة الله ابن أخت الطويل وأحمد بن سعد العجلي. 260 - علي بن محمد بن نصر الدينوري. أبو الحسن اللبان نزيل غزنة. كان أحد الجوالين في الحديث المعنيين بجمعه. سمع الكثير وعمر حتى رحل الناس إلى لقيه. وروى الكثير بغزنة. سمع: أبا عمر بن مهدي ببغداد وأبا عمر الهاشمي بالبصرة وأبا عبد الرحمن السلمي وأبا بكر الحيري وأبا بكر أحمد بن منجويه الحافظ بنيسابور ومحمد بن علي النقاش بإصبهان وهذه الطبقة. روى عنه: مسافر وأحمد ابنا محمد بن علي البسطامي. وأجاز لحنبل بن علي. قال أبو سعد السمعاني: سمعت الموفق بن عبد الكريم الهروي يقول: كان شيخنا أبو الحسن بن اللبان الدينوري بغزنة وعنده الحلية عن أبي نعيم

(31/265)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 266
فأتاه صوفي ليسمع الكتاب فقال له: إن هذا كتاب فيه ذكر الممتحنين فإن أردت أن تقرأه فوطن نفسك على المحنة. فقال الصوفي: نعم. فابتدأ في قراءته فقرأ أياما إلى أن انتهى إلى ذكر أبي حنيفة وذمه فكان في المجلس حنفي فسعى بالشيخ إلى القاضي ورفع الأمر إلى السلطان فأمر الشيخ بلزوم بيته وأغلق مسجده ومنع من التحديث وكان ذلك في آخر عمره. وضرب الصوفي ونفي وصحت فراسة الشيخ. توفي بعد سنة سبع وستين سنة ثمان. 261 - علي بن أبي بكر محمد بن عبد الله بن علي بن الحسن بن زكريا. الحافظ أبو الحسن الزبحي الجرجاني مصنف تاريخ جرجان وخال الحافظ عبد الله بن يوسف الجرجاني. سمع: أبا بكر الحيري وأبا سعيد الصيرفي وحمزة بن يوسف السهمي وعبد الله بن عبد الرحمن البناني الحرضي وعبد الواحد بن محمد المنيري الجرجاني وعلي بن محمد الحناطي المؤدب.

(31/266)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 267
قال السمعاني: هو منسوب إلى الزبح وظني أنها من قرى جرجان. سكن هراة وتوفي بها في صفر وله ست وسبعون سنة. روى عنه: إسماعيل بن أبي صالح المؤذن وأبو العلاء صاعد بن سيار. والزبحي: ضبطه أبو نعيم بن الحداد ومحمد بن إبراهيم الجرباذقاني بالحركة وكنت أحسب الزبحي بالسكون فقيده ابن نقطة بالفتح.
(- حرف الميم -)
262 - محمد بن أحمد بن أسيد بن عبد الله بن محمد بن الحسن بن أسيد ابن عاصم الثقفي. الشيخ الصالح أبو بكر المديني. مات في شعبان بإصبهان. روى عن: أبي عبد الله بن مندة. وعنه: أبو نصر البار ويحيى بن مندة والحسين بن عبد الملك. وكان عالما من أكابر أهل إصبهان. 263 - محمد بن أحمد. الشيخ أبو الفضل التميمي المروزي. أحد أئمة مرو ورؤسائها.

(31/267)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 268
سمع: الحسين بن علي المنصوري. روى عنه: زاهر ووجيه ابنا الشحامي. 264 - محمد بن عبد الواحد بن عبد العزيز. أبو نعيم الواسطي المعدل. سمع: علي بن عبد الرحيم بن غيلان صاحب المحاملي. وتوفي رحمه الله في شعبان. 265 - محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن محمد بن عيسى. أبو تمام الهاشمي العباسي. من ولد معبد بن العباس. سمع: أباه والحسين بن الحسن الغضائري. وعنه: ابنه عبد الرحيم وأبو بكر قاضي المرستان. وكان صالحا رئيسا. 266 - محمد بن عمويه. واسم عمويه عبد الله بن سعد السهروردي جد الشيخ أبي النجيب ووالد جد الشيخ شهاب الدين السهروردي.

(31/268)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 269
قال السلفي: سمعت أبا حفص عمر بن محمد بن عمويه يقول: مات أبي سنة ثمان وستين وأربعمائة وقد بلغ من العمر مائة وعشرين سنة. 267 - محمد بن القاسم بن حبيب بن عبدوس. أبو بكر النيسابوري الصفار الفقيه المفتي الشافعي. سمع: أبا نعيم عبد الملك الإسفرائيني وأبا الحسن العلوي وأبا عبد الله الحاكم وعبد الله بن يوسف. روى عنه: زاهر ووجيه الشحاميان. توفي في ربيع الأول. وذكره ابن السمعاني فقال: تفقه على أبي محمد الجويني وخلفه في حلقته لما حج. وسمعت أبا عاصم العبادي يقول: ما رأيت أحسن فتيا منه وأصوب. قال: وتوفي رحمه الله في ربيع الآخر. 268 - محمد بن محمد بن عبد الله بن أحمد.

(31/269)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 270
القاضي أبو الحسن البيضاوي البغدادي الفقيه قاضي الكرخ. ختن القاضي أبي الطيب الطبري. وعليه تفقه حتى صار من كبار الأئمة. وكان خيرا صالحا سليم المعتقد. سمع من: أبي الحسن بن الجندي وإسماعيل بن الحسن الصرصري. روى عنه: أبو محمد بن الطراح وأبو عبد الله السلال وقاضي المرستان. وقال الخطيب: كتبت عنه وكان صدوقا. ولد أبو الحسن سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة. وتوفي رحمه الله في شعبان. 269 - محمد بن محمد بن مخلد. أبو الحسن الأزدي الواسطي البزاز. توفي في رمضان. سمع [بإفادة أبيه أبي طالب من] أحمد بن عبيد بن بيري وأبي عبد الله

(31/270)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 271
العلوي وأبي علي بن معاذ. وابن خزفة والناس. قال السلفي: سألت الحوزي عنه فقال: سمع بإفادة أبيه وكان جيد الأصول ثقة جيد الخط. توفي سنة ثمان وستين. قلت: وقال الحوزي: إن العلوي المذكور واسمه الحسين بن محمد ثقة روى عن علي بن عبد الله بن مبشر مسند أحمد بن سنان. وإن آخر من حدث عنه أبو الحسن ابن مخلد والد أبي المفضل. وذكر الحوزي أن العلوي أيضا آخر من حدث عن الخليل بن أبي رافع الطحان صاحب تميم بن المنتصر. 270 - مسعود بن المحسن بن عبد العزيز.

(31/271)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 272
أبو جعفر البياضي العباسي الشريف أحد شعراء بغداد المجودين. قال أبو سعد السمعاني: ما أظن أنه سمع شيئا من الحديث. روي لنا من شعره. قال أبو القاسم بن السمرقندي وأبو سعد الروني وغيرهما: توفي في ثامن عشر ذي القعدة. وله ديوان شعر معروف فمنه:
(يقولون لي: إن كان سمعك عاشقا .......... فما بال دمع العين في الخد)

(فقلت لهم: قد لمت طرفي فقال لي: .......... أتمنعني من أن أساعد جاريا؟)
وله:
(يا من لبست بهجره ثوب الضنا .......... حتى خفيت به عن العواد)

(وأنست بالسهر الطويل فأنسيت .......... أجفان عيني كيف كان رقادي)

(إن كان يوسف بالجمال مقطع .......... الأ يدي فأنت مقطع الأكباد)

(31/272)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 273
271 - مكي بن جابار. أبو بكر الدينوري الحافظ الفقيه. رحل وسمع بمصر والشام ولقي: خلف بن محمد الواسطي وعبد الغني بن سعيد الأزدي وصدقة بن الدلم الدمشقي وجماعة. وكتب الكثير. وكان سفياني المذهب. روى عنه: عبد العزيز الكتاني وغيث الأرمنازي وأبو طاهر الحنائي. قال هبة الله الأكفاني: كانت له عناية جيدة بمعرفة الرجال. حدث بشيء يسير وولي القضاء بدميرة وامتنع بأخرة من إسماع الحديث. وكان الخطيب قد طلب أن يسمع منه فأبى عليه. توفي في رجب.
(- حرف النون -)
272 - ناصر بن أحمد بن محمد بن أحمد بن العباس.

(31/273)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 274
أبو نصر الطوسي الفقيه الشافعي. من كبار الأئمة. تفقه على أبي محمد الجويني. وكانت له كتب مفتخرة كثيرة. روى عن: ابن محمش الزيادي وأبي بكر الحيري. وأكثر عن المتأخرين. 273 - ناصر بن محمد بن علي بن عمر. أبو منصور البغدادي التركي الأصل صهر أبي حكيم الخبري ووالد الحافظ أبي الفضل محمد بن ناصر. أفنى عمره في القراءآت وطلب أسانيدها. وكان حاذقا مجودا لغويا. سمع الكثير من كتب اللغة وسمع الناس بقراءته الكثير. وكان أبو بكر الخطيب يرى له ويقدمه على من حضر ويأمره بالقراءة. وهو الذي قرأ عليه التاريخ للناس. وكان ظريفا صبيحا مليحا حييا. مات في الشبيبة. وقد روى القليل.

(31/274)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 275
سمع: الخطيب وأبا جعفر بن المسلمة والصريفيني وهذه الطبقة. قال ابن ناصر: ولد أبي في جمادى الأولى سنة سبع وثلاثين وأربعمائة وأخبرتني والدتي رابعة بنت الخبري أن والدي توفي في رابع عشر ذي القعدة سنة ثمان وستين رحمه الله تعالى. قلت: توفي وابنه طفل يرضع بعد. وكان قد قرأ بواسط على غلام الهراس وببغداد على: أبي بكر محمد بن علي الخياط وأبي علي بن البناء وجماعة. وكتب بخطه المليح كثيرا وصنف في القراءآت كتابا. وقد رثاه البارع بقصيدة. 274 - نصر بن محمود بن نصر بن صالح بن مرداس. تملك حلب بعد أبيه سنة ووثب عليه الأتراك فقتلوه بظاهر حلب. وكان جوادا ممدحا جيد السيرة.

(31/275)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 276
ولابن حيوس فيه مدائح. وقد أجازه مرة بألف دينار. وتملك بعده أخوه سابق آخر ملوك بني مرداس.
(- حرف الياء -)
275 - يحيى بن سعيد بن أحمد بن يحيى. أبو بكر بن الحديدي الطليطلي. سمع من: أبي محمد بن عباس وحماد بن عمار. وناظر على: أبي بكر بن مغيث. وكان نبيلا متفننا فصيحا مقدما في الشورى وكان له مكانة عند المأمون يحيى بن ذي النون. دخل معه قرطبة إذ ملكها. وكان غالبا عليه. فلما توفي المأمون استثقله حفيده القادر بالله حتى قتل بقصره في محرم سنة ثمان. 276 - يعلى بن هبة الله بن الفضيل. أبو صاعد الفضيلي الهروي القاضي. من بقايا الشيوخ بهراة. روى عن: عبد الرحمن بن أبي شريح وغيره.

(31/276)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 277
وعنه: أبو الوقت وهو آخر من حدث عنه. عاش أربعا وثمانين سنة. ومن الرواة عنه: أبو الفخر جعفر بن أبي طالب الهروي. 277 - يوسف بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد. أبو القاسم المهرواني الهمذاني. كان يسكن رباط الزوزني. وكان صالحا زاهدا ورعا ثقة معمرا. سمع: أبا أحمد بن أبي مسلم الفرضي وأبا عمر بن مهدي وأبا الحسن ابن الصلت وأبا محمد بن البيع وأبا الحسين بن بشران. وخرج له أبو بكر الخطيب خمسة أجزاء وابن خيرون ثلاثة أجزاء. روى عنه: يوسف بن أيوب الهمذاني وأبو بكر الأنصاري وإسماعيل بن السمرقندي وأبو منصور القزاز ويحيى بن الطراح والأرموي. توفي في رابع عشر ذي الحجة ودفن على باب رباط الزوزني. 278 - يوسف بن محمد بن يوسف بن حسن.

(31/277)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 278
أبو القاسم الهمذاني الخطيب المحدث. رحل وصنف وجمع الجموع وانتشرت روايته. سمع بهمذان: أبا سهل عبيد الله بن زيرك وأبا بكر بن لال وأحمد بن إبراهيم التميمي وأبا طاهر بن سلمة. وببغداد: أبا أحمد الفرضي وأبا الحسن بن الصلت وابن مهدي الفارسي وأبا الفتح بن أبي الفوارس. روى عنه: حفيده أبو منصور سعد بن سعيد الخطيب وأبو علي أحمد بن سعد العجلي وهبة الله بن الفرج والرئيس أبو تمام إبراهيم بن أحمد الهمذاني البروجردي. قال أبو سعد السمعاني: سمعت هبة الله بن الفرج يقول: كان يوسف بن محمد الخطيب شيخا كبيرا صاحب كرامات. وذكره إلكياشيرويه الديلمي فأثنى عليه ووصفه بالصدق والديانة. وقال: مولده في سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة. قال: وتوفي في خامس ذي القعدة.

(31/278)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 279

(سنة تسع وستين وأربعمائة)

(- حرف الألف -)
279 - أحمد بن عبد الرحيم بن أحمد. أبو الحسن الإسماعيلي النيسابوري الحاكم المعدل. حدث عن: أبي الحسين الخفاف ويحيى بن إسماعيل الحربي وأبي العباس السليطي وأبي علي الروذباري. وعمر دهرا. روى عنه: إسماعيل بن أبي صالح المؤذن وزاهر ووجيه ابنا الشحامي وعبد الغافر الفارسي ووثقه. وكذا وثقه ابن السمعاني. وكان يعظ. إلى أن قال السمعاني: وروى السنن لأبي داود عن أبي علي الحسن بن داود بن رضوان السمرقندي صاحب ابن داسة.

(31/279)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 280
وقيل: إنه سمعه أيضا من الروذباري. توفي رحمه الله في رابع عشر جمادى الآخرة. 280 - أحمد بن عبد الواحد بن أبي بكر محمد بن عثمان بن الحكم السلمي الدمشقي. أبو الحسن بن أبي الحديد. سمع: جده وأباه لأمه أبا نصر بن هارون وأبا الحسن علي بن عبد الله بن جهضم لقيه بمكة وابن أبي كامل وابن أبي نصر. روى عنه: أبو بكر الخطيب وعمر الرؤاسي وأبو القاسم النسيب وأبو محمد ابن الأكفاني وعبد الكريم بن حمزة وعلي بن المسلم الفقيه وطاهر بن سهل الإسفرائيني وإسماعيل بن السمرقندي وآخرون. وكان ثقة جليلا متفقدا لأحوال الطلبة الغرباء. ولد سنة ست وثمانين وثلاثمائة.

(31/280)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 281
وقال ابن الأكفاني: كان ثقة عدلا رضي توفي في ربيع الأول. 281 - أحمد بن محمد بن أحمد بن القاسم بن سهلويه. أبو العباس الطهراني الإصبهاني. وطهران: قرية على باب إصبهان. سمع: أبا عبد الله بن مندة. روى عنه: أبو سعد أحمد البغدادي. ومات في رمضان. وروى عنه: يحيى بن مندة وأبو علي الحداد. وهو ابن أخت الجواز. 282 - أسبهدوست بن محمد بن الحسن. أبو منصور الديلمي الشاعر.

(31/281)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 282
أخذ عن: عبد السلام بن الحسين البصري اللغوي والحسين بن أحمد بن حجاج المحتسب وأبي نصر عبد العزيز بن نباتة وروى عنه ديوانه. وكان شيعيا غاليا ثم ترك ذلك. وفي شعره سخف ومجون ومعان بديعة. روى عنه: أحمد بن خيرون وعبيد الله بن عبد العزيز الرسولي وأبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري وأبو سعد أحمد بن محمد الزوزني وأبو منصور القزاز وآخرون. وله في أبي الفتوح الواعظ ولم يكن في زمانه أحسن منه صورة:
(وواعظ تيمنا وعظه .......... فعرفه شيب بإنكار)

(ينهى عن الذنب وألحاظه .......... تأمر في الذنب بإصرار)

(وما رأينا قبله واعظا .......... مكسب آثام وأوزار)

(لسانه يدعو إلى جنة .......... ووجهه يدعو إلى النار)
توفي رحمه الله في ربيع الأول وله سبع وثمانون سنة.

(31/282)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 283

(- حرف الحاء -)
283 - حاتم بن محمد بن عبد الرحمن بن حاتم. أبو القاسم التميمي القرطبي المعروف بابن الطرابلسي. أصله من طرابلس الشام. شيخ معمر محدث مسند مولده بخط جده في نصف شعبان سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة. سمع من: عمر بن بن حسين بن نابل الأموي صاحب قاسم بن أصبغ ومن أبي المطرف بن فطيس الحاكم ومحمد بن عمر بن الفخار وحماد الزاهد والفقيه أبي محمد ابن الشقاق والطلمنكي. ورحل سنة اثنتين وأربعمائة فلازم أبا الحسن القابسي وأكثر عنه إلى أن توفي الشيخ في جمادى الأولى سنة ثلاث. فحج في بقية السنة. وأدرك أحمد بن فراس العبقسي وسمع منه وحمل صحيح مسلم عن أبي سعيد السجزي عمر بن محمد صاحب الجلودي ولم يكتب بمصر شيئا. وأخذ عن أبي عبد الله محمد بن سفيان كتابه الهادي في القراءآت.

(31/283)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 284
وتفقه بالقيروان ودخل بلد الأندلس بعلم جم. وسكن طليطلة وأخذ بها عن أبي محمد بن عباس الخطيب وخلف بن أحمد وعلي بن إبراهيم التبريزي. وسمع ببجانة من أبي القاسم عبد الرحمن الوهراني. قال الغساني: كان شيخنا ممن عني بتقييد العلم وضبطه ثقة فيما يروي كتب أكثر كتبه بخطه وكان مليح الكتابة. وقال أبو الحسن بن مغيث: كانت كتبه في نهاية الإتقان ولم يزل مثابرا على حمل العلم وبثه والقعود لإسماعه والصبر على ذلك مع كبر السن. أخذ عنه الكبار والصغار لطول سنه. قال: وقد دعي إلى القضاء بقرطبة فأبى وكان في عداد المشاورين بها. وممن روى عن حاتم: أبو محمد بن عتاب.

(31/284)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 285
وكان أسند من بالأندلس في زمانه. توفي رحمه الله في عاشر ذي القعدة.

(31/285)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 286
284 - حيان بن خلف بن حسين بن حيان. أبو مروان القرطبي مولى بني أمية. شيخ الأدب ومؤرخ الأندلس. لزم الشيخ أبا عمر بن أبي الحباب النحوي صاحب الفالي وأبا العلاء صاعد بن الحسن. وسمع الحديث من: أبي حفص عمر بن حسين بن نابل وغيره. وروى عنه: أبو محمد عبد الرحمن بن عتاب وأبوالوليد مالك بن عبد الله السهلي وأبو علي الغساني ووصفه بالصدق وقال: ولد سنة سبع وسبعين وثلاثمائة. وقال أبو عبد الله بن عون: كان أبو مروان بن حيان فصيحا بليغا. وكان لا يتعمد كذبا فيما يحكيه في تاريخه من القصص والأخبار. قلت: له كتاب المقتبس في تاريخ الأندلس في عشر مجلدات وكتاب المتين في تاريخ الأندلس أيضا ستين مجلدا. ذكرهما ابن خلكان القاضي رحمه الله.

(31/286)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 287
ورآه بعضهم في النوم فسأله عن التاريخ الذي عمله فقال: لقد ندمت عليه إلا أن الله أقالني وغفر لي بلطفه. توفي في أواخر ربيع الأول. 285 - حيدر بن علي بن محمد. أبو المنجا القحطاني الأنطاكي المالكي المعبر. حدث بدمشق عن: عبد الرحمن بن أبي نصر والقاضي عبد الوهاب بن علي المالكي والحسن بن علي الكفرطابي. روى عنه: أبو محمد بن الأكفاني وأبو الحسن بن المسلم الفقيه وعلي بن أحمد بن قبيس وأبو الفضل بن يحيى بن علي القرشي. قال ابن الأكفاني: كان من أهل الدين.

(31/287)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 288
قال: وكان يذكر أنه يحفظ في علم تعبير الرؤيا عشرة آلاف ورقة. وثلاثمائة ونيفا وسبعين. كان يقول: زدت على أستاذي عبد العزيز بن علي الشهرزوري المالكي بحفظ ثلاثمائة وسبعين ورقة. قلت: هكذا كانت أيها اللعاب همم العلماء وأذهانهم؟ وأين هذا من محفوظات علمائنا اليوم؟
(- حرف الراء -)
286 - رزق الله بن محمد بن محمد بن الأخضر الأنباري. أخو أبي الحسن الأقطع. كان ثقة. روى عن: أبي عمر بن مهدي. وتوفي ليلة عيد الفطر. روى عنه: قاضي المارستان.

(31/288)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 289

(- حرف السين -)
287 - سليمان بن عبد الرحيم بن محمد. أبو العلاء الحسناباذي الإصبهاني. روى عن: أبي عبد الله بن مندة وإبراهيم بن خرشيد قوله. روى عنه: أبو عبد الله الخلال وغيره. مات في ذي الحجة.
(- حرف الطاء -)
288 - طاهر بن أحمد بن بابشاذ. أبو الحسن المصري الجوهري النحوي صاحب التصانيف.

(31/289)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 290
ورد العراق تاجرا في اللؤلؤ وأخذ عن علمائها. ثم رجع وخدم بمصر في ديوان الرسائل لإصلاح المكاتبات وإعرابها. وقرروا له في الشهر خمسين دينارا ثم استعفى من ذلك في آخر عمره وتزهد في منارة جامع عمرو بن العاص. وكان شيخ الديار المصرية في الأدب. ألف شرحا للجمل في غاية الحسن وصنف كتاب المحسبة في النحو ثم شرحها. أخذ عنه: أبو القاسم بن الفحام المقرئ ومحمد بن بركات السعيدي شيخ ابن بري. وصنف كتابا سماه تعليق الفرقة في النحو ألفه أيام انقطاعه. وبلغنا أن سبب تزهده أنه كان إذا جلس للغداء جاءه سنور فوقف بين يديه فإذا ألقى له شيئا لا يأكله بل يحمله ويمضي فتبعه يوما لينظر أين يذهب فإذا هو يحمله إلى موضع مظلم في الدار فيه سنور أخرى عمياء فيلقيه لها فتأكله. فبهت من ذلك وقال: إن الذي سخر هذا السنور لهذه المسكينة ولم يهمله قادر أن يغنيني عن هذا العالم. فلزم منارة الجامع كما ذكرنا.

(31/290)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 291
ثم خرج ليلة لشيء عرض له والليلة مقمرة وفي عينيه بقية من النوم فسقط من المنارة إلى سطح الجامع فمات. وأبوه من مشيخة أبي عبد الله الرازي وقد مر.
(- حرف العين -)
289 - عبد الله بن علي بن عبد الله. أبو القاسم الطوسي الزاهد المعروف بكركان من أهل الطابران: شيخ الصوفية في عصره ذو المجاهدة والأحوال. خدم الكبار ولازم الفقراء. وله الدويرة والأصحاب الذين اهتدوا بهديه. وكان زكي النفس مبارك الصحبة. بقيت آثاره على المنتمين في الطريقة إليه. سمع: عبد الله بن يوسف وحمزة بن عبد العزيز المهلبي وأحمد بن الحسن الحيري وأصحاب الأصم. قدم بغداد في صباه وسمع بمكة من: محمد بن أبي سعيد الإسفرائيني وغيره.

(31/291)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 292
قال السمعاني: ثنا عنه ابن بنته عبد الواحد ابن القدوة أبي علي الفضل الفارمذي وعبد الجبار. مات في ربيع الأول. 290 - عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عمر بن أحمد بن مجيب بن المجمع بن بحر بن معبد بن هزارمرد. أبو محمد الصريفيني. خطيب صريفين. اختلفوا في نسبه في تقديم مجيب على مجمع. ولد في صفر سنة أربع وثمانين. وسمع: أبا القاسم بن حبابة وابن أخي ميمي الدقاق وأبا حفص

(31/292)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 293
الكتاني وأبا طاهر المخلص وأمة السلام بنت القاضي أحمد بن كامل وجماعة. ذكره الخطيب فقال: المعروف والده بهزارمرد قدم بغداد دفعات وحدث بها وكان صدوقا. وقال أبو سعد السمعاني: هو شيخ صالح خير صارت إليه الرحلة من الأقطار. ولد ببغداد وسكن صريفين. قال: وكان أحمد الناس طريقة وأجلهم طبقة وأخلصهم نية وأصفاهم طوية سمع من الكبار مثل قاضي القضاة أبي عبد الله الدامغاني وأبي بكر الخطيب والحميدي وجدي أبي المظفر السمعاني وهبة الله الشيرازي ومحمد بن طاهر المقدسي. وثنا عنه أبو بكر الأنصاري وأبو القاسم بن السمرقندي وعبد الوهاب الأنماطي وعلي بن علي بن سكينة. وحكى ابن طاهر أن هبة الله بن عبد الوارث كان مصعدا إلى الشام منصرفا من بغداد فدخل صريفين فرأى شيخا ذا هيئة قاعدا على باب داره فسأله: هل سمعت شيئا؟ فقال: سمعت ابن حبابة والمخلص وأبا حفص الكتاني وطبقتهم فتعجب من ذلك وطالبه بالأصول فأخرج له أصولا عتقا بخط ابن البقال وغيره وفيها سماعه. فقرأ هبة الله ما كان عنده ونسخه. ونم الخبر إلى عكبرا وبغداد. قال: فرحل الناس إليه وسمعوا منه.

(31/293)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 294
وقال أبو الفضل بن خيرون أبو محمد بن هزارمرد ثقة وله أصول جياد. قرأت بخط والده: ولد ابني ليلة الجمعة لخمس خلون من صفر وسمع من المخلص كتاب النسب وكتاب الفتوح وكتاب المزني وأخبار الأصمعي وكتاب البر والصلة وكتاب الزهد لابن المبارك وكتاب مزاح النبي صلى الله عليه وسلم ومن الفوائد جملة. توفي ابن هزار مرد في ثالث جمادى الآخرة.

(31/294)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 295
291 - عبد الباقي بن أحمد بن عمر. أبو نصر الواعظ. من أهل الأدب واللغة والشعر. سمع: أبا الحسين بن بشران وأبا علي بن شاذان. روى عنه: يحيى بن الطراح. ومات في شعبان. 292 - عبد الله بن محمد بن إبراهيم. العلامة أبو محمد الإصبهاني الشافعي الكروني مفتي البلد وإمام الجامع العتيق. سمع: ببغداد من الحمامي وابن بشران. أرخه يحيى بن مندة. 293 - عبد الحميد بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد. أبو محمد البحيري النيسابوري. فقيه خير. روى مسند أبي عوانة عن أبي نعيم الإسفرائيني. روى عنه: وجيه الشحامي وهبة الرحمن القشيري. قرأ عليه أبو المظفر السمعاني. جميع مسند أبي عوانة.

(31/295)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 296
294 - عبد الرحمن بن محمد بن طاهر. أبو زيد المرسي. روى عن: أبي الوليد بن ميقل وأبي القاسم الإفليلي. وحج فسمع من أبي ذر وجماعة. وكان فقيها مفتيا. عاش اثنتين وستين سنة. 295 - عبد الكريم بن الحسن بن علي بن رزمة. أبو طاهر الخباز الكرخي. صالح صدوق صاحب أصول جياد. سمع: أبا عمر بن مهدي وأبا الحسن بن رزقويه. روى عنه: يوسف بن أيوب الهمذاني وإسماعيل بن السمرقندي وعلي بن عبد السلام وغيرهم. ووثقه أبو الفضل بن خيرون وقال: توفي في ثاني عشرين ربيع الآخر. 296 - عبيد الله. أبو القاسم ولد القاضي أبي يعلى بن الفراء الفقيه أخو أبي الحسين وأبي حازم.

(31/296)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 297
قرأ القراءآت على: أبي بكر محمد بن علي الخياط وأبي علي بن البنا. وتفقه على والده ثم على: أبي جعفر بن أبي موسى. وسمع من الخطيب. وأكثر من الحديث وتوسع من العلم. وتوفي شابا بطريق مكة وهو ابن سبع وعشرين سنة. حدث عنه: أخوه أبو الحسين وعمر الرؤآسي والمبارك بن عبد الجبار. 297 - علي بن محمد بن نصر بن اللبان. المحدث. ذكر في العام الماضي. 298 - عمر بن أحمد بن محمد بن موسى.

(31/297)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 298
الحافظ أبو منصور الجوري الحنفي الصوفي. كان متعبدا منعزلا على طريقة السلف ومن خواص أصحاب أبي عبد الرحمن السلمي أكثر عنه وكتب عنه مصنفاته. وسمع قبله من: أبي الحسين الخفاف وأبي نعيم عبد الملك بن الحسن ومحمد بن الحسين العلوي وجماعة. روى عنه: زاهر ووجيه ابنا الشحامي. وتوفي في جمادى الآخرة.

(31/298)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 299
وروى عنه أيضا: عبد الغافر بن إسماعيل وإسماعيل بن المؤذن وأبو عبد الله الفراوي.

(31/299)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 300
وهو من جور نيسابور.
(- حرف الفاء -)
299 - الفضل بن الفرج. أبو القاسم الإصبهاني الأحدب. من سادة الصوفية. كان عابدا قانتا مجتهدا. ترك فراشه ثلاثين سنة وكان يقوم أكثر الليل. وقد جاور مدة. قال يحيى بن مندة: كان والله للقرآن تاليا وعن الفحشاء ساهيا وعن المنكر ناهيا ومن دنياه خاليا وفي الأحوال لله شاكرا. مات فجأة في الحمام في شوال.
(- حرف الميم -)
300 - محمد بن أحمد بن محمد بن الحسن بن هارون. أبو الحسن البرداني الحنبلي الفرضي. ولد بالبردان في سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة وسكن بغداد من صغره.

(31/300)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 301
وسمع: أبا الحسن بن رزقويه وأبا الحسين بن بشران وأبا الفتح بن أبي الفوارس وأبا الفضل التميمي وأبا الحسن بن الباداء والحفار. روى عنه: ابنه أبو علي الحافظ وأبو بكر الأنصاري. وكان دينا ثقة عارفا بالفرائض. كتب الكثير. توفي في ذي القعدة. 301 - محمد بن أحمد بن سعيد.

(31/301)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 302
أبو عبد الله بن الفراء الجياني المقرئ. كان فاضلا زاهدا. أخذ القراءآت عن مكي بن أبي طالب. وأقرأ الناس وحج في آخر عمره. ومات بمكة. قرأ عليه بالروايات علي بن يوسف السالمي. 302 - محمد بن أحمد بن عيسى بن محمد بن منظور بن عبد الله بن منظور القيسي. أبو عبد الله الإشبيلي. حج وجاور سنة. وسمع الصحيح من أبي ذر. وكان من أفاضل الناس حسن الضبط. جيد التقييد. صدوقا نبيلا. توفي في شوال. روى عنه: نسيبه أحمد بن محمد بن منظور وأبو علي الغساني ويونس بن محمد بن مغيث وشريح بن محمد وآخرون. وكان موصوفا بالصلاح والفضل من كبار الأئمة. لقي أيضا أبا النجيب الأرموي وأبا عمرو السفاقسي. وعاش سبعين سنة رحمه الله.

(31/302)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 303
303 - محمد بن الحسين بن الحسن بن محمد بن وهب. أبو الحسين الهمذاني البيع. روى عن: ابن تركان وأبي عمر بن مهدي الفارسي. قال شيرويه: سمعت منه وكان صدوقا. قال لي: ولدت سنة 84. وتوفي ثالث عشر جمادى الأولى. 304 - محمد بن علي بن الحسين بن سكينة. أبو عبد الله البغدادي الأنماطي. صالح ورع ثقة. ولد سنة تسعين وثلاثمائة. سمع الكثير لكن ذهبت أصوله في النهب نهب البساسيري. سمع: عبيد الله بن أحمد الصيدلاني ومحمد بن فارس الغوري. روى عنه: أبو بكر الأنصاري وأبو القاسم بن السمرقندي وعبد الله بن أحمد بن يوسف وعبد المنعم بن أبي القاسم القشيري. ومات في ذي القعدة رحمه الله.

(31/303)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 304
قال الخطيب: كتبت عنه وكان لا بأس به. 305 - محمد بن علي بن أحمد بن صالح. الأستاذ أبو طاهر الجبلي ويعرف بصاحب الجبلي وبابن العلاف وبالمؤدب الشاعر. روى عن: أبي علي بن شاذان. روى عنه: المبارك بن الطيوري وأبو غالب القزاز وهبة الله بن عبد الله الواسطي وجماعة. قال السلفي: أنشدنا محمد بن عبد الملك الأسدي: أنشدنا أبو طاهر صاحب الجبلي لنفسه:
(قد سترت وجهها عن البشر .......... بساعد جل عقد مصطبري)

(كأنه والعيون ترمقه .......... عمود نور في دارة القمر)
ومما سار له قوله:
(أتأذن لي في أن أبثك ما ألقى؟ .......... فلست وإن دام التجلد لي أبقا)

(حظرت على طرفي الهجوع فلم أنم .......... وأطلقت عيني بالدموع فما ترقا)

(جرى في مجاري الروح حبك وانثنى .......... فلم يبق لي عظما ولم يبق لي عرقا)

(أيا متلفي شوقا ويا محرقي جوى .......... ويا ملبسي سقما ويا قاتلي عشقا)

(31/304)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 305

(أرى كل مملوك يسر بعتقه .......... سواي فإني عاشق أكره العتقا)
توفي رحمه الله في المارستان عن ست وثمانين سنة. 306 - معاوية بن محمد بن أحمد بن معارك. أبو عبد الرحمن العقيقي القرطبي. شيخ محدث ومقريء مجود. روى عن: عمر بن حسين بن نابل وأبي بكر بن وافد القاضي وأبي القاسم الوهراني وأبي المطرف القنازعي وأبي محمد بن بنوش ويونس بن مغيث. وعني بالعلم وسماعه وتقييده. وكان مجودا للقرآن. وكان ينوب في إمامة جامع قرطبة. ودفن يوم عيد الفطر. 307 - مغيث بن محمد بن يونس بن عبد الله بن محمد بن مغيث. أبو الحسن القرطبي. لزم جده يونس وأكثر عنه. روى عنه: حفيده يونس بن محمد بن مغيث. وتوفي في ربيع الأول محبوسا بإشبيلية للمحنة التي نزلت به قدس الله روحه عن ست وسبعين سنة.

(31/305)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 306

(- حرف النون -)
308 - نجا بن أحمد بن عمرو بن حرب. أبو الحسين الدمشقي العطار المحدث. سمع: أبا الحسن بن السمسار وأبا علي وأبا الحسين ابنا عبد الرحمن بن أبي نصر ومحمد بن الحسين الطفال المصري وخلقا سواهم. وكتب الكثير وخرج لنفسه معجما. روى عنه: الحافظ عبد العزيز الكتاني وهو من شيوخه وعمر الرؤآسي وأبو محمد بن الأكفاني وأبو الحسن بن المسلم الفقيه. وقد سمع ببيروت من عبد الوهاب بن برهان وبمكة ومصر. قال غيث الأرمنازي: كان سماعه صحيحا إلا أنه لم يكن له فهم بالحديث. ففي معجمه من الخطأ والتصحيف ما الله به عليم. ولد سنة أربعمائة. وتوفي في عاشر صفر. وأول سماعه بعد الثلاثين.

(31/306)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 307

(- حرف الياء -)
309 - يحيى بن علي بن محمد. أبو القاسم الحمدويي الكشميهني المروزي الفقيه الشافعي. قال السمعاني: كان فقيها مدرسا ورعا متقنا. قيل إنه تفقه على أبي محمد والد إمام الحرمين. وسمع الحديث وأملى عدة مجالس. وحج سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة. سمع: أباه وأبا الهيثم محمد بن مكي الكشميهني كذا قال ابن السمعاني وأبا سعد الماليني وأبا بكر البرقاني وأبا علي بن شاذان.

(31/307)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 308

(سنة سبعين وأربعمائة)

(- حرف الألف -)
310 - أحمد بن أحمد بن سليمان. أبو عبد الله الواسطي التاجر. سمع: أبا أحمد بن أبي مسلم الفرضي وأبا عمر بن مهدي وعلي بن محمد بن عبد الله بن بشران. وروى اليسير. وتوفي بخوزستان. روى عنه: أبو الحسن بن عبد السلام وإسماعيل بن السمرقندي. توفي في ربيع الأول وقد خانق السبعين. 311 - أحمد بن عبد الملك بن علي بن أحمد عبد الصمد بن بكر.

(31/308)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 309
أبو صالح النيسابوري المؤذن الحافظ الصوفي. محدث نيسابور. سمع: أبا نعيم عبد الملك الإسفرائيني وأبا الحسن العلوي وأبا طاهر الزيادي وأبا يعلى المهلبي وعبد الله بن يوسف بن مامويه وأبا عبد الله الحاكم وأبا عبد الرحمن السلمي وخلقا من أصحاب الأصم. ورحل فسمع بجرجان من حمزة بن يوسف الحافظ وبإصبهان من أبي نعيم وببغداد من أبي القاسم بن بشران وبدمشق من: المسدد الأملوكي وعبد الرحمن بن الطبيز وأمثالهم. وبمكة من أبي ذر الهروي وبمنبج من الحسن بن الأشعث المنبجي. وصحب في الطريقة أبا علي الدقاق وأحمد بن نصر الطالقاني. وعمل مسودة تاريخ مرو. قال زاهر الشحامي: خرج أبو صالح ألف حديث عن ألف شيخ له. وقال الخطيب: قدم أبو صالح علينا في حياة ابن بشران وكتب عني وكتبت عنه. وقال لي: أول سماعي سنة تسع وتسعين وثلاثمائة وكنت إذ ذاك قد حفظت القرآن. وكان ثقة.

(31/309)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 310
قلت: ولد سنة ثمان وثمانين. وأول سماعه كان من أبي نعيم الإسفرائيني لما قدم نيسابور وحدث بمسند الحافظ أبي عوانة. وذكره أبو سعد السمعاني فقال: صوفي حافظ متقن نسيج وحده في الجمع والإفادة وكان الاعتماد عليه في الودائع من كتب الحديث التي في الخزائن الموروثة عن المشايخ والموقوفة على أصحاب الحديث فيتعهد حفظها. ويتولى أوقاف المحدثين من الحبر والكاغد وغير ذلك. ويؤذن في المدرسة البيهقية مدة سنين احتسابا. ووعظ المسلمين وذكرهم الأذكار في الليالي في المأذنة. وكان يأخذ صدقات الرؤساء والتجار ويوصلها إلى المستحقين والمستورين. قلت: روى عنه ابنه إسماعيل وزاهر ووجيه ابنا الشحامي وعبد الكريم بن الحسين البسطامي ومحمد بن الفضل الفراوي وعبد المنعم بن القشيري وأبو الأسعد القشيري وآخرون.

(31/310)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 311
وقال الحافظ عبد الغافر بن إسماعيل: أبو صالح المؤذن الأمين المتقن المحدث الصوفي نسيج وحده في طريقته وجمعه وإفادته. ما رأينا مثله حفظ القرآن وجمع الأحاديث وسمع الكثير وجمع الأبواب والشيوخ وأذن سنين حسبة. وتوفي في سابع رمضان. وكان يحثني على معرفة الحديث. ولم أتمكن من جمع هذا الكتاب إلا من مسوداته ومجموعاته فهي المرجوع إليها فيما أحتاج إلى معرفته وتخريجه. إلى أن قال: ولو ذهبت أشرح ما رأيت منه لسودت أوراقا جمة وما انتهيت إلى استيفاء ذلك. سمعت منه كتاب الحلية لأبي نعيم بتمامه ومعجم الطبراني ومسند الطيالسي والأحاديث الألف. وما تفرغ لعقد الإملاء من كثرة ما هو بصدده من الاشتغال والقراءة عليه. أخبرنا أحمد بن هبة الله عن عبد المعز الهروي أنا زاهر أنا أبو صالح المؤذن أنا محمد بن محمد الزيادي أنا أحمد بن محمد بن يحيى البزاز ثنا عبد الرحمن بن بشر ثنا بشر بن السري ثنا حنظلة بن أبي سفيان عن سالم بن عبد الله عن أبيه أنه طلق امرأته وهي حائض فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يراجعها.

(31/311)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 312
وقال أبو جعفر محمد بن أبي علي الهمذاني: سمعت أبا بكر محمد بن أبي زكريا المزكي يقول: ما يقدر أحد أن يكذب في الحديث في هذه البلدة وأبو صالح حي. وسمعت أبا المظفر منصور بن السمعاني يقول: إذا دخلتم على أبي صالح فادخلوا بالحرمة فإنه نجم الزمان وشيخ وقته في هذا الأوان. قال أبو سعد السمعاني: رآه بعض الصالحين ليلة وفاته وكأن النبي صلى الله عليه وسلم قد أخذ بيده وقال له: جزاك الله عني خيرا فنعم ما أقمت بحقي ونعم ما أديت من قولي ونشرت من سنتي. 312 - أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن النقور.

(31/312)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 313
أبو الحسين البغدادي البزاز مسند العراق في وقته. رحل الناس إليه من الأقطار وتفرد في الدنيا بنسخ رواها البغوي عن أشياخه نسخة هدبة بن خالد ونسخة كامل بن طلحة ونسخة عمر بن زرارة ونسخة مصعب الزبيري. وكان متحريا فيما يرويه. سمع: علي بن عمر الحربي وعلي بن عبد العزيز بن مردك وعبيد الله بن حبابة وعمر بن إبراهيم الكتاني ومحمد بن عبد الرحمن المخلص ومحمد ابن أخي ميمي الدقاق. روى عنه: الخطيب وأبو بكر ابن الخاضبة وابن طاهر المقدسي والمؤتمن الساجي والحسين بن علي سبط الخياط وإسماعيل بن أحمد السمرقندي وأبو البركات عمرو بن إبراهيم الحسيني الكوفي وأبو الحسن محمد بن أحمد بن صرما وأبو الفضل محمد بن عبد الله بن المهتدي بالله وأبو نصر أحمد بن علي الغازي الإصبهاني وأبو سعد أحمد بن محمد الزوزني وأبو نصر إبراهيم بن الفضل البأر وأبو البدر إبراهيم بن محمد الكرخي والقاضي محمد بن عمر الأرموي وخلق كثير. قال الخطيب: كان صدوقا. وقال ابن خيرون: هو ثقة. وقال الحسين سبط الخيام: كنا نكون في مجلس ابن النقور فإذا تكلم

(31/313)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 314
أحد من الحلقة قال لكاتب الأسماء: لا تكتب اسمه. وقال أبو الحسن بن عبد السلام: كان أبو محمد التميمي يحضر مجلسه ويسمع منه ويقول: حديث ابن النقور سبيكة الذهب. وكان يأخذ على نسخة طالوت بن عباد دينارا. قال ابن ناصر: وإنما أخذ ذلك لأن الشيخ أبا إسحاق الشيرازي أفتاه بذلك لأن أصحاب الحديث كانوا يمنعونه من الكسب لعياله وكان أيضا يمنع من ينسخ في سماع الحديث. وقال أبو علي الحسن بن مسعود الدمشقي ابن الوزير: كان ابن النقور يأخذ على جزء طالوت دينارا فجاء غريب فقير فأراد أن يسمعه فقرأه عليه عن شيخه قال: ثنا البغوي ثنا أبو عثمان الصيرفي فما عرف ابن النقور أنه طالوت وحصل للغريب الجزء كذلك. ولد سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة في جمادى الأولى. ومات في سادس عشر رجب. وآخر من روى حديثه عاليا الأبرقوهي.

(31/314)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 315
313 - أحمد بن محمد بن يعقوب بن حمدوه. ويقال حمدويه. أبو بكر البغدادي المقرئ الرزاز. من أهل النصرية. عمر وكان آخر من حدث عن أبي الحسين بن سمعون. سمع: ابن سمعون وأبا الفتح بن أبي الفوارس وأبا الحسين بن بشران وأبا نصر بن حسنون النرسي. وقرأ لعاصم على الحمامي. وولد في صفر سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة.

(31/315)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 316
روى عنه: إسماعيل بن السمرقندي وعبد الوهاب الأنماطي والمبارك السمذي وأبو بكر القاضي. قال أبو سعد السمعاني: كان زاهدا منقطعا حسن الطريقة خشنها أجهد نفسه في الطاعة والعبادة. ودرس عليه خلق القرآن. قال الخطيب: كتبت عنه وكان صدوقا. وقال غيره: توفي في ذي الحجة. 314 - أحمد بن محمد. أبو صالح السواجي الفقيه. شيخ رئيس بهي ظريف لطيف. سمع من: عبد الغافر بن محمد الفارسي. ولم يحدث. وقد صاهر بيت القشيري. 315 - أحمد بن محمد بن يحيى. أبو طاهر الحربي الدلال. سمع: ابن رزقويه وأبا الحسين بن بشران.

(31/316)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 317
وعنه: عبد الله بن السمرقندي وغيره. توفي في ربيع الآخر. 316 - إبراهيم بن سعيد بن عثمان بن وردون. أبو إسحاق النميري الأندلسي. من أهل المرية. روى عن: أبي القاسم عبد الرحمن بن عبد الله الوهراني وأبي عبد الله بن حمود وعمر بن يوسف. وكان معنيا بالعلم والرواية. أخذ الناس عنه الكثير. قال ابن بشكوال: أنبا عنه غير واحد من شيوخنا واستقضي بالمرية (في سنة تسع وخمسين وأربعمائة وعزل بعد سنتين). وعاش إحدى وثمانين سنة.
(- حرف الحاء -)
317 - الحسين بن محمد بن أحمد بن الحسين بن أحمد بن طلاب.

(31/317)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 318
أبو نصر القرشي الدمشقي الخطيب. مولى عيسى بن طلحة بن عبيد الله التيمي. روى عن أبي الحسين بن جميع معجمه. وعن: أبي بكر محمد بن أحمد بن أبي الحديد وعبد الرحمن بن أبي نصر وعطية الله الصيداوي وجماعة. روى عنه: أبو عبد الله بن أبي الحديد وعمر الرؤآسي وأبو القاسم النسيب وأبو الحسن بن قبيس وجمال الإسلام وإسماعيل بن السمرقندي. وقال النسيب: هو ثقة أمين. وقال ابن قبيس: كان ابن طلاب قد كسب في الوكالة كسبا عظيما

(31/318)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 319
فحدثني قال: لما استوفيت سبعين سنة قلت: أكثر ما أعيش عشر سنين أخرى فجعلت لكل سنة مائة دينار. قال: فعاش أكثر من ذلك وكان له ملك بالشاغور. وقال النسيب: سألته عن مولده فقال: في آخر سنة تسع وسبعين ودفن بباب الصغير. قال: وكان فاضلا كثير الدرس للقرآن ثقة مأمونا. قال: وكان يخطب للمصريين ثم تخلى عن ذلك. وذكر النسيب أنه مات بصيدا في المحرم والأول أصح.

(31/319)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 320

(- حرف السين -)
318 - سعد بن علي. أبو الوفاء النسوي. حدث بأطرابلس بالبخاري في هذه السنة وادعى أنه سمعه من محمد بن أحمد بن عليجة عن الفربري. وكذا افترى أنه سمع من إبراهيم الشرابي وحدثه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه فكذب.

(31/320)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 321

(- حرف الطاء -)
319 - طلحة بن أحمد. أبو القاسم الإصبهاني القصار الغسال المالكي. سمع: أبا عبد الله بن مندة. روى عنه: أبو نصر البأر وأبو عبد الله الخلال. مات في ربيع الآخر.
(- حرف العين -)
320 - العاص بن خلف. أبو الحكم الإشبيلي المقرئ. مصنف المذكرة في القراءات السبع وكتاب التهذيب. ذكره ابن بشكوال مختصرا. 321 - عبد الله بن الحافظ أبي محمد الحسن بن محمد بن الحسن بن علي الخلال. أبو القاسم البغدادي.

(31/321)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 322
قال السمعاني: كان شيخا صالحا صدوقا صحيح السماع من أولاد المحدثين. بكر به أبوه لسماع الحديث وسمعه من عمر بن إبراهيم الكتاني وأبي الحسن ابن الجندي وأبي طاهر المخلص وأبي القاسم الصيدلاني وغيرهم. وعمر حتى نقل عنه الكثير. روى لنا عنه: أبو القاسم بن السمرقندي وأبو الفضل بن المهتدي بالله وأبو الحسن بن صرما وجماعة سواهم. ووثقه أبو الفضل بن خيرون. وقال الخطيب: كتبت عنه وكان صدوقا. وقال لي: ولدت في سنة خمس وثمانين وثلاثمائة. وقال شجاع الذهلي: توفي في ثامن عشر صفر. 322 - عبد الخالق بن عيسى بن أحمد بن محمد بن عيسى بن أحمد بن

(31/322)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 323
موسى بن محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن معبد بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم. الشريف أبو جعفر بن أبي موسى الهاشمي الفقيه. إمام الطائفة الحنبلية في زمانه بلا مدافعة. سمع: أبا القاسم بن بشران وأبا الحسين بن الحراني وأبا محمد الخلال وأبا إسحاق البرمكي وأبا طالب العشاري. روى عنه: أبو بكر محمد بن عبد الباقي وغيره. وهو أجل أصحاب القاضي أبي يعلى. قال السمعاني: كان حسن الكلام في المناظرة ورعا زاهدا متقنا عالما بأحكام القرآن والفرائض. مرضي الطريقة. وقال أبو الحسين بن الفراء: لزمته خمس سنين. قال: وكان إذا بلغه منكر قد ظهر عظم ذلك عليه جدا وكان شديدا على المبتدعة لم تزل كلمته عالية عليهم وأصحابه يقمعونهم ولا يرد يده

(31/323)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 324
عنهم أحد. وكان عفيفا نزها. وكان يدرس بمسجده ثم انتقل إلى الجانب الشرقي يدرس في مسجد. ثم انتقل في سنة ست وستين لأجل ما لحق نهر المعلى من الغرق إلى باب الطاق ودرس بجامع المهدي. ولما احتضر القاضي أبو يعلى أوصى أن يغسله الشريف أبو جعفر. فلما احتضر القائم بأمر الله أوصى أيضا أن يغسله ففعل.

(31/324)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 325
وكان قد وصى له القائم بأمر الله بأشياء كثيرة فلم يأخذها. فقيل له: خذ قميص أمير المؤمنين للبركة فأخذ فوطته فنشف بها القائم وقال: قد لحق الفوطة بركة أمير المؤمنين. ثم استدعاه المقتدي فبايعه منفردا. ولما توفي كان يوم جنازته يوما مشهودا وحفر له إلى جانب قبر الإمام أحمد ولزم الناس قبره ليلا نهارا حتى قيل: ختم على قبره أكثر من عشرة آلاف ختمة.

(31/325)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 326
ورؤي في النوم فقيل له: ما فعل الله بك؟ قال: لقيني أحمد بن حنبل فقال: يا أبا جعفر لقد جاهدت في الله حق جهاده وقد أعطاك الله الرضا. وطول ترجمته ابن الفراء إلى أن قال فيها: وأخذ الشريف أبو جعفر بن أبي موسى في فتنة أبي نصر بن القشيري وحبس أياما فسرد الصوم وقال: ما آكل لأحد شيئا. ودخلت عليه في تلك الأيام فرأيته يقرأ في المصحف فقال لي: قال الله تعالى: {واستعينوا بالصبر والصلاة} الصبر الصوم ولم يفطر إلى أن بلغ منه المرض فلما ثقل وضج الناس من حبسه أخرج إلى الحريم الطاهري فمات هناك. ومولده سنة إحدى عشر وأربعمائة.

(31/326)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 327
وقال شجاع: توفي في نصف صفر سنة سبعين رحمه الله ورضي عنه. 323 - عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن مندة واسمه إبراهيم بن الوليد. أبو القاسم ابن الحافظ أبي عبد الله العبدي الإصبهاني. كان كبير الشأن جليل المقدار حسن الخط واسع الرواية أمارا

(31/327)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 328
بالمعروف نهاء عن المنكر ذا وقار وسكون وسمت. له أصحاب وأتباع يقتفون بآثاره. ولد سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة وهو أكبر الإخوة. أجاز له زاهر بن أحمد السرخسي وسمع الكثير من: أبيه وإبراهيم بن خرشيد قوله وإبراهيم بن محمد الجلاب وأبي بكر بن مردويه وأبي جعفر بن المرزبان الأبهري وأبي ذر بن الطبراني وأبي عمر الطلحي. وسافر إلى بغداد سنة ست وأربعمائة فأدرك نفرا من أصحاب المحاملي ؛ وسمع بواسط من ابن خزفة الواسطي وبمكة من أبي الحسن بن جهضم وابن نظيف الفراء. وسمع بشيراز والدينور وهمذان. ودخل نيسابور وسمع من: أبي بكر الحيري ولم يرو عنه لأشعريته كما فعل شيخ الإسلام عبد الله بن محمد الأنصاري فإنه قال: تركت الحيري لله. وقال أبو عبد الله الدقاق: ولد الشيخ السديد أبو القاسم عبد الرحمن في سنة إحدى وثمانين في السنة التي مات فيها أبو بكر بن المقري. قال: وفضائله ومناقبه أكثر من أن تعد. وأقول أنا ومن أنا لنشر فضيلته؟

(31/328)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 329
سمع من أبيه. ثم سمى أشياخه إلى أن قال: وكان صاحب خلق وفتوة وسخاء وبهاء. والإجازة كانت عنده قوية. وكان يقول: ما حدثت بحديث إلا على سبيل الإجازة كي لا أوبق فأدخل في كتاب أهل البدعة. وله تصانيف كثيرة وردود جمة على المبتدعين والمنحرفين في صفات الله تعالى وغيرها. وقال أبو سعد السمعاني: له إجازة من زاهر وعبد الرحمن بن أبي شريح وأبي عبد الله الحاكم وحمد بن عبد الله الإصبهاني ثم الرازي ومحمد بن عبد الله بن زكريا الجوزقي. روى لنا عنه: أبو نصر الغازي وأبو سعد البغدادي وأبو عبد الله الخلال وأبو بكر الباغبان وأبو عبد الله الدقاق وجماعة كثيرة. قال ابن طاهر المقدسي: سمعت أبا علي الدقاق بإصبهان يقول: سمعت أبا القاسم بن مندة يقول: قرأت على أبي أحمد الفرضي ببغداد جزءا فأردت أخذ خطه بذلك فقال: يا بني لو قال لك قائل بإصبهان: ليس هذا خط فلان بم كنت تجيبه؟ ومن كان يشهد لك؟ قال: فبعد ذلك لم أطلب من شيخ خطا. قال السمعاني: سمعت الحسين بن عبد الملك الخلال يقول: سمعت أبا

(31/329)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 330
القاسم عبد الرحمن بن أبي عبد الله الحافظ يقول: قد تعجبت من حالي في سفري وحضري مع الأقربين مني والأبعدين والعارفين بي والمنكرين فإني وجدت بمكة وبخراسان وغيرهما من الآفاق التي قصدتها من صباي وإلى هذا الوقت أكثر من لقيته بها موافقا أو مخالفا دعاني إلى مساعدته على ما يقوله وتصديق قوله والشهادة له في فعله على قبول ورضى. فإن كنت صدقته فيما كان يقوله وأجزت له ذلك كما يفعل أهل هذا الزمان سماني موافقا وإن وقفت في حرف من قوله وفي شيء من فعله سماني مخالفا. وإن ذكرت في واحد منهما أن الكتاب والسنة بخلاف ذلك سماني خارجيا. وإن قرئ علي حديث في التوحيد سماني مشبها وإن كان في الرؤية سماني سالميا. إلى أن قال: وأنا متمسك بالكتاب والسنة متبرئ إلى الله من الشبه والمثل والضد والند والجسم والأعضاء والالآت متبرئ إلى الله من كل ما يشبه الناسبون إلي ويدعيه المدعون علي من أن أقول في الله شيئا من ذلك أو قلته أو أراه أو أتوهمه أو أتجرأه أو أنتحله أو أصفه به وإن كان على وجه الحكاية. سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا. وقال أبو زكريا يحيى بن مندة: كان عمي رحمه الله سيفا على أهل البدع وأكبر من أن يثني عليه مثلي. كان والله آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر وفي الغدو والآصال ذاكرا ولنفسه في المصالح قاهرا. فأعقب الله من ذكره بالشر الندامة إلى يوم القيامة. وكان عظيم الحلم كثير العلم. ولد سنة ثلاث وثمانين. قرأت عليه حكاية شعبة: من كتب عنه حديثا فأنا له عبد. فقال عمي: من كتب عني حديثا فأنا له عبد.

(31/330)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 331
وسمعت أبي أبا عمرو يقول: اتفق أن ليلة كنا مجتمعين للإفطار في رمضان وكان الحر شديدا. وكنا نأكل ونشرب. وكان عبد الرحمن يأكل ولا يشرب فقلت أنا على سبيل اللعب: من عادة أخي أن يأكل ليلة ولا يشرب ويشرب ليلة أخرى ولا يأكل. قال: فما شرب تلك الليلة. وفي الليلة الآتية كان يشرب ولا يأكل. فلما كانت الليلة الثالثة قال: أيها الأخ لا تلعب بعد هذا بمثله فإني ما اشتهيت أن أكذبك. قلت: وقال الدقاق في رسالته: أول شيخ سمعت منه الشيخ الإمام السيد السديد الأوحد أبو القاسم بن مندة فرزقني الله جل جلاله ببركته وحسن نيته وجميل سيرته وعزيز طريقته فهم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان جذعا في أعين المخالفين أهل البدع والتبدع المتنطعين. وكان ممن لا يخاف في الله لومة لائم. ووصفه أكثر من أن يحصى. ذكر أبو بكر أحمد بن هبة الله بن أحمد اللوردجاني أنه سمع من لفظ أبي القاسم سعد الزنجاني بمكة يقول: حفظ الله الإسلام برجلين أحدهما بإصبهان والآخر بهراة عبد الرحمن بن مندة وعبد الله بن محمد الأنصاري. وقال السمعاني: سمعت الحسن بن محمد بن الرضا العلوي يقول: سمعت خالي أبا طالب بن طباطبا يقول: كنت أشتم أبدا عبد الرحمن بن أبي عبد الله بن مندة إذا سمعت ذكره أو جرى ذكره في محفل فسافرت إلى جرباذقان فرأيت أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه في المنام

(31/331)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 332
ويده في يد رجل عليه جبة زرقاء وفي عينه نكتة فسلمت عليه فلم يرد وقال: لم تشتم هذا إذا سمعت اسمه؟ فقيل لي في المنام: هذا أمير المؤمنين عمر وهذا عبد الرحمن بن مندة. فانتبهت ثم رجعت إلى إصبهان وقصدت الشيخ عبد الرحمن فلما دخلت عليه ورأيته صادفته على النعت الذي رأيته في المنام وعليه جبة زرقاء فلما سلمت عليه قال: وعليك السلام يا أبا طالب. وقبل ذلك ما رآني ولا رأيته فقال لي قبل أن أكلمه: شيء حرمه الله ورسوله يجوز لنا أن نحله؟ فقلت له: اجعلني في حل. ونشدته الله وقبلت عينيه فقال: جعلتك في حل فيما يرجع إلي. قال السمعاني: سألت أبا القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله فسكت ساعة وتوقف فراجعته فقال: سمع الكثير وخالف أباه في مسائل وأعرض عنه مشايخ الوقت وما تركني أبي أسمع منه. ثم قال: كان أخوه خيرا منه. وقال المؤيد ابن الإخوة: سمعت عبد اللطيف بن أبي سعد البغدادي سمعت أبي سمعت صاعد بن سيار الهروي: سمعت الإمام عبد الله بن محمد الأنصاري يقول في عبد الرحمن بن مندة: كان مضرته في الإسلام أكثر من منفعته. ذكر يحيى أن عمه توفي في سادس عشر شوال وغسله أحمد بن محمد

(31/332)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 333
البقال وصلى عليه أخوه عبد الوهاب وحضر جنازته من لا يعلم عددهم إلا الله عز وجل. وأول ما قرئ عليه الحديث سنة سبع وأربعمائة. سمع عليه: علي بن عبد العزيز بن مقرن. 324 - عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن. أبو القاسم النيسابوري المعروف بالحافظ. قدم همذان في هذا العام وحدث عن: أبي إسحاق إبراهيم بن محمد

(31/333)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 334
الإسفرائيني وأبي العلاء صاعد بن محمد ويحيى بن إبراهيم المزكي. 325 - عبد الرزاق بن سلهب الإصبهاني. صالح خير. روى عن: أبي عبد الله بن مندة. وقع من سلم فمات في ذي القعدة. وكان خياطا. 326 - عبد الكريم بن أبي حاتم السجستاني. أبو بشر الحافظ. توفي في هذه السنة بسجستان. 327 - عبد الملك بن عبد الرحمن. أبو سعد السرخسي الحنفي. من علماء بغداد. ولي قضاء البصرة وبها مات في شوال. سمع من: هلال الحفار ببغداد ومن علي بن محمد الطرازي بنيسابور ومن علي بن محمد بن نصر الدينوري. كتب عنه: أبو طاهر بن سوار وغيره. وروى عنه: عبد المغيث بن محمد العبدي. 328 - عبد الملك بن عبد الغفار بن محمد.

(31/334)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 335
أبو القاسم الهمذاني الفقيه الملقب ينجير. روى عن: أبيه وأبي طاهر بن سلمة وأبي سعيد بن شبانة وابن عبدان وأبي القاسم بن بشران والحسن بن دوما النعالي وأبي نعيم الحافظ والحسين الفلاكي. قال شيرويه: سمعت منه وكان فقيها حافظا أحد أولياء الله. ما رأيت مثله. توفي في المحرم. كان يكتب لنا ويقرأ لنا. قلت: روى عنه: أحمد بن سعد العجلي وأبو بكر محمد بن بطال لقيه بهمذان. 329 - عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن محمد بن سليمان. أبو عمرو بن أبي عقيل السلمي النيسابوري المائقي ابن خال الأستاذ أبي القاسم القشيري. شيخ كبير نبيل ثقة من كبار شيوخ الصوفية العارفين بلغة القوم ورموزهم في الحقائق. توفي في حدود هذه السنة. سمع: أبا طاهر بن محمش وعبد الله بن يوسف. وببغداد: أبا الحسين بن بشران. روى عنه: حفيده عبد الله بن عبد العزيز بن عبد الوهاب وأبو الأسعد هبة الرحمن القشيري.

(31/335)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 336
وعادل القشيري في المحمل إلى الحجاز. 330 - عبيد الله بن عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن عثمان. أبو محمد بن أبي الحديد السلمي الدمشقي المعدل. سمع: جده وأباه وعبد الرحمن بن أبي نصر. روى عنه: غيث بن علي وعمر الرؤآسي وأبو القاسم النسيب. روى عن جده شيئا يسيرا. 331 - علي بن الحسن بن علي العطار. أخو فاطمة بنت الأقرع. سمع من: ابن مخلد جزء ابن عرفة. وعنه: القاضي أبو بكر. 332 - علي بن الحسن بن القاسم بن عنان. القاضي أبو الحسن الأسداباذي نزيل قسنان. روى عن: القاضي أبي محمد عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن التيمي. قال شيرويه: سمعت منه وكان صدوقا متعبدا فاضلا. ومولده سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة. 333 - علي بن الخضر بن عبدان بن أحمد بن عبدان. أبو الحسن الدمشقي المعدل. حدث عن: عبد الرحمن بن أبي نصر ومنصور بن رامش. روى عنه: طاهر الخشوعي وهبة الله بن الأكفاني وأبو الحسن بن المسلم.

(31/336)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 337
توفي في جمادى الأولى. 334 - علي بن محمد بن علي. أبو القاسم التيمي الكوفي ثم النيسابوري. سمع: أبا زكريا يحيى بن المزكي وأبا بكر الحيري. روى عنه: إسماعيل بن السمرقندي وعبد المنعم بن القشيري. وكان صوفيا. حج مرات وحدث بهمذان. وتوفي رحمه الله بطريق مكة. وكان صدوقا. 335 - علي بن ناعم بن علي بن سهل. أبو الحسن البغدادي البزاز الحنبلي. صالح ورع مقريء. سمع: أبا الفتح بن أبي الفوارس وأبا الحسن بن بشران. وعنه: قاضي المرستان وابن السمرقندي وأبو الحسن بن عبد السلام. توفي في رجب.
(- حرف الميم -)
336 - محمد بن أحمد بن مخلد بن عبد الرحمن بن أحمد بن بقي بن مخلد بن يزيد القرطبي. أبو عبد الله قاضي قرطبة. روى عن: أبيه وعمه عبد الرحمن. وولي القضاء مرتين ولم تحفظ له قضية جور.

(31/337)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 338
روى عنه: أبو علي الغساني وابناه أبو الحسن وأبو القاسم ابنا أبي عبد الله. وعزل ثاني مرة وامتحن بسبب القضاء محنة عظيمة. ومات بعد إطلاقه من السجن في صفر بإشبيلية وله ثلاث وسبعون سنة. 337 - محمد بن أحمد بن مأمون. أبو عبد الله الكرتي. توفي في هذه السنة ببلده. 338 - محمد بن هبة الله. أبو الحسن بن الوراق النحوي شيخ العربية ببغداد. قال السمعاني: تفرد بعلم النحو وانتهى إليه علم العربية في زمانه. وكان له في القراءآت وعلوم القرآن يد ممتدة وباع طويل. وكان صدوقا مأمونا متحريا صالحا وقورا. سمع: أبا القاسم بن بشران. وكان ضريرا. روى عنه: علي بن عبد السلام. وتوفي في رمضان. وقد استدعاه القائم أمير المؤمنين ليعلم أولاده فلما خرج قال: هذا البحر.

(31/338)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 339
قال ابن النجار: هو سبط أبي سعيد السيرافي. ولد سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة. وسمع من: أبي علي بن شاذان. وقال أبو البركات بن السقطي في معجمه: انتهى إليه علم العربية. قرأت عليه كتاب الإقناع لجده لأمه أبي سعيد. 339 - محمد بن علي بن الحسن بن محمد بن أبي عثمان. أبو تمام الدقاق أخو أبي سعد المذكور سنة خمس وستين. روى عن: أبي عمر بن مهدي وابن رزقويه. سمع منه: ولده أحمد وأبو عبد الله الحميدي. قال شجاع الذهلي: توفي سنة سبعين. 340 - محمد بن عيسى بن أحمد. أبو الفضل الهاشمي أخو الشريف أبي جعفر عبد الخالق. سمع: أبا القاسم بن بشران وغيره. وكان من كبار علماء الحنابلة. كتب عنه: شجاع الذهلي وغيره. 341 - منصور أبو القاسم. قاضي قضاة نيسابور ابن قاضي القضاة أبي الحسن إسماعيل ابن القاضي

(31/339)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 340
أبي العلاء صاعد بن محمد النيسابوري الحنفي. سمع: جده وأبا عبد الرحمن السلمي وغيرهما. ومات في ربيع الأول. وكان سنيا سليما من الاعتزال وكان عارفا بالعربية عالما بالحديث وكانت إليه الفتوى على مذهب أبي حنيفة. سافر إلى ما وراء النهر وإلى بغداد. روى عنه: عثمان بن إسماعيل الخفاف شيخ السمعاني. وقد سمع أيضا من: أبي القاسم السراج وجماعة. 342 - موسى بن علي بن محمد بن علي. أبو عمران الصقلي النحوي. قدم الشام وسمع: أبا ذر الهروي بمكة ومحمد بن جعفر الميماسي والحسن بن جميع وجماعة. روى عنه: من شيوخه: عبد العزيز الكتاني وغيث الأرمنازي. وكان مؤدب الشريف النسيب. توفي بصور.

(31/340)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 341

(- حرف الهاء -)
343 - هبة الله بن أحمد بن محمد. أبو الحسن البروني النيسابوري. روى عن: الحاكم وغالب بن علي الحافظ وجماعة. توفي في حدود السبعين. روى عنه: عثمان الخفاف. 344 - هبة الله بن علي بن محمد بن محمد بن محمد بن الطيب. أبو الفتح القرشي المخزومي الكوفي. نزيل بغداد. حدث عن: محمد بن عبد الله بن الحسين الجعفي ومحمد بن جعفر النجار. وعنه: أبو القاسم بن السمرقندي. قال الخطيب: كتبت عنه وكان سماعه صحيحا. وقال هبة الله السقطي: كان زيديا. وقال ابن خيرون: توفي هبة الله بن علي بن الجاز في ربيع الأول.

(31/341)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 342

(المتوفون تقريبا)

(- حرف الألف -)
345 - أحمد بن علي بن عبيد الله. أبو نصر الدينوري السلمي الصوفي المقريء. سمع: أبا الحسن بن جهضم وأبا محمد بن النحاس وأبا سعد الماليني وأبا محمد بن أبي نصر. روى عنه: نصر المقدسي ومكي الرميلي وأبو بكر ابن الخاضبة وغيرهم. توفي بعد الستين وأربعمائة أو قبلها. 346 - إبراهيم بن محمد بن أحمد. أبو القاسم البصري المناديلي المقريء المعدل. سمع من أحمد بن يعقوب المعدل سنة سبع وتسعين وثلاثمائة ومن: القاضي أبي عمر الهاشمي وعلي بن أحمد بن غسان الحافظ وطائفة. وعنه: الغطريف بن عبد الله ومحمد بن أبي نصر الأشناني شيخ

(31/342)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 343
السلفي وغير واحد. حدث سنة ست وستين بالبصرة. وقع لنا من حديثه جزءان. 347 - إسماعيل بن علي. الأديب أبو محمد الدمشقي الكاتب. المعروف بابن العين زربي. شاعر مفلق. توفي سنة سبع وستين وأربعمائة. وهو القائل:
(ترك الظاعنون جسمي بلا قل ب .......... وعيني عينا من الهملان)

(وإذا لم تفض دما سحب أجفا ني .......... على بعدكم فما أجفاني)

(حل في مقلتي فلو فتشوها .......... كان ذاك الإنسان في إنساني)

(- حرف التاء -)
348 - تبع بن القاسم بن نصر. أبو الحسن التبعي الهمذاني نزيل بغداد.

(31/343)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 344
وكان له بها آثار جميلة من قنوات ومنائر. وكان فقيرا معانا كثير التلاوة. سمع: أبا بكر أحمد بن علي بن لال. روى عنه: أبو القاسم بن السمرقندي.
(- حرف الثاء -)
349 - ثابت بن محمد بن محمد الفزاري. أبو القاسم ابن الطبقي. سمع: ابن الصلت المجبر. روى عنه: أبو عبد الله البارع وغيره.
(- حرف الحاء -)
350 - الحسن بن مكي بن الحسن. أبو محمد الشيزري المقريء. سمع: أبا عبد الله بن أبي كامل صاحب خيثمة وأبا الفوارس أحمد بن محمد الشيزري. وعنه: المؤتمن الساجي ومحمد بن طاهر المقدسي وعمر الدهستاني بحلب.

(31/344)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 345
351 - الحسين بن عبد الله بن الحسين ابن الشويخ. الفقيه أبو عبد الله الأرموي الشافعي. سمع: أبا محمد عبد الله بن عبيد الله بن البيع وعبد الواحد بن محمد بن سبنك ببغداد ومحمد بن محمد بن محمد بن بكر الهزاني بالبصرة. روى عنه: عمر الرواسي. وتوفي بمصر بعد الستين وأربعمائة. قاله السمعاني. وروى عنه الرازي في مشيخته.
(- حرف الشين -)
352 - شبيب بن أحمد بن محمد بن خشنام. أبو سعد البستيغي الخباز النيسابوري الكرامي. حدث عن: أبي نعيم عبد الملك الإسفرائيني وأبي الحسن العلوي وغيرهما. وعنه: أبو عبد الله الفراوي وزاهر ووجيه ابنا الشحامي وهبة الرحمن بن القشيري وإسماعيل بن أبي صالح المؤذن وعبد الغافر بن إسماعيل الفارسي

(31/345)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 346
وقال: هو شيخ صالح صحيح السماع مشتغل بكسبه. قال: وتوفي سنة نيف وستين وأربعمائة. وقال ابن ناصر: ذكر لي زاهر الشحامي أنه سمع منه فسألته عنه فقال: لم يكن يعرف الحديث وكان كراميا مغاليا في معتقده. وقال ابن السمعاني: كان شيخا صالحا عفيفا سديد الرأي. ولد قبل التسعين وثلاثمائة. روى عنه جدي أبو المظفر في أماليه. وتوفي في حدود السبعين وأربعمائة وروى لأبي عنه: سعيد بن الحسين الجوهري وأبو الأسعد بن القشيري.
(- حرف العين -)
353 - عبد الله بن محمد بن إبراهيم. أبو محمد الكروني الإصبهاني. أحد أئمة الشافعية. تفقه على أبي الطيب الطبري ببغداد. وسمع من: أبي الحسين بن بشران وهبة الله اللالكائي وجماعة كثيرة. روى عنه: محمد بن عبد الواحد الدقاق وغانم بن خالد ومحمود بن أحمد الخاني. قال السمعاني: توفي سنة نيف وستين. 354 - عبد الله بن عبد الرحمن.

(31/346)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 347
أبو الحسن البحيري المزكي النيسابوري. سمع: أبا نعيم عبد الملك بن الحسن العلوي وأبا عبد الله الحاكم وعبد الله بن يوسف ومحمد بن أحمد بن عبدوس المزكي وطبقتهم. وحدث وأملى. روى عنه: أبو القاسم الشحامي. وابنه عبد الرحمن هو المذكور في سنة أربعين وخمسمائة. 355 - عبد الله بن عبيد الله بن محمد. أبو محمد المصري المحاملي. سمع: محمد بن الحسن بن عمر الصيرفي وغيره. روى عنه: صالح بن حميد اللبان وعلي بن الحسين الفراء وغيرهما. أخبرنا أبو بكر بن عمر النحوي: أنا الحسن بن أحمد الأوقي أنا السلفي أنا صالح بن حميد أنا عبد الله بن عبيد الله المحاملي أنا محمد بن الحسن أنا محمد بن موسى النقاش: نا محمد بن صالح الخولاني نا محمد بن إبراهيم الخولاني نا سعيد بن نصر ثنا حسين الجعفي قال: كان أبو يونس يطوف في كل يوم سبعين أسبوعا. 356 - عبد الجليل بن أبي بكر الربعي القروي.

(31/347)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 348
أبو القاسم الديباجي المعروف بالصابوني المتكلم. أخذ عن: أبي عمران الفارسي وأبي عبد الله الأزدي صاحب ابن الباقلاني. وصنف كتاب المستوعب في أصول الفقه وكتاب نكت الإنتصار. وألف معتقدا. درس بقلعة حماد وبفاس. أخذ عنه الأصول: أبو عبد الله بن شبرين. وروى عنه: أبو عبد الله بن الخير وأبو عبد الله بن خليفة ومحمود بن داود القلعي وأبو الحجاج يوسف بن الملجوم. 357 - عبد الرحمن بن الحسن بن أحمد. أبو حنيفة الزوزني الفقيه الشافعي نزيل نيسابور. شيخ بهي رئيس كثير التلاوة بارع الخط. كان يداوم على كتابة المصاحف ويتأنق فيها. ونفق سوقه وازدحموا على مصاحفه. سمع: أبا بكر الحيري ومنصور بن رامش. توفي سنة نيف وستين. 358 - عبد الكريم بن أحمد بن طاهر بن أحمد.

(31/348)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 349
أبو سعد التيمي الوزان من أهل طبرستان. سكن الري وكان من كبار عصره فضلا وحشمة وجاها. له قدم في المناظرة وإفحام الخصوم. تفقه بمرو على الإمام أبي بكر القفال. 359 - عبد الملك بن محمد بن مروان بن زهر. أبو مروان الإيادي الإشبيلي. تفقه وتفنن في العلم ثم حج وتعلم الطب فتقدم فيه وسكن دانية. وفي ذريته أطباء. وهو والد الطبيب أبي العلاء بن زهر. مات في حدود السبعين وأربعمائة. 360 - عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن محمد بن سليمان بن أحمد. أبو عمرو السلمي الزاهد. من نبلاء مشيخة نيسابور ومن أعيان الصوفية.

(31/349)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 350
سمع: عبد الله بن يوسف وابن محمش وأبا الحسين بن بشران وعدة. وعاش تسعين سنة. روى عنه: أبو الأسعد هبة الرحمن. 361 - عقيل بن محمد بن علي. أبو الفضل الفارسي ثم البعلبكي الفقيه الشافعي. روى عن: أبي بكر محمد بن عبد الرحمن القطان وعبد الرحمن بن أبي نصر. روى عنه: عمر الرؤاسي وهبة الله بن الأكفاني وابنه أحمد بن عقيل. وكان يحفظ مختصر المزني. 362 - علي بن محمد بن جعفر. أبو الحسين اللحساني الطريثيثي. وطريثيث من نواحي نيسابور. قال السمعاني: كان شيخا صالحا عفيفا صوفيا ظريفا. حج مرات وكان يحدث بنيسابور ويرجع إلى ناحيته. سمع بهراة: شاه بن عبد الرحمن ومحمد بن محمد بن جعفر الماليني وبنيسابور: أبا الحسين أحمد بن محمد الخفاف. روى عنه: أبو عبد الله الفراوي وأبو القاسم الشحامي.

(31/350)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 351
وتوفي بعد سنة ستين. وقد جاوز الثمانين. 363 - علي بن محمد بن نصر الدينوري. نزيل غزنة. ذكر في سنة ثمان وستين ظنا. 364 - علي بن محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن. أبو الحسن بن أبي عيسى الحسناباذي الإصبهاني. مشهور صدوق عارف بالرواية. سمع: أبا بكر بن مردويه ؛ وببغداد أبا الحسن بن الصلت وابن رزقويه. قال السمعاني: روى لنا عنه: ابن عمه أبو الخير عبد السلام بن محمود ومحمد بن الفضل الخاني ومحمد بن عبد الواحد الدقاق. 365 - علي بن محمد بن عبد الرحمن. أبو الحسن البغدادي الحنبلي. أحد الأئمة الكبار. خرج في فتنة البساسيري فسكن ثغر آمد. كان أحد الأذكياء المعدودين. تفقه على القاضي أبي يعلى. وسمع من: أبي القاسم بن بشران وأبي الحسين بن الحراني وأبي علي ابن المذهب. ورحل إليه أبو القاسم بن الفراء للتفقه عليه. توفي بآمد سنة سبع أو ثمان وستين وأربعمائة.

(31/351)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 352
366 - علي بن غنائم. أبو الحسن الأوسي المصري المالكي. سمع: ابن نظيف وصلة بن المؤمل وأبا حازم بن الفراء وجماعة. وعنه: علي بن طاهر وجمال الإسلام علي بن المسلم وإسماعيل بن السمرقندي. وثقه ابن الأكفاني.
(- حرف الفاء -)
367 - الفضل بن عطاء. ابو إبراهيم المهراني النيسابوري. شيخ بهي فاضل من بيت الزهد والورع. سمع الكثير من: أبي عبد الله الحاكم وغيره. وكان مبالغا في الزهد والورع. روى عنه: عبد الرحمن بن عبد الله البحيري. وتوفي سنة نيف وستين وله سبعون سنة.
(- حرف الميم -)
368 - محمد بن خلصة. أبو عبد الله النحوي الشذوني نزيل دانية.

(31/352)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 353
كان كفيفا ذكيا ظريفا من كبار النحاة المذكورين والشعراء المشهورين أخذ عن أبي الحسن بن سيده. وبرع في اللغة والنحو وأشغل مدة. أخذ عنه: أبو عمر بن شرف وأبو عبد الله بن مطرف وغيرهما. وشعره مدون فمنه:
(أمد نف نفسي بالهوى أم جليدها .......... غداة غدت في حلبة البين غيدها)

(تخد بألحاظ لها وجناتها .......... وترهب أن تنقد لينا قدودها)

(فيا لدماء الأسد تسفكها الدما .......... وللصيد من عفر الظباء تصيدها)
قال الأبار: بقي إلى بعد سنة ثمان وستين وأربعمائة. 369 - محمد بن أحمد.

(31/353)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 354
الفقيه أبو المظفر التميمي المروروذي الشافعي الواعظ. روى عن: عبد الرحمن بن أبي نصر التميمي الدمشقي وجماعة. روى عنه: عبد العزيز الكتاني وعلي بن الخضر ومحيي السنة أبو محمد البغوي. 370 - محمد بن عبد الرحمن بن أحمد. القاضي أبو عمرو النسوي الملقب بأقضى القضاة. من أكابر أهل خراسان فضلا وحشمة وإفضالا وجاها. وكان رسول الملوك إلى الخلافة المشرفة. سمع: أبا بكر الحيري وأبا إسحاق الإسفرائيني ومحمد بن زهير النسائي. وبمكة: أبا ذر الهروي وابن نظيف ؛ وبدمشق: أبا الحسن بن السمسار. أملى سنين وتكلم على الأحاديث. روى عنه: أبو عبد الله الفراوي وأبو المظفر القشيري وإسماعيل بن أبي صالح المؤذن وعبد الغافر الفارسي في تاريخه وأطنب في وصفه وقال:

(31/354)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 355
وقف بعض بساتينه بنسا على مدرسة الصوفية المنسوبة إلى أبي علي الدقاق بنسا. وله بخوارزم مدرسة اتخذها لما ولي قضاءها. وعاش ثمانين سنة. وولي قضاء خوارزم وأعمالها وصنف كتبا في التفسير والفقه.

(31/355)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 356

(- حرف الواو -)
371 - واصل بن حمزة بن علي. أبو القاسم الخنبوني. وخنبون: قرية من قرى بخارى. الصوفي الحافظ ؛ ثقة صالح خير رحال. سمع: عبد الكريم بن عبد الرحمن الكلاباذي وأحمد بن ماما الإصبهاني الحافظ وإبراهيم بن سلم الشكاني ببخارى ؛ وأبا العباس المستغفري بنسف ؛ وأبا الحسين بن فاذشاه وأصحاب الطبراني بإصبهان. قال الخطيب: كتبت عنه ولم يكن به بأس. وروى عنه: أبو بكر قاضي المارستان. قال أبو زكريا بن مندة: كان يرجع إلى الحفظ والديانة وجمع الأبواب والطرق. ثم ترك ذلك كله واشتغل بشيء لا يرضاه الله. وقال السمعاني: حدث في سنة سبع وستين.

(31/356)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 5
5 (بسم الله الرحمن الرحيم)

5 (الطبقة الثامنة والأربعون أحداث)

1 (الأحداث من سنة إلى)

4 (احداث إحدى وسبعين وأربعمائة)

4 (عزل ابن جهير من الوزارة)
فيها عزل فخر الدولة بن جهير من وزارة المقتدي بالله بأبي شجاع بن الحسين، لكونه شذَّ من الحنابلة. وكتب أبو الحسن محمد بن علي بن أبي الصَّقر الفقيه الواسطّي إلى نظام الملك هذه الأبيات:
(يا نظام الملك قد حلّ .......... ببغداد النّظام)

(وابنك القاطن فيها .......... مستهانٌ مستضام)

(وبها أودى له قتي .......... لاً غلامٌ، وغلام)

(والذي منهم تبقَّى .......... سالماً فيه سهام)

(يا قوام الدّين لم يب .......... ق ببغداد مقام)

(عظم الخطب، وللحر .......... ب اتّصال، ودوام)

(فمتى لم تحسم الدّا .......... ء أياديك الحسام)

(ويكفّ القوم في بغ .......... داد قتلٌ، وانتقام)

(فعلى مدرسة في .......... ها، ومن فيها السّلام)

(واعتصامٌ بحريم .......... لك، من بعد، حرام)

(32/5)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 6
فعظم هذا الخطب على النّظام، وأعاد كوهرائين إلى شحنكّية بغداد، وحمّله رسالة إلى المقتدي تتضّمن الشَّكوى من ابن جهير. وأمر كوهرائين بأخذ أصحاب ابن جهير، وإيصال المكروه والأذى إليهم. فسار عميد الدّولة بن فخر الدّولة بن جهير إلى النّظام، وتلطّف في القضيّة إلى أن لان لهم.
4 (دخول تاج الدولة تتش دمشق ومقتل أتسز)
وفيها سار الملك تاج الدولة تتش أخو السّلطان ملكشاه فدخل الشّام، وتملّك دمشق بأمر أخيه بعد أن افتتح حلب. وكان معه عسكرٌ كثيرٌ من التّركمان. وذلك أن أتسز، والعامّة تغيّره يقولون أقسيس، صاحب دمشق لمّا جاء المصريّون لحربه استنجد بتتش، فسار إليه من حلب، وطمع) فيه. فلمّا قارب دمشق أجفل العسكر المصريّ بين يديه شبه الهاربين، وفرح أتسز، وخرج لتلقّيه عند سور المدينة، فأبدى تتش صورةً، فأظهر الغيظ من أتسز، إذ لم يبعد في تلقّيه، وعاتبه بغضب، فاعتذر إليه، فلم يقبل، وقبض عليه وقتله في الحال، وملك البلد. وأحسن السّيرة، وتحبَّب إلى الناس. ومنهم من ورَّخ فتح تتش لدمشق في سنة اثنتين وسبعين.

(32/6)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 7
وكان أهل الشّام في ويل شديد مع أتسز الخوارزميّ المقتول.

(32/7)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 8
4 (احداث اثنتين وسبعين وأربعمائة)

4 (أخذ مسلم بن قريش حلب)
كتب شرف الدّولة مسلم بن قريش بن بدران العقيليّ صاحب الموصل إلى السّلطان جلالا الدّولة ملكشاه ابن السّلطان عضد الدّولة ألب أرسلان السَّلجوقيّ يطلب منه أن يسلَّم إليه حلب على أن يحمل إليه في العام ثلاثمائة ألف دينار. فأجابه إلى ذلك وكتب له توقيعاً بها. فسار إليها وبها سابق آخر ملوك بني مرداس. فأعطاه مسلم بن قريش إقطاعاً بعشرين ألف دينار، على أن يخرج من البلد، فأجاب. فوثب عليه أخواه فقتلاه واستوليا على القلعة، فحاصرهما مسلم، ثمّ أخذها صلحاً.
4 (وفاة صاحب ديار بكر)
وفيها مات نصر بن أحمد بن مروان صاحب ديار بكر، وتملَّك بعده ابنه منصور.

(32/8)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 9
4 (غزوة صاحب الهند)
وفيها غزا صاحب الهند إبراهيم بن مسعود بن محمود بن سبكتكين في الكفّار غزوةً كبرى.

(32/9)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 10
4 (احداث ثلاث وسبعين وأربعمائة)

4 (الخلاف بين السلطان ملكشاه وأخيه)
فيها عرض السّلطان ملكشاه جيشه بالرَّيّ، فأسقط منهم سبعة آلاف لم يرض حالهم. فساروا إلى أخيه تكش، فقوي بهم وأظهر العصيان، واستولى على مرو وترمذ، وسار إلى نيسابور فسبقه إليها السّلطان، فردَّ وتحصّن بترمذ، ثمّ نزل إليه، فعفا عنه.

(32/10)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 11
4 (احداث أربع وسبعين وأربعمائة)

4 (خطبة الخليفة المقتدي بنت السلطان)
) فيها بعث الخليفة المقتدي بالله الوزير أبا نصر بن جهير يخطب ابنة السّلطان. فأجابوا: على أن لا يتسرّى عليها، ولا يبيت إلاّ عندها.
4 (حصار مدينة قابس)
وفيها حاصر تميم صاحب إفريقية مدينة قابس، وأتلف جنده بساتينها، وضيَّق على أهلها.
4 (فتح تتش لأنطرطوس)
وفيها سار تتش صاحب دمشق، فافتتح أنطرطوس، وغيرها.
4 (أخذ صاحب الموصل لحرّان)
وفيها أخذ شرف الدّولة صاحب الموصل حرّان من بني وثّاب النّميريّين،

(32/11)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 12
وصالحه صاحب الرّها وخطب له.
4 (وفاة الأمير داود بن ملكشاه)
وفيها مات الأمير داود ولد السّلطان ملكشاه، فجزع عليه، ومنع من دفنه حتّى تغيّرت رائحته، وأراد قتل نفسه مرّات فيمنعونه. كذا نقل صاحب الكامل.
4 (تملّك عليّ بن مقلّد حصن شيزر)
وفيها تملّك الأمير سديد الدّولة أبو الحسن عليّ بن مقلّد بن نصر بن منقذ الكنانيّ حصن شيزر، وانتزعه من الفرنج. وكان له عشيرة وأصحاب، وكانوا ينزلون بقرب شيزر، فنازلها ثمّ تسلّمها بالأمان. فلم تزل شيزر بيده ويد أولاده، إلى أن هدمتها الزَّلزلة وقتلت أكثر من بها، فأخذها السّلطان نور الدين محمود، وأصلحها وجدَّدها.

(32/12)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 13
4 (وفاة سديد الدولة ابن منقذ)
وأما سديد الدّولة فلم يحيى بعد أن تملّكها إلاّ نحو السّنة. وكان فارساً شجاعاً شاعراً. وتملَّك بعده ابنه أبو المرهف نصر.
4 (وفاة الأمير دبيس الأسديّ)
وفيها مات نور الدّولة دبيس بن الأمير سند الدّولة عليّ بن مزيد الأسديّ، وقد ولي الإمارة صبيّاً بعد أبيه من سنة ستًّ وأربعمائة، وبقي رئيس العرب هذه المدّة كلّها. وكان كريماً عاقلاً شريفاً، قليل الشّرّ والظلم.)

(32/13)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 14
4 (احداث خمس وسبعين وأربعمائة)

4 (الخلاف بين الواعظ الأشعري والحنابلة ببغداد)
فيها قدم الشّريف أبو القاسم البكريّ الواعظ الأشعريّ بغداد، وكان جاء من الغرب وقصد نظام الملك فأحبه ومال إليه، وبعثه إلى بغداد، فوعظ بالنّظامية، وأخذ يذكر الحنابلة ويرميهم بالتّجسيد، ويثني على الإمام أحمد ويقول: ما كفر سليمان ولكنَّ الشَّياطين كفروا. ثمّ وقع بينه وبين جماعة من الحنابلة سبٌّ، فكبس دور بني الفرّاء، وأخذ كتاب أبي يعلى الفرّاء، رحمه الله، في إبطال التّأويل، فكان يقرأ بين يديه وهو جالس على المنبر، فيشَّنع به، فلقبَّوه علم السّنَّة. ولمّا مات دفنوه عند قبر أبي الحسن الأشعريّ.
4 (إيفاد الشيرازيّ رسولاً)
وفي آخر السّنة بعث الخليفة الشّيخ أبا إسحاق الشّيرازي رسولاً إلى السّلطان يتضمّن الشَّكوى من العميد أبي الفتح.
4 (ضرب الطبول لمؤيّد الملك)
وفيها قدم مؤيّد الملك بن نظام الملك من إصبهان، ونزل بالنّظامّية،

(32/14)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 15
وضربت على بابه الطّبول أوقات الصَّلوات الثّلاثة، فأعطي مالاً جزيلاً حتّى قطعها وبعث بها إلى تكريت.

(32/15)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 16
4 (احداث ست وسبعين وأربعمائة)

4 (وزارة ابن المسلمة)
فيها عزل عميد الدّولة بن جهير عن وزارة الخليفة، وولي أبو الفتح المظفَّر بن رئيس الرؤساء ابن المسلمة. وسار ابن جهير وأبوه إلى السّلطان فأكرمهم.
4 (ولاية فخر الدولة على ديار بكر)
وعقد لابنه فخر الدّولة على ديار بكر وأعطاه الكوسات والعساكر، وأمره أن ينتزعها من بني مروان.
4 (عصيان أهل حرّان على مسلم بن قريش)
وفيها عصى أهل حرّان على شرف الدّولة مسلم بن قريش، وأطاعوا قاضيهم ابن جلبة) الحنبليّ، وعزموا على تسليم حرّان إلى جنق أمير التّركمان لكونه سنّياً، ولكون مسلم رافضيّاً. وكان مسلم على دمشق يحاصر أخا السّلطان تاج الدّولة تتش في هوى المصريّين، فأسرع إلى حرّان ورماها بالمنجنيق،

(32/16)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 17
وافتتح البلد، وقتل القاضي وولديه، رحمهم الله.
4 (قصد تاج الدولة أنطاكية)
وكان تاج الدّولة قد سار فقصد أنطاكيّة.
4 (عزل المظفّر ووزارة أبي شجاع)
وفيها عزل المظفّر بن رئيس الرؤساء من وزارة الخليفة، وولي أبو شجاع محمد بن الحسين، ولقّبه الخليفة ظهير الدّين، ومدحته الشّعراء فأكثروا.
4 (مقتل سيّد الرؤساء ابن كمال الملك)
وفيها قتلة سيّد الرؤساء أبي المحاسن بن كمال الملك بن أبي الرّضا، وكان قد قرب من السّلطان ملكشاه إلى الغاية. وكان أبوه كمال الملك يكتب الإنشاء للسّلطان. فقال أبو المحاسن: أيّها الملك، سلِّم إليَّ نظام الملك وأصحابه وانا أعطيك ألف ألف دينار، فإنَّهم قد أكلوا البلاد. فبلغ ذلك نظام الملك، فمدَّ سماطاً وأقام عليه مماليكه، وهم ألوف من الأتراك، كذا قال ابن الأثير، وأقام خيلهم وسلاحهم. فلمّا حضر السّلطان قال له: إنّني في خدمتك وخدمة أبيك وجدّك، ولي حقّ خدمة. وقد بلغك أخذي لأموالك، وصدق القائل. أنا آخذ المال وأعطيه لهؤلاء الغلمان الّذين جمعتهم لك. وأصرفه أيضاً في الصَّدقات والوقوف والصّلات التي معظم ذكرها وأجرها لك. وأموالي وجميع ما أملكه بين يديك، وأنا أقنع بمرقَّعة وزاوية. فصفا له السّلطان، وأمر أن تسمل عينا أبي المحاسن، ونفَّذه إلى قلعة ساوة. فسمع أبوه كمال الملك الخبر. فاستجار بنظام الملك وحمل مائتي ألف

(32/17)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 18
دينار، وعزل عن الطّغراء، يعني كتابة السّرَّ، ووليها مؤيَّد الملك بن النّظام.
4 (محاصرة المهديّة والقيروان)
وفيها خرج على تميم بن المعزّ: ملك بن علويّ أمير العرب، وحاصر المهديّة، وتعب معه تميم، ثمّ سار إلى القيروان فملكها، فجهّز إليه تميم جيوشه، فحاصروه بالقيروان، فعجز وخرج منها، وعادت إلى يد تميم.
4 (رخص الأسعار)
) وفيها رخصت الأسعار بسائر البلاد، وعاش النّاس، ولله الحمد.

(32/18)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 19
4 (احداث سبع وسبعين وأربعمائة)

4 (الحرب بين العرب والتركمان عند آمد)
فيها بعث السّلطان جيشاً عليهم الأمير أرتق بن اكسب نجدةً لفخر الدّولة بن جهير. وكان ابن مروان قد مضى إلى مشرف الدّولة صاحب الموصل، واستنجد به، على أن يسلّم إليه آمد، وحلف له على ذلك، وكانت بينهما إحنٌ قديمة، فاتّفقا على حرب ابن جهير وسارا، فمال ابن جهير إلى الصّلح، وعلمت الترّكمان نيّته، فساروا في اللّيل، وأتوا العرب فأحاطوا بهم، والتحم القتال، فانهزمت العرب، وأسرت أمراء بني عقيل، وغنمت التّركمان لهم شيئاً كثيراً.

(32/19)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 20
واستظهر ابن جهير وحاصر شرف الدّولة، فراسل شرف الدّولة أرتق وبذل له مالاً، وسأله أن يمنّ عليه، ويمكّنه من الخروج من آمد. فأذن له، فساق على حميّةٍ، وقصد الرَّقة، وبعث بالمال إلى أرتق. وسافر فخر الدّولة إلى خلاط. وبلغ السّلطان أنّ شرف الدّولة قد انهزم وحصر بآمد، فجهَّز عميد الدّولة بن جهير في جيشٍ مداداً لأبيه، فقدم الموصل، وفي خدمته من الأمراء: قسيم الدّولة آقسقر جدّ السّلطان نور الدّين رحمه الله، والأمير أرتق، وفتح له أهل الموصل البلد فتسلّمه.
4 (مصالحة السلطان وشرف الدولة)
وسار السّلطان بنفسه ليستولي على بلاد شرف الدّولة بن قريش، فأتاه البريد بخروج أخيه تكش بخراسان، فبعث مؤيّد الدّولة بن النّظام إلى شرف الدّولة، وهو بنواحي الرحبة، وحلف له، فحضر إلى خدمة السّلطان، فخلع عليه، وقدَّم هو خيلاً عربيّة من جملتها فرسه بشّار، وكان فرساً عديم النّظير في زمانه، لا يسبق. فأجري بين يديه، فجاء سابقاً، فوثب قائماً من شدّة فرحه، وصالح شرف الدّولة.
4 (عصيان تكش على أخيه السلطان)
وعاد إلى خراسان لحرب أخيه، وكان قد صالحه. فلمّا رأى تكش الآن بعد السّلطان عنه عاد إلى العصيان، فظفر به السّلطان فكحّله وسجنه، وليته قتله، فإنّه قصد مرو، فدخلها وأباحها لعسكره ثلاثة أيّام، فنهبوا الأموال، وفعلوا

(32/20)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 21
العظائم، وشربوا في الجامع في رمضان.
4 (استرجاع أنطاكية ممن الروم)
) وفيها سار سليمان بن قتلمش السّلجوقيّ صاحب قونية وأقصرا بجيوشه إلى الشّام، فأخذ أنطاكّية، وكانت بيد الروم من سنة ثمانٍ وخمسين وثلاثمائة، وسبب أخذها أنّ صاحبها كان قد سار عنها إلى بلاد الروم، ورتَّب بها شحنة. وكان مسيئاً إلى أهلها وإلى جنده حتّى أنّه حبس ابنه. فاتّفق ابنه والشّحنة على تسليم البلد إلى سليمان، فكاتبوه يستدعونه، فركب في البحر في ثلاثمائة فارس، وجمع من الرّجّالة، وطلع من المراكب، وسار في جبالٍ وعرة ومضائق صعبة حتى وصل إليها بغتةً ونصب السلالم ودخلها في شعبان. وقاتلوه قتالاً ضعيفاً، وقتل جماعة وعفا عن الرعيّة، وعدل فيهم، وأخذ منها أموالاً لا تحصى. ثمّ أرسل إلى السّلطان ملكشاه يبشّره، فأظهر السّلطان السرور، وهنّأه النّاس. وفيها يقول الأبيورديّ قصيدته:
(لمعت كناصية الحصان الأشقر .......... نارٌ بمعتلج الكثيب الأعفر)
منها:

(32/21)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 22
(وفتحت أنطاكيّة الرّوم الّتي .......... نشرت معاقلها على الإسكندر)

(وطئت مناكبها جيادك فانثنت .......... تلقي أجنتَّها بنات الأصفر)
وأرسل شرف الدّولة مسلم بن قريش إلى سليمان يطلب منه الحمل الّذي كان يحمله إليه صاحب أنطاكية. فبعث يقول له: إنّما ذاك المال كان جزية رأس الفردروس، وأنا بحمد اللَّه فمؤمن، ولا أعطيك شيئاً. فنهب شرف الدّولة بلاد أنطاكّية، فنهب سليمان أيضاً بلاد حلب، فاستغاث له أهل القرى، فرقَّ لهم، وأمر جنده بإعادة عامّة ما نهبوه.
4 (مقتل شرف الدولة بنواحي أنطاكية)
ثمّ إنّ شرف الدّولة حشد العساكر، وسار لحصار أنطاكّية، فأقبل سليمان بعساكره، فالتقيا في صفر سنة ثمانٍ وسبعين بنواحي أنطاكية، فانهزمت العرب، وقتل شرف الدّولة بعد أن ثبت، وقتل بين يديه أربعمائة من شباب حلب. وكان أخوه إبراهيم في سجنه، فأخرجوه وملّكوه.

(32/22)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 23
4 (حصار حلب)
وسار سليمان فنازل حلب وحاصرها أكثر من شهر، وترحّل عنها.)
4 (ولاية آقسنقر شحنكية بغداد)
وفيها ولي شحنكيّة بغداد قسيم الدّولة آقسنقر.

(32/23)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 24
4 (احداث ثمان وسبعين وأربعمائة)

4 (استيلاء الأدفونش على طليطلة)
كان قد جمع الأدفونش، لعنه الله، جيوشه، وسار فنزل على مدينة طليطلة من بلاد الأندلس في السّتين الماضية، فحاصرها سبع سنين، وأخذها في العام من صاحبها القادر بالله ولد المأمون يحيى بن ذي النّون، فازداد قوةً وطغى وتجبَّر.
4 (موقعة الملّثمين بالأندلس)
وكان ملوك الأندلس، حتى المعتمد صاحب قرطبة وإشبيلية، يحمل إليه قطيعةً كلّ عام. فاستعان المعتمد بن عبّاد على حربه بالملّثمين من البربر، فدخلوا إلى الأندلس، فكانت بينهم وقعة مشهورة، ولكن أساء يوسف بن تاشفين ملك الملّثمين إلى ابن عبّاد، وعمل عليه، وأخذ منه البلاد، وسجنه بأغمات إلى أن مات.
4 (رواية ابن حزم عن كتاب الأدفونش)
إلى المعتمد بن عبّاد وذكر اليسع بن حزم قال: كان وجّه ادفونش بن شانجة رسولاً إلى

(32/24)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 25
المعتمد. وكان من أعيان ملوك الفرنج يقال له البرهنس، معه كتاب كتبه رجلٌ من فقهاء طليطلة تنصَّر ويعرف بابن الخيّاط، فكان إذا عّير قال: إنَّك لا تهدي من أحببت والكتاب: من الانبراطور ذي الملّتين الملك أدفونش بن شانجة، إلى المعتمد بالله، سدّد الله آراءه، وبصّره مقاصد الرشاد. قد أبصرت تزلزل أقطار طليطلة، وحصارها في سالف هذه السّنين، فأسلمتم إخوانكم، وعطّلتم بالدَّعة زمانكم، والحذر من أيقظ باله قبل الوقوع في الحبالة. ولولا عهدٍ سلف بيننا نحفظ ذمامه نهض العزم، ولكن الإنذار يقطع الأعذار، ولا يعجل إلاّ من يخاف الفوت فيما يرومه، وقد حمّلنا الرّسالة إليك السّيد البرهانس، وعنده من التّسديد الّذي يلقى به أمثالك، والعقل الّذي يدبّر به بلادك ورجالك، ما أوجب استنابته فيما يدق ويجلّ. فلمّا قدم الرسول أحضر المعتمد الأكابر، وقريء الكتاب، فبكى أبو عبد الله بن عبد البرّ وقال: قد أبصرنا ببصائرنا أنَّ مآل هذه الأموال إلى هذا، وأن مسالمة الّعين قوّة بلاده، فلو تضافرنا لم) نصبح في التّلاف تحت ذلّ الخلاف، وما بقي إلاّ الرجوع إلى الله والجهاد. وأما ابن زيدون وابن لبون فقالا: الرأي مهادنته ومسالمته. فجنح المعتمد إلى الحرب، وإلى استمداد ملك البربر، فقال جماعة: نخاف عليك من استمداده. فقال: رعي الجمال خيرٌ من رعي الخنازير.
4 (جواب المعتمد بن عبّاد إلى الأدفونش)
ثمّ أخذ وكتب جواب أدفونش بخطّه، ونصّه:
(الذّلّ تأباه الكرام وديننا .......... لك ما ندين به من البأساء)

(سمناك سلماً ما أردت وبعد ذا .......... نغزوك في الإصباح والإمساء)

(الله أعلى من صليبك فادرع .......... لكتيبة خطبتك في الهيجاء)

(سوداء غابت شمسها في غيمها .......... فجرت مدامعها بفيض دماء)

(32/25)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 26
(ما بيننا إلاَ النّزال وفتنة .......... قدحت زناد الصّبر في الغماء)
من الملك المنصور بفضل الله المعتمد على الله محمد بن المعتضد بالله، إلى الطّاغية الباغية أدفونش الّذي لقَّب نفسه ملك الملوك، وتسمّى بذي الملَّتين. سلام على من اتَّبع الهدى، فأول ما نبدأ به من دعواه أنه ذو الملّتين والمسلمون أحقّ بهذا الإسم لأنّ الّذي نملكه من نصارى البلاد، وعظيم الاستعداد، ولا تبلغه قدرتكم، ولا تعرفه ملّتكم. وإنّما كانت سنة سعدٍ اتَّعظ منها مناديك، وأغفل عن النّظر السّديد جميل مناديك، فركبنا مركب عجز يشحذ الكيس، وعاطيناك كؤوس دعةٍ، قلت في أثنائها: ليس. ولم تستحي أن تأمر بتسليم البلاد لرجالك، وإنّا لنعجب من استعجالك وإعجابك بصنعٍ وافقك فيه القدر، ومتى كان لأسلافك الأخدمين مع أسلافنا الأكرمين يدٌ صاعدة، أو وقفة مساعدة، فاستعد بحربٍ، وكذا وكذا.. إلى أن قال: فالحمد لله الّذي جعل عقوبة توبيخك وتقريعك بما الموت دونه، والله ينصر دينه ولو كره الكافرون، وبه نستعين عليك. ثمّ كتب إلى يوسف بن تاشفين يستنجده فأنجده.
4 (استيلاء ابن جهير على آمد وميافارقين)
وفيها استولى فخر الدّولة بن جهير على آمد وميافارقين، وبعث بالأموال إلى السّلطان ملكشاه.
4 (ملك ابن جهير جزيرة ابن عمر)
) ثمّ ملك جزيرة ابن عمر بمخامرة من أهلها، وانقرضت دولة بني مروان.

(32/26)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 27
4 (محاصرة أمير الجيوش دمشق)
وفيها وصل أمير الجيوش في عساكر مصر، فحاصر دمشق، وضيّق على تاج الدّولة تتش، فلم يقدر عليها، فعاد إلى مصر.
4 (الفتنة بين السّنّة والشيعة)
وفيها كانت فتنة كبيرة بين أهل الكرخ الشّيعة وبين السّنّة، وأحرقت أماكن واقتتلوا.
4 (الزلزلة بأرَّجان)
وجاءت زلزلة مهولة بأرَّجان، مات خلق منها تحت الردّم.
4 (الريح والرعد والبرق ببغداد)
وفيها كانت الرّيح السّوداء ببغداد، واشتدّ الرَّعد والبرق، وسقط رملٌ وتراب كالمطر، ووقعت عدّة صواعق، وظنّ النّاس أنّها القيامة، وبقيت ثلاث ساعات بعد العصر، نسأل الله السلامة. وقد سقت خبر هذه الكائنة في ترجمة الإمام أبي بكر الطُّرطوشيّ لأنّه شاهدها وأوردها في أماليه. وكان ثقة ورعاً، رحمه الله تعالى.

(32/27)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 28
4 (احداث تسع وسبعين وأربعمائة)

4 (مقتل ابن قتلمش عند حلب)
لمّا قتل شرف الدّولة نازل سليمان بن قتلمش حلب، وأرسل إلى نائبها ابن الحتيتيّ العبّاسيّ منه أن يسلِّمه إليه، فقدَّم تقدمةً، واستمهله إلى أن يكاتب السّلطان ملكشاه. وأرسل العبّاسيّ إلى صاحب تتش، وهو أخو السّلطان يحرّضه على المجيء ليتسلّم البلد. فسار تتش بجيشه، فقصده قبل أن يصل إليها سليمان، وكان مع تتش أرتق التُّركمانيّ جدّ أصحاب ماردين، وكان شجاعاً سعيداً، لم يحضر مصافّاً إلاّ وكان الظَّفر له. وقد كان فارق ابن جهير لأمرٍ بدا منه، ولحق بتاج الدّولة تتش، فأعطاه القدس. والتقى الجمعان، وبلى يومئذٍ أرتق بلاءً حسناً، وحرَّض العرب على القتال، فانهزم عسكر سليمان، وثبت سليمان بخواصّه إلى أن قتل، وقيل: بل أخرج سكّيناً عند الغلبة قتل بها نفسه. ونهب أصحاب تتش شيئاً كثيراً. ثمّ إنّه سار لأخذ حلب، فامتنعوا، فحاصرها وأخذها بمخامرةٍ جرت.
4 (دخول السلطان حلب)
) وأمّا السّلطان فإنّ البرد وصلت إليه بشغور حلب من ملكٍ، فساق بجيوشه من إصبهان، فقدمها في رجب، وهرب أخوه عنها ومعه أرتق. وكانت قلعة حلب عاصيةً مع سالم ابن أخي شرف الدّولة، فسلّمها إلى

(32/28)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 29
السّلطان، وعوّضه عنها بقلعة جعبر، فبقيت في يده ويد أولاده إلى أن أخذها نور الدّين.
4 (إقرار الأمير نصر بن علي على شيزر)
وأرسل الأمير نصر بن عليّ بن منقذ إلى السّلطان ملكشاه ببذل الطّاعة، وسلَّم إليه لاذقيه وكفر طاب وفامية، فترك قصده وأقرَّه على شيزر. ثمّ سلمَّ حلب إلى قسيم الدّولة أقسنقر، فعمّرها وأحسن السّيرة.
4 (افتقار ابن الحتيتي)
وأمّا ابن الحتيتيّ فإنّ أهلها شكوه، فأخذه السّلطان معه، وتركه بديار بكر، فافتقر وقاسى. وأمّا ولده فقتلته الفرنج بأنطاكّية لمّا ملكوها.
4 (خبر وقعة الزّلاقة بالأندلس)
وهو أنّ الأدفونش، لعنه الله، تمكّن وتمرَّد، وجمع الجيوش فأخذ طليطلة، فاستعان المسلمون بأمير المسلمين يوسف بن تاشفين صاحب سبتة

(32/29)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 30
ومراكش، فبادر وعدَّى بجيوشه، واجتمع بالمعتمد بن عبّاد بإشبيلية، وتهيَّأ عسكرها وعسكر قرطبة، وأقبلت المطَّوَّعة من النّواحي. وسار جيش الإسلام حتّى أتوا الزّلاّقة، من عمل بطليوس، وأقبلت الفرنج، وتراءى الجمعان، فوقع الأدفونش على ابن عبّاد قبل أن يتواصل جيش ابن تاشفين، فثبت ابن عبّاد وأبلى بلاءً حسناً، وأشرف المسلمون على الهزيمة، فجاء ابن تاشفين عرضاُ، فوقع على خيام الفرنج، فنهبها وقتل من بها، فلم تتمالك النّصارى لمّا رأت ذلك أن انهزمت، فركب ابن عبّاد أقفيتهم، ولقيهم ابن تاشفين من بين أيديهم، ووضع فيهم السيف، فلم ينج منهم إلاّ القليل. ونجا الأدفونش في طائفة. وجمع المسلمون من رؤوس الفرنج كوماً كبيراً، وأذّنوا عليه، ثمّ أحرقوها لما جيفت. وكانت الوقعة يوم الجمعة في أوائل رمضان، وأصاب المعتمد بن عبّاد جراحات سليمة في وجهه. وكان العدو خمسين ألفاً، فيقال: لم يصل منهم إلى بلادهم ثلاثمائة نفس. وهذه ملحمة لم يعهد مثلها. وحاز المسلمون غنيمةً عظيمة.)
4 (استيلاء ابن تاشفين على غرناطة)
وطابت الأندلس للملّثمين، فعمل ابن تاشفين على أخذها، فشرع أوّلاً، وقد سار في خدمته ملك غرناطة، فقبض عليه وأخذ بلده، واستولى على قصره بما حوى، فيقال إنّ في جملة ما أخذ أربعمائة حيّة جوهر، فقوَّمت كلّ واحدةٍ بمائة دينار.

(32/30)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 31
4 (تلقيب ابن تاشفين بأمير المسلمين)
ونقل ابن الأثير أنّ ابن تاشفين أرسل إلى المقتدي بالله العّباسّي يطلب أن يسلطنه، فبعث إليه الخلع والأعلام والتّقليد، ولقِّب بأمير المسلمين.
4 (دخول السلطان ملكشاه بغداد)
ولمّا افتتح السّلطان ملكشاه حلب وغيرها رجع ودخل بغداد، وهو أوّل دخوله إليها، فنزل بدار المملكة ولعب بالكرة، وقدَّم تقادم للخليفة، ثمّ قدم بعده نظام الملك. ثمّ سار فزار قبور الصّالحين. وفيه يقول ابن زكرويه الواسطيّ:
(زرت المشاهد زورةً مشهودةً .......... أرضت مضاجع من بها مدفون)

(فكأنّك الغيث استهلّ بتربها، .......... وكأنّها بك روضةٌ ومعينٌ)
ثمّ خرج وتصيّد، وأمر بعمل منارة القرون من كثرة ما اصطاد من الغزلان وغيرها. ثمّ جلس له الخليفة ودخل إليه وأفرغ الخلع عليه. ولم يزل نظام الملك

(32/31)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 32
قائماً يقدَّم أميراً أميراً إلى الخليفة، وكلما قدَّم أميراً قال: هذا العبد فلان، واقطاعه كذا وكذا، وعدّة رجاله وأجناده كذا وكذا إلى أن أتى على آخرهم. ثمّ خلع على نظام الملك. وكان يوماً مشهوداً. وجلس نظام الملك بمدرسته، وحدَّث بها، وأملى مجلساً. ثمّ سار السّلطان من بغداد إلى إصبهان في صفر من سنة ثمانين.
4 (الفتنة بين السنّة والشيعة)
وفيها كانت فتنة هائلة بين السُّنّة والشّيعة، وكادت الشّيعة أن تملك، ثمّ حجز بينهم الدّولة.
4 (تدريس الدبّوسيّ بالنظامية)
وفيها قدم الشّريف أبو القاسم عليّ بن أبي يعلى الحسينيّ الدّبّوسيّ بغداد في تجمُّل عظيم لم ير مثله لعالم، ورتّب مدرسّاً بالنّظاميّة بعد أبي سعد المتولّي.)
4 (زواج ابن صاحب الموصل وإقطاعه البلاد)
وفيها زوّج السّلطان أخته زليخا بابن صاحب الموصل، وهو محمد بن شرف الدّولة مسلم بن قريش، وأقطعه الرحبة، وحرّان، والرَّقَّة، وسروج، والخابور. وتسلَّم هذه البلاد سوى حرّان، فإنّ محمد بن الشّاطر امتنع من تسليمها مدّة، ثمّ سلّمها.

(32/32)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 33
4 (عزل ابن جهير عن ديار بكر)
وفيها عزل فخر الدّولة بن جهير عن ديار بكر بالعميد أبي علي البلخيّ، بعثه السّلطان وجعله عاملاً عليها.
4 (الخطبة للمقتدي بالحرمين)
وفيها أسقطت خطبة صاحب مصر المستنصر بالحرمين، وخطب لأمير المؤمنين المقتدي.
4 (إسقاط المكوس بالعراق)
وفيها أسقط السّلطان المكوس والاجتيازات بالعراق.
4 (محاصرة قابس وسفاقس)
وفيها حاصر تميم بن باديس قابس وسفاقس، وفرق عليهما جيوشه.

(32/33)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 34
4 (احداث ثمانين وأربعمائة)

4 (عرس الخليفة المقتدي)
في أوّلها عرس أمير المؤمنين على بنت السّلطان ملكشاه، عندما ذهب السّلطان للصّيد. فنقل جهازها إلى دار الخليفة، فيما نقل ابن الأثير، على مائةٍ وثلاثين جملاً مجلَّلة بالدّيباج الروميّ، وعلى أربعة وسبعين بغلاً مجلَّلة بألوان الدّيباج، وأجراسها وقلائدها الذَّهب، فكان على ستّة بغال اثنا عشر صندوقاً فيها الحليّ والمصاغ، وثلاثة وثلاثون فرشاً عليها مراكب الذَّهب مرصّعة بأنواع الجوهر والحليّ، ومهد كبير كثير الذّهب، وبين يدي الجهاز الأميران كوهرائين وبرسق. فأرسل الخليفة وزيره أبا شجاع إلى تركان خاتون، وبين يديه ثلاثمائة مركبيّة، ومثلها مشاعل، ولم يبق في الحريم دكّان إلاّ وقد أشعل فيها الشّمع. وأرسل الخليفة محفّة لم ير مثلها. وقال الوزير لتركان: يقول أمير المؤمنين: إنّ الله يأمركم أن تؤدُّوا الأمانات إلى أهلها، وقد أذن في نقل الوديعة إليه.) فأجابت، وحضر نظام الملك فمن دونه، وكلٌّ معهم الشّمع والمشاعل. وكان نساء الأمراء بين أيديهن الشّمع والمشاعل. ثمّ أقبلت الخاتون في محفّةٍ مجلَّلة بألوان الذَّهب والجواهر الكوشيّ، قد أحاط بالمحفّة مائتا جارية من الأتراك بالمراكب العجيبة، فسارت إلى دار الخلافة. وكانت ليلة مشهودة لم ير ببغداد مثلها. وعمل الخليفة من الغد سماطاً لأمراء السّلطان، يحكى أنّ فيه

(32/34)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 35
أربعين ألف منّاً من السُّكّر، وخلع عليهم. وجاءه منها ولد في ذي القعدة سمّاه جعفراً. وجاء السّلطان في هذه السّنة من تركان خاتون ولده محمود الذّي ولي الملك.

(32/35)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 36
5 (بسم الله الرحمن الرحيم)

5 (الطبقة الثامنة والأربعون وفيات)

4 (وفيات سنة إحدى وسبعين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن الحافظ أبي عمرو عثمان بن سعيد الدّاني.)
المقريء أبو العبّاس. قرأ على أبيه، وأقرأ النّاس بالروايات. أخذ عنه: أبو القاسم بن مدير. توفي في ثامن رجب.
4 (أحمد بن عليّ بن محمد بن الفضل.)
أبو الحسن بن أبي الفرج البغداديّ البشّاريّ، المعروف أيضاً بابن الوازع. شيخ معمّر، وجد ابن ماكولا سماعه من أبي الطّاهر المخلّص في جزء من الفتوح لسيف. فأفاده النّاس، وسمعوه منه. روى عنه: مكّيّ الرُّميليّ، وإسماعيل بن السَّمرقنديّ.

(32/36)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 37
توفّي في ربيع الأوّل وله سنة 94.
4 (أحمد بن محمد بن هبة الله.)
أبو الحسين الدّمشقيّ الأكفانيّ والد الأمين أبي محمد. حدَّث عن: المسدَّد الأملوكيّ، وعبد الرحمن بن الطُّبيز. وعنه: ابنه.) مات في ربيع الأوّل.
4 (أتسز بن أواق الخوارزمي التّركي.)
صاحب دمشق. قال ابن الأكفاني: غلت الأسعار في سنة حصار الملك أتسز بن الخوارزمي دمشق، وبلغت الغرارة أكثر من عشرين ديناراً. ثمّ ملك البلد صلحاً، ونزل دار الإمارة داخل باب الفراديس، وخطب لأمير المؤمنين المقتدي بالله عبد الله بن أبي العبّاس، وقطعت دعوة المصرييّن، وذلك في ذي القعدة سنة ثمانٍ وستّين.

(32/37)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 38
وقال ابن عساكر: إنّه ولي دمشق بعد حصاره إيّاها دفعات، وأقام الدّعوة لبني العبّاس، وتغلّب على أكثر الشّام، وقصد مصر ليأخذها فلم يتمّ له ذلك. ثمّ وجّه المصريّون إلى الشّام عسكراً ثقيلاً في سنة إحدى وسبعين، فلمّا عجز عنهم راسل تتش بن ألب أرسلان يستنجد به. فقدم تتش دمشق، وغلب على دمشق، وقتل أتسز في ربيع الآخر، واستقام الأمر لتتش. وكان أتسز لمّا أخذ دمشق أنزل جنده في دور النّاس، واعتقل من الرُّؤساء جماعةّ وشمّسهم بمرج راهط حتّى افتدوا نفوسهم منه بمالٍ كثير، ونزح جماعة إلى طرابلس. وقتل بالقدس خلقاً كثيراً كما مرَّ في الحوادث إلى أن أراح النّاس منه.
4 (إبراهيم بن إسماعيل.)
أبو سعد اليعقوبيّ. مات بمرو في شعبان.
4 (إبراهيم بن عليّ.)
الشّيخ أبو إسحاق القبّانيّ. شيخ الصّوفيّة بدمشق. أقام بدمشق، وأقام بصور أربعين عاماً. وسمع بالرملة من شيخه أبي الحسين بن التّرجمان، وبصيدا من الحسن بن جميع. روى عنه: نصر المقدسيّ، وغيث الأرمنازيّ، وجماعة.

(32/38)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 39
وكان صالحاً صدوقاً له معاملة.)
4 (حرف الحاء)

4 (الحسن بن أحمد بن عبد الله.)
الفقيه أبو عليّ بن البنّا البغداديّ الحنبليّ، صاحب التّصانيف والتّخاريج. سمع من: هلال الحفّار، وأبي الفتح بن أبي الفوارس، وأبي الحسن بن رزقويه، وأبي الحسين بن بشران، وعبد الله بن يحيى السُّكَّريّ، وهذه الطبّقة فأكثر. روى عنه: أحمد بن ظفر المغازليّ، وأبو منصور عبد الرحمن القزّاز، وإسماعيل بن السَّمرقنديّ، وجماعة، وولداه يحيى وأحمد، وأبو الحسين بن الفرّاء، وقاضي المرستان. وقرأ بالرّوايات على أبي الحسن الحمَّاميّ.

(32/39)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 40
وعلّق الفقه والخلاف عن القاضي أبي يعلى قديماً. ودرّس في أيّامه، وله تصانيف في الفقه والأصول والحديث. وكان له حلقتان للفتوى وللوعظ وكان شديداً على المبتدعة، ناصراً للسُّنَّة. آخر من روى عنه بالإجازة الحافظ محمد بن ناصر. قال القفطيّ: كان من كبار الحنابلة. سأل فقال: هل ذكرني الخطيب في تاريخه مع الثّقات أو مع الكذّابين فقيل له: ما ذكرك أصلاً. فقال: ليته ذكرني ولو مع الكذّابين. قال القفطيّ: كان مشاراً إليه في القراءآت واللّغة والحديث. حكي عنه أنّه قال: صنّف خمسمائة مصنَّف. قال: إلاّ أنّه كان حنبليّ المعتقد، تكلّموا فيه بأنواع. توفّي في رجب. قلت: ما تكلَّم فيه إلاّ أهل الكلام لكونه كان لهجاً بمخالفتهم، كثير الذّمّ لهم، معنياً بأخبار الصِّفات. قرأ عليه جماعة. ولم يذكره الخطيب في تاريخه لأّنه أصغر منه، ولا ذكر أحداً من هذه الطّبقة إلاّ من مات قبله. وذكره ابن النّجّار فقال: كان يؤدَّب بني جردة. قرأ بالرّوايات على الحمّاميّ، وغيره. وكتب) بخطّه كثيراً. إلى أن قال: وتصانيفه تدلّ على قلّة فهمه، كان صحفيّاً قليل التّحصيل. روى الكثير، وأقرأ ودرّس، وأفتى، وشرح الإيضاح لأبي عليّ الفارسيّ. إذا

(32/40)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 41
نظرت في كلامه بان لك سوء تصرُّفه. ورأيت له ترتيباً في غريب أبي عبيد قد خبط كثيراً وصحّف. حدَّث عنه: أولاده أحمد ومحمد ويحيى، وابن الحصين، وإسماعيل بن السَّمرقنديّ، وأبو منصور القزّاز، وأحمد بن ظفر المغازليّ. قال شجاع الذُّهليّ: كان أحد القرّاء المجّودين، سمعنا منه قطعة من تصانيفه. وقال المؤتمن السّاجيّ: كان له رواء ومنظر، ما طاوعتني نفسي للسَّماع منه. وقال إسماعيل بن السَّمرقنديّ: كان واحدٌ من المحدّثين اسمه الحسن بن أحمد بن عبد الله الَّنيسابوريّ. سمع الكثير، فكان ابن البنّا يكشط بوريّ منه ويمدّ السّين، فتصير البنّا كذا قيل إنّه كان يفعل ذلك.

(32/41)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 42
4 (الحسن بن عليّ بن محمد بن أحمد بن جعفر.)
الحافظ أبو عليّ البلخيّ الوخشيّ، ووخش: من أعمال بلخ. رحّال حافظ كبير سمع بدمشق من: تمّام الرّازيّ، وعقيل بن عبدان. وببغداد من: أبي عمر بن مهديّ.

(32/42)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 43
وبالبصرة من: أبي عمر الهاشميّ. وبمصر من: أبي محمد عبد الرحمن بن عمر بن النّحّاس. وبخراسان من أصحاب الأصمّ. قال أبو بكر الخطيب: علّقت عنه ببغداد، وإصبهان. وقال ابن السَّمعانيّ: كان حافظاً فاصلاً ثقة، حسن القراءة. رحل إلى العراق، والجبال، والشّام، والثّغور، ومصر. وذاكر الحفّاظ. وسمع ببلخ من أبي القاسم عليّ بن أحمد الخزاعيّ وبنيسابور من أبي زكريّا المزكّي، والحيريّ وببغداد من أبي مهديّ، وابن أبي الفوارس وبإصبهان من أبي نعيم.) روى لنا عنه: عمر بن محمد بن عليّ السَّرخسيّ، وعمر بن عليّ المحموديّ. روى عنه الخطيب في تصانيفه، وذكر الحافظ عبد العزيز النَّخشبيّ أنّه كان يتَّهم بالقدر. قال السَّمعانيّ: ولد سنة خمسٍ وثمانين وثلاثمائة. وتوفّي في خامس ربيع الآخر سنة إحدى وسبعين ببلخ. قلت: انتقى على أبي نعيم خمسة أجزاء مشهورة بالوخشيّات، وسمعنا جزءاً من حديثه رواه من حفظه. سئل عن إسماعيل بن محمد التَّيميّ فقال: حافظ كبير. قلت: روى عن الوخشيّ كتاب السُّنن لأبي داود: الحسن بن عليّ الحسينيّ البلخيّ، والّذي قيّد وفاته صاحبه عمر السَّرخسيّ. وقد حدَّث المحموديّ عنه في سنة ستًّ وأربعين وخمسمائة وقال: كنت قد راهقت لما

(32/43)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 44
توفّي الوخشيّ وحضرت جنازته، فلمّا وضعوه في القبر، سمعنا صيحةً، فقيل إنّه لمّا وضع في القبر خرجت الحشرات من المقبرة وكان في طرفنا وادي، فانحدرت إليه الحشرات، فذهبت وأبصرت البيض الصِّغار، والعقارب، والخنافس، وهي منحدرة إلى الوادي بعينيَّ، والّناس ما كانوا يتعّرضون لها. قال ابن النّجّار: سمع ببلخ من عليّ بن أحمد الخزاعيّ، وبهمذان محمد بن أحمد بن مزدين، وبحلب، وبعكّا. وسمع منه نظام الملك ببلخ، وصدّره بمدرسته ببلخ. وقال: جعت بعسقلان أيّاماً حتّى عجزت عن الكتابة، ثمّ فتح الله. وقال فيه إسماعيل التيَّميّ: حافظ كبير.

(32/44)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 45
4 (الحسين بن عقيل بن محمد بن عبد المنعم بن ريش الدّمشقيّ البزّار.)
الشاعر. سمع: عبد الرحمن بن أبي نصر. روى عنه: الخطيب مع تقدُّمه، وأبو الحسن بن المسلّم الفقيه.
4 (حرف السين)

4 (سعد بن عليّ بن محمد بن عليّ بن حسين)

(32/45)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 46
أبو القاسم الزَّنجانيّ، الحافظ الزّاهد) سمع: أبا عبد الله محمد بن الفضل بن نظيف، وأبا عليّ الحسين بن ميمون الصّدفيّ بمصر وبغزّة عليّ بن سلامة، وبزنجان محمد بن أبي عبيد وبدمشق عبد الرحمن بن ياسر، وأبا الحسن الحبّان، وجماعة. روى عنه: أبو بكر الخطيب وهو أكبر منه، وأبو المظفّر منصور السَّمعانيّ الفقيه، ومكّيّ الرُّميليّ، وهبة الله بن فاخر، ومحمد بن طاهر المقدسيّ، وعبد المنعم القشيريّ، وآخرون. وجاور بمكّة زماناً، وصار شيخ الحرم. قال أبو الحسن محمد بن أبي طالب الفقيه الكرجيّ: سألت محمد بن طاهر عن أفضل من رأى، فقال: سعد الزَّنجانيّ، وعبد الله بن محمد الأنصاريّ، فسألته أيُّهما أفضل فقال: عبد الله كان متفنناً، وأمّا الزَّنجانيّ فكان أعرف بالحديث منه. وذلك أنّي كنت أقرأ على عبد الله فأترك شيئاً لأجرّبه، ففي بعضٍ يردّ، وفي بعض يسكت، والزَّنجانيُّ، كنت إذا تركت اسم رجلٍ يقول: تركت بين فلان وفلان اسم فلان. قال ابن السَّمعانيّ: صدق. كان سعد أعرف بحديثه لقلَّته، وعبد الله كان مكثراً. قال أبو سعد السَّمعانيّ: سمعت بعض مشايخي يقول: كان جدّك أبو المظفّر قد عزم على أن يقيم بمكّة ويجاور بها، صحبة الإمام سعد بن عليّ، فرأى ليلةً من اللّيالي والدته كأنّها قد كشفت رأسها وقالت له: يا بنيّ، بحقّي

(32/46)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 47
عليك إلاّ ما رجعت إلى مرو، فإنّي لا أطيق فراقك. قال: فانتبهت مغموماً، وقلت أشاور الشّيخ سعد، فمضيت إليه وهو قاعد في الحرم، ولم أقدر من الزّحام أن أكلّمه، فلمّا تفرَّق النّاس وقام تبعته إلى داره، فالتفت إليّ وقال: يا أبا المظفَّر، العجوز تنتظرك. ودخل البيت. فعرفت أنّه تكلَّم على ضميري، فرجعت مع الحاجّ تلك السّنة. قال أبو سعد: كان أبو القاسم حافظاً، متقناً، ثقة، ورعاً، كثير العبادة، صاحب كرامات وآيات. وإذا خرج إلى الحرم يخلوا المطاف، ويقبّلون يده أكثر ممّا يقبّلون الحجر الأسود. وقال محمد بن طاهر: ما رأيت مثله، سمعت أبا إسحاق الحبّال يقول: لم يكن في الدّنيا مثل أبي القاسم سعد بن عليّ الزَّنجانيّ في الفضل. وكان يحضر معنا المجالس، ويقرأ الخطأ بين يديه، فلا يردّ على أحدٍ شيئاً، إلاّ أن يسأل فيجيب. قال ابن طاهر: وسمعت الفقيه هيّاج بن عبيد إمام الحرم ومفتيه يقول: يومٌ لا أرى فيه سعد بن) عليّ لا أعتدّ أنّي عملت خيراً. وكان هيّاج يعتمر ثلاث مرّات. وسيأتي ذكره. قال ابن طاهر: كان الشّيخ سعد لمّا عزم على المجاورة عزم على نيِّفٍ وعشرين عزيمة أنّه يلزمها نفسه من المجاهدات والعبادات. ومات بعد أربعين

(32/47)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 48
سنة ولم يخلّ منها بعزيمةٍ واحدة. وكان يملي بمكّة، ولم يكن يملي بها حين تولّى مكّة المصريّون، وإنمّا كان يملي سرّاً في بيته. وقال ابن طاهر: دخلت على الشّيخ أبي القاسم سعد وأنا ضيّق الصَّدر من رجلٍ من أهل شيراز لا أذكره، فأخذت يده فقبَّلتها، فقال لي ابتداءً من غير أن أعلمه بما أنا فيه: يا أبا الفضل، لا تضيِّق صدرك، عندنا في بلاد العجم مثل يضرب، يقال: بخل أهوازيّ، وحماقة شيرازيّ، وكثرة كلام رازيّ. ودخلت عليه في أوّل سنة سبعين لمّا عزمت على الخروج إلى العراق حتّى أودّعه، ولم يكن عنده خبر من خروجي. فلمّا دخلت عليه قال. أراحلون فنبكي، أم مقيمونا فقلت: ما أمر الشّيخ لا نتعدّاه. فقال: على أيَّ شيءٍ عزمت قلت: على الخروج إلى العراق لألحق مشايخ خراسان. فقال: تدخل خراسان، وتبقى بها، وتفوتك مصر، ويبقى في قلبك. فاخرج إلى مصر، ثمّ منها إلى العراق وخراسان، فإنه لا يفوتك شيء. ففعلت، وكان في ذلك البركة. سمعت سعد بن عليّ وجرى بين يديه ذكر الصّحيح الّذي خرَّجه أبو ذرّ الهرويّ فقال: فيه عن أبي مسلم الكاتب، وليس من شرط الصّحيح. قال أبو القاسم ثابت بن أحمد البغداديّ: رأيت أبا القاسم الزَّنجانيّ في

(32/48)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 49
المنام يقول لي مرةً بعد أخرى: إنّ الله بنى لأهل الحديث بكّل مجلسٍ يجلسونه بيتاً في الجنّة. ولد سعد في حدود سنة ثمانين وثلاثمائة، أو قبلها. وتوفّي في سنة إحدى وسبعين، أو في أواخر سنة سبعين بمكّة. وله قصيدة مشهورة في السُّنّة. وقد سئل عنه إسماعيل الطّلحيّ فقال: إمامٌ كبيرٌ عارفٌ بالسُّنَّة.
4 (سلمان بن الحسن بن عبد الله)
) أبو نصر، صاحب ابن الذّهبيّة البغداديّ. رجل صالح معمَّر.

(32/49)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 50
روى عن: أبي الحسن محمد بن محمد بن محمد بن مخلد صاحب الصفّار. روى عنه: محمد بن عبد الباقي الأنصاريّ، وعبد الوهّاب الأنماطيّ وقال: عاش أكثر من مائة سنة. مات أبو نصر في رجب.
4 (سهل بن عمر بن محمد بن الحسين.)
أبو عمر بن المؤَّيد أبي المعالي البسطاميّ ثمّ النيَّسابوريّ. من بيت الإمامة والحشمة، وهو ختن عمّه الموفّق بابنته. روى عن: أبي الفضل عمر بن إبراهيم الهرويّ، وأصحاب الأصمّ. توفّي في شوّال.
4 (حرف الطاء)

4 (طاهر بن محمد شاه فور.)
أبو المظفّر الطٌّ وسيّ. مات بطوس في شوّال. يروي عن: ابن محمش الزّياديّ، وغيره. وعنه: زاهر الشّحّاميّ.

(32/50)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 51
وكان إماماً مفسِّراً أصوليّاً. وسمّاه عبد الغافر. شاهفور.
4 (حرف العين)

4 (عبد الله بن سبعون بن يحيى)
أبو محمد المسلّميّ القيروانيّ. محدَّث عارف. سكن بغداد ونقل بخطّه الكثير، وقرأ بنفسه. سمع: أبا القاسم عبد العزيز الأزجيّ وأبا طالب بن غيلان، وجماعة. وبمكّة: أبا نصر السِّجزيّ، وأبا الحسن بن صخر.) وبمصر: عليّ بن منير. روى عنه: أبو القاسم السَّمرقنديّ، وأبو الحسن بن عبد السّلام. توفّي في رمضان.
4 (عبد الباقي بن محمد بن غالب.)

(32/51)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 52
أبو منصور بن العطّار الأزجيّ وكيل أميري المؤمنين: القائم، والمقتدي. قال السّمعانيّ: كان حسن السِّيرة، جميل الأمر، صحيح السّماع. سمع: أبا طاهر المخلّص، وأحمد بن محمد بن الجنديّ. روى عنه: يوسف بن أيّوب الهمذانيّ، وعبد المنعم القشيريّ، وأبو نصر أحمد بن عمر الغازي، وآخرون. قلت: كان قليل الرّواية، رئيساً. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقاً. قال لي: ولدت سنة أربع وثمانين وثلاثمائة. توفّي ابن العطّار في ربيع الآخر.
4 (عبد الحميد بن الحسن بن محمد.)
أبو الفرج الهمذانيّ الدّلاّل الفقاعيّ. روى عن: أبي بكر بن لال، وعبد الرحمن الإمام، وعبد الرحمن المؤَّدب الهمذانيّين. قال شيرويه: سمعت منه وليس التّحديث من شأنه. وسماعه مع أخيه عليّ. ولد سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة. وتوفّي في ثامن عشر ذي القعدة.

(32/52)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 53
4 (عبد الرحمن بن عليّ بن عبد الله بن منصور الطَّبريّ)
قال السَّمعانيّّ: أبو القاسم بن الزُّجاجي كان ينزل باب الطّاق من بغداد، وكان خيرّاً ثقة صدوقاً. سمع من: أبي أحمد الفرضيّ، وثنا عنه أبو بكر الأنصاريّ، وأبو محمد بن الطّرّاح، وإسماعيل بن السَّمرقنديّ، وأبو نصر أحمد بن عمر الغازي. توفّي في ربيع الأوّل.
4 (عبد الرحمن بن علوان بن عقيل.)
أبو القاسم الشّيبانيّ البغداديّ، أخو عبد الواحد.) سمع من: عبد القاهر بن عترة. روى عنه: قاضي المرستان ووثَّقه أبو الفضل بن خيرون.
4 (عبد العزيز بن عليّ بن أحمد بن الحسين الأنماطي.)
أبو القاسم ابن بنت السُّكّريّ العتّابيّ. من محلّة العتّابين ببغداد.

(32/53)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 54
قال الخطيب: حدَّث عن أبي طاهر المخلِّص. كتبت عنه، وكان سماعه صحيحاً. قلت: روى عنه: أبو بكر الأنصاريّ، وعبد الوهّاب الأنماطّي، وإسماعيل بن السَّمرقنديّ. وقال عبد الوهّاب الأنماطيّ: هو ثقة. ولد أبو القاسم في سنة ثمانٍ وثمانين وثلاثمائة، ومات في رجب. وآخر من حدَّث عنه أحمد بن الطّلاّيه. قرأت على أحمد بن إسحاق: أنا المبارك بن أبي الجود، أنا أحمد بن أبي غالب الزّاهد، أنا عبد العزيز بن عليّ سنة ثمانٍ وستّين وأربعمائة: أنا محمد بن عبد الرحمن الذّهبيّ، ثنا عبد الله بن أبي داود، ثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن أبي فديك: أخبرني ابن أبي ذئب، عن شرحبيل، عن أبي سعيد الخدري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لأن يتصدَّق الرجل في حياته بدرهمٍ خيرٌ من أن يتصدَّق بمائة دينارٍ عند موته.
4 (عبد القاهر بن عبد الرحمن.)

(32/54)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 55
أبو بكر الجرجانيّ النَّحويّ المشهور. أخذ النَّحو بجرجان عن: أبي الحسين محمد بن الحسن الفارسيّ ابن أخت الشّيخ أبي عليّ الفارسيّ. وعنه أخذ عليّ بن أبي زيد الفصيحيّ. وكان من كبار أئمّة العربيّة. صنَّفَّ كتاب المغني في شرح الإيضاح في نحوٍ من ثلاثين مجلَّداً، وكتاب المقتصد في شرح الإيضاح أيضاً، ثلاث مجلّدات، وكتاب إعجاز القرآن الكبير، وكتاب إعجاز القرآن الصّغير، وكتاب العوامل المائة، وكتاب المفتاح، وكتاب شرح الفاتحة في مجلَّد، وكتاب العمد في التصريف، وكتاب الجمل وهو مشهور. وله كتاب التّلخيص في شرح هذا الجمل. وكان شافعيَّ المذهب، متكلّماً على طريقة الأشعريّ، مع دين وسكون.) وقد ذكره السَّلفيّ في معجمه فقال: كان ورعاً قانعاً، دخل عليه لصٌ وهو

(32/55)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 56
في الصّلاة فأخذ ما وجد، وعبد القاهر ينظر، فلم يقطع صلاته. سمعت أبا محمد الأبيورديّ يقول: ما مقلت عينيّ لغويّاً مثله. وأمّا في النّحو فعبد القاهر. وله نظمٌ، فمنه:
(كبِّر على العقل لا ترمه .......... ومل إلى الجهل ميل هائم)

(وعش حماراً تعش سعيداً .......... فالسَّعد في طالع البهائم)
توفّي عبد القاهر، رحمه الله سنة إحدى وسبعين، وقيل: سنة أربعٍ وسبعين، فالله أعلم.
4 (عليّ بن أحمد بن عليّ.)
أبو القاسم السّمسار الإصبهانيّ. مات في ربيع الأوّل.

