37. تاريخ
الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام. شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون
الصفحة 84
وبالحضور العماد بن النابلسي. وتوفي في ثامن جمادي الآخرة، رحمه الله تعالى.
4 (عبد الواحد بن عبد الرحمن بن أبي المكارم عبد الواحد بن محمد بن المسلم بن
الحسن بن)
هلال بن الحسين. العدل، مخلص الدين
4 (أبو المكارم الأزدي الدمشقي)
ولد سنة خمس وستين، وسمع سنة سبعين من الحافظ أبي القاسم ابن عساكر. وسمع من: أبي
سعد بن أبي عصرن، وأسامة بن منقذ، وابن صدقة الحراني، وغيرهم. وكتب عنه الحافظ،
وحدث عنه: الزكي البرزالي، وابن الحلوانية، ومجد الدين العديمي، وأبو علي بن
الخلال، وأبو الفداء بن عساكر، والنجم بن صصرى الكاتب، والشرف بن عساكر، وجماعة
سواهم من شيوخنا. وتوفي في الخامس والعشرين من رجب، رحمه الله.
4 (عثمان بن أسعد بن المنج)
4 (بن أبي البركات.)
الأجل عز الدين، أبو عمرو، وأبو الفتح التنوخي، الدمشقي، الحنبلي. والد شيخينا زين
الدين المنجا، ووجيه الدين محمد.
(47/84)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 85
وصدر الدين أسعد واقف المدرسة الصدرية. ولد سنة سبع وستين وخمسمائة. وسمع بمصر من
البوصيري، وببغداد من: ابن بوش، وعبد الوهاب ابن سكينة. ودرس بالمسمارية نيابةً عن
أخيه القاضي شمس الدين عمر. وكان ذا مال وثروة ويتعانى التجارات والمعاملة. روى
عنه: المجد ابن الحلوانية، وأبو علي بن الخلال، وابناه الوجيه وزين الدين. وتوفي
في مستهل ذي الحجة. وفيها توفي أخوه كما يأتي.
4 (علي بن إسماعيل بن خلف بن سكين.)
)
4 (أبو الحسن الإسكندراني المالكي)
سمع من: محمد بن عبد الرحمن الحضرمي القاضي. وذكر أنه سمع من السلفي. وولد سنة
ثلاث وخمسين وخمسمائة. روى عنه الدمياطي، وقال: توفي في ذي الحجة.
4 (علي بن زيد بن علي بن مفرج.)
(47/85)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 86
4 (أبو الرضا الجذامي السعدي)
التسارستي، وتسارس من قرى برقة، ثم الإسكندراني، المالكي، الخياط، ثم الضرير. ولد
سنة ستين وخمسمائة، وسمع من السلفي. وقدم دمشق في شبيبته. سمع منه: عمر بن الحاجب
وقال: كان شاعراً فاضلاً حسن السمت. قلت: روى عنه: المجد ابن الحلوانية، والشرف
الدمياطي، والضياء السبتي، ونصر الله بن عياش، والتاج الغرافي، وجماعة. وقد تفرد
بالرواية عنه أبو القاسم بن جماعة بالإسكندرية. وروى عنه بالإجازة: أبو المعالي بن
البالسي، وغيره. وتوفي في الثامن والعشرين من رمضان. أخبرنا نصر الله، أنا علي بن
زيد، أنا السلفي، أنا الفضل بن عبد العزيز: ثنا أحمد بن محمد الأنماطي، أنا أبو
بكر الشافعي، ثنا محمد بن غالب، ثنا عبد الصمد بن النعمان، ثنا ورقاء بن عمرو بن
دينار، عن طاوس، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من اشترى طعاماً
فلا يبعه حتى يقبضه. قال ابن عباس: أحسب كل شيء بمنزلة الطعام.
4 (علي بن إبراهيم بن علي بن عبد الرحمن.)
4 (أبو الحسن ابن الفخار الشريشي)
(47/86)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 87
شيخ فاضل عالم. حدث عن: أبي الحسن بن لبال، وأبي عبد الله بن الفخار، وأبي محمد بن
عبيد الله.) روى عنه: أبو عبد الله الأبار. وذكر الشريف عز الدين وفاته في ربيع
الأول، وقال: كان مدار الفتوى عليه ببلده. وزاد أنه سمع من: أبي عبد الله بن زرقون
وأنه توفي سنة اثنتين وأربعين.
4 (علي بن محمد بن علي بن أبي الفرج مهران بن علي بن مهران.)
4 (الإمام محيي الدين أبو الحسن القرميسيني)
الإسكندراني، الفقيه الشافعي. ولد سنة سبع وستين وخمسمائة. وتفقه على جماعة، وأتقن
المذهب ولازم أبا العز مظفر بن عبد البر الشافعي المعروف بالمقترح. وسمع من
الإمام: أبي طاهر إسماعيل بن عوف، وعبد العزيز بن فارس الشيباني الطبيب، ومحمد بن
محمد الكركنتي. وتأدب وقال الشعر، وولي جامع الشافعية بالثغر، ودرس وأفتى وتخرج به
جماعة مع الدين والصيانة. وهو من بيت فضل وتقدم. روى عن كتاب الفارقي، وغيره. حدث
عنه: الحافظ أبو الحسن بن المفضل. وكان أبو الفرج من نبلاء التجار المسافرين، كتب
عنه السلفي. روى عن المحيي: الحافظان المنذري والدمياطي. وتوفي في الحادي والعشرين
من جمادى الأولى.
(47/87)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 88
4 (علي بن أبي الفخار هبة الله بن أبي منصور محمد بن هبة الله بن محمد.)
4 (الشريف أبو التمام الهاشمي)
العباسي، من ولد أخي السفاح بن محمد. ولي خطابة جامع فخر الدولة ابن المطلب. وسمع
من: أبي الفتح بن البطي، وأبي زرعة، وأحمد بن المقرب، وسعد الله ابن الدجاجي،
وغيرهم، وممن جاوز التسعين، فإنه ولد في أول يوم من عام أحد وخمسين. وحدث عن ابن
المادح بنسخة محمد بن السري فيما بلغني، فهو آخر من أدرك ابن المادح. روى عنه: ابن
الحلوانية، وأبو القاسم بن بلبان، والتقي ابن الواسطي، وسنقر القضائي الحلبي،)
وجماعة. وكتب عنه: عمر بن الحاجب، والقدماء. وقال ابن نقطة: الثناء عليه غير طيب.
قلت: قد عاش بعد هذا القول زماناً ولعله انصلح. وقد روى عنه بالإجازة: أبو المعالي
ابن البالسي، وأحمد بن سليمان الأرزوني، وفاطمة بنت الناصح بن عياش، وهدية بنت عبد
الله بن مؤمن، وجماعة سواهم. توفي في ثاني جمادى الآخرة.
4 (علي بن يحيى بن أحمد بن عبد العزيز)
(47/88)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 89
الرئيس زين الدين أبو الحسن بن السدار الأنصاري، المصري، الكاتب، المنشىء البليغ.
ولد بالقاهرة في الدولة العبيدية المصرية في سنة خمس وخمسين. وخدم في شبيبته. قال
الحافظ عبد العظيم: كتب في ديوان الإنشاء للدولة الناصرية والعادلية والكاملية.
وهو أخو الوجيه محمد المتوفي قبله. توفي في رابع شعبان. وقد حدث عن: العلامة أبي
الطاهر بن عبد. روى عنه: الحافظ عبد العظيم. وأجاز للعماد ابن البالسي، وأضرابه.
4 (علي بن يحيى بن حسن)
الواسطي الأديب، أبو الحسن بن بطريق الشاعر. كان فقيهاً فاضلاً أصولياً، قدم الشام
ومدح ملوكها، ثم عاد إلى بغداد. فمن شعره:
(أجمال من أحببته وجماله .......... حُلوان لولا هجره ودلاله)
(وعتابه وملاله لمحبّه .......... مُرّان لولا عطفه ووصاله)
(كم ذا أغضّ على القذا جفن الرّضا .......... وأقول يا قلبي عسى إقباله)
(وأرى اللّيالي تنقضي وما انقضى .......... عمري ووجدي ما انقضت أشغاله)
(47/89)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 90
(قلبي الّذي حمل الهوى وشكى الضنا .......... ما باله لا خففت أثقاله)
)
(قد كان يوعدني التّسلّي عنهم .......... لكن يوم البين بان مُحاله)
(لو أنّهم رحموه كنت عذرتُهُ .......... فيهم لكنّ دأبهم إهماله)
توفي في عاشر صفر، وهو في عشر السبعين. خدم في ديوان الإنشاء مدة.
4 (علي بن يرنقش.)
4 (الأمير أبو الحسن شجاع الدين الدمشقي)
توفي بالقاهرة في المحرم عن سن عالية. روى عن أبي الحسن علي بن الساعاتي شعراً.
روى عنه: الزكي المنذري، وسأله عن مولده فقال: بدمشق في سنة خمس وخمسين وخمسمائة.
وهو أخو الأمير أبي شامة مسعود.
4 (عمر بن أسعد بن المنجا بن أبي البركات.)
4 (القاضي شمس الدين أبو الفتح التنوخي)
المعري الأصل، الدمشقي، الفقيه الحنبلي، مدرس المسمارية. ولي قضاء حران مدة، وكذا
ولي أبوه قضاء حران. وكان عارفاً بالقضايا، بصيراً بالشروط، صدراً نبيلاً.
(47/90)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 91
ولد بحران وأبوه على قضائها في الدولة النووية، ونشأ بها وتفقه على والده. ثم قدم
دمشق معه وسمع من: أبي المعالي بن صابر، وأبي سعد بن أبي عصرون، وأبي الفضل بن
الشهرزوري قاضي دمشق، وابن صدقة الحراني. ورحل هو وأخوه عز الدين فسمعا من: يحيى
بن بوش، وعبد الوهاب ابن سكينة، وعبد الوهاب بن أبي حبة. روى عنه: الحافظ أبو عبد
الله البرزالي، ومجد الدين ابن العديم، وسعد الخير بن النابلسي، وأبو علي بن
الخلال، وجماعة. وبالحضور: أبو المعالي بن البالسي. وآخر من حدث عنه بنت المعمرة
المسندة ست الوزراء. توفي في ثامن عشر ربيع الآخر وله أربع وثمانون سنة.
4 (حرف الفاء)
)
4 (فاطمة بنت أبي الفتح)
1 (محمد بن محمد بن المعز الحراني، ثم البغدادي.)
عين النساء. روت عن: عبد الحق اليوسفي، وعبيد الله الشاتيلي. وتوفيت في تاسع ربيع
الأول. روى لنا عنها بالإجازة الفخر بن عساكر، وبنت سليمان.
4 (حرف القاف)
4 (قريش بن فيروز)
أبو محمد الرومي، ثم البغدادي القطيعي، المقرىء، البواب. راوي التاريخ الكبير
للبخاري، عن عبد الحق اليوسفي.
(47/91)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 92
ولد سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة. وكان شيخاً مسناً، مليح الشكل والبزة. من مسموعه
أيضاً كتاب الغرباء للآجري. روى عنه: جمال الدين محمد الشريشي، وتاج الدين علي
الغرافي، وغيرهما. وبالإجازة: القاضيان ابن الخوبي وتقي الدين سليمان، وأبو الفضل
بن البرزالي، وأبو المعالي ابن البالسي، وجماعة. توفي رحمه الله في الحادي
والعشرين من شعبان.
4 (حرف الكاف)
4 (كريمة بنت أبي صادق)
عبد الحق بن هبة الله بن ظافر بن حمزة القضاعي، المصري، الشافعي. أم الفضل، شيخة
صالحة، وهي أخت محمد. سمعت من: إسماعيل بن قاسم الزيات. روى عنها: الحافظان عبد
العظيم وعبد المؤمن، وجماعة. وبالإجازة: أبو المعالي ابن البالسي، وغيره. وتوفيت
في منتصف ذي الحجة. وقد حدث أبوها، وجدها.)
4 (كريمة فخر النساء)
4 (بنت المحدث أبي الوحش عبد الرحمن بن أبي منصور بن نسيم بن الحسين.)
(47/92)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 93
الدمشقية. سمعت من: الخشوعي، وست الكتبة بنت الطراح. روى عنها: المجد ابن
الحلوانية. ولم يحدثنا أحد عنها. توفيت في ثالث عشر ذي الحجة عن نحو خمسين سنة.
4 (كريمة بنت المحدث عبد الوهاب)
العدل الأمين أبي محمد عبد الوهاب بن علي بن الخضر بن عبد الله بن علي. الشيخة
المعمرة، مسندة الشام، أم الفضل القرشية الزبيرية الدمشقية، بنت الحبقبق. ولدت سنة
خمس أو ست وأربعين وخمسمائة. وسمعت أجزاء يسيرة من أبي يعلى حمزة بن الحبوبي، وعبد
الرحمن بن أبي الحسن الداراني، وحسان بن تميم الزيات، وعلي بن مهدي الهلالي، وعلي
بن أحمد الحرستاني على مقال فيه. وتفردت في الدنيا بالرواية عنهم. روت بالإجازة
صحيح البخاري عن أبي الوقت، وهي آخر من روى عنه بالإجازة. وروت أيضاً الكثير
كتابةً عن: مسعود الثقفي، وأبي عبد الله الرستمي، وأبي الخير محمد بن أحمد
الباغبان، والقاسم بن الفضل الصيدلاني، ورجا بن حامد المعداني، وعبد الحاكم بن
ظفر، ومحمود فورجة، وأبي الفتح بن البطي، والشيخ عبد القادر الجيلي، وخلق سواهم.
(47/93)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 94
وخرج لها الحافظ أبو عبد الله البرزالي مشيخة في ثمانية أجزاء وقد تفرد بروايتها
عنها الزين إبراهيم بن الشيرازي. وكانت امرأة صالحةً طيبةً جليلة، طويلة الروح إلى
الغاية على الطلبة، لا تضجر من التسميع. أخذ عنها حفاظ وأئمة، وحدثت نيفاً وأربعين
سنة. روى عنها: الحفاظ شمس الدين ابن خليل، وزكي الدين البرزالي، وضياء الدين
المقدسي، وزكي الدين المنذري، وشرف ابن النابلسي، وجمال الدين ابن الصابوني، وجمال
الدين ابن الظاهري، وعلاء الدين ابن بلبان، وشمس الدين ابن هامل، وخديجة بنت
تميمة، والشرف عمر) بن خواجا إمام، والصدر محمد بن حسن الأرموي، وزين الدين عبد
الله الفارقي، والتقي بن مؤمن، وداود بن حمزة، وأخوه القاضي تقي الدين، وست الفخر
بنت عبد الرحمن بن الشيرازي، وبنت عمها ست القضاة، والزين إبراهيم بن القواس،
والشرف عبد المنعم بن عساكر، وفاطمة بنت سليمان الأنصاري، وعيسى بن عبد الرحمن
المطعم، والتاج علي بن أحمد الغرافي، وأبو المحاسن بن الحرفي، وأبو علي بن الخلال،
ومحمد بن يوسف الذهبي، وخلق كثير. وبالحضور: أبو المعالي ابن البالسي، ومحمد بن
الكركرية، وأبو الفضل ابن البرزالي. وتوفيت ببستانها بالميطور في رابع عشر جمادى
الآخرة، ودفنت بسفح جبل قاسيون. وروى الحديث أخواها علي وصفية، وأبوها وعمها
الحافظ عمر بن علي القرشي، وابنه عبد الله بن عمر.
4 (حرف الميم)
4 (محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن أحمد بن خلف.)
قاضي الجماعة
4 (أبو الوليد بن الحاج التجيبي)
1 (الأندلسي، القرطبي، المالكي.)
(47/94)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 95
ذكره الأبار فقال: سمع من مشايخ بلده، ودخل بلنسية وسمع من شيخنا أبي الربيع بن
سالم. قال: وأجاز له: أبو القاسم بن بشكوال، وأبو بكر بن الجد، وأبو عبد الله ابن
زرقون، ونظراؤهم. وولي قضاء قرطبة فحمدت سيرته، وعرف بالفضل ولين الجانب. ثم خرج
من قرطبة لدخول الروم، لعنهم الله، إليها فولي قضاء إشبيلية. وقد حدث، وأخذ عنه.
وتوفي بإشبيلية في أوائل جمادى الأولى. قلت: هو جد شيخنا الإمام أبي الوليد محمد
بن أحمد بن أبي الوليد بن الحاج إمام مقصورة المالكية، بارك الله في عمره. وقال
الشريف عز الدين أبو القاسم الحسيني في الوفيات له أن القاضي أبا الوليد هذا روى
عن) أبي القاسم عبد الرحمن بن محمد بن حبيش، ويحيى بن عبد الرحمن المجريطي. قال:
وله مشيخة. وكان يفهم الحديث. توفي هو وابن عمه قاضي غرناطة في عام.
4 (محمد بن أحمد بن علي)
4 (الفقيه أبو عبد الله بن جارة الأزدي)
الإسكندراني. روى عنه الدمياطي حديثاً عن فتوح بن خلف صاحب السلفي.
4 (محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الصمد.)
4 (أبو عبد الله بن الطرسوسي الحلبي)
(47/95)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 96
سمع: أباه، وأبا سعد بن أبي عصرون، وأبا الفتح عمر بن علي الجويني، ويحيى بن محمود
الثقفي. وحدث بحلب ودمشق. وكان صالحاً متزهداً منقبضاً. وكان والده من الزهاد
الفضلاء. روى عن: أبي عبد الله الصاحب أبو المجد بن العديم، وغيره. وتوفي في
المحرم وله سبعون سنة.
4 (محمد بن أبي جعفر)
وقيل ابن جعفر، بن يحيى بن محمد بن أبي فراس. الأمير حسام الدين أبو فراس الحلي.
كان بطلاً شجاعاً محترماً ببغداد. ولي نيابة واسط، وحج بالناس خمس عشرة حجة نيابةً
واستقلالاً. وكان قد عانده الوزير مؤيد الدين القمي، ففارق الركب العراقي، وقصد
الملك الكامل صاحب مصر فأكرم مورده، فلما مات القمي عاد إلى العراق، فأعيد إلى
رتبته وزعامته. وتوفي في شوال. وكانت له جنازة مشهودة، وحمل فدفن بمشهد الحسين،
رضي الله عنه.
4 (محمد بن الحسين بن علي بن أبي البدر)
4 (أبو جعفر البغدادي الكاتب)
أحد من عني بالحديث، وسمع الكثير. وانتقى على جماعة.
(47/96)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 97
وسمع من: عبد الله بن دهيل بن كارة، وعبد العزيز ابن الأخضر، وهذه الطبقة.) وله
إجازة من أبي منصور بن عبد السلام، وابن كليب. وسمع جزء ابن عرفة من خلق نحو
المائتين. وفي حاله مقال.
4 (محمد بن رومي بن محمد بن رومي بن أحمد بن زنك.)
4 (أبو عبد الله الغوطي الحرداني)
ثم السقباني. حدث في هذا العام عن الحافظ ابن عساكر بجزء من حديثه. روى عنه: المجد
ابن الحلوانية، والبدر بن الخلال، والعماد بن البالسي حضوراً. وكتب عنه ابن
الحاجب، والقدماء.
4 (محمد بن عبد الله بن محمد بن عبيد الله بن أحمد بن خلف.)
4 (أبو الحسن ابن الحاج التجيبي)
4 (القرطبي، المالكي ابن عم القاضي أبي الوليد المذكور أنفاً.)
سمع من: أبي العباس المجريطي، وأبي جعفر بن يحيى، وأبي القاسم بن بقي، وجماعة.
وأجاز له: أبو محمد بن عبيد الله، وأبو عبد الله بن زرقون، وأبو الوليد يزيد بن
بقي، وجماعة. قال الأبار: ولي القضاء بغرناطة وبالجزيرة الخضراء، فحمدت سيرته
وحدث.
(47/97)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 98
وتوفي بمراكش وله سبع وستون سنة.
4 (محمد بن عبد الملك بن عثمان.)
4 (شرف الدين أبو عبد الله المقدسي)
الحنبلي، الصالحي، أخو الزين أحمد. سمع: أبا طاهر الخشوعي، وجماعة. وبأصبهان من:
عفيفة الفارقانية، وأسعد بن سعيد، والمؤيد ابن الأخوة، وجماعة. حدث هذه السنة بمصر
فسمع منه عيسى الحميدي، وعبيد الإسعردي. وسمع منه بغزة كمال الدين ابن العديم،
وغيره. حدث عنه: مجد الدين ابن الحلوانية، وبيبرس العديمي. وبالإجازة: أبو المعالي
ابن البالسي. وروت عنه مريم أخت المحب حضوراً.
4 (محمد بن عقيل بن عبد الواحد بن أحمد بن حمزة بن كروس.)
) المحتسب جمال الدين،
4 (أبو المكارم السلمي الدمشقي)
ولد سنة أربع وستين وخمسمائة. وسم بها من: بهاء الدين القاسم بن عساكر، وابن حيوس.
وكان رئيساً محتشماً قيماً بالحسبة. روى عنه: المجد ابن الحلوانية، وغيره. ونا عنه
محمد ابن خطيب بيت الأبار. ومات في سابع عشر شوال.
(47/98)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 99
4 (محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الملك بن محارب.)
4 (المحدث أبو عبد الله القيسي)
الغرناطي ثم الإسكندري. ولد بالإسكندرية سنة سبع وخمسين تقريباً أو قبل ذلك. وقال
الأبار: ولد سنة أربع وخمسين. وسمع من: أبي الطاهر إسماعيل بن عوف، والقاضي محمد
بن عبد الرحمن الحضرمي، وعبد العزيز بن فارس، وحماد بن هبة الله الحراني، وابن
موقا، ومنصور بن خميس، وجماعة. وسمع بمصر من: أبي القاسم البوصيري. وبدمشق من: أبي
اليمن الكندي. وببغداد من: أبي محمد بن الأخضر. ودخل الأندلس قبل ذلك فسمع بمرسية
من: أبي بكر محمد بن أحمد بن أبي حمزة، وبغرناطة من قاضيها أبي محمد عبد المنعم بن
الفرس، وأبي جعفر أحمد بن علي بن حكم سمع منه الشفا بسماعه لجميعه من القاضي عياض.
وسمع من: أبي بكر عبد الله بن طلحة المحاربي. وأجاز له أبو محمد التادلي روايته عن
أبي محمد بن عتاب خاصة. وكان يقول إنه سمع من السلفي الأربعين البلدانية. وكانت له
عناية جيدة بالحديث ومعرفة وإتقان. وكتب بخطه، وحصل الأصول. وطال عمره. روى عنه:
أبو محمد الدمياطي، وأبو القاسم بن بلبان، والضياء عيسى السبتي، ونصر الله بن)
عياش السكاكيني، وجماعة. توفي هو وكريمة القرشية في ليلة واحدة.
(47/99)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 100
حدثني ابن رافع أن الحافظ عبد الكريم أراه أصل سماع ابن محارب بالأربعين من
السلفي. ورأيت بخط ابن عرام الشاذلي أن ابن محارب حدث بالأربعين السلفية في ذي
الحجة سنة تسع وثلاثين وستمائة، بسماعه من الحافظ، فسمعها منه الدمياطي. والتقى
عبيد الإسعردي، وعيسى بن يحيى السبتي، وعيسى بن أبي بكر الحميدي.
4 (محمد بن محمد بن أحمد بن مروان بن فهر.)
4 (أبو الفضل اللخمي)
عرف
4 (ابن أبي نباتة الإشبيلي)
روى عن: أبيه القاضي أبي بكر وعن: أبي بكر بن الجد، وأبي عبد الله بن زرقون، وأبي
جعفر بن مضاء، وجماعة. قال الأبار: كان صاحب ضبط وتقييد. ثم ورخه بالسنة.
4 (محمد بن النفيس بن أبي القاسم.)
4 (أبو عبد الله الحربي السنكي)
بفتح السين والنون. وهو يشتبه بالسبكي. روى عن: علي بن الحسين بن بنات. ومات في
المحرم.
4 (محمد بن نصر بن قميرة)
أخو المؤتمن. وله ستون سنة إلا سنة.
4 (محمد بن الخطيب أبي طاهر هاشم بن أحمد بن عبد الواحد.)
4 (العالم أبو عبد الرحمن الأسدي)
1 (الحلبي)
خطيب حلب وابن خطيبها.)
(47/100)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 101
ولد في حدود الستين وخمسمائة، ونيف على الثمانين. وحدث عن أبيه. ولأبيه ديوان خطب.
وكانا شافعيين. روى عن هذا: مجد الدين العديمي في معجمه حديثاً واهياً. وتوفي في
ربيع الأول. وله ذرية بحلب.
4 (محمد بن أبي سعد بن حسين.)
4 (أبو عبد الله الأسدي الحلبي)
شيخ زاهد جليل. ولد سنة ستين وخمسمائة. وسمع من: يحيى الثقفي. روى عنه: مجد الدين
أيضاً. ومات بحلب في رمضان.
4 (محاسن بن أبي القاسم بن محمد الجوبري.)
الخباز المعروف
4 (ابن الرطيل)
سمع من: أبي القاسم الحافظ جزءاً. روى عنه: البرزالي، وابن الحلوانية في معجميهما.
روى عنه بالحضور: أبو المعالي بن البالسي. وتوفي بجوبر في الرابع والعشرين من
شعبان.
4 (معيوف بن نصر بن جميل.)
الزاهد أبو الفرج الواسطي، المعروف
4 (ابن المعلم)
قرأ القرآن وجوده، وحصل الأدب. وتفقه للشافعي. وقدم بغداد فسمع من: ابن كليب،
وجماعة.
(47/101)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 102
وصحب الصالحين. قال ابن النجار: علقت عنه أناشيد، وكان صالحاً، كثير العبادة،
متورعاً، لازماً للانقطاع، متواضعاً.) توفي ببغداد في ربيع الأول.
4 (مهلهل بن بدران)
4 (بن يوسف بن عبد الله بن رافع بن يزيد.)
الأمير الأجل، المحدث، أبو المنصور ابن الأمير مجد الملك الأنصاري الحساني،
الجيتي، المصري، الحنبلي. من ولد حسان بن ثابت. وقد ساق الحافظ أبو محمد المنذري
نسبه إلى حسان. سمع بنفسه في شبيبته من: البوصيري، وإسماعيل بن ياسين، والأرتاحي،
والنقيب محمد بن الحصين الفاطمي، وابن نجا، وبنت سعد الخير، والحافظ عبد الغني،
وجماعة كثيرة. وقرأ ونسخ وحدث. وجيت قرية من عمل نابلس. ولد بمصر في حدود سنة سبع
وستين وخمسمائة، وبها توفي في سابع عشر شعبان. روى عنه: الزكي عبد العظيم. وسمع
منه شيخنا أبو محمد الدمياطي ولم يرو عنه، كأنه ضاع سماعه منه. وروى عنه: المجد
ابن الحلوانية. وبالإجازة: أبو المعالي بن البالسي.
(47/102)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 103
4 (حرف النون)
4 (نصر بن رضوان بن ثروان)
الفردوسي الداري، المقرىء الصالح الملقن بالجامع بحلقة الحنابلة. روى عن: الخشوعي،
ويوسف بن معالي، والجنزوي. روى عنه: البرزالي، وابن الحلوانية، وأبو إسحاق
المخرمي، وغيرهم. توفي في الخامس والعشرين من شعبان عن سنة.
4 (النظام القزويني)
صدر كبير قدم دمشق رسولاً من التتار على الملك الصالح إسماعيل، وركب الصالح
لتلقيه، وكان في صحبته غلام، شراؤه عليه ألف دينار. فذبحه الغلام ودفن بقاسيون بعد
أن أدى الرسالة.
4 (حرف الياء)
)
4 (يونس)
السلطان الملك الجواد مظفر الدين ابن الأمير مظفر الدين ممدود ابن الملك العادل
سيف الدين أبي بكر محمد بن أيوب. كان في خدمة عمه الملك الكامل فوقع بينهما واقع،
فغضب وسار إلى عمه الملك العظيم، فأقبل عليه وأحسن إليه. ثم عاد إلى مصر واصطلح مع
الكامل. فلما مات الملك الأشرف جاء مع الكامل إلى دمشق، فلم يلبث
(47/103)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 104
الكامل أن مات، وتملك الملك الجواد دمشق. وكان جواداً كلقبه، ولكن كان حوله ظلمة.
وهو مبذر لما في الخزائن. قصد الناصر داود والتقاه فانهزم الناصر. وكان المصاف على
مكان يقال له ظهر حمار، فاحتوى الجواد على خزائن الناصر وذخائره، ثم دخل نابلس
ونزل بدار المعظم، واحتوى على ما فيها. وولى نوابه بالقدس وأعمالها. فلما بلغ
العادل بن الكامل ذلك خاف منه وأمره برد بلاد الناصر إليه وبالرجوع إلى دمشق. فترحل
ودخل دمشق في تجمل عظيم، وزينت دمشق زينة ما سمع بمثلها، وتمكن واستقل بالسلطنة،
إلا أن الخطبة للعادل قبل الجواد، فانتدب له عماد الدين ابن شيخ الشيوخ. وفي وقعة
ظهر الحمار يقول الحماد بن عبد، وأجاد:
(يا فقيهاً قد ضلّ سبيل الرشاد .......... ليس يغني الجدال يوم الجلاد)
(كيف يُنجي ظهر الحمار هزيماً .......... من جواد يكرّ فوق جواد)
وكان يحب الصالحين والفقراء. وتقلبت به الأحوال وعجز عن مملكة دمشق وتقلقل، فكاتب
الملك الصالح نجم الدين ابن الكامل فقدم وسلم إليه دمشق وعوضه بسنجار وعانة. وسار
إلى الشرق فلم يتم له الأمر وأخذت منه سنجار وبقي في عانة. وسار إلى بغداد وأنعم
عليه، وباع عانة للخليفة بجملة من الذهب. ثم سار إلى الديار المصرية وافداً على
الملك الصالح، فهم بالقبض عليه، فتسحب إلى الكرك إلى عند الملك الصالح، فقبض عليه،
ثم انفلت منه وقدم على الملك الصالح إسماعيل صاحب دمشق، فلم يبش له. فقصد ملك
الفرنج الذي بالساحل، صيدا وبيروت، فأكرموه وشهد معهم وقعة قلنسوة، وهي من أعمال
نابلس، قتلوا فيها ألف مسلم. فنعوذ بالله من مكر الله. وما أمكنه أن يدفع عن
المسلمين بكلمة.) ثم بعث إليه إسماعيل الأمير ناصر الدين ابن يغمور ليحتال في
القبض عليه بخديعة، فيقال إنه اتفق معه على إسماعيل.
(47/104)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 105
ثم إن إسماعيل ظفر بالجواد وسجنه بحصن عزتا، وسجن ابن يغمور بقلعة حلب. فطلب
الفرنج الملك الجواد من إسماعيل وقالوا: لا بد لنا منه. فأظهر أنه قد مات، وأهله
يقولون إنه خنقه، فالله أعلم. ودفن في شوال بقاسيون بتربة المعظم. ويقال كانت أمه
إفرنجية.
4 (يونس بن منصور بن إبراهيم بن عبد الصمد بن معالي.)
4 (أبو بكر السقباني المؤذن)
كان شيخاً صالحاً يؤذن احتساباً. سمع من: الحافظ القاسم بن عساكر. كتب عند ابن
الحاجب، والضياء ابن البالسي، وجماعة. وحدث عنه: ابن الحلوانية. وأبو علي بن
الخلال. وبالحضور أبو المعالي بن البالسي. حدث في هذه السنة، وتوفي فيها أو بعدها.
4 (يونس بن يوسف بن سليمان بن محمد بن محمود بن أيوب.)
4 (المحدث أبو سهل الجذامي الأندلسي)
القصري، قصر عبد الكريم. كان يعرف بابن طربجة. له مشاركة جيدة في فنون من العلم.
ذكره أبو عبد الله الأبار فقال: سمع من أبي الحسن نجية بن علي، وأبي ذر بن أبي ركب
الخشني، وأبي محمد بن عبيد الله، وجماعة. وأجاز له أبو بكر بن الجد، وغيره. وطوف
ونزل تونس ثم ولي قضاء طرابلس الغرب. ثم انتقل إلى القاهرة
(47/105)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 106
في سنة سبع وعشرين فحظي هناك، وخلف أبا الخطاب بن الجميل يعني ابن دحية بعد وفاته.
قال: وكان يتمسح كثيراً فيما يحدث به. وتوفي في آخر سنة إحدى وأربعين.) قلت: روى
عنه الدمياطي، وقال: كان قليل الرواية. كتبت عنه أناشيد للمغاربة. وتوفي في الثامن
والعشرين من رمضان. وقال الشريف عز الدين: روى عن: الحافظ ابن عبد الواحد الغافقي،
وغيره. وتولى مشيخة دار الحديث الكاملية دار الحديث الكاملية مدة. واختصر صحيح
مسلم.
4 (الكنى)
4 (أبو شكر الشعيبي)
الزاهد، أحد الأولياء بميافارقين. والشعيبية من قرى ميافارقين. قال سعد الدين
الجويني: كان من صلحاء الأبدال. صاحب علم وعمل ورياضات ومجاهدات. سألني السلطان
الملك المظفر أن أقول له أن يأذن له في زيارته فلم يجب، وقال: أنا أدعو له أن
يصلحه الله لنفسه ولرعيته ليجتهد أن لا يظلم. قال: وكان أكثر أوقاته يتكلم على
الخاطر. وكان كثيراً ما يقول عقيب كلامه: اللهم ارحمنا. وسألته عن التتار قبل أن
يطرقوا البلاد فزفر زفرةً ثم أنشد:
(47/106)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 107
(وما كلّ أسرار النّفوس مُذاعةٌ .......... وما كلّ حلّ الفؤاد يُقالُ)
خرج إلى قريته الشعيبية وقال لأولاده: احفروا لي قبراً فأنا أموت بعد يومين.
فحفروا له، ثم مات في اليوم الذي عينه، رحمه الله ورضي عنه. وفيها ولد: وجيه الدين
يحيى بن أحمد القونوي المقرىء، وصفي الدين أبو بكر بن أحمد السلامي، وأحمد بن محمد
بن الرشيد أحمد بن محمد الأصبهاني المصري، سمع السبط وغيره، والمحدث شهاب الدين
أحمد بن يونس بن أحمد بن بركة الإربلي، بالقاهرة والشرف أبو الفتح محمد بن عبد
الرحيم بن البشر القرشين بالقرافة والتاج محمد بن أحمد بن محمد بن النصيبي، بحلب
وطاهر بن عبد الله بن عمر بن العجمي الحلبي، والشمس محمد بن علي بن أبي الفتح بن
السنجاري المؤدب،) وعبد الرحمن بن عبد الولي الفلاح سبط اليلداني، والجمال عبد
الرحمن بن أحمد بن عمر بن شكر المقدسي. وعلي بن النصير بن الدفوفي المصري، ووالدي
أحمد بن عثمان الذهبي.
(47/107)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 108
1 (سنة اثنتين وأربعين وستمائة)
4 (حرف الألف)
4 (أحمد بن علي بن بختيار)
أبو القاسم الواسطي، ثم البغدادي. من أولاد الأمراء. له شعر حسن، فمنه:
(مل بي إلى الدّير من نجران مُصطبحاً .......... يا صاح قبل التفاف السّاق على
السّاق)
(أما ترى الوُرق تشدوا في الغصون وكم .......... من ساق حرٍّ يغنينا على ساق)
(والنّور يُضحكهُ باكي الغمام فقُم .......... مشمّراً لارتشاف الكأس عن ساق)
(وهاتها كشُعاع الشّمس صافيةً .......... تغشى العيون رعاك اللّه من ساق)
ضعف وافتقر ولزم رباط أبيه إلى أن مات في جمادى الآخرة.
(47/108)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 109
وكان أبوه أستاذ دار الخلافة.
4 (أحمد بن القاضي أبي نصر)
4 (محمد بن هبة الله بن محمد.)
القاضي الرئيس تاج الدين أبو المعالي بن الشيرازي، الدمشقي. سمع من: جده، وأبي
المجد الفضل بن البانياسي، وعبد الرزاق النجار، وابن صدقة الحراني. وأجاز له أبو
طاهر السلفي. وكان صدراً رئيساً مبجلاً معدلاً، وافر الحرمة. روى عنه: الجمال محمد
بن الصابوني، وابنه الشهاب أحمد، والفخر إسماعيل بن عساكر، وابن عمه عبد المنعم بن
عساكر، ومحمد بن يوسف الذهبي، والزين إبراهيم بن عبد الرحمن حفيده، والمجد عبد
الرحمن بن محمد الإسفرائيني، وأبو علي بن برة الخلال، وآخرون. ولد في صفر سنة إحدى
وسبعين وخمسمائة.) وتوفي في خامس رمضان.
4 (أحمد بن محمد ابن الوزير الكبير)
نصير الدين أبو الأزهر بن الناقد البغدادي.
(47/109)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 110
كان أبوه من كبار التجار. وولد في سنة إحدى وسبعين وخمسمائة. واشتغل وقرأ العربية
وعانى الكتابة، وتقلب في المناصب. وتنقلت به الأحوال. وكان بينه وبين الخليفة
الظاهر رضاع شرف به قبيل وفي زمانه. ثم ولي أستاذ دارية الخلافة في سنة سبع وعشرين
بعد وفاة عضد الدين المبارك بن الضحاك، ثم ولي الوزارة في سنة تسع وعشرين. وكان في
شبيبته متعبداً كثير التلاوة، ربما قرأ القرآن في ركعتين فنفعه ذلك. وعرض له في سنة
أربع وثلاثين ألم المفاصل منعه عن القيام وعجز عن الحركة والخط. وهو محترم معظم
إلى الغاية. واستناب من يكتب عنه. ولما كان يوم البيعة المستعصمية حضر في محفة
وجلس بين يدي السدة، وإنما العادة أن يقف الوزير، فاغتفر ذلك لعجزه، وأُقر على
رتبته. وبقي في الوزارة إلى أن مات، فوليها بعده المشؤوم الطلعة ابن العلقمي. توفي
في سادس ربيع الأول، وغسله الإمام نجم الدين عبد الله البادرائي مدرس النظامية
يومئذ، وشيعه عامة الدولة. وكان من رجالات العالم رأياً وحزماً وأدباً وكتابة
وترسلاً وحسن سيرة، يرجع إلى دين وخير، فالله يرحمه ويسامحه. وولي في منصب ابن
العلقمي الأستاذ دارية الصاحب محيي الدين ابن الجوزي.
4 (أحمد بن أبي الفتح)
4 (محمد بن أحمد بن المندائي.)
الواسطي، أبو العباس المذكور في السنة الماضية، ثم أنبأني ابن البزوري أنه توفي
راجعاً من الحج في ثامن عشر محرم سنة اثنتين. وأنه خدم في خدم آخرها نيابة صدرية
واسط.
(47/110)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 111
4 (إبراهيم بن إسحاق بن محمد بن علي)
أبو إسحاق العبدري الميورقي، المعروف
4 (ابن عائشة)
) قال الأبار: روى عن: أبي عبد الله ختن فقل وتفقه به، ومال إلى علم الرأي. وكان
ديناً نزهاً. أسره العدو في الحادثة الكائنة على ميورقة، ثم خلص وقدم بلنسية. ثم
ولي قضاء دانية. وسمعت منه بتونس، وبها توفي في ذي الحجة، وله بضع وستون سنة.
4 (إبراهيم بن صالح بن خلف بن أحمد)
الجهني، القاضي، الشاب الصالح الإمام جمال الدين أبو إسحاق. توفي وله ست، وثلاثون
سنة. وهو أخو شيخنا محمد. قرأ القرآن على الفقيه زيادة، وبرع في مذهب الشافعي.
وسمع من جماعة. وكان أحد الأذكياء. ولي قضاء بلبيس، ثم قضاء البهنسا فأدركه أجله
بها في ربيع الأول، رحمه الله.
4 (إبراهيم بن عبد الله بن إبراهيم بن قسوم.)
4 (أبو إسحاق اللخمي الإشبيلي)
قال الأبار: روى عن: أبي بكر بن الجد، وأبي عبد الله بن زرقون، وأبي عمرو بن عظيمة
صاحب شريح وأخذ عنه القراءآت.
(47/111)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 112
وروى أيضاً عن: أبي محمد بن عبيد الله، وأبي الحسن نجبة بن يحيى. وكان فقيهاً
أصولياً ناسكاً، صادعاً بالحق. تغلب عليه العبادة. وهو أخو أبي بكر المتوفي قبل
الأربعين. توفي هذا في شوال عن سن عالية.
4 (إبراهيم بن عبد الله بن عبد المنعم بن علي.)
القاضي شهاب الدين،
4 (أبو إسحاق الهمذاني الحموي)
الشافعي، المعروف بابن أبي الدم، قاضي حماة. ولد بها في سنة ثلاث وثمانين
وخمسمائة، ورحل فسمع ببغداد من: عبد الوهاب ابن سكينة. وحدث بحماة، وحلب،
والقاهرة. وله نظم ونثر ومصنفات وترسل عن صاحب حماة. سمع منه: أبو بكر الدشتي
شيخنا، وغير واحد. توفي في جمادى الآخرة بحماة. وله التاريخ الكبير المظفري.)
(47/112)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 113
4 (أرسلان شاه)
هو السلطان نور الدين صاحب شهروزور ابن الملك عماد الدين زنكي بن نور الدين رسلان
شاه بن السلطان غياث الدين مسعود بن السلطان قطب الدين مودود بن أتابك بن زنكي بن
قسيم الدولة أقسنقر بن عبد الله. التركي الأصل والنسب، الموصلي. كان محبوباً إلى
والده فلما احتضر أخذ له العهد والميثاق على الأمراء والأعيان، وملك بعده شهرزور.
وكان شجاعاً مهيباً لاقى التتار غير مرة. وقدم بغداد بعساكره في سنة أربع وثلاثين
لنصرة الإسلام فبهر الأنام بجماله فإنه كان بديع الحسن. ولد في سنة أربع عشرة
وستمائة، وتوفي يوم رابع عشر شعبان بقلعته.
4 (إسحاق بن الخضر بن كامل بن سالم.)
4 (الصفي أبو عبد الله السروجي)
ثم الدمشقي السكري، ابن المعبر. سكن قاسيون، وله بها عقب. وسمع من: يوسف بن معالي
الكناني، والخشوعي، وحنبل، وغيرهم. وسئل عنه الضياء محمد، فقال: ثقة، دين. روى
عنه: الشيخ تاج الدين عبد الرحمن، وأخوه شرف الدين أحمد، والبدر ابن الخلال،
وجماعة. وحضر عليه أبو المعالي ابن البالسي. وتوفي في جمادى الأولى.
4 (إسماعيل بن زيد بن إسماعيل بن عقيل.)
4 (أبو الفضل العلوي الحسيني)
الخراساني، ثم الدمشقي.
(47/113)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 114
شيخ صالح، خرج له الزكي البرزالي مشيخة. أجاز له أبو الفضل خطيب الموصل، وأبو
المعالي بن صالح. وسمع من: التاج محمد بن عبد الرحمن المسعودي، والقاسم بن عساكر،
وحمزة بن أسعد) التميمي. روى عنه: المجد ابن الحلوانية، وغيره. توفي في جمادى
الأولى.
4 (أيبه)
الأمير الكبير زين الدين التركي، الناصري، الخليفتي. ويعرف بالأبسر. كان فارساً
شجاعاً، ثم شاخ وانقطع بمنزله. وتوفي في رجب.
4 (حرف التاء)
4 (ترشك)
الأمير بهاء الدين الناصري، الخليفتي. توفي في المحرم. وكان من أعيان الدولة
ببغداد.
4 (حرف الثاء)
4 (ثروان بن محمد بن ثروان)
4 (بن عبد الصمد القيسي، التدمري. شيخ تدمر.)
رجل صالح من بيت مشيخة وزهادة. مات في صفر عن بضع وخمسين سنة. صحب والده الذي
ذكرناه في سنة سبع عشرة، وخلف بعده ولده الشيخ الزاهد عيسى ابن تسع سنين. وقد
أدركنا الشيخ عيسى هذا.
(47/114)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 115
4 (حرف الحاء)
4 (حامد بن محمد بن علي)
الحربي، الخياط. سمع: أبا منصور بن عبد السلام.
4 (الحسن بن سالم بن علي بن سلام)
الصدر الكبير نجم الدين أبو محمد الطرابلسي الأصل، الدمشقي الكاتب. والد المحدث
أبي عبد) الله محمد. ولد سنة خمس وستين وخمسمائة. وسمع من: يحيى الثقفي، وابن صدقة
الحراني، وطغدي الأميري، ومحمد بن أحمد الطالقاني، وعبد الرحمن بن الخرمي. وولي
نظر الزكاة، ثم ولي نظر الدواوين. وكان سمحاً جواداً، حسن العشرة، يحب الصالحين.
وفيه دين ومروءة. وله دار ضيافة في رمضان. ولكنه دخل في أشياء، وقام في أمر الصالح
إسماعيل وفرق الذهب في بيته على الأمراء، حتى جاء وأخذ دمشق. فذكر الصاحب معين
الدين ابن الشيخ: أوصاني الملك الصالح نجم الدين أنني إذا فتحت دمشق أن أعلق ابن
سلام بيده على بابه. قلت: فستره الله تعالى بالموت قبل أن تفتح البلد بأشهر. ثم
مات بعده ولده، وتمزقت أمواله ورئاسته مع أنه كان كبير البلد في وقته ورئيسهم. وقد
نسب إلى تشيع، ولم يصح ذلك. وكان كثير الإحسان إلى الحنابلة.
(47/115)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 116
روى عنه: الشيخ تاج الدين، وأخو ابن الحلوانية، وابن الخلال، والنجم إبراهيم بن
محمود العقربائي، والشرف محمد بن خطيب بيت الآبار. ومات في سادس عشر ذي الحجة.
4 (الحسن بن أبي الفضل)
شمس الدين ابن القصباني. البغدادي، التاجر الجوهري. كان المعتمد عليه في عصره في
معرفة الجواهر وقيمها. وكان من كبار التجار وذوي الثروة. وكان من أعيان الرافضة.
توفي في صفر، وكانت له جنازة حفلة.
4 (الحسين بن أحمد بن علي بن أحمد بن هبة الله.)
4 (الشريف أبو طاهر بهاء الدين)
ابن المهتدي بالله الهاشمي العباسي، نقيب بني هاشم بالعراق، وخطيب جامع القصر
الشريف. كان صدراً محتشماً، كبير القدر، ذا دين وعدالة.) وتوفي في رجب، وشيعه
الأعيان سوى الوزير وأستاذ الدار ابن الجوزي، وسوى الأميرين مجاهد الدين وعلاء
الدين الدويدارين. قال ابن النجار: كان عاقلاً ديناً لكنه قليل العلم. روى شيئاً
عن يحيى بن الحسين الأواني.
(47/116)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 117
4 (الحسين بن عمر بن عبد الجابر)
بن الرواس الواسطي. كان من أكبر أعوان الرفيع الجيلي، وممن عمل على أذية المسلمين
وأخذ أموالهم بالباطل والتزوير، فقبض عليه وعذب وصودر ثم أعدم، فقيل إنه أخرج
ليلاً وخنق عند تل النصارى بظاهر دمشق. ورمي أو قبر في شهر جمادى الأولى. وكان
ظالماً جباراً، جسر الرفيع على جهنم، فقيل إنه أخذ من أموال المسلمين لنفسه ستمائة
ألف درهم، وعصر وكسرت ساقاته وقيل إنه مات تحت الضرب، فانظر كيف عاقبة الظلم
واعتبروا أيها الظلمة، وهذا خفيف بالنسبة إلى ما ادخر له في الآخرة.
4 (حمد الأبله)
الملقب بالأدغم. كان مولهاً ناقص العقل أو عادم العقل. وكان غير محترز من النجاسات
على قاعدة المجانين. وكان يصيح به الصبيان: يا أدغم، فيثور ويصيح، وربما أذى نفسه
بالضرب. وكان لأهل بغداد فيه اعتقاد، ويعدونه من أصحاب الكرامات. توفي في جمادى
الآخرة، وازدحموا على نعشه، فوا عجباً لبني آدم ما أغفلهم وأغرهم.
4 (حرف الخاء)
4 (خاطب بن عبد الكريم بن أبي يعلى.)
(47/117)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 118
4 (أبو طالب الحارثي المزي)
ولد سنة سبع وأربعين. وسمع تاريخ المزة من الحافظ ابن عساكر. وأخذ عنه: الزكي
البرزالي، وابن الجوهري، والكمال بن الدخميسي، والجمال بن شعيب، والقدماء. وحدث
عنه: أبو علي بن الخلال، وأبو المحاسن بن الخرمي، ومحمد بن سالم النابلسي المؤذن،
وأبو حامد ابن الصابوني، وعنبر وعبد الرحيم بن خلف المزيان.) وكان شيخاً معمراً من
أهل البر. توفي في المحرم بالمزة.
4 (خليل بن بدر)
من رؤوس الضلال. قد كان قوي بأسه فاستولى على قلاع من أعمال سليمان شاه، وتقوى
بالتتار. وكان بزي القلندرية، يشرب الخمر ويأكل الحشيش ويدعي أنه من الرفاعية.
وأظهر الإباحة والزندقة، واجتمع له عدد كثير، فحاربهم سلمان شاه، فقتل خليل في
المصاف، وقتل من أصحابه ألف ومائتان، وجرح خلق، وعلق رأس خليل، لعنه الله، على رأس
خانقين، وهرب أخوه ومن نجا من أصحابه إلى التتار.
(47/118)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 119
4 (حرف الراء)
4 (رحمة بن الخضر بن مختار)
القاضي أبو الغيث الأشجعي، الشافعي. قاضي ذات الكوم. توفي به، وله نحو من سبعين
سنة. وقال إنه سمع من البوصيري. توفي في ربيع الأول.
4 (حرف السين)
4 (سعد اليمني)
مولى الحافظ أبي المواهب بن صصرى، التغلبي. توفي بدمشق في جمادى الآخرة. وقد أجاز
لأبي المعالي بن البالسي، وغيره.
4 (سليمان بن عبد الكريم بن عبد الرحمن بن سعد الله.)
4 (الفقيه أبو القاسم الأنصاري)
الدمشقي، المقرىء، المجود. سمعه خاله المحدث عبد العزيز السيباني من: الخشوعي،
وابن طبرزد، وحماد الحراني، وجماعة. ورحل إلى بغداد فسمع من: أبي أحمد بن سكينة،
ويحيى بن الربيع الفقيه، وسليمان الموصلي،) وجماعة. وكان مع فقهه عارفاً بالقراءآت
مجوداً لها. قرأ عليه جماعة.
(47/119)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 120
روى عنه: الشيخ تاج الدين عبد الرحمن، وأخوه، وأبو علي بن الخلال، وإسماعيل بن
عساكر، ومحمد ابن خطيب بيت الآبار، وجماعة. وهو والد شيختنا فاطمة بنت سليمان. وقد
روى عنه بالحضور العماد بن النابلسي، وغيره. وكان يؤدب. ويعرف بابن السيوري. توفي
في ثامن عشر شعبان، وله سبع وستون سنة.
4 (سليمان بن علي.)
أبو الربيع الكتامي الأندلسي، الشلبي. صحب الحافظ أبا محمد بن حوط الله، ولازمه
مدة. وحمل صحيح البخاري عن أبي الوليد بن خالد العبدري. وكان الغالب عليه الأدب مع
الضبط والإتقان. توفي بميورقة.
4 (حرف الطاء)
4 (طيبرس بن أيبك.)
الأمير الكبير بهاء الدين ابن الأمير حسام الدين. من أمراء البغداديين. أمر بعد
وفاة والده، وخلع عليه. وكان من الملاح، فتوفي وهو شاب طري، فتحزن بعض الناس عليه
لحسنه.
(47/120)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 121
مات في شعبان.
4 (حرف الظاء)
4 (ظافر بن طاهر بن إسماعيل بن الحكم بن إبراهيم بن خلف.)
أبو المنصور الأزدي، الإسكندراني، المالكي، المطرز المعروف بابن شحم. ولد سنة أربع
وخمسين. وسمع من: السلفي، وأبي الطاهر بن عوف، ومخلوف بن حارة الفقيه، والقاضي
محمد بن عبد) الرحمن الحضرمي، وأخيه الفقيه أبي الفضل أحمد، وجماعة. وكان يؤم
بمسجد. روى عنه: المجد ابن الحلوانية، والشرف الدمياطي، والتاج الغرافي، وجماعة.
وبالإجازة: القاضيان ابن الخويي، وتقي الدين سليمان، وأبو المعالي بن البالسي،
وجماعة. وتوفي في نصف ربيع الأول بالإسكندرية.
4 (ظبية.)
معتقة المحدث عبد الوهاب بن رواح. سمعت من: عبد المجيد بن محمد المراكشي. روى
عنها: الدمياطي، وغيره. وماتت بالإسكندرية.
(47/121)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 122
4 (حرف العين)
4 (عبد الله بن عبد الواحد)
1 (بن علي بن الخضر.)
أبو بكر الحلبي الشافعي، الشروطي. روى عن حنبل بالعلى. وعنه: مجد الدين ابن
العديم. توفي في جمادى الأولى.
4 (عبدا لله بن صبح بن حسون)
العسقلاني الأصل، التنيسي، ثم الدمياطي، المقرىء، الفرضي، الخطيب. روى بالإجازة عن
نصر الله بن سلامة الهيتي، وأبي الفرج ابن الجوزي. حدث عنه الدمياطي وقال: هو
أستاذي في القراءة والفرائض. مات في ذي القعدة، وله سبعون سنة.
4 (عبد الرحمن بن عبد المنعم)
4 (ابن الخطيب أبي البركات الخضر بن شبل بن الحسين بن علي بن عبد الواحد.)
عز الدين أبو محمد بن عبد الحارثي، الدمشقي، الشافعي.) ولد سنة اثنتين وستين
وخمسمائة. وحدث عن: القاضي أبي سعد بن أبي عصرون، وعبد الرزاق النجار، وإسماعيل
الجفري، وجماعة. روى عنه: المجد ابن الحلوانية، والفخر إسماعيل بن عساكر، ومحمد
ابن خطيب بيت الآبار. وتوفي في سابع المحرم وله ثمانون سنة. وهو أخو الكمال.
(47/122)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 123
4 (عبد السلام عبد الله)
1 (ابن شيخ الشيوخ عمر بن علي بن الزاهد العارف أبي عبد الله محمد بن حمويه.)
الجويني، شيخ الشيوخ، تاج الدين، أبو محمد. ولد سنة ست وستين وخمسمائة بدمشق. وسمع
من: الحافظ أبي القاسم بن عساكر، ويحيى الثقفي، وأبي الفتح والده. وسمع ببغداد من
شهدة. ودخل الديار المصرية، ثم دخل المغرب في سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة، وأقام بها
إلى سنة ستمائة، وأخذ بها عن: محمد بن حوط الله، وجماعة. وسكن مراكش. وكان فاضلاً
مؤرخاً. له أدب وشعر وتواليف وله تواريخ. وكان عفيفاً متواضعاً لا يلتفت إلى بني
أخيه لأجل رئاستهم، وقد كانوا كالملوك في دولة الملك الصالح نجم الدين. روى عنه:
الحافظ زكي الدين المنذري، والمفتي زين الدين الفارقي، وشمس الدين محمد بن غانم الموقع،
والبدر أبو علي بن الخلال، والركن أحمد
(47/123)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 124
الطاوسي، والفخر إسماعيل بن عساكر، وجماعة. وأبو المعالي بن البالسي بالحضور. وكان
من كبار الصوفية وله بينهم حرمة وافرة. توفي في خامس صفر. ودخل مراكش وحظي عند
ملكها أبي يوسف، فقال: قال لي يوماً: كيف ترى هذه البلاد يا أبا محمد وكيف هي من
بلادك الشامية قلت: يا سدين بلاد حسنة أنيقة مكملة وفيها عيب واحد. قال: ما هو
قلت: تنسي الأوطان. فتبسم وأمر لي بزيادة رتبة وإحسان.
4 (عبد العزيز بن عبد الصمد)
)
1 (بن محمد بن الجزري.)
الطبيب المصري. حدث عن: البوصيري، وغيره. وكان يطبب الفقراء ويؤثرهم بالأشربة
وغيرها.
(47/124)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 125
4 (عبد العزيز بن عبد الواحد بن إسماعيل)
قاضي القضاة بدمشق، رفيع الدين، أبو حامد الجيلي، الشافعي، الذي فعل بالناس
الأفاعيل. كان فقيهاً فاضلاً، متكلماً، مناظراً، متفلسفاً، رديء العقيدة معتراً.
