88

تعريف المستدركات وبيان كم حال أحاديث  مستدرك الحاكم النيسابوري إذ كل الضعيف160.حديثا وقد احصاها الذهبي فقال 100 حديث وذكر ابن الجوزي في الضعفاء له 60 حديثا أُخر فيكون  كل الضعيف في كل المستدرك 160 حديثا من مجموع 8803=الباقي الصحيح =8743.فهذه قيمة رائعة لمستدرك الحاكم

روابط مصاحف م الكاب الاسلامي

روابط مصاحف م الكاب الاسلامي
 

السبت، 20 أغسطس 2022

مجلد27.و28. تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام للذهبي.

 

27. تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام للذهبي. شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي.

تاريخ الإسلام للذهبي

  الجزء الرابع والثلاثون 

 الصفحة 240
محمد بن أحمد الزتاني. وكان يروي أبوه أيضا عن أبي بكر المقريء. ومات قبل أبي نعيم الحافظ. محمد بن عبيد الله بن محمد كادش: أبو ياسر الحنبلي المحدث، أخو أبي العز. قرأ الكثير بنفسه ونسخ وحصل. وسمع: أقضى) القضاة أبا الحسين الماوردي، وابا محمد الجوهري، وأكثر عن طراد بن البطر، وطبقتهما. وهو من شيوخ السلفي. وكان قاريء أهل بغداد والمستملي بها. وكان يلحن قليلاً، وله صوت جهوري. محمد بن عمر بن عبد الله: أبو طاهر الكراني الإصبهاني. سمع: ابن أبي علي الذكواني، وغيره. وحدث. محمد بن عمر بن إبراهيم بن جعفر: أبو بكر الإصبهاني ابن عزيزة الفقيه.

(34/240)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 241
روى عن: ابن فاذشاه، وابن ريدة، وأبي القاسم عبد الرحمن بن محمد الذكواني، وعبيد الله بن العتر، وأبي ذر الصالحاني، وجماعة. وعنه: أبو سعيد بن محمد حامد، وأبو طاهر السلفي. محمد بن المنذر بن ظبيان بن المنذر: أبو البركات الكرخي المؤدب. سمع أبا القاسم بن بشران. وهو أحد الشيوخ السلفي في عض أمالي ابن بشران. وروى عنه أيضاً: إسماعيل السمرقندي، وعبد اللوهاب الأنماطي. وتوفي في صفر. قال أبو سعد السمعاني: سمعت ابن ناصر يقول: كان كذاباً. وقال السلفي: هو مع ظبيان. معالي العابد: أحد الزهاد المنقطعين إلى الله. كان مقيماً بمسجد ببغداد، وتحكى عنه الكرامات ومجاهدات. قال أبو محمد سبط الحناط: كان لا ينام إلا جالساً، ويبلس ثوباً واحداً في الصيف و الشتاء، فإذا برد شد المئزر على كتفه.

(34/241)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 242
مات في ذي الحجة.
4 (حرف النون)
نصر بن عبد الجار بن عبد الله بن عبد الجبار: أبو منصور التميمي القزويني الواعظ. سمع: أبا يعلى الخليل بن عبد الله الحافظ، وابا بكر أحمد بن الخضر القزويني، وجماعة. وبغداد: أبا محمد الجوهري، وابن الفتح العشاري. وسمع بأماكن، وجمع لنفسه معجمه. وكان من أهل الفضل والدين. وقدم بغداد في هذه السنة، وهو آخر العهد به. وروى عنه: إسماعيل بن محمد الحافظ، والمعمر بن البيع، والسفي وقال: هو محدث ابن محدث ابن محدث، وبيتهم بقزوين. كتب بني مندة بإصبهان، وكتب أولاد السمعاني بمرو، وسألته عن مولده فقال: في سنة خمسٍ وعشرين وأربعمائة.
4 (حرف الياء)
يحيى بن إبراهيم بن أبي زيد:

(34/242)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 243
أبو الحسن اللواتي المرسي، المعروف بابن العياز. روى القراءآن عن: مكي بن أبي طالب، وأبي عمرو الداني، وجماعة. ورحل إلى المشرق. قال ابن بشوال: حج ولقي بمصر عبد الوهاب القاضي المالكي، وأخذ عنه التلقين من تأليفه. وأقرأ) الناس القرآن، وعمر وأسن. قلت: وسمع القراءآت من عبد الجبار بن أحمد الطرسوسي، وهو آخر من روى عنهما. قال الحافظ أبو القاسم خلف بن بشكوال: أخبرنا عنه جماعة من شيوخنا، وسمعت بعضهم يضعفه وينسبه إلى الكذب وآدعاء الراوية عن أقوام لم يلقهم ولا كاتبوه. ويشبه أن يكون ذلك في وقت اختلاطه، لأن اختلط في آخر عمره. توفي بمرسية في ثالث المجرم وله تسعون سنة. قلت: روى عنه القراءآت: أبو عبد الله بن سعيد الداني، وعلي بن عبد الله بن ثابت الخزرجي، وأبو داود، وسليمان بن يحيى بن سعيد المقريء، وآخرون. وقد وقع لنا إسناده بالقراءآت عالياً للإمام علم الدين القاسم الأندلسي، فإنه تلا بها على أبي جعفر الحصار، عن أبي عبد الله بن سعيد المذكور.

(34/243)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 244
وقد روى الموطأ عن يونس بن عبد الله بن مغيث. يحيى بن منصور: أبو ذكريا الصوفي الجنزي، والد الإمام محمد بن يحيى الفقيه. سكن بنيسابور، ونفق على نظام الملك، وصاده بحسن كلامه. وسيرته قصيرة. شيخ رباطه، توفي في رمضان بنيسابور.

(34/244)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 245
4 (وفيات سنة سبع وتسعين وأربعمائة)

4 (حرف اللف)
أحمد بن إبراهيم بن يونس: الخطيب أبو الحسين المقدسي. سمع ببلده: أبا الغنائم محمد بن محمد بن الفراء، وأبا عثمان بن ورقاء، وأبا زكريا عبد الرحيم البخاري. سمع منه: عبد الرحمن، وعبد الله ابنا صابر. وتوفي بدمشق. احمد بن بندار بن إبراهيم: أبو ياسر البقال القطان، أخو أبي المعالي ثابت. سمع: بشربن الفاتني، وأبا علي بن دوما، وأبا طاهر محمد بن علي العلاف، وجماعة. روى عنه: عبد الوهاب الأنماطي، وأبو المعمر المبارك بن أحمد واثنيا عليه، وشهدة، والسلفي، وجماعة. ومات في رجب.

(34/245)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 246
أحمد بن علي بن الحسين: أبو المعالي ابن الحداد البغدادي و الدلال المستعمل. سمع: أبا علي بن المذهب، والعشاري، والجوهري. وعنه: أبو نصر النورباني، وأبو طاهر السلفي. مات في ربيع الآخر ببغداد. أحمد بن محمد بن أحمد بن حمزة: القاضي أبو الحسن الكوفي، الثقفي. سمع: أبا طاهر محمد بن محمد بن الحسن الصباغ، ومحمد بن إسحاق بن فدويه، ومحمد بن علي بن الحسن العلوي، وطائفة. وتفقه على قاضي القضاة أبي عبد الله الدامغاني ببغداد. وسمع ببغداد من: البرمكي، وأحمد بن محمد بن حبيب الفارسي. روى عنه: إسماعيل بن السمر قندي، وعبد الوهابب) الأنماطي، وأبو الحسن بن الخلي الفقيه، والسلفي. وثقة عبد الوهاب الأنماطي. وقال أبي النرسي: توفي في سادس عشر رجب. قلت: وله خمس وسبعون سنة. أحمد بن محمد بن بشرويه: الإصبهاني. قد مر في سنة إحدى وتسعين. وقال يحيى بن مندة: مات في صفر سنة سبعٍ.

(34/246)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 247
أحمد بن علي بن الحسن بن زكريا: أبو بكر الطريثيثي، ثم البغدادي الصوفي المعروف بابن زهراء. قال السمعاني: شيخ له قدم في التصوف. رأى المشايخ وخدمهم، وكان حسن التلاوة. صحب أبا سعد النيسابوري. وسمع: أباه، وابن الحسين القطان، وأبا القاسم اللاكائي الحافظ، وأبا القاسم الحرفي، وأبا الحسن بن مخلد، وأبا علي بن شاذان، وجماعة. قلت: روى عنه: أبو القاسم بن السمرقندي، وابن ناصر، وأبو الفتح بن البطي، وأبو طاهر السلفي، وطائفة آخرهم موتاً أبو الفضل خطيب الموصل. وسمع منه: الكبار: عبد الغافر الألمعي، وهبة الله الشيرازي، وعمر الرؤآسي، وابن طاهر المقدسي. قال السمعاني: صحيح السماع في أجزاء، لكنه أفسد سماعاته بأن روى منها شيئاً، وادعى أنه سمعه من أبي الحسن بن رزقويه، ولم يصح سماعه منه. وقال فيه شجاع الذهلي: مجمع على ضعفه، وله سماعات صحيحة خلط بها غيرها. وقال أبو القاسم بن السمرقندي: دخلت على أحمد بن زهراء الطريثيثي وهو يقرأ عليه جزء من حديث ابن رزقوية، فقلت: متى فقال: في سنة اثنتي

(34/247)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 248
عشرة وأربعمائة. فقلت: وابن رزقويه في هذه السنة توفي. وأخذت الجزء من يده، وقد سمعوا فيه، فضربت على التسميع، فقام وخرج من المسجد. وقال ابن ناصر: كان كذأبا لايحتج بروايته. قلت: ولهذا كان السلفي يقول: أنا الطريثيثي من أصل سماعه. وقال في معجمه: هذا من أجل شيخ شاهدته ببغداد، من شيوخ الصوفية، وأكثرهم حرمة وهيبة عند الصحابة. قد افتدى بأبي سعيد بن أبي الخير المهيني فيما أظن. وأنا عن جماعة لم يحدثنا عنهم سواه. ولم يقرأ عليه إلا من أصول سماعة، وهي كالشمس وضوحاً. وكف بصره بآخر. وكتب له أبو علي الكرماني أجزاءً طرية، فحدث بها اعتماداً عليه، ولم يكن ممن يعرف طرق المحدثين ودقائقه وإلا لكان من الثقات الأثبات. وذكره ابن الصلاح في طبقات الشافعية. وقال أبو المعمر الأنصار: مولده في شوال سنة إحدى عشرة. وتوفي في جمادى الآخرة. قلت: قرأت بخط السلفي أنه سمع الطريثيثي يقول: ولدت في شوال سنة اثنتي عشر وأربعمائة. أحمد بن محمد بن الحسين العكبري: ثم الواسطي المقريء أبو الحسن. قرأ القرءآت على أصحاب أبي علي بن علان.) وسمع: الحسن بن موسى الغندجاني.

(34/248)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 249
وقدم بغداد فقرأ بها على: سليمان بن أحمد السرقسطي، ورزق الله التميمي. وسمع: أبا القاسم البسري. وأقرأ الناس. وهو الذي سمع محمد بن علي الكتاني المحتسب، ولما مات رثاه خميس الحوزي. روى عنه: الكتاني المذكور. أرتاش، ويقال التاش، بن السلطان تتش بن ألب رسلان: أخو صاحب دمشق دقاق. سجنه أخوه بعلبك، فلما مات دقاق أطلقه الأمير طغتكين وأقدمه دمشق، واقامه في السلطنة في هذه السنة، ثم خرج سراً بعد ثلاثة أشهر لأمر تخيله من طغتكين، فذهب إلى بغدوين ملك الفرنج طمعاً في أن يكون له ناصراً، فلم يحصل منه على أمل فتوجه على الرحبة إلى الشرق الأوسط، فهلك هناك. إسماعيل بن علي بن حسن: الشيخ أبو علي الجاجرمي النيسابوري الأصم الزاهد كان حسن الطريقة صالحاً واعظاً. ولد سنة ست وأربعمائة، وسمع: أبا عبد الله بن باكويه الشيرازي، وأبا بكر أحمد بن محمد بن الحارث، وأبا سعيد فضل الله بن أبي الخير المهيني، وعبد القاهر بن طاهر التميمي، وأبا عثمان الصابوني، وجماعة.

(34/249)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 250
وخرج له صالح المؤذن فوائد. روى عنه: إسماعيل بن السمرقندي، وجماعة من شيوخ السمعاني، وقال: دفن عند ابن خزيمة. وذكره عبد الغافر فقال: شيخ ظريف، خفيف الحركة، اشتغل مدة بنيسابور، وكان واعظاً بكاءً حصل له قبول زائد. توفي في المحرم. إسماعيل بن عبد الله بن عبد الرحمن: أبو علي النيسابوري القلانسي، عرف بالتركي. شيخ صالح، سمع من: أبي سعيد الصيرفي. وعنه: عمر بن أحمد الصفار، ومحمد بن محمد السنجي، وأبو الأسعد بن القشيري. مات في المحرم، وهو في عشر المائة. إسماعيل بن أبي الفضل محمد بن عثمان: أبو الفرج القومساني، ثم الهمذاني، الحافظ، شيخ همذان.

(34/250)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 251
قال شيرويه: هو شيخ البلد والمشير إليه بالصلاح والديانة. روى عن: أبيه محمد بن عثمان بن أحمد بن مزين، وجده عثمان، وابن هبيرة، وعمر بن جاباره البهري، وأبي الحسين بن المهتدي بالله، والصريفيني، وابن النقور، وابن عزو النهاوندي، وهارون بن طاهر بن ماهلة، وطائفة. وكان حافظاً ثقة صدوقاً، حسن المعرفة بالرجل والمتون، أمينا مأموناً، وحيد عصره في حفظ شرائع الإسلام وشعاره. وكان ابن ثمان وخمسين سنة. توفي في المحرم، وتوليت غسله. قلت: قال السمعاني: ثنا عنه غير واحد، وهو القائل لابن طاهر المقدسي: ثلاثة لا أحبهم لتعصبهم: الحاكم، وأبو نعيم، والخطيب. زذكره السلفي ممن أجاز له، وأنه مشهور بالمعرفة التامة بالحديث. اشير بن أبي منصور: الأمير أبو) الحسين المروزي العبادي الواعظ، قدم نيسابور ووعظه فأبدع وأعجب المستمعين بحسن إيراده، ونكت انفاسه، وملاحة قصصه. وظهر له القبول عند الخاص والعام بغرابه إشاراته، ووقع كلماته المطابقة لجلالته. وكان له سكون وهيبة واناة وتؤدة، وطريقة غريبة في تمهيد كلام سني غير مسبوق على نسق واحد، مشحون بالإشارات الدقيقة والعبارات الرشيقة الحلوة.

(34/251)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 252
خرج إلى العراق ولقي ببغداد قبولاً بالغاً، ثم عاد إلى نيسابور، وأقام بها مدة، وسلم إليه المدرسة بباب الجامع المنيعي، فسكنها، ولم يزل قبوله في ازدياد. وسمع الحديث في كبره، ولم يحدث. ومات كهلاً في جمادى الآخرة. قال ابن النجار: هو والد الواعظ المشهور أبي منصور بن المظفر. قدم أبو الحسين الأمير بغداد سنة خمس وثمانين وأربعمائة ليحج، فحج وعاد وعظ، وازدحموا، وازداد التعصب له إلى أن منع من الجلوس فرد إلى بلده. وكان. وكان بديع الأفاظ حلو الإيراد، غريب النكت. سمع من: أبي الفضل بن خيرون، وغيره. وحدث بمرو. قال ابن السمعاني: سمعت علي بن علي الأمين يقول: اتفق أن واحداً به علة جاء إلى العبادي، قرأ عليه شيئاً، فعوفي. فمضيت معه إلى زيارة قبر أحمد، فلما خرجنا إذا جماعة من العميان والزمنى على الباب، فقالوا للأمير: نسألك أن تقرأ علينا. فقال: لست بعيسى بن مريم، وذلك قول وافق القدر. وقيل: إن بعض الناس دخل على العبادي، فقال له: قم اغتسل. فقام، وكان جنباً. وجاء عنه زهد وتعبد، وتكلم على الخواطر، وتاب على يده خلق كثير، وكان أماراً بالمعروف، مريقاً الخمور، مكسراً للملاهي، وصلح أهل بغداد تلك الأيام، والله يرحمه ويغفر له.

(34/252)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 253
4 (حرف الجيم)
جامع بن محمد بن عبد الحميد: أبو سهل النيسابوري. قال السمعاني: ثقة، صالح. سمع على: محمد الطرازي. روى عنه: محمد بن محمد السنجي، وغيره.

(34/253)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 254
4 (حرف الحاء)
الحسن بن الحسين بن محمد: أبو محمد الكاأبي الدمشقي. رئيس دمشق المعروف بابن الصوفي. سمع: محمد بن عوف المزني. وحدث باليسير واصلهم من حلب. الحسين بن عبد الملك بن محمد بن يوسف: أبو محمد اليوسفي البغدادي ابن الشيخ الأجل. سمع: ابن غيلان، وإسحاق البرمكي، وجماعة. وحدث. روى عنه: السلفي، وابن الخلي، وخميس، وجماعة. وكان) ذا أموال وحشمة. الحسين بن إبراهيم بن أحمد: أبو عبد الله الإصبهاني النظنزي الأديب. صاحب التصانيف الأدبية. وله النظم والنثر. سمع: أبا بكر بن ريذة، وغيره. وحدث. أظن أن السلفي روى عنه.

(34/254)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 255
قال يحيى بن مندة: مات في المحرم. الحسين بن علي بن أحمد بن محمد: أبو عبد الله بن البسيري البندار. محدث بغداد وابن محدثها، كان رجلاً صالحاً. تفرد بالرواية عن عبد الله السكري. وسمع أيضاً من: أبو علي بن سكرة، وسعد الخير النصاري، والسفي، وشهدة، وأبو الفتح بن شاتيل، وأبو هاشم الدوشاني، وآخرون كثيرون، آخرهم ابن شاتيل. توفي في جمادى الآخرة، وولد سنة تسع أو عشر. قال السلفي: لم يرو لنا عن السكري سواه.

(34/255)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 256
قال: وروى عن: ابن مخلد، والبرقاني، وأبي علي بن شاذان.
4 (حرف الدال)
دقاق: شمس الملوك أبو نصر بن تتش بن ألب أرسلان. ولي دمشق بعد قتل أبيه تاج الدولة، وذلك في سنة سبعً وثمانين. وكان دقاق بحلب، فرسلع خادم أبيه ونائبه بقلعة دمشق سراً من أخيه رضوان ملك حلب، فخرج دقاق وقدم دمشق فتملكها. ثم عمل هو والأتابك طغتكين زوج أمه على خادم أبيه المذكور، واسمه ساوتكين، فقتلاه. ثم إن رضوان قدم دمشق وحاصرها، فلم يقدر عليه، فرجع. ثم إن دقاق عرض له مرض تطاول به إلى أن توفي في ثامن عشر رمضان. فغلب طغتكين على دمشق، وأقام في اسم الملك بن طغتكين طفل له سنة. ثم مات الطفل بعد قليل واستقل الأتابك ظهير الدين طغتكين بمملكة دمشق وأعمالها. وقيل إن أم دقاق رتبت له جارية فسمت له عنقود عنب نقبته بإبرة فيها

(34/256)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 257
خيط مسموم، ثم أطعمته، فندمت بعد ذلك، وتهرى ومات وذفن بخانكاه الطواويس.
4 (حرف الزاي)
زيد بن علي بن عبد الله: أبو القاسم الفسوي الفارسي النحوي. ذكر أن أبا علي الفارسي النحوي خاله، فلعله خال أبيه أو أمه، وإلا فما يمكن أن يكون أبو علي أخا أمه لقدم زمانه. قدم الشام، وأخذ الناس عنه بحلب، وسكن دمشق مدةً، وأملى بها شرح الإيضاح لأبي علي، وشرح الحماسة، وحدث عن أبي الحسن بن أبي الحديد. سمع منه: عمر الدهستاني، وأبو المفضل يحيى القرشي. وكانت وفاته بأطرابلس. وقرأ عليه بحلب، أبو البركات عمر بن إبراهيم العلوي الكوفي كتاب الإيضاح. رواه عنه.)

(34/257)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 258
4 (حرف الطاء)
طاهر بن أسد بن طاهر بن علي بن هاشم بن نزار: أبو ياسر الطباخ الأجمي الشيرازي. ثم البغدادي. ولد سنة ثلاث عشرة وأربعمائة. وسمع: أبا القاسم بن بشران، وعبد الباقي بن محمد الطحان. روى عنه: أبو القاسم السلفي، وآخرون. وقع لنا حديثه عالياً. وقد قال السمعاني: كان يعرف النجوم، وكان متميزاً. سكن دار الخلافة، وكان صاحب الفنجان للصلوات والساعات. توفي في منتصف رجب.
4 (حرف العين)
عبد الله بن إسماعيل:

(34/258)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 259
أبو محمد الإشبيلي. قال ابن بشكوال: كان من أهل العلم التام والحفظ للحديث والفقه. كان يميل في فقهه إلى النظر واتباع الحديث. وكان متقشفاً. سكن المغرب مدةً، وولي قضاء أغمات. ثم نقل إلى قضاء الحضرة، متقلدها إلى أن توفي. وكان مشكور السيرة، حسن المخاطبة، كثيراً ما يقول لمن يحكم عليه: خذوا بيدي سيدي إلى السجن. وله تصنيفان في شرح المدونة، ومختصر ابن أبي زيد ملئت علماً. عبد الرحمن بن عمر بن عبد الرحمن: أبو مسلم السمناني، ثم البغدادي ابن ابن القاضي أبي جعفر السمناني. سمع: أبا علي بن شاذان. روى عنه: أسماعيل بن السمر قندي، وعبد الوهاب الأنماطي، وأبو طاهر السلفي، وجعفر بن عبد الله الدامغاني، وآخرون. وثقه الأنماطي. وولده سنة ست عشرة وأربعمائة، وتوفي في تاسع عشر المحرم. وقال السلفي: كان حنيفاً أشعرياً

(34/259)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 260
قلت: أخذ الكلام عن جده أبي جعفر. عبد الرحمن بن قاسم: أبو المطرف الشعبي المالقي. قال ابن بشكوال: روى عن: أبي العباس أحمد بن أبي الربيع الإلبيري، وقاسم بن محمد المأموني، وإسماعيل بن حمزة، والقاضي يونس بن عبد الله إجازة، وغيرهم. وكان ذاكراً للمسائل، فقيهاً، مشاوراً. سمع الناس منه: وعمر وأسن، وشهر بالعلم والفضل. ولد سنة اثنتين وأربعمائة. وتوفي في عاشر رجب. وقال فيه القاضي عياض: فقيه بلدهم وكبيرهم في الفتاوى والراوية. سمع بالمرية من قاسم المأموني، وتفقه عند أبي الحسن بن عيسى المالقي. واجاز له يونس القاضي و الشنتجالي. روى عنه شيخنا أبو عبيد الله بن سليمان، وولي قضاء بلدة في ايام الصنهاجي. ثم عزله، وجعل سجنه دار الأشياء بلغته عنه. فلما دخل المرابطون دعاه أمير المسلمين للقضاء، فامتنع، واشار عليه بأبي مروان بن حسنون، فقلده جملة القضاة، فكان أبو مروان لا يقطع امراً دونه.) وبينه وبين ابن الطلاع في الوفاة جمعة. العلاء بن حسن بن وهب بن الموصلايا

(34/260)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 261
: أبو سعد البغدادي الكاتب المنشيء بدار الخلافة. أسلم، وكان نصرانياً، على يد المقتدي بالله، وحسن إسلامه. وله الرسائل المشهورة الرائقة، والشعار الفائقة. عمر دهراً، وكف بصره. وتوفي في جمادى الولى. ذكره ابن خلكان وقال: لقبه أمين الدولة. وقال صاحب المرآة: خدم في كتابة الإنشاء خمساً وستين سنة، وأسلم سنة أربع وثمانين. ثم ناب في الوزارة مرات. وكان كريم الأخلاق، حسن الفعال، أفصح أهل زمانه، كان ظاهر اللسان. كان يملي على ابن أخته العلامة أبي نصر الإنشاء إلى أن مات فجأة. وكان الوزير عميد الدولة ابن جهير يثني عليه وعلى تفهمه، ويقول: هما يمينا الدولة وأميناها. أنبأ أحمد بن سلامة الخياط: أنبأنا العماد والكاتب في الخريدة: أنشدني عبد الرحيم ابن الأخوة البغدادي، أنشدني أبو سعد بن الموصلايا لنفسه:
(ياخليلي، خلياني ووجدي .......... فملام العذول ماليس يجدي)

(ودعاني فقد دعاني إلى الحك .......... م غريم الغريم للدين عندي)

(فعساه يرق إذ بملك الرق .......... بنقدٍ من وصله أو بوعدي)

(34/261)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 262
(ثم من ذا يجيز عنه إذا جا .......... ر ومن ذا على تعديه يعدي)
قال ابن الثير: كان أمين الدولة أبو سعد بن الموصلايا كثير الصدفة، جميل المحضر، صالح النية. وقف أملاكه على أبواب البر. ولما مات خلع على ابن أخته أبي نصر، ولقب نظام الحضرتين. وقلد ديوان الإنشاء. قال ياقوت في تاريخ الأدباء: خرج توقيع الخليفة بإلزام الذمة بلبس الغيار، فأسلم بعضهم وهرب طائفة. وفي ثاني يوم اسلم الرئيسان أبو سعد ابن الموصلايا صاحب ديوان الإنشاء، وابن أخته أبو نصر ابن صاحب الخبر على يد الخليفة، بحيث يريانه ويسمعان كلامه. ناب أبو سعد في الوزارة عدة نوب، ورسائله وأشعاره مدونة متداولة. أخذ عنه: أبو منصور بن الجواليقي، وأبو حرب الخياط، وعلي بن الحسن بن دينار، وآخرون. ومن شعره:
(أحن إلى روض التصأبي وأرتاح .......... وأمتح من حوض التصافي وأمتاح)

(واشتاق ريماً كلما رمت صيدة .......... تصد يدي عنه سيوف وأرماح)

(غزال إذا ما لاح أو فاح نشره .......... تعذب أرواح وتعذب أرواح)

(34/262)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 263
(وتفتضح العذار فيهم إذا بدوا .......... ويفتضح اللاحون منهم إذا لاحوا)
) ومات بعده بسنة وأشهر ابن أخته. أبو نصر هبة الله: صاحب ديوان الإنشاء. علي بن الحسن: أبو القاسم العلوي الخراساني. قال السمعاني: كان عالماً، ورعاً، رئيساً. سمع عبد الرحمن بن حمدان النصرويي، وتوفي بأبيورد. علي بن الحسين بن أبي نزار: الشيخ أبو المعالي المرستي. أحد الرؤساء ببغداد. سمع في الكهولة من: أبي محمد الجوهري. روى عنه: السلفي. عاش تسعين سنة. علي بن عبد الرحمن بن هارون بن عيسى بن هارون بن الجراح

(34/263)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 264
الرئيس أبو الخطاب الشافعي، الكاتب، البغدادي، المقريء، النحوي. كان حسن الإقراء والأخذ. ختم عليه خلق. وصنف منطومة في القراءآت. سمع: أبا القاسم بن بشران، ومحمد بن عمر بن بكير النجار، وغيرهما. روى عنه: عبد الوهاب الأنماطي، وعمر المغازلي، والسلفي، وخطيب الموصل، وجماعة. وذكر السلفي فقال: إمام في اللغة، وشعره في أعلى درجة. وخطه من أحسن الخطوط، والقول يتسع في فضائله، وكان يصلي بأمير المؤمنين المستظهر بالله التراويح. وقال غيره: ولد سنة تسعٍ أو عشرة وأربعمائة، وتوفي في العشرين من شهر ذي الحجة سنة سبعٍ. عيسى بن الحافظ أبي ذر عبد بن أحمد: أبو مكتوم الأنصاري الهروي، ثم السروي. تزوج أبو ذر في العرب في سروات بني شبابة، وسكن هناك مدةً، وولد أبو مكتوم في حدود سنة خمس عشرة وأربعمائة. سمع من أبي عبد الله الصنعاني صاحب التقوى جملة من مسند عبد الرزاق. وسمع من أبيه صحيح البخاري، وكتاب الدعوات لأبيه، وغير ذلك.

(34/264)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 265
روى عنه الصحيح جماعة، منهم: أبو التوفيق مسعود بن سعيد الأندلسي، وأبو عبيد نعمة بن زيادة الله الغفاري، وعلي بن حميد بن عمار المكي. وروى عنه بالإجازة أبو طاهر السلفي. أخبرنا عبد المؤمن الحافظ قال: قرأت على ابن رواج: أخبركم السلفي قال: قد اجتمعنا أنا وأبو مكتوم بن أبي ذر في عرفات سنة سبعٍ وتسعين لما حججت مع والدي، فقال لي الإمام أبو بكر محمد بن السمعاني: إذهب بنا إليه نقرأ عليه شيئاً. فقلت: هذا الموضع موضع عبادة، فإذا دخلنا إلى مكة نسمع عليه، ونجعله من شيوخ الحرم. فاستصوب ذلك. وقد كان ميمون بن ياسين الصنهاجي من أمراء المرابطين رب في السماع منه بمكة، واستقدمه من سراة بني شباب، واشترى منه صحيح البخاري اصل أبيه الذي سمعه منه بجملة كبيرة، وسمعه عليه في عدة أشهر، قبل وصول الحجيج. فلما حج ورجع من عرفات إلى مكة رحل إلى السراة مع النفر الأول من أهل النفر. قلت: وانقطع خبره من هذا الوقت. ورواية الصحيح في وقتنا من) طريقه حسنة عالية. رواه جماعة عن أم حرمي، عن ابن عمار، عنه.
4 (حرف الميم)
محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن النقور: أبو منصور بن أبي الحسين البزاز. سمع: أباه، وأبا إسحاق البرمكي، وأبا القاسم التنوخي، وجماعة. روى عنه: السلفي، وابنه أبو بكر عبد الله. وقال السلفي: لم يكن بذاك، ولكنه سمع الكثير، وكان ابنه أبو بكر يسمع معنا.

(34/265)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 266
محمد بن عبد الله بن محمد: أبو الفضل البغدادي، الناقد السمسار. سمع: ابن غيلان، وأبا منصور محمد بن محمد ابن السواق. وعنه: أبو المعمر الأنصاري، والسلفي. وكان شيعياً. مات في المحرم. محمد بن عبد الواحد بن عبد العزيز: أبو مطيع المديني، صاحب الأمالي المشهورة. نسبه عبد الرحيم بن أبي ألوفا الإصبهاني فقال: محمد بن عبد الواحد بن عبد العزيز بن عبد الله بن أحمد بن زكريا. قلت: وبعد زكريا أحمد بن محمد بن يحيى بن الليث بن الضب بن عوف الضبي المجلد الناسخ المصاحف المعروف بالمصري. مسند أهل إصبهان. عاش بضعاً وتسعين سنة. وتفرد بالرواية عن جماعة. سمع: من الحافظ أحمد بن موسى بن مردويه ثلاث مجالس، وأبي سعيد محمد بن علي النقاش، وأبي منصور معمر بن أحمد بن زياد الصوفي، وعبد الله محمد بن عقيل البارودي، والحسين بن إبراهيم الإكمالي، والفضل بن عبيد الله، وأبي بكر بن أبي علي، وأبي زرعة روح بن مجد الرازي، والحافظ بن أبي نعيم، وجماعة. روى عنه: إسماعيل بن محمد الحافظ، وأبو طاهر السلفي، ومحمد بن معمر اللنباني، وأبو حنيفة محمد بن عبد الله الخطيبي، وأحمد بن ينال التركي، وعبد الله بن أحمد أبو الفتح الخرقي، ومحمد بن عبد الله بن علي الإصبهاني

(34/266)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 267
المقريء، وعمر بن أبي سعد، وخلق من الإصبهانيين. أخبرنا إسماعيل بن الفراء، أنا أبو محمد بن قدامة، أنا أبو حنيفة محمد بن عبد الله القاضي، أنا أبو مطيع: ثنا أحمد بن موسى الحافظ، ثنا أحمد بن هشام بن حميد الحصري: نبا يحيى بن أبي طالب، أنا علي بن عاصم، أنا حصين، عن عامر، هو الشعبي، عن عروة البارقي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الخيل معقود بنواصيها الخير، قيل: ماذلك قال: الأجر والمغنم إلى يوم القيامة: متفق عليه من حديث حصين. قال السمعاني: كان شيخاً صالحاً معمراً، أديباً فاضلاً. محمد بن فرج: أبو عبد الله مولى محمد بن يحيى، المعروف بابن الطلاع القرطبي، الفقيه المالكي، مفتي الأندلس ومسندها في الحديث. ولد في سلخ ذي الحجة سنة) أربع وأربعمائة. ذكره ابن بشكوال فقال: بقية الشيوخ الأكابر في وقته، وزعيم المفتين بحضرته. روى عن: يونس بن عبد الله القاضي، ومكي بن أبي طالب، وأبي

(34/267)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 268
عبد الله بن عابد، وحاتم بن محمد، وأبي علي الحداد الأندلسي، وابن عمرو المرشاني، ومعاوية بن محمد العقيلي، وأبي عمر القطان. قال: وكان فقيهاً عالماً، حافظاً للفقه، حاذقاً بالفتوى، مقدماً في الشوروى، مقدماً في علل الشروط، مشاركاً في أشياء، مع دين وخير وفضل، وطول صلاة، قوالاً بالحق وإن أوذي فيه، لا تأخذه في الله لومة لائم، معظماً عند الخاصة، والعامة يعرفون له حقه. ولي الصلاة بقرطبة، وكان مجوداً لكتاب الله. أفتى الناس بالجامع، وأسمع الحديث، وعمر حتى سمع منه الكبار والصغار، وصارت الرحلة إليه. ألف كتأبا حسناً في أحكام النبي صلى الله عليه وسلم قرأته على أبي رحمه الله عنه. وتوفي لثلاث عشرة ليلة خلت من رجب، وشهده جمع عظيم. وقال القاضي عياض: كان صالحاً قوالاً بالحق، شديداً على أهل البدع، غير هيوب للأمراء، شوور عند موت ابن القطان، إلى أن دخل المرابطون فأسقطوه من الفتيا لتعصبه عليهم، فلم يستفت إلى أن مات. سمع منه عالم كثير، ورحل الناس إليه من كل قطر لسماع الموطأ ولسماع المدونة لعلوه في ذلك. وحدث عنه أبي علي بن سكرة، وقال في مشيخته التي خرجها له عياض: سمع يونس بن عبد الله بن مغيث، وحمل عنه الموطأ وسنن النسائي. وكان أسند من بقي، صحيحاً، فاضلاً، عنده بلة تام بأمر دنياه وغفله، ويؤثر عنه في ذلك طرائف. وكان شديدا على أهل البدع، مجانباً لمن يخوض في غير الحديث. وروى اليسع بن حزم عن أبيه قال: كنا مع ابن الطلاع في بستانه، فإذا بالمعتمد بن عباد يجتاز من قصره، فرأى ابن الطلاع، فنزل عن مركوبه، وسال دعاءه وتذمم وتضرع، ونذر وتبرع، فقال له: يامحمد انتبه من غفلتك وسنتك. قلت: وآخر من روى عنه على كثرتهم: محمد بن عبد الله بن خليل القيسي اللبلي نزيل مراكش، وبقي إلى سنة سبعين وخمسمائة.

(34/268)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 269
وقد أجاز لنا رواية الموطأ أبو محمد بن هارون الطائي قال: ثنا القاسم أحمد بن بقي ماذلك قال: الأجر. قال: ثنا محمد بن عبد الحق الخزرجي القرطبي قال: ثنا الطلاع بإسناده. وروى عنه: علي بن حنين، ومحمد بن عبد الله بن خليل كتاب الموطأ، وهما من شيوخ ابن دحية. المؤمل بن أحمد بن المؤمل: أبو البركات المصيصي الدمشقي. سمع: ابن سلوان، ورشأ) بن نظيف، والأهوازي. سمع منه: أبو محمد بن صابر وقال: كان يكذب في انتمائه إلى عثمان رضي الله عنه.
4 (حرف الياء)
يزيد: مولى المعتصم بالله محمد بن معن بن صمادح. أبو خالد، من أهل المري. روى الكثير عن: أبي العباس العذري. قال ابن بشكوال: روى عنه غير واحد من شيوخنا، وكان معتنياً بالأثر وسماعه، ثقة في روايته. وكان مقرئاً فاضلاً. توفي في المحرم. قلت: روى عنه: أبو العباس بن العريف الزاهد، وأبو العباس أحمد بن عبد الرحمن بن عاصم الثقفي.

(34/269)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 270
4 (وفيات سنة ثمان وتسعين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)
أحمد بن الحسين بن محمد بن إبراهيم: أبو طالب البصري، ثم البغدادي الكرخي الخباز. شيخ عامي صحيح السماع. سمع سنة إحدى وعشرين وأربعمائة من عبد الملك بن بشران. وتوفي في جمادى الآخرة. وهو من شيوخ السلفي في البشرانيات. أحمد بن خلف بن عبد الملك بن غالب: أبو جعفر بن القلعي، من أهل غرناطة. روى عن: حاتم بن محمد، وأبي عبد الله بن عتاب، وجماعة. قال ابن بشكوال: كان ثقة صدوقاً. أخذ الناس عنه، وتوفي في ربيع الآخر. أحمد بن عبد الله بن محمد الخطيب: أبو منصور الهاشمي المعروف بابن الدبخ الكوفي. سمع: محمد بن علي بن عبد الرحمن العلوي، ومحمد بن فدويه. وعنه: المبارك بن أحمد الأنصاري، وأبو طاهر السلفي.

(34/270)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 271
توفي في ذي الحجة. أحمد بن نصر بن أحمد: أبو منصور الخراساني الخوجاني الواعظ. قدم بغداد في هذا العام. وروى عن: أبي عثمان الصابوني. سمع منه: عبد الوهاب الأنماطي، وأبو طاهر السلفي، وغيرهما. أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن حسن: الحافظ أبو علي البرداني البغدادي. ولد سنة ست وعشرين وأربعمائة، وأول سماعه في ثلاثٍ وثلاثين من أبي طالب العشاري. قال السمعاني: كان أحمد المتميزين في صنعة الحديث وأحد حفاظه، خرج لنفسه وللشيوخ، وكتب الكثير. وكان ثقة صالحاً. سمع: عبد العزيز بن علي الأزجي، وأبا الحسن القزويني، وأبا طالب بن

(34/271)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 272
غيلان، وأبا إسحاق البرمكي، وأبا محمد الجوهري، والقاضي أبا يعلى، وأبا بكر الخطيب، وطبقتهم. وكان حنبلياً واستملى لأبي يعلى. حدثنا عنه: إسماعيل بن محمد الحافظ. قلت: وقد جمع مجلداً في المقامات النبيوية،) انتخبه السلفي، وسمعه منه، وهو مما يرى اليوم بعلو بالنسبة إليه. توفي في حادي وعشرين شوال. قال السلفي: كان أبو علي أحفظ وأعرف من شجاع الذهلي. وكان ثقة ثبتاً، له مصنفات. قال: وكأنا حنبليين. قلت: وروى عنه: علي بن طراد الوزير، وأحمد بن المقرب، وجماعة. قرأت بخط أبي علي: أنبأ عثمان بن محمد بن دوست العلاف إجازة كتبها لي سنة ثمانٍ وعشرين وأربعمائة، وفيها مات، أنا أبو بكر الشافعي، فذكر حديثاً. وقد سأله السلفي في كراسٍ عن جماعة من الرجال، فأجابه جواب عارفٍ محقق. أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى بن مردويه بن فورك بن موسى: أبو بكر سبط الحافظ أبي بكر بن مردويه الحافظ.

(34/272)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 273
سمع أبا منصور محمد بن سلمان الوكيل، وعمر بن عبد الله بن الهيثم الواعظ، وغلما محسن، والحسين بن إبراهيم الحمال، وأبا بكر بن أبي علي الذكواني، وعبد الله بن أحمد بن قولويه التاجر، وأحمد بن إبراهيم الثقفي الواعظ، وجماعة. قال السلفي: كتبنا عنه كثيراً، وكان رجل ثقة جليلاً، سمعته يقول: كتب الحافظ. قلت: روى عنه: أبو رشيد إسماعيل بن غانم، وعدة. توفي بسوذرجان، إحدى قرى إصبهان. قال يحيى بن مندة: ولد سنة تسع وأربعمائة، وكان كثير السماع، واسع الرواية. قلت: بقي حفيده علي بن عبد الصمد إلى سنة يحدث عن الثقفي، أما هو فرأيت له طرق طلب العلم تذكر على معرفته، وحفظه، لم يلحق الأخذ عن جده.
4 (حرف الباء)
بركياروق:

(34/273)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 274
السلطان أبو المظفر ركن الدين ابن السلطان الكبير ملكشاه بن ألب آرسلان بن داود بن ميكائيل بن سلجوق بن دقاق السلجوقي ويلقب أيضاً شهاب الدولة تملك بعد موت أبيه، وكان أبوه قد ملك مالم يملكه غيره. وكان السلطان سنجر نائب أخيه ركن الدين على بلاد خراسان. وكان ملازماً للشرب. بقي في السلطنة أثنتي عشرة سنة، وتوفي ببروجرد في شهر ربيع الأول، وقتل الآخر. وأما أخوه سنجر، فمتدت أيامه، وعاش إلى بعد سنة خمسين وخمسمائة. وبركياروق فتح أباء الموحدة. تمرض بإصبهان بالسل والبواسير، فسار منا في محفة طالباً بغداد، فضعف في الطريق وعجز. ولما احتضر خلع على ولده ملكشاه، وله نحو خمس سنين، وجعله ولي عهده بمشورة الأمراء، وحلفوا له، ومات وهو ببرود جرد، ودفن بإصبهان في تربة له. وعاش خمساً وعشرين سنة، قاسى فيها من الحروب واختلاف الأمور) ما لم يقاسه أحد، واختلفت به الأحوال ما بين انخفاض وارتفاع، فلما قوي أمره، وصار كبير البيت السلجوقي أدركته المنية. وكان متى خطب له ببغداد وقع الغلاء، ووقعت المعايش، ومع ذلك يحبونه ويختارونه. وكان فيه حلم وكرم وعقل وصفح، عفا الله عنه.
4 (حرف الثاء)
ثابت بن بندار بن إبراهيم بن بندار:

(34/274)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 275
أبو المعالي الدينوري الأصل، البغدادي، المقريء البقال. قال السمعاني: كان صالحاً، ثقة، فاضلاً، واسع الرواية. أقرأ القرآن، وحدث بالكثر. سمع: أبا القاسم الحرفي، وأبا بكرالبرقاني، وأبا علي بن شاذان، وعثمان بن دوست، وأبا علي دوما. روى لنا عنه: ابنه يحيى، ابن السمر قندي، وابن ناصر، وعبد الخالق بن أحمد اليوسفي، وجماعة كثيرة بمرو، وبلخ، وبوشنج. وقرأت بخط والدي: ثابت ثابت. وقال عبد الوهاب الأنماطي: ثقة مأمون. وقال غيره: كان يعرف بابن الحمامي، ولد سنة ست عشرة وأربعمائة. وقرأعلى: ابن الصقر الكاتب، وأبي تغلب الملحمي. قرأ عليه سبط الخياط، وأحمد بن محمد بن شنيف. وروى عنه: أبو طاهر السلفي، وأحمد بن المبارك المرقعاني، وأحمد وعمر ابنا تيمان المستعمل، وشهدة الكاتبة، وأبو علي بن سكرة. توفي في جمادى الأولى. وحدث عنه بالإجازة الفقيه نصر المقدسي.
4 (حرف الحاء)
الحسن بن علي بن محمد بن محمد بن عبد العزيز:

(34/275)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 276
أبو بكر الطائي المرسي النحوي، ويعرف بالفقيه الشاعر لغلبة الشعر عليه. روى عن: أبي عبد الله بن عتاب، وأبي عمر بن القطان، وأبي محمد بن المأموني، وأبي بكربن صاحب الأحباس، وابن أرفع رأسه. وجالس أبا الوليد بن مقيل. وله كتاب المقنع في النحو. توفي في رمضان، وله ست وثمانون سنة. الحسين بن علي بن الحسين: أبو عبد الله الطبري الفقيه. نزيل مكة ومحدثها. ولد سنة ثمان عشرة وأربعمائة بآمل طبرستان، ورحل نيسابور سنة تسعٍ وثلاثين. سمع صحيح مسلم من عبد الغافر الفارسي، وسمع: عمرو ابن مسرور، وأبا عثمان الصابوني وسمع بمكة صحيح البخاري من كريمة. قال السمعاني: كان حسن الفتاوى، تفقه على ناصر بن الحسين العمري المروزي، وصار له بمكة أولاد وأعقاب. قلت: روى عنه: إسماعيل الحافظ، وأبو طاهر السلفي، وأبو غالب الماوردي، وأحمد بن محمد العباسي المكي، ورزين بن معاوية العبدري)

(34/276)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 277
مصنف جامع الأصول، وأبو علي بن سكرة، وأبو بكر محمد بن العربي القاضي، وأبو الحجاج يوسف بن عبد العزيز الميورقي، ووجيه الشحامي، وخلق بن المغربة. قال ابن سكرة في مشيخته التي خرجها عياض له: هو شافعي أشعري جليل. قال: وبعضهم يكنيه بأبي علي، ويدعى إمام الحرمين، لازم التدريس لمذهب الشافعي والتسميع بمكة نحواً من ثلاثين سنة، وكان أسند من بقي في صحيح مسلم، يعني بمكة سمعه منه عالم عظيم. وكان من أهل العلم والعبادة. وجرت بينه وبين أبي محمد هياج بن عبيد الشافعي وغيره من الحنابلة ممن يقول من أصحاب الحديث بالحرف والصوت خطوب. وقال هبة الله بن الأكفاني: توفي بمكة في العشر الأواخر من شعبان. وقال ابن السمعاني: سمعت أنه انتقل إلى اصبهان، فمات بها. الحسين بن محمد بن أحمد:

(34/277)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 278
الحافظ أبو علي الغساني الجياني. ولم يكن من جيان، إنما نزلها أبوه في الفتية، وأصلهم من الزهراء. رئيس المحدثين بقرطبة، بل الأندلس. قال ابن بشكوال: روى عن: حكم بن محمد الجذامي، وأبي عمر بن عبد البر، وأبي شاكر القبري عبد الواحد، وأبي عبد الله بن عتاب، وحاتم بن محمد، وأبي عمر الحذاء، وسراج بن عبد الله القاضي، وأبي الوليد الباجي، وأبي العباس العذري، وجماعة كثيرين سمع منهم وكتب عنهم. وكان من جهابذة المحدثين زكبار العلماء المسندين، وعني بالحديث وضبطه، وكان بصيراً باللغة، وألإعراب، والغريب، والشعر، والأنساب، جمع من ذلك كله مالم يجمعه أحد في وقته. ورجل الناس غليه، وعولوا في الرواية عليه. وجلس لذلك بجامع قرطبة. وسمع من الأعلام، وأنبا عنه غير واحد، وصفوه بالجلالة، والحفظ، والنباهة، والتواضع، والصيانة. قال السهيلي في الروض: حدثني أبو بكر بن طاهر، عن أبي علي الغساني، أن أبا عمر بن عبد البر قال له: أمانة الله في عنقك، متى عبرت على اسم من أسماء الصحابة لم أذكره، إلا ألحقته في كتأبي الذي في الصحابة. وقال ابن بشكوال: قال شيخنا أبو الحسن بن مغيث: كان من أكمل من رأيت علماً بالحديث، ومعرفة بطرقه وحفظاً لرجاله. عانى كتب اللغة، وأكثر من رواية الأشعار، وجمع من سعة الرواية مالم يجمعه أحد. أدركناه، وصحح من الكتب مالم يصححه غيره من الحفاظ. كتبه حجة بالغة.

(34/278)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 279
جمع كتاباً في رجال الصحيحين سماه تقييد المهمل وتمييز المشكل وهو كتاب حسن مفيد، أخذه الناس عنه. قال ابن بشكوال: وسمعناه على القاضي أبي عبد الله بن الحجاج، عنه، وتوفي يوم الجمعة لاثنتي عشرة ليلة خلت من شعبان، ومولده في) المحرم سنة سبع وعشرين وأربعمائة. وكان قد لزم داره قبل موته بمدة لزمانه لحقته. قلت: روى عنه: محمد بن أحمد بن إبراهيم الباهلي شيخ العماني، والسلفي في سماع تقييد المهمل، ومحمد بن أحمد بن إبراهيم الجياني المشهور بالبغدادي، وأبو علي بن سكرة، وأبو العلاء زهر بن عبد الملك الإيادي، وعبد الله بن أحمد بن سماك الغرناطي، وعبد الرحمن بن أحمد بن أبي ليلى الأنصاري الحافظ، ويوسف بن يبقى النحوي، وخلق كثير، آخرهم فيما أرى وفاءً: محمد بن عبد الله بن خليل التنيسي مسند مراكش، سمع منه صحيح مسلم، وتوفي في سنة سبعين وخمسمائة.
4 (حرف السين)
سقمان، ويقال سكمان، ابن أرتق بن أكسب التركماني: ولي هو وأخوه إيل غازي إمرة القدس الشريف بعد أبيهما، فقصدهما الأفضل شاهنشاه أمير الجيوش، وأخذ منهما في شوال سنة إحدى وتسعين، فتوجها إلى الجزيرة، واخذ ديا بكر، ثم توفي سقمان بين طرابس وماردين

(34/279)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 280
هي إلى اليوم لذريته. وقد ساق صاحب الكامل أخباره في أماكن، إلى أن ذكر وفاته، فحكى أن ابن عمار طلبه ليكشف عن الفرنج على مالٍ يعطيه، وأن صاحب دمشق مرض وخاف على دمشق، فطلبه ليسلم إليه البلد، فسار إلى دمشق ليملكها، ويتجهز منها لغزو الفرنج، فأخذته الخوانيق، وتوفي بالقريتين، ونقل فدفن بحصن كيفا. قال: وأما ملكه ماردين فإن صاحب الموصل كبربوقا قصد آمد، فجاء سقمان ليكشف عنها، فالتقوا، وكان عماد الدين زنكي بن آقسنقر حينئذ صبياً مع كبربوقا، فتظهر سقمان عليهم، فألقى الصبي إلى الأرض، وصاح مماليك أبيه: قاتلوا عن زنكي. فصدقوا حينئذ في القتال، فانهزم سقمان، وأسروا ابن أخيه فسجنوه بماردين، وهي لإنسان مغني للسلطان بركياروق، غناه مرة، فأعطاه ماردين، فمضت زوجة أرتق تسأل لصاحب الموصل أن يطلق الشاب من حبس ماردين، فأطلقه، فنزل تحت ماردين، وبقي يفكر كيف يتملكها. وكان الأكراد الذين يجاورونها قد طمعوا في صاحبها المغني، وأغاروا على ضياع ماردين، فبعث ياقوتي ابن أخي سقمان، أعني الذي كان مسجوناً بها، إلى صاحبها يقول: قد صار بيننا مودة، وأريد أن أعمر بلدك، وأمنع الأكراد منه، وأقيم في الربض. فأذن له، فبقي يغير من بلاد خلاط إلى أطراف بغداد، وصار ينزل معه بعض أجناد القلعة، وهو يكرمهم، ويكسبون معه، إلى أن صار ينزل معه أكثرهم، فلما عادوا من) الغارة أمسكهم وقيدهم، وساق إلى القلعة، فنادى أهاليهم: إن فتحتم الباب وإلا ضربت أعناقهم. فامتنعوا، فقتل إنساناً منهم، فسلموا القلعة إليه. ثم جمع جمعاً، وأغار على جزيرة ابن عمر، فجاء صاحبها جكرمش، وكان ياقوتي قد مرض، فأصابه سهم فسقط. وجاء جكرمش، فوقف عليه وهو يجود بنفسه، فبكى عليه، فمضت امرأة أرتق إلى ابنها سقمان، وجمعت التركمان، وطابت بثار ابن ابنها، وحاصر سقمان نصيبين.

(34/280)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 281
وملك ماردين علي أخو ياقوتي، ودخل في طاعة صاحب الموصل، وسار إلى خدمته، واستناب بها أميراً، فعمل عليه سقمان وقال: إن ابن اختك يريد أن يسلم ماردين لجكرمش، فتملكها سقمان.
4 (حرف العين)
عبد الله بن إبراهيم بن عبد الله بن إبراهيم بن يوسف بن بشر: أبو محمد المعافري القرطبي. من بيت فقهٍ وقضاء. روى عن: حكم بن محمد، وحاتم بن محمد، وأبي عبد الله بن عتاب، وأبي عمر بن الحداد. وكان حسن الطريقة، ذا سمتٍ وهديٍ صالح، وله اعتناء بالعلم والرواية. سمع منه الناس. توفي أبو محمد بن بشر في المحرم، وله أربع وثمانون سنة، ومات معه ابنه عبيد الله قاضي الجماعة. عبد الرحمن بن محمد بن الحسين بن الجنيد: الحاكم أبو نصر النيسابوري الحنفي. شيخ صالح. سمع: أبا الحسن بن علي بن محمد الطرازي، وأبي سعد الصيرفي. وعنه: عبد الله بن الفراوي، وعمر بن الصفار، وعبد الخالق بن زاهر، وأبو طاهر السنجي. مات في شوال في عشر التسعين.