(32/56)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 57
4 (عليّ بن محمد بن أحمد بن حمدان بن عبد المؤمن.)
أبو الحسن الميدانيّ، ميدان زياد الّذي على باب نيسابور. سكن همذان. روى عن: محمد بن يحيى العاصميّ، وأبي حفص بن مسرور. ورحل فسمع من: عبد الملك بن بشران، وبشر الفاتنيّ، وطائفة كبيرة. قال شيرويه: سمعت منه. وكان ثقة، صدوقاً، معنيَّاً بها الشّأن، متقناً، اهداً، صامتاً، لم تر عيناي مثله. وسمعت أحمد بن عمر الفقيه يقول: لم ير أبو الحسن الميدانيّ مثل نفسه. قال شيرويه: ازدحموا على جنازته، وأطنبوا في وصفه وفضله. توفّي يوم الجمعة ثامن عشرة صفر. قلت: روى عنه هبة الله بن الفرج.
4 (عليّ بن محمد بن عليّ بن هارون.)
أبو القاسم التَّيميّ الكوفيّابن الإدلابيّ النَّيسابوريّ. حدَّث عن: أبي بكر بن المزكّيّ، وعبد الرحمن بن محمد السّرّاج، وأبي بكر الحيريّ، وابن نظيف المصريّ، وعبد الملك بن بشران.) وحدَّث ببغداد بمسند الشّافعيّ. روى عنه: إسماعيل بن السَّمرقنديّ، وأبو البركات بن أبي سعد، ومحمد بن طلحة الرّازيّ. وكان ثقة. مات في ربيع الأوّل سنة إحدى وسبعين.

(32/57)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 58
4 (عمر بن عبد الملك بن عمر بن خلف.)
أبو القاسم بن الرّزّاز. أحد عدول بغداد وفقهائها. سمع: أبا الحسن بن رزقويه، وأبا القاسم الحرفيّ، وابن شاذان. روى عنه: ابن السَّمرقنديّ. توفّي في رجب.
4 (عمر بن عبد الله بن عمر.)
أبو الفضل بن البقّال البغداديّ الأزجيّ المقريء. قرأ القرآن على أبي الحسن الحمّاميّ. وسمع: أبا أحمد بن ابي مسلم الفرضيّ. وختم عليه خلق. وكان ورده كلَّ يومٍ ختمة. روى عنه: أبو بكر الأنصاريّ، وأبو القاسم بن السَّمرقنديّ، وأحمد بن عمر الغازي.

(32/58)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 59
وكان مولده سنة 395.
4 (حرف الفاء)

4 (الفضيل بن يحيى بن الفضيل.)
أبو عاصم الفضيليّ الهرويّ، الفقيه. راوي المائة وغيرها. عن: عبد الرحمن بن أبي شريح، وأقرانه. ذكره أبو سعد السَّمعانيّ، فقال: كان فقيهاً، مزكِّياً، صدوقاً، ثقة. عمِّر حتّى حمل عنه الكثير. روى عنه: أبو الوقت.) وكان مولده في سنة ثلاثٍ وثمانين وثلاثمائة، وتوفّي في جمادى الأولى. روى عن: أبي عليّ منصور بن عبد الله الخالديّ، وأبي الحسين بن بشران. وقدم بغداد. وروى عنه: عبد السّلام بكبرة، ومحمد بن الحسين العلويّ.
4 (حرف الميم)

4 (محمد بن عبد الله بن أبي توبة)
أبو بكر الكشميهنيّ.

(32/59)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 60
توفّي بمرّو، وكان واعظاً فقيهاً. تفقَّه على أبي بكر القفّال، وسمع من جماعة.
4 (محمد بن عبد الواحد بن عبد الله.)
أبو بكر المستعمل السِّمسار. سمع: البرقانيّ، وأبا عليّ بن شاذان. روى عنه: عبد الله، وإسماعيل ابنا السَّمرقنديّ.
4 (محمد بن عثمان بن أحمد بن محمد بن عليّ بن مزدين.)
أبو الفضل القومسانيّ، ثمّ الهمذانيّ، ويعرف بابن زيرك. قال شيرويه: هو شيخ عصره ووحيد وقته في فنون العلم، روى عن: أبيه، وعمّه أبي منصور محمد، وخاله أبي سعد عبد الغفّار، وابن جانجان، وعليّ بن أحمد بن عبدان، ويوسف بن كجّ، والحسين بن فنجويه الثّقفيّ، وعبد الله بن الأفشين، وجماعة. وروى بالإجازة عن أبي عبد الرحمن السُّلميّ، وأبي الحسن بن رزقويه. وسمعت منه عامّة ما مرَّ له. وكان صدوقاً ثقة، له شأن وحشمة. وله يد في التّفسير، حسن العبارة والخطّ، فقيهاً، أديباً، متعبّداً. توفّي في سلخ ربيع الآخر. وقبره يزار ويتبرَّك به. وسمعته يقول: ولدت سنة تسعٍ وتسعين وثلاثمائة. قال شيرويه: سمعت عبد الله بن مكّيّ: سمعت أبا الفضل القومسانّي يقول

(32/60)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 61
في مرضه: رأيت رجلاً دفع إليَّ كتاباً، فأخذته، فإذا فيه: بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى محمد بن عثمان القومسانيّ، سلامٌ عليكم.) وسمعت إبراهيم بن محمد القزّاز الشّيخ الصالح يقول: رأيت ابن عبدان ليلة مات أبو الفضل القومسانيّ، فأخذ بيدي ساعةً، ثمّ قرأ أو لم يروا أنَّا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها يريد موته. سمعت أبا الفضل القومسانيّ يقول: روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه كان يقول: اللّهم أمتعني بسمعي وبصري، واجعلهما الوارث منّي. معناه مشكلٌ، فإنّ العلماء قالوا: كيف يكون سمعه وبصره يرثانه بعده دون سائر أعضائه فتأوّلوه أنّه أراد بذلك الدّعاء لأبي بكر وعمر، بدليل قوله: إنّي لا غنى بي عنهما، فإنّهما من الدّين بمنزلة السَّمع والبصر من الرّأس. فكأنّه دعا بأن يمتّع بهما في حياته، وأن برثاه خلافة النُّبوَّة بعد وفاته. ولا يجد العلماء لهذا الحديث وجهاً ولا تأويلاً غير هذا.

(32/61)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 62
فرأيت أبا هريرة في النّوم، وكنت مارّاً في مقبرة سراكسلهر فقال لي: أتعرفني فقلت: لا. قال: أنا أبو هريرة. أصبت ما قلت، أنا رويت هذا الحديث وكذا أراد به النبي صلى الله عليه وسلم ما فسّرت. سمعت أبا الفضل يقول: مرضت حتّى غلب على ظنّي أنّي سأموت، فاشتدّ الأمر وعندي أبي وعمر خادم لنا، فكان أبي يقول: يا بنيّ أكثر من ذكر الله. فأشهدته وعمر على نفسي، أنّي على دين الإسلام، وعلى السُّنّة. فرأيت وأنا على تلك الحال كأنّ هيبةً دخلت قلبي، فنظرت فإذا أنا برجلٍ يأتي من جهة القبلة، ذو هيبة وجمال، كأنّه يسبح في الهواء، فازددت له هيبةً. فلمّا قرب منّي قال لي: قل. قلت: نعم. وهبته أن أقول له: ماذا أقول. وكرَّر علي وقال: قل. قلت: نعم، أقول. فقال: قل الإيمان يزيد وينقص، والقرآن كلام الله غير مخلوق بجميع جهاته، وأنّ الله تعالى يرى في الآخرة، وقل بفضل الصّحابة، فإنّهم خيرٌ من الملائكة بعد الأنبياء. قلت: لست أطيق أن أقول ذلك من الهيبة. فقال: قل معي. فأعاد الكلام فقلتها معه، فتبسَّم وقال: أنا أشهد لك عند العرش. فلمّا تبسَّم سكن قلبي، وذهبت عنّي الهيبة، فأردت أن أسأله هل أنا ميت فكأنّه عرف فقال: أنا) لا أدري. أو قال: من أين أدري فقلت في نفسي: هذا ملك. وعوفيت من المرض. وسمعته يقول: أصابني وجعٌ شديد، فرأيت في المنام كأنّ قائلاً يقول لي: أقرأ على وجعك الآيات الّتي فيها اسم الله الأعظم. فقلت: ما هي؟

(32/62)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 63
قال: بديع السَّموات والأرض إلى قوله اللَّطيف الخبير فقرأته فعوفيت. وسمعته يقول: أتاني رجلٌ من خراسان فقال: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاني في منامي وأنا في مسجد المدينة، فقال لي: إذا أتيت همذان فاقرأ على أبي الفضل بن زيرك منّي السَّلام. قلت: يا رسول الله، لماذا قال: لأنّه يصلّي عليَّ في كلّ يومٍ مائة مرّة. وقال: أسألك أن تعلّمنيها. فقلت: إنّي أقول كلّ يوم مائة مرّة أو أكثر: اللّهمَّ صلَّ على محمد النّبيّ الأمّيّ، وعلى آل محمد، جزى الله محمداً، صلى الله عليه وسلم، عنّا ما هو أهله. فأخذها عنّي، وحلف لي: وإنّي ما كنت عرفتك ولا اسمك حتّى عرَّفك لي رسول الله صلى الله عليه وسلم. فعرضت عليه برّاً لأنّي ظننته متزيِّداً في قوله، فما قبل منّي وقال: ما كنت لأبيع رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرضٍ من الدّنيا. ومضى فما رأيته بعد ذلك.
4 (محمد بن عليّ بن محمد بن يحيى بن المهديّ بالله.)
الهاشميّ العبّاسيّ البغداديّ الشّاعر. ويعرف بابن الحندقوقيّ. سمع: أبا الحسن بن رزقويه، وأبا الحسين القطّان. وسمع بالبصرة من القاضي أبي عمر الهاشميّ. روى عنه: إسماعيل بن السَّمرقنديّ. توفّي في ذي الحجّة، وهو في عشر الثمانين.

(32/63)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 64
4 (محمد بن عمر.)
) أبو طاهر الإصبهانيّ، النّقّاش.
4 (محمد بن أبي عمران موسى بن عبد الله.)
أبو الخير المروزيّ الصّفار. آخر من روى صحيح البخاريّ في الدّنيا بعلوٍّ. رواه عن أبي الهيثم الكشميهنيّ. قال ابن طاهر المقدسيّ: ظهر سماعه على الأصل بالصّحيح، فقريء عليه. ثمّ استحضره الوزير نظام الملك، وسمعوا منه. فسقط يوماً عن دابّته، وحمل إلى بيته فمات. قلت: روى عنه: أبو بكر محمد بن إسماعيل المروزيّ الخراجيّ، والحافظ أبو جعفر محمد بن أبي عليّ الهمذانيّ، وأبو الفتح محمد بن عبد الرحمن الكشميهنيّ الخطيب، وهو آخر أصحابه. قال الحافظ ابن طاهر: سمعت عبد الله بن أحمد السَّمرقنديّ يقول: لم يصحّ لهذا الرجل، أبي الخير بن أبي عمران، من الكشميهنيّ سماع، وإنمّا وافق الاسم الاسم، وكان هذا آخرمن روى الكتاب بمرو. حمل إلى الوزير نظام الملك ليقرأ عليه، فقريء عليه بعضه، وطرحته البغلة فمات، ولم يتمّ. وقد رأيت أهل مرو يحكون: إذا قيل إنّ أبا الخير بن أبي عمران سمع من أبي الهيثم، ويشيرون إلى أنّ هذا غير ذلك.

(32/64)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 65
وقال أبو سعد السَّمعانيّ: كان صالحاً سديد السِّيرة. حدَّث بالبخاريّ، وحدَّث ببعض الجامع للترمذيّ، عن أحمد بن محمد بن سراج الطّحّان. وعمّر، وصار شيخ عصره. تكلَّم بعضهم في سماعه، وليس بشيء. أنا رأيت سماعه في القدر الموجود من أصل أبي الهيثم، وأثنى عليه والدي. وقال الأمير ابن ماكولا: سألت أبا الخير عن مولده، فقال: كان لي وقت ما سمعت الصّحيح عشر سنين. وسمع في سنة، وتوفّي في رمضان.
4 (محمد بن المهديّ.)
وهو محمد بن عبد العزيز بن العبّاس ابن المهديّ الهاشميّ البغداديّ، والد أبي عليّ محمد. روى عن: أبي عمر الهاشميّ البصريّ.) وعنه: ابنه.
4 (مهديُّ بن نصر.)
أبو الحسن الهمذانيّ الفقيه المشظّيّ. روى عن: نافع القاضي، وطاهر الإمام. قال شيرويه: صدوق، سمعت منه.

(32/65)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 66
4 (حرف الهاء)

4 (هبة الله بن حسين بن المهلَّب البزّاز.)
أبو محمد. بغداديّ. سمع: أبا عمر بن مهديّ، وأبا الحسين بن بشران، وابن رزقويه، وغيرهم. روى عنه: أبو القاسم بن السَّمرقنديّ، وأبو بكر القاضي، وأبو نصر الغازي. قال ابن خيرون: كان سماعه صحيحاً. قال السّمعانيّ: كان من ملاح البغدادييّن ممّن يشار إليه في الدعابة والولع. مات في ربيع الآخر.

(32/66)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 67
4 (وفيات سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن الحسن بن محمد.)
أبو العبّاس القاريء مسكويه. مات في جمادى الآخرة.
4 (أحمد بن محمد بن أحمد.)
أبو ذرّ الإسكاف. حدَّث بإصبهان عن: أبي سعيد محمد بن موسى الصَّيرفيّ. روى عنه: سعيد بن أبي الرجاء.
4 (أحمد بن محمد بن عثمان.)
الأستاذ أبو عمر البشخوانيّ.) شيخ الصُّوفيّة. كان مولده في سنة أربعمائة، وهو من ذرّية الحسن بن سفيان النَّسويّ. وبشخوان: من قرى نسا. ولي الخطابة ونيابة القضاء، ثمّ ترك ذلك وتجرَّد، وحجّ ورجع، فخدم أبا

(32/67)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 68
سعيد الميهنيّ، وأبا القاسم القشيريّ، وظهرت عليه أحوال الطّريقة، وصار من أصحاب الكرامات، وسمع من شيخ الإسلام أبي عثمان الصابونيّ، وبنى بقربته الخانقاه، وصار شيخ تلك النّاحية. أضرّ في آخر عمره. وذكره السِّمعانيّ.
4 (حرف التاء)
تبّع. تقدَّم في السّنة الماضية في تقريبها.
4 (حرف الحاء)

4 (الحسن بن إسماعيل بن صاعد بن محمد.)
قاضي القضاة أبو عليّ الحنفيّ النيَّسابوريّ. سمع الكثير من: أبي يعلى حمزة، وعبد الله بن يوسف، وأبي الحسن بن عبدان. توفّي في جمادى الأولى.
4 (الحسن بن عبد الرحمن بن الحسن بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن)
العبّاس بن جعفر بن أبي جعفر المنصور العبّاسيّ. أبو عليّ المكّيّ الشّافعيّ الحنّاط.

(32/68)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 69
شيخ ثقة، كان يبيع الحنطة. روى عن: أحمد بن إبراهيم بن فراس، وعبيد الله بن أحمد السَّقطيّ. وغيرهما. روى عنه: أبو المظفّر منصور السَّمعانيّ، وعبد النعم بن القشيريّ، ومحمد بن طاهر، وأحمد بن محمد العبّاسيّ المكّيّ، وطائفة من حجّاج المغاربة، وغيرهم. قيل إنّه توفّي في شهر ذي القعدة وكان أسند من بقي بالحجاز. وثقّه ابن السَّمعانيّ في الأنساب.) وقال محمد بن محمد بن يوسف الفاشانيّ: كنت أقرأ على هبة الله بن عبد الوارث الشّيرازيّ فقال: قرأت على أبي عليّ الشّافعيّ بمكّة:
(ألا ليت شعري هل أبيتنَّ ليلةّ .......... بفخًّ)
قال هبة الله: فقرأته بالتّصحيف بفجّ. فقال أبو عليّ، وأخرجني إلى ظاهر مكّة، وأتى بي إلى موضعٍ فقال: يا بنّي، هذا هو الفخّ، بالخاء المعجمة، وهو الموضع الّذي تمنّى بلال أن يكون به. وقد سأل ابن السّمعانيّ إسماعيل بن محمد الحافظ، عن أبي عليّ المذكور فقال: عدلٌ ثقة، كثير السّماع.

(32/69)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 70
4 (الحسين بن عليّ بن أبي شريك الحاسب.)
كان آيةً في الهندسة والحساب، ولم يكن بذاك. سمع: عبد الودود بن عبد المتكبِّر. روى عنه: أبو القاسم هبة الله الحاسب.
4 (حرف العين)

4 (عبد الله بن أحمد بن عبيد الله بن عثمان.)
أبو محمد بن أبي الخير البغداديّ. السكِّريّ صاحب الزّاهد عبد الصّمد. كان أميناً مطبوعاً، صحيح الأصول. سمع: أبا أحمد الفرضيّ، ومحمد بن بكران الرّازيّ. روى عنه: أبو نصر الغازي بإصبهان، ويحيى بن الطّرّاح، وإسماعيل بن السَّمرقنديّ. وكان يعرف بابن المّطوِّعة.
4 (عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن جحّاف.)
أبو المطرِّف المعافريّ، الفقيه البلنسيّ. قاضي بلنسية. روى عن: خلف بن هانيء الطُّرطوشيّ. روى عنه: أبو بحر سفيان بن العاص الأسديّ، وأبو اللَّيث السَّمرقنديّ. وسمع خلف من أحمد بن الفضل الدَّينوريّ.)

(32/70)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 71
4 (عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن عبّاس.)
أبو محمد القرطبيّ المقريء. قرأ على: مكّيّ بن أبي طالب بالروايات. وسمع من: حاتم بن محمد، وأبي عبد الله محمد بن عتّاب. قال ابن بشكوال: كان مع جلَّة المقرئين، وخيارهم. عارفاً بالقراءآت، ضابطاً لها، مجوَّداً، مع الدّين والعفاف. أنبا عنه جماعة. وتوفّي رحمه الله في ذي الحجّة.
4 (عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن مسلم.)
أبو سعيد الأبهريّ المالكيّ. سمع بمصر من: عليّ بن منير، وعبد الله بن الوليد الأندلسيّ. وحدَّث بدمشق. روى عنه: نصر المقدسيّ، وهبة الله بن الأكفانيّ، ونصر الله المصِّيصيّ وآخرون.
4 (عبد الملك بن الحسين بن خيران.)
أبو نصر الدّلاّل. سمع: أبا بكر بن الإسكاف.

(32/71)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 72
مات في جمادى الأولى.
4 (عليّ بن عبد الرحمن بن محمد.)
أبو القاسم المحميّ. شيخ رئيس من بيت الرواية والتَّزكية. سمع: ابن محمش، وأبا بكر الحيريّ، وجماعة. مولده سنة أربعمائة. روى عنه: إسماعيل بن عبد الرحمن العصائديّ، وغيره.
4 (عليّ بن أبي القاسم بن عبد الله بن عليّ.)
أبو الحسن السَّرقسطيّ، نزيل طليطلة.) حجّ، وأخذ عن أبي ذرّ الهرويّ، وأبي الحسن بن صخر، والقاضي عبد الوهّاب المالكيّ، وجماعة. وكان رجلاً صالحاً، فاضلاً، لم تكن له خبرة بالإسناد. وفي كتبه تخليط كثير. توفّي في ربيع الأوّل، وكانت له جنازة مشهودة بقرطبة.

(32/72)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 73
4 (حرف الفاء)

4 (الفضل بن عبد الله بن محمد بن المحبّ.)
قال عبد الغافر: توفّي في المحرَّم سنة اثنتين. وقال غيره: توفّي في سنة ثلاثٍ وسبعين وهو هناك.
4 (حرف الميم)

4 (محمد بن حسّان بن محمد)
أبو بكر الملقاباذيّ النيَّسابوريّ. سمع مسند أبي عوانة من أبي نعيم، وحدَّث به. وكان من كبار الفقهاء. روى عنه: وجيه الشّحّاميّ، وعبيد الله بن جامع الفارسيّ، وأحمد بن سهل المطرَّزيّ، وآخرون من آخرهم وفاةً أبو طالب محمد بن عبد الرحمن الحنزبارانيّ. قال أبو سعد: محمد بن أبي الوليد حسّان بن محمد بن القاسم فقيه، ثقة، عدل مشتغل بنفسه، غير دخّال في الأمور، أدرك الأسانيد العالية. سمع: أبا الحسن العلويّ، وعبد الله بن يوسف، وابن محمش.

(32/73)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 74
وروى عنه جدّي أبو المظفّر في الأحاديث الألف. ولد في المحرَّم سنة أربعٍ وتسعين وثلاثمائة. ومات بنيسابور في ذي القعدة سنة اثنتين.
4 (محمد بن الحسن بن محمد بن الأنماطيّ الخزاعيّ الكوفيّ.)
أبو عبد الله. سمع: أبا عبد الله بن محمد بن عبد الله الجعفيّ القاضي، وغيره. وعنه: إسماعيل بن السَّمرقنديّ. ولد سنة أربعمائة.) ومات في شوّال.
4 (محمد بن الحسين بن أحمد بن إبراهيم بن دينار بن يزدانيار.)
أبو جعفر السَّعيديّ الهمذانيّ الصُّوفيّ. ويعرف بالقاضي. روى عن: يوسف بن أحمد بن كجّ، وأبي عبد الله بن فنجويه، ومحمد بن أحمد بن حمدويه الطُّوسيّ، وعبد الرحمن بن الإمام، وأحمد بن الحسن الإمام، وأحمد بن عمر حموش، ونصر بن الحارث، وجماعة كبيرة. قال شيرويه: سمعت منه، وكان ثقة صدوقاً فقيراً. وكان أصمّ، وكنت إذا دخلت بيته ضاق لما أرى من حاله. توفّي في جمادى الأولى. وكان مولده في سنة ثمانين وثلاثمائة.
4 (محمد بن أبي مسعود عبد العزيز بن محمد.)
أبو عبد الله الفارسيّ الهرويّ. راوي جزء أبي الجهم، ونسخة مصعب الزُّبيريّ، وأجزاء ابن صاعد السّتّة، وغير ذلك عن عبد الرحمن بن أبي شريح.

(32/74)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 75
روى عنه: محمد بن طاهر المقدسيّ، وعبد السّلام بن أحمد بن بكبرة وأبو الفتح محمد بن عليّ المضريّ، وأبو الوقت عبد الأوّل، وأهل هراة. ورحل ابن طاهر إليه بالقصد إلى هراة، فحكى أنّه منع من الدّخول، فتنازل إلى أن يدخل ويقرأ عليه حديثاً واحداً، فأذن له. فلّما دخل عليه قرأ عليه الحديث الّذي في ذكر خيبر، وقد رواه البخاريّ بواسطة ثلاثة بينه وبين مالك، والشّيخ يروي هذا الحديث بواسطة ثلاثة كالبخاريّ، فقال لابن طاهر: لم اخترت هذا الحديث فوصف له علوّه فيه. فقال: اقرأ باقي الجزء ولازمه حتّى أكثر عنه. توفيّ في شوّال.
4 (محمد بن عبد العزيز بن محمد.)
أبويعلى بن المناطقيّ البغداديّ الدّلاّل في الملك. سمع: ابن رزقويه، وأبا الحسين بن بشران. وعنه: أحمد بن المجلّيّ، وإسماعيل بن السَّمرقنديّ.) ومات في رمضان.

(32/75)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 76
4 (محمد بن عليّ بن محمود بن إبراهيم بن ماخرة.)
أبو بكر الزَّوزنيّ الصُّوفيّ. ولد الشّيخ أبي الحسن. سمع: أبا الحسن بن مخلد، وأبا القاسم الخرقيّ. روى عنه: أبو عليّ البردانيّ، وإسماعيل بن السَّمرقنديّ. ومات رحمه الله في ذي القعدة عن ستّين سنة.
4 (محمد بن قاسم بن هلال التِّنِّيسيّ.)
الطلُّليطليّ، الفقيه. حدَّث عن: أبيه، وأبي عمر الطَّلمنكيّ. توفّي في جمادى الآخرة.
4 (محمد بن محمد بن أحمد بن الحسين بن عبد العزيز.)
أبو منصور العكبريّ الإخباريّ الندّيم، فارسيّ الأصل.

(32/76)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 77
كان راويةً للأخبار والحكايات، مليح النّادرة، حادّ الخاطر، طيّب العشرة، من أولاد المحدّثين. ولد سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة. وسمع بالكوفة من: محمد بن عبد الله الجعفيّ، وببغداد من: هلال الحفّار، وابن رزقويه، وأبي الحسن بن بشران. روى عنه: عبد الله النحَّويّ، والحسين سبط الخيّاط، ويحيى بن الطّرّاح، وإسماعيل بن السَّمرقنديّ. وقال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقاً. وقال عبد الله بن عليّ سبط الخيّاط: كان يتشيَّع. وقال ابن خيرون: إنّه خلّط في غير شيء، وسمّع لنفسه فيه. وتوفّي في رمضان. قال أبو سعد السَّمعانيّ: قول ابن خيرون لا يقدح فيه، لأنّ عمدة قدحه كونه استعار منه جزءاً، فنقل فيه سماعه وردّه، وما زالت الطَّلبة يفعلون ذلك.) قلت: وقع لنا المجتبى لأبن دريد بعلوًّ من طريقه، سمعناه من أبي حفص ابن القوّاس، عن الكنديّ إجازة: أنا سبط الخيّاط، أنا أبو منصور النّديم، أنا أبو الطّيّب محمد بن أحمد بن خلف بن خاقان العكبريّ، أنا أبو بكر بن دريد.

(32/77)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 78
والنّديم أيضاً بنزول، عن ابن أيّوب الشّافعيّ، عن ابن الجّراح، عنه.
4 (محمد بن هبة الله بن الحسن بن منصور.)
أبو بكر بن الحافظ أبي القاسم الطَّبريّ اللاّلكائيّ ثمّ البغداديّ. ثقة، مكثر. سمعّه أبوه من هلال الحفَّار، وأبي الحسين بن بشران، وأبي الحسين بن الفضل القطّان. روى عنه: إسماعيل بن السَّمرقنديّ، وأبو محمد سبط الخيّاط، وعبد الوهّاب الأنماطيّ. ومولده في ذي الحجّة سنة تسعٍ وأربعمائة. قلت: فيكون سماعه من الحفّار حضوراً. توفّي في جمادى الأولى. وكان شافعيّ المذهب، تبادر من أورده في علماء الشّافعيّة، فإنّه ليس هناك.

(32/78)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 79
4 (محمد بن يحيى بن سعيد.)
أبو عبد لله السِّرقسطيّ، خطيب سرقسطة. ويعرف بابن سماعة. حدَّث عن: أبي عمر الطَّلمنكيّ. روى عنه: أبو عليّ بن سكَّرة. وهو مشهور بالصَّلاح التّامّ.
4 (حرف النون)

4 (نصر بن أحمد بن مروان الكرديّ.)
صاحب ديار بكر. مات عن سنٍّ عالية، وتملَّك ابنه منصور سنة اثنتين وسبعين.

(32/79)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 80
4 (حرف الهاء)

4 (هيّاج بن عبيد بن حسين.)
الفقيه الزّاهد أبو محمد الحطّينيّ. وحطّين قرية بين عكا وطبرّية، بها قبر شعيب عليه السّلام فيما قيل.) سمع: أبا الحسن عليّ بن موسى السِّمسار، وعبد الرحمن بن عبد العزيز ابن الطُّبيز، ومحمد بن عوف المزنيّ، وجماعة بدمشق وأبا ذرّ الهرويّ بمكّة وعبد العزيز الأزجيّ، وغيره ببغداد. ومحمد بن الحسين الطّفّال، وعليّ بن حمِّصة بمصر. والسَّكن بن جميع بصيداء. ومحمد بن أحمد بن سهل بقيساريّة. روى عنه هبة الله الشّيرازيّ في معجمه فقال: أنا هيّاج الزّاهد الفقيه، وما رأت عيناي مثله في الزُّهد والورع.

(32/80)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 81
وروى عنه: محمد بن طاهر، وعمر الرُّؤاسيّ، ومحمد بن أبي عليّ الهمذانيّ، وثابت بن منصور القيسرانيّ وإبراهيم بن عثمان الرّازقيّ، وأبو نصر هبة الله السِّجزيّ، وغيرهم. قال ابن طاهر المقدسيّ: كنّا جلوساً بالحرم، فتمارى اثنان أيُّهما أحسن: مصر، أو بغداد فقلت: هذا يطول، ولا يفصل بينكما إلاّ من دخل البلدين. فقالوا: من هو قلت: الفقيه هيَّاج. فقمنا بأجمعنا إليه، قال: فيم جئتم فقصصت عليه وقلت: قد أحتكما إليك. فأطرق ساعةً ثمّ قال: أقول لكما أيُّهما أطيب قلنا: نعم. فقال: البصرة. قلت: إنّما سألا عن مصر وبغداد، فقال: البصرة أطيب ذاك الخراب وقلّة النّاس، ويطيب القلب بتلك المقابر والزّيارات. وأمّا بغداد ومصر، فليس فيهما خير من الزَّحمة والأكاسرة. وكان هيّاج فقيه الحرم بعد رافع الحمّال. وسمعته يقول: كان لرافع الحمّال في الزُّهد قدم، وإنّما تفقّه أبو إسحاق الشّيرازيّ، وأبو يعلى بن الفرّاء بمراعاة رافع. كانوا يتفقّهون، وكان يكون معهما، ثمّ يروح يحمل على رأسه، ويعطيهما ما يتقوَّتان به. قال ابن طاهر: وكان هيّاج قد بلغ من زهده أنّه يصوم ثلاثة أيّام، ويواصل ولا يفطر إلاّ على) ماء زمزم. فإذا كان آخر اليوم الثّالث من أتاه بشيء أكله، ولا يسأل عنه. وكان قد نيّف على الثّمانين، وكان يعتمر في كلّ يومٍ ثلاث عمر على

(32/81)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 82
رجليه، ويدّرس عدّة دروس لأصحابه. وكان يزور عبد الله بن عبّاس بالطّائف كلّ سنة مرّة، يأكل بمكّة أكلة، وبالطّائف أخرى. وكان يزور النبّيَّ صلى الله عليه وسلم كلّ سنة مع أهل مكّة. كان يتوقّف إلى يوم الرحيل، ثمّ يخرج، فأوّل من أخذ بيده كان في مونته إلى أن يرجع، وكان يمشي حافياً من مكّة إلى المدينة ذاهباً وراجعاً. وسمعته يقول، وقد شكى إليه بعض أصحابه أنّ نعله سرقت في الطّوّاف: إتَّخذ نعلين لا يسرقهما أحد. ورزق الشهادة في وقعةٍ وقعت لأهل السُّنَّة بمكّة، وذلك أنّ بعض الرّوافض شكى إلى أمير مكّة: أنّ أهل السُّنَّة ينالون منّا ويبغضونا. فأنفذ وأخذ الشّيخ هيَّاجاً، وجماعة من أصحابه، مثل أبي محمد بن الأنماطي، وأبي الفضل بن قوّام، وغيرهما. وضربهم، فمات الإثنان في الحال، وحمل هيّاج إلى زاويته، وبقي أيّاماً، ومات من ذلك رضي الله عنه. وقال السّمعانيّ: سألت إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ، عن هيّاج بن عبيد، فقال: كان فقيهاً زاهداً. وأثنى عليه.

(32/82)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 83
4 (حرف الياء)

4 (يحيى بن محمد بن الحسين.)
الشّريف أبو محمد بن الأقساسيّ العلويّ الكوفيّ. من ولد زيد بن عليّ بن الحسين. وأقساس: قرية من قرى الكوفة. ثقة، روى عن: محمد بن عبد الله الجعفيّ. روى عنه: إسماعيل بن السَّمرقنديّ، وأبو الفضل الأرمويّ. توفّي في حدود هذه السّنة.

(32/83)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 84
4 (وفيات سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن حاتم بن بسّام بن عامر)
) أبو العبّاس البكريّ التَّيميّ الإصبهانيّ الشّاهد له رحلة إلى خراسان وإلى بغداد سنة عشرين، فسمع من جماعة. روى عن: أبي عليّ بن شاذان. روى عنه: الحسين بن عبد الملك الأديب. وتوفّي في صفر.
4 (أحمد بن عبد الرحمن بن عليّ بن سرابان.)
أبو طاهر الرُّوذباريّ الصّائغ ابن الزّاهد. روى عن: أحمد بن تركان، وعبد الرحمن المؤدّب، وأبي سلمة الهمدانيين، ومنصور بن رامش. قال شيرويه: سمعت منه، وكان ثقة متقناً. توفّي في شوّال، وله ثمانون سنة.
4 (أحمد بن محمد بن أحمد الأخضر البغداديّ المقريء.)

(32/84)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 85
كان من أحسن النّاس تلاوة في المحراب. وكان مقلاًّ قانعاً. روى عن: أبي عليّ بن شاذان. وعنه: ابن السَّمرقنديّ، وعلي بن أحمد بن بكّار المقريء.
4 (أحمد بن محمد بن الحسين بن الحسن.)
الخيّاط الأنصاريّ. روى عن: ابن خرَّشيد قوله، وأبي الفرج البرجيّ.
4 (إسماعيل بن أحمد بن محمد بن عبد الله الحيريّ.)
أبو ممد الَّنيسابوريّ، البزّاز. شيخ معمَّر، صالح، مجاور بالجامع. سمع الكثير، وحدَّث عن أبي الحسين العلويّ، وأبي طاهر بن محمش، وعبد الله بن يوسف بن مامويه، وأبي عبد الرحمن السُّلميّ. روى عنه: عبد الغافر الفارسي وقال: توفّي في رابع ذي الحجّة، والحسين بن عليّ الشّحّاميّ، وسعيدة بنت زاهر الشّحّاميّ، وآخرون.)
4 (أمة الرحمن بنت عمر بن محمد بن يوسف بن دوست العلاّف.)
أمّ الخير. صالحة مستورة، روت عن: عمّها عثمان بن دوست. وماتت في شوّال.
4 (أمة القاهر بنت محمد بن أبي عمرو بن دوست العلاّف.)
أمّ العزّ. عن: جدّها.

(32/85)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 86
وعنها: إسماعيل بن السَّمرقنديّ، وغيره. أرّخها ابن النّجّار.
4 (حرف الحاء)

4 (الحسين بن عليّ بن عمر بن عليّ.)
أبو عبد الله الأنطاكيّ. كان ينوب بدمشق في القضاء عن أبي الفضل بن أبي الجنّ العلويّ. سمع من: تمّام الرّازيّ، وعبد الرحمن بن أبي نصر. وكان يسكن بالشّاغور، وهو آخر من حدَّث عن تمّام. روى عنه: أبو بكر الخطيب، وهبة الله بن أحمد الأكفانيّ، وجمال الإسلام أبو الحسن، وعلي بن قبيس. وسأله غيث عن مولده، فقال: سنة أربعٍ وتسعين وثلاثمائة. وتوفّي في المحرَّم.
4 (الحسين بن عليّ بن محمد بن أحمد بن إسحاق.)
أبو القاسم النَّيسابوريّ المختار. حدَّث عن: عبد الله بن يوسف، وابن محمش، والأستاذ أبي سعد، وأصحاب الأصمّ. ودفن إلى جانب ابن نجيد. وله كلام في المعرفة.

(32/86)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 87
4 (الحسين بن محمد بن مبشّر.)
) أبو عليّ الأنصاري السَّرقسطيّ. ويعرف بابن الإمام. أخذ القراءة من: أبي عمرو الدّانيّ، وأبي عليّ الإلبيريّ. ورحل وسمع من: أبي ذرّ عبد بن أحمد، وإسماعيل الحدّاد المقريء. وأقرأ النّاس. وكان خيِّراً فاضلاً، رحمه الله.
4 (حرف السين)

4 (سعيد بن يوسف.)
أبو طالب. صلبوه بهمذان في شوّال. رحمه الله.
4 (سفيان بن الحسين بن محمد بن فنجويه.)
ورّخه بعضهم فيها، والصّحيح ما تقدَّم.
4 (حرف الشين)

4 (شبيان بن عبد الله بن أحمد بن محمد.)
أبو المعمّر البرجيّ، الإصبهانيّ المحتسب. توفّي في ربيع الآخر. شيخ صالح صاحب سنّة. يعظ في القرى. سمع: أبا عبد الله بن مندة، والجرجانيّ، وأبا سعد المالينيّ، وأبا بكر بن مردويه. أرّخه يحيى بن مندة.

(32/87)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 88
4 (حرف العين)

4 (عبد الله بن عبد العزيز.)
أبو محمد بن عزّون التّميميّ المهدويّ المغربيّ المالكيّ. من أصحاب أبي عمران الفاسيّ، وأبي بكر عبد الرحمن. وكان أحد الفقهاء الأربعة الّذين نزحوا بعد خراب القيروان عنها، وهم: عبد الحميد الصّائغ، وأبو الحسن اللَّخميّ، وهذا، وأبو الرّجال المكفوف. وكان ابن عزّون متفننِّاً في العلوم.) تخرَّج به ابن حسّان، والقاضي ابن شغلان، وكان من أقيم النّاس على المدوَّنة، وأبحثهم في أسرارها. توفّي رحمه الله في حدود هذا العام.
4 (عبد الرحمن بن الحسن بن عبد الرحمن بن عليّ بن أيّوب.)
أبو القاسم العكبريّ. من بيت العلم والعدالة. كان تقة ورعاً، أضرّ في آخر عمره. سمع: عمّ أبيه الحسين، وعمر بن أحمد بن أبي عمرو، وعبد الله بن عليّ بن أيّوب العكبريّين. روى عنه: ابن السَّمرقنديّ، وأبو الحسن بن عبد السّلام. حدَّث في هذا العام.
4 (عبد الرحمن بن عيسى بن محمد.)

(32/88)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 89
أبو زيد الأندلسيّ، قاضي طليطلة. ويعرف بابن الحشّاء. سمع بقرطبة من: يونس بن عبد الله، وأبي المطِّرف القنازعيّ. وسمع بدانية من: أبي عمرو المقريء، وأبي الوليد بن فتحون. وبمكّة من: أبي ذرّ الهرويّ، وأبي الحسن بن صخر. وبالمغرب من: عبد الحقّ بن هارون الصَّقلّيّ وبمصر من: أبي القاسم عبد الملك بن الحسن، وعليّ بن إبراهيم الحوفيّ. وبالقيروان من: أبي عمران الفاسيّ الفقيه. استقضاه المأمون يحيى بن ذي النُّون بطليطلة بعد أبي الوليد بن صاعد. وحمدت سيرته، ثمّ استقضي بدانية. وقال أبو بكر الطّرطوشيّ: ولمّا ولي جدّي، يعني لأمّه، أبو زيد بن الحشاء القضاء بطليطلة جمع أهلها وأخرج لهم صندوقاً فيه عشرة آلاف دينار، وقال: هذا مالي، فلا تحسبوا ظهور حالي من ولايتكم، ولا نموَّ مالي من أموالكم.
4 (عبد السّلام ابن شيخ الشيوخ أبي الحسن بن سالبة.)
أبو الفتح.) توفّي في جمادى الأولى. كأنّه إصبهانيّ.
4 (عبد الواحد بن محمد بن عبيد الله.)

(32/89)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 90
أبو القاسم البغداديّ الزّجّاج. ثمّ الخبّاز. سمع: ابن بشران، وابن رزقويه. وعنه: إسماعيل بن السَّمرقنديّ. ومات في ربيع الأوّل سنة ثلاثٍ وسبعين.
4 (عبد الواحد بن المطهّر بن عبد الواحد بن محمد البزانّي الإصبهانيّ.)
قدم بغداد عميداً على العراق، ومات كهلاً قبل أبيه.
4 (عليّ بن محمد بن عبيد الله بن حمزة.)
القاضي أبو الحسن الهاشميّ العبّاسيّ، الفقيه الشّافعيّ.

(32/90)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 91
سمع: عبد الرحمن بن أبي نصر. وعنه: جمال الإسلام.
4 (عليّ بن محمد بن عليّ.)
أبو الحسن الصُّليحيّ، الخارج باليمن. ذكره القاضي ابن خلِّكان فقال: كان أبوه قاضياً باليمن، سنِّيّ المذهب. وكان الدّاعي عامر بن عبد الله الزّواخيّ يلاطف عليّاً، فلم يزل به حتّى استمال قلبه وهو مراهق، وتفرَس فيه النّجابة. وقيل: كانت عنده حليته في كتاب الصُّور وهو من الذّخائر القديمة،

(32/91)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 92
فأوقف عليّاً منه على تنقُّل حاله، وشرف ماله، وأطلعه على ذلك سرّاً من أبيه. ثمّ مات عامر عن قريب، وأوصى لعليّ بكتب، فعكف عليّ على الدّرس والمطالعة، فحصّل تحصيلاً جيدّاً. وكان فقيهاً في الدّولة المصريّة الإمامّية، مستبصراً في علم التّأويل، يعني تأويل الباطنيّة، وهو قلب الحقائق، ولبّ الإلحاد والزَّندقة. ثمّ صار يحجّ بالنّاس على طريق السَّراة والطاّئف خمس عشرة سنة. وكان النّاس يقولون له: بلغنا أنّك ستملك اليمن بأسره، فيكره ذلك، وينكر على قائله. فلمّا كان في سنة تسعٍ وعشرين وأربعمائة، ثار عليٌ بجبل مسار، ومعه ستّون رجلاً، قد حلفوا له بمكّة على الموت والقيام بالدّعوة. وآووا إلى ذروةٍ منيعة برأس الجبل، فلم يتمّ يومهم إلاّ وقد أحاط) بهم عشرون ألفاً، وقالوا: إن لم تنزل وإلاّ قتلناك ومن معك جوعاً وعطشاً. فقال: ما فعلت هذا إلاّ خوفاً علينا وعليكم أن يملكه غيرنا، فإن تركتموني أحرسه، وإلاّ نزلت إليكم. وخدعهم، فانصرفوا عنه. ولم تمض عليه أشهر حتّى بناه وحصّنه وأتقنه، وازداد أتباعه، واستفحل أمره، وأظهر الدّعوة فيما بين أصحابه لصاحب مصر المستنصر. وكان يخاف من نجاح صاحب تهامة، ويلاطفه، ويعمل عليه، فلم يزل به حتّى سقاه سمّاً مع جاريةٍ مليحة أهداها له في سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة. وكتب إلى المستنصر يستأذنه في إظهار الدّولة، فإذن له. فطوى البلاد طيّاً، وطوى الحصون والتّهائم. ولم تخرج سنة خمسٍ وخمسين حتّى ملك اليمن

(32/92)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 93
كلَّه، حتّى أنه قال يوماً وهو يخطب في جامع الجند: في مثل هذا اليوم نخطب على منبر عدن. ولم يكن أخذها بعد. فقال بعض من حضر: سبُّوح قدُّوس. يستهزيء به. فأمر بالحوطة عليه، وخطب يومئذٍ على منبر عدن كما قال. واتّخذ صنعاء كرسيَّ مملكته، وأخذ معه ملوك اليمن الّذين أزال ملكهم، وأسكنهم معه، وبنى عدّة قصور، وطالت أيّامه. وقال صاحب المرآة: في سنة خمسٍ وخمسين دخل الصُّليحيّ إلى مكة، واستعمل الجميل مع أهلها، وطابت قلوب النّاس، ورخصت الأسعار، ودعوا له. وكان شابّاً أشقر، أزرق، إذا جاز على جماعةٍ سلَّم عليهم. وكان ذكيّاً فطناً لبيباً، كسا البيت ثياباً بيضاء، ودخل البيت ومعه الحرّة زوجته الّتي خطب لها على منابر اليمن. وقيل: إنّه أقام بمكّة شهراً ورحل، وكان يركب فرساً يألف دينار، وعلى رأسه العصائب. وإذا ركبت الحرّة ركبت في مائتي جارية، مزينّات بالحليّ والجواهر، وبين يديها الجنائب بسروج الذَّهب. قال ابن خلكِّان: وقد حجّ في سنة ثلاثٍ وسبعين، واستخلف مكانه ولده الملك المكرَّم أحمد. فلمّا نزل بظاهر المهجم وثب عليه جيّاش بن نجاح وأخوه سعيد فقتلاه بأبيهما نجاح الّذي سمّه. فانذعر النّاس، وكان الأخوان قد خرجا في سبعين راجلاً بلا مركوب ولا سلاح بل مع كلّ واحدٍ جريدة في رأسها

(32/93)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 94
مسمار حديد، وساروا نحو السّاحل. وسمع بهم الصليحي فسيّر خمسة آلاف حربة من الحبشة الذين في ركابه لقتالهم فاختلفوا في الطّريق. ووصل السّبعون إلى) طرف مخيّم الصُّليحيّ، وقد اخذ منهم التّعب والحفا، فظنَّ النّاس أنّهم من جملة عبيد العسكر، فلم يشعر بهم إلاّ عبد الله أخو الصُّليحيّ، فدخل وقال: يا مولانا اركب، فهذا والله الأحول سعيد بن نجاح. وركب عبد الله، فقال الصُّليحيّ: إنّي لا أموت إلاّ بالدُّهيم وبئر أمّ معبد. معتقداً أنّها أمّ معبد الّتي نزل بها رسول الله صلى الله عليه وسلم لمّا هاجر. فقال له رجل من أصحابه: قاتل عن نفسك، فهذه والله الدُّهيم، وهذه بئر أمّ معبد. فلّما سمع ذلك لحقه زمع اليأس من الحياة على بغتة وبال، ولم يبرح من مكانه حتّى قطع رأسه بسيفه، وقتل أخوه وأقاربه، وذلك في ذي القعدة من السّنة. ثمّ أرسل ابن نجاح إلى الخمسة الآف فقال: إنّ الصُّليحيّ قد قتل، وأنا رجل منكم، وقد اخذت بثأر أبي، فقدموا عليه وأطاعوه. فقاتل بهم عسكر الصُّليحيّ، فاستظهر عليهم قتلاً وأسراً، ورفع رأس الصُّليحيّ على رمح، وقرأ القارىء: قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممَّن تشاء. ورجع فملك زبيد، وتهامة، إلى أن عملت على قتله الحرَّة، ودبّرت عليه، وهي امرأة من أقارب الصُّليحيّ. فقتل سنة إحدى وثمانين وأربعمائة.

(32/94)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 95
قال محمد بن يحيى الزَّبيديّ الواعظ: أنشدني الفقيه عبد الغالب بن الحسن الزَّبيديّ لنفسه بزبيد:
(أيُّها ذا المغرور لم يدم الدَّه .......... ر لعادٍ الأولى ولا لثمود)

(نقّبوا في البلاد، واجتاب مجتا .......... بهم الصَّخر، باليفاع المشيد)

(والّذي قد بنى بأيدٍ متينٍ .......... إرماً هل وراءها من مزيد)

(وقروناً من قبل ذاك ومن بع .......... د جنوداً أهلكن بعد جنود)

(والصُّليحيّ كان بالأمس ملكاً .......... ذا اقتدارٍ وعدّةٍ وعديد)

(دخل الكعبة الحرام، وزارت .......... منه للشّحر خافقات البنود)

(فرماه ضحىً بقاصمة الظَّه .......... ر قضاء أتيح غير بعيد)

(وأبو الشّبل إذ يتيه بما أع .......... طي من مخلبٍ ونابٍ جديد)

(وأخو المخطم المدلَّ بنابي .......... ن كجذعين من سقيًّ مجود)
وهي قصيدة طويلة.
4 (عليّ بن أحمد بن الفرج.)
أبو الحسن العكبريّ البزّاز الفقيه الحنبليّ، ويعرف بابن أخي أبي نصر.) كان مفتي عكبرا وعالمها. وكان ورعاً، زاهداً، ناسكاً، فرضيّاً، مقرئاً، له محلٌّ رفيع عند أهل عكبرا.

(32/95)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 96
سمع: أبا عليّ بن شاذان، والحسن بن شهاب العكبريّ. روى عنه: مكّيّ الرُّميليّ، وإسماعيل بن السمَّرقنديّ. وتوفّي في ربيع الآخر.
4 (عليّ بن مقلّد بن عبد الله بن كرامة.)
أبو الحسن الأطهريّ، البوّاب الحاجب. صدوق، خيّر. سمع: محمد بن محمد بن الرُّوزبهان، والحسين بن الحسن الغضائريّ. روى عنه: هبة الله الكاتب، وإسماعيل بن السَّمرقنديّ. توفّي في ربيع الآخر.

(32/96)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 97
4 (عليّ بن عبد الغافر بن عليّ بن الحسن.)
أبو القاسم الخزاعيّ النيَّسابوريّ. حدَّث عن: عبد الله بن يوسف الإصبهانيّ، وابن محمش، وجماعة. توفّي في ثاني شوّال.
4 (حرف الفاء)

4 (الفضل بن عبد الله بن المحبّ.)
أبو القاسم الَّنيسابوري، الواعظ. سمع: أبا الحسين الخفّاف، وتفرَّد في وقته عنه. وسمع: السّيد أبا الحسن العلويّ، وعبد الله بن يوسف، وابن محمش. وهو معروف بالوعظ، قد صنَّف فيه. وكان من أهل الخير والسَّداد والعلم. أثنى عليه ابن السَّمعاني فيما انتقى لولده عبد الرحيم. وممّن حدَّث عنه: سعيد بن الحسين الجوهريّ، والحسين بن عليّ الشّحّاميّ، ومحمد بن إسماعيل بن أحمد المقريء، وهبة الرحمن بن القشيريّ، ومليكة بنت أبي الحسن الفندورجيّ ومحمد بن طاهر، وزاهر الشّحّاميّ، وأبو طالب محمد بن عبد الرحمن الكنجروذيّ الحيريّ،) ومحمد بن إسماعيل الشّاماتيّ، وآخرون.

(32/97)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 98
وبالإجازة: وجيه الشّحّاميّ، والحافظ ابن ناصر. وقال ابن طاهر: رحلت من مصر إلى نيسابور لأجل الفضل بن عبد الله المحبّ صاحب الخفاّف، فلّما دخلت قرأت عليه في أوّل المجلس جزءين من حديث السّرّاج، فلم أجد لذلك حلاوة، واعتقدت أنّي نلته بلا تعب، لأنّه لم يمتنع عليَّ، ولا طالبني بشيء، وكلّ حديثٍ من الجزءين يسوى رحلة.
4 (حرف الميم)

4 (محمد بن حارث بن أحمد بن منيوه.)
أبو عبد الله السَّرقسطيّ النَّحويّ. كان من جلّة الأدباء. روى عن: أبي عمر أحمد بن صارم الباجيّ كثيراً من كتب الأدب. أخذ عنه بغرناطة: أبو الحسن عليّ بن أحمد المقريء في هذا العام. وبقي بعده.
4 (محمد بن الحسن بن الحسين.)
أبو عبد الله المروزيّ، الفقيه الشّافعيّ. تفقّه بمرو على أبي بكر القفّال. وسمع بهراة من: عمر بن أبي سعد، وجماعة. وكان إماماً، متفننّاً، متقناً، ورعاً، عابداً. وقيل: توفّي سنة، فالله أعلم.

(32/98)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 99
4 (محمد بن الحسين بن عبد الله.)
أبو عليّ بن الشِّبل البغداديّ، الشّاعر المشهور. له ديوان سائر، وقد سمع غريب الحديث من: أحمد بن عليّ بن الباديّ، وكان ظريفاً، نديماً، مطبوعاً، رقيق الشِّعر. روى عنه: أبو القاسم بن السَّمرقنديّ، وأبو الحسن بن عبد السّلام، وأبو سعد الزَّوزنيّ. وهو القائل:)
(ما أطيب العيش في التّصابي .......... لو أنّ عهد الصّبى يدوم)

(أو كان طيب الشّباب يبقى .......... لم يتله الشَّيب والهموم)
وله:
(خذ ما تعجّل واترك ما وعدت به .......... فعل الأريب فللّتأخير آفات)

(فللسّعادة أوقات ميسَّرة .......... تعطي السُّرور وللأحزان أوقات)

(32/99)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 100
4 (محمد بن سلطان بن محمد بن حيُّوس.)
الأمير مصطفى الدّولة أبو الفتيان الغنويّ الدّمشقيّ. أحد فحول الشعراء، له ديوان كبير. سمع من: خاله أبي نصر بن الجنديّ. روى عنه: أبو بكر الخطيب، وأبو محمد بن السَّمرقنديّ.

(32/100)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 101
وروى عنه من شعره: أبو القاسم النّسيب، وأبو المفضّل يحيى بن عليّ القرشيّ. وقال ابن ماكولا: بم أدرك بالشّام أشعر منه. وقال النّسيب: مولده بدمشق في سنة. وورد أنّ أباه كان من أمراء العرب. وقد مدح في شعره ملوكاً وأكابر، وتوفّي بحلب في شعبان. ومن شعره:
(طالما قلت للمسائل عنهم .......... واعتمادي هداية الضُّلاّل)

(إن ترد علم حالهم عن يقينٍ .......... فالقهم في مكارمٍ أو نزال)

(تلق بيض الأعراض سود مثار النّ .......... قع خضر الأكناف حمر النِّضال)
وله:
(أسكّان نعمان الأراك تيقَّنوا .......... بأنّكم في ربع قلبي سكّان)

(ودوموا على حفظ الوداد فطال ما .......... منينا بأقوامٍ إذا استحفظوا خانوا)

(سلوا اللَّيل عنّي قد تناءت دياركم .......... هل اكتحلت بالنّوم لي فيه أجفان)

(32/101)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 102
(وهل جرَّدت أسياف برقٍ دياركم .......... فكانت لها إلاّ جفوني أجفان)

4 (محمد بن عبد العزيز بن عبد الرحمن.)
أبو سعيد الكرابيسيّ الصّفّار المؤذّن.) سمَّعه أبوه من: عبد الله بن يوسف بن مامويه، وأبي عبد الرحمن السُّلميّ. روى عنه: وجيه الشّحّاميّ، وغيره. ومات في ذي الحجّة. وروى عنه أيضاً: عبد الغافر بن إسماعيل.

(32/102)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 103
وسمع أيضاً من: ابن محمش، وأكثر عن السُّلميّ. وكان من الصّالحين الثّقات. روى عنه أيضاً: هبة الرحمن بن القشيريّ، وجامع السّقّاء، ومحمد بن منصور الكاغذيّ بالإجازة.
4 (محمد بن محمد بن عليّ.)
أبو الفضل العكبريّ المقريء. من نبلاء القرّاء. قرأ على أبي الفرج عبد الملك النَّهروانيّ، وأبي الحسن الحمّاميّ، والحسن بن محمد بن الفحّام. وأتقن القراءآت. وسمع من: ابن رزقويه. وكان صدوقاّ. توفّي في ربيع الآخر بعكبرا عن سنٍّ عالية. روى عنه: أبو القاسم بن السَّمرقنديّ، وأخوه. وقد حدَّث عن ابن رزقويه، وكان ضريراً. ويقال له الجوزرانيّ، بجيم ثمّ زاي.
4 (محمد بن يحيى الهاشميّ السَّرقسطيّ.)

(32/103)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 104
توفّي في هذه الحدود. سمع بمصر: أبا العبّاس بن نفيس. وكان يحفظ صحيح البخاريّ كلّه، والموطَّأ رحمه الله.
4 (محمود بن جعفر بن محمد.)
أبو المظفّر الإصبهانيّ الكوسج التّميميّ. سمع من: عممّ أبيه الحسين بن أحمد الكوسج، والحسن بن عليّ بن أحمد بن سليمان البغداديّ ثمّ الإصبهانيّ، وغير واحد.) وسئل عنه إسماعيل بن محمد الحافظ فقال: عدلُ مرضيّ رحمه الله.
4 (حرف النون)

4 (نصر بن أحمد بن مزاحم الخطيب.)
أبو الفتح السِّمنجانيّ البلخيّ. سمع: أبا عليّ بن شاذان البزّاز، وغيره. روى عنه: أبو بكر محمد بن عبد الباقي القاضي، وأبو غالب بن البنّا. وكتب عنه: أبو الفضل بن خيرون مع تقدُّمه. وكان يترسّل إلى الأطراف من الدّيوان. وقد سمع ببخاري من: منصور بن نصر الكرمينيّ، وغيره.

(32/104)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 105
4 (نصر بن المظفر بن طاهر البوسنجيّ.)
أبو الحسن. توفّي بإصبهان في رجب.
4 (حرف الهاء)

4 (هيّاج بن عبيد الحطّينيّ الزّاهد.)
ورد أيضاً أنّه توفّي في ذي الحجّة من هذه السّنة. وقد مرّ في سنة اثنتين.
4 (حرف الياء)

4 (يحيى بن أبي نصر الهرويّ.)
الفقيه أبو سعد. سمع من: أبي منصور محمد بن محمد الأزديّ القاضي، وأبي بكر الحيريّ.
4 (يحيى بن محمد بن الحسن.)
أبو محمد بن الأقساسيّ العلويّ الحسينيّ الكوفيّ. روى عن: محمد بن عبد الله الجعفيّ. وعنه: ابن الطُّيوريّ، والمؤتمن السّاجيّ، وإسماعيل بن السَّمرقنديّ، وأبو الفضل الأرمويّ. ولد سنة 395 ومات سنة 73.)

(32/105)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 106
4 (وفيات سنة أربع وسبعين واربعمائة)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن عبد العزيز بن عليّ.)
أبو طالب الشُّروطيّ الجرجانيّ، ثمّ البغداديّ. ولد سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة. وسمع: أباه، وبكر بن شاذان الواعظ، وأبا عليّ بن شاذان. وأوّل سماعه سنة أربع وأربعمائة من أبيه عن بشر الإسفرائينيّ. روى عنه: إسماعيل بن السَّمرقنديّ، ويحيى بن الطّرّاح. وتوفّي في المحرَّم.
4 (أحمد بن عليّ بن الحسن بن محمد بن عمرو بن منتاب.)
أبو محمد بن أبي عثمان البصريّ، ثمّ البغدادي الدقّاقّ، المقريء. كان ثقة، مكثراً من الحديث، مهيباً، جليلاً. ختم عليه جماعة. سمع: أباه، وإسماعيل بن الحسن الصَّرصريّ، وأحمد بن محمد المجبر، وأبا عمر بن مهديّ، وأبا أحمد الفرضيّ، والحسن بن القاسم الدّبّاس، وابن البيِّع. وعنه: مكّيّ الرُّميليّ، وهبة الله الشّيرازيّ، وعبد الغافر بن الحسين الكاشغريّ، وعمر الرُّؤاسيّ، ومحمد بن عبد الباقي الأنصاريّ، وإسماعيل بن

(32/106)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 107
السَّمرقنديّ، ومحمد بن عبد الملك بن خيرون. ومولده سنة سبعٍ وتسعين وثلاثمائة. قال يحيى بن الطّرّاح: أنا أبو محمد بن أبي عثمان: أنا الحسن بن القاسم سنة أربعمائة حضوراً، أنا أحمد وكيل أبي صخرة، فذكر حديثاً. وقال إسماعيل بن السَّمرقنديّ: سئل أبو محمد أخو أبي الغنائم بن أبي عثمان أن يستشهد، فامتنع، فكلِّف، فقال: أصبروا إلى غدٍ. ودخل البيت، فأصبح ميتاً رحمه الله. ومثلها حكاية نصر بن علّي الجهضمّي لمّا ورد عليه الكتاب بتوليته القضاء، فاستصبرهم وبات يصلّي إلى السَّحر، فسجد طويلاً ومات. توفي أبو محمد في ذي القعدة، وشيعّه قاضي القضاة الدّامغانيّ، والشّيخ أبو إسحاق، وخلائق، وأمَّهم أخوه أبو الغنائم.)
4 (أحمد بن محمد بن إبراهيم بن علّي.)
أبو طاهر الخوارزميّ القصّار. سمع: أبا عمر بن مهديّ، وإسماعيل بن الحسن الصَّرصريّ. روى عنه: ابنه محمد، وإسماعيل بن السَّمرقنديّ، وجماعة. مات في ذي الحجّة. وكان صحيح السَّماع، فاضلاً.
4 (أحمد بن محمد بن عبد الله شاهكويه.)
الصُّوفيّ.

(32/107)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 108
كأنّه إصبهانيّ.
4 (أحمد بن المطهّر بن الشيخ أبي نزار محمد بن عليّ.)
أبو سعد العبديّ العبقسيّ الإصبهانيّ. روى عن: جدّه، والحافظ أبي بكر بن مردويه.
4 (أحمد بن هبة الله بن محمد بن يوسف بن صدقة.)
أبو بكر الرحبيّ الدّبّاس. قيل إنّه من ولد سعد بن معاذ رضي الله عنه. كان شيخاً معمَّراً، نيَّف على المائة، ويسكن بغداد محلّة النَّصرية. سمع: أبا الحسين بن بشران، ومحمد بن الحسين القطّان. روى عنه: أبو بكر الأنصاريّ، وأبو القاسم السَّمرقنديّ. قال شجاع الذُّهليّ: حدَّثني غير مرّة أنّه ولد سنة سبعين وثلاثمائة. وقال ابن ناصر: مات أبو بكر الرَّحبيّ في رجب، وقد بلغ مائةً وأربع سنين. وقال ابن النّجّار: كان يذكر أنّه سمع من أبي الحسين بن سمعون، والمخلِّص، وأنّ أصوله ذهبت في النَّهب.
4 (إبراهيم بن عقيل بن حبش.)

(32/108)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 109
أبو إسحاق القرشيّ السّاميّ النَّحويّ، المعروف بالمكبريّ. روى عن: عليّ بن أحمد الشّرابيّ، وعن خيثمة الأطرابلسيّ. روى عنه: الخطيب في كتاب التّلخيص.)

(32/109)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 110
ضعفّه ابن الأكفانيّ، واطّلع عليه بتركيب سندٍ مستحيلٍ للنَّحو.
4 (أرسلان تكين بن ألطنطاش.)
أبو الحارث التُّركيّ.

(32/110)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 111
ببغداد. ويعرف أبوه بسيف المجاهدين. روى عن: أبي عليّ بن شاذان. وعنه: أبو القاسم بن السَّمرقنديّ. مات في جمادى الأولى.
4 (حرف الحاء)

4 (الحسين بن عبد الرحمن بن عليّ الجنابذيّ.)
أبو عليّ الفقيه. حدَّث عن: ابن محمش، وأبي إسحاق الإسفرائينيّ، والحيريّ. ومات رحمه الله بنيسابور.
4 (الحسين بن عليّ بن عبد الرحمن بن محمد بن محمود.)
أبو بكر النَّيسابوريّ الحاكم الحنفيّ الدّهّان. من أعيان مذهبه. روى عن: أبي الحسن بن عبدان، وجماعة من أصحاب الأصمّ. وتوفّي في ذي الحجّة.
4 (حمد بن عبد العزيز.)
أبو القاسم الإصبهانيّ المعدّل. حدَّث في هذه السّنة عن: أبي عبد الله الجرجانيّ. روى عنه: مسعود الثّقفيّ، والحسن بن العبّاس الرُّستميّ.
4 (حمد بن محمد بن أحمد بن العبّاس.)

(32/111)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 112
أبو عبد الله الأسديّ الزُّبيديّ الآمليّ. ولي القضاء والرئاسة بآمل، وطبرستان سنين. وكان من رجال الدَّهر رأياً وكفاءة.) وصاهر نظام الملك. وكان يلقَّب بناصر السُّنَّة. روى عن: أبيه، وناصر العمريّ، وأبي محمد الجوينيّ. وتوفّي في ربيع الأوّل، وله بضعٌ وخمسون سنة.
4 (حرف الدال)

4 (دبيس بن عليّ بن مزيد الأسديّ.)
نور الدّولة أمير عرب العراق. كان نبيلاً، جواداً، ممدَّحاً، بعيد الصِّيت.

(32/112)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 113
عاش ثمانين سنة، ومات في شوّال فرثاه الشُّعراء فأكثروا. وولي بعده ابنه بهاء الدّولة أبو كامل منصور، فسار إلى السّلطان، وخلع عليه الخليفة أيضاً، وأعطاه الحلَّة كأبيه.
4 (حرف السين)

4 (سعد بن محمد بن يحيى.)
أبو المظّفر الجوهريّ الإصبهانيّ، المؤدَّب الضّرير. حدَّث أيضاً في هذه السّنة عن عثمان البرجيّ. وعنه: مسعود، والرُّستميّ. وهو أخو سعيد شيخ السّاميّ.
4 (سليمان بن خلف بن سعد بن أيّوب بن وارث.)

(32/113)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 114
الإمام أبو الوليد التُّجيبي القرطبيّ الباجيّ. صاحب التّصانيف. أصله بطليوسيّ، وانتقل آباؤه إلى باجة، وهي مدينة قريبة من إشبيلية. ولد في ذي القعدة سنة ثلاثٍ وأربعمائة. أخذ عن: يونس بن عبد الله بن مغيث، ومكّيّ بن أبي طالب، ومحمد بن إسماعيل، وأبي بكر محمد بن الحسن بن عبد الوارث، وجماعة. ورحل سنة ستًّ وعشرين، فجاور ثلاثة أعوام.

(32/114)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 115
ولزم أبا ذرّ، وكان يروح معه إلى السَّراة، ويتصّرف في حوائجه، وحمل عنه علماً كثيراً.) وذهب إلى بغداد، فأقام بها ثلاثة أعوام. وأظنّه قدمها من على الشّام، لأنّه سمع بدمشق أبا القاسم عبد الرحمن بن الطُّبيز، وعليّ بن موسى السِّمسار، والحسين بن جميع. وسمع ببغداد: أبا طالب عمر بن إبراهيم الزُّهريّ، وعبد العزيز الأزجيّ، وعبيد الله بن أحمد الأزهريّ، وابن غيلان، والصُّوريّ، وجماعة. وأخذ الفقه عن: أبي الطّيِّب الطَّبريّ، وأبي إسحاق الشّيرازيّ. وأقام بالموصل على أبي جعفر السمِّنانيّ سنةً يأخذ عنه علم الكلام والأصول. وأخذ أيضاً عن القاضي: أبي عبد الله الحسين بن عليّ الصَّيمريّ الحنفيّ، وأبي الفضل ابن عمروس المالكيّ، وأحمد بن محمد العتيقيّ، وأبي

(32/115)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 116
الفتح الطَّناجيريّ، ومحمد بن عبد الواحد بن رزمةً، وطبقتهم. حتّى برع في الحديث وبرز فيه على أقرانه، وأحكم الفقه وأقوال العلماء. وتقدَّم في علم النّظر بالكلام. ورجع إلى الأندلس بعد ثلاث عشرة سنة بعلومٍ كثيرة. روى عنه: الحافظ أبو بكر الخطيب، والحافظ أبو عمر بن عبد البرّ، وهما أكبر منه، ومحمد بن أبي نصر الحميديّ، وعليّ بن عبد الله الصّقلّيّ، وأحمد بن عليّ بن غزلون، وأبو عليّ بن سكَّرة الصَّدفيّ، وابنه العلاّمة الزّاهد أبو القاسم أحمد بن سليمان، وأبو القاسم عبد الرحمن بن محمد القاضي، وأبو بكر محمد بن الوليد الطُّرطوشيّ، وابن شبرين القاضي، وأبو عليّ بن سهل السَّبتي، وأبو بحر سفيان بن العاص، ومحمد بن أبي الخير القاضي، وآخرون. وتفقَّه به جماعة كثيرة. وكان فقيراً قانعاً، خدم أبا ذرّ بمكّة. قال القاضي عياض: وأجَّر نفسه ببغداد لحراسة درب. وكان لمّا رجع إلى الأندلس يضرب ورق الذَّهب للغزل، ويعقد الوثائق.

(32/116)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 117
وقال لي أصحابه: كان يخرج إلينا للقراءة عليه، وفي يده أثر المطرقة، إلى أن فشا علمه، وهنّيت الدّنيا به، وعظم جاهه، وأجزلت صلاته، حتّى مات عن مالٍ وافر. وكان يستعمله الأعيان في التَّرسُّل بينهم، ويقبل جوائزهم. وولي قضاء مواضع من الأندلس. صنَّف كتاب المنتقى في الفقه، وكتاب المعاني في شرح الموطّأ، عشرين مجلّداً، لم يؤلَّف مثله.) وكان قد صنَّف كتاباً كبيراً جامعاً بلغ فيه الغاية سمّاه كتاب الإستيفاء، وصنَّف كتاب الإيماء في الفقه، خمس مجلَّدات، وكتاب السّراج في الخلاف. لم يتمَّم، ومختصر المختصر في مسائل المدوَّنة، وكتاب إختلاف الموطّآت، وكتاب الجرح والتّعديل، وكتاب التّسديد إلى معرفة التّوحيد وكتاب الإشارة في أصول الفقه، وكتاب إحكام الفصول في أحكام الأصول، وكتاب الحدود، وكتاب شرح المنهاج، وكتاب سنن الصّالحين وسنن العابدين، وكتاب سبل

(32/117)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 118
المهتدين، وكتاب فرق الفقهاء، وكتاب تفسير القرآن، لم يتمّه، وكتاب سنن المنهاج وترتيب الحجّاج. ابن عساكر: حدَّثني أبو محمد الأشيريّ: سمعت أبا جعفر بن غزلون الأمويّ الأندلسيّ: سمعت أبا الوليد الباجيّ يقول: كان أبي من تجّار القيروان من باجة القيروان، وكان يختلف إلى الأندلس ويجلس إلى فقيه بها يقال له أبو بكر بن سماح، فكان يقول: ترى أرى لي ابناً مثلك فلمّا أكثر من ذلك القول قال: إن أحببت ذلك فاسكن قرطبة، والزم أبا بكر القبريّ، وتزوّج بنته، عسى أن ترزق ولداً مثلي. ففعل ذلك، فجاءه أبو الوليد، وآخر صار صاحب صلاة، وثالث كان من الغزاة. وقال أبو نصر بن ماكولا: أمّا الباجيّ ذو الوزارتين أبو الوليد سليمان بن خلف القاضي، فقيه، متكلم، أديب، شاعر، رحل وسمع بالعراق، ودرس الكلام على القاضي السِّمنانيّ، وتفقّه على أبي إسحاق الشّيرازي، ودرس وصنَّف.

(32/118)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 119
وكان جليلاً رفيع القدر والخطر. توفّي بالمريّة من الأندلس، وقبره هناك يزار. وقال أبو عليّ بن سكَّرة: ما رأيت أحداً على سمته وهيبته وتوقير مجلسه مثل أبي الوليد الباجيّ. ولمّا كنت ببغداد قدم ولده أبو القاسم، فسرت معه إلى شيخنا قاضي القضاة أبي بكر محمد بن المظفّر الشّاميّ، وكان ممّن صحبه أبو الوليد الباجيّ قديماً، فلمّا دخلت عليه قلت له: أدام الله عزَّك، هذا ابن شيخ الأندلس. فقال: لعلّه ابن الباجيّ قلت: نعم. فأقبل عليه. وقال عياض القاضي: حصلت لأبي الوليد من الرؤساء مكانة، وكان مخالطاً لهم، يترسَّل بينهم في مهمّ أمورهم، ويقبل جوائزهم. وهم له في ذلك على غاية التِّجلَّة، فكثرت القالة فيه من أجل هذا. وولي قضاء مواضع من الأندلس تصغر عن قدره كأوريولة وشبهها، فكان يبعث إليها خلفاء، وربّما أتاها المرَّة ونحوها.) وكان في أوّل أمره مقلاًّ حتّى احتاج في سفره إلى القصد بشعره، واستئجار نفسه في مقامه ببغداد فيما سمعته مستفيضاً لحراسة درب، فكان يستعين بإجارته على نفقته وبضوئه على دراسته، وكان بالأندلس يتولّى ضرب ورق الّذهب للغزال والأنزال، ويعقد الوثائق. وقد جمع ابنه شعره. وكان ابتدأ كتاباً سمّاه الإستيفاء في الفقه، لم يضع منه غير الطّهارة في مجلَّدات. قال عياض: ولمّا قدم الأندلس وجد بكلام ابن حزم طلاوة إلاّ أنّه كان خارجاً عن المذهب، ولم يكن بالأندلس من يشتغل بعلمه، فقصرت ألسنة الفقهاء عن مجادلته وكلامه، واتَّبعه على رأيه جماعةٌ من أهل الجهل، وحلّ

(32/119)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 120
بجزيرة ميورقة، فرأس فيها، واتَّبعه أهلها. فلّما قدم أبو الوليد كلِّم في ذلك، فدخل إلى ابن حزم وناظره، وشهر باطله، وله معه مجالس كثيرة. ولمّا تكلَّم أبو الوليد في حديث البخاريّ ما تكلَّم من حديث المقاضاة يوم الحديبية، وقال بظاهر لفظه، أنكر عليه الفقيه أبو بكر بن الصّائغ وكفّره بإجازته الكتب على رسول الله صلى الله عليه وسلم الآي، وأنّه تكذيبٌ للقرآن، فتكلَّم في ذلك من لم يفهم الكلام، حتّى أطلقوا عليه الفتنة، وقبّحوا عند العامّة ما أتى به، وتكلم به خطباؤهم في الجمع. وفي ذلك يقول عبد الله بن هند الشّاعر قصيدةً منها:
(برئت ممّن شرى دنيا بآخرة .......... وقال: إنّ رسول الله قد كتبا)
فصنَّف أبو الوليد في ذلك رسالةً بيَّن فيها أنّ ذلك لا يقدح في المعجزة، فرجع جماعة بها. ومن شعره:
(قد أفلح القانت في جنح الدُّجى .......... يتلو الكتاب العربيَّ النّيرا)

(له حنينٌ وشهيقٌ وبكا .......... بيل من أدمعه ترب الثرا)

(إنّا لسفرٌ نبتغي نيل المدى .......... ففي السُّرا بغيتنا لا في الكرى)

(32/120)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 121
(من ينصب اللّيل ينل راحته .......... عند الصّباح يحمد القوم السُّرا)
وله:
(إذا كنت أعلم علماً يقيناً .......... بأنّ جميع حياتي كساعه)

(فلم لا أكون ضنيناً بها .......... وأجعلها في صلاح وطاعه)
وله يرثي أمَّه وأخاه رحمهما الله تعالى:)
(رعى الله قبرين استكانا ببلدةٍ .......... هما أسكناها في السّواد من القلب)

(لئن غيَّباً عن ناظري وتبوَّءا .......... فؤادي لقد زاد التباعد في القرب)

(يقرُّ بعيني أن أزور رباهما .......... وألزق مكنون التّرائب بالتُّرب)

(وأبكي، وأبكي ساكنيها لعلّني .......... سسأنجد من صحبٍ وأسعد من سحب)

(فما ساعدت ورق الحمام أخا أسى .......... ولا روَّحت ريح الصَّبا عن أخي كرب)

(ولا استعذبت عيناي بعدهما كرىً .......... ولا ظمئت نفسي إلى البارد العذب)

(أحنُّ ويثني اليأس نفسي على الأسى .......... كما اضطُّرّ محمولٌ على المركب الصَّعب)

(32/121)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 122
وله:
(إلهي، قد أفنيت عمري بطالةً .......... ولم يثنني عنها وعيدٌ ولا وعد)

(وضيَّعته ستّين عاماً أعدُّها .......... وما خير عمر إنّما خيره العدُّ)

(وقدّمت إخواني وأهلي، فأصبحوا .......... تضمُّهم أرضٌ ويسترهم لحد)

(وجاء نذير الشّيب لو كنت سامعاً .......... لوعظ نذير ليسٍ من سمعه بدُّ)

(تلبّست بالدّنيا، فلمّا تنكّرت .......... تمنيّت زهداً حين لا يمكن الزُّهد)

(وتابعت نفسي في هواها وغيهِّا .......... وأعرضت عن رشدي وقد أمكن الجهد)

(ولم آت ما قدّمته عن جهالةٍ .......... يمكنني عذرٌ ولا ينفع الجحد)

(وها أنا من ورد الحمام على مدىً .......... أراقب أن أمضي إليه وان أعدو)

(ولم يبق إلاّ ساعة إن أضعتها .......... فما لي في التّوفيق نقدٌ ولا وعد)
قال ابن سكَّرة: توفّي بالمريّة لتسع عشرة ليلة خلت من رجب. ذكره ابن السّمعانيّ فقال: باجة بين إشبيلية وشنترين من الأندلس. وذكر ابن عساكر في تاريخه أنّ أبا الوليد قال: كان أبي من باجة القيروان تاجراً، كان يختلف إلى الأندلس. وهذا أصحّ.

(32/122)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 123
4 (حرف العين)

4 (العبّاس بن محمد بن عبد الواحد بن العبّاس.)
أبو الفضل الدّارانيّ. إصبهانيّ.) توفّي في صفر.
4 (عبد الله بن عبد العزيز بن الشدّاد.)
بغداديّ. سمع من: أبي الحسن بن رزقويه، ومحمد بن فارس الغوريّ. روى عنه: قاضي المرستان، وعبد الوّهاب الأنماطيّ. وكان صدوقاً.
4 (عبد الرحمن بن منصور بن رامش الزّاهد.)
أبو سعد الدَّينوريّ، نزيل نيسابور. سمع: أباه، وأبا طاهر بن محمش، وعبد الله بن يوسف الإصبهانيّ، والحاكم أبا عبد الله، جماعة. وكان ثقة، صوفيّا، نبيلاً، رئيساً، كثير الكتابة.

(32/123)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 124
روى عنه: زاهر ووجيه ابنا الشّحّاميّ، وعبد الغافر الفارسيّ. توفّي في شعبان.
4 (عبد القاهر بن عبد الرحمن.)
أبو بكر الجرجانيّ. قيل: توفّي فيها. وقد مرّ.
4 (عليّ بن أحمد بن محمد بن عليّ.)
أبو القاسم البسريّ البغداديّ البندار. والد الحسين. قال أبو سعد السَّمعانيّ: كان شيخاً صالحاً، ثقة فهماً، عالماً، عمّر، وحدَّث بالكثير، وانتشرت عنه الرّواية.

(32/124)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 125
سمع: أبا طاهر المخلّص، وأبا أحمد الفرضيّ، وأبا الحسن بن الصَّلت المجبر، وإسماعيل بن الحسن الصَّرصريّ، وأبا عمر بن مهديّ، وجماعة. وأجاز له: نصر بن أحمد بن الخليل المرجي، وأبو عبد الله بن بطّة وأبو الحسن محمد بن جعفر التّميميّ. وكان حسن الأخلاق متواضعاً، ذا هيبة ورواء.) قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقاً. قال أبو سعد: وسألت إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ عنه فأثنى عليه وقال: شيخ ثقة. وسأله الخطيب عن مولده فقال: في صفر سنة ستًّ وثمانين وثلاثمائة. روى عنه: أبو الفضل محمد بن المهتدي بالله، وعليّ بن طراد الزَّينبيّ، وإسماعيل بن أحمد بن عمر الغازي، وأبو منصور موهوب الجواليقيّ، والإمام أبو الحسن عليّ بن الزّاغونيّ، وأخوه أبو بكر محمد، ومحمد بن طاهر المقدسيّ، والحافظ عبد الوهّاب الأنماطيّ، وأبو القاسم سعيد بن البنّا، وأبو الفضل محمد بن ناصر، ونصر بن نصر العكبريّ، وخلق كثير. وآخر من روى عنه بالإجازة، والله أعلم، أبو المعالي بن اللّحّاس.

(32/125)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 126
وتوفّي في سادس رمضان.
4 (عليّ بن محمد بن أحمد)
أبو الحسن البغداديّ الصّابونيّ. سمع: أبا عمر بن مهديّ. روى عنه: عبد الوهّاب الأنماطيّ. وتوفّي رحمه الله في ذي الحجّة.
4 (حرف القاف)

4 (قتيبة بن محمد بن محمد بن أحمد بن عثمان بن عبد الله.)
أبو رجاء العثمانيّ النَّسفيّ الحافظ، نافلة أبي العبّاس المستغفريّ. سمع الكثير بسمرقند، وأملى بها وبنسف مجالس كثيرة. روى عنه: المستغفريّ، وعبد الملك بن القاسم، وطائفة. قال عمر بن محمد النَّسفيّ في كتاب القند: مولده سنة تسعٍ وأربعمائة، وهو أوّل من سمعت منه، أملى علينا في صفر من السّنة. وتوفّي في ربيع الآخر.
4 (حرف الميم)

4 (محمد بن إبراهيم بن محمد بن فارس)
أبو عبد الله الشيّرازيّ الكاغذيّ. كان له دكّان يبيع فيها الكتب ببغداد. وكان ظاهريّ المذهب.) ولد سنة خمسٍ وتسعين وثلاثمائة بشيراز. وسمع بها من:

(32/126)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 127
عبد الرحمن بن محمد الرّشيقيّ. وبمصر من: ابن نظيف الفرّاء. وبدمشق من: الحسين بن محمد الحلبيّ. روى عنه: أبو الحسين بن الطُّيوريّ، وأبو بكر قاضي المرستان، وإسماعيل بن السَّمرقنديّ، ومحمد بن القاسم بن المظفّر الشَّهرزوريّ. قال شجاع بن فارس: كان غير ثقة. وقال ابن ناصر: سَّمع لنفسه. وقال أحمد بن خيرون: توفّي في نصف المحرَّم. وحدَّث عن أبي القاسم بن بشران. قال: وقيل إنّه حدَّث عن أبي حيّان التّوحيديّ، ولم يكن له عنه ما يعوَّل عليه.
4 (محمد بن الحسن بن الحسين.)
أبو عبد الله المروزيّ المهربندقشائيّ. نسبة إلى قريةٍ على بريدٍ من مرو. كان إماماً ورعاً، عابداً، فقيهاً، مفتياً. سمع الكثير، وتفقّه على أبي القفّال.

(32/127)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 128
وسمع منه، ومن مسلم بن الحسن الكاتب، ومحمد بن محمود السَّاسجرديّ. ورحل إلى هراة، فسمع: أبا الفضل عمر بن إبراهيم بن أبي سعد، وأبا أحمد محمد بن محمد المعلّم، وأحمد بن محمد بن الخليل. روى عنه: محمد بن أبي ناصر المسعوديّ، ومحمد بن أبي النَّجم البزّاز، ومصعب بن عبد الرّزّاق، وعبد الواحد بن أبي عليّ الفارمذيّ، وآخرون. توفّي في سنة أربعٍ. وقيل: سنة ثلاثٍ، وقد ذكرته فيها مختصراً.
4 (محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم بن أحمد بن العجوز.)
الفقيه أبو عبد الله الكتاميّ السَّبتيّ. من كبار فقهاء المالكيّة، وعليه وعلى ابن الثُّريا كانت العمدة في الفتوى. أخذ عن أبي إسحاق التُّونسيّ بالقيروان. وكانت بينه وبين المذكور وبين حمّود مطالبات) ومشاحنات، جرت عليه منها محنة بسبب كلمةٍ قالها. وذلك أنّه خطب الخطيب، فقال: وأعدُّوا لهم ما استطعتم من عدَّة. فقال النّاس: أخطأ الخطيب، أبدل مكان قوَّة عدَّة. فقال هو: الوزن واحد. فقيل: كفر. وأفتى عليه أولئك الفقهاء بالإستتابة، فسجن ثمّ أخرج، فرحل إلى فاس، فولاّه أمير المؤمنين ابن تاشفين قضاء فاس، فأحسن السّيرة. تفقّه عليه أبو عبد الله بن عيسى التّميميّ، والفقيه أبو عبد الله بن عبد الله.

(32/128)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 129
توفّي في رمضان، وخلّف ثلاثة أولاد: عبد الرحمن وهو فقيههم وكبيرهم، وعبد الله، وعبد الرّحيم.
4 (محمد بن عليّ بن محمد بن جعفر بن جولة.)
أبو بكر الأبهريّ الإصبهانيّ المؤدَّب. روى عن: محمد بن إبراهيم الجرجانيّ. وعنه: مسعود الثّقفيّ. توفّي في حدود هذا العام.
4 (محمد بن محمد بن أحمد.)
أبو جعفر الشّاماتيّ النَّيسابوريّ الأديب. سمع: عبد الله بن يوسف الإصبهانيّ، وأبا طاهر بن محمش، وأبا عبد الرحمن السُّلميّ. روى عنه: الحافظ عبد الغافر وقال: شيخ فاضل، عفيف. تخرَّج به جماعة من المتأدّبين، وله الخطّ المنسوب المشهور بالحسن، والحظّ الوافر في التّأديب. وروى عنه: وجيه الشحامي، وأبو نصر الغازي. أخبرنا أحمد بن هبة الله: أنا إسماعيل بن عثمان كتابةً: أنا وجيه بن طاهر حضوراً: أنا أبو جعفر محمد بن محمد، أنا أبو عبد الرحمن السُّلميّ: نا جدّي إسماعيل بن نجيد قال: سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، وسئل هل تكفّر من قال: القرآن مخلوق قال: نعم. ولم لا أكفّره وقد سمعت المزنيّ، والرّبيع يقولان: من قال القرآن مخلوق فهو كافر. وقالا: سمعنا الشّافعيّ يقول: من قال القرآن مخلوق فهو كافر. ثمّ قال: وما لي لا أكفّره وقد كفّره مالك، وابن

(32/129)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 130
أبي ذئب قالا: من قال القرآن مخلوق لا يستتاب، بل يقتل، فإنّه كفرٌ به وارتداد.
4 (محمد بن محمد بن المختار.)
) أبو الفتح الواسطيّ النَّحويّ. أخذ عن: أبي القاسم بن كردان، وأبي الحسن بن دينار. وسمع من: أبي الحسن بن عبد السّلام بن عبد الملك البّزاز، ومحمد بن أحمد السَّقطيّ. وكان حسن الفهم، متيّقظاً في الشّهادة. عاش تسعين سنة. قاله خميس الحوزيّ.
4 (محمد بن مكّيّ بن أبي طالب بن محمد بن مختار.)
أبو طالب القيسيّ القرطبيّ. روى الكثير عن أبيه، وعن: يونس بن عبد الله القاضي، وأبي القاسم بن الإفليليّ. وولي إمامة جامع قرطبة، وأحكام السُّوق. وكان عالماً، مشكور السّيرة. توفّي في المرَّم عن ستين سنة.
4 (محمد بن يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى بن سختويه.)

(32/130)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 131
أبو بكر المزكّي النَّيسابوريّ، المحدَّث ابن المحدَّث أبي زكريّا بن المزكّي أبي إسحاق. قال عبد الغافر الحافظ: هو من أظراف المشايخ الّذين لقيناهم، وأكثرهم سماعاً وأصولاً. جمع لنفسه فبلغ عدد شيوخه خمسمائة شيخ. وكان يروي عن نحوٍ من خمسين من أصحاب الأصمّ. وأكثر عن أبيه، وعن أبي عبد الرحمن السُّلميّ. وأملى ببغداد، فحضر مجلسه القاضي أبو الطيّب الطَّبريّ، وحضره أكثر من خمسمائة محبرة. وأوصى لي بعد وفاته بالكتب والأجزاء. وقال أبو سعد السَّمعانيّ: كان من أظرف الشّيوخ وأرغبهم في التّجمُّل والنّظافة، وأحفظهم لأيّام المشايخ. خرج إلى الحجّ، وبقي بالعراق وغيرها نحواً من عشرين سنة، ثمّ رجع إلى نيسابور وأملى، ورزق الرّواية، ومتِّع بما سمع. سمع: أبا عبد الله الحاكم، وعبد الله بن يوسف، ومحمد بن محمد بن محمش، والسُّلميّ.

(32/131)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 132
ثنا عنه: وجيه الشّحّاميّ، وهبة الرحمن القشيريّ، وأبو نصر الغازي. وقال الخطيب في ترجمته في تاريخه: أنا محمد بن يحيى، نا عبد الرحمن بن بالويه: نا محمد) بن الحسين القطّان، ثنا قطن، فذكر حديثاً. وقع لنا عالياً في مجلس ابن مالويه هذا. قال السّمعانيّ: كان الخطيب متوقّفاً فيه، فإنّه قال: كتبت عنه، ثمّ عاد إليّ بعد ستّ سنين، فحدَّث عن الحاكم، ولم يكن حدَّث فيما تقدَّم. ولم نر له أصلاً، وإنّما كان يروي من فروع. وتوفّي في رجب وله ثمانون سنة.
4 (حرف الياء)

4 (يعقوب بن أحمد.)
أبو سعد الأديب النَّيسابوريّ. من علماء العربيّة. روى عن: أبي بكر الحيريّ وغيره.

(32/132)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 133
روى عنه: وجيه الشّحّاميّ. وتوفّي في رمضان. قال: عبد الغافر فيه: أستاذ البلد في العربيّة واللّغة، كثير التّصانيف والتّلامذة. تلمذ للحاكم أبي سعيد بن دوست، وقرأ عليه الأصول. وقرأ الحديث الكثير على المشايخ. وأفاد أولاده. وحدَّث عن: أبي القاسم السّرّاج، وابن فنجويه، وطبقة أصحاب الأصمّ. ثمّ روى عنه عبد الغافر حديثاً.
4 (يونس بن أحمد بن يونس.)
أبو الوليد الأزديّ الطُّليطليّ. ويعرف بابن شوقه. روى عن: قاسم بن هلال، وأبي عمر بن سميق، وجماهر بن عبد الرحمن. وكان خيِّراً، فاضلاً، زاهداً، له بصرٌ بالفقه، وتصرُّف في الحديث، وفيه مروءة. توفّي بمجريط.

(32/133)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 134
4 (وفيات سنة خمس وسبعين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن الحسن الماندكانيّ.)
) أبو نصر الإصبهاني المعروف بالقاضي. توفّي في شوّال.
4 (أحمد بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن حسنويه.)
أبو نصر الخراسانيّ. سمع: أبا بكر الحيريّ، والصَّيرفيّ، والطرازيّ.
4 (حرف الباء)

4 (بديل بن عليّ بن بديل.)

(32/134)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 135
أبو محمد البرزنديّ الشّافعيّ. سكن بغداد، وتفقّه، وسمع من: أبي الطيّب الطّبريّ، والبرمكيّ. وكتب الكثير. روى عن: إسماعيل بن السَّمرقنديّ، وأبو العزّ بن كادش، وجماعة. صالح، خيِّر، من أهل السُّنّة. قال ابن خيرون: مات في جمادى الآخرة.
4 (بكر بن محمد بن أبي سهل السُّبعيّ الصُّوفيّ.)
أبو عليّ النَّيسابوريّ. حدَّث ببغداد عن: أبي بكر الحيريّ. روى عنه: إسماعيل بن السَّمرقنديّ. وكان جدّه مثرياً فوقف سبع أملاكه، فلذا قيل له السُّبعيّ. توفّي ببغداد.

(32/135)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 136
4 (حرف الجيم)

4 (جعفر بن عبد الله بن أحمد القرطبيّ، ثمّ الطُّليطليّ.)
أبو أحمد. قرأ القرآن على أبي المطرِّف عبد الرحمن بن مروان القنازعيّ، وسمع منه الكثير في سنة إحدى عشرة وأربعمائة. وقرأ الأدب على: قاسم بن محمد المروانيّ، وحكم بن منذر.) وأخذ أيضاً عن: أبي محمد بن عبّاس الخطيب، وغير واحد. قال ابن بشكوال: وكان ثقة فيما رواه، فاضلاً منقبضاً. سمع النّاس منه. وأخذ عنه أبو عليّ الغسّانيّ، وأنبا عنه محمد بن أحمد الحاكم وقال لي: قتل بداره ظلماً ليلة عيد الأضحى، ومولده سنة ثلاثٍ وتسعين وثلاثمائةٍ. قلت: هذا من مسندي الأندلس في عصره، وشيخه القنازعيّ قرأ على الأنطاكيّ.
4 (حرف الحاء)

4 (الحسن بن محمد بن محمد بم حمُّويه.)
أبو عليّ النَّيسابوريّ، الصّفّار الفقيه. سمع: أبا بكر الحيريّ. وعنه: زاهر الشّحّاميّ، وأبو طالب محمد بن عبد الرحمن الحيريّ، وغيرهما. مات في صفر.

(32/136)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 137
4 (الحسين بن عبد الله بن عليّ.)
أبو عبد الله بن عربية الرَّبعيّ، والد أبي القاسم عليّ. سمع مع ولده من: أبي الحسن بن مخلد البزّاز. روى عنه: أبو بكر محمد بن عبد الباقي. وتوفّي في ذي الحجّة.
4 (حمد بن الفضل بن أحمد بن منصور الرّازيّ.)
الفقيه. توفّي في ربيع الآخر.
4 (حرف الخاء)

4 (خلف بن محمد بن جعفر.)
أبو القاسم الأندلسيّ. من أهل المريَّة. حجّ، وأخذ عن: أبي عمران الفاسيّ، وأبي ذرّ عبد بن أحمد. روى عنه: أبو جعفر بن أحمد بن سعيد.) ولي خطابة بلده. وعاش ثمانين سنةً.
4 (حرف السين)

4 (سهل بن عبد الله بن عليّ.)

(32/137)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 138
أبو الحسن الغازي الإصبهانيّ الزّاهد. سمع: عثمان بن أحمد البرجيّ، ومحمد بن إبراهيم الجرجانيّ، وابن مردويه. روى عنه: مسعود الثّقفيّ، وأبو عبد الله الرُّستميّ. مات في ربيع الآخر.
4 (حرف العين)

4 (عبد الله بن أحمد بن أبي الحسين.)
أبو الحسين النَّيسابوريّ الشّاماتيّ، الأديب. سمع من: أبي الحسين بن عبد الغافر، وغيره. وأدَّب بالعربيّة بنيسابور، وصنَّف شرحاً لديوان المتنّبي، وشرحاً للحماسة، وشرحاً لأمثال أبي عبيد، وغير ذلك. وتوفّي في رابع عشر رجب.
4 (عبد الله بن مفوَّز بن أحمد بن مفوَّز.)
أبو محمد المعافريّ الشّاطبيّ. روى الكثير عن أبي عمر بن عبد البرّ، ثمّ زهد فيه لصحبته السّلطان. وروى عن: أبي تمّام القطينيّ، وأبي العبّاس العذريّ. وكان رحمه الله مشهوراً بالعلم والزُّهد. وهو أخو الحافظ طاهر.

(32/138)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 139
4 (عبد الوهّاب بن الحافظ أبي عبد الله محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن مندة.)
أبو عمرو العبديّ الإصبهانيّ. وكان أصغر من أخويه عبد الرحمن، وعبيد الله. وكان حسن الأخلاق، متواضعاً، رحيماً باليتامى والأرامل، حتّى كان يقال له أبو الأرامل. وسمع الكثير من والده، وسمع من: إبراهيم بن خرَّشيد قوله، وأبي عمر بن عبد الوهّاب، وأبي محمد الحسن بن يوه.) وسمع بمكّة الحسن بن احمد بن فراس. ووقع لنا أجزاء من حديثه. وروى بالإجازة عن أبي الحسين الخفّاف القنطريّ، وأبي عبد الله الحاكم، وجماعة. وحديثه في هذا الوقت بالإجازة من العوالي. روى عنه: إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ، ومحمد بن طاهر، وأبو نصر أحمد بن عمر الغازي، وأخوه خالد بن عمر، وأبو سعد البغداديّ، وأحمد بن محمد بن أحمد بن الفتح الفيج، والحسن بن العبّاس الرُّستميّ، وأبو الخير محمد بن أحمد بن الباغبان، ومسعود بن الحسن الثقّفيّ، وآخرون. ورحل النّاس إليه من البلدان.

(32/139)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 140
قال أبو سعد السَّمعانيّ: رأيت النّاس بإصبهان مجمعين على الثنّاء عليه والمدح له. وكان شيخنا إسماعيل الحافظ كثير الثنّاء عليه والرّواية عنه. وكان يفضّله على أخيه أبي القاسم. وقال ابنه أبو زكريّا يحيى: توفّي ليلة تاسع عشر من جمادى الآخرة. قرأت على فاطمة بنت سليمان، وغيرها، عن محمود بن إبراهيم، أنّ أبا الخير محمد بن أحمد أخبرهم: أنبا عبد الوهّاب بن محمد: ثنا أبي: سمعت الحسين بن علي النَّيسابوريّ: سمعت محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول: دخل إليَّ جماعة من الكلابية، وسمّاهم بأسمائهم، قال: فقلت لهم: إن كان كما تزعمون أنّ الله لم يكن خالقاً حتّى خلق الخلق، فأنتم تزعمون أنّ الله ليس بالآخر، والله يقول هو الأوَّل والآخر، وأنّه ليس بمالك يوم الّدين، لأنّ يوم الّدين يوم القيامة. فبهتوا ورجعوا. وقال السِّلفيّ: سألت المؤتمن السّاجيّ، عن أبي عمرو بن مندة فقال: لم أر شيخاً أقعد منه وأثبت منه في الحديث. قرأت عليه إلى أن فاظت نفسه، ولم أفجع بموت شيخٍ لقيته كما فجعت به رحمه الله.
4 (عليّ بن عبد الملك بن محمد بن عمر بن إبراهيم بن بشر.)
أبو الحسن الحفصيّ. من أهل إستراباذ. قدم بغداد، وسمع من: هلال الحفّار، وغيره.

(32/140)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 141
وحدَّث بإستراباذ.) سمع منه: محمد بن طاهر، وعبد الله بن أحمد السَّمرقنديّ، ومحمد بن أبي عليّ الهمذانيّ. ولد سنة ستّ وتسعين وثلاثمائة. وتوفّي بإستراباذ.
4 (عليّ بن هبة الله بن ماكولا.)
الحافظ. يقال إنّه قتل فيها. وسيأتي في سنة سبعٍ وثمانين.

(32/141)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 142
4 (حرف القاف)

4 (قتيبة بن سعد بن محمد البقّال.)
توفّي بكرمان.
4 (حرف الميم)

4 (محمد بن أحمد بن عليّ.)
أبو بكر السمَّسار. إصبهانيّ، مسند. سمع: إبراهيم بن خرَّشيد قوله، وجعفر بن محمد بن جعفر، وأبا الفضل عبد الواحد بن عبد العزيز الّتميميّ، وغيرهم. روى عنه: أبو عبد الله الرُّستميّ، ومسعود الثّقفيّ. ومات في نصف شوّال عن سنٍّ عالية. قال السَّمعانيّ: سألت أبا سعد البغداديّ عنه، فأثنى عليه وقال: كان من المعمَّرين. سمعته يقول: ولدت سنة خمسٍ وسبعين. وعاش مائة سنة.
4 (محمد بن أحمد بن علاّن.)
أبو الفرج الكرجيّ، ثمّ الكوفيّ.

(32/142)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 143
حدَّث في هذا العام عن القاضي أبي عبد الله محمد بن عبد الله الهروانيّ الكوفيّ. روى عنه: أبو الحسن بن عنبرة.
4 (محمد بن الحسن بن عليّ.)
كمال الملك أبو جعفر ابن الوزير نظام الملك.) كان همام الطَّبع، شجاع القلب. كانت فيه نخوة الوزارة وكبرياء الملك. جمع خزائن أموالاً، وعدّة غلمان وحجّاب، وأشياء لم تجتمع إلاّ لأبيه. ووزر مدّةً للأمير تكش. وكان أكبر أولاد أبيه، ففجع به.

(32/143)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 144
4 (محمد بن عمر بن محمد بن تانة.)
أبو نصر الإصبهانيّ الخرجانيّ. وخرجان: محلّة بإصبهان. توفّي في شهر رجب. يروي عن: الحافظ ابن مردويه. ورحل فسمع من أبي عليّ بن شاذان. روى عنه: أبو سعد أحمد بن محمد البغداديّ، وأبو عبد الله الرُّستميّ، وإسماعيل الحافظ. وكان عارفاً بالقراءات، ليس بالصّالح.
4 (محمد بن فارس بن عليّ.)
أبو الوفاء الإصبهانيّ الصُّوفيّ. سمع: أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ. وعنه: الرُّستميّ.

(32/144)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 145
توفّي رحمه الله ليلة عيد الفطر.
4 (محمد بن المحسّن بن الحسن بن عليّ.)
أبو حرب العلويّ الدَّينوريّ النَّسَّابة. قال شيرويه: قدم علينا من بغداد في جمادى الآخرة سنة خمسٍ وسبعين. وروى عن: أبيه، وأبي عليّ بن شاذان، وأبي الطَّيّب الطَّبريّ. وكان فاضلاً، استمليت عليه.
4 (مسعود بن عبد الرحمن بن القاضي أبي بكر أحمد بن الحسن.)
أبو البركات الحيريّ النَّيسابوريّ. سمع الكثير من جدّه، ومن جماعة. وتوفّي في ربيع الآخر عن إحدى وسبعين سنة.) وعنه: عبد الغافر.
4 (مسعود بن عليّ.)
أبو نصر النَّيسابوريّ المحتسب. روى عن: أبي بكر الحيريّ، والصَّيرفيّ، والطّرازيّ. ومات في رجب.
4 (المطهّر بن عبد الواحد بن محمد.)

(32/145)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 146
أبو الفضل اليربوعيّ البزانيّ الإصبهانيّ. سمع: أبا جعفر بن المرزبان، وأبا عبد الله بن مندة، وأبا عمر بن عبد الوهّاب السُّلميّ، وجماعة، وإبراهيم بن خرَّشيد قوله أيضاً. وطال عمره، وأكثر النّاس عنه. ولا أعلم متى توفّي، ولكنّه بقي إلى هذا العصر. روى عنه: مسعود الثّقفيّ، والرُّستميّ. وكان رئيساً كاتباً. سأل السّمعانيّ أبا سعد البغداديّ عنه، فقال: كان والده محدّثاً، أفاده في صغره.

(32/146)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 147
4 (الكنى)

4 (أبو عبد الله بن أبي الحسن بن أبي قدامة.)
القرشيّ الخراسانيّ الأمير. مات في رجب.
4 (الأمير أبو نصر بن ماكولا.)
توفّي فيها في قول، ويذكر في سنة سبعٍ وثمانين.

(32/147)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 148
4 (وفيات سنة ست وسبعين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن عليّ.)
أوب الخطّاب. يذكر بكنيته.
4 (أحمد بن محمد بن الفضل.)
) الإمام أبو بكر الفسويّ. توفّي بسمرقند. ذكره عبد الغافر في تاريخه فقال: الإمام ذو الفنون، دخل نيسابور، وحصّل بها العلوم. قرأ على الإمام زين الإسلام، يعني القشيريّ، الأصول. وسمع من أبي بكر الحيريّ، وأقام بنيسابور مدّةً، ثمّ خرج إلى ما وراء النّهر. وصار من أعيان الأئمّة. وشاع ذكره، وانتشر علمه.
4 (إبراهيم بن عليّ بن يوسف.)

(32/148)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 149
الشيخ أبو إسحاق الشّيرازيّ الفيروزآباذيّ. شيخ الشّافعيّة في زمانه. لقبه: جمال الدّين. ولد سنة ثلاثٍ وتسعين وثلاثمائة. تفقَّه بشيراز على: أبي عبد الله البيضاويّ، وعلى: أبي أحمد عبد الوهّاب بن رامين. وقدم البصرة فأخذ عن الخرزيّ. ودخل بغداد في شوّال سنة خمس

(32/149)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 150
عشرة وأربعمائة، فلازم القاضي أبا الطَّيِّب وصحبة، وبرع في الفقه حتّى ناب عن أبي الطَّيَّب، ورتَّبه معيداً في حلقته. وصار أنظر أهل زمانه. وكان يضرب به المثل في الفصاحة. وسمع من: أبي عليّ بن شاذان، وأبي الفرج محمد بن عبيد الله الخرجوشيّ. وأبي بكر البرقانيّ، وغيرهم. وحدَّث ببغداد، وهمذان، ونيسابور. روى عنه: أبو بكر الخطيب، وأبو الوليد الباجيّ، وأبو عبد الله الحميديّ، وأبو القاسم بن السَّمرقنديّ، وأبو البدر إبراهيم بن محمد الكرخيّ، ويوسف بن أيّوب الهمذانيّ، وأبو نصر أحمد بن محمد الطُّوسيّ، وأبو الحسن بن عبد السّلام، وطوائف سواهم. وقرأت بخطّ ابن الأنماطيّ أنّه وجد بخطٍّ قال: أبو عليّ الحسن بن أحمد الكرمانيّ الصُّوفي، يعني الّذي غسّل الشّيخ أبا إسحاق، سمعته يقول: ولدت سنة تسعين وثلاثمائة، ودخلت بغداد سنة ثماني عشرة وله ثمانٍ وعشرون سنة. ومات لم يخلّف درهماً، ولا عليه درهم. وكذلك كان يقضي عمره.) قال أبو سعد السَّمعانيّ: أبو إسحاق إمام الشّافعيّة، والمدرّس بالنّظاميّة، شيخ الدّهر، وإمام العصر. رحل النّاس إليه من البلاد، وقصدوه من كلّ الجوانب، وتفرَّد بالعلم الوافر مع السّيرة الجميلة، والطّريقة المرضيّة. جاءته الدّنيا صاغرةً، فأباها واقتصر على خشونة العيش أيّام حياته. صنَّف في الأصول، والفروع، والخلاف، والمذهب. وكان زاهداً، ورعاً، متواضعاً، ظريفاً، كريماً، جواداً، طلق الوجه، دائم البشر، مليح المجاورة.

(32/150)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 151
تفقَّه بفارس على أبي الفرج البيضاويّ، وبالبصرة على الخرزي. إلى أن قال: حدَّثنا عنه جماعة كثيرة. وحكي عنه أنّه قال: كنت نائماً ببغداد، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر وعمر، فقلت: يا رسول الله بلغني عنك أحاديث كثيرة عن ناقلي الأخبار، فأريد أن أسمع منك خبراً أتشرَّف به في الدّنيا، وأجعله ذخيرةً للآخرة. فقال: يا شيخ، وسمّاني شيخاً وخاطبني به، وكان يفرح بهذا. ثمّ قال: قل عنّي: من أراد السّلامة فليطلبها في سلامة غيره. رواها السّمعانيّ، عن أبي القاسم حيدر بن محمود الشّيرازيّ بمرو، أنّه سمع ذلك من أبي إسحاق. وورد أنّ أبا إسحاق كان يمشي، وإذا كلبٌ، فقال فقيهٌ معه: إخسأ. فنهاه الشّيخ، وقال: لم طردته عن الطّريق أما علمت أنّ الطّريق بيني وبينه مشتركٌ. وعنه قال: كنت أشتهي ثريداً بماء باقلاّء أيّام اشتغالي، فما صحَّ لي أكلةٌ، لاشتغالي بالدّرس، وأخذي النَّوبة. قال السَّمعانيّ: قال أصحابنا ببغداد: كان الشّيخ أبو إسحاق إذا بقي مدّةً

(32/151)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 152
لا يأكل شيئاً صعد إلى النَّصريّة، فله فيها صديق، فكان يثرد له رغيفاً، ويشربه بماء الباقلاّء. فربمّا صعد إليه، وقد فرغ، فيقول أبو إسحاق: تلك إذا كرَّةٌ خاسرة. ويرجع. قال أبو بكر الشّاشيّ: الشّيخ أبو إسحاق. حجّة الله تعالى على أئمّة العصر. وقال الموفّق الحنفيّ: أبو إسحاق، أمير المؤمنين فيما بين الفقهاء. قال السَّمعانيّ: سمعت محمد بن عليّ الخطيب: سمعت محمد بن يوسف الفاشانيّ بمرو، وسمعت محمد بن محمد بن هانيء القاضي يقول: إمامان ما اتَّفق لهما الحجّ: أبو إسحاق،) والقاضي أبو عبد الله الدّامغانيّ. أمّا أبو إسحاق فكان فقيراً، ولكن لو أيّدوه لحملوه على الأعناق، والدّامغانيّ، لو أراد الحجّ على السُّندس والإستبرق لأمكنه. قال: وسمعت القاضي أبا بكر محمد بن القاسم الشَّهرزوريّ بالموصل يقول: كان شيخنا أبو إسحاق إذا أخطأ أحدُ بين يديه قال: أيُّ سكتةٍ فاتتك وكان يتوسوس.

(32/152)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 153
سمعت عبد الوهّاب الأنماطيّ يقول: كان أبو إسحاق يتوضّأ في الشّطّ، وكان يشكّ في غسل وجهه، حتّى غسّله مرّات، فقال له رجل: يا شيخ، أما تستحي، تغسل وجهك كذا وكذا نوبة فقال له: لو صحّ لي الثّلاث ما زدت عليها. قال السّمعانيّ: دخل أبو إسحاق يوماً مسجداً ليتغذّى على عادته، فنسي ديناراً معه وخرج، ثمّ ذكر، فرجع، فوجده، ففكّر في نفسه وقال: ربّما وقه هذا الدّينار من غيري، فلم يأخذه وذهب. وبلغنا أنّ طاهراً النَّيسابوري خرَّج للشّيخ أبي إسحاق جزءاً، فكان يذكر في أوّل الحديث: أنا أبو عليّ بن شاذان، وفي آخر: أنا الحسن بن أحمد البزّاز، وفي آخر: أنا الحسن بن ابي بكر الفارسي، فقال: من هذا قال: هو ابن شاذان، فقال: ما أريد هذا الجزء. هذا فيه تدليس، والتّدليس أخو الكذب. وقال القاضي أبو بكر الأنصاريّ: أتيت الشَّيخ أبا إسحاق بفتيا في الطّريق، فناولته، فأخذ قلم خبّازٍ وداوته، وكتب لي في الطّريق، ومسح القلم في ثوبه. قال السّمعانيّ: سمعت جماعةً يقولون: لمّا قدم أبو إسحاق رسولاً إلى نيسابور، تلقّاه النّاس لما قدم، وحمل الإمام أبو المعالي الجوينيّ غاشية فرسه، ومشى بين يديه، وقال: أنا أفتخر بهذا. وكان عامّة المدرّسين بالعراق والجبال تلامذته وأشياعه وأتباعه، وكفاهم

(32/153)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 154
بذلك فخراً. وكان ينشد الأشعار المليحة ويوردها، ويحفظ منها الكثير. وصنَّف المهذّب في المذهب، والتّنبيه، واللُّمع في أصول الفقه، وشرح اللُّمع، والمعونة في الجدل، والملخَّص في أصول الفقه، وغير ذلك. وعنه قال: العلم الّذي لا ينتفع به صاحبه، أن يكون الرجل عالماً، ولا يكون عاملاً. ثمّ أنشد لنفسه:
(علمت ما حلّل المولى وحرَّمه .......... فاعمل بعلمك، إنّ العلم للعمل)
وقال: الجاهل بالعلم يقتدي، فإذا كان العالم لا يعمل، فالجاهل ما يرجو

(32/154)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 155
من نفسه؟ فالله الله يا) أولادي، نعوذ بالله من علم يصير حجَّةً علينا. وقيل: إنّ أبا نصر عبد الرّحيم بن القشيريّ جلس بجنب الشّيخ أبي إسحاق، فأحسّ بثقل في كمّه، فقال: ما هذا يا سيّدنا قال: قرصي الملاّح. وكان يحملهما في كمّه طرحاً للتكلُّف. قال السّمعانيّ: رأيت بخطّ أبي إسحاق رحمه الله في رقعة: بسم الله الرحمن الرحيم الله الرحمن الرحيم، نسخة ما رآه الشّيخ السّيّد أبو محمد عبد الله بن الحسن بن نصر المزيديّ، أبقاه الله. رأيت في سنة ثمانٍ وستّين وأربعائة ليلة جمعة أبا إسحاق إبراهيم بن عليّ بن يوسف الفيروزآباذيّ طوَّل الله عمره في منامي يطير مع أصحابه، وأنا معهم استعظاماً لتلك الحال والرّؤية. فكنت في هذه الفكرة، إذ تلقى الشّيخ ملكٌ، وسلَّم عليه، عن الرّبّ تبارك وتعالى، وقال له: إنّ الله تعالى يقرأ عليك السّلام ويقول: ما الّذي تدرَّس لأصحابك فقال له الشّيخ: أدرَّس ما نقل عن صاحب الشَّرع. فقال له الملك: فاقرأ عليَّ شيئاً لأسمعه. فقرأ عليه الشّيخ مسألةً لا أذكرها، فاستمع إليه الملك وانصرف، وأخذ الشّيخ يطير، واصحابه معه. فرجع ذلك الملك بعد ساعة، وقال للشّيخ: إنّ الله يقول: الحقُّ ما أنت عليه وأصحابك، فادخل الجنّة معهم. وقال الشّيخ أبو إسحاق: كنت أعيد كلّ قياسٍ ألف مرّة، فإذا فرغت، أخذت قياساً آخر على هذا، وكنت أعيد كلَّ درسٍ مائة مرّة، فإذا كان في المسألة بيتُ يستشهد به حفظت القصيدة الّتي فيها البيت. كان الوزير عميد الدّولة بن جهير كثيراً ما يقول: الإمام أبو إسحاق وحيد

(32/155)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 156
عصره، وفريد دهره، ومستجاب الدّعوة. وقال السّمعانيّ: لمّا خرج أبو إسحاق إلى نيسابور، وخرج في صحبته جماعةٌ من تلامذته، كانوا أئمّة الدّنيا، كأبي بكر الشّاشيّ، وأبي عبد الله الطَّبريّ، وأبي معاذ الأندلسيّ، والقاضي عليّ الميانجيّ، وأبي الفضل بن فتيان قاضي البصرة، وأبي الحسن الآمديّ، وأبي القاسم الزَّنجانيّ، وأبي عليّ الفارقيّ، وأبي العبّاس بن الرُّطبيّ. وقال أبو عبد الله بن النّجّار في تاريخه: ولد، يعني أبا إسحاق، بفيروزآباد، بليدة بفارس، ونشأ) بها. ودخل شيراز. وقرأ الفقه على أبي عبد الله البيضاويّ، وابن رامين. وقرأ على أبي القاسم الدّراكيّ، وقرأ الدّراكيّ على المروزيّ صاحب ابن سريج. وقرأ أبو إسحاق أيضاً على الطَّبريّ، عن الماسرجسيّ، عن المروزيّ. وقرأ أبو إسحاق أيضاً على الزَّجاجيّ، وقرأ الزَّجّاجيّ على ابن القاصّ صاحب ابن سريج. وقرأ أصول الكلام على أبي حاتم القزوينيّ، صاحب أبي بكر بن الباقلاّنيّ. وكان أبو إسحاق خطُّه في غاية الرَّداءة. أنبأني الخشوعيّ، عن أبي بكر الطُّرطوشيّ قال: أخبرني أبو العبّاس

(32/156)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 157
الجرجانيّ القاضي بالبصرة قال: كان أبو إسحاق لا يملك شيئاً من الدّنيا، فبلغ به الفقر حتّى كان لا يجد قوتاً ولا ملبساً. ولقد كنّا نأتيه وهو ساكن في القطيعة، فيقوم لنا نصف قومة، كي لا يظهر منه شيءٌ من العري. وكنت أمشي معه، فتعلَّق بنا باقلاّنيّ وقال: يا شيخ، أفقرتني وكسرتني، وأكلت رأس مالي، إدفع إليَّ ما لي عندك. فقلنا: وكم لك عنده قال: أظنّه قال: حبتّان من ذهب أو حبتّان ونصف. وقال أبو بكر محمد بن أحمد ابن الخاضبة: سمعت بعض أصحاب الشّيخ أبي إسحاق يقول: رأيت الشّيخ كان يركع ركعتين عند فراغ كلّ فصل من المهذَّب. قال: قرأت بخطّ أبي الفتوح يوسف بن محمد بن مقلّد الدّمشقيّ: سمعت الوزير ابن هبيرة: سمعت أبا الحسن محمد بن القاضي أبي يعلى يقول: جاء رجل من ميَّافارقين إلى والدي ليتفقّه عليه، فقال: أنت شافعيٌّ، وأهل بلدك شافعيّة، فكيف تشتغل بمذهب أحمد قال: قد أحببته لأجلك. فقال: يا ولدي ما هو مصلحة. تبقى وحدك في بلدك ما لك من تذاكره، ولا تذكر له درساً، وتقع بينكم خصومات، وأنت وحيد لا يطيب عيشك. فقال: إنّما أحببته وطلبته لما ظهر من دينك وعلمك. قال: أنا أدلّك على من هو خيرٌ منّي، الشّيخ أبو إسحاق. فقال: يا سيدّي، إنّي لا أعرفه. فقال: أنا امضي معك إليه.)

(32/157)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 158
فقام معه وحمله إليه، فخرج الشّيخ أبو إسحاق إليه، واحترمه وعظّمه، وبالغ. وكان الوزير نظام الملك يثني على الشّيخ أبي إسحاق ويقول: كيف لنا مع رجلٍ لا يفرَّق بيني وبين بهروز الفرّاش في المخاطبة لمّا التقيت به قال: بارك الله فيك. وقال لبهروز لما صبّ عليه الماء: بارك الله فيك. وقال الفقيه أبو الحسن محمد بن عبد الملك الهمذانيّ: حكى أبي قال: حضرت مع قاضي القضاة أبي الحسن الماورديّ عزاء النّابتيّ قبل سنة أربعين، فتكلَّم الشّيخ أبو إسحاق وأجاد، فلّما خرجنا قال الماورديّ: ما رأيت كأبي إسحاق، لو رآه الشّافعيّ لتجمَّل به. أنا ابن الخلاّل، أنا جعفر، أنا السِّلفيّ قال: سألت شجاعاً الذُّهليّ، عن أبي إسحاق فقال: إمام الشّافعية، والمقدَّم عليهم في وقته ببغداد. كان ثقة، ورعاً، صالحاً، عالماً بمعرفة الخلاف، علماً لا يشاركه فيه أحد. أنباؤنا عن زين الأمناء: أنا الصّائن هبة الله بن الحسن، أنا محمد بن مرزوق الزَّعفرانيّ: أنشدنا أبو الحسن عليّ بن فضّال القيروانيّ لنفسه في التنّبيه، للإمام أبي إسحاق:
(أكتاب التّنبيه ذا، أم رياض .......... أم لآلي فلونهنّ البياض)

(جمع الحسن والمسائل طرّاً .......... دخلت تحت كلّه الأبعاض)

(كلُّ لفظٍ يروق من تحت معنًى .......... جرية الماء تحته الرَّضراض)

(قلَّ طولاً، وضاق عرضاً مداه .......... وهو من بعد ذا الطّوال العراض)

(يدع العالم المسمَّى إماماً .......... كفتاةٍ أتى عليها المخاض)

(32/158)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 159
أيُّها المدّعون ما ليس فيهمليس كالدُّرّفي العقود الحضاض
(كلُّ نعمى عليَّ يا ابن عليًّ .......... أنا إلاّ بشكرها نهّاض)

(ما تعدَّاك من ثنائي محالُ .......... ليس في غير جوهرٍ أعراض)

(أنت طودٌ لكنّه لا يسامى، .......... أنت بحرٌ، لكنّه لا يخاض)

(فابق في غبطةٍ وأنت عزيز .......... ما تعدي عن المنال انخفاض)
وقال أبو الحسن محمد بن عبد الملك الهمذانيّ: ندب المقتدي بالله الشّيخ أبا إسحاق الشّيرازيّ للخروج في رسالةٍ إلى المعسكر، فتوجّه في ذي الحجّة سنة خمسٍ وسبعين، وكان في صحبته جماعةٌ من أصحابه، فيهم الشّاشيّ، والطَّبريّ، وابن فتيان، وإنّه عند وصوله إلى بلاد العجم) كان يخرج إليه أهلها بنسائهم وأولادهم، فيسمحمون أردانه، ويأخذون تراب نعليه يستشفون به. وحدَّثني القائد كامل قال: كان في الصُّحبة جمال الدّولة عفيف، ولمّا وصلنا إلى ساوة خرج بياضها وفقهاؤها وشهودها، وكلّهم أصحاب الشّيخ، فخدموه. وكان كلّ واحدٍ يسأله أن يحضر في بيته، ويتبرَّك بدخوله وأكله لمّا يحضره. قال: وخرج جميع من كان في البلد من أصحاب الصنِّاعات، ومعهم من الّذي يبيعونه طرفاً ينثرونه على محفَّته. وخرج الخبّازون، ونثروا الخبز، وهو ينهاهم ويدفعهم من حواليه ولا ينتهون. وخرج من بعدهم أصحاب الفاكهة والحلواء وغيرهم، وفعلوا كفعلهم. ولمّا بلغت النَّوبة إلى الأساكفة خرجوا، وقد عملوا مداساتٍ لطافاً للصَّغار ونثروها، وجعلت تقع على رؤوس النّاس، والشّيخ أبو إسحاق يتعجَّب. فلّما انتهوا بدأ يداعبنا ويقول: رأيتم النّثار ما أحسنه، أيّ شيء وصل إليكم منه فنقول لعلمنا أنّ ذلك يعجبه: يا سيّدي وأنت أيّ شيء كان حظَّك منه فيقول: أنا غطّيت نفسي بالمحفّة.

(32/159)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 160
وخرج إليه من النّسوة الصُّوفيات جماعة، وما منهن إلاّ من بيدها سبحة، وألقوا الجميع إلى المحّفة، وكان قصدهنّ أن يلمسها بيده، فتحصل لهّن البركة، فجعل يمرَّها على بدنه وجسده، وتبرَّك بهنّ، ويقصد في حقّهنّ ما قصدن في حقّه. وقال شيرويه الدَّيلميّ في تاريخ همذان: أبو إسحاق الشّيرازيّ إمام عصره، قدم علينا رسولاً من أمير المؤمنين إلى السّلطان ملكشاه. سمعت منه ببغداد، وهمذان وكان ثقة، فقيهاً، زاهداً في الدّنيا. على الحقيق أوحد زمانه. قال خطيب الموصل: حدَّثني والدي قال: توجَّهت من الموصل سنة تسعٍ وخمسين وأربعمائة إلى بغداد، قاصداً للشّيخ أبي إسحاق، فلمّا حضرت عنده بباب المراتب، بالمسجد الّذي يدرّس فيه رحّب بي، وقال: من أين أنت قلت: من الموصل. قال مرحّباً: أنت بلدييّ. فقلت: يا سيدّنا، أنت من فيروزآباد، وأنا من الموصل فقال: أما جمعتنا سفينة نوحٍ عليه السّلام) وشاهدت من حسن أخلاقه ولطافته وزهده ما حبَّب إليَّ لزومه، فصحبته إلى أن توفّي. قلت: وقد ذكره ابن عساكر في طبقات الأشعرية. ثمّ أورد ما صورته قال: وجدت بخطّ بعض الثّقات: ما قول السّادة الفقّهاء في قومٍ اجتمعوا على لعن الأشعريّة وتكفيرهم وما الّذي يجب عليهم أفتونا. فأجاب جماعة، فمن ذلك: الأشعريّة أعيان السُّنّة انتصبوا للرّدّ على

(32/160)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 161
المبتدعة من القدريّة والرّافضة وغيرهم. فمن طعن فيهم فقد طعن على أهل السُّنّة، ويجب على النّاظر في مر المسلمين تأديبه بما يرتدع به كلّ أحدٍ. وكتب إبراهيم بن عليّ الفيروزآباديّ. وقال: خرجت إلى خراسان، فما دخلت بلدةً ولا قريةً إلاّ كان قاضيها، أو خطيبها، أو مفتيها، تلميذي، أو من اصحابي. ومن شعره:
(أحبّ الكأس من غير المدام .......... وألهوا بالحسان بلا حرام)

(وما حبّي لفاحشةٍ ولكن .......... رأيت الحبّ أخلاق الكرام)
وله:
(سألت النّاس عن خلّ وفيًّ .......... فقالوا: ما إلى هذا سبيل)

(تمسك إن ظفرت بودّ حرًّ .......... فإنّ الحرَّ في الدّنيا قليل)
وله:
(حكيم يرى أنّ النّجوم حقيقةٌ .......... ويذهب في أحكامها كلَّ مذهب)

(يخبّر عن أفلاكها وبروجها .......... وما عند علمٌ بما في المغَّيب)

(32/161)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 162
ولسلاّر العقبيّ:
(كفاني إذا عنّ الحوادث صارمٌ .......... ينيلني المأمول في الإثر والأثر)

(يقدّ ويغري في اللقاء كأنّه .......... لسان أبي إسحاق في مجلس النّظر)
ولعاصم بن الحسن فيه:
(تراه من الذّكاء نحيف الجسم .......... عليه من توقُّده دليل)

(إذا كان الفتى المعالي .......... فليس يضيره الجسم النَّحيل)
ولأبي القاسم عبد الله بن ناقيا يرثي أبا إسحاق، رحمه الله تعالى:)
(أجرى المدامع بالدّم المهراق .......... خطبٌ قيامة الآماق)

(خطبٌ شجا منّا القلوب بلوعةٍ .......... بين التَّراقي ما لها من راق)

(ما للّياليّ لا تألّف شملها .......... بعد ابن بجدتها أبي إسحاق)

(إن قيل: مات، فلم يمت من ذكره .......... حيٌّ على مرّ اللّيالي باقي)

(32/162)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 163
توفّي ليلة الحادي والعشرين من جمادى الآخرة، ودفن من الغد، وأحضر إلى دار المقتدي بالله أمير المؤمنين، فصلّى عليه، ودفن بباب أبرز. وجلس أصحابه للعزاء بالمدرسة النّظاميّة،. وكان الّذي صلّى عليه صاحبه أبو عبد الله الطَّبريّ. ولمّا انقضى العزاء رتَّب مؤيَّد الدّولة ابن نظام الملك أبا سعد المتولّي مدرّساً، فلمّا وصل الخبر إلى نظام الملك، كتب بإنكار ذلك، وقال: كان من الواجب أن تغلق المدرسة سنةً من أجل الشّيخ. وعاب على من تولّى مكانه، وأمر أنّ يدرّس الشّيخ أبو نصر عبد السّيّد بن الصّبّاغ مكانه.

(32/163)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 164
4 (حرف الطاء.)

4 (طاهر بن الحسين بن احمد بن عبد الله.)
أبو الوفا القوّاس البغداديّ، الفقيه الحنبليّ الزّاهد، من أهل باب البصرة. ولد سنة تسعين وثلاثمائة. وسمع من: هلال الحفّار، وأبي الحسين بن بشران، وأبي سهل محمود العكبريّ، وجماعة. روى عنه: أبو محمد، وأبو القاسم ابنا السَّمرقنديّ، وأبو البركات عبد الوهّاب الأنماطيّ، وعليّ بن طراد، وآخرون. ذكره السَّمعانيّ فقال: من أعيان فقهاء الحنابلة وزهّادهم، أجهد نفسه في الطّاعة والعبادة، واعتكف في بيت الله تعالى خمسين سنة. وكان يواصل ليله بنهاره. وكان قارئاً للقرآن، فقيهاً، ورعاً، خشن العيش. كانت له حلقة بجامع المنصور. قال عبد الوهاب الأنماطيّ: سأله رجلٌ في حلقته عن مسألةٍ، فقال: لا أجيبك حتّى تقوم وتخلع سراويلك وتتكشّف. كان قد رآه كذلك في الحمّام. فقال: هذا لا يمكن، وأنا أستحيي. فقال: يا فلان، فهؤلاء بعينهم هم الّذين رأوك في الحمّام بلا مئزر، إيش الفرق بين هنا وبين الحمّام فخجل)

(32/164)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 165
وذكر الشّيخ فصلاً في النَّهي عن كشف العورة. توفّي يوم الجمعة سابع عشر شعبان.
4 (حرف العين.)

4 (العبّاس بن أحمد بن محمد بن العبّاس بن بكران.)
أبو الفضل الهاشميّ البغداديّ. روى عنه: الحسين بن الحسن الغضائريّ. روى عنه: قاضي المرستان، وإسماعيل بن السَّمرقنديّ. توفّي في جمادى الآخرة.
4 (عبد الله بن إبراهيم بن عبد الله.)

(32/165)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 166
أبو حكيم الخبريّ الفقيه الفرضيّ. تفقّه على: أبي إسحاق الشّيرازيّ. وبرع في الفرائض، والحساب، والعربيّة، واللّغة. وسمع من: الحسين بن حبيب القادسيّ، والحسين بن عليّ الجوهريّ. وصنَّف الفرائض وشرح كتاب الحماسة، وديوان البحتريّ، وديوان المتنّبي، وديوان الشّريف الرَّضيّ. وكان متديّناً صدوقاً. روى عنه: ابن بنته أبو الفضل محمد بن ناصرن وأبو العزّ بن كاذش. قال السِّلفيّ: سألت الذُّهليّ، عن أبي حكيم فقال: كان يسمع معنا من الجوهريّ ومن بعده. وكان قيِّماً بعلم الفرائض، وله فيها مصَّنف، وله معرفة بالآداب صالحة. قال ابن ناصر كان جدّي أبو حكيم يكتب المصاحف، فبينما هو يوماً قاعداً مستنداً يكتب، وضع القلم واستند، وقال: والله إنّ هذا موت مهنّأ، موت طيّب. ثمّ مات. ورّخ أبو طاهر الكرجيّ موته في ذي الحجّة.
4 (عبد الله بن عطاء بن عبد الله بن أبي منصور بن الحسن بن إبراهيم.)

(32/166)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 167
أبو محمد الإبراهيميّ الهرويّ. أحد من عني بهذا الشأن. وسمع: أبا عمر عبد الواحد المليحيّ، وجمال الإسلام أبا الحسن الدّاووديّ، وأبا إسماعيل شيخ) الإسلام. ورحل فسمع ببغداد من: أبي الحسن بن النَّقُّور، وعبد العزيز بن السُّكَّريّ، وهذه الطّبقة. وسمع بإصبهان، ونيسابور. روى عنه زاهر الشّحّاميّ، وأبو بكر سبط الخيّاط، وأبو بكر بن الزّاغونيّ، وأبو المعالي النّحّاس، وغيرهم. قال يحيى بن مندة: كان أحد من يفهم الحديث ويحفظ، صحيح النَّقل، حسن الفهم، سريع الكتابة، حسن التّذكير. قال هبة الله السَّقطيّ: كان يصحّف في الأسماء والمتون، ويصرّ على غلطه، وكان متهافتاً، تظهر على لسانه الأباطيل، ويركِّب الأسانيد، فمن ذلك ما ثنا قال: ثنا عبد الرحمن بن محمد العبديّ، نا الحسين بن محمد الدَّينوريّ، ثنا عبيد الله بن محمد بن شنبة، ثنا محمد بن موسى بن زياد الإصبهانيّ، نا الحسين بن محمود بن وكيع، ثنا سفيان بن وكيع، عن أبيه، عن هشام بن عروة،

(32/167)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 168
عن أبيه، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أدّوا الزَّكاة وتحرُّوا بها أهل العلم، فإنّه أبرّ وأتقى. قال السّمعانيّ: محمد بن موسى، وشيخة، مجهولان، وهو موضوع لا شكّ فيه. توفّي الإبراهيميّ راجعاً من الحجّ بقرب العراق سامحه الله. وروى عنه وجيه الشّحّاميّ.

(32/168)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 169
قال خميس الحوزيّ: رأيته ببغداد ملتحقاً بأصحابنا، متخصّصاً بالحنابلة، يخرَّج لهم أحاديث الصّفات وأضداده يقولون: هو يضعها، وما علمت ذلك فيه.
4 (عبد الله بن عليّ بن بحر.)
أبو بكر. توفّي ببوسنج برجب.
4 (عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن عيسى بن زياد.)
أبو عيسى الإصبهاني التّانيّ، الأديب. كان يشبه الصّدر الأوّل. عنده جزء لوين، وغريب القرءان للقتبيّ.) مات في شعبان سنة ستًّ. وجد سماعه في آخر عمره. روى عنه: مسعود الثّقفيّ، وغيره.
4 (عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي عاصم.)
أبو عطاء ابن الهرويّ الجوهريّ. روى عن: محمد بن محمد بن جعفر المالينيّ، وابي منصور محمد بن محمد الأزديّ، وأبي حاتم بن أبي حاتم محمد بن يعقوب، وجماعة. روى عنه أبو الوقت السِّجزيّ، ووجيه، وعبد الجليل بن أبي سعد الهرويّ. توفّي في شعبان.

(32/169)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 170
قال السّمعانيّ: كان شيخاً ثقة، صدوقاً. تفرَّد عن أبي معاذ الشّاه، والمالينيّ. سمع منه جماعة كثيرة. ولد سنة سبعٍ أو ثمانٍ وثمانين وثلاثمائة. حدَّثنا عنه أحمد بن أبي سهل الصّوفيّ، وعبد الواسع بن أميرك.
4 (عبد السّميع بن عبد الودود بن عبد المتكّبر بن هارون بن عبيد الله بن المهتدي)
بالله. أبو أحمد الهاشميّ، أخو الحسن. سمع: أبا الحسن بن بشران. سمع منه: الحميديّ، وشجاع الذُّهليّ. قال إسماعيل بن السَّمرقنديّ: سألته عن مولده فقال: سنة أربعٍ وأربعمائة. مات في جمادى الأولى سنة.
4 (عبد الوهّاب بن أحمد بن جلبة.)
الفقيه أبو الفتح الخزّاز البغداديّ ثمّ الحّرانيّ، الحنبليّ. مفتي حرّان عالمها. تفقّه على القاضي أبي يعلى ولازمه، وكتب عنه تصانيفه. وسمع من: أبي بكر البرقانيّ، وأبي عليّ بن شاذان، وأبي عليّ الحسن بن شهاب العكبريّ.)

(32/170)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 171
سمع منه: هبة الله الشّيرازيّ، ومكّيّ الرُّميليّ، والرَّحّالة بحرّان. وقتل شهيداً مظلوماً. قال أبو الحسن بن أبي يعلى: ولي أبو الفتح بن جلبة قضاء حرّان من قبل الوالد، وكتب به سجلاًّ، وكان ناشراً للمذهب، داعياً له في تلك الدّيار. وكان مفتيها وواعظها وخطيبها وقاضيها. قتل رحمه الله على يد قريش العقيليّ في سنة ستًّ وسبعين، عند اضطراب أهل حرّان على ابن قريش، لما أظهر سبَّ السَّلف رضي الله عنهم. قلت: جاء في حديث ماكسين من أربعين السِّلفيّ. وقال السِّلفيّ: أنا أحمد بن محمد حامد الحّرانيّ قاضي ماكسين، أنبا عبد الوهّاب، فذكر حديثاً.
4 (عتيق.)
أبو بكر المغربيّ الواعظ المعروف بالبكريّ. كان من غلاة الأشاعرة ودعاتهم. هاجر إلى باب نظام الملك، فنفق عليه،

(32/171)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 172
وكتب له كتاباً بأن يجلس بجوامع بغداد، فقدم وجلس للوعظ، وذكر ما يلطخ به الحنابلة من التّجسيم، وهاجت الفتن ببغداد، وكفَّر بعضهم بعضاً. ولمّا همَّ بالجلوس بجامع المنصور، قال نقيب النُّقباء: اصبروا لي حتّى أنقل من هذه النّاحية، لأنّي أعلم من قتلٍ ونهبٍ يكون. ثمّ إنّ أبواب الجامع أغلقت سوى بابٍ واحد، فصعد البكريّ على المنبر، والأتراك بالقسيّ والنّشّاب حوله، كأنّه حرب. فنعوذ بالله من الفتن، ما ظهر منها وما بطن. ولقّبوه بعلم السُّنّة، وأعطوه ذهباً وثياباً، فتعرَّض لأصحابه قومٌ من الحنابلة، فكسب دور بني القاضي أبي يعلى، وأخذت كتبهم، ووجد فيها كتاب الصّفات. فكان يقرأ بين يدي البكريّ وهو على منبر الوعظ، وهو يشنّع عليهم. وكان عميد بغداد أبو الفتح بن أبي الَّليث، فخرج البكريّ إلى المعسكر شاكياً منه، فلمّا عاد مرض ومات. ولمّا تكلَّم بجامع المنصور رفع من الإمام أحمد وقال: وما كفر سليمان ولكنَّ الشَّياطين كفروا فجاءته حصاةً، وأخرى، فأحسَّ بذلك النّقيب، فكشف عن الأمر، فكانوا ناساً من الهاشمييّن من أصحاب أحمد اختفوا في السُّقوف، فأخذهم فعاقبهم.) مات في جمادى الأولى. ذكره ابن النّجّار.
4 (عليّ بن أحمد بن عبد الله.)
الأستاذ أبو الحسن الطَّبريّ. توفّي في شهر ربيع الآخر.
4 (عليّ بن الحسين بن الحسن بن عليّ بن الحسن بن عليّ بن

(32/172)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 173
محمد بن الحسن بن)
محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب. الحسنيّ أبو طالب الهمذانيّ. قال شيرويه: وحيد زمانه في الفصل والخلق، وطراز البلد. روى عن: جدّه لأمّه أبي طاهر الحسين بن عليّ بن سلمة، وأبي منصور القومسانيّ، وعبد الله بن حسّان، ورافع بن محمد القاضي، وأبي بكر عبد الله أحمد بن بيهس. ورحل فسمع بنيسابور من: أبي سعد الفضل بن عبد الرحمن بن حمدان النَّضروييّ، وأبي حفص بن مسرور، وأبي الحسين عبد الغافر الفارسيّ. وسمع بإصبهان من أبي ريذة، وعبد الكريم بن عبد الواحد الحسناباذيّ، وأحمد بن محمد بن النُّعمان، وعامّة أصحاب ابن المقريء. وسمع بالدَّينور من: أبي نصر أحمد بن الحسين بن بوّان الكسّار، وعامّة مشايخ زمانه. سمعت منه واستمليت عليه. وكان صدوقاً، حسن لخلق، خفيف الرُّوح، كريم الطَّبع، ملجأ أصحاب الحديث، أديباً، فاضلاً، من أدباء وقته. ولد سنة إحدى وأربعمائة. وتوفّي في جمادى الأولى، ودفن في داره.

(32/173)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 174
4 (عليّ بن عبد الله بن سعيد.)
أبو الحسن النَّيسابوريّ. التّاجر الحنفيّ الفقيه. شيخ ثقة. سمع الكثير من أصحاب الأصمّ. وتوفّي في عاشر رجب، وله خمسُ وثمانون سنة.)
4 (عمر بن عمربن يونس بن كريب.)
أبو حفص الأصبحيّ السَّرقسطيّ. نزيل طليطلة. روى عن: عليّ بن موسى بن حزب الله، ويحيى بن محارب، وأبي عمرو الدّانيّ، وخلف بن هشام العبدريّ القاضي. وكان فاضلاً ثقة. عمَّر وأسنّ. قاله ابن بشكوال.
4 (عمر بن واجب بن عمر بن واجب.)
أبو حفص البلنسيّ. روى عن: أبي عمر الطَّلمنكيّ. وسمع من أبي عبد الله بن الحذّاء صحيح مسلم. وكان صاحب أحكام بلنسية. روى عنه: حفيده أبو الحسن محمد بن واجب بن عمر، وأبو عليّ بن سكَّرة.

