21. تاريخ
الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام. شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 238
=وكان أبوه ممن رحل وسمع من علي بن حرب، والرمادي. وروى أيضاً أبو أحمد عن: محمد بن
إبراهيم الطيالسي، وعبد الرحمن بن محمد بن سلم الرازي، وجعفر بن أحمد بن فارس،
ومحمد بن العباس بن أيوب الأخرم، ومحمد بن أحمد الثقفي، والحسن بن يزيد الدقاق،
وطائفة. روى عنه: إبناه أبو الحسن علي، وأبو الفرج عمار، وأبو منصور المظفري محمد
بن الحسين البروجردي، وغيرهم. محمد بن عيسى بن عبد الكريم بن حبيش أبو بكر التميمي
الطرسوسي المعروف ببكير الخزاز. روى عن: أبي القاسم البغوي، وعمر بن سنان المنبجي،
ومحمد بن الفيض الغساني، وأبي الطيب أحمد بن عبد الله الدارمي، وجماعة. ورحل وصنف.
روى عنه: تمام، وابن جميع، وأبو محمد عبد الرحمن بن أبي نصر، وعلي بن بشر بن
العطار. وسمع منه أبو نصر بن الجندي في سنة تسع وخمسين، وهو آخر العهد به. محمد بن
محمد بن أحمد بن حرانة بن مرادة الفقيه أبو بكر الإبريسمي السمرقندي الشافعي. روى
عن: محمد بن صالح الكرابيسي، وأحمد بن بن الفضل البكري، ومحمد الأرزقاني، وجماعة.
وعنه أبو سعيد الإدريسي، وورخه قبل الستين. محمد بن محمد الهروي نزيل مكة، شيخ
مسن.
(26/238)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 239
يروي عن إسحاق الدبري.) وعنه أبو منصور، ومحمد بن محمد بن الأزدي القاضي. محمد بن
محمد أبو جعفر البغدادي المقريء نزيل البصرة. روى عن: أبي شعيب الحراني، وخلف بن
عمر العكبري، وغيرهما. وعنه: أبو نعيم. محمد بن هارون أبو الحسين الثقفي الزنجاني.
شيخ معمر، رحل وسمع: علي بن عبد العزيز البغوي، وبشر بن موسى، ومحمد بن شاذان
الجوهري، وغيرهم. روى عنه الحسن الفلاكي. حديثه بعلو عند جعفر الهمداني. محمد بن وصيف
الفامي الهروي. روى عنه: محمد بن سهل العتكي صاحب خلاد بن يحيى. وعنه: البوسنجي.
المطلب بن يوسف بن ميزغة أبو محمد الهروي العقبي. سمع عثمان بن سعيد الدارمي. وعنه
أبو منصور بن ساج، وأحمد بن محمد البشري. مهلهل بن أحمد أبو الحسين الرزاز المقري
غلام ابن مجاهد. نسخ الكثير على طريقة ابن مقلة، وحدث عن موسى بن هارون،
والفريابي.
(26/239)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 240
روى عنه: أبو سعيد النقاش، وأبو نعيم الحافظ، وغيرهما. يعقوب بن مسدد القلوسي
البصري نزيل طرابلس الشام. روى عن: أبيه، وأبي يعلى الموصلي. وعنه: ابن منده، وعبد
الرحمن بن عمر بن نصر، والحافظ عبد الغني المصري. يوسف بن معروف بن جبير النسفي.
سمع: محمد بن إبراهيم البوسنجي، وإبراهيم بن معقل النسفي وجماعة. ومات بكس قبل
الستين بقليل.
(26/240)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 241
4 (تراجم المتوفين في هذه الطبقة أيضاً)
) أحمد بن إبراهيم بن أبي خالد أبو جعفر القيرواني الطبيب المعروف بابن الجزار
صاحب التصانيف الطبيبية. صحب إسحاق بن سليمان الإسرائيلي، وأخذ عنه بعد
الثلاثمائة، وطال عمره، وكان ديناً متجملاً منصوباً، خلف أموالاً طائلة، وكان صديق
أبي طالب عم المعز العبيدي. وله: كتاب زاد لمسافر في علاج الأمراض، وكتاب في
الأدوية المفردة وكتاب في الأدوية المركبة يعرف بالبغية، وكتاب العدة هو كتاب مطول
في الطب، ورسالة النفس وأقوال الأوائل فيها، وكتاب طب الفقراء، ورسالة في التحذير
من إخراج الدم لغير حاجة، وكتاب الأسباب المولدة للوباء في مصر بطريق الحيلة في
دفع ذلك، وكتاب المدخل إلى الطب سماه الوصول إلى الأصول، وكتاب أخبار الدولة وظهور
المهدي بالمغرب. وبقي إلى أيام المعز بالله، ويجوز أن يكون توفي قبل الخمسين
(26/241)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 242
وثلاثمائة. وله مصنفات كثيرة. محمد بن أحمد بن عبد العزيزأبو عبد الله السوسي ثم
البصري الشاعر. كان ظريفاً ماجناً، ذكر أنه ورث مالاً جزيلاً من أبيه فأنفقه في
اللهو، واللعب، والعشرة، وافتقر، وله القصيدة السائرة:
(الحمد الله ليس لي بخت .......... ولا ثياب يضمها تخت)
يصف فيها أنواع الخراف والتهتك. وقد كان بالموصل في سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة
وبعدها. أحمد بن محمد بن فرج أبو عمرو الجياني الأندلسي الأديب الشاعر الإخباري،
أحد الأئمة. قيل مات في حبس المستنصر الأموي. صنف كتاب الحدائق على نمط كتاب
الزهرة لابن داود، وهو فرد في معناه، وله كتاب القائمين بالأندلس. ومن شعره:
(بأيهما أنا في السكر بادي .......... بسكر الطيف أم سكر الرقاد)
(سري وأرادني أملي ولكن .......... عففت فلم أنل منه مرادي)
(وما في النوم من حرج ولكن .......... جريت من العفاف على اعتيادي)
علي بن الحسين بن محمد بن هاشم البغدادي أبو الحسن الوراق نزيل دمشق.)
(26/242)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 243
عن: أحمد بن الحسن الصوفي، وقاسم المطرز، وابن المجدر، وطبقتهم. وعنه: عبد الوهاب
الكلابي، وتمام الرازي، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر. عمرو بن أحمد بن رشيد أبو سعيد
المذحجي الطبراني. روى عن عبد الرحمن بن القاسم بن الرواس، وجعفر بن أحمد بن عاصم،
وجماعة. وعنه: عبد الرحمن بن عمر بن نصر، وعبد الواحد بن بكر الرازي، وأحمد بن
محمد بن الحاج الإشبيلي. عبد الله بن علي القاضي العلامة أبو محمد الطبري الشافعي.
المعروف بالعراقي، وبين أهل جرجان بالمنجنيقي. ولي قضاء جرجان، وكان فقيهاً إماماً
فصيحاً بليغاً على مذهب الأشعري في النظر، ورد نيسابور سنة تسع وخمسين وثلاثمائة،
وتوفي بترب دال ببخارى. وقد روى عن: عمران بن موسى بن مجاشع، ويحيى بن صاعد. وعنه
أبو عبد الله الحاكم. محمد بن عبيد الله بن محمد بن الحكم أبو الحسين، ويقال: أبو
سعد القزي. شامي حدث عن أبيه، والعباس بن الفضل الدباج. وعنه الموحد بن البري،
وتمام الحافظ، وغيرهما.
(26/243)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 244
ذكر ابن عساكر حديثين ساقطين، أحدهما هو عن أبيه، عن دحيم، عن الوليد. وعن أبيه،
عن عمر بن عبد الواحد، عن الأوزاعي بإسناد الصحيحين مرفوعاً قال: عج حجر إلى الله
فقال: عبدتك سنين ثم جعلتني أساس كنيف فقال: أما ترضى أني عدلت بك عن مجالس القضاة
هذا وضعه هذا أو أبوه بيقين، رواه عنه تمام. أبو الحسن البلياني القاضي، شيخ
المالكية بالمغرب، واسمه علي بن جعفر بن أحمد. روى عن ابن مطر الإسكندراني. أخذ
عنه أبو الحسن القابسي، وغيره. وقع في أسر النصارى، وحمل إلى قسطنطينية، وعرفوا
محله من العلم، وناظره طاغية الروم. ذكره القاضي عياض، وما أرخ موته. ولله الحمد.
آخر الطبقة.)
(26/244)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 245
5 (بسم الله الرحمن الرحيم)
5 (الطبقة السابعة والثلاثون)
1 (الأحداث من سنة إلى)
4 (أحداث سنة إحدى ستين وثلاثمائة)
أقامت الشيعة بدعة عاشورا ببغداد. وفي صفر انقض كوكب هائل له دوي كدوي الرعد. وفي
جمادى الآخرة مات أبو القاسم سعيد بن أبي سعيد الجنابي القرمطي بهجر، وقام بالأمر
بعده أخوه يوسف، ولم يبق من أولاد أبي سعيد الجنابي غيره، وعقد له القرامطة من بعد
يوسف لستة نفر شركة بينهم. وجاءت كتب الحجاج بأن بني هلال اعترضوهم، فقتلوا خلقاً
كثيراً، وبطل الحج، ولم يسلم إلا من مضى مع الشريف أبي أحمد الموسوي والد المرتضى،
مضوا على طريق المدينة وحجوا، ولم يكادوا.
(26/245)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 246
وتم فيها الصلح بين ركن الدولة ابن بويه، وبين صاحب خراسان ابن نوح الساماني، على
أن يحمل إليه ركن الدولة مائة وخمسين ألف دينار ويزوج ابن نوح ببنت عضد الدولة.
(26/246)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 247
4 (أحداثسنة اثنتين وستين وثلاثمائة)
فيها حشدت الروم، لعنها الله، وأقبلوا في عدد وعدة، فأخذوا نصيبين واستباحوا،
وقتلوا، وأسروا. وقدم بغداد من نجا منهم، فاستنفروا الناس في الجوامع وكسروا
المنابر، ومنعوا الخطبة، وحاولوا الهجوم على الخليفة المطيع، واقتلعوا بعض شبابيك
دار الخلافة حتى غلقت أبوابها، ورماهم الغلمان بالنشاب من الرواشن، وخاطبوا
الخليفة بالتعنيف وبأنه عاجز عما أوجبه الله عليه من حماية حوزة الإسلام، وأفحشوا
القول. وافق ذلك غيبة الملك عز الدولة في الكوفة للزيارة، فخرج إليه أهل العقل
والدين من بغداد، وفيهم الإمام أبو بكر الرازي الفقيه، وأبو الحسن علي بن عيسى
النحوي وأبو القاسم الداركي، وابن الدقاق الفقيه، وشكوا إليه ما دهم الإسلام من
هذه الحادثة العظمى، فوعدهم بالغزو، ونادى
(26/247)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 248
بالنفير في الناس، فخرج من العوام خلق عدد الرمل، ثم جهز جيشاً، وغزوا فهزموا)
الروم، وقتلوا منهم مقتلة كبيرة، وأسروا أميرهم وجماعة من بطارقته، وأنفذت رؤوس
القتلى إلى بغداد، وفرح المسلمون بنصر الله. وصادروا بختيار بن بويه وزير المطيع
فقال: أنا ليس لي غير الخطبة، فإن أحببتم اعتزلت، فشدوا عليه حتى باع قماشه، وحمل
أربعمائة ألف درهم، فأنفقها ابن بويه في أغراضه، وأهمل الغزو، وشاع في الألسنة أن
الخليفة صودر، كما شاع قبله أن القاهر كدي يوم جمعة، فانظر إلى تقلبات الدهر. وفي
شهر رمضان قتل رجل من أعوان الوالي في بغداد، فبعث الرئيس أبو الفضل الشيرازي وكان
قد أقامه عز الدولة على الوزارة من طرح الناس من النحاسين إلى السماكين، فاحترق
حريق عظيم لم يشهد مثله، وأحرقت أموال عظيمة وجماعة كثيرة من النساء، والرجال،
والصبيان، والأطفال في الدور وفي الحمامات، فأحصي ما أحرق من بغداد فكان سبعة عشر
ألفاً وثلاثمائة دكان، وثلاثمائة وعشرين داراً، أجرة ذلك في الشهر ثلاثة وأربعون
ألفاً، ودخل في الجملة ثلاثون مسجداً. فقال رجل لأبي الفضل الشيرازي: أيها الوزير
أرينا قدرتك، ونحن
(26/248)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 249
نأمل من الله أن يرينا قدرته فيك، فلم يجبه، وكثر الدعاء عليه. ثم إن عز الدولة
قبض عليه وسلمه إلى الشريف أبي الحسن محمد بن عمر العلوي، فأنفذه إلى الكوفة، وسقي
ذراريح، فتقرحت مثانته، فهلك في ذي الحجّة من هذه السنة، لا رحمه الله. وفي يوم
الجمعة ثامن رمضان دخل المعز أبو تميم معد بن إسماعيل العبيدي مصر ومعه توابيت
آبائه، وكان قد مهد له ملك الديار المصرية مولاه جوهر، وبنى له القاهرة، وأقام بها
داراً للإمرة، ويعرف بالقصرين. وفيها أقبل الدمستق في جيوشه إلى ناحية ميافارقين،
فالتقاه ولد ناصر الدولة حمدان وهزم الروم، ولله الحمد، وأسر الدمستق الخبيث، وبقي
في السجن حتى هلك. وفيها وزر ببغداد أبو طاهر بن بقية، ولقب بالناصح، وكان سمحاً
كريماً، له راتب كل يوم من الملح ألف رطل، وراتبه من الشمع ألف من. وكان عز الدولة
قد استوزر ذاك المدبر أبا الفضل الشيرازي، واسمه العباس بن الحسن صهر الوزير
المهلبي، ثم عزله بعد عامين من وزارته
(26/249)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 250
بأبي الفرج محمد بن العباس فسانجس، ثم) عزل أبا الفرج بعد سنة، وأعاد الشيرازي إلى
الوزارة، فصارد الناس وأحرق الكرخ، وكان أبو طاهر من صغار الكتاب، يكتب على المطبخ
لعز الدولة، قال أمره إلى الوزارة، فقال الناس: من الغضاوة إلى الوزارة. وكان
كريماً جواداً، فغطى كرمه عيوبه، فوزر لعز الدولة أربعة أعوام، ثم قتله عضد الدولة
وصلبه.
(26/250)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 251
4 (أحداث سنة اثنتين وستين وثلاثمائة)
فيها تقلد قضاء القشاة أبو الحسن محمد بن أم شيبان الهاشمي، وعزل ابن معروف بحكومة
ابتغى فيها وجه الله، وسأل مع ذلك الإعفاء من القضاء، فخوطب أبو الحسن، فامتنع،
فألزم، فأجاب وشرط لنفسه شروطاً، منها أنه لا يرتزق على القضاء ولا يخلع عليه ولا
يسام ما لا يوجبه، ولا يشفع إليه في إنفاق حق أو فعل ما لا يقتضيه شرع. وقرر لكاتبه
في كل شهر ثلاثمائة درهم، ولحاجبه مائة وخمسون درهماً، وللفارض على بابه مائة
درهم، ولخازن ديوان الحكم، والأعوان ستمائة درهم، وللفارض. وركب إلى المطيع لله
حتى سلم إليه عهده، فركب من الغد إلى الجامع، فقريء عهده، و تولى إنشاءه أبو منصور
أحمد بن عبيد الله الشيرازي صاحب ديوان الرسائل وهو:
(26/251)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 252
هذا ما عهده عبد الله الفضل المطيع لله أمير المؤمنين إلى محمد بن صالح الهاشمي
حين دعاه إلى ما يتولاه من القضاء بين أهل مدينة السلام مدينة المنصور، والمدينة
الشرقية من الجانب الشرقي، والجانب الغربي، والكوفة، وسقي الفرات، وواسط، وكرخي،
وطريق الفرات، ودجلة، وطريق خراسان، وحلوان، وقرميسين، وديار مضر، وديار ربيعة،
وديار بكر، والموصل، والحرمين، واليمن، ودمشق، وحمص، وجند قنسرين، والعواصم، ومصر
والإسكندرية، وجندي فلسطين، والأردن، وأعمال ذلك كلها، وما يجري من ذلك من الإشراف
على من يختاره لنقابة من العباسيين بالكوفة، وسقي الفرات، وأعمال ذلك، وما قلده
إياه من قضاء القضاة، وتصفح حوال الحكام، والإستشراف على ما يجري عليه أمر الأحكام
في سائر النواحي، والأمصار التي تشتمل عليها المملكة، وتنتهي إليها الدعوة، وإقرار
من يحمد هديه وطريقته، والاستبدال بمن يذم سمته وسجيته نظراً منه للكافة،
واحتياطاً للخاصة والعامة، وحنواً على الملة والذمة عن علم بأنه المقدم في بيته
وشرفه، المبرز في عفافه وظلفه، المزكى في دينه وأمانته، الموصوف في روعه ونزاهته،
المشار إليه بالعلم والحجى، المجتمع) عليه في الحلم والنهي، والبعيد من الأدناس،
اللباس من التقى أجمل لباس، النقي الجيب، المخبور بصفاء الغيب، العالم بمصالح
الدنيا، العارف بما يفيد سلامة العقبى، آمره بتقوى الله فإنها الجنة الواقية،
وليجعل كتاب الله في كل ما يعمل في رويته، ويترتب عليه حكمه وقضيته، إمامه
(26/252)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 253
الذي يفزع إليه، وعماده الذي يعتمد عليه، وأن يتخذ سنة رسول الله صلى الله عليه
وسلم مناراً يقصده، ومثالاً يتبعه، وأن يراعي الإجماع، وأن يقتدي بالأئمة
الراشدين، وأن يعمل اجتهاده فيما لا يوجد فيه كتاب ولا سنة ولا إجماع، وأن يحضر
مجلسه من يستظهر بعلمه ورأيه، وأن يسوي بين الخصمين إذا تقدما إليه في لحظه ولفظه،
ويوفي كلا منهما من إنصافه وعدله، حتى يأمن الضعيف من حيفه، وييأس القوس من ميله،
وآمره أن يشرف على أعوانه وأصحابه، ومن يعتمد عليه من أمنائه وأسبابه، إشرافاً
يمنع من التخطي إلى السيرة المحظورة، وتدفع عن الإسفاف إلى المكاسب المحجورة. وذكر
من هذا الجنس كلاماً طويلاً. وفيها قلد أبو محمد عبد الواحد بن الفضل بن عبد الملك
الهاشمي نقابة العباسيين، وعزل أبو تمام الزينبي. وفيها ظهر ما كان المطيع لله
يستره من مرضه وتعذر الحركة عليه وثقل لسانه بالفالج، فدعاهحاجب عز الدولة سبكتكين
إلى خلع نفسه وتسليم الأمر إلى ولده الطايع لله، ففعل ذلك، وعقد له الأمر في يوم
الأربعاء ثالث عشر ذي القعدة، فكانت مدة خلافة المطيع تسعاً وعشرين سنة وأربعة
أشهر وأربعة وعشرين يوماً. وأثبت خلعه على القاضي أبي الحسن بن أم شيبان بشهادة
(26/253)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 254
أحمد بن حامد بن محمد، وعمر بن محمد، وطلحة بن محمد بن جعفر الشاهد. وقال أبو
منصور بن عبد العزيز العكبري: كان المطيع لله بعد أن خلع يسمى الشيخ الفاضل. قلت:
وكان هو وابنه مستضعفين مع بني بويه، ولم يزل أمر الخلفاء في ضعف إلى أن استخلف
المقتفي لله فانصلح أمر الخلافة قليلاً. وكان دست الخلافة لبني عبيد الرافضة بمصر
أمتن، وكلمتهم أنفذ، ومملكتهم تناطح مملكة العباسيين في وقتهم، والحمد لله على
انقطاع دعوتهم. وفيها بل ركب العراق سميراء فرأوا هلال ذي الحجّة، وعرفوا أن لا
ماء في الطريق بين فيد إلى مكة إلا ما لا يكفيهم، فعدلوا مساكين إلى بطن نخل
يطلبون مدينة الرسول صلى الله عليه) وسلم، فدخلوها يوم الجمعة سادس ذي الحجّة
مجهودين فعرفوا في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أميرهم أبو منصور محمد
ابن عمر بن يحيى العلوي، وقدم الركب الكوفة في أول المحرم سنة أربع، فأقاموا
بالكوفة أياماً لفساد الطريق، ثم جمعوا لمن خفرهم. وأما مكة والمدينة فأقيمت
الخطبة والدعوة بالبلدين لأبي تميم المعز العبيدي، وقطعت خطبة الطائع لله في هذا
العام من الحجاز ومصر والشام
(26/254)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 255
والمغرب، وكان الرفض ظاهراً قائماً في هذه الأيام، وفي العراق، والسنة خاملة
مغمورة لكنها ظاهرة بخراسان وأصبهان، فالأمر لله. وفيها كان الحرب شديداً بينهم
وبين الأعراب القرامطة الذين ملكوا الشام، وحاصروا المعز بمصر مدة، ثم ترحلوا شبه
منهزمين حتى دخلوا إلى بلاد الحسا والقطيف. وقدم إلى الشام نائب المعز، والله
أعلم.
(26/255)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 256
(26/256)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 257
4 (أحداث سنة أربع وستين وثلاثمائة)
في المحرم أوقع العيارون حريقاً بالخشابين مبدأه من باب الشعير، فاحترق أكثر هذا
السوق، وهلك شيء كثري، واستفحل أمر العيارين ببغداد حتى ركبوا الخيل وتلقبوا
بالقواد، وغلبوا على الأمور وأخذوا الخفارة من الأسواق والدروب، وكان فيهم أسود
الزند كان يأوي قنطرة الزبد وشحذ وهو عريان، فلما كثر الفساد رأى هذا الأسود من هو
أضعف منه قد أخذ السيف، فطلب الأسود سيفاً ونهب وأغار، وحف به طائفة وتقوى، وأخذ
الأموال، واشترى جارية بألف دينار، ثم راودها فتمنعت، فقال: ما تكرهين مني قالت:
أكرهك كلك، قال: ما تحبين قالت: تبيعني. قال: أو خيراً من ذلك. فحملها إلى القاضي
وأعتقها، ووهبها ألف دينار، فتعجب الناس من
(26/257)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 258
سماحته، ثم خرج إلى الشام فهلك هناك. وقطعت خطبة الطائع لله وغيرها من يوم العشرين
من جمادى الأولى، إلى أن أعيدت في عاشر رجب، فلم يخطب في هذه الجمع في البلاد،
وذلك لأجل تشغب وقع بينه وبين عضد الدولة. وكان عضد الدولة قد قدم العراق فأعجبه
ملكها، فعمل عليها، واستمال الجند، فتشغبوا على عز الدولة، فأغلق بابه، وكتب عضد
الدولة عن الطائع باستقرار الأمر لعضد الدولة على محمد بن بقية وزير عز الدولة، ثم
اضطربت الأمور على عضد الدولة، ولم يبق بيده غير بغداد، فنفذ إلى والده ركن الدولة
يعلمه أنه قد خاطر بنفسه وجنده، وقد هذب مملكة العراق واستعاد) الطائع إلى داره،
وأن عز الدولة عاص لا يقيم دولة، فلما بلغه غضب وقال للرسول: قل له: خرجت في نصرة
ابن أخي أو في الطمع في مملكته فأفرج عضد الدولة عن عز الدولة بختيار، ثم خرج إلى
فارس. وفيها عدمت الأقوات حتى أبيع كر الدقيق بمائة وسبعين دينار، والتمر ثلاثة
أرطال بدرهم. ولم يخرج وفد من بغداد بل خرجت طائفة من الخراسانية مخاطرة فلحقتهم
شدة.
(26/258)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 259
وفي سلخ ذي القعدة عزل قاضي القضاة أبو الحسن محمد بن أم شيبان، وولي أبو محمد بن
معروف. وفي هذه السنين وبعدها كان الرفض يغلي ويفور بمصر والشام، والمغرب، والمشرق
لا سيما العبيدية الباطنية، قاتلهم الله. قال مشرف بن مرجا القدسي أخبرنا الشيخ
أبو بكر محمد بن الحسن قال: حدثني الشيخ الصالح أبو القاسم الواسطي قال: كنت
مجاوراً ببيت المقدس، فأمروا في أول رمضان بقطع التراويح، صحت أنا وعبد الله
الخادم: واإسلاماه وامحمداه، فأخذني الأعوان وحبست، ثم جاء الكتاب من مصر بقطع
لساني فقطع، فبعد أسبوع رأيت النبي صلى الله عليه وسلم تفل في فمي، فانتبهت
(26/259)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 260
ببرد ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد زال عني الألم، فتوضأت وصليت وعمدت إلى
المأذنة فأذنت الصلاة خير من النوم فأخذوني وحبشت وقيدت، وكتبوا في إلى مصر، فورد
الكتاب بقطع لساني، وبضربي خمسمائة سوط، وبصلبي، ففعل بي، فرأيت لساني على البلاط
مثل الرية، وكان البرد والجليد، وصليت واشتد علي الجليد، فبعد ثلاثة أيام عهدي
بالحدائين يقولون: نعرف الوالي أن هذا قد مات، فأتوه، وكان الوالي جيش بن الصمصامة
فقال: أنزلوه، فألقوني على باب داود، فقوم يترحمون علي وآخرون يلعنوني، فلما كان
بعد العشاء جاءني أربعة فحملوني على نعش ومضوا بني ليغسلوني في دار فوجدوني حياً،
فكانوا يصلحون لي جريرة بلوز وسكر أسبوعاً. ثم رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في
المنام ومعه أصحابه العشرة فقال: يا أبا بكر ترى ما قد جرى على صاحبك قال: يا رسول
الله فما أصنع به قال: اتفل في فيه، فتفل في في، ومسح النبي صلى الله عليه وسلم
صدري، فزال عني الألم، وانتبهت ببرد ريق أبي بكر، فناديت، فقام إلي رجل، فأخبرته،
وأسخن لي ماء، فتوضأت به، وجاءني بثياب ونفقة وقال: هذا فتوح، فقمت) فقال: أين تمر
الله الله، فجئت المأذنة وأذنت الصبح: الصلاة خير من النوم، ثم قلت قصيدة في
الصحابة، فأخذت إلى الوالي فقال: يا هذا إذهب ولا تقم ببلدي، فإني أخاف من أصحاب
الأخبار وأدخل فيك جهنم، فخرجت وأتيت عمان، فاكتريت مع عرب الكوفة، فأتيت واسط،
فوجدت أمي تبكي علي، وأنا كل سنة أحج وأسأل عن القدس لعل تزول دولتهم، فرأيته طلق
اللسان ألثغ. وفي المحرم ولي إمرة دمشق بدر الشمولي الكافوري، ولي نحواً من شهرين
من قبل أبي محمود الكتامي نائب الشام للمعز، ثم عزل بأبي الثريا الكردي، ثم ولي
دمشق ريان الخادم المعزي، ثم عزل أيضاً بعد أيام بسبكتكين التركي.
(26/260)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 261
4 (أحداث سنة خمس وستين وثلاثمائة)
فيها كتب ركن الدولة أبو علي بن بويه إلى ولده عضد الدولة أبي شجاع أنه قد سن وأنه
يؤثر مشاهدته، فاجتمعا، فقسم ركن الدولة الممالك بين أولاده فجعل لعضد الدولة فارس
وكرمان وأرجان ولمؤيد الدولة الري وأصبهان، ولفخر الدولة همذان والدينور، وجعل
ولده أبا العباس في كنف عضد الدولة. وفي رجب عمل مجلس الحكم في دار السلطان عز
الدولة، وجلس ابن معروف، لأن عز الدولة التمس ذلك ليشاهد مجلس حكمه كيف هو. وفيها
وفي التي تليها كانت الحرب تستعر بين هفتكين وبين جوهر المعزي بأعمال دمشق، وعدة
الوقائع بينهما اثنتا عشرة وقعة، منها وقعة الشاغور التي كاد يتلف فيها جوهر، ثم
كان بينهما عدة وقعات بعد ذلك.
(26/261)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 262
(26/262)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 263
4 (أحداث سنة ست وستين وثلاثمائة)
في جمادى الأولى زفت بنت عز الدولة إلى الطائع لله. وفيها جاء أبو بكر محمد بن علي
بن شاهويه صاحب القرامطة، ومعه ألف رجل منهم إلى الكوفة، وأقام الدعوة بها لعضد
الدولة، وأسقط خطبة عز الدولة، وكان ورد عنها معونة من القرامطة لعضد الدولة.
وفيها كانت وقعة بين عز الدولة، وعضد الدولة، أسر فيها غلام تركي لعز الدولة، فجن
عليه واشتد حزنه، وتسلى عن كل شيء إلا عنه، وامتنع عن الأكل، وأخذ في البكاء،
واحتجب عن) الناس، وحرم على نفسه الجلوس في الدست، وكتب إلى عضد الدولة يسأله رد
الغلام إليه، ويتذلل، فصار ضحكة بين الناس، وعوتب فما ارعوى، وبذل في فداء الغلام
جاريتين عوديتين، كان قد بذلك في الواحدة مائة ألف درهم، فأبى أن يبيعها، وقال
(26/263)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 264
للرسول: إن توقف عيك في رده فزد ما رأيت، وقد رضيت أن آخذه وأذهب إلى أقصى الأرض،
فرده عضد الدولة عليه. وحج بالناس من العراق أبو عبد الله أحمد بن أبي الحسين
العلوي. وحجت جميلة بنت ناصر الدولة ابن حمدان ومعها أخواها إبراهيم وهبة الله،
فضرب بحجتها المثل، فإنها استصحبت أربعمائة جمل، وكان معها عدة محامل لم يعلم في
أيها كانت، وكست المجاورين، ونثرت على الكعبة لما رأتها عشر آلاف دينار، وسقت جميع
أهل الموسم السويق بالسكر والثلج. كذا قال أبو منصور الثعالبي، فمن أين لها ثلج
وقتل أخوها هبة الله في الطريق، وأعتقت ثلاثمائة عبد ومائتي جارية، وأغنت
المجاورين بالأموال. قال أبو منصور الثعالبي: خلعت على طبقات خمسين ألف ثوب، وكان
معها أربعمائة عمادية لا يدري في أيها كانت، ثم ضرب الدهر ضرباته، واستولى عضد
الدولة على أموالها وحصونها وممالك أهل بيتها، وأفضت بها الحال إلى كل قلة وذلة،
وتكشفت عن فقر مدقع. وقد كان عضد الدولة خطبها، فامتنعت ترفعاً عليه، فحقد عليها،
وما
(26/264)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 265
زال يعتسف بها حتى عراها وهتكها، ثم ألزمها أن تختلف إلى دار القحب فتتكسب ما
تؤديه في المصادرة، فلما ضاق بها الأمر غرقت نفسها في دجلة.
(26/265)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 266
(26/266)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 267
4 (أحداث سنة سبع وستين وثلاثمائة)
فيها جاء الخبر بهلاك أبي يعقوب يوسف بن الجنابي القرمطي صاحب هجر، فأغلقت أسواق
الكوفة ثلاثة أيام، وكان موازراً لعضد الدولة. وفيها عبر عز الدولة إلى الجانب
الغربي على جسر علمه ودخل إلى قطربل وتفرق عنه الديلم، ودخل أوائل أصحاب عضد
الدولة بغداد، وخرج يتلقاه، وضربت له القباب المزينة، ودخل البلد. ثم إنه خرج
لقتال عز الدولة، فالتقوا، فأخذ عز الدولة أسيراً، وقتله بعد ذلك. وخلع الطائع على
عضد الدولة خلع السلطنة وتوجه بتاج مجوهر، وطوقه، وسوره، وقلده سيفاً، وعقد له
لواءين بيده، أحدهما مفضض على رسم الأمراء، والآخر مذهب على رسم ولاة) العهود، ولم
يعقد هذا اللواء الثاني لغيره قبله، ولقبه تاج الملة، وكتب له عهد بحضرته وقريء
بحضرته، ولم تجر العادة بذلك، إنما كان يدفع العهد إلى الولاة بحضرة أمير
المؤمنين، فإذا أخذه قال أمير المؤمنين: هذا عهدي إليك فاعمل به، وبعث إليه الطائع
(26/267)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 268
هدايا كثيرة، فبعث هو إلى الطائع تقادم من جملتها خمسون ألف دينار وألف ألف درهم،
وبغال، ومسك، وعنبر. وفيها زادت دجلة ببغداد حتى بلغت إحدى وعشرين ذراعاً، وكادت
بغداد تغرق، وغرقت أماكن. وفي ذي القعدة زلزلت سيراف، وسقطت الشرف، وهلك أكثر من
مائتي إنسان تحتها. وفيها تمت عدة مصافات بين هفتكين وبين العبيديين، قتل فيها خلق
كثير، وطار صيت هفتكين بالشجاعة والإقدام، ولم يكن معه عسكر كثير. ثم سار إليه
الحسن بن أحمد القرمطي وعاضده، وتحالفا، وأعانهما أحداث دمشق، وقصدوا جوهراً،
فتقهقر إلى الرملة وتحصن بها، ثم تحول إلى عسقلان وحاصروه حتى أكل عسكره الجيف، ثم
خرج بهم جوهر بذمام أعطاه هفتكين، ومضوا إلى مصر، فتأهب العزيز وسار بجيوشه،
فالتقاه هفتكين بالرملة، فقال العزيز لجوهر: أرني هفتكين، فأراه إياه وهو يجول بين
الصفين على فرس أدهم وعليه كذاغند أصفر، يطعن بالرمح تارة ويضرب باللت، فبعث
العزيز إليه رسولاً يقول: يا هفتكين أنا العزيز وقد أزعجتني من سرير ملكي وأخرجتني
لمباشرة الحرب بنفسي، وأنا طالب الصلح معك،
(26/268)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 269
ولك يد الله على أن أصطفيك، وأقدمك على عسكري، وأهب لك الشام بأسره، فنزل وقبل
الأرض. ثم اعتدل وقال: أما الآن فما يمكنني إلا الحرب، ولو تقدم هذا لأمكن، ثم حمل
على الميسرة فهزمها، فحمل العزيز بنفسه، فحملت معه ميمنته، فانهزم هفتكين، والحسن
القرمطي، وقتل من عسكرهما نحو عشرين ألف، ثم بذل العزيز لمن أتاه بهفتكين مائة ألف
دينار. وكان هفتكين تحت مفرج بن دغفل بن جراح، وكان مليحاً في العرب، فانهزم نحو
الساحل ومعه ثلاثة، وبه جراح، وقد عطش، فصادفه مفرّج في الخيل فأكرمه، وسقاه،
وحمله إلى أهله، ثم غدر به وسلمه إلى العزيز لأجل المال، فبالغ العزيز في إكرامه،
وإجلاله، وأعاده إلى رتبة الإمرة مثل ما كان. فحكى القفطي في تاريخه أن العزيز أمر
له بضرب سرادق، وفرس، وآلات، وإحضار كل من) حصل في أسره من جند هفتكين وحاشيته،
فكساهم وأعطاهم، ورتب كل واحد منهم في منزلته، وركب الجيش فتلقى هفتكين، وسار
لإحضاره جوهر القائد، فلم يشك هفتكين أنه مقتول، فلما وصل رأي من الكرامة ما بهره،
ثم نزل في المخيم، فشاهد أصحابه وحاشيته على ما كانوا عليه، فرمى بنفسه إلى الأرض،
وعفر وجهه وبكى بكاءاً شديداً، ثم اجتمع به العزيز وآنسه، وجعله من أكبر قواده، ثم
سمه بعد ابن كلس الوزير، فحزن عليه العزيز، فدارى ابن كلس بخمسمائة ألف دينار.
(26/269)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 270
(26/270)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 271
4 (أحداث سنة ثمان وستين وثلاثمائة)
فيها أمر الطائع لله بأن يضرب على باب عضد الدولة الدبادب وقت الصبح والمغرب
والعشاء، وأن يخطب له على منابر الحضرة. قال ابن الجوزي: وهذا أمران لم يكونا من
قبله، ولا أطلقا لولاة العهود. وقد كان معز الدولة، أحب أن تضرب له الدبادب بمدينة
السلام، وسأل المطيع لله ذلك، فلم يأذن له. قلت: وما ذاك إلا لضعف أمر الخلافة.
وفيها توثب على دمشق قسام كما هو مذكور في ترجمته سنة ست وسبعين.
(26/271)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 272
(26/272)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 273
4 (أحداث سنة تسع وستين وثلاثمائة)
في صفر قبض عضد الدولة على قاضي القضاة أبي محمد بن معروف، وأنفذه إلى القلعة
بفارس، وقلد أبا سعد بشر بن الحسين القضاء. وفي شعبان ورد رسول العزيز صاحب مصر
إلى عضد الدولة بكتاب، وما زال يبعث إليه برسالة بعد رسالة، فأجابه بما مضمونه صدق
الطوية وحسن النية. وسأل عضد الدولة الطائع أن يزيد في لقبه تاج الملة ويجدد الخلع
عليه ويلبسه التاج، فأجابه، وجلس الطائع على السرير وحوله مائة بالسيوف والزينة،
وبين يديه مصحف عثمان، وعلى كتفه البردة، وبيده القضيب، وهو متقلد سيف النبي صلى
الله عليه وسلم، وضربت ستارة بعثها عضد الدولة، وسأل أبو نعيم الحافظ تكون حجاباً
للطائع، حتى لا تقع عليه عين أحد من الجند قبله، ودخل الأتراك والديلم، وليس مع
أحد منهم حديد، دون الأشراف وأصحاب المراتب من الجانبين، ثم أذن لعضد الدولة فدخل،
ثم رفعت الستارة، وقبل عضد الدولة
(26/273)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 274
الأرض، فارتاع زياد القائد، وقال بالفارسية: ما هذا أيها الملك، أهذا الله عز وجل
فالتفت إلى عبد العزيز بن) يوسف وقال له: فهمه وقل له: هذا خليفة الله في الأرض،
ثم استمر يمشي ويقبّل الأرض سبع مرات، فالتفت الطائع إلى خالص الخادم وقال:
استدنه، فصعد عضد الدولة، فقبل الأرض دفعتي، فقال له: أدن إلي أدن إلي، فدنا وقبل
رجله، وثنى الطائع برجله عليه، وأمره، فجلس على كرسي، بعد أن كرر عليه: إجلس، وهو
يستعفي فقال: أقسمت لتجلس، فقبل الكرسي وجلس، وقال له: ما كان أشوقنا إليك وأتوقنا
إلى مفاوضتك، فقال: عذري معلوم، وقال: نيتك موثوق بها، وعقيدتك مسكون إليها، فأومى
برأسه، ثم قال له الطائع: قد رأيت أن أفوض إليك ما وكل الله من أمور الرعية في شرق
الأرض وغربها، وتدبيرها في جميع جهاتها، سوى خاصتي وأسبابي، فتول ذلك مستخيراً
بالله. قال: يعينني الله على طاعة مولانا وخدمته. وأريد وجوه القواد أن يسمعوا لفظ
أمير المؤمنين. فقال الطائع: هاتوا الحسين بن موسى، ومحمد ابن عمرو بن معروف، وابن
أم شيبان، والزينبي، فقدموا، فأعاد الطائع القول بالتفويض، ثم التفت إلى طريف
الخادم فقال: يا طريف تفاض عليه الخلع ويتوج، فنهض إلى الرواق وألبس الخلع، وخرج
قادماً ليقبل الأرض، فلم يطق لكثرة ما عليه، فقال الطائع: حسبك، وأمره بالجلوس، ثم
استدعى الطائع تقديم ألويته، فقدم لواءين، واستخار الله، وصلى على رسول الله صلى
الله عليه وسلم، وعقدهما، ثم قال: يقرأ كتاب، خار الله لك ولنا وللمسلمين، آمرك
بما أمرك الله به، وأنهاك عما نهاك الله عنه، وأبرأ إلى الله مما سوى ذلك، إنهض
على اسم الله، ثم أخذ الطائع سيفاً كان بين المخدتين فقلده به مضافاً إلى السيف
الذي قلده مع الخلعة، وخرج من باب الخاصة، وسار في البلد، ثم
(26/274)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 275
بعث إليه الطائع هدية فيها غلالة قصب، وصينية ذهب خرداذي بلور فيه شراب، وعلى فم
الخرداذي خرقة حرير مختومة وكأس بلور، وأشياء من هذا الفن، فجاء من الغد أبو نصر
الخازن ومعه من الأموال نحو ما ذكر في دخوله الأول في السنة الماضية. ولما عد عضد
الدولة جلس للهناء، فقال أبو إسحاق الصابي قصيدة منها:
(يا عضد الدولة الذي علقت .......... يداه من فخره بأعرقه)
(يفتخر النعل تحت أخمصه .......... فكيف بالتاج فوق مفرق)
وفيها تزوج الطائع لله ببنت عضد الدولة على مائة ألف دينار، وكان الوكيل عن عضد
الدولة أبو علي الفارسي النحوي، والذي خطب القاضي أبو علي المحسن بن علي التنوخي.)
وفي هذا الوقت كان قسام متغلباً على دمشق كما هو مذكور في ترجمته.
(26/275)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 276
(26/276)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 277
4 (أحداث سنة سبعين وثلاثمائة)
وفيها خرج من همذان عضد الدولة وقدم بغداد، فتلقاه الطائع، وزينت بغداد. قال عبد
العزيز حاجب النعمان: لم تجر عادة بخروج الخلفاء لتلقي أحد من الأمراء، فلما توفيت
فاطمة بنت معز الدولة ركب المطيع لله فعزاه، فقبل الأرض. قال حاجب النعمان: وجاء
رسول يطلب من الطائع أن يتلقها، فما وسعه التاخر وتلقاه في دجلة، ثم أمر عضد
الدولة بأن ينادي قبل دخوله بمنع العوام من الدعاء له والصيحة، وتوعد على ذلك
بالقتل، قال: فما نطق أحد، فأعجبه ذلك من طاعة العوام. والله أعلم.
(26/277)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 278
(26/278)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 279
1 (وفيات إحدى وستين وثلاثمائة.)
أحمد بن المحدث محمد بن العباس بن نجيح البغدادي أبو الحسن، رئيس المعتزلة ببغداد.
ورخه طلحة في ربيع الآخر وقال: كان رئيس المعتزلة. أحمد بن محمد بن سعيد بن سهل بن
شبرة، بالمعجمة، والتثقيل. أبو حامد النيسابوري الصيرفي الزاهد الثبت، نزيل
سمرقند. روى عن: عمر البحتري، وابن خزيمة، والسراج. قال الإدريسي، ثقة، كتبنا عنه،
ومات بسمرقند في شعبان. أحمد بن مستور الأمير، ولي دمشق للحسن بن أحمد القرمطي
المعروف بالسيد عند تغلبه ثانياً على الشام، وذلك في رمضان. ومات بعد عشرة أشهر،
أعني أحمد. إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم البغدادي البزوري أبو إسحاق المقريء.
(26/279)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 280
قرأ عليه: إسحاق الخزاعي، والحسن بن الحسين الصواف، وأحمد بن فرج، وجماعة. وكان من
أئمة هذا الشأن، وحدث عن البغوي وغيره. قرأ عليه: محمد بن عمر بن بكير، وعلي بن محمد
الحداد، وعبد الباقي بن الحسن. مات في ذي الحجّة. بكار بن محمد بن أحمد بن إسحاق
أبو الحسن المعافري المصري الزاهد. وقد حدث وسمع منه أبو القاسم يحيى بن أبي
الطحان. الحسن بن الخضر بن عبد الله الأسيوطي.) حدث عن: أبي عبد الرحمن النسائي،
وأبي يعقوب المنجنيقي، وجماعة. وكان صاحب حديث. وعنه: محمد بن الفضل بن نظيف،
ويحيى بن علي بن الطحان، وأبو القاسم ابن بشران، وغيرهم. وتوفي في ربيع الأول. خلف
بن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن نصر البخاري أبو صالح الخيام، وهو الذي يخيط
الخيم. كان بندار الحديث.
(26/280)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 281
روى عن: صالح بن محمد جزرة، ونصير بن أحمد الكندي، وموسى ابن أفلح، ومحمد بن علي
بن عثمان، وعمر بن هناد، وفرح بن أيوب، وحامد بن سهل، وطائفة ببخارى، ولم يرحل.
وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وأبو سعيد عبد الرحمن بن محمد بن محمد الإدريسي، وأبو
عبد الله محمد بن أحمد الغنجار، وآخرون. وتوفي في جمادى الأولى وله ست وثمانون،
وقد تلكم فيه أبو سعيد الإدريسي ولينه. عبد الرحمن بن أحمد بن عمران أبو القاسم
الدينوري الواعظ نزيل دمشق. سكن قرية قتيبة. وحدث عن: عبد الله بن محمد بن وهب الدينوري،
وأحمد بن عبد الرزاق، والغسل، وأبي جعفر الغنجاري، وابن عروبة الحراني، وجماعة.
وعنه: تمام، وعبد الوهاب الميداني، وسعيد بن أحمد بن فطيس، وجماعة. توفي في آخرها.
عبيد الله بن أحمد بن الحسين القاضي أبو عمر بن السمسار الفقيه الداوودي الظاهري،
تلميذ أبي بكر محمد بن داود الظاهري. روى عن: محمد، وعن أبيه داود بن علي،
وإسماعيل القاضي، وغيرهم. والأول أشبه. قال المحسن بن علي التنوخي في النشوار:
وعلي بن نصر الكاتب نزيل مصر، وذكر علي أنه قرأ عليه كل مصنفات أبي بكر بن داود،
وأنه كان إماماً كبيراً يتردد إلى الرؤساء.
(26/281)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 282
وقال هلال بن المحسن: توفي فجأة في رجب، ثم جزمت بأنه لم يلق داود ولا إسماعيل.
عثمان بن عمر بن خفيف أبو عمرو المقريء المعروف بالدراج. حدث عن: هارون بن علي
المزوق، وعلي بن حماد العسكري، وابن المجدر.) وعنه: أبو بكر البرقاني، ومحمد بن
طلحة النعالي، وجماعة. وكان ثقة. قال البرقاني: كان بدلاً من الأبدال. وقال غيره:
مات فجأة في رمضان، رحمة الله عليه. عثمان بن محمد بن إبراهيم المادرائي أبو عمر،
نزيل مصر. سمع أبا مسلم الكجي. وعنه أبو محمد بن النحاس. علي بن أحمد بن فروخ
البغدادي الواعظ، ويعرف بغلام المصري. حدث عن: محمد بن جرير، ومحمد بن محمد
الباغندي، وجماعة. قال الخطيب: ثنا عن ابن بكير قال: قال ابن أبي الفوارس: فيه
تساهل. فردوس بن أحمد بن محمد بن سعيد بن فردوس البزاز أبو بكر.
(26/282)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 283
محمد بن أحمد بن علي بن شاهويه القاضي أبو بكر الفارسي الحنفي أحد الأعلام. سمع:
أبا خليفة زكريا الساجي، ودرس بنيسابور، ثم درس ببخاري بمدينة أبي حفص صاحب محمد
بن الحسن مدة. ومات بنيسابور في ذي القعدة سنة إحدى وستين وثلاثمائة. محمد بن أحمد
بن موسى بن يزداد القاضي أبو عبد الله القمي. توفي بفرغانة في صفر، وحمل تابوته
إلى سمرقند. سمع: محمد بن أيوب الرازي، وإبراهيم بن يوسف الهسنجاني. وولي قضاء
سمرقند. وكان من كبار الحنفية، ثقة في الحديث. روى عنه أبو سعد الإدريسي وغيره.
محمد بن حارث بن أسد أبو عبد الله الخشني القيرواني الحافظ. أخذ عن أحمد بن نصر،
وأحمد بن زياد، ودخل الأندلس فسمع قاسم ابن أصبغ، وأحمد بن عبادة، وسكن قرطبة
وتمكن من صاحبها الحم بن الناصر لدين الله، وصنف له كتباً منها الاتفاق والاختلاف
في مذهب مالك، وكتاب الفتيا وكتاب تاريخ الأندلس، وتاريخ الإفريقيين، وكتاب
النسب.)
(26/283)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 284
قال ابن الفرضي بلغني أنه صنف للحكم مائة ديوان، وكان شاعراً بليغاً لكنه يلحن،
وكان يتعاطى الكيميا، واحتاج بعد موت الحكم إلى أن جلس في حانوت يبيع الأدهان. روى
عنه أبو بكر بن حوئيل، وغيره. وتوفي في صفر. محمد بن الحسن بن سعيد أبو العباس بن
الخشاب المخرمي الصوفي الزاهد. صاحب حكايات عن الشبلي وغيره. وعنه السلمي والحاكم.
محمد بن الحسين بن محمد بن الحسين الوزير ظهير الدين أبو شجاع، حفيد الوزير أبي
شجاع الروذراوري ثم البغدادي. وزر قليلاً، ثم عزل، ولزم بيته دهراً في نعمة
وعافية. مات في ذي القعدة، وقد شاخ. محمد بن حميد بن سهل المخرمي أبو بكر. سمع:
أبا خليفة، وجعفر الفريابي، والهيثم بن خلف الدوري، وغيرهم. عنه: الدارقطني، وأبو
نعيم، وجماعة. قال البرقاني ضعيف.
(26/284)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 285
وقال ابن أبي الفوارس: فيه تساهل شديد. محمد بن عمر بن محمد بن الفضل أبو عبد الله
الجعفي البغدادي. سمع: أبا شعيب الحراني، وموسى بن هارون وأبا العباس بن مسورق.
وعنه: ابن رزقويه، وأبو نعيم. قال ابن أبي الفوارس: كان كذاباً. محمد بن فارس بن
حمدان أبو بكر العطشي يعرف بالمعبدي يقال: إنه من ولد أم معبد الخزاعية. حدث عن:
جعفر بن محمد القلانسي، والحسن بن علي المعمري. روى عنه: الدارقطني، وعلي بن أحمد
بالرزاز، وأبو بكر البرقاني، وأبو نعيم. قال أبو نعيم: كان غالياً في الرفض غريقه.
محمد بن يحيى بن عوانة بن عبد الرحيم الثعلبي القرطبي أبو عبد الله.)
(26/285)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 286
سمع من: أحمد بن خالد الحباب، ومحمد بن قاسم، وقاسم بن أصبغ، وجماعة. وكان ثقة
صالحاً، أم بجامع قرطبة وأكثر الناس عنه.
(26/286)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 287
1 (وفيات اثنتين وستين وثلاثمائة)
أحمد بن إبراهيم بن بكر القفطي. روى عن النسائي بمصر. أحمد بن بشر بن عامر أبو
حامد المرورذي الفقيه الشافعي نزيل البصرة تفقه على أبي إسحاق المورزي وصنف الجامع
في المذهب، وشرح مختصر المزني وصنف في الأصول. وكان إماماً لا يشق غباره. وعنه أخذ
فقهاء البصرة. أحمد بن عثمان أبو سعيد البغدادي الفقيه، ويعرف بابن البقال. حدث
بدمشق عن أبو القاسم البغوي، وأبي بكر بن أبي داود.
(26/287)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 288
وعنه ابن جميع، وأبو نصر بن الجبان. حدث في هذه السنة وانقطع خبره. أحمد بن محمد
بن زكريا الأموي، مولاهم الأندلسي الرصافي المالكي، مفتي ناجية ومحدثها. روى عن
أحمد بن خالد ويغره، وتوفي في صفر. أحمد بن همام أبو عمرو النيسابوري، العبد
الصالح. رحل وسمع ببغداد من يوسف القاضي وطبقته. وعنه الحاكم. وعاش بضعاً وثمانين
سنة. أحمد بن محمد بن أحمد بن عقبة بن مضرس أبو الحسن، قاضي أرجان. روى عن البغوي،
وابن صاعد. وعنه أبو نعيم الحافظ، وورخه هكذا في تاريخ أصبهان. وقال في معجمه: قدم
علينا أصبهان سنة خمس وستين، فيجوز هذا. أحمد بن محمد بن عمارة بن أحمد أبو الحارث
الليثي الكناني مولاهم الدمشقي. سمع: أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، وزكريا
السجزي، ومحمد بن عبد الصمد، وأحمد بن إبراهيم بن دحيم، وجماعة.
(26/288)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 289
وعنه: ابن جميع، وتمام، وعبد الرحمن بن أبي نصر، وأحمد بن الحاج الإشبيلي، عبد
الوهاب الميداني.) وتوفي في ربيع الآخر في عشر التسعين. إبراهيم بن عبيد الله
المعافري الإشبيلي. سمع من: أحمد بن خالد، ومحمد بن فطيس، وكان محدثاً لغوياً
بصيراً بالشعر. قاله ابن الفرضي. إبراهيم بن محمد بن يحيى بن سختويه النيسابوري
الشيخ أبو إسحاق المزكي. قال الحاكم: هو شيخ نيسابور في عصره، وكان من العباد
المجتهدين الحجاجين المنفقين عل العلماء والفقراء. سمع: ابن خزيمة، وأبا العباس
السراج، وأحمد بن محمد الماسرجسي، وأبا العباس الأزهري، وعبد الرحمن بن أبي حاتم
الرازي، ومحمد بن هارون الحضرمي، وأبا العباس الدغولي، وخلقاً سواهم. وأملى عدة
سنين، وكنا نعد في مجلسه أربعة عشر محدثاً، منهم: أبو العباس الأصم، ومحمد بن
يعقوب بن الأخرم.
(26/289)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 290
قلت: روى عنه الحاكم، وأبو الحسن بن رزقويه، وأبو الفتح بن أبي الفوارس، وأبو بكر
البرقاني، وأبو علي بن شاذان، وأبو نعيم، وآخر من روى عنه أبو طالب بن غيلان. قال
الخطيب: كان ثقة ثبتاً مكثراً مواصلاً للحج، انتخب عليه الدارقطني، وكتب الناس عنه
علماً كثيراً مثل تاريخ السراج وغير ذلك، وتاريخ البخاري وعدة كتب لمسلم. وكان عند
البرقاني سقط أجزاء وكتب، لكن ما روي عنه في صحيحه قال في نفسي منه لكثرة ما يغرب،
ثم إنه قواه وقال: عندي عنه أحاديث عالية كنت أخرجتها نازلة، إلا أني لا أقدر على
إخراجها لكبر السن. قال الخطيب: وثنا الحسين بن شيطا: سمعت أبا إسحاق المزكي يقول:
أنفقت على الحديث بدراً من الدنيانير، وقدمت بغداد سنة ست عشرة ومعي بخمسين ألف
درهم بضاعة، ورجعت إلى نيسابور ومعي أقل من ثلثها، أنفقت ما ذهب على أهل الحديث.
توفي في شعبان، وقد خرج من بغداد، فنقل إلى نيسابور، وعاش سبعاً وستين سنة. وهو
والد علي، ويحيى، ومحمد، وعبد الرحمن، وقد رووا الحديث. إسماعيل بن عبد الله بن
محمد بن ميكال الأديب أبو العباس شيخ خراسان ووجهها وعينها،) من ولد يزدجرد بن
بهرام جور ملك الفرس. استعمل المقتدر أباه على الأهواز، فاستدعى أبا بكر بن دريد
لتأديب إسماعيل.
(26/290)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 291
وفي ابنه يقول ابن دريد مقصورته التي يقول فيها:
(إن ابن ميكال الأمير انتاشني .......... من بعد ما قد كنت كالشيء اللقا)
(ومد ضبعي أبو العباس من .......... بعد انقباض الذرع والباع الوزا)
(نفسي الفدا لأميري ومن .......... تحت السما لأميري الفدا)
قال الحاكم: سمعت محمد بن الحسين الوضاحي، سمعت أبا العباس يذكر صلة أبيه لابن
دريد لما عمل هذه القصيدة، قال الوضاحي: فقلت: ما وصل إليه من خاصتك قال: لم تصل
يدي إذ ذاك إلا إلى ثلاثمائة دينار، وضعتها بين يديه. سمع أبو العباس من: عبدان
الأهوازي كتاباً خصه به، فسمعت أبا علي الحافظ يقول: استفدت منه أكثر من مائة
حديث. وسمع أيضاً من السراج، وابن خزيمة، وعلي بن سعيد العسكري ونحوهم. وأملى مدة.
روى عنه أبو علي الحافظ، وهو أسند منه، وأبو الحسين الحجاجي، وأبو عبد الله الحاكم
وجماعة. وقد عرضت عليه ولايات جليلة فامتنع. أخبرنا محمد بن عبد السلام، وأحمد بن
هبة الله، عن زينب المشعرية، أن فاطمة بنت علي بن مظفر أخبرتها قالت: أنا عبد
الغافر بن محمد الفارسي، أنا أبو العباس بن عبد الله، أنا إسماعيل بن عبد الله،
أنا عبدان بن أحمد الجواليقي سنة ثمان وتسعين ومائتين، ثنا زاهر بن نوح، ثنا عبد
الحميد بن الحسن الكوفي، ثنا محمد بن المنكدر، عن جابر قال: قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: العائد قي هبته كالعائد في قيئه.
(26/291)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 292
توفي أبو العباس في صفر، وله اثنتان وتسعون سنة. حفص بن جزي أبو عمر الأندلسي، من
أهل فحص البلوط. سمع من: عبيد الله بن محمد بن يحيى بن عبد العزيز، وسعيد بن حميد
وجماعة. وكان عارفاً بالعربية. سمع منه غير واحد بقرطبة، وعمر دهراً.) توفي ابن
ثمان وتسعين، سنة اثنتين أو ثلاث وستين. سعيد بن القاسم بن العلاء أبو عمرو
البرذعي الطرازي المرابط نزيل مدينة طراز من أول الترك. سمع: محمد بن حبان بن
الأزهر الباهلي، وعبد الله بن الحسين الشاماتي، وأبا خليفة الفضل بن الحباب،
وسهلان بن محمد بن مردويه الأهوازي صاحب سليمان الشاذكوني، وأحمد بن محمد بن ياسين
الهروي، ومحمد بن يحيى بن مندة، وعبدان. روى عنه: محمد بن إسماعيل الوراق، والدار
قطني، وأبو علي بن فضالة الرازي شيخ الخطيب، وأبو بكر أحمد بن عبد الرحمن
الشيرازي، وأبو عبد الله الحاكم، وقال: توفي غازياً بأسبيجاب.
(26/292)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 293
عبد الله بن أحمد الفرغاني. تقدم. عبد الله بن محمد بن عمر بن عبد الله بن الحسن
الهمداني الذكواني، أبو محمد الأصبهاني القاضي. سمع: عبدان بن أحمد حاجب بن أركين
الفرغاني، وجعفر بن أحمد بن سنان، وعبد الله بن محمد بن العباس. وعنه: أبو بكر بن
أبي علي. قرأ عليه ابنه، وأبو نعيم. عبد السلام بن أحمد بن محمد بن حجاج بن رشدين،
أبو جعفر المصري. يروي عن أبيه وعمومته. عبد الملك بن الحسن بن يوسف المعدل
البغدادي، أبو عمرو بن السقطي. سمع: أبا مسلم الكجي، ويوسف القاضي، وأحمد بن يحيى
الحلواني، وأبا بكر الفريابي. وعنه: محمد بن راشد الكاتب، وأبو علي بن شاذان، وأبو
نعيم. وانتخب عليه الدارقطني. وشهد سنة إحدى عشرة وثلاثمائة عند قاضي بغداد أبي
عمرو محمد بن يوسف، وعاش خمساً وثمانين سنة.
(26/293)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 294
علي بن محمد بن إسماعيل الطوسي الزملكاني وعنه الحاكم، وأبو نعيم.) عمر بن أحمد بن
عمر القاضي أبو عبد الله القصباني، عرف بابن شق. روى عن: علي بن العباس المقانعي،
وابن المنذر الفقيه، وعلي بن سارج المصري. وعنه: الدارقطني، وأبو نعيم، والبرقاني
وقال: قلت حدث في هذا العام. عمرو بن أحمد بن محمد بن الحسن، أبو أحمد الاستراباذي
الفقيه. سمع: أباه، وهميم بن همام، وعمران بن موسى بن مجاشع، وأب خليفة، وعبدان،
وعبد الله بن ناجية، وعبد الله بن مسلم المقدسي، وابن قتيبة العسقلاني، ودرس الفقه
بمصر على منصور بن إسماعيل الفقيه. يروي عنه أبو سعد عبد الرحمن الإدريسي، وقال:
أنا توليت الصلاة عليه. محمد بن أحمد بن خالد بن يزيد القرطبي، أبو بكر، ابن مصنف
كتاب فضل العلم.
(26/294)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 295
له رواية عن أبيه وغيره. محمد بن أحمد بن علي بن شاهويه، أبو بكر الفارسي الفقيه
الشافعي، قاضي بلاد فارس. أقام مدة ببخارى ثم بنيسابور، وبها مات. وله في المذهب
وجوه بعيدة تفرد بها. توفي سنة إحدى، وقيل: سنة اثنتين وستين. وحدث عن أبي خليفة،
وزكريا الساجي. وعنه الحاكم. محمد بن أحمد بن كثير بن ديسم، أبو سعيد الهروي. سمع
أحمد بن مقدام الهروي، وهو آخر من حدث في الدنيا عنه، وعاش بعده اثنتين وتسعين
سنة، ولعلّه ممن جاوز المائة. يروي عنه ابن العالي، وتوفي في جمادى الآخرة. قرأت
على أبي الحسن الهامشي، أخبركم أبو الحسن بن زوزبة، أنا أبو الوقت، أنا شيخ الإسلام
أبو إسماعيل، أنا أحمد بن محمد بن منصور ببوسنج، أنا أبو سعيد محمد بن أحمد بن
كثير بهراة، ثنا أبو جعفر أحمد بن مقدام الهروي، ثنا أبو نعيم، ثنا سلمة بن وردان،
سمعت أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: من ترك الكذب وهو باطل
بني له في رياض الجنة. ومن ترك المراء وهو محق بني له في وسطها. ومن حسن خلقه بني
له في أعلاها.) قال شيخ الإسلام في كتاب ذم الكلام: هذا الحديث أعلى حديث عندي.
(26/295)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 296
محمد بن أحمد بن محمد قال ابن ايمن أبو عبد الله القيسي المؤدب القبري. رحل وسمع
بمصر من أبي قتيبة بن الفضل، وأبي محمد بن الورد، والعباس ابن الرافقي. وسمع الناس
منه كثيراً. وقبره في مدينة صغيرة بالأندلس. محمد بن أحمد بن منه السمسار، أبو
أحمد النيسابوري. روى عن مطين. وعنه الحاكم وغيره. محمد بن إبراهيم بن حسنويه، أبو
بكر النيسابوري الوراق الزاهد العابد. سمع: محمد بن إبراهيم البوسنجي، وجعفر بن
سوار. وعنه: الحاكم وقال: عاش خمساً وتسعين سنة، وبكى من خشية الله حتى عمي. محمد
بن إبراهيم بن إسحاق بن أبرويه أبو أحمد الاستراباذي. فاضل ثقة عابد. سمع الكثير
ورحل، وحدث عن: محمد بن عبد بن عامر السمرقندي، ومحمد بن يزداد، والضحاك بن
الحسين، وأحمد بن حفص السعدي، وجاوز التسعين. روى عنه أبو سعد الإدريسي وقال: توفي
فجأة.
(26/296)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 297
محمد بن الحسن بن كوثر أبو بحر البربهاري، بغدادي معمر. حدث عن: محمد بن الفرج
الأزرق، ومحمد بن يونس الكديمي، وإسماعيل القاضي، ومحمد بن غالب، ومحمد بن سليمان
الباغندي، وجماعة. انتخب عليه الدارقطني، وأبو حفص بن شاهين. قال أبو نعيم: كان
يقول لنا الدارقطني: اقتصروا من حديث أبي بحر على ما انتخبته حسب. وقال ابن أبي
الفوارس: فيه نظر. وقال البرقاني: حضرت يوماً عند أبي بحر، فقال لنا ابن السرخسي:
سأريكم أن الشيخ كذاب، ثم قال له: فلان بن فلان ينزل المكان الفلاني، سمعت منه
قال: نعم. قال البرقاني: ولم يكن له وجود. قال ابن أبي الفوارس: توفي لأربع بقين
من جمادى الأولى. قال: ومولده سنة ست وستين ومائتين قال: وكان مخلطاً، وله أصول
جياد، وله شيء روي.) قلت: روى عبد الدايم حديثه بعلو عن ابن المعطوس. محمد بن أبي
الهيثم خالد بن الحسن المطوعي البخاري. سمع: شيخ بن محمد، وابن خزيمة، والباغندي،
وطبقتهم.
(26/297)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 298
وعنه: الحاكم وطائفة. محمد بن العباس بن أحمد، أبو بكر المسعودي الاستراباذي
الفقيه، رحال. وسمع: أبا يعلى الموصلي، ومحمد بن الحسين الخثعمي الكوفي، وطبقتهما.
وعنه أبو سعد الإدريسي، وقل: لا يحتج به، بقي إلى هذه السنة. محمد بن عبد الله بن
محمد الفقيه، أبو جعفر البلخي الحنفي. وكان يقال له من كماله في الفقه أبو حنيفة
الصغير. يروي عن محمد بن عقيل وغيره. وتوفي ببخارى في ذي الحجّة سنة اثنتين وستين.
وقد تفقه علي أبي بكر محمد بن أبي سعيد الفقيه. أخذ عنه جماعة. كان يعرف
بالهندواني من محلة باب هندوان، وعاش اثنتين وستين سنة، وكان من أعلام أئمة مذهبه.
محمد بن عبد الملك بن محمد بن عدي، أبو بكر الاستراباذي، أخو نعيم، نزل جرجان،
وكان خبيراً بالشروط فقيهاً. رحل وسمع من البغوي، وابن أبي داود. محمد بن محمد بن
داود بن سعيد أبو بكر، السجزي النيسابوري العدل.
(26/298)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 299
سمع بهراة: محمد بن معاذ الماليني، وحاتم بن محبوب، ومعدان البغوي، وطبقته،
وبنيسابور مؤمل بن الحسن، وأبا عمرو الحيري، وبجرجان أبا نعيم، وبالري عبد الرحمن
بن أبي حاتم. روى عنه الحاكم قوال: كان من خيار التجار الأمناء، ما رأينا منه إلا
ما يليق بأهل الصدق. محمد بن موسى بن فضالة بن إبراهيم بن فضالة بن كثير، أبو عمر
القرشي، مولى عبد العزيز بن مروان بن الحكم. شيخ مسند، دمشقي. سمع: أحمد بن أنس،
وأبا قصي العذري، والحسين بن محمد بن جمعة، وحاجب بن أركين،) وعبد الرحمن بن
القاسم الرواس، ويزيد بن عبد الصمد، والحسن بن الفرج الغزي، ومحمد بن محمد بن
التياح، وأبا القاسم البغوي لقيه بمكة. وعنه: تمام، وأبو نصر بن الجندي، وعبد
الرحمن بن أبي نصر، ومكي، بن الغمر، ومحمد بن رزق الله، وجماعة آخرهم محمد بن عبد السلام
بن سعدان. قال أبو محمد الكتاني: تكلموا فيه، وتوفي في ربيع الآخر. محمد بن هاني
أبو القاسم وأبو الحسن الأزدي الأندلسي. قيل إنه
(26/299)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 300
من ذرية المهلب بن أبي صفرة. كان أبوه شاعراً أديباً، وأما هو فحامل لواء الشعر
بالأندلس، ولد بأشبيلية، واشتغل بها، وكان حافظاً لأشعار العرب وأخبارها، اتصل
بصاحب اشبيلية وحظي عنده، فمن شعره:
(ولما التقت ألحاظنا ووشاتنا .......... وأعلن شق الوشي ما الوشي كاتم)
(تنفس أنسي من الخدر ناشق .......... فأسعد وحشي من السدر باغم)
(وقلن قطاً سار سمعت حفيفه .......... فقلت: قلوب العاشقين الحوائم)
(عشية لا آوي إلى غير ساجع .......... ببنيك حتى كل شيء حمائم)
وكان منهمكاً في اللذات والمحرمات، متهماً بدين الفلاسفة، ولقد هموا بقتله، فأشار
عليه مخدومه بالاختفاء، فهرب من الأندلس إلى المغرب، واجتمع بالقائد جوهر فامتدحه،
ثم اتصل بالمعز أبي تميم الذي بنى القاهرة، فامتدحه، فوصله وأنعم عليه، ثم إنه شرب
عند أناس وأصبح مخنوقاً. وقيل: لم يعرف سبب موته، وهلك في رجب سنة اثنتين وستين عن
نيف وأربعين سنة. وله ديوان كبير في المدح، وقد يفضي به المديح إلى الكفر، وليس
يلحقه أحد في الشعر من أهل الأندلس، وهو نظير المتنبي. منصور بن محمد البغدادي
المقريء الحذاء. حدث عن البغوي، وابن أبي داود.
(26/300)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 301
قال الخطيب: ثنا عنه أبو الفرج بن سميكة، وسمعت أبا نعيم يوثقه ثم ورخ وفاته. يحيى
بن عبد الله بن محمد، أبو بكر القرطبي المعروف بالمغيلي. سمع: محمد بن محمد بن عبد
الملك بن أنس، وجماعة. وحج وسمع من ابن الأعرابي.) وكان بارعاً في الآداب، بليغاً
ذا فنون. والله أعلم.
(26/301)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 302
(26/302)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 303
1 (وفيات ثلاث وستين وثلاثمائة)
أحمد بن محمد بن عبد البر، أبو عثمان التجيبي القرطبي، يعرف بابن الكشكيناني. حج
وسمع أبا سعيد بن الأعرابي ورجع، وتوفي في شوال. أحمد بن علي بن إبراهيم النرسي
البغدادي. توفي بالرملة وله إحدى وثمانون سنة. إبراهيم بن سليمان بن عدي الشافعي
العسكري المصري. توفي في رجب. سمع أبا عبد الرحمن النسائي. إسماعيل بن محمد بن
علان الخولاني المصري المؤدب. يروي عن النسائي، والحسن بن غليب. أصبغ بن قاسم بن
أصبغ، أبو القاسم، من أهل إستجة.
(26/303)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 304
سمع: محمد بن عمر بن لبابة، وأحمد بن خالد بن الحباب، وحج فسمع من أبي جعفر
العقيلي، وابن الأعرابي، وسمع صحيح البخاري من صالح بن محمد الأصبهاني، عن إبراهيم
بن معقل النسفي. ولي قضاء إستجة، فأساء السيرة وشكوه. وكان جسيماً وسيماً. توفي في
رمضان. ثابت بن سنان بن ثابت بن قرة، أبو الحسن الحراني الأصل الصابي، ثم
البغدادي. كان يلحق بأبيه في صناعة الطب، وصنف تاريخاً كبيراً على الحوادث
والوقائع التي تمت في زمانه، وخدم بالطب الراضي بالله وجماعة من الخلفاء قبله.
وقال في تاريخه: لما سلم أبو علي بن مقلة إلى الوزير عبد الرحمن بن عيسى، من جهة
الراضي بالله، في سنة أربع وعشرين وثلاثمائة حمله إلى داره، ثم ضرب ابن مقلة
بالمقارع في دار عبد الرحمن، وأخذ خطه بألف دينار، وأنه أدخل عليه ليفصده فذكر من
خبره فصلاً. توفي إبراهيم بن سنان أخو ثابت في أول خمس وثلاثين وثلاثمائة،
(26/304)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 305
ولم يستكمل أربعين سنة، وكان من الأذكياء البارعين في صناعة الطب كأخيه وأبيه.
الحارث بن سعيد بن حمدان، أبو فراس الشاعر المشهور الأمير، وقد ذكرناه في سنة سبع
وخمسين.) وأما ابن الجوزي فقال في المنتظم: توفي هذا في سنة ثلاث وستين، ثم ذكر
أنه قتل وما بلغ الأربعين، وأن سيف الدولة رثاه. قلت: هذا متناقض، فمن شعره:
(المرء نصب مصائب لا تنقضي .......... حتى يوارى جسمه في رمسه)
(فمؤجل يلقى الردى في غيره .......... ومعجل يلقى الردى في نفسه)
وله:
(مرام الهوى صعب وسله الهوى وعر .......... وأوعر ما حاولته الحب والصبر)
(أواعدتي بالوعد والموت دونه .......... إذا مت عطشاناً فلا نزل القطر)
(بدوت وأهلي حاضرون لأنني .......... أرى أن داراً لست من أهلها نفر)
(وما حاجتي في المال أبغي وفوره .......... إذا لم يفر عرض فلا وفر الوفر)
(وقال أصحابي الفرار أو الردى .......... فقلت: هما أمران أحلاهما مر)
(26/305)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 306
(سيذكرني قومي إذا جد جدها .......... وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر)
(ولو سد غيري ما سددت اكتفوا به .......... وما كان يغلو التبر لو نفق الصفر)
(ونحن أناس لا توسط عندنا .......... الصدر دون العالمين أو القبر)
(تهون علينا في المعالي نفوسنا .......... ومن خطب الحسناء لم يغلها مهر)
جمح بن القاسم بن عبد الوهاب، أبو العباس الجمحي المؤذن، دمشقي محدث، يعرف قديماً
بابن أبي الحواجب. روى عن: عبد الرحمن بن الرواس، وأبي قصي إسماعيل العذري،
وإبراهيم بن دحيم، وأحمد بن بشر الصوري، ومحمد بن العباس بن الدرفس، وطبقتهم. روى
عنه: أبو عبد الله بن منده، وتمام بن عبد الوهاب الميداني، ومحمد بن عوف المزني،
ومحمد بن عبد السلام. وكان ثقة نبيلاً. الحسن بن موسى بن بندار، أبو محمد الديلمي.
حدث ببغداد عن: أحمد بن محمد بن سليمان المالكي، وأحمد بن الحسين صاحب البصري.
وعنه البرقاني وغيره. وكان ثبتاً حافظاً. حدث في هذه السنة.) حمزة بن أحمد بن مخلد
البغدادي القطان. سمع: أبا شعيب الحراني، وموسى بن هارون.
(26/306)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 307
وعنه: البرقاني، ومحمد بن عمر بن بكير. حدث في هذهالسنة. صدوق. سيدابيه بن داود،
أبو الأصبغ المرشاني الأندلسي. سمع: محمد بن عمر بن لبابة، وأحمد بن خالد بن
الحباب. وكان شيخاً صالحاً موصوفاً بالفقه، وحدث. العباس بن الحسين بن الفضل
الشيرازي. وزر لعز الدولة بختيار بن معز الدولة، وكان ظالماً جباراً، فقبض عليه ثم
قتله في حبسه، وله تسع وخمسون سنة. عبد الله بن عدي أبو عبد الرحمن الصابوني. توفي
ببخارى في ذي الحجّة. مشى في الرد على أبي حاتم بن حبان فيما تأول من الصفات. أخذ
عن يحيى بن عمار وغيره. روى عنه ابن خزيمة وطبقتهم. عبد الحميد بن أحمد بن عيسى
سمع النسائي، وتوفي في شعبان. عبد العزيز بن أحمد بن محمد بن أسيد، أبو بكر المدني
المعدل. روى عن: محمد بن نصير، وزكريا الساجي.
(26/307)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 308
وعنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نعيم، وغيرهما. توفي في سلخ ذي القعدة. عبد العزيز
بن إسحاق بن جعفر، أبو القاسم الزيدي البغدادي. ذكره ابن أبي الفوارس فقال: كان له
مذهب خبيث، ولم يكن في الرواية بذاك. سمعت منه أجزاء فيها أحاديث ردية. قلت: يعرف
بابن البقال، حدث عن: الباغندي، وعلي بن العباس المقانعي. قال التنوخي: كان من
متكلمي الشعية، له مصنفات على مذهب الزيدية، يجمع حديثاً كثيراً، وله) أبو خليفة
شاعر مشهور. عبد العزيز بن جعفر بن أحمد بن يزداد، أبو بكر الفقيه الحنبلي، غلام
الخلال شيخ الحنابلة وعالمهم المشهور. تفقه بأستاذه أبي بكر الخلال، وسمع من عبد
الله بن أحمد بن حنبل فيما قيل، وسمع من محمد بن عثمان بن أبي شيبة، وموسى بن
هارون، والحسين بن عبد الله الخرقي، وأحمد بن محمد بن الجعد الوشاء، وأبي خليفة
الفضل بن الحباب، وجعفر الفريابي، وجماعة. وعنه: الجنيد الخطبي، وبشري الفاتني،
وغيرهما. وتفقه عليه أبو عبد الله ابن بطة، وأبو إسحاق بن شاقلا، وأبو حفص
العكبري، وأبو الحسن التميمي، وأبو حفص البرمكي، وأبو عبد الله بن حامد.
(26/308)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 309
وكان كبير القدر، صحيح النقل، بارعاً في نقل مذهبه. قال أبو حفص البرمكي: سمعت أبا
بكر عبد العزيز يقول: سمع مني شيخنا أبو بكر الخلال نحو عشرين مسألة وأثبتها في
كتابه. وقال أبو يعلى القاضي: كان لأبي بكر عبد العزيز مصنفات حسنة منها المقنع
وهو نحو مائة جزء، وكتاب الشافي نحو ثمانين جزءاً، وكتاب زاد المسافر وكتاب الخلاف
مع الشافعي وكتاب مختصر السنة. توفي في شوال سنة ثلاث وستين، وله ثمان وسبعون سنة
في سن شيخه الخلال، وسن شيخ شيخه المروزي، وسن أحمد بن حنبل. وروي عنه أنه قال في
مرضه: أنا عندكم إلى يوم الجمعة، فمات يوم الجمعة، رحمه الله تعالى. ويذكر عنه زهد
وقنوع. وقد ذكر أبو يعلى أنه كان معظماً في النفوس، متقدماً عند الدولة، بارعاً في
مذهب أحمد. أنبأنا المؤمل بن البالسي، أنا أبو اليمن الكندي، أنا أبو بكر الخطيب،
أنا أحمد بن الجنيد الخطبي، أنا أبو بكر بن عبد العزيز بن جعفر، أنا علي بن طيفور،
أنا قتيبة، أنا عبد الوارث، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن النعمان بن سعد، عن علي
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خيركم من تعلم القرآن وعلمه. علي بن عبد
الله بن الفضل البغدادي، أبو الحسين.) حدث بمصر عن: جعفر الفريابي، وأبي خليفة.
(26/309)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 310
وعنه: الدارقطني، وعبد الغني الأزدي. عيسى بن موسى بن أبي محمد بن المتوكل على
الله، أبو الفضل الهاشمي العباسي. سمع: محمد بن خلف بن المرزبان، وأبا بكر بن أبي
داود، وجماعة. وعنه: أبو علي بن شاذان. قال الخطيب: كان ثقة ثبتاً. حدثني الأزهري
أن أبا الفضل لازم ابن أبي داود في سماع الحديث نيفاً وعشرين سنة، وولد سنة ثمانين
ومائتين، وأول سماعه من أبي بكر سنة تسعين. غالب بن عبد الله بن موسى بن قليج، أبو
بكر البزاز، مصري. توفي في جمادى الأولى. محمد بن أحمد بن سهل بن نصر، أبو بكر
الرملي الشهيد المعروف بابن النابلسي. حدث عن: سعيد بن هاشم الطبراني، ومحمد بن
الحسن بن قتيبة، ومحمد بن أحمد بن شيبان الرملي. وعنه: تمام الرازي، والدارقطني،
وعبد الوهاب الميداني، وعلي بن عمر الحلبي، وغيرهم. قال أبو ذر الهروي: سجنه بنو
عبيد وصلبوه على السنة. سمعت الدارقطني يذكره ويبكي ويقول: كان يقول وهو يسلخ: كان
ذلك في الكتاب مسطوراً. وقال أبو الفرج بن الجوزي: أقام جوهر لأبي تميم صاحب مصر
الزاهد أبا بكر النابلسي، وكان ينزل الأكواخ من الشام، فقال: بلغنا أنك قلت: إذا
(26/310)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 311
كان مع الرجل عشرة أسهم وجب أن يرمي في الروم سهماً وفيناً سبعة، فقال: ما قلت
هكذا، فظن أنه يرجع عن قوله، فقال: كيف قلت قال: قلت: إذا كان معه عشرة وجب أن
يرميكم بتسعة، ويرمي العاشر فيكم أيضاً، فإنكم قد غيرتم الملة، وقتلتم الصالحين،
وادعيتم أمور الإلهية، فشهره ثم ضربه، ثم أمر يهودياً بسلخه. وقال هبة الله بن
الأكفاني: سنة ثلاث وستين توفي العبيد الصالح الزاهد أبو بكر بن النابلسي، كان يرى
قتال المغاربة يعني بني عبيد، وكان قد هرب من الرملة إلى دمشق، فقبض عليه متوليها
أبو محمود الكتامي، وحبسه في رمضان، وجعله في قفص خشب، وأرسله إلى مصر، فلما وصلها
قالوا له: أنت الذي قلت: لو أن معي عشرة أسهم لرميت تسعة في المغاربة وواحداً) في
الروم، فاعترف بذلك، فأمر أبو تميم بسلخه فسلخ، وحشي جلده تبناً، وصلب. وقال معمر
بن أحمد بن زياد الصوفي: إنما حياة السنة بعلماء أهلها والقائمين بنصرة الدين، لا
يخافون غير الله، ولو لم يكن من غربة السنة إلا ما كان من أمر أبي بكر النابلسي
لما ظهر المغربي بالشام واستولى عليها، فأظهر الدعوة إلى نفسه، قال: لو كان في يدي
عشرة أسهم كنت أرمي واحداً إلى الروم وإلى هذا الطاغي تسعة، فبلغ المغربي مقاتله،
فدعاه وسأله، فقال: قد قلت ذلك لأنك فعلت وفعلت، فأخبرني الثقة أنه سلخ من مفرق
رأسه حتى بلغ الوجه، فكان يذكر الله ويصبر، حتى بلغ العضد، فرحمه السلاخ، فوكز
السكين في موضع القلب، فقضى عليه وأخبرني الثقة أنه كان إماماً في الحديث والفقه،
صائم الدهر، كبير الصولة عند الخاصة والعامة، ولما سلخ كان يسمع من جسده قراءة
القرآن، فغلب المغربي بالشام وأظهر المذهب الرديء، ودعا إليه، وأبطل التراويح
وصلاة الضحى، وأمر بالقنوت في الظهر بالمساجد.
(26/311)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 312
وقتل النابلسي في سنة ثلاث وستين، وكان نبيلاً جليلاً، رئيس الرملة، هرب إلى دمشق
فأخذ منها، وبمصر سلخ. وقيل: إنه لما أدخل مصر، قال له بعض الأشراف ممن يعانده:
الحمد لله على سلامتك، فقال: الحمد لله على سلامة ديني وسلامة دنياك. قلت: كانت
محنة هؤلاء عظيمة على المسلمين، ولما استولوا على الشام هرب الصلحاء والفقراء من
بيت المقدس، فأقام الزاهد أبو الفرج الطرسوسي بالأقصى، فخوفوه منهم، فبيت، فدخلت
المغاربة وغشوا به، وقالوا: إلعن كيت وكيت، وسموا الصحابة وهو يقول: لا إله إلا
الله، سائر نهاره، وكفاه الله شرهم. وذكر ابن الشعشاع المصري إنه رأه في النوم
بعدما قتل. وهو في أحسن هيئة. قال: فقلت: ما فعل الله بك قال:
(حباني مالكي بدوام عز .......... وواعدني بقرب الإنتصار)
(وقربني وأدناني إليه .......... وقال: إنعم بعيش في جواري)
محمد بن أحمد بن عيسى، أبو بكر القمي. سمع: أبا عروبة الحراني، ومحمد بن قتيبة
العسقلاني. سمع منه في هذا العام السكن بن جميع بصيدا.) محمد بن إسحاق بن مطرف،
أبو عبد الله الأندلسي الأستجي. سمع من: عبيد الله بن يحيى بن محمد بن عمر بن
لبابة، وأحمد بن خالد.
(26/312)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 313
وكان شاعراً عالماً باللغة والعربية. روى عنه إسماعيل وغيره. مات في شوال. محمد بن
الحسين بن إبراهيم بن عاصم أبو الحسن الأبري ثم السجستاني. رحل وطوف، وسمع: أبا
العباس بن السراج، وابن خزيمة، ومحمد بن الربيع الجيزي، وأبا عروبة الحراني، ومحمد
بن يوسف الهروي، وزكريا بن أحمد البلخي، ومكحولاً البيروتي، وهذه الطبقة. يروي
عنه: علي بن بشري، ويحيى بن عمار السجستانيان. وصنف كتاباً كبيراً في مناقب
الشافعي. وآبر من قرى سجستان. توفي في شهر رجب. محمد بن عبد الله بن محمد بن
العباس، أبو الحسين الشيرازي اللالكائي. ثقة. يروي عن حماد بن مدرك، وغيره. محمد
بن علي بن حسين، أبو بكر بن الفأفاء الرازي، قاضي الدينور. حدث بهمذان سنة ثلاث
وستين بكتاب الجرح والتعديل عن ابن أبي حاتم، ويروي عن جماعة. روى عنه الكتاب: أبو
طاهر بن سلمة، وابن فنجويه، وابن تركان، وغيرهم.
(26/313)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 314
محمد بن الحسين، أبو العباس بن السمسار الدمشقي الحافظ، أخو أبي الحسن علي. سمع:
أحمد بن عمير بن جوصا، ومحمد بن خزيم، وعلي بن محمد بن كاس، وأبا الجهم بن طلاب،
وأبا الدحداح أحمد بن محمد وعبد الله بن السري الحمصي الحافظ، وسمع ببغداد من
المحاملي، ومحمد بن أحمد بن مخلد. وعنه: أخوه أبو الحسن، ومكي بن الغمر، ومحمد بن
عوف المزني، وجماعة. قال الميداني: توفي في شهر رمضان. وقال أبو محمد الكتاني: كان
ثقة نبيلاً حافظاً، كتب القناطير، وحدث باليسير، وقد سمع أيضاً بمصر. مات عن بضع
وستين سنة.) مروان بن عبد الملك القرطبي الزاهد. سمع محمج بن عبد الملك بن أيمن،
وأحمد بن بشر، وحج فسمع من محمد بن الصموت بمصر. وكان زاهداً عابداً خيراً. توفي في
ربيع الآخر. المظفر بن حاجب أركين، أبو القاسم الفرغاني. روى عن: أبي يعلى
الموصلي، وإسماعيل بن قيراط، ومحمد بن
(26/314)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 315
يزيد بن عبد الصمد، وأبي عبد الرحمن النسائي، وجعفر الفريابي. رحل به أبوه واعتنى
به. روى عنه تمام الرازي، وأبو نصر بن هارون، وأبو نصر بن الجندي، وآخرون. حدث في
هذا العام. قرأت على عمر بن عذير، أخبركم عبد الصمد بن محمد الأنصاري حضوراً أن
أبا الحسن علي بن المسلم، أخبرهم في سنة ست وعشرين وخمسمائة، أنا الحسن بن أحمد بن
عبد الواحد، أنا أبو الحسن علي بن موسى السمسار، أنا المظفر بن حاجب، أنا محمد بن
يزيد، ثنا موسى بن أيوب النصيبي، ثنا سفيان بن عيينة، عن عبيد الله بن أبي يزيد،
سمع ابن عباس يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أكل لعق أصابعه الثلاث
فبدأ بالوسطى، ثم التي تليها، ثم الإبهام. نافع بن عبد الله، أبو صالح الخادم،
مولى القاضي عبد الله بن محمد ابن عمر الأصبهاني. يروي عن عبد الله بن محمد بن عبد
الكريم الرازي. وعنه أبو نعيم، وأبو بكر بن أبي علي. وقال أبو نعيم: كان يصوم
النهار، ويقوم الليل، ويتصدق بمغله، ويقتصر في قطره على ما يطلق له مولاه. توفي
سنة اثنتين أو ثلاث وستين. النعمان بن محمد بن منصور، أبو حنيفة المقريء القاضي.
(26/315)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 316
قال المسبحي في تاريخ مصر: كان من أهل الفقه والدين والنبل، وله كتاب أصول
المذاهب. قال غيره: كان المتخلف مالكياً، ثم تحول إلى مذهب الشيعة لأجل الرياسة،
وداخل بني عبيد،) وصنف لهم كتاب ابتداء الدعوة، وكتاباً في الفقه، وكتباً كثيرة في
أقوال القوم، وجمع في المناقب والمثالب، ورد على الأئمة، وتصانيفه تدل على زندقته
وانسلاخه من الدين، وأنه منافق، نافق القوم، كما ورد أن مغربياً جاء إليه فقال: قد
عزم الخادم على الدخول في الدعوة، فقال: ما يحملك على ذلك قال: الذي حمل سيدنا.
قال: يا ولدي نحن أدخلنا في هواهم حلواهم، فأنت لماذا تدخل وللنعمان كتاب دعائم
الإسلام ثلاثون مجلداً في مذهب القوم، ومنها شرح الآثار خمسون مجلداً، وغير ذلك.
وكان ملازماً للمعز أبي تميم، وولي القضاء له على مملكته، وقدم مصر معه من الغرب.
وتوفي بمصر في رجب سنة ثلاث وستين، فأشرك المعز في القضاء بين ولده أبي الحسن علي،
وبين الذهلي أبي الطاهر، فلما عجز الذهلي وشاخ، استقل أبو الحسن بالقضاء، واستناب
أخاه أبا عبد الله. وكان أبو الحسن شاعراً محسناً. يعلى بن موسى البربري الصوفي
الزاهد. وكان من سادات المغاربة. رأى رب العزة في المنام. توفي في هذه السنة.
(26/316)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 317
1 (وفيات أربع وستين وثلاثمائة)
أحمد بن عبيد الله بن محمود بن شابور، أبو العباس الأصبهاني الفقيه المغربي، ولقبه
خرطبه. كتب الكثير بأصبهان والري، وحدث عن: عبد الله بن محمد بن وهب الدينوري،
ومحمد بن إبراهيم بن زياد، وجماعة. أحمد بن القاسم بن عبيد الله بن مهدي، أبو
الفرج بن الخشاب البغدادي الحافظ، نزيل ثغر طرسوس. حدث بدمشق عن: محمد بن محمد
الباغندي، ومحمد بن جرير، وعبد الله بن إسحاق المدائني، والبغوي، ومحمد بن الربيع
الجيزي، وأبي جعفر الطحاوي، وجماعة. وعنه: تمام، وعبد الوهاب المدائني، وبقاء
الخولاني، ومحمد بن عوف المزين، ومكي بن الغمر.) وتوفي في صفر سنة أربع.
(26/317)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 318
قال ابن النقور: ثنا عيسى بن الوزير، كتب غلي أحمد بن القاسم بن الخشاب قال: سمعت
أبا جعفر أحمد بن محمد بن سلامة قال: سمعت محمد بن أبي عمران يقول: قال هلال
الرائي: أوثق المودات ما كان في الله عز وجل. أحمد بن القاسم بن يوسف بن فارس
الميانجي، أخو القاضي يوسف. يروي عن: إبراهيم بن يوسف الهسنجاني، وعبد الرحمن بن
أبي حاتم، وعلي بن عبد الله بن مبشر، وعثمان بن محمد الذهبي، وجماعة. وعنه: ابنه
صالح، وحمزة الأطرابلسي، وحمزة بن محمد البعلبكي، وأبو الحسن علي بن موسى بن
السمسار. وعاش إلى سنة أربع وستين وانقطع خيره. أحمد بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم
بن أسباط مولى جعفر ابن أبي طالب، أبو بكر بن السني الدينوري الحافظ. سمع: أبا عبد
الرحمن النسائي، وعمر بن أبي غيلان البغدادي، وأبا خليفة زكريا الساجي، وأبا يعقوب
المنجنيقي، وعبد الله بن زيدان البجلي، وأبا عروبة، وجماهر بن محمد الزملكاني،
وطبقتهم بمصر والشام والعراق والجزيرة.
(26/318)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 319
وعنه: أبو علي حمد بن عبد الله الأصبهاني، ومحمد بن علي العلوي، وعلي بن محمد عمر
الأسدابادي، وأحمد بن الحسين الكسار. وقال القاضي أبو زرعة روح سبط ابن السني:
سمعت عمي علي بن أحمد بن محمد يقول: كان أبي رحمه الله يكتب الحديث، فوضع القلم في
أنبوبة المحبرة، ورفع يديه يدعو الله تعالى، فمات رحمه الله، وذلك في آخر سنة أربع
وستين. قلت: كان ديناً خيراً، صنف في القناعة، وفي عمل يوم وليلة، وغير ذلك،
واختصر سنن النسائي، وعاش بضعاً وثمانين سنة. أحمد بن محمد بن إبراهيم، أبو حامد
النيسابوري الواعظ المقريء، رجل فاضل عالم. ذكره الحاكم فقال: كان يعطي كل نوع من
أنواع العلوم حقه، وكتب الحديث الكثير، ولم يحدث تورعاً، ولزم مسجده ثلاثين سنة،
وكانت شمائله تشبه شمائل السلف.) سمع: عبد الله بن شيرويه، وأحمد بن إبراهيم بن
عبد الله بن خزيمة، والسراج. وله مصنفات تدل على كماله. توفي في شوال، وله ست
وسبعون سنة. ولم يحدث قط. فقال: روى عنه الحاكم حكاية. أحمد بن محمد بن أيوب أبو
بكر الفارسي الواعظ المفسر، نزيل نيسابور.
(26/319)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 320
كان له أتباع ومريدون. وعظ ببخارى، وخاف الحنفية من تغلبه عليهم. كان يحضر مجلسه
نحو عشرة آلاف. كتب عنه أبو عبد الله الحاكم. أحمد بن محمد بن فرجون، أبو القاسم
الأندلسي. سمع: عبيد الله بن يحيى، وأيوب بن سليمان، وطاهر بن عبد العزيز، وحدث،
وكان ضابطاً، وفيه لين. أحمد بن محمد بن المؤمل بن الحسن بن عيسى الماسرجسي
النيسابوري، أبو الحسن. من بيت علم ورواية، وكان رجلاً صالحاً. روى عن: جده، وابن
عمرو، وأحمد بن محمد الجيزي. وعنه الحاكم. أحمد بن مسلم بن شعيب، أبو العباس
المديني الأديب. سمع على: سعيد العسكري ومحمد بن جرير الطبري. وعنه: ابن أبي علي،
وأبو نعيم. أحمد بن هلال بن زيد، أبو عمر الأندلسي العطار. رحل، وسمع من محمد بن
الربيع الجيزي، وغيره. وكان حافظاً للشروط، متقناً عارفاً بقول مالك. أحمد بن
يوسف، أبو حامد الإسكاف النيسابوري الأشقر. أحد الزهاد. سحب أبا عثمان الحيري،
ورأى ابن أبي عطاء، والجريري، وصحب أبا عمر الدمشقي وجماعة. وله سياحة وأحوال
وكلام نافع. أخرج في آخر
(26/320)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 321
عمره من بخارى، فحج ومات بمكة. إبراهيم بن أحمد بن محمد بن رجاء، أبو إسحاق
النيسابوري الأبزاري الوراق. وأبزار من قرى نيسابور.) سمع: مسدد بن قطن، وجعفر بن
أحمد الحافظ، والحسن بن سفيان ومحمد بن محمد الباغندي، وسعيد بن عبد العزيز، وسعيد
بن هاشم الطبراني، وهذه الطبقة. وعنه: ابن منده، وأبو عبد الرحمن السلمي، وأبو عبد
الله الحاكم، وقال: كان ممن سلم المسلمون من لسانه ويده. وطلب الحديث على كبر
السن، ورحل فيه. وسمعت أبا علي الحافظ يقول له: أنت يا أبا إسحاق بهز بن أسد، يعني
لثبته وإتقانه. وسمعت أبا علي يمازحه غير مرة يقول: هذا الشيخ ما اغتسل من حلال
قط. فيقول: ولا من حرام يا أبا علي، وذلك أنه ما تأهل. توفي في رجب، وله ست وتسعون
سنة. وحدث بمروياته على القبول. إسحاق بن محمد بن إسحاق النعالي البغدادي، أبو
يعقوب. سمع: أبا خليفة، والفريابي، وعبد الله بن ناجية. قال الخطيب: ثنا عن
البرقاني، وابن أبي الفوارس، وابن دوما النعالي.
(26/321)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 322
وقال ابن أبي الفوارس: كان ثقة مأموناً. مات يوم النحر. إسحاق الأمير، أبو منصور
ابن الإمام المتقي لله إبراهيم بن المقتدر جعفر العباسي. زوجه أبو بابنة ناصر
الدولة الحسن بن عبد الله بن حمدان على مهر مائة ألف دينار. وتوفي في هذا العام في
المحرم عن إحدى وخمسين سنة. وكان ممن ترشح للخلافة. إسماعيل ين أحمد بن محمد
الخلالي التاجر، أحد الجوالين في طلب العلم. سمع من: عمران بن موسى بن مجاشع،
ومحمد بن إسحاق بن خزيمة، وأبي يعلى الموصلي، والهيثم بن خلف، وأحمد بن عمرو
البزار. وعنه: الحاكم، وأبو الفضل الجارودي، وجماعة. وقد انتقى عليه رفيقه أبو علي
النيسابوري الحافظ. وهو جرجاني نزل نيسابور. جعفر بن علي بن أحمد بن حمدان أبو علي
الأندلسي صاحب المسيلة، وأمير الزاب من أعمال إفريقية.
(26/322)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 323
كان شيخاً كثير العطاء، مؤثراً للعلماء، ولابن هانيء الأندلسي فيه مدائح، ومنها:)
(المدنفان من البرية كلها .......... جسمي وطرف بابلي أحور)
(والمشرقات النيرات ثلاثة .......... الشمس والقمر المنير وجعفر)
المسيلة مدينة من أعمال الزاب. وكان بين جعفر وبين زيري بن مناد عداوة وحروب، جرت
بينهما معركة هائلة، ثم قام بعده ابنه بلكين، واستظهر على جعفر، فهرب منه إلى
الأندلس، فقتل في هذه السنة. وأبوه علي هو الذي بنى المسيلة. وزيري هو جد المعز بن
باديس. الحسن بن سعيد القرشي، سمع أصحاب هشام بن عمار. الحسن بن علي بن أبي
السلاسل، أبو القاسم البجلي. حدث عن: أحمد بن علي القاضي المروزي. وعنه: تمام،
وأبو نصر المزي، ومحمد بن عوف المزني. توفي في رجب. سبكتكين الأمير، حاجب معز
الدولة بن بويه. خلع عليه الطائع وطوقه وسوره نصر الدولة، فلم تطل أيامه. قال أبو
الفرج بن الجوزي: سقط من الفرس فانكسرت ضلعه، فاستدعى ابن الصلت لمجبر فرده، وبقي
لا يمكنه الإنحناء للركوع، وكان يقول للمجبر، إذا ذكرت عافيتي على يدك فرحت بك ولا
أقدر على
(26/323)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 324
مكافأتك، وإذا ذكرت حصول رجلك فوق ظهري اشتد غيظي منك. توفي في أواخر المحرم،
وكانت مدة إمارته شهرين ونصف، وخلف ألف ألف دينار وعشرة آلاف ألف درهم، وصندوقين
فيهما جواهر، وستين صندوقاً قماش، وفضيات وتحف، ومائة وثلاثين سرجاً مذهبة، منها
خمسون في كل واحد ألف دينار، حلية، وستمائة سرج فضة، وأربعة عشر ألف ثوب من أنواع
القماش، وثلاثمائة عدل فيها فرش وبسط، وثلاثة آلاف رأس من الدواب، وألف جمل،
وثلاثمائة مملوك دارية، وأربعة وأربعين خادماً. وكان له دار هي دار المملكة اليوم،
يعني صارت دار السلطنة. وقد غرم عليها أموالاً لا تحصى. ومما روي عن المحسن
التنوخي، عن أبيه قال: بلغت النفقة على علم البستان، يعني الذي للدار، وسوق الماء
إليه خمسة آلاف ألف درهم. قال: ولعله قد أنفق على أبنية الدار مثل ذلك فيما أظن.)
عبد الله بن محمد أبو أحمد بن الحريص البغدادي. عن ابن صاعد، وإبراهيم بن عبد
الصمد الهاشمي. حدث بدمشق، فروي عنه أبو نصر بن الجبان، وابن دوما النعالي. أملى
من حفظه في هذه السنة. عبد الله بن محمد بن عثمان بن سعيد بن هاشم بن إسماعيل، أبو
محمد الأندلسي. سمع: سعيد بن جمير، وسعيد بن عثمان الأعناقي، وطاهر بن عبد
(26/324)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 325
العزيز، وأحمد بن خالد، وجماعة. وكان محدثاً ضابطاً ثقة. سمعه جماعة، وتوفي في
ربيع الآخر. عبد الجبار بن عبد الصمد بن إسماعيل، أبو هاشم السلمي المؤدب المقريء.
قرأ القرآن على: أبو بكر البغدادي عبيدة أحمد بن ذكوان، وسمع محمد بن خريم، وجعفر
بن أحمد بن عاصم، والقاسم بن عيسى القصاب، ومحمد بن المعافى الصيداوي، وسعيد بن
عبد العزيز، وأبا شيبة داود بن إبراهيم، وعلي ابن أحمد بن علان، وأبا بكر محمد بن
إبراهيم بن المنذر، وطائفة سواهم بالشام ومصر والحجاز. وعنه: تمام الرازي، ومكي بن
الغمر، وعبد الوهاب الميداني، وأبو الحسن بن جهضم، وعلي بن بشر بن العطار، ومحمد
بن عوف المزني. وولد سنة ست وثمانين ومائتين. قال عبد العزيز الكتاني: توفي في صفر
سنة أربع وستين، وجمع من المصنفات شيئاً كثيراً، وكان ثقة مأموناً، انتقى عليه
أحمد بن القاسم بن الخشاب بدمشق. عبد الرحمن بن أحمد بن جعفر، أبو القاسم اليزدي
القاضي الحارث ابن أبي شيخ أبو محمد الغنوي. حدث عن: جعفر الفريابي، وعلي بن
الحسين بن حبان، ومحمد بن جرير الطبري. وعنه: أبو بكر البرقاني، ومحمد بن بكر، وبشر
الفاني. قال ابن أبي الفوارس: كان فيه تساهل، بغدادي.
(26/325)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 326
عبد الرحمن بن محمد بن جعفر، أبو بكر الأصبهاني الكسائي. سمع أبا بكر بن أبي
عاصم.) عبد الرحمن بن محمد بن إدريس بن كامل، أبو محمد القهندزي شيخ كبير. سمع:
عثمان بن سعيد الدارمي، وأبا مسلم الكجي، ويوسف القاضي. وعنه: أبو أحمد المعلم،
وأبو منصور الديباجي، وأهل هراة. ذكره أبو النضر الفامي. عبد السلام بن محمد بن
أبي موسى البغدادي، أبو القاسم المخرمي الصوفي. سمع: أبا بكر بن أبي داود وأبا
عروبة الحراني وابن جوصا وأحمد بن عبد الوارث العسال وعنه: علي بن سعيد البغوي،
وابن جهضم، وأبو نعيم. ووثقه الخطيب، وجاور بمكة مدة، وكان شيخ الحرم في زمانه،
رحمه الله. ممن جمع بن علم الشريعة وعلم الحقيقة، جاور زماناً. عبد الواحد بن
الحسن بن أحمد بن خلف الجنديسابوري، أبو الحسين.
(26/326)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 327
وكان مولده سنة اثنتين وسبعين ومائتين. علي بن أحمد بن علي، أبو الحسن المصيصي.
حدث ببغداد عن: أحمد بن خليد الحلبي، ومحمد بن معاذ ذران. وعنه: البرقاني، ومحمد
بن عمر بن بكير، وعلي بن أحمد بن داود الرزاز، وأبو نعيم. توفي، وكان فيه تساهل،
في جمادى الآخرة سنة أربع وستين. علي بن محمد بن المعلى، أبو الحسن الشونيزي
البغدادي. سمع: أبا مسلم الكجي، ومحمد بن يحيى المروزي، ويوسف بن يعقوب القاضي.
وعنه: ابن أبي الفوارس، والحسين بن شيطا، وأبو علي بن دوما. قال الخطيب: كان ثقة
صالحاً. عمر بن محمد بن عبد الله أبو القاسم الترمذي البزار. بغدادي فيه ضعف. روى
عن: جده لأمه محمد بن عبد الله بن مرزوق الخلال صاحب عفان، ويوسف بن يعقوب القاضي.
(26/327)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 328
وعنه: محمد بن عمر بن بكير، وبشر بن الفاتني، ومحمد بن درهم، وأبو نعيم. قال ابن
أبي الفوارس: فيه نظر. الفضل، أبو القاسم أمير المؤمنين المطيع لله بن المقتدر بن
جعفر بن المعتضد العباسي) الهاشمي. ولي الخلافة بعد المستكفي، وأمه أم ولد اسمها
مشغلة، أدركت خلافته، وبويع في سنة أربع وثلاثين، ومولده في أول سنة إحدى
وثلاثمائة. قال ابن شاهين: وخلع نفسه غير مكره فيما صح عندي في ذي القعدة سنة ثلاث
وستين، ونزل عن الأمر لولده أبي بكر عبد الكريم، ولقبوه الطائع لله وسن أبي بكر
يومئذ ثمان وأربعون سنة. ثم إن الطائع خرج إلى واسط ومعه أبوه فمات في المحرم سنة
أربع وستين. أنبأنا المسلم بن محمد، أنا أبو النعمان الكندي، أنا أبو منصور
الشيباني، أنا أبو بكر الخطيب، حدثني محمد بن يوسف القطان، سمعت أبا الفضل
التميمي، سمعت المطيع لله، سمعت شيخي ابن منيع، سمعت أحمد بن حنبل يقول: إذا مات
أصدقاء الرجل ذل. الفضيل بن محمد بن أبي الحسين، أبو عصام بن الشهيد الحافظ أبي
الفضل الهروي الفقيه، وإليه ينسب الفضليون بهراه. كان فقيهاً حاذقاً. القاسم بن
أحمد بن إبراهيم بن محمد بن عبيد الله بن موسى بن جعفر
(26/328)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 329
الصادق بن محمد البقر بن زين العابدين، أبو محمد الحسيني رحمه الله تعالى. توفي في
رمضان، وله أربع وثمانون سنة. محمد بن إبراهيم بن الخضر القاضي، أبو الفجر البصري
الشافعي، ويعرف بابن سكرة. سمع: عبدان الأهوازي. وتوفي بمصر في ربيع الآخر، وقد
ولي قضاء طبرية. محمد بن إبراهيم بن أحمد، أبو طاهر الأصبهاني المحدث ابن عم أبي
نعيم الحافظ. سمع: بمكة: محمد بن إبراهيم بن المنذر، وببغداد ابن عياش القطان.
محمد بن إبراهيم بن مقبل، أبو الفتح. حدث عن محمد بن سعيد القشيري. محمد بن بدر
الحمامي الطولوني، أبو بكر، أمير بلاد فارس وابن أميرها. حدث ببغداد عن: بكر بن
سهل الدمياطي، وأبي عبد الرحمن النسائي. وعنه الدارقطني، وبشري الفاتني، وأبو
نعيم. وقال أبو نعيم: كان ثقة. توفي في رجب ببغداد.) وقال محمد بن العباس بن
الفرات: كان له مذهب في الرفض، وما كان يدري من الحديث.
(26/329)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 330
محمد بن الحسن بن القاسم بن دحيم الدمشقي يكنى أبا زرعة. سمع عم أبيه: إبراهيم
اللخمي الحضري، من أهل قرطبة. كان زاهداً صالحاً. سمع منه: الحبيب بن أحمد، ومحمد
بن معاوية القرشي. محمد بن عبد الله بن يعقوب الشيخ، أبو بكر النيسابوري. سمع:
محمد بن إبراهيم الوشنجي، والحسين بن محمد العباني، وإبراهيم بن أبي طالب. وكان
يؤم في الجامع، قاله الحاكم. وحدث عنه في تاريخه، وقال: مات سنة أربع وستين. محمد
بن عبد الله بن إبراهيم بن عبدة، أبو الحسن التميمي السليطي النيسابوري. سمع: محمد
بن إبراهيم الوشنجي، وجعفر بن أحمد الترك، وإبراهيم بن علي الذهلي، وخشنام بن بشر.
وحج في آخر عمره، فأكثر عنه العراقيون. روى عنه: الحاكم، وأبو الحسن بن رزقويه.
ووثقه الخطيب، وتوفي في المحرم، وله إثنان وتسعون سنة. وسمع منه بهمذان أبو بكر بن
لال، وابن تركان. محمد بن عبد الملك بن عدي بن زيد، أبو بكر الجرجاني الفقيه
الشروطي.
(26/330)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 331
روى عن: أبيه، وأبي بكر بن أبي داود البغوي، وابن صاعد. روى عنه: القاضي أبو بكر
الشالنجي، وغيره. محمد بن عبد الملك الخولاني الأندلسي، المعروف بالنحوي. كان
فقيهاً مناظراً عارفاً بالمذهب. اختصر المدونة. محمد بن محمد بن جعفر الجرجاني
الشيباني السراج، أبو الحسن. روى عن عمران بن مجاشع. وعنه أبو سعيد الماليني. مطهر
بن سليمان، أبو بكر بن أبي نواس الأنباري الفرضي العدل. عن: أبيه، وعبد الله بن
ناجية، والباغندي، والفريابي، وجماعة. وعنه: النقاش، وأبو نعيم.) توفي في ربيع
الآخر، وقد رماه الدارقطني بالكذب، قال: سمعته يقول: حملني أبي إلى الفريابي سنة
أربع وثلاثمائة. والفريابي مات سنة إحدى وثلاثمائة. هارون بن أحمد بن هارون بن
بندار بن الحريش أبو سهل الإستراباذي. سمع: أبا خليفة، وإسحاق بن أحمد الخزاعي،
وأبا عمران الجوني، وجماعة.
(26/331)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 332
وحدث بسمرقند ونيسابور. قال الحاكم: صحيح الأصول. روى عنه هو، وأبو سعد عبد الرحمن
بن محمد الإدريسين وقال: توفي ببخارى في رمضان، وكان شرها، حدث من غير أصل.
(26/332)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 333
1 (وفيات خمس وستين وثلاثمائة)
أحمد بن جعفر بن أبي توبة، أبو الحسن الفسوي الزاهد. كان أوحد عصره في التصوف وفي
الحديث ببلده، وكانت الرحلة إليه. روى عن: علي بن سعيد الرازي، وأحمد بن إبراهيم
الربضي، وعلي بن سميع الفارسي، وطائفة من أهل العراق والري. توفي في ذي الحجّة.
وكان ورده فيما قال ابن السمعاني في الأنساب في اليوم والليلة ألف ركعة، رحمه
الله. أحمد بن جعفر بن محمد بن سلم أبو بكر الختلي، أخو محمد وعمر، وهو الأصغر.
(26/333)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 334
سمع: أبا مسلم الكجي، وعبد الله بن أحمد، وإدريس بن عبد الكريم المقريء، وأحمد بن
علي الأبار. قال الخطيب: وكان صالحاً ثقة ثبتاً، كتب عنه الدارقطني، وثنا عنه أبو
الفتح بن أبي الفوارس، وأبو بكر البرقاني، وكتب من القراءآت والتفاسير أمراً
عظيماً. وولد سنة ثمان وسبعين ومائتين. قال: أحمد بن جعفر بن سلم الفرساني
الأصبهاني: شيخ من طبقة الختلي، سمع أحمد بن عمرو البزار. روى عنه أبو سعيد
النقاش، وقال: توفي سنة أربع وأربعين وثلاثمائة. أحمد بن محمد بن علي بن عمر، أبو
العباس النيسابوري المذكر.) سمع: أباه، وإبراهيم بن علي الذهلي. وعنه: الحاكم.
توفي في ربيع الآخر. من أبناء الثمانين. أحمد بن موسى بن الحسين بن علي، أبو بكر
بن السمسار الدمشقي. سمع: محمد بن خريم، وأبا الجهم بن طلاب، ومكحول البيروتي، وابن
جوصا بإفادة أخيه أبي العباس. وعنه: عبد الوهاب الميداني، وعلي بن الغمر، وأخوه
أبو الحسين علي بن السمسار، ومحمد بن عوف الٍ مزني، وغيرهم. أحمد بن نصر بن دينار
الأصبهاني.
(26/334)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 335
عن: أبي بكر بن أبي داود، وابن صاعد. وعنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نعيم. ورخه
عبد الرحمن بن منده. أحمد بن نصر بن عبد الله بن الفتح، أبو بكر البغدادي الذراع.
حدث بالنهروان وغيرها عن: الحارث بن أبي أسامة، وإسماعيل القاضي، وجده لأمه صدقة
بن موسى بن تميم، وثعلب. وعنه ابن دوما. قال الخطيب: في حديثه نكرة يدل على أنه
ليس بثقة. وسمع منه ابن دوما في هذه السنة، ولم يؤرخ موته فيما أعلم، هو منهم،
يأتي بالطامات، فليحذر منه. إبراهيم بن عبد الله بن عبيد البغدادي الثلاج. عن محمد
بن محمد بن سليمان الباغندي. وعنه أبو نصر بن الجبان، وابن أخيه أبو القاسم عبد
الله بن الثلاج. إسماعيل بن نجيد بن أحمد بن يوسف بن خالد، أبو عمرو السلمي
(26/335)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 336
النيسابوري الصوفي الزاهد، شيخ عصره في الصوفية والمعاملة، ومسند مصره. قال
الحاكم: ورث من آبائه أموالاً كثيرة، فأنفق سائرها على الزهاد والعلماء.) سمع: أبا
عثمان الحيري، والجنيد. وسمع: إبراهيم بن أبي طالب، ومحمد بن إبراهيم البوسنجي،
وأبا مسلم الكجي، وعبد الله بن أحمد، ومحمد بن أيوب الرازي، وعلي بن الحسين بن
الجنيد، وجماعة. وعنه: سبطه أبو عبد الرحمن السلمي، وأبو عبد الله الحاكم، وأبو
نصر أحمد بن عبد الرحمن الصفار، وعبد الرحمن بن علي بن حمدان، وعبد القاهر بن طاهر
الفقيه، وأبو نصر عمر بن عبد العزيز بن قتادة، وأبو العلاء صاعد بن محمد القاضي،
وأبو نصر بن عبدش، وطائفة، آخرهم أبو حفص عمر بن مسرور. ومن مناقبه أن شيخه أبا عثمان
طلب شيئاً لبعض الثغور، فتأخر ذلك، فضاق صدره، وبكى على رؤوس الناس، فجاءه أبو
عمرو بن نجيد بألفي درهم، فدعا له، ثم قال لما جلس: أيها الناس إني قد رجوت لأبي
عمرو الجنة بما فعل، فإنه ناب عن الجماعة وحمل كذا، فقام ابن نجيد على رؤوس الناس
وقال: إنما حملت ذلك من مال أمي وهي كارهة، فينبغي أن يرد علي لأرده عليها، فأمر
أبو عثمان الحيري بالكيس، فرد إليه، فلما جن عليه الليل، جاء بالكيس، وطلب من أبي
عثمان ستر ذلك، فبكى أبو عثمان، وكان بعد ذلك يقول: أنا أخشى من همة أبي عمرو.
وقال السلمي: جدي له طريقة ينفرد بها من صون الحال وتلبيسه، وسمعته يقول: كل حال
لايكون عن نتيجة علم فإن ضرره على صاحبه أكبر من نفعه. وسمعته يقول: لا تصفو لأحد
قدم في العبودية حتى تكون أفعاله عنده
(26/336)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 337
كلها رياء، وأحواله كلها عنده دعاوى. وقال جدي: من قدر على إسقاط جاهه عند الخلق
سهل الإعراض عن الدنيا وأهلها. وسمعت أبا عمرو بن مطر، سمعت أبا عثمان الحيري يقول
وخرج من عند ابن نجيد: يلومني الناس في هذا الفتى وأنا لا أعرف على طريقته سواه،
وربما كان أبو عثمان يقول: أبو عمرو خلفي من بعدي. قال لي ابن أبي زرقاء: قال
فلان: جدك من أوتاد الأرض. توفي ابن نجيد في ربيع الأول عن ثلاث وتسعين سنة، وقد
سمعنا خبره بالإجازة العالية. الحسن بن منبر، أبو علي التنوخي الدمشقي.) سمع: عبيد
الله بن محمد بن سالم المقدسي، ومحمد بن خريم، وهذه الطبقة. وعنه: محمد بن عوف المزني،
ومحمد بن عبد السلام بن سعدان. توفي في ربيع الأول. قال الكتاني: كان ثقة نبيلاً.
الحسين بن محمد بن أحمد بن الحسين بن عيسى بن ماسرجس ابن علي الماسرجسي النيسابوري
الحافظ. كان كثير السماع والرحلة. سمع: جده أحمد بن محمد سبط ابن ماسرجس. وإليه
نسبه. وابن خزيمة، وأبا العباس السراج، وسمع بمصر والشام، ورحل في حدود الثلاثين
وثلاثمائة.
(26/337)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 338
قال الحاكم: هو سفينة عصره في كثرة الكتابة، ورحل إلى العراق سنة إحدى وعشرين،
وأكثر المقام بمصر، وكتب عن أصحاب المزني، وأخذ بدمشق عن أصحاب هشام بن عمار، وما
صنف في الإسلام أكبر من مسنده، فصنف المسند الكبير مهذباً معللاً في ألف وثلاثمائة
جزء. جمع حديث الزهري جمعاً لم يسبقه إليه أحد، وكان يحفظه مثل الماء، وصنف
الأبواب والشيوخ والمغازي والقبائل، وصنف على البخاري كتاباً، وأدركته المنية قبل
إنجاحه إلى إسناده، ودفن علم كبير بدفنه، وسمعته يقول: سمعت أبي يقول: سمعت مسلم
بن الحجاج يقول: صنفت هذا المسند، يعني صحيحه من ثلاثمائة ألف حديث مسموعة. قال
الحاكم: في موضع آخر: صنف حديث الزهري. مقرأه على محمد بن يحيى الذهلي، وعلى
التخمين، يكون مسنده بخطوط الوارقين في أكثر من ثلاثة آلاف جزء، إلى أن قال: توفي
في رجب وله ثمان وستون سنة. الحكم بن عبد الرحمن بن محمد المستنصر بالله الأموي
صاحب الأندلس. توفي في المحرم يوم عاشوراء سنة خمس وستين بالفالج منصرفاً من بلاد
إفرنجة. وقيل: توفي سنة ست، كما سيأتي. سعيد بن محمد بن عثمان سمع ابن أبي شيبة،
والفريابي. وعنه: ابن أبي الفوارس، والبرقاني، وأبن نعيم، ووثقاه.
(26/338)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 339
يكنى أبا إسحاق. توفي في جمادى الأولى. عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن
مهران الأصبهاني، أبو محمد سبط الزاهد محمد بن) يوسف البنا، ومهران مولى عبد الله
بن معاوية بن عد الله بن جعفر بن أبي طالب الجعفري. رحل وسمع: أبا خليفة، وعبد
الله بن ناجية، وإسحاق الخزاعي المكي، ومحمد بن يحيى بن منده، وإبراهيم بن متويه
الإمام، وعبدان بن أحمد الأهوازي، وجماعة كثيرة. وعنه: ابنه أبو نعيم، وأبو بكر بن
علي الذكواني، وغيرهما. وتوفي في رجب. وكان مولده في سنة إحدى وثمانين ومائتين.