(34/281)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 282
عبد الله بن محمد بن عبد العزيز: أبو غالب بن الدهان الطرائفي. بغدادي سمع،: ابن غيلان وغيره. وعنه: السلفي. وقال شجاع الذهلي: لا بأس به. علي بن خلف بن ذي النون بن أحمد بن عبد الله بن هذيل. أبو الحسن العبسي القرطبي الإشبيلي الأصل، المقريء، أحد الأعلام والزهاد والأئمة والأوتاد، أولو العلم والعمل. سمع من: أبي محمد بن خزرج. ورحل فأخذ بمصر عن: أبي العباس بن نفيس تلاوة، وأبي عبد الله القضاعي كتاب الشهاب، وعليه يعول الناس فيه. وروى عن: أبي محمد بن الوليد الأندلسي، والفقيه نصر المقدسي. أخذ عنه: عبد الجليل بن عبد العزيز الأموي، وعبد الله بن موسى القرطبي، ويحيى بن محمد بن سعادة المثريء. قال ابن بشكوال: كان رحمه الله من جلة المقرئين، وفضلائهم، وعلمائهم، وخيارهم. وأقرأ الناس بالمسجد الجامع بقرطبة، وأسمعهم الحديث. وكان ثقة، شهر بالخير والزهد في الدنيا، والتقلل والصلاح والتواضع،) وشهرت إجابة دعوته، وعلمت في غير ما قصة.

(34/282)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 283
توفي لثلاث عشر ما تبقى من جمادى الأولى، وكانت جنازته مشهودة. ومولده في سنة سبع عشرة وأربعمائة. علي بن محمد بن محمد بن قنين. أبو الحسن العبدي الكوفي الخزار. قدم في هذه السنة بغداد، وحدث بها عن أبي طاهر محمد بن محمد بن الصباغ، سمعه في سنة ثلاثٍ وثلاثين وأربعمائة. روى عنه: أبو بكر بن السمعاني، وأبو طاهر السنجي. علي بن محمد بن إسماعيل العراقي: أبو الحسن الشافعي، ويلقب بقاضي القضاة. ولي القضاء بطوس، وتفقه على: أبي محمد الجويني. وسمع: أبا حفص ابن مسرور، وأبا عثمان إسماعيل الصابوني، وابن المهتدي بالله، وعدة. روى عنه: أبو طاهر محمد بن محمد السنجي. توفي بطوس في اول رمضان، وله أربع وثمانون سنة. عيسى بن عبد الله بن القاسم: الواعظ أبو المؤيد الغزنوي. كاتب، شاعر، متفنن، متعصب للأشعري.

(34/283)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 284
قدم بغداد ووعظ وحصل له قبول عظيم، ثم ذهب، فمات بإسفراين في هذه السنة.
4 (حرف الفاء)
الفضل بن عبد العزيز بن محمد بن الحسين بن الفضل بن يعقوب: أبو عبد الله بن أبي قاسم بن الشيخ أبي الحسن بن القاطل المتوثي. قال السمعاني: هو والد شيخنا هبة الله الشاعر. كان من أولاد المحدثين، وكان بقية بيته. سمع: محمد بن علي كردي، وأبا طالب بن غيلان، وغيرهما. وروى لنا عنه: عبد الوهاب الحافظ، ومحمد بن ناصر، وأبو طاهر السنجي المروزي.

(34/284)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 285
قلت: وروى عنه: السلفي. وقع لي جزء من طريقه. ولد سنة ثمان عشرة وأربعمائة. وتوفي لست بقين من ربيع الأول. فيد بن عبد الرحمن بن محمد بن شاذي: أبو الحسين الشعراني الهمذاني. قدم بغداد سنة تسعين حاجاً. وحدث: وسمع: أبا الفضل عمر بن إبراهيم الهروي، وعلي بن شعيب القاضي، وأبا منصور أحمد بن عمر، وأبا مسعود البجلي، وأحمد بن زنجويه، منصور بن رامش، وعلي بن إبراهيم سختام، ومحمد بن عيسى محدث همذان، وأحمد بن عبد الواحد بن شاذي. قال السمعاني: كان صالحاً، مكثراً، صدوقاً، من أولاد المحدثين، عمر حتى انتشرت عنه الرواية. روى لنا عنه: عبد الوهاب الأنماطي، وعمر المغازلي، وأبو طاهر السنجي، وغيرهم. ولد فيد في جمادى الأولى سنة سبع عشرة وأربعمائة، وتوفي في أواخر ربيع الآخر. قلت: وممن روى عنه: أبو الفتوح الطائي، ومحمد بن محمد السنجي. مات بهمذان.)
4 (حرف الميم)
محمد بن أحمد بن محمد بن قيداس: أبو طاهر التوثي الحطاب، من محلة التوثة.

(34/285)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 286
سمع أبا علي بن شاذان، وأبا القاسم الحرفي. وأجاز له أبو الحسين بن بشران. ولد في سنة عشر وأربعمائة. وتوفي في المحرم. روى عنه: أبو طاهر السلفي. محمد بن عبد السلام بن أحمد بن محمد: الشريف أبو الفضل النصاري البزار. كان ثقة صالحاً، من بيت حديثٍ وخير. سمع: أبا القاسم الحرفي. وأبا علي بن شاذان، وأبا بكر البرقاني. وغيرهم. روى عنه: أبو طاهر السلفي، وشهدة، وأبو المظفر يحيى بن علي الخيمي، وأبو طاهر السنجي، وخطيب الموصل. ومات في ربيع الآخر، وله أربع وثمانون سنة. محمد بن علي بن الحسن بن أبي الصقر. أبو الحسن الواسطي الفقيه الشافعي الكاتب.

(34/286)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 287
أحد الشعراء، له ديوان في مجلداً وعاش بضعاً وثمانين سنة. روى عنه: السلفي، وغيره تفقه على إسحاق الشيرازي، وكان يتردد ما بين واسط وبغداد. وحدث عن: عبيد الله بن القطان. روى عنه: كثير بن شماليق ناصر ايضاً. ومن شعره:
(من عارض الله في مشيئته .......... فما من الدين عنده خبر)

(لا يقدر الناس باجتهادهم .......... إلا على ما جرى به القدر)
وعمل فيهم أشعاراً.

(34/287)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 288

(34/288)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 289
محمد بن فتوح بن علي بن وليد: أبو عبد الله الأنصاري الطلبيري، قاضي غرناطة. روى عن: أبي جعفر بن مغيث، والطلمنكي، وأبي عمر بن عبد البر، وأبي عمر بن سميق، وجماعة. وكان عالماً بالرأي والوثائق. توفي بمالقة في صفر. محمد بن محمود بن عبد الله بن القاسم: أبو عبد الله الرشيدي النيسابوري الفقيه. خدم أبا عثمان الصابوني، وكان تقياً رضي الأخلاق، منفقاً على أهل العلم. سمع: ببغداد من: أبي طالب بن غيلان ويحتمل أنه سمع من أصحاب

(34/289)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 290
الأصم، فإنه أدر لهم. وأملى مجالس. وتوفي في شوال وله سبع وثمانون سنة. وقد سمع من أبي سعد فضل الله المهيني. روى عنه: أبو البركات بن الفراوي، وأبو طاهر السنجي، وعمر بن أحمد الصفار، وأبو نصر أحمد بن عبد الوهاب، وجماعة. محمد بن محمد بن محمد بن الطيب: أبو الفضل ابن الصباغ البزار. سمع: ابن دوست العلاف، وأبا القاسم بن بشران. وعمه: سبط الحناط، وابن ناصر، والسلفي. مات في صفر.
4 (حرف النون)
) نصر الله بن أحمد بن عثمان: أبو علي الخشنامي النيسابوري. ثقة صالح: قاله أبو سعد السمعاني. سمع: أبا عبد الرحمن السلمي، وأبا بكر الحيري، وعلي بن أحمد بن عبدان، وأبا سعيد الصيرفي. وصار مسند خراسان. وطال عمره، وما أراه يروي عن السلمي إلا

(34/290)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 291
حضوراً، فإن السمعاني قال: ولد في رمضان سنة تسعٍ وأربعمائة. قال: وتوفي في شعبان. روى لنا عنه خلق. قلت: وقع لنا حديثه في جزء الفلكي. وروى عنه: حفيده مسعود ابن أحمد، ومحمد بن محمد السنجي، وعبد الخالق بن زاهر، وعمر بن الصفار، وخلق. نصر الله بن محمد بن هبة الله بن أحمد: أبو المكارم الوكيل، شيخ بغداد. سمع من: القاضيين: أبي الطيب الطبري، وأبي يعلى بن الفراوي. عنه: أبو طاهر السلفي، وأبو الوفاء أحمد بن محمد بن الحصين. توفي في المحرم.
4 (حرف الهاء)
هبة الله بن الحسين بن علي: الكاتب تاج الرؤساء أبو نصر ابن أخت أمين الدولة بن الموصلايا، وقد أسلما معاً. لأبي نصر رسائل مدونة، وعاش سبعين سنة.

(34/291)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 292
ذكره ابن خلكان: أبو نصر بن الموصلايا صاحب ديوان الإنشاء بدار الخلافة، قلد الديوان بعد عمه أبي سعيد، فبقي نحو سنتين، ومات عن سبعين سنة، وكان يبخل، إلا أنه كان كثير الصدقة، ولم يخلف وارثاً.

(34/292)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 293
4 (وفيات سنة تسع وتسعين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)
أحمد بن خلف: أبو عمر الأموي القرطبي المؤدب. جود القرآن على أبي عبد الله الطرفي المقريء. وسمع من حاتم بن محمد. روى عنه: القاضي أبو عبد الله بن الحاج. أحمد بن عبد المنعم بن أحمد بن بندار: القائد أبو الفضل بن الكريدي. سمع أبا القاسم عبد الرحمن بن الطبيز، وأحمد بن محمد العتيقي، وأبا بكر أحمد بن حريز السلماني، وعلي بن السمسار. قال ابن عساكر: ثنا عنه أبو الحسن النابلسي، وعبد الله بن خليفة وغالب بن أحمد، وأبو الحسن بن مهدي الهلالي، وآخرون. وتوفي في جمادى الأولى بدمشق. أحمد بن الفضل بن أبي القاسم الإصبهاني: أبو الفضل القصار، شيخ صالح.

(34/293)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 294
سمع: ابن القاسم سبط بحرويه. وبمكة: سعد بن علي، وهياج بن عبد الزاهد. توفي من البرد بطريق مكة. روى عنه: السلفي. أحمد بن علي) بن عبد الغفار: أبو طاهر البيع البغدادي. روى عن أبي تمام، عن علي بن محمد الواسطي، وأبي الحسن محمد بن أحمد بن الحسين السكري. روى عنه: السلفي، وعبد الخالق بن يوسف، وعمر بن ظفر المغازلي. وقد سمع: أبا محمد الخلال، وضاع سماعه. توفي في رمضان عن نيف وثمانين سنة. أحمد بن محمد: أبو بكر الموازيني الإسكاف، شيخ بغدادي. سمع منه: السلفي. توفي في صفر.
4 (حرف الباء)
بدر النشوي: أبو النجم الصوفي: سافر الكثير، وصحب المشايخ، وسكن بغداد، وسمع بها من: أبي القاسم بن البسري، وأبي نصر الزينبي. وحدث.

(34/294)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 295
روى عنه: السلفي، ومحمد بن عبد الله بن حبيب بن العامري، ومحمد بن علي بن فولاذ الطبري. سمعوا من هذا العام. وقال: أنا في عشر الثمانين. بنجر بن علي بن محمد بن عمويه: أبو الوفاء الزنجاني، ثم الهمذاني. قال شيرويه: كهل، سمعنا. روى عن: أبي الفرج البجلي، وعبد الحميد بن الحسن الفقاعي، ومحمد بن الحسين، وعامة مشايخنا. مات في صفر، وكان صالحاً متديناً صدوقاً.
4 (حرف الحاء)
الحسن بن أحمد بن علي بن فتحان بن منصور بن عبد الله بن دلف ابن الأمير أبي دلف العجلي ابن الشهر زوري: العطار أبو منصور، من ساكني خرابة ابن جرادة. قرأ القرآن على: أبي نصر أحمد ابن مسرور. وسمع من: أحمد بن علي الثوري، وأبي علي المذهب، وطائفة. قرأ عليه ولده شيخ القراء المبارك.

(34/295)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 296
وحدث عنه هو، والسلفي. مات في جمادى الآخرة. ذكره ابن النجار.
4 (حرف الدال)
دارا بن العلاء بن أحمد: أبو الفتح الفارسي الكاتب البليغ. ذو النظم النضير كاتب السلطان ملكشاه. سمع مع نظام الملك من: ابن شيرويه الإصبهاني، وطائفة. وأخذ عنه: السلفي، وهزارست. أرخه ابن النجار.
4 (حرف الحاء)
الحسين بن إبراهيم: أبو عبد الله النطنزي الإصبهاني، النحوي، الملقب بذي اللسانين. من كبار أئمة العربية. الحسين بن سعد الآمدي: الأديب. حدث بإصبهان عن ابن غيلان، وبها توفي.)
4 (حرف الخاء)
خمارتكن:

(34/296)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 297
أبو منصور الجستاني، أمير الحاج. قال السلفي: قرأنا عليه بالمدينة النبوية: أخبركم أبو محمد الجوهري. توفي بمراغة في المحرم.
4 (حرف السين)
سهل بن أحمد بن علي: الحاكم أبو الفتح الأرغياني الفقيه الشافعي الزاهد، أحد الأئمة. تفقه على القاضي حسين وأخذ الأصول والتفسير عن شهفور الإسفرائيني بطوس. وأخذ عن أبي المعالي الجويني علم الكلام.

(34/297)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 298
وولي القضاء بناحيته أرغيان، وهي قرى كثيرة من عمال نيسابور. ثم تعبد وترك القضاء وآوى إلى الخانقاه، ووقف عليها، ولزم العبادة، وصحب الزاهد حسن السمناني. وله فتاوى مجموعة معروفة به. وقد سمع: أبا حفص بن مسرور، وأبا عثمان الصابوني، وهذه الطبقة فأكثر. روى عنه: أبو طاهر السنجي، وغيره. توفي في يوم النحر.
4 (حرف العين)
عبد الله بن علي بن إسحاق بن العباس: أبو القاسم الطوسي، أخو نظام الملك. قال السمعاني: أحد مشايخ نيسابور في عصره، العفيف في نفسه، النظيف في ملابسه ومجالسه وصلواته، المواظب على قراءته للقرآن في أكثر أحواله. دخل نيسابور في طلب العلم، وسمع الحديث وكان من أولاد الدهاقين، لهم ضيعة موروثة، وكان يتجمل بها.

(34/298)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 299
ثم استمر به الحال إلى أن ترقى أمر أخيه، فما غير هيئته. سمع: أبا حسان محمد بن أحمد المزكي، وأبا عثمان الصابوني، وحفص ابن مسرور. سمع منه والدي. روى لنا عنه جماعة. وحدث ببغداد، ثنا عنه بها ابن السمر قندي. وكان مولده في سنة أربع عشرة وأربعمائة، ومات في جمادى الآخرة. عبد الله بن عمر بن الخواص البغدادي: أبو نصر الدباس. سمع: أبا طالب بن غيلان، وأبا القاسم التنوخي. روى عنه: المبارك بن أحمد، والسلفي، وغيرهما. قال السلفي: كان مشهوراً بالصلاح، وسماعة صحيح. عبد العزيز بن محمد بن أحمد: أبو مسلم الشيرازي اللغوي النحوي. له عدة مصنفات. قال السلفي: كان من أفراد الدهر واعيان العصر، متفنناً، نحوياً، لغوياً فقيهاً، متكلماً، شاعراً. له مصنفات كثيرة وكان حافظاً للتواريخ. ما رأينا في معناه مثله. توفي في ذي الحجة وقد نيف على التسعين. حضرت الصلاة عليه. علي بن) الحسن بن عبد السلام بن أبي الخرور: الأزدي الدمشقي، أبو الحسن. سمع: أبا الحسن بن السمسار، ومحمد بن عوف، وأبا عثمان الصابوني.

(34/299)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 300
وعنه: الخضر بن عبدان، ونصر بن أحمد السوسي. توفي في ربيع الأول. وكان يقرأ على القبور. علي بن هبة الله بن الحسن بن أبي صادق: أبو سعد الحيري النيسابوري. حدث في آخر هذه السنة، ولا اعلم متى مات. سمع: علي بن محمد الطرازي صاحب الأصم، وأبا عمر، ومحمد بن عبد الله الرزجاهي، وأبا عبد الله بن باكويه، ومحمد بن إبراهيم المزكي. روى عنه: عبد الله التفتازاني. علي بن عبد الرحمن بن يوسف:

(34/300)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 301
أبو الحسن الأنصاري العبادي الطليطلي، ويعرف بابن اللونقه. روى عن: أبي المطرف بن سلمة، وأبي سعيد الوراق، وابن عبد البر النمري. وكان فقيهاً، ورعاً، بصيراً بالطب، أخذه عن أبي المطرف بن واقد. توفي بقرطبة في هذه السنة أو في التي قبلها. روى عنه: ابنه الحسن. عمر بن المبارك بن عمر بن عثمان بن الخرقي:

(34/301)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 302
أبو الفوارس المحتسب البغدادي. قال السمعاني: شيخ صالح دين خير. سمع أبا القاسم بن بشران. ثنا عبد الوهاب الأنماطي، وعمر المغازلي، ومحمد بن محمد السنجي.

(34/302)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 303
قلت: وروى عنه السلفي في البشرانيات. توفي في نصف جمادى الآخرة.
4 (حرف الميم)
محمد بن أحمد بن علي بن عبد الرزاق: الشيخ أبو نصور الخياط البغدادي المقريء الزاهد. قال السمعاني: ثقة صالح عابد، يقريء الناس ويلقن. قلت: سمع: أبا القاسم بن بشران، وأبا بكر محمد بن عمر بن الأخضر الفقيه، وعبد الغفار بن محمد المؤدب وحدث عنه بمسند الحميدي. وقرأ القرآن على الشيخ أبي نصر ابن مسرور المقريء. وكا قديم المولد، فلو أنه سمع في حدود العشر وأربعمائة، فكان يمكن أن يقرأعلى أبي الحسن الحمامي ولكن هذه الأشياء قسمية. روى عنه جماعة منهم: سبطاه أبو عبد الله الحسين، والمقريء الكبير أبو محمد عبد الله شيخنا الكندي، وابن ناصر، وأبو طاهر السلفي، وأبو الفضل خطيب الموصل، وسعد الله بن الدجاجي، وأحمد الباجسرائي. قال السمعاني: كان له ورد بين العشائين، يقرأ فيه سبعاً من القرآن قائماً وقاعداً، حتى طعن في السن وكان صاحب كرامات. قال ابن ناصر: كانت له كرامات. وقال أبو منصور بن خيرون: ما رأيت مثل يوم صلي على أبي منصور.

(34/303)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 304
الخياط من كثرة الخلق والتبرك بالجنازة. وقال السمعاني: وقد رؤي بعد موته في المنام، فقيل) له: مافعل الله بك قال: غفر لي بتعليمي الصبيان فاتحة الكتاب. وكان إمام مسجد ابن جرده بالحرم الشريف، واعتكف فيه مدة يعلم العميان القرآن لله، ويسأل لهم، وينفق عليهم. قال ابن النجار في تاريخه: إلى أن بلغ عدد من أقرأهم القرآن من العميان سبعين ألفاً. قال: هكذا رأيته بخط أبي نصر اليونارتي. قلت: هذا غلط لا ريب فيه، لعله اراد أن يكتب سبعين نفساً، فكتب سبعين ألفاً. ولا شك أن من ختم عليه القرآنسبعون أعمى يعز وقوع مثله. قال السلفي: ذكر لي المؤتمن الساجي في ثاني جمعة من وفاة منصور: اليوم ختموا على رأس قبره ماءتين وإحدى وعشرين ختمة، يعني أنهم كانوا قد قرأوا الختم قبل ذلك إلى سورة الإخلاص، فاجتمعوا هناك، ودعوا عقيب كل ختمة. قال السلفي: وقال أبي علي بن الأمير العكبري، وكان رجلاً صالحاً: حضرت جنازة أبي منصور، فلم ار أكثر خلقاً منها، فاستقبلنا يهودي، فرأى كثرة الزحام والخلق فقال: اشهد أن هذا هو الحق، واسلم. توفي يوم الأربعاء سادس عشر محرم سنة تسع، ودفن بمقبرة باب حرب.

(34/304)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 305
محمد بن إبراهيم بن محمد بن خلف: أبو نعيم الواسطي ابن الجماري. روى مسند مسدد، عن أحمد بن المظر العطار. روى عنه: علي بن نغوبا، وهبة الله بن البوقي، وهبة الله بن الحلخت، وأبو طالب محمد بن علي الكتاني. وثقة الحافظ خميس الحوزي. آخر ما حدث في هذه السنة. ولم تؤرخ وفاته. محمد بن عبد الله بن يحيى: أبو البركات بن الوكيل، الخباز، المقريء، الشيرجي. أحد الفضلاء بالكرخ. قرأ القراءآت على: أبي العلاء الواسطي، والحسن بن الصقر، وعلي بن طلحة البصري، ومحمد بن بكير النجار.

(34/305)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 306
وتفقه على: أبي الطيب الطبري. وسمع ديوان المتنبي من علي بن أيوب. وسمع: أبا القاسم بن بشران. قرأ عليه: أبو الكرم الشهروزري، والسلفي، والسبط الحناط. وروى عنه: أبو بكر محمد بن منصور السماعي، وابن ناصر، والسلفي، وأبو بكر عبد الله بن النقور. قال ابن ناصر: كان رجلاً صالحاً، أتهم بالإعتزال، ولم يكن يذكره، ولا يدعو إليه. وقال أبو المعمر المبارك بن أحمد: دخلت عليه مع المؤتمن الساجي في مرضه، فقال له المؤتمن: يا شيخنا، بلغنا عنك أشياء. فقال: ذلك صحيح، وانا قد رجعت إلى الله، وتبت عن ذلك الاعتقاد. ولد في رمضان سنة ست وأربعمائة، ومات في ربيع الأول، وله ثلاث وتسعون سنة. محمد بن عبيد الله بن الحسن بن الحسين بن أبي البقاء. أبو الفرج البصري، قاضي القضاة بالبصرة. كان عالماً، فهماً، فصيحاً، كثير المحفوظ، مهيباً تام المروءة، متديناً. قدم بغداد وسمع:) الطبري، والتنوخي، وأبا الحسن الماوردي. وكان يقريء كتب الأدب. توفي في المحرم بالبصرة.

(34/306)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 307
وقد سمع بالكوفة من: محمد بن علي بن عبد الرحمن العلوي. وبالبصرة من: الفضل بن محمد القصباني، وعيسى بن موسى الأندلسي من أبي غالب بن أحمد بن بشران. وأملى مجالس بجامع البصرة. روى عنه: أبو القاسم بن السمرقندي، وأبو علي بن سكرة الصدفي وقال: كان من أعلم الناس بالعربية واللغة. وله تصانيف، ما رأيت مجلساً أوقر من مجلسه. وقال السلفي: أنا عبد المؤمن بن خلف، عن ابن رواج، عنه قال: كتب غلي أبو الفرج قال: أنبأ محمد بن علي بن بشر البصري، أنا طاهر بن عبد الله، أنا أبو خليفة، نا مسدد، عن عيسى بن يونس، نا معاوية بن يحيى، عن القاسم، عن أبي أمامة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من اسلم على يد رجلٍ فلاؤه قال السلفي: كان من أجلاء القضاة، وبنى داراً للعلم بالبصرة في غاية الحسن والزخرفة، ووقف بها اثني عشر ألف مجلدة، ثم ذهبت عند فتنة العرب والترك لما نهبت البصرة. المعمر بن محمد بن علي بن إسماعيل: أبو البقاء الكوفي، الحبال، الخراز، المعروف في بلده. بخريبة.

(34/307)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 308
روى بالكوفة وبغداد عن الكبار. سمع: القاضي جناح بن نذير المحاربي، وزيد بن أبي هاشم العلوي، وأبا الطيب أحمد بن علي الجعفري. روى عنه: عبد اللوهاب الأنماطي، وكثير بن سماليق، والمبارك بن أحمد الأنصاري، وعبد الخالق اليوسفي، وابن ناصر، والسلفي. قال السمعاني شيخ ثقة، صحيح السماع، انتشرت عنه الرواية، وعمر حتى روى كثيراً. وقال: قليل السماع، غلا أنه بورك له فيما سمع. روى لنا أبو طاهر السنجي، وأبو المعالي الحلواني بمرو وأبو القاسم إسماعيل الحافظ بإصبهان. وقد سأله هزارست بن عوض عن مولده، فقال: سنة عشرٍ وأربعمائة. وقال أبو بكر بن طرخان، والحسين بن خسرو: وسألناه عن مولده فقال: سنة ثلاث عشرة. توفي في جمادى الآخرة بالكوفة. مكي بن جبير بن عبد الله بن مكي بن أحمد: أبو محمد الهمذاني الشعار. سمع من: شيخه أبي القاسم نصر بن علي، وابن حميد، وابن أبي الليث، وأبي سعد بن الصفار، وأبي سعد بن ممسوس وأبي طالب بن الصباح، وهارون بن مالهة، وابن مأمون، وعامة مشايخ همذان. ورحل إلى بغداد، فسمع من أبي محمد الجوهري، وأبي جعفر بن المسلمة. وجمع كتباً كثيرة في العلوم. قال شيرويه: كنا نسمع بقراءته من مشايخ البلد ومن القادميم، وكان حسن السيرة، شديداً في السنة، متعصباً لأهل الأثرة، مؤمناً، متواضعاً.

(34/308)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 309
قلت روى عنه أبو طاهر) محمد بن محمد السنجي: أبو الفتوح محمد بن محمد الطائي، وطائفة سواهم. توفي في ثامن وعشرين جمادى الآخرة. مهارش بن مجلي بن عكيث: أبو الحارث مجير الدين العقيلي أمير العرب بعانة والحديثة. كان كثير الصلاة والخير والبر، يتصدق كل يوم بثلاثمائة رطل خبز. ولما خرج أرسلان البساسيري في سنة خمس و أربعمائة على الخليفة القائم، انحاز الخليفة، فآوى إلى مهارش هذا كما تقدم، فكان يخدم الخليفة بنفسه تلك السنة. ورد القائم شاكراً له. وقد مدحه مهارش بقصيدة، وبعث بها إليه، أولها:
(لولا الخليفة ذو الأفضال والمنن .......... نجل الخلائف آل الفرض والسنن)

(ما بعث قومي وهم خير الأنام ولا .......... أصبحت أعرف بغداد أو تعرفني)

(حاربت فيه ذوي القربى، وبعت به .......... ما كنت أهواه من دارٍ ومن سكن)

(ما استحق سواي مثل منزلتي .......... ما دام عدلك هذا اليوم ينصفني)
توفي عن سن عالية. محمد بن محمد بن محمد بن الطيب بن سعيد بن الصباغ:

(34/309)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 310
أبو الفضل البغدادي البزاز. ولد الشيخ أبي الحسين. سمع: عثمان بن محمد بن دوست العلاف، وعبد الملك بن بشران، وجماعة. وعنه: ابن ناصر، وعبد الخالق اليوسفي، وأبو محمد سبط الحناط، والسلفي. قال شجاع الذهلي: مات في أول ربيع الأول سنة تسعٍ. وأما أبو عامر العبدري فقال: مات في صفر سنة ثمانٍ وتسعين كما ذكرناه. وقال: في العشرين منه. قلت: ومولده سنة عشرين أو إحدى وعشرين وأربعمائة. نقله ابن النجار.

(34/310)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 311
4 (وفيات سنة خمسمائة)

4 (حرف الألف)
أحمد بن الحسين بن علي بن عمروية: أبو منصور النيسابوري. سمع: أباه وأبا سعيد النصروني، وعبد الغافر الفارسي، والكنجروذي. وتوفي في سادس شعبان وله أربع وثمانون سنة. أحمد بن محمد بن أحمد بن سعيد: أبو الفتح الحداد المقريء الإصبهاني التاجر، سبط الحافظ أبي عبد الله بن مندة. كان شيخاً جليل القدر، ورعاً، خيراً، كثير الصدقات. تفرد بالإجازة من إسماعيل بن ينال المحبوبي الذي يروي عن ابن محبوب جامع الترمذي. وأجاز له أبو سعيد الصيرفي، وعلي بن محمد الطرازي. وسمع: أبا سعيد محمد بن علي النقاش، وعلي بن عبد كويه، وأحمد بن إبراهيم بن يزداد غلام محسن، وأبا سهل عمر بن أحمد بن) عمر الفقيه، وأبا بكر

(34/311)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 312
محمد بن الحسين الدشتي، وأبا سعيد الحسين بن محمد عبد الله بن حسنويه، وعبد الواحد بن أحمد الباطرقاني، وأبا الفرج محمد بن عبد الله بن شهريار، وطائفة كبيرة. روى عنه: أبو طاهر السلفي، وأبو الفتح عبد الله الخرقي، وجماعة. بإصبهان وعبد الوهاب الأنماطي، وصدقة بن محمد ببغداد. وقد قرأ القراءآت على: أبي عمر الخرقي، وشاكر بن علي الأسواري. وبمكة على: أبي عبد الله الكارزيني، وهو آخر أصحابه وفاةً، وعبد الله السلفي العاصمي إلى حم عسق. وكان مولده في سنة ثمانٍ وأربعمائة. وتوفي في ذي القعدة. أحمد بن محمد بن مظفر: الإمام أبو المظفر الخوافي الغيه الشافعي، عالم أهل طوس مع الغزالي. كان من أنظر أهل زمانه، وهو رفيق الغزالي في الإشتغال على إمام الحرمين. وخواف: قرية من أعمال نيسابور.

(34/312)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 313
وكما رزق الغزالي السعادة في تصانيفه، رزق الخوافي السعادة في مناظرته. توفي بطوس. أحمد بن محمد بن أحمد بن زنجويه. الفقيه أبو بكر الزنجاني. ولد سنة ثلاث وأربعمائة، وتوفي في عشر المائة. سمع ببغداد من: أبي علي بن شاذان، وغيره. وسمع من: القاضي أبي عبد الله الحسن بن محمد الفلاكي، وأبي طالب الدسكري، وأبي طالب عبد الله بن عمر الشاذني، وعبد القاهر بن طاهر البغدادي، والحسن بن علي بن معروف الزنجاني، وجماعة.

(34/313)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 314
قال شيرويه: كان فقيهاً متقناً، رحلت إليه مع ابن شهردار، وسمعنا منه بزنجان. قلت: وروى عنه: سعيد بن أبي شكر بإصبهان، والحافظ محمد بن طاهر، وأبو طاهر السلفي. لا أعلم متى توفي، لكنه حدث في العام. وكان شيخ ناحيته ومسندها ومفتيها. تفقه بأبي الطيب الطبري، وسمع مسند الإمام أحمد الفلاكي سنة نيف وعشرين، بسماعة من القطيعي. وسمع غريب أبي عبيد، من ابن هارون التغلبي، عن علي بن عبد العزيز، عنه. وقرأ لأبي عمرو، على ابن الصقر صاحب زيد بن أبي بلال. وكان الرحلة إليه، ومدار الفتيا عليه. ورأيت له ترجمة بخط الحافظ عبد الغني سمعها من أبي طاهر السلفي، فيها بعض ما قدمنا، وأنه تلا بحرف أبي عمرو على الحسن بن علي بن الصقر الكاتب. وقرأ كتاب المرشد على مؤلفه أبي يعلى بن السراج. وتلا عليه بما في المرشد من الروايات. وكتب بنيسأبور تفسير إسماعيل الضرير، عنه. وسمع من أبي علي بن باكويه الشيرازي. وكانت الرحلة إليه لفضله وعلو إسناده. سمعته يقول: افتى من سنة تسعٍ وعشرين. وقيل لي عنه إنه لم يفت خطأ قط، وأهل بلده يبالغون في الثناء عليه، الخواص والعوام،) ويذكرون ورعه، وقلة طعمه. أحمد بن عبد الله بن محمد: الشيخ أبو منصور بن الذنج، الهاشمي. الموسوي، الكوفي، الخطيب. ولد سنة وأربعمائة، وحدث ببغداد عن: العلوي، وابن فدويه. وعنه: أبو الوفاء أحمد بن محمد بن الحصين، والسلفي. لم أجد وفاته.

(34/314)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 315
إسماعيل بن أحمد بن محمد بن حبان: أبو عبد الله النسوي الصوفي. من خواص أبي القاسم القسري. سمع: عمرو ابن مسرور، وغيره. روى عنه: أبو طاهر السنجي. ومات في صفر.
4 (حرف الجيم)
جعفر بن أحمد: أبو محمد البغدادي السراج القاريء. سمع: أبا علي بن شاذان، وأبا محمد الخلال، وعبيد الله بن عمرو بن شاهين، ومحمد بن إسماعيل بن عمر بن سنبك، وأحمد بن علي التوزي.

(34/315)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 316
وعلي بن عمر القزويني، وابن غيلان، والبرمكي، والتنوخي، وأبا الفتح عبد الواحد بن شيطا، وغيرهم ببغداد والحافظ أبا نصر عبيد الله السجزي، وأبا بكر محمد بن إبراهيم الأردستاني بمكة وأبا القاسم الحنائي، وأبا بكر الخطيب بدمشق وعبد العزيز الضراب بن الحسين، وجماعة بمصر. وخرج له الحافظ أبو بكر الخطيب خمسة أجزاء مشهورة مروية. روى عنه: ابنه ثعلب، وإسماعيل بن السمر قندي، وعبد الوهاب الأنماطي، ومحمد بن ناصر، ومحمد بن البطي، وأبو طاهر السلفي، وسلمان بن مسعود الشحام، وأبو الحسن بن الخلي الفقيه، وعبد الحق بن يوسف، وشهدة الكاتبة، وأبو الفضل خطيب الموصل، وخلق كثير. وكتب بخطه الكثير. وصنف كتاب مصارع العشاق، وكتاب حكم الصبيان، وكتاب مناقب السودان. ونظم الكثير في الفقه، واللغة، والمواعظ وشعره حلو سهل في سائر فنون الشعر. وكان له اعتناء بالحديث. انتخب السلفي من كتبه أجزاء عديدة. وحدث ببغداد، ودمشق، ومصر. قال شجاع الذهلي. كان صدوقاً، ألف في فنون شتى. وقال أبو علي الصدفي: هو شيخ فاضل، جميل، وسيم، مشهور، يفهم. عنده لغة وقراءآت. وكان الغالب عليه الشعر. ونظم التنبيه لابن إسحاق الشيرازي، ونظم مناسك الحج. وذكره الفقيه أبو بكر بن العربي، فقال: ثقة، علم، مقريء، له أدب ظاهر، واختصاص بالخطب.

(34/316)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 317
وقال السلفي: سألته عن مولده، فقال: إما في آخر سنة سبع عشرة، وإما في أول سنة ثمان عشرة وأربعمائة ببغداد. وقال السلفي: وكان ممن يفتخر برؤيته وروايته لديانته ودرأيته، وله تواليف مفيدة. وفي شيوخه كثرة. وأعلامهم إسناداً ابن شاذان. وقال حماد الحراني: سئل السلفي عن جعفر) السراج فقال: كان عالماً بالقراءآت، والنحو، واللغة، وله تصانيف وأشعار كثيرة. وكان ثقة، ثبتاً. وقال ابن ناصر: كان ثقة، مأموناً، عالماً، فهماً، صالحاً، نظم كتباً كثيرة، منها المبتدأ لوهب بن منبه، وكان قديماً يستملي على القزويني، وأبي محمد الخلال

(34/317)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 318
توفي في صفر رحمه الله.

(34/318)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 319
4 (حرف الخاء)
خلف بن محمد.

(34/319)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 320
أبو القاسم الأنصاري القرطبي، المعروف بابن السراج. مكثر عن حاتم بن محمد. وكان رجلاً صالحاً ورعاً يشار إليه بإجابة الدعوة، وكان الناس يقصدونه ويتبركون بلقائه ودعائه، وسمعوا منه. توفي ليلة سبعٍ وعشرين من رمضان.
4 (حرف العين)
عباس بن محمد بن أحمد البرداني: أبو الفضل سمع: محمد بن محمد بن غيلان، وغيره. توفي في ربيع الأول. عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الله: أبو الحسن التجيبي الطليطلي ابن المشاط. روى عن: أحمد بن مغيث، وجماهر بن عبد الرحمن، وأبي محمد الفارقي. قال ابن بشكوال: كان من أهل العلم، مقدماً في الفهم، حافظاً، ذكياً، لغوياً أديباً، شاعراً، متيقظاً. جمع كتباً في غير ما فن. اخبرني عنه أبو الحسن بن مغيث، وقال: تردد في الأحكام بناحية إشبيلية، ثم صرف عنها، وقصد مالقة فسكنها، وبها توفي في سابع رمضان، وشهده جمع عظيم. عبد الوهاب بن محمد بن عبد الوهاب بن محمد: الفامي

(34/320)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 321
الفارسي، أبو محمد، الفقيه الشافعي قدم بغداد سنة ثلاثٍ وثمانين وأربعمائة على تدريس النظامية، وكان مدرسها يومئذٍ الحسين بن محمد الطبري، فتقرر أن يدرس كل واحد منها يوماً. فبقيا على ذلك سنة وعزلا. فأملى أبو محمد بجامع القصر عن: أبي بكر أحمد بن الحسين بن الليث، الشرازي الحافظ، ومحمد بن أحمد بن حمدان بن عبدك، وعلي بن بندار الحنفي، وجماعة من شيراز. قال أبو علي بن سكرة: قدم عبد الوهاب الفامي وانا ببغداد، وخرج كافة العلماء والقضاة لتلقيه. وكان يوم قريء منشوره يوماً مشهوداً، سمعت عليه كثيراً، وسمعته يقول: صنفت سبعين تأليفاً في ثمانية عشر عاماً. ولي كتاب في التفسير ضمنه مائة ألف بيت شاهداً. أملى بجامع القصر، وحفظ عليه تصحيف شنيع. ثم أجلب عليه وطولب، ثم رمي بالإعتزال حتى فر بنفسه. وقال السمعاني: أنا أبو العلاء أحمد بن محمد بن الفضل الحافظ: سمعت أحمد بن ثابت الطرقي) الحافظ يقول سمعت غير واحد ممن أثق به، أن عبد الوهاب الشيرازي أملى ببغداد حديثاً متنه صلاة في أثر صلاة كتاب في عليين، فصحف وقال: كناز في عليين. وكان الإمام محمد بن ثابت

(34/321)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 322
الخجندي حاضراً فقال: ما معناه فقال: النار في الغليس يكون أضوأ. قال الطرقي: وسألته بعض اصدقائي عن جامع أبي عيسى الترمذي: هل لك بسماع فقال ما الجامع، ومن أبو عيسى ما سمعت بهذا قط. ثم رأيته بعد ذلك يعده في مسموعاته. قال الطرفي: ولما أراد أن يملي بجامع القصر قلت له: لو استعنت بحافظ ما، ينتقي الأحاديث، ويرتبها على ماجرت به عادتهم فقال: إنما يفعل ذلك من قلت معرفته بالحديث، أنا حفظي يغنيني، وامتحنت بالإستملاء. فأول ما حدث رأيته يسقط من الإسناد رجلاً، ويبدل رجلاً برجل، ويجعل الواحد رجلين، وفضائح أعجز عن ذكرها. ففي غير موضعٍ، نا الحسن بن سفيان، عن يزيد بن زيرع، فأمسك أهل المجلس، وأشاروا إلي، فقلت: سقط إما محمد بن منهال، أو أمية بن بسطام. فقال: اكتبوا كما في اصلي. واورد: أنا سهل بن بحر أنا سألته، فقال: إننا سالبة، وأما تبديل عمرو بعمر، وكذا جميل بجميل، وقال في سعيد بن عمرو والأشعثي: سعيد بن عمر، والأشعثي، فجعل واو عمرو واو العطف، فقلت: إنما نسبه، فقال: لا. فقلت: فمن الشعثي قال: فضول منك. وقال في الطور: الكود. وقال السمعاني: كانت له يد في المذهب. وحدث عن عبد الواحد بن يوسف الخزار، وأبي زرعة أحمد بن يحيى الخطيب، والحسن بن محمد بن عثمان بن كرامة، وجماعة من الفارسيين. روى لنا عنه: عبد الوهاب الأنماطي، والحسين بن عبد الملك الخلال، ومحمود بن ماشاذة. وقال يحيى بن مندة: أبو محمد الفامي أحفظ من رأيناه لمذهب الشافعي. صنف كتاب تاريخ الفقهاء، وقال فيه: مات جدي أبو الفرج عبد الوهاب سنة

(34/322)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 323
أربع عشرة وأربعمائة، وفيها ولدت. وقال غيره: توفي في الرابع والعشرين من رمضان بشيراز. علي بن طاهر بن جعفر: أبو الحسن الدمشقي، النحوي. سمع: أبا عبد الله بن سلوان: وأبا نصر الكفرطابي، وعلي بن الخضر السلمي، وأبا القاسم الحنائي، وأبا القاسم السميساطي. روى عنه: جمال الإسلام أبو الحسن، وأبو المعالي محمد بن يحيى الفرشي، وجميل بن تمام، وحفاظ بن الحسن، والخضر بن هبة الله بن طاوس، وأبو المعالي بن صابر. قال ابن عساكر: كان ثقة. وكان له حلقة في الجامع وثق عندها كتبه. توفي في ربيع الأول.
4 (حرف الميم)
) محمد بن الحسن بن أحمد بن الحسن بن خذاداذا: أبو غالب العاقلاني، البقال، الفامي، البغدادي، الشيخ الصالح المحدث.

(34/323)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 324
سمع من أبي علي بن شاذان، وأبي بكر البرقاني، وأحمد بن عبد الله بن المحاملي، وطائفة. روى عنه أبو بكرالسمعاني، وإسماعيل بن محمد بن التيمي، وابن ناصر، والسلفي، وخطيب الموصل، وشهدة، وخلق. أثنى عليه عبد الوهاب الأنماطي. وقال ابن ناصر: كان كثير البكاء من خشية الله. قلت: عاش ثمانين سنة أو أزيد، وتوفي في شهر ربيع الآخر سنة خمس مائة. وهو أخو الشيخ الإمام، المحدث، العالم المفيد، بقية النقلة المكثرين، أبو الحسين البغدادي، الصيرفي ابن الطيوري. ولد سنة إحدى عشرة وأربعمائة. سمع: أبا القاسم الحرفي، وأبا علي بن شاذان، ثم أبا الفرج

(34/324)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 325
الطناجيري، وأبا محمد الخلال، وابن غيلان، وأبا الحسن العتيقي، ومحمد بن علي الصوري، وعلي بن أحمد الغالي، وأبا طالب العشاري، وعدداً كثيراً. وارتحل فسمع بالبصرة أبا علي بن الشاموخي، وغيره. قال السمعاني: أكثر عنه والدي، وثنا عنه أبو طاهر السنجي، وأبو المعالي الحلواني بمرو، وإسماعيل بن محمد بإصبهان، وخلق يطول ذكرهم. وكان المؤتمن الساجي سيء الرأي فيه، وكان يرميه بالكذب ويصرح بذلك. وما رايت أحداً من مشايخنا الثقات يوافقه، فإنني سالت جماعة مثل عبد الوهاب الأنماطي، وابن ناصر، وغيرهما، فاثنوا عليه ثناء حسناً، وشهدوا له بالطلب والصدق والأمانة، وكثرة السماع. وسمعت سلمان بن مسعود الشحام يقول: قدم علينا أبو المغانم بن النرسي، فانقطعنا عن مجلس ابن الطيورس أياماً، واشتغلنا بالسماع منه. فلما مضينا إلى ابن الطيوري قال لنا: لم انقطعتم عني هذه الأيام قلنا: قدم شيخ من الكوفة كنا نسمع منه. قال: فانشرا علي ما عنده. قلنا: حدث علي بن عبد الرحمن البكائي. فقال الشيخ أبو الحسين، واخرج لنا شدةً من حديث البكائي، وقال: هذا من حديثه، سماعي من أبي الفرج بن الطناجيري. قال السمعاني: وأظن أن هذه الحكاية سمعها من الحافظ ابن ناصر. ولد ابن الطيوري في سنة إحدى عشرة وأربعمائة. وقد روى عنه: السفي، وشهدة، وعبد الحق اليوسفي، وخطيب الموصل، وأبو السعادات. وذكره أبو علي بن سكرة فقال: الشيخ الصالح الثقة. كان ثبتاً فهماً، عفيفاً، متطنناً، صحب الحفاظ ودرب معهم. وسمعت أبا بكر ابن الخاضبة يقول: شيخنا أبو الحسين ممن يستشفى بحديثه.

(34/325)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 326
وقال ابن ناصر في أماليه: ثنا الثبت الصدوق أبو الحسين. وقال السلفي: ابن الطيوري محدث كبير، مفيد، ورع، لم يشتغل قط بغير الحديث،) وحصل ما لم يحصله أحد من التفاسير، والقراءآت، وعلوم القرآن، والمسانيد، والعلل، والكتب المصنفة، والأدبيات في الشعر. رافق الصوري، واستفاد منه، والنخشبي، وطاهر النيسابوري. وكتب عنه مسعود السجزي، والحميدي، وجعفر بن الحكاك، فأكثروا عنه. ثم طول السلفي الثناء عليه: وذكر أبو نصر بن ماكولا فقال: صديقنا أبو الحسين ابن الحمامي مخففاً، سمع: أبا علي بن شاذان، وخلقاً كثيراً بعده وهو من أهل الخير والعفاف والصلاح. قال ابن سكرة: ذكر لي شيخنا أبو الحسين أن عنده نحو ألف جزءٍ بخط الدارقطني، أو أخبرت عنه بمثل ذلك. وأخبرني أن عنده نحو ألف جزءٍ بخط الدارقطني، أو أخبرت عنه بمثل ذلك. وأخبرني أن عنده لابن أبي الدنيا أربعة وثمانين مصنفاً. وقال علي بن أحمد النهراوي: توفي في نصف ذي القعدة.

(34/326)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 327
المبارك بن فاخر بن محمد بن يعقوب بن فاخر بن محمد بن يعقوب: أبو الكرم ابن الدباس، النحوي. من كبار أئمة العربية واللغة، له فيها باع طويل. ولد سنة ثمانٍ وأربعمائة. وقيل: سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة، وهو أصح، والأول غلط. أخذ عن: أبي القاسم عبد الواحد بن برهان الأسدي.

(34/327)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 328
وسمع الحديث من أبي الطيب الطبري، وأبي محمد الجوهري. أخذ عنه: الشيخ أبو محمد سبط الحناط. وروى عنه: أبو المعمر النصاري، وجماعة. وله كتاب المعلم في النحو، وكتاب نحو العرف، وكتاب شرح خطبة أدب الكتاب. وكان ابن ناصر يرميه بالكذب، ويقول: كان يدعي سماع ما لم يسمعه. وقال أبو منصور بن خيرون: كانوا يقولون إنه كذاب. توفي في ذي القعدة. مطهر بن أحمد بن عمر بن صالح:

(34/328)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 329
أبو الفرج الهمذاني. روى عن: أبي طالب بن الصباح، وهارون بن طاهر، وأبي الفتح بن الضراب، وابن غزو، وعامة مشايخ همذان الذين أدركهم. قال شيرويه: كان صدوقاً، حسن السيرة، لين الجانب، فاضلاً. مات في جمادى الآخرة.
4 (حرف الياء)
يحيى بن سعيد بن حبيب: أبو زكريا المحاربي الجياني. قرأ بالسبع على: أبي عبد الله محمد بن أحمد الفراء الزاهد. وسمع من: محمد بن عتاب الفقيه، وسراج القاضي. واقرأ الناس بقرطبة، ثم استقضي بجيان، وخطب بها. قال عياض شيخ صالح مسن، اندلسي، سكن فاس، وقدم سبتة مراراً، وحج. وكان مباركاً في الأصول، مائلاً إلى النظر، لكن لم يكن يستعمل. يوسف بن تاشفين:

(34/329)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 330
السلطان أبو يعقوب اللمتوني المغربي البربري، الملقب بأمير المسلمين،) وبأمير المرابطين، وبأمير الملثمين. والأول هو الذي استقر. كان أحد من ملك البلاد، ودانت بطاعته العباد، واتسعت ممالكه، وطال عمره. وقل عدد أحد من ملوك الإسلام ماعمر. هو الذي بنى مدينة مراكش، وهو الذي أخذ الأندلس من المعتمد بن عباد وأسره. فمن أخباره أن بر البربر الجنوبي كان لزناتة، فخرج عليهم من جنوبي المغرب من البلاد التي تتاخم ارض السودان الملثمون عليهم أبو بكر بن عمر، وكان رجلاً خيراً ساذجاً، فأخذت الملثمة البلاد من زناتة من تلمسان إلى البحر الأكبر. فسمع أبو بكر أن امرأة ذهبت ناقتها في غارةٍ فبكيت وقالت: ضيعنا أبو بكر بدخوله إلى المغرب. فتألم واستعمل على المغرب يوسف بن تاشفين هذا، ورجع أبو بكر إلى بلاد الجنوب. وكان ابن تاشفين بطلاً شجاعاً، عادلاً، اختطف مراكش، وكان مكمناً للصوص مأوى الحرامية، فكان المارون بن يقول بعضهم لبعض: مراكش. وكان بناء مدينة مراكش في سنة خمسٍ وستين وأربعمائة، اشتراها يوسف بماله الذي خرج به من الصحراء. وكان في موضعها غابة من الشجر وقرية. فيها جماعة من البربر، فاختطها، وبنى بها القصور والمساكن الأنيقة. وهي في مرجٍ

(34/330)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 331
فسيحٍ وحولها جبال على فراسخ منها، وبالقرب منها جبل عليه الثلج، وهو الذي يعدل مزاجها. وقيل: كانت لعجوزٍ مصمودية. فاسكن مراكش الخلق، وكثرت جيوشه وبعد صيته، وخافته ملوك الأندلس، وكذلك خافته ملوك الفرنج لأنها علمت أنه ينجد الأندلسيين عليهم. وكان قد ظهر للملثمين في الحروب ضربات بالسيوف تقد الفارس، وطعنات تنظم الكلى، فكتب إليه المعتمد يتلطف به، ويسأله أن يعرض عن بلاده لما رأى همته على قصد الأندلس، وأنه تحت طاعته. فيقال كان في المتاب: فإنك إن أعرضت عنا نسبت إلى كرم، ولم تنسب إلى عجز، وإن أجبنا داعيك نسبنا إلى عقلٍ، ولم ننسي إلى وهن، وقد اخترنا لأنفسنا أجمل نسبتينا. وإن في استبقائك ذوي البيوت دواماً لأمرك وثبوت. وأرسل له تحفاً وهدايا. وكان بربرياً لا يكاد يفهم، ففسر له كاتبه، على لسانه: من يوسف بن تاشفين، سلام عليكم ورحمة الله وبركاته تحية من سالمكم، وسلم إليكم، حكمة التأييد والنصر فيما حكم عليكم، وإنكم في أوسع إباحة مما بأيديكم

(34/331)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 332
من الملك، وانتم مخصوصون منا بأكرم إيثار، فاستديموا وفاءنا بوفائكم، واستصلحوا إخاءنا بإصلاح إخائكم، والله ولي التوفيق لنا ولكم، والسلام. ففرح بكتابه ابن عباد وملوك الأندلس، وقويت نفوسهم على دفع الفرنج، ونووا أن رأوا من ملك الفرنج ما يريبهم أن يستنجدوا بابن تاشفين. وصارت لابن تاشفين) بفعله محبة في نفوس أهل الأندلس ثم إن الأذفونش ألح على بلاد ابن عباد، فقال ابن عباد في نفسه: إن دهينا من مداخلة الأضداد، فأهون الأمرين أمر الملثمين، ورعاية أولادنا جمالهم أهون من أن يرعوا خنازير الفرنج. وبقي هذا الرأي نصب عينه، فقصده الأذفونش في جيشٍ عرمرم، وجفل الناس، فطلب من ابن تاشفين النجدة، والجهاد. وكان ابن تاشفين على أتم أهبةٍ، فشرع في عبور جيشه. فلما رأى ملوك الأندلس عبور البربر للجهاد، استعدوا أيضاً للنجدة، وبلغ ذلك الأذفونش، فاستنفر دين النصرانية، واجتمع له جنود لا يحصيهم إلا الله. ودخل مع ابن تاشفين شيء عظيم من الجمال، ولم يكن أهل جزيرة الأندلس يكادون يعرفون الجمال، ولا تعودتها خيلهم، فتجافلت منها ومن رغائها وأصواتها. وكان ابن تاشفين يحدق بها عسكره، ويحضرها الحروب، فتنفر خيل الفرنج عنها. وكان الأذفونش نازلاً بالزلاقة بالقرب من بطليوس، فقصده حزب الله،

(34/332)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 333
وقدم ابن تاشفين بين يديه كتاباً إلى الفرنج يدعوهم إلى الإسلام، أو الحرب، أو الجزية. ثم اقبلت الجيوش، ونزلت تجاه الفرنج أولاً، وأن يكون ابن تاشفين ردفاً له. ففعلوا ذلك، فخذل الفرنج، استمر القتل فيهم، فقيل: إنه لم يفلت منهم إلا الأذفونش في أقل من ثلاثين. وغنم المسلمون غنيمة عظيمة. وذلك في سنة تسع وسبعين وأربعمائة. وعف يوسف عن الغنائم، وآثر بها ملوك الأندلس ليتم له الأجر، فأحبوه وشكروا له. وكانت ملحمة عظيمةٍ قل أن وقع في الإسلام مثلها. وجرح فيها ملك الفرنج، وجمعت رؤوس الفرنج، فكانت كالتل العظيم.