(32/174)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 175
4 (حرف الفاء)

4 (فرج)
مولى سيّد بن أحمد الغافقيّ الكتبيّ. أبو سعيد الطُّليطليّ. حجّ وسمع: أبا ذرّ الهرويّ. وكان صالحاً ثقة. روى عنه: عبد الرحمن بن عبد الله المعدّل، وغيره.
4 (حرف الميم)

4 (محمد بن أحمد بن عمر بن شبويه.)
أبو نصر بنيسابور من: أبي بكر الحيريّ، وأبي سعيد الصَّيرفيّ. روى عنه: الرٌّ ستميّ، ومسعودج الثّقفيّ. توفّي في المحرَّم.
4 (محمد بن أحمد بن محمد بن إسماعيل.)
) أبو طاهر بن أبي الصَّقر اللّخميّ الأنباريّ، الخطيب. له مشيخة في جزءين، سمعناها. وله رحلة إلى الشّام، والحجاز، ومصر. وسمع: عبد الرحمن بن أبي نصر التّميمي، وأبا نصر بن الحبّان، وأبا عبد الله بن نظيف، ومحمد بن الحسين الصَّنعانيّ، وإسماعيل بن عمرو الحدّاد المصريّ، وعبد الوهّاب المرّي، وأبا العلاء بن سليمان المعرَّيّ، وأبا محمد

(32/175)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 176
الجوهريّ، وصلة بن المؤمّل المصريّ. وكان دخوله إلى مصر سنة ثلاثٍ وعشرين. وأكبر شيوخه ابن أبي نصر. روى عنه: أبو بكر الخطيب، وعبد الله بن عبد الرّزّاق بن الفضيل، وإسماعيل بن أحمد السِّمرقنديّ، وأبو الفتح محمد بن احمد الأبياريّ الخلاّل، وعبد الوهّاب الأنماطيّ، والحافظ ابن ناصر، وموهوب بن أحمد بن الجواليقيّ. وآخر من روى عنه أبو بكر بن الزّعفرانيّ. ولد سنة ستًّ وتسعين وثلاثمائة. قال السّمعانيّ: سمعت خليفة بن محفوظ بالأنبار يقول: كان ابن أبي الصَّقر صوّاماً قوَّاماً. سأله بعض النّاس: كم مسموعات الشّيخ قال: وقر جملٍ، سوى ما شذّ عنّي. قال خليفة: وكان قد أصيب ببعضها. وقال السمعانيّ: سمعت خطيب الأنبار أبا الفتح بن الخلاّل يقول: خرج شيخنا ابن أبي الصَّقر إلى الرحلة قبل سنة ثمان عشر وأربعمائة. وله شعرٌ، فمنه:
(حبيبٌ خصَّ بالكرم .......... إمام الحسن في الأمم)

(بوجه نور جوهره .......... يريك البدر في الظُّلم)

(مهذَّبة خلائقه .......... شمّاً بالأصل والشّيم)

(حلفت على الوداد له .......... بربّ البيت والحرم)

(لأنت أعزّ من بصري .......... عليَّ وكلّ ذي رحم)
)
(فقال: لك الوفاء بذا .......... ولو لم تأت بالقسم)

(32/176)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 177
توفّي رحمه الله بالأنبار في جمادى الآخرة.
4 (محمد بن أحمد بن الحسن بن جردة.)
أبو عبد الله العكبريُّ التّاجر. كان رأس ماله نحو مائتي درهم يتَّجر بها من عكبرا إلى بغداد، فاتَّسعت عليه الدّنيا، إلى أن ملك ثلاثمائة ألف دينار. وصاهر أبا منصور بن يوسف علي بنته، وبنى داراً عظيمة في غاية الكبر والحسن، واتَّخذ لها بابين، وعلى كلّ باب مسجداً. ولمّا دخل البساسيريُّ بغداد بذل لقريش بن بدران عشرة آلاف دينار حتّى حمى داره، واختفت عنده زوجة السّلطان طغرلبك فلمّا قدم طغرلبك بغداد جاء إلى داره متشكراً. وله برٌّ معروف، وأوقاف، وآثار جميلة. روى شعراً عن الوزير أبي القاسم المغربيّ. وروى عنه: أبو العزّ بن كادش، وغيره. ومات في عاشر ذي القعدة عن إحدى وثمانين سنة. وكان سبط الخيّاط إمام مسجده الكبير.
4 (محمد بن أحمد بن علاّن.)
أبو الفرج الكرجيّ، ثمّ الكوفيّ.

(32/177)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 178
ثقة، مسند، مشهور. روى عن: أبي الحسن بن النّجّار، وأبي عبد الله الهروانيّ. كتب عنه: أو الغنائم النَّرسيّ، وغيره. وآخر من بقي من أصحابه أبو الحسن بن غبرة الّذي أجاز لكريمة. قال النَّرسيّ: كان ثقة، من عدول الحاكم. توفّي في شعبان.
4 (محمد بن الحسن بن محمد بن القاسم بن المنثور.)
أبو الحسن الجهنيّ الكوفيّ. من الرؤساء لكنّه سّيء المعتقد، شيعيّ. وهو آخر من حدَّث عن محمد بن عبد الله الجعفيّ الهروانيّ.) توفّي في شعبان. روى عنه: إسماعيل بن السَّمرقنديّ، وعمر بن إبراهيم الحسينيّ، ومحمد بن طرخان. وعاش اثنتين وثمانين سنة.
4 (محمد بن الحسين.)
أبو بكر البغداديّ البنّا. ويعرف بأخي فبيدة، بالضّمّ وبموحّدة. سمع: البرقانيّ، وأبي عليّ بن شاذان.

(32/178)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 179
وعنه: إسماعيل، وعبد الله ابنا السَّمرقنديّ. وكان مقرئاً خيّراً، مات في شهر رجب. ذكره ابن نقطة.
4 (محمد بن شريح بن أحمد بن محمد بن شريح.)
أبو عبد الله الرُّعينيّ الإشبيليّ المقريء، مصنَّف كتاب الكافي، وكتاب التّذكير، وخطيب إشبيلية. كان من جلَّة المقرَّبين في زمانه بالأندلس. رحل وحجّ، وسمع من أبي ذرَّ الهرويّ، وأجاز له مكّيّ القيسيّ. وسمع بمصر من: أبي العبّاس بن نفيس، وأبي القاسم الكحّال وبإشبيلية من: عثمان بن أحمد القيشطاليّ. وقرأ بالروايات بمكّة على القنطريّ، وبمصر على ابن نفيس. روى عنه: ابنه الخطيب أبو الحسن شريح، وقال: توفّي عصر يوم الجمعة الرابع من شوّال، وله عاماً إلاّ يوماً.
4 (محمد بن طلحة بن محمد.)

(32/179)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 180
أبو مسعد الجنابذيّ النَّيسابوريّ التّاجر. سمع من أصحاب الأصمّ. وسمع بدمشق من عبد الرحمن بن الطُّبيز. روى عنه: عبد الغافر بن إسماعيل وقال: كان صالحاً ثقة كثير البرّ. وروى عنه بالإجازة وجيه الشّحّاميّ.)
4 (محمد بن عليّ بن أحمد بن الحسين.)
أبو الفضل السَّهلكيّ البسطاميّ الفقيه.

(32/180)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 181
شيخ الصُّوفية. له الأصحاب والتّصانيف في الطّريق. سمع: أبا بكر الحيريّ، وغيره. وحدَّث بنيسابور. وقيل: توفّي سنة، فالله أعلم.
4 (حرف الياء)

4 (يوسف بن سليمان بن عيسى.)
أبو الحجّاج الأندلسيّ النَّحويّ المعروف بالأعلم. من أهل شنتمريّة. رحل إلى قرطبة في سنة ثلاثٍ وثلاثين، وأتى أبا القاسم إبراهيم بن محمد الإفليليّ فلازمه.

(32/181)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 182
وأخذ عن: أبي سهل الحرّانيّ، ومسلم بن أحمد الأديب. وكان عالماً باللُّغات والإعراب والمعاني، واسع الحفظ، جيّد الضَّبط، كثير العناية بهذا الشّأن. اشتهر اسمه، وسار ذكره. وكانت الرحلة إليه في وقته. أخذ عنه: أبو عليّ الغسّانيّ، وطائفة كبيرة. وكفّ بصره في آخر عمره. وكان مشقوق الشَّفة العليا شقّاً كبيراً. توفّي بإشبيلية، وله ستٌّ وستّون سنة. قال أبو الحسين شريح بن محمد: توفّي أبي في منتصف شوّال فأتيت أبا الحجّاج الأعلم فأعلمته بموته، فإنّهما كانا كالأخوين، فانتخب وبكى، وقال: لا أعيش بعده إلاّ شهراً. فكان كذلك.

(32/182)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 183
4 (الكنى)

4 (أبو الخطّاب الصّوفيّ.)
هو أحمد بن عليّ بن عبد الله المقريء البغداديّ المؤدَّب. أحد الحذَّاق. قرأ القراءات على الحمّاميّ.) وله قصيدة مشهورة في السُّنَّة، رواها عنه عبد الوهّاب الأنماطيّ. وقصيدة في آي القرآن، رواها عنه قاضي المرستان. قرأ عليه: هبة الله بن المجليّ، والخطيب أبو الفضل محمد بن المهتدي بالله. قال أبو الفضل بن خيرون: كان عنده عن ابن الحمّاميّ السّبعة تلاوةً. وقال شجاع الذَّهليّ: كان أحد الحفّاظ للقرآن المجودَّين. يذكر أنّه قرأ بالرّوايات على الحّماميّ، ولم يكن معه خطٌّ بذلك، فأحسن النّاس به الظّنّ، وصدّقوه، وقرأوا عليه. مات في رمضان سنة ستّ. كذا ورّخه ابن خيرون. وولد سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة.

(32/183)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 184
4 (وفيات سنة سبع وسبعين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن الحسين بن محمد بن محمد.)
أبو الحسين البغداديّ العطّار. سمع: أبا الحسن بن رزقويه، وأبا الفضل عبد الواحد التّميميّ، وأبا القاسم الحرفيّ. وعنه: إسماعيل بن السَّمرقنديّ، وعبد الوهّاب بن الأنماطيّ. وأثنى عليه عبد الوهّاب، ووصفه بالخير، وقال: ما كان يعرف شيئاً من الحديث. ولد سنة سبعٍ وتسعين وثلاثمائة، ومات في سادس ذي القعدة.
4 (أحمد بن عبد الرحمن بن محمد.)
أبو الحسين النَّيسابوريّ الكّياليّ المقريء. سمع أبا نصر محمد بن عليّ بن الفضل الخزاعيّ صاحب محمد بن الحسين القطّان. روى عنه: إسماعيل بن أبي صالح المؤذّن.

(32/184)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 185
4 (أحمد بن محمد بن الفضل.)
أبو بكر الفسويّ نزيل سمرقند. كان إماماً ذا فنون وورع وديانة. سمع:: أبا نعيم الحافظ، وأبا بكر الحيريّ، ومحمد بن موسى الصَّيرفيّ، والحسين بن إبراهيم الحمّال.) مات في رمضان عن بضعٍ وسبعين سنة. روى عنه بالإجازة أحمد بن الحسين الفراتيّ.
4 (أحمد بن عبد العزيز شيبان)
أبو الغنائم بن المعافى التّميميّ الكرخيّ. سمع: أبا الحسين بن بشران، وأبا محمد السُّكَّريّ. روى عنه: إسماعيل بن السَّمرقنديّ، وعبد الوهّاب الأنماطيّ. مات في ربيع الأوّل.
4 (أحمد بن محمد بن عبد الله الإصبهانيّ البقّال.)
توفّي في رجب.
4 (أحمد بن محمد بن رزق بن عبد الله.)
أبو جعفر القرطبيّ، الفقيه المالكيّ. تفقّه بابن القطّان، وأخذ عن: أبي عبد الله بن عتّاب، وأبي شاكر بن قهب، وابن يحيى المرييّ.

(32/185)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 186
ورحل إلى ابن عبد البرّ فسمع منه. وكان فقيهاً، حافظاً للرأي، مقدّماً فيه، ذاكراً للمسائل، بصيراً بالنّوازل. كان مدار طلبة الفقه بقرطبة عليه في المناظرة والتَّفقُّه، نفع الله به كلَّ من أخذ عنه. وكان صالحاً، ديّناً، متواضعاً، حليماً. على هدًى واستقامة. وصفه بذلك ابن بشكوال وقال: أنا عنه جماعة من شيوخنا، ووصفوه بالعلم والفضل. وقال عياض القاضي: تخّرج به جماعة كأبي الوليد بن رشد، وقاسم بن الأصبغ، وهشام بن أحمد شيخنا. وذكره أبو الحسن بن مغيث فقال: كان أذكى من رأيت في علم المسائل، وألينهم كلمةً، وأكثرهم حرصاً على التّعليم، وأنفقهم لطالب فرع على مشاركةٍ له في علم الحديث. توفّي ابن رزق فجأةً في ليلة الإثنين لخمسٍ بقين من شوّال، وكان مولده سنة سبعٍ وعشرين وأربعمائة.
4 (أحمد بن المحسِّن بن محمد بن عليّ بن العبّاس.)
أبو الحسن بن أبي يعلى البغداديّ العطّار الوكيل.) أحد الدُّهاة المتبحّرين في علم الشُّروط والوثائق والدَّعاوي، يضرب به المثل في التّوكيل. قال أبو سعد السّمعانيّ: سمعت محمد بن عبد الباقي الأنصاريّ يقول: طلّق رجل امرأته، فتزوَّجت بعد يوم، فجاء الزّوج إلى القاضي أبي عبد الله بن

(32/186)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 187
البيضاويّ، فطلبها القاضي ليشهِّرها، فجاءت إلى ابن المحسّن الوكيل، وأعطته مبلغاً، فجاء إلى القاضي فقال: الله الله، لا يسمع النّاس. فقال: أين العدّة قال: كانت حاملاً فوضعت البارحة ولداً ميتاً، أفلا يجوز لها أن تتجوَّز. قال عبد الوهّاب الأنماطيّ: كان صحيح السّماع، قليل الأفعال والحيل. قلت: روى عن: أبي القاسم الحرقيّ، وأبي عليّ بن شاذان، ومحمد بن سعيد بن الرُّوزبهان. قرأ القرآن على أبي العلاء الواسطيّ، وأقرأ مدّة. روى عنه: مكّيّ الرُّميليّ، وإسماعيل بن السَّمرقنديّ، ويحيى بن الطّرّاح، وعبد الوهّاب الأنماطيّ. توفّي في رجب. وولد في سنة إحدى وأربعمائة. وأبوه اسمه المحسّن عند ابن السّمعانيّ، والحسين ابن النّجّار، فلعلّهما إسمان، واتّفقت وفاتهما في سنةٍ واحدة. ويقوّي أنّهما اثنان اختلاف كنيتهما ونسبهما، وأنّ كنية أحمد بن الحسين: أبو الحسين، وأنّ اسم جدّه محمد بن محمد بن سلمان، وأنّه ليس بوكيل، وأنّه مات في ذي القعدة، وغير ذلك.
4 (إسماعيل بن مسعدة بن إسماعيل بن الإمام أبي بكر أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل.)
المفتي أبو القاسم الإسماعيليّ الجرجانيّ.

(32/187)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 188
صدر محتشم، نبيل القدر، تامّ المروءة، واسع العلم، صدوق. كان يعظ ويملي على فهمٍ ودراية. وحدَّث ببلاد كثيرة. وكان عارفاً بالفقه، مليح الوعظ، له يدٌ في النَّظم والنَّثر والتَّرسُّل. حدَّث بكتاب الكامل وبالمعجم لابن عديّ، وبتاريخ جرجان. سمع: أباه، وعمّه المفضّل، وحمزة السَّهميّ، والقاضي أبا بكر محمد بن يوسف الشّالنجيّ، وأحمد بن إسماعيل الرَّباطيّ، وجماعة.) روى عنه: زاهر ووجيه ابنا الشّحّاميّ، وأبو نصر أحمد بن عمر الغازي، وأبو سعد أحمد بن محمد البغداديّ، وإسماعيل بن السَّمرقندي، وأبو منصور بن خيرون، وأبو الكرم الشهرزوريّ، وأبو البدر الكرخيّ، وآخرون. ولد في سنة سبعٍ وأربعمائة. قال إسماعيل السَّمرقنديّ: سمعت ابن مسعدة: سمعت حمزة بن يوسف: سمعت أبا بكر الإسماعيليّ يقول: كتبه الحديث رقّ الأبد. توفّي ابن مسعدة بجرجان.

(32/188)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 189
4 (حرف الباء)

4 (بيبى بنت عبد الصّمد بن عليّ بن محمد.)
أمّ الفضل، وأمّ عزَّي الهرثميَّة الهرويّة. راوية الجزء المنسوب إليها. عن: عبد الرحمن بن أبي شريح صاحب البغويّ، وابن صاعد. توفّيت في هذا العام أو في الّذي بعده. وقد كمَّلت التّسعين وتعدَّتها. روى عنها: ابن طاهر المقدسيّ، ووجيه الشّحّاميّ، وأبو الوقت السِّجزيّ، وعبد الجليل بن أبي سعد الهرويّ وهو آخر من روى عنها. قال أبو سعد السَّمعانيّ: هي من أهل بخشة، قرية على أربعة فراسخ من هراة، صالحة عفيفة. عندها جزء من حديث ابن أبي شريح تفرَّدت برواية ذلك في عصرها. سمع منها عالمٌ لا يحصون. وكانت ولادتها في حدود سنة ثمانين وثلاثمائة.

(32/189)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 190
قال: وماتت في حدود خمسٍ وسبعين بهراة. روى لنا أبو الفتح محمد بن عبد الله الشّيرازيّ، وعبد الجبّار بن أبي سعد الدّهّان، وجماعة. قلت: وقد روى أبو عليّ الحدّاد في معجمه، عن ثابت بن طاهر الهرويّ، عن بيبى الهرثميّة. وقد ادخل بعض المتفضّلين في الجزء الّذي روته حديثاً موضوعاً، رواه أيضاً ابن أخي ميمي، عن البغويّ. أخبرناه أبو الحسين اليونينيّ. وأبو عبد الله بن النّحاس النَّحويّ، وآخرون أنّ أبا المنجَّى بن اللُّتّيّ أخبرهم، وأناه أبو المعالي الأبرقوهيّ، أنا زكريا العلبيّ قالا: أنا عبد الأوّل السِّجزيّ. وأنا يحيى بن أبي منصور إجازةً، أنا عبد القادر الحافظ، أنا عبد الجليل بن أبي سعد المعدّل،) قالا: أخبرتنا بيبى: أنا عبد الرحمن بن أبي شريح، نا عبد الله البغويّ، ثنا داود بن رشيد، ثنا يحيى بن زكريّا، عن موسى بن عقبة، عن أبي الزُّبير،. وعن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في ملأ من أصحابه، إذ دخل أبو بكر وعمر في بعض

(32/190)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 191
أبواب المسجد، معهما فئام من النّاس يتمارون، وقد ارتفعت أصواتم، يردّ بعضهم على بعض، حتّى انتهوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ما الّذي كنتم تمارون قد ارتفعت فيه أصواتكم وكثر لغطكم فقال بعضهم، يا رسول الله، شيء تكلَّم فيه أبو بكر وعمر، فاختلفا، فاختلفنا لاختلافهم. فقال: وما ذاك قالوا: في القدر، قال أبو بكر: يقدّر الله الخير، ولا يقدَّر الشّرّ. وقال عمر: يقدّرهما جميعاً. فقال: ألا أقضي بينكما فيه بقضاء إسرافيل بين جبريل وميكائيل قال جبريل مقالة عمر، وقال ميكائيل مقالة أبي بكر وذكر تمام الحديث. تأمّلت هذا الحديث يوماً فإذا هو يشبه أقوال الطُّرقيّة، فجزمت بوضعه، لكونه بإسنادٍ صحيح. ثمّ سألت شيخنا ابن تميمة عنه، فقال: هذا كذب، فاكتب على النُّسخ أنّه موضوع. قلت: والظّاهر أنّ بعض الكذّابين أدخله على البغويّ لمّا شاخ وانهزم. وأمّا ابن الجوزيّ فقال في الموضوعات: المتَّهم به: يحيى بن زكريّا،

(32/191)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 192
قال ابن معين: هو دجّال هذه الأمّة.
4 (حرف الثاء)

4 (ثابت بن أحمد بن الحسين.)
أبو القاسم البغداديّ. قدم دمشق من بغداد حاجّاً، وذكر أنّه سمع أبا القاسم بن بشران، وأبا ذرّ

(32/192)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 193
عبد بن أحمد الهرويّ، ومحمد بن جعفر الميماسيّ. روى عنه: الفقيه نصر المقدسيّ، وأحمد بن حسين سبط الكامليّ. قال غيث الأرمنازيّ: قدم علينا وذكر أنّه سمع من عبد الملك بن بشران وأبي ذرّ. وأجاز لنا في ربيع الأوّل سنة سبعٍ وسبعين، وأنّ مولده في أوّل سنة إحدى وأربعمائة. وروى نصر في أماليه، أنّ ثابتاً هذا حدّثه أنّه شاهد رجلاً أذّن بمدينة الرسول صلى الله عليه) وسلم عند قبره صلى الله عليه وسلم للصبح، وقال في الأذان: الصّلاة خير من النّوم، فجاء بعض خدم المسجد فلطمه، فبكى الرجل وقال: يا رسول الله في حضرتك يفعل بي هذا ففلج الخادم في الحال، فحملوه إلى بيته، فمات بعد ثلاثٍ.
4 (حرف الحاء)

4 (الحسين بن احمد بن عليّ بن البقّال.)
أبو عبد الله الأزجيّ، الفقيه الشّافعيّ، تلميذ أبي الطّيبّ الطَّبريّ. علاّمة مدقّق، زاهد متعبّد. ولي قضاء الحريم مدّة. ودرَّس وأفتى. وحدَّث عن: عبد الملك بن بشران. في شعبان عن ستَّ وسبعين.
4 (الحسين بن عثمان بن أبي بكر النَّيسابوريّ.)

(32/193)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 194
حدَّث عن عبد الله بن يوسف الإصبهانيّ، وغيره. توفّي في ربيع الأوّل.
4 (الحسين بن محمد بن الحسين.)
أبو الغنائم بن السّراج الشّاذانيّ. بغداديّ. سمع من: عبد الله بن يحيى السُّكَّريّ. روى عنه: إسماعيل بن السَّمرقنديّ. وله سميٌّ في الطّبقة الآتية.
4 (حرف الخاء)

4 (خلف بن إبراهيم بن محمد.)
أبو القاسم القيسيّ الطُّليطليّ، نزيل دانية. قرأ على: أبي عمرو الدّاني. وأقرأ النّاس. مات رحمه الله في ربيع الأوّل.
4 (حرف الطاء)

4 (طاهر بن هشام بن طاهر.)
أبو عثمان الأزديّ، الفقيه المالكيّ الأندلسيّ.) مفتي المريّة. روى عن: المهلّب بن أبي صفرة ورحل وأخذ عن: أبي عمران الفاسيّ، وأبي ذرّ الهرويّ.

(32/194)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 195
قال ابن بشكوال: أنبأ عنه جماعة من شيوخنا. وقيل إنّه عاش ستّاً وثمانين سنة.
4 (حرف العين)

4 (عبد الله بن عبد الكريم بن هوازن.)
الإمام أبو سعد بن القشيريّ. كان أكبر أولاد الشّيخ، وكان كبير الشّأن في السُّلوك والطّريقة، ذكيّاً أصوليّاً، غريز لعربيّة. سمع: أبا بكر الحيريّ، وأبا سعيد الصَّيرفيّ، وهذه الطّبقة. ومولده سنة أربع عشرة وأربعمائة، وقدم بغداد مع أبيه. وسمع من: أبي الطَّيِّب الطَّبريّ، وأبي محمد الجوهريّ. قال السّمعانيّ: كان رضيع أبيه في الطّريقة، وفخر ذويه وأهله على الحقيقة. ثمّ بالغ في تعظيمه في التَّصوُّف، والأصول، والمناظرة، والتّفسير. قال: وكانت أوقاته ظاهراً مستغرقاً في الطّهارة والإحتياط فيها، ثمّ في الصّلوات والمبالغة في وصل التّكبير، وباطناً في مراقبة الحقّ، ومشاهدة أحكام الغيب. لا يخلو وقته عن تنفُّس الصُّعداء وتذكّر البرحاء، وترنُّم بكلامٍ منظومٍ أو منثور، يشعر بتذكر وقتٍ مضى، وتأسُّفٍ على محبوب مرّوانقضى. وكان أبوه يعاشره معاشرة الإخوة، وينظر إلى أحواله بالحرمة. روى عنه: ابن اخته عبد الغافر بن إسماعيل الفارسيّ، وابن أخيه هبة الرحمن، وعبد الله بن الفراويّ، وعائشة بنت أحمد الصّفار، وجماعة. وذكر عبد الغافر أنّ خاله أصابته علّة احتاج في معالجتها إلى الأدوية الحارّة، فظهر به علّةٌ من الأمراض الحادّة، وامتدّت مدّة مرضه ستّة أشهر، إلى

(32/195)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 196
أن ضعف ومات في سادس ذي القعدة قبل أمّه بأربع سنين، وهي فاطمة بنت الدّقّاق. قال عبد الغافر: هو أكبر الإخوة، من لا ترى العيون مثله في الدُّهور، ذو حظًّ وافر من العربيّة، وحصّل الفقه، وبرع في علم الأصول بطبع سيّال، وخاطر، إلى مواقع الإشكال ميّال،) سبّاق إلى درك المعاني، وقّاف على المدرك والمباني. وأمّا علوم الحقائق فهو فيها يشّق الشَّعر. قلت: وطوّل ترجمته.
4 (عبد الرحمن بن محمد بن عفيف.)
أبو منصور البوشنجيّ الهرويّ، المعروف بكلاّريّ.

(32/196)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 197
سمع: عبد الرحمن بن أبي شريح. وقيل إنّه آخر من روى عنه. روى عنه: أبو الوقت، ووجيه الشّحّاميّ، وأبو عليّ الحسن بن محمد بن السَّجبستيّ، ومحمد وفضيل ابنا إسماعيل الفضيليّان، وضحّاك بن أبي سعد الخّباز، وزهير بن عليّ بن زهير الجذاميّ السرَّخسيّ، وعبد الجليل بن أبي سعد. وقع لنا من طريقه بعلوًّ حكايات شعبة للبغويّ. وكان صالحاً معمَّراً. مات في رمضان ببوشنج.
4 (عبد السّيّد بن محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن جعفر.)

(32/197)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 198
ابن الصّبّاغ الفقيه أبو نصر البغداديّ الشّافعيّ، فقيه العراق، ومصِّنف كتاب الشّامل. كان يقدَّم على الشّيخ أبي إسحاق في معرفة المذهب. ذكره السّمعانيّ فقال: ومن جملة التّصانيف الّتي صنفّها: الشّامل، والكامل، وتذكرة العالم والطريق السّالم. قال: وكان يضاهي أبا إسسحاق. وكانوا يقولون: هو أعرف بالمذهب من أبي إسحاق. وكانت الرحلة إليهما في المختلف والمتّفق. قال: وكان أبو نصر ثبتاً حجّةً دينِّاً خيراً. ولي النّظاميّة بعد أبي إسحاق، وكفَّ بصره في آخر عمره. وحدَّث بجزء ابن عرفة، عن محمد بن الحسين القطّان. وسمع أيضاً أبا عليّ بن شاذان. روى لنا عنه: ابنه أبو القاسم عليّ، وإسماعيل بن السَّمرقنديّ، وأبو نصر الغازي، وإسماعيل بن محمد بن الفضل، وغيرهم.) ومولده في سنة أربعمائة. وقال الحاكم، ابن خلَّكان: كان تقيّاً، صالحاً، له كتاب الشّامل، وهو من أصحّ كتب أصحابنا، وأثبتها أدلّةً. درَّس بالنّظاميّة ببغداد أوّل ما فتحت،

(32/198)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 199
ثمّ عزل بأبي إسحاق بعد عشرين يوماً. وذلك في سنة تسعٍ وخمسين وأربعمائة. وكان النّظّام أمر أن يكون المدرَّس بها أبو إسحاق، وقرّروا معه أن يحضر في هذا اليوم للتّدريس، فاجتمع النّاس، ولم يحضر أبو إسحاق، فطلب، فلم يوجد، فأرسل إلى أبي نصر وأحضر، ورتَّب مدرَّسها، وتألّم أصحاب أبي إسحاق، وفتروا عن حضور درسه، وراسلوه أنّه إن لم يدرس بها لزموا ابن الصّبّاغ وتركوه. فأجاب إلى ذلك، وصرف ابن الصّبّاغ. قال شجاع الذُّهليّ: توفّي أبو نصر بن الصَّبَّاغ في يوم الثّلاثاء ثالث عشر جمادى الأولى، ودفن من الغد في داره بدرب السَّلوليّ. قال ابن السّمعانيّ: ثمّ نقل إلى مقابر باب حرب. وقد درّس بعد أبي إسحاق سنةً، ثمّ عزل أيضاً وعمي.
4 (عبد الوهّاب بن عليّ بن عبد الوهّاب.)
البغداديّ السُّكّريّ البزّاز المعروف بابن اللَّوح. سمع من: هلال الحفّار. وعنه: إسماعيل بن السَّمرقنديّ. وتوفّي في رمضان وله سنة. وسمع من: أبي أحمد الفرضيّ أيضاً.
4 (عليّ بن أحمد بن عبد العزيز بن طبيز.)

(32/199)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 200
أبو الحسن الأنصاريّ الميورقيّ، الأندلسيّ. حكى عن: أبي عمر بن عبد البرّ، وغيره. وسمع بدمشق من: عبد العزيز الكتّانيّ، وابن طلاّب. وكان من علماء اللّغة والنَّحو، ديّناً، فاضلاً، فقيهاً، عارفاً بمذهب مالك كتب بصور عامَّة تصانيف أب يبكر الخطيب وحصّلها.

(32/200)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 201
وحدَّث بالقدس، والبحرين، وبغداد.) حكى عنه: شيخاه: الخطيب، والكتّانيّ، وعمر الرُّؤاسيّ. وأثنى عليه الحافظ ابن ناصر وقال: انحدر إلى البصرة وتوفّي بها. وقال: سمعت أبا غالب محمد بن الحسن الماورديّ يقول: قدم علينا أبو الحسن سنة تسعٍ وستيّن، فسمع السَّنن من أبي عليّ التُّستريّ، وأقام عنده نحواً من سنتين، ثمّ ذهب بعد ذلك إلى عمان، والتقيت به بمكّة في سنة ثلاثٍ وسبعين. وأخبرني أنّه ركب البحر إلى بلاد الزَّنج، وكان معه من العلوم أشياء فما نفق عندهم إلاّ النَّحو. وقال: لو أردت أن أكسب منهم آلافاً لأمكن ذلك، وقد حصل لي نحوٌ من ألف دينار، وأسفوا على خروجي من عندهم. ثمّ إنّه عاد إلى البصرة على أن يقيم بها، فلمّا وصل إلى باب البصرة وقع عن الجمل، فمات بعد رجوعه من الحجّ. وقال ابن عساكر: ثنا عنه هبة الله بن الأكفانيّ ووثّقه. قلت: وذكر وفاته هبة الله في هذه السّنة. وأمّا ابن السّمعانيّ وغيره

(32/201)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 202
فقالوا: توفّي سنة أربعٍ وسبعين، وهو أشيه.
4 (عليّ بن محمد.)
أبو الحسن الغزنويّ. ولي قضاء دمشق في أيّام تاج الدّولة تتش بن ألب أرسلان. وفي هذه السنة ضرب وسجن، وولي القضاء نجم القضاة. وذكره ابن عساكر مختصراً.

(32/202)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 203
4 (حرف الفاء.)

4 (الفضل بن محمد.)
أبو عليّ الفارمذيّ. توفّي رحمه الله في شهر ربيع الآخر. وكان شيخ الصَّوفيّة في زمانه. ذكره عبد الغافر فقال: هو شيخ الشّيوخ في عصره وزمانه، المنفرد بطريقته في التّذكير الّتي لم يسبق إليها في عبارته وتهذيبه، وحسن آدابه، ومليح استعاراته، ودقيق إشارته ورقة ألفاظه، ووقع كلامه في القلوب.) دخل نيسابور، وصحب زين الإسلام القشيريّ، وأخذ في الإجتهاد البالغ. وكان ملحوظاً من الإمام بعين العناية، موفّراً عليه منه طريقة الهداية. وقد مارس في المدرسة أنواعاً من الخدمة، وقعد سنين في التّفكير، وعبر قناطر المجاهدة، ختّى فتح عليه لوامع من أنوار المشاهدة. ثمّ عاد إلى طوس، واتّصل بالشّيخ أبي القاسم الكركانيّ الزّاهد

(32/203)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 204
مصاهرةً، وصحبةً، وجلس للتّذكير، وعفّى على من كان قبله بطريقته، بحيث لم يعهد مثله في التّذكير. وصار من مذكّري الزّمان، ومشهوري المشايخ. ثمّ قدم نيسابور، وعقد المجلس، ووقع كلامه في القلوب، وحصل له قبول عند نظام الملك خارج عن الحدّ، وكذلك عند الكبار. وسمعت ممّن أثق به أنّ الصّاحب خدمه بأنواع من الخدمة، حتّى تعجَّب الحاضرون منه. وكان ينفق على الصوفية أكثر مما يفتح له به. وكان مقصداً من الأقطار للصُّوفيّة. وكان مولده في سنة سبعٍ وأربعمائة. وسمع من: أبي عبد الله بن باكويه، وأبي حسّان المزّكي، وأبي منصور البغداديّ، وابن مسرور، وجماعة. روى عنه عبد الغافر، وعبد الله بن عليّ الحركوشيّ، وعبد الله بن محمد

(32/204)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 205
الكوفيّ العلويّ، وأبو الخير صالح السّقّاء، وآخرون.
4 (أبو الفضل بن القاضي أبي بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحيريّ.)
توفّي في صفر.
4 (حرف الميم)

4 (محمد بن أحمد بن إبراهيم بن سلة.)
أبو الطّيِّب الإصبهانيّ. عن: أبي عليّ الحسن بن عليّ بن أحمد البغداديّ. وعنه: الحافظ أبو سعد البغداديّ، وأبو القاسم الطّلحيّ، وأبو الخير الباغبان، وآخرون. حدَّث في ذي الحجّة من السّنة، وانقطع خبره.
4 (محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن القاسم.)
أبو الفضل ابن العلاّمة أبي الحسن المحامليّ.) الفقيه الشّافعيّ. سمع: أبا الحسين بن بشران، وأبا عليّ بن شاذان، وجماعة. أخذ عنه: مكّيّ الرُّميليّ، وغيره. وكان من الأذكياء. مات في رجب عن إحدى وسبعين سنة.

(32/205)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 206
4 (محمد بن سعيد بن محمد بن فرُّوخ زاد.)
القاضي أبو سعيد النَّوقانيّ، الفرخزاديّ الطُّوسيّ. قال السّمعانيّ: فاضل، عالم، سديد السّيرة، مكثر من الحديث. وسمع من: ابن محمش، وعبد الله بن يوسف الإصبهانيّ، والسُّلميّ، ويحيى المزّكيّ، وأبي عمر البسطاميّ. وسمع من: الثعَّلبيّ أكثر تفسيره. مولده سنة تسعين. وقيل: نيّفٌ وتسعين وثلاثمائة. حدَّث عنه: أبو سعد محمد بن أحمد الحافظ، والعبّاس بن محمد العصّاري، وأحمد بن بشر النَّوقانيّ، ومحمد بن أحمد بن عثمان النَّوقانيّ، وصخر بن عبيد الطّابرانيّ. توفّي سنة سبعٍ وسبعين. قرأت على ابن عساكر، عن عبد الرّحيم بن السّمعانيّ: أنا محمد بن أحمد بن عثمان بنوقان: أنا محمد بن سعيد، أنا أبو طاهر محمش، أنا صاحب ابن أحمد، نا أبو عبد الرحمن المروزيّ، نا ابن المبارك، نا مبارك بن فضالة:

(32/206)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 207
حدَّثنيّ الحسن، عن أنس، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخطب يوم الجمعة ويسند ظهره إلى خشبة، فلمّا كثر النّاس قال: ابنوا لي منبراً للحديث.
4 (محمد بن عمّار.)
أبو بكر المهري الأندلسيّ، ذو الوزارتين. شاعر الأندلس. كان هو وابن زيدون الأندلسيّ القرطبيّ كفرسي رهان. وكان ابن عمّار قد اشتمل عليه المعتمد بن عبّاد، وبلغ الغاية القصوى، إلى أن استوزره، ثمّ جعله نائباً له على مرسيّة، فعصى بها على المعتمد، فلم يزل يحتال عليه ويتلطّف إلى أن وقع في يده، فذبحه صبراً بيده، لعصيانه،

(32/207)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 208
ولكونه هجا المعتمد وآباءه، بقوله:)
(مما يقبّح عندي ذكر أندلسٍ .......... سماع معتمدٍ فيها ومعتضد)

(أسماء مملكة في غير موضعها .......... كالهرّ يحكي انتفاخاً صولة الأسد)
وقيل: قتله في سنة تسعٍ وسبعين.

(32/208)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 209
ومن شعره:
(أدر الزُّجاجة فالنّسيم قد انبرى .......... والنَّجم قد صرف العنان عن السُّرى)

(والصُّبح قد أهدى لنا كافوره .......... لمّا استردّ اللَّيل منّا العنبرا)
منها:
(ملكٌ إذا ازدحم الملوك بموردٍ .......... ونحاه لا يردوه حتّى يصدرا)

(أندى على الأكباد من قطر النَّدى .......... وألذ في الأجفان من سنة الكرى)

(قدَّاح زند المجد لا ينفكُّ من .......... نار الوغى إلاّ إلى نار القرى)

(جلَّلت رمحك من رؤوس كماتهم .......... لمّا رأيت الغصن يعشق مثمرا)

(والسَّيف أفصح من زيادٍ خطبةً .......... في الحرب إن كانت يمينك منبرا)
وله:
(عليَّ وإلاّ ما بكاء إلغممائم .......... وفيَّ وإلاّ ما نياح الحمائم)

(وعنّى أثار الرَّعد صرخة طالب .......... لثأرٍ وهزَّ البرق صفحة جارم)

(وما لبست زهر النُّجوم جدادها .......... لغيري ولا قامت له في مآتم)
منها:
(أبى الله أن تلقاه إلاّ مقلَّداً .......... حميلة سيفٍ أو حمالة غارم)

(32/209)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 210
وقد جال ابن عمّار في الأندلس، ومدح الملوك والرؤساء، حتّى السُّوقة حتّى أنّه مدح رجلاً مرّةً، فأعطاه مخلاة شعير لحماره، وكان ذلك الرجل فقيراً. ثمّ آل بابن عمّار الأمر إلى أن نفق على المعتمد، ووّلاه مدينة شلب، فملأ لصاحب الشّعير مخلاةً دراهم، وقال للرسول: لو ملأتها برَّاً لملأناها تبراً. ولمّا استولى على مرسية خلع المعتمد، ثمّ عمل عليه أهل مرسية فهرب ولجأ إلى بني هود بسرقسطة، فلم يقبلوه، ثمّ وقع إلى حصن شقُّورة فأحسن متولّيه نزله، ثمّ بعد أيّام قيَّده، ثمّ أحضر إلى قرطبة مقيِّداً على بغلٍ بين عدلي تبنٍ ليراه النّاس.) وقد كان قبل هذا إذا دخل قرطبة اهتزّت له، فسجنه المعتمد مدَّةً، فقال في السّجن قصائد لو توسّل بها إلى الزّمان لنزع عن جوره، أو إلى الفلك لكفّ عن دوره، فكانت رقىً لم تنجع، وتمائم لم تنفع، منها:
(سجاياكإن عافيتأندى وأسجح .......... وعذركإن عاقبتأجلى وأوضح)

(وإن كان بين الخطَّتين مزيَّة .......... فأنت إلى الأدنى من الله تجنح)

(حنانيك في أخذي برأيك، لا تطع .......... عداي، ولو أثنوا عليك وأفصحوا)

(أقلني بما بيني وبينك من رضى .......... له نحو روح الله باب مفتَّح)

(ولا تلتفت قول الوشاة ورأيهم .......... فكل إناءٍ بالّذي فيه يرشح)

(32/210)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 211
4 (محمد بن محمد بن أصبغ.)
أبو عبد الله الأزديّ القرطبيّ، خطيب قرطبة. جوَّد القرآن على مكّيّ بن أبي طالب. وأخذ عن: حاتم بن محمد، ومحمد بن عتّاب، وجماعة. وكان فاضلاً، ديّناً، متواضعاً، مقرئاً، كثير العناية بالعلم. ولا نعلمه حدَّث.
4 (محمد بن محمود بن سورة.)
الفقيه أبو بكر التّميميّ النَّيسابوريّ، ختن أبي عثمان الصّابونيّ على ابنته. سمع: ابن محمش الزّياديّ، وأبا عبد الرحمن السُّلميّ. روى عنه: زاهر ووجيه ابنا الشّحّاميّ، وجماعة. توفّي في ربيع الأوّل. وروى عنه: سعيدة بنت زاهر، وعبد الله بن الفراويّ. محمد بن محمد بن جعفر. أبو الحسن النّاصحّي النَّيسابوري الفقيه. كان ديَّناً ورعاً فاضلاً. روى عن: أصحاب الأصمّ. روى عنه: عبد الغافر بن إسماعيل.) يروي عن: الحيريّ، والسُّلميّ. وتفقّه على أبي محمد الجوينيّ.

(32/211)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 212
4 (مسعود الرَّكّاب.)
الحافظ. قال ابن النّجّار: قدم بغداد بعد الثّلاثين وأربعمائة، فسمع من بشرى مولى فاتن، وجماعة. وبواسط من: أحمد بن المظّفر العطّار. سمع منه الصُّوريّ، وهو شيخه. وقال عبد الغافر الفارسيّ: كان متقناً ورعاً، قصير اليد، زجّى عمره كذلك إلى أن ارتبطه نظام الملك ببيهق مدّةً، ثمّ بطوس للإستفادة منه. وكان يسمع إلى آخر عمره. وقال أحمد بن ثابت الطُّرفيّ: سمعت ابن الخاضبة يقول: كان مسعود

(32/212)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 213
قدريّاً. سمعته قرأها: فحجَّ آدم، بالنَّصب.
4 (مسعود بن ناصر بن أبي زيد عبد الله بن أحمد.)
أبو سعيد السِّجزيّ الرّكّاب الحافظ. أحد الرّحّالين والحفّاظ، صنَّف التّصانيف وجمع الأبواب وسمع بسجستان من: أبي الحسن عليّ بن بشرى، وأبي سعيد عثمان النُّوقانيّ. وبهراة من: محمد بن عبد الرحمن الدّبّاس، وسعيد بن العبّاس القرشيّ، وأبي أحمد منصور بن محمد بن محمد الأزديّ. وبنيسابور من: أبي حسّان محمد بن أحمد المزّكي، وأبي سعد النَّصرويي، وأبي حفص بن مسرور. وببغداد من: ابن غيلان، وأبي محمد الخلاّل، والتَّنوخيّ. وبإصبهان من: ابن ريذة، وخلق كثير. روى عنه: محمد بن عبد العزيز العجليّ المروزيّ، وأبو بكر عبد الواحد بن الفضل الطُّوسيّ، وأبو نصر الغازي، وهبة الرحمن بن القشيريّ، وأبو الغنائم النّرسيّ، والحافظ أبو بكر الخطيب مع تقدُّمه، ومحمد بن عبد الواحد

(32/213)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 214
الدّقّاق وقال: ولم أر فيهم يعني المحدّثين أجود إتقاناً ولا أحسن ضبطاً منه. وقال زاهر الشّحّاميّ: كان مسعود بن ناصر يذهب إلى رأي القدريّة، ويميل إليهموكان يقرأها) في الحديث: فحجَّ آدم موسى. وقد روى أبو بكر الخطيب عن مسعود. وتوفّي بنيسابور في جمادى الأولى، وصلّى عليه أبو المعاليّ الجوينيّ، ووقف كتبه بنيسابور، وكانت كثيرة نفيسة.
4 (منصور بن عبد الله بن محمد بن منصور المنصوريّ.)
الفقيه أبو القاسم الطُّوسيّ. روى عن أصحاب الأصمّ، مثل أبي بكر الحيريّ، وأبي سعيد الصَّيرفيّ، وروى عنه عبد الغافر وقال: توفّي ليلة عيد الأضحى، وكان صالحاً مكثراً.
4 (حرف النون)

4 (نصر بن بشر.)
أبو القاسم الشّافعيّ. سمع: أبا عليّ بن شاذان، وجماعة. وتفقّه على القاضي أبي الطّيّب. ونزل البصرة. سمع منه: الحميديّ، وشجاع الذَّهليّ.

(32/214)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 215
4 (وفيات سنة ثمان وسبعين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي الحسين.)
الشيخ أبو الحسن الكيّاليّ النَّيسابوريّ المشّاط المقريء. شيخ ثقة، جليل، عالم، ذو ثروة وحشمة. روى عن: أبي نصر محمد بن الفضل بن عقيل، وابن محمش الزَّياديّ، وعبد الله بن يوسف الإصبهانيّ. ثمّ سمع الكثير مع ابنه مسعود من: أبي بكر الحيريّ، وأبي الحسين السّقّاء، وأبي سعد الصَّيرفيّ. ذكره عبد الغافر فأثنى عليه وقال: قيل كان له سماع من أبي الحسين الخفّاف.) ولد سنة أربعٍ وثمانين. وتوفّي في سابع عشر جمادى الأولى سنة ثمانٍ. روى عنه: عبد الغافر المذكور، وإسماعيل بن المؤذّن، وإسماعيل بن عبد الرحمن العصائديّ، وأحمد بن الحسن الكاتب، وآخرون. وقلَّ ما روى.

(32/215)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 216
4 (أحمد بن عمر بن أنس بن دلهاث بن أنس بن فلذان بن عمر بن منيب.)
أبو العبّاس العذريّ الدَّلايي. ودلاية من عمل المريّة. رحل مع أبويه فدخلوا مكَّة في رمضان سنة ثمانٍ وأربعمائة، وجاوروا بها ثمانية أعوام، فأكثر عن أبي العبّاس الرّازيّ راوي صحيح مسلم، وأبي الحسن بن جهضم، وأبي بكر بن نوح، وعليّ بن بندار القزوينيّ. وصحب أبا ذرّ، وسمع منه البخاري سبع مرّات. وسمع من جماعة من الحجّاج، ولم يسمع بمصر شيئاً. وكتب بالأندلس عن أبي عليّ البجَّانيّ الحسين بن يعقوب صاحب سعيد بن فحلون، وعن أبي عمر بن عفيف، والقاضي يونس بن عبد الله، والمهلَّب بن أبي صفرة، وأبي عمرو السَّفاقسيّ. وكان معيناً بالحديث، ثقة، مشهوراً، عالي الإسناد، ألحق الأصاغر بالأكابر

(32/216)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 217
حدَّث عنه: إماماً الأندلس: أبو عمر بن عبد البرّ، وأبو محمد بن حزم، وأبو الوليد الوقشيّ، وطاهر بن مفوَّز، وأبو عليّ الغسّانيّ، وأبو عبد الله الحميديّ وأبو عليّ الصَّدفيّ، وأبو بحر سفيان بن العاص، والقاضي أبو عبد الله بن شبرين، وجماعة كثيرة. وولد في رابع ذي القعدة سنة ثلاثٍ وتسعين وثلاثمائة. ومات في سلخ شعبان. وصلّى عليه ابنه أنس. وقد صنَّف كتاب دلائل النُّبوَّة، وكتاب المسالك والممالك. قلت: أحسبه آخر من روى عن ابن جهضم في الدُّنيا. قال ابن سكَّرة: أنا أبو العّباس العذريّ، ثنا محمد بن نوح الإصبهانيّ بمكّة، ثنا أبو القاسم الطّبرانيّ، فذكر حديثاً.
4 (أحمد بن عيسى بن عبّاد بن عيسى بن موسى.)
أبو الفضل الدَّينوريّ، المعروف بابن الأستاذ.) قدم همذان قبل السّبعين، وحدَّث عن: أبيه أبي القاسم، وأبي بكر بن لال، وأحمد بن تركان، وعبد الرحمن الإمام، وعبد الرحمن الصّفّار، وطاهر بن

(32/217)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 218
ماهلة، وأبي عمر بن مهديّ، وعليّ البيِّع، وجماعة. قال شيرويه: سمعت منه بهمذان، والدَّينور، وكان دوقاً. سألته عن مولده فقال: ولدت سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة. ومات بالدَّينور سنة ثمانٍ. قلت: فيكون عمره سبعاً وتسعين سنة، وكان رحمه الله مسند تلك الدَّيار في زمانه.
4 (أحمد بن محمد.)
أبو العبّاس النَّيسابوريّ التّاجر الصّوفيّ، المعروف بأحمد محمود. خادم الفقراء في مدرسة الحدّادين سنين. وقد خدم الشّيخ محمود الصُّوفي مدّة، ولذا نسب إليه. وقد ورث عن أبيه أموالاً جمّة، أنفقها على الفقراء. وقد تخرَّج به جماعة، وكان له نفسُ صادق، وقبول بين الأكابر. يفتح على يديه ولسانه للفقراء أنواع الفتوح. وقد سمع من أبي حفص بن مسرور. وتوفّي رحمه اله بناحية جوين في شعبان كهلاً.
4 (أحمد بن محمد بن الحسن بن فورك.)
أبو بكر الزُّهريّ النَّيسابوريّ سبط الأستاذ أبي بكر بن فورك. كان أحد الكتَّاب والمترسِّلين، يلبس الحرير. سمع مسند الشّافعيّ من أبي بكر الحيريّ.

(32/218)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 219
وسمع من أبي حفص بن مسرور، وجماعة. وكان زوج بنت القشيريّ، ذكيّاً مناظراً، واعظاً، شهماً، مقبلاً على طلب الجاه والتّقدُّم، وبسببه وقعت فتنةٌ ببغداد بين الحنابلة والأشاعرة. وقد روى عنه: إسماعيل بن محمد التَّميميّ الحافظ، وأبو القاسم إسماعيل بن السَّمرقنديّ، وغيرهما.) ووعظ ببغداد، ونفق سوقه وزادت حشمته وأملاكه ببغداد، وتردّد مرّاتٍ إلى المعسكر. وكان نظام الملك يكرمه ويحترمه. قال ابن ناصر: كان داعيةً إلى البدعة، يأخذ مكس الفحم من الحدّادين.
4 (أحمد بن محمد بن الحسن بن داود الإصبهانيّ.)
الخيّاط، سبط محمد بن عمر الجرواآنيّ. مات فجأة في سلخ ذي القعدة.
4 (أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن يحيى ين خليل بن ماسويه.)
أبو العبّاس بن الحدّاد الأنصاريّ البلنسيّ.

(32/219)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 220
حجّ سنة اثنتين وخمسين، ودخل إلى خراسان، وعاد إلى مصر. وكان واسع العلم والرّواية. ذكره ابن الأبّار في تاريخه.
4 (إسماعيل بن أحمد بن عبد العزيز.)
أبو القاسم السّيّاريّ العطّار النَّيسابوريّ. شيخ، معتمد، رئيس. صحب أبا محمد الجوينيّ، وسمع ابن محمش الزّياديّ. وحدَّث ببغداد بعد السّبعين. وتوفّي سنة ثمانٍ. ثم حضر إليَّ تاريخ عبد الغافر فإذا فيه:
4 (إسحاق بن أحمد بن عبد العزيز بن حامد.)
أبو يعقوب المحمَّداباذيّ الزّاهد، المعروف بإسحاقك. شيخ ثقة من العبّاد، عديم النّظير في زهده وورعه. وكان من أصحاب أبي عبد الله. قليل الإختلاط بالنّاس، محتاط في الطّهارة والنّظافة. ولد سنة أربعمائة. وسمع من أبي سعيد الصَّيرفيّ. وتوفّي عاشر جمادى الأولى سنة.)
4 (إسماعيل بن عمرو بن محمد بن أحمد بن جعفر.)
أبو سعيد البحيريّ النَّيسابوري. حدَّث في هذا العاملمّا حجّبهمذان، عن: أبيه أبي عثمان، وأبي

(32/220)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 221
حسّان محمد بن أحمد المزكّي، وأبي سعد النَصروييّ، والحسين بن إبراهيم الكيسليّ، ومحمد بن عبد العزيز النّيليّ، وبشرويه بن محمد المغفَّليّ، وأبي إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم النَّصراباذيّ. قال شيرويه: سمعت منه، وكان صدوقاً.

(32/221)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 222
4 (حرف الحاء)

4 (الحسين بن عليّ بن أبي نزار.)
الحاجب الصدر أبو عبد الله المردوسيّ، حاجب باب النُّوبيّ. محمود السّيرة، ديّن، خيّر، متعبّد. مات في ذي القعدة، وله أربعٌ وتسعون سنة. لم يرو شيئاً.
4 (حمزة بن عليّ بن محمد بن عثمان بن السّوّاق.)
أبو الغنائم البغداديّ البندار. ولد سنة اثنتين وأربعمائة. وسمع: أبا الحسين بن بشران، وأبا الفرج أحمد بن عمر العصائديّ صاحب جعفر الخلديّ. وعنه: أبو بكر الأنصاريّ، وأبو القاسم بن السَّمرقنديّ، وعبد الوهّاب الأنماطيّ، والمبارك بن أحمد. مات في شعبان.

(32/222)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 223
4 (حرف الزاي)

4 (زياد بن عبد الله بن محمد بن زياد.)
أبو عبد الله الأنصاريّ الأندلسيّ، خطيب قرطبة. أخذ عن: يونس بن عبد الله. وحجّ فسمع من: أبي محمد بن الوليد. وأجاز له أبو ذرّ.) قال ابن بشكوال: وكان فاضلاً، ديّناً، ناسكاً، خطيباً، بليغاً، محببَّاً إلى النّاس، معظَّماً عند السُّلطان، جامعاً لكلّ فضيلة، حسن الخلق، وافر العقل. أخبروني عن: محمد بن فرج الفقيه، قال: ما رأيت أعقل من زياد بن عبد الله. توفّي زياد في رمضان، وله ستٌّ وثمانون سنة. انبا عنه أبو الحسن بن مغيث.

(32/223)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 224
4 (حرف السين)

4 (سليمان بن أحمد الواسطيّ.)
عن: ابن شاذان. وعنه: إسماعيل بن السَّمرقنديّ.
4 (حرف الطاء)

4 (طلحة بن عليّ بن يوسف.)
أبو محمد الرّازيّ. ثمّ البغداديّ، الصُّوفيّ الفقيه. من ساكني رباط أبي سعد. كان حسن السّيرة. سمع: أبا الحسين بن بشران، وأبا القاسم الخرقيّ. وعنه: ابنه محمد بن طلحة، وإسماعيل بن السَّمرقنديّ. توفّي رحمه الله في صفر.
4 (حرف الظاء)

4 (ظفر بن عبد الواحد بن عبد الرّحيم.)
أبو محمد الإصبهانيّ. في ذي الحجّة.
4 (حرف العين)

4 (عبد الله بن إسماعيل بن محمد بن خزرج.)
أبو محمد اللَّخميّ الإشبيليّ الحافظ المؤرِّخ.

(32/224)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 225
ولد سنة سبعٍ وأربعمائة. وروى عن: أبي عمرو المرشانيّ، وأبي الفتوح الجرجانيّ، وأبي عبد الله الخولانيّ، وخلق.) وعدد شيوخه مائتان وستّون رجلاً. وكان مع حفظه فقيهاً مشاوراً. أكثر النّاس عنه. روى عنه: شريح بن محمد، وأبو محمد بن يربوع. مات رحمه الله في شوّال بإشبيلية.
4 (عبد الرحمن بن الحسن.)
أبو القاسم الشّيرازيّ الفارسيّ. إمامٌ ذو فنون، سافر الكثير، وسكن ميهنة، قصبة خابران، في آخر عمره، وكان من مريدي أبي سعيد بن أبي الخير الميهنيّ. سمع ببغداد: أبا يعلى بن الفرّاء وبدمشق: الحسين بن محمد الحنّائيّ، وبالمعرَّة: أبا صالح محمد بن المهذَّب، وجماعة. روى عنه: أبو بكر المحتاجي الخطيب بميهنة. وحدَّث في هذا العام، ولم نعرف وفاته.
4 (عبد الله بن عليّ بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن عليّ الباجيّ.)
أبو محمد الَّخميّ. من أهل إشبيلية. سمع من: جدّه.

(32/225)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 226
وكان فقيهاً فاضلاً. روى عنه: أحمد بن عبد الله بن جابر.
4 (عبد الرحمن بن مأمون بن عليّ.)
الإمام أبو سعد المتولّي النيَّسابوري، الفقيه الشّافعيّ. أحد الكبار. قدم بغداد، وكان فقيهاً محققِّاً، وحبراً مدققاً. ولي تدريس النظّاميّة بعد الشّيخ أبي إسحاق، ودرَّس وروى شيئاً يسيراً. ثمّ عزل بابن الصّبّاغ في أواخر سنة ستٍّ وسبعين، ثمّ أعيد إليها سنة سبع وسبعين. وقد تفقّه على القاضي حسين بمرو الرُّوذ، وعلى أبي سهل أحمد بن عليّ الأبيورديّ ببخارى، وعلى أبي القاسم عبد الرحمن الفوارنيّ بمرو، حتّى برع وتميَّز.) وكان مولده في سنة ستٍّ وعشرين وأربعمائة. وتوفّي ببغداد.

(32/226)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 227
وله كتاب التَّتمَّة تمَّم به الإبانة لشيخه الفورانيّ، ولكنّه لم يكمله، وعاجلته المنيَّة، وانتهى فيه إلى الحدود. وله مختصر في الفرائض، ومصنَّف في الأصول، وكتاب في الخلاف جامع للمآخذ.
4 (عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن زياد.)
أبو عيسى الإصبهانيّ الأديب الزّاهد. لا أعرف متى توفّي. وتوفّ في هذه الحدود. وسمع: أبا جعفر بن المرزبان الأبهريّ. روى عنه: إسماعيل بن محمد الحافظ، ويحيى بن عبد الله بن أبي الرجاء، ومحمد بن أبي القاسم الصّالحانيّ، ومسعود الثقفيّ، والحسن بن العبّاس الرُّستميّ، وآخرون. وكان رحمه الله من بقايا الصّالحين والعلماء.
4 (عبد الرحمن بن محمد بن سلمة.)
أبو المطرِّف الطُّليطليّ. عن: أبي عمر الطَّلمنكيّ، وأبي عمر بن عبّاس الخطيب. وكان من كبار الفقهاء المفتين.

(32/227)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 228
مات فجأةً. في صفر، وله سبع وسبعون سنة.
4 (عبد الكريم بن عبد الصّمد بن محمد بن عليّ.)
أبو معشر الطبريّ القطّان المقريء، مقريء مكّة. كان إماماً مجوداً، بارعاً، مصنفاً، له كتب في القراءآت. قرأ بحرّان على أبي القاسم الزَّيديّ، وبمصر على أصحاب السّامرّيّ، وأبي عديّ عبد العزيز. قرأ بمكّة على أبي عبد الله الكارزينيّ. وسمع بمصر من: أبي عبد الله بن نظيف، وأبي النُعمان تراب بن عمر، وعبد الله بن يوسف بتنيس، وأبي الطّيّب الطّبريّ ببغداد، وعبد الله بن عمر بن العبّاس بغزّة. وسمع بمنبج، وحرّان، وآمد، وحلب، وسلماس، والجزيرة.) روى عنه: أبو نصر أحمد بن عمر الغازي، ومحمد بن عبد الباقي الأنصاريّ، وأبو تمّام إبراهيم بن أحمد الصَّميريّ. قال ابن طاهر: سمعت أبا سعد الحرميّ بهراة يقول: لم يكن سماع أبي معشر الطَّبريّ في جزء ابن نظيف صحيحاً، وإنمّا أخذ نسخةً فرواها.

(32/228)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 229
قلت: قرأ القراءآت خلق، منهم أبو عليّ بن العرجاء، وأبو القاسم خلف بن النّحّاس، وأبو عليّ بن بليّمة. وله كتاب سوق العروس، يقال: فيه ألف وخمسمائة طريق. توفّي بمكّة. وله كتاب الدُّرر في التّفسير، وكتاب الرّشاد في شرح القراءآت الشّاذّة، وكتاب عيون المسائل، وكتاب طبقات القرّاء، وكتاب مخارج الحروف، وكتاب الورد، وكتاب هجاء المصاحف، وكتاب في اللّغة. وقد روى كتاب شفاء الصُّدور للنّقّاش، عن الزَّيديّ، عنه، ومسند أحمد عن الزَّيديّ، عن القطيعيّ، وتفسير الثّعلبيّ. رواه عن مؤلِّفه. وكان فقيهاً شافعيّاً، رحمه الله.
4 (عبد الملك بن عبد الله بن يوسف بن عبد الله بن يوسف بن محمد بن حيُّويه.)

(32/229)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 230
إمام الحرمين أبو المعالي ابن الإمام أبي محمد الجوينّي، الفقيه الملقَّب ضياء الّدين. رئيس الشّافعية بنيسابور. قال أبو سعد السّمعانيّ: كان إمام الأئمّة على الإطلاق، المجتمع على إمامته شرقاً وغرباً، لم تر العيون مثه. ولد سنة تسع عشرة وأربعمائة في المحَّرم، وتفقَّه على والده، فأتى على جميع مصنفّاته، وتوفّي أبوه وله عشرون سنة، فأقعد مكانه للتّدريس، فكان يدرّس ويخرج إلى مدرسة البيهقيّ. وأحكم الأصول على أبي القاسم الإسفرائينيّ الإسكاف. وكان ينفق من ميراثه وممّا يدخله من معلومه، إلى أن ظهر التعّصُّب بين الفريقين، واضطّربت الأحوال، واضطّر إلى السَّفر عن نيسابور، فذهب إلى المعسكر، ثمّ إلى بغداد. وصحب أبا نصر الكندريّ الوزير مدّةً يطوف معه، ويلتقي في حضرته بالأكابر من العلماء،) ويناظرهم، ويحتك بهم، حتّى تهذَّب في النَّظر وشاع ذكره. ثمّ خرج إلى الحجاز، وجاور بمكّة أربع سنين، يدرّس ويفتيّ، ويجمع طرق المذاهب، إلى أن رجع إلى بلده بنيسابور بعد مضيّ نوبة التّعصّب، فأقعد

(32/230)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 231
للتّدريس بنظاميّة نيسابور، واستقامت أمور الطَّلبة، وبقي على ذلك قريباً من ثلاثين سنة غير مزاحم ولا مدافع، مسَّلم له المحراب، والمنبر، والخطابة والتّدريس، ومجلس الوعظ يوم الجمعة. وظهرت تصانيفه، وحضر درسه الأكابر والجمع العظيم من الطَلبة. وكان يقعد بين يديه كلَّ يومٍ نحو من ثلاثمائة رجل. وتفقّه به جماعة من الأئّمة. وسمع الحديث من أبيه، ومن: أبي حسّان محمد بن أحمد المزكّي، وأبي سعد البصروبيّ، ومنصور بن رامش، وآخرين. ثنا عنه: أبو عبد الله الفراويّ، وأبو القاسم الشّحّاميّ، وأحمد بن سهل المسجديّ، وغيرهم. أخبرنا أبو الحسين اليونينيّ، أنا الحافظ زكيّ الدّين المنذريّ قال: توفّي والد أبي المعالي، فأقعد مكانه، ولم يكمّل عشرين سنة، فكان يدرِّس، واحكم الأصول على أبي القاسم الإسكاف الإسفرائينيّ. وجاور بمكّة أربع سنين، ثمّ رجع إلى نيسابور، وجلس للتدّريس بالنّظاميّة قريباً من ثلاثين سنة، مسلَّم له المحراب، والمنبر، والخطابة، والتّدريس، والتّذكير. سمع من أبيه، ومن: عليّ بن محمد الطِّرازيّ، ومحمد بن إسحاق المزكّيّ، وأبي سعد بن عليَّك، وفضل الله أبي الخير الميهنّي،

(32/231)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 232
والحسن بن عليّ الجوهريّ البغداديّ. وأجاز له أبو نعيم الحافظ. قال المؤلّف: في سماعه من الطِّرازيّ نظر، فإنّه لم يلحق ذلك، فلعلّه أجاز له. قال السّمعانيّ: قرأت بخطّ أبي جعفر محمد بن أبي عليّ الهمذانيّ: سمعت أبا إسحاق الفيروزآباديّ يقول: تمتَّعوا بهذا الإمام، فإنّه نزهة هذا الزّمان، يعني أبا المعالي الجويني. قال: وقرأت بخطّ أبي جعفر أيضاً: سمعت أبا المعالي يقول: قرأت خمسين ألفاً في خمسين ألفاً، ثمّ خلّيت أهل الإسلام بإسلامهم فيها وعلومهم الظّاهرة وركبت البحر الخضمَّ العظيم، وغصت في الّذي نهي أهل الإسلام منها، كلّ ذلك في طلب الحقّ. وكنت أهرب في سالف الدّهر من التّقليد، والآن رجعت من الكلّ إلى كلمة الحقّ. عليكم بدين العجائز. فإن لم يدركني الحقُّ) بلطيف برّه، فأموت على دين العجائز، ويختم عاقبة أمري عند الرحيل على برهة أهل الحقّ، وكلمة الإخلاص: لا إله إلاً الله، فالويل لابن الجوينيّ يريد نفسه. وكان أبو المعالي مع تبحُّره في الفقه وأصوله لا يدري الحديث. ذكر في

(32/232)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 233
كتاب البرهان حديث معاذ في القياس، فقال: هو مدوَّنُ في الصّحاح، متَّفق على صحّته. كذا قال، وأنيَّ له الصّحّة، ومداره على الحارث بن عمرو، مجهول، عن رجالٍ من أهل حمص لا يدري من هم، عن معاذ. وقال المازريّ رحمه الله في شرح البرهان في قوله إنّ الله تعالى يعلم الكلّيات لا الجزئّيات: وددت لو محوتها دمي. قلت: هذه لفظة ملعونة. قال ابن دحية: هذه كلمة مكذِّبة للكتاب والسَّنة، مكّفر بها، هجره عليها جماعة، وحلف القشيريّ لا يكلّمه أبداً ونفي بسببها مدّةً. فجاور وتاب.

(32/233)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 234
قال السّمعانيّ: وسمعت أبا الفرج بن أبي بكر الأرمويّ مذاكرةً يقول: سمعت أستاذي غانم الموشيليّ. سمعت الإمام أبا المعالي الجوينيّ. يقول: لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما اشتغلت بالكلام. وقال أبو المعالي الجوينيّ في كتاب الرسالة النّظاميّة: اختلفت مسالك العلماء في الظّواهر الّتي وردت في الكتاب والسُّنّة، وامتنع على أهل الحقّ اعتقاد فحواها، فرأى بعضهم تأويلها، والتزم ذلك في آي الكتاب وما يصح مم السُّنن. وذهب أئّمة السًّلف إلى الإنكفاف عن التّأويل، وإجراء الظّواهر على مواردها، وتفويض معانيها إلى الرّبّ تعالى. والّذي نرتضيه رأياً، وندين الله به عقداً أتِّباع سلف الأمّة فالأولى الإتِّباع وترك الإبتداع، والّدليل السَّمعيُّ القاطع في ذلك أنّ إجماع الأمّة حجّة متّبعة

(32/234)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 235
وهو مستند معظم الشّريعة. وقد درج صحب الرسول صلى الله عليه وسلم على ترك التّعريض لمعانيها، ودرك ما فيها، وهو صفوة الإسلام المستقلّون بأعباء الشّريعة، وكانوا لا يألون جهداً في ضبط قواعد الملَّة، والتّواصي بحفظها، وتعليم النّاس أن يكون اهتمامهم ها فوق اهتمامهم بفروع الشّريعة، فإذا تصرم عصرهم وعصر التّابعين. على الأضراب عن التّأويل، كان ذلك قاطعاً بأنّه الوجه المتبَّع، فحقَّ على ذي الدّين أن يعتقد تنزه الباري تعالى عن صفات المحدثين، ولا يخوض في تأويل) المشكلات، ويكل معناها إلى الرّبّ فليجر آية الاستواء والمجيء وقوله لما خلقت بيديّ، ويبقى وجه ربِّك، و تجري بأعيننا، وما صحّ من أخبار الرسول كخبر النّول وغيره على ما ذكرناه. وقال محمد بن طاهر الحافظ: سمعت أبا الحسن القروانيّ الأديب بنيسابور، وكان يسمع معنا الحديث، وكان يختلف إلى درس الأستاذ أبي المعالي الجوينيّ، يقرا عليه الكلام، يقول: سمعت الأستاذ أبا المعالي اليوم يقول: يا أصحابنا، لا تشتغلوا بالكلام، فلو عرفت انّ الكلام يلغ بي إلى ما بلغ ما اشتغلت به. وحكى أبو عبد الله الحسن بن العبّاس الرُّستميّ فقيه إصبهان قال: حكى

(32/235)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 236
لنا أبو الفتح الطَّبرّي الفقيه قال: دخلت على أبي المعالي في مرضه فقال: اشهدوا عليَّ أنّي قد رجعت عن كلّ مقالةٍ تخالف السَّف، وأنّي أموت على ما تموت عليه عجائز نيسابور. وذكر محمد بن طاهر أنّ المحدِّث أبا جعفر الهمذانيّ حضر مجلس وعظ أبي المعالي فقال: كان الله ولا عرش، وهو الآن على ما كان عليه. فقال أبو جعفر: أخبرنا يا أستاذ عن هذه الّتي نجدها، ما قال عارفٌ قطّ: يا الله إلاّ وجد من قلبه ضرورة تطلب العلوَّ، لا نلتفت يمنةً ولا يسرة، فكيف ندفع هذه الضرورة عن أنفسنا أو قال: فهل عندك من دواء لدفع هذه الضّرورة الّتي نجدها فقال: يا حبيبي، ما ثمَّ إلاّ الحيرة. ولطم على رأسه ونزل، وبقي وقت عجيب، وقال فيما بعد: حيرَّني الهمذانيّ. ولأبي المعالي من التّصانيف: كتاب نهاية المطلب في المذهب، وهو كتاب جليل في ثمانية مجلَّدات، وكتاب الإرشاد في الأصول، وكتاب الرسالة النّظاميّة في الأحكام الإسلامية، وكتاب الشّامل في أصول الدّين، وكتاب البرهان في أصول الفقه، ومدارك العقول لم يتمُه،

(32/236)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 237
وكتاب غياث الأمم في الإمامة، وكتاب مغيث الخلق في اختيار الأحقّ، وغنية المسترشدين في الخلاف. وكان إذا أخذ في علم الصُّوفية وشرح الأحوال أبكى الحاضرين. وقد ذكره عبد الغافر في تاريخه فأسهب وأطنب، إلى أن قال: وكان يذكر في اليوم دروساً يقع كلّ واحدٍ منها في عدّة أوراق، لا يتعلثم في كلمةٍ منها، ولا يحتاج إلى استدراك عثرةٍ، مراً فيها كالبرق بصوت كالرَّعد.) وما يوجد في كتبه من العبارات البالغة كنه الفصاحة غيض من فيض ما كان على لسانه، وغره من أمواج ما كان يعهد من بيانه، تفقّه في صباه على والده. وذكر التّرجمة بطولها. وقال عليّ بن الحسن الباخرزيّ في الدمية، وذكر الإمام أبا المعالي فقال: فالفقه فقه الشّافعيّ، والأدب أدب الأصمعيّ، وفي بصره بالوعظ الحسن

(32/237)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 238
البصريّ. وكيف ما هو، فهو إمام كلّ إمام، والمستعلي بهمّته على كلّ همام. والفائز بالظَّفر على إرغام كلّ ضرغام. إذا تصدَّر للفقه، فالمزنيّ من مزنته قطره، وإذا تكلَّم فالأشعريّ من وفرته شعره، وإذا خطب ألجم الفصحاء بالعيّ شقاشقه الهادرة، ولثم البلغاء بالصَّمت حقائقه البادرة. وقد أخبرنا يحيى بن أبي منصور الفقيه وغيره في كتابهم عن الحافظ عبد القادر الرّهاويّ أنّ الحافظ أبا العلاء الهمذانيّ أخبره قال: أخبرني أبو جعفر الهمذانيّ الحافظ قال: سمعت أبا المعالي الجوينيّ، وقد سئل عن قوله تعالى: الرَّحمن على العرش استوى فقال: كان الله ولا عرش. وجعل يتخبطّ في الكلام، فقلت: قد علمنا ما أشرت عليه، فهل للضّرورات من حيلة فقال: ما تريد بهذا القول وما تعني بهذه الإشارات فقلت: ما قال عارف قط يا رباه، إلاً قبل أن يتحرّك لسانه قام من باطنه قصد، لا يلتفت يمنةّ ولا يسرةّ، يقصد الفوق. فهل لهذا القصد الضّروريّ عندك من حيلةٍ، فنَّبئا نتخلَّص من الفوق والتَّحت وبكيت، وبكى الخلق، فضرب بكمّه على السّرير، وصاح بالحيرة. وخرَّق ما كان عليه، وصارت قيامة في المسجد، ونزل ولم يجبني إلاّ: بيا حبيبي، الحيرة الحيرة والدّهشة الدّهشة. فسمعت عد ذلك أصحابه يقولون: سمعناه يقول: حيرَّني الهمذانيّ. وقد توفّي أبو المعالي في الخامس والعشرين من ربيع الآخر، ودفن في داره، ثمّ نقل بعد سنين إلى مقبرة الحسين، فدفن إلى جانب والده وكسر منبره في الجامع، وأغلقت الأسواق، ورثوه بقصائد. وكان له نحو من أربعمائة تلميذ،

(32/238)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 239
فكسروا محابرهم وأقلامهم، وأقاموا على ذلك حولاً. وهذا من فعل الجاهلية والأعاجم، ولا من فعل أهل السُّنّة والإتّباع.
4 (عليّ بن أحمد بن عليّ.)
أبو الحسن الشَّهرستانيّ، شيخ الصُّوفيّة برباط شهرستان.) خدم الكبار، وعمّر وأسنَ، ولعله نيّف على المائة. قال عبد الغافر: اجتمعت به وأكرم موردي في سنة ثمان، توّفي بعد بقريب.
4 (عليّ بن أحمد بن محمد بن أبي سعد الهرويّ الشُّروطيّ.)
أبو الحسين.

(32/239)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 240
سمع من: الحاكم أبي الحسن الدِّيناريّ، والقاضي أبي عمر البسطاميّ.
4 (عليّ بن الحسن بن سلمويه.)
أبو الحسن النَّيسابوري الصُّوفيّ التّاجر. روى عن: أبي بكر الحيريّ، والطّرازيّ، والصَّيرفيّ، وغيرهم. وتوفيّ في شعبان. روى عنه: عمر بن محمد الدّهستانيّ.
4 (عليّ بن عبد السّلام الأرمنازيّ.)
له شعر حسن. روى عنه منه: المحدِّث غيث، والحافظ محمد بن طاهر.

(32/240)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 241
4 (عليّ بن عبد العزيز بن محمد.)
أبو القاسم النَّيسابوري الخشّاب. من شيوخ الشّيعة.

(32/241)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 242
سمع الكثير عن: أبي نعيم الإسفرائينيّ، وأبي الحسن السقاء الإسفرائينيّ، وعبد الله بن يوسف الإصبهانيّ، وطائفة. توفّي رحمه الله في ربيع الأوّل، وله تسعون سنة.
4 (عليّ بن محمد.)
أبو الحسن القيراونيّ، الفقيه المالكي المعروف باللَّخميّ، لأنّه ابن بنت اللَّخميّ. تفقَّه بابن محرز، وأبي الفضل ابن بنت خلدون، والسّيوريّ. وظهرت في أيّامه له فتاوٍ كثيرة، وطال عمره، وصار عالم إفريقيّة، وتفقَّه به جماعة من السّفاقسيّين. وأخذ عنه: أبو عبد الله المازريّ، وأبو الفضل ابن النَّحويّ، وأبو علي الكلاعيّ، وعبد الحميد السَّفاقسيّ.) وله تعليق كبير على المدوَّنة ن سماه التَّبصرة.
4 (عوض بن أبي عبد الله بن حمزة.)

(32/242)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 243
السّيّد أبو الرضيّ العلويّ الهرويّ. توفّي في رمضان.
4 (حر الفاء)

4 (فرج بن عبد الملك الأنصاريّ القرطبي.)
روى عن: مكّيّ. وصحب محمد بن عتّاب. وتقدَّم في الفقه والحديث. كان يحفظ.
4 (الفضل بن محمد بن أحمد.)
أبو القاسم الإصبهانيّ البقّال المؤدب. عرف بتانة. سمع: محمد بن إبراهيم الخرجانيّ، وعليّ بن ميلة. وكان صالحاً عابداً. روى عنه: مسعود الثّقفيّ، وأبو عبد الله الرُّستميّ.
4 (فيّاض بن أميرجة.)
أبو القاسم الهرويّ السوسمانيّ. مات بالكوفة.
4 (حرف الميم)

4 (محمد بن إبراهيم بن سليمان.)

(32/243)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 244
أبو الطيّب الإصبهانيّ. في ذي الحجّة بإصبهان.
4 (محمد بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن الوليد.)
شيخ المعتزلة أبو عليّ بن الوليد الكرخيّ. ولد سنة ستٍّ وتسعين وثلاثمائة، وأخذ علم الكلام عن أبي الحسين البصريّ، وحفظ عنه حديثاً) واحداً بإسناده، وهو حديث القعنبيّ: إذا لم تستحي فاصنع من شئت. رواه عنه: أبو القاسم بن السَّمرقنديّ، وعبد الوهّاب الأنماطيّ، وغيرهما. وأخذ عنه: ابن عقيل شيخ الحنابلة، وبه انحرف عن السُّنَّة.

(32/244)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 245
قال محمد بن عبد الملك في تاريخه: في ذي الحجة توفي أبو عليّ بن الوليد شيخ المعتزلة وزاهدهم، ولم نعرف في أعمارنا مثل تورُّعه وقناعته. تورَّع عن ميراثه من أبيه، وقال: لم أتحقّق أنه أخذ حراماً، ولكنّي أعافه. ولمّا كبر وافتقر جعل ينقض داره، ويبيع منها حسبةً، يتقوَّت بها، وكانت من حسان الدُّور. وكان يلبس الخشن من القطن. وقال أبو الفضل بن خيرون: توفي في خامس ذي الحجّة، ودفن في الشونيزيّة، إلى جنب أبي الحسن البصريّ أستاذه، وكان يدرّس الاعتزال والمنطق. وكان داعيةً إلى الاعتزال.
4 (محمد بن خيرة.)
أبو عبد الله بن أبي العافية الأندلسيّ، من كبار فقهاء المريّة، وممن شهر بالحفظ.

(32/245)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 246
يروي عن حاتم بن محمد.
4 (محمد ن عبد الله بن محمد.)
أبو بكر القصّار، المعروف بابن الكنداجيّ، البغداديّ المقريء. روى عن: أبي الحسين بن بشران، وأبي الحسن الحمّاميّ، والحرفّي. روى عنه: قاضي المرستان، وإسماعيل بن السَّمرقنديّ، وأبو بكر بن الزاغونيّ. توفّي في صفر.
4 (محمد بن عليّ بن محمد بن المطّلب.)
أبو سعد الكرمانيّ الكاتب، والد الصّاحب الوزير أبي المعالي هبة الله. قدم أبوه من كرمان، وولد هو ببغداد. ونظر في الأدب وأخبار الأوائل. ومع من: أبي الحسين بن بشران، وأبي عليّ بن شاذان. روى عنه: يحيى بن البنّا، وشجاع الذُّهليّ. وكان شاعراً هجّاً، بليغ الفحش، مقدماً في ذلك.

(32/246)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 247
عزل لهجوه، فقال:
(عزلت وما خنت فيما وليت .......... وغيري يخون ولا يعزل)
)
(وهذا يدلَّ على أنَّ من .......... يولِّي ويعزل لا يعقل)
ومن شعره:
(يا حسرتي مات حظّي من قلوبكم .......... وللحظوظ كما للنّاس آجال)

(تصرَّم العمر لم أحظى بقربكم .......... كم تحت هذي القبور الخرس آمال)
قال هبة الله السَّقطيّ: كنت اجتمع بأبي سعد كثيراً، فقلَّ أنَّ انفصلت عنه إلاّ بنادرةٍ أو شعر، ولم تنزل الحال به إلى أن تاب، وألهم الصّلاة والصَّوم والصَّدقات، وغسل مسوَّدات شعره قبل موته رحمه الله. مات في ربيع الآخر، وله أربع وثمانون سنة.
4 (محمد بن عليّ بن محمد بن حسن بن عبد الوّهاب بن

(32/247)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 248
حسُّويه.)
قاضي القضاة أبو عبد الله الدَّامغانيّ، الحنفيّ. شيخ حنفيّة زمانه. تفقَّه بخراسان، ثمّ قدم بغداد في شبيبته، ودرس على القدوريّ. وسمع الحديث من: القاضي أبي عبد الله بن عليّ الصَّيمريّ، والحافظ محمد بن عليّ الصّوري، وشيخه أبي الحسين أحمد بن محمد القدوريّ. روى عنه: عبد الوّهاب الأنماطيّ، وعليّ بن طراد الزَّينبيّ، والحسين المقدسيّ، وغيرهم. وتفقّه به جماعة. وكان مولده بدامغان سنة ثمانٍ وتسعين وثلاثمائة، وحصّل للعلم على

(32/248)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 249
الفقر والقنوع. قال أبو سعد السَّمعانيّ: قال والدي: سمعت احمد بن الحسين البصريّ الخبّاز يقول: رأيت أبا عبد الله الدّامغانيّ كان يحرس في درب الرّياح، وكان يقوم بعيشته إنسان اسمه أبو العشائر الشيرجيّ. قلت: ثمّ آل به الأمر إلى أن ولي قضاء القضاة للمقتدي بالله، ولأبيه قبله. وطالت أيّامه، وانتشر ذكره، وكان مثل القاضي أبي يوسف قاضي الرّشيد في أيّامه حشمةً وجاهاً وسؤدداً وعقلاً، وبقي في القضاء نحواً من ثلاثين سنة. ولي أولاً في ذي القعدة سنة سبعٍ وأربعين، بعد موت قاضي القضاة أبي عبد الله بن ماكولا.

(32/249)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 250
وقال محمد بن عبد الملك الهمذانيّ في طبقات الفقهاء: قال قاضي القضاة الدّامغانيّ: قرأت على) أبي صالح الفقيه بدامغان، وهو من أصحاب أبي عبد الله الجرجانيّ، وأصابني جدريّ فاكتحلت، وجئت إلى المجلس بعدما برأت فقال: آنت مجدور، فقم. فقمت وقصدت من دامغان نيسابور، فأقمت أربعة أشهر، وصحبت أبا العلاء صاعد بن محمد الأستوائي قاضيها. قرأت على أبي الحسن المصَّيصيّ لدينه وتواضعه. وجرت فتنة بين الطّوائف هناك، فمنعهم محمود بن سبكتكين من الجدل، فخرجت إلى بغداد ووردتها. قال محمد: فقرأ على القدوريّ إلى أن توفّي سنة ثمانٍ وعشرين وأربعمائة، ولازم أبا عبد الله الصَّيمريّ فلمّا مات، انفرد بالتّدريس، وصار أحد شهود بغداد. ثمّ ولي قضاء القائم بأمر الله، وبعده لأبنه ثلاثين سنة وثلاثة أشهر وخمسة أيّام. وقد شهد عنده شيخ الشّافعية أبو الطّيّب الطَّبريّ. وكان أبو الطّيّب يقول: أبو عبد الله الدّامغاني أعرف بمذهب الشّافعيّ من كثير من أصحابنا. قال: وكان عندنا بدامغان أبو الحسن صاحب أبي حامد الإسفرائينيّ،

(32/250)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 251
يعني فاستفاد منه الدّامغانيّ. وكان الدّامغانيّ قد جمع الصّورة البهيّة، والمعاني الحسنة من الدّين والعقل والعلم والحلم، وكرم المعاشرة للنّاس، والتّعصُّب لهم. وكانت له صدقات في السّرِّ، وإنصافٌ في العلم لم يكن لغيره. وكان يورده الشّيخ أبو إسحاق الشّيرازيّ، فإذا اجتمعا صار اجتماعهما نزهة. عاش ثمانين سنة وثلاثة أشهر وخمسة أيّام، وغسله أبو الوفاء ابن عقيل الواعظ، وصاحبه الفقيه أبو ثابت مسعود بن محمد الرّازيّ، وصلّى عليه ولده قاضي القضاة أبو الحسن عليّ باب داره بنهر القلاّيين. ولقاضي القضاة أصحاب كثيرون انتشروا بالبلاد، ودرّسوا ببغداد فمنهم أبو سعد الحسن بن داود بن بابشاذ المصريّ، ومات قبل الأربعين وأربعمائة. ومنهم نور الهدى الحسين بن محمد الزَّينبيّ، ومنهم أبو طاهر الياس بن ناصر الدَّيلميّ. ومات في حياته منهم أبو القاسم عليّ بن محمد الَّرحبيّ ابن السمنانيّ، وآخرون فيهم كثرة كرهم ابن عبد الملك الهمذانيّ. توفّي في رابع وعشرين رجب. ودفن في داره بنهر القلاّيين، ثمّ نقل ودفن في القبّة إلى جنب الإمام أبي حنيفة رحمهما الله.)

(32/251)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 252
4 (محمد ن عمر بن محمد بن أبي عقيل.)
أبو بكر الكرجيّ الواعظ. ولد بالكرج سنة أربع وأربعمائة ورحل إلى إصبهان فسمع معجم الطَّبرانيّ، عن شيوخه من أبي ريذة.

(32/252)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 253
وسمع بالشّام من: محمد بن الحسين بن التُّرجمان، والسَّكن بن جميع، وجماعة. روى عنه: الفقيه نصر، وهبة الله بن طاوس. وتوفّي في رجب بدمشق.
4 (محمد بن محمد بن موسى.)
أبو عليّ النعُّيميّ النَّيسابوريّ. حدَّث عن: أبي الحسن محمد بن الحسين العلويّ. وعمّر أربعاً وتسعين سنة. وتوفّي رحمه الله في رجب.
4 (مسلم ابن الأمير أبي المعالي قريش بن بدران بن مقلّد حسام الدّولة أبي حسّان بن)
المسيّب بن رافع العقيليّ.

(32/253)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 254
السّلطان الأمير شرف الدّولة أبو المكارم. كان أبوه قد نهب دار الخلافة مع البساسيريّ، ومات سنة ثلاثٍ وخمسين كهلاً، فقام شرف الدّولة بعده، واستولى على ديار ربيعة، ومضر، وتملَّك حلب، وأخذ الحمل والإتاوة من بلاد الرّوم، أعني من أنطاكيّة، ونحوها. وسار إلى دمشق فحاصرها. وكان قد تهيَّأ له أخذها، فبلغه أنّ حرّان قد عصى عليه أهلها، فسار إليهم، فحاربهم وحاربوه، فافتتحها وبذل السَّيف، وقتل بها خلقاً من أهل السُّنَّة. وكان رافضيّاً خبيثاً، أظهر ببلاده سبّ السَّلف، واتّسعت مملكته، وأطاعته العرب، واستفحل أمره حتّى طمع في الإستيلاء على بغداد بعد وفاة طغرلبك. وكان فيه أدبٌ، وله شعرٌ جيّد. وكان له في كلّ قرية قاض، وعامل، وصاحب خبر. وكان أحول، له سياسة تامّة. وكان لهيبته الأمن، وبعض العدل في أيّامه موجوداً. وكان يصرف الجزية في بلاده إلى العلوييّن. وهو الّذي عمَّر سور الموصل وشيدّها في ستّة أشهر من سنة) أربع وسبعين. ثمّ إنّه جرى بينه وبين السّلطان سليمان بن قتلمش السَّلجوقيّ ملك الرّوم مصافٌّ في نصف صفر على باب أنطاكيّة فقتل فيه مسلم، وله بضعٌ وأربعون سنة. قال صاحب الكامل، والقاضي شمس الدّين بن خلّكان.

(32/254)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 255
وقال المأمونيّ في تاريخه: بل وثب عليه خادمٌ في الحمّام فخنقه. ثمّ إنّ السّلطان ملكشاه رتَّب ولده في الرَّحبة، وحرّان وسروج، وزوّجه بأخته زليخا.
4 (حرف الهاء)

4 (هبة الله بن عبد الله بن أحمد بن محمد.)
أبو الحسن القصريّ السّيبيّ. من أهل قصر هبيرة. قدم بغداد مع عمّه أبي عبد الله بن السّيبيّ. وسمع الحديث من: أبي الحسن بن بشران، وغيره. روى عنه: إسماعيل بن السَّمرقنديّ، وأبو نصر أحمد بن عمر الغازي، وعليّ بن عبد السّلام. وكان فاضلاً. قرأ طرفاً من النَّحو والفقه، وولي القضاء بناحيته. ثمّ إنّه طلب لتأديب أمير المؤمنين المقتدي بالله وبنيه من بعده. وولي القضاء بالحريم

(32/255)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 256
الشّريف. وكان وقوراً مهيباً فهماً عالماً. توفّي في ثاني عشر المحرَّم عن بضعٍ وثمانين سنة.
4 (حرف الياء)

4 (يحيى بن محمد بن القاسم بن محمد.)
أبو المعمَّر بن طباطبا العلويّ الشّيعيّ. من كبار الإماميّة. روى عن الحسين بن محمد الخلاّل. وشارك في العلم. روى عنه: أبو نصر الغازي، وإسماعيل بن السَّمرقنديّ.

(32/256)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 257

(32/257)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 258
4 (وفيات سنة تسع وسبعين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)
)
4 (أحمد بن عبد العزيز بن شيبان.)
البغداديّ. روى عن: أبي الحسين بن بشران، وعبد الله بن يحيى السُّكَّريّ. روى عنه: إسماعيل بن السَّمرقنديّ، وعبد الوهّاب الأنماطيّ.
4 (أحمد بن عبيد الله.)
أبو غالب بن الزّيّات البيّع الخيّاط المؤذّن. سمع: ابن شاذان، والحرفيّ. وعنه: إسماعيل بن السَّمرقنديّ، وأبو بكر بن الزّاغونيّ. توفّي في شعبان.
4 (أحمد بن محمد بن دوست دادا.)
شيخ الشّيوخ أبو سعد النَّيسابوريّ الصُّوفيّ.

(32/258)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 259
صحب الزّاهد القدوة أبا سعيد فضل الله بن أبي الخير الميهنيّ، وسافر الكثير. وكان ذا همّةٍ شريفة وأخلاق سنيّة. حجّ على التّجريد مرّات، لأنّ الطّريق كان منقطعاً. وكان يجمع جماعة من الفقراء والصُّوفيّة، ويدور في قبائل العرب، وينتقل من حلّة إلى حلّة، إلى أن يصل مكّة. وكان بينه وبين نظام الملك مودَّة أكيدة. إتّفق أنّه كان منصرفاً من إصبهان إلى حضرة نظام الملك، فنزل بنهاوند، وكان قد غربت الشّمس، فنزل فأتى خانقاه أبي العبّاس النَّهاونديّ، فمنع من الدّخول وقيل: إن كنت من الصّوفيّة، فليس هذا وقت دخول الخانقاه، وإن كنت لست منهم، فليس هذا موضعك. فبات تلك اللّيلة على باب الخانقاه في البرد، فقال في نفسه: إن سهّل الله لي بناء خانقاه أمنع من دخولها أهل الجبال، وتكون موضع نزول الغرباء من الخراسانيّين. قال أبو سعد السّمعانيّ: بلغني أنّه خرج مرّةً إلى البادية، فأضافه صاحبه أحمد بن زهراء، وكانت له زاوية صغيرة يجتمع فيها الفقراء، فلمّا دخلها أبو سعد قال: يا شيخ لو بنيت للأصحاب موضعاً أوسع من هذا، وباباً أرفع من هذا، حتّى لا يحتاج الدّاخل إلى انحناء ظهره. فقال له أحمد: إذا بنيت أنت رباطاً للصُّوفيّة في بغداد، فاجعل له باباً يدخل في الجمل وعليه الرّاكب.) فضرب الدَّهر ضرباته، وانصرف أبو سعد، إلى نيسابور، وباع أملاكه، وجمع ما قدر عليه، وقدم بغداد، وبنى الرّباط، وحضر فيه الأصحاب، وأحضر أحمد بن زهراء وركب واحدٌ جملاً حتّى دخل من باب الرّباط. وسمعت ولده أبا البركات إسماعيل يقول: لمّا غرق جميع بغداد في سنة ستًّ وستّين وأربعمائة، وكان الماء يدخل الدُّور من السُّطوح، وضرب الجانب

(32/259)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 260
الشّرقيّ بالكلّية، أكترى والدي زورقاً، وركب فيه، وحمل أصحابه الصُّوفيّة وأهله. وكان الزَّورق يدور على الماء، والماء يخرّب الحيطان، ويحمل الأخشاب إلى البحر، فقال أحمد بن زهراء لوالدي: لو اكتريت زورقاً ورجلاً يأخذ هذه الجذوع ويربطها في موضع، حتّى إذا نقص الماء بنيت الرّباط، كان أخفَّ عليك. قال: يا شيخ أحمد هذا زمان التّفرقة، ولا يمكن الجمع في زمن التّفرقة. فلمّا هبط الماء بنى الرّباط أحسن ممّا كان. توفّي في ربيع الآخر، وهو الّذي تولّى رباط نهر المعلَّى. وكان عالي الهمّة، كثير التّعصُّب لأصحابه، جدَّد تربة معروف الكرخيّ بعد أن احترقت. وكان ذا منزلةٍ كبيرةٍ عند السّلطان، وحرمة عند الدّولة. وكان يقال: الحمد لله الّذي أخرج رأس أبي سعد من مرقَّعةٍ، فلو خرج من قباء لهلكنا. وابن زهراء هذا هو أبو بكر الطُّريثيثيّ.
4 (أحمد بن محمد بن مفرجّ.)
أبو العبّاس الأنصاريّ القرطبيّ. يعرف بابن رميلة. كان معنيّاً بالعلم، وصحبة الشّيوخ. وله شعر حسن في الزُّهد، وفيه عبادة. واستشهد بوقعة الزّلاّقة، مقبلاً غير مدبر رحمه الله وكانت يوم الجمعة ثاني عشر رجب على مقربةٍ من بطليوس. قتل فيها من الفرنج ثلاثون ألف فارس، ومن الرَّجَّالة ما لا يحصى وهي من الملاحم المشهورة كما يأتي.

(32/260)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 261
4 (أحمد بن يوسف بن أصبغ.)
أبو عمر الطُّليطليّ. سمع: أباه، وعبد الرحمن بن محمد بن عبّاس. وكان ماهراً في الحديث والفرائض والتّفسير، ورحل إلى المشرق وحجّ. وولي قضاء طليطلة.) ثمّ عزل. وكان ثقة رضىً. توفّي في شعبان.
4 (إبراهيم بن عبد الواحد بن طاهر القطّان.)
أبو الخطّاب البغداديّ. ثقة صالح. سمع: البرقانيّ، وأبا القاسم الحرفيّ، وابن بشران. وعنه: ابن السَّمرقنديّ، والأنماطيّ. توفّي في جمادى الأولى.
4 (إسماعيل بن زاهر بن محمد.)
أبو القاسم النوُّقانيّ النيسابوريّ. قال السَّمعانيّ: فقيه صالح، صدوق، كثير السّماع.

(32/261)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 262
سمع: أبا الحسن العلويّ، وأبا الطَّيِّب الصعلوكّي، وعبد الله بن يوسف بن مامويه، وابن محمش بنيسابور. وأبا الحسين بن بشران، ونحوه ببغداد. وجناح بن بدر بالكوفة وابن نظيف، وأبا ذر بمكّة. روى عنه: زاهر الشّحّاميّ، وأبو نصر بن عمر الغازي، وإسماعيل بن عبد الرحمن القاريء. وقد تفقّه على الطُّوسيّ، وعقد مجلس الإملاء، وأفاد الكثير. وكان مولده سنة سبعٍ وتسعين وثلاثمائة. ومن آخر من روى عنه عبد الكريم بن محمد الدّامغانيّ. قال عبد الغافر: هو من أركان فقهاء الشّافعيةّ. سمعت منه بعض أماليه. وروى عنه أيضاً: سعيد بن عليّ الشّجّاعيّ، وعائشة بنت أحمد الصّفّار، وأبو الفتوح عبد الله بن عليّ الخركوشيّ، وعبد الكريم بن عليّ العلويّ، وعبد لملك بن عبد الواحد بن القشيريّ، ومحمد بن جامع خيّاط الصُّوف، وغيرهم. ومن مسموعاته: كتاب تاريخ الفسويّ.) رواه عن ابن الفضل القطّان، عن ابن درستويه، عن الفسويّ.

(32/262)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 263
4 (إسماعيل بن محمد بن أحمد.)
أو سعد الحجّاجيّ الفقيه. سمع: الحسين بن محمد بن فنجويه الثّقفي، وأبا بكر الحيريّ، وأبا سعيد الصَّيرفيّ، وابن حيد. وعنه: إسماعيل بن أبي صالح، وعبد الغافر الفارسيّ، وعبد الله بن الفراويّ.
4 (حرف الثاء)

4 (ثابت بن الحسين بن شراعة.)
أبو طالب التّميميّ الهمذانيّ الأديب. روى عن: أبي طاهر بن سلمة، ومنصور بن رامش، وابن عيسى وجماعة. قال شيرويه: سمعت منه، وكان صدوقاً. توفّي في صفر.
4 (حرف الجيم)

4 (جعبر بن سابق.)
الأمير سابق الدّين القشيريّ، صاحب قلعة جعبر، الحصن الّذي على فرات. قتله السّلطان ملكشاه السَّلجوقيّ لمّا قدم حلب لأنهّ بلغه أنّ ولديه يقطعان الطّريق.

(32/263)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 264
يقال لقلعة جعبر أيضاً الدَّوسريّة، لأنّ دوسر غلام ملك الحيرة النعمان بن المنذر بناها.
4 (حرف الحاء)

4 (الحسن بن محمد بن القاسم بن زينة.)
أبو عليّ البغداديّ الدّقّاق الكاتب. قال السّمعانيّ: شيخ صالح، ثقة مأمون. مع الكثير، وتفرّقت كتبه. وكان يسمع من أصول غيه. روى عن: هلال الحفّار. ثنا عنه: إسماعيل السَّمرقنديّ، وعبد الوهّاب الأنماطيّ، واحمد بن الأخوَّة. مات في صفر، وله ثمانون سنة.
4 (حمد بن احمد الحلمقريّ الهرويّ.)
) يروي عن أبي منصور الأزديّ.
4 (حرف السين)

4 (سعيد بن فضل الله بن أبي الخير.)
الشيخ أبو طاهر ابن الإمام القدوة، أبي سعيد الميهنيّ. توفّي في شعبان. وهو أكبر أولاد أبيه. وجلس في المشيخة بعد والده ولم يحدّث. روى عن: أبي بكر الحيريّ، وعن والده.

(32/264)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 265
4 (سليمان بن قتلمش ن سلجوق.)
أمير قونية، وجدّ سلاطين الرّوم. قتل في صفر في المصافّ بأرض حلب، وقام بعد انه قلج أرسلان.
4 (حرف الشين)

4 (نافع بن محمد بن شافع.)
أبو بكر الأبيورديّ.
4 (حرف الصاد)

4 (صالح بن أحمد بن يوسف.)
أبو رجاء البستيّ، المعبرّ. جاور بمكّة مدّةً، وحدَّث عن: أبي المستعين محمد بن أحمد البستي، وطاهر بن العبّاس المروزي، وأبي ذرّ الهرويّ، سمع منه: عمر الرُّؤآسيّ، وغيره. توفّي بعد سنة ثمانٍ وسبعين.

(32/265)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 266
4 (حرف الطاء)

4 (طاهر بن محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن يوسف.)
أبو عبد الرحمن الشّحّاميّ النَّيسابوريّ المستملي. والد زاهر ووجيه. كان أحد من غبي بالحديث وأكثر منه. وسمَّع أولاده. وحدَّث عن: أبي بكر الحيريّ، وأبي عيد الصَّيرميّ، وفضل الله بن أبي الخير المهيمنيّ الزّاهد،) ووالده أبي بكر محمد بن محمد الرجل الصّالح، والأستاذ أبي إسحاق الإسفراينيّ، وصاعد بن محمد القاضي. روى عنه: ابناه، وحفيده عبد الخالق بن زاهر، وفاطمة بنت خلف، وعبد الغافر الفرسيّ. وصنَّف كتاباً بالفارسيّة في الشّرائع والأحكام. واستملى على نظام الملك، وغيره. وكان فقيهاً، أديباً، بارعاً، شروطيّاً، صالحاً، عابداً، توفّي في جمادى الآخرة، وله ثمانون سنة.
4 (حرف العين)

4 (عبد الله بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن عبد الصّمد بن المهتدي بالله بن الواثق)
بن المعتصم ابن الرشيد.

(32/266)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 267
الخطيب أبو جعفر العبّاسيّ البغداديّ، والد أبي الفضل محمد بن عبد الله. كان خطيباً جليلاً رئيساً صالحاً، يخطب بجامع الحربيّة. سمع: أبا القاسم بن بشران، وغيره. وعن: ابن السَّمرقنديّ. ومات في شعبان.
4 (عبد الجليل بن عبد الجبّار بن عبد الله بن طلحة.)
أبو المظفّر المروزيّ، الفقيه الشّافعيّ. قدم دمشق، وتفقّه به جماعة منهم: أبو الفضل يحيى بن عليّ القرشيّ. وكان قد تفقَّه على الكارزونيّ، وولي القضاء حين دخل التُّرك إلى دمشق. وكان فاضلاً مهيباً عفيفاً. حدَث عن: عبد الوهّاب بن برهان، وغيره. وعنه: غيث الأرمنازيّ، وهبة الله بن طاوس.
4 (عبد الخالق بن هبة الله بن سلامة.)
أبو عبد اله الواعظ ابن المفسِّر، خال رزق الله التّميميّ. صالح، زاهد، ورع، نبيل، مهيب. سمع: أبا عليّ بن شاذان.)

(32/267)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 268
روى عنه: عبد الوهّاب الأنماطيّ. مولده سنة تسعين وثلاثمائة.
4 (عبد الكريم بن عبد الواحد.)
أبو الفتح الإصبهانيّ، الصّواف الدّلاّل. سمع: عثمان بن أحمد البرجيّ، وأبا عبد اله الجرجانيّ. روى عنه: الثّقفيّ، والرُّستميّ
4 (عبد الواحد بن محمد بن عبد السّميع بن إسحاق.)
أبو الفضل بن الطَّوابيقيّ، العبّاسيّ. من أولاد الواثق بالله. سمع: أبا الحسن عليّ بن هبة الله العيسويّ. روى عنه: إسماعيل بن السَّمرقنديّ، وغيره. توفّي في جمادى الآخرة ببغداد.
4 (عبيد الله بن عثمان بن محمد بن يوسف دوست.)
أبو منصور ابن العلاّف. من أولاد الشّيوخ. روى عن: الحسين ن الحسن الفضائريّ، وعبيد الله بن منصور الحربيّ. وعنه: إسماعيل بن السَّمرقنديّ، وعبد الوهّاب الأنماطيّ، وعمر بن السّنبك. توفّي في شعبان عن ستٍّ وثمانين سنة. قال ابن النّجّار

(32/268)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 269
4 (عليّ بن أحمد بن عليّ بن إبراهيم بن بحر.)
أبو عليّ التُّستريّ، ثم البصريّ السَّقطيّ. كانت الرحلة إليه في سماع سنن أبي داود. رواها عن: أبي عمر الهاشميّ. وروى عن: عمه أبي سعيد الحسن بن عليّ. روى عنه: المؤتمن السّاجيّ، وعبد الله بن أحمد السَّمرقنديّ، وأبو الحسن محمد بن مرزوق الزَّعفرانيّ، وأبو غالب بن الحسن الماورديّ، وعبد الملك بن عبد الله، وآخرون.) وكان صدوقاً. وآخر من حدَّث عنه أبو طالب محمد ن محمد ن أبي زيد العلويّ النّقيب. روى عنه الجزء الأول من السُّنن بالسَّماع، والباقي إجازةً إن لم يكن سماعاً. وبقي إلى سنة ستيّن وخمسمائة.
4 (عليّ بن أحمد بن عليّ.)

(32/269)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 270
الأديب أبو القاسم الأسديّ النّجّاشيّ. سمع: أبا عليّ بن شاذان، وطبقته. وكان إخبارياً، عارفاً، راوية. روى عنه: أبو محمد بن السَّمرقنديّ، وهبة الله بن المجلي. يعرف بان الكوفّي. توفّي في رجب.
4 (عليّ بن فضّال بن عليّ بن غالب.)
أبو الحسن القيروانيّ، المجاشعيّ التّميميّ، الفرزدقيّ النَّحويّ.

(32/270)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 271
صاحب التّصانيف. مسقط رأسه هجر، وطوَّف الأرض حتّى وصل إلى غزنة، وأقبل عليه أكابرها. وانخرط في صحبة الوزير نظام الملك. وصنَّف برهان العميديّ في التفسير، في عشرين مجلداً، وكتاب الأكسير في علم التّفسير خمسة وثلاثون مجلَّداً، وكتاباً في النَّحو، في عدّة مجلدات وهو كتاب إكسير الذّهب في صناعة الأدب، وغير ذلك. قال أن طاهر المقدسيّ: سمعت إبراهيم بن عثمان الأديب الغزّيّ يقول: لمّا دخل أبو الحسن بن فضّال النَّحويّ نيسابور اقترح عليه أبو المعالي الجوينيّ أن يصنّف باسمه كتاباً في النَّحو، فصنَّفه وسمّاه الإكسير. ووعده بألف دينار، فلمّا صنَّفه وفرغ ابتدأ أبو المعلي بقراءته عليه، فلمّا فرغ من القراءة انتظر أيّاماً أن يدفع إليه ما وعده، فلم يعطه شيئاً، فأرسل إليه: إنّك إنّ لم تفي بما وعدت وإلاّ هجوتك. فأنفذ إليه على يد الرسول: نكثتها، عرضي فداؤك. ولم يعطه حبة.) وقيل: إنّ ابن فضّال روى أحاديث، فأنكرها عليه عبد الله بن سبعون القيروانيّ، فاعتذر بأنّه وهم. وقد صنَّف ابن فضّال بغزنة عدَّة كتب بأسماء أكابر غزنة. وكان إماماً في اللّغة، والنَّحو، والسِّير، وأقرأ الأدب مدّةً ببغداد. ومن شعره:
(وإخواني حسبتهم دروعاً .......... فكانوها ولكن للأعادي)

(32/271)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 272
(وخلتهم سهاماً صائبات .......... لقد صدقوا ولكن عن ودادي)
وله:
(لا عذر للصَّبّ إذا لم يكن .......... يخلع في ذاك العذار العذار)

(كأنه في خدّه إذ بدا .......... ليلٌ تبدّى طالعاً في نهار)
وشعره كثير. وله من التّصانيف أيضاً: كتاب النُّكَّت في القرآن، وكتاب البسملة وشرحها مجلّد، وكتاب العوامل والهوامل في الحروف خاصّة، وكتاب الفصول في معرفة الأصول، وكتاب الإشارة في تحسين العبارة، وكتاب شرح عنوان الإعراب، وكتاب العروض، وكتاب معاني الحروف، وكتاب الدُّول في التّاريخ، وهو كبير وجد منه ثلاثون مجلَّداً، وكتاب شجرة الذَّهب في معرفة أئمّة الأدب، وكتاب معارف الأدب، وغير ذلك مع ما تقدَّم. قال ابن ناصر: توفّي ابن فضّال المجاشعيّ في ثاني وعشرين ربيع الأوّل.

(32/272)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 273
4 (علي بن مقلَّد بن نصر بن منقذ بن محمد.)
الأمير سديد الملك أبو الحسن الكنانيّ صاحب شيزر. أديب شاعرٌ. قدم دمشق مرَّات. واشترى حصن شيزر من الرّوم وكان أخا محمود بن صالح صاحب حلب من الرّضاعة. ومن شعره في غلام:
(أسطو عليه وقلبي لو تمكّن من .......... يديَّ غلَّهما غيظاً إلى عنقي)

(وأستعير إذا عاتبته حنقاً .......... وأين ذلُّ الهوى من عزّة الحنق)

(32/273)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 274
وكان قبل تملُّك شيزر ينزل في نواحي شيزر، على عادة العرب وقيل إنّه حاصرها وأخذها) بالأمان في سنة أربعٍ وسبعين. ولم تزل في يد أولاده إلى أن هدمتها الزَّلزلة، وقتلت سائر من فيها في سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة. وكان جواداً ممدَّحاً، مدحه ابن الخيّاط، والخفاجيّ، وغيرهما.

(32/274)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 275

(32/275)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 276

(32/276)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 277
وقيل: بل توفّي سنة خمسٍ وسبعين وأربعمائة. وهلك في الزّلزلة حفيدة تاج الدّولة محمد بن سلطان بن عليّ ابن عمّ الأمير أسامة الشّاعر.
4 (حرف الفاء)

4 (الفضل بن العلاّمة أبي محمد عليّ بن أحمد بن سعيد بن حزم.)
أبو رافع القرطبيّ. روى عن: أبيه، وابن عبد البرّ. وكتب بخطّه علماً كثيراً. وكان ذا أدبٍ ونباهة، وذكاء. توفّي رحمه الله بوقعة الزّلاّقة شهيداً. وكان مع مخدومه المعتمد.
4 (حرف الميم)

4 (محمد بن أحمد بن عثمان بن أحمد بن محمد.)
أبو الفتح الخزاعيّ المطيريّ. المعروف بالباهر. خطيب قصر هبيرة، من أعمال سامرّاء. روى عن: عليّ بن أحمد بن محمد بن يوسف السّامرّيّ الرّفّاء، وأبي محمد الحسن بن محمد بن يحيى الفحّام، وأبي عليّ شهاب الدّين العكبريّ، وأبي الحسن محمد بن جعفر بن محمد التّميميّ النَّحويّ الكوفيّ، وجماعة. روى عنه: هبة الله السَّقطيّ، وأبو العزّ بن كادش. ولد في رمضان سنة خمسٍ وثمانين وثلاثمائة.

(32/277)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 278
وقال السَّقطيّ: مات بقصر هبيرة. فذكر السّنة وقال: تسمَّح في حديثه عن الرّفّاء خاصّة.
4 (محمد بن أحمد بن محمد بن يونس الأنصاريّ.)
أبو عبد الله السَّرقسطيّ المقريء. أخذ عن: أبي عمرو الدّانيّ، وأبو عمر بن عبد البرّ.) روى عنه: هبة الله بن الأكفانيّ.
4 (محمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف.)
أبو بكر البغداديّ، أخو أحمد. كان ورعاً صالحاً لا يخرج من منزله إلاّ للصَّلوات. سمع: أبا الفتح بن أبي الفوارس، وأبا الحسين بن بشران، والحمَّاميّ. روى عنه: إسماعيل بن السَّمرقنديّ، وعبد الوهّاب الأنماطيّ. قال ابن ناصر: كان عالماً، متقناً، مجوَّداً، كثير السّماع، ورعاً، ثقة. هجر أخاه لكونه حضر مجلس أبي نصر بن القشيريّ. مات في ربيع الأوّل.
4 (محمد بن عبيد الله بن محمد.)
أبو الفضل الصّرّام النَّيسابوريّ الصّالح العابد.

(32/278)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 279
سمع: أبا نعيم عبد الملك بن الحسن، وعبد الله بن يوسف بن مامويه، وأبا الحسن العلويّ، وأبا عبد الله الحاكم، وجماعة. روى عنه: وجيه الشّحّاميّ، وإسماعيل بن المؤذّن، وممد بن جامع الصّوّاف، وعبد الله بن الفراويّ، وجماعة. وطال عمره، ومات في شعبان، وكان أبوه من رؤساء نيسابور، وهو، فكان يقرأ القرآن في ركعة أو ركعتين. ويديم التّعبُّد والتّلاوة رحمه الله.
4 (محمد بن الحسن بن منازل.)
أبو سعد الموصليّ الحدّاد الإسكاف. سمع: ابن مخلد الرّزّاز، وأبا القاسم بن بشران. وزعم أنّه سمع شيئاً من أبي الحسين بن بشران. روى عنه: قاضي المرستان، وعبد الوهّاب الأنماطيّ، وإسماعيل بن السَّمرقنديّ، وإسماعيل بن محمد الطّلحيّ. مات في شعبان. قاله السّمعانيّ.
4 (محمد بن عبد الله بن محمد بن هلال.)
) أبو الحسن بن الخبّازة، المستعمل العتّابي، الملقَّب بالجنيد. سمع: أبا الحسن بن رزقويه، وأبا الحسين بن بشران، وغيرهما. روى عنه: يحيى بن الطّرّاح، وابن السَّمرقنديّ، ومحمد بن مسعود بن السَّدنك. توفّي في ذي الحجّة.
4 (محمد بن عليّ بن إبراهيم الأمويّ.)

(32/279)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 280
يعرف بابن قرذيال، أبو عبد الله الطُّليطليّ. سمع من: جماعة من رجال بلده. وكان يقريء الفقه. وله تصنيفٌ في شرح البخاريّ. ذكره ابن بشكوال.
4 (محمد بن عمّار.)
قيل: قتل فيها. وقد مرّ سنة سبعٍ.
4 (محمد بن محمد بن عليّ بن الحسن بن محمد بن عبد الوهّاب بن سليمان بن محمد)
بن سليمان بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم الإمام بن محمد بن عليّ بن عبد الله بن عبّاس بن عبد المطّلب. أبو نصر الهاشميّ العبّاسيّ، الزَّينبيّ. مسند العراق في زمانه، وآخر من حدَّث عن المخلّص. قال السّمعانيّ: شريف، زاهد، صالح، متعبّد، ديّن، هجر الدّنيا في حداثته، ومال إلى التّصوُّف. وكان منقطعاً إلى رباط شيخ الشّيوخ أبي سعد. وانتهى إسناد البغوي إليه. ورحل إليه الطَّلبة. وسمع: المخلّص، وأبا بكر محمد بن عمر بن عمر الورّاق، وأبا الحسن الحمّاميّ، وغيرهم.

(32/280)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 281
ثنا عنه: إبنا أخيه عليّ ومحمد ابنا طرد، وأبو الفضل الأرمويّ، والفراويّ، ووجيه الشّحّاميّ، وأبو تمّام أحمد بن محمد المؤيَّد بالله، ومحمد بن القاسم الشَّهرزوريّ، والمظفّر بن أبي احمد القاضي بسنجار، وإسماعيل الحافظ، وأبو نصر الغازي، وآخرون. ثمّ قال: أنا فلان وفلان، إلى أن سمّى سبعة عشر رجلاً قالوا: ثنا أبو نصر الزَّينبيّ، أنا المخلّص، ثنا البغويّ، نا أبو نصر التّمّار، عن حمّاد، فذكر حيث يوم يقوم النّاس لرب العالمين. وقد وقع لي عالياً في أوّل المخلّصيّات.) وقال السّمعانيّ: سمعت أبا الفضل محمد بن المهتدي بالله يقول: كان أبو نصر إذا قريء عليه اللَّحن ردّه لكثرة ما قرئت عليه تلك الأجزاء. قلت: كان أبو نصر أسند من بقي. وكذا أخوه طراد، وكذا أخوهما نور الهدى الحسين، ومات سنة عن اثنتين وتسعين سنة. قال السّمعانيّ: سمعت إسماعيل الحافظ بإصبهان يقول: رحل أبو سعد البغداديّ إلى أبي نصر الزَّينبيّ، فدخل بغداد، ولم يلحقه، فحين أخبر بموته خرَّق ثوبه، ولطم، وجعل يقول: من أين لي عليّ بن الجعد، عن شعبة سألت إسماعيل الحافظ، عن أبي نصر فقال: زاهد صحيح السَّماع، آخر من حدَّث عن المخلّص. قلت: آخر من حدَّث عنه هبة الله الشّبليّ القصّار وبقي بعده يروي بالإجازة عن أبي نصر أبي الفتح بن البطّيّ. قال السّمعانيّ: ولد في صفر سنة سبعٍ وثمانين وثلاثمائة. وتوفّي في حادي وعشرين من جمادى الآخرة.

(32/281)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 282
4 (محمد بن محمد بن عليّ.)
أبو الحسين البجليّ الكوفيّ، ويعرف بالرُّزّيّ. عن: أبي الطّيّب أحمد بن عليّ الجعفريّ بن عشيق سمع منه سنة اثنتي عشرة وأربعمائة. روى عنه: أبو الحسن بن الطُّيوريّ، وإسماعيل بن السَّمرقنديّ. ومات في جمادى الآخرة سنة سبعٍ.
4 (محمد بن أبي جعفر محمد بن أحمد بن عمر بن المسلمة.)
أبو عليّ. سمع من: جدّه أبا الفرج، وهلالاً الحفّار. وعنه: أبو بكر قاضي المرستان، وأبو القاسم بن السَّمرقنديّ. توفّي في رمضان وله ثمانون سنة. قال ابن النّجّار: كان زاهداً متعبّداً، له كرامات. وسئل عنه المؤتمن بن أحمد فقال: كان شيخاً شديداً في السُّنَّة ثبتاً في الحديث، لا يخرج إلاّ) لجمعة.
4 (محمد بن أبي القاسم عبد الجبّار بن عليّ الإسفرائينيّ.)
أبو بكر الإسكاف المتكلّم إمام الجامع المنيعيّ. سمع: أبا عبد الرحمن السُّلميّ، وأبا إسحاق الإسفرائينيّ المتكلّم، وجماعة.

(32/282)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 283
أخذ عنه: أبو المظفّر السّمعانيّ، والكبار. قال عبد الرحيم بن السّمعانيّ: ثنا عنه: إسماعيل العصائديّ، وأحمد بن العباس الشّقّانيّ، وأبو العبّاس الشّقّانيّ، وأبو القاسم محمد بن الحسين العلويّ. مات في جمادى الأولى سنة سبعٍ بنيسابور.
4 (مسعود بن سهل بن حمك.)
أبو الفتح العميد النَّيسابوريّ. أحد الأكابر. حدَّث في هذا العام ببغداد. في شوّال. عن: عليّ بن أحمد بن عبدان، والحسين بن محمد بن فنجويه الثَّقفيّ. روى عنه: أبو محمد، وأبو القاسم ابنا السَّمرقنديّ. وقد تزهَّد وحجَّ، وأنفق الأموال على الصُّوفية والعبّاد، ولبس المرقَّعة. وكان مولده سنة.
4 (المعتزّ بن عبيد الله بن المعتزّ بن منصور.)
أبو نصر البيهقيّ، ولد الرئيس أبي مسلم. سمع: عليّ بن محمد بن عليّ بن السّقاء الإسفرايينيّ، وأبا القاسم عبد الرحمن بن محمد السّرّاج.

(32/283)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 284
روى عنه: أبو البركات بن الفراويّ، وعبد الرحمن بن عبد الصّمد الفاينيّ المقريء. عاش خمساً وسبعين سنة.
4 (منصور بن دبيس بن عليّ بن مزيد الأسدي.)
أمير العرب بهاء الدّولة، صاحب الحلّة والنيّل. كان فارساً شجاعاً مذكوراً. أديباً شاعراً. ذا رأي وسماحة. قرأ الأدب وأخبار الجاهليّة) وأشعارها. وقرأ النَّحو على: عبد الواحد بن برهان. وكان عادلاً حسن السّيرة. مات في الكهولة سامحه الله. وولي بعده ولده سيف الدّولة صدقة بن منصور.
4 (حرف الواو)

4 (واقد بن الخليل بن عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن الخليل.)
الخطيب أبو زيد بن أبي يعلى القزوينيّ، صاحب أبي الحسن عليّ بن إبراهيم القطّان. قال شيرويه: سمعت منه بهمذان وقزوين. وكان فقيهاً، فاضلاً، صدوقاً، مفتياً.

(32/284)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 285
4 (حرف الهاء)

4 (هبة الله بن محمد بن عليّ بن محمد بن عبيد الله بن المهتدي بالله.)
أبو الحسن بن أبي الحسين بن الغريق. أحد الأعيان، وخطيب جامع القصر. سمع: أبا بكر البرقانيّ. روى عنه: ابن السَّمرقنديّ. وكان أفصح خطباء بغداد. قتل رحمه الله في صفر في الفتنة.
4 (حرف الياء)

4 (يحيى بن الموفّق بالله أبي عبد الله الحسين بن إسماعيل بن زيد.)
أبو الحسين العلويّ الحسينيّ الزَّيديّ الشَّجريّ الرّازيّ.

(32/285)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 286
كان مفتي الزَّيدية ومقدّمهم وعالمهم. وكان متفنناً من العلم، والأدب، واللّغة. سمع: ابن غيلان، والصُّوريّ، والعتيقيّ ببغداد، وأبا بكر بن ريذة، وابن عبد الرّحيم الكاتب بإصبهان. روى عنه: محمد بن عبد الواحد الدّقّاق، ونصر بن مهدي العلويّ، وأبو سعد يحيى بن طاهر السّمّان. وكان ممّن عني بالحديث والرحلة فيه. توفّي بالرّيّ في سنة تسعٍ وسبعين.

(32/286)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 287
4 (وفيات سنة ثمانين وأربعمائة)
)
4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن الحسن بن عليّ بن مر بن جعفر بن عبد السّلام.)
أبو نصر بن الحدّاد الأزديّ التّبريزيّ. قدم في صفر إلى همذان، وحدَّث عن: محمد بن منصور الميمذيّ. قال شيرويه: قرأت عليه مصنَّفاً له في أصول السُّنَّة، فأنكرت عليه مسائلفيه، فرجع إليَّ فيها.
4 (أحمد بن عليّ بن محمد.)
أبو نصر الهبَّاري، البصريّ. شيخ مسنّ يخضب. قدم مرو، وحدَّث بسنن أبي داود عن: أبي عمر الهاشميّ. وحدَّث بالسُّنن ببخارى، وأتُّهم في ذلك. قال محمد بن عبد الواحد فيه: كذّاب لا تحلّ الرواية عنه.

(32/287)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 288
وكذا كذّبه غيره. وحدَّث بمرو في هذا العم. وسيعاد.
4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن عمر.)
أبو الحسن البغداديّ الأوانيّ البزّاز. سمع: أبا علي بن شاذان. روى عنه: إسماعيل بن السَّمرقنديّ. وتوفّي في شوّال.
4 (أحمد بن محمد بن أحمد.)
أبو القاسم العاصميّ البوشنجيّ. سمع: أبا الحسين بن العالي، وعفيف بن محمد الخطيب. روى عنه: أبو الوقت، وعبد الجليل بن منصور العدل. مات في المحرَّم عن نحوٍ من ثمانين سنة.
4 (أحمد بن أبي الربيع محمد بن أحمد بن عبد الواحد.)
الحافظ أبو طاهر الإستراباذيّ. سمع: أباه، وأبا سعد المالينيّ، وعليّ بن عمر الأسداباذيّ.==

26. تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام للذهبي.
تأليف: شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي.

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 289
روى عنه: الرُّستميّ، وطائفة.) مات في رجب.
4 (إسماعيل بن عبد الله بن موسى.)
أبو القاسم السّاويّ. توفّي في جمادى الأولى. كان صدوقاً فاضلاً، أملى مجالس. سمع: أبا بكر الحيريّ. ورحل فسمع ببغداد: أبا محمد السُّكّريّ، وابن الفضل القطّان، وجماعة. روى عنه: زاهر الشّحّاميّّ، وابنه عبد الخالق، وأخوه وجيه، وعبد الله بن الفراويّ.
4 (حرف الحاء)
الحسن بن عليّ بن العلاء بن عبدويه. أبو عليّ البشتيّ، وبشت: بالمعجمة، ناحية من أعمال نيسابور، غير

(32/289)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 290
بست الّتي بالمهملة. كان واعظاً فاضلاً، كبير القدر. لكنّه كان قليل العقل، يأكل في الطُّرق، ويسفّه، ويطرق على الأبواب. ثمّ عميّ، وبقي في حالٍ زريّ، فكان يؤذيه الصّبيان، ويبسط هو لسانه فيهم. قال ابن السّمعانيّ. سمع: ابن محمش الزّياديّ، وأباعبد الرحمن السُّلميّ، وعليّ بن محمد السّقّاء وغيرهم. روى عنه: أبو الأسعد هبة الرحمن، وشريفة بنت الفراويّ، وإسماعيل بن أبي صالح المؤذّن، وآخرون. توفّي في رمضان. وكان أبوه أبو الحسن من كبار الشّافعيّة.
4 (حرف الشين)

4 (شافع بن صالح بن حاتم.)
الفقيه أبو محمد الجيليّ الحنبليّ، الفقيه الزّاهد. قدم بغداد بعد الثّلاثين وأربعمائة. ولزم القاضي أبا يعلى، وكتب معظم مصنفّاته، وبرع في الأصول والفروع، وسمع الحديث، ودرّس وأفاد. وكان ذا تقشُّف. وعنه سمع من ابن غيلان.

(32/290)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 291
4 (حرف العين)
)
4 (عبد الله بن الحسين.)
الإمام أبو الفضل ابن الجوهريّ المصريّ الواعظ. منن جلَّة مشايخ بلده ومن بيت العلم. روى عن: أبي سعد المالينيّ. أخذ عنه: أبو عبد الله الحميديّ، وغيره. وكان أبوه من كبار العلماء والصُّلحاء. أنشد أبو الفضل على كرسيّ وعظه:
(أقبل جيش الهجر في موكبٍ .......... بين يديه علمٌ يخفق)

(وصار قلبي في حصار الهوى .......... كأنما النّار له تحرق)
مات في سابع عشر شوّال منه السّنة. وروى عنه: عليّ بن المشرف الأنماطيّ، وطائفةً من مشيخة السّلفّي. واسم جدّه سعيد.

(32/291)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 292
4 (عبد الله بن سهل بن يوسف.)
أبو محمد الأنصاريّ الأندلسيّ المرسي المقريء. أخذ عن: أبي عمر الطَّلمنكيّ، ومكّيّ، وأبي عمرو الدّانيّ. ورحل فأخذ بالقيروان عن مصنّف الهادي في القرءآت، أبي عبد الله محمد بن سفيان، وأبي عبد الله محمد بن سليمان الأّبيّ. وكان ضابطاً لقرءآت وطرقها، عارفاً بها، حاذقاً بمعانيها. أخذ النّاس عنه. قال أبو عليّ بن سكَّرة: هو إمام أهل وقته في فنّه، لقيته بالمريّة. لازم أبو عمرو الدّانيّ ثمانية عشر عاماً، ثمّ رحل ولقي جماعة. وأقرأ بالأندلس، وبعد صيته. فمن شيوخه: الطَّلمنكيّ، ومكّيّ، وأبو ذرّ الهرويّ، وأبو عمران الفاسيّ، وأبو عبد الله بن غالب، وحسن بن حمَّود التّونسيّ، وعبد الباقي بن فارس الحمصيّ. قال: وجرت بينه وبين أبي عمرو شيخه عند قدومه منافسة، وتقاطعاً، وكان أبو محمد شديداً على أهل البدع، قوّالاً بالحقّ مهيباً، جرت له في ذلك أخبار كثيرة، وامتحن بالتّغّرب، ولفظته) البلاد، وغمزه كثيرٌ من النّاس، فدخل سبتة، وأقرأ بها مديدة، ثمّ خرج إلى طنجة، ثمّ رجع إلى الأندلس، فمات برندة. قال ابن سكَّرة، عزمت على القراءة عليه، فقطع عن ذلك قاطعٌ. قال القاضي عياض: وقد حدَّث عنه غير واحدٍ من شيوخنا، وثنا عنه

(32/292)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 293
شيخنا أبو إسحاق بن جعفر. وحدَّث عنه خالي أبو بكر محمد بن عليّ. وقال أبو الأصبغ بن سهل: أشكلت عليَّ مسائل من علم القرآن، لم أجد في من لقيت من يشفيني، حتّى لقيته. قال: وكانت بينه وبين القاضي أبي الوليد الباجيّ منافرة عظيمة، بسبب مسألة الكتابة، فكان ابن سهل يلعنه في حياته، وبعد موته، فأدّى ذلك أصحاب الباجيّ إلى القول في ابن سهل، والإكثار عليه. قلت: وقرأ عليه بالرّوايات أبو الحسن عبد العزيز بن عبد العزيز بن عبد الملك بن شفيع المذكور في أسانيد الشّاطبيّ.
4 (عبد الباقي بن أحمد بن هبة الله)
أبو الحسن البزّاز. صهر المقريء أبي علي الأهوازيّ. دمشقيّ، سمع من: الأهوازيّ، وأبي عثمان الصّابونيّ، وابن سلوان المازنيّ. روى عنه: أبو القاسم الخضر بن عبدان. وذكر هبة الله بن طاوس أنّ هذا زوَّر سماعاً لنفسه في جزء.
4 (عبد الرحيم بن أبي عاصم بن الأحنف.)
أبو سعد الهروي الزّاهد.

(32/293)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 294
سمع من: أبي محمد حاتم بن محمد بن يعقوب الميت في سنة 454.
4 (عبد الملك بن الحسن بن خبرون بن إبراهيم.)
أبو القاسم الدّبّاس، أخو الحافظ أبي الفضل أحمد. كان من خيار البغدادييّن وسراتهم وصلحائهم. سمع من: البرقانيّ، وعبد الملك بن بشران. روى عنه: ابنه المقريء أبو منصور محمد، وعبد الوهّاب الأنماطيّ.) ومات في ذي الحجّة.
4 (عبد الواحد بن إسماعيل.)
الإمام أبو القاسم البوشنجيّ الفقيه.
4 (عليّ بن احمد بن محمد بن عبد الله بن اللَّيث.)
أبو الحسن النّاتقيّ، ثمّ النيَّسابوريّ. سمع: أبا طاهر بن محمش. وعنه: زاهر الشّحّاميّ، وبنته سعيدة بنت زاهر، وعائشة بنت الصّفّار، والحسين بن عليّ الشّحّاميّ، وغيرهم.

(32/294)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 295
توفّي في سلخ جمادى الأولى.
4 (عليّ بن أبي بكر أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن يوسف.)
أبو الحسن الفارسيّ ثمّ النَّيسابوريّ. سمع:: ابن محمش، وأبا بكر الحيريّ، وجماعة. حدّث عنه: عبد الخالق بن زاهر، وغيره. أرَّخه السّمعانيّ في رابع ربيع الأوّل.
4 (حرف الفاء)

4 (فاطمة بنت الحسن بن عليّ.)
أمّ الفضل البغداديّة الكاتبة، المعروفة بنت الأقرع. كانت تكتب طريقة ابن البّواب. كتب النّاس وجوَّدوا على خطّها، وهي الّتي أهّلت لكتابة كتاب الهدنة إلى ملك الرّوم من الدّيوان العزيز. يضرب المثل بحسن خطّها. وكان لها سماعٌ عالٍ. روت عن: أبي عمر بن مهديّ، وغيره. روى عنها: أبو القاسم بن السَّمرقنديّ، وأبو البركات الأنماطيّ، وأبو سعد البغداديّ الإصبهانيّ، وقاضي المرستان، وغيرهم. قال السّمعانيّ: سمعت محمد بن عبد الباقي: سمعت فاطمة بنت الأقرع

(32/295)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 296
قالت: كتبت لعميد الملك) أبي نصر الكندريّ، فأعطاني ألف دينار توفّيت في المحرَّم.
4 (فاطمة بنت الأستاذ أب يعليّ الحسن بن عليّ الدّقّاق.)
أمّ البنين النيَّسابوريّة الحرّة الزّاهدة، زوجة أبي القاسم القشيريّ وأمّ أولاده. سمعت: أبا نعيم عبد الملك الإسفرائينيّ، وأبا الحسن العلويّ، وعبد الله بن يوسف الإصبهانيّ، وأبا عليّ الرُّوذباريّ، وأبا عبد الله الحاكم، وأبا عبد الرحمن السُّلميّ، وغيرهم. روى عنها: سبطها أبو الأسعد هبة الرحمن، وعبد الله بن الفراويّ، وزاهر الشّحاميّ، وآخرون. وأوّل سماعٍ لها من أبي الحسن العلويّ، وذلك في سنة ثمانٍ وتسعين وثلاثمائة. وعمّرت تسعين سنة. وكانت عابدةً، قانتة، متهجّدة، متبتلّة. توفّيت في ثالث عشر ذي القعدة. قال أبو سعد السّمعانيّ: كانت فخر نساء عصرها، ولم ير نظيرها في سيرتها، كانت عالمة بكتاب الله، فاضلة. إلى أن قال: سمعت من أبي نعيم، والعلويّ. ثمّ قال: ولدت سنة إحدى وأربعمائة وهذا غلظٌ بيّن والصّواب إنّها ولدت قبل ذلك بمدّة.

(32/296)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 297
4 (الفضل بن محمد بن أحمد.)
أبو القاسم المدينيّ البقّال. مات في رمضان.
4 (حرف الميم)

4 (محمد بن إبراهيم بن عليّ.)
العلاّمة أبو الخطّاب الكعبيّ الطَّبريّ بشيخ الشّافعيّة ببخارى. تفقَّه بأبي سهل أحمد بن عليّ الأبيورديّ. وكان من العلماء الزُّهّاد، تخَّرج به الأصحاب. قال السّمعانيّ: حتّى كان يقعد بين يديه اكثر من مائتي فقيه على ما قيل. سمع من شيخه أبي سهل، والحسن بن أبي المبارك الشّيرازيّ الحافظ، ومكّيّ بن عبد الرّزّاق) الكشميهنيّ، ومحمد بن عبد العزيز القنطريّ، وعبد الكريم بن عبد الرحمن الكلاباذيّ، والمظفّر بن أحمد. نا عنه عثمان بن عليّ البيكنديّ.

(32/297)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 298
مات ببخارى في ربيع الأوّل.
4 (محمد بن الحسن بن عليّ بن أحمد.)
أبو طاهر الحلبيّ المعروف بابن الملحيّ. روى عن: رشأ بن نظيف، وأبي عليّ الأهوازيّ، وجماعة. وعنه: ابن الأكفانيّ.
4 (محمد بن أبي سعيد أحمد بن الحسن بن عليّ بن أحمد بن سليمان.)
أبو الفضل البغداديّ، ثمّ الإصبهانيّ. من بيت العلم والحديث. كان واعظاً، عالماً، فصيحاً، حلو المنطق، عارفاً بالتفّسير، له مشيخة خرَّج فيها عن جماعة منهم: أبوه، وأبو الحسين بن فاذشاه، وابن ريذة، وعبد العزيز بن أحمدبن فادويه، وغيرهم. روى عنه: ابنه الحافظ أبو سعد أحمد، وإسماعيل بن السَّمرقنديّ، وعبد الوهّاب ابن الأنماطيّ. حجّ، ورجع، فأدركه أجله ببغداد، في صفر، رحمه الله.
4 (محمد بن هلال بن المحسّن بن إبراهيم بن هلال بن الصّابيء)

(32/298)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 299
أبوالحسن البغداديّ، غرس النّعمة. من بيت الكتابة والبلاغة والتّاريخ. جمع ذيلاً على تاريخ أبيه. وكان عاقلاً، لبيباً، رئيساً مبجّلاً. سمع: أبا عليّ بن شاذان، وغيره. روى عنه: ابن السَّمرقنديّ، والأنماطيّ.

(32/299)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 300
وتوفّي في ذي القعدة عن ستيّن سنة، أو أربعٍ وستين سنة. وله أيضاً كتاب الربيع، وكتاب الهفوات.
4 (مسعود بن سهل بن حمك.)
أبو الفتح النَّيسابوريّ، نزيل مرو.) كان أحد الرّؤساء المتموّلين. روى عن: علي بن أحمد بنعبدان الأهوازيّ، وجماعة. توفّي في حدود هذه السَّنة. وقد ذكر سنة تسعٍ أيضاً.

(32/300)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 301
4 (ومن المتوفين تقريباً)

4 (حرف الألف)

4 (إسماعيل بن أحمد بن حسن.)
الفقيه أبو سريج الشّاشيّ الصُّوفيّ. شيخ جوّال، لقي المشايخ والصُّلحاء، وحدَّث بنيسابور، وغيرها. سمع بهراة: أبا الحسن محمد بن عبد الرحمن الدّبّاس، وأبا عثمان سعيد بن العبّاس القرشيّ. روى عنه: عبد الغفّار الفارسيّ ووثّقه، وأثنى عليه في سياقه، ولقيه سنة سبعين.
4 (إسماعيل بن أحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن يحيى بن معاذ الرّازيّ.)
أبو إبراهيم. شيخ من أهل نيسابور. صدوق خيّر. سمع: عبد الملك بن أبي عثمان الخركوشيّ الواعظ، وغيره. روى عنه: سعيد بن الحسين الجوهريّ، شيخٌ لعبد الرحيم بن السّمعانيّ.

(32/301)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 302
4 (إفرائيم بن الزّفّان.)
أبو كثير اليهوديّ المصريّ، الطّبيب. خدم ملوك الباطنية بمصر، ونال دنيا عريضة، واقتنى من الكتب شيئاً كثيراً. وهو أمهر تلامذة علي بن رضوان المذكور في سنة ثلاثٍ وخمسين. وكان إفرائيم في أيّام الأفضل ابن أمير الجيوش. وخلَّف من الكتب ما يزيد على عشرين ألف مجلَّد، ومن الأموال شيئاً كثيراً.
4 (حرف الجيم)

4 (الجنيد بن القاسم.)
أبو محمد المحتاجي، خطيب ميهنة. سمع: أبا بكر الحيريّ، وأبا إسحاق الإسفرائينيّ.) روى عنه: حفيده محمد بن أحمد بن الجنيد. وسماعه منه في سنة اثنتين وسبعين.
4 (حرف السين)

4 (سعيد بن محمد بن أحمد بن سعيد بن صالح.)
البقّال أبو القاسم الإصبهانيّ الحافظ. عن: ابن المرزبان الأبهريّ، وابن مردويه، وخلق. وهو والد قتيبة بن سعيد البقّال، وأخته لامعة، ذكرهم ابن نقطة مختصراً.
4 (سليمان بن أبي الفضل عبّاس بن سليمان.)
الشّيخ أبو محمد القيروانيّ، مسند معمَّر، أجاز له من الحجاز أبو الحسن

(32/302)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 303
أحمد بن إبراهيم بن فراس، وأبو القاسم عبيد الله السَّقطيّ. وأجاز له ممن القيروان أبو الحسن القابسيّ. سمع منه: أبو عليّ الصَّدفيّ، وغيرره. وقال: قال لي: لمّا ولدت ذهب أبي إلى أبي الحسن القابسيّ، فقال: سمّه باسم الأعمش. أنا سليمان، أنا ابن فراس كتابةً، أنا نافلة بن المقريء، فذكر حديثاً.
4 (حرف الشين)

4 (شبيب بن أحمد بن محمد بن خشنام البستيغيّ النَّيسابوريّ.)
أبو سعد. ولد سنة ثلاثٍ وتسعين وثلاثمائة. سمع: أبا نعيم عبد الملك الإسفرائينيّ، وأبا الحسن العلويّ، وغيرهما. روى عنه: أبو عبد الله الفراويّ، وزاهر الشَّحّاميّ، وأخوه وجيه، وأبو الأسعد القشيريّ. ذكره ابن السّمعانيّ في الأنساب، وقال: كان من الكّراميّة. وبستيغ: قرية من سواد نيسابور. توفّي في... وسبعين واربعمائة.
4 (حرف العين)

4 (عبد الله بن محمد بن عمر.)
أبو محمد الطُّليطليّ، ويعرف بابن الأديب.) روى عن: الصّاحبين أبي إسحاق بن شنظير، وأبي جعفر بن ميمون، وعبدوس بن محمد، وأبي عبد الله الفخّار.

(32/303)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 304
وسمع على أبي القاسم البراذعيّ كتابه في اختصار المدوّنة. وعمّر دهراً. وحمل النّاس عنه. قال ابن بشكوال: كان في عشر الثّمانين وأربعمائة.
4 (عبد الرحمن بن عبد الله بن أسد الجهنيّ.)
أبو المطّرف الطُّليطليّ. روى عن: محمد بن مغيث، وأبي محمد القشاريّ. ولقي بمكّة أبا ذرّ الهرويّ. وكان ثقة، محدّثاً، فقيهاً، مشاوراً، ذا خيرٍ وتواضع، وسنّ وجلالة. توفّي قبل الثّمانين.
4 (عبد الرحمن بن محمد بن اللّبّان.)
الصّنهاجيّ القرطبيّ. روى عن: مكّيّ بن أبي طالب، وأبي عمر أحمد بن مهديّ. واختصّ بمحمد بن عتّاب. وكان عارفاً، نبيهاً، يقظاً، كامل الأدوات، مليح الخطّ. توفّي في نحو الثّمانين أيضاً.
4 (عبد الرحمن بن محمد بن يونسس بن أفلح.)
أبو الحسن الأندلسيّ. من كبار النُّحاة. أخذ عن: أبي تمّام القطينيّ، وأبي عثمان الأصفر. حمل النّاس عه. ومات بإشبيلية في حدود الثّمانين أو بعدها.

(32/304)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 305
4 (عبد الصّمد بن سعدون.)
أبو بكر الصَّدفيّ، المعروف بالرّكانيّ الطُّليطليّ. روى عن: قاسم بن محمد بن هلال.) وحجّ، وسمع بمصر من: أبي محمد بن الوليد، وأبي العبّاس أحمد بن نفيس، وأبي نصر الشّيرازيّ. وكان صالحاً يلقّن القرآن. وتوفّي بعد سنة خمسٍ وسبعين، قاله ابن بشكوال.
4 (عبد الوهّاب بن محمد بن الحسن بن إبراهيم.)
أبو محمد الجزريّ البروجرديّ، نزيل اليمن. مقريء فاضل. سمع: أبا مر بن مهديّ ببغداد، وأبا محمد بن النّحّاس بمصر. روى عنه: مكّيّ الرُّميليّ، وابن طاهر المقدسيّ، ومحمد بن القاسم الحلوانيّ. توفّي بعد السّبعين. قاله السّمعانيّ.
4 (عبيد الله بن عبد الله بن احمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن حسكان.)