قدم الشام، وولي قضاء بعلبك في أيام صاحبها الملك الصالح إسماعيل، ووزيره أمين
الدولة السامري فنفق عليهما، فلما انتقلت نوبة السلطنة بدمشق إلى إسماعيل ولاه القضاء،
فاتفق وأمين الدولة في الباطن على المسلمين، فكان عنده شهود زور قد استعملهم
ومدعون زور. فيحضر الرجل إلى مجلسه من المتمولين فيدعي عليه المدعي بأن له في ذمته
ألف دينار أو ألفي دينار، فيبهت الرجل ويتحير وينكر، فيقول المدعي: لي شهود ويحضر
أولئك الشهود فيلزمه الحكم، ثم يقول: صالح غريمك فيصالح على النصف أو أكثر أو أقل،
فاستبيحت للناس أموال لا تحصى بمثل هذه الصورة. وفي جريدة صدر الدين عبد الملك بن
عساكر بخطه أن القاضي الرفيع
(47/125)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 126
دخل من توجهه إلى بغداد رسولاً، وخرج لتلقيه الوزير أمين الدولة والمنصور ابن
السلطان إسماعيل. ودخل في زحم عظيم وعليه خلعة سوداء وعلى جميع أصحابه. فقيل إنه
لم يدخل بغداد ولا أخذت منه رسالة ورد، واشترى الخلع من عنده لأصحابه. وشرع الملك
الصالح في مصادرة الناس على يد الرفيع الجيلي. وكتب إلى نوابه في القضاء يطلب منهم
إحضار ما تحت أيديهم من أموال اليتامى. فهذا القاضي ما ولي قاضي مثله. كان يسلك
طريق الولاة ويحكم بالرشوة، ويأخذ من الخصمين، ولا يعدل أحداً إلا بمال، ويأخذ ذلك
جهراً، وفسقه ظاهر. وقد استعار أربعين طبقاً ليهدي فيها هدية إلى صاحب حمص فلم
يردها. فسبى الناس بأفعاله جور الولاة وأصحاب الشروط. وغارت المياه في أيامه وبطلت
طواحين كثيرة، وصار نهر ثورة يوم الفتوح لا يبلغ طاحونة مقرى. ومات في ولايته عجمي
خلف مائة ألف وابنة، فما أعطى البيت فلساً.) وأذن الرفيع للنساء في دخول جامع
دمشق، وقال: ما هو بأعظم من الحرمين فدخلن وامتلأ بالنساء والرجال ليلة النصف،
وتأذى الناس بذلك حتى شكوا إلى السلطان، فمنع الناس منه. قال أبو المظفر بن
الجوزي: حدثني جماعة أعيان أنه كان فاسد العقيدة، دهرياً، مستهتراً بأمور الشريعة،
يجيء إلى صلاة الجمعة سكراناً. وأن داره كانت مثل الحانة، شهد بهذه الأشياء عندي
جماعة عدول. وحكى لي جماعة أن الوزير السامري بعث به في الليل من دمشق إلى قلعة
(47/126)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 127
بعلبك على بغل بأكاف، فاعتقله واستأصله، ثم بعث به إلى مغارة أفقة في جبل لبنان
فأهلكه بها. وبعث إليه عدلين شهدوا عليه ببيع أملاكه. فحدثني أحدهما قال: رأيته
وعليه قندورة صغيرة، وعلى رأسه تخفيفة، فبكى وقال: معكم شيء آكل فلي ثلاثة أيام ما
أكلت شيئاً. فأطعمناه من دارنا، وشهدنا عليه ببيع أملاكه للسامري، ونزلنا من عنده،
فبلغنا أنهم جاءوا إليه، فأيقن بالهلاك وقال: دعوني أوصلي ركعتين. فقام يصلي وطول،
فرفسه داود من رأس شقيف مطل على نهر إبراهيم، فما وصل إلى القرار إلا وقد تقطع.
وحكى لي آخر أن ذيله تعلق بسن الجبل فضربوه بالحجارة حتى مات. وذكر ناصر الدين
محمد بن المنيطري، عن عبد الخالق رئيس النيرب قال: لما سلم القاضي الرفيع إلى
المقدم داود سيف النقمة وإلي أيضاً وصلنا به إلى الشقيف وفيه عين ماء فقال: علي
غسل وأشتهي تمكنوني أغتسل وأصلي. فنزل واغتسل وصلى ودعا، ثم قال: افعلوا ما شئتم.
فدفعه داود، فما وصل إلا وقد تلف. قال أبو المظفر: وحكى لي أعيان الدماشقة أن
الموفق الواسطي هو كان أساس البلاء، فتح أبواب الظلم، وجسر الرفيع على جهنم، وأخذ
لنفسه من أموال الناس ستمائة ألف درهم. وآخر أمر الموفق أنه عذب عذاباً ما عذبه
(47/127)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 128
أحد، وكسرت ساقاه ومات تحت الضرب، وألقي في مقابر النصارى، فأكلته الكلاب وصار
عبرة. قلت: وبلغني أن سبب هلاك الرفيع وهذا أن الناس استغاثوا إلى الصالح إسماعيل
من الرفيع ورافعوه، وكثرت الشنائع، فخاف الوزير السامري، وعجل بهلاكهما ليمحو
التهمة عن نفسه ويرضي الناس، ولئلا يقرا عليه. وقيل إن السلطان كان عارفاً
بالأمور، فالله أعلم. ولم يعد الناس قضية الرفيع وقتله محنة بل) نعمة، نسأل الله
الستر والعافية. وكان القبض عليه في آخر سنة إحدى وأربعين. وذكر واقعته في سنة
اثنتين ابن الجوزي، وغيره، فإن فيها اشتهر إعدامه. وقال الإمام أبو شامة: وفي ذي
الحجة سنة إحدى قبض على أعوان الرفيع الجيلي الظلمة الأرجاس وكبيرهم الموفق حسين
الواسطي ابن الرواس، وسجنوا ثم عذبوا بالضرب والعصر والمصادرة. ولم يزل ابن الرواس
في العذاب والحبس إلى أن فقد في جمادى الأولى سنة اثنتين. قال: وفي ثاني عشر ذي
الحجة أخرج الرفيع من داره وحبس بالمقدمية. قال: ثم أخرج ليلاً وذهب به فسجن
بمغارة أفقة من نواحي البقاع، ثم انقطع خبره. وذكروا أنه توفي، منهم من قال: ألقي
من شاهق. وقيل خنق. وولي القضاء محيي الدين ابن الزكي. قال ابن واصل: حكى لي ابن
صبح بالقاهرة أنه ذهب بالرفيع إلى رأس شقيف، فعرف أني أريد رميه، فقال: بالله عليك
أمهل حتى أصلي ركعتين. فأمهلته حتى صلاهما ثم رميته فهلك.
(47/128)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 129
وقال غيره: كان الرفيع فقيهاً بالعذراوية وبالشامية والفلكية، وكان يشغل الناس.
وكان ذكياً كثير التحصيل. وصارت بينه وبين أمين الدولة علي بن غزال الوزير صحبة
أكيدة، فولاه قضاء بعلبك، فلما توفي القاضي شمس الدين الخوئي طلبه أمين الدولة
وولي قضاء دمشق. فصار له جماعة يكتبون محاضر زور على الأغنياء ويحضرونهم فينكرون،
فيخرجون المحاضر فيعتقلهم بالجاروخية، فيصالحون على البعض، ويسير في السر إلى أمين
الدولة ببعض ذلك. فكثرت الشكاوى. وبلغ السلطان، فأمر بكشف ما حمل إلى خزانة الدولة
في مدته. وكان الوزير لا يحمل إلى الخزانة إلا اليسير. فقال الرفيع: الأمور عندي
مضبوطة مكتوبة. فخافه الوزير وشغب عليه قلب السلطان وحذره غائلته، فقال: أنت جئت
به وأنت تتولى أمره أيضاً. فأهلكه. ومن تعاليق عبد الملك بن عساكر قال: وليلة
استهلت سنة اثنتين نزل الوالي ابن بكا إلى دار الرفيع واحتاطوا على ما فيها،
وشرعوا بعد يوم في البيع، فمن ذلك أربعة عشر بغلة ومماليك، وتسعمائة مجلد وجوار
وأثاث. وساروا بالقاضي فألبسوه طرطوراً وتوجهوا به نحو بعلبك. وولي القضاء ابن
الزكي.) وذكر صاحبنا شمس الدين محمد بن إبراهيم في تاريخه قال: وفيها، يعني سنة
اثنتين، غزل الرفيع الجيلي عن مدارسه. فكان في آخر السنة الماضية قد عزل عن
القضاء، وسبب عزله وإهلاكه الوزير السامري، فإن الرفيع كتب فيه ورقة إلى الملك
الصالح يقول: قد حملت إلى خزائنك ألف ألف دينار من أموال الناس. فقال الصالح: ولا
ألف ألف درهم. وأوقف السامري على الورقة
(47/129)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 130
فأنكر. فبلغ الرفيع فقال: أنا أحاققه. فقال السامري: هذا قد أكل البلاد وأقام
علينا الشناعات، والرأي عزله ليتحقق الناس أنك لم تأمره. فعزله وأعطى العادلية
لكمال الدين التفليسي صهر الخوئي، والشامية الكبرى لتقي الدين محمد بن رزين
الحموي، والعذراوية لمحيي الدين ابن الزكي. وأسقط محيي الدين عدالة أصحاب الرفيع
وهم: العز بن القطان، والزين بن الحموي، والجمال بن سيدة، والموفق الواسطي، وسالم
المقدسي، وابنه محمد. وكان الطامة الكبرى الموفق فإنه أهلك الحرث والنسل. وقال
الموفق أحمد بن بي أصيبعة: كان بالعذراوية يشتغل في أنواع العلوم والطب. وقرأت
عليه شيئاً من العلوم الحكمية والطب. وكان فصيح اللسان، قوي الذكاء، كثير الاشتغال
والمطالعة. وولي قضاء بعلبك. وكان صديقاً للصاحب أمين الدولة وبينهما عشرة. وله من
الكتب كتاب شرح الإشارات، والتنبيهات، واختصر كتاب الكليات من القانون وغير ذلك.
4 (عبيد الله بن محمد بن فتوح)
أبو الحسين النفزي الشافعي الفقيه. روى عن: أبيه، وأبي الخطاب بن واجب. وتفقه
بإشبيلية على: أبي الحسين بن زرقون. ثم أقبل على العبادة والزهد. وكان حافظاً
للفقه والحديث. ورخه الأبار.
(47/130)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 131
4 (علي بن إبراهيم بن عبد الغني)
أبو الحسن المصري، النحاس الزناجلي. والزناجل آنية من النحاس. حدث عن: عبد الله بن
بري النحوي، وإسماعيل بن قاسم الزيات. روى عنه: الحافظ أبو محمد الدمياطي، وغيره.)
ولم ألق أحداً روى لي عنه. وبالإجازة: العماد بن البالسي، وغيره. وتوفي في تاسع
عشر المحرم.
4 (علي بن الأنجب)
1 (بن ما شاء الله بن حسن.)
الفقيه، المقرىء، أبو الحسن ابن الجصاص البغدادي، الحنبلي. قرأ القرآن بواسط على
أبي بكر بن الباقلاني. وسمع من: يحيى بن بوش، وابن شاتيل، وابن كليب. وعاش بضعاً
وسبعين سنة. وكان ينسخ بالأجرة، وله أدب وفضائل. وأحضر ليلقن مجاهد الدين أيبك
الدويدار الصغير في صغره، فحصل جملة من المال والعقار. واتجر في الكتب.
(47/131)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 132
توفي في جمادى الأولى ببغداد. وذكر أنه سمع من شهدة.
4 (علي بن عبد الباقي بن علي)
الحاج أبو الحسن الدمشقي الصالحي. توفي في ربيع الآخر، ودفن بقاسيون. قال الضياء:
روى شيئاً من الحديث أظنه عن ابن طبرزد.
4 (علي بن عبد الرحمن)
أبو الحسن بن الفقاعي، السعدي، المصري. روى عن: أبي الفتح محمود بن الصابوني،
والمشرف بن المؤيد. وتوفي في جمادى الأولى.
4 (علي بن عبد الصمد بن علي)
أبو الحسن بن الجنان الأندلسي، الفقيه. ذكر وفاته فيها عز الدين الحسيني، وقال:
ولد في سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة. وسمع من: الحافظ بن أبي بكر محمد بن عبد الله
بن الجد، وأبي عبد الله محمد بن سعيد بن زرقون، وجماعة.)
4 (علي بن أبي طالب بن أبي القاسم)
الأنصاري، الدمشقي، عز الدين، أبو القاسم. وهو بكنيته أشهر. ولد سنة ثلاث وسبعين
وخمسمائة.
(47/132)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 133
وسمع من: الخشوعي. روى عنه: المجد ابن الحلوانية، والشيخ زين الدين الفارقي. وكان
عدلاً بباب الجامع. توفي في ذي القعدة.
4 (علي بن أبي القاسم بن صالح)
أبو الحسن الدربندي، الصوفي، المعروف بابن الشريف. من أهل خانكاه الطواويس بدمشق.
سمع من: الخشوعي، ومحمد بن الخصيب. روى عنه: ابن الحلوانية في معجمه. ومات في صفر.
4 (عمر الملك المغيث جلال الدين)
4 (ابن السلطان الملك الصالح نجم الدين أيوب بن السلطان الملك الكامل محمد بن
العادل.)
توفي شاباً بقلعة دمشق في حبس عم والده الملك الصالح إسماعيل. وكان والده لما خرج
من دمشق إلى فلسطين استناب ولده هذا بقلعة دمشق. فلما أخذ إسماعيل دمشق اعتقله.
فلم يزل إلى أن توفي في ربيع الأول. فتألم أبوه لموته، واتهم عمه بأنه سقاه،
وحاربه وتجهز له.
(47/133)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 134
4 (عمر بن عبد الرحيم)
4 (بن عبد الرحمن بن الحسن بن عبد الرحمن.)
الفقيه الإمام كمال الدين، أبو هاشم بن العجمي الكلبي. ولد سنة سبع وخمسين
وخمسمائة. وتفقه على الفقيه طاهر بن جميل. وسمع من: يحيى الثقفي. وحدث ودرس. وقيل
إنه ذكر كتاب المهذب خمساً وعشرين مرة.) وكان شديد الوسواس في الطهارة، فدخل
الحمام وقصد الخزانة ليتطهر منها، فضاق بها نفسه وخارت قواه فمات، رحمه الله. سمع
منه: أبو عبد الله البرزالي، وعباس بن بزوان، وجماعة. وتوفي في حادي عشر رجب. وهو
من بيت حشمة وعلم.
4 (عمر الملك السعيد بن السلطان شهاب الدين)
4 (غازي بن الملك العادل.)
ولد صاحب ميافارقين. كان شاباً مليحاً، شجاعاً، جواداً، فلما استولت التتار على
ديار بكر وأخذوا خلاط، خرج شهاب الدين من بلاده خائفاً، واستنجد بالخليفة
وبالملوك. وكان معه ابنه هذا وابن أخيه حسن بن تاج الملوك. فجاء حسن إلى عمر فضربه
بسكين فقضى عليه وهرب، فأخذ في الحال وقتله عمه. فذكر سعد الدين ابن حمويه، وكان
مع شهاب الدين قال: نزلنا بالهرماس من نواحي حصن كيفا، فقال السلطان لولده الملك
السعيد: تعود إلى ميافارقين
(47/134)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 135
وتجمع الناس، وأروح أنا إلى مصر وبغداد لاستنفار الناس. فقال: ما أفارق السلطان.
وجاء أمير حسن قعد إلى جانبه، ثم أخرج سكيناً ضرب بها عمر وهرب، ورمى بنفسه بثيابه
في العين فغرق نفسه، فصاح السلطان: أمسكوه فعاد إلى السلطان ليضربه أيضاً، فوقف
عمر بينه وبين أبيه وقال: يا عدو الله قتلتني وتقتل السلطان أيضاً فضربه بالسيف
قطع خاصرته، فوقع وتكاثر الغلمان على حسن، فقال له السلطان: ويلك ما حملك على قتل
ولدي من غير ذنب له إليك قال: اقتل إن كنت تقتل. فأمر به فقطعوه بين يديه. ثم سار
إلى العراق ليستنفر على التتار.
4 (حرف القاف)
4 (القاسم بن محمد بن أحمد)
4 (بن محمد بن سليمان.)
الحافظ أبو القاسم بن الطيلسان الأنصاري، الأوسي، القرطبي. ولد سنة خمس وسبعين
وخمسمائة أو نحوها. ذكره أبو عبد الله الأبار، فقال: روى عن جده لأمه أبي القاسم
بن غالب الشراط، وأبي العباس) بن مقدام، وأبي محمد عبد الحق الخزرجي، وأبي الحكم
بن حجاج، وجماعة من شيوخنا. وأجاز له: عبد المنعم بن الفرس، وأبو القاسم بن سمحون.
(47/135)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 136
وشيوخه ينيفون على المائتين. وتصدر للإقراء والإسماع. وكان مع معرفته بالقراءآت
والعربية متقدماً في صناعة الحديث متقناً له. له من المصنفات: كتاب ما ورد من
الأمر في شربة الخمر، وكتاب بيان المنن على قارىء الكتاب والسنن، وكتاب الجواهر
المفصلات في المسلسلات، وكتاب غرائب أخبار المسندين ومناقب آثار المهتدين، وكتاب
أخبار صلحاء الأندلس. أخذ عنه جماعة من أكابر أصحابنا، وكان أهلاً لذلك. خرج من
قرطبة، وقت أخذ الفرنج لها، فنزل بمالقة، ولقي حظاً بها إلى أن توفي في ربيع
الآخر.
4 (قمر بن هلال بن بطاح)
أبو هلال، وأبو الضوء القطيعي، الهراس، المكاري، ثم البقال. ويسمى عمر أيضاً. سمع
من: شهدة الكاتبة، وتجني الوهبانية، وعبد الحق اليوسفي. وكان شيخاً أميناً. روى
لنا عنه بالإجازة: القاضي تقي الدين سليمان، وأبو المعالي بن البالسي، وغيرهما.
توفي في رجب.
4 (حرف الكاف)
4 (كامل بن أبي الفرج)
التيمي، البكري، البغدادي، الأديب الذي فاق أهل زمانه في تجليد الكتب، وله شعر
حسن. توفي في المحرم، وله ست وسبعون سنة.
(47/136)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 137
4 (حرف الميم)
4 (محمد بن الحسين)
4 (بن عبد الله بن الحسين بن رواحة بن إبراهيم.)
نفيس الدين، أبو البركات الأنصاري، الحموي الضرير. أخو عز الدين عبد الله.) ولد
بحماة في رجب سنة أربع وستين وخمسمائة. وسمع بمكة من: عبد المنعم بن عبد الله
الفراوي. وبالإسكندرية من: أبي طالب أحمد بن المسلم اللخمي، وأبي الطاهر بن عوف.
وبمصر من: أبي القاسم البوصيري، وبحماة من: والده. وأضر في أثناء عمره. روى عنه:
القاضي مجد الدين العديمي، والمحدث تقي الدين إدريس بن مزيز، والشهاب أحد الدشتي،
وجماعة. وبالإجازة: العماد بن البالسي، وغيره. وسمعت من بنته فاطمة بحماة،
وطرابلس. توفي في آخر يوم من السنة بحماة. وسمع منه: سنقر القضاعي، والأمير أحمد
بن الأشتري، والخابوري.
4 (محمد بن عبد الله بن أبي كامل)
القاضي شمس الدين أبو عبد الله المصري الوراق، المعروف بالسنائي.
(47/137)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 138
قال الحافظ عبد العظيم: توفي في ثالث صفر، وقد علت سنه. وحدث عن السلفي بالإجازة.
وكانت له خبرة تامة بالوراقة وأحكامها. وكان جده قاضي مصر.
4 (محمد بن عبد الستار بن محمد)
العمادي، الكردري، البراتقيني، وبراتقين قصبة من قصاب كردر من أعمال جرجانية
خوارزم العلامة شمس الدين الأئمة أبو الوحدة. كان أستاذ الأئمة على الإطلاق،
والموفود عليه من الآفاق. قرأ بخوارزم على برهان الدين ناصر بن عبد السيد المطرز،
مصنف شرح المقامات. وتفقه بسمرقند على شيخ الإسلام برهان الدين علي بن أبي بكر بن
عبد الجليل المرغيناني، وسمع منه وتفقه ببخارى على العلامة بدر الدين عمر بن عبد
الكريم الورسكي، وأبي المحاسن الحسن بن منصور قاضي خان، وجماعة.) وبرع في المذهب
وأصوله. تفقه عليه خلق، ورحل إليه جماعة إلى بخارى منهم: ابن أخيه العلامة محمد بن
محمود الفقيهي، وسيف الدين الباخرزي، وشيوخ الفرضي العلامة حافظ الدين محمد بن
محمد بن نصر، وظهير الدين محمد بن عمر النوجاباذي، وجماعة ذكرهم الفرضي. ومن خطه
نقلت هذا كله. ولد سنة تسع وخمسين وخمسمائة.
(47/138)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 139
وتوفي ببخارى في محرم سنة اثنتين وأربعين وستمائة، ودفن عند الإمام عبد الله بن
محمد بن يعقوب الحارثي البخاري.
4 (محمد بن عبد الوهاب بن يوسف)
شمس الدين ابن الإمام بدر الدين المصري، الحنفي، المعروف بابن المجن. حدث عن: أبي
محمد القاسم بن عساكر. وكان والده من أعيان الحنفية ومردسيهم. توفي محمد في ربيع
الأول.
4 (محمد بن علي بن علي)
4 (بن علي بن المفضل بن القامغار.)
الأديب الكاتب مهذب الدين ابن الخيمي، الحلي، العراقي، الشاعر. شيخ معمر، فاضل.
ولد بالحلة في سنة تسع وأربعين وخمسمائة. قدم دمشق وأخذ بها عن: التاج الكندي. وسمع
بمصر من: أبي يعقوب بن الطفيل، وأبي الحسين بن نجا، وبنت سعد الخير. واستوطن مصر.
وكان من أعيان الأدباء. وكان يذكر أنه لقي ببغداد العلامة أبا محمد بن الخشاب وأنه
هو لقبه: مهذب الدين.
(47/139)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 140
قال: ثم دخلتها سنة سبعين وقرأت بها الأدب على ابن القصار، والكمال الأنباري، وابن
عبيدة، وابن عبيدة، وابن حميدة، وأبي الحسن بن الزاهدة. ثم سافرت إلى الشام بعد
الثمانين. قال ابن النجار: كتبت عنه بالقاهرة، وهو شيخ فاضل كامل المعرفة بالأدب
ويقول الشعر) الجيد، وله مصنفات كثيرة. وهو حسن الطريقة متدين متواضع. أنشدني
لنفسه:
(أأصنام هذا العصر طُرّاً أكلُّكم .......... يعوق أما فيكم يغوث ولا ودُّ)
(لقد طال تردادي إليكم فلم أجد .......... سوى ربّ شانٍ في الغنى شأنه الرّدُّ)
وذكر له ابن النجار عدة مصنفات أدبية، وأنه توفي في ذي القعدة سنة إحدى وأربعين.
كذا قال سنة إحدى. وقال: ذكر لي قال: دخلت بغداد مع أبي وأنا صغير وأسمعني من ابن
الزاغوني. وروى عنه: الحافظ عبد المؤمن في معجمه. قال الشريف عز الدين: توفي في
العشرين من ذي القعدة سنة اثنتين هذه، وهو أصح. وكذا قرأته بخط ابن خلكان.
(47/140)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 141
4 (محمد بن عياش بن حامد)
1 (بن محمود بن خليف.)
أبو عبد الله الساحلي، ثم الدمشقي الصالحي، والد شيخنا نصر الله. كان شيخاً صالحاً
خيراً. روى عن: ابن الحسين أحمد بن الموازيني. روى عنه: المجد ابن الحلوانية،
والجمال ابن الصابوني. وتوفي في الحادي والعشرين من جمادى الآخرة. ورخه الضياء
فقال: كان خيراً ديناً.
4 (محمد بن محمد بن أبي السداد موفق)
مولى زكي اللمتوني، القاضي أبو عيسى المرسي. ولد سنة أربع وخمسين وخمسمائة. وسمع
الكثير من: أبي عبد الله محمد بن حميد، وجماعة. وأجاز له أبو بكر بن الجد، وأبو
عبد الله بن زرقون، وجماعة. وتوفي في جمادى الآخرة. ورخه الأبار وقال: ناب في
القضاء دهراً طويلاً بمرسية، ثم وليه استقلالاً. وأخذ عنه بعض أصحابنا. ولم يكن
يبصر الحديث.
4 (محمد بن يوسف بن سعيد)
)
4 (بن مسافر بن جميل.)
أبو عبد الله الأزجي، القطان، الحنبلي. ولد سنة ثلاث وسبعين، وسمعه أبوه من أبي
العلاء محمد بن جعفر بن عقيل، وعبيد الله بن شاتيل، ونصر الله القزاز، وعبد الرحمن
بن جامع.
(47/141)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 142
وكان فاضلاً ذكياً، حسن المشاركة في العلوم. وله مجاميع وفوائد. روى عنه: جمال
الدين الشريشي، والشيخ علي بن عبد الدائم. وبالإجازة: أبو المعالي بن البالسي،
وفاطمة بنت سليمان، وأبو نصر ابن الشيرازي. وتوفي في ثالث رجب شهيداً من لقمة غص
بها.
4 (محمد بن أبي بكر بن عبد الواحد)
أبو عبد الله البغدادي المعمار. روى عن: أبي الحسين عبد الحق اليوسفي. ومات في
جمادى الأولى. ورخه الشريف عز الدين.
4 (محمود بن محمد بن عمر)
1 (بن شاهنشاه بن أيوب.)
صاحب حماة الملك المظفر تقي الدين ابن المنصور ناصر الدين ابن المظفر تقي الدين.
كانت دولته خمساً وعشرين سنة وسبعة أشهر. ومرض بالفالج ثلاثين شهراً. ومات في ثامن
جمادى الأولى. وتملك بعده الملك المنصور محمد ولده. قال ابن واصل: مات لثمان بقين
من جمادى الأولى عن نحو من ثلاث وأربعين سنة. وخلف من الذكور المنصور والأفضل
علياً. وكان المظفر شجاعاً
(47/142)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 143
إلى الغاية، ولم يعرف أحد من أهل بيته أفرس منه. وكان أبداً يحمل لتاً من حديد على
كتفه في ركوب لا يقدر أحد على حمله. حضر حروباً كثيرة بين فيها. وكان فطناً ذكياً،
قوي الفراسة، عظيم الهيبة، طيب الفاكهة، له ميل إلى الفضيلة. حصل لي منه حظ. وذلك
قبل موته بسنة. وكان ناقص الحظ لم يزل مع جيرانه في حروب. وكان يرجو ظهور الصالح
نجم الدين لينتقم به من أعدائه. وكان محباً فيه،) حريصاً بكل ممكن على قيام ملكه.
فلما تملك الديار المصرية خطب له بحماة، وحصل عنده من السرور شيء عظيم، وزينت قلعة
حماة زينة عظيمة حتى عمت الزينة جميع أبراجها، ونثرت الدنانير والدراهم وقت
الخطبة. قال: وحين ظهر الصالح وتمكن عرض للملك المظفر من المرض ما عرض، وبقي سنتين
وتسعة أشهر. ولم يكن موته بالفالج بل عرضت له حمى حادة أياماً، وتوفي إلى رحمة الله
تعالى. وتملك ولده المنصور وعمره عشر سنين وثلاثة وأربعون يوماً، فقام بالأمور
الأستاذ دار طغريل، وشيخ الشيوخ شرف الدين، والشجاع مرشد، والوزير بهاء الدين،
والكل يرجعون إلى أوامر الصاحبة غادية بنت الملك الكامل زوجة المظفر. ولما بلغ
السلطان موت المظفر حزن لموته حزناً عظيماً، وجلس للعزاء ثلاثة أيام. قلت: ومن ثم
دام ملك حماة إلى آخر صبي للمنصور وابنه، لن الدولة ما زالت في بيت الصالح
ومواليه، وهم متصافون متناصحون.
4 (مسعود
(47/143)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 144
أبو الخير الحبشي)
مولى الشريف أبي القاسم حمزة بن علي المخزومي العثماني، المصري. سمع من البوصيري،
والقاسم ابن عساكر. روى عنه: الحافظان المنذري، والدمياطي. وتوفي في المحرم. ووصفه
المنذري بالصلاح.
4 (منصور بن الشيخ أبي علي)
1 (حسان بن أبي القاسم.)
الجهني المهدوي، ثم الإسكندراني. روى بالإجازة عن السلفي. ومات في المحرم رحمه
الله تعالى.
4 (المؤيد بن علي بن أحمد)
الفقيه أبو شجاع بن الشصاص، الحنفي. شيخ بغدادي. ولد في رمضان سنة خمس وستين.)
وسمع من عبد الحق اليوسفي. توفي في آخر رجب، ولم يحدث. ومات بحلب. قاله ابن
النجار.
4 (مهنا بن الحسن بن حمزة)
الأمير أبو البقاء المدني، العلوي، الحسيني. أقام ببغداد، وولي نظر الكوفة والحلة.
ونفذ رسولاً إلى النواحي وفوض إليه وقف المدينة. ثم سار بحمل الكسوة الشريفة. توفي
في المحرم ببغداد.
4 (حرف النون)
4 (ناصر بن منصور بن ناصر)
1 (بن حمدان.)
(47/144)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 145
نجيب الدين أبو الوفاء الفرضي، التاجر، السفار. ولد بفرض، بليدة بقرب الفرات من
الشام في سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة. دخل خوارزم وسمع من: محمد بن فضل الله
السالاري، ونجم الدين الكبري أحمد بن عمر. روى عنه: جمال الدين الفاضلي، وأبو علي
بن الخلال، ومحمد بن يوسف الذهبي. وبالحضور أبو المعالي بن البالسي. وكان ذا ثورة
ومال. وسكن بزبدين من الغوطة. توفي في السادس والعشرين من ربيع الأول. وهو آخر من
ذكر في كتاب التكملة في وفيات النقلة للحافظ الزكي.
4 (حرف الهاء)
4 (هاشم بن الشرف بن الأعز)
4 (بن هاشم بن القاسم.)
الرئيس السيد شرف العلا، أبو المكارم العلوي، الكاتب. قال الشريف عز الدين: ولد
بآمد سنة ثمان وستين. وسمع بدمشق من القاسم بن عساكر. وكتب الإنشاء بحلب مدةً في
الدولة الظاهرية، ثم عاد إلى مدينة آمد وخدم صاحبها الملك المسعود بن العادل.)
وكان عارفاً بالأخبار والتاريخ والنسب. ثم عاد إلى ديار مصر وبها توفي في ثامن
رمضان.
4 (هبة الله بن صدقة)
4 (بن عبد الله بن منصور.)
الطبيب العالم، نفيس الدين ابن الزبير الكولمي.
(47/145)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 146
ولد في حدود سنة خمس وخمسين وخمسمائة بأسوان وسمع من الأمير أسامة بن منقذ بدمشق.
ومن يوسف بن الطفيل بمصر. وبرع في علم الطبيعي. وولي رئاسة الأطباء بالديار
المصرية. وكان فيه عدالة، وله نظر في مذهب الشافعي. روى عنه: الحافظان المنذري والدمياطي،
وجماعة. وتوفي في خامس ربيع الآخر. وكولم، بفتح الكاف، بلد بالهند. قرأ الطب أولاً
على ابن شوعة، ثم على الشيخ السديد. وبرع أيضاً في صناعة الكحل، واشتهر أيضاً بها.
وخدم الكامل.
4 (هبة الله بن منصور بن منكير)
الإمام أبو الفضل الواسطي، المقرىء، النحوي. سمع من أبي الفتح المندائي جزء
الأنصاري.
4 (حرف الياء)
4 (يوسف بن عبد المعطي)
1 (بن منصور بن نجا بن منصور.)
الصدر جمال الدين، أبو الفضل ابن المخيلي، الغساني، الإسكندراني، المالكي. من
أكابر أهل الثغر. ومخيل من بلاد برقة. ولد سنة ثمان وستين وخمسمائة.
(47/146)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 147
وسمع من: السلفي، وأبي الطاهر بن عوف، وأبي الطيب بن مخلوف. ثنا عنه: الدمياطي،
والضياء السبتي، ومحمد بن أبي القاسم الصقلي، وأبو الحسن علي بن) المنير، وأبو
المعالي الأبرقوهي، وأبو عبد الله محمد بن سليمان بن النقيب المفسر. وروى عنه:
جماعة سوى هؤلاء. وتفقه على مذهب مالك. وقال ابن الحاجب قال لي إنه دخل دمشق. توفي
في سابع جمادى الآخرة.
4 (الكنى)
4 (أبو البدر بن جعفر بن كرم)
4 (بن أبي بكر البغدادي.)
ويعرف بابن الأعرج. سمع من شهدة كتاب محاسبة النفس لابن أبي الدنيا أجاز لأبي سعد،
وابن الشيرازي، والمطعم، والبحيري. وعاش سبعاً وثمانين سنة. روى عنه بالإجازة
والسماع غير واحد. ومات في الثالث والعشرين من رمضان.
4 (أبو سعد بن أبي المعالي بن تمام)
المصري الطبيب، عن أعيان الأطباء. عمر وانهرم وعجز أخيراً. ومات وقد قارب المائة.
وكان جماعة من الأعيان يختارون علاجه ويرغبون فيه. توفي في المحرم.
(47/147)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 148
وفيها ولد: المؤرخ كمال الدين عبد الرزاق بن الفوطي والقاضي صدر الدين علي بن أبي
القاسم بن محمد البصراوي، شيخ الحنفية بقلعة بصرى في رجب والعفيف إسحاق بن يحيى
الآمدي، بآمد) والصلاح محمد بن أحمد بن تبع القصير والأسد عبد القادر بن عبد
العزيز بن الملك المعظم والجمال أبو محمد إسماعيل بن محمد بن الفقاعي، بحماة
والتاج أحمد بن محمد بن الكيال الضرير العباسي ومحمد بن محمد بن عبد الحكم السعدي
ابن الماشطة ومحمد بن أبي الفتح بن صديق بن الخيمي التاجر، في ذي القعدة بدمشق
وإسماعيل بن الحسين بن أبي التائب الأنصاري وشمس الدين محمد بن يوسف بن أفتكين
وشيخ التعبير بمصر نجم الدين محمد بن أبي بكر بن محمود بن إبراهيم بن إبراهيم الحنبلي
ابن الدقاق والشيخ محمد بن الصلاح موسى بن محمد بن راجح والنجم عبد الرحيم بن يحيى
بن مسلمة المقبري والقاضي صدر الدين سليمان بن هلال الجعفري وأحمد بن علي الكلبي،
عم الناس في ذي الحجة.
(47/148)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 149
1 (سنة ثلاث وأربعين وستمائة)
وهي سنة الخوارزمية توفي فيها بدمشق أمم لا يحصيهم إلا الله.
4 (حرف الألف)
4 (أحمد بن إسماعيل بن الواعظ)
الإمام أبي الحسن علي بن إبراهيم بن نجا الأنصاري. ولد سنة ثلاث وتسعين. وسمع من:
جدته فاطمة بنت سعد الخير. وبدمشق من جماعة. توفي في أول جمادى الأولى.
4 (أحمد بن عبد الرحيم)
1 (بن أحمد بن خليفة.)
الحراني ثم الدمشقي. توفي في جمادى الآخرة، وله اثنتان وسبعون سنة. حدث عن: أبي
الفوارس الحسن بن عبد الله بن شافع.
4 (أحمد بن عبد الرحيم بن علي)
(47/149)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 150
القاضي الأشرف أبو العباس ابن القاضي الفاضل. ولد سنة ثلاث وسبعين. وسمع من:
القاسم بن عساكر، والأثير بن بنان، والعماد كاتب، وفاطمة بنت سعد الخير. وأقبل على
الحديث في الكهولة واعتنى به، واجتهد في الطلب، وحصل الأصول الكثيرة. وسمع أولاده.
وكان صدراً رئيساً، من نبلاء الرجال وممن يصلح للوزارة. توفي في سادس جمادى الآخرة
بمصر. وقد قرأ القرآن على أبي القاسم الشاطبي. وتفقه على ابن سلامة، وقرأ النحو
على مهذب الدين حسن بن يحيى اليمني. وسمع في الكهولة ببغداد من: أبي علي بن
الجواليقي، وطبقته. وبدمشق من: ابن البن، وابن صصرى، وزين الأمناء، وخلق.) وأقام
بدمشق مدة، ثم بمصر. ودرس بمدرسة أبيه. وكان مجموع الفضائل، كثير الأفضال على
المحدثين والشيوخ. قال عمر بن الحاجب: استوزره الملك العادل سيف الدين فلما مات
العادل عرضت عليه الوزارة فلم يقبلها، وأقبل على طلب الحديث حتى صار يضرب به
المثل. وكان كثير الإنفاق على الشيوخ والطلبة. وقوراً، مهيباً، فصيحاً، سريع
القراءة.
(47/150)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 151
حكى القاضي الصاحب شرف الدين ابن فضل الله أن الكامل صاحب مصر نفذ القاضي الأشرف
رسولاً إلى الخليفة، فأظهر من الحشمة والصدقات والصلات أمراً عظيماً. وأن الذي
أعطاه الخليفة من الجوائز فرقه كله في حاشية الخليفة. وحسب ما أنفقه ببغداد تلك
الأيام فكان ستة عشر ألف دينار. سمعها منه علاء الدين الكندي.
4 (أحمد بن عبد الخالق)
1 (بن محمد بن هبة الله بن أبي هشام.)
صفي الدين أبو العباس القرشي، الدمشقي. نسخ الكثير وقرأ الحديث. وكانت عنده فضيلة
ومعرفة. وعاش ثمانين سنة. وسمع: أبا الحسين أحمد بن الموازيني، والخطيب أبا القاسم
الدولعي، وبرغش عتيق ابن شافع، وعلي بن محمد بن جمال الإسلام. كتب عنه: عمر بن
الحاجب، والنجيب الصفار، وجماعة. أخبرنا محمد بن علي: أنا أحمد بن عبد الخالق
حضوراً، أنا أحمد بن حمزة، أنا جدي كتابةً، أنا رشأ بن نظيف، نا الحسن بن إسماعيل،
ثنا عبد الملك بن بحر، نا محمد بن إسماعيل الصائغ، نا يحيى بن معين، نا غندر، ثنا
شعبة، عن حبيب التيمي، أن معاوية سأل رجلاً من عبد القيس علامة قال: ما تعدون
المروءة فيكم قال: العفة والحرفة. توفي في خامس محرم.
4 (أحمد بن عمر بن أبي بكر)
4 (بن عبد الله بن سعد الجمال.)
(47/151)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 152
أبو عبد العباس المقدسين الحنبلي.) ولد سنة تسعين. وسمع من: الخشوعي، وابن طبرزد
وبأصبهان من: عفيفة، وزاهر بن أحمد، وأبي الفخر أحمد بن سعيد، وابن الأخوة. روى
عنه: الشيخ تاج الدين، وأخوه، وأبو بكر الدشتي، والقاضي تقي الدين سليمان، وجماعة.
توفي في رجب.
4 (أحمد بن عيسى)
1 (بن العلامة موفق الدين عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة.)
الإمام الحافظ الزاهد القدوة، سيف الدين بن المجد الحنبلي. ولد سنة خمس وستمائة.
وسمع: أبا اليمن الكندي، وأبا القاسم بن الحرستاني، وداود بن ملاعب، وأحمد بن عبد
الله السلمي العطار، وموسى بن عبد القادر، وابن أبي لقمة، وجده. وتخرج بخاله الشيخ
الضياء. ورحل إلى بغداد سنة ثلاث وعشرين، فسمع: الفتح بن عبد السلام، وعلي بن
بورنداز، وهذه الطبقة. ثم رحل سنة ست وعشرين. وكتب بخطه المليح ما لا يوصف. وصنف
(47/152)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 153
وخرج، وسود مسودات لم يتمكن من تبييضها، وكان ثقة حجة، بصيراً بالحديث ورجاله،
عاملاً بالأثر، صاحب عبادة وتهجد وإنابة. وكان إماماً فاضلاً ذكياً، حاد القريحة،
تام المروءة، كثير الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولو طال عمره لساد أهل زمانه
علماً وعملاً، فرحمه الله ورضي الله عنه. ثنا عنه الشهاب أبو بكر الدشتي. ومات قبل
أوان الرواية فإنه عاش ثمانياً وثلاثين سنة. وتوفي بعد أن كفن خلقاً كثيراً وتدي
لذلك وسعى بكل ممكن، في أول شعبان. ومحاسنه جمة.
4 (أحمد بن كشاسب)
1 (بن علي بن أحمد)
الإمام كمال الدين أبو العباس الدزماري، الفقيه الشافعي، الصوفي.) روى عن: سراج
الدين الحسين بن الزبيدي. وله تصانيف. أثنى عليه الإمام أبو شامة، وقال: كان
فقيهاً صالحاً متضلعاً، من نقل وجوه المذهب وفهم معانيه. قال: وهو أخبر من قرأت
عليه المذهب في صباي. وكان كثير الحج والخير. وقف كتبه.
(47/153)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 154
وهو الذي ذكره شيخنا علم الدين في خطبه وتفسيره. توفي في ربيع الآخر.
4 (أحمد بن محمد بن الحافظ عبد الغني)
4 (بن عبد الواحد.)
الإمام تقي الدين، أبو العباس ابن العز المقدسي، الحنبلي، الفقيه. ولد سنة إحدى وتسعين.
وسمع من: الخشوعي، وحنبل، وجماعة. ورحل إلى أصبهان وسمع من: أبي الفخر أسعد،
وعفيفة الفارقانية، وزاهر الثقفي. ورجع فلازم الفقه والإشتغال على جده لأمه موفق
الدين، حتى برع في المذهب، وحفظ الكافي لجده جميعه. وقد تفقه ببغداد على: الفخر
إسماعيل غلام ابن المني. وتميز وحصل ما لم يحصله غيره. ودرس وأفتى. ولم يكن
للمقادسة في وقته أعلم منه بالمذهب. روى عنه: العز أحمد بن العماد، والشمس محمد بن
الواسطي، والقاضي تقي الدين سليمان، ومحمد بن شرف، والخشاب، وغيرهم. وتوفي في
الثامن والعشرين من ربيع الآخر. وكان فصيحاً مهيباً وقوراً، مليح الشكل، حسن
الأخلاق وافر الحرمة، معظماً عند الدولة، كثير الإيثار، كبير المقدار، رحمه الله
تعالى.
(47/154)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 155
أنا أبو الفداء ابن الخباز أن الخوارزمية نزلت حول دمشق، وخاف الناس، فأمر الشيخ التقي
بتدريب الطرق في الجبل، وتحصيل العدد، وجمع الرجال والاحتراز. ثم ركب الخانات،
يعني) مقدمين الخوارزمية، ووصلوا إلى الميطور، فخرج التقي والناس بالعدد، فإذا
رسول قد جاء يبشر بالأمان، وأنهم لا يدخلون الجبل إلا بأمر الشيخ. فمضى الشيخ
والجماعة حوله بالعدد إلى أن وصل إلى تلك الحواري شرقي الجبل والخانات على خيولهم،
فلما رأوا الشيخ نزلوا عن الخيل والتقوا الشيخ ورحبوا به وقبلوا يده، ثم قالوا:
طيبوا قلوبكم، فإن أذنتم لنا في العبور وإلا رجعنا. فأذن لهم، ولم يدخلوا في وسط
السوق بل في سفح الجبل إلى العقيبة ثم إلى المزة ولم يتأذ أحد من أهل الجبل سوى
حسن غلام الشرف بن المعتمد قاتلهم فقتلوه. ثم نصبت أعلامهم على أماكن مرتفعة
أماناً منهم، ووفوا بالأمان.
4 (أحمد بن محمد)
أبو جعفر القيسي القرطبي، المعروف بابن أبي حجة. ذكره الأبار فقال: توفي بميورقة،
وقد سمع من: أبي القاسم بن بشكوال، وابن مضاء، وغيرهما. وتصدر للإقراء والتعليم
والنحو، واختصر التبصرة لمكي وصنف في النحو. سكن إشبيلية بعد خروجه من قرطبة،
وأسرته الروم، وعذب وقاسى.
4 (أحمد بن محمود بن إبراهيم بن نبهان)
(47/155)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 156
الحافظ المفيد شرف الدين، أبو العباس ابن أبي الثناء الدمشقي، المعروف بابن
الجوهري. أحد من عني بهذا الشأن وتعب عليه، ورحل وسهر وكتب الكثير، وحصل ما لم
يحصله غيره. ثم أدركه الأجل شاباً، فالله يرحمه. سمع: أبا المجد القزويني، ومسلم
بن أحمد الباري، ومكرم بن أبي الصقر، وهذه الطبقة. ورحل بعد الثلاثين، وسمع من:
أبي الحسن القطيعي، وابن اللتي، والأنجب الحمامي، وطائفة من أصحاب ابن البطي،
وشهدة. فأكثر ورجع بحديث كثير، ونسخ واستنسخ. ثم رحل إلى مصر فأكثر عن الصفراوي،
والهمذاني، وابن بختيار، ونظرائهم. وأقدم معه أبا الفضل الهمذاني فأفاد الدمشقيين.
وكانت له دنيا ومبرات، فأنفق سائر ذلك في الطب. وكان صدوقاً متقناً متثبتاً، غزير
الفائدة، نظيف الخط، قليل الضبط لقلة بضاعته من العربية، لكنه كان ذكياً فطناً.)
وكانت الصدرية قاعةً فاشتراها منه ابن المنجا ووقفها مدرسةً. ولما احتضر وقف كتبه
وأجزاءه بالنورية وارتفق بها الطلبة. وأظنه حدث بشيء. توفي في صفر، رحمه الله
تعالى. وهو خال أم شيخنا ابن الخلال.
4 (أحمد بن يحيى بن محمد بن صباح)
أبو العباس المصري المؤذن.
(47/156)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 157
روى عن: البوصيري. حدث عنه: الدمياطي، وابن الحلوانية. ومات في صفر.
4 (إبراهيم بن عبد الرحمن)
1 (بن علي بن عبد العزيز.)
القاضي شرف الدين أبو إسحاق المخزومي، المصري، الكاتب. ويعرف بابن قريش. ولد سنة،
اثنتين وسبعين بمصر. وسمع بها من: البهاء بن عساكر، وبنت سعد الخير. وكتب الخط
الفائق وتأدب، وخدم في ديوان الإنشاء. كتب بخطه كثيراً. وكان فيه خير ومحبة
للصالحين. وهو ابن أخت القاضي الفاضل. توفي بدمشق في جمادى الأولى.
4 (إبراهيم صدر الدين ابن اللهيب)
توفي بدمشق في جمادى الآخرة. ورخه أبو شامة مختصراً.
4 (إسحاق بن أبي القاسم)
4 (الحسين بن هبة الله بن محفوظ بن صصري)
أبو إسماعيل التغلبي، الدمشقي. ولد سنة ثلاث وسبعين. وسمع من: القطب مسعود
النيسابوري، وأحمد بن الموازيني، ويحيى الثقفي، ويوسف بن) معالي، وعمه أبي المواهب
الحافظ، وإسماعيل الخدوي، وجماعة.
(47/157)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 158
روى عنه: الشيخ تاج الدين عبد الرحمن، وأخوه الخطيب شرف الدين، والشيخ زين
الفارقي، والبدر بن الخلال، والفخر إسماعيل بن عساكر، ومحمد ابن خطيب بيت الآبار،
وطائفة. ومات في تاسع عشر جمادى الأولى.
4 (آسية بنت شجاع)
4 (بن مفرح بن قصة.)
قرأت وفاتها بخط الضياء في ربيع الأول.
4 (آمنة بنت إبراهيم بن عبد الله)
قرأت وفاتها بخط الضياء في ربيع الآخر، وقال: كانت كثيرة الصلاة بالليل والصيام.
وأظنها روت بالإجازة.
4 (آمنة بنت حمزة)
أخت القاضي تقي الدين سليمان الحنبلي، وزوجة الحافظ ضياء الدين محمد بن عبد
الواحد. قال: توفيت في سلخ جمادى الأولى. وكانت دينة خيرة موافقة، حفظت علي القرآن
العزيز، رحمها الله تعالى.
4 (حرف الباء)
4 (بردي خان)
ولقبه اختيار الدين الخوارزمي. أحد الخانات الأربعة الذين نازلوا دمشق. كان شيخاً
خبيثاً ذا رأي ودهاء. وكان أمير حاجب السلطان جلال الدين خوارزم شاه. قال سعد
الدين: توفي في رابع ربيع الآخر. ذكره في تاريخه.
(47/158)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 159
4 (بهرام شاه بن شاهنشاه)
4 (بن عمر بن شاهنشاه بن أيوب بن شاذي.)
صاحب بعلبك. مات ببغداد، ولبس غلمانه المسوح، وقد وخطه الشيب وناهز الخمسين.
4 (حرف الجيم)
4 (جمال بن يوسف بن علي)
) الداراني. شيخ معمر. ولد سنة ثلاث وأربعين، وحدث عن ابن عساكر. حدث عنه: المجد
ابن الحلوانية، والشيخ علي بن هارون. وبالإجازة: أبو المعالي بن البالسي. ولا أعلم
متى توفي، إلا أنه انقطع ذكره في هذا الوقت ومن قبله.
4 (الجلاب بن الحارس)
وزير صاحب اليمن الملك المسعود أقسيس. توفي في أثناء السنة باليمن.
4 (جهمة بنت هبة الله)
1 (بن علي بن حيدرة.)
السلمية الدمشقية، أم الخير. روت عن: أبي الحسين أحمد ابن الموازيني. وتوفيت في ذي
الحجة.
4 (حرف الحاء)
4 (الحسن بن محمد بن عمر بن علي)
(47/159)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 160
الصاحب، الأمير، مقدم الجيوش، معين الدين، أبو علي ابن شيخ الشيوخ صدر الدين أبي
الحسن. ولد بدمشق قبل التسعين، وتقدم في الدول الكاملية، وعظم شأنه في الدولة
الصلاحية، ووزر للملك الصالح، وقدم دمشق بالجيوش المصرية والخوارزمية فحاصرها ثم
تسلمها من الصالح إسماعيل. ومرض بالإسهال والدم. ومات وما متع في الثاني والعشرين
من رمضان، وله نيف وخمسون سنة، ودفن بسفح قاسيون إلى جانب أخيه العماد. وكان بين
حصول أمنيته وحلول منيته أربعة أشهر ونصف. وكان فيه كرم وسخاء ودين في الجملة.
وأخرج الملك الصالح أخاه فخر الدين ابن الشيخ في أثناء السنة من الحبس بعد أن لاقى
شدائد،) وسجنه ثلاث سنين. فأنعم عليه وقربه.
4 (الحسن بن ناصر بن علي)
أبو علي الحضرمي الهدوي المغربي، نزيل الإسكندرية. ولد سنة اثنتين وخمسين، وقيل
سنة أربع وخمسين بالمغرب. وحدث عن: عبد المجيد بن دليل، وعبد الرحمن بن موقا. وكان
صالحاً معمراً. روى عنه: شيخنا الدمياطي، وغيره. وقال: مات في سنة أربع.
(47/160)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 161
وقال الشريف: توفي في خامس ربيع الآخر سنة ثلاث فيحرر ذلك. وأجاز للبهاء ابن
البرزالي، والعماد ابن البالسي.
4 (الحسين بن علي بن أحمد)
1 (بن المهتدي بالله.)
الهاشمي العباسي، أبو طالب، نقيب العراق. ورخه في أوائل السنة الشريفة عز الدين،
وأنه روى عن يحيى بن الحسين الأواني. وقد ذكرناه في السنة الماضية وأنه الحسين بن
أحمد، فالله أعلم.
4 (حرف الخاء)
4 (خديجة بنت الشيخ العماد)
4 (إبراهيم بن عبد الواحد.)
المقدسية. توفيت بالجبل في ثالث جمادى الأولى. قال الضياء: قد سمعت الحديث، ولا
أدري هل روت أم لا
4 (خديجة بنت علي)
4 (بن الوزير أبي الفرج محمد بن عبد الله ابن رئيس الرؤساء.)
امرأة صالحة، روت عن: تجني الوهبانية، وشهدة. روى لنا عنها بالإجازة: القاضي، وسعد
الدين، والمطعم، والنجدي، وطائفة.) ماتت في جمادى الأولى، ولها ثلاث وسبعون سنة.
(47/161)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 162
4 (حرف الراء)
4 (راجح بن أبي بكر بن إبراهيم)
أبو محمد بن منجاب المنورقي، بالنون فيهما، الصوفي. روى بالإجازة عن الكندي. سمع
منه: شيخنا الدمياطي، وقال: توفي بمكة في شوال.
4 (ربيعة خاتون)
1 (بنت نجم الدين أيوب بن شاذي.)
أخت الناصر والعادل. تزوجت أولاً بالأمير مسعود بن الأمير معين الدين أنز، فلما
مات تزوجت بالملك مظفر الدين صاحب إربل فبقيت بإربل دهراً معه. فلما مات قدمت إلى
دمشق، وخدمتها العالمة أمة اللطيف بنت الناصح ابن الحنبلي، فأحبتها وحصل لها من
جهتها أموال عظيمة، وأشارت عليها ببناء المدرسة بسفح قاسيون، فبنتها ووقفتها على
الناصح والحنابلة. وتوفيت بدمشق في دار العقيقي التي صيرت المدرسة الظاهرية. ودفنت
بمدرستها تحت القبو. ولقيت العالمة بعدها شدائد من الحبس ثلاث سنين. بالقلعة
والمصادرة، ثم تزوج بها الأشرف صاحب حمص ابن المنصور، وسافر بها إلى الرحبة فتوفيت
هناك سنة ثلاث وخمسين.
(47/162)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 163
ولربيعة خاتون عدة محارم سلاطين، وهي أخت ست الشام. واستولى الصاحب معين الدين ابن
الشيخ على موجودها فلم يمتع، وعاش بعدها أياماً قلائل. توفيت في ثامن عشر رجب عن
سن عالية، رحمها الله تعالى.
4 (حرف الزاي)
4 (زينب بنت الجمال أبي حمزة)
1 (أحمد بن عمر ابن الشيخ أبي عمر.)
عمة القاضي تقي الدين سليمان. روت بالإجازة عن: مسعود الحمال. وتوفيت في جمادى
الأولى.)
4 (زينب بنت أبي أحمد)
4 (عبد الواحد بن أحمد.)
أم محمد، أخت الحافظ الضياء. ولدت سنة اثنتين وستين وخمسمائة. وعاش إحدى وثمانين
سنة. وروت بالإجازة عن: صالح بن الرحلة، وأبي العلاء الهمذاني، والسلفي. كتب عنها:
أخوها، والسيف بن المجد. وروى عنها: شمس الدين محمد بن الكمال، وعائشة بنت المجد،
والقاضي تقي الدين سليمان. وبالإجازة: أبو المعالي ابن البالسي، وغيره. قال أخوها
الضياء: توفيت في الخامس والعشرين من ربيع الأول. قال: وكانت وفية خيرة، ذات مروءة
وسعة خلق.
4 (حرف السين)
4 (سارة بنت عبيد الله)
1 (بن أحمد بن محمد بن قدامة.)
أم حمزة. وجدة قاضي القضاة تقي الدين سليمان. ولدت قبل التسعين وخمسمائة.
(47/163)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 164
وأجاز لها: السلفي، وخطيب الموصل، وجماعة. روت الحديث. وحدث عنها: شمس الدين محمد
بن الكمال، والشرف أحمد بن أحمد القرضي، وعائشة بنت المجد، وحفيدها القاضي.
وبالإجازة: العماد بن البالسي. وكانت صالحة كسائر عجائز الدير المبارك. وتوفيت في
جمادى الأولى.
4 (سالم بن عبد الله)
1 (بن عبيد بن سعيد المالقي.)
قيم دار الحديث النورية، رجل صالح. سمع من: القاسم بن عساكر، وعمر بن طبرزد.) حمل
عنه: الحافظ أبو عبد الله البرزالي، والجمال بن الصابوني. وأجاز لجماعة. وتوفي في
ربيع الأول.