(34/333)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 334
ثم عزم ابن عباد عى أمير المسلمين يوسف، ورام أن ينزل في ضيافته. فأجابه فأنزله الله في قصوره على نهر إشبيلية. فرأى أماكن نزهة، كثيرة الخير والحسن والرزق. وبالغ المعتمد بن عباد وأولاده في خدمة أمير المسلمين، وكان رجلاً بربرياً. قليل التنعم والتلذذ والرفاهية، فرأى ما هاله من الحشمة والعرش والأطعمة الفاخرة، فأقبل خواصه عليه ينبهونه على تلك الهيئة ويحسنونها، ويقولون: ينبغي أن تتخذ ببلادك نحو هذا. فأنكر عليهم، وكان قد دخل في الشيخوخة وفنيت إرادته، وأدمن على عيش بلاده. ثم أخذ يعيب طريقة المعتمد وتنعمه المفرط، وقال: من يتعانى هذه اللذات لا يمكن أن يعدل كما ينبغي أباداً. ومن كان هذا همته في حفظ بلاده ورعيته. ثم سال يوسف: هل يفعل المعتمد هذا التنعم في كل أوقاته فقيل له: بل كل زمانه على هذا. فسكت، وأقام عنده أياماً، فأتى المعتمد رجل عاقل ناصح، فخوفه من غائلة ابن تاشفين، وأشار عليه بأن يقبض عليه، وأن لا يطلقه حتى يأمر كل من بالأندلس) من عسكره أن يرجع من حيث جاء: ثم تتفق أنت وملوك الأندلس على حراسة البحر من سفينة تجري له، ثم تتوثق منه الأيمان أن لا يغدر، ثم تطلقه، وتأخذ منه على ذلك رهائن. فأصغى المعتمد إلى مقالته واستوصبها، وبقي يفكر في انتهاز الفرصة، وكان له ندماء قد انهمكوا معه في اللذات، فقال أحدهم لهذا الرجل: ما كان أمير المؤمنين، وهو إمام أهل المكرهات ممن يعامل بالحيف ويغدر بالضيف. قال: إنما الغدر أخذ الحق ممن هو له، لا دفع المرء عن نفسه. قال النديم: بل كظم مع وفاءٍ، خير من حزم مع جفاء. ثم إن ذلك الناصح استدرك الأمر وتلافاه، وشكر له المعتمد، وأجازه، فبلغ الخبر ابن تاشفين، فاصبح غادياً. فقدم له المعتمد هدايا عظيمة، فقبلها وعبر إلى سبتة. وبقي جل عسكره بالجزيرة يستريحون.

(34/334)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 335
وأما الأذفونش، فقدم إلى بلده بأسوأ حال، فسأل عن أبطاله وبطاركته، فوجد أكثرهم قد قتلوا، وسمع نوح الثكالى عليهم، فلم يأكل ولا التذ بعيشٍ حتى مات غماً، وخلف بنتاً، فتحصنت بطليطلة. ثم أخذ عسكر ابن تاشفين يغيرون، حتى كسبوا من الفرنج ما تجاوز الحد، وبعثوا، بالمغانم إلى مراكش. واستأذن مقدمهم سير بن أبي بكر لابن تاشفين في المقام بالأندلس، وأعلمه أنه قد افتتح حصوناً، ورتب فيها، وأنه لا يستقيم الأمر إلا بإقامته. فكتب إليه ابن تاشفين يأمره بإخراج ملوك الأندلس من بلادهم وإيجافهم في العدوة، فإن أبوا عليه حاربهم. وليبدأ بالثغور: ولا تتعرض للمعتمد. فابتدأ سير بملوك بني هود يستنزلهم من قلعة روطة، وهي منيعة إلى الغاية، وماؤها ينبوع في أعلاها، وبها من الذخائر المختلفة ما لا يوصف. فلم يقدر عليها، فرحل عنها. ثم جند أجناداً على زي الفرنج، وأمرهم أن قصدوها كالمغيرين، وكمن هو العسكر، ففعلوا ذلك. فرآهم ابن هود، فاستضعفهم، ونزل في طلبهم، فخرج عليه سير فأسره وتسلم القلعة. ثم نازل بني ظاهر بشرق الأندلس، فسلموا إليه، ولحقوا بالعدوة. ثم نازل بني صمادح بالمرية، فمات ملكهم في الحصار، فسلموا المدينة. ثم نازلوا المتوكل عمر بن الفطس ببطليوس، فخامر عليه أصحابه، فقبضوا عليه، ثم قتل صبراً. ثم إن سير كتب إلى ابن تاشفين أنه لم يبق بالجزيرة غير المعتمد فأمره أن

(34/335)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 336
يعرض عليه التحول إلى العدوة بأهله وماله، فإن أبى فنازله. فلما عرض عليه سير ذلك لم يجب، فسار وحاصره اشهراً ثم دخل عليه البلد قهراً، وظفر به، وبعثه إلى العدوة مقيداً، فحبس بأغمات إلى أن مات. وتسلم سير الجزيرة كلها. وقال ابن دحية أو غيره: نزل يوسف على مدينة فاس في سنة أربع وستين وأربعمائة) وحاصرها. ثم أخذها، فأقر العامة، ونفا البربر والجند عنها، بعد أن حبس رؤوسهم، وقتل منهم، وكان مؤثراً إلى يوم العلم والدين، كثير المشورة لهم. وكان معتدل القامة، أسمر، نحيفاً، حازماً، سائساً. وكان يخطب لبني العباس. وهو أول من سمي بأمير المسلمين. وكان يحب العفو والصفح، وفيه خير وعدل. وقال أبو الحجاج البياسي في كتاب تذكير الغافل: إن يوسف بن تاشفين جاز البحر مرة ثالثة، وقصد قرطبة، وهي لابن عباد، فوصلها سنة ثلاثٍ وثمانين، فخرج إليه المعتمد بالضيافة، وجرى معه على عادته. ثم إن ابن تاشفين أخذ غرناطة من عبد الله بن بلقين بن باديس، وحبسه،

(34/336)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 337
فطمع ابن عباد في غرناطة، وأن يعطيه ابن تاشفين إياها، فعرض له بذلك، فأعرض عنه ابن تاشفين إلى مراكش في رمضان من السنة. فلما دخلت سنة اربع عزم على العبور إلى الأندلس لمنازلة المعتمد بن عباد، فاستعد له ابن عباد، ونازلته البربر، فاستغاث بالأذفونش، فلم يلتفت إليه. وكانت إمرة يوسف بن تاشفين عند موت أبي بكر بن عمر أمير المسلمين سنة اثنتين وستين وأربعمائة. وكانت الدولة قبلها لزناتة، وكانت دولة ظالمة فاجرة. وكان ابن تاشفين وعسكره فيهم يبس وديانة وجهاد، فافتتح البلاد، وأحبته الرعية. وضيق لثمامه هو وجماعته. فقيل: إنهم كانوا يتملثمون في الصحراء كعادة العرب، فلما تملك ضيق ذلك اللثام. قال عزيز: وما رأيته عياناً أنه كان لي صديق منهم بدمشقٍ، وبيننا مودة. فأتيته، فدخلت وقد غسل عمامته، وشد سرواله على رأسه، وتلثم به. هذا بعد أن انقضت دولتهم، وتفرقوا في البلاد.

(34/337)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 338
وحكى لي ثقة أنه راى شيخاً من الملثمين بالمغرب متردياً في نهر يغسل ثيابه وهو عريان، وعورته بادية، ويده اليمنى يغسل بها، ويده اليسرى يستر بها وجهه. وقد جعل هؤلاء اللثام جنة، فلا يعرف الشيخ منهم من الشباب، فلا يزيلونه ليلاً ولا نهاراً، حتى أن المقتول منهم في المعركة لا يكاد يعرفه اهله، حتى يجعلوا على وجهه لثاماً. ولبعضهم:
(قوم لهم درك العلا في حميرٍ .......... وإن انتموا صناجةً فهم هموا)

(لما حووا إحراز كل فيلةٍ .......... غلب الحياة عليهم، فتلثموا)
وتزوج ابن تاشفين بزينب زوجة أبي بكر بن عمر، وكانت حاكمة عليه، وكذلك جميع المثمين يكبرون نساءهم، وينقادون لأمرهم، وما يسمون الرجل منهم إلا بأمه. وهنا حكاية، وهي أن ابن خلوف القاضي الأديب كان له شعر، فبلغ زينب هذه أنه مدح حواء امرأة سير بن أبي) بكر، وفضلها على جميع النساء بالجمال، فأمرت بعزله عن القضاء. فسار إلى أغمات، واستأذن عليها، فدخل البواب فاعلمها به، فقالت: يمضي إلى التي مدحها ترده إلى القضاء. فابلغه، فعز عليه، وبقي بالحضرة أياماً حتى نفيت نفقته، فأتى خادمها فقال: قد أردت بيع هذا المهر، فأعطني مثقالين أتزود بهما إلى أهلي، وخذه فأنت أولى. فسر الخادم وأعطاه، ودخل مسروراً بالمهر، وأخبر الست، فرقت له، وقالت: ائتني به. فأسرع وأدخله عليها، فقالت: تمدح حواء وتسرف، وزعمت أنه ليس في النساء أحسن منها، وما هذه منزلة القضاة. فقال في الحال:

(34/338)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 339
(أنت بالشمس لاحقة .......... وهي بالأرض لاصقه)

(فمتى ما مدحتها .......... فهي في سير طالقة)
فقالت ياقاضي طلقتها. قال: نعم. ثلاثة وثلاثة وثلاثة. فضحكت حتى افتضحت، وكتبت إلى يوسف يرده إلى القضاء. قلت: ولا ريب أن يوسف ملك من الملوك، بدت منه هنات وزلالات، ودخل في دهاء الملوك وغدرهم. ولما أخذ إشبيلية من المعتمد شن عسكر بان تاشفين الغارة بإشبيلية، وخلوا أهلها على برد الديار، وخرج الناس من بيوتهم يسترون عوراتهم بأيديهم، واقتضت الأبكار. وتتابعت الفتوحات لابن تاشفين، وكانت فقهاء الأندلس قالوا: له لا يجب طاعتك حتى يكون لك عهد من الخليفة. فأرسل إلى العراق قوماً من أهله بهدايا. وكتاباً، يذكر فيه ما فعل بالفرنج. فجاءه أمر المستظهر بالله أحمد رسول بهدية، وتقليد وخلعة، وراية. وكان يقتدي بآراء العلماء، ويعظم أهل الدين. ونشأ ولده علي في العفاف والدين والعلم، فولاه العهد في سنة تسعٍ وتسعين وأربعمائة. وتوفي يوسف في يوم الإثنين ثالث المحرم سنة خمسمائة، ورخه ابن خلكان، وقبله عز الدين ابن الأثير، وغيرهما. وعاش تسعين سنة. قال اليسع بن حزم: فمن فضله أنه لما أراد بناء مراكش ادعى قوم مصامدة فيها أرضاً، فأرضاهم بمالً عظيم. وكان يلبس العباء، ويؤثر الحياء، ويقصد مقاصد العز في طرق المعالي، ويكره السفاف، ويحب الشرف المتعالي، ويقلد العلماء، ويؤثر الحكماء، يتدبر مرضاتهم. وإذا دخل عليه من طول ثيابه وجرها... إليه وجهه، وأعرض عنه، فإن كان ذا ولاية عزله. وكان كثير الصدقة عظيم البر والصلة للمساكين، رحمه الله.

(34/339)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 340
يوسف بن علي الزنجاني: أبو القاسم الشافعي من كبار أصحاب أبي إسحاق الشيرازي. مات في صفر.)

(34/340)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 341
4 (المتوفون تقريباً)
أحمد بن محمد بن عبد الرحمن: أبو العباس الأنصاري، الشارقي الواعظ. حج وسمع كريمة، وتفقه على أبي إسحاق الشيرازي. ودخل العراق وفارس، وسكن سبتة، وفاس. وكان صالحاً، ديناً، ذاكراً، بكاءً، واعظاً. توفي بشرق الأندلس في نحو الخمسمائة. قال ابن بشكوال. أحمد بن محمد بن الفضل بن شهريار: أبو علي الإصبهاني. سمع: أبا الفرج محمد بن عبد الله بن شهريار، وغيره. وكان من أبناء التسعين. روى عنه: السلفي، وأبو طاهر السنجي. مات قبل الخمسمائة بقليل. أحمد بن عبد الله السوذرجاني: عبد الرحيم بن محمد بن أحمد: أبو منصور الشرابي الإصبهاني

(34/341)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 342
توفي قبل الخمسمائة أو بعدها. روى عن: أبي بكر محمد بن الحسن بن الليث الصفار صاحب ابن خميروية الهروي. روى عنه: أبو سعد محمد بن عبد الواحد الصائغ. عبد الرحمن بن إسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد. أبو بكر ابن الإمام أبي عثمان الصابوني النيسابوري. خلف أباه في حضور المجالس، وكان له قبول تام لأجل والده. وكان مليح الشمائل، متجملاً بهياً. بقي على التصون قليلاً، ثم لعب واخذ في الصيد والتنزه، فقبر أمره، ثم أصاب في الآخر نقرس وزمن، فباع بقية ضيعةٍ له. سمع: أباه، وعمه أبا يعلى، وأبا حفص ابن مسرور. روى عنه: محمد بن الحسين الأملي، وعبد الله بن الفراوي، وعمر بن أحمد الصفار، وآخرون. وقد سمع صحيح مسلم من عبد الغافر الفارسي. روى عنه أيضاً: هبة الله بن محمد بن حسنة، وتيمان بن أبي الفوارس، وأبو رشيد بن إسماعيل بن غانم، وأبو الفتح عبد الله بن أحمد الخرقي، وعدد كبير. أسعد بن مسعود بن علي: أبو إبراهيم النيسابوري، أحد الرؤساء والعلماء. تأدب على منصور بن عبد الملك الثعالبي. وسمع من: الحيري، والصيرفي. ومن جده أبي نصر العتبي، وقال: مات جدي سنة أربع عشرة. روى عنه: مسعود بن أحمد الحوافي، وأبو طاهر السنجي، وعبد الخالق الشحامي، وجماعة.

(34/342)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 343
تزهد بأخرة. عاش بضعاً وثمانين سنة. غالب بن عيسى بن نعم الخلف: أبو تمام الأنصاري الأندلسي. طوف الشام، والعراق، واليمن. وجاور مكة. سمع أبا محمد الجوهري، وجماعة ببغداد وأبا غالب بن بشران النحوي بواسطة وأبا العلاء بن سليمان بالمعرة وأحمد بن الفضل الباطرقاني بإصبهان. سمع منه: أبو بكر السمعاني في سنة ثمانٍ وتسعين بمكة، وقال: كان قد نيف على المائة وزمن وعمر. المظفر بن الحسين بن إبراهيم بن هرثمة: أبو منصور) الفارسي الرجاني، ثم الغزنوي. قال السمعاني: شيخ، إمام، فقيه، عارف بالحديث وطرقه. صنف تصانيف في الحديث. وسمع بغزنة حنبل بن أحمد بن حنبل البيع، وبالهند أبا الحسن محمد بن الحسن البصري، وببغداد أبا الطيب الطبري، وأبا القاسم التنوخي، وبدمشق أبا عبد الله بن سلوان، وبمصر أبا الحسن الطفال، وعبد الملك بن مسكين. قدم بلخ فحدث بها. روى عنه: أبو شجاع عمر البسطامي، وأبو حفص بن عمر الأشهبي، وغيرهما. وتوفي بعد التسعين وأربعمائة.

(34/343)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 344
عباد بن الحسين بن غانم الطائي: الوزير أبو منصور. وزر لبعض ملوك العجم، وحدث ببغداد عن ابن ريدة الإصبهاني. روى عنه: أبو الوفاء أحمد بن الحصين، وأبو طاهر السلفي. إبراهيم بن علي بن الحسن. أبو أحمد البصري البجيرمي. سمع: إبراهيم بن طلحة بن غسان. وعنه: السلفي. محمد بن المظفر بن عبيد الله النهاوندي: المعدل. سمع: القاضي أحمد بن عبد الرحمن الراوي عن البكاشي. أخذ عنه السلفي بنهاوند. محمد الإصبهاني الزجاج. سمع: علي بن ماشذة، وأبا علي أحمد بن محمد بن حسن المرزوقي، وأبا بكر بن أبي علي، والحسين أحمد بن سعد الرازي. قال السلفي: لم يرو منا عن المرزوقي سواه. محمد بن إدريس بن خلف: أبو تمام القرتائي البصري.

(34/344)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 345
روى عن: إبراهيم بن طلحة بن غسان. سمع منه: السلفي بالبصرة. سعد بن علي بن حميد: أبو علان المضري المراغي. روى عن: أحمد بن الحسين التراسي. وعن: السلفي. علي بن هبة الله التراسي: عن: أحمد بن الحسين التراسي. وعنه: السلفي، وغيراه. محمد بن علي بن عبد الرزاق: أبو الحسن الإصبهاني الكاغدي. شيخ مسن، مسند. روى عن: علي بن ميلة الفرضي. روى عنه: السلفي. أحمد بن أبي هاشم: أبو طالب القرشي الإصبهاني.

(34/345)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 346
سمع أبا سعيد محمد بن علي النقاش، وأبا سعيد الحسن بن محمد بن حسنويه الكاتب، ومحمد بن عبد الله بن شاذان الأعرج. روى عنه: السفي عنهم، وعن: أبي بكر بن أبي علي. محمد بن أحمد بن سعيد: أبو المظفر الإصبهاني الفاشاني المعدل. سمع: سفيان بن محمد بن حسنويه، وأبا نعيم. وعنه: السلفي. لاحق بن محمد بن أحمد: أبو القاسم التميمي، الإصبهاني الإسكاف. سمع: أبا علي أحمد بن محمد بن يزداد، والا بكر بن أبي علي، وإبراهيم بن علي الخياط، والفضل بن شهريار، وأبا عبد الله اللجمال، وابن عبدويه، وأبا حفص الزعفراوي، وأبا نعيم. وأجاز له أبو سعيد النقاش، وعلي بن ميلة، والقاضي أبو بكر الحيري. روى عنه السلفي فاكثر عنه، ولم يؤرخ وفاته. محمد بن أحمد بن) جعفر: أبو صادق الإصبهاني. سمع: الفضل بن عبيد الله بن شهريار، وأبا بكر بن أبي علي الذكواني. وجماعة. وعنه: السلفي وقال: كان كاتباً مكثراً، من رؤساء البلد.

(34/346)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 347
محمد بن الحسين بن محمد: أبو إبراهيم البالوي النيسابوري. صالح سديد. سمع الإمام أبا إسحاق الأسفرائيني، وحدث عنه بثلاثة أجزاء. وعاش إلى سنة ثلاثٍ وتسعين. روى عنه: أبو طاهر السنجي، وأبو البركات الفراوي، وعبد الخالق الشحامي. محمد بن عبد العزيز بن أحمد: أبو بكر الإصبهاني العسال. سمع: أبا نعيم الحافظ، وسفيان بن محمد بن حسنويه. وعنه: السلفي. حمد بن عمر بن سهلويه. أبو العلاء الإصبهاني الشرابي سمع: أبا نعيم الحافظ، ويوسف بن حسن الرازي. وعنه: السلفي. أحمد بن الحسن بن أحمد بن علي بن الخصيب: الفقيه أبو سعيد الجرباذقاني الخانساري. سمع: أبا طاهر بن عبد الرحيم الكاتب، وأحمد بن الفضل الباطرقاني.

(34/347)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 348
روى عنه السلفي جزءاً من حديثه سمعناه. عبد الله بن يوسف: الحافظ أبو محمد الجرجاني القاضي. صنف فضائل الشافعي، وفضائل أحمد بن حنبل، وغير ذلك. وسمع الكثير. قال أبو النضر الفامي: توفي بعد العشرين وأربعمائة. عمر بن محمد بن عمر بن علوية: أبو الفتح الإصبهاني. سمع: أبا بكر الذكواني. وحدث في سنة اثنتين وتسعين، وهو إن شاء الله من شيوخ السلفي. وآخر من روى عنه: أبو الفتح الخرقي. سداد بن محمد بن أحمد بن جعفر: القاضي أبو الرجاء الخلقاني الإصبهاني. روى عن: أبي نعيم الحافظ، والهيثم بن محمد الخراط، وأبي القاسم عبد الله بن الحسن المطيعي. قال السلفي: كان مكثراً من الطلب والمعرفة، وتكلم فيه بغير حجة. روى عنه: السلفي، وجماعة.

(34/348)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 349
وآخر أصحابه أبو الفتح الخرقي. محمد بن أحمد بن طاهر بن حمد: أبو غالب البغدادي. حدث في هذه السنة بواسط عن أبي القاسم التنوخي بالطوالات. رواها عنه أبو طالب محمد بن علي الكتاني. إسماعيلبن الحسين بن حمزة: السيد أبو الحسن العوي الهروي. رئيس محتشم، كبير الشأن، علي الرتبة ببلده. سمع: أبا عثمان بن العباس القرشي، وغيره. روى عنه: عبد الغافر بن إسماعيل، وذكر أنه عاش إلى سنة نيفٍ وتسعين وأربعمائة، وأنه حدث بنيسابور سنة أربع وتسعين. عبد الملك بن الحسن بن بتنة:

(34/349)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 350
أبو محمد الأنصاري. شيخ صالح، مجاور بمكة. سمع: أبا القاسم علي بن الحسين بن محمد الفسوي، والشيخ عبد العزيز بن بندار الشيرازي. سمع منه: أبو طاهر السلفي، وابو بكر السمعاني، وغيرهما بمكة. ذكره السلفي في معجمه، وأنه حج سبعاً وسبعين) حجة، وزار النبي صلى الله عليه وسلم أربع عشرة مرة. وله في كل سنة مائة عمرة في رجب، وشعبان ورمضان، وذي الحجة. وبتنة: بكسر الباء والتاء، ثن تشديد النون، ورأيتها مرة بفتحها. محمد بن عبد الله بن أبي داود: أبو الحسن الفارسين ثم المصري الوراق، الكتبي. شيخ فاضل. حدث عن: أبي عبد الله بن نظيف، وغيره. وكان ذا هيئة ومعرفة. وروى عنه: أبو علي بن سكرة، وابو بكر بن الفزاري، وقال: شيخ مفيد له علو. قلت: بقي إلى حدود الخمسمائة، وأظن سمع منه الشريف الخطيب أبو الفتوح. محمد بن خلف بن قاسم الخولاني: الإشبيلي. أبو عبد الله. يروي عن: ابن حزم، وأبي محمد بن خزرج.

(34/350)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 351
قرأ عليه: أبو العباس أحمد بن محمد صحيح مسلم في سنة أربعٍ وتسعين وأربعمائة. المظهر بن الفضل بن عبد الوهاب بن أحمد بن بطة: أبو علي الإصبهاني. ولد سنة ست وأربعمائة. وسمع: أبا عبد الجمال، وأبا نعيم، وجماعة. وعنه: السلفي. المظهر بن علي: أبو الفتح البندنيجي المالحاني. سمع: الجوهري. روى عنه: السلفي. لقيه في سنة سبعٍ وتسعين. إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن اسود: أبو إسحاق الغساني المريي. من علماء أهل المرية من الأندلس. روى عن: أبيه إبراهيم، وحاتم بن محمد، وأبي عمر بن عبد البر، وأبي لأصبغ عيسى بن محمد، وطائفة. وكان شديد العناية بالرواية. ذكر البار فقال: روى عنه: ابنه القاضي أبو عبد الله محمد، وعبد الرحيم بن محمد الخزرجي، وأبو عبد الله بن إحدى عشرة

(34/351)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 352
توفي نحو الخمسمائة. أحمد بن نصر بن أحمد: أبو العلاء الهمذاني. روى عن: ابن حميد، وابن الصباح، وهارون بن ماهلة، وأبي الفرج بن عبد الحميد، ونصر بن علي الفقيه، وعدد كبير. روى عنه السلفي، وغيره. وكان حافظاً أديباً ناصراً للسنة عارفاً بمذهب أحمد، ثقة. أملى مجالس من حفظه. ياتي في سنة. عبد الله بن إبراهيم بن هاشم: أبو محمد القيسي المريي الفقيه، ويعرف بحفيد هاشم. شرح كتاب التفريع لابن الجلاب في ست مجلدات، واجمع أهل المرية على تقديمه للقضاء، فقال: إن فعلتم فررت عن أهلي وولدي، والله أسألكم. فتركوه. قرأ عليه صهره الخطيب أبو عبد الله الحمزي. وكان موجوداً في حدود الخمسمائة. محمد بن جابار بن علي: الواعظ المذكر أبو الوفاء الهمذاني. ممن أجاز للسلفي سنة اربعً وتسعين. ذكره شيرويه فقال: صالح، دين، زاهد، صدوقن متعصب للحنابلة جدا.

(34/352)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 353
روى عن: علي بن حميد، وحميد بن المأمون، وطائفة. سمعت منه أحاديث. الحسن بن الفتح بن حمزة بن الفتح: أبو القاسم الهمذاني الأديب.) من أولاد الوزراء والأعيان. كما يرجع إلى معرفة باللغة، والمعاني، والبيان. قدم بغداد سنة ثمانٍ وتسعين وأربعمائة، فكتب عنه: هزارت الهرروي، والحسين بن خسرو. ذكر السمعاني، ولم يذكر له وفاة. وقال السلفي: كان من أهل الفضل والتقدم في الفرائض، والتفسير، والآداب، وله تفسير حسن، وشعر فائق. علقت عنه حكايات وشعر. وقد صحب أبا إسحاق الشيرازي، وتفقه عليه. وله:
(نسيم الصبا إن هجت يوماً بأرضها .......... فقولي لها حالي علت عن سؤآلك)

(فها أنذا إن كنت يوماً تعتبي .......... فلم يبق لي إلا حشاشة هالك.)
قال ابن صلاح: رايت مجلدين من تفسيره من تجزئة ثلاث مجلدات، واسمه كتاب البديع في البيان عن غوامض القرآن فوجدته ذا عناية بالعربية الكلام ضعيف الفقه. الحسين بن أحمد بن أحمد:

(34/353)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 354
القاضي أبو عبد الله بن الصفار. من فقهاء همذان. كان ينوب عن القضاة بها. وهو من رواة الزهد. أخذ عن ابن المذهب. سمع: ابن الكسار، وبشر بن الفاتني، والحسن بن دوما النعالي، والحسين بن علي الطناجيري، وابن غيلان، وخلقاً سواهم. كتب عنه: أبو شجاع شيرويه الديلمي وقال: كان صحيح السماع، من الأشعريه. وذكر ابن السمعاني، ولم يذكر له وفاة. علي بن الحسن بن أبي سهل: أبو القاسم النيسابوري الأدمي السراج. شيخ مبارك، سمع: علي بن محمد الطرازي، وجماعة. وبقي إلى سنة بضعٍ وتسعين. روى عنه: محمد بن محمد السنجي، وعبد الله بن الفراوي، ومحمد بن أحمد الصفار، وجماعة.

(34/354)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 5
5 (بسم الله الرحمن الرحيم)

5 (الطبقة الحادية والخمسون حوادث)

1 (الأحداث من سنة إلى)

4 (سنة إحدى وخمسمائة)

4 (فتنة العميد على سيف الدولة صدقة بن مزيد)
كان سيف الدولة صدقة قد صار ملك العرب في زمانه، وبنى مدينة الحلة وغيرها. وقبل ذلك كان صاحب عمود وسيف، فعظم شأنه، وارتفع قدره، وصار ملجأً لمن يستجير. وكان معيناً للسلطان محمد على حروبه مع أخيه، وناصراً له، فزاد في إقطاعه مدينة واسط، وأذن له في أخذ البصرة. ثم افتن ما بينهما العميد أبو جعفر محمد بن الحسين البلخي مع ما كان يفعله صدقة من إجارة من يلتجيء إليه من أعداء السلطان محمد. وشغب العميد السلطان عليه، ثم زاد عليه بأن صبغه بأنه من الباطنية، ولم يكن كذلك كان شيعياً. وسخط السلطان على سرخاب بن دلف صاحب ساوة، فهرب منه، فأجاره صدقة، فطلبه السلطان منه، فامتنع. إلى أمور أخر، فتوجه السلطان إلى العراق. فاستشار صدقة أصحابه، فأشار إليه ابنه دبيس بأن ينفذه إلى السلطان بتقادم وتحف وخيل، وأشار سعيد بن حميد صاحب جيش صدقة بالحرب، فأصغى إليه، وجمع العساكر، وبذل الأموال، فاجتمع له عشرون ألف فارس، وثلاثون ألف راجل. فأرسل إليه المستظهر ينهاه عن الخروج، ويعده بأن يصلح أمره. وأرسل السلطان يطلبه ويطيب قلبه، ويأمره بالتجهز معه لقصد غزو الفرنج، فأجاب بأنهم ملأوا قلب السلطان علي، ولا آمن من سطوته. وقال صاحب جيشه: لم يبق لنا في صلح السلطان مطمع.

(35/5)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 6
4 (دخول السلطان بغداد)
ودخل السلطان بغداد في العشرين من ربيع الآخر جريدة لا يبلغ عسكره ألفي فارس، فلما اطمأن ببغداد، وتحقق معاندة صدقة له بعث شحنة بغداد سنقر البرسقي في عسكر، فنزل على صرصر، وبعث بريداً يستحث عساكره فأسرعوا إليه.
4 (الحرب بين السلطان وصدقة بن مزيد)
ثم نشبت الحرب بين الفريقين شيئاً فشيئاً، وتراسلوا في الصلح غير مرة، فلم يتفق، وجرت لهم أمور طويلة. ثم التقى صدقة والسلطان في تاسع عشر رجب، فكانت الأتراك ترمي الرشقة) عشرة الآف سهم، فتقع في خيل العرب وأبدانهم. وبقي أصحاب صدقة كلما حملوا منعهم نهر بين الفريقين من الوصول، ومن عبر إليهم لم يرجع. وتقاعدت عبادة وخفاجة شفقة على خيلها. وبقي صدقة يصيح: يا آل خزيمة، يا آل ناشرة، ووعد الأكراد بكل جميل لما رأى من شجاعتهم. وكان راكباً على فرسه المهلوب، ولم يكن لأحد مثله، فجرح الفرس ثلاث جراحات. وكان له فرس آخر قد ركبه حاجبه أبو نصر، فلما رأى الترك قد غشوا صدقة هرب عليه، فناداه صدقة، فلم يرد عليه. وحمل صدقة على الأتراك وضرب غلاماً منهم في وجهه بالسيف، وجعل يفتخر ويقول: أنا ملك العرب، أنا صدقة. فجاءه سهم في ظهره، وأدركه بزغش مملوك أشل، فجذبه عن فرسه فوقع فقال: يا غلام أرفق. فضربه بالسيف قتله، وحمل رأسه إلى السلطان، وقتل من أصحابه أكثر من ثلاثة الآف فارس، وأسر ابنه دبيس، وصاحب جيشه سعيد بن حميد.

(35/6)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 7
4 (ترجمة صدقة بن منصور)
وكان صدقة كثير المحاسن بالجملة، محبباً إلى الرعية، لم يتزوج على امرأته، ولا تسرى عليها. وكان عنده ألوف مجلدات من الكتب النفيسة. وكان متواضعاً محتملاً، كثير العطاء.
4 (سفر فخر الملك ابن عمار إلى بغداد)
وأما طرابلس، فلما طال حصارها، وقلت أقواتها، وعظمت بليتها ولا حول ولا قوة إلا بالله، من الله عليهم سنة خمسمائة بميرة جاءتهم من البحر، فتقووا شيئاً. واستناب فخر الملك أبو علي بن عمار على البلدان ابن عمه، وسلف المقاتلة رزق ستة أشهر. وسار منها إلى دمشق ليمضي إلى بغداد فأظهر ابن عمه العصيان، ونادى بشعار المصريين، فبعث فخر الملك إلى أصحابه، فأمرهم بالقبض عليه، ففعلوا به ذلك. واستصحب فخر الملك معه تحفاً ونفائس وجواهر وحلى غريبة، فاحترمه أمير دمشق وأكرمه، ثم سار إلى بغداد، فدخلها في رمضان قاصداً باب السلطان، مستنفراً على الفرنج، فبالغ السلطان محمد في احترامه. وكان يوم دخوله مشهوداً. ورتب له الخليفة الرواتب العظيمة. ثم قدم للسلطان التقادم، وحادثه السلطان في أمر قتال الفرنج، فطلب النجدة، وضمن الإقامة بكفاية العساكر، فأجابه السلطان. وقدم للخليفة أيضاً، وحضر دار الخلافة وخلع عليه. وجرد السلطان معه عسكراً لم يغن شيئاً.

(35/7)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 8
4 (دخول فخر الملك جبلة)
) ثم وصل إلى دمشق في المحرم سنة اثنتين، وتوجه بعسكر دمشق إلى جبلة، وأطاعه أهلها.
4 (القبض على جماعة ابن عمار)
وأما أهل طرابلس فراسلوا المصريين يلتمسون والياً وميرة في البحر، فجاءهم شرف الدولة ومعه الميرة الكثيرة، فلما دخلها قبض على جماعة من أقارب ابن عمار، وأخذ نعمهم وذخائرهم، وحمل الجميع إلى مصر في البحر.
4 (إظهار السلطان العدل ببغداد)
وفي شعبان أطلق السلطان الضرائب والمكوس ببغداد، وكثر الدعاء له، وشرط على وزير الخليفة العدل وحسن السيرة، وأن لا يستعمل أهل الذمة، وعاد إلى إصبهان بعد إقامة نحو الستة أشهر، فأحسن فيها ما شاء. وكتب في يوم أربعمائة فقير. ومضى يوماً إلى مشهد أبي حنيفة، فانفرد وغلق عليه الأبواب يصلي ويتعبد، وكف غلمانه عن ظلم الرعية، وبالغ في ذلك.
4 (بناء حصن عند صور)
وفيها حاصر بغدوين ملك الفرنج صور، وبنى تلقاءها حصناً، وضيق

(35/8)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 9
عليهم، فبذل له متوليها سبعة الآف دينار، فرحل عنها.
4 (منازلة الفرنج صيدا)
ونازل صيدا ونصب عليها البرج الخشب، وقاتلها في المراكب. وجاء أصطول ديار مصر ليكشف عنها، فقاتلهم أصطول الفرنج، وظهر المسلمون، وبلغ الفرنج مسير عسكر دمشق نجدة لأهل صيدا، فتركوها ورحلوا عنها.
4 (أسر صاحب طبرية)
وأغار أمير دمشق طغتكين على طبرية، فخرج ملكها جرفاس لعنه الله فالتقوا، فقتل خلق من عسكره وأسر هو، وفرح المسلمون.

(35/9)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 10
4 (سنة اثنتين وخمسمائة)

4 (حصار مودود الموصل)
كان السلطان قد بعث الأمير مودود إلى الموصل فحاصرها مدة، وانتزعها من يد جاولي سقاووا. وكان جاولي قد سار في سنة خمسمائة في المحرم منها، قد بعثه السلطان محمد إلى الموصل والأعمال التي بيد جكرمش، وكان جاولي سقاووا قبل هذا قد استولى على البلاد التي) بخوزستان وفارس، فأقام بها سنتين، وعمر قلاعها، وظلم وعسف، وقطع، وشنق، ثم خاف جاولي من السلطان، فبعث إليه السلطان الأمير مودود، فتحصن جاولي، وحصره مودود ثمانية أشهر، ثم نزل بالأمان ووصل إلى السلطان فأكرمه، وأمره بالمسير لغزو الفرنج، وأقطعه الموصل ونواحيها.
4 (الحرب بين جاولي وجكرمش)
وكان جكرمش لما عاد من عند السلطان قد التزم بحمل المال وبالخدمة، فلما حصل ببلاده لم يف بما قال، فسار جاولي إلى بغداد ثم إلى الموصل، ونهب في طريقه البواريج بعد أن أمن أهلها، ثم قصد إربل، فتجمع جكرمش في ألفين، وكان جاولي في ألف، فحمل جاولي على قلب جكرمش فانهزم من فيه، وبقي جكرمش وحده لا يقدر على الهزيمة، فعالج به فأسروه. ونازل

(35/10)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 11
جاولي الموصل فحاصرها وبها زنكي بن جكرمش، ومات جكرمش أمام الحصار عن نحو ستين سنة.
4 (تملك قلج أرسلان الموصل)
وأرسل غلمان جكرمش إلى الأمير صدقة بن مزيد وإلى قسيم الدولة البرسقي وإلى صاحب الروم قلج أرسلان قتلمش يستدعون كلا منهم ليكشف عنهم، ويسلمون إليه الموصل. فبادر قلج أرسلان، وخاف جاولي فترحل. وأما البرسقي شحنه بغداد فسار فنزل تجاه الموصل بعد رحيل جاولي بيوم، فما نزلوا إليه، فغضب ورجع، وتملكها قلج أرسلان، وحلفوا له في رجب. وأسقط خطبة السلطان محمد، وتألف الناس بالعدل وقال: من سعى إلي في أحد قتلته.
4 (منازلة جاولي الرحبة)
وأما جاولي فنازل الرحبة يحاصرها، ثم افتتحها بمخامرة وأنهبها إلى الظهر. وسار في خدمته صاحبها محمد بن سباق الشيباني.
4 (غرق قلج بالخابور)
ثم سار قلج أرسلان ليحارب جاولي، فالتقوا في ذي القعدة فحمل قلج أرسلان بنفسه، وضرب يد صاحب العلم فأبانها، ووصل إلى جاولي فضربه بالسيف. فقطع الكزاغند فقط. وحمل أصحاب جاولي على الآخرين فهزموهم فعلم قلج أرسلان أنه مأسور، فألقى نفسه في الخابور، وحمى نفسه من أصحاب جاولي، فدخل به فرسه في ماء غميق، فغرق، وظهر بعد أيام، فدفن) ببعض قرى الخابور.

(35/11)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 12
4 (تملك جاولي الموصل)
وساق جاولي إلى الموصل، ففتح أهلها له وتملكها، وكثر رجاله وأمواله، ولم يحمل شيئاً من الأموال إلى السلطان. فلما قدم السلطان بغداد لحرب صدقة جهز عسكراً لحرب جاولي، وتحصن هو بالموصل وعسف وظلم، وأهلك الرعية.
4 (دخول مودود الموصل)
ونازل العسكر الموصل في رمضان سنة إحدى وخمسمائة وافتتحوه بمعاملة من بعض أهله، ودخلها الأمير مودود، وأمن الناس، وعصت زوجة جاولي بالقلعة ثمانية أيام، ثم نزلت بأموالها.
4 (أخذ جاولي بالس)
وأما جاولي فإنه كان في عسكره بنواحي نصيبين. وجرت له أمور طويلة، وأخذ بالس وغيرها، وفتك ونهب المسلمين.
4 (وقعة جاولي وصاحب أنطاكية)
ثم فارقه الأمير زنكي بن اقسنقر، وبكتاش النهاوندي، وبقي في ألف فارس، فخرج لحربه صاحب أنطاكية تنكري في ألف وخمسمائة من الفرنج، وستمائة من عسكر حلب، فانهزم جاولي لما رأى تقلل عسكره، وسار نحو الرحبة، وقتل خلق من الفريقين.
4 (صفح السلطان عن جاولي)
ثم سار جاولي إلى باب السلطان، وهو بقرب إصبهان، فدخل وكفنه تحت

(35/12)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 13
إبطه، فعفا عنه. وكان السلطان محمد كثير الحلم والصفح.
4 (غزوة طغتكين إلى طبرية)
وفيها سار طغتكين متولي دمشق غازياً إلى طبرية، فالتقى هو وابن أخت صاحب القدس بغدوين. وكان المسلمون ألفي فارس سوى الرجالة، وكانت الفرنج أربعمائة فارس وألفي راجل. فاشتد القتال، وانهزم المسلمون فترجل طغتكين، فتشجع العسكر وتراجعوا، وأسروا ابن أخت بغدوين، ورجعوا منصورين. وبذل في نفسه ثلاثين ألف دينار، وإطلاق خمسمائة أسير فلم يقنع منه طغتكين بغير الإسلام، ثم ذبحه بيده، وبعث بالأسرى إلى بغداد.)
4 (مهادنة طغتكين وبغدوين)
ثم تهادن طغتكين وبغدوين على وضع الحرب أربع سنين.
4 (أخذ الفرنج عرقة)
ثم سار طغتكين لتسلم حصن عرقة، أطلقه له ابن عمار لعجزه عن حفظه، فقصده السرداني بالفرنج، فتقهقر عسكر طغتكين ووصلوا إلى حمص كالمنهزمين، وأخذ السرداني عرقة بالأمان من غير كلفة.
4 (وزارة ابن جهير)
وفيها عزل الخليفة هبة الله بن المطلب بأبي القاسم علي بن أبي نصر بن جهير.

(35/13)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 14
4 (زواج المستظهر بالله)
وفيها تزوج المستظهر بالله بأخت السلطان محمد على مائة ألف دينار، وعقد العقد القاضي أبو العلاء صاعد بن محمد النيسابوري الحنفي، وقبل العقد ابن نظام الملك، وذلك بإصبهان.
4 (شحنة بغداد)
وفيها ولي شحنكية بغداد مجاهد الدين بهروز.
4 (مقتل قاضي إصبهان)
وفيها قتلت الباطنية قاضي إصبهان عبيد الله بن علي الخطيبي بهمذان، وكان يحرض عليهم، وصار يلبس درعاً تحت ثيابه حذراً منهم. قتله أعجمي يوم الجمعة في صفر.
4 (مقتل قاضي نيسابور)
وقتلوا يوم الفطر أبا العلاء صاعد بن محمد قاضي نيسابور وقتل قاتله، واستشهد كهلاً.
4 (أخذ الفرنج قافلة من دمشق)
وفيها تجمع قفل كبير، وسار من دمشق طالبين مصر، فأخذتهم الفرنج.
4 (قتل الباطنية بشيزر)
وفيها ثار جماعة من الباطنية لعنهم الله في شيزر على حين غفلة من أهلها، فملكوها وأغلقوا الباب، وملكوا القلعة، وكان أصحابها أولاد منقذ قد

(35/14)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 15
نزلوا يتفرجون على عيد النصارى، فبادر أهل شيزر إلى الباشورة، فأصعدهم النساء في حبال من طاقات، ثم صعد أمراء الحصن، واقتتلوا بالسكاكين، فخذل الباطنية في الوقت، وأخذتهم السيوف، وكانوا مائة، فلم ينج منهم) أحد.
4 (مقتل الروياني شيخ الشافعية)
وفيها قتلت الباطنية شيخ الشافعية أبا المحاسن عبد الواحد الروياني.
4 (أخذ طرابلس)
وفيها على ما ذكر أبو يعلى حمزة أخذت طرابلس.

(35/15)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 16
4 (سنة ثلاث وخمسمائة)

4 (سقوط طرابلس بيد الفرنج)
قال ابن الأثير: في حادي عشر ذي الحجة تملك الفرنج طرابلس، وكانت قد صارت في حكم صاحب مصر من سنتين، وبها نائبه، والمدد يأتي إليها، فلما كان في شعبان وصل أصطول كبير من الفرنج في البحر، عليهم ريمند بن صنجيل، ومراكبه مشحونة بالرجال والميرة، فنزل على طرابلس مع السرداني ابن أخت صنجيل الذي قام بعد موت صنجيل، وهو منازل لها، فوقع بينهما خلف وقتال، فجاء تنكري صاحب أنطاكية نجدة للسرداني، وجاء بغدوين صاحب القدس، فأصلح بينهما، ونزلوا جميعهم على طرابلس، وجدوا في الحصار في أول رمضان، وعملوا أبراجاً وألصقوها بالسور، فخارت قوى أهلها وذلوا، وزادهم ضعفاً تأخر الأصطول المصري بالنجدة والميرة، وزحفت الفرنج عليها، فأخذوها عنوة، فإنا لله وإنا إليه راجعون. ونجا واليها وجماعة من الجند التمسوا الأمان قبل فتحها، فوصلوا إلى دمشق.

(35/16)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 17
4 (أخذ بانياس)
وسار تنكري إلى بانياس فأخذها بالأمان.
4 (أخذ جبلة)
ونزل بعض الفرنج على جبلة وبها فخر الملك بن عمار الذي كان صاحب طرابلس، فحاصروها أياماً، وسلمت بالأمان لقلة الأقوات بها، وقصد ابن عمار شيزر، فأكرمه سلطان بن علي بن منقذ الكناني، فاحترمه وسأله أن يقيم عنده، فسار إلى دمشق فأكرمه طغتكين وأقطعه الزبداني. وذكر سبط الجوزي: أخذ طرابلس في سنة اثنتين، وذكر الخلاف فيه.
4 (محاصرة حصن الألموت)
) وفيها سار وزير السلطان محمد، وهو أحمد بن نظام الملك فحاصر الألموت، وبها الحسن بن الصباح، ثم رحل عنها لشدة البرد.

(35/17)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 18
4 (إقامة السلطان ببغداد)
وفي ربيع الآخر قدم السلطان بغداد، فأقام بها أشهراً.
4 (جرح الباطنية ابن نظام الملك)
وفي شعبان ظفر باطني على الوزير ابن نظام الملك فجرحه، فتعلل أياماً وعوفي، وسقي الباطني خمراً وقرر، فأقر جماعة بمسجد المأمونية، فأخذوا وقتلوا.
4 (موت صاحب آمد)
وفيها مات إبراهيم بن ينال صاحب آمد، وكان ظلوماً غشوماً، نزح كثيراً من أهل آمد عنها لجوره. وتملك بعده ابنه.
4 (تعويق محمد بن ملكشاه عن الغزو)
وفيها عزم محمد بن ملكشاه على غزو الفرنج، وتهيأ. ثم عرضت له عوائق.
4 (أخذ الفرنج طرسوس وحصن شيزر)
وفيها أخذ تنكري صاحب أنطاكية طرسوس، وقرر على شيزر ضريبة في السنة وهي عشرة الآف دينار. وتسلم الحصن.

(35/18)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 19
4 (سنة أربع وخمسمائة)

4 (سقوط بيروت)
نزل بغدوين وابن صنجيل على بيروت، وجاءت الفرنج الجنوية في أربعين مركباً، وأحاطوا بها، ثم أخذوها بالسيف.
4 (سقوط صيدا)
ثم نازلوا صيدا في ثالث ربيع الآخر، فأخذوها في نيف وأربعين يوماً، وأمنوا أهلها، فتحول خلق من أهلها إلى دمشق، وأقام أكثر الناس رعية للفرنج، وقرر عليهم في السنة قطيعة عشرين ألف دينار.
4 (عصيان نائب عسقلان)
وكان نائب بعسقلان شمس الخلافة، فراسل بغدوين صاحب القدس وهادنه وهاداه، وخرج عن) طاعة صاحب مصر، فتحيلوا للقبض عليه فعجزوا.

(35/19)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 20
ثم إنه أخرج الذي عنده من عسكر مصر خوفاً منهم، وأحضر جماعة من الأرمن واستخدمهم، فمقته أهل عسقلان وقتلوه، ونهبوا داره، فسر بذلك أمير الجيوش الأفضل، وبعث إليها أميراً.
4 (أخذ الفرنج حصني الأثارب وزردنا)
وفيها نازل صاحب أنطاكية حصن الأثارب، وهو على بريد من حلب، فأخذوه عنوة، وقتل ألفي رجل، وأسر الباقين. ثم نازل حصن زردنا، وأخذه بالسيف. وجفل أهل منبج، وأهل بالس، فقصدت الفرنج البلدين، فلم يروا بها أنيساً. تعاظم البلاء وعظم بلاء المسلمين، وبلغت القلوب الحناجر، وأيقنوا باستيلاء الفرنج على سائر الشام، وطلبوا الهدنة، فآمتنعت الفرنج إلا على قطيعة يأخذونها. فصالحهم الملك رضوان السلجوقي صاحب حلب على اثنتين وثلاثين ألف دينار، وغيرها من الخيل والثياب، وصالحهم أمير صور على شيء، وكذا صاحب شيزر، وكذا صاحب حماه علي الكردي، صالحهم هذا على ألفي دينار، وكانت حماه صغيرة جداً.

(35/20)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 21
4 (ثورة الناس ببغداد)
وسار طائفة من الشام إلى بغداد يستنفرون الناس، واجتمع عليهم خلق من الفقهاء والمطوعة، واستغاثوا وكسروا منبر جامع السلطان، فوعدهم السلطان بالجهاد. ثم كثروا وفعلوا أبلغ من ذلك بكثير من جامع القصر، وكثر الضجيج، وبطلت الجمعة، فأخذ السلطان في أهبة الجهاد.
4 (وزارة الميبذي)
وفيها عزل وزير السلطان محمد نظام الملك بن أحمد بن نظام الملك ووزر الخطير محمد بن حسين الميبذي.
4 (زواج الخليفة ببنت السلطان)
وفي رمضان دخل الخليفة ببنت السلطان ملكشاه، وزينت بغداد وعملت القباب، وكان وقتاً مشهوداً.
4 (الريح السوداء بمصر)
) وفيها هبت بمصر ريح سوداء مظلمة أخذت بالأنفاس، حتى لا يبصر الرجل يده، ونزل على الناس رمل، وأيقنوا بالهلاك. ثم تجلى قليلاً وعاد إلى الصفرة. وكان ذلك من العصر إلى بعد المغرب.

(35/21)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 22
4 (مهادنة طغتكين بغدوين)
وفيها غدر بغدوين ونازل طبرية، وبرز طغتكين إلى رأس الماء، ثم وقعت هدنة. وفيها حيف على المسلمين وإذلال، ولم ينجدهم لا جيش الشرق ولا جيش مصر، واستنصرت الفرنج بالشام.

(35/22)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 23
4 (سنة خمس وخمسمائة)

4 (محاصرة المسلمين الرها)
وفيها سارت عساكر العراق والجزيرة لقتال الفرنج، فحاصروا الرها، ولم يقدروا عليها، واجتمعت جموع الفرنج، فلم يكن وقعة.
4 (مسير المسلمين إلى الشام)
ثم سار المسلمون وقطعوا الفرات إلى الشام ونازلوا تل باشر خمسة وأربعين يوماً، ورحلوا فجاءوا إلى حلب، فأغلق في وجوههم صاحبها رضوان بابها، ومات مقدمهم سقمان القطبي، واختلفوا ورجعوا، وما فعلوا شيئاً، إلا أنهم أطمعوا في المسلمين عساكر الفرنج.
4 (حصار صور)
فتجمعت الملاعين، وساروا مع بغدوين فحاصروا صور.

(35/23)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 24
قال ابن الأثير: عملوا عليها ثلاثة أبراج خشب، علو البرج سبعون ذراعاً، وفيه ألف رجل فألصقوها بالسور. وكان نائب المصريين بها عز الملك، فأخذ المسلمون حزم حطب، وكشفت الحماة بين أيديهم إلى أن وصلوا إلى البرج، فألقوا الحطب حوله، وأوقدوا النار فيه، وأشغلوا الفرنج عن النزول من البرج بالنشاب، وطرشوهم بجرار ملأى عذرة في وجوههم، فخبلوهم، وتمكنت النار، فهلك من في البرج إلا القليل. ثم رموا البرجين الآخرين بالنفط فآحترقا. وطلبوا النجدة من صاحب دمشق، فسار إلى ناحية بانياس، واشتد الحصار. قلت: وجرت فصول طويلة.)
4 (غارات طغتكين)
وكان تلك الأيام يغير طغتكين على الفرنج وينال منهم وأخذ لهم حصناً في السواد، وقتل أهله. وما أمكنه مناجزة الفرنج لكثرتهم.
4 (إحراق المراكب بصيدا)
ثم جمع وسار إلى صور، فخندقوا على نفوسهم ولم يخرجوا إليه، فسار إلى صيدا وأغار على ضياعها، وأحرق نحو عشرين مركباً على الساحل. وبقي الحصار على صور مدة، وقاتل أهلها قتال من آيس من الحياة، فدام

(35/24)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 25
القتال إلى المغل، فخافت الفرنج أن يستولي طغتكين على غلات بلادهم، وبذل لهم أهل صور مالاً ورحلوا عنها.
4 (الملحمة بالأندلس)
وفيها كانت ملحمة كبيرة بالأندلس بين علي بن يوسف بن تاشفين وبين الأذفونش لعنه الله، نصر فيها المسلمون، وقتلوا وأسروا وغنموا ما لا يعبر عنه. فخاف الفرنج منها، وامتنعوا من قصد بلاد ابن تاشفين، وذل الأذفونش حينئذ وخاف فإنها وقعة عظيمة أبادت شجعان الفرنج. وانصرف ابن الأذفونش حينئذ جريحاً، فهلك في الطريق. وكان أبوه قد شاخ وارتعش.

(35/25)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 26
4 (سنة ست وخمسمائة)

4 (موت بسيل الأرمني)
فيها مات الملك بسيل الأرمني صاحب الدروب، فسار تنكري صاحب أنطاكية الفرنجي ليملكها فمرض، فعاد ومات بعد أيام. وتملك أنطاكية بعده سرخالة ابن أخته.
4 (موت قراجا صاحب حمص)
وفيها مات قراجا صاحب حمص، وقام بعده ولده قرجان. وكلاهما ظالم.
4 (قدوم القادة للجهاد في الإفرنج)
وفي أواخر السنة، خاض الفرات صاحب الموصل مودود بن التون تكين، وصاحب سنجار تميرك، والأمير اياز بن إيلغازي بنية الجهاد، فتلقاهم صاحب دمشق طغتكين إلى سلمية، وكان كثير المودة بمودود. وكانت الفرنج قد تابعت الغارات على حوران، وغلت الأسعار بدمشق، فاستنجد طغتكين بصديقه مودود، فبادر إليه، فاتفق على قصد بغدوين صاحب القدس، فساروا حتى صاروا إلى الأردن، ونزل بغدوين على الصنبرة وبينهما الشريعة.)