(32/305)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 306
القاضي أبو القاسم بن الحذّاء القرشيّ النَّيسابوريّ الحنفيّ الحاكم، الحافظ. شيخ متقن، ذو عناية تامّة بالحديث والسَّماع. أسنّ وعمّر، وهو من ذرّية عبد الله بن عامر بن كريز. سمع وجمع وصنَّف، وجمع الأبواب والطُّرف، وتفقَّه على القاضي أبي العلاء صاعد. وحدَّث عن: جدّه، والسّيد أبي الحسن العلويّ، وأبي عبد الله الحاكم، وابن محمش الزّيادي، وعبد الله بن يوسف، وأبي الحسن بن عبدان، وابن فنجويه، وأبي الحسن بن السّقّاء، وابن باكويه، وأبي حسّان المزكّيّ، ومن بعدهم إلى أبي سعد الكنجروذيّ، وطبقته. واختصّ بأبي بكر بن الحارث الإصبهانيّ، وأخذ عنه. وكذا أخذ العلم عن أحمد بن عليّ بن فنجويه. وما زال يسمع ويسمع ويحدّث ويفيد. وقد أكثر عنه أبو الحسن عبد الغفّار بن إسماعيل، وذكره. ولم أجده ذكر له وفاةً. وقد بقي إلى بعد السّبعين وأربعمائة. ووجدت له مجلساً في تصحيح ردّ الشَّمس وتزعيم النّواصب الشُّمس. وقد تكلَّم على رجاله كلام شيعيًّ عارفٍ بفنّ الحديث.

(32/306)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 307
ويعرف بالحسكانيّ.) فابن حسكويه الّذي روى عنه عبد الخالق الشّحّاميّ آخر يأتي سنة ثمانٍ وثمانين، اسمه عبيد الله بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن حسكويه أبو سعد.
4 (عليّ بن الحسن بن عليّ بن بكر.)
أبو الحسن المحكَّميّ الأستراباذيّ الفقيه الأديب. سمع الحديث، وأكثر منه. وعمّر حتّى حدَّث وحمل عنه.

(32/307)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 308
سمع بأسداباذ: أبا عبد الله بن شاذي الجيليّ، وأبا القاسم نصر بن احمد. وببغداد: أبا الحسين بن بشران، وأبا الحسن الحمَّاميّ، وجماعة. وبنيسابور: أبا بكر الحيريّ، وغيره. وبإصبهان وغيرها. روى عنه: هبة الله ابن أخت الطّويل الهمذانيّ. وولد سنة ثلاثٍ وتسعين وثلاثمائة.
4 (حرف الميم)

4 (محمد بن أحمد بن عثمان.)
أبو عبد الله القيسيّ الأندلسيّ ابن الحدّاد الشّاعر المشهور. ولقبه: مازن. من أهل مدينة وادي آش، سكن المريّة. ذكره ابن الأبار فقال: كان من فحول الشُّعراء، وأفراد البلغاء، له ديوان

(32/308)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 309
كبير، ومؤلَّف في العروض. اختصَّ بالمعتصم محمد بن معن بن صمادح، وفيه استفرغ مدائحه. ثمّ سار عنه إلى سرقسطه وأقام في كنف المقتدر بن هود. توفّي في حدود الثّمانين وأربعمائة.
4 (محمد بن أحمد بن أبي الحسن العارف الميهنيّ.)
أبو الفضل. شيخ صالح، ثقة، صوفيّ. سمع الكثير. حدَّث بمرو عن: أبي بكر الحيريّ، وأبي سعد الصَّيرفيّ، وجماعة. وعن: جدّه أبي العبّاس. سمع منه أبو المظفّر السّمعانيّ وابنه مسند الشّافعيّ في سنة ثمانٍ وسبعين وأربعمائة.) روى عنه: أبو الفتح محمد بن عبد الرحمن الخطيب الكشمسهنيّ، والحافظ أبو سعد محمد بن أحمد بن محمد بن الخليل، ومحمد بن أحمد بن الجنيد المحتاجيّ، والعبّاس بن محمد العصّاريّ، وعبد الواحد بن محمد التُّونيّ، وسعيد بن سعد الميهنيّ، وآخرون. سمع منهم عبد الرّحيم بن السّمعانيّ.
4 (محمد بن عليّ بن حيدرة.)
أبو بكر الهاشميّ الجعفريّ البخاريّ. تفقَّه على القاضي أبي عليّ الحسين بن الخضر النَّسفيّ. وسمع الكثير، وأملى عن: أبي الطّيَّب إسماعيل بن إبراهييم الميدانيّ صاحب خلف الخيّام. وعن: إبراهيم بن سلم الشّكانيّ، وأبي مقاتل أحمد بن

(32/309)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 310
محمد بن حمدي، ومحمد بن أحمد الغنجار الحافظ. ولد قبل الأربعمائة. حدَّث عنه عثمان بن عليّ البيكنديّ، وجماعة.
4 (محمد بن عليّ بن محمد بن جولة.)
أبو بكر الأبهريّ الإصبهانيّ. عن: أبي عبد الله محمد بن إبراهيم الجرجاني، وأبي بكر بن مردويه. وعنه: أبو المنازل عبد العزيز الأدميّ، وأبو سعد أحمد بن محمد البغداديّ، وأحمد بن حامد بن أحمد بن محمود الثّقفيّ، وأبو مسعود عبد الجليل كوتاه.
4 (محمد بن الفضل بن جعفر.)
أبو عبد الله المروزيّ الخرقيّ الزّاهد. من أهل قرية: خرق.

(32/310)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 311
قال السّمعانيّ: كان فقيهاً ورعاً زاهداً متبرَّكاً به. سمع: محمد بن عمر بن طرفة السّجزيّ، وعليّ بن عبد الله الطَّيسفونيّ. وكان في الزُّهد والورع إلى غاية. ولد قبل سنة أربعمائة، وبقي إلى حدود سنة ثمانٍ وسبعين. ثنا عنه عبد الواحد بن محمد التُّونيّ.)
4 (محمد بن محمد بن زيد بن عليّ بن موسى.)
الشّريف المرتضى أبو المعالي، وأبو الحسن. ذو الشَّرفين، العلويّ، الحسينيّ. ولد ببغداد وسمع بها من: أبي القاسم الحرفيّ، وأبي عبد الله المحامليّ، والبرقانيّ، وطلحة الكنانيّ، ومحمد بن عيسى الهمذانيّ، وأبي عليّ بن شاذان، وأبي القاسم بن بشران، وطائفة. وتخرَّج بأبي بكر الخطيب ولازمه.

(32/311)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 312
روى عنه: الخطيب شيخه، وأبو العبّاس المستغفريّ أحد شيوخه، وزاهر الشّحّاميّ، ويوسف بن أيّوب الهمذانيّ، وأبو الأسعد بن القشيريّ، وهبة الله السّيِّديّ، وخلق أخرهم وفاةً الخطيب أبو المعالي المدينيّ. وممّن حدَّث عنه: أبو طالب محمد بن عبد الرحمن الحيريّ، وأبو الفتح أحمد بن الحسين الأديب السمَّرقنديّ حدَّث هذا عنه بالإجازة. قال فيه السّمعاني: أفضل علويّ ف عصره، له المعرفة التّامة بالحديث. وكان يرجع إلى عقلٍ وافر، ورأيٍ صائب. وبرع على الخطيب في الحديث. ونقل عنه الخطيب، أظنُّ في كتاب البخلاء. ورزق حسن التّصنيف وسكن في آخر عمره سمرقند، ثمّ قدم يغداد وأملى بها. وحدَّث بإصبهان، ثمّ ردّ إلى سمرقند. سمعت يوسف بن أيّوب الهمذانيّ يقول: ما رأيت علويّاً أفضل منه. وأثنى عليه. وكان من الأغنياء المذكورين. وكان كثير الإيثار، ينفّذ كلّ سنة إلى جماعةٍ من الأئمّة إلى كلّ واحدٍ ألف دينار أو خمسمائة أو أكثر، وربمّا يبلغ مبلغ ذلك عشرة الآف دينار، ويقول: هذه زكاة مالي، وأنا غريب، ففرِّقوا على من تعرفون استحقاقه. ويقول: كلّ من أعطيتموه شيئاً، فاكتتبوا له خطّأ، وأرسلوه حتّى نعطيه من عشر الغلَّة. وكان يملك قرياً من أربعين قرية خالصة بنواجي كش. وله في كلّ قرية وكيل أوفى من رئيسٍ بسمرقند.

(32/312)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 313
قلت: هذا من فرط المبالغة من السّمعانيّ. ثمّ قال: سمعت أبا المعالي محمد بن نصر الخطيب يقول ذلك، وكان من أصحاب الشّريف. وسمعت أبا المعالي يقول: إنّ الشّريف عمل بستاناً عظيماً، فطلب ملك سمرقند وما وراء النهّر الخضر خاقان أن يحضر البستان، فقال الشّريف السّيّد لحاجب الملك: لا سبيل إلى ذلك. فالحّ) عليه، فقال: لكن لا أحضر، ولا أهيّيء آلة الفسق والفساد لكم، ولا أفعل ما يعاقبن الله عليه في الآخرة. فغضب الملك، وأراد أن يمسكه، فاختفى عن وكيل له نحو شهرين، ونودي عليه في البلد، فلم يظفروا به. ثم أظهروا النَّدم على ما فعلوه، فألحّ عليه أهله حتّى ظهر، وجلس على ما كان مدّة. ثمّ إنّ الملك نفَّذ إليه يطلبه ليشاوره في أمر، فلّما استقرَّ عنده أخذه وسجنه، واخذ جميع ما يملكه من الأموال والجواهر والضّياع، فصبر وحمد اله، وقال: من يكون من أهل بيت رسول اله صلى الله عليه وسلم لا بدّ وأن يبتلى. وأنا قد ربِّيت في النّعمة، وكنت أخاف لا يكون وقع خلل في نسبي، فلّما وقع هذا فرحت، وعلمت أنّ نسبي متّصل. قال لنا أبو المعالي: فسمعنا أنّهم منعوه من الطّعام حتّى مات جوعاً. ثمّ أخرج من القلعة ودفن. وهو من ولد عليّ بن زين العابدين عليّ بن الحسين رضي الله عنه. قال السّمعانيّ: قال أبو العبّاس الجوهريّ: رأيت السّيّد المرتضى أبا المعالي بعد موته وهو في الجنّة، وبين يديه مائدة من طعام، وقيل له: ألا تأكل؟

(32/313)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 314
قال: لا، حتّى يجيء ابني، فإنّه غداً يجيء. فلمّا انتبهت، وذلك في رمضان سنة اثنتي وتسعين، قتل ابنه أبو الرّضا في ذلك اليوم. ولد السّيّد المرتضى رضي الله عنه في سنة خمسٍ وأربعمائة، واستشهد بعد سنة ستٍّ وسبعين، وقيل: سنة ثمانين. قتله الخاقان خضر بت إبراهيم صاحب ما وراء النَّهر. وقد قدم رسولاً من سلطان ما وراء النّهر إلى الخلفية القائم بأمر الله في سنة ثلاثٍ وخمسين. قلت: وقع لنا من تصنيفه كتاب فرحة العالم، سمعناه بالإجازة العالية من ابن عساكر. وأخبرنا أحمد بن هبة الله أبو المظفّر بن السّمعاني، كتابةً: أنا أبو الأسعد بن القشيريّ، أنا أبو المعالي محمد بن محمد الحسينيّ الحافظ، أنا الحسن بن أحمد الفارسيّ، أنا محمد بن العبّاس بن نجيح، ثنا عبد الملك بن محمد، ثنا بشر بن عمر، وسعيد بن عامر قالا: ثنا شعبة، عن زياد بن علاّقة، عن أسامة بن شريك قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه كأنّما على رؤوسهم الطَّير. الفارسيّ هو ابن شاذان.

(32/314)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 315
4 (مطهر بن يحيى بن محمد بن احمد بن محمد بن جعفر بن محمد بن بحير.)
) أبو القاسم البحيريّ النّيسابوريّ. حدَّث عن: أبيه، الحاكم، وحمزة المهلَّبيّ، وابن محمش. وعنه: ابن ماكولا، ابن طاهر المقدسيّ، وعبد الغافر وقال: شيخ معروف سديد.
4 (حرف النون)

4 (نصر بن عليّ بن أحمد بن منصور بن شاذويه.)
أبو الفتح الحاكميّ الطُّوسيّ. شيخ عالم مشهور معمَّر.

(32/315)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 316
حدَّث بالسُّنن بأبي داود، عن أبي عليّ الرُّوذباريّ. وسمع أيضاً من أبي بكر الحيريّ. وأحضر إلى نيسابور، فسمعوا منه السُّنن. قال أبو سعد السّمعانيّ: فسمعه منه جدّي. روى عنه لولدي عبد الرّحيم: صخر بن عبيد الطّابرانيّ، وهبة الرحمن بن القشيريّ، وأبو الفتح محمد بن أبي أحمد الحصريّ. مات عد السّبعين والأربعمائة.

(32/316)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 5
5 (بسم الله الرحمن الرحيم)

5 (الطبقة التاسعة والأربعون احداث)

1 (الأحداث من سنة إلى)

2 (احداث إحدى وثمانين وأربعمائة)

4 (استيلاء الفرنج على مدينة زويلة)
فيها استولت الفرنج على مدينة زويلة من بلاد إفريقيّة، جاؤوا في البحر في أربعمائة قطعة فنهبوا وسبوا، ثمّ صالحهم تميم بن باديس، وبذل لهم من خزانته ثلاثين ألف دينار فردّوا جميع ما حووه.
4 (وفاة النّاصر بن علناس)
وفيها مات النّاصر بن علناس بن حمّاد، ووليّ بعده ابنه المنصور، فجاءته كتب تميم بن المعزّ، وكتب يوسف بن تاشفين صاحب مرّاكش بالعزاء والهناء.
4 (وفاة ملك غزنة)
وفيها مات ملك غزنة الملك المؤّيد إبراهيم بن مسعود بن محمود بن سبكتكين وكان كريماً، عادلاً، مجاهداً، عاقلاً، له رأي ودهاء، ومن مخادعته أن السّلطان ملكشاه سار بجيوشه يقصده، ونزل بأسفزار، فكتب إبراهيم كتباً إلى جماعةٍ من أعيان أمراء ملكشاه يشكرهم، ويعتذر لهم بما فعلوه من تحسينهم لملكشاه أن يقصده: ليتم لنا ما استقر بيننا من الظفر به، وتخليصكم من يده، ويعدهم بكلّ جميل. وأمر القاصد بالكتب أن يتعرض

(33/5)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 6
لملكشاه في تصيّده، فأخذ وأحضر عند ملكشاه فقررّه، فأنكر، فأم بضربه، فأقرّّ وأخرج الكتب، فلما فتحها وقرأها تخيّل من أمرائه، وكتم ذلك عنهم خوف الوحشة، ورجع من وجهه. وكان إبراهيم يكتب في العالم ختمةً، ويهديها ويتصدّق بثمنها، وكان يقول: لو كنت بعد وفاة جدي محمود لما ضعف ملكنا، ولكني الآن عاجز أن أسترد ما أخذ منّا من البلاد لكثرة جيوشهم.
4 (ولاية جلال الدين مسعود الملك)
وقام في الملك بعد ولده جلال الدّين مسعود، الذي كان أبوه زوجه بابنة السّلطان ملكشاه، وناب نظام الملك في عرسه عليها مائة ألف دينار.
4 (منازلة متولي حلب لشيزر)
) وفيها جمع أقسنقر متولي حلب العساكر، ونازل شيزر، ثمّ صالحه صاحبه ابن منقذ.
4 (وفاة الملك أحمد بن ملكشاه)
وفيها مات الملك أحمد بن السّلطان ملكشاه، وله إحدى عشرة سنة، وكان قد جعله وليّ عهد أوّل، ونثر الذّهب على الخطباء في البلاد عند ذكره. فلمّا مات عمل عزاؤه ببغداد سبعة أيام بدار الخلافة، ولم يركب أحد فرساً وناح النّساء في الأسواق عليه، وكان منظراً فظيعاً.

(33/6)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 7
4 (توجه ملكشاه إلى سمرقند)
وفيها توجه ملكشاه إلى سمرقند ليملكها.

(33/7)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 8
2 (احداث اثنتين وثمانين وأربعمائة)

4 (الفتنة بين السّنة والشّيعة)
في صفر كبس غوغاء السّنة الكرخ، وقتلوا رجلاً وجرحوا آخر، فأغلق أهل الكرخ أسواقهم، ورفعوا الّمصاحف وثياب الّرجلين بالدماء، ومضوا إلى دار كمال الملك الدّهستاني مستغيثين، فأرسل إلى الّنقيب طراد يطلب منه إحضار الرّجلين القاتلين، فلم يقدر، وكفّ النّاس، فلما سار السّلطان عادت الفتنة.
4 (تملك السّلطان ما وراء النهر)
وفيها ملك السّلطان ما وراء النهر، وذلك لأن سمرقند تملكها ابن أخي تركان زوجة السّلطان، وكان صبياً ظلوماً غشوماً، كثير المّصادرة فكتبوا إلى السّلطان سراً يستغيثون به ليتملك عليهم، فطمع السّلطان، وتحركت همته، وسار من إصبهان بجميع جيوشه، وعبر النّهر، وقصد بخارى فملّكها، وقصد سمرقند ونازلها، وكاتب أهلها، ففرح به التّجار والرؤساء، وفرّق صاحبها أحمد خان الأبرجة على الأمراء، وسلم برج العّيار إلى رجل علوي، فنصح في القّتال، وكان ولده ببخارى أسيراً فبعث إليه ملكشاه يهدده بقتله، ففتر عن القتال، ورمى السّلطان عدة أماكن من السّور بالمنجنيقات، فلما صعدوا السّور اختفى أحمد خان في بيت عامي، فغمز عليه، وحمل إلى السّلطان يجر بحبل،

(33/8)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 9
فأكرمه السّلطان وأطلقه، وأرسله تحت الاحتياط إلى إصبهان. ورتب لسمرقند أبا طاهر عميد خوارزم. ثمّ قصد كاشغر، فبلغ إلى يوزكند، وهي بلدة يجري على بابها نهر، فأرسل رسله إلى ملك كاشغر يأمره بإقامة الخطبة والسّكة له، ويتهدده إن خالف. فدخل في الطّاعة، وجاء إلى) الخدمة، فأكرمه السّلطان وعظمه، وأنعم عليه، ورده إلى بلده. ثمّ رد إلى خراسان، فوثبّ عسكر سمرقند بالعميد أبي طاهر، فاحتال حتّى هرب منهم، وكان كبيرهم عين الدّولة، ثمّ ندم وخاف، فكاتب يعقوب أخا الملك صاحب كاشغر فحضر واتفق معه، وجرت أمور، فلمّا اتصلت الأخبار بالسلطان كرّ راجعاً إلى سمرقند، فهرب يعقوب وكان قد قتل عين الدّولة، فلحق بفرغانة وهي ولايته، ثمّ هادنه، ورجع بعد فصول طويلة.
4 (وفاة ابنة السّلطان)
وكانت ابنة السّلطان زوجة الخليفة أرسلت تشكو من الخليفة لكثرة اطراحه

(33/9)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 10
لها، فأرسل يطلب ابنته طلباً لا بد منه، فأذن لها الخليفة، ومعها ولدها جعفر، وسعد الدّولة كوهرائين، فذهب إلى إصبهان، فأدركها الموت في ذي القعدة من السّنة، وعمل الشّعراء فيها المراثي.

(33/10)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 11
2 (احداث ثلاث وثمانين وأربعمائة)

4 (تسلم المصريين صور وصيدا وعكا وجبيل)
وفيها جاءت عساكر مصر وحاصروا صور، وكانّ قد تغلب عليها القاضي عيّن الدّولة ابن أبي عقيل، ثمّ توفي ووليها أولاده، فسّلموها لضعفهم. وسارت العّساكر إلى صيدا فتسلموها. ثمّ ساروا إلى عكا، فحاصروها وضيّقوا على المسلمين فافتتحوها. وملكوا مدينة جبيل، ورتبوا نواب المستنصر بها، ورجعوا إلى مصر

(33/11)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 12
منصورين ظافرين بعزم أمير الجيوش.
4 (تعاظم الفتنة بين السّنة والشّيعة)
وفيها عظمت البليّة ببغداد بين السّنة والشّيعة، وقتل بيّنهم بشرٌ كثير، وركب شحنة بغداد ليكفهم فعجز، وذلت الرّافضة بإعانة الخليفة أعوانه عليهم، وأجابوا إلى إظهار السّنة، وكتبوا بالكرخ على أبواب مساجدهم: خّير الناس بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أبو بكر، ثمّ عمر، ثمّ عثمان، ثمّ علي فعظم هذا على جهلتهم وشطارهم، فثاروا ونهبوا شارع ابن أبي عوف، وفي جملة ما نهبوا دار المحدّث أبي الفضل بن خيرون، فذهب مستصرخاً ومعه خلق، ورفعت العامة الصلبان وهجموا على الوزير وما أبوا ممكناً، وقتل يومئذ رجل هاشمي بسهم غرب، فقتلت السّنة عوضه رجلاً علوياً وأحرقوه. وجرت أمور قبيحة، فطلب الخليفة من صدقه بن) مزيد عسكراً فبعث عسكراً، وتتبعوا المفسدين إلى أن خمدت الفتنة.
4 (القحط بإفريقيّة)
وفيها كان بإفريقيّة قحط وحروب، ثمّ أمنوا ورخصت الأسعار.
4 (بناء المدرسة التّاجية ببغداد)
وفيها عملت ببغداد مدرسة لتاج الملك مستوفي الدّولة بباب أبرز، ودرس بها أبو بكر الشّاشيّ، وتعرف بالمدرسة التاجية.

(33/12)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 13
4 (عمارة منارة جامع حلب)
وفيها عمرت منارة جامع حلب.
4 (إمساك النّحوي السّارق)
وفيها سرق رجل نحوي أشقر ثياباً فأخذ وهموا به فهرب وذهب إلى بلاد بني عامر، وبلاده متاخمة الإحساء وقال لأميرهم: أنت تملك الأرض ويتم لك وأنت أجدادك أفعالهم بالحاج في التواريخ. وحسن له نهب البصرة فجمع العريان، وقصدوا البصرة بغتة، والناس آمنون بهيبة السّلطان، فملكها ونهبها، وفعلوا كل قبيح، وأحرقوا عدة أماكن، وجاء الصريخ إلى بغداد، فانحدر سعد الدّولة كواهرئين، وسيف الدّولة صدقة بن مزيد، فوجدوا الأمر قد فات، ثمّ أخذ ذلك النحوي فشهر وصلب ببغداد.
4 (تعيين مدرسين في النّظامية)
ووصل للنّظامية مدرسان، كل واحد معه منشور بها من نظام الملك، وهما أبو محمد عبد الوهاب الشّيرازيّ، وأبو عبد اللّه الطبري. ثمّ تقرر الأمر أن كل واحد يدرس يوماً.
4 (وفاة ابن جهير)
وفيها مات فخر الدّولة بن جهير.

(33/13)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 14
4 (تسلم رئيس الإسماعيلية قلعة إصبهان)
وفي شعبان تسلم ابن الصباح رأس الإسماعيلية قلعة إصبهان، وذلك أول ظهورهم. وسيأتي ذكرهم في سنة أربع وتسعين.

(33/14)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 15
2 (احداث أربع وثمانين وأربعمائة)

4 (عزل أبي شجاع عن الوزارة)
) وفيا عزل عن الوزارة ببغداد أبو شجاع بعميد الدّولة بن جهير وأمر بلزوم داره، فتمثل عن نفسه: تولاها وليس له عدووفارقها وليس له صديق
4 (سجن الصاحب بن عباد)
وفيها استولى أمير المسلمين يوسف على بلاد الأندلس قرطبة، وإشبيلية، وسجن ابن عباد، وفعل في حقه ما لا ينبغي لملك، فإن الملوك إما أن يقتلوا، وإما أن يسجنوا، ويقرر لذلك المحبوس راتب يليق به، وهذا لم يفعل ذلك، بل استولى على جميع ممالكه وذخائره، وسجنه بأغمات، ولم يجر على أولاده ما يكفيهم، فكان بنات المعتمد بن عباد يغزلن بأيديهن، وينفقن على أنفسهن، فأبان أمير المسلمين بهذا عن صغر نفس، ولؤم طبع.

(33/15)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 16
4 (بدء المرابطين)
واتسعت ممكلته واستولى على المغرب وكثير من إقليم الأندلس، وترك كثيراً من جيوشه بثغور الأندلس، وطاب لهم الخصب والرفاهية، واسترحوا من جبال البربر وعيشها القشب، ولقبهم بالمرابطين. وسالمه المستعين بالله ابن هود صاحب شرق الأندلس، وكان يبعث إليه بالتحف. وكان هو وأجناده ممن يضرب بهم المثل في الشجاعة، فلما اختصر يوسف بن تاشفين أوصى ولده علياً ببني هود وقال: اتركهم بينك وبين العدو، فإنهم شجعان.
4 (استيلاء الفرنج على صقلية)
وفيها استولت الفرنج على جميع جزيرة صقلية، وأول ما فتحها المسلمون بعد المائتين، وحكم عليها آل الأغلب دهراً، إلى أن استولى المهدي العبيدي على الغرب، وكان العزيز العبيدي صاحب مصر قد استعمل عليها الأمير أبا الفتوح يوسف بن عبد الله فأصابة فالجم فاستناب ولده جعفراً فضبط الجزيرة الفتوح يوسف بن عبد اللّه، فأصابه فالج، فاستناب ولده جعفراً، فضبط الجزيرة، وأحسن السيرة إلى سنة خمس وأربعمائة، فخرج عليه أخوه علي في جمع من البربر والعبيد، فالتقوا فقتل خلق من البربر والعبيد، وأسر علي، وقتله أخوه، فعظم قتله على أبيه وهو مفلوج، وأمر جعفر بنفي كل بربري بالجزيرة، فطردوا إلى أفريقيّة، وقتلوا سائر العبيد، واستخدم له جنداً من أهل البلاد، فاختلف عسكره، ولم تمض إلا أيام حتّى أخرجوه وخلعوه، وأرادوا قتله. وكان ظلوماً لهم، عسوفاً، فعملوا حسبته، وحصروه في قصره سنة عشر) وأربعمائة، فخرج لهم أبوه أبو الفتوح في محفة، فرقوا لحاله، وأرضاهم، واستعمل عليهم ابنه أحمد المعروف بالأكحل. ثمّ جهز ابنه في البحر في مركب إلى مصر، وسار هو بعد ابنه ومعهما من العين ستمائة ألف وسبعون ألف دينار. وكان ليوسف من الخيل ثلاث عشرة ألف حجرة، سوى البغال وغيرها. ومات يوم مات وما له إلا فرس واحد.

(33/16)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 17
وأما الأكحل فكان حازماً سائساً أطاعه جميع حصون صقلية التي للمسلمين، ثمّ إن أهل صقلية اشتكوا منه، وبعث المعز بن باديس جيشاً عليهم ولده، فحصروا الأكحل، ووثب عليه طائفة من البلد، فقتلوه في سنة تسع وعشرين وأربعمائة. ثمّ رأوا مصلحتهم في طرد عسكر ابن باديس عنهم، فالتقوا، فانهزم الإفريقيون، وقتل منهم ثمانمائة نفس، ورجع الباقون بأسوا حال، فولى أهل صقلية عليهم الأمير حسناً الصمصام أخا الأكحل، فلم يتفقوا وغلب كل مقدم على قلعة، واستولى الأراذل. ثمّ أخرجوا الصمصام فانفرد القائد عبد اللّه بن متكون بمازر وطرابنش، وانفرد القائد على علي بن نعمة بقصريانه وجرجنت وانفرد ابن الثمنة بمدينة سرقوسة وقطانية، وتحارب هو وابن نعمة، وجرت لهم خطوب، فانهزم ابن الثمنة، فسولت له نفسه الانتصار بالنصارى، فسار إلى مالطة، وقد أخذتها الفرنج بعد السبعين وثلاثمائة وسكنوها، فقال لملكها: أنا أملك الجزيرة، وملأ يد هذا الكلب خسايا، فسارت الفرنج معه في سنة أربع

(33/17)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 18
وأربعين وأربعمائة، فلم يلقوا من يمنعهم، فأخذوا ما في طريقهم، وحاصروا قصريانه، وعمل معه ابن نعمة مصافاً، فهزموه، فالتجأ إلى القصر، وكان منيعاً حصيناً. فحلوا عنه واستولوا على أماكن كثيرة، ونزح عنها خلق من الصالحين والعلماء، واجتمع بعضهم بالمعز، فأخبره بما الناس فيه من الويل مع عدوهم، فجهز أسطولاً كبيراً، وساروا في الشتاء، فغرق البحر أكثرهم، وكان ذلك مما أضعف المعز، وقويت عليه العرب، وأخذت البلاد منه، وتملك الفرنج أكثر صقلية. واشتغل المعز بما دهمه من العرب الذين بعثهم صاحب مصر المستنصر لحربه وانتزاع البلاد منه، فقام بعده ولده تميم في الملك، فجهز أسطولاً وجيشاً إلى صقلية، فجرت لهم حروب وأمور طويلة، ورجع الأسطول، وصحبهم طائفة من أعيان أهل صقلية، ولم يبق أحد يمنع الفرنج، فاستولوا على بلاد صقلية، سوى قصريانه وجرجنت، فحاصروا المسلمين مدة حتّى) كلوا، وأكلوا الميتة من الجوع، وسلم أهل جرجنت بلدهم، ولبث قصريانه بعده ثلاث سنين في شدة من الحصار، ولا أحد يغيثهم، فسلموا بالأمان، وتملك رجار، جميع الجزيرة، وأسكنها الروم والفرنج مع أهلها. وهلك رجار قبل التسعين وأربعمائة، وتملك بعده ابنه، فاتسعت ممالكه، وعمر البلاد، وبالغ في الإحسان إلى الرعية، وتطاول إلى أخذ سواحل إفريقيّة.

(33/18)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 19
4 (دخول السّلطان بغداد للمرة الثانية)
وفي رمضان وصل السّلطان إلى بغداد، وهي القدمة الثانية، وبادر إلى خدمته أخوه تاج الدّولة تتش صاحب دمشق وقسيم الدّولة اقسنقر صاحب حلب، وغيرهما من أمراء النواحي فعمل الميلاد ببغداد، وتأنقوا في عمله على عادة العجم، وانبهر الناس، وأروا شيئاً لم يعهدوه من كثرة النيران، حتّى قال شاعرهم: وكل نارٍ على العشاق مضرمةٌ من نار قلبي أو من ليلة الصدق نارٌ تجلت بها الظلماء فاشتبهتبسدفة الليل فيه غرةٌ الفلق وزارت الشمس فيه البدر واصطلحاعلى الكواكب بعد الغيظ والحنق مدت على الأرض بسطٌ من جواهرهاما بين مجتمع دارٍ ومفترق مثل المصابيح إلا أنها نزلتمن السماء بلا رجمٍ ولا حرق أعجب بنارٍ ورضوانٌ يسعرهاومالك قائمٌ منها على فرق في مجلسٍ ضحكت روض الجنان لهلما جلى ثغره عن واضحٍ يقق وللشموع عيونٌ كلما نظرتتظلمت من يديها أنجم الغسق من كل مرهفة الأعطاف كالغصن المياد لكنه عارٍ من الورق إني لأعجب منها وهي وادعةٌ تبكي وعيشتها من ضربه العنق
4 (بناء جامع السّلطان ببغداد)
وفي آخرها أمر السّلطان بعمل جامعٍ كبير له ببغداد، وعمل الأمراء حوله

(33/19)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 20
دوراً لهم ينزلونها، ولم يدروا أن دولتهم قد ولت، وأيامهم قد تصرمت نسأل اللّه خاتمة صالحة.
4 (الزلزلة بالشّام)
وفيها كانت زلازل عظيمة مزعجة بالشام، تخرب من سور أنطاكية تسعون برجاً وهلك من) أهلها عالمٌ كثير تحت الردم، فأمر السّلطان بعمارتها.

(33/20)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 21
2 (احداث خمس وثمانين أوربعمائة)

4 (وقعة جيان بالأندلس)
فيها وقعة جيان بالأندلس. كانت بعد وقعة الزلاقة، وتقاربها في الكبر فإن الأذفونش جمع جموعاً عظيمة، وقصد بلاد جيان، فالتقاه المرابطون فانهزم المسلمون، وأشرف الناس على خطة صعبة، ثمّ أنزل اللّه النصر، فثبتوا وهزموا الكفار، ووضعوا السيف فيهم، ونجا الأذفونش في نفر يسير. كتاب.
4 (كتاب النبي إلى هرقل)
ثمّ تهيأ في العام القابل وأغار على القرى وحرق الزرع، وبقي الناس معه في بلاء شديد، وشاخ وعمر، وكان من دهاة الروم، وهو أكبر ملك للفرنج، تحت يده عدة ملوك وجعل دار مملكته طليطلة، فبقي مجاوراً لبلاد الإسلام. وهو من ذرية هرقل. وكان عنده كتاب النبي صلى اللّه عليه وسلم إلى جده. قال اليسع بن حزم: حدثنا الفقيه أبو الحسن بن زيدان قال: لما توجهنا إلى ابن بنته رسلاً أنا وفلان، أمر فأخرج سفط فيه حق ذهب مرصع بالياقوت والدر، فاستخرج منه الكتاب كما نصه في صحيح البخاري فلما رأيناه بكينا، فقال: مم تبكون فقلنا: تذكرنا به النبي صلى اللّه عليه وسلم.

(33/21)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 22
فقال: إنما هذا الكتاب شرفي وشرف آبائي من قبلي.
4 (ملك شاه يفتح بلاد السّاحل)
وفيها أمر السّلطان ملكشاه لقسيم الدّولة وبوران وغيرهما أن يسيرا في خدمة أخيه تتش، حتّى يستولوا على ما بيد المستنصر العبيدي بالسّواحل، ثمّ يسيرون بعد ذلك إلى مصر فيفتحوها، فساروا إلى أن نزلوا على حمص، وبها صاحبها ابن ملاعب، وكان كثير الأذية للمسلّمين، فأخذوا منه البلد بعد أيام. ثمّ ساروا إلى حصن عرقة، فأخذوه بالأمان. ثمّ نازل طرابلس، فرأى صاحبها جلال الملك ابن عمار جيشاً لا قبل له به، فأرسل إلى الأمراء الذين مع تتش، ووعدهم ليصلحوا حاله، فلم ير فيهم مطعماً ثمّ سير لقسيم الدّولة ثلاثين ألف) دينار وتقادم فسعى له عند تتش هو وكاتبه، فغضب تتش وقال: هل أنت إلا تابع لي: فخلاه في الليل، ورحل إلى حلب، فاضطر تتش إلى التّرحل عن طرابلس وانتقض ما قرر لهم السّلطان من الفتوح.
4 (فتح اليمن للسّلطان)
وفيها فتح للسلطان اليمن: كان فيمن حضر إلى خدمته ببعداد جنق أمير التّركمان صاحب قرميسين، فجهزه السّلطان في جماعة أمراء من التّركمان

(33/22)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 23
إلى الحجاز واليمن، وأن يكون أمرهم إلى سعد الدّولة كوهرائين، فاستعمل عليهم كوهرائين عوضة ترشك، فساروا إلى اليمن واستولوا عليها، فظلموا وعسفوا وفسقوا فأسرفوا، وملكوا عدن، وظهر على ترشك جدري أهلكه بعد جمعة من وصوله إلى عدن. وعاش سبعين سنة فنقله أصحابه معهم، ودفن ببغداد عند مشهد أبي حنيفة.
4 (وفاة السّلطان)
قال صاحب المرأة: في غرة رمضان توجه السّلطان من إصبهان إلى بغداد عازماً على تغيير الخليفة فوصل بغداد في ثامن عشر رمضان، فنزل داره، ثمّ بعث إلى الخليفة يقول: لا بد أن تترك لي بغداد، وتذهب إلى أي بلد شئت. فانزعج الخليفة وقال: أمهلني ولو شهراً. فقال: ولا ساعة. فبعث الخليفة إلى وزير السّلطان تاج الملك، فطلب المهلة عشرة أيام. فاتفق مرض السّلطان وموته، وعد ذلك كرامة للخليفة.
4 (مقتل الوزير نظام الملك)
وفي عاشر رمضان قتل نظام الملك الوزير بقرب نهاوند، أتاه شاب ديلمي من الباطنية في صورة مستغيث فضربه بسكين عندما أخرجت محفته إلى خيمة

(33/23)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 24
حرمه بعد إفطاره، وتعس الباطني فلحقوه وقتلوه. وكان مولده سنة ثمان وأربعمائة. وقيل إن السّلطان هو الذي دس عليه من قتله، لأن ابن ابن نظام الملك كان شاباً طرياً، وليّ نظر مرو ومعه شحنة للسلطان، فعمد وقبض عليه، فغضب السّلطان، وبعث جماعة إلى نظام) الملك يعنقه ويوبخه ويقول: إن كنت شريكي في الملك فلذلك حكم وهؤلاء أولادك قد استولى كل واحد على كورة كبيرة، ولم يكفهم حتّى تجاوزوا أمر السياسة. فقوى نفسه، ولقد يمت بأمور ما أظن عاقلاً يقولها، ويقول: إن كان ما علم أني شريكه فليعلم.
4 (وفاة السّلطان ملكشاه)
فازداد غضب السّلطان ملكشاه وعمل عليه، ولكنه ما متع بعده، إنما

(33/24)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 25
بقي خمسةً وثلاثين يوماً ومات.
4 (سلطنة محمود بن ملكشاه)
فلما مات السّلطان كتمت زوجته تركان، موته، وأرسلت إلى الأمراء سراً فاستحلفتهم لولدها محمود ابن السّلطان، وهو في السّنة الخامسة من عمره. فحلفوا له، وأرسلت إلى المقتدي بالله في أن يسلطنه، فأجاب، وخطب له، ولقب ناصر الدنيا والدين، وأرسلت في الحال تركان إلى إصبهان من قبض على بركياروق أكبر أولاد السّلطان فقبض عليه.
4 (خلاف بركياروق)
فلما اشتهر موت أبيه وثب المماليك بإصبهان، وأخرجوه وملكوه بإصبهان. وطالبت العساكر الوزير بالأرزاق، فوعدهم فلما وصل إلى قلعة

(33/25)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 26
برجين التي فيها الخزائن صعد إليها ليفرق فيهم، فأغلقها وعصى على تركان فنهبت العساكر أثقاله، وذهبت هي إلى إصبهان. فندم ولحقها، وزعم أن متولي القلعة حبسه، وأنه هرب منه، فقبلت عذره. وأما بركياروق ففارق إصبهان، وبادر إلى الريّ، وانضم إليه فرقة من العسكر، وأكثرهم من المماليك النظامية، لبغضهم لتاج الملك لأنه كان عدواً لمولاهم، وهو المتهم بقتله، فنازلو قلعة طبرك، وأخذوها عنوةً.
4 (انهزام عسكر تركان وأسر تاج الملك)
وجهرت تركان عساكرها لحربهم، فالتقى الجمعان بناحية بروجرد، فخامر طائفة، والتفوا أيضاً على بركياروق، واشتد الحرب. ثمّ انهزم عسكر تركان، وساق بركياروق في أثرهم، فنازل إصبهان في آخر السّنة. وأسر بعد الوقعة تاج الملك، فأتي به بركياروق وهو على إصبهان، فأراد أن يستوزره.)
4 (مقتل تاج الملك)
وأخذ تاج الملك في إصلاح كبار النظامية، وفرق فيهم مائتي ألف دينار،

(33/26)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 27
وبلغ ذلك عثمان بن نظام الملك، فشغب عليهم سائر الغلمان الصغار، وقال: هذا قاتل أستاذكم. ففتكوا به، وقطعوه في المحرم سنة ست. وكان كثير المحاسن والفضائل وإنما غطى ذلك ممالأته على قتل نظام الملك، ولأن مدته لم تطل. وعاش سبعاً وأربعين سنة.
4 (إيقاع عرب خفاجة بالركب العراقي)
وأما عرب خفاجة فطمعوا بموت السّلطان، وخرجوا على الركب العراقي، فأوقعوا بهم، وقتلوا أكثر الجند الذين معهم، ونهبوا الوفد، ثمّ أغاروا على الكوفة، فخرجت عساكر بغداد وتبعتهم حتّى أدركتهم فقتل من خفاجة خلق، ولم تقو لهم شوكة بعدها.
4 (حريق بغداد)
وفيها كان الحريق المهول ببغداد، وكان من الظهر إلى العصر. قال صاحب الكامل: واحترق من الناس خلق كثير، واحترق نهر معلى، من عقد الحديد إلى خزانة الهراس، إلى باب دار الضرب، واحترق سوق الصاغة، والصيارف، والمخلطين والريحانيين، وركب الوزير عميد الدّولة بن جهير وأتى، فما زال راكباً حتّى أطفئ.

(33/27)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 28
4 (وقوع البرد بالبصرة)
وفيها وقع بالبصرة برد عظيم كبار، أهلك الحرث والنسل. كانت البردة من خمسة أرطال إلى عشرة أرطال.

(33/28)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 29
2 (احداث ست وثمانين وأربعمائة)

4 (وزارة عز الملك)
استهلت وبركياروق منازل إصبهان، فخرج إليه جماعة من أولاد نظام الملك، فاستوزر عز الملك بن نظام الملك الذي كان متولي خوارزم.
4 (استيلاء تاج الدّولة تتش على الرحبة ونصيبين)
وأما تاج الدّولة تتش صاحب دمشق، فلما علم بموت أخيه ملكشاه جمع الجيوش وأنفق الأموال، وسار يطلب السلطنة، فمر بحلب وبها قسيم الدّولة اقسنقر فصالحه وصار معه، وأرسل إلى) ياغي سيان صاحب أنطاكية، وإلى بوزان صاحب الرها وحران، يشير عليهما بطاعة تتش، فصاروا معه، وخطبوا له في بلادهم، وقصدوا الرّحبة، فملكوها في المحرم سنة ست. ثمّ سار بهم وحاصر نصيبين، فسبوه ونالوا منه، فغضب وأخذها عنوةً، وقتل بها خلقاً ونهبها. ثمّ سلّمها إلى محمد بن شرف الدّولة العقيلي، وقصد الموصل.

(33/29)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 30
4 (وزارة ابن جهير)
واستوزر الكافي ابن فخر الدّولة بن جهير، أتاه من جزرة ابن عمر.
4 (وقعة المضيع)
وكان قد تغلب على الموصل إبراهيم بن قريش أخو شرف الدّولة، فعمل معه مصافاً، وتعرف بوقعة المضيع، فكان هو في ثلاثين ألفاً، وكان تتش في عشرة آلاف فتمت الكسرة على جيش إبراهيم، وأخذ أسيراً، ثمّ قتل صبراً. وقيل إن تقدير القتلى من الفريقين عشرة آلاف، امتلأت الأيدي من السّبيّ والغنائم، حتّى أبيع الجمل بدينار، وأما الغنم فقيل: أبيعت مائة شاه بدينار. ولم يشاهد أبشع من هذه الوقعة، وقتل بعض نسوان العرب أنفسهن خوف الفضيحة، ومنهن من غرقت نفسها. وأقر تتش على الموصل الأمير علي بن شرف الدّولة وأمه صفية، وهي عمة تتش، ثمّ بعث إلى بغداد يطلب تقليداً بالسلطنة، وساعده كوهرائين فتوقفوا قليلاً.

(33/30)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 31
4 (استقامة الأمور لتاج الدّولة تتش)
وسار تتش فملك ميافارقين، وديار بكر وقصد أذربيجان، وغلب على بعضها، فبادر بركياروق ليدفع عنه تتش عن البلاد، وقصده، فالتقيا، فقال قسيم الدّولة لبوزان: إنما أطعنا هذا لنظر ما يكون من أولاد السّلطان، والآن فقد ظهر ابنه هذا، وينبغي أن نكون معه، ففارقا تتش وتحولا بعسكرهما إلى بركياروق، فلما رأى ذلك تتش ضعف ورجع إلى الشّام، واستقام دست بركياروق.
4 (تملك عسكر مصر مدينة صور)
وفيها في جمادى الآخرة جاء عسكر المصريين، فتملكوا مدينة صور بمخامرة أهلها، وأخذ متوليها إلى مصر، فقتل هو وجماعة.
4 (امتناع الحج العراقي)
) ولم يحج أحدٌ من العراق، بل خرج ركب من دمشق، فنهبهم أمير مكة محمد بن أبي هاشم، وخرجت عليهم العربان غير مرة ونهبوهم، وتمزقوا، وقتل جماعة، ورجع سلم في حال عجيب.

(33/31)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 32
4 (الفتنة بين السّنة والرّافضة)
وأما بغداد فهاجت فيها فتنة مزعجة على العادة بين السّنة والرافضة.
4 (دخول صدقه بن مزيد في خدمة السّلطان ملكشاه)
وسار سيف الدّولة صدقه بن مزيد أمير العرب، فلقي السّلطان بركياروق بنصيبين، وسار في خدمته إلى بغداد، فوصلها في ذي القعدة. وخرج عميد الملك بن جهير الوزير والناس معه إلى لقائه.
4 (وفاة جعفر بن المقتدي بالله)
ومات جعفر بن المقتدي بالله، وله ست سنين، وهو سبط السّلطان ملكشاه.

(33/32)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 33
2 (احداث سبع وثمانين وأربعمائة)

4 (الخطبة لبركياروق بالسلطنة)
في أولها خطب للسلطان بركياروق، ولقب ركن الدّولة وعلم الخليفة على تقليده.
4 (وفاة الخليفة المقتدي)
ومات الخليفة المقتدي من الغد فجأة.
4 (خلافة المستظهر)
وبويع بالخلافة ولده المستظهر.

(33/33)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 34
4 (قتل تتش لاقسنقر صاحب حلب)
وأما تاج الدّولة تتش فإنه رجع وشرع يجمع العساكر، وصار قسيم الدّولة وبوزان ضداً له، وأمدهما بركياروق بعسكر، فكان بينهما مصاف بتل السّلطان، على بريد من حلب، فانهزم، جمع اقسنقر صاحب حلب، وثبت هو، فأخذ أسيراً، وأحضر بين يدي تتش، فقال له: لو كنت ظفرت بي ما كنت تفعل بي قال: كنت أقتلك. فذبحه صبراً.
4 (تغلب تتش على حلب وغيرها)
وساق إلى حلب وقد دخلها المنهزمون، فحاصرها حتّى ملكها، وأخذ الأميرين بوزان وكربوقا) أسيرين، فقتل بوزان ثمّ بعث برأسه إلى حران والرها، فخافوه، وسلموا إليه البلدين، وسجن كربوقا بحمص، ثمّ سار إلى بلاد الجزيرة فملكها، ثمّ ملك خلاط وغيرها، ثم سار فافتتح أذربيجان جميعها،

(33/34)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 35
وكثرت جيوشه واستفحل أمره.
4 (سلطنة بركياروق على إصبهان)
وسار بركياروق في طلب عمه، فبيته ليلة عسكر تتش، فانهزم بركياروق في طائفة يسيرةٍ، ونهبت أثقاله، فقصد إصبهان لما بلغه موت امرأة أبيه تركان، ففتحوا له خديعة، وقبضوا عليه، وأرادت الأمراء أ يكحلوه، فاتفق أن أخاه محمود بن السّلطان ملكشاه جدر، فقال لهم الطبيب: ما رأيته يسلم، فلا تعجلوا بكحل هذا، وأنتم تكرهون أن يملك تاج الدّولة تتش، فدعوا هذا حتّى تنظروا في أمركم، فمات محمود في سلخ شوال وله سبع سنين، فملكوا بركياروق، ووزر له مؤيد الملك بن نظام الملك، لأن أخاه الوزير عز الملك مات بناحية الموصل مع السّلطان. فأخذ مؤيد الملك يكاتب له الأمراء ويتألفهم، فقوي سلطانه وتم.
4 (وفاة المستنصر بالله العبيدي)
وفيها مات المستنصر بالله الرافضي صاحب مصر.

(33/35)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 36
4 (خلافة المستعلي بالله)
وقام بعده ابنه المستعلي.
4 (وفاة بدر أمير الجيوش)
وفيها مات بدر أمير الجيوش قبل المستنصر بأشهر.
4 (وفاة أمير مكة)
ومات محمد بن أبي هاشم الحسيني أمير مكة، وقد نيف على السبعين وكان ظالماً قليل الخير، أمر بنهب الركب في هذا العام.
4 (قتل تكش عم السّلطان بركياروق)
وفيها قتل السّلطان بركياروق عمه تكش وغرقه، وكان محبوساً مكحولاً بقلعة تكريت، لأنه اطلع منه على مكاتبات.
4 (وفاة الخاتون تركان)
وكانت تركان الخاتون قد بعثت جيشاً مع الأمير أنر لأخذ فارس من

(33/36)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 37
الملك تورانشاه بن قاروت) بك، فانهزم تورانشاه، وعمل معه مصافاً، فانهزم أنر، ومات تورانشاه من سهم أصابه، ومرضت تركان وهي بنت طمغان خان أحد ملوك الترك، وكان لها هيبة وصولة، وأمر مطاع، لأنها بنت ملك كبير، ولأن زوجها سلطان الوقت كان، وابنها ولي عهد، وهي حماة المقتدر بالله، إلى غير ذلك، وكانت قد تجهزت تريد المسير إلى تاج الدّولة لتتزوج به، فأدركها الأجل، وأوصت بولدها إلى الأمير أنر، ولم يكن بقي له سوى إصبهان.
4 (دخول الروم بلنسبة)
وفيها دخلت الروم لعنهم اللّه بلنسبة صلحاً بعد حصار عشرين شهراً، فلا قوة إلا بالله.

(33/37)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 38
2 (احداث ثمان وثمانين وأربعمائة)

4 (قتل صاحب سمرقند)
في المحرم قتل أحمد خان صاحب سمرقند، وكان قد كرهه جنده واتهموه بالزندقة، لأن السّلطان ملكشاه لما تملك سمرقند وأسر أحمد خان وكل به جماعة من الديلم، فحسنوا له الانحلال، وأخرجوه إلى الإباحة. فلما عاد إلى سمرقند كان يظهر منه الانحلال، وعصى طغرل ينال بقلعة له، فسار لحصاره، فتمكن الأمراء وقبضوا عليه، ورجعوا به، وأحضروا الفقهاء، وأقاموا له خصوماً ادعوا عليه بالزندقة، فأنكر، فشهدوا عليه، فأفتى العلماء بقتله، فخنقوه، وملكوا ابن عمه.
4 (إنتهاب ابن أبق باجسري وبعقوباً)
وفي صفر بعث تتش شحنة لبغداد، وهو يوسف بن أبق التركماني، فجاء صدقة بن مزيد صاحب الحلة ومانعه، فسار نحو طريق خراسان، ونهب باجسرى، وبعقوبا أفحش نهب ثمّ عاد إلى بغداد، وقد راح منها صدقة،

(33/38)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 39
فدخلها وأراد نهبها، فمنعه أمير معه، فجاء الخبر بقتل تتش فترحل إلى الشّام.
4 (مقتل تاج الدّولة تتش)
وذلك أن تتش لما هزم بركياروق سار بركياروق فحاصر همذان، ثمّ رحل عنها، ومرض بالجدري، وقصد تتش إصبهان وكاتب الأمراء يدعوهم إلى طاعته، فتوقفوا لينظروا ما يكون من بركياروق، فلما عوفي فرحوا به، وأقبلت إليه العساكر حتّى صار في ثلاثين ألفاً والتقى هو وتتش بقرب الري فانكسر عسكر تتش، وقاتل هو حتّى قتل، قتله مملوك لقسيم الدّولة، وأخذ) بثأر مخدومه.
4 (تفرد بركياروق بالسلطنة)
وانفرد بركياروق بالسلطنة، ودانت له المماليك بعد أن انهزم من عمه بالأمس في نفر يسير إلى إصبهان، ولو اتبعه عشرون فارساً لأسروه، لأنه بقي على باب إصبهان أياماً، ثمّ خدعوه وفتحوا له، ثمّ قبضوا عليه وهموا بكحله فحم أخوه محمود وجدر ومات فملكوه عليهم، وشرعت سعادته.
4 (تملك رضوان بن تتش حلب)
وقد كان تتش بعث إلى ولده رضوان يأمره بالمجيء إلى بغداد، وينزل بدار السلطنة، فسار في عسكر كبير، فلما قارب هيت جاءه نعي أبيه، فرد إلى

(33/39)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 40
حلب، وتملكها بعد أبيه، وجعل زوج أمه جناح الدّولة حسين بن أيدكين أتابكه ومدبر دولته، فأحسن السياسة. وصالحهم صاحب أنطاكية ياغي سيان التركماني، فقصدوا ديار بكر، والتف عليهم نواب الأطراف الذين لتتش، فساروا يريدون سروج، فسبقهم إليهم الأمير سقمان بن أرتق، فحكم عليها. ثمّ ملك رضوان الرها، ووهبها لصاحب أنطاكية، ثمّ وقع بينهم اختلاف، فسار جناح الدّولة مسرعاً إلى حلب، ثمّ قدم رضوان.
4 (تملك دقاق دمشق)
وأما أخوه دقاق الملك فإنه كان في خدمة عمه السّلطان ملكشاه، وهو صبي قد خطب ابنه السّلطان، وسار بعد موت عمه مع تركان إلى إصبهان. ثمّ خرج إلى بركياروق، فصار معه، ثمّ هرب إلى أبيه، وحضر مقتل أبيه، وهرب مع بعض المماليك إلى حلب، فبقي مع أخيه، فراسله الخادم ساوتكين متولي قلعة دمشق سراً، يدعوه ليملكه فهرب، وأرسل أخوه وراءه فوارس، فلم يدركوه، وفرح الخادم بقدومه، وتملك دمشق.

(33/40)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 41
مجيء طغتكين إلى دمشق وتمكنه واتفق مجيء طغتكين هو وجماعة من خواص تتش قد سلموا، فخرج لتلقيهم دقاق وأكرمهم، وقيلا كانوا أسروا يوم المصاف، ثمّ تخلصوا، وكان طغتكين زوج أم دقاق، فتمكن من الأمور، وعمل على قتل الخادم فقتله.)
4 (وزارة الخوارزمي)
وجاء إلى الخدمة ياغي سيان صاحب أنطاكية، ومعه أبو القاسم الخوارزمي، فاستوزره دقاق.
4 (وفاة المعتمد بن عباد)
وفيها توفي المعتمد بن عباد مسجوناً بأغمات وكان من محاسن الدنيا جوداً، وشجاعة، وسؤدداً، وفصاحة، وأدباً، وما أحسن قوله: سلت علي يد الخطوب سيوفهافجذذن من جسدي الخصيب الأفتنا ضربت بها أيدي الخطوب وإنماضربت رقاب الآملين بنا المنى يا آملي العادات من نفحاتناكفوا، فإن الدهر كف أكفنا
4 (وفاة الوزير أبي شجاع)
وفيها توفي الوزير أبو شجاع وزير الخلفة مجاوراً بالمدينة.

(33/41)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 42
4 (بناء سور الحريم ببغداد)
وفيها عملوا سور الحريم ببغداد، فزينوا البلد لذلك، وعملوا القباب والمغاني، وجدوا فيه.
4 (جرح السّلطان بركياروق)
وفي رمضان وثب رجل فجرح السّلطان بركياروق.
4 (قدوم الغزالي الشّام وتصنيفه كتاب الإحياء)
وفيها قدم الغزالي، رحمه اللّه، إلى الشّام متزهداً، وصنف كتاب الإحياء وأسمعه بدمشق، وأقام بها سنتين، ثمّ حج، وسار إلى خراسان.
4 (وزارة فخر الملك لبركياروق)
وفيها عزل بركياروق مؤيد الملك بن نظام الملك من الوزارة بأخيه فخر الملك.

(33/42)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 43
2 (احداث تسع وثمانين وأربعمائة)
تملك كربوقا الموصل قد ذكرنا أن تتش سجنه فأطلقه رضوان بن تتش، وأطلق أخاه التونتاش، فالتف عليهما كثير من العسكر البطالين، فأتيا حران، وجاء إليهما محمد بن شرف الدّولة مسلم بن قريش يستنصر بهما على أخيه علي صاحب الموصل من جهة تتش، فسار كربوقا، ثمّ غدر بمحمد، وقبض عليه، وغرقه، ونازل الموصل على فرسخ منها، ونزل أخوه ألتونتاش من الجهة الأخرى، فجاء) صاحب الجزيرة العمرية جكرمش ليكشف عنهم، فهزمه ألتونتاش، وطالت مصابرتهما لأهل الموصل حتّى عدمت بها الأقوات، وكل شيء حتّى ما يوقدونه، ودام الحصار تسعة أشهر، ففارقها صاحبها، وسار إلى الحلة إلى الأمير صدقة، واستولى كربوقا على الموصل، وشرع ألتونتاش في مصادرة الناس، فقتله أخوه وأحسن السيرة، ثمّ سار فملك الرحبة.
4 (اجتماع الكواكب السبعة وغرق الحجاج)
وفيها اجتمعت الكواكب السبعة، سوى زحل في برج الحوت، فحكم المنجمون بطوفان يقارب طوفان نوح، فاتفق أن الحجاج نزلوا في وادي المناقب، فأتاهم سيل، فغرق أكثرهم. كذا ذكر ابن الأثير، ونجا من تعلق بالجبال، وذهبت الجمال والأزواد.

(33/43)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 44
4 (تدريس الطبري بالنظامية)
وفيها درس بالنظامية ببغداد أبو عبد اللّه الطبري الفقيه.

(33/44)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 45
2 (احداث تسعين وأربعمائة)

4 (قتل الملك أرسلان أرغون)
فيها قتل الملك أرسلان أرغون، ابن السّلطان ألب أرسلان السلجوقي بمرو، وكان قد حكم على خراسان. وسبب قتله أنّه كان مؤذياً لغلمانه، جباراً عليهم، فوثب عليه غلامٌ بسكين قتله. وكان قد ملك مرو، وبلخ، ونيسابور، وترمذ، وأساء السيرة، وخرب أسوار مدن خراسان، وصادر وزيره عماد الملك بن نظام الملك وأخذ منه ثلاثمائة ألف دينار، ثمّ قتله.
4 (عصيان متولي صور وقتله)
وفيها عصى متولي صور على المصريين، فسار لحربه جيش، وحاصروه، ثمّ افتتحوها عنوةً وقتلوا بها خلقاً ونهبوها، وحمل واليها إلى مصر، فقتل بها.
4 (تسلم بركياروق سائر خراسان)
وكان بركياروق قد جهز العساكر مع أخيه الملك سنجر لقتال عمه أرسلان

(33/45)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 46
أرغون المتغلب على خراسان، فلما بلغوا الدامغان أتاهم قتله، ثمّ لحقهم السّلطان بركياروق، وسار إلى نيسابور، فتسلمها ثمّ تسلم سائر خراسان بلا قتال، ثمّ نازل بلخ وتسلمها، وبقي بها سبعة أشهر، وخطبوا له بسمرقند، وغيرها، ودانت له البلاد، وخضعت له العباد، واستعمل أخاه سنجر على خراسان، ورتب في خدمته من يسوس الممالك، لأنه كان حدثاً.)
4 (ولاية محمد بن أنوشتكين على خوارزم)
وفيها أقر بركياروق الأمير محمد بن أنوشتكين على خوارزم، وكان أبوه مملوك الأمير بلكابك السلجوقي، فطلع نحيباً، كامل الأوصاف، فولد له محمد هذا، فعلمه وأدبه، وترقت به الحال إلى أن ولي خوارزم، ولقب خوارزم شاه. وكان كريماً، عادلاً، محسناً، محباً للعلماء، فلما تملك السّلطان سنجر أقر محمداً على خوارزم، ولما توفي ولي بعده ولده أتسز بن خوارزم فمد ظلل الأمن، ونشر العدل، وكان عزيزاً على السّلطان سنجر، واصلاً عنده لشهامته وكفايته وشجاعته، وهو والد السّلطان خوارزم شاه محمد الذي خرج عليه جنكزخان.
4 (انهزام دقاق عند قنسرين أمام أخيه)
وفيها نازل رضوان صاحب حلب مدينة دمشق ليأخذها من أخيه دقاق، فرأى حصانتها، فسار ليأخذ القدس فلم يمكنه، وانقطعت عنه العساكر. وكان معه ياغي سيان ملك أنطاكية، فانفصل عنه، وأتى دمشق، وحسن لدقاق محاضرة حلب، فسار معه، واستنجد رضوان بسقمان بن أرتق، فنجده بجيش

(33/46)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 47
التركمان، وخاض الفرات إليه. والتقى دقاق ورضوان بقنسرين، فانهزم وجمعه، ونهبوا، ورجعوا بأسوأ حال. ثمّ قدم رضوان في الخطبة على أخيه بدمشق، واصطلحا.
4 (الخطبة للمستعلي بالله بولاية رضوان بن تتش)
وفيها خطب للمستعلي بالله المصري في ولاية رضوان بن تتش، لأن جناح الدّولة زوج أن رضوان رأى من رضوان تغيراً، فسار إلى حمص، وهي يومئذ له، فجاء حينئذ ياغي سيان إلى حلب، وصالح رضوان، وكان لرضوان منجمٌ باطنيٌ اسمه أسعد، فحسن له مذهب المصريين، وأتته رسل المستعلي تدعوه إلى طاعته، على أن يمده بالجيوش، ويبعث له الأموال ليتملك دمشق، فخطب للمستعلي بحلب، وأنطاكية، والمعرة، وشيزر شهراً. فجاءه سقمان، وياغي سيان، فأنكرا عليه وخوفاه، فأعاد الخطبة العباسية.
4 (منازلة الفرنج أنطاكية)
ورد ياغي سيان إلى أنطاكية، فما استقر بها حتّى نازلتها الفرنج يحاصرونها. وكانوا قد خرجوا في هذه السّنة في جمع كثير، وافتتحوا نيقية، وهو أول بلدٍ افتتحوه، ووصلوا) إلى فامية، وكفرطاب، واستباحوا تلك النواحي. فكان هذا أول مظهر من الفرنج بالشام، قدموا في بحر القسطنطينية في جمع عظيمٍ، وانزعجت الملوك والرعية، وعظم الخطب، ولا سيما سلطان بلاد الروم سليمان، فجمع وحشد، واستخدم خلقاً من التركمان، وزحف إلى معابرهم،

(33/47)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 48
فأوقع بخلقٍ من الفرنج، ثمّ إنهم التقوه، فقلوا جمعه، وأسروا عسكره، واشتد القلق وزاد الفرق، وكان المصاف في رجب.

(33/48)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 49
5 (بسم الله الرحمن الرحيم)

5 (الطبقة التا سعة والأربعون وفيات)

2 (وفيات سنة إحدى وثمانين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن إبراهيم)
أبو بكر القرشي الدرعي الهرويّ. توفي بهراة في شهر صفر. سمع: أبا الفضل الجارودي
4 (أحمد بن عبد الصمد بن أبي الفضل.)
أبو بكر الغورجي الهرويّ التاجر. سمع الجامع لأبي عيسى من الجراح. روى عنه: المؤتمن الساجي، وعبد الملك الكروخي. وتوفي في ذي الحجة بهراة. وثقه الحسين بن محمد الكتبي.

(33/49)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 50
4 (أحمد بن محمد بن حسن بن خضر.)
أبو طاهر الجواليقي، والد أبي منصور الجواليقي. كان صالحاً صحيح السماع. سمع: أبا القاسم بن بشران. وعنه: عبد الوهاب الأنماطي.
4 (أحمد بن محمد بن أحمد.)
) أبو نصر الثعالبي الصوفي. توفي في رجب بخراسان. روى عنه: ابن محمش، وأبي عبد الرحمن السلمي، وجماعة.
4 (أحمد بن محمد بن عبيد اللّه.)
أبو الفضل الرّصاص الإصبهانيّ. سمع: محمد بن إبراهيم الجرجانيّ. وعنه: مسعود الثّقفيّ، والرّستميّ. توفيّ في هذه السّنة تقريباً.
4 (إبراهيم بن محمد بن إبراهيم.)

(33/50)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 51
أبو إسحاق الإصبهانيّ الطّيّان القفّال. سمع: إبراهيم بن خرّشيد قوله. وعنه: مسعود الثّقفيّ، والرّستميّ. توفّي في صفر. وقد سئل أبو سعد البغداديّ عنه فقال: شيخ صالح. سمعت أنّه كان يخدم ابن خرّشيد قوله في صغره، وما سمعت فيه إلا خيراً.
4 (إسماعيل بن عليّ بن محمد بن عبد اللّه.)
أبو الفضل الدّلشاذيّ الفقيه. من تلامذة أبي محمد الجُوينيّ. صالح مستور. حدّث عن: أبي القاسم عبد الرحمن السّرّاج، وأبي بكر الحيريّ، وأبي سعيد الصّيرفيّ. روى عنه: عبد الغافر الفارسيّ، وقال: توفي في الحادي والعشرين من المحرم.
4 (إسماعيل بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن محمد بن نوح.)
القاضي الخطيب أبو محمد النوحي السّمرقنديّ. توفي يوم عيد الأضحى. وحدّث عن: جعفر المستغفريّ.) وعنه: عمر بن محمد النّسفيّ، وغيره.

(33/51)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 52
وعاش تسعاً وخمسين سنة.
4 (حرف الجيم)

4 (جعفر بن حيدر.)
أبو المعالي العلوي الهرويّ الزاهد. أحد الكبار، بنى بهراة الخانقاه. وكان له مريدون وأصحاب أشعريّون. سمع: عبد الغافر الفارسيّ، وجماعة.
4 (حرف الحاء)

4 (حجّاج بن قاسم.)
أبو محمد المأمونيّ السّبتيّ الفقيه. سمع من: أبيه وبمكّة من: أبي ذر عبدٍ الهرويّ، وأبي بكر المطّوّعيّ. وسكن المرية، وصار رئيس علمائها. وبعد ذلك انتقل إلى سبتة. وحدّث بصحيح البخاري. سمع منه: قاضي القضاة أبو محمد بن منصور، وأبو علي بن طريف، وأبو القاسم بن العجوز وكان أبوه القاسم بن محمد الرّعينيّ ممن لقي ابن أبي زيد، توفي سنة ثمان وأربعين ث يعني أباه.

(33/52)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 53
4 (الحسن بن محمد بن الحسن.)
أبو القاسم الخوافيّ. نزيل نيسابور. سمع من: ابن محمش، وعبد اللّه بن يوسف، والسلميّ. روى عنه: أبو البركات الفراوي، وعائشة بنت الصّفّار، ومحمد بن الحسن الزوزني. قال ابن السّمعاني: مات بعد سنة ثمانين. حرف العين عبد اللّه بن محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن عليّ بن جعفر بن منصور بن متّ. شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنّصاري الهرويّ الحافظ العارف) من ولد صاحب النبي صلى اللّه عليه وسلم أبي أيّوب الأنّصاري. قال أبو النضر الفامي: كان بكر الزمان وواسطة عقد المعاني،

(33/53)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 54
وصورة الإقبال، في فنون الفضائل، وأنواع المحاسن، منها نضرة الدين والسنة من غير مداهنةٍ ولا مراقبة لسلطان ولا وزير. وقد قاسى بذلك قصد الحساد في كل وقت، وسعوا في روحه مراراً، وعمدوا إلى هلاكه أطواراً فوقاه اللّه شرّهم، وجعل قصدهم أقوى سببٍ لارتفاع شأنه. قلت: سمع من: عبد الجبّار الجراحيّ جامع التّرمذي وسمع من: الحافظ أبي الفضل محمد بن أحمد الجاروديّ، والقاضي أبي منصور محمد بن محمد الأزديّ، وأحمد بن محمد بن العالي، ويحيى بن عمّار السّجزيّ المفسّر، ومحمد بن جبريا بن ماحٍ، وأي يعقوب القرّاب، وأبي ذرّ عبد بن أحمد الهرويّ. ورحل إلى نيسابور، فسمع من: محمد بن موسى الحرشيّ، وأحمد بن محمد السّليطيّ، وعلي ن محمد الطرّازي الحنبليّ أصحاب الأصمّ، والحافظ أحمد بن عليّ بن فنجويه الإصبهاني. وسمع من خلقٍ كثير بهراة، أصحاب الرّفّاء فمن بعدهم. وصنّف كتاب الفاروق في الصّفات وكتاب ذمّ الكلام وكتاب الأربعين حديثاً في السّنة. وكان جذعاً في أعين المتكلمين، وسيفاً مسلولاً على المخالفين، وطوداً في السّنة لا تزعزعه الرّياح. وقد امتحن مرّات. قال الحافظ محمد بن طاهر: سمعت أبا إسماعيل الأنّصاري يقول بهراة: عرضت على السّيف خمس مرّات، لا يقال لي: ارجع عن مذهبهم، لكن يقال

(33/54)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 55
لي: أسكت عمن خالفك، فأقول: لا أسكت. وسمعته يقول: أحفظ اثني عشر ألف حديث أسردها سرداً. قلت: خرّج أبو إسماعيل خلقاً كثيراً بهراة، وفسر القرآن زماناً، وفضائله كثيرة. وله في السّوق كتاب منازل السّائرين وهو كتاب نفيس في التصّويف، ورأيت الاتّحادية تعظّم هذا الكتاب وتنتحله، وتزعم أنّه على تصوفهم الفلسفيّ. وقد كان شيخنا ابن تميمة بعد تعظيمه لشيخ الإسلام يحطّ عليه ويرميه بالعظائم سبب ما في هذا الكتاب. نسأل اللّه العفو.) وله قصيدة في السّنة، وله كتاب في مناقب أحمد بن حنبل، وتصانيف

(33/55)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 56
أخر لا تحضرني. روى عنه: المؤتمن السّاجيّ، ومحمد بن طاهر المقدسيّ، وعبد اله بن أحمد السّمرقنديّ، وعبد الصّبور بن عبد السّلام الهرويّ، وعبد الملك الكروخيّ، وأبو الفتح محمد بن إسماعيل الفاميّ، وعطاء بن أبي الفضل المعلّم، وحنبل بن عليّ البخاريّ، وأبو الوقت عبد الأول، وعبد الجليل بن أبي سعد، وخلق سواهم. وآخر من روى عنه بالإجازة أبو الفتح نصر بن سيّار. قال السّلفي: سألت المؤتمن عنه فقال: كان آيةً في لسان التذكير والتصوف، من سلاطين العلماء. سمع ببغداد من أبي محمد الخلال، وغيره. يروى في مجالس وعظه أحاديث بالإسناد، وينهى عن تعليقها عنه. وكان بارعاً في اللغة، حافظاً للحديث، قرأت عليه كتاب ذمّ الكلام، وكان قد روى فيه حديثاً عن: عليّ بن بشرى، عن أبي عبد اللّه بن مندة، عن إبراهيم بن مرزوق. فقلت له: هذا هكذا قال: نعم. وإبراهيم هو شيخ الأصمّ وطبقته. وهو إلى الآن في كتابه على هذا الوجه. قلت: وكذا سقط عليه رجلان في حديثين مخرّجين من جامع التّرمذي. وكذا، وقعت لنا في ذمّ الكلام نبهت عليه في نسختين، واعتقدتها سقطت على النتقى من ذمّ الكلام ثمّ رأيت غير نسخةٍ كما في المنتقى. قال المؤتمن: وكان يدخل على الأمراء والجبابرة، فما كان يبالي بهم،

(33/56)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 57
وكان يرى الغريب من المحدثين، فيكرمه إكراماً يتعجب منه الخاصّ والعامّ. وقال لي مرّةً: هذا الشأن شأن من ليس له شأن سوى هذا الشأن. يعني طلب الحديث. وسمعته يقول: تركت الحيريّ لله، يعني القاضي أبا بكر أحمد بن الحسن صاحب الأصمّ. قال: وإنّما تركه لأنه سمع منه شيئاَ يخالف السّنة. وقال: أبو عبد اللّه الحسين بن عليّ الكتبي في تاريخه: خرج شيخ الإسلام لجماعة الفوائد بخطه، إلى أن ذهب بصره، فلما ذهب بصره أمر واحداً بأن يكتب لهم ما يخرج، ثمّ يصحح عليه، وكان يخرج لهم متبرعاً لحبه للحديث، وقد تواضع بأن خرج لي فوائد. ولم يبق أحدٌ) خرج له سواي. وقال الحافظ محمد بن طاهر: سمعت أبا إسماعيل الأنّصاري، يقول: إذا ذكرت التفسير، فإنما أذكره من مائةٍ وسبعة تفاسير. وسمعت أبا إسماعيل ينشد على المنبر: أنا حنبلي ما حييت، وإن أمتفوصيتي للنّاس أن يتحنبلوا وسمعت أبا إسماعيل يقول: لما قصدت الشيخ أبا الحسن الحرقانيّ الصوفي، وعزمت على الرجوع، وقع في نفسي أن أقصد أبا حاتم بن حاموش الصوفيّ، وعزمت على الرجوع، وقع في نفسي أن أقصد أبا حاتم بن حاموش الحافظ بالريّ وألتقي به وكان مقدم أهل السّنة بالريّ، وذلك أن السّلطان

(33/57)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 58
محمود بن سبكتكين لما دخل الريّ، وقتل بها الباطنية، منع سائر الفرق من الكلام على المنابر، غير أبي حاتم، وكان من دخل الريّ من سائر الفرق، يعرض اعتقاده عليه، فإن رضيه أذن له في الكلام على الناس وإلا منعه فلما قربت من الريّ كان معي في الطريق رجلٌ من أهلها، فسألني عن مذهبي. فقلت: أنا حنبلي. فقال: مذهبٌ ما سمعت به وهذه بدعة. وأخذ بثوبي وقال: لا أفارقك حتّى أذهب بك إلى الشيخ أبي حاتم. فقلت: خيرة. فذهب بي إلى داره، وكان له ذلك اليوم مجلسٌ عظيم، فقال: هذا سألته عن مذهبه، فذكر مذهباً لم أسمع به قط. قال: ما قال قال: أنا حنبليّ. فقال: دعه، فكل من لم يكن حنبلياً فليس بمسلم. فقلت: الرجل كما وصف لي: ولزمته أياماً انصرفت. قال ابن طاهر: حكى لي أصحابنا أنّ السّلطان ألب أرسلان قدم هراة ومعه وزيره نظام الملك، فاجتمع إليه أئمة الفريقين من الشافعية والحنفية للشكاية من الأنّصاري، ومطالبته بالمناظرة. فاستدعاه الوزير، فلما حضر قال: إن هؤلاء قد اجتمعوا لمناظرتك، فإن يكن الحق معك رجعوا إلى مذهبك، وإن يكن الحق معهم إما أن ترجع وإما أن تسكت عنهم. فقام الأنّصاري وقال: أناظر على ما في كميّ) فقال: وما في كميك قال: كتاب اللّه، وأشار إلى كمه الأيمن، وسنّة رسوله، وأشار إلى كمه اليسار، وكان فيه الصّحيحان. فنظر الوزير إليهم كالمستفهم لهم، فلم يكن فيهم من يمكنه أن يناظره من هذا الطريق.

(33/58)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 59
وسمعت أحمد بن أميرجة القلانسيّ خادم الأنّصاري يقول: حضرت مع شيخ الإسلام على الوزير أبي عليّ، يعني نظام الملك، وكان أصحابه كلفوه الخروج إليه، وذلك بعد المحنة ورجوعه من بلخ. قلت: وكان قد غرب عن هراة إلى بلخ. قال: فلمّا دخل عليه أكرمه وبجّله، وكان في العسكر أئمة الفريقين. في ذلك اليوم، قد علموا أن الشيخ يأتي، فاتفقوا على أن يسألوه عن مسألةٍ بين يدي الوزير، فإن أجاب بما يجيب بهراة سقط عين الوزير، وإن لم يجب سقط من عيون أصحابه، فلما استقر به المجلس قال العلويّ الدبوسي: يأذن الشّيخ الإمام في أن أسأل مسألة. قال: سل. فقال: لم تلعن أبا الحسن الأشعري فسكت، وأطرق الوزير، فلما كان بعد ساعةٍ، قال له الوزير: أجبه. فقال: لا أعرف الأشعري، وإنما ألعن من لم يعتقد أن اللّه في السماء، وأن القرآن في المصحف، وأن النبي صلى اللّه عليه وسلم نبي غير خطاء. ثمّ قام وانصرف، فلم يمكن أحدٌ أن يتكلم بكلمةٍ من هيبته وصلابته وصولته، فقال الوزير للسائل أو من معه: هذا أردتم، كنا نسمع أنّه يذكر هذا بهراة، فاجتهدتم حتّى سمعناه بآذاننا. وما عسى أن أفعل به ثمّ بعث خلقه خلعاً وصلةً، فلم يقبلها، وخرج من فوره إلى هراة ولم يتلبث. قال: وسمعت أصحابنا بهراة يقولون: لما قدم السّلطان ألب أرسلان هراة في بعض قدماته اجتمع مشايخ البلد ورؤساؤه، ودخلوا على أبي إسماعيل الأنّصاري، وسلموا عليه وقالوا: قد ورد السّلطان، ونحن على عزم أن نخرج ونسلّم عليه، فأحببنا أن نبدأ بالسلام على الشيخ الإمام، ثمّ نخرج إلى هناك. وكانوا قد تواطؤوا على أن حملوا معهم صنماً من نحاس صغيراً،

(33/59)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 60
وجعلوه في المحارب تحت) سجادة الشيخ، وخرجوا. وذهب الشيخ إلى خلوته. ودخلوا على السّلطان، واستغاثوا من الأنّصاري أنّه مجسّم، وأنه يترك في محرابه صنماً، ويقول إن اللّه على صورته، وإن بعث السّلطان الآن يجد الصّنم في قبلة مسجده. فعظم ذلك على السّلطان، وبعث غلاماً ومعه جماعة، ودخلوا الدار وقصدوا المحراب، وأخذوا الصنم من تحت السجادة، ورجع الغلام بالصّنم، فوضعه بين يدي السّلطان، فبعث السّلطان من أحضر الأنّصاري، فلما دخل رأى مشايخ البلد جلوساً، ورأى ذلك الصنم بين يدي السّلطان مطروحاً، والسلطان قد اشتد غضبه، فقال له السّلطان: ما هذا قال: هذا صنم يعمل من الصفر شبه اللعبة. قال: لست عن هذا أسألك. فقال: فعممّ يسألني السّلطان قال: إن هؤلاء يزعمون أنّك تعبد هذا، وأنّك تقول إن اللّه على صورته. فقال الأنّصاري: سبحانك، هذا بهتان عظيم. بصوت جهوريّ وصولة، فوقع في قلب السّلطان أنهم كذبوا عليه، فأمر به فأخرج إلى داره مكرماً. وقال لهم: أصدقوني. وهدّدهم، فقالوا: نحن في يد هذا الرجل في بليةٍ من استيلائه علينا بالعامة، فأردنا أن نقطع شرّه عنا، فأمر بهم، ووكل بكلّ منهم، ولم يرجع إلى منزله حتّى كتب بخطه بمبلغٍ عظيم يحمله إلى الخزانة. وسلموا بأرواحهم بعد الهوان والجناية. وقال أبو الوقت السّجزيّ: دخلت نيسابور، وحضرت عند الأستاذ أبي المعالي الجوينيّ فقال: من أنت قلت: خادم الشيّخ أبي إسماعيل الأنّصاري. فقال: رضي اللّه عنه.

(33/60)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 61
وعن أبي رجاء الحاجيّ قال: سمعت شيخ الإسلام عبد اللّه الأنّصاري يقول: أبو عبد اللّه بن مندة سيّد أهل زمانه. وقال شيخ الإسلام في بعض كتبه: أنا أبو بكر أحمد بن عليّ بن محمد بن إبراهيم الإصبهانيّ أحفظ من رأيت من البشر.) وقال ابن طاهر: سمعت أبا إسماعيل الأنّصاري يقول: كتاب أبي عيسى الترمذيّ عندي أفيد من كتاب البخاري ومسلم. قلت لم فقال: لأن كتاب البخاريّ ومسلم لا يصل إلى الفائدة منهما إلا من يكون من أهل المعرفة التامة، وهذا كتاب قد شرح أحاديثه وبينها فيصل إلى فائدته كلّ واحدٍ من الناس من الفقهاء، والمحدثين، وغيرهم. قال ابن السّمعاني: سألت إسماعيل بن محمد الحافظ عن عبد اللّه الأنّصاري، فقال: إمام حافظ. وقال في ترجمته عبد الغافر بن إسماعيل كان علي حظّ تام من المعرفة العربية، والحديث، والتواريخ والأنساب، إماماً كاملاً في التفسير، حسن السّيرة في التصّوف، غير مشتغل بكسبٍ، مكتفياً بما يباسط به المريدين والأتباع من أهل مجلسه في السّنة مرة ومرتين على رأس الملأ، فيحصل على ألوفٍ من الدنانير، وأعدادٍ من الثّياب والحلي، فيجعها ويفرقها على القصاب والخباز، وينفق منها، ولا يأخذ من السّلاطين ولا من أركان الدّولة شيئاً، وقل ما يراعيهم، ولا يدخل عليهم، ولا يبالي بهم، فبقي عزيزاً مقبولاً أتم من الملك، مطاع الأمر، قريباً من ستين سنة، من غير مزاحمة.

(33/61)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 62
وكان إذا حضر المجلس لبس الثياب الفاخرة، وركب الدّواب الثمينة، ويقول: إنّما أفعل هذا إعزازاً للدين، ورغماً لأعدائه، حتّى ينظروا إلى عزّي وتحمّلي، ويرغبوا في الإسلام، ثمّ إذا انصرف إلى بيته عاد إلى المرقعة، والقعود مع الصّوفية في الخانقاه، يأكل معهم، ولا يتميز في المطعوم ولا في الملبوس. وعنه أخذ أهل هراة، التكبير بالصبح، وتسمية أولادهم في الأغلب بالعبد المضاف إلى أسماء اللّه، كعبد الهادي، وعبد الخلاّق، وعبد المعزّ. قال ابن السّمعاني: كان مظهراً للسّنة، داعياً إلهياً، محرضاً عليها، وكان مكتفياً بما يباسط به المريدين، ما كان يأخذ من الظلمة والسّلاطين شيئاً، وما كان يتعدى إطلاقاً ما ورد في الظواهر من الكتاب والسّنة، معتقداً ما صح، غير مصرّح بما يقتضيه من تشبيه. نقل عنه أنّه قال: من لم ير مجلسي وتذكيري وطعن فيّ، فهو في حلّ. ومولده سنة ست وتسعين وثلاثمائة.) وقال أبو النضر الفامي: توفي رحمه اللّه في ذي الحجة.

(33/62)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 63
وقد جاوز أربعاً وثمانين سنة.
4 (عبد العزيز بن طاهر بن الحسين بن علي.)
أبو طاهر البغدادي الصّحراوي. زاهد، عابد، قانت. لازم التفّرد والعزلة. روى شيئاً يسيراً عن: أبي الحسن بن رزقويه، وعثمان بن دوست العلاف. توفي في شعبان.
4 (عبد الكريم بن أبي حنيفة بن العباس.)
أبو المظفر الأندقي البخاريّ، شيخ الحنفيّة في زمانه. ولد بما وراء النّهر. تفقه على الإمام عبد العزيز بن أحمد الحلوائي. وسمع من: محمد بن عليّ بن أحمد الإسماعيلي، وأبي إبراهيم إسماعيل بن محمد المزكي، وجماعة. روى عنه: عثمان بن عليّ البيكنديّ، وغيره. توفي في شعبان عن نحو ثمانين سنة، وأندقى قريةٌ من قرى بخارى.
4 (عبد الملك بن أحمد.)
أبو طاهر بن السّيوريّ.

(33/63)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 64
شيخ صالح، بغداديّ. سمع: أبا القاسم بن بشران، وبشر بن الفاتنيّ، وعثمان بن دوست. روى عنه: عبد الوهاب الأنماطيّ، وجماعة. توفي في جمادى الآخرة. وروى عنه أبو محمد سبط الخيّاط.
4 (عثمان بن محمد بن عبيد اللّه.)
أبو عمرو المحميّ النيّسابوري المزكي. حدث عن: أبي نعيم عبد الملك بن الحسن الإسفرائيني، وعبد الرحمن بن إبراهيم المزكيّ،) وأبي عبد اللّه الحاكم، وجماعة. روى عنه: محمد بن طاهر المقدسيّ، وعبد الغافر بن إسماعيل، وعبد اللّه بن الفراويّ، وهبة الرحمن القشيريّ، وعبد الخالق بن زاهر، ومحمد بن جامع الصّيرفي، وعبد الكريم بن الحسن الكاتب، وأخوه أحمد والحسين بن علي الشّحامي، وعبد الرحمن بن يحيى الناصحيّ وأخوه أبو نصر أحمد، وخلق كثير.

(33/64)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 65
قال عبد الغافر: سمع المشايخ والصّدور، وأدرك الإسناد العالي، وحضر الوقائع. وكان شيخاً حسن الصحبة والعشرة. وتوفي في صفر. قلت: روى عنه بالإجازة محمد بن ناصر الحافظ. وقيل: هو عثمانيّ.
4 (عطاء بن الحسن.)
أبو خالد الخراسانيّ. توفي في ذي الحجة.
4 (عليّ بن الحسين بن عليّ بن عمرويه.)
أبو الحسن. نيسابوري مستور. روى عن: الحيريّ، وأبي سعيد الصّيرفيّ، وأبي عبد اللّه بن فنجويه. وتوفي في نصف شوال.
4 (عليّ بن منصور بن الفراء.)
أبو الحسن القزويني، ثمّ البغدادي المؤدّب. سمع: أبا عليّ بن شاذان، وأبا بكر البرقانيّ، والّلالكائي. ونسخ بخطه الكثير. وكان صالحاً خيراً.

(33/65)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 66
روى عنه: إسماعيل بن السّمرقنديّ، وأبو الكرّام الشّهرزوري، وأبو منصور محمد ولده.
4 (عمر بن الحسين الدّوني.)
الصّوفي الفقيه، السفياني المذهب، نزيل صور.) سمع من: السّكن بن جميع. وعنه: الأرمنازي. مات في ذي الحجة، وقد جاوز الثّمانين.
4 (حرف العين)

4 (غانم بن عبد الواحد بن عبد الرّحيم.)
أبو شكر الإصبهانيّ، الفقيه الشافعيّ إمام جامع إصبهان. أحد العلماء. سمع: محمد بن إبراهيم الجرجانيّ. روى عنه: مسعود الرّستمي، وجماعة. توفي في ثالث رجب.
4 (حرف الفاء)

4 (الفضل بن عبد اللّه بن علي بن عمر الأذيوجانيّ.)

(33/66)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 67
أبو سعد المعروف بالقاضي. قال شيرويه: قدم همذان في رجب للتحديث. وروى عنه: عبيد اللّه بن أبي حفص بن شاهين، وأبي منصور محمد بن محمد السواق، وأبي محمد الخلال، وجماعة. انتخب عليه. وكان ثقة له أصول مقيدة بخط أبي بكر الخطيب وغيره.
4 (حرف القاف)

4 (القاسم بن عليّ.)
أبو عدنان القرشي الشريف، العميد الهرويّ. روى عن: أبي منصور محمد بن محمد القاضي، وأبي الحسن الدّيناريّ وغيرهما.
4 (حرف الميم)

4 (محمد بن أحمد بن محمد بن الحسن.)
أبو بكر بن ماجة الأبهريّ، أبهر إصبهان لا زنجان وهي قرية كبيرة، ولد سنة ست وثمانين وثلاثمائة.) روى جزء لوين عن أبي جعفر بن المرزبان، وطال عمره، وأكثروا عنه. توفي في هذه السّنة. روى عنه: ابن طاهر المقدسيّ، وأبو سعيد البغدادي، وأبو القاسم التيميّ، ومحمود بن محمد بن ماشاذة، وأبو منصور عبد اللّه بن محمد الاكسائي، وعبد المغيث بن أبي عدنان، وأبو الغنائم مسعود بن إسماعيل، وأبو نصر أحمد بن عمر الغازي، وأبو الخير محمد بن أحمد الباغيان، ومحمود بن عبد الكريم بن فورجه، وأبو الغنائم محمد بن عبد المؤمن، وأبو رشيد أحمد بن

(33/67)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 68
حمد الخرقيّ، وعبد المنعم بن محمد بن سعدويه، والحسن بن رجاء بن سليم، والأديب محمد بن أبي القاسم الصالحانيّ، وغيرهم.
4 (محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن جعفر.)
أبو الحسن الباقرجي البغدادي الصيّرفي. سمع: ابن المتيم وابن رزقويه، وغيرهما. روى عنه: محمد بن ناصر.
4 (محمد بن الحسين بن عليّ بن محمد بن محمود.)
أبو يعلى الهمذاني السّراج. سمع بمكة صحيح البخاريّ من كريمة المروزيّة. وبمصر من القاضي أبي عبد محمد القضاعيّ. وببغداد من الجوهريّ. وكان صدوقاً، حسن السيرة كثير الصّدّقة. توفي في صفر.
4 (محمد بن عبد الرحمن بن أحمد.)
أبو بكر النيسابوريّ الماوردي الصّوفي الحنفيّ، صوفي، نظيف، ظريف، ورع.

(33/68)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 69
روى عن: أبي العلاء صاعد بن محمد. وعنه: عبد الغافر بن إسماعيل وهو وصفه.
4 (محمد بن محمد بن بشير.)
أبو عبد اللّه المعافريّ القرطبيّ الصيرفيّ المقريء، صاحب مكيّ.) روى عنه أبو علي الغسانيّ، وقال: كان رجلاً صالحاً، طلب الأدب عند أبي بكر مسلم بن أحمد الأديب. وقرأ القرآن على مكيّ بن أبي طالب. وحجّ، وكتبصحيح مسلم بمصر، عن أبي محمد بن الوليد، وكان رجلاً منقبضاً، مقبلاً على ما يعنيه. وتوفيّ في رمضان.
4 (محمد بن هشام بن محمد بن عثمان بن نصر.)
أو بكر القيسي الوزير القرطبيّ، ويعرف بابن المصحفيّ. روى عن: أبيه، وعن: ثابت بن محمد الجرجانيّ، وأبي الحسن التبّريزيّ، وأبي عبد اللّه بن فتحون، وصاعد بن الحسن اللّغويّ، وأبي عمر بن عفيف. روى عنه: أبو عليّ الغسّانيّ، وقال: كان من المتحقّقين بالأدب، الدّائبين على طلبه مدّة عمره. وكان ذا صيانة وجلالة. أكثر الناس عنه. وقال ابن بشكوال: أنبا عنه غير واحد. وقال أبو الحسن بن مغيث: كان حافل الأدب، متسعّ المعرفة، من بيت نباهةٍ ووجاهة، دمث الأخلاق، مثابراً على المطالعة. وكانت كتبه في غاية الإتقان والتقييد.

(33/69)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 70
توفي الوزير أبو بكر في ثالث جمادى الأولى، وله ثمانون سنة.
4 (محمد بن يبقى.)
أبو عبد اللّه الأندلسيّ اللّخميّ. من أهل المريّة. كان فقيهاً عالماً بالأثر. اختلف إلى الشيّوخ كثيراً. ورّخه أبو القاسم بن مدير، وقال: ما تركت بالمريّة أحداً فوقه.
4 (مسعود بن سعيد بن عبد العزيز النيّلي.)
أبو الفضل النّيسابوريّ الطبيب. قال السّمعاني: ولد سنة أربعٍ وأربعمائة، وتوفيّ في سنة نيّفٍ وثمانين. يروي عن الحسين بن فنجوية الثقفيّ. ثنا عنه: أبو البركات بن الفراويّ، وغيره. وعبد الخالق الشّحّاميّ.
4 (معلّي بن حيدرة.)
الأمير حصن الدّولة أبو الحسن الكناني.) تغلّب على إمرة دمشق في شوّال سنة إحدى وستيّن بعد هروب أمير

(33/70)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 71
الجيوش بدر، وبعد بارزطغان، فأساء السّيرة، وصادر النّاس وعذّبهم. وزعم أنّ التقليد وصل إليه من المستنصر صاحب مصر. وعمّ بلاؤه إلى أن خربت أعمال البلد وجلا كثير من النّاس، ووقعت بينه وبين العسكر وحشة فخافهم وهرب إلى بانياس في آخر سنة سبعٍ وستيّن، وأراح اللّه منه. ثمّ خاف من عسكرٍ قدم من مصر سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة، وهرب إلى صور، ومنها إلى طرابلس، فأخذ منها، وحمل أسيراً إلى مصر، وبقي بها إلى أن قتل في هذه السّنة.
4 (حرف الهاء)

4 (هبة اللّه بن عليّ.)
أبو سعد الكوّاز القارىء. توفيّ ببغداد في رجب. يروى عن: عبد الملك بن بشران. وعنه: إسماعيل بن السّمرقنديّ، وإسماعيل الطلحيّ.
4 (هبة اللّه بن محمد بن محمد بن مخلد.)
أبو المفضل بن الجلخت الأزديّ الواسطيّ الزاهد، المقريء. اسمه: عليّ بن عبد اللّه الطرسوسي، وأبا تّمام عليّ بن محمد العبدريّ، وعمر بن عليّ الميمونيّ. روى عنه: إسماعيل بن السّمرقنديّ، وغيره. قال خميس الخوري: أبو المفضل شيخنا يقصر الوصف عما كان عليه

(33/71)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 72
من خشونة الطريقة وحسنها. صام وقته كله، ولازم الجامع معتكفاً، يقرئ القرآن ويحدث. وكان حسن المعرفة بالفقه والحديث، جماعةٌ لخلال الخير، ذا جاهٍ عظيم عند السّلطان. توفي في أول السّنة، ودفن بداره، وله سبعٌ وخمسون سنة.
4 (الكنى)

4 (أبو يعلى بن عبد الواحد بن أحمد المليحيّ الهرويّ.)
اسمه.

(33/72)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 73
2 (وفيات سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)
)
4 (أحمد بن عمر بن أحمد بن عليّ.)
أبو بكر الهمذانيّ الصندوقي البزار المعبر. روى عن: أبي طاهر بن سلمة، وأبي سعيد بن شبابة، ومحمد بن عيسى وأكثر عنه، وابن المحتسب، وجعفر الأبهري، وطاهر بن أحمد الإمام، وعليّ بن أحمد، وعليّ بن شعيب، وأبي نصر بن الكسّار، وأبي الفضل عمر بن إبراهيم بن أبي سعد الهرويّ، ومنصور بن رامش، وأبي حاتم أحمد بن الحسن بن خاموش الرّازيّ الفقيه، وخلق كثير. قال شيرويه: سمعت منه كثيراً، وكان ثقة صدوقاً، عارفاً بأحوال البلد وأهلها، وبأخبار المشايخ. وكان أحد دهاة الفرس. حسن السّيرة، اعتكف في الجامع نيفاً وأربعين سنة. توفي في ذي الحجة، وتوليت غسله.
4 (أحمد بن محمد بن أحمد.)

(33/73)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 74
أبو العباس الجرجاني الفقيه، قاضي البصرة وشيخ الشافعية بها. وهو مذكور في أعيان الأدباء، له تصانيف. وسمع من: أبي طالب بن غيلان، وأبي الحسن القزويني، والصوريّ. روى عنه: الحسين بن عبد الملك الأديب بإصبهان. وله كتاب سماه كتاب الأدباء أورد فيه نفائس من النظم والنثر، وكان من أجلاد العالم. تفقه على الشّيخ أبي إسحاق. وقد روى عنه أبو عليّ بن سكرة الحافظ، وأثنى عليه. وروى عنه: إسماعيل بن السّمرقنديّ.
4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر.)
أبو الفتح الإصبهاني الوبريّ المقريء. قرأ بالروايات على أبي المظفر عبد اللّه بن شبيب، والباطرقانيّ. وسمع من: أبي نعيم، وجماعة. وروى اليسير، وكان مقرئ إصبهان في وقته.
4 (أحمد بن محمد بن صاعد بن محمد.)
أبو نصر القاضي الصاعديّ، رئيس نيسابور وقاضيها.) أجرى رئاسة بلده ورسومها على أحسن مجاريها، وكان معظماً عند

(33/74)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 75
السّلطان، وله معرفة بالفروسية ورمي القوس، وكان من أعيان الحنفية. سمع من: جده أبي العلاء صاعد بن محمد القاضي والقاضي أبي بكر الحيريّ، ومحمد بن موسى الصيرفي، وعلي بن محمد الطرازيّ، ويحيى بن إبراهيم المزكيّ. وسمع ببغداد في الكهولة من القاضي أبي الطيّب الطبريّ، وغيره. وكان مولده في سنة عشرٍ وأربعمائة. روى عنه: إسماعيل بن محمد الحافظ، وأبو سعد البغداديّ، وسفيان بن مندة، وزاهر روجيه ابنا الشّحاميّ، ومنصور بن محمد حفيده، وعبد اللّه بن الفراويّ، وعبد الخالق بن زاهر، وأبو الغنائم منصور بن محمد الكشميهنيّ، وإسماعيل العصائدي، وأحمد بن عليّ المقريء البهيقي، ومحمد بن عليّ بن دوست، وآخرون. قال السّمعاني: تعصب بأخرة في المذهب، حتّى أدى إلى إيحاش العلماء، وأغرى بعض الطوائف على بعض، حتّى غيرت الخطباء، وشرع اللعن على أكثر الطوائف من المسلمين، فانتهى الأمر إلى السّلطان ألب أرسلان، والوزير نظام الملك، فأبطل ذلك، ولزم القاضي أبو نصر بيته مدة إلى دولة ملكشاه، ففوض القضاة إليه، وكان العدل والإنصاف في أيّامه. وعقد مجلس الإملاء في خمسيات رمضان، وكان يحضر إملاءه من دبّ ودرج.

(33/75)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 76
توفي في ثامن رمضان، وكان أحد من يقال له شيخ الإسلام.
4 (أحمد بن محمد بن محمد بن عليّ بن محمد بن عليّ بن شجاع.)
الأستاذ أبو حامد الشّجاعي السرخسي ثمّ البلخي، الفقيه. كان إماماً مبرزاً كبير القدر. تفقه على: أبي عليّ السّنجيّ. ودرس مدةً، وله أصحاب.

(33/76)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 77
سمع الحديث من: الليث بن الحسن الليثيّ، وغيره. روى عنه: ابن أخيه محمد بن محمود السّره مرد بسرخس، وأبو حفص عمر بن محمد بن القاسم القاضي الشهرزوري، وآخرون. سمع منهم: أبو سعد السّمعاني.) وتوفي رحمه اللّه ببلخ. وقع لنا مجلسٌ من أماليه.
4 (إبراهيم بن سعيد بن عبد اللّه.)
الحافظ أبو إسحاق النعمانيّ، مولاهم المصري، المعروف بالحبال. قال أبو عليّ بن سكرة: أخبرني أن مولده في سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة، وأنه سمع من الحافظ عبد الغني بن سعيد سنة سبعٍ وأربعمائة وأن عبد الغنيّ توفيّ سنة ثمانٍ. قلت: سمع: أحمد بن عبد العزيز بن ثرثال صاحب المحامليّ، وهو أكبر شيخٍ له، وعبد الغنيّ المذكور، ومحمد بن أحمد بن شاكر القطّان، ومحمد بن ذكوان التنيسيّ سبط عثمان السّمرقنديّ، وأحمد بن الحسين بن جعفر النّخالي العطار، وقال: ما أقدم عليه أحداً من شيوخي في الثقة وجميع

(33/77)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 78
الخصال التي اجتمعت فيه وعبد الرحمن بن عمر النحاس، وأحمد بن محمد بن الحاج الإشبيليّ، ومنير بن أحمد، والخصيب، بن عبد اللّه، ومحمد بن محمد النّيسابوريّ صاحب الأصم، وابن نظيف، وخلقاً سواهم. وجمع لنفسه عوالي سفيان بن عيينة، وغير ذلك. وكان يتجر في الكتب، ولهذا حصل من الأصول والأجزاء ما لا يوصف. وكان متقناً، ثقة، حافظاً متحرياً، صادقاً. روى عنه: أبو عبد اللّه الحميديّ، وإبراهيم بن الحسن العلويّ المصريّ النّقيب، وعبد الكريم بن سوار التككيّ، وعطاء بن هبة اللّه الإخميميّ، ووفاء بن ذبيان النّابلسيّ، ويوسف بن محمد الأردبيلي، سمع السّلفي من خمستهم، ومحمد بن محمد بن جماهر الطليطلي، ومحمد بن إبراهيم البكري الطليطليّ، وأبو الفتح سلطان بن إبراهيم المقدسي، وأبو الفضل محمد بن بنان الأنباريّ، وعليّ بن الحسين الموصليّ الفرّاء، وأبو بكر محمد بن عبد الباقيّ قاضي المرستان. وآخر من روى عنه بالإجازة الحافظ محمد بن ناصر. وكان خلفاء مصر الرافضة قد منعوه من التحديث، وأخافوه، قاتلهم اللّه، فلهذا انقطع حديثه بوقتٍ. قال أبو عليّ بن سكرة: منعت من الدخول إليه، فلم أدخل عليه إلا بشرط

(33/78)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 79
أن لا يسمعني، ولا يكتب إجازة، فأول ما فاتحته الكلام خلط في كلامه، وأجابني على غير سؤالي حذراً أن أكون) مدسوساً عليه، حتّى بسطته، وأعلمته أنّي من أهل الأندلس أريد الحجّ، فأجاز لي لفظاً، وامتنع من غير ذلك. وقال ابن ماكولا: كان الحبّال مكثراً ثقة، ثبتاً، ورعاً، خيراً. ذكر أنّه مولى لابن النعمان قاضي قضاة مصر. وحدّث عنه ابن ماكولا وذكر أنّه ثبته في غير شيء. وروى عنه الحافظ أبو بكر الخطيب إجازة، ثمّ قال: وحدثني عنه أبو عبد اللّه الحميديّ. وقد أتى الحبّال بعض الطلبة، قبل أن يمنعه بنو عبيد من الرواية، ليسمعوا منه جزءاً، فأخرج به عشرين نسخة، وناول كل واحدٍ نسخةً يعارض بها. وقال الحافظ محمد بن طاهر: سمعت أبا إسحاق الحبّال يقول: كان بمصر رجلٌ يسمع معنا الحديث، وكان متشدداً. وكان يكتب السّماع على الأصول، ولا يكتب اسم رجلٍ حتّى يستحلفه أنّه سمع الجزء، ولم يذهب عليه منه شيء. وسمعته يقول: كنا نقرأ على شيخٍ جزءاً، فقرأنا قوله صلى اللّه عليه وسلم: لا يدخل الجنّة قتات. وكان في الجماعة رجلٌ ممن يبيع القتّ، وهو علف الدّوابّ، فقام وبكى، وقال: أتوب إلى اللّه من بيع القت. فقيل: ليس هو الذي يبيع القت، ولكنه النمام الذي ينقل الحديث من قومٍ إلى قوم. فسكن بكاؤه وطابت نفسه.

(33/79)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 80
قال ابن طاهر: كان شيخنا الحبّال لا يخرج أصله من يده إلا بحضوره، يدفع الجزء إلى الطالب، فيكتب منه قدر جلوسه، فإذا قام أخذ الأصل منه. وكان له بأكثر كتبه عدة نسخ، ولم أر أحداً أشد أخذاً منه، ولا أكثر كتباً منه. وكان مذهبه في الإجازة أن يقدمها على الإخبار. يقول: أجاز لنا فلان، أنا فلان، ولا يقول: أنا فلان إجازة. يقول: ربما تترك إجازةً، فيبقى إخباراً، فإذا ابتدئ بها، ولم يقع الشّك، فيه. وسمعته يقول: خرج أبو نصر السّجزي الحافظ على أكثر من مائة شيخ، لم يبق منهم غيري. قال ابن طاهر: كان قد خرج له عشرين جزءاً في وقت الطلب، وكتبها في كاغدٍ عتيق، فسألت الجبال عن الكاغد، فقال: هذا من الكاغد الذي كان يحمل إلى الوزير من سمرقند، وقعت إليّ) من كتبه قطعة، فكنت إذا رأيت ورقةً بيضاء قطعتها، إلى أن اجتمع هذا القدر، فكنت أكتب فيه هذه الفوائد. قال ابن طاهر: لما دخلت مصر قصدت الحبّال، وكان قد وصفوه لي بحليته وسيرته، وأنّه يخدم نفسه، فكنت في بعض الأسواق لا أهتدي إلى أين أذهب. فرأيت شيخنا على الصفة التي وصف بها الحبال، واقفاً على دكان عطار، وكميّه ملأى من الحوائج. فوقع في نفسي أنّه هو، فلما ذهب سألت العطار: هذا من الشيخ فقال: وما تعرفه، هذا أبو إسحاق الحبّال. فتبعته وبلغته رسالة سعد بن عليّ الزنجانيّ، فسألني عنه، وأخرج من جيبه جزءاً صغيراً، فيه الحديثان المسلسلان اللّذان كان يرويهما. أحدهما. وهو أوّل وهو أول حديث سمعته منه. فقرأهما علي وأخذت عليه الموعد كل يوم في عمرو بن العاص إلى أن خرجت رحمه اللّه.

(33/80)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 81
قلت: كان لقيّ ابن طاهر له في سنة سبعين وأربعمائة، وقد سمع منه القاضي أبو بكر الأنّصاري في سنة ست وسبعين. وإنّما منعوه من التّحديث بعد ذلك.
4 (إبراهيم بن عثمان بن إبراهيم بن يوسف.)
أبو القاسم الخلاّل، مسند جرجان في زمانه. توفي بعد الثّمانين. ذكره أبو سعد السّمعاني، فقال: ثقة، مكثر، معمر. روى الكثير. سمع: أبا نصر محمد بن لإسماعيلي، وحمزة السّهمي، والحسن بن محمد الأديب، وأبا مسلم غالب بن عليّّ الرّازيّ الحافظ، والمفضل بن إسماعيل الإسماعيليّ، وأبا عمرو بن عبد الرحمن بن محمد الجرجاني، وأخاه عبد الواسع، وأبا الفضل محمد بن جعفر الخزاعيّ، وأبا سعد المالينيّ، وبشر بن محمد الأبيورديّ، وطبقتهم. مولده في ذي القعدة سنة تسعين وثلاثمائة. قال: وتوفي بجرجان سنة نيفٍ ثمانين. أنبئت عن أبي المظفر بن السّمعاني قال: أنا سعد بن عليّ العصاريّ: أنا إبراهيم الخلاليّ بجرجان، فذكر حديثاً.
4 (أصرم بن عبد الوهاب بن محمد بن خريم.)
) الإصبهانيّ، أبو نهشل. سمع: أبا بكر بن أبي عليّ، وأبي سعيد بن حسنويه. مات في شوال. أرخه يحيى بن مندة.

(33/81)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 82
4 (حرف الحاء)

4 (الحسن بن أحمد بن عبد الواحد بن أبي بكر محمد بن أحمد بن عثمان بن الوليد.)
أبو عبد اللّه السّلمي الدمشقيّ، ابن أبي الحديد المعدل، الخطيب. حكم بين الناس بدمشق حين عزل عنها القاضي الغزنويّ إلى حين وصول الشّهرستاني من الحجّ. وحدّث عن: المسدّد الأملوكيّ، وأبي الحسن بن السّمسار، وأبي الحسن العتيقيّ، وعبد الرحمن بن الطّبيز، وجماعة. روى عنه: حفيده أبو الحسين الخطيب، وهبة اللّه بن الأكفانيّ، وهبة اللّه بن طاوس، وأبو القاسم بن البن، وعليّ بن عساكر الخشاب، وعلي بن أحمد الحرستانيّ. توفيّ في آخر السّنة: وكان مولده سنة ست عشرة. أخبرنا أيّوب بن أبي بكر الفقيه بدمشق، وسنقر المحموديّ بحلب، قالا: أنا مكرم التاجر، أنا عليّ بن أحمد بحرستا سنة ست وخمسين وخمسمائة، أنا الحسن بن أحمد السلمي، أنا المسدّد بن عليّ، أنا أحمد بن عبد الكريم الحلبيّ، أنا أبو الحسن محمد بن أحمد الرافقيّ: ثنا صالح بن عليّ النوفليّ: ثنا

(33/82)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 83
يحيى الحمانيّ: ثنا وكيع، عن سفيان، عن عاصم بن كليب، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن علقمة، عن عبد اللّه قال: ألا أريكم صلاة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فرفع يده في أولّ مرة، ثمّ لم يعد.
4 (الحسن بن عبد الصّمد بن أبي الشّخباء.)
أبو عليّ، الشيخ المجيد العسقلاني، صاحب الرسائل والخطب. كان القاضي الفاضل جل اعتماده على حفظ كلام الشيخ المجيد. توفي مقتولاً في سجن خزانة البنود بالقاهرة في هذه السّنة. فمن شعره: ما زال يختار الزّمان ملوكهحتّى أصاب المصطفى المتخيرا) قل للألى ساسوا الورى وتقدمواقدماً: هلموا شاهدوا المتأخر تجدوه أوسع في السياسة منكمصدراً، وأحمد في العواقب مصدر قد صام، والحسنات ملء كتابه، وعلى مثال صيامه قد أفطرا

(33/83)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 84
4 (الحسن بن عليّ بن عبد الواحد بن الموحد.)
أبو محمد السّلميّ الدمشقي، المعروف بابن البريّ. سمع: عبد الرحمن بن أبي نصر، وأبا نصر عبد الوهاب بن الجبان، ومنصور بن رامش. روى عنه: أبو بكر الخطيب وهو أكبر منه، والفقيه نصر المقدسيّ، وأبو الفضل يحيى بن عليّ القاضي، ونصر بن قاسم المقدسيّ، ونصر بن أحمد بن مقاتل. توفي في نصف رمضان. كذا ورّخه ابن الأكفاني. وورد عن غيث أنّه توفي في صفر.
4 (الحسين بن عليّ بن أحمد.)
أبو طاهر الإصبهانيّ، الشيخ الصالح. روى عن: أبي عبد اللّه الجرجاني، وأبي بكر بن مردويه.

(33/84)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 85
ومولده سنة خمس وتسعين وثلاثمائة. مات في شوال. قاله يحيى بن مندة.
4 (حرف الطاء)

4 (طاهر بن بركات بن إبراهيم بن عليّ بن محمد.)
أبو الفضل القرشيّ الدمشقيّ، المعروف بالخشوعيّ. سمع: أبا القاسم الحنائيّ، وأبا الحسين بن مكيّ، وعبد الدائم الهلاليّ، والكتانيّ، والخطيب، وطبقتهم. وخرج معجم شيوخه. سمع منه: الفقيه نصر المقدسيّ، وهو من شيوخه، ومكيّ الرميليّ. قال ابن عساكر الحافظ: سألت ابنه أبا إسحاق لم سموا الخشوعيّ فقال: كان جدنا الأعلى يؤم الناس، فتوفي في المحراب. وذكر أنّ أباه طاهراً توفي وقد ناهز الخمسين سنة.
4 (حرف الظاء)
)
4 (ظاهر بن أحمد بن عليّ.)
الحافظ المفيد أبو محمد السّليطي النّيسابوريّ.

(33/85)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 86
ويسمى أيضاً عبد الصمد. ولد بالريّ ونشأ بها، وكتب الكثير بخطه المتقن الصحيح. سمع: أبا عليّ بن المذهب، والتنوخيّ، والجوهريّ، وطبقتهم. روى عنه: ابن بدران الحلوائي، وأبو بكر المروزيّ. وسكن همذان
4 (ظفر بن الداعي بن مهدي بن حسن.)
السّيد أبو الفضل العلويّ، من ذرية محمد بن عمر بن عليّ بن طالب. من أهل أستراباذ. سمع الكثير، وأملى مدة. روى عن: والده، وحمزة السّهمي، وإبراهيم بن مطرف، وعلي بن أحمد ابن عبدان الأهوازيّ، وأبي بكر الحيريّ. وأجاز له السّهميّ. مات في هذا الحدود بعد الثمانين. روى عنه: عبد اللّه بن الفراويّ، وعائشة بنت الصفار.
4 (حرف العين)

4 (عبد اللّه بن محمد بن إبراهيم بن غريب الخال.)
سمع: الحرفي، وعثمان بن دوست، وأبا عليّ بن شاذان.

(33/86)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 87
روى عنه: أبو غالب بن البناء، وابنه سعيد بن البناء، وإسماعيل بن السّمرقنديّ.
4 (عبد الرحمن بن الأستاذ أبي القاسم عبد الكريم بن هوازن.)
أبو منصور القشيريّ النّيسابوريّ. كان صالحاً عابداً، سمع: عبد الرحمن بن حمدان النصرويي، وأبا عبد اللّه بن باكويه بنيسابور، وأبا الطيّب الطبريّ، وجماعة ببغداد. روى عنه: أبو الأسعد هبة الرحمن، وأبو حفص عمر الفرغوليّ.) وتوفي بمكة هذه السّنة. عبد السّلام بن منصور بن الياس. أبو الفتح الهرويّ. توفي في جمادى الآخرة. وتوفي أخوه عبد البديع قبله بيوم.
4 ()
عبد الصّمد بن أحمد بن عليّ.

(33/87)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 88
أبو محمد السّليطيّ النّيسابوري المعروف بظاهر. أصله رازي، كان أحد أئمة الحفاظ، نسخ الكثير بخطه المتقن، ورحل فسمع: أبا علي بن المذهب، وأبا طاهر الصباغ، وأبا الطيّب الطبري، والجوهري. وخرج للجوهري أمالي معروفة. روى عنه: محمد بن بطال بهمذان، وعبد الواحد بن الفضل الفارمذي، ومحمد بن أميرك. إلا أنّه أخذ كتب الناس في نهب البساسيري، وجمعها، ولم ينفعه اللّه بها. توفي بنواحي همذان.
4 (عبد الواحد بن علي بن أحمد.)
أبو الفضل الهمذاني الكرابيسي، المعروف بابن يوغة الصّوفيّ. روى عن: ابن تركان، وعليّ بن أحمد البيع، وسعد بن علويه، ومحمد بن عليّ بن خذاداذ، وجماعة. قال شيرويه: شيخ الصّوفية صدوق. سمعت منه جمع ما مر له. ومات في سلخ ذي الحجة، ومولده في سنة تسعين وثلاثمائة. وقال السّمعاني: سمع أبا بكر بن حمدويه الطوسي، وأجاز له أبو بكر بن لال، ثنا عنه حمدان بن الحسن الضرير، وأبو الفخر سعد بن محمد الصوفي، وأبو المكارم عبد الكريم بن عبد الملك الكرابيسي. وكان شيخ الصّوفية بهمذان.

(33/88)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 89
4 (عبد الواحد بن علي بن البختري.)
) أبو القاسم. بغدادي مقل. روى عن: أبي القاسم بن بشران. كتب عنه: أبو محمد بن السّمرقنديّ، وأخوه. ومات في صفر.
4 (عبد الواحد بن محمد بن عمر.)
أبو زيد الطرسوسيّ. مات في ربيع الأول.
4 (عبد الوهاب بن أحمد بن محمد بن زكريا.)
أبو منصور الثقفي النّيسابوري الأطروش. قال السّمعاني: شيخ ظريف، خفيف، أصم، صوفي، سافر الكثير ولقي المشايخ، وتبرع بأنواع من القرب من عمارة القبور، وإعادة الأسماء على مشاهدة الأئمة، واتخاذ الأواني النّحاس للصوفية. وسمع بخراسان، والعراق، وكان يقرأ بنفسه لصممه. حدث عن: أبي بكر الحيريّ، وأبي عبد الرحمن السّلمي، وأبي الحسن الطرّازي، وأبي عليّ السّختياني، وأبي عبد اللّه بن باكويه. روى عنه: أبو عثمان العصائدي، وأبو الوقت عبد الأول. توفي في خامس رجب. وقع لنا من طريقه مجلساً السلمي، وابن باكويه.

(33/89)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 90
4 (عبيد اللّه بن عمر بن محمد بن أبي عبد الرحمن.)
البحيريّ النّيسابوري. قال عبد الغافر: هذا الشيخ رقيق الحال في التزكية والعدالة. سمع من: أبي عبد اله الحاكم، وعبد اللّه بن يوسف الإصبهانيّ، وجماعة. توفي في تاسع ذي الحجة وله خمس وثمانون سنة وأيام. قلت: روى عنه: عبد الغافر، وغيره، والأمير أحمد بن محمد الفراتيّ.)
4 (عبد الكريم بن زكريّا بن سعد بن عمار.)
أبو محمد البخاريّ الخبازيّ البزار. فقيه حافظ فاضل، يفهم الحديث. سمع الكثير، وأملى عن: أبي نصر أحمد بن الحسن المراجليّ، وحمزة بن أحمد الكلاباذي، والحسين بن الخضر النّسفي، وطبقتهم. وعنه: عثمان بن عليّ البيكنديّ، وجماعة. ولد سنة تسعٍ وتسعين وثلاثمائة. ومات في ربيع الأول.
4 (عليّ بن أحمد بن عليّ بن حنويه.)

(33/90)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 91
أبو الحسن الشهرستاني الفاروزي الكاتب. سمع: الليث بن الحسن اللليثيّ بسرخس، وأبا بكر الحيريّ. وصحب: أبا عبد اللّه بن باكويه. توفي في ذي القعدة عن مائة سنة.
4 (عليّ بن أبي نصر المناديليّ.)
أبو الحسن النّيسابوريّ الحافظ. كان من نوادر الزّمان. جمع ما لم يجمعه غيره من أنواع العلوم، حتّى فاق أقرانه في القراءآت، ومعرفة أسماء الرجال، والمتون، والطبّ، وغير ذلك. بالغ الحافظ عبد الغنيّ في وصفه، وقال: ما رأيت أحسن ولا أصحّ من قراءته. سمع من: أبي القاسم القشيريّ، والفضل بن المحبّ، وطبقتهما. ولم يتكهل ولم يبلغ أوان الرواية. قال عبد الغافر: لمّا عاد من بغداد سمعته يقول: ما استفدت من غيري في سفري، بل كلّ من لقيته استفاد منّي. وقال لي: لست أطالع شيئاً مرةً أو مرتين إلا وحفظته ولا أنساه، فقد من البلد ولا يدري ما تم له. عليّ بن أبي يعلى بن زيد بن حمزة.) أبو القاسم الحسيني الدّبوسيّ.

(33/91)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 92
ودبوسية: بلدة بقرب سمرقند. كان من كبار أئمة الشّافعية، متوحداً متفرداً في الفقه والأصول واللغة والنّحو والنظر والجدل. وكان حسن الخلق والخلق، سمحاً. جواداً كثير المحاسن. قدم بغداد، وولي تدريس النظامية، تفقه عليه جماعة من البغداديين، ومن الغرباء. وأملى ببغداد مجالس. سمع: أبا عمرو بن عبد العزيز القنطريّ، وأبا سهل أحمد بن عليّ الأبيورديّ، وأبا مسعود أحمد بن محمد البجليّ. روى عنه: عبد الوهاب الأنماطي، وأبو غانم مظفر البروجرديّ، ومحمد بن أبي نصر المسعوديّ المروزيّ، وآخرون. توفي ببغداد في شعبان، وهو من ذرية الحسين الأصغر بن زيد العابدين

(33/92)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 93
عليّ بن الحسين رضي اللّه عنه.
4 (عليّ بن محمد بن حسين ابن المحدث عبد الكريم بن موسى بن عيسى بن مجاهد.)
الإمام أبو الحسن البزدويّ النّسفيّ الزاهد، صاحب التصانيف الجليلة، والمدرس بسمرقند. توفي بكسّ في رجب. قال السّمعاني: كان إمام إصحاب أبي حنيفة بما وراء النهر، يضرب به المثل في حفظ المذهب. وطريقته مفيدة. ظهر له الأصحاب، وهو أخو القاضي أبي اليسر. تفقه بالشمس عبد العزيز بن أحمد الحلوائي، وسمع منه، ومن: عمر بن منصور بن خنب، وأبي الوليد الحسن بن محمد الدربنديّ. وكان مولده في حدود الأربعمائة. روى عنه: أبو المعالي محمد بن نصر الخطيب.
4 (عليّ بن محمد بن عبد العزيز بن حميدين.)
أبو الحسن القرطبي.

(33/93)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 94
روى عن: يحيى بن محمد القليعيّ، ومحمد بن عتاب، وأبي جعفر الكنديّ الزاهد وهو خاله:) وكان من أهل العلم والفقه والصلاح والتلاوة والإقبال على نشر العلم، صدراً مشاوراً في الأحكام، معظماً في النفوس، متعيناً للوزارة. قال اليسع بن حزم: له همة انتعلت السّماك، وتبوأت الأفلاك، كتب مرة إلى المعتمد بن عباد: يا من حللت جوارهوالجود طوع يمينه أتجير من ألقى إليك بنفسه وبدينه حاشى نهاك بأن يرى بخلاً بعين معينه إني غرست به الثنافقطعت حسن يقينه ولد سنة ثلاث عشرة وأربعمائة، وتوفي في بيع الأول رضي اللّه عنه.
4 (عليّ بن محمد بن الحسين بن موسى)
أبو الحسن الأسدي الفارقيّ الشيعيّ. غال، كثير المجون والدغابة. سمع: أبا الحسن بن مخلد البزارّ. وعنه: عبد الوهاب الأنماطيّ.
4 (عيسى بن نصر بن عيسى.)
أبو الطيبّ الرّازيّ البزار. رحل وسمع بمصر: أبا عبد اللّه بن نظيف، وشعيب بن المنهال. روى عنه: أبو القاسم بن السّمرقنديّ، وأبو البركات الأنماطيّ. وتوفي في شوال.

(33/94)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 95
4 (حرف الغين)

4 (غانم بن محمد بن عبد الواحد بن عبيد اللّه الإصبهانيّ.)
الحافظ أبو سهل. توفي بإصبهان في جمادى الأولى. يروي حضوراً عن عليّ بن مندة الفقيه الزاهد.
4 (حرف الميم)

4 (محمد بن أحمد بن حامد بن عبيد.)
) أبو جعفر البيكنديّ البخاريّ المتكلم، المعروف بقاضي حلب. ورد بغداد في أيام عبد الملك بن محمد بن يوسف، فمنعه من دخولها فلما مات ابن يوسف دخلها وسكنها، وكان رأساً في الاعتزال، داعيةً إليه. روى عن: أبي عامر عدنان بن محمد الضبيّ، وأبي الفضل أحمد بن عليّ السّليمانيّ، ومنصور بن نصر الكاغدي، وطائفة. روى عنه: عليّ بن هبة اللّه بن زهمويه، وثابت بن منصور الكيليّ، وصدقة السياف، وأبو غالب بن البناء، وغيرهم.

(33/95)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 96
روى عن: إسماعيل بن حاجب الكشانّي، واتهم في ذلك. ورماه بالكذب عبد الوهاب الأنماطيّ، وغيره. ولد سنة اثنتين وتسعين. وقال مرةً أخرى: سنة أربعٍ وتسعين. ومات في رابع المحرم ببغداد.
4 (محمد بن أحمد بن عبد اللّه.)

(33/96)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 97
أبو الفتح بن سمكويه الإصبهانيّ نزيل هراة. أحد الحفاظ المذكورين. سمع الكثير، وحصّل الأصول، ونسخ كثيراً. سمع ببغداد من: أبي محمد الحسن بن محمد الخلال، وطبقته. وبنيسابور من: أبي عثمان الصابوني، وأبي حفص بن مسرور، والطبقة. وبإصبهان: أصحاب ابن المقريء. وبشيراز من: الحافظ أبي بكر بن أبي عليّ. وبسمرقند من: ابن شاهين السّمرقنديّ. ومولده بإصبهان في سنة تسعٍ وأربعمائة. صنف، وجمع الأبواب. روى عنه: إسماعيل بن محمد الحافظ، وكان يتبرك بدعائه. وقال أبو عبد اللّه في رسالته: كان لابن سمكويه التواليف الكثيرة الوافرة في كتب الحديث،) ووهمه أكثر من فهمه. خرج إلى نيسابور في صحبة عبد العزيز النخشبيّ، ثمّ خرج إلى ما وراء النهر، وأقام بهراة سنين يورق، صادقته بها وبنيسابور، وبيني وبينه ما كان من الحقد والحسد. وتوفي بنيسابور. قلت: في ذي الحجة.
4 (محمد بن أحمد بن عليّ بن شكرويه.)

(33/97)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 98
القاضي أبو منصور الإصبهانيّ. توفيّ بإصبهان في شعبان. قال يحيى بن مندة: هو آخر من روى عن أبي عليّ بن البغداديّ، وأبي إسحاق بن خرشيذ قوله: وسافر إلى البصرة. وسمع من: أبي عمر الهاشمي، وعليّ بن القاسم النجاد، وجماعة. إلا أنّه خلط في كتاب السنن ما سمعه بما لم يسمعه، وحك بعض السّماع، كذلك أراني مؤتمن السّاجيّ، ثمّ ترك القراءة عليه، وخرج إلى البصرة، وسمع الكتاب من أبي عليّ التستريّ. وقال المؤتمن السّاجيّ: ما كان عند ابن شكرويه عن ابن خرّشيذ قوله، والجرجانيّ، وهذه الطبقة فصحيح، وأطلعني ابن شكرويه على كتابه لسنن أبي داود فرأيت تخليطاً ما استحللت معه سماعه. وقال أبو طاهر: لما كنا بإصبهان كان يذكر أنّ السنن عند ابن شكرويه، فنظرت فإذا هو مضطرب، فسألت عن ذلك، فقيل إنه كان له ابن عم، وكانا جميعاً بالبصرة، وكان القاضي أبو منصور مشتغلاً بالفقه، وإنما سمع اليسير من القاضي أبي عمر الهاشميّ، وكان ابن عمه قد سمع الكتاب كله، وتوفي قديماً. فكشط أبو منصور اسم ابن عمّه، وأثبت اسمه، فخرجت إلى البصرة، وقرأته على التستريّ.

(33/98)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 99
وقال السّمعاني: سألت أبا سعد البغداديّ، عن أبي منصور بن شكرويه، فقال: كان أشعرياً، لا يسلم علينا ولا نسّلم عليه، ولكنه كان صحيح السّماع. وقال يحيى بن مندة: كان أبو منصور على قضاء قرية سين، سافر البصرة فسمع من الهاشميّ،) وأبي الحسن النّجاد، وأبي طاهر بن أبي مسلم. ولد ابن شكرويه سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة، ومات في العشرين من شعبان. وقد روى عنه: إسماعيل الحافظ، وابن طاهر المقدسيّ، ونصر اللّه بن محمد المصّيصيّ، وهبة اللّه بن طاوس الدمشقيان، وأبو عبد اللّه الرستميّ، وطائفة كبيرة منهم أبو سعد البغداديّ، وعبد العزيز الأدميّ، والجنيد القاينيّ.
4 (محمد بن أحمد بن عبد اللّه بن هارون بن زرا.)
أبو الخير الإصبهانيّ. سمع: أبا عبد اللّه الجرجانيّ، وأبا بكر بن مردويه، وعثمان بن أحمد البرجيّ. وعنه: إسماعيل الحافظ، ومسعود الثّقفيّ، والرستميّ، ومحمد بن عبد الوهاب المغازليّ، وأبو البركات الفراويّ، وعبد المنعم بن محمد بن سعدويه، وآخرون. مات في رجب. وكان صالحاً واعظاً فقيهاً متعبداً. أمّ بجامع إصبهان مدة. وممن روى عنه: عبد العزيز بن محمد الشيرازي الأدميّ. ومات في رجب.
4 (محمد بن أحمد بن أبي جعفر الطبسيّ النّيسابوريّ.)

(33/99)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 100
أبو الفضل. محدث زاهد، عالم، صنف كتاب بستان العارفين وسمع من: أبي عبد اللّه الحاكم، وأبي طاهر بن محمش، وعبد اللّه بن يوسف بن مامويه، وأصحاب الأصم. روى عنه: الجنيد بن محمد القايني، وجماعة من القدماء. وأملي مدة. وممن روى عنه: وجيه الشّحاميّ، وأبو الأسعد القشيري، وجماعة. توفي في رمضان. وقال عبد الغافر بن إسماعيل: شيخ، فاضل، زاهد، صوفيّ، ورع، ثقة، كتب الكثير، وجمع التصانيف المفيدة..) وقد سمع مسند أبي الموجه بمرو، ومن القاضي أبي بكر الصيرفيّ. قدم علينا، وأفادنا في آخر عمره، وأملى بالنظامية أياماً، ثمّ عاد إلى طبسّ، وبها مات.
4 (محمد بن أحمد بن الحسين بن عليّ.)
أبو عبد اللّه ابن الإمام الكبير أبي بكر البيهقيّ. مات في شعبان.

(33/100)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 101
4 (محمد بن علي بن محمد بن جعفر.)
أبو سعد الرستمي البغداديّ. ولد سنة أربعمائة. وسمع: أبا الحسين بن بشران، وأبا الفضل القطان. روى عنه: إسماعيل بن محمد الحافظ، وعبد الوهاب الأنماطيّ. وكان رجلاً خيراً. توفي رحمه اللّه في ربيع الأول.
4 (محمد بن منصور بن عمر بن عليّ.)
أبو بكر ابن الإمام الفقيه أبي القاسم الكرخي، الفقيه الشافعيّ، والد الشيخ أبي البدر إبراهيم الكرخيّ. صالح، متدين، عالم. روى عنه: إسماعيل بن أحمد السّمرقنديّ، وعبد الوهاب الأنماطيّ. ومات في جمادى الأولى. وأما أبوه فمن كبار أئمة الشافعية، سمع أبا طاهر المخلص، ودرس على الأستاذ أبي حامد الإسفرائيني، وصنّف واشتغل. محمد بن نعمة. أبو بكر الأسديّ ابن القيرواني الصابر. روى عن: أبي عمران الفاسيّ، ومروان بن عليّ البونيّ وعليّ بن أبي طالب الصابر

(33/101)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 102
وله كتب في التعبير، سكن المرية، وحمل النّاس عنه. قال ابن بشكوال: سمعت بعضهم يضعفه.) توفي سنة إحدى واثنتين وثمانين.
4 (مرزوق بن فتح بن صالح.)
أبو الوليد القيسي الأندلسيّ الطلبيريّ. روى عن: محمد بن موسى بن عبد السلام، والوليد بن فتوح، وأبي محمد بن عبّاس الخطيب، وأبي محمد الشنجاليّ، وجماعة. وحجّ سنة ثمانٍ وعشرين وأربعمائة، ولقي أبا ذر فسمع منه. وسمع بمصر، وكان من أهل المعرفة والتيقظ والمحافظة على الرواية. ترجمه ابن بشكوال، أنبأ عنه غير واحد. وتوفي في جمادى الآخرة.
4 (حرف الهاء)

4 (هبة اللّه بن أبي الصهباء محمد بن حيدر القرشيّ)
الشريف العدل أبو السنابل. شيخ نبيل رئيس، من أهل نيسابور. سمع: الأستاذ أبا إسحاق الإسفرائيني، وأبا بكر الحيريّ، وعبد اللّه بن يوسف بن بامويه، وابن محمش، ويحيى بن إبراهيم المزكيّ، وأبا عبد الرحمن السّلميّ، وجماعة. روى عنه: عبد الخالق بن زاهر، وعائشة بنت أحمد الصّفار، ووجيه الشّحاميّ، ومحمد بن جامع الصواف، وآخرون.

(33/102)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 103
وكان ثقة مكثراً، روى الكثير. وقد سمع سنن النسائي من: الحسين بن فنجويه الدّينوري، ولد سنة إحدى وأربعمائة، وعاش نيفاً وثمانين سنة وهو من أولاد الأمير عبد اللّه بن عامر بن كريز العبشميّ.
4 (هبة اللّه بن عليّ بن محمد بن أحمد بن المجلي.)
الحافظ أبو نصر البغدادي البابصريّ. ولد سنة اثنتين وأربعمائة. وسمع: عبد الصّمد بن المأمون، وأبا جعفر ابن المسلمة، وابن المهتدي بالله، وطبقتهم. وعنه: أخوه أبو السّعود أحمد بن عليّ، وأبو البركات بن أبي سعد، وهبة اللّه بن الشبليّ.) وله تصانيف وخطب. قال السّمعاني: فاضل دين، ثقة، وله تخريجات وجموع، وكتب الكثير، أدركته المنية شاباً. قلت: مات في جمادى الأولى.
4 (هبة اللّه بن محمد بن عليّ بن عبد الغفار.)
أبو القاسم البغداديّ ابن السّمسميّ المذهب. سمع: أبا عليّ بن شاذان. روى عنه: إسماعيل بن السّمرقنديّ. ومات فجأة في ربيع الأول. وكان مليح الكتابة، يكتب المصاحف وغيرها ويذهبها ويزوقها. وكان في الطبقة العليا في التذهيب، وكان حسن الخلق والخلق، متودداً مطبوعاً.

(33/103)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 104
4 (هبة اللّه بن محمد بن أحمد.)
أبو طاهر الجنزيّ، المؤدب. توفي بإصبهان في سابع جمادى الآخرة.
4 (حرف الواو)

4 (الوليد بن عبد الملك بن أبي عمرو عبد الوهاب بن الحافظ بن مندة.)
الإصبهانيّ، أبو غالب التاجر. مات في السفر. وقد توفي بإصبهان في هذه السّنة جماعة لا أعرفهم.

(33/104)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 105
2 (وفيات سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن عثمان بن أحمد بن نفيس.)
أبو البركات الواسطيّ. حدثّ بواسط وبغداد عن: التبانيّ، وعليّ بن خزفة، وأبي الفضل عبد الواحد بن عبد العزيز التميميّ، وغير واحد. روى عنه: أبو القاسم بن السّمرقنديّ، وسعد بن عبد الكريم الغندجانيّ الواسطيّ، وأبو محمد) عبد اللّه بن عليّ سبط الخياط. توفي في جمادى الأولى، وله إحدى وثمانون سنة، وكان مؤدباً.
4 (أحمد بن يحيى بن هلال.)

(33/105)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 106
أبو الفضل بن العداد البغداديّ الحناط المقريء، إمام النظامية. روى عن: أبي القاسم بن بشران. وعنه: إسماعيل بن السّمرقنديّ، وعبد الوهاب الأنماطيّ. توفي في جمادى الآخرة.
4 (إسماعيل بن محمد النّوحيّ.)
القاضي.
4 (حرف الجيم)

4 (جعفر بن محمد بن جعفر)
المكتفي بالله العباسيّ، أحد المعمرين. عاش ستاً وتسعين سنة. وفاته السّماع من المخلص، وطبقته. حدث عن: أبي القاسم بن بشران. روى عنه: إسماعيل بن السّمرقنديّ.
4 (حرف الخاء)

4 (خواهر زاذة.)

(33/106)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 107
شيخ الحنفية، اسمه محمد بن الحسين بن محمد، أبو بكر البخاريّ القديديّ، الحنفيّ الفقيه، ابن أخت القاضي أبي ثابت محمد بن أحمد البخاريّ، ولهذا قيل له بالعجميّ: خواهر زاذة، وتفسيره: ابن أخت عالم. كان أبو بكر إماماً كبير الشأن، بحراً في معرفة المذهب، وطريقته أبسط طريقة للأصحاب، وكان يحفظها. سمع: أباه، وأبا الفضل منصور بن نصر الكاغدي، وأبا نصر أحمد بن عليّ الخارقيّ، وسعيد بن أحمد الإصبهانيّ، والحاكم أبا عمر محمد بن عبد العزيز القنطريّ.) وأملى ببخارى مجالس، وخرج له أصحاب أئمة، وكان عالم ما وراء النّهر. روى عنه: عثمان بن عليّ البيكنديّ، وعمر بن محمد بن لقمان النّسفيّ، وغيرهما. توفي ببخارى في جمادى الأولى. ذكره السّمعاني في الأنساب
4 (حرف العين)

4 (عاصم بن الحسن بن محمد بن عليّ بن عاصم بن مهران.)

(33/107)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 108
أبو الحسين العاصميّ البغداديّ، العطار الكرخيّ الشاعر. أحد ظرفاء البغداديين وأكياسهم، كان صاحب ملح ونوادر، وله الشعر الرائق، مع الصلاح والورع والعفة. سمع الكثر، ورحل إليه الطلبة واشتهر اسمه، وسار نظمه، وحدث عن: أبي الحسين بن المتيّم الواعظ، وأبي عمر بن مهديّ، وهلال الحفار، وأبي الحسين بن بشران، ومحمد بن عبد العزيز البرذعيّ. روى عنه: الحافظ أبو بكر الخطيب في كتاب المؤتنف، وإسماعيل بن محمد، وأبو نصر أحمد بن عمر، وأبو سعد أحمد بن محمد الإصبهانيّون، وهبة اللّه ابن طاوس، ونصر اللّه بن محمد المصّيصيّ الدمشقيان، ووجيه الشّحاميّ، وأبو عبد اللّه الفراوي النّيسابوري، وعبد الخالق بن أحمد اليوسفي، ومحمد بن ناصر، وسعيد بن البنا، وأحمد بن عبد الباقي قفرجل، وعبد الوهاب الأنماطيّ، وهبة اللّه بن الحسن الدّقاق، ومحمد بن عبد العزيز البيّع، وابن البطيّ، وخلق سواهم. قرأت على الأبرقوهيّ: أخبرك محمد بن هبة اللّه بن عبد العزيز أن عمه أبا بكر البيّع أخبرهم: أنا عاصم بن الحسن، أنا عبد الواحد بن محمد، نا المحامليّ، ثنا أحمد بن إسماعيل، ثنا الدّراوردي، عن العلاء بن عبد الرحمن،

(33/108)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 109
عن أبيه، عن أبي هريرة، أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: من صدقة جارية، أو علمٍ ينتفع به، أو ولدٍ صالحٍ يدعو له. قال السّمعاني: سألت أبا سعد أحمد بن محمد الحافظ، عن عاصم بن الحسن، فقال: كان شيخاً، متقناً، أديباً، فاضلاً، كان حفاظ بغداد يكتبون عنه، ويشهدون بصحة سماعه.) قال: وسمعت الحافظ عبد الوهاب بن المبارك يقول: ضاع الجزء الرابع من جزء عبد الرزاق، لابن عاصم، وكان سماعه، قرأوه عليه بالسماع قبل أن ضاع، ثمّ بعد أن ضاع ما كان يرويه إلا إجازةً، فلما كان قبل موته بأيام جاءني شجاع الذّهليّ وقال: وجدت أصل ابن عاصم الرابع، تعال حتّى نسمعه منه. قال لي عبد الوهاب: كان عاصم عفيفاً، نزه النفس صالحاً، رقيق الشعر، مليح الطبع، قال لي: مرضت، فغسلت ديوان شعري. توفي عاصم في جمادى الآخرة، وقد استكمل ستاً وثمانين سنة. وقال أبو عليّ بن سكرة: كان عاصم ثقة فاضلاً، ذا شعر كثير، كان يلزمني، وكان لي منه مجلسٌ يوم الخميس، لو أتاه فيه ابن الخليفة لم يمكنه. أنبأني أبو اليمن بن عساكر: أنشدنا أبو القاسم بن صصرى، أنشدنا أبو

(33/109)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 110
المظفر ابن التريكيّ من كتابه: أنشدنا عاصم بن الحسن لنفسه: لو كان يعلم من أحبّ بحاليلرثى لقلبي من جرى البلبال لكنه مما ألاقي سالمٌ، من أين يعلم بالكئيب الخالي لهفي على صلف أحلّ قطيعتيظلماً، وحرم زورتي ووصالي يقظان يبخل باللقاء، فليتهفي النوم يسمح لي بطيف خيال
4 (عبد اللّه بن عليّ بن محمد.)

(33/110)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 111
أبو القاسم المروزي الكنانيّ القرينينيّ. عالمٌ صين. سمع: أبا بكر محمد بن الحسن بن عبويه الأنباريّ، وأزدشير بن محمد الهشاميّ. حدث في هذا العام، ولم تضبط وفاته. روى عنه: الحسن بن عليّ القطان، وغيره.
4 (عبد الرزاق بن عمر بن بلدج.)
أبو بكر الشاشيّ المقريء. رحل إلى مصر، وأخذ عن: عبد الباقي بن فارس المقريء، وخلف بن أحمد الحوفيّ، وجماعة. روى عنه: الحسين بن الحسن بن البن، وأبو الحسن بن المسلم.) وتوفي رحمه اللّه بدمشق في جمادى الآخرة.
4 (عبد العزيز بن محمد بن علي بن إبراهيم بن ثمامة.)
أبو نصر التّرياقيّ الهرويّ. سمع جامع الترمذيّ سوى الجزء الأخير منه، وهو من أول مناقب ابن عباس، من عبد الجبار الجراحيّ.

(33/111)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 112
سمعه منه: المؤتمن السّاجي، وأبو الفتح عبد الملك الكروخيّ. وترياق: قرية من قرى هراة. وسمع أبو نصر أيضاً من: القاضي أبي منصور محمد بن محمد الأزديّ وأبي الفضل الجاروديّ. وكان ثقة أدبياً. توفي في رمضان ولد سنة.
4 (عبد الغني بن بازل.)
أبو محمد الألواحي المصريّ. من بليدة ألواح. شيخ، صالح فقيه شافعي. رحل، وسمع: أبا إسحاق الرمليّ، وأبا الحسن الماورديّ، وأبا بكر أحمد بن الحسين البيهقي، وأبا عثمان البحيريّ. روى عنه: أبو سعد أحمد بن البغداديّ، وإسماعيل بن عليّ الحماميّ.
4 (عليّ بن عبد اللّه بن فرح.)
أبو الحسن الجذاميّ الطليطليّ المقريء، خطيب طليطلة.