1 (سالم بن عبد الرزاق بن يحيى بن عمر بن كامل.)
4 (سديد الدين العقربائي)
1 (خطيب عقربا.)
كان فاضلاً، ينشىء الخطب. ولد سنة تسع وستين وخمسمائة، وسمع من: أبي المعالي بن
صابر، ويحيى بن محمود الثقفي، وابن صدقة. روى عنه: ابن الحلوانية، وأبو علي بن
الخلال، ومحمد بن محمد الكنجي، ومحمد ابن خطيب بيت الآبار. وحضر علي ابن البالسي.
توفي في نصف ربيع الأول.
(47/164)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 165
4 (سيف الدين بن قليج)
الأمير الكبير صاحب القليجية. توفي في شعبان بدمشق. ودفن بتربته التي في مدرسته
بدمشق. وقد عمل نيابة دمشق. وكان أبوه من الأمراء الظاهرية الحلبية. واسم سيف
الدين: علي. كتب عنه القوصي شعراً، وذكره في معجمه وقال: كانت مدرسته دار خالد بن
الوليد.
4 (حرف الشين)
4 (شعبان بن إبراهيم بن أبي طالب)
الداراني، الحمصي الأصل، أخو محمد وعلي. سمعوا من الحافظ ابن عساكر. وكتب عنهم ابن
الحاجب. روى عنه: ابن الحلوانية، وابن الخلال، وجماعة.) وتوفي في هذه السنة.
4 (شكر الله بن عبد اللطيف)
1 (بن محمد بن ثابت.)
الخوارزمي، ثم الأصبهاني أبو أحمد. من أولاد الشيوخ. ولد بأصبهان، وسمع فيما أظن
من والده، وكتب في الإجازات. ومات، رحمه الله، في ربيع الآخر.
(47/165)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 166
4 (حرف الصاد)
4 (صاروخان)
أحد مقدمي الخوارزمية. كان شيخاً سميناً، قليل الفهم. وكان شحنة جمال السلطان،
فمات هو وبردي خان على دمشق. مات هذا في جمادى الآخرة.
4 (الصفي)
الكلبي، المقرىء على الجنائز بدمشق في ربيع الأول.
4 (صفية بنت إسحاق بن الخضر)
سمعت الحديث، وماتت في ربيع الآخر. سمعت المسند كله من حنبل. وسمعت من: ابن طبرزد.
وكانت من نساء الجبل.
4 (صفية بنت أحمد بن عمر)
1 (بن الشيخ أبي عمر المقدسي.)
عمة القاضي تقي الدين سليمان. توفيت هي وأختها زينب بنت أحمد في جمادى الأولى. وقد
روتا إجازةً عن: مسعود الجمال، وعفيفة الفارقانية.
4 (صفية أم أحمد)
1 (ابنة الشيخ موفق الدين بن قدامة.)
) ولدت بعد السبعين وخمسمائة. وروت بالإجازة عن: أبي طاهر السلفي، وخطيب الموصل،
وعبد الحق اليوسفي، وجماعة.
(47/166)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 167
سئل عنها الضياء فقال: كانت صاحبة أوراد، وهي كثيرة المعروف. قلت: روى عنها: ابن
الكمال، وعائشة بنت المجد. وتوفيت في ربيع الآخر في أواخره. وروى عنها بالإجازة
أيضاً أبو المعالي بن البالسي، وغيره.
4 (صفية بنت الناصح محمد)
1 (بن إبراهيم بن سعد.)
أم محمد. توفيت في جمادى الأولى. روت بالإجازة شيئاً يسيراً. سمع منها: الزكي
البرزالي، والسيف بن المجد. وأنا عنها: القاضي تقي الدين.
4 (ابن أبي الجود)
الصوفي. خدم الملك المحسن بن صلاح الدين. وروى بالإجازة عن البوصيري.
4 (حرف الطاء)
4 (طلحة بن محمد بن طلحة)
الأموي الإشبيلي، المقرىء. أخذ عن: أبيه، وعمه أبي العباس. وأتقن القراءآت
والعربية.
(47/167)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 168
وتصدر. مات في أول السنة.
4 (حرف العين)
)
4 (عبد الله بن عبد العزيز)
اليونيني، الزاهد، والد شيخنا أحمد.
(47/168)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 169
من أصحاب الشيخ عبد الله اليونيني. توفي في ثامن رجب. وكان من الصالحين الأولياء.
حكى شيخنا ولده أحمد قال: عنفني مرةً وانزعج فقال: والك، أنا قضيت إلى يومي هذا
صلاة أربعين سنة. وحدثني فقير قال: أفتاك أبوك سنة بثلاثة دراهم، اشترى بدرهم دقيق
وبدرهم سمن وبدرهم عسل، وله وجعله ثلاثمائة وستين كبة، كان يفطر كل ليلة على كبة.
وقيل إنه عمل مرةً مجاهدةً تسعين يوماً، يفطر كل ليلة على حمصة حتى لا يواصل. وقال
الشيخ إسرائيل بن إبراهيم: كان الشيخ عبد الله بن عزيز إذا دخل رجب تمارض ويأكل في
كل عشرة أيام أكلة. وحكى العماد أحمد بن محمد بن سعد قال: أخبرني الشيخ إبراهيم
البطائحي قال: كان في المزة شاب يشرب، فقال الشيخ عبد الله بن عبد العزيز: أحضروه
لعله يتوب. وكان يحسن إلى جماعة المزة. قال: فدعا إنسان الشيخ عبد الله وأصحابه
وحضر الشاب، فأنشد فقير أبياتاً فطاب الشيخ، وكان ثمة شمعة فجعل الشيخ لحيته عليها
وبقي النار تخرج من خللها. وكان الشيخ كث اللحية، فوقع الشاب على رجلي الشيخ وتاب،
وجاء منه رجل صالح. وحكى غير واحد من أهل المزة أنهم شاهدوا الشيخ والنار تخرج من
خلل لحيته وأن الشاب تاب. وهذه حكاية صحيحة. وقال الشيخ يوسف الزاهد: قدمت من الحج
وأنا عريان، قال: فخطر لي
(47/169)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 170
أن ما في دمشق مثل الشيخ عبد الله بن عبد العزيز، فذكرته للشيخ محمد السلاوي فقال:
وأزيدك، ما في الشام. وعن الشيخ علي الشبلي قال: احتاجت زوجتي إلى مقنعة وطالبتني،
فقلت: علي دين خمسة دراهم فمن أين أشتري لك فنمت فرأيت كأن من يقول لي: إن أردت أن
تنظر إلى إبراهيم الخليل فانظر إلى الشيخ عبد الله بن عبد العزيز. فلما أصبحت
أتيته بقاسيون، فقال لي والك يا علي إجلس. وقام إلى منزله وعاد ومعه مقنعة وفي
طرفها خمسة دراهم. فرجعت. وكان عندنا) ورد فجمعته المرأة وأتت به إلى بيت الشيخ
عبد الله، فوجدت زوجته وما على رأسها سوى مئزر معقود تحت حنكها، رضي الله عنها.
وحكى ولده الفقيه أحمد قال: قال أبي: والله ما نظرت إلى فقير إلا قلت: هذا خير
مني. قلت: وبلغنا أن الشيخ عبد الله كان كثيراً الذكر كثير الإيثار مع الفقر، كبير
القدر، بعيد الصيت. صحب الشيخ عبد الله اليونيني الكبير مدة. وقبره بسفح قاسيون
بقرب التربة المعظمة، رحمه الله. وروى لنا ولده عن ابن الزبيدي. ومن مناقب ابن
عزيز فيما رواه ابن العز عمر خطيب زملكا عن الشيخ مري خادم ابن عزيز أن الشيخ كان
إذا رأى الفقير قال: ما تجي تعمل عندي في جب. فإذا أجاب قال: على شرط أي شيء جاءنا
فتوح تأخذه. فكان إذا عمل الفقير عمق شبرين فإن أتي الشيخ بشيءٍ دفعه إليه. فإذا
راح عمد الشيخ فطم ما حفره الفقير.
4 (عبد الله بن عمر بن أبي بكر بن عبد الله ابن النخال.)
(47/170)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 171
4 (أبو بكر البغدادي البواب)
4 (الرجل الصالح.)
سمع من شهدة كتاب المصافحة، والرابع من المحامليات، وغير ذلك. روى عنه: مجد الدين
العديمي، وفتاه بيبرس، والشيخ محمد القزاز. وما أدري توفي في هذه السن أو على
أثرها. وقد أجاز للمطعم، والبحيري، وبنت الواسطي، وطائفة.
4 (عبد الله بن عمر)
4 (بن أبي بكر بن عبد الله بن سعد.)
الشمس أبو محمد المقدسي، أخو الجمال أحمد. سمع من: حنبل، وابن طبرزد. روى عنه
شيوخنا: أبو محمد الفارقي، وأبو علي بن الخلال، والصدر الأرموي. ومات في جمادى
الأولى.
4 (عبد الله بن الشيخ أبي عمر)
)
4 (محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة.)
الإمام الخطيب شرف الدين، أبو محمد المقدسي، خطيب جامع الجبل. كان فقيهاً عالماً،
ديناً، ورعاً، صالحاً، قليل الكلام، وافر الحرمة، كبير القدر. ولد في رمضان سنة
ثمان وسبعين وخمسمائة. وسمع من: يحيى الثقفي، وابن صدقة الحراني، وعبد الرحمن بن
علي الخرقي، وجماعة. وبمصر من: البوصيري، وإسماعيل بن ياسين، والأرتاحي. وببغداد:
المبارك بن المعطوش، وأبا الفرج بن الجوزي، وعبد الله بن أبي المجد، وجماعة.
(47/171)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 172
واشتغل ببغداد وبدمشق على عمه الشيخ الموفق. روى عنه: الشيخ محمود الدبيثي، وابن
أخيه أحمد بن محمد الدشتي، ومحمد بن محمد الكنجي، والشيخ تاج الدين عبد الرحمن،
وأخوه، وأبو علي بن الخلال، ومحمد ابن خطيب بيت الآبار، والنجم إسماعيل بن الخباز،
وجماعة درجوا إلى الله تعالى والقاضي تقي الدين سليمان، وعيسى المطعم، وطائفة
سواهم. وقد سمع منه: الشيخ الضياء، وذكره في شيوخه. وورخ وفاته في العشرين من
جمادى الآخرة. ثم مات بعده بأسبوع.
4 (عبد الله بن أبي الفضل)
4 (محمد بن أبي محمد بن الوليد.)
أبو منصور البغدادي، الحافظ. أحمد من عني بهذا الشأن ورحل فيه. سمع: عبد العزيز بن
الأخضر الحافظ، وعبد العزيز بن منيب، ومسعود بن بركة، وطائفة ببغداد. والحافظ عبد
القادر بحران وأبا هاشم عبد المطلب بحلب والتاج الكندي، وابن الحرستاني بدمشق.
(47/172)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 173
وكان مشهوراً بجودة القراءة وسرعتها، وخطه ضعيف. طريقته تشبه طريقة عبد القادر
الرهاوي شيخه، ومن كبار أئمة السنة. وله مصنفات وتاريخ مفيدة.) توفي كهلاً في ثالث
جمادى الأولى.
4 (عبد الله بن نصر)
1 (بن علي بن المجاور الدمشقي.)
أديب فاضل. روى عنه الحافظ عبد العظيم شعراً. وتوفي عن إحدى وستين سنة بالفيوم.
4 (عبد الجليل بن عبد الجبار بن عبد الواسع بن عبد الجليل.)
4 (المحدث تاج الدين الأبهري)
1 (العدل.)
ولد بأبهر بزنجان سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة. وقدم دمشق فاشتغل بها ونسخ الكثير.
وسمع من: حنبل، وابن طبرزد، والكندي. روى عنه: المفتي أبو محمد الفارقي، وأبو علي
بن الخلال، والصدر الأرموي، والعماد بن البالسي، وجماعة. وخطه طريقة مشهورة. توفي
في ربيع الأول. وكان صوفياً.
(47/173)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 174
4 (عبد الحق بن عبد الله بن عبد الواحد بن علان بن خلف.)
4 (أبو سليمان الخزرجي)
4 (المصرين ويعرف بابن الحجاج.)
محدث معروف ولد سنة اثنتين وسبعين. وسمع من: أبي القاسم البوصيري، وأبي نزار
ربيعة. وبدمشق: الخضر بن كامل، وابن الحرستاني. توفي في العشرين من جمادى الأولى.
روى عنه: الدمياطي. وهو ابن عم عبد الله بن عبد الواحد.)
4 (عبد الحق بن عبد السلام بن عبد الحق)
4 (أبو محمد التميمي الصقلي)
4 (ثم الدمشقي، المؤدب بمسجد الرحبة.)
ولد سنة خمس وستين. وسمع من: يحيى الثقفي. روى عنه: الزكي البرزالي، والمجد ابن
الحلوانية، وجماعة سواهم. وبالإجازة أبو المعالي بن البالسي. توفي في سلخ ربيع
الأول.
4 (عبد الرحمن بن عبد الله)
4 (بن الحافظ عبد الغني)
المقدسي. توفي شاباً.
4 (عبد الرحمن بن الحافظ عبد الغني)
4 (بن عبد الواحد بن علي.)
(47/174)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 175
الفقيه أبو سليمان المقدسي، محيي الدين. ولد سنة ثلاث وثمانين. وسمع من: أبيه،
والخشوعي، وجماعة. وبمصر من: البوصيري، وابن ياسين، والأرتاحي. وببغداد من: أبي
الفرج بن الجوزي، والمبارك بن المعطوش، وعبد الله بن أبي المجد، وعمر بن علي
الواعظ، والحسن بن علي بن أشنانة. وتفقه على الشيخ الموفق. وكان فقيهاً، متقناً،
صالحاً، خيراً، عابداً، مدرساً، من أعيان الحنابلة. قيل إنه حفظ الكتاب الكافي
جميعه، وكان دائم البشر، حسن الأخلاق، لطيف الشمائل. روى عنه: الشيخ شمس الدين عبد
الرحمن، والمجد ابن الحلوانية، وأبو الحسين ابن اليونيني، وأبو علي بن الخلال،
والتاج عبد الخالق القاضي، وابنه عبد السلام، والشرف إبراهيم بن حاتم،) وأبو بكر
بن الذكري، وأبو بكر بن الدشتي، وأبو الفضل سليمان بن حمزة الحاكم، وطائفة سواهم. وتوفي
في التاسع والعشرين من صفر.
4 (عبد الرحمن بن عبد اللطيف بن إسماعيل بن أبي سعد.)
4 (الشيخ أبو البركات)
4 (ابن شيخ الشيوخ النيسابوري، ثم البغدادي، ولد سنة سبعين وخمسمائة.)
(47/175)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 176
وسمع: أباه، وعمه صدر الدين عبد الرحيم، وأبا الفتح بن شاتيل، والقزاز. وكان
صالحاً عابداً، ولي مشيخة الرباط البسطامي. وبالإجازة: أبو المعالي ابن البالسي،
وأبو نصر بن الشيرازي، والبحيري، وبنت الواسطي، وخلق. قال الشريف: توفي في ثالث ذي
القعدة.
4 (عبد الرحمن بن علي بن إبراهيم بن محمد بن إلياس.)
4 (نجم الأمناء أبو محمد الأزدي)
4 (الحمصي، ثم الدمشقي، التاجر.)
ولد بدمشق سنة ست وخمسين. وسمع من الحافظ أبي القاسم القشيري يسيراً. روى عنه: ابن
الحلوانية، والشيخ تاج الدين عبد الرحمن، وأخوه، وغيرهم. وتوفي في نصف شعبان يوم
الجمعة. وروى لنا عنه شرف الدين عشرة أحاديث.
4 (عبد الرحمن بن عمر بن بركات)
1 (بن شحانة.)
المحدث العالم، سراج الدين، أبو محمد الحراني. توفي بميافارقين في جمادى الآخرة.
وسماعاته كثيرة سنة نيف عشرة
(47/176)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 177
وستمائة بدمشق، وحلب، ومصر، والموصل. وكتب شيئاً كثيراً.) سمع: القاضي أبا القاسم
بن الحرستاني، وداود بن ملاعب، والافتخار الهاشمي، ومسمار بن العويس، وخلقاً
كثيراً. وكان ثقة، فهماً، حسن المذاكرة. روى عنه بالإجازة أبو نصر بن الشيرازي.
4 (عبد الرحمن بن محمد بن عبد العزيز.)
وجيه الدين أبو القاسم اللخمي القوصي، الحنفي، الفقيه. ولد بقوص سنة خمس وخمسين
وخمسمائة.
(47/177)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 178
وسمع بمصر من: عبد الله بن بري النحوي، وعلي بن هبة الله الكاملي، ومحمود بن أحمد
بن الصابوني، والقاسم بن عساكر. وعنه: ابن الحلوانية، والدمياطي، وأبو الحسن
الغرافي، وغيرهم. وكان أديباً شاعراً مع ما فيه من التبحر بمذهبه فإنه درس وأفتى
وناظر وطال عمره. وتوفي في سابع ذي القعدة بالقاهرة.
4 (عبد الرحمن بن مقرب بن عبد الكريم)
الحافظ المفيد، أسعد الدين، أبو القاسم الكندي، الإسكندراني، المعدل. ولد سنة أربع
وخمسين وخمسمائة. وقرأ بنفسه على: البوصيري، وعبد الرحمن بن موقا، وأبي الفضل
الغزنوي، والأرتاحي، وبنت سعد الخير، وجماعة. ولزم الحافظ أبا الحسن بن المفضل
وتخرج به، وخرج لنفسه عشرين جزءاً أبان فيها عن معرفة ونباهة. حدث عنه: أبو محمد
الدمياطي، والزين محمد بن منصور الوراق، وجماعة. وتوفي في ثالث عشر صفر. وهو والد
مقرب الراوي عن ابن عماد.
(47/178)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 179
4 (عبد الرحيم بن الإمام أبي الحسن علي بن إبراهيم بن نجا)
4 (أبو سعد الخير الأنصاري.)
ولد بدمشق سنة أربع وخمسين. وسمع من: والديه.) وأجاز له: أبو موسى المديني،
وجماعة. وتهاون به أبوه ولم يسمعه في صغره ولا استجاز له. توفي بالقاهرة في ربيع
الأول. وقد سمع منه الزكي المنذري. وروى عنه: الدمياطي، وغيره.
4 (عبد الرزاق بن أبي الغنائم)
1 (بن ياسين بن العلاء)
أبو محمد مهذب الدين الدقوقي، العراقي، الضرير، المقرىء، الشاعر. قدم الشام شاباً
فسمع بها من عبد اللطيف بن أبي سعد لما قدمها ومن: القاسم بن عساكر، والمفضل بن
عقيل، والخطيب الدولعي، وأبي بكر محمد بن يوسف الآملي، وغيرهم. روى عنه: زين الدين
الفارقي، والبدر بن الخلال، والعماد بن البالسي، وغيرهم. ومات في ثامن شعبان
بدمشق.
4 (عبد السلام بن ممدود بن أبي الوحش)
أبو محمد بن السيوري، الشيباني. سمع من: الخشوعي.
(47/179)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 180
وتوفي في رجب وله ستون سنة. حدث وأجاز.
4 (عبد السلام بن برتقش)
القضائي الزكوي. كان برتقش تسمى بإسحاق. روى عن: الخشوعي، وعبد اللطيف الصوفي.
وعنه: ابن الحلوانية، وغيره. مات في جمادى الأولى.
4 (عبد السيد بن أبي الرجاء)
1 (مظفر بن أبي عبد الله محمد بن محفوظ بن صصرى.)
) أبو محمد التغلبي الدمشقي. حدث عن: عبد الكريم بن الهادي. وسمع منه الطلبة. ومات
في سادس عشر ربيع الآخر. روى عنه: البهاء بن عساكر بالإجازة.
4 (عبد الكريم بن أبي الفتح)
الحبقي، الفقيه. دمشقي يروي عن: الخشوعي. ثنا عنه: الفخر بن عساكر. وتوفي في جمادى
الأولى.
4 (عبد اللطيف بن الحسن بن محمد بن الحسن بن عساكر.)
4 (أبو الحسن ابن زين الأمناء)
والد شيخنا عبد المنعم.
(47/180)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 181
كان صالحاً متزهداً. توفي، رحمه الله، في شوال.
4 (عبد المحسن بن حمود بن المحسن بن علي)
المولى أمين الدين، أبو الفضل التنوخي، الحلبي، الكاتب المنشىء البليغ. ولد سنة
سبعين وخمسمائة. ورحل فسمع بدمشق من: حنبل، وابن طبرزد، وابن الزنف، وأبي اليمن
الكندي، وطائفة. وعني بالأدب. وجمع كتاباً في عشرين مجلدة في الأخبار والنوادر،
روى فيه بالأسانيد. وله ديوان شعر، وديوان ترسل. روى عنه: الشهاب القوصي، والزين
الفارقي شيخنا، وأبو علي بن الخلال، والشيخ علي بن هارون، والعماد بن البالسي. ومن
شعره:)
(اشتغل بالحديث إن كنت ذا فه .......... مٍ ففيه المراد والإيثار)
(فهو للعلم معلمٌ وبه .......... بين ذوي الدّين تحسن الآثار)
(47/181)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 182
(إنّما الرّأي والقياس ظلامٌ .......... والأحاديث للورى أنوار)
(كن بما قد علمته عاملاً .......... فالعلم دوحٌ منهنّ تجنى الثّمار)
(وإذا كنت عالماً وعليماً .......... بالأحاديث لن تمسّك النار)
وقد كتب أمين الدين ابن حمود لعز الدين أيبك صاحب صرخد ووزر له وكان ديناً كامل
الأدوات. توفي في الرابع والعشرين من رجب.
4 (عبد الملك بن عبد الوهاب)
1 (بن زين الأمناء بن عساكر.)
أبو الوفاء. من علماء المحدثين وفضلائهم. كتب وأجاد وخرج. وقرأ على الشيوخ. ولو
عاش لتعين. مات في المحرم وله اثنتان وثلاثون سنة.
(47/182)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 183
سمع: جده، وابن اللتي.
4 (عبد الوهاب بن معد بن أحمد بن الواثق)
أبو محمد العباسي البغدادي. روى عن: عبيد الله بن شاتيل. ومات في ثامن عشر صفر.
4 (عبيد الله بن جبارة)
المرداوي الصالحي، الفقيه الحنبلي. توفي بالجبل في جمادى الآخرة.
4 (عتيق بن أبي الفضيل)
4 (بن سلامة بن عبد الكريم بن ثابت.)
العدل أبو بكر السلماني، الشاهد تحت الساعات.) ولد سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة. وسمع
الكثير من: أبي القاسم الحافظ. وسمع أيضاً من: أبي المعالي علي بن خلدون، ومن: أبي
طالب محمد بن الحسين بن عبدان. وكان كثير التلاوة مواظباً على الصلوات في جماعة.
وعنده مزاح ودعابة. روى عنه: الحافظ زكي الدين البرزالي مع تقدمه، وأبو محمد
الجزائري، وأبو الفضل الإربلي الذهبي، وأبو الفضل بن عساكر، وابن عمه الفخر، وأبو
علي بن الخلال، والعلاء بن البقال، والخطيب شرف الدين الفزاري، وآخرون. وحضر عليه
أبو المعالي بن البالسي جميع كتاب المجالسة بسماعه سوى الأول والثامن بفوت،
والخامس على ابن عساكر.
(47/183)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 184
وحضر عليه الأربعين المساواة لابن عساكر، ومجلس فضل رجب وهو السادس بعد
الأربعمائة. وحضر عليه عوالي حساناً، والأول والثاني من سباعيات الحافظ، وجزء أبي
معاذ الشاه وما معه، وسداسيات الفراوي، وغير ذلك. توفي في الثاني والعشرين من ذي
القعدة ودفن بمقبرة باب الفراديس.
4 (عثمان بن حامد)
الفقيه. توفي بدمشق في جمادى الآخرة.
4 (عثمان بن عبد الرحمن)
1 (بن عثمان بن موسى بن أبي نصر.)
(47/184)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 185
الإمام مفتي الإسلام تقي الدين أبو عمرو ابن الإمام البارع أبي القاسم صلاح الدين
النصري، الكردي، الشهرزوري، الشافعي. ولد سنة سبع وسبعين، وتفقه على والده الصلاح
بشهرزور، وكان والده شيخ تلك الناحية، ثم نقله إلى الموصل فاشتغل بها مدة، وبرع في
المذهب. قال ابن خلكان في تاريخه: بلغني أنه كرر على جميع المهذب ولم يطر شاربه،
ثم ولي الإعادة عنه العلامة العماد بن يونس.) قلت: وسمع من: عبيد الله بن أحمد بن
السمين، ونصر الله بن سلامة الهيتي، ومحمود بن علي الموصلي، وعبد المحسن ابن خطيب
الموصل، وعبد الله بن أبي السنان بالموصل. ورحل وله بضع وعشرون سنة إلى بغداد،
فسمع بها من أبي أحمد عبد الوهاب ابن سكينة، وعمر بن طبرزد وبدبيس من: إسماعيل بن
إبراهيم الخباز وبهمذان من: أبي الفضل بن المعزم، وجماعة. وبنيسابور من: منصور
الفراوي، والمؤيد الطوسي، والقاسم بن الصفار، ومحمد بن الحسن الصرام، وأبي المعالي
بن ناصر الأنصاري، وأبي النجيب إسماعيل القارىء، وزينب الشعرية.
(47/185)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 186
وبمرو من: أبي المظفر عبد الرحيم بن السمعاني، ومحمد بن إسماعيل الموسوي، وأبي
جعفر محمد بن محمد السنجي، ومحمد بن عمر المسعودين وجماعة. ودخل الشام في سنة سبع
عشرة أو قبلها فسمع من: الموفق شيخ الحنابلة، وزين الأمناء، وأخيه المفتي فخر
الدين. وسمع بحلب من: أبي محمد ابن الأستاذ. وقد ورد دمشق قبل ذلك، وسمع من:
القاضي جمال الدين بن الحرستاني. وسمع بحران من: الحافظ عبد القادر. ثم في النوبة
الثانية درس بالقدس بالمدرسة الصلاحية، فلما خرب المعظم أسوار القدس قدم دمشق وولي
تدريس الرواحية. وولي سنة ثلاثين مشيخة الدار الأشرفية، ثم تدريس الشامية الصغرى.
وكان إماماً بارعاً، حجة، متبحراً في العلوم الدينية، بصيراً بالمذهب ووجوهه،
خبيراً بأصوله، عارفاً بالمذاهب، جيد المادة من اللغة والعربية، حافظاً للحديث
متفنناً فيه، حسن الضبط، كبير القدر، وافر الحرمة مع ما هو فيه من الدين والعبادة
والنسك والصيانة والورع والتقوى. فكان عديم النظر في زمانه. قال ابن خلكان: كان
أحد فضلاء عصره في التفسير، والحديث، والفقه، وله مشاركة في فنون عدة، كانت فتاويه
مسددة، وهو أحد أشياخي الذين انتفعت بهم. وكان من العلم والدين على قدم حسن. أقمت
عنده للاشتغال ولازمته سنة اثنتين وثلاثين. وقد جمعت فتاويه في مجلدة. وله إشكالات
على الوسيط.)
(47/186)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 187
وقال ابن الحاجب في معجمه: إمام ورع، وافر العقل، حسن السمت، متبحر في الأصول
والفروع، بالغ في الطلب حتى صار يضرب به فيه المثل، وأجهد نفسه في الطاعة
والعبادة. قلت: وكان حسن الاعتقاد على مذهب السلف، يرى الكف عن التأويل، ويؤمن بما
جاء عن الله ورسوله على مرادهما. ولا يخوض ولا يتعمق. وفي فتاويه: سئل عمن يشتغل
بالمنطق والفلسفة فأجاب: الفلسفة أس السفه والانحلال، ومادة الحيرة والضلال، ومقال
الزيغ والزندقة. ومن تفلسف عميت بصيرته عن محاسن الشريعة المؤيدة بالبراهين. ومن
تلبس بها قارنه الخذلان والحرمان، واستحوذ عليه الشيطان، وأظلم قلبه عن نبوة محمد
صلى الله عليه وسلم. إلى أن قال: واستعمال الاصطلاحات المنطقية في مباحث الأحكام
الشرعية من المنكرات المستبشعة، والرقاعات المستحدثة، وليس بالأحكام الشرعية، ولله
الحمد، افتقار إلى المنطق أصلاً، وهو فقاقع قد أغنى الله عنها كل صحيح الذهن.
فالواجب على السلطان، أعزه الله، أن يدفع عن المسلمين شر هؤلاء المشائيم، ويخرجهم
من المدارس ويبعدهم. وللشيخ فتاو هكذا مسددة، فرحمه الله ورضي عنه. وكان معظماً في
النفوس، حسن البزة، كثير الهيبة، يتأدب معه السلطان فمن دونه. تفقه عليه كثير
منهم: الإمام شمس الدين عبد الرحمن بن نوح المقدسي، والإمام شهاب الدين عبد الرحمن
بن إسماعيل أبو شامة، والإمام كمال الدين سلار، والإمام كمال الدين إسحاق، والإمام
تقي الدين ابن رزين قاضي الديار المصرية، والعلامة شمس الدين ابن خلكان قاضي
الشام. وروى عنه: الفخر عمر بن يحيى الكرجي، والمجد يوسف بن المهتار،
(47/187)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 188
وابنه محمد، والتاج عبد الرحمن شيخ الشافعية، والجمال أبو بكر محمد بن أحمد
الشريشي، والزين عبد الله بن مروان مفتي الشافعية، والجمال عبد الكافي الربعي،
والشرف أحمد الفزاري، والشرف أحمد بن عساكر، والكمال عبد الله بن قوام، والشهاب
محمد بن مشرف، والشرف عمر بن خواجا إمام، والصدر محمد بن يوسف الأرموي، والشمس
محمد بن يوسف الذهبي، والعماد محمد بن البالسي، والشرف ابن خطيب بيت الآبار،
والقاضي أحمد بن علي الحنبلي، والشهاب محمد بن العفيف، وغيرهم.) وانتقل إلى رحمة
الله في سحر يوم الأربعاء الخامس والعشرين من ربيع الآخر، وحمل على الرؤوس، وازدحم
عليه الخلق. وكانت على جنازته هيبة وخشوع، فصلي عليه بالجامع، وشيعوه إلى عند باب
الفرج، فصلي عليه بداخله ثانيةً، ورجع الناس لأجل حصار البلد بالخوارزمية، وخرج به
دون العشرة ودفنوه بمقابر الصوفية، وقبره في طرفها الغربي على الطريق ظاهر. وعاش
ستاً وستين سنة.
4 (عقيل بن نصر الله)
4 (بن عقيل بن المسيب بن علي بن محمد.)
شرف الدين أبو طالب بن أبي الفتيان بن أبي طالب بن أبي الفوارس ابن الرئيس أبي
الحسن ابن الصوفي محمد الدمشقي. من بيت حشمة ورئاسة، وكان إمام مسجد الديماس، وله
محفوظات، وفيه دين وتزهد. ولد سنة تسع وستين، وسمع من: يحيى الثقفي، وابن صدقة
الحراني.
(47/188)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 189
روى عنه: ابن الحلوانية، والشيخ تاج الدين، وأخوه الخطيب شرف الدين، والفخر بن
عساكر، والركن أحمد الطاووسي، والشرف محمد ابن خطيب بيت الآبار. وحضوراً أبو
المعالي بن البالسي. وتوفي في ربيع الأول.
4 (علي بن الحسن بن حمزة)
الغساني، الصيداوي، ثم الدمشقي. وسمع: محمد بن الخصيب. وحدث وأجاز. وتوفي في عاشر
ربيع الآخر.
4 (علي بن الحسين بن علي بن منصور)
المسند الصالح المعمر، أبو الحسن بن أبي عبد الله بن المقير البغدادي الأزجي،
الحنبلي، المقرىء النجار، مسند الديار المصرية، بل مسند الوقت. ولد ليلة عيد الفطر
سنة خمس وأربعين. وأجاز له أبو بكر محمد بن الزاغوني، ونصر بن نصر العكبري، ومحمد
بن ناصر الحافظ،) وسعيد بن البناء، وأبو الكرم الشهرزوري، وأبو جعفر أحمد بن محمد
العباسي، وجماعة. وكان يمكنه السماع من هؤلاء، فإنهم كانوا أحياءً في سنة خمسين
وخمسمائة ببلده. وسمع بنفسه من: شهدة، ومعمر بن الفاخر، وعبد الحق اليوسفي، وعيسى
بن أحمد الدوشابي، وأحمد بن الناعم، وأبي علي بن شيرويه، وجماعة. وهو آخر من روى
بالإجازة عن أولئك، وبالسماع عن ابن الفاخر.
(47/189)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 190
وحدث ببغداد، ودمشق، ومصر، ومكة. وقدم دمشق سنة اثنتين وثلاثين فأقام بها سنتين.
وحج وراح إلى مصر فأقام بها. وجاور بمكة أيضاً. وتوفي بمصر. قال التقي عبيد وغيره:
كان شيخاً صالحاً كثير التهجد والعبادة والتلاوة، صابراً على أهل الحديث. وقال
الشريف عز الدين: كان من عباد الله الصالحين كثير التلاوة، مشتغلاً بنفسه. توفي
ليلة نصف ذي القعدة. قلت: حمل عنه أئمة وحفاظ. وأنا عنه: عبد المؤمن بن خلف
الحافظ، والضياء عيسى السبتي، والجلال عبد المنعم القاضي، وأبو علي بن الخلال،
وأبو الفضل الذهبي، وأبو العباس بن مؤمن، ومحمد بن يوسف الحنبلي، وعيسى المعاري،
والقاضي تقي الدين سليمان، وأبو السعود محمد بن عبد الكريم المنذري، وزينب بنت
القاضي محيي الدين، والجمال ابن مكرم الكاتب، ومحمد بن المظفر الفقيه، وصبيح
الصوابي، وبيبرس القيمري، وشهاب بن علي، وشرف الدين أبو الحسن بن اليونيني،
وغيرهم. وقد انفرد بدمشق عنه: بهاء الدين القاسم بن عساكر بجملة عالية. وآخر من
روى عنه بالسماع وبالإجازة يونس الدبابيسي بالقاهرة.
(47/190)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 191
4 (علي بن شاهنشاه)
الأديب، أبو الحسن. له شعر كيس. توفي في سابع ذي القعدة. أظنه مصرياً، رحمه الله
تعالى.
4 (علي بن عبد الرحمن بن علي بن أحمد.)
)
4 (أبو الحسن الزهري الإشبيلي)
سمع صحيح البخاري من أبيه. وأخذ القراءآت عن أبي بكر بن صاف. والعربية عن أبي
إسحاق بن ملكون. وولي الخطابة في آخر عمره بجامع العدبس. وولي قضاء القضاة في أيام
أبي مروان أحمد بن محمد الباجي قتيل ابن الأحمر. وقد حدث بيسير، وعمر دهراً.
وتوفي، رحمه الله، في ربيع الآخر. بالأندلس. ذكره الأبار.
4 (سيف الدين علي بن قليج)
في حرف السين.
4 (علي بن محاسن بن عوانة بن شهاب)
القاضي نور الدولة أبو الحسن النميري الكفربطناني، ويعرف بقاضي كفربطنا.
(47/191)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 192
كان كبير القرية ومحتشمها، وعلى قبره جملون ومقرىء إلى جانب مسجد أبيه. حدث عن:
الخشوعي. روى عنه: الشيخ تاج الدين عبد الرحمن، وأخوه، وأبو علي بن الخلال، ومحمد
بن خطيب بيت الآبار. وحضر عليه أبو المعالي بن البالسي. توفي في خامس رمضان.
ولأبيه رواية عن الحافظ ابن عساكر. ولابنه محمد رواية عن ابن اللتي. وسمعنا على
بنت ابنه ست القضاة سنة بضع عشرة وسبعمائة بإجازة سبط السلفي.
4 (علي بن محمد بن عبد الصمد)
(47/192)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 193
العلامة علم الدين، أبو الحسن الهمداني، السخاوي، المصري، شيخ القراء بدمشق. ولد
سنة ثمان أو تسع وخمسين وخمسمائة، وسمع بالثغر من: السلفي، وأبي القاهر بن عوف.
وبمصر من: أبي الجيوش عساكر بن علي، وأبي القاسم البوصيري، وإسماعيل بن ياسين،
وجماعة. وبدمشق من: ابن طبرزد، والكندي، وحنبل. وسمع الكثير من الإمام أبي القاسم
الشاطبي، وقرأ عليه القراءآت، وعلى أبي الجود غياث بن) فارس، وعلى أبي الفضل محمد
بن يوسف الغزنوي. وبدمشق على أبي اليمن الكندي، قرأ عليهما بالمبهج لسبط الخياط،
ولكن لم يسند عنهما القراءآت، فرأيتهم يقولون إن الشاطبي قال له: إذا مضيت إلى
الشام فاقرأ على الكندي ولا ترو عنه. وقيل إنه رأى الشاطبي في النوم فنهاه أن
يقرىء بغير ما أقرأه. وكان إماماً علامة، مقرئاً، محققاً، مجوداً، بصيراً
بالقراءآت وعللها، ماهراً بها، إماماً في النحو واللغة، إماماً في التفسير كان
يتحقق بهذه العلوم الثلاثة ويحكيها. وكان يفتي على مذهب الشافعي. تصدر للإقراء
بجامع دمشق، وازدحم عليه الطلبة وقصدوه من البلاد، وتنافسوا في الأخذ عنه. وكان
ديناً خيراً متواضعاً، مطرحاً للتكلف، حلو
(47/193)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 194
المحاضرة، مطبوع النادرة، حاد القريحة من أذكياء بني آدم. وكان وافر الحرمة، كبير
القدر، محبب إلى الناس. روى الكثير من العوالي والنوازل، وكان ليس له شغل إلا
العلم والإفادة. قرأ عليه خلق كثير إلى الغاية، ولا أعلم أحداً من القراء في
الدنيا أكثر أصحاباً منه. ومن مصنفاته: شرح الشاطبية في مجلدين، وشرح الرائية في
مجلد في رسم المصحف، وكتاب جمال القراء وتاج الإقراء، وكتاب خير الدياجي في تفسير
الأحاجي، وكتاب التفسير إلى الكهف في أربع مجلدات، وكتاب المفضل في شرح المفصل،
وغير ذلك مما لم يحضر في ذكره. أقرأ عنه القراءآت: شمس الدين أبو الفتح محمد بن
علي الأقصاري، وشهاب الدين أبو شامة، وزين الدين عبد السلام الزوادي، ورشيد الدين
أبو بكر بن أبي الدر المكيني، وتقي الدين يعقوب الجرائدي، وجمال الدين إبراهيم
الفاضلي، ورضي الدين جعفر بن دبوقا الحراني، وشمس الدين محمد بن الدمياطي، ونظام
الدين محمد التبريزي، وشهاب الدين محمد بن مزهر. وروى عنه من شيوخنا الذين لقينهم
الشيخ زين الدين الفارقي، والجمال عبد الواحد ابن كثير النقيب، وقد قرأ عليه
القراءآت ونسي، ورشيد الدين إسماعيل بن المعلم وقد قرأ عليه القراءآت ونسي، والشمس
محمد بن قايماز، وقد قرأ عليه القراءآت ونسي، رأيت إجازته بالقراءآت، وشرف الدين
أحمد بن إبراهيم الخطيب وقد قرأ عليه لنافع وأبي عمرو، وأقرأ عنه، وشرف الدين
إبراهيم بن أبي الحسن المخرمي، وقد قرأ عليه ختمةً، والشهاب أحمد بن مروان التاجر)
وقد قرأ القرآن، وعرض علي الشاطبية، وأبو علي بن الخلال، والزين إبراهيم بن
الشيرازي، وأبو المحاسن بن الخرقي وقد قرأ
(47/194)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 195
عليه القرآن وجوده، وكمال الدين أحمد بن العطار، وإبراهيم بن أخي علاء الدين ابن
النصير، وزين الدين أحمد بن محمود القلانسي، وقد قرأ عليه القراءآت وترك، والصدر
إسماعيل بن يوسف بن مكتوم وقال: قرأت عليه ختمةً لأبي عمرو. وذكره القاضي ابن
خلكان في تاريخه وقال: رأيته مراراً راكب بهيمة إلى الجبل وحوله اثنان أو ثلاثة
يقرأون عليه في أماكن مختلفة دفعةً واحدة، وهو يرد على الجميع. قلت: وفي نفسي شيء
من صحة الرواية على هذا النعت لأنه لا يتصور أن يسمع مجموعات الكلمات، فما جعل
الله لرجل من قلبين في جوفه. وأيضاً فإن مثل هذا الفعل خلاف السنة، ولا أعلم أحداً
من شيوخ المقرئين كان يترخص في هذا إلا الشيخ علم الدين. وكان رحمه الله أقعد
بالعربية والقراءآت من تاج الدين الكندي. ومحاسنه كثيرة، وفوائده غزيرة. ومن شعره:
(قالوا: غداً نأتي ديار الحمى .......... وينزل الرّكب بمغناهم)
(وكلّ من كان مُطيعاً لهم .......... أصبح مسروراً بلقياهم)
(قلت: فلي ذنبٌ فما حيلتي .......... بأيّ وجهٍ أتلقّاهم)
(قيل: أليس العفو من شأنهم .......... لا سيّما عمّن ترجّاهم)
وقد ذكره العماد الكاتب في السيل والذيل فقال: علي بن السخاوي، عرض له قاضي
الإسكندرية على السلطان الملك الناصر صلاح الدين هذه القصيدة بظاهر عكا بالمعسكر
المنصور في سنة ست وثمانين وخمسمائة وأثنى على
(47/195)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 196
فضله وأدبه وعلمه، وهي:
(بين الفوآدين من صبٍّ ومحبوب .......... يظلّ ذو الشّوق في شدّ وتقريب)
(صبر المتيّم في قرب الدّيار به .......... أولى من الصّبر في نأيٍ وتغريب)
وهي طويلة أورد فيها العماد قطعةً في مدح السلطان. وقد مدح الأديب رشيد الدين
بقصيدته التي أولها:
(فاق الرّشيد فأمّت بحره الأُمم .......... وصدّ عن جعفر ورداً له أُمم)
وبين وفاتي المذكورين أكثر من مائة سنة.) قال أبو شامة: وفي ثاني عشر جمادى الآخرة
توفي شيخنا علم الدين علامة زمانه، وشيخ أوانه بمنزله بالتربة الصالحية، ودفن
بقاسيون. وكانت على جنازته هيبة وجلالة وأجناب. ومنه استفدت علوماً جمة،
كالقراءآت، والتفسير، وفنون العربية، وصحبته من شعبان سنة أربع عشرة وستمائة. ومات
وهو عني راض. قلت: وكان شيخ الإقراء بالتربة المذكورة، وله تصدير وحلقة بجامع
دمشق. وكانت حلقته عند المكان المسمى بقبر زكريا مكان الشيخ علم الدين البرزالي
الحافظ.
4 (علي بن محمد بن كامل)
4 (بن أحمد بن أسد.)
(47/196)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 197
أبو الحسن بن الشيخ أبي المحاسن التنوخي، الدمشقي. ولد سنة ثمان وسبعين. وسمع من:
الخشوعي، ومن: أبيه. روى عنه: المجد ابن الحلوانية وغيره. وحدثنا عنه: محمد بن
يوسف الذهبي، ومحمد ابن خطيب بيت الآبار، وإبراهيم بن صدقة المخرمي. وتوفي في
رمضان.
4 (علي بن....)
الدمشقي الحنفي. عرف
4 (ابن الحجة)
4 (علي بن مجاهد بن شبل)
أبو موسى الأنصاري، السويدي، الشروطي. بدمشق. سمع الكثير بنفسه وكتب الطباق على
الخشوعي، والقاسم بن عساكر، والضياء الدولعي، وعبد اللطيف بن أبي سعد، وابن طبرزد.
روى عنه: الشيخ تاج الدين عبد الرحمن، وأخوه، والزين إبراهيم بن الشيرازي، ومحمد
ابن) خطيب بيت الآبار، وآخرون. وتوفي في ربيع الآخر. روى عنه بالإجازة البهاء ابن
عساكر.
4 (عمر بن نصر الله بن محمد بن محفوظ بن صصرى)
4 (أبو حفص التغلبي)
4 (الدمشقي، الجندي.)
سمع: القاضي أبا سعد بن عصرون، وأحمد بن الموازيني، وبركات الخشوعي.
(47/197)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 198
روى عنه: الشيخ تاج الدين وأخوه شرف الدين الخطيب، وأبو علي بن الخلال، ومحمد ابن
خطيب بيت الآبار، وآخرون. وتوفي في ربيع الآخر. روى عنه بالإجازة: البهاء ابن
عساكر.
4 (عمر بن أبي بكر بن جعفر)
الفقيه الصالح، علاء الدين الكردي. توفي بدمشق. ذكره أبو شامة هكذا.
4 (عيسى بن حامد بن علي)
الداراني. سمع من: الحافظ أبي القاسم. كتب عنه الطلبة وحضر عليه من شيوخنا العماد
بن البالسي. وتوفي في هذه السنة.
4 (حرف الفاء)
4 (فاطمة بنت الشيخ موفق الدين)
4 (بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة.)
توفيت عن نيف وخمسين سنة. وروى عنها القاضي بإجازتها من ابن القزاز ومن السلفي.
وما كأنها أدركت ذلك.
4 (فاطمة بنت القاضي محيي الدين)
)
4 (أبي المعالي محمد بن علي بن محمد القرشي.)
من بيت فضل وحشمة.
(47/198)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 199
توفيت في ربيع الآخر. وقد روت عن أبيها.
4 (الفتح بن علي بن الفتح)
الأديب قوام الدين أبو إبراهيم البنداري الأصبهاني، الكاتب الشاعر. نزيل دمشق. سمع
الكثير، وكتبوا عنه من نظمه. وله مديح في الشيخ الموفق. توفي في سابع ربيع الأول.
وقد كتب في الإجازات.
4 (الفضل بن سالم بن مرشد)
أبو البركات التنوخي المعري، الكاتب صاحب الإنشاء والترسل لصاحب حماة. روى عن:
أبيه، وعن: محمد بن عبد الواحد بن المهذب. وكان ذا حظوة وتقدم عند مخدومه. توفي
بحماة في العشرين من جمادى الأولى. وله شعر جيد.
4 (الفضل بن نبا بن أبي المجد)
4 (الفضل بن الحسن بن إبراهيم.)
أبو المجد ابن البانياسي الحميري، الدمشقي. ولد بحلب سنة ثلاث وثمانين. وسمع من:
جده لأمه الحافظ البهاء قاسم بن عساكر، وأبي طاهر الخشوعي. وكان فصيحاً أديباً
شاعراً، لكنه تكلم في دينه وعقيدته، فالله أعلم. توفي بدمشق في تاسع رجب.
4 (الفلك المسيري)
(47/199)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 200
أبو زبر، واسمه عبد الرحمن بن هبة الله. كان صدراً كبيراً محتشماً، وافر الحرمة،
ظاهر النعمة، كثير التيه والصلف. قال سعد الدين ابن الشيخ في تاريخه إن الملك
الأشرف رسم على الفلك واحتاط على موجوده في سنة أربع وثلاثين، لكونه نقل إليه أنه
كاتب أخاه الكامل.) قال: وكان له حظ عند الأشرف مع أنه كان يستجهله. كنت عند
الأشرف يوماً فخرج الفلك لشغل وعاد، فقال: أين كنت يا ملك قال: يا مولانا سيرت
الدواب إلى الإصطبل. فقال: عجب ما رحت معها يعني أنه من الدواب.
4 (حرف القاف)
4 (قيس بن إبراهيم)
الحلبي الشاعر. توفي في المحرم.
4 (حرف الكاف)
4 (كيخسرو بن قيقباذ بن كيخسرو)
(47/200)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 201
السلجوقي، صاحب الروم. تسلطن بعد أبيه وهو شاب فلعب. وقصد فرق من التتار أرزن
الروم فحاصروها، وأخذوا منها أموالاً جمة، ثم نازلوا بعض بلاده، فجمع وحشد وسار
إليهم، فهزموه وأسرت أمه. وبعد انهزامه ولي السلطنة ابن له عمره سبع سنين. مات
كيخسرو في هذه السنة على ما ورخه ابن الساعي.
4 (حرف اللام)
4 (لؤلؤ)
الحارمي الأصل، وحارم من أعمال حلب، المصري. سمع مع مولاه نصر بن محمد بن أبي
الفتون النحوي من: أبي القاسم البوصيري، والأرتاحي. توفي بالقاهرة يوم الفطر.
4 (حرف الميم)
4 (محمد بن تاج الأمناء)
4 (أبي الفضل أحمد بن محمد بن الحسن بن هبة الله بن عساكر.)
الرئيس العالم النسابة عز الدين أبو عبد الله الدمشقي. ولد سنة خمس وستين
وخمسمائة. وسمع من: الحافظ أبي القاسم عم والده ومن: أبي المعالي بن صابر،
(47/201)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 202
وعبد الصمد بن سعد) النسوي، وأبي الفهم عبد الرحمن بن أبي العجائز، وأبي طالب
الخضر بن طاوس، وجماعة. روى عنه خلق منهم: العلامة تاج الدين عبد الرحمن، وأخوه،
ورشيد الدين إسماعيل بن المعلم، والبدر بن الخلال، والفخر بن عساكر، وكماد الدين
بن العطار، والنجم عبد العالي الشروطي، والبهاء بن عساكر، والزين إبراهيم بن
الشيرازي. وكان رئيساً عالماً متجملاً، يركب البغلة ويلبس البزة الحسنة. وله تاريخ
على الحوادث فيه الدره والبعرة وأشياء باردة، ولم يظهره الرجل، وإنما هو تعاليق في
جريدة، ويسمى موائمة النسابة. توفي في ثالث جمادى الأولى، وله نظم حسن.
4 (محمد بن أبي جعفر أحمد بن علي)
الإمام المحدث تاج الدين أبو الحسن الفرضي، إمام الكلاسة وابن إمامها. ولد في أول
سنة خمس وسبعين وخمسمائة بدمشق. وحج به أبوه سنة تسع فسمع في أواخر الخامسة من:
عبد المنعم بن عبد الله الفراوي سباعياته الأربعين. ومن: عبد الوهاب ابن سكينة،
وأبي يعلى محمد بن المطهر الفاطمي، وأبي غالب زهير شعرانة بمكة. وسمع بدمشق بعد
ذلك من: أبي سعد بن أبي عصرون، وأحمد بن حمزة بن الموازيني، والفضل بن البانياسي،
ويحيى الثقفي، والتاج محمد بن عبد الرحمن المسعودي، وابن صدقة الحراني، وطائفة
سواهم.
(47/202)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 203
ثم أقبل في آخر عمره على الحديث إقبالاً كلياً، ونسخ الكثير، وقرأ على الشيوخ،
ومشى مع الطلبة. وكان ثقة، خيراً، فاضلاً، صالحاً، محبباً إلى الناس. وروى الكثير.
حدث عنه: الحافظ أبو عبد الله الإشبيلي مع تقدمه، وشرف الدين النابلسي، والشيخ تاج
الدين، وأخوه، وأبو المحاسن بن الحرمي، وأبو عبد الله الدمياطي، والمفتي زين الدين
الفارقي، وأبو علي بن الخلال، والشيخ محمد بن محمد الكنجي، وخلق سواهم. وبالحضور:
العماد بن البالسي، وغيره.) وقد سافر في شبيته إلى اليمن والهند، وتغرب مدةً. توفي
إلى رحمة الله في خامس جمادى الأولى بدمشق. وكانت له جنازة حفلة، وحمل نعشه على
الرؤوس، ودفن بسفح قاسيون عند أبيه.
4 (محمد بن أحمد بن سالم)
4 (بن أبي عبد الله.)
أبو عبد الله المقدسي، المعروف بالبدر، الناسخ. من أهل جبل الصالحية. وكان أبوه من
الصالحين. ولد هذا سنة تسع وسبعين وخمسمائة. وسمع من: يوسف بن معالي، والخشوعي،
وابن طبرزد. روى عنه جماعة. وكان مليح الخط، كريم النفس. توفي في الخامس والعشرين
من رجب.
4 (محمد بن أحمد بن زهير)
الداراني.
(47/203)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 204
سمع بداريا من الحافظ ابن عساكر تاريخ داريا. روى عنه: أبو علي بن الخلال، وأبو
المحاسن بن أبي الحرم بن الحرمي، وجماعة. وبالإجازة: أبو المعالي ابن البالسي،
وغيره.
4 (محمد بن أحمد بن داود)
أبو عبد الله التونسي. قدم مصر، وسمع من البوصيري. وبدمشق من: ابن طبرزد، والكندي.
وتوفي بمصر في ذي الحجة وله سبعون سنة.
4 (محمد بن إبراهيم بن عبد الملك)
أبو عبد الله الأزدي القارحي، الأندلسي، من أهل قيجاطة. قال ابن الزبير: يعرف بابن
القرشية.) قلت: أخذ القراءآت ببلده عن: أبي عبد الله بن يربوع، وقيد عليه كتب العربية
وسمع منه. ثم حج. وسمع بالقاهرة من: أبي عبد الله محمد بن عمر القرطبي، وذكر أنه
لقي علي بن محمد التجيبي فأخذ عنه القراءآت تلاوةً، وكتاب التيسير. وحدثه بذلك عن
المعمر سليمان بن طاهر، عن أبي عمرو الداني. وحدثه أيضاً عن أبي إسحاق المجتقوني،
عن أبي عمرو. قال الأبار: وفي هذا كله نظر. وأخذ بدمشق عن الخشوعي، والقاسم بن
عساكر. ورجع فأخذ القراءآت عن أبي جعفر الحصار.
(47/204)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 205
وأقرأ بمرسية وحدث بيسير. وتوفي في المحرم.
4 (محمد بن تميم بن أحمد)
4 (بن أحمد بن كرم.)
أبو القاسم ابن البندنيجي البغدادي، المعدل. سمع من: يونس، وعبد المنعم بن كليب،
ومحمد بن حيدرة العلوي، وأبا الفتح المندائي. سمع بإفادة أبيه، فإن مولده في حدود
الخمس والثمانين وكان من أعيان البغاددة وكفلائهم. روى عنه: أبو المعالي
الأبرقوهي، وغيره. وكتب عنه: ابن الحاجب، والطلبة. توفي في ذي القعدة.
4 (محمد بن الحسن بن إسماعيل)
4 (بن مظفر بن الفرات.)
الإسكندراني، أبو عبد الله. روى عن: عبد الرحمن بن موقا. حدث عنه: أبو محمد
الدمياطي، وغيره. وكان من عدول الإسكندرية. توفي في صفر، رحمه الله تعالى.
4 (محمد بن سعيد بن أبي البقاء)
)
4 (الموفق بن علي.)
أبو بكر بن الخازن النيسابوري، ثم البغدادي، الصوفي. مسند بغداد.
(47/205)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 206
ولد في صفر سنة ست وخمسين. وسمع: أبا زرعة المقدسي، وأبا بكر أحمد بن المقرب، وشهدة،
وأبا العلاء بن عقيل، وجماعة. روى عنه: مجد الدين عبد الرحمن بن العديم، وفتاه
بيبرس، وعز الدين أحمد الفاروثي، وعلاء الدين علي بن بلبان، ورشيد الدين محمد بن
أبي القاسم، وتقي الدين إبراهيم بن الواسطي، وشمس الدين عبد الرحمن بن الزين،
ومحيي الدين محمد بن النحاس الحنفي، وابن عمه بهاء الدين أيوب، وركن الدين أحمد
الطاووسي، وجمال الدين محمد بن أحمد الشريشي، وتاج الدين علي الغرافي، وخلق سواهم.
وكان صيناً متديناً، حسن السمت. من أعيان الصوفية. كتب عنه الكبار مثل الدبيثي،
وابن النجار. وقد أجاز للبهاء ابن عساكر، وابن الشيرازي، وسعد الدين، والمطعم،
والبجدي، وهدية بنت مؤمن، وبنت الواسطي، وبنت المحب، وخلق. وتوفي في السابع
والعشرين من ذي الحجة ببغداد.
4 (محمد بن شيبان بن ثعلب الصالحي.)
أخو المسند المعمر أحمد. توفي في جمادى الأولى. وما كأنه حدث.
4 (محمد بن عبد الله بن الحافظ عبد الغني)
أخو الإمام الشرف حسن. توفي شاباً في جمادى الأولى.