(35/26)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 27
4 (سنة سبع وخمسمائة)

4 (موقعة المسلمين والفرنج عند الشريعة)
في ثالث عشر المحرم التقى عسكر دمشق الجزيرة وعسكر الفرنج بقرب طبرية، وصبر الفريقان، واشتد الحرب، وكانت وقعة مشهورة، ثم انكسرت الفرنج ووضع المسلمون فيهم السيف، وأسروا خلقاً، وأسر ملكهم بغدوين، لكن لم يعرف، فأخذ الذي أسره سلاحه وأطلقه، فنجا جريحاً، ثم مات بعد أشهر. وغرق منهم في الشريعة طائفة. وغنم المسلمون الغنيمة. ثم جاء عسكر أنطاكية وعسكر طرابلس، فقويت نفوس المنهزمين وعاودوا الحرب، فثبت لهم المسلمون فآنحاز الملاعين إلى جبل، ورابط المسلمون بإزائهم يرمونهم بالنشاب، فأقاموا كذلك ستة وعشرين يوماً، وهذا شيء لم يسمع بمثاله قط، وعدموا الأقوات. ثم سار المسلمون إلى بيسان، فنهبوا بلاد الفرنج وضياعهم من القدس

(35/27)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 28
إلى عكا، ورجعوا فنزلوا بمرج الصفر، وسافرت عساكر الموصل.
4 (اغتيال مودود صاحب الموصل)
ودخل مودود في خواصه دمشق، وأقام عند صاحبه طغتكين، وأمر عساكره بالبحر في الربيع ونزل هو وطغتكين يوم الجمعة في ربيع الأول للصلاة، ومشى ويده في يد طغتكين في صحن الجامع، فوثب على مودود باطني جرحه في مواضع، وقتل الباطني وأحرق. قال أبو يعلى حمزة: ولما قضيت الجمعة تنفل بعدها مودود، وعاد هو والأتابك وحولهما من الأتراك والديلم والأحداث بأنواع السلاح من الصوارم والصمصامات والخناجر المجردة ما شاكل الأجمة المشتبكة، فلما حصلا في صحن الجامع وثب رجل لا يؤبه له، فقرب من مودود كأنه يدعو له ويتصدق عليه، فقبض ببند قبائه، وضربه بخنجر أسفل سرته ضربتين، هذا والسيوف تنزل عليه. ومات مودود ليومه صائماً. وكان فيه عدل وخير. فقيل: إن الإسماعيلية قتلته. وقيل: بل خافه طغتكين، فجهز عليه الباطني، وذلك بعيد. قال ابن الأثير: حدثني والدي رحمه الله أن ملك الفرنج كتب إلى

(35/28)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 29
طغتكين أن ملك الفرنج كتب إلى طغتكين كتاباً فيه: وإن أمة قتلت عميدها، يوم عيدها، في بيت معبودها، لحقيق على الله أن يبيدها.) ودفن مودود في تربة دقاق بخانكاه الطواويس، ثم حمل بعد ذلك إلى بغداد، فدفن في جوار الإمام أبي حنيفة، ثم نقل إلى أصبهان. وتسلم صاحب سنجار حواصله وحملها إلى السلطان محمد، فأقطع السلطان الموصل والجزيرة لأقسنقر البرسقي، وأمره أن يتوافق هو والأمير عماد الدين زنكي ابن أقسنقر، وتشاوروا في المصلحة لنهضته وشهامته.
4 (نقل المصحف العثماني إلى دمشق)
وكان بطبرية مصحف. قال أبو يعلى القلانسي: كان قد أرسله عثمان رضي الله عنه إلى طبرية، فحمله أتابك طغتكين منها إلى جامع دمشق.
4 (وفاة الوزير ابن جهير)
وفيها مات الوزير أبو القاسم علي بن جهير، وولي وزارة الخليفة بعده ربيب الدين أبو منصور الحسين بن الوزير أبي شجاع.

(35/29)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 30
4 (وفاة الملك رضوان)
وفيها توفي الملك رضوان صاحب حلب، وولي بعده ألب أرسلان الأخرس فقتل أخوين له مباركشاه وملكشاه، وقتل رأس الباطنية أبا طاهر الصائغ في جماعة من أعيانهم، فرحلوا عن حلب، وكان لهم بها منعة وشوكة قوية. وكان رضوان قد عمل لهم دار دعوة بحلب لقلة دينه، وكان ظالماً فاتكاً يقرب الباطنية، ويستعين بهم، وقتل أخويه بهرام، وأبا طالب، وكان غير محمود السيرة.
4 (ثورة الباطنية بشيزر)
وفيها، ذكر سبط الجوزي ثورة الباطنية بشيزر، وقد مر لنا ذلك قبل هذه السنة.
4 (مهادنة بغدوين أهل صور)
وفيها هادن بغدوين أهل صور، وأتتهم النجدة والإقامات من مصر في البحر.

(35/30)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 31
4 (سنة ثمان وخمسمائة)

4 (خروج البرسقي لحرب الفرنج)
في أولها قدم أقسنقر البرسقي على مملكة الموصل، وسير معه السلطان محمد ولده مسعوداً في جيش كبير لحرب الفرنج. فنازل البرسقي الرها في خمسة عشر ألف راكب، فحاصرها شهرين، ثم رحل لقلة الميرة، وعاد إلى شحنان، فقبض على إياز بن إيلغازي، ونهب أعمال) ماردين. ثم تسلم حصن مرعش من الفرنج صلحاً.
4 (حرب صاحب ماردين والبرسقي)
وأما صاحب ماردين فغضب لخراب بلاده ولأسر ولده، فنزل وحشد، ونزل معه ابن أخيه صاحب حصن كيفا ركن الدولة داود بن سقمان، فالتقى هو والبرسقي في أواخر السنة، فانهزم البرسقي وخلص أياز، ولكن خاف إيلغاز من السلطان، فسار إلى دمشق، وكان صاحبها خائفاً من السلطان أيضاً لأنه نسب قتل مودود صاحب الموصل إليه، فاتفقا على الامتناع والاعتضاد بالفرنج، فأجابهما إلى المعاوية صاحب أنطاكية وجاء، فآجتمعوا به على بحيرة حمص، وتحالفوا وآفترقوا.

(35/31)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 32
4 (أسر إيلغازي وإطلاقه)
وسار إيلغازي إلى ديار بكر، فنزل بالرستن ليستريح، وشرب فسكر، فتبعه صاحب حمص، فأسره ودخل به حمص، ثم طلب أن يصاهره ويطلقه، ويأخذ ولده إياز رهينة، فأطلقه خوفاً من طغتكين.
4 (وفاة سلطان الهند)
وفيها مات سلطان الهند وغزنة علاء الدولة مسعود، وجرت بعده أمور سقتها في ترجمته.
4 (الزلزلة بالجزيرة والشام)
وفيها جاءت زلزلة مهولة بالجزيرة والشام، هلك خلق كثير تحت الهدم.
4 (وفاة الشريف بدمشق)
وفيها مات الشريف النسيب بدمشق.
4 (مقتل صاحب حلب)
وفيها قتل صاحب تاج الدولة ألب أرسلان بن الملك رضوان بن تتش، قتله غلمانه. وكان المستولي عليه الخادم لؤلؤ. وملكوا بعده سلطان شاه أخاه بإشارة الخادم.

(35/32)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 33
4 (هلاك بغدوين)
وفيها هلك بغدوين الفرنجي صاحب القدس من جراحة، أصابته في مصاف طبرية.
4 (موت صاحب مراغة)
) وفيها مات الأمير أحمديل صاحب مراغة، وكان شجاعاً جواداً، إقطاعه تغل في العام أربعمائة ألف دينار، وعسكره خمس الآف دينار. وثب عليه ثلاثة من الباطنية، فقتلوه وقتل. بل قتل بعد ذلك بقليل، وكذا بغدوين تأخر موته فيحرر ذلك.

(35/33)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 34
4 (سنة تسع وخمسمائة)

4 (عصيان صاحبي ماردين ودمشق على السلطان)
لما بلغ السلطان عصيان صاحب ماردين وصاحب دمشق غضب، وبعث الجيوش لحربهما، فساروا وعليهم برسق صاحب همذان في رمضان من السنة الماضية، وعدوا الفرات في آخر العام، فأخذوا حماه عنوة ونهبوها، وهي لطغتكين، فاستعان بالفرنج فأعانوه.
4 (استرجاع كفر طاب من الفرنج)
وسار عسكر السلطان وهم خلق كثير، فأخذوا كفر طاب من الفرنج واستباحوها.
4 (خذلان المسلمين أمام الفرنج)
ثم ساروا إلى المعرة، فجاء صاحب أنطاكية في خمسمائة فارس وألفي راجل، فوقع على أثقال العساكر، وقد تقدمتهم على العادة، فنهبوها وقتلوا السوقية والغلمان، وأقلبت العساكر متفرقة، ولم يشعروا بشيء، فكان الفرنج يقيلون كل من وصل. وأقبل برسق مقدم العساكر في مائة فارس، فرأى الحال، فصعد تلا هناك، والتجأ إليه الناس وعليهم ذل وانكسار، فأشار على برسق أخيه بأننا ننزل وننجو. فنزل بهم على حمية، وساق وراءهم الفرنج نحو

(35/34)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 35
فرسخ. ثم ردوا، فتمموا الغنيمة والأسر، وأحرقوا كثيراً من الناس، واشتد البلاء، وتبدل فرح المسلمين خوفاً وحزناً، لأنهم رجوا النصر من عساكر السلطان، فجاء ما لم يكن في الحساب، وعادت العساكر بأسوأ حال، نعوذ بالله من الخذلان.
4 (موت برسق وأخيه)
ومات برسق، وأخوه زنكي بعد سنة قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل وإذاً لا تمتعون إلا قليلاً.
4 (استرداد رفنية من الفرنج)
وجالت الفرنج بالشام، وأخذوا رفنية، فساق إليهم طغتكين على غرة، واسترد رفنية، وأسر وقتل.)
4 (إجتماع طغتكين بالسلطان)
ثم رأى المصلحة أن يتلافى أمر السلطان، فسار بنفسه إلى بغداد بتقادم وتحف للسلطان والخليفة، فرأى من الإكرام والتبجيل ما لا مزيد عليه، وشرف بالخلع، وكتب له السلطان منشوراً بإمرة الشام جميعه. وكان السلطان هذه السنة قد قدم بغداد واجتمع بعه طغتكين في ذي القعدة.

(35/35)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 36
4 (مصالحة بغدوين والأفضل)
قال سبط الجوزي: وفيها صالح بغدوين صاحب القدس الأفضل متولي الديار المصرية. وكان بغدوين صاحب القدس قد سار إلى السنجة المعروفة مما يلي العريش، فأخذ قافلة عظيمة جاءت من مصر، فهادنه الأفضل، وأمن الناس قليلاً.

(35/36)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 37
4 (سنة عشر وخمسمائة)

4 (قتل صاحب مراغة)
الأصح أن أحمديل صاحب مراغة قتل في أول سنة عشر ببغداد بدار السلطان، وكان جالساً إلى جانب طغتكين صاحب دمشق أتاه رجل فبكى وبيده قصة، وتضرع إليه أن يوصلها إلى السلطان محمد، فأخذها منه، فضربه بسكين، فجذبه أحمديل في الحال، وبرك فوقه، فوثب باطني آخر، فضرب أحمديل بسكين، فأخذتهما السيوف. ووثب رفيق لهما والسيوف تنزل عليهما، فضرب أحمديل ضربة أخرى، فهبروه أيضاً.
4 (موت جاولي)
وفيها مات جاولي الذي كان قد حكم على الموصل، ثم أخذها السلطان منه، فخرج على الطاعة. ثم إنه قصد السلطان لعلمه بحلمه، فرضي عنه. وأقطعه بلاد فارس، فمضى إليها وحارب ولاتها وحاصرهم، وأوطأهم ذلاً إلى أن مات.
4 (محاصرة ابن باديس تونس)
وفيها حاصر علي بن يحيى بن باديس مدينة تونس وضيق عليها، فصالحه

(35/37)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 38
صاحبها أحمد بن خراسان على ما أراد.
4 (فتح ابن باديس جبل وسلات)
وفيها افتتح ابن باديس جبل وسلات وحكم عليه. وهو جبل منيع كان أهله يقطعون الطريق،) فظفر بهم، وقتل منهم خلقاً.
4 (فتنة مشهد الرضا)
وفي يوم عاشوراء كانت فتنة في مشهد علي بن موسى الرضا بطوس خاصم علوي فقيهاً، وتشاتما وخرجا، فاستعان كل منهما بحزبه، فثارت فتنة عظيمة هائلة، حضرها جميع أهل البلد، وأحاطوا بالمشهد وخربوه، وقتلوا جماعة، ووقع النهب، وجرى ما لا يوصف، ولم يعمر المشهد إلى سنة خمس عشرة وخمسمائة.
4 (حريق بغداد)
ووقع ببغداد حريق عظيم، ذهب للناس فيه جملة.
4 (هرب ابن صنجيل بالبقاع)
وقال أبو يعلى بن القلانسي: وفي سنة عشر ورد الخبر بأن بدران بن صنجيل صاحب طرابلس جمع وحشد، ونهض إلى البقاع، وكان سيف الدين سنقر البرسقي صاحب الموصل قد وصل إلى دمشق لمعونة الأتابك طغتكين، فتلقاه وسر به، فاتفقا على تبييت الفرنج، فساقاً حتى هجما على الفرنج وهم غارون، فوضعوا فيهم السيف قتلاً وأسراً، فقيل هلك منهم نحو ثلاثة الآف

(35/38)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 39
نفس، وهرب ابن صنجيل، وغنم المسلمون خيلهم وسلاحهم، ورجعوا. ورد البرسقي إلى الموصل، وقد استحكمت المودة بينه وبين طغتكين.
4 (مقتل الخادم لؤلؤ)
وفيها قتل الخادم لؤلؤ المستولي على حلب. وكان قد قتل ألب أرسلان بن رضوان، وشرع في قتل غلمان رضوان، فعملوا عليه وقتلوه. والصحيح أنه قتل في السنة الآتية.
4 (حج الركب العراقي)
وفيها حج بالركب العراقي أمير الجيوش الحبشي مولى المستظهر بالله، ودخل مكة بالأعلام والكؤوسات والسيوف المسللة، لأنه أراد إذلال أمير مكة وعبيده.

(35/39)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 40
5 (بسم الله الرحمن الرحيم)

5 (الطبقة الحادية والخمسون وفيات)

4 (وفيات سنة إحدى وخمسمائة)

4 (حرف الألف)
أحمد بن الحسن بن أحمد بن يزداد. أبو العز المستعملي. روى عن: الجوهري، والعشاري. أحمد بن الحسين بن أحمد. أبو طاهر بن النقار الحميري. ولد بالكوفة سنة ثمان عشرة وأربعمائة، ونشأ ببغداد. وكان يعرف القراءآت ويفهمها. قرأ على: خاله أبي طالب بن النجار. وقرأ الأدب على أبي القاسم بن برهان، ثم انتقل إلى دمشق وإلى مصر، وسكن طرابلس. وبدمشق توفي في رمضان.

(35/40)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 41
أحمد بن عبد الله بن سبعون. أبو بكر القيسي، القيرواني، ثم البغدادي. سمع: أبا الطيب الطبري، وأبا محمد الجوهري. وعنه: ابنه عبد الله، وعمر بن ظفر. إبراهيم بن مياس القشيري الدمشقي. سمع: أبا عبد الله بن سلوان، وأبا القاسم الحنائي، وأبا الحسين بن المهتدي بالله، وغيره ببغداد. سمع منه: الصائن هبة الله، وغيره. توفي في شعبان، وله خمس وستون سنة.

(35/41)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 42
إسماعيل بن عمرو بن محمد بن أحمد. أبو سعيد بن أبي عبد الرحمن البحيري، النيسابوري. ثقة، صالح، محدث، من بيت الحديث. وكان صحيح القراءة. قال السمعاني: سمع بإفادته خلق، وتفقه على ناصر العمري.) وكان يقرأ دائماً صحيح مسلم للغرباء والرحالة على أبي الحسين عبد الغافر الفارسي، وكف بصره بأخرة. سمع من: أبي بكر أحمد بن علي بن منجويه الحافظ، وأبي حيان المزكي، وأبي العلاء صاعد بن محمد، وعبد الرحمن بن حمدان النصروي. روى لنا عنه: إسماعيل بن جامع بمرو، وواكد بن محمد العالم بسمنان، وأبو شجاع البسطامي ببخارى، وأبو القاسم الطلحي بإصبهان. قال ابن النجار: كان نظيفاً، عفيفاً، اشتغل بالتجارة وبورك له فيها، وحصل جملة. وقال ابن السمعاني: وقرأت بخط والدي قال: سمعت أبا سعيد البحيري يقول: قرأت صحيح مسلم على عبد الغفار أكثر من عشرين مرة. وولد سنة تسع عشرة وأربعمائة، وتوفي في آخر السنة بنيسابور.

(35/42)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 43
وقد أملى مجالس بنيسابور، وتوفي ابنه محمد قبله. إسماعيل بن يحيى بن حسين. أبو نصر الملاح. بغدادي. حدث بشيء يسير عن الجوهري. وتوفي في صفر.
4 (حرف التاء)
تميم بن المعز بن باديس بن المنصور بن بلكين بن زيري بن مناد. السلطان أبو يحيى الحميري الصنهاجي، ملك إفريقية بعد أبيه.

(35/43)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 44
كان حسن السيرة، محباً للعلماء، قصده الشعراء من النواحي، وآمتدحه الحسن بن رشيق القيرواني، وغيره. وكان ملكاً جليلاً، شجاعاً، مهيباً، فاضلاً، شاعراً، جواداً، ممدحاً. ولد سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة، ولم يزل بالمهدية منذ ولاه أبوه إياها من صفر سنة خمس وأربعين إلى أن توفي أبوه بعد أشهر في شعبان. ومن شعره:
(سل المطر العام الذي عم أرضكم .......... أجاء بمقدار الذي فاض من دمعي)
)
(إذا كنت مطبوعاً على الصد والجفا .......... فمن أين لي صبر فأجعله طبعي)
ولابن رشيق فيه، وأجاد:
(أصح وأعلى ما سمعناه في النوى .......... من الخبر المأثور منذ قديم)

(أحاديث ترويها السيول عن الحيا .......... عن البحر عن كف الأمير تميم)
وفي أيامه أجتاز ابن تومرت بإفريقية وأظهر الإنكار على من خرج عن الشرع، وراح إلى مراكش. آمتدت دولة تميم إلى هذه السنة، وتوفي في رجب.

(35/44)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 45
وخلف من البنين أكثر من مائة ولد، ومن البنات ستين على ما ذكره حفيده العزيز بن شداد بن تميم، وملك بعده ولده يحيى وقد تكهل، فأحسن السيرة في الرعية، وافتتح حصناً كبيراً امتنع على أبيه، ولم يزل مظفراً منصوراً.
4 (حرف الخاء)
الحسن بن محمد بن عبد العزيز. أبو علي التككي. بغدادي صالح، صحيح السماع. سمع: أبا علي بن شاذان. روى عنه: أبو المعمر الأنصاري، وسلمان الشحام، وأبو طاهر السلفي، وأبو بكر بن النقور. توفي في رمضان. أخبرنا ابن الفراء: أنا ابن قدامة، أنا عبد الله بن أحمد بن النرسي: أنا الحسن بن محمد، أنا أبو علي بن شاذان، أنا عثمان، وهو ابن السماك: ثنا موسى بن سهل، ثنا إسماعيل بن علية، نا حميد، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله ليدخل العبد الجنة بالأكلة أو الشربة يحمده عليها. هذا حديث غريب على شرط الصحيح، مع لين في موسى الوشاء. حمزة بن هبة الله بن سلامة.

(35/45)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 46
أبو يعلى العثماني، الدمشقي. روى عن: علي بن الخضر السلمي، وغيره.) سمع منه: أبو محمد بن صابر، وغيره.
4 (حرف الراء)
رزماشوب بن زايار. الإمام، الأديب، أبو نصر الديلمي. أرخه السلفي في السنة. مات في رمضان. وروى عنه في جزء ابن قلبنا، وقال: كان من أفراد الدهر، ونوادر العصر. له نظم رائق، ونثر فائق، ورياسة.
4 (حرف الصاد)
صدقة بن منصور بن دبيس بن علي بن مزيد.

(35/46)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 47
الأمير سيف الدولة ابن بهاء الدولة الأسدي، الناشري، صاحب الحلة السيفية. كان يقال له ملك العرب. وكان ذا بأس وسطوة. نافر السلطان محمد بن ملكشاه، وأفضت بينهما الحال إلى الحرب، فتلاقيا عند النعمانية، فقتل صدقة في المعركة يوم الجمعة سلخ جمادى الآخرة وحمل رأسه إلى بغداد. وكانت وفاة أبيه سنة تسع وسبعين، ووفاة جده في سنة ثلاث وسبعين.
4 (حرف العين)
عبد الرحمن بن حمد بن الحسن بن عبد الرحمن. أبو محمد الذوني، الصوفي، الزاهد. من بيت زهد وعبادة، من قرية الدون، ويقال: دونة. وهي على عشر فراسخ من همذان، مما يلي الدينور. روى كتاب السنن للنسائي، عن ابن الكسار، وهو آخر من حدث به عنه. قرأه عليه السلفي بالدون في سنة خمسمائة، وقال: قال لي ابنه أبو سعد: لوالدي خمسون سنة ما أفطر بالنهار.

(35/47)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 48
وقال شيرويه في تاريخه: كان صدوقاً، متعبداً، سمعت منه السنن، ورياضة المتعبدين. وقال السلفي: كان سفياني المذهب، ثقة. بلغنا أنه توفي في رجب. قال: وولد سنة سبع وعشرين وأربعمائة في رمضان.) وقال غيره: سمع السنن في شوال سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة. وحدث عنه: أبو بكر محمد بن منصور السمعاني، وأبو العلاء الحسن بن أحمد العطار، والسلفي، وأبو زرعة المقدسي، وأبو الفتح عبد الله بن أحمد الخرقي، وأحمد بن ينال الترك، وعبد الرزاق بن إسماعيل القومساني الهمذاني، وابن عمه المطهر بن الكريم، ومحمد بن سليمان، وأبو الفتوح الطائي، وأبو الحسن سعد الخير الأندلسي، وخلق. وأجاز للحافظ أبي القاسم بن عساكر. عبد الرحمن بن خلف بن مسعود. أبو الحسن الكناني القرطبي. روى عن: حكم بن محمد، ومحمد بن عتاب، وابن عمر بن القطان. وكان معتنياً بالسماع الكثير، وكان يعظ ويذكر في مسجده. وهو دين، ثقة، عالم. عبد الكريم بن المسلم بن محمد بن صدقة. الشبلي، العطار. سمع: أبا القاسم الحنائي، وعبد العزيز الكتاني. وهو دمشقي، قليل الرواية.

(35/48)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 49
4 (حرف الميم)
محمد بن أحمد بن مسعود بن مفرج. أبو عبد الله الأندلسي، الشسلبي، الفقيه. كان مفتي تلك الناحية. تفقه على: أبيه. وسمع صحيح البخاري بإشبيلية من أبي عبد الله بن منظور. وكان بصيراً بالفتوى، إماماً، ثقة. توفي في ذي الحجة. محمد بن سليمان بن يحيى. أبو عبد الله القيسي، المقريء. قرأ على أصحاب عمرو الداني بالروايات. ومات كهلاً.) محمد بن عبد الملك بن عبد القاهر بن أسد. أبو سعد الأسدي، البغدادي، المؤدب. سمع: أبا علي بن شاذان، وابن بشران، وغيرهما. روى عنه: السلفي، وعبد الحق، وخطيب الموصل، وجماعة. ضعفه ابن ناصر لأنه كان يلحق سماعاته مع أبيه، وكان الإلحاق بيناً طرياً.

(35/49)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 50
توفي في رمضان وقد جاوز الثمانين بيسير. قال السمعاني: ألحق سماعه في أجزاء. محمد بن عبد الواحد بن علي. أبو الغنائم ابن الأزرق. سمع: أبا طالب بن غيلان، وأبا محمد الخلال، وعبد العزيز بن علي الأزجي. روى عنه: عمر بن عبد الحربي، وأبو المعمر الأنصاري، وجماعة. ويعرف بابن الشهرستاني. وممن روى عنه مسعود بن أبي علان شيخ أحمد بن طبرزد. محمد بن العراقي بن أبي عنان القزويني، الطاوسي. أبو جعفر. حدث في شوال من السنة بهمذان، عن محمد بن الحسين المقومي بأحاديث. وكان صالحاً، قدوة. محمد بن عمر بن قطري. أبو بكر الزبيدي، الإشبيلي.

(35/50)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 51
سمع من: أبي الوليد الباجي، وجماعة. ورحل إلى المشرق. وسمع من: أبي بكر الخطيب، وجماعة. وكان عالما بالنحو والأصول. توفي بسبتة

(35/51)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 52
محمد بن محمود بن حسن بن محمد بن يوسف.) أبو الفرج ابن العلامة أبي حاتم الأنصاري القزويني. من آمل طبرستان. فقيه، دين، صالح، صاحب معاملة. حج سنة سبع وتسعين، وأملى بمكة مجلساً. وضاع ابن له قبل وصوله المدينة. قال بعضهم: فرأيناه في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم يتمرغ في التراب ويتشفع بالنبي صلى الله عليه وسلم في لقي ولده، والخلق حوله، فبينا هو في تلك الحال إذ دخل ابنه من باب المسجد، فاعتنقا زماناً. رواها السمعاني، عن أبي بكر بن أبي العباس... المروزي، أنه حج تلك السنة، ورآه يتمرغ في التراب، والخلق مجتمعون عليه، وهو يقول: يا رسول الله جئتكم من بلد بعيد زائراً، وقد ضاع آبني، لا أرجع حتى ترد علي ولدي. وردد هذا القول، إذ دخل ابنه، فصرخ الحاضرون. سمع: أباه، ومنصور بن إسحاق الحافظ، وسهل بن ربيعة، وأبا علي الحسيني. روى عنه: ابن ناصر، والسلفي، وابن الخل، وشهدة، وآخرون.

(35/52)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 53
توفي بآمل في المحرم سنة إحدى. وكان أبوه من كبار الفقهاء. محمد بن هبة الله بن محمد بن الحسن بن المأمون الهاشمي. أبو نصر. سمع: أبا محمد الجوهري. روى عنه: أبو المعمر الأنصاري وأثنى عليه. توفي في ربيع الأول. قال ابن النجار: سمع أيضاً من: أبي علي بن المذهب، وابن المحسن التنوخي. وكان من سروات بيته، صالحاً، متديناً. روى عنه: أبو طاهر السلفي، وعبد الحق اليوسفي. منصور بن الحسن بن عاذل. أبو الفرج البجلي، البوازيجي. والبوازيج: بين تكريت والموصل. قدم بغداد، وتفقه بأبي إسحاق الشيرازي، ولازمه.) وسمع من: ابن المهتدي بالله، وغيره، روى عنه: علي بن أحمد اليزدي، ومحمد بن أبي الغنائم التكريتي. وكان من العقلاء، الصلحاء. ولي قضاء البوازيج، وعاش إلى هذا العام.

(35/53)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 54
4 (حرف الهاء)
هبة الله بن محمد بن أحمد بن محمد بن حسنون. أبو طاهر بن أبي الحسين بن أبي نصر النرسي، البغدادي، المعدل، الشاهد. من أولاد المحدثين. سمع: أبا طالب بن غيلان، وعبد الملك بن عمر الرزاز. روى عنه: أبو المعمر الأنصاري، وأبو طاهر السنجي، وغيرهما. وتوفي في ربيع الآخر.
4 (حرف الياء)
يحيى بن محمد بن بذال. أبو نصر الحريمي، الطاهري، ولد محمد. شيخ صالح. سمع: أبا إسحاق البرمكي، والجوهري. روى عنه: أبو المعمر الأنصاري. توفي في رمضان.

(35/54)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 55
4 (وفيات سنة اثنتين وخمسمائة)

4 (حرف الألف)
أبق بن عبد الرزاق. الأمير أبو منصور، عضب الدولة، الذي بالتربة العضبية، خارج باب الفراديس. أخو الأمراء الكبار، من خواص صاحب دمشق تاج الدولة تتش. وهو الذي مدحه ابن الخياط بقصيدته الطنانة:
(سلوا سيف ألحاظه الممتشق .......... أعند القلوب دم للحدق)
) أحمد بن عبد العزيز. الدلال، البغدادي، المعروف بالخرمي. روى عن: أبي الحسن القزويني يسيراً. روى عنه: عبد الوهاب الأنماطي، وعبد الله بن منصور الموصلي. توفي في جمادى الأولى. أحمد بن علي بن أحمد بن سعيد. الخطيب أبو حاتم النيسابوري، الصوفي.

(35/55)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 56
سمع: أبا عثمان الصابوني. وحدث ببغداد. روى عنه: سعد الخير الأنصاري، والسلفي. حدث في هذه السنة، ولا أعلم متى توفي. مولده سنة إحدى وعشرين. أحمد بن علي بن حسين. الشابرخواستي، القاضي أبو طاهر، الصالح، الزاهد، العابد. روى عن علي بن القاسم البصري، عن أبي روق الهزاني. روى عنه السلفي في البلد التاسع والعشرين. توفي في هذه السنة.
4 (حرف الباء)
بدر بن خلف بن يوسف. أبو نجم الفركي، والفرك: قرية من قرى إصبهان. سمع: أبا نصر الكسار، وغيره. وعاش ثلاثاً وثمانين سنة. روى عنه أبو طاهر السلفي قطعة من ذاك الجزء المتبقي من سنن النسائي. وسمع من أبي نصر إبراهيم بن الكساري أيضاً.

(35/56)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 57
4 (حرف الحاء)
الحسين بن علي بن الحسين.) أبو الفوارس ابن الخازن الكاتب، الديلمي. روى عن: أبي محمد الحوهري. حدث عنه: السلفي وقال: كان أحسن الناس خطاً. قلت: هو صاحب الخط الفائق، كان مشتهراً بلعب النرد. وقيل إنه نسخ خمسمائة مصحف، وكتب من مقامات الحريري عدة نسخ، ومن الأغاني ثلاث نسخ. ولم يخلف وارثاً. وكان يسكن بدرب حبيب ببغداد. وله شعر جيد، فمنه:
(عنت الدنيا لطالبها .......... وآستراح الزاهد الفطن)

(كل ملك نال زخرفها .......... حسبه مما حوى كفن)

(يقتني مالاً ويتركه، .......... في كلا الحالتين مفتتن)

(أكره الدنيا وكيف بها، .......... والذي تسخو به وسن)

(لم تدم قبلي على أحد، .......... فلماذا الهم والحزن)
توفي فجأة في ذي الحجة. وقيل: توفي سنة تسع وتسعين. وسيأتي في سنة ثمان عشرة ابن الخازن الشاعر الكاتب.

(35/57)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 58
حمد بن عبد الله بن أحمد بن حنة. أبو أحمد المعبر، إصبهاني، فقيه، مشهور. سمع: أبا الوليد الحسن بن محمد الدربندي، وأبا طاهر بن عبد الرحيم الكاتب، وأحمد بن محمد بن النعمان الصائغ، ومنصور بن الحسين سبط بحروية، وجماعة. وأملى عدة مجالس. روى عنه: أبو طاهر السلفي، وأبو الفتح عبد الله بن أحمد الخرقي، وآخرون. قال السلفي: ذكره ابن نقطة فقال: خرج له إسماعيل بن محمد بن الفضيل الحافظ فوائده. وكان يؤم في الجامع الأعظم ثلاث صلوات، ويفتي، ويعبر الرؤيا. وكان من شيوخ الصوفية. قال لي إسماعيل بن محمد بن الفضيل: النزول عن أبي الصلت الطهراني، ومحمد بن عزيزة، وحمد بن حنة، أحب إلي من العلو عمن سواهم فهم لا يدرون ما) يروون.
4 (حرف الزاي)
زيد بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن الحسين بن حسن بن القاسم بن محمد بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسين بن علي بن أبي طالب. أبو هاشم الحسيني الهمذاني، رئيس البلد وأميره. روى عن أبي سعد جامع بن محمد الأديب حديثاً واحداً. وكان هيوباً، مطاعاً، سائساً. جمع الأموال، وظلم، وعسف. وكان يطرح

(35/58)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 59
الشيء الذي يساوي درهماً بثلاثة دراهم وأكثر. واستعبد الناس، وعمر دهراً. توفي في رجب وله ثلاث وتسعون سنة. وهو ابن بنت الصاحب إسماعيل بن عباد.
4 (حرف الصاد)
صاعد بن محمد بن عبد الرحمن. أبو العلاء البخاري، القاضي. قال السمعاني: هو من أهل إصبهان، الإمام المقدم في زمانه على أقرانه فضلاً، وعلماً، وزهداً، وتواضعاً. تفقه على مذهب أبي حنيفة حتى صار مفتي إصبهان. سمع من أصحاب ابن المقريء ولقي ببغداد ابن النقور، وبمكة أبا علي الحسن بن عبد الرحمن الشافعي. قتل في جامع إصبهان يوم عيد الفطر وله خمس وخمسون سنة. قتله باطني.
4 (حرف الطاء)
طاهر بن سعيد بن فضل الله بن أبي الخير. أبو الفتح الميهني. والد أحمد. وأبي القاسم.

(35/59)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 60
كان من أهل الخير، ومن بيت المشيخة والتصوف. أقام ببغداد مدة يسمع ويطلب، وسافر الكثير، ولقي الكبار. وسمع من: جده الشيخ أبي سعيد فضل الله، وخلف بن أحمد الأبيوردي، وأبي القاسم القشيري، وأبي علي الحسن بن غالب المقريء البغدادي، وأبي الغنائم بن المأمون.) روى عنه: أبو شجاع عمر بن محمد البسطامي، وغيره. توفي في جمادى الآخرة. وكان ذا تعبد وتأله وخير.
4 (حرف العين)
عبد الله بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم. أبو علي الدينوري، المؤذن. حدث عن: عبد الرزاق بن الفضيل الكلاعي. سمع منه: سهل بن بشر مع تقدمه، وأبو محمد بن صابر. عبد الله بن سعيد بن حكم. الزاهد، أبو محمد القرطبي، المقتلي. قرأ القرآن على أبي محمد مكي بن أبي طالب. وكان آخر من قرأ عليه. وكان أحد العباد الزهاد، المتبرك بهم.

(35/60)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 61
عبيد الله بن عمر بن محمد بن أحيد. أبو القاسم الكشاني، الخطيب. ثقة، إمام، مشهور. أملى مدة سنين، وطال عمره. سمع: محمد بن الحسن الباهلي، وعلي بن أحمد السنكباثي، وأبا سهل عبد الكريم الكلاباذي، وأبا نصر أحمد بن عبد الله بن الفضل، وعبد العزيز ابن أحمد الحلواني. قال السمعاني: ثنا عنه إبراهيم بن يعقوب الكشاني، وأبو العلاء آصف بن محمد النسفي، وعطاء بن مالك النقاش، وآخرون كثيرون بما وراء النهر. ولد في حدود سنة عشر وأربعمائة. وتوفي في رجب. عبد الله بن يحيى. أبو محمد التجيبي، الأندلسي، الأقليشي، ويعرف بابن الوحشي. أخذ القراءآت بطليطلة عن أبي عبد الله المغامي. وسمع من: خازم بن محمد، وأبي بكر بن جماهر.) وكان من أهل المعرفة والذكاء. وآختصر كتاب مشكل القرآن لابن فورك، وولي أحكام أقليش.

(35/61)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 62
عبد الله بن أبي بكر. أبو القاسم النيسابوري، البزاز، الفقيه شيخ الحنفية في عصره، ومناظرهم، وواعظهم. سمع من: أبي الحسين عبد الغافر الفارسي، وغيره، وأبي طاهر محمد ابن علي الإسماعيلي البخاري، سمع منه الشمائل. قال: أنبا إبراهيم بن خلف، أنا الهيثم الشاشي، ثنا الترمذي. توفي في جمادى الآخرة. عبد الباقي بن محمد بن سعيد بن أصبع. أبو بكر الأنصاري، الحجازي، الأندلسي، ويعرف بابن بريال. روى عن: المنذر بن المنذر، وهشام بن أحمد الكناني، وابن عم الطلمنكي، والقاسم بن فتح. وكان نبيلاً، حافظاً، ذكياً، شاعراً، محسناً. قال ابن بشكوال: ثنا عنه غير واحد من شيوخنا. وتوفي في شعبان ببلنسية. وكان مولده سنة ست عشرة وأربعمائة. قلت: أخذ عنه ابن العريف وله سماع أيضاً من أبي عمر بن عبد البر، عرض عليه القرآن. عبد الواحد بن إسماعيل بن أحمد بن محمد.

(35/62)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 63
أبو المحاسن الروياني، الطبري، فخر الإسلام، القاضي أحد الأئمة الأعلام. له الجاه العريض، والقبول التام في تلك الديار. سمع: أبا منصور محمد بن عبد الرحمن الطبري، وأبا محمد عبد الله بن جعفر الخبازي، وأبا حفص بن مسرور، وأبا بكر عبد الملك بن عبد العزيز، وأبا عبد الله محمد بن بيان الفقيه، وأبا غانم أحمد بن علي الكراعي، وعبد الصمد بن أبي نصر العاصمي البخاري، وأبا نصر أحمد بن محمد البلخي، وأبا عثمان الصابوني، وجده أبا العباس أحمد بن محمد بن أحمد الروياني، وتفقه عليه. وسمع بمرو، وغزنة، وببخارى من طائفة. روى عنه: زاهر الشحمامي وأبو رشيد إسماعيل بن غانم، وأبو الفتوح الطائي، وعبد الواحد بن يوسف، وإسماعيل بن محمد التيمي الحافظ، وأبو طاهر السلفي، وجماعة كثيرة.) ولد في ذي الحجة سنة خمس عشرة وأربعمائة، وتفقه ببخارى مدة، وبرع في المذهب، حتى كان يقول فيما بلغنا: لو احترقت كتب الشافعي أمليتها من حفظي.

(35/63)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 64
وله مصنفات في المذهب ما سبق إليها منها: كتاب بحر المذهب وهو من أطول كتب الشافعية، وكتاب مناصيص الشافعي، وكتاب الكافي، وكتاب حلية المؤمن. وصنف في الأصول والخلاف. وكان قاضي طبرستان. قال السلفي: بلغنا أنه أملى بآمل، وقتل بعد فراغه من الإملاء، بسبب التعصب في الدين، في المحرم. قال: وكان العماد محمد بن أبي سعد صدر الري في عصره يقول: القاضي أبو المحاسن، شافعي عصره. وقال معمر بن الفاخر: قتل بجامع آمل يوم الجمعة ثالث عشر المحرم قتلته الملاحدة. وكان نظام الملك كثير التعظيم له. رويان: بلدة بنواحي طبرستان. عبد الواحد بن محمد بن عمر بن هارون. الفقيه أبو عمر الولاشجردي. وولاشجرد من قرى كنكور، وهي قرية من همذان.

(35/64)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 65
كان فقيهاً، ديناً، خيراً. سمع ببغداد في رحلته من: أبي الحسين بن المهتدي بالله، والصريفيني، والخطيب. وتوفي بكنكور. عبيد الله بن علي بن عبيد الله. أبو إسماعيل الخطيبي الفقيه، قاضي القضاة بإصبهان. سمع عبد الرزاق بن شمة. روى عنه السلفي: وقال: قتل بهمذان شهيداً، وأنا بها، في صفر رحمه الله. قتلته الباطنية. عبيد الله بن عمر بن محمد بن أحيد. الخطيب، العالم، أبو القاسم الكشاني.) ثقة، مكثر، معمر، ولد في حدود سنة عشر وأربعمائة، وروى الكثير. وأملى عن: محمد بن الحسن الباهلي، وعلي بن أحمد بن ربيع الشنكباثي، وأبي سهل عبد الكريم الكلاباذي، وطائفة. وعنه: إبراهيم بن يعقوب الكشاني، وأبو العلاء آحف بن محمد

(35/65)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 66
الخالدي، وعطاء بن مالك بن أحمد النقاش، وأبو المعالي محمد بن نصر المديني، وآخرون. مات في سادس عشر رجب عن نيف وتسعين سنة. عبيد الله بن محمد بن طلحة. الدامغاني، القاضي، ابن أخت قاضي القضاة أبي عبد الله محمد بن علي الدامغاني. شهد عند خاله في سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة، وولي قضاء ربع الكرخ سنة سبعين. وكان صالحاً، ورعاً، عفيفاً. سمع: أبا القاسم التنوخي، وعبد الكريم بن محمد بن المحاملي. روى عنه: عبد الوهاب الأنماطي، وعمر بن ظفر، وأبو طاهر السلفي. وتوفي في صفر. وكان مولده بالدامغان سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة. علي بن أحمد بن علي بن الإخوة. المحدث، المفيد، أبو الحسن البيع، الحريمي. من كبار المحدثين. سمع: الخطيب، وأبا الغنائم بن المأمون، وغيره. انتقى عليه أبو علي البرداني.

(35/66)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 67
وكتب عنه: أبو عامر العبدري، وابن ناصر. مات كهلاً. علي بن الحسين بن عبد الله بن عريبة. أبو القاسم الربعي، البغدادي. تفقه على أقضى القضاة، أبي الحسن الماوردي، وأبي الطيب الطبري. ولم يبرع في المذهب. ثم صحب أبا علي بن الوليد وغيره من شيوخ المعتزلة، وأخذ عنهم.) وقد سمع: أبا القاسم بن بشران، وأبا الحسين بن مخلد البزار. روى عنه: أبو بكر محمد بن منصور السمعاني، وعبد الخالق بن أحمد اليوسفي، وأبو طاهر السنجي، وابن ناصر، وأبو طاهر السلفي، وأبو محمد بن الخشاب النحوي، وشهدة. قال شجاع الذهلي: كان يذهب إلى الإعتزال. وقال أبو سعد السمعاني: سمعت أبا المعمر الأنصاري إن شاء الله، أو غيره يذكر أنه رجع عن ذلك، وأشهد المؤتمن الساجي وغيره على نفسه بالرجوع عن رأيهم، والله أعلم. قال: وسمعت علي بن أحمد اليزدي يقول: قال لي أبو القاسم الربعي: ولدت في سنة أربع عشرة وأربعمائة.

(35/67)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 68
توفي في ثالث وعشرين رجب. علي بن عبد الرحمن. أبو الحسن السمنجاني، الفقيه. أحد الأئمة. تفقه ببخارى على أبي سهل الأبيوردي. وسمع من: محمد بن عبد العزيز القنطري، وغيره. روى عنه: تامر بن علي الصوفي، وإسماعيل بن محمد الحافظ، والسلفي. توفي في شعبان. علي بن عبد الوهاب بن موسى. أبو الكرم الهاشمي، الخطيب. بغدادي جليل. حدث مجلسين عن أبي علي بن المذهب. روى عنه: أبو المعمر الأنصاري. علي بن أبي طالب محمد بن علي بن عبيد الله. المؤدب، أبو الحسن الهمذاني، ثم البغدادي. روى عن أبي الطيب الطبري، وأبي محمد الجوهري.
4 (حرف الميم)
محمد بن عبد القادر.

(35/68)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 69
أبو الحسين بن السماك البغدادي.) روى عن: ابن غيلان، وغيره. روى عنه: إسماعيل بن محمد الحافظ، وأبو طاهر السلفي. وتوفي في رجب. وكان واعظاً. رماه ابن ناصر بالكذب كأبيه. محمد بن عبد اللطيف بن محمد بن ثابت بن الحسن. المهلبي، الخجندي، أبو بكر، صدر الدين، ويعرف بصدر العراق على الإطلاق في زمانه. كذا قال أبو سعد في الذيل. وكان إماماً، مناظراً، وواعظاً، جواداً، سمحاً، مهيباً. كان يروي الحديث، في وعظه من حفظه. وكان السلطان محمود يصدر عن رأيه. وكان بالوزراء أشبه منه بالعلماء. وقد درس ببغداد وناظر، وسمع من أبي علي الحداد. يؤخر خمسين سنة. محمد بن عبد الكريم بن خشيش.

(35/69)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 70
أبو سعد البغدادي. سمع: أبا علي بن شاذانن وغيره. روى عنه: أبو طاهر السلفي، وشهدة، وأبو السعادات القزاز. وسمع جزء ابن عرفة من أبي مخلد. وكان شيخاً صالحاً، صحيح السماع. توفي في عاشر ذي القعدة، وله تسع وثمانون سنة. محمد بن يحيى بن مزاحم. أبو عبد الله الأشبوني، ثم الطليطلي. المقريء مصنف كتاب الناهج في القراءآت. وقد رحل إلى مصر وأكثر السماع، وحمل عن القضاعي وطبقته. مات في أول السنة. وذكره أحمد بن محمد بن حرب المستملي أنه قرأ عليه القرآن، وأنه قرأ على أبي عمرو) الداني. محمد بن يوسف بن عطاف. أبو عبد الله الأزدي، قاضي المرية. روى عن: أبي القاسم عبد الرحمن بن مالك، وأبي عبد الله بن القزاز،

(35/70)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 71
الفقيه. وغيرهما من علماء الأندلس. وكان فقيهاً، مدرساً، يناظر عليه، ويجتمع في علم الرأي إليه. أخذ عنه: أبو بكر بن أسود، وعبد الرحيم بن الفرس، وأبو عبد الله بن أبي يد، وأبو الحسن بن اللواتي، وغيرهم. توفي بالمرية. مسعود بن عثمان بن خلف. أبو الخيار الشنتمري. رحل وسمع من: أبي عبد الله محمد بن سلامة القضاعي. وكان شيخاً صالحاً. توفي بمرسية. منصور بن أحمد بن الفضل بن نصر بن عصام. أبو القاسم المنهاجي، الأسفزاري، الفقيه الصالح. كان ورعاً، حسن السيرة، ظهر له القبول التام بالجبال ونواحيها، وبنى بهمذان وغيرهما خانقاهات، وكثر عليه المريدون، وآزدحم، عليه الناس، وتبركوا بلقائه. وكان قد تفقه بمرو على الإمام أبي المظفر السمعاني، ولزمه مدة. وسمع ببغشور جامع الترمذي من أبي سعد محمد بن علي البغوي الدباس. وقتل فتكاً على باب خانقاه المقري بهمذان في شوال.

(35/71)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 72
4 (حرف الهاء)
هبة الله بن أحمد بن محمد بن علي بن إبراهيم بن سعد الزهري ابن الموصلي. أبو عبد الله، من أهل باب المراتب ببغداد. شيخ صالح، صحيح السماع.) سمع: عبد الملك بن بشران، والحسين بن علي بن بطحا. روى عنه: عبد الوهاب الأنماطي، وعبد الخالق اليوسفي، وابن ناصر، والسلفي، وخطيب الموصل، وشهده، وآخرون. وكان مولده في ربيع الأول سنة إحدى وعشرين وأربعمائة، وقيل في ربيع الآخر. وتوفي في شوال. هبة الله بن محمد بن بديع. الوزير أبو النجم الإصبهاني. سمع: أباه، وأبا طاهر بن عبد الرحيم الكاتب، وإبراهيم سبط بحرويه، وغيرهم. وآنتقى عليه الحافظ أحمد بن محمد بن شيرويه. روى عنه: أبو نصر اليونارتي، وأبو مسعود عبد الجليل كوتاه، وأبو طاهر السلفي. وقدم دمشق، ووزر بحلب لرضوان بن تتش.

(35/72)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 73
ثم استوزره طغتكين أتابك مدة، ثم صادره في هذا العام، وخنق، وألقي في جب بقلعة دمشق. وكان مولده في سنة ست وثلاثين وأربعمائة.
4 (حرف الياء)
يحيى بن علي بن محمد بن الحسن بن بسطام. أبو زكريا الشيباني، التبريزي، الخطيب، اللغوي، أحد الأعلام في علم اللسان. رحل إلى الشام، وقرأ اللغة والأدب على أبي العلاء بن سليمان بالمعرة، وعلى عبيد الله بن علي الرقي، وأبي محمد الدهان اللغوي.

(35/73)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 74
وسمع بصور من سليم بن أيوب الفقيه، ومن عبد الكريم بن محمد السياري. وسمع كتباً عديدة أدبته من أبي بكر الخطيب، ومن أبي ثمال، ومن ابن برهان. وأقام بدمشق مدة، ثم سكن بغداد وأقرأ بها اللغة. روى عنه: أبو منصور موهوب بن الجواليقي، وابن ناصر الحافظ، وسعد الخير الأندلسي، وأبو طاهر السلفي، وأبو طاهر محمد بن أبي بكر السنجي. وقد روى عنه شيخه الخطيب في تصانيفه. وكان موثقاً في اللغة ونقلها. تخرج عليه خلق، وصنف شرح الحماسة، وشرح ديوان المتنبي، وشرح سقط الزند، وشرح) السبع قصائد المعلقات، وكتاب تهذيب غريب الحديث. وكانت له نسخة بتهذيب اللغة للأزهري فحمله في مخلاة على ظهره من تبريز إلى المعرة. ودخل إلى مصر أيضاً، وأخذ عن أبي الحسن طاهر بن بابشاذ، وغيره.

(35/74)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 75
ومن شعره:
(خليلي ما أحلى صبوحي بدجلة .......... وأطيب منه بالصراة غبوقي)

(شربت على الماءين من ماء كرمة .......... فكانا كدر ذائب وعقيق)

(على قمري أفق وأرض تقابلا .......... فمن شائق حلو الهوى ومشوق)

(فما زلت أسقيه وأشرب ريقه .......... وما زال يسقيني ويشرب ريقي)

(وقلت لبدر التم: تعرف ذا الفتى .......... فقال: نعم، هذا أخي وشقيقي)
ومما رواه عن شيخه ابن نحرير من شعره:
(يا نساء الحي من مضر .......... إن سلمى ضرة القمر)

(إن سلمى لا فجعت بها .......... أسلمت طرفي إلى السهر)

(فهي إن صدت وإن وصلت .......... مهجتي منها على خطر)

(وبياض الشعر أسكنها .......... في سواد القلب والبصر)
كان أبو زكريا يقريء الأدب بالنظامية. وقال أبو منصور بن محمد بن عبد الملك بن خيرون: ما كان بمرضي الطريقة، وذكر منه أشياء.

(35/75)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 76
توفي في جمادى الآخرة لليلتين بقيتا منه. وعاش إحدى وثمانين سنة. وقال ابن نقطة: ثقة في علمه، مخلطاً في دينه، لعبة بلسانه. وقيل إنه تاب من ذلك. وقال ابن ناصر، عن أبي زكريا: التبريزي، بكسر التاء. يحيى بن المفرج. أبو الحسين اللخمي، المقدسي، الفقيه، الشافعي.) قاض الإسكندرية. تفقه على الفقيه نصر المقدسي، وحدث عنه.

(35/76)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 77
4 (وفيات سنة ثلاث وخمسمائة)

4 (حرف الألف)
أحمد بن إبراهيم بن محمد. الدينوري، ثم الدمشقي. سمع: رشأ بن نظيف، وأبا عثمان الصابوني، وجماعة. سمع منه: أبو محمد بن صابر. أحمد بن علي بن أحمد. أبو بكر بن العلثي، الحنبلي، العبد الصالح. كان أحد المشهورين بالصلاح والزهد، وإجابة الدعوة. وظهر له قبول زائد. تفقه على القاضي أبي يعلى، وحدث عنه بشيء يسير. روى عنه: علي بن المبارك بن الصوفي، وابن ناصر، وأبو طاهر محمد بن أبي بكر السنجي.

(35/77)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 78
وكان في صباه يعمل في صنعة الجص والإسفيذاج، ويتنزه عن التصوير. وورث من أبيه عقاراً، فكان يبيع منه شيئاً بعد شيء، ويتقوت به. حج في هذا العام، وتوفي عشية عرفة بعرفة محرماً، فحمل إلى مكة، وطيف به، ودفن عند قبر الفضيل بن عياض. وقيل: كان إذا حج يجيء إلى قبر الفضيل، ويخط بعصاه، ويقول: يا رب ها هنا، يا رب هنا هنا. فاتفق أنه مات ودفن عنده، رحمهما الله. وروى عنه السلفي، وقال: كان من زهاد بغداد، ومن القوالين بالحق، والناهين عن المنكر. أحمد بن المظفر بن الحسين بن عبد الله بن سوسن. أبو بكر البغدادي، التمار.

(35/78)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 79
حدث عن: أبي علي بن شاذان، وأبي القاسم الحرفي، وأبي القاسم ابن بشران. روى عنه: إسماعيل بن السمرقندي، وعبد الوهاب الأنماطي، وابن سلفه، وآخرون. وكان ضعيفاً.) قال السمعاني: كان يلحق سماعاته في الأجزاء. قاله شجاع الذهلي. توفي في صفر، وله اثنتان وتسعون سنة. وقال عبد الوهاب الأنماطي: هو شيخ مقارب. أحمد بن هبة الله بن محمد بن المهتدي بالله. الخطيب، أبو تمام ابن الغريق، الهاشمي، البغدادي. سمع: جده القاضي أبا الحسين محمد بن علي. وحدث. وتوفي في جمادى الآخرة. وكان من كبار المعدلين. روى عنه: السلفي. إسماعيل بن إبراهيم بن العباس. أبو الفضل الحسيني، أخو أبي القاسم النسيب. كان إماماً كبير القدر، ولي قضاء دمشق وخطابتها بعد والده.