(33/112)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 113
ويعرف بابن الإلبيريّ. أخذ عن: مكيّ بن أبي طالب، وعن: أبي القاسم وليد بن العربيّ المقريء، وأبي محمد بن عباس الخطيب، وأبي الربيع بن صهيبة، ومحمد بن مساور، وجماعة كثيرة، وأقرأ الناس بالروايات، وكان عارفاً بها، عاقلاً وقوراً ثقة، صالحاً واعظاً مذكراً، قدم قرطبة، فقدم إلى الإقراء بجامعها في سنة ثلاثٍ وثمانين، فاقرأ الناس بها نحو شهرين، ومات رحمه) اللّه. ومولده سنة عشر وأربعمائة.
4 (عليّ بن محمد بن محمد بن الطيب.)
أبو الحسن الواسطيّ المغازليّ، ويعرف بابن الجلابيّ. سمع الكثير، وسمع ابنه أبا عبد اللّه، وذيل تاريخ واسط في كراديس. سمع: عليّ بن عبد الصمد الهاشميّ، وأبا غالب بن بشران. روى عنه: ابنه. ونزل ليتوضأ فغرق في دجلة في صفر ببغداد، وثم أحدر إلى واسط.
4 (عليّ بن محمد بن عليّ بن الطراح.)
أبو الحسن المدير. والد يحيى بن الطراح.

(33/113)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 114
سمع: أبا القاسم بن بشران، ومن بعده. روى عنه: ابنه يحيى، وعبد الوهاب الأنماطيّ وأثنى عليه. توفي في ذي الحجة.
4 (عيسى بن إبراهيم.)
أبو الأصبغ السرقسطيّ. روى عن: أبي عمر الطلمنكيّ، وغيره. وكان من أهل المعرفة والأدب والفهم. حدث عنه: أبو عليّ بن سكرة.
4 (حرف القاف)

4 (القاسم بن عبد الرحمن بن محمد.)
أبو سعد الخلقاني النّيسابوريّ. حدث عن: ابن محمش، وأبي عبد الرحمن السّلميّ، وأبي بكر الحيريّ. وتوفي في ربيع الآخر عن ثمانين سنة. روى عنه: عبد الغافر في تاريخه.
4 (حرف الميم)
)
4 (محمد بن أحمد الخباز.)
أبو الحسن اللحاس البغداديّ.

(33/114)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 115
عن: أبي الحسن بن رزقويه، وأبي الحسين بن بشران، وابن أبي الفوارس. وعنه: أبو عليّ أحمد بن أحمد بن الخرازّ، وحفيده أبو المعالي محمد بن محمد. مات في ثامن رجب.
4 (محمد بن إسماعيل بن محمد بن السريّ بن بنون بن حميد.)
أبو بكر التفليسيّ ثمّ النّيسابوريّ الصوفيّ، المقريء. شيخ صالح مستور، سليم النفس، صوفيّ الطبع. سمع من: أبي يعلى حمزة المهلبي، وعبد اللّه بن بامويه، وأبي صادق الصيدلانيّ، وأبي عبد الرحمن السلمي، وجماعة من أصحاب الأصمّ. وأملى وحدث سنين. وكان مولده في سنة أربعمائة في رجبها. روى عنه: عبد الغافر بن إسماعيل وأثنى عليه، وإسماعيل بن المؤذن، ووجيه الشّحاميّ، وآخرون. توفي في سلخ شوال. وقد سئل عنه إسماعيل بن محمد الحافظ فقال: شيخ صالح يتبرك بدعائه، سمع الكثير من المهلبيّ.

(33/115)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 116
4 (محمد بن ثابت بن حسن.)
أبو بكر الجنديّ، أحد فحول المتكلمين. كان يعظ ويتكلم في كل فن، ويقع كلامه من القلوب الموقع العظيم. استوطن إصبهان ونفق على أهلها وصار من رؤساء علمائها ومحتشميهم، وتفقه به جماعة في مذهب الشافعي، وانتشر ذكره، وولي تدريس نظامية إصبهان. وتفقه على أبي سهل الأبيورديّ. وحدث عن والده. وتوفي في ذي القعدة.
4 (محمد بن الحسين.)

(33/116)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 117
أبو بكر البخاريّ الفقيه. هو خواهر زاذة، تقدم ذكره.)
4 (محمد بن سهل بن محمد بن أحمد.)
أبو نصر الشاذياخي السّراج. كان أسند من بقي بنيسابور. سمع: أبا نعيم عبد الملك بن الحسن، وعبد اللّه بن يوسف بن مامويه، والإمام سهل الصلعوكيّ، وابن محمش، وجماعة. روى عنه: ابن طاهر المقدسيّ، وإسماعيل بن محمد الحافظ، وعبد اللّه بن الفراويّ، ومحمد بن جامع خياط الصوف، وآخرون، والحافظ عبد الغافر وقال: شيخ نظيف طريف، مختص بمجالس الصاعدية للمنادمة والخدمة. سمع الكثير. وتوفي في صفر وله تسعون سنة.
4 (محمد بن عبد اللّه بن محمد.)
أبو نصر الإصبهانيّ المعروف بالصيقل. قدم بغداد حاجاً، فحدث بها عن: الحسين بن إبراهيم الجمال، وأبي الحسين بن فاذشاه، وأبي ذر محمد بن إبراهيم الصالحانيّ. كتب عنه أبو بكر ابن الخاضبة.

(33/117)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 118
وروى عنه: ابن السّمرقنديّ، وعبد الوهاب الأنماطيّ، وعبد الملك بن عليّ بن يوسف، وغيرهم. ذكره ابن النجار.
4 (محمد بن عليّ بن الحسن.)
أبو طالب بن الواسطيّ، الكرخيّ، البزار، النيليّ، التاجر، السّفار. سمع، وكتب بخطه، وحدث بنيسابور وهراة. وسمع ابن غيلان، وأبا محمد الخلال، وأبا الطيّب الطبري، وأبا القاسم التنوخي، وجماعة. روى عنه: المؤتمن السّاجي، ومحمد بن عبد الواحد الدقاقّ، وأبو البركات عبد اللّه بن الفراويّ. ومات بنيسابور.)
4 (محمد بن محمد بن جهير.)
الوزير فخر الدّولة، أبو نصر التغلبيّ، مؤيد الدين، ناظر ديوان حلب،

(33/118)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 119
ووزير ميّارفارقين. وكان من رجال العالم حزماً ودهاءً ورأياً، سعى إلى أن قدم بغداد، وتوصل إلى أن ولي وزارة أمير المؤمنين القائم بأمر اللّه في سنة أربعٍ وخمسين وأربعمائة. ودامت دولته مدة. ولما بويع المقتدي بالله أقره على الوزارة عامين، ثمّ عزله في حدود سنة سبعين. وفي سنة ست وسبعين استدعاه السّلطان ملكشاه، فعقد له على ديار بكر، وسار معه الأمير ارتق بن أكسب صاحب حلوان، فلما وصلوا فتح زعيم الرؤساء أبو القاسم بن الوزير أبي نصر مدينة آمد، بعد أن حاصرها حصاراً شديداً. ثمّ فتح أبو فخر الدّولة ميارفارقين بعد أشهر. وكان رئيساً جليلاً، مدحه الشعراء، وعاش نيفاً وثمانين سنة، وتوفي بالموصل، وكان قد قدمها متولياً من جهة ملكشاه في سنة اثنتين وثمانين. وكان الخليفة قد أعاده إلى الوزارة مدة، قبل سنة ثمانين، وفي حدودها. وولد في ثالث المحرم سنة اثنتين وأربعمائة. قال ابن النجار في تاريخه: ذكر أبو الحسن محمد بن عبد الملك الهمذاني أنّه نشأ بالموصل، وبها ولد، وكان مشتغلاً بالتجارة، ثمّ تركها. وصحب قرواش بن المقلد بن المسيب أمير عبادة، فلما قبض الأمير بركة على أخيه قرواش قرب منه أبو نصر، وأنفذه رسولاً إلى القسطنطينية. ثمّ كاتبه ابن مروان صاحب ديار بكر، فورد عليه ووزر له في أول سنة ست وأربعين وأربعمائة، وذلك في آخر أيام ابن مروان، فاستولى أبو نصر على الأمور، ووصل إلى ما لم يصل إليه غيره بشهامته وإقدامه، على صعاب الأمور، فأقام الهيبة، وأكثر العطاء والبذل، وكاتبه ملوك الأطراف بالشيخ الأجل الناصح كافي الدّولة، ومدحه الشعراء، وقصده العلماء، فلما مات ابن مروان سنة ثلاثٍ وخمسين أقام ولده نصر بن أبي نصر في الإمرة، فحاربه إخوته سعيد، وأبو الفوارس، واختلفوا، فسفر أبو نصر أمواله، وكاتب القائم في وزارته، وبذل له

(33/119)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 120
ثلاثين ألف دينار، فخرج إليه طراد النقيب، وأطهر أنّه في رسالة إلى ابن مروان، فلما عاد طراد من ميارفارقين خرج ابن جهير لتوديعه، فصحبه إلى بغداد، ومعه ولداه عميد الدّولة أبو) منصور محمد، وزعيم الرؤساء أبو القاسم، فتلقاه أرباب الدّولة، ووزر للقائم، ولقبه فخر الدّولة، وكانت الهطبة بالشام جميعه إلى عانة تقام للمصريين، فكاتب فخر الدّولة أهل دمشق، وبني كلب ومحمود بن الروقلية صاحب حلب والمتميزين بها وجماعتهم أصدقاؤه، يدعوهم إلى الدعوة العباسيّة، فأجابوه، وجاءت رسلهم بالطاعة. قال: وعزل القائم في سنة ستين، وأخرج من بغداد، ورشحٍ للوزارة أبو يعلى كاتب هزارسب، وطلب من همذان، فأتته المنية بغتةًً لسعادة ابن جهير فطلبه القائم وأعاده إلى الوزارة، وبقي إلى أن عزل في أول سنة سبعين، فإن السّعادة سعت بينه وبين نظام الملك وزير السّلطان، فكلف النظام السّلطان أن يكتب إلى الخليفة يطلب منه أن يعزل ابن جهير، فعزله. ثمّ صارت الوزارة إلى ولده عميد الدّولة. قال محمد بن أبي نصر الحميديّ: حدثني أبو الحسن محمد بن هلال بن الصابئ: حدثني الوزير فخر الدّولة بن جهير: حدثني نصير الدّولة أبو نصر صاحب آمد وميارفارقين قال: كان بعض مقدميّ الأكراد معي على الطبق، فأخذت حجلةً مشوية، فناولته، فأخذها وضحك. فقلت: مم تضحك قال: خبرٌ. فألححت عليه، ودافع عن الجواب، حتّى رفعت يدي وقلت: لا آكل حتّى تعرفنيّ. فقال: شيء ذكرتنيه الحجلة، كنت أيام الشباب قد أخذت تاجراً وما معه،

(33/120)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 121
وقربته لأذبحه خوفاً من غائلته، فقال: يا هذا أخذت مالي، فدعني أرجع إلى عيالي فأكد عليهم، وبكى وتضرع إليّ، فلم أرق له، فلما آيس من الحياة إلتفت إلى حجلين على جبلٍ وقال: اشهدا لي عليه عند اللّه أنّه قاتلي ظلماً. فقتلته فلما رأيت الحجلة الآن ذكرت حمقه في استشهاده الحجل عليّ. قال ابن مروان: فحين سمعت قوله اهتززت حتّى ما أملك نفسي، وقلت: قد والله شهدت الحجلتان عليك عند من أقادك بالرجل، وأمرت بأخذه، وكتفوه، ثمّ ضربت رقبته بين يديّ، فلم آكل حتّى رأيت رأسه يتبرأ من بدنه. قلت للوزير: قد والله ذكر التنوخيّ في كتاب النّشوار مثل هذه الحكاية بعينها، عن الراسبيّ عامل خورسان، لا تزيد حرفاً، ولا تنقص حرفاً، وعجبنا من اتفاق الحكايتين. توفي فخر الدّولة في يوم الثلاثاء ثامن صفر سنة ثلاثٍ بالموصل.)
4 (محمد بن المؤمل بن محمد بن إسحاق.)
أبو صالح النّيسابوريّ البشتيّ. شيخ صالح عابد. سمع: أبا عبد الرحمن السلميّ، وأبا زكريا المزكي، وتوفي بإصبهان.

(33/121)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 122
روى عنه: سفيان بن مندة، وإسماعيل الحافظ، وعبد الخالق الشحاميّ.
4 (الموفق بن طاهر.)
أبو نصر الجوزقيّ الإمام. سمع بهراة: أبا الفضل عمر بن أبي سعد، وأبا يعقوب القراب.
4 (حرف الهاء)

4 (هبة اللّه بن عليّ بن بندار بن أحمد بن فورك بن بطة.)
أبو منصور الأديب. أظنه إصبهانياً. الكنى
4 (أبو القاسم)
المحسن بن محمد بن المحسن بن سبسنويه الإصبهانيّ الطراقّ. سمع: أبا بكر بن مردويه. ورّخه ابن مندة.

(33/122)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 123
2 (وفيات سنة أربع وثمانين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر محمد بن أبي عليّ أحمد بن عبد الرحمن.)
أبو الحسين الهمذانيّ الذكوانيّ الإصبهانيّ. سمع: جدّه أبا بكر، وأبا الفرج عثمان بن أحمد البرجيّ، وأبا بكر أحمد بن موسى بن مردويه، وأبا طاهر السيرنجانيّ، ومحمد بن إبراهيم الجرجانيّ. روى عنه: الحفاظ إسماعيل الطلحيّ، وأبو نصر الغازي، وأحمد بن محمد أبو سعد البغداديّ، ومحمد بن أبي نصر اللفتوانيّ، وعبد الجليل كوتاه، وعدة.) وعاش تسعين سنة. توفي يوم عرفة، وكان صدوقاً نبيلاً.
4 (أرتق بن أكسب التركمانيّ.)

(33/123)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 124
جدّ الملوك الأرتقية. كان أميراً مطاعاً، تغلب على حلوان والجبل، وكثر أتباعه، فسار إلى الشّام، وملك ولده سقمان بيت المقدس. وذريته هم ملوك ماردين من مائتي سنة وإلى وقتنا هذا.
4 (الياس بن مضر بن محمد.)
أبو عمرو التّميمي الهرويّ، شيخ المزكين بهراة. كان فاضلاً أدبياً. سمع: عبد الرحمن بن أبي أحمد السّرخستي، ويحيى بن عمار الواعظ، والقاضي محمد بن محمد الأزدي، ومحمد بن عليّ الباشاني، وعدة. وعنه: عبد الصبور بن عبد السلام الفامي، وحفيدته جوهر ناز بنت مضر. مات في صفر، وله أربع وثمانون سنة.
4 (حرف الحاء.)

4 (الحسن بن أحمد بن الحسن.)
أبو عليّ الدقاق. توفي في رمضان. إصبهانيّ، ثقة، حافظ، وبصبحة محمد بن عبد الواحد الدقاقّ لأبي عليّ الدّقاق عرف محمد بالدّقاقّ. وكان أبو عليّ أحد الرّحّالين، كتب الكثير بخطّه، وسمع العالم بقراءته، وكانت له معرفة وفهم. سمع منه: مكيّ الرّميليّ، وابن طاهر. حدث عن: ابن ريذة، وأصحاب ابن المقريء. وحدّث بالمعجم الصغير.

(33/124)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 125
4 (الحسين بن عليّ بن خلف بن جبريل.)
) الألمعيّ الكاشغريّ. رحل، وسمع من: عبد العزيز الأزجيّ، ومحمد بن عليّ الصوريّ، ومحمد بن محمد بن غيلان، وأبي عبد اللّه العلويّ الكوفيّ. روى عنه: محمد بن محمود السّره مرد، وأبو سفيان العبدوييّ، بسرخس. وكان بكاءً خائفاً واعظاً، لا يخاف في اللّه لومة لائم، تاب على يديه خلق كثير، لكنّ في حديثه مناكير. قال السّمعاني: قال محمد بن عبد الحميد: كان الكاشغريّ يضع الأحاديث. قال السّمعاني: وقرأت بخط عطاء بن مالك النحويّ فهرست تصانيف أبي عبد اللّه الكاشغريّ: المقنع في تفسير القرآن كتاب التوبة، كتاب الورع، كتاب الزهد. إلى أن ذكر السّمعاني له أكثر من مائة تصنيف، سائرها في التصوفّ والآداب الدينيّة.

(33/125)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 126
ثمّ ورخ وفاته فقال: بعد سنة أربع وثمانين وأربعمائة.
4 (الحسين بن محمد.)
أبو عليّ الدّلفي المقدسيّ، ثمّ البغداديّ الزاهد. توفي في ذي الحجة. قال أبو عليّ بن سكرة: لم ألق ببغداد أزهد منه، وقد سمع من أبي بكر محمد بن جعفر الميماسي بعسقلان، وتفقه على أبي نصر بن الصباغ ببغداد. وروى عنه: هبة اللّه بن عليّ بن مجليّ، وأبو سعد أحمد بن محمد البغداديّ. وسمع منه أبو بكر ابن الخاضبة.
4 (حرف الطاء)

4 (طاهر بن مفوز بن أحمد بن مفوز.)
الحافظ أبو الحسن المعافريّ الشاطبيّ صاحب أبي عمر بن عبد البر، اختص به، وهو من أثبت الناس فيه، وأكثرهم عنه. وسمع من: أبي العباس العذريّ، وأبي الوليد الباخيّ، وأبي شاكر الخطيب، وأبي الفتح السّمرقنديّ. وسمع بقرطبة من: حاتم بن محمد، وأبي مروان بن حيّان.)

(33/126)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 127
وكان من أهل العلم والذكاء، عني بالحديث أتم عناية، وشهر بحفظه وإتقانه ومعرفته، وكان حسن الخطّ، جيد الضبط، مع الفضل، والصّلاح، والورع، والانقباض، والوقار. وكان أخوه عبد اللّه أزهد الناس بالأندلس. توفي أبو الحسن في رابع شعبان، وفيه ولد سنة تسعٍ وعشرين. عنه: أبو عليّ بن سكرة.
4 (حرف العين)

4 (عبد الخالق بن الحسن بن أحمد بن المحتسب.)
أبو سعد النّيسابوريّ. شيخ صالح، سمع من: ابن محمش، وأبي بكر الحيريّ، والصيرفيّ، وجماعة. توفي في المحرم، وولد سنة أربعمائة. روى عنه: عبد الغافر.
4 (عبد الرحمن بن أحمد بن علك.)
أبو طاهر الساويّ، أحد أئمة الشافعية. ولد بإصبهان بعد الثلاثين وأربعمائة، وحمل إلى سمرقند، فتفقه بها.

(33/127)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 128
وصحب عبد العزيز النخشبيّ، وأخذ منه علم الحديث. سمع: أبا الربيع طاهر بن عبد اللّه الإملاقيّ، وأحمد بن منصور المغربيّ، النّيسابوريّ، وأبا الحسين بن النقور. روى عنه: إسماعيل بن السّمرقنديّ، ومحمد بن عليّ الإسفرائيني، نزيل مرو. توفي ببغداد.
4 (عبد الرزاق بن عبد الكريم بن عبد الواحد.)
أبو الفتح الحسناباذيّ الإصبهانيّ. روى عن: أبي عبد اللّه الجرجانيّ، وأبي الحسين بن بشران المعدل، وله رحلة إلى بغداد. روى عنه: إسماعيل الحافظ، وهبة اللّه بن طاوس الدمشقيّ.
4 (عبد الغفار بن محمد بن أحمد.)
أبو مطيع الطيوريّ الإصبهانيّ الأديب.) سمع: أبا عبد اللّه الجرجانيّ، وأبي الفرج البرجيّ.

(33/128)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 129
4 (عبد الملك بن عليّ بن خلف بن محمد بن النضر بن شغبة.)
أبو القاسم الأنّصاري البصريّ الحافظ، الزاهد. قال أبو سكرة: أدركته وقد ترك كل شيء وأقبل على العبادة، وهو في نهاية السن، فدخلت عليه مسجده بعد صلاة الصبح، فوجدته مستقبل القبلة يدعو ويبكي، فانحنيت لأقبل رأسه، فانقبض عني، فقالوا لي: دعه، فتركته حتّى أكمل غرضه، ثمّ قرأت عليه شيئاً من الحديث، ولم أتكرر عليه، ورزق الشهادة في آخر عمره. قال: وكان عنده جملة من سنن أبي داود، عن أبي عمر الهاشميّ، وكان كثير الحديث. وقال السّمعاني: شيخ متقن، حافظ، ثقة، مكثر. سمع: أبا عمر الهاشميّ، ويوسف بن غسان، والحسن بن بشار السّابوريّ، وأبا طاهر أحمد بن محمد بن أبي مسلم، وعليّ بن هارون التميميّ المالكيّ، وغيرهم. ثنا عنه: أبو نصر الغازي بإصبهان، وجابر الأنّصاري بالبصرة. وقد روى عنه أبو نصر بن ماكولا، وحضر مجلس إملائه. قتل ابن شغبة في هذا العام رحمه اللّه. وروى عنه: ابن طاهر المقدسيّ، وعبد اللّه بن السّمرقنديّ، وأبو غالب الماورديّ.
4 (عليّ بن الحسن بن عليّ.)
الزاهد أبو الحسن الصندليّ، النّيسابوريّ الحنفي.

(33/129)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 130
ذكره عبد الغافر فقال: وجه أئمة أصحاب أبي حنيفة في عصره، وصاحب القبول الخارج عن الحد المعهود. شرح آثار الطحاويّ عن: أبي بكر أحمد بن عليّ الإصبهانيّ. وتوفي في ربيع الآخر. ودفن في مدرسته.
4 (عليّ بن الحسن بن طاوس بن سكر.)
كذا في تاريخ ابن النجار، وفي المشتبه: سكر. أبو الحسن العاقوليّ، المعروف بتاج القراء.) سكن دمشق، وسمع بها من: أبي الحسين بن أبي نصر التميميّ، وابن سلوان المازنيّ. وسمع بغداد من: أبي القاسم بن بشران، والقاضي أبي عبد اللّه الحسين بن عليّ الصيمريّ، وأحمد بن عليّ التوزيّ، وجماعة.

(33/130)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 131
روى عنه: غيث الأرمنازيّ، ونصر اللّه بن محمد المصيصيّ، وإبراهيم أبو البركات الخشوعيّ، ونصر بن أحمد السوسيّ. قال غيث: كان فكهاً، حسن المحادثة، لا بأس به، حدثني أنّه نسخ إحدى وثمانين ختمة، ونحواً من ثلاثين ألف ورقة، مثل الصحيحين وسنن أبي داود. ورأيته يكتب في تعليقة القاضي أبي الطيبّ، وكان سريع الكتابة جداً. قال ابن الأكفانيّ: توفي بصور في شعبان، وله نحو من سبعين سنة. وقال ابن عساكر: كان ثقة.
4 (عليّ بن الحسين بن عليّ بن الحسن بن عثمان بن قريش.)
أبو الحسن الحربيّ النصريّ، من محلة النّصرية، البناء. قال السّمعاني: كان صالحاً، ثقة، صدوقاً. سمع: أحمد بن محمد بن الصلت الأهوازي، وأبا الحسن الحماميّ، وأبا القاسم الحرفيّ.

(33/131)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 132
روى عنه: إسماعيل بن السّمرقنديّ، وعبد الوهاب الأنماطيّ، ومحمد بن ناصر، وآخرون. توفي في ذي الحجة. ومن آخر أصحابه أحمد بن هبة اللّه بن الفرضيّ المقريء وعبد الخالق بن يوسف.
4 (عليّ بن أحمد بن عبد اللّه بن البطر.)
أبو الحسن الدّقاق، أخو أبي الفضل محمد وأبي الخطاب. سمع من: أبي عليّ بن شاذان. وحدث عن: ابن رزقويه فتكلموا فيه. مات في صفر. روى عنه: عبد الوهاب الأنماطي، وأحمد بن عليّ الدلال، وغيرهما.
4 (عليّ بن أحمد بن محمد بن حميد.)
أبو الحسن الواسطيّ الناقد البزار.) سمع: أبا الحسين بن بشران، وابن الفضل القطان. وكان صالحاً مستوراً. روى عنه: عبد الوهاب الأنماطيّ، وعبد الخالق بن البدن. مات في رجب.
4 (حرف الميم)

4 (محمد بن أحمد بن محمد.)

(33/132)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 133
أبو الحسن البغداديّ العطار الجبان. روى عن: أبي الحسين بن بشران، وغيره. وعن: أحمد بن عمران الإسكافي. روى عنه: حفيده أبو المعالي محمد بن محمد شيخ ابن اللتيّ.
4 (محمد بن أحمد بن عليّ بن حامد.)
أبو نصر الكركانجيّ المروزي، الأستاذ المقريء، صاحب أبي الحسين الدّهان. قال أبو سعد السّمعاني: كان إماماً في علوم القرآن، له مصنفات في ذلك مثل كتاب المعول وكتاب التذكرة طوف الكثير إلى العراق، والحجاز، والشام، والجزيرة، والسواحل في القراءة على الشيوخ، إلى أن صار أوحد عصره. وكان زاهداً ورعاً. حكى لي بعض المشايخ أن أبا نصر المقريء قال: غرقت نوبةً في البحر، فكنت أغوص في الماء، ويلعب بي الموج، فنظرت إلى الشمس، فرأيتها قد زالت.

(33/133)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 134
قال: فغصت في الماء، ونويت فرض الظهر، وشرعت في الصلاة، فخلصني اللّه ببركة ذلك. قرأ بمرو على أستاذه أبي الحسن عبد اللّه بن محمد الدهان وبنيسابور على: محمد بن عليّ الخبازيّ، وسعيد بن محمد المعدل وببغداد على أبي الحسن الحماميّ مسند العراق في القراءات، وبالموصل على الحسين بن عبد الواحد المعلم، وبحران على أبي القاسم عليّ بن محمد الشريف الزيديّ، وبدمشق علي الحسين بن عبيد اللّه الرهاويّ، وبصور علي أحمد بن محمد المصري، وبمصر علي إسماعيل بن عمرو بن راشد الحداد. مولده في سنة تسعين وثلاثمائة تقريباً، وتوفي في ذي الحجة سنة أربع وثمانين، فالله أعلم، والصواب الأول.) ذكره مؤرخ خوارزم. أخذ عنه خلق كثير.

(33/134)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 135
4 (محمد بن الحسين بن أحمد بن الهيثم.)
أبو منصور القزوينيّ، راوي سنن ابن ماجة عن القاسم بن أبي المنذر الخطيب. سمع الكثير في سنة ثمانٍ وأربعمائة وبعدها من القاسم. ومن: الزّبير بن محمد بن أحمد بن عثمان، وعبد الجبّار بن أحمد المتكلم، وجماعة. وحدّث بالريّ في هذه السّنة. ولم أقع بوفاته. وقد سأله ابن ماكولا عن مولده، فقال: في سنة ثمانٍ وتسعين وثلاثمائة. روى عنه: ملكذاد بن عليّ العمركيّ، وعليّ بن شافعيّ، وعبد الرحمن بن عبد اللّه بن الرّازيّ، وأبو العلاء زيد، وأبو المحاسن مسعود ابنا عليّ بن منصور الشروطيّان، ومحمد بن طاهر المقدسيّ، وابنه أبو زرعة المقدسيّ، وهو

(33/135)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 136
آخر من حدث عنه.
4 (محمد بن الحسن بن محمد بن سليم.)
القاضي أبو بكر الإصبهانيّ. سمع: أبا عبد اللّه الجرجانيّ، وأبا بكر بن مردويه، وجماعة. ورحل فسمع ببغداد من: أبي عليّ بن شاذان، وغيره. روى عنه: مسعود الثقفيّ، والحسن الرّستميّ، وعامة الإصبهانييّن. ومات بإصبهان في ذي القعدة.
4 (محمد بن عبد اللّه بن الحسين.)
قاضي القضاة أبو بكر الناصحي النّيسابوريّ. سمع: أبا بكر الحيريّ، وأبا سعيد الصيرفيّ، وأبا الحسين عبد الغافر الفارسي. قال فيه عبد الغافر بن إسماعيل: قاضي القضاة ابن إمام الإسلام أبي محمد الناصحيّ، أفضل عصره في أصحاب أبي حنيفة، وأعرفهم بالمذهب، وأوجههم في المناظرة، مع حظّ وافر من الأدب، وحفظ الأشعار والطبّ، أقعد في التدريس في حياة والده في مدرسة السّلطان، وفوض إليه أمرها وأمور أوقافها، وهي الآن برسم أولاده، ثمّ ولي القضاة بنيسابور في أيام السّلطان) ألب أرسلان، فبقي في القضاة عشر سنين، ونال من الحشمة

(33/136)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 137
والدرجة لأصله وفضله وبراعته، وكان فقيه النفس، حسن الإيراد تكلم في مسائل مع إمام الحرمين أبي المعالي، شاهدت ذلك، وكان الإمام يثني عليه. وبقي على ذلك إلى إبتداء الدّولة الملكشاهية، فشكي قلة تعاونه في قبض يده ووكلاء مجلسه وأصحابه عن الأموال، وفشا منهم زيادة البسط في التركات، وأشرف بعض الحقوق على الضياع من فتح أبواب الرشا، فعزل ولم يهمل لعظمته، فولي قضاء الريّ، وكانت تلك الديار أكثر احتمالاً، فبقي على ذلك إلى أن توفي منصرفه من الحجّ في رجب. قلت: وقد شاخ. روى عنه: عبد الوهاب بن الأنماطيّ، وأبو بكر الزاغونيّ، ومحمد بن عبد الواحد الدّقاقّ، وجماعة. ومات على فراسخ من إصبهان في غرة رجب.
4 (محمد بن عبد السّلام بن عليّ بن عفان.)
أبو الوفاء البغداديّ الواعظ. مذكر حسن الوعظ، رضي السيرة، له صيت وقبول. سمع: أبا عليّ بن شاذان. روى عنه: إسماعيل بن السّمرقنديّ وتوفي في جمادى الآخرة.
4 (محمد بن عبد السلام بن عليّ بن نظيف.)
أبو سعد البغداديّ، الضّرير. سمع: أبا طالب عمر الزّهري، وأبا الحسين النّهراويّ، وعبد الملك بن بشران. روى عنه: عبد الوهاب الأنماطيّ، وعبد الخالق بن عبد الصمد. توفي رحمه اللّه في ذي القعدة.

(33/137)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 138
4 (محمد بن معن بن محمد بن أحمد بن صمادح.)
السّلطان أبو يحيى التجبيّبي الأندلسيّ، الملقب بالمعتصم. كان جده محمد صاحب مدينة وشقة، فحاربه ابن عمه منذر بن يحيى، فعجز عنه: فترك له) شقة وهرب، وكان من الدّهاة. وكان من الدهاة، وكان ابنه معن مصاهراً لعبد العزيز بن عامر صاحب بلنسية والمرية، فاستخلف معناً على المريّة، فخانه وتملكها، وتم له الأمر، ثمّ انتقل ملكها إلى ولدها المعتصم، وكان حليماً جواداً، مدحه الشّعراء، وهو أحد من داخل ابن تاشفين واختص به، ثمّ إنّ ابن تاشفين عزم على أخذ البلاد من المعتصم، وكان معه المريّة وبجّانة والصمادحيّة، فأظهر المعتصم العصيان، وكان له مع اللّه سريرة، فلم يكن بينه وبين حلول الناقرة إلا أياماً يسيرة، فمات واستراح وهو في عزه وبلده. وقد روى عن أبيه، عن جده مختصر في غريب القرآن روى عنه: إبراهيم بن أسود الغسّانيّ. حكت جارية قالت: إنني لعنده وهو يوصي، وقد غلب، وجيش ابن تاشفين بحيث تعد خيامهم، ونسمع أصواتهم، إذا سمع وجبةً من وجباتهم، فقال: لا إله إلا اللّه، نغص علينا كل شيء حتّى الموت. فدمعت عينيّ، فلا أنساه وهو يقول بصوتٍ ضعيف:

(33/138)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 139
ترفق بدمعك لا تفنهفبين يديك بكاءٌ طويل توفي في ربيع الآخر:
4 (حرف الياء)

4 (يحيى بن عبد اللّه بن أحمد.)
أبو بكر الغافقيّ القرطبيّ المعروف بالرشتسانيّ. حجّ وأخذ عن: أبي محمد بن الوليد. وسمع بإشبيلية من: أبي عبد اللّه بن منظور وكتب للقاضي أبي عبد اللّه بن بقي. وكان ثقة فاضلاً. أخذ عنه: أبو الحسن بن مغيث. وتوفي في ذي القعدة.

(33/139)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 140
2 (وفيات سنة خمس وثمانين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبيد اللّه:)
) أبو الحسن المحميّ النّيسابوريّ.
4 (أحمد بن محمد.)
أبو غالب الأدميّ القارئ بين يدي الوعاظ. سمع: أبا عليّ بن شاذان، وأبا القاسم الحرفيّ. وعنه: إسماعيل بن السّمرقنديّ، وعبد الوهاب الأنماطيّ. مات في ذي الحجّة ببغداد.
4 (حرف التاء)

4 (تميم بن عبد الواحد.)

(33/140)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 141
أبو طاهر الإصبهانيّ المؤدب.
4 (حرف الجيم)

4 (جعفر بن يحيى بن إبراهيم.)
أبو الفضل التميّمي المكيّ الحكاك. قال السّمعاني: كان ثقة، متقناً خيراً صالحاً، كثير السّماع، كان يترسل عن أمير مكّة إلى الخلفاء. سمع: أبا الحسن بن صخر، وأبا ذر الهرويّ، وأبا نصر السجزيّ. وانتقى ببغداد على أبي الحسن بن النقور، وتكلم على التخريج بكلام مفيد، سمع من أئمة، وثنا عنه، أبو القاسم بن السّمرقنديّ، وإسماعيل بن محمد الحافظ، ومحمد بن ناصر. وقد سمع بإصبهان من أصحاب أبي بكر المقريء. وكان مولده في سنة ست عشرة وأربعمائة. سألت عبد الوّهاب الأنماطيّ عنه، فقال: ثقة مأمون. وتوفي في رابع عشر صفر. أمير مكة هو ابن أبي هشام، كان جعفر يتولّى ما يدفع إليه من المال، فيقبضه مع كسوة الكعبة.
4 (حرف الحاء)

4 (الحسن بن الحسين بن جعفر)
أبو عليّ بن الدّيناراباذيّ الخطيب.

(33/141)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 142
حدّث بهمذان مرات عن: القاضي أبي محمد عبد اللّه بن محمد بن عبد اللّه التّيميّ اللبان، وعبد) الصّمد بن أحمد الهيثميّ، وأحمد بن منصور الحنفيّ. قال شيرويه: سمعت منه، وكان شيخاً، فاضلاً متديناً. توفي في شعبان بدينار آباذ.
4 (الحسن بن عليّ بن إسحاق بن العباس.)
الوزير أبو عليّ الطوسيّ، الملقب نظام الملك قوام الدين. ذكره السّمعاني فقال: كعبة المجد، ومنبع الجود، كان مجلسه عامراً

(33/142)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 143
بالقراء والفقهاء، أمر ببناء المدارس في الأمصار، ورغب في العلم كل أحد. سمع الحديث، وأملى في البلاد، وحضر مجلسه الحفاظ. وابتداء حاله أنّه كان من أود الدهاقين بناحية بيهق وأن أباه كان يطوف به على المرضعات قيرضعنه حسبة، فنشأ، وساقه التقدير إلى أن علق بشيء من العربية وقاده ذلك إلى الشروع في رسوم الاستيفاء وكان يطوف في مدن خراسان فوقع إلى غزنة في صحبة بعض المتصرفين ووقع في شغل أبي علي بن شاذان المعمد عليه ببلخ من جهة الأمير جغري حتّى حسن حاله عند يومئذ، فنصبه السّلطان مكان لبن شاذان وصار وزيراً له، فاتفق وفاة السّلطان طغربلتك ولم يكن له من الأود من يقوم بالأمر، فتوجه الأمر إلى ألب أرسلان، وتعين للملك، وخطب له على منابر خراسان، والرعاق، وكان نظام الملك يدبر أمره، فجرى على يده من الرسوم المستحسنة ونفي الظّلم، وإسقاط المؤن، وحسن النظر في أمور الرعية، ورتب أمور الدّواوين أحسن ترتيب، وأخذ في بذل الصّلات وبناء المدارس والمساجد والرّباطات، إلى أن انقضت مدة السّلطان ألب أرسلان في سنة خمسٍ وساين، وطلع نجم الدول الملكشاهية وظهرت كفاية نظام الملك في دفع الخصوم حتّى توطدت أسباب الدّولة، فصار الملك حقيقةً لنظامه، ورسماً للسّلطان ملكشاه بن ألب أرسلان، واستمر على ذلك عشرين سنة. وكان صاحب أناةٍ وحلم وصمت، ارتفع أمره، وصار سيد الوزراء من سنة خمسٍ وخمسين وإلى حين وفاته. حكى القاضي أبو العلاء الغزنويّ في كتاب سر السّرور: أن نظام الملك صادف في السفر رجلاً في زيّ العلماء، قد مسه الكلال، فقال له: أيّها الشيخ، أعييت أم عييت فقال: أعييت يا مولانا. فتقدم من حاجبه أن يركبه جنبياً، وأن

(33/143)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 144
يصلح من شأنه، وأخذ في اصطناعه، وإنما أراد) بسؤاله اختباره، فإنّ عي في اللسان، وأعيى: تعب. وروي عن عبد اللّه السّاوجيّ أنّ نظام الملك استأذن ملكشاه في الحج، فأذن له، وهو إذ ذاك ببغداد، فعبر الجسر، وهو بتلك الآلات والأقمشة والخيام، فأردت الدخول عليه، فإذا فقيرٌ تلوح عليه سيماء القوم فقال لي: يا شيخ، أمانة ترفعها إلى الوزير، قلت: نعم: فأعطاني ورقةُ، فدخلت بها، ولم أفتحها فوضعتها بين يدي الصاحب، فنظر فيها وبكى بكاء كثيراً، حتّى ندمت وقلت في نفسي: ليتني نظرت فيها. فقال لي: أدخل عليّ صاحب الرقعة. فخرجت فلم أجده، وطلبته فلم أره، فأخبرت الوزير، فدفع إليّ الرقعة، فإذا فيها: رأيت النبي صلى اللّه عليه وسلم في المنام فقال لي: اذهب إلى حسن، وقل له: أين تذهب إلى مكة حجك هنا: أما قلت لك أقم بين يدي هذا التركيّ، وأغث أصحاب الحوائج من أمتي. فبطلّ النظام الحجّ، وكان يود أن يرى ذلك الفقير. قال: فرأيته يتوضأ ويغسل خريقات، فقلت: إن الصّاحب يطلبك. فقال: ما لي وله: إنما كان عندي أمانةٌ أديتها. قال ابن الصّلاح: كان الساوجيّ هذا شيخ الشيوخ، نفق على النظام حتّى أنفق عليه وعلى الفقراء باقتراحه في مدةٍ يسيرةٍ قريباً من ثمانين ألف دينار. رجعنا إلى تمام الترجمة:

(33/144)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 145
وكان ملكشاه منهمكاً في الصيد واللّهو. سمع النظام من أبي مسلم محمد بن عليّ بن مهريز الأديب، بإصبهان، ومن: أبي القاسم القشيريّ، وأبي حامد الأزهري، وهذه الطبقة. روى لنا عنه: عمّي أبو محمد الحسن بن منصور السّمعاني، ومصعب بن عبد الرزاق المصعبيّ، وعليّ بن طراد الزّينبيّ. قلت: ونصر بن نصر العكبريّ، وغيرهم. قال: وكان أكثر ميله إلى الصوفيّة. وحكي عن بعض المعتمدين، قال: حاسبت نفسي، وطالعت الجرايد، فبلغ ما قضاه الصّدر من ديوانٍ واحدٍ من المنتمسين المقبولين عنده في مدة سنين يسيرةٍ ثمانين ألف دينار حمر.) وقيل إنّه كان يدخل عليه أبو القاسم القشيريّ، وأبو المعالي الجوينيّ، فيقوم لهما، ويجلس في مسنده كما هو، ويدخل عليه الشيخ أبو عليّ الفارمذيّ فيقوم ويجلس بين يديه، ويجلسه مكانه، فقيل له في ذلك، فقال: أبو القاسم وأبو المعالي وغيرهما، إذا دخلوا عليّ يثنون عليّ ويطروني بما ليس فيّ، فيزيدني كلامهم عجباً وتيهاً، وهذا الشيخ يذكرني عيوب نفسي، وما أنا فيه من الظلم، فتنكسر نفسي، وأرجع عن كثير مما أنا فيه. مولده يوم الجمعة من ذي القعدة سنة ثمانٍ وأربعين، وأدركته الشهادة سامحه اللّه ورحمه في شهر رمضان، فقتل غيلةً وهو صائم، وذلك بين إصبهان وهمذان، أتاه شابٌ في زيّ صوفيّ، فناوله ورقةً، فتناولها منه، فضربه بسكينٍ في فؤاده، وقتل قاتله.

(33/145)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 146
وقيل: إن السّلطان سئم منه، واستكثر ما بيده من الأموال والأقطاع، فدس هذا عليه، ولم يبق بعده السّلطان إلا مدة يسيرة. وهو أول من بنى المدارس في الإسلام، بنى نظامية بغداد، ونظامية نيسابور، ونظامية طوس، ونظامية إصبهان. وقال القاضي ابن خلكان إنّ نظام الملك دخل على الإمام المقتدي بالله، فأذن له في الجلوس، وقال له: يا حسن، رضب اللّه عنك كرضى أمير المؤمنين عنك. وكان النظام إذا سمع الأذان أمسك عمّا هو فيه حتّى يفرغ المؤذن.

(33/146)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 147
ومن شعره: بعد الثمانين ليس قوهقد ذهبت شرة الصبوه كأنني والعصا بكفيموسى ولكن بلا نبوه قال شيرويه في تاريخ همذان: قدم نظام الملك علينا في سنة سبعٍ وسبعين إرغاماً لأنوفنا بما أصابنا من الجور والظلم. روى عن: أبي مسلم الأديب صاحب ابن المقريء، وأبي سهل الحفصي، وإسماعيل بن حمدون، وبندار بن عليّ، وأحمد بن الحسن الأزهري، وأميرك القزوينيّ، ويوسف الخطيب، وقاضينا عبد الكريم بن أحمد الطبريّ. وسمعت منه بقراءة أبي الفضل القومسانيّ. وقتل بغندجان ليلة الجمعة حادي عشر رمضان.) وقال السّلفي: سمعت صواب بن عبد اللّه الخصيّ ببغداد يقول: قتل

(33/147)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 148
مولاي نظام الملك شهيداً بقرب نهاوند في رمضان. قال: وكان آخر كلامه أن قال: لا تقتلوا قاتلي، فقد عفوت عنه: وتشهد ومات. وقد طول ابن النجار في سيرة النظام.
4 (حندور بن فتوح بن حميد.)
أبو محمد الزّناتيّ، الفقيه المالكي الأصيليّ. أصله من أصيلا. نزل سبتة، وأخذ عن: أبي إسحاق بن يربوع، ويوسف بن أبي مسلم. وسافر للتجارة إلى الأندلس. انفرد الفتيا بسبتة في دولة برغوطة، وكان صالحاً خيراً، والخير أغلب عليه من العلم.

(33/148)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 149
4 (حرف الخاء)

4 (خلف بن مروان.)
أبو القاسم الأمويّ القرطبيّ المقريء. أخذ عن: مكيّ بن أبي طالب، ومسلم بن أحمد الأديب. وحجّ، ولقي: أبا محمد بن الوليد. وكان صالحاً، متواضعاً، ديناً، ورعاً، نحوياً، لغوياً، يؤم يجامع قرطبة ويقرئ القرآن، ويعلم النحو. قال ابن بشكوال: أنبأ عنه جماعة من شيوخنا، ووصفوه بما ذكرته. ولد سنة سبعٍ وأربعمائة. وتوفي في سابع ذي الحجة.
4 (حرف العين)

4 (عبد اللّه بن محمد بن أبي أحمد.)
أبو أحمد الطوسيّ الصوفيّ. شيخ جليل طيب الوقت. فتى من الفتيان. خدم الفقراء، ولقي الأستاذ: أبا عليّ الدّقاق في صباه.) وسمع: أبا بكر الحيريّ، وغيره. روى عنه: عبد الغافر الفارسي، وقال: توفي رحمه اللّه في عاشر ذي القعدة.

(33/149)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 150
4 (عبد الباقي بن الحسن بن عليّ الشاموخيّ.)
الزاهد، خطيب البصرة. روى عن: أبيه. روى عنه: أبو عليّ بن سكرة، وقال: كان مشهوراً بزهدٍ وخيرٍ وأمرٍ بمعروف، وكان العامة حزبه، قدم بغداد، فأدركه أجله بها، وكانت جنازته، حفلة. لقد تجمعت الصوفيّة وجماعة من الأئمة، وختم على قبره عدة ختم. توفي في ربيع الآخر سنة خمس.
4 (عبد الباقي بن محمد بن الحسين بن داود بن ناقيا.)
أبو القاسم الحريميّ البغدادي الشاعر. شاعر مجود، صنف عدة كتب منها: تفسير الفصيح لثعلب، و الأغاني وغير ذلك، إلا أنّه كان معثراً ثلابة، يطعن على الشريعة، ويذهب إلى رأي الأوائل، وله مقالة في التعطيل، لعنه اللّه. وكان كثير المجون والهزل، سمع أبا القاسم الحرفيّ. ترجمه السّمعاني، وقال: روي لنا عنه: ثنا عنه: ابن السّمرقنديّ، وعبد الوهاب الأنماطيّ، وأبو الفضل بن ناصر. وسألت عبد الوهّاب عنه: فقال: ما كان يصليّ، وكان يقول: في السماء نهرٌ من خمر، ونهرٌ من لبن، ونهرٌ من عسل، لا ينقط منه شيء، بل ينقط هذا الذي يخرب البيوت، ويهدم السّقوف.

(33/150)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 151
مات في المحرم وله خمسٌ وسبعون سنة، اللّهم لا ترحم الزنادقة.
4 (عبد الرحمن بن أحمد بن الحسين بن أحمد بن إبراهيم بن الفضل بن شجاع بن هاشم بن)
عبد اللّه بن عبد الرحمن بن بديل بن ورقاء بن نوفل. أبو محمد الخزاعيّ النّيسابوريّ الشيعيّ. نزيل الريّ. محدث حافظ رحال، كثير الفضائل، لكنه غالٍ في التشيع. سمع ببغداد: هناد بن إبراهيم النّسفيّ، وابن المهتدي بالله، وأبا الحسين بن النقور.) ورحل إلى الشّام، والحجاز، وخراسان. قال ابن السّمعانيّ: ثنا عنه: أبو البركات عمر بن إبراهيم الزيديّ، وأبو حرب المجتبي ابن الداعي بن الحسنيّ، وأحمد بن عبد الوهاب الصيرفيّ كلاهما بالريّ. طالعت عدة مجالس من أماليه بالريّ، فرأيت فيها مجلساً أملاه في إسلام أبي طالب، غير أنّه كان مكثراً من كتب الحديث، وله به أنسة. وتوفي سنة خمس.

(33/151)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 152
وقد قال ابن أبي طيء: كان عبد الرحمن الخزاعيّ من أعلم النّاس بالحديث، وأبصرهم به وبرجاله، ثنا شيخنا رشيد الدين، عن أبيه قال: حضرت مجلس الإمام الخزاعيّ، فكان في مجلسه أكثر من ثلاثة آلاف محبرة مستملي. وكان إذا قيل له في الحديث: هل جاء في الصحيحين قال: ذروني من المكسورين، والله لو حوققنا، وأنصف النّاس فيهما لما سلم لهما إلا القليل قال وما سئل عن حديثٍ إلا وعرف علته وصحته من سقمه، وكان يقول: أذاكر بمائة ألف حديث، وأحفظ مائة ألف حديث. وكان يقول: لو أنّ لي سلطاناً يشدّ على يدي، لأسقطت خمسين ألف حديث يعمل بهما، ليس لها صحة ولا أصل. قلت: عين ما مدحه به ابن أبي طيّ من هذه الفضائل هو عين ما ندّمع به، فإنّ هذا كلام من في قلبه غل على الإسلام وأهله، لا بارك اللّه فيه.
4 (عبد الرحمن بن أحمد بن شاه.)
الفقيه أبو أحمد السيقذنجيّ. نسبة إلى قريةٍ على ثلاثة فراسخ من مرو.

(33/152)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 153
كان يعرف بفقيه الشّاه. سمع: الإمام أبا بكر عبد اللّه بن أحمد القفال، وعبد الرحمن بن أحمد الشيرنخشيريّ، وغيرهما. ذكره ابن السّمعانيّ في الأنساب وقال: ثنا عنه محمد بن أبي بكر السّنجي، وأبو حنيفة محمد بن النّعمان، ومحمد بن أبي سعيد، وغيرهم. قال: توفي بعد سنة خمسٍ وثمانين وأربعمائة.
4 (عبد الرحمن بن إبراهيم بن أبي نصر السقاء النّيسابوريّ.)
) الصّوفيّ، أبو نصر. له حال عجيب في السماع. سمع عبد الرحمن النّصرويّ، وحدث.
4 (عبد الرحمن بن محمد بن الحسن.)
أبو سلم الصّباغ الإصبهانيّ. توفي في رجب.
4 (عبد الصّمد بن عبد الملك بن عليّ.)
أبو سعد النّيسابوريّ العدل الحنفي. مشهور، نبيل، ثقة، محترم. سمع: أبا بكر الحيريّ، وأبا القاسم عبد الرحمن بن محمد السراج، وأبا سعيد الصيرفيّ.

(33/153)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 154
وحدّث باليسير. قدم بغداد ليحجّ فتوفي رحمه اللّه بها في شوال.
4 (عبد الملك بن موسى بن أبي جمرة المرسيّ.)
سمع من: أبيه، وأبي عمرو الدانيّ. وأجاز له أبو عبد اللّه بن عائذ، وغيره. مات في جمادى الآخرة. روى عنه: ولده أحمد.
4 (عروة بن أحمد بن محمد بن عروة.)
الحاكم أبو القاسم النّيسابوري الحنفيّ. من أركان مجلس الحكم. سمع الكثير، وحدث عن، أبي بكر الحيريّ، وجماعة. وأكثر عن المتأخرين. وتوفيّ في رمضان.
4 (حرف الفاء)

4 (الفضل بن القاسم بن سعيد بن عثمان بن سعيد)
) أبو سعيد الهرويّ القطان. روى عن: إسحاق بن يعقوب القرّاب، وأقرانه. وعاش اثنتين وسبعين سنة.
4 (حرف الميم)

4 (محمد بن الحسين بن عبد اللّه بن فنجويه.)

(33/154)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 155
أبو بكر الثقفيّ الدّينوريّ ثمّ الهمذانيّ. روى عن: أبيه أبي عبد اللّه، وأبي عمر البسطاميّ، وسعد بن عبد اللّه القطان. قال شيرويه: كتبت عنه. وكان شيخاً صويلحاً. عاش تسعين سنة.
4 (محمد بن خلف بن مسعود بن شعيب.)
أبو عبد اللّه بن السّقاط الأندلسيّ، قاضي قونكة. حجّ سنة خمس عشرة وأربعمائة، وسمع الصحيح من أبي ذر. وأخذ كتاب الجوزقيّ عن: أبي بكر بن عقال، عن المؤلف. وأخذ عن: أبي بكر المطوعيّ، ومحمد بن خميس. ونسخ بمكة صحيح البخاري قال ابن بشكوال: كان سريع الكتابة، حسن الخط، ثقة فيما رواه وعني به. وروى بالأندلس عن: أبي القاسم خلف بن أبي مسرور صاحب أبي محمد الباجيّ، عن المنذر بن المنذر، وأبي عمر الطلمنكيّ، وأبي عمرو الدانيّ. وأخذ عن: أبي الحسن بن بطال كتابه في شرح البخاريّ. وولي القضاء بمدينته قونكة. وكان محبباً إلى أهلها، امتحن في آخر عمره، وذهب ماله وكتبه. وتوفي بدانية سنة خمسٍ وثمانين أو نحوها. وولد سنة خمسٍ وتسعين وثلاثمائة.

(33/155)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 156
4 (محمد بن خلف بن سعيد بن وهب.)
الأندلسيّ، المرييّ، القاضي أبو عبد اللّه بن المرابط، قاضي المريّة ومفتيها وعالمها. سمع: أبا القاسم المهلب بن أبي صفرة، وأبا الوليد بن ميقل.) وأجاز له أبو عمر الطلمنكيّ، وأبو عمرو الدانيّ. وصنف كتاباً كبيراً في شرح البخاريّ ورحل إليه النّاس، وسمعوا منه. وكان من العالمين بمذهب مالك. قال القاضي عياض: أخذ عنه: شيخنا أبو عبد اللّه بن عيسى التّميميّ، وقاضي القضاة أبو عليّ بن سكرة، وأبو محمد بن أبي جعفر الفقيه، وغيرهم. توفي في شوال.
4 (محمد بن سعدوان بن عليّ بن بلال.)
أبو عبد اللّه القيروانيّ الفقيه المالكيّ. سمع من: أبي بكر أحمد بن عبد الرحمن الفقيه، ومحمد بن محمد بن الناطور، وحجّ، فسمع بمصر من أبي الحسن عليّ بن منير، وجماعة، ومن:

(33/156)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 157
أبي حمصة الحرانيّ، والطفال. وبمكة من: أبي ذر الهرويّ، وأبي بكر محمد بن عليّ المطوعيّ، وأبي الحسن بن صخر القاضي. وتفقه على: أبي عبد اللّه، وأبي الحسن ابني الأحدابيّ، وأبي القاسم اللبيديّ، وابن الناطور، وأبي عليّ الزيات الفقيه، وأحمد بن محمد القرشيّ. روى عنه: أبو عليّ الغسانيّ، وأبو عليّ بن سكرة الصدفيّ، وأبو الحسن طاهر بن مفوز، وأبو بحر سفيان بن العاص، فمن بعدهم. وكان عالماً بالأصول والفروع، بارعاً في المذهب. صنف كتاب إكمال التعليق لأبي إسحاق التونسيّ على المدونة. وقال ابن بشكوال: أنبأ عنه، من شيخونا أبو بحر بن العاص، وأبو عليّ الصدفيّ، وأبو الحسن بن مغيث، ومحمد بن عبد العزيز القاضي، وأبو محمد بن أبي جعفر، وأبي عامر بن حبيب. وتوفيّ بأغمات في جمادى الأولى، وحدث بقرطبة، وبلنسية، والمرية.
4 (محمد بن طاهر بن ممّان بن الحسن.)
أبو العلاء الهمذاني النّجار العابد، المعروف بابن الصباغ. روى عن: ابن المحتسب، وأبي سعيد بن شبانة، وعليّ بن إبراهيم بن حامد، وعليّ بن شعيب، وأحمد بن زنجويه العمريّ، ومحمد بن عيسى، وأبي الفضل الهرويّ، وأبي بكر الأردستاني،) وخلق كثير.

(33/157)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 158
قال شيرويه: سمعت منه عامّة ما مرّ له، وكان أحد العبّاد في الجبل، صواماً قواماً، لا يفتر عن عبادة اللّه باللّيل والنهار، ثقة صدوقاً. توفي رضي اللّه عنه في ذي الحجّة.
4 (محمد بن عليّ بن حامد.)
الإمام أبو بكر الشّاشيّ، الفقيه الشافعيّ، صاحب الطريقة المشهورة، تفقّه ببلده على الإمام أبي بكر السّنجيّ، وكان من أنظر أهل زمانه، ثمّ ارتحل إلى حضرة السّلطان بغزنة، فأقبل الكلّ عليه، وقيدوه بالإحسان والتبجيل، واستفاد علماؤهم منه، وتأهل، وولد له الأولاد، ثمّ في آخر أمره بعدما ظهرت له التصانيف استدعاه نظام الملك إلى هراة، وأشار عليهم بتسريحه، وكان يشق عليهم مفارقة تلك الحضرة، فما وجدوا بداً من امتثال أمر الصّاحب، فجهزوه مكرماً بأولاده إلى هراة، فدرس بها مدّة بالمدرسة النظاميّة بهراة، ثمّ قصد نيسابور زائراً. قال عبد الغافر الفارسيّ: قدمها في رمضان سنة إحدى وتسعين كذا قال ولم يتفق لي الالتقاء به لغيبتي إلى غزنة، وأكرم أهل نيسابور مورده، فسمعت غير واحدٍ من الفقهاء يقول: إنه لم يقع منهم الموقع الذي كانوا يعتقدونه فيه، فلقد كان بعيد الصّيت، عظيم الاسم بين الفقهاء، ولم تجر مناظرته على الدرجة المشهورة به، وعاد إلى هراة، وحدث عن منصور الكاغديّ، عن الهيثم بن كلب، وأنبأ عنه والدي.

(33/158)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 159
وكان مولده بالشاشّ سنة سبعٍ وتسعين وثلاثمائة وتوفيّ في شوال سنة خمسٍ وتسعين وأربعمائة بهراة، كذا قال عبد الغافر في وفاته، فيما قرأت بخط أبي عليّ البكريّ. وقال غيره، فيما قرأت بخط الحافظ الضّياء، في جزء وفيات على السّنين: سنة خمسٍ وثمانين، فيها مات السّلطان ملكشاه، والإمام أبو بكر محمد بن عليّ الشاشّ بهراة في سادس شّوال، وهو ابن أربعٍ وتسعين سنة. وفيها قتل نظام الملك، ودفن بإصبهان. نقلت ترجمته من تاريخ عبد الغافر. ثمّ نقلت من كلام أبي سعد السّمعانيّ أن ولادته في سنة سبعٍ وتسعين وثلاثمائة. قال: وتوفيّ في شوال سنة خمسٍ وثمانين، وزرت قبره بهراة.) روى لنا عنه: محمد بن محمد السّنجيّ الخطيب، وأبو بكر محمد بن سليمان المروزّيان.
4 (محمد بن عليّ بن أحمد بن مبارك الدمشقيّ.)
أبو عبد اللّه البزّار. سمع: أبا عثمان الصابونيّ، ومحمد بن عوف المزنيّ، وجماعة. روى عنه: جمال الإسلام أبو الحسن، وأبو المعالي محمد بن يحيى القرشيّ، والخضر بن عبدان. وعاش ستين سنة.
4 (محمد بن عيسى بن فرج.)

(33/159)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 160
أبو عبد اللّه التّجبيبي المغاميّ الطليطليّ المقرئ صاحب أبي عمرو الدانيّ، روى عنه، وعن: مكيّ بن أبي طالب، وأبي الربيع سليمان بن إبراهيم. قال ابن بشكوال: كان عالماً بوجوه القراءات، ضابطاً لها، متقناً لمعانيها، إماماً ديّناً، أنبأ عنه غير واحد من شيوخنا، ووصفوه بالتجويد والمعرفة. وقال ابن سكرة: أجاز لنا، وهو مشهور بالتقدّم والإمامة في الإقراء، وشدّة الأخذ على القراء والالتزام للسّمت والهيبة معهم. ومن شيوخه مكيّ، وأبو عمر الطلمكنيّ. ومغام: حصنٌ بثغر طليطلة. وولد في ربيع الأوّل سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة. وقد وصف كتبه.
4 (محمد بن نصر بن الحسن.)
أبو بكر الجميليّ البخاريّ الخطيب. قال السّمعانيّ: كان إماماً فاضلاً ورعاً، سديد السيرة، خطب مدةً بجامع بخارى. وسمع من: منصور بن عبد الرحيم الكاغديّ، والحسين بن الخضر النّسفيّ، وعبد العزيز بن أحمد الحلوائيّ، وجماعة. روى لنا عنه: عثمان بن عليّ البيكنديّ. ولد في حدود سنة وأربعمائة ومات في ثامن شوّال.

(33/160)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 161
4 (مالك بن أحمد بن عليّ بن إبراهيم.)
) أبو عبد اللّه بن الفراء البانياسيّ الأصل، البغداديّ. كان يقول: سماني أبي مالكاً، وكنّاني بأبي عبد اللّه، وسمّتني أمي علياً، وكنّتني أبا الحسن، فأنا أعرف بهما. قال السّمعانيّ: كان يسكن في غرفة بسوق الريحانيّين، شيخ صالح ثقة، متدين، مسن، عمّر حتّى أخذ عنه الطلبة، وتكابّوا عليه. سمع: أبا الحسن بن الصّلت، وأبا الفتح بن أبي الفوارس، وأبا الحسن بن بشران، وابن الفضل القطان. سألت إسماعيل بن محمد الحافظ عنه، فقال: شيخ صالح مسن. وقال أبو محمد بن السّمرقنديّ: كان مالك آخر من حدّث عن ابن الصّلت، وكان ثقة، سمعته يقول: ولدت سنة ثمانٍ وتسعين وثلاثمائة. وقال أبو عليّ بن سكرة وقد روى عنه: كان شيخاً صالحاً مالكيّاً، وقعت النّار ببغداد بقرب حجرته، وقد زمن، فأنزل في قفةٍ إلى باب الحجرة، فوجد النّار عند الباب فتركه الذي أنزله وفرّ، فاحترق هو رحمه اللّه. قلت: روى عنه: أبو عامر محمد بن سعدون العبدريّ، وأبو الفضل بن ناصر السّلاميّ، وأبو بكر بن الزاغونيّ، وأبو الحسن عليّ بن عبد الرحمن بن تاج القراء، وخلق كثير. قال محمد السّمرقنديّ: احترق سوق الريحانيّين وسط النهار في تاسع جمادى الآخرة وهلك فيه، جماعة منهم شيخنا مالك البانياسيّ. قلت: آخر من روى عنه: أبو الفتح بن البطيّ رحمهم اللّه.

(33/161)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 162
مسعود بن عبد العزيز. أبو ثابت بن السّماك الرازيّ الفقيه الحنفيّ. قدم بغداد فتفقه بها على أبي عبد اللّه الصيمريّ، وأبي الحسن القدوريّ، ثمّ على قاضي القضاة أبي عبد اللّه. وبرع في المذهب والخلاف. وأفتى ودرسّ، ونفذ رسولاً من الديوان إلى صاحب غزنة، فأدركه أجله بخراسان في شعبان. روى عن: ابن غيلان، والصيمريّ.) سمع منه: إسماعيل بن محمد بن الفضل، وعبد اللّه بن السّمرقنديّ. ملكشاه. السّلطان جلال الدّولة أبو الفتح ابن السّلطان ألب أرسلان محمد بن داود السلجوقيّ. أوصى إليه أبو بالملك، ووصّى به وزيره نظام الملك، وأوصى إليه يفرق البلاد على أولاده، وأن يكون مرجعهم إلى ملكشاه، وذلك في سنة خمسٍ

(33/162)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 163
وستين، فخرج عليه عمّه صاحب كرمان، فتواقعا وقعةً كبيرة بقرب همذان، فانهزم عمّه، ثمّ أتي به أسيراً فقال: أمراؤك كاتبوني، وأحضر كتبهم في خريطة، فناولها لنظام الملك ليقرأها، فرمى بها في منقل نارٍ بين يديه، فأحرقها، فسكنت قلوب الأمراء، وبذلوا الطاعة. وكان ذلك سبب ثبات ملكه، وخنق عمّه بوتر. وتمّ له الأمر، وملك من الأقاليم ما لم يملك أحدٌ من السلاطين، فكان في مملكته جميع بلاد ما وراء النهر، وبلاد الهياطلة، وباب الأبواب، وبلاد الروم، والجزيرة، والشام. وملك من مدينة كاشغر، وهي أقصى مدينة بالترك إلى بيت المقدس طولاً، ومن القسطنطينيّة إلى بلاد الخزر وبحر الهند عرضاً. وكان من أحسن الملوك سيرة، ولذلك كان يلقب بالسّلطان العادل، وكان منصوراً في حروبه، مغرىً بالعمائر وحفر الأنهار، وعمر الأسوار والقناطر، وعمّر جامعاً ببغداد، وهو جامع السّلطان، وأبطل المكوس والخفّارات في جميع بلاده، كذا نقل ابن خلّكان في تاريخه فالله أعلم. قال: وصنع بطريق مكة مصانع للماء، غرم عليها أموالاً كثيرة، وكان لهجاً بالصيّد، حتّى قيل إنه ضبط ما اصطاده بيده، فكان عشرة ألآف وحش، فتصدق بعشرة ألآف دينار، وقال: إني خائف من اللّه تعالى لإزهاق الأرواح من غير مأكلة. شيّع مرةً الحاجّ، فتعدى العذيب، وصاد في طريقه وحشاً كثيراً، يعنى هو وجنده فبنى هناك منارةً، من حوافر حمر الوحش وقرون الظّباء وهي باقية تعرف بمنارة القرون. وأما السّبيل فأمنت في أيّامه أمراً زائداً، ورخصت الأسعار، وتزوج أمير

(33/163)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 164
المؤمنين المقتدي بالله بابنته، وكان السفير بينهما الشيخ أبو إسحاق الشيرازيّ، وكان زفافهما إلى الخليفة سنة ثمانين وأربعمائة، وفي صبيحة دخول الخليفة بها عمل وليمة هائلة لعسكر ملكشاه، كان فيها أربعون ألفاً منا سكر، فأولدها جعفراً.) ودخل ملكشاه بغداد مرتين، وكان ليس للخليفة معه سوى الاسم، وقدمها ثالثاً متمرضاً. وكان المقتدي قد جعل ولده المستظهر بالله ولي العهد، فألزم ملكشاه الخليفة أن يعزله، ويجعل ابن ابنته، جعفراً وليّ العهد، وكان طفلاً وأن يسلم بغداد إلى السّلطان ويخرج إلى البصرة، فشقّ ذلك على الخليفة، وبالغ في استنزال السّلطان ملكشاه عن الرأي، فأبى فاستمهله عشرة أيّام ليتجهّز، فقيل إنّه جعل يصوم ويطوي، فإذا أفطر جلس على الرّماد يدعو على ملكشاه، فقوي به مرضه، ومات في شوّال. وكان نظام الملك قد مات من أكثر من شهر، فقيل إنّ ملكشاه سمّ في خلالٍ تخلّل به فهلك، ولم تشهده الدّولة، ولا عمل عزاؤه، وحمل في تابوت إلى إصبهان، فدفن فيها في مدرسةٍ عظيمة، ووقى اللّه شرّه، وتزوّج المستظهر بالله بخاتون بنته الأخرى.
4 (منصور بن أحمد بن محمد.)
أبو المظفّر البسطاميّ، ثمّ البلخيّ، الفقيه الحنفيّ، أحد الأعلام. كان ذا حشمةٍ وأموالٍ وجاهٍ وتقدم. سمع: أباه، وعبد الصّمد بن محمد العاصميّ، وأبا بكر محمد بن عبد اللّه بن زكريا الجوزقيّ. كذا قال السّمعانيّ إنّه سمع من الجوزقيّ، وهو وهم.

(33/164)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 165
قال: وأبا عليّ بن شاذان، وأبا طاهر عبد الغفّار المؤدب، وأبا القاسم عبد الرحمن بن الطبيّز بدمشق، وأبا القاسم الزيديّ بحرّان، ومصر، وحلب، وهراة. روى عنه: السّمعانيّ محمد بن القاسم بن المظفّر الشهرزوريّ، وعمر بن عليّ المحموديّ قاضي بلخ. وتوفيّ ببلخ في رمضان.
4 (حرف الهاء)

4 (هبة اللّه بن عبد الوارث بن عليّ.)
أبو القاسم الشّيرازيّ، الثّقة الحافظ الجوّال. سمع بخراسان، والعراق، والجبال، وفارس، خورستان، والحجاز، واليمن، ومصر، والشام، والجزيرة. وحدّث عن: أبي بكر محمد بن الحسن بن اللّيث الشيرازيّ، وأحمد بن عبد الباقي بن طوق،) وعبد الباقي بن فارس المقرئ، وعبد الجبّار بن عبد العزيز بن قيس الشيرازيّ، وأبي جعفر ابن المسلمة، وعبد الصّمد بن المأمون، وعبد الرّزاق بن شمة، وأحمد بن الفضل الباطرقانيّ، وخلق كثير.

(33/165)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 166
وصنّف تاريخ شيراز قال السّمعانيّ: كان ثقة صالحاً ديناً خيّراً، حسن السيّرة. كثير العبادة، مشتغلاً بنفسه. خرّج التّخاريج، واستفاد وأفاد، وسّمع جماعةً من الطلبة ببركته وقراءته، وانتفعوا بصحبته. وورد بغداد سنة سبعٍ وخمسين. روى لنا عنه: أبو الفتح محمد بن عبد الرحمن الخطيب، وعمر بن أحمد الصّفار، وأحمد بن ياسر المقرئ، وأبو نصر محمد بن محمد بن يوسف الباشانيّ، وأبو القاسم إسماعيل الحافظ، وأبو بكر اللفتوانيّ، وغيرهم. وسكن في آخر عمره مرو، وتوفيّ بها. وقال ابن عساكر: روى عنه نصر المقدسيّ، وغيث بن عليّ. وثنا عنه: هبة اللّه بن طاوس، وأبو نصر اليونارتيّ، فحدثنا عنه ابن طاوس: ثنا أبو زرعة أحمد بن يحيى الخطيب بشيراز إملاءً، أنا الحسن بن سعيد المطوعيّ، ثنا أبو مسلم الكجيّ، فذكر حديثاً. وقال عبد الغافر في تاريخه: هو شيخ عفيف، فاضل، طاف البلاد، وسمع الكثير، وخطّه مشهور معروف، كان كثير الفوائد. وقال محمد بن محمد الفاشانيّ: كنت إذا مضيت إلى أبي القاسم هبة اللّه،

(33/166)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 167
وكان قد نزل برباط يعقوب الصّوفيّ بظاهر مرو، وأخذ بيدي وأخرجني إلى الصّحراء وقال: إقرأ ما تريد، فالصّوفيّة يتبرمون بمن يشتغل بالعلم والحديث، ويقولون: هم يشوّشون علينا أوقاتنا. وقال عمر أبو الفتيان الرّؤآسيّ: إن هبة اللّه مات بمرو في شهور سنة ست وثمانين. وقال أبو نصر اليونارتيّ: ترفي هبة اللّه بمرو بالبطن في رمضان سنة خمس وثمانين. وقال محمد بن محمد الفاشانيّ: احتاج هبة اللّه ليلة مات إلى القيام سبعين كرةً، أقل أو أكثر، وفي كل نوبةٍ يغتسل في النّهر، إلى أن توفّي على الطّهارة، رحمه اللّه. وقال المؤتمن السّاجيّ: بذل نفسه في طلب الحديث جداً، وسألني فخرّجت جزءين في صلاة) الضّحى، ففرح بهما شديداً.

(33/167)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 168
2 (وفيات سنة ست وثمانين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن عليّ بن أحمد.)
أبو الحسين التغلبيّ الأرتاحيّ. توفّي بدمشق. روى عن: أبي الحسن الحنّائي. روى عنه: ابن صابر شيئاً
4 (أحمد بن عليّ بن قدامة.)
القاضي أبو المعالي الحنفيّ، من بني حنيفة، البغداديّ، الكرخيّ، الشيعيّ، من أجلاد الرّافضة وعلمائهم وصلحائهم، له خبرة بالكلام والجدل والفقه. قرأ على: الشّريف المرتضى، وعلى أخيه الشّريف الرضيّ. روى عنه: الحسن بن محمد الأستراباذيّ الفقيه، وأحمد بن محمد العطارديّ الكرخيّ. ذكره ابن السّمعانيّ في الذّيل.

(33/168)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 169
وتوّفي في شوّال.
4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم.)
الخبّاز الإصبهانيّ المؤدّب. مات في المحرّم. عبدٌ صالحٌ، خيّر. سمع من: أبي منصور بن معمر، وأبي الحسن الجرجانيّ.
4 (أحمد بن محمد بن أبي العبّاس.)
اللّباد. قتل في آخر شعبان.
4 (إبراهيم بن محمد)
أبو إسحاق البجليّ البوشنجيّ.) سكن دمشق، وأمّ بمسجد دار بطيخ، وكان يكتب المصاحف، ثمّ ولي

(33/169)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 170
إمامة الجامع مدّة. وسمع: أبا عليّ بن نصر التميميّ، ورشأ بن نظيف، والأهوازيّ. روى عنه: أبو القاسم بن عبدان، وأبو القاسم بن جابر. توّفي في المحرّم، وكان ثقة صالحاً. مولده سنة.
4 (إسماعيل بن عليّ بن عبد اللّه.)
الحاكم أبو الحسن النّاصحيّ الحنفيّ النيسابوريّ. روى عن: عبد اللّه بن يوسف الإصبهانيّ، والحاكم أبي الحسن بن السقّاء، وأبي سعيد الصيرفيّ. وعنه: عبد الغافر، وقال: مات في جمادى الآخرة.
4 (حرف الباء)

4 (بلال بن الحسين السّقلاطونيّ.)
سمع: أبا القاسم بن بشران. وعنه: أبو الوفاء بن الحصين، وغيره. مات سنة.
4 (حرف التاء)

4 (تاج الملك.)
الوزير. اسمه مرزبان، يأتي.

(33/170)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 171
4 (حرف الحاء)

4 (الحسن بن عنبس بن مسعود.)
أبو محمد الرّافقي الشيخ المعمّر الشيعيّ، العارف بمذهب القوم. ذكر الكراجكيّ أنّه اجتمع به بالرّافقة، ورأى له حلقةً عظيمة يقرأون عليه مذهب الإمامية، وكان بصيراً بالأصول. يذكر أنّه قرأ على الشيّخ المفيد، ولقي القاضي عبد الجبّار.) مات وقد نيّف على المائة.
4 (الحسين بن عبد العزيز.)
أبو عبد اللّه النخّاس البزّار. بغداديّ، سمع: عبد الملك بن بشران. وعنه: إسماعيل بن السّمرقنديّ. وسمع: ابن أبي الفوارس، وأبي الحسين بن بشران.
4 (حمد بن أحمد بن الحسن بن أحمد بن محمد بن مهرة.)

(33/171)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 172
أبو الفضل الإصبهانيّ الحّداد، أخو المقرئ أبي عليّ الحدّاد. قدم بغداد حاجاً سنة خمسٍ وثمانين، وحدّث بكتاب الحلية لأبي نعيم، عنه. وسمع: أبا الحسن عليّ بن ميلة، وعليّ بن عبدكويه، وأبا سعيد بن حسنويه، وأبا بكر بن أبي عليّ الذكوانيّ، وعليّ بن أحمد بن محمد بن حسين، وجماعة. قال السّمعانيّ: كان إماماً صحيح السماع، محققاً، فاضلاً في الأخذ. ثنا عنه: إسماعيل بن السّمرقنديّ، وعبد الوّهاب الأنماطيّ، ومحمد بن البطيّ، وغير واحد. قلت: ورّخه بعض الإصبهانييّن في هذا العام في جمادى الأولى. وقال السّمعانيّ: ورد نعيّه من إصبهان إلى بغداد في ذي الحجّة سنة ثمانٍ وثمانين.

(33/172)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 173
4 (حرف الخاء)

4 (خلف بن أحمد بن داود.)
أبو القاسم الصّدفيّ البلنسيّ. سمع: أبا عمر بن عبد البّر، وأبا الوليد الباجيّ. وتفقّه في الشّعر. ومات في ذي الحجّة في حصار بلنسية.
4 (حرف السين)

4 (سليمان بن إبراهيم بن محمد بن سليمان.)
الحافظ أبو مسعود الإصبهانيّ الملنجيّ. سمع الكثير، ورحل وتعب.) قال السّمعانيّ، كانت له معرفة بالحديث، جمع الأبواب، وصنّف التّصانيف، وخرّج على الصّحيحين. سمع: بإصبهان أبا عبد اللّه الجرجانيّ، وأبا بكر بن مردويه، وأبا سعد أحمد بن محمد المالينيّ، وأبا نعيم الحافظ، وأبا سعيد النقاش، وابن جولة الأبهريّ، وجماعة كثيرة. وببغداد: أبا عليّ بن شاذان، وأبا بكر البرقانيّ، وأبا القاسم بن بشران،

(33/173)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 174
وأبا بكر بن هارون المنقيّ، وأبا القاسم الحرفيّ، وطبقتهم. سمع منه: شيخه أبو نعيم. وروى عنه: أبو بكر الخطيب مع تقدمه وثنا عنه: إسماعيل بن محمد التيّميّ، وأحمد بن عمر الغازي، وهبة اللّه بن طاوس، وخلق ببلاد عديدة. وسألت أبا سعد البغداديّ عنه فقال: لا بأس به، ووصفه بالرحلة والجمع والكثة، وقد كنّا يوماً في مجلسه، وكان يملي، فقام سائل وطلب شيئاً، فقال سليمان: من شؤم السّائل أن يسأل أصحاب المحابر. وسألت إسماعيل الحافظ عنه، فقال: حافظ، وأبوه حافظ. وقال أبو عبد اللّه الدّقاق في رسالته: سليمان بن إبراهيم الحافظ له الرحلة والكثرة، وأبوه إبراهيم يعرف بالفهم والحفظ، وهما أصحاب أبي نعيم، تكلّم في إتقان سليمان، والحفظ: الإتقان، لا الكثرة. قال السّمعانيّ: وسألت أبا سعد البغداديّ عن سليمان نوبةً أخرى، فقال: شنع عليه أصحاب الحديث في جزءٍ ما كان له به سماع. وسكتّ أنا عنه. وقال يحيى بن مندة في طبقات الإصبهانييّن في ترجمة سليمان: إلاّ أنّه في سماعه كلام، سمعت من الثّقات أنّ له أخاً يسمى إسماعيل، وكان أكب منه، فحكّ اسمه وأثبت اسم نفسه مكانه، وهو شيخٌ شره لا يتورّع، لحّانٌ وقاح. وقال عبد اللّه بن السّمرقنديّ إنّ سليمان ولد في رمضان سنة سبعٍ وتسعين وثلاثمائة.

(33/174)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 175
وقال غيره: توفّي في ذي القعدة. وممّن روى عنه: أبو جعفر محمد بن الحسن الصّيدلانيّ، وأبو عليّ شرف بن عبد المطّلب الحسينيّ، ومحمد بن طاهر الطّوسيّ، ومحمد بن عبد الواحد المغازليّ، ومسعود بن الحسن) الثّقفيّ، ورجاء بن حامد المعدانيّ. أنبأنا المسلم بن علاّن، وغيره قالوا: أنا أبو اليمن الكنديّ، أنا أبو المنصور القزّاز، أنا أبو البكر الخطيب، أنا سليمان بن إبراهيم أبو مسعود، ثنا محمد بن إبراهيم، ثنا محمد بن الحسين القطّان، نا إبراهيم بن الحارث البغداديّ، نا يحيى بن أبي بكر، نا زهير، ثنا أبو إسحاق، عن عمر بن الحارث ختن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: والله ما ترك رسول اللّه عند موته ديناراً ولا درهماً، ولا عبداً ولا أمةً، ولا شيئاً إلا بغلته البيضاء، وسلاحه، وأرضاً جعلها صدقةً. أخبرناه محمد بن الحسن الأرمويّ: أخبرنا كريمة القريشيّة، عن محمد بن الحسن الصيّدلاني قال: أنا سليمان الحافظ، فذكره. هذا حديثٌ عالٍ، وقع لنا موافقةً، من حيث أنّ البخاريّ رواه عن إبراهيم بن الحارث، وأنّ الخطيب رواه عن سليمان، وعاشّ الصيّدلاني هذا بعد الخطيب مائة سنة وخمس سنين، ولله الحمد.
4 (حرف العين)

4 (عبد اللّه بن عليّ بن أحمد بن محمد بن زكريّ.)

(33/175)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 176
أبو الفضل الدقّاق الكاتب، بغداديّ مشهور. سمع: أبا الحسين بن بشران، وأبا الحسن الحماميّ. وعنه: إسماعيل بن محمد، وأبو سعد البغداديّ، وعبد الوّهاب الأنماطيّ وأبو بكر بن الزاغونيّ، ومحمد بن أحمد بن سوار. قال عبد الوّهاب الأنماطيّ: كان صالحاً ديّناً، ثقة. وقال القاضي عياض: سألت أبا عليّ بن سكرة عن عبد اللّه بن زكريّ فقال: كان شيخاً عفيفاً، كنا نقرأ عليه في داره. وقال غيره: ولد سنة أربعمائة في آخرها. وكانت وفاته في ذي القعدة. أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن: أنا عبد اللّه بن أحمد، أنا هبة بن الحسن الدقّاق، أنا أبو الفضل عبد اللّه بن عليّ، أنا عليّ بن محمد، أنا محمد بن عمرو، ثنا سعدان بن نصر، ثنا سفيان بن عيينة، عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس، عن جرير بن عبد اللّه قال: كنّا عند) النبي صلى اللّه عليه وسلم فقال: إنّكم سترون ربكم عزّ وجلّ، ولا تضامّون في رؤيته، كما تنظرون إلى القمر ليلة البدر، فمن استطاع منكم أن لا يغلب على صلاة قبل طلوع الشّمس ولا غروبها فليفعل
4 (عبد اللّه بن عمر بن مأمون.)
إمام أهل سجستان، شيخ كبير القدر. سمع: عليّ بن بشرى الليّثي، وجماعة بسجستان.

(33/176)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 177
أكثر الحافظ أبو محمد الرّهاويّ، عن حفيده أبي عروبة، عنه. مات في ذي الحجة.
4 (عبد الباقي بن أحمد البزّار.)
دمشقيّ. يروى عن: أبي الحسن بن السّمسار. روى عنه: عبد اللّه، وعبد الرحمن ابنا صابر.
4 (عبد الحميد بن محمد.)
الفقيه أبو محمد بن الصائغ القيروانيّ. سكن سوسة، وأدرك أبا بكر بن عبد الرحمن، وأبا عمران الفاسيّ، وتفقه بالعطّار، وجماعة. وله تعليقة على المدوّنة. وعليه تفقّه الماوزريّ، وأبو عليّ بن البربريّ، وجماعة. طلبه صاحب المهديّة تميم بن المعزّ بن باديس ليكون مفتي البلد، فأقام عنده مدّة. وتوفي في هذا العام.

(33/177)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 178
4 (عبد الحميد بن منصور بن محمد بن إبراهيم بن عبد اللّه.)
الأستاذ أبو محمد البجليّ، الجريريّ، العراقيّ، المقرئ المجود. شيخ القّراء بسمرقند. توفّي في ذي الحجّة بسمرقند. روى عن: الحسين بن عبد الواحد الشيّرازيّ. روى عنه: محمد بن عمر كاك البخاريّ.
4 (عبد الحميد.)
) أبو محمد التونسيّ الزّاهد. تفقّه على: أبي عمران الفاسيّ، وأبي إسحاق التونسيّ. ومال إلى الزّهد والتقشف، وسكن مالقة، واستقر أخيراً بأغمات، ودرس النّاس عليه الفقه، ثمّ تركه لما رآهم نالوا به الخطط والعمالات، وقال: صرنا بتعليمنا لهم كبائع السّلاح من اللّصوص. قال ابن بشكوال: وكان ورعاً متقلّلاًً من الدنيا، هارباً عن أهلها. توفّي بأغمات رحمه اللّه.
4 (عبد القادر بن عبد الكريم بن حسين.)
أبو البركات الدّمشقي الخطيب. أصله من الأنبار. سمع: محمد بن عوف، وغيره.

(33/178)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 179
روى عنه: الخضر بن عبدان، ونصر بن مقاتل. ووثقه أبو محمد بن صابر. خطب بدمشق لبني العبّاس وللمصرييّن.
4 (عبد الواحد بن محمد بن عليّ بن أحمد.)
الشّيخ القدوة، أبو الفرج الفقيه الحنبليّ، الواعظ الشيرازيّ الأصل الحرّاني المولد. وكان يعرف في بغداد بالمقدسيّ. سمع بدمشق من: أبي الحسن عليّ بن السّمسار، ومن: عبد الرزّاق بن الفضل الكلاعي، وشيخ الإسلام أبي عثمان الصّابونيّ. ورحل إلى بغداد، ولزم القاضي أبا يعلى، وتردّد إليه سنين عديدة، ونسخ واستنسخ تصانيف القاضي، وبرع في الفقه. وسافر إلى الرّحبة، ثمّ رجع إلى دمشق، وبث بها مذهب أحمد، وبأعمال بيت المقدس. وصنّف التّصانيف في الفقه والأصول. قال أبو الحسن بن الفرّاء: صحب والدي، وسافر إلى الشّام وحصل له الإتباع والغلمان.

(33/179)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 180
قال: وكانت له كرامات ظاهرة، ووقعات مع الأشاعرة، وظهر عليهم بالحجة في مجالس) السّلاطين بالشّام. قال أبو الحسين: ويقال إنّه اجتمع بالخضر مرتّين، وكان يتكلم على الخاطر، كما كان يتكلّم على الخاطر الزّاهد ابن القزوينيّ، وكان تتش يعظمه، لأنّه تمّ له معه مكاشفة، وكان ناصراً لاعتقادنا، متجرّداً في نشره. وله تصانيف في الفقه والوعظ والأصول. وأرّخ وفاته ابن الأكفانيّ في يوم الأحد الثّامن والعشرين من ذي الحجّة بدمشق. قلت: وقبره مشهور بجبّاية باب الصغير، يزار ويقصد، ويدعى عنده. وله ذرّية فضلاء، وكان أبوه الشّيخ أبو عبد اللّه صوفياً من أهل شيراز، قدم الشّام، وكان يعرف بالصّافي. ذكر له ابن عساكر ترجمة لأبي الفرج فقال: سكن دمشق وكان صوفيّاً.

(33/180)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 181
سمع أبا الحسن بن السّمسار، وأبا عثمان الصّابونيّ. وصنف جزءاً في قدم الحروف، رأيته يدلّ على تقصير كثير.
4 (عبد الواحد بن عليّ بن محمد بن فهد.)
أبو القاسم بن العلاّف البغداديّ. قال السّمعانيّ: شيخ صالح صدوق مكثر، انتشرت عنه الرواية، وكان خيّراً، ثقة، مأمون، متواضعاً، سليم الجانب، على جادّة القدماء، وكانت بلاغاته في كتب النّاس، لأنّ كتبه ذهبت حريقاً ونهباً. سمع: أبا الفتح بن أبي الفوارس، وأبا الفرج الغوريّ، وهو آخر من حدّث عنهما. وسمع: أبا الحسين بن بشران. روى لنا عنه: إسماعيل بن السّمرقنديّ، وأبو سعد البغداديّ، وأبو القاسم إسماعيل الطلحيّ، وعبد الخالق بن يوسف. وتوفّي في سادس عشر ذي القعدة. قلت: آخر من حدّث عنه: أبو الفتح بن البطيّ، وقع لي من عواليه.

(33/181)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 182
4 (عبيد اللّه بن أبي العلاء صاعد بن محمد.)
القاضي أبو محمد.) توفّي بنيسابور في خامس شعبان، وكان صالحاً زاهداً. ولد سنة تسع وأربعمائة. وسمع من: أبي بكر الحيريّ، وأبي سعيد الصيرفيّ، ووالده. وعنه: عبد الغافر.
4 (عبيد اللّه بن عبد العزيز بن البراء بن محمد بن مهاصر.)
أبو مروان القرطبيّ. روى عن: إبراهيم بن محمد الإفليليّ، وغيره. وكان من أهل اللّغة والأدب، معنياً بذلك، شروطيّاً. روى عنه: أبو الحسن بن مغيث.
4 (عبيد اللّه بن محمد بن أدهم.)
أبو بكر القرطبيّ قاضي الجماعة بقرطبة. استقضاه المعتمد على اللّه في سنة ثمانٍ وستين وأربعمائة، وكان من أهل الصّرامة والحقّ والعدل، لا يخاف في اللّه لومة لائم، نزهاً متعاوناً، تفقّه على أبي عمر بن القطّان، وسمع من: حاتم بن محمد، وغيره. ولم يزل على القضاء بقرطبة عشرين سنة. وتوفيّ في شعبان. وقد استكمل سبعين سنة.
4 (عليّ بن أحمد بن يوسف بن جعفر بن عرفة بن المأمون بن

(33/182)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 183
المؤمل بن الوليد بن القاسم بن)
الوليد بن عتبة بن أبي سفيان بن حرب بن أميّة. القرشيّ الأمويّ أبو الحسن الهكاريّ. وقيل: سقط بين الوليد وبين القاسم خالد، وأنّه الوليد بن خالد بن القاسم. قال السّمعانيّ: شيخ الإسلام هذا تفرد بطاعة اللّه في الجبال، وابتنى أربطة ومواضع يأوي إليها الفقراء والمنقطعون إلى اللّه، وكان كثير العبادة، حسن الزّهادة صافي النيّة، خالص الطويّة، لطيفاً مقبولاً وقوراً. قدم بغداد، ونزل برباط الزّوزنيّ، ورحل وسمع بمصر: أبا عبد اللّه بن نظيف، وغيره. وبمكّة: أبا الحسن بن منهر، وببغداد: أبا القاسم بن بشران، وبالرملة: أبا الحسين بن التّرجمان،)

(33/183)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 184
روى لنا عنه: يحيى بن عطاف الموصليّ بمكة، وعبد الرحمن بن الحسن الفارسيّ ببغداد، والحسن بن محمد بن أبي عليّ المقرئ، وجماعة سواهم. وقال عبد الغفّار الكرجيّ: ما رأيت مثل شيخ الإسلام الهكاريّ زهداً وفضلاً. وقال يحيى بن مندة: قدم علينا أبو الحسين الهكاريّ إصبهان وكان صاحب صلاة وعبادة واجتهاد، مشهور معروف، أحد كبراء الصوفيّة. قال: ولدت سنة تسعٍ وأربعمائة. وقال ابن ناصر: توفي في أول المحرم بالهكاريّة، وهي جبال فوق الموصل. وقال ابن عساكر: لم يكن موثقاً في روايته. قال ابن النّجار: كان يسكن جبال الهكارية بقرية اسمها دارس. وقد ابتني هناك أربطة ومواضع، سمع الحديث الكثير، وسافر في طلبه، وجمع كتباً في السّنة والزّهد وفضائل الأعمال، وحدّث بالكثير، وانتقى عليه محمد بن طاهر، وكان الغالب على حديثه الغرائب والمنكرات، وفي ذلك متون موضوعة مركبة، رأيت بخطّ بعض المحدثين أنّه كان يضع الحديث. روى عنه: يحيى بن البنا، وأبو القاسم بن السّمرقنديّ. وقيل تكلم فيه ابن الخاضبة.

(33/184)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 185
4 (عليّ بن عبد الواحد بن عليّ بن صالح.)
أبو يعلى الهاشميّ، قيمّ مشهد باب أبرز. سمع: أبا الحسين بن بشران، وابن الفضل القطان. روى عنه: إسماعيل بن السّمرقنديّ، وغيره. وولد سنة ثلاثٍ وأربعمائة.
4 (عليّ بن محمد بن محمد بن يحيى بن شعيب بن حسن الشّيبانيّ.)
أبو الحسن الأنباريّ ابن الأخضر، خطيب الأنبار. تفقّه ببغداد على مذهب أبي حنيفة.

(33/185)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 186
قال السّمعانيّ: كان ثقة، نبيلاً، صدوقاً، معمراً، مسنداً، عمّر حتّى صار يقصد ويرحل إليه إلى الأنبار، وانتشرت عنه الرّواية في الآفاق.) وقد قطعت يده في فتنة البساسيريّ. وكان يقدم بغداد أحياناً. سمع: أبا أحمد الفرضيّ، وأبا عمر بن مهديّ، وأبا الحسن بن بشران، وابن رزقويه. ثنا عنه: إسماعيل بن محمد، وأبو نصر الغازي، وأبو سعد بإصبهان وهبة اللّه طاوس، ونصر اللّه المصّيصي بدمشقّ، وجماعة يطول ذكرهم. وسألت إسماعيل الحافظ عنه فقال: ثقة. وقال ابن سكّرة في مشيخته: كان شيخاً أبو الحسن أقطع اليد، حنفيّ المذهب، قال لي إنّه سأل وهو صبيّ في مجلس الشّيخ. أبي حامد الإسفرائينيّ عن الوضوء من مسّ الذّكر. وقال لي: رأيت يحيى جدّ جدّي، وأنا اليوم جدّ جدٍّ. قال ابن سكّرة: لم ألق من يحدّث عن أبي أحمد الفرضيّ سواه، وإنّما عنده عنه حديثان. قلت: وقعا لنا بعلوّ، قرأتهما على عبد الحافظ، عن ابن قدامة، عن ابن البّطيّ، عنه. قال ابن ناصر: مات في شوّال بالأنبار. وهو آخر من حدّث عن الفرضيّ. قلت: وآخر من حدّث عنه أبو الفتح بن البطيّ.

(33/186)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 187
4 (عيسى بن سهل.)
أبو الأصبغ الأسديّ الجيّانيّ المالكيّ، نزيل قرطبة. تفقّه بابن عتّاب القرطبيّ، واختصّ به. وسمع من: حاتم الأطرابلسيّ، وبقرطبة من: يحيى بن زكريّا، وبطليطلة من: ابن أسد القاضي، وابن رافع رأسه. وله في الأحكام كتابٌ حسن. قدم سبتة، فنوه باسمه صاحبها الأمير البراغوطيّ، فرأس بها. وأخذ عنه: القاضي أبو محمد بن منصور، والقاضي أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد البصريّ. وسمع منه خالا القاضي عياض أبو محمد وأبو عبد اللّه ابنا الجوزيّ، وولي قضاء غرناطة وغيرها. كذا ترجمة القاضي عياض. وزاد ابن بشكوال فقال: روى عن مكيّ القيسيّ، وأبي بكر بن الغراب، وابن الشّماخ.

(33/187)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 188
وتوفي مصروفاً عن قضاء غرناطة في المحرّم سنة ستّ، وله ثلاث وسبعون سنة، وكان من) جلة الفقهاء الأئمة.
4 (حرف الميم)

4 (محمد بن إسماعيل بن أحمد بن حسنويه.)
أبو عبد اللّه النّيسابوريّ. سمع: الحيريّ.
4 (محمد بن عليّ بن حسن بن العميش الحربيّ.)
عن: أبي القاسم بن بشران. وعنه: إسماعيل السّمرقنديّ.
4 (أبو سعد البحيريّ النّيسابوريّ المزّكي.)
سمع من: الطّرازيّ، وأبي نصر المفسر.

(33/188)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 189
4 (المرزبان بن خسرو بن دارست.)
تاج الملك أبو الغنائم. كان يناوئ نظام الملك ويعاديه، فلما قتل نظام الملك عام أول استوزر ملكشاه هذا، ثمّ إنّ غلمان نظام الملك وثبوا على هذا وقطعوه في المحرم، وله سبعٌ وأربعون سنة. ومن أخبار تاج الملك أنّه كان كاتباً بسرهنك، فلما مات مخدومه قصده نظام الملك وقال: عندك بسرهنك ألف ألف دينار. فقال: إذا قيل عنّي هذا وقد خدمت أحد الأمراء، فكيف بمن خدم ثلاثين سنة سلطانين يعرض. ولكن أنا القائم بمال سرهنك. وحمل إليهم ألفي ألفي دينار، فتقدم عند السّلطان ملكشاه، وعوّل عليه، وقرب منه، فتألم النّظام من قربه، وكان يعظّم النّظام في الظاهر، وينال منه باطناً، فلمّا قتل النّظام، قررّ تاج الملك وزيراً، لكن فجأ ملكشاه الموت، فوزر لابنه محمود، وجرّدت أمّ محمود معه الجيش لمحاربة بركيّاروق، فانكسر عسكرها، وأسر تاج الملك وقتل في ثاني المحرّم، وأراد بركيّاروق أن يستبقه، وعرفت مكانته وحشمته، فهجم عليه غلمان النظام، ففتكوا به، وزعموا أنّه هو قتل مولاهم. وكان ينتسك ويكثر الصّوم.)

(33/189)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 190
4 (المشطب بن محمد بن أسامة بن زيد.)
أبو المظفر الفرغانيّ التركيّ، الحنفيّ. تفقّه وبرع في المذهب والجدل، وورد العراق في صحبة نظام الملك وناظر الأئمة، وجرت له قصص، وكان بالأجناد أشبه منه بالعلماء. وكان جمّاعاً للمال، مناعاً، دنئ النفّس، له في البخل حكايات، يلبس الحرير، ويرتكب المحظورات. سمع: محمود بن جعفر الكوسج، وأبا عليّ الحسن بن عبد الرحمن الشافعيّ المكيّ. روى عنه: هبة اللّه بن السّقطيّ، وكمار بن ناصر. قال عبد الغافر بن إسماعيل: كان من فحول أهل النظر، مستظهراً بالخدم والحشم والعبيد والتّجمل، ينادم الوزراء، ويزاحم الصّدور. قرئ بخطّ أبي الخطّاب الكلوذانيّ: مولد المشطب سنة أربع عشرة وأربعمائة، ومات بالمعسكر ببغداد في شوال سنة.
4 (موسى بن عبد اللّه بن أبي الحسين يحيى بن جعفر بن عليّ بن موسى بن جعفر الصادق.)
العلويّ الحسينيّ. أصله كوفيّ، ثمّ صار إلى صقلّية، ودخل الأندلس مجاهداً. يكنّى أبا البسّام.

(33/190)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 191
كان عنده علم وأدب، ومعرفة بالأصول على المذاهب السنة أخذوا عه بميورقة، وله شعر بديع. قال ابن بشكوال: ثمّ رجع إلى بد بي حمّاد، فامتحن هنالك وقتل ذبحاً ليلة سبع وعشرين من رمضان. قلت: وابنه السيد الشريف أبو علي الحسن بن موسى، تجول بعد والده في الأندلس، ثمّ استقر بميورقة، وولى خطابتها. وكان رفيع القدر. فلماّ غلب عليها الروم في سنة ثمانٍ وخمسمائة، انهزم وسكن قرطبة. وابنه أبو محمد عبد العزيز أحد بلغاء العصر، كتب الأنشاء وصنفّ وأفاد. موسى بن عمران.) أبو المظفر الأنصاري النّيسابوريّ. كان أسند من بقي بنيسابور تفردّ بالروايةّ عن أبي الحسن العلوي وسمع من: أبي عبد الحاكم وأبي القاسم السراّج. وعمر ثمانياً وتسعين سنة وهو موسى بن عمران بن محمد بن إسحاق بن يزيد الصّوفي. قال عبد الغافر: شيخ وجيه، حسن المنظر والروّاء، راسخ القدم في الطريقة لقي الشّيخ أوحد وقته أبا سعيد بن أبي الخير الميهم وخدمه، وصحب

(33/191)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 192
القشيريّ وخدمه، وكان من أركان الشيوخ الذّين عهدناهم من الصوفيّة. وقد روى الكثير. قلت: حدّث عنه: عمر بن أحمد الصّفار، والحسين بن عليّ الشّحاميّ، وعبد اللّه بن الفراويّ، وزاهر ووجيه ابنا الشّحاميّ، وأبو عمر محمد بن عليّ بن دوست الحاكم، وآخرون. توّفي رحمه اللّه في ربيع الأول.
4 (موهوب بن إبراهيم.)
الخبّاز البقّال. أبو نصر. بغداديّ، سمع: عبد الملك بن بشران. وعنه: عبد الوّهاب الأنماطيّ، وغيره.
4 (الموفّق بن زياد بن محمد.)
أبو نصر الحنفيّ الهرويّ التاجر. ولد سنة عشرة وأربعمائة، وسمع من: عمر بن إبراهيم الزّاهد. روى عنه ولده زياده، وغيره. مات في شعبان.
4 (حرف النون)

4 (نصر بن الحسن بن القاسم بن الفضل)

(33/192)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 193
أبو اللّيث، وأبو الفتح التركيّ التنكتي الشّاشّي، نزيل سمرقند، وتنكت: بلدة عند الشّاش.) ولد سنة ست وأربعمائة، ورحل في كبره، فسمع بنيسابور صحيح مسلم من عبد الغافر الفارسيّ. وسمع من: أبي حفص بن مسرور، وأبي عامر الحسن النّسويّ. وبصور من: أبي بكر الخطيب. وبمصر من: أبي الحسن بن الطفال وغيره. وبالإسكندرية من: الحسين بن محمد المعافريّ. وبالأندلس من: أحمد ابن دلهاث العذريّ، وجماعة. ودخل الأندلس وغيرها تاجراً، وأقام بالأندلس ثلاث سنين، وصدر عنها في شوّال سنة ثلاث وستين. وقال: كنّاني أبي الليث، فلما قدمت مصر كنّونيّ أبا الفتح، حتّى غلب عليّ. قال السّمعانيّ: روى لنا عنه: أبا القاسم بن السّمرقنديّ، وعبد

(33/193)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 194
الخالق بن أحمد، ونصر العكبريّ ببغداد وعبد الخالق بن زاهر بنيسابور. وسكن نيسابور في آخر عمره، وبها توفّي. ومن جملة خيراته السّقاية والمرجل في وسط الجامع الحديد بها. قال: وقيل إنّ تركته قوّمت بعد موته مائةً وثلاثين ألف دينار. وقال عبد الغافر بن إسماعيل: هو شيخ مشهور، ورع، نظيف، بهيّ متجمّل، متطّلس. جال في الآفاق، وحدّث، ورأى العزّ والقبول بسبب تسميع مسلم. وسمع منه الخلق في تلك الدّيار، وبورك له في كسبه، حتّى حصل على أموالٍ جمّة، وعاد إلى نيسابور. وكانت معه أوقارٌ من الأجزاء والكتب، وحدّث ببعضها. وقال ابن بشكوال: كان عظيم اليسار، كريماً، كثير الصّدقات، كامل الخلق، حسن السّمت والخلق نظيف المكسب والملبس، ينمّ عليه من الطّيب ما يعرفه من يألفه، وإن لم يبصر شخصه، وما يبقى على ما يسلك من الطّريق رائحته برهة، فيعرف به من يسلك ذلك الطّيق إثره أنّه مشى عليه. وقال الحميديّ: نصر بن الحسن بن أبي قاسم بن أبي حاتم بن الأشعث الشّاشيّ التّنكتيّ نزيل سمرقند، دخل الأندلس، وحدّث، ولقيناه

(33/194)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 195
ببغداد، وسمعنا منه. وكان رجلاً مقبول الطريقة، مقبول اللّقاء ثقة فاضلاً.) قلت: ورّخ السّمعانيّ وفاته في السّابع والعشرين من ذي القعدة، سنة ستّ وثمانين، ودفن بالحيرة. وهذا الصّحيح، ووهم من قال سواه. قال أبو الحسن بن مفوّز: اتّصل بنا أنّ أبا الفتح هذا توّفي في أطرابلس الشّام سنة إحدى وسبعين وأربعين. وقيّده ابن نقطة فقال: التنكتيّ: بضم التّاء والكاف.
4 (حرف الهاء)

4 (هبة اللّه بن محمد بن موسى.)
أبو الحسن بن الصّفار النّعمانيّ الأصل ثمّ الواسطيّ. الكاتب النحويّ المقرئ. قرأ القراءآت على: أبي عليّ أحمد بن محمد بن علاّن صاحب الحضينيّ، وعلى: ابن الصوافّ، وغيرهما. وهو آخر من سمع من الحسن بن أحمد بن التّبانيّ. توّفي في رمضان.

(33/195)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 196
ترجمه خميس الحافظ وقال: قرأت عليه القرآن.
4 (حرف الياء)

4 (يعقوب بن إبراهيم بن أحمد بن سطورا.)
القاضي أبو عليّ العكبريّ البرزبينيّ، وبرز بين: قرية بين بغداد وأوانا. تفقّه على القاضي أبي يعلى حتّى برع في مذهب أحمد، وبرز على أقرانه، وكانت له يدٌ قويّة في القرآن، والحديث، والأصول، والفقه، والمحاضرات. قرأ عليه خلقٌ من الفقهاء وانتفعوا به، وكان جميل السّيرة. وقال أبو الحسين بن الفرّاء: كان له غلمان كثيرون، وصنّف في الأصول والفروع، وكان مبارك التّعليم لم يدرس عليه أحد إلاّ وأفلح. وعليه تفقّه أخي أبو خازم.

(33/196)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 197
قلت: حدّث عن أحمد بن عمر بن ميخائيل العكبريّ، وأجاز لأبي نصر الغازي، ولأبي عبد اللّه الخلاّل، وغانم بن خالد الإصبهانييّن. توّفي في شوال عن سبعٍ وسبعين سنة.) وقد ذكره السّمعانيّ في الذّيل وعظّمه، قال: جرت أموره في أحكامه على سداد واستقامة، وحدّث بشيءٍ يسير عن ابن ميخائيل.

(33/197)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 198
2 (وفيات سنة سبع وثمانين وأربعمائة.)

4 (حرف الألف.)

4 (أحمد بن عبيد اللّه بن سعيد الهرويّ.)
سمع: أبا الفضل الجاروديّ. وعنه: أبو النّضر الفاميّ.
4 (أحمد بن عليّ بن عبد اللّه بن عمر بن خلف.)
أبو بك الشيرازيّ، ثمّ النّيسابوريّ الأديب العلامة، مسند نيسابور في وقته. أكثر عن: أبي عبد اللّه الحاكم، وحمزة بن عبد العزيز، وعبد اللّه بن يوسف الإصبهانيّ، ومحمد بن محمد بن محمش، وأبي بك بن فورك، والسّلميّ. روى عنه: عبد اللّه بن السّمرقنديّ، ومحمد بن طاهر المقدسيّ، وعبد الغافر بن إسماعيل، ووجيه الشّحاميّ، وعمر بن أحمد الصّفار، وأحمد بن سعيد الميهنيّ، وخلق كثير سواهم، آخرهم أبو سعد عبد الوهاب الكرمانيّ المتوفيّ سنة تسعٍ وخمسين وخمسمائة. قال عبد الغافر: أمّا شيخنا ابن خلف فهو الأديب المحدّث، المتقن

(33/198)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 199
السّماع، الصّحيحه، ما رأينا شيخاً أورع منه، ولا أشدّ إتقاناً، حصل على حظّ وافرٍ من العربية، وكان لا يسامح في فوات كلمة ممّا يقرأ عليه، ويراجع في المشكلات ويبالغ، رحل إليه العلماء من الأمصار، وكانت ولادته في سنة ثمانٍ وتسعين وثلاثمائة، وسمع في سنة أربعٍ وأربعمائة، سمّعه أبوه أبو الحسن الكثير، وأملى على الصّحة. سمعنا منه الكثير، وتوفيّ في ربيع الأوّل. وقال إسماعيل بن محمد الحافظ: كان حسن السّيرة، من أهل العلم والفضل، محتاطاً في الأخذ، سمع الكثير، وكان ثقة.

(33/199)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 200
وقال ابن السّمعانيّ: كان فاضلاً عارفاً باللّغة والأدب، ومعاني الحديث، في كمال العفّة والورع، رحمه اللّه تعالى.
4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد.)
الشيخ أبو نصر العجليّ البخاريّ.) من بيت العلم والخير، ولد بعيد الأربعمائة، وسمع من منصور الكاغديّ صاحب الهيثم بن كليب. ومن: أحمد بن الحسين الماجليّ. وبقي إلى هذا العام. آخر من حدّث عنه: عثمان بن عليّ البيكنديّ.
4 (أحمد بن محمد بن سعيد بن محمد.)
أبو نصر القيسيّ الدمشقيّ الصوفيّ. سمع: عليّ بن منير الخلاّل، وأبا الحسن الطّفّال بمصر، وأبا عليّ بن أبي نصر، وابن سلوان بدمشق. روى عنه: عمر الرّؤآسيّ، وجمال الإسلام أبو الحسن السّلميّ. توّفي في رجب عن سبعٍ وثمانين سنة.
4 (أحمد بن يحيى بن محمد.)

(33/200)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 201
أبو سعد بن أبي الفرج الشيرازي الواعظ، المعروف بابن المطبخي. له مسجد كبير بدرب القّيار يعرف به. سمع: أبا الحسن بن مخلد، وأبا القاسم بن بشران. روى عنه: إسماعيل بن السّمرقنديّ. كذا قال ابن النجار. وقال ابن السّمرقنديّ: سألته عن مولده، فقال: سنة ثمان عشرة وأربعمائة. قلت: فتبين أنه لم يدرك السّماع من ابن مخلد. قال شجاع الذهلي: توفي في شوال سنة.
4 (آقسنقر قسيم الدولة.)
أبو الفتح الحاجب، مملوك السلطان ملكشاه. وقيل: هو لصيق به. وقيل: اسم أبيه إكّ ترغان. تزوج داية السلطان إدريس بن طغان شاه، وحظي عند السلطان ملكشاه وقدم معه حلب، حين قصد تاج الملك أخاه فانهرم، وملكها ملكشاه في سنة تسعٍ وسبعين، وملك أنطاكية، وقرر نيابة حلب لقسيم الدولة في أوّل سنة ثمانين، فأحسن فيها السياسة، وأقام الهيبة، وأباد قطّاع الطريق،) وتتبعهم، وبالغ، فأمنت البلاد، وعمّرت حلب، ووردها التجار، ورغبوا في سكناها للعدل. وعمّر منارة حلب، فاسمه منقوشٌ عليها، وبنى مشهد قرنبياً، ومشهد

(33/201)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 202
الدّكّة. وكان أحسن الأمراء سياسة لرعيّته وحفظا لهم. وتحدّث الركبان بحسن سيرته. وكان يستغل حلب في كل يومٍ ألفاً وخمسمائة دينار. وأما تتش فتملك دمشق. ولمّا كان ربيع الأوّل سنة سبعٍ وثمانين هذه خرج تتش، وجمع معه خلقاً من العرب، ووافاه عسكر أنطاكية بحماه، ورعوا ونهبوا، فاتصل الخبر بآقسنقر، فكاتب السلطان بركياروق، وخطب له بحلب، فجمع وحشد، وأنجده كربوقا صاحب الموصل، وبُزان صاحب الرّها، ويوسف بن أبق صاحب الرّحبة، في ألفين وخمسمائة فارس، وتهيّأ قسيم الدولة للّقاء، فقيل إنه عرض عشرين ألف فارس، فلمّا التقوا أول من برز للحرب قسيم الدّولة، وحمى القتال، فحمل عسكر تتش، فانهزم العرب الذين مع قسيم الدولة، وكُسر كربوقا وبُزان، ووقع فيهم القتل، وثبت قسيم الدّولة، فأُسر في طائفةٍ من أصحابه وحُمل إلى تتش، فأمر بضرب عنقه وأعناق جماعة من أصحابه. وذلك في شهر جمادى الأولى، ودُفن بالمدرسة الزجاجية داخل حلب، بعدما كان دُفن مدةً بمشهد قرنبياً. وإنّما نقله ولده زنكي، وعمل عليه قبة. وهو جدّ نور الدّين.
4 (أمة الرحمن بنت عبد الواحد بن حسين.)
أمّ الدّلال البغداديّة. عُرف أبوها بالجُنيد. زاهدة عابدة. سمعت: أبا الحسن بن بشران. وعنها: أبو الحسن بن عبد السلام، وأبو بكر بن الزاغونيّ.

(33/202)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 203
ومولدها عام أربعمائة. وماتت في شوال.
4 (حرف الباء)

4 (بلال بن الحسين بن نقيش.)
أبو الغنائم، بغدادّي. روى عن: عبد الملك بن بشران.) توفّي في ربيع الأول.
4 (حرف الحاء)

4 (الحسن بن أسد)
أبو نصر الفارقيّ الأديب قال القفطيّ: هو معدن الأدب، ومنبع كلام العرب، وعلامة زمانه.

(33/203)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 204
له النّظم الذّائع، والنّثر الرّائع، والتّصنيف البديع في شرح اللّمع، وأشياء ليس للأديب في مثلها طمع. وكان في أيّام نظام المُلك على ديوان آمد. ثمّ صودر. وله كتاب مشهور في الألغاز. وكان عزباً مدّة عمره، ولمّا صودر أطلق سراحه، فانتقل إلى ميّافارقين، وقد باضت الرياسة في رأسه وفرّخت. واتفق أنّ ميّافارقين خلت من متولّ، فأجمع رأي أهلها على تولية رجلٍ من أولاد ابن نباتة، فأقام أياماً، ثم اعتزلهم، فتهيّأ لها ابن أسد، ونزل القصر وحكم، ثمّ انفصل غير محمودٍ، وخاف من الدّولة، فتسحّب إلى حلب، فأقام بها. ثم حمله حبّ الرياسة فعاد إلى الجزيرة، فلمّا صار بحرّان قبض عليه نائبها، وشنقه في هذا العام.

(33/204)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 205
ومن شعره: ونديمةٍ لي في الظّلام وحيدةٍ أبداً مجاهدة كمثل جهادي

(33/205)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 206
فاللّون لوني، والدمع كأدمعيوالقلب قلبي، والسّهاد سهادي لا فرق فيما بيننا لو لم يكنلهبي خفيّاً وهو منها بادي
4 (الحسن بن عبد الملك بن الحسين بن عليّ بن موسى بن إسرائيل.)
الحافظ أبو عليّ النسفيّ. سمع الكثير من: أبي العباس المستغفريّ. وحدّث ببخارى وسمرقند. ومات بنسف في ثاني وعشرين جمادى الآخرة وله ثلاث وثمانون سنة. وروى عنه خلق بما وراء النّهر، وكان أبوه القاضي أبو الفوارس مفتي نسف. وروى أبو عليّ أيضاً عن: معتمر بن محمد المكحوليّ، وأبي نعيم الحسين بن محمد، وخلق لا) أعرفهم. وروى عنه: عثمان بن عليّ البيكنديّ، وأبو ثابت الحسين بن عليّ البزودي، وأبو المعالي محمد بن نصر، وعدّة. وشيخه أبو نعيم سمع من خلف الخيّام.

(33/206)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 207
4 (حرف السين)

4 (ساتكين بن أرسلان)
أبو منصور الرتكي المالكيّ النّحويّ. له مقدّمة نحو. توفيّ بالقدس في آخر السّنة.
4 (سعد الله بن صاعد الرّحبيّ الخلال.)
من كبار الدمشقيين، له حمّام القصر والدّار التي بقربه التي عملها السلطان نور الدين مدرسة، وتعرف بالعمادّية. سمع من: المسدّد الأملوكي، وحمد بن عوف المزنيّ. روى عنه: ابن أخته هبة الله بن المسلم. حدّث في هذه السنة. ولم يؤرّخ موته.
4 (حرف العين)

4 (عبد الله بن حيّان بن فرحون)
أبو محمد الأنصاري الإشبيليّ. سكن بلنسية، وحدّث عن: أبي عمر بن عبد البرّ، وعثمان بن أبي بكر السّفاقسيّ، وأبي القاسم الإفليليّ.

(33/207)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 208
وكان ذا همّةٍ في اقتناء الكتب، جمع منها شيئاً عظيماً. توفي في شوّال.
4 (عبد الله بن عبد العزيز بن محمد)
أبو عبيد البكريّ. نزل قرطبة، وحدّث عن: أبي مروان بن حيّان، وأبي بكر المصحفيّ.) وأجاز له ابن عبد البر. وكان إماماً، لغوياً، إخبارياً، متقناً، علامة. صنّف كتباً في أعلام النّبوة. روى عنه: محمد بن عمر المالقيّ، وأبو بكر بن عبد العزيز اللخميّ. وصنّف كتاب اللالي في شرح نوادر أبي عليّ القالي، وكتاب المقال في شرح كتاب الأمثال لأبي عبيد، وكتاب اشتقاق الأسماء، وكتاب معجم ما استعجم من البلاد والمواضع، وكتاب النبات، وغير ذلك. توفي في شوّال. وكان من أوعية العلم وبحور الأدب.

(33/208)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 209
فأما:
4 (البكري صاحب القصص، فهو أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن محمد البكري.)
كان أيضاً في هذا الزمان أو قبله. وإليه المنتهى في الكذب والاختلاق، ومن طالع تواليفه جزم بذلك.
4 (عبد الله بن عطاء بن أبي أحمد بن بكر البغاوردي.)

(33/209)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 210
حدّث ب الترمذي، عن عبد الجبّار الجرّاحيّ. رواه عنه: أبو نصر اليونارتي، وأبو النضر الفاميّ، وجماعة. قال الكتبيّ: توفيّ في رمضان. وقال السمعانيّ: هو أبو المظفر عبد الله بن ظفر. كذا سمّاه.
4 (عبد الله.)
أبو القاسم أمير المؤمنين المقتدي بأمر الله ابن الأمير ذخيرة الدّين أبي العبّاس محمد بن القائم بأمر الله عبد الله بن القادر بالله أحمد بن إسحاق بن جعفر المقتدر بن المعتضد الهاشميّ العبّاسيّ.

(33/210)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 211
بويع بالخلافة في ثالث عشر شعبان سنة سبعٍ وستين، وهو ابن تسع عشرة سنة وثلاثة أشهر. وتوفيّ أبوه الذخيرة والمقتدي حمل، وأمّه أمةٌ اسمها أرجوان. ظهرت في أيّامه خيراتٌ كثيرة، وآثارٌ حسنة في البلدان. وتوفيّ في ثامن عشر المحرّم، وهو ابن تسع وثلاثين سنة فجأةً. وكان قد أحضر إليه تقليد السلطان بركياروق ليعلم عليه، فقرأه وعلّم عليه، ثم تغذى وغسل) يديه، وعنده فتاته شمس النّهار، فقال لها: ما هذه الأشخاص قد دخلوا بغير إذن قالت: فالتفتّ، فلم أر شيئاً، ورأيته قد تغير حاله، واسترخت يداه وسقط. فظننت أنه غشي عليه. ثمّ تقدّمت إليه، فرأيت عليه دلائل الموت، فقلت لجاريةٍ عندي: ليس هذا وقت النّعي، فأن صحت قتلتك. وأحضرت الوزير، فأخبرته، فأخذوا في البيعة لولده المستظهر بالله أحمد. وعاشت أمّه إلى خلافة ابن ابنها المسترشد بالله. وكانت قواعد الخلافة في أيّامه باهرة، وافرة الحرمة، بخلاف من تقدّمه. ومن محاسنه أنّه أمر بنفي المغنيّات والخواطي من بغداد، وأن لا يدخل أحدٌ الحمّام إلا بمئزر. وضرب أبراج الحمام صيانةً لحرم النّاس. وكان ديناً خيّراً، قويّ النّفس، عالي الهمّة، من نجباء بني العبّاس.

(33/211)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 212
وقيل إنّ جاريته سمّته. وقد كان السلطان ملكشاه صمّم على إخراجه من بغداد، فحار في نفسه، وعجز، وأقبل على الابتهال إلى الله، فكفاه الله كيد ملكشاه ومات.
4 (عبد الله بن فرح بن غزلون.)
أبو محمد اليحصبيّ الطّليطلي ابن العسّال. روى عن: مكّيّ بن أبي طالب، وأبي عمرو الدّانيّ، وابن أرفع رأسه، وابن شقّ الليل، وطائفة. وكان متقناً فصيحاً مفوّهاً، حافظاً للحديث، خبيراً بالنحو واللغة والتّفسير. وكان شاعراً مفلقاً، وله مجلسٌ حفل.

(33/212)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 213
روى عنه جماعة من مشيخه ابن بشكوال. مات في عشر التسعين.
4 (عبد الله بن أبي طاهر محمد بن محمد بن حسين.)
أبو محمد الجويني البغدادي. سمع: أحمد بن عبد الله بن المحامليّ، وأبا القاسم بن بشران. وعنه: إسماعيل بن السّمرقنديّّ. قال عبد الوهاب الأنماطيّ: كان رحمه الله ثقة، وله خلق ميشوم.
4 (عبد الرحمن بن أحمد بن محمد.)
) أبو القاسم الواحديّ. سمع: ابن محمش، ويحيى بن إبراهيم المزكّي، وغيرهما. وعنه: زاهر الشحّاميّ. وهو أخو المفسّر أبي الحسن الواحديّ. وممّن روى عنه: إسماعيل بن محمد الحافظ، وعبد الخالق، وعبد الله بن الفروايّ، وعدّة. وكان ثقة. أملى زماناً.
4 (عبد السّيّد بن عتّاب.)

(33/213)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 214
أبو القاسم البغداديّ الضّرير المقريء المجوّد. توفيّ في نصف ذي القعدة. قرأ القراءات على أبي الحسن عليّ بن أحمد بن عمر الحمّاميّ شيخ العراق، وعلى: أبي العلاء محمد بن عليّ الواسطيّ، وأبي طاهر محمد بن ياسين الحلبيّ، وأبي بكر محمد بن عليّ بن زلال المطرز، والحسين بن أحمد الحربيّ الزاهد، وأبي بكر محمد بن عبد الله بن المزربان الإصبهاني صاحب ابن فورك القبّاب، والحسن بن الفضل الشّرمقانيّ والحسن بن عليّ بن عبد الله العطّار، وأبي محمد عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن الإصبهانيّ الأشعريّ المعروف بابن اللبّان قاضي إيذج، والحسن بن عليّ بن الصّقر الكاتب صاحب زيد بن أبي بلال الكوفيّ، وعليّ بن أحمد داود الرّزّاز، عن قراءته على أبي بكر بن مقسم. قرأ عليه: أبو منصور بن خيرون، وأبو عليّ بن سكّرة الصّدفيّ، وأبو الكرم المبارك بن الشهرزوريّ، وجماعة. وكان من كبار المقرئين في زمانه. عاش نيّفاً وسبعين سنة أو نحوها.
4 (عطاء بن عبد الله بن سيف.)
أبو طاهر الدّارميّ الهرويّ القرّاب. توفيّ في شوّال عن ثلاثٍ وثمانين سنة. سمع من أصحاب حامد الرّفّاء.
4 (عليّ بن أبي الغنائم عبد الصّمد بن عليّ بن محمد بن الحسن بن

(33/214)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 215
الفضل بن المأمون.)
) أبو الحسن الهاشميّ البغداديّ. سمع: أبا عليّ بن شاذان، وغيره. وكان المقدّم بعد أبيه في الموكب. وكبر حتّى انقطع عن الخروج. وكان سالكاً نهج أبيه في إيثار الخمول، وسلوك الطريقة المثلى، والتفرّد والعزلة عن الخلق. روى عنه: إسماعيل بن السّمرقنديّ. وتوفيّ في المحرّم، ودفن بقصر بني المأمون.
4 (عليّ بن محمد عليّ بن أحمد بن أبي العلاء)
أبو القاسم المصّيصيّ الأصل، الدّمشقيّ، الفقيه الشّافعيّ، الفرضيّ. ولد في رجب سنة أربعمائة. وسمع: محمد بن عبد الرحمن القطّان، وأبا محمد بن أبي نصر، وعبد الوهّاب بن جعفر الميّدانيّ، وأبا نصر بن هارون، وعبد الوهّاب المرّيّ، وطائفة بدمشق وأبا الحسن بن الحمّاميّ، وأبا عليّ بن شاذان، وأحمد بن عليّ الباداء،

(33/215)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 216
وهبة الله اللالكائي، وطلحة الكّتانيّ، وجماعة ببغداد وأبا نصر بن البقّال بعكبرا ومحمداً وأحمد ابني الحسين بن سهل بن خليفة ببلد وأبا عبد الله بن نظيف، وأبا النّعمان تراب بن عمر، وجماعة بمصر. روى عنه: أبو بكر الخطيب وهو أكبر منه، والفقيه نصر المقدسيّ، والخضر بن عبدان، وأبو الحسن جمال الإسلام، وهبة الله بن الأكفانيّ، وأبو القاسم بن مقاتل السّوسيّ، وأخوه عليّ، وأبو العشائر محمد بن خليل الكرديّ، وأبو يعلى حمزة بن الحبوبيّ، وأبو القاسم الحسين بن البنّ الأسديّ، وهبة الله بن طاوس، وأبو المعالي محمد بن يحيى قاضي دمشق، وآخرون. وذكر محمد بن عليّ بن قبيس أنّه ولد بمصر. وقال ابن عساكر: كان فقيهاً فرضياً، من أصحاب القاضي أبي الطّيّب. وتوفّي بدمشق في حادي عشر جمادى الآخرة. ودفن بمقبرة باب الفراديس. قلت: كريمة آخر من روى حديثه بعلو.
4 (عليّ بن هبة الله بن عليّ بن جعفر بن عليّ بن محمد بن دلف بن الأمير أبي دلف القاسم بن)
عيسى بن إدريس بن معقل العجلي.

(33/216)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 217
وعجل بطنٌ من بكر بن وائل من أمة ربيعة أخي مضر ابني نزار بن معد بن عدنان.) وقد استوفى السّمعانيّ نسبه إلى عدنان. وقال بعضهم فيه: عليّ بن هبة الله بن عليّ بن جعفر بن علّكان، بدل عليّ. أصلهم من جرباذقان. بلد بين همذان وإصبهان، وداره ببغداد، يلقّب بالأمير أبي نصر. وقال شيرويه في طبقاته: يعرف بالوزير سعد الملك ابن ماكولا. قدم رسولاً مراراً، أوّلها سنة تسعٍ وستين. روى عن: أبي طالب بن غيلان، وعبد الصّمد بن محمد بن مكرم، وعبيد الله بن عمر بن شاهين، وأبي بكر محمد بن عبد الملك بن بشران،

(33/217)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 218
وبشر بن الفاتني، وأبي الطّيّب الطّبريّ. سمعت منه، وكان حافظاً متقناً. أحد من عني بهذا الشأن. ولم يكن في زمانه بعد أبي بكر الخطيب أحد أفضل منه، وحضر مجلسه الكبار من شيوخنا، وسمعوا منه، وسمع منهم. وقال: ولدت بعكبرا في شعبان سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة. وقال ابن عساكر: وزر أبوه للخليفة القائم، وولي عمّه قضاء القضاة، وهو الحسين بن عليّ. قال: وسمع ابن غيلان، والعتيقي، وأبا منصور محمد بن محمد السواق، وأبا القاسم الحنّائيّ، وأحمد بن القاسم بن ميمون المصريّ، وخلقاً. روى عنه: الخطيب شيخه، والفقيه نصر المقدسيّ، وعمر الدّهستانيّ. وولد بعكبرا سنة إحدى وعشرين في شعبان. قال أبو عبد الله الحميديّ: ما راجعت الخطيب في شيء إلا وأحالني على الكتاب، وقال: حتّى أبصره. وما راجعت أبا نصر بن ماكولا في شيء إلا وأجابني حفظاً، كأنّه يقرأ من كتاب. وقال أبو الحسن محمد بن مرزوق الزعفرانيّ: لمّا بلغ أبا بكر الخطيب أنّ ابن ماكولا أخذ عليه في كتابه المؤتنف، وصنّف في ذاك تصنيفاً، وحضر عنده ابن ماكولا، سأله الخطيب عن ذلك، فأنكر ولم يقرّ به وأصرّ على الإنكار، وقال: هذا لم يخطر ببالي. وقيل: إنّ التصنيف كان في كمّه. فلمّا مات الخطيب أظهره ابن ماكولا. وهو الكتاب الذي سمّاه مستمرّ الأوهام. قلت: لي نسخة به، وهو كتاب نفيس، يدلّ على تبحّر مصنّفه وإمامته.

(33/218)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 219
قال ابن طاهر: سمعت أبا إسحاق الحبّال يمدح أبا نصر بن ماكولا ويثني عليه، ويقول: دخل مصر في زيّ الكتبة، فلم نرفع به رأساً، فلمّا عرفناه كان من العلماء بهذا الشأن.) وقال أبو سعد السّمعانيّ: كان لبيباً، عالماً، عازفاً، حافظاً. ترشح للحفظ، حتّى كان يقال له الخطيب الثّانيّ. وصنّف كتاب المؤتلف والمختلف وسمّاه كتاب الإكمال. وكان نحوياً، مجوّداً، وشاعراً مبرزاً جزل الشعر، فصيح العبارة، صحيح النّقل، ما كان في البغداديّين في زمانه مثله. رحل إلى الشّام، والسّواحل، وديار مصر، والجزيرة، والحبال، وخراسان، وما وراء النهر. وقال ابن النّجّار: أحبّ العلم منذ صباه، وطلب الحديث، وكان يحضر المشايخ إلى منزله، وسمع منهم. ورحل إلى أن برع في الحديث، وأتقن الأدب. وله النظم والنّثر والمصنّفات. وأنفذه المقتدي بأمر الله رسولاً إلى سمرقند وبخارى، لأخذ البيعة له على ملكها طمغان الخان. روى عنه: الخطيب، والفقيه نصر، والحميدي، وأبو محمد الحسن بن أحمد السّمرقنديّ، ومحمد بن عبد الواحد الدّقّاق، وشجاع الذّهليّ، ومحمد بن طرخان، وأبو عليّ محمد بن محمد بن المهديّ، وإسماعيل بن السّمرقنديّّ، وعليّ بن عبد الله بن عبد السّلام، وآخرون. وقال هبة الله بن المبارك ابن الدّوانيّ: اجتمعت بالأمير ابن ماكولا، فقال

(33/219)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 220
لي: خذ جزأين من الحديث، واجعل متن الحديث الذي في هذا الجزء على إسناد الذي في هذا الجزء، من أوّله إلى آخره، حتى أردّه إلى حالته الأولى، من أوّله إلى آخره. أخبرني أبو عليّ بن الخلال، أنا جعفر، أنا السّلفيّ، قال: سألت شجاعاً الذّهليّ عن ابن ماكولا فقال: كان حافظاً، فهماً، ثقة، صنّف كتباً في علم الحديث. وقال المؤتمن السّاجيّ: لم يلزم ابن ماكولا طريق أهل العلم، فلم ينتفع بنفسه. وقال أبو الحسن بن عبد السّلام: لمّا خرج الأمير أبو نصر إلى خراسان في طلب الحديث، كتب إلى بغداد، والشّعر له: قوّض خيامك عن دار أهنت بهاوجانب الذّلّ إن الذّلّ يجتنب وارحل إذا كانت الأوطان مضيعةًفالمنزل الرّطب في أوطانه حطب وللأمير: ولمّا تواقفنا تباكت قلوبنافممسك دمع يوم ذاك كساكبه

(33/220)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 221
فيا كبدي الحرّى ثوب حسرةٍ فراق الذي تهوينه قد كساك به قال ابن عساكر: سمعت ابن السّمرقندي يذكر ابن ماكولا قال: كان له غلمان ترك أحداث،) فقتلوه بجرجان سنة نيّفٍ وسبعين وأربعمائة. وقال ابن النّجّار: قال ابن ناصر: كان ابن ماكولا الحافظ بالأهواز، إمّا في سنة ست أو سبعٍ وثمانين. وقال السّمعانيّ في أوائل ترجمته: خرج من بغداد إلى خورستان، وقتل هناك بعد الثّمانين. وذكر أبو الفرج بن الجوزيّ: في المنتظم إنّه قتل سنة خمسٍ وسبعين، وقيل: في سنة ستّ وثمانين. وقال غيره: قتل في سنة تسعٍ وسبعين. وقيل: في سنة سبعٍ وثمانين بخورستان. حكى هذين القولين القاضي شمس الدّين بن خلكّان.

(33/221)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 222
4 (عمر بن أحمد بن عمر)
أبو حفص السّمسار الإصبهانيّ الفقيه الفرضيّ. سمع: عليّ بن عبدكويه، وأبا بكر بن أبي عليّ الذّكوانيّ، وغيرهما. روى عنه: مسعود الثّقفيّ، وأبي عبد الله الرّستميّ.
4 (عيسى بن خيرة)
مولى ابن برد الأندلسيّ المقريء، أبو الأصبغ. روى عن: مكّيّ بن أبي طالب، وحاتم بن محمد، ومحمد بن عتّاب، وأبي عمر بن الحذّاء، وأبي عمرو السفاقسيّ. وكان مجوّداً للقراءات، ورعاً، زاهداً، فاضلاً، متواضعاً، محبّباً إلى النّفس. ولي إمامة قرطبة، ثمّ تخلّى عن ذلك. ومولده سنة إحدى عشرة وأربعمائة. وتوفّي في ثامن جمادى الآخرة. وكانت جنازته مشهودة.
4 (حرف الفاء)

4 (الفضل بن أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي العبّاس النّيسابوريّ الفراويّ.)

(33/222)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 223
والد الفقيه المحدّث أبي عبد الله محمد بن الفضل. مولده سنة أربع عشرة وأربعمائة. سمع: عبد الرحمن بن حمدان النّصرويّ، وأبا سعيد عبد الرحمن بن عليك، وطائفة.) روى عنه: ابنه، وعبد الغافر بن إسماعيل. وكان صوفيّاً صالحاً، محدّثاً، جيّد القراءة، مليح الخطّ. توفّي في صفر.
4 (حرف الميم)

4 (محمد بن أحمد بن عبد العزيز)
أبو عبد الله الطّاهريّ البغداديّ، من ساكني الحريم. سمع: أبا الحسن بن الباداء. وعنه: إسماعيل بن السّمرقنديّ، وعبد الوهاب الأنماطيّ. توفي في آخر السنة.
4 (محمد بن إبراهيم بن محمد)
أبو عبد الله الدّينوريّ المؤذّن. سمع بدمشق من: المسدّد الأملوكيّ وعليّ بن السّمسار، وغيرهما. روى عنه: القاضي أبو المعالي محمد بن يحيى القرشيّ، وغيره.

(33/223)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 224
4 (محمد بن الحسين ن محمد بن طلحة.)
أبو الحسن الإسفرائينيّ، الأديب الرئيس. شاعر محسن، له ديوان شعر. سمع: ابن محمش الزّياديّ، وأبا الحسن عليّ بن محمد السّقاء، وحمزة بن يوسف السّهميّ، وغيرهم. وكان أبوه من رؤساء نيسابور، وهو سبط القاضي أبي عمر البسطاميّ. وكان يسلك طريق الفتيان ولا يتكلّف ويحفظ أشعاراً كثيرة. وله في نظام الملك قصيدة ومطلعها: ليهن الهوى إنّي خلعت عذاريوودّعت من بعد المشيب وقاري فقال له نظام الملك: أيّها الشيخ، بالرفاء والبنين. فقال: يا مولانا، هذه التّهنئة منك أحبّ إليّ من شعري. ومن مليح شعره قوله: بنفسي من سمحت له بروحيولم يسمح بطيفٍ من خياله) وقد طبع الخيال على مثاليكما طبع الجمال على مثاله ولمّا أن رأى تدليه عقليوشدّة حرقتي ورخاء باله تبسّم ضاحكاً عن برق ثغريكاد البرق يخرج من خلاله وله: بيضاء آنسة الحديث كأنّهاشمس الضّحى لن تستطيع منالها وأشدّ ما بي في هواها أنّهاقد أطمعت في الوصل ثمّ بدا لها قلت: روى عنه: سعيد بن سعد الله الميهنيّ، وسعد بن المعتز، وجماعة.
4 (محمد بن عبد الله بن موسى بن سهل)

(33/224)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 225
أبو عبد الله الجهنيّ القرطبيّ، ويعرف بالبيّاسيّ. مكثر عن حاتم الأطرابلسي. وروى عن: أبي عبيد الله بن عابد، وأبي عبد الله بن عتاب، وأبي عمر بن الحذّاء. وكان مجتهداً في طلب العلم وسماعه.
4 (محمد بن عبد السّلام بن عليّ بن نظيف.)
أبو البركات الصّيدلانيّ الحمّاميّ أخو أبي سعد محمد المكور من ثلاث سنين. سمع: عبد الملك بن بشران. وعنه: شجاع الذّهليّ.
4 (محمد بن عبيد الله بن عبد البر بن ربيعة.)
الحافظ أبو عبد الله البلنسيّ. ورّخه الأبّار فقال: سمع: أبا عمر بن عمر بن عبد البرّ، وأبا المطرّف بن حجّاف، وغيرهما. وكان فقيهاً حافظاً مفتياً. حدّث عنه: خليص بن عبد الله. مات في حاصر الرّوم بلنسية رحمه الله.
4 (محمد بن أبي هاشم العلويّ.)
صاحب مكّة. كان يخطب مرّةً لبني عبيد، ومرّةً لأمير المؤمنين، بحسب من يقوى منهما، ويأخذ جوائز) هؤلاء.

(33/225)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 226
مات في هذا العام.
4 (محمود بن القاسم بن القاضي أبي منصور محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن حسين)
بن محمد بن مقاتل بن صبيح بن ربيع بن عبد الملك بن يزيد بن المهلّب. القاضي أبو عامر الأزديّ، المهلّبي الهرويّ، من ولد المهلّب بن أبي صفرة. إمام فقيه علامة، شافعيّ. حدّث بجامع التّرمذيّ، عن: عبد الجبّار الجرّاجيّ. روى عنه: مؤتمن السّاجيّ، ومحمد بن طاهر، وأبو نصر اليونارتيّ، وأبو العلاء صاعد بن سيّار، وزاهر الشّحاميّ، وأبو عبد الله الفراويّ، وأبو جعفر محمد بن أبي عليّ الهمذانيّ، وطائفة آخرهم موتاً أو الفتح نصر بن سيّار. قال السّمعانيّ: هو جليل القدر، كبير المحلّ، عالمٌ فاضل. سمع: الجرّاجيّ، ومحمد بن محمد الأزدي جدّه، وأبا عمر محمد بن الحسين البسطاميّ، وأبا معاذ أحمد بن محمد الصّرفيّ، وأحمد الجاروديّ، وأبا معاذ بن عيسى الدّاغانيّ، وبكر بن محمد المروروذيّ، وجماعة. قال أبو النّضر الفاميّ: عديم النّظير زهداً وصلاحاً عفّةً. ولم يزل ذلك من ابتداء عمره وإلى انتهائه. وكانت إليه الرحلة من الأقطار والقصد لأسانيده. ولد سنة أربعمائة، وتوفّي في جمادى الآخرة قال أبو جعفر بن أبي عليّ: كان شيخنا أبو عامر من أركان مذهب الشّافعيّ بهراة، وكان إمامنا شيخ الإسلام يزوره، ويعوده في مرضه ويتبرّك بدعائه.

(33/226)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 227
وكان نظام الملك يقول: لولا هذا الإمام في هذه البلدة كان لي ولهم شأن. يهدّدهم به. وكان يعتقد فيه اعتقاداً عظيماً، لكونه لم يقبل منه شيئاً قطّ. ولمّا سمعت منه مسند التّرمذي هنّاني شيخ الإسلام، وقال: لم تخسر في رحلتك إلى هراة. وكان شيخ الإسلام قد سمع الكتاب قديماً من محمد بن محمد بن محمود، عن الحسين بن الشّمّاخ، ومحمد بن إبراهيم قالا: أنا أبو عليّ التّراب، عن أبي عيسى ثمّ سمعه من الجرّاحيّ.
4 (محمود بن منصور البغداديّ.)
المعروف بطاس سمع: عبد الملك بن بشران.) وعنه: شجاع الذّهليّ، وغيره. توفّي في صفر.
4 (معدّ.)

(33/227)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 228
أبو تميم الملقب بأمير المؤمنين المستنصر بالله بن الظّاهر بالله بن الحاكم بأمر الله بن العزيز بن المعز العبيدي، صاحب مصر والمغرب. بويع بعد موت أبيه الظّاهر في شعبان، وبقي في الخلافة ستين سنة وأربعة أشهر. وهو الذي خُطب له بإمرة المؤمنين على منابر العراق، في نوبة الأمير أبي الحارث أرسلان البساسيريّ، في سنة إحدى وخمسين وأربعمائة. ولا أعلم أحداً في الإسلام لا خليفةً ولا سلطاناً طالت مدّته مثل المستنصر هذا. ولي الأمر وهو ابن سبع سنين ولمّا كان في سنة ثلاثٍ وأربعين وأربعمائة قطع الخطبة له من المغرب الأمير المعزّ بن باديس، وقيل: بل قطعها في سنة خمسٍ وثلاثين، وخطب لبني العبّاس، وخرج عن طاعة بني عبيد الباطنيّة. وحدث في أيام هذا المتخلّف بمصر الغلاء الذي ما عهد مثله منذ زمان يوسف صلى الله عليه وسلم، ودام سبع سنين، حتّى أكل النّاس بعضهم بعضاً، حتّى قيل: إنّه بيع رغيفٌ واحدٌ بخمسين ديناراً. فإنّا لله وإنّا إليه راجعون. وحتى أن المستنصر هذا بقي يركب وحده وخواصّه ليس لهم دواب يركبونها. وإذا مشوا سقطوا من الجوع. وآل الأمر إلى استعارة المستنصر بغلةً يركبها حامل الخبز من ابن هبة صاحب ديوان الإنشاء. وآخر شيء توجّهت أمّ المستنصر وبناته إلى بغداد خوفاً من أن يمتن جوعاً. وكان ذلك في سنة ستين وأربعمائة. ولم يزل هذا الغلاء حتّى تحرّك الأمير بدر الجماليّ والد الأفضل أمير الجيوش من عكاء، وركب في البحرّ حسبما ذكر في ترجمة الأفضل شاهنشاه، وجاء إلى مصر وتولى تدبير الأمور،

(33/228)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 229
وشرع الأمر في الصلاح. توفّي المستنصر في ذي الحجّة وفي دولته كان الرفض والسّب فاشياً مجهوراً، والسّنة والإسلام غريباً مستوراً، فسبحان الحليم الخبير الذي يفعل في ملكه ما يشاء. وقام بعده ابنه المستعلي أحمد، أقامه أمير الجيوش بدر، واستقامت الأحوال، فخرج أخوه نزار من مصر خفية، فصار إلى نصر الدّولة أمير الإسكندريّة، فأعانه ودعا إليه، فتمت بين أمير) الجيوش وبينهم حروب وأمور، إلى أن ظفر بهم.
4 (حرف الهاء)

4 (هبة الله بن عليّ بن عراك بن أبي اللّيث.)
أبو القاسم الأندلسيّ المقريء نزيل تستر. قرأ بمصر، والشام، والعراق، القراءات، فقرأ على الأهوازيّ بدمشق، وعلى أبي الوليد عتبة بن عبد الملك العثمانيّ ببغداد. قرأ عليه القراءآت في هذه السّنة بتستر: أبو سعد محمد بن عبد الجبّار الفارسيّ.
4 (حرف الواو)

4 (واضح بن محمد بن عمر بن واضح بن أبرويه.)