4 (محمد بن عبد الله بن أبي الفتح)
4 (بن مطيع الدولة)
الدمشقي الحنفي. توفي في شعبان وله ثمانون سنة.
(47/206)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 207
4 (محمد بن القاضي شرف الدين)
)
4 (عبد الله بن زين القضاة عبد الرحمن بن سلطان.)
شرف الدين القرشي. توفي في رمضان بدمشق.
4 (محمد بن البهاء عبد الرحمن بن إبراهيم)
الفقيه تقي الدين، أبو الرضا المقدسي. ولد سنة تسع وسبعين وخمسمائة. وسمع من:
إسماعيل الجنزوي، وعبد الرحمن بن علي الخرقي، والخشوعي، وجماعة. وسفره أبوه مع
الشيخ الضياء وأقاربه إلى مصر فسمع من: البوصيري، والأرتاحي، وجماعة. وسمع ببغداد
من: أبي الفرج بن الجوزي، وأصحاب ابن الحصين. وكان فقيهاً فاضلاً، سليم الباطن،
كثير السكوت. روى عنه: أبو علي بن الخلال، وأبو بكر الدشتي، وجماعة. وتوفي في سلخ
شعبان.
4 (محمد بن عبد الرحمن)
4 (بن عبد الله بن عبد الرحمن بن الجباب.)
العدل ظهير الدين، أبو إبراهيم التميمي، السعدي، الإسكندراني، المالكي. من بيت
رواية وشهرة. ولد سنة خمس وخمسين وخمسمائة.
(47/207)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 208
وسمع من: السلفي، وأبي محمد العثماني، وغيرهما. روى عنه: أبو محمد الدمياطي،
والتقي عبيد الإسعردي، والضياء عيسى السبتي، ونصر الله بن عياش الصالحي، وغيرهم.
وسمع من السلفي كتاب الطبقات لمسلم، والأول من انتخاب السلفي على السراج، ومقطعات
من شعر المتنبي، وجزء الجمال، وغير ذلك. ومات في خامس المحرم.
4 (محمد بن عبد العظيم بن عبد القوي)
الحافظ المتقن، رشيد الدين، أبو بكر بن الحافظ الكبير زكي الدين المنذري.) ولد سنة
ثلاث عشرة وستمائة في رمضان. وسمعه أبوه الكثير من عبد القوي بن الجباب، وأبي طالب
بن حديد، والفخر الفارسي، وأصحاب السلفي. ثم أكب على الطلب بنفسه بعد الثلاثين،
ورحل وسمع بدمشق وحلب. وكان ذكياً فطناً حافظاً. روى عنه: رفيقه الحافظ أبو محمد
الدمياطي. وتوفي إلى رحمة الله شاباً في ذي القعدة. وصبر أبوه واحتسبه.
4 (محمد بن عبد الواحد)
4 (بن أحمد بن عبد الرحمن بن إسماعيل.)
(47/208)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 209
الحافظ الحجة الإمام ضياء الدين، أبو عبد الله السعدي، المقدسي، ثم الدمشقي
الصالحي، صاحب التصانيف النافعة. ولد بالدير المبارك في سنة تسع وستين وخمسمائة.
وسمع من: أبي المعالي بن صابر، ومحمد بن أبي الصقر، وأبي المجد الفضل بن الحسين
البانياسي، وأبي الحسين أحمد بن الموازيني، والخضر بن طاوس، ويحيى الثقفي، وأبي
الفتح عمر بن علي الجويني، وابن صدقة الحراني، وإسماعيل الجنزوي، وخلق. ولزم
الحافظ عبد الغني وتخرج به، وحفظ القرآن، وتفقه. ورحل أولاً إلى مصر سنة خمس
وسبعين، فسمع: أبا القاسم البوصيري، وإسماعيل بن ياسين، والأرتاحي، وبنت سعد
الخير، وعلي بن حمزة، وجماعة. ورحل إلى بغداد بعد موت ابن كليب، فلهذا روى عن
أصحابه، وفاته الأخذ عنه. وقد أجاز له ابن كليب ومن هو أكبر من ابن كليب كشهدة،
والسلفي. فسمع من: المبارك بن المعطوش، وهو أكبر شيخ له ببغداد، وأبي الفرج بن
الجوزي، وعبد الله بن أبي المجد، والبقاء بن حيد، وعبد الله بن أبي الفضل بن
مزروع، وعبد الرحمن بن محمد ابن ملاح الشط، وطائفة من أصحاب
(47/209)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 210
قاضي المرستان، وابن الحصين. وعرض القرآن على عبد الواحد بن سلطان. ثم دخل أصبهان
بعد موت أبي المكارم بن اللبان، وسمع من: أبي جعفر الصيدلاني، وأبي) القاسم عبد
الواجد الصيدلاني، وخلف بن أحمد الفراء، والمفتي أسعد بن محمود العجلي، وأبي الفخر
سعد بن سعيد بن روح، وأسعد بن أحمد الثقفي الضرير، وإدريس ابن محمد الساوالويه،
وزاهر بن أحمد الثقفي، وهو أخو أسعد والمؤيد ابن الأخوة، وعفيفة الفارقانية، وأبي
زرعة عبد الله بن محمد اللفتواني، وخلق سواهم. وبهمذان من: عبد الباقي بن عثمان بن
صالح، وجماعة. ورجع إلى دمشق بعد الستمائة، ثم رحل إلى أصبهان ثانياً فأكثر بها
وتزيد، وحصل شيئاً كثيراً من المسانيد والأجزاء. ورحل منها إلى نيسابور فدخلها
ليلة وفاة منصور الفراوي، فسمع من المؤيد الطوسي، وزينب الشعرية، والقاسم الصفار.
ورحل إلى هراة فأكثر بها عن أبي روح عبد المعز، وجماعة. ورحل إلى مرو فأقام بها
نحواً من سنتين. وأكثر بها عن: أبي المظفر بن السمعاني، وجماعة. وسمع بحلب، وحران،
والموصل. وقدم دمشق بعد خمسة أعوام بعلم كثير وكتب أصول نفيسة فتح الله عليه بها
هبةً ونسخاً وشراءً. وسمع بمكة من أبي الفتوح بن الحصرين وغيره. ورجع ولزم
الاشتغال والنسخ والتصنيف. وسمع في خلال ذلك على الشيخ الموفق وبابته. وأجاز له:
السلفي، وشهدة، وأحمد بن علي بن الناعم، وأحمد بن
(47/210)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 211
يلدرك، وتجني الوهبانية، وابن شاتيل، وعبد الحق اليوسفي، وأخوه عبد الرحيم
اليوسفي، وعيسى الدوشابي، ومحمد بن نسيم العيشوني، ومسلم بن كاتب النحاس، وأبو
شاكر السقلاطوني، وعبد الله بن بري النحوي، وأبو الفتح عبد الله بن أحمد الخرقي،
وخلق كثير. ذكره ابن الحاجب تلميذه فقال: شيخنا أبو عبد الله شيخ وقته، ونسيج وحده
علماً وحفظاً وثقة ودنيا، من العلماء الربانيين، وهو أكبر من أن يدل عليه مثلي.
كان شديد التحري في الرواية، ثقة فيما يرويه، مجتهداً في العبادة، كثير الذكر،
منقطعاً عن الناس، متواضعاً في ذات الله، صحيح الأصول، سهل العارية. ولقد سألت عنه
في رحلتي جماعةً من العارفين بأحوال الرجال، فأطنبوا في حقه ومدحوه بالحفظ والزهد،
حتى إنه لو تكلم في الجرح والتعديل لقبل منه. سألت أبا عبد الله البرزالي عنه
فقال: حافظ ثقة، جبل دين.) وذكره ابن النجار في تاريخه فقال: كتب وحصل الأصول،
وسمعنا بقراءته الكثير. وأقام بهراة ومرو مدةً، وكتب الكتب الكبار بهمة عالية، وجد
واجتهاد، وتحقيق وإتقان. كتبت عنه ببغداد، ودمشق، وبنيسابور. وهو حافظ متقن، ثبت
حجة، عالم بالحديث والرجال. ورع تقي، زاهد، عابد، محتاط في أكل الحلال، مجاهد في
سبيل الله. ولعمري ما رأت عيناي مثله في نزاهته وعفته وحسن طريقته في طلب العلم.
سألته عن مولده فقال: في جمادى الأولى سنة تسع وستين. ورأيت بخطه مولده في سادس
جمادى الآخرة، فالله أعلم. قلت: الثاني هو الصحيح فإنه كذلك أخبر لعمر بن الحاجب.
قلت: سمعت الحافظ أبا الحجاج المزي، وما رأيت مثله، يقول: الشيخ الضياء أعلم
بالحديث والرجال من الحافظ عبد الغني، ولم يكن في وقته مثله. وحكى النجم بن الخباز
عن العز عبد الرحمن بن محمد بن الحافظ قال: ما جاء بعد الدارقطني مثل شيخنا
الضياء.
(47/211)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 212
وقال الشرف أبو المظفر بن النابلسي: ما رأيت مثل شيخنا الضياء.
4 (ذكر تصانيف الضياء)
كتاب الأحكام يعوز قليلاً في نحو عشرين جزءاً.... في ثلاث مجلدات، فضائل الأعمال
في مجلد، الأحاديث المختارة خرج منها تسعين جزءاً، وهي الأحاديث التي تصلح أن يحتج
بها سوى ما في الصحيحين، خرجها من مسموعاته. كتاب فضائل الشام ثلاثة أجزاء، كتاب
فضائل القرآن جزء، كتاب الحجة، كتاب النار، كتاب مناقب أصحاب الحديث، كتاب النهي
عن سب الأصحاب، كتاب سير المقادسة كالحافظ عبد الغني، والشيخ الموفق، والشيخ أبي
عمر، وغيرهم في عدة أجزاء. وله تصانيف كثيرة في أجزاء عديدة لا يحضرني ذكرها. وله
مجاميع ومنتخبات كثيرة. وله كتاب الموافقات في نيف وخمسين جزءاً. وبنى مدرسةً على
باب الجامع المظفري، وأعانه عليها بعض أهل الخير، وجعلها دار حديث، وأن يسمع فيها
جماعة من الصبيان، ووقف بها كتبه وأجزاءه. وفيها وقف الشيخ الموفق، والبهاء عبد
الرحمن، والحافظ عبد الغني، وابن الحاجب، وابن سلام، وابن هامل، والشيخ علي
الموصلي. وقد نهبت في نكبة الصالحية، نوبة غازان، وراح منها شيء كثير. ثم تماثلت)
وتراجع حالها. وفيها، بحمد الله، الآن جملة نافعة للطلبة.
(47/212)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 213
وكان رحمه الله ملازماً لجبل الصالحية، قل أن يدخل البلد أو يحدث. ولا أعلم أحداً
سمع منه بالمدينة، وإن كان فنزر يسير. أخذ عنه جماعة من شيوخه، وروى عنه: الحافظ
أبو عبد الله البرزالي، والحافظ أبو عبد الله بن النجار، وجماعة. ومن شيوخنا: أبو
العباس بن الظاهري، وأبو الفدا إسماعيل بن الفراء، والتقي أحمد بن مؤمن، والشيخ
محمد بن حازم، والشيخ علي بن بقا، والنجم موسى الشقراوي، والنجم إسماعيل بن
الخباز، وداود بن حمزة، ومحمد بن علي ابن الموازيني، وعثمان الحمصي، والشهاب أحمد
الدشتي، وأبو علي بن الخلال، وعيسى بن المطعم، وأبو بكر بن عبد الدائم، ومحمد ابن
خطيب بيت الآبار، وزينب بنت عبد الله ابن الرضي، والقاضي المجد سالم بن أبي
الهيجا، ومحمد بن يوسف الذهبي، ومسند الشام القاضي تقي الدين سليمان فأكثر عنه،
فإني سمعته يقول: سمعت من شيخنا الضياء ألف جزء. وقرأت بخط المحدث محمد بن الحسن بن
سلام قال: محمد بن عبد الواحد شيخنا، ما رأيت مثله في ما اجتمع له. كان مقدماً في
علم الحديث، فكأن هذا العلم قد انتهى إليه وسلم له. ونظر في الفقه وناظر فيه. وجمع
بين فقه الحديث ومعانيه. وشد طرفاً من الأدب وكثيراً من اللغة والتفسير. وكان يحفظ
القرآن واشتغل مدة به، وقرأ بالروايات على مشايخ عديدة، وكان يتلوه تلاوةً عذبة.
وجمع كل هذا مع الورع التام والتقشف الزائد، والتعفف والقناعة والمروءة والعبادة
الكثيرة، وطلق النفس وتجنبها أحوال الدنيا ورعوناتها، والرفق بالغرباء والطلاب،
والانقطاع عن الناس، وطول الروح على الفقير والغريب. وكان محباً لمن يأخذ عنه،
مكرماً لمن يسمع عليه. وكان يحرض على الاشتغال، ويعاون بإعارة الكتب. وكنت أسأله
عن المشكلات فيجيبني أجوبةً شافية عجز عنها المتقدمون، ولم يدرك شأوها المتأخرون.
قرأت عليه الكثير، وما أفادني أحد كإفادته. وكان ينبهني على المهمات من العوالي،
ويأمرني بسماعها، ويكرمني كثيراً.
(47/213)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 214
وقرأت عليه صحيح مسلم.) كانت له أريضة بباب الجامع ورثها من أبيه، وكان يبني فيها
قليلاً قليلاً على قدر طاقته، فيسر بنا كثيراً عنها بهمته وحسن قصده وإجابة دعوته،
ونزل فيها المشتغلون بالفقه والحديث وكان ما يصل إليه من وقف يوصله إليهم ويصرفه
عليهم. ورام بعض الكبار مساعدته ببناء مصنع للماء فأبى ذلك وقال: لا حاجة لنا في
ماله. وكان من صغره إلى كبره موصوفاً بالنسك، مشتغلاً بالعلم. قلت: توفي يوم
الإثنين الثامن والعشرين من جمادى الآخرة، وله أربع وسبعون سنة وأيام، رحمه الله
ورضي عنه.
4 (محمد بن علي بن منصور)
اليمني، شهاب الدين، المقرىء المحدث المعروف بابن الحجازي. أحد تلامذة الشيخ علم
الدين السخاوي. سمع الكثير وكتب الأجزاء. وخطه مليح. وكان من فضلاء الشباب، رحمه
الله. وهو وأبوه من أصحاب السخاوي. توفي في جمادى الآخرة. ورخه أبو شامة.
4 (محمد بن عمر بن عبد الكريم)
الإمام فخر الدين الحميري، الدمشقي، الشافعي المعروف بالفخر ابن المالكي. ولد ظناً
في سنة ثمانين وخمسمائة.
(47/214)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 215
وسمع من: الخشوعي، والقاسم بن عساكر، وحنبل بن عبد الله، وابن طبرزد. وأكثر عن
المتأخرين كأبي محمد بن البن، وزين الأمناء. وعني بالرواية، وكتب الأجزاء والطباق.
وخطه في غاية الحسن، دقيق معلق. صاحب أهل الخير والعلم. وكان ذا جلالة ووقار وزهد
وخير. وكان له بيت بالمنارة الشرقية من جامع دمشق، وخزانة كتب تجاه محراب الصحابة،
وهي التي بيد الشيخ علم الدين الآن. وكان كثير الملازمة لحلقة السخاوي، وروى معه
الكثير. حدث عنه: الشيخ تاج الدين عبد الرحمن، وأخوه، ومجد الدين ابن الحلوانية،
والمحدث محمد بن محمد الكنجي، وأبو علي بن الخلال، وآخرون.
(47/215)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 216
وبالحضور: أبو المعالي بن البالسي، وبالإجازة غير واحد.) وتوفي نصف شعبان. وقيل في
رجب. وكان قد ولي إمامة الكلاسة بعد الشيخ تاج الدين في السنة.
4 (محمد بن عمر بن عبد الله)
4 (بن سعد بن مفلح بن عبد الله.)
المقدسي، الحنبلي، فخر الدين. حدث عن: يحيى الثقفي، وابن صدقة الحراني، والجنزوي،
والخشوعي، وجماعة. وكان صالحاً زاهداً عابداً، صاحب ليل وأوراد، رحمه الله. روى
عنه: الشيخ تاج الدين، وأخوه الشرف الخطيب، والبدر حسن بن الخلال، وجماعة.
وبالحضور: أبو المعالي بن البالسي. ووصفه الضياء فقال: رجل خير ثقة، كثير الذكر.
قلت: ولد سنة أربع وسبعين ظناً، ومات في الرابع والعشرين من ربيع الآخر. وكان
وكيلاً بطاحونة مقرى.
4 (محمد بن المجد عيسى)
1 (بن الشيخ موفق)
أخو الحافظ سيف الدين أحمد. توفي شاباً في جمادى الأولى. وكان قد تفقه وسمع من
جده. وما أظنه حدث.
4 (محمد بن قاسم بن منداس)
أبو عبد الله المغربي البجائي الجزائري. والجزائر من عمل بجاية. ويعرف أيضاً
بالأشيري النحوي. ولد سنة سبع وخمسين وخمسمائة، وأخذ العربية بالجزائر عن: أبي
موسى عيسى الجزولي النحوي، لقيه في سنة ثمانين وخمسمائة. وأخذ عن: أبي محمد بن
عبيد الله، وأبي الحسن نجبة، وعلي بن عتيق. ولقي بقابس أبا القاسم بن مجكان، آخر
الرواة عن أبي عبد الله المازري، فسمع منه. وأقرأ ببلده العربية وروى اليسير. وروى
أيضاً بالإجازة العامة عن السلفي.) قال الأبار: أجازها وتوفي في أول المحرم.
4 (محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن عمر.)
4 (أبو عبد الله المعري الكاتب)
4 (ابن نقاش السكة أخو أحمد.)
سمع: البوصيري، والأرتاحي.
(47/216)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 217
روى عنه: شيخنا الدمياطي. وتوفي في حادي عشر ذي القعدة، قاله الشريف. ثم قال: وقيل
توفي في ذي القعدة من سنة أربع وأربعين.
4 (محمد بن محمود بن الحسن)
4 (بن هبة الله بن محاسن.)
الحافظ الكبير محب الدين، أبو عبد الله بن النجار البغدادي، صاحب التاريخ الكبير.
(47/217)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 218
ولد في ذي القعدة سنة ثمان وسبعين وخمسمائة. وسمع من: عبد المنعم بن كليب، ويحيى
بن بوش، وذاكر بن كامل، والمبارك بن المعطوش، وأبي الفرج بن الجوزي، وأصحاب ابن
الحصين، والقاضي أبي بكر فأكثر. وأول سماعه وله عشر سنين. وأول عنايته بالطب وله
خمس عشرة سنة. وقرأ بنفسه على مثل ابن الجوزي. وتلا بعده كتباً كالمبهج وغيره مرات
على أبي أحمد بن سكينة. وما علمته أقرأ. وله الرحلة الواسعة إلى الشام، ومصر،
والحجاز، وأصبهان، وخراسان، ومرو، وهراة، ونيسابور. ولقي أبا روح الهروي، وعين
الشمس الثقفية، وزينب الشعرية، والمؤيد الطوسي، وداود بن معمر، والحافظ أبا الحسين
علي بن المفضل، وأبا اليمن زيد بن الحسن الكندي، وأبا القاسم بن الحرستاني، فمن
بعدهم. وأكثر في كتب عن أصحاب ابن شاتيل وأصحاب أبي جعفر الصيدلاني. وسمع الكثير
ونسخ، وحصل الأصول والمسانيد، وخرج لنفسه ولغير واحد. وجمع التاريخ الذي ذيل به
على تاريخ بغداد للخطيب، واستدرك فيه على الخطيب فجاء في ثلاثين مجلداً، دل) على
تبحره في هذا الشأن وسعة حفظه. وكان إماماً ثقةً، حجة، مقرئاً، مجوداً، حلو
المحاجة، كيساً، متواضعاً، ظريفاً، صالحاً، خيراً، متنسكاً. أثنى عليه ابن نقطة
والدبيثي، والضياء المقدسي، وهم من صغار شيوخه من حيث السند.
(47/218)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 219
وروى عنه: الجمال محمد بن الصابوني: والعز أحمد بن إبراهيم الفاروثي، والجمال أبو
بكر الوائلي الشريشي، والتاج علي بن أحمد العراقي، والعلاء بن بلبان، والشمس محمد
بن أحمد القزاز، وجماعة. وبالإجازة: القاضيان ابن الخوبي وتقي الدين سليمان،
والحافظ أبو العباس أحمد بن الظاهري، وأبو المعالي بن البالسي. وقال ابن الساعي في
تذييله على ابن الأثير إنه مات في منتصف شعبان، وإنه كان شيخ وقته. وكانت رحلته
سبعاً وعشرين سنة. واشتملت مشيخته على ثلاثة آلاف شيخ سوى النساء. وله كتاب القمر
المنير في المسند الكبير ذكر كل صحابي وما له من الحديث. وصنف كتاب كنز الأنام في
السنن والأحكام، وله كتاب المختلف والمؤتلف ذيل به على ابن ماكولا، وكتاب المتفق
والمفترق على منهاج كتاب الخطيب، وكتاب نسب المحدثين إلى الآباء والبلدان، وكتاب
عواليه، وكتاب معجمه، وكتاب جنة الناظرين في معرفة التابعين، وكتاب الكمال في
معرفة الرجال، وكتاب العقد الفائق في عيون أخبار الدنيا ومحاسن تواريخ الخلائق،
وكتاب ذيل تاريخ بغداد وهو بيضه في ستة عشر مجلداً، وقرأته عليه كله، وكتاب
المستدرك على تاريخ الخطيب، وكتاب الدرة اليتيمة في أخبار المدينة، وكتاب روضة
الأولياء في مسجد إيلياء، وكتاب نزهة الورى في أخبار أم القرى، وكتاب الأزهار في
أنواع الأشعار،
(47/219)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 220
وكتاب سلوة الوحدي، وكتاب غرر الفوائد في ست مجلدات، وكتاب مناقب الشافعي رحمه
الله. وقد أوصى إلي ووقف كتبه بالنظامية، فنفذ إلي الشرابي مائة دينار لتجهيز
جنازته. وكان من محاسن الدنيا. ورثاه جماعة. أخبرنا علي بن أحمد العلوي، أنا محمد
بن محمود بن الحسن الحافظ سنة ثلاث وثلاثين وستمائة: نا عبد المعز بن محمد البزاز.
ح، وأنا أحمد بن هبة الله عن عبد المعز، أنا يوسف بن أيوب الزاهد، أنا أحمد بن علي
الحافظ،) أنا أحمد بن عبد الله الحافظ، أنا حبيب بن الحسن، أنا عبد الله بن أيوب،
أنا أبو نصر التمار، أنا حماد بن علي بن الحكم، عن عطاء، عن أبي هريرة رضي الله
عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كتم علماً علمه الله ألجمه الله
بلجام من نار. أنشدنا أبو المعالي محمد بن علي عن محمد بن محمود ابن النجار أن أبا
بكر عبد الله بن علي الحنفي الفرغاني أنشده لنفسه.
(تحرّفديتكصدق الحديث .......... ولا تحسب الكذب أمراً يسيرا)
(فمن أثمر الصّدق في قوله .......... سيلقى سروراً ويرقى سريرا)
(ومن كان بالكذب مستهتراً .......... سيدعوا ثبوراً ويصلى سعيرا)
توفي ابن النجار، رحمه الله، في خامس شعبان ببغداد.
(47/220)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 221
4 (محمد بن المسلم بن أحمد بن علي)
أبو عبد الله المازني النصيبي، ثم الدمشقي. ولد سنة ثمانين وخمسمائة. وسمع الحديث
وكتب الإجازات. وتوفي في جمادى الأولى.
4 (محمد بن علان)
أبو الفضل الكاتب. توفي ببغداد في شعبان. وكان سريع الكتابة والإنشاء. ذكر أنه كتب
في يوم واحد ستة عشر كراساً. وكان ينشيء الرسالة معكوسة، يبدأ بالحمدلة ويختم
بالبسملة. مات في عشر السبعين.
4 (محمد بن أبي بكر بن سرايا)
أبو عبد الله الحراني المعروف بالمعين المنكر. سمع ببغداد من: أبي الفرج ابن
الجوزي، وغيره. وحدث. وله وقائع عجيبة في إنكار المنكر بحران. وعاش أربعاً وسبعين
سنة. ومات في ربيع الآخر.)
4 (محمد بن الميسي عز الدين)
شاب فاضل من أصحاب السخاوي. توفي في جمادى الأولى.
4 (محاسن بن المحارث)
الحربي. روى عن: عبد الخالق بن البندار. توفي في أول جمادى الآخرة ببغداد.
(47/221)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 222
4 (محاسن بن عبد الملك بن علي بن نجا)
الفقيه العلامة، ضياء الدين التنوخي، الحموي، الحنبلي، نزيل دمشق. تفقه على الشيخ
الموفق وغيره. وسمع الكثير. وحدث عن: أبي طاهر الخشوعي. وأجاز لأبي المعالي بن
البالسي، وطبقته. وكان إماماً صالحاً، قانعاً متعففاً، زاهداً، كبير القدر. ذكره
الحافظ الضياء فقال: كان الضياء محاسن عالماً، نافعاً للخلق. وقال غيره: كان
خبيراً بمذهب أحمد وبغيره من أقوال العلماء، قليل الشر، متواضعاً، خاملاً، ما نافس
أحداً في منصب قط، ولا أكل من وقف. بل كان يتقوت من شكارة تزرع له بحوران. وما أذى
مسلماً قط، ولا تنعم في مأكل ولا ملبس، ولا زاد على ثوب وعمامة صغيرة. وكان صاحب
عبادة وصلاح. تفقه عليه جماعة، ومات في ثالث جمادى الآخرة، رحمه الله.
4 (محمود بن حميد بن حضير)
أبو حميد الداراني. شيخ صالح خير. سمع من الحافظ ابن عساكر. أخذ عنه الشرف أحمد بن
الجوهري، والجمال بن شعيب. وروى عنه: أبو المحاسن بن الخرقي، وأبو علي الخلال،
وأبو المعالي بن البالسي، وغيرهم.)
(47/222)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 223
وقال النجيب الصفار: توفي في شهور سنة اثنين وأربعين.
4 (محمود بن محمد بن يحيى بن بندار)
الفقيه العالم معين الدين أبو الثناء الأرموي، الشافعي، التاجر، جد قاضي القضاة
شهاب الدين محمد بن الخويي لأمه. ولد سنة ثمان وخمسين وخمسمائة، ورحل في التجارة.
وسمع بخوارزم من: محمد بن فضل الله السقالاري، وبدمشق من: العماد محمد بن محمد
الأصبهاني الكاتب. وكان صاحب مال فافتقر وجلس مع الشهود، وحضر المدارس. روى عنه:
البدر بن الخلال، والمجد ابن الحلوانية، وغيرهما. مات في ثامن ربيع الأول.
4 (مدرك بن أحمد بن مدرك بن حسن)
أبو المشكور البهراني، الحموي، المعروف بابن يعيش. ولد بحماة في سنة ستين
وخمسمائة. وروى عن: أبيه. وبالإجازة عن: السلفي. روى عنه: فارس بن برير، وأبو حامد
بن الصابوني، وغيرهما. وروى لي بالإجازة الخطيب موفق الدين محمد بن محمد الحموي.
توفي في سلخ ذي القعدة. وكان فاضلاً ديناً. روى عنه أيضاً مجد الدين العديمي.
وورخه ابن الظاهري سنة اثنتين.
4 (مفضل بن علي بن عبد الواحد)
(47/223)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 224
المحدث الرحال، أبو العز القرشي، الشافعي. ويعرف بابن خطيب القرافة. فقيه صالح
متصون، كثير التحري، وهو من أهل السنة والدين والعدالة. كتب بخطه الكثير. وسمع
بدمشق من: الكندي، وأبي القاسم بن الحرستاني، وجماعة. وبأصبهان: محمد بن محمد بن
الجنيد وبنيسابور من: المؤيد، وزينب الشعرية وبهراة من:) أبي روح. وأجاز له السلفي
ولأخيه. روى عنه: الشيخ تاج الدين عبد الرحمن، وأخوه، والفخر إسماعيل بن عساكر،
والشرف محمد ابن خطيب بيت الأبار، وجماعة. وحضوراً: أبو المعالي بن البالسي. توفي
في ثالث شوال، رحمه الله تعالى.
4 (المنتجب بن أبي العز بن رشيد)
(47/224)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 225
الإمام منتجب الدين أبو يوسف الهمداني، المقرىء، نزيل دمشق، وشيخ الإقراء
بالزنجيلية، ومصنف شروح الشاطبية، وغير ذلك. كان صواماً مقرئاً فاضلاً، رأساً
بالعربية. شرح الشاطبية شرحاً مطولاً مفيداً، وشرح النفس للزمخشري فأجاد. وروى عن:
أبي حفص بن طبرزد، والكندي. وأخذ القراءآت عن أبي الجود غياث بن فارس. سمع منه
الحديث: شرف الدين أحمد بن الجوهري، وأحمد بن محمود الشيباني، وبدر الأتابكي
الخادم. وقرأ عليه الصائن الواسطي الضرير نزيل قونية، وشيخنا النظام محمد بن عبد
الكريم التبريزي، وغيرهما. وكان سوقه كاسداً مع وجود السخاوي. توفي في ثالث عشر
ربيع الأول. وقال الإمام أبو شامة: في سادس ربيع الأول توفي المنتجب الهمداني،
وكان مقرئاً مجوداً. قرأ على أبي الجود والكندي، وانتفع بشيخنا أبي الحسن
(47/225)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 226
السخاوي في معرفة قصيد الشاطبي، ثم تعاطى شرح القصيد فخاض، ثم عجز عن سباحته، وجحد
حق تعليم شيخنا له وإفادته له، والله يعفو عنا وعنه. سمعت الإمام التبريزي يقول:
قرأت القرآن بأربع روايات على المنتجب، فكنت أقرأ عليه خفيةً من شيخنا علم الدين،
لأن من كان يقرأ على السخاوي لا يجسر أن يقرأ على المنتجب، فتكلم في بعض الطلبة
عند السخاوي، فقال الشيخ: هذا ما هو مثل غيره. هذا يقرأ ويروح وما يكثر أصولاً.
وسامحني الشيخ علم الدين دون غيري.)
4 (منصور بن أبي الفتح)
4 (أحمد بن أبي غالب محمد بن محمد بن محمد بن الحسن بن السكن.)
أبو غالب البغدادي، المراتبي، الخلال، المعروف بابن المعوج. ولد سنة خمس وخمسين
وخمسمائة. وسمع من: أبيه، ومحمد بن إسحاق الضياء، وأبي محمد بن الخشاب النحوي،
وأبي طالب المبارك بن خضير، وعبيد الله بن شاتيل. وكان شيخاً جليلاً ديناً،
أميناً، عالي الرواية، سمع الناس منه. وروى عنه: مجد الدين العديمي. وأجاز لجماعة
منهم: الفخر إسماعيل بن عساكر، وأبو معان محمد بن البالسي، ومحمد بن يوسف الذهبي،
وفاطمة بنت سليمان، والقاضي تقي الدين سليمان، وعيسى المطعم، وسعد بن محمد، وأبو
بكر بن عبد الدائم، وفاطمة بنت جوهر، وأحمد بن الشحنة، وأبو نصر بن الشيرازي،
والنجدي، وبنت الواسطي. وتوفي في ثاني عشر جمادى الآخرة ببغداد، ويومئذ مات
السخاوي أيضاً.
(47/226)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 227
4 (منصور بن محمد بن سعيد بن جحدر)
المصري. توفي بمصر في ذي القعدة. روى عن أبي يعقوب بن الطفيل.
4 (موسى بن محمد بن خلف بن راجح)
الشيخ صلاح الدين أبو الفتوح ابن الإمام شهاب الدين المقدسي الحنبلي. ولد في صفر
سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة. وكان صالحاً، زاهداً، فقيراً، ديناً، عاقلاً، أديباً،
شاعراً، بديع الخط، كثير الفضائل. روى عن: يوسف بن معالي، وبركات الخشوعي، ومحمود
بن عبد المنعم، وجماعة. وسمع بواسط من: أبي الفتح المندائي. وببغداد من أصحاب قاضي
المرستان. وكان كثير الأسفار، كريم النفس، حلو المحاضرة. له أصحاب وأتباع يحبونه
ويقتدون به. روى عنه: الحافظ زكي الدين البرزالي، والمجد ابن الحلوانية، والشيخ
تاج الدين، وأخوه،) والشيخ محمد بن جوهر التلعفري، والفخر إسماعيل بن عساكر،
والشيخ محمد بن محمد الكنجي. وقد كان صحب الشيخ علي القريثي، والشيخ عبد الله بن
عبد العزيز، وأظنه صحب الشيخ عبد الله اليونيني. وحكى العز عمر بن أحمد الشروطي عن
أبيه أنه رأى في المنام الصلاح موسى وقائلاً يقول: يا جان أرض عن موسى حتى نرضى
عنك فهو أقرب إلينا من حبل الوريد. فكان بعد يخضع له.
(47/227)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 228
ومن شعره:
(لمن هذه الأنام في الرّوض ترتع .......... يشوقك مرأى منهنّ ومسمع)
(وألحان أطيارٍ عل الأيك أفصحت .......... فاشمت فؤاداً بالصّبابة مولع)
(أيا من حوى كلّ الملاحة وجهه .......... ومن جمعت فيه المحاسن أجمع)
(أما آن تحنو على ذب صبابةٍ .......... حليفٍ ضنى أحشاؤه تتقطّع)
وقرأت بخط البهاء عبد الرحمن بن إبراهيم في مشيخته: أنشدني الزاهر العارف أبو عيسى
بن موسى بن المقدسي لنفسه:
(يا غافلاً عن رشده متعامي .......... متورّطاً في ورطة الأيّام)
(أحسبت أنّ الفقر لبس عباءةٍ .......... أو كشف رأسٍ وحفا أقدام)
(الفقر في كلّ حظّ نفسك والهوى ...................... الإسلام)
توفي في السابع والعشرين من جمادى الآخرة. وكان ذا همة وعزم. مضى واشترى أسرى من
الفرنج. وقد حبسه الملك الصالح نجم الدين مدةً بمصر.
4 (موسى بن يونس بن قسيم)
العزيزي الواعظ. كتب عنه النجيب بن شبيب... وقال: مات في رمضان وقد جاوز التسعين.
وعمر.
4 (مؤمنة بنت عبد الدائم بن نعمة)
المقدسية أخت شهاب الدين أحمد.) لها إجازة. روت شيئاً، وماتت في جمادى الأولى.
(47/228)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 229
4 (حرف النون)
4 (الناصح الفارسي)
الأمير الكبير مقدم الجيوش الحلبية. جاء بالعسكر نجدةً لصاحب مصر فمات بدمشق وحمل
إلى حلب. وكان فاسقاً يشرب الخمر.
4 (الن.... أخت مؤمنة بنت عبد الدائم بن نعمة المقدسي.)
روت بالإجازة أيضاً. وماتت في جمادى الآخرة.
4 (نبا بن أبي المكارم بن هجام)
نجم الدين أبو الثبان الطرابلسي، ثم المصري، الحنفي، الفقيه. سمع من: عبد الله بن
بركة، وإسماعيل بن قاسم الزيات، ومحمد بن عبد الرحمن المسعودي، وجماعة. وولد بعد
الستين بقليل. روى عنه: الحافظان المنذري والدمياطي، وأبو المعالي الأبرقوهي، وأبو
حامد ابن الصابوني، وجماعة. وكان من فقهاء مدرسة السيرميين.
(47/229)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 230
مات في نصف جمادى الآخرة.
4 (نجم الدين القيمري)
أحد أمراء دمشق الموصوفين بالشجاعة والديانة. توفي في شوال.
4 (نصر الله بن أحمد)
4 (بن نجم بن عبد الوهاب ابن الحنبلي.)
أبو الفتح.) ولد سنة سبع وسبعين وخمسمائة. وسمع من: الخشوعي. وأجاز له يحيى
الثقفي. روى عنه: ابن الحلوانية، والشيخ تاج الدين، وأبو علي بن الخلال، والفخر
ابن عساكر، والشرف محمد ابن خطيب بيت الآبار، وجماعة. وتوفي في أواخر رمضان.
4 (نصر بن أحمد أبو المظفر)
4 (بن الشيخ عبد الرحمن بن علي بن المسلم ابن الخرقي.)
الدمشقي أبو المظفر. توفي في جمادى الأولى. كتب من الإجازات وحدث.
4 (نصر بن أبي السعود)
4 (بن المظفر بن الخضر بن بطة.)
(47/230)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 231
الفقيه أبو القاسم الأبرقوهي، البغدادي، الضرير، الحنبلي. حدث عن: أبي الفتح بن
شاتيل، وابن كليب. وتوفي في جمادى الآخرة ببغداد. وكان فقيهاً، إماماً، مفتياً،
مناظراً، أديباً، نحوياً، بارعاً في الخلاف والفقه. روى لنا عنه بالإجازة أبو
المعالي الأبرقوهي. وعاش إحدى وثمانين سنة. وأجاز أيضاً لمطعم، ولسعد، والنجدي،
وبنت مؤمن.
4 (حرف الياء)
4 (يحيى بن عبد الرزاق)
4 (بن يحيى بن عمر بن كامل.)
الخطيب العدل جمال الدين، أبو زكريا الزبيدي، المقدسي، خطيب عقربا وابن خطيبها.
ولد سنة تسع وستين وخمسمائة. وسمع: المعالي بن صابر، ويحيى الثقفي، وأسامة بن
منقذ.) روى عنه: حفيداه علي وعمر ابنا إبراهيم، ومحمد بن داود ابن خطيب بيت
الآبار، وأبو علي بن الخلال، والمجد ابن الحلوانية. وتوفي في ثامن عشر محرم. قال
عمر بن الحاجب: كان يتهم في شهادته.
(47/231)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 232
4 (يحيى بن علي بن علي بن عنان)
أبو بكر بن البقال البغدادي، الغنوي، الفرضي. سمع الكثير من ابن شاتيل، وغيره.
وعاش نيفاً وسبعين سنة. يعقوب بن محمد بن علي بن محمد بن شهاب الدين. أبو يوسف ابن
المجاور الشيباني، الوزير الصاحب. ولد سنة ثمان وستين وخمسمائة. وسمع من: أبي
المجد الفضل بن الحسين ابن البانياسي وأجاز له الحافظ أبو العلاء الهمذاني، ومحمد
بن سلمان الهمذاني. روى عنه: ابن الحلوانية، والشهاب القوصي، والشرف أحمد بن
عساكر، وابن عمه الفخر إسماعيل، وابن عمهما الشرف عبد المنعم، وابن عمهم البهاء
أبو محمد الطيب، وأبو علي بن الخلال، ومحمد بن يوسف الذهبي، وأبو نصر محمد بن محمد
بن الشيرازي. وبالحضور: أبو المعال بن البالسي، وغيره. وكان رأساً محتشماً، ذا عقل
وديانة وسؤدد. وزر للملك الأشرف
(47/232)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 233
موسى، ووزر خاله أبو الفتح يوسف بن الحسين ابن المحاور للملك العزيز عثمان بن صلاح
الدين. وتوفي في ثامن ربيع الأول بدمشق.
4 (يعيش بن علي بن يعيش)
4 (بن أبي السرايا محمد بن علي بن المفضل بن عبد الكريم بن محمد بن يحيى بن حيان
ابن)
القاضي بشر بن حيان الأسدي. العلامة الموفق الدين أبو البقاء الأسدي الموصلي
الأصل، الحلبي، النحوي. ولد بحلب في سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة في رمضان.) وسمع بها
من: القاضي أبي سعد بن أبي عصرون، ويحيى الثقفي، وأبي الحسن أحمد بن محمد بن
الطرسوسي. ورحل فسمع بالموصل من الخطيب أبي الفضل الطوسي مشيخته وغير ذلك.
(47/233)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 234
وكان يعرف بابن الصائغ. وكان من كبار أئمة العربية. تخرج به أهل حلب، وطال عمره
وشاع ذكره. وأخذ النحو عن أبي السخاء الحلبي وأبي العباس المغربي، وليسا
بالمشهورين. وقدم دمشق فجالس الكندي. وسأل عن قول الحريري في المقامة العاشرة:
(حتّى إذا لألأ الأُفق ذنب سرحان .......... وآن انبلاج الفجر وحان)
فتوقف وقال: علمت قصدك، وأنك أردت إعلامي بمكانتك من النحو. والمسألة أن يرفع
الأفق وينصب ذنب وبالعكس أحسن وأصح. ويجوز رفع ذنب على البدل. وقيل بنصبهما. وذكر
ابن خلكان أنه قرأ عليه سنة ست وبعض سنة سبع وعشرين معظم اللمع لابن جني. وقال:
حضرته وقد شرح هذا البيت، فطول وأوضح، والشخص الذي يشرح له ساكت، منصت إلى الآخر
ثم قال: يا سيدي، وأيش في المليحة ما يشبه الظبية قال: فروتها وذنبها. فضحك
الجماعة وخجل الرجل. والبيت:
(يا ظبية الورى بين حلاحل .......... وبين النقاء آأنت أم أُمّ سالم)
(47/234)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 235
روى عنه: الصاحب كمال الدين ابن العديم، وابنه مجد الدين، وابن الحلوانية، وابن
هابيل، وبهاء الدين أيوب بن النحاس، وأخوه أبو الفضل إسحاق، وبشير القضاعي،
والحافظ أبو العباس بن الطاهري، وأبو بكر أحمد الدشتي وهو آخر من حدث عنه، وعبد
الملك ابن العفيفة القصار. وكان ظريفاً مطبوعاً، خفيف الروح، طيب المزاج مع سكينة
ورزانة. وله نوادر كثيرة. وكان طويل الروح حسن التصرف، وعامته فضيلاً. حدث تلامذته
أنه أقرأ العربية والتصرف مدةً طويلة. وكان يعرف قديماً بابن الصائغ. شرح المفصل
للزمخشري، والتصريف لأبي الفتح بن جني. وتوفي في الخامس والعشرين من جمادى الأولى
بحلب، وله تسعون سنة.)
4 (يوسف بن إبراهيم بن يوسف)
الفقيه الإمام زين الدين، أبو الحجاج الكردي، الحصكفي، الشافعي. ولد بحصن كيفا سنة
سبع وسبعين. ودخل بغداد. وسمع من: عبد العزيز بن الخضر، وابن سينا، والعلامة يحيى
بن الربيع. وكانت له بدمشق حلقة للاشتغال والتدريس. روى عنه: الشيخ زين الدين
الفارقي، وأبو علي بن الخلال، والبدر أحمد بن الصواف، ومحمد بن أحمد بن الكركية،
وجماعة سواهم. وتوفي في سادس عشر جمادى الآخرة.
4 (يوسف بن عبد السيد)
4 (بن يوسف بن إبراهيم.)
الأنصاري، الدمشقي، الكتاني. روى عن: الخشوعي. روى عنه: ابن الحلوانية، ومحمد بن
محمد الكنجي، والخطيب شرف الدين الفزاري، وغيرهم.
(47/235)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 236
ورخه ابن الشقيشقة.
4 (يوسف بن محمد بن يوسف)
4 (بن محمد بن أبي بداس.)
المقرىء الفقيه أبو محمد ابن الحافظ زكي الدين البرزالي، الإشبيلي، ثم الدمشقي،
الشاهد. سمعه والده الكثير من أبي القاسم بن صصرى، وزين الأمناء، وأبي عبد الله بن
الزبيدي، وخلق. ومات ولم يحدث، فإنه مات شاباً وله إحدى وعشرون سنة أو نحوها، وخلف
ولده العدل بهاء الدين أبا الفضل وله خمس سنين فكفله جده لأمه الشيخ علم الدين أبو
محمد القاسم الأندلسي. توفي في جمادى الآخرة.
4 (يوسف بن يونس بن جعفر بن بركة)
أبو الحجاج البغدادي المقرىء، سبط ابن مدح البغدادي. ولد ببغداد سنة ثمان وستين
وخمسمائة.) وسمع من: عبد الخالق بن عبد الوهاب الصابوني، ويحيى بن بوش. وبدمشق من:
الخشوعي. وسكن دمشق وقرأ القراءآت على التاج الكندي، ولقن بالجامع مدة. روى عنه:
الحافظ زكي الدين البرزالي مع تقدمه، والمجد ابن الحلوانية، ومحمد بن محمد الكنجي
الصوفي، وأبو علي بن الخلال، ومحمد بن يوسف الذهبي، ومحمد ابن خطيب بيت الآبار.
وبالحضور أبو المعالي البالسي، وغيره. وتوفي في تاسع جمادى الآخرة بدمشق.
(47/236)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 237
4 (يوسف بن أبي الغنائم بن أبي بكر)
أبو الفتح ابن المقرىء بالألحان. كان شيخاً معمراً. سمع ببغداد من يحيى بن بوش.
ومات بحلب في رابع جمادى الأولى.
4 (الكنى)
4 (أبو بكر بن أحمد بن عمر)
البغدادي، الزاهد، إمام مسجد حارة الحطب بدمشق. صاحب عبادة ومجاهدة. سمع بمصر من:
أبي الفتح محمود بن أحمد الصابوني. وبدمشق من: إسماعيل الجنزوي، والكندي. قال عمر
بن الحاجب: سألت شيخنا الضياء عنه فقال: بلغني أنه جاور بمكة سنة قرأ فيها ألف
ختمة. قلت: روى عنه: أبو حامد بن الصابوني، وغيره. وكان يعرف بالمراوحي. وروى لنا
عنه بالإجازة أبو المعالي بن البالسي، وغيره. ومات في نصف جمادى الآخرة.
4 (أبو بكر بن أحمد بن محمد)
) الدمشقي، الحنبلي، الخباز. ولد سنة خمس وخمسين وخمسمائة. شيخ حسن السمت من أهل
العقيبة، يعرف بالقاضي. روى عنه: يوسف بن معالي. أخذ عنه: المجد ابن الحلوانية،
والشهاب أحمد بن الخرزي.
(47/237)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 238
وروى لنا عنه بالإجازة ابن البالسي. ومات في رابع ربيع الآخر.
4 (أبو عبد الله بن أحمد بن أبي بكر)
الدمشقي النجار. أحمد من أجاز ابن البالسي. ومات في شعبان. ورخه النجيب الصفار.
4 (أبو القاسم بن صديق بن سالم)
الأنصاري الدمشقي. أجاز لابن البالسي. وتوفي في رجب. ضبطه النجيب أيضاً.
4 (صاحب الروم ابن علاء الدين كيقباذ)
صاحب الروم. قال أبو المظفر بن الجوزي: كان شاباً لعاباً، صانع التتار والتزم لهم
كل يوم بألف دينار. اعلم أنني لم أترك في هذه السنة أحداً بلغني موته من الناس
فلهذا أثبت فيها خلقاً مجهولين دون غيرها من السنين.
(47/238)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 239
وفيها ولد: القاضي شرف الدين منيف بن سليمان السلمي بزرع في صفر وتاج الدين أحمد
بن إدريس بن مرير بحماة في رجب وأبو معالي أحمد بن تاج الدين علي بن القسطلاني
خطيب مصر وناصر الدين بن أيبك الشبلي المحدث بالقاهرة) وركن الدين عبد الله بن علي
الخالدي الشافعي في صفر باليمن، سمع من ابن السبط وأحمد بن عثمان بن الشيرازي
ببعلبك.
(47/239)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 240
1 (سنة أربع وأربعين وستمائة)
4 (حرف الألف)
4 (أحمد بن عبد الرحمن)
1 (بن حسين بن عبد العزيز.)
أبو العباس الكروكي، التيمي، الإسكندراني، المؤدب، المحدث. روى عن: ابن موقا،
وغيره. وعنه: الدمياطي.
4 (أحمد بن علي بن معقل)
أبو العباس المهلبي الحمصي، العز، الأديب. ولد سنة سبع وستين وخمسمائة، ورحل إلى
العراق. وأخذ الرفض بالحلة عن جماعة، والنحو ببغداد عن أبي البقاء العكبري والوجيه
الواسطي. وبدمشق عن: أبي اليمن الكندي. حتى برع في العربية والعروض، وصنف فيهما.
وقال الشعر الرائق العذب.
(47/240)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 241
وقد نظم الإيضاح والتكملة فأجاد. وقدم الكتاب للملك المعظم فأجازه بثلاثين دينار
وخلعة. وكان أحول قصيراً. وافر العقل، غالياً في التشيع، ديناً متزهداً. وقد حكم
له التاج الكندي بأن الكتاب المذكور أعلق بالأفكار وأثبت في القلوب من لفظ أبي علي
الفارسي. واتصل سنة بضع عشرة بالملك الأمجد صاحب بعلبك، ونفق عليه، وأقام عنده.
وقدر له جامكية. وعاش به رافضة تلك الناحية وأخذوا عنه. وله ديوان شعر مختص بأهل
البيت فيه التنقيص بالصحابة. ومن شعره:
(أما والعيون النّجل خلقة صادقٍ .......... لقد بيّض التّفريق سود المفارق)
(وجرّعني كأساً من الموت أحمرا .......... غداة غدت بالبيض حمر الأيانق)
)
(حملن بدوراً في ظلام ذوائبٍ .......... تضلّ ولا يهدى بها قلب عاشق)
(أشرن لتوديعي حذار مراقبٍ .......... بقضبان درٍّ قُمّعت بعقائق)
(فلم أر آراماً سواهنّ كنَّساً .......... على فرشٍ موشيّةٍ ونمارق)
(وبكى فؤادي جازعٌ خافقٌ وقد .......... أرقت لبرقٍ من حمى الجزع خافق)
(وظبي من الأتراك أرهق مهجتي .......... هواه ولم يستوف سنّ المراهق)
(غدا قدّه غصناً رطيباً لعاطفٍ .......... وطلعته بدراً منيراً لرامق)
وله:
(ما لي أزوّر شيبي بالسّواد وما .......... من تعانى الزّور في فعلٍ ولا كلم)
(إذا بدر سرّ شيبٍ في عذار فتى .......... فليس يكتم بالحنّاء والكتم)
(47/241)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 242
توفي ابن معقل بدمشق في الخامس والعشرين من ربيع الأول.
4 (أحمد بن علي)
أبو العباس المالقي، المقرىء المجود. أخذ القراءآت عن: أبي جعفر أحمد بن علي
الحصار ببلنسية. ومات فجأة في رجب.
4 (إبراهيم بن عبد العزيز)
4 (بن عبد الجبار.)
الحكيم البارع سعد الدين السلمي، الدمشقي، الطبيب. خدم الملك الأشرف. وكان على خير
ودين. ومات في سادس جمادى الأولى. وكان مع تقدمه في الطب عالماً بالفقه على مذهب
الشافعي. وهو الذي تولى عمارة الجوزية بدمشق. وعاش إحدى وستين سنة. وكان أبوه
الموفق طبيب الملك العادل. وكان سعد الدين مجلس عام للإشتغال في الطب. وللصدر
البكري فيه:
(حكيمٌ لطيفٌ من لطافة وصفه .......... يودّ المعافى السّقم حتّى يعوده)
4 (إبراهيم السلطان الملك المنصور ناصر الدين)
(47/242)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 243
صاحب حماة، ابن الملك المجاهد أسد الدين شيركوه صاحب حمص، ابن الأمير ناصر الدين)
محمد ابن الملك المنصور أسد الدين شيركوه بن شاذي بن مروان. توفي عقيب كسرته
للخوارزمية في صفر، وكانت وفاته بدمشق بالنيرب بالدهشة، وحمل إلى حمص. وكان سلطنته
ست سنين ونصف. وتملك بعده ابنه الأشرف موسى وله يومئذ سبع عشرة سنة. وهو الذي كسر
التتار على حمص في سنة تسع وخمسين. وكان الملك المنصور بطلاً شجاعاً ن عالي الهمة،
وافر الهيبة، له أثر عظيم في هزيمة جلال الدين خوارزم شاه وعسكره مع الأشرف سنة
سبع وعشرين وستمائة. فإن والده سيره نجدةً للأشرف. ثم كسر الخوارزمية بالشرق مرتين
وأضعف ركنهم، لا سيما في سنة أربعين، فإنه سار بجيش حلب. إلى آمد، واجتمع بعسكر
الروم، فصادف إغارة التتار على خرت برت، فخافهم فساق، وقصد الخوارزمية وهم مع
الملك المظفر شهاب الدين غازي، ومعه خلق لا يحصون من التركمان، حتى قيل إن مقدمهم
قال لغازي: أنا أكسر الحلبيين بالجوانبة الذين معي، وكان عدتهم فيما قبل سبعين ألف
جوبان سوى الخيالة منهم. فالتقاهم صاحب حمص في صفر من سنة أربعين، فانكسر غازي
والخوارزمية وانهزموا، ووقع الحلبيون في النهب في الخيم والخركاوات، فحازوا جميع
ما في معسكر غازي، وأخذوا النساء الخوارزميات والتركمانيات. ونزل صاحب حمص في خيمة
غازي، واستولى على خزائنه. وغنم الحلبيون ما لا يحصى ولا يحد ولا يوصف. وبيعت
الأغنام بأبخس الأثمان.
(47/243)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 244
ثم إن صاحب حمص صالح الصالح نجم الدين وصفا له. وستر الخوارزمية الكسرة العظمى
بعيون القصب. وكان محسناً إلى رعيته، سمحاً حليماً بخلاف أبيه. ثم إنه قدم دمشق في
آخر أيامه فبالغ في خدمته الأمير حسام الدين بن أبي علي نائب الصالح. وكان قد بدأ
به مرض السل فقوي به حتى خارت قواه، ومات رحمه الله تعالى.
4 (إبراهيم بن علي بن عبد الله بن ياسين)
العسقلاني، العدل جمال الدين الدمشقي، ويعرف بابن البلان. سمع العلم لأبي خيثمة
ببغداد من علي بن محمد بن علي الموصلي. روى عنه: محمد بن محمد الكنجي، والفخر
إسماعيل بن عساكر، وكيدر أحمد بن الصواف،) ومحمد ابن خطيب بيت الآبار. روى عنه
حضوراً العماد بن البالسي. ومات في ربيع الآخر.
4 (إبراهيم بن يحيى)
4 (بن الفضل بن البانياسي)
كمال الدين أبو إسحاق الحميري، الدمشقي. ولد سنة إحدى وثمانين وخمسمائة. وسمع من:
الخشوعي، والقاسم بن عساكر، ومنصور الطبري، وحفظ كتاب التنبيه على الشيخ عيسى
الضرير، وعلى القاضي محيي الدين محمد بن الزكي.
(47/244)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 245
وولي نظر جامع دمشق ونظر المارستان، كلاهما معاً. وكان أميناً، كافياً، رئيساً،
نبيلاً. قال عمر بن الحاجب: سألته عن نسبتهم إلى بانياس فقال: كان لنا جد يرمي
بالبندق، فصرع الطير ودعي لصاحب دمشق. قال: فأعطاه بانياس إقطاعاً، فكان يخزن رزها
حتى يطلب وكان الباعة يقولون: عليكم بالبانياسي، فعرف بذلك. قلت: روى عنه الشيخ
تاج الدين، وأخوه، وعمر ابن خطيب عقربا الجندي، ومحمد ابن خطيب بيت الآبار.
وبالإجازة أبو المعالي بن البالسي، والقاضي الحنبلي، وجماعة. ومات في صفر.
4 (إسماعيل بن جهبل)
الفقيه الإمام تاج الدين، أبو الفضل الحلبي، الشافعي. كان فقيهاً بصيراً بالمذهب،
ديناً خيراً صالحاً، كريم النفس، سليم الصدر. توفي بحلب. قاله أبو شامة.
4 (إسماعيل بن علي بن محمد)
الكوراني، الزاهد، المقيم بمقصورة الحنفية من الجامع. كان زاهداً عابداً، أماراً
بالمعروف، كبير القدر. وكان يغلظ للملوك وينصحهم وينكر عليهم، ولا) يقبل صلتهم.
سمع بحلب من: أبي الحسن أحد بن محمد بن الطرسوسي.
(47/245)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 246
وحدث. وتوفي بدمشق في ثامن عشر شعبان، ودفن بمقابر الصوفية، وشيعه خلق.
4 (حرف الباء)
4 (بدر العلائي)
من الخدام الأشرفية الأعيان. سمع كثيراً من الحديث، وما أظنه حدث. وتوفي في جمادى
الآخرة، رحمه الله تعالى.