(35/79)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 80
وسمع: أبا الحسين أحمد بن عبد الرحمن بن أبي نصر التميمي. سمع منه: أبو محمد بن صابر. وتوفي في صفر عن ثلاث وثمانين سنة.
4 (حرف الحاء)
حمد بن الفضل بن محمد. الإصبهاني، الخواص، أبو محمد. توفي في ذي الحجة، وصلى عليه القاضي أبو زرعة، واجتمع لجنازته خلق كثير.
4 (حرف العين)
عبد الله بن عمر بن البقال. أبو الكرم المقريء، البغدادي. سمع: الحسن بن المقتدر، وابن غيلان، وأبا طاهر محمد بن علي العلاف. روى عنه: عبد الوهاب الأنماطي، وأبو بكر بن النقور. وتوفي في ذي القعدة وله سبع وسبعون سنة.) علي بن علي بن شيران. أبو القاسم الواسطي المقريء، المجود للقراءآت. كان حافظاً للقراءآت، جيد الأخذ. قدم بغداد في شعبان من السنة. وحدث عن: الحسن بن أحمد الغندجاني.

(35/80)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 81
روى عنه: علي بن أحمد اليزدي. وقال سعد الله بن محمد الدقاق: كان يميل إلى الإعتزال. علي بن محمد بن الحبيب بن شماخ. أبو الحسن الغافقي. من أهل مدينة غافق بالأندلس. روى عن: أبيه، والقاضي أبي عبد الله بن السفاط. وكان من أهل المعرفة والنبل والذكاء. ولي قضاة بلدة مدة. وحمدت سيرته. عمر بن عبد الكريم بن سعدويه بن وهمت.

(35/81)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 82
أبو الفتيان الدهستاني، الرواسي، الحافظ، الرحال. رحل إلى خراسان، والعراق، والحجاز، والشام، ومصر، والسواحل. وكان أحد الحفاظ المبرزين، حسن السيرة، جميل الأمر. كتب ما لا يوصف كثرة. وسمع: أبا عثمان الصابوني، وأبا حفص بن مسرور، وأبا الحسين عبد الغافر الفارسي، وطائفة. وببغداد: أبا يعلى بن الفراء، وابن النقور. وبمرو، ومصر. وسمع بدهستان. أبا مسعود البجلي وبه تخرج. وسمع بحران: مبادر بن علي بن مبادر. روى عنه: شيخه أبو بكر الخطيب، وأبو حامد الغزالي، وأبو حفص عمر بن محمد الجرجاني، ومحمد بن عبد الواحد الدقاق، وشيخه نصر المقدسي الفقيه، وهبة الله بن الأكفاني، وإسماعيل بن محمد التيمي الحافظ، ومحمد بن أبي الحسين الجويني، وآخرون، والسلفي بالإجازة.

(35/82)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 83
ودخل طوس في آخر عمره، وصحح عليه أبو حامد الغزالي الصحيحين.) ثم خرج من طوس إلى مرو قاصداً إلى الإمام أبي بكر السمعاني بآستدعائه إياه، فأدركته المنية بسرخس، فتوفي في ربيع الآخر كما هو مؤرخ على بلاطة قبره. قال أبو جعفر محمد بن أبي علي الهمذاني الحافظ: ما رأيت في تلك الديار أحفظ منه، لا بل في الديار كلها. كان كتاباً، جوالاً، دار الدنيا لطلب الحديث. لقيته بمكة، ورأيت الشيوخ يثنون عليه ويحسنون القول فيه. ثم لقيته بجرجان، وصار من إخواننا. وقال أبو بكر بن السمعاني: قال لي إسماعيل بن محمد بن الفضيل بإصبهان: كان عمر خريج أبي مسعود البجلي. سمعته يقول: دخل أبو مسعود دهستان، فآشترى من أبي رأساً، ودخل المسجد يأكله. فبعثني والدي إليه، فقال لي: تعرف شيئاً فقلت: لا. فقال لوالدي: سلمه إلي فسلمني أبي إليه، فحملني إلى نيسابور، وأفادني، وآنتهى أمري إلى حيث آنتهى. وقال خزيمة بن علي المروزي الأديب: سقطت أصابع عمر الرواسي في الرحلة من البرد الشديد. وقال الدقاق في رسالته: إن عمر حدث بطوس بصحيح مسلم من غير أصله، وهذا أقبح شيء عند المحدثين. وحدثني أن مولده بدهستان سنة ثمان وعشرين وأربعمائة. وأنه سمع منه هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي في سنة ست وخمسين وأربعمائة. قال ابن نقطة في كتابه الإستدارك: سمعت غير واحد من أهل العلم، أن أبا الفتيان سمع من ثلاثة الآف وستمائة شيخ. وقال الرواسي: أريد أن أخرج إلى مرو وسرخس على الطريق، وقد قيل إنها مقبرة العلم، فلا أدري كيف يكون حالي بها.

(35/83)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 84
قال الراوي: فبلغنا أنه توفي بها. قال ابن طاهر، وغيره: الرواسي نسبة إلى بيع الرؤوس. وقال ابن ماكولا: كتب الرواسي عني، وكتبت عنه، ووجدته ذكياً. وقال السمعاني: سمعت أبا الفضل أحمد بن محمد السرخسي يقول: لما قدم عمر بن أبي الحسن الرواسي سرخس روى بها وأملى. حضر مجلسه جماعة كثيرة فقال: أنا أكتب أسماء الجماعة على الأصل بخطي. وسأل الجماعة وأثبت، ففي المجلس الثاني حضرت الجماعة، فأخذ القلم وكتب اسماءهم كلهم عن ظهر قلب، بحيث ما آحتاج أن يسألهم. أو كما قال.) ثم سمعت محمد بن محمد بن أحمد يقول: حضرت هذا المجلس، وكان الجمع إثنان وسبعون نفساً. وقال عبد الغافر بن إسماعيل: عمر بن أبي الحسن الرواسي، مشهور، عارف بالطرق. كتب الكثير، وجمع الأبواب، وصنف، وكان سريع الكتابة. وكان على سيرة السلف، مقلاً، معيلاً. خرج من نيسابور إلى طوس، فأنزله الغزالي عنده وأكرمه، وقرأ عليه الصحيح، ثم شرحه.

(35/84)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 85
4 (حرف الميم)
محمد بن أبي عبد الله محمد بن أحمد بن سندة. الإصبهاني، المطرز، أبو سعد، خازن الرئيس أبي عبد الله. سمع: الحسين بن إبراهيم الجمال، وأبا نعيم، أحمد بن عبد الله الحافظ، وأبا علي بن يزداد غلام محسن، وأبا الحسن بن عبد كويه، ومحمد بن عبد الله العطار. كنيته أبو سعد. ولد في ربيع الأول سنة إحدى عشرة وأربعمائة. روى عنه: أبو طاهر السلفي، وسعد الخير الأندلسي، وأبو طاهر محمد ابن محمد السنجي، وجماعة من الإصبهانيين. وروى عنه حضوراً الحافظ أبو موسى المديني وقال: توفي في الثاني

(35/85)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 86
والعشرين من شوال سنة ثلاث، وهو أول من حضرت عنده للسماع. قال السمعاني: ثقة، صالح. وقال السلفي في معجمه: كان في الفضل على غاية من الجلالة، قرأنا عليه عن غلام محسن، وابن مصعب، وجماعة. وقرأت عليه القرآن، عن أبي بكر بن البقاء المقريء صاحب أبي علي بن حبش، وغيره. خرج له غانم بن محمد الحافظ خمسة أجزاء، سمعناها. محمد بن عبد الحميد بن عبد الرحمن. أبو بكر القرشي، الزهري، البخاري. كان فقيهاً، صالحاً، مسناً، خيراً. سمعه أبوه من جماعة من المتقدمين، وعمر حتى حدث وأملى.) وتوفي في رجب، وله ثمانون سنة. محمد بن علي بن محمد. أبو عبد الله الطليطلي. سمع من: عبد الرحمن بن سلمة، وقاسم بن هلال، وأبي الوليد الباجي. وولي خطابة فاس، ثم سبتة. وكان أعمى، صالحاً. توفي خطيباً بسبتة في المحرم. محمد بن عبد العزيز بن السندواني. أبو طاهر البغدادي، شيخ صالح من أهل نهر الدجاج.

(35/86)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 87
حدث عن: أبي الحسن القزويني، وأبي إسحاق البرمكي. روى عنه: أبو طالب بن خضير. وتوفي في ربيع الأول. المحسر بن محمد بن أحمد بن الحسين. أبو طاهر الإسكاف، الإصبهاني. حدث بالمعجم الكبير للطبراني عن: ابن أبي الحسين بن فاذشاه. قال معمر، وغيره: مات في ربيع الآخر.
4 (حرف الهاء)
هبة الله بن محمد بن علي. أبو المعالي الكرماني، ويعرف بابن المطلب الوزير. وزر للخليفة مدة. وسمع من: أبي الحسين بن المهتدي بالله. وما كأنه حدث. ولد سنة أربعين وأربعمائة، وتوفي في ثاني شوال. وكان كاتباً مجيداً حاسباً بارعاً، تفرد في زمانه بعلم الديوان والتصرف. ومدة وزارته سنتان وأربعة أشهر. وكان ذا بر ومعروف وجلالة.)

(35/87)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 88
4 (وفيات سنة أربع وخمسمائة)

4 (حرف الألف)
أحمد بن أبي الفتح عبد الله بن محمد بن أحمد بن القاسم. أبو العباس الإصبهاني، الخرقي. سمع: ابن ريذة، وأبا القاسم بن أبي بكر الذكواني، ومحمد بن أحمد بن عبد الرحيم الكاتب، وغيرهم. روى عنه: ابنه أبو الفتح عبد الله، والحافظ أبو موسى المديني، وجماعة. توفي في السابع والعشرين من ذي القعدة. نعم. روى عنه السلفي، وجماعة من شيوخ ابن اللتي الذين بالإجازة. وخرق: موضع بإصبهان. قال السلفي: كان يقول: سمعت ببغداد من أبي علي بن شاذان مع سليمان الحافظ. أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الله. أبو المكارم بن السكري، الكاتب، البغدادي. سمع: الحسن بن المقتدر بالله.

(35/88)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 89
روى عنه: عبد الوهاب الأنماطي، وغيره، والسلفي. إسماعيل بن عبد الغافر بن محمد بن عبد الغافر بن أحمد. أبو عبد الله ابن الشيخ أبي الحسين الفارسي، ثم النيسابوري. زوج بنت القشيري. سمع في صباه من: أبي حسان محمد بن أحمد المزكي، وأبا سعد عبد الرحمن بن حمدان النصروي، وأحمد بن محمد بن الحارث النحوي، ومحمد ابن عبد العزيز النيلي. ورحل سنة ثلاث وخمسين، وبقي يطوف عشر سنين في خوزستان وفارس. وكتب قريباً من ألف جزء بخطه. وسمع ببغداد: عبد الصمد بن المأمون، وقبله أبا محمد الجوهري، وجماعة. روى عنه: عبد الله بن الفراوي، وعبد الخالق بن الشحامي، وأبو شجاع عمر البسطامي، وأم سلمة، والحافظ عبد الغافر، وعمر بن الصفار، وأبو بكر التفتازاني، وطائفة سواهم.) وتوفي في ذي القعدة. وكان مولده في سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة. قال السمعاني: كان فاضلاً، عالماً، لم يفتر من السماع والتحصيل.

(35/89)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 90
4 (حرف الحاء)
الحسين بن علي. أبو عبد الله بن الحبال، الحنبلي، المقريء. سمع: أبا محمد الخلال، والغساني. مات في ذي القعدة. حمزة بن محمد بن علي. أبو يعلى، أخو طراد الزينبي، الهاشمي. توفي في رجب، في سادس عشره. قال السلفي: كان أبو يعلى جليل القدر. ولد سنة سبع وأربعمائة. وروى لنا عن أبي العلاء الواسطي، وأبي محمد الخلال. وذكر لي أنه قرأ الفصيح على علي بن عيسى الربعي. قلت: وكذا ورخ ابن السمعاني مولده، ولو أن حمزة سمع في صغره مثل أخيه طراد، لسمع من أبي الحسين بن بشران، وهلال الحفار، ولصار مسند الدنيا في عصره، وأنا أتعجب كيف لم يسمعوه. قال السلفي: قال لي أبو يعلى: قد سمعت على القاضي أبا الحسين التوزي، وأبي الحسن بن فشش المالكي. وتمول الوزير ابن أبي الريان على حملي إلى أبي الحسن بن الحمامي المقريء، فلم يتفق ذلك، ولا سمعت منه. قلت: عاش سبعاً وتسعين سنة.

(35/90)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 91
4 (حرف العين)
عبد الغفار بن عبد الملك بن عبد الغفار. أبو منصور البصري الأديب، من شيوخ همذان. ثقة صدوق. له رحلة إلى بغداد. سمع من: أبي الحسين ابن النقور، وطبقته.) توفي في رجب. وقد روى اليسير. عبد المنعم بن علي بن أحمد بن الغمر. أبو القاسم الكلابي، الدمشقي، الوراق، المعروف بالمديد. سمع: أبا عبد الله بن سلوان، وأبا القاسم بن الفرات، وأبا علي الأهوازي، ورشأ بن نظيف، وأبا الحسين بن أبي نصر، وجماعة. روى عنه: الصائن هبة الله بن عساكر، وأبو المعالي بن صابر، وغيرهما. وكان مولده في سنة ثمان وعشرين وأربعمائة. وأول سماعه بعد الأربعين. وتوفي في ثامن ذي القعدة. فذكر ابن الأكفاني أنه نزل في بركة حمام حارة فمات. عبد الوهاب بن هبة الله بن عبد الله بن محمد بن علي. أبو الفرج السيبي، ثم البغدادي. كان يعرف النحو واللغة، وأدب أولاد الخليفة.

(35/91)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 92
سمع: أبا محمد الصريفيني. توفي في المحرم، وقد جاوز الثمانين، في طريق الحج، ودفن بالمدينة المنورة. علي بن الحسين بن المبارك. أبو الحسن، ابن أخت المزرفي. إمام مسجد درب السلسلة. كان إماماً فاضلاً، حسن الإقراء ختم عليه خلق. وكان قد قرأ على: أبي بكر الخياط، وأبي علي بن البنا، وغيرهما. قرأ عليه القرآن سعد الله الدقاق وقال: كان أوحد عصره في حسن الأداء، والقراءة الحسنة، والنغمة الطيبة. وما كان لسانه يفتر عن ذكر الموت. توفي في ربيع الآخر. علي بن محمد بن علي إلكيا.

(35/92)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 93
أبو الحسن الهراسي، الطبرستاني، الفقيه الشافعي، عماد الدين. تفقه بنيسابور مدة على إمام الحرمين، وكان مليح الوجه، جهوري الصوت، فصيحاً، مطبوع) الحركات، زكي الأخلاق. ثم خرج إلى بيهق، فأقام بها مدة، ثم قدم العراق، وولي تدريس النظامية ببغداد إلى أن توفي. وحظي بالحشمة والجاه والتجمل، وتخرج به الأصحاب. وروى شيئاً يسيراً عن أبي المعالي، وغيره. روى عنه: سعد الخير الأنصاري، وعبد الله بن محمد بن غلاب الأنباري، وأبو طاهر السلفي. وكان يستعمل الحديث في مناظراته. وإلكيا: بالعجمي هو الكبير القدر، المقدم. توفي أول المحرم.

(35/93)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 94
وكان مولده في سنة خمسين. وأربعمائة. وقد رمي إلكيا، رحمه الله، بأنه يرى في المناظرة رأي الإسماعيلية، وليس كذلك، بل وقع الإشتباه على القائل بإن صاحب الألموت ابن الصباح يلقب بإلكيا أيضاً. فافهم ذلك، وأما الهراسي فبريء من ذلك.

(35/94)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 95
قرأت على العلامة أبي محمد عبد المؤمن بن خلف الحافظ: أخبركم أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي الحافظ سنة تسع وثلاثين إملاء، أنه قرأ من حفظه على أبي الحسن علي بن المفضل الحافظ قال: ثنا أبو طاهر بن سلفة الحافظ، ثنا أبو الحسن علي بن محمد الطبري إلكيا: أنا إمام الحرمين أبو المعالي عبد الملك بن عبد الله بن يوسف: أنا والدي أبو محمد، أنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي، ثنا أبو العباس الأصم، ثنا الربيع بن سليمان، ثنا الشافعي، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: المتبايعان كل واحد منهما على صاحبه بالخيار ما لم يتفرقا، إلا بيع الخيار. متفق عليه. وممن يشتبه بإلكيا الهراسي معاصره الإمام القاضي: أبو الحسن علي بن محمد بن علي الطبرستاني الآملي. سمع من الحافظ عبد الله بن جعفر الخباز بآمل في سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة، ومن أبي يعلى الخليلي، وأبي جعفر ابن المسلمة، وابن المأمون. وله قصيدة رثى بها إمام الحرمين.

(35/95)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 96
ذكره ابن الصلاح في الشافعية، ولم يذكر له وفاة. وكأنه مات قبل هذا الأوان، فالله أعلم.) روى عنه: قاضي آمل ابن أخته أبو جعفر محمد بن الحسين بن أميركا.
4 (حرف الميم)
محمد بن أحمد بن علي ابن الصندلي. أبو بكر المقريء البابصري. سمع: أبا محمد الخلال. وحدث. روى عنه: سعد الله بن محمد الدقاق. ومات في صفر. محمد بن صالح بن حمزة بن محمد. أبو يعلى ابن الهبارية، الهاشمي، العباسي الشريف البغدادي نظام الدين. أحد الشعراء المشهورين. أكثر شعره في الهجاء والسخف.

(35/96)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 97
وكان ملازماً لخدمة نظام الملك. وله كتاب نتائج الفطنة في نظم كليلة ودمنة. وديوان شعره في ثلاث مجلدات. وهو القائل:
(رأيت في النوم عرسي وهي ممسكة .......... ذقني، وفي كفها شيء من الأدم)

(معوج الشكل مسود به نقط .......... لكن أسفله في هيئة القدم)

(حتى تنبهت محمر القذال، فلو .......... طال الرقاد على الشيخ الأديب عم)
قال العماد الكاتب: توفي بكرمان سنة أربع وخمسمائة.

(35/97)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 98

(35/98)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 99
وهبار جد لأمه. وقيل: توفي سنة تسع، فسأعيده هناك. محمد بن أحمد بن محمد بن أبي النضر.

(35/99)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 100
أبو بكر البلدي، النسفي، المحدث. منسوب إلى بلد نسف، يعني أنه ليس من قرى نسف. حدث بالكتب الكبار كالصحيح لعمر بن محمد بن بجير. سمع من: جعفر بن محمد المستغفري، وأحمد بن علي المايمرغي، وغيرهما. قال ابن السمعاني: ثنا عنه نحو من عشرين نفساً.) وقال عمر بن محمد النسفي في كتاب القند إنه توفي في ثالث صفر سنة خمس وخمسمائة، وإنه ولد في سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة. قال أبو سعد: كان إماماً فاضلاً، وعمر العمر الطويل حتى روى الكثير. وسمع: أباه أبا نصر، ومحمد بن يعقوب السلامي، وأبا مسعود أحمد بن محمد البجلي، والحسين بن إبراهيم القنطري. روى لنا عنه أحمد بن عبد الجبار البلدي، والحسن بن عبد الله المقريء، ومسعود بن عمر الدلال، وميمون بن محمد الدربي. محمد بن الحسين.

(35/100)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 101
أبو جعفر السمنجاني. إمام مسجد راعوم. تفقه ببخارى على: أبي سهل الأبيوردي. وبمرو الروذ على: القاضي حسين. وأملى ببلخ. قال السمعاني: ثنا عنه جماعة بما وراء النهر، وخراسان، ومات ببلخ. محمد بن علي بن محمد. أبو الحسن بن الحديثي، البغدادي، عرف بآبن الشداد. سمع: أبا طالب بن غيلان. وعنه: أبو المعمر الأنصاري، والسلفي. محمد بن عمر بن أبي العصافير. الخزرجي، الجياني. أبو عبد الله. كان فقيهاً مبرزاً، تفقه على أبي مروان بن مالك بقرطبة. ورحل فأخذ عن عبد الحق بن هارون الفقيه. وشوور في الأحكام. وطال عمره، وشاخ.
4 (حرف الياء)
يحيى بن علي بن الفرج.

(35/101)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 102
أبو الحسين المصري، الخشاب، المقريء، الأستاذ.) قرأ على: أبي العباس بن نفيس، ومصنف العنوان أبي الطاهر إسماعيل بن خلف، ومحمد بن أحمد القزويني، وأبي الحسين الشيرازي، وجماعة. قرأ عليه الشريف أبو الفتوح الخطيب شيخ أبي الجود، وغيره. وتوفي في هذه السنة. فأما: علي بن أحمد. المصيصي، الأبهري، الضرير، صاحب أبي علي الأهوازي، فلم أظفر له بترجمة، وهو أكبر شيخ للشريف الخطيب. تلا عليه بعد عام خمسمائة.

(35/102)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 103
4 (وفيات سنة خمس وخمسمائة)

4 (حرف الألف)
أحمد بن العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن كوشيذ. أبو غالب الإصبهاني. توفي في غرة جمادى الأولى، وله ثمانون سنة. من شيوخ الحافظ أبي موسى المديني، سمع منه جميع الكبير للطبراني، عن ابن ريذة. أحمد بن عمر بن عطية. أبو الحسين الصقلي، المؤدب. سمع: أبا القاسم السميساطي، وعبد العزيز الكتاني. وكان يؤدب في مسجد رحبة البصل. قال الحافظ ابن عساكر: أدركته وأجاز لي، وتوفي في ربيع الآخر، وهو ثقة.

(35/103)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 104
سأله ابن صابر عن مولده فقال: سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة. أصبغ بن محمد بن أصبغ. أبو القاسم الأزدي، القرطبي، العلامة، كبير المفتين بقرطبة. روى الكثير عن: حاتم بن محمد. وتفقه على أبي جعفر رزق. وأخذ عن: أبي مروان بن سراج، وأبي علي الغساني.) وأجاز له أبو عمر بن عبد البر، وأبو عمر بن الحذاء ما رووه. وكان من جلة العلماء وكبار الفقهاء، بارعاً في المذهب، قدوة في الشروط لا يجارى. وأم بجامع قرطبة. وكان مجوداً للقرآن، فاضلاً، متصوناً، عزيز النفس. سمع الناس منه، وناظروا عليه. توفي في صفر. وولد في سنة خمس وأربعين. إبراهيم بن سعد بن إبراهيم. النيسابوري. شيخ، صالح، دلال. سمع: أبا حفص بن مسرور، وأبا عثمان الصابوني، وجماعة. توفي فجأة. إبراهيم بن محمد. الفقيه أبو إسحاق الجرجاني، الزاهد، نزيل إسفراين. ذكره عبد الغافر، وأنه توفي سنة خمس تخميناً، وقال: أحد الأولياء والعباد، وأرباب الفنون، المشتغلين بمراعاة الأنفاس مع الله، المعرضين عن الدنيا بنى دويرة بإسفراين.

(35/104)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 105
إلى أن قال: وكان من أصحاب الكرامات الظاهرة، رحمه الله.
4 (حرف الباء)
بركات بن الفضل بن محمد. التغلبي، الفارقي. سمع: أبا الحسين بن المهتدي بالله، وأبا الحسين بن النقور، وابن البطر، وجماعة في كهولته. مولده بميافارقين سنة سبع وعشرين وأربعمائة. وتوفي بصور. قال ابن عساكر: ثنا عبدان بن رزين، ثنا بركات الفارقي في سنة تسع وثمانين وأربعمائة، أنا ابن البطر.
4 (حرف التاء)
تمرتاش بن... كين التركي.) روى عن: أبي جعفر ابن المسلمة. ذكره شجاع الذهلي في معجمه.
4 (حرف الحاء)
الحسن بن إسماعيل بن حفص. أبو المعالي المصري. روى عن: أبي القاسم بن القطاع. روى عنه: أبو محمد العثماني. الحسن بن عبد الأعلى. أبو علي الكلاعي، السفاقسي.

(35/105)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 106
أخذ ببلده عن أبي الحسن اللخمي. وسمع بالأندلس من: أبي عبد الله بن سعدن، وأبي علي الغساني. وسكن سبتة، وأريد على قضاء الجزيرة فآمتنع. وكان فقيهاً، متكلماً، عارفاً بالهندسة والفرائض. مات كهلاً. الحسن بن عبد الواحد بن أحمد بن الحصين. أبو القاسم الدسكري، ويعرف بابن الفقيه، وكيل الخليفة المستظهر، وناظر المخزن. ذهب رسولاً إلى إصبهان. وحدث عن: الصريفيني، وابن النقور. روى عنه: محمد بن عبد الخالق الجوهري، وطائفة.
4 (حرف الخاء)
خلف بن سليمان بن خلف بن محمد بن فتحون. أبو القاسم الأندلسي. من أهل أوريوله. روى عن: أبيه، وابن الوليد الباجي، وطاهر بن مفوز. وكان فقيهاً، أديباً، شاعراً، مفلقاً. ولي قضاء شاطبة، ودانية.) روى عنه: ابنه محمد، وزياد بن محمد. وكان يصوم الدهر. وله مصنف في الشروط، رحمه الله.

(35/106)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 107
4 (حرف السين)
سعد بن محمد بن المؤمل. أبو نصر النيسابوري. سمع: أبا حفص بن مسرور. قال يحيى بن مندة: سمعت منه، وقدم إصبهان مراراً. مات في ربيع الآخر، وله إحدى وسبعون سنة.
4 (حرف العين)
عبد الله بن علي بن عبد الله بن محمد بن علي ابن الآبنوسي. أبو محمد، أخو أبي الحسن أحمد الفقيه. كان أحد وكلاء القاضي أبي عبد الله الدامغاني، وغيره من القضاة. وكان قد اشتغل وحصل، وسمع الحديث من: التنوخي، والجوهري، وأبي طالب العشاري. وسمع التاريخ من الخطيب. روى عنه: محمد بن محمد السنجي، وعبد الله الحلواني بمرو، وجماعة ببغداد، والسلفي. قال أبو بكر السمعاني: سمعت أبا محمد الآبنوسي يقول: كنت لا أسمع مدة من التنوخي لما أسمع من مليه إلى الإعتزال، ثم سمعت منه حتى صرت عنده أعز من كل أحد، وكان يسميني يحيى بن معين. ولد سنة ثمان وعشرين. وتوفي في يوم الثلاثاء سادس عشر جمادى الأولى.

(35/107)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 108
عبد الملك بن محمد بن حسين. البزوغاني، الحربي، أبو محمد. روى عن: أبي الحسن القزويني. روى عنه: محمد بن محمد السنجي، وأبو المعمر، وغيرهما، وعبد الحق. مات في المحرم.) عبد الواحد بن أحمد بن عمر بن السمرقندي. أبو طاهر، أخو عبد الله، وإسماعيل. سمع: أبا محمد الصريفيني، وابن النقور. ومات في صفر، ولم يرو. علي بن محمد بن علي بن محمد بن يوسف بن يعقوب. أبو الحسن بن أبي طاهر ابن العلاف البغدادي. من بيت الحديث والقراءة.

(35/108)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 109
وكان أحد حجاب الخليفة. عمر حتى رحل إليه الناس، وكان ذا طريقة جميلة وخصال حميدة. وهو آخر من روى عن الحمامي. وسمع عبد الملك بن بشران أيضاً. روى عنه: ابنه أبو طاهر محمد، ومحمد بن محمد السنجي، والسلفي، وخطيب الموصل، وأبو بكر بن النقور، وخلق كثير. وآخر من حدث عنه أبو السعادات القزاز. وقال أبو بكر السمعاني بعد أن ذكر من لحق من أصحاب ابن بشران فسمى ابن العلاف، وقال: هو أجل أصحابه عندي. سمعته يقول: ولدت في المحرم سنة ست وأربعمائة، وسمعت من أبي الحسين بن بشران. وقال: وعظ والدي الناس سبعين سنة. توفي في الثالث والعشرين من المحرم سنة خمس. وكمل تسعاً وتسعين سنة.
4 (حرف الميم)
المبارك بن سعيد. أبو الحسن الأسدي، البغدادجي، التاجر، ويعرف بابن الخشاب. سمع: القضاعي، وأبا بكر الخطيب. ودخل الأندلس تاجراً، فحدث بتاريخ بغداد. سمع منه: أبو علي الغساني، والكبار. وسمع هو من أبي مروان بن سراج.) قال ابن يشكوال: كان من أهل الثقة والثروة. رجع إلى بغداد. وقال ابن السمعاني: كان أحد الشهود المعدلين. مات في ذي القعدة.

(35/109)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 110
المبارك بن فاخر بن محمد بن يعقوب. الأستاذ، إمام النحو، أبو الكرم ابن الدقاق. ولد سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة، ولازم ابن برهان الأسدي. وروى عن: الجوهري، وابن المسلمة، والقاضي أبي يعلى، وغيره. أخذ عنه: ابن ناصر، والسلفي، وابن السجزي. وصنف، وتصدر، وبرع. توفي في ذي القعدة. حط عليه ابن ناصر وكذبه.

(35/110)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 111
محمد بن أحمد بن أبي النضر بن موسى بن سعيد بن منذر بن صاحب. البلدي، أبو بكر النسفي. محدث ما وراء النهر. قد ذكرناه في السنة الماضية، والأصح وفاته في هذه، فينقل إلى هنا. محمد بن حيدرة بن مفوز بن أحمد بن مفوز. أبو بكر المعافري، الشاطبي. روى عن: عمه طاهر، وأبي علي الغساني وأكثر عنهما. وأخذ أيضاً عن: أبي مروان بن سراج، ومحمد بن فرج الطلاع. وأجاز له أبو عمر بن الحذاء، وأبو الوليد الباجي. وكان حافظاً للحديث وعلله، عارفاً برجاله، متقناً، ضابطاً، عارفاً، بالأدب، والشعر، والمعاني، كامل العناية بذلك. أسمع الناس بقرطبة، وخلف أبا علي شيخه في مجلسه، وأقرأ على ابن حزم في جزء، وتصدر وعلم إلى أن توفي سنة خمس وخمسمائة. وكان مولده سنة ثلاث وستين، رحمه الله.) محمد بن عبد الرحمن بن سعيد. أبو عبد الله بن المحتسب القرطبي، المقريء. أخذ عن: أبي محمد بن أبي شعيب، وأبي مروان بن سراج. وكان نحوياً، لغوياً، علامة.

(35/111)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 112
أخذ الناس عنه. محمد بن علي بن محمد بن إبراهيم. أبو سعد الإصبهاني المديني، يعرف بسر فرتج الثاني. كان من أجلاء الكتبة. روى عن: أبي نعيم الحافظ. وحدث عنه جماعة، منهم أبو موسى المديني، وهو من كبار شيوخه. توفي في آخر يوم من السنة. وقد حدث ببغداد. وروى عنه: أبو الفتح بن البطي، والسلفي. وقد خدم بالشام. محمد بن علي بن محمد. شيخ الحنابلة، أبو الفتح الحلواني، الزاهد. توفي يوم الأضحى، وشيعه خلائق. صحب القاضي أبا يعلى قليلاً، ثم برع على الشريف أبي جعفر. وأفتى، ودرس، وتعبد، وتأله.

(35/112)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 113
محمد بن عيسى بن حسن. القاضي أبو عبد اله التميمي، الفقيه، المالكي، السبتي. أخذ عن: أبي محمد المسيلي، ولزمه مدة. وتفقه أيضاً على أبي عبد الله بن العجوز. وسمع بالمرية صحيح البخاري على ابن المرابط. ورحل إلى قرطبة، فأخذ عن: عبد الملك بن سراج، وأبي علي الغساني، ومحمد بن فرج. وكتان حسن السمت، وافر العقل، مليح الملبس.) تفقه به أهل سبتة، وكان يسمى: الفقيه العامل. تفقه عليه: أبو محمد بن شبونة، والقاضي عياض، وأبو بكر بن صلاح. ورحل إليه الناس من النواحي، وبعد صيته، وآشتهر اسمه، ونجب من أصحابه خلق. وكان خيراً، رقيق القلب، سريع الدمعة، مؤثراً للطلبة. بنى جامع سبتة، وعزل نفسه من القضاء بأخرة. ثم ولوه قضاء الجماعة بفاس، فلم تعجبة الغربة، فرجع، وتوفي بسبتة في جمادى الآخرة. قاله تلميذه أبو عبد الله محمد بن حمادة الفقيه، وبالغ في تعظيمه حتى قال: كان إمام المغرب في وقته. ولم يكن في قطر من الأقطار منذ يحيى بن يحيى الأندلسي من حمل الناس عنه أكثر منه، ولا أكثر نجابة من أصحابه. وقال عياض: مولده سنة ثمان وعشرين وأربعمائة.

(35/113)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 114

(35/114)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 115
محمد بن محمد بن محمد بن أحمد. الإمام زين الدين أبو حامد الغزالي، الطوسي، الفقيه الشافعي، حجة الإسلام. قرأ قطعة من الفقه بطوس على أحمد الراذكاني، ثم قدم نيسابور في طائفة من طلبة الفقه، فجد وآجتهد، ولزم إمام الحرمين أبا المعالي حتى تخرج

(35/115)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 116
عن مدة قريبة، وصار أنظر أهل زمانه، وواحد أقرانه، وأعاد للطلبة، وأخذ في التصنيف والتعليق. وكان الإمام أبو المعالي مع علو درجته وفرط ذكائه، لا يطيب له تصديه للتصنيف، وإن كان في الظاهر مبتهجاً به. ثم إن أبا حامد خرج إلى المعسكر، فأقبل عليه نظام الملك، وناظر الأقران بحضرته، فظهر اسمه، وشاع أمره، فولاه النظام تدريس مدرسته ببغداد، ورسم له بالمصير إليها، فقدمها، وأعجب الكل مناظرته. وما لقي الرجل مثل نفسه. ثم أقبل على علم الأصول، وصنف فيها وفي المذهب والخلاف، وعظمت حشمته ببغداد، حتى كانت تغلب حشمة الأمراء والأكابر، فآنقلب الأمر من وجه آخر، وظهر عليه بعد مطالعة العلوم الدقيقة، وممارسة التصانيف طريق التزهد والتأله فترك الحشمة، وطرح الرتبة، وتزود للمعاد، وقصد بيت الله، وحج، ورجع على طريق الشام، وزار القدس، وأقام بدمشق مدة سنين، وصنف بها إحياء علوم الدين وكتاب الأربعين، والقسطاس، ومحك النظر، وغير ذلك.) وأخذ في مجاهدة النفس، وتغيير الأخلاق، وتهذيب الباطن، وآنقلب شيطان الرعونة، وطلب الرئاسة والتخلق بالأخلاق الذميمة، إلى سكون النفس، وكرم الأخلاق، والفراغ عن الرسوم، وتزيا بزي الصالحين. ثم عاد إلى وطنه، لازماً بيته، مشتغلاً بالتفكير، ملازماً للوقت، فبقي على ذلك مدة. وظهرت له التصانيف. ولم يبد في أيامه مناقضة لما كان فيه، ولا آعتراض لأحد على مآثره، حتى انتهت نوبة الوزارة إلى فخر الملك، وقد سمع وتحقق بمكان أبي حامد وكمال فضله، فحضره وسمع كلامه، فطلب منه أن لا تبقى أنفاسه وفوائده عقيمة، لا آستفادة منها ولا آقتباس من أنوارها، وألح عليه كل الإلحاح، وتشدد في الإقتراح إلى أن أجاب إلى الخروج، وقدم نيسابور. وكان الليث غائباً عن عرينه، والأمر خافياً في مستور قضاء الله ومكنونه. ورسم

(35/116)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 117
له بأن يدرس بالمدرسة النظامية، فلم يجد بداً من ذلك. قال هذا كله وأكثر منه عبد الغافر بن إسماعيل في تاريخه. ثم قال: ولقد زرته مراراً، وما كنت أحدس في نفسي مع ما عهدته في سالف الزمان عليه من الزعارة، وإيحاش الناس، والنظر إليهم بعين الإزدراء، والإستخفاف بهم كبراً وخيلاء وآعتراراً بما رزق من البسطة في النطق، والخاطر، والعبارة، وطلب الجاه، والعلو في المنزلة أنه صار على الضد، وتصفى من تلك الكدورات. وكنت أظن أنه متلفع بجلباب التكلف، متنمس بما صار إليه، فتحققت بعد السبر والتنقير أن الأمر على خلاف المظنون، وأن الرجل أفاق بعد الجنون. وحكى لنا في ليال كيفية أحواله، من آبتداء ما ظهر له بطريق التأله، وغلبة الحال عليه، بعد تبحره في العلوم، وآستطالته على الكل بكلامه، والإستعداد الذي خصه الله به في تحصيل أنواع العلوم، وتمكنه من البحث والنظر، حتى تبرم بالإشتغال بالعلوم العرية عن المعاملة، وتفكر في العاقبة، وما ينفع في الآخرة فآبتدأ بصحبة أبي علي الفارمذي، فأخذ منه استفتاح الطريقة، وآمتثل ما كان يشير بع عليه من القيام بوظائف العبادات، والإمعان في النوافل، وآستدامة الأذكار والاجتهاد والجد، طلباً للنجاة، إلى أن جاز تلك العقاب، وتكلف تلك المشاق، وما حصل على ما كان يرومه. ثم حكى أنه راجع العلوم، وخاض في الفنون، وعاود الجد في العلوم الدقيقة، وآلتقى بأربابها، حتى تفتحت له أبوابها، وبقي مدة في الوقائع، وتكافؤ الآداب، وأطراف المسائل.) ثم حكى أنه فتح عليه باب من الخوف، بحيث شغله عن كل شيء،

(35/117)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 118
وحمله على الإعراض عما سواه، حتى سهل ذلك عليه. وهكذا إلى أن آرتاض كل الرياضة، وظهرت له الحقائق، وصار ما كنا نظن به ناموساً وتخلقاً، طبعاً وتحققاً. وأن ذلك أثر السعادة المقدرة له من الله تعالى. ثم سألناه عن كيفية رغبته في الخروج من بيته، والرجوع إلى ما دعي إليه من أمر نيسابور. فقال معتذراً: ما كنت أجوز في ديني أن أقف عن الدعوة، ومنفعة الطالبين، وقد خف علي أن أبوح بالحق، وأنطق به، وأدعو إليه. وكان صادقاً في ذلك. فلما خف أمر الوزير، وعلم أن وقوفه على ما كان فيه ظهور وحشة وخيال طلب جاه وحشمة، ترك ذلك قبل أن يترك، وعاد إلى بيته، وآتخذ في جواره مدرسة لطلبة العلم، وخانقاه للصوفية، ووزع أوقاته على وظائف الحاضرين، من ختم القرآن، ومجالسته أصحاب القلوب، والقعود للتدريس لطالبه، إلى أن توفاه الله بعد مقاساة أنواع من القصد، والمناوأة من الخصوم، والساعين به إلى الملوك، وكفاية الله إياه، وحفظه وصيانته عن أن تنوشه أيدي النكبات، أو ينتهك ستر دينه بشيء من الزلات. وكانت خاتمة أمره إقباله على طلب حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم، ومجالسة أهله، ومطالعة الصحيحين. ولو عاش لسبق الكل في ذلك الفن بيسير من الأيام. ولم يتفق له أن يروي، ولم يعقب إلا البنات. وكان له من الأسباب إرثاً وكسباً ما يقوم بكفايته، وقد عرضت عليه أموال فما قبلها. ومما كان يعترض به عليه، وقوع خلل من جهة النحو يقع في أثناء كلامه، وروجع فيه، فأنصف من نفسه، وآعترف بأنه ما مارسه، وآكتفى بما كان يحتاج إليه في كلامه، مع أنه كان يؤلف الخطب، ويشرح الكتب بالعبارة التي يعجز الأدباء والفقهاء عن أمثالها.

(35/118)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 119
ومما نقم عليه أيضاً ما ذكر من الألفاظ المستبشعة بالفارسية في كتاب كيمياء السعادة والعلوم، وشرح بعض الصور والمسائل، بحيث لا يوافق مراسم الشرع، وظواهر ما عليه قواعد الإسلام. وكان الأولى به، والحق أحق ما يقال، ترك ذلك التصنيف، والإعراض عن الشرح له، فإن العوام ربما لا يحكمون أصول القواعد بالبراهين والحجج، فإذا سمعوا أشياء من ذلك تخيلوا منه ما هو المضر بعقائدهم، وينسبون ذلك إلى بيان مذهب الأوائل على أن المنصف اللبيب إذا) رجع إلى نفسه، علم أن أكثر ما ذكره مما رمز إليه إشارات الشرع، وإن لم يبح به. ويوجد أمثاله في كلام مشايخ الطريقة مرموزة، ومصرحاً بها، متفرقة. وليس لفظ منه إلا وكما يشعر أحد وجوهه بكلام موهوم، فإنه يشعر بسائر وجوهه بما يوافق عقائد أهل الملة، فلا يجب إذاً حمله إلا على ما يوافق، ولا ينبغي أن يتعلق به في الرد عليه متعلق، إذا أمكنه أن يبين له وجهاً. وكان الأولى به أن يترك الإفصاح بذلك كما تقدم. وقد سمعت أنه سمع من سنن أبي داود، عن القاضي أبي الفتح الحاكمي الطوسي. وسمع من أبي عبد الله محمد بن أحمد الخواري، مع آبنيه الشيخين: عبد الجبار، وعبد الحميد، كتاب المولد لابن أبي عاصم، عن أبي بكر أحمد بن محمود بن الحارث، عن أبي الشيخ، عنه. قلت: ما نقم عبد الغافر على أبي حامد من تلك الألفاظ التي في كيمياء السعادة فلأبي حامد أمثاله في بعض تواليفه، حتى قال فيه، أظنه تلميذه ابن العربي: بلغ شيخنا أبو حامد الفلاسفة، وأراد أن يتقيأهم فما آستطاع. رأيت غير واحد من الأئمة يقولون، إنه رد على الفلاسفة في مواضع، ووافقهم عليها في بعض تواليفه، ووقع في شكوك، نسأل الله السلامة واليقين، ولكنه مثال حسن القصد.

(35/119)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 120
وللإمام أبي عبد الله محمد بن علي المازري الصقلي كلام على الإحياء يدل على تبحره وتحقيقه، يقول فيه: وبعد فقد تكررت مكاتبتكم في استعلام مذهبنا في الكتاب المترجم بإحياء علوم الدين، وذكرتم أن آراء الناس فيه اختلفت، فطائفة انتصرت وتعصبت لإشهاره، وطائفة منه حذرت وعنه نفرت، وطائفة لعيبه أظهرت، وكتبه حرقت، ولم تنفردوا أهل المغرب باستعلام ما عندي، بل كاتبني أهل المشرق مثل ذلك، فوجب عندي إبانة الحق. ولم نتقدم إلى قراءة هذا الكتاب سوى نبذ منه. فإن نفس الله العمر، مددت في هذا الكتاب للأنفاس، وأزلت عن القلوب الإلتباس. وآعلموا أن هذا الرجل، وإن لم أكن قرأت كتابه، فقد رأيت تلامذته وأصحابه، فكل منهم يحكي لي نوعاً من حاله وطريقته، استلوح منها من مذاهبه وسيرته، ما قام لي مقام العيان، فأنا أقتصر في هذا الإملاء على ذكر حال الرجل، وحال كتابه، وذكر جمل من مذاهب الموحدين، والفلاسفة، والمتصوفة وأصحاب الإشارات. فإن كتابه متردد بين هذه الطرائق الثلاث، لا تعدوها، ثم أتبع ذلك بذكر حيل أهيل مذهب على أهل مذهب آخر، ثم أبين عن طرق الغرور، وأكشف عما فيه من خيال الباطل، ليحذر من الوقوع في حبائل صائده.) ثم أثنى المازري على أبي حامد في الفقه، وقال: هو بالفقه أعرف منه بأصوله، وأما علم الكلام الذي هو أصول الدين، فإنه صنف فيه أيضاً، وليس بالمستبحر فيها، ولقد فطنت لسبب عدم استبحاره، وذلك لأنه قرأ علوم الفلسفة قبل إستبحاره في فن الأصول، فأكسبته قراءة الفلسفة جرأة على المعاني، وتسهلاً للهجوم على الحقائق، لأن الفلاسفة تمر مع خواطرها، وليس لها حكم شرع يزعها، ولا يخاف من مخالفة أئمة تتعبها. وعرفني بعض أصحابه أنه كان له عكوف على رسائل إخوان الصفاء، وهي إحدى وخمسون رسالة،

(35/120)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 121
ومصنفها فيلسوف قد خاض في علم الشرع والنقل، فخرج ما بين العلمين، وذكر الفلسفة، وحسنها في قلوب أهل الشرع بآيات يتلو عندها، وأحاديث يذكرها. ثم كان في هذا الزمان المتأخر رجل من الفلاسفة يعرف بابن سينا، ملأ الدنيا تواليف في علوم الفلسفة، وهو فيها إمام كبير، وقد أداه قوته في الفلسفة إلى أن حاول رد أصول العقائد إلى علم الفلسفة، وتلطف جهده حتى تم له ما لم يتم لغيره. وقد رأيت جملاً من دواوينه، ووجدت هذا الغزالي يعول عليه في أكثر ما يشير إليه من علوم الفلسفة. إلى أن قال: وأما مذاهب الصوفية، فلست أدري على من عول فيها، ولكني رأيت فيما علق عنه بعض أصحابه، أنه ذكر كتب ابن سينا وما فيها، وذكر بعد ذلك كتب أبي حيان التوحيدي، وعندي أنه عليه عول في مذاهب الصوفية. وقد أعلمت أن أبا حيان ألف ديواناً عظيماً في هذا الفن، ولم ينقل إلينا شيء منه. ثم ذكر المازري توهنه أكثر ما في الإحياء من الأحاديث. وقال: عادة المتورعين أن لا يقولوا: قال مالك، قال الشافعي. فيما لم يثبت عندهم. وفي كتابه مذاهب وآراء في العمليات هي خارجة عن مذاهب الأئمة. واستحسانات عليها طلاوة، لا تستأهل أن يفتى بها. وإذا تأملت الكتاب وجدت فيه من الأحاديث والفتوى ما قلته، فيستحسن أشياء مبناها على ما لا حقيقة له، مثل قص الأظفار أن تبدأ بالسبابة، لأن لها الفضل على بقية الأصابع، لأنها

(35/121)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 122
المسبحة، ثم نقص ما يليها من الوسطى، لأنها ناحية اليمين، ونختم بإبهام اليمنى. وذكر في ذلك أثراً. وقال: من مات بعد بلوغه ولم يعلم أن الباريء قديم، مات مسلماً إجماعاً. ومن تساهل في حكاية الإجماع في مثل هذا الذي الأقرب أن يكون فيه الإجماع يعكس ما قال، الحقيق أن لا يوثق بما فعل.) وقد رأيت له في الجزء الأول أنه ذكر أن في علومه هذه ما لا يسوغ أن تودع في كتاب. فليت شعري، أحق هو أو باطل فإن كان باطلاً فصدق، وإن كان حقاً، وهو مراده بلا شك، فلم لا يودع في الكتب، ألغموضه ودقته فإن كان هو فهمه، فما المانع لأن يفهمه غيره. قال الطرطوشي محمد بن الوليد في رسالة لابن المظفر: فأما ما ذكرت من أمر الغزالي، فرأيت الرجل وكلمته، ورأيته جليلاً من أهل العلم، قد نهضت به فضائله، واجتمع فيه العقل والفهم، وممارسة العلوم طول عمره. وكان على ذلك معظم زمانه، ثم بدا له عن طريق العالم، ودخل في غمار العمال، ثم تصوف، فهجر العلوم وأهلها، ودخل في علوم الخواطر، وأرباب العقول، ووساوس الشيطان، ثم شابها بآراء الفلاسفة، ورموز الحلاج، وجعل يطعن على الفقهاء والمتكلمين. ولقد كاد أن ينسلخ من الدين. فلما عمل الإحياء عمد يتكلم في علوم الأحوال ومرامز الصوفية، وكان غير أنيس بها، ولا خبير بمعرفتها، فسقط على أم رأسه وشحن كتابه بالموضوعات.

(35/122)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 123
وقال أبو عمرو بن الصلاح: فصل لبيان أشياء مهمة أنكرت على الغزالي في مصنفاته، ولم يرتضها أهل مذهبه وغيرهم من الشذوذ في تصرفاته، منها قوله في المنطق: هو مقدمة العلوم كلها، ومن لا يحيط به، فلا ثقة له بمعلومه أصلاً، وهذا مردود، فكل صحيح الذهن منطقي بالطبع، وكيف غفل الشيخ أبو حامد حال مشايخه من الأئمة، وما رفعوا بالمنطق رأساً.

(35/123)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 124
قال ابن الصلاح: وأما كتاب المضنون به على غير أهله، فمعاذ الله أن يكون له. شاهدت على نسخة بخط القاضي كمال الدين محمد بن عبد الله ابن الشهرزوري أنه موضوع على الغزالي، وأنه مخترع من كتاب مقاصد الفلاسفة، وقد نقضه بكتاب التهافت. وقال أبو بكر الطرطوشي: شحن الغزالي كتابه الإحياء بالكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا أعلم كتاباً على بسطة الأرض أكثر كذباً على رسول الله منه. ثم شبكه بمذاهب الفلاسفة، ومعاني رسائل إخوان الصفاء وهم قوم يرون النبوة إكتساباً. فليس نبي في زعمهم أكثر من شخص فاضل، تخلق بمحاسن الأخلاق، وجانب سفاسفها، وساس نفسه، حتى ملك قيادها، فلا تغلبه شهواته، ولا يقهره سوء أخلاقه، ثم ساس الخلق بتلك الأخلاق. وزعموا أن المعجزات حيل ومخاريق.

(35/124)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 125
وقال الحافظ أبو القاسم بن عساكر في ترجمته: ثم حج، ودخل الشام، وأقام بها نحواً من عشر) سنين، وصنف، وأخذ نفسه بالمجاهدة، وكان مقامه بدمشق في المنارة الغربية من الجامع. وقد سمع صحيح البخاري من أبي سهل محمد بن عبيد الله الحفصي. وقدم دمشق في سنة تسع وثمانين. قلت: وجالس بها الفقيه نصر المقدسي. وقال القاضي شمس الدين بن خلكان إنه لزم إمام الحرمين، فلما توفي خرج إلى نظام الملك، فبالغ في إكرامه، وولاه نظامية بغداد، فسا إليها في سنة أربع وثمانين، وأقبل عليه أهل العراق، وآرتفع شأنه. ثم ترك ذلك في سنة ثمان وثمانين، وتزهد، وحج، ورجع إلى دمشق، فآشتغل بها مدة بالزاوية الغربية، ثم انتقل إلى بيت المقدس، وجد في العبادة، ثم قصد مصر، وأقام مدة بالإسكندرية، ويقال إنه عزم على المضي إلى الأمير يوسف بن تاشفين سلطان مراكش، فبلغه نعيه. ثم إنه عاد إلى وطنه بطوس. وصنف التصانيف: البسيط، والوسيط، والوجيز، والخلاصة في الفقه، وإحياء علوم الدين. وفي الأصول: المستصفى، والمنخول، واللباب، وبداية الهداية، وكيمياء السعادة، والمأخذ، والتحصين، والمعتقد، وإلجام العوام، والرد على الباطنية، والإقتصاد في إعتقاد الأوائل، وجواهر القرآن، والغاية القصوى، وفضائح الإباحية، وعود الدور. وله: المنجل في علم الجدل، وكتاب تهافت الفلاسفة، وكتاب محك النظر، ومعيار العلم، والمضنون به على غير أهله.

(35/125)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 126
وشرح الأسماء الحسنى، ومشكاة الأنوار، والمنقذ من الضلال، وحقيقة القولين، وغير ذلك من الكتب. وقد تصدر للإملاء. ولد سنة خمسين وأربعمائة. وقال عبد الغافر: توفي يوم الإثنين رابع عشر جمادى الآخرة سنة خمس، ودفن بمقبرة الطابران، وهي قصبة بلاد طوس. وقولهم: الغزالي، والعطاري، والخبازي، نسبة إلى الصنائع بلغة العجم، وإنما ينبغي أن يقال الغزال، والعطار، ونحوه. وللغزالي أخ واعظ مدرس له القبول التام في التذكير واسمه:) أبو الفتوح أحمد. درس بالنظامية ببغداد، نيابة عن أخيه لما ترك التدريس، قليلاً، وبقي إلى حدود سنة عشرين وخمسمائة. وقال ابن النجار في تاريخه: الغزالي إمام الفقهاء على الإطلاق، ورباني الأمة بالإتفاق، ومجتهد زمانه، وعين أوانه. برع في المذهب، والأصول، والخلاف، والجدل، والمنطق، وقرأ الحكمة، والفلسفة، وفهم كلامهم، وتصدى للرد عليهم. وكان شديد الذكاء، قوي الإدراك ذا فطنة ثاقبة، وغوص على المعاني، حتى قيل إنه ألف كتابه المنخول، فلما رآه أبو المعالي قال: دفنتني وأنا حي، فهلا صبرت حتى أموت، لأن كتابك غطى على كتابي. ثم روى ابن النجار بسنده، أن والد الغزالي كان رجلاً من أرباب المهن يغزل الصوف، ويبيعه في دكانه بطوس، فلما احتضر أوصى بولديه محمد وأحمد إلى صديق له صوفي صالح، فعلمهما الخط، وفني ما خلف لهما أبوهما، وتعذر عليهما القوت، فقال: أرى لكما أن تلجأ إلى المدرسة كأنكما طالبين للفقه، عسى يحصل لكما مقدار قوتكما. ففعلا ذلك.