(33/229)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 230
الصّوفيّ الأصبهانيّ. مات في ذي القعدة.
4 (حرف الياء)

4 (يحيى بن الحسين بن شراعة)
أبو الحسين التّيميّ الهمذانيّ المؤذّن. روى عن: أبي طاهر بن سلمة، ومحمد بن عيسى، وغيرهما. وعنه: شيرويه، وقال: صدوق.

(33/230)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 231
2 (وفيات سنة ثمان وثمانين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن الحسن بن أحمد بن خيرون.)
أبو الفضل البغداديّ الباقلانيّ الحافظ. ذكره السّمعانيّ فقال: ثقة، عدل، متقن واسع الرواية، كتب بخطه الكثير. وكان له معرفة بالحديث. روى عنه الخطيب في تاريخه فوائد. سمع: أبا بكر البرقانيّ، وأبا عليّ بن شاذان، وأحمد بن عبد الله بن المحامليّ، وعثمان بن دوست العلاف، وأبا القاسم الحرفيّ، وعبد الملك بن بشران، وأبا يعلى أحمد بن عبد الواحد) فمن بعدهم، إلى أن سمع من أقرانه. وكتب بخطّه ما لم يدخل تحت الوصف. قلت: وأجاز له أبو الحسين بن المتيّم، وأبو الحسن بن الصّلت

(33/231)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 232
الأهوازيّ، وأبو الفرج محمد بن فارس الغوريّ، وابن رزقويه. وتفرّد بإجازة جماعة من الكبار. روى عنه: أبو عامر العبدريّ، وأبو عليّ بن سكّرة، وأبو القاسم بن السّمرقندي، وإسماعيل بن محمد التّيمي، وأبو بكر الأنصاريّ، وشيخ الشّيوخ إسماعيل، وأبو الفضل بن ناصر، وعبد الوهاب الأنماطيّ، وخلق كثير آخرهم أبو الفتح محمد بن البطّيّ. قال السّمعانيّ: سمعت أبا منصور بن خيرون يقول: كتب عمّي أبو الفضل عن أبي عليّ بن شاذان ألف جزء. قال: وسمعت عبد الوهاب يقول: ما رؤي مثل أبي الفضل بن خيرون، لو ذكرت له كتبه وأجزاءه التي سمعتها تول: عمّن سمع، وبأيّ طريقٍ سمع. وكان يذكر الشّيخ وما يروي وما يتفرّد به. وقال أبو منصور: كتبوا مرةً لعمّي الحافظ، فغضب وضرب عليه وقال: إيش قرأنا حتّى يكتب لي الحافظ. قلت: وقد أقرأ النّاس بالرّوايات، فقرأ على: أبي العلاء الواسطيّ، وعليّ بن طلحة البصريّ. قرأ عليه: ابن أخيه محمد بن عبد الملك بن خيرون. قال أبو عليّ الصّدفيّ: قرأت عليه عدّة ختم. وممّن روى عنه أيضاً: هبة الله بن عبد الوارث، وعمر الرّواسيّ. وكان يقال: هو في زمانه كيحيى بن معين في زمانه إشارة إلى أنّه كان يتكلّم في شيوخ وقته جرحاً وتعديلاً، ولا يحابي حداً.

(33/232)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 233
قال السّلفيّ: كان يحيى بن معين وقته ولد في جمادى الآخرة سنة ستّ وأربعمائة، ومات في رابع عشر رجب، رحمه الله تعالى. أخبرنا أحمد بن عبد الحميد: أنا أبو محمد بن قدامة، أنا أبو الفتح بن البطّيّ، أنا أبو الفضل بن خيرون: أنا أبو عليّ الحسن بن شاذان، أنا عبد الله بن إسحاق: ثنا أحمد بن عبيد، نا أبو عامر) العقديّ: ثنا قرّة، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من اشترى شاةً مصرّاة فله الخيار ثلاثة أيّام، فإن ردها ردّ معها صاعاً من طعام لا سمرآء. م، عن محمد بن عمرو بن جبلة، عن العقديّ، فوقع بدلاً عالياً.
4 (أحمد بن زاهر بن محمد.)
أبو بكر بن أبي سعيد النّيسابوريّ المقريء التّاجر.

(33/233)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 234
روى عن: أبي حسّان المزكيّ، ومحمد بن إبراهيم الفارسيّ. وحدّث بإصبهان بمسلم، فحمله عنه طائفة. قال يحيى بن مندة: توفّي سنة سبعٍ أو ثمانٍ وثمانين وأربعمائة، رحمه الله.
4 (أحمد بن عليّ بن عبيد الله.)
أبو سعد الحصريّ. القزّاز. شيخ بغداديّ مسن، يعرف بابن تحريش. سمع: أبا الحسين بن بشران. روى عنه: إسماعيل بن السّمرقنديّ وعمر المغازليّ، وأبو الكرم الشّهرزوري. ولم يكن يعرف شيئاً.
4 (إبراهيم بن محمد بن سعدويه.)
أبو نصر الإصبهانيّ. سمع من: أبي بكر بن أبي عليّ، وجماعة. ومولده سنة سبعٍ وأربعمائة.
4 (إسماعيل بن محمد بن أحمد.)
أبو القاسم الزّاهريّ المرزويّ الدّندانقانيّ.

(33/234)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 235
كان يدخل مرو أحياناً من قريته. وكان عالماً ورعاً صدوقاً. أثنى عليه أبو المظفّر منصور بن السّمعانيّ. أكثر النّاس عنه. سمع من: أبيه أبي الفضل، وأبي بكر عبد الله بن أحمد القفّال، وعبد الرحمن بن أحمد الشّرنخشيريّ، وأبي إبراهيم إسماعيل بن ينّال المحبوبيّ، وأحمد بن محمد بن عبدوس الحافظ) النّسائيّ. روى عنه: عبد الكريم بن بدر، وأبو طاهر محمد بن محمد السّنجيّ، وغير واحد. مات في ربيع الآخر عن سنة.
4 (إسماعيل بن الفضيل بن محمد.)
الإمام أبو محمد الفضيليّ الهرويّ. كان فقيهاً متفنّناً في العلوم، نبيلاً. وكان أبوه عالم هراة وخطيبها. وله شعرٌ رائق. وهو والد محمد بن إسماعيل شيخ أبي روح.
4 (حرف الباء)

4 (بدر.)

(33/235)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 236
أمير الجيوش. أرمنيّ الجنس. ولي إمارة دمشق من قبل المستنصر العبيديّ سنة خمسٍ وخمسين وأربعمائة، إلى أن جرت بينه وبين الجند والرّعيّة فتنة، وخاف على نفسه، فهرب في رجب سنة ست وخمسين. ثمّ وليها في سنة ثمانٍ وخمسين والشّام بأسره، ثمّ وقع الخلاف بينه وبين أهل دمشق، فهرب سنة ستين. وأخرب القصر الذي كان خارج باب الجابية. أخربه أهل البلد والعسكر خراباً لم يعمّر بعد. ومضى إلى مصر، فعلت رتبته، وصار صاحب الأمر، فبعث إلى دمشق عسكراً بعد عسكر، فلم يظفر بها. وتوفّي بمصر. وهو بدر الجماليّ، وهو الذي بنى جامع العطّارين بالإسكندرية. وفيه يقول علقمة العليميّ. يا بدر أقسم لو بك اعتصم الورى ولجوا إليك جميعهم ما ضاعوا اشتراه جمال الدّين بن عمّار وربّاه.

(33/236)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 237
وقيل: ركب البحر في الشّتاء من صور إلى الدّيار المصريّة في سنة ست وستين، والمستنصر في غاية الضعف واختلال الدّولة للغلاء والوباء الذي تمّ من قريب، ولاختلاف الكلمة، فولاه الأمور كلّها، من وزارة السّيف، والقلم، وقضاء القضاة، والتقدم على الدّعاة، فضبط الأمور، وزال قطوع المستنصر واستفاق. ولمّا دخل قرأ القاريء: ولقد نصركم الله ببدر ووقف، فقال المستنصر: لو أتمّها لضربت) عنقه. ولم يزل إلى أن مات في ذي القعدة سنة ثمانٍ وثمانين.

(33/237)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 238
وبنى مشهد الرّأس بعسقلان. وقد وزر ولده الأفضل في حياته لمّا مرض.
4 (حرف التاء)

4 (تتش بن ألب أرسلان أبي شجاع محمد بن داود بن ميكال بن سلجوق بن دقاق.)
الملك أبو سعيد تاج الدّولة السّلجوقيّ، ولد السّلطان وأخو السلطان. تركيّ محتشم، شجاع، من بيت ملك وتقدّم. مرّ كثير من سيرته وفتوحاته العظيمة في الحوادث. استنجد به صاحب دمشق أتسز على قتال عسكر المصريين الرّافضة،

(33/238)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 239
فقدم دمشق في سنة اثنتين وسبعين، وقتل أتسز في تلك الأشهر، وملك دمشق، وقيل إنه كان حسن السّيرة. وبقي على دمشق إلى صفر سنة ثمانٍ هذه، فقتل بمدينة الرّيّ. وكان قد سار من دمشق إلى خراسان عندما سمع بموت أخيه السّلطان ملكشاه ليتملك، فلقيه ابن أخيه بركياروق، فقتل تتش في المعركة، وتسلطن بعده بدمشق ابنه دقاق الملقّب شمس الملوك، أخو فخر الملوك رضوان. وكان تتش معظّماً للشيخ أبي الفرح الحنبليّ. وقد جرت في مجلسه بدمشق مناظرة عقدها لأبي الفرج وخصومه في قولهم: إنّ القرآن يسمع ويقرأ ويكتب، وليس بصوتٍ ولا حرف. فقال الملك: هذا مثل قول من يقول هذا قباء، وأشار إلى قبائه، على الحقيقة، وليس بحرير، ولا قطن، ولا كتّان. وهذا الكلام صدر من تركيّ أعجميّ، فأيّد الله شرف الإسلام أبا الفرج، فجاهد في الإسلام حقّ جهاده ثمّ خلّف ولداً نجيباً عالماً سيفاً مسلولاً على المخالفين، وهو شرف الإسلام عبد الوهّاب.
4 (حرف الجيم)

4 (جعفر بن عبد الله بن حجّاف.)
أبو أحمد المعافريّ، قاضي بلنسية ورئيسها في الفتنة. سمع: أبا عمر بن عبد البرّ. صارت إليه ولاية بلنسية بعد خلع القادر بن ذي النون وقتله على يديه، فلم تحمد دولته.) امتحن بالكنبيطور الكلب الذي أخذ بلنسية، فأخذ ماله وعذّبه، وأحرقه بالنار.

(33/239)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 240
4 (حرف الحاء)

4 (حمد بن أحمد بن الحسن.)
أبو الفضل الحدّاد. قال ابن السّمعانيّ: ورد نعيّه من إصبهان إلى بغداد في ذي الحجّة سنة ثمانٍ وثمانين. قلت: قد ذكرته في سنة ستّ، لأنّي رأيت وفاته في تاريخٍ لبعض الإصبهانّيين في جمادى الأولى سنة ست، وهو أشبه.
4 (الحسن بن عبد الله بن الحسين بن الحسن بن سلمة.)
أبو عليّ الهمذانيّ المعدّل. إمام الجامع بهمذان. روى عن: إبراهيم بن جعفر الأسديّ، وعليّ بن إبراهيم بن حامد، والحسين بن فنجويه الثّقفيّ، ومحمد بن عيسى، وابن سلمة، وغيرهم. قال شيرويه: سمعت منه جميع ما كان عنده مراراً، وكان ثقة، صدوقاً، متديّناً، جمالاً لمحراب، زيناً للمجالس والمحافل. من بيت العلم. توفّي في صفر، وتولّيت غسله. قال: وكان مولده في شعبان سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة.
4 (الحسن بن محمد بن الحسن.)
الفقيه أبو عليّ السّاويّ الشّافعيّ، المتكلّم الأشعريّ.

(33/240)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 241
حدّث بدمشق عن: أبي طالب بن غيلان، وأبي ذرّ الهرويّ، وأبي الحسن صخر، وغيرهم. روى عنه: الفقيه نصر المقدسيّ وهو من أقرانه، وهبة الله بن طاوس. وتوفيّ في ذي القعدة، وله ستٌّ وسبعون سنة.
4 (الحسين بن إسماعيل)
أبو عبد الله العلويّ الحسنيّ النّيسابوريّ فخر الحرمين. روى عن: عبد الرحمن بن حمدان النّصرويّيّ، وناصر بن الحسين العمريّ. روى عنه: أبو سعد خيّاط الصّوف. مات في شوّال، وقد جاوز الثّمانين.)
4 (حرف الخاء)

4 (خديجة بنت أبي عثمان إسماعيل الصّابونيّ النّيسابوريّ.)
ماتت في رمضان: وكانت صالحة عابدة. ولدت سنة أربعٍ وأربعمائة، وسمعت من أصحاب الأصمّ، ومن: أبي نصر عمر بن عبد العزيز بن قتادة، والحسين بن فنجويه الثّقفيّ. وعنها: أبو البركات بن الفراويّ، وعبد الخالق الشّحاميّ، وعمر بن

(33/241)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 242
الصّفار، وغيرهم. ماتت في رمضان، وستأتي أختها ستيك.
4 (حرف الراء)

4 (رزق الله بن عبد الوهاب بن عبد العزيز بن الحارث بن أسد.)
الإمام أبو محمد بن أبي الفرج التّميميّ البغداديّ، رئيس الحنابلة ببغداد. ولد سنة أربعمائة، وقيل: سنة إحدى وأربعمائة. قال السّمعانيّ: هو فقيه الحنابلة وإمامهم. قرأ القرآن، والحديث، والفقه، والأصول، والتفسير، والفرائض، واللغة، وعمّر حتّى صار يقصد من كلّ جانب. وكان مجلسه جمّ الفوائد. وكان يجلس في حلقة أبيه بجامع المنصور للوعظ والفتوى. وكان فصيح اللسان. قرأ القرآن على أبي الحسن الحمّاميّ. وسمع منه ومن: أبيه، وأبي الحسين أحمد بن محمد بن المتيّم، وأبي عمر بن مهدي، وأبي الحسين بن بشران، وابن الفضل القطّان، والحرفيّ، وابن شاذان، وجماعة.

(33/242)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 243
روى لنا عنه خلق كثير، وورد إصبهان رسولاً في سنة ثلاثٍ وثمانين. وثنا عنه ن أهلها أكثر من ستين نفساً. ثمّ قال: أنبأ المشايخ، فذكر ستين بإصبهان، وأربعة عشر نفساً من غيرها. ثم قال: وجماعة سواهم، قالوا: أنبا رزق اللّه التّميميّ، فذكر حديث من عادى لي ولياً. وهو حديث انفرد رزق اللّه بعلوه. أنبأ أبو المعالي الهمذانيّ، أنا أبو بكر بن سابور، أنا عبد العزيز الشّيرازيّ، أنا رزق الله إملاءً، فذكر مجلساً أوّله هذا الحديث. قال السّمعانيّ: سمعت أحمد بن سعد العجليّ بهمذان يقول: كان شيخنا أبو محمد التميميّ إذا) روى هذا الحديث قال: أفسحرٌ هذا أمّ أنتم لا تبصرون وقال السّلفيّ: فيما أنا الدّمياطيّ، أنا ابن رواج، أنا أبو طاهر بن سلفة قال: رزق الله شيخ الحنابلة، قدم إصبهان رسولاً من قبل الخليفة إلى السّلطان، وإنا إذ ذاك صغير. وشاهدته يوم دخوله. كان يوماً مشهوداً كالعيد، بل أبلغ في المزيد. وأنزل بباب القصر، محلتنا، في دار سلطان. وحضرت في الجامع الجورجيريّ مجلسه متفرّجاً، ثمّ لمّا تصديت للسّماع، قال لي أبو الحسن أحمد بن معمر اللبنانيّ، وكان من الأثبات: قد استجرته لك في جملة من كتبت اسمه من صبياننا.

(33/243)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 244
فكتب خطّه بالإجازة. وقال أبو غالب هبة الله قصيدة أوّلها: بمقدم الشّيخ رزق الله قد رزقتأهل اصبهان أسانيداً عجيبات ثمّ قال السّلفيّ: وروى بالإجازة عن أبي عبد الرحمن السّلميّ. قال ابن النّجار: وقرأ بالرّويات على الحمّاميّ. وقرأ عليه جماعةٌ من القراء. وتفقه على أبيه، وعمّه أبي الفضل. وله مصنفات حسنة. وكان واعظاً، مليح العبارة، لطيف الإشارة، فصيحاً، ظريف المعاني. له القبول التّامّ والحرمة الكاملة. ترسّل إلى ملوك الأطراف. وقال أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن مندة: سمعت أبا محمد رزق الله الحنبليّ بإصبهان يقول: أدركت من أصحاب ابن مجاهد واحداً يقال له أبو القاسم عبيد الله بن محمد الخفاف، وقرأت عليه سورة البقرة، وقرأها على أبي بكر بن مجاهد. وأدركت أيضاً أبا القاسم عمر بن تعويذ من أصحاب الشّبليّ، وسمعته يقول: رأيت أبا بكر الشّبليّ في درب سليمان بن عليّ في رمضان، وقد اجتاز على البقال، وهو ينادي على البقل: يا صائم من كل الألوان. فلم يزل يكّرر هذا اللفظ ويبكي، ثم أنشأ يقول: خليليّ إن دام همّ النفوسعلى ما أراه سريعاً قتل فيا ساقي القوم لا تنسنيويا ربّة الخدر غنّي رمل لقد كان شيءٌ يسمّى السّرورقديماً سمعنا به ما فعل وقال السّمعانيّ: أنشدنا هبة الله بن طاوس: أنشدنا رزق الله التميميّ لنفسه:)

(33/244)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 245
وما شنأن الشيب من أجل لونهولكّنه حادٍ إلى البين مسرع إذا مادبت منه الطّليعة آذنتبأنّ المنايا خلفها تتطلع فإن قصّها المقراض صاحت بأختهافتظهر تتلوها ثلاثٌ وأربع وإن خضبت حال الخضاب لأنهيغالب صنع الله والله أصنع إذا ما بلغت الأربعين فقل لمنيودّك فيما تشتهيه ويسرع هلمّوا لنبكي قبل فرقة بيننافما بعدها عيشٌ لذيذٌ ومجمع وخلّ التّصابي والخلاعة والهوى وأمّ طريق الخير فالخير أنفع وخذ جنّةً تنجي وزاداً من التّقى وصحبة مأمومٍ فقصدك مفزع قال أبو عليّ بن سكّرة: رزق الله التّميميّ، قرأت عليه برواية قالون ختمةً، وكان كبير بغداد وجليلها، وكان يقول: كلّ الطّوائف تدّعيني. سمعته يقول: يقبح بكم أن تستفيدوا منّا ثمّ تذكرونا، فلا تترحّموا علينا فرحمه الله. قلت: وآخر من روى عنه سماعاً أبو الفتح بن البطّيّ، وإجازةً أبو الطّاهر السّلفيّ. قال ابن ناصر: توفّي شيخنا أبو محمد التّميميّ في نصف جمادى الأولى سنة ثمانٍ. ودفن في داره بباب المراتب. ثمّ دفن في سنة إحدى وتسعين إلى جنب قبر الإمام أحمد. قال أبو الكرم الشّهرزوريّ: سمعته يقول: دخلت سمرقند، فرأيتهم

(33/245)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 246
يروون الناسخ والمنسوخ لجدّي هبة الله، عن خمسةٍ، إليه، فرويته عن جدّي لهم.

(33/246)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 247
4 (حرف الشين)

4 (شافع بن عليّ)
أبو الفضل الطريثيثيّ، الصّوفيّ النّيسابوريّ الزاهد. كان عالماً عاملاً، قانتاً عابداً، ناسكاً كبير القدر، صاحب مقامات وأحوال. من سكان دويرة أبي عبد الرحمن السّلميّ.

(33/247)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 248
توفيّ في ذي الحجّة. وقد سمع بمكّة من ابن صخر وبالبصرة من إبراهيم بن طلحة بن غسّان. روى عنه: عبد اللّه بن الفروايّ، وعبد الخالق الشّحّاميّ.
4 (حرف الصاد)
)
4 (صالح بن أحمد بن رضوان بن محمد بن رضوان جالينوس.)
أبو عليّ التّميميّ البغداديّ المعدلّ. روى عن: عبد الملك بن بشران، وغيره. روى عنه: محمد بن عليّ بن عبد السّلام الكاتب. توفيّ في رجب. حرف العين عبد اللّه بن الحسن بن حمزة بن الحسن بن حمدان بن ذكوان. أبو محمد البعلبكّيّ. يعرف بابن أبي فجّة. سمع: عليّ بن محمد الحنّائيّ، وعبد الرحمن بن ياسر الجوبريّ، وعليّ بن السّمسار، وأحمد بن محمد العتيقيّ، وأبا نصر بن الحبّان. وأجاز له الحسين بن أبي كامل صاحب خيثمة. سمع منه: عبد الرحمن وعبد اللّه إبنا صابر. قال ابن عساكر: ثنا عنه ابن ابنه عليّ بن حمزة، والخضر بن عليّ.

(33/248)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 249
وتوفيّ في ذي القعدة. عبد اللّه بن طاهر بن محمد شهفور. أبو القاسم التّميميّ الفقيه، نزيل بلخ. من أهل إسفرائين. قال السّمعانيّ: كان إماماً فاضلاً نبيلاً، برع في الفقه والأصول، ودرّس بالمدرسة النّظاميّة ببلخ. حسن الأخلاق، ظهرت له الحشمة التّامةّ حتّى صار من أهل الثروة. وكان له مروءة وحسان، وتفقّد للفقراء، وسعي جميل في الحقوق. سمع بنيسابور: عليّ بن محمد الطّرّازيّ، وعبد الرحمن النّصرونيّ، وجدّه أبا منصور عبد القاهر البغداديّ. روى لنا عنه: أبو القاسم بن السّمرقنديّ، وعبد الوهّاب الأنماطيّ، والمبارك بن خيرون الوزّان. سمعوا منه لمّا حجّ. وثنا عنه بهراة: أبو شجاع البسطامي وببلخ: أخوه أبو الفتح محمد البسطاميّ.) عبد الجبّار بن الحسين بن محمد بن القاسم. أبو يعلي الهاشميّ البغداديّ الشّروطيّ، المعروف بابن أبي عيسى. وهم أربعة إخوة: محمد: وعبد الجبّار، وعبد السّميع، وعبد المهيمن. سمع: أبا عليّ بن شاذان. وعنه: إسماعيل بن السّمرقنديّ، وعليّ بن عبد العزيز بن السّمّاك. توفيّ في شعبان.

(33/249)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 250
عبد الرحيم بن عثمان بن أحمد. أبو القاسم السّنيّ الحنفيّ النّيسابوريّ. حدّث عن: أبي سعيد الصّيرفيّ، وأصحاب الأصمّ، وعنه: عبد الغافر، وقال: توفيّ في رمضان. عبد السّلام بن محمد بن يوسف بن بندار. أبو يوسف القزوينيّ. شيخ المعتزلة. نزل بغداد، وسمع: أبا عمر بن مهديّ الفارسيّ، وعبد الجبّار بن أحمد الهمذانيّ القاضي المعتزليّ، ودرس عليه الكلام بالرّيّ. وسمع بهمذان: أبا طاهر بن سلمة، وبحرّان: أبا القاسم عليّ بن محمد الزّيديّ ويإصبهان: أبا نعيم الحافظ. وسمع من: أبيه، وعمّه إبراهيم. وسماعة قبل الأربعمائة. روى عنه: أبو القاسم بن السّمرقنديّّ، وأبو غالب بن البنّاء، وهبة الله بن طاوس، ومحمود بن محمد الرّحبيّ، وإسماعيل بن محمد الإصبهانيّ الحافظ،

(33/250)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 251
وأبو بكر قاضي المرستان، وأبو البركات الأنماطيّ، وأحمد بن محمد أبو سعد البغداديّ، وآخرون. قال السّمعانيّ: كان أحد المعمّرين المقدّمين، جمع التفسير الكبير الذي لم ير في التفاسير كتابٌ أكبر منه، ولا أجمع للفوائد، ولولا أنه مزجه بكلام المعتزلة، وبثّ فيه معتقده، وما أتّبع نهج السّلف فيما صنّفه من الوقوف على ما ورد في الكتاب والسّنّة والتصديق بهما. وأقام بمصر سنين، وحصّل أحملاً من الكتب، وحملها إلى بغداد، وكان داعيةً إلى الاعتزال. سمعت أبا سعد البغداديّ الحافظ يقول: كان يصرّح بالاعتزال. وقال ابن عساكر: هو مصنف مشهور. سكن طرابلس مدّةً، ثمّ عاد إلى بغداد.) سمعت الحسين بن محمد البلخي يقول: إنّ أبا يوسف صنّف التفسير في ثلاثمائة مجلّد ونيّف، وقال: من قرأه عليّ وهبته النّسخة. فلم يقرأه عليه أحد. وسمعت هبة الله بن طاوس يقول: دخلت على أبي يوسف ببغداد وقد زمن، من أين أنت قلت: من دمشق.

(33/251)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 252
قال: بلد النّصب. وقال ابن النّجّار: قرأت بخط أبي الوفاء بن عقيل الفقيه: قدم علينا أبو يوسف القزوينيّ من مصر، وكان يفتخر بالاعتزال. وكان فيه توسّع في القدح في العلماء الذين يخالفونه وجرأة. وكان إذا قصد باب نظام الملك يقول لهم: استأذنوا لأبي يوسف القزوينيّ المعتزليّ. وكان طويل اللسان بعلمٍ تارةٍ، وبسفعهٍ يؤذي به الناس أخرى. ولم يكن محقّقاً إلا في التفسير، فإنّه لهج بالتفاسير حتّى جمع كتاباً بلغ خمسمائة مجلّد، حشى فيه العجائب، حتّى رأيت منه مجلّدة في آيةٍ واحدة، وهي قوله تعالى: واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان فذكر فيه السّحرة والملوك الذين نفق عليهم السّحر وأنواع السّحر وتأثيراته. وقال أبو الحسن محمد بن عبد الملك: ملك أبو يوسف القزويني كتباً لم يملك أحدٌ مثلها. فكان قومٌ يقولون ابتاعها من مصر بالخبز وقت شدّة الغلاء. وحدّثني أبو منصور عبد المحسن بن محمد أنّه ابتاعها بالأثمان الغالية. وكان يحضر بيع كتب السّيرافيّ، وهو شاهدٌ معروف بمصر، وبيعت كتبه في سنتين، وزادت على أربعين ألف مجلّدة. قال: وكان أبو يوسف يبتاع في كلّ أسبوع بمائة دينار، ويقول: قد بعت رحلي وجميع ما في بيتي. وكان الرؤساء هناك يواصلونه بالذّهب. وقيل: إنّه قدم بغداد معه عشرة أحمال كتب، وأكثرها بالخطوط المنسوبة. وعنه قال: ملكت ستين تفسيراً، منها تفسير ابن جرير، و تفسير الجبائي، و تفسير ابنه أبي هاشم، و تفسير أبي مسلم بن بحر، و تفسير البلخي.

(33/252)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 253
قال محمد بن عبد الوهاب: وأهدى أبو يوسف لنظام الملك أربعة أشياء ما لأحدٍ منها: غريب الحديث لإبراهيم الحربيّ في عشر مجلّدات بخطّ أبي عمر بن حيّويه، و شعر الكميت في ثلاث عشرة مجلّدات بخطّ أبي منصور، و عهد القاضي عبد الجبّار بن أحمد بخطّ الصّاحب) بن عبّاد وإنشائه، فسمعت أبا يوسف يقول: كان سبعمائة سطر، كلّ سطر في ورقة سمرقنديّ، وله غلاف آبنوس يطبق كالأسطوانة الغليظة، وأهدى له مصحفاً بخطّ منسوب واضح، وبين الأسطر القراءات بالحمرة، وتفسير غريبه بالخضرة، وإعرابه بالزّرقة، وكتب بالذّهب علامات على الآيات التي تصلّح للانتزاعات في العهود، والمكاتبات، والتّعازي، والتّهاني، والوعيد. فأعطاه نظام الملك ثلاثمائة دينار. فسمعت من يسأل أبا بويف عند نظام الملك فقال: أعطيته أكثر ممّا أعطاني، وإنّما رضيت منه بالإكرام، وغدرته حين قال: ليس عندي حلال لا شبهة فيه سوى هذا القدر. وسئل عنه المؤتمن السّاجّي فقال: قطعته رأساً لما كان يتظاهر به من خلاف الطّريق. وقال محمد بن عبد الملك في تاريخه: كان أبو يوسف فصيح العبارة، حلو الإشارة، يحفظ غرائب الحكايات والأخبار. وكان زيديّ المذهب، وفسّر بمصر القرآن في سبعمائة مجلّدٍ كبار. قلت: وقد دخل عليه الإمام أبو حامد الغزاليّ، وجلس بين يديه، فسأله: من أين أنت فقال: من المدرسة ببغداد. وقال الغزاليّ: علمت أنه ذو اطلاع ومعرفة، فلو قلت أنني من طوس، لذكر ما يحكى عن أهل طوس من التّغفيل، من أنهم توسلّوا إلى المأمون بقبر أبيه، وكونه عندهم، وطلبوا منه أن يحوّل الكعبة، وينقلها إلى عندهم: وأنّه جاء عن بعضهم أنّه سئل عن نجمه، فقال بالتيس. فقيل له في ذلك، فقال: من

(33/253)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 254
سنين كان بالجدي، والآن فقد كبر. قال ابن عساكر: وسمعت من يحكي أنّه كان بأطرابلس، فقال له ابن البرّاج: متكلّم الرّافضة: ما تقول في الشّيخين فقال: سفلتان ساقطان. قال: من تعني قال: أنا وأنت. وقال أبو عليّ بن سكّرة الصّدفيّ: أبو يوسف القزوينيّ كان معتزلياً داعية، كان يقول: لم يبق من ينصر هذا المذهب غيري. وكان قد بلغ من السّنّ مبلغاً يكاد أن يخفى في الموضع الذي كان يجلس فيه، وله لسانٌ شابّ. ذكر لي أن تفسيراً في القرآن في نحو ثلاثمائة مجلّد، سبعة منها في سورة الفاتحة. كان عنده) جزءٌ ضخمٌ، من حديث محمد بن عبد الله الأنصاريّ، رواية أبي حاتم الرّازيّ، عنه، كنت أودّ أن يكون عند غيره بما يشق عليّ. قرأت عليه بعضه، رواه عن القاضي عبد الجبار المعتزليّ، عنه. وكان سبب مشيي إليه أن شيخنا ابن سوار المقريء سألني أن أمضي مع ابنيه لأسمعهما عليه، فأجبته، وقرأ لهما شيئاً من حديث المحامليّ، وأنا أنه سمع ذلك سنة سبعٍ وتسعين وثلاثمائة، وهو ابن أربع سنين أو نحوها.

(33/254)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 255
قال لي: كنت في سنّ هذا، يعني ولد شيخنا ابن سوار، وكنت أعقل من أبيه. وكان لا يسالم أحداً من السّلف وكان يقول لنا: أخرجوا تدخل الملائكة يريد المحدّثين. قال: ولم أكتب عنه حرفاً. يعني ابن سكّرة أّنه لا يحدّث عنه وقد روى عنه شعراً، وذكره في مشيخته. قال شجاع الذّهليّ: أبو يوسف القزويني أحد شيوخ المعتزلة، عاش ستاً وتسعين سنة. ذكر لي أن مولده في سنة ثلاثٍ وتسعين وثلاثمائة. وقل ابن ناصر: مات في رابع عشر ذي القعدة، وقال مرّةً: ولدت نصف شعبان.

(33/255)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 256
4 (عبد الصّمد بن أحمد ابن الروميّ.)
أبو القاسم البغدادي. سمع: أبا عليّ بن شاذان. روى عنه: عبد الوهّاب الأنماطيّ، ومحمد بن عليّ بن عبد السّلام. توفي في صفر.
4 (عبد الغفّار بن نصر.)
أبو طاهر الهمذانيّ المقريء البزاز ويعرف بابن هاموش. قال شيرويه: روى عن: ابن عبدان، وعبد الغافر الفارسيّ، وأبي حفص ابن مسرور، والنيسابوريين. قرأت عليه القرآن، وتوفي المحرّم.

(33/256)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 257
4 (عبد الملك بن عبد الله.)
أبو سهل الدّشتيّ الفقيه. نيسابوريّ عالي الإسناد.) سمع: أبا طاهر الزّياديّ، وعبد الله بن يوسف بن مامويه، وأبا عبد الرحمن السّلميّ. ومات في شوال. روى عنه: عبد الغافر الفارسيّ، وقال شيخ من بيت العلم والتصوّف والثّروة. وقال السّمعانيّ: كان شيخاً مستوراً، صدوقاً من بيت العلم والصّلاح. ولد سنة ست وأربعمائة. قلت: روى عنه: عبد الخالق بن زاهر، وعمر بن أحمد الصّفّار، وأبو البركات بن الفروايّ، وعبد الرحمن بن الحسن الكرمانيّ، وآخرون.
4 (عبيد الله بن عبد الله بن حسكويه.)
أبو سعد النّيسابوريّ. شيخ مسند، روى عن: أبي بكر الحيريّ، والطّرازيّ، والصّيرفيّ.

(33/257)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 258
روى عنه: وجيه، وعبد الخالق بن زاهر. وقد مرّ أبوه سنة ثلاثٍ وخمسين.
4 (عليّ بن أحمد بن عليّ بن زهير.)
أبو الحسن التّميميّ المالكيّ. دمشقيّ مشهور. روى عن: عليّ بن الخضر، وعليّ بن السّمسار، ومحمد بن عبد الله بن بندار، وأحمد بن الحسن بن الطّيّان، وأبي عثمان الصّابونيّ، وجماعة. روى عنه: جمال الإسلام السّلميّ، ونصر بن أحمد بن مقاتل، وناصر بن محمود القرشيّ. قال أبو محمد بن جابر: لم يكن المالكيّ ثقة. وكذلك قال أبو القاسم بن جابر، وقال: أخرج لنا جزءاً من حديث ابن زبر، قد كتب عليه سماعه من ابن السّمسار سنة خمسٍ وثلاثين. ومات ابن السّمسار سنة أربع وثلاثين. توفي في ذي القعدة، وله ثلاثٌ وسبعون سنة.
4 (عليّ بن أحمد بن خشنام.)
أبو سعيد الصّيدلانيّ. شيخ نيسابوريّ صالح.) سمع: محمد بن محمد بن محمش. وهو أخو شبيب البستيغيّ.

(33/258)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 259
روى عنه: عمر بن أحمد الصّفّار وإسماعيل العصايديّ.
4 (عليّ بن عمرو الحرانيّ.)
الفقيه الحنبليّ، الرّجل الصّالح. يكنى أبا الحسن. مات بسروج. وكان من أصحاب القاضي أبي يعلى. توفّي في شعبان.
4 (عليّ بن عبد الصّمد بن عثمان بن سلامة.)
أبو الحسن العسقلانيّ، المعروف بطيف. سمع: أبا عبد الله بن نظيف بمصر، ومحمد بن جعفر الميماسيّ بغزّة، وعليّ بن السّمسار بدمشق. قال غيث بن عليّ: سمعت منه في سنة ثمانٍ وثمانين، ما علمت من أمره إلا خيراً.
4 (عليّ بن عبد الغني.)

(33/259)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 260
أبو الحسن الفهري المقريء الحصريّ. الشّاعر الضّرير. أقرأ النّاس بسبتة وغيرها. قال ابن بشكوال: ذكره الحميدي وقال: شاعر أديب، رخيم الشّعر، دخل الأندلس ولقي ملوكها وشعره كثير، وأدبه موفور. قلت: وكان عالماً بالقراءات وطرقها. قال ابن بشكوال: روى لنا عنه أبو القاسم بن صواب، أخبرنا عنه يقصيدته التي نظمها في قراءة نافع، وهي مائتا بيت وتسعة أبيات، قال: لقيته بمرسية.

(33/260)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 261
ومن شعره، وقد كتب إليه المعتمد وبعث خمسمائة دينار يتجهّز بها ليفد عليه، فقال: أمرتني بركوب البحر أقطعهغيري لك الخير فاخصصه بذا الداء ما أنت نوحٌ فتنجيني سفينتهولا المسيح أنا أمشي على الماء
4 (حرف الفاء)

4 (الفضل بن أحمد بن محمد بن عيسى.)
)

(33/261)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 262
أبو القاسم بن أبي حرب الجرجانيّ الزّجاجيّ. شيخ نيسابوري الدّار، ثقة، صالح، حسن السيرة، تاجر أمين. سمع: أبا عبد الرحمن السّلميّ، وابن محمش، والحيريّ، وغيرهم. روى عنه: إسماعيل بن السّمرقنديّ، وأحمد بن سعد العجليّ الهمذانيّ، وأبو عثمان العصايديّ المرزويّ، وعمر بن أحمد الصّفّار، وعبد الله بن الفراويّ، وأحمد بن مبارك بن قفرجل، وصدفة بن محمد السّيّاف. حدّث ببلدان، وحكى عنه جيرانه كثرة تلاوة وبكاء. ولد سنة خمسٍ وأربعمائة، وتوفي في رمضان. قال ابن النّجار: أمين صدوق، صالح، عفيف، من التّجّار، كثير الصّدقة. وقيل: كان أبوه حاتم وقته.
4 (حرف الميم)

4 (محمد بن الحسين بن عبد الله بن إبراهيم)
الوزير ظهير الّدين أبو شجاع الرّوذراوري. وزر للمقتدي بالله بعد عزل عميد الدّولة منصور بن جهير سنة ستّ وسبعين، وصرف سنة أربعٍ وثمانين، وأعيد ابن جهير. ولمّا عزل قال: تولاها وليس له عدوّوفارقها وليس له صديق

(33/262)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 263
ثمّ إنّه حجّ وجاور بالمدينة إلى أن مات بها كهلاً. وكان ديّناً عالماً، من محاسن الوزراء. قال العماد الكاتب: لم يكن في الوزراء من يحفظ أمر الدّين والشرّع مثله. وكان عصره أحسن العصور رحمه الله. ذكره صاحب المرآة. ولمّا ولي وزارة المقتدي كان سليماً من الطّمع في المال، لأنّه كان يملك حينئذٍٍ ستّمائة ألف دينار، فأنفقها في الخيرات والصّدقات. قال أبو جعفر الخرفيّ: كنت أنا واحداً من عشرة نتولّى إخراج صدقاته، فحسبت ما خرج على يديّ، فكان مائة ألف دينار.) وكان يبيع الخطوط الحسنة، ويتصدّق بها، ويقول: أنا أحب الأشياء إليّ الدّينار والخطّ الحسن، فأنا أتصدّق بمحبوبي لله. وجاءته قصةٌ بأنّ امرأةً وأربعة أيتام عراباً، فبعث من يكسوهم، وقال: والله لا ألبس ثيابي حتّى ترجع. وتعرّى، فعاد الغلام وهو يرعد من البرد. وكان قد ترك الاحتجاب ويكلّم المرأة والصّبيّ، ويحضر مجالسة الفقهاء والعوامّ، ولا يمنع أحداً. وأسقطت المكوس في أيامه، وألبس الذّمة الغيار. ومحاسنه كثيرة، وصدقاته غزيرة، وتواضعه أمر عجيب، فرحمه الله تعالى.

(33/263)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 264
4 (محمد بن عبّاد بن محمد بن إسماعيل بن قريش.)

(33/264)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 265
السّلطان المعتمد على الله أبو القاسم ابن السّلطان المعتضد بالله أبي عمرو ابن الإمام الفقيه قاضي إشبيلية، ثم سلطانها الظّافر المؤيّد بالله أبي القاسم بن أبي الوليد اللخمي، من ولد النّعمان بن المنذر صاحب الحيرة. كان المعتمد صاحب إشبيلية وقرطبة، وأصلهم من بلاد العريش التي كانت في أوّل رمل مصر، فدخل أبو الوليد الأندلس. مات المعتضد سنة إحدى وستّين وأربعمائة، فتملّك بعده المعتمد هذا. وكان عالماً، ذكيّاً، أديباً، شاعراً محسناً، وكان أندى الملوك راحةً، وأرحبهم مساحةً، كانت حضرته ملقى الرّحال، وموسم الشّعراء، وقبلة الآمال ومألف الفضلاء. وشعره في غاية الحسن، وهو مدوّن موجود. قال أبو بكر محمد بن عيسى اللخميّ الدّانيّ المعروف بابن اللّبّانة الشّاعر: ملك المعتمد بن مسوّرات البلاد ما بين أمصارٍ ومدن وحصون مائتي مسوّر وإحدى وثلاثين مسوّراً. وخلع من ملكه عن ثمانمائة سرّية، وولد له مائةٌ وثلاثةٌ وسبعون ولداً. وكان راتبه كلّ يومٍ ثمانمائة رطل لحم. وكان له ثمانية عشر كاتباً.

(33/265)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 266
وذكر القاضي شمس الدّين ابن خلكان، قال: كان الأذفونش بن فرذلند ملك الفرنج بالأندلس قد قوي أمره، وكانت ملوك الطّوائف من المسلمين بجزيرة الأندلس يصالحونه، ويؤدون إليه ضريبة، ثمّ إنّه أخذ طليطلة في سنة ثمانٍ وسبعين وأربعمائة بعد حصارٍ شديد، وكانت للقادر بالله بن ذي النّون. وكان المعتمد مع كونه أكبر ملوك الجزيرة يؤدّي الضّريبة للأذفونش، فلمّا) ملك الكلب طليطلة قويت نفسه، ولم يقبل ضريبة المعتمد، وأرسل إليه يتهدّده ويقول: تنزل عن الحصون التي بيدك، ويكون لك السّهل. فضرب المعتمد الرسول، وقتل من كان معه. فبلغ الأدفونش الخبر وهو متوجّهٌ لحصار قرطبة، فرجع إلى طليطلة لأخذ آلات الحصار، فأتى المشايخ والعلماء إلى أبي عبد الله محمد بن أدهم، وفاوضوه فيما نزل بالمسلمين، فاجتمع رأيهم أن يكتبوا إلى الأمير أبي يعقوب يوسف بن تاشفين صاحب مرّاكش، يستنجدونه ليعدّي بجيوشه إلى الأندلس، وينجد الإسلام. واجتمع القاضي بالمعتمد على الله، وأعلمه بما جرى فقال: مصلحة.

(33/266)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 267
ثمّ، إنّ ابن تاشفين نزل سبتة، وأمر جيشه، فعبروا إلى الجزيرة الخضراء، ولمّا تكامل له جنده عبر هو في السّاقة. ثم إنّه اجتمع بالمعتمد. وقد عرض المعتمد عساكره. وأقبل المسلمون من كلّ النّواحي طلباً للجهاد. وبلغ الأدفونش الخبر فخرج في أربعين ألف فارس، وكتب إلى ابن تاشفين يتهدّده، فكتب ابن تاشفين جوابه في ظهر كتابه: الذي يكون ستراه. وردّه إليه. فلمّا وقف عليه ارتاع لذلك، وقال: هذا رجل عازم. ثمّ سار حزب الإسلام وحزب الصّليب والتقى الجمعان بالزّلاقة من بلد بطليوس، فكانت ملحمةً كبرى، وهزم الله الأذفونش، بعد استئصال عسكره، ولم يسلم معه سوى نفرٍ يسير. وذلك في يوم الجمعة من رمضان سنة تسعٍ وسبعين. وأصاب المعتمد جراحاتٌ في وجهه وبدنه، وشهدوا له بالشّجاعة، وغنم المسلمون شيئاً كثيراً. وعاد ابن تاشفين إلى بلاده. ثمّ إنّه في العام المقبل، عدّى إلى الأندلس، وتلقاه المعتمد، وحاصرا بعض حصون الفرنج، فلم يقدروا عليها، فرحل ابن تاشفين، ومرّ بغرناطة إليه صاحبها عبد الله بن بلكّين تقادم سنيّة، وتلقاه، فغدر به ابن تاشفين، ودخل بلده وقصره، وأخذ منه ما لا يحصى، ثمّ رجع إلى مرّاكش، وقد أعجبه حسن الأندلس وبساتينها وبناها ومطاعمها التي لا توجد بمراكش، فإنّها بلاد بربر وأجلاف العربان. وجعل خواصّ ابن تاشفين يعظّمون عنده الأندلس، ويحسّنون له أخذها، ويغرون قلبه على المعتمد بأشياء.

(33/267)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 268
وقال عبد الواحد بن علي المراكشي في ' تاريخه ': غلب المعتمد على قرطبة في سنة إحدى وسبعين، فأخرج منها ابن عكاشة، ثم رجع إلى إشبيلية، واستخلف عليها ولده عبادا، ولقبه المأمون. وفي سنة تسع وسبعين جاز المعتمد البحر إلى مراكش مستنصرا بيوسف بن تاشفين على الروم، فلقيه أحسن لقاء، وأسرع إجابته وقال: أنا أول منتدب لنصرة الدين. فرجع مسرورا، ولم يدر أن تدميره في تدبيره، وسل سيفا عليه لا له. فأخذ ابن تاشفين في أهبة العبور إلى الأندلس، واستنفر الناس، وعبر في سبعة آلاف فارس، سوى الرجالة، ونزل الجزيرة الخضراء، وتلقاه المعتمد، وقدم له تحفا جليلة، وسأله أن يدخل إشبيلية، فامتنع وقال: نريد الجهاد. ثم سار بجيوشه إلى شرقي الأندلس. وكان الأدفونش، لعنه الله يحاصر حصنا، فرجع إلى بلاده يستنفر الفرنج، وتلقى ابن تاشفين ملوك الأندلس الذين كانوا على طريقه كصاحب غرناطة، وصاحب المرية، وصاحب بلنسية، ثم استعرض جنده على حصن لورقة، وقال للمعتمد: هلم ما جئنا له من الجهاد. وجعل يصغر قدر الأندلس ويقول: في أوقات كان أمر هذه الجزيرة عندنا عظيما، فلما رأيناها وقعت دون الوصف. وهو في ذلك كله يسر حسوا في ارتقاء. فسار المعتمد بين يديه، وقصد طليطلة، فتكامل عدد المسلمين زهاء عشرين ألفا، فالتقوا هم والعدو بأول بلاد الروم، لعنهم الله، وجاء الأدفونش في جيش عظيم بمرة، فلما رآهم يوسف قال للمعتمد: ما كنت أظن هذا الخنزير يبلغ هذا الحد. فالتقوا في ثاني عشر رمضان، وصبر البربر، وأبلوا بلاء حسنا، وهزم الله النصارى، وكانت ملحمة مشهودة. ونجا الأدفونش في تسعة من أصحابه. وتسمى هذه وقعة الزلاقة. ففرح أهل الأندلس بالبربر، وتيمنوا بهم، ودعوا لابن تاشفين على المنابر، فقوي طمعه في الأندلس.

(33/268)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 269
وقد كانت الفرنج تأخذ الإتاوة من ملوكها قاطبة. ثمّ جال ابن تاشفين في الأندلس على سبيل التفرّج، وهو يضمر أشياء، ويظهر إعظام المعتمد ويقول: إنّما نحن في ضيافته، وتحت أمره.) وكان المعتصم معن بن محمد بن صمادح، صاحب المرية، يحسد المعتمد، فداخل ابن تاشفين، وحظي عنده، فأخذ يعيب المعتمد، وقدّم لابن تاشفين هدايا فاخرة، ولم يدر ابن صمادح أنّه يسقط في البئر الذي حفر. وأعانه جماعةٌ على تغيير قلب ابن تاشفين يقول الزّور، وبأنه يتنقّصك. فعبر إلى بلاده مرّاكش. وفهم المعتمد أنه قد تغير عليه. ثم اتّفق رأي ابن تاشفين أن يراسل المعتمد، يستأذنه في رجالٍ صلحاء أصحاب ابن تاشفين رغبوا في الرّباط في حصون الأندلس. فأذن له. وأراد ابن تاشفين أن يكون له بالأندلس أعواناً لوقت الحاجة. وقد كانت قلوب الأندلسيين قد أشربت حبّ ابن تاشفين، فانتخب رجالاً، وأمر عليهم قرابته بلّجين، وقرّر معه أموراً، فبقوا بالأندلس إلى أن ثارت الفتنة. ومبدؤها في شوّال سنة ثلاثٍ وثمانين. فملك المرابطون جزيرة طريف، ونادوا فيها بدعوة أمير المسلمين يوسف. ثمّ زحف المرابطون الذين في الحصون إلى قرطبة فحاصروها، وفيها المأمون بعد أن أبدى عذراً وأظهر في الدّفاع جلداً وصبراً في صفر سنة أربع وثمانين. فزادت الإحنة والمحنة، وعلت الفتنة. قال ابن خلّكان: وحاصروا إشبيليّة، وبها المعتمد، أشدّ المحاصرة، وظهر من شدّة بأس المعتمد ومصابرته وتراميه على الموت بنفسه، ما لم يسمع بمثله. فلمّا كان في رجب سنة أربعٍ هجم ابن تاشفين البلد، وشنّوا فيه الغارات. ولم يتركوا لأحدٍ شيئاً. وخرج الناس يسترون عوراتهم بأيديهم. وقبضوا على المعتمد.

(33/269)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 270
وقال عبد الواحد المذكور: وفي نصف رجب ثاروا على المعتمد، فبرز من قصره وسيفه بيده، وغلالته ترفّ على جسده، لا درع عليه، ولا درقة معه، فلقي فارساً مشهور النّجدة فرماه الفارس بحربةٍ، فأصاب غلالته، وضرب هو الفارس بالسيف على عاتقه، فخرّ صريعاً. فانهزمت تلك الجموع، وظنّ أهل إشبيليّة أنّ الخناق قد تنفّس. فلمّا كان وقت العصر، عاودهم البربر، فظهروا على البلد من واديه، وشبّت النار في شوانيه، فعندها انقطع العمل. وكان الذي ظهر عليها من جهة البرّ جدير بن البربريّ، ومن الوادي الأمير أبو حمامة. والتوت الحال أياماً، إلى أن قدم سير ابن أخي يوسف بن تاشفين بعساكره، والناس في تلك الأيام يرمون أنفسهم من الأسوار. فاتّسع الخرق على الرّاقع بمجيء سير،) ودخل البلد من واديه، وأصيب حاضره وباديه بعد أن جدّ الفريقان في القتال، وشنت الغارة في إشبيلية، ولم يترك البربر لأهلها سبداً ولا لبداً. ونهبت قصور المعتمد، وأخذ أسيراً. ثمّ أكره على أن يكتب إلى ولديه: أن تسلّما الحصنين، وإلا قتلت. وإن دمي رهنٌ على ذلك. وهما الرّاضي بالله، والمعتدّ بالله، وكانا في رندة ومارتلة، فنزلا بعد عهودٍ مبرمة. فأمّا المعتدّ، فعند نزوله قبض عليه القائد الواصل إليه، وأخذ كلّ أمواله، وأمّا الآخر فقتلوه غيلةً. وذهبوا بالمعتمد وآله بعد استئصال جميع أحواله، وعبروا به إلى طنجة، فبقي بها أياماً، ثم نقلوه إلى مكناسة، فترك بها أشهراً، ثمّ نقّلوه إلى مدينة أغمات، فبقي بها أكثر من شنتين محبوساً. ومات. وللمعتمد مراثٍ في ولديه اللذين قتلوهما. وله في حاله: تبدّلت من ظلّ عزّ البنود بذلّ الحديد وثقل القيود وكان حديدي سناناً ذليقاً وعضباً رقيقاً صقيل الحديد

(33/270)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 271
وقد صار ذاك وذا أدهماً يعضّ بساقيّ الأسود وقيل: إنّ بنات المعتمد دخلن عليه السّجن في يوم عيدٍ، وكنّ يغزلن للنّاس بالأجرة في أغمات، فرآهنّ في أطمارٍ رثّة، فصدعن قلبه، فقال: فيما مضى كنت بالأعياد مسروراً فسآءك العيد في أغمات مأسورا ترى بناتك في الأطمار جائعةٍ يغزلن للنّاس لا يملكن قطميرا برزن نحوك للتّسليم خاشعةًإبصارهنّ حسيراتٍ مكاسيرا يطأن في الطّين والأقدام حافيةٌ كأنّها لم تطأ مسكاً وكافورا من بات بعدك في ملكٍ يسرّ بهفإنّما بات بالأحلام مسرورا ودخل عليه ولده أبو هاشم، والقيود قد عضّت بساقيه، فقال: قيدي، إما تعلمني مسلماً أبيت أن تشفق أو ترحما دمي شرابٌ لك، واللّحم قدأكلته، لا تهشم الأعظما يبصرني فيك أبو هاشمٍ فينثني، والقلب قد هشّما إرحم طفيلاً طائشاً لبّهلم تخش أن يأتيك مسترحما وارحم أخيّاتٍ له مثلهجرّعتهنّ السّمّ والعلقما) وللمعتمد، وقد أحيط به: لمّا تماسكت الدّموعوتنهنه القلب الصّديع

(33/271)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 272
قالوا: الخضوع سياسةٌ فليبد منك لهم خضوع وألذ من طعم الخضوع على فمي السّمّ النقيع إن تسلب عنّي الدّناملكي وتسمني الجموع فالقلب بين ضلوعهلم تسلم القلب الضّلوع قد رمت يوم نزالهمأن لا تحصّنني الدّروع وبرزت ليس سوى قميصٍ عن الحشى شيءٌ دفوع أجلي تأخّر، لم يكنبهواي ذلّي والخضوع ما سرت قطّ إلى القتال وكان في أملي الرّجوع شيم الأولى أنا منهموالأصل تتبعه الفروع ولأبي بكر محمد بن اللّبّانة الدّانّي فيه قصائد سائرة، وكان منقطعاً إليه من ذلك: لكلّ شيءٍ من الأشياء ميقاتوللمنى من مناياهنّ غايات والدّهر في صيغة الحرباء منغمسٌ ألوان حالاته فيها استحالات ونحن من لعب الشّطرنج في يدهوربّما قمرت بالبيدق الشّاة أنفض يديك من الدّنيا وساكنها فالأرض قد أقفرت والنّاس قد ماتوا وقل لعالمها الأرضيّ: قد كتمتسريرة العالم العلويّ أغمات وهي طويلة. وله فيه قصائد طنّانة، هي: تنشّق رياحين السّلام فإنّماأفضّ بها مسكاً عليك مختّما

(33/272)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 273
وقل لي مجازاً إن عدمت حقيقةًبأنّك في نعمى فقد كنت منعما أفكّر في عصر مضى لك مشرقاً فيرجع ضوء الصّبح عندي مظلما وأعجب من أفق المجرّة إذ رأى كسوفك شمساً كيف أطلع أنجما فتاةٌ سعت للطّعن حتى تقصّدتوسيفٌ أطال الضّرب حتى تثلمّا بكى آل عبّاد ولا لمحمّدٍ وأبنائه صوب الغمامة إذ هما) صباحهم كنا به نحمد السّرى فلمّا عدمناهم سرينا على عمى وكنّا رعينا العزّ حول حماهمفقد أجدب المرعى وقد أقفر الحمى وقد ألبست أيدي اللّيالي محلّهممناسيج سدّى الغيث فيها وألحما قصورٌ خلت من ساكنيها فما بهاسوى الأدم تمشي حول واقفة الدّما كأن لم يكن فيها أنيسٌ ولا التقى بها الوفد جمعاً والجميش عرمرما حكيت وقد فارقت ملكك مالكاً ومن ولهي أبكي عليك متمّما تضيق عليّ الأرض حتّى كأنّنيخلقت وإيّاها سواراً ومعصما وإنّي على رسمي مقيمٌ فإن أمتسأجعل للباكين رسمي موسماً بكاك الحيا والرّيح شقّت جيوبهاعليك وناح الرّعد باسمك معلما

(33/273)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 274
ومزّق ثوب البرق واكتست السّماحداداً وقامت أنجم اللّيل مأتما وما حلّ بدر التّمّ بعدك دارةًولا أظهرت شمس الظّهيرة مبسما سينجيك من نجّى من الجبّ يوسفاً ويؤويك من آوى المسيح بن مريما ثمّ إنّه وفد على المعتمد وهو في السجن وفادة وفاءٍ لا استجداء، وحكى انه لما عزم على الانفصال عنه بعث إليه عشرين ديناراً، وتفصيلة، وأبياتاً يعتذر فيها، قال: فرددتها عليه لعلمي بحاله، وأنّه لم يترك عنده شيئاً. قال ابن خلّكان: مولده سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة. ومات في شوّال سنة ثمانٍ وثمانين. قلت: وقد سمّى ابن اللّبّانة أولاد المعتمد الذين في الحياة بأسمائهم وألقابهم، فذكر نحواً من ثلاثين ذكراً. قال: وعدد بناته أربعٌ وثلاثون بنتاً.
4 (محمد بن عبد الواحد.)
أبو بكر الإصبهاني. عرف بخوروست. شيخ مسنّ. قال السّلفيّ: لم يمت أحدٌ من شيوخي قبله. روى عن: أبي منصور بن مهريرد.
4 (محمد بن عثمان بن عليّ بن حسان.)
)

(33/274)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 275
أبو سعيد البستيّ الغازي القوّاس، ابن الأديب النّحويّ أبي طاهر. سمع من أصحاب الأصمّ. وكان أحد الرّماة المذكورين. وتوفي في ذي الحجّة عن أربع وثمانين سنة بنيسابور. روى عنه: أبو البركات الفراويّ، وأمّ سلمة بنت عبد الغافر.
4 (محمد بن عليّ بن الحسين بن يحيى بن حميدون.)
القاضي أبو عبد الله الصّوريّ توفي بصور في رمضان.
4 (محمد بن عليّ بن أبي عثمان.)
أبو الغنائم. قال شجاع الذّهليّ: توفي فيها. وقد مرّ سنة ثلاث.
4 (محمد بن عليّ بن محمد بن عبد الله.)
أبو عليّ الشّاذياخيّ الصّوفيّ. حدّث عن: أبي حسّان محمد بن أحمد المزكّي، وأبي بكر بن الحارث، وأبي عبد الله محمد بن إبراهيم المزكّي. ولد سنة خمس عشرة وأربعمائة. وتوفيّ في صفر.
4 (محمد ين عليّ بن أبي صالح البغويّ الدّبّاس.

(33/275)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 276
سمع: الجرّاحيّ، ومسعود بن محمد البغويّ،)
وعليّ بن أحمد الإستراباذيّ وغيرهم. وهو آخر من روى جامع التّرمذيّ بعلوّ. روى عنه: ابنه عثمان، وأبو الفتح محمد بن عبد الله الشيرازيّ، وأحمد بن ياسر المقريء، وأبو الفتح محمد بن أبي عليّ، ومحمد بن عبد الرحمن الحمدوييّ، وآخرون كثرون. وتوفّي ببغشور في ذي القعدة. وكان من الفقهاء. عاش ثمانياً وثمانين. وكنيته أبو سعيد.
4 (محمد بن المظفّر بن بكران بن عبد الصّمد.)
العلامة قاضي القضاة أبو بكر الشّاميّ الحمويّ الفقيه الشافعيّ. ولد

(33/276)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 277
بحماه سنة أربعمائة، ورحل) إلى بغداد شاباً، فسكنها وتفقّه بها. وسمع الحديث من: عثمان بن دوست، وأبي القاسم بن بشران، وأبي طالب بن غيلان، وأبي محمد الخلال، وأبي الحسن العتيقيّ، وجماعة. روى عنه: أبو القاسم بن السّمرقنديّ، وإسماعيل بن محمد الحافظ، وهبة الله بن طاوس المقريء. وكان دخوله بغداد في سنة عشرين. قال السمعانيّ: هو أحد المتقنين لمذهب الشافعيّ، وله اطّلاع على أسرار الفقه. وكان ورعاً زاهداً متّقياً. وجرت أحكامه على السداد. ولي قضاء القضاة ببغداد بعد موت أبي عبد الله الدامغانيّ سنة ثمانٍ وسبعين، إلى أن تغّير عليه المقتدي بالله لأمرٍ، فمنع الشهود من حضور مجلسه مدّةً، فكان يقول: ما أنعزل ما لم يتحقّقوا عليّ الفسق. ثمّ إنّ الخليفة خلع عليه، واستقام أمره. وسمعت الفقيه أحمد بن عبد الله بن الأبنوسيّ يقول: جاء أمير إلى قاضي القضاة الشّاميّ، فادّعى شيئاً، فقال: بيّنتي فلان والمشطب الفرغانيّ الفقيه. فقال: لا أقبل شهادة المشطب، لأنه يلبس الحرير. فقال: السّلطان ملكشاه ووزيره نظام الملك يلبسانه. فقال: ولو شهدا عندي ما قبلت شهادتهما أيضاً. وقال ابن النّجّار: كان رحمه الله قد تفقّه على أبي الطّيّب الطّبريّ، وكان يحفظ تعليقته، وولي قضاء القضاة، وأبى أن يأخذ على القضاء رزقاً. ولم يغيّر مأكله ولا ملبسه، ولا استناب أحداً في القضاء. وكان يسوّي بين الشّريف والوضيع في الحكم، ويقيم جاه الشّرع. فكان هذا سبب انقلاب الأكابر عنه، فألصقوا به ما كان منه بريّاً من أحاديث ملفّقة، ومعاييب مزوّرة.

(33/277)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 278
وصنّف كتاب البيان عن أصول الدّين. وكان على طريقه السّلف، ورعاً نزهاً. وأنبأنا أبو اليمن الكنديّ أنّ أحمد بن عبد الله بن الأبنوسي أخبره قال: كان لقاضي القضاة الشّاميّ كيسان، أحدهما يجعل فيه عمامته، وهي كتّان، وقميصاً من القطن الحسن، فاذا خرج لبسهما. والكيس الآخر فيه فتيت، فاذا أراد الأكل جعل منه في قصعة، وجعل فيه قليلاً من الماء، وأكل منه.) وكان له كادك في الشهر بدينار ونصف، كان يقتات منه. فلمّا ولي القضاء جاء إنسان فدفع فيه أربعة دنانير، فأبى، وقال: لا أغيّر ساكني. وقد ارتبت بك لم لا كانت هذه الزيادة من قبل القضاء وكان يشدّ في وسطه مئزراً، ويخلع في بيته ثيابه، ويجلس. وكان يقول: ما دخلت في القضاء حتّى وجب عليّ، وأعصي إن لم أقبله. وكان طلاب المنصب قد كثروا، حتّى أنّ أبا محمد التميمي بذل فيه ذهباً كثيراً، فلم يجب. وقال ابن الجوزيّّ: لمّا مات الدامغانيّ سنة ثمانٍ وسبعين أشار الوزير أبو شجاع على الخليفة أن يولّيه القضاء، فامتنع، فما زالوا به حتى تقلّده، وشرط أن لا يأخذ رزقاً، ولا يقبل شفاعة، ولا يغيّر ملبوسه، فأجيب إلى ذلك، فلم يتغير حاله، بل كان في القضاء كما كان قبله رحمه الله.

(33/278)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 279
وقال ابن السّمعانيّ: سمعت عبد الوهاب الأنماطيّ يقول: كان قاضي القضاة الشّاميّ حسن الطّريقة ما كان يتبسّم في مجلسه، ويقعد معبساً، فلّما منعت الشّهود من حضور مجلسه، وقعد في بيته، نفّد إليه القاضي أبو يوسف القزوينيّ المعتزليّ: ما عزلك الخليفة، إنّما عزل النبي صلى الله عليه وسلم. قال: كيف ذلك قال: لأنّه قال: لا يقضي القاضي بين اثنين وهو غضبان. وأنت طول عمرك غضبان. وقال محمد بن عبد الملك الهمذانيّ: كان حافظاً لتعليقة أبي الطّيّب، كأنّها بين عينيه، لم يقبل من سلطانٍ عطيّة، ولا من صديقٍ هدية. وكان يعاب الحدّة وسوء الخلق.

(33/279)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 280
وقال أبو عليّ بن سكّرة: ورعٌ زاهدٌ، وأمّا العلم فكان يقال: لو رفع مذهب الشّافعيّ أمكنه أن يمليه من صدره. علّق عنه القاضي أبو الوليد الباجيّ. قال عبد الوهاب الأنماطيّ: كان قاضي القضاة الشّاميّ حسن الطّريقة، ما كان يتبسّم في مجلس قضائه. قال السّمعانيّ: توفي في عاشر شعبان، ودفن في تربةٍ له عند أبي العبّاس بن سريح. وله ثمانية وثمانون عاماً.
4 (محمد بن أبي نصر فتّوح بن عبد الله بن فتّوح بن حميد بن يصل.)
الحافظ أبو عبد الله الأزديّ الحميديّ الأندلسيّ الميورقيّ.)

(33/280)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 281
وميورقة جزيرة قريبة من الأندلس. سمع بالأندلس، ومصر، والشّام، والحجاز، وبغداد واستوطنها. وكان من كبار أصحاب أبي محمد بن حزم الفقيه. قال: ولدت قبل العشرين وأربعمائة. سمع: ابن حزم، وأخذ عنه أكثر كتبه وأبا العباس أحمد بن عمر العذريّ، وأبا عمر بن عبد البرّ. ورحل سنة ثمانٍ وأربعين وأربعمائة، فسمع بإفريقيّة كثيراً، ولقي كريمة بمكّة. وسمع بمصر: القاضي أبا عبد الله القضاعيّ، وعبد العزيز بن الضّرّاب، وابن بقاء الورّاق، والحافظ أبا زكريا البخاريّ. وبدمشق: أبا القاسم الحسين الحنّائيّ، وعبد العزيز الكتّانيّ، وأبا بكر الخطيب. وببغداد: أبا الغنائم بن المأمون، وأبا الحسين بن المهتدي بالله، والطّبقة. وبواسط: أبا غالب بن بشران اللّغويّ. ولم يزل يسمع ويكثر حتّى كتب عن أصحاب الجوهريّ. روى عنه: شيخه الخطيب في مصنفاته، وأبو نصر بن ماكولا، وأبو عليّ بن سكّرة، وأبو الحسن بن سرحان، وأبو بكر بن طرخان، وهبة الله بن الأكفانيّ، وأبو القاسم بن السّمرقنديّ، والحافظ إسماعيل بن محمد، وصدّيق بن عثمان التبريزي، وأبو إسحاق الغنويّ، وأبو الفضل محمد بن ناصر، وطائفة آخرهم أبو الفتح بن البطّيّ. سمع الكثير ورحل وتعب. وكان من كبار الحفّاظ. كان ثقة، متديناً، يصيراً بالحديث، عارفاً بفنونه، خبيراً بالرجال، لاسيما بأهل الأندلس وأخبارها، مليح النّظر، حسن النغمة في قراءة الحديث، صيّناً ورعاً، جيّد المشاركة في العلوم.

(33/281)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 282
وكان ظاهريّ المذهب، ويسرّ ذلك بعض الشّيء. قال ابن طرخان: سمعته يقول: كنت أحمل للسّماع على الكتف سنة خمسٍ وعشرين وأربعمائة، وأوّل ما سمعت من الفقيه أبي القاسم أصبغ بن راشد. وكنت أفهم ما يقرأ عليه. وكان ممّن تفقه على أبي محمد بن أبي زيد. وأصل أبي من قرطبة، من محلةٍ يقال لها الرصافة، وسكن جزيرة ميورقة، وبها ولدت.) قال يحيى بن البنّا: كان الحميدي من حرصه واجتهاده ينسخ بالليل في الحرّ، فكان يجلس في إجانة ماءٍ يتبرّد به. وقال الحسين بن محمد بن خسرو: جاء أبو بكر بن ميمون، فدق على الحميديّ، وظنّ أنّه قد أذن له فدخل، فوجده مكشوف الفخذ، فبكى الحميديّ وقال: والله لقد نظرت إلى موضعٍ لم ينظره أحدٌ منذ عقلت. وقال ابن ماكولا: لم أر مثل صديقنا الحميديّ في نزاهته وعفّته وورعه وتشاغله بالعلم. صنّف تاريخاً للأندلس. وقال السّلفيّ: سألت أبا عامر محمد بن سعدون العبديّ، عن الحميديّ فقال: لا يرى قطّ مثله، وعن مثله يسأل جمع بين الفقيه والحديث والأدب، ورأى علماء الأندلس. وكان حافظاً. قلت: لقي حفّاظ العصر ابن عبد البرّ، وابن حزم، والخطيب، والحبّال. وقال يحيى بن إبراهيم السّلماسيّ: قال أبي: لم تر عيناي مثل الحميدي في فضله ونبله وغزارة علمه وحرصه على نشر العلم.

(33/282)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 283
قال: وكان ورعاً تقيّاً إماماً في الحديث وعلله ورواته، متحقّقاً في علم التحقيق والأصول على مذهب أصحاب الحديث، بموافقة الكتاب والسّنة، فصيح العبارة، متبحراً في علم الأدب والعربيّة والتّرسّل. وله كتاب الجمع بين الصحيحين، و تاريخ الأندلس، و جمل تاريخ الإسلام، وكتاب الذهب المسبوك في وعظ الملوك، وكتاب في الترسّل، وكتاب مخاطبات الأصدقاء، وكتاب ما جاء من الآثار في حفظ الجار، وكتاب ذمّ النّميمة. وله شعرٌ رصينٌ في المواعظ والأمثال. قلت: وقد جاء عن الحميدي أنّه قال: صيّرني الشهاب شهاباً. وكان يسمع عليه كثيراً، عن مصنّفه القضاعيّ. وقال ابن سكّرة: كان يدلني على المشايخ، وكان متقللاً من الدّنيا، يموّنه ابن رئيس الرؤساء. ثمّ جرت لي معه قصص أوجبت انقطاعي عنه. وكان يبيت عند ابن رئيس الرؤساء كلّ ليلة. وحدّثني أبو بكر ابن الخاضبة أنّه لم يسمعه يذكر الدّنيا قطّ. وقال أبو بكر بن طرخان: سمعت أبا عبد الله الحميديّ يقول: ثلاثة كتب من علوم الحديث يجب تقديم الهمم بها: كتاب العلل وأحسن كتاب وضع فيه كتاب الدارقطنيّ، وكتاب المؤتلف) والمختلف وأحسن كتاب وضع فيه كتاب الأمير ابن ماكولا، وكتاب وفيات الشّيوخ وليس فيه كتابٌ، وقد كنت أردت أن أجمع في ذلك كتاباً، فقال لي الأمير: رتبه على حروف المعجم، بعد أن ترتّبه على السّنين.

(33/283)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 284
قال ابن طرخان: فشغله عنه الصّحيحان، إلى أن مات. قلت: قد فتح الله بكتابنا هذا، يسّر الله إتمامه، ونفع به، وجعله خالصاً من الرّياء والرياسة. وقد قال الحميديّ في تاريخ الأندلس: أنا عمر بن عبد البرّ، أنا أبو محمد عبد الله بن محمد الجهني، بمصنف أبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النّسائيّ، قراءةً عليه، عن حمزة بن محمد الكنانيّ، عن النّسائيّ. وللحميدي رحمه الله تعالى: كتاب الله عز وجل قوليّوما صحّت به الآثار ديني ما اتفق الجميع عليه بدءاً وعوداً فهو عن حقّ مبين فدع ما صدّ عن هذا وخذهاتكن منها على عين اليقين وقال القاضي عياض: محمد بن أبي نصر أبو عبد الله الأزديّ الأندلسيّ، سمع بميورقة من أبي محمد بن حزم قديماً. وكان يتعصب له، ويميل إلى قوله. وكانت قد أصابته فيه فتنة، ولمّا شدّد على ابن حزم وأصحابه خرج الحميديّ إلى المشرق. ومن شعره: طريق الزّهد أفضل ما طريقوتقوى الله تأدية الحقوق فثق بالله يكفك واستعنهيعنك ودع بنيّات الطّريق وله:

(33/284)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 285
لقاء النّاس ليس يفيد شيئاً سوى الهذيان من قيلٍ وقال فاقلل من لقاء النّاس إلالأخذ العلم أو إصلاح حال قال السّمعانيّ: روى لنا عنه: يوسف بن أيوب الهمذانيّ، وإسماعيل الحافظ، ومحمد بن عليّ الحلابيّ، والحسين بن الحسن المقدسيّ، وغيرهم. وتوفي في سابعٍ عشر ذي الحجّة، ودفن بمقبرة باب أبرز بالقرب من قبر الشيخ أبي إسحاق الشّيرازيّ، وصلّى عليه الفقيه أبو بكر الشّاشيّ بجامع القصر. ثم نقل في سنة إحدى وتسعين) وأربعمائة إلى مقبرة باب حرب، ودفن عند قبر بشر الحافي. ونقل ابن عساكر في تاريخه إنّ الحميدي أوصى إلى الأجلّ مظفّر ابن رئيس الرؤساء أن يدفن عند بشر بن الحارث، فخالف وصيته، فلمّا كان بعد مدّة رآه في النّوم يعاتبه على ذلك، فنقله في صفر سنة إحدى وتسعين، وكان كنفه جديداً، وبدنه طرّياً، يفوح منه رائحة الطّيب. ووقف كتبه رحمه الله. وقع لنا تذكرة الحميديّ بعلوّ.

(33/285)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 286
4 (محمد بن محمد بن جماهر.)
أبو بكر الحجريّ الطّليطليّ. روى عن: عمه جماهر، وقاسم بن هلال، وأبي عمر بن سميق. وحجّ، وسمع من: أبي العباس بن نفيس، والقضاعيّ. وكان شديد العناية بالسّماع، وليس عنده كبير علم. ورّخه ابن بشكوال.
4 (محمد بن منصور بن عمر.)
أبو بكر الكرخيّ، الفقيه الشّافعيّ. والد أبي البدر إبراهيم الكرخيّ. فقيه صالح سمع: أبا الحسن بن مخلد، وأبا عليّ بن شاذان. وعنه: إسماعيل بن السّمرقنديّ، وعبد الوهّاب الأنماطيّ. توفي في جمادى الأولى.
4 (موسى بن محمد بن موسى.)
أبو عمران الإصبهاني، ثمّ البغداديّ المؤدّب. سمع: عبد الملك بن بشران، وغيره. روى عنه: أبو غالب بن البنا، وابنه سعيد بن البنّا.
4 (حرف النون)

4 (نجيب بن ميمون بن سهل بن عليّ.)
أبو سهل الواسطيّ، ثمّ الهرويّ.)

(33/286)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 287
سكن أبوه هراة. وسمع نجيب من: والده ومن: أبي عليّ منصور بن عبد الله الخالديّ، ورافع بن عصم الضّبيّ، وطائفة من مسندي هراة في زمانه. روى عنه: ابن طاهر المقدسيّ، ووجيه الشّحّاميّ، وأبو النّصر الفامي، وخلق سواهم منهم: عبيد الله بن حمزة الموسوي، وأخوه عليّ بن حمزة، والمطهر بن يعلى العلويّ، ومحمد بن المفضل الدّهّان، والجنيد بن محمد القاينيّ، ومحمد بن ريحان النّسائي، وأبو الفتح نصر بن سيّار، وعليّ بن سهل الشّاشيّ، وأمة الله بنت محمد العارف، وعبد الملك بن عبد الله العلويّ. قال الدقاق: ليس بقي في الدنيا من يروي عن الخالديّ سواه. وسمع من: حاتم بن محمد بن أبي حاتم الهرويّ، وأحمد بن عليّ بن أحمد الشارعيّ ومحمد بن منصور الجولكي، ومحمد بن محمد الأزديّ القاضي.

(33/287)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 288
وكان مولده في شعبان سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة، ومات في الثّاني والعشرين من رمضان سنة ثمان.
4 (حرف الهاء)

4 (هبة الله بن محمد بن الطّيب.)
أبو القاسم بن أبي الصّبّاغ. من سراة البغداديين. سمع: أباه، وعثمان بن دوست، وغيرهما. روى عنه: إسماعيل بن السّمرقنديّ، وعمر بن ظفر الشّيبانيّ، وأبو الفتح محمد بن عبد السّلام. قال ابن ناصر: توفي في سادس ذي القعدة.
4 (حرف الياء)

4 (يعقوب بن سليمان بن داود.)
أبو يوسف الإسفراييني. نزيل بغداد وخازن كتب النّظاميّة. حدّث بسنن النّسائيّ عن أبي نصر الكسّار. وحدّث عن: عبد العزيز الأزجيّ، والطّبريّ. وتوفي في العشرين من ذي القعدة.)
4 (يلبر بن خطلع.)

(33/288)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 289
أبو منصور الفانيذيّ الكرخيّ. سمع مشيخة أبي عليّ بن شاذان منه. روى عنه: إسماعيل بن السّمرقنديّ، وعبد الوهّاب الأنماطيّ. وكان صالحاً، صحيح السّماع. توفي في جمادى الآخرة.
4 (الكنى)

4 (أبو شجاع الوزير)
اسمه محمد كما تقدّم.

(33/289)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 290
2 (وفيات سنة تسع وثمانين وأربعمائة.)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن الحسن بن أحمد بن الحسن بن خداداد.)
أبو طاهر الكرجيّ الباقّلانيّ. ولد سنة ستّ عشرة وأربعمائة. وسمع: أبا عليّ بن شاذان، وأبا القاسم بن بشران، وأبا بكر البرقانيّ. وسمع كتباً كباراً، وتفرّد بها، من ذلك: سنن سعيد بن منصور، تفرّد به عن أبي عليّ بن شاذان. ولأبي طاهر السّلفيّ منه إجازة، بمرويّاته. روى عنه: ابن ناصر، وعمر الدّهستانيّ، وعبد الوهّاب الأنماطيّ، وأبو عليّ بن سكّرة. وهو ابن خال ابن خيرون.

(33/290)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 291
قال السّمعانيّ: كان شيخاً عفيفاً، زاهداً، منقطعاً إلى الله، ثقة، فهماً، لا يظهر إلا يوم الجمعة. سمعت عبد الوهّاب الحافظ يقول: كان أبو طاهر الباقّلانيّ أكثر معرفة من أبي الفضل بن خيرون. وكان زاهداً حسن الطّريقة، وما كان له حلقة في الجامع، ولا قريء فيه حديث. كان يقول لأصحاب الحديث: أنا لكم من السّبت إلى الخميس، ويوم الجمعة أنا بحكم نفسي للتّكبير والتّلاوة. وسمعت عبد الوهّاب يقول: جاء نظام الملك إلى بغداد، وأراد أن يسمع من شيوخها، فكتبوا له) أسماء الشّيوخ، وكتبوا في جملتهم اسمه، وسألوه أن يحضر دار نظام الملك حتّى يسمع منه. فامتنع، وألحّوا عليه، فما أجاب، ثمّ قال: إنّ ابن خيرون قرابتي، وما انفردت أنا بشيء، بل كلّ ما سمعت أنا سمعه هو، وهو في خزانة الخليفة على عملكم، فسمعوا منه. توفّي في رابع ربيع الآخر.
4 (أحمد بن عبد الرحمن بن مظاهر.)
أبو جعفر الأنصاريّ الطّليطليّ. روى عن: خاله جماهر بن عبد الرحمن، ومحمد بن إبراهيم بن عبد السّلام الحافظ، وقاسم بن هلال، وجعفر بن عبد الله، وجماعة كثيرة. وعُني بسماع العلم ولقاء الشيوخ، وكان ذا بصر بالمسائل، وميل إلى الأثر. صنّف تاريخ فقهاء طليطلة. رواه عنه: القاضي أبو الحسن بن بقيّ. وكان ثقة.

(33/291)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 292
4 (أحمد بن عمر بن الأشعث.)
ويقال: ابن أبي الأشعث. أبو بكر السّمرقنديّ المقريء. نزيل دمشق، ثم نزيل بغداد. سمع: أبا عثمان الصّابونيّ، وأبا عليّ بن أبي نصر، وأبا عليّ الأهوازيّ وقرأ عليه بالروايات. روى عنه: أبو الكرم الشّهرزوريّ، وابنه أبو القاسم إسماعيل بن السّمرقنديّ، وأبو الفتح بن البّطيّ. وقال أبو الحسن عليّ بن أحمد بن قبيس الغسّانيّ: كان أبو بكر يكتب المصاحف من حفظه. وكان إذا فرغ من الوجه كتب الوجه الآخر إلى أن يجفّ، ثمّ يكتب الوجه الذي بينهما فلا يكاد أن يزيد ولا ينقص، مع كونه يكتب قطع كبير، وقطع لطيف. قال: وكان مزّاحاً. وخرج مع جماعة في فرجة، فقدّموه يصلّي بهم، فلمّا سجد بهم تركهم في الصّلاة، وصعد شجرة، فلمّا طال عليهم، رفعوا رؤوسهم من السّجدة، فلم يجدوه، ثمّ إذا به في الشّجرة يصيح: نوّ نوّ فسقط من أعينهم وانتحس، وخرج إلى بغداد، وترك أولاده بدمشق.) قلت: ثمّ أرسل أخذ أهله. وسمّع ابنيه بدمشق سنة بضعٍ وخمسين. وببغداد سنة نيّفٍ وستين وأربعمائة. وأقرأ القرآن ببغداد. قال ابن النّجّار: هو من أهل سمرقند، سافر إلى الشّام، وكان محموداً، متقناً، عارفاً بالرّويات، محقّقاً في الأخذ، متحرّياً، صدوقاً ورعاً. وكان يكتب على طريقة الكوفيين، ويجمع بين نسخ المصحف من حفظه، وبين الأخذ على ثلاثة، ويضبط ضبطاً حسناً.

(33/292)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 293
ثنا ابن الأخضر، ثنا ابن البّطيّ: أنا أحمد بن عمر السّمرقنديّ: أنبأ الحسين بن محمد الحلبيّ: ثنا أحمد بن عطاء الرّوذباريّ إملاء بصور. قلت: مات الحلبي سنة ستّ وثلاثين، وهو أقدم شيخ للسّمرقنديّ. قال: الحسين بن محمد البلخيّ: كان شيخنا أبو بكر السّمرقنديّ لا يكتب لأحدٍ خطّه إذا قرأ عليه، إلا أن يكون مجوّداً في الغاية. وما رأيته كتب إلا لمسعود الحلاويّ، وقال: ما قرأ عليّ أحدٌ مثله. فجاء إليه الطّبّال، فقرأ ختمات، وأعطى ولد الشّيخ دنانير، فردّها الشّيخ وقال: لا أستحل أن أكتب له. قال البلخيّ: وكان أبو بكر لمّا جاء من دمشق اتّصل بعفيف القائمي الخادم، فأكرمه وأنزله، فكان إذا جاءه الفرّاش بالطعام بكى، فسأله عن بكائه، فقال: إنّ لي بدمشق أولاداً في ضيق. فأخبر الفرّاش عفيفاً، فأرسل من جاء بهم من دمشق، فجاءوا أباهم بغتةً، ولم يزالوا في ضيافة عفيف حتّى مات. ولد أبو بكر سنة ثمان وأربعمائة، ومات في سادس عشر رمضان. قال محمد بن عبد الملك الهمذانيّ في تاريخه: هو مشهور في التّقدّم بالقرآن ونسخ المصاحف، جعل دأبه أن ينسخ، ويقرئ جماعةً بروايات مختلفة، ويردّ على المخطئ منهم. فكان له في هذا كلّ عجيبة، رحمه الله. قلت: قرأ عليه جماعة، وكانت قراءته على الأهوازيّ في سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة.
4 (أحمد بن محمد بن عليّ.)

(33/293)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 294
أبو بكر الهرويّ المقريء الضّرير. سكن دمشق، وسمع بها، رشأ بن نظيف، وأبا عليّ الأهوازيّ، وعليّ بن الخضر السّلميّ. وسمع بصور من: عبد الوهّاب بن برهان.) سمع منه: عمر الدّهستانيّ، وطاهر الخشوعيّ، وأبو محمد بن صابر ووثّقه. وتوفّي بالقدس في ربيع الآخر. قرأ على الأهوازيّ، وعاش اثنتين وثمانين سنة، وولد بهراة. وقد صنّف في القراءات الثّمان كتاباً سمّاه التذكرة. قرأ عليه القراءات: إبراهيم بن حمزة ابن الجرجرائيّ، وغيره.
4 (إسماعيل بن حمد بن محمد بن خيران.)
أبو محمد الهمذانيّ البزّاز. سمع: أبا الحسين الفارسيّ، وعمر بن مسرور. وحدّث ببغداد. روى عنه: محمد بن سعدون العبدريّ أبو عامر، وأبو البركات بن السّقطيّ. وكان محدّثاً مكثراً.
4 (إسماعيل بن حمزة بن فضالة.)
أبو القاسم الهروي الحنفيّ العطّار. عالم صدوق. حدّث بصحيح الإسماعيليّ، عن الحسين بن محمد الباشانيّ.

(33/294)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 295
وسمع أيضاً من سعيد بن العبّاس القرشيّ. روى عنه: الجنيد بن محمد القاينيّ، والقاسم بن الحسين الحصيريّ، مات في ربيع الأول.
4 (إسماعيل بن عبد الملك.)
الفقيه أبو القاسم الطّوسيّ، الفقيه المعروف بالحاكميّ. قدم دمشق. عديل الإمام أبي حامد الغزاليّ. وسمع من: نصر المقدسيّ في سنة تسعٍ وثمانين. قال أبو المفضّل يحيى بن عليّ القرشيّ القاضي: كان أعلم بالأصول من الغزاليّ، وكان شافعيّاً. قلت: لا أعلم وفاته متى هي.
4 (إسماعيل بن عثمان بن عمر الأبريسميّ.)
نيسابوريّ. روى عن: أبي سعيد محمد بن موسى الصّيرفيّ.) روى عنه: زاهر الشّحّاميّ، وغيره.

(33/295)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 296
وقيل: توفّي سنة تسعين.
4 (أمة الرحمن بنت أبي القاسم عبد الواحد بن حسين بن الجنيد.)
امرأة عالمة صالحة، متبرّكٌ بها. سمعت أبا القاسم بن بشران. روى عنها: إسماعيل بن السّمرقنديّ، وابن عبد السّلام الكاتب. وولدت سنة أربعمائة، وعمّرت.
4 (حرف الحاء)

4 (الحسين بن محمد بن الحسين بن عبد الله بن عمر.)
أبو عبد الله بن السّرّاج البغداديّ النّصريّ. كان من أهل الصّلاح والسّداد. سمع: أبا القاسم الحرفيّ، وعثمان بن دوست العلاف، وعبد الملك بن بشران، ونصر بن علالة. روى عنه: أبو القاسم بن السّمرقنديّ، وعبد الوهّاب الأنماطيّ، وعبد الخالق اليوسفيّ، ومسعود بن محمد بن شنيف، وآخرون. توفّي في صفر. أخبرونا عن ابن اللّتّيّ، عن مسعود، عنه، بجزء ابن عفّان.
4 (حمزة بن محمد بن الحسن بن محمد.)
أبو القاسم القرشيّ الأسديّ الزّبيريّ البغداديّ. شيخ صالح. سمع: أبا القاسم الحرفيّ، وأبا عليّ بن شاذان.

(33/296)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 297
روى عنه: الأنماطيّ، وعمر بن ظفر، وابن ناصر، وآخرون. توفّي في شعبان عن نيّفٍ وثمانين سنة.
4 (حرف السين.)

4 (سليمان بن أحمد بن محمد.)
أبو الربيع الأندلسيّ السّرقسطيّ.) دخل بغداد، وسمع بها من: أبي القاسم بن بشران، وأبي العلاء الواسطيّ، وجماعة. وكان عارفاً باللّغة، لكن قال ابن ناصر: كان كذّاباً، وكان يلحق اسمه. قال السّمعانيّ: ثنا عنه: عبد الوهّاب الأنماطيّ، وإسماعيل بن السّمرقنديّ، وابنه منصور بن سليمان. وسألت أبا منصور بن خيرون عنه، فأساء القول فيه، وقال: نهاني عمّي أبو الفضل أن أقرأ عليه.

(33/297)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 298
وتوفّي في ربيع الآخر.
4 (حرف الشين.)

4 (شافع بن عليّ بن أبي الفضل الطّريثيثيّ.)
الصّوفيّ. من ساكني نيسابور. شيخ صالح ظريف، له مجاهدة وحفظ أوقات وجمع همّة. صحب السّادة وحجّ وسمع بمكّة: أبا الحسن بن صخر. وبالبصرة: إبراهيم بن طلحة بن غسّان. روى عنه: وجيه الشّحّاميّ. ولد سنة أربعمائة، وتوفّي في ذي الحجّة.
4 (حرف الظاء)

4 (ظفر بن هبة الله بن القاسم.)
أبو نصر الكسائيّ الهمذانيّ التّانيّ. قال شيرويه: روى عن: ابن المحتسب، وعليّ بن إبراهيم بن حامد، وأبي طاهر بن سلمة، وابن عبدان، وأبي بكر الأردستانيّ. سمعت منه وولداي شهردار وزينب، وهو شيخ.

(33/298)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 299
توفّي في جمادى الأولى، وصلّينا عليه يوم الجمعة.
4 (حرف العين)

4 (عبد الله بن الحسين بن عليّ بن حسين الأموي.)
أبو محمد السّعيدانيّ، البصريّ. من ولد أمير مكّة عتّاب بن أسيد رضي الله عنه.) كان أبو محمد محتسب البصرة. وقد سمع الكثير من: عليّ بن هارون المالكيّ، والمبارك بن عليّ بن حمدان، والحسن بن أحمد الدّبّاس، وطلحة بن يوسف المواقيتيّ، وجماعة. ورحل إلى بغداد، وسمع وحدّث. ولد سنة تسعٍ وأربعمائة، وأوّل سماعه سنة ثمان عشرة. وكان حافظاً محدّثاً، حدّث عنه: أبو عبد الله البارع، وأبو غالب الماورديّ. ووثّقه الحافظ جابر بن محمد البصريّ، وقال: عنه أخذت علم الحديث. وقد كتب عن السّعيدانيّ: أبو عبد الله الحميديّ، ومكّيّ الرّميليّ، وشجاع الذّهليّ. وقد تقدّم ذكره. ورّخ ابن النّجّار وفاته في هذه السّنة.
4 (عبد الله بن يوسف.)

(33/299)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 300
القاضي أبو محمد الجرجانيّ المحدّث. صنّف فضائل الشّافعيّ و فضائل أحمد بن حنبل. ودخل هراة. وتوفّي في ذي القعدة. وسماعاته في حدود الثّلاثين وأربعمائة. روى عنه: وجيه الشّحّاميّ، وغيره، وعبد الغافر الفارسيّ. سمع من: عمر بن مسرور، وأبي الحسين الفارسيّ، وأبي سعد الكنجروذيّ، وأبي عثمان البحيريّ، وطبقتهم، ومن بعدهم فأكثر. وهو ثقة صاحب حديث. قال السّمعانيّ: ولد بجرجان سنة تسعٍ وأربعمائة سمع من: حمزة السّهميّ، وأحمد بن محمد الخندقيّ، ومحمد بن عليّ بن محمد الطّبريّ، وكريمة بنت محمد المغازليّ، والأربعة سمعوا من ابن عديّ. وسمع من: أبي نعيم عبد المالك بن محمد الأسترباذيّ، الصّغير صاحب الإسماعيليّ. روى لنا عنه: الجنيد بن محمد القاينيّ، وعبد الملك بن عبد الله العدويّ، وأخوه أبو الفتح سالم، وعليّ بن حمزة الموسويّ، وهبة الرحمن القشيريّ، وآخرون.

(33/300)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 301
قال: ومات في تاسع ذي القعدة.)
4 (عبد الجبّار بن عبد الواحد بن أحمد بن سبويه.)
أبو الفضل بن أبي طاهر، التّاجر، الإصبهانيّ. حدّث عن: أبي نعيم. سمع منه: المؤتمن السّاجيّ، وإسماعيل بن السّمرقنديّ، وأبو الفتح بن عبد السّلام. ولد سنة ثلاثٍ وعشرين وأربعمائة، وتوفّي ببغداد في شوّال سنة تسعٍ وثمانين.
4 (عبد المحسن بن محمد بن عليّ بن أحمد بن عليّ.)
أبو منصور الشّيحيّ التّاجر السّفّار المعروف بابن شهدانكة، من أهل محلّة النّصريّة ببغداد. سمع الكثير من: أبي منصور محمد بن محمد بن السّواق، وأبي بكر أحمد بن محمد بن الصّقر، وعبد العزيز بن عليّ الأزجيّ، وابن غيلان، وأبي محمد الخلال، والعتيقيّ، وطبقتهم. وكتب بخطّه أكثر مسموعاته.

(33/301)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 302
وسمع بمصر: أبا الحسن الطّفّال، وأبا القاسم عليّ بن محمد الفارسيّ، وعبد الملك بن مسكين. وبدمشق: أبا الحسين محمد بن عبد الرحمن بن أبي نصر، وأبا القاسم الحنّائيّ، وأبا عبد الله محمد بن يحيى بن سلوان. وبالرّحبة: عبيد الله بن أحمد الرّقيّ، وطائفة سواهم. وكتب بخطّه أكثر مصنّفات الخطيب. وروى الكثير. حدّث عنه: شيخه أبو بكر الخطيب، وأبو السّعود أحمد بن عليّ، وأبو حامد العبدريّ، وأبو القاسم بن السّمرقنديّ، وأبو الفتح محمد بن عبد السّلام، وسعيد بن محمد الرّزّاز الفقيه، وأبو بكر بن الزّاغونيّ، وأبو الفضل بن ناصر، وخلق سواهم. سُئل إسماعيل بن محمد الحافظ عنه فقال: شيخ فاضل ثقة. وقال شجاع الذّهليّ: كان صدوقاً. وقال أبو عامر العبدريّ: كان من أنبل من رأيت وأوثقه. وقال أبو عليّ الصّدفيّ: كان فقيهاً نبيلاً كيّساً ثقة. وكان عنده أصل أبي بكر الخطيب بتاريخه، خصّه به. قلت: لأنّه فيما قال السّمعانيّ هو الذي حمل الخطيب إلى العراق، فأهدى إليه الخطيب تاريخه) بخطّه. وقال غيث بن عليّ: سألته عن مولده، فقال: سنة إحدى وعشرين وأربعمائة. وأوّل سماعي سنة سبعٍ وعشرين. وقال أبو عليّ البردانيّ: كان من المتموّلين، وكان أميناً سريّاً، كتب

(33/302)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 303
كثيراً. وتوفّي في جمادى الأولى. قال السّمعانيّ: سمعت شيخاً لنا يقول: إنّ الخطيب لمّا حدّث بالجزء الأوّل من تاريخه استأذنه أبو الفضل بن خيرون أو شجاع الذّهليّ في التّسميع في أيّ موضعٍ يكتب، فقال: استأذنوا الشّيخ عبد المحسن، فإنّ النّسخة له، ولو كان عندي شيءٌ أعزّ منه أهديته له. وقال أبو الفضل محمد بن عطّاف: كان شيخنا عبد المحسن على طريقةٍ حسنة مرضيّة، حسن العناية بالعلم، وكان مالكيّاً ثقة أميناً. قال لي: ولدت في رجب سنة إحدى وعشرين. وقال ابن ناصر: توفّي شيخنا عبد المحسن بن الشّيحيّ في سادس عشر جمادى الأولى. قلت: وأبوه من شيحة، قريةٌ من قرى حلب.
4 (عبد الملك بن إبراهيم بن أحمد.)

(33/303)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 304
أبو الفضل المقدسيّ الهمذانيّ الفرضيّ. نزيل بغداد. كان واحد عصره في الفرائض. سمع: الحسن بن محمد الشّاموخيّ بالبصرة، وعبد الواحد بن هبيرة العجليّ، وجماعة. روى عنه: ابن السّمرقنديّ، وعبد الوهّاب الأنماطيّ. وقيل: كان معتزليّاً.

(33/304)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 305
توفّي في رمضان ببغداد، وهو والد المؤرّخ محمد.
4 (عبد الملك بن سراج بن عبد الله بن محمد بن سراج.)
الإمام أبو مروان الأمويّ، مولاهم القرطبيّ. إمام اللّغة بالأندلس. غير مدافع. روى عن: أبيه، ويونس بن عبد الله القاضي، وإبراهيم بن محمد الإفليليّ، ومكّيّ بن أبي طالب، وأبي عمرو السّفاقسيّ، وجماعة. روى عنه: أبو عليّ الصّدفيّ، وقال: هو أكثر من لقيته علماً وبضروب الآداب ومعاني القرآن) والحديث. وقال القاضي أبو عبد الله بن الحاجّ: كان شيخنا أبو مروان بن سراج يقول:

(33/305)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 306
حدّثنا وأخبرنا واحدٌ، ويحتجّ بقوله تعالى: يومئذٍ تحدّث أخبارها فجعل الحديث والخبر واحداً. وقال القاضي عياض: الوزير أبو مروان الحافظ اللّغويّ النّحويّ إمام الأندلس في وقته في فنّه، وأذكرهم للسان العرب، وأوثقهم على نقله. وكان أبوه أبو القاسم قاضي قرطبة من أفضل العلماء. قال عياض: وأخبرني ابنه أبو الحسين الحافظ أنّ أبا محمد مكّيّاً المقريء كان يعرض عليه بعض مصنّفاته، ويأخذ رأيه فيها، وإليه كانت الرحلة من أقطار الأندلس. وقال اليسع بن حزم: لكن ابن سراج زين الإيمان، وحسنة الزّمان، العلامة، النّسّابة، ذو الدّعوة المستجابة، والتسهيل والإجابة. كان المعتمد يزوره ويعظّمه. وقال أبو الحسن بن مغيث: كان أبو مروان من بيت خيرٍ وفضل، من مشاهير الموالي بالأندلس. كان جدّهم سراج من موالي بني أميّة، على ما حكاه أهل النّسب، إلا أنّ أبا مروان قال لي غير مرّة أنّه من العرب، من كلب بن وبرة، أصابهم سباء.

(33/306)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 307
اختلفت إليه كثيراً ولازمته، وكان واسع الرّواية والمعرفة، حافلهما، بحر علم، عالماً بالتّفاسير، ومعاني القرآن، ومعاني الحديث، أحفظ النّاس للسان العرب، وأصدقهم فيما يحمله، وأقومهم بالعربيّة والأشعار والأخبار والأيّام والأنساب. عنده يسقط حفظ الحفّاظ ودونه يكون علم العلماء. فاق الناس في وقته، وكان حسنةً من حسنات الزّمان، وبقيّة الأشراف والأعيان. قال أبو عليّ الغسّانيّ: سمعته يقول: مولدي في ثاني عشر ربيع الأوّل سنة أربعمائة. ومتّع بجوارحه على اعتلاء سنه، إلى أن توفّي، وهو حسن البقيّة، متوقدّ الذّهن، سريع الخاطر، في تاسع ذي الحجّة يوم عرفة، وصلّى عليه ابنه أبو الحسن سراج. رحمه الله.

(33/307)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 308
وأبا بكر الحيريّ، وأبا سعيد الصّيرفيّ، وعبد الرّحمن بن محمد بن أحمد بن حبيب القاضي، ومحمد بن محمد بن بالويه الصّائغ، والحسين بن عبد الرحمن التّاجر، وعبد الرحمن بن بالويه، وعليّ بن أحمد بن عبدان الشّيرازيّ، وأبا عمرو محمد بن عبد الله الرّزجاهيّ، وعليّ بن محمد بن خلف، وأبا حازم عمر بن أحمد العبدويّ، وجماعة بنيسابور. وهلال بن محمد الحفّار، وأبا الحسين بن بشران، وابن الفضل القطّان، والغضائريّ، والإياديّ،) وجماعة ببغداد. وأبا عبد الله بن نظيف بمكّة. روى عنه: إسماعيل بن محمد الحافظ، وأبو نصر أحمد بن عمر الغازيّ، وأبو طاهر أحمد بن حامد الثّقفيّ، ونعمان بن محمد الكندوج، وشيبان بن عبد الله المؤدّب، وبندار بن غانم، وعبد الجبّار بن محمد بن عليّ الصّالحانيّ.
4 (حرف القاف.)

4 (القاسم بن الفضل بن أحمد بن أحمد بن محمود.)

(33/308)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 309
أبو عبد الله الثّقفيّ الإصبهانيّ. رئيس إصبهان وكبيرها ومسندها. ولد سنة سبعٍ وتسعين وثلاثمائة. وأوّل سماعه في ذي الحجّة سنة ثلاثٍ وأربعمائة. سمع: أبا الفرج عثمان بن أحمد بن إسحاق بن بندار البرجيّ، وعبد الله بن أحمد بن حولة الأبهريّ، ومحمد بن إبراهيم الجرجانيّ، وأبا بكر بن مردويه، وعليّ بن فيلة الفرضيّ، وأحمد بن عبد الرحمن اليزديّ، وجماعة بإصبهان. ومحمد بن محمد بن محمش، ومحمد بن الحسين السّلميّ، ويحيى بن إبراهيم المزكّي، وأبو المطهّر الصّيدلانيّ القاسم بن الفضل، وأبو جعفر محمد بن الحسن الصّيدلانيّ، وأبو رشيد محمد بن عليّ بن محمد الباغبان، وأبو عبد الله الحسن بن العباس الرّستميّ، وحفيده مسعود بن القاسم الثّقفيّ، والحافظ أبو طاهر السّلفيّ، وأبو رشيد عبد الله بن عمر الإصبهانيّ، وخلق سواهم. قال السّمعانيّ: كان ذا رأيٍ وكفاءة وشهامة. وكان أيسر أهل عصره ثروةً ونعمةً وبضاعةً ونقداً. وكان منفقاً كثير الصّدقة، دائم الإحسان إلى الطّارئين والمقيمين وأهل الحديث عموماً، وإلى العلويّة خصوصاً، كثير الإنفاق عليهم. وصرف في آخر عمره، يعني عن رئاسة البلد، وصودر، فدفع مائة ألف دينار حمر في مدّةٍ يسيرة، لم يبع في أدائها ضياعاً ولا عقاراً، ولا أظهر من نفسه أنكساراً إلى أن خرج من عهدة ذلك. وكان رجلاً من رجال الدّنيا. وعمّر حتّى سمع منه، الكثير، وانتشرت عنه الرواية في الأقطار، ورحلت الطّلبة من الأمصار. وكان) صحيح السّماع، غير أنّه كان يميل إلى التّشيّع على ما سمعت جماعةً من أهل إصبهان.

(33/309)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 310
وقال يحيى بن مندة: لم يحدّث في وقته أوثق في الحديث منه وأكثر سماعاً، وأعلى إسناداً، إلا أنّه كان يميل إلى الرّفض فيما قيل. سمع تاريخ يعقوب الفسويّ من ابن الفضل القطّان، عن ابن درستويه، عنه. وسمع تاريخ ابن معين من أبي عبد الرحمن السّلميّ. حكي لي أنّه ولد سنة خمسٍ وتسعين وثلاثمائة، وقيل: سنة سبعٍ. وقال غيره: توفّي في رجب. وقال السّلفيّ كان الرئيس الثّقفيّ عظيماً كبيراً في أعين النّاس، على مجلسه هيبةٌ ووقار. وكان له ثروة وأملاك كثيرة. وذكر ابن السّمعانيّ في تخريجٍ لولده عبد الرّحيم فقال: كان محمود السّيرة في ولايته، مشفقاً على الرّعيّة. سمعت أنّ السّلطان ملكشاه أراد أن يأخذ مالاً من أهل البلد إصبهان، فقال الرئيس: أنا أعطي النّصف، ويعطي الوزير يعني النّظام، وأبو سعد المستوفي النّصف. فما قام حتّى وزن ما قال. وظنّي أنّ المال كان أكثر من مائة ألف دينار أحمر. وكان يبرّ المحدّثين بمالٍ كثير، ورحلوا إليه من الأقطار.
4 (حرف الميم)

4 (محمد بن أحمد بن عبد الباقي بن منصور.)

(33/310)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 311
الحافظ أبو بكر ابن الخاضبة، البغداديّ الدّقاق. مفيد بغداد، والمشار إليه في القراءة الصّحيحية مع الصّلاح والورع. حدّث عن: أبي بكر الخطيب، وأبي جعفر ابن المسلمة، وأبي الحسين ابن النّقّور، وعبد الرّحيم بن أحمد البخاريّ، وأحمد بن عليّ الدّينوريّ. وأكثر عن أصحاب المخلّص. ورحل إلى الشّام، والقدس. وسمع بدمشق من: إمام الجامع عبد الصّمد بن محمد بن تميم. وأقدم شيخ له: مؤدّبه أبو طالب عمر بن محمد بن الدّلو، فإنه يروي عن أبي عمر بن حيّويه، وتوفي سنة ستّ وأربعين وأربعمائة.) وسمع بالقدس من: محمد بن مكّيّ بن عثمان الأزديّ، وعبد الرّحيم البخاريّ، وأبي الغنائم محمد بن الفراء. روى عنه: أبو عليّ بن سكّرة. وكان محبوباً إلى النّاس كلّهم، فاضلاً، حسن الذّكر. ما رأيت مثله على طريقته. وكان لا يأتيه مستعير كتاباً إلا أعطاه، أو دلّه عند من هو. وسمعت أبا الوفاء بن عقيل الحنبليّ الإمام يقول، وذكر شدةً أصابته بمطالبةٍ طولب بها، وأنّه كانت له عند ذلك خلوات يدعو ربّه فيها ويناجيه، فقرأ في مناجاته: فلئن قلت لي يا ربّ: هل واليت فيّ وليّاً أقول: نعم يا رب، أبو

(33/311)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 312
بكر ابن الخاضبة. ولئن قلت هل عاديت فيّ عدّواً أقول: نعم يا ربّ فلاناً ولم يسمّه لنا. فأخبرت ابن الخاضبة بقوله. فقال: اغترّ الشّيخ. وقال ابن السّمعانيّ: نسخ صحيح مسلم سنة الغرق بالأجرة سبع مرّات. وقال ابن طاهر: ما كان في الدّنيا أحسن قراءة للحديث من ابن الخاضبة في وقته، لو سمع بقراءته إنسانٌ يومين لما ملّ من قراءته. وقال السّلفيّ: سألت أبا الكرم الحوزيّ عن ابن الخاضبة، فقال: كان علامةً في الأدب، قدوةً في الحديث، جيّد اللسان، جامعاً لخلال الخير، ما رأيت ببغداد من أهلها أحسن قراءةً للحديث منه، ولا أعرف بما يقوله. وقال ابن النّجّار: كان ابن الخاضبة ورعاً، تقيّاً، زاهداً، ثقة، محبوباً إلى النّاس. روى اليسير. وقال أبو الحسن عليّ بن محمد الفصيحيّ: ما رأيت في أصحاب الحديث أقوم باللغة من ابن الخاضبة. وقال السّلفيّ: سألت أبا عامر العبدريّ عنه، فقال: كان خير موجودٍ في وقته. وكان لا يحفظ، إنّما يعوّل على الكتب. وقال ابن طاهر: سمعت ابن الخاضبة، وكنت ذكرت له أنّ بعض الهاشميين حدّثني بإصبهان، أنّ الشّريف أبا الحسين بن الغريق يرى الاعتزال، فقال لي: لا أدري، ولكن أحكي لك حكاية: لمّا كان في سنة الغرق وقعت داري على قماشي وكتبي، ولم يكن لي شيء. وكان عندي الوالدة والزّوجة والبنات، فكنت أنسخ للناس، وأنفق عليهن، فأعرف أنّني كتبت صحيح مسلم)

(33/312)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 313
في تلك السّنة سبع مرات، فلمّا كان ليلة من الليالي رأيت كأنّ القيامة قد قامت، ومنادياً ينادي: أين ابن الخاضبة فأحضرت، فقيل لي: ادخل الجنّة. فلمّا دخلت الباب وصرت من داخل استلقيت على قفاي، ووضعت إحدى رجليّ على الأخرى، وقلت: استرحت والله من النّسخ. فرفعت رأسي، فإذا ببغلة في يد غلام فقلت: لمن هذه فقال: للشّريف أبي الحسين ابن الغريق. فلمّا أصبحت نعي إلينا الشّريف. وقال ابن عساكر: سمعت أبا الفضل محمد بن محمد بن عطّاف يحكي أنّه طلع في بعض بني الرؤساء ببغداد إصبعٌ زائدة، فاشتد تألمه منها ليلةً، فدخل عليه ابن الخاضبة، فشكا إليه وجعه، فمسح عليها وقال: أمرها يسير. فلمّا كانت الليلة الثانية نام وانتبه، فوجدها قد سقطت. أو كما قال. توفّي رحمه اللّه في ثاني ربيع الأوّل ببغداد، وكان يوماً مشهوداً، وختم على قبره ختمات.
4 (محمد بن الحسن.)
أبو بكر الحضرميّ، المعروف بالمراديّ القيروانيّ.

(33/313)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 314
دخل الأندلس، وأخذ عنه أهلها. روى عنه: أبو الحسن المقريء ابن الباذش، وقال فيه: كان رجلاً نبيهاً عالماً بالفقه، وإماماً في أصول الدّين، وله في ذلك تصانيف حسان مفيدة، وله حظّ وافر من البلاغة والفصاحة. وقال أبو العبّاس: دخل قرطبة في سنة سبعٍ وثمانين رجل من القروييّن، وهو أبو بكر المراديّ، له نهوض في علم الاعتقادات، ومشاركة في الأدب والقريض. اختلف إلى أبي مروان بن سراج في سماع التّبصرة لمكّي، وحدّثني بكتاب فقه اللّغة مسافهةً، عن عبد الرحمن بن عمر التّميميّ القصديريّ، عن محمد بن عليّ التّميميّ، عن إسماعيل بن عبدوس النّيسابوريّ، عن مصنّفه أبي منصور الثّعالبيّ، وبلغني موته سنة. قلت: له رسالة الإيماء إلى مسألة الاستواء.
4 (محمد بن عليّ بن محمد بن عمير الزّاهد.)
أبو عبد اللّه العميري الهرويّ، الرجل الصّالح. ولد سنة ثمانٍ وتسعين وثلاثمائة. وأوّل سماعه سنة سبعٍ وأربعمائة.) سمع من أبيه عليّ بن محمد بن عمير بن محمد بن عمير، عن العبّاس بن الفضل النّضرويّ. وسمع من: عليّ بن أبي طالب الخوارزمي، وعليّ بن جعفر القهندزيّ، وعبد الرحمن بن محمد أبي الحسن الدّيناريّ، ومحمد بن أبي اليمان منصور

(33/314)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 315
الخطيب وأبي إسماعيل محمد بن عبد الرحمن الحدّاد، ويحيى بن عبد اللّه البزّاز، ومحمد بن إبراهيم بن أميّة، وأبي بشر الحسن بن محمد بن أحمد القهندزيّ، وشعيب بن محمد البوسنجيّ، وضمام بن محمد الشّعرانيّ، وخلق كثير بهراة وأبي بكر أحمد بن الحسن الحيريّ النّيسابوريّ بها. وأبي عليّ بن شاذان، وطبقته ببغداد. وقال الفاميّ في تاريخ هراة: العميريّ تفرّد عن أقرانه، وتوحّد عن أبناء زمانه بالعلم والزّهد في الدّنيا، والإتقان في الرّواية، والرّغبة في التّحديث، والتّجرّد من الدّنيا، والإعراض عن حطامها والإقبال على الآخرة. وقال محمد بن عبد الواحد الدّقاق: أبو عبد اللّه العميريّ ليس له نظير بخراسان، فكيف بهراة. وقال في رسالته: ولم أر في شيوخي كالإمام الزّاهد المتقن أبي عبد اللّه العميريّ، رحمة اللّه عليه. وقال غيره: كان فقيهاً إماماً ورعاً قدوة، واسع الرواية، حدّث بالكثير وقد حجّ في سنة عشرين وأربعمائة. قال السّمعانيّ: ودخل بلاد اليمن، ورجع، فقدم بغداد سنة ثلاثٍ وعشرين. وسمع بمكّة من محمد بن الحسين الصّنعانيّ. وبنيسابور من: أبي بكر الحيريّ، وأبي سعيد الصّيرفيّ. وببغداد من: الحرفيّ، وابن شاذان، وعثمان بن دوست. وبهراة من: يحيى بن عمّار، وأبي يعقوب القرّاب، ومحمد بن جبريل بن ماحٍ. روى عنه: أبو طاهر المقدسيّ، والمؤتمن السّاجيّ، وأبو عبد اللّه الدّقاق، وأبو الوقت عبد الأوّل، وعليّ بن حمزة، والجنيد بن محمد، والقاسم بن عمر

(33/315)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 316
الفصّاد ومحمد بن أبي عليّ الهمذانيّ وأبو النّضر الفاميّ. وقال أبو جعفر محمد بن أبي عليّ: قال لي أبو إسماعيل الأنصاريّ: احفظ الشّيخ أبا عبد اللّه العميريّ، واكتب عنه، فإنّه متقن. مع ما كان بينهما من الوحشة.) قال أبو جعفر: وكان فقيهاً محدّثاً سنيّاً. وسئل إسماعيل الحافظ عنه: فقال: إمامٌ زاهد. توفّي العميريّ رحمه اللّه في المحرّم.
4 (محمد بن عليّ بن محمد الحماميّ.)
أبو ياسر البغداديّ. قال السّمعانيّ: كان إماماً في القراءات، ضابطاً لها. كتب بخطّه الكثير من القراءات والحديث والكتب الكبار في معاني القرآن. وكان ثقة. قرأ على: أبي بكر محمد بن عليّ بن موسى الحنّاط. ورحل إلى غلام الهرّاس فأكثر عنه. وسمع من: أبي جعفر ابن المسلمة، وجماعة. وتوفّي في المحرّم.
4 (محمد بن عليّ)

(33/316)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 317
القاضي أبو سعيد البغويّ الدّباس. مرّ في العام الماضي. أعدته لقول بعضهم: توفّي سنة تسعٍ وثمانين. روى عنه: محمد بن عبد الرحمن الحمدونيّ، وأحمد بن ياسر المقريء، وأبو الفضل اللّيث بن أحمد، وعبد الصّمد بن محمد الخطيب، وعبد الرحمن بن محمد بن عمر، وخلق كثير.
4 (محمد بن محمد بن أحمد بن هميماه.)
أبو نصر الرّامشيّ النّيسابوريّ المقريء، ابن بنت الرئيس منصور بن رامش. سمع من أصحاب الأصمّ. وسمع بمكّة، والعراق، والشّام، وهراة. وحدّث عن: أبي الفضل عمر بن إبراهيم الزّاهد، وعبد الرحمن بن محمد السّرّاج، وعليّ بن محمد الطّرازيّ، وعليّ بن محمد بن عليّ السّقّاء، والحسين بن محمد بن فنجويه الثّقفيّ، ومحمد بن الحسين بن الترجمان الرّمليّ، وأبي عليّ بن أبي نصر التّميميّ، وأبي العلاء بن سليمان) المقريء. قال عبد الغافر: ولد سنة أربعٍ وأربعمائة. وسمع مع أخواله. وعقد مجلس الإملاء في المدرسة العميديّة فأملى سنين. وأنشدني لنفسه: سوّد أيّامي المشيبوابيضّت الرّوضة العشيب وكان روض الشّباب غضّاً نوّار أشجاره رطيب

(33/317)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 318
فصار عيشي مرير طعمٍ وعيش ذي الشّيب لا يطيب وله: وكنت صحيحاً والشّباب منادميفأنهلني صفو الشّراب وعلّني وزدت على خمسٍ ثمانين حجّةًفجاء مشيبي بالضّنى فأعلّني قال ابن عساكر: كان عارفاً بالنّحو وعلوم القرآن. حدّثنا عنه: عمر بن أحمد الصّفّار، وعبد اللّه بن الفراويّ. وقال عبد الغافر: لمّا طعن في السّنّ تبرّز في القراءات وعلوم القرآن، وكان له حظّ صالح من النّحو. وهو إمام في فنّه. ارتبطه نظام الملك في المدرسة المعمورة بنيسابور، ليقريء في المسجد المبنيّ فيها، فتخرّج به جماعة. وتوفّي في جمادى الأولى. قلت: وروى عنه: عبد الخالق بن زاهر، وإسماعيل العصائديّ، وجماعة.

(33/318)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 319
4 (محمد بن عبد الواحد بن محمد.)
أبو بكر الإصبهانيّ. سمع: أبا منصور بن مهريزد صاحب أبا عليّ الصّحّاف. قال أبو طاهر السّلفيّ: لم يمت أحد من شيوخي قبله، ولا أنا عن ابن مهرزاد سواه. قلت: مات قبيل الرئيس الثّقفيّ.
4 (محمد بن محمد بن عبد الرحمن.)
أبو عبد اللّه المدينيّ المقريء. سمع مجلساً من أحمد بن عبد الرحمن اليزديّ في سنة تسعٍ وأربعمائة. وهو من كبار شيوخ) السّلفيّ، لا أعلم وفاته، بل سمع منه في هذه السّنة. قال السّلفي: هو أوّل من كتبت عنه الحديث. ثمّ وجدت في تاريخ ابن النّجّار قد زاد في نسبه محمد بن إبراهيم بن عبد الوهّاب بن بهمن بن كوشيذ. سمع: القاضي أبا بكر اليزديّ، وأبا بكر بن أبي عليّ المزكّي، وعبد الرحمن بن محمد بن عبيد اللّه، ومحمد بن صالح العطّار. وحدّث ببغداد. سمع منه: أبو بكر محمد بن منصور السّمعانيّ، والسّلفيّ. وقال أبو زكريّا يحيى بن مندة: كان شروطيّاً، ثقة، أميناً، أديباً، ورعاً.

(33/319)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 320
قرأ كتاب الحجّة لأبي عليّ الفارسيّ، على أبي عليّ المرزوقيّ، ولزمه مدّة. ولد سنة تسعٍ وتسعين وثلاثمائة. ومات في حادي عشر شعبان سنة.
4 (مظهر بن أحمد بن عبد اللّه)
أبو سعد المضريّ السّكريّ الإصبهانيّ. قدم بغداد للحجّ. وحدّث عن: أبي بكر بن أبي عليّ الذّكوانيّ، وأبي الحسين بن فاذشاه. روى عنه: عمر بن ظفر، وغيره. وله شعرٌ حسنّ. توفّي في شعبان.
4 (معمر بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أبان.)
أبو منصور العبدي اللّنبانيّ الإصبهانيّ. شيخ الصّوفيّة. قال السّلفيّ: هو شيخ شيوخ إصبهان. لم يكن يدانيه في رتبته أحدٌ. روى لنا عن: أبي الحسين بن فاذشاه، وأبي بكر بن رندة، وعليّ بن أحمد بن مهران الصّحّاف. وله إجازة من أبي عليّ بن شاذان. وتفقّه على أبي محمد الكرونيّ الشّافعيّ، ورزق جاهاً وهيبةً عند السّلاطين.)

(33/320)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 321
وتوفّي في شهر رمضان سنة تسعٍ وثمانين. وجدّهم أحمد يروي عن: ابن أبي الدّنيا، والحارث بن أبي أسامة.
4 (منصور بن محمد بن عبد الجبار بن أحمد بن محمد بن جعفر بن أحمد بن عبد الجبّار بن)
الربيع بن مسلم بن عبد اللّه. الإمام أبو المظفّر السّمعانيّ التّميميّ المروزيّ، الفقيه الحنفيّ ثمّ الشّافعيّ. تفقّه على والده الإمام أبي منصور حتّى برع في مذهب أبي حنيفة وبرّز على أقرانه. وسمع: أباه، وأبا غانم أحمد بن عليّ الكراعيّ وهو أكبر شيوخه، وأبا بكر التّرابيّ. وبنيسابور: أبا صالح المؤذّن، وجماعة. وبجرجان: أبا القاسم الخلال. وببغداد: عبد الصّمد بن المأمون، وأبا الحسين بن المهتدي بالله.

(33/321)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 322
وبالحجاز: أبا القاسم سعد بن عليّ، وأبا عليّ الشّافعيّ، وطائفة سواهم. قال حفيده الحافظ أبو سعد: نا عنه عميّ الأكبر، وعمر بن محمد السّرخسيّ، وأبو نصر محمد بن محمد بن يوسف الفاشانيّ، ومحمد بن أبي بكر السّنجيّ، وإسماعيل بن محمد التّيميّ الحافظ أبو القاسم، وأبو نصر أحمد بن عمر الغازي، وأبو سعد البغداديّ، وجماعة كثيرة سواهم. ودخل بغداد في سنة إحدى وستّين وأربعمائة، وسمع الكثير بها. واجتمع بأبي إسحاق الشّيرازيّ، وناظر أبا نضر بن الصّبّاغ في مسألةٍ. وانتقل إلى مذهب الشّافعيّ. وسار إلى الحجاز في البرّيّة. وكان الرّكب قد انقطع لاستيلاء العرب، فقصد مكّة في جماعة، فأخذوا، وأخذ جدّي معهم، ووقع إلى حلل العرب، وصبر إلى أن خلّصه اللّه، وحملوه إلى مكّة، وبقي بها في صحبة الشيخ أبي القاسم الزّنجانيّ. وسمعت محمد بن أحمد المدينيّ يحكي عن الحسين بن الحسن الصّوفيّ المرزويّ، عن أبي المظفّر السّمعانيّ قال: لمّا دخلت البادية انقطعت، وقطعت العرب علينا الطريق، وأسرنا وكنت أخرج مع جمالهم أرعاها. وما قلت لهم إنّي أعرف شيئاً من العلم، فاتفق أنّ مقدّم العرب أراد أن يزوّج بنته من رجلٍ، فقالوا: نحتاج أن نخرج إلى بعض البلاد، ليعقد هذا العقد العقد بعض الفقهاء. فقال واحدٌ من المأخوذين: هذا الرجل الذي يخرج مع جمالكم إلى الصّحراء فقيه خراسان. فاستدعوني، وسألوني عن أشياء، فأجبتهم، وكلّمتهم بالعربيّة، فخجلوا واعتذروا،) وعقدت لهم العقد، وقرأت الخطبة، ففرحوا، وسألوني أن أقبل منهم شيئاً، فامتنع، فحملوني إلى مكّة في وسط السّنة.

(33/322)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 323
وذكره أبو الحسن عبد الغافر في سياقه، فقال: هو وحيد عصره في وقته فضلاً، وطريقة، وزهداً، وورعاً، من بيت العلم والزّهد. تفقّه بأبيه، وصار من فحول أهل النّظر، وأخذ يطالع كتب الحديث، وحجّ، فلمّا رجع إلى وطنه، ترك طريقته التي ناظر عليها أكثر من ثلاثين سنة، وتحوّل شافعيّاً. أظهر ذلك في سنة ثمانٍ وستين وأربعمائة. واضطّرب أهل مرو لذلك، وتشوّش العوامّ، إلى أن وردت الكتب من جهة بلكا بك من بلخ في شأنه والتّشديد عليه، فخرج من مرو في أوّل رمضان، ورافقه ذو المجدين أبو القاسم الموسويّ، وطائفة من الأصحاب. وخرج في خدمته من الفقهاء وصار إلى طوس، وقصد نيسابور، فاستقبله الأصحاب استقبالاً عظيماً. وكان في نوبة نظام الملك وعميد الحضرة أبي سعد محمد بن منصور، فأكموا مورده، وأنزلوه في عزّ وحشمة، وعقد له مجلس التّذكير في مدرسة الشّافعيّة. وكان بحراً في الوعظ، حافظاً لكثير من الرّوايات والحكايات والنّكت والأشعار، ثمّ عاد إلى مرو، ودرّس بها في مدرسة أصحاب الشّافعيّ، وقدّمه نظام الملك على أقرانه، وعلا أمره، وظهر له الأصحاب. وخرج إلى إصبهان، وجع إلى مرو. وكان قبوله كلّ يومٍ في علوّ. واتّفقت له تصانيف

(33/323)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 324
في الخلاف مشهورة، مثل كتاب الاصطلام، وكتاب البرهان، و الأمالي في الحديث. وتعصّب للسّنّة والجماعة وأهل الحديث. وكان شوكاً في أعين المخالفين، وحجةً لأهل السّنّة. قال أبو سعد: صنّف في التفسير، والفقه، والأصول، والحديث، فالتفسير في ثلاث مجلّدات، وكتاب البرهان و الإصطلام الذي شاع في الأقطار، وكتاب القواطع في أصول الفقه. وله في الآثار كتاب الانتصار و الرّدّ على المخالفين، وكتاب المنهاج لأهل السّنّة، وكتاب القدر. وأملى قريباً من تسعين مجلساً. وسمعت بعض المشايخ يحدّث عن رفيق جدّي في الحجّ الحسين بن الحسن الصوفيّ قال: اكترينا حماراً ركبه الإمام أبو المظفّر إلى خرق، وهي ثلاثة فراسخ من مرو، فنزلها بها، وقلت: ما معنا إلا إبريق خزف، فلو اشترينا آخر. فأخرج من جيبه خمسة دراهم، وقال: يا) حسين، ليس معي إلا هذا، خذ واشتر ما شئت، ولا تطلب بعد هذا منّي شيئاً. فخرجنا على التجريد، وفتح اللّه لنا. سمعت شهردار بن شيرويه بهمذان يقول: سمعت منصور بن أحمد الإسفزاريّ، وسأله أبي، فقال: سمعت أبا المظفّر السّمعانيّ يقول: كنت على

(33/324)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 325
مذهب أبي حنيفة، فبدا لي أن أرجع إلى مذهب الشّافعيّ، وكنت متردّداً في ذلك. فحججت، فلمّا بلغت سميراء، رأيت ربّ العزّة في المنام، فقال لي: عد يا أبا المظفّر. فانتبهت، وعلمت أنّه يريد مذهب الشّافعيّ، فرجعت إلى مذهب الشّافعيّ. وقال الحسين بن أحمد الحاجّيّ: خرجت مع الإمام أبي المظفّر إلى الحجّ، فكلّما دخلنا بلدةً نزل على الصّوفيّة، وطلب الحديث من المشيخة. ولم يزل يقول في دعائه: اللهم بيّن لي الحق من الباطل. فلمّا دخلنا مكّة، نزل على أحمد بن عليّ بن أسد، ودخلت في صحبة سعد الزّنجانيّ، ولم يزل معه حتّى صار ببركته من أصحاب الحديث. فخرجنا من مكّة، وتركنا الكلّ، واشتغل هو بالحديث. قرأت بخطّ أبي جعفر الهمذانيّ الحافظ قال: سمعت أبا المظفر يقول: كنت في الطّواف، فوصلت إلى الملتزم، وإذا برجلٍ قد أخذ بطرف ردائي، فالتفتّ، فإذا بالإمام سعد الزّنجانيّ، فتبسّمت إليه، فقال: أما ترى أين أنت هذا مقام الأنبياء والأولياء. ثمّ رفع طرفه إلى السّماء وقال: اللّهم كما أوصلته إلى أعزّ المكان، فاعطه أشرف عزّ في كلّ مكان وزمان. ثمّ ضحك إليّ، وقال لي: لا تخالفني في سرّك، وارفع معي يدك إلى ربّك، ولا تقولنّ البتّة شيئاً، واجمع لي همّتك، حتّى أدعو لك، وأمّن أنت، ولا تخالفني عهدك القديم. فبكيت، ورفعت معه يدي، وحرّك شفتيه، وأمنت. ثمّ قال: مر في حفظ اللّه، فقد أجيب فيك صالح دعاء الأمّة. فمضيت من عنده، وما شيء في الدّنيا أبغض إليّ من مذهب المخالفين. قرأت بخطّ أبي جعفر أيضاً: سمعت الإمام أوحد عصره في علمه أبا

(33/325)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 326
المعالي الجوينيّ يقول: لو كان من الفقه ثوياً طاوياً لكان أبو المظفّر بن السّمعانيّ طرازة. وقرأت بخطّه: سمعت الإمام أبا عليّ بن أبي القاسم الصّفّار يقو: إذا ناظرت أبا المظفّر السّمعانيّ فكأنّي أناظر رجلاً من أئمة التّابعين، ممّا أرى عليه من آثار الصّالحين سمتاً، وحسناً،) وديناً. سمعت أبا الوفاء عبد اللّه بن محمد الدّشتي المقريء يقول: سمعت والدك أبا بكر محمد بن منصور السّمعانيّ يقول: سمعت أبي يقول: ما حفظت شيئاً فنسيته. سمعت أبا الأسعد هبة الرحمن القشيريّ يقول: سئل جدّك أبو المظفّر في مدرستنا هذه، بحضور والدي، عن أحاديث الصّفات فقال: عليكم بدين العجائز. ثمّ قال: غصت في كلّ بحرٍ، وانقطعت في كلّ بادية، ووضعت رأسي على كلّ عتبة، ودخلت من كل باب. وقد قال هذا السّيّد، وأشار إلى أبي عليّ الدّقّاق، أو إلى أبي القاسم القشريري: لله وصفٌ خاصٌ لا يعرفه غيره. ولد جدّي في ذي الحجة سنة ستّ وعشرين وأربعمائة.

(33/326)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 327
وتوفّي يوم الجمعة الثّالث والعشرين من ربيع الأوّل.
4 (حرف الهاء)

4 (هشام بن أحمد بن خالد بن سعيد.)
أبو الوليد الكنانيّ الطّليطليّ، ويعرف بالوقّشي. ووقّش قرية على أثني عشر ميلاً من طليطلة. أخذ العلم عن: أبي عمر الطّلمنكيّ، وأبي محمد بن عبّاس الخطيب، وأبي عمر السّفاقسيّ، وأبي عمر بن الحذّاء، وجماعة. قال أبو القاسم صاعد: أبو الوليد الوقّشيّ أحد رجال الكمال في وقته، باحتوائه على فنون المعارف، وجمعه لكليات العلوم. هو من أعلم النّاس بالنّحّو، واللّغة، ومعاني الشّعر، وعلم العروض، وصناعة البلاغة. بليغ، شاعر، حافظ للسّنن وأسماء الرّجال. بصير بالاعتقادات وأصول الفقه، واقف على كثير من فتاوى فقهاء الأمصار، نافذ في علوم الشّروط والفرائض، متحقّق بعلم الحساب والهندسة، مشرف على جميع آراء الحكماء، حسن النّقد للمذاهب، ثاقب الذّهن، يجمع إلى ذلك آداب الأخلاق، مع حسن المعاشرة، ولين الكنف، وصدق اللّهجة. وقال ابن بشكوال: أنبأ عنه أبو بحر الأسديّ، وكان مختصاً به، وكان يعظّمه ويقدّمه على من لقيه من شيوخه، ويصفه بالاستبحار في العلوم. وقد

(33/327)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 328
نسبت إليه أشياء اللّه أعلم بحقيقتها، وسائله عنها ومجازيه بها.) وكان الشّيخ أبو محمد الريواليّ يقول فيه: وكان من العلوم بحيث يقضى له في كلّ علمٍ بالجميع وقال عتيق بن عبد الحميد: توفّي في جمادى الآخرة. وكان مولده سنة ثمانٍ وأربعمائة. وقال القاضي عياض: كان غايةً في الضّبط والإتقان، نسّابة، له تنبيهات وردود على كبار التّصانيف التّاريخية والأدبية، وناهيك من حسن كتابه في تهذيب الكنى لمسلم، الذي سمّاه بعكس الرّتبة، ومن تنبيهاته على أبي نصر الكلاباذيّ، و مؤتلف الدّارقطنيّ. لكنّه اتّهم بالاعتزال، وظهر له تأليف في القدر، والقرآن. فزهد فيه النّاس، وتركه جماعة من الكبار.

(33/328)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 329
2 (وفيات سنة تسعين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن محمد بن الحسن بن عليّ بن زكريّا بن دينار.)
أبو يعلى العبديّ البصريّ، الفقيه، شيخ مالكيّة العراق، ويعرف بابن الصّوّاف. كان ينزل القسامل، إحدى محالّ البصرة. ولد سنة أربعمائة. وسمع بالبصرة: محمد بن عبد الرحمن الكازروني، ومحمد بن أحمد بن داسة، وعليّ بن هارون التّميميّ، والحسن القسامليّ، وإبراهيم بن طلحة بن غسّان، وجماعة. وقدم بغداد سنة إحدى وعشرين وأربعمائة. وسمع بها من: أبي عليّ بن شاذان، وأبي بكر البرقانيّ. روى عنه: أبو عليّ بن سكّرة الصّدفيّ، وقاضي سبتة أبو بكر عتيق النّفراويّ، وجابر بن محمد البصريّ، وأبو الحسن الصّوفي البوشنجيّ، وآخرون.

(33/329)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 330
وتفقّه على القاضي أبي الحسن عليّ بن هارون المالكيّ وصنّف التّصانيف، ودرّس بالبصرة، وتخرّج به الأصحاب. تفقّه عليه أبو منصور بن باخي، وأبو عبد اللّه بن ضابح، ومالكّية البصرة. قال القاضي عياض: كان يملي الحديث وعلى رأسه مستمليان يسمعان النّاس. سمع منه عالم عظيم. وقال أبو سعد السّمعانيّ: كان فقيهاً، مدّرساً، متزهّداً، خشن العيش، مجدّاً في عيادته، ذا سمتٍ) ووقار. وكان جابر بن محمد البصريّ يقول: ثنا أبو يعلى العبديّ فريد عصره. وكان به معرفة الحديث. وقال غيره: كان إماماً، زاهداً، عابداً، إماماً في عشرة أنواع من العلم. قال جابر: توفّي في ثالث عشر رمضان. قلت: قد أكمل تسعين سنة، رحمه اللّه.
4 (أحمد بن محمد.)

(33/330)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 331
أبو بكر بن أبي طالب البغداديّ المقريء الملقّن، ويعرف بابن الكسائيّ. سمع أبا الحسن القزوينيّ، وأبا محمد الخلال. وعنه: إسماعيل بن السّمرقنديّ، وعبد الخالق اليوسفي. توفّي في ذي الحجّة.
4 (أحمد بن محمد بن إسماعيل بن عليّ.)
أبو الحسن الشّجاعيّ النّيسابوريّ أمين مجلس القضاء بنيسابور. كان من ذوي الرّأي الكامل. ومن الشّافعيّة المتعصّبين لمذهبه. وكان له ثروة ودنيا ورئاسة، وولي أوقافاً وأنظاراً، ولم يكن بالمتحريّ فيها. وقد أملى سنين. وحدّث عن أصحاب الأصمّ، كأبي بكر الحيريّ، وغيره. وكان مولده في سنة عشرٍ وأربعمائة. وتوفّي في ثامن عشر المحرّم سنة تسعين. روى عنه: عبد الغافر بن إسماعيل، ومن تاريخه اختصرته ومحمد بن جامع خيّاط الصّوف، وعمر بن أحمد الصّفّار، ومحمد بن أحمد بن الجنيد الخطيب، وعبد الخالق بن زاهر، وعبد اللّه بن الفراويّ، وهبة الرحمن القشيريّ. روى عنه: عبد الغافر بن إسماعيل. أمّا:
4 (أبو حامد أحمد بن محمد الشّجّاعيّ الفقيه.)
فقد ذكرنا وفاته ببلخ في سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة. وهو أشهر من ذا.
4 (إبراهيم بن عبد الوهّاب بن محمد بن إسحاق بن مندة.)
) الشّيخ الصّالح أبو إسحاق.

(33/331)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 332
توفّي في ذي الحجّة في طريق الحجّ رحمه اللّه. سمع: ابن ريدة، وأبا يعلى الصّابونيّ، وعدّة. روى عنه: السّلفيّ، وغيره.
4 (أرغش النّظاميّ.)
الأمير. مملوك نظام الملك. كان من أكب أمراء دولة بركياروق، فزوجّه بنت عمّه. وثب عليه باطنيّ بالرّيّ فقتله.
4 (إسماعيل بن عثمان بن عمر.)
أبو عثمان الإبريسميّ النّيسابوريّ. ذكره عبد الغافر فقال: ثقة صالح مشتغل بالتّجارة. حدّث عن: أبي القاسم السّرّاج، وأبي بكر الحيريّ، وأبي إسحاق الإسفرائينيّ. قلت: روى عنه: عبد اللّه بن الفراويّ، والعبّاس بن محمد العصاريّ ومحمد بن جامع الصّيرفيّ. قال عبد الغافر: سمعت منه. وتوفّي في ربيع الأوّل.
4 (حرف الباء.)

4 (برسق الأمير)
من كبار الدّولة الملكشاهيّة. وثب عليه ديلميّ من الباطنيّة فضربه بسكّين بي كتفيه، فقضى عليه. وكان برسق من أصحاب طغرلبك. وهو أوّل شحنة ولي بغداد للسّلجوقية.

(33/332)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 333
4 (بنجير بن منصور بن عليّ.)
أبو ثابت الهمذانيّ. شيخ الصّوفيّة. روى عن: شيخه جعفر الأبهريّ، ومحمد بن عيسى، وأبي الفضل عمر بن إبراهيم الهرويّ، وغيرهم. قال شيرويه: سمعت منه عامّة ما مّر له. وكان صدوقاً.) توفّي في ذي الحجّة وأبا تولّيت عسله. وكان شيخ وقته، ووحيد عصره في خدمة الفقراء واحتمالهم، رحمه اللّه. قلت: أجاز للسّلفيّ.
4 (حرف الحاء)
4 (الحسن بن أحمد بن محمد بن إسماعيل الشّجاعيّ.)
النّيسابوريّ. توفّي في المحرّم.
4 (الحسين بن عليّ بن محمد بن مسلمة بن نجاح.)
القاضي أبو عليّ الأزديّ. سمع: أبا عثمان الصّابونيّ بدمشق. روى عنه: جمال الإسلام. وتوفّي في ربيع الأوّل.
4 (الحسين بن محمد بن الحسين.)
أبو القاسم الدّهقان المقريء الصّريفينيّ صريفين الكوفة. ختم عليه

(33/333)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 334
القرآن خلقٌ. وكان أحد العارفين بمذهب زيد بن عليّ. وكان الزّيديّة، يستفتونه. سمع من: جناح بن نذير المحاربيّ، وزيد بن جعفر العلويّ. وحدّث، وعاش ستاً وثمانين سنة. روى عنه: ابن السّمرقنديّ، وإسماعيل الطّلحيّ، وعبد الوهّاب الأنماطيّ، وأحمد بن سعد العجليّ الهمذانيّ، وغيرهم. توفّي في المحّرم.
4 (الحسين بن محمد بن أحمد.)
القزّاز. أبو نصر العتّابيّ. سمع: عبد الملك بن بشران. روى عنه: عبد الوهّاب الأنماطيّ، وغيره. ومات في صفر.)
4 (الحسين بن المظفّر بن الحسن.)
أبو عبد اللّه الصّائغ. ويعرف بصهر ابن لؤلؤ البغداديّ. معمّر، ولد سنة ثمانٍ وتسعين وثلاثمائة. وسمع: أبا بكر أحمد بن طلحة المنقّيّ. روى عنه أيضاً: عبد الوهّاب. وتوفّي في خامس المحرّم.
4 (حرف الذال)

4 (ذو النّون بن سهل.)
أبو بكر الأشنانيّ الإصبهانيّ.

(33/334)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 335
سمع: أبا نعيم. روى عنه: السّلفيّ.
4 (حرف السّين.)