أنبئت عن ابن مسعود أبي منصور، أنا الحداد، أنا أبو نعيم، أنا أبي، ثنا أبو خليفة
سنة ثلاثمائة، ثنا أبو الوليد، فذكر حديثاً. عبد الله بن عدي بن عبد الله بن محمد
بن مبارك، أبو أحمد الجرجاني الحافظ، ويعرف بابن القطان. رحل إلى الشام ومصر
رحلتين، أولاهما سنة سبع وتسعين، فسمع من الكبار، عبد الرحمن بن القاسم الرواس،
وأبا عقيل أنس بن السلم، وأبا
(26/339)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 340
خليفة، والحسن بن سفيان، وبهلول بن إسحاق الأنباري، ومحمد بن سليمان بن أبي سويد،
وعمران بن موسى بن مجاشع، وأبا عبد الرحمن النسائي، ومحمد بن يحيى المروزي،
وعبدان، وأبا يعلى، والحسن بن محمد المدني صاحب يحيى بن بكير، والحسن بن الفرج
الغزي، وأبا عروبة، وزكريا الساجي، وأحمد بن يحيى التستري، والباغندي، وأبا يعقوب
المنجنيقي وجعفر بن محمد بن الليث صاحب أبي الوليد، وعلي بن العباس البجلي، وأحمد
بن الحسن الصوفي، وأحمد بن بشر الصوري، وأمماً سواهم. وعنه: أبو العباس بن عقدة،
وهو من شيوخه، وأبو سعد الماليني، والحسن بن رامين، ومحمد بن عبد الله بن عبد
كويه، وحمزة بن يوسف السهمي، وأبو الحسين ابن العالي، وآخرون. وكان مصنفاً حافظاً،
له كتاب الكامل في معرفة الضعفاء في غاية الحسن، ذكر فيه كل من تكلم فيه، ولو كان
من رجال الصحيح، وذكر في كل ترجمة حديثاً، فأكثر من غرائب ذلك الرجل ومناكيره،
ويتكلم على الرجال بكلام منصف. قال الحافظ ابن عساكر: كان ثقة على لحن فيه. ولد
سنة سبع وسبعين ومائتين، وكتب الحديث ببلده سنة تسعين، وصنف الكامل في الضعفاء نحو
ستين جزءاً. قال حمزة السهمي: سألت الدارقطني أن يصنف كتاباً في الضعفاء،
(26/340)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 341
فقال: أليس عندك كتاب) ابن عدي قلت: نعم. قال: فيه كفاية لا يزاد عليه. وقد صنف
ابن عدي على مختصر المزني كتاباً سماه الإنتصار. قال حمزة السهمي: كان حافظاً
متقناً، لم يكن في زمانه مثله، تفرد بأحاديث وهب منها لإبنيه: عدي، وأبي زرعة،
وتفرداً بها. وقال أبو الوليد الساجي: ابن عدي حافظ لا بأس به. قال حمزة: توفي في
جمادى الآخرة، وصلى عليه أبو بكر الإسماعيلي. قلت: كان لا يعرف العربية، مع عجمة
فيه، وأما في العلل والرجال فحافظ لا يجاري. عبد الله بن محمد بن عبد الله بن
الناصح بن شجاع، أبو أحمد المفسر الفقيه الشافعي الدمشقي، نزيل مصر. سمع: أحمد بن
علي بن سعيد المروزي، وعبد الرحمن بن القاسم بن الرواس، وعلي بن غالب السكسكي،
ومحمد بن إسحاق بن راهويه، وعبد الله بن محمد بن علي البلخي الحافظ، وجنيد بن خلف
السمرقندي، لقي هؤلاء الثلاثة في الحج. وانتقى: عليه أبو الحسن الدارقطني، وحدث
عنه الحفاظ: عبد الغني، وابن منده، وأحمد بن محمد بن أبي العوام، وأبو النعمان
تراب، وإسماعيل
(26/341)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 342
بن عبد الرحمن النحاس، وإبراهيم بن علي الغازي، وعلي بن محمد بن علي الفارسي،
وآخرون. وتوفي في رجب. عبد الرحمن بن جعفر بن محمد بن داود بن حسن بن محمد بن أحمد
بن خلاد، أبو محمد التميمي الجوهري الضرير، قاضي الصعيد، ويعرف بابن بنت نعيم.
يروي: عن محمد بن زبان، وأبي جعفر الطحاوي. وعنه: يحيى بن الطحان، وغيره. عثمان بن
محمد بن عثمان بن محمد بن عبد الملك، أبو عمرو العثماني. روى عن جماعة. أكثر عنه
أبو نعيم الحافظ في تواليفه، وهو ليس صاحب حديث لكنه راوية للموضوعات والعجائب.
روى بدمشق وأصبهان، عن: محمد بن الحسين بن مكرم، ومحمد بن عبد السلام، وخيثمة بن)
سليمان، وأبي الحسين الرازي، ومحمد بن أحمد بن إسحاق، وخلق. وعنه: أبو نعيم، وتمام
الرازي، وأبو بكر بن مردويه، وأبو بكر بن علي الذكواني، وآخرون. عصام بن محمد بن
أحمد، أبو عاصم القطري، الذي روى عن سلم ابن عصام، ومحمد بن عمر بن حفص الجوزجيري.
وعنه أبو نعيم. القطري بفتح القاف.
(26/342)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 343
علي بن الحسين بن إبراهيم بن سعد، أبو طالب الحمصي، بالرملة. علب بن الحسين بن عبد
الرحمن القالني، أبو الحسن البخاري المعروف بالسديوري، من كبار أصحاب أبي الحسن
الكرخي. ولي قضاء مرو، وحدث عن: عبد الرحمن بن أبي حاتم، ومحمد بن نجدة. حدث عنه
الحاكم، وأرخ عنه فيها. علي بن عبد الله بن وصيف، أبو الحسن الناشيء، شاعر محسن.
أخذ علم الكلام عن أبي سهل إسماعيل بن علي بن نوبخت الناشيء، وأملى ديوان شعره
بالكوفة سنة خمس وعشرين وثلاثمائة، وكان المتنبي يحضر الإملاء وهو شاب، وقصد
الناشيء سيف الدولة وامتدحه بحلب، فأجازه، وعمر، وبقي إلى هذه السنة. وله:
(كأن سنان ذابله ضمير .......... فليس عن القلوب له ذهاب)
(وصارمه كبيعته بخم .......... معاقدها من الخلق الرقاب)
علي بن عبد الله بن العباس الجوهري، أبو محمد. سمع: الفريابي، وعبد الله بن ناجية،
والباغندي.
(26/343)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 344
وعنه: أبو الفتح بن أبي الفوارس، ومحمد بن علان. وعاش نيفاً وسبعين سنة. قال ابن
أبي الفوارس: كان فيه تساهل شديد. علي بن هارون، أبو الحسن الحربي السمسار. سمع:
موسى بن هارون، ومحمد بن يحيى المروزي، ويوسف القاضي.) وعنه: أبو بكر البرقاني،
وأبو نعيم بن محمد بن عبد الله الرازي الصوفي المقريء. صحب يوسف بن الحسين الزاهد،
والمشايخ الكبار، وكان من أعيان المشايخ. أنفق أمواله على الفقراء. وله حكايات.
محمد بن أحمد بن محمد بن يزيد العدل أبو بكر الأصبهاني ثم النيسابوري. سمع: عبد
الله بن شيرويه، وجعفر الحافظ. وعنه: الحاكم. محمد بن إبراهيم بن موسى، أبو غانم
السهمي الصائغ. يروي عن: أبو نعيم الحافظ نعيم الإستراباذي، وغيره. وعنه: أبو سعيد
الماليني. محمد بن إبراهيم بن حسن بن موسى النيسابوري، أبو العباس المناشكي
المحاملي.
(26/344)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 345
سمع: محمد بن عمرو الحرشي، والمسيب بن زهير، وطبقتهما. مات في رمضان عن أربع
وتسعين سنة. وعنه الحاكم. محمد بن طاهر أبو نصر الوزيري المفسر الأديب. سمع: عبد
الله بن الشرفي، وأبا حامد بن بلال. وعنه: أبو عبد الله الحاكم. توفي بهراة، وكان
من أئمة الشافعية. محمد بن علي بن إسماعيل، الإمام أبو بكر الشاشي الفقيه الشافعي،
المعروف بالقفال الكبير. كان إمام عصره بما وراء النهر، وكان فقيهاً محدثاً
أصولياً لغوياً شاعراً، لم يكن للشافعية بما وراء النهر مثله في وقته. ودخل إلى
خراسان وإلى العراق والشام، وسار ذكره، واشتهر اسمه، وصنف في الأصول والفروع. قال
الحاكم: كان أعلم ما وراء النهر يعني في عصره بالأصول، وأكثرهم رحلة في طلب
الحديث.
(26/345)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 346
سمع: إمام الأئمة ابن خزيمة، ومحمد بن جرير الطبري، وعبد الله المدائني، ومحمد بن
محمد) الباغندي، وأبا القاسم البغوي، وأبا عروبة الحراني، وطبقتهم. وقد قال الشيخ
أبو إسحاق في الطبقات: إنه توفي سنة ست وثلاثين وثلاثمائة، وهذا وهم، ولعله تصحف
عليه ثلاثين بلفظة ستين، فإن أبا عبد الله ذكر وفاته في آخر سنة خمس وستين بالشاش.
وكذا ورخه أبو سعد السمعاني، وزاد أنه ولد سنة إحدى وتسعين ومائتين. وقال الشيخ
أبو إسحاق إنه درس على أبي العباس بن شريح. قلت: ولم يدركه فإنه رحل من الشاش سنة
تسع وثلاثمائة، وأبو العباس فقد ذكرنا وفاته سنة ست وثلاثمائة. قال أبو إسحاق: له
مصنفات كثيرة، ليس لأحد مثلها، وهو أول من صنف الجدل الحسن من الفقهاء، وله كتاب
في أصول الفقه، وله شرح الرسالة، وعنه انتشر فقه الشافعي فيما وراء النهر. قلت:
ومن غرائب وجوه القفال هذا ما ذكره في الروضة أبو زكريا أن المريض يجوز له الجمع
بين الصلاتين بعذر المرض، ومن ذلك أنه يستحب أن الكبير يعق عن نفسه، وقد قال لا
يعق عن كبير. وممن روى عنه: أبو عبد الله الحاكم، وأن منده، وأبو عبد الرحمن
السلمي، وأبو عبد الله الحليمي، وأبو نصر عمر بن قتادة، وغيرهم.
(26/346)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 347
وابنه القاسم هو مصنف التقريب نقل عنه صاحب النهاية وصاحب الوسيط. وقال ابن
السمعاني في أبي بكر القفال: إنه صنف كتاب دلائل النبوة وكتاب محاسن الشريعة. قال
أبو زكريا النواوي: إذا ذكر القفال الشاشي فالمراد هو، وإذا ورد القفال المروزي،
فهو القفال الصغير الذي كان بعد الأربعمائة. قال: ثم إن الشاشي يتكرر ذكره في
التفسير والحديث والأًصول والكلام، وأما المروزي فيتكرر ذكره في الفقهيات. وقال
أبو عبد الله الحليمي: كان شيخنا القفال أعلم من لقيته من علماء عصره. فقال
البيهقي في شعب الإيمان أنشدنا ابن قتادة، أنشدنا أبو بكر القفال:
(أوسع رحلي على من نزل .......... وزادي مباح على من أكل)
)
(نقدم حاضر ماعندنا .......... وإن لم يكن غير خبز وخل)
(فأما الكريم فيرضى به .......... وأما اللئيم فمن لم أبل)
قال أبو الحسن الصفار: سمعت أبا سهل الصعلوكي، وسئل عن تفسير أبي بكر، فقال: قدسه
من وجه ودنسه من وجه. ودنسه من وجه أي دنسه من جهة مذهب الإعتزال. مطهر بن أحمد بن
محمد بن علي بن أحمد بن مجاهد، أبو عمر
(26/347)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 348
الحنظلي. شيخ أصبهاني. سمع: محمد بن العباس الأخرم، ومحمد بن يحيى بن منده، ونوح
بن منصور. وعنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نعيم الحافظ، وقال: توفي في رجب.
3 (معد المعز لدين الله أبو تميم)
ابن المنصور إسماعيل القائم بن المهدي العبيدي، صاحب المغرب، والذي بنيت له
القاهرة المعزية، وهو أول من تملك ديار مصر من بني عبيد الرافضة المدعين أنهم
علويون. وكان ولي عهد أبيه، فاستقل بالأمر في آخر سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة،
وسار في نواحي إفريقية يمهد مملكته، فذلل العصاة، واستعمل غلمانه على المدن،
واستخدم الجند، ثم جهز مولاه جوهر القائد في جيش كثيف، فسار فافتتح سجلماسة، وسار
حتى وصل إلى البحر المحيط، وحيد من سمكه، وافتتح مدينة فاس، وأرسل بصاحبها وبصاحب
سبتة
(26/348)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 349
أسيرين إلى المعز. ووطد له من إفريقية إلى البحر، سوى مدينة سبتة، فإنها بقيت لبني
أمية أصحاب الأندلس. وذكر هذا القفطي أن المعز عزم على تجهيز عسكر إلى مصر، فسألته
أمه تأخير ذلك لتحج خفية، فأجابها، وحجت، فلما حصلت بمصر، أحس بها الأستاذ كافور
الإخشيدي، فحضر وخدمها وحمل إليها هدايا، وبعث في خدمتها أجناداً، فلما رجعت من
حجها منعت ولدها من غزو بلاده، فلما توفي كافور بعث المعز جيوشه، فأخذوا مصر. قال
غيره: ولما بلغ المعز موت كافور صاحب ديار مصر، جهز جوهر المذكور إليها، فجبى جوهر
القطائع التي على البربر، فكانت خمسمائة ألف دينار، وسار المعز بنفسه إلى المهدية
في الشتاء، فأخرج من قصور آبائه من الأموال خمسمائة حمل، ثم سار جوهر في الجيوش
إلى مصر في أول سنة ثمان وخمسين، وأنفق الأموال. وكان في أهبة هائلة، وصادف بمصر
الغلاء والوباء، فافتتحها، وافتتح الحجاز والشام، ثم أرسل يعرف المعز بانتظام
الحال، فاستخلف على إفريقية بلكين بن زيري الصنهاجي، وسار في خزانته وجيوشه في سنة
إحدى) وستين. ودخل الإسكندرية في شعبان سنة إثنتين وستين، فتلقاه قاضي مصر أبو
الطاهر الذهلي والأعيان، فطال حديثه معه، وأعلمهم بأن قصده القصد المبارك من إقامة
الجهاد والحق، وأن يختم عمره بالأعمال الصالحة، وأن يعمل بما إمره به جده رسول
الله صلى الله عليه وسلم، ووعظهم وطول حتى بكى بعضهم، ثم خلع على جماعة، ثم سار
فنزل بالجيزة، فأخذه جيشه في التعدية إلى مصر، ثم دخل القاهرة، وقد بنيت له بها
دور الإمرة. ولم يدخل مصر، وكانوا قد احتفلوا وزينوا مصر، فلما دخل القصر خر
ساجداً وصلى ركعتين.
(26/349)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 350
وكان عاقلاً حازماً أديباً سرياً جواداً ممدحاً، فيه عدل وإنصاف، فمن ذلك، قيل إن
زوجة الإخشيد لما زالت دولتهم أودعت عند يهودي بغلطن كله جوهر، ثم فيما بعد
طالبته، فأنكر، فقالت: خذكم البغلطان، فأبى، فلم تزل حتى قالت: هات الكم وخذ
الجميع، فلم يفعل. وكان فيه بضع عشرة درة، فأتت قصر المعز فأذن لها، فأخبرته
بأمرها، فأحضره وقرره، فلم يقر، فبعث إلى داره من خرب حيطانها، فظهرت جرة فيها
البغلطان، فلما رآه المعز تحير من حسنه، ووجد اليهودي قد أخذ من صدره درتين،
فاعترف أنه باعهما بألف وستمائة دينار، فسلمه بكماله، فاجتهدت أن يأخذه هدية أو
بثمن، فلم يفعل، فقال: يا مولانا هذا كان يصلح لي وأنا صاحبة مصر، فأما اليوم فلا،
ثم أخذته وانصرفت. وجاء أن المنجمين، أخبروه أن عليه قطعاً، وأشاروا عليه أن يتخذ
سرداباً ويتوارى فيه سنة، ففعل، فلما طالت غيبته ظن جنده المغاربة أنه قد رفع،
فكان الفارس منهم إذا رأى الغمام ترجل ويقول: السلام عليك يا أمير المؤمنين. ثم
خرج بعد السنة، وتوفي بعد ذلك بيسير. وكان قد قرأ فنوناً من العلم والأدب، والله
أعلم بسريرته. قيل إنه أحضر إليه بمصر كتاب فيه شهادة جده عبيد الله بسلمية، وكتب:
شهد عبيد الله بن محمد بن عبد الله الباهلي. وفي الكتاب شهادة جماعة من أهل سلمية
وحمص، فقال: نعم هذه شهادة جدنا، وأراد بقوله: الباهلي الله أنه من أهل المباهلة
لا أنه من باهلة. وكان المعز أيضاً ينظر في النجوم.
(26/350)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 351
وقيل إنه قال هذين البيتين:
(أطلع الحسن من جبينك شمساً .......... فوق ورد من وجنتيك أطلا)
(وكأن الجمال خاف على الور .......... د ذبولاً فمد بالشعر ظلاً)
) وله فيما قيل:
(لله ما صنعت بنا .......... تلك المحاجر في المعاجر)
(أمضى وأقضى في النفو .......... س من الخناجر في الخناجر)
(ولقد تعبت ببينكم .......... تعب المهجر في الهواجر.)
توفي في ربيع الآخر سنة خمس وستين، وله ست وأربعون سنة، وكان مولده بالمهدية.
منصور بن عبد الملك بن نوح بن نصر بن أحمد بن إسماعيل، أبو صالح الأمير الساماني،
أمير بخارى وسمرقند، وابن أمرائها السامانية. توفي في شوال، وتملك بغداد بعده ولده
أبو القاسم نوح إحدى وعشرين سنة.
(26/351)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 352
(26/352)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 353
1 (وفيات ست وستين وثلاثمائة)
أحمد بن جعفر، أبو الفرج النسائي. حدث ببغداد عن يوسف القاضين وجعفر الفريابي.
وعنه البرقاني، وأبو نعيم. قال محمد بن العباس بن الفرات: ليس بثقة. أحمد بن
الصقر، أبو الحسن المنبجي المقريء. قرأ على: أبي طاهر بن أبي هاشم، وأبي عيسى بكار
بن أحمد، وأبي مقسم. صنف كتاب الحجة في القراءات السبع. روى عنه: عبدان بن عمر
المنبجي، وعلي بن معيوف العين ثرمائي.
(26/353)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 354
أحمد بن محمد بن فرج الجياني. روى عن قاسم بن أصبغ، وغيره. وجمع في اللغة والشعر.
ألف كتاب الحدائق، عارض به كتاب الزهرة لابن داود الطاهري. سجن سنوات من قبل
الدولة لسعاية لحقته حتى مات. أحمد بن عبد الرحمن بن القاسم بن عبد الرحمن بن صالح
بن عبد الغفار بن داود الحراني ثم المصري، أبو صالح. توفي في شعبان. أحمد بن محمد
بن أحمد بن بندار، أبو بكر الإستراباذي، نزيل سمرقند، شيخ صالح ورع، كثير)
المعروف. رحل وسمع: عبد الله بن زيدان، ومحمد الخثعمي، وأبا العباس السراج، ومحمد
بن محمد الباغندي. وعنه أبو سعد عبد الرحمن الإدريسي. أحمد بن محمد بن جمعة بن
السكن، أبو الفوارس النسفي. سمع: محمد بن إبراهيم البوشنجي، وإبراهيم بن معقل
النسفي، وزكريا بن حسين. وعنه خلف بن أحمد الأمير، والحسن بن أبي الحجاج، وغيرهما.
توفي أول السنة، وكان مسند وقته بنسف.
(26/354)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 355
أحمد بن محمد بن حمدون بن بندار، أبو الفضل الشرمقاني الفقيه الأديب الحافظ.
وشرمقان: بليدة من ناحية نسار. رحل وسمع: الحسن بن سفيان، ومسدد بن قطن
النيسابوري، وأبا القاسم البغوي، وأبا عروبة، وابن جوصا، وطائفة سواهم. وعنه
الحاكم، وأبو سعد الماليني. عندي مجلد من حديثه. قرأت على محمد بن أبي العز
بطرابلس، أنا الحسن بن يحيى، أنا عبد الله بن رفاعة، أنا الجعفي، أنا أبو مسعد
الماليني، أنا أبو الفضل أحمد بن محمد الشرمقاني الثاني، ثنا أبو محمد، هو البغوي،
ثنا شجاع بن مخلد، وأبو بكر ابن أبي شيبة، وأبو خثمة قالوا: أنا ابن علية، عن خاله
الحذاء، حدثني الوليد بن مسلم، عن حمران، عن عثمان. رضي الله عنه، عن النبي صلى
الله عليه وسلم: من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة. أحمد بن محمد بن
علي الخزاعي، أبو علي بن الزفتي الدمشقي. سمع: أبا عبيدة بن ذكوان، وأبا الجهم بن
طلاب، ومكحولاً
(26/355)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 356
البيروتي، وأبا جعفر محمد بن عمرو العقيلي. وعنه: تمام، وعبد الوارث الميداني،
ومكي بن الغمر، وجماعة. إبراهيم بن أحمد بن محمد المصري، رئيس المؤذنين بمصر. توفي
فجأة، وقد حدث في هذا العام عن محمد بن زبان.) وعنه يحيى بن الطحان، وقال: توفي في
ذي الحجّة. إسماعيل بن سعيد بن عبد الواسع، أبو سعيد الجرجاني. عن: عمران بن موسى
بن مجاشع، وعبد الرحمن بن عبد المؤمن، وابن عبد الكريم الوزان، وجماعة. قال حمزة
السهمي، كان ثقة صالحاً، ثم روى عنه في تاريخه وقال: توفي في جمادى الأولى. ثابت
بن إبراهيم بن هارون، أبو الحسن الحراني الطبيب، من كبار الأطباء ببغداد. كان نظير
ثابت بن سنان، وكان أبو الحسن هذا أسن من ابن سنان، وله إصابات عجيبة مذكورة كافور
تاريخ الموفق ابن أبي أصيبعة. عاش ستاً وثمانين سنة. جعفر بن محمد بن جعفر، أبو
محمد اليزدي التاجر. سمع: محمد بن بصير، وحاجب بن أركين. وعنه: أبو بكر بن أبي
علي، وأبو نعيم، وأهل أصبهان. الحارث بن عبد الجبار، أبو الأًصبغ الأندلسي.
(26/356)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 357
سمع بإلبيرة من محمد بن فيطيس، وبقرطبة من أحمد بن خالد بن الحباب. وكان ثقة.
الحسن بن أحمد بن أبي سعيد، أبو محمد الجنابي القرمطي، المعروف بالأعصم. مولده
بالأحساء ومات بالرملة، وله شعر جيد وفضيلة. غلب على الشام، وكان كبير القرامطة
ورأسهم في زمانه، واستناب على دمشق وشاح بن عبد الله، وقدم نائباً إلى دمشق سنة ستين.
وكسر جيش المصريين، وقتل مقدمهم جعفر بن فلاح، وكانوا قد أخذوا دمشق، ثم إنه توجه
إلى مصر وحاصرها شهوراً، واستخلف على دمشق ظالم بن موهوب العقيلي، وكان يظهر دولة
أمير الطائع لله. أخباره في تاريخ دمشق، وفي الحوادث.
3 (الحسن بن بويه فناخسرو السلطان)
ركن الدولة أبو علي الديلمي، صاحب أصبهان والري وهمذان وعراق
(26/357)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 358
العجم كله، والد السلطان عضد الدولة وفخر الدولة ومؤيد الدولة.) كان ملكاً جليلاً
سعيداً في أولاده، قسم عليهم الممالك، فقاموا بها أحسن قيام، وملك أربعاً وأربعين
سنة وأشهراً، وكان أبو الفضل بن العميد وزيره، فلما مات ابن العميد استوزر ولده
أبا الفتح بن العميد، وأما الصاحب إسماعيل بن عباد فكان وزير ولديه مؤيد الدولة
وفخر الدولة. توفي ركن الدولة في المحرم عن نيف وثمانين سنة بقولنج أصابه ووجد بعده
عضد الدولة طريقاً إلى ما كان يخفيه من قصد العراق، وهو أخو معز الدولة أحمد وعماد
الدولة علي. الحكم المستنصر بالله، صاحب الأندلس أبو العاص بن الناصر لدين الله
عبد الرحمن الأموي. بقي في المملكة بعد أبيه ستة عشر عاماً، وعاش ثلاثاً وستين
سنة. وكان حسن السيرة، مكرماً للقادمين عليه. جمع من الكتب ما لا يحد ولا يوصف
كثرة ونفاسة، مع العلم والنباهة، وحسن السيرة وصفاء السريرة. سمع من: قاسم بن
أصبغ، وأحمد بن دحيم، ومحمد بن محمد بن عبد السلام الخشني، وزكريا بن خطاب، وأكثر
منه. وأجاز له ثابت بن قاسم، وكتب عن خلق كثير سوى هؤلاء.
(26/358)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 359
وكان يستجلب المصنفات من الأقاليم والنواحي، باذلاً فيها ما أمكن من الأموال، حتى
ضاقت عنها خزائنه، وكان ذا غرام بها، قد آثر ذلك على لذات الملوك، فاستوسع علمه،
ودق نظره، وجمت استفادته. وكان في المعرفة بالرجال والأنساب والأخبار أحوذياً نسيج
وحده. وكان أخوه عبد الله المعروف بالولد على هذا النمط من محبة العلم، فقتل في
أيام أبيه. وكان الحكم ثقة فيما ينقله. قال ابن الأبار: هذا أضعافه فيه. وقال:
عجباً لابن الفرضي، وابن بشكوال كيف لم يذكراه. كنيته أبو العاص. وولي الأمر في
سنة خمسين وثلاثمائة بعد والده، وقل ما نجد له كتاباً من خزانته إلا وله فيه قراءة
أو نظر في أبو نعيم الحافظ في أي فن كان، ويكتب فيه نسب المؤلف ومولده ووفاته،
ويأتي من ذلك بغرائب لا تكاد توجد إلا عنده لعنايته بهذا الشأن. توفي بقصر قرطبة
في ثاني صفر، رحمه الله. وقد شدد في إبطال الخمور في مملكته تشديداً مفرطاً، ومات
بالفالج، وولي الأمر بعده ابنه المؤيد بالله هشام، وسنه يومئذ تسع سنين، وقام
بتدبر المملكة الحاجب أبو عامر محمد بن عبد الله بن أبي عامر العامري القحطاني
الملقب بالمنصور، فكان هو الكل. عبد الله بن غانم، أبو محمد الطويل النيسابوري
الصيدلاني.) سمع أبا عبد الله الوشنجي، وأبا بكر الجارودي. قال الحاكم: عاش مئة
وسنتين.
(26/359)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 360
عبد الله بن موسى بن كريد، أبو الحسن السلامي. غلط من سمى وفاته فيها، إنما توفي
سنة أربع وسبعين. عبد الله بن محمد بن علي بن زياد، أبو محمد النيسابوري المعدل.
سمع: جده أحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن بنت نصر بن زياد، وعبد الله بن محمد بن
شيرويه، وحدث عنهما بمسند إسحاق، وموسى بن جعفر بن الملك الحافظ، ومن مسدد بن قطن،
وفي الرحلة من أحمد بن الحسن الصوفي الحراني، والهيثم بن خلف الدوري، والمفضل بن
محمد الجندي، وغيرهم. وعنه: الحاكم أبو عبد الله، وقال: توفي سنة ست وستين، وله
ثلاث وثمانون سنة وروى عنه مسند إسحاق: أبو سعد عبد الرحمن بن حمدان النصروي. عبد
الرحمن بن أحمد بن بقي بن مخلد، أبو الحسن القرطبي. سمع من: أبيه، ومحمد بن عمر بن
لبابة، وأسلم، وأحمد بن خالد، وجماعة. وكان ثقة، ضابطاً، فصيحاً، بليغاً، وقوراً.
سمع الناس منه كثيراً. قال ابن الفرضي: أخبرني من سمعه يقول: الإجازة عندي وعند
أبي وجدي كالسماع، أريد علي الصلاة بقرطبة واستعفى عن ذلك، وتوفي في ربيع الأول،
وله أربع وستون سنة.
(26/360)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 361
عبد الرحمن بن إسماعيل بن عبد الله بن سليمان، أبو عيسى الخولاني المصري الفروضي.
يروي عن: أبي عبد الرحمن النسائي، وأبي يعقوب المنجنيقي. وعنه: علي بن منير
الخلال، ويحيى بن علي الطحان، وقال: توفي في صفر. عبد الرحمن بن محمد بن محبور،
أبو الفرج الميمي النيسابوري، بقية الكرامية، ومحدثهم. سمع: الحسين بن محمد
القباني، وأبا يحيى البزاز وطائفة. روى عنه: الحاكم وغيره. توفي في شعبان عن ثمان وثمانين
سنة. عثمان بن الحجاج بن يعقوب بن يوسف، أبو عمرو الخولاني المصري الشاعر. توفي في
صفر.) عصام بن العباس، أبو محمد الضبي الهروي. روى عن: محمد بن مخلد العطار،
وغيره. وعنه: ابنه رافع، وأبو عثمان القرشي الهروي. علي بن أحمد بن عبد العزيز أبو
الحسن الجرجاني المحتسب، نزيل نيسابور. سمع: عمر بن محمد بن بجير، وعمران بن موسى
بن مجاشع الحافظ، ومحمد بن يوسف الفربري، وحدث بنيسابور.
(26/361)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 362
أخذ عنه أبو عبد الله الحاكم، وقال: توفي في صفر. وقال أيضاً: كثير السماع معروف
بالطلب، إلا أنه وقع إلى أبي بشر المصعبي الفقيه، فكأنه أخذ سيرته في الحديث،
فظهرت منه المجازفة عند الحاجة إليه، فترك. قال: وسمع صحيح البخاري وثنا بالعجائب
عن أبي بشر المروزي، يعني المصعبي. علي بن أحمد بن المرزبان أبو الحسن البغدادي
الفقيه الشافعي. كان إماماً ورعاً. أخذ الفقه عن أبي الحسين بن القطان. وعنه أخذ
الشيخ أبو حامد الإسفرايني أول ما قدم العراق. وهو صاحب وجه في المذهب. وبلغنا عنه
أنه قال: ما لأحد علي مظلمة. توفي في رجب من السنة. عيسى بن العلاء بن نذير، أبو
الأصبغ السبتي. دخل الأندلس، وسمع من: أحمد بن خالد بن الحباب، ومحمد بن عبد الملك
بن أيمن، وقاسم بن أصبغ. ولي قضاء سبتة وخطابتها، وعاش سبعاً وثمانين سنة. عسى بن
عبد الرحمن بن حبيب، أبو الأصبغ المصمودي الأندلسي.
(26/362)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 363
سمع: محمد بن عبد الملك بن أيمن، ورحل مع عبد الرحمن بن عبد الله بن المقريء، وابن
الأعرابي، وجماعة كثيرة. وكان أحد الفقهاء.) توفي في جمادى الآخرة بأشونة. علي بن
محمد بن الحسين، ويلقب: ذو الكفايتين، أبو الفتح ابن الوزير أبي الفضل محمد بن
العميد. ولي الوزارة بعد موت والده لبني بويه، وكان شاعراً محسناً مفلقاً. مدح عضد
الدولة بن بويه وغيره. وله من مطلع قصيدة بديعة:
(أفيضت عقود أبا مسلم الكجي أفيضت مدامع .......... وهذي دموع أم نفوس هواميع)
ومنها في وصف العدو المخذول:
(بطرتم فطرتم والعصا زجر من عصى .......... وتقويم عبد الهون بالهون رادع)
وقد وزر وعظم قدره، ومات في ربيع الآخر سنة ست وستين تحت العذاب. القاسم بن غانم
بن حمويه، أبو مصر الطيب الصيدلاني. شيخ نيسابوري معمر. سمع: محمد بن إبراهيم
البوشنجي، والحسين بن محمد القباني، وجماعة. وعنه الحاكم قال: لم تعجبني منه رواية
تاريخ يحيى بن بكير بن البوشنجي. قال: وتوفي في ذي الحجّة، وله مائة وخمس سنين،
فإني لم أزل
(26/363)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 364
أسمع أن مولده سنة ستين ومائتين. محمد بن أحمد بن شبويه، أبو عبد الله الأصبهاني
الوراق. قال أبو نعيم: كتب بالشام والعراق، وثنا قال: ثنا علي بن محمد بن زيد
بحران، ثنا هشام بن القاسم الحراني، فذكر حديثاً. محمد بن بطال بن وهب بن عبد الله
التميمي اللورقي. رحل إلى المشرق مرتين، أولاهما سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة، فسمع
من أبي: سعيد بن الأعرابي، وابن أبي مطر الإسكندراني، وأحمد بن مسعود الزبيري،
وطبقتهم. وعني بالحديث والتقييد. سمع منه غير واحد من علماء قرطبة، وتوفي بلورقة،
رحمه الله. محمد بن جعفر بن محمد بن كنانة، أبو بكر البغدادي المؤدب. روى عن: محمد
بن يونس الكديمي، وابن مسلم الكجي، ومحمد بن سهل العطار.) وعنه: علي بن أحمد
الرزاز، وبشري الفاتني. قال ابن أبي الفوارس: كان فيه تساهل، لم يكن عندي بذاك.
محمد بن الحسن بن أحمد بن إسماعيل، أبو الحسن النيسابوري السراج المقريء الزاهد.
رحل وسمع: أبا شعيب الحراني، والحسين بن المثنى العنبري، ومطيناً، وموسى بن هارون،
ويوسف بن يعقوب القاضي، وطبقتهم.
(26/364)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 365
روى عنه: أبو عبد الله الحاكم، وأبو سعيد الماليني، وأبو الحسين بن العاني، وأبو
بكر محمد بن إبراهيم المشاط، والأستاذ محمد بن القاسم الماوردي القلوسي، وأبو بكر
محمد بن عبد العزيز الجزري، وخلق من النيسابوريين، وغيرهم. قال الحاكم: قل ما رأيت
إجتهاداً وعبادة منه. وكان يعلم القرآن، وما أشبه حاله إلا بحال أبي يونس الفسوي
الزاهد، صلى حتى أقعد، وبكى حتى عمي. حدث أبو الحسن من أصول صحيحه، وتوفي يوم
عاشوراء. وسمعته يقول: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام، فتبعته حتى
وقف على قبر يحيى، وتقدم، وصف خلفه جماعة من الصحابة فصلى عليه، ثم التفت فقال:
هذا القبر أمان لأهل المدينة. محمد بن عبد الله بن زكريا بن حيويه، أبو الحسن
القاضي النيسابوري المصري. قدم مصر في صغره، أو ولد بها. وسمع: بكر بن سهل
الدمياطي، وأحمد بن عمرو البزار، وأحمد بن شعيب النسائي، وعبد الله بن أحمد بن عبد
السلم الخفاف، وغيرهم. وهو ابن أخي يحيى بن زكريا بن حيويه الحافظ الأعرج، صاحب
قتيبة، وابن راهويه، فروي عن عمه أيضاً، وأحسبه هو المدني. رحل به إلى مصر. روى
عنه: الحافظ عبد الغني المصري، وعلي بن محمد الخراساني القياس، وهارون بن يحيى
الطحان، وأبو القاسم يحيى بن علي بن الطحان،
(26/365)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 366
ومحمد بن جعفر بن أبي الذكر، وجماعة آخرهم محمد بن الحسين النيسابوري المصري
الطفال. توفي في رجب من السنة، وكان شافعياً رأساً في الفرائض. وثقه ابن ماكولا
وقال: وكان ثقة نبيلاً. قال: مولدي سنة ثلاث وسبعين ومائتين. قال ابن عساكر: روى
عنه: النسائي، وجعفر بن أحمد بن عاصم، وإسحاق بن إبراهيم المنجنيقي، ومحمد بن جعفر
بن أعين، وسمى جماعة.) قال الدارقطني: كان رحمه الله لا يترك أحداً يتحدث، وقال:
جئت إلى شيخ عنده الموطأ وكان يقرأ عليه وهو يتحدث، فلما فرغ قلت: أيها الشيخ تقرأ
عليك الحديث وأنت تتحدث فقال: كنت أسمع، فلم أعد إليه. محمد بن محمد بن يعقوب، أبو
بكر المصري السراج. روى عن أبي يعقوب المنجنيقي، والنسائي. وتوفي في آخر السنة.
محمد بن علي بن عبد الله الوزدولي الجرجاني النهرواني. روى عن أحمد بن محمد بن عبد
الكريم الوزان، ومات ببغداد. محمد بن محمد بن أحمد بن منصور، أبو منصور القزويني
الفقيه. رحل وسمع: عمران بن موسى بن مجاشع، وأبا يعلى المولى، وعمران بن أبي
غيلان، وحامد بن شعيب، وحدث ببلده.
(26/366)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 367
1 (وفيات سنة سبع وستين وثلاثمائة)
أحمد بن إبراهيم بن بشر، أبو بكر اللحياني المصري. يروي عن النسائي. وعنه يحيى بن
الطحان، وقال: توفي في أول السنة. أحمد بن عيسى بن النعمان، أبو عمرو الصائغ. روى
عنه أبو سعد الإدريسي في تاريخ إستراباذ، قال: هو محدث ثقة. سمع محمد بن إبراهيم
بن شعيب الغازي وغيره، ومات سنة سبع أو ثمان وستين. أحمد بن يعقوب، أبو بكر
الجرجاني الأديب. روى عن أبي خليفة. كان كذاباً. إبراهيم بن محمد بن أحمد بن
محمويه، أبو القاسم النصراباذي،
(26/367)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 368
الواعظ الصوفي الزاهد. ونصراباذ محلة بنيسابور. سمع: ابن خزيمة، والسراج، ويحيى بن
صاعد، وابن جوصا، ومكحولاً البيروتي، وأحمد بن) عبد الوارث العسال، هذه الطبقة
بالعراق والشام ومصر. وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وأبو عبد الرحمن السلمي، وأبو
حازم العبدري، وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي. وقال السلمي: كان شيخ الصوفية
بنيسابور، له لسان الإشارة، مقروناً بالكتاب والسنة. كان يرجع إلى فنون من العلم،
منها حفظ الحديث وفهمه، وعلم التاريخ وعلوم المعاملات والإشارة. إلتقى الشبلي،
وأبا علي الروذباري. قال: ومع معظم حاله كم مرة قد ضرب وأهين وكم حبس، فقيل له:
إنك تقول: الروح غير مخلوق، قال: لست أقول ذا ولا أقول إن الروح مخلوق، ولكن أقول
ما قال الله: قل الروح من أمر ربي، فجهدوا به، فقال: ما أقول إلا ما قال الله.
قلت: هذا كلام زيف، وما يشك مسلم في خلق الأرواح، وأما سؤال اليهود لنبينا صلى
الله عليه وسلم عن الروح فإنما هو عن ماهيتها وكيفيتها لا عن خلقها، فإن الله خالق
كل شيء، وخالق أرواحنا ودوابنا وموتنا وحياتنا. قال السلمي: وقيل له: إنك ذهبت إلى
الناووس وطفت به وقلت: هذا طوافي، فقالوا له: إنك نقصت محل الكعبة، فقال: لا
ولكنهما مخلوقان، لكن جعل ثم فضل ليس ههنا، وهذا كمن يكرم الكلب لأنه خلق الله،
فعوتب في ذلك سنين. قلت: وهذه سقطة أخرى له، والله يغفر له أفتكون قبلة الإسلام
مثل
(26/368)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 369
القبور التي لعن من اتخذها مسجداً قال السلمي: وسمعت جدي ابن بجيد يقول: منذ عرفت
النصراباذي ما عرفت له جاهلية. وقال الحاكم: هو لسان أهل الحقائق في عصره، وصاحب
الأحوال الصحيحة، وكان جماعة للروايات ومن الرحالين في الحديث، وكان يورق قديماً،
فلما وصل إلى علم الحقيقة ترك الوراقة وغاب عن نيسابور نيفاً وعشرين سنة، وكان يعظ
ويذكر، ثم إنه في سنة خمس وستين حج وجاور بمكة، ثم لزم العبادة حتى توفي فيها في
ذي الحجّة سنة سبع، ودفن عند الفضيل بن عياض. قال الحاكم: وبيعت كتبه وأنا في
بغداد، وكشفت تلك الكتب عن أحوال، والله أعلم. وسمعته يقول، وعوتب في الروح، فقال
لمن عاتبه: إن كان بعد الصديقين، موحد فهو الحلاج. قال الخطيب: كان ثقة.) وقال أبو
سعيد الماليني: سمعته يقول: إذا أعطاكم حباكم، وإذا لم يعطكم محاكم، فشتان ما بين
الحبا والحمى، فإذا حباك شغلك، وإذا حماك جملك. قال النصر آباذي: إذا أخبر الله عن
آدم بصفة آدم قال: وعصي آدم وإذا أخبر الله عنه بفضله عليه قال: إن الله اصطفى
آدم. وقال: أصل التصوف ملازمة الكتاب والسنة، وترك الأهواء والبدع، وتعظيم حرمة
المشايخ، ورؤية أعذار الخلق، وحسن صحبة الرفقاء، والقيام
(26/369)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 370
بخدمتهم، واستعمال الأخلاق الجميلة، والمداومة بخدمتهم، واستعمال الأخلاق الجميلة،
والمداومة على الأوراد، وترك ارتكاب الرخص. وقال: نهايات الأولياء بدايات
الأنبياء. وقال: المحبة مجانبة السلو على كل حال، ثم أنشد:
(ومن كان في طول الهوى ذاق سلوة .......... فإني من ليلي بها غير ذائق)
(وأكبر شيء نلته وصالها .......... أماني لم تصدق كلمحة بارق)
قال السلمي: كان أبو القاسم النصراباذي يحمل الدواة والورق، وكلما دخلنا بلداً قال
لي: قم حتى نسمع، وذلك في سنة ست وستين وثلاثمائة، فلما دخلنا بغداد قال: قم بنا
إلى القطيعي، وكان له وراق قد أخذ من الحاج شيئاً ليقرأ لهم، فدخلنا، فأخطأ الرواق
غير مرة، والنصرأباذي يرد عليه، وأهل بغداد لا يحملون هذا من الغرباء، فلما رد
عليه الثالثة قال: يا رجل إن كنت تحسن تقرأ فتعال، كالمستهزيء به، فقام الأستاذ
أبو القاسم وقال: تأخر قليلاً، وأخذ الجزء فقرأ قراءة تحير منها القطيعي ومن حوله،
فقرأ ثلاثة أجزاء، وجاء وقت الظهر، فسألني الوراق: من هذا قلت: الأستاذ أبو القاسم
النصراباذي، فقام وقال: أيها الناس، هذا شيخ خراسان. قال السلمي: وقد خرج بنا
نستسقي مرة، فعمل طعاماً كثيراً، وأطعم الفقراء، فجاء المطر كأفواه القرب، وبقيت
أنا وهو لا نقدر على المضيء بحال. قال: فأومأ إلى مسجد، فكان يكف، وكنا صياماً،
فقال: لعلك جائع ترج أن أطلب لك من الأبواب كسرة قلت: معاذ الله. وكان يترنم بهذا:
(خرجوا ليستسقوا فقلت لهم: قفوا .......... دمعي ينوب لكم عن الأنواء)
(26/370)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 371
(قالوا: صدقت ففي دموعك مقنع .......... لكنها ممزوجة بدماء)
) قلت: ومن مريديه أبو علي الدقاق شيخ أبو القاسم القشيري، رحمهم الله تعالى.
إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن، أبو إسحاق السرخسي ثم الهروي، والد الشيخين
إسماعيل، وإسحاق أبي يعقوب الحافظ، ويعرف بالقراب. إبراهيم بن محمد بن إبراهيم
الهوري الوراق. روى عن أبي علي محمد بن محمد بن يحيى القراب، وغيره. وعنه شيب
البوشنجي. بختيار عز الدولة بن معز الدولة أحمد بن بويه الديلمي، أبو منصور. ولي
الملك بالعراق بعد أبيه، وتزوج الخليفة بابنته شاه ناز على مائة ألف دينار، وخطب
وقت العقد القاضي أبو بكر بن قريعة، وذلك في سنة أربع وستين. وكان عز الدولة ملكاً
سرياً شديد القوي، قيل إنه كان يمسك الثور العظيم بقرنيه فيصرعه، وكان متوسعاً في
النفقات والكلف. حكى بشر الشمعي أن راتبه من الشمع كان في كل شهر ألف من. وكان بين
عز الدولة وبين ابن عمه عضد الدولة منافسات في الملك
(26/371)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 372
أدت إلى التنازع، وأفضت إلى القتال بينهما، فالتقيا في شوال من السنة، فقتل عز
الدولة في المعركة، وحمل رأسه إلى يدي عضد الدولة، فوضع المنديل على وجهه وبكى،
وتملك بعده، واستقل بالممالك. وعاش عز الدولة ستاً وثلاثين سنة. وقد مر من أخباره
في الحوادث. تامش بن تكين، أبو منصور المعتمدي. حدث بمصر. حسن بن وليد، أبو بكر
القرطبي الفقيه النحوي، المعروف بابن العريف. كان بارعاً في النحو، خرج إلى مصر في
أواخر عمره، ورأس فيها، وكانت له حلقة بجامعها، وبها توفي. دارم بن أحمد بن السري
بن صقر، أبو معن الرفا المصري. يروي عن ابن زبان. عبد الرحمن بن محمد بن جعفر، أبو
محمد الهامشي الجرجاني ثم النيسابوري الغازي المرابط. سمع أبا العباس السراج، وابن
خزيمة.) وعنه الحاكم. وكان من المطوعة. عبد الله بن علي بن حسن، أبو محمد القومسي
الفقيه، قاضي جرجان. روى عن أبيه، والبغوي، وابن صاعد، وتفقه على أبي إسحاق
المروزي.
(26/372)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 373
توفي في ربيع الآخر، وقد قارب الثمانين. عبد الله، ويقال: عبد الرحمن بن محمد بن
عبد الله، الإمام أبو القاسم القرشي الحراني، إمام جامع دمشق. روى عن محمد بن أحمد
بن أبي شيخ الحراني. روى عنه عبد الرحمن بن عمر بن نصر، وجماعة. وكان عبداً
صالحاً. توفي في جمادى الآخرة، ودفن بمقبرة باب كيسان. عبد الله بن عبد الله بن
محمد بن أبي سمرة البندار البغوي، ثم البغدادي. سمع محمد بن محمد الباغندي،
وطبقته. وعنه البرقاني، ووثقه، وعلي بن عبد العزيز الظاهري، ومحمد بن عمر بن بكير.
وكان ذا معرفة وعلم. عبد الغفار بن عبيد الله بن السري، أبو الطيب الحضيني الواسطي
المقريء النحوي. رأيت له مصنفاً في القراءآت. قرأ على: ابن مجاهد، وعلى محمد بن
جعفر بن الخليل، وأبي العباس أحمد بن سعيد بن الضرير. قرأ عليه: محمد بن الحسين
الكارزيني، وغيره.
(26/373)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 374
وحدث عن عمر بن أبي غيلان، ومحمد بن جرير الطبري، وأحمد بن حماد بن سفيان، وجماعة.
حدث عنه أبو العلاء الواسطي، والصحناني، وإبراهيم بن سعيد الرفاعي، وأحمد بن محمد
بن علان المعدل، وغيرهم. وأصله كوفي، سكن واسطاً وأقرأ بها الناس. قال خميس
الحوزي: أظن أنه توفي سنة سبع وستين وثلاثمائة. وكان ثقة.) قلت: وقرأ عليه
القراءآت أبو بكر أحمد بن المبارك الواسطي، وأقرأها ببغداد بعد الأربعمائة. عبد
الملك بن العباس، أبو علي القزويني الزاهد. قل الخليلي: سمعت شيوخنا يقولون: إنه
كان من الأبدال. سمع الحسن بن علي الطوسي، وعبد الرحمن بن أبي حاتم. عثمان بن
الحسن بن عزرة، أبو يعلى البغدادي الوراق المعروف بالطوسي. سمع: أبو القاسم
البغوي، والحسين بن عفير، وابن أبي دواد، وأخا أبي الليث الفرائضي. روى عنه: عبد
الله بن يحيى السكري، والبرقاني، وقال: كان ثقة ذا معرفة، له تخريجات وجموع. توفي
في ربيع الآخر. عثمان بن أحمد بن سمعان، أبو عمرو المجاشي.
(26/374)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 375
سمع: الحسن بن علوية، والهيثم بن خلف، وأحمد بن فرج. روى عنه: محمد بن طلحة بن
عمير بن بكير، وجماعة. وثقه الخطيب. علي بن أحمد بن محمد بن خلف بن القاسم
البغدادي بن وكيع البغوي. علي بن محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن هارون، أبو الحسن
الحضرمي المصري الطحان، والد المحدث أبو القاسم يحيى. سمع: أبن عبد الله الوارث،
والطحاوي. علي بن مضارب بن إبراهيم، أبو القاسم النيسابوري القاريء الزاهد. سمع:
أبا عبد الله البوشنجي، وإبراهيم بن علي الذهلي، وغيرهما. توفي في ذي الحجّة. وعنه
الحاكم. عمر النصراباذي محمد بن بهته، أبو حفص المناشر. سمع من: أبي مسلم الكجي
حديثاً واحداُ، وسمع أبا بكر الفريابي، ومحمد بن صالح الصائغ. وعنه: محمد بن عمر
بن بكير. وعاش مائة وسنتين. عبد الله بن محمد، الشيخ القدوة، أبو محمد الراسبي
البغدادي الزاهد، تلميذ أبي محمد) الجريري، وابن عطاء. أخذ عنه: أبو عبد الرحمن
السلمي، وقال: أقام بالشام مدة، ثم رجع إلى بغداد ومات بها. ومن كلامه: البلاء
صحبة من لا يوافقك ولا تستطيع تركه.
(26/375)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 376
وقال: الهموم عقوبات الذنوب. وقال المحبة إن ظهرت فضحت، وإن كتمت قتلت. القاسم بن
علي بن جعفر، أبو أحمد البغدادي البلاذري. عن صاحب أركين الفرغاني. وعنه أبو
العلاء الواسطي. ووثقه، والمقريء أبو الحسن الحذاء. وكان معتزلياً، ورخه ابن أبي
الفوارس. محمد بن أحمد بن عبد الله بن نصر بن بجير القاضي، أبو الطاهر الذهلي
البغدادي، نزيل مصر وقاضيها. ولي قضاء واسط، وقضاء جانب بغداد، وقضاء دمشق، ثم مصر
معها، واستناب على دمشق أبا الحسن بن حذلم، وأبا علي بن هارون. وحدث عن: بشر بن
موسى، وأبي مسلم الكجي، وأبي العباس ثعلب، ومحمد بن يحيى المروزي، وموسى بن هارون،
ومحمد بن عثمان بن أبي سويد، وأبي شعيب الحراني، وأبي خليفة، وخلق سواهم. روى عنه:
الدارقطني، وتمام، وعبد الغني بن سعيد، وابن الحاج الإشبيلي، ومحمد بن نظيف، ومحمد
بن الحسين الطفال، وآخرون. ووثقه الخطيب. قال ابن ماكولا: أنا أبو القاسم بن ميمون
الصدفي، أنا عبد الغني
(26/376)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 377
الحافظ قال: قرأت على القاضي أبي الطاهر كتاب العلم ليوسف بن يعقوب، فلما فرغ قال:
كما قريء عليك قال: نعم إلا اللحنة بعد اللحنة. قلت: أيها القاضي فسمعته معرباً
قال: لا. قلت: هذه بهذه. وقمت من ليلتي، فجلست عند اليتيم النحوي. وقال طلحة بن
محمد بن جعفر: استقصى المتقي لله سنة تسع وعشرين وثلاثمائة أبا طاهر محمد بن أحمد
الذهلي، وله أبوة في القضاء، سديد المذهب، متوسط الفقه، على مذهب مالك،) وكان له
مجلس يجتمع إليه المخالفون ويناظرون بحضرته، وكان يتوسط الفقه بينهم، ويتكلم بكلام
سديد، ثم صرف بعد أربعة أشهر، ثم استقضى على الشرقية سنة أربع وثلاثين، وعزل منذ
نحو خمسة أشهر. وقال عبد الغني: سألت أبا الطاهر عن أول ولايته القضاء فقال: سنة
عشر وثلاثمائة. وقد كان ولي البصرة. وقال لي: كتبت العلم سنة ثمان وثمانين
ومائتين، ولي تسع سنين. قال: وقرأ القرآن كله وله ثمان سنين، وكان مفوهاً حسن
البديهة، شاعراً، حاضر الحجة، علامة، عارفاً بأيام الناس، غزير الحفظ، لا يمله
جليسه من حسن حديثه، وكان كريماً، ولي قضاء مصر سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة. وأقام
على القضاء ثماني عشرة سنة. قال الحافظ عبد الغني: وسمعت الوزير أبا الفرج يعقوب
بن يوسف يقول: قال لي الأستاذ كافور: أجتمع بالقاضي أبو بكر البغدادي الطاهر فسلم
عليه، وقل له: إنه بلغني أنك تنبسط مع جلسائك، وهذا الإنبساط يقل هيبة الحكم،
فأعلمته بذلك، فقال لي: قل للأستاذ: لست ذا مال أفيض به على جلسائي، فلا يكون أقل
من خلقي، فأخبرت الأستاذ فقال: لا تعاوده، فقد وضع القصعة. قال عبد الغني: سمعت
أحمد بن محمد بن سعرة، أنه سمع أبا بكر
(26/377)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 378
ابن مقاتل يقول: أنفق القاضي أبو طاهر بيت مال خلفه له أبوه. قال عبد الغني: لما
تلقى أبو الطاهر القاضي المعز أبا تميم بالإسكندرية سأله المعز فقال: يا قاضي كم
رأيت من خليفة قال واحداً. قال: من هو قال: أنت، والباقون ملوك، فأعجبه ذلك. ثم
قال له أحججت قال: نعم. قال: وسلمت على الشيخين: قال: شغلني عنهما النبي صلى الله
عليه وسلم، كما شغلني الخليفة عن ولي عهده، فازداد به المعز إعجاباً، وتخلص من ولي
العهد، إذ لم يسلم عليه بحضرة المعز، فأجازه المعز يومئذ بعشرة آلاف درهم. وحدثن
زيد بن علي الكاتب: أنشدنا القاضي أبو الطاهر السدوسي لنفسه:
(إني وإن كنت بأمر الهوى .......... غرا فستري غير مهتوك)
(أكني عن الحب ويبكي دماً .......... قلبي ودمعي غير مسفوك)
(فاظهري ظاهر مستملك .......... وباطني باطن مملوك)
أخبرني أبو القاسم حمار النصراباذي علي بصور قال: أتيت القاضي أبا الطاهر بأبيات
قالها في) ولده، فبكي وأنشدناها وهي:
(يا طالباً بعد قتل .......... ي الحج لله نسكاً)
(تركتني فيك صبا .......... أبيك عليك وأبكي)
(وكيف أسلوك قل لي .......... أم كيف أصبر عنكا)
(روحي فداؤك هذا .......... جزاء عبدك منكا)
حدثني محمد بن علي الزينبي، ثنا محمد بن علي بن نوح قال: كنا في دار القاضي أبي
الطاهر، نسمع عليه، فلما قمنا صاح بي بعض من
(26/378)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 379
حضر: يا قاضي، وكان ابن نوح يلقب بالقاضي، فسمع القاضي أبو الطاهر، فأنفذ إلينا
حاجبه فقال: من القاضي فيكم فأشاروا إلي، فلما دخلت عليه قال لي: أنت القاضي فقلت:
نعم. فقال لي: فأنا ماذا فسكت، ثم قلت هو لقب لي. فتبسم، فقال لي: تحفظ القرآن
قلت: نعم. قال: تبيت عندنا الليلة أنت وأربعة أنفس معك، وتواعدهم ممن تعلمه يحفظ
القرآن والأدب، قال: ففعلت ذلك، وأتيت المغرب فقدم إلينا ألوان وحلوى، فلم يحضر
القاضي، فلما قاربنا الفراغ خرج إلينا القاضي يزحف من تحت ستر، ومنعنا من القيام،
وقال: كلوا معي، فلم آكل بعد، ولا يجوز أن تدعوني آكل وحدي، فعرفا أن الذي دعاه
إلى بيتنا عنده عمه على ولده أبي العباس، وكان غائباً بمكة، ثم أمر من يقرأ منا،
ثم استحضر ابن المقارعي وأمره بأن يقول. وقام جماعة منا وتواجدوا بين يديه، ثم قال
شعراً في وقته، وألقاه على ابن المقارعي يغني به، والشعر هو: يا طالباً بعد قتلي
فبكى القاضي بكاء شديداً، وقدم ابنه بعد أيام يسيرة، فقلت: هذا وما قبله من خط
أمين الدين محمد، أحمد بن شهيد. قال: وجدت بخط عبد الغني بن سعيد الحافظ، فذكر
ذلك. قال ابن زولاق في أخبار قضاة مصر: ولد أبو الطاهر الذهلي ببغداد في ذي الحجّة
سنة تسع وسبعين ومائتين، وكان أبوه يلي قضاء واسط، فصرف بابنه أبي طاهر من واسط،
وولي موضعه، وأخبرني أبو طاهر أنه كان يخلف أباه على البصرة سنة أربع وتسعين. قال:
وولي قضاء دمشق من قبل المطيع، فأقم بها تسع سنين، ثم دخل مصر زائراً لكافور سنة
أربعين، ثم ثار به أهل دمشق وآذوه، وعملت
(26/379)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 380
عليه محاضر، فعزل، وأقام بمصر إلى آخر أيام ابن الخصيب وولده، فسعى في القضاء ابن
وليد وبذلك ثلاثة آلاف دينار، وحملها على يد فنك) الخادم، فمدح الشهود أبا الطاهر
وقاموا معه، فولاه كافور، وطلب له العهد من ابن أم شيبان، فولاه القضاء، وحمدت
سيرته بمصر. واختصر تفسير الجبائي وتفسير البلخي، ثم إن عبد الله بن وليد ولي قضاء
دمشق. وكان أبو طاهر قد عني به أبوه، فسمعه سنة سبع وثمانين ومائتين، فأدرك
الكبار. قال: وقد سمع من عبد الله بن أحمد بن حنبل، وبشر بن موسى، وإبراهيم
الحربي، ولم يخرج عنهم شيئاً لصغره، وحصل للناس عنه، إملاء وقراءة، نحو مائتي جزء.
وحدث بكتاب طبقات الشعراء لمحمد بن سلام، عن أبي خليفة الجمحي، عن ابن سلام. ولم
يزل أمره مستقيماً إلى أن لحقته علة عطلت شقه سنة ست وثلاثمائة، فقلد العزيز حينئذ
القضاء علي بن النعمان، فكانت ولاية أبي طاهر ست عشرة سنة وعشرة أشهر، وأقام
عليلاً، وأصحاب الحديث ينقطعون إليه، وتوفي آخر يوم من سنة سبع وستين. قلت: وقيل
كان قد استعفى من القضاء قبل موته بيسير. قرأت على أحمد بن هبة الله، أخبرك المسلم
المازني، أنا عبد الرحمن بن أبي الحسن الداراني سنة إحدى وخمسين وخمسمائة، أنا سهل
بن بشر، أنا علي بن محمد الفارسي، أنا محمد بن أحمد بن عبد الله الذهلي، ثنا يوسف
القاضي، ثنا محمد بن أبي بكر، أنا وهب بن جرير، أنا أبي، سمعت يعلى بن حكيم، عن
عكرمة، عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أتاه ماعز قال: ويحك لعلك
قبلت أو غمزت أو نظرت قال: لا. قال رسول الله
(26/380)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 381
صلى الله عليه وسلم: أنكتها لا يكنى، قال: نعم. فعند ذلك أمر برجمه. محمد بن إسحاق
بن منذر بن إبراهيم بن محمد بن السليم، ابن الداخل إلى الأندلس أبي عكرمة جعفر،
أبو بكر القرطبي، قاضي الجماعة. ولد سنة اثنتين وثلاثمائة، وولي قضاء الجماعة
بالأندلس في أول سنة ست وخمسين. سمع: الملك بن خالد، ومحمد بن عبد الملك بن أيمن،
وحج فسمع أبا سعيد ابن الأعرابي، وبمصر من جماعة، ورجع فأقبل على التدريس والزهد
والعبادة. وكان من كبار المالكية، حافظاً للفقه، بصيراً باختلاف العلماء، عالماً
بالحديث والعربية. قال ابن الفرضي: توفي في رمضان سنة خمس وستين. كذا نقل القاضي
عياض. ولم أرى ابن الفرضي ذكر وفاته في تاريخه، إلا في سنة سبع في جمادى الأولى.)
وقال أبو حيان: توفي سنة سبع وستين. محمد بن الحسن بن علي بن يقطين، أبو جعفر
اليقطيني البغدادي البزاز.
(26/381)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 382
سمع: أبا خليفة، وأبا يعلى الموصلي، والباغندي، وجماعة. وسافر وكتب بالشام
والجزيرة والبصرة، وكان صدوقاً فهماً. قاله الخطيب. وعنه: الدارقطني، وأبو نعيم،
وجماعة. توفي في ربيع الآخر. محمد بن حسان بن محمد، أبو منصور ابن العلامة أبي
الوليد الفقيه النيسابوري. كان يصوم صوم داود ثلاثين عاماً. سمع: السراج، وأبا
العباس الماسرجسي. وكان من كبار الفقهاء. رفسته دابته فاستشهد يوم الأضحى. روى عنه
الحاكم. وله أخ باسمه عاش بعده مدة. محمد بن الحسن بن خالد، أبو بكر الصدفي المصري
الوراق. روى عن: محمد بن محمد بن بدر الباهلي، وغيره. محمد بن الحسين النيسابوري
الفقيه، أبو الحسين الحنفي. سمع: السراج، وأبا عمرو الحيري. وعنه: الحاكم. محمد بن
المظفر الجارودي الهروي. سمع الفقيه عبد الله بن عروة. وعنه: أبو عثمان سعيد
القرشي. محمد بن عبيد الله بن الوليد، أبو بكر المعيطي القرطبي. سمع: أباه، ووهب
بن مسرة، وجماعة. وكان عارفاً بمذهب مالك واختلاف أصحابه، بارعاً في ذلك، زاهداً
(26/382)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 383
ورعاً متبتلاً، ولي رتبة الشورى، ثم ترك ذلك، ورفض الخلق، ولبس الصوف، فصام نهاره
وقام ليله، وأكل من كده وتعبه، وقد صنف في مذهب مالك، وتوفي في ذي القعدة، وعاش
أقل من أربعين سنة. محمد بن عبد الرحمن القاضي، أبو بكر بن قريعة البغدادي.) سمع:
أبا بكر بن الأنباري، ولا تعرف له رواية حديث مسند. وقد قيده ابن ماكولا بقاف
مضمومة، وكذا هو مضبوط في تاريخ الخطيب. ولاه القاضي أبو السائب قضاء السندية
وغيرها من أعمال بغداد. وكان من عجائب الدنيا في سرعة الجواب في أملح سجع، وكان
مختصاً بالوزير أبي محمد المهلبي، وله مسائل وأجوبة مدونة في كتاب موجود، وكان
الفضلاء يداعبونه برسائل هزلية، فيجيب من غير توقف. توفي في جمادى الآخرة وهو في
معترك المنايا، رحمه الله. محمد بن عمر بن عبد العزيز أبو بكر بن القوطية القرطبي
اللغوي.
(26/383)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 384
سمع: سعيد بن جابر، وأسلم بن عبد العزيز، وابن لبابة، ومحمد بن عبد الله الزبيدي،
وطاهر بن عبد العزيز، وجماعة. وكان علامة زمانه في اللغة والعربية، حافظاً للحديث
والفقه، وإخبارياً، لا يلحق شأوه، ولا يشق غباره. ولم يكن بالماهر في الفقه
والحديث. صنف كتاب تصاريف الأفعال، فتح الباب لمن بعده، وتبعه ابن القطاع. وله
كتاب حافل في المقصور والممدود، وكان عابداً ناسكاً خيراً، دقيق الشعر، إلا أنه
تزهد عنه. وكان أبو علي يبالغ في تعظيمه. توفي في ربيع الأول. والقوطية: هي جدة
أبي جده، وهي سارة بنت المنذر بن غيطشة، من بنات الملوك القوطبة الذين كانوا
بإقليم الأندلس، وهم من ذرية قوط بن حام بن نوح أبي السودان والهند والسند. وفدت
سارة هذه على هشام بن عبد الملك إلى الشام متظلمة من عمها أرطباس، فتزوجها بالشام
عيسى بز مزاحم، مولى عمر بن عبد العزيز، رحمة الله عليه، ثم سافر معها إلى
الأندلس، فولدت له إبراهيم والد عبد العزيز كذا نقل القاضي شمس الدين ابن خلكان،
والله أعلم. وقد صنف تاريخاً في أخبار أهل الأندلس، وكان يمليه عن ظهر قلبه في
كثير من الأوقات. وقد طال عمره، وأخذ الناس عنه طبقة بعد طبقة.
(26/384)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 385
سمع منه ابن الفرضي. محمد بن فرج بن سبعون، أبو عبد الله النحلي، ويعرف بابن أبي
سهل الأندلسي البجاني.) رحل وسمع بمكة من ابن الأعرابي، وجماعة. محمد بن محمد بن
بقية بن علي، نصير الدولة، أبو الطاهر وزير عز الدولة بختيار بن معز الدولة. كان
أحد الأجواد والرؤساء، أصله من أوانا من عمل بغداد، استوزر سنة اثنتين وستين، وقد
تقلب به الدهر ألواناً، حتى بلغ الوزارة، فإن أباه كان فلاحاً، وآل أمره إلى ما
آل، ثم خلع عليه المطيع لله، واستوزره أيضاً، ولقبه الناصح، مضافاً إلى نصير
الدولة، فصار له لقبان، وكان قليل العربية، ولكن السعد والإقبال غطى ذلك. وله
أخبار في الجود والأفضال، وكان كثير التنعم والرفاهية. وله أخبار في ذلك. وقبض
عليه بواسط في آخر سنة ست وستين، وسملوا عينيه. وكان نواب لمعز الدولة على عضد الدولة،
فلما قتل عز الدولة بختيار، ملك عضد الدولة وأهلكه، فقال إنه ألقاه تحت أرجل
الفيلة، ثم صلب عند البيمارستان العضدي في شوال سنة سبع، ويقال إنه خلع في وزارته
في عشرين يوماً عشرين ألف خلعة.
(26/385)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 386
قال بعضهم: رأيته شرب ليلة، فخلع مائة خلعة على أهل المجلس، وعاش نيفاً وخمسين
سنة. ورثاه أبو الحسن محمد بن عمر الأنباري بكلمته السائرة:
(علو في الحياة وفي الممات .......... لحق أنت إحدى المعجزات)
(كأن الناس حولك حين قاموا .......... وفود ذاك أيام الصلات)
(كأنك قائم فيهم خطيباً .......... وكلهم قيام للصلاة)
(ولما ضاق بطن الأرض عن أن .......... يضم علاك من بعد الممات)
(أصاروا الجو قبرك واستنابوا .......... عن الأكفان ثوب السافيات)
(لعظمك في النفوس تبيت ترعى .......... بحفاظ وحراس ثقات)
(ولم أر قبل جذعك قط جذعاً .......... تمكن من عناق المكرمات)
في أبيات أخر. وبقي مصلوباً إلى أن توفي عضد الدولة، ولما بلغ عضد الدولة هذا
الشعر قال: علي بقائله، فاختفى، ثم سافر بعد عام إلى الصاحب إسماعيل بن عباد،
فقال: أنشدني القصيدة، فلما أتى هذا البيت الأخير، قام إليه وعانقه، وقبل فاه،
وأنفذه إلى عضد الدولة، فلما مثل بين يديه قال: ما الذي حملك على مرثية عدوي قال:
حقوق سلفت وأياد مضت، فجاش الحزن في قلبي،) فرثيت. فقال: هل يحضرك شيء في الشموع،
والشموع تزهر بين يديه، فقال:
(كأن الشموع وقد أظهرت .......... من النار في كل رأس سنانا)
(أصابع أعدائك الخائفين .......... تضرع تطلب منك الأمانا)
قال: فأعطاه بدرة وفرساً، وهو من المقلين في الشعر. محمد بن محمود بن إسحاق
النيسابوري، أبو بكر.
(26/386)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 387
حدث في العام بهمذان: عن ابن خزيمة، ومحمد بن الصباح صاحب قتيبة بن سعيد. يروي
عنه: عبد الله بن عمر الصفار، وأبو الحسن بن عبدوس. محمد بن يوسف بن موسى، أبو
الحسن بن الصباغ. بغدادي، يروي عن أبي بكر بن داود، وجماعة. وعنه علي بن عبد
العزيز. وقال: كان حافظاً. محمد بن يوسف بن يعقوب الصواف، أبو بكر البغدادي. سمع:
أبا عروبة الحراني، وأبا جعفر الطحاوي، وأحمد بن جوصا. وعنه: البرقاني، ومحمد بن
عمر بن بكير. يحيى بن زكريا، أبو سعيد المصري. يروي عن أبي يعقوب المنجنيقي. يحيى
بن عبد الله بن يحيى، أبو عيسى الليثي القرطبي. سمع الموطأ من عم أبيه عبيد الله
بن يحيى، ومن محمد بن عمر بن لبابة، وأسلم بن عبد العزيز، وأحمد بن خالد، وأبيه
عبد الله، وسمع من علي بن الحسن المري بيجانة، ومن جماعة. وكان قاضياً ببجانة
وإلبيرة، وكان أخوه بقرطبة فولاه أحكام الرد، وطال عمره حتى انفرد بالرواية عن
عبيد الله، ورحل الناس إليه من جميع كور الأندلس. وروى عن عبيد الله سوى الموطأ
حديث الليث، وشجاع بن
(26/387)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 388
القاسم، وعشرة يحيى بن يحيى، وتفسير عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، ونتفاً من حديث
الشيوخ. ترجمه ابن الفرضي وقال: اختلفت إليه في سماع الموطأ سنة ست وستين. وكانت
الدولة في أيام الجمع، فتم لي سماعه منه، وسمعت منه التفسير لعبد الله بن نافع،
ولم أشهد بقرطبة مجلساً أكثر بشراً من مجلسنا في الموطأ، إلا ما كان من بعض مجالس
يحيى بن مالك، وهو أول من) سمعت عليه، ثم اشتغلت بالعربية عن مواصلة الطلب إلى سنة
تسع وستين. ثم اتصل طلبي وسماعي. وسمع منه يحيى أمير المؤمنين المؤيد بالله، أبقاه
الله، سنة أربع وستين، وجماعة من الشيوخ والكهول، وطبقات الناس. توفي في ثامن رجب.
قلت: روى عنه أبو عمر الطلمنكي، ويونس بن مغيث، وأبو عبد الله ابن يحيى بن الحذاء،
والحافظ أبو عبد الله بن عمر بن الفخار، وخلف بن عيسى الوشقي، وعثمان بن أحمد،
وخلق. يحيى بن هلال بن زكريا الأندلسي. سمع: عمه يحيى، وأحمد بن خالد بن محمد بن
أيمن، وحدث ورحل إلى بجانة، فسمع من سعيد بن فحلون. وكان سمحاً ينشر علمه، فقيهاً
بالشروط، فسمع منه جماعة كثيرة. توفي في جمادى الأولى.
(26/388)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 389
1 (وفيات ثمان وستين وثلاثمائة)
أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك بن شبيب، أبو بكر القطيعي البغدادي. كان يسكن قطيعة
الدقيق. سمع: محمد بن يونس الكديمي، وإبراهيم الحربي، وبشر بن موسى، وأحمد بن علي
الأبار، وعبد الله بن أحمد، سمع منه المسند، وإسحاق بن الحسن الحربي، وأبا شعيب
الحراني، وطائفة كثيرة. وكان مسند العراق في زمانه. روى عنه عبد الله: المسند،
والتاريخ، والزهد، والمسائل. قال الخطيب: وكان قد غرق بعض كتبه، فاستحدث نسخاً من
(26/389)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 390
كتاب لم يكن فيه سماعه، فغمزه الناس. لم نر أحداً ترك الاحتجاج به. روى عنه
الدارقطني، وابن شاهين، والحاكم، وأبو الحسن بن رزقويه، وأبو الفتح بن أبي
الفوارس، وأبو برك البرقاني، وأبو نعيم، ومحمد بن الحسين بن بكير، والحسن بن علي
بن المذهب، وآخر من روى عنه في الدنيا أبو محمد الجوهري. ولد في أول سنة أربع
وسبعين ومائتين.) قال محمد بن الحسين بن بكير: سمعته يقول: كان عبد الله بن أحمد
يجيئنا، فيقرأ عليه أبو عبد الله بن الجصاص عم والدتي ما يريد، ويقعدني في حجره حتى
يقال له: يؤلمك، فيقول: إني أحبه. وقال أبو الحسن محمد بن العباس بن الفرات: كان
القطيعي كثير السماع من عبد الله بن أحمد، إلا أنه خلط في آخر عمره، وكف بصره،
وخرف، حتى كان لا يعرف شيئاً مما يقرأ عليه. وقال أبو الفتح بن أبي الفوارس: لم
يكن في الحديث بذاك، في بعض المسند أصول فيها نظر، ذكر أنه كتبها بعد الغرق، نسأل
الله ستراً جميلاً، وكان مستوراً صاحب سنة. وقال البرقاني: كان شيخاً صالحاً، وكان
لأبيه اتصال ببعض السلاطين، فعزي لابن ذلك السلطان على عبد الله بن أحمد المسندي،
وحضر ابن مالك القطيعي سماعه، ثم غرقت قطعة من كتبه فنسخها من كتاب، وذكروا أنه لم
يكن سماعه فيه، فغمزوه لأجل ذلك، وثبت عندي أنه صدوق، وإنما كان فيه بله. ولما
اجتمعت مع الحاكم أبي عبد الله لينت ابن مالك، فأنكر علي
(26/390)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 391
وقال: كان شيخي، وحسن حاله. قلت: كان الحاكم قد رحل سنة سبع وستين ثاني مرة، وسمع
المسند من ابن مالك القطيعي، واحتج به في الصحيح. وقال أبو القاسم الأزهري: توفي
أبو بكر بن مالك ودفن يوم الإثنين لسبع بقين من ذي الحجّة.
1 (وفيات من طبقته:)
أبو بكر أ بن جعفر بن حمدان السقطي. بصري معروف. سمع: عبد الله بن أحمد بن إبراهيم
الدورقي، والحسن بن المثنى العنبري. وعنه: أبو نعيم الحافظ، وأبو الحسن بن صخر
الأزدي، وأحمد بن محمد بن الحاج الإشبيلي. حمزة بن حمدان أبو الحسن الطرسوسي. حدث
بالساحل عن: عبد الله بن جابر الطرسوسي، ومحمد بن حصن الرسي.
(26/391)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 392
وعنه: الحسن بن محمد بن جميع، والخصيب بن عبد الله القاضي، وعبد الرحمن بن عمر بن
نصر، وغيرهم. أحمد بن خالد بن يزيد بن أبي هاشم، أبو القاسم الأسدي الأندلسي، خطيب
بجانة. حدث عن: فضل بن سلمة، ومحمد بن فطيس. وتوفي في شوال، رحمه الله.) أحمد بن
محمد بن صالح، أبو العباس البروجردي الخطيب. نزل بغداد، وحدث عن: إبراهيم بن
الحسين بن ديزيل. وعنه: هلال الحفار، ومحمد بن عمر بن بكير، ومحمد بن محمد السواق.
حدث في شوال سنة ثمان وستين وثلاثمائة. أحمد بن محمد بن مهران الأصبهاني المعدل.
روى عن: محمد بن العباس الأخرم، وحاجب بن أركين. وعنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو
نعيم. توفي في شوال. أحمد بن محمد بن يوسف، أبو القاسم المعافري القرطبي. سمع من:
عبد الله بن يونس، وقاسم بن أصبغ، وحج سنة اثنتين
(26/392)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 393
وأربعين، فسمع من أبي محمد بن المورد، وآخرين، وأدب المؤيد بالله بن المستنصر
الحكم. أحمد بن موسى بن عيسى الجرجاني، الوكيل على أبواب القضاة. سمع: عمران بن
موسى بن مجاشع، وأحمد بن حفص السعدي، وكتب الكثير، وصنف وهو ضعيف. إتهمه بعضهم.
وقال حمزة: له فهم ودراية، أتى بمناكير عن شيوخ مجاهيل. إبراهيم بن محمد بن سهل
الجرجاني المؤدب. يروي عن أبي القاسم البغوي، وغيره. وعنه حمزة السهمي. وله رحلة
إلى دمشق لقي فيها ابن عتاب الزفتي. إسحاق بن أحمد بن علي بن إبراهيم بن قولويه،
أبو يعقوب الأصبهاني التاجر. سمع: إبراهيم بن يوسف الهسنجاني، وأهل الري. وعنه:
أبو بكر بن أبي علي، وأبو نعيم. توفي في ربيع الأول. جعفر بن محمد بن جعفر بن موسى
بن قولويه، أبو القاسم السهمي الشيعي. قلت: كان ابن قولويه هذا من كبار الشيعة،
ومن علمائهم المشهورين، وكان من أصحاب سعد) بن عبد الله، وهو شيخ الشيخ المفيد.
وقال فيه المفيد: كما يوصف الناس من جميل وفقه ودين وثقة، فهو فوق ذلك. وله كتب
حسان، منها: كتاب الصلاة وكتاب الجمعة والجماعة
(26/393)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 394
وكتاب قيام الليل، وكتاب الصداقة، وكتاب قسمة الزكاة، وكتاب الشهور والحوادث، وغير
ذلك من كتب الفقه. حمل عنه الشيخ محمد بن محمد بن النعمان المفيد، وأبو جعفر محمد
بن يعقوب، وأبو الحسين يحيى بن محمد بن عبد الله الحسيني، وأحمد بن عبدون، والحسين
بن عبيد الله الغضائري، وحيدرة بن نعيم السمرقندي، ومحمد بن سليم الصابوني بمصر.
وأحسبه من أهل مصر ذكر ابن أبي علي وفاته في هذه السنة. جعفر بن محمد، أبو العباس
البابوي الهروي. روى عن: الحسين بن إدريس. وعنه: إسماعيل بن إبراهيم بن محمد
المقريء القراب. توفي في جمادى الأولى. الحسن بن عبد الله بن المرزبان، أبو سعيد
السيرافي النحوي القاضي، نزيل بغداد. حدث عن: أبي بكر بن زياد النيسابوري، ومحمد
بن أبي الأزهر، وابن دريد.
(26/394)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 395
وعنه: علي بن أيوب القمي، ومحمد بن عبد الواحد بن رزمة، وغيرهما. وكان مجوسياً،
اسلم وسمه عبيد الله. وكان أبو سعيد إماماً كبير الشأن، تصدر لإقراء القراءآت
والنحو واللغة والفرائض والحساب والعروض، وكان من أعلم الناس بنحو البصريين،
عارفاً بفقه أبي حنيفة. قرأ القرآن على: أبي بكر من مجاهد، وأخذ اللغة عن ابن
دريد، والنحو عن أبي بكر بن السراج. وكان لا يأكل إلا من كسب يمينه تديناً. وكان
لا يجلس للقضاء ولا للإشتغال حتى ينسخ كراساً يأخذ أجرته عشرة دراهم. قال ابن أبي
الفوارس: وكان يذكر عنه الإعتزال، ولم يظهر منه شيء. قلت: ومن تصانيفه شرح كتاب
سيبويه وكتاب ألفاظ القطع والوصل، وكتاب الإقناع في النحو، لكن كمله ولده يوسف،
وجزأ أخبار النحاة.) وتوفي في رجب، وله أربع وثمانون سنة. وكان نحوي العراق.
أخبرنا سنقر الحلبي بها، أنا يحيى بن جعفر بن عبد الله بن محمد الدامغاني في رمضان
سنة أربع وعشرين وستمائة، قدم علينا، أنا أبي، أنا أحمد بن علي بن سوار المقريء،
أنا محمد بن عبد الواحد بن رزق، أنا الحسن بن عبد الله بن المرزبان، ثنا محمد بن
منصور بن أبي الأزهر، ثنا الزبير بن بكار، حدثني أنس بن عياض قال: حدثني من سمع
يحيى بن أبي كثير اليمامي يقول: لا يدرك العلم براحة الجسم.
(26/395)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 396
الحسن بن عبد الله بن محمد الإمام، أبو محمد البغدادي، ويعرف بابن الكاتب، وبابن
القريق. تلا بالروايات على: ابن محمد، وابن تومان، وأبي بكر النقاش. قرأ عليه:
منصور بن محمد بن إبراهيم، ويروي عنه في كتابه الملقب ب الإشارات بالقرآءات من
جمعه. قال منصور: كان من عباد الله الصالحين الفاضلين. قلت: ويروي عنه ولده أبو
الفتح محمد بن الحسن بالأهواز مات في ذي الحجّة سنة ثمان. ذكره ابن النجار. الحسن
بن إبراهيم بن جابر بن أبي الزمام، أبو علي الدمشقي الفرضي. روى عن: محمد بن
المعافي، ومحمد بن خريم، وأصحاب هشام بن عمار. وعنه: عبد الوهاب الداراني، ومحمد
بن عوف المزني، وعلي بن بشري، ومكي بن الغمر، وثريا بن أحمد الألهاني. وثقه عبد
العزيز الكتاني، وهو آخر من حدث عن محمد بن يزيد بن عبد الصمد. حامد بن أحمد بن
العباس، أبو بكر الصرام. من شيوخ همذان.
(26/396)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 397
سمع ببلده ورحل إلى بغداد، فسمع من: محمد بن حمدويه المروزي، والقاضي المحاملي،
وأبي بكر بن الأنباري، وطبقتهم. روى عنه: أحمد بن تركان، وأبو منصور بن المحتسب،
وجماعة كثيرة. توفي في شوال سنة ثمان وستين. حميدان بن خراش العقيلي، ولي إمرة
دمشق في هذا العام للعزيز العبيدي، وكان قسام يأخذ الأمر بالبلد، فوقع بينه وبينه،
ثم طرده قسام والعيارون، ونهبت داره، وهرب واستفحل شأن) قسام. صالح بن علي بن محمد
بن علي بن محمد بن علي، أبو بكر الحراني. روى عن ابن قتيبة العسقلاني. عبد الله بن
إبراهيم بن يوسف، أبو القاسم الجرجاني الآبندوني الحافظ. وابندون من قرى جرجان.
رفيق ابن عدي في الرحلة. سكن بغداد، وحدث عن: أبي خليفة، وأبي يعلى، والحسن بن
سفيان، وأبي العباس بن السراج، والقاسم المطرز، وعمر بن سنان المنبجي، ومحمد بن
الحسن بن قتيبة.
(26/397)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 398
قال الخطيب: كان ثقة ثبتاً له تصانيف، ثنا عن البرقاني، وأبو العلاء الواسطي، وكان
عسراً في الحديث. وقال البرقاني، كان محدثاً زاهداً متقللاً من الدنيا، لم يكن
يحدث غير واحد، فقيل له في ذلك، فقال: أصحاب الحديث فيهم سوء أدب، وإذا اجتمعوا
للسماع تحدثوا، وأنا لا أصبر على ذلك. وأخذ البرقاني يصف أشياء من تقلله وزهده
وأنه أعطاه وقال: أحملها إلى الباقلاني ليطرح عليها ماء الباقلاء، فوقعت على الكسر
باقلانان، فرفعهما وقال: هذا الشيخ يعطيني كل شهر دانقاً حتى أبل له الكسر. قلت:
وقد روى عنه ابن قتيبة الإمام أبو بكر الإسماعيلي، وإبراهيم بن شاء المروزي، وأبو
نعيم الأصبهاني. قال الحاكم: خرج الأبندوني إلى بغداد سنة خمسين، وسكنها إلى أن
مات. وقال غيره: عاش خمساً وتسعين سنة، رضي الله عنه. عبد الله بن إبراهيم بن عبد
الملك الأصبهاني الواعظ، أبو محمد. روى عن: البغوي، وأبي عروبة الحراني. وعنه: أبو
نعيم، وأبو بكر بن أبي علي. توفي في رجب. عبد الله بن الحسن بن سليمان، أبو القاسم
بن النخاس، بالمعجمة، البغدادي المقريء. سمع: عبد الله بن ناجية، وأحمد بن الحسن
الصوفي، وأبا القاسم البغوي، وجماعة.
(26/398)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 399
وروى عنه: أبو بكر بن مجاهد المقريء، وهو أكبر منه، وأبو الحسن الحمامي، وأبو بكر)
البرقاني، وأبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه. وقال أبو الحسن بن الفرات: قل ما رأيت
في الشيوخ مثله. وقال الخطيب: كان ثقة، ولد سنة تسعين ومائتين. قلت: قرأ على الحسن
بن الحسين الصواف، وغيره. عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، أبو العباس الجنابي
البوشنجي الهروي. روى عن: محمد بن القاسم بن زكريا الكوفي، وطائفة، كابن عقدة، وهو
سمي أبي الشيخ وعصريه. روى عنه: أبو بكر البرقاني، وأبو الفضل الجارودي، وأبو
عثمان سعيد بن العباس القرشي، وغيرهم. توفي في هذا العام. عبد الله بن محمد بن
محمد الأصبهاني المارستاني الخازن. روى عن: عبد الله بن محمد بن العباس، ومحمد بن
عبد الله بن رستم. وعنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نعيم، وغيرهما. عبد الله بن
الإمام زكريا بن يحيى بن محمد العنبري النيسابوري، أبو محمد. رجل صالح. روى عن:
أبي العباس السراج، وابن خزيمة. وعنه: الحاكم. عبد الصمد بن محمد بن حيويه، أبو
محمد البخاري، الحافظ الأديب.
(26/399)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 400
سمع: محمد بن محمد بن حاتم السجستاني، ومكحولاً البيروتي. وعنه: تمام الرازي،
ومحمد بن عمر بن بكير. وكان واسع الرحلة، له صحيح مخرج على البخاري، جوده. وتوفي
بالدينور. وقد روى عنه الحاكم قال: سمعت أبا بكر بن حرب شيخ أهل الرأي ببلدنا
يقول: كثيراً ما أرى أصحابنا يظلمون أهل الحديث، كنت عند حاتم العتكي، فدخل عليه
شيخ من أهل الرأي فقال: أنت الذي تروي أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقراءة
الفاتحة خلف الإمام فقال: قد صح الحديث، لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب. فقال له:
كذبت، إن فاتحة الكتاب لم تكن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، إنما نزلت في عهد
عمر.) قلت: إسنادها صحيح. علي بن محمد بن صالح بن داود، أبو الحسن الهاشمي المقريء
الضرير. مقري البصرة. قرأ القرآن على: أبي العباس أحمد بن سهل الأشناني. قرأ عليه:
طاهر بن غلبون. علب بن محمد بن أحمد بالجرجاني الزاهد الفقيه، المعروف بأبي الحسن
القصري. كان مفتياً عارفاً بمذهب الشافعي. روى عن: البغوي، وأبي بكر بن أبي داود
أحمد بن عبد الكريم الوزان، وعبد الرحيم بن عبد المؤمن. توفي يوم عاشوراء. روى
عنه: حمزة السهمي، والجرجانيون.
(26/400)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 401
عمر بن عبيد الله بن إبراهيم بن أحمد الأصبهاني بن الوزان، إمام الجامع. سمع أبو
القاسم البغوي، وأحمد بن محمد بن شبه. وعنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نعيم. عيسى
بن حامد بن بشر القاضي، أبو الحسين الرخجي ثم البغدادي، المعروف أيضاً بابن بنت
القنبيطي. سمع من: جده محمد بن الحسين القنبيطي، ومحمد بن جعفر القتات، وإبراهيم
بن شريك، وجعفر بن محمد الفريابي، وعبد الله بن ناجية. وكان من تلامذته: محمد بن
جرير السواق، وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي، وعلي بن عبد العزيز الظاهري، وأبو
علي بن دوما. وثقه ابن أبي الفوارس وقال: توفي في ذي الحجّة. الغضنفر أبو تغلب بن
ناصر الدولة الحسن بن عبد الله بن حمدان التغلبي صاحب الموصل وابن صاحبها. مر في
ترجمة أبيه، وكيف قبض على أبيه، واستبد بالأمر، ثم إنه حارب عضد الدولة ابن بويه،
وصار إلى الرحبة، ثم هرب منها خوفاً من ابن
(26/401)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 402
عمه سعد الدولة صاحب حلب، ومن بني كلاب، فإن عضد الدولة كاتبهم وجبرهم عليه، فوصل
إلى مرج دمشق، وأراد دخولها، فمانعه) صاحبها قسام، فأنفذ أبو تغلب كاتبه إلى
العزيز يستنجد به، ثم نزل بحوران، وفارق ابن عمه الغطريف، ورد إلى خدمته عضد
الدولة، فجاء الخبر من كاتبه بأن يقدم على العزيز، فخاف وتوقف، ثم نزل بأرض طبرية،
وبعث العزيز مولاه الفضل ليأخذ له دمشق، فاجتمع به أبو تغلب، ثم تفرقا عن وحشة.
وكان مفرج الطائي قد استولى على الرملة، فاتفق مع فضل على حرب أبي تغلب وبني عقيل
النازلين بالشام، فوقع التصاف بظاهر الرملة في سنة تسع، مستهل صفر، فانهزم بنو
عقيل، وأسر مفرج أبا تغلب، ثم قتله صبراً، وبعث برأسه إلى العزيز. ذكر ذلك القفطي.
ولم يذكر ابن عساكر أبا تغلب في تاريخه، والله أعلم. محمد بن أحمد بن علي، أبو
الحسن الواعظ الصوفي، صاحب ابن الجلاء. وحدث بدمشق في هذه السنة عن: أحمد بن
المعلى الدمشقي، والعباس بن يوسف الشكلي، وعبد الله البغوي. وعنه: الحسين بن جعفر
الجرجاني وعبد الوهاب الميداني. محمد بن أحمد بن طاهر، أبو طاهر الصوفي شيخ
الملاشة. كان كثير الاجتهاد والتلاوة، أنفق على الفقراء ما لا يحصى. محمد بن
إبراهيم بن محب، أبو عبد الله الزهري الأندلسي. سمع ببجانة من سعيد بن فحلون،
وأحمد بن جابر. وعاش ستين سنة.
(26/402)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 403
محمد بن عبد الرحمن بن عمرو، أبو بكر الرحبي الحمصي القاضي. سمع: أباه، ومحمد بن
جعفر بن رزين، وأبا الجهم بن طلاب، ومحمد بن يوسف الهروي، وجماعة. وعنه:
الدارقطني، وهو من أقرانه، والمسدد الأملوكي، وعلي بن السمسار. حدث أيضاً بدمشق في
هذه السنة. محمد بن عبيدون بن فهد الأندلسي القرطبي. سمع: من أبيه، وروى عن: محمد
بن وضاح جزءاً سمعه منه، وهو ابن إحدى عشرة سنة. وروى عنه المدونة بالإجازة، وهو
آخر من حدث في الدنيا عن ابن وضاح.) قال ابن عفيف: وقط طعن في عدالته. وقال ابن
الفرضي: كان ذاهب السمع، لم أرو عنه. ولد سنة اثنتين وسبعين ومائتين. محمد بن علي
بن عبد الله بن إسحاق، أبو علي الجرجاني الوزدولي، ووزدول من قرى جرجان. نزلبغداد،
وحدث عن: عمران بن موسى بن مجاشع، ويحيى بن صاعد، وأبي عروبة. وعنه: أبو سعيد
الماليني، وأحمد بن علي البادي سمع منه في هذا العام.
(26/403)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 404
محمد بن عيسى بن عمرويه، أبو أحمد النيسابوري الجلودي الزاهد، راوي صحيح مسلم.
سمع: عبد الله بن شيرويه، وإبراهيم بن محمد بن سفيان الفقيه، وأحمد بن إبراهيم بن
عبد الله، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة، وأبا بكر بن زنجويه القشيري، ومحمد بن المسيب
الأرغياني، وغيرهم بنيسابور، ولم يرحل منها. روى عنه: الحاكم أبو عبد الله، وأحمد
بن الحسن بن بندار الرازي، وأبو سعيد عمر بن محمد السجزي، وأبو سعيد محمد بن علي
النقاش، وأبو محمد بن يوسف، وعبد الغافر بن محمد الفارسي، وآخرون، وآخرهم عبد
الغافر. قال الحاكم في تاريخه: محمد بن عيسى بن محمد بن عبد الرحمن الزاهد، أبو
أحمد الجلودي، كذا سمى أباه وجده، وقال: هو من كبار عباد الصوفية، صحب أصحاب أبي
حفص، وكان يورق بالأجرة، ويأكل من كسب يده، وكان ينتحل مذهب سفيان الثوري ويعرفه.
توفي في الرابع والعشرين من ذي الحجّة. قال: وختم بوفاته سماع كتاب مسلم، فإن كل
من حدث به بعده عن إبراهيم بن سفيان فإنه غير ثقة. قال الحاكم: وقد سئل عن
الجلودي: كان من أعيان الفقراء الزهاد، من أصحاب المعاملات في التصوف، ضاعت
سماعاته من أبي سفيان، فنسخ البعض من نسخة لم يكن له فيها سماع. وقال ابن دحية،
إختلف في الجلودي، فقيل: بفتح اليم التفاتاً إلى ما ذكره يعقوب في الإصلاح، ونقله
ابن قتيبة في الأدب، وليس هذا من ذاك في شيء، لأن الذي ذكره يعقوب رجل منسوب إلى
جلود من قرى
(26/404)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 405
إفريقية، بينه وبين هذا أعوام عديدة، وهذا متأخر كان يحكم في الدار التي تباع فيها
الجلود للسلطان، وكان الصواب عند النحويين أن يقال الجلدي، لأنك إذا نسبت إلى
الجمع رددت إلى الواحد، كقولك صحفي وفرضي.) وقال ابن نقطة: رأيت نسبه بخط غير واحد
من الحفاظ: محمد بن عيسى بن عمرويه بن منصور. قال الحاكم: وفدن في مقبرة الحيرة،
وهو ابن ثمانين سنة. محمد بن محمد بن يعقوب بن إسماعيل بن حجاج النيسابوري الحافظ
أبو الحافظ، أبو الحسين الحجاجي. المقريء العبد الصالح الصدوق. قرأ القرآن ببغداد
على: ابن مجاهد، وسمع عمر بن أبي غيلان، وعبد الله بن إسحاق المدائني، ومحمد بن
جرير الطبري، وببلده أبا العباس الثقفي، وأبا بكر بن خزيمة، وأحمد بن محمد
الماسرجسي، ومحمد بن المسيب. وبالري محمد بن جعفر بن نصر الرازي، والكوفة علي بن
العباس المقانعي، وبمصر علان بن الصيقل، وأسامة بن علي الرازي، وبدمشق أبا الجهم
بن طلاب، وابن جوصا. مصنف العلل والشرح والأبواب. وعنه: أبو علي الحافظ، وهو أكبر
منه، وأبو بكر بن المقريء، وهو من طبقته، بل أقدم منه، وأبو عبد الله بن مندة،
والحاكم، وأبو بكر البرقاني العبدوي.
(26/405)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 406
قال الحاكم: سمعت أبا علي الحافظ يقول: ما في أصحابنا أفهم ولا أثبت من أبي
الحسين، وأنا ألقبه بعفاف لثبته. قال الحاكم: ولعمري أنه لكما قال الحافظ أبو علي،
فإن فهمه كان يزيد على حفظه. قال الحاكم: وكان يمتنع عن الرواية وهو كهل، فلما بلغ
الثمانين لازمه أصحابنا بالليل والنهار، حتى سمعوا منه كتابه في العلل وهو نيف وثمانون
جزءاً. وسمعوا منه الشيوخ وسائر المصنفات. صحبته ستاً وعشرين سنة بالليل والنهار،
فما أعلم أني علمت أن الملك كتب عليه خطيئة. وثنا أبو علي الحافظ في مجلس إملائه
قال: حدثني أبو الحسين بن يعقوب، وهو أثبت من حدثنا عنه اليوم، فذكر حديثاً. توفي
خامس ذي الحجّة، عن ثلاث وثمانين سنة. محمد بن يعقوب بن إسحاق بن محمود بن إسحاق،
أبو حاتم الهروي. يروي عن: محمد بن الليث القهندزي، ومحمد بن عبد الرحمن الشامي،
والحسين بن إدريس،) وجماعة. وعنه: ابنه أبو محمد، ومحمد بن المنتصر، وإسحاق
القراب، وأبو عثمان سعيد القرشي. وكان فقيهاً فاضلاً. وتوفي في رجب. هفتكن أبو
منصور التركي الشرابي الأمير.
(26/406)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 407
هرب من بغداد خوفاً من عضد الدولة، ونزل بنواحي حمص، فسار إليه ظالم العقيلي من
بعلبك ليأخذه، فلم يقدر، وكاتبوا هفتكين من دمشق، فقدمها وغلب عليها في سنة أربع
وستين، وأقام الدعوة العباسية، وأزال دعوة بني عبيد، ثم تأهب لقتالهم وتوجه في
شعبان من السنة، فنزل على صيدا، ودافع جند بني عبيد، فقتل منهم مقتلة عظيمة، وأخذ
مراكب لهم في ساحل صيدا، فسار لحربه من مصر جوهر، فحصن هو دمشق، فنازلها جوهر المعزي
بجيوشه في ذي القعدة سنة خمس وستين، وحاصرها سبعة أشهر، ثم ترحل لما بلغه مجيء
القرمطي من الأحساء، فسار هفتكين في طلب جوهر، فأدركه بعسقلان، فكسر جوهراً وتحصن
جوهر بعسقلان، فحاصرها هفتكين سنة وثلاثة أشهر، ثم أمنه فنزل وراح، فصادف صاحب مصر
العزيز نزاراً، وقد خرج في جيوشه قاصداً دمشق، فرد في خدمته، فكانوا سبعين ألفاً،
فالتقاهم هفتكين وثبت، ثم انكسر، وأسروه في أول شعبان سنة ثمان وستين وحمل إلى
مصر، ثم من عليه العزيز وأطلقه، وصار له موكب، فخافه الوزير يعقوب بن يوسف بن كلس
فقتله، دس عليه من سقاه السم، وقيل بل هلك في سنة إحدى وسبعين، وكان إليه المنتهى
في الشجاعة.
(26/407)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 408
(26/408)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 409
1 (وفيات تسع وستين وثلاثمائة)
أحمد بن إسحاق بن محمد بن أحمد بن الحسين بن شيبان، أبو محمد البغدادي الشيباني ثم
الهروي الضرير. سمع: معاذ بن نجدة، وعلي بن محمد الجكاني، وأقرانهما. روى عنه: أبو
الفضل بن أبي عصمة، وأبو عثمان سعيد القرشي، وأبو حازم العبدوي. توفي في جمادى
الآخرة. أحمد بن الحسين بن أحمد بن المؤمل الصيرفي البغدادي، ابن أبو نعيم الحافظ
أبي بعيد بن المؤمل. توفي في المحرم.) قال ابن أبي الفوارس: كان فيه نظر. أحمد بن
عبد الوهاب النصراباذي محمد بن أبي صدام، أبو بكر اللهبي الصابوني، دمشقي مستور
الحال.
(26/409)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 410
روى عن: سعيد بن عبد العزيز، وابن الدرفس، وجماهر الزملكاني، ومحمد بن خريم. وعنه:
تمام، وعبد الوهاب الميداني، وعلي بن السمسار، وجماعة. توفي في ربيع الأول. أحمد
بن عبد الوهاب بن يونس، أبو عمر القرطبي، الفقيه الشافعي تلميذ عبيد الشافعي
الفقيه. كان ذكياً عالماً بالاختلاف، كيساً مناظراً نحوياً لغوياً، وكان ينسب إلى
الإعتزال. توفي فيها وفي صدور سنة سبعين. أحمد بن عطاء بن أحمد بن محمد بن عطاء،
أبو عبد الله الصوفي الكبير، نزيل صور. حدث عن: أبو القاسم البغوي، وابن أبي داود،
وعلي بن محمد بن عبيد الحافظ، والحسين بن إسماعيل المحاملي، وجماعة.
(26/410)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 411
وعنه: ابن جميع، وابنه السكن، وعبد الله بن بكر الطبراني، وأحمد بن الحسن الطيان،
وأبو عبد الله بن باكويه، وعلي بن جهضم، وعلي بن عياض الصوري، وآخرون. قال حمزة
السهمي: سمعت أبا طاهر الرقي، سمعت أحمد بن عطاء يقول: كلمني جمل في طريق مكة،
رأيت الجمال والمحامل عليها، وقد مدت أعناقها في الليل، فقلت: سبحان الله، من يحمل
عنها ما هي فيه، فالتفت إلي جمل فقال لي: قل جل الله، فقلت: جل الله. وقال السلمي:
أحمد بن عطاء هذا ابن أخت أبي الروذباري، يرجع إلى أنواع من العلوم، منها علم
القرآءات وعلم الشريعة، وعلم الحقيقة، وإلى أخلاق في التجويد يختص بها ويربي على
أقرانه، وهو أوحد مشايخ وقته في بابته وطريقته. توفي في ذي الحجّة سنة تسع وستين.
وقال الخطيب: روى أحاديث غلط فيها غلطاً فاحشاً، فسمعت الصوري يقول: حدثونا عن
الروذباري، عن إسماعيل الصفار، عن ابن عرفة أحاديث لم يروها الصفار، قال: ولا أظنه
معتمد الكذب لكن شبه عليه. وقال القشيري: كان شيخ الشام في وقته.) ومن كلام أحمد
بن عطاء: الذوق أول المواجيد، فأهل الغيبة إذا شربوا طاشوا، وأهل الحضور إذا شربوا
عاشوا.
(26/411)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 412
وقال: ما من قبيح إلا وأقبح منه صوفي شحسح. وقال: التصوف ينفي عن صاحبه البخل.
وكتب الحديث ينفي عن صاحبه الجهل، فإذا اجتمعا في شخص فناهيك به نبلاً. وقال: ليس
كل من يصلح للمجالسة يصلح للمؤانسة، وليس كل من يصلح للمؤآنسة يؤتمن على الأسرار.
أحمد بن محمد بن حسنويه بن يونس، أبو حامد الهروي العدل. سمع: الحسين بن إدريس،
وغيره. وعنه: إسحاق القراب، وأبو بكر البرقاني، وأبو حازم العبدوي، وأبو عثمان
سعيد القرشي. وقال أبو النضر الفامي: كان ثقة. قلت: توفي في رمضان. أحمد بن محمد
بن دلان بن هارون الفقيه، أبو حامد الزوزني. توفي في جمادى الآخرة. إبراهيم بن
أحمد بن عمر بن حمدان بن شاقلا، أبو إسحاق البغدادي البزار، شيخ الحنابلة وفقيههم.
كان إماماً في الأصول والفروع. سمع من: دعلج بن أحمد، وأبي بكر الشافعي، وأبي علي
بن الصواف،
(26/412)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 413
وتفقه على أبي بكر عبد العزيز. وكان يشغل الناس، وله حلقة بجامع المنصور. توفي في
رجب وله أربع وخمسون سنة، لم يبلغ سن الرواية إبراهيم بن ثابت، أبو إسحاق الدعاء
المذكر، يقال إنه لقي الجنيد. قال السلمي: كان من أروع المشايخ وأزهدهم وأحسنهم
حالاً وألزمهم للشريعة. وكان له حلقة ببغداد، تقدمت إليه وسألته أن يدعو لي فقال:
يا أخي إختر ما جرى لك في الأزل خير لك من معارضته الوقت.) وكان يقول: كان الجنيد
يأتي إلى دارنا. وقال إبراهيم: دع ما تندم عليه. الحسن بن أحمد بن دليف الأزركاني.
حدث عن ابن الجارود. الحسن بن علي بن شعبان، أبو علي المصري. روى عن ابن المنذر.
الحسن بن علي البصري الحنفي، المعروف بالجعل. كان مقدماً في الفقه والكلام، عاش
ثمانين سنة. وكان من كبار المعتزلة، وله تصانيف على قواعدهم.
(26/413)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 414
ذكره أبو إسحاق في طبقات الفقهاء فقال فيه: رأس المعتزلة. وكناه: أبا عبد الله.
قال الخطيب: له تصانيف كثيرة في الاعتزال. قال لي أبو عبد الله الصيمري: كان
مقدماً في الفقه والكلام مع كثرة أماليه فيهما وتدريسه لهما. قال: وتوفي في ذي
الحجّة. وحدثني التنوخي أنه ولد سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة. قيل: وصلى عليه أبو
علي الفارسي النحوي. الحسبن بن كهمس، أبو علي الجوهري المصري المعدل. سمع أبا
العلاء الكوفي، وتوفي في شعبان. الحسن بن محمد بن علي أبو سعيد الأصبهاني الزعفراني.
كان فيما ذكر أبو نعيم بندار البلد في كثرة الأصول والحديث، صاحب معرفة وإتقان،
صنف المسند والتفسير والشيوخ، وله من المصنفات شيء كثير. سمع: أبو القاسم البغوي،
ويحيى بن صاعد، والحسين بن علي بن زيد. وعنه: أبوبكر بن أبي علي، وأبو نعيم، وأهل
أصبهان. أخبرنا أحمد بن سلامة إجازة، عن ابن مسعود الجمال، أن أبا علي الحداد
أخبره، قال: أنا أبو نعيم، ثنا الحسين بن محمد، ثنا الحسين بن
(26/414)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 415
علي بن زيد، ثنا محمد بن عمرو بن حنان، ثنا بقية بن أبي فروة الرهاوي، عن مكحول،
عن شداد بن أوس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم) وحسبي الله ونعم الوكيل أمان
كل خائف. خالد بن هاشم أبو زيد القرطبي الوزير. سمع: أسلم بن عبد العزيز، وأحمد بن
خالد بن الحباب. وتوفي في صفر، ووزر قليلاً للمؤيد بالله. رحيم بن سعيد بن مالك
الضرير، أبو سعيد العابر. سمع: أبا زرعة الدمشقي، وهو آخر من حدث عنه: وحاجب بن
أركين. روى عنه: عبد الغني بن سعيد الحافظ، ويحيى بن علي بن الطحان، وأحمد بن عمر
الجهازي. قال عبد الغني: سمعته يقول: سمعت من أبي زرعة. وقال ابن الطحان: سمعنا
منه سنة تسع وستين، وعاش بعد ذلك يسيراً. قال: عمري مائة وسبع سنين. سعيد بن أبي
سعيد محمد بن أحمد بن سعيد، أبو عثمان الصوفي النيسابوري. قال الحاكم: رفيقي، لعله
كتب بانتخابي على الشيوخ نحو مائة ألف
(26/415)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 416
حديث بخراسان والعراق، فقد وصل إلي من سماعي بخطه الدقيق أكثر من ستمائة جزء. سمع:
الأصم وغيره، وببغداد أحمد بن كامل، وعبد الله بن إسحاق الخراساني. ومات كهلاً.
وروى عنه: الحاكم، وأبو العلاء الواسطي. عبد الله بن أحمد بن راشد بن شعيب، أبو
محمد بن أخت وليد البغدادي الفقيه الظاهري، قاضي دمشق. حدث عن: ابن قتيبة
العسقلاني، وعلي بن عبد الله الرملي. وعنه: ابن منير، وابن نظيف الفراء، ومحمد بن
جعفر بن المذكر، وغيرهم. ذكره ابن عساكر، فقال: وكان خياطاً فولي قضاء مصر في دولة
الإخشيد. قال: وقيل: وكان سخيفاً أخذ الرشوة، وهجوه بقصيدة. وولي قضاء دمشق سنة
ثمان وأربعين وثلاثمائة، وطال عمره. توفي في ذي القعدة، وولي قضاء مصر سنة تسع
وعشرين وثلاثمائة، وعزل سنة تسع وعشرين وثلاثمائة. وقال أبو محمد بن حزم: أبو محمد
عبد الله بن محمد بن شعيب المعروف بابن أخت وليد، ولي قضاء دمشق ومصر، وله مصنفات
كثيرة. أخذ عن أبي الحسن عبد الله بن أحمد بن المغلس) الداوودي، ثم قرأت في كتاب
قضاة مصر لابن زولاق قال: كان محمد بن بدر قاضي مصر قد أوقف من الشهود عبد الله بن
وليد، فدخل يوماً على محمد بن بدر، فلم يوسع له أحد.
(26/416)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 417
فقال ابن بدر: عندي يا أبا محمد، فأبى، وجلس قليلاً وانصرف، ثم كتب إلى بغداد إلى
ابن أبي السوار يطلب أن يوليه قضاء مصر، وبذل له، وأعانه جماعة ببغداد، فكتب إليه
بالقضاء، فجاءه العهد في رمضان سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة. وكان قاضي الرملة
الحسين بن هارون بمصر، فركب إليه ابن الوليد يعرفه بالأمر، وأراه عهده، والتمس
معونته، فطمع ابن هارون في الأمر، وقوي قوم نفسه، فأعانه الإخشيد، ففتر أمر ابن
وليد، ولم يعنه الإخشيد، وتمرض، فكان الناس يقولون: عبد الله بن وليد، أبرد من
الجليد، عبد الله بن وليد، تحت القضاء الشديد، عبد الله بن وليد، هوذا يموت شهيد.
ثم بعد سنة ولي مصر ابن وبر فلم يلبث أن مات، وبقي ابن وليد في القضاء، فتولى من
جهة ابن هارون قاضي الرملة المذكور، وقريء عهد الراضي بالله إلى ابن هارون بقضاء
مصر، ثم عزل ابن وليد عن الحكم بعد ستة أشهر، وحكم بعده أبو المذكر محمد بن يحيى المالكي
عشرة أيام، وصرف، وقد ولي ابن وليد مرة ثانية وثالثة بمصر. والثالثة كانت من جهة
المستكفي بالله، فكانت أجل ولاياته، ثم تكبر وتجبر، فاستهان بالناس، وكان يهزل في
مجلسه ويلعب، وطالت ولايته، وخلع المستكفي فجاءه تقليد القضاء من المطيع. ثم إن
المطيع رد قضاء مصر إلى محمد بن الحسن الهاشمي، فكتب إلى ابن وليد بالعهد من قبله،
ثم إنه أخذ في تكثير الشهود وتعديل من لا يليق، فقتره، وكان قبل ذا تاجراً بزازاً
كثير الأموال، ثم عزل وولي بعد مدة قضاء دمشق. وله أخبار يطول ذكرها، إن الله
يسامحه. وحفظ عنه أنه كان يقول لحاجبه: أين اليهود، يعني الشهود، والكمناء، يعني
الأمناء. وقالت له امرأة خذ بيدي، فقال: وبرجلك.
(26/417)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 418
وكان ينقم عليه هزله المقذع، وببسطه في الأحكام والإرتشاء، وكان أبو طاهر الذهلي
لا ينفذ له حكماً. عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي، أبو محمد البغدادي
البزاز. سمع: أبا مسلم الكجي، وأبا شعيب الحراني، وخلف بن عمرو العكبري، ويوسف
القاضي، وأحمد بن أبي عوف البزوري، وغيرهم.) وعنه: أبو الحسين بن رزقويه، وأبو
الفتح بن أبي الفوارس، والبرقاني، وإبراهيم بن عمر البرمكي الفقيه، وآخرون. وولد
سنة أربع وسبعين ومائتين. قال الخطيب: كان ثقة ثبتاً، سألت البرقاني: أيما أحب
إليك، ابن مالك القطيعي، أو ابن ماسي فقال: ليس هذا مما يسأل عنه، ابن ماسي ثقة
ثبت لم يتكلم فيه. قلت: ابن ماسي في رجب، وله خمس وتسعون سنة. عبد الله بن محمد بن
جعفر بن حبان، أبو محمد الأصبهاني الحافظ، أبو الشيخ صاحب التصانيف. ولد سنة أربع
وسبعين ومائتين. وسمع في صغره: جده لأمه محمود بن الفرج الزاهد، وإبراهيم بن
(26/418)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 419
معدان، ومحمد بن عبد الله بن الحسن بن حفص رئيس أصبهان، ومحمد بن أبو سد المديني،
وأحمد بن محمد بن علي الخزاعي، وعبد الله بن محمد بن زكريا، وإبراهيم بن رستة،
وأبا بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم، وأبا بكر أحمد بن عمر البزاز، وإسحاق بن
إسماعيل الرملي. وأول سماعه سنة أربع وثمانين، ورحل فسمع بالبصرة من أبي خليفة
وغيره، وببغداد من أحمد بن الحسن الصوفي وطبقته، وبمكة المفضل الجندي وغيره،
وبالموصل من أبي يعلى، وبحران من أبي عروبة، وبالري وأماكن أخر. وكان حافظاً
عارفاً بالرجال والأبواب، كثير الحديث إلى الغاية، صالحاً عابداً قانتاً لله، صنف
تاريخ بلده والتاريخ على السنين، وكتاب السنة وكتاب العظمة وكتاب ثواب الأعمال
وكتاب السنن. وقد وقع لنا أشياء من حديثه وتخاريجه. روى عنه أبو سعد الماليني،
وأبو بكر بن مردويه، وأبو بكر الملك بن عبد الرحمن الشيرازي، وأبو نعيم، ومحمد بن
علي بن سمويه المؤدب، وسفيان بن حسنكويه، وأبو بكر محمد بن علي بن برد، والفضل بن
محمد القاساني، وحفيده محمد بن عبد الرزاق بن عبد الله، وأبو طاهر محمد بن أحمد بن
عبد الرحيم الكاتب، وخلق سواهم. قال بهروزمرد أبو نعيم: كان أحد الأعلام، صنف
الأحكام والتفسير، وكان يفيد عن الشيوخ) ويصنف لهم ستين سنة، وكان ثقة. أخبرنا علي
بن عبد الغني المعدل في كتابه، أنه سمع يوسف بن خليل الحافظ يقول: رأيت في النوم
كأني دخلت مسجد الكوفة، فرأيت في وسطه شيخاً طوالاً لم أر
(26/419)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 420
قط أحسن منه، وعليه ثياب بيض، فقيل لي: أتعرف هذا قلت: لا. فقيل لي: هو أبو محمد
بن حيان، فخرجت خلفه، وقلت له: أنت أبو محمد بن حيان فقال: أنا أبو محمد. قلت:
أليس قد مت قال: بلى. قلت: فبالله، ما فعل الله بك قال: الحمد لله الذي صدقنا وعده
وأورثنا الأرض، إلى آخر الآية. فقلت: أنا يوسف بن خليل الدمشقي جئت لأسمع حديثك
وأحصل كتبك. فقال: سلمك الله، وفقك الله، ثم صافحته، فلم أر شيئاً قط ألين من كفه،
فقبلتها ووضعتها على عيني. توفي أبو الشيخ فيما ذكر أبو نعيم في سلخ المحرم من
السنة. عبد الرحمن بن أحمد بن حمدويه، أبو سعيد النيسابوري المقريء المؤذن. كان
خيراً مجتهداً من أولاد المحدثين. حج به أبوه سنة ثلاثمائة، وجاور به، فسمعه من:
أحمد بن زيد بن هارون القزاز صاحب إبراهيم بن المنذر الحرامي، ومن جماعة ثم رجع
وسمع من عبد الله بن شيرويه، ومحمد بن شادل، والسراج، وابن خزيمة، وببغداد من
البغوي، وجماعة. وخرج له الحاكم فوائد، وحدث بأصبهان وبالبصرة وغيرهما. روى عنه:
الحاكم، وأبو حفص بن مسرور. عبد الرحمن بن عبيد الله بن موسى أبو المطرف بن الزامر
القرطبي. سمع: أحمد بن يحيى بن الشامة، ووهب بن مسرة، ومحمد بن
(26/420)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 421
معاوية القرشي، وخلقاً، ورحل فسمع من الآجري، وطبقته، وكان كثير الجمع للحديث. عاش
خمسين سنة. عبد العزيز بن محمد بن الحسن بن محمد التميمي الجوهري، أبو محمد قاضي
الصعيد. روى عن: ابن زبان، وأبي جعفر الطحاوي. عبيد الله بن العباس بن الوليد بن
مسلم، أبو أحمد الشطوي. البغدادي ثقة. سمع: عبد الله بن ناجية، وإبراهيم بن موسى
الجوزي، وأحمد بن حسن الصوفي.) وعنه: أبو العلاء الواسطي، وعلي بن عبد العزيز
الظاهري، ومحمد بن عمر بن بكير، وأبو علي بن دوما. وقال ابن أبي الفوارس: توفي في
شوال، وكان فيه تساهل. علي بن حفص الأردبيلي الحافظ. سمع: الحسن بن علي الطوسي،
ومحمد بن إبراهيم الأصبهاني، وجماعة. وكان حافظاً كأبيه.
(26/421)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 422
عمر بن أحمد بن السراج الشاهد، أبو حفص، بغدادي ثقة. أحذ عن: أبي بكر بن الأنباري.
عمر بن أحمد بن يوسف، أبو حفص البغدادي، وكيل الخليفة المتقي لله، يعرف بأبي نعيم.
روى عنه: أحمد بن الحسن الصوفي، وغيره. روى عنه: أبو الفتح بن أبي الفوارس، وبشري
الفاتني. وثقه الخطيب. محمد بن أحمد بن جعفر، أبو عمر الأرغياني المؤذن. ثقة. حدث
بسمرقند: عن أبي العباس السراج، وعلي بن الفضل البلخي. وعنه: أبو سعيد الإدريسي.
توفي بسمرقند في ذي القعدة. محمد بن أحمد بن حامد بن حميرويه، أبو أحمد النيسابوري
الكرابيسي الحافظ. سمع: السراج، ومؤمل بن الحسن، وطبقتهما، ورحل فسمع من أبي حاتم،
وأبي عقدة، وطبقتهما. قال الحاكم: كان يرجع إلى عرفة وفهم. سمع الكثير، وصنف وثنا.
توفي في صفر. محمد بن أحمد بن حامد، أبو جعفر بن الميتم البغدادي، مولى الهادي.