(35/126)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 127
وقال أبو العباس أحمد الخطيبي: كنت يوماً في حلقة الغزالي، رحمه الله، فقال: مات أبي، وخلف لي ولأخي مقداراً يسيراً، ففني، بحيث تعذر القوت علينا، وصرنا إلى مدرسة نطلب الفقه، ليس المراد سوى تحصيل القوت. وكان تعلمنا لذلك لا لله. فأبى أن يكون لله. وقال أسعد الميهني: سمعت الغزالي يقول: هاجرت إلى أبي نصر الإسماعيلي بجرجان، فأقمت إلى أن أخذت عنه التعليقة. قال ابن النجار: وقرأت على أبي القاسم الأسدي العابد بالثغر، عن أبي محمد عبد الله بن علي الأشيري قال: سمعت أبا محمد عبد المؤمن بن علي القيسي، سمعت أبا عبد الله محمد عبد الله بن تومرت السوسي يقول: أبو حامد الغزالي قرع الباب وفتح لنا. قال ابن النجار: بلغني أن أبا المعالي الجويني كان يصف تلامذته يقول الغزالي بحر مغرق، إلكيا أسد مخرق، والخوافي نار تحرق. وقال أبو محمد العثماني، وغيره: سمعنا محمد بن يحيى بن عبد المنعم العبدري المؤدب يقول: رأيت بالإسكندرية سنة خمسمائة كأن الشمس طلعت من مغربها، فعبره لي عابر ببدعة تحدث فيهم، فبعد أيام وصل الخبر بإحراق كتب الغزالي بالمرية.) وقال أبو عامر العبدري الحافظ: سمعت أبا نصر أحمد بن محمد بن عبد

(35/127)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 128
القاهر الطوسي يحلف بالله أنه أبصر في نومه كأنه ينظر في كتب الغزالي، فإذا هي كلها تصاوير. قلت: للغزالي غلط كثير، وتناقض في تواليفه، ودخول في الفلسفة، وشكوك. ومن تأمل كتبه العقلية رأى العجائب. وكان مزجي البضاعة من الآثار، على سعة علومه، وجلالة قدره، وعظمته. وقد روى عنه أبو بكر بن العربي الإمام صحيح البخاري، بروايته عن الحفصي، فيما حكى ابن الحداد الفاسي، ولم يكن هذا بثقة، فالله أعلم.

(35/128)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 129
(أنا صب مستهام .......... وهموم لي عظام)

(طال ليلي دون صحبتي .......... سهرت عيني وناموا)

(بي غليل وعليل .......... وغريم وغرام)

(ففؤادي لحبيبي .......... ودمي ليس حرام)

(ثم عرضي لعذولي .......... أمة العشق كرام)
مقاتل بن عطية بن مقاتل. أبو الهيجا البكري، الحجازي. الأمير شبل الدولة. من أولاد أمراء العرب. دخل خراسان، وغزنة لوحشة وقعت بينه وبين إخواته، وآختص بالوزير نظام الملك وصاهره، ثم عاد إلى بغداد لما قتل النظام. وله شعر جيد. ثم قصد كرمان ليمتدح وزيرها ناصر الدين مكرم بن العلاء، فوفد عليه،

(35/129)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 130
فوصله بألفي دينار لما أنشده قصيدته:
(دع العيس تذرع عرض الفلا .......... إلى ابن العلاء وإلا فلا)
ثم إنه دخل هراة، وأحب بها امرأة، وقال فيها الأشعار، ثم مرض، وغلبت عليه السوداء، وتوفي في حدود هذه السنة، في ربيع الأول بمرو وله ديوان.
4 (حرف الهاء)
هبة الله بن علي بن الفضل.) أبو سعد الشيرازي، الأديب. سمع: أبا طالب محمد بن محمد بن غيلان. روى عنه: محمد بن أحمد بن علي زفرة المفيد الإصبهاني، وغيره. وتوفي في صفر عن: أربع وسبعين سنة.
4 (حرف الياء)
يوسف بن عبد العزيز بن عديس. أبو الحجاج الأنصاري، الأندلسي. مكثر عن: أبي عمر بن عبد البر. وسمع بطليطلة من جماهر بن عبد الرحمن. وسكنها وتفقه بها. وكان حافظاً، ذكياً، متقناً، مصنفاً.

(35/130)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 131
روى عنه: أبو عامر بن حبيب الشاطبي. توفي في نصف شوال.

(35/131)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 132
4 (وفيات سنة ست وخمسمائة)

4 (حرف الألف)
أحمد بن الفرج بن عمر. أبو نصر الدينوري، الإبري، والد شهدة. شيخ، زاهد، ثقة، خير. سمع: أبا يعلى بن الفراء، وأبا الغنائم بن المأمون، وجماعة. روى عنه: بنته. وتوفي في جمادى الأولى من السنة. أحمد بن أبي عاصم. الصيدلاني، الهروي. أحد المعمرين. سمع: أبا يعقوب القراب الحافظ. قال أبو سعد السمعاني: أجاز لي مروياته في سنة ست هذه. أحمد بن محمد بن عمر بن إبراهيم.) أبو منصور الكرماني، ثم الإصبهاني، الواعظ، الزاهد، ويعرف بابن إدريس.

(35/132)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 133
روى عن: أبي طاهر بن عبد الرحيم. روى عنه: أبو موسى الحافظ وقال: توفي في تاسع صفر. ودفن عند قبر حممة الدوسي. أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمد ابن القاريء. أبو غالب الهمذاني، الخفاف، العدل. كان شيخاً مسناً، معمراً، من أهل الشهادات. وجد سماعه في كتب المحدثين. روى عن: أبي سعيد بن شبانة، ومنصور بن عبد الرحمن الحنبلي، والحسين بن عمر النهاوندي الصوفي. روى عنه: السلفي، وشهردار بن شيرويه. وأظن الحافظ أبا العلاء روى عنه. وآخر من روى عنه أبو الكرم علي بن عبد الكريم. وقد حدث في سنة ست هذه. ولم يذكر له شيرويه وفاة. أحمد بن عبد الرحمن بن الحسين. الأستاذ أبو الحسين الكرماني، الزاهد، شيخ الصوفية. ذكره عبد الغافر الفارسي فقال: أحد أولياء الله، ومن أفراد عصره مجاهدة ومعاملة وخلقاً مشاهدة. ورد نيسابور، وأقام عند أبي القاسم القشيري، وسلك طريق الإرادة ونفذ منها. وكان أبو القاسم يعتني به. وحصل من العلوم ما يحتاج إليه من الأصول والفروع، وجمع كتب أبي القاسم وسمعها، ثم غلب عليه قوة الحال، فصار مستغرقاً في الإرداة. وكان ظريف اللقاء، مقبول المشاهدة، رخيم الصوت، ولم يزل في صحبة

(35/133)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 134
الشيخ أبي القاسم إلى أن توفي، فعاد إلى كرمان، وقد طاب وقته مرة، فخرج من الكتب التي حصلها، ووضعها في الوسط، فأشار عليه أبو القاسم بحفظ ذلك. وقال: احفظها وديعة عندك، ولم يأذن له في بيعها ولا هبتها، فكان يستصحبها، يصونها ولا يطالعها، ويقول: إنها وديعة للإمام عندي. واشتغل بما كان له من الأحوال العالية الصافية، ثم بعدما صار إلى كرمان، بقي شيخ وقته، ووقع له القبول عند الملوك، والوزراء، والأكابر، واستكانوا له، وتبركوا به. وما كان يرغب فيهم ولا) يأخذ أموالهم، بل كان يجتنبهم، ويختار العزلة والإنزواء ببعض القرى. جاء نعيه إلى نيسابور في سنة أربع وسبعين وأربعمائة، ثم ظهر خلاف ذلك، وعاش إلى سنة ست وخمسمائة، فجاء نعيه في منتصف ربيع الأول. سمع الكثير، وما روى إلا القليل. قلت: عاش سبعين أو ثمانين سنة. أحمد بن علي بن محمد بن عبدوس. أبو حامد بن الحذاء النيسابوري. ذكره عبد الغافر فقال: شيخ مستور من أقارب الحاكم الحسكاني. سمع من: صاعد بن محمد. وسمع مسند العشرة من أبي سعد النصروي. وسمع فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل من النصروي، بسماعه من أبي بكر القطيعي سنة سبع وستين. أنا عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد: نا أبي وقرىء عليه بدلالة الوالد عليه. واسم أبي سعد عبد الرحمن بن حمدان. ولد أحمد في سنة ثمان عشرة، وتوفي في شوال. روى عنه: عمر بن أحمد الصفار، وجماعة من مشيخة عبد الرحيم السمعاني.

(35/134)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 135
أحمد بن عبد الواحد بن محمد ابن الدباس. أبو سعد، ويعرف بابن السقلاطوني وبابن الحريري. حدث عن: أبي محمد الجوهري. وعنه: أبو المعمر الأنصاري، وأبو طاهر السلفي. توفي في شعبان. أحمد بن أبي نصر. البغدادي، الغضاري. سمع: الحسن بن محمد الخلال. روى عنه: المبارك بن كامل، وأبو طالب بن خضير. توفي في ذي الحجة، ودفن بباب حرب، رحمه الله.) إبراهيم بن حمزة بن ينكي بن محمد بن علي. أبو محمد الخداباذي، البخاري. حج سنة خمسمائة، فسمع بالبصرة، وسمع بمكة أبا محمد بن بتنة. روى عنه ابنه حمزة ببخارى. توفي بالمدينة، ودفن بالبقيع يوم عاشوراء.

(35/135)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 136
إدريس بن هارون بن الحسين. أبو محمد البغدادي، الصائغ، المقريء. شيخ صالح، روى قليلاً عن أبي الحسين بن النقور. وتوفي في رمضان. روى عنه: السلفي، وأبو عامر العبدري. وما زال يسمع إلى أن مات. إسماعيل بن أحمد بن محمد بن أحمد. أبو الرجاء ابن الشيخ أبي الفتح الحداد الإصبهاني. روى عن: أبي بكر بن ريذة، وعبد العزيز بن أحمد بن ماذويه، وأبي طاهر بن عبد الرحيم. روى عنه: المبارك بن المبارك السراج، والمبارك بن أحمد الأنصاري، وأبو طاهر السلفي. سكن بغداد، ثم سكن مصر، وبها توفي. إسماعيل بن الحسن بن علي بن حمدون. أبو القاسم السنجبستي الفرائضي، القاضي، مسند وقته. ولد في حدود سنة عشر وأربعمائة. وسمع: أبا بكر أحمد بن الحسن الحيري، والصيرفي، وأبا علي الحسن البلخي.

(35/136)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 137
وسمع منه الآباء والأبناء، وعمر دهراً طويلاً، وكان ذا مروءة وحشمة. روى عنه: محمد بن محمد السنجي، وأبو شجاع عمر بن محمد البسطامي، ومحمد بن الحسين الواعظ بواسط، وأبو الفتوح الطائي، وجماعة كثيرة. توفي في شهر صفر بسنجبست. وثقه عبد الغافر.) وسنجبست: على مرحلة من نيسابور. وكان يدخل البلد ويحدث.
4 (حرف الجيم)
جعفر الحنبلي. المعروف بالدرزيجاني، الفقيه. صاحب القاضي أبى يعلى بن الفراء. ذكره أبو الحسين بن الفراء في طبقات أصحاب أحمد.

(35/137)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 138
وقد لقن خلقاً القرآن. وكان جواداً، مهيباً، ذا سطوة وجلالة. وهو جعفر بن الحسن. وبالغ في تعظيمه ابن النجار، وأنه كان يختم كل يوم القرآن في ركعة واحدة، وأنه تفقه على أبي يعلى.
4 (حرف الحاء)
حبيبة بنت عبد العزيز بن موسى بن سباع. الأندلسية، زوجة أبي القاسم بن مدبر. سمعت: أبا عمر بن عبد البر، وأبا العباس العذري. وكان لها خط مليح ومعرفة، وفيها دين. وولدت سنة سبع وثلاثين. الحسين بن الحاكم أحمد بن عبد الرحيم. الإسيماعيلي أبو سعيد. سمع من: أبي الحسين عبد الغافر، وجماعة. وتوفي في ذي الحجة. الحسن بن محمد بن محمود بن سورة. أبو سعيد النيسابوري، سبط شيخ الإسلام أبي عثمان الصابوني. ذكره عبد الغافر فقال: فاضل، عالم، عهدناه أفضل أهل بيته. سمع من جده ومشايخ عصره، وسمع من الواحدي تفسيره. وعقد مجلس الإملاء.)

(35/138)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 139
توفي في شوال في آخر الكهولة. حمد بن إسماعيل بن حمد بن محمد. أبو الحسن الهمذاني، المعروف بالشيخ الزكي. كان صدوقاً حجاجاً. سمع: ابن غيلان، والخلال، والطناجيري، وعبد العزيز بن علي الأزجي، وابن المذهب. روى عنه: عبد الخالق بن يوسف، والسلفي. وتوفي في نصف ربيع الأول بالمدينة، ودفن بالبقيع. روى عنه السلفي في البلد الأول من أربعيه. حمد بن محمد بن أحمد بن منصور. أبو القاسم الإصبهاني، القصاب، والصوفي، الطويل. حمد بن محمد بن أبي بكر. أبو شكر الإسكاف. حمد بن طاهر بن أحمد. أبو الفضل الأنماطي، المؤذن. إصبهاني يروي عن الباطرقاني.

(35/139)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 140
روى عنه: أبو موسى المديني. حيدرة بن أحمد بن حسين. أبو تراب الأنصاري، الدمشقي المقريء، المعروف بالخروف. سمع: أبا الحسين بن مكي، وأبا القاسم الحنائي، وأبا بكر الخطيب. قال ابن عساكر: سمعت منه جزءاً من تاريخ بغداد. وكان مكثراً. وتوفي في ربيع الأول. قلت: وهو أقدم شيخ لابن عساكر موتاً.
4 (حرف الخاء)
خلف بن محمد. الشيخ أبو القاسم بن المريي.) كان من سكان المرية من الأندلس. قال ابن الدباغ: رأيته سنة ست وخمسمائة. سمع من: أبي العباس العذري. ولقي أبا عمرو عثمان بن سعيد الداني. وكان عنده أدب.
4 (حرف الصاد)
صاعد بن منصور بن إسماعيل بن صاعد.

(35/140)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 141
أبو العلاء النيسابوري، الخطيب، القاضي، المدرس، قاضي القضاة. كان إمام الحرمين يثني عليه، وكان محبوباً، مقبولاً، رضي الأخلاق، خلف أباه في الخطابة، والتدريس، والوعظ، ثم ولي قضاة خوارزم. وحج، وأقام ببغداد مدة، ثم عاد إلى نيسابور، وعقد مجلس الإملاء. سمع جده: أبا الحسن، وعمه أبا علي، وأباه القاضي أبا القاسم، وعمر بن مسرور، وأبا عثمان الصابوني، وعبد الغافر الفارسي، والحسن بن محمد الدربندي، وجماعة. روى عنه: أبو عثمان إسماعيل العصائدي، وأبو شجاع عمر البسطامي، وغيرهما. توفي في رمضان.
4 (حرف الطاء)
طونة بنت عبد العزيز بن موسى بن طاهر. العالمة، زوجة أبي القاسم بن مدبر. أخذت عن أبي عمر بن عبد البر، وكتبت تصانيفه. وكانت حسنة الخط. عاشت سبعين سنة.

(35/141)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 142
4 (حرف العين)
العباس بن أحمد بن محمد. أبو الفضل الحسنوي، النيسابوري، الشقاني، الفقيه، المحدث. أنفق عمره في طلب الحديث، وأفاد، وكتب، وكان رقيق الحال، فقيراً، قانعاً.) سمع: عبد الرحمن بن حمدان النصروبي، وأحمد بن محمد بن الحارث التميمي الإصبهاني، وأبا حسان محمد بن أحمد بن جعفر، ومحمد بن إبراهيم المزكي، وجماعة كثيرة. وقل أن يوجد بنيسابور جزء إلا قد سمعه. روى عنه: محمد بن محمد السنجي، وعمر بن محمد البسطامي، وعبد الرحيم بن الإخوة، وآخرون كثيرون. وتوفي في ذي الحجة. وكان من المسندين بنيسابور. وكان أبوه أبو العباس من الأئمة. وابنه أبو بكر محمد: يروي عن القشيري. سوف يأتي. والآخر اسمه أحمد، يأتي أيضاً. عبد الله بن الحسن بن هلال بن الحسن.

(35/142)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 143
أبو القاسم الأزدي، الدمشقي. سمع: أبا علي الأهوازي، وأبا عبد الله بن سعدان، ورشأ بن نظيف، وسحنام، وجماعة سواهم. وكان يسكن بقرية سقبا، ولم يكن الحديث من شأنه. روى عنه: الصائن هبة الله، وجماعة. توفي في سقبا، في ذي القعدة، وبها دفن. عبد الجبار بن عبيد الله بن أبي سعد محمد بن ظورويه. أبو بكر الإصبهاني، الدلال، الصفار. ولد سنة ثلاث عشرة وأربعمائة. وسمع من: أبي نعيم. روى عنه: أبو موسى المديني، وغيره. ومات في ربيع الآخر. عبد الملك بن عبد الله بن أحمد بن رضوان. أبو الحسين المراتبي، من أهل باب المراتب. كان صالحاً، خيراً، رئيساً، كثير الصدقة.) وكان صاحب ديوان الرسائل لأمير المؤمنين المستظهر بالله. روى عن: أبي محمد الجوهري. وعنه: أبو المعمر الأنصاري. وتوفي في شوال.

(35/143)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 144
علي بن عبد الملك بن محمد بن شاذان. أبو الحسن الطوسي، الجوهري، الصوفي، الزاهد، سمع الكثير بنفسه من: أبي حفص بن مسرور، وأبي الحسين عبد الغافر، وأبي سعد الكنجروذي. ورحل فسمع من: أبي يعلى بن الفراء، وابن المهتدي بالله. روى عنه: علي بن الحسن المقريء، ومحمد بن أبي بكر السنجي، وغيرهما. قال ابن السمعاني: توفي بعد سنة أربع وخمسمائة، وكان مقرئاً، صالحاً. قلت: إنما كتبته هنا على سبيل التقريب، لا أنه توفي في هذا العام. علي بن ناصر بن محمد بن الحسن. أبو الفضل العلوي المحمدي. من ولد محمد بن الحنفية. وكان نقيب مشهد باب التبن. وكان يسكن الكرخ، وله معرفة بالأنساب. سمع: أبا محمد الجوهري. روى عنه: أبو المعمر الأنصاري، وأبو طالب بن خضير، وغيرهما. وحدث في هذه السنة، ولم تؤرخ وفاته.
4 (حرف الفاء)
الفضل بن أحمد بن محمد بن متوبه. أبو عمرو الكاكوتي. كان يقال لأبيه كاكو.

(35/144)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 145
سمع من: عبد الغافر الفارسي، وأبي عثمان الصابوني، وابن مسرور بإفادة والده. قال أبو سعد السمعاني: أجاز لي، وحدثني عنه جماعة. وتوفي ليلة عيد الفطر. وكان مولده في سنة تسع وثلاثين.) ومن الرواة عنه ولده، وبقي إلى سنة أربع وخمسين. وروى أبوه أحمد كاكو عن: أبي عبد الله بن نظيف. الفضل بن محمد بن عبيد بن محمد بن محمد بن مهدي. أبو محمد القشيري، النيسابوري. شيخ، ثقة، مشهور، من بيت العدالة والصلاح. كان مبالغاً في الاحتياط في الشهادات، ومن أعيان العدول. كان صوفياً، مليحاً، خيراً. سمع: عبد الرحمن بن حمدان النضرويي، وعبد القاهر أبا منصور البغدادي، وأبا حسان المزكي، وأبا الحسين الفارسي. وحدث ببغداد لما حج. روى عنه: أبو الفتح محمد بن عبد السلام الكاتب، وغيره. ولد سنة عشرين وأربعمائة. وتوفي في رمضان. وهو آخر عبيد القشيري، سيأتي. فضل الله بن محمد بن أحمد بن أبي جعفر.

(35/145)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 146
أبو محمد بن أبي الفضل الطبسي. من أولاد المحدثين. سافر الكثير، وسمع، ونسخ. سمع ببلده: أباه، وأبا عثمان العيار، وأبا بكر البيهقي، وعبيد الله بن محمد بن مندة. وبنيسابور. وسمع ببغداد من: أبي الفضل بن خيرون. وبالبصرة من: أبي علي القشيري. وبإصبهان من: إبراهيم بن محمد القفال. روى عنه: عبد العزيز بن محمد بن سيما، وجماعة. وأجاز للجنيد القايني في هذه السنة. ولم تضبط وفاته.
4 (حرف الميم)
محمد بن أبلي القاسم الفضل بن محمد بن عبد الله.) أبو بكر الإصبهاني الأعسر، القرابي القصار. عبد صالح، يقال إنه كان من الأبدال. روى عن: ابن ريذة. روى عنه: أبو موسى في معجمه. وتوفي في ذي الحجة. محمد بن محمد بن أيوب بن محسن.

(35/146)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 147
أبو محمد القطواني، السمرقندي. وقطوان: على خمسة فراسخ من سمرقند كان إماماً في الوعظ، له القبول. التام من الخاص والعام، سمع من جماعة، وحدث. روى عنه جماعة من أهل سمرقند. وكان مولده في سنة أربع وأربعين وأربعمائة. رماه فرسه فآندقت عنقه. وتوفي من الغد في سادس رجب. محمد بن محمد بن الحسن بن عيشون. موفق الملك، أبو الفضل المنجم. كان رأساً في صنعة التنجيم بالعراق، وله شعر رقيق. روى عنه: أبو الوفاء أحمد بن محمد بن الحصين. فمن شعره:
(أنت يا مغرور ميت .......... فتأهب للفراق)

(وذر الحرص على الرز .......... ق، فما أنت بباق)

(فالأماني والمنايا .......... تتجارى في سباق)

(لك بالأخرى اشتغال .......... فتهيأ للتلاق)
محمد بن موسى بن عبد الله. القاضي أبو عبد الله التركي، البلاساغوني، الحنفي.

(35/147)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 148
سمع ببغداد من شيخه القاضي أبي عبد الله الدامغاني، ومن: أبي الفضل ابن خيرون. ونزل بدمشق.) روى عنه: أبو البركات الحضري عبد الحارثي. وولي قضاء القدس مدة، فشكوه وعزل. ثم ولي قضاء دمشق، وكان قد عزم على نصب إمام حنفي بجامع دمشق، من محبته في مذهبه، وعين إماماً، فآمتنع أهل دمشق من الصلاة خلفه، وصلوا بأجمعهم في دار الخيل، وهي القيسارية التي قبل المدرسة الأمينية. وهو الذي رتب الإقامة في الجامع مثنى مثنى، فبقي إلى أن أزيل في أيام صلاح الدين في سنة سبعين. قال ابن عساكر: سمعت أبا الحسن بن قبيس الفقيه يذمه، ويذكر أنه كان يقول: لو كان لي أمر لأخذت من الشافعية الجزية. وكان مبغضاً للمالكية أيضاً. توفي في جمادى الآخرة. محمود بن يوسف بن حسين. أبو القاسم التفليسي، الشافعي. قدم بغداد، وتفقه بها على الشيخ أبي إسحاق.

(35/148)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 149
سمع من: أبي يعلى بن الفراء، وعبد الصمد بن المأمون، وجماعة. ورجع إلى بلاده. روى عنه: الطيب بن محمد الغضائري. وتوفي في هذه السنة أو بعدها. مصعب بن محمد بن أبي الفرات. أبو العرب القرشي العبدري، الصقلي، الشاعر المشهور. دخل الأندلس عند تغلب الروم على صقلية. وحظي عند المعتمد بن عباد. وديوانه بأيدي الناس. روى عن: أبي عمر بن عبد البر. أخذ عنه: أبو علي بن عريب أدب الكاتب لابن قتيبة، ثم إنه صار في آخر أمره إلى صاحب ميورقة ناصر الدولة، فتوفي هناك. وله:
(كأن أديم الأرض كفاك إن يسر .......... به راكب تقبض عليه الأناملا)
)

(35/149)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 150
(فأين يفر المرء عنك بجرمه .......... إذا كان في كفيك يطوي المراحلا)
المعمر بن علي بن المعمر بن أبي عمامة. أبو سعد الحنبلي، الواعظ. بغدادي كبير، درس، وأفتى، وناظر، وحفظ الكثير من النوادر والغرر، وآنفراد بالكلام على لسان الوعظ، وآنتفع الخلق بمجالسه. وكان يبكي الحاضرين ويضحكهم، وله قبول عظيم. وله من سرعة الجواب، وحدة الخاطر، ما شاع وذاع، ووقع عليه الإجماع. وكان يؤم المقتدي بالله في التراويح وينادمه. وسمع من: أبي طالب بن غيلان، والخلال، والأزجي، والحسن بن المقتدر، وجماعة. روى عنه: ابن ناصر، وأبو المعمر الأنصاري. ولد في سنة تسع وعشرين وأربعمائة. وتوفي في ربيع الأول. قاله ابن النجار.

(35/150)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 151
4 (حرف النون)
ناجية بنت أبي عبد الله محمد بن أحمد بن الحسن بن جردة.

(35/151)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 152
وتعرف بست السعود، الحاجبة. روت عن: أبي محمد الجوهري. روى عنها: أبو المعمر الأنصاري. وتوفيت في شوال، ودفنت بالحربية.

(35/152)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 153
4 (وفيات سنة سبع وخمسمائة)

4 (حرف الألف)
أحمد بن أحمد بن هبة الله. أبو الفتح العراقي. روى عن: الأمير حسن بن المقتدر، والحسن بن محمد الخلال، وأبي القاسم التنوخي. روى عنه: أبو المعمر الأنصاري. وتوفي في شوال وله تسع وثمانون سنة.) وقد سمع ديوان المطرز منه. وعنه أيضاً: المبارك بن خضير، وغيره. أحمد بن عثمان بن علي بن قرايا. أبو الحسن البغدادي البزاز. سمع: الحسين بن جعفر السلماسي، صاحب أبي حفص بن شاهين. روى عنه: المبارك بن كامل، والسلفي. أحمد بن أبي نصر القصاري. البغدادي.

(35/153)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 154
سمع: أبا محمد الخلال. مات في ذي الحجة. أحمد بن علي بن بدران بن علي. أبو بكر الحلواني، البغدادي، المعروف بخالوه. شيخ صالح، دين. سمع الكثير بنفسه، وكتب، وخرج له الحميدي فوائد عن شيوخه. سمع: أبا بكر محمد بن علي بن شبانة الدينوري، وأبا الطيب الطبري، وأبا الحسن الماوردي، والجوهري. روى عنه: أبو القاسم السمرقندي، والسلفي، وأبو طالب بن خضير، وخطيب الموصل أبو الفضل، وخلق آخرهم ابن كليب. ذكره ابن ناصر فقال: شيخ صالح، ضعيف، لا يحتج بحديثه، ولم يكن له معرفة بالحديث. ولد في حدود سنة عشرين وأربعمائة. وتوفي

(35/154)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 155
في جمادى الآخرة سنة ست، وأوصى أن يدفن بجنب إبراهيم الحربي. وقال السلفي: كان ثقة، زاهداً. وقال ابن النجار: قرأ بالروايات على أبي علي الحسن بن غالب، وعلي بن محمد بن فارس الخياط. وسمع الكثير وخرج تخريجات. وأثنى عليه الحميدي.) قرأ عليه أبو الكرم الشهرزوري. أحمد بن محمد بن عبد الله بن عمروس. الفقيه، أبو العباس المالكي. من أهل محلة النصرية ببغداد. كان صالحاً، خيراً، عارفاً بمذهب مالك. ولد سنة ثلاث عشرة وأربعمائة، وأجاز له أبو علي بن شاذان، وأحمد بن الباداء. قال شجاع الذهلي: قرأت عليه بهذه الإجازة من نحو ثلاثين سنة. وقال غيره: كان أبوه إماماً مبرزاً في مذهب مالك. وتوفي في ثالث عشر رمضان. حدث عنه: المبارك بن خضير، ونصر الله بن القزاز. أحمد بن محمد بن عبد السلام بن قيداس. أبو نصر. سمع: أبا بكر محمد بن علي الدينوري المقريء، وأبا بكر بن بشران. روى عنه: أبو محمد بن الخشاب. وتوفي في هذه السنة أو بعدها.

(35/155)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 156
أحمد بن محمد بن عبد الله. أبو منصور الصيرفي، المراتبي. روى عن أبي الحسن القزويني يسيراً. روى عنه: المبارك، وعبد الوهاب الصابوني. إبراهيم بن عبد الواحد بن أبي ذر محمد بن إبراهيم بن علي. الصالحاني، الإصبهاني. توفي في جمادى الآخرة. وهو من شيوخ أبي موسى الحافظ. روى عن ابن ريذة. إسماعيل بن الحسين بن حمزة. أبو الحسين العلوي، الهروي، العمري، من ولد عمر بن علي بن أبي طالب. ولد سنة تسع وأربعمائة.) وسمع: سعيد بن العباس القرشي. مات في سابع المحرم، وله مائة إلا سنتين. إسماعيل بن الإمام أبي بكر أحمد بن الحسين بن علي بن موسى. شيخ القضاة أبو علي البيهقي، الخسروجردي.

(35/156)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 157
حدث عن أبيه، وعن: أبي حفص بن مسرور، وأبي عثمان الصابوني، وعبد الغافر الفارسي. روى عنه: أبو القاسم بن السمرقندي، وإسماعيل بن أبي سعد الصوفي. وأجاز لأبي سعد السمعاني. وتوفي في جمادى الآخرة في بيهق. وكان قد سافر عنها نحو ثلاثين سنة، وعاد إليها قبل وفاته بأيام. وسكن خوارزم مدة، ثم بلخ وكان إماماً، مدرساً، فاضلاً، عالماً. ولد سنة ثمان وعشرين وأربعمائة.
4 (حرف الحاء)
الحسين بن عقيل بن سنان. الخفاجي، الحلبي، المعدل، الأصولي، الشيعي. له كتاب المنجي من الضلال في الحرام والحلال، فقه، بلغ عشرين مجلدة، ذكر فيه خلاف الفقهاء، يدل على تبحره.
4 (حرف الخاء)
خيرون بن عبد الملك بن الحسن بن خيرون الدباس. أخو محمد. سمع الكثير من: أبي علي بن المذهب، وأبي إسحاق البرمكي، والجوهري.

(35/157)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 158
روى عنه: أبو المعمر الأنصاري، وغيره. وتوفي في المحرم.
4 (حرف الراء)
رابعة بنت محمود بن عبد الواحد. أم الغيث الإصبهانية.) سمعت: سعيد بن أبي سعيد العيار، وأبا بكر الباطرقاني. وحدثت ببغداد لما حجت. روى عنها: عمر بن ظفر. رضوان ابن سلطان دمشق تتش بن ألب رسلان السلجوقي. ولي سلطنة حلب بعد أبيه إلى أن مات بها في هذه السنة. وولي بعده ابنه ألب رسلان الأخرس، وله ست عشرة وكان رضوان لما مات أبوه بالري في القتال. أقيمت السكة والخطبة بدمشق أياماً لرضوان، ثم استقر على إمرة حلب ونواحيها. ومنه أخذت الفرنج أنطاكية سنة اثنتين وتسعين. وقد ذكر من سيرته المذمومة في الحوادث.

(35/158)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 159
4 (حرف السين)
سراج بن عبد الملك بن سراج بن عبد الله. الإمام أبو الحسين بن العلامة اللغوي أبي مروان. وقد مر أبوه بعد الثمانين وأربعمائة. سمع: أباه، وأبا عبد الله بن عتاب. وخلف أباه بالأندلس في معرفة الأدب. وكان من أذكياء العالم. توفي بقرطبة. قاله ابن الدباغ.

(35/159)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 160
4 (حرف الشين)
شجاع بن فارس بن الحسين بن فارس بن الحسين بن غريب بن بشير بن عبد الله بن منخل بن ثور بن مسلمة بن سعنة بن سدوس بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة. الحافظ أبو غالب الذهلي، السهروردي، ثم البغدادي، الحريمي. قال ابن السمعاني: نسخ بخطه من التفسير، والحديث، والفقه، ما لم ينسخه أحد من الوراقين. قال لي عبد الوهاب الأنماطي: دخلت عليه يوماً، فقال لي: توبني. فقلت: من أي شيء قال: كتبت شعر ابن الحجاج بخطي سبع مرات.) سمع: أبا طالب بن غيلان، وعبد العزيز بن علي الأزجي، والأمير أبا محمد بن المقتدر، وأبا محمد الجوهري، وأبا جعفر ابن المسلمة، وأبا بكر الخطيب، وطبقتهم، ومن بعدهم، إلى أن سمع من جماعة من طبقته. روى عنه: إسماعيل بن السمرقندي، وعبد الوهاب الأنماطي، وأبو طاهر السلفي، وعمر بن ظفر، وسلمان بن جزوان، وطائفة من الطلبة. وملكت بخطه عدة أجزاء.

(35/160)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 161
قال عبد الوهاب: قل ما يوجد بلد من بلاد الإسلام إلا وفيه شيء بخط شجاع الذهلي، وكان مفيد وقته ببغداد، ثقة، سديد السيرة. أفنى عمره في الطلب. وكان قد عمل مسودة تاريخ بغداد ذيلاً على تاريخ الخطيب، فغسله في مرض موته. توفي في ثالث جمادى الأولى، وولد في سنة ثلاثين.
4 (حرف العين)
عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عمر بن جحشويه. أبو محمد الطوابيقي، الآجري، الحربي، القصار. شيخ صالح، سمع: أبا الحسن القزويني، والجوهري. روى عنه: المبارك بن خضير، ومحمد بن جعفر بن عقيل، وغيرها. وتوفي في صفر. عبد الله بن مرزوق بن عبد الله. الهروي، أبو الخير الحافظ، مولى أبي إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري. كان أصم، غير أنه تعلم ورزق فهم الحديث. وكان حسن السيرة. جميل الأمر، متقناً، متثبتاً. سمع: أبا إسماعيل الأنصاري، وغيره بهراة، وأبا عمرو بن مندة، وغيره بإصبهان، وأبا القاسم بن البسري، وطبقته ببغداد، وأبا الفضل محمد بن أحمد الحافظ بطبس.

(35/161)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 162
وجال في الآفاق، ثم سكن إصبهان. روى عنه: حنبل الفخاري، وأبو العلاء أحمد بن محمد بن الفضيل. الإصبهاني، وآخرون. توفي في جمادى الآخرة.) وأكبر شيخ له أبو عمر المليحي. عبد القدر بن محمد. أبو محمد الصدفي، القروي، المعروف بابن الحناط، نزيل المرية. روى عن: أبي بكر أحمد بن محمد بن يحيى الصقلي، وعبد الرحمن بن محمد الخرقي، وأبي مروان عبد الملك بن زيادة الله الطبي، سمع منه بالقيروان، ومحمد بن الفرج، سمع منه بمصر، وعبد الله بن محمد القرشي، والفقيه عبد الحق الصقلي، وغيرهم. وكان صالحاً، زاهداً، معتنياً بالعلم والرواية. روى عنه جماعة. وتوفي في ربيع الأول عن بضع وثمانين سنة. عبد الوهاب بن أحمد بن عبيد الله بن الصحنائي. أبو غالب البغدادي، المستعملي. سمع: أبا محمد الخلال، وعلي بن محمد بن قشيش، وأبا طالب بن غيلان، وأبا القاسم الأزجي.

(35/162)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 163
روى عنه: عمر بن ظفر، وأبو المعمر الأنصاري، وعبد الحق اليوسفي، وآخرون. توفي في ذي الحجة. وكان مولده في سنة عشرين وأربعمائة. علي بن الحسين المردستي. أبو الفوارس الحاجب. سمع: أبا محمد الجوهري. وكان شيعياً من بيت حشمة. علي بن علي بن عبد السميع بن الحسين. الهاشمي، العباسي، أبو الحارث. سمع: أبا طالب بن غيلان. وحدث. سمع منه: أبو المعمر الأنصاري، وأبو طاهر السلفي. علي بن محمد بن علي بن أحمد بن إسماعيل.) الواعظ، أبو منصور الأنباري. كان يسكن دار الخلافة. سمع الكثير، وانتشرت عنه الرواية. سمع: ابن غيلان، وأبا بكر بن بشران، وأبا إسحاق البرمكي، وجماعة. وقرأ بالروايات على أبي علي الشرمقاني.

(35/163)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 164
وتفقه على القاضي أبي يعلى. روى عنه: عبد الوهاب الأنماطي، وعبد الخالق اليوسفي، وأبو المعمر الأزجي، وجماعة. توفي في ذي الحجة، وولد سنة خمس وعشرين. وهو من علماء الحنابلة. عمر بن أحمد بن رزق. أبو بكر بن الفصيح التجيبي، الأندلسي. من أهل المرية. روى عن: أبي عمرو الداني المقريء، وغيره. قال ابن بشكوال: كان ثقة فيما رواه. أخذ الناس عنه. أخبرني بأمره يحيى بن محمد صاحبنا.
4 (حرف الميم)
مالك بن عبد الله. أبو الوليد العتبي، السهلي، القرطبي، اللغوي. من أئمة الأدب. سمع من: محمد بن عتاب، وحاتم بن محمد، وأبي مروان بن حيان المؤرخ، وسراج القاضي. روى الناس عنه كثيراً. ومات بقرطبة.

(35/164)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 165
محمد بن أحمد بن الحسين بن عمر. الإمام أبو بكر الشاشي، الفقيه، الشافعي، مؤلف المستظهري، بميافارقين سنة تسع وعشرين وأربعمائة. وتفقه على الإمام أبي عبد الله محمد بن بيان الكازروني.

(35/165)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 166
وتفقه على قاضي ميافارقين أبي منصور الطوسي تلميذ الأستاذ أبي محمد الجويني. ثم رحل) أبو بكر إلى العراق، ولازم الشيخ أبا إسحاق، وكان معيد درسه. وكان يتردد إلى أبي نصر بن الصباغ، فقرأ عليه الشامل. وسمع الحديث من الكازروني شيخه، ومن ثابت بن أبي القاسم الخياط. وبمكة من أبي محمد هياج الحطيني. وسمع ببغداد من: أبي بكر الخطيب، وجماعة. روى عنه: أبو المعمر الأزجي، وأبو الحسن علي بن أحمد اليزدي، وأبو بكر بن النقور، وشهدة، والسلفي، وغيرهم. وتفقه به جماعة. قال القاضي ابن خلكان: أبو بكر الشاشي، الفارقي، المعروف بالمستظهري، الملقب فخر الإسلام. كان فقيه وقته. ودخل نيسابور صحبة الشيخ أبي إسحاق، وتكلم في مسألة بين يدي إمام الحرمين وتعين في الفقه ببغداد بعد أستاذه أبي إسحاق. وانتهت إليه رئاسة الطائفة الشافعية، وصنف تصانيف حسنة، من ذلك كتاب حلية العلماء في المذهب ذكر فيه مذهب الشافعي، ثم ضم إلى كل مسألة اختلاف الأئمة فيها، وسماه المستظهري، لأنه صنفه للإمام المستظهر بالله. وصنف أيضاً في الخلاف. وولي تدريس النظامية ببغداد بعد شيخه، وبعد

(35/166)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 167
ابن الصباغ، والغزالي. ثم وليها بعد موت إلكيا الهراسي سنة أربع وخمسمائة في المحرم. ودرس بمدرسة تاج الملك وزير ملكشاه. وتوفي في خامس وعشرين شوال، ودفن مع شيخه أبي إسحاق في قبر واحد. وقيل: دفن إلى جانبه. وكان أشعرياً، أصولياً.

(35/167)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 168
محمد بن إبراهيم بن سعيد بن نعم الخلفاء. أبو عبد الله الرعيني، الأندلسي. سمع بسرقسطة من أبي الوليد الباجي، ورحل وحج. وقرأ القراءآت على أبي معشر الطبري. وكان مولده في سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة.) وتوفي بأوريوله. وكان ثقة، خياراً. محمد بن الحسين بن وهبان. أبو المكارم الشيباني. عن: القاضي الطبري، والجوهري. سمع لنفسه من ابن غيلان. محمد بن طاهر بن علي بن أحمد.

(35/168)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 169
الحافظ أبو الفضل المقدسي، ويعرف بابن القيسراني، الشيباني. له الرحلة الواسعة. سمع ببلده من: نصر المقدسي، وابن ورقاء، وجماعة. ودخل بغداد سنة سبع وستين، فسمع من: الصريفيني، وابن النقور، وطبقتهما. وحج، وجاور فسمع من: أبي علي الشافعي، وسعد الزنجاني، وهياج الحطيني. وصحب الزنجاني، وتخرج به في التصوف، والحديث، والسنة، ورحل بإشارته إلى مصر، فسمع بها من أبي إسحاق الحبال. وبالإسكندرية من الحسين بن عبد الرحمن الصفراوي. وبتنيس من علي بن الحسين بن محمد بن أحمد بن الحداد، حدثه عن جده، عن أحمد بن عيسى الوشاء، عن عيسى بن زغبة وذلك من أعلى ما وقع له في الرحلة المصرية. وسمع بدمشق من أبي القاسم بن أبي العلاء الفقيه.

(35/169)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 170
وبحلب من الحسن بن مكي الشيرازي. وبالجزيرة العمرية من أبي أحمد عبد الوهاب بن محمد اليمني، عن أبي عمر بن مهدي. وبالرحبة من الحسين بن سعدون. وبصور من القاضي علي بن محمد بن عبد الله الهاشمي. وبإصبهان من: عبد الوهاب بن مندة، وإبراهيم بن محمد القفال، وطائفة. وبنيسابور من: الفضل بن المحب، وموسى بن عمران، وأبي بكر بن خلف. وبهراة من: محمد بن أبي مسعود الفارسي، وكلار، وبيبى، وشيخ الإسلام. وبجرجان من: إسماعيل بن مسعدة، والمظفر بن حمزة البيع.) وبآمد من قاسم بن أحمد الخياط الإصبهاني، وهو من كبار شيوخه، سمع سنة أربع وثمانين وثلاثمائة من محمد بن أحمد بن جشنس، صاحب ابن صاعد. وبأستراباذ من: علي بن عبد الملك الحفصي، حدثه عن هلال الحفار. وببوشنج من: عبد الرحمن بن محمد بن عفيف كلار. وبالبصرة من: عبد الملك بن شغبة. وبالدينور من: أحمد بن عيسى بن عباد الدينوري، عن ابن لال الهمذاني. وبالري من: إسماعيل بن علي الخطيب، عن يحيى بن إبراهيم المزكي. وبسرخس من: محمد بن عبد الملك المظفري، عن أحمد بن محمد بن الفضل الكرابيسي، عن محمد بن حمدويه المروزي.

(35/170)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 171
وبشيراز من: علي بن محمد بن علي الشروطي، عن الحسن بن أحمد ابن محمد بن الليث الحافظ إملاء سنة إحدى وأربعمائة، ثنا ابن البختري ببغداد. وبقزوين من: أبي بكر محمد بن إبراهيم بن علي العجلي الإمام، عن أبي عمر بن مهدي، قدم عليهم. وبالكوفة من: أبي القاسم الحسين بن محمد، من طريق آبن أبي غرزة. وبالموصل من: هبة الله بن أحمد المقريء، عن محمد بن علي بن بحشل، عن محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب. وبمرو: محمد بن الحسن المهربن دقشابي، عن أحمد بن عبدوس النسوي. وبمرو الروذ من: الحسن بن محمد الفقيه، عن الحيري. وبنوقان من: محمد بن سعيد الحاكم، عن السلمي. وبنهاوند من: عمر بن عبيد الله القاضي، عن عبد الملك بن بشران. وبهمذان من: عبد الواحد بن علي الصوفي، عن محمد بن علي بن حمدويه الطوسي. وبالمدينة النبوية من: طراد الزينبي. وبواسط من صدقة بن محمد المتولي. وبساوة من: محمد بن أحمد الكامخي. وبأسداباذ من: أبي الحسن علي بن محمد المحلمي، عن الحيري.) وبالأنبار من: أبي الحسن علي بن محمد بن محمد الخطيب. وبإسفراين من: عبد الملك بن أحمد العدل، عن علي بن محمد بن علي السقاء. وبآمل طبرستان من: الفضل بن أحمد البصري، عن جده، عن أبي أحمد ابن عدي.

(35/171)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 172
وبالأهواز من: عمر بن محمد بن حيكان النيسابوري، عن ابن ريذة. وببسطام من: أبي الفضل محمد بن علي السهلكي، عن الحيري. وبخسروجرد من: الحسن بن أحمد البيهقي، عن الحيري. فهذه أربعون مدينة قد سمع فيها الحديث، وسمع في بلدان أخر تركتها. روى عنه: شيرويه الهمذاني، وأبو جعفر محمد بن الحسن الهمذاني، وأبو نصر أحمد بن عمر الغازي، وعبد الوهاب الأنماطي، وابن ناصر، والسلفي، وطائفة كبيرة، آخرهم موتاً محمد بن إسماعيل الطرسوسي الإصبهاني. قال أبو القاسم بن عساكر: سمعت إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ يقول: أحفظ من رأيت محمد بن طاهر. وقال يحيى بن مندة في تاريخه: كان أحد الحفاظ، حسن الإعتقاد، جميل الطريقة، صدوقاً، عالماً بالصحيح والقيم، كثير التصانيف، لازماً للأثر. وقال السلفي: سمعت ابن طاهر يقول: كتبت صحيح البخاري ومسلم وابن داود سبع مرات بالوراقة، وكتبت سنن ابن ماجة بالوراقة عشر مرات، سوى التفاريق بالري. وقال ابن السمعاني: سألت أبا الحسن محمد بن أبي طالب عبد الملك الفقيه بالكرج، عن محمد بن طاهر، فقال: ما كان على وجه الأرض له نظير. وعظم أمره، ثم قال: كان داودي المذهب. قال لي: اخترت مذهب داود. فقلت: له: ولم قال: كذا اتفق. فسألته عن أفضل من رأى، فقال: سعد الزنجاني، وعبد الله بن محمد الأنصاري. وقال أبو مسعود الحاجي: سمعت ابن طاهر يقول: بلت الدم في طلب الحديث مرتين. مرة ببغداد، ومرة بمكة. وذاك أني كنت أمشي حافياً في حر

(35/172)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 173
الهواجر، فلحقني ذلك. وما ركبت دابة قط في طلب الحديث. وكنت أحمل كتبي على ظهري، إلى أن استوطنت البلاد. وما سألت في) حال الطلب أحداً. وكنت أعيش على ما يأتي من غير مسألة. وقال ابن السمعاني يقول: سمعت بعض المشايخ يقول: كان ابن طاهر يمشي في ليلة واحدة قريباً من سبعة عشر فرسخاً. وكان يمشي على الدوام بالليل والنهار عشرين فرسخاً. أخبرنا إسحاق الأسدي، أنا ابن خليل، أنا خليل بن أبي الرجاء الرازاني، نا محمد بن عبد الواحد الدقاق قال: محمد بن طاهر كان صوفياً ملامتياً، سكن الري، ثم همذان. له كتاب صفوة الصوفية. له أدنى معرفة بالحديث في باب شيوخ البخاري ومسلم، وغيرهما. شاهدناه بجرجان، ونيسابور. ذكر لي عنه حديث الإباحة، أسأل الله أن يجنبنا منها، وممن يقول بها من الرجال والنساء، والأخابث الكحلية من جوانية زماننا، وصوفية وقتنا، وأن ينقذنا من المعاصي كلها، وهم قوم ملاعين، لهم رموز ورطانات، وضلالة، وخذلان، وإباحات، إن قولهم عند فعل الحرام المنع شؤم، والسراويل حجاب. وحال

(35/173)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 174
المذنبين من شربة الخمور والظلمة، يعني خير منهم. وقال ابن ناصر: محمد بن طاهر ممن لا يحتج به. صنف كتاباً في جواز النظر إلى المرد، أورد فيه حكاية يحيى بن معين أنه قال: رأيت جارية بمصر مليحة صلى الله عليها. فقيل له: تصلي عليها فقال: صلى الله عليها وعلى كل مليح. ثم قال ابن ناصر: كان يذهب مذهب الإباحة. يعني في النظر إلى الملاح. وإلا فلو كان يذهب إلى إباحة مطلقة لكان كافراً، والرجل مسلم متبع للأثر، شيء. وإن كان قد خالف في أمور مثل جواز السماع، وقد صنف فيه مصنفاً ليته لا صنفه. وقال ابن السمعاني: سألت عنه إسماعيل الحافظ، فتوقف، ثم أساء الثناء عليه. وسمعت أبا القاسم بن عساكر يقول: جمع ابن طاهر أطراف الصحيحين، وأبي داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجة، وأخطأ فيه في مواضع خطأ فاحشاً. رأيته يخط عند أبي العلاء العطار. وقال ابن ناصر: محمد بن طاهر كان لحنة وكان يصحف. قرأ وإن جبينه

(35/174)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 175
ليتقصد عرقاً بالقاف فقلت: بالفاء، فكابرني. وقال السلفي: كان فاضلاً يعرف، ولكنه كان لحنة. حكى لي المؤتمن قال: كنا بهراة عند عبد الله الأنصاري، وكان ابن طاهر يقرأ ويلحن، فكان الشيخ يحرك رأسه ويقول: لا حول ولا قوة) إلا بالله. وقال ابن طاهر: ولدت في شوال سنة ثمان وأربعين ببيت المقدس، وأول ما سمعت سنة ستين. ورحلت إلى بغداد سنة سبع وستين. ثم رجعت إلى بيت المقدس، فأحرمت من ثم إلى مكة. وقال ابن عساكر: كان ابن طاهر له مصنفات كثيرة، إلا أنه كثير الوهم، وله شعر حسن، مع أنه كان لا يحسن النحو. وله كتاب المختلف والمؤتلف. وقال ابن طاهر في المنثور: رحلت من مصر إلى نيسابور، لأجل أبي القاسم الفضل بن المحب صاحب أبي الحسين الخفاف، فلما دخلت عليه قرأت في أول مجلس جزءين من حديث أبي العباس السراج فلم أجد لذلك حلاوة، واعتقدت أني نلته بغير تعب، لأنه لم يمتنع علي، ولا طالبني بشيء، وكل حديث من الجزءين يسوى رحلة. وقال: لما قصدت الإسكندرية كان في القافلة من رشد إليها رجل من أهل الشام، ولم أدر ما قصده في ذلك. فلما كانت الليلة التي كنا في صبيحتها

(35/175)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 176
ندخل الإسكندرية رحلنا بالليل، وكان شهر رمضان، فمشيت قدام القافلة، وأخذت في طريق غير الجادة، فلما أصبح الصباح، كنت على غير الطريق بين جبال الرمل، فرأيت شيخاً في مقثأة، فسألته عن الطريق، فقال: تصعد هذا الرمل، وتنظر البحر وتقصده، فإن الطريق على شاطيء البحر. فصعدت الرمل، ووقعت في قصب الأقلام، وكنت كلما وجدت قلماً مليحاً اقتلعته، إلى أن اجتمع من ذلك حزمة عظيمة، وحميت الشمس وأنا صائم، وكان الصيف. فتعبت، فأخذت أنتقي الجيد، وأطرح سواه، إلى أن بقي معي ثلاثة أقلام لم أر مثلها طول كل عقدة شبرين وزيادة: فقلت إن الإنسان لا يموت من حمل هذه. ووصلت إلى القافلة المغرب، فقام إلي ذلك الرجل وأكرمني. فلما كان في بعض الليل رحلت القافلة، فقال لي: إن في هذه الليلة مكس، ومعي هذه الفضة، وعليها العشر، فإن قدرت وحملتها معك، لعلها تسلم، فعلت في حقي جميلاً. فقلت: أفعل. قال: فحملتها ووصلت الإسكندرية وسلمت، ودفعتها إليه فقال: تحب أن تكون عندي، فإن المساكنة تتعذر. فقلت: أفعل. فلما كان المغرب صليت، ودخلت عليه، فوجدته قد أخذ الثلاثة الأقلام، وشق كل واحد منها) نصفين، وشدها شدة واحدة، وجعلها شبه المسرجة وأقعد السراج عليها. فلحقني من ذلك من الغم شيء لم يمكني أن آكل الطعام معه، وآعتذرت إليه، وخرجت إلى المسجد، فلما صليت التراويح، أقمت في المسجد، فجاءني القيم وقال: لم تجر العادة لأحد أن يبيت في المسجد. فخرجت وأغلق الباب، وجلست على باب المسجد، لا أدري إلى أين أذهب، فبعد ساعة عبر الحارس، فأبصرني، فقال لي: من أنت فقلت: غريب من أهل العلم، وحكيت له القصة. فقال: قم معي. فقمت معه، فأجلسني في مركزه، وثم سراج جيد، وأخذ يطوف ويرجع إلى عندي، واغتنمت أنا السراج، فأخرجت الأجزاء، وقعدت

(35/176)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 177
أكتب إلى وقت السحر، فأخرج إلي شيئاً من المأكول، فقلت: لم تجر لي عادة السحور. وأقمت بعد هذا بالإسكندرية ثلاثة أيام، أصوم النهار، وأبيت عنده، وأعتذر إليه وقت السحر، ولا يعلم إلى أن سهل الله بعد ذلك وفتح. وقال: أقمت بتنيس مدة على أبي محمد بن الحداد ونظرائه، فضاق بي، ولم يبق معي غير درهم، وكنت في ذلك أحتاج إلى خبز، وأحتاج إلى كاغذ، فكنت أتردد إن صرفته في الخبر لم يكن لي كاغذ، وإن صرفته في الكاغذ لم يكن لي خبز، ومضى على هذا ثلاثة أيام ولياليهن لم أطعم فيها، فلما كان بكرة اليوم الرابع قلت في نفسي: لو كان لي اليوم كاغذ لم يمكن أن أكتب فيه شيئاً لما بي من الجوع، فجعلت الدرهم في فمي، وخرجت لأشتري الخبز، فبلعته، ووقع علي الضحك، فلقيني أبو طاهر بن حطامة الصائغ، المواقيتي بها وأنا أضحك، فقال لي: ما أضحكك فقلت: خير. فألح علي وأبيت، فحلف بالطلاق لتصدقني لم تضحك فأخبرته. وأخذ بيدي، وأدخلني منزلة، وتكلف لي ذلك اليوم أطعمة، فلما كان وقت صلاة الظهر خرجت أنا وهو إلى الصلاة، فآجتمع به بعض وكلاء عامل تنيس، فسأله عني، فقال: هو هذا. فقال: إن صاحبي منذ شهر أمرني أن أوصل إليه في كل يوم عشرة دراهم، قيمتها ربع دينار، وسهوت عنه. قال: فأخذ منه ثلاثمائة درهم، وجاءني وقال: قد سهل الله رزقاً لم يكن في الحساب. وأخبرني بالقصة، فقلت: تكون عندك، ونكون على ما نحن من الإجتماع إلى وقت الخروج، فإنني) وحدي. ففعل. وكان بعد ذلك يصلني ذلك القدر، إلى أن خرجت من البلد إلى الشام. وقال: رحلت من طوس إلى إصبهان لأجل حديث أبي زرعة الرازي الذي أخرجه مسلم عنه في الصحيح، ذاكرني به بعض الرحالة بالليل، فلما

(35/177)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 178
أصبحت شددت علي، وخرجت إلى إصبهان، فلم أحلل عني حتى دخلت على الشيخ أبي عمرو، فقرأته عليه، عن أبيه، عن أبي بكر القطان، عن أبي زرعة، ودفع إلي ثلاثة أرغفة وكمثراتين، ثم خرجت من عنده إلى الموضع الذي نزلت فيه، وحللت عني. وقال: كنت ببغداد في أول الرحلة الثانية من الشام، وكنت أنزل برباط الزوزني وكان به صوفي يعرف بأبي النجم، فمضى علينا ستة أيام لم نطعم فيها، فدخل علي الشيخ أبو علي المقدسي الفقيه، فوضع ديناراً وآنصرف، فدعوت بأبي النجم وقلت: قد فتح الله بهذا، أي شيء نعمل به. فقال: تعبر ذاك الجانب، وتشتري جبزاً، وشواءً، وحلواء، وباقلى أخضر، وورداً، وخساً بالجميع، وترجع. فتركت الدينار في وسط مجلدة معي وعبرت، ودخلت على بعض أصدقائنا، وتحدثت عنده ساعة، فقال لي: لأي شيء عبرت. فقلت له. فقال: وأين الدينار؟

(35/178)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 179
فظننت أني قد تركته في جيبي، فطلبته فلم أجده، فضاق صدري ونمت، فرأيت في المنام كأن قائلاً يقول لي: أليس قد وضعته في وسط المجلدة فقمت من النوم، وفتحت المجلدة، وأخذت الدينار، واشتريت جميع ما طلب رفيقي، وحملته على رأسي، ورجعت إليه وقد أبطأت عليه، فلم أخبره بشيء إلى أن أكلت، ثم أخبرته، فضحك وقال: لو كان هذا الأكل لكنت أبكي. وقال: كنت ببغداد في سنة سبع وستين، فلما كان عشية اليوم الذي بويع فيه المقتدي بأمر الله دخلنا على الشيخ أبي إسحاق جماعة من أهل الشام، وسألناه عن البيعة، كيف كانت فحكى لنا ما جرى، ثم نظر إلي، وأنا يؤمئذ مختط، وقال: هو أشبه الناس بهذا. وكان مولد المقتدي في الثاني عشر من جمادى الأولى سنة ثمان وأربعين وأربعمائة، ومولدي في سادس شوال من هذه السنة. قال أبو زرعة طاهر بن محمد بن طاهر: أنشدني أبي لنفسه:)
(لما رأيت فتاة الحي قد برزت .......... من الحطم تروم السعي في الظلم)

(ضوء النهار بدا من ضوء بهجتها .......... وظلمة الليل من مسودها الفحم)

(خدعتها بكلام يستلذ به .......... وإنما يخدع الأحرار بالكلم)
وقال المبارك بن كامل الخفاف: أنشدنا ابن طاهر لنفسه:
(ساروا بها كالبدر في هودج .......... يميس محفوفاً بأترابه)

(فاستعبرت تبكي، فعاتبتها .......... خوفاً من الواشي وأصحابه)

(فقلت: لا تبك على هالك .......... بعدك ما يبقى على ما به)

(للموت أبواب، وكل الورى .......... لا بد أن تدخل من بابه)

(وأحسن الموت بأهل الهوى .......... من مات من فرق أحبابه)
وله:
(خلعت العذار بلا منة .......... على من خلعت عليه العذارا)

(35/179)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 180
(وأصبحت حيران لا أرتجي .......... جناناً، ولا أتقي فيه نارا)
وقال شيرويه في تاريخ همذان: محمد بن طاهر سكن همذان، وبنى بها داراً. وكان ثقة، صدوقاً، حافظاً، عالماً بالصحيح والسقيم، حسن المعرفة بالرجال والمتون، كثير التصانيف، جيد الخط، لازماً للأثر، بعيداً من الفضول والتعصب، خفيف الروح، قوي السير في السفر، كثير الحج والعمرة. كتب عن عامة مشايخ الوقت.