4 (ستيك بنت الشّيخ أبي عثمان إسماعيل بن عد الرحمن الصّابونيّ.)
فقيرة، عابدة، صوفيّة. ولدت سنة خمس عشرة وأربعمائة. وسمعت من: أبي الحسن الطّرّازيّ صاحب الأصمّ. وعنها: عبد اللّه بن الفراويّ، ومحمد بن عبد الكريم المطرّز. ماتت في جمادى الأولى.
4 (سعد بن عبد اللّه بن أبي الرّجاء محمد بن عليّ.)
القاضي أبو المطهّر بن القاضي الأثير الإصبهانيّ. حجّ في هذه السّنة. وحدّث بغداد بمسند الحارث، عن أبي نعيم. روى عنه: عبد الوهّاب الأنماطيّ، ومحمد بن ناصر.
4 (سعد بن عبد الرحمن.)
) الفقيه أبو محمد الأسترباذيّ. سمع: أبا الحسين الفارسيّ، وأبا حفص بن مسرور الكنجروذيّ.

(33/335)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 336
وكان فقيهاً بارعاً، إماماً، مختصّاً، بإمام الحرمين. وتفقّه أيضاً على القاضي حسين المرورّوذيّ. توفّي في نصف شوّال.
4 (حرف الشين)

4 (شعبة بن عبد اللّه بن عليّ.)
أو بكر الطّوسيّ الأثريّ. سمع: عبد الرحمن بن حمدان النّصرونيّ، وأبا حسّان المزكّي. ومات في رجب.
4 (حرف العين)

4 (عبد الرحمن بن عليّ بن القاسم.)
أبو القاسم الصّوفيّ العدل. ويعرف بابن الكامليّ. سمع: أبا الحسين بن أبي نصر، وأبا عليّ الأهوازيّ، وسليم بن أيّوب، وجماعة. روى عنه: أبو بكر الخطيب وهو أكبر منه، وغيث الأرمنازيّ، وابن أخيه

(33/336)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 337
أحمد بن الحسين الكامليّ. وسكن صور، وبها توفّي في رمضان. وولد سنة تسع عشرة.
4 (عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن يوسف.)
أو نصر الإصبهانيّ السّمسار. آخر من حدّث عن أبي عبد اللّه محمد بن إبراهيم الجرجانيّ. روى عنه، وعن: عليّ بن ميلة الفقيه، وأبي بكر بن أبي عليّ الذّكوانيّ، وغيرهم. روى عنه: السّلفيّ، وقال: توفّي في المحرّم. وسئل عنه إسماعيل الحافظ فقال: شيخ لا بأس به.)
4 (عبد الرحيم بن أحمد بن عليّ.)
أبو الحسن النّيسابوريّ الدّرديرانيّ. شيخ صالح عفيف. سمع: أبا بكر الحيريّ، ومن بعده. وعنه: عبد الغافر، وقال: توفّي في ربيع الأوّل.

(33/337)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 338
4 (عبد الملك بن منصور بن حمد بن زائدة.)
أبو المعالي الكاتب. إصبهانيّ من شيوخ السّلفيّ القدماء. مات في جمادى الأولى. سمع: ابن حسنويه.
4 (عبد المهيمن بن الحسين بن محمد بن القاسم.)
أبو منصور الهاشميّ البغداديّ. توفّي في حدود هذه السّنة. سمع: أبا عليّ بن شاذان. وعنه: عبد الوهّاب الأنماطيّ، وعمر المغازليّ، وغيرهما.
4 (عبدوس بن عبد اللّه بن محمد بن عبد اللّه بن عبدوس.)
أبو الفتح بن أبي محمد الرّوذباريّ، الفارسيّ، ثمّ الهمذانيّ. رئيس همذان. سمع: أباه، وعمّ أبيه عليّ بن عبدوس، ومحمد بن أحمد بن حمدويه الدّوسيّ، شيخ روى عن الأصمّ، وأبا طاهر الحسين بن سلمة، ومحمد بن عيسى المحتسب، ورافع بن محمد القاضي، وحمد بن سهل، وحميد بن المأمون، والحسين بن محمد بن فنجويه. وسمع بالدّينور: أبا نصر الكسّار.

(33/338)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 339
وبنيسابور: منصور بن رامش، وأبا عثمان الصّابونيّ، وعبد الغافر الفارسيّ، وجماعة. أجاز له أبو بكر أحمد بن عليّ بن لال، وأبو عبد الرحمن السّلميّ، وأبو الحسن بن جهضم. وكان أسند من بقي بهمذان.) حدّث بغداد في سنة ستّ وستين، فروى عنه: أبو الحسين بن الطّيوريّ، وأبو القاسم بن السّمرقنديّ، وأبو الفضل محمد بن بنيمان الهمذاني. قال شيرويه: وسمعت من عبدوس، وكان صدوقاً، متقناً، فاضلاً، ذا حشمةٍ وصيت حسن الخطّ، حلّو المنطق. كفّ بصره، وصمّت أذناه في آخر عمره. وسماع القدماء منه أصحّ إلى سنة نيّفٍ وثمانين. ومات في جمادى الآخرة، وأنا غسلته. وقال: ولدت سنة خمسٍ وتسعين وثلاثمائة. وقال محمد بن طاهر: لمّا دخلت همذان بأولادي، كنت سمعت أنّ سنن النّسائي يرويه عبدوس، فقصدته، وأخرج إليّ الكتاب، والسّماع فيه ملحقٌ بخطّه، سماعاً طرّياً. فامتنعت من قراءته. وبعد مدّة خرجت بابني أبي زرعة إلى الدّونيّ، وقرأته على هارون بن حمدلة.

(33/339)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 340
قلت: أبو زرعة آخر من روى عن عبدوس، وله عنه جزءان من حديث الأصمّ، رواهما عبد اللّطيف بن يوسف، عنه. وأنا التّاج عبد الخالق، عن الموفق، عن أبي زرعة، عن عبدوس بحديثٍ واحد.
4 (عليّ بن طاهر بن أحمد بن الملقب.)
أبو الحسن الموصليّ البزّار. سمع: أبا الحسن محمد بن محمد بن مخلد. روى عنه: ابنه إسماعيل، وعبد الوّهاب الأنماطيّ، وإسماعيل السّمرقنديّ. وقرأ القرآن على ابن شيطا. وتوّفي في رجب، وله ستٌ وثمانون سنة.
4 (عليّ بن عبد الملك.)
أبو الحسن الدبيقيّ المالكيّ. مات بعكّاء في جمادى الأولى. ورّخه هبة اللّه بن الأكفانيّ.
4 (عليّ بن محمد بن محمد بن عليّ الحاكم.)

(33/340)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 341
أبو الحسن الأشقر.) نيسابوريّ صالح. روى عن: أبي نصر المفسّر صاحب الأصمّ، وغيره. وتوّفي في ربيع الآخر.
4 (عليّ بن محمد بن عبيد اللّه.)
أبو القاسم الجوزجاني النّيسابوريّ. سمع: أبا القاسم عبد الرحمن بن محمد بن عبد اللّه السراجّ. روى عنه: عبد اللّه بن الفراوي، ومنصور بن محمد الصّاعديّ، وعائشة بنت الصّفار. مات في جمادى الآخرة.
4 (حرف الفاء)

4 (الفضل بن عبد الواحد الإصبهانيّ الخبّاز.)
يروي عن: أبي نعيم. روى عنه: أبو طاهر بن سلفة، وقال: مات في ذي الحجّة.
4 (الفضل بن محمد بن أحمد بن سعيد الحدّاد.)
أخو أبي الفتح الحدّاد الإصبهانيّ. روى عن: أبي بكر عليّ الذكوانيّ، وعليّ بن عبدكويه، والحسين بن إبراهيم الجمّال. وعنه: السّلفيّ، وقال: مات في ذي القعدة.

(33/341)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 342
4 (حرف الكاف)

4 (كمشتكين الرّوميّ.)
عتيق بن مروان الإصبهانيّ، يكنى أبا طاهر. توفّي غريباً بالبصرة. روى عن: أبي القاسم بن البسريّ. وعنه: السلفيّ.
4 (حرف الميم)

4 (ماجد بن عليّ.)
أبو الجيش الأعرابيّ الضبيّ.) حدّث في هذا العام بإصبهان. سمع سنة عشر وأربعمائة من أبي بكر الذّكوانيّ. وعنه: عبد اللّه بن عليّ الطامذيّ.
4 (محمد بن الحسين.)
أبو الفضل الصّوفيّ الواعظ الحنفيّ. من مشاهير الوعاظّ بخراسان، ذكر بنيسابور مدّة، وسكنها، وحصل له قبولٌ تامّ.
4 (محمد بن عليّ بن الحسين.)
أبو عبد اللّه القطيعيّ الكاتب.

(33/342)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 343
وروى عن: عبد الملك بن بشران، وغيره. وعنه: عبد الرحيم ابن الأخوة، وأبو الفتح محمد بن عليّ بن عبد السلام.
4 (محمد بن محمد بن عبيد اللّه بن موسى.)
أبو غالب العطّار، البقّال، البغداديّ، من ساكني النّصرية. صدوق صالح. سمع: أبا القاسم الحرفي، وأبا عليّ بن شاذان، وأبا القاسم بن بشران.
4 (محمد بن أبي نعيم بن عليّ النّسويّ.)
أبو عبد اللّه الشافعيّ المقرئ، ويعرف بالبويطيّ. سمع: أبا محمد عبد الرحمن بن أبي نصر، وغيره. روى عنه: غيث الأرمنازيّ، وجمال الإسلام أبو الحسن، وهبة اللّه بن طاوس. توفّي بدمشق في ثامن المحّرم، وكان مولده بنسا في سنة. ورّخ موته ابن اكفانيّ.
4 (مسعود بن محمد بن إسماعيل.)
أبو محمد الشّجاعيّ النّيسابوريّ الزّاهد. سمع: أبا الحسين عبد الغافر الفارسيّ، وأبا عثمان الصابونيّ، وابن مسرور، وخلقاً كثيراً. وروى عنه: عبد اللّه بن الفراويّ، وغيره. وأقبل على العبادة، وكان فقيهاً عابداً قانتاً عديم النّظير في انزوائه وورعه

(33/343)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 344
واجتهاده، وكان أبوه أبو المظفر من وجوه المشايخ.) وتوّفي مسعود في ثالث عشر شوّال، وله ستٌ وسبعون سنة رحمه اللّه.
4 (المعمّر بن محمد.)
النّقيب الطّاهر أبو الغنائم العلويّ العراقيّ الحنفيّ، نقيب الطالبييّن ببغداد، فيها توفّي، وولي بعده ابنه حيدرة.
4 (مفرح بن الحسين الأردبيليّ.)
أبو الفضل الخطيب. قدم بغداد، وسمع من: عبد الملك بن بشران. وحدّث في هذا العام. روى عنه: إسماعيل السّمرقنديّ.
4 (منصور بن إسماعيل بن صاعد بن محمد.)

(33/344)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 345
القاضي أبو القاسم ابن قاضي القضاة أبي الحسين. ناب عن أبيه، ثمّ وليّ قضاء القضاة، وسمع الحديث الكثير، وقرأ وحصّل النسخ، وكان محتشماً نبيلاً، مفتياً، إماماً، إليه المرجع في مذهب أبي حنيفة. حدّث عن: أبي القاسم السّراج، وأبي بكر الحيريّ، وعليّ بن أحمد بن عبدان، ومحمد بن موسى الصبرفيّ، وخلق. روى عنه: عبد الغافر الفارسيّ. وتوّفي في سلخ ربيع الأوّل، وله رحلة إلى بغداد والرّي وما وراء النّهر.
4 (حرف النون)

4 (نصر بن إبراهيم بن نصر بن داود.)

(33/345)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 346
الفقيه أبو الفتح المقدسيّ النابلسيّ الشافعيّ، الزاهد. شيخ الشّافعية بالشّام، وصاحب التّصانيف. سمع بدمشق من: عبد الرحمن بن الطّبيز، وعليّ بن السّمسار، ومحمد بن عوف المزنيّ، وابن سلوان، وأبي عليّ الأهوازيّ. وسمع أيضاً من: محمد بن جعفر الميماسيّ بعزةّ ومن هبة اللّه بن سليمان بآمد ومن سليم بن أيوب بصور وعليه تفقه.) وسمع من خلقٍ كثير، حتّى سمع ممّن هو أصغر منه، وأملى مجالس قد وقع لنا بعضها. روى عنه من شيوخه: أبو بك الخطيب، وأبو القاسم النّسيب، وأبو الفضل يحيى بن عليّ، وجمال الإسلام أبو الحسن السّلميّ، وأبو الفتح نص اللّه المصّيصيّ، وعليّ بن أحمد بن مقاتل، وحسّان بن تميم الزّيات، وأبو يعلى حمزة بن الحبوبيّ، وخلق كثير. وسكن القدس مدّةً طويلة، ثمّ قدم دمشق سنة ثمانين وأربعمائة، فأقام بها يدرّس ويفتي، إلى أن مات بها. نقل صاحب تاريخ دمشق أنّ السلطان تاج الدولة تتش زار الفقيه نصراً، فلم يقم له، ولا التفت إليه، وكذا ولده دقاق. وسأله دقاق: أيّ الأموال أحلّ فقال: مال الجوالي. فبعث إليه بمبلغٍ، فلم يقبله، وقال: لا حاجة بنا إليه.

(33/346)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 347
فلمّا راح الرّسول لامه نصر اللّه المصيصيّ وقال: قد علمت حاجتنا إليه. فقال: لا تجزع، فسوف يأتيك من الدّنيا ما يكفيك فيما بعد، فكان كما تفرس فيه. حكاها غيث الأرمنازيّ، وقال: سمعته يقول: درست على سليم أربع سنين، فسألته: في كم كتبت تعليقة سليم فقال: في ثمانين جزءاً وما كتبت منها شيء إلاّ على وضوء. قلت: وكان إماماً علاّمة في المذهب، زاهداً، فاتناً، ورعاً، كبي الشأن. قال الحافظ ابن عساكر: لم يقبل من أحدٍ صلةً بدمشق، بل كان يقتات من غلةٍ تحمل إليه من أرضٍ بنابلس ملكه، فيخب له كلّ ليلة قرصةً في جانب الكانون. حكى لي ناصر النّجار، وكان يخدمه، أشياء عجيبة من زهده وتقلّله، وتركه تناول الشّهوات. وكان رحمه اله، على طريقةٍ واحدةٍ من الزّهد والتنزه عن الدّنايا والتّقشف. وحكى لي بعض أهل العلم قال: صحبت إمام الحرمين بخراسان، وأبا إسحاق الشيرازيّ ببغداد، فكانت طريقته عندي أفضل من طريقة إمام الحرمين. ثمّ قدمت الشّام، فرأيت الفقيه أبا الفتح، فكانت طريقته أحسن من طريقتيهما. قال غيه: كان الفقيه نصر يعرف بابن أبي حافظ.

(33/347)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 348
ومن تصانيفه: كتاب الحجّة على تارك المحجّة، وهو مشهور مرويّ، وكتاب الانتخاب الدمشقيّ وهو كبير في بضعة عشر مجلداً، وكتاب التّهذيب في المذهب في عشر مجلدات،) وكتاب الكافي مجلّد، ليس فيه قولين ولا وجهين. وعاش أكثر من ثمانين سنة. ولمّا قدم الغزاليّ دمشق جالس الفقيه نصراً، وأخذ عنه. وتفقّه به جماعة بدمشق. توفّي يوم عاشوراء، ودفن بمقبرة باب الصّغير، وقبره ظاهرُ يزار، رحمه اللّه. وقال ابن عساكر: قال من حضر جنازة الفقيه نصر: خرجنا بها، فلم يمكنّا دفنه إلى قريب المغرب، لأن الخلق حالوا بيننا وبينه، ولم نر جنازةً مثلها. أقمنا على قبره سبع ليالٍ.

(33/348)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 349
4 (حرف الهاء)

4 (هادي بن الحسن بن محمد بن العلوي.)
أبو البركات الإصبهانيّ. من أعيان السّادة. سمع: ابن ريدة، والفضل بن سعيد، وعبد الرحمن بن أبي بكر الذكوانيّ. روى عنه: السلفيّ، وقال: توفّي في ذي القعدة.
4 (حرف الياء.)

4 (يحيى بن أحمد بن أحمد بن محمد بن عليّ.)
أبو القاسم السّيبيّ القصريّ، المقرئ المعمر. سأله غير واحدٍ عن مولده فقال: في سنة ثمانٍ وثمانين وثلاثمائة. وقال مرةً: في جمادى الأولى بقصر ابن هبيرة. فيكون عمره مائةً وسنتين. قرأ القرآن بالرّوايات على: أبي الحسن الحماميّ. وسمع: أبا الحسن بن الصلت، وأبا الحسين بن بشران، وأبا الفضل عبد الواحد التّميميّ، ومحمد بن الحسين القطّان، وغيرهم. ولو سمع على قدر مولده لسمع من أصحاب البغويّ، وابن أبي داود.

(33/349)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 350
وكان حسن الإقراء، مجوداً، ختم عليه خلق القرآن. وذكره السّمعانيّ فقال: رحل النّاس إليه من الآفاق، وأخذوا عنه الحديث وأكثروا.) وكان خيراً، ثقة، صالحاً، ديّناً. روى لنا عنه: أبو بكر الأنصاريّ، وأبو القاسم بن السّمرقنديّ، وأبو البركات الأنماطيّ، وأبو الفرج اليوسفيّ، وأبو القاسم التيّميّ الحافظ، وأبو نصر الغازي، وآخرون. وسمعت ابن ناصر يقول: إنّه توفّي في الخامس والعشرين من ربيع الآخر. وقال ابن سكرة: كان صالحاً، مسناً، عفيفاً، لو سمع لكان من أسند من لقيناه. وفارقته سنة تسعٍ وثمانين، وهو يمشي ويتصرف، ويتعمّم بالسواد. ذكر ابن النّجار أنّه سمع من أبي الحسن أحمد بن محمد بن الصّلت.

(33/350)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 351
4 (الكنى)

4 (الأمير أبو نصر.)
ابن الملك جلال الدّولة أبي طاهر بن بويه. عدم في هذا العام. وهو آخر من ركب الخيل من بني بويه. كان السلطان ملكشاه قد أقطعه المدائن وغيرها، فهرب والتجأ إلى سيف الدّولة ابن مزيد، فأعرض عنه، فتنقل في الأرض، وأضمرته البلاد. وكانوا قد شهدوا عليه بالزندقة، وحكم القاضي بقتله. وكان له داران ببغداد، فعملتا مسجدين بأمر الخليّفة.

(33/351)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 352
4 (المتوفّون تقريباً من أهل هذه الطبقة)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن زاهر.)
أبو بكر الطوسيّ. قدم إصبهان فروى صحيح مسلم عن: أبي بكر محمد بن إبراهيم الفارسيّ صاحب الجلوديّ. روى عنه: إسماعيل بن محمد الحافظ، وأبو الخير عبد الكريم بن فورجة، وجماعة. مات سنة سبعٍ أو ثمانٍ وثمانين.
4 (أحمد بن عبد اللّه بن سمير.)
الإصبهانيّ المقرئ، العبد الصالح. سمع: ابن مردويه، وأبا بكر بن أبي عليّ.) وعنه: إسماعيل الصلحيّ ووصفه بالصّلاح، وأبو سعد البغداديّ، وعبد العزيز بن محمد الأدميّ الشيرازيّ. وسمير بضم المهملة.
4 (أحمد بن عليّ بن محمد بن يحيى بن الفرج.)

(33/352)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 353
أبو نصر الهاشميّ البصريّ، المعروف بالهباريّ، وبالعاجيّ، المقرئ المجوّد. أحد من عني بالقراءآت والفرائض. قال ابن النجار: سافر في طلب القراءآت، فدخل بغداد سنة ست عشرة وأربعمائة، وقرأ القرآن على أبي الحسن الحماميّ، وقرأ بدمشق على أبي عليّ الأهوازيّ، وبحران على الشّريف أبي القاسم عليّ بن محمد الزّيديّ. ثمّ جال في العراق، وخراسان، وحدّث بمرو بكتاب السّنن لأبي داود، عن أبي عمر الهاشميّ. سمعه منه: أبو بكر محمد بن منصور السّمعانيّ. ثمّ دخل بخارى، وسمرقند. قرأ عليه أبو الكرم الشّهرزوريّ بالرّوايات. قلت: إلى سورة الفتح. وقال أبو سعد السّمعانيّ: نا أبو طاهر محمد بن محمد الخطيب قال: كان أبوك سمع من أبي نصر الهبّاريّ كتاب السنن، فلمّا ورد العراق طعنوا في الهبّاريّ، ورموه بالكذب والتعمد فيه، وشرطوا عليه أن لا يروي عنه. وقال: محمد بن عبد الواحد الدّقاقّ: أبو نص الهباريّ، كذّاب، لا تحل الرواية عنه. قال خميس الحوزيّ: ولد أبو نصر بالبصرة سنة ست وتسعين وثلاثمائة، وحدّث بواسط سنة ثلاثٍ وثمانين، ويقال إنّه مات بها، فالله أعلم.
4 (أحمد بن منصور.)
أبو نصر الظفريّ الإسبيجابيّ، الفقيه الحنفيّ، المعروف بأحمد جي.

(33/353)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 354
كان أحد الأئمة الكبار، شرح مختصر الطّحاوي وتبحر في حفظ المذهب في بلاده، ثمّ قدم سمرقند، فأجلسوه للفتوى، وتخّرج به الأصحاب، وظهرت له الآثار الجميلة. ويقال إنّه وجد له بعد وفاته صندوق فيه فتاوى كثيرة، كان فقهاء عصره قد أفتوا فيها) وأخطأوا، ووقعت في يده، فأخفاها لئلا يظهر بقضائهم وأجاب المستفتين عنها بغيرها. وقد ذكره صاحب القند في معرفة علماء سمرقند، ولم يذكر له وفاةً، وذكره بين جماعة توفوا بعد الثمانين وقبلها.
4 (إبراهيم بن أحمد بن عبد اللّه.)
أبو إسحاق الرازيّ المعروف بالبيّع. رحّال، صالح، خيّر، صوفيّ متواضع. حدّث عن: أبي الحسن بن صخر البصريّ، وأبي الفضل الأرجانيّ، وجماعة. روى عنه: أبو عليّ العجليّ بهمذان، وأبو تمام الصّيمريّ ببروجرد. وقيل إنّه ورث من أبيه أكثر من سبعين ألف دينار، فأنفقها على الفقراء والمتعلمين. ولد سنة إحدى عشرة، ومات بالرّيّ بعد الثّمانين.

(33/354)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 355
4 (أحمد بن محمد بن عمر بن سيّويه بن خرّة.)
أبو نصر الإصطخريّ، ثمّ الإصبهانيّ. حدّث عن: أبي عبد اللّه الجرجانيّ، وأبي بكر الحيريّ، وأبي سعيد الصيرفيّ. روى عنه: أبو سعد أحمد بن محمد البغداديّ، وعبد اللّه بن أحمد السّمرقنديّ، وآخرون. حدّث بمسند الشافعيّ.
4 (حرف الحاء)

4 (الحسين بن عليّ بن خلف بن جبريل.)
الواعظ الكبير أبو عبد اللّه الألمعيّ الكاشغريّ، ويعرف بالفضل. قدم بغداد مرّات، وسمع من ابن غيلان، والصّوريّ. وبالكوفة من محمد بن عليّ العلويّ. وحدّث عن: المختار بن عبد اللّه البصريّ، وعبد الكريم بن أحمد الثعالبيّ البلخيّ، وعبد الوهاب بن الشعبيّ. وحدّث باليسير. حدّث عنه: أبو غالب بن البنا. قال ابن النّجار: كان صالحاً بكاءً خاشعاً، لا تأخذه في اللّه لومة لائم، إلاّ أنّه كثير المنكرات) والموضوعات، ضعّف واتهم بها، وحدّث ببغداد في سنة ثلاثٍ وستين. وقال شيرويه: قدم علينا، فكنت أحضر مجلسه، وكان يعظ النّاس وتاب على يديه خلق كثير، وعامة حديثه مناكير. وقال السّمعانيّ: قرأت بخطّ أبي: سمعت محمد بن عبد الحميد العبديّ المروزيّ يقول: كان الكاشغريّ يضع الأحاديث ويركب المتون، وكان ابنه عبد

(33/355)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 356
الغافر ينكر عليه ذلك. عاش بعد ابنه عبد الغافر قريباً من عشر سنين.
4 (الحسين بن محمد بن مبشّر.)
أبو عليّ الأنصاريّ الأندلسي السّرقسطيّ، المقرئ. ويعرف بابن الإمام. قرأ القرآن على: أبي عمرو الدّانيّ، وغيره. ورحل إلى ديار مصر، وقرأ القراءآت على: أبي عليّ الحسن بن محمد بن إبراهيم البغداديّ المالكيّ. وسمع من: أبي ذرّ الهرويّ، وإسماعيل بن عمرو الحدّاد، وتصدر للإقراء بجامع سرقسطة نحواً من أربعين سنة. قرأ عليه القراءآت جماعة منهم: أبو عليّ بن سكرة.
4 (حرف الخاء)

4 (خديجة بنت أبي القاسم عبد العزيز بن عبد الرحمن الكرابيسيّ الصّفار.)
شيخة مسنة مسندة. عاشت إلى حدود التّسعين. سمعت: محمد بن أحمد بن إبراهيم الأشنانيّ، وأبا حامد أحمد بن الوليد الزوزنيّ صاحب محمد بن أحمد بن خنب. روى عنهما: فضل اللّه بن وهب اللّه الحذّاء، وعبد الخالق بن الشحاميّ،

(33/356)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 357
وعبد اللّه بن الفراويّ، وشافع بن عليّ الشّغريّ، وآخرون. وقد مضى أخوها محمد في سنة ثلاثٍ وسبعين.
4 (حرف العين)
)
4 (عبيد اللّه بن عطاء الإبراهيمي.)
مر في تلك الطّبقة.
4 (عبد اللّه بن عليّ.)
أبو المظفر ابن الدهّان الهرويّ. سمع من: عبد الجبّار الجراحيّ. روى عنه: عبد الملك الكروخيّ الجزء الأخير من الترمذيّ
4 (عبد الرحمن بن أحمد.)
أبو أحمد المروزيّ المعروف بفقيه شاه. سمع: أبا الخير أحمد بن عبد اللّه بن بريدة المسروريّ، وإسماعيل بن ينال المحبوبيّ. قال عبد الرحيم بن السّمعانيّ: ثنا عنه أبو طاهر محمد بن محمد السنجيّ، ومحمد بن النعمان بن أبي عاصم. توفّي بعد سنة.
4 (حرف الميم.)

4 (محمد بن أحمد بن عمر.)

(33/357)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 358
القاضي أبو عمر النهاونديّ. من بقايا المسندين بالبصرة. روى عن جدّه لأمه أبي بكر محمد بن الفضل بن العبّاس البابسيريّ، سمع منه في سنة إحدى وعشرين وأربعمائة وعن طلحة بن يوسف المواقيتيّ، صاحبيّ أبي إسحاق الهجيميّ. وعمّر طويلاً. سمع منه: ابنه القاضي أبو طاهر، وغيره. وروى عنه: بالإجازة الحافظان أبو عليّ بن سكرة الصدفيّ، وأبو طاهر السلفيّ. وبقي إلى بعد التسعين وأربعمائة فيما أرى. قرأت على عبد المؤمن الحافظ، أخبرك ابن رواج، أنّ أبا طاهر بن سلفة الحافظ أخبره، قال: كتب إليّ أبو عمر النهاونديّ من البصرة: أنا جدّي أبو بكر محمد بن الفضل، ثنا إبراهيم بن عليّ الهجيميّ، ثنا أبو قلابة، نا أبو عاصم، نا سفيان الثوريّ، قال: بلغني عن الحسن أنّه قال في الرجل يذنب ثمّ يتوب، ثمّ يذنب، ثمّ يتوب ثلاثاً، قال: تلك أخلاق المؤمنين.)
4 (محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد.)
الحاكم أبو منصور، النوّقانيّ، الطوسيّ المعروف بالعارف، من علماء خراسان. سمع: عبد اللّه بن يوسف، وأبا عبد الرحمن السّلميّ، وأبا مسلم غالب ابن عليّ الرّازيّ الحافظ، وجماعة.

(33/358)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 359
قال عبد الرحيم بن السّمعانيّ: أدركت من أصحابه أبا سعد محمد بن أحمد بن الجليل الحافظ، ولد قبل عام أربعمائة. وسأله أبو محمد السّمرقنديّ عن مولده، فقال: سنة خمسٍ وتسعين وثلاثمائة. توفّي بنوقان سنة نيفٍ وثمانين وأربعمائة.
4 (محمد بن عبد السّلام بن شانده.)
أبو المعالي الإصبهانيّ، ثمّ الواسطيّ الشيعيّ. روى عن: عليّ بن محمد بن عليّ الصيدلانيّ ابن خزفة، وأبي القاسم عليّ بن كردان النّحويّ، وغيرهما. قال السلفيّ: سألت خميساً الحوزيّ وقد قال لي: آخر من روى عن ابن كردان أبو المعالي بن شانده، فقلت: من ابن شانده قال: كان إصبهانيّاً رئيساً محتشماً ثقة، ولد سنة ست وتسعين وثلاثمائة، سمع من ابن خزفة تاريخ أحمد بن أبي خيثمة، وكان عنده عن عمّه أبي محمد التلعكبريّ، من مصنفي الرّافضة، كتبٌ من علمهم لا يسمعها أحداً. ومددت يدي إليها. قلت: وممّن روى عنه: عليّ بن محمد الجلابيّ في تاريخه وبقي إلى بعد الثّمانين: والحافظ أبو عليّ بن سكرة، وقال: هو محمد بن عبد السلام بن عبيد اللّه بن حمولة نزيل واسط، سمع سنة من ابن خزفة.

(33/359)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 360
4 (محمد بن يوسف بن عليّ بن خلصة.)
أبو عبد اللّه الشّاطبيّ. سمع: ابن عبد البر، وبمكة: هيّاج بن عبيد. وروى عنه: طاهر بن مفوز، وأبو إسحاق بن جماعة، وجماعة. توفّي نحو التسعين وأربعمائة.
4 (محمد بن إبراهيم بن إلياس.)
) أبو عبد اللّه اللّخميّ الأندلسيّ، ويعرف بابن شعيب، وهو جدّه لأمه. روى عنه: وعن: مكيّ بن أبي طالب القيسيّ، وأبي العباس المهدويّ، وأبي عمرو الدانيّ. قال الأبّار: تصدر بجامع المرية لإقراء القرآن والعربيّة والآداب. روى عنه: أبو الحسن بن موهب، وأبو الحسن بن نافع، وأبو عبد اللّه بن معمر. وقفت على السّماع منه في سنة.
4 (مغيرة بن محمد بن محمد بن حسن.)
أبو الغيث الثقفيّ الجرجانيّ. ثقة، خير، من ذرية المغيرة بن شعبة. كان من بقايا أصحاب حمزة بن يوسف السّهميّ. قال السّمعانيّ: ثنا عنه أبو عامر سعد بن عليّ الجرجانيّ بمرو. قال: وتوفّي رحمه اللّه بمرو سنة نيفٍ وتسعين وأربعمائة، وكان من أبناء تسعين سنة.

(33/360)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 7
5 (بسم الله الرحمن الرحيم)

5 (الطبقة الخمسون أحداث)

1 (الأحداث من سنة إلى)

4 (سنة إحدى وتسعين وأربعمائة)
ابتداء دولة الإفرنج قال ابن الأثير: ابتداء دولة الإفرنج، لعنهم الله، في سنة ثمان وسبعين فملكوا طليطلة وغيرها من الأندلس، ثم قصدوا صقلية في سنة أربع وثمانون فملكوها، وأخذوا بعض أطراف إفريقية. بدء حملات الإفرنج إلى بلاد الشام، وخرجوا في سنة تسعين إلى بلاد الشام، فجمع ملكهم بردويل جمعاً كثيراً، وبعث إلى الملك رجار صاحب صقلية يقول: أنا واصل إليك وسائر من عندك إلى الإفريقية أفتحها، وأكون مجاوراً لك، فاستشار رجار أكابر دولته، فقالوا: هذا جيد لنا وله، وتصبح البلاد بلاد النصرانية، فضرط ضرطةً وقال: وحق ديني هذا خير من كلامهم. قالوا: ولم ذلك قال: إذا وصل احتاج إلى كلفة كبيرة ومراكب وعساكر من عندي فإن فتحوا إفريقية كانت له ويأخذون أكثر مغل بلادي، وإن لم يفتحوا رجعوا إلى بلادي وتأذيت. ويقول تميم يعني ابن بادرس: غدرت ونقضت العهد ونحن إن وجدنا قوة أخذنا إفريقية. ثم أحضر الرسول، إذا عزمتم على حرب المسلمين فالأفضل فتح بيت

(34/7)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 8
المقدس، تخلصونه من أيديهم، ويكون لكم الفخر، وأما إفريقية فبيني وبين صاحبها عهود وأيمان. فتركوه وقصدوا الشام. وقيل أن صاحب مصر لما رأى قوة السلجوقية واستيلائهم على الشام ودخول اتسز إلى القاهرة وحصارها، كاتب إفرنج يدعوهم إلى المجيء إلى الشام ليملكوه. عبور الإفرنج خليج القسطنطينية إلى إنطاكية وقيل: إنهم عبروا خليج القسطنطينية وقدموا إلى بلاد قليج أرسلان بن سلمان بن قتلمش السلجوقي، فالتقاهم، فهزموه في رجب سنة تسعين. واجتازوا ببلاد ليون الأرمني فسلكوها. وخرجوا إلى إنطاكية فحاصروها، فخاف ياغي سيان من النصاري الذين هم رعيته، فأخرج المسلمين خاصة لعمل الخندق أيضاً، فعملوا فيه إلى العصر، ومنعهم من الدخول، وأغلق الأبواب، وأمن غائلة النصارى. وحاضرته الإفرنج تسعة أشهر، وهلك أكثر الإفرنج قتلاً وموتاً بالوباء وظهر من شجاعة ياغي سيان وحزمه ورأيه ما لم يشاهد من غيره، وحفظ بيوت رعيته النصارى بما فيها.

(34/8)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 9
ثم إن الإفرنج راسلوا الزراد أحد المقدمين، وكان متسلماً برجاً) من الوادي، فبذلوا له مالاً، فعامد إلى المسلمين يطلعوا إلى أن تكاملوا خمسمائة، فضربوا البوق وقت السحر، ففتح ياغي سيان الباب، وهرب في ثلاثين فارساً، ثم هرب نائبه قي جماعة. إستباحة الإفرنج إنطاكية واستبيحت إنطاكية فأنا لله وأنا إليه راجعون، وذلك في جمادى الأولى سنة إحدى وتسعين. وأسقط في يد يغيسيان صاحبها، وأكل يديه ندماً حيث لم يعد ويقاتل عن حرمة حتى يقتل. فلشدة ما لحقه سقط مغشياً عليه، وأراد أصحابه أن يركبوه، فلم يكن فيه حيل يتماسك به، بل قد خارت قوته فتركوه ونجوا. فاجتاز به أرمني حطاب، فرآه بآخر رمق، فقطع رأسه وحمله إلى الإفرنج. رواية سبط ابن الجوزي وقال صاحب المرآة: وكثر النفير على الإفرنج، وبعث السلطان بركياروق إلى العساكر يأمرهم بالميسر إلى عميد الدولة للجهاد. وتجهز سيف الدولة فمعنه ابن مزيد. فجاءت الأخبار إلى بغداد بأن

(34/9)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 10
إنطاكية أخذت، وأن الإفرنج صاروا إلى المعرة، وكانوا في ألف ألف إنسان، فنصبوا عليهم السلالم، ودخلوها، وقتلوا منها مائة ألف إنسان، وسبوا مثل ذلك، وفعلوا بكفر ما طاب كذلك. قلت: دافع أهل المعرة عنها وقاتلوا قتال موت حتى خذلوا، فقتل بها عشرون ألف، فهذا أصح. رواية ابن القلانسي وقال أبويعلى ابن قلانسي: وأما إنطاكية فقتل بها وسبي بها من الرجال والنساء والأطفال ما لم يدركه حصر. وهرب إلى القلعة تقدير ثلاثة الآلف تحصنوا. قال أبو معلى: وبعد ذلك أخذوا المعرة في ذي الحجة. رواية ابن الأثير قال ابن الأثير: ولما سمع قوام الدولة كبر بوقا صاحب الموصل بذلك،

(34/10)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 11
جمع الجيوش وسار إلى الشام، ونزل بمرج دابق فاجتمعت معه عساكر الشام، تركها وعربها سوى جند حلب. فاجتمع معه دقاق وطغتكين أتابك، وجناح الدولة صاحب حمص، وأرسلان صاحب سنجار، وسليمان بن أرتق وغيرهم، فعظمت المصيبة على الإفرنج، وكانوا في وهن وقحط. وسارت الجيوش فنازلتهم. ولكن أساء السيرة كبربوقا في المسلمين، وأغضب الأمراء وتحامق، فأضمروا له الشر، وأقامت الإفرنج في إنطاكية بعد أن ملكوها ثلاثة عشر يوماً، وليس لهم ما يأكلونيه وأكل ضعفاؤهم الميتة وورق الشجر، فبذلوا البلد بشرط الأمان، فلم يعطهم كبربوقا.) حربة المسيح عليه السلام المزعومة وكان بردويل، وصنجيل وكندفري، والقمص صاحب الرها وبيمنت صاحب إنطاكية، ومعهم راهب يراجعون إليه، فقال: إن المسيح كانت له حربة مدفونة بإنطاكية، فإن وجدتموها نصرتم، ودفن حربة في مكان عفاه، وأمرهم بالصوم والتوبة ثلاثة أيام، ثم أدخلهم في مكان، أمر بحفرة، فإذا بالحربة، فبشرهم بالظفر

(34/11)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 12
وخرجوا للقاء، وعملوا مصافاً، فولى بعض العساكر حرب كبربوقا، لما في قلبهم منه، وما كان ذا وقت ذا، فاشتغل بعضهم ببعض، ومالت عليهم الإفرنج فهزمتم، وهربوا من غير أن يقاتلوا، فظنت الإفرنج أنها مكيدة، إذا لم يجر قتال يوجب الهزيمة. وثبت جماعة من المجاهدين، وقاتلوا خشية، فحطمتهم الإفرنج، واستشهد يومئذ ألوف، وغنمت الإفرنج من المسلمين معظم ثقلهم ودوختهم. دخول الإفرنج المعرة ثم ساروا إلى المعرة فحاصروها أياماً، ثم دخل المسلمين فشل هلع، وظنوا أنهم إذا تحصنوا بالدور الكبار امتنعوا بها، فنزلوا من السور إلى الدور، فرآهم طائفة أخرى، ففعلوا كفعلهم، فخلا مكانهم من السور، فصعدت الإفرنج على السلالم، ووضعوا فيهم السيف ثلاثة أيام، وقتلوا ما يزيد على مائة ألف، وملكوا جميع ما فيها.

(34/12)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 13
محاصرة الإفرنج عرقة وساروا إلى عرقة، فحصروها أربعة أشهر، ونقبوا أماكن، ثم صالحهم عليها صاحب شيزر ابن منقذ. منازلة الإفرنج حمص: فساروا ونازلوحمص، ثم صالحهم جناح الدولة على طريق عكا. شغب الجند على السلطان بركياروق وفيها شغب الجند على السلطان بركياروق وقالوا: لا نسكت لك حتى تسلم لنا مجد الملك القمي المستوفي وكان قد أساء السيرة، وضيق الأرزاق. فقال: والله لا أمكنهم منك. وعزم إلى إخفائه، فقيل له: متى خرج عنه قتلوة، ولكن اشفع فيه. فبعثه وقال للأمراء: السلطان يشفع إليكم فيه فثاروا به وقتلوه. ثم جاءوا وقبلوا الأرض من بين يدي بركياروق، فسكت.

(34/13)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 14
خروج بيت المقدس من يد ابن أرتق وقال أبويعلى: وسار أمير الجيوش أحمد حتى نازل بيت المقدس وحاصره، وأخذه من سقمان) بن أرتق.

(34/14)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 15
4 (سنة اثنتنين وتسعين وأربعمائة.)

4 (مقتل أنر عامل بركياروق:)
لما سار السلطان بركياروق إلى خراسان، استعمل أنر على فارس وبلادها وكان قد تغلب عليها خوارج الأعراب، وآغتضدوا بصاحب كرمان ابن قاروت، فالتقاهم أنر، فهزموه وجاء مفلولاً. ثم ولي إمارة العراق، يعني قبل بركياروق، فأخذ يكاتب الأمراء المجاورين له، وعسكر بإصبهان، ثم سار إلى إقطاعه بأذربيجان، وقد عاد، وانتشرت دعوة الباطنية بأصبهان، فانتدب لقتالهم، وحاصر قلعة لهم بارض إصبهان. واتصل به مؤيد الملك ابن نظام الملك، وجرت له الأمور. ثم كاتب غياث الدين محمد بن ملكشاه، وهوذا ذاك بكنجة، ثم سار إلى الري في نحوعشر الآف، وهم بالخروج على بركياروق، فوثب عليه ثلاثة فقتلوه في رمضان بعد الإفطار. فوقعت الصيحة ونهبت خزائنه، تفرق جمعه، ثم نقل إلى إصبهان، فدفن في داره. استيلاء الإفرنج على بيت المقدس وفيها أحدق الإفرنج ببيت المقدس. لما كسرت الإفرنج خذلهم الله، المسلمين على إنطاكية في العام

(34/15)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 16
الماضي قووا وطغوا، وكان تاج الدولة تتش قد استولى على فلسطين وغيرها، وانتزع البلاد من نواب بني عبيد، فاقطع الأمير سقمان بن أرتق التركي بيت المقدس، فرتبه وحصنه، فسار الأفضل بن بدر أمير الجيوش، فحاصر الأمير سقمان وأخاه إيلغازي، ونصبوا على القدس نيفاً وأربعين منجنيقاً، فهدموا في سوره. ودام الحصار نيفاً وأربعين يوماً، وأخذوه بالأمان في شعبان سنة تسع وثمانين. وأنعم الأفضل على سقمان وأخيه، وأجزل لهم الصلات. فسار سقمان واستولى على الرها، وذهب أخوه إلى العراق. وولي على القدس افتخار الدولة، فدام فيه إلى هذا الوقت. وسارت الجيوش النصرانية من حمص، ونازلت عكا أياماً، ثم ترحلوا وأتوا القدس، فحاصروه شهراً ونصف، ودخلوا من الجانب الشمالي ضحوة نهار الجمعة لسبعٍ بقين من شعبان، واستباحوه، فأنا لله وأنا إليه راجعون. واحتمى جماعة ببرج داود، ونزلوا بعد ثلاثٍ بالأمان، وذهبوا إلى عسقلان. رواية ابن الأثير عن دخول الإفرنج بيت المقدس) قال ابن الأثير: قتلت الإفرنج بالمسجد الأقصى ما يزيد على سبعين

(34/16)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 17
ألفاً، منهم جماعة من العلماء والعباد والزهاد، ومما أخذوا أربعين قنديلاً من الفضة، وزن القنديل ثلاثة الآلف وستمائة درهم. وأخذوا تنوراً من فضة، وزنه أربعون رطلاً بالشامي، وغنموا ما لا يحصى. وورد المستنفرون من الشام إلى ببغداد صحبة القاضي أبي سعد الهروي، فأوردوا في الديوان كلاماً أبكى العيون وجرح القلوب. وبعث الخليفة رسلاً، فساروا إلى حلوان، فبلغهم قتل مجد الملك الباسلاني، فردوا من غير بلوغ إربٍ، ولا قضاء حاجة، واختلف السلاطين، وتمكنت الإفرنج من الشام. وللأبيوردي:

(34/17)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 18
(مزجنا دماء بالدموع السواجم .......... فلم يبق منا عرضة للمراحم)

(وشر سلاح المرء دمع يفيضه .......... إذا الحرب شبت نارها بالصوارم)

(فيا أيهاً بني الإسلام، إن وراءكم .......... وقائع يلحقن الذرى بالمناسم)

(أتهويمة في ظل أمنٍ وغبطةٍ .......... وعيش كنوار الخميلة ناعم)

(وكيف تنام العين ملء جفونها .......... على هفوات أيقظت كل نائم)

(وإخوانكم بالشام يضحي مقيلهم .......... ظهور المذاكي أوبطون القشاعم)

(تسومهم الروم الهوان وأنتم .......... تجرون ذيل الخفض فعل المسالم)

(فكم من دماء قد أبيحت، ومن دمىٍ .......... توارى حياء حسنها بالمعاصم)

(بحيث السيوف البيض محمرة الظبا .......... وسمر العوالي داميات اللهاذم)

(يكاد لهن المستجن بطيبةٍ .......... ينادي بأعلى الصوت: يا آل هاشم)

(أرى أمتي لا يشرعون إلى العدى .......... رماحهم، والدين واهي الدعائم)

(ويجتنبون النار خوفاً من الردى .......... ولا يحسبون العار ضربة لازم)

(أترضى صناديد الأعارب بالأذى .......... وتغضي على ذلٍ كماة الأعاجم)

(34/18)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 19
(فليتهم لم يردوا حمية .......... عن الدين ضنوا غيرة بالمحارم)
رواية سبط ابن الجوزي قال أبوالمظفر سبط ابن الجوزي: سارت الإفرنج ومقدمهم كندفري في ألف ألف، بينهم خمسمائة ألف مقاتل، عملوا برجين من خشب مطلين على السور، فأحرق المسلمون البرج الذي كان بباب صهيون، وقتلوا من فيه، وأما الآخر فزحفوا به حتى ألصقوه بالسور وحكموا) به على البلد وكشفوا من كان بإزائهم، ورموا بالمجانيق والسهام رمية رجلٍ واحدٍ، فانهزم المسلمون من السور. قلت: هذه مجازفة بينة، بل قال ابن منقذ: إن جزءاً كان بخيل، وإن قوما وقفوا على سورها بأمر الوالي في مضيق لا يكاد يعبر منه إلا واحد بعد واحد. قال: فكان عدد خيلهم ستة آلاف ومائة فارس، والرجالة ثمانية وأربعون ألفاً. ولم تزل دار الإسلام من فتحها عمر رضي الله عنه. وكان الأفضل لما بلغه نزولهم على القدس تجهز وسار من مصر في عشرين ألف، فوصل إلى عسقلان ثاني يوم الفتح، ولم يعلم. وراسل الإفرنج.

(34/19)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 20
قال ابن الأثير: فأعادوا الرسول بالجواب، ولم يعلم المصريون بشيء فبادلوا السلاح بالخيل، وأعجلتهم الإفرنج فهزموهم، وقتلوا منهم من قتل، وغنموا خيامهم بما فيها. ودخل الأفضل عسقلان، وتمزق أصحابه. فحاصرته الإفرنج بعسقلان، فبذل لهم ذهباً كثيراً، فردوا إلى القدس. قال أبويعلى ابن القلانسي: قتلوا بالقدس خلقاً كثيراً وجمعوا اليهود في الكنيسة وأحرقوها عليهم، وهدموا المساجد. ابتداء دولة محمد بن ملكشاه وفيها ابتداء دولة محمد بن ملكشاه. لما مات أبوه ببغداد سار مع أخيه محمود والخاتون تركان إلى إصبهان، ثم أن أخاه بركياروق أقطعه كنجة، وجعل له أتابكاً، فلما قوي محمد قتل أتابغل قتلغ تكين، واستولى على مملكة أران، وطلع شهماً شجاعاً مهيباً، قطع خطبة أخيه، واستوزره مؤيد الملك عبد الله بن نظام الملك. فإنه التجأ إليه بعد قتل مخدومه أنر. واتفق قتل مجد الملك الباسلاني، واستيحاش العسكر من بركياروق، ففارقوه وقدموا على محمد، وكثر عسكره فطلب الري، وعرج أخوه إلى إصبهان، فعصوا عليه، ولم يفتحوا له، فسار إلى خوزستان. وأما محمد فاستولى على الري وبها زبيدة والدة السلطان بركياروق،

(34/20)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 21
فسجنها مؤيد الملك الوزير، وصادرها وأمر بخنقها. ولكن أظفر الله بركياروق بالمؤيد فقتله. الخطبة للسلطان محمد وسار سعد الدولة كوهرائين من بغداد إلى خدمة السلطان محمد، فخلع عليه ورده إلى بغداد نائباً له، وأقيمت الخطبة ببغداد، ولقب غياث الدنيا والدين في آخر السنة. الغلاء والوباء بخراسان وفيها، وفي العام الماضي، كان بخراسان الغلاء المفرط، والوباء، حتى عجزوا عن الدفن،) وعظم البلاء. نقل المصحف العثماني من طبرية إلى جامع دمشق وفيها نقل الأتابك طغتكين من طبرية المصحف العثماني خوفاً عليه إلى دمشق، وخرج الناس لتلقيه، فأقره في خزانة بمقصورة الجامع.

(34/21)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 22
4 (سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة)
دخول عسكر بركياروق الحلة لما سار بركياروق إلى خوزستان دخلها بجميع من معه وهم في حالٍ سيئة، ثم سار عسكره إلى واسط، فظلموا الناس، ونهبوا البلاد وسار إلى خدمته الأمير صدقة بن مزيد صاحب الحلة. إعادة الخطبة لبركياروق ببغداد ثم سار ودخل بغداد في سابع عشر من صفر، وأعيدت خطبته وتراجع إليه بعض الأمراء، ولم يؤآخذ كواهرئين، وخلع عليه، وقبض على وزير بغداد عميد الدولة ابن جهير، والتزم بحمل مائة وستين ألف دينار. هزيمة بركياروق أمام أخيه محمد ثم سار بالعساكر إلى شهرزور، وانضم إليه عسكر لجب، فالتقى الأخوان فكان محمد في عشرين ألفاً، وكان على ميمنته أمير آخر، وعلى مسيرته مؤيد الملك والنظامية.

(34/22)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 23
وكان على ميمنة بركياروق كوهرائين، والأمير صدقة، وعلى مسيرته كبر بوقا صاحب الموصل، فهزم كوهرائين ميسرة محمد، وهزم أمير آخر بميسرة محمد ميمنة بركياروق، فعاد كوهرائين فكبا به الفرس، فأتاه فارس فقتله، وانهزمت عساكر بركياروق وذل، وبقي في خمسين فارساً. وأسر وزيره الجديد الأعز أبوالمحاسن، فبالغ مؤيد الملك وزير محمد في احترامه، وكفله عمادة بغداد، وإعادة الخطبة لمحمد، فساق إلى بغداد، وخطب لمحمد ثاني مرة في نصف رجب. ترجمة سعد الدولة كوهرائين وكان سعد الدولة كوهرائين خادماً كبيراً محتشماً، ولي بغداد وخدم ملوكها، ورأى ما لم يره أمير من نفوذه الكلمة والعز. وكان حليماً كريماً حسن السيرة. كان خادماً تركياً للملك أبي) كليجار ابن سلطان الدولة ابن بهاء الدولة ابن عضد الدولة بن بوية. وبعث به ابوه مع ابنه أبي نصر إلى بغداد، فحبسه مع مولاه. ثم خدم السلطان ألب أرسلان. وفداه بنفسه. وثب عليه يوسف الخوارزمي، وكان صاحب صلاة، وتهجدٍ، وصيام، ومعروف، رحمه الله. مسير بركياروق إلى نيسابور وغيرها. وأما السلطان بركياروق فسار بعد الوقعة إلى إسفرائين، ثم دخل نيسابور وضيق على رؤسائها. وعمل مصافاً مع أخيه سنجر، فانهزمت الفتيان، وسار بركياروق إلى جرجان، ثم دخل البرية مع عسكر يسير، وطلب إصبهان،

(34/23)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 24
فسبقه أخوه محمد إليها. فتح ابن بادس مدينة سفاقس: وفيها فتح تميم بن المعز بن باديس مدينة سفاقس، وغيرها واتسع سلطانه. وقوع بيمند الإفرنجي في أسر كمشتكين وفيها لقي كمشتكين ابن الدنشمند صاحب ملطية، وسيواس بيمند الإفرنجي صاحب أنطاكية بقرب ملطية، بقرب بيمند. أخذ الإفرنج قلعة أنكورية ووصل في البحر سبعة قوامص، فأخذوا قلعة أنكورية، وقتلوا أهلها، ثم التقاهم ابن الدنشمند. قال ابن الأثير: فلم يفلت أحد من الإفرنج، وكانوا ثلاثمائة ألف، غير ثلاثة الآفٍ هربوا ليلاً. كذا قال: والعهدة عليه. ثم سار الإفرنج من أنطاكية، فالتقاهم وكسرهم.

(34/24)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 25
وزارة الدهستاني ووزر للخليفة أبوالمحاسن عبد الجليل بن علي الدهستاني جلال الدول، فجاء بركياروق يحثه على اللحاق به، ماستوزر الخليفة المستظهر بالله سديد الملك أبا المعالي الفضل بن عبد الرزاق الإصفهاني، قاله: صاحب المرآة. رواية فيها مجازفة لصاحب مرآة الزمان وفيها خرج سعد الدولة الطواشي من مصر، فالتقى الإفرنج على عسقلان، وقاتل بنفسه حتى قتل، وحمل المسلمون على النصارى فهزموهم إلى قيسارية. قال: فيقال إنهم قتلوا من الإفرنج ثلاثمائة ألف. قلت: هذه مجازفة عظيمة من نوع المذكورة آنفاً. القحط بالشام) وفيها كان القحط بالشام، والخوف من الإفرنج.

(34/25)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 26
4 (سنة أربعة وتسعين وأربعمائة)
هزيمة السلطان محمد وذبح وزيره مؤيد الملك في وسطها كان مصاف كبير بين السلطانين: محمد، وبركياروق. كان مع بركياروق خمسون ألفاً، فانهزم محمد، وأسر وزيره مؤيد الملك، فذبحه بركياروق بيده. وكان بخيلاً سيء الخلق، مذموم السيرة، إلا أنه كان من دهاة العالم، عاش خمسين سنة. دخول بركياروق الري ودخل بركياروق الري وسجد لله، وجاء إلى خدمته صاحب الموصل كبربوقا، ونور الدولة دبيس ولد صدقة. تحالف السلطان محمد وأخيه سنجر وانهزم محمد إلى خراسان، فأقام بجرجان، وراسل أخاه لأبويه الملك سنجار يطلب منه مالاً وكسوة، فسير إليه ما طلب. ثم تحالفا وتعاهدا واتفقا. ولم يكن بقي مع محمد غير ثلاثمائة فارس، فقدم إليه أخيه سنجر وانضم إليهما عسكر كثير، وتضرر بالعسكر أهل خراسان.

(34/26)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 27
تراجع بركياروق إلى همذان وأما السلطان بركياروق فسار جيشه قريباً من مائة ألف، فغلت الأسعار، واستأذنته الأمراء في التفرق بالفلاة، فبقي في عسكر قليل، فبلغ ذلك أخويه، فقصداه وطويا المراحل، فتقهقر ونقصت هيبته، وقصد همذان، فبلغه أن إياز متوليها قد راسل محمداً ليكون معه، فسار إلى خوزستان، ثم خرج إلى حلوان. مرض بركياروق وأما إياز فلم يقبله محمد، فخاف وهرب إلى عند بركياروق، فدخلت أصحاب محمد ونهبوا حواصله، فيقال أنهم الخمسمائة فرس العربية. وتكامل مع بركياروق خمسة آلاف ضعيف، قد ذهبت خيامهم وثقلهم، وقدم بهم بغداد، ومرض، وبعث يشكوقلة المال إلى الديوان، فتقرر الأمر على خمسين ألف دينار حملت إليه، ومد أصحابه أيديهم إلى أموال الرعية وظلموهم. خروج صاحب الحلة عن الطاعة وخرج عن طاعته صاحب الحلة، وخطب لأخيه محمد.) دخول السلطان محمد بغداد وفي آخر العام وصل محمد وسنجر إلى بغداد، وجاء إلى خدمته إيلغازي بن أرتق، وتأخر بركياروق وهومريض إلى واسط، وأصحابه ينهبون القري والمؤنة. وفرح الخليفة والناس بالسلطان محمد.

(34/27)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 28
ظهور الباطنية ببغداد وفي حدودها ظهرت الباطنية ببغداد ونواحيها، وكثروا. رواية ابن الجوزي عن الباطنية قال أبوالفرج ابن الجوزي: وأول ما عرف من أخبار الباطنية، يعني الإسماعلية، إنهم اجتمعوا فصلوا العيد في ساوة، ففطن بهم الشحنة، فأخذهم وحبسهم، ثم أطلقهم، ثم اغتالوا مؤذناً من أهل ساوة فاجتهدوا أن يدخل في مذهبهم، فامتنع فخافوا أن ينم عليهم، فقتلوه، فرفع ذلك إلى نظام الملك، فأخذ رجلاً نجاراً اتهمه بقتله، وهوأول من فتكوا به، وكانوا يقولون: قلتم منا نجاراً فقتلنا به نظام الملك. ثم أستفحل أمرهم بإصبهان. ولما مات السلطان ملكشاه، آل أمرهم إلى أنهم كانوا يسرقون الناس فيقتلوهم ويلقونهم بالآبار، فكان الإنسان إذا دنا وقت ولم يعد إلى منزله يئسوا منه. وبلغ من حيلهم امرأة على حصير لا تبرح منها، فدخلوا الدار، يعني الإخوان، فأزالوها، فوجدوا تحت الحصير بئراً فيها أربعون قتيلاً. فقتلوا المرأة، وهدموا الدار. وكانوا يجلسون ضريراً على باب زقاقهم، فإذا مر به إنسان سأله أن يقوده

(34/28)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 29
إلى رأس الزقاق، فإذا فعل جذبه من في الدار إليها فقتلوه. فجد أهل أصبهان فيهم، فقتلوا منهم خلقاً كثيراً. وأول قلعة ملكوها بناحية إصبهان، تسمى الروذبار، وكانت لقراج صاحب ملكشاه، وكان متهماً بمذهبهم. فلما مات ملكشاه أعطوه ألفاً و مائتي دينار، فسلمها إليهم في سنةٍ ثلاث وثمانين. وقيل: لم يكن ملكشاه مات. مقدم الباطنية وكان مقدمهم يقال له الحسن بن الصباح، وأصله من مرو، وكان كاتباً لبعض الرؤساء، ثم صار إلى مصر وتلقى من دعاتهم، وعاد داعيةً للقوم، وحصل على هذه القلعة، وكان لا يدعوا إلا غنياً، وثم يذكر له ما تم على أهل البيت من الظلم، ثم يقول له: إذا كانت الإزارقة والخوارج سمحوا بنفوسهم في القتال مع بني أمية، فما سبب تخلفك بنفسك عن إمامك فيتركه) بهذه المقالة طعمة للسباع. طاعة الباطنية لمقدمهم وكان ملكشاه نفذ إليه يتهدده ويأمره بالطاعة، ويأمره أن يكف أصحابه عن قتل العلماء والأمراء، فقال للرسول: الجواب ما تراه. ثم قال لجماعة بين يديه: أريد أن أنفذكم إلى مولاكم في حاجةٍ، فمن ينهض بها فأشرأب كل واحدٍ منهم، وظن الرسول أنها حاجة، فأومى إلى شاب فقال: أقتل نفسك. فجذب سكيناً، فقال بها في عاصمته، فخر ميتاً. وقال لآخر: إرم نفسك من القلعة. فألقى نفسه فتقطع. فقال للرسول:

(34/29)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 30
قل له عندي من هؤلاء عشرون ألفاً هذا حد طاعتهم فعاد الرسول وأخبر ملكشاه، فعجب، وأعرض عن كلامهم. حيلة للباطنية في الإستيلاء على قلعة. وصار بأيديهم قلاع كثيرة، منها قلعة على خمسة فراسخ من إصبهان، وكان حافظها رجلاً تركياً، فصادقه نجارُ منهم، أهدى له جارية، وقوساً فوثق به، وكان يستنيبه في حفظ القلعة. فاستدعى النجار ثلاثين رجلاً من أصحاب ابن عطاش، وعمل دعوة، ودعا التركي وأصحابه، وسقاهم الخمر، فلما سكروا تسلق الثلاثون بحبال إليه، فقتلوا أصحاب التركي، وسلم هووحده، فهرب. وتسلموا القلعة. وقطعوا الطرقات ما بين فارس وخورزستان. ثم ظفر جاولي بثلاثمائة منهم، فأحاط هووجنده بهم فقتلوهم، وكان جماعة منهم في عسكر بركياروق، فاستغووا خلقاً منهم، فوافقهم، فاستشعر أصحاب السلطان منهم، ولبسوا السلاح، ثم قتلوا منهم مائة رجل. من خزعبلات الباطنية وكان بنواحي المشان رجل منهم يتزهد ويدعي الكرامات. أحضر مرة جدياً مشوياً لأصحابه، وأمر برد عظامه على التنور، فردت، وجعل على التنور طبقاً. ورفع الطبق فوجدوا جدياً يرعى حشيشاً، ولم يروا ناراً ولا رماداً. فتلطف بعض أصحابه حتى عرف بأن التنور كان يفضي إلى سرداب، وبينهما شق من

(34/30)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 31
حديد يدور بلولب، فيفرك اللولب، فتدور النار، ويجيء بدلها الجدي والمرعى. وقال الغزالي في كتاب سر العالمين شاهدت قصة الحسن بن الصباح لما تزهد تحت حصن الموت، فكان أهل الحصن يتمنون صعوده إليهم، ويمتنع ويقول: أما ترون المنكر كيف فشا وفسد الناس وبعثنا إليهم خلقاً. فخرج أمير الحصن يتصيد، وكان أكثر تلامذته في الحصن، فاصعدوه إليهم وملكوه، وبعث إلى الأمير من قتله. ولما كثرت قلاعهم،) واشتغل عنهم أولاد ملك شاه باختلافهم اغتالوا جماعة من الأمراء والأعيان. وللغزالي رحمه الله كتاب فضائح الباطنية، ولابن الباقلاني، والقاضي عبد الجبار، وجماعة: رد على الباطنية. وهم طائفة خبيثة، ويظهرون الزهد، والمراقبة، والكشف، فيضل بهم كل سليم الباطن. رواية ابن الأثير عن الباطنية قال ابن الأثير وفي شعبان سنة أربعٍ وتسعين أمر السلطان بركياروق بقتل الباطنية، وهم اإسماعيلية، وهم القرامطة. قال: وتجرد بإصبهان للإنتقام منهم أبوالقاسم مسعود بن محمد الخجندي الفقيه الشافعي، وجمع الجم الغفير بالأسلحة، وأمر بحفر أخاديد أوقدوا فيها النيران، وجعل فيها رجلاً لقبوه مالكاً، وجعلت العامة يأتون ويلقونهم في النار، إلا أن قتلوا منهم خلقاً كثيراً. إلى أن قال: وكان الحسن بن الصباح رجلاً شهماً، كافياً، عالما بالهندسة، والحساب، والنجوم، والسحر، وغير ذلك.

(34/31)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 32
وكان رئيس الري أبومسلم، فاتهم ابن الصباح بدخول جماعة من دعاة المصريين عليه، فخافه ابن الصباح وهرب فلم يدركه أبومسلم. وكان ابن الصباح من جملة تلامذة أحمد بن عطاش الطبيب الذي ملك قلعة إصبهان. وسافر ابن الصباح فطاف البلاد، ودخل على المستنصر صاحب مصر، فأكرمه وأعطاه مالاً، وأمره أن يدعوالناس إلى أمامته، فقال له الحسن بن الصباح: فمن الإمام بعدك فاشار إلى ابنه نزار. الدعوة للمستعلي ونزار ولما هلك المستنصر واستخلف ولده المستعلي صار نزار هذا إلى الإسكندرية، ودعى إلى نفسه، فاستجاب له خلق، ولقب بالمصطفى لدين الله. وقام بأمر دولته ناصر الدولة أفتكين مولى أمير الجيوش بدر. هذا في سنة سبع وثمانين وأربمائة. حصار المصريين للإسكندرية فسار عسكر مصر لحصار الإسكندرية في سنة ثمانٍ، فخرج ناصر الدولة وطرهم فردوا خائبين. ثم سار الأفضل فحاصر الإسكندرية وأخذها، وأسر نزار، وأفتكين وعدة. وجرت أمور.

(34/32)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 33
إقامة ابن الصباح بقلعة ألموت ودخل ابن الصباح خراسان وكاشغر، والنواحي، يطوف على قوم يضلهم، فلما رأى قلعة ألموت بقزوين اقام هناك، طمع في أغوائهم، ودعاهم في السر، وأظهر الزهد، ولبس المسوح،) فتبعه أكثرهم. وكان نائب ألموت رجلاً أعجمياً علوياً، فه بلة وسلامة صدر، وكان حسن الظن بالحسن، يجلس إليه، ويتبرك فيه. فلما أحكم الحسن أمره دخل يوماً على العلوي فقال: أخرج من هذه القلعة. فتبسم، وظنه يمزح، فأمر الحسن بعض أصحابه فأخرجوه، وأعطاه ماله. فبعث نظام الملك لما بلغه الخبر عسكرياً فنازلوه ضايقوه، فبعث من قتل نظام الملك، وترحل العسكر عن ألموت. ثم بعث السلطان محمد بن ملكشاه العسكر وحاصروه. ومن جملة ما استولوا عليه من القلاع: قلعة طبس، وزوزن، وقاين، وسيمكوه. وتأذى بهم أهل البلد، واستغاثوا بالسلطان، فبعث عسكراً حاصروه ثمانية أشهر، وفتحت، وقتل كل من فيها. ولهم عدة قلاعٍ سوى ما ذكرنا.

(34/33)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 34
قال: وكان تيرانشاه ابن تورانشاه بن قاروت بك السلجوقي بكرمان قد قتل اإسماعيلية الأتراك أصحاب الأمير اسماعيل، وكانوا قوماً سنة، قتل منهم ألفي رجل صبراً، وقطع أيدي ألفين، ونفق عليه أبوزرعة الكاتب، فحسن له مذهب الباطنية، فإجاب. وكان عنده الفقيه أحمد بن الحسين البلخي الحنفي، وكان مطاعاً في الناس، فأحضره عنده ليلةً، وأطال الجلوس، فلما خلرج أتبعه من قتله فلما أصبح دخل عليه الناس، وفيهم صاحب جيشه، فقال: أيها الملك، من قتل هذا الفقيه فقال: أنت شحنة البلد، تسألني من قتل هذا وأنا أعرف قاتله، ونهض. ففارقه الشحنة في ثلاثمائة فارس، وسار من كرمان إلى ناحية إصبهان. فجهز الملك خلفه ألفي فارس فقاتلوهم وهزمهم وقدم إصبهان وبها السلطان محمد فأكرمه وأما عسكر كرمان، فخرجوا على تيرانشاه، وطردوه عن مدينة بردشير التي هي قصبة كرمان، وأقاموا عليهم ابن عمه أرسلانشاه. وأما تيرانشاه فالتجأ إلى مدينة صغيرة، فمنعته أهلها وحاربوه، وأخذوا خزائنه ثم تبعه عسكره، فأخذوه، وأخذوا أبا زرعة، فقتلهما أرسلان شاه. لباس الدروع تحت الثياب خوفاً من الباطنية واستفحل أمر الباطنية وكثروا، وصاروا يتهددون من لا يوافقهم بالقتل،

(34/34)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 35
حتى صارت الأمراء يلبسون الدروع تحت أثيابهم. وكان الوزير الأعز أبوالمحاسن يلبس زرديةً تحت ثوبه. واشارت الأمراء إلى بركياروق السلطان يقصدهم قبل أن يعجز عن تلافي أمرهم. فأذن في قتلهم. وركب هو والعسكر وطلبوهم، وأخذوا جماعة من خيامهم. وممن اتهم وقتل بأنه مقدمهم الأمير محمد بن كاكوية صاحبب يزد. وقتل جماعة برءآء سعى بهم أعداؤهم. الباطنية في عهد المقتدي بالله) وقد كان أهالي عانة نسبوا إلى هذا المذهب قديماً من أيام المقتدي بالله، فأنهي حالهم إلى الوزير أبي شجاع، فطلبهم، فأنكروا وجحدوا، فأطلقهم. اتهام الهراسي بالباطنية واتهم إلكيا الهراسي مدرس النظامية بأنه باطني فأمر السلطان محمد بالقبض عليه، وثم شهد له ببراءة الساحة، فأطلق. حصار الأمير بزغش حصن طبس وفيها حاصر الأمير بزغش، وهوأكبر أمراء الملك سنجر، حصن طبس الذي فيه اإسماعيلية، وضيق عليهم، وخرب كثيراً من أسوارها بالمنجنيق، ولم يبق إلا أخذها، فرحل عنهم وتركهم، فبنوا السور، وملأوا القلعة ذخائر. ثم عاودهم بزغش سنة سبعٍ وتسعين.

(34/35)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 36
مقتل كندفري صاحب القدس وفيها سار كندفري صاحب القدس إلى عكا فحاصرها، فأصابه سهم فقتله. إنكسار بغدوين فسار أخوه بغدوين، ويقال: بردويل، إلى القدس في خمسمائة، فبلغ الملك دقاق صاحب دمشق، فنهض إليه وجناح الدولة صاحب حمص، فانكسرت الإفرنج. ملك الإفرنج سروج وفيها ملكت الإفرنج سروج، من بلاد الجزيرة، لأنهم كانوا قد ملكوا الرها بمكاتبةٍ من أهلها النصارى، وليس بها من المسلمين إلا القليل، فحاربهم سقمان، فهزموه في هذه السنة. وساروا إلى سروج، فأخذوها بالسيف، وقتلوا وسبوا. ملك الإفرنج حيفا وفيها ملكوا مدينة حيفا، وهي بقرب عكا على البحر. أخذواها بالأمان.

(34/36)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 37
ملكهم أرسوف وأخذوا أرسوف بالأمان. ملكهم قيسارية وفي رجب أخذوا قيسارية بالسيف، وقتلوا أهلها. إعادة صلاة التراويح والقنوت) وفي رمضان أمر المستظهر بالله بفتح جامع القصر، وأن تصلى فيه التراويح، وأن لم يجهر بالبسملة لهذا عادة. وإنما تركوا الجهر بالبسملة في جوامع بغداد مخالفة للشيعة أصحاب مصر. وأمر أيضاً بالقنوت على مذهب الشافعي. حكاية ابن قاضي جبلة أبي محمد عبيد الله بن صليحة كانت جبلة تحت حكم ابن عمار صاحب طرابلس، فتعانى ابن صليحة الجندية. وكان أبوه قاضياً، فطلع هوفارساً شجاعاً، فأراد ابن عمار أن يمسكه، فعصى عليه، وأقام الخطبة العباسية، وحوصر، فلم يقدروا عليه لما غلبت

(34/37)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 38
الإفرنج إلى الشام، فرحلت الإفرنج. ثم عاودوه، فأرجفهم بمجيء المصريين، فرحلوا. ثم عادوا لحصاره، فقرر مع رعيته النصارى أن يراسلوا الإفرنج، ويعدوهم إلى برج ليطلعوا منه، فبادروا وندبوا ثلاثمائة من شجعانهم، فلم يزالوا يطلعون في الحبال واحداً واحداً، وكلما طلع واحد قتله ابن صليحة، إلى أن قتلهم أجمعين، فلما طلع الضوء صفف الرؤوس على السور. ثم إنهم هدموا برجاً، فأصبح وقد عمله. وكان يخرج من الباب بفوارسه يقاتل. فحملوا مرة عليه، فانهزموا، وجاء النصر عليه، وأسر مقدم الإفرنج. ثم علم ابن صليحة أن الإفرنج لا ينامون عنه، فسلم البلد إلى صاحب دمشق. وسار إلى بغداد بأمواله وخزائنه، وأخذ له السلطان بركياروق شيئاً كثيراً. كسرة الإفرنج أمام قلج أرسلان وفيها أقبل جيش الإفرنج، نحوخمسين ألف، فمروببلاد قلج أرسلان،

(34/38)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 39
فحشد وجمع وعرض ستة الآف فارس، وعمل له كميناً، فكسر الإفرنج كسرة مشهورة، وغنم مالا يوصف. جموع الإفرنج حسب وصف المستوفي قال ابن منقذ: حدثني محمد المستوفي رسول جناح الدولة إلى ملك الروم، أنهم اعتبروا عدتهم، فكانوا ثلاثمائة ألف وخمسة وأربعين ألف إنسان، ومعهم خمسون حمل ذهب وفضةٍ وديباجٍ، فانضاف إليهم الذين انهزموا من الوقعة المذكورة، فجمع قلج رسلان الترك ببلاده، فزادوا على خمسين ألفاً. وغور الماء الذي في طريقهم، وأحرق العشب، وأخلى القرى، فأقبلوا في أرض بلا ماء ولا مرعى. رواية رسول رضوان عن جموع الإفرنج قال: حدثني رسول رضوان إلى ملك الإفرنج طتكين أنه اجتمع مع الملك تنين صاحب) هذاالجمع، فقال: خرجت من بلادي في أربعمائة ألف، منهم ألفا شرأبي، وألف طباخ، وألف فراش، وسبعمائة بغل ديباج، ومال، والخيالة تزيد على خمسين ألفاً، ولما سرت عن القسطنطينية أياماً، لم أجد مرفقاً، ولا قبلت من صنجيل في هذه الطريق ولا أتمكن من العودة لضعف الناس والعطش والجوع، فعند اليأس خرجت في ثلاثة نفر، معنا كلاب ديارات، وأوهمت أني أتصيد، وسرت إلى البحر، ونزلت في مركب، وتركت العسكر. وبلغني أن الترك دخلوه، فلم يمنع أحد عن نفسه، وهلكوا بالموت والقتل. وغنم التركمان ما لا يوصف. ثم سار تنين وحج القدس، ورجع إلى بلاده في الفجر.

(34/39)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 40
انهزام المصريين والإفرنج عند عسقلان وفيها قدم عسكر المصريين فالتقاهم الإفرنج فانهزم الفريقان بعد معركة كبيرة بقرب عسقلان، والله أعلم.

(34/40)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 41
4 (سنة خمس وتسعين وأربعمائة)
وفاة المستعلي بالله العبيدي فيها توفى المستعلي بالله أحمد بن المستنصر بالله معد العبيدي الشيعي صاحب مصر. خلافة الآمر بأحكام الله العبيدي وقام بعده ولده الآمر بأحكا الله منصور، طفل له خمس سنين. والأمور كلها إلى أمير الجيوش الأفضل. أقام هذا الصغير ليتمكن من جميع الأمور، وذلك في سابع عشر صفر. المصاف الثالث بين الأخوين محمد وبركياروق وكان المصاف الثالث بين الأخوين محمد وبركياروق. كان محمد ببغداد

(34/41)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 42
أول السنة، ورحل منها هووأخوه سنجر، فقصد سنجر بلاده بخراسان، وقصد همذان السلطان محمد. وسار بركياروق معه أربعة آلاف، وكان معه مثلها. فالتقوا بروذراود، وتصافوا، ولم يجري بينهم قتال لشدة البرد. وتصافوا من الغد، فكان الرجل يبرز فيبارزه آخر، فإذا تقابلا أعتنق كل منهما صاحبه، وسلم عليه، ويعود عنه. مصالحة الأخوين ثم سعت الأمراء في الصلح لما عم المسلمين من الضرر والوهن، فتقررت القاعدة على أن يكون بركياروق السلطان، ومحمد الملك، ويضرب له ثلاث نوب، ويكون له جنزة وأعمالها) وأذربيجان، وديار بكر، والموصل، والجزيرة. وحلف كل واحد منهما لصاحبه، وانفصل الجمعان من غير حرب، ولله الحمد. وسار كل أمير مع أقطاعه، هذه في ربيع الأول. المصاف الرابع بين الأخوين فلما كان في جمادى الأولى كان بينهما مصاف رابع. وذلك أن السلطان محمداً سار إلى قزوين، ونسب الأمراء الذين سعوا في صورة الصلح إلى المخامرة، فكحل الأمير أيدكين، وقتل الأمير سمل. وجاء إلى محمد الأمير

(34/42)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 43
ينال، وتجمع العسكر، وقصده بركياروق، وكانت الوقعة عند الري، فانهزم عسكر محمد، وقصدوا نحوطبرستان، ولم يقتل غير رجل واحد، قتل صبراً ومضت قطعة منهم نحوقزوين، ونهبت خزائن محمد. وانهزم في نفر يسير إلى أصبهان في سبعين فارساً، وحصنها ونصب مجانيقها، وكان معه بها ألف فارس. وتبعه بركياروق بجيوش كثيرة تزيد على خمسة عشر ألف، فحاصره وضيق عليه. وكان محمد يدور كل ليلة على السور ثلاث مرات. وعدمت الأقوات فأخرج من البلد الضعفاء. واستقرض محمد من أعيان البلد أموالاً عظيمة، وعثرهم وصادرهم، واشتد عليهم القحط، وهانت فيهم الأمتعة. وكانت الأسعار على بركياروق رخيصة. ودام البلاء إلى عيد الأضحى، فلما رأى محمد أموره في إدبار، فارق البلد، وساق في مائة وخمسين فارساً، ومعه الأمير ينال، وفحمل بركياروق وراءه عسكراً، وفلم ينصحوا في طلبه، وزحف جيش بركياروق على إصبهان ليأخذوها، فقاتلهم أهل البلد قتال الحريم، فلم يقدروا عليهم. فأشار الأمراء على بركياروق بالرحيل، فرحل إلى همذان.

(34/43)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 44
منازلة ابن صنجيل طرابلس وفيها نازل ابن صنجيل الإفرنجي طرابلس، فسار عسكر دمشق مع صاحب حمص جناح الدولة، فالتقوا، فانكسر المسلمون ورجعوا. انهزام بردويل أمام عسكر المصريين قال ابن المظفر سبط ابن الجوزي: جهز الأفضل عساكر مصر فوصلوا في رجب إلى عسقلان مع الأمير نصير الدولة يمن. وخرج بردويل من القدس في سبعمائة، فكبس المصريين، فثبتوا له، وقتلوا معظم رجاله، وانهزم هو في ثلاثة أنفار، واختبا في أجمة قصب. فأحاط المسلمون به وأحرقوا القصب، فهرب إلى يافا.) نجدة عسكر دمشق لطرابلس وأما عسكر دمشق، فعادوا وكشفوا عن طرابلس الإفرنج. وفاة جناح الدولة صاحب حمص ومات صاحب حمص جناح الدولة حسين بن ملاعب، وكان بطلاً شجاعاً مذكوراً قفز عليه ثلاثة من الباطنية يوم الجمعة في جامع حمص، فقتلوه، وقتلوا.

(34/44)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 45
تسلم شمس الملوك دقاق مدينة حمص فنازلها صاحب أنطاكية الذي تملكها بعد أسر بيمنت بالإفرنج، فصالحوه على مال. وجاء شمس الملوك دقاق فتسلمها. مقتل الوزير الدهستاني وفيها قتل الوزير الأعز أبوالمحاسن عبد الجليل الدهستاني وزير بركياروق. وجاءه شاب أشقر، وقد ركب إلى خيمة السلطان وهونازل على إصبهان، فقيل: كان مملوكاً لأبي سعيد الحداد الذي قتله الوزير عام أول، وقيل: كان باطنياً فأثخن الوزير بالجراحات. وزارة الميبذي ووزر بعده الخطير أبومنصور الميبذي الذي كان وزرللسلطان محمد. وكان في حصار إصبهان متسلماً بعض السور، وطالبه محمد بمال للجند، ففارقه في الليل وخرج إلى مدينة ميبذ، وتحصن بها، فبعث بركياروق من حاصره، فنزل بالأمان. ثم رضي عنه بركياروق واستوزره. الفتنة بين شحنة بغداد إيلغازي والعامة وفيها كانت فتنة كبيرة بين شحنة بغداد إيلغازي بن أرتق وبين العامة. أنى جندي من أصحابه ملاحاً ليعبر به وبجماعة، فتأخر، فرماه بنشابةٍ

(34/45)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 46
فقتله، فأخذت العامة القاتل، فجروه إلى باب النوبي، فلقيهم ابن إيلغازي فخلصه، فرجمتهم العامة. فتألم إيلغازي، وعبر بأصحابه إلى محلة الملاحين، فنهبوها، وانتشرت الشطار، فعاثوا هناك وبدعوا، وغرق جماعة، وقتل آخرون. وجمع إيلغازي التركمان، وأراد نهب الجانب الغربي من بغداد، ثم لطف الله تعالى، وفاة قوام الدولة كبر بوقا التركي وفيها ساق صاحب الموصل قوام الدولة كبربوقا التركي في ذي القعدة عند مدينة خوي. وكان) السلطان بركياروق قد أرسله في العام الماضي إلى أذربيجان، فاستولى على أكثرها، ومرض ثلاثة عشر يوما، ودفن بخوي. وأوصى أمراؤه بطاعة سنقرجاه. فسار بهم ودخل الموصل، وأقام ثلاثة أيام. مقتل سنقرجاه صاحب الموصل وكان كبيروها قد كاتبوا الأمير موسى التركماني، وهوبحصن كيفا، ينوب عن قبربوقا. فسار مجداً، فظن سنقرجاه أنه قدم إلى خدمته، فخرج يتلقاه، ثم ترجل كل واحد منهما للآخر، واعتنقا، وبكيا عل كبربوقا، ثم ركبا، فقال سنقرجاه: أنا مقصودي المخدة والمنصب، وأما الأموال والولايات فلكم. فقال موسى: الأمر في هذا إلى السلطان. ثم تنافسا في الحديث، فجذب سنقرجاه سيفه، وضرب موسى صفحاً

(34/46)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 47
على رأسه فجرحه، فقال موسة نفسه، وجذب سنقرجاه إلى الأرض ألقاه، جذب بعض خواص موسى سكيناً قتل بها سنقر جاه. ودخل موسى البلد، وخلع على أصحاب سنقرجاه، وطيب قلوبهم، وحكم على الموصل. مقتل الأمير موسى التركماني ثم غدر به عسكره و، انضموا إلى شمس الدولة جكرمش، فافتتح نصيبين، ثم نازل الموصل، وحاصر موسى مدة، فأرسل موسى إلى سقمان بن أرتق يستنجد به، على أن أطلق له حصن كيفاً وعشرة آلاف دينار. فسار من ديار بكر ونجده، فرحل عنه جكرمش. فخرج موسى يتلقى سقمان، فوثب عليه جماعة فقتلوه، وهرب خواصه. وملك سقمان حصن كيفا، فبقيت بيد ذريته إلى سنة بضع وعشرين وستمائة. وكان بها في دولة الملك بن العادل محمود بن محمد بن قرا رسلان بن داوود بن سقمان بن أرتق صاحبها. إستيلاء جكرمش على الموصل والخابور ثم سار جكرمش وحاصر الموصل، فتسلمها صلحاً، وأحسن السيرة، وقتل الذين وثبوا على موسى. واستولى بعد ذلك على الخابور، وغيره، وقوي أمره.

(34/47)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 48
موقعة صنجيل الإفرنجي عند طرابلس قال ابن الأثير: وكان صنجيل الإفرنجي، لعنه الله، قد لقي قلج ارسلان بن سليمان بن قتلمش صاحب الروم، فهزمه ابن قتلمش، وأسر خلقاً من الإفرنج، وقتل خلقاً، وغنم شيئاً كثيراً. وبقي مع صنجيل ثلاثمائة، فوصل بهم إلى الشام، فنازل طرابلس، فجاءت نجدة دمشق نحوألفي) فارس، وعسكر حمص، وغيرهم، فالقوا على باب طرابلس، فرتب صنجيل مائة في وجه أهل البلد، ومائة لملتقى عسكر دمشق، وخمسين فارساً للحمصيين، وبقي هوفي خمسين. فأما عسكر حمص، فلم يثبتوا للحملة، وولوا منهزمين، وتبعهم عسكر دمشق. وأما أهل البلد، فقتلوا المائة الذين بارزتهم، فحمل صنجيل بالمائتين، فكسروا أهل طرابلس، وقتل منهم مقتلة، وحاصرهم، وأعانه أهل البر، فإن أكثرهم نصارى. ثم هادنهم على مالٍ.

(34/48)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 49
ونازل أنطرسوس، فافتتحها وقتل أهلها. إطلاق سراح بيمند صاحب أنطاكية وفيها أطلق ابن الدانشمند بيمند الإفرنجي صاحب أنطاكية، وكان أسره كما تقدم، فباعه نفسه بمائة ألف دينار، وبإطلاق ابنه ياغي سنان صاحب أنطاكية، وكان أسرهما لما أخذ أنطاكية من أبيها. فقدم أنطاكية، وقويت نفوس بأهلها به. وأرل إلى أهل قنسرين والعواصم يطالبهم بالإمارة، وانزعج المسلمون. حصار صنجيل لحصن الأكراد وفيها سار صنجيل إلى حصن الأكراد فحصره، فجمع جناح الدولة عسكراً ليسير إليه وليكسبهم، فقتله كما قلت باطني، بالجامع.

(34/49)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 50
وقيل: إن ربيبه الملك رضون جهز عليه من قتله. منازلة صنجيل حمص وأصبح صنجيل حمص فنازلها محاصرة القمص عكا ونزل القمص على عكا، وجد في حصارها وكاد أن يأخذها، فكشف عنها المسلمون محاصرة صاحب الرها لبيروت وفيها سار القمص صاحب الرها إلى أن نازل بيروت، فحاصرها مدة، ثم عجز عنها وترحل. طمع صاحب سمر قند في خراسان وأما سنجر، فإنه لما عاد من بغداد إلى خراسان خطب لأخيه محمد بجميع خراسان. وطمع صاحب سمر قند جبريل بن عمر في خراسان، وجمع عسكراً تملأ الأرض قيل: كانوا مائة ألف فيهم خلق من الكفار وقصد خراسان. وكان قد كاتبه كندغدي أحد أمراء سنجر، وأعلمه بمرض سنجر، وبأن السلطانين في شغل بأنفسهما. وعوفي سنجر، فسار لقصده في ستة ألاف) فارس، إلى أن وصل بلخ، فهرب كندغدي إلى خدمة قدرخان، وهوصاحب سمرقند جبريل بن عمر، ففرح بمقدمه، وسار معه فملك ترمذ، وقرب قدرخان بجيوشه إلى بلخ، فجاءت

(34/50)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 51
العيون إلى سنجر، أن قدرخان ذهب يتصيد في ثلاثمائة فارس، فندب الأمير بزغش لقصده، فساق ولحقه وقاتله، فانهزم أصحاب قدرخان لقلتهم، واسر قدرخان وكندغدي وأحضر بين يدي سنجر فقبل قدرخان الأرض واعتذر فأمر به فقتل وتكس كندغدي، ونزل في قناة مشى فيها قدر فرسخين تحت الأرض، على ما به من النقرس، وقتل فيها حيتين، وطلع من القناة، فصادف أصحابه، فسار في ثلاثمائة فارس إلى غزنة. وفاة كندغدي قال ابن الأثير: وقيل: بل جمع سنجر عساكر كثيرة، والتقى بصاحب سمر قند، وكثر القتل بين الناس، وانهزم قدرخان صاحب سمر قند، وأسر، ثم قتل. وحاصر سنجر ترمذ، وفيها كندغدي، فنزل بالأمان، وأمره بمفارقة بلاده، فسار إلى غزنه، فأكرمه صاحبها علاء الدولة وبالغ، ثم خاف منه كندغدي، ثم هرب، فمات بناحية هراة. تملك سنجر بن محمد على سمر قند وأحضر السلطان سنجر محمد بن سليمان بن بغراخان نائب مرو، وملكه سمرقند، وبعثه إليها. وهومن أولاد الخانية بما وراء النهر، وأمه ابنة السلطان ملكشاه، وسنجر خاله، فدفع عن مملكة آبائه، فقصد مرو، وأقام بها إلى الآن، فعظم شأنه، وكثرت جموعه، إلا أنه انتصب له هاغوابك، وزاحمه في الملك، وجرت له معه حروب.

(34/51)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 52
استرجاع بلنسية من النصارى وفيها نازل المسلمون بلنسية، واسترجعوها من النصارى بعد أن بقيت بأيديهم ثمانية أعوام، فجدد محراب جامعها. ودامت دار إسلام إلى أن أخذتها النصارى المرة الثانية سنة ست وثلاثين وستمائة.

(34/52)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 53
4 (سنة ست وتسعين وأربعمائة)
خلعة المستظهر بالله على ينال بن انوشتكين كان ينال بن أنوشتكين الحسامي من أمراء السلطان محمد، فسار هووأخوه علي من جهة محمد إلى الري، فورد إليه الأمير برسق من جهة السلطان بركياروق، فاقتتلا بظاهر الري، فانهزم) ينال وسلك الجبال، وقتل خلق من أصحابه، فقدم بغدد في سبعمائة فارس، فأكرمه المستظهر بالله وخلع عليه، واجتمع هو، وإيلغازي، وسقمان ابنا أرتق، تحالفوا على مناصحة محمد، وساروا إلى سيف الدولة صدقة، فخلف لهم. ظلم ينال بببغداد ورجع ينال فظلم ببغداد وعسف، واستطال عسكره على العامة بالضرب والأذية البالغة والمصادرة، تزوج هوبأخت إيلغازي، فبعث الخليفة إليه ينهاه عن الظلم، فلم ينته. إفساد ينال في البلاد وسار بعد أشهر إلى أوانا، فنهب وقطع الطريق، وأقطع القرى لأصحابه، ثم شغب باجسرا، وقصد شهربان، فمنعه أهلها، فقاتلهم، فقتل منهم طائفة، وسار، لا سلمه الله، إلى أذربيجان قاصداً مخدومه السلطان محمد.

(34/53)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 54
الفتنة في بغداد وكان قد ورد قبله إلى بغداد كمشتكين شحنة من قبل بركياروق، وكان بها ايضاً شحنة لمحمد، وهوإيلغازي بن ارتق، فحرك الفتنة، وترك الخطبة والدعوة للسلطان، واقتصروا على الدعوة للخليفة لا غير. وجاء سقمان نجدة لأخيه، فعاثو أفسد ونهب، واجتمع بأخيه فيها، ونهبا دجيلاً، ولم يبقيا على أحد، وافتضت الأبكار، وعملا ما لا تعمله التتار، وغلت الأسعار. مقاتلة سيف الدولة لكمشتكين وسار القيصري، وهوكمشتكين، إلى واسط، فتبعه سيف الدولة بالعرب وهزمهم. المصاف الخامس بين بركياروق وأخيه وفي جمادى الآخرة، كان المصاف الخامس بين بركياروق ومحمد على باب خوي، فانهزم عسكر محمد، وانهزم هوإلى أرجيش من أعمال خلاط، ثم سار إلى خلاط. واتصل به الأمير علي صاحب ارزن الروم. القبض على الوزير سديد الملك أبي المعالي، وحبس.

(34/54)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 55
وزارة ابن الموصلايا وولي النظر في الوزارة أبوسعيد بن الموصلايا الملقب بأمين الدولة. تسلم الملك دقاق الرحبة وحمص) وفيها سار الملك دقاق إلى الرحبة وحاصرها، وتسلمها وحصنها، ورجع وتسلم أيضاً حمص بعد صاحبهاجناح الدولة إنهزام الإفرنج أمام عسكر مصر في يافا وفيها قدمت عساكر مصر، فحاصرت يافا وفيها الإفرنج، ثم التقوا هم والإفرنج، فهزموهم وقتلوهم، وقتلوا من الإفرنج أربعمائة. ودخلوا في ثلاثمائة. أسير. زيارة الإفرنج لبيت المقدس ثم جاء الخلق من الإفرنج في البحر لزيارة بيت المقدس. استمرار حصار طرابلس وفيها كان الحصار مستمراً على طرابلس، والناس في بلاءٍ من الإفرنج بالشام.

(34/55)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 56
إستيلاء الإفرنج على كثير من الشام وفيها نازلت الإفرنج الرستن، ثم ترحلوا، وجرت لهم وقعات، واستولوا على شيء كثير من الشام، وهادنهم أمراء البلاد على مالٍ يؤدونه كل عام، فلا قوة إلا باله.

(34/56)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 57
4 (سنة سبع وتسعين وأربعمائة)
الصلح بين بركياروق وأخيه محمد في ربيع الآخر، وقع الصلح بين السلطانين بركياروق ومحمد وسببه أن الحرب لما تطاولت بينهما وعم المفساد، وصارت الأموال منهوبة، والدماء مسفوكة، والبلاد مخربة، والسلطنة مطموعاً فيها، محكوماً عليها، واصبح الملوك مقهورين بعد أن كانوا قاهرين. وكان بركياروق حاكماً حينئذ على الري، والجبال، وطبرستان، وفارس، ودياربكر، والجزيرة، والحرمين، وهوبالري. وكان محمد بأذربيجان وهوالحاكم عليها وعلى إرمينية، وأران، وإصبهان، والعرق جميعه سوى تكريت، وبعض البطائح. وأما خراسان فإن السلطان سنجر كان يخطب له فيها جميعها، ولأخيه محمد، وبقي بركياروق ومحمد كفتي رهان، فدخلل العقلاء بينهم بالصلح، وكتب بينهم أيمان وعهود ومواثيق، فيها ترجيح جانب بركياروق، واقيمت له الخطبة بغداد، وتسلم لإصبهان بمقتضى الصلح، وأرسل الخليفة خلع السلطنة إلى بركياروق.

(34/57)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 58
حصار الإفرنج لطرابلس ورفعه وفيها جاءت الإفرنج في البحر، فأعانوا صنجيل على حصار طربلس، وبالغوا في الحصار) اياماً، فلم يغن شيئاً، ففارقوه. إستيلاء الإفرنج على جبيل ونازلوا مدينة جبيل اياماً، وجدوا في القتال، فعجز أهلها وتسلموها بالأمان، فغدروا بأهلها، وأخذوا أموالهم وعذبوهم. إستيلاء الإفرنج على عكا ثم ساروا إلى عكا نجدةً لبرودين صاحب القدس، فحاصروها براً وبحراً، وأميرها زهر الدولة بنا الجيوشي، فزحفوا عليها مرة مرة، إلى أن عجز بنا عن عكا، ففارقها ونزل إلى البحر، وأخذتها الإفرنج بالسيف، فأنا لله وأنا إليه راجعون. وقدم واليها إلى دمشق، ثم رحل إلى مصر، وعفا عنه أمير الجيوش الأفضل.

(34/58)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 59
وقعة نهر البليخ وفيا نازلت الإفرنج حران، فسار لجهادهم سقمان وجكرمش في عشرة الآف فارس، فكانت الواقعة على نهر البليخ، فانهزم المسلمون أولاً، وتبعتهم الإفرنج فرسخين، ثم عاد المسلمون عليهم فقتلوهم كيف شاؤوا، وغنموا أسلابهم، وكان فتحاً عظيماً أذل نفوس الإفرنج بالمرة. هرب صاحب أنطاكية وصاحب الساحل وكان بيمند صاحب أنطاكية وتنكري صاحب الساحل قد كمنا وراء جبل، فلما خرجا رايا اصحابهم منهزمين، فتسحبا بالليل، وفطن يهم المسلمون قتبعوهم، وقتلوا وأسروا. وأفلت الملكان في ستة فرسان. وقوع قمص الرها في الأسر وأسروا قمص الرها، وحاز الغنيمة عسكر سقمان، ولم يظفر عسكر جكرمش صاحب الموصل بطائل. تملك سقمان وألبس أصحابه أسلاب الإفرنج، ورفع أعلامهم، وكان يأتي الحصن فتخرج الإفرنج منه، ظناً أن هؤلاء اصحابهم، فيقتلونهم، وتملك

(34/59)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 60
سقمان الحصن فعل ذلك بعدة حصون. سير جكرمش إلى حران ومحاصرته الرها وأما جكرمش فإنه سار إلى حران وتسلمها، وقر بها نائبه، وسار فحاصر الرها خمسة عشر يوماً وبها الإفرنج.) مفاداة القمص بالمال والأسرى ثم ترحل إلى الموصل وفي اسره القمص، ففاداه بخمسة وثلاثين ألف دينار، ومائة وستين اسيراً من المسلمين. حكاها ابن الأسير، وقال: كان عدة القتلى تقارب اثني عشر ألف قتيل. وفاة شمس الملوك دقاق صاحب دمشق وفيها مات صاحب دمشق شمس الملوك دقاق بن تتش، وأقيم ولده بتدبير الأتابك طغتكين.

(34/60)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 61
وفاة أرتاش أخي دقاق وقيل: بل لما مات دقاق أخضر طغتكين ارتاش أخا دقاق من بعلبك، كان أخوه حبسه بقلعتها، فلما قدم سلكنه طغتكين، فبقي في المللك ثلاثة اشهر، ثم هرب سراً لأمر توهمه من طغتكين. فذهب إلى بغدوين الذي ملك القدس مستنصراً به، فلم يحصل منه على أملٍ، فتوجه إلى العراق على الرحبة فهلك في طريقه. حصن صنجيل ومهاجمة ابن عمار له وأما صنجيل لعنه الله فطال مقامه على طرابلس، حتى أنه بنى على ميل منها حصناٍ صغيراً، وشحنه بالرجال والسلاح. فخرج صاحب طرابلس ابن عمار في ذي الحجة، فهجم أهل الحصن وملكه، وقتل كل من فيه، وهدم بعضه، ودخل البلد بالغنائم منصوراً. وكان بطلاً، شجاعاً، مهيباً، برز إلى الإفرنج مرات، وينصر عليهم، بذل وسعه في الجهاد. تخريب المقدم بزغش حصون اإسماعيلية وفيها جمع بزغش مقدم جيش سنجر عسكراً كثيراً وخلقاً من المطوعة،

(34/61)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 62
وسار إلى قتال الإسماعيلية، وقدم طبس، وهي لهم فخربها وما جاء وراءها من القلاع والقرى، وأكثر فيهم النهب والسبي والقتل، وفعل بهم الأفعال العظيمة. تأمين اإسماعيلية وسخط الناس على السلطان ثم إن أصحابه اشاروا بأن يؤمنوا، ويشترط عليهم أن لايبنوا حصناً، ولا يشترون سلاحاً، ولا يدعون أحداً إلى عقائدهم، فسخط كثير من الناس هذا الأمان، ونقموه على السلطان سنجر. ومات بزغش، ختم له بغزوهؤلاء الكلاب الزنادقة.

(34/62)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 63
4 (سنة ثمان وتسعين وأربعمائة)
وفاة السلطان بركياروق) في ربيع الآخر، مات السلطان بركياروق، وملكت الأمراء بعده ولده جلال الدولة ملكشاه، وخطب له ببغداد وهوصبي دون الخمس سنين. دخول جكرمش في طاعة السلطان محمد وأما السلطان محمد، فكان مقيماً بتبريز، فسار إلى مراغة يريد جكرمش، فحصن الموصل، وجعل أهل الضياع إلى البلد، فنازله محمد، وجد في قتاله، وقاتل في جكرمش أهل الموصل لمحبتهم فيه، ودام القتال مدةً، فلما بلغت جكرمش وفاة بركياروق، ارسل إلى محمود يبذل الطاعة ن فدخل إليه وزير محمد سعد الملك، وخرج معه جكرمش، فقام له محمد واعتنقه وقال: ارجع إلى رعيتك، فإن قلوبهم إليك، فقبل الأرض وعاد، فقدم للسلطان وللوزير تحفاً سنية، ومد سماطاً عظيماً بظاهر الموصل.

(34/63)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 64
سلطنة محمد على بغداد ثم أسرع محمد إلى بغداد وفي خدمته صاحب الموصل. وكان ببغداد ملكشاه بن بركياروق الصبي الذي سلطنه الخليفة، وأتابك الصبي إياز. فبرز وأمن بغداد، وتحالفوا على حرب محمد، ومنعه من السلطنة. وجاء محمد ونزل بالجانب الغربي، وخطب لديه، ثم ضعف إياز والأمراء، فراسلوا محمداً في الصلح وليعطي إياز أمأنا على ما سلف منه. وتم الدست لمحمد، واجتمعت الكلمة عليه، فاستخلف السلطان إلكيا الهراسي، وأقام السلطان محمد ببغداد ثلاثة اشهر، وتوجه إلى إصبهان. مقتل إياز أتابك ملكشاه وأما إياز أتابك ملكشاه، فإنه لما سلم السلطنة إلى محمد عمل دعوةً عظيمةً في داره ببغداد، دعى إليها محمداً، وقدم إليه تحفاً، منها الحبل البلخشي الذي أخذه من تركة مؤيد الملك ابن النظام. وحضر مع السلطان الأمير سيف الدولة صدقة بن مزيد. فاعتمدوا إياز اعتماداً رديئاً، وهوأنه ألبس مماليكه العدد والسلاح ليعرضوا على محمد، فدخل عليهم رجل مسخرة فقالوا: لا بد أن نلبسك درعاً. وعبثوا به يصفعونه، حتى كل وهرب، وألتجأ إلى غلمان السلطان، فرآه السلطان مذعوراً وعليه لباس عظيم، فارتاب. ثم جسه غلام، فإذا درع تحت الثياب الفاخرة، فاستشعر، وقال محمد: إذا كان أصحاب

(34/64)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 65
العمائم قد لبسوا السلاح، فكيف الأجناد وتحيل لكونه في داره، فنهض وخرج. فلما كان بعد اربعة ايام استدعى إياز وجكرمش صاحب الموصل) وجماعة وقال: بلغنا أن الملك قلج أرسلان بن سليمان بن قتلمش قصد دياربكر ليأخذها، فانظروا من ينتدب له. فقالوا: ماله إلا الأمير إياز. فطلب إيازاً إلى بين يديه لذلك، وأعد جماعة ليفتكوا به إذا ما دخل، فضربه واحد ابن رأسه، فغطى صدقة وجهه بكمه. وأما الوزير فغشي عليه. ولف إياز في مسحٍ، وألقي على الطريق. فركب أجناده وشغبوا ثم تفرقوا. وهذ أمر عدة المزاح، نسأل الله السلامة. ثم أخذه قوم من المطوعة، وكفنوه ودفنوه. وعاش نحوالأربعين سنة. وكان من مماليك السلطان ملكشاه. وكان شجاعاً غزير المروءة، ذا خبرة بالحروب. ثم قتلوا وزيره بعد شهرين. هلاك صنجيل وفيها هلك الطاغية صنجيل الذي حاصر طرابلس في هذه المدة، وبنى بقربها قلعة وكان من شياطين الإفرنج ورؤوسهم. ووصل إلى الشام

(34/65)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 66
ليحج القدس، فأخذ بأرض صيداء وذهب حينئذٍ عينه. ودار في بلادالشام بزي التجار فلما توفي السلطان ملكشاه واختلفت الكلمة دخل إلى بلاده، وجمع الإفرنج للحج، ودخل أنطاكية، وحارب المسلمين مرات، وتمكن. ثم شن الغارة من حصنه، فبرز له ابن عمار من طرابلس، وكبس الحصن بغتةً، فقتل من فيه، ورمى بالنيران في جوانبه، ورجع صنجيل، فدخل الحصن، فانخسف به سقفه، ثم مرض وغلب، فصالح صاحب طرابلس. ثم مات في سنة ثمانٍ. فقام بعده أخيه وجد في حصار طرابلس، والأمر بيد الله تعالى. وفاة الأمير سقمان بن أرتق وفيها توفي الأمير سقمان بن أرتق، وكان فخر الملك ابن عمار صاحب طرابلس كاتبه واستنجد به، فتهيأ لذلك، فأتاه وهوعلى العزم كتاب طغتكين صاحب دمشق: بأني مريض أخاف إن مت أن تملك الإفرنج دمشق، فأقدم

(34/66)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 67
علي فبادر إلى دمشق، ووصل القريتين، وأسقط في يد طغتكين وندم، فلم يلبث أن أتاه الخبر بموت سقمان بالقريتين بالخوانيق، وكانت تعتريه كثيراً، فمات في صفر، ورجع به عسكره، ودفن بحصن كيفا. وكان ديناً حازماً مجاهداً، فيه خير في الجملة. قتل الإسماعيلية للحجاج الخراسانيين وأما الإسماعيلية فثاروا بخراسان، ولم يقفوا على الهدنة فعاثوا بأعمال بيهق، وبيتوا الحجاج) الخراسانيين بنواحي الري ووضعوا فيهم السيف، ونجا بعضهم بأسوأ حال. قتل الإسماعيلية ابن المشاط وقتلوا الإمام أبا جعفر المشاط أحد شيوخ الشافعية، وكان يعظ بالري، فلما نزل عن الكرسي وثب عليه باطني قتله. إستيلاء الإفرنج على حصن أرتاح وفيها كانت وقعة بين الإفرنج ورضوان بن تتش صاحب حلب، فانكسر رضوان. وذلك أن تنكري صاحب أنطاكية نازل حصناً، فجمع رضوان عسكراً ورجالة كثيرة، فوصلوا إلى تبريز. فلما رأى تنكري كثرة سوادهم راسل بطلب الصلح، فامتنع رضوان، فعملوا مصافات، فانهزمت الإفرنج من غير قتال. ثم قالوا: نعود ونحمل حملةً صادقةً، ففعالوا، فانخطف المسلمون، وقتل

(34/67)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 68
منهم بشر كثير. ولم ينج من الأسر إلا الخيالة. وافتتح الإفرنج الحصن. ويقال له حصن أرتاح. وذلك في شعبان. الموقعة بين المسلمين والإفرنج بين يافا وعسقلان وفيها قدم المصريون في خمسة آلاف، وكاتبوا طغتكين أحب دمشق، فأرسل ألفاً ثلاثمائة فارس، عليهم الأمير إصبهبذ صباوة فاجتمعوا، وقصدهم ببغدوين صاحب القدس وعكا في ألف وثلاثمائة فارس، وثمانية الآلف راجل، فكان المصاف بين يافا وعسقلان، وثبت الفريقان، حتى قتل من المسلمين ألف ومائتان، ومن الإفرنج مثلهم، فقتل نائب عسقلان جمال الملك. ثم قطعوا القتال وتحاجزوا. وقل أن يقع مثل هذا. ثم رد عسكر دمشق، ودخل المصريون إلى عسقلان. شحنكية بغداد وفيها عزل عن شحنكية بغدلد إيلغازي بن أرتق، وجعل السلطان محمد على بغداد قسيم الملك سنقر البرسقي، وكان ديناً عاقلاً من خواص محمد. دخول السلطان محمد إصبهان ودخل محمد إصبهان سلطأنا متمكناً، مهيباً، كثير الجيوش، بعد أن كان

(34/68)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 69
خرج منها خائفاً، يترقب، وبسط العدل، وأحسن إلى العامة. الجدري والوباء في بغداد) وفيها كان ببغداد جدري مفرط، مات فيه خلق من الصبيان لا يحصون وتبعه وباء عظيم. مواصلة حصار طرابلس وكان الحصار متواتراً على طرابلس. وكتب أهلها متواصلة إلى طغتكين يستصرخونه لإنجادهم وعونهم، فأهلك الله تعالى صنجيل مقدم الإفرنج، وقام غيره كما سبق.

(34/69)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 70
4 (سنة تسع وتسعين وأربعمائة)
قتل متنبيء بنهاوند وفيها ظهر بنواحي نهاوند ولد فادعى النبوة، وكان يمخرق بالسحر والنجوم، وتبعه الخلق، وحملوا إليه أموالهم، فكان لا يدخر شيئاً. وسمى أصحابه باسماء الصحابة أبي بكر، وعمر. قتل خارج يطلب الملك بنهاوند وخرج أيضاً بنهاوند من ولد ألب أرسلان السلطان رجل يطلب الملك، فأخذا وقتلا في وقت واحد. استرجاع طغتكين حصنين من الإفرنج وفيها شرع الإفرنج وعملوا في حصنٍ بين طبرية والبثنية يقال له عال، فبلغ طغتكين صاحب دمشق، فسار وأخذ الحصن، وأعاد الأسارى والغنائم وزينت دمشق أسبوعاً.

(34/70)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 71
ثم سار إلى حصن رفنية، وصاحبه ابن أخت صنجيل، فحاصره طغتكين وملكه، وقتل به خمسمائة من الإفرنج. إمتلاك اإسماعيلية حصن فامية وفيها ملك اإسماعيلية حصن فامية وقتلوا صاحبه خلف بن ملاعب الكلأبي. وكان خلف قد تغلب على حمص، وقطع الطريق، وعمل أغس مما تعمله الإفرنج فطرده تتش عن حمص، فذهب إلى مصر، فما التفتوا إليه. فاتفق أن نقيب فامية من جهة رضوان بن تتش أرسل إلى المصريين، وكان على مذهبهم، يستدعي منهم من يسلم إليه الحصن، فطلب ابن ملاعب منهم أن يمون والياً عليه لهم. فلما ملك خلع طاعتهم. فأرسلوا من مصر يتهددونه بما يفعلونه بولده الذي عندهم رهينة، فقال: لاأنزل من قلعتي، وابعثوا إلي بعض أعضاء ابني حتى آكله. وبقي بفامية يقطع الطريق، ويخيف السبيل، وانضم إليه الكثير من المفسدين. قتل ابن ملاعب بحيلة قاضي سرمين) ثم أخذت الإفرنج سرمين، وأهلها رافضة، فتوجه قاضيها إلى ابن ملاعب فأكرمه وأحبه، ووثق به، فأعمل القاضي الحيلة، وكتب إلى أبي طاهر

(34/71)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 72
الصائغ أحد رؤوس الباطنية ومن الواصلين عند رضوان صاحب حلب واتفق معه على الفتك بابن ملاعب. وأحس ابن ملاعب فأحضر القاضي، فجاء وفي كمه مصحف، وتنصل وخدع ابن ملاعب، فسكت عنه وكتب إلى الصائغ يشير إليه بأن يحسن لرضوان إنقاذ ثلاثمائة رجل من أهل سرمين الذين نزحوا إلى حلب، وبنقذ معهم خيلاً من خيول الإفرنج، وسلاحاً من سلاحهم، ورؤوساً، من رؤوس الإفرنج، فيأتون ابن ملاعب في صورة أنهم غزاة، ويشكون من سوء معاملة رضوان الملك لهم. وأنهم فارقوه، فلقيهم طائفة من الإفرنج، فنصروا على الإفرنج، وهي رؤوسهم. ويحملون على جميع مامعهم إليه، فإذا اذن لهم في المقام عنده اتفق على إعمال الحيلة. ففعل الصائغ جميع ذلك، وجاؤوا بتلك الرؤوس، وقدموا لابن ملاعب ما معهم من خيل وغيرها، فأنزلهم ابن ملاعب في ربض فامية. فقام القاضي ليلة هوومن معه بالحصن، فدلوا حبالاً، وأصعدوا أولئك من الربض، ووثبوا إلى أولاد ابن ملاعب وبني عمه فقتلوهم، وأتوا ابن ملاعب وهومع امرأته فقال: من أنت قال: ملك الموت جئت لقبض روحك. ثم قتله. ثم وصل الخبر إلى أبي طاهر الصائغ، فسار إلى فامية، وهولا يشك أنها له. فقال القاضي: إن وافقتني وأقمت معي، وإلا فارجع. فآيس ورجع. قتل الإفرنج قاضي سرمين وكان عند طغتكين الأتابك ولد لابن ملاعب فولاه حصناً، فقطع

(34/72)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 73
الطريق، وأخذ القوافل كأبيه. فهم بالقبض عليه طغتكين، فهرب إلى الإفرنج، واستدعاهم إلى فامية، وقال: ما فيها إلا قوت شهر. فنازلوه وحصروه، وجاع أهله، وملكته الإفرنج، فقتلوا القاضي المذكور. وظفروا بالصائغ فقتلوه، وهوالذي أظهر مذهب الباطنية بالشام، فقيل: لم يقتلوه وإنما بقي إلى سنة سبعٍ وخمسمائة، فقتله ابن بديع رئيس حلب بعد موت رضوان صاحبها. إفساد ربيعة والعرب في البصرة ونواحيها وفيها ملك ضيف الدولة صدقة بن مزيد الأسدي البصرة، وحكم عليها، وأقام بها نائباً، وجعل معه مائةً وعشرين فارس. فاجتمعت ربيعة، والعرب، في جمع كبير، وقصدوا البصرة، فقاتلهم النائب، فأسروه، ودخلوا البلد بالسيف، فنهبوا وأحرقوا، وما أبقوا ممكناً، وانتشر أهلها بالسواد.) وأقامت العرب تفسد شهراً، فأرسل صدقة عسكراً وقد فات الأمر. اشتداد الحصار على طرابلس وأما ابن عمار فكان يخرج من طرابلس وينال من الإفرنج، وخرب الحصن الذي أقامه صنجيل، وحرق فيه، فرجع صنجيل ومعه جماعة من القمامصة والفرسان، فوقف على بعض السقوف المحترقة، فانخسف، فمرض صنجيل عشرة أيام ومات، لعنه الله تعالى وحملت جيفة الملعون إلى القدس، فدفنت به. ولم يزل الحرب بين أهل طرابلس والإفرنج خمس سنين إلى هذا الوقت.

(34/73)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 74
فعدموا الأقوات، وافتقر الأغنياء، وجلا الفقراء، وظهر من ابن عمار ثبات، وشجاعة عظيمة، ورأي، وحزم. وكانت طرابلس من أعظم بلاد الإسلام وأكثرها تجملاً وثروة، فباع أهلها من الحلي والات الفاخرة ما لا يوصف بأقل ثمن، ولا أحد يغيثهم، ولا يكشف عنهم. وأمتلأت الشام من الإفرنج.

(34/74)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 75
4 (سنة خمسمائة)
وفاة يوسف بن تاشفين فيها توفي أمير المغرب والأندلس يوسف بن تاشفين. سلطنة علي بن يوسف بن تاشفين وولي الملك بعده ابنه علي بن يوسف. وكان قد بعث فيما تقدم تقدمة جليلة، ورسلاً إلى المستظهر بالله، يلتمس أن يولى السلطة، وأن يقلد ما بيده من البلاد، فكتب له تقليداً، ولقب أمير المسلمين، وبعث له خلع السلطنة، ففرح بذلك، وسر فقهاء المغرب بذلك. وهوالذي أنشأ مدينة مراكش. مقتل فخر الملك ابن نظام الملك ويوم عاشوراء قتل فخر الملك علي بن نظام الملك. وثب عليه واحد من اإسماعيلية في زي متظلم، فناوله قصةً، ثم ضربه بسكين فقتله. وعاش ستاً وستين سنة.

(34/75)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 76
ونقل ابن الأثير أنه كان أكبر أولاد النظام، وأنه وزر للسلطان بركياروق، ثم انفصل عنه، وقصد نيسابور، فأقام عند السلطان سنجر، ووزر له. فاصبح يوم عاشوراء صائماً، فقال لأصحابه: رأيت الليلة الحسين بن علي رضي الله عنهما وهويقول: عجل إلينا، وليكن إفطارك عندنا. وقد اشتغل فكري، ولا محيد عن قضاء الله وقدره. فقالوا: يكفيك الله، والصواب، أن لا تخرج اليوم والليلة. فاقام) يومه كله يصلي ويقرأ، وتصدق بشيء كثير، ثم خرج وقت العصر يريد دار النساء، فسمع صياح متظلم، شديد الحرقة، هويقول: ذهب المسلمون، فلم يبق من يكشف كربة، ولا يأخذ بيد ملهوف. فطلبه رحمةً له، وإذا بيده قصة، وذكر الحكاية. القبض على الوزير سعد الملك وصلبه وفيها قبض السلطان محمد على وزيره سعد الملك أبي المحاسن، وصلبه على بباب إصبهان، وصلب أربعة من أصحابه نسبوا أنهم باطنية. وأما الوزير فاتهم بالخيانة، وكانت وزارته سنتين وتسعة اشهر. وكان على ديوان الإستيفاء في أيام وزارة مؤيد الملك ابن نظام الملك، ثم خدم السلطان محمد وقام معه، فاستوزه. ثم نكبه وصلبه. وزارة قوام الملك ثم استوزر قوام الملك أبا ناصر أحمد ابن نظام الملك. إنتزاع قلعة إصبهان من الباطنية وقتل صاحبها وفيها انتزع السلطان محمد قلعة إصبهان من الباطنية، وقتل صاحبها أحمد بن عبد الملك بن غطاس وكانت الباطنية بأصبهان قد ألبسوه تاجاً،

(34/76)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 77
وجمعوا له الأموال، وقدموه لأن أباه عبد الملك كان من علمائهم له أدب وبلاغة، وحسن خط، وسرعة جواب، مع عفة ونزاهة، وطلع ابنه أحمد هذا جاهلاً. قيل لابن الصباح صاحب ألموت: لماذا تعظم ابن غطاس على جهله قال: لمكان أبيه، فإنه كان أستاذي. وكان ابن غطاس قد استفحل أمره، واشتد باسه، وقطعت أصحابه الطرق، وقتلوا الناس. رواية ابن الأثير عن قتل ابن غطاس قال ابن الأثير: قتلوا خلقاً كثيراً لا يمكن إحصاؤهم، وجعلة لهم على القرى والأملاك ضرائب يأخذونها، ليكفوا أذاهم عنها. فتعذر بذلك انتفاع الناس بأملاكهم، والدولة بالضياع. وتمشى لهم الأمر بالخلف الواقع. فلما صفا الوقت لمحمد لم يكن همه سواهم. فبدأ بقلعة إصبهان، لتسلطها على سرير ملكه، فحاصرهم بنفسه، وصعد الجبل الذي يقابل القلعة، ونصب له التخت. واجتمع من إصبهان وأعمالها لقتالهم الأمم العظيمة، فأحاطوا بجبل القلعة، ودوره أربعة فراسخ، إلى أن تعذر عليهم القوت، وذلوا، فكتبوا فتيا:

(34/77)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 78
ما يقول السادة الفقهاء في قوم يؤمنون بالله وكتبه ورسله واليوم الآخر، وإنما يخالفون في الإمام، هلل يجوز للسلطان مهادنتهم) وموادعتهم، وأن يقبل طاعتهم فأجاب الفقهاء بالجواز، وتوقف بعض الفقهاء. فجمعوا للمناظرة، فقال أبوالحسن علي بن عبد الرحمن السمنجاني: يجب قتالهم، ولا ينفعهم اللفظ بالشهادتين، فإنهم يقال لهم: أخبرونا عن إمامكم إذا أباح لكم ما حذره الشارع أيقبلون منهم فإنهم يقولون: نعم، وحينئذ تباح دماؤهم بالإجماع. وطالت المناظرة في ذلك. ثم بعثوا يطلبون من السلطان من يناظرهم، وعينوا اشخاصاً، منهم شيخ الحنفية القاضي أبوالعلا صاعد بن يحيى قاضي إصبهان، فصعدوا إليهم، وناظروهم، وعادوا كما صعدوا. وإنما كان قصدهم التعلل، فلج السلطان حينئذ في حصرهم. فأذعنوا بتسليم القلعة على أن يعطون قلعة خالنجان، وهي على مرحلة من إصبهان. وقالوا: إن نخاف على أرواحنا من العامة، ولا بد من مكان نأوي إليه. فأشير على السلطان بإجابتهم، فسألوا أن يؤخرهم إلى يوم النوروز، ثم يتحولون. فأجابهم إلى ذلك. هذا، وقصدهم المطاولة إنتظاراً لفتقٍ ينفتق، أوحادث يتجدد. ورتب لهم الوزير سعد الملك راتباً كل يوم. ثم بعثوا من وثب على أمير

(34/78)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 79
كان جد في قتالهم، فجرح وسلم، فحينئذٍ خرب لسلطان قلعة خالنجان، وجدد الحصار عليهم. فطلبوا أن ينزل بعضهم، ويرسل السلطان معهم من يحميهم إلى قلعة الناظر بأرجان، وهي لهم، وإلى قلعة طبس، وأن يقيم باقيهم في ضرس القلعة إلى أن يصل إليهم من يخبرهم بوصول أصحابهم، فأجابهم إلى ذلك، وذهبوا، ورجع من أخبر الباقن بوصول أولئك إلى القلعتين. فلم يسلم ابن غطاس الناس الذين احتموا فيه، ورأى السلطان منه الغدر والرجوع عما تقرر، فزحف الناس عليه عامة، في ثاني ذي القعدة. وكان قد قل عنده من يمنع أويقاتل، وظهرمنه بأس شديد، وشجاعة عظيمة، وكان قد استأمن إلى السلطان إنسان من أعيانهم فقال: أنا أدلكم على عورة لهم، فأتى بهم إلى جانب السن لا يرام فقال: اصعدوا من ههنا. فقيل: إنهم قد ضبطوا هذا المكان وشحنوه بالرجال. فقال: إن الذي ترون أسلحة وكزغندات قد جعلوها كهيئة الرجال، وذلك لقلتهم. وكان جميع من بقي ثمانين رجلاً. فصعد الناس من هناك، وملكوا الموضع، وقتلوا أكثر الباطنية، فاختلط جماعة منهم على من دخل فسلموا، واسر ابن غطاس، فشهر باذربيجان، وسلخ، فتجلد حتى مات، وحشي جلده تبناً وقتل ولده، وبعث برأسيهما إلى بغداد. وألقت زوجته نفسها من رأس القلعة فهلكت. وضرب محمد القلعة.

(34/79)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 80
وكان والده السلطان جلال الدولة هوالذي بناها. يقال: إنه غرم على بناءها ألفي ألف دينار) ومائتي ألف دينار، فاحتال عليها ابن غطاس حتى ملكها، وأقام بها اثنتي عشر سنة. عزل الوزير ابن جهير وفي صفر عزل الوزير أبوالقاسم علي بن جهير، كان قد وزر للخليفة ثلثة أعوام وخمسة أشهر. فهرب إلى دار سيف الدولة صدقة بن مزيد ببغداد ملتجئاً إليها، وكانت ملجأً لكل ملهوف. فأرسل إليه صدقة من أحضره إلى الحلة، وأمر الخليفة بأن تخرب داره. وزارة أبي المعالي ابن المطلب ثم تقررت الوزارة في أول السنة إحدى وخمسمائة لأبي المعالي هبه الله بن المطلب غرق قلج أرسلان وفيها غرق قلج أرسلان بن سليمان بن قتلمش صاحب قونية، سقط في الخابور فغرق. ووجد بعد أيام منتفخاأ، والحمد لله على العافية. إستنجاد طغتكين وابن عمار بالسلطان السلجوقي وتتابعت كتب أتابك طغتكين وفخر الملك ابن عمار ملك الشام وإلى

(34/80)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 81
السلطان غياث الدين محمد بن ملكشاه، بعظيم ما حل بالشام وأهله من الإفرنج، ويستصرخون به، ويستنجدون به ليدركهم، فندب جيشاً عليهم جاولي سقاوة، وكاتب صدقة بن مزيد، وصاحب الموصل وغيرهما لينهضوا إلى حرب الكفار. فثقل ذلك على المكاتبين ونكلوا عن الجهاد، وأقبلوا على حظوظ الأنفس، فلا قوة إلا بالله. إستظهار الروم على الإفرنج وكان ابن قتلمش نفذ بعض جيشه لإنجاد صاحب قسطنطينية على بيمند وإفرنج الشام، فلما التقى الجمعان استظهر الروم وكسروا الإفرنج شر كسرة، أتت على أكثرهم بالقتل والأسر. وفصل الأتراك جند ابن قتلمش بعد أن خلع عليهم طاغية الروم وأكرمهم. انتهت الوقائع ولله الحمد والمنّة. ويتلوها طبقات المتوفين في هذه السنتين إن شاء الله تعالى، وبه أستعين، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه، وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين. وكان الفراغ من هذا الكتاب يوم الثلاثاء الساعة الثالثة ونصف من شهر ربيع الثاني من شهور سنة الخامسة والثلاثين بعد الثلاثمائة وألف من الهجرة النبوية، على صاحبها أفضل الصلاة والسلام، وأزكى التحية. والله أعلم.)

(34/81)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 82

(34/82)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 83
5 (بسم الله الرحمن الرحيم)

5 (الطبقة الخمسون وفيات)

4 (وفيات سنة إحدى وتسعين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)
أحمد بن ابراهيم بن أحمد: أبوالعباس بن الحطاب الرازي، ثم المصري الفقيه الشافعي. سمع: أبا الحسن بن السمسار بدمشق، وشعيب بن المنهال، وإسماعيل بن عمروالحداد، وعلي بن منير الخلال بمصر، وجماعة كثيرة. روى عنه: ابنه أبوعبد الله الرازي صاحب المشيخة والسداسيات، وغيث بن علي. وكتب عنه من القدماء: أبوزكريا عبد الرحيم البخاري، ومكي الرميلي. قال ابنه: قال أبي في سكرة الموت: مالي في الدنيا حسرة إلا أني مشيت في ركاب الشيوخ، وسافرت إليهم باليمن والشام، ومصر، وها أنا أموت، ولم يؤخذ عني ما سمعته على الوجه الذي أردت. قال أبي: وحججت سنة أربع عشرة وأربعمائة، وقرأت بمكة بروايات على

(34/83)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 84
أبي عبد الله الكارزيني. أحمد بن الحسين بن أحمد بن جعفر. أبوحامد الفقيه الهمذاني. روى عن: أبيه، ومحمد بن عيسى، وأبي نصر أحمد بن الحسين الكسار، وجعفر بن محمد الحسيني. قال شيرويه: سمعته، وكان أحد المشايخ البلد ومفتيه. مات في صفر في سادس وعشرين وكان من جلة الشافعية. أحمد بن سهل أبوبكر النيسابوري السراج. روى عن: محمد بن موسى الصيرفي، وأبي بكر الحيري، وعلي بن محمد الطرازي، وكان فقيهاً ورعاً، عابداً صالحاً. ولد سنة ثمان وأربعمائة، وكان يتكلم عن الحديث وشرحه. حدّث عنه: أبوسعيد محمد بن أحمد الخليلي النوقاني الحافظ،

(34/84)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 85
وعمر بن أحمد الصفار، وعبد الله بن الفرواي، وعبد الخالق بن زاهر، أبوه زاهر ووجيه ابنا الشحامي، وجماعته. توفي في ليلة السابع والعشرين من رمضان. أحمد بن عبد الغفار بن أحمد بن علي بن أحمد بن اشته. أبوالعباس الإصبهاني الكاتب. شيخ مكثر مسند. سمع أبا سعيد النقاش، وعلي بن ميلة الفقيه، وابن عقيل الباوردي،

(34/85)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 86
والفضل بن شهريار، وغيرهم. وتوفي في ذي الحجة عن اثنتين وثمانين) سنة. روى عنه: السلفي، وأبوسعيد البغدادي. أحمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحيم التيمي. المعروف بابن اللبان المتكلم. يروي عن: أبي نعيم، وغيره. روى عنه: السلفي، وورخة. أحمد بن عبد اللعزيز. الإمام أبوسعد البردعي الحنفي الفقيه. كان عليه مدار الفتوى بنيسابور. وكان يعقد مجالس الوعظ من غير تكلف على طريقة أهل الورع، ويذكر مسائل أهل الفقه مما ينفع العوام. وكان يميل إلى الاعتزال. ثم صار يحضر مجالس الشافعية، يستطيب طريقة أهل السنة ويظهر انه تارك لما كان عليه. ومال إلى التصوف. توفي في ثامن عشر ذي القعدة. وماأظنه حدث. أحمد بن المبارك أبوسعد البغدادي الأكفاني المقريء. شيخ معمر.

(34/86)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 87
قرأ على: أبي الحسن الحمامي إلى سورة سبأ. قرأ عليه: أبوالكرم الشهرزوري. وروى عن: بشر بن القاسم. روى عنه: ابن السمر قندي، وابن ناصر. وكان سمساراً. أحمد بن محمد بن عبد الله بن حسن بن بشرويه. أبوالعباس الإصبهاني الحافظ. سمع: أبا عبد الله بن حسنوكية، ومحمد بن علي بن مصعب، وأبا نعيم الحافظ، ومحمد بن عبد الله بن شهريار، والهيثم بن محمد الخراط، وابراهيم بن محمد بن إبراهيم الجلاب، وأبا ذر محمد بن إبراهيم الصالحاني، ومن بعدهم. قال السلفي: كان أهل المعرفة بالحديث والفقه والفرائض، كتبنا بانتخابه كثيراً، وأكثرنا عنه لثبته ومعرفته. وسمعته يقول: ولدت سنة خمس عشرة. قلت: توفي في جمادى الآخرة. وروى عنه: هبه الله بن طاوس. وقيل: مات سنة سبعٍ. إبراهيم بن خلف بن إبراهيم بن لب أبوإسحاق التجيبي القرطبي، ويعرف بابن الحاج.

(34/87)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 88
سمع من: بكر بن عيسى الكندي، وحج ورأى أبا ذر الهروي، ولم يسمع عنه. وأجاز لابن أخيه محمد بن أحمد بن خلف في هذا العام، وانقطع خبره بعد. إبراهيم بن سليم بن ايوب أبوسعد الرازي. سمع من والده ومن أبي الحسين ابن الطبال بمصر ومن عبد الوهاب بن) برهان الغزالي بصور ومن كريمة بمكة ومن الجوهري ببغداد. وتوفي بدمشق في ذي الحجة. سمع منه: غيث، وأبومحمد بن صابر. إبراهيم بن يحيى بن موسى أبوإسحاق الكلاعي القرطبي. ويعرف بابن العطار. سمع من: أبي محمد الشنتجالي. وحج، وسمع من: أبي زكريا عبد الرحيم البخاري، وغيره. قال أبوبحر الأسدي: لقيته في سنة إحدى وتسعين بالجزائر، وكان ثقة نبيهاً.

(34/88)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 89
إبراهيم بن يونس بن محمد. أبوإسحاق المقدسي الخطيب الإصبهاني الأصل. سمع بدمشق: أبا القاسم إبراهيم بن محمد الحنائي، وأبا القاسم علي بن محمد السميساطي. وبالمقدس: الفقيه أبا محمد عبد الله بن الوليد الأندلسي، وعلي بن طاهر، وعبد الرحيم بن أحمد البخاري الحافظ، وخزرون بن الحسن، وجماعة. روى عنه: أبومحمد بن الأكفاني، والخضر بن عبدان، ونصر بن أحمد بن مقاتل. وكان تلا القرآن. توفي بدمشق في ذي الحجة، له سبعون سنة. إسماعيل بن علي بن طاهر. أبوالقاسم الرازي السلفي. من شيوخ إصبهان. روى عن: أبي بكر بم أبي علي الذكواني المعدل، وأبي بكر بن محمد بن حمويه، وعلي بن أحمد الجرجاني. وعنه: أبوطاهر السلفي، وقال: توفي في ربيع الآخر.
4 (حرف الجيم)
جعفر بن حيدر بن محمد. الشيخ أبوالمعالي العلوي الهروي، شيخ الصوفية. وكان ورعاً زاهداً.

(34/89)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 90
سمع بنيسابور: شيخ الإسلام أبا عثمان الصابوني، وأبا سعيد الكنجروذي. وتوفي بهراة. ذكر السماني في الذيل.
4 (حرف الحاء)
حاتم بن محمد بن علي بن أبي محمد حاتم محمد بن يعقوب إسحاق بن محمود أبومحمد الهروي الحاتمي. شيخ صالح. سمع: أبا منصور محمد بن عبد الله بن إبراهيم الفاسي صاحب حامد الرفاء. وروى عنه: علي بن حمزة الموسوي، وعبد الفتاح بن عطاء، وعبد الواسع بن أبي بكر السقطي. مات بهراة في جمادى الأولى عن نيفٍ وثمانين سنة.) حديد بن حسن المؤدب الشيباني. حدث عن أبي إسحاق البرمكي، توفي في شوال. الحسن بن أحمد بن محمد الحافظ أبومحمد السمر قندي صاحب الحافظ جعفر بن محمد

(34/90)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 91
المستغفري. توفي قي ذي القعدة بنيسابور عن اثنين وثمانين سنة. كان مكثراً فاضلاً، وغيره أتقن وأحفظ منه. وقال ابن السمعاني: سألت إسماعيل الحافظ عن الحسن السمر قندي فقال: إمام حافظ. سمع وجمع وصنف. سمع من: المستغفري، وعبد الصمد العاصمي، وشيوخ بخارى، وبلخ، ونيسابور. وأكثر السماع عنهم. قلت: روى عنه خلق من شيوخ عبد الرحيم بن السمعاني. وقال عمر بن محمد بن لقمان النسفي في كتاب القند: ذكر الإمام الحافظ قوام السنة أبومحمد الحسن بن أحمد بن محمد بن القاسم بن جعفر السمر قندي اللوخميتني نزيل نيسابور: لم يكن في زمانه في فنه مثله في الشرق والغرب، له كتاب بحر الأسانيد في صحاح المسانيد، وجمع فيه مائة ألف حديث، ورتب هذب، لم يقع في الإسلام مثله وهوثمانمائة جزء. وذكر عبد الغافر فقال: عديم النظير في حفظه. قدم نيسابور، وسمع اابن مسرور، وأبا عثمان الصابوني، والكنجروذي. وطائفة. وعاد إلى سمر قند. ثم قدم نيسابور واستوطنها. وهومكثر عن المستغفري. قلت: روى عنه: عبد الرحمن القشيري، ومحمد بن جامع خياط الصوف، والجنيد القايني. وأكبر شيخ له منصور الكاغدي.

(34/91)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 92
الحسين بن أحمد بن عبد الرحمن بن علي بن أيوب بن معافى أبوعبد الله العكبري. سمع: أبا الحسين بن بشران، ومحمود بن عمر العكبري. وعنه: إسماعيل السمر قندي، وأبوالكرم الشهرزوري، وعمر بن ظفر. مات في شوال، وقيل: في رمضان عن ثمان وثمانين سنة. الحسين بن الحسن الفقيه أبوعبد الله الشهرستاني الشافعي. قاضي دمشق. سمع بنيسابور من أبي القاسم القشيري وبجرجان من إسماعيل بن مسعدة وبالعراق من ابن هزارمرد الصريفيني. قال ابن عساكر: ثنا عنه هبه الله بن طاوس، وكان حسن السيرة في الأحكام. ولي قضاء دمشق سنة سبعٍ وسبعين في أيام تتش، وكان شديداً على من خالف الحق. واستشهد بظاهر انطاكية بيد الإفرنج) يوم المصاف. الحسين بن علي الدمشقي المقريء. ويعرف بالدمنشي. سمع أبا الحسين بن أبي الحديد. وكان رافضياً. سعى بالحافظ أبي بكر الخطيب إلى أمير الجيوش وقال: هوناصبي يروي فضائل الصحابة، وفضائل بني العباس في جامع دمشق. فكان ذلك سبب نفي الخطيب من دمشق.

(34/92)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 93
4 (حرف الراء)
روح بن محمد بن عبد الواحد بن عباس. أبوطاهر الرازامي الصوفي. سمع: أبا الحسن علي بن عبدكوية، وبا بكر بن أبي علي الذكواني، وعبد الواحد منصور الكاغذي الباطرقاني، وعلي بن أحمد الجرجاني. وتوفي في شعبان. روى عنه السلفي.
4 (حرف السين)
سعيد بن محمد بن يحيى أبوالحسين الإصبهاني الجوهري، من كبار شيوخ السلفي. يروي عن: علي بن ميلة الفرضي، وأبي نعيم الحافظ. توفي في المحرم. وكان فقيهاً عالماً، وأبوه يروي عن ابن المقريء. حدث عنه أبوسعيد المطرزي. قيل: ظهر لسعيد سماع من ابن مردوية. سهل بن بشر بن أحمد بن سعيد.

(34/93)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 94
أبوالفرج الإسفرائيني الصوفي المحدث، نزيل دمشق. سمع على: حمصة، وعلي بن منير، وعلي بن ربيعة، ومحمد بن الحسين الطفال، والحسن بن خلف الواسطي صاحب الرياشي بمصر. وسمع بجرجان: محمد بن عبد الرحيم. وببغداد: الجوهري. وبدمشق: رشأ بن نظيف، وابن سلوان، وهذه الطبقة. وبالرملة: ابن الترجمان الصولي. وبصور سليم بن ايوب. وبتنيس: علي بن الحسين بن جابر. روى عنه: إبناه طاهر والفضل، وجمال الإسلام أبوالحسن، وهبه الله بن طاوس، ومحفوظ النجار، ونصر الله المصيصي الفقيه، وأحمد بن سلامة، وحمزة بن علي الحبوبي، وعبد الرحمن بن أبي الحسن الداراني، وجماعة. وقال: ولدت سنة تسعٍ وأربعمائة. توفي في ربيع الأول. وقال غيث: سألت أبا بكر الحافظ عن سهل بن بشر فقال: كيس صدوق.)

(34/94)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 95
4 (حرف الطاء)
طراد بن محمد بن علي بن الحسن بن محمد. النقيب، الكامل، أبوالفوارس بن أبيالحسن بن أبي القاسم بن أبي تمام الهاشمي العباسي الزينبي البغدادي، نقيب النقباء. قال السمعاني: ساد الدهر رتبة وعلواً وفضلاً ورأياً وشهامة. ولي نقابة العباسيين بالبصرة، ثم انتقل إلى بغداد. وكان من أكفى أهل الدهر، متعه الله بسمعه وبصره وقوته وحواسه. وكان يترسل من الديوان إلى الملوك، وحدث بإصبهان كذلك، وصارت إليه الرحلة من الأقطار. وأملى بجامع المنصور، وكان يحضر مجلس إملائه جميع أهل العلم من الطوائف وأصحاب الحديث والفقهاء. ولم ير ببغداد على ما ذكر مثل مجالسه بعد أبي بكر القطيعي. وأملى سنة تسعٍ وثمانين بمكة، والمدينة، وألحق الصغار بالكبار.

(34/95)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 96
سمع هلال بن محمد الحفار، وأبا نصر أحمد بن محمد بن حنسون النرسي، وأبا الحسين بن بشران، والحسين بن عمر بن برهان، وأبا الفرج أحمد بن المقرب الكرخي، ويحيى بن ثابت البقال. وشهدة بنت الإبري، وخلق كثير آخرهم وفاة أبوالفضل خطيب الموصل، وقال أبوعلي الصدفي: كان أعلى أهل بغداد منزلة عند الخليفة، وكنا نكر إليه، فيتعذر علينا السماع منه والوصول إليه، وعند بابه الحجاب، ولعل زي بعضهم فوق زيه. وكنا نقرأ عليه وهويركع، إذ ليس مثله ما يرد. وربما اتبعناه ونحن نقرأ عليه إلى أن يركب. وقال السلفي: كان حنيفاً من جلة الناس وكبرائهم، ثقة فاضلاً، ثبتاً، لم ألحقه. وقال أبوالفضل بن عطاف: كان شيخاً طراد شيخاً حسناً، حسن اليقظة، سريع الفطنة، جميل الطريقة في الرواية، فقه في جميع ما حدث به. وقال غيره: ولد في شوال سنة ثمانً وتسعين وثلامائة. وقال ابن الناصر: توفي في سلخ شعبان: ودفن بداره، ثم نقل في السنة الآتية إلى مقابر الشهداء.

(34/96)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 97
أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن، أنا أبومحمد بن قدامة: أخبرتنا شهدة بقراءتي عليها: أنا طراد، أنا محمد بن أحمد بن محمد، أنا محمد بن يحيى، ثنا علي بن حرب، ثنا سفيان، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، أن عمر توضأ من بيت نصرانية.
4 (حرف العين)
عبد الرزاق بن حسان بن سعيد بن حسان بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن منيع بن خالد بن عبد الرحمن ابن سيف الله خالد بن الوليد المخزومي المنيعي. أبو الفتح بن أبي علي المروروذي، الحاجتي، الخطيب، محتشم خراسان كوالده. وكان زاهداً، عابداً، عاملاً، متبتلاً،) ورعاً، فقيهاً، قدوة. تفقه على القاضي حسين، وعلق عنه المذهب. وكان خطيب جامع والده. وقد حج وسمع ببغداد، وصار رئيس نيسابور. وقعد للتدريس بالجامع، واجتمع عليه الفقهاء. وعقد مجلس الإملاء، وحدث عن: أبي الحسين بن النقور، وأبي بكر البيهقي، وسعد الزنجاني، وأبي مسعود أحمد بن محمد البجلي.

(34/97)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 98
روى عنه: أبوطاهر السنجي، وأبوشحمة محمد بن علي المعلم المروزي، وإسماعيل بن عبد الرحمن العصائدي، وآخرون. توفي في ثامن عشر ذي القعدة وله ثمانون سنة. عبد الأحد بن أحمد بن الفضل: أبوالحارث العنبري الإصبهاني. سمع هارون بن محمد الكاتب، وأحمد بن فاذشاه الوزير. ولي رندة. روى عنه: السلفيي عبد الله بن المبارك بن عبد الله: أبومحمد المديني. سمع: علي بن أحمد بن مهران الصحاف. روى عنه: السلفي وقال: توفي في شوال. عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن بليزة:

(34/98)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 99
أبوالقاسم الخرقي الإصبهاني المقريء. سمع: محمد بن عبد الله بن شمة. وقرأ القرآن على أحمد بن محمد الملنجي، وأحمد بن محمد بن زنجوية. وتلاوته على ابن زنجوية في سنة ثلاثٍ وعشرين وأربعمائة. سمع منه: السلفي، وتلا عليه ختمة لقنبل في هذا الوقت، ولم يؤرخ وفاته. عبد الله بن الحسين بن هارون: أبونصر الخراساني الناسخ. سمع: أبا بكر أحمد بن محمد بن الحارث التميمي النحوي، وأبا بكر الحيري. ولد سنة ثلاث عشرة، وأملى مدة. ومات في المحرم. روى عنه: أبوسعد محمد بن أحمد بن محمد الخليلي النوقاني الحافظ، ومحمد بن أحمد الجنيد الخطيب، وعمر بن أحمد بن الصفار، وأبوالبركات بن الفراوي، وعبد الخالق الشحامي، شافع بن علي، وآخرون.