4 (بركة خان)
الخوارزمي. من ملوك الخوارزمية الأربعة. وكان هو أجلهم وأميرهم. وكان مائلاً إلى
الخير في الجملة، والرفق بالناس. وكان الملك الصالح نجم الدين أيوب قد صاهره وأحسن
إليه، ثم خرج على الصالح وأعان وصار من حزب الملك الصالح إسماعيل، فانتدب لحربهم
الملك المنصور صاحب حمص، وشمس الدين لؤلؤ نائب السلطنة بحلب والتركمان، والتقى
الجمعان على بحيرة حمص، فقتل في المعركة بركة خان في ثامن المحرم من السنة، وحمل
رأسه إلى حلب. ولم يقم للخوارزمية بعده قائمة. فإن في العام الماضي مات من رؤوسهم
بردى خان وصاروخان.
(47/246)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 247
4 (حرف الحاء)
4 (الحسن بن عدي بن أبي البركات)
4 (بن صخر بن مسافر بن إسماعيل.)
المقلب بتاج الدين، العارف شمس الدين، أبو محمد شيخ الأكراد. وجده أبو البركات هو
أخو الشيخ عدي، رحمه الله عليه. وكان الحسن هذا من رجال العالم رأياً ودهاء، وله
فضل وأدب وشعر جيد وتصانيف في التصوف. وله أتباع ومريدون يتغالون فيه. وبينه وبين
الشيخ عدي من الفرق ما بين القدم والفرق.) وبلغ من تعظيم العدوية له فيما حدثني
أبو محمد الحسن بن أحمد الإربلي قال: قدم واعظ على الشيخ حسن هذا فوعظ حتى رق حسن
وبكى وغشي عليه، فوثب بعض الأكراد على الواعظ فذبحوه. ثم أفاق الشيخ حسن فرآه
يتخبط في دمه فقال: ما هذا فقالوا: والا أيش هذا من الكلاب حتى يبكي سيدي الشيخ
فسكت حفظاً لدسته وحرمته. قلت: وقد خاف منه الملك بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل،
وعمل عليه حتى قبض عليه وحبسه، ثم خنقه بوتر بقلعة الموصل خوفاً من الأكراد، لأنهم
كانوا يشنون الغارات على بلاده، فخشي لا يأمرهم بأذى وإشارة فيخربون بلاد الموصل
لشدة طاعتهم له. وفي الأكراد طوائف إلى الآن يعتقدون أن الشيخ حسن لا بد أن يرجع،
(47/247)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 248
وقد تجمعت عندهم زكوات ونذور ينتظرون خروجه، وما يعتقدون أنه قتل. ورأيت له كتاباً
فيه عشرة أبواب، أحد الأبواب إثبات رؤية الله تعالى عياناً، وأن غير واحد من
الأولياء رأى الله تعالى عياناً واستدل على ذلك، فنعوذ بالله من الخذلان والضلال.
ومن تصانيفه: كتاب محك الايمان، وكتاب الجلوة الأرباب الخلوة، وكتاب هداية
الأصحاب. وله ديوان شعر فيه أشياء من الاتحاد، فمن ذلك:
(وقد عصيت اللّواحي في محبّتها .......... وقلت كفّوا فهتك السرّ أليق بي)
(في عشق غانيةٍ في طرفها حورٌ .......... في ثغرها شنبٌ ويلي من الشّنب)
(فتنت عنّي بها يا صاح إذا برزت .......... وغبت إذا حضرت حقّاً ولم تغب)
(وصرت فرداً بلا ثانٍ أقوم به .......... وأصبح الكلّ والأكوان تفخر بي)
(وكلّ معناي معناها وصورتها .......... كصورتي وهي تدعى ابنتي وأبي)
وله دوبيت:
(الحكمة أن تشرب في الحانات .......... خمراً قرنت بسائر اللّذّات)
(من كفّ مهفهفٍ متى ما تُليت .......... آيات صفاته بدت في ذاتي)
وللحافظ شمس الدين الذهبي مؤلف هذا التاريخ، فإنه كتب ولكاتبه كان وكان.
(أمرد وقحبة وقهوة أوراد أرباب القوى .......... هذي طريق الجنّة أين طريق النّار)
ولحسن بن عدي المترجم من أُرجوزة:
(وشاهدت عيناي أمراً هائلاً .......... جلّ بأن ترى له مماثلاً)
)
(47/248)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 249
(فغبت عند ذاك عن وجودي .......... لمّا تجلّى الحقّ في شهودي)
(وعاينت عيناي ذات الباري .......... من غير شكٍّ ولا تماري)
(فكنت من ربيّ لا محاله .......... كقاب قوسين وأدنى حاله)
كذب وفجر قاتله الله أنى يؤفك. وله:
(سطا وله في مذهب الحبّ أن يسطو .......... مليحٌ له في كلّ جارحة قسط)
(ومن فوق صحن الخدّ للنّقط عارية .......... يُدلّ على ما يفعل الشّكل والنّقط)
وأقول: لا يكمل للرجل إيمائه حتى يبرأ من الحلولية والاتحادية الذين يقولون إن
الله سبحانه وتعالى حل في الصور واتحدت، وأنه بذوات البشر. وعاش الشيخ حسن هذا
ثلاثاً وخمسين سنة.
(47/249)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 250
4 (حماد بن حامد بن أحمد)
أبو البركات العرضي. رحل وسمع من: المؤيد الطوسي، وزينب الشعرية. وحدث بسنجار.
وبها توفي في هذه السنة.
4 (الحسن بن ناصر بن علي)
(47/250)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 251
الحضرمي، المهدوي، أبو علي. سمع من: عبد المجيد بن دليل. روى عنه: الدمياطي. وعاش
تسعين سنة. توفي في ربيع الأول بالإسكندرية.
4 (حرف الدال)
4 (داود بن موسك بن جكوب موسك)
الأمير الكبير عماد الدين. توفي في شعبان أو في رجب.) كان في حبس الناصر بالكرك
فمرض فأخرجه، وقد خرج في عنقه خراج فبطوه بغير اختباره فمات. وكان، رحمه الله، ذا
فتوة ومروءة، كم أغاث ملهوفاً وأعان مكروباً، فرحمه الله وسامحه. وكانت له رئاسة،
وله نفس شريفة. اتهمه الناصر بالمسير إلى صاحب مصر فسجنه. وهو أخو الأمير أبي
الثناء محمود الذي روى الأربعين عن السلفي، ثنا ابن الخلال، بها. ولم أظفر بوفاة
محمود بعد.
4 (حرف الصاد)
4 (صالح)
أبو البقاء الدولعي، أخو الخطيب جمال الدين محمد بن أبي الفضل. سمع من: حنبل
المكبر وكتب في الإجازات. ومات في شوال.
(47/251)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 252
4 (حرف الضاد)
4 (ضوء بن مصبح بن فتوح)
جمال الدين، الفقيه الحنبلي، الوكيل. سمع من حنبل وحدث في هذا العام. ولم يلقه
الدمياطي. روى لنا عنه إسحاق النحاس.
4 (حرف الطاء)
4 (طارق بن عبد الغني)
أبو منصور الشافعي، قاضي بلبيس. توفي بها وقد جاوز التسعين وانهرم. روى عن مؤدبه
يريك بن عوض.
4 (حرف العين)
4 (عبد الله بن المختار)
توفي في شوال بمصر، وله إحدى وستون سنة.)
4 (عبد الله بن يوسف بن زيدان)
أبو محمد المغربي الفاسي النحوي، الأصولي، المعدل. توفي بمصر كهلاً في جمادى
الأولى.
4 (عبد الرحمن بن أحمد بن أبي بكر)
أبو القاسم الربعي المقرىء الصوفي. توفي بمصر في المحرم وله ثمانون سنة. صحب: أبا
الربيع المالقي، والشيخ أبا عبد الله القرشي.
(47/252)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 253
4 (عبد الرحمن بن سلطان)
4 (بن جامع بن عويس.)
الفقيه ركن الدين التميمي، الدمشقي، الحنفي، أبو بكر. ولد سنة سبع وسبعين
وخمسمائة. وسمع: محمد بن صدقة، وعبد الرحمن بن علي الخرقي، ويوسف بن معالي. وكان
إمام مسجد البياطرة قبل ولده شيخنا أي عبد الله محمد، جد صاحبنا أمين الدين محمد
بن إبراهيم إمام المسجد يومئذ. روى لنا عنه: محمد بن محمد الكنجي، والمجد ابن
الحلوانية، والبدر بن الخلال، والفخر بن عساكر، ومحمد ابن خطيب بيت الآبار.
وبالحضور العماد ابن البالسي. توفي في ثامن عشر صفر.
4 (عبد الرحمن ضياء الدين المالكي)
الغماري، الذي جلس مكان الشيخ أبي عمرو بن الحاجب لما انفصل عن دمشق، وجلس في
حلقته بالجامع في زاوية المالكية ومدرستهم. وكان فقيهاً كريماً، شارعاً، فاضلاً.
توفي في شعبان. قاله أبو شامة.
4 (عبد الرحيم بن محمد)
4 (بن بنين بن خلف)
) أبو الفضل المصري السمسار. روى عن: عشير بن علي، وابن ياسين، والبوصيري. ومات في
ثالث ذي الحجة.
(47/253)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 254
سمع منه: الدمياطي.
4 (عبد العزيز بن عثمان)
4 (بن أبي طاهر بن مفضل.)
الشيخ عز الدين أبو محمد الإربلي، المحدث. إمام دار الحديث النورية. طلب الكثير
وسمع بنفسه. وكان صاحب وقار وسمت حسن. سمع: الخشوعي والقاسم بن عساكر، وحنبل بن
عبد الله. وبمصر من: الأرتاحي، وبنت سعد الخير. وسمع أيضاً من العماد الكاتب، ومن:
عبد اللطيف بن أبي سعد. وكان أديباً فاضلاً حسن المشاركة في العلوم. كتب عنه
القدماء كعمر ابن الحاجب وطبقته. وروى عنه: أبو محمد الجرائري، ومحمد بن محمد
الكنجي، وأبو علي بن الخلال، ومحمد ابن خطيب بيت الآبار، ومحمد بن يوسف الذهبي،
وإبراهيم بن صدقة المخرمي، وآخرون. ولد بإربل في سنة إحدى وسبعين وخمسمائة، ومات
بالغوطة بجوبر في ثامن عشر ربيع الأول.
4 (عبد المحسن بن عبد الكريم)
4 (بن علوان.)
أبو محمد المخزومي المصري، المالكي العدل. سمع من: البوصيري، وغيره. ومات في شوال
عن بضع وستين سنة.
(47/254)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 255
4 (عبد المنعم بن محمد)
4 (بن محمد بن أبي المضاء.)
) أبو المظفر البعلبكي، ثم الدمشقي، نزيل حماة. روى عن: أبي القاسم بن عساكر،
والخضر بن طاوس. روى عنه: الشهاب أحمد بن الخرزي، والتقي إدريس بن عزيز. وكان من
شهود حماة. توفي بها في الرابع والعشرين من ذي الحجة.
4 (عبد الوهاب ابن الحنفي)
القاضي شرف الدين نائب الحكم بدمشق. توفي في صفر.
4 (عثمان بن مسعود بن عبد الله)
الفقيه عز الدين الدمشقي، الحنفي. كان من فضلاء الحنفية. ولد سنة أربع وسبعين
وخمسمائة. روى عنه: المجد ابن الحلوانية، والفخر بن عساكر، ومحمد ابن خطيب بيت
الآبار، وغيرهم. وولي تدريس الصادرية. وتوفي في ربيع الآخر.
4 (علي بن الخضر بن بكران بن عمران)
أبو الحسن الربعي، الجزري. سمع بدمشق من: ابن طبرزد، وغيره. وبمصر من: البوصيري،
والأرتاحي.
(47/255)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 256
وكان شيخاً صالحاً حافظاً لكتاب الله. روى عنه: الشيخ زين الدين الفارقي، وأبو علي
بن الخلال، وأبو المعالي ابن البالسي. مات في جمادى الآخرة.
4 (علي بن عبد الكافي)
4 (بن علي بن موسى)
الإمام الفقيه، نجم الدين، أبو الحسن الربعي، الصقلي، ثم الدمشقي، الشافعي. سمع:
الخشوعي، والقاسم، والعماد الأصبهاني، وأبا المفضل بن الخصيب، وغيرهم. روى عنه:
الشيخ تاج الدين عبد الرحمن، وأخوه، ومحمد ابن خطيب بيت الآبار، والبدر أحمد) بن
الصواف، والزين إبراهيم ابن الشيرازي، وجماعة. ومات في ثاني رمضان.
4 (عيسى بن محمد بن حسان)
أبو القاسم الأنصاري، الشافعي، الحاكم. ولد بأسيوط سنة سبع وخمسين وخمسمائة. وسمع
ببغداد من: منوجهر بن تركانشاه. وأجاز له أيضاً. روى عنه: أبو محمد الدمياطي،
وغيره. توفي بأسوان في ثامن شوال.
4 (حرف الميم)
4 (محمد بن حسان بن رافع بن سمير)
(47/256)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 257
الخطيب صائن الدين، أبو عبد الله العامري، الدمشقي، المعدل، المحدث. سمع: الخشوعي،
وعبد اللطيف الصوفي، وابن طبرزد، وخلق سواهم. وكتب الكثير، وعني بالحديث. وسمع
أولاده وأقاربه، وكان فاضلاً مفيداً، مليح الكتابة، مشكور السيرة. كان يؤم بمسجد
قصر حجاج ويخطب بجامع المصلى. روى عنه: الشيخ تاج الدين الفزاري، وأخوه أبو علي بن
الخلال، وأبو عبد الله ابن خطيب بيت الآبار، وجماعة. وتوفي في صفر، رحمه الله
تعالى.
4 (محمد بن حماد بن أبي الحسن)
1 (سعد الله)
أبو بكر الحنبلي، الحلبي، مخلص الدين، الفقيه. سمع ببغداد، وحدث عن: أحمد بن يحيى
الدبيقي، وأبي البقاء العكبري. سمع منه: الزكي البرزالي مع تقدمه، والنجيب الصفار.
وثنا عنه محمد بن يوسف الذهبي، وغيره. توفي في رمضان.
4 (محمد بن عبد الظاهر)
)
4 (بن هبة الله بن النصيبي.)
الحلبي، أبو عبد الله المحدث. سمع: حنبلاً، وابن طبرزد، والإفتخار الهاشمي،
وجماعة. وسمع أولاده، وكتب وحصل وعني بالطلب.
(47/257)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 258
وتوفي في سادس ربيع الأول بحلب.
4 (محمد بن علي بن خليفة)
أبو بكر الدمشقي المجلد الأنصاري، المعروف بالزكي البستاني. ولد سنة ست وسبعين.
وسمع: الخشوعي، ومحمد بن الخصيب. وتوفي في ذي القعدة.
4 (محمد بن محمود بن عبد المنعم)
الإمام تقي الدين المراتبي، الحنبلي. كان فقيهاً إماماً بارعاً في مذهبه، ذا فنون.
توفي بدمشق ودفن بالجبل في جمادى الآخرة. ذكره أبو شامة فقال: كان عالماً متفنناً،
ولي به صحبة قديمة، وبعده لم يبق في مذهب أحمد بدمشق مثله. قلت: هو والد شيختنا
خديجة ومحمود الأصم. تفقه على الشيخ الموفق، وغيره. وسمع من: أبي علي الأومي، وطائفة.
(47/258)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 259
4 (محمد بن محمد بن محمد)
4 (بن أبي صالح)
أبو صالح التجيبي الأندلسي المالقي، الزاهد. أخذ عن أبي محمد القرطبي، وجماعة.
ونزل سبتة وأقرأ بها القرآن والعربية. وكان قدوةً في الزهد والورع، مشهوراً. توفي
رحمه الله في ربيع الأول. وكانت جنازته مشهورة.
4 (محمود بن نصر الله)
)
4 (بن محمود بن كامل)
زكي الدين أبو الثناء الأنصاري الدمشقي التاجر ابن البعلبكي. ولد سنة ثلاث وسبعين
وخمسمائة. وسمع من: عبد الرحمن بن علي الخرقي، وغيره. وببغداد من عبد المنعم بن
كليب. روى عنه: أبو الحسين علي بن اليونيني، وأبو علي بن الخلال، والصدر محمد
الأرموي، وجماعة. ومات في ربيع الأول.
4 (معين الدين ابن الشهرزوري)
القاضي. رئيس فاضل. توفي بدمشق. قاله سعد الدين.
(47/259)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 260
4 (حرف النون)
4 (مسعود الجويني)
4 (وهو: نصر الله بن أحمد بن رسلان بن فتيان بن كامل.)
مجد الدين، أبو الفتح الأنصاري، الدمشقي، العدل. عرف بابن البعلبكي. سمع من:
الخشوعي، وجماعة. وأجازه مسعود الجمال، وحضر جزء ابن عرفة على ابن كليب. روى عنه:
أبو الحسين ابن اليونيني، والصدر محمد الأرموي. وحضوراً: محمد البالسي.
4 (نصر الله بن عين الدولة بن عيسى)
موفق الدين أبو الفتح الدمشقي الحنفي. سمع: الكندي، وجماعة وبحلب: الافتخار
الهاشمي. وحدث. توفي في جمادى الأولى.)
4 (حرف الهاء)
4 (هاشم بن الشريف البهاء عبد القادر)
4 (بن عثمان بن عقيل بن عبد القاهر.)
تاج الدين أبو محمد الهاشمي، العباسي، الدمشقي، الشروطي، والد شيخنا محمد. ولد سنة
أربع وثمانين وخمسمائة.
(47/260)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 261
وسمع: الخشوعي، وعبد اللطيف بن أبي سعد، وحنبل بن عبد الله. روى عنه: المفتي أبو
محمد الفارقي، وأبو علي بن الخلال، وأبو المعالي بن البالسي، وجماعة. توفي في سادس
رمضان.
4 (هبة الله بن عبد الوهاب بن أحمد)
أبو القاسم بن النحاس. روى عن الأمير أسامة بن منقذ شيئاً من شعره. ومات في جمادى
الآخرة.
4 (حرف الياء)
4 (يعيش بن محمد بن الحسن بن حفاظ)
أمين الدين أبو البقاء ابن الكويس العامري. ولد سنة ثمانين. وسمع من: الخشوعي،
والقاسم بن عساكر. وكان مقرئاً فاضلاً. روى عنه: الشيخ تاج الدين،
(47/261)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 262
وأخوه محمد ابن خطيب بيت الآبار، وآخرون. وبالحضور: أبو المعالي ابن البالسي. ومات
في ثامن شوال.
4 (يوسف بن إسماعيل)
4 (بن إبراهيم بن عبد الله بن طلحة.)
أبو العز المقدسي، ثم الدمشقي، الحنبلي، التاجر، والد شيخنا الموفق، الشاهد. حدث
عن الخشوعي. روى عنه: المجد ابن الحلوانية، ومحمد الكنجي، والشيخ تاج الدين،
وأخوه، ومحمد ابن خطيب) بيت الآبار، وغيرهم. وتوفي بحلب في ربيع الآخر.
4 (الكنى)
4 (أبو الحجاج الأقصري)
الزاهد، هو يوسف بن عبد الرحيم بن غزي القرشي الأقصري. له أتباع ومريدون. ألف
مواقف كمواقف النقري. صحب الشيخ عبد الرزاق التينملي تلميذ أبي مرين. قال لي أبو
عمرو المرابطي: وفاته على لوح عند قبره سنة أربع.
4 (أبو السعود بن أبي العشائر بن شعبان)
الباذبيني، ثم المصرين الزاهد، شيخ الفقراء السعودية. توفي في تاسع شوال. وكان
صاحب عبادة وزهد وأحوال. وكان بالقرافة. له أتباع ومريدون. لم يبلغنا شيء من
أخباره.
4 (أبو الليث)
الزاهد الحموي. صاحب عبادة ومجاهدة. كان يعمل الرياضة الأربعينية. وله زاوية مليحة
بحماه، وأصحاب وأتباع.
(47/262)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 263
وكان يأتي بعلبك ويقيم بها. وصحب الشيخ عبد الله اليونيني الذي يقال له أسد الشام.
توفي أبو الليث بحماة في هذه السنة. وفيها ولد: إمام الكلاسة وابن إمامها شمس
الدين محمد بن أحمد بن عثمان الخلاطي خطيب دمشق، رمضان وشمس الدين محمد بن الفخر
عبد الرحمن بن يوسف البعلبكي الحنفي، في آخر السنة) وصدر الدين أبو المجامع
إبراهيم بن سعد الدين محمد بن المؤيد بن عبد الله بن علي بن محمد بن حمويه الجويني
بآمل، في شعبان وشمس الدين أبو العلاء محمود بن أبي بكر النجاري الفرضي المحدث
وأمين الدين سالم بن محمد بن حصرى أخو قاضي القضاة وشهاب الدين محمود بن سليمان
الكاتب بحلب، في شعبان والقاضي شمس الدين محمد بن إبراهيم بن إبراهيم الأذرعي
الحنفي، فيها تقريباً وأبو الحسن بن عبد الله بن الشيخ غانم بنابلس والشرف محمد بن
عبد الله بن رقية المقدسي الغفرياتي والشهاب أحمد بن سامة والفخر عثمان بن عبد
الرحمن بن أبي علي التنوطي المعري المقرىء والشيخ نور الدين علي بن يوسف بن حريز
بن معضاد الشطبوني المصري، بالقاهرة في شوال والبرهان ابن إبراهيم بن عبد الكريم
بن العنبري.
(47/263)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 264
1 (سنة خمس وأربعين وستمائة)
4 (حرف الألف)
4 (أحمد بن علي)
أبو جعفر بن الفحام المالقي الناسخ. أجاز له أبو عبد الله بن زرقون. وسمع من: أبي
القاسم بن سمحون، وابن نوح الغافقي، وابن عون الله الحصار. وكان أنيق الوراقة يعيش
منها. وله مشاركة في النحو وغيره. وقد ذكره ابن فرقون في ذيل الصلة له، فسماه أبا
العباس أحمد بن يوسف بن أحمد الأنصاري. وكان شهر بابن الفحام. اجتمعت به بمالقة
وأجازني. ومن شيوخه عبد الرحمن بن أبي بكر بن صاف، وأبو بكر محمد بن طلحة، وجماعة.
(47/264)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 265
توفي بمالقة في جمادى الأولى عام خمسة وأربعين. وأظن ابن فرتون واهماً قد أدخل
ترجمةً في ترجمة.
4 (أحمد بن يوسف.)
أبو العباس الأنصاري، الإشبيلي، ابن النجار. أحد المتصدرين للأقراء بإشبيلية. أخذ
القراءآت عن أبي القاسم عبد الرحمن بن صاف. ومات في آخر العام والفرنج تحاصر
إشبيلية.
4 (إبراهيم بن خيرخان)
4 (بن مودود بن خيرخان بن سيف الدولة قراجا.)
أبو إسحاق الحنفي، الدمشقي، المعدل. سمع: البوصيري، والخشوعي. وتوفي في المحرم.
روى عنه: المجد ابن الحلوانية.
4 (إبراهيم بن عثمان)
4 (بن يوسف بن أورتق.)
) مسند العراق، أبو إسحاق الكاشغري، ثم البغدادي، الزركشي. ولد في جمادى الأولى
سنة أربع وخمسين وخمسمائة. وسمعه أبوه من: أبي الفتح ابن البطي، وأحمد بن محمد
الكاغدي، وأبي الحسن علي ابن تاج القراء، وأحمد بن عبد الغني الباجسرائي، وأبي بكر
بن النقور، ويحيى بن ثابت، ونفيسة البزازة، وهبة الله بن يحيى البوقي، وجماعة.
(47/265)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 266
وطال عمره، واشتهر اسمه، ورحل إليه الطلبة. روى عنه: الحفاظ الكبار: البرزالي،
وابن نقطة، والضياء، وابن النجار، والمحب عبد الله بن أحمد، وموسى بن أبي الفتح،
وعبد الرحيم بن الحاج الزجاج، والمحيي يحيى بن محمد بن القلانسي، ومحمد بن عامر
الغسولي، ومدرس الحلاوية الكمال إبراهيم بن عبد الله بن أمين الدولة، والتقي
إبراهيم بن الواسطي، وأخوه محمد، والعز إسماعيل بن المقر، والتقي بن مؤمن، والمجد
بن العديم قاضي القضاة وفتاه بيبرس وهو آخر من روى عنه، ومحيي الدين محمد بن
النحاس، وابن عمه البهاء أيوب، والمجد محمد بن الظهير الحنفيون، وعبد اللطيف وعبد
الكريم ابنا ابن المعدل، وأحمد بن محمد بن العماد، وعلي بن أحمد بن عبد الدائم،
وشهدة بنت ابن العديم، ومحمد بن محمد بن النصيبي، وعلي بن عثمان الطيبي. وسمعنا من
جماعة بإجازته، وهي متيسرة. قال ابن نقطة: سمعت منه، وسماعه صحيح. وقال عمر بن
الحاجب: كان شيخاً شهلاً سمحاً، ضحوك السن، له أصول يحدث منها. وكان سليم الباطن،
مشتغلاً بصنعته، إلا أنه كان يتشيع ولم يظهر منه إلا الجميل. وقال أبو طالب ابن
الساعي: هو أول من رتب شيخاً بدار الحديث المستنصرية، وذلك في ذي القعدة سنة إحدى
وأربعين. قلت: إنما وليها بعد موت شيخها ابن القبيطي. وقد عمر وساء خلقه، وبقي
يحدث بالأجرة، ويعاسر على الطلبة. وحكاية المحب معه مشهورة، فإنه لما دخل بغداد
بادر وذهب إليه بجزء ابن البانياسي ليقرأه عليه وهو على حانوت، فقال: ما بي فراغ
الساعة. فألح عليه فتركه وراح، فتبعه وشرع يقرأ في الجزء. وقرأ ورقة، ووصل إلى
بيته، فضربه بعصاه ضربتين، وقعت الواحدة في الجزء، ودخل وأغلق الباب. فرأيت ذلك
بخط المحب. ثم استولى عليه في سنة ثلاث وأربعين الأمراض والهرم، وانقطع في بيته.)
(47/266)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 267
قال ابن النجار: هو صحيح السماع إلا أنه عسر جداً، يذهب إلى الاعتزال. قال: ويقال
إنه يرى رأي الفلاسفة، ويتهاون بالأمور الدينية، مع حمق ظاهر فيه وقلة علم. ثم روى
ابن النجار عنه حديثاً من جزء أحمد بن ملاعب. وهو آخر من كان في الدنيا بينه وبين
مالك. وهم: ابن البطي وغيره، عن البانياسي، عن ابن الصلت، عن الهاشمي، عن أبي
مصعب، عن مالك. توفي في حادي عشر جمادى الأولى، وفات الشريف وفاته.
4 (إبراهيم بن أبي عبد الله)
4 (بن أبي نصر.)
أبو إسحاق بن النحاس الحلبي العدل، ويعرف قديماً بابن عمرون. ولد سنة اثنتين
وثمانين وخمسمائة. وسمع من: ابن طبرزد، والافتخار الهاشمي. ورحل إلى بغداد فسمع
من: عبد العزيز بن الأخضر، وأحمد بن الدبيقي، وجماعة. وكتب الكثير، وعني بالحديث.
روى عنه ابنه شيخنا بهاء الدين محمد النحوي.
(47/267)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 268
وتوفي سابع عشر المحرم.
4 (حرف التاء)
4 (تمام بن أحمد بن عبد الرحمن)
4 (بن علي.)
أبو المكارم شهاب الدين الأنصاري الدمشقي، المعروف بابن السيرجي. من بيت عدالة
وكتابة وتقدم. سمع: الخشوعي، وعبد اللطيف الصوفي، وحنبل بن عبد الله. روى عنه:
الشيخ زين الدين الفارقي، وأبو علي بن الخلال، والصدر محمد الأموي، والمجد عبد
الرحمن بن الإسفرائيني، وجماعة. ومات في شعبان وقد قارب الستين. وأجاز لأبي نصر بن
الشيرازي.
4 (حرف الحاء)
)
4 (الحسين بن الحسن بن علي بن حمزة)
نقيب الأشراف، قطب الدين، أبو عبد الله العلوي الحسيني، الأديب. اتفق أنه قال على
سبيل التصحيف: نريد حلقة حديد، أي خليفة جديد. فنقلت إلى الإمام الناصر فقال: بل
حلقتان. فقيده وسجنه بالكوفة إلى أن مات الناصر. ثم أخرج. تولى في أول الدولة
المستنصرية النقابة، وحظي عند المستنصر. توفي في المحرم وقد جاوز السبعين، وخلف
دنيا واسعةً، من ذلك ذهب عين عشرون ألف دينار.
(47/268)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 269
4 (حرف الخاء)
4 (خديجة بنت القاضي أبي المجد)
4 (عبد الرحمن بن علي بن قريش المخزومي.)
وتدعى ست النساء. روت بالإجازة عن: أبي الطاهر بن عوف. روى عنها: شيخنا الدمياطي.
4 (حرف الزاي)
4 (زينب بنت سالم)
البغدادية. روت بالإجازة عن شهدة.
4 (حرف السين)
4 (السبتي)
من صلحاء العراق ومشاهير المشايخ.
4 (سليمان بن داود)
4 (بن العاضد بالله عبد الله بن يوسف بن الحافظ.)
(47/269)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 270
العبيدي المصري. هلك في شوال سنة خمس وأربعين وستمائة بقلعة الجبل. قال القاضي
جمال الدين بن واصل: سافرت إلى مصر سنة إحدى وأربعين وسمعت أن دعوة الإسماعيلية
المصريين له، ولهم فيه اعتقاد عظيم. ورأيت من اجتمع به وتحدث معه فأخبرني) أنه في
غاية الجهل والغباوة. قال ابن واصل: وكان قد أدخلت أمه إلى داود بن العاضد في
الحبس، يعني أيام صلاح الدين، في زي مملوك، وملك سرقوطها داود، فحملت بسليمان، ثم
حملت الجارية إلى الصعيد فولدت سليمان وترعرع، وأخفي أمره عن الدولة عند بعض
الرعاة، فأعلم به الملك الكامل، فظفر به وحبسه. ولما زالت الدولة بموت العاضد قالت
دعاتهم: الإمامة صارت لابنه داود، ولقبوه بينهم: الحامد لله، ومات داود هذا في
السجن في سلطنة العادل. وأما سليمان فلم يخلف ولداً ذكراً. قال ابن واصل: سمعت من
ينتمي إلى مذهبهم يدعي أن له ولداً قد أخفي. قال ابن واصل: وبقي منم اليوم رجلان
محبوسان بقلعة الجبل... جدهما العاضد. وكان أحدهما واسمه القاسم قد بلغه أني صنفت
تاريخاً فيهم، وأن بعضهم قال أصلهم يهود. فطلعت يوماً إلى القلعة المحروسة، ودخلت
على باب الحبس، والقاسم هذا قاعد على الباب، فسأل عني، فعرف بي، فاستدعاني فأتيته،
فقال: أنت ذكرت أن نسبنا يرجع إلى اليهود فخجلت منه وما أمكنني إلا الاعتراف،
وأحلت الأمر على قول المؤرخين.
(47/270)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 271
قال: وبالجملة مذاهبهم ردية واعتقادهم في الإلهيات ينزح إلى رأي التفلسفة، وسموا
الباطنية. لأنهم ينزلون القرآن على معان مخالفة لآرائهم ويصرفونه عن ظاهره.
4 (حرف الشين)
4 (شعيب بن يحيى)
4 (بن أحمد بن محمد بن عطية.)
أبو مدين القيرواني الأصل، الإسكندراني، التاجر ابن الزاغوني، نزيل مكة. ولد سنة
خمس وستين وخمسمائة. وسمع من: السلفي. وجاور مدة. وكان معروفاً بالبر والإيثار.
روى عنه: الزكي المنذري، والشرف الدمياطي، والجمال بن الطاهري، والرضى إبراهيم بن
محمد الطبري، إمام المقام، وأخوه الصفي محمد بن محمد، والبهاء أيوب بن النحاس،
وأخوه الأمين محمد، والمحب أحمد بن عبد الله الطبري الفقيه، وجماعة من المكيين.
وتوفي في الثالث والعشرين من ذي القعدة وله ثمانون سنة.)
4 (... تاج النساء بنت قاضي القضاة جعفر بن عبد الواحد بن أحمد الثقفي.)
البغدادية. روت عن: عبيد الله بن شاتيل. وتوفيت في رمضان.
(47/271)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 272
روى عنها بالإجازة البهاء في معجمه.
4 (حرف العين)
4 (عبد الله بن إبراهيم بن سعيد بن القائد)
القاضي أبو محمد الهلالي، وريغ معاملة من ناحية الجنوب ببلاد المغرب، ولد بها سنة
إحدى وخمسين وخمسمائة تقريباً. وكتب إليه السلفي بالإجازة، ثم قدم الإسكندرية،
وسمع من: الإمام أبي الطاهر بن عوف، والفقيه مخلوف بن جارة. وكان بصيراً بمذهب
مالك. أعاد بمدرسة المالكية بمصر. وسمع من: أبي القاسم الشاطبي جميع الموطأ عن ابن
هذيل، وولي قضاء الإسكندرية. وكان ورعاً، صليباً في الأحكام، ديناً مهيباً. وولي
الخطابة أيضاً أربعين سنة. واستعفى من القضاء قبل موته بسنة. روى عنه: شيخنا
الدمياطي وأثنى عليه. وتوفي في الثامن والعشرين من ربيع الآخر عن أربع وتسعين سنة.
4 (عبد الله بن زين الأمناء)
4 (أبي البركات الحسن بن محمد.)
نظام الدين الدمشقي، الشافعي، ابن عساكر. أخو عبد الوهاب وعبد اللطيف. توفي في هذه
السنة.
(47/272)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 273
4 (عبد الله بن عبد الله)
أبو محمد عتيق عبدون الرهاوي. شيخ مسند، سمع ببغداد من: ذاكر بن كامل، ويحيى بن
بوش، وعبد المنعم بن كليب، وداود بن) نظام الملك، وأخته بلقيس. روى لنا عنه: أبو
المفضل إسحاق النحاس. وسمع منه: شيخنا ابن الظاهري، وجماعة. وتوفي بحران في جمادى
الآخرة.
4 (عبد الله بن هلال)
الباجسرائي. سمع: ابن بوش، وابن كليب.
4 (عبد الله بن قاسم)
4 (بن عبد الله بن محمد بن خلف.)
أبو محمد اللخمي الحافظ الأندلسي، الحريري. ولد سنة إحدى وسبعين وخمسمائة. وسمع من
عبد الرحمن بن علي الزهري صحيح البخاري بسماعه من شريح. وسمع من: أبي الحسن بن
عظيمة، وطائفة. وعني بالحديث أتم عناية، وصنف كتاب حديقة الأنوار في معرفة
الأنساب، وكتاب المنهج الرضي في الجمع بين كتابي ابن بشكوال وابن الفرضي. وكان مع
حفظه شاعراً مجوداً، مليح الحظ. توفي بإشبيلية في حصار الروم، لعنهم الله، بها في
شوال سنة خمس، وفي
(47/273)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 274
خامس شعبان سنة ست دخلها الطاغية صاحب قشتالة صلحاً بعد أن حاصرها ستة عشر شهراً،
فإنا لله وإنا إليه راجعون.
4 (عبد الجبار بن بشار)
المقدسي، ثم الإسكندراني، المالكي. روى عن: ابن موق. وعنه: الدمياطي، وغيره.
وأجاز: البهاء ابن البرزالي، والعماد ابن البالسي. وتوفي في المحرم.)
4 (عبد الخالق بن تروس بن قسطة)
مولى القاضي الزكي. روى عن: عبد اللطيف بن أبي سعد. ومات في جمادى الآخرة.
4 (عبد الرحمن بن أبي حرمي)
4 (فتوح بن بنين.)
أبو القاسم المكي، العطار، الكاتب، المعمر الفاضل، الوراق. ولد سنة بضع وأربعين
وخمسمائة، و... ابن ناصر وأبا بكر بن الزاغوني، ولكن لم يكن له من يستجيز له. فلما
شب سمع بنفسه صحيح البخاري من علي بن عمار المقرىء، بسماعه له من عيسى بن أبي ذر،
عن أبيه.
(47/274)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 275
ثم رحل إلى الشام والعراق، سنة ثمانين وخمسمائة، فسمع ببغداد من: أبي الفتح بن
شاتيل، ونصر الله القزاز. وبدمشق من: الفضل بن الحسين البانياسي، وأبي سعيد بن أبي
عصرون، وغيرهما. وأجاز له أبو طاهر السلفي. روى عنه: الإمام محب الدين أحمد بن عبد
الله الطبري، والقاضي مجد الدين بن العديم، والحافظ شرف الدين الدمياطي، ورضي
الدين إبراهيم بن محمد الطبري، وأخوه الصفي أحمد، وآخرون. قال الدمياطي: توفي في
نصف رجب، وقد جاوز المائة.
4 (عبد الرحمن بن مكي بن جعفر)
أبو القاسم الأزجي الدباس. سمع: أبا الحسين عبد الخالق اليوسفي. ومات في ربيع
الأول: كذا ذكره الشريف عز الدين، ولا أعرفه.
4 (عبد الرحمن بن يحيى بن عتيق)
أبو القاسم بن علاس الغساني الإسكندراني، المالكي، ويعرف بابن القصديري. ولد سنة
أربع وستين وخمسمائة.) وسمع من: القاضي محمد بن عبد الرحمن الحضرمي، وحماد
الحراني. روى عنه: الدمياطي، وغيره. وتوفي في شوال.
4 (عبد الرحيم بن الحافظ)
4 (القاضي أبي الحسن عمر بن علي.)
القرشي، الزبيري، أبو البركات الدمشقي، ثم البغدادي، ولد في رمضان سنة ثلاث
وسبعين، وحضره أبوه على تجني الوهبانية، واستجاز له شهوة. ومات أبوه وهو طفل،
فتولاه الله ونشأ ولداً مباركاً.
(47/275)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 276
وكان ورعاً، صالحاً، ديناً، سلفياً. توفي في الثاني والعشرين من شعبان. أجاز لابن
الشيرازي، وسعد، والبجري، وبنت مؤمن.
4 (عبد المأمون بن محمد بن الحسن)
أبو محمد بن اللكاف البغدادي، المقرىء، الحنفي. كان شيخ الحنفية وعالمهم بالعراق.
وقد سمع بدمشق من التاج الكندي، وأبي عبد الله بن البناء. وتوفي إلى رحمة الله
تعالى في ربيع الأول.
4 (عبيد الله بن النيار)
الأجل تاج الدين البغدادي.
4 (علوان بن علي بن جميع)
الرجل الصالح، أبو علي الحراني. روى بالإجازة عن أبي زرعة المقدسي، وأحمد بن
المقرب، وأبي بكر بن النقور، وجماعة. روى عنه: الشرف عبد الأحد ابن تيمية. وتوفي
في جمادى الآخرة.
4 (علي بن إبراهيم بن علي)
4 (بن محمد بن بكروس.)
) الفقيه أبو الحسن التميمي، البغدادي، الحنبلي.
(47/276)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 277
ولد سنة ثمان وثمانين وخمسمائة. وسمع من: يحيى بن بوش، وابن كليب. روى لنا عنه
الشيخ محمد بن أحمد القزاز. ومات في رجب.
4 (علي بن عبد الرحمن)
4 (بن أبي المكارم عبد الواحد بن هلال.)
الصدر شمس الدين، أبو الحسن الأزدي، الدمشقي. ولد سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة. وسمع
من: العدل عبد الوهاب والد كريمة، وأبي محمد القاسم بن عساكر. روى عنه: الفخر
إسماعيل بن عساكر، وغيره. وتوفي في الثامن والعشرين من شعبان.
4 (علي بن يعقوب)
الفقيه كمال الدين الدولي الشافعي. ولي قضاء بعلبك، ثم قضاء صرخد، ثم زرع. توفي في
رمضان.
4 (علي بن أبي الحسن بن منصور)
(47/277)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 278
الشيخ أبو الحسن، وأبو محمد الحريري، مقدم الطائفة الفقراء الحريرية أولي الطيبة
والسماعات والشاهد. كان له شأن عجيب ونبأ غريب. وهو حوراني من عشيرة يقال لهم بنو
الرمان. ولد بقرية بسر، وقدم دمشق صبياً فنشأ بها. وذكر الشيخ أن مرجع قومه إلى
قبيلة من أعراب الشام يعرفون ببني قرقر. وفي قرية مردا من جبل نابلس قوم من بني
قرقر. وكانت أم الشيخ دمشقية من ذرية الأمير قرواش بن المسيب العقيلي، وكان خاله
صاحب دكان بسوق الصاغة. قال النجم بن إسرائيل الشاعر: أدركته ورأيته.) قال: وتوفي
والد الشيخ وهو صغير فنشأ في حجر عمه، وتعلم صنعة العتابي، وبرع فيها حتى فاق
الأقران. ثم اقتطعه الله إلى جنابه العزيز فصحب الشيخ أبا علي المغربل خادم الشيخ
رسلان. قرأت بخط الحافظ سيف الدين ابن المجد ما صورته: علي الحريري: وطيء أرض
الجبل ولم يكن ممن يمكنه المقام به، والحمد لله. كان من أفتن شيء وأضره على
الإسلام مظهراً سنة الزندقة والاستهزاء بأوامر الشرع ونواهيه. وبلغني من الثقات
بدء أشياء يستعظم ذكرها من الزندقة والجرأة على الله. وكان مستخفاً بأمر الصلوات
وانتهاك الحرمات.
(47/278)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 279
ثم قال: حدثني رجل أن شخصاً دخل الحمام فرأى الحريري فيه ومعه صبيان حسان بلا
ميازر، فجاء إليه فقال ما هذا فقال: كأن ليس سوى هذا، وأشار إلى أحدهم تمدد على
وجهك، فتمدد. فتركه الرجل وخرج هارباً مما رأى. وحدثني أبو إسحاق الصريفيني قال:
قلت للحريري: ما الحجة في الرقص قال: قوله تعالى: إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ
زِلْزَالَها. وكان يطعم وينفق ويهون أمور الدين فيتبعه كل مريب. وشاع خبره. وشهد
عليه خلق كثير بما رأوا منه ومن أصحابه بما يوجب القتل. ورفع أمره إلى السلطان،
فلم يقدم على قتله، بل سجنه مرة بعد أخرى، ثم أطلق والله المستعان على هذه المصيبة
التي لم يصب المسلمون بمثلها. قلت: رحم الله السيف ابن المجد ورضي عنه، فكيف لو
رأى كلام الشيخ ابن العربي الذي هو محض الكفر والزندقة لقال إن هذا الرجل المنتظر.
ولكن كان ابن العربي منقبضاً عن الناس، وإنما يجتمع به آحاد الاتحادية، ولا يصرح
بأمره لكل أحد، ولم يشتهر كتبه إلا بعد موته بمدة. ولهذا تمادى أمره، فلما كان على
رأس السبعمائة جدد الله لهذه الأمة دينها بهتكه وفضيحته، ودار بين العلماء كتابه
الفصوص. وقد حط عليه الشيخ القدوة الصالح إبراهيم بن معضاد الجعبري، فيما حدثني به
شيخنا ابن تيمية، عن التاج البرنباري، أنه سمع الشيخ إبراهيم يذكر ابن العربي
فقال: كان يقول بقدم العالم ولا يحرم فرجاً. وأنبأنا العلامة ابن دقيق العيد أنه
سمع الشيخ عز الدين بن عبد السلام يقول في ابن العربي: شيخ كذاب. وممن حط عليه
وحذر من كلامه الشيخ القدوة الولي إبراهيم الرقي.)
(47/279)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 280
وممن أفتى بأن كتابه الفصوص فيه الكفر الأكبر قاضي القضاة بدر الدين ابن جماعة،
وقاضي القضاة سعد الدين الحارثي، والعلامة ركن الدين عمر بن أبي الحرم الكتاني،
وجماعة سواهم. وأما الحريري فكان متهتكاً، قد ألقى جلباب الحياء، وشطح حتى افتضح،
واشتهر مروقه واتضح. وأبلغ ما يقوله في هؤلاء... العلماء أن لكلامهم معاني وراء ما
نفهمه نحن، مع اعترافهم بأن هذا الكلام من حيث الخطاب العري كفر وإلحاد، لا يخالف
في ذلك عاقل منهم إلا من عاند وكابر. فخذ ما قاله الحريري في جزء مجموع كلامه
يتداوله أصحابه بينهم قال: إذا دخل مريدي بلد الروم، وتنصر، وأكل لحم الخنزير،
وشرب الخمر كان في شغلي. وسأله رجل: أي الطرق أقرب إلى الله حتى أسير فيه فقال له:
اترك السير قد وصلت قلت: هذا مثل قول العفيف التلمساني:
(فلسوف تعلم أنّ سيرك لم يكن .......... إلاّ إليك إذا بلغت المنزلا)
وقال لأصحابه: بايعوني على أن نموت يهود، ونحشر إلى النار حتى لا يصاحبني أحد
لعلة. وقال: ما يحسن بالفقير أن ينهزم من شيء، ويحسن به إذا خاف شيئاً قصده. وقال:
لو قدم علي من قتل والدي وهو بذلك طيب وجدني أطيب منه. وللحريري في الجزء المذكور:
(أمرد يقدّم مداسي أخير من رضوانكم .......... وربع قحبةٍ عندي أحسن من الولدان)
(قالوا: أنت تدعى صالح ودع عنك هذا الخندق .......... قلت: السّماع يصلح لي
بالشّمع والمردان)
(ما أعرف لآدم طاعةً إلاّ سجود الملائكة .......... وما أعرف آدم عصى اللّه تعظيم
للرحمن)
(47/280)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 281
(إن كنت أُقجيّ تقدّم وإن كنت رمّاح انتبه .......... وإن كنت حشواً لمخدّةٍ أُخرج
وردّ الباب)
(أوّد اشتهي قبل موتي أعشق ولو صورة حجر .......... أنا ممثّكلٌ محيرّ والعشق بي
مشغول)
وقال النجم بن إسرائيل: قال لي الشيخ مرةً: ما معنى قوله تعالى: كُلَّما
أَوْقَدُوا نَاراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأهَا اللَّهُ فقلت: سيدي يقول وأنا أسمع. قال:
ويحك من الموقد ومن المطفيء لا تسمع لله كلاماً إلا منك فيك. قلت: ومن أين لي قال:
تمحو آنيتك. وقال: لو ذبحت بيدي سبعين نبياً ما اعتقدت أني مخطيء. يعني لو ذبحتهم
لفعلت ما أراده الله مني، إذ لا يقع شيء في الكون إلا بإذنه سبحانه وتعالى.) قلت:
وطرد ذلك أن الله تعالى أراد منا أن نلعن قتلة الأنبياء عليهم السلام، ونبرأ منهم،
ونعتقد أنهم أصحاب النار، وأن نلعن الزنادقة، ونضرب أعناقهم، وإلا فلأي شيءٍ خلقت
جهنم، واشتد غضب الله على من قتل نبياً، فكيف بمن يقتل نبياً، والله تعالى يحب
الأبرار، ويبغض الفجار، ويخلدهم في النار، مع كونه أراد إيجاد الكفر والإيمان
فهو... الشيء، فإنه لا يكون إلا ما يريد. ولكن لا يرضى حيازة الكفر ولا يحبه، نعم
يريده ولا يسأل عما يفعل، ولا يعترض عليه، فإنه أحكم الحاكمين، وأرحم الراحمين، لا
يخلق شيئاً إلا لحكمة، لكن عقولنا قاصرة عن إدراك حكمته، فالخلق ملكه، والأمر أمره
لا معقب لحكمه، يخلد الكفار في النار بعدله وحكمته، ويخلد الأبرار في الجنة بفضله
ورحمته. فجميع ما يقع في الوجود فبأمره وحكمته، وعدم علمنا بمعرفة حكمته لا يدل
على أنه يخلق شيئاً بلا حكمة تعالى الله عن ذلك أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا
خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لاَ ترْجَعُونَ.
(47/281)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 282
وقال أبو الحسن علي بن أنجب ابن الساعي في تاريخه: الفقير الحريري الدمشقي شيخ
عجيب الحال، له زاوية بدمشق يقصده بها الفقراء وغيرهم من أبناء الدنيا، وكان يعاشر
الأحداث ويصحبهم ويقيمون عنده، وكان الناس يكثرون القول فيه، وينسبونه إلى ما لا
يجوز، حتى كان يقال عن إنه مباحي، ولم يكن عنده مراقبة ولا مبالاة، بل يدخل مع
الصبيان الأحداث، ويعتمد معهم ما يسمونه تخريباً، والفقهاء ينكرون فعله، ويوجهون
الإنكار نحوه، حتى إن سلطان دمشق أخذه مراراً وحبسه، وهو لا يرجع عن ذلك ويزعم أنه
صحيح في نفسه. وكان له قبول عظيم ولا سيما عند الأحداث، فإنه كان إذا وقع نظره على
أحد من الأحداث سواء كان من أولاد الأمراء أو أولاد الأجناد أو غيرهم يحسن ظنه
فيه، ويميل إليه، ولا يعود ينتفع به أهله، بل يلازمه ويقيم عنده اعتقاداً فيه.
وكان أمره مشكلاً، والله يتولى السرائر. ولم يزل على ذلك إلى حين وفاته. وكان فيه
لطف. وله شعر، فمنه:
(كم تنعمني بصحبة الأجساد .......... كم تسهرني بلذّة الميعاد)
(جُد لي بمدامة تقوّي رمقي .......... والجنّة جُد بها على الزّهّاد)
وقال الإمام أبو شامة: الشيخ علي الحريري المقيم بقرية بسر، كان يتردد إلى دمشق،
وتبعه طائفة من الفقراء المعروفين بالحريرية أصحاب الزي المنافي للشريعة وباطنهم
شر من ظاهرهم، إلا من رجع منهم إلى الله تعالى.) وكان عند هذا الحريري من القيام
بواجب الشريعة، ما لم يعرفه أحد من المتشرعين ظاهراً وباطناً، ومن إقامة شرائع
الحقيقة ما لم يكن عنده أحد في عصره من المحافظة على محبة الله وذكره والدعاء إليه
والمعرفة به. وأكثر الناس يغلطون في أمره الظاهر وفي أمره الباطن. ولقد أفتى فيه
مشايخ العلماء، وما بلغوا منتهى فتياهم، وبلغ هو فيهم ما كانوا يريدون أن يبلغوه
فيه. قلت: يعرض بابن عبد السلام لكونه أخرج من دمشق.
(47/282)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 283
قال: ولقد كان قدس الله روحه مكاشفاً لما في صدور خلق الله مما يضمرونه، بحيث قد
أطلعه الله على سرائر خلقه وأوليائه. قلت: المكاشفة لما في ضمائر الصدور قدر مشترك
بين أولياء الله وبين الكهان والمجانين. ولكن الشيخ شهاب الدين يتكلم من وراء
العافية، ويحسن الظن بالصالحين والمجهولين، والله يثيبه على حسن قصده وصدق أدبه مع
أولي الأحوال، ونحن فالله يثيبنا على مقاصدنا، والله هو المطلع على نياتنا
ومرادنا، وهو حسبنا ونعم الوكيل. قال الله تعالى: وَإِنَّ الشَّياطِينَ لَيُوحَونَ
إِلى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ الآية ولله القائل:
(دُفٌّ ومزمار ونغمة شادنٍ .......... فمتى رأيت عبادةً بملاهي)
(يا لحرقة ما خسر دين محمد .......... و... عليه وملّة إلاّ هي)
ومن قول الحريري: الشعر باب السر. قل: بل باب الشر، فإنه ينسب النفاق في القلب.
وقال عليه السلام: لأن يمتليء جوف أحدكم قيحاً خير له من أن يمتليء شعراً. ونهى
أصحابه عن غلق الباب وقت السماع حتى عن اليهود والنصارى وقال: دار الضرب التي
للسلطان مفتوحة، وضارب الزغل يغلق بابه. وقال: لو اعتقدت أني تركت الخمر لعدت
إليها. وله من هذا الهذيان شيء كثير. وذكر النسابة في تعاليقه قال: وفي سنة ثمان
وعشرين وستمائة أمر الصالح بطلب الحريري فهرب إلى بسر، وسببه أن ابن الصلاح، وابن
(47/283)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 284
عبد السلام، وابن الحاجب أفتوا بقتله لما اشتهر عنه من الإباحة، وقذف الأنبياء
عليهم السلام والفسق، وترك الصلاة. وقال الملك الصالح أخو السلطان: أنا أعرف منه
أكثر من ذلك. وسجن الوالي جماعة من أصحابه، وتبرأ منه أصحابه) وشتموه، ثم طلب وحبس
بعزتا، فجعل ناس يترددون إليه ف... الفقهاء، وأرسلوا إلى الوزير ابن مرزوق: إن لم
تعمل الواجب فيه وإلا قتلناه نحن. وكان ابن الصلاح يدعو عليه في أثناء كل صلاة
بالجامع جهراً، وكتب طائفة من أصحابه غير محضر بالبراءة منه. قلت: ومن كلامه
المليح: ودرت طول عمري على من ينصفني فوجدت فرداً واحداً، فلما أنصفني ما أنصفته.
وقال: أقمت شهراً لا أفتر عن الذكر، فكنت ليلةً في بيت مظلم فجف لساني، ولم يبق
فيّ حركة سوى أني أسمع ذكر أعضائي بسمعي. وقال: ما يحسن أن تكون العبادة هي
المعبود. وقال: أعلى ما للفقير الإندحاض. وكان الحريري يلبس الطويل والقصير
والمدور والمفرج، والأبيض والأسود، والعمامة والمئزر والقلنسوة وحدها، وثوب المرأة
والمطرز والملون. وسأله أصحابه لما حبس أن يسأل ويتشفع، فلم يفعل، فلما أقام أربع
سنين زاد سؤالهم، فأمرهم أن يكتبوا قصةً فيها: من الخلق الضعيف إلى الري الشريف،
ممن هو ذنب كله إلى من هو عفو كله، سبب هذه المكاتبة الضعف عن المعاتبة، أصغر خدم
الفقراء علي الحريري.
(فقيرٌ ولكن من عفافٍ ومن تقى .......... وشيخ ولكن للفسوق إمام)
فسعوا بالقصة وأرادوا أن تصل إلى السلطان، فما قرأها أحد من الدولة
(47/284)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 285
إلا ورماها، فبلغه ذلك، فاحتد وقال: لأجل هذا ما أذنت لكم في السعي. وأقام في عزتا
ست سنين وسبعة أشهر، يعني في الحبس. وأصاب الناس جدب، وكان هو في ذلك الوقت يركب
الخيل العربية ويلبس الملبوس الجميل، ولم يكن في بيته حصير، وربما تغطى هو وأهله
بجل الفرس. وقال: نسجت ثوب حرير كما جرت العوائد والثوب كالثياب المعتادة
بالتخازين والأكمام والنيافق، والكل نسج لم يدخل فيه خيط ولا إبرة، فلما فرغ دوروه
في البلد، وشهد الصناع بصحته تركته وبكيت، فقال لي إنسان: على أيش تبكي فقلت: على
زمان ضيعته في فكري في عمل هذا كيف ما كان فيما هو أهم منه.) وقال لنا صاحبنا شمس
الدين محمد بن إبراهيم الجزري في تاريخه: حكى لي زين الدين أبو الحرم بن محمد بن
عسيرة الدمشقي الحريري قال: كان أبي مجاور الشيخ علي الحريري بدكان على رأس درب
الصقيل، وكان قد وقف على الشيخ علي دراهم كثيرة، فحبسوه، ودخل الحبس وما معه درهم،
فبات بلا عشاء، فلما كان بكرةً صلى بالمحبسين، وقعد يذكر بهم إلى ساعتين من
النهار، وبقي كل من يجيئه شيء من المأكول من أهله يشيله، فلما قارب وقت الظهر أمرهم
بمد ما جاءهم، فأكل جميع المحبسين وفضل منه، ثم صلى بهم الظهر، وأمرهم أن يناموا
ويستريحوا، ثم صلى بهم العصر، وقعد يذكر بهم إلى المغرب، وكلما جاءهم شيء رفعه، ثم
مدده بعد المغرب مع فضلة الغداء، فأكلوا وفضل شيء كثير. فلما كان في ثالث يوم
أمرهم من عليه أقل من مائة درهم أن يجيبوا له من بينهم، فخرج منهم جماعة وشرعوا في
خلاص الباقين، يعني الذين خرجوا. وأقام ستة أشهر، فخرج خلق كثير ثم إنهم جبوا له
وأخرجوه، وعاد إلى دكانه. وصار أولئك المحبسون فيما بعد يأتونه العصر، ويطلعون به
إلى عند قبر الشيخ رسلان فيذكر بهم. وربما يطلعون إلى الجسر العبدي، وكل يوم يتجدد
له أصحاب إلى أن آل أمره إلى ما آل.