(35/180)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 181
قال شجاع الذهلي: مات ابن طاهر عند قدومه بغداد من الحج يوم الجمعة في ربيع الأول. وقال أبو المعمر: توفي يوم الجمعة النصف من ربيع الأول ببغداد.

(35/181)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 182
محمد بن أبي العباس أحمد بن محمد أحمد بن إسحاق. الرئيس أبو المظفر الأموي، المعاوي، الأبيوردي، اللغوي، الشاعر المشهور، من أولاد عنبسة بن أبي سفيان بن حرب بن أمية. كان أوحد عصره، وفريد دهره في معرفة اللغة والأنساب، وغير ذلك. وله تصانيف كثيرة مثل تاريخ أبيورد ونسا. وكان حسن السيرة، جميل الأمر، منظرانياً من الرجال، وكان فيه تيه

(35/182)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 183
وتكبر. وكان يفتخر بنسبه ويكتب: العبشمي المعاوي، لا أنه من ولد معاوية بن أبي سفيان، بل من ولد معاوية بن محمد) بن عثمان بن عنبسة بن أبي سفيان. وله شعر فائق، وقسم ديوان شعره إلى أقسام، منها العراقيات، ومنها النجديات، ومنها الوجديات. وأثنى عليه أبو زكريا بن مندة في تاريخه بحسن العقيدة، وحميد الطريقة، وكمال الفضلية. وقال ابن السمعاني: صنف كتاب المختلف، وكتاب طبقات العلم، وما آختلف وآئتلف من أنساب العرب. وله في اللغة مصنفات ما سبق إليها. سمع: إسماعيل بن مسعدة الإسماعيلي، وأبا بكر بن خلف الشيرازي، ومالك بن أحمد البانياسي، وعبد القاهر الجرجاني النحوي. وسمعت غير واحد من شيوخي يقولون: إنه كان إذا صلى يقول: اللهم ملكني مشارق الأرض ومغاربها. وذكره عبد الغافر فقال: فخر العرب، أبو المظفر الأبيوردي، الكوفني، الرئيس، الأديب، الكاتب، النسابة، من مفاخر العصر، وأفاضل الدهر. له الفضائل الرائقة، والفصول الفائقة، والتصانيف المعجزة، والتواليف المعجبة،

(35/183)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 184
والنظم الذي نسخ أشعار المحدثين، ونسج فيه على منوال المعري ومن فوقه من المفلقين. رأيته شاباً قام في درس إمام الحرمين مراراً، وأنشأ فيه قصائد طوالاً كباراً، يلفظها كما يشاء زبداً من بحر خاطره، كما نشأ ميسر له الإنشاء، طويل النفس، كثير الحفظ، تلتفت في أثناء كلامه إلى النثر والوقائع والاستنباطات الغريبة. خرج إلى العراق، وأقام مدة يجذب فضله بطبعه، ويشتهر بين الأفاضل كمال فضله، ومتانة طبعه حتى ظهر أمره، وعلا قدره، وحصل له من السلطان مكانه ونعمة. ثم كان يرشح من كلامه نوع تشبث بالخلافة، ودعوة إلى آتباع فضله، آدعاء استحقاق الإمامة. تبيض وساوس الشيطان في رأسه وتفرخ، ويرفع الكبر بأنفه، ويشمخ، فاضطره الحال إلى مفارقة بغداد، ورجع إلى همذان، فأقام بها يدرس ويفيد، ويصنف مدة. ومن شعره:
(وهيفاء لا أصغي إلى من يلومني .......... عليها، ويغريني أن يعيبها)

(أميل بإحدى مقلتي إذا بدت .......... إليها، وبالأخرى أراعي رقيبها)
)
(وقد غفل الواشي فلم يدر أنني .......... أخذت لعيني من سليمى نصيبها)
وله:
(أكوكب ما أرى يا سعد أم نار .......... تشبها سهلة الخدين معطار)

(بيضاء إن نطقت في الحي أو نظرت .......... تقاسم الشمس أسماع وأبصار)

(والركب يسيرون والظلماء راكدة .......... كأنهم في ضمير الليل أسرار)

(فأسرعوا وطلا الأعناق مائلة .......... حيث الوسائد للنوام أكوار)
عن حماد الحراني قال: سمعت السلفي يقول: كان الأبيوردي والله

(35/184)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 185
من أهل الدين والخير والصلاح والعفة، قال لي: والله ما نمت في بيت فيه كتاب الله، أو حديث رسول لله، احتراماً لهما أن يبدو مني شيء لا يجوز. أنشدنا أبو الحسين النوبي، أنا جعفر، نا السلفي: أنشدنا الأبيوردي لنفسه:
(وشادن زارني على عجل .......... كالبدر في صفحة الدجا لمعا)

(فلم أزل موهناً لحديثه .......... والبدر يصغي إلي مستعما)

(وصلت خدي بخده شغفاً .......... حتى التقى الروض والغدير معا)
وقال أبو زكريا بن مندة: سئل الأديب أبو المظفر الأبيوردي عن أحاديث الصفات، فقال: نقر ونمر. وقال أبو الفضل بن طاهر المقدسي: أنشدنا أبو المظفر الأبيوردي لنفسه:
(يا من يساجلني وليس بمدرك .......... شأوي، وأين له جلالة منصبي)

(لا تتعبن فدون ما حاولته .......... خرط القتادة وآمتطاء الكواكب)

(والمجد يعلم أينا خير أبا .......... فاسأله يعلم أي ذي حسب أبي)

(جدي معاوية الأغر سمت به .......... جرثومة من طينها خلق النبي)

(ورثته شرقاً رفعت مناره .......... فبنو أمية يفخرون به وبي)
وقيل: إنه كتب رقعة إلى الخليفة المستظهر بالله، وعلى رأسها: المملوك المعاوي، فحك الخليفة الميم، فصار العاوي، ورد إليه الرقعة.

(35/185)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 186
ومن شعره:
(تنكر لي دهري ولم يدر أنني .......... أعز وأحداث الزمان تهون)
)
(فبات يريني الخطب كيف اعتداؤه .......... وبت أريه الصبر كيف يكون)
ومن شعره:
(نزلنا بنعمان الأراك وللندى .......... سقيط به ابتلت علينا المطارف)

(فبت أعاني الوجد والركب نوم .......... وقد أخذت منا السرى والتنائف)

(وإذا خوداً إن دعاني على النوى .......... هواها أجابته الدموع الذوارف)

(لها في مغاني ذلك الشعب منزل .......... لئن أنكرته العين فالقلب عارف)

(وقفت به والدمع أكثره دم .......... كأني من جفني بنعمان راعف)
أنشدنا أبو الحسن ببعلبك: أنشدنا أبو الفضل الهمذاني: أنشدنا السلفي: أنشدنا الأبيوردي لنفسه:
(من رأى أشباح تبر .......... حشيت ريقة نحله)

(فجمعناها بذوراً .......... وقطعناها أهله)
توفي بإصبهان في ربيع الأول مسموماً.

(35/186)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 187

(35/187)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 188
محمد بن عبد الله بن عبد الواحد بن عبد الله بن عبد الواحد بن عبد الله بن محمد بن الحجاج بن مندويه. أبو منصور الإصبهاني، الشروطي، المعدل. سمع: أبا نعيم. روى عنه: أبو موسى المديني، وقال: توفي في الثامن، وقيل السادس، والعشرين من جمادى الآخرة. محمد بن عيسى بن محمد اللخمي. أبو بكر الأندلسي، الشاعر، المعروف بابن اللبانة الداني. كان من جلة الأدباء وفحول الشعراء، معين الطبع، واسع الذرع، عزيز الأدب، قوي العارضة، متصرفاً في البلاغة. له تصانيف. له كتاب مناقل الفتنة، وكتاب نظم السلوك في وعظ المملوك، وكتاب سقيط الدر ولقيط الزهر في شعر ابن عباد، ونحو ذلك. وديوان شعره موجود.

(35/188)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 189
أخذ عنه: أبو عبد الله بن الصفار. وتوفي بميورقة.) وقد سقت من شعره في ترجمة المعتمد بن عباد. وكان من كبراء دولة محمد بن صمادح. وهو القائل في صاحب ميورقة مبشر العامري:
(وضحت وقد فضحت ضياء النير .......... فكأنما التحفت ببشر مبشر)

(وتبسمت عن جوهر فحسبته .......... ما قلدته محامدي من جوهر)

(وتكلمت فكان طيب حديثها .......... متعب منه بطيب مسك وإذفر)

(هزت بنغمة لفظها نفسي، كما .......... هزت بذكراه أعالي المنبر)

(ولئمت فاها فاعتقدت بأنني .......... من كفه سوغت لثم الخنصر)

(بمعاطف تحت الذوائب خلتها .......... تحت الخوافق ما له من سمهري)

(ملك أزرة برده ضمت على .......... بأس الوصي وعزمة الإسكندر)
وهي طويلة. محمد بن محمد بن أحمد بن محمد. الآبنوسي، أبو غالب بن أبي الحسين. روى عن أبيه.

(35/189)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 190
وعنه: المعمر بن أحمد، وأبو طاهر السلفي. مات في شوال، وله ثمانون سنة. محمد بن مكي بن دوست. أبو بكر البغدادي. يروي عن: أبي محمد الجوهري، والقاضي أبي الطيب. وعنه: السلفي، وابن خضير. محمد بن وهبان. أبو المكارم البغدادي. روى عن: أبي الطيب الطبري، وأبي محمد الجوهري. توفي في صفر. روى عنه: المبارك بن كامل. المفضل بن عبد الرزاق.) سديد الدين، أبو المعالي الإصبهاني، صاحب ديوان الحسن ببغداد. ولد بعد الأربعين وأربعمائة. وتفقه على: أبي بكر محمد بن ثابت الخجندي. وولي ديوان العرض، ورأى من الجاه والمال ما لم يكن لعارض. قدم بغداد مع السلطان بركياروق سنة أربع وتسعين وأربعمائة فأقام بها، فسفر له أبو نصر بن الموصلايا كاتب الإنشاء في الوزارة، وطلب، وخلع عليه خلع الوزارة. وكان ابن الموصلايا يجلس إلى جانبه فيسدده، لأنه كان لا يعرف الإصطلاح، ثم عزل بعد عشرة أشهر. وكانت حاشيته سبعين مملوكاً من الأتراك، فآعتقل بدار الخلافة سنة، ثم أطلق بشفاعة بركياروق، فتوجه إلى

(35/190)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 191
المعسكر، فولاه السلطان الإستيفاء، ثم صودر، وجرت له أمور. توفي في ربيع الأول. ورخه أبو الحسن الهمذاني. ملكة بنت داود بن محمد. الصوفية، العالمة. سمعت بمصر سنة اثنتين وخمسين من الشريف أحمد بن إبراهيم بن ميمون الحسيني. وبمكة من كريمة. وسكنت مدة بدويرة السميساطي بدمشق. سمع منها: غيث بن علي، وقال: سألتها عن مولدها، فذكرت أنه على ما أخبرتها أمها في ربيع الأول سنة وأربعمائة، بناحية جنزة، ونشأت بتفليس. توفيت بشوال سنة سبع، ولها مائة وخمس سنين. قال ابن عساكر: أجازت لي، وحضرت دفنها بمقبرة باب الصغير. المؤتمن بن أحمد بن علي بن الحسين بن عبد الله. الحافظ أبو نصر الربعي، الديرعاقولي، ثم البغدادي، المعروف بالساجي. أحد أعلام الحديث. حافظ كبير، متقن، حجة، ثقة، واسع الرحلة، كثير الكتابة، ورع، زاهد.

(35/191)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 192
سمع: أبا الحسين بن النقور، وعبد العزيز بن علي الأنماطي، وأبا القاسم ابن البسري، وأبا القاسم عبد الله بنم الجلال، وأبا نصر الزينبي، وإسماعيل بن مسعدة، وخلقاً ببغداد. وأبا بكر الخطيب بصور وأبا عثمان بن ورقاء ببيت المقدس والحسن بن مكي الشيرازي) بحلب. ولم أره سمع بدمشق، ولا كأنه رآها. ودخل إلى إصبهان فسمع: أبا عمرو عبد الوهاب بن مندة، وأبا منصور بن شكرويه، وطبقتهما. وبنيسابور: أبا بكر بن خلف. وبهراة: أبا إسماعيل الأنصاري، وأبا عامر الأزدي، وهؤلاء وأبا علي التستري وجماعة بالبصرة. ثم سمع ببغداد ما لا يحصر، ثم تزهد وآنقطع. روى عنه: سعد الخير الأنصاري، وأبو الفضل بن ناصر، وأبو المعمر الأنصاري، ومحمد بن محمد السنجي، وأبو طاهر السلفي، وأبو سعد البغدادي، وأبو بكر بن السمعاني، ومحمد بن علي بن فولاذ، وطائفة. قال ابن عساكر: سمعت أبا الوقت عبد الأول يقول: كان الإمام عبد الله بن محمد الأنصاري إذا رأى المؤتمن يقول: لا يمكن أحد أن يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما دام هذا حياً. حدثني أخي أبو الحسين هبة الله قال: سألت السلفي، عن المؤتمن الساجي، فقال: حافظ متقن، لم أر أحسن قراءة منه للحديث، تفقه في صباه على الشيخ أبي إسحاق، وكتب الشامل، عن ابن الصباغ بخطه، ثم خرج إلى الشام، فأقام بالقدس زماناً. وذكر لي أنه سمع من لفظ أبي بكر الخطيب حديثاً واحداً، بصور، غير أنه لم يكن عنده نسخة. وكتب ببغداد كتاب الكامل لابن عدي، عن ابن مسعدة الإسماعيلي وكتب بالبصرة السنن عن التستري. وانتفعت بصحبته ببغداد، ونعي إلي وأنا بثغر سلماس، وصلينا عليه صلاة الغائب يوم الجمعة.

(35/192)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 193
وقال أبو النضر الفامي: أقام المؤتمن بهراة نحو عشر سنين، وقرأ الكثير، وكتب الجامع للترمذي ست كرات. وكان فيه صلف نفس، وقناعة، وعفة واشتغال بما يعنيه. وقال أبو بكر محمد بن منصور السمعاني: ما رأيت بالعراق من يفهم الحديث غير رجلين: المؤتمن الساجي ببغداد، وإسماعيل بن محمد التيمي بإصبهان. وسمعت المؤتمن يقول: سألت عبد الله بن محمد الأنصاري، عن أبي علي الخالدي، فقال: كان له في الكذب قصة، ومن الحفظ حصة. وقال السلفي: لم يكن ببغداد أحسن قراءة للحديث منه، يعني الساجي، كان لا يمل قراءته وإن) طالت. قرأ لنا على أبي الحسين بن الطيوري كتاب الفاضل للرامهرمزي في مجلس. وقال يحيى بن مندة الحافظ: قدم المؤتمن الساجي إصبهان، وسمع من والدي كتاب معرفة الصحابة وكتاب التوحيد والأمالي، وحديث ابن عيينة لجدي، فلما أخذ في قراءة غرائب شعبة بلغ إلى حديث عمر في لبس الحرير فلما انتهى إلى آخر الحديث كان الوالد في حال الإنتقال إلى الآخرة، وقضى نحبه عند انتهاء ذلك بعد عشاء الآخرة. هذا ما رأينا وشاهدنا وعلمنا. ثم قدم أبو الفضل محمد بن طاهر سنة ست وخمسمائة، وقرأنا عليه جزءاً من مجموعاته، وقرأ عليه أبو نصر اليونارتي جزءاً من الحكايات فيه. سمعت أصحابنا بإصبهان يقولون: إنما تمم المؤتمن الساجي كتاب معرفة الصحابة على أبي عمرو بعد موته، وذلك أنه كان يقرأ عليه وهو في النزع، ومات وهو يقرأ عليه. وكان يصاح به: نريد أن نغسل الشيخ. قال يحيى: فلما سمعت هذه الحكاية قلت: ما جرى ذلك، يجب أن

(35/193)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 194
تصلح هذا، فإنه كذب وزور. وكتب اليونارتي في الحال على حاشية النسخة صورة الحال. وأما قراءة معرفة الصحابة فكان قبل موت الوالد بشهرين. وكان المؤتمن والله، متورعاً، زاهداً، صابراً على الفقر، رحمه الله. وقال أبو بكر محمد بن فولاذ الطبري: أنشدنا المؤتمن لنفسه.
(وقالوا كن لنا خدناً وخلاً .......... ولا والله أفعل ما شاءوا)

(أحابيهم ببعضي أو بكلي .......... وكيف وجلهم نعم وشاء)
وقال ابن ناصر: سألت المؤتمن عن مولده فقال: في صفر سنة خمس وأربعين وأربعمائة. وتوفي في صفر سنة سبع. وصليت عليه. وكان عالماً، فهماً، ثقة، مأموناً. مودود بن ألتونكين. سلطان الموصل.

(35/194)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 195
قتل بدمشق في رمضان صائماً، كما هو مذكور في الحوادث.
4 (حرف النون)
ناصر بن أحمد بن بكران. القاضي أبو القاسم الخويي. قدم بغداد وتفقه على: أبلي إسحاق الشيرازي.) وسمع: أبا الحسين بن النقور. وقرأ العربية وبرع فيها. روى عنه: السلفي، وقال: كتبنا عنه بخوي. وكان شيخ الأدب ببلاد أذربيجان بلا مدافعة، وله ديوان شعر ومصنفات. وولي القضاء مدة كأبيه. توفي في ربيع الآخر. نصر بن عبد الجبار بن منصور بن عبد الله بن عبد الرحمن. أبو منصور التميمي، القزويني، الواعظ، المعروف بالقرائي. من أهل قزوين. كان واعظاً، صالحاً، صدوقاً، قدم بغداد. وسمع: أبا محمد الجوهري، وأبا طالب العشاري. وسمع بقزوين من: أبي يعلى الخليل بن عبد الله الحافظ. روى عنه: إسماعيل بن أبي الفضل الناصحي، وطيب بن محمد الأبيوردي، وأظن السلفي سمع منه. وقد حدث في سنة سبع وخمسمائة، ولا أعلم وفاته. وقد جمع لنفسه معجماً.

(35/195)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 196
4 (حرف الهاء)
هادي بن إسماعيل بن الحسن بن علي بن أبي محمد الحسن بن علي بن الحسن بن علي بن عمر بن الحسن بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب. الشريف أبو المحاسن العلوي، الحسيني، الإصبهاني. قال السمعاني: كان له تقدم ووجاهة، وصيت وشهرة ببلده. ورد بغداد حاجاً، فتوفي بها بعد حجه. روى عن: أبي طاهر بن عبد الرحيم، وأبي عثمان العيار. روى عنه: أبو موسى المديني، وأبو المعمر الأنصاري، وأبو العلاء أحمد بن محمد بن الفضل الإصبهاني، وعبد الحق بن يوسف. توفي في ثالث عشر ربيع الأول، وهو أخو داعي. وقد تقدم في سنة تسعين وأربعمائة وفاة سميه هادي بن الحسن العلوي. وفي سنة خمس) وتسعين ذكر والده إسماعيل. وقال السلفي في معجم إصبهان: قرأنا عليه، وعلى أبيه، وأخيه، وهذا فأحسنهم خلقاً، وكتابة، وخطاً. وأنشدنا فيه أبو عبد الله النضري:
(لهادي بن إسماعيل خلال أربع .......... بها غدا مستوجباً للإمامة)

(خطاب ابن عباد وخط ابن مقلة .......... وخلق ابن يعقوب وخلق أمامة)

4 (حرف الياء)
يحيى بن أحمد بن حسين. أبو زكريا الغضائري، الدربندي. سمع بمصر: أبا عبد الله القضاعي وبمكة: كريمة المروزية وبآمد: أبا

(35/196)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 197
منصور بن أحمد الإصبهاني وبنيسابور: أبا القاسم القشيري. روى عنه: إسماعيل بن الفضيل بطبرستان، وغيره. وكان عالماً، فاضلاً، صالحاً، ورعاً، متميزاً. كان حياً في سنة سبع. يحيى بن عبد الله بن الجداء. أبو بكر الفهري، اللبلي، نزيل إشبيلية. كان جامعاً لفنون من العلم، وشوور في الأحكام بإشبيلية. وتوفي في جمادى الأولى. يحيى بن عبد الوهاب بن عثمان بن الفضل. أبو سالم بن المخبزي، البغدادي، ابن خال أبي الحسين بن الطيوري. صالح، خير. سمع: أبا الطيب الطبري، والجوهري. روى عنه: عبد الوهاب الأنماطي، والسلفي، وأبو المعمر الأنصاري، وغيرهم. ومات في جمادى الأولى.

(35/197)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 198
4 (وفيات سنة ثمان وخمسمائة)

4 (حرف الألف)
أحمد بن بغراج.) أبو نصر البغدادي. سمع: أبا الحسن القزويني، وغيره، وأبا محمد الخلال. توفي يوم عاشوراء. روى عنه: المبارك بن كامل، وابن ناصر. وقد قرأ بالروايات على أبي الخطاب الصوفي، وأبي ياسر محمد بن علي الحمامي. قرأ عليه يوسف بن إبراهيم الضرير. وكان شيخاً صالحاً، كثير التلاوة. توفي في المحرم، وهو أحمد بن محمد بن عبد العزيز بن بغراج. أحمد بن الحسن. المخلطي، أبو العباس الحنبلي، الفقيه.

(35/198)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 199
من علماء بغداد وثقاتهم. سمع من: القاضي أبي يعلى. أحمد بن خالد الطحان. توفي في رجب ببغداد. روى عن: أبي يعلى أيضاً. أحمد بن عبيد الله بن أبي الفتح محمد بن أحمد. أبو غالب المعير، البغدادي، المقريء. ابن خال أبي طاهر بن سوار. قرأ لابن عمرو على عبد الله بن مكي السواق، عن أبي الفرج الشنبوذي. قال المبارك بن كامل: قرأت عليه برواية أبي عمرو. وقد سمع: محمد ابن محمد بن غيلان، ومحمد بن الحسين الحراني، وأبا محمد الخلال، وأبا الفتح المحاملي، وأحمد بن علي التوزي، وجماعة. روى عنه: السلفي، وابن ناصر، وأبو المعمر الأنصاري، وأبو الحسين عبد الحق. وكان ثقة، مقرئاً، صالحاً. وتوفي في جمادى الأولى، وله ثمانون سنة.

(35/199)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 200
أحمد بن محمد بن أحمد.) أبو نصر البغدادي، سبط الأقفالي، الزاهد. سمع: أبا محمد الجوهري. وعنه: السلفي. سقط من سطح فمات في جمادى الأولى. أحمد بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن غلبون. أبو عبد الله الخولاني، القرطبي، ثم الإشبيلي. روى عن أبيه الحافظ أبي عبد الله الخولاني كثيراً. وسمع معه من: أبي عمر، وعثمان بن أحمد القشطالي، وأبي عبد الله الأحدب، وأبي محمد الشنتجالي، وعلي بن حمويه الشيرازي. وأجاز له يونس بن عبد الله القاضي، وأبو عمر الطلمنكي، وأبو عمرو المرشاني الذي له إجازة أبي بكر الآجري، وأبو ذر عبد بن أحمد الهروي، وأبو عمران الفاسي، ومكي بن أبي طالب، وأبو عمرو الداني المقرئان. قال ابن بشكوال: وكان شيخاً، فاضلاً، عفيفاً، منقبضاً، من بيت علم، ودين، وفضل. ولم يكن عنده كبير علم أكثر من روايته عن هؤلاء الجلة. وكانت عنده أيضاً أصول يلجأ، ويعول عليها. أخذ عنه جماعة من شيوخه وكبار أصحابنا. قال لي أبو الوليد بن الدباغ إن هذا ولد سنة ثمان عشرة وأربعمائة وتوفي في شعبان، وله تسعون سنة.

(35/200)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 201
وهو خال أبي الحسن شريح. وقد أجاز لابن الدباغ. وسمع من خلق منهم علي بن الحسين اللواتي. وقرأ عليه ابن الدباغ الموطأ، بسماعه من عثمان بن أحمد، والحرمي. روى عنه كتابة أبو... أحمد بنت محمد بن عبد العزيز بن بغراج. أبو نصر السقلاطوني. كان مولده في سنة ثلاث وعشرون. وذد ذكر في أول السنة فنسب إلى أبيه. إبراهيم بن محمد بن مكي بن سعد. الفقيه أبو إسحاق الساوي، الملقب بشيخ الملك.) فاضل معروف، مشتغل بالتجارة والدهقفة. وكان يعد من دهاة الرجال. روى عن: أبي الحسين عبد الغافر، وأبي عثمان الصابوني، والحاكم أبي عبد الرحمن الشاذياخي، وغيرهم. ومرض مدة، وقاسى حتى توفي في سلخ صفر. إسماعيل بن المبارك بن وصيف.

(35/201)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 202
أبو خازم الحنبلي. تفقه على أبي يعلى بن الفراء، وسمع منه. ومن: أبي محمد الجوهري. وتوفي في رجب. روى عنه: المبارك بن كامل وبالإجازة ابن كليب. ألب رسلان ابن السلطان رضوان ابن السلطان تتش بن ألب التركي. ولي إمارة حلب في جمادى الآخرة بعد أبيه صاحب حلب وله ست عشرة سنة. وولي تدبير مملكته البابا لؤلؤ، فقتل أخويه ملكشاه ومباركاً، وقتل جماعة من الباطنية، والقرامطة، وكانت دعوتهم قد ظهرت في أيام أبيه. ثم قدم دمشق في رمضان من سنة سبع، فتلقاه طغتكين والأعيان، وأنزلوه في القلعة، وبالغوا في خدمته، فأقام أياماً، ثم عاد إلى حلب وفي خدمته طغتكين، فلما وصلا إلى حلب لم ير منه طغتكين ما يحب، ففارقه ورد إلى دمشق. ثم إن ألب رسلان ساءت سيرته بحلب، وانهمك في المعاصي واغتصاب الحرم، وخافه البابا لؤلؤ، فقتله في ربيع الآخر سنة ثمان، ونصب في السلطة أخاً له طفلاً عمره ست سنين. ثم قتل لؤلؤ ببالس في سنة عشر.

(35/202)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 203
4 (حرف الباء)
بغدوين. ملك الفرنج الذي أخذ القدس. هلكلعنه الله من جراح أصابته يوم مصاف طبرية. وقيل: بل توفي بعد ذلك كما هو في الحوادث.)
4 (حرف الخاء)
خلف بن محمد بن خلف. أبو القاسم بن العربي، الأنصاري، الأندلسي. من أهل المرية. روى عن: أحمد بن عمر العذري، وأبي بكر ابن صاحب الأحباس، وأبي علي الغساني. وكان معنياً بالآثار، جامعاً لها. كتب بخطه علماً كثيراً ورواه. وكان متقناً، أديباً، شاعراً. يذكر أنه لقي أبا عمرو الداني، وأخذ عنه قليلاً. وكان مولده في سنة إحدى وعشرين وأربعمائة.
4 (حرف الدال)
دعجاء بنت أبي سهل الفضل بن محمد بن عبد الله الإصبهاني الكاغدي. روت عن جدها أحمد بن محمد بن محمد بن زنجويه، عن ابن فورك القباب.

(35/203)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 204
روى عنها: أبو موسى المديني. دلال بنت الخطيب أبي الفضل محمد بن عبد العزيز بن المهتدي بالله. سمعت: أباها، وأبا علي بن المذهب. روى عنها: ابن ناصر. أرخها ابن النجار.
4 (حرف الراء)
ريحان. غلام أبي عبد الله بن جردة البغدادي. روى عنه أبو المعمر الأنصاري، عن أبي علي بن البنا. توفي في ربيع الآخر.
4 (حرف السين)
سالم بن إبراهيم بن الحسن. أبو عبد الله الجرار، البغدادي، المراتبي. سمع: أبا يعلى بن الفراء.) وعنه: أبو المعمر. سبيع بن المسلم بن علي بن هارون.

(35/204)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 205
المعروف بابن قيراط. أبو الوحش الدمشقي، المقريء، الضرير. قرأ لابن عامر على رشأ بن نظيف، والأهوازي، وسمع منهما. ومن: عبد الوهاب بن برهان بصور، وأبي القاسم السميساطي، وجماعة. وانتهت إليه الرئاسة في الدعوة بدمشق، وصار أعلى الناس فيها إسناداً. وكان يقريء القرآن من ثلث الليل إلى قريب الظهر. وأقعد، فكان يؤتى به محمولاً إلى الجامع. قال ابن عساكر: سمعت منه: وكان ثقة. ولد سنة تسع عشرة وأربعمائة. وتوفي في شعبان سنة ثمان. سراج بن عبد الملك بن سراج بن عبد الله. الوزير أبو الحسين القرطبي. روى عن أبيه كثيراً وعن: محمد بن عتاب الفقيه. وبرع في الآداب واللغة، وحمل الناس عنه الكثير. وله شعر رائق. مات في جمادى الآخرة وقد ناطح السبعين. وهو من بيت علم وجلالة.

(35/205)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 206
سليمان بن حسين. أبو مروان الأنصاري، الأندلسي. سمع بقرطبة: أبا عبد الله محمد بن عتاب، وأبا عمران بن القطان، وحاتم بن محمد. وبشرق الأندلس: أبا عمر بن عبد البر، وأبا الوليد الباجي. وولي قضاء لاردة. روى عنه: ابنه أبو الوليد يحيى، والحافظ أبو محمد القلني. وعاش أكثر من تسعين سنة. سعيد بن إبراهيم بن أحمد.) أبو الفتح الإصبهاني، الصفار. يروي عن: أبي طاهر بن عبد الرحيم. روى عنه: الحافظ أبو موسى. توفي في ذي الحجة.

(35/206)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 207
سعيد بن محمد بن سعيد. أبو الحسن الجمحي، الأندلسي، المعروف بابن قوطة الفرجي. من أهل مدينة الفرج. له راحلة في القراءآت، قرأ فيها على عبد الباقي فارس، وغيره. وأخذ أيضاً عن: أبي عمرو الداني، وأبي الوليد الباجي. وأقرأ الناس ببلده. وأخذ عنه غير واحد. توفي سنة ثمان أو تسع وخمسمائة.
4 (حرف العين)
عبد العزيز بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن حزمون. أبو الأصبغ القرطبي. روى عن: حاتم بن محمد، وأبي جعفر بن رزق وناظر عليه. وأجاز له أبو العباس العذري. وكان إماماً بصيراً بالفتوى، أخذ الناس عنه وتفقهوا له. وولي الإمامة بجامع قرطبة. وتوفي بشعبان وله ثمان وستون سنة. عبد الله بن الحسين بن أحمد بن جعفر. أبو جعفر النوبي، الهمذاني. شيخ صالح، مسن، هو آخر من روى عن أبي منصور محمد بن عيسى الهمذاني. وسمع أيضاً من والده، وتوفي والده سنة أربع وثلاثين وأربعمائة،

(35/207)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 208
ومن: أبي حاتم أحمد بن الحسن بن خاموش الرازي، وجعفر بن محمد بن مظفر، وجماعة.) قال شيرويه الحافظ: سمعت منه، وكان صدوقاً، حسن السيرة، عدلاً، مرضياً. توفي في السادس والعشرين من رمضان. وقال السلفي في معجمه: كان من أعيان الهمذانيين وشهودهم. وكان له كتاب وأصول جيدة. وما كتبته عنه قد أودعته بسلماس. قلت: سمع منه: محمد بن السمعاني، ومحمد بن محمد السنجي، والسلفي. ومات في رمضان. عثمان بن إبراهيم بن محمد بن أحمد بن محمد بن الفضل. أبو عمرو الأسدي، الفضلي، البخاري. كان شيخاً، معمراً، صالحاً، عالماً. سمع: إبراهيم بن الريورثوني، وعلي بن الحسين السغدي، القاضي. قال ابن السمعاني: ثنا عنه جماعة كثيرة. وعاش اثنتين وثمانين سنة وكان ابنه السيف عبد العزيز قاضي بخارى. علي بن أحمد بن علي بن فتحان. أبو الحسن الشهرزوري، البغدادي. شيخ كبير مسن، صالح. سمع مجلساً من إملاء أبي القاسم بن بشران. وسمع أيضاً أبا علي بن المذهب. روى عنه: أبو المعمر الأنصاري، والسلفي، وابن الخشاب، وجماعة.

(35/208)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 209
توفي في جمادى الآخرة، وولد سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة. علي بن إبراهيم بن العباس بن الحسين بن العباس بن الحسن بن الرئيس أبي الجن حسين بن علي بن محمد بن علي بن إسماعيل بن الصادق جعفر بن محمد. الشريف، النسيب أبو القاسم الحسيني، الدمشقي، الخطيب. كان صدراً، نبيلاً، مرضياً، ثقة، محدثاً، مهيباً، سنياً، ممدوحاً بكل لسان خرج له شيخه الخطيب عشرين جزءاً سمعها بكاملها وعلى أكثر تصانيف الخطيب خطه وسماعه. وأول سماعه في سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة. وكان مولده في سنة أربع وعشرين. وقرأ القرآن على أبي علي الأهوازي، وغيره.) وسمع: أبا الحسين محمد بن عبد الرحمن التميمي، ورشأ بن نظيف، ومحمد بن علي المازني، وسليمان بن أيوب الفقيه، وأبا عبد الله القضاعي، وكريمة المروزية، وأبا القاسم الحنائي، وأبا بكر الخطيب، وجماعة. روى عنه: هبة الله الأكفاني، والخضر بن شبل الحارثي، وعبد الباقي بن محمد التميمي، وعبد الله أبو المعالي بن صابر، والصائن، وأبو القاسم إبنا ابن عساكر، وخلق سواهم. قال ابن عساكر: كان ثقة مكثراً، له أصول بخطوط الوراقين. وكان

(35/209)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 210
متسنناً، وسبب تسننه مؤدبه أبو عمران الصقلي وكثرة سماعه للحديث. سمع منه شيخه عبد العزيز الكتاني، وسمعت منه كثيراً. وحكي لي أنني لما ولدت سأل أبي: ما سميته وكنيته فقال: أبو القاسم علي. فقال: أخذت اسمي وكنيتي. قال لي أبو القاسم السميساطي، أو قال أبو القاسم بن أبي العلاء، إنه ما رأى أحداً اسمه علي وكني أبا القاسم إلا كان طويل العمر. وذكر أنه صلى على جنازة، فكبر عليها أربعاً. قال: فجاء صاحب مصر إلى أبيه يعاتبه في ذلك، فقال له أبوه: لا تصل بعدها على جنازة. قلت: كان صاحب مصر رافضياً. قال ابن عساكر: كانت له جنازة عظيمة، ووصى أن يصلي عليه أبو الحسن الفقيه جمال الإسلام، وأن يسنم قبره، وأن لا يتولاه أحد من الشيعة. وحضرت دفنه. وتوفي في الرابع والعشرين من ربيع الآخر، ودفن في المقبرة الفخرية في المصلى، ولقبه نسيب الدولة، وإنما خفف فقيل: النسيب. علي بن محمد بن محمد بن محمد بن جهير. الوزير، ابن الوزير، ابن الوزير زعيم الدولة أبو القاسم. ولي نظر ديوان الزمام في أيام جده، ووزر للمستظهر بالله مرتين، تخللهما الوزير أبو المعالي بن المطلب. وكان عاقلاً، حليماً، سديد الرأي، معرقاً في الوزارة.

(35/210)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 211
مات في أوائل الشيخوخة.
4 (حرف الميم)
) محمد بن إبراهيم بن محمد. الأستاذ أبو بكر بن الصناع، المقريء، الملقب بالهدهد. من أهل بلنسية. أخذ القراءآت عن أبي داود، وكان أنبل أصحابه. أخذ عنه: أبو عبد الله بن أبي إسحاق المريي وأقرأ بقرطبة. وتوفي كهلاً. محمد بن سليمان. أبو بكر الكلاعي، الإشبيلي، الكاتب المعروف بابن القصيرة. رأس أهل البلاغة في زمانه. أخذ عن: أبي مروان بن سراج، وغيره. وكان من أهل الأدب البارع، والتفنن في أنواع العلوم. وتوفي عن سن عالية، وقد خرف. محمد بن عبد الواحد بن الحسن. أبو غالب الشيباني، البغدادي، القزاز. قرأ القراءآت على: الشرمغاني، وأبي الفتح بن شيطا. وحدث عن: أبي إسحاق البرمكي، والجوهري، والعشاري، وجماعة. وكان مولده سنة ثلاثين وأربعمائة. نسخ الكثير، وسمع، وسمع ولده أبا منصور عبد الرحمن.

(35/211)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 212
وتوفي في رابع شوال. وكان ثقة، مقرئاً، فاضلاً، حاذقاً بالقراءآت. روى عنه: حفيده نصر الله بن عبد الرحمن، وسعد الله الدقاق، ويحيى ابن السدنك. محمد بن علي بن محمد. القاضي أبو سعيد المروزي الدهان. سمع: أبا غانم الكراعي، وابن عبد العزيز القنطري، وجماعة. أجاز للسمعاني، وعنده تفسير ابن راهويه، يرويه عن الحاكم محمد بن عبد العزيز القنطري، عن الحاكم محمد بن الحسين الحدادي، عن محمد بن يحيى بن خالد المروزي، عنه.) ولد في حدود سنة ثلاثين وأربعمائة. وقيل: مات سنة عشر. محمد بن علي بن محمد بن عبد العزيز بن حمدين. أبو عبد الله، قاضي القضاة بقرطبة. تفقه على والده. وروى عنه، وعن: محمد بن عتاب، وجماعة. وكان من أهل التفنن في العلوم. وكان حافظاً، ذكياً، فطناً، أديباً، شاعراً، لغوياً أصولياً. ولي القضاء سنة تسعين، فحمدت سيرته.

(35/212)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 213
وتوفي في المحرم سنة ثمان وخمسمائة. وكان مولده سنة تسع وثلاثين وأربعمائة. محمد بن المختار بن محمد بن عبد الواحد بن عبد الله بن المؤيد بالله. أبو العز الهاشمي، العباسي، المعروف بابن الخص. والد الشيخ أبي تمام وأحمد. نزيل خراسان. من أهل الحرم الطاهري، شريف، ثقة، صالح، دين، سمع الكثير، وعمر حتى حمل عنه. روى عن: أبي الحسن القزويني، وأبي علي بن المذهب، وعبد العزيز الأزجي، والبرمكي. روى عنه: أبو علي الرحبي، وأحمد بن السدنك، وابن كليب. وتوفي في عاشر المحرم وله ثمانون سنة. ميمون بن محمد بن محمد بن معتمد بن محمد بن محمد بن مكحول بن الفضل. الإمام، الزاهد، أبو المعين المكحولي، النسفي رضي الله عنه. قال عمر بن محمد النسفي في كتاب القند: هو أستاذي. كان بسمرقند

(35/213)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 214
مدة، وسكن بخارى، يغترف علماء الشرق والغرب من بحاره، ويستضيئون بأنواره. توفي في الخامس والعشرين من ذي الحجة، وعمره سبعون سنة. قلت: روى عنه شيخ الإسلام محمود بن أحمد الشاغرجي، وعبد الرشيد بن أبي حنيفة الوأو الجي.
4 (حرف الهاء)
) هبة الله بن الحسن بن محمد. الحافظ، الزاهد، أبو الخير الأبرقوهي. رحل إلى إصبهان. وسمع من: أبي طاهر بن عبد الرحيم، وطبقته. وقع لنا من حديثه. روى عنه: أبو طاهر السلفي، وأبو موسى المديني، وأبو الفتح الخرقي. وآخرون. توفي بأبرقوه في شعبان، وكان قد عمر. قال السلفي: كان قاضي أبرقوه، وهي بقرب يزد. وكان من المكثرين، من أهل الفضل، ثقة.

(35/214)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 215
4 (وفيات سنة تسع وخمسمائة)

4 (حرف الألف)
أحمد بن أبي القاسم الحسن بن أحمد بن محمد بن أحمد. أبو العباس الإصبهاني، المعروف بنجوكه. روى عن: أبي نعيم الحافظ. وتوفي في عشر التسعين. روى عنه: أبو موسى المديني، وقال: توفي في ثامن شوال. أحمد بن الحسين بن أبي ذر محمد بن إبراهيم بن علي. أبو العباس، الصالحاني، الواعظ. الرجل الصالح. ولد في حدود سنة أربع وعشرين وأربعمائة. وحدث عن جده أبي ذر. روى عنه: أبو موسى وقال: توفي في ربيع الآخر. وقال غيره: في ربيع الأول. إبراهيم بن حمزة بن نصر.

(35/215)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 216
أبو طاهر الجرجرائي، ثم لدمشقي، المقريء، المعدل. قرأ على أبي بكر أحمد الهروي صاحب الأهوازي.) وسمع: الحسن بن علي اللباد، وأبا بكر الخطيب. وعنه: أبو القاسم بن عساكر وقال: توفي في ربيع الأول. إبراهيم بن غالب. أبو إسحاق الفقيه، الشافعي، ابن الآمدية. من علماء الإسكندرية. روى عنه: أبو محمد العثماني. إسماعيل بن محمد بن أحمد بن محمد بن جعفر بن أبي سعيد بن ملة. أبو عثمان المحتسب، الواعظ، الإصبهاني، صاحب المجالس المروية. سمع: أبا بكر بن ريذة، وأبا طاهر بن عبد الرحيم، وجماعة من أصحاب ابن المقري، وغيره. وأملى بجامع المنصور. روى عنه: ابن ناصر، وظاعن بن محمد الخياط، وجماعة آخرهم موتاً عبد المنعم بن كليب. وكان ضعيفاً.

(35/216)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 217
قال ابن ناصر: وضع حديثاً وأملاه، وكان يخلط. توفي في ثاني ربيع الأول بإصبهان. قلت: روايته عن ابن ريذة حضور، فإنه قال: ولدت في رجب سنة ست وثلاثين. قلت: ومات ابن ريذة سنة أربعين. وقال أبو نصر اليونارتي في معجمه: إسماعيل بن ملة كان من الأئمة المرضيين، يرجع في كل فن من العلم إلى حظ وافر. وروى عنه السلفي فقال: هو من المكثرين. يروي عن عبد العزيز فاذويه، وأبي القاسم عبد الرحمن من أبي بكر الذكواني. وكان يعظ. وأبوه يروي عن عمر بن أبي محمد بن زكريا البيع.
4 (حرف الجيم)
جامع بن أبي بكر الحسن بن علي. أبو الحسن الفارسي. سمع: أباه، وأبا حفص بن مسرور، وجماعة.) وتوفي في شعبان. جامع بن الحسن بن علي. أبو علي البيهقي. ذكر أبو علي السمعاني أنه حضر عليه بقراءة والده، وأنه كان معمراً. سمع من: أبي بكر أحمد بن محمد بن الحارث الإصبهاني، والفضل بن عبد الله الأبيوردي. وأن مولده بعد العشرين وأربعمائة. ومات في شعبان أيضاً.

(35/217)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 218
4 (حرف الحاء)
الحسن بن نصر بن عبيد الله بن عمر بن محمد بن علان. النهاوندي، أبو عبد الله بن المرهف. فقيه فاضل، قدم بغداد. وسمع: أبا محمد الجوهري، وجماعة. وحدث بإصبهان، ونهاوند. روى عنه: مهدي بن إسماعيل العلوي. وتوفي في المحرم. حمد بن نصر بن أحمد بن محمد بن معروف. أبو العلاء الأديب، ويعرف بالأعمش. همذاني، حافظ، مكثر، ثقة. سمع بهمذان من: عبيد الله بن أبي عبد الله بن مندة، وأبي مسلم بن غزو النهاوندي، وأبي محمد بن ماهلة. وولد في سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة. قال أبو سعد السمعاني: أجاز لي في ذي القعدة سنة تسع. قلت: روى عنه: السلفي، وأبو العلاء العطار، وجماعة. وكان مع بصره بالحديث عارفاً بمذهب أحمد، ناصراً للسنة، وافر الحرمة. أملى عدة مجالس من حفظه، رحمه الله تعالى.) وكان أحد الأدباء بارعاً في فضائله. وقع لنا من روايته في السلماسية، مات سنة اثنتي عشرة. وسيعاد فيضم ما هنا إلى هناك.

(35/218)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 219
4 (حرف الشين)
شيرويه بن شهردار بن شيرويه بن فناخسرو بن خسركان. الحافظ، أبو شجاع الديلمي، الهمذاني، مؤرخ همذان، ومصنف كتاب الفردوس. سمع الكثير بنفسه، ورحل. سمع: أبا الفضل محمد بن عثمان القومساني، ويوسف بن محمد بن يوسف المستملي، وسفيان بن الحسين بن محمد بن فنجويه الدينوري، وعبد الحميد بن الحسن الفقاعي الدلال، وأبا الفرج علي بن محمد بن علي الجريري البجلي، وأحمد بن عيسى بن عباد الدينوري، وخلقاً سواهم. وببغداد: أبا منصور عبد الباقي بن محمد العطار، وأبا القاسم بن البسري، وخلقاً. وبإصبهان: أبا عمرو بن مندة، وغيره. وبقزوين والجبال. قال فيه يحيى بن مندة: شاب كيس، حسن الخلق والخلق، زكي القلب،

(35/219)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 220
صلب في السنة، قليل الكلام. روى عنه ابنه شهردار، ومحمد بن الفضل الإسفرائيني، ومحمد بن أبي القاسم الساوي، وأبو العلاء أحمد بن محمد بن الفضل الحافظ، وآخرون. وتوفي في تاسع عشر رجب. وهو متوسط المعرفة، وليس هو بالمتقن. ولد سنة خمس وأربعين وأربعمائة. وكان صلباً في السنة. دخل إصبهان في سنة خمس وخمسمائة، فروى عنه أبو موسى المديني، وطائفة.
4 (حرف الصاد)
صدقة بن محمد بن صدقة. أبو الكرم الإسكاف. شيخ صالح بغدادي. سمع: أبا يعلى بن الفراء، وأبا الحسين بن المهتدي بالله.) روى عنه: عمر بن ظفر.
4 (حرف الظاء)
ظفر بن عبد الملك. الخلال، والإصبهاني. ورخه عبد الرحيم الحاجي. توفي في ربيع الأول. كأنه أخو الحسين.

(35/220)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 221
4 (حرف العين)
عبد الله بن بننان. أبو محمد النحوي، نزيل إشبيلية. روى عنه: أبي عبد الله بن يونس الحجازي، وعاصم بن أيوب، وابن الحجاج الأعلم. روى عنه: أبو الوليد بن خيرة، وأبو عامر بن ربيع الأشعري، وهارون بن أبي الغيث، وأبو الحسن بن فيل. وكان حافظاً لكتب الآداب، ذاكراً للكامل للمبرد، وأمالي القالي. علم الناس النحو بقرطبة. وكان حياً في هذه السنة. قاله ابن الأبار. عبد الرحمن بن عبد العزيز بن ثابت. أبو محمد الأموي، الأندلسي. خطيب شاطبة. روى كثيراً عن أبي عمر بن عبد البر. وعن: أبي العباس العذري. وكان زاهداً، ورعاً، فاضلاً، منقبضاً. سمع منه جماعة، ورحلوا إليه، واعتمدوا عليه. ولد سنة ست وأربعين وأربعمائة. وقال: زارنا ابن عبد البر مرة في منزلنا، فحفظت من لفظه يقول:
(ليس المزار على قدر الوداد، ولو .......... كانا كفيين كنا لا نزال معاً)
) عبد الله بن عبد العزيز بن المؤمل. الأديب، أبو نصر الزيتوني.

(35/221)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 222
كان إخبارياً، علامة. روى عن: أحمد بن عمر النهرواني، وعلي بن محمود الزوزني، ومحمد بن الحسين بن الشبل، وجماعة من الشعراء. روى عنه: عبد الخالق اليوسفي، وعبد الرحيم ابن الإخوة، والسلفي، وآخرون. قال السمعاني: ما كان مرضي السيرة. كان جماعة من شيوخي يسيئون الثناء عليه. توفي في ذي القعدة، وله تسعون سنة. عبد الوهاب بن أحمد بن عبيد الله بن الصحنائي. أبو غالب المستعمل. عن: جده لأمه عبد الوهاب بن أحمد الدلال، وابن غيلان، وعبد العزيز الأزجي، وعدة. وعنه: عمر المغازلي، وآخرون. مات في ذي الحجة عن تسعين سنة. علي بن أحمد بن سعيد. أبو الحسن اليعمري، الشاعر، الأندلسي، الأديب. أخذ بقرطبة عن أبي مروان بن سراج. وأقرأ العربية والأدب. وكان كاتباً، شاعراً، فقيهاً. توفي وهو في عشر الثمانين.