(26/422)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 423
قال ابن أبي الفوارس: كتبنا عنه، عن الفريابي، وغيره، وكان لا بأس به، وكان فيه
دعابة. توفي في شوال. محمد بن سليمان بن محمد بن سليمان بن هارون، الإمام أبو سهل
الحنفي العجلي الصعلوك) النيسابوري. الفقيه الشافعي الأديب اللغوي المتكلم المفسر
النحوي الشاعر المفتي الصوفي، حبر زمانه بقية أقرانه. هذا قول الحاكم فيه. وقال:
ولد سنة ست وتسعين ومائتين، وأول سماعه سنة خمس وثلاثمائة. واختلف إلى أبي بكر بن
خزيمة، ثم إلى أبي علي محمد بن عبد الوهاب الثقفي، وناظر وبرع، ثم استدعي إلى
أصبهان، فلما بلغه نعي عمه أبي الطيب، خرج متخفياً، فورد نيسابور سنة سبع وثلاثين
وثلاثمائة، ثم نقل أهله من أصبهان، وأفتى ودرس بنيسابور نيفاً وثلاثين سنة. سمع:
ابن خزيمة، وأبا العباس السراج، وأبا العباس أحمد بن محمد الماسرجسي، وأبا قريش
محمد بن جمعة، وأحمد بن عمر المحمد أباذي، وبالري أبا محمد بن أبي حاتم، وببغداد
إبراهيم بن عبد الصمد، وأبا بكر بن الأنباري، والمحاملي. وكان يمتنع من التحديث
كثيراً إلى سنة خمس وستين، فأجاب للإملاء. وقد سمعت أبا بكر بن إسحاق الضبعي غير
مرة يعود الأستاذ أبا
(26/423)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 424
سهل ويقول: بارك الله فيك لا أصابك العين. وسمعت أبا منصور الفقيه يقول: سئل أبو
الوليد الفقيه عن أبي بكر القفال وأبي بكر الصعلوكي أيهما أرجح فقال: ومن يقدر أن
يكون مثل أبي سهل. وقال الصاحب إسماعيل بن عباد: ما رأينا مثل أبي سهل، ولا رأى
مثل نفسه. وقال الحاكم أبو عبد الله: أبو سهل مفتي البلدة وفقيهها، وأجلد من رأينا
من الشافعيين بخراسان، ومع ذلك أديب، شاعر، نحوي، كاتب، عروضي، محب للفقراء. وقال
أبو إسحاق الشيرازي: أبو سهل الصعلوكي الحنفي من بني حنيفة، صاحب أبي إسحاق
المروزي، مات في آخر سنة تسع وستين، وكان فقيهاً، أديباً، شاعراً، متكلماً،
مفسراً، صوفياً، كاتباً. وعنه أخذ ابنه أبو الطيب، وفقهاء نيسابور. قلت: وهو صاحب
وجه، ومن غرائبه أنه قال: إذا نوى غسل الجنابة والجمعة معاً لا يجزئه لواحد. وقال
بوجوب النية لإزالة النجاسة. وقد نقل الماوردي، وأبو محمد البغوي للإجماع أنها لا
تشترط. وقال أبو العباس الفسوي: كان أبو سهل الصعلوكي مقدماً في علم الصوفية، صحب
الشبلي، وأبا علي الثقفي، والمرتعش، وله كلام حسن في التصوف.) قلت: مناقبه جمة،
ومنها ما رواه القشيري أنه سمع أبا بكر بن فورك يقول: سئل الأستاذ أبو سهل عن جواز
رؤية الله بالعقل، فقال: الدليل عليه شوق المؤمنين إلى لقائه، والشوق إرادة مفرطة،
والإرادة لا تتعلق بمحال. وقال السلمي: سمعت أبا سهل يقول: ما عقدت على شيء قط،
وما
(26/424)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 425
كان لي قفل ولا مفتاح، ولا صررت على فضة ولا ذهب قط. وسمعته يسأل عن التصوف فقال:
الإعراض من الإعتراض. وسمعته يقول: من قال لشيخه: لم، لا يفلح أبداً. وقد حضر أبو
القاسم النصراباذي وجماعة، وحضر قوال، فكان فيما عني به، هذا: جعلت تنزهي نظري
إليكا. فقال النصراباذي: جعلت، فقال أبو سهل: بل جعلت، فرأينا النصراباذي ألطف
قولاً منه في ذلك، فرأى ذلك فينا، فقال: ما لنا وللتفرقة، أليس يمين الجمع أحق
فسكت النصراباذي ومن حضر. وقال لي أبو سهل: أقمت ببغداد سبع سنين، فما مرت بي جمعة
إلا ولي على الشبلي وقفة أو سؤال، ودخل الشبلي على أبي إسحاق المروزي فرآني عنده
فقال ذا المجنون من أصحابك قال لا بل من أصحابنا. أخبرنا أبو الفضل أحمد بن هبة
الله بن تاج الأمناء، أنا محمد بن يوسف الحافظ، أن زينب ينت أبي القاسم الشعري
أخبرته. ح وأنا أبو الفضل، أنها كتبت إليه تخبره، أن إسماعيل بن أبي القاسم
أخبرها، ثنا عمر بن أحمد بن مسرور، ثنا أبو سهل محمد بن سليمان الحنفي إملاء، ثنا
أبو قريش الحافظ، ثنا يحيى بن سليمان بن نضلة، ثنا مالك، عن سهيل بن أبي صالح، عن
أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المؤمن يأكل في معي
واحد، والكافر يأكل في سبعة أمعاء.
(26/425)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 426
وبهذا الإسناد إلى ابن مسرور. قال: أنشدنا أبو سهل لنفسه:
(أنام على سهو وتبكي الحمايم .......... وليس لها جرم ومني الجرايم)
(كذبت وبيت الله لو كنت عاقلاً .......... لما سبقتني بالبكاء الحمايم)
وقال الحاكم: سمعت الأستاذ أبا سهل ودفع إليه مسألة، فقرأها علينا، وهي:)
(تمنيت شهر الصوم لا لعبادة .......... ولكن رجاء أن أرى ليلة القدر)
(فأدعوا له الناس دعوة عاشق .......... عسى أن يريح العاشقين من الهجر)
فكتب أبو سهل في الحال:
(تمنيت ما لو نلته فسد الهوى .......... وحل به للحين قاصمة الظهر)
(فما في الهوى طب ولا لذة سوى .......... معاناة ما فيه يقاسي من الهجر.)
قال الحاكم: فتوفي أبو سهل في ذلك سنة تسع وستين بنيسابور. محمد بن صالح بن علي بن
يحيى بن عبد الله بن محمد بن عبيد الله ابن عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد
الله بن العباس القاضي، أبو الحسن الهاشمي العباسي البغدادي، الكوفي الأصل،
المعروف بابن أم شيبان قاض بغداد. سمع: عبد الله بن زيدان البجلي ومحمد بن عقبة.
وروى عنه: أبو بكر البرقاني، وغيره.
(26/426)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 427
وولي القضاء سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة، وقدم بغداد من الكوفة مع أبيه وأخيه
القاضي محمد الذي مر بعد ثلاثمائة. وقرأ على ابن مجاهد، ثم صاهر أبا عمر محمد بن
يوسف القاضي على بنت بنته. قال طلحة بن جعفر: هو رجل عظيم القدر، واسع العلم، كثير
الطلب، حسن التصنيف، ينظر في فنون، متوسط في مذهب مالك. قال: ولا أعلم هاشمياً
تقلد قضاء بغداد غيره، جمعت له بغداد، ثم قلد معها قضاء مصر، وقطعة من الشام. وقال
ابن أبي الفوارس: كان نبيلاً فاضلاً، ما رأينا في معناه مثله، وفي الصدق نهاية.
ولد سنة ثلاث وتسعين ومائتين. قال: وتوفي فجأة لليلة من جمادى الأولى. قلت: كان من
خيار القضاة في زمانه مع الشرف والعلم. محمد بن عبد الرحمن بن سهل بن مخلد، أبو
عبد الله الأصبهاني الغزال. محدث رحال جوال. سمع عبدان الأهوازي، ومحمد بن زبان بن
حبيب، وعلب بن أحمد علان، والقاسم بن عيسى القصار الدمشقي وطبقتهم. وعنه: أبو بكر
بن أبي علي الذكواني، وأبو نعيم الأصبهاني، وقال: هو أحد من يرجع إلى حفظ ومعروف،
وله مصنفات.) توفي في ذي الحجّة.
(26/427)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 428
وروى عنه أيضاً: أبو سعد الماليني، وأبو بكر أحمد بن الحارث الأصبهاني، وطائفة.
وله تصانيف في القراءآت والحديث. محمد بن علي بن الحسن بن أحمد، أبو بكر النقاش
الحافظ المصري نزيل تنيس. ولد سنة اثنتين وثمانين ومائتين، وهو راوي نسخة فليح.
توفي في شعبان. روى عن: محمد بن جعفر الإمام نزيل دمياط صاحب إسماعيل بن أبي أويس،
وأحد شيوخ النسائي أيضاً، وأبي عبد الرحمن النسائي، وأبي يعقوب إسحاق المنجنيقي.
ورحل من مصر، فسمع بدمشق جماهر بن محمد الزملكاني، وببغداد عمر بن أبي غيلان،
ومحمد بن أبي صالح بن ذريح، وبالموصل أبا يعلى، وبالأهواز عبدان، في خلق سواهم.
وعنه: الدارقطني، والحسين بن جعفر الكاملي، ويحيى بن علي الطحان، وعلي بن إبراهيم
بن علي الغازي، والحسن بن جماعة الإسكندراني، وعلي بن الحسين بن جابر التنيسي القاضي،
وغيرهم. ورحل إليه الدارقطني إلى تنيس. توفي النقاش رابع شعبان، وكان أحد أئمة
الحديث. محمد بن محمد بن إسماعيل، أبو نصر الكرابيسي النيسابوري. يروي عن: علي بن
عبدان، وابن الشرقي. ما كأنه شاخ. محمد بن المهلب بن محمد، أبو بكر المصري
الصيدلاني العدل. توفي في صفر، وله مائة وتسع سنين.
(26/428)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 429
محمد بن يحيى بن عبد العزيز، أبو عبد الله القرطبي بن الخراز. سمع: محمد بن عمر بن
لبابة، وعمر بن حفص، وأسلم بن عبد العزيز، وأحمد بن خالد، وجماعة. وولي قضاء
طليلطة وباجة، وولي الصلاة بقرطبة، وزمن في الآخر سبعة أعوام، فأكثروا عنه. قال
ابن الفرضي: لزمته عاماً، وكان ثقة مأموناً. توفي في شوال.) مخلد بن جعفر بن مخلد
بن سهيل، أبو علي الفارسي الدقاق الباقرحي. سمع: يحيى بن محمد البحتري، ويوسف
القاضي، ومحمد بن يحيى المروزي، والحسن بن علويه، وأبا العباس بن مسروق، وأحمد بن
يحيى الحلواني. وله مشيخة سمعناها. روى عنه: أبو الفتح بن أبي الفوارس، وأبو نعيم،
وأبو العلاء الواسطي، ومحمد بن علي العلاف، ومحمد بن الحسين بن بكير. قال أحمد بن
علي البادا: كان ثقة صحيح السماع، غير أنه لم يعرف شيئاً من الحديث.
(26/429)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 430
وقال ابن أبي الفوارس: كان له أصول كثيرة عن الفريابي، ويوسف القاضي، وغيرهما جياد
بخطه. وقال أبو نعيم: بلغنا أنه خلط بعد سفري. وقال أبو الحسن محمد بن العباس بن
الفرات: كان مخلد بن جعفر أصوله صحيحة، ثم إن ابنه حمله في آخر عمره على ادعاء
أشياء، منها المغازي عن المروزي، والمبتدأ عن ابن علويه، وتاريخ الطبري الكبير،
وغير ذلك. فشرهت نفسه إلى ذلك وقبل منه، واشترى له هذه الكتب، فحدث بها، فانهتك.
وقال ابن أبي الفوارس: حدث بالتاريخ والمبتدأ من كتاب ليس فيه سماع له، أسأل الله
الستر الجميل، ولعل أنه ظن أن هذا يجوز عند أصحاب الحديث، إذا سمع كتاباً معروفاً
أن يقرأه من كتاب غيره. قال: وتوفي لليلة بقيت من ذي الحجّة. يحيى بن يعقوب بن
حامد، أبو زكريا القزويني البزاز. سمع: محمد بن أيوب بن الضريس، وأبا خليفة
الجمحي، وعمر بن إسماعيل بن أبي غيلان. وكان فقيهاً مالكي المذهب. عاش دهراً.
أحسبه توفي بقزوين.
(26/430)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 431
1 (وفيات سبعين وثلاثمائة)
أحمد بن سعيد، أبو الحسين البغدادي الذهب وكيل دعلج. روى عن: جعفر الجلدي، وأبي
مزاحم موسى بن عبيد الله الخاقاني، وعبد الكريم بن النسائي، سمع منه كتاب والده في
الضعفاء، وسمع من هذا الشيخ أبو الحسن الدارقطني هذا الحديث.) وروى عنه: عبد الغني
بن سعيد، وأبو بكر البرقاني. وذكر البرقاني أنه كان فاضلاً، وتوفي بطريق مكة. أحمد
بن عبد الكريم الحلبي مراوي جزء الرافعي عنه. روى عنه: المسدد الأملوكي، وغيره.
أحمد بن علي، أبو بكر الرازي، العلامة صاحب التصانيف، وتلميذ
(26/431)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 432
أبي الحسن الكرخي، وإليه انتهت رئاسة الحنفية ببغداد، وعنه أخذ فقهاؤها. وكان
مشهوراً بالزهد والفقه. عرض عليه قضاء القضاة فامتنع منه. روى في تصنيفه عن: أبي
العباس الأصم، وعبد الباقي بن قانع، والطبراني. وعاش خمساً وستين سنة. قدم بغداد
في صباه وسكنها. وتصانيفه تدل عل حفظه للحديث وبصره به. وكان رأساً في الزهد. قال
أبو بكر الخطيب: ثنا أبو العلاء الواسطي قال: لما امتنع القاضي أبو بكر الأبهري
المالكي من أن يلي القضاء قالوا: فمن يصلح قال: أبو بكر الرازي. وكان الرازي يزيد
حاله على منزلة الرهبان في العبادة فأريد للقضاء فامتنع، وكان يميل إلى الإعتزال.
وفي تصانيفه ما يدل على ذلك في مسألة الرؤية وغيرها. وتوفي في ذي الحجة، وعاش
خمساً وستين سنة. قدم بغداد في صباه. أحمد بن محمد بن بشر، أبو بكر بن الشارب،
المقريء. قرأ برواية قنبل على: أبي بكر محمد بن موسى بن محمد الهاشمي الزينبي صاحب
قنبل. قرأ عليه: أبو العلاء محمد بن علي الواسطي ومحمد بن الحسين الكارزيني.
(26/432)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 433
توفي في المحرم. أحمد بن محمد، أبو العباس الدارمي المصيصي، الشاعر المشهور
بالنامي، أحد شعراء سيف الدولة الخواص، وكان تلو المتنبي في الرتبة عند سيف
الدولة. وكان عرافاً باللغة. أملى آداباً بحلب عن: علي بن سليمان الأخفش، وابن
درستويه الفارسي، وأبي بكر الصولي، وجماعة. روى عنه: أبو القاسم الحسين بن علي بن
أسامة الحلبي، وأبو الحسين أحمد بن علي أخوه، و) أبو بكر الخالدي، والقاضي أبو
طاهر صالح بن جعفر الهاشمي. وله في سيف الدولة.
(أمير العلى إن العوالي كواسب .......... علاءك في الدنيا وفي جنة الخلد)
(يمر عليك الحول سيفك في الطلى .......... وطرفك ما بين الشكيمة واللبد)
(ويمضي عليك الجهر فعلك للعلى .......... وقولك للتقوى وكفك للرفد)
وله مع المتنبي وقائع ومعارضات في الأناشيد، وليس هو من رجال المتنبي، ولكنه شاخ،
وبقي شيخ الأدباء بالشام. ذكر أبو الخطاب بن عون قال: دخلت عليه فوجدت رأسه
كالثغامة بياضاً، وفيه شعرة واحدة سوداء، فقلت له: يا سيدي في رأسك شعرة سوداء،
فقال: نعم هذه بقية شبابي وأنا أفرج بها، ولي فيها:
(رأيت في الرأس شعرة بقيت .......... سوداء تهوي العيون رؤيتها)
(فقلت للبيض إذ تروعها .......... بالله إلا رحمت غربتها)
(فقل لبث السوداء في وطن .......... تكون فيه البيضاء ضرتها)
(26/433)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 434
ثم قال لي: بيضاء واحدة تروع ألف سوداء فيكف حال سوداء بين ألف بيضاء. وتوفي
النامي عن تسعين سنة. وشعره قليل كان بطيء الخاطر، ربما بقي أشهراً في عمل
القصيدة. وكان يحدث لسيف الدولة الحادثة أو الفتح فيهنيه بذلك بعد أشهر. والمصيصة
مجاورة لطرسوس على ساحل بحر الروم، بناها صالح بن علي عم المنصور سنة أربعين
ومائة، وهي اليوم بيد صاحب سيس. أحمد بن محمد بن هارون، أبو بكر الرازي الديبلي.
ذكر أنه قرأ القرآن بحرف عاصم على حسنون بن الهيثم الدويري صاحب هبيرة، وسمع من
إبراهيم بن شريك، وجعفر الفريابي. ومولده سنة خمس وسبعين ومائتين. قال أبو العلاء
الواسطي: قرأ عليه القرآن، وختمت عليه في جمادى الآخرة سنة سبعين وتوفي لسبع بقين
من رجب في السنة. وقال لي: قرأت على حسنون في سنة ثمان وثمانين، وسنة تسع وثمانين
ومائتين، ثلاث ختمات. وتوفي سنة تسعين.) وسمع منه: أبو العلاء، وأبو علي بن دوما.
وكان يكون بالحربية. أحمد بن منصور بن الأغر اليشكري الدينوري. سكن بغداد، وروى
عن: أبي بكر بن أبي داود، وابن دريد، والصولي. والغالب عليه الأخبار.
(26/434)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 435
أدب الأمير حسن بن عيسى بن المقتدر فسمع من اليشكريات. إبراهيم بن ثابت، الزاهد
القدوة، أبو إسحاق الدعاء، بغدادي كبير، لقي الجنيد، وحفظ عنه. حكى عن: يوسف
القواس، وعلي بن الحسن القزويني، وغيرهما. قال السلمي: لقي الجنيد وصحب المشايخ،
وكان من أروع الشيوخ وأزهدهم وألزمهم لطريقة الشريعة. قلت له: أوصيني، قال: دع ما
تندم عليه. وقال هلال بن المحسن: بلغ المائة، ومات في صفر سنة سبعين. إبراهيم بن
جعفر، أبو محمود الكتامي المغربي، أحد قواد المعز. قدم دمشق مقدماً على جيوش
المصريين في رمضان سنة ثلاث وستين، فرحل عن دمشق ظالماً العقيلي، واستعمل على
البلد جيش بن الصمصامة ابن أخيه، ثم عزله وولى غيره، وعزله أيضاً، حتى قدم ريان
الخادم بعزل أبي محمود، وجرت بين أبي محمود وبين الدماشقة حروب كثيرة وفتن
وأراجيف، فخرج إلى طبرية، ثم إنه ولي دمشق بعد حميدان العقيلي وكان بها قسام، وقد
قوي بها وله أتباع وجموع، فلم يكن لأبي محمود الكتامي معه أمر، وبقي ذليلاً
مستضعفاً مع قسام، وكان ضعيف العقل سيء التدبير. توفي في صفر سنة سبعين. إسحاق بن
محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مطرف، أبو النضري الأندلسي من أهل إستجة.
(26/435)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 436
سمع محمد بن عبد الملك بن أيمن. وكان نحوياً لغوياً شاعراً بليغاً فصيحاً. توفي في
شعبان. إسماعيل بن القاسم بن إسماعيل، أبو القاسم الحلبي. حدث في هذه السنة بحمص
في ذي القعدة عن: علي بن عبد الحميد الغضايري، ويعقوب بن إسحاق العسقلاني، وأبي
أحمد العباس بن الفضل المكي، ويحيى بن علي الكندي، وأبي عبد الله محمد بن يزيد الدورقي،
لقيه بطرسوس وحدثه عن بشر بن معاذ، وغيره.) روى عن: المسدد بن علي الأملوكي. بشر
بن أحمد بن بشر بن محمود، أبو سهل الإسفراييني الدهقان، شيخ تلك الناحية في عصره،
أحد المذكورين بالشهامة. سمع: محمد بن محمد بن رجا، وأحمد بن سهل، وجعفر الساماني،
وإبراهيم بن علي الذهلي، ورحل إلى الحسن بن سفيان فقرأ عليه المسند، وسمع ببغداد:
محمد بن يحيى المروزي، وعبد الله بن ناجية، والفريابي، وسمع بالموصل من أبي يعلى
مسنده، وأملى زماناً. قال الحاكم: انتخبت عليه وأملى زماناً من أصول صحيحة. روى
عنه: العلاء بن محمد بن سعيد، وشريك بن عبد الملك المهرجاني، ومحمد بن حميم
الفقيه، محمد بن محمد بن أبي المعروف، وهم من شيوخ البيهقي، وعمر بن أحمد بن مسرور
الزاهد. توفي في شوال وله ست وتسعون سنة. الحسن بن إسحاق بن إبراهيم بن زيد، أبو
محمد الأصبهاني المعدل.
(26/436)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 437
رحل وحدث عن العراقيين والشاميين. قال أبو نعيم: كثر الحديث، له معرفة وإتقان، ثنا
عن محمد بن سعيد البرجمي الحمصي، وعمر بن سهل، والحسن بن علي الشعراني الطبراني.
وعنه أبو بكر، وأبو نعيم، وآخرون. الحسن بن بشر بن يحيى، أبو القاسم الآمدي النحوي
الكاتب. سمع من إبراهيم بن عرفة نفطويه النحوي وغيره، وله كتاب المختلف والمؤتلف
في أسماء الشعراء وكتاب نثر المنظوم وكتاب الموازنة بين أبي تمام والبحتري وهو
كتاب مشهور. وكتاب شدة حاجة المرء إلى أن يعرف نفسه وكتاب فعلت وأفعلت وهو كتاب
نفيس في معناه، وكتاب ديوان شعره وله سوى ذلك من التصانيف الأدبية. ذكره التنوخي
فقال: ولد بالبصرة وأخذ ببغداد عن: الأخفش، والزجاج، وابن دريد، وغيرهم، وانتهت
رواية القديم والأخبار في آخر عمره إليه بالبصرة، ومات سنة سبعين وقد ولي قضاء
البصرة، وكان من أئمة الأدب. الحسن بن رشيق، أبو محمد العسكري، عسكر مصر، المعدل
الحافظ.)
(26/437)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 438
روى عن: أبي عبد الرحمن النسائي، وأحمد بن حماد زغبة، وأحمد بن إبراهيم أبي دجانة
المعافري، والمفضل بن محمد الجندي، وعلي بن سعيد بن بشير، ومحمد بن عثمان بن سعيد
السراج العنزي، ومحمد بن خالد البرذعي، وأحمد بن محمد بن يحيى الأنماطي، وأبي
الرقراق صاحب يحيى بن بكير، وأحمد بن محمد بن عبد العزيز المعلم، ويموت بن المزرع،
وخلق كثير. وعن: الدارقطني، وعبد الغني، وأبو محمد بن النحاس، وإسماعيل بن عمرو
المقبري، ويحيى بن علي بن الطحان، ومحمد بن مغلس الداوودي، ومحمد بن جعفر بن أبي
المذكر، وعلي بن ربيعة التميمي، وأبو القاسم علي بن محمد الفارسي، ومحمد بن الحسين
بن الطفال، وآخرون من المصريين والمغاربة وأهل الأندلس. وكان محدث ديار مصر في
زمانه. قال أبو القاسم يحيى بن الطحان في تاريخه: روى عن النسائي وأحمد بن حماد
وخلق لا أستطيع ذكرهم، ما رأيت عالماً أكثر حديثاً منه، قال لي: ولدت في صفر سنة
ثلاث وثمانين ومائتين، وتوفي في جمادى الآخرة سنة سبعين. الحسن بن محمد بن يحيى بن
المغيرة، أبو علي الثقفي الجرجاني. سمع عمران بن موسى بن مجاشع، وأبا بكر ابن
خزيمة، وأبا العباس السراج. وعنه القاضي أبو بكر الجرجاني وحمزة السهمي، وأبو
الحسن الحناطي. وقد سمع من البغوي ببغداد.
(26/438)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 439
االحسين بن أحمد بن حمدان بن خالويه، أبو عبد الله الهمذاني النحوي اللغوي. قدم
بغداد فأخذ عن: أبي بكر بن الأنباري وأبي بكر بن مجاهد، وقرأ عليه، وأبي عمر
الزاهد غلام ثعلب، ونفطويه، وأبي سعيد السيرافي، وقيل إنه أدرك ابن دريد وأخذ عنه.
ثم إنه قدم الشام وصحب سيف الدولة بن حمدان، وأدب بعض أولاده، ونفق شوقه بحلب، واشتهر
ذكره، وقصده الطلاب من الآفاق. أخذ عنه: عبد المنعم بن غلبون، والحسن بن سليمان،
وغيرهما. وكان صاحب سنة. وصنف في اللغة كتاب ليس. وكتاب شرح الممدود والمقصور
وكتاب أسماء الأسد ذكر له خمسمائة اسم، وكتاب البديع في القراءآت وكتاب الجمل في
النحو) وكتاب الإشتقاق وكتاب غريب القرآن، وله مصنفات سوى ما ذكرنا. ومات بحلب سنة
سبعين، وقيل سنة إحدى وسبعين. حكم بن محمد بن هشام، أبو القاسم القرشي القيرواني
المقريء. قرأ القرآن بالقيروان على الهرواي أبي بكر صاحب ابن خيرون،
(26/439)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 440
ثم دخل مصر فجالس بنان الحمال الزاهد، وسمع من الحسين بن محمد بن داود، وقرأ على
قرائها، ودخل العراق فقرأ بها القراءآت، وصحب أبا عمرو الزاهد، وقدم الأندلس،
فأكرمه المستنصر. وكان فيه صلابة في السنة وإنكار على المبتدعة. وكان يقريء
القرآن. توفي في ربيع الآخر، عن ثنتين وثمانين سنة. الزبير بن عبيد الله بن موسى،
أبو يعلى التوزي البغدادي، نزيل نيسابور. وسمع البغوي، وابن صاعد، وطائفة، ورحل،
وحصل، وتعانى التجارة. وتوفي بالموصل سنة سبعين، رحمه الله. عبد الله بن أحمد بن
جعفر بن أحمد بن زياد بن مهران، أبو محمد الشيباني. سمع: السراج، وابن خزيمة. توفي
في جمادى الآخرة بنيسابور، وقيل مات سنة إحدى وسبعين. عبد الله بن أحمد بن الصديق
المروزي. سمع حديثاً من محمد بن إبراهيم البوسنجي، وسمع ممن بعده. وروى عنه: أبو
بكر البرقاني، ومحمد بن عبيد الله الحنائي، وجماعة من أبناء التسعين.
(26/440)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 441
عبد الله بن محمد الأصبهاني، أبو محمد الصائغ. سمع: الحسين بن إدريس بهراة، وجعفر
الفريابي ببغداد، وعلي بن سعيد العسكري بأصبهان، وجماعة. وعنه: أبو نعيم، وأبو بكر
أحمد بن محمد بن الأسود الشروطي، وغيرهما. توفي في رجب سنة سبعين. عبد الله بن
محمد بن محمد بن فورك بن عطاء، أبو بكر الأصبهاني المقريء القباب، هو الذي يعمل
المحارة. كان مسند أصبهان في عصره ومقرئها.) سمع: محمد بن إبراهيم الجيزاني في سنة
ثمان وسبعين ومائتين، وأبا بكر بن أبي عاصم، وعبد الله بن محمد بن النعمان وعلي بن
محمد الثقفي، وعبد الله بن محمد بن سلام، وطائفة. وقرأ القرآن على أبي الحسن محمد
بن أحمد بن شنبود. وعنه: أبو نعيم الفضل بن أحمد بن الخياط، وعلي بن أحمد بن مهران
الصحاف، وابنه عبد الرحمن بن أبي بكر، وأبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحمن
الكاتب، وآخرون. وتوفي في ذي القعدة. قرأ عليه أبو بكر محمد بن عبد الله بن
المرزبان، وآخرون. عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم، أبو عمر الأصبهاني القطان.
(26/441)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 442
رحل وسمع أبو القاسم، البغوي، وابن أبي داود. وعنه: أبو نعيم، وأبو بكر بن أبي
علي. عبيد الله بن علي بن جعفر أبو الطيب الدقاق. عن: محمد بن سليمان الباهلي،
وعبد الله بن الحسن الطيبي. وعنه: البرقاني. عبيد الله بن العباس بن الوليد بن
مسلم الشطوي. سمع: عبد الله بن ناجية، وإبراهيم بن موسى الجوزي، وأحمد بن الحسن
الصوفي. روى عنه: علي الظاهري، وأبو العلاء الواسطي، وابن بكير، وأبو علي ابن
دوما. وكان ثقة. عبيد الله بن الحسين، أبو القاسم الحذاء قاضي الموصل. سمع: أبا
يعلى الموصلي. وعنه: أبو القاسم التنوخي وإبراهيم بن عمر البرمكي. وهو أقدم شيوخ
التنوخي وفاة. علي بن عبد الله بن محمد بن عبيد، أبو الحسن البغدادي الزجاج
الشاهد. روى عن: أبي العلاء الجوزجاني، وحسنون بن موسى. روى عنه: أبو القاسم
التنوخي وقل: كان نبيلاً، قرأ على أحمد بن سهل الأشناني.
(26/442)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 443
وقال العتيقي: ثقة مأمون، مات في رجب، وله خمس، وسبعون سنة.) علي بن عيسى بن محمد
بن المثنى، أبو الحسن الهروي الماليني. سمع: الحسن بن سفيان، ومحمد بن المنذر بن
شكر، وغيرهما. وعنه، أبو يعقوب إسحاق القراب، وأبو عثمان سعيد القرشي. وتوفي في
المحرم. عمر بن أحمد بن ريطة الأصبهاني. توفي في ربيع الأول. محمد بن جعفر، أبو
الحسين الأصبهاني الواعظ الأبح. يروي عن: محمد بن سهل، وأب يعمرو بن عقبة، وأحمد
بن محمد بن أسيد، والهذيل بن عبد الله. وكان كثير الحديث حسن المعرفة به. روى عنه:
أبو بكر ابن أبي، وأبو نعيم. وتوفي في شعبان. محمد بن أحمد بن الأزهر بن طلحة، أبو
منصور الهروي الأزهري النحوي اللغوي الشافعي. سمع بهراة من: الحسين بن إدريس،
ومحمد بن عبد الرحمن السامي وطائفة، ثم رحل إلى بغداد. وسمع: أبو القاسم البغوي،
وأبا بكر بن أبي داود، وإبراهيم بن عرفة، ونفطويه، وابن السراج، وأبا الفضل
المنذري. ولم
(26/443)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 444
يأخذ عن ابن دريد تديناً له قال: دخلت داره غير مرة فألفيته على كرسيه سكراناً.
أخذ عنه: أبو عبيد الهروي صاحب الغريبين، وحدث عنه أبو يعقوب القراب، وأبو ذر عبد
بن أحمد، وأبو عثمان سعيد القرشي، وأبو الحسين الباشاني، وغيرهم. وكان بارعاً في
المذهب، ثقة ورعاً فاضلاً. وقيل إنه أسر فوجدوا بخطه قال: امتحنت بالأسر سنة عارضت
القرامطة الحاج بالهبير، وكان القوم الذين وقعت في سهمهم عرباً نشأوا بالبادية
يبتغون مساقط الغيث أيام النجع، ويرجعون إلى إعداد المياه في محاضرهم زمن القيظ،
ويتكلمون بطباعهم البدوية، ولا يكاد يوجد في منطقهم لحن، أو خطأ فاحش، فبقيت في
أسرهم دهراً طويلاً، وكنا نشتي بالدهناء، ونرتبع بالصمان، وأسند منهم ألفاظاً جمة.
صنف كتاب تهذيب اللغة في عشر مجلدات، وكتاب التقريب في التفسير وكتاب تفسير ألفاظ
كتاب المزني وكتاب علل القراءآت وكتاب الروح وما ورد فيها من الكتاب والسنة وكتاب)
تفسير الأسماء الحسنى وكتاب الرد على الليث وكتاب تفسير إصلاح المنطق وكتاب تفسير
السبع الطوال وكتاب تفسير ديان أبي تمام، وله سوى ذلك من المصنفات.
(26/444)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 445
أخبرنا أبو علي بن الخلال، أنا بعد الله بن عمر، أنا عبد الأول بن عيسى، أنا أبو
إسماعيل عبد الله بن محمد، أنا علي بن أحمد بن حمدويه، ثنا محمد بن أحمد بن الأزهر
إملاء، ثنا عبد الله بن عروة، ثنا محمد بن الوليد، عن غندر، عن شعبة، عن الحكم، عن
علي بن الحسين عن مروان بن الحكم قال: شهدت عثمان وعلياً، فنهى عثمان عن المتعة
وأن يجمع بينهما، فلما رأى ذلك علي أهل بهما، فقال: لبيك بحجة وعمرة، فقال عثمان:
تراني أنهى الناس وأنت تفعله فقال: لم أكن لأدع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
بقول أحد من الناس. إسناده صحيح، وهو شيء غريب، إذ فيه رواية علي بن الحسين عن
مروان، وفيه تصويب مروان اجتهاد علي على اجتهاد عثمان، مع كون مروان عثمانياً،
والله أعلم. توفي في ربيع الآخر، رحمه الله. ولد سنة اثنتين وثمانين ومائتين. محمد
بن أحمد بن طالب، أبو الحسن البغدادي نزيل طرابلس الشام. حدث عن: أبو القاسم
البغوي، وابن الأنباري، وحرمي بن أبي العلاء، وجماعة. وعنه: حمزة بن عبد الله بن
الشام وعبيد الله بن القاسم الطرابلسيان.
(26/445)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 446
محمد بن أحمد بن محمد بن مسور، أبو عبد الله مولى بني هاشم القرطبي. سمع من: من
جده محمد بن مسور وأحمد بن خالد وجماعة قال ابن الفرضي كان شيخاً قليل العلم سمعت
منه أنا وغيري توفي في صفر محمد بن أحمد بن محمد بن حماد بن المتيم أبو جعفر
الهاشمي مولى الهادي سمع من محمد بن يحيى المروزي، ومحمد بن جعفر القتات،
والفريابي. وعنه: البرقاني، وأبو طاهر العلاف، وأبو نعيم. ورخه ابن أبي الفوراس،
وقال: كان لا بأس به. محمد بن إبراهيم بن الفرخان، أبو جعفر الأستراباذي الفقيه.
ثقة ثبت متقن. نزل سمرقند، وبها توفي في ربيع الآخر. روى عن: أبو القاسم البغوي،
وابن أبي داود. وعنه: أبو سعد الإدريسي.) محمد بن جعفر بن الحسين، أبو بكر
البغدادي، الوراق الحافظ، غندر.
(26/446)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 447
سمع: الحسن بن علي بن شبيب المعمري، ومحمد بن محمد بن سليمان الباغندي، وابن دريد،
وأبا عروبة الحراني، ومكحولاً البيروتي، وأبا الجهم بن طلاب، وأبا جعفر الطحاوي،
وطائفة سواهم. وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وابن جميع الغساني، وعبد الرحمن السلمي،
وعمر بن أبي سعد الهروي، وأبو نعيم. قال الحاكم: بقي عندنا بنيسابور سنتين سنة ست
وسبع وثلاثين يفيدنا، وخرج إلى أفراد الخراسانيين من حديثي في سنة ست وستين، ودخل
إلى أرض الترك، وكتب من الحديث ما لم يتقدمه فيه أحد كثرة، ثم استدعي من مرو إلى
الحضرة ببخارى ليحدث بها، فتوفي، رحمه الله، في المفازة سنة سبعين. وقال الخطيب:
كان حافظاً ثقة. محمد بن الحسن، أبو جعفر الفقيه الشافعي المعروف بالباحث. له
ترجمة طويلة عند ابن الصلاح. محمد بن حسنام، أبو عمرو النيسابوري الكاغذي. سمع
جعفر بن أحمد، وعبد الله بن شيرويه. وعنه، الحاكم، وطائفة. محمد بن العباس بن موسى
بن فسانجس، الوزير الكبير أبو الفرج
(26/447)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 448
الشيرازي، كاتب معز الدولة. رد إليه أمور الأموال، فلما مات المعز لقب بالوزارة من
خليفة المطيع ووزر لعز الدولة، ثم عل بعد سنة وحبس،. توفي في ذي القعدة سنة سبعين،
وله اثنتان وستون سنة. محمد بن علي بن عبد الله، أبو جعفر المروزي، أحد الشعراء
بخراسان ويعرف بالباحث. أخذ عنه الحاكم وقال: سمع بعد الأربعين وثلاثمائة، ومات
ببخارى. محمد بن عبده بن إبراهيم بن بالويه، أبو الحسين المزكي النيسابوري. سمع:
مسدد بن قطن، وعبد الله بن شيرويه، وجماعة. وعنه: الحاكم، وأبو حفص بن مسرور.) محمد
بن عبد الله بن سعيد البلوي، أبو عبد الله القرطبي الغاسل. سمع من: قاسم بن أصبغ،
ووهب بن مسرة، ومحمد بن عبده بن أبي دليم، وطائفة. وكان محدثاً كثيراً، له حفظ
وفهم. سمع من غير واحد. وكان يقرأ للعامة بقرطبة. محمد بن عمرو بن سعيد، أبو عبد
الله الأندلسي. حج وسمع من: ابن الأعرابي، وحدث عنه، وكان يروي سنن أبي داود
وأشياء.
(26/448)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 449
محمد بن محمد بن جعفر بن مطر، أبو بكر أخو أبي أحمد. ولد الشيخ أبي عمرو بن مطر
ببغداد. سمعه أبوه من عبد الله بن شيرويه، وأحمد بن إبراهيم بن عبد الله السراج،
وهذه الطبقة بنيسابور، ولم يكن الحديث من شأنه. قال الحاكم أبو عبد الله: كان
قديماً من أعيان الشهود، ثم سكتوا عنه. توفي في رمضان سنة سبعين. محمد بن يحيى بن
خليل القرطبي. روى عن أحمد بن خالد، وابن أيمن، وحج، فسمع من أبي سعيد بن الأعرابي
وغيره. وولي أحكام الشرطة، وتوفي في رجب.
(26/449)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 450
(26/450)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 451
1 (وفيات عشر السبعين وثلاثمائة تقريباً لا يقيناً)
أحمد بن عبد الله البغوي الأستراباذي. شيخ معمر. سمع: محمد بن جعفر بن طرخان
الرواي، عن إسماعيل ابن ابنة السدي، وطبقته. روى عنه: أبو سعد الإدريسي، ومات بعد
الستين وثلاثمائة. أحمد بن عبيد الله بن الحسن بن شقير، أبو العلاء البغدادي
النحوي. وحدث بدمشق عن: ابن المجدر، وحامد بن شعيب، ومحمد بن محمد الباغندي، وأبي
القاسم، البغوي، وابن دريد. روى عنه: تمام الرازي، ومكي بن الغمر، وعبد الوهاب بن
الجبان، وغيرهم. وصنف لسيف الدولة كتاباً في أجناس العطر وأنواع الطيب، وكتاباً
سماه المسلسل في اللغة لأنه كالسلسلة، وله شعر.
(26/451)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 452
أحمد بن علي بن إبراهيم أبو الحسين الأنصاري الدمشقي.) حدث عن: أحمد بن عامر بن
المعمر، وجعفر بن أحمد بن عاصم، وغيرهما. وعنه: الحافظ عبد الغني الأزدي، وأبو سعد
الماليني، وعلي بن السمسار، وغيرهم. أحمد بن علي بن عبد الله بن سعيد، أبو الخير
الحمصي الحافظ. قدم دمشق، وحدث عن محمد بن أحمد بن الأبح، ومحمود الرافقي، وأحمد
بن محمد بن خالد بن علي، ومحمد بن بركة، وأبي بكر الخرائطي. وخلق. وعنه: تمام
الرازي، وعبد الوهاب الميداني، ومكي بن الغمر، ومحمد بن عوف المزني، وآخرون. أحمد
بن عبد الرحمن بن أبي المغيرة الأزدي الحاركي، أبو العباس البصري. سمع: أحمد بن
عمرو القطراني، والبغدادي الصوفي. وعنه: الحسن بن صخر. أحمد بن محمد بن العلاء،
أبو الفرج الشيرازي ثم البغدادي الصوفي نزيل الري. حدث بأصبهان عن: البغوي، وابن
صاعد، وحسين الحلاج، والشبلي، وهو صاحب حكايات. روى عنه: أبو بكر بن أبي علي
الذكواني، والقاضي زيد بن علي الرازي، والحسين بن محمد الفلاكي الزنجاني وغيرهم.
(26/452)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 453
ذكره ابن النجار. أحمد بن إسحاق بن محمد الحلبي القاضي، أبو جعفر الملقب بالجرد.
ولي قضاء حلب، وحدث عن أحمد بن خليد الحلبي، وعمر بن سنان المنبجي، وجماعة. وعنه:
القاضي أبو الحسن علي بن محمد الحلبي، وتمام الرازي، وابن نظيف، وآخرون. أحمد بن
الصقر، أبو الحسن المنبجي المقريء. قرأ على أبي طاهر بن أبي هاشم، وبكار، وأبي بكر
النقاش. وصنف كتاب الحجة في القراءآت السبع. روى عنه ابن عمر المنبجي، وعلي بن
معيوف العين ثرمائي. نقل ابن عساكر أنه توفي قبل الستين وثلاثمائة، وأحسبه بعد ذلك
قليلاً. أحمد بن محمد بن علي بن الحكم، أبو بكر النرسي.) سمع عمر بن أبي غيلان،
وعبد الله المدائني بن زيدان البجلي، وأبا عروبة، وعبد الله بن علي بن الأخيل
الحلبي. بقي إلى سنة ست وستين، وانتقى عليه الدارقطني بمصر. روى عنه: محمد بن
الحسن الناقد، وعلي بن منير الخلال، وعبد الجبار بن أحمد الطرسوسي.
(26/453)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 454
أحمد بن محمد بن علي بن هارون، أبو العباس البرذعي الحافظ. حدث بدمشق عن: ابن أبي
داود، ومكحول البيروتي، ونفطويه النحوي، وابن عقدة الحافظ. وعنه: تمام، وأبو نصر
بن الجبان، ومكي بن الغمر، والحسن بن علي بن شواش. أحمد بن محمد بن علي بن مزاحم،
أبو عمرو الصوري. سمع: جماهر بن محمد الزملكاني، وأبا يعقوب المنجنيقي نزيل مصر.
وعنه فتاه فاتك. أحمد بن محمد بن منصور الإمام، أبو بكر الدامغاني، شيخ الحنفية
ببغداد. تفقه بمصر على الطحاوي، و ببغداد على أبي الحسن الكرخي، فلما فلج الكرخي
جعل الفتوى إليه، فأقام ببغداد وهراة دهراً يدرس ويفتي.
(26/454)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 455
أخذ عنه القاضي أبو محمد الأكفاني وغيره. إسحاق بن إبراهيم، العلامة الفارابي
اللغوي. صنف كتاب ديوان الأدب في اللغة. كان من كبار أئمة هذا الفن، وهو معاصر
الأزهري صاحب التهذيب. سافر الكثير، ورحل إلى اليمن، فعزم فضلاؤها على قراءة ديوان
الأدب عليه، فبغته الأجل قبل ذلك. وهو خال ابن نصر الجوهري صاحب الصحاح. وهما
تركيان، قاما بضبط لسان العرب قياماً لم تنهض به العرب العرباء. وكان الجوهري من
أبدع أهل زمانه كتابة، فنسخ في سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة نسخة بديوان الأدب.
وفيه يقول بعض الشعراء:
(كتاب ديوان العرب .......... أحلى جناً من الضرب)
(أودعه منشئه .......... أكثر ألفاظ العرب)
)
(ما ضر من يحسنه .......... خمول ذكر في النسب)
وللفارابي من الكتب أيضاً كتاب بيان الإعراب وكتاب شرح أدب الكاتب. توفي بزبيد في
هذه الحدود أو بعدها، رحمه الله. إسماعيل بن علي بن محمد، أبو الطيب الفحام،
بغدادي جليل. وثقه البرقاني. سمع: ابن ناجية، وأبا يعلى الموصلي، ابن ذريح،
وطبقتهم. وعنه: البرقاني، وأبو العلاء الواسطي القاضي، ومحمد بن عمر بن بكير،
وغيرهم.
(26/455)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 456
الحسن بن علي بن داود، أبو علي المصري المطرز. حدث ببغداد عن: أبي شيبة داود بن
إبراهيم، ومحمد بن محمد بن النفاح الباهلي، وعلي بن أحمد بن علان. وعنه البرقاني
وجماعة. وانتخب عليه الدارقطني سنة ثلاث وستين. الحسين بن محمد بن أسد، أبو القاسم
الديبلي. حدث بدمشق عن: محمد بن عثمان بن أبي شيبة، والحسن بن علوية القطان، ومحمد
بن يحيى المروزي. وعنه: تمام الرازي، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، وأبو العباس بن
السمسار. السري بن أحمد الكندي، أبو الحسن الموصلي الشاعر المعروف بالرفا. شاعر
محسن له مدائح في سيف الدولة، وكان بين الرفا وبين الخالديين، هجاء وأمور، وآل
بهما الأمر إلى أذيته، حتى قطع سيف الدولة رسمه، فانحدر إلى بغداد، ومدح الوزير
أبا محمد المهلبي، فقدم الخالديان، وهما محمد وسعيد ابنا هاشم إلى بغداد، وشرعا
يؤذيانه بكل ممكن، حتى يقال إنه عدم القوت، فجلس ينسخ، ويبيع شعره. وتوفي بعد
الستين وثلاثمائة. وديوانه موجود بأيدي الفضلاء. فمن شعره:
(بنفسي من أجود له بنفسي .......... ويبخل بالتحية والسلام)
(ويلقاني بعزة مستطيل .......... وألقاه بذلة مستهام)
(26/456)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 457
(وحتفي كامن في مقلتيه .......... كمون الموت في حد السهام)
) وله:
(بنفسي من رد التحية ضاحكاً .......... فجدد بعد اليأس في الوصل مطمعي)
(وحالت دموع العين بيني وبينه .......... كأن دموع العين تعشقه معي)
وله:
(ولا وصل إلا أن أروح ملججاً .......... على أخضر من فوق أدهم مزبد)
(شوائل أذناب يخيل أنها .......... عقارب دبت فوق صرح ممرد)
الحسن بن علي بن عمر الحلبي، أبو محمد بن كوجك العبسي الأديب. روي عن: الغضائري،
وعبد الرحمن بن أخي الإمام، ومحمد بن جعفر المنبجي. وعنه: تمام وعبد الوهاب
الميداني، ومكي بن الغمر، وآخرون. الحسن بن محمود بن أحمد بن محمود، أبو القاسم
الربعي الدمشقي.
(26/457)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 458
روى عن: محمد بن حزم، وأبي الجوصا، ومحمد بن يوسف الهروي. وعنه: تمام، ومكي بن
الغمر، ومحمد بن عون المزين. علي بن محمد بن أحمد بن عطية الحضرمي البصري. سمع من
الحارث بن أبي أسامة. وعنه أبو عبد الله بن باكويه الشيرازي. لا أعرفه. عبد الله
بن عمر بن أيوب، والد أبي محمد نصر بن الحيان الدمشقي. يروي عن: ابن خزيم، وابن
جوصا، وغيرهما. وعنه: ابنه، ومحمد بن عوف المزني، ومكي بن محمد بن الغمر. عبد الله
بن عبد الرحمن بن أبي العجائز، أبو محمد الأزدي الدمشقي. روى عن: أبي الجهم بن
طلاب، وأبي بكر الخرائطي، وجماعة. وعنه: عبد الغني المصري، وأبو الحسين عبد الوهاب
الميداني، وسعيد بن فطيس. عبد العزيز بن محمد بن إسحاق الطبري المتكلم. روى عن:
محمد بن جرير الطبري، وأخذ الكلام عن أبي الحسن الأشعري. قال ابن عساكر: سكن دمشق
ونشر بها مذهب السنة، وله مصنف في الرد على المقتدر) والملحد.
(26/458)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 459
عبد الرحمن بن المظفر البغدادي، نزيل هراة. روى عن أبو القاسم البغوي، وابن صاعد،
وجماعة. روى عنه أبو بكر البرقاني ووثقه. عبد الجبار بن عبد الله بن محمد، أبو علي
بن مهنا الخولاني الداراني، مصنف تاريخ داريا. حدث عن: ابن جوصا، ومحمد بن يوسف
الهروي، ومحمد بن جعفر الخرايطي، والحسن بن حبيب الحضايري، وجماعة غيرهم، ورحل
فسمع بالرملة وأنطاكية. روى عنه: تمام، وعلي بن طوق، وأبو نصر بن الحيان، وعلي بن
محمد الخراساني نزيل داريا. محمد بن سعيد بن عبدان، أبو الفرج الفارسي ثم
البغدادي، نزيل طرابلس الشام، ويعرف بابن أبي عثمان. روى عن: حامد بن شعيب، وعلي
بن زاطيا، وعبد الله المدائني والمفضل الجندي، وطبقتهم. وعنه: تمام، والحافظ عبد
الغني، وأبو العباس بن الحاج، وشهاب الصوري. قال أبو الفتح بن مسرور: سألته عن
مولده فقال: سنة سبع وثمانين ومائتين، وكان ثقة. سمعت منه في سنة خمس وخمسين
وثلاثمائة. علي بن محمد بن أحمد القصار الأصم. عن عبد الله بن ناجية، وغيره.
(26/459)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 460
وعنه. علي بن عبد العزيز الطاهري، والبرقاني، وقال: ثقة. عمر بن نوح بن خلف بن
محمد بن الخصيب، أبو القاسم البجلي البندار. شيخ جليل من ثقات البغداديين. روى عن:
أبي خليفة الجمحي، ومحمد بن أبي سويد الذارع، وجعفر الفريابي، وزكريا الساجي،
وطائفة. وعنه: أبو بكر البرقاني، وبشري الفاتني، وعلي الظاهري، ومحمد بن عمر بن
بكير. سئل عنه البرقاني فقال: ذاك في قياس أبي علي الصواف في الفضل والثقة. قيل
مولده سنة سبع وسبعين ومائتين ومات بعد سنة أربع وستين وثلاثمائة.) عمر بن بشران
بن محمد بن حفص البغدادي السكري. سمع: علي بن العباس المقانعي، وعبد الله بن
زيدان، وأحمد بن الحسن الصوفي، والبغوي، وطبقتهم. وعنه: أبو بكر البرقاني، وقال:
كان حافظاً كثير الحديث. وهو أخو جد أبي القاسم بن بشران. مات قبل سنة ثنان وستين.
محمد بن زرعان، أبو بكر الأنماطي. حدث عن جعفر الفريابي وأحمد بن الحسن الصوفي.
روى عن البرقاني ووثقه.
(26/460)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 461
بقي إلى سنة أربع وستين. محمد بن عبد الله بن شيرويه، أبو بك النيسابوري نزيل فسا.
روى عن أبيه. وأبوه صاحب إسحاق بن راهويه، وعن الحسن بن سفيان، ومحمد بن عبد الله
الدويري. وعنه أبو سعد الماليني وغيره. وثقه ابن نقطه. عبد المؤمن بن عبد المجيد،
أبو يعلى النسفي. روى عن: محمد بن إبراهيم البوسنجي، وإبراهيم بن معقل. روى عنه:
جعفر بن محمد التوبني. عمر بن أحمد بن عمر القاضي، أبو عبد الله القصباني، بغدادي
ثقة. روى عن: علي المقانعي، وجماعة. روى عنه: البرقاني، وابن بكير، وأبو نعيم، ومن
الكبار الدارقطني ووثقه. فاروق بن عبد الكبير بن عمر، أبو حفص الخطابي البصري،
محدث البصرة ومسندها.
(26/461)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 462
سمع: محمد بن يحيى بن المنذر القزاز، وعبد الله الكجي ابن أبي يونس، وهشام بن علي
السيرافي، وأبا مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي، وجماعة. وبقي إلى سنة إحدى وستين
أو اثنتين وستين. روى عنه: علي بن يحيى بن عبد كوين، وأبو بكر محمد بن أبي علي
الذكواني، وأبو نعيم) أحمد بن محمد الصقر البغدادي. فرج بن إبراهيم، أبو القاسم
النصيبي الصوفي الأعمش، يعرف بفرج. روى عن أبي بكر الخرايطي، وأبي سعيد بن
الأعرابي. وعنه: تمام الرازي، ومكي بن الغمر، وأبو عبد الله بن باكويه الشيرازي.
محمد بن أحمد بن غريب بن طريف، أبو المنيب الطبري الفقيه. قدم أصبهان، ثم خرج إلى
شيراز، وحدث عن: يحيى بن محمد بن صاعد، وعلي بن عبد الله بن مبشر. وعنه أبو نعيم.
محمد بن أحمد بن جعفر بن يزيد، أبو بكر بن آذين الهمذاني الفامي الرجل الصالح. سمع
الكثير بعد الثلاثمائة بهمذان، ورحل إلى بغداد، فسمع من:
(26/462)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 463
محمد بن محمد الباغندي، وحامد بن شعيب البلخي، وأبي القاسم البغوي، وطائفة كثيرة،
وعني بهذا الشأن. روى عنه: علي بن عبد الله بن عبدوس، وأبو منصور المحتسب، وعبد
الرحمن الإمام، وأبو العلاء رافع العدل، وعبد الله بن أحمد الغضايري. محمد بن أحمد
بن حجوش الخزيمي المري الدمشقي، كان من أهل العلم والبيوتات. سمع: أحمد بن أنس بن
مالك، ومحمد بن يزيد بن عبد الصمد، وابن خزيمة، وأبي العباس السراج وخلقاً. وله
رحلة إلى خراسان. روى عنه: تمام، وعبد الوهاب الميداني، وقد ولي خطابة دمشق. قال
الميداني: كان مقصراً في صلاته وخطبته لأنه مقام هائل. محمد بن أحمد بن محمد بن
يعقوب بن مجاهد الطائي، أبو عبد الله المتكلم، صاحب أبي الحسن الأشعري، وهو بصري.
قدم بغداد ودرس بها علم الكلام، وصنف التصانيف. وعليه درس القاضي أبو بكر بن الطيب
الباقلاني هذا الفن. قال الخطيب: ذكر لنا غير واحد أنه ثخين الستر، حسن التدين،
رحمه الله. محمد بن أحمد بن عبد الله، أبو عبد الله النقوي اليمني الصنعاني، بعد
العشرين وأربعمائة) بمكة.
(26/463)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 464
ذكر حمزة السهمي أن رفيقه ابن دلان رحل إلى المين ليسمع من النقوي في سنة سبع
وستين. وروى عنه جامع عبد الرزاق أبو نصر أبن محمد الباكوي النيسابوري في سنة
أربعمائة. محمد بن حميد بن معيوف بن بكر، أبو بكر الهمذاني البيت سوا الدمشقي.
سمع: محمد بن المعافى الصيداوي، والحسين بن علي بن عوانة الكفر بطنائي ومحمد بن
حصن الآلوسي، ومضاء بن مقاتل الأذني صاحب لوين، وجماعة. وعنه: تمام، ومكي بن محمد
بن الغمر، و محمد بن عوف المزني، وعلي بن سمسار، وأبو الحسن الميداني، ووصفه
بالصلاح. محمد بن زريق، أبو منصور البلدي المقريء.
(26/464)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 465
قرأ القرآن لابن كثير على محمد بن عبد العزيز بن الصباح، وسمع من أبي يعلى
الموصلي، وابن المنذر الفقيه، وتصدر للإقراء بطرسوس من الثغر. قرأ عليه: عبد
الباقي بن الحسن، وحدث عنه: تمام، وعبد الوهاب الميداني، والهيثم بن أحمد الصباغ.
محمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي الخطاب الحراني الملطي الأصل، أبو عبد الله قاضي
حمص. سمع: يحيى بن محمد بن صاعد، ومحمد بن سعيد الترخمي، ومحمود بن محمد الرافقي،
وأبا عبد الله نفطويه، وجماعة. وعنه: تمام، وعلي بن بشري العطار، وشعيب بن عبد
الرحمن بن عمر، وجماعة. محمد بن عبد الرحمن بن الفضل بن الحسين، أبو بكر التميمي
الجوهري الخطيب، صاحب التفاسير والقراءآت. كذا قال فيه أبو نعيم. سمع: أبو خليفة،
وعبدان الأهوازي، وأحمد بن الحسن الصوفي، وجماعة. وعنه: أبو بكر بن أبي علي
المعدل، وأبو نعيم، وقال: توفي بعد الستين. محمد بن عبد الواحد بن إسماعيل الهاشمي
البغدادي. يروي عن محمد بن محمد الباغندي، وغيره. وعنه: أبو سعد الماليني، وأبو
بكر البرقاني، وقال البرقاني: كان ثقة زاهداً.)
(26/465)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 466
محمد بن علي بن محمد، أبو بكر المالكي الخراز. سمع: أبا مسلم الكجي، وحامد بن شعيب
البلخي. وقال الخطيب: ثقة. مسلم بن عبيد الله بن طاهر بن يحيى بن الحسن، أبو جعفر
العلوي الحسني المدني. سمع: من جده طاهر، ومحمد بن إبراهيم الديلي، وأبي بشر الدولابي،
والخضر بن داود. سمع كتاب النسب للزبير. روى عنه الدارقطني. هو حافظ نبيل. موسى بن
عبد الرحمن، أبو عمران البيروتي الصباغ المقريء إمام جامع بيروت. كان أسند من بقي
بالساحل، فإنه قرأ القرآن على هارون بن شريك الأخفش، وسمع من أبي زرعة الموصلي،
وأحمد بن عبد الوهاب الحوطي، وأبي مسلم الكجي، والحسين بن السميدع، وجماعة. روى
عنه: أبو عبد الله بن مندة، وأبو الحسين ابن جميع، وابنه الحسن بن جميع، وتمام
الرازي، والخصيب بن عبد الله القاضي، وعبد الوهاب الميداني، وصالح بن أحمد
الميانجي، وغيرهم. ويحتمل أن تكون وفاته قبل الستين، يكتب هنا.
(26/466)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 467
أبو الحسن بن عطية البصري. روى عن: الحارث بن أبي أسامة التميمي. وعنه: أبو عبد
الله محمد بن عبد الله بن باكويه الشيرازي. يوسف بن يعقوب النجيرمي، أبو يعقوب
بصري مشهود، عالي الإسناد. سمع: أبا مسلم الكجي، والحسن بن المثنى العنبري،
والمفضل بن الحباب الجمحي، وزكريا بن يحيى الساجي، ومحمد بن حيان المازني وجماعة.
روى عنه: أبو نعيم الحافظ، وأبو عبد الله محمد بن عبد الله بن باكويه الشيرازي،
وإبراهيم بن طلحة بن غسان المطوعي، وجماعة آخرهم القاضي أبو الحسن محمد بن علي بن
صخر الأزدي. وقد حدث في سنة خمسس وثلاثمائة.) أبو الحسن الباهلي البصري المتكلم.
أخذ عن الأشعري علم المنطق، وسمع وتقدم، وكان من أذكياء العالم، مع الدين والتعبد.
قال ابن الباقلاني: كتبت أنا، والأستاذ أبو إسحاق الإسفرايني، والأستاذ ابن فورك
معنا في درس أبي الحسن الباهلي، كان يدرس لنا كل جمعة، وكان يرخي الستر بيننا
وبينه، وكان من شدة اشتغاله بالله مثل واله أو مجنون، لم يكن يعرف مبلغ درسنا حتى
نذكره، وكنا نسأل عن سبب الحجاب، فأجاب بأننا نرى السوقة وهم أهل الغفلة فروني
بالعين التي
(26/467)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 468
تورنهم، و كان يحتجب من جارية تحدثه. قال أبو إسحاق الإسفراييني: أنا في جانب أبي
الحسن الباهلي كقطرة في البحر. محمد بن محمد بن عبيد الله، أبو الحسين الجرجاني
المقريء الحافظ ثقة رحال، جوال. سمع: عمران بن موسى بن مجاشع، وابن خزيمة، وابن
جوصا، وأبا العباس السراج، وطبقتهم، وأكثر الترحال في الشيخوخة. روى عنه: أبو نعيم
الحافظ. محمد بن محمد بن عمرو، أبو نصر النيسابوري المحدث الشاعر الملقب بالبيض.
نزل حلب ومدح سيف الدولة. ويروي عن: إمام الأئمة ابن خزيمة، والبغوي، وعبدان
الأهوازي، وأبي عروبة، وزكريا الساجي، وابن نيروز الأنماطي، وابن عقدة. وعنه: حمزة
بن الشام، وأحمد بن عبد الرحمن بن قابوس الأطرابلسيان، وأبو الخير أحمد بن علي،
ولاحق المقدسي، وغيرهم. وهو صاحب القصيدة المطبوعة التي أولها:
(حباؤك معتاد وأمرك نافذ .......... وعبدك محتاج إلى ألف درهم)
وقد أوردتها في مختصر دمشق. رأيت له مجلداً في أصول الفقه سماه المدخل إلى
الإجتهاد يدل على اعتزاله وعلى حفظه للحديث وسعة رحلته.
(26/468)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 469
محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن بندار الحافظ، أبو زرعة الأستراباذي المعروف
باليمني لسكناه اليمن مدة. سمع على: الحسن بن معدان الفارسي، وأبا القاسم البغوي،
وأبا العباس السراج، وأبا عروبة) الحراني، وطبقتهم. وله رحلة واسعة ومعرفة. توفي
سنة بضع وستين. روى عنه: أبو سعيد الإدريسي، وحمزة السهمي، وغيرهما. ابن نباته
الخطيب. هو الأستاذ البارع، أبو يحيى عبد الرحيم بن محمد بن إسماعيل بن نباتة
الفارقي. ذكرته في سنة أربع وسبعين، وسيأتي والله أعلم.
(26/469)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 470
(26/470)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 471
5 (بسم الله الرحمن الرحيم)
5 (الطبقة الثامنة والثلاثون)
1 (الأحداث من سنة إلى)
4 (أحداث سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة)
فيها سرق السبع الفضلة الذي على زبزب عضد الدولة، وعجب الناس كيف كان هذا مع هيبة
عضد الدولة المفرطة، وكونه شديد المعاقبة على أقل جناية تكون، وقلبت الأرض على
سارقه، فلم يوقف له على خبر. ويقال إن صاحب مصر دس من فعل هذا. وكان العزيز
العبيدي قبل هذا قد بعث رسولاً إلى عضد الدولة، وكتاباً أوله: من عبد الله نزار
العزيز بالله أمير المؤمنين، إلى عضد الدولة أبي شجاع مولى أمير المؤمنين، سلام
عليك، فإن أمير المؤمنين يحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، ويسأله أن يصلي على
جده محمد صلى الله عليه وسلم. والكتاب مبني على الإستمالة مع ما يسر إليه الرسول
عتبة بن الوليد، فبعث مع الرسول رسولاً له وكتاباً فيه مودة وتعللات مجملة. وفي ربيع
الأول وقع حريق بالكرخ من حد درب القراطيس إلى بعض
(26/471)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 472
البزازين من الجانبين، وأتى على الأساكفة والحدادين، واحترق فيه جماعة وبقي لهبه
أسبوعاً.
(26/472)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 473
4 (أحداث سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة)
فيها فتح المارستان العضدي، أنشأه عضد الدولة في الجانب الغربي من بغداد، ورتب فيه
الأطباء والوكلاء والخزان وكل ما يحتاج إليه، في ربيع الآخر. وفي هاذ الزمان كانت
البدع والأهواء فاشية بمثل بغداد ومصر من الرفض والإعتزال) والضلال، فإنا لله وإنا
إليه راجعون. فذكر الحميدي في ترجمة أبي عمر أحمد بن محمد بن سوري الأندلسي الفقيه
ظلامه كبرى، قال: سمعت أبا عبد الله محمد بن الفرج بن عبد الولي الأنصاري، سمعت:
أبا محمد عبد الله بن الوليد قال: سمعت أبا محمد عبد الله بن أبي زيد الفقيه يسأل
أبا عمر أحمد بن محمد بن سعدي المالكي عند وصوله إلى القيروان من بلاد المشرق،
فقال: هل حضرت
(26/473)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 474
مجالس أهل الكلام؟ قال: نعم، مرتين، ولم أعد إليهما، قال: ولم فقال: أما أول مجلس
حضرته فرأيت مجلساً قد جمع الفرق من السنة والبدعة والكفار واليهود والنصارى
والدهرية والمجوس، ولكل فرقة رئيس يتكلم ويحاول عن مذهبه، فإذا جاء رئيس قاموا
كلهم له على أقدامهم، حتى يجلس فيجلسون بجلوسه فإذا تكلموا قال قائل من الكافر: قد
اجتمعتم للمناظرة، فلا يحتج أحد بكتابه ولا بنبيه، فإنا لا نصدق بذلك ولا نقر به،
وإنما نتناظر بالعقل، فيقولون: نعم، فلما سمعت ذلك لم أعده. ثم قيل لي: هنا مجالس
آخر للكلام، فذهبت إليه فوجدتهم على مثل سيرة أصحابهم سواء، فقطعت مجالس أهل
الكلام. فجعل ابن أبي زيد يتعجب من ذلك، وقال: ذهبت العلماء وذهبت حرمة الإسلام.
وفي شوال مات عضد الدولة، فكتموا موته، ثم استدعوا ولده صمصام الدولة من الغد إلى
دار السلطنة، وأخرجوا أمر عضد الدولة بتولية العهد، وروسل الطائع وسئل أن يوليه،
ففعل، وبعث إليه خلعاً ولواءاً. وخلع على أبي منظور بن الفتح العلوي للخروج بالحاج
وإقامة الموسم. وتوفيت السيدة بنت الخليفة المعتضد وأخت المكتفي، وقال حمزة: عاشت
بعد أبيها ثلاثاً وثمانين.
(26/474)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 475
4 (أحداث ثلاث وسبعين وثلاثمائة)
في ثاني عشر محرم أظهرت وفاة عضد الدولة، وحمل تابوته إلى المشهد، وجلس صمصام
الدولة ابنه للعزاء، وجاءه الطائع لله معزياً، ولطم عليه في الأسواق أياماً عديدة،
ثم ركب صمصام الدولة إلى دار الخلافة وخلع عليه الطائع سبع خلع، وتوجه، وعقد له
لواءين، ولقب شمس الملة. وفيها ورد موت مؤيد الدولة بن أبي منصور بن ركن الدولة
بجرجان، فجلس صمصام الدولة) للعزاء، وجاءه الطائع معزياً، ولما مات كتب الصاحب
إسماعيل بن عباد إلى أخيه فخر الدولة بالإسراع ليقدم. واستوزر الصاحب ورفع منزلته.
وكان فيها غلاء مفرط بالعراق، وبلغ كر الحنطة أربعة آلاف دينار
(26/475)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 476
وثمانمائة درهم. ومات خلق على الطرق جوعاً، وعظم الخطب. وفيها ولي أمر دمشق خطلخ
القائد للعزيز بالله العبيدي.
(26/476)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 477
4 (أحداث أربع وسبعين وثلاثمائة)
فيها شرع أبو عبد الله بن سعدان في الصلح بن صمصام الدولة وفخر الدولة. وفيها كان
عرس ببغداد، فوقعت الدار وهلك كثير من النساء، وأخرجن من تحت الهدم بالحي والزينة،
فكانت المصيبة عامة.
4 (أحداث خمس وسبعين وثلاثمائة)
فيها هم صمصام الدولة أن يجعل المكس على الثياب الحرير والقطن، مما ينسج ببغداد
ونواحيها، ودفع له في ضمان ذلك ألف ألف درهم في السنة، فاجتمع الناس في جامع
المنصور، وعزموا على المنع من صلاة الجمعة، وكاد البلد يفتتن، فأعفاهم من ضمان
ذلك.
(26/477)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 478
(26/478)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 479
4 (أحداث ست وسبعين وثلاثمائة)
فيها كثر الموت بالحميات الحادة، فهلك كثير من الناس ببغداد، وزلزلت الموصل، فهدمت
الدور، وهلك خلق من الناس. وفيها مال العسكر إلى شرف الدولة أبي الفوارس شيرويه،
وكان غائباً بكرمان، فلما بلغه موت أبيه عضد الدولة رد إلى فارس وقبض على وزير
أبيه نصر النصراني، وجبى الأموال، وملك الأهزاز، وأخذها من أخيه أحمد، وغلب على
البصرة، واستعد لقصد بغداد وأخذها من أخيه صمصام الدولة، فتركوا صمصام الدولة،
فانحدر سائراً إلى شرف الدولة راضياً بما يعامله به، فلما وصل قبل الأرض بين يديه
مرات، فقال له شرف الدولة: كيف أنت وكيف حالك في طريقك، ثم سجنه، واجتمع عسكر شرف
الدولة من الديلم تسعة عشر ألفاً. وكان الأتراك ثلاثة آلاف غلام، فاقتتلوا، فانهزم
الديلم وقتل منهم
(26/479)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 480
ثلاثة آلاف في رمضان، فأخذ الديلم يذكرون صمصام الدولة، فقيل لشرف الدولة: أقتله،
فأمنه سنة. وقدم شرف الدولة بغداد، فركب الطائع إليه يهنئه بالسلامة، ثم خفي خبر
صمصام الدولة،) وذلك أنه حمل إلى القلعة، ثم نفذ إليه شرف الدولة بفراش ليكحله
فوصل الفراش وقد مات شرف الدولة، فكحله، فالعجب إنفاذ أمر ملك قد مات. وكان شرف
الدولة قد رد على الناس أملاكهم، ورفع المصادرة، فبغته الموت، وإنما جرى ذلك في
سنة تسع وسبعين، ولكن سقناه استطراداً.
(26/480)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 481
4 (أحداث سنة سبع وسبعين وثلاثمائة)
كان العزيز صاحب مصر قد تأهب لغزو الروم، فأحرقت مراكبه، فاتهم منها ناساً، وقتل
مائتي نفس. فلما دخلت سنة سبع وصلت رسل ملك الروم في البحر إلى ساحل القدس بتقادم
للعزيز، فدخلوا مصر يطلبون الصلح، فأجابهم العزيز، واشترط شروطاً شديدة التزموا
بها كلها، منها أنهم يحلفون أنه لا يبقى في مملكتهم أسير إلا أطلقوه، وأن يخطب
للعزيز في جامع القسطنطينية كل جمعة، وأن يحمل إليه من أمتعة الروم كل سنة ما
اقترحه عليهم، ثم ردهم بعقد الهدنة، فكانت سبع سنين. وفيها ورد الوزير أبو منصور
محمد بن الحسن، فتلقاه الأمراء والأعيان، فلما قارب بغداد تلقاه السلطان شرف
الدولة بالشفيعي، ودخل في سادس المحرم في صحبة خزانة عظيمة، منها عشرون ألف ألف
درهم، وثياب وآلات كثيرة، وكان يغلب عليه الخير وإيثار العدل، وكان إذا سمع
(26/481)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 482
الأذان ترك جميع شغله وتهيأ للصلاة، وكان لا يكاد يترك عاملاً أكثر من سنة. وفي
صفر عقد مجلس عظيم وصدرت التوثقة بين الطائع وشرف الدولة، وعملت القباب، وبالغوا
في الزينة، وتوجه الطائع وقوى عهده، والطائع يسمع ثم قام شرف الدولة فدخل إلى عند
أخته أهل أمير المؤمنين، فبقي عندها إلى العصر، ولما حمل اللواء تخرق ووقعت قطعة
منه، فتطير من ذلك. وفيها رد شرف الدولة على الشريف أبي الحسن محمد بن عمر جميع
أملاكه، وكان مغلها في العام ألفي ألف وخمسمائة ألف درهم. وفي ربيع الأول بيعت
الكارة الدقيق الخشكار بمائة وخمسة وستين درهماً. وجلا الناس عن بغداد، وزاد السعر
في ربيع الآخر، فبلغ ثمن الخشكار مائتين وأربعين درهماً. وفي شعبان ولد للملك شرف
الدولة توأمان سمى أحدهما أبا حرب سلار، والآخر أبا منصور) فناخسرو. وفيها بعث شرف
الدولة العسكر لقتال بدر بن حسنويه، فظفر بهم بدر، واستولى على بلاد الجبل. ووقع
الغلاء والوباء الكثير في أواخر السنة.
(26/482)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 483
4 (أحداث سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة)
زاد غلاء الأسعار وعدمت الأقوات، وظهر الموت ببغداد. وفيها أمر السلطان شرف الدولة
برصد الكواكب السبعة في مسيرها كما فعل المأمون، فبني بيت لها في الدار في آخر
البستان. وفيها لحق الناس بالبصرة حر وسموم تساقط الناس منه، ومات طائفة في الطرق.
وفيها جاءت ريح عظيمة بفم الصلح وقت العصر، لخمس بقين من شعبان، خرقت دجلة حتى ذكر
أنه بانت أرضها وهدمت ناحية من الجامع وأهلكت جماعة، وغرقت كثيراً من السفن،
واحتملت زورقاً منحدراً، وفيه دواب، فطرحت ذلك في أرض جوخاء، فشوهد بعد أيام.
(26/483)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 484
(26/484)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 485
4 (أحداث سنة تسع وسبعين وثلاثمائة)
جاء الخبر في أول السنة أن ابن الجراح الطائي خرج على الحاج بين سميراء، وفيد،
ونازلهم ثم صالحهم على ثلاثمائة ألف درهم وشيء من الثياب والمتاع. وفيها انتقل شرف
الدولة إلى قصر معز بباب الشماسية، لأن الأطباء أشاروا عليه بصحة هوائه، وكان قد
ابتدأ به المرض من السنة الماضية، فشنعت الديلم وطلبوا أرزاقهم، فعاد إلى داره
وراسلهم، وأمسك جماعة. وفيها أراد الطائع القبض على القادر بالله، وهو أمير، فهرب
منه إلى البطيحة، فأقام عند ها وتزايد مرض شرف الدولة، ومات، وعهد إلى أخيه أبي
نصر، فاجتمع العسكر وطالبوا برسم البيعة والنفقة، فوعدهم،
(26/485)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 486
فأبوا، وترددت بين الطائع وبين أبي نصر مراسلات، ثم حلف كل واحد منهما للآخر على
التصافي، ثم جاء الطائع إلى دار المملكة ليعزي أبا نصر فقبل أبو نصر الأرض غير مرة،
ثم ركب أبو نصر إلى الطائع، وحضر الأعيان، وجلس الطائع في الرواق، وأمر فخلع على
أبي نصر سبع خلع، طاقية أعلاها سوداء وعمامة سوداء وفي عنقه طوق كبير، وفي يديه
سواران، ومشي الحجاب بين يديه بالسيوف، فلما حصل بين يدي الطائع) قبل الأرض ثم جلس
على كرسي، وقرأ أبو الحسن علي بن عبد العزيز حاجب النعمان كاتب أمير المؤمنين
عهده، وقدم إلى الطائع لله لواءه، فعقده، ولقبه بهاء الدولة وضياء الملة. وأقر
الوزير أبا منصور بن صالحان على الوزارة وخلع عليه. وكان بهاء الدولة من رجال بني
بويه رأياً وهيبة وجلالاً وعقلاً. وتمالي الأتراك بفارس وتجمعوا، وأخرجوا صمصام
الدولة من معتقله. وقد قيل إنه كحل، فالله أعلم بصحة ذلك. قال أبو النصر العتبي:
حمله مملوك سعادة على عاتقه وانحدر به، فملك فارس وما والاها، ومنع أموالها
فجباها، ثم تنكر الذين معه وقدموا ابن أخيه أبا علي، ولقبوه شمس الدولة فنهض صمصام
الدولة لمواقعتهم، فهزمهم أقبح هزيمة، فجلوا صاغرين إلى بغداد، وتحرك بهاء الدولة،
وأهمه شأن الصمصام، وبرز للقتال، فتناوشا الحرب، وخربت البصرة والأهواز، وجرت أمر
يطول شرحها، ثم حاربه السالار بختيار بالأكراد الخسروية، فناصبهم صمصام الدولة
الحرب، فاختلفت به الوقائع بين تلك الفتن الثائرة والإحن الغائرة، فكان عقابها أن
أجلت عنه قتيلاً، وتذمر بهاء الدولة من الطائفة المتخاذلة عليه. وجهز عسكر لقتال
الأكراد.
(26/486)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 487
4 (أحداث سنة ثمانين وثلاثمائة)
فيها زاد أمر العيارين ببغداد وصاروا مبيتين، ووقعت بينهم حروب عظيمة، واتصل
القتال من أهل الكرخ وباب البصرة، وقتل الناس ونهبت الأموال وتواترت العملات،
وأحرق بعضهم محال بعض، ووقع حريق في نهر الدجاج ذهب فيه شيء كثير. آخر الحوادث.
(26/487)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 488
(26/488)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 489
1 (تراجم ووفيات الطبقة)
1 (وفيات سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة)
أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن العباس الإمام، أبو بكر الإسماعيلي الجرجاني الفقيه
الشافعي الحافظ. ولد سنة سبع وسبعين ومائتين. وسمع من: الزاهد محمد بن عمر
المقابري الجرجاني سنة تسع وثمانين ومائتين، وسمع قبل) ذلك. قال حمزة السهمي:
سمعته يقول: لما ورد نعي محمد بن أيوب
(26/489)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 490
الرازي دخلت الدار وبكيت وصرخت ومزقت على نفسي القميص، ووضعت التراب على رأسي،
فاجتمع علي أهل ومن في منزلي، وقالوا: ما أصابك: قلت: نعي إلي محمد بن أيوب الرازي
منعتموني الإرتحال إليه، فسلوا قلبي، وأذنوا لي بالخروج عند ذلك. وأصحبوني خالي
إلى نسا إلى الحسن بن سفيان، وأشار الإسماعيلي إلى وجهه وقال: لم يكن لي ها هنا
طاقة، فقدمت عليه وسألته أن أقرأ عليه المسند وغيره، فكان ذلك أول رحلتي في
الحديث، ورجعت. قلت: أن هذا في سنة أربع وتسعين، فإن فيها توفي محمد بن أيوب. قال:
ثم خرجت إلى بغداد سنة ست وتسعين، وصحبني بعض أقربائي. قلت: سمع إبراهيم بن زهير
الحلواني في هذه النوبة، وحمزة بن محمد بن عيسى الكاتب، وأحمد بن محمد بن مسروق،
ومحمد بن يحيى بن سليمان المروزي، والحسن بن علويه، ويحيى بن محمد الحنائي، وعبد
الله بن ناجية، والفريابي، وطائفة ببغداد. وسمع أيضاً بها من يوسف بن يعقوب
القاضي، وإبراهيم بن عبد الله المخرمي، و بالكوفة من محمد بن عبد الله مطين، ومحمد
بن عثمان بن أبي شيبة، وإسماعيل بن محمد المزني صاحب أبي نعيم، ومحمد بن الحسن بن
سماعة، وبالبصرة من محمد بن حبان بن الأزهر، وجعفر بن محمد بن الليث، وأبي خليفة
الجمحي، وبالأنبار من بهلول بن إسحاق التنوخي، وسعيد بن عجب، و بالأهواز من عبدان،
وبالموصل من أبي يعلى وأشباههم.
(26/490)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 491
وصنف الصحيح والمعجم وغير ذلك. روى عنه: الحاكم، وأبو بكر البرقاني، وحمزة بن يوسف
السهمي، وأبو حازم عمر بن أحمد العبدوي، والحسين بن محمد الباساني، وأبو الطيب
محمد بن علي الطبري، وأبو بكر محمد بن إدريس الجرجرائي الحافظ، وعبد الواحد، بن
محمد بن منير العدل، وأبو عمرو الفارسي سبط الشيخ، وطائفة سواهم. وقال حمزة: سمعت
الدارقطني يقول: كنت قد عزمت غير مرة أن أرحل إلى أبي بكر الإسماعيلي، فلم أرزق.
قال حمزة: سمعت أبا محمد بن الحسن بن علي الحافظ بالبصرة يقول: كان الواجب للشيخ
أبي) بكر الإسماعيلي أن يصنف لنفسه مصنفاً، ويختار على حسب اجتهاده، فإنه كان يقدر
عليه لكثرة ما كان كتب، ولغزارة علمه وفهمه وجلالته، وما كان ينبغي أن يتبع كتاب
محمد بن إسماعيل فإنه كان أجل من أن يتبع غيره. وكما قال أبو عبد الله الحاكم: كان
أبو بكر واحد عصره، وشيخ المحدثين والفقهاء وأجلهم في الرئاسة والمروءة والسخاء،
ولا خلاف بين عقلاء الفريقين من أهل العلم فيه. قال حمزة: وسألني الوزير أبو الفضل
جعفر بن الفضل بن الفرات بمصر عن أبي بكر الإسماعيلي وسيرته وما صنف، فكنت أخبره
ما صنف من
(26/491)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 492
الكتب وجمع من المسانيد والمقلين، وتخريجه على كتاب البخاري، وجميع سيرته، فتعجب
من ذلك وقال: لقد كان رزق من العلم والجاه، وكان له صيت حسن. قال حمزة: وسمعت
جماعة منهم ابن المظفر الحافظ يحكون جودة قراءة أبي بكر، وقالوا: كان مقدماً في
جميع المجالس، كان إذا حضر مجلساً لا يقرأ غيره. قال حمزة: توفي في غرة رجب سنة
إحدى وسبعين، وله أربع وتسعون سنة. قلت: ورأيت له مجلداً من مسند كبير إلى الغاية
من حساب مائة مجلد أو أكثر، فإن هذا المجلد فيه بعض مسند عمر يدل على إمامته، وله
معجم شيوخه مجلد صغير، رواه عنه أبو بكر البرقاني، يقول فيه: كتبت في صغري إملاء
بخطي في سنة ثلاث وثمانين ومائتين، وأنا يومئذ ابن ست سنين، فضبطته ضبط مثلي ذلك
الوقت، على أني لم أخرج من هذه الثانية شيئاً، فما صنفت من السنن وأحاديث الشيوخ.
وقد أخذ عن أبي بكر: ابنه أبو سعد، وفقهاء جرجان. قال القاضي أبو الطيب: دخلت
جرجان قاصداً إليه وهو حي، فمات قبل أن ألقاه. أحمد بن سليمان بن عمرو الجريري،
أبو الطيب صاحب ابن جرير الطبري. توفي بمصر، وكان كثير الحديث.
(26/492)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 493
روى عن: محمد بن محمد الباغندي، وأبي جعفر الطحاوي، وجماعة. وعنه: محمد بن الحسن
الناقد، وأحمد بن عمر بن محفوظ المصريان. أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن
يحيى بن جميع، أبو بكر الغساني الصيداوي، الرجل الصالح، والد المحدث أبو الحسين بن
محمد.) روى الموطأ عن: محمد بن عبدان المكي، عن أبي مصعب، وروى عن محمد بن المعافى
الصيداوي، وجماعة. روى عنه: ابنه، وحفيده الحسن بن محمد، وحسن بن جعفر الجرجاني.
وحكى حفيده عن خادم جده طلحة أن جده كان يقوم الليل كله، فإذا صلى الفجر نام إلى
الضحى، فإذا صلى الظهر صلى إلى العصر، فإذا صلى العصر صلى إلى المغرب، وإذا صلى
العشاء الآخرة، قام إلى الفجر، وكانت هذه عادته. وقال منجا بن سليم الكاتب: قال لي
السكن، وهو الحسن بن محمد بن جميع: إن جده صام وله اثنتا عشرة، إلى أن توفي سنة
إحدى سبعين وثلاثمائة.
(26/493)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 494
أحمد بن محمد بن سلمة، أبو عبد الله المصري الخياش. سمع: أبا عبد الرحمن النسائي،
وأبا يعقوب إسحاق المنجنيقي، وجماعة. وعنه: محمد بن الحسين الطفال، وقال: قال لنا
إن مولده سنة ثمان ومائتين. إبراهيم بن أحمد بن محمد، أبو إسحاق الأنصاري القاضي.
رحل وسمع: محمد بن حيان المازني، وأبا خليفة، وأبا يعلى الموصلي. وعنه: يحيى بن
عمار السجستاني وغيره. ودخل القيروان. قال الخطيب: كان غير ثقة. بشر بن محمد، أبو
عبد الله البخاري الهروي. سمع: محمد بن عبد الرحمن الشامي، والحسن بن إدريس، وأبا
الحسين الحلاوي. وعنه: أبو إسحاق القراب، وأبو الفضل الجارودي، وأبو ذر الهروي.
وأملى الكثير. توفي في شعبان. الحسن بن أحمد بن صالح الحافظ، أبو محمد الهمذاني
السبيعي
(26/494)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 495
الحلبي، من أولاد إسحاق السبيعي، وإليه ينسب بحلب درب السبيعي. كان حافظاً متقناً
رحالاً، عالي الرواية، خبيراً بالرجال والعلل، فيه تشيع يسير. رحل وسمع من: محمد
بن حبان، وعبد الله بن ناجية، ويموت بن المزروع، وعمر بن أيوب السقطي، وقاسم بن
زكريا، وعمر بن محمد الكاغدي، وأبي معشر الدارمي، ومحمد بن جرير الطبري، وأحمد بن
هارون البردعي، وطائفة.) روى عن: الدارقطني، وأبو بكر البرقاني، وأبو طالب بن
بكير، وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي، وأبو نعيم الأصبهاني، والشيخ المفيد أحمد
بن محمد بن محمد بن النعمان شيخ الرافضة، الشريف محمد الحراني. وكان عسراً في
الرواية. وثقه ابن أبي الفوارس. وقال ابن أسامة الحلبي: لو لم يكن للحلبيين من
الفضيلة إلا أبو محمد الحسن بن أحمد السبيعي لكفاهم. كان وجيهاً عند سيف الدولة،
وكان يزوره في داره، وصنف له كتاب التبصرة في فضيلة العترة المطهرة. وكان
الأصبهاني العامة له سوق، وهو الذي وقف حمام السبيعي على العلويين. وفي السبيعي في
سابع عشر ذي الحجّة. قال الحاكم: سألت أبا محمد الحسن السبيعي الحافظ عن حدث
إسماعيل بن رجاء، فقال: لهذا الحديث قصة، وأعلمنا ابن ناجية مسند فاطمة بنت قيس
سنة ثلاثمائة، فدخلت على الباغندي، فقال: من أين جئت قلت: من مجلس ابن ناجية. قال:
إيش قرأ عليكم قلت: أحاديث
(26/495)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 496
الشعبي عن فاطمة بنت قيس، فقال: مر لكم عن إسماعيل بن رجاء، عن الشعبي فنظرت في
الجزء فلم أجد، فقال: أكتب: ذكر أبو بكر بن أبي شيبة، قلت: عن من ومنعته من
التدليس، فقال: حدثني محمد بن عبيدة الحافظ، حدثني محمد بن المعلى الأثرم، أنا أبو
بكر محمد بن بئر العبدي، عن مالك بن مغول، عن إسماعيل بن رجاء، عن الشعبي، عن
فاطمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قصة الطلاق والسكنى والنفقة، ثم انصرفت إلى
حلب، وكان عندنا بحلب بغدادي يعرف بأبي سهل، فذكرت له هذا الحديث، فخرج إلى
الكوفة، وذاكر أبا العباس بن سعيد، فكتب أبو العباس هذا، عن ابن سهل، عني، عن
الباغندي، ثم اجتمعت مع فلان، يعني الجعابي، فذاكرته، فلم يعرفه، ثم اجتمعنا
برملة، فلم يعرفه، ثم اجتمعنا بعد سنين بدمشق، فاستعاذني إسناده تعجباً، ثم
اجتمعنا ببغداد، فذكرنا هذا الباب، فقال: ثناه علي بن إسماعيل الصفار، ثنا أبو بكر
الأثرم، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ولم يدر أن هذا الأثرم غير ذاك، فذكرت قصتي
لفلان المفيد وأتى عليه سنون، فحدث بالحديث عن الباغندي، ثم قال السبيعي: الذاكرة
تكشف عوار من لا يصدق. قال الخطيب: كان ثقة حافظاً مكثراً عسراً في الرواية، ولما
كان بأخرة عزم على التحديث والإملاء، فتهيأ لذلك، فمات، حدثت عن الدارقطني، سمعت
السبيعي يقول: قدم علينا الوزير أبو) الفتح بن حنزابة إلى حلب، فتلقاه الناس، فعرف
أني محدث، فقال لي: تعرف إسناداً فيه أربعة
(26/496)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 497
من الصحابة؟ فذكرت له حديث عمر في العمالة، فعرف لي ذلك، وصارت لي به عنده منزلة.
الحسن بن سعيد بن جعفر، أبو العباس العباداني المطوعي المقريء المعمر نزيل إصطخر،
في آخر عمره. سمع من: الحسن بن المثنى، وأبا خليفة، وأبا مسلم الكجي، وأبا عبد
الرحمن النسائي، وإدريس بن عبد الكريم الحذاء، وجعفر بن محمد الفريابي، وجماعة.
قال أبو نعيم: قدم أصبهان سنة خمس خمسين، وكان رأساً في القرآن وحفظه، في حديثه
وروايته، لين. وقال أبو بكر بن مردويه: وهو ضعيف. قلت: قرأ لنافع على أبو بكر
البغدادي بكر محمد بن عبد الرحيم الأصبهاني، وأبي محمد الملطي، وقرأ لأبي عمر،
ومحمد بن بدر بن محمد الباهلي صاحب الدوري، والحسين بن علي الأزرق الجمال. قرأ
عليه برواية قالون، وقرأ
(26/497)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 498
برواية البزي على إسحاق بن أحمد الخزاعي. وقرأ برواية قنبل على ابن مجاهد، وقرأ
بدمشق على أبي العباس محمد بن موسى الصوري، وبالإسكندرية على محمد بن القاسم بن
يزيد الإسكندراني، وقرأ على ذكوان، وقرأ على أحمد بن فرح المفسر صاحب الدوري، وعلى
إدريس بن عبد الكريم الحداد صاحب خلف، وهو أكبر شيخ له، وقرأ على عبد الله بن
الربيع الملطي إمام جامع مصر، عن يونس بن عبد الأعلى، وعلى جماعة مذكورين في
المنهج لسبط الخياط. قرأ عليه: أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي، وأبو الحسين علي
بن محمد الخبازي، وأبو بكر محمد ب عمر بن زلال النهاوندي، والحسين بن علي بن عبيد
الله الرهاوي، وأبو عبد الله محمد بن الحسين بن آل زهرام الكارزيني. قال الخزاعي:
قلت للمطوعي: في أي سنة قرأ على إدريس الحداد فقال في السنة التي رحلت فيها إلى
الري سنة اثنتين وستين ومائتين، فقلت للمطوعي: فقد قاربت المائة فقال: إلا ثنتين،
قال ذلك في سنة سبع وستين ومائة. قال الخزاعي: وكان أبوه واعظاً محدثاً. قلت: وحدث
عنه أبو بكر بن أبي علي الذكواني، وأبو نعيم الحافظ. ومحمد بن عبيد الله الشيرازي،
وآخرون، وهو على ضعفيه. وآخر من روى عن أبي مسلم الكجي والحداد.) وله تصانيف في
القراءآت. الحسين بن علي بن الحسن بن الهيثم، أبو عبد الله بن الباد
(26/498)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 499
البغدادي الشاهد. سمع: أبا شعيب الحراني، والحسن بن علويه. وعنه: حفيده أحمد بن
علي، وغيره. وقال الخطيب: كان ثقة، بقي أعمى مقعداً مدة خمس عشرة سنة، وعاش ستاً
وتسعين سنة. الحسن بن القاسم بن عبد الرحمن بن أبي الغمر، أبو محمد المصري الفقيه.
حدث عن الطحاوي وغيره. الحسن بن محمد بن سهل، أبو سعيد الفسوي القزاز الشاهد. رحل
مع والده إلى الشام ومصر، وسمع أبا عروبة، وأبا الجهم بن طلاب، وأبا الحسن بن
جوصا، وحدث. توفي في المحرم. خلف بن عمر، أبو سعيد الفقيه المالكي المعروف بابن
أخي هشام، شيخ المالكية بإفريقية. تفقه بأبي نصر القيرواني وسمع منه. وكان يجتمع
هو، وأبو الأزهر بن مغيث، وأبو محمد بن أبي زيد، ويتناظرون. توفي في صفر. سليمان
بن محمد بن سليمان، أبو أيوب الأندلسي الشذوني. سمع: محمد بن عبد الملك بن أيمن،
وعبد الله بن يونس المقبري، وجماعة، وحج فسمع من أبي سعيد بن الأعرابي، وسمع من
أبي محمد الفريابي كتب محمد بن جرير الطبري، وولي خطابة شريش.
(26/499)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 500
عبد الله بن إبراهيم بن جعفر بن بيان الزينبي، أبو الحسن البغدادي البزاز. روى عن:
الحسن بن علويه القطان، وأحمد بن أبي عوف البزوري، والحسين بن أبي الأحوص، وعبد
الله بن ناجية، والفريابي، وجماعة. وعنه: أبو بكر البرقاني، ومحمد بن طلحة
النعالي، والأزجي، وأبو القاسم التنوخي. وثقه الخطيب وقال: ولد سنة ثمان وسبعين
ومائتين، وتوفي في ذي القعدة. والزينبي: آخر، وهو إبراهيم بن عبد الله العسكري، من
طبقة ابن صاعدة. مر.) عبد الله بن إسحاق، أبو محمد التبان الفقيه المالكي، عالم
أهل القيروان في زمانه. قال القاضي عياض: ضربت إليه آباط الإبل من الأمصار لذبه عن
مذهب أهل المدينة، وكان حافظاً بعياً من التصنع والرياء، فصيحاً. توفي سنة إحدى.
عبد الله بن الحسين بن إسماعيل، أبو بكر الضبي المحاملي.
(26/500)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 501
ولي قضاء ميافارقين وآمد، ثم ولي قضاء حلب وأنطاكية. وكان عفيفاً نزهاً. سمع أباه
وأبا بكر بن زياد النيسابوري. عبد الله بن محمد بن عبد الله الشيباني والنيسابوري
سبط أبي علي الثقفي. دين ورع من شيوخ الحاكم. سمع: السراج، وزنجويه بن محمد. عبد
الله بن محمد بن نصر اللخمي القرطبي الزاهد. سمع من: أحمد بن خالد، ومحمد بن عبد
الملك بن أيمن، ومحمد بن قاسم. وكان صالحاً خيراً مائلاً إلى الأثر، يعقد الشروط.
روى عنه ابن الفرضي وغيره. عبد الأعلى بن أبي بكر عبد الله بن أبي داود السجستاني.
يروي عن أبيه. توفي في هذه السنة تقريباً. عبد العزيز بن الحارث بن أسد بن الليث
بن سليمان بن الأسود بن سفيان بن يزيد بن النبيه بن عبد الله، أبو الحسن التميمي.
أحد فقهاء الحنابلة الأعيان. حدثت عن: أبي عبد الله نفطويه وأبي بكر بن يزداد النيسابوري،
وأبي عبد الله المحاملي. روى عنه: ابنه أبو الفرج عبد الوهاب، وبشري الفاتني.
(26/501)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 502
وقال أبو المعالي شيذلة: روى الإمام أبو عبد الله الحسن التميمي الحنبلي إمام عصره
في مذهبه، وحضر الشيخ أبو عبد الله بن مجاهد، وابن شمعون، فجري مسألة الاجتهاد بين
ابن مجاهد، والقاضي أبي بكر، وتعلق الكلام بينهما إلى الفجر، وكان أبو الحسن
التميمي، يقول) لأصحابه: تمسكوا بهذا الرجل فليس للسنة عنه غنى. وقال القاضي أبو
يعلى: كان جليل القدر، له كلام في مسائل الخلاف، ومصنف في الفرائض. وقال أبو الحسن
بن رزقويه: وضع أبو الحسن التميمي في مسند أحمد حديثين، وكتبوا عليه محضراً، وكتب
فيه الدارقطني، وابن شاهين. وتوفي في عشر الستين. عبد الله بن أحمد بن المصنف أبو
محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري. دخل مصر مع أبيه فسكنها، وحدث عن والده
بمصنفات جده. علي بن إبراهيم، الشيخ أبو الحسن الحصري، أحد كبار الصوفية وأولي
الأحوال. حكى عن الشبلي.
(26/502)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 503
روى عنه: أبو سعد الماليني. ومن كلامه: لا يغرنكم صفاء الأوقات فإن تحتها آفات، ولا
يغرنكم العطاء، فإن العطاء، عند أهل الصفاء مقت. قال الخطيب: مات سنة إحدى وسبعين،
وقد نيف على الثمانين. قال السلمي: هو سيد وقته وشيخ العراق. علي بنعبد الله بن
المحدث الصالح عبد الرحمن بن عبد المؤمن المهلبي الجرجاني البزاز. روى عن: أبي
نعيم بن عدي، وغيره. روى عنه: أبو سعد الماليني، وأبو الفرج. ومات قبل الإسماعيلي
بشهر. فتح بن أصبغ، أبو نصر الطليطلي الفقيه الزاهد. كان ذكياً متفنناً ورعاً
عابداً. كان يقال إنه مجاب الدعوة. توفي في جمادى الأولى. ليث بن طاهر، أبو نصر
النيسابوري القائد. سمع السراج، وابن خزيمة. وعنه الحاكم. محمد بن أحمد بن عبد
الله بن محمد الفقيه، أبو زيد المروزي الشافعي الزاهد.)
(26/503)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 504
حدث ببغداد وبنيسابور ودمشق ومكة عن: محمد بن يوسف الفربري، وعمر بن عليك المروزي،
ومحمد بن عبد الله السعدي، وأبي العباس محمد الدغولي، وأحمد بن محمد المنكدري،
وغيرهم. وعنه: الهيثم بن أحمد الصباغ، وعبد الواحد بن مشماش، وعبد الوهاب
الميداني، وعلي بن السمسار، وأبو الحسن الدارقطني مع تقدمه، وأبو بكر البرقاني،
ومحمد بن أحمد المحاملي البغدادي، والفقيه أبو محمد عبد الله محمد بن إبراهيم
الأصيلي، وآخرون وقال: ولدت سنة إحدى وثلاثمائة. قال الحاكم: كان أحد أئمة
المسلمين، ومن أحفظ الناس لمذهب الشافعي، وأحسنهم نظراً، وأزهدهم في الدنيا. سمعت
أبا بكر البزاز يقول: عادلت الفقيه أبا زيد من نيسابور إلى مكة، فما أعلم أن
الملائكة كتبت عليه خطيئة. وقال الخطيب: حدث ببغداد، ثم جاور بمكة، وحدث هناك
بصحيح البخاري عن الفربري. وأبو زيد أجل من روى ذلك الكتاب. وقال أبو إسحاق
الشيرازي: ومنهم أبو زيد المروزي صاحب أبي
(26/504)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 505
إسحاق، مات بمرو في رجب سنة إحدى وسبعين. وكان حافظاً للمذهب، حسن النظر، مشهوراً
بالزهد. وعنه أخذ أبو بكر الققال، وفقهاء مرو. وقرأت على أبي علي الأمين، أخبركم
ابن المكي، أنا عبد الأول، أنا أبو إسماعيل الأنصاري، أنا أحمد بن محمد بن
إسماعيل، سمعت خالد بن عبد الله المروزي، سمعت أبا سهل محمد بن أحمد المروزي، سمعت
أبا زيد المروزي يقول: كنت نائماً بين الركن والمقام، فرأيت النبي صلى الله عليه
وسلم فقال: يا أبا زيد إلى متى تدرس كتاب الشافعي ولا تدرس كتابي فقلت: يا رسول
الله وما كتابك فقال: جامع محمد بن إسماعيل البخاري. محمد بن أحمد بن تميم
السرخسي. سمع أبا لبيد محمد بن إدريس الشامي السرخسي. عنه: أبو الحسن بن رزقويه،
وأبو بكر أحمد بن علي الأصبهاني. وثقه الخطيب. توفي فيها ظناً. محمد بن أحمد بن
محمود، أبو العباس النيسابوري القباني الزاهد الناسخ.) سمع ابن خزيمة، وأحمد بن
محمد الماسرجسي. وعنه: الحاكم، وغيره من النيسابوريين. محمد بن أحمد بن جعفر
الطوسي القائد. سمع: ابن خزيمة، والسراج. محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد بن
مهران، أبو بكر البغدادي الصفار الضرير.
(26/505)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 506
سمع: محمد بن صالح بن عصمة الدمشقي، وعبد الله بن محمد بن مسلم المقدسي، ومحمد بن
محمد النفاح الباهلي، وأبا القاسم البغوي، وأبا عروبة الحراني، وجماعة. وعنه:
الدارقطني، وحمزة السهمي، وأبو بكر البرقاني، وأبو القاسم علي التنوخي، والحسين بن
علي الجوهري، وغيرهم. قال البرقاني: ثقة فاضل، شامي الأصل، سألته عن مولده، فقال:
سنة تسع وثمانين ومائتين. قال الخطيب: حدث في سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة. محمد بن
جعفر بن محمد، أبو الفتح بن المراغي الهمذاني. نزيل بغداد، ومصنف كتاب البهجة على
مثال الكامل للمبرد. وكان عالماً بالنحو واللغة. روى عن: أحمد بن عبد الله بن مسلم
بن قتيبة. وقال أبو الحسن محمد بن أحمد بن القاسم المحاملي: سمعنا منه: سنة إحدى
وسبعين. قلت: هو والذي قبله لا أعرف وفاتهما يقيناً. محمد بن خفيف بن إسفكشاذ، أبو
عبد الله الضبي الشيرازي
(26/506)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 507
الصوفي، شيخ إقليم فارس. حدث عن: حماد بن مدرك، والنعمان بن أحمد الواسطي، ومحمد
بن جعفر التمار، والحسين المحاملي، وجماعة. وعنه: أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي،
والحسن بن حفص الأندلسي، وإبراهيم بن الخضر الشياح، ومحمد بن عبد الله بن باكويه،
وأبو بكر بن الباقلاني المتكلم. قال أبو عبد الرحمن السلمي: أقام بشيراز، وكانت
أمه بنيسابور، وهو اليوم شيخ المشايخ وتاريخ الزمان، لم يبق للقوم أقدم منه سناً.
ولا أتم حالاً، صحب رويم بن أحمد، وأبا العباس ابن عطاء، ولقي الحسين بن منصور
الحلاج، وهو من أعلم المشايخ بعلوم الظاهر، متمسك) بالكتاب والسنة، فقيه على مذهب
الشافعي، فمن كلامه قال: ما سمعت شيئاً من سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا
واستعملته، حتى الصلاة على أطراف الأصابع، وهي صعبة. قال السلمي: قال أحمد بن يحيى
الشيرازي: ما أرى التصوف إلا يختم به. وكان أبو عبد الله من أولاد الأمراء، فتزهد
حتى قال: كنت أذهب وأجمع الخرق من المزابل، وأغلسه، وأصلح منه ما ألبسه، وبقيت
أربعين شهراً أفطر كل ليلة على كف باقلاء، فاقتصدت، فخرج من عرقي شبيه ماء اللحم،
فتحير الفاصد وقال: ما رأيت جسداً بلا دم إلا هذا. وقال ابن باكويه: سمعت أبا أحمد
الكبير يقول: سمعت أبا عبد الله بن
(26/507)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 508
خفيف يقول: نهبت في البادية حتى سقطت لي ثمانية أسنان، وانتثر شعري، ثم وقعت إلى
فيد وأقمت بها، حتى تماثلت وحججت، ثم مضيت إلى بيت المقدس، ودخلت الشام، فنمت إلى
جانب دكان صباغ، وبات معي في المسجد رجل به بطن قيام، وكان يدخل ويخرج إلى الصباح،
فلما أصبحنا، صاح الناس: نقب دكان الصباغ وسرقت، فدخلوا المسجد ورأونا، فقال
المبطون: لا أدري، غير أن هذا طول الليل كان يدخل ويخرج، وما كنت خرجت إلا مرة،
تطهرت، فجروني وضربوني، وقالوا: تكلم. فاعتقدت التسليم، فكانوا يغتاظون من سكوتي،
فحملوني إلى دكان الصباغ، وكان أثر رجل اللص في الرماد، فقالوا: ضع رجلك فيه،
فوضت، فكان على قدر رجلي، فزادهم غيظاً، وجاء الأمير، ونصبت القدر وفيها الزيت
يغلي، وأحضرت السكين ومن يقطع اليد، فرجعت إلى نفسي وإذا هي ساكنة، فقلت: إن
أرداوا قطع يدي سألتهم يعفوا يميني لأكتب بها، فبقي الأمير يهددني ويصول، فنظرت
إليه فعرفته، وكان مملوكاً لوالدي، فكلمني بالعربية وكلمته بالفارسية، فنظر إلي
وقال: أبو الحسين وكنت أكنى بها في صباي، فضحكت، فعرفني، فأخذ يلطم رأسه ووجهه،
واشتغل الناس به، فإذا بضجة عظيمة، وأن اللصوص قد مسكوا، فذهبت والناس ورائي، وأنا
ملطخ بالدماء جائع لي أيام لا آكل، فرأتني عجوز فقيرة، فقالت: أدخل إلينا، فدخلت
ولم يرني الناس، وغسلت وجهي ويدي، فإذا الأمير قد أقبل يطلبني. فدخل ومعه جماعة،
وجر من منطقته سكيناً، وحلف بالله وقال: إن أمسكني إنسان لأقتلن نفسي، وضرب بيده
رأسه ووجهه مائة صفعة، حتى منعته أنا، ثم اعتذر، وجهد بي أن أقبل شيئاً، فأبيت،
وهربت ليومي من المدينة، فحدثت بعض المشايخ فقال: هذا عقوبة انفرادك، فما دخلت
بلداً فيه فقراء إلا قصدتهم.) وقال أبو عبيد الله بن باكويه: سألت أبا عبد الله بن
خفيف، وقد سأله
(26/508)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 509
قاسم الإصطخري عن الأشعري فقال: كنت مرة بالبصرة جالساً مع عمرو بن علويه على ساجة
في سفينة نتذاكر في شيء، فإذا بأبي الحسن الأشعري قد عبر وسلم علينا وجلس، فقال:
عبرت عليكم أمس في الجامع، فرأيتكم تتكلمون في شيء عرفت الألفاظ ولم أعرف المغزى،
فأحب أن تعيدوها علي. قلت: وفي أبو نعيم الحافظ شيء كنا قال: في سؤال إبراهيم عليه
السلام أرني كيف تحيي الموتى وسؤال موسى أرني أنظر إليك. فقلت: نعم. قلت: إن سؤال
إبراهيم هو سؤال موسى، إلا أن سؤال إبراهيم سؤال متمكن، وسؤال موسى سؤال صاحب غلبة
وهيجان، فكان تصريحاً، وكان سؤال إبراهيم تعريضاً، وذلك أنه قال: أرني كيف تحيي
الموتى، فأراه كيف المحيي ولم يره كيف الإحياء، لأن الإحياء صفة والمحيي قدرته،
فأجابه إشارة كما سأله إشارة، إلا أنه قال في الآخر: واعلم أن الله عزيز حكيم. ثم
إني مشيت مع أبي الحسن وسمعت مناظرته، وتعجبت من حسن كلامه حين أجابهم. قال أبو
العباس الفسوي: صنف شيخنا ابن خفيف من الكتب ما لم يصنفه أحد، وانتفع به جماعة
صاروا أئمة يقتدى بهم، وعمر حتى عم نفعه البلدان. وقال أبو الفتح عبد الرحمن بن
أحمد خادم ابن خفيف: سمعت أبا عبد الله بن خفيف يقول: سألنا يوماً القاضي أبو
العباس بن شريح بشيراز، ونحن نحضر مجلسه لدرس الفقه، فقال لنا: محبة الله فرض أو
لا قلنا
(26/509)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 510
فرض. قال: ما الدليل فما فينا من أجاب بشيء، فسألناه، فقال: قوله تعالى قل إن كان
آباؤكم وأبناؤكم الآية. قال: فتوعدهم الله على تفضيل محبتهم لغيره على محبته،
والوعيد لا يقع إلا على فرض لازم. وقال ابن باكويه كنت سمعت ابن خفيف يقول: كنت في
بدايتي ربما أقرأ في ركعة واحدة عشرة آلاف قل هو الله أحد، وربما كنت أقرأ في ركعة
القرآن كله. وعن ابن خفيف أنه كان به وجع الخاصرة، فكان إذا أخذه أقعده عن الحركة،
فكان إذا أقيمت الصلاة يحمل على الظهر إلى المسجد، فقيل له: لو خففت على نفسك.
قال: إذا سمعتم: حي على الصلاة ولم تروني في الصف فاطلبوني في المقابر. قال ابن
باكويه: سمعته يقول: ما وجبت علي زكاة الفطر أربعين سنة. وقال ابن باكويه: نظر أبو
عبد الله بن خفيف يوماً إلى ابن أم مكتوم وجماعة من أصحابه) يكتبون شيئاً، فقال:
ما هذا قالوا: نكتب كذا وكذا. قال: اشتغلوا بتعلم شيء ولا يغرنكم كلام الصوفية،
فإني كنت أخبيء محبرتي في جيب مرقعتي، والورق في حجزة سراويلي، وأذهب خفية إلى أهل
العلم، فإذا علموا بي خاصموني، وقالوا: لا تفلح. ثم احتاجوا إلي. حدثنا أبو
المعالي الأبرقوهي، أنا عمر بن كرم ببغداد، أنا أبو الوقت السجزي، ثنا عبد الوهاب
بن أحمد الثقفي، أنا محمد بن عبد الله بن باكويه، ثنا محمد بن خفيف الضبي إملاء،
قرأ علي حماد بن مدرك وأنا أسمع: ثنا عمرو بن مرزوق، ثنا شعبة، عن أبي عمران
الجوني، عن عبد الله
(26/510)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 511
بن الصامت، عن أبي ذر، قال: قال سول الله صلى الله عليه وسلم: إذا صنعت قدراً
فأكثر مرقها وانظر أهل بيت من جيرانك فأصبهم بمعروف. توفي ليلة ثالث رمضان عن خمس
وتسعين سنة، وقيل: عاش مائة سنة وأربع سنين. وازدحم الخلق على جنازته، وكان أمراً
عظيماً، وصلوا عليه نحواً من مائة مرة. رحمه الله ورضي عنه. محمد بن خلف بن محمد
بن جيان، بالجيم، الفقيه أبو بكر البغدادي الخلال المقريء. سمع: عمر بن أيوب
السقطي وقاسم بن زكريا المطرز، وحامد بن شعيب البلخي، وأحمد بن سهل الأسناني.
وعنه: البرقاني، وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي، وأبو القاسم التنوخي. وثقه الخطيب،
وقال: توفي في آخر السنة. روى عنه حمزة، وقال: كان ثقة جبلاً. محمد بن خالد بن عبد
الملك، أبو عبد الله الإستجي الفقيه. سمع من محمد بن عبد الله بن أبي دليم، وكان
يعقد الوثائق.
(26/511)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 512
محمد بن عثمان بن سيعد الإستجي. كان فقيهاً مفتياً. سمع من أبي دليم أيضاً، ومن
جماعة. كان يعقد الوثائق ببلده. محمد مفرج، أبو عبد الله المعافري القرطبي،
المعروف بالقبي. سمع من: قاسم بن أصبغ، وبمصر من أبي جعفر النحاس، وعبد الملك بن
بحر الجلاب، وبمكة من أبي سعيد الأعرابي. وتوفي في رمضان.) تركوا الأخذ عنه لأنه
كان يعتقد مذهب ابن مسرة ويدعو إليه. محمد بن عبد الله بن بشران، أبو بكر السكري
الشاهد، والد الشيخين مسندي العراق: أبي الحسين علي، وأبي القاسم عبد الملك. سمع
الحديث، وأسمع ولديه، ولم يرو شيئاً، بل روى عنه ابنه عبد الملك وحده. ومات في
جمادى الآخرة، وله خمس وستون سنة. كان من المعدلين. محمد بن العباس بن أحمد بن
مسعود، أبو بكر الجرجاني المسعودي الفقيه. روى عن: أبي يعلى الموصلي وأبي القاسم
البغوي، وفيه ضعف لكونه حدث من غير كتابه.
(26/512)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 513
بقي إلى هذه السنة، ولا أعرف متى مات. محمد بن محمد بن العباس، أبو ذهل العصمي
الهروي. توفي في صفر. من جملة المشايخ. محمد بن هشام بن جمهور المرساني نزيل
قرطبة. رحل وسمع من الآجري، وأحمد بن إبراهيم الكندي، وحدث. توفي في ربيع الأول.
يحيى بن هذيل، أبو بكر الأديب. شاعر عصره بالأندلس، وكان أحد الفقهاء المالكية
المذكورين، ديناً عاقلاً نزهاً فصيحاً مفوهاً. طال عمره وعلا سماعه، وكان قد سمع
من أخيه أبي مروان عبد الملك من جماعة. كذا ورخه بعضهم، وسيعاد سنة تسع وثمانين.
قال القاضي عياض: كان حافظاً للفقه، راوية للحديث. ثم ورخه سنة إحدى هذه.
(26/513)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 514
(26/514)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 515
1 (وفيات سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة)
أحمد بن إسحاق بن مروان بن جابر، أبو عمر الغافقي القرطبي. سمع: أحمد بن خالد،
وعبد الله بن يونس، وابن أيمن، وحج، وسمع بمصر كتباً. ولي قضاء طليطلة، ومات بها.
أحمد بن جعفر بن محمد بن الفرج، أبو الحسن المقريء الخلال. سمع عبد الله بن إسحاق
المدائني، ومحمد بن جرير الطبري. وعنه: أبو العلاء الواسطي، وأحمد بن علي البادا.)
قال الخطيب: كان صالحاً ثقة. توفي في رمضان. أحمد بن محمد الحافظ بن أبي حفص عمر
بن محمد بن بجير السمرقندي البجيري.
(26/515)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 516
سمع من جده الصحيح الذي سمعه منه جماعة. وتوفي في ربيع الأول. أحمد بن محمد بن علي
بن الحسن بن يحيى القصري، أبو بكر السيبي، الفقيه الشافعي، أحد الأئمة. درس على
إسحاق المروزي، ونشر الفقه ببلده قصر ابن هبيرة. وتوفي في رجب، وله ست وسبعون سنة.
أحمد بن عبد الله بن عمرو القيسي القرطبي. سمع: أحمد بن خالد، وابن أيمن، ومحمد بن
مسور. لم يحدث. أحمد بن محمد بن معروف بن وليد، أبو عمر المدائني القرطبي. سمع من:
أحمد بن خالد بن الحباب، وابن أيمن، وعثمان بن عبد الرحمن، وحج فسمع من الآجري.
ولي قضاء طرطوشة، وكتب عنه جماعة. أحمد بن محمد بن يوسف، أبو القاسم القرطبي
القشطيلي. سمع أبا عيسى، والدينوري. قال ابن عفيف: كان من أهل العلم بفنون كثيرة
من الفقه والعربية واللغة. حج وأدرك رجالاً بالمشرق، وأدخل الأندلس علماً جماً،
وأدب ولد
(26/516)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 517
الحكم بن الناصر لدين الله، وأخذ عنه الناس مذهب مالك. إسماعيل بن أحمد بن محمد بن
داود النساج القزويني. سمع إسحاق بن محمد الكيساني، وعبد الرحمن بن أبي حاتم،
وسليمان بن يزيد الفامي، وحدث. الحسن بن علي الصيدناني القزويني. سمع إسحاق بن
محمد الكيساني، ومحمد بن القاسم المحاربي الكوفي، وحدث. الحسين بن محمد بن عبد
الوهاب بن سليمان بن محمد الشريف، أبو تمام الزينبي، قاضي) البصرة. قدم بغداد مع
معز الدولة، واشترى داراً بأربعة وعشرين ألف دينار، وولي نقابة بغداد. وتفقه على
أبي الحسن الكرخي. حدث عنه مولاه وشاح وغيره. مات في شوال. الحسين بن أحمد بن محمد
بن عبد الرحمن بن أسد بن شماخ، أبو عبد الله الشماخي الحافظ الهروي الصفار. حدث
بهراة وبغداد ودمشق عن: أحمد بن عبد الوارث المصري، وأبي الدحداح أحمد بن محمد
الدمشقي، وعد الرحمن بن أبي حاتم، ومحمد بن حفص الجوني، والحسين بن موسى الرسعني
وجماعة.
(26/517)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 518
وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وأبو الفتح بن أبي الفوارس، وأبو بكر البرقاني، وإسحاق
القراب، وأبو عثمان سعيد القرشي. قال البرقاني: قد كتبت عنه الكثير، ثم بان لي أنه
ليس بحجة، وضعفه أبو عبد الله بن أبي ذهل الهروي. وقال الحاكم، وسئل عنه: كذاب، لا
يشتغل به، وتوفي في جمادى الآخرة. وله مستخرج على صحيح مسلم. الحسين بن علي بن
سفيان، أبو عبد الله المصري الفقيه. روى عنه: محمد بن إبراهيم بن المنذر، وغيره.
حسين بن محمد بن نابل، أبو بكر القرطبي. سمع أسلم بن عبد العزيز، وأحمد بن خالد بن
الحباب، ومحمد بن عمر بن لبابة، وحج، فسمع من ابن الأعرابي، وعلي بن مطر
الإسكندراني، وأبي الطاهر المديني، وعلي بن الطحاوي. وكان شيخاً صالحاً فقيهاً
ورعاً عارفاً بالعربية، شاعراً، حدث بالكثير. وتوفي في ذي الحجّة، وهو في عشر
الثمانين. وعنه ابن الرضى. الحسين بن محمد، أبو سعيد البسطامي الواعظ، والد أبي
عمر محمد بن الحسن. قال الحاكم: كان أوحد عصره في التذكير والوعظ والانتصار
للسنة.) سمع: أبا بكر القطان، وأبا حامد بن بلال، وطبقتهما. خطاب بن مسلمة بن محمد
بن سعيد، أبو المغيرة الأيادي الفقيه المالكي. سمع ابن لبابة، وأسلم بن عبد العزيز،
وأحمد بن خالد بن الجباب،
(26/518)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 519
وحج فسمع من ابن الأعرابي. قال عنه رفيقة أبو بكر محمد بن السليم القاضي: وهو من
الأبدال. وقال القاضي عياض: كان زاهداً مجاب الدعوة. وقال ابن القرضي: كان حافظاً
للرأي، بصيراً بالنحو. توفي في شوال، وله ثمان وسبعون سنة. سليمان بن أحمد بن محمد
بن داود القزويني النساج، أخو إسماعيل. سمع: علي بن محمد بن مهرويه، وسليمان بن
زيد الفامي. وكان أسن من أخيه، وبينهما في الموت ثلاثة أشهر. العباس بن الفضل بن
زكريا، أبو منصور النضروي الهروي، منسوب إلى جده نضرويه، بضاد معجمة. سمع: أحمد بن
نجدة والحسين بن إدريس، ومحمد بن عبد الرحمن الشامي، وجماعة. وعنه: أبو بكر
البرقاني، وأبو يعقوب القراب، وأبو عثمان سعيد القرشي، وأبو حازم العبدوي. وثقه
الخطيب، وروى عنه أيضاً سبطه الحسين بن علي، وتوفي في شعبان، وقد وهم صاحب الكمال
وهماً قبيحاً فذكر له ترجمة ابن ماجه روى عنه. العباس بن محمد بن علي، أبو الفضل
القرشي، والد الشيخ أبي عثمان سعيد، مسند هراة.
(26/519)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 520
روى عن: أبي الفضل المنذري، وأبي الحسن المخلدي. روى عنه ابنه، وتوفي في جمادى
الآخرة. عبد الله بن أحمد بن جعفر، أبو محمد بن أبي حامد الشيباني النيسابوري.