(47/285)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 286
وقال الجزري أيضاً: حدثني عماد الدين يحيى بن أحمد الحسيني البصروي ومؤيد الدين
علي بن خطيب عقربا أن جمال الدين خطيب عقربا جد المؤيد والفلك المسيري الوزير وابن
سلام طلعوا إلى قرية للفلك فعزموا على زيارة الحريري ببسر، فقال أحدهم: إن كان
رجلاً صالحاً فعند وصولنا يطعمنا بسيسة، وقال الآخر: ويطعمنا بطيخ أحمر، وقال
الآخر: ويحضر لنا فقعاً بثلج. فأتوه فتلقاهم أحسن ملتقى، وأحضر البسيسة، وأشار إلى
من اشتهاها أن كل، وأحضر البطيخ وأشار إلى الآخر أن كل. ثم نظر إلى الذي اشتهى
الفقاع وقال: كان عندي باب البريد. ثم دخل فقير وعلى رأسه دست فقاع وثلج فقال:
اشرب بسم الله. وذكر المولى بهاء الدين يوسف بن أحمد بن العجمي، فيما حدثني به رجل
معتبر عنه، أن الصاحب مجد الدين ابن العديم حدثه عن أبيه الصاحب كمال الدين قال:
كنت أكره الحريري وطريقه، فاتفق أني حججت، فحج في الركب ومعه جماعة ومردان،
فأحرموا وبقي يبدوا منهم في الإحرام أمور منكرة. فحضرت يوماً عند أمير الحاج فجاء
الحريري، فاتفق حضور إنسان بعلبكي وأحضر ملاعق بعلبكية، ففرق علينا لكل واحد
ملعقتين، وأعطى للشيخ الحريري) واحدةً، فأعطاه الجماعة ملاعقهم تكرمةً له، وأما
أنا فلم أعطه ملعقتي، فقال: يا كمال الدين ما لك لا توافق الجماعة فقلت: ما أعطيك
شيئاً. فقال: الساعة، تكسرها، أو نحو هذا. قال: والملعقتان على ركبتي، فنظرت
إليهما فإذا بهما قد انكسرتا، فقلت: ومع هذا فما أرجع عن أمري فيك وهذا من
الشيطان. أو قال هذا حال شيطاني. وقال ابن إسرائيل فيما جمعه من أخبار الحريري:
صحبته حضراً وسفراً، وبلغ سبعاً وستين سنة. كذا قال ابن إسرائيل. قال: وتوفي في
الساعة من يوم
(47/286)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 287
الجمعة السادس والعشرين من رمضان سنة خمس وأربعين من غير مرض. وكان أخبر بذلك قبل
وقوعه بمدة. ثم قال ابن إسرائيل: وشهر أخبار موته في اليوم الذي مات فيه في ليلته
بحيث إنه أوصى كما يوصي من هو بآخر رمق، وهو حينئذ أصح ما كان، وقبض جالساً مستقبل
القبلة ضاحكاً. وحضرت وفاته وغسلته وألحدته. ورثيته بهذه القصيدة:
(خطبٌ كما شاء الإله جليل .......... ذهلت لديه بصائر وعقول)
قلت: وهي نيف وسبعون بيتاً. وبين أصحابه المحيا كل عام في ليلة سبعة وعشرين، وهي
من ليالي القدر، فيحيون تلك الليلة بالدفوف والشبابات والملاح والرقص إلى السحر،
اللهم لا تمكر بنا وتوفنا على سنة نبيك.
4 (عمر بن رسول الملك نور الدين)
(47/287)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 288
صاحب اليمن. قال سعد الدين في الخريدة: في سنة خمس وأربعين وفي ذي القعدة وصلنا
الخبر أنه مات. تملك البلاد اليمنية بضع عشرة سنة، وقتل مماليكه في هذا العام.
وولي السلطنة بعده ولده الملك المظفر يوسف بن عمر، واستقر ملكه بعد محاربة بينه
وبين ابن عمه. وبقي يوسف في السلطنة نيفاً وأربعين سنة.
4 (عمر بن محمد بن عمر)
4 (بن عبد الله)
الأستاذ أبو علي الأزدي، الإشبيلي، النحوي، المعروف بالشلوبيني. والشلوبين بلغه
أهل الأندلس هو الأبيض الأشقر. كان إمام العصر في معرفة العربية. ولد سنة اثنتين
وستين وخمسمائة بإشبيلية.) قال الأبار: سمع من: أبي بكر بن الجد، وأبي عبد الله بن
زرقون، وأبي محمد بن بونة، وأبي زيد السهيلي، وعبد المنعم بن الفرس. وأجاز له أبو
القاسم بن حبيش، وأبو بكر بن خير، وأبو طاهر السلفي، كتب إليه من الثغر.
(47/288)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 289
قلت: وكان مختصاً بابن الجد وربي في حجره لأنه والده كان يخدم ابن الجد. وسمع
الكثير. وأقبل على النحو ولزم أبا بكر محمد بن خلف بن صاف النحوي حتى أحكم الفن.
وأما الأبار فقال: أخذ العربية عن أبي إسحاق بن ملكون، وأبي الحسن نجبة. وجمع
مشيخته ونص على اتساع مسموعاته. وسمعت من ينكر عليه ذلك ويدفعه عنه. وكان في وقته
علماً في العربية وصناعتها، لا يجارى ولا يبارى قياماً عليها واستبحاراً فيها.
وقعد لإقرائها بعد الثمانين وخمسمائة، وأقام على ذلك نحواً من ستين سنة، ثم ترك في
حدود الأربعين وستمائة لكبر سنه، وزهد الناس في العلم، وإطباق الفتنة، وتغلب الروم
حينئذ على قرطبة وبلنسية ومرسية، وتصديهم لسائر الأندلس. وله تواليف مفيدة وتشابيه
بديعة مع حسن الخط. وقد أخذ عنه عالم لا يحصون. سمعت عليه وأجاز لي ديوان أبي
الطيب المتنبي. وتوفي نصف صفر. وقال ابن خلكان: قد رأيت جماعةً من أصحاب أبي علي
الشلوبين، وكل منهم يقول: ما يتقاصر الشيخ أبو علي عن الشيخ أبي علي الفارسي.
وقالوا: كان يه مع هذه الفضيلة غفلة وصورة بله. حتى قالوا: كان يوماً إلى جانب نهر
وبيده كراريس يطالع، فوقع كراس في الماء، فغرقه بكراس آخر فتلفا. شرح المقدمة
الجزولية شرحين. وبالجملة فإنه كان على ما يقال خاتمة أئمة النحو.
(47/289)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 290
قلت: عاش ثلاثاً وثمانين سنة.
4 (عمر بن أبي بكر بن عبد الفتاح)
أبو حفص الماليني الصوفي. حدث ببغداد عن: أبي روح عبد المعز الهروي. ومات في شوال
ببغداد.)
4 (حرف الغين)
4 (غازي)
السلطان الملك المظفر شهاب الدين ابن الملك العادل أبي بكر بن أيوب بن شاذي. صاحب
ميافارقين، وخلاط، وحصن منصور. كان سمحاً جواداً، وبطلاً شجاعاً، شهماً، مهيباً.
قال أبو المظفر الجوزي: حضر مجلس بالرها سنة إحدى عشرة وستمائة وأنا قاصد خلاط،
فأحسن إلي وكان لطيفاً ينشد الأشعار ويحكي الحكايات. وحج على درب العراق. وتسلطن
بعده ابنه الشهيد الكامل ناصر الدين محمد. أنشدنا سعد الدين مسعود بن عبد الله بن
عمر الجويني لنفسه في كتابه يرثي هذا السلطان:
(ألا روّى الإلهُ تراب قبرٍ .......... حللت به شهاب الدّين غازي)
(47/290)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 291
(وأسكنك المليك جنان عدنٍ .......... وكان لك المكافي والمجازي)
(فضلت النّاس مكرمة وجوداً .......... فما لك في البريّة من موازي)
(وكنت الفارس البطل المفدّى .......... مبيد القرن في يوم البرازي)
قال الشريف عز الدين الحسيني: توفي في رجب. وقال غيره: توفي سنة ست وأربعين فوهم.
4 (حرف الفاء)
4 (فضل بن الحسن)
الهكاري، الكردي، الزاهد، من أهل سفح قاسيون. كان على قدم من العبادة والقناعة
والطاعة. قال الشيخ إسرائيل بن إبراهيم: حدثني الشيخ الفقيه اليونيني قال: بينما
الشيخ عبد الله قاعداً نظر إلى الشيخ توبة وقال: يا توبة، أمرني مولاي أن آخذ
العهد على شخص. ثم قام وتبعه الشيخ توبة، فبات بالربوة، وأصبح إلى الغسولة، وأخذ
العهد على الشيخ فضل. وقال الشمس محمد بن الكمال: كان الشيخ فضل يصلي في جامع
الجبل إلى جانب المنبر، فانقطع، فسأله التقي بن العز عن انقطاعه، وكان قد انتقل
إلى عند قبة الحجة التي عند الميطور، فقال فضل: سمعت في الحديث أن الجار يسأل عن
جاره فخشيت أن يسألكم الله عني) فتحولت.
(47/291)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 292
وكان لا يقبل من أحد شيئاً، فإذا ألح عليه وأعلمه أنه حلال أخذه. فإذا أتاه مرةً
ثانية لم يقبله ويقول له: أجعلك حينما أكون أنتظرك، أو ما هذا معناه. وقال الخطيب
عبد الله بن العز عمر: حدثني الشيخ أبو الزهر بن سالم قال: ذكر الشيخ سالم عند
الملك الأشرف وأنه ترك الجندية وتزهد، وكان حاضراً الصلاح موسى بن راجح، فأثنى
عليه، فقال السلطان: حتى نطلع نزوره. فبلغه، فسمعته يدعو بالليل: اللهم أشغل عبدك
موسى عني بما شئت. قال: فما رجع ذكره. وكان له بنات ربما جاعوا. توفي، رحمه الله،
في حدود هذا العام.
4 (حرف الكاف)
4 (كنانة بنت مرتضى)
4 (بن أبي الجود حاتم بن السلم)
أم إبراهيم الحارثية المصرية. سمعها أبوها من: إسماعيل بن قاسم الزيات، ومنجب بن
عبد الله المرشدي، وعبد الرحمن بن محمد السيبي. وأجاز لها الشافعي. روى عنها:
الحافظ المنذري، والدمياطي، وجماعة. وبالإجازة: أبو المعالي بن البالسي، وغيره.
توفيت في رجب.
4 (حرف الميم)
4 (محمد بن أحمد بن خليل)
السكوني أبو عمر.
(47/292)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 293
4 (محمد بن ثامر)
أبو عبد الله البستي، البغدادي، الزاهد. كان صالحاً عابداً متبتلاً، صواماً،
قواماً، سليم الصدر، خشن العيش، قانعاً.) وله من الدولة إقبال وقبول زائد لا سيما
من أستاذ الدار الدولة الناصرية الإمامية رشيق الشيرازي وغيره.
4 (محمد بن جعفر بن نجا)
كبير الإمامية، نجيب الدين الحلي الرافضي.
4 (محمد بن سعيد بن علي)
أبو عبد الله الأنصاري الغرناطي، الطراز، المحدث المجود الحافظ أبي عبد الله
النميري. سمع: أبا القاسم بن سمحون، وعلي بن جابر، وطائفة. وأجاز له أبو اليمن
الكندي. كان له عناية تامة بالرواية، معروفاً بالإتقان، موصوفاً بالبلاغة والبيان.
توفي في شوال عن سبع وخمسين سنة. وقد طوله ابن الزبير.
(47/293)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 294
4 (محمد بن عبد الأول)
4 (بن علي بن هبة الله.)
أبو الوقت الركبدار المستنصري، الواسطي المقرىء، الملقب شجاع الدين. شيخ صالح،
خير، أديب، شاعر، ماهر في فنه. كان ركبدار المستنصر بالله، وله حرمة وافرة. ولد
سنة سبعين وخمسمائة. وسمع من: أبي السعادات القزاز، وعبيد الله بن شاتيل، وأبي
الخير أحمد بن إسماعيل الطالقاني، ومسعود بن النادر. حدث عنه: القاضي أبو المجد بن
العديم، والإمام أبو بكر أحمد بن الشريشي، والشهاب أحمد بن الجزري، والمجد محمد بن
خالد بن حمدون الحموي، والشيخ محمد بن أحمد القزاز. وروى عنه بالإجازة آخرون.
وتوفي في الثالث والعشرين من ربيع الأول. وكان يصحب الفقراء، أجاز للبجدي، وبنت
الواسطي، وبنت مؤمن. وكان الخليفة ربما باسطه.
(47/294)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 295
4 (محمد بن عوض بن سلامة)
أبو بكر البغدادي، الصوفي، الغراد. سمع من: عبيد الله بن شاتيل.) وعاش ستاً
وثمانين سنة، وتوفي في المحرم. روى لنا عنه بالإجازة أبو المعالي بن البالسي.
4 (محمد بن مفضل بن الحسن)
أبو بكر اللخمي الأندلسي، خطيب المرية. كان فاضلاً شاعراً، أديباً، متصوفاً. سمع
من: أبي الحسن بن زرقون.
4 (المنازل بن الوزير أبي الفرج)
4 (محمد بن عبد الله بن هبة الله بن المظفر ابن رئيس الرؤساء.)
أبو الفتح ابن وزير المستضيء بالله. كان بارعاً في الفلسفة والهندسة والأدب والشعر
والطب. وأقرأ علم الأوائل في داره. وولي صدرية المخزن في سنة خمس وستمائة أشهراً،
وعزل. وكان محتشماً وافر الحرمة. عمل رباطاً للفقراء إلى جانب داره ووقف عليه.
وتوفي في ذي القعدة وله نيف وثمانون سنة. ولم أر له رواية.
(47/295)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 296
بلى، سمع من: يحيى بن ثابت، وتجني. ومولده في رجب سنة ستين وخمسمائة. وأجاز لأبي
نصر بن الشيرازي، ولمحمد النجدي. ورثاه تلميذه الموفق بن أبي الحديد.
4 (محمود بن علي بن الخضر)
أبو الثناء بن الشماع الدمشقي العامري. ولد سنة إحدى وثمانين. وسمع من: الخشوعي،
وعبد اللطيف بن أبي سعد. روى عنه: الشيخ زين الدين الفارقي، وأبو علي بن الخلال،
وأبو الفضل بن البرزالي، وغيرهم. توفي في شعبان.
4 (مصطفى بن محمود)
)
4 (بن مرسي بن محمود.)
أبو علي الأنصاري المصري، نزيل مكة. كان يلقب صائن الدين. سمع: عبد الله بن بري
النحوي، وأبا المفاخر المأموني. روى عنه: شيخنا الدمياطي، وجماعة.
(47/296)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 297
وكان فقيهاً فاضلاً. ولد بعد الستين وخمسمائة. وتوفي بمكة في رابع عشر جمادى
الأولى، وقد جاور مدة سنتين، وسمع منه المكيون.
4 (مظفر بن عبد الله بن الشرف)
أبو المنصور القيسي، المحلي، الأديب المعروف بابن قديم. كان من كبار الأدباء
المصريين. توفي في ذي القعدة، وعاش ستاً وخمسين سنة.
4 (مكرم بن أبي الحسن)
4 (رضوان بن أحمد بن أبي القاسم.)
الرئيس جلال الدين أبو المعز الأنصاري، الرويفعي من ولد رويفع بن ثابت صاحب رسول
الله صلى الله عليه وسلم. وقد ساق نسبه الشريف عز الدين، وقال: ولد بالقاهرة في
صفر سنة اثنتين وثمانين. وسمع من: أبي الجود اللخمي، وعلي بن نصر بن العطار، وعبد
الله بن محمد بن مجلي، وأبي الحسن بن المفضل الحافظ، وطائفة. وأجاز له خلق كثير.
وخرج له المحدث أبو بكر بن مسد مشيخةً بالسماع والإجازة. وكان أحد المشايخ
المشهورين بالأدب والفضل والتقدم وكثرة المحفوظات. وتقدم عند الدولة. قلت: وكان ذا
حظوة وحشمة. وهو والد الرئيس المسند جمال الدين محمد. وممن أجاز له: البوصيري،
والخشوعي، وأبو جعفر الصيدلاني. روى عنه: ابنه، وشيخنا الدمياطي، وقال فيه: هو
جمال الدين ابن المغربي الإفريقي.
(47/297)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 298
توفي في سابع عشر رمضان.
4 (موسى بن إسماعيل بن فتيان)
) التميمي، السعدي، الحمصي، التاجر، الأديب. ويعرف بابن العصوب وبابن الدقيق. قتل
غيلة بقوص، وهو كهل. وكان له معرفة بالنحو والشعر.
4 (حرف النون)
4 (نصر بن تركي)
4 (بن خزعل بن تركي.)
أبو غالب الحنظلي البصري، المسكي التاجر. سمع من: ابن كليب، وعبد الله بن أبي
المجد. ومات في أول رجب.
4 (حرف الهاء)
4 (هاجر والدة الخليفة المستعصم بالله)
حجت وأنفقت أموالاً عظيمة في الحج. وتوفيت في هذه السنة، وشيعها الوزير فمن دونه
مشياً.
4 (هبة الله بن الحسن)
4 (بن هبة الله بن الحسن بن علي.)
البغدادي، أبو المعالي ابن الدوامي، الملقب عز الكفاة، ابن الصاحب أبي علي.
(47/298)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 299
ولد في شوال سنة إحدى وستين وخمسمائة. وسمع: تجني الوهبانية، وأبا الفتح بن شاتيل.
وولي حاجب الحجاب مدةً. وكان أبوه وكيل الإمام الناصر، ثم ولي أبو المعالي حمل
كسوة الكعبة، وولي صدر ديوان الزمام، وانحدر إلى أعمال واسط، فلم يؤذ أحداً، وحمدت
سيرته، فعزل للين جانبه وخيره، كما عزل الذي قبله لخيانته. وكتب الإمام: يلحق
الثقة العاجز بالخائن الجلد. فلزم الرجل منزله في حال تعفف، وانقطاع، وعبادة،
وكثرة تلاوة، وصوم، وصدقة. روى لنا عنه: علاء لدين بيبرس العديمي. وروى عنه
بالإجازة: القاضي شهاب الدين الخويي، والفخر إسماعيل المشرف، وغيرهما. وقد سمع منه
ابن الحاجب، وابن النجار، والطلبة.) وتوفي في السادس والعشرين من جمادى الأولى سنة
خمس وأربعين وستمائة، وشيعه خلق. ورثاه أبو العز عبد الله بن جميل بقصيدة منها:
(أبدى مصلاّك البكاء وشأنه .......... من وردك التّكبير والتّهليل)
(وتعطّل المحراب من متهجّد .......... لخشوعه منه الدّموع تسيل)
(لم تبت في اللّيل الكتاب مرتّلاً .......... إلاّ وكان وسيله جبريل)
أخبرنا علاء الدين بيبرس قال: أنا ابن الدوامي سنة اثنتين وأربعين، أنا تجني
بسندها. وسمع من تجني الرابع من المحامليات بقراءة ابن الحصري في سنة خمس وسبعين
في المحرم. وقد أجاز لأحمد ابن الشحنة، والمطعم، وابن سعد، والنجدي، وهدبة بنت
مؤمن، وجماعة.
(47/299)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 300
4 (يعقوب بن محمد)
4 (بن الحسن بن عيسى بن درباس.)
الأمير الكبير، شرف الدين أبو يوسف الهذباني، الكردي، الإربلي، ثم الموصلي، من
أمراء الديار المصرية. ولد في حدود سنة ثلاث وستين وخمسمائة بالعمادية. وسمع
بالموصل من: يحيى الثقفي، ومنصور بن أبي الحسن الطبري، وعبد الوهاب بن أبي حبة،
وإسماعيل بن عبيد. وقيل إنه سمع من أبي الفضل خطيب الموصل. وذكره التقي عبد فقال:
قرأ على أبي السعادات ابن الأثير أكثر مصنفاته، وحدث بها. قلت: وقدم دمشق وهو ابن
عشرين سنة، فسمع من القاسم بن عساكر، وبمصر من الأثير بن بنان. وحدث بدمشق،
والقاهرة. وولي شد الدواوين بدمشق. وكان بيته مأوى الفضلاء، وعنده أدب وفضيلة،
وفقه، وفرائض. روى عن منصور الطبري مسند أبي يعلى. روى عنه: الحافظ أبو محمد
الدمياطي، والعماد عبد الله بن حسان خطيب المصلى، وناصر الدين أحمد بن الماكساني.
وروى عنه بمصر مسند أبي يعلى شيخ ما أظنه توفي بعد الآن. توفي في ثامن عشر ربيع
الأول بمصر وقد سمع منه الصدر القونوي جامع الأصول ورواه.) قرأه عليه القطب
الشيرازي.
(47/300)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 301
4 (يوسف بن القاضي زين الدين)
4 (علي بن يوسف بن عبد الله بن بندار.)
أبو الحجاج الدمشقي الأصل، المصري المعدل شرف الدين. عاش أربعاً وستين سنة. وحدث
عن البوصيري، وإسماعيل بن ياسين. وهو أخو المعين أحمد. توفي في جمادى الآخرة. وهو
من شيوخ الدمياطي.
4 (الكنى)
4 (أبو بكر)
الملك العادل سيف الدين ابن السلطان الملك الكامل محمد بن العادل. تملك الديار
المصرية سنة خمس وثلاثين بعد موت والده، وهو شاب طري له عشرون سنة. قال الإمام أبو
شامة: توفي الكامل وتولى بعده دمشق ومصر ابنه العادل أبو بكر. وكان نائبه على دمشق
الملك الجواد يونس بن ممدود، فهم بمسك
(47/301)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 302
الجواد، فكاتب الجواد الملك الصالح وأقدمه إلى دمشق وسلمها إليه وعوضه عنها، وجرت
أمور مذكورة في الحوادث وفي ترجمة الصالح. وعمل أمراء الدولة على العادل وعزلوه،
وملكوا الصالح. وكانت سلطنة العادل بضعةً وعشرين شهراً. وحبسه أخوه فبقي في الحبس
عشر سنين، ثم قتله أخوه، فما عاش بعده إلا سنةً وعشرة أشهر. فأنبأني سعد الدين
مسعود ابن شيخ الشيوخ قال: في خامس شوال من سنة خمس وأربعين جهز الملك الصالح أخاه
العادل مع نسائه إلى الشوبك، فبعث إليه الخادم محسن إلى الحبس وقال: يقول لك
السلطان لا بد من رواحك إلى الشوبك. فقال: إن أردتم قتلي في الشوبك فهنا أولى، ولا
أروح أبداً. فلامه وعذله، فرماه العادل بدواة، فخرج وعرف السلطان فقال: دبر أمره.
فأخذ ثلاثة مماليك،) ودخلوا عليه ليلة ثاني عشر شوال فخنقوه بوتر، وقيل بشاش وعلق
به، وأظهروا أنه شنق نفسه. وأخرجوا جنازته مثل الغرباء. قلت: عاش إحدى وثلاثين سنة.
قال القاضي جمال الدين ابن واصل: كان العادل يعاني اللهو واللعب، ويقدم من لا يصلح
ممن هو على طريقته، ويعرض عن أكابر الدولة ويهملهم، فنفروا منه لهذا، ومالوا إلى
الصالح أخيه وكاتبوه وطلبوا لأهليته. واتفقت الأشرفية ورأسهم أيبك الاسم، وجوهر
الكاملي كبير الخدام، وركبوا وأحاطوا بالدهليز، فرموه، وجعلوا العادل في خيمة
صغيرة، ووكلوا به، فلم يتحرك معه أحد، ولزم كل أمير وطاقه، فسار الصالح مع ابن عمه
الناصر داود يطويان المراحل. وبقي كل يوم يتلقاه طائفة من الأمراء، إلى أن وصل إلى
بلبيس، فتسلم الملك ليلة الجمعة ثامن ذي القعدة سنة سبع وثلاثين، وزينت القاهرة،
وفرح الناس لنجابته وشهامته. ونزل الناصر بدار الوزارة.
(47/302)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 303
4 (أبو الحسن بن الأعز)
4 (بن أبي الحسن البغدادي.)
الرفاء. سمع من: المبارك بن علي بن خضير. وحدث وطال عمره. وتوفي في مستهل رجب. وهو
آخر من حدث عن هذا. سمعه مؤدبه. روى عنه إجازةً: البهاء بن عساكر. وسمي بركة، وسمي
علياً. وفي رجب قال سعد الدين في جريدته: توفي الأمير ظهير الدين بن سنقر الحلبي،
والأمير علاء الدين قراسنقر العادل، فاحتاط السلطان على موجوده، ولم يعقب. وفي
شعبان مات الأمير صلاح الدين ابن الملك مسعود أقسيس، وكانت له جنازة حفلة. وفيها
ولد: العلامة شمس الدين محمد بن أبي الفتح في أوائلها، ببعلبك) والمفتي مجد الدين
إسماعيل بن محمد تقريباً، بحران والقاضي شرف الدين هبة الله بن القاضي نجم الدين
بن البارزي، بحماة والإمام بدر الدين محمد بن عبد المجيد بن زيد النحوي، ببعلبك
والصاحب محيي الدين بن فضل الله العدوي، بالكرك والفقيه أمين الدين محمد بن عبد
الولي بن خولان، ببعلبك والتقي محمد بن بركات ابن القرشية وعلاء الدين علي بن محمد
بن النضر الشروطي
(47/303)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 304
والشهاب أحمد ابن الحلبية الملقن بالجبل وفتح الدين أحمد بن عبد الواحد الزملكاني
وعبد الله بن عبد الوهاب بن المحيي حمزة البهراني، بحماة وناصر الدين محمد بن
إبراهيم بن البعلبكي الشاهد والبدر عبد اللطيف بن أبي القاسم بن تيمية، بحران، أحد
التجار والأديب البارع شمس الدين محمد بن حسن بن سباع الدمشقي الصائغ الشاعر
العروضي وبدار الدين محمد بن عبد الرحيم بن أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن
سلطان بن يحيى القرشي، في المحرم والشريف يونس بن أحمد بن أبي الجن، في ذي الحجة
وأبو بكر محمد بن أحمد بن علي بن عنتر السلمي الدمشقي والعماد إبراهيم بن الكيال
وأبو بكر بن عبد الباري الإسكندراني التاجر، في صفر ثنا عن السبط ومحمد بن إبراهيم
بن مري الطحان ومحمد بن الشجاع عبد الخالق بن محمد بن سري المزي والشيخ محمد بن
الشيخ إبراهيم الأرموي والبدر سعد بن الجمال أبي عبد الله بن يوسف النابلسي ويوسف
بن عمر بن الخشني، له حضور على السادي والشرف محمد بن العز بن صالح بن وهيب
الحنفي) ومظفر الدين بن موسى بن الأمير عز الدين عثمان بن ميرك.
(47/304)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 305
1 (سنة ست وأربعين وستمائة)
4 (حرف الألف)
4 (أحمد بن إسماعيل بن قلوس)
المحدث نجم الدين الحنفي ابن المدرس العزية التي على الميدان. سمع الكثير ونسخ
الأجزاء. قال التاج ابن عساكر: وجد في خندق باب النصر ميتاً، ودفن على أبيه.
4 (أحمد بن الحسن بن خضر بن ريش)
عز الدين أبو العباس القرشي، الدمشقي، المعدل. ولد سنة إحدى وسبعين. وسمع من جده
لأمه الخضر بن طاوس نسخة أبي مسهر. كتب عنه: عمر بن الحاجب والقدماء. وروى عنه:
أبو محمد الدمياطي، وأبو علي بن الخلال، والفخر بن عساكر، وأبو الفضل الذهبي،
وجماعة. وتوفي بالمزة في رابع جمادى الآخرة.
4 (أحمد بن سلامة بن أحمد بن سلمان)
(47/305)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 306
الشيخ أبو العباس ابن النجار الحراني، الحنبلي. شيخ صالح زاهد، عابد، صاحب صلاة
وصوم، من الراسخين في السنة. له طلب وتحصيل. رحل وسمع من: ابن كليب، وأبي طاهر بن
المعطوش، وحماد بن هبة الله الحراني، وعبد الرحمن بن علي الحرمي، وجماعة. وحدث
بدمشق وحران. روى عنه: الحافظ الضياء، والكبار. وحدثنا عنه: محمد بن قيماز
الدقيقي، والقاضي تقي الدين سليمان، وعيسى المغازي، وغيرهم. وفي خطه سقم كثير. توفي
في رجب أو في شعبان.)
4 (أحمد بن محمد بن أمية)
الحافظ أبو العباس العبدري، الميورقي، المحدث، الرحال. روى عنه الدمياطي من شعره.
ومات في ذي الحجة كهلاً بالقاهرة. ومولده بميورقة.
4 (إبراهيم بن سهل)
اليهودي، شاعر أهل الأندلس. بل شاعر زمانه.
(47/306)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 307
غرق في البحر في هذا العام على ما حكاه أبو القاسم بن عمران السبتي، وسيأتي في
الطبقة الآتية.
4 (إبراهيم بن محمد بن أحمد)
أبو إسحاق الأصبحي الإشبيلي. نزيل حصن القصر. أخذ القراءآت السبع عن أبي عبد الله
بن مالك المرتلي في سنة ثمان وسبعين وخمسمائة. وعاش إلى هذا الوقت. وكان أديباً
فاضلاً، شاعراً، وكان شيخه أبو عبد الله محمد بن مالك من أصحاب أبي الحسن شريح
والكبار. توفي أبو إسحاق في سنة ست هذه في آخرها.
4 (إسماعيل بن أحمد بن إسماعيل بن أبي الوقار.)
4 (أبو الطاهر التنوخي الدمشقي)
4 (الصوفي.)
سمع من: الخشوعي، وعبد اللطيف بن أبي سعد. وبمصر من البوصيري. وسكن مصر، دولي
مشارفة البيمارستان. وكان من ذوي البيوتات. توفي في عاشر رمضان.
4 (إسماعيل بن سودكين بن عبد الله)
أبو الطاهر المكي النوري، الحنفي، الصوفي، المتكلم. ولد بالقاهرة في سنة تسع
وسبعين وخمسمائة. وسمع من: أبي الفضل الغزنوي، وأبي عبد الله الأرتاحي.) وسمع بحلب
من: الافتخار، وعبد المطلب، وغيره.
(47/307)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 308
وصحب الشيخ المحيي ابن العربي مدةً، وكتب عنه كثيراً من تصانيفه. وكان على مذهبه
فيما أحسب. وله نظم جيد وفضيلة. روى لنا عنه: أبو حفص بن القواس. ومات بحلب في
الرابع والعشرين من صفر. وكان أبوه من مماليك السلطان نور الدين محمود، فتزهد هو
وتصوف.
4 (أيبك المعظمي)
الأمير الكبير عز الدين صاحب المدرسة التي بالكشك والتربة التي على الشرف. وكان
صاحب قلعة صرخد أعطاه إياها. استعاده الملك المعظم في سنة ثمان، وقيل سنة إحدى
عشرة وستمائة، واستمر فيها إلى أن أخذها منه الصالح نجم الدين سنة، وقبض عليه
وسجنه إلى أن مات سنة ست، ثم نقل إلى الشام فدفن بتربته. وكان المعظم قد أخذ صرخد
من صاحبها ابن قراجا.
4 (حرف الباء)
4 (بشير بن حامد بن سليمان)
4 (بن يوسف بن سليمان بن عبد الله.)
(47/308)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 309
الإمام نجم الدين أبو النعمان القرشي، الهاشمي، الطالبي، الجعفري، الزينبي،
التبريزي، الصوفي الفقيه. ولد بأردبيل في سنة سبعين وخمسمائة. وسمع من: عبد المنعم
بن كليب، ويحيى الثقفي، وأبي الفتح المندائي، وابن سكينة، وابن طبرزد، وجماعة. روى
لنا عنه: الحافظ عبد المؤمن، والمحدث عيسى السبتي. وتوفي بمكة مجاوراً في ثالث
صفر. وكان إماماً مشهوراً بالعلم والفضل، وله تفسير مليح في عدة مجلدات. وروى عنه
أيضاً: الشيخ جمال الدين ابن الظاهري، والشيخ محب الدين الطبري، وعدة. قال ابن
النجار في تاريخه بعد أن ساق نسبته إلى أبي طالب: تفقه ببغداد على أبي القاسم بن)
فضلان، ويحيى بن الربيع. وحفظ المذهب والأصول والخلاف، وناظر وأفتى، وأعاد
بالنظامية. سمع منه جماعة، وولي نظر مصالح الحرم وعمارة ما تشعث منه. وهو حسن
السيرة، متدين. وقال لنا الحافظ قطب الدين: أنشدنا الإمام قطب الدين ابن القسطلاني
قال: حكى لي نجم الدين بشير التبريزي قال: دخلت على ابن الحراني ببغداد، فسرقت مشايتي،
فكتبت إليه:
(دخلت إليك يا أملي بشيراً .......... فلما أن خرجت خرجت بشرا)
(أعد يائي الّتي سقطت من اسمي .......... فيائي في الحساب تعدّ عشرا)
قال: فسير إلي نصف مثقال.
(47/309)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 310
4 (حرف السين)
4 (سليمان بن يحيى بن سليمان بن بدر)
4 (أبو عمرو القيسي)
4 (الإشبيلي.)
سمع: الحافظ أبا محمد بن حوط الله، وغيره. وقرأ بالعربية والأصول، ودرس، وولي خطة
الشورى. توفي في رمضان.
4 (حرف الصاد)
4 (صفية بنت العدل عبد الوهاب)
4 (بن علي بن الخضر بن عبد الله بن علي.)
أم حمزة القرشية الأسدية، الزبيرية، الدمشقية، ثم الحموية، زوجة قاضي حماة محيي
الدين حمزة البهراني. كانت أصغر من أختها كريمة، ولم يسمعها أبوها شيئاً، بل
استجاز لها عمها، وأجاز لها مسعود الثقفي، والحسن بن العباس الرستمي، والقاسم بن
الفضل الصيدلاني، ورجا بن حامد المعداني، ومعتمر بن الفاخر، وأبو الحسن علي ابن
تاج القراء، وطائفة. وطال عمرها، وتفردت بإجازة جماعة.
(47/310)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 311
روى عنها: المجد ابن الحلوانية، والشرف الدمياطي، والجمال بن الظاهري، والتقي
إدريس بن) مزيز، وأبو بكر أحمد الدشتي، والأمين محمد بن النحاس، وجماعة. وبالحضور:
حفيدها عبد الله بن عبد الوهاب، وأحمد بن مزيز. قال الدمياطي: حضرت جنازتها بحماة
في خامس رجب. وقد سمع منها القدماء: أبو الطاهر إسماعيل بن الأنماطي، وأبو الفتح
بن الحاجب، وجماعة.
4 (حرف العين)
4 (عبد الله بن أحمد)
الحكيم العلامة، ضياء الدين ابن البيطار الأندلسي، المالقي، النباتي، مصنف كتاب
الأدوية المفردة ولم يصنف مثله. كان ثقة فيما ينقله، حجة. وإليه انتهت معرفة
النبات وتحقيقه وصفته وأسمائه وأماكنه. كان لا يجارى في ذلك. سافر إلى بلاد
الأغارقة وأقصى بلاد الروم. وأخذ فن النبات عن جماعة، وكان ذكياً فطناً.
(47/311)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 312
قال الموفق أحمد بن أبي أصيبعة: شاهدت معه كثيراً من النبات في أماكنه بظاهر دمشق.
وقرأت عليه تفسيره لأسماء أدوية كتاب ديسقوريدوس فكنت أجد من غزارة علمه ودرايته
وفهمه شيئاً كثيراً جداً. ثم ذكر الموفق فصلاً في براعته في النبات والحشائش، ثم
قال: وأعجب من ذلك أنه كان ما يذكر دواءً إلا ويعين في أي مقالة هو في كتاب
ديسقوريدوس وجالينوس وفي أي عدد هو من جملة الأدوية المذكورة في تلك المقالة. وكان
في خدمة الملك الكامل، وكان يعتمد عليه في الأدوية المفردة والحشائش، وجعله بمصر
رئيساً على سائر العشابين وأصحاب البسطات. ثم خدم بعد ذلك ابنه الملك الصالح. وكان
متقدماً في أيامه، حظياً عنده. توفي ابن البيطار بدمشق في شعبان.
4 (عبد الله بن أحمد)
4 (بن عبد الله بن محمد بن أبي بكر بن موسى بن حفص.)
أبو محمد الأنصاري الداني، نزيل شاطبة. سمع من: أسامة بن سليمان صاحب ابن الدباغ،
وأبي القاسم بن إدريس، وأبي القاسم أحمد بن) بقي. وقرأ العربية والآداب: ورحل فسمع
بالإسكندرية من محمد بن عباد، وبدمشق من الحسن بن صباح، وجماعة. ومال إلى علم
الطب، وعني به، وشارك في فنون. أثنى عليه الأبار، وقال: كان من أهل التواضع
والطهارة. صاحبته بتونس وسمعت منه كثيراً، ورحل ثانيةً إلى المشرق، فتوفي بالقاهرة
في سلخ شعبان وهو في آخر الكهولة، رحمه الله تعالى.
(47/312)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 313
4 (عبد الله بن أحمد)
4 (بن محمد بن عطية.)
القيسي، المالكي. حج، وسمع من: مرتضى بن أبي الجود، وجعفر الهمذاني. وكان زاهداً
صالحاً. ورخه الأبار.
4 (عبد الله بن الحسن)
4 (بن أبي الفتح منصور بن أبي عبد الله.)
القاضي الفقيه، أبو المكارم السعدي، الدمياطي، المقدسي الأصل. ولد سنة ثلاث وستين
وخمسمائة. وقرأ القرآن على أبي الجيوش عساكر بن علي وتفقه على العلامة الشهاب
الطوسي. ورحل إلى العراق، فسمع من: أبي منصور عبد الله بن عبد السلام، والحافظ أبي
بكر محمد بن موسى الخازمي. وأجاز له الحافظان ابن عساكر، والسلفي. ودرس بالمدرسة
الناصرية بدمياط، وولي القضاء والخطابة بها. روى عنه الحافظ شرف الدين المتوثي
وقال: هو شيخي ومفقهي جلال الدين، صحبته سنين بدمياط، وتفقهت عليه وعلى أخيه
القاضي أبي عبد الله الحسين. وروى عنه أيضاً: الحافظ عبد العظيم، وأبو المعالي
الأبرقوهي، وأبو الحمد أتوش الافتخاري، وجماعة.) توفي بالقرافة في سابع عشر شعبان.
(47/313)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 314
4 (عبد الله بن الحسين)
4 (بن عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن رواحة بن إبراهيم بن عبد الله بن رواحة
بن عبيد بن)
محمد بن عبد الله بن رواحة بن ثعلبة بن امرىء القيس بن عمرو. المسند عز الدين أبو
القاسم الأنصاري الخزرجي، الحموي، الشافعي. ولد بجزيرة من جزائر المغرب، وهي جزيرة
صقلية، وأبوه بها مأسور في سنة ستين وخمسمائة. وكان قد أسر أبواه وهو حمل، ثم يسر
الله خلاصهما. وهو من بيت علم وعدالة. رحل به أبوه إلى الإسكندرية بعد السبعين،
وسمعه الكثير من السلفي، فمن ذلك السيرة تهذيب ابن هشام، وقد سمعها من ابن رواحة
ببعلبك شيخنا القاضي تاج الدين عبد الخالق. وتفرد عن السلفي بأجزاء كثيرة. وسمع
من: عبد الله بن بري النحوي، وأبي المفاخر المأموني، والطالب أحمد بن رجا اللخمي،
وعلي بن هبة الله الكاملي، وأبي الطاهر إسماعيل بن عوف، وأبي الجيوش عساكر بن علي،
وأبي سعد بن أبي عصرون الشافعي، وجماعة. وسمع من والده قطعةً من شعره. وكذلك من
تقية بنت غيث الأرمنازي الشاعرة.
(47/314)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 315
وقرأ الأدب على أبيه وعلى ابن بري. وتفقه. وكان يرتزق من الشهادة، وكان يأخذ على
التحديث، الله يسامحه. حدني إسحاق الصفار وكان بعث شيخنا الحافظ ابن خليل إلى ابن
رواحة يعتب عليه في أخذه على الرواية، فاعتذر بأنه فقير. وقرأت بخط أبي الفتح بن
الحاجب: قال لي الحافظ ابن عبد الواحد: ذكر لي أخي الشمس أحمد أنه لما كان بحمص
ورد عليه ابن رواحة فأراد أن يسمع منه، فذكر له جماعة من أهل حمص أن ابن رواحة
يشهد بالزور فتركته. وقال أبو الفتح: قال لي تقي الدين أحمد بن العز: كل ما سمعته
على ابن رواحة فقد تركته. وقال الزكي البرزالي: كان عنده تسامح قلب، وكان له شعر
وسط يمتدح به ويأخذ الصلات، وحدث بأماكن عديدة.) وقال الحافظ زكي الدين عبد
العظيم: سألته عن مولده فقال: في جزيرة مسينة بالمغرب سنة ستين. كان أبي سافر إلى المغرب
فأسر، فولدت له هناك. روى عنه: زكي الدين، وأبو حامد بن الصابوني، وأبو محمد
الدمياطي، وأبو العباس بن الظاهري، وأبو الفضل بن عساكر، وأبو الحسين بن اليونيني،
وإدريس بن مزيز، وبنته ست الدار، وفاطمة بنت النفيس بن رواحة بنت أخيه، والبهاء بن
النحاس، وأخوه، والكمال إسحاق، وأبو بكر الدشتي، والشرف عبد الأحد بن تيمية،
والمفتي أبو محمد الفارقي، وفاطمة بنت جوهر، وفاطمة بنت سليمان، والشمس أحمد بن
محمد بن العجمي، وخلق سواهم. وتوفي بين حماة وحلب. وحمل إلى حماة فدفن بها في ثامن
جمادى الآخرة.
(47/315)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 316
4 (عبد الله بن علي بن محمد بن إبراهيم)
أبو محمد الأستاري، الأنصاري، نزيل إشبيلية. أخذ القراءآت عن أبي الحسن بن عظيمة.
والنحو عن أبي علي الشلوبين. وحج فتفقه بتلك الديار، وسمع قطعة من جامع الترمذي
على زاهر بن رستم، وعاد إلى إشبيلية. ودرس الأصول ومذهب مالك، ثم انتقل إلى سبتة
واشتغل بها. توفي في آخر السنة.
4 (عبد الباري بن عبد الخالق)
4 (بن أبي البقاء صالح بن علي بن زيدان.)
أبو الفتح الأموي، المكي الأصل، المصري، العطار، المؤذن. سمع مع ابنه من أبي عبد
الله الأرتاحي، وجماعة.
(47/316)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 317
وكان أبوه من أعيان الفضلاء. توفي عبد الباري في نصف شعبان.
4 (عبد الرحمن بن الخضر)
4 (بن الحسن بن عبدان.)
نجم الدين أبو الحسين الأزدي، الدمشقي، والد شيخنا الشمس أبي القاسم. ولد سنة تسعين
وخمسمائة.) وسمع من: الخشوعي، والقاسم بن عساكر، وحنبل، وطائفة فأكثر. روى عنه:
الشيخ تاج الدين عبد الرحمن، وأخوه، وأبو علي بن الخلال، وأبو الفدا بن عساكر،
ومحمد بن محمد البجي، وجماعة. وبالحضور: أبو المعالي بن البالسي، وغيره. توفي في
جمادى الأولى.
4 (عبد الرحمن بن عبد العزيز)
4 (بن علي بن عبد العزيز.)
أبو القاسم المخزومي، المصري، الشارعي شرف الدين ابن الصيرفي. توفي في ذي الحجة عن
خمس وستين سنة. وحدث عن: البوصيري، وقاسم بن إبراهيم المقدسي، وجماعة. وهو من شيوخ
الدمياطي.
4 (عبد الرحمن بن علي)
4 (بن عثمان بن يوسف بن إبراهيم.)
القاضي المكرم، أبو المعالي بن أبي الحسن القرشي، المخزومي، المقيري المصري،
الشافعي. ولد سنة تسع وستين وخمسمائة. وسمع من: عبد الله بن بري النحوي، ومحمد بن
علي الرضى، والبوصيري، وإسماعيل بن ياسين، والقاسم بن عساكر. وأجاز له السلفي، وعبد
الحق اليوسفي، والحافظ ابن عساكر، وشهدة، وخطيب الموصل، وطائفة.
(47/317)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 318
وروى الكثير، وهو من بيت كتابة وجلالة. حدث عنه: الحافظ زكي الدين المنذري مع
تقدمه. وثنا عنه الحافظ أبو محمد بن خلف، وبيبرس القيمري. وتوفي في سابع رمضان.
4 (عبد الرزاق ابن الإمام المفتي فخر الدين)
4 (أبي منصور عبد الرحمن بن محمد بن الحسن بن هبة الله ابن عساكر.)
) أبو الفتوح الدمشقي، المعدل. ولد سنة أربع وسبعين. وسمع من: البوصيري. روى عنه:
الدمياطي. وتوفي في رمضان.
4 (عبد القوي بن عبد الله بن إبراهيم)
الأستاذ أبو محمد بن المغربل السعدي، المصري، الأنماطي، المقرىء. قرأ القراءآت على
أبي الجود وسمع منه. ومن: العماد الكاتب، وابن نجا الواعظ. وتصدر لإقراء القرآن
بجامع السراجين بالقاهرة، مدةً، وانتفع به جماعة. توفي في العشرين من شوال.
4 (عبد المنعم بن محمد بن يوسف)
العدل، أبو محمد الأنصاري، المصري، الخيمي، الشافعي. والد الأديب محمد ابن الخيمي.
سمع من: العماد الكاتب. وفي الحج من: جعفر بن آموسان.
(47/318)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 319
وتوفي في رجب بالقاهرة.
4 (عثمان بن عمر بن أبي بكر بن يونس)
العلامة جمال الدين أبو عمرو بن الحاجب الكردي، الدويني الأصل، الأنطاكي المولد،
المقرىء المالكي، النحوي، الأصولي، الفقيه، صاحب التصانيف المنقحة. ولد سنة سبعين
أو إحدى وسبعين، هو شك بأسنا من عمل الصعيد. وكان أبوه جندياً كردياً حاجباً
للأمير عز الدين موسك الصلاحي. فاشتغل أبو عمرو في صغره بالقاهرة وحفظ القرآن.
وأخذ بعض القراءآت عن الشاطبي، رحمه الله، وسمع منه التيسير.
(47/319)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 320
وقرأ طرق المبهج على أبي الفضل محمد بن يوسف الغزنوي وقرأ بالسبع على أبي الجود.
وسمع من: أبي القاسم البوصيري، وإسماعيل بن ياسين، والقاسم بن عساكر، وحماد
الحراني، وبنت سعد الخير، وجماعة.) وتفقه على أبي منصور الأبياري، وغيره. وتأدب
على الشاطبي، وأبي الثنا. ولزم الاشتغال حتى برع في الأصول والعربية. وكان من
أذكياء العالم. ثم قدم دمشق ودرس بجامعها في زاوية المالكية، وأكب الفضلاء على
الأخذ عنه. وكان الأغلب عليه النحو. وصنف في الفقه مختصراً، وفي الأصول مختصراً،
وفي النحو والتصريف مقدمتين. وكل مصنفاته في غاية الحسن. وقد خالف النحاة في
مواضع، وأورد عليهم الإشكالات وإلزامات مقحمة يعسر الإجابة عنها. ذكره الحافظ أبو
الفتح عمر بن الحاجب الأميني فقال: هو فقيه مفتي مناظر، مبرز في عدة علوم، متبحر
مع ثقة ودين وورع وتواضع واحتمال واطراح للتكلف. قلت: ثم نزح عن دمشق هو والشيخ عز
الدين بن عبد السلام في الدولة الإسماعيلية عندما أنكرا على الصالح إسماعيل، فدخلا
مصر، وتصدر هو بالمدرسة الفاضلية ولازمة الطلبة. قال القاضي شمس الدين بن خلكان:
كان من أحسن خلق الله ذهناً. وجاءني مراراً بسبب أداء شهادات، وسألته عن مواضع في
العربية مشكلة، فأجاب أبلغ إجابة بسكون كثير وتثبيت تام. ثم انتقل إلى الإسكندرية
ليقيم بها، فلم تطل مدته هناك، وتوفي بها في السادس والعشرين من شوال.
(47/320)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 321
قلت: قرأ عليه بالروايات شيخنا الموفق محمد بن أبي العلاء، وحدث عنه الحافظان
المنذري والدمياطي والجمال الباهلي وأبو محمد الجزائري، وأبو علي بن الخلال، وأبو
الفضل الإربلي، وأبو الحسن بن البقال، وطائفة. وبالإجازة قاضي القضاة ابن الجوزي
والعماد بن اليانشي. وأخذ عنه العربية شيخنا رضي الدين أبو بكر القسطنطيني. وقد
رزقت تصانيفه قبولاً زائداً لحسنها وجزالتها.
4 (عثمان بن نصر الله بن عثمان)
أبو عمرو الشقاني، الصوفي. ولد بحلب سنة خمس وخمسين وخمسمائة، ورحل لمصر وسمع بها
من: عشائر بن علي، وهبة الله البوصيري. روى عنه: الدمياطي، وغيره.) وبالإجازة:
العدلان ابن البرزالي، وابن النابلسي. ومات، رحمه الله، في المحرم.
4 (علي بن المأمون أبي العلاء)
4 (إدريس بن المنصور بن يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن بن علي.)
القيسي، الخليفة المغربي، الملقب بالمعتضد وبالسعيد، أبو الحسن.
(47/321)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 322
ولي الأمر بعد أخيه عبد الواحد الملقب بالرشيد سنة أربعين، فبقي إلى أن خرج إلى
ناحية تلمسان، وحاصر قلعةً هناك، فقتل على ظهر فرسه في صفر من هذا العام. وولي
الأمر بعده المرتضى أبو حفص، فامتدت أيامه عشرين عاماً. وكان السعيد أسود اللون،
فارساً، شجاعاً. مات في سلخ صفر سنة ست مقتولاً.
4 (علي بن جابر بن علي)
الإمام أبو الحسن الإشبيلي الدباج. مقرىء الأندلس. أخذ القراءآت عن أبي بكر بن
صاف، وأبي الحسن نجبة بن يحيى. وأخذ العربية عن أبي ذر بن أبي ركب الخشني، وأبي
الحسن بن خروف. وتصدر للإقراء والعربية نحواً من خمسين سنة. ذكره أبو عبد الله
الأبار فقال: كان من أهل الفضل والصلاح، وأم بجامع العدبس. وكان مولده في سنة ست
وستين وخمسمائة. وتوفي بإشبيلية في شعبان بعد دخول الروم الملاعين صلاحاً البلد
بجمعة. فإنه هاله نطق النواقيس وخرس الأذان، فما زال يتأسف ويضطرب ارتماضاً لذلك
إلى أن قضى نخبه، رحمه الله ورضي عنه.
(47/322)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 323
وقيل: مات يوم دخلوها. قلت: وكان أستاذاً في العربية، يقرىء كتاب سيبويه، وغيره.
وكان حجةً في نقله، مسدداً في بحثه، رحمه الله.
4 (علي بن محمد بن علي)
الكركي، ثم المكي.) سمع من: يحيى بن ياقوت، وناصر بن رستم، ويونس الهاشمي، وجماعة.
روى عنه: الدمياطي، وأهل مكة. مات في ذي الحجة.
4 (علي بن يحيى بن المخرمي)
أبو الحسن البغدادي، الفقيه. أحد الأذكياء الموصوفين.
(47/323)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 324
كان متوقد القريحة ومات شاباً. ورثاه أبو المعالي القاسم بن أبي الحديد. وقد ناب
عن أخيه الرئيس أبي سعد المبارك في صدرية ديوان الزمام، فلما عزل أخوه أقبل على
علم القرآن والحديث والعبادة. وكان سنياً سلفياً أثرياً، رحمه الله.
4 (علي بن يوسف بن إبراهيم)
4 (بن عبد الواحد.)
(47/324)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 325
الوزير الأكرم جمال الدين أبو الحسين الشيباني، القفطي، المعروف أيضاً بالقاضي
الأكرم، وزير حلب. كان إماماً إخبارياً مؤرخاً، جم الفضائل، وافر الفوائد، صدراً
محتشماً، معظماً، كريماً جواداً، كامل السؤدد، حلو الشمائل، له عدة تصانيف منها:
كتاب أخبار النحاة وما صنفوه، وكتاب أخبار المصنفين وما صنفوه، وكتاب الكلام على
الموطأ، وكتاب أخبار الملوك السلجوقية، وكتاب تاريخ مصر إلى دولة صلاح الدين في ست
مجلدات، وتاريخ الألموت، وتاريخ اليمن، وتاريخ محمود بن سبكتكين وأولاده، وتاريخ
آل مرداس. وخرج مشيخة للكندي. وله: إصلاح ما وقع في الصحاح. وجمع من الكتب ما لا
يوصف، وقصد بها من الآفاق. ولم يكن يحب من الدنيا سواها. ولم يكن له دار ولا زوجة.
وأوصى بكتبه للناصر صاحب حلب، وكانت تساوي خمسين ألف دينار.
(47/325)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 326
ومات في رمضان. وهو أخو المؤيد القفطي نزيل حلب أيضاً. وله حكايات عجيبة في غرامه
بالكتب، وأظنه جاوز الستين من عمره، رحمه الله.
4 (عمر بن علي بن أبي المكارم)
)
4 (بن فتيان.)
الشيخ بهاء الدين، أبو حفص الأنصاري، الدمشقي، ثم المصري، الفقيه. كان أبوه أبو
القاسم من كبار الفقهاء الشافعية. ولد البهاء في سنة ثمان وسبعين وخمسمائة. وسمع
من: جديه أبي الحسن بن نجا، وفاطمة بنت سعد الخير، وأبي القاسم البوصيري، وجماعة.
وخطب بجامع المقس بظاهر القاهرة. وحدث بدمشق، ومصر. روى عنه: أبو الفضل محمد بن
يوسف الإربلي، وأبو محمد الدمياطي الحافظ، وأبو الحسن بن البقال، وجماعة. ومات في
شعبان.
4 (عمر بن محمد بن علي بن حيدرة)
الظهير الرحبي، ثم الدمشقي، أبو حفص. كان منقطعاً متزهداً، وله زاوية.
(47/326)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 327
سمع: القاسم بن عساكر. كتب عنه ابن الحاجب. وروى عنه القاسم بن عساكر في معجمه.
ولد سنة سبع وخمسين وخمسمائة.
4 (حرف الغين)
4 (غازي)
صاحب ميافارقين. قد مر عام أول. وقيل: مات في هذه السنة. وتملك بعده ولده الشهيد
الملك الكامل محمد.
4 (حرف الميم)
4 (محمد بن أحمد بن محمد)
أبو عبد الله العراقي، الحمدي، والحمد: قرية بالعراق. وكان يعرف بالقاص.) حدث عن:
أبي الفرج بن الجوزي. ثنا عنه: أبو بكر الدشتي. وكان يقص في الأعزية بحلب، ويؤدب
الصبيان. وسمع أيضاً من ابن بوش.
4 (محمد بن أحمد)
4 (بن عبد الله بن أسامة)
الفقيه شمس الدين الدمشقي، الشافعي. مدرس سنجار. حدث عن: عبد المنعم بن كليب،
وغيره. وأقام بسنجار دهراً. وكان إماماً فاضلاً.
(47/327)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 328
توفي في صفر بسنجار، رحمه الله.
4 (محمد بن إسماعيل)
4 (بن حمزة بن أبي البركات.)
أبو عبد الله بن البطال البغدادي، الأزجي، الدقاق. سمع من: عبيد الله بن شاتيل،
وعبد الله بن أحمد بن خميس، وغيرهما. أخذ عنه: المحب القدسي، وجماعة. وأنا عنه:
أبو عبد الله محمد بن أحمد القزاز. وتوفي في رابع رجب.
4 (محمد بن أحمد بن خليل)
4 (بن إسماعيل.)
أبو عمر السكوني القيسي. من بيت علم وجلالة. روى عن: أبيه، وأعمامه، وأبي بكر بن
الجد، وأبي عبد الله بن زرقون، وابن بشكوال. وكان من جلة العلماء، له تصانيف في
الفقه، وولي القضاء بمواضع.