(35/222)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 223
علي بن عبد الله بن محمد. أبو الحسن النيسابوري، الواعظ. وأصله من إصبهان. سمع: أبا حفص بن مسرور، وأبا الحسين بن عبد الغافر، وغيرهما. قال السلفي: بلغني أنه توفي سنة تسع وخمسمائة. وقال ابن عساكر: أجاز لي سنة عشر.) قلت: سأعيده سنة عشر. علي بن محمد بن عبد الله. أبو الحسن الجذامي، الأندلسي، من أهل المرية، ويعرف بالبرجي، بفتح الباء. أخذ القراءآت عن: أبي داود، وابن الدش. وسمع من أبي علي الغساني. وكان مقرئاً حاذقاً، وفقيهاً، مفتياً، من أهل الخير، والصلاح، والتفنن في العلم. قال ابن الأبار: دارت له مع قاضي المرية مروان بن عبد الملك قصة غريبة في إحراق ابن حمدين كتب الغزالي وأوجب فيها حين اسفتي تأديب محرقها، وضمنه قيمتها. وتبعه على ذلك أبو القاسم بن ورد، وعمر بن الفصيح. أخذ عنه: عمر بن نمارة، والشيخ أبو العباس بن العريف.

(35/223)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 224
علي بن محمد بن علي. أبو الحسن الأندش، النيسابوري، الشعري. ولد سنة خمس عشرة وأربعمائة. وسمع: أبا العلاء صاعد بن محمد، وابن مسرور. قال السمعاني: حضرت عليه جزء ابن نجيد. ومات في رمضان.
4 (حرف الغين)
غيث بن علي بن عبد السلام بن محمد. أبو الفرج الصوري، الأرمنازي. خطيب صور، ومحدثها مفيدها.

(35/224)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 225
سمع: أبا بكر الخطيب، وعلي بن عبيد الله الهاشمي، وجماعة. وقدم دمشق، وسمع: أبا نصر بن طلاب، وأبا الحسن أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد، وجماعة. ورحل إلى تنيس، فسمع بها في سنة تسع وستين من: رمضان بن علي. وبمصر، والإسكندرية. وكتب الكثير، وسود تاريخاً لصور. وكان ثقة، ثبتاً، حسن الخط.) روى عنه: شيخه الخطيب شعراً.

(35/225)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 226
وسكن دمشق في الآخر، وبها توفي في صفر، وله ست وستون سنة. وروى عنه: أبو القاسم بن عساكر، وجماعة.

(35/226)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 227
4 (حرف القاف)
قوام بن زيد بن عيسى. الإمام أبو الفرج القرشي، التيمي، البكري، الدمشقي، المري، الفقيه الشافعي. سمع: أبا بكر الخطيب بدمشق، والصريفيني، وابن النقور ببغداد. روى عنه: الصائن بن عساكر، وأخوه الحافظ، وعبد الصمد بن سعد النسوي، وغيرهم. قال الحافظ ابن عساكر: كان شيخاً ثقة. حدث عنه الفقيه نصر الله المصيصي. وتوفي في رمضان، وحضرت دفنه. قلت: عاش سبعاً وسبعين سنة.

(35/227)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 228
4 (حرف الميم)
محمد بن الحسن بن محمد بن يحيى بن الحسن بن القاسم الزينبي بن إبراهيم طباطبا بن إسماعيل. العلوي الإصبهاني. شيخ جليل معمر. يروي عن: أبي سعد عبد الرحمن بن أحمد بن عمر الصفار. روى عنه: أبو موسى المديني. وتوفي في ثاني رمضان. كنيته أبو العساف. محمد بن الخلف بن إسماعيل. أبو عبد الله الصدفي، البلنسي، المعروف بابن علقمة الكاتب. صنف تاريخ بلنسية، وحمله الناس عنه على سوء ما رصفه. توفي في شوال، وقد جاوز الثمانين. محمد بن أبي العافية.) أبو عبد الله الإشبيلي النحوي، المقريء. إمام جامع إشبيلية. أخذ عن: أبي لحجاج الأعلم النحوي. وكان بارعاً في النحو، واللغة. حمل الناس عنه. وقد قرأ بالقراءآت على أبي عبد الله محمد بن شريح. محمد بن علي بن الحسن بن أبي المضاء محمد بن أحمد بن أبي المضاء.

(35/228)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 229
أبو المضاء البعلبكي، ويعرف بالشيخ الدين. سمع: أبا بكر الخطيب، وعبد العزيز الكتاني، وجماعة. روى عنه: الصائن هبة الله. وأجاز للحافظ أبي القاسم. توفي في شعبان وله أربع وثمانون سنة. وأول سماعه سنة ست وأربعين وأربعمائة. محمد بن سعد. الإمام أبو بكر البغدادي، الحنبلي، الغسال، المقريء، الملقب بالتاريخ. حدث عن: أبي نصر الزينبي، وعدة. وكان رأساً في حفظ القرآن، وحسن الصوت، خيراً، ثقة، صالحاً. كبير القدر، محسناً إلى الناس.

(35/229)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 230
كانت جنازته مشهودة. عاش بضعاً وأربعين سنة. محمد بن كمار بن حسن بن علي. الفقيه أبو سعيد الدينوري، ثم البغدادي. قال: ولدت سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة، وكانت زوجة أبي بكرر الخطيب ترضعني، فلما كبرت أسمعني من: ابن غيلان، وأبي محمد الخلال، وأبي إسحاق البرمكي، وأبي الحسن القالي، وغيرهم. وقرأت القرآن على أبي الحسن القزويني، وسمعت منه الحديث. وقرأت المقنع على القاضي أبي الطيب الطبري، ثم علقت تعليقة كاملة في الخلاف عن أبي) إسحاق الشيرازي، وقرأت الفرائض على أبي عبد الله الوني، إلا أن كتبي ذهبت كلها في النهب، ولم يبق عندي منها شيء إلا ما بقي بأيدي الناس من مسموعي. ووزنا عشرة دنانير حتى سمعنا المسند من ابن المذهب. وسمعت من الأزجي، يعني عبد العزيز، كتاب يوم وليلة للمعمري. قلت: روى عنه: الحسين بن خسرو البلخي، والسلفي، عن البرمكي، والفالي. ثم آنحدر إلى واسط، وبها مات في جمادى الآخرة سنة تسع. محمد ابن الهبارية. هو محمد بن محمد بن صالح بن حمزة بن محمد بن عيسى بن محمد بن

(35/230)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 231
عبد الله بن محمد بن داود بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، أبو يعلى الهاشمي، العباسي، البصري. والهبارية هي من جداته، وهي من ذرية هبار بن الأسود بن المطلب. قرأ الأدب ببغداد، وخالط العلماء، وسمع الحديث، ومدح الوزراء والأكابر. وله معرفة بالأنساب، وصنف كتاب الصادح والباغم والحازم والعازم، نظمه لسيف الدولة صدقة، وضمنه حكماً وأمثالاً، ونظم كليلة ودمنة. وله كتاب مجانين العقلاء، وغير ذلك. وله كتاب ذكر الذكر وفضل الشعر. وقد بالغ في الهجو حتى هجا أباه وأمه. وشعره كثير سائر، فمنه قصيدة شهيرة: أولها:
(حي على خير العمل .......... على الغزال والغزل)
يقول فيها:
(لو كان لي بضاعه .......... أو في يدي صناعه)

(ألقى بها المجاعه .......... لم أخلع الخلاعه)
ولم أفق من الخذل
(ولا درست مسأله .......... ولا رحلت بعمله)

(ولا قطعت مجهله .......... ولا طلبت منزله)
ولا تعلمت الجدل)
(ولا دخلت مدرسه .......... سباعها مفترسه)

(وجوههم معبسه .......... ما لي وتلك المنحسه)
لولا النفاق والخبل
(الأصفر المنقوش .......... شيدت به العروش)

(به الفتى يعيش .......... وباسمه يطيش)
مولاه ما شاء فعل
(يا عجباً كل العجب .......... لا أدب ولا حسب)

(35/231)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 232
(ولا تقى ولا نسب .......... يغني الفتى عن الذهب)
سبحانه عز وجل
(بؤساً لرب المحبره .......... وعيشه ما أكدره)

(ودرسه ودفتره .......... يا ويله ما أدبره)
إن لم تصدقني فسل
(إصعد إلى تلك الغرف .......... وانظر إلى قلب الحرف)

(وآبك لفضلي والشرف .......... وآحكم لضري بالسرف)
وآضرب بخذلاني المثل وله أيضاً القصيدة الطويلة التي أولها:
(لو أن لي نفساً هربت لما .......... ألقى، ولكن ليس لي نفس)

(ما لي أقيم لدى زعانفة .......... شم القرون أنوفهم فطس)

(لي مأتم من سوء فعلهم .......... ولهم بحسن مدائحي عرس)
وهجا في هذه القصيدة الوزير، والنقيب، وأرباب الدولة بأسرهم فأطيح دمه، فاختفى مدة، ثم سافر ودخل إصبهان، وانتشر ذكره بها، وتقدم عند أكابرها، فعاد إلى طبعه الأول، وهجا نظام الملك، فأهدر دمه، فاختفى، وضاقت عليه الأرض. ثم رمى نفسه على الإمام محمد بن ثابت الخجندي، فتشفع فيه، فعفا عنه النظام، فاستأذن في مديح، فأذن له فقام، وقال قصيدته التي أولها:
(بعزة أمرك دار الفلك .......... حنانيك فالخلق والأمر لك)
) فقال النظام: كذبت، ذاك هو الله تعالى. وتمم القصيدة، ثم خرج إلى كرمان وسكنها، ومدح بها، وهجا على جاري طبيعته. وحدث هناك عن: أبي جعفر ابن المسلمة.

(35/232)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 233
سمع منه: محمد بن عبد الواحد الدقاق، ومحمد بن إبراهيم الصيقلي في آخر سنة ثمان وتسعين. وروى عنه: القاضي أحمد بن محمد الأرجاني، الشاعر، حديثاً عن مالك البانياسي. قال ابن النجار: فأخبرنا محمد بن معمر القرشي كتابة، أن أبا غالب محمد بن إبراهيم أخبره: أنا أبو يعلى محمد بن محمد بن صالح العباسي الشاعر بكرمان، أنا ابن المسلمة سنة ستين وأربعمائة، أنا أبو الفضل الزهري، أنبا الفريابي، ثنا إبراهيم بن الحجاج، نا عبد الوارث، نا محمد بن حجادة، فذكر حديثاً. وقد روى عنه من شعره: عمر بن عبد الله الحربي، وأبو الفتح محمد بن علي النطنزي، وأحمد بن محمد بن حفص الكاتب، وآخرون. ومن غرر قصائده قوله:
(يا صاحبي هات المدامة هاتها .......... فصبيحة النيروز من أوقاتها)

(كرمية، كرمية، ذهبية .......... لهبية، بكراً تقوم بذاتها)

(رقت وراقت في الزجاج فخلتها .......... جادت بها العشاق من عبراتها)

(من كف هيفاء القوام كأنما .......... عصرت سلاف الخمر من وجناتها)

(السحر في ألحاظها، والغنج في .......... ألفاظها، والدل في حركاتها)

(أو ما ترى فصل الربيع وطيبه .......... قد نبه الأرواح من رقداتها)

(والطير تصدح في الغصون كأنما .......... مدحت نظام الملك في نغماتها)

(فآنهض بنا وآنشط لنأخذ فرصة .......... من لذة الأيام قبل فواتها)

(يا صاحبي سرى فلا أخفيكما .......... ما أطيب الدنيا على علاتها)

(قم فآسقنيها بالكبير، ورح إلى .......... راح تريح النفس من كرباتها)

(إن مت فخلني وغوايتي .......... إن الغواية حلوة لجناتها)

(35/233)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 234
(ولقد جريت على الصباية والصبى .......... وجذبت أقراني إلى غاياتها)
)
(ثم آرعويت وما بكفي طائل .......... من لذة الدنيا سوى تبعاتها)
وهي قصيدة طويلة. قال الأرجاني: سألت ابن الهبارية عن مولده، فقال: سنة أربع عشرة وأربعمائة. وقال أبو المكارم يعيش بن الفضل الكرماني الكاتب: مات بكرمان في جمادى الآخرة سنة تسع وخمسمائة. ولابن الهبارية:
(وإذا البيادق في الدسوت تفرزنت .......... فالرأي أن يتبيذق الفرزان)

(خذ جملة البوى ودع تفصيلها .......... ما في البرية كلها إنسان)
مغاور بن الحكم. أبو الحسن السلمي، الشاطبي، المؤدب. أخذ القراءآت عن: أبي الحسن بن الدش. وأقرأ الناس. أخذ عنه: ابنه محمد، وأبو عبد الله بن بركة، وعبد الغني بن مكي. مهذب الدولة. أمير البطائح. هو أبو العباس أحمد بن محمد بن عبيد بن أبي الجبر الكناني. أديب، فاضل، شاعر، إخباري، دون شعره.

(35/234)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 235
ولي البطيحة وأعمالها. وتولى النظر بواسط وأعمالها، مضافاً إلى إمرة البطيحة. ولم يزل آباؤه وأجداده أمراء البطيحة. وله شعر في المستظهر بالله. توفي في المحرم.
4 (حرف الهاء)
هابيل بن محمد بن أحمد بن هابيل. أبو جعفر الألبيري، الأندلسي. أخذ بقرطبة عن: أبي القاسم بن عبد الوهاب المقريء، وأبي مروان الطبني، وأبي مروان بن سراج.) روى عنه: أبو الحسن بن الباذش المقريء. وتوفي في رمضان سنة تسع، ويحتمل أن تكون سنة سبع. هبة الله بن أحمد بن هبة الله بن الرحبي. أبو القاسم الدباس. من أولاد الشيوخ. سمع: أبا الحسن القزويني، وأحمد بن محمد الزعفراني، وعلي بن المحسن. روى عنه: عمر المغازلي، وأبو المعمر الأنصاري. هبة الله بن المبارك بن موسى بن علي.

(35/235)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 236
أبو البركات السقطي، المفيد. أحد من عني بهذا الشأن، وسمع ببغداد، وإصبهان، والموصل، والكوفة، والبصرة، وواسط. وتعب وبالغ. وكان فيه فضل ومعرفة باللغة. جمع الشيوخ، وخرج الفوائد، وقيل إنه ذيل على تاريخ الخطيب، وما ظهر ذلك. وله معجم في مجلد، آدعى فيه لقي أناس كأبي محمد الجوهري، ولم يدركه وضعفه شجاع الذهلي، وكذبه ابن ناصر. روى عنه: ابنه أبو العلاء وجيه، وأبو المعمر الأزجي، وعبد القادر الجيلي، وغيرهم. وتوفي في ربيع الأول، سامحه الله.

(35/236)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 237
هبة الله بن محمد بن علي بن المطلب. أبو المعالي الكرماني، الكاتب الوزير. من رؤساء بغداد. تفرد في عصره بكتابة الحساب والديوان. ووزر للمستظهر سنتين ونصف، ثم عزل. وكان فقيهاً شافعياً. سمع: عبد الصمد بن المأمون، وطبقته. وله معروف وصدقات. روى اليسير. ولقبه مجد الدين. ولد سنة، وكان من الأذكياء حسن المحاضرة.) عزل سنة اثنتين وخمسمائة. ومات سنة تسع. هشام بن أحمد بن سعيد. أبو الوليد القرطبي، المعروف بابن العواد. تلميذ أبي جعفر أحمد بن رزق، وأخذ أيضاً عن: أبي مروان بن سراج، ومحمد بن فرج الفقيه، وأبي علي الغساني. وكان من جلة الأئمة وأعيان المفتين بقرطبة. مقدماً في الرأي والمذهب على جميع أصحابه، ذا دين وورع، وآنقباض عن الدولة، وإقبال على نشر العلم وبثه، واسع الخلق، حسن اللقاء، محبباً إلى الناس، حليماً متواضعاً. دعي إلى القضاء فامتنع.

(35/237)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 238
تفقه به خلق كثير نفعهم الله به. توفي في صفر، وشيعه عالم كثير، ومتولي قرطبة. مولده في سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة. وعاش سبعاً وخمسين سنة، رحمه الله، ورضي عنه.
4 (حرف الياء)
يحيى بن السلطان تميم بن المعز بن باديس. الملك أبو طاهر الحميري، الصنهاجي صاحب إفريقية وبلادها. تسلطن بعد أبيه، وخلع على الأمراء، ونشر العدل، وافتتح قلاعاً لم يتمكن أبوه من فتحها. وكان كثير المطالعة لكتب الأخبار والسير، شفوقاً على الرعية والفقراء، مقرباً للعلماء، جواداً، ممدحاً. وفيه يقول أبو الصلت أمية بن عبد العزيز بن أبي الصلت:
(وآرغب بنفسك إلا عن ندى ووغى .......... فالمجد أجمع بين البأس والجود)

(كدأب يحيى الذي أحيت مواهبه .......... ميت الرجاء بإنجاز المواعيد)

(معطي الصوارم والهيف النواعم وال .......... جرد الصلادم والبزل الجلاميد)

(إذا بدا بسرير الملك محتبياً .......... رأيت يوسف في محراب داود)

(35/238)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 239
توفي يحيى يوم الأضحى فجأة أثناء النهار، وخلف ثلاثين ولداً ذكراً، وقام بالملك بعده ابنه علي، فبقي ست سنين ومات، فأقاموا في المملكة ابنه الحسن ابن علي، وهو صبي ابن ثلاث) عشرة سنة، فآمتدت دولته إلى أن أخذت الفرنج أطرابلس المغرب بالسيف، وقتلوا أهلها في سنة إحدى وأربعين وخمسمائة، فخاف الحسن وخرج هارباً من المهدية هو وأكثر أهلها. ثم إنه التجأ إلى السلطان عبد المؤمن بن علي. ومما تم ليحيى أن ثلاثة غرباء كتبوا إليه أنهم كيمائيون، فأحضرهم ليعملوا ويتفرج. وكان عنده الشريف أبو الحسن وقائد الجيش إبراهيم، فجذب أحدهم سكيناً، وضرب يحيى، فلم يصنع شيئا، ورفسه يحيى ألقاه على ظهره، ودخل المجلس وأغلقه، وأما الثاني، فضرب الشريف قتله، وجذب الأمير إبراهيم السيف وحط عليهم، ودخل الغلمان فقتلوا الثلاثة، وكانوا من الباطنية.

(35/239)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 240
4 (وفيات سنة عشر وخمسمائة.)

4 (حرف الألف)
أحمد بن الحسين بن علي بن قريش. أبو العباس البغدادي، البناء، النساج، المقريء. سمع: أبا طالب بن غيلان، وأبا إسحاق البرمكي، وجماعة. روى عنه: إسماعيل بن السمرقندي، وأحمد بن الطلاية الزاهد، وابن ناصر، والسلفي، وفارس الحفار. ومات في رجب وله خمس وثمانون سنة. وكان صالحاً ثقة. أجاز لابن كليب. أحمد بن عبد الله بن مظفر بن محمد بن ماجة. أبو الرجاء الإصبهاني. روى عن: ابن ريذة، وغيره. روى عنه: أبو موسى الحافظ. أحمد بن محمد بن عمر. المركزي أبو البركات. شيخ مؤدب ببغداد.

(35/240)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 241
كان يروي عن: إسحاق البرمكي. وعنه: السلفي، وأبو المعمر الأنصاري. مات في نصف شعبان.) أحمد بن محمد بن الحسن بن محمد بن سليم. أبو الفضل بن أبي بكر بن أبي علي. من بيت حديث. توفي في صفر. روى عنه: أبو موسى المديني، عن علي بن أحمد بن يوسف. إبراهيم بن أحمد. أبو الفضل المخرمي، البغدادي. روى عن: الصريفيني، وابن النقور. إسماعيل بن الفضل بن إسماعيل. أبو القاسم بن أبي عامر التميمي، الجرجاني. قدم في هذه السنة بغداد ليحج، فحدث عن عبد الرحمن بن سعيد العسكري، عن أبي أحمد الغطريفي. روى عنه: المبارك بن كامل، وروح بن أحمد الحديثي قاضي القضاة، ويحيى بن هبة الله البزاز، وأحمد بن سالم المقريء، وأبو الفتح عبد الوهاب بن الحسن الفرضي.

(35/241)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 242
4 (حرف الحاء)
حبيب بن أبي مسلم محمد بن أحمد بن يحيى. الفقيه الزاهد الكبير، أبو الطيب الطهراني، الإصبهاني. روى عن: أبي طاهر بن عبد الرحيم. وعنه: أبو موسى، وغيره. توفي ليلة الثلاثاء، ثاني عشر ربيع الأول. وهو من شيوخ السلفي ومن أقاربه. الحسن بن أحمد بن يحيى. أبو أحمد بن أبي سلمة الكاتب، النيسابوري، أحد المعروفين بالفضل والشعر. سمع من: الأمير أبي الفضل عبيد الله بن أحمد الميكالي، وأبي الحسين عبد الغافر. روى عنه: ولده أحمد.) وتوفي في ربيع الأول. الحسن بن عبد الكريم. أبو حرب العباسي، الإصبهاني، النقيب. سمع: أبا أحمد المكفوف.

(35/242)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 243
كتب عنه: يحيى بن مندة. توفي في المحرم.
4 (حرف الخاء)
خميس بن علي بن أحمد بن علي بن الحسن. الحافظ، أبو الكرم الواسطي، الحوزي. ورد بغداد، وسمع: أبا القاسم بن البسري، وطبقته. وسمع بواسط: علي بن محمد النديم، وهبة الله بن الجلخت، وخلقاً سواهم، وكتب وجمع. روى عنه: أبو الجوائز سعد بن عبد الكريم، وأبو طاهر السلفي، وآخر من روى عنه أبو بشر عبد الله بن عمران الباقلاني، المقريء. وله شعر جيد، فمنه:
(إذا ما تعلق بالأشعري .......... أناس، وقالوا: وثيق العرى)

(وطائفة رأت الإعتزال .......... صواباً، وما هو فيما ترى)

(وأخرى روافض لا تستحق .......... إذا ذكر الناس أن تذكرا)

(فنحن معاشر أهل الحديث .......... علقنا بأذيال خير الورى)

(فمن لم يكن دأبه دأبنا .......... فنحن وأحمد منه برا)

(35/243)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 244
وقد سأل السلفي خميساً عن أهل واسط المتأخرين، فأجابه في جزء، وانتفى عليه جزءاً سمعناه، وكان يثني عليه ويقول: كان عالماً ثقة، يملي علي من حفظه. وقد ذكره ابن نقطة، فذكر معه الحسن بن إبراهيم بن سلامويه. قال: والحوز قرية بشرقي واسط. حدث عن عبد العزيز بن علي الأنماطي، ومحمد بن محمد العكبري النديم. قال: وكان له معرفة بالحديث والأدب.) قال: ومولده في شعبان سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة. ومات أيضاً في شعبان.
4 (حرف الطاء)
طاهر بن أحمد بن الفضل. أبو القاسم الإصبهاني، الخطاط، المعروف بالبزاز. توفي في شعبان، وله تسعون سنة. روى عن: ابن ريذة.

(35/244)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 245
وعنه: أبو موسى المديني.
4 (حرف العين)
عبد الرحمن بن عبد العزيز بن ثابت. أبو محمد الأندلسي، ثم الشاطبي، البلالي. وبلالة من عمل شاطبة. دين، عاقل، عالم. سمع من: ابن عبد البر، وأبي العباس العذري. وعنه: أبو الوليد يوسف بن الدباغ، وقال: سمعت منه كتاب الصحابة، وكتابي التقصي، وكتاب الأنباء. وقرأت عليه الموطأ والسيرة. أنا بجميع ذلك، عن أبي عمر، وقال: كان بيننا وبين أبي مصاهرة. ومولده في سنة ست وأربعين وأربعمائة. عبد الغفار بن محمد بن الحسين بن علي بن شيرويه بن علي. أبو بكر الشيرويي، النيسابوري، التاجر. سمع: أبا بكر الحيري، وأبا سعيد الصيرفي. وهو آخر من روى في الدنيا عنهما. وروى عن: أبي حسان المزكي، وأحمد بن محمد بن الحارث النحوي، ووالده.

(35/245)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 246
روى عنه: الحافظ أبو سعد السمعاني، وأبو الفتوح الطائي، وعبد المنعم الفراوي، وخلق كثير. وروى عنه بالإجازة: ذاكر بن كامل الخفاف، وأبو المكارم أحمد بن محمد اللبان.) وكان مولده في ذي الحجة سنة أربع عشرة. وتوفي في ثامن عشر ذي الحجة، وقد استكمل ستاً وتسعين سنة. قال السمعاني في كتاب الأنساب: كان صالحاً، عابداً، معمراً، رحل إليه من البلاد، وسمع الحيري، والصيرفي، وعبد القاهر بن طاهر، ومحمد ابن إبراهيم المزكي. وقد دخل إصبهان، وسمع بها من ابن ريذة، وأبي طاهر بن عبد الرحيم. أحضرني والدي مجلسه. وكان أبوه يروي عن المخلص. وهو فقد أجاز لمن شاء الرواية عنه. وهو من قرية كونابذ، ثم عربت، فقيل: جنابذ، بفتح الباء. وهي من قهستان من رساتيق نيسابور. وكان صالحاً، عفيفاً، تجر إلى البلاد مضاربة بأموال الناس، ثم عجز، وانقطع لتسميع الحديث. وكان مكثراً. ومن شيوخه أبو سعيد نصر الدين بن أبي الخير الميهني، وأبو منصور عبد القاهر بن طاهر البغدادي. ألحق الأحفاد بالأجداد، وسمع منه من دب ودرج. وسار ذكره، ولم تتغير حواسه، إلا بصره فضعف.

(35/246)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 247
ومن شيوخه: أبو عبد الله بن باكويه السراج. قال الفضل بن عبد الواحد الإصبهاني: سمعت الرئيس الثقفي يقول: لا جادنا من خراسان ناصر إلا بأبي بكر الشيرويي، فإنه أخيرهم وأنفعهم. قال السلفي: سمعت منه الكثير، ولي ثلاث سنين ونصف بقراءة أبي. وسمع أخي في الخامسة، فمن ذلك جزء سفيان، وخمسة أجزاء من ثمانية من مسند الشافعي خمسة أجزاء من ثمانية أجزاء. عبد الله بن عبد الرحمن بن يونس. أبو محمد بن خيرون الأندلسي، القضاعي. محدث مكثر عن ابن عبد البر. وسمع: مكثر عن ابن عبد البر. وسمع: أبا الوليد الباجي، وابن دلهاث.) وكان عارفاً بالفقه، والشعر. ولي قضاء قربيطر. روى عنه: أبو محمد بن علقمة، ومحمد بن يعيش، وعبد الوهاب التجيبي، وآخرون. علي بن أحمد بن محمد بن بيان. أبو القاسم بن الرزاز، البغدادي. مسند الدنيا في عصره. روى عنه خلق لا يحصون.

(35/247)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 248
سمع: أبا الحسن محمد بن محمد بن محمد بن مخلد، وطلحة بن الصقر الكتابي، وأبا علي بن شاذان، وأبا القاسم بن بشران الواعظ، وأبا القاسم الحرفي، وأبا العلاء الواسطي، وجماعة. ولد سنة ثلاث عشرة وأربعمائة. وكانت إليه الرحلة من الأقطار. وهو آخر من حدث بنسخة ابن عرفة. قال أبو سعد السمعاني: وكان يأخذ على روايتها ديناراً عن كل واحد على ما سمعت. وأجاز لي، وحدثني عنه جماعة كثيرة. سمعت أبا بكر محمد بن عبد الباقي يقول: كان أبو القاسم بن بيان يقول: أنتم ما تطلبون الحديث والعلم، أنتم تطلبون العلو، وإلا ففي دربي جماعة سمعوا مني هذا الجزء، فاسمعوه منهم، ومن أراد أن يسمع مني يزن ديناراً. سمعت أبا بكر محمد بن عبد العطار بمرو يقول: وزنت الذهب لأبي القاسم بن بيان، حتى سمعت منه جزء ابن عرفة. وكذا ذكر لي محمد بن أبي العباس بسمرقند، أنه أعطاه ديناراً حتى سمع منه. قلت: روى عنه: أبو الفتوح الطائي، والسلفي، وخطيب الموصل، وأحمد بن محمد بن قضاعة، وأحمد بن محمد المنبجي، وأبو محمد عبد الله بن الخشاب النحوي، ومحمد بن عبد الباقي ابن النرسي، والمبارك بن محمد بن سكينة، ووفاء بن أسعد التركي، والحافظ أبو العلاء العطار، ومحمد بن بدر الشيحي، ومحمد بن جعفر بن عقيل، وأبو الفرج محمد بن أحمد حفيد ابن نبهان، وأبو الفتح بن شاتيل، وأحمد بن المبارك بن درك، وأحمد بن أبي الوفاء الصائغ، وأبو السعادات نصر الله القزاز، وأبو منصور عبد الله بن عبد السلام، وعبد المنعم بن كليب.

(35/248)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 249
توفي في سادس شعبان.) علي بن عبد الله بن محمد. أبو الحسن النيسابوري، الواعظ. توفي في سلخ المحرم، وله نيف وتسعون سنة. روى بإصبهان عن: ابن حفص بن مسرور. وعنه: أبو موسى الحافظ، وأبو طاهر السلفي، ومحمد بن حمزة الزنجاني، وأبو غانم بن زينة، وزيد بن حمزة الطوسي. وروى عنه بالأجازة أبو القاسم بن عساكر. وقد سمع: أبا عثمان الصابوني، وأبا الحسين عبد الغافر الفارسي. وبدمشق: أبا القاسم الجنائي. روى عنه: الفقيه نصر المقدسي، قلت: وهو أكبر منه، وأبو موسى. وذلك يدخل في السابق واللاحق. قال السلفي: أبو الحسن علي بن عبد الله بن الصباغ، ذكر أنه يعرف بنيسابور بالإصبهاني، وبإصبهان بالنيسابوري. وكان يعقد المجلس في جامع إصبهان، ثقة.
4 (حرف الغين)
غانم بن أحمد بن محمد بن أحمد بن سعيد.

(35/249)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 250
أبو سهل بن الشيخ أبو الفتح الحداد. يروى عن: أبي القاسم بن أبي بكر الذكواني، والإصبهانيين. وعنه: أبو موسى، وجماعة. وحدث ببغداد عن: الذكواني، وأبي طاهر بن عبد الرحيم، وأبي نصر الكسائي. توفي في ربيع الأول. وهو أخو صاحب الأموال الجزيلة أبي سعيد الحداد ووالد محمد ومحمود. سمع أيضاً من أبي طاهر بن عبد الرحيم، وأبي الوليد الدربندي، وإبراهيم بن محمد الكسائي، وعدة. أجاز للسمعاني.
4 (حرف الميم)
المبارك بن الحسين بن أحمد.) الغسال أبو الخير البغدادي، الشافعي، المقريء. كان صالحاً، ثقة، متميزاً. قرأ القرآن على: أبي القاسم بن الغوري، وأبي بكر محمد بن علي الخياط، وأبي علي الحسن بن غالب المقريء، وأبي بكر ابن الأطروش، وأبي بكر اللحياني. ورحل إلى واسط في طلب القراءآت، فقرأ على أبي علي غلام الهراس، وتصدر للإقراء، وقصده الطلبة. وكان محافظاً، مجوداً، يتكلم على معاني القرآن.

(35/250)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 251
وسمع الحديث من: أبي محمد الخلال، وأبي جعفر ابن المسلمة، وأبي يعلى بن الفراء. روى عنه: أبو طاهر محمد بن محمد السنجي، وعلي بن أحمد المحمودي، وسعد الله بن محمد. وآخر من روى عنه: عبد المنعم بن كليب. وقد أجاز لابن السمعاني. وكان مولده قبل الثلاثين وأربعمائة. وتوفي في غرة جمادى الأولى والغسال بغين معجمة. المبارك بن محمد بن علي. أبو الفضل الهمذاني. سمع: أبا يعلى بن الفراء، وابن المسلمة. وأجاز له أبو محمد الجوهري. روى عنه: أبو المعمر الأنصاري، وغيره. توفي في ربيع الآخر. محفوظ بن أحمد بن الحسن بن الحسين.

(35/251)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 252
الإمام، أبو الخطاب الكلوذاني، الأزجي، شيخ الحنابلة. كان مفتياً، صالحاً، ورعاً، ديناً، وافر العقل، خبيراً بالمذهب، مصنفاً فيه، حسن العشرة والمجالسة. له شعر رائق. صنف كتاب الهداية المشهور في المذهب، ورؤوس المسائل. وتفقه على: أبي يعلى. وسمع: أبا محمد الجوهري، وأبا طالب العشاري، وأبا علي محمد بن الحسين الجازري، حدث عنه بكتاب الجليس والأنيس للمعافى.) روى عنه: أبو المعمر الأنصاري، والمبارك بن خضير، وأبو الكرم بن الغسال. وتفقه عليه أئمة. وكان مولده في سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة. ولأبي الخطاب قصيده في العقيدة يقول فيها:
(قالوا: أتزعم أن على العرش استوى .......... قلت: الصواب كذاك خبر سيدي)

(قالوا: فما معنى استواه أبن لنا، .......... فأجبتهم: هذا سؤآل المعتدي.)
قال السمعاني: أنشدنا دلف بن عبد الله بن التبان بسمرقند في فتوى جاءت إلى أبي الخطاب:

(35/252)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 253
(قل للإمام أبي الخطاب مسألة .......... جاءت إليك، وما إلا سواك لها:)

(ماذا على رجل رام الصلاة، فإذ .......... لاحت لناظره ذات الجمال لها)
فكتب في الحال:
(قل للأديب الذي وافى بمسألة: .......... سرت فؤآدي لما أن أصخت لها)

(إن الذي فتنته عن عبادته .......... خريدة ذات حسن فانثنى ولها)

(إن تاب، ثم قضى عنه عبادته .......... فرحمة الله تغشى من عصى ولها)
توفي في الثالث والعشرين من جمادى الآخرة.

(35/253)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 254
محمد بن أحمد بن طاهر بن حمد. أبو منصور البغدادي، الخازن. أخو أبي غالب المتوفى سنة أربع وتسعين. سمعا معاً من: أبي طالب بن غيلان، وأبي القاسم بن المحسن التنوخي، وجماعة. روى عنه: أبو منصور بن الجواليقي، وابن ناصر. وروى عن هذا عبد المنعم بن كليب. وكان من رؤوس الشيعة وفقهائهم، وفيه اعتزال. وقد أدب أولاد نقيب الطالبيين. وعاش نيفاً وتسعين سنة. أخذ النحو عن ابن برهان، والثمانيني. توفي في شعبان. محمد بن الشيخ أبي علي الحسن بن أحمد بن البناء. أبو نصر الحنبلي.)

(35/254)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 255
بغدادي من بيت العلم والرواية. سمع: أبا محمد الجوهري، وأبا بكر محمد بن عبد الملك بن بشران. روى عنه: أبو المعمر الأنصاري، وغيره. وتوفي في ربيع الأول وله أربع وسبعون سنة. محمد بن الحسين بن محمد بن إبراهيم. الدمشقي أبو طاهر الحنائي. من أهل بيت حديث، وعدالة، وسنة، وكان ثقة، صدوقاً. سمع: أباه أبا القاسم الحنائي، وأبا الحسين محمد، وأبا علي أحمد ابني عبد الرحمن بن أبي نصر، ومحمد بن عبد الواحد الدارمي، وابن سحنام، والأهوازي، ورشأ بن نظيف، ومحمد بن عبد السلام بن سعدان، ومحمد بن علي بن سلوان، والحسن بن علي بن شواش، وطائفة سوام. روى عنه: الحافظان السلفي، وابن عساكر، والصائن ابن عساكر، وأبو طاهر بن الحصني، والخضر بن شيل الحارثي، والخضر بن طاوس، والفضل بن البانياسي، وأبو المعالي بن صابر. ولد سنة ثلاث وثلاثين. وأول سماعه في سنة تسع وثلاثين وأربعمائة. وتوفي في ثالث جمادى الآخرة عن سبع وسبعين سنة. محمد بن عبد المنعم بن حسن بن أنس. السمرقندي، ابن الفقيه.

(35/255)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 256
تفقه على السيد أبي شجاع بن حمزة العلوي. وسمع: أبا عمارة بن أحمد. روى عنه: عمر السلفي. وتوفي بسمرقند في رابع عشر رجب. محمد بن علي بن ميمون بن محمد الحافظ. أبو الغنائم النرسي، الكوفي، المقريء. ويعرف بأبي. ثقة، مفيد، سمع الكثير بالكوفة، وببغداد. وكان ينوب عن خطيب الكوفة. وسمع: محمد بن علي بن عبد الرحيم العلوي، وأبا طاهر محمد بن العطار، ومحمد بن إسحاق) بن فدويه، ومحمد بن محمد بن خازم بن نفط، وجماعة بالكوفة وكريمة المروزية، وعبد العزيز بن بندار الشيرازي بمكة، وأبا الحسن أحمد بن محمد الزعفراني، وأحمد بن محمد بن قفرجل، وعبد الكريم بن محمد المحاملي، وأبا الفتح بن شيطا، وأبا بكر بن بشران، وأبا عبد الله بن حبيب القادسي، وأبا القاسم التنوخي، وأبا إسحاق البرمكي، وأبا الطيب الطبري، وأبا منصور بن السواق ببغداد. وقدم الشام زائراً بيت المقدس.

(35/256)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 257
وسمع بالشام، وكان يقول: ما بالكوفة أحد من أهل الحديث والسنة إلا أبياً. وكان مولده سنة أربع وعشرين وأربعمائة. روى عنه: أبو الفتح نصر المقدسي الفقيه مع تقدمه، وابن كليب إجازة وبينهما في الموت مائة وست وسنين، ومحمد بن ناصر، ومعالي بن أبي بكر الكيال، ومسلم بن ثابت النحاس، ومحمد بن حيدرة بن عمر الحسيني، وخلق كثير. وسمع منه الحفاظ: أبو عبد الله الحميدي، وجعفر بن يحيى الحكاك، وأبو بكر بن الخاضبة، وأبو مسلم عمر بن علي الليثي في سنة ستين وأربعمائة. وجمع لنفسه معجماً، وخرج مجاميع حساناً، ونسخ الكثير. وممن روى عنه من القدماء: عبد المحسن بن محمد الشيحي التاجر. وقال: أول سماعي للحديث سنة اثنتين وأربعين. وأول رحلتي سنة خمس. أدركت البرمكي، فسمعت منه ثلاثة أجزاء ومات. وقد وصفه عبد الوهاب الأنماطي بالحفظ والإتقان، وقال: كانت له معرفة ثاقبة. وقال محمد بن علي بن فولاذ الطبري: سمعت أبا الغنائم الحافظ يقول: كنت أقرأ القرآن على المشايخ وأنا صبي، فقال الناس: أنت أبي، وذلك لجودة قراءتي. قلت: قرأ على محمد بن علي بن عبد الرحمن العلوي، عن قراءته على أبي عبد الله الجعفي. قرأ عليه أبو الكرم الشهر زوري لعاصم. وروى عنه السلفي أجزاء وقعت لنا.

(35/257)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 258
وقال ابن ناصر: كان حافظاً، ثقة، متقناً، ما رأينا مثله. كان يتهجد، ويقوم الليل. قرأ عليه أبو طاهر بن اللفة حديثاً فأنكره، وقال: ليس هذا من حديثي. فسأله عن ذلك، فقال:) أعرف حديثي كله، لأني نظرت فيه مراراً، فما يخفى علي منه شيء. وكان يقدم كل سنة من سنة ثمان وتسعين في رجب، فيبقى ببغداد إلى بعد العيد ويرجع. ونسخ بالأجرة ليستعين على العيال. وأول ما سمع سنة اثنتين وأربعين. وكان أبو عامر العبري يثني عليه ويقول: ختم هذا الشأن بأبي رحمه الله. مرض أبي ببغداد، وحمل إلى الكوفة، فأدركه أجله بالحلة السيفين. وحمل إلى الكوفة مشياً، فدفن بها، وذلك في شعبان. ومات يوم سادس عشره.

(35/258)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 259
محمد بن علي بن محمد. القصار، الإصبهاني. ويعرف بمكرم. من شيوخ بغداد. روى عن: القزويني، وابن لؤلؤ، وأبي محمد الجوهري. روى عنه: المبارك بن كامل، وقال: توفي في رجب. محمد بن علي بن محمد بن علي بن خزيمة. أبو بكر الخزيمي، النسوي، العطار، الفقيه، المزكي. سمع: جده محمد بن علي، وأبا عامر الحسن بن محمد النسوي. أجاز لأبي سعد بن السمعاني، وقال: توفي في رجب، وثنا عنه عبد الخالق بن زاهر. محمد بن منصور بن محمد بن عبد الجبار. الإمام أبو بكر ابن العلامة أبي المظفر التميمي، السمعاني، المروزي، الحافظ، والد الحافظ أبي سعد.

(35/259)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 260
قال ولده: نشأ في عبادة وتحصيل، وحظي من الأدب وثمرته نظماً ونثراً بأعلى المراتب، وكان متصرفاً في الفنون بما يشاء، وبرع في الفقه والخلاف، وزاد على أقرانه بعلم الحديث، ومعرفة الرجال، والأنساب، والتواريخ، وطرز فضله بمجالس تذكيره الذي تصدع صم الصخور عن تحذيره، ونفق سوق تقواه عن الملوك والأكابر. وسمع: والده، وأبا الخير محمد بن أبي عمران الصفار، وأبا القاسم الزاهري، وعبد اله بن) أحمد الطاهر، وأبا الفتح عبيد الله الهاشمي. ورحل إلى نيسابور فسمع: أبا علي نصر الله بن أحمد الخشنام، وعلي بن أحمد المؤذن، وعبد الواحد بن القشيري. ودخل بغداد سنة سبع وتسعين، فسمع بها: ثابت بن بندار، ومحمد بن عبد السلام الأنصاري، وأبا سعد بن خشيش، وأبا الحسين بن الطيوري، وطبقتهم. وبالكوفة: أبا البقاء المعمر الحبال، وأبا الغنائم النرسي. وبمكة، والمدينة. وأقام ببغداد مدة يعظ بالنظامية. وقرأ التاريخ على أبي محمد الأبنوسي، عن الخطيب، ثم رحل إلى همذان في سنة ثمان وتسعين، فسمع بها وبإصبهان من أبي بكر أحمد بن محمد ابن مردويه، وأبي الفتح أحمد بن محمد الحداد، وأبي سعد المطرز. ورجع إلى مرو. قال: ثم رحل بي وبأخي سنة تسع وخمسمائة إلى نيسابور، وأسمعنا من الشيروي، وغيره. وتوفي في صفر، وله ثلاث وأربعون سنة، وقد أملى مائة وأربعين مجلساً بجامع مرو، كل من رآها اعترف له أنه لم يسبق إليها. وكان يروي في الوعظ والحديث بأسانيده. وقد طلب مرة للذين يقرأون في مجلسه، فجاءه لهم ألف دينار من الحاضرين. وقيل له في مجلس الوعظ: ما يدرينا أنه يضع الأسانيد في الحال ونحن لا

(35/260)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 261
ندري، وكتبوا له بذلك رقعة، فنظر فيها، وروى حديث: من كذب علي متعمداً.. من نيف وتسعين طريقاً، ثم قال: إن كان أحد يعرف فقولوا له يكتب عشرة أحاديث بأسانيدها، ويخلط الأسانيد، ويسقط منها، فإن لم أميزها فهو كما يدعي. ففعلوا ذلك امتحاناً له، فرد كل إسم إلى موضعه. وفي هذا اليوم طلب لقراء مجلسه، فأعطاهم الناس ألف دينار. هذا معنى ما ثنا شيخنا محمد بن أبي بكر السنجي وسمعت إسماعيل بن محمد الإصبهاني الحافظ يقول: لو صرف والدك همته إلى هدم هذا الجدار لسقط. وقال السلفي فيه فيما سمعت أبا العز البستي ينشده عنه:
(يا سائلي عن علم الزمان .......... وعالم العصر لدى الأعيان)
)

(35/261)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 262
(لست ترى في عالم العيان .......... كابن أبي المظفر السمعاني)
وله:
(هو المزني كان أبا الفتاوى .......... وفي علم الحديث الترمذي)

(وجاعظ عصره في النثر صدقاً .......... وفي وقت التشاعر بحتري)

(وفي النحو الخليل بلا خلاف .......... وفي حفظ اللغات الأصمعي)
قلت: روى عنه: السلفي، وأبو الفتوح الطائي، وخلق من أهل مرو.

(35/262)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 263
محمد بن منصور بن محمد بن الفضل. الشيخ أبو عبد الله الحضرمي، الإسكندراني، المقريء. قرأ لورش على أحمد بن نفيس. وسمع من جماعة. قرأ عليه أحمد بن الحطيئة وروى عنه العثمانيات.

(35/263)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 264
ورخ موته ابن المفضل. محمود بن سعادة بن أحمد بن يوسف. أبو القاسم الهلالي، السلماسي. سمع: أحمد بن حريز السلماسي، الفقيه، وأبا يعلى الخليلي، وأبا عثمان الصابوني. قدم عليهم. وهو من بيت رئاسة وصلاح. روى عنه: السلفي، وقال: توفي في سنة عشر، وسماعه من الخليلي سنة اثنتين وعشرين. ومات وقد قارب المائة. مسعود بن حمزة أبو الوفاء الحداد. سمع: أبا محمد الجوهري. روى عنه: المبارك بن أحمد، وغيره. توفي سنة إحدى عشرة.
4 (حرف النون)
نصر بن أحمد بن إبراهيم.) أبو الفتح الهروي، الحنفي، الزاهد، العابد. سمع: جده لأمه أبا المظفر منصور بن إسماعيل صاحب ابن خميرويه، وإسحاق القراب، وأبا الحسن الدباس، وجماعة. وخرج له شيخ الإسلام ثلاث مجلدات. وكان أسند من بقي بهراة وأعبدهم، رحمه الله. آخر الطبقة الحادية والخمسين

(35/264)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 265
بعون الله وتوفيقه تم تحقيق هذه الطبقة الحادية والخمسين من تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام لمؤرخ الإسلام الحافظ شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي المتوفى سنة ه.، وقام بضبط النص، وتخريج أحاديثه، وتوفيق مادته، والإحالة إلى مصادره، والتعليق عليه، خادم العلم وطالبه الحاج أبو غازي عمر عبد السلام تدمري، أستاذ التاريخ الإسلامي في الجامعة اللبنانية، عضو الهيئة العربية العليا لإعادة كتابة تاريخ الأمة في اتحاد المؤرخين العرب، وكان الفراغ منه عند أذان عصر يوم الجمعة الواقع في ذي القعدة ه. الموافق أيار مايو م. وذلك بمنزله بساحة النجمة بطرابلس المحروسة. والله الموفق.

(35/265)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 266

(35/266)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 267

(35/267)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 268

(35/268)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 269
5 (بسم الله الرحمن الرحيم)

5 (الطبقة الثانية والخمسون حوادث)

1 (الأحداث من سنة إلى)

4 (سنة إحدى عشر وخمسمائة)

4 (زلزلت بغداد يوم عرفة)
وفيها زلزلت بغداد يوم عرفة ووقعت دور، وحوانيت بالجانب الغربي.
4 (مهاجمة الفرنج حماه)
وفيها هجمت الفرنج حماه في الليل، وقتلوه بها مائة وعشرين رجلاً.
4 (رحيل العساكر عن الألموت)
وفيها ترحلت العساكر، وتركت حصار الألموت عندما بلغها موت السلطان محمد، بعد أن كادوا يفتحونها.
4 (غرق سنجار بالسيل)
وفيها غرقت سنجار. جاءها سيل عرم، وهدم سورها. خلق كثير، حتى أن السيل أخذ باب المدينة وذهب به عدة فراسخ، واختفي تحت التراب الذي جره السيل، ثم ظهر بعد سنوات.

(35/269)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 270
وسلم طفل في سرير له، حمله السيل، فتعلق السرير بثوبه، وعاش وكبر.
4 (مقتل لؤلؤ الخادم)
وفيها قتل قوم من الأتراك لؤلؤاً الخادم صاحب حلب وهو متوجه إلى قلعة جعبر.
4 (وفاة السلطان محمد بن ملكشاه)
والسلطان محمد بن ملكشاه، فيها توفي أيضاً بإصبهان، وقام بالأمر بعده ابنه محمود، وله أربع عشرة سنة، وفرق خزائنه في العسكر. وقيل كانت أحد عشر ألف ألف ديناراً عيناً، وما يناسب ذلك من العروض.
4 (هلاك بغدوين)
وفيها هلك بغدوين صاحب القدس

(35/270)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 271
4 (هلاك ملك القسطنطينية)
وفيها هلك ملك القسطنطينية، لعنهما الله.

(35/271)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 272
4 (سنة اثنتي عشرة وخمسمائة)
)
4 (حريق محلات ببغداد)
فيها كان حريق كبير ببغداد، احترقت الريحانيتين ومسجد ابن عبدون.
4 (إعدام ابن الجزري)
وفيها قبض على صاحب المخزن أبي طاهر بن الجزري وأعدم. وأخذ من داره أربعمائة ألف دينار مدفونة.
4 (وفاة ولدي المسترشد بالله)
وتوفي ولد المسترشد بالله الكبير، ثم الصغير بالجدري، فبكى عليه المسترشد بالله حتى أغمي عليه.
4 (مصادرة ابن كمونة)
وقبض على ابن كمونة وصدور، وأخذ منه مال كثير.
4 (إمارة الموصل)
وفيها كان على إمرة الموصل مسعود بن السلطان ملكشاه، له أربع عشرة

(35/272)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 273
سنة، وأبو بكر جيوش بك، ووزيره فخر الملك أبو علي بن عمار صاحب طرابلس.
4 (الخلعة لابن مزيد)
وفيها خلع على دبيس بن مزيد جبة، وفرجية، وطوق، وعمامة، وفرس، وسيف، ومنطقة ولواء، وحمل إليه نقيب النقباء نجاح، وكان يوماً مشهوداً.
4 (حجابة ابن طلحة)
وصرف عن الحجابة أبو جعفر بن الدامغاني، وولي أبو الفتوح بن طلحة.
4 (شحنكية بغداد)
وفيها ولي شحنكية بغداد أقسنقر البرسقي، وعزل مجاهد الدين بهروز الخادم، وتحول بهروز إلى تكريت، وهي له. ثم ولي شحكنية بغداد منكبرس، فحاربه البرسقي.
4 (وفاة الخليفة المستظهر)
ومات الخليفة المستظهر بعد أيام، وبويع المسترشد ولده فنزل أبو الحسن علي بن المستظهر في مركب هو وثلاثة نفر، وانحدروا إلى الحلة إلى عند دبيس، فأكرمه وخدمه، وأهم ذلك المسترشد، وطلبه من دبيس، فتلطف في المدافعة عنه.)

(35/273)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 274

(35/274)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 275
4 (سنة ثلاث عشرة وخمسمائة)

4 (انفصال ابن المستظهر بالله عن الخليفة)
وفيها انفصل على الحلة الأمير أبو الحسن بن المستظهر بالله، فمضى إلى واسط، ودعى إلى نفسه، واجتمع معه جيش، وملك واسط وأعمالها، وجبى الخراج. وشق ذلك على الخليفة، فبعث ابن الأنباري كاتب الإنشاء إلى دبيس، وعرفه وقال: أمير المؤمنين يعول عليك. فأجاب، وجهز صاحب جيشه عنان في جمع كبير، فلما سمع أبو الحسن ترحل من واسط في عسكره ليلاً، فأضلوا الطريق، وساروا ليلهم أجمع حتى وصلوا إلى عسكر دبيس، فلما لاح لهم العسكر انحرف أبو الحسن عن الطريق، فتاه مع عدد من خواصه، وذلك في تموز، ولم يكن معهم ماء، فأشرفوا على التلف، فأدركه نصر بن سعد الكردي، فسقاه، وعادت نفسه إليه، ونهب ما كان معه من مال، وحمله إلى دبيس إلى النعمانية، فأقدمه إلى بغداد خيم بالرقة، وبعث به إلى المسترشد بعد تسليم عشرين ألف دينار قررت عليه. وكانت أيامه أحد عشر شهراً وشهر وزيره ابن زهمويه على جمل، ثم

(35/275)


تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 276
قتل في الحبس. فقيل: إن الأمير أبا الحسن دخل على أخيه المسترشد، فقبل قدمه فبكيا جميعاً، ثم قال له: قضحت نفسك، وباعوك مع العبيد. وأسكنه في داره التي كان فيها وهو ولي عهد. ورد جواريه وأولاده، وأحسن إليه. ثم شدد عليهن بعد ذلك.
4 (الخطبة بولاية العهد)
وفيها خطب بولاية العهد للأمير أبي جعفر منصور بن المسترشد، وله اثنا عشر سنة.
4 (الوقعة بين السلطان سنجر وابن أخيه)
وفي جمادى الأولى كانت الوقعة بين السلطانين سنجر ومحمود ابن أخيه وزوج ابنته. وذلك أن سنجر لما بلغه موت أخيه السلطان محمد دخل عليه حزن مفرط، وجلس للعزاء على الرماد وصاح، وأغلق البلد أياماً، وعزم على قصد العراق ليملكه، وندم على قتل وزيره أبي جعفر محمد بن فخر الملك ابن نظام الملك لأمور بدت منه، وأخذ أمواله، وكان له من الجواهر والأموال ما لا يوصف، فالذي وجدوا له من العين ألف ألف دينار. فلما قتله استوزر بعده شهاب الإسلام عبد الرزاق ابن أخي نظام الملك. ولما سمع محمود بحركة عمه سنجر نحوه راسله ولاطفه وقدم له تقادم، فأبى إلا القتال أو) النزول له عن السلطنة. فتجهز محمود، وتقدم على مقدمة أمير

(35/276)