سمع: أبا بكر بن خزيمة، وتورع عن الرواية عنه لصغره، سمع أبا العباس السراج، وأحمد
بن محمد الماسرجسي، وحاتم بن محبوب السامي، وأبا سعيد بن الأعرابي، وأبا جعفر بن
البختري. روى عنه: يوسف القواس، وإبراهيم بن مخلد الباقرحي، وابن رزقويه، حدثهم
ببغداد. ووثقه الخطيب.) روى عنه الحاكم وقال: كان من أكثر أقرانه سماعاً، وكانت له
ثروة ظاهرة، وأنفق أكثرها على العلماء، وفي الحج والجهاد، وكان يرسل شعره فقيل له
الشعراني. عبد الله بن بدر الأشبيلي الطبيب. جمع وسمع من: ابن الأعرابي، وحدث. عبد
الله بن محمد بن أمية بن غلبون الأنصاري القرطبي، نزيل طليطلة. إستقضي بطلبيرة.
سمع من: قاسم بن أصبغ: وبمكة من ابن الأعرابي، وكان نبيلاً ثقة. سمع منه: عبدوس بن
محمد الثغري.
(26/520)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 521
عبد الواحد بن بكر الهمذاني الصوفي، المعروف بالورثاني. رحل وسمع بدمشق: أبا علي
محمد بن شعيب الأنصاري، وعلي بن أبي العقب، وجمح بن القاسم. وعنه: أبو سعد
الماليني، وأبو عبد الرحمن السلمي، والحسن بن إسماعيل القراب، وآخرون. وتوفي
بالحجاز، وكان كثير الأسفار، من فضلاء الصوفية. عبد العزيز بن مالك الفقيه، أبو
القاسم القزويني الشافعي. سمع: محمد بن مسعود، وأبا علي الطوسي، والعباس بن الفضل
بن شاذان، ومحمد بن صالح الطبري. قال أبو يعلى الخليلي: أدركته، وقريء عليه وأنا
حاضر. عثمان بن سعيد بن عثمان، أبو سعيد بن الدراج الغساني الأندلسي السري. سمع
من: أحمد بن عمرو بن منصور بن فطيس، وعثمان بن جرير، وأحمد بن خالد بن الحباب، وحج
فسمع من عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد بن أبي عثمان عبد الرحمن المقريء: كتاب
سفيان بن عيينة، عن جده محمد بن المقريء. سمع منه غير واحد، وتوفي في رجب. علي بن
خفيف بن عبد الله بن تميم بن سعد مولى جعفر بن محمد بن علي، أبو الحسن الهاشمي
البغدادي الدقاق.
(26/521)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 522
سمع: عمر بن إسماعيل بن أبي غيلان، والحسين بن أبي عفير، وعبد الله بن محمد
البغوي.) وعنه: أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، وعبد الله بن علي بن بشران،
وغيرهما. قال ابن أبي الفوارس: كان غير مرضي في الرواية. علب بن محمد بن سعيد، أبو
الحسن الكندي البغدادي الرازي، شيخ معمر. سمع سنة تسعين ومائتين من أبي شعيب الحراني،
وسمع من: الفريابي، وعلي بن حسنويه. وعنه: العتيقي، وتوفي في رمضان.
4 (فناخسرو السلطان عضد الدولة)
أبو شجاع بن السلطان ركن الدولة الحسن بن بويه الديلمي. ولي مملكة فارس بعد عمه
عماد الدولة، ثم قوي على ابن عمه عز الدولة بختيار بن معز الدولة، وبلغ من سعة
المملكة والإستيلاء على الممالك، ما لم يبلغه
(26/522)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 523
أحد من بنيه، ودانت له البلاد والعباد. وهو أول من خوطب بالملك شاه شاه في
الإسلام، وأول من خطب له على المنابر ببغداد بعد أمير المؤمنين. وكان فاضلاً
نحوياً، له مشاركة في فنون، وله صنف أبو علي الفارسي الإيضاح والتكملة. وقد مدحه
فحول الشعراء، وسافر إلى بابه المتنبي إلى شيراز، قبل أن يملك العراق، وامتدحه
بقصائد مشهورة، وقصده شاعر العراق أبو الحسن محمد بن عبد الله السلامي، وأنشده
قصيدته البديعة التي يقول فيها:
(إليك طوى عرض البسيطة جاعل .......... قصارى المطايا أن يلوح لها القصر)
(فكنت وعزمي في الظلام وصارمي .......... ثلاثة أشياءكما اجتمع النسر)
(وبشرت آمالي بملك هو الورى .......... ودار هي الدنيا ويوم هو الدهر)
وقال الثعالبي في يتمية الدهر: لعضد الدولة قصيدة فيها بيت لم يفلح بعده:
(ليس شرب الراح إلا في المطر .......... وغناء من جوار في السحر)
(مبرزات الكاس من مطلعها .......... ساقيات الراح من فاق البشر)
(عضد الدولة وابن ركنها .......... ملك الأملاك غلاب القدر)
فقيل إنه لما احتضر، لم ينطق لسانه إلا ب ما أغنى عني ماليه، هلك عني سلطانيه.
وتوفي بعلة الصرع في شوال، سنة اثنتين وسبعين ببغداد، وله ثمان وأربعون سنة، ودفن
بمشهد علي رضي الله عنه بالكوفة. وهو الذي أظهر قبر علي بالكوفة وادعى أنه قبره.
وكان شيعياً، فبنى على المشهد، وأقام) البيمارستان العضدي ببغداد، وأنفق عليه
أموالاً عظيمة، وهو بيمارستان عظيم ليس في الدنيا مثل ترتيبه. وملك العراق خمس
سنين ونصفاً، ولما قدمها خرج الطائع الله وتلقاه،
(26/523)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 524
وهذا شيء لم يتهيأ لأحد قبله، فدخل بغداد، وقد استولى عليها الخراب وعلى سوادها
بانفجار بثوقها، وقطع المفسدين طرقاتها، فبعث العسكر إلى بني شيبان، وكانوا يقطعون
الطريق، فأوقعوا بهم وأسروا من بن شيبان ثمانمائة، وسد البثوق، وغرس المزاهر وهو
دار أبي علي بن مقلة، وكانت قد صارت تلاً، فيقال: إنه غرم على نقل التراب أكثر من
ألف ألف درهم، وغرس التاجي عند قطربل وحوط على ألف وسبعمائة جريب، وعمر الطرق
والقناطر والجسور. وكان متيقظاً شهماً، له عيون كثيرة تأتيه بأخبار البلاد
القاصية، حتى صارت أخبار الأقاليم عنده. وكان شديد العناية بذلك، كثير البحث عن
المشكلات، وافر العقل. كان من أفراد الملوك لولا ظلمه، وكان سفاكاً للدماء، حتى أن
جارية شغل قلبه بميله إليها، فأمر بتغريقها، وأخذ غلام من رجل بطيخاً غصباً،
فوسطه. وكان يحب العلم والعلماء ويصلهم. ووجد له في تذكرة: إذا فرغنا من حل إقليدس
تصدقت بعشرين ألف درهم، وإن ولد لي ابن تصدقت بعشرة آلاف، فإن كان من فلانة تصدقت
بخمسين ألف درهم. وكان قد طلب حساب دجلة في السنة، فإذا هو ثلاثمائة ألف ألف
وعشرين ألف ألف درهم، فقال: أبلغ به إلى ثلاثمائة وستين ألف ألف، ليكون دخلنا كل
يوم ألف ألف درهم. قال ابن الجوزي: كان يرتفع له في العام اثنان وثلاثون ألف ألف
(26/524)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 525
دينار، وكان له كرمان، وفارس، وعمان، وخوزستان، والعراق، والموصل، وديار بكر،
وحران، ومنبج. وكان يناقش في القيراط، وأقام مكوساً ومظالم، فنسأل الله العافية.
وكان صائب الفراسة، قيل إن تاجراً قدم بغداد للحج فأودع عند عطار عقد جوهر،
فأنكره، فحار، ثم إنه أتى عضد الدولة، فقص عليه أمره، فقال: إلزم الجلوس هذه
الأيام عند العطار، ثم إن عضد الدولة مر في موكبه على العطار، فسلم على التاجر
وبالغ في إكرامه، فتعجب الناس، فلما تعداه التفت العطار إلى التاجر، قال: ما
تخبرني متى أودعتني هذا العقد، وما صفته، لعلي أتذكر، قال: صفته كذا، فقام وفتش ثم
نفض برنيه فوقع العقد، وقال: كنت نسيته.) قيل إن قوماً من الأكراد قطاع طريق عجز
عنهم، فاستدعى تاجرفا، ودفع إليه بغلاً، عليه صندوقان فيهما حلوى مسمومة، ومتاع
ودنانير، فأخذوا البغل والصندوقين، وأكلوا الحلوى فهلكوا. وقد ذكر ابن الجوزي في
كتاب الأذكياء له عدة حكايات لعضد الدولة، والله أعلم. محمد بن أحمد بن حمزة، أبو
الحسن الهروي. توفي في هذا العام. وهو المذكور في المتوفين تقريباً في الطبقة
الماضية. محمد بن أحمد بن حمدون، أبو بكر النيسابوري الفراء الصوفي. توفي في
رمضان، وكان من العباد.
(26/525)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 526
سمع: ابن خزيمة وطبقته، وكان قوالاً بالحق، كثير المجاهدة، وأماراً بالمعروف. صحب
أبا علي الثقفي، ولقي الشبلي، والكبار. محمد بن جعفر بن أحمد بن جعفر، أبو بكر البغدادي
الحريري المعدل، المعروف بزوج الحرة. سمع: محمد بن جرير، وأبا القاسم البغوي، وابن
أبي داود. روى عنه: ابن رزقويه، وأبو بكر البرقاني، والحسن، وعبد الله ابنا أحمد
بن إبراهيم بن شاذان. وقال البرقاني: ثقة جليل. وقال أبو علي بن شاذان: كان يحضر
مجلسه ابن المظفر والدار قطني، وتوفي في صفر. قال أبو القاسم التنوخي: حدثنا أبي
قال: حدثني جعفر بن المكتفي بالله قال: كانت بنت بدر المعتضدي زوجة المقتدر بالله،
فأقامت معه سنين، ثم قتل، وأفلتت هي من النكبة، وتسلمت أموالها، وخرجت من الدار،
فكان يدخل إلى مطبخها حدث يعرف بمحمد بن جعفر بن أبي عشرون، وكان حركاً، فصار وكيل
المطبخ، فرأته فاستكاسته، فردت إليه وكالتها، وترقى أمره حتى صار ينظر في ضياعها،
وصارت تكلمه من وراء ستر، وزاد اختصاصه بها، حتى علق بقلبها فجسرته على تزويجها،
وبذلت أموالاً حتى تم لها ذلك، وأعطته نعمة ظاهرة وأموالاً، لئلا يمنعها أولياؤها
منه بالفقر، ثم هادت القضاة بهدايا جليلة، حتى زوجوها منه، فاعترض الأولياء،
فغالبتهم بالداراهم، وأقام معها سنين، ثم ماتت، فحصل له منها نحو ثلاثمائة ألف)
(26/526)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 527
دينار، ولذلك قيل له زوج الحرة. محمد بن العباس بن وصيف، أبو بكر الغزي، راوي
الموطأ عن الحسن بن الفرج المقريء صاحب يحيى بن بكير. ورخ وفاته أبو القاسم بن
مندة، وقد روى أيضاً عن محمد بن قتيبة العسقلاني وغيره. وروى عنه: أبو سعد
الماليني، ومحمد بن جعفر الميماسي، وآخرون. ولا أعلم فيه جرحاً. وقد سمع موطأ ابن
بكير من طريق. محمد بن عبد الله بن خلف بن بخيت، أبو بكر العكبري الدقاق. سكن
بغداد وحدث عن خلف بن عمرو العكبري وجعفر. الفريابي، ومحمد بن صالح بن ذريح، ومحمد
بن جرير الطبري، ومحمد بن محمد الباغندي، وجماعة. وله جزء عال عند أصحاب ابن
طبرزد. روى عنه: عبد الوهاب بن برهان، وإبراهيم بن عمر البرمكي، وجماعة. وثقه
الخطيب. توفي في ذي القعدة. محمد بن عبد الله بن محمد بن خميروية بن سيار، أبو
الفضل العدل الهروي، مسند هراة.
(26/527)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 528
سمع: أحمد بن نجدة، وعلي بن محمد الجكاني، وأحمد بن محمود بن مقاتل، وجماعة. وعنه:
أبو بكر البرقاني، وأبو الفضل عمر بن أبي سعد، وأبو ذر عبد بن أحمد وأحمد بن محمد
بن إبراهيم بن إسحاق والحسن بن علي. الباشاني، ومحمد بن الفضيل، وقاضي هراة منظور
بن إسماعيل الهرويون، وغيرهم. قال أبو بكر بن السمعاني: شيخ ثقة. محمد بن عبد الله
بن أحمد بن الصباح، أبو عبد الله المؤدب الأصبهاني. سمع: أبا حامد خليفة، ومحمد بن
الحسين بن مكرم. وعنه: أبو نعيم الحافظ. محمد بن علي البغدادي النعال. حكى بمصر عن
أبي خليفة الجمحي. محمد بن علي بن الحسين بن أبي الحسين القرطبي أبو عبد الله.)
سمع من: قاسم بن أصبغ، ورحل هو وأخوه حسن، فسمعا بمصر من عبد الله بن الورد، وابن
أبي الموت، وأحمد بن سلمة بن الضحاك، وابن خروف، وجماعة كثيرة. وكان محمد ضابطاً
متقناً نحوياً بليغاً. توفي في صفر، ولم يحدث. محمد بن علي بن الحسي، أبو علي
الأسفراييني، الحافظ المعروف
(26/528)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 529
بابن السقاء، تلميذ أبي عوانة. رحل وسمع: أبا عروبة الحراني، ومحمد بن زياد
المصري، وعلي بن عبد الله بن مبشر الواسطي، ويحيى بن محمد بن صاعد، وأحمد بن عمير
بن جوصا، وخلقاً كثيراً. وكان شافعياً واعظاً صالحاً. روى عنه: أبو عبد الله
الحاكم وغيره. وهو والد علي شيخ البيهقي. توفي ببلده إسفرايين، في ذي القعدة. وقد
ذكره ابن عساكر فقال: روى عنه ابنه علي، وأبو سعيد أحمد بن محمد الكرابيسي
المروزي. قال الحاكم: هو من المعروفي بكثر الرحلة، والحديث، والتصنيف، وصحبة
الصالحين.
4 (قلت: ومن طبقته)
محمد بن علي بن الحسين البلخي الحافظ. روى عن محمد بن المعافى الصيداوي. روى عنه:
محمد بن أحمد الجارودي الحافظ. محمد بن القاسم أبو بكر المصري الفقيه الشافعي
المعروف بوليد. روى عن: ابن عبد الرحمن النسائي، وعباس البصري، وبنان الجمال
الزاهد. روى عنه: يحيى بن علي الطحان، وقال: توفي في جمادى الآخرة، وله خمس
وثمانون سنة.
(26/529)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 530
محمد بن مزاحم بن إسحاق، أبو العباس الطائي المصري. روى عن: محمد بن زيان وغيره.
وعنه: يحيى بن الطحان، ذكره في تاريخه. المغيرة بن عمرو، أبو الحسن المكي. روى عن:
أبي سعيد المفضل الجندي، وغيره.) روى عنه: عبد الرحمن بن الحسن المكي الشافعي والد
أبي علي، وعمر بن الخضر الثمانيني، وابن باكويه. قرأت في الأربعين لمحمد بن مسدد:
كتب إليها أحمد بن عمر بن أحمد التاجر، عن أبي الحسن بن موهب، وهو آخر من روى عنه،
أنا أحمد بن عمر بن أنس العذري، أنا عمر بن الخضر، ثنا المغيرة بن عمرو، ثنا
الجندي، ثنا محمد بن منصور الجواد، ثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد عن ابن
عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من دخل مكة فتواضع لله وأثر رضاه على جميع
أموره، لم يخرج من الدنيا حتى يغفر له. هذا أظنه موضوع على الجندي. مات سنة اثنتين
وسبعين وثلاثمائة. منصور بن أحمد بن هارون الفقيه، أبو صادق النيسابوري الحنفي
المزكي، شيخ الحنفية وابن شيخهم بنيسابور. سمع: أبا العباس السراج، وأبا عمرو
الحيري، ومؤمل بن الحسن. ولم يحدث قط من زهده وورعه. توفي في جمادى الأولى. روى
عنه الحاكم أنه سمع ابن الشرفي يقول: ما رأيت في العلماء
(26/530)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 531
أهيب من محمد بن يحيى الذهلي رحمه الله تعالى. نصر بن أحمد بن محمد بن صاعد بن
كاتب البخاري. يرين عن جده، ومحمد بن محمد المردكي القزويني.
(26/531)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 532
(26/532)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 533
1 (وفيات سنة ثلاث سبعين وثلاثمائة)
أحمد بن الحسين بن عبد العزيز، أبو بكر العكبري المعدل. سمع: أبا خليفة، وابن
ذريح، وأبا الهيثم بن خليفة، ومحمد بن محمد الباغندي، وجماعة. وعنه: ابنه أبو نصر
محمد البقال، وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي. ووثقه الخطيب. أخبرنا إسماعيل بن
عبد الرحمن، أنبأ الحسين بن علي بن الحسن الأسدي، أنا جدي، أنا علي بن محمد
المصيصي، أنا أبو نصر محمد بن أحمد البقال بعكبرا، أنبا أبي، ثنا أبو خليفة، ثنا)
مسلم، ثنا أبو حمزة، ثنا أبو الزبير، عن جابر، أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع
بين الظهر والعصر.
(26/533)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 534
توفي هذا عن إحدى وتسعين سنة. أحمد بن الحسين بن علي، أبو حامد المروزي، المعروف
بابن الطبري، القاضي الحنفي. سمع: أبا العباس الدغولي، وجماعة من أصحاب علي بن
حجر، وسمع بنيسابور مكي بن عبدان، وأبا حامد بن الشرفي. قال الحاكم: أملى ببخارى
وأنا بها: وكان يرجع إلى معرفة بالحديث، تفقه ببغداد علي أبي الحسن الكرخي، وببلخ
على أبو القاسم الصفار. وكان كبير القدر، متألها عابداً صالحاً، عارفاً بمذهب أبي
حنيفة. ورخه الحاكم في هذه السنة، وسيأتي في سنة سبع وسبعين. وكان ثبتاً في
الحديث، بصيراً بالأثر له تاريخ مشهور. أحمد بن محمد الإمام، أبو العباس الديبلي
الشافعي الزاهد الخياط، نزيل مصر. ذكر أبو العباس الفسوي أنه كان جيد المعرفة
بالمذهب، يقتات من الخياطة، فكان يعمل القميص في جمعة بدرهم وثلث. وكان حسن العيش
واللباس، طاهر اللسان، سليم القلب، صواماً تالياً، كثير النظر في كتاب الربيع مع
كتاب الأم للشافعي. وكان مكاشفاً، ربما يخبر بأشياء فتوجد كما يقول. وكان مقبولاً
عند الموافق والمخالف، حتى كان أهل الملل يتبركون بدعائه. مرض فتوليت خدمته، فشهدت
أحوالاً سنية، وسمعته يقول: كلما ترى أعطيته ببركة القرآن والفقه. وقال لي: قيل
إنك تموت ليلة الأحد، وكذا كان. وما كان يصلي إلا في الجماعة، فكنت أصلي
(26/534)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 535
به فصليت به ليلة الأحد المغرب، فقال: تنح فإني أريد الجمع بالعشاء لا أدري إيش يكون
مني، فجمع وأوتر، ثم أخذ في السياق، وهو حاضر معنا إلى نصف الليل، فنمت ساعة وقمت،
فقال: أي وقت هو قلت: قرب الصبح. قال: حولني إلى القبلة وكان أبو سعد الماليني،
فحولناه إلى القبلة، فأخذ يقرأ قدر خمسين آية، ثم قبض ومات سنة ثلاث وسبعين، أحسبه
في رمضان. وكانت جنازته شيئاً عجيباً، ما بقي أحد بمصر من أهلها ومن المغاربة
أولياء السلطان إلا صلوا عليه. وذكره القضاعي، وأن قبره ومسجده مشهوران. قال:
وكانت له كرامات مشهورة.) أحمد بن محمد بن إبراهيم، أبو القاسم البجاني الأندلسي.
روى عن: أحمد بن خالد، ومحمد بن عمر بن لبابة. وحج سنة أربع عشرة، ولم يسمع. توفي
في رجب. أحمد بن نصر، أبو بكر الشذائي البصري المقريء، من كبار القراء. قرأ على:
أبي حفص عمر بن محمد بن نصر الكاغدي، والحسن بن علي بن بشار العلاف صاحبي الدوري،
وعلى أبي الحسن بن شنبوذ، وأبي بكر بن مجاهد، وأبي عبد الله إبراهيم بن عرفة
نفطويه، وأبي بكر محمد بن أحمد الداجوني، وأبي علي النقار، وأبي مزاحم الخاقاني،
وسعيد بن عبد الرحيم الضرير، وعبد الله بن الهيثم البلخي، وأحمد بن محمد بن
إسماعيل الأدمي، ومحمد بن موسى الزينبي، وجماعة. قرأ عليه بالروايات: محمد بن
الحسين الكارزيني، وغيره.
(26/535)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 536
توفي في هذه السنة. وطرقه في كتاب المنج لسبط الخياط. وقرأ عليه: أبو الفضل
الخزاعي، وأبو عمرو بن سعيد البصري، وعلي بن أحمد الجوردكي، وأبو الحسين علي بن
محمد الخياري ومحمد بن عمر بن زلال النهاوندي، وخلق. قال فارس بن أحمد: الكبراء من
أصحاب ابن مجاهد أربعة: أبو طاهر بن أبي هاشم، وأبو بكر بن أشتة، وأبو بكر الشذائي
بالبصرة ونسي الرابع. وقال أبوعمرو الداني: مشهور بالضبط والإتقان، عالم بالقراءة،
بصير بالعربية. رحمه الله. إبراهيم بن عبد الله بن إسحاق بن جعفر، أبو إسحاق
الأصبهاني، المعدل، المعروف بالقصار. سمع: الوليد بن أبان، والحسن بن محمد الداركي
بأصبهان، وعبد الله بن شيرويه، ومحمد بن إسحاق السراج، واستوطن نيسابور. روى عنه:
الحاكم، وأبو نعيم، وأحمد بن علي اليزدي. ولقب بالقصار لأنه كان يغسل الموتى تزهداً
ومتابعة للسنة. وعاش مائة وثلاث سنين، وإنما سمع وقد كبر. كف بصره قبل موته بست
سنين. أكثر عنه: أبو نعيم. بلكين بن زيري بن مناد الحميري الصنهاجي الأمير، أبو
الفتوح
(26/536)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 537
جد الأمير باديس، من وجوه) المغاربة. استخلفه المعز بن المنصور العبيدي على
إفريقية عند توجهه إلى الديار المصرية في سنة إحدى وستين وثلاثمائة، وسلم إليه
إقليم المغرب، فكان حسن السيرة، تام النظر في مصالح دولته ورعيته. ومات في ذي
الحجّة. وكانت له أربعمائة سرية، وذكر أن البشائر وفدت عليه في فرد يوم بولادة
سبعة عشر ولداً ذكراً. بويه مؤيد الدولة، أبو منصور بن ركن الدولة. كان وزيره هو
الصاحب إسماعيل بن عباد، فضبط مملكته وأحسن التدبير. وكان قد تزوج بنت عمه زبيدة
بنت معز الدولة، فأنفق في عرسه بها سبعمائة ألف دينار. توفي بجرجان في ثالث عشر شعبان،
من خوانيق أصابته، وله ثلاث وأربعون سنة. وكانت دولته سبع سنين. الحسن بن أحمد بن
علي بن أحمد الماذرائي المصري، من أعيان الأماثل.
(26/537)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 538
روى عن: عبد العزيز بن أحمد بن الفرج، وبكر بن أحمد الشعراني وجماعة. روى عنه:
الدارقطني، وصالح بن رشدين، وغيرهما. ألقى على العلم جملة وافرة، وجمع وصنف، وعاش
سبعين سنة. الحسن بن محمد بن داود، أبو محمد الثقفي الحراني المؤدب. روى عن: عبد
الله بن محمد الأطروشي، ويحيى بن علي الكندي. وعنه: تمام الرازي، وعبد الغني بن
سعيد، وأبو الحسن بن السمسار، وجماعة. توفي في رمضان. الحسين بن عبد الله القرشي،
أبو القاسم المصري. يروي عن: محمد بن محمد بن النفاح الباهلي، وغيره. الحسين بن
محمد بن حبش، أبو علي الدينوري المقريء. قرأ القرآن على: أبي عمران موسى بن جرير
الرقي، وغيره. قرأ عليه: محمد بن المظفر بن حرب الدينوري وأبو العلاء محمد بن علي
الواسطي، ومحمد) بن جعفر الخزاعي، ورحل إليه. وكان أيضاً عالي الإسناد في الحديث.
روى عن أبي عمران الرقي. روى عنه: أبو نصر أحمد بن الحسين الكسار جزءاً وقع لنا.
قال أبو عمرو الداني: أخذ القراءة عرضاً عن: موسى بن جرير وابن مجاهد، والعباس بن
الفضل، وإبراهيم بن حرب وجماعة.
(26/538)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 539
متقدم في علم القراءة، مشهور بالإتقان، ثقة مأمون. روى القراءة عنه: إسماعيل بن
محمد البرذعي، والحسين بن محمد السلماني. وسمعت فارس بن أحمد يقول: كان ابن حبش
المقريء الدينور، وكان يأخذ في مذاهب القراء كلهم، فالتكبير من والضحى إلى آخر
القرآن اتباعاً للآثار الواردة. حميد بن الحسن الوراق، دمشقي. روى عن: محمد بن
خزيم، ومحمود بن محمد الرافقي، وأحمد بن هشام بن عمار. وعنه: مكي بن الغمر، وتمام،
وعبد الغني بن سعيد، وغيرهم. سعيد بن سلام، أبو عثمان المغربي الصوفي العارف، نزيل
نيسابور. مولده بالقيروان، ولقي الشيوخ بمصر والشام، وجاور بمكة مدة، وكان لا يظهر
في الموسم. قال الحاكم: وأنا ممن خرج من مكة متحسراً على رؤيته، ثم خرج منها لمحنة
لحقته، وقدم نيسابور، واعتزل الناس أولاً، ثم كان يحضر الجامع، وسمعته يقول: وقد
سئل: الملائكة أفضل أم الأنبياء فقال: القرب القرب هم أقر إلى الحق وأطهر. صحب أبو
عثمان بالشام: أبا الخير الأقطع، ولقي أبا يعقوب النهرجوري.
(26/539)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 540
قال السلمي: كان أوحد المشايخ في طريقه، ولم ير مثله في علو الحال وصون الوقت،
امتحن بسبب زور نسب إليه حتى ضرب وشهر على جمل، وطافوا به، فحمله على مفارقة الحرم
والخروج منه إلى نيسابور. وقال الخطيب: كان من كبار المشايخ: له أحوال مذكورة
وكرامات مشهورة. قال غالب بن علي: دخلت عليه يوم موته، فقلت له: كيف تجد نفسك قال:
أجد مولى كريماً، إلا أن القدوم عليه شديد. قال السلمي: سمعته يقول: تدبرك في
الخلق تدبر عبرة، وتدبرك في نفسك تدبر موعظة،) وتدبرك في القرآن تدبر حقيقة
وكاشفة. قال الله تعالى: أفلا يتدبرون القرآن، جرأك به على تلاوة خطا به، ولولا
ذاك لكلت الألسن عن تلاوته. وقال: من أعطى نفسه الأماني قطعها بالتسويف والتواني.
وله كلام جليل من هذا النوع. وتوفي في هذه السنة. وقال السلمي: سمعته يقول: علوم
الدقائق علوم الشياطين. وأسلم الطرق من الاغترار لزوم الشريعة. العباس بن أحمد بن
محمد بن إسماعيل، أبو الطيب العباسي، المعروف بالشافعي.
(26/540)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 541
مصري، يروي عن محمد بن محمد الباهلي. وعنه: محمد بن الحسين الطفال، وغيره. حديثه
في مشيخة الرازي. عباس بن أحمد، أبو الفضل الأزدي الشاعر. شيخ الصوفية بالشام
وأسنهم. صحب مظفر القرميسيني، وجماعة. له معرفة وفتوة ظاهرة. عبد الله بن أحمد بن
إبراهيم بن شاذان، أبو جعفر الفارسي. روى عن: النعمان بن أحمد الواسطي أحد شيوخ
الطبراني، وقيل إنه روى عن: يعقوب بن سفيان الفسوي جزءاً، وهذا بعيد. روى عنه:
البرقاني والعتيقي. وقال الأزهري: كان ثقة، سمعت منه سنة ثلاث وسبعين في منزلنا.
عبد الله بن تمام بن أزهر الكندي، أبو محمد الفرضي. سمع: قاسم بن اصبغ، وجماعة،
وكان مؤدباً بالحساب. كتب عنه ابن الفرضي وغيره. عبد الله بن محمد بن عثمان بن
المختار المزني الحافظ، أبو محمد بن السقا الواسطي، محدث واسط.)
(26/541)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 542
سمع: أبا خليفة، وزكريا الساجي، وأبا يعلى الموصلي، وعبدان الأهوازي، وأبا عمران
موسى بن سهل الجوني، ومحمد بن الحسين بن مكرم، ومحمود بن محمد الواسطي، وأحمد بن
يحيى بن زهير التستري، وطبقتهم. روى عنه: الدارقطني، وأبو الفتح يوسف القواس، وأبو
العلاء محمد بن علي، وعلي بن أحمد بن داود الرزاز، وأبو نعيم الحافظ. قال أبو
العلاء الواسطي: سمعت ابن المظفر والدار قطني يقولان: لم نر مع ابن السقا كتاباً،
وإنما حدثنا حفظاً. وقال علي بن محمد بن الطيب الجلابي في تاريخ واسط هو من أئمة
الواسطيين الحفاظ المتقنين. قال: وتوفي في ثاني جمادى الآخرة سنة ثلاث وسبعين
وثلاثمائة. أخبرنا أحمد بن عبد الحميد، أنبأ عبد الله بن أحمد الفقيه سنة ثماني
عشرة وستمائة، أنا علي بن المبارك بن نغوبا، أنا أبو نعيم محمد بن إبراهيم
الجماري، أنا أحمد بن المظفر بن يزداد العطار، ثنا عبد الله بن محمد بن عثمان، ثنا
أبو خليفة، ثنا مسدد، ثنا أبو عوانة، عن زيد بن جبير، سألت ابن عمر قلت: من أين
يجوز لي أن أعتمر قال: فرضها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل المدينة ذا
الحليفة، ولأهل الشام الجحفة، ولأهل نجد قرن.
(26/542)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 543
وقد قال السلفي: سألت خميساً الحوزي عن ابن السقاء فقال: هو من مزينة مضر، ولم يكن
بسقاء بل هو لقب له، من وجوه الواسطيين، وذوي الثروة والحفظ، رحل به أبوه فسمعه من
أبي خليفة، وأبي يعلى، وابن زيدان، والمفضل من محمد الجندي وجماعة. وبارك الله في
سنه وعلمه، واتفق أنه أملى حديث الطائر فلم تحتمله أنفسهم، فوثبوا به وأقاموه،
وغسلوا موضعه، فمضى ولزم بيته، فكان لا يحدث أحداً من الوسطيين، فلهذا قل حديثه عندهم.
وتوفي سنة إحدى وسبعين حدثني بكل ذلك شيخنا أبو الحسن المغازلي. عبد الرحمن بن
محمد بن أبي الليث، أبو سعيد التميمي. فقيه أهل قزوين ومقرئها. كان كبير القدر.
سمع الحسن بن علي الطوسي، وعبد الرحمن بن أبي حاتم. أدركه أبو يعلى وذكره في
الإرشاد له. عبد الله بن..... أبو الفرج الأنباري.) روى عن: محمد بن محمد
الباغندي، والبغوي، وجماعة. وعنه: محمد بن طلحة النعالي، وجماعة. عبيد الله بن
سعيد بن عبد الله القاضي، أبو الحسن البروجردي. سمع: محمد بن محمد الباغندي،
وجماعة. قال الخطيب: كان صدوقاً، حدث في هذا العام.
(26/543)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 544
روى عنه: عبد العزيز الأزجي، وعبد الملك بن عمر، ومحمد بن عيسى الهمذاني. عثمان بن
سعيد بن البشر بن غالب، أبو الأصبغ اللخمي الأندلسي الشذوني. سمع: عبد الله بن أبي
الوليد، ومحمد بن عمر بن لبابة، وأحمد بن خالد بن الحباب. وكان صالحاً فاضلاً. علي
بن أحمد بن حمدويه التكلي، مصري. يروي عن ابن زبان. علي بن إبراهيم بن موسى، أبو
الحسن السكوني الموصلي. حدث ببغداد عن: أبي يعلى، وعبد الله بن أبي سفيان، وأحمد
بن الحسين الجرادي، المواصلة. وعنه: أبو القاسم الأزجي، وأحمد بن محمد العتيقي،
وانتقى عليه ابن المظفر الحافظ. علي بن محمد بن أحمد بن كيسان، أبو الحسن الحربي.
الراوي عن: يوسف القاضي جزءي التسبيح والزكاة ليس إلا. روى عنه: أبو بكر البرقاني،
والحسين بن جعفر السلماسي، وعلي بن المحسن التنوخي، والحسن بن علي الجوهري، وهو
آخر من حدث عنه.
(26/544)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 545
قال الخطيب: قال لنا التنوخي: أرانا ابن كيسان بخط أبيه: ولد علي ومحمد ابنا محمد
في بطن واحد في ليلة الجمعة سنة اثنتين وثمانين ومائتين. وقال البرقاني: كان ابن
كيسان لا يحسن يحدث، سألته أن يقرأ علي شيئاً من حديثه، فأخذ كتابه ولم يدر ما
يقول: فقلت: سبحان الله، حدثكم يوسف القاضي، فقال: سبحان الله حدثكم يوسف القاضي،
قال: إلا أن سماعه كان صحيحاً. سمع من أخيه. قال الجوهري: سمعت منه في سنة ثلاث
وسبعين. ولم يؤرخ الخطيب وفاته، وكان أبوه من كبار النحاة.) مات سنة تسع وتسعين
ومائتين، وهذا صبي، فطلع لا يعرف شيئاً. عمر بن محمد بن علي بن أحمد بن سليمان،
أبو بكر بن سليمان المصري. سمع من: جده علان، وأبي عبد الرحمن النسائي. الفضل بن
جعفر بن محمد بن أبي عاصم التميمي الدمشقي المؤذن الطرائفي، أبو القاسم. كان عبداً
صالحاً. سمع نسخة أبي مهر بن عبد الرحمن بن القاسم الرواس، وسمع من: جماهر بن
محمد، وإبراهيم بن دحيم، وإسحاق بن محمد الخزاعي، وأبي شيبة داود بن إبراهيم،
وسعيد بن هاشم الطبراني، وعبد الله بن أحمد بن الحواري، وجماعة كبيرة. روى عنه:
تمام، والحافظ عبد الغني بن سعيد ومكي بن الغمر ومحمد بن عوف المزني، وأحمد بن
الحسن الطيان، وصالح بن أحمد بن
(26/545)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 546
المنايجي، وأبو أسامة محمد بن أحمد الهروي، وأبو علي الحسن بن شواش، ومحمد بن يحيى
بن سلوان، وخلق سواهم. وكان أسند من بقي. قال أبو محمد الكتاني: كان ثقة نبيلاً،
ثنا عنه عدة. قيس بن طلحة بن مازن الفارسي الكاتب. سمع بشيراز من: محمد بن جعفر
صاحب أبي كريب. وروى عنه الحاكم في تاريخه. محمد بن أحمد بن محمد بن عبيد بن
الوشاء، أبو عبد الله المصري الفقيه المالكي. أخذ عن: أبي شعبان، والطبري. أخذ
عنه: أبو محمد الشنتجاني، وأبو عمران الفاسي، وأبو محمد بن غالب السبتي. ورحل
الناس إليه، وكان شديد المباينة لنبي عبيد أصحاب مصر. محمد بن أحمد بن إبراهيم بن
أبي بردة البغدادي الفقيه، أبو الطيب الشافعي. سمع: أبو القاسم البغوي، وأبا بكر
بن أبي داود، وابن مجاهد، وتفقه على أبي سعيد الأصطخري، وأبي إسحاق المروزي. قال
ابن الفرضي: قال لي إنه حج سنة أربع وعشرين، قال: وقدمت مصر فلقيت بها أصحاب
المزني، والربيع، و المرادي، ولقد صغروا في عيني، لما كنت أعرفه من رجال بغداد.
قدم أبو الطيب قرطبة فأكرمه المستنصر بالله ورزقه، وكان من أعلم الناس بمذهب
الشافعي،) ولم يقدم علينا مثله، ولم تكن له كتب، ذهبت مع ماله، وكان ينسب إلى
الإعتزال، وبلغ ذلك السلطان فأخرجه من البلد في
(26/546)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 547
رجب سنة ثلاث وسبعين، وتوفي بتاهرت في ذلك العام. وكان مولده في حدود الثمانمائة.
محمد بن أحمد بن جعفر، أبو بكر الآزدي المؤدب الهروي. توفي بها. سمع من ابن خزيمة،
وطبقته. وعنه: الحاكم. وكان مجاهداً متعبداً خيراً. محمد بن أحمد بن إبراهيم
البلخي، أبو عبد الله. ولد بمكة، وقرأ على: محمد بن هارون صاحب اليزني، وسمع
العقيلي، والديبلي. قرأ عليه: عبد الباقي بن الحسن، وكان حياً في هذا العام. محمد
بن أحمد بن محمد بن أحمد، من ذرية أبي حفص البخاري الكبير، أبو عبد الله رئيس
المطوعة ببخارى. سمع: أباه وجماعة ومات ببخارى في ربيع الأول. استملى عليه الحاكم.
محمد بن أحمد، أبو عبد الله الإلبيري بن التراس الزاهد. روى عن محمد بن فطيس،
وغيره. محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن معاوية، أبو عبد الله القرشي القرطبي
اللغوي المعروف بالمصنوع، تلميذ أبي علي القالي. سمع: من علي بن قاسم بن أصبغ
وجماعة. وكان موصوفاً بالضبط وحسن النقل.
(26/547)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 548
محمد بن الحسن بن سليمان بن النضر الهروي السمسار. توفي في ذي الحجّة. محمد بن
الحسن، أبو سعيد الملقاباذي. سمع ابن خزيمة، والسراج، وجماعة. وعنه الحاكم.) محمد
بن حيويه بن المؤمل بن أبي روضة، أبو بكر الكرجي النحوي، نزيل همذان. روى عن أسيد
بن عاصم بن الأصبهاني، وإبراهيم بن نصر الرازي، وإسحاق بن إبراهيم الدبري،
وإبراهيم بن ديزيل، ومحمد بن المغيرة السكري، ومحمد بن صالح بن علي الأشج، وأبي
مسلم الكجي، وجماعة من الكبار الذين انقرض أصحابهم من قبل الخمسين وثلاثمائة. روى
عنه: أبو بكر البرقاني، وأبو نصر محمد بن يحيى بن بندار، وأبو طاهر بن سلمة، وعمر
بن معروف الهمذانيون، وأبو عبد الله الحسين بن محمد الفلاكي. سأله الصيقلي عن سنه
فذكر أن له مائة واثنتي عشرة سنة. وقال الخطيب: كان غير موثوق عندهم، وورخ وفاته
شيرويه في طبقات الهمذانيين.
(26/548)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 549
محمد بن محمد بن شاذة. أحد أئمة الشافعية. محمد بن عبد الرحيم، أبو عثمان
الأصبهاني الزاهد العارف، أحد أئمة الصوفية. صحب الشبلي، وسكن بخارى مدة. محمد بن
محمد بن يوسف بن مكي أبو أحمد الجرجاني. حدث بصحيح البخاري عن الفربري ببغداد
وغيرها، وروى عن أبي القاسم البغوي، وابن أبي داود، ومحمد بن إسماعيل المروزي صاحب
علي ابن حجر، وتنقل في النواحي. وروى عنه: أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي، وأبو
محمد عبد الله ابن إبراهيم الأصيلي المغربي، وأبو نعيم الأصبهاني، وأبو بكر بن أبي
علي الذكواني، وأبو الحسن محمد بن علي بن صخر، وإسماعيل بن أحمد بن محمد بن بكران
الأهوازي شيخ الخلعي. وقال أبو نعيم: تكلموا فيه وضعفوه، وسمعت منه البخاري. وقال
محمد بن الحسين الأهوازي: أنشدنا أبو أحمد محمد بن محمد ابن مكي الجرجاني القاضي
لنفسه:
(إذا المرء يحسن مع الناس عشرة .......... وكان بجهل منه بالمال معجباً)
(ولم تره يقض الحقوق فإنه .......... حقيق بأن يقلى وأن يتجنيا)
توفي في سنة ثلاث أو أربع وسبعين وثلاثمائة. قاله علي بن محمد بن عبد الله الجرجاني
في تاريخها. محمد بن مهدي بن أحمد بن عبد الرحيم، أبو بكر الأيادي الهروي.) توفي
في جمادى الأولى. محمد بن يونس بن أحمد المصري النقاش.
(26/549)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 550
يروي عن: بنان الجمال. هارون بن عيسى بن المطلب، أبو موسى الهاشمي. سمع: البغوي،
وابن أبي داود. وعنه: بشري الفاتني الأرجي، ومحمد بن بكير بن عمر. يلتكين التركي
مولى هفتكين. هذا هفتكين أمير دمشق لوزير مصر يعقوب بن كلس. وعظم قدره إلى أن جرد
إلى الشام في جيش، وولي إمرة دمشق لبني عبيد في آخر سنة اثنتين وسبعين. وكان مدبر جيشه
منشا اليهودي. وكانت دمشق إذ ذاك مفتتنة بقسام المتغلب عليها، وبها جيش بن صمصام
بعد موت عمه أبي محمود الكتامي، فلم يزل بلتكين يقاتل أهل البلد ويقاتلونه، حتى
تفرق عن قسام جموعه وضعف أمره واختفى، وتسلم يلتكين البلد، ثم جاءه المرسوم بتسليم
البلد إلى بكجور أمير حمص، وأن يرجع لاحتياج الوقت، وذلك في سنة ثلاث وسبعين.
(26/550)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 551
1 (وفيات سنة أربع سبعين وثلاثمائة)
أحمد بن جعفر بن أحمد بن مدرك، أبو عمرو الجرجاني بن الكوسج الفقيه الحنفي. سمع:
عمران بن موسى بن مجاشع، وأحمد بن محمد بن عبد الكريم الوزان. روى عنه: حمزة
السهمي وغيره. توفي في هذه السنة ظناً من علي بن محمد المؤرخ. أحمد بن محمد بن
أحمد بن إبراهيم الأصبهاني العسال، أبو جعفر المعدل. يروي عن: عبد الله بن محمد بن
عبد الكريم الرازي، ومحمد بن حمزة بن عمارة. وعنه: أبو نعيم، وأبو بكر بن أبي علي
المعدل. توفي بأصبهان.
(26/551)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 552
أحمد بن محمد بن هارون الأسواني، أبو جعفر المالكي، الفقيه. توفي في ربيع الأول
سنة سبع وسبعين. أحمد بن محمد بن الحباب بن بشار، أبو الحسن البزاز الهروي.) روى
عن أبي بكر بن أبي داود. أحمد بن محمد بن عبد الله بن حامد الصائغ. سمع: السراج،
وابن خزيمة، والبغوي، وطبقتهم. وحدث ببخارى، ومات بها. روى عنه الحاكم وغيره. أحمد
بن محمد بن أبي بكر الطرسوسي، شيخ الحرم. ورع زاهد كبير الشأن. صحب إبراهيم بن شيبان،
وإليه ينتمي. ورخه أبو عبد الرحمن السلمي. إبراهيم بن أحمد بن جعفر بن موسى، أبو
إسحاق البغدادي الخرقي المقريء. سمع من: جعفر بن محمد الفريابي، والهيثم بن خلف
الدوري، وأبي معشر الدارمي. وعنه: أبو القاسم التنوخي، والحسن بن محمد علي
الجوهري. قال الخطيب: كان ثقة صالحاً. قلت: وقرأ على علي بن سليم صاحب الدوري،
وتصدر فأخذ عنه أبو العلاء الواسطي، ومحمد بن الحسين الكارزيني، و علي بن طلحة.
إبراهيم بن لقمان، أبو إسحاق النسفي.
(26/552)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 553
ثقه يروي عن: محمد بن عقيل البلخي. وعنه: جعفر بن محمد المستغفري ووثقه. قال:
وتوفي في شعبان. إسحاق بن سعد بن الحسن بن سفيان بن عامر الشيباني الفسوي، أبو
يعقوب. سمع من: جده، وعبد الله بن محمد بن سيار الفرهاداني، وعبد الله بن شيرويه
النيسابوري، ومحمد بن المجدر، ومحمد بن محمد الباغندي، وعبد الله بن محمد البغوي.
وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وعبد الوهاب بن برهان الغزال، وأحمد بن محمد العتيقي،
وإبراهيم بن عمر البرمكي، وأبو القاسم التنوخي، وقال: هو ثقة. توفي بنسا، وكان
مولده سنة ثلاث وتسعين ومائتين، وحدث ببغداد. أيوب بن عبد المؤمن بن يزيد، أبو
القاسم بن أبي سعد الطرطوشي. سمع محمد بن عبد الملك بن ايمن، وقاسم بن أصبغ، وحج
فسمع أبا سعيد بن الأعرابي.) وكان فقيهاً شروطياً عاش خمساً وستين سنة. تميم بن
المعز بن المنصور بن المهدي العبيدي، أبو علي، وإلى
(26/553)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 554
والده تنسب القاهرة المعزبة. كان تميم أميراً شاعراً ظريفاً لطيفاً، وهو أخو
العزيز ومن شعره:
(أما والذي لا يملك الأمر غيره .......... ومن هو بالسر المكتم أعلم)
(لئن كان كتماني المصيبة مؤلماً .......... لإعلانها عندي أشد وآلم)
(وبي كلما تبكي العيون أقله .......... وإن كنت منه دائماً أتبسم)
وله:
(ما بان عذري فيه حتى عذرا .......... ومشى الدجى في خده فتحيرا)
(همت بقبلته عقارب صدغه .......... فاستل ناظره عليها خنجرا)
(والله لولا أن يقال تغيرا .......... وصبا وإن كان التصابي أجدرا)
(لأعدت تفاح الخدود بنفسجاً .......... لثماً وكافور الترائب عنبرا)
جعفر بن محمد بن مكي، أبو العباس البخاري. يروي عن: محمد بن المنذر شكر، ومحمد بن
يوسف الفربري. روى عنه: محمد بن أحمد غنجار، وأبو بكر عبد الله بن أحمد القفال
المروزي، وعبد الله بن أحمد المنذوراني. ومات في رمضان. حباشة بن حسن، أبو محمد
اليحصبي القيرواني. سمع من: زياد بن عبد الرحمن بن زياد، وإبراهيم بن عبد الله
الزبيدي، وسمع بالأندلس من محمد بن معاوية القرشي. وحج ورابط بثغور الأندلس، وجاهد
وتعبد، وكان فقيهاً عالماً. توفي في جمادى الآخرة.
(26/554)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 555
الحسين بن محمد بن الحسين، أبو يغلى القرشي الزبيري النيسابوري. سمع السراج، وابن
خزيمة، وطبقتهما. وعنه: الحاكم، وغيره.) الحسن بن حجاج بن غالب، أبو علي الطبراني
الزيات، نزيل أنطاكية. رحل وسمع من: أبي عبد الرحمن النسائي، وأبي طاهر بن فيل
البالسي، وجماعة. روى عنه: عبد الرحمن بن عمر بن نصر، وتمام الرازي، وقال: قدم
علينا سنة أربع وسبعين، وكأن هذا غلط وتصحيف، ولعله سنة أربع وأربعين. خلف بن محمد
بن خلف، أبو القاسم الخولاني القرطبي المكتب. سمع: أسلم بن عبد العزيز، وأحمد بن
خالد، وجماعة، وحج فسمع: أبا سعيد بن الأعرابي، وبالإسكندرية من ابن أبي مطر
الإسكندراني، وبالقيروان محمد بن محمد بن اللباد. وكان مؤدباً عسراً في التسميع،
صعب الأخلاق. روى عنه ابن الفرضي، وتوفي في ربيع الأول. الخضر بن أحمد بن الخضر
القزويني الحافظ. سمع: محمد بن يونس بن هارون، والحسن بن علي القرطبي، وعبد الرحمن
بن أبي حاتم، وخلقاً.
(26/555)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 556
وعنه الجليلي، وقال: كتبت بيدي في ستة آلاف جزء. شبل بن محمد بن حسين، أبو القاسم
البغدادي المؤدب، نزيل مصر. سمع: أبا يعقوب إسحاق المنجنيقي، وعشا اثنتين وسبعين
سنة. عبد الله بن أحمد بن ماهبرذ الأصبهاني، المعروف بالظريف. نزل بغداد، وحدث عن
محمد بن محمد الباغندي، وأبو القاسم البغوي، وجماعة. روى عنه: البرقاني، وعلي بن
المحسن التنوخي. قال البرقاني: صدوق، وكان معمراً. قال: صمت ثمانية وثمانين
رمضاناً، وسمعت بالبصرة من أبي خليفة، وضاع سماعي منه. عبد الله بن أحمد بن عبد
الله التمار، البغدادي يعرف ببرغوث. روى عن: أبو القاسم البغوي، وغيره. وعنه: أبو
محمد الخلال، وأبو القاسم التنوخي، وغيرهما. حدث في هذة السنة. عبد الله بن محمد
بن مندويه بن حجاج الأصبهاني، أبو محمد الشروطي.) سمع: إبراهيم بن محمد بن متويه،
وعبد الله بن محمد بن عمران، وجماعة ببلد الري. وكان كثير الحديث، ثقة فهماً. توفي
في شوال.
(26/556)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 557
وروى عنه: أبو نعيم. عبد الله بن محمد بن عبد الله بن زر، بفتح الزاي، الحواري
نزيل بخارى. روى الكثير عن: آدم بن موسى، وأحمد بن جعفر بن نصر الجمال. وعنه: محمد
بن أحمد غنجار، وجعفر بن محمد السفري، وغيرهما. توفي في صفر ببخارى. عبد الله بن
محمد بن فضلويه الصوفي المعلم، من بقايا شيوخ نيسابور. صحب: أبا علي محمد بن عبد
الوهاب الثقفي، وعبد الله بن مبارك. عبد الله بن موسى بن إسحاق الهاشمي البغدادي،
أبو العباس. سمع: حامد بن شعيب، ومحمد بن جرير الطبري، والحسن بن الطيب البلخي،
وخلقاً سواهم. وعنه: أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، وأبو محمد الخلال، وأبو
القاسم التنوخي، والحسن بن علي الجوهري. وثقه العتيقي وغيره. وقال ابن أبي
الفوارس: فيه تساهل. عبد الله بن موسى بن كريد أبو الحسن السلامي. حدث: عن: يحيى
بن صاعد، وغيره بخراسان وسمرقند. وفي حديثه مناكير وعجائب. وكتب عمن دب ودرج. وكان
أديباً شاعراً:
(26/557)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 558
ورخ موته الإدريسي وغنجار. فقال الخطيب: هو عبد الله بن موسى بن الحسن، وقيل
الحسين بن إبراهيم بن كريد السلامي. قال غنجار: روى عن: محمد بن هارون الحضرمي،
ونفطويه النحوي، ومحمد بن مخلد. قال الخطيب: حدث في روايا غرائب ومناكير وعجائب.
قال الحاكم: كان من الرحالة في طلب الحديث. توفي في سنة ست وستين وثلاثمائة. قلت:
الصواب ما رواه إلى الساعة.) قال الإدريسي، كان أبو الحسن السلامي أديباً شاعراً،
جيد الشعر، أمير الحفظ للحكايات والوارد. صنف كتباً كثيرة في التواريخ والنوادر،
وقدم علينا سمرقند وأقام ببخارى، إلى أن مات. صحيح السماع. عبد الرحمن بن أحمد بن
جعفر القاضي، أبو القاسم الأصبهاني. محمد بن حمدون بن خالد النيسابوري، وعلي بن
عبدان. وعنه: أبو نعيم وغيره. عبد الرحمن بن محمد بن حسكا، أبو سعيد الحاكم
الحنفي. سكن نيسابور مدة، ثم دخل بخارى وولي قضاء الترمذ، ولم يكن في أصحاب الرأي
أسند منه. سمع: أبا يعلى بالموصل، وحامد بن شعيب. ومحمد بن صالح بن ذريح ببغداد.
(26/558)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 559
وتوفي في شعبان، وله اثنتان وتسعون سنة. روى عنه الحاكم. عبد الرحمن بن محمد بن
إسماعيل بن نباته، الخطيب المشهور، أبو يحيى، صاحب ديوان الخطب. كان من أهل
ميافارقين، وولي خطابة حلب لسيف الدولة، وبها اجتمع بالمتنبي. وكان خطيباً بليغاً
مفوهاً بديع المعاني رائق الخطب، رزق السعادة في خطبه، وكان رجلاً صالحاً، رأى النبي
صلى الله عليه وسلم، فاستيقظ وعلى وجهه نور لم يكن قبل ذلك، وعاش بعد ذلك ثمانية
عشر يوماً، وذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تفل في فيه، فبقي تلك الأيام لا
يستطعم فيها طعاماً، ولا يشرب شراباً من أجل تلك التفلة. وذكر ابن الأزرق مولده في
سنة خمس وثلاثين، وأنه توفي سنة أربع وسبعين. قلت: فعمره تسع وثلاثون سنة، وتوفي
بميافارقين، وفي ولايته خطابة حلب أيام سيف الدولة نظر، وقد غلطوا في مولده، نعم
غلطوا في مولده، فإنه ابتدأ سالف خطبه في سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة، وهو خطيب.
عبد العزيز بن إسماعيل، أبو القاسم الصيدلاني المصري الشافعي. روى عن الأشعث محمد
بن محمد الكوفي.
(26/559)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 560
عبد الغني بن محمد بن موسى بن محمد المصري البزاز.) يروي عن الجندي. عبد الله بن
محمد بن أحمد بن معدان، أبو الحسين الأصبهاني العصفري. توفي في ذي القعدة. علي بن
محمد بن الفتح بن أبي الغصب، الشاعر البغدادي البلخي، أبو الحسن، مولى المتوكل على
الله. روى عن: أحمد بن أبي عوف البزوري، ومحمد بن محمد الباغندي. وعنه: أبو القاسم
التنوخي، وأبو محمد الحسن بن علي الجوهري. وثقه الخطيب. حدث في هذا العام ولم تحفظ
وفاته. علي بن النعمان بن محمد بن منصور المصري ثم البصري، قاضي ديار مصر. ولي
القضاة بعد أبيه، واستناب أخاه محمداً، وكان متفنناً في عدة علوم، شاعراً مجوداً
يكنى أبا الحسن. ومن شعره:
(ولي صديق ما مسني عدم .......... مذ وقعت عينه على عدمي)
(أغني وأقني وما يكلفني .......... تقبيل كف له ولا قدم)
(قام بأمر لما قعدت به .......... ونمت عن حاجتي ولم ينم)
(26/560)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 561
توفي في رجب، وهو كهل. وقال ابن زولاق: ولي القضاء سنة ست وستين، وكانت أيامه تسع
سنين وخمسة أشهر، ومولده في سنة تسع وعشرين وثلاثمائة. ولي بعد القاضي أبي الطاهر
الذهلي، وقد روى عن أبيه تصانيفه. عمر بن جعفر المصري الخياش، أبو جعفر. روى عن:
محمد بن الباهلي. عمر بن محمد بن عبد الصمد، أبو محمد البغدادي المقريء، أحد
الصالحين. سمع البغوي، والحسين بن عون. وعنه: عبد العزيز الأزجي، وابن بكير،
والجوهري، وغيرهم. عمر بن محمد بن سيف، أبو القاسم الكاتب، بغدادي.) نزل البصرة،
وحدث عن: الحسن الطيب البلخي، وحامد بن شعيب البلخي، ومحمد بن محمد الباغندي، وابن
أبي داود. وعنه: محمد بن عبد العزيز بن رزمة، وجماعة من أهل البصرة، وأبو الحسن بن
صخر. عيسى بن محمد بن إبراهيم، أبو حيويه، أبو الأصبغ الكناني القرطبي. سمع: محمد
بن عبد الملك بن أيمن، وغيره. ولم يكن أهلاً أن يؤخذ عنه، لمداخلته أهل الدنيا.
وكان أديباً شاعراً.
(26/561)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 562
الفضل بن سهل الأصبهاني الواعظ. روى عن: الحسن الوراك، وعبد الله بن أخي أبي زرعة.
وعنه: أبو نعيم، والقاسم بن علي بن معاوية بن الوليد، وأبو محمد البصري. توفي في
ربيع الآخر. محمد بن أحمد بن بالويه، أبو علي النيسابوري المعدل. سمع: عبد الله بن
شيرويه بنيسابور، أبو القاسم البغوي وطبقته ببغداد. حدث عنه الحاكم أبو عبد الله
وقال: هو من أجلاء الشهود. توفي في سلخ شوال، وله أربع وتسعون، وكان يذكر مجالس
محمد بن إبراهيم التنوخي، وهو والد عبد الرحمن. أما محمد بن أحمد بن بالويه
النيسابوري الذي يروي عنه الكديمي فقديم. توفي سنة أربعين وثلاثمائة. محمد بن أحمد
بن عمران، أبو بكر الجشمي البغدادي المطرز. سمع: محمد بن منصور الشيعي، وإسماعيل
الوراق، وأبا الدحداح الدمشقي. وعنه: أبو القاسم عبيد الأزهري، وعلي بن المحسن
التنوخي. حدث في هذه السنة، ولم تحفظ وفاته.
(26/562)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 563
محمد بن أحمد بن محمد بن عبدان، أبو الفرج الأسدي الصفار. بغدادي. سمع من محمد بن
محمد الباغندي، وأبا بكر بن أبي داود. وعنه: أبو القاسم التنوخي، ووثقه العتيقي.)
محمد بن أحمد بن يحيى، أبو علي البغدادي العطشي البزاز. سمع أبا علي بالموصل،
وجعفر بن محمد الفريابي، والباغندي، ومحمد بن صالح بن ذريح. وعنه: محمد بن عبد
الواحد أبو رزمه، و الحسن بن محمد الخلال، والحسن بن علي الجوهري. ووثقه الخطيب.
محمد بن جعفر بن سليمان البغدادي، أبو الفرج صاحب المصلى. سمع: من الهيثم بن خالد،
وعبد الله بن إسحاق المدائني، وأبي الحسن بن الطيب، وأبي عروبة الحراني، ومكحول
البيروتي، وأحمد بن عمير بن جوصا. وعنه: أبو الحسن بن الطيب علي بن أحمد النعيمي،
وأبو القاسم التنوخي أحادث على ضعف حاله جداً. ضعفه حمزة السهمي. ومولده سنة ست
وتسعين ومائتين، ومات بالبصرة.
(26/563)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 564
محمد بن الحسن بن محمد بن بردخرشاذ، أبو عبد الله الرازي السروي. حدث ببغداد عن
أبي نغيم عبد الملك بن عدي، وابن أبي حاتم. وعنه: ابن رزقويه، وأبو بكر البرقاني،
والحسن بن محمد الخلال، ووثقه البرقاني. توفي في ذي القعدة. محمد بن الحسين بن
أحمد بن عبد الله بن بريدة الأزدي، أبو الفتح الموصلي الحافظ، نزيل بغداد. حدث عن:
أبي يعلى، ومحمد بن جرير الطبري، وأحمد بن الحسن الصوفي، ومحمد بن محمد الباغندي،
وأبي عروبة الحراني، والهيثم بن خلف الدوري. وعنه: إبراهيم بن عمر البرمكي، وأبو
نعيم، وأحمد بن الفتح بن فرحان، وطائفة سواهم. قال الخطيب: كان حافظاً، صنف في
علوم الحديث، وسألت البرقاني عنه فضعفه، وحدثني أبو النجيب عبد الغفار الأموي قال:
رأيت أهل الموصل يوهنونه ولا يعدونه شيئاً.
(26/564)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 565
محمد بن سليمان بن يوسف بن يعقوب، أبو بكر الربعي الدمشقي البندار. سمع أحمد بن
عامر بن المعمر، وجماهر بن محمد، وجعفر بن أحمد بن عاصم، وحاجب بن أركين، ومحمد بن
الفيض، ومحمد بن تمام البهراني، وخلقاً من الشاميين.) روى عنه: تمام الرازي، وأبو
سعد الماليني، والمسدد بن علي الأملوكي، والحافظ عبد الغني، ومحمد بن عبد السلام
بن سعدان. قال عبد العزيز الكتاني: ثنا عنه جماعة، وكان ثقة. توفي في ذي الحجّة.
قلت: أنبا بحر من حديث ابن الفراء وغيره، أنا ابن أبي لقمة، أنا الخضر بن عبدان،
أنا أبو القاسم المصيصي، أنا ابن سعدان عنه. محمد بن عبد الله بن أبي شيبة، أبو
القاسم الإشبيلي الفقيه. يروي عن عمه علي بن أبي شيبة. وتوفي في أحد الربيعين.
محمد بن محمد بن فتح بن نصر، أبو عبد الأندلسي الأستجي. روى عن: قاسم بن أصبغ،
وأحمد بن عبادة، ومحمد بن عبد الله بن أبي دليم. قال ابن الفرضي: كان حافظاً
للفقه، ثقة صالحاً، لقيته بأستجة، وكتبت عنه.
(26/565)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 566
محمد بن هشام، أبو عبد الله الإشبيلي. سمع بقرطبة من: عمر بن حفص بن غالب، وأبان
بن محمد، وأحمد بن خالد، وجماعة. وكان فهماً حافظاً للرأي والشروط. أخذ عنه ابن
الفرضي، وتوفي في شوال. محمد بن وازع بن محمد القرطبي الضرير. حج وأدرك بالبصرة
إبراهيم بن علي الهجيمي فأخذ عنه، وعن القاضي أبي بكر الأبهري. روى عنه: عبد الله
بن الفرضي. هارون بن بنج بن عثمان، أبو موسى الخولاني الأندلسي الأستجي. روى عن:
أحمد بن خالد، ومحمد بن عبد الملك بن أيمن، وقاسم بن أصبغ، وأحمد بن زياد، وجماعة.
وكان معتنياً بالآثار، مشاركاً في الفقه، ثقة صالحاً. قاله ابن الفرضي وحدث عنه.
توفي في جمادى الأولى.)
(26/566)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 567
1 (وفيات سنة خمس وسبعين وثلاثمائة)
أحمد بن الحسين بن علي بن إبراهيم بن الحكم، أبو زرعة الرازي الحافظ الصغير. سمع
الحسين بن إسماعيل المحاملي، ومحمد بن مخلد ببغداد، وأبا حامد بن بلال، وأبا
العباس الأصم بنيسابور، وابن أبي حاتم بالري، وعلي بن أحمد الفارسي ببلخ، وأبا
الفوارس الصابوني بمصر، وأبا الحسين الرزاي والد تمام بدمشق. وعنه: تمام الرازي،
والحسين بن محمد الفلاقي، والحافظ عبد الغني بن سعيد، وحمزة بن يوسف، وأبو الفضل
محمد بن الجارودي، وأبو زرعة روح بن محمد، وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي، وأبو
القاسم علي بن المحسن التنوخي، وآخرون. وأقدم شيخ له عبد الرحمن بن أبي حاتم. وقال
الخطيب: كان حافظاً متقناً ثقة، جمع الأبواب والتراجم. وقال ابن المحسن: سألته عن
مولده فقال: خرجت أول مرة إلى العراق سنة أربع وعشرين وثلاثمائة، ولي أربع عشرة
سنة.
(26/567)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 568
توفي بطريق مكة سنة خمس وسبعين. وقد سأله حمزة عن الرجال، وله مصنفات كثيرة يروي
فيها المناكير كغيره. فأما أبو زرعة محمد بن يوسف الكشي فسيأتي سنة تسع، حافظاً.
أحمد بن سعيد بن أحمد بن محمد بن معدان، أبو العباس الأزدي الفقيه. سمع: عبد الله
بن محمود السعدي، ومحمد بن محمد الباغندي ومحمد بن إسحاق بن خزيمة. وعنه: أبو غانم
الكراعي المرادي. توفي في رمضان، وهو مروزي. أحمد بن عبد الله الهمذاني الوراق
المعروف بالأشقر. روى عن: محمد بن إبراهيم بن زياد الطيالسي، ومحمد بن صالح
الطبري. وعنه: محمد بن عيسى، وابن روزية الحمدانيان. أحمد بن محمد بن جعفر بن نوح،
أبو الحسن النيسابوري البحيري. سمع: أحمد بن إبراهيم بن أحمد، وأبا العباس السراج،
وأبا بكر بن خزيمة، وببغداد محمد بن محمد الباغندي وطبقته، وعقد المجلس، واشتمل
(26/568)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 569
عليه أبو عبد الله الحاكم.) وروى عنه: هو، وسبطه أبو عثمان سعيد بن محمد، وعمر بن
أحمد بن مسرور، وجماعة. وقع لنا حديثه بعلو من رواية الكنجروذي عنه، أخبرنا أحمد
بن هبة، أخبرنا أبو روح زاهر، أنا أبو سعد، أنا أبو الحسين البحيري، ثنا محمد بن
إسحاق بن خزيمة، ثنا علي بن معبد، ثنا زيد بن يحيى الدمشقي، ثنا مالك بن رافع، عن
سالم، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الذي يجر ثوبه من الخيلاء لا
ينظر الله إليه يوم القيامة. غريب جداً، رواه هكذا النسائي في حديث مالك له، عن
زكريا بن يحيى، عن علي بن معبد، فوقع لنا عالياً جداً. أحمد بن محمد بن إبراهيم،
أبو حامد الزوزني النيسابوري الكاتب. سمع: أبا قريش محمد بن جمعة. ومات بالزوزن.
روى عنه: الحاكم. أحمد بن محمد بن فارس، أبو بكر البزاز.
(26/569)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 570
سمع: عبد الله بن إسحاق المدائني، ومحمد بن محمد الباغندي. وكان صدوقاً. روى عنه:
أبو محمد الجوهري، وغيره. الحسن بن داود المصري المطرز. يروي عن، ابن عباس البصري
الحافظ، وأبي شيبة داود بن إبراهيم. وعنه: محمد بن عبد العزيز الأبهري، ويحيى بن
علي بن الطحان، وأبو بكر البرقاني. انتخب عليه الدارقطني. وعاش تسعين سنة. توفي في
صفر. الحسن بن علي بن عمرو بن غلام الزهري الحافظ، أبو محمد البصري. كان حمزة بن
يوسف السهمي يسأله عن الجرح والتعديل. روى عنه: أبو الحسن بن صخر في أماليه. لم
أظفر له بذكر في التواريخ التي عندي. الحسين بن أحمد بن فهد، أبو عبد الله الأزدي
الموصلي القاضي.) حد ببغداد عن: أبي يعلى الموصلي. روى عنه: أبو بكر البرقاني،
والتنوخي، وأبو محمد الخلال، وأحمد بن محمد العقيلي. البرقاني: قد كان يوثق. قلت:
حدث في هذا العام، ولعله مات فيه.
(26/570)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 571
الحسين بن علي بن محمد بن يحيى، أبو أحمد التميمي النيسابوري. يقال له حسينك،
ويعرف أيضاً بابن منيبه. من بيت حشمة ورئاسة. تربى في حجر ابن خزيمة، وكان ابن
خزيمة إذا تخلف في آخر أيامه عن مجلس السلطان بعث بأبي أحمد نائباً عنه، وكان
يقدمه على أولاده. قال الحاكم: صحبته حضراً وسفراً نحو ثلاثين سنة، فما رأيته يترك
قيام الليل، ويقرأ كل ليلة سبعاً، وكانت صدقاته دارة ستراً وعلانية، أخرج مرة عشرة
أنفس من الغزاة بآلتهم، لا عن نفسه، ورابط غير مرة. وأول سماعه سنة خمس وثلاثمائة.
سمع من: ابن خريمة، وأبي العباس السراج، ورحل سنة تسع، فسمع: عمر بن إسماعيل بن
أبي غيلان، وعبد الله بن محمد البغوي، وعبد الله بن زيدان البجلي، وأبا عوانة
الإسفراييني. وعنه: أبو بكر البرقاني، والحاكم، وعمر بن أحمد بن مسرور، وأبو سعد
محمد بن عبد الرحمن الكنجروذي، وجماعة. وقال الخطيب: كان ثقة حجة، وتوفي في ربيع
الآخر، وخرج السلطان للصلاة عليه. قال الحاكم: الغالب على سماعاته الصدق، وهو شيخ
العرب في بلدنا، ورث الثروة القديمة، وأسلافه جلة. قرأت على أحمد بن هبة الله،
أنبأك أبو روح، أنا زاهر، أنا محمد بن عبد الرحمن، أنا أبو أحمد الحسين بن علي،
أنا أبو القاسم البغوي، ثنا هدبة، ثنا حماد، عن ثابت، عن أبي رافع، عن أبي هريرة،
أن رسول الله
(26/571)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 572
صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم قال: كانت شجرة تضر بالطريق، فقطعها رجل،
فنحاها عن الطريق، فغفر له. رواه مسلم. الحسين بن محمد بن عبيد بن أحمد بن مخلد
العسكري الدقاق، أبو عبد الله. حدث عن: محمد بن يحيى المروزي، وأبي العباس بن
مسروق، وحمزة بن محمد الكاتب، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة.) وعنه: أبو القاسم الأزهري،
والحسن بن محمد الخلال، و أبو الفرج عبد الوهاب بن برهان الغزال، والحسن بن علي
الجوهري. قال العتيقي: كان ثقة أميناً. وقال ابن أبي الفوارس: كان فيه تساهل، ومات
في شوال، وهو أخو أبي بكر محمد بن محمد شيخ بشرى الفاتني. سعيد بن محمد الفقيه،
أبو أحمد المطوعي، رئيس منسا. سمع: أبا حامد بن الشرقي، وجماعة، وتفقه ببغداد على:
ابن أبي هريرة. وكان بطلاً شجاعاً، كبير القدر، غزير الفضل. روى عنه: الحاكم،
وغيره.
(26/572)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 573
صالح بن محمد أبو طاهر البغدادي المقريء. روى عن: أبي ذر بن الباغندي، وأبي بكر بن
مجاهد. حدث عنه: الأزجي عبد العزيز، وأحمد بن محمد العتيقي. عبد الله بن أحمد بن
محمد، أبو الحسن الشيباني المعروف بالحوشبي. سمع: أبا بكر بن أبي داود. روى عنه:
البرقاني وأبو القاسم التنوخي. توفي في ذي القعدة، وكان ثقة. عبد الله بن علي بن
الحسين، أبو بكر الهمذاني القطان. روى عن: أبي بكر بن زيادة النيسابوري، وإسماعيل
الوارق، والمحاملي. وعنه: حمد الزجاج، ومحمد بن عيسى. توفي في شعبان. عبد الله بن
محمد بن محمد بن عبدوس، أبو محمد الحربي. سمع: السراج، ومؤمل بن الحسن، وعدة.
وعنه: الحاكم. عبد الله بن عبد الرحمن الزجالي القرطبي الوزير، أبو بكر. وزر
للمستنصر، وكان خيراً كثير المعروف والفضائل، طويل الصلاة.)
(26/573)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 574
قال ابن الفرضي: إن قدميه تقطراً صديداً من طول قيامه، وكان يصلح للقضاء. توفي في
جمادى الأولى، وكان من سادات الوزراء. عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن مهران،
أبو مسلم البغدادي، الحافظ الثقة العابد. سمع: البغوي، وابن صاعد، وأبا عروبة
الحراني، وأحمد بن عمير بن جوصا، وأبا حامد بن بلال، وسمع الكثير بخراسان في حدود
الثلاثين وثلاثمائة، ثم دخل بخارى وسمرقند، فأقام هناك نحو ثلاثين سنة، وسمع
المسند على الرجال. قال الحاكم: دخلت مرو وما وراء النهر فلم نلتق، ولم أكد رأتيه.
وفي سنة خمس وستين، في الموسم، طلبته في القوافل، فأخفى شخصه، فحججت سنة سبع
وستين، وعندي أنه بمكة، فقالوا: هو ببغداد فاستوحشت من ذلك، وتطلبته فلم أظفر به،
ثم قال لي أبو نصر الملاحمي ببغداد: ههنا شيخ من البدال يشتهي أن تراه، قلت له:
بلى، فذهب بي، فأدخلني خان الصباغين، فقال أبو نصر: نجلس في هذا المسجد، فإنه
يجيء، فقعدنا. وأبو نصر لم يخبرني من الشيخ، فأقبل أبو نصر، ومعه شيخ نحيف ضعيف
برداء، فألقي إلي إلهام أنه أبو مسلم، فبينا نحن نحده إذ قلت له: وجد الشيخ ههنا
من أقاربه أحداً قال: الذي أردت لقاءهم قد انقرضوا، فقلت له: هل خلف إبراهيم
ولداً، يعني أخاه إبراهيم الحافظ فقال: ومن أين عرفت أخي إبراهيم فسكت، فقال لأبي
نصر: من هذا
(26/574)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 575
الكهل؟ قال: أبو فلان، فقام إلي وقمت إليه، وشكى تشوقه وشكوت مثله، واشتفينا من
المذاكرة، والتقينا بعد ذلك مجالس، ثم ودعته يوم خروجي، فقال: يجمعنا الموسم، فإن
علي أن أجاور بمكة، ثم خرج إلى مكة سنة ثمان وستين وجاور بها حتى مات. وكان يجتهد
أن لا يظهر للحديث ولا لغيره. روى عنه: الحاكم، وأبو العلاء الواسطي، وعلي بن محمد
الحذاء، وأحمد بن محمد الكاتب. وقال ابن أبي الفوارس: أبو مسلم بن مهران صنف أشياء
كثيرة، وكان ثقة زاهداً، ما رأينا مثله. رحمة الله عليه. عبد العزيز بن جعفر بن
محمد بن عبد الحميد، أبو القاسم الخرقي. سمع: أحمد بن الحسن الصوفي، وقاسم بن
زكريا، والهيثم بن خلف، وعلي بن إسحاق بن زاطيا، ومحمد بن أبي الدميك. وعنه:
الدارقطني مع جلالته، وأبو بكر البرقاني، وأحمد بن محمد العتيقي.) عبد العزيز بن
عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، أبو القاسم الداركي، الفقيه الإمام.
(26/575)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 576
درس بنيسابور الفقه مدة، ثم سكن بغداد، وكانت له حلقة للفتوى. قال الشيخ أبو حامد
الإسفراييني: ما رأيت أفقه من الداركي. قلت: وكان أبوه من محدثي أصبهان، تفقه أبو
القاسم على أبي إسحاق المروزي، وعليه تفقه الشيخ أبو حامد وجماعة. وانتهى إليه
معرفة مذهب الشافعي، وله وجوه في المذهب، منها أنه قال: لا يجوز السلم في الدقيق.
روى عن جده لأمه الحسن بن محمد الداركي، وربما كان يجتهد، فيقال له في ذلك، فيقول:
ويحكم، فلان عن فلان، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا وكذا، والأخذ بالحديث
أولى من الأخذ بقول الشافعي، وأبي حنيفة. دارك من أعمال أصبهان. قال الخطيب: ثنا
عنه أبو القاسم الأزهري، وعبد العزيز الأزجي، وأحمد بن محمد العتيقي، وأبو القاسم
التنوخي، وكان ثقة، انتقى عليه الدارقطني. وقال ابن أبي الفوارس: كان يتهم
بالإعتزال، وتوفي في شوال، وله بضع وتسعون سنة، رحمه إن شاء الله. عبد العزيز بن
محمد بن يوسف بن مسلم الأصبهاني بن حفصويه المؤدب، يكنى أبا الحسن. روى عن: محمد
بن العباس الأخرم، ومحمد بن نصير، وأحمد بن الحسن بن عبد الملك، وأحمد بن محمد بن
مصقلة. وكان فيما قال أبو نعيم: يرجع إلى تعبد وفضل كبير.
(26/576)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 577
روى عنه: أبو نعيم، وأبو بكر بن علي المعدل. عبد الملك بن إبراهيم بن أحمد، أبو
القاسم القرميسيني. بغدادي ثقة. سمع: أبا بكر بن أبي داود، وأبا ذر بن الباغندي،
وجماعة. روى عنه: أبو القاسم التنوخي. عبيد الله بن علي بن عبيد الله بن داود، أبو
القاسم الداروردي المصري القاضي، شيخ أهل الظاهر في عصره.) سمع: أبا جعفر الطحاوي،
ومحمد بن يونس الجيزي القاضي، وأبا عبد الله المحاملي، وأبا العباس بن عقدة، ومحمد
بن يوسف القبان الشيرازي، والحسن بن حبيب الحضايري الدمشقي. وسكن خراسان، وولي
قضاء غير مدينة مثل طوس وترمذ. روى عنه الحاكم وقال: كان فقيه الداودية في عصره
بخراسان، وكان موصوفاً بالفضل وحسن العشرة، وحفظ الفقه والنوادر. كتب الناس عنه
بانتخابي، وتوفي ببخارى سنة خمس. وقال غيره: توفي سنة ست وسبعين في جمادى الأولى.
وحدثه عنه أبو عبد الله غنجار، وجعفر المستغفري. ذكره صاحب الأنساب. عبيد الله بن
محمد بن محمد بن أحمد بن أحوى بن العوام بن حوشب، أبو الحسين الشيباني الحوشبي
البغدادي. سمع: عبد الله بن إسحاق المدائني، والحسين بن عفير، وإسحاق الجلاب، وأبا
بكر بن أبي داود.
(26/577)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 578
وعنه: أبو بكر البرقاني، وأبو العلاء محمد بن علي، وأبو القاسم التنوخي. وثقه
الخطيب، وقال: مات في ذي القعدة. علي بن إسماعيل بن عبيد الله الأنباري. حدث
ببغداد عن: محمد بن محمد الباغندي، وغيره. وعنه: أبو محمد الجوهري. سمع منه في هذه
السنة، ولم تؤرخ وفاته. قال الخطيب: كان صدوقاً. علي بن شيبان البغدادي الدقاق
المقريء. دخل الأندلس في هذه السنة، وكان من أصحاب ابن مجاهد، عالماً بالقرآن.
ذكره ابن الفرضي وسمع منه شعراً. علي بن حمزة، أبو القاسم البصري المقريء العلامة.
له ردود على ابن الأعرابي، والأصمعي، وجماعة، ومصنفات مفيدة. وكان صديقاً للمتنبي.
توفي في رمضان.) علي بن إسحاق بن أبي الحسين الختلي الواسطي النقيب. عن: ابن داود،
والحسن بن محمد بن شعبة، وابن مبشر الواسطي.
(26/578)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 579
وعنه: أبو العلاء الواسطي، وعبد العزيز الأزجي. عمر بن محمد بن علي بن يحيى بن حفص
بن الزيات البغدادي الناقد. سمع: إبراهيم بن شريك، والفريابي، وعبد الله بن ناجية،
وعمر بن أبي غيلان، وعمر بن محمد الكاغدي، وطائفة سواهم. وعنه: أبو بكر البرقاني،
والحسن بن محمد الخلال، وأحمد بن محمد العتيقي، وعلي بن المحسن التنوخي، وأبو محمد
الجوهري، وخلق كثير. قال ابن أبي الفوارس: كان ثقة متقناً جمع أبواباً وشيوخاً. توفي
في جمادى الآخرة. ومولده في سنة ست وثمانين ومائتين. وقال الخطيب: سألت البرقاني
عنه، فقلت: أكان ثقة فقال أبو نعيم الحافظ والله مصنفاً. محمد بن أحمد بن محمد بن
خلقان الرئيس، أبو عبد الله بن أبي حفص بن إسحاق الفقيه، رئيس المطوعة بخراسان.
سمع: أباه، وعبد الله بن محمد بن يعقوب البخاري، وطائفة، وأملى وهو شاب. قال
الحاكم: كان من أحسن الناس وجهاً، نثر يوم الإملاء من أنواع النثارات حتى تحير
الناس. محمد بن أحمد بن عبد الله السكري، أبو أحمد النيسابوري المكي
(26/579)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 580
عن: جده جعفر بن أحمد الحافظ، وعبد الله بن شيرويه. وعنه: الحاكم. مات في رجب.
محمد بن أحمد بن حسن، أبو أحمد الحسنوي النيسابوري القاريء. سمع: ابن خزيمة،
والسراج. وعنه: الحاكم. توفي في جمادى الأولى. محمد بن الحسن بن سليمان، أبو بكر
القزويني. سمع: الفريابي، وأحمد بن الحسن الصوفي، ومحمد بن صالح بن ذريح،
والبغوي.) وعنه: علي بن محمد المالكي، وغيره. قال الخطيب: في أحاديثه تخليط، وكان
ببغداد. توفي في شعبان. محمد بن الحسن بن الفتح، أبو عبد الله القزويني الصفار
الصوفي. رحل وسمع: أبو القاسم البغوي، وأكثر عن الشاميين. روى عنه: أبو يعلى
الخليلي، وقال: توفي في أول السنة. محمد بن عبد الله بن محمد بن صالح، أبو بكر
التميمي.
(26/580)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 581
الأبهري القاضي المالكي، شيخ المالكية العراقيين في عصره. سمع: محمد بن الحسين
الأشناني، ومحمد بن محمد الباغندي، والبغوي، وعبد الله بن زيدان البجلي، وسعيد بن
عبد العزيز، ومحمد بن خزيم، ومحمد بن تمام البهراني الحمصي، وأبا عروبة، وأبا علي
محمد بن سعيد الرقي، وطبقتهم بالشام، والعراق، والجزيرة. وصنف مصنفات في مذهبه،
وتفقه ببغداد على ابن عمر محمد بن يوسف القاضي، وعلى ابنه أبي الحسين. قال
الدارقطني: إمام المالكية، إليه الرحلة من أقطار الدنيا، رأيت جماعة من الأندلس
والمغرب على بابه، ورأيته يذاكر بالأحاديث الفقهيات وتراجم من حديث مالك. ثقة،
مأمون، زاهد، ورع. وقال فيه أبو إسحاق الشيرازي: جمع بين القراءآت وعلو الإسناد
والفقه الجيد، وشرح مختصر عبد الله بن عبد الحكم، وانتشر عنه مذهب مالك في البلاد.
وقال القاضي عياض: له في شرح المذهب تصانيف ورد على المخالفين. وحدث عنه خلق كثير.
وكان إمام العراقيين في زمانه. تفقه على
(26/581)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 582
ابن عمر القاضي، وعلى أبي بكر ابن الجهم، وانتشر عنه المذهب في البلاد. وقال أبو
الفتح بن أبي الفوارس: كان ثقة، انتهت إليه رئاسة مذهب مالك. وقال أبو العلا
الواسطي: كان معظماً عند سائر العلماء، لا يشهد محضراً إلا كان هو المقدم فيه. سئل
أن يلي القضاء فامتنع. قلت: روى عنه الدارقطني، وهو من أقرانه، وأبو بكر البرقاني،
وأحمد بن محمد العتيقي، وأحمد بن علي البادا، أو علي بن المحسن التنوخي، وأبو محمد
الجوهري، وآخرون.) توفي في شوال، وقيل: في ذي القعدة، وله بضع وثمانون سنة، رضي
الله عنه. يقع حديثه عالياً للفخر ابن البخاري. محمد بن عبد الله بن هاني القرطبي
العطار المعروف بابن اللباد. سمع من: قاسم بن أصبغ، ونحوه. محمد بن عبد الله بن
الفضل بن قفرجل، أبو بكر الكيال. سمع: محمد بن محمد الباغندي، وابن المجدر. وعنه:
الأزهري، وغيره. وهو صدوق. محمد بن نصر، أبو العباس البغدادي المعدل، ابن أخي مكرم
القاضي.
(26/582)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 583
سمع: أبو القاسم البغوي، وأبا محمد بن صاعد. وعنه: أبو محمد الخلال، والحسن بن علي
الجوهري، وجماعة. قال البرقاني: كان جبلاً من الجبال، يعني في الفقه. محمد بن يوسف
بن محمد بن علام، أبو عبد الله الهروي. مات في رمضان. نصر بن محمد بن إبراهيم
الإمام الفقيه، أبو الليث السمرقندي الحنفي، صاحب كتاب الفتاوى. نقلت وفاته بخط
الإمام شهاب الدين ابن قاضي الحصن: في جمادى الآخرة، سنة خمس وسبعين محرراً، مات
ببلخ. وهو يروي عن: محمد بن الفضل بن أشرف البخاري، وأقرانه. وفي كتاب تنبيه
الغافلين موضوعات كثيرة. رواه عنه: أبو بكر محمد بن عبد الرحمن الترمذي. وقع لنا
من حديثه من أربعين أبي المطر بن السمعاني. يحيى بن مالك بن عائذ الأندلسي، أبو
زكريا الأندلسي. له رحلة وحفظ واشتهار، وهو من أهل طرطوشه.
(26/583)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 584
فسمع من: أحمد بن سعيد بن مسرة وقدم قرطبة سنة تسع عشرة، وله عشرون سنة، فسمع من
أحمد بن خالد، وابن أيمن، وعبد الله بن يونس المقريء وطائفة.) رحل سنة سبع وأربعين
فحج، وسمع من أبي محمد بن الورد، وأحمد بن الحسن بن عقبة الرازي، وسلم بن الفضل،
وبكير الرازي، وجماعة بمصر. ودخل بغداد فسمع بها، وبالبصرة والأهواز قال ابن
الفرضي: حدثني أنه سمع ببغداد من سبعمائة رجل ونيف، وجمع علماً عظيماً، لم يجمعه
أحد قبله من أصحاب الرحل إلى المشرق، وتردد بالمشرق عشرين سنة، وحدث هناك. قال:
وقدم علينا سنة تسع وستين، فسمع منه طبقات طلاب العلم، وأبناء الملوك. وكان صحيح
الكتاب، وكان حليماً كريماً جواداً صواماً ديناً. توفي في رجب. يعقوب بن إسحاق بن
زكريا، أبو يوسف البخاري الويبردي، ويبرد قرية. وروى عنه محمد بن يوسف الفربري،
ومحمد بن يوسف بن عاصم. يوسف بن القاسم بن يوسف بن فارس بن سوار، القاضي، أبو بكر
(26/584)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 585
الميانجي الشافعي. ناب في القضاء بدمشق عن قاضي مصر والشام أبي الحسن علي بن
النعمان المذكور في هذه الطبقة. كان مسند الشام في زمانه. سمع: أبا خليفة، وزكريا
الساجي، وأحمد بن يحيى التستري، وعبدان الأهوازي، ومحمد بن جرير، والقاسم المطرز،
والباغندي، وعبد الله بن زيدان، وأبا العباس السراج، وحامد بن شعيب، ومحمد بن
المعافى الصيداوي. وسمع قبل الثلاثمائة، ورحل، وطوف، واستوطن دمشق. روى عنه: ابن
أخيه صالح بن أحمد، وأحمد بن الحسن الطيان، وعلي بن السمسار، ومحمد وأحمد ابنا عبد
الرحمن بن أبي نصر، وأحمد بن سلمة بن كامل، وعبد الوهاب الميداني، وخلق كثير. وقال
أبو الوليد الباجي: هو محدث مشهور، لا بأس به. وقال عبد العزيز الكتاني: ثنا عنه
عدة فوق الأربعين، وكان مولده قبل التسعين ومائتين، وكان ثقة نبيلاً. وقال: توفي
في شعبان.
(26/585)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 586
(26/586)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 587
1 (وفيات سنة ست وسبعين وثلاثمائة)
أحمد بن علي بن قزقز، أبو الحسن البغدادي الرفاء.) سمع: أبا بكر بن أبي داود،
ونفطويه النحوي، ومكحولاً البيروتي. وعنه: تمام، ومكي بن الغمر، والحسن بن علي بن
سواس، والدمشقيون. وكان من جلة المحدثين. أحمد بن محمد بن جعفر النيسابوري الحواري
الكرابيسي المعدل، أبو الحسن. سمع السراج، وطبقته. وعنه: الحاكم. مات في جمادى
الأولى. أحمد بن محمد بن عيسى بن الجراح، الحافظ، أبو العباس المصري بن النحاس.
(26/587)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 588
أول سماعه في سنة خمس وثلاثمائة، وكتب بمصر، والحجاز والشام، والعراق، والجبال،
وأصبهان، وخوزستان. ثم ورد على أبي نعيم بن عدي جرجان، وانحدر منها إلى جوين. أدرك
بنيسابور أبا حامد بن الشرقي، ومكي بن عبدان، وبسرخس أبا العباس محمد بن عبد
الرحمن الدغولي، وسمع بمصر علي بن أحمد علان، وأكثر بالري عن عبد الرحمن بن أبي
حاتم، إلا أن سماعه بالشام والعراق ذهب كله، وأملى مدة سنين بنيسابور. وروى عمن
ذكرناه، وعن أبو القاسم البغوي، وأبي بكر بن أبي داود، وأبي عروبة الحراني، وتوفي
في آخر سنة ست، وله خمس وثمانون سنة. روى عنه: أبو عبد الرحمن السلمي، وأبو حازم
العبدوي، وأبو نعيم الأصبهاني، وأبو عثمان الحيري، والحاكم، وقال: حدث من حفظه
بأحاديث، وكان يتحرى في مذاكراته الصدور، وهو حافظ. أحمد بن مسعود، أبو القاسم
الأندلسي البجاني. سمع: محمد بن عبد الملك بن أيمن، وأحمد بن خالد بن الحباب،
ومحمد بن فطيس. توفي في نحو هذه السنة. أحمد بن نصر بن منصور. أبان بن عثمان بن
سعيد اللخمي الأندلسي، أبو الوليد. سمع: محمد بن عبد الملك بن ايمن، وقاسم بن
أصبغ، وسعيد بن جابر.
(26/588)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 589
وكان نحوياً لغوياً لطيف النظر بصيراً بالحجة.) توفي في رجب. إبراهيم بن أحمد بن
إبراهيم بن أحمد بن داود، أبو إسحاق البلخي المستملي، راوي البخاري عن أبي عبد
الله الفربري. روى عنه الكتاب: أبو ذر عبد بن أحمد الهروي، وقال: كان من الثقات
المتقنين ببلخ. قلت: طوف وسمع الكثير، وخرج لنفسه معجماً، رواه عنه الحافظ أحمد بن
محمد بن العباس، والبلخي. وروى عنه بالأندلس: عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد
الهمذاني. جعفر بن جحاف، أبو بكر الليثي قاضي بلنسية. سمع من: قاسم بن أصبغ، ومحمد
بن عبد الله بن أبي دليم. وكان فقيهاً. الحسن بن جعفر بن محمد بن الوضاح، أبو سعيد
السمسار البغدادي الحربي المعروف بالحرفي. وحدث عن: أبي شعيب الحراني، ومحمد بن
يحيى المروزي، ومحمد بن الحسن سماعة، ومحمد بن جعفر القتات، وجعفر الفريابي. وعنه:
أبو القاسم عبد الله بن أحمد الأزهري، وعبد العزيز الأزجي، وعلي بن المحسن
التنوخي، وجماعة. قال العتيقي: كان فيه تساهل.
(26/589)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 590
الحسن بن علي، أبو سعيد الأصبهاني الصحاف. توفي فيها. الحسن بن محمد، أبو محمد
الصلحي الكاتب، أحد الكبار. ولي كتابة ابن رائق، وناب عنه في الحضر، ثم ولي كتابة
المطيع. حكى عنه أبو علي التنوخي في نشواره. الحسين بن جعفر، أبو القاسم الوزان
الواعظ. سمع: أبو القاسم البغوي، وأبا بكر بن أبي داود. وعنه: عبد الله الأزهري،
وعبد العزيز الأزجي.) خلصة بن موسى بن عمران أبو إسحاق الزاهد، من عباد أهل
الأندلس. توفي في رجب. قال ابن الفرضي: لا أعلمني شهدت أعظم حفلاً من جنازته. وكان
زاهداً بعيد الإسم في الخير. رشيد بن محمد بن فتح، أبو القاسم الدجاج القرطبي.
سمع: أحمد بن خالد بن الحباب، وحج فسمع: أبا محمد بن الورد، وابن أبي الموت،
وطائفة. روى عنه: ابن الفرضي، وجماعة.
(26/590)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 591
عبد العزيز بن محمد بن مقرن، أبو القاسم الأصبهاني المعدل. سمع محمد بن علي بن
الجارود. وعنه: أبو نعيم. عبد الواحد بن علي بن اللحياني، بغدادي. سمع: البغوي،
وابن صاعد. وعنه: أبو محمد الخلال. قال الخطيب: ثقة. عبد الله بن داود القرطبي.
سمع: محمد بن عمر بن لبابة، وأحمد بن خالد الحباب، وحدث. عبد الله بن فتح بن فرج
بن معروف بن سلام التجيبي، أبو محمد. سمع وهب بن مسرة، ورحل فسمع بمصر، أبا محمد
بن الورد، وابن جامع السكري، وجماعة. توفي في شعبان بطليطلة. عبد الرحمن بن عامر،
أبو المطرز القرطبي. سمع من: قاسم أبي أصبغ، وأحمد بن الشامه. وتوفي في رجب، وله
اثنتان وسبعون سنة. عبيد الله بن أحمد بن يعقوب البغدادي المقريء، أبو الحسين بن
البواب.
(26/591)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 592
سمع: الحسن بن الحسين الصواف، وإسماعيل بن موسى الحاسب، ومحمد بن محمد الباغندي،
وعبد الله البغوي، وجماعة سواهم.) وعنه: الحسين بن محمد الخلال، وعبيد الله
الأزهري، وأحمد بن محمد العتيقي، وأبو القاسم التنوخي. ووثقه الأزهري. توفي في
رمضان. قال أبو عمرو الداني: قرأ القرآن على أحمد بن علي بن سهل الأشناني، وأبي
بكر بن مجاهد. عبيد الله بن محمد بن سليمان بن بابويه بن محمد بن جغوما المخرمي
الدقاق. روى عن: جعفر الفريابي، وإبراهيم بن عبد الله المخرمي، وعلي بن المحسن
التنوخي، وغيرهم. أحاديثه مستقيمة. قاله الخطيب. عبد الملك بن عبد الواحد بن
محمويه الحافظ الإمام، أبو بكر السمرقندي، وكان أبوه بغدادياً وجده موصلياً. حافظ
متقن. جمع الأبواب والشرح والمقلين وأكثر. وكان ثقة إماماً. سمع: أبا بكر الشافعي
وطبقته، وسمع ما وراء النهر من أبي جعفر محمد بن محمد البغدادي الحمال، ومحمد بن
إسحاق العصفري، وأبي بكر بن جنب، وعلي بن محتاج. وكان حريصاً على الحديث وكتبه،
ولو عاش لكان له شأن. مات سنة ست وسبعين وثلاثمائة، وله إحدى وخمسون سنة.
(26/592)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 593
علي بن الحسن بن رجاء بن طعان، أبو القاسم الدمشقي المحتسب. روى عن: محمد بن محرم،
ومحمد بن جعفر بن ملاس، ومكحول البيروتي، وعثمان بن محمد الذهبي، وجماعة. وعنه:
عبد الغني بن سعيد الحافظ، ومكي بن الغمر، وعلي بن السمسار، ومسدد بن علي
الأملوكي، وعدة. وكان كثير السماع. توفي في شوال. علي بن الحسن بن جعفر، أبو الحسي
بن كرنيب بن العطار المخرمي. سمع: حامد بن شعيب، ومحمد بن محمد الباغندي، وأحمد بن
حوالة، والبغوي. وعنه: أبو بكر البرقاني، وعبد العزيز الأزجي، وأبو القاسم
التنوخي. قال أبو بكر الخطيب: كان يتعاطى الحفظ، وكان ضعيفاً. سمعت محمد بن عمر
الداودي يقول:) كان من أحفظ الناس للمغازي، إلا أنه كان يضع الحديث ويكذب. وقال
الدارقطني: أدخل على دعلج وغيره أشياء. علي بن الحسن بن علي بن مطرف القاضي، أبو
الحسن الجراحي. بغدادي مكثر. روى عن: حامد بن شعيب، ومحمد بن محمد الباغندي،
والحسين
(26/593)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 594
بن عفير، والبغوي، وخلق بعدهم. روى عنه: أبو القاسم عبيد الله الأزهري، والحسن بن
محمد الخلال، وأبو القاسم التنوخي، وأبو محمد الجوهري. وقال البرقاني: لم أكتب عنه
شيئاً، كان يتهم في روايته عن حامد بن شعيب. علي بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي
السري البكائي، أبو الحسن الكوفي في زمانه. سمع: محمد بن عبد الله بن سليمان
الحضرمي، وأبا حصين محمد بن الحسين بن حبيب الوادعي، وعبيد الله بن بحر بن طيفور،
وأبا جعفر أحمد بن فرح بن جبريل العسكري، وجماعة. وأول سماعه سنة تسعين ومائتين.
روى عنه: أبو العلاء صاعد بن محمد البوسنجي، ومحمد بن علي بن عبد الرحمن العلوي،
وأبو الحسن بن محمد بن إسحاق بن فدويه، ومحمد بن الحسن بن حمزة اليشكري، وأبو
الحسين محمد بن عبد العزيز بن أحمد بن بيان الدهان، وعبيد الله بن علي العدلي
الحذاء، وأبو طاهر محمد بن محمد بن عيسى البكري، وأخوه أبو الحسين محمد بن محمد،
وستتهم من شيوخ أبي النرسي. وروى عنه: أبو عبد الله بن باكويه، وطائفة. قال أبو
عبد الله أحمد بن عبد الرحمن بن خرجه النهاوندي: توفي شيخنا البكائي في ثالث عشر
ربيع الأول سنة ست وله تسع وتسعون سنة.
(26/594)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 595
علي بن محمد بن ينال العكبري الحافظ. روى عن: أحمد بن الفضل بن خزيمة، ومحمد بن
جعفر العسكري. سمع وهو كبير. روى عنه: عبد العزيز الأزجي.) وقال عبد الواحد بن علي
الأسدي: سمع ابن ينال وتعلم الخط كبيراً، ورزق من المعرفة والفهم شيئاً كثيراً.
توفي سنة ست. علي بن محمد بن أحمد بن علي بن رزين، أبو الحسن الباساني الهروي. روى
عن جده، عن محمد بن إبراهيم العوام، وأبي إسحاق البزاز. روى عنه: أبو يعقوب
القراب، والحسن بن علي النصروي. توفي في ربيع الأول، وكان من العدول. عمر بن علي
بن يونس القطان. حدث ببغداد في هذه السنة عن أبي عروبة الحراني. روى عنه: عبيد الله
الأزهري، والحسين الجوهري. وكان صدوقاً. عمر بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن سبنك،
أبو القاسم البجلي البغدادي.
(26/595)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 596
سمع: محمد بن حبان الباهلي، وعبد الله بن إسحاق المدائني، ومحمد بن محمد الباغندي،
وجماعة. وعنه: القاضي عبد الوهاب المالكي، وأبو القاسم عبيد الله الأزهري، وأبو
القاسم التنوخي، وخلق سواهم. وكان ثقة. ناب في الحكم بسوق الثلاثاء، وقال: أول ما
كتبت سنة ثلاثمائة عن محمد بن حبان. ومولده في سنة إحدى وتسعين ومائتين. وهو من
ذرية جرير بن عبد الله، رضي الله عنه. قسام الحارثي، من أهل قرية تلفيتا من جبل
سنير. كان ينقل التراب على الحمير، ثم اتصل بأحمد بن الجصطار من أحداث دمشق فكان
من حزبه، وتنقلت به الأحوال، وكثر أعوانه حتى غلب على دمشق، فلم يكن لنوابها معه
أمر، إلى أن ندبوا له من مصر جيشاً، عليهم بلتكين الذي ذكرنا ترجمته من قريب، فحار
قساماً أو قوي عليه، فضعف أمر قسام، فاختفى أياماً، ثم استأمر، فقيدوه وحملوه إلى
مصر، فعفي عنه. وقد مدحه عبد المحسنالصوري بقصيدة.
(26/596)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 597
حملوه إلى مصر في هذه السنة ولم ير له ذكراً بعدها.) وقال القفطي: تغلب على دمشق
رجل من العيارين فعرف بقسام وتحصن بها وخلف على صاحب مصر، فسار لحربه الأمير فضل
من مصر، فحاصر دمشق، وضاق بأهلها الحال، فخرج قسام متنكراً، فأخذته الحرس، فقال:
أنا رسول، فأحضروه إلى فضل فقال: بعثني قسام إليك لتحلف له وتعوضه عن دمشق بلداً
يعيش فيه، وقد بعثني إليك سراً، فحلف الفضل له، فلما توثق منه قام وقبل يده وقال:
أنا قسام، فأعجب به الفضل، وزاد في إكرامه. فرد إلى البلد، وسلمه إليه، وقام له
بكل ما ضمنه، وعوضه موضعاً عاش فيه، وأحسن العزيز صلته. ذكر القفطي أن ذلك كان في
سنة تسع وستين. ثم قال: وذكر بعضهم أن أخذ دمشق من قسام كان في سنة اثنتين وسبعين.
قلت: وهو يتحدث الناس أنه ملك دمشق، وأنه قسيم الزبال. وكان سلمان بن جعفر بن فلاح
قد قدم دمشق في جيش، فنزل بظاهرها، ولم يمكن دخولها، فبعث إليه قسام بخطه: أنا
مقيم على الطاعة، فورد البريد إلى سلمان أن يرتحل عن دمشق. وولي دمشق أبو محمود
المغربي، ولم يكن له أيضاً مع قسام أمر ولا عقد ولا حل، فهذا ما عندي من خبر قسام.
محمد بن أحمد بن محمد بن شاذان بن الخليل، أبو عمرو الخفاف القهندزي الزاهد. سمع:
أبا العباس بن السراج، وزنجويه بن محمد، وجماعة. وتوفي في رمضان.
(26/597)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 598
روى عنه: الحاكم، وغيره. محمد بن أحمد بن حمدان بن علي بن عبد الله بن سنان، أبو
عمرو بن الزاهد أبي جعفر الحيري النيسابوري. الزاهد المقريء المحدث النحوي. كان
المسجد فراشه نيفاً وثلاثين سنة، ثم لما عمي وضعف نقلوه إلى بعض أقاربه بالحيرة من
نيسابور. رحل به أبوه. قال الحاكم: سماعاته صحيحة، وصحب الزهاد، وأدرك أبا عثمان
الحيري الزاهد، وسمع سنة خمس وتسعين ومائتين. سمع: أبو بكر بن زنجويه بن الهيثم،
وأبا عمرو أحمد بن نصر، وجعفر بن أحمد الحافظ، ورحل فسمع من الحسن بن سفيان سنة
تسع وتسعين مسنده، ومسند شيخه أبي بكر بن أبي شيبة، ومن أبي يعلى الموصلي مسنده،
ومسند شيخه أبي بكر بن أبي شيبة، ومن أبي يعلى) الموصلي مسنده، ومن عبدان
الأهوازي، وعمران بن موسى بن مجاشع، وزكريا بن يحيى الساجي، وأحمد بن يحيى الصوفي،
والهيثم بن خلف الدوري، وحامد بن شعيب، ومحمد بن جرير الطبري، ومحمد بن عبد الله
بن يوسف الدويري، وعلي بن سعيد العسكري، ومحمد بن الحسين بن مكرم، وأبي العباس
السراج، وابن خزيمة. روى عنه: الحاكم أبو عبد ه، وأبو نعيم الحافظ، وأبو سعيد محمد
بن علي النقاش، وأبو العلاء صاعد بن محمد الهروي، وأبو حفص بن مسرور، وعبد الغافر
بن محمد الفارسي، وأبو سعد محمد بن عبد الرحمن الكنجروذي، ومحمد بن محمد بن حمدون
السلمي، وأبو عثمان سعيد بن محمد البحيري، وآخرون. وهو أخو أبي العباس محمد نزيل
خوارزم شيخ البرقاني.
(26/598)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 599
قال الحاكم: ولد له بنت وهو ابن تسعين سنة، وتوفي وزوجته حبلى، فبلغني أنها قالت
له عند وفاته: قد قربت ولادتي. فقال: سلمته إلى الله تعالى، فقد جاءوا ببراءتي من
السماء، فتشهد ومات في الوقت، رحمه الله. قال: وتوفي في ذي القعدة في الثامن
والعشرين منه، وهو ابن ثلاث أو أربع وتسعين سنة. وصلى عليه أبو أحمد الحاكم
الحافظ. قلت: قد وقع لنا بالإجازة جملة من عواليه، وله جزء سؤالات كان يحفظه، وقع
لي أيضاً بعلو قراءته على ابن عساكر، عن أبي روح، أنا زاهر، أنبا أبو سعد
الكنجرودي، عنه. وقال ابن طاهر: كان يتشيع. محمد بن أحمد بن محمد بن أبي صالح، أبو
بكر البغدادي نزيل بلخ. روى عن: أبي شعيب الحراني، وجماعة. وهو متكلم فيه. محمد بن
العباس بن يحيى الأموي مولاهم، الحلبي نزيل الأندلس. سمع: أبا الجهم بن طلاب
بمشغرى، ومحمد بن عبد الله مكحولاً ببيروت، وأبا عروبة بحران، وعلي بن عبد الحميد
الغضايري، ومحمد بن إبراهيم بن فيروز الأنماطي بحلب، ومحمد بن سعيد الترخمي بحمص.
وفد على المستنصر بالله خليفة الأندلس، فروى عنه أبو بكر محمد بن الحسن الزبيدي،
وأبو) الوليد عبد الله بن الفرضي، وقال: كتبت عنه وقد كف بصره، وتوفي في هذه
السنة.
(26/599)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 600
قلت: هذا كان أسند من تحريره بالأندلس، ولكن لم يأخذوا عنه كما ينبغي. محمد بن عبد
الله بن عبد العزيز بن شاذان، أبو بكر الرازي الواعظ، والد المحدث أبي مسعود أحمد
بن محمد البجلي. روى عنه: يوسف بن الحسين الرازي، وأبي بكر بن الأنباري، وأبي
يعقوب النهرجوري، وأبو محمد البربهاري الحنبلي، وخير النساج، وأبو العباس بن عطاء.
كان قد تتبع ألفاظ الصوفية، وجمع منها الكثير. ورد نيسابور سنة أربعين وثلاثمائة،
والمشايخ متوافرون، وهو محمود عند جماعتهم في التصوف وصحبة الفقراء. قال الحاكم:
كتبت عنه، ورأيته ببخارى، فلما قدمت الري سنة سبع وستين صادفته بها، وقد انتسب،
وأملى عليهم أنه محمد بن عبد الله بن محمد بن أيوب بن يحيى بن الضريس البجلي،
فخلوت به وزجرته، فانزجر، ونزل عن ذلك النسب، ولو اشتهر ذلك بالري لآذوه، فإن محمد
بن أيوب لم يعقب ولداً. ثم التقينا سنة سعين، فأخذ يحدث عن علي بن عبد العزيز
وأقرانه، وما كنت رأيته قبل ذلك يحدث بالمسانيد، والله يرحمنا وإياه. قلت: يروي
عنه أبو عبد الرحمن السلمي حكايات منكرة من حكايات القوم، وتوفي في جمادى الآخرة،
وروى عنه أيضاُ أبو عبد الله بن باكويه، عن رجل، عن الكديمي، وأبو نعيم الحافظ،
وأبو حازم العبدوي، وجماعة.
(26/600)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 601
حكى عن الشبلي أيضاً، ولا تركن النفس إلى ما يحكيه، فإنه جريء قليل الحياء، نسأل
الله العفو. محمد بن علي بن أبي زيد، أبو بكر الصدفي المصري. يروي عن: أبي جعفر
الطحاوي. محمد بن علي بن عمر الصيدناني القزويني. سمع: إسحاق بن محمد الكيساني،
وعبد الرحمن بن أبي حاتم، ومحمد بن القاسم المحاربي الكوفي. وقد مر أخوه حسن سنة
اثنتين.) محمد بن عثمان بن سعيد بن محاسن، أبو عبد الله الأندلسي الشاعر. مدح
الخلفاء والكبار، وتوفي بأستجة في ذي الحجّة. محمد بن أبي عمرو محمد بن جعفر بن
مطر أبو أحمد النيسابوري. سمع: من ابن خزيمة، والسراج. وعاش ثمانين سنة، وخرج له
أبوه فوائد. محمد بن نجاح بن عبد الرحمن بن علقمة، أبو القاسم القرطبي. روى عن:
قاسم بن أصبغ، وغيره، وتولى قضاء طليطلة. هشام بن محمد بن قرة، أبو القاسم الرعيني
المصري. يروي عن: ابن قديد، والطحاوي، وأبي بشر الدولابي. توفي في ذي القعدة، وكان
ثقة. روى عنه: الحافظ عبد الغني، ومحمد بن أحمد بن شاكر القطان، ويحيى بن علي
الطحان، وإسماعيل بن عبد الرحمن النحاس.
(26/601)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 602
الوليد بن أحمد بن الوليد، أبو العباس الزوزني الواعظ العارف. سمع: أبا حامد بن
الشرفي، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وأبا عبد الله المحاملي، وأبا سعيد بن الأعرابي،
وخيثمة الأطرابلسي. وعنه: الحاكم، وأبو عبد الرحمن السلمي، وأبو نعيم. قال الحاكم:
كان من علماء الحقائق وعباد الصوفية. توفي في ربيع الأول. وقال النقاش: أبو العباس
حكيم زمانه، له مصنفات لا يخفى على من نظر في كتبه قد وهب الله له من الحكم. كتب
الحديث الكثير ورواه، ثم روى عنه النقاس أحاديث ومواعظ. يحيى بن مالك بن عائذ، أبو
زكريا الأندلسي الحافظ. سمع: عبد الله بن يونس المرادي، وأبا عمر أحمد بن محمد بن
عبد ربه بقرطبة، وطائفة. رحل فسمع: أبا سهل بن زياد القطان، ودعلج بن أحمد،
والطبقة. روى عنه: الحسن بن رشيق أحد شيوخه، ويحيى بن علي الحضرمي بن الطحان،
ومحمد بن أحمد بن القاسم بن المحاملي، وأبو الوليد بن الفرضي.) أملى بجامع قرطبة.
قال التنوخي: في النشوار إنه حضر مجلس أبي الفرج صاحب الأغاني فقال: لم نسمع بمن
مات فجاءة على المنبر فقال شيخ أندلسي
(26/602)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 603
قد لزم أبا الفرج اسمه يحيى بن مالك بن عائذ إنه شاهد في جامع بلده بالأندلس خطيبت
البلد وقد صعد يوم جمعة ليخطب، فلما بلغ يسير من خطبته خر ميتاً فوق المنبر،
فأنزل، وطلب في الحال من رقي المنبر، فخطب وصلى الجمعة بنا. قال الحبال: مات ابن
عائذ الأندلسي في شعبان سنة ست وسبعين.
(26/603)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 604
(26/604)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 605
1 (وفيات سنة سبع وسبعين وثلاثمائة)
أحمد بن محمد بن أحمد، أبو الفضل الفارساني. حدث بجرجان عن: الحسن بن سفيان. وعنه:
حمزة السهمي. أحمد بن خلف بن محمد بن فرتون، أبو عمرو الأندلسي الزاهد. مكثر عن:
وهب بن مسرة، وحج فسمع من أبي محمد بن الورد، وأبي علي السيوطي، وخلق. وكان ثقة
ورعاً متعبداً. روى عنه: أبو محمد بن ذنين، والصاحبان أبو إسحاق بن سنطير، وأبو
جعفر بن ميمون. ومات كهلاً، وكان مجاب الدعوة. أحمد بن محمد بن علي، أبو الحسن
المناسكي النيسابوري. سمع: أبا سعيد عبد الرحمن بن الحسين، وطبقته. وعنه: الحاكم.
(26/605)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 606
أحمد بن يوسف بن يعقوب بن البهلول، أبو الحسن التنوخي البغدادي. من بيت علم وحشمة.
سمع: عمر بن إسماعيل بن أبي غيلان، وعبد الله بن إسحاق المدائني، ومحمد بن جرير،
ومحمد بن محمد الباغندي. روى عنه: ابنته طاهرة، وعلي بن المحسن التنوخي، وكان صحيح
السماع. وذكر ابن أبي الفوارس أنه كان داعية إلى الاعتزال. وقال غيره: كان عارفاً
باللغة والنحو والكلام، وهو من بقايا بيته.) أبيض بن محمد بن أبيض بن الأسود بن
نافع، أبو العباس، ويقال أبو الفضل المصري القرشي الفهري. آخر من روى عن: أبي محمد
النسائي مجلسين. روى عنه: الحافظ عبد الغني الأزدي، وعبد الملك بن عبد الله بن
مسكين الشافعي، ويحيى بن علي بن الطحان. ومولده سنة ثلاث وتسعين ومائتين. وروى أبو
محمد بن النحاس، عن محمد بن أبيض، عن عبد السلام بن أحمد. إسحاق الأمير أبو محمد
بن المقتدر بالله. ولد سنة سبع عشرة وثلاثمائة، وعاش ستين سنة. وتوفي في ليلة
الجمعة سابع عشر ذي القعدة، وغسله أبو بكر بن أبي موسى الهاشمي،
(26/606)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 607
وصلى عليه ابنه القادر بالله الذي استخلف بعد الطائع لله. أمة الواحد بنت الواحد
القاضي أبي عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي. روت عن: أبيها، وإسماعيل الوراق،
وعبد الغافر بن سلامة، وحفظت القرآن والفقه على مذهب الشافعي والفرائض والدور
والعربية، وغير ذلك من العلوم الإسلامية. روى عنها: الحسن بن محمد الخلال، وغيره.
وهي أم القاضي أبي الحسين محمد بن أحمد بن القاسم المحاملي. قال ابن أخيها أحمد بن
عبد الله: إسمها ستيتة، كانت من أحفظ الناس للفقه. وقال أبو بكرالبرقاني: كانت بنت
المحاملي تفتي مع أبي علي بن أبي هريرة. توفيت في رمضان. بكر بن أحمد بن البغدادي
القزويني الشافعي. سمع: محمد بن أبي عمارة. وعنه الخليلي. جعفر ابن الخليفة المكتفي
علي بن المعتضد بن الموفق العباسي. مات أبوه وله سنة، فدخل في علم الفلاسفة وبرع
في التنجيم. حكى عنه أبو علي التنوخي في النشوار، وكان عضد الدولة يحترمه.)
(26/607)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 608
جعفر بن محمد بن أحمد بن إسحاق البهلول، أبو محمد التنوخي الأنباري، ثم البغدادي
المقريء. ولد سنة ثلاث وثلاثمائة، وكان يقرأ بحرف عاصم، وحمزة، والكسائي، وسمع هو
وأخوه من: البغوي، وأبي بكر بن أبي داود، وابن المجدر، وسمع هو وأخوه من: البغوي،
وأبي بكر بن أبي داود، وابن المجدر، وأبي الليث الفرائضي، وجده أحمد بن إسحاق.
وعرض عليه قضاء بغداد، فأباه تورعاً وتزهداً. روى عنه: أبو القاسم التنوخي، ومات
في جمادى الآخرة. لا أستحضر من قرأ عليه. الحسن بن أحمد بن عبد الغفار، أبو علي
الفارسي الفسوي النحوي صاحب التصانيف. عنده جزء عال رواه عن علي بن الحسين بن معدان
صاحب إسحاق ابن راهويه. روى عنه: عبيد الله الأزهري، وأبو القاسم التنوخي، وأبو
محمد الجوهري.
(26/608)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 609
ولد بفسا وقدم بغداد وسكنها، وأخذ عن علمائها كالزجاج، وأبي بكر السراج، وأبي بكر
مبرمان، وأبي بكر الخياط، ودخل الشام وأقام بطرابلس ثم بحلب، وخدم سيف الدولة، ثم
رجع إلى بغداد، وأقبل على الإشتغال والتصنيف، وعلت منزلته في النحو حتى فضله بعض
تلامذته على المبرد، وخدم الملوك ونفق عليهم. قال السلطان عضد الدولة: أنا غلام
أبي علي الفارسي في النحو، وغلام أبي الحسين الرازي في النجوم. ومن أصحابه: أبو
الفتح عثمان بن جني، وعلي بن عيسى الربعي. وكان متهماً بالإعتزال، صنف كتاب
التذكرة وهو كبير، وكتاب الإيضاح والتكملة وصنفه لعضد الدولة، وكتاب الحجة في
القراءآت وعللها، وكتاب المقصور والممدود، وكتاب ما أغفله الزجاج في معاني القرآن،
وكتاب العوامل المائة، والمسائل العسكرية والمسائل البصرية والمسائل المجلسيات
والمسائل العصريات الشيرازية والمسائل المذهبيات والمسائل الكرمانية، وغير ذلك.
وتوفي ببغداد في ربيع الأول، وله تسع وثمانون سنة. الحسن بن محمد، أبو الحسين
الأصبهاني المذكر.) سمع: إبراهيم بن محمد بن متويه، ومحمد بن يحيى البصري، صاحب
عبد الأعلى بن حماد. روى عنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نعيم الحافظ. الحسين بن
حلبس بن حمويه، أبو عبد الله القزويني. سمع: العباس بن الفضل بن شاان، وأبا العباس
الرازيين، وأبا بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري. روى عنه: أبو يعلى
الخليلي، ووثقه.
(26/609)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 610
سليمان بن أيوب بن سليمان بن البلكائش، أبو أيوب القوطي القرطبي. سمع أباه، وابن
لبابة، وأحمد بن بقي بن مخلد، ومحمد بن أيمن، وأسلم بن عبد العزيز، وجماعة. وكان
فقيهاً مالكياً زاهداً خاشعاً بكاء. روى الكثير. أخذ عنه ابن الفرضي وجماعة كثيرة،
وكان من أهل العلم والنظر، بصيراً بالاختلاف، حافظاً للمذاهب، مائلاً إلى الحجة
والدليل. توفي في شعبان. شاه بن محمد بن جبريل، أبو الحسين النسفي، واسمه: محمد.
روى عن: محمود بن عفير صاحب عبيد بن حميد. وعنه: جعفر المستغفري. عبد الله بن أحمد
بن محمد الأبريسمي الهروي. سمع: حاتم بن محبوب. وعنه: الحاكم، وجماعة. قد سمع من:
السراج، وابن خزيمة، وأبا حامد الحضرمي. عبد الله بن عمر بن أحمد بن محمد، أبو
الفرج المقريء الناقد. شيخ بغدادي. روى عن أبي عبد الله المحاملي، وغيره.
(26/610)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 611
وعنه: علي بن عبد العزيز الطاهري. عبد الله بن محمد بن الجنيد الأصبهاني. ثقة
دين.) سمع: أحمد بن محمد بن السكن. وعنه: ابن أبي علي الذكواني، وأبو نعيم. عبد
الواحد بن علي بن خشيش، أبو القاسم البغدادي الوراق. سمع: أبو القاسم، وابن صاعد.