4 (محمد بن عتيق بن عبد الله)
)
4 (بن حميد.)
(47/328)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 329
الإمام أبو عبد الله التجيبي، الغرناطي، المعروف باللاردي، صاحب التصانيف. روى عن:
أبيه أبي بكر. وسمع ببلنسية من: أبي عبد الله بن محمد. وولد في صفر سنة ثلاث وستين
وخمسمائة. وكان من الأدباء العلماء. وكان حياً إلى هذا العام، وتوفي فيه أو على
أثره. ذكره أبو عبد الله الأبار فقال: ولي القضاء وصنف. ومن تواليفه: أنوار الصباح
في الجمع بين الكتب الستة الصحاح، وكتاب مطالع الأنوار ونفحات الأزهار في شمائل
المختار، وكتاب النكت الكافية في الاستدلال على مسائل الخلاف بالحديث، وكتاب منهاج
العمل في صناعة الجدل، وكتاب المسائل النورية إلى المقامات الصوفية.
4 (محمد بن عثمان بن أميرك)
النشاري، الخياط، نزيل الإسكندرية. أجاز له السلفي. سمع منه: شيخنا الدمياطي، وهو
قيد وفاته.
4 (محمد بن علي بن محمد بن نباتة)
الوزير جلال الدين أبو الفتح الفارقي الكاتب. ولد بماردين سنة إحدى وسبعين. وروى
شيئاً من شعره. ومات بميافارقين في ثالث عشر رجب. وكان صدراً رئيساً، وافر الحرمة.
(47/329)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 330
4 (محمد بن عمر بن محمد)
4 (بن الحوش.)
أبو عبد الله الإسعردي، المقرىء الحنبلي، التاجر. سمع من: المؤيد الطوسي، وزينب
الشعرية، والقاسم بن الصفار. روى عنه: المجد بن الحلوانية، والجمال بن الصابوني،
وغيرهما.) وتوفي بالقاهرة يوم عاشوراء. وحدث بدمشق.
4 (محمد بن المسلم بن نبهان)
نظام الدين التميمي، البغدادي، المقرىء. قال الشريف: توفي في الخامس والعشرين من
رجب بالقاهرة، وتصدر لإقراء القرآن بالمدرسة الفاضلية مدةً، وانتفع به جماعة. لم
يذكر على من قرأ. قرأ على أصحاب الشهرزوري. وتلا عليه الكمال المحلي، وغيره.
4 (محمد بن ناماور بن عبد الملك)
(47/330)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 331
القاضي أفضل الدين الخونجي، أبو عبد الله الشافعي. ولد سنة تسعين وخمسمائة. وولي
قضاء مدينة مصر وأعمالها. ودرس بالمدينة الصالحية وأفتى، وصنف ودرس. قال الإمام
أبو شامة: كان حكيماً منطقياً. وكان قاضي قضاة مصر. وقال ابن أبي أصيبعة: تميز في
العلوم الحكمية، وأتقن الأمور الشرعية. قوي الاشتغال، كثير التحصيل. اجتمعت به،
ووجدته الغاية القصوى في سائر العلوم. وقرأت عليه بعض الكليات من كتاب القانون
للرئيس. وقد شرح الكتاب إلى النبض. وله مقالة في الحدود والرسوم، وكتاب الجمل في
المنطق، وكتاب أدوار الحميات. ومات في خامس رمضان. ورثاه العز الضرير الإربلي
فقال:
(قضى أفضل الدّنيا فلم يبق فاضلٌ .......... وماتت بموت الخونجي الفضائل)
(فيا أيّها الخبر الّذي جاء آخراً .......... فحلّ لنا ما لم تحلّ الأوائل)
وهي طويلة.
4 (محمد بن يحيى بن هشام)
العلامة أبو عبد الله الأنصاري، الخزرجي، الأندلسي، المعروف بابن البرذعي، النحوي.
(47/331)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 332
من أهل الجزيرة الخضراء. روى عن أبيه وأخذ عنه القراءآت. وأخذ العربية عن أبي ذر
الخشني.) وسمع من جماعة. وكان رأساً في علم اللسان، عاكفاً على التعليم والتعليل
والتصنيف. كان أبو علي الشلوبيني يثني عليه ويعترف له. صنف كتاب فصل المقال في
أبنية الأفعال، وكتاب مسائل النخب في عدة مجلدات، وكتاب الإفصاح، وغير ذلك. توفي،
رحمه الله تعالى، بتونس في جمادى الآخرة وقد نيف على السبعين.
4 (محمد بن يحيى بن أبي الحسن)
4 (ياقوت بن عبد الله.)
أبو الحسن الإسكندراني، المالكي، المقرىء. ولد بالإسكندرية في رجب سنة ثمان وستين،
فأتى أبوه إلى السلفي ليسميه ويكنيه، فسماه محمداً، وكناه أبا الحسن. وسمع من:
السلفي، ومن القاضي محمد بن عبد الرحمن الحضرمي، وعبد الرحمن بن بوقا. وكانت له
حلقة يوم الجمعة. روى عنه: المجد ابن الحلوانية، وشرف الدين الدمياطي، وتاج الدين
الغرافي، وجماعة. وبالإجازة: أبو المعالي بن البالسي، وطبقته. توفي في سابع عشر
ربيع الآخر.
4 (محمد بن أبي الكرم بن المعلى)
(47/332)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 333
القاضي عزيز الدين السنجاري، الحنفي. حدث بدمشق عن: أبي طاهر أحمد بن عبد الله
خطيب الموصل وناب في القضاء عن القاضي جمال الدين يونس المصري. توفي بدمشق في
شعبان.
4 (منصور بن سند بن منصور)
4 (بن أبي القاسم بن الحسين.)
أبو علي الإسكندراني السمسار النخاس، المعرف بابن الدباغ. ولد سنة ستين أو إحدى
وستين.) وسمع من: السلفي. روى عنه: الجمال بن الصابوني، والضياء السبتي، والعلاء
بن بلبان، والشرف الدمياطي، وآخرون. ومات في السادس والعشرين من ربيع الأول.
والنخاس بخاء معجمة.
4 (حرف الياء)
4 (يحيى بن مانع)
أمير عرب الشام، أبو عيسى. توفي في هذه السنة، ورخه سعد الدين.
(47/333)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 334
4 (الكنى)
4 (رشيد الدين)
أبو سعيد بن الموفق يعقوب النصراني، المقدسي، الطبيب. من أعيان الأطباء وعلمائهم
المشاهير. أخذ النحو عن التقي خزعل بن عساكر، وأخذ الطب عن الحكيم رشيد الدين علي
بن خليفة بن أبي أصيبعة، عم مؤرخ الأطباء. وهو أنجب تلامذة المدهور. واشتغل أيضاً
على المهذب عبد الرحيم بن علي. وخدم الملك الكامل بالقاهرة، ثم بعده خدم الملك
الصالح نجم الدين، فيما عرض للصالح وهو بدمشق آكلة في فخذه. كان يعالجه الرشيد أبو
خليفة، فلما طال الأمر بالسلطان استحضر أبا سعيد بن الموفق وشكى حاله إليه، وكان
بين هذا وبين ابن خليفة منافسة، فتكلم في أن أبا خليفة أخطأ في المعالجة، فنظر
السلطان إلى أبي خليفة نظر غضب فقام وخرج. قال الموفق أحمد بن أبي أصيبعة: ثم في
أثناء ذلك المجلس بعينه قدام السلطان عرض لأبي سعيد المذكور فالج، وبقي ملقى بين
يديه. فأمر السلطان بحمله إلى داره، فبقي كذلك أربعة أيام ومات في أواخر رمضان
بدمشق. وله من المصنفات لا رحمه الله: كتاب عيون الطب وهو أجل كتاب صنف في الطب،
ويحتوي على علاجات ملخصة مختارة. وله تعاليق على كتاب الحاوي في الطب.)
(47/334)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 335
وفيها ولد: القاضي شرف الدين عبد الغني بن يحيى بن محمد الحراني الحنبلي في رمضان
بحران، وشرف الدين عبد الله بن الشرف حسن بن عبد الله بن الحافظ، وشرف الدين محمد
بن محمد بن نصر الله بن المظفر بن القلانسي، ونجم الدين علي بن عبد الكافي بن عبد
الملك المحدث، والزين أبو بكر بن يوسف المزي تقريباً، والزين عبد الرحمن بن
إسماعيل المقدسي، ومحمد بن أحمد بن عبد الله بن عبد الملك بن الفصيح، وإمام مقرى
ناصر الدين محمد بن أحمد بن محمد بن عمرو، والشهاب أحمد بن عبد الرحمن الصرخدي،
سمع الخمسة من خطيب مرو. والجمال يوسف بن إسرائيل المقرىء بالكرك، وأمين الدين
سالم بن أبي الدر القلانسي، والشمس محمد بن أحمد بن الزراد الصالحي، والنجم عبد
الملك بن عبد القاهر بن تيمية، والشيخ عبد الرحمن بن أبي محمد القرامزي، والفخر
عثمان بن أبي الوفاء الفزاري، والجمال يوسف ابن قاضي حران، وعلي بن السكاكري.
(47/335)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 336
1 (سنة سبع وأربعين وستمائة)
4 (حرف الألف)
4 (أحمد بن الفضل بن عبد القاهر بن محمد)
4 (أبو الفضل الأرموي الحلبي)
سمع من: يحيى الثقفي. روى عنه: الحافظ أبو محمد الدمياطي، وإسحاق الأسدي، وغيرهما.
وتوفي في سباع عشر ربيع الآخر وله خمس وثمانون سنة. عنده نسخة نبيط.
4 (أحمد بن محمد بن أمية بن علي)
4 (أبو العباس العبدري)
4 (الميورقي، المحدث.)
توفي بالقاهرة في أول السنة، وقيل في آخر السنة الماضية. وله شعر جيد، روى عنه منه
شيخنا الحافظ عبد المؤمن الدمياطي. ومات وقد قارب الخمسين.
4 (إبراهيم بن يحيى بن إبراهيم)
4 (بن العكي.)
الشقراوي، الحنبلي. فقيه صالح. ولي خطابةً في البر. وروى عن: الخشوعي، والحافظ عبد
الغني، وجماعة. روى لنا عنه: النجم، وأبو بكر الدشتي.
(47/336)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 337
حدث في شوال من هذه السنة. ولا أعلم متى مات.
4 (إبراهيم بن يعقوب)
4 (بن يوسف بن عامر.)
أبو إسحاق العامري المصري، المؤدب، المقريء، المالكي. عاش خمساً وثمانين سنة، وسمع
من: البوصيري، وغيره.) وصنف مصنفاً في القراءآت، وتصدر للإقراء. روى عنه:
الدمياطي. ومات في ربيع الأول.
4 (إدريس بن محمد بن محمد)
4 (بن موسى.)
أبو العلاء الأنصاري القرطبي. أخذ عن: أبي جعفر بن يحيى الخطيب، وأبي محمد بن حوط
الله. ومال إلى العربية والآداب. وأقرأ ذلك بقرطبة. ثم نزل سبتة وأفاد بها. ومات
في أواخر العام بها.
4 (إسماعيل بن إبراهيم بن عبد الرحمن)
الحبشي النجاشي، أبو طاهر، خادم الضريح النبوي. سمع من: ابن طبرزد، والكندي. وذكر
أنه من ولد النجاشي أصحمة رضي الله عنه. توفي في رابع عشر ربيع الآخر. أجاز لأبي
المعالي ابن البالسي، وغيره.
4 (أيوب)
(47/337)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 338
السلطان الملك الصالح نجم الدين ابن السلطان الملك الكامل ناصر الدين أبي المعالي
محمد بن السلطان الملك العادل أبي بكر محمد بن أيوب. ولد سنة ثلاث وستمائة
بالقاهرة، فلما قدم أبوه دمشق في آخر سنة خمس وعشرين استنابه على ديار مصر، فلما
رجع انتقد عليه أبوه أحوالاً، ومال عنه إلى الملك العادل ولده. ولما استولى الكامل
على حران، وعلى حصن كيفا، وآمد، وسنجار سلطنه على هذه البلاد وأرسله إليها. فلما
توفي الكامل تملك بعده ديار مصر ابنه العادل أبو بكر، فطمع الملك الصالح وقويت
نفسه، وكاتب الأمراء، واستخدم الخوارزمية. فاتفق أن الملك الرحيم لؤلؤ صاحب الموصل
قصد الصالح وهو بسنجار، فحاصره حتى أشرف على أخذ سنجار، فأخرج في
(47/338)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 339
السر القاضي السنجاري، وراح إلى الخوارزمية، فوعدهم ومناهم، فجاءوا وكشفوا عن
سنجار، ودفعوا لؤلؤ) عن سنجار، وقيل كسروه. وكان الجواد بدمشق فضعف عن سلطنتها،
وخاف من الملك العادل، فإنه أراد القبض عليه، فكاتب الملك الصالح واتفق معه على أن
يعطيه سنجار، والرقة، وعانة بدمشق. فقدم الصالح دمشق وتملكها، وأقام بها أشهراً من
سنة ست وثلاثين، ثم سار إلى نابلس، وراسل الأمراء المصريين واستمالهم. وكان عمه الصالح
إسماعيل على إمرة بعلبك، فقويت نفسه على أخذ دمشق، وكاتب أهلها، وساعده الملك
المجاهد صاحب حمص، وهجم على البلد فأخذها، فرد الملك الصالح أيوب ليستدرك الأمر،
فخذله عسكره، وبقي في طائفة يسيرة، فجهز الملك الناصر داود من الكرك عسكراً قبضوا
على الصالح بنابلس، وأتوا به إلى بين يدي الناصر، فاعتقله عنده مكرماً. وتغير
المصريون على العادل، وكاتبهم الناصر، وتوثق منهم، ثم أخرج الصالح واشترط عليه إن
تملك أن يعطيه دمشق، وأن يعطيه أموالاً وذخائر. وسار إلى غزة فبرز الملك العادل
بجيشه إلى بلبيس وهو شاب غر، فقبض عليه مماليك أبيه، وكاتبوا الصالح يستعجلونه،
فساق هو والناصر داود إلى بلبيس، ونزل بالمخيم السلطاني وأخوه معتقل في خركاه.
فقام في الليل وأخذ أخاه في محفة، ودخل قلعة الجبل، وجلس على كرسي الملك. ثم ندم
الأمراء، فاحترز منهم، ومسك طائفةً في سنة ثمان وثلاثين وستمائة. وقال ابن واصل:
سار الصالح نجم الدين بعد الاتفاق بينه وبين ابن عمه الجواد إلى دمشق، وطلب النجدة
من صاحب الموصل لما صالحه، فبعث إلي نجدةً. وكان الملك المظفر صاحب حماة معه قد
كاتبه، فقدما دمشق فزينت، وتلقاه الجواد. ثم تحول الجواد إلى دار السعادة، وهي
لزوجته بنت الأشرف، فكانت مدة تملكه دمشق عشرة أشهر.
(47/339)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 340
ثم ندم الجواد واستقل من جامع الصالح، فطلب جماعةً واستمالهم، فأتاه المظفر وعاتبه
واستحلفه، وضمن له ما شرط له الصالح، فخرج من البلد وسار فتسلم سنجار وغيرها. فعند
ذلك أخرب صاحب حمص سلمية، ونقل جميع أهلها إلى حمص أذى لصاحب حماة. فلما مات
المجاهد رد أهلها وعمروها. وجاءت الخوارزمية، فاتفق معهم المظفر، ونازل حمص وجد في
القتال، فراسل المجاهد الخوارزمية واستمالهم وبذل لهم مالاً، فأخذوه، فعرف المظفر
فخافهم ورد إلى حماة، وعادت الخوارزمية إلى الشرق فأقاموا في بلادهم التي أقطعهم
الملك الصالح.) ثم تواترت كتب المظفر ورسله على الصالح يحضه على قصد حمص، وقدم على
الصالح عمه الصالح إسماعيل من بعلبك، فأظهر له الود وحلف له، ورجع إلى بلده ليومه.
وأما العادل فانزعج بمصر لقدوم أخيه وأخذه دمشق، وخاف. ثم ورد على الصالح رسول ابن
عمه الناصر داود بمؤآزرته بأخذ مصر له شرط أن تكون دمشق للناصر، فأجابه. ثم برز
الصالح إلى ثنية العقاب، وأقام أياماً ليقصد حمص. وجاء أستاذ داره حسام الدين ابن
أبي علي الهذباني من الشرق، فدبر الدولة بعقله وفضله. وجاءته القضاة من أمراء مصر
سراً يدعونه إلى مصر ليملكها، فتحير هل يقصد مصر أو حمص. ثم رجح مصر فترحل على
الفور، وبلغه مجيء جماعة أمراء من مصر مغفرين، ونزلوا بغزة. وكان مع الصالح نحو
ستة آلاف فارس جياد، وفيهم عماه مجير الدين يعقوب وتقي الدين عباس وجماعة من الأمراء
المعظمية، وجاءه الأمراء المصريون لخربة اللصوص، ومعه ولده المغيث عمر. وترك بقلعة
دمشق ولده الصغير مع وزيره صفي الدين ابن مهاجر، فمات الصبي.
(47/340)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 341
ثم سار إلى نحو نابلس، وكان الناصر داود بمصر، فنزل بجيشه مدينة نابلس ثلاثة أشهر،
ولما لم يقع اتفاق بين الصالح وابن عمه الناصر، ذهب الناصر إلى مصر فتلقاه العادل
واتفقا على محاربة الصالح، ووعده العادل بدمشق. وتواترت على الصالح كتب أمراء مصر
يستدعونه لأنه كان أمير من أخيه وأعظم وأخلق بالملك. وممن كاتبه فخر الدين ابن شيخ
الشيوخ، فعلم به العادل فحبسه. واستعمل الصالح نوابه على أعمال القدس، وغزة، وإلى
العريش. وجهز عسكراً إلى غزة، وضربت خيمته على العوجا، وعملوا الأزواد لدخول
الرمل، وقدم عليه رسول الخلافة ابن الجوزي. وأرسل إلى الصالح إسماعيل ليمضي معه
إلى مصر، فتعلل واعتذر، وسير إليه ولده الملك المنصور محموداً نائباً عنه، ووعده
بالمجيء، وهو في الباطن عمال على أخذ دمشق. ودخلت سنة سبع وثلاثين فبرز العادل إلى
بلبيس، وأخذ ابن الجوزي في الإصلاح بين الأخوين على أن تكون دمشق وأعمالها للصالح
مع ما بيده من بلاد الشرق، ومصر للعادل. وكان مع ابن الجوزي ولده شرف الدين شاب
ذكر كامل، فتردد في هذا المعنى بين الأخوين حتى تقارب ما بين الأخوين لولا ما حدث
من العم إسماعيل، فإنه بقي يكاتب العادل ويقوي عزمه ويقول: أنا آخذ دمشق نائباً
لك. ثم حشد وجمع، وأعانه صاحب حمص. ثم طلب ولده من الصالح،) زعم ليستخلفه ببعلبك
ويقدم هو، فنفذه إليه، ونفذ ولده الملك المغيث ليحفظ قلعة دمشق، ولم يكن معه عسكر.
وأما صاحب حماة فأشفق على الصالح وتحيل في إرسال عسكر ليحفظ له
(47/341)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 342
دمشق، فاظهر أنه متألم خائف، وأنه يريد أن يسلم حماة إلى الفرنج، وأن نائبه سيف
الدين ابن أبي علي قد عرف بهذا منه، وأنه سيفارقه فأظهر الخلاف عليه، فخرج من
حماة، وتبعه أكثر العسكر، وطائفة كثيرة من أعيان الحمويين خوفاً من الفرنج. ورام
المظفر أن تتم هذه الحيلة فما تمت. فسار الأمير سيف الدين بالناس، وقوى المظفر
الوهم بأن استخدم جماعةً من الفرنج وأنزلهم القلعة، فقوي خوف الرعية. وتبع سيف
الدين خلف، فسار وراء المظفر يظهر أنه يسترضيه، فما رجع، فنزلوا على بحيرة حمص،
فركب صاحب حمص وأتاهم واجتمع بسيف الدين مطمئناً. ولو حاربه سيف الدين بجمعه لما قدر
عليه صاحب حمص، ولكان وصل إلى دمشق وضبطها ولعز على الصالح إسماعيل أن يأخذها.
فسأل سيف الدين عن مقدمه فقال: هذا الرجل قد مال إلى الفرنج واعتضد بهم، فطلبنا
النجاة بأنفسنا. فوانسه الملك المجاهد، وطلب منه دخول حمص ليضيفه، فأجابه سيف
الدين وصعد معه إلى القلعة. وأظهر له الإكرام، ثم بعث إلى أصحابه فدخل أكثرهم حمص،
ومن لم يجب هرب. ثم قبض المجاهد عليهم وضيق عليهم، واعتقل الأكابر وعاقبهم وصادرهم
حتى هلك بعضهم في حبسه، وبعضهم خلص بعد مدة، وباعوا أملاكهم وأدوها في المصادرة.
وهلك في الحبس سيف الدين علي ابن أبي علي، وهو أخو أستاذ دار الملك الصالح حسام
الدين، ويا ما ذاق من الشدائد حتى مات. وضعف صاحب حماة ضعفاً كثيراً، واغتنم ضعفه
صاحب حمص فسار وقصد دمشق مؤآزراً لإسماعيل، فصبحوا دمشقي في صفر سنة سبع، وأخذت
بلا قتال. بل تسلق جماعة من خان ابن المقدم، ونزلوا فكسروا قفل باب الفراديس
ودخلوا. ثم دخلوا القلعة، وقاتلوا المغيث ثلاثة أيام، فسلمت بالأمان، ودخل إسماعيل
القلعة، وسجن المغيث في برج إلى أن مات.
(47/342)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 343
فلما وردت أخبار أخذ دمشق فارق الملك الصالح سائر الأمراء والجند وطلبوا بلدهم
وأهاليهم، وترحل هو إلى بيسان، وفسدت نيات من معه، وعلموا أن لا ملجأ له، وأنه قد
تلاشى بالكلية،) وقال له حتى أعمامه وأقاربه: لا يمكننا المقام معك، أهالينا
بدمشق. فأذن لهم فترحلوا بأطلابهم وهو ينظر إليهم، حتى فارقه طائفة من مماليكه،
ولم يبق معه إلا أستاذ داره وزين الدين أمير جاندار ونحو سبعين مملوكاً له. فلما
جنه الليل أمر أن لا تشعل الفوانيس، ثم رحل في الليل ورد إلى جهة نابلس. فحكى لي
الأمير حسام الدين قال: لما رحل السلطان من منزلته اختلفت كلمة من بقي معهم، وأشار
بعضهم بالرجوع إلى الشرق فخاف أن يؤخذ لبعد المسافة وقال: ما أرى إلا التوجه إلى
نابلس فالتجىء إلى ابن عمي الملك الناصر. فتوجه إلى نابلس. فلما طلعت الشمس ورأى
مماليكه ما هو فيه من القلة واقعهم البكاء والنحيب. واعترضهم جماعة من العربان
فقاتلوهم وانتصروا على العرب، ونزلوا بظاهر نابلس. وقوي أمر الصالح إسماعيل،
وجاءته الأمراء وتمكن. وكان وزيره أمين الدولة سامرياً أسلم في صباه. وكان عمه
وزيراً للأمجد صاحب بعلبك، ومات على دينه. وأما العادل بمصر فإنه استوحش من الناصر
داود وتغير عليه، فخلاه الناصر، ورد إلى الكرك ومعه سيف الدين علي بن قليج فوافق
ما تم على الصالح. فبعث إلى الصالح يعده النصر، وأشار عليه بالنزول بدار الملك
العظيم بنابلس. ثم نزل الناصر بعسكره. ثم أمر يوماً بضرب البوق، وأوهم أن الفرنج
قد أغاروا على ناحيته، فركب معه جماعة الصالح الذين معه، فحينئذ أمر الناصر بتسيير
الملك الصالح إلى الكرك في الليل. فلم يصحب الصالح من غلمانه سوى
(47/343)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 344
الأمير ركن الدين بيبرس الكبير، وبعث معه جاريته أم خليل شجر الدر، فأنزل بقلعة
الكرك بدار السلطنة. وتقدم الناصر إلى أمه وزوجته أن يقوما بخدمة الصالح، وبعث إليه
يقول: إنما فعلت هذا احتياطاً لئلا يصل إليك مكروه من أخيك أو عمك، ولو لم أنقلك
إلى الكرك لقصداك. ثم أمر شهاب الدين ونجم الدين ابني شيخ الإسلام بملازمة خدمة
الصالح ومؤآنسته، وهما من أخص أصحاب الناصر ومن أجناده. وقد ولي الشهاب هذا تدريس
الجاروخية بدمشق. ولما تملك الملك الصالح ديار مصر قصداه فأكرمهما وقدمهما،
واستناب شهاب الدين على دار العدل. واستشهد نجم الدين على دمياط. وكان أولاد
الناصر داود لا يزالان في خدمة الصالح بالكرك، ولم يفقد شيئاً من الإكرام. ثم خير
الناصر أصحاب الصالح بين إقامتهم عنده مكرمين وبين السفر إلى أين أحبوا، فاختار
أكثرهم المقام عنده، فكان منهم البهاء زهير، وشهاب الدين ابن أبي سعد الدين بن
مكشبا، وكان) والده سعد الدين ابن عمة الملك الكامل. وأما الأستاذ دار حسام الدين
ابن أبي علي وزين الدين أمير جندار فطلبا دمشق، فأذن لهما، فقدما على الصالح
إسماعيل، فقبض على حسام الدين وأخذ جميع ماله وقيده، وقيد جماعةً من أصحاب الصالح
نجم الدين، وبقوا في حبسه مدة. ثم حول حسام الدين إلى قلعة بعلبك وضيق عليه.
(47/344)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 345
ولما بلغ العادل ما جرى على أخيه أظهر الفرح ودقت البشائر وزينت مصر، وبعث يطلبه
من الناصر فأبى عليه. فلما كان في أواخر رمضان سنة سبع طلب الملك الناصر داود
الصالح نجم الدين فنزل إليه إلى نابلس، فضرب له دهليزاً والتف عليه خواصه، ثم أمر
الناصر بقطع خطبة العادل، وخطب للصالح. ثم سارا إلى القدس وتحالفا وتعاهدا عند
الصخرة على أن تكون مصر للصالح، والشام والشرق للناصر، ثم سار إلى غزة. وبلغ ذلك
العادل فعظم عليه، وبرز إلى بلبيس، وسار إلى نجدته الصالح إسماعيل من دمشق، فنزل
بالغور من أرض السواد. ثم خاف الناصر والصالح من جيش أمامهما وجيش خلفهما، فرجعا
إلى القدس. فما لبثا أن جاءت النجابون بكتب المصريين يحثون الصالح، فقويت نفسه،
وسار مجداً مع الناصر، وتملك مصر بلا كلفة، واعتقل أخاه. ثم جهز من أوهم الناصر
بأن الصالح في نية القبض عليه فخاف وغضب وأسرع إلى الكرك. ثم تحقق الصالح فساد
نيات الأشرفية وأنهم يريدون الوثوب عليه، فأخذ في تفريقهم والقبض عليهم. فبعث مقدم
الأشرفية وكبيرهم أيبك الأسمر نائباً على جهة، ثم جهز من قبض عليه، فذلت الأشرفية،
فحينئذ مسكهم عن بكرة أبيهم وسجنهم. وأقبل على شراء المماليك الترك والخطائية،
واستخدم الأجناد. ثم قبض على أكثر الخدام شمس الدين الخاص، وجوهر النوبي، وعلى
جماعة من الأمراء الكاملية، وسجنهم بقلعة صدر بالقرب من أيلة.
(47/345)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 346
وخرج فخر الدين ابن الشيخ من حبس العادل فركب ركبةً عظيمة، ودعت له الرعية لكرمه
وحسن سيرته، فلم يعجب الصالح ذلك، وتخبل، فأمره بلزوم بيته واستوزر أخاه معين
الدين. ثم شرع يؤمر غلمانه فأكثر من ذلك. وأخذ في بناء قلعة الروضة، واتخذها
سكناً، وأنفق عليها أموالاً عظيمة. وكانت الجيزة قبل منتزهاً لوالده، فشيدها في
ثلاثة أعوام، وتحول إليها.) وأما الناصر فإنه اتفق مع عمه الصالح إسماعيل والمنصور
صاحب حمص فاتفقوا على الصالح. وأما الخوارزمية فإنهم تغلبوا على حران، وملكوا
غيرها من القلاع، وعاثوا وأخربوا البلاد الجزرية، وكانوا شراً من التتار لا يعفون
عن قتل ولا عن سبي، ولا في قلوبهم رحمة. وفي سنة إحدى وأربعين وقع الصلح بين
الصالحين وصاحب حمص، على أن تكون دمشق للصالح إسماعيل، وأن يقيم هو والحلبيون
والحمصيون الخطبة في بلادهم لصاحب مصر، وأن يخرج ولده الملك المغيث من اعتقال
الصالح إسماعيل. فركب الملك المغيث وبقي يسير ويرجع إلى قلعة دمشق، ورد على حسام
الدين ما أخذ له، ثم ساروا إلى مصر. واتفق الملوك على عداوة الناصر داود. وجهز
الصالح إسماعيل عسكراً يحاصرون عجلون، وهي للناصر،
(47/346)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 347
وخطب لصاحب مصر في بلاده، وبقي عنده المغيث حتى تأتيه نسخ الأيمان، ثم بطل ذلك
كله. قال ابن واصل: فحدثني جلال الدين الخلاطي قال: كنت رسولاً من جهة الصالح
إسماعيل، فورد علي منه كتاب وفي طيه كتاب من الصالح نجم الدين إلى الخوارزمية
يحثهم على الحركة ويعلمهم أنه إنما يصالح عمه ليتخلص المغيث من يده، وأنه باق على
عداوته، ولا بد له من أخذ دمشق منه. فمضيت بهذا الكتاب إلى الصاحب معين الدين،
فأوقفته عليه، فما أبدى عنه عذراً يسوغ. ورد الصالح إسماعيل المغيث إلى الاعتقال،
وقطع الخطبة، ورد عسكره عن عجلون، وراسل الناصر واتفق معه على عداوة صاحب مصر.
وكذلك رجع صاحب حلب وصاحب حمص عنه، وصاروا كلمةً واحدةً عليه. واعتقلت رسلهم بمصر.
واعتضد صاحب دمشق بالفرنج، وسلم إليهم القدس، وطبرية، وعسقلان. وتجهز صاحب مصر
للقتال وجهز البعوث، وجاءته الخوارزمية، فساقوا إلى غزة، واجتمعوا بالمصريين
وعليهم ركن الدين بيبرس البندقدار الصالحي، وليس هو الذي ملك، بل هذا أكبر منه
وأقدم، ثم قبض عليه الصالح نجم الدين وأعدمه. قال ابن واصل: فتسلم الفرنج حرم
القدس وغيره، وعمورا قلعتي طبرية، وعسقلان وحصنوهما. ووعدهم الصالح بأنه إذا ملك
مصر أعطاهم بعضها. فتجمعوا وحشدوا.
(47/347)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 348
وسارت عساكر الشام إلى غزة، ومضى المنصور صاحب حمص بنفسه إلى عكا فأجابوه.) فسافرت
أنا إلى مصر، ودخلت القدس فرأيت الرهبان على الصخرة وعليها قناني الخمر، ورأيت
الجرس في المسجد الأقصى، وأبطل الأذان بالحرم وأعلن الكفر. وقدم وأنا بالقدس
الناصر داود إلى القدس فنزل بغريبه. وفيها ولى الملك الصالح قضاء مصر للأفضل
الخونجي بعد أن عزل ابن عبد السلام نفسه بمديدة. ولما عدت الخوارزمية الفرات،
وكانوا أكثر من عشرة آلاف، ما مروا بشيء إلا نهبوه، وتقهقر الذين بغزة منهم. وطلع
الناصر إلى الكرك، وهربت الفرنج من القدس، فهجمت الخوارزمية القدس، فقتلوا من به
من النصارى، وهدموا مقبرة القمامة، وأحرقوا بها عظام الموتى، ونزلوا بغزة وراسلوا
صاحب مصر، فبعث إليهم الخلع والأموال، وجاءتهم العساكر، وسار الأمير حسام الدين
ابن أبي علي بعسكر ليكون مركزاً بنابلس. وتقدم المنصور إبراهيم على الشاميين، وكان
شهماً شجاعاً قد انتصر على الخوارزمية غير مرة، وسار بهم، ووافته الفرنج من عكا
وغيرها بالفارس والراجل، ونفذ الناصر داود عسكره فوقع المصاف بظاهر غزة وانكسر
المنصور شر كسرة واستحر القتل بالفرنج. قال ابن واصل: أخذت سيوف المسلمين الفرنج
فأفنوهم قتلاً وأسراً، ولم يفلت منهم إلا الشارد، وأسر أيضاً من عسكر دمشق والكرك
جماعة مقدمين، فحكي لي عن المنصور أنه قال: والله لقد قصرت ذلك اليوم، ووقع في
قلبي أننا لا ننصر لانتصارنا بالفرنج.
(47/348)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 349
ووصلت عساكر دمشق معه في أسوأ حال. وأما بمصر فزينت زينةً لم تزين مثلها، وضربت
البشائر، ودخلت أسارى الفرنج والأمراء، وكان يوماً مشهوداً بالقاهرة. ثم عطف حسام
الدين ابن أبي علي وركن الدين بيبرس فنازلوا عسقلان وحاصروا الفرنج الذين تسلموها،
فجرح حسام الدين، ثم ترحلوا إلى نابلس، وحكموا على فلسطين والأغوار، إلا عجلون فهي
بيد سيف الدين بن قليج نيابةً للناصر داود. وبعث السلطان الصالح نجم الدين وزيره
معين الدين ابن الشيخ علي على جيشه، وأقامه مقام نفسه، وأنفذ معه الخزائن، وحكمه
في الأمور، وسار إلى الشام ومعه الخوارزمية، فنازلوا دمشق وبها الصالح والمنصور
صاحب حمص، فدل الصالح إسماعيل فلم يظفر بطائل ورجع.) واشتد الحصار على دمشق وأخذت
بالأمن لقلة من مع صاحبها، ولفناء ما بالقلعة من الذخائر، ولتخلي الحلبيين عنه،
فترحل الصالح إسماعيل إلى بعلبك، والمنصور إلى حمص. وتسلم الصاحب معين الدين
القلعة والبلد. ولما رأت الخوارزمية أن السلطان قد تملك الشام بهم وهزم أعداءه،
صار لهم عليه إدلال كبير، مع ما تقدم من نصرهم له على صاحب الموصل وهو بسنجار،
فطمعوا في الأحياز العظيمة، فلما لم يحصلوا على شيء فسدت نيتهم له، وخرجوا عليه،
وكاتبوا الأمير ركن الدين بيبرس البندقداري، وهو أكبر أمراء الصالح نجم الدين،
وكان بغزة، فأصغى إليهم فيما قيل، وراسلوا صاحب الكرك، فنزل إليهم ووافقهم.
(47/349)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 350
قلت: وكانت أمه أيضاً خوارزمية، وتزوج منهم. ثم طلع إلى الكرك واستولى حينئذ على
القدس ونابلس وتلك الناحية، وهربت منه نواب صاحب مصر. ثم راسلت الخوارزمية الملك
الصالح إسماعيل، وحلفوا له، فسار إليهم، واتفقت كلمة الجميع على حرب صاحب مصر،
فقلق لذلك، وطلب ركن الدين بيبرس فقدم مصر فاعتقله وكان آخر العهد به. ثم خرج
بعساكره فخيم بالعباسية، وكان قد نفذ رسوله إلى المستعصم بالله يطلب تقليداً بمصر
والشام والشرق، فجاءه التشريف والطوق الذهب والمركوب. فلبس التشريف الأسود
والعمامة والجبة والفرس بالحلية الكاملة، وكان يوماً مشهوداً. ثم جاء الصالح إسماعيل
والخوارزمية فنازلوا دمشق وليس بها كبير عسكر، وبالقلعة الطواشي رشيد، وبالبلد
نائبها حسام الدين بن أبي علي الهذباني، فضبطها وقام بحفظها بنفسه ليلاً ونهاراً،
واشتد بها الغلاء، وهلك أهلها جوعاً ووباءً. وبلغني أن رجلاً مات في الحبس فأكلوه،
كذلك حدثني حسام الدين بن أبي علي، فعند ذلك اتفق عسكر حلب والمنصور صاحب حمص على
حرب الخوارزمية وقصدوهم فتركوا حصار دمشق، وساقوا أيضاً يقصدونهم، فالتقى الجمعان،
ووقع المصاف في أول سنة أربع وأربعين على القصب، وهي منزلة على بريد من حمص من
قبليها، فاشتد القتال والصالح إسماعيل مع الخوارزمية فانكسروا عندما قتل مقدمهم
الملك حسام الدين بركة خان، وانهزموا ولم تقم لهم بعدها قائمة. فقتل بركة خان
مملوك من الحلبيين، وتشتتت الخوارزمية، وخدم طائفة منهم) بالشام، وطائفة بمصر،
وطائفة مع كشلوخان ذهبوا إلى
(47/350)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 351
التتار وخدموا معهم، وكفى الله شرهم. وعلق رأس بركة خان على قلعة حلب. ووصل الخبر
إلى القاهرة فزينت، وحصل الصلح التام والود بين السلطان وبين صاحب حمص والحلبيين.
وأما المحارف الملك إسماعيل فإنه التجأ إلى حلب عند ابن ابن أخته الملك الناصر
صلاح الدين، فأرسل صاحب مصر البهاء زهير إلى الناصر صاحب حلب يطلب منه إسماعيل،
فشق ذلك على الناصر وقال: كيف يحسن بي أن يلتجىء إلي خال أبي وهو كبير البيت،
وأبعثه إلى من يقتله وأخفر ذمته فرجع البهاء زهير. وأما نائب دمشق حسام الدين فإنه
سار إلى بعلبك وحاصرها، وبها أولاد الصالح إسماعيل، فسلموها بالأمان، ثم أرسلوا
إلى مصر تحت الحوطة هم والوزير أمين الدولة والأستاذ دار ناصر الدين ابن يغمور،
فاعتقلوا بمصر، وصفت البلاد للملك الصالح. وبقي الناصر داود بالكرك في حكم
المحصور. ثم رضي السلطان على فخر الدين ابن شيخ الشيوخ. وأخرجه من الحبس بعد موت
أخيه الوزير معين الدين، وسيره فاستولى على جميع بلاد الناصر داود، وخرب ضياع
الكرك، ثم نازلها أياماً، وقل ما عند الناصر من الملك والذخائر بها، وقل ناصره،
فعمل قصيدةً يعاتب بها السلطان، ويذكر فيها ما له من اليد عنده من ذبه عنه وتمليكه
ديار مصر، وهي:
(قل للّذي قاسمته ملك اليد .......... ونهضت فيه نهضة المستأسد)
(عاصيت فيه ذوي الحجى من أسرتي .......... وأطعت فيه مكارمي وتودُّدي)
(47/351)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 352
(يا قاطع الرّحم الّتي صلتي بها .......... كتبت على الفلك الأثير بعسجد)
(إن كنت تقدح في صريح مناسبي .......... فاصبر بعرضك للهيب المرصد)
(عمّي أبوك ووالدي عمٌّ، به .......... يعلو انتسابك كلّ ملكٍ أصيد)
(صالا وجالا كالأُسود ضوارياً .......... فارتدّ تيّار الفرات المربد)
(دع سيف مقولي البليغ يذب عن .......... أعراضكم بغريده المتوقّد)
(فهو الّذي قد صاغ تاج فخاركم .......... بمفصَّلٍ من لؤلؤٍ وزبرجد)
ثم أخذ يصف نفسه وجوده ومحاسنه وسؤدده، إلى أن قال:
(يا مُحرجي بالقول، والله الّذي .......... خضعت لعزّته جباه السُّجّد)
)
(لولا مقال الهجر منك لما بدا .......... منّي افتخارٌ بالقريض المُنشد)
(إن كنت قلت خلاف ما هو شيمتي .......... فالحاكمون بمسمع وبمشهد)
(والله يا ابن العمّ لولا خيفتي .......... لرميت ثغرك بالعداة المُرّد)
(لكنّني مّما يخاف حرامه .......... ندماً يُجرّعني سمام الأُسود)
(فأراك ربُّك بالهدى ما ترتجي .......... ليراك تفعل كلّ فعلٍ مُرشد)
(47/352)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 353
(لتعيد وجه المُلك طلقاً ضاحكاً .......... وتردّ شمل البيت غير مُبدّد)
(كيلا ترى الأيام فينا فرصة .......... للخارجين وضحكة للحُسّد)
ثم إن السلطان طلب الأمير حسام الدين ابن أبي علي وولاه نيابة الديار المصرية،
واستناب على دمشق الصاحب جمال الدين يحيى بن مطروح. ثم قدم الشام، وجاء إلى خدمته
صاحب حماة الملك المنصور، وهو ابن اثنتي عشرة سنة، وصاحب حمص وهو صغير، فأكرمهما
وقربهما، ووصل إلى بعلبك، ثم رد إلى دمشق. ثم قدم على نائب مصر حسام الدين والده
بدر الدين محمد بن أبي علي، وقرابته علاء الدين، وكانا في حبس صاحب حمص، فلما مات
أطلقهما ابنه، فتوفي بدر الدين بعد قدومه بيسير. ثم رجع السلطان ومرض في الطريق.
حكى لي الأمير حسام الدين قال: لما ودعني السلطان قال: إني مسافر، وأخاف أن يعرض
لي موت وأخي العادل بقلعة مصر فيأخذ البلاد، وما يجري عليكم منه خير، فإن مرضت ولو
أنه حمى يوم فأعدمه، فإنه لا خير فيه، وولدي تورانشاه لا يصلح للملك، فإن بلغك
موتي فلا تسلم البلاد لأحد من أهلي، بل سلمها للخليفة.
(47/353)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 354
وأما عسقلان وطبرية، فلما تسلمتها الفرنج من الصالح إسماعيل بنوها، وحصنوا
القلعتين فنازلهما فخر الدين ابن شيخ الشيوخ بعدما ترحل عن حصار الكرك، ففتحهما
وهدمهما. ودقت البشائر. وفتر السلطان عن أخذ حمص لانتماء صاحبها للأشرف، وأبوه إلى
السلطان ومرايتهما له. ثم قدم الأشرف للسلطان قلعة شمسين فتسلمها. وأما حماة فكانت
لابن أخته الملك المظفر وبها الصاحبة أخت السلطان، ثم تملكها الملك المنصور بن
المظفر، وتزوج بنت أخت السلطان فاطمة خاتون ابنة الكامل، وكانت فاطمة) بحلب، وهي
والدة صاحبها للآن الملك الناصر صلاح الدين ابن العزيز، فزوج أخته بصاحب حماة في
هذه السنة، وجاءت إليه في تجمل عظيم. ثم دخلت سنة ست وأربعين فصرف السلطان نيابة
مصر عن حسام الدين بجمال الدين ابن يغمور، وبعث الحسام بالمصريين إلى الشام،
فأقاموا بالصالحية أربعة أشهر. قال ابن واصل: وأقمت مع حسام الدين هذه المدة، وكان
السلطان في هذه المدة مقيماً بأشمون طناح، ثم رجعنا إلى القاهرة. وفيها خرجت
الحلبيون وعليهم شمس الدين لؤلؤ الأميني، فنازلوا حمص ومعهم الملك الصالح إسماعيل
يرجعون إلى رأيه، فنصبوا المجانيق وحاصروها شهرين، ولم ينجدها صاحب مصر، وكان
السلطان مشغولاً بمرض عرض له في أنثييه، ثم فتح وحصل منه ناسور يعسر برؤه، وحصلت
له في رئته قرحة ملتفة، لكنه عازم على إنجاد صاحب حمص، ولما اشتد الخناق بالأشرف
صاحب
(47/354)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 355
حمص اضطر إلى أن أذعن بالصلح، وطلب العوض عن حمص تل باشر مضافاً إلى ما بيده، وهو
الرحبة، فتسلمها الأمير شمس الدين لؤلؤ الأميني، وأقام بها نواباً لصاحب حلب. فلما
بلغ السلطان وهو مريض أخذ حمص غضب وعظم عليه، وترحل إلى القاهرة، واستناب بها ابن
يغمور، وبعث الجيوش إلى الشام لاستنقاذ حمص. وسار السلطان في محفة، وذلك في سنة ست
وأربعين، فنزل بقلعة دمشق وبعث جيشه فنازلوا حمص، ونصبوا عليها المجانيق، فمما نصب
عليها منجنيق مغربي، ذكر لي الأمير حسام الدين أنه كان يرمي حجراً زنته مائة
وأربعين رطلاً بالشامي. ونصب عليها قرابغا اثني عشر منجنيقاً سلطانية، وذلك في
الشتاء. وخرج صاحب حلب بعسكره فنزل بأرض كفرطاب، ودام الحصار إلى أن قدم الباذرائي
للصلح بين صاحب حلب وبين السلطان، على أن يقر حمص بيد صاحب حلب، فوقع الاتفاق على
ذلك، وترحل عسكر السلطان عن حمص لمرض السلطان، ولأن الفرنج تحركوا وقصدوا مصر،
وترحل السلطان إلى الديار المصرية لذلك وهو في محفة. وكان الناصر صاحب الكرك قد
بعث شمس الدين الخسروشاهي إلى السلطان وهو بدمشق يطلب منه خبز والشوبك لينزل له عن
الكرك، فبعث السلطان تاج الدين ابن مهاجر في إبرام ذلك إلى الناصر، فرجع عن ذلك لما
سمع بحركة الفرنج، وطلب السلطان نائب مصر جمال الدين ابن يغمور، فاستنابه بدمشق،
وبعث إلى نيابة مصر حسام الدين ابن أبي علي، فدخلها في) ثالث محرم سنة سبع. وسار
السلطان فنزل بأشمون طناح ليكون في مقابلة الفرنج إن قصدوا دمياط. وتواترت الأخبار
بأن ريد افرنس مقدم الإفرنسيسية قد خرج من بلاده في جموع عظيمة، وشتا بجزيرة قبرص،
وكان من أعظم ملوك الفرنج وأشدهم بأساً.
(47/355)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 356
وريد بلسانهم الملك. وشحنت دمياط بالذخائر، وأحكمت الشواني. ونزل فخر الدين ابن
الشيخ بالعساكر فنزل على جيزة دمياط، فأقبلت مراكب الفرنج فأرست بإزاء المسلمين في
صفر. ثم شرعوا من الغد في النزول إلى البر الذي فيه المسلمون. وضربت خيمة حمراء
لريد افرنس، وناوشهم المسلمون القتال، فقتل يومئذ الأمير نجم الدين ابن شيخ
الإسلام، والأمير الوزيري، فترحل فخر الدين ابن الشيخ بالناس، وقطع بهم الجسر إلى
البر الشرقي الذي فيه دمياط، وتقهقر إلى أشمون طناح، ووقع الخذلان على أهل دمياط،
فخرجوا منها طول الليل على وجوههم حتى لم يبق بها أحد. وكان هذا من قبيح رأي فخر
الدين فإن دمياط كانت في نوبة سنة خمس عشرة وستمائة أقل ذخائر وعدداً، وما قدر
عليها الفرنج إلى بعد سنة، وإنما هرب أهلها لما رأوا هرب العساكر وعلموا مرض
السلطان. فلما أصبحت الفرنج تملكوها صفواً بما حوت من العدد والأسلحة والذخائر
والغلال والمجانيق، وهذه مصيبة لم يجر مثلها. فلما وصلت العساكر وأهل دمياط إلى
السلطان، حنق على الكنانيين الشجعان الذين كانوا بها، وأمر بهم فشنقوا جميعاً، ثم
رحل بالجيش وسار إلى المنصورة، فنزل بها في المنزلة التي كان أبوه نزلها، وبها قصر
بناه الكامل. ووقع النفير العام في المسلمين، فاجتمع بالمنصورة أمم لا يحصون من
المطوعة والحربان والحرافشة، وشرعوا في الإغارة على الفرنج ومناوشتهم وتخطفهم،
واستمر ذلك أشهراً، والسلطان يتزايد مرضه، والأطباء قد أيأسته لاستحكام مرض السل
به. وأما الكرك فإن صاحبها سافر إلى بغداد، فاختلف أولاده، وسار أحدهم إلى الملك
الصالح، فسلم إليه الكرك، ففرح بها السلطان مع ما هو فيه من
(47/356)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 357
الأمراض، وزينت بلاده، وبعث إليها الطواشي بدر الدين الصوابي نائباً، وقدم عليه آل
الناصر داود فبالغ في إكرامهم وأقطعهم أجناداً جليلة.) إلى أن قال ابن واصل في
سيرة الصالح: وكان مهيباً، عزيز النفس، أبيها، عاليها، حيياً، عفيفاً، طاهر اللسان
والذيل، لا يرى الهزل والعبث، شديد الوقار، كثير الصمت. اشترى من المماليك الترك
ما لم يشتره أحد من أهل بيته، حتى صاروا معظم عسكره، ورجحهم على الأكراد وأمرهم،
واشترى وهو بمصر خلقاً منهم وجعلهم بطانته والمحيطين بدهليزه وسماهم البحرية. حكى
لي حسام الدين ابن أبي علي أن هؤلاء المماليك مع فرط جبروتهم وسطوتهم كانوا أبلغ
من يعظم هيبة السلطان، فكان إذا خرج وشاهدوا صورته يرعدون خوفاً منه، وأنه لم يقع
منه في حال غضبه كلمة قبيحة قط، أكثر ما يقول إذا شئتم: يا متخلف. وكان كثير الباه
لجواريه فقط، ولم يكن عنده في آخر وقت غير زوجتين، إحداهما شجر الدر، والأخرى بنت
العالمة تزوجها بعد مملوكه الجوكندار. وكان إذا سمع الغناء لا يتزعزع ولا يتحرك،
وكذلك الحاضرون يلتزمون حالته كأنما على رؤوسهم الطير. وكان لا يستقل أحد من أرباب
دولته بأمر، بل يراجعون بالقصص مع الخدام، فيوقع عليها بما يعتمده كتاب الإنشاء.
وكان يحب أهل الفضل والدين، وما كان له ميل إلى مطالعة الكتب. وكان كثير العزلة
والانفراد. قال ابن واصل: كان لا يجتمع بالفضلاء لأنه لم يكن له مشاركة بخلاف
أبيه، وكان اجتماعه بالناس قليلاً، بل كان يقتصر على ندمائه المعروفين بحضور
مجلسه. وكان له نهمة في اللعب بالصوالجة، وفي إنشاء الأبنية العظيمة الفاخرة.
(47/357)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 358
وقال غير ابن واصل في سيرة الملك الصالح: كان ملكاً مهيباً، جباراً ذا سطوة وجلالة،
وكان فصيحاً، حسن المحاورة، عفيفاً على الفواحش، فأمر مماليكه الترك، وجرى بينه
وبين عمه إسماعيل أمور وحروب إلى أن أخذ نوابه دمشق عام ثلاثة وأربعين، وذهب
إسماعيل إلى بعلبك، ثم أخذت من إسماعيل بعلبك، وتعثر والتجأ إلى الناصر صاحب حلب.
ولما خرج الملك الصالح من مصر إلى الشام خاف من بقاء أخيه، فقتله سراً، فلم يمتع،
ووقعت الأكلة في فخذه بدمشق. ونزل الإفرنسيس ملك الفرنج بجيوشه على دمياط فأخذها،
فسار إليه الملك الصالح في محفة حتى نزل بالمنصورة عليلاً، ثم عرض له إسهال إلى أن
توفي ليلة النصف من شعبان بالمنصورة وأخفي موته حتى أحضر ولده الملك المعظم من حصن
كيفا، وملكوه بعده.) فذكر سعد الدن أن ابن عمه فخر الدين نائب السلطنة دخل من الغد
خيمة السلطان، وقرر مع الطواشي بحسن أن يظهر أن السلطان أمر بتخليف الناس لولده
الملك المعظم ولولي عهده فخر الدين، فتقرر ذلك وطلبوا الناس، فحلفوا الأولاد
للناصر، فوقفوا وقالوا: نشتهي أن ننظر السلطان، فدخل خادم وخرج وقال: السلطان يسلم
عليكم وقال ما يشتهي أن تروه في هذه الحالة، وقد رسم أن تحلفوا فحلفوا. وجاءتهم من
كل ناحية، راحت الكرك منهم واسودت وجوههم عند أبيهم بغدرهم، ومات السلطان الذي أملوه،
ثم عقيب ذلك نفوهم من مصر. ونفذ الأمير فخر الدين نسخ الأيمان إلى البلد ليحلفوا
للمعظم. قلت: وكانت أم ولده شجر الدر ذات رأي وشهامة، وقد وليت الملك مدى شهرين
وأكثر، وجرت لها أمور، وخطب لها على المنابر. وبقي الملك بعده في مواليه الأتراك
وإلى اليوم. وتربته بمدرسته بالصالحية بالقاهرة.
4 (حرف الثاء)
4 (ثابت)
الفقير. شيخ بستاني فلاح، له أصحاب ومحبون، وله زاوية بقصر حجاج.
(47/358)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 359
قال التاج عبد الوهاب بن عساكر: كان له عادة في كل جمعة لا يفيق ولا يصلي ولا يأكل
ولا يعي اليوم كله إلى أن مات. وكانت له جنازة حفلة.
4 (حرف الجيم)
4 (جعفر بن عبد الجليل)
الفقيه أبو الفضل القلعي المالكي. سمع بدمشق من القاضي جمال الدين ابن الحرستاني.
وحدث، ومات بالإسكندرية في شعبان.
4 (حرف الحاء)
4 (حرمي بن عبد الغني)
4 (بن عبد الله بن أبي بكر.)
أبو المكرم الأنصاري، المصري، الوراق، تقي الدين.) ولد سنة سبع وخمسين وخمسمائة.
وسمع من: عشير بن علي، وعبد الله بن بري النحوي، وأحمد بن طارق الكركي، وغيرهم.
روى عنه: ابن الحلوانية، والدمياطي، وجماعة من المصريين. وروى عنه بالإجازة القاضي
الحنبلي، والعماد ابن البالسي، وغيرهما. وتوفي في السابع والعشرين من ذي القعدة.
4 (الحسين بن موسى بن فياض)
الإمام أبو علي الإسكندراني. من وجوه علماء الثغر. درس وأفتى، ومات في رجب. روى
عنه: شيخنا الدمياطي عن عبد الرحمن مولى ابن باقا.
(47/359)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 360
وقد سمع أيضاً من علي بن البنا المكي.
4 (الحسين بن الحسن بن منصور)
أبو عبد الله السعدي، المقدسي الأصل، الدمياطي، الشافعي القاضي الملقب بزين الدين
أخو الشيخ عبد الله. روى عن الحازمي بالإجازة. قال شيخنا الدمياطي: هو شيخي
ومفقهي، درست عليه التنبيه وبعض المهذب، ومنخول الغزالي في أصول الفقه، وجمل
الزجاجي. قال: وسمعت منه تصنيفه في البدع والحوادث. وكان صالحاً زاهداً، ما ركب
دابةً في ولايته القضاء قط. مات بالصعيد في أحد الجمادين.
4 (حرف السين)
4 (سليمان شاه بن سعد الدين)
4 (شاهنشاه بن المظفر تقي الدين عمر بن شاهنشاه بن أيوب بن شاذي.)
الأيوبي الحموي، تمفقر في شبيبته وصحب الفقراء، وحمل الركوة وحج. ثم إنه كاتب
والدة الملك الناصر ابن سيف الإسلام صاحب اليمن، وكانت تغلبت على زبيد) وضبطت
الأموال، وبقيت متلفتةً إلى مجيء رجل من بني أيوب ليقوم في الملك. وشاد له الأمر،
وذلك في حدود نيف وستمائة، فبعثت إلى مكة من يكشف لها الأمور، فوقع مملوكها
بسليمان شاه، فسأله عن
(47/360)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 361
اسمه ونسبه فأخبره، فكتب إليها فطلبته، فسار إلى اليمن وتزوجها وملكته، فعظم شأنه
وملأ البلاد ظلماً وجوراً، واطرح زوجته وتزوج عليها. وكاتب السلطان العادل فجعل
أول كتابه: إنه من سليمان، وإنه بسم الله الرحمن الرحيم. فاستقل السلطان عقله وعلم
أنه لا بد له من قصد اليمن، فلما تفرغ جهز سبطه الملك المسعود أقسيس بن الكامل بن
العادل في جيش، فدخل اليمن واستولى على مدائنها وحصونها، وقبض على سليمان شاه،
فبعث به وبزوجته بنت سيف الإسلام إلى مصر، فأجرى لهما الكامل ما يقوم بمصالحهما،
فلم يزل مقيماً بمصر إلى سنة سبع وأربعين، فخرج إلى الغزاة فاستشهد بالمنصورة.