(34/99)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 100
عبد العزيز بن محمد بن عتاب بن محسن. أبوالقاسم القرطبي أخوعبد الرحمن. روى عن: أبيه كثيراً، وعن: حاتم الطرابلسي. وأجاز له أبوحفص الزهراوي، وأبوعمر بن الحذاء، وجماعة. وكان عارفاً بمذهب مالك، بصيراً بالفتوى، مقدماً في الشروط، له عناية بالحديث ونقله. وكان مهيباً، وقوراً، معظماً عند الخاصة والعامة. توفي في جمادى الأولى عن إحدى وخمسين سنة. روى اليسير. عبد الله بن الحسين بن هارون. أبونصر الخراساني الناسخ. سمع: أبا بكر أحمد بن محمد بن الحارث التميمي النحوي، وأبا بكر الحيري. ولد سنة ثلاث عشرة. عبد الرزاق بن عبد الله بن المحسن. أبوغانم بن أبي حصن التنوخي المعري القاضي. سمع: أباه، وأبا صالح محمد بن المهذب، وأبا عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني، والسميساطي، وأبا إسحاق الحبال الحافظ، وطائفة

(34/100)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 101
بدمشق و، والقدس) ومصر. روى عنه: الخطيب مع تقدمه شيئاً مما سمعه، وأبوالبيان محمد بن أبي غانم، وغيرهما. وتوفي بالمعرة. عبد السميع بن علي بن عبد السميع. أبوالحسين الهاشمي. من أهل البصرة ببغداد. سمع: أبا الحسن بن مخلد. روى عنه: أبوالبركات الأنماطي، وأبوبكر الزاغواني. وتوفي في ربيع الآخر. ومولده سنة تسعٍ. عبد الواحد بن أحمد بن إبراهيم: أبوطاهر المغازلي الإصبهاني الشرأبي. سمع: أبا نعيم الحافظ. وعنه: السلفي، وقال: مات في صفر. عمر بن أحمد بن محمد بن الخليل: أبوحفص البغوي.

(34/101)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 102
سمع مسند إسحاق الكوسج، من أبي الهندي محمد بن محمد إسماعيل البغوي. ومات بعد شعبان في هذا العام أوبعده. روى عنه: عبد الله بن محمد بن المظفر البنا، وأسعد بن أحمد الخطيب، وأبوأحمد بن عبد الرحمن بن أبي نصر البغويون. عبد الواحد بن علوان بن عقيل بن قيس الشيباني: أبوالفتح السقلاطوني البغدادي النصري من النصرية. شيخ ثقة صدوق. سمع: أبا نصر بن حسنون، وأبا القاسم الحرفي، وعثمان ن دوست، وهوأخوعبد الرحمن بن علوان. روى عنه: عبد الباقي بن محمد بن عبد الباقي الأنصاري، وولده أبوبكر، وإسماعيل بن السمر قندي، وعبد الوهاب الأنماطي، وآخرون. وآخر من روى عنه فخر النساء شهدة. توفي في رجب. عبد الوهاب بن رزق الله بن عبد الوهاب: أبوالفضل التميمي، أخوعبد الواحد. سمع: أباه، وأبا طالب بن غيلان. وكان حسن الصورة، ظريفاً بارعاً في الوعظ. روى عنه: محمد بن عبد الواحد الدقاق، وعبد الوهاب الأنماطي.

(34/102)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 103
علي بن محمد بن حسين خذام. أبوالحسين الخذامي البخاري الواعظ. كان معمراً مكثراً من السماع. تفرد بشيوخ. روى عن: القاضي أبي علي الحسين بن الخضر النسفي، ومنصور الكاغادي، وأحمد بن محمد بن القاسم الفارسي، وأحمد بن الحسن المراجلي، وخلق أخذ عنهم الكبار. روى عنه: عثمان بن علي البيكندي، وابوثابت الحسن بن علي البردعي وأبو رجاء محمد بن محمد، ومحمد بن محمد السنجي، وعدة. وعمر تسعين سنة. مات في هذا العام.
4 (حرف الفاء)
فارس بن الحسين بن فارس بن حسين بن غرب:

(34/103)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 104
أبو شجاع الذهلي السهروردي، ثم البغدادي. شيخ فاضل، صالح، ثقة، لغوي، شاعر. سمع: أبا علي بن شاذان، وعبد الملك بن بشران. روى عنه: قاضي المرستان، وإسماعيل السمر قندي، وابن ناصر. توفي في ربيع الآخر وقد) تجاوز التسعين رحمه الله. ابنه شجاع حافظ معروف: الفضل بن علي بن أحمد بن محمد بن محمد: أبوسعد الإصبهاني المقريء. سمع أبا سعيد محمد بن علي بن النقاش، وعلي بن ميلة، ومعمر بن زياد. روى عنه: السلفي، وقال: توفي في رجب. وكناه أبا نصر.
4 (حرف الميم)
المحسن بن المحسن بن محمد بن جمهور: أبوالرضا الأنصاري الدمشقي الفراء المعدل. إمام الجامع الأموي، ثم ولي نظر الأوقاف وعمادة الأملاك السلطانية، فظلم وجار. وحدث عن: محمد بن عوف المزني، وغيره. روى عنه: عمر الرؤآسي. محمد بن أحمد بن محمد:

(34/104)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 105
أبوعبد اله الميبذي البغدادي اللغوي. من كببار أئمة العربية. سمع: أبا جعفر ابن المسلمة. روى عنه: ابن ناصر. محمد بن جامع بن محمد بن علي: ابوبكر القطان الهمذاني الجوهري. روى عن: أبيه، والزنجاني. قال شيرويه: سمعت منه، وكان كيساً صدوقاً. محمد بن الحسين بن محمد: أبوسعد الحرمي المكي الحافظ، نزيل هراة. أحد الحفاظ والزهاد. سمع بمصر: محمد بن الحسين الطفال، وأبا الفتح بن باشاذ، وعلي بن حمصة، وعلي بن بغا الوراق. وبمكة: أبا نصر السجزي الحافظ، وعبد العزيز بن بندار الشيرازي. وببغداد: أبا بكر الخطيب، والموجودين. قال محمد بن أبي علي الهمذاني: كان أبوسعد الحرمي من العباد، ولم أر بعيني أحفظ منه.

(34/105)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 106
وقال الواعظ أبوحامد الخيام: إن كان لله بهراة أحد من أوليائه فهوهذا وأشار إلى أبي سعد. مات في شعبان. محمد بن عبد الله بن أحمد: أبوالمحاسن المحمي النيسابوري الحنفي. أحد الرؤساء والأكابر. خالف أهل بيته لأن المحمية شافعيون. وقد سمع من أصحاب الأصم. وكان يضيف الطبلة. توفي في شعبان عن ثمانين سنة. روى عنه: عمر بن أحمد بن الصفار، وعبد الله بن الفراوي. روى عن: أبي بكر الحيري. محمد بن محمد: أبوسعيد الخداشي. توفي بنسف وله ثمانٍ وثمانون سنة. سمع بهراة: إسحاق الفرات، وأبا عثمان القرشي. مروان بن عبد الملك:

(34/106)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 107
أبومحمد اللواتي الطنجي، الفقيه المالكي، نزيل مصر. كان متفنناً في العلوم، بارعاً في المذهب. قرأ القراءآت على أبي العباس أحمد بن نفيس، وسمع منه. ومن: أبي هاشم، وأبي محمد الوليد. قال القاضي عياض: كان ذا علم بالقراءآت، والنحو، واللغة، خطيباً مفوهاً مصقعاً، ولي القضاء والخطبة بسبتة في دول البرغواطي، وسمع منه كثيراُ. وكان ذا هيبة وسطوة. سمع عليه: القاضي عبود بن سعيد، وأبوإسحاق بن جعفر،) وخالاي أبوعبد الله وأبومحمد إبنا الجوزي. وله بنون نجباء أئمة. وكان أخوه أبوالحسن من كبار الأئمة. وله إبنان، إحداهما عبد الله ولي قضاء غرناطة وغيرها، وعبد الرحمن ولي قضاء مكناسة مدة ثم ولي قضاء تلمسان بعد الثلاثين وخمسمائة علي بن عبد الرحمن. المظفر بن علي بن الحسين بن أحمد بن محمد: الصدر أبوالفتح ابن رئيس الرؤساء أبي القاسم ابن المسلمة. ناب في الوزارة في خلافة المقتدي بالله بعد عزل الوزير عميد الدولة أبي منصور بن جهير، إلى أن ولي أبوشجاع الوزارة. وكانت دار أبي الفتح مجمعاً لأهل العلم والدين. ومن جملة من أقام في داره ومرض عنه ومات أبوإسحاق مصنف التنبيه. وممن كان يقيم عنده أبوعبد الله الحميدي. سمع الحديث من: أبي الطيب الطبري، وأبي محمد الجوهري بإفادة

(34/107)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 108
الخطيب. كتب عنه: الحميدي، وغيره. وتوفي في ذي القعدة وله أربع وخمسون سنة. مكي بن منصور بن محمد بن علان السلار: الرئيس أبوالحسن الكرجي. رئيس كرج ومعتمدها. حدث عن: أبي بكر الحيري، ومحمد بن القاسم الفارسي، وأبي الحسين ابن بشران المعدل، وأبي سعيد محمد بن موسى الصيرفي، أبي القاسم هبه الله اللالكائي. قال شيرويه: رحلت إليه إلى الكرج، وسمعت منه ولدي، وكان شيخاً لا بأس به، محموداً بين الرؤساء، محسناً إلى الفقراء والعلماء. قلت: روى عنه: أبوالحسن محمد بن عبد الملك الكرجي الفقيه، وأبوالمكارم أحمد بن محمد بن علان البلدي، وأبو أحمد بن نصربن دلف، ومحمد بن عبد الواحد الدقاق، وإسماعيل بن محمد الحافظ، ورجاء بن حامد المعداني، ومحمد بن أحمد بن ماشاذة، وأبو زرعة طاهر المقدسي والقاسم بن الفضيل الصيدلاني وأبو طاهر السلفي قال ابن طاهر دخلت بابني أي زرعة الكرج حتى سمع مسند الشافعي من السلارمكي، وكان قد سمعه بنيسابور، وورق له ابن هارون، وكانت أصوله صحيحة جيدة. وقال السلفي: كان السلار جليل القدر، نافذ الأمر، محبوباً إلى رعيته

(34/108)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 109
بجود سجيته. وآخر ما قدم إصبهان كنت أول من قرأ عليه. وقال السمعاني: هو من رؤساء الكرج، كانت له الثروة الكبيرة والدنيا العريضة الواسعة، والتقدم ببلده. عمر حتى صار يرحل إليه. ونقل عنه الكثير، لأنه لحق إسناد العراق وخراسان. وقال أبو زكريا بن مندة: توفي بإجهان في سلخ جمادى الأولى، وولد سنة سبعٍ أوتسعٍ وتسعين وثلاثمائة.
4 (حرف النون)
) نصر بن علي بن مقلد بن نصر بن منفذ: الأمير الجليل عز الدولة أبوالمرهف الكناني، صاحب شيزر تملكها بعد أبيه. ولما قدم إلى الشام السلطان ملكشاه سلم إليه ابوالمرهف اللاذقية، وفامية، وكفرطاب، وبقيت له شيزر. وكان سمحاً، كريماً، شاعراً فارساً، عاقلاً، ديناً، عابداً، خيراً، وكان باراً أباه، وأحسن إلى أخوته ورباهم. وله بر كثير وصدقات، رحمه الله. ويحكي عنه أنه كان يقوم عامة الليل. توفي في شيزر في جمادى الآخرة.

(34/109)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 110

(34/110)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 111
4 (حرف الهاء)
هبه الله بن عبد الرزاق بن محمد بن عبد الله بن الليث: أبوالحسن الأنصاري الأشهلي السعدي البغدادي، من ولد سعد بن معذ رضي الله عنه. سمع: هلال بن محمد الحفار، وأبا الحسين بن بشران، وأبا الفضل عبد الواحد بن عبد العزيز التميمي. وتفرد بالرواية عن التميمي. وكان أحد قراء المواكب، ومن ذوي الهيئات النبلاء، وأرباب الديانات، وصحيح السماع. قال ابن السمعاني: ثنا عنه إسماعيل بن السمر قندي، وأبوالبركات الأنماطي، وعبد الخالق اليوسفي، وجماعة كبيرة. وسمعت بعض مشايخي يقول: إن الشريف هبه الله الأنصاري كان يأخذ على جزء الحفار ديناراً صحيحاً. ولد هبه الله في سنة اثنتين وأربعمائة، وتوفي في الحادي والعشرين من ربيع الآخر. قلت: وروى عنه: عبد الرحمن بن أحمد بن محمد الطوسي، ومحمد بن عبد الله بن العباس الحراني، وجماعة. وللسلفي منه إجازة، ولكنه ما درى بأن عنده مثل جزء الحفار، ولا خرج عنه شيئا هبة الله بن محمد بن هارون بن محمدً

(34/111)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 112
الأديب أبوغالب الهاروني التاني الإصبهاني. سمع من: جده هارون صاحب الطبراني. روى عنه: السلفي، وقال: مات في رجب، وكان له حظ وافر من الأدب، وإذا قرأ الحديث أطرب.
4 (حرف الياء)
ياسين بن سهل: ابوروح القايني الخشاب الصوفي شيخ الصوفية ببيت المقدس طوف البلاد، وسمع، واباه وأبا الحسن بن الطفال، ورشأ بن نظيف، وأبا الحسن بن صخر، وطبقتهم. روى عنه: هبة الله بن الأكفاني، وأبوالمعالي محمد بن يحيى القرشي، وإسماعيل بن أبي سعد النيسابوري، وابن السمر قندي، ويحيى بن عبد الرحمن الطوسي. توفي في آخر السنة، وكان كبير القدر، زاهداً. قال غيث الأرمنازي: تحدث ياسين الصوفي، وكان عندهم محتشماً مميزاً قدم عليناً، ومات بالقدس في ذي الحجة. يحيى بن محمد:

(34/112)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 113
أبو بكر بن الفرضي الداني النحوي.) نزيل المرية. وكان رأساً في العربية واللغة. أخذ عنه: أبوالحجاج بن سبعون، وأبوعبد الله بن سعيد ابن غلام القرشي، وأبوبكر بن خطاب، وجماعة. كان حياً في سنة إحدى هذه.

(34/113)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 114
4 (وفيات سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)
أحمد بن عبد الله بن علي بن طاوس بن موسى: أبوالبركات المقريء. ولد سنة ثلاث عشرة وأربعمائة ببغداد، وقرأ القراءآت على أبي الحسن علي بن الحسن العطار، وعلى: محمد بن علي بن فارس الخياط. وسمع: أبا عبيد الله الأزهري، وأبا طالب بن بكير بن غيلان، والعتيقي وجماعة. قدم دمشق، سنة إحدى وخمسين وأربعمائة فسكنها، وسمع من: أبي القاسم الحنائي، وجماعة. وصنف في القراءآت. وأقرأ الناس. وكان إماماً ماهراً، مجوداً، ثقة، ديناً. روى عنه: الفقيه نصر المقدسي وهوأكبر منه، وابنه هبة الله بن طاوس، والفقيه نصر الله المصيصي، وحمزة بن أحمد، وكردوس. وتوفي في جمادى الآخرة. وقرأ عليه ابنه.

(34/114)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 115
أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف: أبوالحسين البغدادي. قال السمعاني: شيخ ثقة، جليل القدر، خير، مرضي الطريقة، حسن السيرة. سافر الكثير ووصل إلى الغرب. وسمع: أبا القاسم الحرفي، وأبا عمروبن دوست، وأبا علي بن شاذان، أبا القاسم بن بشران، وجماعة. وبمكة: أبا الحسن بن صخر، وأبا نصر السجزي وبالرملة: محمد بن الحسين بن الترجمان وبمصر: أبا الحسن بن حمصة. روى عنه: بنوه عبد الله، وعبد الخالق، وعبد الواحد، وأبو الفضل بن ناصر، وأبوالفتح بن البطي، وشهدة، وخطيب الموصل، وآخرون. قال ابن ناصر: كان صالحاً ثقة. وقال عبد الخالق ابنه: حدثني أخي قال: رأيت أبي في النوم، فقلت يا سيدي، ما فعل الله بك قال: غفر لي. توفي في شعبان، وله إحدى وثمانون سنة. أحمد بن مسلم بن محمد بن علي: الشيخ أبومنصور الشعيري الإصبهاني. قال السلفي: روى عنه عبد الواحد بن أحمد الباطرقاني، وأبونعيم

(34/115)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 116
كتبنا عنه ومات في شوال سنة اثنتين. أحمد بن محمد بن محمد: أبوالقاسم الخليلي الدهقان. حدث ببلخ بمسند الهيثم بن كليب، عن أبي القاسم الخزاعي، عنه. وعاش مائة سنة وسنة، فإن أبا نصر اليورنارتي قال: سألته عن مولده، فقال: في سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة. وأنه سمع من الخزاعي لما قدم عليهم بلخ في سنة ثمانٍ وأربعمائة. وقال السمعاني: توفي في صفر. قلت: حدث عنه بالمسند أبوشجاع عمر البسطاني، ومسعود) بن محمد الغانمي، ومحمد بن إسماعيل الفضيلي، واليونارتي، وآخرون. قال: وكان ثقة، صحيح السماع. روى الشمائل ايضاً.

(34/116)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 117
إبراهيم بن مسعود بن محمود بن سبكتكين: السلطان أبوالمظفر. توفي في غزنة في شوال. وكان عادلاً، منصفاً، شجاعاً، جواداً، منقاداً إلى الخير، محبوباً إلى الرعية، واسع المملكة. عاش أكثر من سبعين سنة. وتوفي في السلطنة أكثر من أربعين سنة. أسعد بن علي: أبوالقاسم الزوزني، الشاعر المشهور. توفي ليلة الأضحى بنيسابور.

(34/117)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 118
ذكره عبد الغافر فقال: شاعر عصره وواحد دهره في فنه، وديوان شعره أكبر من أن يحصيه مجموع، وهوفي الفضل ينبوع. له القصائد الفريدة قديماً وحديثاً، والمعاني الغريبة. شاع ذكره، وسار في البلاد شعره، ومدح عميد الملك الكندري وأركان دولة السلطان طغرلبك، ثم أركان الدولة الملكشاهية. وكان مع ذلك سمع الحديث وكتبه. الأطهر بن محمد بن محمد بن زيد: الحسيني العلوي أبو الرضا ابن السيد الأجل الحافظ المعروف، مسند بغداد، نزيل سمرقند. كان أبو الرضا يلقب بسيد السادات. ذكره عبد الغافر فقال: سيد السادات، الفائق حشمته ودولته وماله وجاهه، مطرد العادات. وأبوه كان من الأفاضل السادة وأكثرهم ثروة. وله السماع العالي والتصانيف الحسان في الحديث والشعر وهذا النحل السري. ورد نيسابور بعد وفاة أبيه، وطلب ماكان له من الودائع والبضائع، وأخذها وعاد. ولم يزل يعلوا شأنه ويرتفع إلى أن بلغت درجته الملك، و ناصب الخان وباض شيطان الولاية في رأسه، وفرخ. وكان في نفسه وهمته متكبراً أبلج. ماكان همته تسمح إلا بالملك، حتى سمعت أنه أمر بضرب السكة على اسمه، و رتب ألوفاً من الأعوان والشاكرية والأتباع. و كان يضبط الولاية ويجبي المال ويجمع ويفرق، إلى أن انتهت أيامه وامتلا صاع عمره، و استعلى عليه من ناصبه، فسعى في دمه وقده

(34/118)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 119
نصفين وعلقه في السوق، و أغار على أمواله و خدمه، وسار حديثاً يسمر به، ولم يبق منهم نافخ نار. قتل سنة اثنتين و تسعين. إبراهيم بن أبي نصر بن إبراهيم: أبو إسحاق الإصبهاني البخاري، نزيل بلخ. شيخ صالح، تاجر متمول. سمع من: منصور الكاغدي صاحب الهيثم بن كليب جزئين و سمع من جماعة. توفي ببلخ، حدث عنه: أبو شجاع عمر بن محمد البسطاني، و غيره. ورخه السمعاني.
4 (حرف الباء)
بركة بن أحمد بن عبد الله: أبو غالب الواسطي البزار. سمع: أبا القاسم بن بشران، وأحمد بن) عبد الله بن المحاملي. روى عنه: عبد الوهاب الأنماطي، وأحمد بن المقريء، وهبه الله بن هلال الدقاق، وإسماعيل بن الحافظ. توفي في ذي الحجة و له نيف وثمانون سنة. وثقه عبد الوهاب. بكر بن نصر بن أحمد: أبو محمد البخاري الخياط.

(34/119)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 120
شيخ صالح سمع ببخارى: عمر بن منصورر بن خب وبالري: عبد الكريم بن أحمد الوزان وببغداد: أبا يعلى بن الفراء، وهناد ابن إبراهيم، وطائفة. توفي ببخارى بعد هذه السنة أو فيها. روى عنه: عثمان بن علي بن البيكندي، وصاعد بن عبد الرحمن.
4 (حرف الحاء)
الحسن بن محمد بن الحسن بن علي: العلامة أبو علي ابن الشيخ أبي جعفر الطوسي راس الرافضة. ولد ببغداد. وسمع من: أبي محمد الخلال، وأبي الطيب الطبري. وأم بالمشهد بالكوفة. روى عنه: عمر بن محمد النسفي، وهبه الله بن السقطي، وجماعة. بقي إلى هذه السنة، وكان متديناً قاعر النسب. الحسين بن أحمد بن عبد الرحمن بن علي بن أيوب: أبو عبد الله العكبري أحد الأذكياء الندماء. ولد سنة ثلاثٍ وأربعمائة. وسمع أحمد بن علي بن أيوب العكبري، وأبا الحسين بن بشران. روى عنه: عبد الوهاب الأنماطي، وعمر بن ظفر، ومحمد بن علي بن هبه الله بن عبد السلام، ومحمد بن محمد بن عطاف. ومات في رمضان. وقد أجاز للسلفي، وذكره ولم يترجمه ولا عرفه. الحسين بن عبدوس بن عبد الله بن محمد بن عبدوس. أبو عبد الله الهمذاني التاني.

(34/120)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 121
روى عن أبي نصر الكسار، ومحمد بن عيسى، وحمد بن سهل، ومنصور بن ربيعة، وجماعة. قال الحافظ شيرويه: سمعت منه: وكان صدوقاً. توفي في المحرم، ودفن بجنب والده.
4 (حرف الزاء)
زيد بن الحسن بن زيد بن الحسن بن محمد: أبو محمد بن أميرك الحسيني الهروي الوضاع الدجال. قال السمعاني: سافر إلى الشام، ومصر، والعراق، وفرق حياته وعقارربه بها، واختلق أربعين حديثاً تقشعر منها الجلود. وكان يترك الجمعة فيما قيل. وأكثر شيوخه مجاهيل.

(34/121)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 122
مات في ذي القعدة بنيسابورر.
4 (حرف السين)
سعد بن أحمد بن محمد: القاضي أبو القاسم النسوي. سكن دمشق حدث عن: أبي الحسن بن) ضمر، وعبد الواحد بن يوسف. وعنه: نصر الله المصيصي، والخضر بن عبدان، وأبو العشائر محمد بن خليل الكردي. ولد سنة عشرين وأربعمائة. وقتل إلى رحمة الله فيما قيل يوم أخذت الفرنج البيت المقدس. سعد بن زيد بن أبي نصرر الهروي: عاش إلى هذه الحدود. وحدث عن: علي بن أبي طالب الخوارزمي.
4 (حرف الصاد)
صاعد بن سهل بن بشر: أبو روح الإسفرائيني، ثم الدمشقي. سمع: أبا القاسم الحنائي، وأيا بكر الخطيب، وغيرهما. وحدث.

(34/122)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 123
سمع منه: أبو محمد، وأبو القاسم إبنا صابر. وتوفي في الكهولة في رمضان.
4 (حرف العين)
عبد الله بن عبد اللرزاق بن عبد الله بن الحسن. أبو محمد الكلاعي الدمشقي. سمع: محمد بن عوف، ورشأ بن نظيف، والعتيقي، وطبقتهم. قال ابن عساكر: سمع منه خالي، وكان يكثر الرواية عنه لأجل خدمته بعض الجنود. وثنا عنه أبو محمد بن صابر ووثقه. عبد الأعلى بن عبد الواحد: أبو عطاء بن أبي عمر المليحي الهروي. توفي في هذه السنة في رمضانها. روى عن: القاضي أبي عمر محمد بن الحسين البسطاني، وإسماعيل بن إبراهيم المقريء السرخسي، مصنف كتاب درجات التائبين، والقاضي أبي منصور محمد بن محمد الأزدي. وعنه: علي بن حمزة الموسوي، وأبو النضر عبد الرحمن الفامي، وأبو صالح ذكوان بن سيار، وابن أخته محمد بن المفضل بن سيار، وعبد الرحمن بن عبد الرحيم الدارمي، وعبد السلام بن محمد المؤدب، وأهل هراة. وعاش نحواً من تسعين سنة، فإن مولده في ذي القعدة سنة اثنتين وأربعمائة.

(34/123)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 124
عبد الباقي بن يوسف بن علي بن صالح بن عبد الملك بن هارون. أبو تراب المراغي التبريزي. نزيل نيسابور. ذكره السمعاني فقال: الإمام، عديم النظير في فنه، بهي المنظر، سليم النفس، عامل بعلمه، حسن الخلق، نفاع للخلق، فقيه النفس، قوي الحفظ. تفقه ببغداد على القاضي أبي الطيب الطبري. وسمع أبا القاسم بن بشران، وأبا علي بن شاذان، وجماعة. وبإصبهان: أبا طاهر بن عبد الرحيم وبالري ونيسابور. روى عنه: عمر بن سهل الدامغاني، وأبو عثمان العصائدي، وزاهر الشحامي، وابنه عبد الخالق بن زاهر، وآخرون. وقرأت بخط أبي جعفر محمد بن أبي علي بهمذان قال: سمعت أبا بكر محمد بن) أحمد البسطامي غيره يقول: كنا عند الإمام أبي تراب المراغي حين دخل عليه عبد الصمد، ومعه المنشور بقضاء همذان، فقال أبوتراب، وصلى ركعتين، وأقبل علينا وقال: أنا بانتظار المنشور من الله تعالى على يد عبده ملك الموت، وقدومي على الآخرة، أنا بهذا المنشور أليق من منشور القضاء. ثم قال: قعودي في هذا المسجد ساعة على القلب، أحب إلي من

(34/124)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 125
أن أكون ملك العراقين. و مسألة في الفقه يستفيدها مني طالب عالم أحب غلي من عمل الثقلين. سألت إسماعيل الحافظ عن أبي تراب المراغي فقال: كان مفتي نيسابور. أفتى سنين على مذهب الشافعي، و كان حسن الهيئة، بهياً، عالماً. وقيل ولد سنة إحدى وأربعمائة، و توفي في رابع ذي القعدة. وقيل: عاش ثلاثاً و تسعين سنة. عبد الجليل الرازي: الزاهد القدوة. ممن قتل بالقدس يوم أخذها. عبد العزيز: أخو أبي نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي. حدث عن: أبي الحسن بن أحمد الحمامي بشيء يسير. ويعرف بالشريف أبي الهيجاء. مات في المحرم. روى عنه: ابن المظفر الغادني. عبد الكريم بن أحمد بن محمد بن خشنام:

(34/125)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 126
أبونصر الخشنامي توفي في ذي القعدة بنيسابور. سمع أبا بكر الحيري. و عنه: عبد الله بن الفراوي، و عمر بن أحمد الصفار، وعبد الخالق بن زاهر. علي بن الحسن بن الحسين بن محمد: القاضي أبوالحسين الموصلي الأصل، المصري، الفقيه الشافعي المعروف بالخلعي. ولد بصر في أول سنة خمسٍ وأربعمائة. وسمع: أبا محمد عبد الرحمن بن عمر النحاس، وأبا الحسن أحمد بن محمد بن الحاج الإشبيلي، وأبا الحسن الخصيب بن عبد الله بن محمد القاضي،

(34/126)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 127
وأبا سعد أحمد بن محمد الماليني، وأبا العباس بن منير بن أحمد بن الخشاب، وأبا محمد إسماعيل بن رجاء الأديب، والحسن بن جعفر الكللي، وأبا عبد الله بن نظيف الفراء، وجماعة. وكان مسند ديار مصر. روى عنه: الحميدي، ومات قبله بمدة، فقال في تاريخه: أنا أبوالحسين، أنا الحاج، أنا غندر: أنا إسماعيل بن محمد، نا محمد بن إبراهيم، ثنا أبونواس، عن ثابت، عن أنس، مرفوعاً: لا يموتن أحدكن حتى يحسن الله.. الحديث. روى عنه: أبوعلي بن سكرة، وأبوالفضل بن طاهر المقدسي، وأبوالفتح سلطان بن إبراهيم الفقيه، وسليمان بن محمد بن أبي داود الفارسي، وعلي بن محمد بن سلامة الروحاني، وعبد الكريم بن سوار التككي، وعبد الحق بن أحمد البايناسي الكاتب، ومحمد بن حمزة العرقي اللغوي. وبقي إلى سنة... وخمسين، وطائفة سواهم. وآخرمن حدث عنه عبد الله بن رفاعة السعدي خادمه. وقال فيه ابن سكرة: ففيه له) تصانيف، ولي القضاء وحكم يوماً واحداً

(34/127)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 128
و استعفى وانزوى بالقرافة. وكان مسند مصر بعد الحبال. وقال الفقيه أبوبكر بن العربي: شيخ معتزل في القرافة، له علو في الرواية، وعنده فوائد. وقد حدث عنه: أبوعبد الله الحميدي، وكنى عنه بالقرافي. وقال غيره: كان يبيع الخلق لملوك مصر. قال ابن الأنماطي: سمعت أبا صادق عبد الحق بن هبه الله القضاعي المحدث بمصر: سمعت العالم الزاهد أبا الحسن علي بن إبراهيم ابن بنت أبي سعد يقول: كان القاضي أبوالحسن الخلعي يكم بين الجن، وانهم أبطأوا عليه قدر جمعة، ثم أتو وقالوا: كان في بيتك شيء من هذا الأترج، ونحن لا ندخل مكأنا يكون فيه. قال المحدث أبوالميمون عبد الواهب بن وردان، فيما حكى عن والده أبي الفضل، قال: حدثني بعض المشايخ، عن أبي الفضل الجوهري ابن الواعظ قال: كنت أتردد إلى الخلعي، فقمت في ليلة مقمرة ظننت أن الفجر قد طلع، فلما جئت بباب مسجده وجدت فرساً حسنة على بابه، فصعدت، فوجدت بين يديه شأبا لم أر أحسن منه، يقرأ القرآن، فجلست أسمع، إلى أن قرأ جزءاً، ثم قان للشيخ: آجرك الله. فقال له: نفعك الله. ثم نزل، فنزلت خلفه من علو المسجد، فلما استوى على الفرس طارت به، فغي علي من الرعب، والقاضي يصيح بي: اصعد يا أبا الفضل. فصعدت، فقال: هذا من مؤمني الجن الذين آمنوا بنصيبين، وإنه يأتي في الإسبوع مرة يقرأ جزاً ويمضي. قال ابن الأنماطي: قبر الخلعي بالقرافة، يعرف بقبر قاضي الجن و الإنس، و يعرف بإجابة الدعاء عنده.

(34/128)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 129
وسألت شجاعاً المدلجي و غيره من شيوخنا عن الخلعي، نسبة إلى أي شيء فما أخبرني أحد شيء. وسألت السديد الربعي، و كان عارفاث بأخبار المصريين و كان معدلاً، فقال: كان ابوه يزار، وكانت أمراء المصريين وأهل القصر يشترون الخلع من عنده. وكان يتصدق بثلث مكسبه. وذكر ابن رفاعة أنه سمع من الحبال، وأنه أنى إلى الخلعي، فطرده مدة. وكان بينهما شيء أظن من جهة الإعتقاد. وكان أبوالحسن علي بن أحمد العابد: سمعت الشيخ ابن بخيساء قال: ندخل على القاضي أبي الحسن الخلعي في مجلسه، فنجده في الشتاء و الصيف وعليه قميص واحد، فسألته عن ذلك، وقلت، يا سيدنا، أنا لنكثر من الثياب قي هذه الأيام، وما يغني ذلك عنا من شدة البرد، ونراك على حالة واحدة في الشتاء و الصيف لا يرتد على قميص واحد، فبالله يا سيدي أخبرني. فتغير وجهه ودمعت عيناه، ثم قال: أتكتم علي ما أقول قلت: نعم. فقال: غشيتني حماه يوماً، فنمت في تلك الليلة، فهتف لي هاتف، فناداني باسمس، فقلت لبيك) داعي الله. فقال: لا. قل: لبيك ربي الله. ما تجد من الألم فقلت: إلهي وسيدي، قد اخذت مني الحمى ما قد علمت. فقال: قد أمرتها أن تقلع عنك. فقلت: إلهي و البرد أيضاً. فقال: قد أمرت البرد ايضاً أن يقلع عنك، فلا تجد ألم البرد و لا الحر. قال: فو الله ما أحس ما أنتم منه من الحر ولا من البرد. قال ابن الأكفاني: توفي بمصر في السادس و العشرين من ذي الحجة.

(34/129)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 130
علي بن الحسين بن علي بن ايوب: البغدادي البزاز. كان يسكن بباب المراتب. قال السمعاني: كان من خيار البغداديين ومميزيهم، و من بيت الصون، والعفاف، النزاهة، والثقة، والديانة. سمع أبا علي بن شاذان، وأبا القاسم الحرفي، وعبد الغفار بن محمد المؤدب، وغيرهم. سأله أبومحمد السمر قندي عن مولده فقال: سنة عشر وأربعمائة. روى عنه: إسماعيل بن محمد الحافظ، والفضل بن ناصر، وعبد الوهاب الأنماطي، وأبوالفتح بن البطي، وشهدة. وآخر من حدث عنه أبوالفضل خطيب الموصل. توفي يوم عرفة يوم الخميس، ودفن ليومه. ومولده سنة. قال شجاع الذهلي: صحيح السماع، ثقة. وقال ابن العربي: ثقة عدل. علي بن الفضيل بن عبد الرزاق:

(34/130)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 131
القاضي أبوطاهر اليزدي الإصبهاني. روى عن: أبي بكر بن أبي علي الذكواني، والجمال، وأبي حفص الزعفراني. روى عنه: السلفي، وقال: توفي في جمادى الآخرة، وسمعته يقول: ولدت سنة سبعٍ وأربعمائة. علي بن محمد: أبوالحسن النيسابوري المطرز، الزاهد، العابد، الفقيه، ذكره عبد الغافر فقال: عديم النظير في زهده، وتوفي في عاشر صفر وولد سنة سبعٍ و تسعين وثلاثمائة. ولم يذكر له رواية.
4 (حرف الغين)
الغضنفر بن فارس بن حسن: أبوالوحش البلخي، ثم الدمشقي البتلهي. سمع: ابن سلوان، وأبا القاسم السيمساطي. وعنه: أبومحمد بن صابر.
4 (حرف الفاء)
فضلان بن عثمان بن محمد بن هدبة بن خالد بن قيس بن ثوبان، وليس هدبة بهدبة بن خالد بن الأسود صاحب حماد بن سلمة.

(34/131)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 132
أبوأحمد القيسي الإصبهاني. روى عن: أبي بكر بن أبي بكر بن أبي علي، و علي بن عبد كوية، و عبد الواحد الباطرقاني. وعنه السلفي، وقال: مات في ربيع الأول. وكان أبوه عثمان من طلبة الحديث.
4 (حرف الكاف)
) كامل بن ديسم بن مجاهد: أبوالحسن العسقلاني، الفقيه المعروف بالمقدسي. سمع: محمد بن الحسين بن الترجمان، وأبا نصر محمد بن إبراهيم الهاروي، و علي بن صالح العسقلاني، وجماعة. روى عنه: ابنه أبة الحسين، وإسماعيل بن السمرقندي، وغيرهما. قتلته الفرنج يوم دخولهم القدس وهو يصلي، رحمه الله.
4 (حرف الميم)
المبارك علي بن الحسن: أبوسعد البصري البزاز، ويسمى ايضاً: علياً. سمع: عبد الملك بن بشران. روى عنه: عبد الوهاب الأنماطي، و غيره. المبارك بن محمد بن عبيد الله: أبوالحسين بن السوادي الواسطي الفقيه.

(34/132)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 133
نزيل نيسابور. قال السمعاني: شيخ كبير فاضل، من اركان الفقهاء المكثرين، الحافظين للمذهب و الخلاف. تفقه بواسط، وقدم بغداد، فتفقه على القاضي أبي الطيب. وكان قوي المناظرة، ينقل طريقة العراقيين. درس بالمدرسة الشطبية بنيسابور، وكان متجملاً قانعاً. وقد سمع الحديث يواسط، والبصرة، وبغداد، مصر. وأضر في آخر عمره، وسرقت اصوله. سمع: أبا علي بن شاذان، وأبا عبد الله بن نظيف. روى عنه: طاهر بن مهدي الطبري بمرو، إسماعيل الحافظ بإصبهان وشافع بن علي بنيسابور. وكان يلقي الدرس فتوفي فجأة في ربيع الأخر، وله سبع و ثمانون سنة. وقال السمعاني فيما انتخب لولده: إمام فاضل، وفت مصلب، عديم النظير، وورع، حسن السيرة، متجمل، قانع بقليل من التجارة. ثنا عنه عبد الخالق بن زاهر، وعمران الصفار، وجماعة. محمد بن أحمد بن علي: أبوبكر الطوسي، الصوفي المقريء، إمام صخرة بيت المقدس. روى عن عمر أحمد الواسطي. وعنه: أبوالقاسم محمد بن السمر قندي. قتلته الفرنج في شعبان فيمن قتلوا. محمد بن سليمان بن لوبا: البغدادي. سمع: عبد الملك بن بشران.

(34/133)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 134
محمد بن عبد الله بن الحسين بن عبيد الله بن بردة: القاضي أبوطاهر الفزاري، قاضي شيراز. حدث بإصبهان عن: أبي بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن حسين أبو سعد ابن الموذن الشيرازي ثم البغدادي روى عن أبي علي بن دوما بن الفاتني روى عنه: المبارك ابن المبارك بن السراج محمد بن الحسن بن الليث الصفار، وجماعة. روى عنه: السلفي: وقال توفي في صفر بشيراز. محمد بن علي بن عبد الواحد بن جعفر. أبوغالب ابن الصباغ البغدادي. سمع من: أبي ال لحسن أحمد بن محم الزعفراني، وأحمد بن محمد بن قفرجل، وأبي إسحاق البرمكي. وتفقه على ابن عمه القاضي) أبي النصر بن الصباغ. روى عنه: ابنه أبوالمظفر عبد الواحد، وهزارست الهروي. ومات في شعبان، وقد شهد عنه قاضي القضاة أبي عبد الله الدامغاني وقبله. مجد الملك:

(34/134)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 135
أبوالفضل البلاشاني الوزير، واسمه أسعد بن موسى. وزر للسلطان بركياروق. من أولاد الكتاب، فيه دين خير وقلة ظلم وعدم سفك للدماء. عاش إحدى وخمسين سنة. تقدم في الدولة الملكشاهية، وعظم محله، وصار يعتض بالباطنية في مقاصده، فقيل أنه وضع باطنياً على قتل الأمير برسق سنة تسعين، واتهمه أولاده بذلك، ونفرت الأمراء منه، واختلفوا على بركياروق، وصعدوا فوق تل، وهم طغرل، وأمير آخر، وبنوا برسق، وراسلوا السلطان في أن يسلمه إليهم فمنعهم سنة ثم أضطر إلى أن يسلمه إليهم واستوثق منهم بالإيمان، على أن يحبسوه لأنه كان عزيزا عليه، فلما توثق منهم وبعثه إليهم لم يدعه غلمانهم أن يصل إليهم حتى قتلوه، سامحه الله. و كان شيعياً قد أعد كفنه فيه تربة وسعفة، فلما أحضر بين يديه تفكر وقال: ما أصنع بهذا ومن يحفظه، والله ما أبقى إلا لقا وطريحا. فأنطقه الله. بما يصير وأحس قلبه. وكان له ورد بالليل يقومه، ولا يتعاطى مسكرا، ومولاته دارة على العلويين. قتلوه في ثاني عشر رمضان بطرف خراسان. محمد بن الفرج بن منصور بن إبراهيم: أبوالغنائم الفارقي الفقيه. قد بغداد مع أبيه سنة نيفٍ وأربعين. فسمع من: عبدالعزيز الأزجي، وأبي إسحاق البرمكي

(34/135)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 136
و تفقه على الشيخ أبي إسحاق، و يرع في المذهب، وعاد إلى يار بكر، ثم قدم بعد حين، وحدث ودرس. ثم عاد فسكن جزيرة ابن عمر. روى عنه: أبوالفتح بن البطي. توفي في مستهل شعبان سنة اثنتين وتسعين. وكان موصوفاً بالزهد والورع. محمد بن محمد بن أحمد بن علي: أبوبكر الشبلي القصار المدبر. شيخ مسند من أهل البصرة وسمع أبا القاسم الحرفي، وأبا علي بن شاذان، وأبا بكرالبرقاني. وعنه: إسماعيل بن السمرقندي، وعبد الوهاب الأنماطي، والمبارك بن أحمد الكندي. توفي في ثامن عشر صفر. قال الأنماطي: كان رجلاً ثقة، خيراً. مقرن بن علي بن مقرن: العلامة أبوالقاسم الإصبهاني الحنفي. من أعيان المناظرين. روى عن: ابن رندة، وغيره. حدث عنه: السلفي، وقال: توفي في صفر سنة اثنتين. مكي بن عبد السلام بن الحسين بن القاسم:

(34/136)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 137
أبوالقاسم بن الرميلي، المقدسي الحافظ. قال السمعاني: أحد الجوالين في الآفاق. وكان كثير النصب والسهر، والتعب تغرب، وطلب، وجمع، وكان ثقة، متحريا، ورعاً، ضابطاً.) شرع في تاريخ بيت المقدس وفضائله جمع فيه شيئاً وحدث باليسير، لأنه قتل قبل الشيخوخة. سمع بالقدس: محمد بن يحيى بن سلوان المازني، وأبا عثمان بن ورقاء، وعبد العزيز بن أحمد النصيبي. وبمصر: عبد الباقي بن فارس، وعبد العزيز بن الحسن الضراب. وبدمشق: أبا القاسم إبراهيم بن محمد الحنائي، وعلي بن الخضر. وبعسقلان: أحمد بن الحسين الشماع. وبصور: أبا بكر الخطيب، وعبد الرحمن بن علي الكاملي. وبأطرابلس: الحسين بن أحمد. وببغداد: أبا جعفر ابن المسلمة، وعبد الصمد ابن المأمون، وطبقتهما. وسمع بالبصرة، والكوفة، وواسط، وتكريت، والموصل، وآمد، وميا فارقين. سمع منه: هبه الله الشيرازي، وعمر الرؤآسي.

(34/137)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 138
وروى عنه: محمد بن علي بن محمد المهرجاني، بمرو، وأبوسعد عمار بن طاهرالتاجر بهمذان، وإسماعيل بن السمرقندي بمدينة السلام، وجمال الإسلام، والسلمي، وحمزة بن كروس، وغالب بن أحمد بدمشق. ولد يوم عاشوراء سنة اثنتين وثلاثين. قال السمعاني: أنا عمار بهمذان: ثنامكي الرميلي ببيت المقدس، ثنى موسى بن الحسين: حدثني رجل كان يؤذن في مسجد الخليل عليه السلام قال: كنت أؤذن الأذان الصحيح، حتى جاء أمير من المصريين، فألزمني بأن أؤذن الأذان الفاسد، فأذنت كما أمرني، ونمت تلك الليلة، فرأيت كأني أذنت كما أمرني الأمير، فرأيت على باب القبة التي فيها قبر الخليل عليه السلام رجلاً شيخاً قائماً، وهويستمع أذاني. فلما قلت: محمد وعلي خير البشر، قال لي: كذبت، لعنك الله. فجئت إلى رجل آخر غريب صالح فقلت: ما تحتشم من الله تلعن رجلاً مسلماً. فقال لي: والله ما أنا لعنتك إبراهيم الخليل لعنك. قال ابن النجار: مكي بن عبد السلام الأنصاري المقدسي من الحفاظ، رحل وحصل، وكان مفتياً على مذهب الشافعي. سمع: أبا بعد الله بن سلوان. قال المؤتمن: الساجي: كانت الفتاوى تجيئه من مصر، و الساحل، ودمشق. وقال أبوالبركات السقطي: جمعت بيني و بينه رحلة البصرة، وواسط. وقد عرض نفسه ليخرج تاريخ بيت المقدس، ولما أخذ الفرنجي القدس، و قبض عليه أسيرأً، و نودي عليه في البلاد ليفتدى بألف مثقال، لما علموا أنه من علماء المسلمين، فلم يفتده أحد، فقتل بظاهر باب أنطاكية، رحمه الله. وكان صدوقاً، متحرياً، ثبتاً، كاد أن يكون حافظاً.

(34/138)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 139
وقال مكي: ولدت يوم عاشوراء سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة وقال غيث الأرمنازي: حدثني محمد بن خلف الرملي قال: قتل مكي بن عبد السلام، قتلته الإفرنج بالحجارة في ثاني عشر سنة اثنتين و تسعين عند) النزول، وكنت معهم إذا ذاك مأسوراً. مقرن بن علي بن مقرن بن عبد العزيز: أبوالقاسم الحنفي الفقيه. أحد أعيان فقهاء إصبهان. روى عن: ابن رندة. روى عنه: السلفي، وقال: توفي في صفر.
4 (حرف النون)
نجاح بن علي بن زقاقيم: أبوالقاسم البغدادي الطحان. سمع: أبا علي بن شاذان. و عنه: إسماعيل بن السمرقندي.

(34/139)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 140
توفي في ربيع الآخر. نصر بن أحمد بن الفتح: أبوالقاسم الهمذاني المؤدب. قدم دمشق و سمع: أبا عبد الله بن سلوان، ورشأ بن نظيف، وجماعة. قال ابن عساكر: ثنا عنه محفوظ بن الحسن بن صصرى، وأبوالقاسم بن عبدان، و عبد الرحمن الداراني،
4 (حرف الهاء)
هبة الله بن محمد بن علي بن عبد السميع. أبوتمام الهاشمي. أحد الأشراف في ببغداد. سمع: أبا الحسن بن مخلد. و البزار. روى عنه: أبوبكر الأنصاري، وأبوبكر بن الزاغوني.
4 (حرف الياء)
يوسف بن إبراهيم: أبوالفتح الزنجاني الصوفي. ممن قتل بالقدس. يوسف بن علي: أبوالحجاج ابن الملجوم الأزوي الفاسي أحد الأعلام. تفقه بأبيه، وولي قضاء الجماعة لابن تاشفين وغزا معه مرات. وكان رأساً في الفقه و الحديث والآداب. روى عنه: ابنه أبي موسى توفى في ذي الحجة.

(34/140)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 141
4 (وفيات سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)
أحمد بن الحسن بن الحسين بن كيلان: أبوبكر البغدادي المقرئ الخباز. سمع: أبا القاسم الحرفي. روي عنه. أحمد بن عبد الوهاب: أبومنصور الشيرازي الواعظ الشافعي الفقيه المغسل، نزيل بغداد. تفقه على: أبي إسحاق. وسمع من: أحمد بن محمد الزعفراني، وأبي محمد الجوهري. وسمع منه: ابن طاهر، وعبد الله بن أحمد بن السمر قندي. ذكره ابن الصلاح في طبقات الشافعية. أحمد بن سليمان بن خلف بن سعد بن ايوب بن ايوب: الأستاذ أبوالقاسم بن القاضي أبي الوليد الباجي. سكن سرقسطة وغيرها. وروى عن أبيه معظم علمه،) وخلفه في حلقته بعد وفاته. وأخذ عن:

(34/141)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 142
حاتم بن محمد، وابن جيان، ومحمد بن عتاب ومعاوية بن محمد العقيلي، ويوسف بن الفرج. و غلب عليه علم الأصول و النظر. وله تصانيف تدل على حذقه وتوسعه في المعارف. وله كتاب العقيدة في المذاهب السديدة ورسالة الإستعداد للخلاص من المعاد. وكان غايتة في الورع، معدوداً في الأذكياء. توفي بجدة بعد منصرفه. ودخل بغداد ولم يقم بها. وتحول منها إلى البحرين، وإلى اليمن، وأجاز للقاضي عياض. وقال ابن بشكوال: أخبرنا عنه غير واحد من شيوخنا، ووصفوه بالنباهة والجلالة. وكان من كبار المالكية. وقال القاضي عياض: خلف أباه في الحلقة، وكان حافظاً للخلاف و المناظرة، أديبا، ناظما، ورعا، تخلى عن تركة أبيه لقبوله جوائز السلطان، وكانت وافرة. وخرج عن جميعها، حتى احتاج بعد ذلك رحمه الله. احمد بن عمر بن محمد بن أحمد بن محمود بن علكان: الفقيه أبوبكر الهمذاني الشروطي البيع. ويعرف بابن المحتسب. روى عنه: عبد الله بن عبدان، وأبي عبد الله التوثي، وأبي سعد بن

(34/142)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 143
زيرك، وحمد بن المأمون، وبندار بن الحسين الزاهد، وأبي عبد الله بن خرجة النهاوندي، و غيرهم. قال شيرويه: إنه سمع منه، وإنه كان صدوقاً صالحاً، مثابراً للمتعلمين. توفي في رمضان. قلت: روى عنه شهردار بن شيرويه كتاب اللألقاب لأبي بكر الشيرازي، وقد وقع لنا. أحمد بن محمد بن سميكة: البغدادي: أحد وكلاء الخليفة. روى عن: أبي علي بن شاذان. روى عنه: أبوالقاسم بن السمرقندي، و غيره. مات في شوال. أحمد بن محمد بن أحمد بن يوسف بن دينار: أبوطالب الكندلاني. وكندلان من قرى إصبهان. روى عن: أبي بكر بن أبي علي المعدل، وغلام محسن، والجمال. روى عنه: السلفي، وغيره. وقيل إنه سمع لنفسه في شيء.

(34/143)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 144
قال السلفي: سمعته يقول: ولدت سنة اثنتين وأربعمائة. ونا عن النقاش. قال السمعاني: نا عنه محمد بن عبد الواحد المغازلي أحمد بن محمد: أبوالقاسم الإصبهاني الباغبان. والد أبي الخير. وأبي بكر. حدث عن: أبي القاسم عبد الرحمن بن مندة. ومات كهلاً. إبراهيم بن يحيى: أبوإسحاق التجيبي الطليطلي، النقاش. المعروف بابن الزرقالة. كان واحد عصره في علم العدد و الرصد، وعلل الأزياج. لمن تخرج الأندلس أحداً مثله، مع ثقوب الذهن والبراعة في عمل الات النجومية. وله رصد بقرطبة. وتوفي في ذي الحجة. إسماعيل بن إبراهيم بن عبيد الله: أبوالفرج البردي. سمع: الحسن بن محمد بن عبد الله بن حسنويه. روى عنه: السلفي، وقال: مات في شعبان سنة). أحمد بن عبد الرحيم بن القاضي:

(34/144)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 145
أبونصر البخاري الحمال الواعظ. سمع: أباه، وأحمد بن القاسم، وطاهر بن حسين المطوعي. وأملى مدة. ولد سنة اربع عشر. حدث عنه: عثمان بن علي البيكندي، ومحمد بن أبي بكر السنجي، وعمر بن أبي بكر الصابوني، و أبورجاء محمد بن محمد البخاري.
4 (حرف الباء)
بريدة بن محمد بن بريدة: أبوسهل الأسلمي المروزي. سمع: إسماعيل بن ينال المحبوبي صاحب محمد بن احمد بن محبوب ومولاه، وأبا بكر محمد الحسن بن عبويه. قال ابن السمعاني: هو الشيخ الصالح بريدة بن محمد بن بريدة بن محمد بن بريدة بن أحمد بن عباس بن خلف بن برد بن سرجس بن عبد الله بن بريدة بن الخصيب، كان صالحاً جميل الأمر، فقيه أهل بيته. توفي في ذي الحجة، كان مولده في سنة ثمان وأربعمائة، روى لنا عنه: محمد بن أبي بكر السنجي، وجماعة.
4 (حرف الثاء)
ثابت بن روح بن محمد بن عبد الواحد: أبوالفتح الراراني الإصبهاني، جد خليل بن أبي الرجاء. سمع: أبا بكر بن رندة، وأبا طاهر بن عبد الرحيم.

(34/145)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 146
روى عنه: محمد بن طاهر المقدسي، وأبوعامر العبدري، والسلفي. صوفي كبير.
4 (حرف الجيم)
جعفر بن محمد بن الفضل: أبوطاهر القرشي العباداني البصري. حدث عن أبي عمر الهاشمي بأجزاء من مسند علي بن ابراهيم المادرائي، وشيء من إملاء أبي بكر الهاشمي، وغير ذلك. روى عنه: أبوغالب محمد بن أبي الحسن الماوردي، وعلي بن عبد الله الواعظ، وطلحة بن علي المالكي، وعبد الله بن علي الطامذي، ومحمد بن طاهر المقدسي، وعبد الله بن عمر بن سليخ، وآخرون. وآخر من حدث عنه: ابن سليخ. وآخر من حدث عنه بالإجازة أبوطاهر السلفي. وأما قول أبي نصر اليونارتي أنه روى عن أبي داود عن الهاشمي، فقول لا يتابع عليه، فإن الناس ازدحموا على أبي علي التستري، ورحل إليه ابن

(34/146)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 147
طاهر، و المؤتمن الساجي، و عبد الله بن السمر قندي، ومحمد أبو مرزوق الزعفراني، وطائفة سواهم. وقد مات من سنة تسع و سبعين، فلو كان العباداني يروي الكتاب إلى عامنا هذا، لرحل الناس إليه مما رحل) إلى التستري، وايضاً، فلا نعلم أحداً حدث بالسنن عن العباداني إلا ما قاله أبونصر وثبته لأهل إصبهان، و لو كان هذا معروفاً بالعراق لسمعوا السنن على ابن سليخ بالإجازة من العباداني وأسمعه أهل مصر، على السلفي، عن العباداني، مع أن الإحتمال باق. قرأت على عبد المؤمن الحافظ: أخبركم ابن رواج، أنا السلفي، كتب إلينا أبوطاهر جعفر بن محمد من البصرة، وحدثني عنه شجاع الكناني: أنا أبوعمر الهاشمي، ثنا علي بن إسحاق، ثنا علي بن حرب، ثنا عبد الله بن إدريس، عن الأعمش، عن شقيق قال: كان ابن مسعود يقول: إني لأخبر بمكانكم، فما يمنعني أن أخرج إليكم إلا كراهية أن أملكم. إن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يتخولنا بالموعظة كراهية الساقة علينا، قال ابن سكرة: أبوطاهر رجل صالح أمي. قلت: قال السلفي في معجم إصبهان: سمعت يحيى بن محمد البحراني يقول: توفي العباداني في جمادى الأولى سنة ثلاث. ونودي في البصرة على بن العباداني الزاهد فليحضر، فلعله لم يتخلف من أهل البلدة إلا القليل. قال السلفي: كان يروي عن الهاشمي، وأبي الحسن النجاد. ومن مروياته كتاب السنن لأبي داود. يرويه عن أبي عمر الهاشمي. كذا قال السلفي:

(34/147)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 148
4 (حرف الحاء)
الحسن بن تميم: أبوعلي البصري. سمع كتاب الشهاب من القضاعي. و سمع ببغداد بن النقور، وبالبصرة من أبي علي التستري. روى عنه: عبد الواحد بن محمد المديني في مشيخته. وسمع منه السلفي بإصبهان بعض الشهاب. توفي في رجب. حمزة بن مكي: أبوطاهر الخباز. بغدادي يروي عن: عبد الملك بن بشران. وعنه: عمر بن ظفر المغازلي. توفي في رجب. الحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة. أبوعبد الله النعالي. شيخ معمر من كبار المسندين ببغداد. قال السمعاني: كان صالحاً، إلا أنه ما كان يعرف شيئاً. وكان حمامياً.

(34/148)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 149
قلت: ولهذا يقال له الحافظ، لأنه كان قعاداً لحفظ ثياب الناس في الحمام. قال شجاع الذهلي: صحيح السماع، خالٍ من العلم و الفهم. سمعت منه. وبخط أبي عامر العبدري قال: الحسين بن طلحة عامي، أمي، رافضي، لا يحل أن يحمل عنه حرف. وبخطه أيضاً: كان أمياً، لا يدري ما يقرأ عليه. لم يكن أهلاً أن يؤخذ عنه. وكذا نعته بعض شيوخ السمعاني بعدم الفهم، وقال: لا أروي عنه. سمعه جده من أبي عمر بن مهدي، وأبي سعد الماليني، وأبي الحسين محمد بن عبيد الله الحنائي، وأبي سهل العكبري، وأبي القاسم بن المنذر القاضي و هو آخر من حدث عنه. قال) السمعاني: ثنا عنه جماعة ببلاد. وسالت إسماعيل الحافظ بإصبهان عنه، فقال: هو من أولاد المحدثين، سمع الكثير. وسألت أبا الفرج إبراهيم بن سليمان عنه، فقال: سمعت منه، ولا أدري عنه. كان لا يعرف ما يقرأ عليه. وسمعت عبد الوهاب الأنماطي يقول: دلنا عليه أبوالغنائم بن أبي عثمان فمضينا إليه، فقرأت عليه الجزء الذي فيه اسمه وسألناه: هل عندك من الأصول شيء فقال: كان عندي شدة بعتها ابن الطيوري، وما أدري أيش فيها. فمضينا إلى ابن الطيوري فأخرج لنا شدة فيها سماعاته من الماليني و غيره، فقرأناها عليه. قلت: روى عنه خلق كثير منهم: أبوالفتح بن البطي، ويحيى بن ثابت بن بندار، وهبة الله بن الحسن الدقاق، والقاضي أبوالمعالي حسن بن أحمد بن

(34/149)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 150
محمد بن جعفر الكرخي، والقاضي أبومحمد عبد الواحد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن حمزة الثقفي، وأبوالقاسم هبة الله بن الفضل القطان، ومسعود بن عبد الواحد بن الحصين، وأبوالبركات سعد الله بن محمد بن حمدي البزاز، زأبوالغمر خريفة، والهاطر أو المبارك بن هبة الله بن العقاد، وأبوالمظفر محمد بن أحمد بن محمد عبد الوهاب بن الدباس، و المبارك بن المبارك السمسار، وعبد الله بن المنصور الموصلي، ومحمد بن اسحاق بن الصابئ، ومحمد بن علي بن محمد بن العلاف، وصالح بن الرخلة، وأبوعلي أحمد بن محمد الرحبي، وتركناز بنت عبد الله بن محمد بن الدامغاني، وكمال بنت عبد الله بن السمر قندي، وشهدة الكاتبة، ونفيسة البزازة، وتجني الوهبانية، وأحمد بن المقرب. ومات في صفر.
4 (حرف الخاء)
خلف بن محمد بن خلف أبوالحزن العبدري السرقسطي

(34/150)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 151
أجاز له جده أبوالحزم خلف بن أحمد بن هاشم قاضي وشقة. وسمع من خاله موسى بن خلف وولي الأحكام. وكان فقيهاً صالحاً. مات في ذي الحجة عن نيف وثمانين سنة. و كانت جنازته مشهودة. توفي جده سنة إحدى عشرين.
4 (حرف السين)
سعد بن محمد بن عبد الملك: أبومنصور البغدادي النحوي. سمع الكثير، ونسخ، وحدث عن: أبي طالب بن غيلان، و الجوهري. روى عنه: هبة الله القسطي ومات في ربيع الأول، وكان صحيح النقل. سلمان بن أبي طالب عبد الله بن محمد بن الفتى، أبوعبد الله اللنهرواني النحوي.) من كبار أئمة العربية. صنف كتباً في اللغة من ذلك كتاب القانون في عشرة اسفار في اللغة، قليل المثل. وصنف كتاب في تفسير القرآن وشرح

(34/151)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 152
الإيضاح لأبي علي الفارسي. وصنف من علل القراآت ونزل إصبهان، وتخرج به أهلها. قرأ الأدب على أبي الخطاب الجيلي، الثمانين. وقدم بغداد بعد الثلاثين وأربعمائة. وله شعر جيد. وسمع: أبا طالب بن غيلان، وأبا الطيب الطبري. وروى عنه أبو زكريا بن مندة، وأبوالقاسم اسماعيل الطلحي، وأبوطاهر السلفي.

(34/152)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 153
وهو والد مدرس النظامية أبي علي الحسين بن سلمان. قال السلفي: هو إمام في اللغة. أخذ عن ابن برهان، وطائفة.
4 (حرف الصاد)
صالح بن الحافظ أبي صالح أحمد بن عبد الملك النيسابوري. المؤذن أبوالفضل. توفي في شعبان. روى اليسير، ومات في الكهولة.
4 (حرف الطاء)
طاهر بن الحسين بن علي بن عبد المطلب بن حمد. أبوالمظفر النسفي. قال السمعاني: كان من العلماء الزهاد.

(34/153)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 154
سمع: الحسين بن عبد الواحد الشيرازي الحافظ، وميمون بن علي النسفي الأديب. ولد سنة ثلاث عشرة وأربعمائة، ومات في رابع رمضان عن ثمانين سنة.
4 (حرف العين)
عبد الله بن الحسين بن أبي منصور: الحافظ أبومحمد الطبسي. يوصف بالفهم والحفظ. سمع: ابن النقور، وعبد الوهاب بن مسور. وكان مشتغلاً بإخراج الصحيح والموافقات. مات بخراسان. عبد الله بن أحمد بن علي بن صابر بن عمر: أبوالقاسم السلمي الدمشقي أخو عبد الرحمن. ويعرف بان سيده. محدث مشهور كتب الكثير وسمع واستنسخ. وروى عن: الحافظ بن العزيز الكتأبي وأبي عبد الله بن أبي الحديد، وأبي القاسم بن أبي العلاء. روى عنه: أبوالقاسم بن مقاتل. وعاش إحدى و أربعين سنة.

(34/154)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 155
عبد الله بن جابر بن ياسين بن الحسين: أبومحمد العسكري الحنائي، الفقيه الحنبلي. تفقه على: القاضي أبي يعلى، وكان خال أولاده. وسمع: أبا علي بن شاذان، وأبا القاسم بن بشران. روى عنه: إسماعيل بن السمرقندي، وابن أخيه أبوالحسين بن أبي يعلى، وعمر بن ظفر، وعبد الوهاب الأنماطي، وأبوطاهر السلفي. قال السمعاني: كان صدوقاً. مليح المحاضرة، حسن الحظ، بهي المنظر. كان يستملي للقاضي) أبي يعلى بجامع المنصور. وقال السفلي: كان من مشاهير المحدثين وثقاتهم. وقال أبوالحسين: توفي خالي في العشرين من شوال. وكان مولده سنة تسع عشرة. عبد الله بن محمد بن أحمد بن العربي. أبومحمد المعافري الإشبيلي.

(34/155)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 156
قال ابن بشكوال: هو والد شيخنا القاضي أبي بكر بن العربي. سمع ببلده من محمد بن أحمد بن منظور، ومن أبي محمد بن خزرج. وبقرطبة من محمد بن عتاب. وأجاز له أبوعمر بن عبد البر. ورحل مع ابنه سنة خمس وثمانين وأربعمائة، وحج. وسمعا بالشام والعراق. وكان أبي محمد من أهل الاداب الواسعة، واللغة، و البراعة، و الذكاء، والتقدم في معرفة الخبر والشعر و الإفتتان بالعلوم وجمعها. توفي بمصر في المحرم منصرفاً عن المشرق. وكان مولده في سنة خمسٍ وثلاثين وأربعمائة. وقال ابن عساكر في ترجمته: أنبأني أبوبكر محمد بن طرخان قال: قال لي أبومحمد العربي: صحبت الإمام أبا محمد بن حزم سبعة أعوام، وسمعت منه جميع مصنفاته سوى المجلد الأخير من كتاب القصد، وسوى أكثر كتاب الإيصال. قلت: مدح الوزير عميد الدولة بن جهير بعدة قصائد. عبد الجليل بن محمد بن الحسين أبوسعد الساوي التاجر.

(34/156)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 157
كان يتاجر في مصر و الشام، ويسمع ويكتب. وشهد عند قاضي القضاة الدامغاني في سنة خمس وستين وأربعمائة. ثم ارتفع شأنه، ورتب في أعماله جليلة. سمع بمصر: اقاضي أبا عبد الله القضاعي، عبد العزيز بن الحسن الضراب. وبآمد: أحمد بن عبد الباقي بن طوق الموصلي. وبتنيس: رمضان بن علي. وبدمياط: عبد الله بن عبد الوهاب: وبدمشق: أبا القاسم الحسين بن محمد الحنائي، وعبد الصمد بن تميم. وبالبصرة أباعلي التستري: وببغداد: أبا الحسين بن المهتدي بالله. وخلقاً سواهم. وروى عنه عبد الوهاب الأنماطي، ومحمد بن البطي، وشهدة، وغيرهم. قال شجاع الذهلي: مات في رجب. عبد الصمد بن علي بن الحسين بن البدن: أبوقاسم الصفار البغدادي، والد الشيخ عبد الخالق. سمع: أبا طالب بن غيلان. روى عنه: ابنه، وعبد الوهاب الأنماطي. كان سنياً قوي النفس، يضرب ويعاقب بمحلته.

(34/157)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 158
عبد العزيز بن عمر بن احمد الزعفراني. الإصبهاني. روى عن: أبي بكر بن أبي علي وروى عنه: السلفيز توفى في صفر. عبد الغفار بن طاهر بن أحمد بن جعفر بن دواس. البزار، أبوأحمد. توفي في أواخر رمضان. روى عن محمد بن إبراهيم الأردستاني صحيح البخاري، وروى عن أبي مسعود البجلي. قال شيرويه: سمعت منه ولم يكن التحدث من شأنه. عبد القاهر بن عبد السلام بن علي: أبوالفضل العباسي) الشريف النقيب المكي. تلميذ أبي عبد الله محمد بن الحسين الكارزيني. قال السمعاني: كان فقيه الهاشميين. وكان من سراة الناس، استوطن بغداد، وتصدر للإقراء، وصار قدوة.

(34/158)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 159
وكان قيماً بالقراءآت، أخذها عن الكاريزيني وسمع من: أبي الحسن بن صخر، وسعد الزنجاني. قرأ عليه بالروايات: أبومحمد سبط الخياط، وصنف كتاب المبهجي في رواياته عنه. وقرأ عليه: أبوالكرم الشهرزوري، ودعوان بن علي. وقرأت بخط أبي الفضل محمد بن محمد بن عطاف قال: رحمة الله على هذا الشريف، فقد كان على أحسن طريقة سلكها الأشراف من دين مكين وعقل رزين، قدم من مكة وأقام بالمدرسة النظامية فأقرأ بها القرأن عن جماعة، وحدث. جميل الأمر. وقال غيره: توفي في يوم الجمعة من جمادى الآخرة، وقال: ولدت سنة خمس وعشرين. عبد الكريم بن المؤمل بن المحسن بن علي. أبوالفضل السلمي الكفرطأبي، ثم الدمشقي البزار. سمع جزءاً من عبد الرحمن من أبي نصر التميمي. وروى عنه: أبومحمد بن صابر، وطاهر الخشوعي، وعمر الدهستاني، وأبوالمكارم عبد الوهاب. ووثقه بن صابر وقال: سألته عن مولده فقال: سنة عشر وأربعمائة. وتوفي في المحرم.

(34/159)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 160
ووقع لنا ذلك الجزء علي بن سعيد بن محرز. العلامة أبوالحسن العبدري الميورقي، نزيل بغداد. من كبار الشافعية. سمع من: القاضيين أبي الطيب، و الماوردي، وأبي محمد الجوهري وتفقه بالشيخ أبي اسحاق. وصنف في المذهب و الخلاف كتباً. وكان ديناحسن الطريقة. روى عن: إسماعيل بن السمر قندي، وسعد الخير وعبد الخالق بن يوسف. توفي في جمادى الآخرة سنة ثلاث. ذكره ابن النجار. عبد الهادي بن عبد الله بن محمد: أبوعروبة بن شيخ الإسلام الأنصاري الهروي.

(34/160)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 161
علي بن المبارك بن عبيد الله. أبوالقاسم الوقاياتي. مات ببغداد في شعبان. روى عن: أبي القاسم بن بشران. وكان صالحاً ضريراً فقيراً يسكن ترب الرصافة. علي بن محمد بن الحسين: أبوالحسن البخاري، ويعرف بابن خدام. روى عن: أبي الفضل منصور الكاغدي. وقيده أبوالعلاء الفرضي بالكسر وبدال مهملة، وقال: روى عن منصور وعن: جده لأمه الحسين بن الخضر النسفي، ولأبي نصر أحمد بن محمد بن مسلم. وعنه: صاعد بن مسلم وأبوجعفر الخلمي، وأبوالمعالي بن أبي اليسر

(34/161)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 162
المروزي، وعمر بن محمد النسفي الحافظ. سمع أبوسعد السمعاني وابنه من خلق من أصحابه.
4 (حرف الكاف)
) كامكار بن عبد الرزاق بن محتاج أبومحمد المحتاجي المروزي الأديب. كتب الكثير، وعلم العربية، وتخرج به جماعة. ورحل في الحديث. سمع: أحمد بن محمد بن إبراهيم الصدفي، أردشير بن محمد الهشامي، وطائفة. وعنه: محمد بن محمد السنجي، و النعمان بن محمد، وتميم بن محمد، وعتيق بن علي، وعبد الكريم بن بدر المراوزة شيوخ عبد الرحيم بن السمعاني. ولد بعد عشر وأربعمائة، ومات في عاشر رمضان سنة.
4 (حرف اللام)
لامعة بنت سعيد بن محمد بن أحمد بن سعيد بن معدان البقال. الإصبهانية سمعت من: أبي سعيد بن حسنوية الكاتب.

(34/162)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 163
وروت كثيراً بالإجازة من: أبوبكر الحيري، وعلي بن ميلة، وأبي القاسم بن بشران. أخذ عنهما: أبوبكر الصقلي السمنطاري في سنة تسعٍ وعشرين و أربعمائة وهي شابة. واكثر عنها: أبوطاهر السفلي، وقال: مات أبوبكر بصقيلية في سنة قبلها بنحو ثلاثين سنة. قلت: وقع لنا من حديثها.
4 (حرف الميم)
محمد بن الحسن بن محمد بن ابراهيم بن أبرويه السكوراني. واسكوران من ضياع إصبهان. قال السفلي: توفى في جمادى الأولى وأنا قال: أنا جدي منصور بن محمد بن بهران، أنا أبوالشيخ، فذكر أحاديث. محمد بن الحسين هرمية. أبومنصور بغدادي من قدماء شيخوخ شهدة، يروي عن: البرقاني وروى عن: عمر بن ظفر المغازلي، و عبد الوهاب الأنماطي. محمد بن محمد بن الحسين بن المحدث عبد الكريم بن موسى بن عيسى بن مجاهد

(34/163)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 164
العلامة أبواليسر البزدوي النسفي، شيخ الحنفية بما وراء النهر. قال عمر بن محمد النسفي في كتاب القند: كان إمام الأئمة على الإطلاق، والموفود عليه من الآفاق. ملأ الشرق و الغرب بتصانيفه من الأصول والفروع. وكان قاضي قضاة سمر قند. وكان يدرس في الدار الجوزجانية ويملي فيها الحديث. توفي ببخارى في تاسع رجب. قال السمعاني: عرف بالقاضي الصدر، ولد في إحدى وعشرين وأربعمائة. ثنا عنه: عثمان بن علي البيكندي، وأحمد بن نصر البخاري، ومحمد بن أبي بكر السنجي، وعمر بن أبي بكر الصابوني، وأبورجاءمحمد بن محمد الخرقي. محمد بن سابق. أبوبكر الصقلي. روى عن: كريمة المروزية بغرناطة. و كان خبيرا بعلم الكلام. روى عنه: أبوبكر، وعلي بن أحمد المقريء. مات بمصر في ربيع الأول.

(34/164)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 165
المحسن أبونصر) الفرقدي الإصبهاني. ولد سنة عشر وأربعمائة، وسمع في كبره من: هارون بن محمد الكاتب صاحب الطراز. حدث عنه السلفي، وترجمه هكذا فيها. محمد بن أحمد بن الحسين بن الدواني: أبوطاهر الدباس. شيخ بغدادي. حدث عن أبي القاسم بن بشران. روى عنه: ابن السمر قندي، وعبد الوهاب الأنماطي. ومات في شعبان. محمد بن إبراهيم بن الحسن: الزاهد أبوبكر الرازي، الفقيه الحنفي، الرجل الصالح. قال ولد الزكي عبد العظيم: هو الشيخ الصالح، صاحب الكرامات الظاهرة، والدعوات المجانية السائرة. سكن الإسكندرية، وحدث عن: اسحاق الحبال الحافظ. وتوفي بالإسكندرية سنة ثلاثٍ وتسعين. محمد بن محمد بن جهير:

(34/165)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 166
الوزير عميد الدولة أبومنصور ابن الوزير فخر الدولة. وزر في ايام والده، وخدم ثلاثة خلفاء، ولما احتضر القائم بأمر الله أوصى به ولده المقتدي بالله. وولي الوزارة للمقتدي سنة اثنتين وسبعين، فبقي فيها خمس سنين، و عزل بالوزير أبي شجاع. ثم عاد إلى الوزارة عند عزل أبي شجاع سنة اربعٍ وثمانين، فبقي في الوزارة تسعة أعوام. وكان خيراً، كافياً، مدبراً، شجاعاً، نبيلاً، رئيساً، تياهاً معجباً، فصيحاً، مفوهاً، مرسلاً يتقعر في كلامه، وله هيبة وسكون، وكلماته معدودة، وفضائله كثيرة. وللشعر فيه مدائح كثيرة وآخر أمره أن الخليفة حبسه في داره بعد أن صادره وزير السلطان

(34/166)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 167
بركياروق وأخذ من خمسة و عشرين ألف دينار في رمضان. ثم أخرج في دار الخلافة، ميتاً في سادس عشر شوال، وحمل إلى بيته، وغسل ودفن بتربة له، فقيل: إنه أهلك في حمام أغلق عليه. وقيل: بل اهلك بأمراض وأوجاع مع شدة الخوف والغرق. وكان قد اشتهر بالوفاء و العفة، وجودة الرأي، ووفور الهيبة، وكمال الرئاسة، لم يكن يعاب بأكثر من التكبر الزائد. فمن الذي كان يفرح بأن ينظر إليه نظرة أو يكلمه كلمة. قال مرة لولد الشيخ أبي نصر بن الصباغ: اشتغل و تأدب، وإلا كنت صباغاً، بغير ابز فلما خرج من عنده هنأه من حضر بأن الوزير خاطبه بهذا، ولما تغير المستظهر عليه بسعي صاحب الديوان هبة الله بن المطلب، وناظر الخزانة الحسن بن عبد الواحد بن الحصين، وصاحب ديوان الإنشاء بن الموصلايا إلى المستظهر وكانوا قد خافوا منه وخرج المرسوم بحفظ باب العامة لأجله، فأمر زوجته بالخروج إلى الحلة، وهيأ لنفسه صدوقاً يدخل فيه، وبكون من جملة صناديق زوجته، فلما قعد فيه أسرع الخروج منه وقال: لا يتحدث الناس عني بمثل هذا. وكان خواص الخليفة ايضا قد ملوه و سئموه، فأخذ وحبس. قال ابن) الحصين المذكور: وجدت عميد الدولة قد استحال في محبسه،

(34/167)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 168
واشتد إشفاقه، جعل يخاطبني ويقول: يا روحي ويا قرة عيني، وانشد لي في عرض حديثه ثم قال: نازلت الحصون وشهدت الوقائع و الحروب فاستهنت بحظنا، وقد قنطت من النجاة، ولا أعرفها إلا منك. وأريد المقام في مقام آمر فيه بسفارتك، فقد غرقت بالمصيبة. فوعدته بأنني استعطف الخليفة، وخرجت وجلست أكتب ما أرقق به قلب الخليفة عليه. فدخل علي أبونصر بن الموصلايا، فجذب الورق مني، وقال: لأن خرج، فما يبعد هلاكنا بتوصله، لأنه يعلم أن القبض عليه كان من جانبك. فترك ابن الحصين الكتابة. وقال بن الحصين: آخر ما سمع منه التشهد والرجوع إلى الله. وكان المستظهر بالله قد أقطع عميد الدولة إقطاعاً بثلاثين ألف دينار فعمره، فقال الذين تكلموا فيه للخليفة: إنه قد أخرب نواحيك وعمر نواحيه، وأنه وأنه: فقنص عليه وكان مولده في أول سنة خمس و ثلاثين و قدم بغداد مع أبيه وله عشرون سنة، فسمع الحديث في الكهولة من: أبي نصر النرسي، وعاصم بن الحسن، وأبي إسحاق الشيرازي، وأبي القاسم البسري، وسمع منه: اسماعيل بن السمر قندي، وأبوبكر محمد بن عمر البخاري المعروف بكاك، وقاضي القضاة أبوالقاسم علي بن الحسين الزينبي وغيرهم. وقد شكا إليه الحراس بأمر أرزاقهم، فكتب على رقعتهم: من باع حطباص بقوت يومه فسبيله أن يوفى، وهؤلاء قوم ضعفاء. وقال قاضي القضاة أبوالحسن علي بن الدامغاني: كنا بحضرة عميد الدولة، فسقط من السقف حية عظيمة، واضطربت بين يديه، فبعدنا، واستحالت ألواننا، سواه، فإنه جلس موضعه حتى قتلها الفراشون،

(34/168)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 169
ومن شعر عميد الدولة
(إلى متى أنت في حل وترحال .......... تبغي العلا و المعالي مهرها غالي)

(ياطالب المجد، دون المجد ملحمة .......... في طيها خطر بالنفس و المال)

(لليالي صروف قل ماانجذبت .......... إلى مرادها في سعي ولا مال)

(34/169)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 170

(34/170)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 171
محمد بن محمد بن عبد الواحد: أبوطالب بن الصباغ الأزجي أخو الإمام أبونصر منصف الشامل.

(34/171)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 172
سمع: أبا القاسم بن بشران. روى عنه اسماعيل بن السمر قندي. محمد بن مأمون بن علي. أبوبكر الأبيوردي المتولي. سمع بنيسابور أبا بكر الحيري روى عنه: زاهر الشحامي، وابنه، وخياط الصوف، وغيرهم، و قيل: سنة اربع محمد بن المسلم بن الحسن بن هلال: أبوطاهر الأزدي الدمشقي المعدل. سمع من: جده لأمه أبي القاسم بن أبي العلاء المصيصي) وغيره و مات كهلاً روى عنه: عبد الرحمن بن أبي الحسين الداراني المختار بن معبد: أبوغالب الكاتب. سمع: الجوهري، ومحمد بن أحمد النرسي، وطائفة. روى عنه: أبوالبركات، و السقطي.

(34/172)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 173
وخرج له أبوعامر العبدري جزءاً توفي في ربيع اآخر عن تسع و سبعين سنة، و إنما سمع و هو في عشر الأربعين. المظفر بن عبد الغفار أبوالفتح البروجردي قرأ بالروايات على أبي بكر محمد بن علي الخياط، وأبي علي بن البنا وتفقه على الشيخ إلى اسحاق. قرأ عليه جماعة. قال ابن ناصر: قرأت عليه القرآن وأثنى عليه. وسمع من الجوهري. وسمع منه: الحسين بن خسرو البلخي. مات في ثامن ذي القعدة.
4 (حرف النون)
نصر بن إبراهيم بن نصر: السلطان شمس الملك صاحب ما وراء النهر. قال السمعاني: كان من أفاضل الملوك علماً و رأياً و حزماً وسياسة، وكان حسن الحظ، كتب مصحفاً و درس الفقه في دار الجوزجانبة، وخطب على منبر سمر قند وبخارى، تعجب الناس من فصاحته، و أملى الحديث عن الشريف.

(34/173)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 174
حمد بن محمد الزبيري، وكتب الناس عنه. ونجز بيده بأبا لمقصورة باب الخطابة. توفي في شهر ذي القعدة سنة اثنتين و تسعين. أنبأت عن أبي المظفر بن السمعاني: أنا أبوالمعالي محمد بن النصر المديني الخطيب: ثنا الملك العالم شمس الملك فذكر حديثاً موضوعاً في فضل أبي بكر و عمر.
4 (حرف الهاء)
هبة الله بن الحسن بن أبي الغنائم. أبومحمد البزار: شيخ صالح، بغدادي روى عن أبي طالب بن غيلان أحاديث. هبة الله بن علي. أبوتراب بن الشريحي البغدادي البزار. سمع: بن دوما النعالي روى عنه: أبوالحسن بن حراز الخياط و الحافظ سعد الخير.
4 (حرف الياء)
يحيى بن عيسى بن جزلة:

(34/174)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 175
أبوعلي البغدادي الطيب، مصنف المنهاج في الأدوية و العقاقير. كان نصرانياً فأسلم، و صنف رسالته في الرد على النصارى وبيان عوار مذهبهم وكان يقرأ الكلام على أبي علي بن الوليد المعتزلي، فكان يورد عليهم الحجج والدلائل حتى أسلم. وبرع أيضاً في الطب. وصنف كتباً للإمام المقتدي بالله، فمن ذلك: تقويم الأبدان و كتاب الإشارة،) وأشياء. توفي في شعبان. وكان إسلامه في سنة ست و ستين و أربعمائة. ذكره بن خلكان، وابن النجار.

(34/175)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 176
4 (وفيات سنة أربع وتسعين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)
أحمد بن علي بن الفضل بن طاهر بن الفرات. أبوالفضل الدمشقي سمع: أباه، وأبا محمد بن أبي نصر ومنصور بن رامش، وأحمد بن محمد العتيقي، ورشأ بن نظيف، وأبا عبد الله بن سعدان. قال ابن عساكر: ثنا عنه هبة الله بن طاوس، ونصر بن أحمد السوسي، والحسين بن أشليها، وابنه علي بن الحسين، وأحمد بن سرمة، قال: وكان من أهل الأدب و الفضل، إلا أنه كان مهتماً برقة الدين رافضياً. وهو واقف الكتب التي في الجامع في حلقة شيخنا أبوالحسين بن الشهرزوري. قال ابن صابر: سألته عن مولده فقال: بدمشق في ذي الحجة سنة إحدى عشرة وأربعمائة.

(34/176)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 177
قال: وهو رافضي، سألته عن نسبه، فانتمى إلى الوزير بن الفرات. وتوفي في صفر. وله شعر جيد. وقد هجاه جعفر بن دواس. قلت: آخر من روى عنه: عبد الرحمن الداراني شيخ كريم. وهو راوي. إبراهيم بن محمد بن عبد الله: أبوإسحاق العقيلي الجزري، المقريء نزيل نيسابور. حدث عن: أبي الحسن علي بن السمسار. وعن: أبيه محمد، والحافظ أحمد بن علي بن فنجويه الإصبهاني ثم

(34/177)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 178
النيسابوري والشريف بن القاسم الزيدي الحراني و غيرهم. قال السمعاني: ثنا عنه عمي: وجماعة. وتوفي في شعبان بنيسابور. وهو مقريء صالح ثقة قال ابن عساكر: ونا عنه إسماعيل التيمي، وشافع بن أبي حسن. أحمد بن محمد بن علي: أبوياسر الحربي. سمع: أبا الحسن القزويني. وأبامحمد الخلال. وعنه: عبد الله بن أحمد، وجحشويه، والقاضي عبد الواحد بن محمد المديني. توفي في صفر. أحمد بن محمد بن محمد. أبومنصور الصباغ. تفقه على: عمه أبي النصر، و أبي الطيب الطبري، وأستمتع منه. ومن: الجوهري. وقد ناب في القضاء، وولي الحسبة، وله مصنفات.

(34/178)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 179
روى عنه أبي الحسن بن أنجل. إبراهيم بن محمد بن عقيل بن زيد: أبوإسحاق الشهرزوري الدمشقي، الفقيه الفرضي الواعظ. خال جمال الإسلام أبي الحسن بن مسلم الفقيه. سمع: أبا عبد الله بن سلوان، و عبد الوهاب، وأبا القاسم الحنائي، وجماعة. روى عنه: علي بن نجا بن أسد، والخضر بن عبدان. ومات وقد قارب السبعين.

(34/179)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 180
أسعد بن مسعود بن علي: أبوإبراهيم العتبي. من ولد عتبة بن غزوان) بنيسابور. مسند كبير، روى عن: أبي بكر الحيري، و أبي سعيد الصيرفي. روى عنه: عبد الخالق و الفضل، وطاهر بنو زاهر الشحامي، وعبد الله ابن الفراوي، وآخرون. وتوفي في جمادى الأولى وله تسعون سنة. وكان كاتبا فضعف ولزم بيته. وقنع باليسير. وله نظم حسن. مات عن سبع وثمانين سنة.

(34/180)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 181
4 (حرف الحاء)
الحسن بن أحمد بن علي: عن: ابن شاذان، وأبي القاسم بن بشران. روى: ابن المعمر الأنصاري، وعمر بن ظفر، وسعد الخيري الأندلسي، وشهدة الكاتبة، و السلفي، وتوفي في رمضان.
4 (حرف السين)
سعد بن علي بن الحسن: أبومنصور العجلي الأسداباذي، الفقيه، نزيل همذان. قال السمعاني: كان ثقة مفتياً، حسن المناظرة، كثير العلم والعمل، سمع: أبا الطيب الطبري وأبا إسحاق البرمكي وبمكة كريمة المروزية، عبد العزيز بن بندار. وروى عنه: ابنه أحمد، وإسماعيل بن محمد الحافظ، و السلفي إذناً. وقال شيرويه: قرأت عليه شيئاً من الفقه، كان حسن المناظرة، كثير العبادة، هيوباً. مات في ذي القعدة.

(34/181)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 182
سعد بن محمد بن جعفر أبونصر السدأباذي، ثم الحلوائي، خدم أبا طالب يحيى بن علي الدسكري. وسمع: اابن مسرور الزاهد، وأبا عثمان الصابوني، وعبد الغافر الفارسي وروى عنه: محمد بن سعد، وعبد الخالق بن زاهر توفي في شعبان عن نيف وتسعين سنة.
4 (حرف الظاء)
ظبيان بن خلف: أبوبكر المالكي المتكلم قال ابن عساكر: كانومتورعاً في المعيشة، موسوس في الضوء. سمع: محمد بن مكي المصري، والكتاني. سمع منه: غيث الأرمنازي، وعمر الرؤآسي

(34/182)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 183
4 (حرف العين)
عاصم بن أيوب أبوبكر البطليوسي الأديب. روى عن: أبي بكر محمد بن الغراب وأبي عمر السفاقسي ومكي بن أبي طالب وكان لغوياً أديباً، فاضلاً، خيراً، ثقة روى عنه: أبومحمد بن السيد، شيخ لابن بشكوال. عبد الله بن الحسن بن محمد بن ماهويه: أبومحمد بن أبي علي) الطبسي الحافظ، سمع: أبا القاسم القشيري، وأبا الحسن بن المظفر الدوادي، وأبا صالح المؤذن، وخلقاً كبيراً بخراسان وأبا محمد الصريفيني، وابن النقور، وابن

(34/183)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 184
البسري وطبقتهم ببغداد. وانتقى على الشيوخ، واستوطن مرو الروذ وكان رديء الكتابة. قال سيرويه: كان ثقة يحسن هذا الشأن، ورعاً، مشتغلاً بإخراج الصحيح و الموافقات، مواظباً على ذلك. وقال المؤتمن الساجي: لم يكن يتحرى فيما يحدث به الصدق فسقط، وعاش نيفاً وخمسين سنة. عبد الله بن عبد الصمد بن أحمد: أبوبكر الترأبي المروزي. ثالح خير. روى عن: عبد الرحمن بن أحمد الشيرنخشيري، وغيره. قال عبد الرحمن بن محمد المقريء بمرو: أنا الترأبي، فذكر حديثاً. مات بعد ربيع الأول من العام.

(34/184)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 185
عبد الجبار بن سعيد: أبونصر بن البحيري أبي عثمان. رجل خياط خير، سمعه أبوه من: أبي سمعة الصيرفي، وأبي بكر الحيري. روى عنه: أبوالبركات الفراوي، وأحمد بن محمد البيع، وجوهر نار بنت زاهر الشحامي، وأخوها عبد الخالق، وآخرون. مات في صفر. عبد الباقي بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان. أبومحمد ابن الشيخ أبي طالب البزار. روى عن: أبيه. قال ابن ناصر: ما كان يعرف شيئاً. مات في المحرم. عبد الحميد بن عبد الرحمن بن أحمد. أبوالقاسم العيداني الحنفي. أحد الأئمة. سمع: محمد بن أبي الهيثم الترأبي، وخاله علي بن الحسين الدهقان. خواهرزادة.

(34/185)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 186
ولم يكن في عصره حنفي أطلب للحديث منه. عبد الخالق بن محمد بن خلف: أبو التراب البغدادي المؤدب، ويعرف باب الأبرص. سمع: هبة الله بن الحسن اللالكائي، وعبد الرحمن الحرفي. وعنه: إسماعيل بن السمر قندي، وعبد الوهاب الأنماطي، وأبوطاهر السفلي. ولد سنة خمس وأربعمائة، وتوفي في آخر رمضان. وقال الأنماطي: كان رجلاً صالحاً، أدبني. عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن زاز بن محد بن عبد الرحمن حميد بن أبي عبد الله النويزي: فقيه مرو، الستاذ أبوالفرج السرخسي، الفقيه الشافعي، المعروف بالزاز. كان أحد من يضرب به المثل في حفظ المذهب. وكان رئيس الشافعية بمرو. ورحل إليه الأئمة، وسارت تصانيفه. وكان ورعاً ديناً. تفقه على القاضي حسين.

(34/186)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 187
وتوفي في شهر ربيع الآخر، وله نيف وستون سنة. ومصنفه الذي سماه الإملاء انتشر في الأقطار. وكان عديم النظير في الفتوى، ورعاً، ديناً، محتاطاً في مأكله وملبسه إلى الغاية. وكان يأكل الرز لكونه لا يزرعه إلا الجند، ويأخذون مياه الناس غالباً) ويسقونه. سمع: الحسن بن علي المطوعي، وأبا المظفي محمد بن أحمد التميمي، وأبا القاسم القشيري، وخلقاً. روى عنه: أحمد بن إسماعيل النيسابوري، وأبوطاهر السنجي، وعمر بن أبي مطيع، وآخرون.

(34/187)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 188
عبد الغفار بن محمد بن أبي بكر: الصوفي الهمذاني أبوبكر الصائغ. أجاز للسلفي. رحل، وسمع من: أبي الحسين بن المهتدي بالله، وابن النقور، وجماعة. قال شيرويه: سمعت منه، وكان أحد مشايخ الصوفية، كثير العبادة، توفي في شوال. عبد الواحد بن أحمد بن عبد الله بن بندار: الإمام أبومنصور. خطيب همذان ومفتيها. يروي عن ابن عيسى، وابن مأمون، وابن مسعود البجلي. أجاز للسلفي. مات في فرات. عبد الواحد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن زيد بن إبراهيم: الخطيب أبوالقاسم النيسابوري، المعروف بالحكم. مات بالشاش في جمادى الآخرة وله سبع وثمانون سنة. روى عن: أبي بكر محمد بن عبيد الله الخطيب، وغيره.

(34/188)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 189
عبد الواحد بن عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك بن طلحة. الإمام أبوسعيد ابن الإمام أبي القاسم القشيري النيسابوري الخطيب. قال السمعاني فيه: أوحد عصره فضلاً ونفساً وحالاً، الثاني من ذكور أولاد أبي القاسم. نشأ في العالم والعبادة، وكان قوي الحفظ، بالغاً فيه. تخرج في العربية وضرب في الكتابة والشعر بسهم وافر. وأخذ في تحصيل الفوائد من أنفاس والده، وضبط حركاته و سكناته وما جرى له وصار في آخر عمره سيد عشيرته، وحج ثانياً بعد الثمانين. وحدث ببغداد والحجاز. ثم عاد إلى نيسابور مشتغلاً العبادة، لا يفتر عنها ساعة. سمع: علي بن محمد الطرازي، وأبا نصر منصوراً المفسر، وأبا سعد النصرويني. وببغداد: أبا الطيب الطبري، وأبا محمد الجوهري.

(34/189)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 190
ثنا عنه ابنه هبة الرحمن، وأبوطاهر السنجي، وأبوصالح عبد الملك ابنه الآخر، وغيرهم. ومولده في صفر سنة ثمان عشرة وأربعمائة. ومات في جمادى الآخرة. وقال غيره: خطب نحو خمس عشرة سنة، فكان ينشيء الخطب ولا يكررها. وروى عنه ايضاً: عبد الله بن الفراوي. وسماعه من الطرازي والمفسر حضوراً في الرابعة أو نحوها. عزيزي بن عبد الملك بن منصور:

(34/190)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 191
أبوالمعالي الجيلي القاضي، الملقب شيذلة. ورد بغداد وسكنها، وولي قضاء باب الأزج مدة، وكان مطبوعاً، فصيحاً، كثير المفوظ حلو النادرة. جمع كتأبا في مصارع العشاق ومصائبهم. وسمع من: أبي عبد الله محمد بن علي الصوري، والحسين بن محمد الوني الفرضي، وجماعة. وحدث بيسير، وكان شافعي المذهب. مات في سابع صفر. روى عنه: فخر النساء شهدة، وأبوعلي بن سكرة) وقال كان زاهداً، متقللاً من الدنيا، وكان شيخ الوعاظ ومعلمهم الوعظ بتصانيفه وتدريبه.

(34/191)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 192
علي بن أحمد بن عبد الغفار: أبوالقاسم البجيلي المؤدب: سمع من: أبي العلاء محمد بن علي الواسطي، وأبي طالب عمر بن إبراهيم الزهري.

(34/192)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 193
روى عنه: عبد الوهاب الأنماطي، وعبد الخالق الغزال، والسلفي، وجماعة ببغداد. ومات في شعبان. علي بن أحمد بن أبي ذكرى النجاد: شيخ صالح. سمع: ابن غيلان. روى عنه: عمر بنظفر، وأبوالمعمر الأنصاري. علي بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن إسماعيل بن أبي الطيب أخرم: أبوالحسن المديني ابن النيسابوري، الصيدلاني المؤذن الزاهد. ولد في رجب سنة خمس وأربعمائة. ذكره عبد الغافر فقال: شيخ عابد، جليل، فاضل، من تلامذة الإمام أبي محمد الجويني. كان يسكن المدينة الداخلة في المسجد المعروف به، لزمه سنين منزوياً عم الناس، قل ما يخرج ويدخل. سمع: أبا زكريا المزكي، والشيخ أبا علي عبد الرحمن السلمي، وأبا

(34/193)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 194
القاسم عبد الرحمن السراج، وأبا بكر اللحيري، وأبا سعيد الصيرفي، وجماعة. روى عنه: خلق كثير. وتوفي في ثامن عشر اللمحرم سنة اربه وتسعين. عقد مجلساً للإملاء، وحضره الأعيان. روى عنه: أبوالبركات الفراوي، والعباس العصاري، وعمر بن الصفار، والفلكي، وعبد الخالق بن الشحامي. علي بن محمد بن الحسين بن ثابت: أبوالحسن الزهري الأبيوردي، عرف بالأيوبي. إمام فاضل خليل. روى عن: أبي منصور عبد القاهر بن طاهر البغدادي، وفضل الله بن أبي الخير المهيني، وأبي حسان محمد بن أحمد المزكي، وأحمد بن محمد الحارث الإصبهاني، وعدة. وكان مولده بعد الأربعمائة. روى عنه: ابنه عبد القاهر بن طاهر البغدادي، وفضل الله بن أبي الخير المهيني، وأبي حسان محمد بن أحمد المزكي، وأحمد بن محمد بن الحارث الإصبهاني، وعدة. وكان مولده بعد الأربعمائة.

(34/194)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 195
روى عنه: ابنه عبد الملك وجماعة. وتوفي في هذه السنة، أو في الماضية.
4 (حرف الفاء)
الفضل بن عبد الواحد بن الفضل: أبوالعباس السرخسي، ثم النيسابوري الحنفي التاجر. سمع: أبا القاسم عبد الرحمن بن محمد السراج، وأبا بكر الحيري، وصاعد بن محمد القاضي. وسمع بمرو: أبا بكر بن محمد بن عبوية النباري، وأبا غانم الكراعي. ببخارى: أبا سهل الكلاباذي. وتفرد بالرواية في الدنيا عن أبي سهل بن حسنويه، وأبي علي بن عبدان صاحبي الصم.) ومولده سنة أربعمائة. قال السمعاني: شيخ حسن السيرة، مسن، معمر، ذو نعمة وثروة. ورد بغداد مع والده في سنة عشر وأربعمائة. روى لنا عنه: عمي الحسن بن منصور، وأبوطاهر السنجي، وأبومضر الطبري، وعبد الله بن الفراوي، وناصر بن سليمان الأنصاري، وجماعة كبيرة. وكان صلباً في مذهب أبي حنيفة.

(34/195)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 196
وقرأت بخط إسماعيل بن عبد الغافر قال: طلبوا من الفضل بن عبد الواحد ألفي دينار، واخذوه وضربوه، وحملوه إلى دار القاضي صاعد، وضمنه أبوالمعالي بن صاعد، وبقي اياماً في داره. وتوفي في أوائل جمادى الأولى سنة أربعٍ وتسعين، وخلوه في التابوت في داره أياماً، وما وجدوا له شيئاً، فإن ابنه هرب واصحابه.
4 (حرف الميم)
محمد بن أحمد بن إسماعيل بن محمد بن علي بن لقمان. أبوبكر النسفي المقريء، والد أبي حفص عمر، مؤرخ سمر قند. ولد سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة. وسمع من: القاضي أبي الفوارس النسفي، والإمام يوسف بن محمد المودودي، وأحمد بن جعفر الكاسني، وأبي بكر بن إبراهيم النوحي. ودخل بخارى، وسمر قند. وتوفي في أول صفر. محمد بن أحمد بن عبد الباقي بن طرق: أبوالفضائل الربعي الموصلي. احد الفقهاء الشافعية.

(34/196)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 197
سكن بغداد، وسمع من: أبي إسحاق من البرمكي، وأبي الطيب الطبري، وابن غيلان. وتفقه على أبي إسحاق الشيرازي. روى عنه: كثير من مماليق، وأبونصر الحرشي الشاهد. توفي في صفر. محمد بن الحسن: الفقيه أبوعبد الله الرازاني. أحد العباد الحنابلة. قال السمعاني: من الزهاد و المنقطعين، والعباد الورعين. مجاب الدعوة، صاحب كرامات. سمع أبا: يعلى الفقيه الحنبلي، وغيره. حكي عنه أنه أراد أن يخرج إلى الصلاة، فجاء ابنه إليه، وكان صغيراً، فقال: أريد غزالاً ألعب به، فسكت الشيخ، فألح عليه وقال: لا بد لي من غزال. فقال له: اسكت، غداً يجيئك غزال.

(34/197)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 198
فجاء من الغد غزال، ووقف على باب الشيخ، وجعل يضرب بقرنيه الباب، إلى أن فتحوا له ودخل، فقال الشيخ: يا بني، جاءك الغزال. توفي رحمه الله في رابع عشر جمادى الأولى. محمد بن عبد الله بن أحمد: أبومسعود السوذرجاني. شيخ السلفي. يروي عن: علي بم ميلة الفرضي، وغيره. توفي في جمادى الأولى عن سن عالية. محمد بن عبد الحميد بن عبد الرحيم بن أحمد:

(34/198)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 199
العلامة أبوسعد العيداني الخراساني المروزني، الحنفي. ويعرف بخواهرزادة. كان مائلاً إلى الحديث وكتابته. كبير الشأن في مذهبه. روى عن خاله القاضي) علي بن الحسن الدهقان، والخطيب عبد الوهاب الكسائي، وطائفة. ومات بمرو. ذكره ابن شيخنا قاضي الحسن. محمد ابن الوزير الشهيد أبي القاسم رئيس الرؤساء علي بن الحسن بن مسلمة. أبوالنصر. ولد نصر. ولد سنة أربعين وأربعمائة، وولي الأستاذ دارية في العراق. وكان صدراً محتشماً معظماً. مات في المحرم. محمد بن علي بن عبيد الله بن ودعان.

(34/199)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 200
القاضي أبونصر الموصلي. قدم بغداد في سنة ثلاث وتسعين قبل موته بعام، وروى الأربعين الودعانية الموضوعة التي سرقها عمه أبوالفتح بن ودعان من الكذاب زيد ين رفاعة. سمعها منه: هبة الله الشيرازي، وعمر الرؤآسي. وكان مولده سنة اثنتين وأربعمائة. ومات بالموصل. قال السمعاني: حدث عن عمه أبي الفتح أحمد بن عبيد الله بن أحمد بن سليمان بن ودعان، وأبي الحسن محمد بن علي بن بحشل، والحسين بن محمد الصيرفي. وروى عنه: أبوالمعمر الأنصاري، وأبوطاهر السلفي. وقال السلفي: قرأت عليه الأربعين جمعه، ثم تبين لي حين تصفحتها تخليط عظيم يدل على كذبه وتركيبه الأسانيد. وقال هزارست: سألته عن مولده، فقال: ليلة النصف من شعبان سنة إحدى وأربعمائة، أول سماعي سنة ثمان وأربعمائة. وقال ابن ناصر: رأيته ولم أسمع منه لأنه كان متهماً بالكذب، وكتابه في الأربعين سرقة من ابن رفاعة، وحذف منه الخطبة، وركب على كل حديثٍ رجلاً أو رجلين إلى شيخ زيد بن رفاعة واضع الكتاب. وكان كذاباً، والف بين

(34/200)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 201
كلمات قد قالها النبي صلى الله عليه و سلم وبين كلمات من كلام لقمان والحكماء، وطول الأحاديث. وقال السلفي: توفي في المحرم بالموصل، ولم يكن ثقة. محمد بن أبي القاسم علي بن المحسن بن علي بن محمد: أبوالحسين التنوخي البغدادي المعدل. شهد عند قاضي القضاة أبي عبد الله الدامغاني فقبله. وروى عن أبيه، وغيره، مقطفات من الشعر. روى عنه: مفلح الدوني.

(34/201)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 202
ومات في شوال وانقرض بيته. محمد بن هبة الله بن أحمد: أبوالبركات ابن الحلواني البغدادي على باب قاضي القضاة أبي عبد الله بن الدامغاني، فمن بعده. سمع: أبا محمد بن الحسن بن محمد الخلال، ومحمد بن علي الصوري، وجماعة. وعنه: الحافظ ابن ناصر، وغيره. توفي في ذي الحجة وقيل: في سنة ثلاث. محمد بن محمد بن عبيد الله بن أحمد بن أبي الرعد العكبري: أبوالحسن. سمع: الحسن بن شهاب العكبري. روى عنه: أبوالمعمر الأنصاري. ومات في صفر. وقد أجاز للسلفي. محمد بن مامويه بن علي

(34/202)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 203
أبوبكر المتولي الأبيوردي. كان متولي أمور مدرسة البيهقي، وكان في) اسلافه من تولى الأوقاف. سمع: أبا بكر الحيري، وغيره. روى عنه: زاهر الشحامي. توفي في جمادى الأولى وغسلته امرأته، ودفن ليلاً مخافة الظلمة و الأعوان، وكان في زمان الغلاء والتشويش. وقد مر عام أول. محمد بن المفرج بن إبراهيم: أبوعبد الله البطليوسي المقريء. قال ابن بشكوال: روى فيها عن الأهوازي. وكان يكذب فيما ذكره. وتوفي بالمرية. قلت: وقد روى أبوالقاسم بن عيسى القراءآت، وليس هو بثقة، عن عبد المنعم بن الخلوف، عن أبيه، عن ابن المفرج هذا، وزعم أنه قرأ على مكي، وأبي عمرو الداني، وأبي على الأهوازي، وأبي عبد الله محمد بن الحسين الكارزيني.

(34/203)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 204
منصور بن بكربن محمد بن علي بن محمد بن حيد بن عبد الجبار بن النضير. أبوأحمد بن أبي منصور النيسابوري التاجر. سمع: جده أبا طالب بن غيلان، وأبا علي بن المذهب السلفي، وشهدة، وخطيب الموصل، وآخرون. توفي في شوال.
4 (حرف النون)
نصربن أحمد بن عبد الله بن البطر: أبوالخطاب البغدادي البزاز المقريء. سمع بإفادة أخيه من: أبي محمد عبد الله بن البيع، وعمر بن أحمد العكبري، ومحمد بن أحمد بن رزقويه، وأبي الحسين بن بشران، وأبي بكر

(34/204)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 205
المنقي، ومكي بن علي الحريري، وجماعة. وتفرد في وقته، ورحل إليه. روى عنه: أبوبكر الأنصاري، وإسماعيل بن السمر قندي، وعبد الوهاب الأنماطي، وابن ناصر، وسعد الخير الأندلسي، وأحمد بن عبد الغني الباجسرائي، وأبوالفتح بن البطي، وأبوطاهر السلفي، ومحمد بن محمد بن السكن، وشهدة الكاتبة، وخطيب الموصل أبوالفضل الطوسي، وخلق سواهم، آخرهم موتاً. قال صاحب المرآة: جرت له حكاية، كان على دواليب البقر مشرفاً على علوفاتهم، فكتب إلى المستظهر بالله رقعة: العبد ابن البقر المشرف على البطر: فلما رآها الخليفة ضحك. وكان ذلك تغفلاً منه. قال أبوعلي بن سكرة: شيخ مستور. أنا الحسن بن علي، أنا أبوالفضل الهمذاني، أنا أبوطهر السلفي: سألت شجاعاً الذهلي عن ابن البطر فقال: كان قريب الأمر ليناً في الرواية، فراجعته في ذلك وقلت: ماعرفنا مما ذكرت شيئاً، وما قريء عليه شي تشك فيه. وسماعاته كالشم وضوحاً. فقال: هو لعمري كما ذكرت، غير أني وجدت في بعض الأحيان ما كان له به نسخة سماعاً، يشهد القلب ببطلانه. ولم يحمل عنه شيء من ذلك. وقال السلفي: سألت ابن البطر عن مولده، فقال: سنة ثمان وتسعين

(34/205)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 206
وثلاثمائة وقد دخلت بغداد في الرابع و العشرين من شوال، فساعة دخولي لم) يكن لي شغل إلا أن مضيت إلى ابن البطر، وقد حكمت عليه، وكان شيخاً عسراً فقلت: قد وصلت من إصبهان لأجلك. فقال: إقرأ. وجعل موضع الراء من إقرأ غنياً. فقرأت عليه و أنامتكيءلأجل دمامل في موضع جلوسي. فقال: أبصر ذا الكلب يقرأ وهو متكيء فاعتذرت فاعتذرت بالدماميل، وبكيت من كلامه. وقرأت عليه سبعة وعشرين حديثاً، وقمت. ترددت، وقرأت عليه خمسة وعشرين جزءاً، ولم يكن بذاك. توفي ابن البطر في سادس عشر ربيع الأول. وقد أنبأ بلال المغيثي عن ابن رواج، عن السلفي، عنه، بجزء حديث الإفك، للآجري. وروى هذا الجزء أبوالفتح بن شاتيل، وهو غلط من بعض الطلبة وجهل، فإن أبا الفتح لم يلحقه. وقال السمعاني: كان أبوالخطاب يسكن باب الغربة عند المشرعة،

(34/206)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 207
مما يلي البدرية، وعمر حتى صارت إليه الرحلة من الأطراف، وتكاثر عليه الطلبة. وكان شيخاً صالحاً صدوقاً، صحيح السماع. سمع: ابن البيع، وابن رزقويه، وابن بشران، وهو آخر من حدث عنهم.
4 (حرف الهاء)
هبة الله بن جمزة: أبوالجوائز العباسي. روى عن: ابن غيلان. وهو ابن الكاتبة بنت الأقرع. توفي في صفر.
4 (الكنى)
أبوالحسن بن زفر العكبري: المقريء الفقيه الحنبلي. توفي عن تسعين سنة، وقيل: إنه صام خمساً وسبعين سنة.

(34/207)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 208
4 (وفيات سنة خمس وتسعين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)
أحمد بن عبد الله بن أحمد بن عيسى: أبوالعباس الكناني القرطبي، ويعرف بالبييرس. روى عن: محمد بن هشام المصحفي، وأبي مروان بن سراج، وعيسى بن خيرة، وخلف بن رزق، وجماعة. وبرع في النحو واللغة، وصار أحد أعلام العربية، مع مشاركةٍ في الحديث والفقه والأصول، وبذ أهل زمانه في الحفظ و الإتقان، مع خير وانقباض، وحسن خلق، ولين جانب. إسماعيل بن الحسن بن علي بن الحسن بن علي بن الحسن بن علي بن عمر بن حسن بن علي بن علي ابن ريحانة رسول الله صلى الله عليه و سلم الحسين رضي الله عنه. أبوالهادي العلوي الإصبهاني. كثير السماع، نبيل. سمع: بمكة: أبا الحسن بن صخر الأزدي. وبإصبهان:) أبا نعيم، وأبا الحسين بن فاذشاه.

(34/208)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 209
وقدم بغداد في هذه السنة ليحج، فحدث. روى عنه: السلفي، وغيره. وقد قرأ بالروايات على أبي عبد الله المليحي بإصبهان. وكان ناسكاً صالحاً. توفي في شعبان من أول السنة. قرأ بمكة على: علي الكازروني. قال السلفي: انتقى عليه أحمد بن بشر، وإسماعيل التيمي وكان مفسرأً. أحمد بن معد: أبوالقاسم، الملقب بالمستعلي بالله بن المستظهر بن الظاهر بن الحاكم بن العزيز بن المعز العبيدي، صاحب مصر. ولي الأمر بعد أبيه في سنة سبع وثمانين وأربعمائة، وسنة إحدى وعشرون سنة. وفي أيامه وهت دولتهم، واختلفت أمورهم، وانقطعت دعوتهم من

(34/209)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 210
أكثر مدن الشام، واستولى عليها أتراك وفرنج، فنزل الفرنج على أنطاكية، وحاصروها ثمانية أشهر، وأخذوها في سادس عشر رجب سنة إحدى وتسعين، وأخذوا المعرة سنة اثنتين وتسعين، والقدس فيها أيضاً في شعبان. واستولى الملاعين على كثير من مدن الساحل. ولم يكن للمستعلي مع الأفضل أمير الجيوش حكم. وفي أيامه هرب أخوه نزار إلى الإسكندرية، هو منتسب أصحاب الدعوة بقلعة الألموت، فأخذ له البيعة على أهل الثغر أفتكين، وساعده قاضي الثغر ابن عمار، وأقاموا على ذلك سنة، فجاء الأفضل سنة ثمان وثمانين، وحاصر الثغر، وخرج إليه أفتكين، فهزمه أفتكين. ونازلها ثانياً، وافتتحها عنه، فقتل جماعة، وأتى القاهرة بنزار وأفتكين، فذبح أفتكين صبراً، وبنى المستعلي على أخيه حائطاً، فهو تحته إلى الآن. توفي المستعلي في ثالث عشر صفر سنة خمس وتسعين، قاله ابن خلكان، وغيره.
4 (حرف الجيم)
جناح الدولة: صاحب حمص، مر في الحوادث.

(34/210)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 211
4 (حرف الحاء)
الحسين بن محمد بن أحمد: أبوعلي الكرماني السيرجاني الصالح الصوفي، أحد من عني بطلب الحديث وأكثر منه ببغداد، لكنه أفسد نفسه وادعى ما لم يسمعه. وهو الذي دمر على الطريثيثي وألحق اسمه في أجزاء، فعرفت. وكان قد كتب عن محمد بن الحسين بن الترجمان بالشام. وحدث عنه السلفي فقال: ثنا من أصله ببغداد، وسمع من عاصم، ورزق الله. وكان صالحاً زاهداً.

(34/211)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 212
الحسين بن علي بن محمد بن عبد الله بن المرزبان: أبوعبد الله الهمذاني الخطيب. روى عن: ابن حميد، وابن الصباغ، ومحمد بن ينال الصوفي، وابن عزو، وجماعة.) قال شيرويه: وكان صدوقاً فاضلاً، كثير النسخ، متديناً، عابداً. الحسين بن محمد بن أبي الحسين: الطبري، ثم البغدادي، الفقيه الشافعي، توفي بإصبهان.

(34/212)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 213
وقد درس بنظامية بغداد مرتين، إحداهما استقلا بعد الغزالي سنة تسع وثمانون. وقد تفقه على أبي الطيب، وسمع منه، ومن: الجوهري. ثم لازم الشيخ أبا إسحاق حتى برع في الفقه. ثم استدعي إلى إصبهان من جهة أميرها، فقدمها، وأفاد أهلها ثلاث سنين، وانتقل إلى رحمة الله تعالى. فهذا غير شيخ الحرم.
4 (حرف الخاء)
خالد بن عبد الواحد بت أحمد بن خالد الإصبهاني: أبوطاهر التاجر، أخو غانم. سمع: أبا نعيم الحافظ وبغداد: بشرى بن الفاتني، ومحمد بن رزمة، وابن غيلان. روى عنه: السلفي، وجماعة. ولد سنة إحدى عشرة وأربعمائة. وتوجفي في شعبان. خلف بن عبد الله بن سعيد بن عباس بن مدير: أبوالقاسم الأزدي الخطيب بجامع قرطبة. روى عن: أبي عمر بن عبد البر كثيراً، وأبي العباس العذري، وأبي الوليد الباجي، وأبي شاكر القبري، وجماعة.

(34/213)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 214
وسكن المرية ثم استوطن قرطبة، وأقرأ الناس بها، وحدث. وكان ثقة، كثير الجمع والتفنيد. كتب بيده الكثير. ولد سنة سبع وعشرون وأربعمائة، وتوفي في رمضان.
4 (حرف السين)
سعيد بن هبة الله بن الحسين: أبوالحسن البغدادي. شيخ الأطباء ببالعراق. وكان بارعاً أيضاً في العلوم الفلسفية، مشتهراً بها. وخدم المفتدي بالله بصناعة الطب. وانتهى في عصره معرفة الطب إليه. سلمان بن حمزة بن الخضر السلمي الدمشقي: أخو عبد الكريم: سمع: أبا القاسم الحنائي، وأبا بكر الخطيب. وحدث باليسير.
4 (حرف الصاء)
صاعد بن سيار بن يحيى بن محمد بن إدريس:

(34/214)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 215
أبوالعلاء الكناني الهروي قاضي القضاة بهراة. سمع: جده القاضي أبا نصر يحيى، وأبا سعيد محمد بن موسى الصيرفي، وعلي بن محمد الطرازي، والقاضي أبا العلاء صاعد بن محمد، وأبا بشر الحسن بن أحمد المزكي، وسعيد بن العباس النرسي. روى عنه: محمد بن طاهر، وجماعة آخرهم حفيده نصر بن سيار. وكان ضيناًً، نزهاً، إماماً، انقاد لتقدمه لجميع الطوائف، وعمر، وانتخب عليه شيخ) الإسلام مع تقدمه. ولد سنة خمس وأربعمائة في جمادى الآخرة. من الرواة عنه: حفيد شهاب بن يسار، وعلي بن سهل الشاشي، وعبد المعز بن بشر المزني، ومحمد بن المفضل الدهان، وعبد الواسع بن عطاء، ومسرور بن عبد الله الحنفي. توفي في رجب سنة أربع. أخذ عن: أبي العلاء بن التلميذ والد أمين الدولة وعن: أبي الفضل كتفات، وعبدان الكاتب.

(34/215)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 216
وصنف كتباً كثيرة في الطب وهو صغير، وكتاب الإقناع وهو كبير، وكتاب التلخيص النظامي، كتاب خلق الإنسان، كتاب اليرقان، مقالة في الحدود، مقالة في تحديد مبادء الأقاويل الملفوظ بها. وعليه اشتغل أمين الدولة بن التلميذ النصراني. توفي في سادس ربيع الأول عن ثمان وخمسين سنة. وله عدة تلاميذ.
4 (حرف العين)
عبد الله بن محمد بن إسماعيل بن قورتس.

(34/216)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 217
أبومحمد السرقسطي. روى عن: أبيه، وأبي الوليد الباجي. وأجاز له أبوعمر الطلمنكي، وأبوعمر السفاقسي. وكان وقوراً مهيباً فاضلا، ذا نظر، عليماً في المسائل وولي قضاء سرقسطة. توفي في صفر. عبد الرحمن بن محمد بن ثابت: أبوالقاسم الثابتي الخرقي. من قرية خرق بمرو. كان من أئمة الشافعية الكبار، ورعاً زاهداً. تفقه بمرو على أبي القاسم عبد الرحمن الفوراني وبمرو الروذ على القاضي حسين. وأخذ ببغداد عن أبي إسحاق الشيرازي. وحج ورجع إلى قريته، وأقبل على العبادة والزهد والفتوى. سمع: عبد الله الشيرتحشيري، وأبا عثمان الصابوني، وجماعة. روى عنه: ابنه عبد الله، وأحمد بن محمد بن بشار.

(34/217)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 218
توفي في ربيع الأول. عبد الصمد بن موسى بن هزيل بن تاجيت. أبوجعفر البكري قاضي الجماعة بقرطبة. روى عن: أبيه، وحاتم بن محمد، ناظر عند: أبي عمربن القطان الفقيه. وولي قضاء قرطبة. وكان له حظ من الفقه و الشروط. وكان يؤم الناس في مسجده، ويلزم الأذان فيه. واستمر على ذلك مدة قضائه. وكان وقورا شهما متضامنا، من بيت علم وجلة. ثم صرف عن القضاء ولزم بيته إلى أن مات في ربيع الآخر وله نحو من سبعين سنة. عبد العزيز بن الحسين الدمشقي الدلال: سمع: أبا عبد الله بن سلوان، وغيره. ووثقه أبومحمد بن صابر. روى عنه: علي بن زيد بن المؤدب. عبد العزيز بن عبد اللوهاب بن أبي غالب: أبوالقاسم القروي. روى بمكة، أي سمع بها من القاضي أبي الحسن بن صخر، وأبي القاسم بن عبد العزيز بن بندار. قال ابن بشكوال: حدث عنه جماعة) من شيوخنا، منهم: يحيى بن موسى

(34/218)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 219
القرطبي، وعلي بن أحمد المقريء. وقال: كان شيخاً جليلاً له روايات عالية، قدم علينا غرناطة. وكتب إلي أبوعلي الغساني يقول: إنه قدم عليكم رجل صالح عنده روايات، فخذ عنه ولا يفوتك. توفي في ذي القعدة. عبد الواحد بن عبد الرحمن. أبومحمد الزبيري الوركي الفقيه الزاهد. ذكره أبوسعد السمعاني وقال: عمر مائة وعشرين سنين. رحل الناس إليه من الأقطار، وروى عن عمار وعن: إبراهيم بن محمد بن يزداد الرازي، وإسماعيل بن الحسن البخاري، وإسحاق بن محمد المهلبي، واحمد بن محمد بن سليمان الجودي. روى عنه جماعة من ابن السمعاني، وقال قبره بوركي على فرسخين من بخارى، زرت قبره. قلت: هذا نظر له في العالم، ولو كان قد سمع بإصبهان أو نيسابور

(34/219)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 220
ونحوهما لأدرك إسناداً عظيماً. ولكنه سمع بماوراء النهر، وما إسنادهم بعالٍ. وقد أدرك والله إسناداً عالياً بمرة، فإن شيخه أبا ذر المذكور روى عن يحيى بن صاعد. وقد ذكرنا في سنة سبع وثمانين وثلاثمائة موته. روى عنه: عثمان بن علي البيكندي، وأبوالعطاء أحمد بن أبي بكر الحمامي، ومحمد بن أبي بكر عثمان البزدوي، واخوه عمر الصابوني، ومحمد بن ناصر السرخسي، ومحمود بن أبي القاسم الطوسي، وخلق سواهم. عندي جزء من حديث بعلو. أرخ السمعاني وفاته في سنة خمس هذه، وقال: هو فقيه إمام زاهد. أخبرنا أحمد بن هبه الله، عن عبد الرحيم بن عبد الكريم التميمي: أنا عثمان بن علي البيكندي، أما الإمام أبومحمد بن عبد الواحد بن عبد الرحمن بقرية وركي في ذي القعدة سنة اربع وتسعين وأربعمائة: ثنا أبوالحسن أحمد بن محمد بن الزبير القرشي، ثنا الحسن بن علي بن عفان، ثنا زيد بن الحباب، عن معاوية بن صالح: ثنا عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، سمع عمرو بن الحمق يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد الله بعبد خيراً عسله فقيل لرسول الله: وما عسله قال: فتح له عمل صالح بين يدي موته حتى يرضي عنه ما حوله. عثمان بن عبد الله: أبوعمر النيسابوري الجوهري، نزيل بغداد. قال: حضرت مجلس أبي بكر الحيري، وصحبت أبا عثمان

(34/220)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 221
الصابوني، وصحبت بصور الفقيه بن أيوب، وبمصر أبا عبد الله القضائي. روى السلفي وسأله في هذه السنة عن سنة فقال: جاوزت التسعين. علي بن محمد بن عصيدة: أبوالحسن البغدادي الغزال. أحد القراء الحذاق. قال شجاع الذهلي: كان آخر من يذكر أنه قرأ القرآن على أبي الحسن الحمامي. علي بن عبد الواحد بن فاذشاه: أبوطاهر الإصبهاني. سمع) أبا نعيم، وهارون بن محمد. وعنه: السلفي. وبقي إلى هذه الحدود.
4 (حرف الميم)
محمد بن أحمد بن محمد بن الكامخي: أبوعبد الله الساوي.

(34/221)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 222
قال أبوسعد إنه محدث مشهور، معروف بالطلب. رحل وسمع بنفسه، واكثر. سمع بنيسابور: أبا بكر الحيري، وأبا سعيد الصيرفي. وببغداد: أبا القاسم هبة الله اللالكائي، وأبا بكر البرقاني. روى عنه: إسماعيل بن محمد الحافظ، وغيره. وعن آخر من روى عنه أبوزرعة المقدسي. قلت: أخبرتنا عائشة بنت المجد عيسى بجزء سفيان بن عيينة، عن جدها أبي زرعة، عنه. وتوفي في هذه السنة على ظن، أو في حدودها. قد حدث بمسند الشافعي، من غير أصل. قال ابن طاهر: سماعه فيما عداه صحيح. وممن روى عنه: سعيد بن سعد الله الميهني، واخواه راضية، وهبة الله. محمد بن أحمد بن عبد الواحد:

(34/222)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 223
أبوبكر الشيرازي، البغدادي، المعروف بابن الفقيرة. رجل صالح من أهل النصرية، محلة ببغداد. سمع: أبا القاسم بن بشران. روى عنه: السلفي، وغيره. قال عبد الوهاب الأنماطي: كان ابن الفقيرة يمضي ويخرب قبر أبي بكر الخطيب ويقول: كان كثير التحامل على أصحابنا الحنابلة. فرأيته يوماً، فأخذت الفأس من يده، وقلت: هذا كان إماماً كبير الشأن. وتوبتة وتاب، وما رجع إلى ذلك. توفي يوم تاسع المحرم. محمد بن عبد العزيز: أبوغالب الرازي البغدادي، المعروف بابن أخت الجنيد. سمع أبا القاسم بن بشران. وكان إمام جامع الرصافة، وكان رجلا صالحاً، توفي في المحرم. وروى عنه: عمر بن ظفر، وعبد الوهاب الأنماطي السلفي. وقع لنا حديثه في الثالث من البسرانيات. محمد بن عبد العزيز بن عبد الله: أبوياسر البغدادي الخياط. سمع: البرقاني، وأباعلي بن شاذان، وابن بكير النجار، وأبا القاسم بن بشران. وكان رجلاً خيراً. توفي في جمادى. روى عنه: أبوطاهر السلفي، وأبوالفضل، خطيب الموصل، وجماعة، وسعد الخير الأندلسي.

(34/223)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 224
محمد بن عبد اللوهاب: أبوالفرج الكوفي الخزاز، ويعرف بالشعيري. روى ببغداد عن: محمد بن علي بن الحسن بن عبد الرحمن العلوي. وعنه: السلفي. محمد بن علي: الإمام أبوبكر الشاشي. قيل توفي في هذا العام، والأصح ما تقدم وهو سنة خمس وثمانين. محمد بن هبة الله بن ثابت. الإمام أبونصر البندنيجي الشافعي، فقيه الحرم. كان من كبار أصحاب الشيخ أبي إسحاق الشيرازي. وقد سمع من: أبي إسحاق البرمكي، وأبي محمد الجوهري، وجماعة. روى عنه: إسماعيل بن محمد) الفضل الحافظ، ورفيقه أبوسعد أحمد بن محمد البغدادي، وعبد الخالق بن يوسف. قال السلفي: سمعت حميد بن أبي الفتح الإصبهاني الشيخ الصالح بمكة

(34/224)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 225
يقول: كان الفقيه أبونصر البندنيجي يقرأ في كل اسبوع ستة آلاف مرة قل هو الله أحد ويعتمر في رمضان ثلاثين عمرة، هو ضرير يؤخذ بيده. وقال غيره: توفي بمكة وقد جاوز أربعين سنة، وعاش بضعاً وثمانين سنة. وكان مفتياً مدرساً، بارعاً، صاحب جد وعبادة. مقاتل بن مطكوذ بن تمريان: أبومحمد السوسي المغربي الضرير المقريء. قدم دمشق، وقرأ بها على أبي محمد بن شجاع، وأبي علي أحمد بن عبد الرحمن بن أبي نصر. روى عنه: حفيده نصر بن أحمد، وغيه. وقدم دمشق سنة سبع وثلاثين وأربعمائة، وعمره إحدى وعشرين سنة.

(34/225)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 226
مات في صفر. منصور بن المؤمل الغزالي: الضرير، أبوأحمد. سمع: ابن غيلان. روى عنه: أبوالبركات السقطي، والسلفي. قال الذهلي: توفي في شعبان.
4 (حرف الياء)
يحيى بن عبد الله بن الحسين: القاضي أبوصالح الناصح. ولد قاضي قضاة نيسابور. مدرس، مفتٍ على مذهب أبي حنيفة. ناب في القضاء مدة. حدث عن: أبيه وعن أبي حسان المزكي، وأبي سعد عبد الرحمن بن حمدان النصروي. وعنه: ابناه عبد الرحمن، وأحمد بن محمد السنجي، وإسماعيل العصائدي. مات في ذي الحجة، وله سبعون سنة.

(34/226)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 227
4 (الكنى)
أبوالحسن بن أبي عاصم العبادي: الفقيه الشافعي، مصنف كتاب الرقم في المذهب. توفي عن ثمانين سنة، وكان من كبار الفقهاء المراوزة. له ذكر في الروضة.

(34/227)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 228
4 (وفيات سنة ست وتسعين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)
أحمد بن الحسن بن الحسن: البغدادي البزاز، المعروف بابن الزرد. شيخ صالح سمع: عبد الملك بن بشران، ومحمد بن عبد الواحد بن رزمة. وعنه: ابن ناصر، والسلفي، وطائفة. أحمد بن عبد الله بن أحمد: أبوالفتح السوذرجاني الإصبهاني. أخو أبي مسعود محمد المتوفى سنة اربع وتسعين، وعاش أحمد بعده مدة. سمع: علي بن ميلة الفرضي، واحسبه آخر من روى عنه، أبا بكر بن علي بن الذكواني.

(34/228)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 229
وعمر تسعين سنة. روى عنه: أبوطاهر السلفي، وأبورشيد) إسماعيل بن غانم البيع، ومحمود بن أبي القاسم بن حمكا. ثم ظفرت بوفاته في صفر سنة ست وتسعين. وآخر اصحابه أبوالفتح الخرقي. وكان من كبار الأدباء والنحاة بإصبهان. خرج له الحفاظ. أحمد بن علي بن عبيد الله بن عمر بن سوار: الأستاذ أبوطاهر البغدادي، مقرىء العراق، مصنف كتاب المستنير في القراءآت العشر. ولد سنة اثنتي عشرة وأربعمائة. قال السمعاني: كان قة أميناً، مقرئاً فاضلاً، حسن الأخذ للقرآن. ختم عليه جماعة كتاب الله، وكتب بخطه الكثير من الحديث. سمع: محمد بن عبد الواحد بن رزمة، ومحمد بن الحسين الحراني، وأبا

(34/229)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 230
طالب بن غيلان، والتنخي، وجماعة. وهو والد شيخنا هبة الله بن محمد. ثنا عنه: أبوالفضل بن ناصر، والخطيب محمد بن الخضر المحولي، وعبد الوهاب الأنماطي. قلت: وروى عنه: السلفي، وجماعة. قال السمعاني: سألت ابن ناصر عنه، فقال: نبيل ثبت، متقن أنبأونا عن حماج الحراني أنه سمع السلفي يقول، وذكر ابن سوار: كان فاضلاً عالماً من أعيان أهل زمانه في علم القراءآت، وله كتاب فيها، سمعناه منه. وقرأ عليه خلق كثير. وكان ثقة، ثبتاً، أميناً. قلت: أخبرنا بكتابه المستنير أبوالقاسم علي بن بلبان إجازة، بسماعه من أبي طالب ابن النبطي، أنا أبوبكر أحمد بن المقريء سماعاً، أنا المؤلف سماعاً. وممن قرأ عليه القراءآت العشر أبوعلي بن سكرة، وقال: هو حنفي المذهب، ثقة، خير، حبس نفسه على الإقراء والحديث. قلت: وممن قرأ عليه: أبومحمد المقريء سبط الحناط. و من شيوخه: أبوعلي الشرمقاني، وعتبة العثماني. وأسانيده موجودة

(34/230)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 231
في صدر كتابه. قال ابن النجار: قرأ القرآن على: أبي القاسم فرج بن عمر الضرير، والقاضي أبي العلاء الواسطيين، وأبي نصر ابن مسرور، وعلي بن طلحة، وعتبة بن عبد الملك، والحسن بن علي العطار. وكان إماماً، ثقة، نبيلاً. قرأ عليه: سبط الحناط، والشهرزوري. مات في رابع شعبان. إبراهيم بن أحمد بن محمد بن أحمد: أبوطاهر السلماني الواعظ. روى عن: أبي القاسم بن عليك النيسابوري، وغيره.

(34/231)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 232
روى عنه: هبة بن السقطي، وأبوعامر العبدري، وولده الواعظ يحيى ابن إبراهيم، وآخرون. وكان شيخاً بهياً، فاضلاً، عظيم اللحية. قال ابنه: كان أبي علامة في علم الأدب، والتفسير، والحديث، ومعرفة السانيد والمتون، وأوحد عصره في علم الوعظ والتذكير. أدرك جماعة من الأئمة، وكتب بخطه مائة وخمسين مجلداً. وكان من الورع وصدق الحديث بمكان. ولد سنة ثلاثة وثلاثين وأربعمائة، ومات بخوي في جمادى الآخرة.)
4 (حرف الحاء)
حمد بن مراون بن قيصر: أبوعمر الأموي، الزاهد المعروف بابن اليمنالش. من أهل المرية أخذ عن: المهلب بن أبي صفر، وغيره. قال ابن بشكوال: فاق في الزهد والورع أهل وقته. وكان العمل أملك به ولد سنة ثلاث عشرة وأربعمائة، وتوفي في صقر. الحسين بن الحسين بن علي بن العباس: أبوأسعد الهاشمي الفانيذي البغدادي. سمع: أبا علي بن شاذان روى عنه: إسماعيل بن السمرقندي، وابن ناصر، وعبد الوهاب الأنماطي، وأبوطاهر السلفي، وآخرون. أثنى عليه عبد الوهاب، وذكر شجاع الذهلي أنه تغير في آخر عمره، ولد سنة ثمانٍ وأربعمائة، وتوفي في شوال. قال السلفي: نقص بآخرة.

(34/232)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 233
الحسين بن محمد. أبوعبد الله الكتبي الحاكم. محدث هراة. توفي عن سبع وثمانين سنة. صنف التاريخ، وسمع من: أبي معمر سالم بن عبد الله، وطبقته من أصحاب الرفاء، وابن حميرويه. روى عنه: أبوالنضر الفامي، وأهل هراة، وعبد الرشيد بن ناصر، وعبد الملك بن عبد الله العمري، ومسعود بن محمد الغانمي، وعدة. أثنى عليه السمعاني، وقال: يعرف بحاكم كراسة، له عناية تامة بالتواريخ. سمع: سعيد بن العباس القرشي، وأبا يعقوب القراب. ولد سنة تسعٍ وأربعمائة، ومات في صفر بهراة.
4 (حرف الخاء)
خازم بن محمد بن خازم: أبوبكر المخزومي القرطبي. ولد سنة عشر وأربعمائة، وروى عن: يونس القاضي، ومكي ابن أبي طالب، وأبي محمد الشنتجالي، وأبي القاسم بن الإفليلي، وجماعة. قال ابن بشكوال: وكان قديم الطلب، وافر الأدب. ولم يكن بالضابط، وكان يخلط في أسمعته. وقفت له على أشياء قد اضطرب فيها. وكان أبومروان بن سراج، ومحمد بن فرج الفقيه يضعفاه.

(34/233)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 234
قلت: آخر من روى عنه: محمد بن عبد الله بن خليل نزيل مراكش، قال أبوالوليد بن الدباغ: كان من جلة أهل الأدب، وله اعتناء بالحديث.
4 (حرف السين)
سليمان بن أبي القاسم نجاح: مولى أمير المؤمنين بالأندلس المؤيد بالله بن المستنصر الأموي، الأستاذ أبوداود المقريء. سكن دانية، وبلسنية. قرأ القراءآت على أبي عمرو الداني، وأكثر عنه. وهو أثبت الناس فيه. وروى عن: عمر بن عبد البر، وأبي العباس العذري، وأبي عبد) الله بن سعدون القروي، وأبي شاكر الخطيب، وأبي الوليد الباجي، وغيرهم. قرأ عليه خلق كثير، وأخذوا عنه منهم: أبوعبد الله محمد بن الحسن بن محمد بن سعيد ابن غلام الفرس، وأبوعلي بن سكرة، وأبوالعباس بن أحمد بن عبد الرحمن بن عاصم الثقفي، واحمد بن علي الثقفي، وأحمد بن علي بن سحنون المرسي، وابن أحمد بن خلف، وجماعة، وإبراهيم بن البكري

(34/234)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 235
الداني وجعفر بن يحيى المعروف بابن غتال، ومحمد بن علي النوالشي، وعبد الله بن الفرج الزهيري، أبوالحسن علي بن هذيل، وأبونصر فتح بن خلف البلنسي، وأبونصر فتح بن أبي كبة البلنسي، وأبوداود سلمان بن يحيى القرطبي، وآخرون. قال ابن بشكوال: كان من جلة المقرئين وفضلائهم وخيارهم. علماً بالقراءآت وروايات وطرقها، حسن الضبط. اخبرنا عنه جماعة ووصفوه بالعلم، والفضل، والدين. وتوفي ببلنسية، في سادس عشر رمضان. وكان مولده في سنة ثلاث عشرة وأربعمائة، وأحفل الناس بجنازته، وتزاحموا على نعشه. قلت: وقرأت بخط بعض أصحاب أبي داود: تسميه الكتب التي صنفها أبوداوود: كتاب البيان الجامع لعلوم القرآن، في ثلاثمائة جزء وكتاب التبيين بهجاء التنزيل، وفي ست مجلدات وكتاب الرجز المسمى بالإعتماد الذي عارض به المقريء أبا عمرو في اصول القرآن وعقود الديانة، عشرة أجزاء، وهو ثمانية عشر ألف بيت وأربعمائة وأربعون بيتاً وكتاب الجواب عن قوله حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى،

(34/235)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 236
مجلد وذكر تتمة ستة وعشرين مصنفاً.
4 (حرف العين)
عبد الباقي بن محمد ابن الشروطي. عن: ابن غيلان. وعنه: السلفي. مات فجأة في رجب. عبد الرحمن بن الحسين بن محمد بن إبراهيم. أبوالحسين بن أبي القاسم الحنائي الدمشقي. سمع الكثير من أبيه. ومن: أبي علي الأهوازي، وأبي عبد الله بن سلوان، وجماعة كثيرة. قال ابن عساكر: ثنا عنه: أبوعبد الله النسائي، وأبوالحسين الأبار. وثقة أبومحمد بن صابر وقال: سألته عن مولده، فقال: في رجب سنة أربعين وأربعمائة. وتوفي في ذي القعدة. قلت: روى عنه: سليمان بن علي الرحبي المتوفى سنة تسعٍ وستين وخمسمائة بدمشق. عبيد الله بن طاهر بن الحسين: الشيخ أبوالحسن الروقي سبط أبي بكر بن فورك. من علماء طوس. عمر ذهراً في صيانة وعلم. سمع: أباه، وأبا عبد الله بن باكويه الشيرازي، وأبا محمد الجويني، وأبا

(34/236)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 237
عثمان الصابوني. مات في رمضان. قال عبد الرحيم السمعاني: روى لنا عنه: أبوحامد محمد) بن الفضل الطابراني، والموفق بن محمد الصكاك، وأبوطاهر السنجي، وسعد بن عبيد عاش ثمانين سنة. علي بن أحمد بن عمر ابن الخلي: أبوالحسن الكرخي البغدادي. سمع: أحمد بن عبد الله بن الحاملي، وعبد الملك بن بشران، وغيرهما. روى عنه: عبد الوهاب الأنماطي، والمظفر بن جهير، ويحيى بن ثابت، وأبوعلي أحمد بن محمد الرحبي، وأبوطاهر السلفي، وغيرهم. وأحسبه قرابة الفقيه أبي الحسن محمد بن الخلي. توفي في جمادى الآخرة، وله ثمان وتسعون سنة. والخلي بفتح الخاء. علي بن عبد الرحمن بن أحمد: أبوالحسن بن الدوش، ويقال الدش، الشاطبي المقريء.

(34/237)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 238
روى القراءآت عن أبي عمرو الداني تلاوة. سمع منه: ومن: أبي عمر بن عبد البر، وغيرهما. قال ابن بشكوال: أقرأ الناس وأسمعهم الحديث، وكان ثقة فيما رواه، ثبتاً فيه ديناً، فاضلاً. توفي في رابع شعبان بشاطبة. قلت: قرأ عليه القراءآت: أبو عبد الله محمد بن الحسن ابن غلام الفرس، وأبرو دواود سليمان بن يحيى بن سعيد القرطبي، وإبراهيم بن محمد بن خليفة النفزي الداني، وعلي بن محمد بن أبي العيش الطرطوسي ثم الشاطبي، ومحمد بن علي بن خلف التجيبي، وآخرون. وإبراهيم من آخرهم وفاة. علي بن محمد بن علي بن فورجة: أبو الحسن الإصبهاني التاجر. يروي عن: علي بن عبدكويه، وغيره. توفي يوم عاشوراء.

(34/238)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 239
وروى عن أبي بكر الذكواني، والجمال، وجماعة.
4 (حرف الفاء)
الفرج بن محمد المقرون: النجار. بغدادي، سمع: عبد الله بن شاهين، وأبا محمد الخلال. روى عنه: هبة الله السقطي. توفي في ذي القعدة.
4 (حرف الميم)
محمد بن عبد الجبار بن محمد الضبي: الفرساني الإصبهاني، أبو العلاء. شيخ صالح مكثر. سمع: أبا بكر بن أبي علي الذكواني، وأبا القاسم بن الأستراباذي. روى عنه: السلفي، وأبو سعد أحمد بن محمد البغدادي، وجماعة. توفي في ربيع الآخر. وهو من قرية فرسان بالضم والكسر وقد ذكره ابن قطة فقال: حدث عن علي بن عبدكويه، والجمال. وحدث عنه: أبو نصر أحمد بن محمد طاهر الكواز وإسماعيل بن ==

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المستدرك للحاكم فيه8803 كل احاديثه كلها صحيح ما عدا 160.حديث بعد تعقب الذهبي فضعف100 حديث وابن الجوزي60. حديث يصبح كل الصحيح في المستدرك 8743.حديثا

تعريف المستدركات وبيان كم حال أحاديث  مستدرك الحاكم النيسابوري إذ كل الضعيف 160 .حديثا وقد احصاها الذهبي فقال 100 حديث وذكر ابن الجوزي ...