وعنه: الحسن بن محمد الخلال، وغيره، وهو ثقة. عبيد الله بن محمد بن عابد، أبو محمد
البغدادي الخلال. شيخ ثقة. سمع: أحمد بن محمد البراني، وإبراهيم بن شريك الأسدي،
وعبد الله بن إسحاق المدائني، ومحمد بن صالح بن ذريح. وعنه: عبيد الله الأزهري،
وأبو محمد الحسن الخلال، وأحمد بن روح. عاش ستاً وثمانين. علي بن محمد بن أحمد بن
نصير بن عرفة الثقفي البغدادي، أبو الحسن بن لولو الوراق. سمع حمزة بن محمد
الكاتب، وإبراهيم بن شريك، وعبد الله بن ناجية، والفريابي، وإبراهيم بن هاشم
البغوي، وزكريا بن يحيى الشامي، ومحمد بن المجدر، وجماعة. وعنه: أبو بكر البرقاني،
وأبو محمد الخلال، وأحمد بن محمد
(26/611)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 612
العتيقي، وأبو القاسم التنوخي، والحسن بن علي الجوهري، وآخرون. ولد سنة إحدى
وثمانين ومائتين. قال البرقاني: كان ابن لولو يأخذ العوض على الحديث دانقين، يعني
أن نفسه دنية. قال: وكانت حاله حسنة من الدنيا، وهو صدوق، غير أنه رديء الكتاب، أي
سيء النقل. قال: وصحف مرة: عن يحيى، عن أبي قال: عن عن، عن أبي. وقال عبيد الله
الأزهري: ابن لولو ثقة. وقال أبو القاسم التنوخي: حضرت عند ابن لولو مع أبي الحسين
البيضاوي ليقرأ عليه حديث إبراهيم بن هاشم، وكان قد ذكر له عدد من يحضر، ودفعنا
إليه دراهم، فرأى في جملتنا واحداً زائداً على العدد، فأمر بإخراجه، فجلس الرجل في
الدهليز، فجعل البيضاوي يرفع صوته ليسمع الرجل، فقال له ابن لولو: يا أبا الحسين
أتقاضي علي وأنا البغدادي بابطاقي، وراق، صاحب حديث، شيعي، أزرق كوسج، ثم أمر
جاريته بأن تجلس وتدق في الهاون أشناناً، حتى) لا يصل الصوت. وقال العتيقي: توفي
ابن لولو، وكان أكثر كتبه بخطه، وقال: لا يفهم الحديث إنما يحمل أمره على الصدق.
توفي في محرم سنة سبع وسبعين وثلاثمائة. علي بن محمد بن إبراهيم بن خشنام، أبو
الحسن المالكي المقريء. قرأ القرآن على أبي بكر محمد بن موسى بن محمد بن سليمان
الزينبي صاحب قنبل، وعلي بن محمد بن يعقوب المعدل.
(26/612)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 613
قرأ عليه: محمد بن الحسين الكارزيني، ومسافر بن الطيب، وغيرهما. علي بن محمد بن
القاسم بن بلاغ، أبو الحسن الدمشقي المقريء، إمام الجامع. سمع: أبا الدحداح أحمد
بن محمد، وجماعة. وعنه: أبو نصر الجبان، وعلي بن موسى السمسار، وغيرهما. توفي في
ربيع الآخر. علي بن محمد بن إسماعيل بن محمد بن بشر، أبو الحسن الأنطاكي المقريء
الفقيه الشافعي. قرأ ببلده على إبراهيم بن عبد الرزاق الأنطاكي بالروايات، وصنف
قراءة ورش، ودخل الأندلس في سنة اثنتين وخمسين، وكان بارعاً في القراءآت. قال أبو
الوليد الفرضي: أدخل الأندلس علماً جماً، وكان بصيراً بالعربية والحساب، وله حظ من
الفقه. قرأ الناس عليه وسمعت أنا منه، وكان رأساً في القراءآت، لا يتقدمه أحد في
معرفتها في وقته. وكان مولده بأنطاكية سنة تسع وتسعين ومائتين. ومات بقرطبة في
ربيع الأول. قلت: قرأ عليه أبو افرج الهيثم الصباغ، وإبراهيم بن مبشر المقرئان،
وحدث عنه عبد الله بن أحمد بن معاذ الداراني. سمع منه لما مر بدمشق، وروى حديثاً
كثيراً عن الشاميين. وذكر الصالحون مرة عند المنصور بن أبي عامر، وقال: أفضل من
هنا:
(26/613)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 614
أبو الحسن الأنطاكي، فكل من سميتم جاء إلي إلا هو، فما وقف لي قط. وقال محمد بن
عتاب: كان عيش أبي الحسن من غزل جاريته، وكان يجري عليه في الشهر جراية، فلما مات
فتحت فوجدت في تركته مصرورة لم يحلها، رحمة الله عليه. علي بن محمد بن الحسين بن
حاجب، أبو القاسم الكوفي.) يروي عن عبد الله بن زيدان البجلي. توفي في صفر. القاسم
بن الحسن بن القاسم، أبو أحمد بن الصقر الفلكي الهمذاني النساج. يروي عن: عبد
الرحمن بن أحمد بن عباد عبدوس، وإبراهيم بن دينار، وعبد الله بن أحمد بن يوسف
الإمام، وعلي بن زنجويه الدينوري، وأبي محمد بن عبد الله بن وهب الدينوري، ومهدي
بن عبد الله الأسدابازي. روى عنه: محمد بن عيسى، وحمد الزجاج، وعلي بن عطية، ومحمد
بن إبراهيم الريحاني الهمذانيون. قال صالح بن أحمد: لم يكن الحديث من شأنه، تكلموا
فيه. محمد بن أحمد بن الحسين بن القاسم بن السري بن الغطريف بن الجهم، أبو أحمد
الغطريفي الجرجاني الرباطي. كان أبوه نيسابورياً سكن رباط دهستان، وكان صاحب
الرباط، فولد
(26/614)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 615
له بها أبو أحمد ونشأ بجرجان، وسكنها إلى أن مات بها في رجب. وكانت الرحلة إليه في
آخر أيامه. سمع: عمران بن موسى بن مجاشع، وأحمد بن عمر التاجر، وأحمد بن محمد
الوزان، وأحمد بن الحسن البلخي، والحسن بن سفيان، وأبا خليفة الجمحي، ولزمه حتى
سمع جميع ما عنده، وسمع بهمذان من عبدوس بن أحمد، وبالري من إبراهيم بن يوسف
الهسنجاني، وببغداد من عبد الله بن ناجية، وأحمد بن الحسن الصوفي، والهيثم بن خلف
العبدوي، والإمام أبي العباس بن شريح، وبنيسابور من ابن خزيمة، وهذه الطبقة. روى
عنه: رفيقه أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي في صحيحه أكثر من مائة حديث، فمرة
يقول: ثنا محمد بن أحمد العبدي، ومرة يقول: محمد بن أبي حامد النيسابوري العبقسي،
والثغري يدلسه. وكان حافظاً متقناً صواماً قواماً. صنف الصحيح على المسانيد. روى
عنه: حمزة السهمي، وأبو نعيم الأصبهاني، ورضي بن إسحاق النصري، وأبو العلاء السري
بن إسماعيل بن الإمام أبي بكر الإسماعيلي، والقاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله
الطبري، وآخرون.) وجزؤه الذي رواه ابن طبرزد أعلى الأجزاء. محمد بن أحمد بن عبد
الرحمن، أبو الحسين الملطي المقريء، الفقيه الشافعي، نزيل عسقلان. قال الداني أخذ
القراءة عرضاً عن أبي بكر بن مجاهد، وأب بكر بن الأنباري، وجماعة مشهورة بالثقة.
ويقول الشعر.
(26/615)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 616
قلت: روى عنه إسماعيل هذا، وعمر بن أحمد، وداود بن مصحح العسقلاني، وعبيد الله بن
سلمة المكتب. وله قصيدة في نعت القراءة كالخاقانية أولها:
(أقول لأهل اللب والفضل والحجى .......... مقال مريد للثواب وللأجر)
وقد روى الحديث عن عدي بن عبد الباقي، وخيثمة بن سليمان، وأحمد بن مسعود الوزان،
وجماعة. أخبرنا عبد الحافظ بن بدران، أنا أحمد، بن طاوس، أنا حمزة بن أحمد السلمي،
أنا نصر بن إبراهيم الفقيه، أنبأ عمر بن أحمد الخطيب، أنا أحمد بن محمد السلمي،
أنا نثر بن إبراهيم الفقيه، أنا عمر بن أبي إدريس الإمام بحلب، ثنا سهل بن صالح
الأنطاكي، ثنا عبده بن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم لهند: خذي من ماله ما يكفيك وولدك بالمعروف. وكانت قالت له: يا
رسول الله إن أبا سفيان رجل شحيح لا يعطيني ما يكفيني ويكفي بني فآخذ من ماله وهو
لا يعلم، فهل علي منه شيء متفق عليه. محمد بن إبراهيم الأصبهاني النيلي المقريء.
مات في شوال. محمد بن جعفر بن جابر، أبو بكر السعدي الرزمازي الدهقان. ورزماز قرية
على يوم من سمرقند.
(26/616)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 617
سمع: الحسن بن صاحب الشاشي، وزاهد بن عبد الله. روى عنه: أبن سعيد عبد الرحمن
الإدريسي. محمد بن جعفر بن زيد، أبو الطيب المكتب. روى عن أبي القاسم البغوي.)
وعنه ابنه عبد الغفار. محمد بن زيد بن علي بن جعفر بن مروان، أبو عبد الله
الأبزاري نزيل الكوفة. وهو بغدادي. سمع: عبد الله بن ناجية، وحامد بن شعيب، وعبد
الله بن الصقر السكري. وانتقى عليه الدارقطني، وحدث ببغداد، ثم رد إلى الكوفة،
وبها مات في صفر. وثقه البرقاني، وروى عنه أبو جماعة منهم: علي بن المحسن التنوخي،
والحسن بن علي الجوهري. محمد بن محمد بن صابر بن كاتب، أبو عمرو البخاري المؤذن،
مسند بخارى. روى عن: صالح بن محمد جزرة، وحامد بن سهل، ومحمد بن حرب، والحسين بن
الحسن بن الوضاح، والبخاريين. روى عنه: محمد بن أحمد غنجار، وأحمد بن عبد الرحمن
الشيرازي، وأبو نصر أحمد بن علي البخاري السني وجماعة. ورخه أبو بكر السمعاني في
أماليه.
(26/617)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 618
محمد بن محمد بن عبد الله الأستراباذي والد أبي سعيد الإدريسي. قال ابنه: كان
زاهداً ورعاً قواماً بالليل كثير التلاوة. روى عن: أبي نعيم بن عدي، وأبي حامد بن
بلال النيسابوري. ومات في رمضان. ميمون بن أحمد بن محمد بن موسى، أبو سعيد المصري
المالكي الفقيه. وتوفي في ربيع الآخر. هبة الله بن محمد بن يوسف بن يحيى بن علي بن
المنجم البغدادي الإخباري. سمع من جده. روى عنه: أبو بكر بن شاذان، وأبو علي التنوخي.
وكان نديم الوزير المهلبي. توفي في رمضان. ذكره ابن النجار. يحيى بن مروان، أبو
بكر القرطبي المؤذن. رحل وسمع من: ابن الأعرابي، وابن الورد. وكتب عنه غير واحد.)
توفي بقرطبة في صفر.
(26/618)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 619
1 (وفيات سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة)
أحمد بن الحسين بن أحمد بن علي العلوي بن العقيقي الدمشقي صاحب الدار والحمام
بنواحي باب البريد. مات في هذا العام، وأغلق له البلد. وقد كان مدحه أبو الفرج
محمد بن أحمد الوأواء الشاعر. أحمد بن خالد بن عبد الله بن يبقى الجذامي القرطبي، أبو
عمر التاجر. رحل وسمع من: أبي علي الصفار، والحسين بن صفوان، وأبي البختري، وأبي
سعيد بن الأعرابي. وأدخل الأندلس أشياء تفرد بروايتها، فسمع الناس منه، ولم يكن له
فهم، ولا كان يقيم الهجاء، غير أنه كان صالحاً صدوقاً إن شاء الله. سمعت منه أكثر
ما يرويه. قاله ابن الفرضي. توفي في ذي القعدة. أحمد بن عبادة، أبو عمرو المرادي
الإشبيلي.
(26/619)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 620
سمع: الحسن بن عبد الله الزبيدي، وسعيد بن جابر، وأحمد بن خالد بن الحباب، وابن
أيمن، وجماعة. وولي الصلاة بإشبيلية، وكان صالحاً وقوراً مسمتاً. قال ابن الفرضي:
ثنا عن سعيد بن جابر، ومات في شوال. أحمد بن علي بن محمد بن هارون، أبو العباس
الهاشمي الرشيدي. حدث عن: ابن صاعد، وغيره. أحمد بن عون الله بن حدير بن يحيى، أبو
جعفر القرطبي البزاز. حج وسمع من: ابن الأعرابي، وخيثمة الأطرابلسي، وأحمد بن سلمة
ابن الضحاك، وأبا يعقوب الأذرعي، وجماعة كثيرة. وكان صدوقاً صالحاً، شديداً على
المبتدعة، لهجاً بالسنة، صبوراً على الأذى. روى عنه ابن الفرضي وقال: كتب الناس
عنه قديماً وحديثاً. قال لي: ولدت سنة ثلاثمائة. وتوفي في ربيع الآخر. قلت: ومن
شيوخه قاسم بن أصبغ، وأبو الميمون بن راشد الدمشقي، وكان منقبضاً عن) المداخلة،
خيراً يسمع العلم من بكرة إلى عشية، وله وقائع مشهورة مع أهل البدع، وعنه أخذ أبو
عمر الطلمنكي، رحمه الله تعالى. أحمد بن محمد بن عبد الله بن أحمد، أبو العباس بن
أبي نصر النيسابوري الماسرجسي سبط ابن ماسرجس. مكثر. عن: أبي حامد ابن الشرقي،
ومكي بن عبدان. وخرج له الحاكم فوائد. توفي في ربيع الأول.
(26/620)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 621
أحمد بن موسى بن عيسى، أبو الحسين الجرجاني الوكيل على باب القاضي. روى عن: عمران
بن موسى بن مجاشع، وأحمد بن محمد بن عبد الكريم الوزان، وأحمد بن حفص السعدي، وعبد
الرحمن بن عبد المؤمن. ذكره حمزة السهمي فقال: كتب الكثير من المسانيد والسنن،
وجمع وصنف، وله فهم ودراية، وله مناكير عن شيوخ مجاهيل فأنكروا عليه. توفي في ذي
القعدة. إبراهيم بن سليمان بن أبي زرعة، أبو إسحاق بن الملاح المصري. يروي عن محمد
بن زبان. وتوفي في رجب. إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن صالح، أبو القاسم بن زنجي
البغدادي الكاتب. سمع: محمد بن محمد الباغندي، ومحمد بن خلف وكيع، والبغوي. وعنه:
أبو القاسم التنوخي، وأبو محمد الجوهري. وقال عبيد الله الأزهري: لا يسوى شيئاً.
بشر بن محمد بن محمد بن ياسين بن النضر بن سليمان القاضي، أبو القاسم الباهلي
النيسابوري، من بيت الفتوى والرواية. قال الحاكم: كان كثير الذكر والصلاة. سمع:
أبا بكر بن خزيمة، وأبا العباس السراج، وأبا العباس الدغولي. جلس وأملى، وكان
مكثراً لكنه ضيع أصوله.)
(26/621)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 622
وروى عنه: الحاكم، وأبو سعيد الكنجروذي في هذه السنة. وتوفي في شهر رمضان. وقع لي
من عواليه جزء، وقد ولد سنة ست وتسعين ومائتين. تبوك بن الحسن بن الوليد بن موسى،
أبو بكر الكلابي الدمشقي المعدل، أخو عبد الوهاب. روى عن: سعيد بن عبد العزيز
الحلبي، وأحمد بن جوصا، ومحمد ابن يوسف الهروي. وعنه: أخوه عبد الوهاب، وتمام،
وعلي بن السمسار، وجماعة. توفي في رمضان. جعفر بن أحمد، أبو القاسم النيسابوري
الصوفي الرازي الأصل، شيخ عصره في التوكل والزهد. سمع: أبا محمد بن أبي حاتم،
وجماعة. كتب عنه الحاكم وقال: توفي في شعبان. الحسين بن أحمد بن إبراهيم بن حازم،
أبو عبد الله الفارسي القطار. توفي في شعبان بمصر. الحسين بن علي بن ثابت المقريء
صاحب المنظومة في القراءآت السبعة. روى عنه: أحمد بن محمد العتيقي، وكان حافظاً
ذكياً. ولد أعمى، وتوفي في رمضان، وكان يحضر مجلس ابن الأنباري ويحفظ ما يملى.
(26/622)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 623
الخليل بن أحمد بن محمد بن الخليل، أبو سعيد السجزي القاضي الحنفي، شيخ الحنفية.
وكان من أحسن الناس كلاماً في الوعظ والذكر. سمع: السراج، وأبا بكر بن خزيمة، وأبا
القاسم البغوي، ويحيى بن صاعد، ومحمد بن إبراهيم الديبلي، وجماعة. وولي قضاء
سمرقند، وبها توفي. روى عنه أهل هراة ونيسابور. روى عنه أبو عبد الله الحاكم، وأبو
يعقوب إسحاق القراب، وعبد الوهاب بن محمد الخطابي، ومحلم بن إسماعيل الضبي،
وجماعة. ووقع لي حديثه بعلو. وفي كتاب القند أنه مات بفرغانة، وأنه ولد سنة تسع
وثمانين. قال الحاكم: هو شيخ أهل الرأي في عصره، وكان من أحسن الناس كلاماً في
الوعظ.) ومن شعره:
(سأجعل لي النعمان في الفقه قدوة .......... وسفيان في نقل الأحاديث سيدا)
(وفي ترك ما لم يعنني عن عقيدتي .......... سأتبع يعقوب العلا ومحمدا)
(وأجعل درسي من قراءة عاصم .......... وحمزة بالتحقيق درساً مؤكداً)
(26/623)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 624
(وأجعل في النحو الكسائي قدوة .......... ومن بعده الفراء ما عشت سرمداً)
في أبيات. زياد بن محمد بن زياد، أبو العباس الجرجاني الأصبهاني، وجرجان من قرى
أصبهان. روى عن: الحسن بن محمد الداركي، ومحمد بن محمد بن عمرو الأبهري. وعنه: أبو
بكر بن أبي علي، وأبو نعيم. ورخه عبد الرحمن بن محمد العبدي. سعيد بن حمدون بن
محمد القيسي القرطبي الصوفي أبو عثمان. سمع: قاسم بن أصبغ، وأحمد بن الشامة، وحج
سنة اثنتين وتسعين. و سمع: أبا محمد بن الورد، وأبا بكر الآجري، ولم يزل يسمع إلى
أن مات. ولم يكن له نفاذ في العلم. مات في ذي الحجّة. سلمة بن أحمد بن سلمة، أبو
نصر النيسابوري المعاذي الشاعر المشهور. سمع: أبا حامد بن بلال القطان، وعدة.
وعنه: الحاكم. سليمان بن محمد بن أحمد بن أبي أيوب، أبو القاسم البغدادي.
(26/624)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 625
سمع: محمد بن محمد الباغندي، وعبد الله البغوي، وعبد الحميد بن درستويه. روى عنه:
عبيد الله الأزهري، والحسن بن محمد الخلال، وغيرهما. وثقه الخطيب. شافع بن محمد بن
يعقوب بن إسحاق، أبو النضر، حفيد الحافظ أبي عوانة الإسفراييني. رحل وطوف إلى
العراق والشام ومصر بعد وفاة جده. سمع: جده، وعلي بن عبد بن مبشر الواسطي، وأحمد
بن عمير بن جوصا الحافظ، وعبد الله) بن الزفتي، وأحمد بن عبد الوارث الغسال، وأحمد
بن محمد الطحاوي الفقيه، ومحمد بن إبراهيم الديبلي، والمحاملي، وطبقتهم. روى عنه:
أبو عبد الله الحاكم، وأبو عبد الرحمن السلمي، وأبو نعيم الهروي، وأبو مسعود أحمد
بن محمد الرازي، وأبو سعيد مصر بن عبد الرحمن الكنجرودي. وقال الحاكم: خرجت عه في
الصحيح، وتوفي بجرجان سنة ثمان وسبعين. عبد الله بن إسماعيل الرئيس، أبو محمد.
توفي بمكة في ذي الحجّة. سمع بخراسان من ابن الشرقي، وغيره. عبد الله بن علي بن
محمد بن يحيى، أبو نصر السراج الطوسي
(26/625)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 626
الصوفي، مصنف كتاب اللمع في التصوف. سمع: جعفر الخلدي، وأبا بكر محمد بن داود
الرقي، وأحمد بن محمد السائح. روى عنه: أبو سعيد محمد بن علي النقاش، وعبد الرحمن
بن محمد السراج، وغيرهما. قال السلمي: كان أبو نصر من أولاد الزهاد، وكان المنظور،
وكان إليه في ناحيته في الفتوة ولسان القوم، مع الاستظهار بعلم الشريعة، وهو بقية
مشايخهم اليوم. ومات في رجب، ومات أبوه ساجداً. عبد الله بن محمد بن علي بن شريعة
بن رفاعة اللخمي المعروف بابن الباجي الأندلسي العلامة الحافظ، أبو محمد الأشبيلي.
سمع: محمد بن عبد الله بن القون وسيد أبيه الزاهد، وسعيد بن جابر بإشبيلية، ومحمد
بن عمر بن عبد العزيز، وخلقاً بقرطبة، ومحمد بن فطيس، وعثمان بن جرير بإلبيرة.
وكان ضابطاً حافظاً متقناً، بصيراً بمعاني الحديث. قال ابن الفرضي: لم ألق أحداً أفضله
عليه في الضبط. سمعت منه
(26/626)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 627
الكثير بقرطبة، ورحلت إليه إلى إشبيلية مرتين، سنة ثلاث وسبعين، وسنة أربع. وروى
الناس عنه كثيراً، وسمع منه جماعة من أقرانه. وتوفي في رمضان، وله سبع وثمانون
سنة. عبد العزيز بن الحسن بن أبي صابر، أبو محمد البغدادي الناقد الصيرفي. سمع أبا
خبيب العباس بن البرتي، وأبا بكر بن أبي داود بن صاعد.) وعنه: الحسن بن محمد
الخلال، وأبو محمد الجوهري. ووثقه عبيد الله الأزهري. توفي في جمادى الآخرة. عبد
العزيز بن محمد بن عبد العزيز، أبو محمد الكسائي المقريء. توفي في رمضان. عبد
الغفار بن أحمد بن محمد بن هشام بن داود بن مهران الحراني، أبو مسلم، من أهل مصر.
توفي في شعبان، وقد قارب التسعين. عبد الكريم بن محمد بن موسى البخار الميغي، وميغ
من قرى بخارى. لم يكن في عصره مثله بسمرقند فقهاً وعلماً، وكان عالم الحنفية في
زمانه، وأزهدهم. أخذ عن: عبد الله بن محمد بن يعقوب البخاري الفقيه، وغيره، وروى
أيضاً عن أبي القاسم الحكم السمرقندي، ونصر المهلبي، ومحمد بن عمران البخاري.
(26/627)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 628
مات في جمادى الآخرة، كتب عنه أبو سعيد الإدريسي، وغيره. عبد الواحد بن محمد بن
أحمد بن مسرور الحافظ، أبو الفتح البلخي. سمع: الحسين بن محمد المطبقي، وأبا بكر
أحمد بن سليمان بن زياد، وأبا عمر محمد بن يوسف الكندي، وأبا سعيد بن يونس،
وجماعة. روى عنه: الحافظ عبد الغني بن سعيد المصري، وأحمد بن عمر بن سعيد بن قديد،
وعمر بن الخضر اليمانيين وغيرهم. وكان حافظاً مكثراً، أقام بمصر مدة، وتوفي في ذي
الحجّة. عبد الله بن الحسين بن الحسن الإمام، أبو القاسم بن الجلاب المالكي
الفقيه. توفي راجعاً من الحج، في آخر السنة. نقلته من خط شيخنا أبي الحسين، وهو
مذكرو بكنيته أيضاً. عبيد الله بن الوليد بن محمد بن مروان الأموي المعيطي الإمام
البرقي ثم الأندلسي. سمع: قاسم بن أصبغ، ومحمد بن أبي دليم، والحسن بن سعد. وكان
فقيهاً مالكياً بصيراً بالمسائل. توفي في أول السنة. سمع منه جماعة.)
(26/628)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 629
عتيق بن موسى بن هارون بن موسى بن الحكم، أبو بكر الحاتمي الأزدي. شيخ معمر. سمع
من: أبي الرقراق أحمد بن محمد بن عبد العزيز التجيبي صاحب يحيى بن بكير موطأ مالك،
ومن حسين بن حميد العكي صاحب عمرو بن خالد، ويحيى بن بكير. روى عنه: يحيى بن علي
بن الطحان، وأحمد بن علي بن محمد بن سلمة الفهمي الأنماطي شيخ ابن عبد الله
الرازي. توفي في شعبان، وكان أسند من بقي بمصر. عمر بن محمد بن السري بن سهل، أبو
الجنديسابوري الوراق. ولد سنة تسعين ومائتين، وروى عن محمد بن جرير، والباغندي،
وحامد بن البلخي. وعنه: الأزجي، كان مخلطاً، يدعي ما لم يسمع. القاسم بن خلف بن
فتح بن عبد الله بن جبير الفقيه، أبو عبد الله الجبيري الطرطوشي نزيل قرطبة. سمع
قاسم بن أصبغ، ورحل فسمع بمصر والعراق. قال ابن عفيف، كان عالماً بالفقه والحديث،
نظاراً موفقاً في المسائل، حسن التأليف، وله كتاب في التوسط بين مالك وابن القاسم،
فيما خالف فيه ابن القاسم مالكاً. وكان ذا مكانة من المستنصر بالله الحكم، صاحب
الأندلس.
(26/629)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 630
ولي قضاء بلنسية وقضاء طرطوشة، ولحقته مع عبد الملك بن منذر البلوطي وجماعة من
العلماء التهمة في القيام مع عبد الله ابن أخي المستنصر، على هشام المؤيد، وصاحب
دولته ابن أبي عامر، وكانت فتنة هائلة، قتل فيها عبد الملك البلوطي باعترافه،
وإقراره لخدعة لحقته من ابن عامر، ثم أمر با بن القاسم و بالجماعة إلى المطبق، فبقي
القاسم إلى أن مات في المطبق في هذه السنة. وقال أبو الحسن بن القراب: كان يحفظ من
الحديث جملة، وكتب الحديث بالشام ومصر. حدث بأحاديث عن الباغندي لا أصل لها، وكان
رد من المذهب. محمد بن أحمد بن محمد بن يعقوب، أبو بكر المفيد، نزيل جرجرابا. وصفه
أبو نعيم الأصبهاني بالحفظ. قال الخطيب: وسمعت محمد بن عبد الله يحكي عنه قال:
موسى بن هارون، سماني المفيد.) وقال محمد بن أحمد الروياني: لم أر أحفظ من المفيد.
وحدث عنه أبو سعد الماليني ووصفه بالصلاح. روى المفيد عن: أحمد بن عبد الرحمن
السقطي، وأبي شعيب الحراني، وعلي بن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، ومحمد بن
يحيى المروزي، وخلق لا يحصون من أهل مصر والشام، وحدث مناكير عن أقوام مجاهيل،
منهم الحسن بن عبيد الله العبدي، عن عفان، وعبد الله بن
(26/630)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 631
رجاء، وجماعة، ومنهم أحمد بن عبد الرحمن السقطي، عن يزيد بن هارون. وقد روى عنه
البرقاني في صحيحه، واعتذر بأن ذلك الحديث ما وقع له إسناده إلا عنه، وسئل عنه
البرقاني فقال: ليس بحجة، رحلت إليه وثنا بالموطأ عن الحسين بن عبد الله، عن
القعنبي، فلما رجعت قال لي أبو بكر بن أبي سعد: خلف الله عليك نفقتك، فدفعت الموطأ
إلى بعض العامة، وأخذت بدله بياضاً. قلت: وآخر من حدث عن الحسن بن غالب المقريء
أحد الضعفاء، وبقي إلى سنة ثمان وخمسين وأربعمائة. وذكر المفيد أنه ولد سنة أربع
وثمانين ومائتين، فيكون عمره أربعاً وتسعين. قال: سمعت من السقطي ولي إحدى عشرة
سنة، وكان سنه وقت سماعي منه مائة وخمس سنين. قال أبو الوليد الباجي: أبو بكر
المفيد شيخ أنكرت عليه أسانيد ادعاها. محمد بن أحمد بن مسعود، أبو عبد الله بن
الفخار الأندلسي إلبيري. مكثر عن: محمد بن فطيس، وروى عن عثمان بن جرير الكلابي،
وفضل بن سلمة. قال ابن الفرضي: سمع منه جماعة أنا منهم، وتوفي في ذي الحجّة. وقال
لي: ولدت سنة ثلاثمائة. وكان فقيهاً. محمد بن إسحاق بن طارق بن بكر القطيعي
الناقد. سمع: محمد بن محمد الباغندي، وعبد الله بن محمد البغوي، وطائفة.
(26/631)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 632
وعنه: أبو علي شاذان، وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي، والحسن بن محمد الخلال،
وآخرون. توفي في ربيع الآخر. محمد بن إسماعيل بن العباس البغدادي المستملي، أبو
بكر الوراق.) سمع: أياه، والحسن بن الطيب البلخي، وعمر بن إسماعيل بن أبي غيلان،
وأحمد بن الحسن الصوفي، و محمد بن محمد الباغندي، وطبقتهم. روى عنه: الدارقطني،
وأبو بكر البرقاني، والحسن بن محمد الخلال، وأبو محمد الجوهري، وأحمد بن عمر
القاضي، وآخرون. مولده سنة ثلاث وتسعين. ثنا أحمد بن عمر القاضي، ثنا أبو بكر
الوراق. قال: دققت على ابن صاعد بابه فقال: من ذا فقلت: أبو بكر بن أبي علي، أ ها
هنا يحيى فسمعته يقول للجارية: هاتي النعل حتى أخرج إلى هذا الجاهل الذي يكتني
ويسميني فأصفه. وقال أبو حفص بن الزيات: حضرت عند أحمد بن الحسن الصوفي وحضر
إسماعيل الوراق مع ابنه فسمع نسخة يحيى بن معين، فقام إسماعيل وأخذ بيد ابنه، وقال
للجماعة: اشهدوا أن ابني قد سمع من هذا الشيخ نسخة يحيى بن معين. قال الخطيب: سألت
البرقاني عنه فقال: ثقة. وقال ابن أبي الفوارس: ضاعت كتبه، واستحدث نسخاً من كتب
الناس، فيه تساهل.
(26/632)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 633
وقال عبيد الله الأزهري: حافظ، لكنه لين في الرواية، يحدث من غير أصل. مات في ربيع
الآخر. قلت: الحديث من غير أصل، مذهب طائفة. محمد بن بشر بن العباس، أبو سعيد
البصري الكرابيسي ثم النيسابوري. سمع: أبا لبيد محمد بن إدريس الشامي، وأبا بكر
محمد بن إسحاق بن خزيمة، وأبا القاسم البغوي، وجماعة. وكان ختن أبي الحسين
الحجاجي. شيخ صالح مسند. توفي في جمادى الآخرة، وله أحد وثمانون سنة. روى عنه: أبو
عبد الله الحاكم، وأبو سعيد الكنجرودي، وجماعة. محمد بن أبي الحسام طاهر بن محمد
بن طاهر، أبو عبد الله التدميري الزاهد. أحد من رفض الدنيا وظهرت له إجابات
وكرامات، وهو مشهور بالمغرب، وربما كان يؤآجر نفسه بما يتقوته، ثم لزم الثغر
والرباط، ثم استشهد مقبلاً غير مدبر في جمادى الأولى في غزوة) استرقة. محمد بن
الحسين بن محمد بن إبراهيم النعمان، أبو عبد الله القرشي الفهري المقريء. قرأ على
أبي الفتح بن بدهن، وأحمد بن أبي أسامة التجيبي، وجماعة.
(26/633)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 634
سكن الأندلس وبرع في القراءآت. توفي في المحرم في الكبولة، رحمه الله. قرأ عليه
أبو عمر الطلمنكي. محمد بن صالح القرطبي المعافري. سمع من: قاسم بن أصبغ، ورحل
فسمع من: ابن الأعرابي بمكة، ومن خلق ببغداد وخراسان، وسكن بخارى إلى أن مات. محمد
بن العباس بن محمد بن بالعباس بن أحمد بن عاصم الرئيس، أبو عبد الله بن أبي ذهل
الضبي الهروي. سمع: محمد بن معاذ الماليني، وأبا نصر محمد بن عبد الله التيمي،
وحاتم بن محبوب، وأبا عمرو الحيري، ومؤمل بن الحسن الماسرجسي ويحيى بن صاعد، وعبد
الرحمن بن أبي حاتم، وأدرك البغوي في الموت، ولم يسمع منه. روى عنه الأئمة الكبار:
الدارقطني، وأبو الحسين الحجاجي، والحاكم أبو عبد الله، وأبو أيوب القراب، وعامة
الهرويين. وكان يعاشر العلماء والصالحين، وله أفاضل كثيرة عليهم، وكان يضرب له
الدينار ديناراً ونصفاً، فيتصدق بالدنانير التي من هذا الوزن، ويقول: إني لأفرح
إذا ناولت فقيراً كاغدة فيتوهم أنه فضة، فيفتحه فيفرح، ثم يزن فيفرح ثانياً. وقد
قال مرة: ما مست يدي ديناراً ولا درهماً، نحو ثلاثين سنة. قال الحاكم: قد صحبت أبا
عبد الله بن أبي ذهل حضراً وسفراً، فما رأيت أحسن وضوءاً ولا صلاة منه، ولا رأيت
في مشايخنا أحسن تضرعاً منه
(26/634)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 635
وابتهالاً، ولقد سألت الولي عن أعشار غلات أبي عبد الله كم تبلغ قال: ربما زادت
على ألف حمل. وحدثني أبو أحمد الكاتب أن النسخة التي كانت عنده بأسماء من يقوتهم
أبو عبد الله بهراة يزيد على خمسة آلاف بيت، وعرضت على أبي عبد الله ولايات جليلة
فامتنع. ومولده سنة أربع وسبعين ومائتين،) واستشهد في صفر. أخبرني من صحبه أنه دخل
الحمام فما خرج، لبس قميصاً ملطخاً فانتفخ، ومات شهيداً. وقال أبو النضر عبد
الرحمن الفامي: إنه صنف صحيحاً على صحيح البخاري وتفقه ببغداد، ولم يجتمع لرئيس
بهراة ما اجتمع له من آلالات السيادة، ونسبه هو وأبو بكر الخطيب فقالا: هو محمد بن
العباس بن أحمد بن محمد بن عصم بن بلال بن عصم، أبو عبد الله العصمي. قال الخطيب:
أول سماعه سنة تسع وثلاثمائة بهراة، وورد بغداد دفعات، وحدث بها. روى عنه:
الدارقطني، وأبو الفتح بن أبي الفوارس، وأبو بكر البرقاني، وغيرهم. قلت: وقد سمع
شيخ الإسلام على خلق من أصحابه. قال الخطيب: وكان ثقة نبيلاً، من ذوي الأقدار
العالية. قال مرة: قد توفي جماعة أودعوا مصنفاتهم عني. سمعت البرقاني يقول: كان
ملك
(26/635)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 636
هراة تحت إمرة ابن أبي ذهل لقدره وأبوته. محمد بن عبد الله بن أيوب، أبو بكر
البغدادي القطان. سمع: محمد بن جرير، وغيره. روى عنه أبو محمد الخلال والجوهري.
قال عبيد الله الأزهري: كان سماعه صحيحاً لكنه كان رافضياً. محمد بن عبيد الله بن
محمد بن الفتح بن الشخير، أبو بكر الصيرفي، بغدادي صدوق. سمع: عبد الله بن إسحاق
المدائني، ومحمد بن محمد الباغندي، والحسن بن عنبر الوشاء، وعبد الله البغوي،
وجماعة. وعنه: عبيد الله الأزهري، وأبو محمد الجوهري وجماعة. توفي في رجب، وله بضع
وثمانون سنة. محمد بن علي الدقيقي النحوي. أخذ العربية عن: علي بن عيسى الرماني،
وخدم عضد الدولة، وصنف كتاب المرشد في النحو وكتاب المسموع في غريب كلام العرب.
محمد بن فتح، أبو عبد الله القرطبي اللحام.
(26/636)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 637
سمع من: قاسم بن أصبغ، والحبيب بن أحمد المؤدب. وكان أحد العدول.) محمد بن القاسم
بن فهد، أبو بكر القاضي. توفي بمصر. محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق، أبو أحمد
النيسابوري الكرابيسي الحاكم، الحافظ، صاحب التصانيف، وهو الحاكم الكبير. سمع:
محمد بن شادل، وأحمد بن محمد الماسرجسي، ومحمد بن إسحاق الثقفي، ومحمد بن إسحاق بن
خزيمة بنيسابور، ومحمد بن إبراهيم الغازي بطبرستان، ومحمد بن محمد الباغندي، ومحمد
بن حميد بن المجدر، وعبد الله البغوي، وابن أبي داود ببغداد، ومحمد بن الحسين
الخثعمي، وعبد الله بن زيدان البجلي بالكوفة، وأبا عروبة بحران، وسعيد بن هاشم
بطبرية، ومحمد بن الفيض، وسعيد بن عبد العزيز، ومحمد بن خريم، وابن جوصا بدمشق،
ومحمد بن إبراهيم الديبلي بمكة، وخلقاً سواهم بالبصرة وحلب والثغور. روى عنه: علي
بن حماد، وهو أكبر منه، وأبو عبد الله الحاكم، وأبو عبد الله السلمي، ومحمد بن
أحمد الجارودي، وأبو بكر ابن منجويه، وعمر بن أحمد بن مسرور، وصاعد بن محمد
القاضي، وأبو سعد الكنجرودي، وأبو عثمان البحيري، وخلق. قال أبو عبد الله الحاكم:
أبو أحمد الحافظ إمام عصره في الصنعة، وكان من الصالحين الثابتين على سنن السلف،
ومن المنصفين فيما يعتقده
(26/637)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 638
في أهل البيت والصحابة، وقلد القضاء في مدن كثيرة، وإنما سمع الحديث وهو ابن نيف
وعشرين سنة. صنف على كتابي البخاري ومسلم، وتتبع على شرط الترمذي. قال لي: سمعت
عمر بن علك يقول: مات محمد بن إسماعيل ولم يخلف بخراسان مثل ابن عيسى في العلم
والزهد والورع، بكى حتى عمي، رحمه الله. قال الحاكم في تتمة ترجمة أبي أحمد: وصنف
كتاب الأسماء والكنى وكتاب العلل والمخرج على كتاب المزني وكتاب الشروط. وكان
عارفاً بها، وصنف الشرح والأبواب، وقلد قضاء الناس، فحكم بها أربع سنين، ثم قضاء
طوس، فكنت أدخل عليه، والمصنفات بين يديه، فيقضي بين اثنين، فإذا تفرغ أقبل على
التصنيف، ثم إنه قدم نيسابور سنة خمس وأربعين وثلاثمائة، ولزم مسجده، وأقبل على
العبادة والتواليف، وأريد غير مرة على القضاء، فامتنع، وكف بصره سنة ست وسبعين.
وهو حافظاً عصره بهذه الديار. وقال السلمي: سمعت أبا أحمد الحافظ يقول: حضرنا مع
الشيوخ عند أمير خراسان نوح بن) نصر، فقال: من يحفظ منكم حديث أبي بكر في الصدقات
فلم يكن فيهم من يحفظه، وكان علي خلقان، وأنا في آخر الناس، فقلت للوزير: أنا
أحفظ. فقال: ها هنا فتى من نيسابور يحفظه، قال: فقدمت فوقهم، ورويت الحديث، فقال:
مثل هذا لا يضيع. وولاني قضاء الشاش. وقال الحاكم أبو عبد الله: توفي في ربيع
الأول، وله ثلاث وتسعون سنة. وكان قد تغير حفظه لما كف، ولم يختلط قط.
(26/638)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 639
محمد بن محمد بن إبراهيم، أبو بكر بن دوسلة الهمذاني الشافعي النجار. روى عن:
القاسم بن القاسم السياري، ومحمد بن أحمد بن محبوب، وأهل مرو. وعنه: أبو بكر محمد
بن إبراهيم الزنجاني، ومحمد بن عيسى. توفي في صفر. أبو القاسم بن الجلاب المالكي
الفقيه. إسمه فيما ذكر إسحاق الشيرازي عبد الرحمن بن عبيد الله. وسماه القاضي عياض
محمد بن الحسين، قال: ويقال إسمه الحسين بن الحسن، ويقال: عبيد الله بن الحسين.
تفقه بالقاضي أبي بكر محمد بن عبد الله الأبهري، وصنف كتاباً جليلاً في مسائل
الخلاف، وله كتاب التفريع في المذهب، مشهور، وغير ذلك. وكان أحفظ أصحاب الأبهري
وأنبلهم، وعداده في الفقهاء العراقيين، رحمه الله. توفي في آخر العام راجعاً من
الحج، ولم يخلف ببغداد في المذهب مثله. مات في الكهولة.
(26/639)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 640
(26/640)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 641
1 (وفيات سنة تسع وسبعين وثلاثمائة)
أحمد بن جعفر بن خزيمة، أبو محمد الطرازي. روى عن: السراج وغيره. توفي في المحرم.
أحمد بن عبد الله بن أحمد بن خلف، أبو بكر الدوري الوراق. حدث عن: أبو القاسم
البغوي، وأحمد بن القاسم الفرائضي، وأبي بكر بن مجاهد. وعنه: أبو العلاء محمد بن
علي الواسطي، وأبو القاسم التنوخي. وكان رافضياً مشهوراً. قاله الخطيب. أحمد بن
عبد الرحمن بن عبد القاهر، أبو عمر العبسي الفرضي أصله من إشبيلية، وبها ولد) سنة
ثلاث وتسعين ومائتين، وأخذ عن أحمد بن خالد وأحمد بن بقي، وحج فسمع من أبي جعفر
العقيلي، والطحاوي وطبقتهما. وله مصنف في الفقه سماه الإقتصاد، ومصنف في الزهد.
(26/641)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 642
مات في صفر. أرخه ابن بشكوال. أحمد بن عبد الرحمن بن القاسم بن حبيش النحوي بمصر.
يروي عن: ابن ربيع، وابن قديد. أحمد بن أبي طاهر علي بن بابنوس، أبو جعفر
البغدادي. سمع: محمد بن جرير الطبري، ومحمد بن خلف وكيع، والبغوي. وعنه: أبو القاسم
التنوخي، وأبو محمد الجوهري، وكان في بعض سماعه محككاً. وثقه أبو القاسم الآجري.
أحمد بن محمد بن أحمد باكويه، أبو حامد وأبو العباس الباكوي النيسابوري. سمع: محمد
بن شادل، وابن خزيمة، وأبا العباس السراج، وأبا قريش محمد بن جمعة. وعنه: الحاكم،
وعمر بن مسرور الزاهد، وأبو سعد الكنجرودي. قال الحاكم: تغير بأخرة لقلة رطوبته،
وهو في الحديث صدوق. وتوفي في شعبان. إبراهيم بن أحمد بن فتح، أبو إسحاق بن الجراد
الفهري، مولاهم القرطبي، الفقيه. روى عن: محمد بن عبد الملك بن أنس، والحسن بن
مسعد، ومحمد بن مسور، وعبد الله بن يونس القبري. وكان عارفاً بالفقه والعربية،
فصيحاً مرابطاً. روى عنه ابن الفرضي، وقال: توفي في ربيع الآخر.
(26/642)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 643
إبراهيم بن جعفر، أبو القاسم، ابن الساجي البغدادي الحنبلي الفقيه، صاحب أبي بكر
عبد العزيز غلام الخلال. سمع: إسماعيل الصفار، وأبا عمرو ابن الدقاق. روى عنه: أبو
القاسم عبد العزيز الأزجي، وأثنى عليه. وله كتاب البيان في الصفات وكان من كبار
الأئمة. إبراهيم بن محمد الأبيوردي.) حدث في هذا العام بمكة عن أبي خليفة، ومحمد
بن محمد الباغندي، ومكحول البيروتي، والبغوي. وعنه: أبو بكر الطلمنكي، وهو أعلى
شيخ له، لقيه بمكة، وكتب عنه جزءاً من حديثه. لم يذكره ابن عساكر. إسماعيل بن عبد
الله بن عمر بن منصور الكوكبي. سمع: ابن الشرقي، ومكي بن عبدان، وحدث. جعفر بن
محمد بن جعفر الأصبهاني الرفاعي، أبو محمد الكراني. يروي عن: أبي العباس بن عقدة،
والمحاملي. وعنه: أبو نعيم، وغيره. الحسن بن علي، أبو محمد المدائني النحوي. توفي
بمصر في جمادى الأولى، فيه جهالة.
(26/643)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 644
الحسين بن أحمد بن جعفر الرازي، عبد الله شيخ الصوفية وبقية الزهاد. صحب: أبا علي
الروذباري، وأبا بكر الكتاني، والشبلي، وجماعة كثيرة بالعراق والحجاز والشام ومصر،
وكان حافظاً لسير القوم وحكاياتهم. أكثر عنه السلمي وأثنى عليه في تاريخه. مات
بنيسابور في ربيع الأول. الحسين بن أحمد بن محمد بن دينار، أبو القاسم البغدادي الدقاق.
سمع: جده، وأبا القسم البغوي، وأبا بكر بن أبي داود. وعنه: عبد العزيز الأزجي،
والحسن بن محمد الخلال. وثقه ابن أبي الفوارس.
4 (شرف الدولة شيرويه ابن عضد الدولة)
ابن ركن الدولة بن بويه الديلمي، سلطان بغداد وابن سلطانها. ظفر بأخيه صمصام
الدولة وحبشه، ثم سمله. تملك العراق، وكان يميل إلى الخير، وأزال المصادرات. مرض
بالاستسقاء، وامتنع من الحمية. مات في جمادى الآخرة، عن تسع وعشرين سنة، وملك)
سنتين وثمانية أشهر، وولي بعده أخوه أبو نصر بهاء الدولة. صفوة أم حبيب، والدة
الحسن بن علي الصدفي المصري.
(26/644)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 645
توفيت في شعبان، وعندها حديث كثير، وأبو ها محدث، وابنه أيضاً، وأخواتها. قال أبو
إسحاق: حدثونا عنها. طاهر بن محمد بن سهلويه، أبو الحسين النيسابوري. حدث عن: محمد
بن إسماعيل المروزي صاحب علي بن حجر ببغداد، وعن مكي، وابن الشرقي. وعنه: عبيد
الله الأزهري، والحسن بن محمد الخلال. وتوفي في بغداد. وثقه الخطيب. عباس بن عمرو
بن هارون الكناني الصقلي الوراق. كان من الفضلاء بالأندلس. روى عن محمد بن معاوية
القرشي، وجماعة. كتب عنه ابن الفرضي. عبدوس بن علي الجرجاني، نزيل سمرقند. روى عن:
أبي نعيم عبد الملك بن محمد، وغيره. عبد الله بن إسماعيل بن عبد الله بن محمد بن
ميكال الرئيس، أبو محمد الميكالي النيسابوري. تقلد رئاسة نيسابور سنة ست وخمسين
وثلاثمائة. قال الحاكم: كان مذكوراً بالأدب والكتابة ومعرفة الشروط، وكان
(26/645)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 646
صالحاً، يختم القرآن في ركعتين، وكان كثير المعروف، وعقد مجلس النظر في حياة
الأستاذ أبي الوليد، ثم تقلد الرئاسة، وحدث عن ابن الشرفي وغيره وهو في نفسه صدوق،
ولم يكن ممن يميز المخرج له. توفي بمكة في آخر أيام الموسم. رحمه الله. علي بن
أحمد بن إبراهيم بن ثابت، أبو القاسم الربعي الرازي، ثم البغدادي الحافظ. سمع
بدمشق: محمد بن يوسف الهروي، والحسن بن حبيب الفقيه. وعنه: أبو العلاء محمد بن علي
الواسطي، وغيره، وأبو عبد السلمي.) قال الخطيب: ثقة حافظ. علي بن إبراهيم بن غرة البغدادي
مزكيان العطار. سمع من: علي بن طيفور، ومحمد بن محمد الباغندي، ومحمد بن السري
القنطري. وعنه: الحسن بن محمد الخلال، وأحمد بن محمد العتيقي، وجماعة. وثقه
الخطيب، وعاش مائة سنة. علي بن سهل بن أبي حيان التيمي، أبو الحسن الكوفي. حدث في
هذه السنة ببغداد عن: عبد الله بن زيدان البجلي، وغيره. روى عنه: العتيقي. علي بن
محمد بن السري، أبو الحسن الهمذاني البغدادي الوراق.
(26/646)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 647
روى عنه: محمد بن يحيى المروزي، ومحمد بن نصر الصائغ، والباغندي. وعنه: عبد العزيز
الأزجي، والحسن بن محمد الخلال. وقال محمد بن عمر الداوودي القاضي فيما حكى عنه
الخطيب: كان كذاباً، روى عن من لم يدركه. علي بن محمد بن يعقوب، أبو الحسن المصري
العطار الوراق. قال أبو إسحاق الحبال: مشهور، سمع الكثير، وتوفي سلخ صفر. عمر بن
محمد بن جعفر بن محمد بن حفص الغازل المعدل من أهل أصبهان. سمع بدمشق: أبا الدحداح
أحمد بن محمد بن إسماعيل الأبلي. وعنه: أبو بكر بنأبي علي، وأبو نعيم، وأبو طاهر
بن عبد الرحيم الكاتب. توفي في المحرم. محمد بن أحمد بن سويد، أبو عبد الله
التميمي القزويني المعلم شيخ أبي يعلى الخليلي. وهو أخر أصحاب علي بن أبي طاهر
القزويني، وسمع أيضاً من عبد الله بن محمد الإسفراييني، وجماعة. محمد بن أحمد بن
أبي طالب بن الجهم، أبو الفياض البغدادي. روى عن: أبو القاسم البغوي، ومحمد بن
حمدويه المروزي. وعنه: أبو علي بن المذهب، وقال: مات هو وأبوه وأخته في شهر ربيع
الآخر في جمعة) واحدة. قال: هو وأبوه وأمه في شهر ربيع الآخر.
(26/647)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 648
قال ابن أبي الفوارس: كان فيه تساهل. محمد بن أحمد بن شعيب النيسابوري الفقيه، أبو
سعيد الخفاف. إمام عارف بالخلافيات. سمع ابن الشرقي، ومكي بن عبدان، ومات في شوال.
محمد بن أحمد بن العباس، أبو جعفر السلمي البغدادي الجوهري الأشعري نقاش الفضة.
سمع: محمد بن محمد الباغندي، وعبد الله البغوي، والحسن بن محمي. روى عنه: أبو علي
بن شاذان، وعبيد الله الأزهري، وأبو القاسم التنوخي. ووثقه الأزهري وقال: كان أحج
المتكلمين على مذهب الأشعري، ومنه تعلم أبو علي بن شاذان علم الكلام، ولد سنة أربع
وتسعين ومائتين، وتوفي في المحرم. أخبرنا عيسى بن يحيى السبتي، أنا عبد الرحيم بن
الطفيل، أنا السلفي، أنا محمد بن عبد الملك الأسدي، وعبد الرحمن بن عمر السمناني،
والحسين بن الحسين الغانيذي، قالوا: أنا الحسن بن أحمد البزاز، ثنا أبو جعفر محمد
بن أحمد الأشعري من حفظه، قال: قرأنا على الحسن بن محمي المخرمي، حدثكم إبراهيم بن
عبد الله الهروي، ثنا هشيم، عن مجالد، عن الشعبي: سمعت شريحاً القاضي، سمعت علي بن
أبي طالب
(26/648)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 649
يقول على المنبر: خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم أنا، رضي
الله عنه. هذا لفظ منكر، لم يقله علي رضي الله عنه هكذا، والمتواتر خلافه. محمد بن
جعفر بن العباس، أبو بكر النجار غندر. سمع: محمد بن حميد بن المجدر، ويحيى بن
صاعد، ومحمد بن هارون الحضرمي. وعنه: الحسن بن محمد الخلال، وقال: ثقة توفي في
المحرم. محمد بن الحسن بن عبيد الله بن مذحج، أبو بكر الزبيدي الأندلسي النحوي.
كان شيخ العربية بالأندلس. اختصر كتاب العين وله كتاب الواضح في العربية وكتاب لحن
العامة. وكان الحاكم المستنصر بالله قد طلبه من إشبيلية إلى قرطبة للاستفادة منه،
فأدب بقرطبة جماعة، وولي قضاء إشبيلية، وأدب المؤيد بالله ابن المستنصر، وأخذ
العربية، عن أبي عبد الله الرباحي، وأبي علي القالي. وأصله من الشام من حمص.)
(26/649)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 650
توفي في جمادى الآخرة، عن ثلاث وستين سنة. روى عنه: ولده، وأبو الوليد محمد بن
محمد، وأبو القاسم إبراهيم بن محمد الإقليلي، و قاسم بن أصبغ، وسعيد بن فحلون،
وجماعة. وكان ابنه أبو القاسم أحمد من جلة الأدباء، ولي أيضاً قضاء إشبيلية بعد
أبيه، وأما ابنه الآخر أبو الوليد محمد بن محمد، فتولى سنة نيف وأربعين وأربعمائة
عن سن عالية. محمد بن عبد الله بن أحمد بن ربيعة بن خالد بن عبد الرحمن بن زبر،
أبو سليمان بن القاضي بن محمد الربعي. كان محدث دمشق في وقته. روى عن: أبيه، وأبي
القاسم البغوي، وجماهر الزملكاني، ومحمد بن خريم، وسعيد بن عبد العزيز الحلبي،
ومحمد بن الفيض الغساني، ومحمد بن الربيع الجيزي، وأبي بكر بن أبي داود السجستاني،
وجماعة كثيرة. وعنه: تمام، وعبد الغني بن سعيد، وعبد الرحمن بن أبي نصر، ووالده
أحمد، ومحمد بن عوف المزني، وطائفة سواهم. وروى عنه: أبو نصر بن الجبان أنه رأى رب
العزة في المنام، رأى نوراً. وقال علي بن موسى السمسار: قال أبو سليمان بن زبر:
كان الطحاوي قد نظر في أشياء كثيرة من تصنيفي، وباتت عنده، وتصفحها فأعجبته، وقال
لي: يا أبا سليمان، أنتم الصيادلة ونحن الأطباء.
(26/650)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 651
وقال عبد العزيز الكتاني: كان أبو سليمان يملي بالجامع، وثنا عنه عدة، وكان ثقة
نبيلاً مأموناً. توفي في جمادى الأولى. قلت: وله كتاب الوفيات على السنين، وغير
ذلك. محمد بن عبد الرحمن بن سهل، أبو الحسن التستري التاجر. توفي في جمادى الأولى.
ورخه أبو إسحاق الحبال. محمد بن علي بن محمد بن نصرويه، أبو علي النصروي
النيسابوري المقريء المؤذن. قال أوب عبد الله الحاكم: روى عنه الحاكم وقال: حج،
وغزا، وأنفق على العلماء، وأذن نيفاً وخمسين سنة، محتسباً.) سمع: أبا العباس
السراج، وأبا بكر بن خزيمة. وتوفي في شعبان، وله مائة سنة وثلاث سنين، رحمه الله.
محمد بن محمد بن الحسن بن الأشعث، أبو أحمد النسفي الفقيه، قاضي بخارى. كان مسند
تلك الديار. روى عنه: عبد الله بن محمود، ومحمد بن خالد، وإسحاق بن إبراهيم التاجر
المراوزة، وأصحاب إسحاق بن راهويه، وتوفي على قضاء بخارى. روى عنه: جعفر
المستغفري، وروى تفسير إسحاق بن راهويه، عن محمد بن خالد. محمد بن مسعود، أبو عبد
الله القرطبي الخطيب. سمع من: قاسم بن أصبغ، وجماعة. وكان خطيباً مفوهاً بليغاً
شاعراً يتقعر في كلامه وأسجاعه، ويؤدب
(26/651)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 652
بالعربية، ثم صار يخطب بين يدي المستنصر بالله في العيد، وفي قدوم الوفود، ثم ولي
قضاء يابرة. قال ابن الفرضي: سمعته يخطب مراراً في جامع الزهراء، ولم يحدث، وتوفي
يوم الفطر. محمد بن المظفر بن موسى بن عيسى، أبو الحسين البغدادي الحافظ. ولد
ببغداد في أول سنة ثلاثمائة. سمع: أحمد بن الحسن الصوفي، وحامد بن شعيب، والهيثم
بن خلف، وعبد الله بن صالح البخاري، وقاسم بن زكريا المطرز، ومحمد بن جرير الطبري،
والباغندي، وعبد الله بن زيدان البجلي، وأبا عروبة الحراني، وعلي بن أحمد علان،
ومحمد بن زبان المصري، ومحمد بن إبراهيم والحسن بن محمد بن جمعة، وابن جوصا،
وخلقاً سواهم، بمصر، والشام، والرقة، والجزيرة، والكوفة، وواسط، وبغداد، وجمع
وصنف. روى عنه: الدارقطني، وابن شاهين، وأبو الفتح بن أبي الفوارس، وأبو سعد
الماليني، وأبو بكر البرقاني، وأبو نعيم الأصبهاني، ومحمد بن أحمد الجارودي،
والحسن بن محمد الخلال، وعلي بن المحسن التنوخي، وعبد الوهاب بن برهان، والحسن بن
علي الجوهري، وخلق سواهم. وقيل إنه من ولد سلمة بن الأكوع، وكان يقول: لا أعلم صحة
ذلك. قال الخطيب: كان ابن المظفر فهماً حافظاً.
(26/652)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 653
وقال البرقاني: كتب الدارقطني عن ابن المظفر ألوف حديث.) قال إبراهيم بن محمد
الرعيني. قدم علينا ابن المظفر مصر، وكان أحول أشج فقلت له: إن هذا الذي تمليه
علينا هو عندنا كثير بالعراق، ونريد حديث مصر، فكان ذلك مبدأ إخراج القزويني حديث
عمرو بن الحارث، فكان منه الذي كان من تكثير الناس عليه، حتى قال أبو الحسن
الدارقطني: وضع القزويني لعمرو بن الحارث أكثر من مائة حديث. مات في جمادى الأولى
سنة تسع وسبعين وثلاث مائة، يوم الجمعة. قاله العتيقي: محمد بن النضر بن محمد بن
سعيد بن رزين بن عبيد الله بن عثمان بن المغيرة، أبو الحسين النخاس الموصلي. سكن
بغداد وحدث بها عن: أبي يعلى الموصلي كتاب معجم شيوخه، وروى أيضاً عن: عبد الله بن
أبي سفيان الشعراني، ويزداد من عبد الحر من الكاتب، وعبد الله بن محمد بن زياد
النيسابوري، وعبد الغافر بن سلامة الحمصي، ويوسف بن يعقوب بن إسحاق البهلول،
والحسين بن يحيى بن عياش القطان. قال الخطيب: سمعت أبا بكر البرقاني، وحدثنا عن
أبي الحسين النخاس فقال: كان واهياً، وسمعته مرة أخرى يقول: أبو الحسين النخاس ليس
بحجة. وسمعته مرة ثالثة ذكره فقال: لم يكن ثقة. توفي في شهر ربيع الأول، قال
العتيقي: يوم الخميس لثلاث عشر خلون من ربيع الأول سنة تسع وسبعين وثلاثمائة.
(26/653)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 654
قال العتيقي: فيه تساهل. هلال بن محمد بن محمد: الشيخ المعمر، أبو البصري، ابن أخي
هلال الرازي. حدث عن: أبي مسلم الكجي، ومحمد بن زكريا الغلابي، والحسن بن المثنى،
وأبي خليفة. روى عنه: أبو سعد الماليني، وأبو بكر أحمد بن عبد الرحمن اليزدي، وشيخ
المعتزلة أبو الحسين البصري، ومحمد بن عمر بن زاذان القزويني، وجماعة. لم أسمع فيه
قدحاً. قال عبد الرحمن بن مندة: توفي سنة تسع وسبعين وثلاثمائة. قلت: لعله قارب
المائة.)
(26/654)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 655
1 (وفيات سنة ثمانين وثلاثمائة)
أحمد بن الحسين بن أحمد بن مروان بن عبيد بن أبي مروان الضبي المرواني النيسابوري،
الشيخ أبو نصر. سمع: ابن خزيمة، وابن شادل، والسراج، ومحمد بن حمدون، وطائفة.
وعنه: الحاكم، وأبو حفص بن مسرور، وأبو سعد الكنجروذي، وآخرون. مات في شعبان سنة
ثمانين وثلاث مائة. أحمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق النيسابوري، الصندوقي، الشيخ
الصدوق أبو العباس. سمع: محمد بن شادل، وابن خزيمة، ومحمد بن المسيب، وأبا العباس
الثقفي، وعدة. حتى قال الحاكم: تفرد بالرواية عن بضعة عشر شيخاً، وعاش أربعاً
وثمانين سنة. روى عنه الحاكم، وأبو سعد الكنجروذي، وجماعة.
(26/655)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 656
توفي في شوال سنة ثمانين وثلاث مائة. بكر بن محمد بن جعفر بن راهب، أبو عمرو الشيخ
النسفي، المؤذن المعمر. راوي صحيح البخاري عن: حماد بن شاكر، وروى أيضاً عن محمود
بن عنبر. روى عنه: جعفر المستغفري، وقال: كان كثير التلاوة، شديداً على المبتدعة،
ثنا بكتاب الجامع عن ابن شاكر. الحسن بن إبراهيم بن مزاحم، أبو علي العطشي المزين.
روى عن: علي بن عبد الله بن مبشر الواسطي، والحسن المطبقي. وعنه: الحمامي المقريء،
وعبيد الله الأزهري، وعلي بن طلحة. وعاش إلى سنة ثمانين. الحسن بن الحسين، أبو
الطيب الربعي النصيبي. حدث في هذا العام بمصر عن: محمد بن إبراهيم الديبلي بجزء.
سمعه منه: أبو عمرو أحمد بن محمد الطلمنكي. الحسن بن محمد بن حبيب، أبو أحمد
الحبيبي. توفي في ربيع الأول. الحسين بن علي بن محمد بن إسحاق بن زيد الحلبي أبو
العباس.) مات قبل والده. توفي في جمادى الآخرة. وحدث عنه أبو عبد الله المحاملي،
وابن مخلد هذا المذكور في حدود
(26/656)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 657
تسعين وثلاثمائة. الحسين بن محمد بن القاضي الحسين بن إسماعيل المحاملي، أبو بكر.
سمع: جده ومحمد بن حمدويه المروزي، وأبا العباس بن عقدة. روي عنه: أبو محمد الجوهري
أحاديث مستقيمة. قاله الخطيب. وتوفي في شعبان. رائق مولى زينب بنت أحمد أخت الحافظ
أبي سعيد بن يونس المصري، أبو صالح. حدث عنه: عبد الله بن الورد، وابن خروف. ورماه
الحمل في طريق الحج فمات رحمه الله. سهل بن أحمد بن الديباجي، أبومحمد. حدث عن ابن
خليفة، ويموت بن المزرع. وعنه: العتيقي، وعلي بن المحسن التنوخي، وأبو محمد
الجوهري. وقال الأزهري: كان كذاباً رافضياً، رأيت في بيته لعن أبي بكر وعمر
مكتوباً. وقال ابن أبي الفوارس: كان أنكالاً في الرواية، غالياً في الرفض، ولم يكن
له أصل صحيح. طاهر بن أحمد بن الأزدي المصري الخلال. روى عن: محمد بن زبان. وتوفي
في ربيع الأول.
(26/657)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 658
طلحة بن أحمد بن الحسن البغدادي الخراز الصوفي. سمع المحاملي، ومحمد بن أحمد بن
أبي مهزول، ومحمد بن أحمد بن صفوة، المصيصيين. وعنه: أبو محمد الخلال وقال: ثقة،
وعمر بن بكير، وأبو نعيم، وأحمد بن عمر بن روح. مات ببغداد. طلحة بن محمد بن جعفر،
أبو القاسم الشاهد المقريء، غلام ابن مجاهد. سمع: ابن أبي غيلان، وأبا القاسم
البغوي، وأبا صخرة الكاتب، وجماعة، وقرأ على ابن مجاهد. قرأ عليه: أبو العلاء
الواسطي، وحدث عنه عبيد الله الأزهري، والحسن بن محمد الخلال، وأبو) القاسم
التنوخي، وأبو محمد الجوهري، وغيرهم. صنف أخبار القضاة وضعفه الأزهري.
(26/658)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 659
وقال ابن أبي الفوارس: إنه كان يدعو إلى الإعتزال، وعاش تسعين سنة. بغدادي. عبد
الله بن أحمد بن حاجب الخثعمي القرطبي. سمع: أحمد بن ثابت الثعلبي، وجماعة. عبد
الله بن إسماعيل بن حرب، أبو محمد بن النور القرطبي. سمع: أحمد بن سعيد بن حزم،
ومحمد بن معاوية، وأحمد بن مطرف وجماعة، وبمصر من أبي العباس أحمد بن الحسن
الرازي، وببغداد من أبي علي ابن الصواف، وأمثالهم. وكان يفهم ويدري. سمع من جماعة،
وتوفي في صفر. عبد الله بن قاسم بن محمد بن قاسم بن محمد، أبو محمد القرطبي. سمع
من: محمد بن عبد الملك بن ايمن، وقاسم بن أصبغ، وأبيه، ولم يحدث. عبد الله بن محمد
بن مسرور الشقاق القرطبي. يعرف، برزين. مكثر عن: قاسم بن أصبغ، وحج، فسمع من
جماعة. وحدث، وتوفي في شوال. عبد الله بن محمد الأصبهاني المقريء، أبو محمد، ويعرف
بابن ليلاف. كان يصلي بالناس في الجامع في رمضان، وكان رأساً في نقط المصاحف، وفي
القراءآت.
(26/659)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 660
وتوفي في جمادى الآخرة. قاله أبو نعيم. عبد الله بن محمد بن أحمد بن عقبة، أبو
محمد القاضي البغدادي. سمع: أبو بكر بن زياد النيسابوري. روى عنه عبيد الله
الأزهري. وكان ثقة. عبد الله بن محمد بن عبد الغفار بن ذكوان القاضي، أبو محمد
البعلبكي. حدث عن: أبي الجهم بن طلاب، وابن جوصا، وأبي الدحداح أحمد بن محمد، وأبي
العباس الزفتي، ومحمد بن أحمد بن صفوة، وأبي بكر الخرائطي، وطائفة سواهم.) وعنه:
الوليد بن بكر الأندلسي، ومكي بن الغمر، وأبو محمد عبد الرحمن بن أبي نصر، وجماعة.
قاله عبد العزيز الكتاني. عبد الله بن محمد بن عبد الله، أبو محمد النمري القرطبي،
الفقيه المالكي، والد الإمام أبو بكر البغدادي أبي عمر يوسف. تفقه على التجيبي
ولازمه، وسمع من أحمد بن مطرف، وأحمد بن حزم.
(26/660)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 661
وكان صالحاً عابداً متهجداً: توفي في هذه سنة في ربيع الآخر، وله خمسون سنة. عبد
الرحمن بن عمر الفارسي الفقيه، أبو عمرو. ولي قضاء نسف ثلاث مرات، آخرها في هذه
السنة. قد سمع ببغداد من: أبي حامد الحضرمي، وابن المحاملي، لكنه عدمت كتبه. عبد
العزيز بن الحسن بن أحمد بن جحاف، أبو عمر السلمي المصري. عبد الواحد بن محمد بن
الحسن بن محمد بن شاذان بن عمر بن بكر بن أحمد بن إبراهيم. سمع أبو القاسم البغوي.
وكان بغدادياً ثقة. روى عنه: عبيد الله الأزهري، و أبو محمد الخلال. عبيد الله بن
أحمد بن الفضل بن شهريار، أبو عبد الله الأردستاني التاجر. حدث بأصبهان عن عبد
الرحمن بن محمد بن حماد الطهراني. روى عنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نعيم. وتوفي
في ربيع الأول. عبيد الله بن عبد الله بن محمد، أبو القاسم التنوخي السرخسي
التاجر، نزيل بخارى.
(26/661)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 662
ذكره جعفر الإدريسي فقال: الشيخ الصالح الثقة، قدم نسف سنة سبع وعشرين، لسماع
الجامع للبخاري، من أبي طلحة، ومنصور بن محمد البزوري، عن أبيه، وعن أبي عبد الله
المحاملي، ومحمد بن جعفر الطبري، وحدثنا ببخارى، ومات في رجب. وقال الخطيب في
ترجمته: سمع: أبا العباس محمد بن عبد الرحمن الدغولي، ومحمد بن حمدويه المروزي،
وجماعة. وحدث ببغداد، فسمع منه: أبو الفتح بن أبي الفوارس، ومحمد بن) طلحة
النعالي، وأبو سعد الماليني، وكان ثقة. عبيد الله بن محمد بن عبيد الله بن هاشم،
أبو مروان بن القسام الأموي، مولاهم القرطبي. روى عن أحمد بن خالد بن الحباب،
ومحمد بن عبد الملك بن أيمن، وعبد الله بن يونس. قال ابن الفرضي: سمعت منه كثيراً،
وكتب لي بخطه، وتوفي في رمضان. عبيد الله بن محمد بن محمد الجرجاني الواعظ ابن
الواعظ. سمع: أبا العباس الأصم، والمحبوبي، وتقدم كافور يعلم الحقائق، ورزق فيه
لساناً وبياناً. مات فجأة عن ثلاث وستين سنة. رحمه الله. عبيد الله بن محمد بن
مخلد، أبو القاسم الثوري.
(26/662)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 663
حدث عن: أبو القاسم الثوري، و البغوي، ومحمد بن حمدويه. وعنه عبيد الله الأزهري.
وكان بغدادياً ثقة. علي بن عمرو بن سهل أبو الحسن الحريري. حدث ببغداد عن: أبي
عروبة الحراني، ومكحول البيروتي، وأحمد بن عمير بن جوصا، وأحمد بن إسحاق بن
البهلول. وعنه: أبو بكر البرقاني، وأبو محمد الخلال، وأبو القاسم التنوخي. وثقه
ابن أبي الفوارس. محمد بن أحمد بن حمدون بن عيسى، أبو عبد الله الخولاني القرطبي،
يعرف بابن الإمام. كان حافظاً للأخبار والنسب، على مذهب ابن مسرة. محمد بن أحمد بن
يعقوب، أبو أحمد المروزي الزرقي من قرية زرق. عن عبد الله بن محمود السعدي، وأحمد
بن علي الكشميهني راوية علي بن حدر. حدث في هذا العام، ولا أعلم متى مات. روى عنه:
محمد بن أحمد المراوزي الترابي. محمد بن أحمد بن محمد بن يحيى بن مفرج، أبو عبد
الله، ويقال
(26/663)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 664
أبو بكر الأندلسي القرطبي، مولى بني أمية. سمع: قاسم بن أصبغ بقرطبة، وأبا سعيد بن
الأعرابي بمكة، ومحمد بن الصموت بمصر،) وخيثمة بأطرابلس، وأبا الميمون بن راشد
بدمشق، وطبقتهم. روى عنه: الحافظ أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس الصدفي
شيخه، وأبو الوليد عبد الله بن الفرضي، وإبراهيم بن شاكر، وعبد الله بن الربيع
التميمي، وأبو عمر أحمد بن محمد الطلمنكي، وعدة شيوخه: مائتان وثلاثون شيخاً. اتصل
بصاحب الأندلس، وكان ذا مكانة عنده. صنف له عدة كتب، فولاه القضاء، وكان حافظاً
بصيراً بالرجال، أكثر الناس عنه من السماع. وتوفي في رجب، عن ست وستين سنة. قال
أبو عمر أحمد بن محمد بن عفيف: كان ابن مفرج من أغنى الناس بالعلم، وأحفظهم
للحديث، ما رأيت مثله في هذا الفن، من أوثق المحدثين بالأندلس وأجودهم ضبطاً. وقال
الحميدي: هو القاضي أبو عبد الله، وقيل أبو بكر، حافظ جليل، صنف كتباً في فقه
الحديث، وفي فقه التابعين، من ذلك فقه الحسن البصري في سبع مجلدات، وفقه الزهري في
أجزاء عديدة. وجمع مسند قاسم بن أصبغ في مجلدات. محمد بن إبراهيم بن يونس، أبو بكر
البغدادي قاضي دير العاقول.
(26/664)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 665
روى عن جده، وعمر بن أبي غيلان، ومحمد بن الحسين الأشنناني، وعبد الله بن زيدان
البجلي، وعبد الله البغوي. وعنه: أبو محمد الخلال، وأبو القاسم الأزهري، وعلي بن
المحسن التنوخي. وثقه الخلال، وتوفي في ربيع الأول. وأما جده فيروي عن عبد الأعلى
بن جماد، بقي إلى سنة ثلاثمائة. وآخر من روى عن أبي بكر: أبو محمد الجوهري. محمد
بن بكر بن خلف بن مسلم، أبو بكر الدركي المطوعي الصالح. حدث عن: إسحاق بن أحمد بن
خلف، وأحمد بن محمد المنكدري، وعبد الملك بن محمد بن عدي. وعنه: جعفر المستغفري.
توفي في ربيع الآخر. ودركه من قرى بخارى. محمد بن بكر بن مطروح، أبو بكر الفقيه
النعالي المصري. روى عن: سعيد بن هاشم الطبري، وأبي جعفر الطحاوي.) توفي في رمضان.
محمد بن الحسين بن موسى بن محمويه، أبو سعيد النيسابوري السمسار. سمع: أبا قريش بن
جمعة، وأبا بكر بن خزيمة. عنه الحاكم، وقال: توفي في رمضان. وأبو حفص بن مسرور،
وأبو سعد الكنجروذي.
(26/665)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 666
محمد بن عبد الله بن محمد بن شيرويه، أبو بكر النيسابوري، نزيل فسا من بلاد شيراز.
ثقة، سمع الحسن بن سفيان الفسوي، وابن خزيمة، والسراج. روى عنه محمد بن عبد العزيز
القصار، ثم قال: ثقة. قال لي: ولدت سنة إحدى وثمانين ومائتين، ومات سنة ثمانين.
قلت: فيكون عمره تسعاً وتسعين سنة. قال الحافظ أبو مسعود الدمشقي: سمعت أبا عمرو
بن حمدان وسئل عن أبي. محمد بن عبد الله بن شيرويه الذي يحدث بفسا، فقال: ما سمعنا
مسند الحسن بن سفيان إلا حين قدم والده معه، فزدت له، يعني الحسن، مائة دينار،
فسمعنا معه. وقد أرخه ابن نقطة في التقييد في هذه السنة. محمد بن عبد الله بن محمد
بن عمر بن عبد الله بن الهمذاني الأصبهاني أخو أبي الحسن، يكنى أبا الحسين. حدث
عن: عبد الله بن محمد بن عبد الكريم الرازي، وأحمد بن علي الجارودي. وعنه أبو
نعيم. محمد بن عبد الله بن سمع بن صبر، أبو بكر الحنفي الفقيه. ولي القضاء بعسكر
المهدي، وعاش ستين سنة، وكان معتزلياً مشهوراً به، رأساً في علم الكلام. سمى أبو
بكر الخطيب أباه عبد الرحمن: وإنما هو محمد بن عبد الله بن جعفر بن محمد بن الحسين
بن الفهم المعروف بابن صبر.
(26/666)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 667
ناب في القضاء عن أبي محمد بن معروف. كان بصيراً بكلام أبي هاشم الجبائي، خبيراً
بالتفسير. وله كتاب في الرد على اليهود، وكتاب عمدة الأدلة، وكتاب التفسير وما
أتمة.) توفي لعشر بقين من ذي الحجّة ببغداد. ولبشر بن هارون فيه:
(قل للدعي أبي صبر .......... وهل ادعيت فمن صبر)
(وإذا تطيلس للقضاء .......... فمرحباً بأبي العذر)
(فقضاؤه شر القضاء .......... إذا قضى عمي البصر)
محمد بن علي بن المؤمل النيسابوري الماسرجسي. سمع: جده المؤمل بن الحسن، وأبا حامد
بن الشرقي، وحكى عن ابن عبدان وغيرهم. يكنى أبا عبد الله. توفي في جمادى الأولى.
روى عنه: الحاكم، وأبو سعد النجروذي، وطائفة. عاقل ثقة. محمد بن محمد بن عبد
الرحيم بن محمد، أبو أحمد القيسراني. سمع: أبا بكر الخرايطي، ومحمد بن أحمد بن
صفوة المصيصي، وخيثمة الأطرابلسي، وجماعة. وعنه: أبو بكر محمد بن أحمد الواسطي، وجميل
بن محمد
(26/667)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 668
الأرسوفي، وأبو الفرج عبيد الله بن محمد النحوي، وأبو بكر محمد بن الحسن الشيرازي،
وجماعة. وحدث في سنة ثمانين وانقطع خبره. منصور بن محمد بن أحمد بن حرب القاضي،
أبو نصر البخاري. سمع: أبا العباس الدغولي، وأبا بكر أحمد بن المنكدري، وعبد
الرحمن بن أبي حاتم، وأبا عبد الله المحاملي، وإبراهيم بن عبد الرزاق الأنطاكي،
وأحمد بن سليمان بن زبان الكندي. روى عنه: أزدشير بن محمد الهشامي، وأبو عبد الله
الحاكم، وفضل ابن سهل الصفار. وكان محتسب بخارى، وبها توفي. موسى بن عمران بن موسى
بن هلال السلماسي. سمع أباه: محمد بن عبد الله، ومحمد بن عبد الله مكحولاً
البيروتي، وأحمد بن عبد الوارث الغسال، وابن جوصا، ومحمد بن القاسم المحاربي
الكوفي، وجماعة.) وعنه: ابن أخيه مهند بن المظفر، وأحمد بن جبرين السلماسي، وأبو القاسم
علي بن محمد الزيدي الحراني. توفي في ربيع الآخر بسلماس. يعقوب بن يوسف بن إبراهيم
بن هارون بن داود بن كلس، الوزير
(26/668)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 669
البغدادي، أبو الفرج. كان يهودياً خبيثاً ماكراً فطناً داهية. سافر ونزل الرملة،
وصار بها وكيلاً، فكسر أموال التجار، وهرب إلى مصر، ثم توصل، وجرت له أمور، فرأى
منه كافور الإخشيذي فطنة وسياسة، وطمع هو في التقدم، فأسلم في يوم جمعة، فقصده
الوزير ابن حنزابه لما فهم مرامه، فهرب إلى المغرب، واتصل بيهود كانوا في خدمة
المعز، فعظم شأنه، ونفق على المعز، وجاء معه إلى مصر، فلما ولي العزيز، استوزره
سنة خمس وستين، وبقي وزيره إلى أن هلك، وهو وزير في هذة السنة في ذي القعدة، وله
اثنان وستون سنة. وكان عالي الهمة وافر الهيبة، عاده في مرضه العزيز وقال له: يا
يعقوب وددت أن تباع فأشتريك بملكي، فهل من حاجة فبكى وقبل يده، وقال: أما لنفسي
فلا يحتاج مولاي وصية، ولكن فيما يتعلق بك: سالم الروم ما سالموك، واقنع من بني
حمدان بالدعوة والشكر، ولا تبق على المفرج بن دغفل متى أمكنتك فيه الفرصة، فأمر به
العزيز، فدفن في القصر، في قبة بناها العزيز لنفسه، وصلى عليه، وألحده بيده، وتأسف
عليه، وهذه المنزل ما نالها وزير قط من مخدومه. وقيل إنه حسن إسلامه، وقرأ القرآن
والنحو، وكان يجمع عنده العلماء وتقرأ عليه مصنفاه ليلة الجمعة، وله إقبال زائد
على العلوم على إختلافها، وقد مدحه عدة شعراء، وكان كريماً جواداً. ومن تصانيفه
كتاب في الفقه مما سمعه من المعز والعزيز، وجلس سنة تسع وستين مجلساً في رمضان،
فقرأ فيه الكتاب بنفسه، وسمعه
(26/669)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 670
خلائق، وجلس جماعة في الجامع العتيق يفتون من هذا الكتاب. قلت: هذا الكتاب يريد
كونه على مذهب الرافضة، فإن القوم رافضة ملحدة في الباطن. وقد اعتقله العزيز شهراً
في أثناء سنة ثلاث وسبعين، ثم رضي عنه، ورده إلى الوزارة. وكان إقطاعه من العزيز
في العام مائتي ألف دينار. ومات، فوجد له من المماليك والعبيد أربعة آلاف غلام،
إلى أشباه ذلك.) ويقال: إنه كفن وحنط بما قيمته عشرة آلاف دينار. وقيل: إن العزيز
بكى عليه، وقال: واطول أسفي عليك يا وزير. ويقال: إنه رثاه مائة شاعر، فأخذت
قصائدهم وأجيزوا، والأصح أنه حسن إسلامه. يونس بن أبي عيسى بنعتيك، أبو الوليد
البلنسي. سمع بقرطبة من: أحمد بن خالد، ومحمد بن عبد الملك بن أيمن، وجماعة.
(26/670)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 671
4 (المتوفون تقريباً من أهل هذه الطبقة)
4 (رحمهم الله تعالى)
أحمد بن عبيد الله الكلوذاني المعروف بابن قزعة. سمع: أبا عبد الله المحاملي،
والصولي. وعنه: محمد بن عمر بن بكير، وغيره. وكان أديباً كثير العلم. أحمد بن محمد
بن محفوظ. حدث بما وراء النهر عن: عمر بن محمد بن بجير، وجعفر الكرميني. أحمد بن
محمد بن الحسن، أبو نصر البخاري. سمع: أحمد بن محمد بن الخليل. وروى عنه كتاب
الأدب للبخاري: عبد المؤمن بن خلف النسفي. قال الخطيب: كان ثقة قبل سنة ثمانين.
أحمد بن محمد بن يحيى، أبو الحسين الدوسي الأنباري.
(26/671)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 672
عن: أبي القاسم البغوي، وابن زياد النيسابوري. وعنه: محمد بن محمد الأنباري. توفي
في حدود الثمانين. أحمد بن عبد الله بن إسحاق بن المتوكل على الله، أبو الحسين
العباسي الهاشمي. قال ابن النجار: لقي الجنيد ورويماً. وسمع من محمد بن جرير، وأبي
بكر محمد بن داود الأصبهاني، وسكن شيراز، وحدث بها سنة تسع وسبعين وثلاثمائة،
وجاوز المائة. روى عنه: ابنه عبد الصمد، وأبو أحمد اللبان، ومحمد بن عبد العزيز
الشيرازي القصار.) أحمد بن محمد بن إسماعيل، أبو طاهر الهروي. سمع: الحسين. وعنه:
أبو بكر البرقاني. إسماعيل بن عمران، أبو علي السعدي اللغوي. أخذ عن: الأنباري.
صاعد، أبو نصر البغدادي المقريء. قدم الأندلس سنة خمس وسبعين، وكان قد قرأ القرآن
على ابن مجاهد، وسمع منه كتاب السبعة. وكان له نصيب من العربية. توفي سنة ست
وسبعين، أو نحوها. قاله ابن الفرضي. طلخة بن عمر الحذاء، بغدادي. يروي عن:
الباغندي، وأبي القاسم البغوي. وعنه: بشرى الفاتني، وعبد العزيز الأزجي.
(26/672)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 673
عبد الله بن الحسين أبو محمد بن الشيلماني الخلال. سمع: محمد بن محمد التمار، صاحب
يحيى بن معين، وأبا القاسم البغوي. وعنه: أحمد بن محمد العتيقي، والأزجي، ومحمد بن
علي القساري. وثقه أبو محمد الخلال. عبد الله بن محمد بن أيوب بن حيان، أبو محمد
الدمشقي القطان الحافظ. سمع: أبا بكر الخرائطي، ويعقوب الجصاص، وأبا العباس بن
عقدة، ومحمد بن مخلد، وأبا سعيد بن الأعرابي، وطبقتهم بالشام، والعراق، والحجاز،
والجزيرة. وعنه: تمام الرازي، وعبد الله بن محمد، و إبراهيم بن عطية، ومحمد بن عوف
المزني، وجماعة. عبد المؤمن بن عبد المجيد، أبو يعلى النسفي. عن: محمد بن إبراهيم
البوسنجي، وإبراهيم بن معقل. وعنه: جعفر بن محمد التويني. مات بعد الستين.) عثمان
بن محمد، أبو عمرو العثماني البصري.
(26/673)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 674
حدث بدمشق وأصبهان عن: محمد بن الحسين بن مكرم، وخيثمة الأطرابلسي، وجماعة. وعنه:
ابن المقريء وهو أكبر منه، وتمام، وابن مردويه، وأبو نعيم، وغيرهم. علي بن الحسن
بن أحيد، أبو الحسن البلخي القطان. سمع: المحاملي، وأبا العباس بن عقدة، وإسحاق بن
شبيب البلخي. وعنه: يوسف القواس الزاهد، وهو أكبر منه، وتمام الرازي، والحاكم.
توفي بعد السبعين وثلاثمائة. محمد بن أحمد بن الحسن، أبو الحسن الكرخي، نزيل بيت
المقدس. سمع أبا سعيد بن الأعرابي، وخيثمة بن سليمان، وعثمان بن محمد الذهبي
وجماعة. وعنه: أبو الفرج عبيد الله المراغي، وانتقى عليه الحافظ عبد الغني المصري.
محمد بن أحمد بن يعقوب، أبو العباس المصيصي. روى عنه: علي بن عبد الحميد الغضائري،
وأبو عروبة، وأحمد بن بكرون الدسكري، والحسن بن علي الجوهري. ضعفه الخطيب. محمد بن
إبراهيم بن عبد الله بن بندار، أبو زرعة الأستراباذي المؤذن العلم، المعروف
باليمني. سمع: أبو القاسم البغوي ببغداد، وأبا عروبة بحران، وأبا العباس
(26/674)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 675
السراج بنيسابور، وعلي بن الحسين بن معدان بفارس، وابن جوصا بدمشق. وعنه: حمزة
السهمي. محمد بن إبراهيم بن عبد الله، أبو همام الطوسي الحافظ. سمع: أبا العباس بن
عقدة، وعبد الله بن محمد الحامض، والمحاملي. وعنه: عبد الغني بن سعيد، و أحمد بن
الحسن الطيان، وعلي بن السمسار، وغيرهم. محمد بن إبراهيم بن سلمة، أبو الحسن
الكهيلي الكوفي. سمع: محمد بن عبد الله الحضرمي مطيناً، وغيره. وعنه: الحسين بن
أحمد الرازي.) محمد بن إسحاق بن زاذ الأهوازي. عن: أحمد بن الحسن المصري، وإبراهيم
بن محمد الناقد. وعنه: أبو علي الأهوازي، والحسين بن أحمد بن سهل. قال الخطيب: غير
ثقة. محمد بن الحسن بن سليمان، أبو النصر الهروي السمسار. سمع: الحسين بن إدريس،
وعبد الله بن عروة الفقيه. وعنه: أبو يعقوب الفرات. محمد بن أبي كريمة، أبو علي
الصيداوي. سمع: ابن جوصا، وأبا الدحداح، و أحمد بن محمد بن عاصم، وجماعة. وعنه:
الخصيب بن عبد الله القاضي، وأبو سعد الماليني، وصالح بن
(26/675)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 676
الميانجي، وأحمد بن الحسن الطيان وآخرون. محمد بن الحسن بن علي، أبو طاهر الأنطاكي
المقريء المحقق. قال أبو عمرو الداني: هو من أجل أصحاب إبراهيم بن عبد الرزاق
الأنطاكي وأضبطهم، روى عنه القراءة جماعة من نظرائه كابن غلبون، وقيل إنه توفي قبل
سنة ثمانين وثلاثمائة بيسير، منصرفه من مصر. وقال غيره: قرأ على ابن عبد الرزاق،
وعتيق بن عبد الرحمن الأذني. وروى عنه: علي بن داود الداراني، وعلي بن محمد
الجبان، وفارس بن أحمد الضرير، وعبد المنعم بن غلبون، وتصدر للإقراء مدة. محمد بن
الحسين بن إبراهيم بن عاصم أبو الحسن الأبري السجستاني، وآبر: من قرى سجستان. محدث
مشهور. سمع: أبا العباس السراج، وابن خزيمة، وأبا عروبة الحراني، وأبا نعيم بن
عدي، ومحمد بن يوسف الهروي، ومكحولاً البيروتي، ومحمد بن الربيع الجيزي، وجماعة.
وعنه: علي بن بشرى الليثي، ويحيى بن عمار السجستانيان. وصنف كتاباً كبيراً في
مناقب الشافعي. توفي تقريباً من سنة سعين وثلاثمائة.) محمد بن الخضر بن زكريا بن
أبي خرام، أبو بكر البغدادي المقريء. ثقة، حدث عن أبي القاسم البغوي.
(26/676)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 677
وعنه: أبو العلاء الواسطي، والتنوخي. محمد بن الطيب بن محمد، أبو الفرج البغدادي
الحافظ البلوطي. سمع: أبا بكر بن داود، وأبا ذر بن الباغندي، ومحمد بن سليمان
النعال، وحدث بالأهواز وغيرها. روى عنه: ابن أبي الفوارس، وأبو نعيم، وأبو بكر بن
أبي الذكواني. محمد بن عبد الله..... السياري الهروي. سمع: أحمد بن نجدة بن العريان.
وعنه: أبو يعقوب القراب. محمد بن عبد ربه الجيلي العدوي الطبيب. دبر مارستان مصر
في دولة الإخشيدية، وأخذ المنطق عن أبي سليمان محمد بن طاهر بن بهرام السجستاني.
وعبر الأندلس سنة ستين وثلاثمائة، وخدم المستنصر بالله وابنه المؤيد بالله. وكان
قليل النظير في الطب، وله مصنفات. محمد بن علي بن يحيى، أبو بكر البغدادي، العريف،
البزاز. سمع: أبا القاسم البغوي، وابن أبي داود. وعنه: العتيقي، ومحمد بن علي
الصباري. وهو ثقة. محمد بن غريب بن عبد الله، أبو بكر البغدادي البزاز، غلام ابن
مجاهد.
(26/677)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 678
سمع: أحمد بن محمد بن الجعد الوشاء، وجعفر بن محمد الفريابي، وعلي بن حماد الخشاب
راوي موطأ سويد، عن ابن الجعد الوشاء، عن سويد. وقع لنا من طريقه. محمد بن محمد بن
عبيد بن أحمد بن مخلد، أبو بكر العسكري بن الدقاق، أخو الحسن، وهو الأصغر.) سمع:
أباه، وإبراهيم بن عبد الله المخرمي، ومحمد بن محمد الباغندي، وأبا بكر بن أبي
داود، وأبا أحمد بن هارون، ويوسف الشطوي، وأبا العباس بن مسروق. روى عنه: بشرى
الفاتني جزءاً سمعناه. وأبوه يروي عن زكريا بن يحيى بن أسد، وجماعة. محمد بن محمد
بن عبد الوهاب، أبو زعرة. عن: أبي عصمة العكبري القاضي. روى: عن البغوي وجماعة.
روى عنه عبد العزيز الأزجي. محمد بن محمد بن معاذ أبو بكر المقريء، بغدادي موثق.
يروي عن: البغوي. وعنه: أبو العلاء الواسطي، وعبد العزيز الأزجي. محمد بن يوسف بن
يعقوب، أبو بكر الرقي، ويقال أبو عبد الله.
(26/678)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 679
محدث واسع الرحلة. سمع: ابن الأعرابي بمكة، وعبد الله بن عمر بن شوذب بواسط،
وإسماعيل بن الصفار ببغداد، وخيثمة بن سليمان بالشام، وعبد الله بن فارس بأصبهان.
وعنه: أبو الحسين بن جميع، وهو أكبر منه وإن كان قد عمر بعده دهراً، وأحمد بن
الحسن الطيان، وأبو العلاء الواسطي، وعبد العزيز بن علي الأزجي، وأبو الحسن بن عبد
الرحمن بن أبي نصر، وغيرهم. رماه الخطيب بالكذب، وذكر له حديثاً تفرد به الطبراني،
بسنده إذا كان يوم القيامة جاء أصحاب الحديث بأيديهم المحابر. ثم قال الخطيب:
الحمل في وضعه عن الرقي. محمد بن يوسف بن عمار، أبو الحسين الحريكي البغدادي
المقريء إمام جامع البصرة. أدركه سنة إحدى وسبعين عيسى بن سعيد بن سعدان الكوفي
القرطبي، وقرأ عليه أبو الحسن طاهر بن غلبون برواية حمزة بالبصرة، عن قراءته على
أبي الحسين بن بويان. وقد روى عن البغوي، وابن صاعد، وابن أبي داود، وابن جوصا،
وجماعة. روى عنه: محمد بن الحسين بن جرير الدشتي الأصبهاني، لقيه
(26/679)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 680
بالأهواز، وأما أبو عمرو الداني فذكر أنه بصري، وأنه أخذ القرآن عرضاً عن ابن
مجاهد، وابن شنبوذ، وابن بويان،) وغيرهم. وسمع من البغوي. قرأ عليه غير واحد من
شيوخنا. توفي بعد السبعين. لؤلؤ القيصري مولى المقتدر بالله. سمع بدمشق وغيرها:
هشام بن أحمد، والحسن بن حبيب، وقاسم بن أحمد الملطي، وأحمد بن إبراهيم بن غالب
البلدي، وجماعة. وعنه: أبو بكر البرقاني، ومحمد بن عمر بن بكير، وأبو العلاء محمد
بن علي الواسطي. كنيته أبو محمد. منصور بن عبدوس، أبو رافع. سمع: محمد بن محمد
الباغندي، وعبد الله بن زيدان البجلي. وعنه: صاعد بن محمد بن القاضي الهروي. يحيى
بن مسعر بن محمد بن يحيى، أبو زكريا التنوخي المقريء. سمع أباه، وأبا عروبة
الحراني، وعبد الرحمن بن عمرو الرحبي، وأبا عبيد بن حربويه القاضي، ومحمد بن يوسف
الهروي، وعبد الصمد بن سعيد الحمصي، وطائفة سواهم. وعنه: أبو بكر محمد بن علي بن
حميد، وجعفر، وأحمد، ومحمد بنو عبد الله بن حياه، وأبو العلاء أحمد بن عبد الله بن
سليمان المعريون. وفي مشيخة ابن أبي الصقر الأنباري: أبو العلاء: أنا يحيى بن
مسعر، ثنا أبو عروبة، فذكر حديثاً. محمد بن أحمد بن محمد بن مهدي، أبو عبد الله
الإسكافي الشاهد. بغدادي فاضل.
(26/680)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 681
سمع: أبو القاسم البغوي، وابن أبي داود، وابن صاعد، وابن فيروز، ومحمد بن هارون
الحضرمي، وابن مجاهد، ونفطويه، وابن دريد، وأحمد بن علي الجوزجاني، وابن الأنباري،
وابن مخلد العطار، وطائفة. روى عنه: أبو نعيم، وأبو سعيد النقاش الأصبهانيان،
لقياه ببغداد، وله تاريخ كبير على السنين والحوادث، وما كأنه بقي إلى هذا الوقت.
وقد ذكره ابن النجار وقال: قرأت في كتاب أبي طاهر أحمد بن الحسن الكرخي بخطه: مات)
أبو العباس محمد بن أحمد بن مهدي الشاهد في رجب سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة. قلت:
هذا رجل آخر، لو بقي الإسكافي إلى هذا الحين لازدحموا عليه. موسى بن محمد بن جعفر
بن عرفة السمسار، أبو القاسم البغدادي. عن: محمد بن حرب، وأبي يعلى الموصلي، وعبد
الله المدائني، وغيرهم. وعنه: القاضي الطبري، وأبو حازم الفراء، والعتيقي. قال ابن
الفراء: تكلموا فيه. محمد بن عمر بن شبويه، أبو علي الشبوي المروزي. سمع صحيح
البخاري سنة ست عشرة وثلاثمائة من الفربري، وكان ثقة مقبولاً. سمع منه الكتاب أهل
مرو سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة، ورواه عنه سعيد بن أبي سعيد العيار.
(26/681)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 682
قال أبو بكر السمعاني: لما توفي الشبوي سمع الناس الصحيح من أبو القاسم الكشميهني،
وكان من كبار الصوفية. ذكره السلمي فقال: كان من أصحاب أبي العباس السياري، له
لسان ذرب في علوم القوم، وكان الأستاذ أبو علي الدقاق يميل إليه، وهو الذي رأى
النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: قلت يا رسول الله شيبتني: هود والواقعة قال: ما
الذي شيبك منهما قال: فاستقم كما أمرت. أحمد بن الحسن بن محمد بن سعيد، أبو العباس
البغدادي المخرمي الوزان الصيدلاني، المعروف بابن بطانة. سكن البصرة وحدث عن:
البغوي، وابن صاعد، وأبي حامد الحضرمي، وأحمد بن إسحاق البهلول، وجماعة. وعنه: أبو
نعيم الحافظ، وأخوه عبد الرزاق، وأبو سعد الماليني، وحمزة السهمي، وغيرهم. وكان
ينسخ للناس، ويقرأ الحديث على أبي إسحاق الهجيمي ونحوه. عبد السلام بن حسين، أبو
طالب المأموني.
(26/682)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 683
من فحول الشعراء، له مدائح في الصاحب بن عباد وغيره. فمن شعره:
(يا ربع لو كنت دمعاً فيك منسكبا .......... قضيت نحبي ولم أقض الذي وجبا)
(وعصبة بات فيها الغيظ متقداً .......... إذ شدت لي فوق أعناق العدا رتبا)
)
(لكنت يوسف والأسباط هم وأبو ال .......... أسباط أن ودعواهم دماً كذبا)
أبو محمد بن مطران الشاشي، شاعر مفلق، وهو القائل:
(عوان أعارتها المها حسن مشيها .......... كما قد أعارتها العيون الجاذر)
(فمن حسن ذاك المشي جاءت وقبلت .......... مواطيء من أقدامهن الضفائر)
ومن شعره:
(مهفهفة لها نصف قضيب .......... كخوط البان في نصف رداح)
(حكت لوناً وليناً واعتدالاً .......... ولحظاً قاتلاً سمر الرماح)
علي بن محمد بن مهدي، أبو الحسن الطبري المتكلم الأصولي. رحل في طلب العلم، وصحب
أبا الحسن الأشعري بالبصرة مدة، وتخرج به، وصنف التصانيف، وتبحر في علم الكلام،
وهو مؤلف كتاب مشكل الأحاديث الواردة في الصفات. روى عنه: أبو سعد الماليني،
وغيره. وهو يروي عن أصحاب محمد بن إسحاق الصنعاني، والعطاردي. عثمان بن عمر بن عبد
الرحمن الفقيه، أبو عمر البغدادي الشافعي، ويعرف بابن أخي النجار.
(26/683)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 684
سكن دمشق، وسمع من، ابن جوصا، ومحمد بن يوسف الهروي، وأبي الطيب بن عبادل، وجماعة.
وعنه: عبد الرحمن بن عمر بن أبي نصر، وتمام الرازي، والحافظ عبد الغني، وأبو سعد
الماليني، وغيرهم. عمر بن محمد بن أحمد بن مقبل، أبو القاسم بن الثلاج. شيخ بغدادي
هالك، كان كثير الأسفار. حدث في الغربة عن المحاملي. وروى عنه: أبو سعد الماليني.
قال أبو سعيد الإدريسي: قدم علينا، وكان متهماً بالكذب. علي بن محمد بن حبش، أبو
الحسن الأنباري الكاتب، من بيت حشمة وتقدم. روى عن جعفر الفريابي. وعنه: أبو
القاسم التنوخي، وأبو العلاء الواسطي. عاش نحواً من تسعين سنة.) محمد بن هاشم
الخالدي الموصلي الشاعر المشهور بن وعلة بن عرام بن عثمان بن بلال الشاعر. وكان من
شعراء هذا العصر.
(26/684)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 685
وقد اشتريت مرة المجلد الرابع من شعر الخالديين، ونسبتهما هذه إلى قرية الخالدية،
وهي من أعمال الموصل. وكان محمد الأكبر. وكان قد قدم دمشق في صحبة الملك سيف
الدولة بن حمدان، وكان من خواص شعرائه، وهما شاعران محسنان مجودان متوافقان في
النظم، قد اشتركا في نظم كثير من الشعر، وكان السري بن الرفاء يبغضهما ويبغضانه،
وينال منهما سباً وهجاء. فلمحمد، وزعم الرفاء أنه لكشاجم:
(محاسن الدير تسبيحي ومسباحي .......... وخمره في الدجى صبحي ومصباحي)
(أقمت فيه إلى أن صار هيكله .......... بيتي ومفتاحه للحسن مفتاحي)
ولمحمد:
(والبدر منتقب بغيم أبيض .......... هو فيه بين تخفر وتبرج)
(كتنفس الحسناء في المرآة إذ .......... كملت محاسنها ولم تتزوج)
ولسعيد:
(أما ترى الغيم يا من قلبه قاسي .......... كأنه أتى مقياساً بمقياس)
(قطر كدمعي وبرق مثل نار جوى .......... في القلب مني وريح مثل أنفاسي)
ولأبي إسحاق الصابي في الخالديين:
(أرى الشاعرين الخالديين سيرا .......... قصائد يفنى الدهر وهي تخلد)
(26/685)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 686
(جواهر أبكار لفظ وغربة .......... يقصر عنها راجز ومقصد)
(تنازع قوم فيهما وتناقضوا .......... ودام جدال بينهم يتردد)
(فطائفة قالت: سعيد مقدم .......... وطائفة قالت لهم: بل محمد)
(وصاروا إلى حكمي فأصلحت بينهم .......... وما قلت إلا بالتي هي أرشد)
(هما لاجتماع الفضل روح مؤلف .......... ومعناهما من حيث ما شئت مفرد)
(كذا فرقد الظلماء لما تشاكلا .......... على أشكال هل ذاك وأو ذاك أنجد)
يوسف بن محمد بن أحمد، أبو القاسم الواسطي المقريء الضرير، تلميذ يوسف بن يعقوب،)
إمام جامع واسط. قرأ عليه محمد بن الحسين الكارزيني، وأبو العلاء محمد بن علي
الواسطي. بقي إلى بعد السبعين. أحمد بن علي بن الفرج، أبو بكر الحلبي الحبال
الصوفي. حدث عن: أبو القاسم البغوي، وعلي بن عبد الحميد الغضائري. روى عنه: تمام
الرازي، وأبو سعد الماليني، ومكي بن الغمر، وأبو نصر الجبان، وآخرون. أحمد بن محمد
بن أحمد بن الربيع أبي معيوف، أبو الحسن الهمذاني بن الغوطي العين ثرمائي. حدث عن:
محمد بن أحمد بن عبيد بن فياض، والسلم بن معاذ، وجماعة. وعنه: تمام الرازي، وأبو
نصر بن الحبان، ومكي بن الغمر. أحمد بن يعقوب بن عبد الجبار، أبو بكر الأموي
الجرجاني.
(26/686)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 687
حدث عن: الفضل بن صالح، وعبدان الجواليقي، وجماعة. وعنه: أبو عمرو الفراتي، وأبو
سعد الماليني، وأبو حازم العبدوي، وأبو بكر أحمد بن علي بن عبد الرحمن الشيرازي،
وآخرون. قال البيهقي: له أحاديث موضوعة لا أستحل رواية شيء منها. قلت: له رحلة إلى
الشام ومصر والعراق، دخل بغداد سنة ثلاث وثلائمائة، وجده هو: عبد الجبار بن يعاطر
بن مصعب بن سعيد بن الأمير مسلمة بن عبد الملك بن مروان. وقد حكى عنه محمد بن
القاسم الفارسي، قال: دخلت بغداد، وبها شيخ يقال له أبو العبرطن يحدث بالأعاجيب
فإذا الدار مملوءة بأولاد الملوك والأغنياء يكتبون عنه، وعلى رأسه خف مقلوب، وعليه
فروة مقلوبة، فقال: أنا الأول عن الثاني عن الثالث أن الزنج سود سود، وأنا حرياق
عن تباق قال: مطر الربيع ماء كله. وأنا دريد عن رشيد قال: الأعمى يمشي فتعجبت
وقصدته خلوة، فرحب بي، فرأيت منه جميل الأدب، فقلت: تحيرت في أمر الشيخ، فقال: إن
السلطان أرادني على عمل لم أكن أطيقه، فأبيت، فحبسني، ولم أجد وجهاً لخلاصي،
فتحامقت فها أنا في أرغد عيش. الحسن بن أحمد، أبو الغادي البغدادي الزاهد. من
مشايخ الصوفية. كثير الأسفار. نزل مرو.) يحكي عن إبراهيم بن شيبان، وغيره. روى:
عنه الحاكم، وأبو سعد الماليني، وأبو علي بن حمكان الفقيه. الحسن بن أحمد البغدادي
السقطي. عن البغوي وغيره. وعنه: عبد العزيز الأزجي، ووثقه.
(26/687)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 688
الحسن بن أحمد بن جعفر، أبو القاسم البغدادي الصوفي. روى عن: أبي بكر بن زياد
النيسابوري، وإسماعيل الوراق، وجماعة. وعنه: عبيد الله بن أحمد الأزهري الصيرفي،
ومحمد بن عمر بن بكير. توفي في حدود الثمانين وثلاثمائة، والله أعلم.
(26/688)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 5
5 (بسم الله الرحمن الرحيم)
5 (الطبقة التاسعة والثلاثون حوادث)
1 (الأحداث من سنة إلى)
1 (حوادث سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة.)
فيها قبضوا على الطائع لله في داره، في تاسع عشر شعبان. وسببه أن أبا الحسن بن
المعلم كان من خواص بهاء الدولة، فحبس، فجاء بهاء الدولة وقد جلس الطائع لله في
الرواق متقلداً سيفاً، فلما قرب بهاء الدولة قبل الأرض وجلس على كرسي، وتقدم أصحاب
بهاء الدولة فجذبوا الطائع بحمائل سيفه من سريره، وتكاثر عليه الديلم، فلفوه في
كساء وحمل في زبزب، وأصعد إلى دار المملكة، وشاش البلد، قدر أكثر الجند أن القبض
على بهاء الدولة. فوقعوا في النهب وشلح من حضر من الأشراف والعدول، وقبض على
الرئيس علي بن عبد العزيز بن حاجب النعمان في جماعة، وصودروا، واحتيط على الخزائن
والخدم، ورجع بهاء الدولة إلى داره. وظهر أمر القادر بالله، وأنه الخليفة، ونودي
له في الأسواق. وكتب
(27/5)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 6
على الطائع كتاباً بخلع نفسه، وأنه سلم الأمر إلى القادر بالله، وشهد عليه الأكابر
والأشراف. ونفذ إلى القادر المكتوب، وحثه على القدوم. وشغب الديلم والترك يطالبون
برسم البيعة، وبرزوا إلى ظاهر بغداد، وترددت الرسل منهم بهاء الدولة، ومنعوا من
الخطبة للقادر، ثم أرضوهم، فسكنوا، وأقيمت الخطبة للقادر في) الخطبة الآتية، وهي ثالث
رمضان، وحول من دار الخلافة جميع ما فيها، حتى الخشب الساج والرخام، ثم أبيحت
للخاصة والعامة، فقلعت أبوابها وشبابيكها. وجهز مهذب الدولة علي بن نصر القادر
بالله من البطائح وحمل إليه من الالآت والفرش ما أمكنه، وأعطاه طياراً كان عمله
لنفسه، وشيعه فلما وصل إلى واسط اجتمع الجند وطالبوه بالبيعة، وجرت لهم خطوب،
انتهت إلى أن وعدهم بإجرائهم مجرى البغداديين، فرضوا، وسار. وكان مقامه بالبطيحة
منذ يوم حصل فيها إلى أن خرج عنها سنتين وأحد عشر شهراً، وقيل سنتين وأربعة أشهر،
عند أميرها مهذب الدولة. قال هلال بن المحسن: وجدت الكتاب الذي كتبه القادر بالله:
من عبد الله أحمد الإمام القادر بالله أمير المؤمنين، إلى بهاء الدولة وضياء الملة
أبي نصر ابن عضد الدولة، مولى أمير المؤمنين، نحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو،
ونسأله أن يصلي على محمد عبده ورسوله، أما بعد، أطال الله بقاءك، وأدام عزك
وتأييدك، وأحسن إمتاع أمير المؤمنين بك، فإن كتابي الوارد في صحبة الحسن بن محمد،
رعاه الله، عرض على أمير المؤمنين تالياً لما تقدمه، وشافعاً ما سبقه، ومتضمناً
مثل ما حواه الكتاب قبله، من إجماع المسليمن، قبلك بمشهد منك، على خلع العاصي
المتلقب بالطائع عن الإمامة، ونزعه عن الخلافة، لبوائقه المستمرة، وسوء نيته
المدخولة، وإشهاده على نفسه بعجزه، ونكوله وإبرائه الكافة من بيعته، وانشراح صدور
الناس لبيعة أمير المؤمنين، ووقف أمير المؤمنين على ذلك
(27/6)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 7
كله، ووجدك، أدام الله تأييدك، قد انفردت بهذه المأثرة واستحققت بها من الله جليل
الأثرة، ومن أمير المؤمنين سني المنزلة، وعلي المرتبة. وفيه: فقد أصبحت سيف أمير
المؤمنين المبير لأعدائه، والحاظي دون غيرك بجميل رأيه، والمستبد بحماية حوزته
ورعاية رعيته، والسفارة بينه وبين ودائع الله عنده في بريته، وقد برزت راية أمير
المؤمنين عن الصليق موضع متوجهه نحو سريره الذي حرسته، ومستقر عزه الذي شيدته،
ودار مملكته التي أنت عمادها. إلى أن قال: فواصل حضرة أمير المؤمنين بالإنهاء
والمطالعة، إن شاء الله، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته. وكتب لثلاثة بقين من
شعبان. واسم القادر: أحمد بن إسحاق بن المقتدر أبو العباس، وأمه تمنى مولاة عبد
الواحد بن المقتدر.) ولد سنة ست وثلاثين وثلاثمائة، وكان حسن الطريقة، كثير
المعروف، فيه دين وخير، فوصل إلى جبل في عاشر رمضان، وجلس من الغد جلوساً عاماً،
وهنيء، وأنشد بين يديه الشعراء، فمن ذلك قول الرضي الشريف:
(شرف الخلافة يا بني العباس .......... اليوم جدده أبو العباس)
(ذا الطود بقاه الزمان ذخيرة .......... من ذلك الجبل العظيم الراسي)
(27/7)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 8
وحمل إلى القادر بعض الآلات المأخوذة من الطائع، واستكتب له أبو الفضل محمد بن
أحمد عارض الديلم، وجعل استداره عبد الواحد بن الحسين الشيرازي: وفي شوال عقد مجلس
عظيم، وحلف القادر وبهاء الدولة كل منهما لصاحبه بالوفاء، وقلده القادر ما وراء
بابه، مما تقام فيه الدعوة. وكان القادر أبيض، حسن الجسم، كث اللحية، طويلها،
يخضب. وصفه الخطيب البغدادي بهذا، وقال: كان من الديانة والسيادة وإدامة التهجد،
وكثرة الصدقات، على صفة اشتهرت عنه، وقد صنف كتاباً في الأصول، ذكر فيه فضائل
الصحابة وإكفار المعتزلة، والقائلين بخلق القرآن. وذكر محمد بن عبد الملك الهمذاني
أن القادر كان يلبس زي العوام، ويقصد الأماكن المعروفة بالخير والبركة، كقبر معروف
وغيره، وطلب من ابن القزويني الزاهد أن ينفذ له من طعامه الذي يأكله، فأنفذ إليه
باذنجان مقلواً بخل وباقلاء ودبس وخبز بيتي، وشده في ميزر، فأكل منه، وفرق الباقي،
وبعث إلى ابن القزويني مائتي دينار، فقبلها. ثم بعد أيام طلب منه طعاماً، فأنفذ
إليه طبقاً جديداً، وفيها زبادي فيها فراريج وفالوذج، ودجاجة مشوية وفالوذجة،
فتعجب الخليفة، وأرسل يكلمه في ذلك، فقال: ما تكلفت، لما وسع علي وسعت على نفسي،
فتعجب من عقله ودينه. ولم
(27/8)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 9
يزل يواصله بالعطاء. وفي ذي الحجة، يوم عيد الغدير جرت فتنة من الرافضة وأهل باب
البصرة، واستظهر أهل باب البصرة، وحرقوا أعلام السلطان، فقتل يومئذ جماعة اتهموا
بفعل ذلك، وصلبوا، فقامت الهيبة، وارتدع المفسد. وفيها حج بالناس من العراق أبو
الحسين محمد بن الحسين بن يحيى، وكان أمير مكة الحسن بن جعفر أبو الفتوح العلوي،
فاتفق أن أبا القاسم بن المغربي حصل عند حسان بن المفرج بن الجراح
(27/9)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 10
الطائي، فحمله على مباينة صاحب مصر، وقال: لا مغمز في نسب أبي الفتوح،) والصواب أن
ينصبه إماماً، فوافقه، فمضى ابن المغربي إلى مكة، فأطمع صاحب مكة في الخلافة، وسهل
عليه الأمر، فأصغى إلى قوله، وبايعه شيوخ الحسنيين، وحسن أبو القاسم بن المغربي
أخذ ما على الكعبة من فضة وضربه دراهم. واتفق موت رجل بجدة معه أموال عظيمة
وودائع، فأوصى منها بمائة ألف دينار لأبي الفتوح صاحب مكة ليصون بها تركته
والودائع، فاستولى على ذلك كله، فخطب لنفسه، وتسمى بالراشد بالله، وسار لا حقاً
بآل الجراح الطائي، فلما قرب من الرملة، تلقته العرب، وقبلوا الأرض، وسلموا عليه
بالخلافة، وكان متقلداً سيفاً زعم أنه ذو الفقار وفي يده قضيب، وذكر أنه قضيب رسول
الله صلى الله عليه وسلم، وحوله جماعة من بني عمه، وبين يديه ألف عبد أسود، فنزل
الرملة، ونادى بإقامة العدل، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فانزعج صاحب مصر،
وكتب إلى حسان الطائي ملطفاً، وبذل له أموالاً جزيلة. وكتب إلى ابن عم أبي الفتوح،
فولاه الحرمين، وأنفذ له ولشيوخ بني حسن أموالاً، فقيل إنه بعث إلى حسان بخمسين
ألف دينار مع والده حسان، وأهدى له جارية جهزها بمال عظيم، فأذعن بالطاعة، وعرف
أبو الفتوح الحال، فضعف وركب إلى حسان المفرج الطائي مستجيراً به فأجاره، وكتب فيه
إلى العزيز، فرده إلى مكة. وفيها استولى بزال على دمشق وهزم متوليها منيراً وفرق
جمعه. وفيها أقبل باسيل طاغية الروم في جويشه، فأخذ حمص ونهبها، وسار
(27/10)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 11
إلى شيزر ونهبها، ثم نازل طرابلس مدة، ثم رجع إلى بلاده.
(27/11)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 12
1 (حوادث سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة.)
فمن الحوادث فيها أن أبا الحسن علي بن محمد بن المعلم الكوكبي كان قد استولى على
أمور السلطان بهاء الدولة كلها، فمنع أهل الكرخ وباب الطاق من النوح يوم عاشوراء،
ومن تعليق المسوح، كان كذلك يعمل من نحو ثلاثين سنة، ووقع أيضاً بإسقاط من قبل من
الشهود بعد وفاة القاضي أبي محمد بن معروف، وأن لا يقبل في الشهادة إلا من كان
ارتضاه ابن معروف، وذلك أنه لما توفي كثر قبول الشهود بالشفاعات، حتى بلغت عدة
الشهود ثلاثمائة وثلاثة أنفس، ثم إنه فيما بعد، وقع بقبولهم في السنة. وفيها شغبت
الجند، وخرجوا بالخيم إلى باب الشماسة، وراسلوا بهاء الدولة يشتكون من أبي) الحسن
بن المعلم، وتعديد ما يعاملهم به، وطالبوه بتسليمه إليهم. وكان ابن المعلم قد
استولى على الأمور، فالمقرب من قربه والمبعد من بعده، فثقل على الأمراء أمره، ولم
يراعهم هو، فأجابهم السلطان، ووعدهم، فأعادوا الرسالة بأنهم لا يرضون إلا بتسليمه
إليهم، فأعاد الجواب بأنه يبعده عن مملكته، فأبوا ذلك، إلى أن قال له الرسول: إنه
لأمر شديد، فاختر بقاءه دولتك، فقبض عليه حينئذ وعلى أصحابه، وأخرجوا صلته، فصمم
الجند أنهم لا يرجعون إلا بتسليمه، فتدمم من ذلك، وركب إليهم، فلم يقم أحد منهم
إليه ولا خدمه، وقد
(27/12)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 13
أقاموا على المطالبة به، وترك الرجوع إلا بعد تسليمه إلى أبي حرب خال بهاء الدولة،
فسقي السم، فلم يعمل فيه، فخنق بحبل. وفي رجب، سلم الطائع لله المخلوع إلى القادر
بالله، فأنزله في حجرة ووكل به من يحفظه، وأحسن صيانته ومراعاة أموره، فكان
المخلوع يطالب من زيادة الخدمة بمثل ما كان يطالب به أيام خلافته، وأنه حمل إليه
طيب من بعض العطارين، فقال: أمن هذا يتطيب أبو العباس قالوا: نعم. فقال: قولوا له
في الفلاني من الدار كندوج فيه طيب مما كنت استعمله فأنفذ لي بعضه، وقدمت إليه بعض
الليالي شمعة قد أوقدت، فأنكر ذلك، فحملوا إليه غيرها، وأقام على هذا إلى أن توفي.
وفيها ولد أبو الفضل محمد بن القادر بالله، وهو الذي جعل ولي العهد، ولقب الغالب
بالله. واشتد في الوقت القحط ببغداد.
(27/13)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 14
(27/14)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 15
1 (حوادث سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة.)
فيها أقبل الخان بغراخان الذي يكتب عنه مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وله
ممالك الترك وإلى قرب الصين، ليأخذ بخارى، فحاربه نوح بن منصور الساماني، فانهزم
نوح، وأخذ بخارى، واستنجد نوح بنائبه أبي علي بن سمجور صاحب خراسان، فخذله وعصى،
فمرض الخان ببخارى، وراح، فمات في الطريق. وكان ديناً. وولي بلاد الترك بعده
ايلخان، وبرز نوح إلى مملكته. وفيها شغب الجند لتأخر العطاء، وقصدوا دار الوزير
أبي نصر سابور، فنهبوها، وهرب من السطوح، ثم أعطوا العطاء. وفي ذي الحجة تزوج
القادر بالله سكينة بنت بهاء الدولة على مائة ألف دينار، فتوفيت قبل) الدخول بها.