4 (سيدة بنت عبد الغني)
أم العلاء العبدرية الغرناطية، العالمة. كانت حافظة للقرآن، مليحة الخط، كثيرة
العبادة والبر والمعروف وفك الأسارى. ونسخت بخطها إحياء علوم الدين، وغير ذلك في
دور الملوك. وتوفيت بتونس. أرخها الأبار.
4 (حرف الصاد)
4 (صديق بن رمضان)
4 (بن علي بن عبد الله.)
أبو الفضل، وأبو بكر الدمشقي، الصوفي، نزيل حلب. ولد سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة.
(47/361)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 362
وسمع من: القاضي أبي سعد بن عصرون، ويحيى الثقفي. روى عنه: شيوخنا ابن الظاهري،
والدمياطي، وإسحاق النحاس. وتوفي في السادس والعشرين من شوال رحمه الله تعالى.
4 (حرف العين)
4 (عبد الله بن محمد)
) أبو محمد الصنهاجي النابلسي الطنجي، المغربي. سمع بسبتة من: أبي محمد ابن عبيد
الله وبفاس من: أبي عبد الله الفندلاوي. وسمع كتاب شعب الإيمان من مؤلفه عبد
الجليل بن موسى. وأجاز له أبو القاسم بن الملجوم، وأبو العباس بن مضاء. وولي قضاء
شريش، ثم غرب عن وطنه إلى تونس سنة اثنتين وأربعين. وكان مشاركاً في علم الكلام.
كتب عنه أبو عبد الله الأبار، وذكر أنه كان حياً في سنة سبع هذه.
4 (عبد الصمد الحجازي)
الشريف الزاهد، نزيل دمشق. كان مقيماً في المسجد الذي بين القصاعين والفشقار. توفي
في جمادى الأولى وازدحم الناس على نعشه، رحمه الله.
4 (عبد العزيز بن عبد الوهاب)
4 (بن إسماعيل بن مكي بن إسماعيل بن عيسى بن عوف.)
الفقيه أبو الفضل بن الفقيه أبي محمد بن العلامة أبي الطاهر بن عوف
(47/362)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 363
القرشي، الزهري، العوفي، الإسكندراني، المالكي، رشيد الدين. ولد سنة سبع وستين
وخمسمائة، وسمع الموطأ من جده. وسمع من: أبي الطيب عبد المنعم بن الخلوف. وبمكة
من: زاهر بن رستم. والعجب كيف لم يسمع من السلفي فإنه من بيت العلم والرواية
والصلاح، وكان ورعاً، زاهداً، خيراً. ثنا عنه الحافظ أبو بكر الدمياطي، وكان عنده
موطأ مالك. وروى عنه جماعة من المصريين. وعاش ثمانين سنة، ومات في عاشر صفر.
4 (عبد العزيز بن محمود)
الدمشقي، الحنبلي. حدث عن حنبل، وابن طبرزد.) وكان يقرأ على الجنائز بحلب. ويعرف
بابن الأغماتي. روى عنه: الدمياطي، وإسحاق الصفار.
4 (عبد الكريم بن عبد الرحمن)
4 (بن أبي القاسم بن محمد.)
أبو محمد الموصلي المعبر، المعروف بابن الترابي. نزيل القاهرة. روى عن: أبي الفضل
خطيب الموصل قطعةً من مشيخته. روى عنه: شيخنا الدمياطي، وجماعة. وقد أنبأ ابن
البالسي أن هذا الشيخ أجاز له في سنة سبع هذه من ديار مصر، قال: أنا أبو الفضل عبد
الله في جمادى الأولى سنة ست وسبعين وخمسمائة، فذكر حديثاً.
(47/363)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 364
قلت: ولم أقع بتاريخ وفاته، وهذه السنة آخر العهد به.
4 (عجيبة بنت الحافظ أبي بكر)
4 (محمد بن أبي غالب بن أحمد بن مرزوق الباقداري البغدادي.)
وتدعى ضوء الصباح. شيخة مسندة مشهورة. تفردت في الدنيا بالإجازة عن جماعة. وسمعت
من: عبد الله بن منصور الموصلي، وعبد الحق اليوسفي، وجماعة. وأجاز لها مسعود
الثقفي، وأبو عبد الله الرستمي، وأبو خير الباغبان، وابن عمه رشيد الباغبان، وهبة
الله بن أحمد الشبلي البغدادي، ورجاء بن حامد المعداني، وغيرهم. وخرجوا لها مشيخةً
في عشرة أجزاء. ولدت في صفر سنة أربع وخمسين وخمسمائة، وكانت امرأة صالحة. روى
عنها: المحب عبد الله، وأحمد بن عبد الله بن عبد الهادي، وموسى بن أبي الفتح
المقدسيون، ومحمد بن عبد المحسن الواعظ، وجماعة. وتوفيت في صفر وقد تحملت ثلاثاً
وتسعين سنة. أنا ابن البالسي، عن عجيبة، أنا عبد الله، أنا ابن الطيوري، أنا
الحسين الطناجيري، أنا أحمد بن إبراهيم البزاز، نا نفطويه، نا محمد بن عبد الملك،
ثنا يزيد بن هارون، نا محمد بن مطرف، عن حسان بن عطية، عن أبي أمامة، أن
(47/364)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 365
النبي صلى الله عليه وسلم قال: الحياء والعي شعبتان) من الإيمان والبذاء والبيان
شعبتان من النفاق. وقد أجازت أيضاً لمحمد الباجدي، وبنت الواسطي، وجماعة. وتفردت
عنها الشيخة زينب بنت الكمال فروت عنها الكثير في سنة إحدى وثلاثين وسبعمائة، بل
وفي سنة سبع وثلاثين، وفي سنة تسع وثلاثين.
4 (عقيل بن أبي الفتح)
4 (محمد بن يحيى بن مواهب بن إسرائيل.)
أبو الفتوح البرداني الخباز. سمع: أباه، وأبا الفتح بن شاتيل، وأبا السعادات
القزاز، وعبد الله بن أحمد بن خميس السراج. وكان شيخاً صحيح السماع، لا بأس به.
روى عنه: المحب ابن العماد، وغيره. وسمعنا بإجازته من أبي المعالي بن البالسي.
4 (علي بن أبي القاسم بن غزي)
(47/365)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 366
أبو الحسن الدمياطي الزاهد. ولد سنة ست وسبعين وخمسمائة. وروى عنه: ابن جبير
الكناني. روى عنه: الحافظ عبد المؤمن. وكان أحد المشايخ المشهورين بالعبادة
والصلاح. أسرته الفرنج عند استيلائهم على دمياط، وكانوا يعظمونه ويحترمونه لشهر
صلاحته. توفي برباطه بالقرافة الكبرى، وقبره بالرباط ظاهر.
4 (عمر بن عبد الوهاب)
1 (بن محمد بن طاهر بن عبد العزيز.)
صفي الدين، أبو البركات القرشي، الدمشقي، المعدل، المعروف بابن البراذعي. ولد سنة
ستين وخمسمائة تقريباً، وسمع من أبي القاسم بن عساكر، وأبي سعد بن أبي عصرون،
وجماعة. وله مشيخة خرجها الزكي البرزالي.) وكان من عدول تحت الساعات. روى عنه:
البرزالي مع تقدمه، وحفيد البرزالي، وابن الحلوانية،
(47/366)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 367
والدمياطي، وابن الظاهري، وقاضي القضاة ابن الجويني، والشيخ تاج الدين عبد الرحمن،
وأخوه، ومحمد ابن خطيب بيت الآبار، وإسماعيل بن عساكر، ومحمد بن عتيق الشروطي،
وأبو المعالي محمد بن البالسي، وجماعة كثيرة.
4 (حرف القاف)
4 (قيصر بن آقسنقر)
4 (بن قفجق بن تكش)
التركماني الصوفي. جاور بمكة نحواً من ستين سنة. وحدث عن يونس بن يحيى الهاشمي.
أخذ عنه الأبيوردي، والدمياطي، وجماعة. ومات في سلخ المحرم.
4 (حرف الميم)
4 (محمد بن إسماعيل)
4 (بن عبد الجبار بن أبي الحجاج شبل بن علي.)
القاضي الرئيس ضياء الدين، أبو الحسين بن القاضي أبو الطاهر الجذامي الصويتي،
المقدسي، ثم المصري. الأديب الكاتب. ولد في تاسع صفر سنة أربع وسبعين وخمسمائة.
وسمع من: أبي القاسم البوصيري، وأبي محمد بن عساكر، وجماعة بمصر، وأبي الفتح
المندائي بواسط، وأبي أحمد عبد الوهاب بن سكينة ببغداد، والخشوعي، وجمعة بدمشق.
وعني بالحديث وخرج لجماعة وكتب. وهو من بيت رئاسة وفضيلة. سمع منه: الجمال بن
شعيب، والنجيب الصفار، والضياء بن البالسي.
(47/367)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 368
وحدث عنه الشرف الدمياطي، والعماد بن البالسي، وجماعة.) طعنه الفرنج بالمنصورة
طعنةً فحمل إلى القاهرة وأدركه أجله بسمنهود في خامس ذي القعدة، رحمه الله. وكان
صاحب ديوان الجيش الصالحي.
4 (محمد بن عبد الله بن علي)
أوحد الدين القرشي، الزبيري، الدمشقي. ولد سنة إحدى وثمانين وخمسمائة بدمشق. وسمع:
أبا طاهر الخشوعي، وغيره. روى عنه: ابن الحلوانية، ومحمد بن محمد الكنجي، وجماعة.
ويعرف بابن الكعكي. توفي في ثامن رجب. وقد أجاز لي ابنه عبد الله بن الأوحد،
رحمهما الله تعالى.
4 (محمد بن عبد الرحمن)
4 (بن محمد بن عشائر.)
الموصلي القبيعي. حدث بحلب عن: حنبل المكبر. وعنه: الدمياطي، وغيره. وكان شاهداً
بحلب. وروى لنا عنه إسحاق الأسدي.
4 (محمد بن عبد الكريم)
4 (بن محمد بن أحمد بن أبي علي.)
(47/368)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 369
أبو جعفر بن أبي علي السيدي، الأصبهاني، ثم البغدادي الحاجب. ولد في ذي القعدة سنة
أربع أو ثمان وستين وخمسمائة على قولين له. وسمعه أبوه من: أبي الحسن عبد الحق
اليوسفي، وأبي العلاء محمد بن جعفر بن عقيل، وتجني الوهبانية، ونصر الله القزاز،
ومسعود بن النادر، وخلق. وروى الكثير، وطال عمره.) روى عنه: ابن النجار، والمحب
عبد الله المقدسي، وجمال الدين أبو بكر الشريشي، وأبو جعفر بن المقير، وطائفة.
وتوفي في هذه السنة. كذا ذكره الشريف ولم يعين الشهر. أجاز لسعد الدين، والنجدي،
وعلي بن السكاكري، وست الفقها بنت الواسطي، وبنت مؤمن، وخطبا ابنة البالسي، وابن
العماد الكاتب. قال ابن النجار: سمع جده الكثير، ورأيت كتبه مكشوطاً أماكن لأبيه،
وقد جعل عوضها اسمه. ولعمري لقد خلط على نفسه، وهو حريص على الرواية مكتسب بها
وليس له فهم. قلت: تفردت بنت الكمال بإجازته. وقد ذمه المحب، وذكر أنه خوفه من
الله في ادعاء إجازة فيها ابن الخشاب وغيره، وإنما هي لأخ له اسمه باسمه مات
صغيراً، فادعاها أبو جعفر. وكان أخوه الذي مات يكنى أبا جعفر أيضاً. ويؤيد ذلك أنه
سمع بعض جزء الطب للجلال، على عبد الحق في محرم سنة سبعين حضوراً وله سنتان.
(47/369)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 370
ثم قال المحب المذكور: وهذا بلاء ذميم شديد. وسماع هذا يدل على أنه ولد سنة ثمان
وستين، وليس له سماع إلا بعد السبعين. ولقد فاوضته وخوفته وأنكرت عليه، وحضر عندي
بعد أيام، وأخرج الإجازة التي بخط ابن شافع، وقد ضرب على ذلك الاسم في غير موضع،
فقلت: ما هذا قال: لا أدري من فعل هذا، ولعل أحداً قصد أذاي فعل هذا. وأخذ يصر على
أن المضروب عليه اسمه مع ضعف في النطق وارتعاد وتغير لون. فقلت: المصلحة أن تخفي
هذه الإجازة وأقنع بما لك من السماع الصحيح. وهذا أمر عظيم يسألك عنه رسول الله
صلى الله عليه وسلم. قال: فخجل وانكسر، ولا قوة إلا بالله.
4 (محمد بن غنائم بن بيان)
الدمشقي الحنفي، الواعظ. سمع من: إسماعيل الجنزوي، والفقيه مسعود بن شجاع الحنفي.
ومات في ذي القعدة.
4 (محمد بن محمد بن علي)
المضري البصري، ثم البغدادي شهاب الدين التاجر.) روى عن: ابن الأخضر. وتوفي بمصر.
روى عنه: الدمياطي.
4 (حرف النون)
4 (نجم الدين ابن شيخ الإسلام)
من الأمراء الصالحية، قتل على دمياط، فقال الملك الصالح: ما قدرتم تقفون ساعةً بين
يدي الفرنج لما دخلوا دمياط، ولا قتل من العسكر إلا هذا الضيف.
(47/370)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 371
وكان هذا قد قفز من عند صاحب الكرك، ولما هجم الفرنج ودخلوا دمياط من باب خرج ابن
شيخ الإسلام والعسكر من باب، وتوقف الفرنج ساعةً، وخافوا من مكيدة. وخرج أهل دمياط
على وجوههم حيارى بنسائهم وصغارهم، ونهبوا في الطرقات، وتوصلوا إلى القاهرة.
4 (حرف الواو)
4 (وهيب بن عبد الخالق)
4 (بن عبد الله بن ملهم.)
أبو العبوس الكناني، المصري، أبو الحسين الأديب. حدث عن: البوصيري، والأرتاحي. وله
شعر حسن رائق.
4 (حرف الياء)
4 (يحيى بن عبد الواحد)
4 (بن الشيخ أبي حفص عمر الهنتاني.)
الأمير أبو زكريا صاحب إفريقية وتونس. كان أبوه نائباً لآل عبد المؤمن على
إفريقية، فلما توفي والده جاء من قبل المؤمني الأمير عبو، فولي مدةً على إفريقية،
فقام عليه يحيى هذا ونازعه وقهره، وغلب على إفريقية وتمكن وامتدت أيامه، وتملك
بضعاً وعشرين سنة. واشتغل عنه بنو عبد المؤمن بأنفسهم.
(47/371)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 372
توفي بمدينة بونة في جمادى الآخرة سنة سبع وأربعين، أو في سنة تسع يحرر.
4 (يوسف بن حسين)
) الرقام الموصلين البغدادي، المحدث. من مشاهير الطلبة. ورخه ابن أنجب.
4 (يوسف ابن شيخ الشيوخ صدر الدين)
4 (أبي الحسين محمد ابن شيخ الشيوخ أبي الفتح عمر بن علي بن محمد بن حمويه بن
محمد)
بن حمويه. الأمير الصاحب، مقدم الجيوش الصالحية، فخر الدين، أبو الفضل الحموي
الجويني الأصل، الدمشقي. ولد بدمشق سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة. وسمع: منصور بن
أبي الحسن الطبري، وغيره. وبمصر عن: محمد بن يوسف الغرنوي. وحدث. وكان رئيساً
عاقلاً مدبراً، كامل السؤدد، وخليقاً للإمارة، محبباً إلى الناس، سمحاً جواداً، لم
يبلغ أحد من إخوته الثلاثة إلى ما بلغ من الرتبة. وقد حبسه السلطان نجم الدين سنة
أربعين، وبقي في الحبس ثلاثة أعوام، وقاسى
(47/372)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 373
ضراً شديداً، وكان لا ينام من القمل، ثم أخرجه وأنعم عليه، وجعل نائب السلطنة.
وكان يتعانى شرب النبيذ، نسأل الله العفو. فلما توفي السلطان ندبوا فخر الدين إلى
السلطنة فامتنع، ولو أجاب لتم له الأمر. بلغنا عنه أنه قدم دمشق مع السلطان فنزل
دار سامة فدخل عليه العماد ابن النحاس فقال له: يا فخر الدين إلى كم ما بقي بعد
اليوم شيء. فقال: يا عماد الدين، والله لأسبقنك إلى الجنة. فصدق الله إن شاء الله
قوله، واستشهد يوم وقعة المنصورة. ولما مات الصالح قام فخر الدين بأمر الملك،
وأحسن إلى الرعية، وأبطل بعض المكوس، وركب الشاويشية، ولو أمهله القضاء لكان ربما
تسلطن. بعث الفارس أقطاي إلى حصن كيفا لإحضار الملك المعظم تورانشاه ولد السلطان،
فأحضره وتملك. وقد هم المعظم هذا بقتله، فإن المماليك الذين ساقوا إلى دمشق
يستعجلون المعظم أوهموه أن) فخر الدين قد حلف لنفسه على الملك. واتفق مجيء الفرنج
إلى عسكر المسلمين، واندفاع العسكر بين أيديهم منهزمين، فركب فخر الدين وقت السحر
ليكشف الخبر، وأرسل النقباء إلى الجيش، وساق في طلبه، فصادف طلب الديوية، فحملوا
عليه، فانهزم أصحابه وطعن هو فسقط وقتل. وأما غلمانه فنهبوا أمواله وخيله. قال سعد
الدين ابن عمه: كان يوماً شديد الضباب فطعنوه، رموه، وضربوا في وجهه بالسيف
ضربتين، وقتل عليه جمداره لا غير، وأخذ الجولاني قدور حمامه الذي بناه بالمنصورة،
وأخذ الدمياطي أبواب داره، فقتل يومئذ
(47/373)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 374
نجم الدين البهنسي والشجاع ابن بوش. والتقية الكاتب ونهب خيم الميمنة جميعها. ثم
تراجع المسلمون وأوقعوا بالفرنج، فقتل منهم ألف وستمائة فارس. ثم ضربت الفرنج
خيمهم في هذا البر، وشرعوا في حفر خندق عليهم. قال: ثم شلنا فخر الدين وهو بقميص
لا غير. وأما داره التي أنشأها بالمنصورة ذاتها في ذلك النهار خربت حتى يقال كان
هنا دار هي بالأمس كانت تصطف على بابها سناجق سبعين أميراً ينتظرون خروجه، فسبحان
من لا يحول ولا يزول. ثم حمل إلى القاهرة، وكان يوم دفنه مشهوداً، حمل على
الأصابع، وعمل له عزاء عظيم. قتل رحمه الله يوم رابع ذي القعدة. ومن نظمه دوبيت:
(صيرّتُ فمي لفيه باللّثم لثام .......... غصباً ورشقت من ثناياه مُدام)
(فاغتاض وقال: أنت في الفقه إمام .......... يقي خمرٌ وعندك الخمرُ حرام)
وله:
(في عشقك قد هجرتُ أُمّي وأبي .......... الرّاحةُ للغير وحظّي تعبي)
(يا ظالم في الهوى أما تُنصفي .......... وحّدتُك في العشق فلم تُشرك بي)
وله أيضاً من الشعر:
(وتعانقنا، فقُل ما .......... شئت من ماءٍ وخمر)
(وتعاقبنا فقُل ما .......... شئت من غنج وسحر)
(ثمّ لمّا أدبر اللّيلُ .......... وجاء الصُّبح يجري)
(قال: إيّاك تلاشى .......... بك بدري. قلت: بدري)
) وله:
(47/374)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 375
(إذا تحقّقتم بما عند عبدكم .......... من الغرام فذاك القدر يكفيه)
(أنتم سبيتم فؤادي وهو منزلكم .......... وصاحب البيت أدرى بالّذي فيه)
4 (يوسف بن محمود)
4 (بن الحسين بن الحسن بن أحمد.)
شمس الدين أبو يعقوب الساوي. الدمشقي المولد، المصري الصوفي، ويعرف بابن المخلص.
ولد في ربيع الأول سنة ثمان وستين وخمسمائة. وسمع من: السلفي، والتاج محمد بن عبد
الرحمن المسعودي، وعبد الله بن بري، والبوصيري، وغيرهم. روى عنه: الحافظ عبد
العظيم. وطال عمره وشاع ذكره. نا عنه: أبو محمد الدمياطي، والشرف حسن بن الصيرفي،
وأبو المعالي الأبرقوهي، وأبو الفتح بن القيسراني، والشرف محمد بن عبد الرحيم
القرشي، والأمين محمد بن أبي بكر الصفار، وطائفة. وتوفي في حادي عشر رجب، وكان من
صوفية خانقاه سعيد السعداء.
(47/375)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 376
4 (الكنى)
4 (أبو الحسين بن عبد الخالق)
الكناني، الأديب، المعروف بالبراد. اسمه وهيب، قد ذكر. وهو من شيوخ الدمياطي.
وفيها ولد: شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد الولي بن جبارة المقرىء، شهاب الدين
محمد بن أحمد بن شبل الجزري، مفتي المالكية، وسعد الدين سعد الله بن نجيح الحراني
الأديب، وعلي بن عمر بن عبد الله بن عمر بن خطيب بيت الآبار، في جمادى الأولى،
ومحمد بن يونس بن أحمد الحنفي المؤذن،) والنجم أبو بكر بن بهاء الدين محمد بن محمد
بن خلكان، والصائن محمد بن عبد الله بن محمد بن حسان، في شوال، والشهاب أحمد بن
أبي العز بن صالح الأذرعي، والنجم عبد الرحيم بن محمود بن أبي النور، وصفي الدين
محمود بن أبي بكر الأرموي، المحدث بالقرافة، وشرف الدين أحمد بن عيسى بن الشيرجي،
في ربيع الآخر، والنجم أحمد بن تاج الدين ابن القسطلاني، حضر أيضاً السبط، والجمال
يوسف بن إبراهيم قاضي إبل السبوق، والبهاء محمد بن نصر الله بن سني الدولة،
والعلاء علي بن محمد بن أبي بكر بن قاسم الإربلي، ثم الدمشقي التاجر، والنجم
إبراهيم بن المسيب بن أبي الفوارس،
(47/376)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 377
وأمين الدين محمد بن محمد بن هلال الأزدي، ونور الدين علي بن يوسف بن جرير
الشطنوفي المقرىء في قول، وشرف الدين محمد بن شريف بن يوسف بن الوحيد، الكاتب
الزرعي بدمشق، والشرف يعقوب بن أحمد، أخو قاضي الحصن، وإبراهيم بن محمد بن الظاهري
الصالحي.
(47/377)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 378
1 (سنة ثمان وأربعين وستمائة)
4 (حرف الألف)
4 (أحمد بن محمد بن عبد العزيز)
4 (بن الحسين بن عبد الله بن الحسين بن أحمد.)
فخر القضاة أبو الفضل بن الجباب التميمي السعدي المصري المالكي العدل، ناظر
الأوقاف. ولد سنة إحدى وستين وخمسمائة. وسمع: السلفي، وأبا المفاخر بن المأموني،
وعبد الله بن بري النحوي. وحدث بصحيح مسلم مرات عديدة عن المأموني. روى عنه:
الحافظان المنذري والدمياطي، وجمال الدين ابن الظاهري، وفتح الدين ابن القيسراني،
والشيخ محمد القزاز الحراني، وطائفة سواهم. وكان صحيح السماع. قال الدمياطي: قرأت
عليه صحيح مسلم مرتين، وكان محسناً إلي، باراً بي.
(47/378)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 379
وقال غيره: كان أبوه وزيراً جليلاً. توفي ليلة الحادي والعشرين من رمضان.
4 (أحمد بن الرضى عبد الرحمن)
4 (بن محمد بن عبد الجبار.)
المقدسي. سمع: ابن طبرزد، جماعة. وعنه: الدمياطي، وقال: مات بين العيدين.
4 (أحمد بن يوسف بن علي)
الفقيه الشريف عماد الدين أبو نصر العلوي الحسني الموصلي، الحنفي. ولد سنة نيف
وستين وخمسمائة، وتفقه على التاج حمد بن محمد الحنفي. وسمع من: الشريف أبي هاشم
عبد المطلب، وغيره بحلب. روى عنه: الدمياطي وقال: توفي بحلب وإسحاق الصفار.
4 (إبراهيم بن ظافر)
) أبو إسحاق الدمياطي، المهندس المعروف بابن بقا المنجنيقي. سمع بدمشق من زين الأمناء،
وبدمياط من إبراهيم بن سماقا قاضي دمياط. وأجاز له البوصيري وجماعة. روى عنه
الدمياطي، وقال: قتلته الفرنج على رأس المنجنيق لما فتحوا دمياط في ذي القعدة.
(47/379)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 380
4 (إبراهيم بن محمود)
4 (بن سالم بن مهدي)
أبو محمد، وأبو إسحاق الأزجي، المقرىء، المصروف بابن الخير الحنبلي. ولد في آخر
سنة ثلاث وستين. سمع الكثير من: أبي الحسين عبد الحق، وشهدة، وخديجة النهروانية،
والحسن بن شيرويه، وعبد الله بن شاتيل وغيرهم. وأجاز له أبو الفتح بن البطي،
وجماعة. وقرأ بالروايات على جماعة. وكان صالحاً، ديناً، فاضلاً، دائم البشر. روى
الكثير وأقرأ مدةً طويلة، وطال عمره ورحل إليه. روى عنه: ابن الحلوانية،
والدمياطي، ومجد الدين العديمي، وجمال الدين الشريشي، والخطيب عز الدين الفاروثي،
وتقي الدين ابن الواسطي، والشيخ محمد السمعي، والشيخ محمد القزاز، والشيخ عبد
الرحمن بن المقير، وأبو القاسم بن بلبان، وأبو الحسن الغرافي، وخلق كثير. وكان
شيخنا الدمياطي يتندم لكونه لم يدر أن جزء الحفار سماعه إلا بعد موته، وقال لنا:
مات في سابع عشر ربيع الآخر وكانت جنازته مشهودة. قال ابن النجار: كتب بخطه كثيراً
من الكتب المطولات، ولقن خلقاً. كتب عنه شيئاً يسيراً على ضعف فيه.
(47/380)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 381
4 (إبراهيم بن محمود بن جوهر)
الشيخ الزاهد أبو إسحاق البعلبكي، الحنبلي، المقرىء البقاعي، والد شيختنا المعمرة
فاطمة. روى عن: أبي اليمن الكندي وصحب الشيخ العماد مدةً، وقرأ عليه القرآن، وجمع
له سيرةً حسنة في جزء مفرد، وكتب بخطه العلم والحديث. وتفقه على الشيخ الموفق،
وغيره.) وكان من سادة المشايخ في وقته علماً وزهداً وعبادة. كان يلقن الناس ويحرص
عليهم. وأقام بالعقيبة مدةً. ذكره الشيخ شمس الدين بن أبي عمر فقال: عرفته ثلاثين
سنة، ما سمعت منه كلمة يعتذر منها. قلت: رجع في آخر عمره إلى بعلبك وحدث بها. روى
لنا عنه: الشيخ قطب الدين موسى بن الفقيه، والشهاب ابن بابا جوك، والقاضي تقي
الدين سليمان. وتوفي في نصف رجب، ودفن إلى جانب شيخه عبد الله اليونيني، رحمة الله
عليهما. وقد صحب أيضاً الشيخ عبد الله البطائحي مدةً، وكان به خصيصاً.
(47/381)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 382
وكان الشيخ تقي الدين ابن الواسطي يثني على الشيخ إبراهيم بن جوهر كثيراً وقال:
كان رجلاً محقاً.
4 (إسحاق بن سلطان)
4 (بن جامع بن عويش بن شداد.)
شرف الدين التميمي، الدمشقي، الحنفي، المؤذن بالعقيبة. سمع من: الخشوعي، وغيره.
روى عنه: ابن الحلوانية، ومحمد بن محمد الكنجي، وأبو علي بن الخلال، وجماعة. وابن
البالسي حضوراً. توفي في جمادى الأولى.
4 (إسماعيل)
السلطان الملك الصالح عماد الدين أبو الجيش ابن الملك العادل أبي بكر محمد بن أيوب
بن شاذي، صاحب بعلبك، وبصرى، ودمشق.
(47/382)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 383
ملك دمشق بعد موت أخيه الملك الأشرف، وركب بأبهة السلطنة، وخلع على الأمراء، وبقي
أياماً، فلم يلبث أن نازل دمشق الملك الكامل أخوه فأخذها منه، وذهب هو إلى بعلبك.
ثم هجم هو وصاحب حمص على دمشق فتملكها في سنة سبع وثلاثين كما هو مذكور في
الحوادث. وبدت منه هنات عديدة، واستعان بالفرنج على حرب ابن أخيه، وأطلق لهم حصن
الشقيف. ثم) أخذت منه دمشق في سنة ثلاث وأربعين، وذهب إلى بعلبك فلم يقر له قرار،
والتف عليه الخوارزمية. وتمت له خطوب طويلة فالتجأ إلى حلب. وراحت منه بصرى
وبعلبك، وبقي في خدمة ابن ابن أخيه الملك الناصر. فلما سار الناصر لأخذ الديار
المصرية ومعه الملك الصالح، أسر الصالح فيمن أسر وحبس بالقاهرة، ومروا به أسيراً
على تربة ابن أخيه الصالح نجم الدين، فصاحت البحرية، وهم غلمان نجم الدين: يا خوند
أين عينك تبصر عدوك. قال سعد الدين في تاريخه: وفي سلخ ذي القعدة أخرجوا الصالح
إسماعيل من القلعة ليلاً، ومضوا به إلى الجبل، فقتلوه هناك، وعفي أثره. قلت: حصل
له خير بالقتل والله يسامحه. وقد رأيت لديه الملك المنصور والملك السعيد والد
الكامل. وقد روى عن أبيه جزءاً من المحامليات، قرأه عليه السيف ابن المجد. وكان له
إحسان إلى المقادسة، ولكن جناياته على المسلمين ضخمة. قال ابن واصل: لما أتي
بالملك الصالح إسماعيل إلى الملك المعز وإنما أتي صبيحة الوقعة، أوقف إلى جانبه.
قال حسام الدين ابن أبي علي: فقال لي المعز: يا خوند حسام الدين، أما تسلم على
المولى الملك الصالح
(47/383)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 384
قال: فدنوت منه وسلمت عليه. ثم دخل الملك المعز، وقد انتصر، القاهرة. قال ابن
واصل: كان يوماً مشهوداً، فلقد رأيت الملك الصالح إسماعيل وهو بين يدي المعز، وإلى
جانبه الأمير حسام الدين ابن أبي علي، فحكى لي حسام الدين قال: قلت له: هل رأيتم
القاهرة قبل اليوم قال: نعم، رأيته مع الملك العادل وأنا صبي. ثم إنه اعتقل الصالح
بالقلعة أياماً، ثم أتاه ليلة السابع والعشرين من ذي القعدة عز الدين أيبك الرومي
وجماعة من الصالحية إلى الدار التي هو فيها، وأمروه أن يركب معهم، فركب، ومعهم
مشعل، فمضوا به إلى باب القلعة من جهة القرافة، فأطفؤا المشعل وخرجوا به. وكان آخر
العهد به. فقيل إنه خنق كما أمر هو بخنق الملك الجواد. قال: وكان ملكاً شهماً،
يقظاً، محسناً إلى جنده، كثير التجمال. وكان أبوه العادل كثير المحبة) لأمه، وكانت
من أحظى حظاياه عنده. ولها مدرسة وتربة بدمشق.
4 (أمين الدولة)
الصاحب أبو الحسن السامري ثم المسلماني، وزير الملك الصالح عماد الدين إسماعيل.
قال أبو المظفر الجوزي: ما كان مسلماً ولا سامرياً، بل كان يتستر بالإسلام ويبالغ
في هدم الدين. فقد بلغني أن الشيخ إسماعيل الكوراني قال له
(47/384)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 385
يوماً: لو بقيت على دينك كان أصلح لأنك تتمسك بدين في الجملة. أما الآن فأنت مذبذب
لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء. قال: وآخر أمره شنق بمضر، وظهر له من الأموال
والجواهر ما لا يوصف. فبلغني أن قيمة ما ظهر له ثلاثة آلاف ألف دينار. ووجد له
عشرة آلاف مجلد من الكتب النفيسة. قلت: وإليه تنسب المدرسة الأمينية ببعلبك. حبس
بقلعة مصر مدة، فلما جاء الخبر الذي لم يتم بأخذ الملك الناصر صاحب الشام الديار
المصرية كان السامري في الجب هو وناصر الدين بن يغمور أستاذ دار الصالح إسماعيل،
وسيف الدين القيمري والخوارزمي، صهر الملك الناصر، فخرجوا من الجب وعصوا في
القلعة، ولم يوافقهم القيمري، بل جاء وقعد على باب الدار التي فيها حرم عز الدين
أيبك التركماني وحماها. وأما أولئك فصاحوا بشعار الملك الصالح، ثم كانت الكرة
للترك الصالحية، فجاءوا وفتحوا القلعة وشنقوا أمين الدولة وابن يغمور والخوارزمي.
وقد ذكرنا في ترجمة القاضي الجيلي بعض أخبار أمين الدولة، وهو أبو الحسن ابن غزال
بن أبي سعيد، ولما أسلم لقب بكمال الدين. وكان المهذب السامري وزير الأمجد عمه،
وكان أمين الدولة ذكياً، فطناً، واهياً، شيطاناً، ماهراً في الطب. عالج الأمجد
واحتشم في أيامه، فلما تملك الصالح إسماعيل بعلبك وزر له ودبر مملكته، فما غلب على
دمشق استقل بتدبير المملكة، وحصل لمخدومه أموالاً عظيمة، وعسف وظلم. ثم لما عجز
الصالح عن دمشق وتسلمها نواب الصالح نجم الدين، احتاطوا على أمين الدولة واستصفوا
أمواله، وبعثوه إلى قلعة مصر فحبس بها خمس سنين. وأكثر هو وجماعة من أصحاب الصالح.
(47/385)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 386
4 (الأياز بن عبد الله)
أبو الخير الشهرزوري القضائي، مولاهم.) شيخ مسن، سمع من: خطيب الموصل أبي الفضل
عبد الله. روى عنه: الدمياطي، وغيره. وأجاز للعماد ابن البالسي في هذا العام،
وانقطع خبره.
4 (حرف التاء)
4 (تورانشاه بن أيوب)
4 (بن محمد بن العادل.)
السلطان الملك المعظم غياث الدين، ولد السلطان الملك الصالح نجم الدين.
(47/386)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 387
لما توفي الصالح جمع فخر الدين ابن الشيخ الأمراء وحلفوا لهذا، وكان بحصن كيفا،
ونفذوا في طلبه الفارس أقطايا، فساق على البريد، وأخذ على البرية به أيضاً لئلا
يعترضه أحد من ملوك الشام، فكاد أن يهلك من العطش، ودخل دمشق هو ومن معه، وكانوا
خمسين فارساً، ساروا أولاً إلى جهة عانة وعدوا الفرات، وغربوا على بر السماوة.
ودخل دمشق بأبهة السلطنة في أواخر رمضان، ونزل القلعة وأنفق الأموال، وأحبه الناس.
ثم سار إلى الديار المصرية بعد عيد الأضحى، فاتفق كسرة الفرنج، خذلهم الله، عند
قدومه، ففرح الناس وتيمنوا بطلعته. لكن بدت منه أمور نفرت منه القلوب، منها أنه كان
في خفة وطيش. قال الشيخ قطب الدين: كان الأمير حسام الدين ابن أبي علي ينوب للصالح
نجم الدين فسير القصاد عند موته سراً إلى المعظم بحصن كيفا يستحثه على الإسراع،
فسار مجداً، ونزل بحصن كيفا ولده الملك الموحد عبد الله وهو ابن عشر سنين، وسار
يعسف البادية خوفاً من الملوك الذين في طريقه، فدخل قلعة دمشق، ثم أخذ معه شرف
الدين الوزير هبة الله الفائزي. وكان حسام الدين المذكور قد اجتهد في إحضاره مع أن
والده كان يقول: ولدي ما يصلح للملك. وألح عليه الحسام أن يحضره فقال: أجيبه إليهم
يقتلونه. فكان كما قال. وقال سعد الدين بن حمويه: قدم المعظم فطال لسان كل من كان
خاملاً في أيام أبيه، ووجدوه مختل العقل، سيء التدبير. ودفع خبز فخر الدين ابن
الشيخ بحواصله لجوهر الخادم للالاته. وانتظر الأمراء أن يعطيهم كما أعطى أمراء
دمشق، فلم يروا لذلك أثراً. وكان لا يزال يحرك كتفه الأيمن مع نصف وجهه. وكثيراً
ما يولع بلحيته، ومتى سكر
(47/387)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 388
ضرب الشمع بالسيف، فقال: هكذا أريد أن أفعل) بغلمان أبي. ويتهدد الأمراء بالقتل.
فتشوش قلوب الجميع ومقتته الأنفس، وصادف ذلك بخلاً. قلت: لكنه كان قوي المشاركة في
العلوم، حسن المباحث، ذكياً. قال أبو المظفر الجوزي: بلغني أنه كان يكون على
السماط بدمشق، فإذا سمع فقيهاً يقول مسألةً قال: لا نسلم. يصيح بها. ومنها أنه
احتجب عن أمور الناس، وانهمك على الفساد مع الغلمان على ما قيل، وما كان أبوه
كذلك، وقيل إنه تعرض لحظايا أبيه. وكان يشرب، ويجمع الشموع، ويضرب رؤوسها بالسيف
ويقول: كذا أفعل بالبحرية يعني مماليك أبيه. ومنها أنه قدم الأراذل وأخر خواص
أبيه. وكان قد وعد الفارس أقطاي لما قدم إليه إلى حصن كيفا أن يؤمره فما وفى له،
فغضب. وكانت أم خليل زوجة والده قد ذهبت من المنصورة إلى القاهرة، فجاء هو إلى
المنصورة، وأرسل يتهددها ويطالبها بالأموال، فعاملت عليه. فلما كان اليوم السابع
والعشرين من المحرم من هذا العام ضربه بعض البحرية وهو على السماط، فتلقى الضربة
بيده، فذهبت بعض أصابعه، فقام ودخل البرج الخشب الذي كان قد عمل هناك، وصاح: من
جرحني فقالوا: بعض الحشيشية. فقال: لا والله إلا البحرية. والله لأفنينهم. وخيط
المزين يده وهو يتهددهم، فقالوا يما بينهم: تمموه وإلا أبادنا. فدخلوا عليه، فهرب
إلى أعلى البرج، فرموا النار في البرج ورموا بالنشاب، فرمى بنفسه، وهرب إلى النيل
وهو يصيح: ما أريد ملكاً، دعوني أرجع إلى الحصن يا مسلمين، أما فيكم من يصطنعني
فما أجابه أحد. وتعلق بذيل الفارس أقطاي، فما أجاره،
(47/388)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 389
فقيل إنه هرب من النشاب، ونزل في الماء إلى حلقه، ثم قتلوه، وبقي ملقىً على جانب
النيل ثلاثة أيام منتفخاً، حتى شفع فيه رسول الخليفة فواروه. وكان الذي باشر قتله
أربعة، فلما قتل خطب على منابر الشام ومصر لأم خليل شجر الدر معشوقة الملك الصالح،
وكانت ذات عقل وفطنة ودهاء. قال أبو شامة: قتلوه وأمرا عليهم شجر الدر، فأخبرني من
شاهد قتله أنه ضرب أولاً، فتلقى السيف بيده فجرحت، واختبط الناس، ثم قالوا: بعد
جرح الحية لا ينبغي إلا قتلها، فلبسوا) وأحاطوا بالبرج الذي صنع له في الصحراء
لمغازلة الفرنج، فأمروا زراقاً بإحراق البرج، فامتنع، فضروا عنقه، وأمروا آخر
فرماه بالنفط، فهرب من بابه، وناشدهم الله بالكف عنه، وأنه يقلع عما نقموا عليه،
فما أجابوه، فدخل في البحر إلى حلقه، فضربه البندقداري بالسيف، وقيل: ضربه على
عاتقه، فنزل السيف من تحت إبطه الأخرى. وحدثت أنه بقي يستغيث برسول الخليفة: يا
أبي عز الدين أدركني. فجاء وكلمهم فيه، فردوه وخوفوه من القتل، فرجع، فلما قتلوه
نودي: لا بأس، الناس على ما هم عليه، وإنما كانت حاجةً قضيناها. واستبدوا بالأمر،
وسلطنوا عليهم عز الدين أيبك التركماني، ولقبوه بالملك المعز. وساروا إلى القاهرة.
قال ابن واصل: ولما دخل المعظم قلعة دمشق قامت الشعراء، فابتدأ شاعر بقصيدة قال
أولها:
(قُل لنا كيف جئت من حصن كيفا .......... حين أرغمت للأعادي أُنُوفا)
فقال المعظم في الوقت:
(الطّريق الطّريق يألف نحسٍ .......... مرّةً أمناً وطوراً مخوفا)
(47/389)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 390
فاستطرفه الناس واشتهر بذلك. ثم إنه سار فلما قطع الرمل ونزل قصر الصالحية وقع من
حينئذ التصريح بموت أبيه. وكان مدة كتمان موته ثلاثة أشهر. وكان يخطب له ثم بولاية
العهد للمعظم. ثم قدم إلى خدمته نائب سلطنة مصر حسام الدين بن أبي علي الذي كان
أستاذ دار أبيه وأتابك جنده في حصن كيفا، فخلع عليه خلعةً تامة وسيفاً محلى وفرساً
بسرج محلى، وثلاثة آلاف دينار. قال ابن واصل: وكنت يومئذ مع حسام الدين، فذكرني
للسلطان، فأتيت وقبلت يده، ثم حضرت أنا وجماعة من علماء المصريين عنده، فأقبل
علينا. وذكر ابن نباتة مشاكلة للخطيبين عماد الدين وأصيل الدين الإسعردي، فلم
ينطقها لخلوهما من فضيلة، فقلت: إن بعض الناس رد عليه في قوله الحمد لله الذي إن
وعدني وفا وإن أوعد عفا: كأنه نظر إلى قول الشاعر:
(لمخلف إيعادي .......... ومُنجز معدي)
وهذا مدح لآدمي، لكنه لا يكون مدحاً في حق الله إذ الحلف في كلامه محال عقلاً.
فأقبل علي وقال: أليس الله يعفو بعد الوعيد) فقلت: يا خوند هذا حق، لكنه يكون
وعيده مخلفاً، فإذا عفى عن شخص من المتواعدين علم أنه ما أراده بذلك العموم، أما
إذا توعد شخصاً بعينه بعقوبة، فلو لم يعاقبه لزم الخلف في خبره، وهو محال. فأعجبه،
وأخذ يحادثني في أشياء من علم الكلام وغيره من الأدب، فتكلم كلاماً حسناً. ثم رجح
أبا تمام على المتنبي، وأشار إلى حسام الدين وقال: الأمير حسام الدين يوافقني على
ترجيحه. ثم وصلنا إلى المنصورة لسبع بقين من ذي القعدة، فنزل بقصر أبيه، فلو أحسن
إلى مماليك أبيه لوازروه، ولكنه اطرحهم وجفاهم ففسدت أحواله، وقدم
(47/390)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 391
جماعة من علماء القاهرة كابن عبد السلام، وابن الجميزي، وسراج الدين الأرموي،
ووجدوا سوق الفضائل عنده نافقة.
4 (حرف الحاء)
4 (الحافظة)
اسمها أرغوان، عتيقة الملك العادل. وهي التي ربت الملك الحافظ صاحب قلعة جعبر.
كانت بدمشق، وكانت تبعث إلى القلعة بالأطعمة والثياب إلى الملك المغيث عمر بن
الملك الصالح نجم الدين أيوب وهو محبوس، فحقد عليها الصالح إسماعيل، وصادرها وأخذ
منها أموالاً كثيرة. بنت لها تربةً مليحة فوق عين الكرش، ووقفت دارها بدمشق على
خدامها، وعاشت زماناً.
4 (الحسن بن أبي طاهر)
4 (إبراهيم بن سعيد بن يحيى بن محمد بن الخشاب.)
الحلبي. من كبراء الحلبيين، وهم بيت الحشمة وتشيع. مات في جمادى الآخرة.
4 (الحسن بن الحسن بن محمد)
4 (بن العمراني.)
أبو محمد الموصلي، المعروف بابن الأثير شرف الدين. حدث عن: يحيى الثقفي، وعبد الله
بن علي بن سويد التكريتي.
(47/391)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 392
روى عنه: شيخنا الدمياطي، وقال: توفي في ربيع الأول.)
4 (الحسن بن الحسين بن إبراهيم)
4 (بن غسان بن موسى.)
أبو علي الداري التميمي، الخليلي، العدل، التاجر. ولد ببلبيس سنة خمس وخمسين
وخمسمائة. وسمع ببغداد من: عبد الله بن دهبل بن كارة. وكان من أعيان التجار
المتمولين. توفي بمصر في سادس عشر رمضان، ومدحه الوزير فخر الدين عمر بن الخليلي.
4 (حرف الخاء)
4 (خديجة بنت المحدث أبي الميمون)
4 (عبد الوهاب بن عتيق بن هبة الله بن وردان.)
أم الخير المصرية. سمعها أبوها من: عبد اللطيف بن أبي سعد الصوفي، وعبد المجيب بن
زهير، وجماعة. وسمعت حضوراً من البوصيري. روى عنها: الدمياطي، وغيره. توفيت في ذي
الحجة.
4 (خلجان بن عبد الوهاب)
4 (بن محمود.)
أبو محمد العمري، المصري، المالكي، الضرير، المقرىء. قرأ القراءآت، وتصدر لإقرائها
بالجامع العتيق. وقرأ على الكبار فإنه ولد سنة أربع وستين وخمسمائة. وسمع من:
البوصيري، وجماعة. وتوفي في سلخ ربيع الآخر. وكان فقيراً قانعاً، رحمه الله.
(47/392)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 393
4 (حرف الدال)
4 (داود بن سليمان)
4 (بن عبد الوهاب بن الشيخ عبد القادر.)
) أبو سليمان الجيلي، ثم البغدادي. سمع من: جده عبد الوهاب. روى عنه: شيخنا
الدمياطي، وقال: توفي في ربيع الأول. ودفن عند آبائه بمقبرة الحلبة.
4 (حرف السين)
4 (سالم بن مساهل بن سالم)
الحجري، الإسكندراني. روى عن: حماد الحراني. وتوفي بالإسكندرية في نصف ربيع الآخر،
رحمه الله تعالى.
4 (حرف الضاد)
4 (ضياء الدين القيمري)
من كبار الأمراء الناصرية. قتل بين يدي الملك المعز صبراً مع الأمير شمس الدين
لؤلؤ بآخر رمل مصر.
4 (حرف العين)
4 (عامر بن مكي بن غالب)
البغدادي المقرىء، الخطيب، الضرير. سمع: عبد الوهاب بن سكينة، وجعفر بن أموسان.
(47/393)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 394
روى عنه: الدمياطي. وتوفي في شعبان.
4 (عبد الله بن محمد بن أيوب)
الخطيب، أبو محمد التجيبي الجياني. روى عن: أبي الحسين بن زرقون، وأبي الخطاب بن
واجب. وألف جزءاً في السترة في الصلاة ومذاهب الناس فيها. سمع منه: ابن الزبير
الثقفي، وقال: مات في ربيع الأول.
4 (عبد الله بن أحمد بن محمد)
)
4 (بن عطية.)
أبو محمد القيسي المالكي، المالقي. قال الشريف عز الدين: مولده سنة ثلاث وسبعين
وخمسمائة. وسمع من: أبي الحجاج المالقي، وأبي محمد عبد الله بن القرطبي الحافظ.
وأجاز له: أبو عبد الله بن زرقون، وخلق كثير. ورحل وحج وسمع من: مرتضى بن أبي
الجود، وجعفر الهمداني. وكتب حديثاً كثيراً. وكان شيخاً مسناً من صلحاء المسلمين.
توفي في هذه السنة. قلت: ذكره الأبار في سنة ست وأربعين مختصراً. وقد ذكره أبو
جعفر بن الزبير في برنامجه وعظمه وأثنى عليه، وقال فيه: الزاهد العارف اللغوي
الحافظ. أجاز له عبد الحق صاحب الأحكام، وأبو الطاهر بن عوف ثم سمى جماعة. قال:
وأخذ في رحلته سنة تسع عشرة وستمائة عن نيف وستين شيخاً، وكان يغيب كثيراً عن
مدينة مالقة بأملاكه.
(47/394)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 395
مولده سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة، وتوفي في جمادى الآخرة سنة ثمان.
4 (عبد الرحمن بن يوسف بن محمد)
أبو معتوق الحربي، المعروف بابن الكل. ولد سنة خمس وسبعين وخمسمائة. وسمع من: عبد
المغيث بن زهير، ويعقوب بن يوسف المقرىء، والمبارك بن المبارك بن المعطوش، وجماعة.
روى عنه: الدمياطي، وقال: توفي في أول رجب.
4 (عبد السلام بن علي بن هبة الله)
الفقيه أبو محمد المصري المعدل. روى عن محمد بن عبد الله بن البنا. ومات في المحرم
بمصر.)
4 (عبد العزيز بن يوسف)
4 (بن أبي الفرج بن المهذب.)
أبو محمد التنوخي الحموي، ثم الدمشقي. سمع من: عبد اللطيف بن سعد، والقاسم بن
عساكر، وحنبل. وكان صالحاً زاهداً، كثير الحج والتلاوة. روى عنه: ابن الحلوانية،
وغيره. ومات في رجب.
4 (عبد الغني بن فاخر)
مهتار الفراشين بدار الخلافة. وكان حسن الزي، كثير التنعم جداً. نفقته في الشهر
فوق مائة وخمسين ديناراً، وله عدة حظايا. وكان مهووساً بأمر الدن ويزعم أنه
يستحضرهم. وله وقف وبر.
(47/395)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 396
وعاش نيفاً وسبعين سنة.
4 (عبد القدوس بن عرفة بن علي)
أبو أحمد بن البقلي، البغدادي، المقرىء. روى عن أبيه أبي المعالي جزءاً عن أبي
الكرم الشهرزوري. أخذ عنه: الدمياطي، وغيره. مات في صفر.
4 (عبد المحسن بن زين بن سلطان)
الكناني، المقرىء، المصري. قرأ القراءآت، وتصدر لإقرائها بالقاهرة. وسمع من: علي
بن المفضل الحافظ. توفي في العشرين من شعبان وله ثمان وسبعون سنة. روى عنه
والدمياطي من شعره.
4 (عبد الملك بن عبد السلام)
4 (بن إسماعيل بن عبد الرحمن.)
) الفقيه مجد الدين، أبو محمد اللمغاني، ثم البغدادي، الحسني. روى عن: أحمد بن
أزهر السباك، وغيره. وكان مدرس مشهد أبي حنيفة ببغداد. روى عنه: الدمياطي، وغيره.
ومات في ذي الحجة.
(47/396)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 397
4 (عبد الوهاب بن ظافر)
4 (بن علي بن فتوح بن الحسين بن إبراهيم.)
المحدث المسند رشيد الدين، أبو محمد بن رواج، وهو لقب أبيه، الأزدي، أو القرشي،
فيحرر، الإسكندراني، المالكي، الجوشني. ولد سنة أربع وخمسين، وسمع الكثير من:
السلفي، ومخلوف بن مارة الفقيه، وأبي الطاهر بن عوف، وأبي طالب أحمد بن المسلم
اللخمي، والمشرف بن علي الأنماطي، وأحمد ومحمد ابني عبد الرحمن الحضرمي، ومقاتل بن
عبد العزيز البرقي، وظافر بن عطية اللخمي، ومحمد بن القاسم الفاسي، ويحيى بن عبد
المهيمن بن قلينا، ومحمد بن محمد المراكشي، وعبد الواحد بن عسكر، وغيرهم. وكتب بخطه
الكثير، وخرج لنفسه أربعين حديثاً. وكان فقيهاً لبيباً، فاضلاً، ديناً، صحيح
السماع، متواضعاً، سهل الانقياد، وانقطع بموته شيء كثير. روى عنه: ابن نقطة، وابن
النجار، والزكي المنذري، والرشيد العطار، وابن الحلوانية، والدمياطي، والضياء
السبتي، والشرف حسين بن الصيرفي، والتاج علي الغرافي، والشهاب أحمد بن الدفوفي،
والطواشي بلال المعيني، ومحمد بن النضير بن الأصفر، وشهاب بن علي، وأبو بكر بن
ثابت البشطاري، ومحمد بن أبي القاسم الصقلي، والشمس عبد القادر بن الحظيري، والشرف
محمد بن عبد الرحيم بن النشر، وخلق كثير. وحدث بالإسكندرية، والقاهرة.
(47/397)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 398
سمعت عبد المؤمن الحافظ يقول: قرأ ابن شحانة على ابن رواج فقال: الإبط، بكسر
الباء، فقال: لا تحركه يفح صنانه.) توفي ابن رواج في ثامن عشر ذي القعدة، وختم
أصحابه بيوسف بن عمر الجيني، يعني بالسماع.
4 (عثمان بن عبد الواحد)
4 (بن عبد الرحمن بن سلطان بن يحيى بن علي.)
مجد الدين، أبو عبد الله القرشي، الدمشقي. سمع من: جده زين القضاة أبي بكر، وعبد
اللطيف بن أبي سعد، وحنبل، وغيرهم. وأضر بأخرة، وانقطع عن الناس. روى عنه: الشيخ
زين الدين الفارقي، وأبو علي الخلال، والصدر الأرموي، والعماد بن البالسي، وآخرون.
توفي في رجب.
4 (علي بن سالم بن أبي بكر)
4 (بن سالم.)
أبو القاسم البعقوبي، الخشاب. ولد قبل السبعين وخمسمائة، وسمع من: عبيد الله بن
شاتيل، ونصر الله القزاز، وغيرهما. كتب عنه: عمر بن الحاجب، والكبار. وروى عنه:
أبو محمد الدمياطي، وغيره. وأجاز لجماعة من شيوخنا. وتوفي في الخامس والعشرين من
رمضان ببغداد.
(47/398)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 399
4 (علي بن عبد المجيد)
4 (بن محمد بن محمد.)
أبو الحسن الكركنتي، الإسكندراني. وكركنت: من قرى القيروان. حدث عن: القاضي أبي
عبد الله محمد بن عبد الرحمن الحضرمي. مات في رمضان.
4 (عمر بن إسحاق)
فخر الدين، أبو حفص الدورقي.) صدر معظم كبير، واسع الجاه، كان ذا رتبة. راتبه كل
يوم خمسمائة رطل خبز، إلى مثل ذلك من اللحم والأدم. وكان خيراً سليم الصدر.
4 (حرف اللام)
4 (لؤلؤ)
الأمير الكبير شمس الدين، أبو سعيد الأميني الموصلي، كافل الممالك الشامية.
(47/399)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والأربعون الصفحة 400
ولد سنة خمس وثمانين وخمسمائة تقريباً. وسمع من: محمد بن وهب بن الزنف، وعمر بن
طبرزد. روى عنه: الدمياطي، ومجد الدين ابن العديم، وغيرهما. وكان بطلاً شجاعاً،
كريماً، ديناً، عابداً، صالحاً، أماراً بالمعروف إلا أن فيه عقل الترك. كان مدبر
الدولة الناصرية، فحرص كل الحرص على العبور إلى الديار المصرية وليفتحها لمخدومه،
فسار به وبالجيوش، وعمل مع عسكر مصر مصافاً بقرب العباسة فانكسر المصريون، ثم
تناخت البحرية بعد فراغ المصاف، وحملوا على لؤلؤ وهو في طائفة قليلة فأسروه، ثم
قتلوه بين العباسة وبلبيس في تاسع ذي القعدة، وقتل معه جماعة. قال ابن واصل: وقطع
المصاف فحمل الشاميون وثبت المعز في جماعة من البحرية، وتحيز بهم ومعه القارس
أقطاي، وعزموا على قصد ناحية الشوبك. وبقي السلطان ا