وفيه بلغ كر القمح ستة آلاف درهم غياثية، والكارة الدقيق مائتين
(27/15)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 16
وستين درهماً. وفيها ابتاع الوزير أبو نصر سابور بن أردشير داراً بالكرخ وعمرها
وسماها دار العلم، ووقفها على العلماء، ونقل إليها كتباً كثيرة.
(27/16)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 17
1 (حوادث سنة أربع وثمانين وثلاثمائة.)
فيها قوي أمر العيارين ببغداد، وشرع القتال بين الكرخ وأهل باب البصرة، وظهر
المعروف بعزيز من أهل باب البصرة واستفحل أمره، والتزق به كثير من المؤذين، وطرح
النار في المحال، وطلب أهل الشرط. ثم صالح الكرخ، وقصد سوق البزازين، وطالب بضرائب
الأمتعة حتى الأموال، وكاشف السلطان وأصحابه، وكان ينزل إلى السفن ويطالب
بالضرائب، فأمر السلطان بطلب العيارين، فهربوا عنه. وفي ذي الحجة ورد الخبر برجوع
الحاج من الطريق، وكان السبب أنهم لما حصلوا بين زبالة والثعلبية اعترض الحاج
الأصيفر الأعرابي ومنعهم الجواز إلا برسمه، وتردد الأمر إلى أن ضاق الوقت، فعادوا،
ولم يحج أيضاً لأهل الشام ولا اليمن، إنما حج أهل مصر.
(27/17)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 18
وفيها ولي نقابة العباسيين أبو الحسن محمد بن علي بن أبي تمام الزينبي. وفيها تزوج
مهذب الدولة علي بن نصر ببنت بهاء الدولة، وعقد للأمير أبي منصور بن بهاء الدولة
على بنت مهذب الدولة، وعقد على كل صداق منهما مائة ألف دينار. واتفق ابن سمجور
والي خراسان وفائق على حرب ابن نوح، فكتب إلى الملك سبكتكين يستنجده، فأقبل من
غزنة، فالتقى الجمعان، فانهزم ابن سمجور وتمزق جيشه، واستعمل ابن نوح على خراسان
محمود بن سبكتكين الذي افتتح الهند.
(27/18)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 19
1 (حوادث سنة خمس وثمانين وثلاثمائة.)
فيها نفذ بدر بن حسنويه تسعة آلاف دينار، لتدفع إلى الأصيفر عوضاً عما كان يأخذ من
الركب العراقي.
1 (حوادث سنة ست وثمانين وثلاثمائة.)
في المحرم ادعى أهل البصرة أنهم كشفوا عن قبر عتيق، فوجدوا فيه ميتاً طرياً بشابه
وسيفه، وأنه الزبير بن العوام، فأخرجوه وكفنوه ودفنوه بالمربد، وبنوا عليه، وعمل
له مسجد، ونقلت) إليه القناديل والبسط والقوام والحفظة. قام بذلك الأمير أبو
المسك. فالله أعلم من ذاك الميت.
(27/19)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 20
(27/20)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 21
1 (حوادث سنة سبع وثمانين وثلاثمائة.)
فيها توفي فخر الدولة علي ابن ركن الدولة ابن بويه بالري، ورتبوا ولده رستم في
السلطنة وهو ابن أربع سنين، وكان فخر الدولة قد أقطعه أبوه بلداناً، فلما توفي
أخوه بويه كتب إليه الصاحب إسماعيل بن عباد يحثه على الإسراع، فقدم وتملك مكان
أخيه، واستوزر ابن عباد، وكان شهماً شجاعاً، جماعاً للأموال، لقبه الطائع فلك
الأمة. وكانت سلطنته أربع عشرة سنة، وعاش ستاً وأربعين سنة. ولما اشتد به مرضه
أصعد إلى قلعة، فبقي بها أياماً يمرض، فمات، وكانت الخزائن مقفلة مختومة، وقد جعل
مفاتيحها في كيس من حديد وسمر، وحصلت عند ولده رستم، فلم يوجد ليلة وفاته شيء يكفن
فيه، وتعذر النزول إلى البلد لشدة شغب الجند، فاشتروا من قيم الجامع ثوباً، فلف
فيه، وشد بالحبال، وجر على درج القلعة حتى تقطع، وكان يقول: قد جمعت لولدي ما
يكفيهم ويكفي عسكرهم خمس عشرة سنة. وكان ترك ألفي ألف دينار وثمانمائة ألف وخمسة
وسبعين ألف دينار، ومن الجواهر واليواقيت واللؤلؤ أربعة عشر ألف، وخمسمائة قطعة،
قيمتها ثلاثة آلاف ألف، ومن الأواني الذهب ما وزنه ألف دينار، ومن أواني الفضة
ثلاثة آلاف درهم، ومن الثياب ثلاثة آلاف حمل، وخزانة السلاح ألفاً حمل،
(27/21)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 22
وخزانة الفرش ألف وخمسمائة حمل، إلى غير ذلك.
(27/22)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 23
1 (حوادث سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة.)
فيها قبض القادر بالله على كاتبه أبي الحسن علي بن عبد العزيز، وقلد أبا العلاء
سعيد بن الحسن بن تريك، ثم بعد شهرين ونصف عزله، وأعاد أبا الحسن. وفي ذي الحجة
جاء برد مفرط ببغداد، وتجلد الماء وبول الدواب والخيل. وفيها جلس القادر بالله
للرسولين اللذين من جهة أبي طالب رستم بن فخر الدولة وأبي النجم بدر بن حسنويه،
فعهد لرستم على الري وأعمالها، وأرسل اللواء والخلع، وعهد لبدر على الجبل، ولقبه
أبا طالب مجد الدولة.
5 (أعجوبة.)
وهي: هلاك تسعة ملوك على نسق في سنتي سبع وثمانين وثمان وثمانين وثلاثمائة. وفيهم
يقول أبو منصور عبد الملك بن محمد الثعالبي:)
(ألم تر مذ عامين أملاك عصرنا .......... يصيح بهم للموت والقتل صائح.)
(27/23)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 24
(فنوح بن منصور طوته يد الردى .......... على حسرات ضمنتها الجوانح.)
(ويا بؤس منصور وفي يوم سرخس .......... تمزق عنه ملكه وهو طائح.)
(وفرق عنه الشمل بالشمل واغتدى .......... أميراً ضريراً تعتريه الجوائح.)
(وصاحب جرجانية في ندامة .......... ترصده طرف من الحين طامح.)
(خوارزم شاه شاه وجه نعيمه .......... وعن له يوم من النحس طالح.)
(وكان علا في الأرض يخبطها أبو .......... علي إلى أن طوحته الطوائح.)
(وصاحب بست ذلك الضيغم الذي .......... براثنه للمسرفين مفاتح.)
(أناخ به من صدمة الدهر كلكل .......... فلم تغن عنه والمقدر سانح.)
(جيوش إذا أربت على عدد الحصى .......... تغص بها قيعانها والضحاضح.)
(وصاحب مصر قد مضى لسبيله .......... ووال الجبال غيبته الضرائح.)
(ودارت على صمصام دولة بويه .......... دوائر سوء نبلهن فوادح.)
(وقد جاز والي الجوزجان فناظر .......... الحياة فوافته المنايا الطوائح.)
(وفائق المجبوب قد جب عمره .......... فأمسى ولم يندبه في الأرض نائح.)
(مضوا في مدى عامين واختطفتهم .......... عقاب إذا طارت تخر الجوارح.)
(أمالك فيهم عبرة مستفادة .......... بلى، إن نهج الاعتبار لواضح.)
(27/24)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 25
1 (حوادث سنة تسع وثمانين وثلاثمائة.)
كانت قد جرت عادة الشيعة في الكرخ وباب الطاق، بنصب القباب، وإظهار الزينة يوم
الغدير، والوقيد في ليلته، فأرادت السنية أن تعمل في مقابلة هذا أشياء، فادعت أن
اليوم الثامن من يوم الغدير كان اليوم الذي حصل فيه النبي صلى الله عليه وسلم وأبو
بكر في الغار، فعملت فيه ما تعمل الشيعة في يوم الغدير، وجعلت بإزاء عاشوراء يوماً
بعده بثمانية أيام، إلى مقتل مصعب بن الزبير، وزارت قبره بمسكن، كما يزار قبر
الحسين، فكان ابتداء ما عمل في الغار يوم الجمعة لأربع بقين من ذي الحجة، وأقامت
السنية هذا الشعار القبيح زماناً طويلاً، فلا قوة إلا بالله. وفيها عزل مالك ما
وراء النهر من المملكة، وهو منصور بن نوح، وحبس بسرخس.) وبويع أخوه عبد الملك،
فبقي في الملك تسعة أشهر، وحاربه الملك الخان، وأسره، واستولى على بخارى في ذي
القعدة، من هذا العام. ومات عبد الملك بأفكند في السجن بعد قليل.
(27/25)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 26
1 (حوادث سنة تسعين وثلاثمائة.)
فيها ظهر بسجستان معدن للذهب، فكانوا يصفون من التراب الذهب الأحمر. وفيها قلد
القاضي أبو عبد الله الحسين بن هارون الضبي مدينة المنصور، مضافاً إلى قضاء الكوفة
وغيرها، وولي القاضي أبو محمد عبيد الله بن محمد الأكفاني الرصافة وأعمالها. وفيها
ولي نيابة دمشق فحل بن تميم من جهة الحاكم، فمرض ومات بعد أشهر، وولي بعده علي بن
جعفر بن فلاح. آخر الحوادث.
(27/26)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 27
5 (الطبقة التاسعة والثلاثون وفيات)
1 (وفيات سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة.)
4 (أحمد بن إبراهيم بن تمام، أبو بكر البعلبكي المقرئ الفقيه، قاضي بعلبك.)
سمع خثيمة الأطرابلسي، وأبا الميمون بن راشد، وجماعة. وعنه: محمد بن يونس الإسكاف،
وأحمد بن الحسن الطيان.
4 (أحمد بن الحسين بن أحمد بن محمد بن حمزة، أبو نصر النيسابوري المؤذن الوراق،)
المعروف بابن حسكويه. كان كثير الحديث. سمع السراج، وابن خزيمة، والماسرجسي، ومحمد
بن إبراهيم العبدوي. روى عنه: الحاكم، وأبو سعد الكنجروذي، وغيرهما. توفي في
شعبان.
4 (أحمد بن الحسين بن مهران، أبو بكر الأصبهاني ثم النيسابوري
(27/27)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 28
المقرئ العابد، مصنف)
كتاب الغايات في القراءات، قرأ لهشام بدمشق ولابن ذكوان على أبي الحسن محمد بن
النضر الأخرم، وببغداد على زيد بن أبي بلال الكوفي، وابن مقسم، وأبي بكر النقاش،
وأبي الحسن بن ثوبان، وأبي عيسى بكار بن أحمد، وهبة الله بن جعفر، وبخراسان على
غير واحد، وسمع من أبي العباس السراج، وابن خزيمة، وأحمد بن حسين الماسرجسي، ومكي
بن عبدان. روى عنه الحاكم، وأبو حفص بن مسرور، وأبو سعد الكنجروذي وعبد الرحمن بن
الحسن بن) عليك، والمقرئ أبو سعد أحمد بن إبراهيم. قال الحاكم: كان إمام عصره في
القراءات، وكان أعبد من رأينا من القراء، وكان مجاب الدعوة، انتقيت عليه خمسة
أجزاء، وتوفي في شوال، وله ست وثمانون سنة. وتوفي في هذا اليوم أبو الحسن العامري
صاحب الفلسفة، فحدثني عمر بن أحمد الزاهد: سمعت الثقة من أصحابنا يذكر أنه رأى بكر
بن مهران في المنام في الليلة التي دفن فيها، فقلت: أيها الأستاذ، ما فعل الله بك
قال: إن الله عز وجل أقام أبا الحسن العامري بحذائي وقال: هذا فداؤك من النار.
وقال الحاكم: قرأنا على ابن مهران ببخارى كتاب الشامل في القراءات. وقرأت أنا كتاب
الغاية له على أبي الفضل بن عساكر، بإجازته من المؤيد الطوسي، وزينب الشعرية قالا:
أنبأ زاهر الشحامي، أنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن موسى المقرئ، أنا المصنف رحمه
الله، وقد قرأ عليه جماعة، منهم أبو الوفا مهدي بن طوارة شيخ الهذلي.
(27/28)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 29
4 (أحمد بن محمد بن الحارث الفقيه، أبو الحسين الفقيه المديني الضرير.)
حدث في هذا العام عن أبي القاسم البغوي، وابن أبي داود. وعنه: أحمد بن علي النزوي،
وأبو نصر الكسائي.
4 (أحمد بن محمد بن الفضل بن الجراح، أبو بكر الخراز البغدادي.)
سمع أبا حامد الحضرمي، وأبا بكر بن دريد، ولزم ابن الأنباري، فأخبر عنه وروى
تصانيفه. وكان ثقة ديناً: ظاهر المروءة، ومن الفرسان المذكورين. روى عنه: أبو
القاسم التنوخي، وأبو محمد الجوهري.
4 (إبراهيم بن محمد بن محفوظ بن معقل، أبو إسحاق النيسابوري، شيخ محتشم. كان أحد)
المجتهدين. في العبادة. سمع: أبا بكر بن خزيمة، وأبا العباس بن السراج، وأحمد بن
محمد الماسرجسي. توفي في ربيع الأول. وعنه الحاكم قال: رأيت أصوله صحيحة، أكثرها
بخطه.
4 (بزال الأمير.)
ولي حرب منير الذي كان على نيابة دمشق، فهزمه بزال واستولى على دمشق في هذه السنة،
وقد ولي طرابلس أيضاً.)
4 (بكجور التركي، الأمير أبو الفوارس، مولى سيف الدولة بن حمدان.)
(27/29)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 30
ولي إمرة حمص، ثم ولي دمشق للعزيز العبيدي، فجار وظلم وصادر، وخرج عن طاعة العزيز
فجهز إليه منير الخادم من مصر، في سنة ثمان وسبعين، فبعث بكجور عسكراً، فالتقوا،
فانتصر منير، ثم تصالحا، وذهب بكجور إلى الرقة، فأقام بها دعوة العزيز، ثم قتل
بنواحي حلب، في سنة إحدى هذه.
4 (بشر بن الحسين الشيرازي قاضي القضاة، أبو سعيد. قدمه عضد الدولة للقضاء، فولاه)
الطائع قضاء القضاة، سنة تسع وستين. وكان فقيهاً ظاهرياً متديناً معظماً للآثار،
وما أراه قدم بغداد، بل استناب عليها أربعة قضاة، ثم إنه عزل في سنة ست وسبعين.
مات بشيراز عن سبعين سنة في هذا العام. أرخه ابن الخازن. وقال أبو إسحاق الشيرازي
في طبقات الفقهاء في أصحاب داود: ومنهم قاضي القضاة أبو سعد بشر بن الحسين، كان
إماماً، أخذ العلم عن علي بن محمد صاحب ابن المغلس بفارس.
4 (جوهر، أبو الحسن القائد الرومي المعروف بالكاتب، مولى المعز
(27/30)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 31
أبي تميم. قد من المغرب)
بتجهيز المعز إلى ديار مصر في الجيوش والأهبة في سنة ثمان وخمسين، فاستولى على
إقليم مصر، وابتنى القاهرة، واستمر عالي الأمر نافذ الكلمة. وكان بعد موت كافور
صاحب مصر قد انخرم النظام، وأقيم في الملك أحمد بن علي بن الإخشيد وهو صغير، وكان
ينوب عنه ابن عم والده والحسن بن عبيد الله بن طغج، والوزير حينئذ جعفر بن الفرات،
فقلت الأموال على الجند، فكتب جماعة إلى المعز يطلبون منه عسكراً ليسلموا إليه
مصر، فنفذ جوهراً في نحو مائة ألف فارس أو أكثر، فنزل بتروجة بقرب الإسكندرية،
فراسله أهل مصر في طلب الأمان وتقرير أملاكهم لهم، فأجابهم جوهر، وكتب لهم العهد،
فعلم الإخشيدية بذلك، فتأهبوا للقتال، فجاءتهم الكتب والعهود، فاختلفت كلمتهم. ثم
أمروا عليهم ابن الشويزاني، وتوجهوا للقتال نحو الجزيرة، وحفظوا الجسور، فوصل جوهر
إلى الجيزة، ووقع بينهم القتال في حادي عشر شعبان، ثم سار جوهر إلى منية الصيادين،
وأخذ مخاضة منية شلقان، ووصل إلى جوهر طائفة من العسكر في مراكب، وحفظ أهل مصر
البلد، فقال جوهر للأمير جعفر بن فلاح: لهذا اليوم خبأك المعز، فعبر عرياناً في
سراويل وهو في مركب، ومعه الرجال خوضاً، فوصلوا إليهم، ووقع القتال، فقتل خلق
كثير) من الإخشيدية، وانهزم الباقون، ثم أرسلوا يطلبون الأمان، فأمنهم جوهر، وحضر
رسوله ومعه بند أبيض، وطاف بالأمان، ومنع من النهب، فسكن الناس، وفتحت الأسواق،
ودخل من الغد جوهر القائد في طبوله وبنوده، وعليه ديباج مذهب، ونزل موضع القاهرة
اليوم، واختطها، وحفر أساس القصر لليلته، فأرسل إلى مولاه يبشره بالفتح، وبعث إليه
برؤوس القتلى، وقطع خطبة بني العباس، ولبس السواد، وألبس الخطباء البياض، وأن يقال
في الخطبة اللهم صل على محمد المصطفى، وعلى علي المرتضى، وعلى فاطمة البتول، وعلى
الحسن والحسين سبطي
(27/31)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 32
الرسول، وصل على الأئمة آباء أمير المؤمنين المعز بالله. ثم في ربيع الآخر سنة تسع
وخمسين أذنوا بمصر ب حي على خير العمل، فاستمر ذلك، وكتب إلى المعز يبشره بذلك،
وفرغ من بناء جامع القاهرة في رمضان سنة إحدى وستين، والأغلب أنه الجامع الأزهر.
وكان جوهر حسن السيرة في الرعية، ولما مات رثاه جماعة من الشعراء. توفي سنة إحدى
وثمانين، وهو على معتقد العبيدية.
4 (الحسن بن محمد بن جعفر بن محمد بن حفص المغازلي الأصبهاني، في المحرم.)
4 (الحسين بن عمر بن عمران بن حبيش، أبو عبد الله البغدادي، وعنه عبيد الله
الأزهري،)
وأبو القاسم التنوخي. وثقه العتيقي.
4 (الحسين بن موسى بن سعيد، أبو علي الخياط المصري. إمام جامع مصر، وعاش تسعاً)
وسبعين سنة.
4 (حمدان بن أحمد بن مشارك الهروي، روى عن: أبي إسحاق بن ياسين.)
روى عنه: أبو يعقوب القراب.
4 (حيان القرطبي، أبو بكر الزاهد العابد، من كبار الأولياء، ومن أصحاب أبي بكر بن
مجاهد)
الصوفي. توفي بقرطبة في ربيع الأول من السنة.
4 (خلف بن إبراهيم بن عصمة الشبلي النيسابوري. سمع أبا العباس السراج وجماعة.)
(27/32)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 33
توفي في جمادى الآخرة.
4 (شريف بن سيف الدولة.)
) علي بن عبد الله بن حمدان الأمير، أبو المعالي سعد الدولة، ملك حلب ونواحيها بعد
أبيه، وطالت أيامه، ثم عرض له قولنج أشفى منه على التلف، ثم تماثل، فواقع جارية
فلما فرغ بطل نصفه، فدخل إليه الطبيب فأمر أن يسجر عنده الند والعنبر، فأفاق
قليلاً، فقال له الطبيب: أرني يدك، فناوله يده اليسرى، فقال: هات اليمين. فقال: ما
تركت لي اليمين يميناً. وكان قد خلف وغدر. وتوفي في رمضان، وله أربعون سنة وأشهر،
وتولى بعده أبو الفضائل سعد، وبموت سعد انقرض ملك سيف الدولة.
4 (سنان بن محمد الضبعي البصري: لا علم متى توفي.)
لقيه أبو ذر الهروي بعد الثمانين وثلاثمائة، وقال: قرأت عليه من أصل سماعه: ثنا
أبو خليفة، فذكر أحاديث.
4 (عبد الله بن أحمد بن حمويه بن يوسف بن أعين.)
أبو محمد السرخسي. سمع سنة ست عشرة وثلاثمائة من الفربري صحيح البخاري، وسمع من
عيسى بن عمر بن العباس السمرقندي كتاب الدارمي، وسمع من إبراهيم بن خزيم الشاشي
مسند عبد وتفسيره.
(27/33)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 34
روى عنه: أبو ذر عبد بن أحمد الهروي، وأبو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم القراب،
ومحمد بن عبد الصمد الترابي المروزي، وعلي بن عبد الله ومحمد بن أحمد بن محمد بن
محمود الهرويان، وأبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفر الداودي. وقال أبو ذر:
قرأت عليه وهو ثقة وصاحب أصول حسان. قلت: وله جزء مفيد عد فيه أبواب الصحيح، وعد
ما في كل كتاب من الأحاديث، فأورد ذلك الشيخ محيي الدين في مقدمة ما شرح من
الصحصيح، وأعلى شيء يروى في سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة. وحدث الحموي هذا وقعت لنا
المذكورة من طريقه. ولد سنة ثلاث وتسعين ومائتين. وقال القراب: توفي لليلتين بقيتا
من ذي الحجة.
4 (عبد الله بن محمد بن بكر بن عبد الرزاق بن داسة، أبو محمد البصري التمار.)
توفي في صفر، وروى عن أبيه صاحب أبي داود. روى عن: أبي بكر محمد بن الحسين بن
مكرم، والحسين بن إسماعيل المحاملي، وخلق.) وعنه أبو ذر الهروي.
4 (عبد الرحمن بن عبد الله المالكي الفقيه.)
أبو القاسم المصري الجوهري. وتوفي بمصر، وهو صاحب مسند الموطأ سمعه من طائفة، منهم
أبو العباس بن نفيس المقرئ، وأبو بكر بن عبد الرحمن، وأبو الحسن بن فهد، وآخرون،
وتوفي في رمضان.
4 (عبد الرحيم بن محمد بن حمدون بن نجار الفقيه.)
أبو الفضل النيسابوري البخاري، نسبه إلى جده، وكان من أعيان أصحاب أبي الوليد
الفقيه.
(27/34)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 35
درس في حياته، وسمع من أبي حامد بن الشرفي، ومكي بن عبدان، وحدث. توفي في جمادى
الأولى، وقد توفي والده سنة ثمان وأربعين.
4 (عبد العزيز بن علي بن محمد بن إسحاق بن الفرج.)
أبو عدي المصري، ويعرف بابن الإمام. كان مقرئاً مجوداً لقراءة ورش لأنها على أبي
بكر بن سيف صاحب ابن يعقوب الأرزي. قرأ عليه طاهر بن غلبون، وعبد الجبار بن أحمد
الطرسوسي، وإسماعيل بن عمرو الحداد، وأبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي، ومكي بن
طالب، وأبو عمر الطلمنكي، وأبو العباس محمد بن سعيد بن أحمد بن نفيس، وغيرهم. وطال
عمره وتفرد بعلو هذه الطريق، وقد حدث عن ابن قديد، ومحمد بن زبان. روى عنه يحيى بن
الطحان. وقال أبو إسحاق الحبال: توفي لعشر خلون من ربيع الأول.
4 (عبيد الله بن أحمد بن معروف، أبو محمد البغدادي المعتزلي قاضي القضاة.)
ولي بعد أبي بشر عمر بن أكثم، وسمع من يحيى بن صاعد، وابن نيروز، وأبي حامد محمد
بن أحمد بن هارون الحضرمي، ومحمد بن نوح وجماعة.
(27/35)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 36
ولد سنة ست وثلاثمائة. قال الخطيب: كان من أجلاد الرجال وألباء الناس، مع تجربة
وحنكة وفطنة، وبصيرة ثاقبة، وعزيمة ماضية، وكان يجمع وسامة في منظره، وظرفاً في
ملبسه، وطلاقة في مجلسه، ولباقة في خطابه، ونهوضاً بأعباء الأحكام، وهيبة في
القلوب قد ضرب في الأدب بسهم، وأخذ من) علم الكلام بحظ. وقال العتيقي: كان مجرداً
في الاعتزال، ولم يكن له سماع كثير. قلت: روى عنه الحسن بن محمد الخلال، والعتيقي،
وعبد الواحد بن شيطا، وأبو جعفر بن المسلمة. ووثقه الخطيب. توفي في صفر، وله شعر
رائق، فحل.
4 (عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن
بن)
عوف الزهري، أبو الفضل، بغدادي مسند كبير القدر. سمع: جعفر بن محمد الفريابي،
وإبراهيم بن شريك الأسدي وعبد الله بن المخرمي، وعبد الله ابن إسحاق المدائني،
ومحمد بن حميد بن المجدر، والبغوي. وعنه: أبو بكر البرقاني، وأبو محمد الخلال،
وعبد العزيز الأزجي، وأبو القاسم التنوخي، وجماعة آخرهم وفاة أبو جعفر بن المسلمة.
قال الخطيب كان ثقة، ولد سنة تسعين ومائتين. أخبرني العتيقي قال: سمعت أبا الفضل
الزهري يقول: حضرت مجلس الفريابي وفيه عشرة آلاف رجل لم يبق منهم غيري، وجعل يبكي.
وذكره الأزجي فقال: شيخ ثقة، مجاب الدعوة.
(27/36)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 37
وقال الدارقطني: ثقة صاحب كتاب، وآباؤه كلهم قد حدثوا. توفي في ربيع الأول، وقيل
في ربيع الآخر. قلت: وقع لنا من روايته صفة المنافق للفريابي.
4 (عتاب بن هارون بن عتاب بن بشر، أبو أيوب الغافقي الأندلسي من أهل شذونة.)
روى عن أبيه، وحج فسمع من أبي حفص عمر الجمحي، وأبي الحسن الخزاعي، وكان صالحاً
عابداً. رحل إليه ابن الفرضي فأكثر عنه، وعاش سبعين سنة.
4 (عثمان بن جعفر.)
أبو عمرو الجواليقي البغدادي. حدث في هذه السنة عن عبد الله بن إسحاق المدائني،
ومحمد بن محمد بن الباغندي. وعنه أبو العلاء الواسطي، وأحمد بن محمد العتيقي، وأبو
طالب العشاري. وثقه العتيقي.
4 (علي بن أحمد بن صالح بن حماد المقرئ القزويني.)
كان فهماً بالقراءات. عمر دهراً، وسمع من يوسف بن عاصم الرازي، ومحمد بن مسعود)
الأسدي، ويوسف بن حمدان، وأخذ القراءات عن أبي عبد الله الحسين الأزرق، والعباس بن
الفضل بن شاذان، ولقي ابن مجاهد ببغداد، وناظره، وأقرأ القرآن ثلاثين سنة. روى:
عنه أبو يعلى الحنبلي، ومن قوله نقلت ترجمته، وقال: ولدت سنة ثلاث وثمانين
ومائتين. توفي في رمضان سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة.
(27/37)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 38
4 (علي بن محمد بن عبيد الله الزهري، أبو الحسن الضرير.)
كان ببغداد، ذكر أنه من ولد عبد الرحمن بن عوف، وأنه سمع من أبي يعلى الموصلي.
وعنه: العتيقي، وأبو القاسم التنوخي، وكان كذاباً.
4 (محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن زاذان.)
أبو بكر المقرئ الحافظ، مسند أصبهان. طوف الشام ومصر والعراق. وسمع في قريب من
خمسين مدينة. سمع: محمد بن نصير بن أبان المديني، ومحمد بن علي الفرقدي، وإبراهيم
بن متويه، وطبقتهم بأصبهان، وأول سماعه بعد الثلاثمائة، وسمع أحمد بن الحسن
الصوفي، وحامد بن شعيب اللخمي، وعمر بن إسماعيل بن أبي غيلان، وطبقتهم ببغداد،
وأبا يعلى بالموصل، وعبدان بالأهواز، وأبا عروبة بحران، ومحمد بن الحسن بن قتيبة
بعسقلان، وإسحاق بن أحمد الخزاعي بمكة، وعبد الله بن زيدان البجلي، وعلي بن العباس
المقانعي، وعبد الله بن محمد بن مسلم ببيت المقدس، وإبراهيم بن مسرور صاحب لوين
بحلب، وأحمد بن يحيى بن زهير الحافظ بتستر، وسعيد بن عبد العزيز، وأحمد بن هشام بن
عمار، ومحمد بن خريم بدمشق، ومحمد بن المعافى بصيدا، ومكحولا ببيروت، وميمون بن
هارون بعكا، ومحمد بن عمير صاحب هشام بن عمار، بالرملة، ومضاء بن عبد الباقي
بأذنة، وجعفر بن أحمد بن سنان بواسط، ومحمد بن علي بن روح المؤدب بعسكر مكرم،
ومحمد بن
(27/38)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 39
تمام البهراني، ومحمد بن يحيى بن رزين بحمص، والحسين بن عبد الله القطان الأزدي
بالرقة، ومحمد بن محمد بن الأشعث، ومحمد بن زبان، وعلي بن أحمد علان، وأحمد بن عبد
الوارث الغسال بمصر، ومحمد بن أبي سلمة بن قوبا بعسقلان، وصنف معجم شيوخه، وسمع
شرح الآثار للطحاوي منه، وخرج الفوائد، وجمع مسند أبي حنيفة. روى عنه: أبو إسحاق
بن حمزة، وأبو الشيخ، وهما أكبر منه، وحمزة السهمي، وأحمد بن) موسى بن مردود، وأبو
نعيم، وأبو طاهر بن عبد الرحيم وإبراهيم بن منصور الكراني سبط بحرويه، ومنصور بن
الحسين، وأبو طاهر أحمد بن محمد الثقفي، وأحمد بن محمد بن النعمان، وآخرون. قال
أبو طاهر الثقفي: سمعت ابن المقرئ يقول: طفت الشرق والغرب أربع مرات. وقال رجلان:
سمعنا ابن المقرئ يقول: مشيت بسبب نسخة المفضل بن فضالة سبعين مرحلة، ولو عرضت على
بقال برغيف لم يأخذها. وقال أبو طاهر بن سلمة: سمعت ابن المقرئ يقول: دخلت بيت
المقدس عشر مرات، وحججت أربع حجج، واستلمت الحجر في ليلة مائة وخمسين، وأقمت بمكة
خمسة وعشرين شهراً، وعن أبي بكر بن أبي علي قال: كان ابن المقرئ يقول: كنت أنا
والظبراني وأبو الشيخ في مدينة الرسول عليه السلام، فضاق بنا الوقت، فواصلنا ذلك
اليوم، فلما كان وقت العشاء حضرت القبر، وقلت: يا رسول الله الجوع. فقال لي
الطبراني: اجلس فإما أن يكون الرزق أو الموت، فقمت أنا وأبو الشيخ، فحضر الباب
علوي، ففتحنا له، وإذا معه غلامان بزنبيلين فيهما شيء كثير، وقال: يا قوم شكوتموني
إلى النبي صلى الله عليه وسلم فإني رأيته، فأمرني بحمل شيء إليكم. وروى أبو موسى المديني
ترجمة ابن المقرئ: نا معمر بن الفاخر، سمعت أبا نصر بن الحسن ابن أبي عمر، سمعت
ابن سلامة يقول: قيل
(27/39)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 40
للصاحب بن عباد: أنت رجل معتزلي وابن المقرئ محدث، وأنت تحبه، فقال: إنه كان صديق
والدي، وقيل مودة الآباء قرابة الأبناء، ولأني كنت نائماً، فرأيت النبي صلى الله
عليه وسلم في المنام يقول لي: أنت نائم وولي من أولياء الله على بابك، فانتبهت
ودعوت البواب، وقلت: من بالباب قال: أبو بكر بن المقرئ. وقال أبو عبد الله بن
مهدي: سمعت ابن المقرئ يقول: مذهبي في الأصول مذهب أحمد بن حنبل وأبي زرعة. قال
ابن مردويه: هو ثقة مأمون، صاحب أصول. توفي يوم الاثنين في شوال. وقال أبو نعيم:
محدث كبير ثقة، صاحب أصول، سمع ما لا يحصى كثرة، وتوفي عن ست وتسعين سنة.) قلت:
وكان الصاحب إسماعيل بن عباد يحترمه، وكان خازن كتب الصاحب، وقد خرجت من معجمه
أربعين حديثاً عن أربعين شيخاً، في أربعين مدينة، سميتها أربعي البلدان لأبي بكر
بن المقرئ، وسمعناها. وعند أبي سعيد المدائني حديثه في غاية العلو. مات في شوال.
4 (محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن عبدة بن سليط السليطي، أبو جعفر
النيسابوري.)
عن: أبي بكر الإسفرايني، والشرفي، ومكي بن عبدان، وطبقتهم. وعنه: الحاكم، وانتقى
عليه، وأبو يعلى الصابوني، والكنجروذي وجماعة. وحدث أيضاً بمكة والعراق.
4 (محمد بن حسين بن شنظير، أبو عبد الله الأموي الطليطلي، والد المحدث أبي إسحاق)
إبراهيم. كان فقيهاً عارفاً بمذهب مالك.
(27/40)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 41
روى عن: وهب بن مسرة، ومحمد بن عبد الله بن عيشون، وأبي بكر بن رستم. توفي في
المحرم، وكان ابنه غائباً في الرحلة. ولد سنة خمس عشرة وثلاثمائة.
4 (محمد بن خثيم بن ثاقب، أبو بكر البخاري الصفار.)
حدث بصحيح البخاري عن القزويني. توفي بسمرقند في ربيع الأول.
4 (محمد بن سعيد بن قرط، أبو عبد الله بن الصابوني القرطبي.)
سمع من محمد بن عبد الملك بن أيمن، وقاسم بن إصبغ، والحسن بن سعد، ورحل فسمع من
ابن الأعرابي، وطائفة. وكان رفيق ابن السليم في رحتله، فلما ولي ابن السليم القضاء
استعمله على نظر الأوقاف، ثم عزله، وظهرت عليه أمور، ذهب فيها ماله كله، وبقي
فقيراً. وقد حدث بيسير في ربيع الأول.
4 (محمد بن عبد الله، أبو الحسن النحوي الوراق، زوج بنت أبي سعيد السيرافي.)
له شرح مختصر الجرمي في النحو، وغير ذلك.
4 (محمد بن عبد الله بن عمرو، أبو جعفر الهروي الفقيه صاحب التفسير.)
4 (محمد بن علي بن الحسن بن سويد، أبو بكر البغدادي المكتب.)
روى عن: محمد بن محمد الباغندي، وأبي القاسم البغوي، وأبي عروبة، وطائفة كثيرة،
وسافر الكثير. روى عنه: أبو بكر البرقاني، وعبيد الله الأزهري، وعلي بن المحسن
التنوخي، ووثقه) البرقاني.
(27/41)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 42
وقال الأزهري: صدوق، تكلموا فيه بسبب روايته عن أحمد بن سهل الأشناني كتاب قراءة
عاصم. توفي في رمضان.
4 (محمد بن القاسم بن أحمد فاذشاه، أبو عبد الله الأصبهاني الشافعي المتكلم
الأشعري،)
المعروف بالنتيف. ذكره أبو نعيم فقال: كثير المصنفات في الأصول والفقه والأحكام،
ورجل إلى البصرة، وروى عن محمد بن سليمان المالكي، وعلي بن إسحاق المادرائي، وأبي
علي اللؤلؤي، وتوفي في شهر ربيع الأول. قلت: ولعله أخذ بالبصرة عن أبي الحسن
الأشعري، فإنه أدركه. قال أبو نعيم: كان ينتحل مذهب الأشعري.
4 (محمد بن موسى بن مصباح بن عيسى، أبو بكر القرطبي المؤذن.)
سمع أحمد بن خالد، ومحمد بن عبد الملك بن أيمن، وجماعة، فسمع من الأعرابي،
والمصريين، وكان متهجداً بكاءً.
4 (محمد بن يبقى بن زرب بن يزيد، أبو بكر القرطبي الفقيه المالكي.)
سمع: قاسم بن إصبع، ومحمد بن عبد الله بن أبي دليم، وجماعة، وتفقه عند اللؤللؤي
وغيره. وكان أحفظ أهل زمانه لمذهب مالك. كان القاضي أبو بكر محمد بن السليم يقول
له: لو رآك ابن القاسم لعجب منك.
(27/42)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 43
ولما توفي ابن السليم ولي ابن يبقى على قضاء الجماعة في سنة سبع وستين، وإلى أن
مات، وإليه كانت الصلاة والخطابة. وصنف كتاب الخصال في مذهب مالك عارض به كتاب
الخصال لابن كاديس الحنفي، فجاء في غاية الإتقان، وله كتاب الرد على ابن مسرة.
وكان الحاجب ابن أبي عامر يعظمه ويجلسه معه، ولما توفي أظهر ابن أبي عامر لموته
غماً شديداً. توفي في رمضان، وكان مع فقهه بصيراً بالعربية والحساب، مشكور السيرة،
رئيساً، كثير المحاسن.
4 (محمد بن يوسف بن محمد بن دوست العلاف، أبو بكر البغدادي.)
) سمع أبا القاسم البغوي، وعبد الملك بن أحمد الدقاق. وعنه: أبو محمد الخلال، وأبو
الحسين محمد بن علي بن المهتدي بالله. وقال أحمد بن محمد العتيقي: هو صالح ثقة.
قلت: وتم بمجلس يرويه أبو اليمن الكندي هو لأبي علي عبد الله، ولد هذا، لا له.
4 (مظفر بن الحسن بن المهند، أبو الحسن السلماسي.)
روى عن أحمد بن جوصا، وأبي بكر بن زياد النيسابوري. روى: عنه ابنه مهند، وأبو
العباس النشري، وأحمد بن جرير السلماسي.
4 (معاذ بن محمد بن يعقوب، أبو القاسم الزاهد.)
توفي في جمادى الآخرة.
(27/43)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 44
4 (منير الصقلبي الخادم.)
غلام الوزير يعقوب بن كلس، ولي إمرة دمشق، فقدمها من مصر سنة ثمان وسبعين، فلما
كان في هذا العام أحد وثمانين، قدم بزال من طرابلس في رمضان، فانهزم منير وطلب
الجبال، وقصد جوسية، ثم حلب، فأسره رجل من العرب، وأتى به دمشق، وقد قدمها
منجوتكين التركي نائباً، فأركب منيراً على جمل وطافوا به في البلد، وقرن معه قرد،
ثم أرسل إلى مصر، فعفا عنه العزيز العبيدي.
4 (هارون بن عتاب بن بشر، أبو أيوب الشذوني الغافقي الأندلسي.)
رحل إلى المشرق، وسمع من أبي بكر الأنماطي، والصنجي وأبي محمد الطوسي، وبمصر من
القيسي. قال النفزي: ما كان بالأندلس أفضل منه، وكان مالكي المذهب.
4 (يعقوب بن موسى، أبو الحسين الأردبيلي.)
سكن بغداد، وحدث بسؤآلات البرذعي، عن أبي زرعة، عن أحمد بن طاهر النجم عن البرذعي.
روى عنه: الدارقطني مع تقدمه، وأبو بكر البرقاني، ووثقه، وكان فقيهاً شافعياً.
(27/44)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 45
وفيها خلع الطائع نفسه مكرهاً، وبايعوا القادر بالله أحمد بن إسحاق بن المقتدر
بالله.
(27/45)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 46
(27/46)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 47
1 (وفيات سنة اثنتين ومائتين وثلاثمائة.)
4 (أحمد بن أبان بن سيد،)
) أبو القاسم الأندلسي اللغوي، صاحب شرطة قرطبة، وكان مقدماً في علم اللغة،
بارعاً، سريع الكتابة. صنف كتاب العالم في اللغة مائة مجلدة على الأجناس، وتوفي في
هذا العام. روى عن: أبي علي القالي كتاب النوادر: وروى عن سعيد بن عامر الإشبيلي
كتاب الكامل أخذ عنه أبو القاسم الأقليلي وغيره أحمد بن بندار بن محمد بن عبد الله
بن مهران أبو زرعة العبسي الأستراباذي الفقيه، قاضي أستراباذ. كتب بأردبيل عن حفص
بن عمر بن زبله الحافظ، ودرس الفقه ببغداد على أبي علي بن أبي هريرة، فيما يقال.
4 (أحمد بن عبيد الله بن علي، أخو القائم محمد بن المهدي.)
(27/47)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 48
مات في القعدة بمصر، وصلى عليه ابن ابن ابن أخيه العزيز صاحب مصر. وورخه القفطي،
وله أربعة أخوة ماتوا قبله بمدة.
4 (أحمد بن عتبة بن مكين، أبو العباس الدمشقي الجوبري المطرز الأطروش.)
روى عن: عبد الله بن عتاب بن الزفتي، ومحمد بن خريم، وسعيد بن عبد العزيز، وأبي
الجهم بن طلاب، وخلق سواهم. وعنه: عبد الوهاب بن الحبان، وعلي بن السمسار، وجماعة.
قال الكتاني: كان ثقة نبيلاً.
4 (أحمد بن علي بن عمر، أبو الحسين البغدادي المشطاحي.)
روى عن طبقة البغوي. وعنه: أبو طاهر بن سعدون الموصلي، وكان ثقة.
4 (أحمد بن محمد بن رجاء القاضي، أبو حامد السرخسي.)
توفي في شوال.
4 (أحمد بن ثابت، أبو العباس الشيرازي الحافظ.)
حدث بدمشق عن القاسم بن القاسم السياري، وعبد الله بن جعفر بن فارس الأصبهاني،
والحسين بن عبد الرحمن الرامهرمزي، وجماعة. وعنه: أبو نصر الإسماعيلي، وأبو عبد
الله الحاكم، وتمام الرازي.
(27/48)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 49
قال الحاكم: جمع من الحديث ما لم يجمعه أحد، وصار له القبول بشيراز، بحيث يضرب به
المثل.) وقال الدارقطني: أحمد بن منصور الشيرازي، أدخل بمصر، وأنا بها، أحاديث على
جماعة من الشيوخ. قلت: ذكر يحيى بن منده ما يدل على أن الذي دخل مصر، وأدخل على
شيوخها رجل آخر، اسمه: أحمد بن منصور. وقال: كانا أخوين، والغلط في اسمه. وعنه أبي
العباس صاحب الترجمة، قال: كتبت عن الغزالي ثلاثمائة ألف حديث. وقال الحسين بن
أحمد الصفار الشيرازي: لما مات أحمد بن منصور الحافظ، جاء إلى أبي رجل فقال: رأيته
في النوم، وهو في المحراب واقف، في جامع شيراز، وعليه حلة، وعلى رأسه تاج مكلل
بالجوهر، فقلت: ما فعل الله بك قال: غفر لي وأكرمني، وأدخلني الجنة، فقلت: بماذا
قال: بكثرة صلاتي على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
4 (الحسن بن عبد الله بن سعيد، أبو أحمد العسكري الإمام الأديب.)
(27/49)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 50
سمع من: عبدان الأهوازي، وأحمد بن يحيى بن زهير التستري، وأبي القاسم عبد الله
البغوي، وأبي بكر بن أبي داود، وأبي بكر بن دريد، وإبراهيم بن عرفة نفطويه، ومحمد
بن جرير الطبري، والعباس بن أبي الوليد بن شجاع الأصبهاني، وجماعة. روى عنه: أبو
بكر أحمد بن جعفر اليزدي الأصبهاني، وأبو الحسن علي بن أحمد النعيمي، وأبو سعد
الماليني، وأبو الحسين محمد بن الحسن الأهوازي، وأبو بكر محمد بن أحمد الوادعي،
وعبد الواحد بن أحمد الباطرقاني، وأحمد بن محمد بن زنجويه، ومحمد بن منصور بن حيكان
التستري، وعلي بن عمر الايذحي، وأبو سعيد الحسن بن علي بن بحر التستري السقطي،
وآخرون. وقال فيه السلفي: كان من الأئمة المذكورين بالتصرف في أنواع العلوم،
والتبحر في فنون الفهوم، ومن المشهورين بجودة التأليف، وحسن التصنيف، ومن جملة
تصانيفه الحكم والأمثال، وكتاب التصحيف وكتاب الأرواح وكتاب الزواجر والمواعظ،
وبقي حتى علا به السن، واشتهر في الآفاق، انتهت إليه رئاسة التحديث والإملاء
للآداب، والتدريس بقطر خوزستان، وكان يملي بالعسكر وتستر ومدن ناحيته. قلت: أخبرنا
بنسبه أبو علي بن الخلال، أنا جعفر، أنا السفلي، أنا أبو الحسين بن الطيوري، أنا
أبو سعيد الحسن بن علي السقطي بالبصرة، ثنا أبو أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد
بن) إسماعيل بن زيد بن حكيم العسكري إملاء سنة ثمانين وثلاثمائة بتستر. قال
السفلي: فذكر مجالس من أماليه هي عندي، ولما توفي أبو أحمد رثاه الصاحب إسماعيل بن
عباد، وأنشده:
(27/50)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 51
(قالوا: مضى الشيخ أبو أحمد .......... وقد رثوه بضروب الندب.)
(فقلت: ماذا فقد شيخ مضى .......... لكنه فقد فنون الأدب.)
ووفاته بخط أبي حكيم أحمد بن إسماعيل بن فضلان العسكري اللغوي في يوم الجمعة، لسبع
خلون من ذي الحجة سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة.
4 (سليمان بن عبد الرحمن بن سليمان بن معاوية، أبو أيوب الجمحي القرطبي المؤذن،)
المعروف بابن العجل. روى عن: قاسم بن إصبغ، ومحمد بن عيسى بن رفاعة، ومحمد بن
معاوية. كتبت عنه غير واحد. توفي سنة اثنتين أو ثلاث وثمانين.
4 (عبد الله بن أحمد بن محمد بن يعقوب، أبو القاسم النسائي الفقيه الشافعي.)
حدث ببغداد سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة، فسمع منه أحمد بن جعفر الختلي، وأبو
القاسم عبد الله بن الثلاج، وكان قد سمع من الحسن بن سفيان مسنده، وبه ختم الرواية
عن الحسن. وسمع مسند ابن راهويه من عبد الله بن شيرويه عنه، وسمع بالعراق من محمد
بن محمد الباغندي وطبقته. روى عنه: الحاكم وغيره. وقال الخطيب: قال الحاكم: توفي
في شوال سنة اثنتين وثمانين بنسا. وعندي في تاريخ الحاكم أنه توفي سنة أربع
وثمانين، والله أعلم.
(27/51)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 52
قال: وكان شيخ العدالة والعلم بنسا، وعاش نيفاً وتسعين سنة. فيه: ومحمد بن عبد
الله بن محمد بن شيرويه المذكور في سنة ثمانين ختم حديث الحسن بن سفيان.
4 (عبد الله بن عثمان بن محمد بن علي بن بيان، أبو محمد الصفار. بغدادي ثقة.)
سمع إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، ومحمد بن نوح الجنديسابوري، والمحاملي، وجماعة.
وعنه: أحمد بن محمد العتيقي، والحسن بن محمد الخلال، وأب القاسم التنوخي.
4 (عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب بن نصير بن عبد الوهاب بن عطاء بن واصل، أبو
سعيد)
) القرشي الرازي. حج وسافر إلى مصر والشام وجاور وأقام بنيسابور مدة، فصحب الزاهد
أبا علي الثقفي، وحدث عن محمد بن أيوب الرازي بن الضريس، ويوسف بن عاصم. وخرج في
آخر عمره إلى مرو، ثم إلى بخارى فتوفي بها في هذه السنة. وله أربع وتسعون سنة.
ترجمه الحاكم، وروى عنه هو، ومحمد بن الحسن الكنجروذي، وأبو يعلى إسحاق بن عبد
الرحمن الصابوني، ومحمد بن عبد العزيز المروزي. وقد سمع بدمشق من ابن جوصا،
وببغداد من ابن صاعد. قال الحاكم: ولم يزل كالريحانة عند مشايخ التصوف ببلدنا.
قلت: هو آخر من روى في الدنيا عن ابن الضريس، وقع لنا حديثه
(27/52)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 53
بعلو، ورواياته مستقيمة، ولم أر أحداً ضعفه، لكن يكون سماعه عن ابن الضريس وهو ابن
خمس سنين، على ما ضبطه الحاكم، من سنة انتهى إليه علم الإسناد في وقته بخراسان.
4 (عبد الصمد بن محمد بن إبراهيم، أبو حاتم المقرئ، خطيب مدينة أستراباذ ومقرئها.)
روى عن: أبي نعيم بن عدي، والحسن بن حمويه. وعنه: أبو سعيد الإدريسي.
4 (عبد الواحد بن أحمد بن القاسم، أبو بكر الزهري النيسابوري الواعظ المتكلم،
ويعرف بابن)
أبي الفضل. سمع: أبا حامد بن بلال، وأبا بكر القطان، والمحبوبي، وطائفة. قال
الحاكم: سمع معنا الكثير، وكان يصوم الدهر، ويختم القرآن في يومين. توفي في ربيع
الأول بنيسابور، رحمه الله تعالى.
4 (عبد الواحد بن محمد بن شاه الشيرازي الصوفي، أبو الحسن، نزيل نيسابور.)
حدث عن إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، وأبي روق الهزان، وطبقتها. وصحب الزهاد
زماناً، وحدث بعد الثمانين، ولا أعلم متى مات.
4 (عمر بن أحمد بن هارون، أبو حفص الآجري البغدادي المقرئ.)
سمع أبا عمر محمد بن يوسف القاضي، وأبا بكر بن زياد النيسابوري، وإسماعيل الوراق
وغيرهم. وعنه: أبو محمد الخلال، وأبو القاسم التنوخي، وجماعة. قال الخطيب الحافظ:
كان ثقة صالحاً) ديناً.
(27/53)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 54
4 (علي بن مكي بن علي بن حسين، أبو الحسن الهمذاني الحلاوي.)
روى عن عبد الرحمن الجلاب، وأبي جعفر بن عبيد، ومحمد بن خيران. رحل إلى بغداد
فأدرك الخلدي، وأبا سهل بن زياد، وكان حافظاً فهماً. توفي في ذي القعدة. روى عنه:
محمد بن عيسى، وحمد بن سهل المؤدب، وعبد الله بن محمد الحواري، وأحمد بن المأمون،
وجماعة.
4 (محمد بن عبد الله بن عمر بن خير، أبو عبد الله القيسي القرطبي البزاز.)
سمع أحمد بن خالد الحباب، ومحمد بن عبد الملك بن أيمن، وعبد الله بن يونس، وجماعة،
وحج سنة اثنتين وثلاثين، فسمع من ابن الأعرابي، وعبد الملك بن بحر الجلاب، ومحمد
بن الصموت، ثم رحل ثانياً. وكان صدوقاً إن شاء الله ضابطاً، وقد اتهم بمذهب ابن
مسرة، ولم يصح عنه. توفي في المحرم، وقل من كتب عنه.
4 (محمد بن العباس بن محمد بن زكريا بن يحيى، أبو عمر بن حيويه الخزاز، من كبار)
محدثي بغداد. سمع: محمد بن الباغندي، ومحمد بن خلف بن المرزبان، وعبد الله بن
إسحاق المدائني، وأبا القاسم التنوخي البغوي، وخلقاً يطول ذكرهم.
(27/54)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 55
وعنه: أبو بكر البرقاني، أبو الفتح بن أبي الفوارس والعتيقي، والخلال، وعلي بن
المحسن التنوخي، وأبو محمد الجوهري، وآخرون. قال الخطيب: كان ثقة، كتب طول عمره،
روى المصنفات الكبار، ومولده سنة خمس وتسعين ومائتين. حدثني أبو القاسم الأزهري
قال، كان ابن حيويه مكثراُ، وكان فيه تسامح، وربما أراد أن يقرأ شيئاً، ولا يكون
أصله قريباً منه فيقرأه من كتاب الحسن بن الرزاز، لثقته بذلك الكتاب، وكان مع ذلك
ثقة. قال: وسألت البرقاني عنه، فقال: ثبت حجة. وقال العتيقي: توفي في ربيع الآخر.
4 (محمد بن عبد الرحيم بن أحمد بن إسحاق، أبو بكر الأزدي الكاتب، بغدادي ثقة.)
سمع البغوي، وابن صاعد. روى عنه: ابنه علي، وأبو محمد الخلال التنوخي.
4 (محمد بن علي بن محمد بن شنبويه الأصبهاني، أبو بكر الغزال الكوسج.)
) سمع علي بن محمد بن مهرويه القزويني. روى عنه: أبو نعيم.
4 (محمد بن الفضل بن علي، أبو الحسن الحربي الناقد.)
سمع أبا القاسم البغوي، وابن صاعد. روى عنه: أبو القاسم عبيد الله الأزهري ووثقه.
4 (محمد بن محمد بن سمعان، أبو منصور الحيري النيسابوري المذكر، نزيل هراة.)
(27/55)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 56
وسمع أبا العباس السراج، ومحمد بن المسيب الأرغياني، ومحمد بن أحمد بن عبد الجبار
الفسوي الرياني، وغيرهم. روى عنه: الحاكم، وأبو يعقوب القراب، وجماعة آخرهم موتاً
أبو عمر عبد الواحد المليحي. أقام بهراة أربعين سنة، وتوفي في رجب من السنة.
4 (محمد بن يوسف بن يعقوب الرقي.)
توفي فيها. وقد ذكر في المتوفين قريباً.
(27/56)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 57
1 (وفيات سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة.)
4 (أحمد بن إبراهيم بن محمد العلامة البغولني النيسابوري الحنفي الزاهد، شيخ أهل
الرأي في)
عصره وزاهدهم. أفتى ودرس نحواً من ستين سنة، وكتب الحديث بنيسابور والعراق وبلخ
وترمذ، وحدث. ترجمه الحاكم وقال: مات في رمضان واجتمع الخلق الكثير لجنازته.
4 (أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان بن حرب بن مهران، أبو بكر البغدادي)
البزاز. سمع أبا القاسم البغوي، والحسين بن محمد بن عفير، وأحمد بن محمد بن
المغلس، ويحيى بن صاعد، وأبا بكر بن دريد، وطائفة بالعراق ومصر والشام، فسمع بدمشق
أحمد بن سليمان بن زبان الكندي.
(27/57)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 58
روى عنه: رفيقه الدارقطني، وابناه أبو علي الحسن، وعبد الله ابنا أبي بكر، والحسن
بن محمد الخلال، وأبو القاسم التنوخي، وأبو محمد الجوهري، وخلق سواهم. وكان يتجر
في البز إلى مصر. قال الخطيب: كان ثقة ثبتاً، كثير الحديث. ولد في شهر ربيع الأول
سنة ثمان وتسعين ومائتين وأول سماعه سنة ثلاث وثلاثمائة. قال أبو ذر الهروي ما
رأيت ببغداد في الثقة مثل القواس، وبعده أبو بكر بن شاذان، فقال لأبي) ذر وراقه:
ولا الدارقطني إمامه. وقال عبيد الله الأزهري: وسمعت أبا بكر بن شاذان يقول: جاءني
بجزء فيه سماعي من محمد بن محمد الباغندي سنة تسع أو عشر وثلاثمائة، ولم يكن لي
منه نسخة فلم أحدث به. توفي في شوال. قال الأزهري: كان ابن شاذان ثبتاً حجة.
4 (أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم بن كنانة، أبو عمران بن العنان اللخمي
القرطبي.)
سمع من أحمد بن خالد الحباب، وابن أيمن، ومحمد بن قاسم، وحج، فسمع من ابن الأعرابي،
وأحمد بن مسعود الزبيري. سمع الناس منه كثيراً، وحدث عنه محمد بن السليم القاضي في
حياته. قال ابن الفرضي: كان ثقة، خياراً، وضابطاً لما كتب، جيد التقييد، وكان من
أوثق من كتبنا عنه، قال لي: ولدت سنة تسع وتسعين ومائتين، وتوفي وأنا بالمشرق.
4 (أحمد بن جعفر بن الحسن البلدي الواعظ.)
قدم دمشق، وحدث بها عن أبي يعلى الموصلي، ومحمد بن صالح بن ذريح العكبري، وغيرهما.
وعنه: تمام الرازي، وأبو نصر بن الحبان، ومكي بن الغمر.
(27/58)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 59
قال ابن الأكفاني: توفي سنة ثلاث وثمانين. قلت: لعلها: وستين، فتصحفت.
4 (أحمد بن عمر بن الرويح. سمع أبا القاسم البغوي، وابن صاعد.)
وعنه: أبو طاهر بن عبد الرحيم الكاتب، وأحمد بن محمد العتيقي، ولينه.
4 (أحمد بن عمر بن يزيد، أبو العباس الدوغي الوكيل، من شيوخ همدان.)
روى عن جده محمد بن ينال، وعبد الرحمن بن أحمد بن عباد، ومحمد بن عبد الله بلبل،
وإبراهيم بن محمد بن يعقوب، والحسن بن نصر الطوسي، وجماعة. وروى عنه: عبد الرحمن
بن الليث، ومحمد بن عيسى، وعلي بن أحمد بن عطية، ويحيى بن علي أبو طالب العسكري،
وأبو سعد يحيى بن أحمد الرازي، وكان حافظاً لجنس هذا الشأن. توفي في ثامن المحرم.
4 (أحمد بن محمد عبد الله، أبو عمرو الزودي الخراساني الأديب، من شيوخ الحاكم.)
4 (أحمد بن محمد بن إبراهيم، أبو سعيد النيسابوري الجوري المزكي الفقيه.)
) توفي عن نيف وتسعين سنة.
(27/59)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 60
سمع إبراهيم بن محمد بن شيبان الفقيه، وأبا العباس السراج، وأبا بكر بن خزيمة،
وعبد الرحمن، بن الحسين وأبا نعيم بن عدي، وابن شنبوذ المقرئ ومكي بن عبدان. وقد
درس وأفتى زماناً على مذهب أبي حنيفة. روى عنه: الحاكم، وأبو حفص بن مسرور،
وجماعة. وكان يقال له الجوري. توفي في رمضان، وآخر من حدث عنه أبو سعد الكنجروذي.
4 (أحمد بن محمد بن حمويه، أبو الوفاء النيسابوري المزكي، وكان أبوه من كبار
فقهاء)
نيسابور، وهو من كبار الشهود. سمع إبراهيم بن محمد بن سفيان الفقيه، والعباس
السراج، وابن خزيمة. وحدث في آخر عمره، وتوفي في ربيع الآخر، وله ثلاث وتسعون سنة.
روى عنه: الحاكم، وغيره.
4 (أحمد بن محمد بن إسحاق، أبو علي النيسابوري.)
حدث ببغداد عن أبي حامد بن الصوفي، ومكي بن عبدان. روى عنه: أبو بكر محمد بن عبد
الملك بن بشران، وأبو القاسم التنوخي. وكان من فقهاء الحنفية وثقاتهم.
4 (إسحاق بن حمشاد، أبو يعقوب النيسابوري، الزاهد الواعظ، شيخ الكرامية ورأسهم)
بنيسابور. قال الحاكم أبو عبد الله: يقال إنه أسلم على يديه أكثر من خمسة آلاف
نفس، وكان من العباد المجتهدين. قال: ولم أر جمعاً مثل جمع جنازته،
(27/60)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 61
ما أظن أنه تخلف عنه أحد، وأطنب الحاكم في وصفه، مما يدل على أنه من الكرامية، كما
عظم في تاريخه محمد بن كرام. مات في رجب.
4 (جعفر بن عبد الله بن يعقوب الفناكي، أبو القاسم الرازي.)
روى عن: محمد بن هارون الروياني مسنده، وسمع عبد الرحمن بن أبي خلف حاتم، وجماعة.
قال أبو يعلى الخليلي: موصوف بالعدالة وحسن الديانة، وهو آخر من روى عن الروياني،
ثم ذكر وفاته في هذه السنة.) روى عنه: أبو القاسم هبة الله اللالكائي، وأبو افضل
عبد الرحمن بن أحمد الرازي المقرئ. أخبرنا إسماعيل بن الفرا، أنا عبد الله بن أحمد
الفقيه سنة ست عشرة وستمائة، أنا محمد بن عبد الباقي، أنا أحمد بن علي الطريثيثي،
أنا هبة الله بن الحسن الحافظ، ثنا جعفر بن عبد الله بن جعفر بن عبد الله بن
يعقوب، ثنا محمد بن هارون الروياني، ثنا أبو كريب، ثنا يحيى، عن أبي بكر، عن الأعمش،
عن خثيمة قال: مر على خالد بن الوليد بزق خمر، فقال: أي شيء هذا فقالوا: خل. فقال:
جعله الله خلا، فنظروا فإذا هو خل، وقد كان خمراً. وهذا إسناد صحيح.
4 (تمام بن عبد الله بن تمام، أبو تمام أبو غالب المغازي الطليطلي.)
حج وسمع من ابن الأعرابي، وجماعة، ومن أبي الحسن بن أبي عياش، حدثه بغزة عن
الطهراني، عن عبد الرزاق. كتب عنه جماعة.
(27/61)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 62
4 (ثقف الحبشي.)
من كبار مشايخ الصوفية، سافر ولقي المشايخ، وصار خادم دويرة الرملة، وكان حسن
التعهد للفقراء، ثم جاور بالحرم، وبه مات. من كلامه: الحر من يوجب على نفسه خدمة
الأحرار، والغني من لا يرى لنفسه على أحد منة، ولا يرى لنفسه استغناءً عن أحد.
4 (جعفر بن محمد بن علي، أبو محمد الطاهري البغدادي، من ولد عبد الله بن طاهر
الأمير.)
حدث عن: أبي القاسم البغوي، وابن صاعد. وعنه: أحمد بن محمد العتيقي العشاري. ووثقه
الخطيب. وهو ابن محمد بن علي بن حسين بن إسماعيل بن إبراهيم بن مصعب بن رزيق بن
محمد بن عبد الله بن طاهر.
4 (الحسن بن أحمد بن سعيد، أبو علي المالكي المؤذن.)
ولد سنة اثنتين وتسعين ومائتين، وسمع ببغداد أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي،
وأبا عمر القاضي. وعنه: العتيقي، وأبو القاسم التنوخي، وقال: ثقة.
4 (حضرمي بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن يحيى بن حمزة الحضرمي البتلهي أبو
الحسين)
الدمشقي.
4 (زياد بن محمد بن زياد بن الهيثم، أبو العباس الجرجاني.)
)
(27/62)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 63
سمع الداركي، ومحمد بن أحمد بن عمرو الأبهري. وعنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نعيم
الحافظ. توفي في جمادى الأولى.
4 (سعيد بن القاضي بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم الأصبهاني العسال، أبو
محمد.)
روى عن محمد بن علي الجارود، وعلي بن رستم. وعنه: أبو نعيم.
4 (صفر بن عبد الله، أبو عبد الله الهمذاني الخفاف. الرجل الصالح.)
روى عن: عبد الرحمن بن حمدان الخلال، وأحمد بن عبيد، وجماعة. روى عنه: محمد بن
عيسى، ومحمد الزجاج، وغيرها.
4 (طاهر بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم البغدادي، أبو عبد الله الكاتب.)
سمع: أبا حامد الحضرمي، وأحمد بن القاسم الفرائضي، ومحمد بن عبد الله المستعيني.
وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وأبو سعد الكنجروذي، وغيرهما. مات بنيسابور. معدود في
فقهاء الشافعية. قال ابن الصلاح: هو فيما أحسب، والد الأستاذ منصور بن عبد القاهر.
4 (ظفر بن إبراهيم بن ظفر، أبو القاسم البصري الزهيري.)
(27/63)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 64
4 (عبد الله بن عطية بن حبيب، أبو محمد المقرئ المفسر المعدل. دمشقي.)
قرأ على أبي الحسن محمد بن النضر بن الأخرم، وجعفر بن أبي داود، وحدث عن ابن جوصا،
وعلي بن عبد الله الحمصي، وأبي علي الحضائري. روى عنه: أبو محمد بن أبي نصر، وطرفة
الحرستاني، وعبد الله بن سوار العنسي، وأبو نصر بن الجبان. وكان إمام مسجد باب
الجابية. قال عبد العزيز الكتاني: توفي في شوال. قال: وكان يحفظ، فيما يقال، خمسين
ألف بيت من الشعر في الاستشهاد على معاني القرآن وغيره، وكان ثقة. ثنا عنه: علي بن
الحسن الربعي، وغيرهما.
4 (عبد الله بن محمد بن القاسم بن حزم، أبو محمد الأندلسي القلعي رحال جوال.)
سمع: أبا القاسم علي بن أبي العقب، وجماعة بدمشق، وأبا بكر الشافعي، وأبا علي بن الصواف
ببغداد، وإبراهيم بن علي الهجيمي بالبصرة، وأبا جعفر بن دحيم بالكوفة، وعبد الله
ابن الورد بمصر، وذهب إلى ابن مسرة الأندلسي.
(27/64)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 65
روى عنه أبو الوليد بن الفرضي، وكان شيخاً جليلاً زاهداً شجاعاً مجاهداً، ولاه
المستنصر) بالله الحكم القضاء، فاستعفاه، فأعفاه منه، وكان فقيهاً صلباً في الحق،
ورعاً، وربما كانوا يشبهونه بسفيان الثوري في زمانه، وكان ثقة مأموناً، أخذ الناس
عنه الكثير، وبلغنا أنه كان يقف وحده للفئة من المشركين. توفي بقلعة أيوب في ربيع
الآخر، وله ثلاث وستون سنة. قال ابن الفرضي: سمعت منه علماً كثيراً وسمع منه
شيوخنا: أحمد بن عون، وعباس بن إصبع، وابن مفرج القاضي، ونفع الله به عالماً
كثيراً، وكانت الرحلة إليه.
4 (عبد السلام بن الحسين.)
أبو غالب المأموني. شاعر محسن مفلق، بغدادي، شريف جليل. مدح الصاحب بن عباد،
ورؤساء نيسابور وبخارى، وكان يسمو بهمته إلى الخلافة. أخذ عنه الثعالبي وفخمه
وأرخه.
4 (عبد الصمد بن أحمد بن خنبش، أبو الفتح الخولاني الحمصي.)
سمع: خيثمة بن سليمان، وعثمان بن محمد السمرقندي، وأحمد بن بهزاد السيرافي، وأبا
سهل بن زياد، ورحل إلى مصر والعراق، وحكى عن أبي بكر الصنوبري. كتب عنه: عبد الغني
بن سعيد، وحدث عنه أبو القاسم التنوخي، وأبو محمد الجوهري، وأبو علي بن وشاح
الزينبي، وجماعة.
(27/65)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 66
وله شعر حسن. حدث في شوال من هذه السنة.
4 (عبيد الله بن محمد بن علي بن زياد، أبو محمد الجرادي الكاتب، بغدادي فاضل.)
حدث عن: أبي القاسم البغوي، وأبي حامد الحضرمي، وأبي بكر بن دريد. وعنه: هلال
الطيبي المؤدب، وأبو القاسم التنوخي، ومحمد بن علي العشاري، وغيرهم. توفي سنة ثلاث
وقيل سنة أربع وثمانين.
4 (علي بن حسان بن القاسم، أبو الحسن الجدلي الدممي، ودمما قرية دون الفرات. شيخ
مسن.)
روى عن محمد بن عبد الله الحضرمي مطين. روى عنه: أبو خازم محمد بن الفراء، وأبو
القاسم علي بن المحسن، وأبو عبد الله الصيرمي، والقاضي أبو الحسن محمد بن إسحاق
القهستاني شيخ أبي صادق مرشد. قال أبو خازم بن الفراء: تكلموا فيه. توفي في آخر
سنة ثلاث وثمانين وثمانمائة. قلت: وقع لنا قطعة من مسند علي بن مطين من طريقه.
4 (مجاهد بن إصبغ بن حسان بن جرير، أبو الحسن الأندلسي البجاني.)
(27/66)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 67
سمع الواضحة من سعيد بن فحلون، وتفسير يحيى بن سلام من علي المري، وكتب الناس عنه)
كثيراً. قال ابن الفرضي: قرأت عليه شيوخ غريب الموطأ لابن حبيب، وكتاب طبقات
الفقهاء وكتاب فساد الزمان له، وكان شيخاً صالحاً طاهراً. وقال: ولدت سنة خمس
وثلاثمائة.
4 (محمد بن أحمد بن الحسن بن سعيد، أبو بكر الهاشمي الجرجاني الوراق.)
سمع أبا يعقوب البحري إسحاق بن إبراهيم، وعبد الله بن عدي الحافظ بجرجان، ومحمد بن
عبد الله الصفار، ومحمد بن يعقوب الأصم بنيسابور. وعنه: أبو عبد الله الحاكم،
وقال: ما رأيت وراقاً أسرع يداً منه، ولا أصح خطأً منه، لكنه تغير بآخره وخلط.
4 (محمد بن إسحاق بن محمد، أبو عبد الله الكيساني القزويني.)
سمع الكثير من عبد الرحمن بن أبي حاتم.
4 (محمد بن حامد، أبو بكر البخاري الحنفي، شيخ أهل الرأي وفقيههم ببخارى وأعلمهم)
وأزهدهم، وألزمهم لشمائل السلف. روى عن الهيثم الشاشي، وعبد الله الكلاباذي،
وغيرهما. وعنه: الحاكم. أغلق البلد لموته ثلاثة أيام.
4 (محمد بن صالح بن محمد بن سعد بن نزار، أبو عبد الله القحطاني الأندلسي الفقيه
المالكي.)
(27/67)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 68
سمع: بكر بن حماد التاهرتي، وإسماعيل الصفار، وأبا سعيد بن الأعرابي وخيثمة
الأطرابلسي، وجماع، ورحل إلى المشرق، وحج. روى عنه: الحاكم، وأبو القاسم بن حبيب
المفسر، وأبو سهل محمد بن نصرويه، والمروزي. وتوفي ببخارى في رجب.
4 (محمد بن العباس، أبو بكر الخوارزمي الشاعر المشهور، ويقال له الطبرخزي لأن أباه
من)
خوارزم وأمه من طبرستان، فركبوا له من الإسمين نسبة. وقيل: إنه ابن أخت محمد بن
جرير الطبري، وكان مشاراً إليه في عصره. له ديوان شعر، وديوان رسائل. فمن شعره:
(قامت تودعني بالأدمع .......... والصمت بين يد منها وبين فم.)
)
(البين أخرسها والبين أنطقها .......... هذه حالة في الناس كلهم.)
(قد طال ما انهزمت عنا السيوف فلا .......... تحاربينا بجيش الورد والغنم.)
(لم يبق في الأرض لي شيء أهاب له .......... فهل أهاب انكسار الجفن ذي السقم.)
(أستغفر الله من قولي، غلطت بلى .......... أهاب شمس المعالي مقصد الأمم.)
(كان لحظك من سيف الأمير ومن .......... حتم القضاء ومن عزمي ومن كلمي.)
وهي قصيدة طويلة طنانة، وقد تنقل في البلاد، ومدح الملوك، وأقام بحلب مدة، ثم سكن
نيسابور.
(27/68)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 69
وقال الحاكم في تاريخه: كان وأحد عصره في حفظ اللغة والشعر، وكان يذاكرني بالأسماء
والكنى، حتى يحيرني حفظه. سمع من إسماعيل الصفار وأقرانه. ومن شعره:
(بآمل مولدي وبنو جرير .......... فأخوالي ويحكي المرء خاله.)
(فغيري رافضي عن تراث .......... وهأنا رافضي عن كلاله.)
وله:
(مضت الشبيبة والحبيبة فالتقى .......... دمعان في الأحشاء يزدحمان.)
(ما أنصفتني الحادثات رمينني .......... بمودعين وليس لي قلبان.)
4 (محمد ابن المحدث أبي عمرو عثمان بن أحمد بن السماك، أبو الحسين البغدادي.)
سمع أبا القاسم البغوي، وأبا بكر بن أبي داود، وابن صاعد، وجماعة. روى عنه: عبيد
الله الأزهري، ووثقه الخطيب.
4 (محمد بن عدي بن علي بن عدي بن زهير، أبو بكر المنقري البصري الذي روى سؤالات)
عبيد الآجري: أنا داود السجستاني عن أبي عبيد الآجري. روى عنه هذا الكتاب بالإجازة
أبو الحسن أحمد بن محمد العتيقي. وتوفي في ذي الحجة.
4 (محمد بن عمر بن أدهم الجياني، أبو عبد الله.)
سمع بقرطبة من قاسم بن إصبغ، وبمكة من ابن الأعرابي، وابن الورد، وابن جامع
السكري.
(27/69)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 70
4 (محمد بن أحمد بن محمد بن عيسى، أبو بكر الأصبهاني السمسار.)
سمع بفسا علي بن الحسين بن معدان، عن إسحاق بن راهويه. وعنه: أبو نعيم.
4 (نصر بن محمد بن احمد بن يعقوب بن منصور بن أبي نصر الطوسي العطار الحافظ.)
) ولد في حدود سنة عشر وثلاثمائة، وسمع بنيسابور أبا محمد عبد بن الشرفي، وأبا
حامد بن بلال، وأبا بكر محمد بن الحسين القطان، والليث بن محمد المروزي، ورحل إلى
بغداد، فسمع أبا عبد الله المحاملي، وابن مخلد، وطبقتهما، وبالكوفة أبا العباس بن
عقدة، وبمكة ابن الأعرابي، وبدمشق أبا علي الحضايري، وابن زبان الكندي، وبمصر محمد
بن وردان العامري، وعمر بن الربيع بن سليمان، وبالرملة الربيع بن سلامة، وبحلب
محمد بن زيد، وبمنبج أحمد بن يوسف، وبحران أبا علي محمد بن سعيد الحافظ وخلقاً
سواهم. روى عنه: أبو عبد الله الحاكم، وأبو عبد الله السلمي، وأبو سعيد محمد بن
علي النقاش، وأبو نعيم، وأبو سعد الكنجروذي. قال الحاكم: هو أحد أركان الحديث
بخراسان، مع ما يرجع إليه من الزهد والسخاء، والتعصب لأهل السنة. أول رحلته إلى
مرو إلى الليث، ولم يخلف يوم مات بالطابران أحسن حديث منه، وأما في علوم الصوفية
وأخبارهم ولقي شيوخهم وكثرة مجالستهم، فإنه توفي ولم يخلف بخراسان مثله في التقدم
واللقي. قلت: صحب الشبلي، وتوفي في المحرم، رحمه الله.
(27/70)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 71
4 (يحيى بن أحمد بن محمد بن حسن، أبو عمرو المخلدي النيسابوري.)
كان فقيهاً عابداً إماماً، من كبار الشافعية، كثير التلاوة. حدث عن: مؤمل بن الحسن
الماسرجسي، وابن الشرفي، ومكي بن عبدان، ورحل إلى الشام مع أبي بكر بن مهران، بعد
الثلاثين وثلاثمائة ن فسمعا منه معاً. وروى عنه الحاكم، وقال: توفي في ربيع الآخر.
4 (يوسف بن محمد بن سليمان، أبو عمر الهمذاني الشذوني.)
سمع من محمد بن عبد الملك بن أيمن، وعبد الله بن يونس، ومحمد بن محمد بن عبد
السلام، ومحمد بن يحيى بن لبابة، ورحل إلى الشرق، فأقام بها عشر سنين، وسمع من
عثمان بن محمد السمرقندي، وعبد الله بن جعفر بن الورد، وخلق سواهم، وقدم قرطبة
بعلم جم. وكان ثقة خياراً. عاش ثمانين سنة. أخذ عنه ابن الفرضي وجماعة.
(27/71)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 72
(27/72)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 73
1 (وفيات سنة أربع وثمانين وثلاثمائة.)
4 (أحمد بن الحسن بن القاسم، أبو بكر الهمذاني الفلكي الحاسب.)
) قال حفيده الحافظ أبو الفضل علي بن الحسين: كان جدي جامعاً لفنون. كان عالماً
بالأدب والنحو والعروض، وسائر العلوم، ولاسيما علم الحساب، ولقب الفلكي لهذا
المعنى، حتى يقال إنه لم ينشأ في الشرق، مثله، والغرب أعلم بالحساب منه. وكان
هيوباً، ذا حشمة ومنزلة. سمع: علي بن سعد البزاز، ومحمد بن الحسين الجهني، وأبا
بكر بن سهل الدينوري الحافظ. سمع منه: ابناه، وأبو الصقر حسن، وحسين، وعبد الله بن
أحمد الكرخي. وتوفي في ذي القعدة، وله خمس وثمانون سنة.
4 (أحمد بن سهل بن إبراهيم، أبو حامد الأنصاري النيسابوري.)
آخر من حدث عن محمد بن شادل، وأبي قريش محمد بن جمعة، وغيرهما. قال الحاكم: وأصوله
صحيحة، وكان من الأدباء المذكورين، وأول سماعه سنة سبع وثلاثمائة، وتوفي في ذي
الحجة.
(27/73)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 74
روى عنه: الحاكم، وأبو سعيد الكنجروذي، وجماعة.
4 (أحمد بن علي بن يحيى بن عون، أبو بكر المعمري القصري.)
حدث عن أبي القاسم البغوي، وابن صاعد. وعنه: أبو محمد الخلال، وهو ثقة.
4 (أحمد بن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن إسرائيل، أبو بكر البخاري الإسماعيلي،
وجد)
القاضي محمد، وهم بيت مشهور ببخارى. سمع: أبا نعيم عبد الملك بن عدي، وأبا بكر
أحمد بن محمد المنكدري. وتوفي في رمضان، عن ثلاث وثمانين سنة.
4 (إبراهيم بن علي بن محمد بن غالب، أبو إسحاق التمار، مصري معروف.)
سمع محمد بن الربيع الجيزي، وجعفر بن محمد الطوسي، وأبا سعيد بن الأعرابي. روى
عنه: أبو عمر الطلمنكي، وابنه محمد بن إبراهيم. قال الحبال: هو محدث جليل، توفي في
رجب.
4 (إبراهيم بن هلال بن إبراهيم، أبو إسحاق الصابي المشرك الحراني،
(27/74)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 75
صاحب الرسائل الأدبية)
المشهورة، كاتب ديوان الإنشاء لعز الدولة بختيار بن معز الدولة ملك العراق. كان
متشدداً في دينه، حرص عليه عز الدولة أن يسلم، فلم يفعل، وكان يصوم رمضان، ويحفظ
القرآن، ويستعمله في رسائله، وله النظم الرائق. ولي ديوان الرسائل، سنة تسع
وأربعين، وكانت تصدر عنه مكاتبات إلى عضد الدولة بما) تؤلمه: فلما تملك سجنه، وعزم
على قتله، فشفعوا فيه فأطلقه في سنة إحدى وسبعين، وأمره أن يصنع له كتاباً في
أخبار الدولة البويهية، فعمل كتاب الباجي، ولم يزل مبعداً في أيامه. توفي في شوال،
وله إحدى وسبعون سنة. فمن شعره. قال أبو القاسم بن برهان: دخلت عليه، وقد لحقه وجع
المفاصل، وقد أبل، والمجلس عنده حفل، فأراد أن يريهم أنه قادر على الكتابة، ففتح
الدواة ليكتب، فتطاولوا للنظر إلى كتابته، فوضع القلم، وقال بديهاً.
(وجع المفاصل وهو أيسر .......... ما لقيت من الأذى.)
(جعل الذي استحسنته .......... والناس من خطي كذا.)
(والعمر مثل الكاس ير .......... سب في أواخره القذا.)
ومن شعره:
(رأتني أميز خلط الخضاب .......... وأقسم أجزاءه بالقضيب.)
(فقالت أبن لي ماذا تريد .......... بقسمة هذا السواد العجيب.)
(فقلت: فديتك ماء الشباب .......... وعزمي أسخم وجه المشيب.)
وكان ابنه المحسن بن إبراهيم من الرؤساء، مات على كفره أيضاً، وخلف ابنه هلال بن
المحسن الأديب، فأسلم، وروى عن أبي علي الفارسي، وأحمد بن محمد بن الجراح أدباً.
قال الخطيب: كان صدوقاً. توفي سنة ثمان وأربعين وأربعمائة.
(27/75)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 76
4 (إسماعيل بن إسحاق بن إبراهيم، أبو القاسم بن الطحان القيسي الحافظ القرطبي
المالكي)
الفقيه. غلب عليه الحديث، وله في المدونة أخبار معروفة. سمع: قاسم بن إصبع،
والرعيني أحمد بن عبادة، ومحمد بن محمد عبد السلام الحسني، وأحمد بن دحيم، وأحمد
بن مطرف، ومحمد بن معاوية. وألف تواليف حسنة، وانتفع به أهل العلم، وعمر دهراً،
وصنف في التاريخ. قال ابن الفرضي: سمعت منه، وانتفع به أهل الكورة، وكانت فتياه
بما ظهر له من الحديث. توفي في صفر، وشهده ألوف من المسلمين، وطاب الثناء عنه.
4 (جبريل بن محمد بن إسماعيل بن سندول، أبو القاسم الهمذاني الخرقي المعدل.)
) روى عن: عبدوس بن أحمد السراج، وعلي بن سعد البزاز، وأبي القاسم البغوي، وأبي
القاسم عبد الله بن محمد بن عبد بن عامر السمرقندي، ومحمد بن إبراهيم بن زياد
الطيالسي، وأبي بكر محمد بن إبراهيم بن المطرز الفقيه، وجماعة. روى عنه: جعفر بن
محمد الأبهري، ومحمد بن عيسى، وعبد الله بن عبدان الفقيه. قال شيرويه: ويدل حديثه
على الصدق، وذكر وفاته في ذي القعدة من السنة. قلت: هذا أسند من كان في زمانه
بهمذان.
4 (صالح بن أحمد بن محمد بن أحمد بن صالح بن عبد الله بن قيس
(27/76)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 77
بن الهذيل بن يزيد بن)
العباس بن الأحنف بن قيس، أبو الفضل التميمي الهمذاني الحافظ السمسار، ويعرف بابن
الكوملاذي. روى عن: أبيه، وعلي بن الحسن بن سعد البزاز، وأحمد بن الحسن بن عزون،
والقاسم بن إبراهيم، ومحمد بن عبد الله بن بلبل، ومحمد بن المرار بن حمويه، وأحمد
بن أوس والقاسم ابن أبي صالح، وعبد السلام بن محمد بن عبديل، وعبد الرحمن بن أبي
حاتم، وعلي بن محمد ابن مهرويه القزويني، وجماعة. روى عنه: طاهر بن عبد الله بن
ماهله، وحمد بن الزجاج، وأحمد بن زنجويه العمري، وطاهر بن أحمد الإمام، وأبو الفتح
محمد بن أبي الفوارس الحافظ، وأحمد بن الحسين بن زنبيل النهاوندي وآخرون. وقال
شيرويه الديلمي: كان ركناً من أركان الحديث، ثقة صدوقاً حافظاً ديناً ورعاً، لا
يخاف في الله لومة لائم، وله مصنفات غزيرة. توفي لثمان بقين من شعبان، ويستجاب
الدعاء عند قبره، ومولده سنة ثلاث وثلاثمائة، وصلى عليه ابن لال، فبلغنا أنه قال:
كنا نترك ثلث الذنوب من خشية الله، وثلثيها حياء من هذا الشيخ. أخبرنا أحمد بن عبد
الكريم الواسطي، أنا نصر بن جزو سنة ثلاث وعشرين وستمائة، أنا أبو طاهر بن سلفة،
سمعت حمد بن نصر الحافظ بهمذان، سمعت علي بن حميد الذهلي، سمعت ابن طاهر بن عبد
الله بن ماهلة الحافظ، سمعت حمد بن غمر الزجاج الحافظ يقول: لما أملى
(27/77)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 78
صالح بن أحمد التميمي الحافظ بهمذان، كانت له رحىً، فباعها بسبعمائة دينار، ونثرها
على محابر أصحاب الحديث.)
4 (الطيب بن يمن المعتضدي البغدادي.)
سمع: البغوي، ومحمد بن منصور الشيعي. وعنه: أبو القاسم التنوخي، وأبو محمد
الجوهري، وهو ثقة.
4 (عبد الله بن أحمد بن محمد بن سعيد، أبو القاسم النسائي الفقيه،)
شيخ أهل العلم والعدالة بنسا. توفي بها، وله نيف وتسعون سنة، وهو آخر من حدث عن
الحسن بن سفيان. توفي بها. وقد ذكر أيضاً سنة اثنتين وثمانين.
4 (عبد الله بن إبراهيم بن أحمد بن محمد الطلقي الإستراباذي القاضي الحنفي، من
مشايخ)
جرجان. يروي عن أبي القاسم البغوي، وجعفر بن شهزيل الإستراباذي. وعنه: أبو سعد
الإدريسي، وأبو محمد المنيري.
4 (عبد الله بن علي بن محمد، أبو بكر بن شبانة العطار عرف بممه، شيخ همذان.)
روى عن: ابن عباد السراج، ومحمد بن صالح الطبري. وعنه: أبو الفضل بن عبدان، ومحمد
بن عيسى، وأهل همذان. توفي في ربيع الآخر.
4 (عبد الله بن محمد بن سعيد بن محارب، أبو محمد الأنصاري الأصطخري، نزيل بغداد.)
(27/78)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 79
حدث عن أبي خليفة، وزكريا الساجي، وعبد الله بن أدران الشيرازي، خلق من الغرباء.
روى عنه: أبو الحسن العتيقي، وأبو القاسم التنوخي الصيمري، وأكثر شيوخه مجهولون،
وأحاديثه عن أبي خليفة مقلوبة، وهي بروايات ابن دريد أشبه. وقال: ولدت بإصطخر، سنة
إحدى وتسعين ومائتين، وسمعت من أبي خليفة سنة ثلاث وثلاثمائة. توفي في هذا العام.
4 (عبد الرحمن بن حمدان القاضي، أبو محمد الجرجاني.)
كان أبوه من همذان، فولي قضاء جرجان، وأقام ببغداد مدة، وسكن طوس، ودخل بخارى. وقد
سمع ببغداد من ابن صاعد، وبجرجان من أبي نعيم بن عدي. وعنه: أبو عبد الله الحاكم.
4 (عبيد الله بن محمد بن نافع، أبو العباس البشني الصوفي.)
صحب أبا علي الثقفي، وورث من آبائه أموالاً كثيرة، فأنفقها في الخير. روى عن: أحمد
بن السري الشيرازي صاحب الفسوي. وعنه: أبو سعيد الكنجروذي، وكان كثير العبادة.
بقي) سبعين سنة لا يستند إلى حائط ولا يتكئ على وسادة، حج من نيسابور حافياً
راجلاً، وأقام بالقدس أشهراً، ودخل المغرب، وحج من المغرب، ورجع إلى
(27/79)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 80
بست، وتصدق ببقية أملاكه، وعاش خمساً وثمانين سنة. وقال السلمي: سمعته يقول: كانت
نفقتي في سنة درهمين وثلاثين. وقد ذكر الحاكم ترجمته في ست ورقات، وقال: سمعته
يقول: وقعت لي فترة، فدخلت هيت، وبقيت بها أربعين يوماً، لم أذق طعاماً ولا
شراباً، حتى وجدت الطريق الذي كنت سلكته. قال الحاكم: مات في المحرم، وكان يعد من
الأبدال.
4 (علي بن الحسين بن محمويه، أبو الحسن النيسابوري الصوفي الزاهد.)
من أعيان أهل البيوتات، ومن العباد الصالحين والفقراء، وخرج إلى الشام وصحب أبا
الخير الأقطع، وعاش ثمانياً وثمانين سنة. وسمع بمصر من أحمد بن داود الحضرمي. ومن
يونس بن عبد الأعلى.
4 (علي بن زهير بن عبد الله بن عبد الصمد، أبو الحسن المقرئ.)
بغدادي، سكن دمشق، وأقرأ الناس بالروايات. قرأ على: محمد بن المعبر الأخرم بدمشق،
وعلى النقاش، وهبة الله بن جعفر ببغداد. وقرأ عليه الربعي وغيره.
4 (علي بن عبد الله بن محمد بن عمر، أبو الحسين الهمذاني الأصبهاني المعدل.)
(27/80)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 81
رحل وسمع الحسين بن عياش، والقطان، وطبقته. يحضر مجلسه الكبار لفضله ورئاسته. روى
عنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نعيم. توفي في غرة رمضان.
4 (علي بن عبد الملك بن سليمان بن دهثم الفقيه، أبو الحسن الطرسوسي، نزيل
نيسابور.)
كان أديباً فصيحاً، إلا أنه متهاوناً بالسماع والرواية. روى عن أبي خليفة الجمحي،
وأبي علي الموصلي، وعمر بن سنان المنبجي. قال أبو سهل الصعلوكي: قدم علينا
الطرسوسي بغداد سنة اثنتين وعشرين، فقلت له: يا أبا الحسن، كيف رويت عن هؤلاء
فقال: قد كان أبي حملني إلى العراق وأنا صغير، ثم ردني إلى طرسوس. روى عنه: أبو
عبد الله الحاكم، وأبو سعيد الكنجروذي، وأبو معاذ عبد الرحمن بن محمد المزكي،
وغيرهم. قال الحاكم: وكان معتزلياً متهاوناً بالسماع، ولم يزل يتجهر إلى أن هجره.)
وقد سمع من أبي عروية، وابن جوصا.
4 (علي بن حفص بن عمرو بن نجيح، أبو الحسن الخولاني الأندلسي هو إلبيري. الفقيه.)
روى عن أبيه، وسمع من علي بن الحسن المري، وسعيد بن فحلون، ومسعود. قال ابن
الفرضي: قرأت عليه التفسير ليحيى بن سلام، بسماعه من المري. أنبأ أحمد بن مسعود بن
جرير سنة أربع وسبعين ومائتين، وكان لا بأس به. وقال لي: ولدت سنة تسع وثلاثمائة.
(27/81)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 82
4 (علي بن عيسى، أبو الحسن النحوي المعروف بالرماني.)
أخذ عن أبي بكر بن دريد، والزجاج، وأبي بكر بن السراج. روى عنه: هلال بن المحسن،
وأبو القاسم التنوخي، والحسن أبو علي الجوهري. وكان متفنناً في علوم كثيرة، من
القرآن والفقه والنحو والكلام على مذهب المعتزلة. صنف في التفسير والنحو واللغة.
وكان مولده سنة ست وتسعين ومائتين، ومات في جمادى الأولى، وله ثمان وثمانون سنة.
شرح كتاب سيبويه شرحاً كبيراً، وشرح الجمل لابن السراج، وله كتاب الاشتقاق وكتاب
التصريف، وكتباً كثيرة ذكرها القفطي في ترجمته. قال: وصنف في الكلام كتاباً سماه
صنعة الاستدلال في سبع مجلدات، وكتاب الأسماء والصفات لله تعالى وكتاب الأكوان
وكتاب المعلوم والمجهول، وله نحو مائة ومصنف، وكان مع اعتزاله شيعياً. قال
التنوخي: ممن ذهب في زماننا إلى أن علياً رضي الله عنه أفضل
(27/82)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 83
الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم من المعتزلة: أبو الحسن الرماني، لله دره.
قلت: كان رأساً في عدة فنون وسماء العربية، وكان يخرج كلامه في النحو بالمنطق، حتى
قال فيه أبو علي الفارسي: إن كان النحو ما يقوله الرماني فليس معنا منه شيء، وإن
النحو ما نقوله، فليس معه منه شيء. وكان يقال: النحويون في زمانهم ثلاثة، وأحد لا
يفهم كلامه، وهو الرماني، وواحد يفهم بعض كلامه، وهو أبو علي، وواحد يفهم جميع
كلامه، وهو أبو سعيد السيرافي. وكان أبو حيان التوحيدي يبالغ في تعظيم الرماني حتى
قال: إنه لم ير مثله قط علماً بالنحو،) وغزارةً في الكلام، وبصراً في المقالات،
واستخراجاً للفرص، مع تأله وتنزه وفصاحة وفقاهة. قلت: ثم وصفه بالدين واليقين
والحلم والرواية والاحتمال والوقار.
4 (علي بن محمد بن أحمد بن سهل، أبو الحسن الإستراباذي الفقيه الشاعر. ثقة.)
روى عن أبيه، وأبي نعيم عبد الملك. روى عنه: أبو سعد الإدريسي.
4 (عمر بن زاذان القزويني القاضي.)
سمع عبد الرحمن بن أبي حاتم، ومحمد بن هارون بن الحجاج. روى عنه: العتيقي،
والعشاري. حدث في هذا العام، وانقطع خبره.
4 (محمد بن أحمد بن حماد بن سفيان، أبو الحسن الكوفي الحافظ محدث الكوفة.)
رحل إليه أبو ذر الهروي، وأبو الحسن العتيقي، وأبو العلاء الواسطي، وخلق.
(27/83)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 84
روى عنه: عبد الله بن زيدان، وعلي بن العباس المقانعي، ومحمد بن دليل بن بشر.
4 (محمد بن أحمد بن محمد بن حشيش، أبو بكر الأصبهاني المعدل.)
سمع: إسحاق بن جميل، ومحمد بن سهل بن الصباح، والحسن بن ذكم ويحيى بن محمد بن
صاعد، والحسن بن علي بن زكريا الفقيه العدوي، ومحمد بن هارون الحضرمي، وجماعة. روى
عنه: أبو نعيم، وأبو الحسين محمد بن عمر المقرئ، وأحمد بن محمد اللخمي، وآخر من
روى عنه عائشة بنت الحسن بن إبراهيم الوركاني. توفي عاشر رمضان.
4 (محمد بن أحمد بن علي بن الحسن الكنجروذي الصبغي.)
سمع السراج، وابن خزيمة. وعنه: الحاكم وغيره. مات في شوال.
4 (محمد بن منقذ البكري الطليطلي الخطيب.)
رحل إلى مصر، وسمع من أبي محمد بن الورد بن السكن، وحدث.
4 (محمد بن العباس بن أحمد بن محمد بن الفرات، أبو الحسن البغدادي الحافظ.)
(27/84)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 85
سمع: أبا عبد الله المحاملي، ومحمد بن مخلد، فمن بعدهما، وجمع ما لم يجمعه أحد في
وقته. قال الخطيب: وبلغني أنه كان عنده عن علي بن محمد المصري الواعظ وحده ألف
جزء، وأنه كتب مائة تفسير، ومائة تاريخ. ثنا عنه أحمد بن علي الباذا، ومحمد بن عبد
الواحد بن زرعة، وأبو إسحاق البرمكي، وحدثني الأزهري أن ابن الفرات خلف ثمانية عشر
صندوقاً مملوءة كتباً، أكثرها بخطه، وكتابه هو الحجة في صحة النقل، وجودة الضبط،
ولم يزل يسمع إلى أن) مات. وقال لي العتيقي: هو ثقة مأمون، ما رأيت أحسن قراءة منه
للحديث، وقال غيره: مات في شوال، وله بضع وعشرون سنة.
4 (محمد بن علي بن سهل بن مصلح الفقيه، أبو الحسن الماسرجسي ابن بنت الحسن بن
عيسى)
بن ماسرجس النيسابوري الشافعي، شيخ الشافعية في عصره. سمع خاله مؤمل بن الحسن،
ومكي بن عبدان، وأبا حامد بن الشرفي، وجماعة، ورحل إلى حدود الأربعين وثلاثمائة،
فسمع إسماعيل الصفار ببغدادن وعبد الله بن شوذب بواسط، وابن داسة بالبصرة، وابن
الأعرابي بمكة، وابن حذلم بدمشق، وأصحاب يونس بن عبد الأعلى، والمزني بمصر. قال
الحاكم: كان أعرف الأصحاب بالمذهب وترتيبه. صحب أبا إسحاق المروزي إلى مصر، ولزمه،
وتفقه، ثم انصرف إلى بغداد، فكان
(27/85)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 86
مفيد أبي علي بن أبي هريرة، ثم رجع إلى بلده، وعقد مجلس النظر ومجلس الأملاء،
فأملى زماناً، وتوفي في جمادى الآخرة، عن ست وسبعين سنة. تفقه عليه القاضي أبو
الطيب الطبري، وجماعة، وحدث عنه الحاكم وأبو نعيم، وأبو عثمان إسماعيل الصابوني،
وأبو سعيد الكنجروذي، وهو صاحب وجه في المذهب.
4 (محمد بن عمران بن موسى بن عبيد، أبو عبيد الله المرزباني البغدادي الكاتب
العلامة.)
حدث عن: أبي القاسم البغوي، وأبي بكر بن دريد، وأبي حامد بن هارون الحضرمي
ونفطويه، وغيرهم. روى عنه: أبو القاسم التنوخي، وأبو محمد الجوهري، وغيرهما، وكان
إخبارياً راوية للآداب، صنف في أخبار الشعراء وفي الغزل، غير أن أكثر كتبه لم تكن
مما سمعه، بل بالإجازة، فيقول: أخبرنا، ولا يبين. وقال القاضي أبو عبد الله الحسين
بن علي الصيمري: سمعت أبا عبد الله المرزباني يقول: كان في داري خمسون، ما بين
لحاف ودراج معدة لأهل العلم الذين يبيتون عندي. وقال أبو القاسم الأزهري: كان
المرزباني يضع المحبرة وقنينة النبيذ، فلا يكتب، ويشرب، وكان معتزلياً صنف كتاباً
في أخبار المعتزلة، وما كان ثقة. قال الخطيب: ليس حاله عندنا الكذب، وأكثر ما عيب
عليه المذهب، وروايته بالإجازة، ولم) يبينها.
(27/86)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 87
وقال العتيقي: كان معتزلياً ثقة، مات في شوال، وله ثمان وثمانون سنة. كان في زمانه
تشبه تصانيفه بتصانيف الجاحظ. قال أبو علي الفارسي النحوي: أبو عبيد الله
المرزباني من محاسن الدنيا، وكان الملك عضد الدولة مع عظمته يجتاز بباب المرزباني،
فيقف حتى يخرج إليه المرزباني، فيسلم عليه، وكانت داره تجمع الفضلاء، وكان مشتهراً
بشرب النبيذ، وكتابه في أخبار الشعراء خمسة آلاف ورقة، وله كتاب آخر في الشعراء
المحدثين خاصة، كبير إلى الغاية، يكون عشرة آلاف ورقة، وأخبار المسمعين ثلاثة آلاف
ورقة، وأخبار الغناء والأصوات ثلاثة آلاف ورقة وله تصانيف كثيرة جداً، أوردها
القفطي. وروى الجوهري عن المرزباني أنه أعطى مرة عضد الدولة ألف دينار، وقال: إنه
بلغني أنك تؤرخ، فإذا جاء اسمي فأجمل، فقلت: نعم، أجمل، وبذكرك أتجمل.
4 (محمد بن عثمان بن عبيد بن الخطاب، أبو الطيب البغدادي الصيدلاني.)
سمع البغوي، وأبا بكر بن أبي داود. وعنه العتيقي، ووثقه.
4 (محمد بن محمد بن إسماعيل، أبو منصور البياع الواعظ النيسابوري.)
حدث ببغداد عن أبي حامد بن بلال. وعنه: أبو العلاء الواسطي.
4 (محمد بن يحيى بن وهب، أبو بكر القرطبي الفهري مولاهم.)
سمع أحمد بن القرشي، ومسلمة بن قاسم، وجماعة، ورحل فأقام بمصر مدة، قبل الثمانين،
وكتب الكثير، فكان بارعاً في الفقه والنحو وتجويد القرآن، ثقة. فيما ينقله. توفي
في صفر. وقد حدث بيسير.
(27/87)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 88
4 (محمد بن يحيى بن عمار، أبو بكر الدمياطي.)
سمع محمد بن زبان، وأبا بكر بن المنذر، ومحمد بن إبراهيم الديبلي، وأبا عبيد بن
حربويه القاضي. وعنه: أبو عمر أحمد بن محمد الطلمنكي. سمع منه كتاب الإشراف لابن
المنذر، وكتاب الليث بن سعد رواية محمد بن رمح، وروى عنه أيضاً يحيى بن علي بن
الطحان، وطائفة.
4 (المحسن بن علي بن محمد بن أبي الفهم القاضي، أبو علي التنوخي الأديب.)
) ولد بالبصرة، فسمع بها أبا العباس محمد بن أحمد الأثرم، وابن داسة، وببغداد أبا
بكر الصولي، وجماعة، وكان أديباً إخبارياً علامة مصنفاً شاعراً. روى عنه: ابنه أبو
القاسم علي، وقال: مولدي سنة تسع وعشرين وثلاثمائة، وأول سماعه في سنة ثلاث وستين.
سمع من واهب المازني صاحب نصر بن علي الجهضمي وقال: لم يكن عند واهب بن يحيى غير
هذا الحديث في ستر المسلم. قلت: وقع لنا الحديث عالياً. تولى أبو علي قضاء رامهرمز
وعسكر مكرم وغير ذلك، ومات في المحرم من السنة.
(27/88)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 89
قال الخطيب: كان سماعه صحيحاً، وأول ما تولى القضاء سنة تسع وأربعين، من قبل أبي
السائب عتبة بن عبد الله.
4 (منصور بن جعفر بن ملاعب، أبو القاسم البغدادي الصيرفي.)
سمع البغوي، وأبا بكر بن أبي داود. وعنه: أبو العلاء الواسطي، وأحمد بن روح، ووثقه
العتيقي، وروى الرئيس الثقفي في أربعينه عن سفيان بن حسنكويه عنه.
4 (موحد بن إسحاق بن إبراهيم، أبو الفرج بن البري الدمشقي المتعبد.)
حكى عن خاله عمر بن سعيد البري، ومحمد بن عبد الله المقرئ، والشيخ أبي صالح صاحب
المسجد الخارج باب شرقي. روى عنه: علي بن محمد الجبائي، وطلحة بن أسد الرقي، ومحمد
بن عبد الرحمن بن المغيث، وغيرهم.
4 (نصر بن غالب، أبو الفتح البزاز.)
حدث عن البغوي وابن صاعد روى عنه العتيقي وغيره، وهو من أهل باب الطاق ببغداد.
4 (لاحق بن الحسين بن عمران المقدسي، أبو عمر.)
كان كذاباً يضع الأسماء والمتون مثل طغج بن طغان، وطرغيل بن غربيل. حدث بخراسان
وخوارزم وما وراء النهر عن خثيمة الطرابلسي، والمحاملي، ومحمد بن مخلد العطار.
(27/89)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 90
وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وأبو نعيم، وجعفر المستغفري. وتوفي بخوارزم، وقد
اتفقوا على كذبه، ويقال له: لاحق الوراق.)
4 (يحيى بن علي بن يحيى بن عوف، أبو القاسم القصري.)
عن البغوي، وابن صاعد. وعنه: أبو محمد الخلال. وكان ثقة.
4 (يعقوب بن إسحاق، أبو الفضل النسفي المعدل. ثقة.)
روى عن أبي العباس الأصم، وعبد المؤمن بن خلف. كتب عنه: جعفر بن محمد بن المستغفر.
(27/90)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 91
1 (وفيات سنة خمس وثمانين وثلاثمائة.)
4 (أحمد بن إبراهيم بن عبدويه بن سدوس بن علي، أبو الحسن الهذلي العبدوي
النيسابوري)
الزاهد، أبو الحافظ أبي حازم. سمع: أبا العباس بن السراج، وابن خزيمة، وحاتم بن
محبوب الفيامي. روى عنه: ابنه والحاكم الكنجروذي. توفي في رمضان.
4 (أحمد بن الحسين بن أحمد الفقيه، أبو نصر النيسابوري الشافعي، أحد الأئمة.)
سمع: أبا حامد الشرفي، وطبقته. وعنه الحاكم، وقال: توفي في جمادى الأولى.
4 (أحمد بن محمد بن إسماعيل، أبو بكر بن المهندس. محدث مصر في وقته.)
سمع: أبا شيبة داود بن إبراهيم، ومحمد بن محمد بن بدر الباهلي، وأبا بشر الدولابي،
ومحمد بن زبان، وعلي بن الحسن بن قديد، وأبا عبيد بن حربويه، وجماعة كثيرة، منهم
القاسم البغوي، وانتقى عليه الحفاظ من المشارقة والمغاربة. روى عنه: عبد الغني
الحافظ، والفقيه، أبو القاسم يحيى بن الحسين القفاص، وعبد الملك بن مسكين الزجاج،
وأبو أحمد العباس بن الفضل بن
(27/91)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 92
الفرات بن حنزابة، وعلي بن عبد الواحد النجيرمي الكاتب، وعبد الرحمن بن المظفر
الكحال، وأبو القاسم يحيى بن علي بن الطحان، وقال: كان ثقة تقياً، وقال غيره: عاش
تسعين سنة.
4 (أحمد بن محمد بن عبدوس، أبو الحسن الحاتمي الفقيه النيسابوري.)
سمع الأصم، ومات كهلاً في حياة والده.
4 (أحمد بن محمد ين عبد الوارث الزجاج.)
روى عن أبي جعفر الطحاوي، والمهراني، وغيره. توفي في ذي الحجة.
4 (إبراهيم بن محمد بن الفتح المصيصي الجلي، بجيم.)
) حدث ببغداد عن محمد بن سفيان المصيصي، ومحمد بن إبراهيم البطال. وعنه: أحمد بن
محمد العتيقي، وأبو القاسم التنوخي. وقال البرقاني: صدوق، وقال غيره: كان حافظاً
ضريراً، ومن شيوخه إمام جامع المصيصة أبو الماضي محمد بن يحيى، ومحمد بن حاتم بن
روح القزاز، ومحمد بن أحمد بن أبي الخطيب، وآخر من حدث عنه أبو الحسين محمد بن
الآبنوسي.
4 (إسماعيل بن عباد الصاحب، أبو القاسم، وزير مؤيد الدولة بويه بن
(27/92)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 93
ركن الدولة. أصله من)
الطالقان، وكان نادرة دهره وأعجوبة عصره في الفضائل والمكارم. أخذ الأدب عن الوزير
أبي الفضل بن العميد، وأبي الحسين أحمد بن فارس، وسمع الحديث من أبيه، ومن غيره
واحد، وحدث باليسير، وأملى مجالس روى فيها عن عبد الله بن جعفر بن فارس وأحمد بن
كامل بن سحرة، وأحمد بن محمد أبي الحسن الكنباني، وسليمان الطبراني، وطائفة. روى
عنه: أبو العلاء، محمد بن علي بن حسول، وعبد الملك بن علي الرازي القطان، وأبو بكر
بن أبي علي المعدل، والقاضي أبو الطيب طاهر الطبري، وأبو بكر بن المقرئ ومع تقدمه،
وهو أول من سمي بالصاحب، لأنه صحب مؤيد الدولة من الصبا، وسماه الصاحب، فغلب عليه،
ثم سمي به كل من ولي الوزارة بعده، وقيل لأنه كان يصحب أبا الفضل بن العميد، فقيل
له صاحب العميد، ثم خفف فقيل: الصاحب. قال فيه أبو سعيد الرستمي:
(ورث الوزارة كابراً عن كابر .......... موصولة الإسناد بالإسناد.)
(يروي عن العباس عباد وزرأ .......... رته وإسماعيل عن عباد.)
ولما توفي مؤيد الدولة بجرجان في سنة ثلاث وسبعين، ولي بعده أخوه فخر الدولة أبو
الحسن، فأقره على الوزارة، وبالغ في تعظيمه. وكان الوزير أبو الفتح من ذي
الكفايتين قد قصد الصاحب، وأزاله عن الوزارة، ثم نصر عليه، وعاد إلى الوزارة، فقي
كتاب المحسن التنوخي في الفرج بعد
(27/93)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 94
الشدة أن إبراهيم بن علي بن سعيد النصيبيني حدثه قال: سر أبو الفتح، فطلب الندماء،
وهيأ مجلساً عظيماً بآلات الذهب والفضة والمغاني والفواكه، وشرب بقية يومه، وعامة
ليلته، ثم عمل شعراً وغنوا به، يقول فيه:)
(إذا بلغ المرء آماله .......... فليس إلى بعدها منتزح.)
وكان هذا بعد تدبيره على الصاحب، حتى أبعده عن مؤيد الدولة، وسيره إلى أصبهان،
وانفرد بالدست، ثم طرب بالشعر، وشرب إلى أن سكر، وقال: غطوا المجلس لأصطبح عليه
غداً، وقال لندمائه: باكروني، ثم نام، فدعاه مؤيد الدولة في السحر، فقبض عليه،
وأخذ ما يملكه، ومات في النكبة، ثم عاد الصاحب إلى الوزارة. قلت: وبقي في الوزارة
ثمانية عشر عاماً، وفتح خمسين قلعة، وسلمها إلى فخر الدولة، لم يجتمع منها عشرة
لآبيه. وكان الصاحب عالماً بفنون كثيرة من العلم، لم يدانه في ذاك وزير، وكان أفضل
وزراء الدولة الديلمية، وأغزرهم علماً، وأوسعهم أدباً، وأوفرهم محاسن. وقد طول ابن
النجار ترجمته وجودها. أنبأنا أحمد بن سلامة، عن مسعود بن أبي منصور، أنا أبو علي
الحداد، أنا أبو العلاء محمد بن علي، ثنا الصاحب بن عباد، أملانا أبو الحسن بن
أحمد بن محمد، ثنا سليمان بن داود القزاز، نا سفيان، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه:
رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر يمشون أمام السرير. قال الصاحب: قد
شارك الطبراني في إسناده. قيل: كان ابن عباد فصيحاً مفوهاً، لكنه يتقعر في خطابه،
ويستعمل وحشي اللغة، حتى في انبساطه، يعيب التيه ويتيه، ولا ينصف من ناظره. وقيل:
كان مشوه الصورة، وصنف في اللغة كتاباً سماه المحيط في سبع
(27/94)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 95
مجلدات، وله كتاب الكافي في الترسل، وكتاب الأعياد، وكتاب الإمامة ذكر فيه فضائل
علي رضي الله عنه، وثبت إمامة من تقدمه. وكان شيعياً كآل بويه، وما أظنه يسب، لكنه
معتزلي، قيل إنه نال من البخاري، وقال: إنه حشوي لا يعول عليه، وله كتاب الوزراء
وكتاب الكشف عن مساوئ المتنبي وكتاب أسماء الله وصفاته. ومن ترسله: نحن يا سيدي،
في مجلس غنىً إلا عنك، شاكراً إلا منك، قد تفتحت فيه عيون النرجس، وتوردت خدود فيه
بالبنفسج، وفاحت مجامر الأترج، وفتقت فارات النارنج، وانطلقت ألسن العيدان، وقامت
خطباء الأوتار، وهبت رياح الأقداح، ونفقت سوق الأنس، وقام منادي الطرب وطلعت كواكب
الندماء وامتدت سماء الند، فبحياتي إلا ما حضرت فقد أبت راح مجلسنا أن تصفو إلا أن
تناولها يمناك، وأقسم غناؤه أن لا يطيب حتى تعيه أذناك، فخدود نارنجه قد احمرت
خجلاً لإبطائك، وعيون نرجسه قد حدقت تأميلاً للقائك:) وله:
(رق الزجاج ورقت الخمر .......... وتشابهت فتشاكل الأمر.)
(فكأنها خمر ولا قدح .......... وكأنما قدح ولا خمر.)
(27/95)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 96
وله يرثي الوزير أبا علي كثير بن أحمد:
(يقولون لي: أودى كثير بن أحمد .......... وذلك مرزوء علي جليل.)
(فقلت: دعوني والبكا نبكه معاً .......... فمثل كثير في الرجال قليل.)
وورد أن الصاحب جمع من الكتب ما كان يحتاج في نقلها إلى أربعمائة جمل، ولما عزم
على الإملاء، تاب إلى الله، واتخذ لنفسه بيتاً سماه بيت التوبة ولبث أسبوعاً على
الخير، ثم أخذ خطوط الفقهاء بصحة توبته، ثم جلس للإملاء، وحضر خلق كثير منهم
القاضي عبد الجبار بن أحمد. وكان الصاحب ينفذ إلى بغداد في السنة خمسة آلاف دينار،
تفرق على الفقهاء والأدباء، وكان يبغض من يميل غلى الفلسفة، ومرض بالأهواز
بالإسهال، فكان إذا قام من الطشت، ترك إلى جانبه عشرة دنانير، حتى لا يتبرم به
الخدم، فكانوا يودون دوام علته، ولما عوفي تصدق بنحو من خمسين ألف دينار. وله
ديوان شعر. وقد مدحه أبو محمد عبد الله بن أحمد بن الخازن الشاعر بقصيدته
المشهورة، وهي:
(هذا فؤادك نهبى بين أهواء .......... وذاك رأيك سار بين آراء.)
(هواك بين العيون النجل مقتسم .......... داء لعمرك ما أبلاه من داء.)
(لا يستقر بأرض أو يسير إلى .......... أخرى بشخص قريب عزمه نائي.)
(يوماً بحزوى ويوماً بالكثيب ويو .......... ماً بالعذيب ويوماً بالخليصاء.)
ومنها:
(صبية الحي لم تقنع بها سكناً .......... حتى علقت صبايا كل أحياء.)
(أدعى بأسماء نبزاً في قبائلها .......... كأن أسماء أضحى بعض أسمائي.)
(27/96)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 97
(ثنت أناملها عني وقد دميت .......... من مهجتي فادعتها وشي حناء.)
وهي طويلة. وقيل إن نوحاً بن منصور الساماني، كتب إليه يستدعيه ليفوضه وزارته،
فاعتل عليه بأنه) يحتاج لنقل كتبه، خاصة، أربعمائة جمل، فما الظن بما يليق من
التجمل. ومن بديع نظم الصاحب بن عباد:
(تبسم إذ تبسم عن إقاح .......... وأسفر حين أسفر عن صباح.)
(وألحقني بكأس من رضاب .......... وكأس من جنى ورد وراح.)
(له وجه يدل به وطرف .......... يمرضه فيسكر كل صاح.)
(جبينك والمقلد والثنايا .......... صباح في صباح في صباح.)
ومن شعره:
(الحب سكر خماره التلف .......... يحسن فيه الذبول والدنف.)
(علوه زاد في تصلفه .......... والحسن ثوب طرازه الصلف.)
وقال أبو يوسف القزويني المعتزلي: كتب الفهري قاضي قزوين إلى الصاحب، مع كتب
أهداها له:
(الفهري عبد كافي الكفاة .......... وإن اعتد عن وجوه القضاة.)
(خدم المجلس الرفيع بكتب .......... مترعات من علمها منعمات.)
فأجاب الصاحب:
(قد قبلنا من الجميع كتاباً .......... ورددنا لوقتها الباقيات.)
(لست أستغنم الكبير فطبعي .......... قول خذ، ليس مذهبي قول هات.)
ولد بإصطخر، وقيل بالطالقان، في سنة ست وعشرين وثلاثمائة. والطالقان: اسم لناحية
من أعمال قزوين، وأما بلد الطالقان التي بخراسان
(27/97)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 98
فأخرى، خرج منها جماعة علماء. توفي ليلة الجمعة من صفر، سنة خمس وثمانين. ومن
مراثي الصاحب:
(ثوى الجود والكافي معاً في حفيرة .......... ليأنس كل منهما بأخيه.)
(هما اصطحبا حيين ثم تعانقا .......... ضجيعين في لحد بباب دريه.)
(إذا ارتحل الثاوون عن مستقرهم .......... أقاما إلى يوم القيامة فيه.)
وكان يلقب كافي الكفاة أيضاً، وكانت وفاته بالري، ونقل إلى أصبهان، ودفن بمحلة باب
درية. ولما توفي أغلقت له مدينة الري، واجتمع الناس على باب فصره، وحضره مخدويه
وسائر) الأمراء، وقد غيروا لباسهم، فلما خرج نعشه، صاح الناس صيحة واحدة، وقبلوا
الأرض، ومشى فخر الدولة ابن بويه أمام نعشه، وقعد للعزاء. ولبعضهم فيه:
(كأن لم يمت حي سواك ولم تقم .......... على أحد إلا عليك النوائح.)
(لئن حسنت فيك المراثي وذكرها .......... لقد حسنت من قبل فيك المدائح.)
4 (إسماعيل بن محمد بن سعيد، أبو القاسم بن الخبازة السرقسطي.)
سمع محمد بن يحيى بن لبابة، ومحمد بن عبد الملك بن أيمن، وسعيد بن فحلون، ورحل
فسمع بمصر من أحمد بن مسعود الزبيدي، وبالقيروان من محمد بن محمد اللباد، وجمع
علماً كثيراً، وكان شيخاً صالحاً، وقرئت عليه الكتب، وعاش نيفاً وثمانين سنة.
4 (أفلح مولى الناصر عبد الرحمن بن محمد بن يحيى الأموي القرطبي.)
رحل وسمع: أبا سعيد بن الأعرابي، وجماعة، وحدث بيسير.
(27/98)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 99
4 (الحسين بن علي، أبو عبد الله النمري البصري، صاحب التصانيف.)
كان شاعراً محسناً لغوياً أديباً. قرأ على أبي عبد الله الأزدي، وله مصنف في أسماء
الذهب والفضة، وكتاب معاني الحماسة وكتاب الخيل وكتاب اللمع. وكان مقيماً بالبصرة.
4 (داود بن سليمان بن داود بن رباح، أبو الحسن البغدادي البزاز.)
سمع أبا عبد الله المحاملي، ومحمد بن عبيد الله الكاتب. روى عنه: العتيقي، وأبو
القاسم التنوخي، ومحمد العشاري، ووثقه العتيقي.
4 (سعد بن محمد بن علي، أبو طالب الأزدي العراقي، المعروف بالوكيل.)
من كبار الأدباء، وفحول الشعراء. روى عنه أبو علي التنوخي، وأبو الخطاب الجبلي.
ألف شرحاً لديوان المتنبي، وكان فقيراً يمدح بالشيء اليسير ولا يبالي. عاش ثمانين
سنة.
4 (عبد الرحمن بن محمد بن علي، أبو المطرف بن السكان المالقي.)
سمع بقرطبة من قاسم بن إصبغ، ومحمد بن معاوية. وكان حسن المشاركة في العلوم
والآداب، رئيساً.
4 (عبد الواحد بن جعفر الناقد، بغدادي.)
روى عن أبي القاسم البغوي.
(27/99)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 100
وعنه: أحمد بن محمد العتيقي، وقال: ثنا في هذه السنة، وكان) ثقة.
4 (عبد الواحد بن محمد بن شاه، أبو الحسن الشيرازي الصوفي نزيل نيسابور.)
سمع إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، ومحمد بن مخلد، وأبا روق الهزاني، وصحب الزهاد.
روى: عنه الحاكم، وغيره.
4 (علي بن أحمد بن محمد، أبو الحسين المهلبي الأديب.)
توفي بمصر، وله فيما قيل: مائة وإحدى وخمسون سنة، والله أعلم.
4 (علي بن الحسين بن بندار بن عبد الله بن خير القاضي، أبو الحسن الأذني.)
سمع: محمد بن الفيض، ومحمد بن خريم، وسعيد بن عبد العزيز بدمشق، وعلي بن عبد
الحميد الغضايري بحلب، وأبا عروبة بحران، وابن فيل بأنطاكية، وسكن مصر. روى عنه:
عبد الغني الحافظ، ومكي بن علي الجمال، ويوسف بن رياح البصري، وهبة الله بن
إبراهيم بن الصواف، وعبد الملك بن مسكين الفقيه، واحمد بن سعيد بن نفيس المقرئ.
وتوفي في ربيع الأول. ما علمت به بأساً.
(27/100)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 101
4 (علي بن عمر بن أحمد بن مهدي بن مسعود بن النعمان بن دينار بن عبد الله، أبو
الحسن)
البغدادي الدار قطني، الحافظ المشهور صاحب المصنفات. سمع من: أبي القاسم البغوي،
وأبي بكر بن أبي داود، وابن صاعد، ومحمد بن إبراهيم بن فيروز، ومحمد بن هارون
الحضرمي، وعلي بن عبد الله بن مبشر الواسطي، ومحمد بن قاسم المحاربي، وأبي علي
محمد بن سليمان المالكي، وأبي عمر محمد بن يوسف القاضي والحسين ابن المحاملي، وأبي
بكر زياد النيسابوري، وأبي روق الهزاني، وبدر بن الهيثم، وأحمد بن إسحاق بن
البهلول، وعبد الوهاب بن أبي حية، واحمد بن القاسم الفرائضي، وأبي طالب أحمد بن
نصر الحافظ، وخلق كثير ببغداد والكوفة والبصرة وواسط، ورحل في الكهولة إلى الشام
ومصر، فسمع القاضي أبا الطاهر الذهلي وهذه الطبقة. حدث عنه: أبو حامد الإسفرايني
الفقيه، وأبو عبد الله الحاكم، وعبد الغني بن سعيد المصري، وتمام الرازي، وأبو بكر
البرقاني، وأبو ذر عبد بن أحمد، وأبو نعيم، وأحمد بن الحسن الطيان الدمشقي، وعلي
بن السمسار، وأبو محمد الخلال، وأبو القاسم التنوخي، وأبو طاهر بن
(27/101)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 102
عبد الرحيم الكاتب، والقاضي أبو الطيب الطبري، وأبو عمر بكر بن بشران، وأبو الحسن
العتيقي،) وحمزة السهمي، وأبو الغنائم عبد الصمد بن المأمون، وأبو محمد الجوهري،
وأبو الحسن محمد بن المهتدي بالله، وأبو الحسين بن الأبنوسي، وخلق كثير. ومولده
سنة ست وثلاثمائة. قال الحاكم: صار الدارقطني أوحد عصره في الحفظ والفهم والورع، وإماماً
في القراء والنحويين. وفي سنة سبع وستين أقمت ببغداد أربعة أشهر، وكثر اجتماعنا
بالليل والنهار، فصادفته فوق ما وصف لي، وسألته عن العلل والشيوخ. وله مصنفات يطول
ذكرها، وأشهد أنه لن يخلف على أديم الأرض مثله. وقال الخطيب: كان الدارقطني فريد
دهره، وقريع عصره، ونسيج وحده، وإمام وقته، انتهى إليه في علم الأثر والمعرفة بعلل
الحديث وأسماء الرجال، مع الصدق والثقة، وصحة الاعتقاد، والاضطلاع من علوم، سوى
علم الحديث، منها القراءات، فإن له فيها مصنفاً مختصراً، جمع الأصول في أبواب
عقدها في أول الكتاب، وسمعت من يعتني بالقراءات يقول: لم يسبق أبو الحسن إلى
طريقته التي سلكها في عقد الأبواب المقدمة في أول القراءات، وصار القراء بعده
يسلكون ذلك، ومنها المعرفة بمذاهب الفقهاء، فإن كتابه السنن يدل على ذلك، وبلغني
أنه درس فقه الشافعي على أبي سعيد الأصطخري، وقيل على غيره، ومنها المعرفة بالأدب
والشعر، فقيل إنه كان يحفظ دواوين جماعة، فحدثني حمزة ابن محمد بن طاهر أنه كان
يحفظ ديوان السيد الحميري، ولهذا نسب إلى التشيع. وحدثني الأزهري قال: بلغني أن
الدارقطني حضر في حداثته مجلس إسماعيل الصفار، فجلس ينسخ جزءاً، والصفار يملي،
فقال رجل: لا يصح سماعك وأنت تنسخ، فقال الدارقطني: فهمي للإملاء خلاف فهمك ثم
قال: تحفظ كم أملى الشيخ قال: لا. قال: أملى ثمانية عشر حديثاً، الحديث الأول عن
فلان عن
(27/102)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 103
فلان عن فلان، ومتنه كذا، والحديث الثاني عن فلان، ومتنه كذا، ثم مر في ذلك حتى
أتى على الأحاديث، فعجب الناس منه، أو كما قال. وقال رجاء بن محمد المعدل: قلت
للدارقطني: رأيت مثل نفسك فقال: قال الله تعالى: فلا تزكوا أنفسكم فألححت عليه،
فقال: لم أر أحداً جمع ما جمعت. وقال أبو ذر عبد بن أحمد: قلت للحاكم ابن البيع:
هل رأيت مثل الدارقطني فقال: هو لم ير مثل نفسه، فكيف أنا رواها الخطيب في تاريخه
عن أبي الوليد الباجي، عن أبي ذر، فهذا من) رواية الكبار عن الصغار. وكان عبد
الغني المصري إذا حكى عن الدارقطني يقول: قال أستاذي، قال الخطيب، سمعت أبا الطيب
الطبري يقول: الدارقطني أمير المؤمنين في الحديث. وقال الخطيب: قال لي الأزهري:
كان الدارقطني ذكياً، إذا نوكر شيئاً من العلم أي نوع كان وجد عنده من نصيب وافر.
ولقد حدثني محمد بن طلحة النعالي أنه حضر مع الدارقطني دعوة، فجرى ذكر الأكلة،
فاندفع الدارقطني يورد أخبار الأكلة ونوادرهم، حتى قطع أكثر ليلته بذلك. وقال
الأزهري: رأيت الدارقطني أجاب ابن أبي الفوارس عن علة حديث أو اسم، ثم قال: يا أبا
الفتح ليس بين الشروق والغرب من يعرف هذا غيري. وقال البرقاني: كان الدارقطني يملي
علي العلل من حفظه، فمن أراد أن يعرف قدر ذلك، فليطالع كتاب العلل للدارقطني،
ليعرف كيف كان الحفاظ. قال أبو عبد الرحمن السلمي: سمعت الدارقطني يقول: ما في
الدنيا شيء أبغض إلي من الكلام. ونقل ابن طاهر المقدسي أنهم اختلفوا ببغداد،
(27/103)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 104
فقال قوم: عثمان أفضل، وقال قوم: علي أفضل. قال الدارقطني: فتحاكموا إلي، فأمسكت،
وقلت الإمساك خير، ثم لم أر لديني السكوت، فدعوت الذي جاءني مستفتياً، وقلت: قل
لهم: عثمان أفضل باتفاق جماعة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا قول أهل السنة،
وأول عقد يحل من الرفض. قال الخطيب: فسألت البرقاني: هل كان أبو الحسن يملي عليك
العلل من حفظه قال: نعم، وأنا الذي جمعتها، وقرأها الناس من نسختي. ثم قال الخطيب:
وحدثني العتيقي، قال: حضرت الدارقطني، وجاء أبو الحسين البيضاوي يغرب ليسمع منه،
فامتنع واعتل ببعض العلل، وقال: هذا رجل غريب، وسأله أن يملي عليه أحاديث، فأملى
عليه أبو الحسين من حفظه مجلساً تزيد أحاديثه على العشرة متون جميعها: نعم الشيء
الهدية أمام الحاجة، فانصرف الرجل، ثم جاءه بعد، وقد أهدى له شيئاً، فقربه وأملى
عليه من حفظه سبعة عشر حديثاً إذا أتاكم كريم فأكرموه. وقال محمد بن طاهر المقدسي:
كان للدارقطني مذهب في التدليس خفي، يقول فيما لم يسمعه من أبي القاسم البغوي:
حدثكم فلان. قلت: وأخذ الدارقطني عن أبي بكر بن مجاهد سماعاً، وقرأ على أبي بكر
النقاش، وعلي بن) سعيد القزاز، وأحمد بن بويان، وأحمد بن محمد الديباجي، وبرع في
القراءات، وتصدر في آخر أيامه للإقراء.
(27/104)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 105
وقد نقلت من خطه حديثاً، والجزء بوقف الضيائية. ووقع لي حديثه عالياً بالإجازة،
وقد أنبأنا المسلم بن علان أن أبا اليمن الكندي آخرهم، أنا منصور الشيباني، أنا
أبو بكر الخطيب، حدثني أبو نصر علي بن هبة الله بن ماكولا قال: رأيت في المنام في
شهر رمضان كأني أسأل عن حال الدارقطني في الآخرة ما آل إليه أمره فقيل لي: ذاك
يدعى في الجنة الإمام. قلت: توفي في ثامن ذي القعدة.
4 (علي بن محمد بن علي الصباح العطار البغدادي، يعرف بابن المريض.)
سمع أبا القاسم البغوي، وابن أبي داود. وعنه: أبو محمد الخلال، وأبو القاسم
التنوخي، وأبو محمد الجوهري، وأبو طالب العشاري. قال الخطيب: وكان صدوقاً. مات في
رجب.
4 (علي بن محمد بن معاذ المعدل الملقابادي.)
سمع أبا نعيم بن عدي، ومحمد بن حمدون. وعنه الحاكم.
4 (علي بن معروف البغدادي. حدث في هذه السنة، وتوفي بعدها.)
عن الباغندي، والبغوي، وابن أبي داود، وغيرهم. وعنه: عبد العزيز الأزجي، وجماعة.
وثقه الخطيب.
4 (علي بن محمد بن عبد الله القزويني القاضي. توفي بمصر.)
4 (عمر بن أحمد بن عثمان بن أحمد بن أيوب بن أزداذ الشيخ، أبو حفص بن شاهين
الحافظ)
الواعظ، محدث بغداد ومفيدها.
(27/105)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 106
سمع: محمد بن محمد الباغندي، وأبا خبيب العباس بن البرتي، وأبا القاسم البغوي،
وشعيب بن محمد الذراع، ومحمد بن هارون بن المجدر، وأبا بكر بن أبي داود بن صاعد،
وأبا علي محمد بن سليمان المالكي، ورحل في الكهولة فسمع بدمشق إبراهيم بن محمد بن
أبي ثابت، وأحمد بن سليمان بن زبان، وطائفة سواهم، وولد سنة سبع وتسعين ومائتين،
وأول سماعه سنة ثمان وثلاثمائة. روى عنه: أبو بكر محمد بن إسماعيل الوراق رفيقه،
وهلال الحفار، وأبو سعد الماليني، وأبو) بكر البرقاني، وأبو القاسم التنوخي، وأبو
محمد الخلال، وابنه عبيد الله بن عمر بن شاهين، وأبو محمد الجوهري، ومحمد بن عبد
الله المؤدب، ومحمد بن عبد الوهاب بن الشاطر النقيب، وأبو الحسين محمد بن المهتدي،
وآخرون. قال ابن ماكولا: ثقة مأمون سمع بالشام والعراق والبصرة وفارس، وجمع
الأبواب والتراجم، وصنف كثيراً. وقال أبو الحسين بن المهتدي بالله، قال: أنا ابن
شاهين: صنفت ثلاثمائة مصنف وثلاثين مصنفاً، أحدها التفسير الكبير ألف جزء، وألف
وثلاثمائة جزء، والتاريخ مائة وخمسون جزءاً والزهد مائة جزء، وأول ما حدثت بالبصرة
سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة. قال الخطيب: سمعت القاضي أبا بكر محمد بن عمر
الداوودي قال: سمعت أبا حفص بن شاهين يقول: حسبت ما اشتريت به الحبر إلى هذا
(27/106)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 107
الوقت، فكان سبعمائة درهم. قال الداوودي: وكنا نشتري الحبر كل أربعة أرطال بدرهم.
قلت: ما يلحق الشخص أن يكتب بهذا كله بل كان يستنسخ، وقد حدثني شيخنا أبو العباس
أحمد ابن إبراهيم الموصلي قال: كان عندنا تفسير ابن شاهين بواسط في نحو ثلاثين
مجلداً. وقال الأزهري: كان ابن شاهين ثقة، وكان عنده عن البغوي سبعمائة جزء. وقال
أبو الفتح بن أبي الفوارس: كان ابن شاهين ثقة مأموناً، قد جمع وصنف ما لم يصنفه
أحد. وقال حمزة السهمي: سمعت الدارقطني يقول: ابن شاهين يلح على الخطأ، وهو ثقة.
وقال الخطيب: سمعت محمد بن عمر الداوودي يقول: كان ابن شاهين ثقة، يشبه الشيوخ،
إلا أنه كان لحاناً، وكان لا يعرف من الفقه لا قليلاً ولا كثيراً، كان إذا ذكر له
مذاهب الفقهاء كالشافعي وغيره يقول: أنا محمدي المذهب، ورأيته يوماً اجتمع مع
الدارقطني فما نطق خوفاً من أن يخطئ بحضرة أبي الحسن. وسمعته يقول: أنا أكتب ولا
أعارض. قال العتيقي: توفي في ذي الحجة.
4 (عمر بن محمد بن موسى الجلاب، يروي عن محمد بن الربيع بن سليمان.)
4 (قتادة بن محمد بن قتادة النيسابوري.)
سمع أبا حامد بن بلال وعبد الله بن الشرفي.)
4 (محمد بن أحمد بن محمد بن حم، أبو الفضل النيسابوري الجلودي الواعظ.)
(27/107)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 108
سمع الكثير من: أبي بكر القطان والأصم، وإسماعيل الصفار، وعدة. روى عنه: أبو عبد
الله الحاكم.
4 (محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن حامد بن موسى بن العباس ين محمد بن يزيد
بن)
مسلمة بن الخليفة بن عبد الملك بن مروان، أبو بكر بن الأزرق الأموي المصري. صار
إلى القيروان سنة ثلاث وأربعين، فحبسه بنو عبيد بالمهدية نحو أربعة أعوام، ثم خلصه
الله، وقدم الأندلس في سنة تسع وأربعين، فأكرمه المستنصر، وأثبته في ديوان قريش.
وكان أديباً حليماً. روى عن: علي بن عبد الله بن أبي مطر الإسكندراني، وخاله أحمد
بن مسعود الزبيري، وابن الصموت. قال ابن الفرضي: كتبت عنه جزءاً، وقال لي: ولدت
سنة تسع عشرة وثلاثمائة، وتوفي في ذي القعدة. وقد حدثت من حفظه بحديث أخطأ فيه.
4 (محمد بن إبراهيم بن يحيى أبو بكر النيسابوري الكسائي الأديب.)
تخرج به جماعة في العربية. قال الحاكم: ثم إنه على كبر السن حدث بصحيح مسلم من
كتاب جديد بخطه عن إبراهيم بن سفيان، فأنكرت عليه، فعاتبني، فقلت: لو أخرجت أصلك
وأخبرتني بالحديث على وجهه، فقال: قد كان والدي يحضرني مجلس ابن سفيان بسماع هذا
الكتاب، ثم لم أجد سماعي فقال لي أبو أحمد بن عيسى: قد كنت أرى أباك يقيمك في
المجلس تسمع وأنت تنام لصغرك، ولم يبق بعدي من يروي هذا الكتاب غيرك، فاكتب من
كتابي فإنك تنتفع به، فكتبته من كتابه، فقلت: هذا لا يحل لك، فقام وشكاني.=
22. تاريخ
الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام للذهبي.
تأليف: شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 109
قلت: روى عنه: أبو مسعود أحمد بن محمد البجلي الرازي صحيح مسلم. وتوفي ليلة النحر،
ولم يرو عنه الحاكم شيئاً.
4 (محمد بن سعيد بن الحسن بن محمد بن سهل، أبو سعيد الهروي القراب. توفي في ذي)
القعدة.
4 (محمد بن عبد الله بن محمد، أبو العباس بن سكرة الهاشمي الأديب.)
) بغدادي من ذرية أبي جعفر المنصور. كان متسع الباع إلى أنواع الإبداع، فائق
الشعر، لا سيما في المجون والسخف، وكان يقال ببغداد: إن زماناً جاد بمثل ابن سكرة
وابن الحجاج لسخي جداً، وقد شبها في وقتهما بجرير والفرزدق في وقتهما، ويقال إن
ديوان ابن سكرة يربي على خمسين ألف بيت. وتوفي في ربيع الآخر. ومن شعره:
(في وجه إنسانه كلفت بها .......... أربعة ما اجتمعن في أحد.)
(الوجه بدر، والصدع غالية .......... والريق خمر، والثغر من برد.)
وقال أبو القاسم التنوخي: أنشدنا ابن سكرة لنفسه، وكان طيب المزاح:
(27/109)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 110
(وقائل قال لي: لا بد من فرج .......... فقلت واغتظت كم لا بد من فرج)
(فقال لي: بعد حين. قلت: واعجباً .......... من يضمن العمر لي يا بارد الحجج.)
وله:
(غصن بان وفي اليد منه .......... غصن فيه لؤلؤ منظوم.)
(فتحيرت بين غصنين في ذا .......... قمر طالع وفي ذا نجوم.)
4 (محمد بن عبد الله بن محمد بن نصر بن ورقاء، أبو بكر الأودني وأودن قرية من قرى)
بخارى. قيده ابن السمعاني بضم الهمزة، وابن ماكولا ومن تبعه على فتحها. كان إمام
الشافعية في زمانه بما وراء النهر، وهو من أصحاب الوجوه. وقال الحاكم: هذا من أزهد
الفقهاء وأورعهم وأعبدهم وأبكاهم على تقصيره، وأشدهم تواضعاً وإنابةً. قلت: روى عن
الهيثم بن كليب الشاشي، وعبد المؤمن بن النسفي، ومحمد بن صابر البخاري. روى عنه
الحاكم، وأبو عبد الله الحليمي، ومحمد بن أحمد بن غنجار، وجعفر المستغفري، وتوفي
ببخارى في شهر ربيع الآخر. ومن غرائب وجوهه أن الربا حرام في كل شيء، فلا يجوز بيع
مال بجنسه مطلقاً. ومن شيوخه ببخارى يعقوب بن يوسف القاسمي.
(27/110)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 111
4 (محمد بن عبيد الله بن الحسين، أبو بكر الأصبهاني.)
) سمع محمد بن هارون الروياني، وعباس بن الوليد بن شجاع ابن أخي أبي زرعة الرازي.
روى عنه: أحمد بن محمود الثقفي، وكان ثقة مأموناً. توفي في ربيع الآخر. وروى عنه
أيضاً أبو نعيم، ووصفه بالعدالة، ولكن قال: مات في ذي القعدة.
4 (محمد بن عمر بن حفصويه، أبو الحسن السرخسي جد الحافظ إسحاق بن إسحاق القراب.)
توفي في ذي الحجة.
4 (محمد بن محمد بن احمد بن عثمان، أبو بكر البغدادي الطرازي نزيل نيسابور. من
كبار)
القراء والصلحاء. قرأ على: أبي بكر بن مجاهد، وسمع أبا القاسم البغوي، ويحيى بن
صاعد، ودخل البصرة وأصبهان ثم نيسابور، وكتب بها عن محمد بن الحسين القطان وغيره.
وكان عارفاً بالعربية والحديث. قال الحاكم: خالف الأئمة في آخر عمره في أحاديث حدث
بها في ذي الحجة. روى عنه الحاكم، وأبو حفص بن مسرور، وأبو سعد الكنجروذي وغيرهم.
وقال الخطيب: ذاهب الحديث.
4 (محمد بن موسى بن المثنى الفقيه، أبو بكر البغدادي الآبري الداوودي الطاهري.)
(27/111)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 112
سمع أبا القاسم البغوي، وأبا بكر بن أبي داود، وأبا سعيد العدوي. روى عنه:
البرقاني وقال: كان فقيهاً نبيلاً على مذهب داوود. ولد سنة ثلاثمائة.
4 (مظفر بن أحمد بن إبراهيم بن الحسين بن برهان، أبو الفتح المقرئ.)
أقرأ القرآن بدمشق مدة. وصنف كتاباً في القراءات، وقرأ على أبي القاسم علي بن
العقب، وأبي الحسن محمد بن الأخرم، وصالح بن إدريس البغدادي، وحدث عن أحمد بن عبد
الله بن نصر بن هلال، وإبراهيم بن المولد الزاهد، وابن حذلم، وأبي علي الحضايري،
وأحمد بن محمد بن فطيس. وعنه: تمام الرازي، وأبو سعيد الماليني، وعلي بن الحسن
الربعي وجماعة. والصواب برهان، بالضم.
4 (هاشم بن الحجاج، أبو الوليد البطليوسي.)
) سمع: محمد بن عبد الملك بن أيمن، وقاسم بن إصبع، وحج، فسمع من أبي سعيد
الأعرابي، وأبي حامد البغدادي، وأبي يحيى محمد بن عبد الرحمن بن المقرئ، وأبي محمد
بن أسد بن عبد الرحمن الكازروني، وخلق بمكة، ومحمد بن إبراهيم السراج، والفضل بن
عبيد الله بالقدس، وعلي بن العباس الغزي بغزة، والحسن بن مليح، واحمد بن بهزاد
بمصر، واستقر ببطليوس، ثم سعي به إلى السلطان فامتحن، وأسكن قرطبة، فقرأ عليه
كثيراً وكان لا بأس به في ضبطه. توفي في شوال. قاله ابن الفرضي.
(27/112)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 113
4 (يوسف بن الشيخ أبي سعيد الحسن بن عبد الله السيرافي النحوي، أبو محمد.)
كان إخبارياً، لغوياً، علامةً، عارفاً بالعربية معرفة جيدة، تصدر في مجلس أبيه بعد
موته، وقد كان يفيد له في حياته، وكمل بعض تصانيف أبيه، وشرح أبيات سيبويه، فجاء
نهايةً في بابه، وشرح إصلاح المنطق فأجاد، وله في اللغة مصنفات. توفي في ثالثة من
ربيع الآخر. وعمره خمس وخمسون سنة.
4 (يوسف بن عمر بن مسرور، أبو الفتح القواس الزاهد. بغدادي محدث مشهور.)
وسمع: أبا القاسم البغوي، وأبا بكر بن أبي داود، وابن صاعد، وأحمد بن محمد بن
المغلس، ومحمد بن هارون الحضرمي، وخلقاً كثيراً، ذكر في تراجمهم أنه روى عنهم. روى
عنه: أبو محمد الخلال، وأبو الحسن العتيقي، وعبد العزيز الأزجي، وأبو ذر الهروي،
وآخر من روى عنه أبو الحسين بن المهتدي. قال الخطيب: كان ثقة زاهداً صادقاً، ولد
سنة ثلاثمائة، وأول سماعه سنة ست عشرة. سمعت علي بن محمد السمسار يقول: ما أتيت
يوسف القواس إلا وجدته يصلي، وسمعت أبا بكر البرقاني والأزهري ذكرا القواس فقالا:
كان من الأبدال، زاد الأزهري: وكان مجاب الدعوة.
(27/113)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 114
وقال أبو ذر الهروي: سمعت الدارقطني يقول: كنا نتبرك بأبي الفتح القواس وهو صبي.
وقال تمام بن محمد الزينبي وغيره: سمعنا القواس أنه وجد في كتبه جزءاً في فضائل
معاوية قد قرضته الفارة، فدعا عليها، فسقطت فارة من السقف واضطربت حتى ماتت. وجاء
عن أبي ذر العروي أنه كان حاضراً لما ماتت. قال العتيقي: مات في ربيع الآخر. كان
ثقة مستجاب الدعوة، ما رأيت في معناه مثله. أنبأنا ابن علان، أنا الكندي، أنا
القزاز، أنا الخطيب، حدثني عبد الغفار الأموي، حدثني أبو) الحسن بن حميد، سمعت أبا
ذر الهروي يقول: كنت عند أبي ذر القواس، فأخرج جزءاً فيه قرض الفارة، فدعا الله
على الفارة التي قرضته، فسقطت من السقف فارة، لم تزل تضطرب حتى ماتت. وذكر أبو
الفتح أنه كان يكتب من لفظ المستسلمي، بل من لفظ الشيخ، فذكر أن رجلاً قال له:
رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام يقول لي: من أراد السماع كأنه يسمعه مني
فليسمعه كسماع أبي الفتح القواس.
(27/114)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 115
1 (وفيات سنة ست وثمانين وثلاثمائة.)
4 (أحمد بن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى، أبو حامد المزكي النيسابوري.)
قال الحاكم: له إجازة من أبي العباس الدغولي بخط يده، وسمع من محمد بن الحسين
القطان، وبمكة من ابن الأعرابي، وببغداد من البختري والصفار وطبقتهم. روى عنه:
أبوه، وأبو الحسين محمد بن المظفر الحافظ، أملى ببغداد ونيسابور، وحضر مجالسه
القضاة والأشراف، وخرجت له فوائد. وتوفي في شعبان، ومولده سنة ثلاث وعشرين
وثلاثمائة، وصحبته ببغداد، وبطريق مكة، وعندي أن الملائكة لم تكتب عليه خطيئة،
وصام الدهر نيفاً وعشرين سنة، وكان عابداً. قلت: وهو أحد الأخوة. حدث بهمذان، فروى
عنه من أهلها جعفر الأبهري، وأبو بكر الزنجاني، وأحمد بن محمد بن سعدويه، وآخرون،
وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي، وأبو سعد الكنجروذي.
4 (أحمد بن عبد الوهاب بن الحسين بن سفيان بن يوسف، أبو علي البغدادي القاضي نزيل)
مصر. حدث وتوفي في المحرم.
(27/115)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 116
4 (أحمد بن عبد الله بن نعيم بن الجليل، أبو حامد النعيمي.)
روى صحيح البخاري. سمع أبا عبد الله الفربري، وأبا العباس محمد بن عبد الرحمن
الدغولي، والحسين بن محمد بن مصعب، وإبراهيم بن حمدويه السلمي، وأبا أحمد بن إسحاق
السرخسي، وجماعة. روى عنه: أبو يعقوب القراب، وأبو الفتح بن أبي الفوارس، وأبو بكر
البرقاني، وأبو حازم) العبدوي، وأبو منصور الكرابيسي، وأبو عمر عبد الواحد بن أحمد
المليحي شيخ محيي السنة البغوي وغيرهم. وهو سرخسي نزل هراة واستوطنها، وتوفي في
ربيع الأول.
4 (أحمد بن علي بن محمد، أبو علي المدائني المعروف بالحاكم، أحد الأدباء
المذكورين.)
سمع: أبا بكر بن دريد وجماعة، وصحب عضد الدولة بن بويه، وكان راوية للشعر. روى عن:
علي بن المحسن التنوخي، وهلال بن المحسن الصابي، وذكر أنه كان يحفظ ثلاثين ألف بيت
شعر.
4 (عبد الله بن الحسين بن حسنون، أبو أحمد السامري البغدادي.)
4 (أحمد بن محمد بن جعلان. روى عن أبي بكر بن الأنباري.)
وعنه: ابن المحسن التنوخي.
(27/116)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 117
4 (أحمد بن وموسى بن أحمد بن خصيب، أبو بكر الأندلسي المعروف بابن الإمام.)
ولي القضاء ببعض مدن الأندلس، وسمع من عمر بن يوسف ومحمد بن شبل، وعاش ستين سنة.
4 (أحمد بن أبي الليث نصر بن محمد النصيبي المصري الحافظ. قدم نيسابور.)
قال الحاكم هو باقعة في الحفظ، شبهت مذاكرته بالحفظ بالسحر، وكان يتقشف، وجالس
الصالحين، ثم ذهب إلى ما وراء النهر، وأقبل على الأدب والشعر، ودخل في الأعمال
السلطانية، ثم اجتمعت به هناك، وحفظه كما كان، فكنت أتعجب منه. سمع: أحمد بن عبد
الرحيم القيسراني، وأبا هاشم الكتاني بالشام وأبا عبد الله الحكيمي، وأبا علي
الصفار ببغداد، وأبا العباس الأصم بنيسابور، وأصحاب يونس بن عبد الأعلى بمصر. روى
عنه: الحاكم، وجماعة.
4 (جندب بن أحمد بن عبد الرحمن بن عبد المؤمن بن خالد، أبو ذر المهلبي الأزدي)
الجرجاني. روى عن أبي إسحاق البحري، ومحمد بن الحسين بن ماهيار، ودعلج السجزي،
وجماعة. وكان فقيهاً خيراً. قال ابن ماكولا: مات في رجب سنة ست.
4 (حمد بن محمد بن حمدون النيسابوري، أبو منصوري الجوزجاني الفقيه.)
(27/117)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 118
تفقه ببلخ عند أبي القاسم الصفار، وحدث عن أبي العباس الدغولي وطبقته، وعمر نيفاً
وتسعين) سنة.
4 (الحسن بن إبراهيم بن زولاق، أبو محمد. أحد علماء الديار المصرية، وصاحب
التصانيف)
والتواريخ. مولده في حدود سنة ست وثلاثمائة، ومن كبار شيوخه أبو جعفر الطحاوي،
ورحل إلى دمشق بعد الثلاثين، ولم يؤرخه ابن عساكر.
4 (سعيد بن محمد بن مسلمة بن محمد بن تيري، أبو بكر القرطبي.)
سمع من عمه خطاب بن مسلمة، وقاسم بن إصبع. وولي قضاء قرمونة. وتوفي وصلى عليه أخوه
مسلمة الزاهد.
4 (عباس بن إصبع بن عبد العزيز الهمذاني الحجاري، أبو بكر القرطبي، ولم يكن من
أهل)
وادي الحجارة فيما قيل. سمع محمد بن عبد الملك بن أيمن، وعبد الله بن يونس، وسيد
أبيه الزاهد، وسعيد بن جابر، وعباس بن محمد. وكان ضابطاً لما كتب. قرأ الناس عليه
كثيراً، وتوفي في ذي القعدة، وله اثنتان وثمانون سنة.
(27/118)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 119
4 (صالح بن جعفر، أبو الفرج الرازي.)
حدث عن: أبي القاسم البغوي، وأبي بكر بن زياد النيسابوري. وعنه: أبو الحسن
العتيقي، وأبو القاسم التنوخي، وجماعة. أحاديثه تدل على صدقة.
4 (عبد الله بن أحمد بن مالك، أبو محمد البغدادي البيع.)
سمع: أبا بكر بن داوود، ومحمد بن منصور الشيعي، وسعيداً أخا زبير الحافظ. روى عنه:
العتيقي، وأبو طالب النيسابوري، وأبو حازم محمد بن الفراء. وثقه ابن أبي الفوارس.
توفي في جمادى الأولى.
4 (عبد الله بن الحسين بن حسنون، أبو أحمد السامري البغدادي المقرئ، مسند ديار
مصر)
بالقراءات. ذكر أنه قرأ لحفص على أحمد بن سهل الأشناني صاحب عبيد بن الصباح، وقرأ
للسوسي على أصحابه أبي الحسن بن الرقي، وأبي عثمان النحوي، وأبي عمران موسى بن
جرير النحوي، وقرأ لقالون على أبي الحسن بن شنبوذ، وقرأ للدوري وغيره على أبي بكر
بن) مجاهد، وكذا قرأ على ابن شنبوذ بطرق متعددة. قرأ عليه: أبو الفضل محمد بن جعفر
الخزاعي، وأبو الفتح فارس بن
(27/119)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 120
أحمد، ويوسف بن رباح البصري، وعبد الساتر بن الذرب باللاذقية، وأبو الحسين القيسي
الخشاب، وأبو القاسم عبد الجبار بن أحمد الطرسوسي ثم المصري، قرأ عليه بمذاهب
السبعة، ورواياته عنه في كتاب العنوان وآخر من قرأ عليه أبو العباس أحمد بن سعيد
بن أحمد بن نفيس شيخ ابن الفحام. وقد وقع لنا بحمد الله من طريقه رواية حفص السوسي
بعلو، من قراءتي على أصحاب الصفراوي عنه. إلا أن السامري قد تكلم فيه بعضهم، فقال
محمد بن علي الصوري: قال أبو القاسم العنابي البزاز: كنا يوماً عند أبي أحمد المقرئ
فحدثنا عن أبي العلاء محمد بن أحمد الوكيعي، فاجتمعت بأبي محمد عبد الغني بن سعيد،
فذكرت ذلك له، فاستعظمه، وقال: سله متى سمع منه فرجعت إليه، فقال: سمعت منه بمكة
في الموسم، سنة ثلاثمائة، فأتيت عبد الغني فأخبرته، فقال: أبو العلاء مات عندنا في
أول سنة ثلاثمائة. ثم عبرت معه بعد مدة، وأبو أحمد قاعد يقرئ، فقلت له: لا أسلم
على من يكذب في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال صاحب العنوان إنه قرأ
لأبي الحارث الليث عن الكسائي، على عبد الجبار الطرسوسي، عن قراءته على أبي أحمد
السامري، وتلا أبو أحمد برواية المذكور على محمد بن يحيى الكسائي الصغير، عن
قراءته على الليث. قال أبو عبد الله القصاع: كذا نقل الجماعة عن أبي أحمد أنه قرأ
على محمد بن يحيى، وهو وهم، لأنه توفي سنة ثمانين ومائتين، وولد أبو أحمد بعد موته
بنحو خمس عشرة سنة.
(27/120)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 121
وقال الخطيب: قال الصوري: وقد ذكر أبو أحمد أنه قرأ على محمد بن يحيى الكسائي،
فكان الأمر من ذلك بعيداً. قلت: وهذا وهم، وقع لأبي أحمد رجع عنه، وإنما يروي هذه
القراءة عن مجاهد تلاوةً عن محمد بن يحيى سماعاً لحروفها، وكذا رواه لأبي عمرو
الداني في جامع البيان، فقال: قرأت بها على شيخنا أبي الفتح، وقال: قرأت على عبد
الله بن الحسين، قال: قرأت على ابن مجاهد، قال: أخبرني محمد بن يحيى الكسائي، عن
الليث بن خالد، عن الكسائي. قلت: وأبو الفتح من أثبت القراء وأتقنهم، وأما أبو
القاسم الجدلي، وابن الفحام، وغيرهما ممن) عنده طرق أبي أحمد، فلم يذكروا قراءة
أبي أحمد عن محمد بن يحيى أصلاً، وقد رواها، أعني رواية محمد بن يحيى أبو الحسن بن
شنبوذ، وقد سقط اسمه على صاحب العنوان، والله أعلم. وأنا أستغرب قراءة أبي أحمد
على أحمد بن سهل الأشناني فإنه توفي سنة سبع وثلاثمائة، ومولد أبي أحمد سنة خمس
وسبعين ومائتين، فيكون قد قرأ عليه وهو ابن اثنتي عشرة سنة إن كان قد قرأ عليه.
توفي ليلة السبت لثمان بقين من المحرم. وذكر يحيى بن الطحان أن أبا أحمد روى عن
أبي العلاء الكوفي وعبد الله بن المعتز، وعون بن المعتز، وعون بن أبي المزرع. قلت:
ولم يدرك ابن المعتز، فسألت الله السلامة، فقد بان ضعف أبي أحمد وتخليطه فياحينه.
4 (عبد الرحمن بن محمد بن الخطيب بن رسته، أبو علي الضبي الأصبهاني.)
سمع الحسن بن محمد الداركي، وأبا عمرو ابن عقبة، وإبراهيم بن عبد الله بن محمد
الزينبي.
(27/121)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 122
روى عنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نعيم الحافظ، وأبو نصر إبراهيم بن محمد بن علي
الكسائي.
4 (عبد الكبير بن محمد بن عفير، أبو محمد الحكمي الأندلسي المقرئ.)
سمع من أبي جعفر بن النحاس، وأبي سعيد بن الأعرابي، وقاسم بن إصبع، والمظفر بن
أحمد المصري، وقرأ على محمد بن عبد الله بن أشته ومحمد بن علي. وأقرأ الناس بقرطبة
مدة، وتوفي في صفر.
4 (عبد الله بن أبي زيد، وأبو محمد فقيه القيروان.)
توفي سنة ست وثمانين، وقيل سنة تسع، وقد ذكر هنالك.
4 (عبيد الله بن فرج بن مروان القرطبي النحوي ويعرف بالطوطالقي.)
أخذ عن أبي علي القالي وأبي عبد الله الرياحي، وطائفة، وبرع في اللغة. وبرع في
النحو والآداب، وقد اختصر كتاب المدونة، وأجاد. توفي في عشر السبعين.
4 (عبيد الله بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن جميل، أبو أحمد الأصبهاني.)
سمع من جده إسحاق مسند أحمد بن منيع وسمع من الحسن بن عثمان الفسوي: كتب يعقوب ابن
سفيان، وسمع من أحمد بن جعفر بن محمويه البغدادي.)
(27/122)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 123
روى عنه: أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه، وأبو بكر بن أبي علي الذكواني، وأبو
نعيم الحافظ، وعلي بن القاسم بن إبراهيم بن شنبويه المقرئ، وأبو نصر إبراهيم بن
محمد الكسائي، وعثمان بن أحمد بن سعيد الخلال، وعبد الواحد بن أحمد المعلم. قال
ابن مردويه: توفي في شعبان.
4 (علي بن أحمد بن محمد بن مهران الأصبهاني.)
روى عن أبي بكر محمد بن سعيد الفارسي، عن زيد بن أخرم. وعنه: أبو بكر بن أبي علي،
وأبو نعيم.
4 (علي بن القاضي أبي عبد الله الحسين بن إسماعيل الضبي المحاملي، أبو القاسم
البغدادي.)
سمع: أباه، ومحمد بن محمد الباغندي، وابن زياد النيسابوري. وعنه: ابن أخيه أحمد بن
عبد الله، وأبو القاسم الأزهري، وتوفي في شعبان. وثقه الخطيب.
4 (علي بن عمر بن محمد بن الحسن بن شاذان، أبو الحسن الحميري البغدادي الحربي
يعرف)
بالسكري وبالختلي، وبالصيرفي، وبالكيال. سمع: أحمد الصوفي، وعلي بن سراج، وعباد بن
علي السيريني، ويحيى بن محمد الباغندي، والهيثم بن خلف، وأبا حبيب بن البرتي، وعلي
بن إسحاق بن زاطيا، وعيسى بن سليمان، والحسن بن الطيب البلخي، وعلي بن الحسين بن
حبان، وجماعة. تفرد بالرواية عن جماعة منهم.
(27/123)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 124
روى: عنه أبو القاسم الأزهري، وأبو محمد الخلال، وأبو الطيب الطبري، والعتيقي،
وأبو القاسم التنوخي، والقاضي أبو يعلى محمد بن الحسين الفراء، وأبو الغنائم محمد
بن علي بن الدجاجي، وعبد الصمد بن المأمون، وأبو الحسين محمد بن المهتدي بالله وهو
آخرهم، وأبو الحسين بن النقور. أخبرنا أبو المعالي الأبرقوهي، أنا أحمد بن أبي
الفتح، والفتح بن عبد السلام قالا: أنا محمد بن عمر الأرموي، أنا أحمد بن محمد
البزاز، أنا علي بن عمر الحربي، ثنا أحمد بن الحسن الصوفي ثنا يحيى بن زبير، ثنا
سفيان بن عيينة، عن حميد الأعرج، عن سليمان بن عتيق، عن جابر، أن النبي صلى الله
عليه وسلم: أمر بوضع الجوائح ونهى عن بيع السنين. قال التنوخي: سمعت الحربي يقول:
ولدت سنة ست وتسعين ومائتين، وأول سماعي سنة ثلاث) وثلاثمائة من الصوفي. قال
الخطيب: قال البرقاني، عن الحربي: لا يساوي شيئاً، فسألت الأزهري عنه فقال: صدوق،
وكان سماعه في كتب أخيه، لكن بعض المحدثين قرأ عليه منها شيئاً، لم يكن سماعه،
وأما الشيخ فكان في نفسه ثقة. وقال الأزجي: كان صحيح السماع. وقال العتيقي: كان
ثقة ذهب بصره في آخر عمره، وتوفي في شوال.
4 (علي بن محمد بن أحمد اليزداذي الرازي نزيل ما وراء النهر.)
روى عن أبي بكر بن زياد النيسابوري، وابني المحاملي: القاسم والحسين، وغيرهم.
(27/124)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 125
يعرف بالخازن، ولي القضاء بمدائن عدة.
4 (غزوان بن القاسم بن علي، أبو عمرو المازني البغدادي ثم المصري.)
روى عن الحسن بن مليح، وقرأ القرآن على ابن شنبوذ، وأقرأ. عمر ستاً وتسعين سنة.
وقال الداني: قرأ على ابن مجاهد، وكان مساهراً ضابطاً. تلا عليه إسماعيل بن عمرو
الحداد.
4 (المثنى بن محمد بن المثنى، أبو الهيثم الأزدي المروزي.)
حدث عن أحمد بن محمد بن المنكدري، وعبد الرحمن بن محمد بن حمدويه. روى عنه: جعفر
المستغفري، وأبو العلاء الواسطي، وعلي بن طلحة.
4 (محمد بن إبراهيم السوسي شيخ الصوفية بدمشق.)
روى عن أبي علي محمد بن شعيب، وأبي عبد الله الروذباري. روى عنه: محمد بن الحسين
بن الترجمان.
4 (محمد بن حسان بن محمد الفقيه، أبو عبد الله بن أبي الوليد النيسابوري الشافعي.)
أفتى ودرس زمن أبيه، وروى عن ابن الشرفي، وابن عبدان. وعنه: الحاكم وجماعة. مات في
شوال، وله أربع وثمانون سنة.
4 (محمد بن الحسن بن إبراهيم الإستراباذي، وقيل إنه جرجاني، الفقيه
(27/125)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 126
الشافعي المعروف)
بالختن. كان ختن الإمام أبي بكر الإسماعيلي. ولد سنة إحدى عشرة وثلاثمائة، وكان
إماماً فاضلاً ورعاً مشهوراً، وله وجوه حسنة في المذهب، وكان مقدماً في الأدب،
ومعاني القراءات والقرآن، مناظراً.) سمع الحديث من أبي نعيم عبد الملك بن عدي
وجماعة بجرجان، ومن عبد الله بن فارس ونحوه بأصبهان، ومن أبي العباس الأصم
بنيسابور، وأكثر عن الأصم، وشرح التلخيص لأبي العباس بن القاص. وخلف من الأولاد
أبا بشر الفضل، وأبا النضر عبيد الله، وأبا عمرو عبد الرحمن، وأبا الحسن عبد
الواسع. توفي بجرجان يوم عرفة، ودفن يوم الأضحى.
4 (محمد بن خراسان، أبو عبد الله المصري.)
قرأ القرآن على المظفر بن أحمد، وسمع من أبي جعفر النحاس، وبرع في العربية، وسكن
صقلية. وحمل عنه جماعة، وعمر ستاً وتسعين سنة.
4 (محمد بن سليمان بن يزيد الفامي القزويني، أبو سليمان.)
سمع من أبيه، ومحمد بن جمعة بن زهير، والعباس بن الفضل بن شاذان الرازي، وغيرهم.
وعاش تسعين سنة.
4 (محمد بن عبد الله بن عبد المؤمن، أبو عبد الله القرطبي المعلم، ابن بنت أصبغ بن
مالك،)
كان عنده أصول جده أصبغ ويذكر أنه سمعها، ويدعي أنه أدرك محمد بن وضاح، كان شيخاً
تائهاً لا معرفة له.
(27/126)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 127
كتب عنه قوم حدثهم عن جده، لو أرادوه على أن يحدثهم عن نوح عليه السلام لفعل. توفي
في المحرم، وقيل إنه جاوز المائة، فالله أعلم.
4 (محمد بن عثمان بن إسحاق، أبو الفضل النسفي. شيخ مسن.)
روى عن محمود بن عنبر تسعين حديثاً، وهو آخر أصحابه. روى عنه جعفر المستغفري.
4 (محمد بن علي بن عطية، أبو طالب الحارثي المكي. مصنف كتاب قوت القلوب.)
كان من أهل الجبل، ونشأ بمكة وتزهد، وله لسان حلو في التصوف. روى عن: علي أحمد
المصيصي، وأحمد بن يوسف بن جلاد النصيبي، وأحمد بن الضحاك الزاهد، وأبي بكر
الآجري، ومحمد بن عبد الحميد الصنعاني، ومحمد بن أحمد المفيد، وغيرهم. روى عنه:
عبد العزيز الأزجي. قال الخطيب: حدثني العتيقي، والأزهري أنه كان مجتهداً في
العبادة، وتوفي في جمادى) الآخرة، وقال لي أبو طاهر محمد بن علي العلاف إنه وعظ ببغداد،
وخلط في كلامه، وحفظ عنه أنه قال: ليس على المخلوقين أضر من الخالق، فبدعه الناس
وهجروه. وقال غيره: إن أبا طالب كان يستعمل الرياضة كثيراً، ولقي مشايخ وسادةً،
ودخل البصرة بعد وفاة أبي الحسن بن سالم، فانتهى إلى مقالته.
(27/127)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 128
قال أبو القاسم بن بشران: دخلت على شيخنا أبي طالب المكي فقال: إذا علمت أنه قد
ختم لي بخير فانثر على جنازتي سكراً ولوزاً، وقل: هذا حاذق، ثم قال: خذ بيدي إذا
احتضرت، فإذا قبضت على يدك فاعلم أنه قد ختم بخير، وإن لم أقبض فاعلم أنه لم يختم
بخير، فقعدت عنده، فلما كان عند موته قبض على يدي قبضاً شديداً، فلما خرجت جنازته
نثرت عليه سكراً ولوزاً، وقلت: هذا الحاذق كما أمرني. رأيت أربعين حديثاً لأبي
وبخطه، قد أخرجها بأسانيده، وروى فيها عن عبد الله بن جعفر بن فارس إجازة، وروى في
أولها: من حفظ على أمتي أربعين حديثاً من خمسة أوجه. وقد خرج فيها من أبي زيد
المروزي من صحيح البخاري رحمه الله، كنه حمده بحمده.
4 (محمد بن عبد الله بن حمشاذ، أبو منصور الحمشاذي النيسابوري الفقيه الأديب
الزاهد.)
سمع من: أبي طالب حامد بن بدال أبي بكر القطان، وفي الرحلة من ابن الأعرابي، وابن
البختري. وكان زاهداً عابداً كبير الشأن يخرج أئمة، وعاش اثنتين وسبعين سنة، وكان
من كبار الشافعية.
4 (محمد بن عمر بن سعدون، أبو عبد الله المعافري القرطبي الغضايري.)
شيخ صالح قليل العلم، حج وسمع بمكة من ابن الأعرابي، وبمصر من أحمد بن جامع
وجماعة. سقط عليه حائط فمات تحته في ربيع الآخر. وقد أخذ عنه ابن الفرضي.
(27/128)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 129
4 (محمد بن محمد بن إبراهيم بن جبريل، أبو طاهر النسفي الفقيه.)
قال جعفر المستغفري: كان يسبح وحده في الفقه والزهد والورع، رحمه الله، ومات
كهلاً.
4 (محمد بن المسيب، أبو داود العقيلي صاحب الموصل، تملكها سنوات.)
4 (منصور بن يوسف بن بلكين الصنهاجي صاحب إفريقية.)
كان بطلاً شجاعاً جواداً، فولي بعد أبيه باديس لعمه حماد على ولاية أشتر، فعظم
حماد وكثر) عسكره، ثم عصى على ابن أخيه، ثم اقتتلا سنة ست وأربعين، فانهزم حماد،
ومات باديس بعد أشهر، فقاتل المعز بن باديس حماداً، فانهزم أيضاً، وفي بيته ملوك
أنشأوا بجاية.
4 (ميمون بن عبد الغفار بن حسنويه، أبو سعيد المصري. توفي عن نيف وستين سنة.)
4 (أبو منصور العزيز بالله بن المعز بالله أبي تميم معد بن المنصور بالله أبي
الطاهر إسماعيل)
ابن القائم بأمر الله محمد بن العبيدي. إنهم علويون فاطميون، وهذا هو صاحب مصر
والشام والغرب، ووالد الحاكم. ولي المملكة بعد والده في ربيع الآخر سنة خمس وستين
وثلاثمائة، وله إحدى وعشرون سنة. وكان كريماً شجاعاً، حسن الصفح.
(27/129)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 130
قال المسبحي: وفي أيامه بني قصر البحر بالقاهرة الذي لم يكن مثله لا في شرق ولا
غرب، وقصر الذهب، وجامع القرافة. كان أسمر، أصهب الشعر، أعين أشهل، بعيد ما بين
المنكبين، حسن الخلق، قريباً من الناس، لا يؤثر سفك الدماء، وكان مغرىً بالصيد،
ويتصيد السباع، وكان أديباً فاضلاً، فذكر له أبو منصور الثعالبي في يتيمة الدهر
هذه الأبيات:
(نحن بنو المصطفى ذوو محن .......... تجرعها في الحياة كاظمنا.)
(عجيبة في الأنام محنتنا .......... أولنا مبتلىً وخاتمنا.)
(يفرح هذا الورى بعيدهم .......... طراً وأعيادنا مآتمنا.)
وكان قد مات له ابن في العيد، فقال هذا. ثم قال أبو منصور: سمعت الشيخ أبا الطيب
يحكي أن الأموي صاحب الأندلس كتب إليه نزار صاحب مصر كتاباً يسبه فيه ويهجوه، فكتب
إليه: أما بعد، فإنك قد عرفتنا فهجوتنا، ولو عرفناك لأجبناك قال: فاشتد ذلك على
نزار، وأفحمه عن الجواب، يعني أنه دعي لا يعرف قبيلته، حتى كان يهجوه. وقال أبو
الفرج بن الجوزي: كان العزيز قد أولى عيسى بن نسطورس النصراني، واستناب منشأ
اليهودي، فكتبت إليه امرأة: بالذي أعز اليهود بمنشأ، والنصارى بابن نسطورس، وأذل
المسلمين بك، إلا نظرت في أمري، فقبض على اليهودي والنصراني، وأخذ من ابن نسطورس
ثلاثمائة ألف دينار. قال ابن خلكان، رحمه الله: وأكثر أهل العلم لا يصححون نسب
المهدي عبيد الله جد خلفاء مصر، حتى أن العزيز في أول ولايته صعد المنبر يوم
الجمعة، فوجد هناك ورقة فيها:
(27/130)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 131
(إنا سمعنا نسباً منكراً .......... يتلى على المنبر في الجامع.)
)
(إن كنت فيما تدعي صادقاً .......... فاذكر أباً بعد الأب السابع.)
(وإن ترد تحقيق ما قلته .......... فانسب لنا نفسك كالطائع.)
(أو لا دع الأنساب مستورةً .......... وادخل بنا في النسب الواسع.)
(فإن أنساب بني هاشم .......... يقصر عنها طمع الطامع.)
وصعد العزيز يوماً آخر المنبر فرأى ورقةً فيها مكتوب:
(بالظلم والجور قد رضينا .......... وليس بالكفر والحماقه.)
(إن كنت أوتيت علم غيب .......... بين لنا كاتب البطاقه.)
قال ابن خلكان: وذلك أنهم ادعوا المغيبات، وأخبارهم في ذلك مشهورة. وفتحت للعزيز
مصر وحماه وحلب، وخطب له صاحب الموصل أبو الذواد محمد بن المسيب العقيلي بالموصل
سنة اثنتين وثمانين، وضرب اسمه على السكة والأعلام، وخطب له أيضاً باليمن. ومات في
رمضان، وعمره اثنتان وأربعون سنة وأشهر، ببلبيس في حمام من قولنج لحقه.
4 (يوسف بن إبراهيم بن موسى أبو يعقوب السهمي الجرجاني الرجل الصالح، والد الحافظ)
حمزة. وسمع أبا نعيم بن عدي الإسترباذي الجويني، وجماعة. وروى عنه: ابنه، ومحمد بن
الخواص.
4 (أبو طالب المكي. اسمه محمد بن علي، قد تقدم.)
(27/131)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 132
(27/132)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 133
1 (وفيات سنة سبع وثمانين وثلاثمائة.)
4 (أحمد بن محمد بن علي بن مزدئن أبو علي القومساني النهاوندي الزاهد. سكن أنبط،
قرية)
من كورة همذان. روى عن: أبي يعلى محمد بن زهير الأبلي، وعلي بن عبد الله بن مبشر
الواسطي، وعبد الله ابن أحمد بن عمر الطائي، وعلي بن محمد بن عامر النهاوندي، وعبد
الرحمن الجلاب الهمذاني، وطائفة. روى عنه: ابناه محمد وعثمان، ورافع بن محمد أبو
نصر شعيب، وجعفر بن محمد الأبهري، ومحمد بن عيسى، وجماعة من أهل همذان.) قال
شيرويه في الطبقاتك كان صدوقاً ثقة، شيخ الصوفية، ومقدمهم في الجبل، والمشار إليه،
وكان له آيات وكرامات ظاهرة، وقبره بأنبط يزار ويقصد من البلدان. سمعت الإمام محمد
بن عثمان القومساني: سمعت جعفر بن محمد الأبهري يقول: دخلت على الشيخ أبي علي بن
مردين وهو في محرابه، بعدما ذهب بصره، فجلست حلف عمود أفكر في نفسي، هل بقي في
الدنيا من يتكلم على السر، فلم أستكمل خاطري حتى صاح الشيخ من المحراب فقال: يا
جعفر، لم تقول كذا وهل تخلو الدنيا من أولياء الله الذين يتكلمون على السر قال
شيرويه: وسمعت أبا جعفر محمد بن الحسين
(27/133)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 134
الصوفي يقول: سمعت جعفر الأبهري يقول: سمعت أبا علي القومساني يقول: رأيت رب العزة
في المنام سنة إحدى وثمانين فناولني كوزين، شبه القوارير، فشربت منهما، فانتبهت
وأنا أتلو هذه الآية وسقاهم ربهم شراباً طهوراً. ورأيت مرة رب العزة في أيام القحط
فقال: يا أبا علي لا تشغل خاطرك، فإنك من عيالي وعيالك عيالي وأضيافك عيالي. قال
شيرويه: سمعت أبا علي أحمد بن طاهر القومساني يقول: سمعت جعفر الأبهري يقول: دخلت
على أبي علي القومساني، فغسل يديه عقيب الطعام، فأخذت الطشت وخرجت به فشربته،
فخرجت إلى بغداد، وما ذقت شيئاً. وكنت أسمعه يقول: الرافضة أسوأ حالاً عند الله من
إبليس، لأنه قال في إبليس وإن عليك اللعنة إلى يوم الدين. فهذه لعنة إلى وقت
معلوم. وقال في الروافض. إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في
الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم. يعني تكلموا في عائشة. سمعت أبا الفضل محمد بن
عثمان الفقيه، سمع أبا الهيج الكردي يقول: كانت نفسي تطالبني في زيارة الشيخ أبي
علي القومساني، فتمادت بي الأيام حتى بلغني مرضه، فبادرت، فتلقاني نعيه في الطريق،
فسألت ولده أبا إسحاق أن يحكي لي بعض كراماته، فقال لي: يطول علي وعليك ذلك، ولكني
أخبرك ما شاهدت منه في مرض موته، أتانا رجل من كرمان، صوفي في بزة حسنة، فاستأذنت
له، فقال: هذا الرجل لا أحب لقاءه، فرجعت وتعللت بشدة مرضه، فقال: إنني من مسافة
بعيدة، فلا تحرمني لقاء الشيخ، فتبقى حسرة، فقال لي: قبل أن أكلمه يا بني إياك أن
تدخل هذا الرجل علي، فهبت أن أراجعه، ثم في المرة الثالثة قال: يا بني لا تدخلنه
علي، فإنه عاق لوالديه، فرجعت وتجرأت عليه، وأخبرته بجلية الأمر، فاضطرب
(27/134)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 135
الرجل وبكى، وسقط إلى الأرض، وقال لي: أنت تائب إلى) الله، فدخلت على الشيخ، فقال:
إن الرجل قد تاب، فأدخله، فإن الله يقبل المعذرة، فدخل يبكي ويعتذر، فقال الشيخ:
تذكر خروجك من عند أمك وهي تبكي، وتمنعك مفارقتها، وأنت تقول، أنا أريد المشايخ،
وهي تمنعك، فخرجت وهي باكية حزينة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم للرجل الذي
أتاه يغزو ألك والدان قال: نعم، فارقتهما وهما يبكيان، قال: ارجع فأضحكهما كما
أبكيتهما. ثم قال الشيخ: عليك بالرجوع من فورك هذا، وإلا كنت من المطرودين من باب
الله، فرجع كما أمره ومات الشيخ بعد يوم. قال شيرويه: توفي سنة سبع وثمانين.
4 (أحمد بن محمد بن سلمة، أبو بكر الغساني الدمشقي النحوي، المعروف بابن شرام.)
سمع: أبا الدحداح أحمد بن محمد، وأبا بكر الخرائطي، وجماعة. وعنه: أحمد الطيان،
وعلي بن محمد الربعي، ورشا بن نظيف. توفي في شعبان.
4 (إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن أبي حماد، أبو إسحاق الأسدي الأبهري المالكي.)
حدث بهمذان سنة سبعين كما ذكر وما وراء النهر، وعمر دهراً. قال أبو يعلى الخليلي:
فقيه عابد كبير المحل. سمع أحمد بن
(27/135)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 136
محمد بن ساكن الزنجاني، ومحمد القزويني، وبالعراق الجوزجاني، وابن عقدة، ونيف على
المائة. مات سنة سبع وثمانين وثلاثمائة. قلت: تفرد بالرواية عن محمد بن عبد بن
عامر السمرقندي وغيره. روى عنه خلق بهمذان.
4 (تميم بن إسماعيل المعروف بالفحل.)
قدم دمشق متولياً عليها من قبل صاحب مصر الحاكم في هذه السنة، وليها سنة تسعين،
مات فيها.
4 (جعفر بن محمد بن الفضل، أبو القاسم بن المارستاني الدقاق، بغدادي، قدم مصر،
وحدث)
عن أبي بكر بن مجاهد، ومحمد بن مخلد. روى عنه: أبو محمد الخلال، وأبو القاسم
التنوخي، وأبو علي بن المذهب. روى كتباً وقراءات. قال الدارقطني: يكذب، ما سمع من
هؤلاء. وقال الصوري: كان كذاباً.
4 (الحسن بن إبراهيم بن الحسن بن الحسين بن علي بن خلف بن زولاق، أبو محمد الليثي)
) المصري المؤرخ. له مصنف في التاريخ، وله كتاب خطط مصر. توفي في ذي القعدة، كان
جده من مشاهير العلماء.
4 (الحسن بن أحمد بن عبد الله بن بكير، أبو عبد الله البغدادي الصيرفي الحافظ.)
(27/136)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 137
سمع أبا جعفر بن البختري، وإسماعيل الصفار، وعثمان بن السماك، وأبا بكر النجار،
فمن بعدهم. روى عنه: أبو حفص بن شاهين وهو أكبر منه، وأبو العلاء الواسطي وأبو
القاسم التنوخي، وعبيد الله الأزهري، وآخر من حدث عنه أبو الحسين محمد بن المهتدي
بالله. قال الأزهري: سمعته يقول في حديث: هذا كتبه عني محمد بن إسماعيل الوراق،
وأبو الحسن الدارقطني. وقال أبو القاسم الأزهري: كنت أحضر عند ابن بكير، وبين يديه
أجزاء، فأنظر فيها فيقول لي: أيما أحب إليك تذكرني متن ما تريد من هذه الأجزاء،
حتى أخبرك بإسناده، أو تذكر إسناده حتى أخبرك بمتنه، فكنت أذكر له المتون، فيحدثني
بالأسانيد كما هي حفظاً، وفعلت هذا معه مراراً كثيرة، وكان ثقة، لكنهم حسدوه
وتكلموا فيه. قال الخطيب: قال ابن أبي الفوارس: كان يتساهل في الحديث، ويلحق في
بعض أصول الشرع ما ليس منها، ويصل المقاطيع. ولد سنة سبع وعشرين وثلاثمائة، وتوفي
في ربيع الآخر، رحمه الله.
4 (حسن بن أحمد بن النيسابوري المحمي، أبو علي.)
حدث ببغداد. عن أبي العباس الأصم. روى عنه: محمد بن طلحة النعالي، وعبيد الله
الأزهري. حدث في هذه السنة، وكان ثقة.
(27/137)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 138
4 (الحسين بن أحمد بن محمد، أبو عبد الله البصري الريحاني.)
سكن بغداد، حدث عن أبي القاسم البغوي، وابن صاعد، وابن مبشر الواسطي. وعنه: أبو
محمد الخلال، والعتيقي، ومحمد بن علي العشاري. قال العتيقي: كان شيخاً أميناً له
أصول صحاح.
4 (الحسين بن محمد بن سليمان، أبو عبد الله البغدادي الكاتب.)
) حدث عن البغوي، وأبي محمد بن صاعد، وأبي بكر النيسابوري. روى عنه: أبو القاسم
التنوخي، وأبو طالب العشاري، وأبو الحسين بن المهتدي بالله. حدث في هذه السنة، ولم
يضبط وفاته، وكان صدوقاً.
4 (الحسين بن محمد بن إبراهيم بن شريك، أبو علي الأصبهاني الطبيب.)
سمع محمد بن عمر الجورجيري، وأحمد بن محمد البناي. روى عنه: أبو بكر بن أبي علي
المعدل، وأبو نعيم.
4 (سبكتكين الأمير حاجب معز الدولة بن بويه.)
(27/138)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 139
خلع عليه الطائع لله وطوقه وسوره، ولقبه نصر الدولة، فلم تطل أيامه. قال أبو الفرج
بن الجوزي: سقط من الفرس، فانكسرت ضلعه، فاستدعي ابن الصلت المجبر، فرد ضلعه،
ولازمه حتى برأ، فأعطاه يوم دخوله الحمام ألف دينار وفرساً وخلعة، وبقي لا يمكن
الانحناء للركوع، وكان يقول للمجبر: إذا تذكرت عافيتي على يدك، فرحت بك، ولا أقدر
على مكافأتك، وإذا ذكرت حصول رجلك فوق ظهري اشتد غيظي منك. توفي في أواخر المحرم،
وكانت مدة إمارته شهرين ونصف. وخلف ألف ألف دينار، وعشرة ألف ألف درهم، وصندوقين
جواهر، وستين صندوقاً قماش وفضيات وتحف، ومائة وثلاثين سرجاً مذهبة، منها خمسون،
في كل واحد، وألف دينار حلية، وستمائة سرج فضة، وأربعة عشر ألف ثوب من أنواع
القماش، وثلاثمائة عدل وبسط، وثلاثة آلاف رأس من الدواب، وألف جمل، وثلاثمائة
مملوك دارية، وأربعين خادماً. وكانت له دار هي دار المملكة اليوم، يعني صارت دار
السلطنة، وقد غرم عليها أموالاً لا تحصى. ومما روى علي بن المحسن التنوخي عن أبيه،
قال: بلغت النفقة على عمل البستان، يعني الذي للدار وسوق الماء إليه، خمسة آلاف
ألف درهم. قال: ولعله قد أنفق على أبنية الدار مثل ذلك فيما أظن.
4 (سلمان بن جعفر بن فلاح، أبو تيم الأمير. ولي دمشق في أثناء السنة للحاكم، ثم
عزل في)
آخرها بجيش من صمصامة.
4 (سعيد بن خلف، أبو عثمان الصوفي.)
(27/139)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 140
سمع بقرطبة من أحمد بن سعيد بن حزم، وأبي عبد الملك بن أبي دليم، وجماعة.) وكان
فقيراً من أهل السنة، يعيش من صلة إخوانه.
4 (سهل بن إبراهيم بن سهل بن نوح، أبو القاسم الإستجي مولى بني أمية، ويعرف بابن)
العطار. كان عالما زاهداً متفنناً. سمع أحمد بن خالد بن الحباب، ورحل إلى إلبيرة،
فأكثر عن ابن فطيس، ولزم العبادة، وسمع الناس منه قديماً وجديداً، وطال عمره. قال
ابن الفرضي: قرأت عليه أكثر كتبه، وقال لي: ولدت سنة تسع وتسعين ومائتين، وتوفي في
رجب.
4 (صدقة بن محمد بن صدقة، أبو القاسم البزاز المصري الوكيل. توفي في شوال.)
4 (عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن أسد، أبو القاسم الرازي الفقيه الشافعي المحدث،
نزيل)
مصر، وكان يلقب بالدود. سمع: عبد الرحمن بن أبي حاتم وغيره بالري، وأحمد بن
إبراهيم بن عبادل، ومحمد بن يوسف الهروي بدمشق. قال أبو إسحاق الحبال: كان مكثر
جداً. قلت: روى عنه عبد الكريم بن عبد الواحد الحسنابادي وعبد الوهاب بن محمد
المصري، ومحمد بن مغلس، وأبو عمر الطلمنكي. مات في جمادى الآخرة.
4 (عبد الله بن محمد بن اليسع، أبو القاسم المقرئ صاحب ابن مجاهد.)
قرأ عليه طلحة بن علي شيخ ابن سوار وغيره.
(27/140)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 141
مات في هذا العام، وولد سنة ثلاثمائة، ويعرف بابن اليسع الأنطاكي. قرأ أيضاً على إبراهيم
بن عبد الرزاق مقرئ الشام، وعلي بن أحمد بن حمد بن عبد الأعلى، وغيرهم. وقرأ عليه
أبو العلاء محمد بن علي الواسطي أيضاً، وأكبر شيخ له الحسين بن إبراهيم بن أبي
عجرم تلميذ أحمد بن جبير. وقد ذكر ثابت بن بندار أنه قرأ على علي بن طلحة البصري
عن قراءته على موسى بن جرير الرقي، وهذا بعيد باعتبار مولده، فإنه ضعيف لا يوثق
به.
4 (عبد الله بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم البغدادي الشاهد، أبو القاسم بن
الثلاج.)
أصله من حلوان، ولد سنة سبع وثلاثمائة، وحدث عن أبي القاسم البغوي، وأبي بكر بن
أبي داود، ويحيى بن صاعد، ومن بعدهم، فأكثر.) روى عنه: أبو عبد الله الصيمري، وأبو
العلاء محمد بن علي الواسطي، وأبو القاسم التنوخي، وآخرون. قال التنوخي: قال لنا:
ما باع أحد من أسلافي الثلج، وإنما كان جدي مترفاً يجمع لنفسه في كل سنة ثلجاً
كثيراً، فمر بعض الخلفاء بحلوان، فطلب ثلجاً، فلم يوجد إلا عند جدي، فأهدى إليه
منه، فوقع منه بموقع، فقال: اطلبوا عبد الله الثلاج، فغلب عليه هذا النسب وعرف به.
وقال عبيد الله الأزهري: كان ابن الثلاج يضع الحديث على سليمان الملطي وغيره. قلت:
وكذا تكلم فيه الدارقطني وغيره. توفي فجأة في ربيع الأول.
(27/141)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 142
قال الدارقطني: لا يشتغل به، يضع الأحاديث والأسانيد.
4 (عبد العزيز بن حكم بن أحمد بن الأمير محمد بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام
الملقب)
بالداخل، أبو الإصبع الأموي المرواني القرطبي. سمع: عبد الله بن يونس، وقاسم بن
إصبغ، وجماعة. وكان أديباً شاعراً نحوياً. ولد سنة عشرة وثلاثمائة، وتوفي في
المحرم، وحدث.
4 (عبد السلام بن السمح بن نابل، أبو سليمان الهواري.)
سمع أبا سعيد بن الأعرابي، وأبا جعفر بن النحاس النحوي وطائفة، وتفقه بمصر
للشافعي، وكان زاهداً صالحاً سكن الأندلس. أكثر عنه ابن الفريضي وقال: نوفي في
صفر، وله أربع وثمانون سنة.
4 (عبد الرحمن بن أحمد بن النعمان، أبو القاسم النيسابوري الصفار.)
عن مكي بن عبدان، وعبد الله بن الشرفي، وعدة. وعنه: الحاكم.
4 (عبد الرحمن بن أحمد بن الحسين بن عبديل، أبو نصر الشيباني الهمذاني الأنماطي.)
روى عن الكبار الحسن بن علي بن أبي الحناء، وأحمد بن محمد بن أوس، ومحمد بن عبد
الله بلبل، وإبراهيم بن محمد لن يعقوب، وإبراهيم بن عمروس، وعبد الرحمن بن أبي
حاتم الحافظ، وأبي بكر بن مجاهد المقرئ، وأبي نصر محمد المروزي، وطائفة. روى عنه:
حمد الزجاج، وجعفر الأبهري، وابن منده الحافظ، وآخرون.
(27/142)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 143
قال شيرويه: هو صدوق، ثقة، فقيه، أديب، يحسن هذا الشأن، يعني الحديث. توفي لسبع
بقين من ذي القعدة، وصلى عليه ابن لال.)
4 (عبد الواحد بن محمد بن عبد الله، أبو الوفاء النيسابوري البزاز.)
سمع أبا حامد بن الشرفي، ومكي بن عبدان، وحدث بانتقاء أبي جعفر المفيد العزائمي.
توفي في صفر.
4 (عبد القاهر بن حبان بن عبد القاهر، أبو عبد الله. توفي في جمادى الأولى.)
4 (عبيد الله بن محمد بن خلف بن سهل بن أبي غالب، أبو القاسم المصري البزاز.)
سمع: محمد بن محمد الباهلي، وابن هاشم الطبراني، وعلي بن أحمد علان، وأبا عبيد بن
حربويه القاضي، وعبد الله بن محمد بن جعفر القزويني، وأحمد بن مروان الدينوري. روى
عنه: ابن أبي الفتح المصري، وأبو عمر أحمد بن محمد الطلمنكي، وعبد الملك بن مسكين
الزجاج، وآخرون. قال الطلمنكي: سمعته يقول: أقمت على هذه الدار أبني فيها عشر
سنين، وفيها مائة وأربعون ألف قطعة رخام، وأنفقت عليها نحو عشرة آلاف دينار، وأخذ
مني كافور الإخشيدي سبعة وثمانين ألف دينار، ولم يخلف لي أبي إلا اثني عشر ألف
دينار، ولكن رزقت من التجارة، ربحت في أربعة أيام في عسل أربعة آلاف دينار.
(27/143)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 144
وقال الحبال: توفي لأربعة عشر ليلة، خلت من جمادى الأولى.
4 (عبيد الله بن محمد بن حمدان، الإمام الصالح القدوة، أبو عبد الله بن بطة العكبري
الفقيه)
الحنبلي. سمع أبا القاسم البغوي، وابن صاعد، وأبا ذر الباغندي، وأبا بكر بن زياد،
وإسماعيل الوراق، والمحاملي، ومحمد بن مخلد، وأبا طالب أحمد بن نصر الحافظ، ومحمد
بن أحمد بن ثابت العكبري، فسمع بدمشق على ابن أبي العقب، وسمع بحمص أحمد بن عبيد،
وآخرين. روى عنه: أبو نعيم الحافظ وأبو الفتح بن أبي الفوارس، وأبو القاسم عبيد
الله الأزهري، وعبد العزيز الأزجي، وأحمد بن محمد العتيقي، وأبو محمد الجوهري،
وأبو إسحاق البرمكي، وأبو الفضل محمد بن أحمد بن عيسى السعدي نزيل مصر، وآخرون.
وآخر من روى عنه بالإجازة، أبو القاسم علي بن أحمد بن البسري روى عنه كتاب الإبانة
الكبرى في السنة تأليفه. قال عبد الواحد بن علي العكبري: لم أر في شيوخ الحديث،
ولا في غيرهم أحسن هيئة من ابن بطة.) قال الخطيب: حدثني أبو حامد الدلوي قال: لما
رجع ابن بطة من الرحلة، لازم بيته أربعين سنة، لم ير يوماً منها في سوق، ولا رؤي
مفطراً إلا في عيد، وكان أماراً بالمعروف، لم يبلغه خبر أمر منكر إلا غيره.
(27/144)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 145
وقال أبو محمد الجوهري: سمعت أخي الحسين يقول: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في
المنام، فقلت: يا رسول الله، قد اختلفت علي المذاهب. فقال لي: عليك بابن بطة،
فأصبحت، ولبست ثيابي، ثم أصعدت إلى عكبرا، فدخلت على ابن بطة في المسجد، فلما
رآني، قال لي: صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، صدق رسول الله. وقال العتيقي:
توفي ابن بطة في المحرم. قال: وكان مستجاب الدعوة. وقال ابن بطة: ولدت في شوال سنة
أربع وثلاثمائة، وكان لأبي ببغداد شركاء، فقال أحدهم لأبي: ابعث بابنك إلى بغداد
يسمع الحديث. قال: هو صغير. قال: أنا أحمله معي، فحملني معه، فجئت، فإذا ابن منيع
يقرأ عليه الحديث، فقال لي بعضهم سل الشيخ أن يخرج معجمه لنقرأ عليه، فسألت ابنه،
فقال: إنه يريد دراهم كثيرة، فقلت: لأمي طاق ملجم آخذه منها وأبيعه، قال: ثم قرأنا
عليه كتاب المعجم في نفر خاص، في نحو عشرة أيام، وذلك في آخر سنة خمس عشرة، وأول
سنة ست عشرة، فاذكره. وقد قال: ثنا إسحاق الطالقاني سنة أربع وعشرين ومائتين، قال
المستسلمي: خذوا هذا قبل أن يولد كل محدث على وجه الأرض، اليوم سمعت المستسلمي وهو
أبو عبد الله بن مهران يقول له: من ذكرت ياثبت الإسلام. قلت: وابن بطة ضعيف من قبل
حفظه، فقد أخبرنا المسلم بن علان والمؤمل البالسي كتابةً أن أبا اليمن الكندي
أخبرهم، أنا أبو منصور القزاز، أنا أبو بكر الخطيب، حدثني عبد الواحد بن علي
الأسدي، قال لي أبو الفتح بن أبي الفوارس، روى ابن بطة، عن البغوي عن مصعب بن عبد
الله، عن مالك، عن الزهري، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: طلب العلم
فريضة على كل مسلم.
(27/145)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 146
قال الخطيب: هذا باطل، والحمل فيه على ابن بطة. قلت: يعني أنه يحدث عن البغوي،
وتفرد به ابن بطة، فيجوز أن يكون غلط فيه، وقفز من سند إلى متن آخر، لقلة إتقانه،
لا أنه تعمد وضعه. قال الخطيب: وأنا العتيقي، نا ابن بطة، والبغوي، نا مصعب، نا
مالك بن هشام بن عروة، قد) ذكر حديث قبض العلم. قال الخطيب: وهو باطل بهذا
الإسناد. قلت: والكلام في هذا، كالكلام في الذي قبله، لعله دخل على ابن بطة حديث
في حديث. وقال الخطيب: حدثني عبد الواحد بن علي، قال: قال لي الحسن بن شهاب: سألت
ابن بطة: أسمعت من البغوي حديث علي بن الجعد فقال: لا. قال عبد الواحد: وكنت قد
رأيت في كتب ابن بطة نسخة بحديث علي بن الجعد قد حكها، وكتب بخطه سماعه فيها،
فذكرت ذلك للحسن ابن شهاب، فعجب منه. قال عبد الواحد: وروى ابن بطة، عن النجاد، عن
أحمد بن عبد الجبار العطاردي، فأنكر عليه علي بن ينال، وأساء القول فيه، حتى همت
العامة بأن تنال منه، فاختفى. وكان ابن بطة قد خرج تلك الأحاديث في تصانيفه
فتتبعها على أكثرها.
(27/146)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 147
قال الخطيب: وحدثني التنوخي قال: أراد أبي أن يخرجني إلى عكبرا. وسمع من ابن بطة
معجم البغوي، فجاءه أبو عبد الله بن بكير، فقال: لا تفعل، فإن ابن بطة لم يسمعه.
قال الخطيب: وحدثني أحمد بن الحسن بن خيرون قال: رأيت كتاب ابن بطة بمعجم البغوي
في نسخة كانت لغيره، وقد حك اسم صاحبها، وكتب اسمه عليها. قلت: وقد قال ابن الجوزي:
قرأت بخط أبي القاسم بن الفراء أخي القاضي أبي يعلى قال: قابلت أصل ابن بطة
بالمعجم، ورأيت سماعه في كل جزء، إلا أني لم أر الجزء الثالث أصلاً. قال الخطيب:
قال لي الأزهري، ابن بطة ضعيف، وعندي عنه معجم البغوي ولا أخرج عنه في الصحيح
شيئاً. قلت: فكيف كان قال: لم أر به أصلاً وإنما وقع إلينا نسخة طرية بخط ابن
شهاب، فنسخنا منها، فقرأنا عليه. شاهدت عند حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق نسخة
بالغريب لمحمد بن عزيز، وعليها سماع ابن السوسنجردي عن ابن عزيز، فسألت حمزة،
فأنكر أن يكون ابن بطة سمع الكتاب، وقال: ادعى سماعه. قال الخطيب: وروى ابن بطة
كتب ابن قتيبة، عن ابن أبي مريم الدينوري، وابن أبي مريم هذا لا نعرفه أخذ من أهل
العلم، ولا روى عنه سوى ابن بطة، وروى ابن بطة في الإبانة فقال: ثنا إسماعيل
الصفار، ثنا
(27/147)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 148
ابن عرفة، نا خلف بن خليفة، عن حميد الأعرج، عن عبد الله بن الحارث، عن ابن مسعود
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كلم الله موسى، يوم كلمه، وعليه جبة صوف
ونعلان من جلد حمار غير ذكي، فقال: من ذا العبراني الذي يكلمني من) الشجرة قال:
أنا الله. تفرد به ابن بطة، وبهذه الزيادة في آخره، وهو في جزء ابن عرفة بدونهما.
وقال الخطيب: ثنا الحسن بن شهاب، ثنا ابن بطة، ثنا حفص بن عمر، بأردبيل، ثنا رجاء
بسمرقند، ثنا يحيى الوحاظي، قال ابن بطة: وحدثني أحمد بن عبيد الصفار بحمص، ثنا
أبي، ثنا محمد بن عوف الحمصي، ثنا مروان بن محمد قالا: ثنا سليمان بن بلال، ثنا
هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم
الأدام الخل. قال الخطيب: حدثني أبو القاسم عبد الواحد الأسدي، حدثني الحسن بن
شهاب، أن ابن بطة كتب عنه أبو الحسن بن الفرات كتاب السنن كرجاء بن مرجا، حدثه به
عن حفص بن عمر الأردبيلي، عن رجاء، فأنكر ذلك القرطبي، وزعم أن حفصاً ليس عنده عن
رجاء، وأنه يصغر عن ذلك، فكتبوا إلى أردبيل، وكان ولد حفص بن عمر حياً يستجيزونه،
فعاد جوابهم أن أباه لم ير رجاء قط، وأن مولده بعد موت رجاء بسنين. قال عبد
(27/148)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 149
الواحد: فتتبع ابن بطة النسخ التي كتبت عنه، وجعلها عن ابن الراجيان، عن الفتح بن
شخرف، عن رجاء. قلت: رحم الله ابن بطة، فيدون ما يضعف المحدث. وقد توفي في المحرم.
4 (عبيد الله بن محمد بن جرو، أبو القاسم الأسدي الموصلي النحوي العروضي
المعتزلي.)
أخذ العربية عن أبي الدرامي، وأبي سعيد السيرافي، وكان من الأذكياء الفصحاء
الشعراء. له كتاب الموضح في العروض جود تصنيفه، وكتاب الأخذ في علوم القرآن، وله
كتاب الفصح في القوافي. وكان يلثغ بالراء غيناً، فقال له أبو علي شيخه: ضع ذبابة
القلم تحت لسانك، ففعل، فلفظ بها.
4 (علي بن عبد العزيز بن مردك بن أحمد، أبو الحسن البرذعي البزاز، نزيل بغداد.)
حدث عن: عبد الرحمن بن أبي حاتم، ونصر بن منصور الأردبيلي، ومحمد بن أحمد بن يعقوب
بن شبه. روى له: العتيقي، وعبد العزيز الأزجي، وأبو محمد الجوهري، وأبو طالب
العشاري، وجماعة. قال الخطيب: كان ثقة. قال أبو عبد الله الصيمري: ترك الدنيا عن
مقدرة، واشتغل بالعبادة ولزم المسجد، وكان أحد الباعة الكبار ببغداد.)
(27/149)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 150
توفي في المحرم.
4 (علي بن محمد بن أحمد بن شوكر البغدادي العدل. سمع البغوي، ويحيى بن صاعد.)
وعنه: أبو محمد الخلال، وأبو القاسم التنوخي، وكان ثقة. توفي في المحرم.
4 (علي بن محمد بن عبد الله بن مفلح.)
وأبو عبد الله بن باكويه، جماعة.
4 (علي الملك فخر الدولة، أبو الحسن بن ركن الدولة بن بويه صاحب الري ونواحيها.)
ترجمته في الحوادث، وقد توفي في شعبان.
4 (عمر بن إبراهيم الإمام، أبو حفص العكبري شيخ الحنابلة. كان قيماً بأصول الفقه
وفروعه،)
صنف شرخ الخرقي وكتاباً في الخلاف بين مالك، وأحمد، وسمع أبا بكر النجار، وأبا عمر
بن السماك، وجماعة. وعنه أبو بكر عبد العزيز، وابن بطة، وكان يعرف في زمانه بابن
المسلم. توفي في جمادى الآخرة، رحمه الله.
(27/150)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 151
4 (عمار بن محمد بن مخلد بن جبير، أبو ذر التميمي البغدادي، نزيل بخارى.)
حدث بدمشق وبغداد وخراسان وبخارى عن يحيى بن محمد بن صاعد ومحمد بن عمرو الحضرمي،
والمحاملي، وأخيه القاسم بن عقدة، ومحمد بن يوسف الهروي، وأبي سعيد بن الأعرابي،
وعبد الكريم النسائي. وعنه: الحاكم، وأبو سهل أحمد بن علي الأبيوردي، وعبد الواحد
بن محمد اللحياني، وآخر من حدث عنه عبد الواحد بن عبد الرحمن الزبيري. ذكره
المستغفري في تاريخ نسف، وقال: روى عن ابن صاعد مجلساً واحداً، وسمع محمد بن محمود
بن عنبر، وعبد المؤمن بن خلف، وحج تسعاً وعشرين حجة. ثم قال: أنا أبو ذر، ثنا
الحضرمي، فذكر حديثاً. قال الحافظ بن عساكر: أنبأ محمود بن أبي القاسم المستسلمي،
أنبأ الزبير، ثنا أبو ذر عمار، فذكر حديثاً. قال غنجار: توفي ببخارى في حادي عشر
صفر. وقال أبو بكر بن السمعاني: هو ثقة. قلت: مات الزبيري بعده بمائة وثمان سنين.)
4 (قاسم بن حمداد بن ذي النون العتقي، أبو بكر القرطبي.)
سمع قاسم بن إصبع وغيره، وكان أديباً لغوياً. كتبوا عنه شيئاً من الأدب، وداخل
الدولة.
(27/151)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 152
4 (محمد بن أحمد بن إسماعيل بن عنبس، الإمام، أبو الحسين بن سمعون البغدادي
الواعظ.)
سمع أبا بكر بن أبي داود، ومحمد بن مخلد العطار بن البختري، وبدمشق أحمد بن سليمان
بن زبان، ومحمد بن أبي حذيفة وجماعة، وأملى عنهم. روى عنه: أبو عبد الرحمن السلمي،
وعلي بن طلحة المقرئ، والحسن بن محمد الخلال، وأبو طالب العشاري، وأبو الحسين
الأبنوسي وخديجة بنت محمد الشاهجانية الواعظة، وأبو بكر أحمد بن محمد بن حمدوه الحنبلي،
وآخرون. قال السلمي: هو من مشايخ البغداديين، له لسان عال في هذه العلوم لا ينتمي
إلى إسناد، وهو لسان الوقت والمرجوع إليه في آداب المعاملات، ويرجع إلى فنون من
العلم. وقال الخطيب: كان أوحد دهره وفرد عصره في الكلام، على علم الخواطر
والإشارات، ولسان الوعظ، دون الناس حكمه وجمعوا كلامه، وكان بعض شيوخنا إذا حدثنا
عنه قال: حدثنا الشيخ الجليل المنطق بالحكمة. قلت: ولد سنة ثلاثمائة. وسمعون، هو:
إسماعيل جده. أنباؤنا عن القاسم بن علي، أن نصر الله الفقيه أخبرهم: أنا أبو الفتح
نصر بن إبراهيم، أنا عبيد الله بن عبد الواحد الزعفراني، حدثني أبو محمد السني
صاحب أبي الحسين بن سمعون قال: كان ابن مسعود فس أول أمره
(27/152)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 153
ينسخ بالأجرة، وينفق على نفسه وأمه، فقال لها يوماً: أحب أن أحج، قالت: وكيف يمكنك
فغلب عليها النوم، فنامت وانتبهت بعد ساعة، وقالت: يا ولدي حج، رأيت النبي صلى
الله عليه وسلم في النوم يقول: دعيه يحج فإن الخير له في حجه. ففرح وباع دفاتره،
ودفع إليها من ثمنها، وخرج مع الوفد، فأخذت العرب الوفد، قال: فبقيت عرياناً،
ووجدت مع رجل عباءة، فقلت: هبها لي أشتريها، فأعطانيها، قال: فجعلت إذا غلبني
الجوع ووجدت قوماً من الحاج يأكلون، وقفت أنظر إليهم، فيدعون إلى كسرةً فأقتنع
بها، وأحرمت في العباءة، ورجعت إلى بغداد، وكان الخليفة قد حرم جارية وأراد
إخراجها من الدار، قال أبو محمد السني: فقال الخليفة: اطلبوا رجلاً مستوراً يصلح،
فقال بعضهم: قد جاء ابن سمعون من الحج، فاستصوب الخليفة قوله، فزوجه بها، فكان ابن
سمعون يجلس على) الكرسي فيعظ ويقول: خرجت حاجاً، ويشرح حاله، وها أنا اليوم علي من
الثياب ما ترون. قال البرقاني: قلت له يوماً: تدعو الناس إلى الزهد وتلبس أحسن
الثياب، وتأكل أطيب الطعام، فكيف هذا فقال: كل مايصلحك لله فافعله إذا صلح حالك مع
الله. قال الخلال: قال لي ابن سمعون: ما اسمك قلت: حسن. قال: أعطاك الله الاسم،
فسله الحسنى. وجرت لابن سمعون حكاية في سنة بضع وستين وثلاثمائة. رواها قاضي
المارستان عن القضاعي بالإجازة، قال: ثنا علي بن نصر الصباح، ثنا أبو الثناء شكر
العضدي، قال: لما دخل عضد الدولة بغداد، وقد هلك أهلها قتلاً وخوفاً وجوعاً، للفتن
التي اتصلت فيها بين الشيعة والسنة، فقال: آفة هؤلاء القصاص، فنادى: لا يقص أحد في
الجامع ولا الطرف ولا يتوسل بأحد من الصحابة، ومن أحب التوسل قرأ القرآن، فمن خالف
فقد أباح دمه، فوقع في الخبر أن ابن سمعون جلس على كرسيه بجامع المنصور، فأمرني أن
أطلبه، فأحضر، فدخل علي رجل له هيئة وعليه نور، فلم أملك أن قمت
(27/153)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 154
إليه، وأجلسته إلى جنبي، فجلس غير مكترث، فقلت: إن هذا الملك جبار عظيم، وما أؤثر
لك مخالفة أمره، وإني موصلك إليه، فقبل الأرض وتلطف له، واستعن بالله عليه، فقال:
الخلق والأمر لله، فمضيت به إلى حجرة، وقد جلس فيها وحده، فأوقفته، ثم دخلت
لأستأذن، فإذا هو إلى جانبي قد حول وجهه إلى نحو دار فخر الدولة، ثم استفتح وقرأ
وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة قال: ثم حول وجهه، وقرأ: ثم جعلناكم خلائف
في الأرض من بعدهم لننظر كيف تعملون فأتى بالعجب، ففتح عين الملك، وما رأيت ذلك
منه قط، وترك كمه على وجهه، فلما خرج أبو الحسين قال الملك: اذهب إليه بثلاثة آلاف
درهم، وعشرة أثواب من الخزانة، فإن امتنع فقل له: فرقها في أصحابك، وإن قبلها،
فجئني برأسه، ففعلت، فقال: إن ثيابي هذه من نحو أربعين سنة، ألبسها يوم خروجي إلى
الناس، وأطويها عند رجوعي، وفيها متعة وبقية ما بقيت، ونفقتي من أجرة دار خلفها
أبي، فما أصنع بهذا فقلت: فرقها على أصحابك، فقال: ما في أصحابي فقير، فعدت
فأخبرته، فقال: الحمد لله الذي سلمه منا وسلمنا منه. وقال أبو سعيد النقاش: كان
ابن سمعون يرجع إلى علم القرآن، وعلم الظاهر، متمسكاً بالكتاب والسنة، لقيته وحضرت
مجلسه، سمعته يسأل عن قوله: أنا جليس من ذكرني، قال: أنا) صائنه عن المعصية، أنا
معه حيث يذكرني، أنا معينه. وقال السلمي: سمعت ابن سمعون، وسئل عن التصوف، فقال:
أما الاسم فترك الدنيا وأهلها، وأما حقيقة التصوف فنسيان الدنيا ونسيان أهلها،
وسمعته يقول: أحق الناس يوم القيامة بالخسارة أهل الدعاوي والإشارة. وقال أبو
النجيب الأموي: سألت أبا ذر: هل اتهمت ابن سمعون بشيء فقال: بلغني أنه روى جزءاً
عن أبي بكر بن أبي داود، كان عليه مكتوب:
(27/154)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 155
وأبو الحسين ابن سمعون، وكان رجلاً آخر سواه، لأنه كان صبياً، ما كانوا يكنونه في
ذلك الوقت، وسماعه من غيره صحيح. قال أبو ذر: وكان القاضي أبو بكر الأشعري وأبو
حامد يقبلان يد ابن سمعون إذا جاءاه، وكان القاضي أبو بكر يقول: ربما خفي علي من
كلامه بعض الشيء لدقته. وقال السلمي: سمعته يقول: في واعدنا موسى ثلاثين ليلة قال:
مواعيد الأحبة وإن اختلفت، فإنها تؤنس. كنا صبياناً ندور على الشط ونقول:
(ما طليني وسوفي .......... وعديني ولا تفي.)
(واتركيني مولهاً .......... أو تجودي وتعطفي.)
قال الخطيب: ثنا محمد بن محمد الظاهري: سمعت ابن سمعون يذكر أنه أتى بيت المقدس
ومعه تمر، فطالبته نفسه برطب، فلامها، فعمد إلى التمر وقت إفطاره فوجده رطباً، فلم
يأكل منه وتركه، فلما كان ثاني ليلة وجده تمراً. وقال الخطيب: سمعت أبا الفتح
القواس يقول: لحقتني إضافة، فأخذت قوساً وخفين، وعزمت على بيعها، فقلت: أحضر مجلس
ابن سمعون، ثم أبيعهما، فحضرت، فلما فرغ ناداني: يا أبا الفتح لا تبع الخفين
والقوس، فإن الله سيأتيك برزق أو كما قال. وقال الخطيب: حدثني شرف الوزراء أبو
القاسم علي بن الحسن، قال: حدثني أبو طاهر محمد بن علي بن العلاف، قال: حضرت أبا
الحسين يوماً وهو يعظ، وأبو الفتح القواس إلى جنب الكرسي، فنعس، فأمسك أبو الحسين
عن الكلام ساعة، ثم استيقظ أبو الفتح، ورفع رأسه، فقال له أبو الحسين: رأيت رسول
الله صلى الله عليه وسلم في نومك قال: نعم، فقال: لذلك أمسكت خوفاً من أن تنزعج.
(27/155)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 156
وقال الخطيب: حدثني رئيس الرؤساء الوزير: نا أبو علي بن أبي موسى الهاشمي، حكى لي)
مولى الطائع لله أن الطائع أمره فأحضر ابن سمعون، فرأيت الطائع غضباناً، وكان ذا
حدة، فأحضرت ابن سمعون، فأذن له الطائع في الدخول، فدخل وسلم بالخلافة، ثم أخذ في
وعظه، فقال: روي عن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه، ثم روى عن أمير المؤمنين علي
رضي الله عنه، ثم روى عن أمير المؤمنين وترضى عنه، ووعظ حتى بكى الطائع، وسمع
شهيقه، وابتل منديل من دموعه، فلما انصرف، سألت عن سبب طلبه، فقال: رفع إلى أنه
ينتقص علياً رضي الله عنه، فأردت أقابله، فلما حضر افتتح بذكر علي والصلاة عليه، وأعاد
وأبدى في ذكره، فعلمت أنه وفق، ولعلمه كوشف بذلك. قال العتيقي: توفي سنة ست وعشرين
وأربعمائة من داره، ودفن بباب حرب، ولم تكن أكفانه بليت فيما قيل.
4 (محمد بن أحمد بن الفضل بن شهريار، أبو بكر بن أخي علي بن الفضل التاجر
الأردستاني.)
روى عن: عبد الرحمن بن أبي حاتم. وعنه: أبو نعيم.
4 (محمد بن الحسين بن جعفر، أبو الطيب التيمي الكوفي النخاس.)
حدث بالكوفة وبغداد عن عبد الله بن زيدان البجلي، وعلي بن العباس المقانعي،
وجماعة.
(27/156)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 157
وعنه: عبيد الله الأزهري، وأبو محمد الخلال، ومحمد بن علي بن عبد الرحمن العلوي،
ومحمد وأبو طاهر ابنا محمد بن عيسى الحذاء الكوفي وجماعة. وكان ثقة.
4 (محمد بن عبد الله بن محمد بن عبيد الله، أبو الفضل الشيباني الكوفي نزيل
بغداد.)
حدث عن: محمد بن جرير، ومحمد بن محمد الباغندي، وأبي القاسم البغوي، وخلق كثير من
العراقيين والشاميين والمصريين. روى عنه جماعة، وانتخب عليه الدارقطني، ثم بان
كذبه، وسرقوا حديثه. قال الخطيب: كان عند ذلك يضع الحديث للرافضة، وعاش تسعين سنة.
قلت: وكان حافظاً عارفاً بالفن، مصنفاً، لكنه لحقه الإدبار. روى عنه تمام الرازي،
وأبو محمد الحسن بن محمد الخلال، وأبو العلاء الواسطي، وأبو القاسم التنوخي، وخلق.
قال الأزهري: كان يحفظ، وكان كذاباً دجالاً. قال حمزة السهمي: كان يضع الحديث،
كتبت عنه، وله سمت ووقار.) قال العتيقي: توفي في ربيع الآخر، وكان كثير التخليط.
4 (محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة بن المغيرة، أبو طاهر السلمي، نافعة)
الأئمة أبي بكر، محدث نيسابور، وسمع جده، ومحمد بن إسحاق السراج، وأحمد بن محمد
الماسرجسي، وأقرانهم.
(27/157)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 158
قال الحاكم: عقدت له مجلس التحديث سنة ثمان وستين، ودخلت بيت كتب جده، وأخرجت له
مائتين وخمسين جزءاً من سماعاته الصحيحة، وانتقيت له عشرة أجزاء، وقلت: دع الأصول
عندي صيانةً لها، فأخذها وفرقها على الناس، وذهبت، ومد يده إلى كتب غيره، ثم إنه
مرض، وتغير بزوال عقله في سنة أربع وثمانين. ثم قصدته بعد ذلك للرواية، فوجدته لا
يعقل، وتوفي سنة سبع وثمانين، في جمادى الأولى، ودفن في دار جده. روى عنه: الحاكم،
وأبو حفص بن مسرور، وأبو سعد الكنجروذي وأبو المظفر سعيد بن إبراهيم المقرئ، وأبو
بكر محمد بن الحسن بن علي المقرئ، وغيرهم من شيوخ زاهر السحامي، وما أعتقد أنهم
سمعوا منه إلا في صحة عقله، فإن من لا يعقل كيف يسمع عليه، والله تعالى أعلم.
4 (محمد بن يحيى البوزجاني، أحد الكبار البارعين في معرفة الهندسة. له فيها
تصانيف)
عجيبة. وبوزجان قرية من نيسابور.
4 (محمد بن المسيب بن رافع العقيلي الأمير أبو الذواد. تغلب على الموصل وأخذها
سنة)
ثمانين وثلاثمائة، وصاهر لولد عضد الدولة. وتوفي في سنة سبع وثمانين هذه، وقام
بعده أخوه حسام الدولة مقلد بن المسيب.
4 (محمد بن هشام بن عباس، أبو عبد الله القرطبي البزاز. جمع الكثير من قاسم بن
إصبع،)
وسمع من أبي عبد الملك ابن أبي دليم، وأحمد بن رحيم.
(27/158)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 159
قال ابن الفرضي: كتبت عنه وكان صالحاً ثقة. توفي في رجب.
4 (موسى بن عيسى بن طانجور، أوب القاسم السراج.)
سمع محمد بن سليمان الباغندي، وأبا بكر بن أبي داود، ومحمد السوانيطي. روى عنه:
أبو الحسن العتيقي، ومحمد بن احمد بن حسنون النرسي وعبيد الله بن الأزهري، ووثقه،
وكان مولده سنة خمس وتسعين ومائتين.)
4 (نوح بن منصور بن نوح بن عبد الملك بن نصر بن أحمد بن إسماعيل بن أحمد بن أسد
بن)
سامان، أبو القاسم، سلطان ما وراء النهر، وابن سلاطينها. توفي في رجب، وبقيت
ولايته اثنتين وعشرين سنة، وولي الأمر بعده ابنه أبو الحارث منصور بن نوح. وذكره
ابن الجوزي فقال: مالك خراسان وغزنه وما وراء النهر، ولي بعده ابنه فبقي سنةً
وتسعة أشهر، ثم قبض عليه خواصه، وأجلسوا في الملك أخاه عبد الملك بن نوح، فقصدهم
محمود بن سبكتكين، فالتقاهم وكسرهم، فانهزموا منه إلى بخارى، وانقرض ملك
السامانية.
4 (منجوتكين التركي العزيزي. مولى الملقب بالعزيز بن المعز.)
ولي دمشق سنة إحدى وثمانين، وبقي مدةً، وفي سنة سبع هذه عزله الحاكم، وأرسل عوضه
سليمان بن جعفر بن فلاح، فنزع منجوتكين الطاعة، وسار إلى
(27/159)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 160
الرملة، لحرب من يجيئه من مصر، ثم كانت الوقعة يوم الجمعة من جمادى الأولى،
فاقتتلوا، ثم انهزم منجوتكين، ووصل دمشق في يومين، وطلب من أهل البلد النصرة، فلم
يجيبوه خوفاً من الحصار والغلاء، ونهبوا داره، وهموا بالقبض عليه، فانهزم إلى
أذرعات، ولجأ إلى ابن الجراح الطائي، فلم يمنعه، وأسلمه إلى الأمير سليمان بن فحل،
فبعث إلى مصر، فعفا عنه الحاكم.
4 (أبو العلاء بن ماهان، راوي صحيح مسلم. هو: عبد الوهاب بن عيسى بن عبد الرحمن
بن)
ماهان البغدادي. حدث بمصر، عن أبي بكر أحمد بن محمد بن يحيى الأشقر الفقيه، عن
القلانسي صاحب مسلم. وله فوت ثلاثة أجزاء الصحيح رواها عن الجلودي. روى عنه: أبو
بكر يحيى بن محمد الأشعري، وأحمد بن الفتح بن الواساني المعافري، ومحمد ابن يحيى
الحذاء الأندلسيون. وقد كتب الدارقطني إلى أهل مصر ليكتبوا عن ابن ماهان كتاب مسلم
ووصفه بالثقة والتمييز. قال الحبال: توفي في سنة سبع وثمانين.
(27/160)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 161
1 (وفيات سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة.)
4 (أحمد بن عبدان بن محمد بن فرج، أبو بكر الشيرازي الحافظ نزيل الأهواز.)
كان من كبار أئمة الحديث. سأله حمزة السهمي عن الرجال والجرح والتعديل.) روى عن
محمد بن محمد الباغندي، وأبي القاسم البغوي، وجماعة. ولد سنة ثلاث وتسعين ومائتين،
وسمع سنة أربع وثلاثمائة من أحمد بن محمد بن السكن البغدادي بشيراز، وسمع من بكر
بن أحمد الزهري بكازرون، وتوفي في شهر صفر. روى عنه: أبو الحسن محمد بن علي بن
صخر، وحمزة السهمي، وأبو ذر الهروي، وقاضي الأهواز عبد الواحد بن منصور بن
المشتري، ولاقاضي علي بن عبيد الله الحسكاني من مشيخة الرازي، وعبد الوهاب
الغندجاني وآخرون. وكان يقال له الباز الأبيض، وروى تاريخ البخاري.
(27/161)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 162
4 (أحمد بن عبد الله بن عبد البصير أبو عمر الجذامي القرطبي.)
سمع الكثير من قاسم بن إصبع، وأحمد بن دحيم، ومحمد بن الخشني، وخالد بن سعد
وطائفة، وكان عارفاً بالحديث ووقوف على أحوال نقلته. روى عنه: محمد بن الحسن
الزبيدي، وابن الفرضي وقال: أجاز لي ولأبي مصعب ما رواه، وتوفي في جمادى الآخرة،
وله سبع وسبعون سنة.
4 (أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن عوف المزني.)
روى عن محمد بن إبراهيم بن عبادل، وعلي بن أبي العقب. روى عنه: علي بن الحسن
الربعي.
4 (أحمد بن منصور بن محمد بن حاتم، أبو النوشري.)
سمع يحيى بن صاعد، وأحمد بن علي الجوزجاني، وإبراهيم بن عبد الصمد القاضي. روى
عنه: العتيقي، والتنوخي، وعاش ثمانين سنة، وكان ثقة.
4 (إصبع بن عبد الله بن مسرة، أبو القاسم الخياط.)
حج، وسمع أبا محمد بن الورد، وأحمد بن الحسن الرازي، وأبا إسحاق محمد بن القاسم بن
شعبان، وأبا علي بن السكن. سمع منه مصنفه الصحيح في السنن، وكان من الشهود.
(27/162)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 163
قال ابن الفرضي: سمعت منه أشياء، توفي في رمضان.
4 (بكر بن محمد بن بكر بن خريم، أبو القاسم الدمشقي الطرائفي المعدل.)
روى عن ابن جوصا. روى عنه: أحمد بن الحسين الطيان، ورشأ بن نظيف، وغيرهما.
4 (الحسن بن أحمد بن محمد، أبو علي الحرشي الحيري.)
) سمع أباه أبا عمرو، وأبا نعيم بن عدي، وعدة. وعنه: القاضي أبو بكر. مات في جمادى
الآخرة.
4 (الحسن بن عبد الله بن سعيد، أبو علي الكندي الحمصي الفقيه، نزيل بعلبك.)
حدث في هذا العام عن سعيد بن عبد العزيز الحلبي، وابن جوصا. روى عنه: الحسن بن
الأشعث المنبجي، وعلي بن محمد الرحبي وجماعة. وقع لنا جزء من حديثه.
4 (الحسن بن علي بن محمد بن بشار، أبو علي الريحاني.)
روى عنه الهمذاني.
(27/163)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 164
روى عن: إبراهيم بن عمروس، ومحمد بن عبد الله بن بلبل الزعفراني، ومحمد بن حمدان
بن سفيان البغدادي، والقاسم بن أبي صالح، وإبراهيم بن محمد بن يعقوب. روى عنه:
أحمد بن زنجويه، وأبو طاهر بن سلمة، ومحمد بن عيسى، وآخرون. قال شيرويه: كان
صدوقاً صالحاً.
4 (الحسن بن علي بن محمد الدمشقي نزيل نيسابور.)
وحدث في هذه السنة عن إبراهيم بن علي الهجيمي، والفضل بن الفضل الكندي، وجماعة.
وعنه: أبو عثمان الصابوني، وأحمد بن منصور المقرئ. روى أحاديث لا تشبه أحاديث
الصدق.
4 (الحسين بن أحمد بن عبد الله بن بكير، أبو عبد الله البغدادي الصيرفي الحافظ.)
سمع أبا جعفر بن البختري، وإسماعيل الصفار، وعثمان بن السماك وأبا بكر بن النجار
فمن بعدهم. روى عنه: أبو حفص بن شاهين، وهو أكبر منه، وأبو العلاء الواسطي، وأبو
القاسم التنوخي، وعبيد الله الأزهري، وآخر من حدث عنه أبو الحسين محمد بن المهتدي
بالله. قال الأزهري: سمعته يقول في حديث: هذا حديث كتبه عني محمد بن إسماعيل
الوراق، وأبو الحسن الدارقطني.
(27/164)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 165
وقال أبو القاسم الأزهري: كنت أحضر عند ابن بكير، وبين يديه أجزاء، فأنظر فيها،
فيقول لي: أيما أحب إليك، تذكرني متن ما تريد من هذه الأجزاء، حتى أخبرك بإسناده،
أو تذكر إسناده حتى أذكرك بمتنه فكنت أذكر المتون، فيحدثني بالأسانيد كما هي حفظاً
منه، وفعلت) هذا مراراً كثيرة، وكان ثقة، لكنهم حسدوه، وتكلموا فيه. قال الخطيب:
قال ابن أبي الفوارس: كان يتساهل في الحديث ويلحق في أصول الشيوخ ما ليس منها،
ويصل المقاطيع. ولد سنة سبع وعشرين وثلاثمائة، وتوفي في ربيع الآخر، رحمه الله.
4 (حمد بن محمد بن إبراهيم بن خطاب، الإمام، أبو سليمان الخطابي البستي الفقيه
الأديب،)
مصنف كتاب معالم السنن، وكتاب أسماء الله الحسنى وكتاب الغنية عن الكلام وأهله،
وكتاب العزلة، وغير ذلك من التصانيف. سمع: أبا سعيد بن الأعرابي بمكة، وأبا بكر بن
داسة بالبصرة، وإسماعيل الصفار ببغداد، أبا العباس الأصم بنيسابور وطبقتهم. وأقام
بنيسابور مدة يصنف ويفيد. روى عنه: أبو عبد الله الحاكم، والشيخ أبو حامد
الإسفرايني، وأبو نصر محمد بن أحمد بن سليمان البلخي الغزنوي المقرئ، وعلي بن
(27/165)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 166
الحسن الفقيه السجزي، ومحمد بن علي بن عبد الملك الفارسي الفسوي، وأبو عبيد الهروي
صاحب الفرسين، وعبد الغافر بن محمد الفارسي. وقد سماه أبو منصور الثعالبي في كتاب
اليتيمة: أبا سليمان أحمد بن محمد، والصواب حمد كما قاله الجم الغفير. ويقال إنه
من ولد زيد ين الخطاب بن نفيل العدوي، ولم يثبت. أخبرنا أبو الحسين اليونيني وشهدة
العامرية قالا: أنا جعفر الهمذاني، أنا أبو طاهر السلفي: سمعت أبا المحاسن
الروياني بالري، سمعت أبا نصر البلخي بغزنة، سمعت أبا سليمان الخطابي، سمعت سعيد
الأعرابي، ونحن نسمع عليه هذا الكتاب، يعني كتاب السنن لأبي داود، وأشار إلي
النسخة وهي بين يديه: لو أن رجلاً لم يكن عنده من العلم إلا المصحف الذي في كتاب
الله، ثم هذا المصحف، لم يحتج معهما إلى شيء من العلم البتة. ولأبي سليمان مقطعات
من الشعر في كتاب اليتيمة للثعالبي، منها:
(وما غربة الإنسان في شقة النوى .......... ولكنها والله في عدم الشكل.)
(وإني غريب بين بست وأهلها .......... وإن كان فيها أسرتي وبها أهلي.)
وله:
(فسامح ولا تستوف حقك كله .......... وأبق فلم يستوف قط كريم.)
(ولا تغل في شيء من الأمر واقتصد .......... كلا طرفي قصد الأمور سليم.)
) وقد أخذ الخطابي اللغة عن أبي عمر الزاهد، والفقه عن أبي علي بن أبي هريرة، وأبي
بكر القفال الشاشي وغيرهما.
(27/166)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 167
وذكر أبو يعقوب القراب وفاته في ربيع الآخر.
4 (سعيد بن حسان بن العلاء، أبو عثمان القرطبي نزيل مصر.)
سمع بها من عبد الملك بن بحر بن شاذان الجلاب، ومن عثمان بن محمد السمرقندي بتنيس.
وحدث بقرطبة، وبها توفي في صفر.
4 (شافع بن محمد بن الحافظ أبي عوانة يعقوب بن إسحاق، أبو النضر الإسفراييني.)
رحل وطوف إلى العراق والشام ومصر وخراسان بعد وفاة جده. سمع من جده، وعلي بن عبد
الله بن مبشر الواسطي، وعبد الله بن الزينبي الدمشقي، وابن جوصاء، وأحمد بن
إبراهيم الديبلي، وطبقتهم. وروى عنه: الحاكم، وأبو عبد الرحمن السلمي، وأبو نعيم،
وأبو ذر الهروي، وأبو مسعود أحمد بن محمد البجلي، أبو سعد محمد بن عبد الرحمن
الكنجروذي. قال الحاكم: خرجت عنه في الصحيح. وقال أبو القاسم بن منده: توفي في
المحرم من السنة.
4 (عبيد الله بن سعيد بن عبد الله بن عبد الواحد بن مازيا القاضي، أبو الحسين
البروجردي.)
(27/167)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 168
حدث بهمذان في سنة أربع وستين عن أبيه، وعبد الله بن إسحاق المدائني، والباغندي،
وابن جرير، ومحمد بن المجدر، وأحمد بن جوصا. روى عنه: رافع بن محمد القاضي، وطاهر
بن ماهلة، وأبو بكر محمد بن إبراهيم الهمذانيون. ذكره شيرويه ووثقه وقال: توفي
ببروجرد سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة. قلت: يبعد أنه عاش إلى الآن.
4 (عبيد الله بن المحدث عبد الله بن الحسين البصري، القاضي أبو القاسم المروزي
قاضي)
نسف. قال المستغفري: كان صلب المذهب، لما دخل سبكتكبن صاحب غزنة إلى بلخ، دعا
فقهاءها إلى مناظرة الكرامية، وكان منهم القاضي عبيد الله، وهو يومئذ على قضاء
بلخ، فقال سبكتكين: ما تقولون في هؤلاء الزهاد الأولياء، يعني الكرامية فقال
القاضي: هؤلاء كفار. فقال: ما تقولون في أن كنت أعتقد مذهبهم فقال: قولنا فيك
كقولنا فيهم، فقام وضربهم بطبرزين حتى أدماهم، وشبح القاضي، وقيدهم وحبسهم، ثم خاف
الملامة فأطلقهم، وتوفي) القاضي سنة ثمان وثمانين.
4 (عبيد الله بن عمرو بن محمد بن منتاب، أبو القاسم البغدادي، أخو أبي الطيب.)
سمع يحيى بن صاعد، وعثمان بن السماك. روى عنه: أبو القاسم التنوخي، وأبو الحسين
محمد بن حسنون، وغيرهما. وثقه العتيقي، وولد سنة إحدى وثلاثمائة.
4 (عبيد الله بن محمد بن عبيد الله، أبو الفضل الفامي، شيخ صالح نيسابوري، سكن
محلة)
نصراباذ.
(27/168)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 169
سمع أبا العباس السراج، وأكثر الناس عنه لعلو سنده. قال الحاكم: سماعاته بخط أبيه
صحيحة. قلت: روى عنه سعيد العيار، وجماعة، وقع لنا من عواليه.
4 (عبد العزيز بن يوسف، أبو القاسم كاتب الإنشاء للسلطان عضد الدولة، ثم وزر لابنه
بهاء)
الدولة خمسة أشهر، وتوفي في شعبان من السنة، وكان أديباً شاعراً نبيلاً، ولم يشتهر
لأنه لم تطل وزارته.
4 (عمر بن أحمد بن إبراهيم الإمام أبو حفص البرمكي الحنبلي، أحد الأعلام والزهاد،
وقد)
ذكرناه في الماضية. أبو حفص العكبري المعروف بابن المسلم. روى هذا عن أبي بكر
الصواف، وإسماعيل الخطبي، وتفقه بأبي علي النجار، وأبي بكر عبد العزيز، وله في
الفقه تواليف حسنة، رحمه الله. وهو والد المعمر أبي إسحاق إبراهيم بن عمر البرمكي
شيخ قاضي المرستان.
4 (عمر بن محمد بن عراك بن محمد بن عراك، أبو حفص الحضرمي المصري المقرئ)
المجود. قرأ القرآن بورش على أبي جعفر حمدان بن عون بن حكيم الخولاني صاحب إسماعيل
بن عبد الله النحاس، وعلى أبي العباس أحمد بن إبراهيم بن جامع السكري، وعلى أبي
غانم المظفري أحمد بن حمدان.
(27/169)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 170
قرأ عليه فارس بن أحمد الضرير، وتاج الأئمة أحمد بن علي بن قاسم، وأبو الوليد عتبة
بن عبد الملك العثماني، وغيرهم.) قال أبو إسحاق الحبال: توفي بمكة يوم عاشوراء،
وقد توفي أبو غانم شيخه في سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة. وتوفي أبو جعفر أحمد بن
عبد الله بن هلال الأزدي سنة عشرين وثلاثمائة، وهو شيخ أبي غانم. وقرأ الأزدي
وحمدان الخولاني، على إسماعيل النحاس، عن قراءته على أبي يعقوب الأزدي، عن ورش،
فقراءته على الخولاني أعلى بدرجة. وكان ابن عراك من كبار المقرئين.
4 (عمر بن محمد بن الحسين، أبو حفص اليسع. بغدادي، توفي في تنيس.)
4 (القاسم بن محمد بن أحمد بن معروف، أبو أحمد القنطري الحاكم.)
توفي في ربيع الأول بنسف. روى عن الأصم، وعبد المؤمن بن خلف، وجماعة. روى عنه جعفر
المستغفري.
4 (قاسم بن محمد بن قاسم بن إصبع بن محمد البياني، أبو محمد القرطبي قاضي مدينة
الفرج.)
سمع من جده. وكتب عنه ابن الفرضي وجماعة. وكان مولده سنة سبع عشرة وثلاثمائة،
وتوفي في ربيع الأول.
4 (محمد بن أحمد بن سليمان، أبو النضر السرمغوني النسوي.)
سمع بدمشق، ونشأ، وحدث عن محمد بن أحمد بن عبد الجبار النسوي، وأبي الدحداح أحمد
ابن محمد، وابن جوصا، وأبي نعيم بن عدي.
(27/170)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 171
روى عنه أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن سلمة، والحسين بن عثمان الشيرازي، وأبو
مسعود أحمد بن محمد البجلي. وعاش إلى هذه السنة، ولم تحفظ وفاته.
4 (محمد بن أحمد بن إبراهيم، أبو الفرج الشنبوذي المقرئ، تلميذ ابن شنبوذ، قرأ
عليه)
القراءات، وعلى أبي بكر بن مجاهد، وأبي عبد الله إبراهيم بن عرفة النحوي نفطويه،
وابن بشار العلاف صاحب الدوري، وهو أقدم شيخ له، ومحمد بن النضر بن الأخرم،
وجماعة، واعتنى بهذا الشأن، وتصدر للإقراء بعد أن أكثر الترحال في لقي الشيوخ
المقربين. قرأ عليه الهيثم بن أحمد الدمشقي الصباغ، وأبو طاهر محمد بن ياسين
الحلبي، وأبو الفرج الأستراباذي، وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي، وأبو عبد الله
محمد بن الحسين الكارزيني وطائفة، وآخرهم وفاةً، فيما أعلم، أبو علي الأهوازي.
وكان عالماً بالتفسير ووجوه القراءات. قال الخطيب: سمعت أبا الفضل عبيد الله بن
أحمد يذكر أبا الفرج الشنبوذي، فعظم أمره وقال:) سمعته يقول: أحفظ خمسين ألف بيت
من الشعر شواهد القرآن. وقال الخطيب: ولد سنة ثلاثمائة، وتكلم الناس في رواياته،
فحدثني أحمد بن سليمان الواسطي المقرئ قال: كان أبو الفرج الشنبوذي يذكر أنه
(27/171)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 172
قرأ على أبي العباس الأشناني، فتكلم الناس فيه، وقرأت عليه لابن كثير، ثم سألت عنه
الدارقطني، فأساء القول فيه. قال التنوخي: توفي أبو الفرج الشنبوذي في صفر من
السنة. قال الدارقطني: أخذ عرضاً عن ابن شنبوذ ولازمه، فنسب إليه، عن محمد بن
هارون التمار، وأبي مزاحم الخاقاني، وأحمد بن حماد التيمي، ثم سمى جماعة، وقال:
مشهور، ضابط، نبيل، حافظ، ماهر، خازن، كان يتحرك في البلدان. روى عنه القراءة غير
واحد من شيوخنا.
4 (محمد بن أحمد بن مت، أبو بكر الإشتيخني.)
سمع صحيح البخاري في سنة تسع وثلاثمائة من أبي عبد الله الفربري، وحدث. توفي في
رجب، وكان من كبار الشافعية، مع الزهد والعبادة، رحمه الله. روى عنه: أبو سعيد
الإدريسي، وعلي بن سختام السمرقندي، وجماعة.
4 (محمد بن أحمد بن محمد بن قادم، أبو عبد الله القرطبي المالكي.)
سمع قاسم بن إصبع وذويه، ورحل فسمع بمصر، وتفقه على ابن سفيان، وسمع ببغداد من أبي
بكر الشافعي، وأبي علي بن الصواف. قال ابن الفرضي: كان ضعيفاً غير ضابط لنفسه ولا
لسانه. توفي في هذا العام، وكان شاعراً محسناً إخبارياً، وقد سمعه غير واحد ينال
من علي رضي الله عنه، وأنا سمعته ينال من الحسن، لعن الله من نال منهما.
(27/172)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 173
4 (محمد بن أحمد بن محمد بن مج، أبو النضر الكشاني الكرميني.)
روى عن داود بن سليمان بن خزيمة، وأبي حسان مهيب بن سليم، وغيرهما. سماعه سنة
عشرة. روى عنه جعفر بن المستغفري. حدث في هذه السنة، وانقطع خبره.
4 (محمد بن أحمد بن محمد بن عقيل، أبو بكر النيسابوري القطان.)
سمع محمد بن أحمد بن دلويه، وعلي بن عبدان، وطبقتهما. وعنه: الحاكم، وأبو علي
الصابوني. ورخه الحاكم.
4 (محمد بن أحمد بن محمى، أبو بكر البغدادي الجوهري.)
) روى عن أبي القاسم البغوي. روى عنه: العشاري، والعتيقي، والأزهري. وتوفي في
شعبان، وهو ثقة.
4 (محمد بن الحسن بن المظفر، أبو علي البغدادي اللغوي الكاتب، المعروف بالحاتمي،
أحد)
الأعلام المشاهير.
(27/173)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 174
أخذ اللغة عن أبي بكر الزاهد. روى عنه أبو القاسم التنوخي، وغيره. وله الرسالة
الحاتمية التي شرح فيها ما جرى بينه وبين المتنبي من إظهار سرقاته وإبانة عيوبه في
شعره، وهي رسالة تدل على تبحره، يذكر في أولها ذهابه على بغلته، وبين يديه غلمانه
إلى دار المتنبي، فما أكرمه ولا احترمه، وأنه جلس، فما التفت إليه، فعفنه الحاتمي
ووبخه على تيهه وعجبه. توفي الحاتمي في هذه السنة. بلغتنا أخباره مختصرة.
4 (محمد بن الحسن بن أحمد بن علي، أبو الطيب الماذرائي. من رؤساء المصريين ومن
بيت)
حشمه. توفي في شوال.
4 (محمد بن الحسين بن مهران القاضي، أبو الفضل المروزي الحدادي الواعظ الصوفي.)
سمع عبد الله بن محمود المروزي، ومحمد بن يحيى بن خالد صاحب إسحاق بن راهويه،
وحماد بن أحمد السلمي، والكبار، وعمر حتى جاوز المائة. روى عنه: الحاكم، وبالإجازة
أبو يعلى الخليلي. وقال فيه الحاكم: شيخ أهل مرو في الفقه والحديث والتصوف
والقضاء، مات بمرو في صفر. قلت: حديثه من أعلى شيء وقع لمحيي السنة البغوي.
(27/174)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 175
روى عنه: أبو عمر، ومحمد بن عبد العزيز القنطري، وأبو عبد الرحمن محمد بن أحمد بن
جعفر الشاذ باخي، ومحمد بن إبراهيم الوزيري الخوارزمي، وأبو بكر محمد بن أبي الهيثم
الترابي، وغيرهم.
4 (محمد بن عبد الله بن محمد بن زكريا الحافظ، أبو بكر الشيباني الجوزقي العدل،
شيخ)
نيسابور ومحدثها، وابن أخت محدثها أبي إسحاق إبراهيم بن المزكي. روى عن: أبي
العباس السراج، وأبي نعيم بن عدي الجرجاني، وأبي العباس الدغولي. رحل به خاله إلى
سرخس وسمع مكي بن عبدان، وأبا حامد بن الشرفي، وأخيه عبد الله بن) الشرفي، ورحل
فسمع أبا سعيد بن الأعرابي بمكة، وأبا علي الصفار ببغداد، وأبا حاتم الوسقندي
بالري، والقاسم بن عبد الواحد بهمذان، وصنف المسند الصحيح على كتاب مسلم. وجوزق:
قرية من قرى نيسابور. وأما الفضل إسحاق الهروي الجوزقي الحافظ فمنسوب إلى جوزق من
عمل هراة. ولأبي بكر الجوزقي كتاب المتفق مشهور، وله كتاب المتفق الكبير في نحو
ثلاثمائة جزء، يرويه أبو عثمان الصابوني. روي عن أبي بكر قال: أنفقت في الحديث
مائة ألف درهم، وما كسبت به درهماً.
(27/175)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 176
قال الحاكم: وانتقيت له فوائد في عشرين جزءاً، ثم بعدها ظهر سماعه من السراج.
وتوفي في شوال عن اثنتين وثمانين سنة. روى عنه: الحاكم، والكنجروذي، وسعيد بن محمد
البحيري، ومحمد بن علي الخشاب، وسعيد العيار، وأحمد بن منصور بن خلف المغربي،
وآخرون.
4 (محمد بن عبد الله حمشاد، أبو منصور النيسابوري الزاهد، أحد الأئمة.)
سمع: أبا حامد بن بلال، ومحمد بن الحسين القطان، وإسماعيل الصفار، وابن البختري،
وتفقه على جماعة، وأخذ الكلام عن جماعة، والعربية عن أبي عمر الزاهد ونحوه، ودخل
إلى اليمين. كان مجتهداً في العبادة، زاهداً، واعظاً، كثير التصانيف، تخرج به
جماعة، وكان مجاب الدعوة. توفي في رجب، وله اثنتان وسبعون سنة. له نحو ثلاثمائة
مصنف.
4 (محمد بن عبيد الله بن محمد، أبو بكر البغدادي الكرخي الكاتب.)
سمع أبا عبد الله المحاملي، ومحمد بن مخلد، وأبا بكر بن داسة. روى عنه: أبو حفص بن
شاهين، وهو أكبر منه، وجماعة من المتأخرين. ذكره البرقاني، قال: ثقة، ثقة، ثقة.
وقال غيره: كان يقرب إلى الدارقطني فخرج له. وتوفي في ذي الحجة.
(27/176)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 177
4 (محمد بن علي بن أحمد الإمام، أبو بكر الأدفوي المصري المقرئ النحوي المفسر.
وأدفو)
من الصعيد بقرب أسوان. سكن مصر، وكان خشاباً يتكسب في بيع الخشب. صحب أبا بكر
النحاس ولزمه، وحمل عنه سائر كتبه، وسمع الحديث، وقرأ القرآن برواية) ورش، وكان
سيد أهل عصره، وكانت له حلقة كبيرة. أخذ عنه طائفة. وله كتاب تفسير القرآن في مائة
وعشرين مجلدة، ومنه نسخة بمصر، بوقف القاضي عبد الرحيم الفاضل. توفي يوم الخميس
لثمان بقين من ربيع الأول. ومن قال: الأثفوي فعلى لغة عوام المصريين. قرأ على أبي
غانم المظفر بن أحمد المصري، وغيره. قرأ عليه أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي،
ومحمد بن الحسين بن النعمان، والحسن بن سليمان، وعاش ثلاثاً وثمانين سنة. وقد سمع
من أحمد بن إبراهيم بن جامع، وسعيد بن السكن، وعدة.
4 (محمد بن سهل القاضي، أبو نصر النيسابوري الفقيه، شيخ الحنفية وعالمهم بخراسان)
وأحسنهم سيرةً في القضاء. سمع: أبا حامد بن بلال، وأبا العباس الأصم، وما زال
منسوباً إلى الورع والزهد.
(27/177)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 178
وحدث عنه: أبو عبد الله الحاكم، وأبو جعفر الأزهري، والقاضي أبو القاسم التنوخي.
وأبو عبد الله الصيمري. وعاش سبعين سنة.
4 (موسى بن يحيى، أبو هارون الصديني الفاسي الفقيه المالكي.)
كان إماماً عالماً بالمذهب. لقي الإمام الأسواني، ودخل الأندلس في طلب العلم. روى
عنه: أبو الفرج عبدوس. وتوفي بفاس في يوم عرفة، يوم جمعة من سنة ثمان وثمانين.
4 (يوسف بن أحمد بن يوسف بن الدخيل، أبو يعقوب الصيدلاني المكي راوي كتاب الضعفاء)
لأبي جعفر العقيلي، عنه. توفي بمكة. سمع: محمد بن عمرو العقيلي، وعبد الله بن أبي
رجاء، وعبد الرحمن بن عبد الله المقرئ، وإسحاق بن أحمد الحلبي، وعلي بن محمد بن
أبي قراد الكوفي، وأبا التريك ابن الحسين الطرابلسي، وأبا سعيد بن الأعرابي، ومحمد
بن علي السامري صاحب الزيادي. وخلقاً من القادمين إلى الحج، وصنف كتاب سيرة أبي
حنيفة. روى عنه: الحكم بن النمذر البلوطي، وأحمد بن محمد العتيقي، ومحمد بن أحمد
بن نوح الأصبهاني، وعلي بن الوراق.
(27/178)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 179
1 (وفيات سنة تسع وثمانين وثلاثمائة.)
4 (أحمد بن سهل بن محسن، أبو جعفر الحداد الأنصاري الطليطلي المقرئ.)
) قرأ بمصر على عبد الباقي الأدفوي، وأبي الطيب بن غلبون، وصنف قراءة نافع. مات
كهلاً.
4 (أحمد بن محمد بن الحسن بن مالك الكلائي، أبو القاسم بليط القرطبي.)
روى عن قاسم بن إصبع، وأبي عبد الملك بن أبي دليص، وكان صالحاً. قال ابن الفرضي:
كتبت عن، توفي في ذي القعدة.
4 (أحمد بن محمد بن عابد، أبو عمر الأسدي القرطبي الحافظ.)
سمع أحمد بن سعيد بن حزم، وأحمد بن مطرف، ومحمد بن معاوية، وحدث باليسير.
(27/179)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 180
4 (الحسن بن أحمد بن محمد بن الحسن بن علي بن مخلد بن سنان، أبو محمد المخلدي)
النيسابوري العدل، شيخ العدالة، وبقية أهل البيوتات. سمع: أبا العباس السراج،
وأحمد بن محمد بن الحسن الذهبي، ومؤمل بن الحسن الماسرجسي، وأبا حامد الأعمشي،
وأبا نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي، وأبا بكر بن حمدون، وعبد الله ابن محمد بن
مسلم الإسفراييني، وزنجويه بن محمد اللباد، وموسى بن العباس الجويني، وجماعة. قال
الحاكم: وهو صحيح السماع، محدث عصره. روى عنه الحاكم، وأبو عثمان البحيري، ويعقوب
بن أحمد الصيرفي، وأبو سعيد محمد بن علي الخشاب، وأبو يعلى الصابوني، وأبو سعد
الكنجروذي، وأبو حامد أحمد بن الحسن الأزهري. توفي في رجب.
4 (الحسن بن علي بن عون، أبو محمد الحريري، بغدادي.)
روى عن المحاملي. حدث عنه العتيقي.
4 (زاهر بن أحمد بن محمد بن عيسى، أبو علي السرخسي الفقيه الشافعي المقرئ المحدث.)
(27/180)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 181
سمع أبا لبيد محمد بن إدريس الشامي. وسمع محمد بن زهير الأبلي، وأبا القاسم
البغوي، ويحيى بن صاعد، ومحمد بن حفص الجويني، ومحمد بن المسيب الأرغياني، ومؤمل
بن الحسن الماسرجسي، وأبا جعفر أحمد بن محمد بن إسحاق العنزي، وإبراهيم بن عبد اله
العسكري الزبيبي، وعلي بن عبد الله بن مبشر الواسطي، ومحمد بن هارون الحضرمي، وأبا
علي محمد بن سليمان المالكي. ذكره الحاكم، فقال: شيخ عصره بخراسان، سمعت مناظرته
في مجلس أبي بكر بن إسحاق) الصبغي، وكان قد قرأ على أبي بكر بن مجاهد، وتفقه عند
أبي إسحاق المروزي. ودرس الأدب على أبي بكر بن الأنباري، وكانت كتبه ترد علي على
الدوام. وتوفي في ربيع الآخر، وله ست وتسعون سنة. روى عنه: الحاكم، وأبو عثمان
إسماعيل الصابوني، ومحمد بن أحمد بن جعفر المزكي، وأبو عثمان سعيد بن محمد
البحيري، والقاضي أبو المظفر منصور بن إسماعيل بن أبي قرة الحنفي، وكريمة
الكشميهنية المجاورة، وخلق سواهم. وقد أخذ عن أبي الحسن الأشعري، علم الكلام،
وشهده وهو يقول عند الموت: لعن الله المعتزلة موهوا ومخرقوا. وروى الموطأ عن
إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، عن أبي مصعب، وعن مالك، سمعناه بالإجازة العالية من
طريقه.
(27/181)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 182
4 (سعيد بن عثمان البطليوسي.)
سمع بقرطبة من قاسم بن إصبع، ووهب بن مسرة، وتقدم في الآداب، وولي قضاء بطليوس،
فلم يحمد، ثم صرف، وولي الشرطة، ثم عزل. مات في هذه السنة.
4 (سعيد بن يمن، أبو عثمان المرادي. روى عن وهب بن مسرة. روى عنه الصاحبان.)
مات في ذي القعدة بقرطبة.
4 (طالب بن هجرش.)
حدث بمصر، فروى عنه أبو سعيد الماليني.
4 (العباس بن محمد بن حبان بن موسى بن حبان، أبو الفرج الكلابي الدمشقي.)
روى عن جده حبان، ومحمد بن خريم، وأحمد بن جوصاء، وجماعة. روى عنه: تمام، وعلي بن
المفضل بن الفرات، وعلي بن موسى السمسار، وغيرهم. وحبان كلاهما بالكسر. ورخه ووثقه
عبد العزيز الكتاني.
4 (عبد الله بن إسحاق المعافري، أبو بكر القرطبي.)
عن وهب بن مسرة، وأحمد بن مطرف، وجماعة. حدث عنه الصاحبان وقالا: قدم علينا طليطلة
مجاهداً، وأجاز لنا في سنة تسع وثمانين.
4 (عبد الله بن حامد بن محمد، أبو محمد النيسابوري الفقيه الواعظ، كان
(27/182)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 183
أبوه من كبار تجار)
) أصبهان، فسكن نيسابور، فتفقه على أبي محمد علي بن الحسن البيهقي، وأخذ علم
الكلام، وسمع أبا حامد بن الشرفي ومكي بن عبدان، وارتحل إلى أبي علي بن أبي هريرة.
وعاش ثلاثاً وثمانين سنة، وصلى عليه الفقيه أبو بكر بن فورك. روى: عنه الحاكم وأهل
نيسابور.
4 (عبد الله بن أبي زيد الفقيه القيرواني، أبو محمد شيخ المالكية بالمغرب. اسم
أبيه عبد)
الرحمن، وكان أبو محمد قد جمع مذهب مالك، وشرح أقواله، كان واسع العلم، كثير
الحفظ، ذا صلاح وورع. وعنه قال القاضي عياض: حاز رئاسة الدين والدنيا، ورحل إليه
من الأقطار، ونخب أصحابه، وكثر الآخذون عنه. وهو الذي لخص المذهب، وملأ البلاد من
تواليفه. تفقه بفقهاء بلده، وعول على أبي بكر بن اللباد، وأخذ عن محمد بن مسرور
الحجام، والغسال، فسمع من أبي سعيد بن الأعرابي، ومحمد بن الفتح، والحسن بن نصر
السوسي، ودارس بن إسماعيل. سمع منه خلق كثير من جميع الآفاق، منهم: الفقيه عبد
الرحيم بن العجوز السبتي، والفقيه عبد الله بن غالب السبتي، وعبد الله بن الوليد
بن سعد الأنصاري، وأبو بكر أحمد بن عبد الرحمن الخولاني القيرواني، وخلق سواهم من
علماء المغرب. وكان يسمى مالكاً الصغير، وصنف كتاب النوادر والزيادات نحو
(27/183)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 184
المائة جزء، واختصر المدونة. وعلى هذين الكتابين المعول في الدنيا بالمغرب، وصنف
كتاب العتيبة على الأبواب، وكتاب الاقتداء بمذهب مالك وكتاب الرسالة وهو مشهور.
وكتاب...
4 (عبد المنعم بن عبد الله بن غلبون بن المبارك، أبو الطيب الحلبي المقرئ،
المحقق.)
مؤلف كتاب الإرشاد في القراءات، والد أبي الحسن مؤلف التذكرة، عداده في المصريين،
سكنها مدة. قرأ على: إبراهيم بن عبد الرزاق، ونظيف بن عبد الله، ونصر بن يوسف
المجاهدي، وصالح ابن إدريس، ومحمد بن جعفرالفريابي. وسمع الحرف من: جعفر بن سليمان
صاحب السوسي، ومن الحسن بن حبيب الحصائري، وسمع الحديث من عبيد الله بن الحسين
الأنطاكي، وسليمان بن محمد بن زويط وعدي بن) أحمد بن عبد الباقي الأذني، وأحمد بن
محمد بن عمارة الدمشقي. قرأ عليه القراءات ابنه طاهر مصنف التذكرة، والحسن بن عبد
الله الصقلي، وأحمد بن علي الربعي، وأبو جعفر أحمد بن علي الأزدي، ومكي بن أبي
طالب التنيسي، وأبو العباس بن تنيس، وأحمد بن علي بن هاشم تاج الأئمة. وحدث عنه:
عبيد الله بن أحمد بن السخت الرقي، وأحمد بن إبراهيم بن كامل الصوري، ومحمد بن
جعفر الميماسي، والحسن بن إسماعيل الضراب.
(27/184)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 185
قال أبو علي الحسين بن محمد الغساني الحافظ: كان ثقة خياراً. وذكره أبو عمرو
الداني، فقال: كان حافظاً ضابطاً، ذا عفاف ونسك وفضل، وحسن تصنيف. وقال غيره: ولد
سنة تسع وثلاثمائة. وقال الحبال: توفي يوم الجمعة لسبع خلون من جمادى الأولى.
4 (عبيد الله بن محمد بن إسحاق بن سليمان بن حبابة، أبو القاسم البغدادي المتوثي
البزاز.)
ولد سنة ثلاثمائة، وسمع أبا القاسم البغوي، وأبا بكر بن أبي داود، وجماعة. روى
عنه: أبو محمد الخلال، وعبد العزيز الأزجي، وعبيد الله الأزهري، وأبو محمد عبد
الله بن هزارمرد الصريفيني، روى عنه كتاب الجعديات. وتوفي في ربيع الآخر، وصلى
عليه الإمام أبو حامد الإسفراييني. قال الخطيب: كان ثقة.
4 (عثمان بن عمرو بن محمد بن المنتاب، أبو الطيب البغدادي الدقاق إمام جامع
المنصور.)
(27/185)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 186
حدث عن أبي القاسم البغوي، وابن صاعد، وإسماعيل الوراق. روى عنه: عبيد الله
الأزهري، والحسن بن محمد، وأحمد بن محمد العتيقي، وأبو القاسم التنوخي، وآخرون.
قال أبو الفتح بن أبي الفوارس: كان كثير التساهل، لم ير له أصل جيد.
4 (عمر بن أحمد بن عمر، أبو حفص النيسابوري الزاهد. صدوق مكثر.)
سمع ابن الشرفي بن عبدان، وإسماعيل الصفار. وعنه: الحاكم وغيره.
4 (عمر بن أحمد بن حفص البرمكي. تقدم في الماضية.)
4 (علي بن أحمد بن يوسف، أبو الحسن الخدري العسقلاني. توفي في شعبان، وله اثنتان)
وثمانون سنة.
4 (علي بن معاذ بن سمعان بن أبي شيبة، أبو الحسن الرعيني البجاني الأندلسي.)
) سمع ببجانة من سعيد بن فحلون، وعلي بن الحسن المري، ومسعود بن علي، وبقرطبة من
قاسم بن إصبع. وكان بليغاً شاعراً مفوصاً نسابة. روى عنه ابن الفرضي وقال: كان
يكذب، وقفت على ذلك منه. توفي في رجب، وله نيف وثمانون سنة.
4 (فائق عميد الدولة، أبو الحسن الأمير فتى السلطان نوح بن نصر الساماني.)
(27/186)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 187
يروي عن محمد بن قريش، وعبد الله بن محمد بن يعقوب البخاري، وعيد الله الفاكهي
المكي، وابن أبي دارم الكوفي. توفي ببخارى. وقد ولي إمرة هراة مدة، وعقد بها مجلس
الإملاء. روى عنه: أبو منصور المؤدب، وأبو عمر عبد الواحد المليحي، وولي بمدن خراسان
نيفاً وأربعين سنة.
4 (فرج بن عيشون، أبو ثابت الأندلسي.)
سمع كثيراً من قاسم بن إصبع وغيره، وكان رجلاً صالحاً. كان إمام مدينة إستجة. قال
ابن الفرضي: سمعت منه كثيراً، وتوفي في رمضان.
4 (محبوب بن عبد الرحمن، أبو عاصم المحبوبي القاضي الهروي.)
روى عن جده أبي بكر. روى عنه: أبو يعقوب القراب، وأبو عمر المليحي، وغيرهما.
4 (محمد بن أحمد بن علي بن نصير، أبو عبد الله النيسابوري المعدل.)
روى عن: ابن خزيمة، وأبي قريش محمد بن جمعة، وأبي العباس السراج. روى عنه الحاكم.
4 (محمد بن سعيد بن سليمان، أبو عبد الله الغافقي من أهل فحص البلوط.)
سمع وهب بن مسرة، وأحمد بن مطرف، وابن القوطية، وكان فقيهاً إماماً، أخذ العربية
عن الرياحي. كتب عن ابن الفرضي.
4 (محمد بن أحمد بن إصبع بن واقد، أبو عبد الله القرطبي.)
(27/187)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 188
سمع أحمد بن مطرف، ومحمد بن معاوية القرشي. وكان قليل الفهم والضبط.
4 (محمد بن إسماعيل بن يوسف بن إسحاق بن إبراهيم، أبو عبد اله اليعقوبي النسفي.)
سمع من جده لأمه سعيد بن إبراهيم بن معقل بن عبد المؤمن بن خلف الحافظ. روى عنه
أهل بخارى، وسمعوا منه جامع أبي عيسى الترمذي ست مرات. روى عنه: أبو العباس
المستغفري، وغيره. وتوفي في رمضان.)
4 (محمد بن عبدوس بن حاتم، أبو نصر النيسابوري الزاهد الدهان.)
سمع أبا نعيم بن عدي، وزنجويه بن محمد، وأبا بكر الذهبي. وعنه: الحاكم، وقال: مات
في رجب، وله مائة سنة. وهو أبو الفقيه أحمد الحاتمي.
4 (محمد بن محمد بن علي، أبو بكر بن أبي الحسن السرخسي النيسابوري الشافعي.)
تفقه على والده، وسمع من ابن نجيد، ومات شاباً.
4 (محمد بن محمد بن الحسن بن علي بن بكر، أبو بكر سبط ابن هانئ النيسابوري.)
سمع أبا العباس بن السراج، وأقرانه. توفي في جمادى الآخرة من السنة. وعنه: سعيد
العيار، وأبو يعلى الصابوني.
(27/188)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 189
4 (محمد بن مكي بن زراع بن هارون، أبو الهيثم الكشميهني المروزي.)
حدث بصحيح البخاري غير مرة عن محمد بن يوسف الفربري، وحدث عن محمد بن إبراهيم ابن
يزيد المروزي الداعوني، ومحمد بن أحمد بن عاصم، وإسماعيل بن محمد الصفار، وغيرهم.
روى عنه: أبو ذر الهروي، وأبو عثمان سعيد بن محمد البحيري، وأبو الخير محمد بن أبي
عمران الصفار، وأبو سهل محمد بن أحمد الحفصي، وكريمة المروزيه وآخرون. ولا أعلمه
إلا من الثقات. قال أبو بكر بن السمعاني: توفي في يوم عرفة سنة تسع وثمانين.
4 (محمد بن النعمان بن محمد بن منصور، أبو عبد الله المغربي الفقيه، قاضي ديار
مصر،)
وابن قاضيها، وأخو قاضيها لبني عبيد. قال ابن زولاق: لم نشاهد بمصر لقاض من
الرئاسة ما شاهدناه لمحمد بن النعمان، ولا بلغنا ذلك عن قاض بالعراق، قال: ووافق
ذلك استحقاقاً لما فيه من العلم والصيانة والتحفظ والهيبة وإقامة الحق. قلت: وكان
على دين بني عبيد، مظهراً للرفض، مبطناً لأمور، نسأل الله العفو.
(27/189)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 190
وله شعر رائق، فمنه:
(أيا مشبه البدر بدر السماء .......... لخمس وسبع مضت واثنتين.)
(ويا كامل الحسن في فعله .......... شغلت فؤادي وأسهرت عيني.)
(فهل لي في مطمع أرتجيه .......... وإلا انصرفت بخفي حنين)
)
(فإما مننت وإما قدرت .......... فأنت قدير على الحالتين.)
وفي سنة ثلاث وثمانين لتسع سنين مضت من ولايته القضاء استخلف على القضاء بمصر
والقاهرة ابنه أبا القاسم عبد العزيز على الدوام، وارتفعت رتبة قاضي القضاة محمد،
وحتى أقعده صاحب مصر على المنبر معه يوم عيد النحر، سنة خمس وثمانين، وهو الذي غسل
العزيز، لما مات، وازدادت عظمنه في أيام الحاكم قم إنه تعال، ولازمه النقرس
والقولنج، ومات في صفر من سنة تسع وثمانين. وأتى الحاكم إلى داره وشيعه. وكان
مولده بالمغرب سنة أربعين وثلاثمائة، وولي بعده ابن أخيه أبو عبد الله الحسين بن
علي ابن النعمان قضاء القضاة، ثم إنه عزل في أربع وتسعين، وضربت رقبته بقصة يطول
شرحها، وولي بعده أبو القاسم عبد العزيز بن محمد المذكور، ثم قتله الحاكم في سنة
إحدى وأربعمائة، وولي بعده القضاء أبو الحسن مالك بن سعيد الفارقي.
4 (يحيى بن إبراهيم بن أبي الأسد القيسي، أبو زكريا القرطبي.)
سمع من أحمد بن خالد وغيره، وكان مشهوراً بالعدالة، ولم يحدث.
(27/190)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 191
4 (يحيى بن محمد بن أحمد بن محمد بن قاسم بن هلال، أبو القاسم القيسي القرطبي
الشاهد.)
سمع من أبيه، ومحمد بن عيسى بن زرقا. توفي في ذي الحجة.
4 (يحيى بن هذيل بن عبد الملك بن هذيل بن إسماعيل بن نويرة بن إسماعيل بن نويرة
بن)
مالك، أبو بكر التميمي القرطبي الشاعر. سمع من أخيه أحمد بن خالد، ومحمد بن عبد
الملك بن أيمن، وقاسم بن إصبع، وكان شاعر وقته غير مدافع، وطال عمره، فسمع منه بعض
الناس على سبيل الرواية. قال ابن الفرضي: كتبت عنه من حديثه وشعره، وأجاز لي ديوان
شعره، وأملى علي نسبه، وأخبرني أنه ولد سنة خمس وثلاثمائة، وكف بصره قبل موته
بأعوام. توفي في ثالث عشر ذي القعدة بقرطبة. قلت: هذا كان حامل لواء الشعراء في
الأندلس، وقد نبهنا على أنه قيل: توفي سنة إحدى وسبعين، فالله أعلم. ومن شعر ابن
هذيل:
(إذا جلست على قلبي يدي بيدي .......... وصحت في الليلة الظلماء واكبدي.)
)
(ضجت كواكب ليلي في مطالعها .......... وذابت الصخرة الصماء من كمدي.)
وله:
(عرفت بعرف الريح أين تيمموا .......... وأين استقل الظاعنون وسلموا.)
(خليلي رداني إلى جانب الحمى .......... فلست إلى غير الحمى أتيمم.)
(27/191)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 192
(أبيت سمير الفرقدين كأنما .......... وسادي قتاداً وضجيعي أرقم.)
(وأجوز وسنان العيون كأنه .......... قضيب من الريحان لدن منعم.)
(نظرت إلى أجفانه أول الهوى .......... فأيقنت أني لست منهن أسلم.)
4 (يحيى بن علي بن محمد بن الملقب بالمختفي أحمد بن عيسى بن زيد بن علي بن الحسين)
ابن علي بن أبي طالب، أبو الحسين الزيدي الهاشمي البغدادي. نزيل شيراز. حدث بدمشق
عن أبي بكر بن مجاهد، وأبي العباس بن عقدة. روى عنه: الربعي، وعلي بن موسى
السمسار.
(27/192)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 193
1 (وفيات سنة تسعين وثلاثمائة.)
4 (أحمد بن علي بن الحسين بن محمد بن الأسد التميمي الحماني، أبو عمرو الطبني.)
دخل الأندلس، وسمع من قاسم بن إصبع، وحج سنة اثنتين وأربعين، وكان صالحاً. قال ابن
الفرضي: كتبت عنه، ومات في المحرم.
4 (أحمد بن الحسن بن بندار، أبو بكر الصبهاني، ثم الطرسوسي القاضي الزاهد.)
قدم نيسابور بعد محنة أهل طرسوس ومصيبتهم، وحدث عن ابن الأعرابي. روى عنه الحاكم.
4 (أحمد بن علي بن إبراهيم، أبو بكر الآبندوني، وآبندون على خمسة فراسخ من جرجان.)
(27/193)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 194
روى عن: جده لأمه جعفر بن محمد بن عبد الكريم، وأبي نعيم بن عدي، وعلي بن محمد بن
حاتم القومسي. توفي بجرجان. روى عنه: مشايخ جرجان.
4 (أحمد بن محمد بن عبد الرحمن، أبو بكر السرخسي.)
سمع عمر بن يعقوب القراب. توفي بهراة في المحرم.
4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن نصر بن ميمون، أبو عمرو الأسلمي القرطبي الكفيف
النحوي.)
سمع قاسم بن إصبع، ومحمد بن محمد بن عبد السلام الخشني. وكان صالحاً عفيفاً. توفي
في شوال، وقد أدب جماعة من الأعيان.)
4 (أحمد بن محمد بن يعقوب، أبو عبد الله الفارسي الوراق.)
حدث ببغداد عن أبي القاسم البغوي، وابن صاعد، وأبي بكر بن مجاهد. روى عنه: أبو
القاسم التنوخي، ومحمد بن علي العشاري، وجماعة. وثقه الخطيب وتوفي في ذي القعدة.
4 (أحمد بن محمد بن أبي موسى القاضي، أبو بكر الهاشمي العباسي الفقيه المالكي.)
بغدادي شريف، ولي قضاء المدائن، وولي خطابة جامع المنصور زماناً، وكان مولده سنة
خمس عشرة وثلاثمائة.
(27/194)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 195
وسمع من إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، وأحمد بن علي الجوزجاني، وأبي عبد الله
المحاملي. روى عنه: أبو الحسن العتيقي، وأبو القاسم التنوخي. قال الخطيب: كان
ثقةً، انتخب عليه الدارقطني.
4 (أحمد بن هارون، أبو الحسين المهلبي البغدادي الذي حدث عن أبي القاسم البغوي،
وابن)
زياد النيسابوري. سمع منه العتيقي في هذه السنة، ولم يؤرخ.
4 (أحمد بن إسماعيل بن محمد، أبو سعيد الهروي، حفيد الشيخ أبي سعد، وجد أبي عثمان)
الصابوني لأمه، ووالد الحافظ أبي الفضل عمر بن إبراهيم. يروي عن أبي العباس الأصم.
روى عنه إسحاق القراب وجماعة.
4 (أمة السلام، أخت القاضي أبي بكر أحمد بن كامل بن شجرة، أم الشيخ البغدادية. سمع
منها)
جماعة. روت عن محمد بن إسماعيل البصلاني، ومحمد بن حسين بن حميد بن الربيع. روى
عنها: أبو القاسم التنوخي، والقاضي أبو يعلى بن الفراء، وجماعة. توفيت في رجب،
ولها اثنتان وتسعون سنة، وكانت دينة فاضلة.
(27/195)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 196
4 (برجوان الأستاذ.)
من كبار خدام الحاكم ومدبري دولته، وإليه تنسب جادة برجوان بالقاهرة. قتله الحاكم
في نصف جمادى الأولى. أمر زيدان الصقلبي صاحب المظلة فضربه بسكين، فقتله صبراً. ثم
إن الحاكم قتل زيدان في سنة ثلاث وتسعين.
4 (جيش بن محمد بن صمصامة.)
) أمير دمشق، القائد أبو الفتح، وليها من قبل خاله أبي محمود الكتامي سنة ثلاث
وستين وثلاثمائة، ووليها سنة سبعين، بعد موت خاله، ثم عزل بهد سنتين، ثم ولي دمشق
سنة تسع وثمانين، إلى أن مات جيش. وكان جباراً ظالم سفاكاً للدماء، أخاذاً
للأموال، وكثر ابتهال أهل دمشق إلى الله في هلاكه، حتى هلك بالجذام في ربيع الآخر
سنة تسعين. وكان الأستاذ برجوان مدبر دولة الحاكم قد جهز القائد جيش بن محمد في
عسكر، وأمره على الشام، فنزل الرملة، فسار إلى خدمته نواب الشام وخدموه، وقبض على
سليمان بن فلاح قبضاً جميلاً، ونفذ عسكراً لمنازلة صور، وكان أهلها قد عصوا وأمروا
عليهم رجلاً يعرف بالعلاقة الملاح، وجهز إسطولان في البحر إليها، فاستنجد العلاقة
بالروم، فبعث إليه بسيل الملك عدة مراكب، فالتقى الأسطولان، وظفر المصريون بالروم،
(27/196)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 197
بيت لهيا، فأحضر بين يدي جيش، فسأله عن أشياء من القرآن والحديث والفقه، فوجده
عالماً بما سأله، فنظر إلى شاربه وأظفاره، فوجدها مقصوصةً، وأمر من ينظر إلى
عانته، فوجدها محلوقةً، اذهب فقد نجوت مني، لم أجد ما أحتج به عليك، فلما بلغ جيش
في مرضه ما بلغ من الجذام، وألقى ما في بطنه حتى كان يقول لأصحابه: اقتلوني،
أريحوني من الحياة، لشدة ما كان يناله من الألم. قال لأصحابه: رأيت كأن أهل دمشق
كلهم بالسهام فأخطأوني، غير رجل أصابني سهمه، ولو سميته لعبده أهل دمشق، فكانوا
يرون أنه ابن الجرمي، أصابت دعوته، وعاش ابن الجرمي بعده ستاً وأربعين سنة.
4 (الحسن بن محمد بن عبد الله بن طوق، أبو علي التغلبي الجياني.)
روى عن وهب بن مسرة وأحمد بن زكريا بن الشامة. وقدم طليطلة مرابطاً، فروى عنه
الصاحبان، وكان رجلاً صالحاً. توفي في عشر ذي الحجة، وله سبع وسبعون سنة، رحمه
الله.
4 (الحسين بن أحمد بن جعفر، أبو عبد الله بن الكوسج المعدل. توفي في ربيع الآخر.)
4 (الحسين بن أحمد بن محمد بن القنين البغدادي، أبو عبد الله المقرئ في مسجده عند
داره،)
وكان من أصحاب عبد الواحد بن أبي هاشم. قرأ عليه أحمد بن محمد القنطري المجاور،
وله سماع من أبي عمر الزاهد وغيره.) مات في شعبان.
4 (الحسين بن وليد بن نصر، أبو القاسم القرطبي العريف النحوي، أبو
(27/197)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 198
حسن بن وليد النحوي.)
كان عارفاً بالنحو، بارعاً فيه. أخذ عن ابن القوطية، وحج، فسمع من أبي الطاهر
الذهلي، وابن رشيق، وأقام بمصر أعواماً، ثم رجع إلى الأندلس، فأدب أولاد المنصور
محمد بن أبي عامر. توفي بطليطلة في رجب.
4 (سعيد بن حمدون، أبو بكر القيسي الأندلسي.)
سمع من أصبغ، وابن الشامة، وابن حزم، وحج، فسمع عبد الله بن الورد، وأبا بكر
الآجري، ولم يزل يطلب العلم إلى أن مات. قال ابن الفرضي: لم يكن له نفوذ في شيء من
العلم.
4 (طاهر بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن موسى، أبو العباس البغدادي الشاعر.)
مدح الخلفاء، وكسب الأموال بالأدب، وتنسك في آخر عمره وتزهد، وله رسائل في الزهد.
وتوفي يوم عاشوراء سنة تسعين، وله خمس وسبعون سنة، ودخل الأندلس في سنة أربعين
وثلاثمائة.
4 (عبد الله بن أحمد بن علي بن أبي طالب، أبو القاسم البغدادي نزيل مصر.)
روى عن: حسين بن حيان وجادةً من كلام يحيى بن معمر، في الجرح والتعديل، والحسين هو
جده لأمه. روى أيضاً عن أبي ذر الباغندي، وإبراهيم بن علي بن عبد الصمد الهاشمي،
وأبي عبد الله المحاملي.
(27/198)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 199
روى عنه: تمام الرازي، وأبو سعيد الماليني، وآخرون. وثقه الخطيب وقال: ولد سنة سبع
وثلاثمائة. توفي بمصر في المحرم.
4 (عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن، بن يحيى، أبو محمد التجيبي ويعرف بقرطبة بابن)
الزيات. رحل إلى العراق مرتين، فسمع من إسماعيل الصفار، ومحمد بن يحيى بن عمر بن
علي بن حرب بن السماك، وسمع بالبصرة من أبي بكر بن داسة، وجماعة، وبتنيس من عثمان
بن محمد السمرقندي. وكان كثير الحديث، مسنداً، صحيح السماع، صدوقاً إن شاء الله،
إلا أن) ضبطه لم يكن جيداً، وكان ضعيف الخط، ربما أخل بالهجاء، وكان متصرفاً
بالتجارة. كتب الناس عنه كثيراً قديماً وحديثاً، وسمعنا منه كثيراً. قال ذلك ابن
الفرضي. وهو من كبار شيوخ أبي عمر بن عبد البر. توفي في نصف رجب، وله سبع وسبعون
سنة.
4 (عبد العزيز بن العباس بن سعدون بن يحيى، أبو القاسم الخولاني المصري.)
توفي في ربيع الآخر.
4 (عبد الحميد بن يحيى، أبو محمد البويطي المصري، نزيل الرملة.)
روى عن: ابن قتيبة العسقلاني، وغيره. وعنه: أبو سعد الماليني، والوليد بن بكر
الأندلسي.
4 (عبد الرحمن بن عبد الله بن حمدون، أبو سعيد النيسابوري.)
سمع الكثير من أبي حامد بن الشرفي، ومكي، وأبي بكر بن حمدون، وحدث سنين.
(27/199)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 200
4 (عبد الرحمن بن محمد بن صاعد القرطبي المالكي.)
ولي الشورى أيام ابن زرب، وقد رحل إلى مصر، وسمع الحسن بن رشيق وجماعة.
4 (عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن خيران، أبو سعيد الشيباني المقرئ
الهمذاني)
المعروف بابن الكسائي. روى عن: أبيه، وعن إبراهيم بن محمد بن يعقوب، وأحمد بن محمد
بن أوس، وإبراهيم بن عمروس، وعبد الله بن محمد بن الخليل بن الأشقر، ورحل إلى
بغداد فأخذ عن أبي بكر بن زياد النيسابوري، وأبي عيسى بن قطن، وأبي ذر ابن
الباغندي، وإبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، وطبقتهم. روى عنه: محمد بن عيسى، وعبد
الرحمن الصائغ، والهمذانيون. وقد قال: ولدت في سنة إحدى وثلاثمائة، وسمعت عن أبي،
عن جدي في سنة ثمان وثلاثمائة. وولد ابني أبو القاسم سنة سبع عشرة وثلاثمائة،
وفيها رحلت. قال شيرويه: كان ثقة. توفي في المحرم، رحمه الله.
4 (عبد الكريم بن موسى البزودي النسفي.)
سمع من منصور أبي طلحة البزودي صاحب البخاري، وبالبصرة من أبي علي اللؤلؤي، وحدث.
كان زاهداً مفتياً، تفقه على أبي منصور الماتريدي. روى عنه أهل سمرقند.
4 (عبيد الله بن عثمان بن يحيى، أبو القاسم بن جنيفا الدقاق، من ثقات البغداديين.)
) ولد سنة ثمان عشرة وثلاثمائة، وسمع المحاملي، والحسين المطبقي، وإسماعيل الصفار.
(27/200)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 201
روى عنه: العتيقي، ومحمد بن العلاق، وسبطه القاضي أبو يعلى بن الفراء، وجماعة. قال
ابن أبي الفوارس: كان ثقة مأموناً فاضلاً، ما رأينا مثله في معناه، رحمه الله.
4 (عبيد الله بن محمد بن إبراهيم بن جبريل، أبو بكر النيسابوري.)
سمع أبا عمر أحمد بن محمد الحيري، ويعقوب بن ماهان الصيدلاني. روى عنه الحاكم.
4 (عبدوس بن محمد بن عبدوس، أبو الفرج الطليطلي.)
سمع ببلده من تمام بن عبد الله، ورحل مرتين، فسمع من الآجري، وأبي العباس الكندي،
وحمزة بن محمد الكتاني، وأبي زيد المروزي. وكان زاهداً ورعاً فقيراً متقللاً. سمع
منه الناس كثيراً، وكان ثقة، حسن الضبط. توفي في ذي القعدة.
4 (علي بن أحمد بن عون الله القرطبي، أبو الحسن. توفي في جمادى الأولى.)
سمع من قاسم بن إصبغ مع والده صغيراً، ثم سمع من محمد بن معاوية.
4 (علي بن محمد بن أحمد بن يعقوب المروزي. ثقة مكثر.)
حدث بالري عن عبد الرحمن بن أبي حاتم، وأحمد بن خالد الجزوري. أكثر عنه أبو يعلى
الخليلي.
(27/201)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 202
4 (علي بن عبد الله بن محمد بن عبيد، أبو الحسن البغدادي الزجاج الشاهد.)
عن حبشون الخلال، وأحمد بن علي بن الجوزجاني. وعنه التنوخي، وقال: سمعته يقول:
ولدت سنة خمس وتسعين، أو إحدى. قال: وكان نبيلاً فاضلاً، قرأ على أحمد بن سهل
الأشناني. قلت: فهو خاتمة أصحاب الأشناني.
4 (عمر بن إبراهيم بن أحمد بن كثير، أبو حفص الكتاني المقرئ. بغدادي مسند.)
قرأ على ابن مجاهد وحمل عنه كتاب السبعة، وسمع من البغوي، وابن صاعد، وأبي حامد
الحضرمي، وأبي سعيد العدوي، وجماعة. قرأ عليه أبو علي الأهوازي، وغيره. وحدث عنه:
أبو محمد الخلال، وأبو القاسم التنوخي، وأبو الحسين محمد بن علي بن المهتدي بالله،
وأبو الحسين أحمد بن محمد بن النقور، وابن هزارمرد الصريفيني. وقد سمعت كتاب
السبعة لابن مجاهد من طريقه بعلو، وقطع لنا قطعة من عواليه بالإجازة. وقد قرأ
أيضاً على محمد بن جعفر الجزري، وبكار بن أحمد، وزيد بن أبي بلال، وعلي بن) ذؤابة،
وأقرأ في مسجده دهراً. وقرأ عليه أحمد بن مسرور، وأبو علي الشرمقاني، وأبو الفوارس
محمد بن العباس الأواني، وأبو الفضل عبيد الله بن أحمد الكوفي. وثقه الخطيب، وتوفي
في شهر رجب، وله تسعون سنة.
(27/202)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 203
قرأت على عمر بن عبد المنعم في سنة ثلاث وتسعين، عن أبي اليمن الكندي، أنا عبد
الرحمن ابن محمد الشيباني، أنا محمد بن علي الهاشمي، ثنا عمر بن إبراهيم إملاءً،
ثنا محمد بن هارون الحضرمي، ثنا زياد بن أيوب، ثنا أبو معاوية الضرير، ثنا عاصم الأحول،
عن أنس قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصوم في السفر، فقال، من أفطر
فرخصة، ومن صام فالصوم أفضل. صحيح، غريب.
4 (عمر بن داود بن سلمون، أبو حفص الأنطرطوسي الأطرابلسي.)
حدث عن محمد بن إبراهيم الديبلي، وأبي روق الهزاني، وابن عقدة، وجماعة. روى عنه:
أبو علي الأهوازي، وأحمد بن الحسن الطياني. كان يروي الموضوعات. وقال الأهوازي:
سمعته يقول: ختمت اثنتين وأربعين ألف ختمة، وذكر أن مولده سنة خمس وتسعين ومائتين،
وسمعته يقول: تزوجت مائة امرأة، واشتريت ثلاثمائة جارية. مات سنة تسعين.
4 (عيسى بن سعيد بن سعدان الكلبي القرطبي، أبو الأصبغ، المقرئ، المحقق.)
(27/203)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 204
رحل وعرض القراءة على السامري، وأحمد بن نصر الشذائي وعمر بن إبراهيم الكتاني،
وسمع من القاضي أبي بكر الأبهري، وعدة. وأقرأ في مسجده بقرطبة. توفي في جمادى
الآخرة كهلاً.
4 (فحل بن تميم الأمير المغربي)
ولي إمرة دمشق للحاكم في هذه السنة، ومات فيها، فولي بعده علي بن جعفر بن فلاح.
4 (القاسم بن ميمون بن حمزة محمد بن جعفر أبو محمد العلوي توفي بمصر بن رميل، أبو)
عبد الله البغدادي ثم المصري. سمع محمد بن زبان بن حبيب، ومحمد بن محمد بن الأشعث.
وعنه عبد الله بن عبد الله المحاملي، وعبد العزيز بن علي الدقاق، المصري. سمع مراد
جزءين من حديثه حدثونا بهما. مات في جمادى الأولى.)
4 (محمد بن عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن هارون، أبو الحسين بن أخي ميمي
الدقاق، من)
ثقات البغداديين. سمع أبا القاسم البغوي، وأبا جعفر أحمد بن إسحاق بن بهلول، وأبا
حامد بن محمد بن هارون الحضرمي، وإسماعيل الوراق، وجماعة. روى عنه: أبو الحسين بن
النقور، وأبو طالب العشاري، وأبو محمد الصريفيني، وتوفي سلخ رجب.
(27/204)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 205
4 (محمد بن عبد الله بن حمدون، أبو سعيد النيسابوري الزاهد، أحد العباد ببلده.)
سمع من أبي بكر محمد بن حمدون، وأبي حامد بن الشرفي، وأبا نعيم بن عدي. وعنه أحمد
بن منصور المغربي، وأبو عثمان سعيد البحيري.
4 (محمد بن عبد الله بن محمد بن ذي النون، أبو عبد الله الأندلسي البجاني.)
سمع من سعيد بن فحلون، وأحمد بن جابر، وحدث. وفي سماعه من سعيد مقال.
4 (محمد بن عمر بن يحيى بن الحسين بن أحمد بن يحيى بن الحسين بن الشهيد بن علي)
الزيدي العلوي، أبو الحسن الكوفي نزيل بغداد. كان رئيس الطالبيين، مع كثرة المال
والضياع واليسار. ولد سنة خمسة عشرة. وسمع هناد بن السري الصغير، وأبا العباس بن
عقدة. روى عنه: أبو محمد الخلال وغيره، وانتخب عليه الدارقطني، وتوفي في ربيع
الأول، وكان وافر الجاه والحرمة. ناب عن بني بويه، ولما دخل عضد الدولة بغداد، قال
له: امنع الناس من الدعاء والصحبة وقت دخولي، ففعل، فتعجب من طاعة العامة له، ثم
فيما بعد قبض عليه وسجنه، وأخذ أمواله، فبقي في السجن مدة، حتى أطلقه شرف الدولة
أبو الفوارس بن عضد الدولة، فأقام معه، وأشار عليه بطلب الملك، فتم له ذلك، ودخل
معه بغداد.
(27/205)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 206
وقيل إنه أخذت منه لما صودر ألف ألف دينار عيناً. توفي في عاشر ربيع الأول.
4 (محمد بن محمد بن يعقوب، أبو عصمة السجزي الضبعي.)
توفي في ربيع الأول.
4 (محمد بن يوسف بن محمد الجنيد، أبو زرعة الكشي الحافظ الجرجاني.)
) كان أبوه من قرية كش، وهي على ثلاثة فراسخ من جرجان. سمع أبو زرعة من: أبي نعيم
بن عدي، وأبي العباس الدغلولي، ومكي بن عبدان، وأبي محمد عبد الرحمن بن أبي حلتم،
ورحل إلى نيسابور وبغداد وهمذان والحجاز. قال حمزة بن يوسف: جمع الأبواب والمشايخ،
وكان يحفظ ويفهم، وأملى علينا بالبصرة، ثم إنه جاوز بمكة إلى أن توفي بها سنة
تسعين وثلاثمائة.
4 (المعافى بن زكريا بن يحيى بن حميد القاضي، أبو الفرج النهرواني
(27/206)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 207
المعروف بابن طرار)
الفقيه الجريري، نسبةً إلى مذهب محمد بن جرير الطبري. سمع: أبا القاسم البغوي،
وابن أبي داود، وابن صاعد، وأبا سعيد العدوي، وأبا حامد الحضرمي، وخلقاً مثلهم
ودونهم، فأكثر، وقرأ على ابن شنبوذ، والخاقاني. قرأ عليه: أبو العلاء، محمد بن علي
القاضي، وأبو تغلب الملحمي، وأحمد بن مسرور الخباز، ومحمد بن عمر بن زلال
النهاوندي. روى عنه: أبو القاسم الأزهري، وأبو الطيب الطبري، وأحمد بن علي التوزي،
وأحمد بن عمر بن روح، وأبو علي محمد بن الحسين الجازري، وآخرون. قال الخطيب: كان
من أعلم الناس في وقته بالفقه والنحو واللغة وأصناف الأدب، وولي القضاء بباب الطاق،
وكان على مذهب ابن جرير، وبلغنا عن أبي محمد البافي الفقيه أنه كان يقول: إذا حضر
القاضي أبو الفرج، فقد حضرت العلوم كلها. قال الخطيب: حدثني أبو حامد الدلوي قال:
كان أبو محمد البافي يقول: لو أوصى رجل بثلث ماله أن يدفع إلى أعلم الناس، لوجب أن
يدفع إلى المعافى بن
(27/207)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 208
زكريا. قال الخطيب: وسألت البرقاني عن المعافى فقال: كان أعلم الناس، وكان ثقة، لم
أسمع منه. وزكريا أبو حيان التوحيدي قال: رأيت المعافى بن زكريا قد نام مستدبر
الشمس في جامع الرصافة، في يوم شات، وبه من أثر الضر والفقر والبؤس أمر عظيم، مع
غزارة علمه. وقال أبو عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي: قرأت بخط المعافى بن
زكريا قال: حججت، فكنت بمنى، فسمعت منادياً ينادي: يا أبا الفرج. فقلت: لعله
يريدني، ثم نادى: يا أبا الفرج المعافى. فهممت أناجيه، ثم رجع فنادى: يا أبا الفرج
المعافى النهرواني، فقلت: ولم أشك أنه يناديني، هأنذا، فما تريد قال: لعلك من
نهروان الشرق قلت: نعم. قال: نحن نريد نهروان) الغرب، قال: فعجبت من هذا الاتفاق،
وعلمت أن بالمغرب مكاناً يسمى النهروان. توفي المعافى بالنهروان في ذي الحجة، وله
خمس وثمانون سنة.
4 (ناجية بن محمد، أبو الحسن الكاتب.)
عن ابن الأنباري، والمحاملي، وجماعة. وعنه العتيقي، والتنوخي. وثقه الخطيب.
4 (يحيى بن منصور، أبو سعيد البوسنجي الفقيه، سمع بنيسابور محمد بن الحسين
القطان،)
وغيره. روى عنه جمال الإسلام أبو الحسن الداوودي، وتوفي في ذي الحجة.
4 (وهب بن محمد بن محمود بن إسماعيل، أبو الحزم القرطبي.)
سمع من قاسم بن أصبغ، ووهب بن مسرة، وكان حافظاً للرأي، مشاوراً في الأحكام في
أيام ابن السليم، فلما ولي القضاء محمد بن يبقى ترك مشاورته، وكان شيخاً صالحاً
كثير الصلاة، مواظباً للجامع، يقرئ الفقه ويفتي. توفي في رمضان.
4 (يحيى بن محمد بن يوسف، أبو زكريا الأشعري القرطبي المعروف بابن الجياني.)
(27/208)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 209
سمع محمد بن معاوية القرشي، ومسلمة بن قاسم، ومحمد بن أحمد الخزاز، رمل فسمع بمكة
كتاب الضعفاء للعقيلي، وبمصر صحيح مسلم من ابن ماهان. وكان جيد النقل، ضابطاً. مات
في صفر. وقال أبو عمر بن عبد البر: أنا هذا بجميع جامع الترمذي عن أبي يعقوب بن
الدخيل المكي، عن أبي ذر محمد بن إبراهيم الترمذي، عنه.
(27/209)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 210
(27/210)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 211
4 (من الوفيات وممن كان في هذا الوقت.)
4 (أحمد بن محمد بن مهلهل أبو القاسم إلبيري نزيل غرناطة.)
سمع محمد بن عبد الله بن أبي دليم. قال ابن الفرضي: كتبت عنه، وكان صالحاً. توفي
سنة ثمان أو تسع وثمانين.
4 (إبراهيم بن محمد، أبو معشر الوراق المروزي.)
روى عن أبي علي بن رزين الباساني. وعنه أبو عمر بن عبد الواحد المليحي.
4 (الحسن بن يحيى بن قيس، أبو بكر المقرئ.)
روى مختصر الخرقي في الفقه، عن الخرقي. روى عنه: أبو عبد الله بن حامد الحنبلي
الفقيه،) وأبو طالب العشاري.
4 (الحسين بن علي بن محمد بن إسماعيل بن إسحاق، أبو العباس الحلبي.)
توفي قبل والده فيما أظن.
(27/211)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 212
قدم بغداد، وحدث بها عن قاسم الملطي، والمحاملي، وابن عقدة، وعلي بن أبي مطر
الإسكندراني. روى عنه: علي بن أحمد النعيمي، وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي. قال
الخطيب: كان يوصف بالحفظ، وما علمت من حاله إلا خيراً.
4 (الحسن بن محمد بن إبراهيم بن شريك، أبو علي الأصبهاني الغسال.)
عن أبي عمرو أحمد بن محمد بن إبراهيم بن جعفر، ومحمد بن حفص وأحمد بن بندار
الشعار. وعنه: أبو طاهر أحمد بن محمود بن النعمان الصائغ، وغيره. ذكره ابن نقطة.
4 (الحسين بن أبي جعفر بن محمد الخالع الرافقي.)
قال: إنه من ذرية معاوية بن أبي سفيان، وكان من كبار النحاة. أخذ عن أبي سعيد
السيرافي، وأبي علي الفارسي. وله من المصنفات كتاب الشعراء وكتاب المواصلة
والمقاصدة وكتاب الأمثال وكتاب الأدوية والجبال وكتاب الرمال وكتاب تخيلات العرب
وكتاب تفسير شعر أبي تمام وكتاب صناعة الشعر وكتب سوى هذه، وكان من الشعراء
المذكورين، ولا أعرف متى مات.
(27/212)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 213
4 (سليمان بن حسان، أبو داود بن جلجل الأندلسي الطبيب، عالم الأندلس بالطب.)
كان بصيراً بالمعالجات. خدم المؤيد بالله هشام بن المستنصر، وكان إماماً في معرفة
الأدوية المفردة، لا سيما بكتاب ديسقوريدس العين زربي الذي عرب في خلافة المتوكل،
وبقي منه ألفاظ كثيرة يونانية لم تعرب ولا عرفت. قال ابن جلجل: وانتفع الناس بما
عرب منه، فلما كان في دولة الناصر عبد الرحمن بن محمد صاحب الأندلس، كاتبه أرمانوس
صاحب القسطنطينية قبل الأربعين وثلاثمائة وهاداه بنفائس، فكان منها كتاب ديسقوريدس
مصور الحشائش بالتصوير العجيب، والكتاب باليوناني، ومنها كتاب هروشيش تاريخ عجيب
في الأمم والملوك باللسان اللطيني. وكان بالأندلس من يتكلم به، ثم كاتبه الناصر
وسأله أن يبعث إليه برجل يتكلم باليوناني) واللطيني، ليعلم له عبيداً، حتى يترجموا
له، فيعث إليه براهب يسمى نقولا، فوصل قرطبة في سنة أربعين، ونشر من كتاب
ديسقوريدس ما كان مجهولاً، وكان هناك جماعة من حذاق الأطباء، فأحكم الكتاب، وقد
أدركتهم، وأدركت نقولا الراهب وصحبتهم، وفي صدر دولته مات نقولا الراهب. ولابن
جلجل تاريخ الأطباء والفلاسفة، وله تذييل وزيادات على كتاب ديسقوريدس مما لم يعرفه
ديسقوريدس، صنفه في سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة. ولم تبلغنا وفاته متى كانت.
(27/213)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 214
4 (عبد الباقي بن الحسين بن أحمد الإمام المقرئ، أبو الحسن بن السقا الخراساني ثم
الدمشقي.)
أحد الحذاق بالقراءات، وأحد من عني بهذا الشأن. قرأ على: محمد بن سليمان البعلبكي
صاحب هارون الأخفش، وعلى نظيف بن عبد الله، وعلي ابن زيد بن علي الكوفي، وعلي بن
محمد بن علي الجلندي، وعلي بن محمد بن الحسن الدبيلي وأحمد بن صالح وإبراهيم بن
الحسن، وطائفة بالحجاز والشام والعراق ومصر، وحدث عن عبد الله بن عتاب بن الزفتي،
وأبي علي الحصايري، وجماعة. قرأ عليه: أبو الفتح فارس وغيره، وحدث عنه علي بن داود
المقرئ، وأبو علي محمد بن أحمد الأصبهاني. وقال أبو عمر الداني: وكان خيراً،
فاضلاً، ثقةً، مأموناً، إماماً في القرآن، عالماً بالعربية، بصيراً بالمعاني. قال
لنا فارس بن أحمد عنه أنه قال: أدركت إبراهيم بن عبد الرزاق بأنطاكية، وحضرت
مجلسه، وهو يقرئ في سنة أربع وثلاثين، وأنا داخل، ولم أقرأ عليه. قال الداني: سمعت
عبد الرحمن بن عبد الله يقول: كان عبد الباقي سمع معنا على أبي بكر الأبهري، وكتب
عنه كتبه في الشرح، ثم قدم مصر، فقامت له فيها رئاسة، وكنا لا نظنه هناك، وكان
ببغداد. توفي سنة ثمانين بالإسكندرية، أو بمصر.
4 (عثمان بن محمد، أبو القاسم السامري الوراق.)
سمع أبا بكر بن نيروز الأنماطي، وإبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، وجعفر بن مرشد.
(27/214)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 215
وعنه: الماليني، والحاكم، وحمزة السهمي، وجماعة.
4 (علي بن الحسين بن عثمان بن سعيد، أبو الحسن الغضائري.)
) قرأ عليه بالروايات أبو علي الأهوازي. وزعم أنه قرأ على عبد الله بن هاشم
الزعفراني تلميذ خلف البزاز، وعلى أحمد بن فرج، وسعيد بن عبد الرحيم الضرير صاحبي
الدوري، وعلي بن شنبوذ، ومحمد بن إبراهيم الأهناسي المصري، وعبد الله بن أحمد بن
الهيثم المقرئ، على تلميذ أبي أحمد الطيب بن إسماعيل.
4 (عمر بن القاسم، أبو الحسين البغدادي المقرئ صاحب ابن مجاهد، يعرف بابن الحداد
وبابن)
وبرة، من بقايا من تلا على ابن مجاهد. حدث عن: ابن مبشر الواسطي، والمحاملي، وقاسم
الملطي. روى عنه: أبو محمد الخلال، والعتيقي، وأبو الفرج الطناجيري. قال الخطيب:
كان صدوقاً. قلت: بقي إلى سنة تسعين.
4 (عبد الله بن إبراهيم بن تميم، أبو القاسم القاضي.)
روى عن أحمد بن إبراهيم الإمام البلدي، وأبي الفوارس الصابوني، وأحمد بن الحسن بن
إسحاق الرازي. روى عنه أبو الحسن العتيقي، وأبو القاسم الأزجي. قال الخطيب: كان
صدوقاً، خرج له ابن شاهين.
4 (عبد الله بن محمد بن القاسم بن خلف بن حزم، أبو الحسن الثغري
(27/215)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 216
القلعي، من قلعة أيوب)
بالأندلس. سمع وهب بن مسرة، وابن عابس، وفي الرحلة من أبي علي بن الصواف ببغداد.
ورجع فلزم العبادة والجهاد، وولي قضاء بلده، ثم استغنى من القضاء، وإليه كانت الرحلة،
وانتفع به الناس. روى عنه: أبو عمر الطلمنكي، وابن الفرضي، وابن الشقاق. وتوفي سنة
ثلاث، وكان عارفاً بمذهب مالك.
4 (عثمان بن أحمد بن جعفر العجلي، مستملي ابن شاهين.)
روى عن البغوي، وابن أبي داود، والحسين بن عفير. روى عنه: الخلال، وعبد العزيز
الأزجي، والعتيقي، وأبو طالب العشاري.
4 (عثمان بن محمد بن القاسم الأدمي.)
روى عن عبد الله بن إسحاق المدائني، والباغندي، والبغوي.) روى عنه: العتيقي، وأبو
بكر بن بشران، ومحمد بن أحمد النرسي. وثقه أبو بكر الخطيب.
4 (نصر بن أحمد بن محمد بن الخليل المرجى أبو القاسم الموصلي.)
روى عن أبي يعلى الموصلي، فهو آخر من روى في الدنيا عنه، وعمر دهراً طويلاً. روى
عنه: أبو علي الأهوازي، وأبو نصر بن طوق الموصلي، وآخر من روى عنه بالإجازة علي بن
البشري. توفي قريباً من سنة تسعين وثلاثمائة.
(27/216)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 217
4 (محمد بن أحمد بن عبد الله، وقيل علي بدل عبد الله الفقيه، أبو بكر بن خويز
منداذ المالكي)
صاحب أبي بكر الأبهري من كبار المالكية العراقيين. صنف كتاباً كبيراً في الخلاف،
وآخر في أصول الفقه، وكتاب أحكام القرآن، وله اختيارات في الفقه خالف فيها
المذاهب، كقوله: إن العبيد لا يدخلون في الخطاب للأحرار، وأن خبر الواحد يوجب
العلم. قاله القاضي عياض، وقال: قد تكلم فيه أبو الوليد الباجي وقال: لم أسمع له
في علماء العراقيين ذكر، أو كان له بجانب الكلام جملة، وينافر أهله حتى يؤدي إلى
منافرة المتكلمين من أهل السنة، وحكم على أهل الكلام أنهم من أهل الأهواء الذين
قال مالك، رحمه الله، في مناكحتهم وأمانتهم وشهادتهم ما قال. قلت: وذكره أبو إسحاق
في الطبقات، فقال فيه: المعروف بابن كواز.
4 (محمد بن الحسن بن محمد، أبو الفضل الكاتب، بغدادي صالح.)
روى عن المحاملي، ومحمد بن مخلد. قال الخطيب: حدثونا عنه.
4 (محمد بن الحسين بن حاتم أبو عبد الله الزغرتاني الهروي. سمع أحمد بن سعيد
الأشج،)
وأبي الأشعث العجلي. روى عنه: إسحاق القراب، وأبو عبد الواحد المليحي، وغيرهما.
(27/217)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 218
4 (محمد بن عمر بن عزيز بن عمران، أبو بكر الهمذاني التككي.)
روى عن أوس الخطيب، وموسى بن محمد بن جعفر، وإبراهيم بن محمد بن فيره الطيان، وأبي
بكر بن أبي زكريا، وجماعة. وعنه: عبد الغفار بن محمد، وعبد الله بن كاله، ومكي بن
المحتسب وعبد الله بن الحسن الهاشمي، وهو آخر من حدث عنه. قال شيرويه: هو صدوق.
4 (محمد بن عمر بن الفضل بن الموفق، أبو بكر الصوفي الهمذاني الخباز المعروف بابن)
جزر صاحب الشبلي.) روى عن أحمد بن عبد الله الهروي صاحب يحيى بن معاذ الرازي، وغير
واحد، وروى تفسير جويبر عن إبراهيم بن محمد بن فيرة الطيان. روى عنه: أبو سهيل بن
زيرك، وأبو منصور محمد بن عيسى، وحمد بن سهل المؤدب، والخليل بن عبد الله الخليلي،
وآخرون. وقيل إن الدارقطني روى عنه. قال شيرويه: صدوق. قد روى عنه من أهل بغداد
أبو حفص بن شاهين، وهو أكبر منه.
4 (عبد الله بن أحمد بن محمد، أبو الحسين بن الأصبهاني المقرئ نزيل بغداد، وحدث
عن)
محمد بن عمر بن حفص الجورجيري، وابن داسه، وأبي محمد بن فارس، وعدة. وعنه
البرقاني، والعتيقي. وثقه عابد.
(27/218)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 219
4 (عبد الواحد بن الحسين القاضي، أبو القاسم الصيمري الشافعي، أحد الأعلام، ومن
أصحاب)
الوجوه في المذهب. تفقه بأبي حامد المروروذي، وبأبي الفياض، وارتحل الفقهاء إلى
البصرة، وكان من أوعية العلم. تفقه عليه أقضى القضاة الماوردي، وله كتاب الإيضاح
في المذهب في سبع مجلدات، وكتاب القياس والعلل، وغير ذلك. سمعوا منه في سبع
وثمانين بعض كتبه.
4 (إبراهيم بن الحسين بن حكمان الإمام، أبو منصور بن الكرخي البغدادي.)
سمع أحمد بن عبيد الصفار، وأبا علي الصواف، وطبقتهما، فأكثر، وأراد أن يصنف
مسنداً، وكان يحضر عنده الدارقطني كل أسبوع، ويعلم على الأحاديث في أصوله، ويملي
عليه العلل، حتى خرج من ذلك جملة كبيرة. روى عنه الدارقطني في كتاب المدبج حديثاً،
ومات قبل الدارقطني بزمان. قال الخطيب: سألت البرقاني عنه، فقال: ما علقت عنه
يسيراً، ولم أر مثل صحبته نحواً من عشرين سنة، أدام فيها الصيام، وكان يصلي أربع
ركعات بسبع القرآن كل ليلة وقت العتمة.
4 (أحمد بن محمد بن إسحاق بن جوري، أبو الفرج العكبري.)
(27/219)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 220
أكثر التطواف، وسمع الكثير بالعراق والعجم والشام والحجاز ومصر، وقد حدث عن خثيمة
الأطرابلسي، وأبي سعيد بن الأعرابي، وعبد الصمد الطستي، وطبقتهم. روى عنه: أبو بكر
بن لال، وحمزة السهمي، وأبو نعيم الحافظ، وأبو طاهر محمد بن محمد) ابن الصباغ. قال
الخطيب: في حديثه مناكير.
4 (علي بن الحسن بن بندار بن محمد بن المثنى، أبو الحسن التميمي الإستراباذي
القسري)
الزاهد، شيخ الصوفية بجرجان. رحل وسمع من أبي سعيد بن الأعرابي، وخثيمة بن سليمان،
وأبي بكر الرقي، وخلق. وعنه: ابنه إسماعيل، وعلي بن محمود الزوزني، وفضل الله أبو
سعيد الميهني وسعيد بن أبي سعيد العيار، وغيرهم. قال ابن طاهر المقدسي: كان يقف
على أفراد لقوم، فيحدث بها عن أناس آخرين، لا يحتج به.
4 (عتبة بن محمد بن حاتم القاضي، أبو الهيثم النيسابوري الحنفي الإمام.)
سمع الأصم وطائفة، وتفقه على أبي الحسين قاضي الحرمين، وسمع
(27/220)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 221
في الفقه، وصار أوحد عصره، حتى لم يبق بخراسان قاض حنفي إلا وهو ينتمي إليه. قال
أبو عبد الله الحليمي: لقد بارك الله في علم الفقه بأبي الهيثم، فليس بما وراء
النهر أحد يرجع إلى النظر والجدل إلا أصحابه. قلت: روى عنه الحاكم حديثاً في
تاريخه.
4 (عياش بن الحسن الخزري.)
عن أبي بكر بن زياد النيسابوري، وابن الأنباري، والمحاملي. روى عنه الدارقطني، وهو
أكبر منه، وأبو بكر بن بشران، وعبد الكريم بن المحاملي. وثقه الخطيب.
4 (مهدي بن محمد، أبو سلمة القشيري النيسابوري الصيدلاني.)
عن أبي حامد بن الشرفي الحافظ، ومحمد بن أحمد بن دلويه، وأبي حامد بن بلال. وقدم
بغداد، فحدث بها قبل سنة تسعين. روى عنه: أبو القاسم التنوخي، وهبة الله
اللالكائي. قال الخطيب: رواياته مستقيمة.
4 (زيد بن رفاعة، أبو الخير.)
روى بخراسان عن ابن دريد، وابن الأنباري كتب اللغة، وروى لهم عن أبيه، عن ابن كامل
الجحدري.
(27/221)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 222
ذكره الخطيب، فقال: كان كذاباً. سمعت أبا القاسم هبة الله، يعني اللالكائي يقول:
رأيته بالري،) وأساء القول فيه، وقال لي التنوخي: ذكر لنا عنه أنه كان يذهب مذهب
الفلاسفة.
4 (الحسين بن أحمد بن علي بن خزيمة النيسابوري، أبو محمد الكرابيسي.)
سمع ابن خزيمة. وعنه أبو سعد الكنجروذي.
4 (الربيع بن محمد بن حاتم، أبو الطيب الحاتمي الطوسي.)
عن أبي القاسم، عبد الله بن إبراهيم المزكي، وإبراهيم بن عبدوس الحرشي، وإسماعيل
الصفار، وطبقتهم. وعنه: أبو يعلى الصابوني، وأبو بكر محمد بن الحسن المقرئ،
غيرهما.
(27/222)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 223
4 (يسم الله الرحمن الرحيم.)
5 (الطبقة الأربعون حوادث)
1 (الأحداث من سنة إلى)
1 (حوادث سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة.)
فيها جلس القادر للحجاج الخراسانية، وأعلمهم أنه قد جعل ولي عهده ولده أبا الفضل
الغالب بالله، وله يومئذ ثمان سنين وأربعة أشهر، وسبب عجلته في ذلك أن عبد الله بن
عثمان العباسي الواثقي الخطيب خرج إلى خراسان، واتفق هو ورجل رئيس على أن افتعلا
كتاباً من القادر بتقليد الواثقي ولاية العهد من بعده، ودخل على بعض السلاطين،
فاحترمه وخطب له بعد القادر، وكتب إلى القادر بالله، فبادر بولاية العهد لابنه،
وأثبت فسق الواثقي، ولم يزل الواثقي في البلاد النائية حتى مات غريباً خائفاً من
سوء افترائه.
(27/223)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 224
(27/224)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 225
1 (حوادث سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة.)
فيها ثارت العامة ببغداد على النصارى، فنهبوا البيعة وأحرقوها، سقطت على جماعة من
المسلمين، فهلكوا، وعظمت الفتنة ببغداد، وانتشر الدعار. وبطل الحج من العراق في
هذه السنة. وفيها ولد أبو الحسن وأبو الحسين توأمين للسلطان بهاء الدولة، فعاش أبو
الحسين سبع سنين، وأما أبو علي فعاش وملك العراق، ولقب مشرف الدولة. وزاد أمر
الشطار ببغداد، وواصلوا أخذ العملات والأموال، وقتلوا، وأشرف الناس معهم على خطة
صعبة، وكان فيهم من هو عباسي وعلوي، فبعث بهاء الدولة أبا علي عميد الجيوش إلى)
العراق ليبر أمورها، فقدم بغداد، وزينت له، وغرق جماعة، ومنع الشيعة والسنية من
إظهار مذهبهم،
(27/225)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 226
ونفى الدعار، ونفى ابن المعلم فقيه الشيعة، وقامت هيبته. وفي المحرم غزا السلطان
محمود بن سبكتكين الهند، فالتقاه صاحبها الملك جيبال، ومعه ثلاثمائة فيل، فنصر
الله محمود، وقتل من الكفار خمسة آلاف، ومن الفيول خمسة عشر فيلاً، وأسر جيبال في
جماعة من قواده، فكان عليه من الجواهر ما قيمته مائتا ألف رأس دينار وبلغت القيمة
من الرقيق خمسمائة ألف رأس نقل ذلك صاحب سيرة محمود بن سبكتكين الأديب الكاتب أبو
النصر محمد بن عبد الجبار العتبي، وقد سمع هذا من أبي الفتح البستي وجماعة. قال
أبو النصر: وافتدى الملك نفسه بخمسين فيلاً. وكان مسناً، فتألم مما تم عليه، وآثر
النار على العار، فحلق شعره، ثم حرق نفسه حتى تلف. قال أبو النصر: وافتدى الملك
نفسه بخمسين فيلاً.
(27/226)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 227
1 (حوادث سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة.)
فيها منع عميد الجيوش يوم عاشوراء من النوح وتعليق المسوح في الأسواق، ومنع السنية
عما أبدعوه في أمر مصعب بن الزبير. وفيها قبض بهاء الدولة على وزيره أبي غالب محمد
لن خلف، وقرر عليه مائة ألف دينار. وفيها برز عميد الجيوش، وذهب إلى سورا، فاستدعى
سيف الدولة على بن مزيد، وقرر عليه في العام أربعين ألف دينار عن بلاده، وأقره
عليها. وفي ربيع الآخر منها أمر نائب دمشق بمصولة الأسود الحاكمي بمغربي، فطيف به
على حمار، ونودي عليه: هذا جزاء من يحب أبا بكر وعمر، ثم أمر به، فأخرج إلى الرملة
فضربت عنقه هناك، رضي الله عنه، ولا رضي عن قاتله.
(27/227)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 228
وفيها نازل السلطان محمود بن سبكتكين بسجستان، وأخذها من صاحبها خلف بن أحمد
بالأمان، فاستناب عليها الحاجب قنجى من كبار قواد أبيه، فخرج عليه أهل سجستان بعد
أشهر، فسار محمود في عشرة آلاف وحاربهم، وقتل منهم مقتلة كبيرة في ذي الحجة.
(27/228)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 229
1 (حوادث سنة أربع وتسعين وثلاثمائة.)
فيها قلد بهاء الدولة الشريف أبا أحمد الحسين بن موسى الموسوي قضاء القضاة والحج)
والمظالم ونقابة الطالبيين، وكتب له من شيراز العهد، ولقبه الطاهر الأوحد ذو
المناقب، فلم ينظر في قضاء القضاة، لامتناع القادر بالله من الإذن له. وحج بالناس
أبو الحارث محمد بن محمد العلوي، فاعترض الحاج الأصيفر المنتفقي ونازلهم، وعول على
نهبهم، فقالوأ: من يكلمه ويقرر له ما يأخذ فنفذوا أبا الحسن بن الرفاء وأبا عبد
الله بن الدجاجي، وكانا من أحسن الناس قراءةً، فدخلا إليه، وقرءا بين يديه، فقال:
كيف عيشكما ببغداد فقالا: نعم العيش، تصلنا الخلع والصلات. فقال: هل وهبوا لكما
ألفا ألف دينار قالا: لا، ولا ألف دينار. فقال: قد وهبت لكما الحاج وأموالهم،
فدعوا له وانصرفوا، وفرح الناس. ولما قرءا بعرفات، قال أهل مصر والشام: ما سمعنا
عنكم بتبذير مثل هذا يكون عندكم شخصان مثل هذين، فتستصحبونهما معكم معاً، فإن
هلكا، أي شيء تحملون؟
(27/229)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 230
وأخذهما أبو الحسين بن بويه مع أبي عبد الله بن بهلول، وكانوا يصلون به بالنوبة
التراويح، وهم أحداث.
(27/230)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 231
1 (حوادث سنة خمس وتسعين وثلاثمائة.)
حج بالعراقيين جعفر بن شعيب السلار، ولحقهم عطش في طريقهم، فهلك خلق كثير. وفي
المحرم قتل الحاكم بمصر جماعة من الأعيان صبراً. وفيها قتل المنتصر أبو إبراهيم
إسماعيل بن نوح بن نصر بن نوح الساماني، وكان قد أسر أخوه عبد الملك، كما ذكرنا في
سنة تسع وثمانين. واستولى على ما وراء النهر ايلك خان، وقبض على أبي إبراهيم هذا،
وعلى أخيه عبد الملك، وعلى نوح بن منصور الرضي، وعلى أعمامهم أبي زكريا، وأبي
سليمان، فتحيل المنتصر وهرب من السجن في زي امرأة كانت تنتابهم لمصالحهم، واختفى
أياماً عند عجوز، وذهب إلى خوارزم، فتلاحق به من بدو نمار من بقايا الدولة
السامانية، حتى اجتمع شمله، وكثف خيله ورجله، وأغار بعض عماله على بخارى، وبيتوا
بضعة عشر قائداً من القواد، وحملوا في وثاق إلى خوارزم، وانهزم من بقي من قواد
ايلك خان، وعاد المنتصر إلى بخارى، وفرح الناس، فجمع ايلك جيوشه، وتكاثفت أيضاً
جموع المنتصر، وقصد نيسابور، وحارب أميرها نصر بن سبكتكين أخا محمود، فهزمه، وأخذ
نيسابور، فانزعج لذلك السلطان محمود، وطوى
(27/231)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 232
المغاور، حتى وافى نيسابور، فتقهقر عنها المنتصر إلى أسفرايين، وجبى الخراج، وقدم
له) شمس المعالي قابوس خيلاً وجمالاً وبغالاً، وألف ألف درهم، وثلاثين ألف دينار،
مدارةً عن جرجان. ثم إن المنتصر عاد إلى نيسابور، فتحيز عنها أخومحمد، وجبى
المنتصر منها الأموال، ثم التقى هو وأخو محمود، فكانت بينهما وقعة ملحمة هائلة،
فكانت النصرة لصاحب الجيش نصر بن سبكتكين، وانهزم المنتصر، فجاء إلى جرجان، فدفعه
عنها شمس المعالي، ثم التقى المنتصر أيضاً هو والسبكتكينية بظاهر سرخس، وقتل خلق
من الفريقين، وانهزم جمع المنتصر، وقتل جماعة من قواده، فسار المنتصر يعتسف
المهالك، فانتبذ به إلى محال الأتراك الغزية، ولهم ميل إلى آل سامان، فأخذتهم
المذمة من خذلانه، وحركتهم الحمية لعونه في سنة ثلاث وتسعين، وقصدوا أيلك خان،
وحاربوه، ثم خافهم المنتصر وفارقهم، وراسل السلطان محمود بن سبكتكين يذكره بحقوق
سلفه عليه، فأكرم محمود رسوله، وتماثل حال المنتصر، جرت له أحوال وأمور وحروب
عديدة. وكان موصوفاً بالدهاء والشجاعة المفرطة، ثم قام معه فتيان أهل سمرقند،
وتراجع أمره، فسمع الخان باحتداد شوكته واشتداد وطأته، فزحف إليه في شعبان سنة
أربع وتسعين وثلاثمائة، وانكسر الخان أيلك، ثم جمع وحشد وكر لطلب الثأر، فالتقوا،
فخامر خمسة آلاف من جيش المنتصر، وبقي المنتصر أينما قصد، شهرت عليه السيوف وكثر
أضداده، ودلف إليه صاحب الجيش ابن سبكتين، وولي سرخس، وولي طوس. وحثوا الظهر في
(27/232)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 233
طلبه، ففاتهم إلى بسطام، فرماه شمس المعالي بنحو ألفين من الأكراد والشاهجانية،
فأزعجوه عنها حتى ضاقت عليه المسالك، فتلقاه ابن سرخك الساماني، بكتاب يخدعه فيه،
فانفعل طمعاً في وفائه، فثنته خيل أيلك خان بطرف خراسان، فطاردهم، ثم ولاهم ظهره، فأسروا
أخوته، والتجأ إلى ابن بهيج الأعرابي، فما خفر حق مقدمه، وروى الأرض من دمه، كما
عناه أبو تمام بقوله:
(فتىً مات بين الطعن والضرب ميتةً .......... تقوم مقام النصر إذ فاته النصر.)
(فأثبت في مستنقع الموت رجله .......... وقال لها من دون أخمصك الحشر.)
(غدا غدوة الحمد فسبح ردائه .......... فلم ينصرف إلا وأكفانه الأجر.)
(مضى طاهر الأثواب لم تبق روضةً .......... غداة ثوى إلا اشتهت أنها قبر.)
(عليك سلام الله وقفاُ فإنني .......... رأيت الكريم الحر ليس له عمر.)
) وانقضت الأيام السامانية، وذلك في أوائل سنة خمس وتسعين وثلاثمائة.
(27/233)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 234
1 (حوادث سنة ست وتسعين وثلاثمائة.)
فيها تولى ابن الأكفاني قضاء جميع بغداد. وفيها جلس القادر بالله لأبي المنيع
قرواش بن أبي حسان، ولقبه بعميد الدولة، وتفرد قرواش بالإمارة. وحج بالناس محمد بن
محمد بن عمر العلوي، وخطب بالحرمين للحاكم صاحب مصر على القاعدة، وأمر الناس
بالحرمين بالقيام عند ذكره، وفعل مثل ذلك بمصر، وكان إذا ذكر قاموا وسجدوا في
السوق، وفي مواضع الاجتماع، فإنا لله وإنا إليه راجعون، فلقد كان هؤلاء العبيديون
شراً على الإسلام وأهله من الشر.
(27/234)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 235
1 (حوادث سنة سبع وتسعين وثلاثمائة.)
فيها خروج أبي ركوة الأموي من ولد هشام بن عبد الملك، واسمه الوليد، وكان يحمل
ركوة في السفر، ويتزهد، وقد لقي المشايخ، وكتب الحديث بمصر، وحج، ودخل اليمن
والشام، وكان في خلال أسفاره يدعو إلى القائم من ولد هشام بن عبد الملك، ويأخذ
البيعة على من ينقاد له، ثم جلس معلماً، واجتمع عنده أولاد العرب، فدعاهم فوافقوه،
وأسر إليهم أنه الإمام، ولقب نفسه بالثائر بأمر الله المنتصف من أعداء الله، فعرف
بهذا بعض الولاة، فكتب إلى الحاكم بأن يأذن له في طلبه قبل أن تقوى شوكته، فأمره
باطراح الأمر والفكر فيه، لئلا يجعل له سوقاً، وينبه عليه، وكان يخبرهم عن
المغيبات، ثم حاربه ذلك الوالي في عسكره، فظفر به أبو ركوة، ثم أخذوا أسلابهم،
فأصاب مالية. ونزل برقة، فجمع له أهلها مائتي ألف دينار، وأخذ من يهودي مائتي ألف
دينار، ونقش السكة باسمه، وخطب الناس ولعن الحاكم وشتمه، فحشد له الحاكم وجهز
لقتاله ستة عشر ألفاً، عليهم الفضل بن عبد الله، وأنفق فيهم ذهباً عظيماً، فلما
قارب تلقاه أبو ركوة، فرام مناجزته، والفضل يراوغ، فقال أصحاب أبي ركوة: قد بذلنا
نفوسنا دونك، ولم يبق فينا فضل لمعاودة حرب، ونحن مطلوبون لأجلك، فخذ لنفسك، وانظر
أي بلد شئت لنحملك إليه، فذهب إلى بلد النوبة لأنه كان مهادنه، فبعث الفضل في طلبه
عسكراً، فأدركوه، فأسلمه أصحابه، فحمل إلى
(27/235)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 236
الحاكم. فأركب جملاً وطيف به، ثم قتل. وبالغ الحاكم في إكرام الفضل وإعطائه
الأقطاع، فمرض، فعاوده مرتين دفعتين، فلما عوفي) قتله. وفيها ورد كتاب من بهاء
الدولة بتقليد الشريف أبي الحسن محمد بن أبي أحمد الحسين بن موسى العلوي الحسني
النقابة والحج، وتلقيبه بالرضى ذي الحسبين، ولقب أخوه أبو القاسم بالشريف المرتضى
ذي المجدين. وفي رمضان قلد سند الدولة علي بن مزيد ما كان لقرواش، وخلع عليه.
وثارت على الحجاج ريح سوداء بالثعلبية حتى لم ير بعضهم بعضاً، وأصابهم عطش شديد،
واعتقلهم ابن الجراح على مال طلبه، وضاق الوقت، فردوا، ووصل أولهم إلى بغداد يوم
التروية، فلا قوة إلا بالله.
(27/236)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 237
1 (حوادث سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة.)
في ربيع الآخر، وقع ثلج عظيم ببغداد، حتى كان سمكه في بعض المواضع ذراعاً ونصفاً،
وأقام أسبوعاً لم يذب، ورمي إلى الشوارع، وبلغ وقعه إلى الكوفة، وإلى عبادان.
وكثرت العملات ببغداد واللصوص، وقتل منهم جماعة. وفي رجب قصد بعض الهاشميين أبا
عبد الله محمد بن النعمان بن المعلم شيخ الشيعة، وهو في مسجد، وتعرض به تعرضاً
امتعض منه تلامذته، فثاروا واستنفروا أهل الكرخ، وصاروا إلى دار القاضي أبي محمد
الأكفاني والشيخ أبي حامد الإسفراييني فسبوهما، وطلبوا الفقهاء ليوقعوا بهم، ونشأت
فتنة عظيمة، وأحضر مصحف ذكروا أنه مصحف ابن مسعود، وهو يخالف المصاحف، فجمع له
القضاة والكبار، فأشار أبو حامد والفقهاء بتحريفه، ففعل ذلك بمحضرهم، وبعد أيام
كتب إلى الخليفة بأن رجلاً حضر المشهد ليلة نصف شعبان، ودعا على من أحرق المصحف
وشتمه، فتقدم بطلبه، فأخذ، فرسم بقتله، فتكلم أهل الكرخ في أمر هذا المقتول لأنه
من الشيعة، ووقع القتال بينهم وبين أهل البصرة وباب الشعير ونهر القلائين، وقصد
أهل الكرخ دار أبي حامد، فانتقل عنها، ونزل دار القطن، وصاح الروافض: يا حاكم يا
منصور، فأحفظ القادر بالله ذلك، وأنفذ الفرسان
(27/237)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 238
الذين على بابه لمعاونة السنة، وساعدهم الغلمان، فانكسر الروافض وأحرق ما يلي نهر
الدجاج، ثم اجتمع الرؤساء إلى الخليفة، فكلموه، فعفى عنهم ودخل عميد الجيوش بغداد،
فراسل ابن المعلم بأن يخرج عن بغداد ولا يساكنه، ووكل به، فخرج في رمضان، وضرب
جماعة، ممن قام في الفتنة، وحبس آخرين، ومنع) القصاص من الجلوس، ثم سأل ابن مزيد
في ابن المعلم فرد وأذن للقصاص، بشرط أن لا يتعرضوا للفتن. وفي شعبان وقع برد في
الواحدة نحو خمسة دراهم. وفيه زلزلت الدينور، فمات تحت الردم أكثر من ستة عشر ألف
آدمي، وفر السالمون إلى الصحراء، فأخذوا أكواخاً، وهلك ما لا يحصى، وأهدمت أكثر
المدينة، وزلزلت سيراف والسيف، وغرق الماء عدة مراكب، ووقع هناك برد عظيم، ووزنت
بردة، فكانت مائة وستة دراهم. وفيها هدم الحاكم بيعة قمامة التي بالقدس، وهي عظيمة
القدر عند النصارى، يحجون إليها، وبها من الستور والآلات والأواني الذهب شيء مفرط،
وكانوا في العيد يظهرون الزينة، وينصبون الصلبان، وتعلق القوام القناديل في بيت
المذبح، ويجعلون فيها دهن الزئبق، ويجعلون بين القنديلين خيطاً الحرير متصلاً،
وكانوا يطلونه بدهن البلسان، ويتقرب بعض الرهبان، فيعلق النار في خيط منها من موضع
لا يراه أحد، فيتنقل بين القناديل، فيرقد الكل ويقولون: نزل النور من السماء
فأوقدها، فيضجون،
(27/238)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 239
فلما وصفت هذه الحالة للحاكم، كتب إلى والي الرملة، وإلى أحمد بن يعقوب الداعي بأن
يقصد بيت المقدس، ويأخذ القضاة والأشراف والرؤساء، وينزلون على هذه الكنيسة،
ويبيحوا للعامة نهبها، ثم يخربونها إلى الأرض، وأحس النصارى، فأخرجوا ما فيها من
جوهر وذهب وستور، وانتهب ما بقي، وهدمت. ثم أمر بهدم الكنائس، ونقض بعضها بيده،
وأمره بأن يعمر مساجد للمسلمين، وأمر بالنداء: من أراد الإسلام فليسلم، ومن أراد
الانتقال إلى بلد الروم كان آمناً إلى أن يخرج، ومن أراد المقام على أن يلزم ما
شرط عليه فليقم. وشرط على النصارى تعليق الصلبان ظاهرةً على صدورهم، وعلى اليهود
تعليق مثال رأس العجل في أعناقهم، ومنعهم من ركوب الخيل، فعملوا صلبان الذهب
والفضة، فأنكر الحاكم ذاك، وأمر المحتسبين بإلزامهم تعليق صلبان الخشب، وأن يكون
قدر الواحد أربعة أرطال، واليهود تعليق خشبة كالمدقة، وزنها ستة أرطال، وأن يشد في
أعناقهم أجراساً عند دخولهم الحمامات. ثم إنه قبل أن يقتل أذن في إعادة البيع
والكنائس، وأذن لمن أسلم أن يعود إلى دينه، لكونه مكرهاً. وقال: تنزه مساجدنا عمن لا
نية له في الإسلام.)
(27/239)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 240
(27/240)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 241
1 (حوادث سنة تسع وتسعين وثلاثمائة.)
وفي شعبان عصفت ريح شديدة بالعراق، وألقت رملاً أحمر بالطرق والبيوت. وفيها عزل
أبو عمرو قاضي القضاة وولي القضاء أبو الحسن بن أبي الشوارب، فقال العصفري الشاعر:
(عندي حديث ظريف .......... بمثله يتغنى.)
(من قاضيين يعزى .......... هذا وهذا يهنا.)
(هذا يقول: أكرهونا، .......... وذا يقول: استرحنا.)
(ويكذبان جميعاً .......... ومن يصدق منا.)
ورجع الركب العراقي خوفاً من ابن الجراح الطائي، فدخلوا بغداد يوم عرفة، وخرج بنو
رعب الهلاليون، وهم ستمائة، على ركب البصرة، فأخذوا منهم بما قيمته ألف ألف دينار.
كذا نقل ابن الجوزي في منتظمه. وفيها ولي دمشق أبو الحسن حامد بن ملهم للحاكم، بعد
علي بن جعفر بن فلاح، فوليها سنة وأشهراً، ثم عزل، وكان جواداً ممدحاً، وولي
(27/241)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 242
بعده أو معه القائد أبو منصور ختكين الداعي المعروف بالضيف، ذكره ابن عساكر فقال:
ولي إمرة دمشق مرتين للحاكم فأساء السيرة. وفي جمادى الآخرة كانت الفتنة بالأندلس،
وثار محمد بن هشام الأموي على متولي الأندلس، وانخرم النظام ووهى سلطان بني أمية
بالأندلس.
(27/242)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 243
1 (حوادث سنة أربعمائة.)
نقص في ربيع الآخر نهر دجلة نقصاناً لم يعهد مثله، وامتنع سير السفن من أوانا
والراشدية من أعالي دجلة، لأجل جزائر ظهرت، ولا يعلم أن كري دجلة وقع قبل ذلك.
وفيها عمل أبو محمد الحسن بن الفضل بن سهلان على مشهد علي سوراً منيعاً من ماله،
لكثرة من يطرقه من الأعراب، وتحصن المشهد. وفي رمضان أرجف بالقادر بالله بموته،
فجلس للناس يوم الجمعة وعليه البردة، وبيده القضيب، وقبل الشيخ أبو حامد
الإسفراييني الأرض، فسأل الحسن بن حاجب النعمان الخليفة أن يقرأ آيات من القرآن
يسمعها الناس، فقرأ عند ذلك بصوت عال لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض
والمرجفون في المدينة الآيات.) وفيها ورد الخبر إلى العراق بأن الحاكم أنفذ إلى
دار جعفر الصادق
(27/243)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 244
بالمدينة من فتحها وأخذ ما فيها، ولم يتعرض لهذه الدار أحد، وكان الحاكم قد أنفذ
رجلاً ومعه صلات العلويين وزادهم، وأمره أن يجمعهم ويعلمهم إيثاره لفتح هذه الدار،
والنظر إلى ما فيها من آثار جعفر بن محمد، وحمل ذلك إليه ليراه ويرده، ووعدهم على
ذلك بالإكرام، فأجابوه، ففتحت، فوجد فيها مصحف وقعب من خشب مطوق بحديد، ودرقة
خيزران وحربة وسرير، فحمل ذلك، ومضى معه جماعة من الحسينيين، ولما وصلوا إلى مصر
أعطاهم مبلغاً، ورد عليهم السرير وأخذ الباقي، وقال: أنا أحق به. وأمر بعمارة دار
العلم، وأحضر فيها فقهاء ومحدثين. وعمر أيضاً الجامع الحاكمي بالقاهرة، واتصل
الدعاء له، فبقي كذلك ثلاث سنين، ثم أقبل يقتل أهل العلم، وأغلق دار العلم، ومنع
من كل ما يفعل من الخير، ثم قتل سراً. وحج بالناس من العراق أبو الحارث محمد بن
محمد بن عمر العلوي الكوفي. وفيها غزا محمود بن سبكتكين الهند، فكانت وقعة نارين،
ونصر الله الإسلام، فله الحمد، وغنم المسلمون ما لا يحد ولا يوصف، وطلب صاحب الهند
الهدنة، وبعث بتحف وتقادم مع أقاربه. قال أبو النصر محمد بن عبد الجبار في سيرة
السلطان محمود: نشط
(27/244)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 245
السلطان في سنة أربعمائة لغزو الهند تقرباً إلى الله، فنهض يحث الخيول، ويخترق
الحزون والسهول، إلى أن توسط ديار الهند فاستباحها، ونكس أصنامها، وأوقع بعظيم
العلوج وقعةً أفاء الله عليه بها أمواله، وأغنم خيوله وأفياله، وحكم فيها سيوف
أوليائه، يحرسونهم ما بين كل سبسب وفدفد، ويجررونهم عند كل مهبط ومصعد، ورد إلى
غزنة بالغنائم، فلما رأى ملك الهند ما صب الله عليه وعلى أهل مملكته من سوط العذاب
بوقائع السلطان، أيقن انه لا قبل له بثقل وطأته، فأرسل إليه أعيان أقاربه ضارعاً
إليه في هدنة يقف فيها عند أمره، ويسمح بماله ووفره، على أن يقود إليه بادئ الأمر
وخمسين فيلاً، معها مالاً عظيم الخطر، بما يضاهيه من مسار تلك الديار، ومتاع تلك
البقاع، وعلى أن يناوب كل عام من أفناء عسكره في خدمة باب السلطان بألفي رجل، إلى
إتاوة معلومة. فأوجب السلطان إجابته ببذل طاعته، وإعطاءه الجزية عن يده، وبعث إليه
من طالبه بتصحيح المال، وقود الأفيال، فنفذ ما وعدوا، وانعقدت الهدنة، وتتابعت
القوافل من خراسان والهند، ولله الحمد.) وبقيت جبال الغور في وسط ممالك السلطان
محمود، وبها قوم من الضلال الخالين عن سمة الإسلام يخيفون السبيل، ويتمنعون بتلك
الجبال الشواهق، فأهم السلطان شأنهم، وصمم على تدويخ ديارهم وانتزاع بعرة
الإستطالة من رؤوسهم، فاجلب عليهم بخيله ورجله، وقدم أمامه والي هراة التونتاش،
ووالي طوس أرسلان، فسارا مقتحمين مضايق تلك المسالك، إلى مضيق قد غص بالكماة،
فناشدوا الحرب تناوشاً بطلت فيه العوامل إلا الصوارم في الجماجم والخناجر في
الحناجر، وتصابر الفريقان، حتى سالت نفوس، وطارت رؤوس، فلحقهم السلطان في خواص
أبطاله، وجعل يلجئهم إلى ما وراءهم شيئاً فشيئاً، إلى أن فرقهم في عطفات الجبال،
واستفتح المجال إلى عظيم الكفرة المعروف بابن سورى، فغزاه في عقر داره، وأحاط
ببلده، وشد عليه، فبرز الرجل في عشرة آلاف كأنما خلقوا من حديد، وكأن
(27/245)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 246
أكبادهم الجلاميد، يستأنسون بأهل الوقائع استئناس الظبايا السرايع، ودام القتال
إلى نصف النهار، فأمر السلطان بتوليتهم الظهور استدراجاً، فاغتروا وانقضوا على
مواقعتهم، واغتنموا الفرصة، فكرت عليهم الخيول بضربات غنيت بذواتها عن أدواتها،
فلم ترتفع منها واحدة إلا عن دماغ منثور، ونياط مبتور، وصرع في المعركة رجال كهشيم
المحتضر، أو أعجاز نخل منقعر، وأسر ابن سورى وسائر حاشيته، وأفاء الله على السلطان
ما اشتمل عليه حصنه من ذخائره التي اقتناها كابر عن كابر، وورثها كافر عن كافر،
وأمر السلطان بإقامة شعار الإسلام فيما افتتحه من تلك القلاع، فأفصحت بالدين
المنابر، واشترك في عز دعوته البادي والحاضر، ولعظم ما ورد على ابن سورى، مص فص
خاتم مسموم، فأتلف نفسه، وخسر الدنيا والآخرة. وأما الأندلس فتم فيها فتن هائلة،
وانقضت أيام الأمويين، وتفرقت الكلمة. وفي ربيع الأول سنة أربعمائة دخل البربر
والنصارى قرطبة، فقتلوا من أهلها أزيد من ثلاثين ألفاً، وتملكها سليمان الأموي
المستعين، واستقر بها سبعة أشهر، ثم بلغه أن المهدي الأموي، هو ابن عمه، قد استنجد
بالنصارى لأخذ الثأر منه، فتأهب، ثم وقع بينهم مصاف، فانهزم البربر والمستعين،
وذلك في رابع شوال، ودخل المهدي قرطبة بدولته الثانية، فصادرهم، وفعل الأفاعيل،
وخرج يتبع البربر، فكروا عليه فهزموه، واستبيح عسكره، وقتل نحو العشرين ألفاً من
أهل قرطبة، فإنا لله وإنا إليه راجعون، والله أعلم. آخر الحوادث، والحمد لله
وحده.)
(27/246)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 247
5 (الطبقة الأربعون وفيات)
1 (وفيات سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة.)
4 (أحمد بن عبد الله بن حميد بن زريق، أبو الحسن البغدادي نزيل مصر.)
سمع: أبا عبد الله المحاملي، ومحمد بن مخلد، وأبا علي محمد بن سعيد الرقي الحافظ،
ومحمد ابن بكارالسكسكي، ومحمد بن يوسف الهروي، ومحمد بن جعفر بن ملاس، وخلقاً
سواهم، وانتقى عليه خلف الوساطي. روى عنه ابن بنته أبو الحسين محمد بن مكي المصري،
ورشأ بن نظيف، وعبد العزيز بن علي الأزجي، وأبو عمر أحمد بن عبد الله الناجي،
وآخرون. وثقه الصوري. وزريق بتقديم الزاي. توفي في ربيع الأول.
4 (أحمد بن محمد بن نوح، أبو حامد البخارى، قاضي نسف.)
روى عن أبي نعيم عبد الملك بن عدي، وعيسى بن عبد الله العثماني صاحب بندار. روى
عنه: جعفر المستغفري، وقال: توفي في شوال.
(27/247)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 248
4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى بن هارون الأنصاري القرطبي، أبو بكر.)
سمع محمد بن معاوية، وأحمد بن ثابت التغلبي، وحج فسمع أبا العباس الكندي، والحسن
بن رشيق. وكان صالحاً منقطعاً، رحمه الله.
4 (أحمد بن محمد بن عبد الله الأستاذ، أبو العباس السجستاني الزاهد نزيل نيسابور.)
صحب الشبلي، وسمع من أبي عمرو الحيري، وطبقته، وقل ما روى. أرخه الحاكم.
4 (أحمد بن يوسف بن أحمد بن إبراهيم بن أيوب بن عمرو بن مسلم بن واضح، أبو بكر)
الثقفي الخشاب الأصبهاني المؤذن. روى عن: الحسن بن محمد بن دلويه، وعمر بن عبد
الله بن الحسن، والحسن الداركي، والفضل بن الخصيب، وجماعة. روى عنه: أبو بكر بن
علي، وأبو نعيم أحمد بن عبد الله، وأبو سهل أحمد بن أحمد الصيرفي، وأحمد بن الفضل
الباطرقاني، وجماعة.)
4 (إسماعيل بن محمد بن أحمد حاجب، أبو علي الكشاني.)
روى الصحيح عن الفربري. وقال الإدريسي: توفي فيها، وهو آخر من حدث بالجامع الصحيح.
وسيعاد في الآتية.
(27/248)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 249
4 (جعفر بن الفضل بن جعفر بن محمد بن موسى بن الحسن الفرات، الوزير المحدث، أبو)
الفضل ابن الوزير أبي الفتح بن حنزابة البغدادي، نزيل مصر. وزر أبو ه للمقتدر في
السنة التي قتل المقتدر فيها، وتقلد أبو الفضل وزارة صاحب مصر كافور. وحدث عن:
محمد بن هارون الحضرمي، والحسن بن محمد الداركي الأصبهاني، ومحمد بن زهير الأبلي،
ومحمد بن حمزة بن عمارة، وأبي بكر محمد بن جعفر الخرائطي، ومحمد بن سعيد الحمصي،
وجماعة. قال الخطيب: كان يذكر أنه سمع من أبي القاسم البغوي مجلساً، ولم يكن عنده،
وكان يقول: من جاءني به أغنيته. وكان يملي الحديث بمصر، وبسببه خرج الدارقطني إلى
هناك، فإن ابن حنزابة كان يريد أن يصنف مسنداً، فخرج أبو الحسن الدارقطني إلى مصر،
فأقام عنده مدة، وحصل له منه مال كثير. وروى عنه الدارقطني أحاديث. ولد ابن حنزابة
في ذي الحجة سنة ثمان وثلاثمائة، وتوفي في ثالث عشر ربيع الأول. ومن شعره:
(من أخمل النفس أحياها وروحها .......... ولم يبت طاوياً منها على ضجر.)
(إن الرياح إذا اشتدت عواصفها .......... فليس ترمي سوى العالي من الشجر.)
(27/249)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 250
وقال السلفي: كان أبو الفضل بن حنزابة من الثقات الحفاظ المتبجحين بصحبة أصحاب
الحديث، مع جلالة ورئاسة. يروي ويملي بمصر في حال وزارته، ولا يختار على العلم
وصحبة أهله شيئاً، وعندي من أماليه فوائد، ومن كلامه على الحديث وتصرفه الدال على
حدة فهمه ووفور علمه. وقد روى عنه حمزة الكناني الحافظ مع تقدمه. وقال غير السفلي:
إن ابن حنزابة بعد موت كافور، وزر لأبي الفوارس أحمد بن علي) الإخشيدي، فقبض على
جماعة من أرباب الدولة وصادرهم، وصادر يعقوب بن كلس، وأخذ منه أربعة آلاف دينار،
فهرب إلى المغرب، وآل أمره إلى أن وزر لبني عبيد. ثم إن ابن حنزابة لم يقدر على
رضى الإخشيدية، واضطربت عليه الأحوال، واختفى مرتين ونهبت داره. ثم قدم أمير
الرملة أبو الحسن محمد بن عبد الله بن طغج وغلب على الأمور، وصادر الوزير ابن
حنزابة وعذبه، فنزح إلى الشام في سنة ثمان وخمسين، ثم بعد ذلك رجع إلى مصر. وممن
روى عنه الحافظ عبد الغني بن سعيد. وقال الحسن بن أحمد بن صالح السبيعي: قدم علينا
الوزير جعفر بن الفضل إلى حلب، فتلقاه الناس، فكنت فيهم، فعرف أني محدث، فقال:
تعرف إسناداً فيه أربعة من الصحابة، كل واحد يروي عن صاحبه قلت: نعم. وذكرت له
حديث السائب بن يزيد، عن حويطب بن عبد العزى، عن عبد الله بن السعدي، عن عمر رضي
الله عنهم في العمالة، فعرف لي ذلك، وصار لي به عنده منزلة.
(27/250)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 251
وقيل: إن الوزير ابن حنزابة كان يستعمل له الكاغد بسمرقند، ويحمل إلى مصر في كل
سنة، وكان عنده عدة نساخ. وقال عبد الله بن يوسف: حضرت عند أبي الحسين بن المهلبي
بالقاهرة، فقال: كنت منذ أيام حاضراً في دار الوزير أبي الفرج بن كلس، فدخل عليه
أبو العباس بن الوزير أبي الفضل بن حنزابة، وكان قد زوجه ابنته، وأكرمه وأجله،
وقال له: يا أبا العباس، يا سيدي، ما أنا بأجل من أبيك، ولا بأفضل، أتدري ما أقعد
أباك خلف الناس، شيل أنفه بأبيه، يا أبا العباس لا تشل أنفك بأبيك، تدري ما
الإقبال نشاط وتواضع، وتدري ما الإدبار كسل وترافع. وقال غيره: كان الوزير أبو
الفضل يفطر وينام نومة ثم ينهض في الليل لمتوضأه، ويدخل بيت مصلاه، فيصف قدميه إلى
الغداة، ولما توفي صلى عليه في داره الحسين بن علي بن النعمان القاضي، وحضر جنازته
قائد القواد وسائر الأكابر، ودفن في مجلس بداره الكبيرة، المعروفة بدار العامة.
قال المختار المسبحي: إنه لما غسل، جعل فيه ثلاث شعرات من شعر النبي صلى الله عليه
وسلم، كان ابتاعها بمال عظيم، وكانت عنده في درج ذهب، مختومة الأطراف بالمسك،)
ووصى بأن تجعل في فيه، ففعل ذلك. وحنزابة: جارية، هي أم والده الفضل. والحنزابة،
في اللغة: القصيرة الغليظة.
(27/251)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 252
قال ابن طاهر: رأيت عند الحبال كثيراً من الأجزاء التي خرجت لابن حنزابة، وفي
بعضها الجزء الموفى ألفاً من مسند كذا، والجزء الموفى خمسمائةً من مسند كذا، وكذا
سائر المسندات، ولم يزل ينفق في البر والمعروف الأموال، وأنفق الكثير على أهل
الحرمين، إلى أن اشترى داراً من أقرب الدور، إلى الضريح النبوي، ليس بينه وبين
القبر إلا الحائط، وطريق في المسجد، وأوصى أن يدفن فيها، وقرر عند الأشراف ذلك،
فسمحوا له بذلك، فلما حمل تابوته من مصر، خرجت الأشراف من الحرمين لتلقيه، وحجوا
به، وطافزا بتابوته، ثم ردوه إلى المدينة ودفنوه في تلك الدار، فعلوا ذلك لما له
عليهم من الأفضال.
4 (حامد بن محمد بن المطيب، أبو منصور الماليني.)
روى عن أبي علي الرفاء، وأبي محمد المزني، وابن أبي عون الفسوي. روى عنه: الإمام
أبو عاصم العبادي، وغيره، وتوفي في شعبان.
4 (الحسن بن محمد بن أحمد بن شعبة، أبو علي المروزي السبخي.)
سكن بغداد، وحدث بجامع الترمذي عن المحبوبي. وحدث عن إسماعيل الصفار وغيره. روى
عنه: أبو الحسن العتيقي، وغيره. قال الأزهري: سمعت منه، وكان ثقةً فهماً. وقال
أحمد بن عمران بن البقال: مات في نصف ذي الحجة.
4 (الحسين بن أحمد بن الحجاج، أبو عبد الله البغدادي الشيعي الشاعر المشهور، صاحب)
الديوان الكبير الذي هو عدة مجلدات في الفحش والسخف،
(27/252)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 253
وقد أفرد بعض الأدباء من شعره شيئاً حسناً، وكان قد ولي حسبة بغداد، وكان إذا مدح
أحداً فكأنما قد هجاه في شعره في الركاكة. وكان غالياً في التشيع. ومن شعره.
(نمت بسري في الهوى أدمعي .......... ودلت الواشي على موضعي.)
(يا معشر العشاق إن كنتم .......... مثلي وفي حالي فموتوا معي.)
وله:)
(قالوا غداً العيد فاستبشر به فرحاً .......... فقلت: مالي وما للعيد والفرح.)
(قد كان ذا والنوى لم تمس نازلةً .......... بعقوتي وغراب البين لم يصح.)
(أيام لم يحترم قربي الشباب ولم .......... يغد الشباب على بابي ولم يرح.)
(وطائر ناح في صحراء مونقة .......... على شفا جدول بالعشب متشح.)
(بكى وناح ولولا أنه شجن .......... بشجو قلبي المعنى فيك لم ينح.)
(بيني وبينك عهد ليس تخلفه .......... بعد المزار ووعد غير مطرح.)
(وما ذكرتك، والأقداح دائرة .......... إلا مزجت بدمعي باكياً قدحي.)
(ولا سمعت بضرب فيه ذكر هوىً .......... إلا غضبت عليه كل مقترح.)
(27/253)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 254
ومن شعره:
(يا صاحب البيت الذي .......... قد مات ضيفاه جميعاً.)
(حصلتنا حتى نمو .......... ت بدائنا عطشاً وجوعاً.)
(مالي أرى فلك الرغي .......... ف لديك مسترقىً رفيعاً.)
(كالبدر لا نرجوا إلى .......... وقت المساء له طلوعاً.)
ومن شعره:
(يا ذاهباً في داره جائياً .......... بغير معنىً وبلا فائده.)
(قد جن أضيافك من جوعهم .......... فاقرأ عليهم سورة المائده.)
ومن شعره وكان اثني عشرياً:
(فمذهبي أن خير الناس كلهم .......... بعد النبي أمير المؤمنين علي.)
(وليس سب أبي بكر ولا عمر .......... شيء يقوم به قولي ولا عملي.)
(أعوذ بالله من أمر يسوءهما .......... كلا فإن طريقي في الصواب جلي.)
وله معان مستنكرة في الفحش لم يسبق إلى مثلها. روى عنه من شعره التنوخي وغيره. مات
بالنيل في جمادى الآخرة، وحمل إلى بغداد.
4 (سعيد بن أحمد بن سعيد بن موسى بن جدير، أبو عثمان
(27/254)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 255
القرطبي، صالح زاهد متقشف.)
سمع خالد بن سعد، وأحمد بن سعيد بن حزم، وأحمد بن مسور، وجماعة.) روى عنه ابن
الفرضي.
4 (سعيد بن علي بن شعيب بن عبد الوهاب القاضي، أبو نصر الهمذاني.)
روى عن أبي عبد الرحمن بن حمدان الجلاب، وأبي القاسم بن أبي صالح، ومحمد بن عبد
الواحد البزاز، وإسماعيل الصفار، وأبي سعيد بن الأعرابي، وابن البختري، وأبي عمرو
بن السماك، وطائفة كثيرة. روى عنه: محمد الزجاج، وحمد بن سهل، ومحمد بن جعفر بن
بويه الأسداباذي، وأبو منصور محمد بن منصور بن محمد بن الحسين البروجردي. قال
شيرويه: كان ثقة صدوقاً مرضياً في حكمه، مات بأسداباذ، وحمل إلى همذان في ذي
القعدة. وأخبرنا فيد بن عبد الرحمن الصوفي، أنا محمد بن عيسى إجازةً، أنه سمع
صالحاً الحافظ يقول: رأيت في المنام كأن الدنيا كلها ظلمة، إلا حيث كان القاضي
شعيب بن علي واقفاً، فقلت له: يا أبا نصر النور، يا أبا نصر النور.
4 (ضرار بن نافع، أبو عمرو الضبي الهروي.)
سمع أبا الحسين النيسابوري الحافظ وغيره.
4 (عبد الله بن أحمد بن محمد بن أحمد الماسرجسي.)
(27/255)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 256
روى عن الأصم وغيره.
4 (عبد الله بن محمد بن أحمد، أبو العباس السجستاني الصوفي.)
سمع ابن الصوفي، ومكي بن عبدان، وكان من الزهاد.
4 (عبد الله بن محمد بن عبد الله بن علي بن زياد، أبو القاسم النيسابوري النهدي.)
سمع ابن الشرفي، ومحمد بن حمدون. وعنه الحاكم.
4 (عبد الرحمن بن أحمد، أبو سهل البلخي.)
روى عن ابن طرخان المسند، وكتب بنسف عن عبد المؤمن بن خلف، وجماعة. قال جعفر
المستغفري: هو اليوم محدث بلخ. قال: وتوفي في ربيع الآخر.
4 (عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن سعيد، أبو القاسم التاجر النيسابوري، وكان يحمل
إلى)
مجالس الحديث ومعه العبيد والخدم وجماعة من الوراقين، فسمع من أبي العباس الأصم،
ثم) رحل به طاهر الوراق إلى المحبوبي بمرو فأكثر عنه، وتفقه على أبي سهل الصعلوكي،
ثم في آخر عمره استشهد على يد الملحد عبد الملك البستي في رمضان.
4 (عبد الخالق بن شبلون، أبو القاسم المغربي المالكي.)
تفقه على أبي سعيد خلف بن أبي هشام، وكان الاعتماد عليه بالقيروان. رحمه الله
تعالى.
4 (عبد العزيز بن أحمد الفقيه، أبو الحسن الخوزي شيخ أهل الظاهر.)
(27/256)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 257
أخذ عن قاضي القضاة بشر بن الحسين الظاهري، وقدم من شيراز في صحبة السلطان عضد
الدولة. وأخذ عنه فقهاء بغداد كأبي بكر بن محمد بن عمر القاضي الداوودي، وقاضي
فيروز أباد أبو علي الداوودي. قال القاضي أبو عبد الله الصيمري: ما رأيت فقيهاً
أنظر من الخوزي، وأبي حامد الإسفراييني.
4 (عبد الملك بن محمد الفارسي البغدادي، أخو أبي عمر بن مهدي.)
سمع إسماعيل الصفار، وعثمان بن السماك، وكان سفاراً، فحدث بأماكن. روى عنه: أبو
سعد السماك، وأبو يعلى الخليلي، وأجاز لأبي القاسم البسري. مات في ذي القعدة.
4 (علي بن الحسن بن علي بن الرازي البغدادي.)
حدث عن أبي يكر بن الأنباري، والمحاملي، وغيرهما. روى عنه: الجوهري، والتنوخي،
وجماعة. قال الأزهري: كذاب، ووثقه العتيقي وغيره.
4 (عيسى بن داود بن الجراح، أبو القاسم بن الوزير أبي الحسن البغدادي.)
سمع: أبا االقاسم البغوي، وأبا بكر بن أبي داود، وابن صاعد، وبدر بن
(27/257)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 258
الهيثم، وأبا بكر بن دريد، ومحمد بن نوح، وأبا بكر بن مجاهد، وأباه أبا الحسن،
وجماعة. روى عنه: أبو القاسم الأزهري، وأبو محمد الخلال، وأبو القاسم التنوخي،
وعبد الواحد بن شطا، وأبو جعفر بن المسلمة، وأبو الحسين بن النقور، وآخرون. قال
الخطيب: كان ثبت السماع، صحيح الكتاب. ولد سنة اثنتين وثلاثمائة، وأنشدني أبو يعلى
بن الفراء، أنشدنا عيسى الوزير لنفسه:)
(رب ميت قد صار بالعلم حياً .......... ومبقى قد حاز جهلاً وعيا.)
(فاقتنوا العلم كي تنالوا خلوداً .......... لا تعدوا الحياة في الجهل شيا.)
وقال: أنشده التنوخي: أنشدنا عيسى لنفسه:
(قد فات ما القاه تحديدي .......... وجل عن وصفي وتعديدي.)
(وقلت للأيام هزأً بها .......... بحق من أغراك بي زيدي.)
وقال: ذكر لي محمد بن أبي الفوارس أن وفاة عيسى بن الوزير كانت يوم الجمعة، مستهل
ربيع الأول سنة إحدى وسبعين. قال: وكان يرمى بشيء من مذهب الفلاسفة. وقال غيره:
توفي في ربيع الآخر. وقيل: في المحرم. وقع لنا جزء من عواليه عن الأبرقوهي.
4 (كعب بن عمرو البلخي.)
حدث عن إسماعيل الصفار، وابن الأعرابي. وعنه أبو محمد الخلال، وعبد العزيز الأزجي.
وضع حديثاً. قال الخطيب: كان غير ثقة.
(27/258)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 259
4 (محمد بن أحمد بن عبد الله، أبو عمر السليطي، من وجوه أهل نيسابور، وزوج بنت
الإمام)
أبي بكر الضبعي. سمع أبا حامد بن الشرفي، ومكي بن عبدان، وغيرهما. توفي في ذي
القعدة.
4 (محمد بن الحسين بن داسة الأصبهاني الصوفي.)
خرج له الحاكم عن الأصم وأقرانه، وذكر أنه سمع من أبي حامد بن السمرقندي.
4 (محمد بن الحسن بن سليم، أبو بكر البغدادي النجاد.)
سمع ابن عقدة الحافظ، ومحمد بن جعفر المطيري. روى عنه: الأزهري، والعتيقي، ووثقه.
4 (محمد بن حميد بن محمد بن الحسين بن حميد بن الربيع اللخمي الخزاز، أبو بكر، من
بيت)
علم وشهرة. روى عن يوسف بن بهلول الأنباري، وأبي بكر الصولي. روى عنه العتيقي،
والأزهري.
4 (محمد بن عثمان بن شهاب، أبو الحسن المعروف بالبغوي رحل إلى بغداد.)
روى عن أبي حامد الحضرمي، ومحمد بن منصور المنيعي، ومحمد بن نوح، وسعيد بن أخي
زبير الحافظ.) روى عنه: عبيد الله الأزهري، والعتيقي، وجماعة. وثقه العتيقي، وتوفي
في رمضان عن ثمانين سنة.
(27/259)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 260
4 (محمد بن مسلم بن السمط، أبو بكر بن الدلاء الدمشقي المعدل.)
روى عن أبي هاشم، ومحمد بن عبد الأعلى، وابن جوصا، وأبي الدحداح محمد بن أحمد،
وجماعة. روى عنه: تمام الرازي، وعلي الحنائي، وأبو علي الأهوازي. توفي في ذي
الحجة.
4 (محمد بن محمد بن مسلمة بن سعيد بن تيري، أبو محمد الأباري الأندلسي ابن أخي
خطاب)
ابن مسلمة الزاهد. وكان هذا أيضاً زاهداً متبتلاً، فقيهاً عارفاً بمذهب مالك. سمع:
وهب بن مسرة، وابن عون الله، وبمكة أبا بكر الآجري، وقرئت عليه المدونة وغيرها.
توفي في هذا العام، وشيعه خلق عظيم. قرأ عليه أبو عمر بن عبد البر جزءين من حديثه.
4 (مقلد بن المسيب بن رافع، حسام الدولة، أبو حسان العقيلي صاحب الموصل.)
كان أخوه أبو الذواد محمد أول من تغلب على الموصل، وملكها في سنة ثمانين
وثلاثمائة، وملك حسام الدولة بعده في سنة سبع وثمانين، وكان أعور، له سياسة وحسن
تدبير، واتسعت مملكته. نفذ إليه الخليفة القادر بالله اللواء والخلع، فاستخدم من
الترك والديلم ثلاثة آلاف فارس، وأطاعته عرب خفاجة. وله شعر وسط وحسن. قتله في هذا
العام غلام له تركي في صفر،
(27/260)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 261
فيقال: قتله لأنه سمعه يوصي رجلاً من الحاج أن يسلم على رسول الله صلى الله عليه
وسلم ويقول: قل له لولا صاحباك لزرتك. فأخبرنا محمد بن النحاس، أنا يوسف الساوي،
أنا السلفي، أنا أبو علي البرادني، أنا أبي، والحسن بن طالب البزاز، وابن نبهان
الكاتب، قالوا: أراد رجل الحج، فأحضره الأمير مقلد وقال اقرأ على النبي صلى الله
عليه وسلم وقل له: لولا صاحباك لزرتك. قال الرجل: فحججت وأتيت المدينة، ولم أقل
ذلك إجلالاً، فنمت، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في منامي، فقال: يا فلان، لم
لا تؤد الرسالة فقلت: يا رسول الله أجللتك، فرفع رأسه إلى رجل قائم فقال: خذ هذا
الموسى، يعني مقلداً، فوافيت إلى العراق، فسمعت أن الأمير مقلد ذبح على فراشه،
ووجد الموسى عند رأسه، فذكرت للناس الرؤيا، فشاعت، فأحضرني ابنه قرواش، فحدثته،
فقال لي:) تعرف الموسى فقلت: نعم. فأحضر طبقاً مملوءً مواسي، فأخرجته منهم، فقال:
صدقت، هذا وجدته عند رأسه، وهو مذبوح. رثاه الشريف الرضي وجماعة، وقام بالملك بعده
ابنه معتمد الدولة أبو المنيع قرواش فبقي خمسين سنة.
4 (المؤمل بن أحمد بن محمد بن محمد، أبو القاسم الشيباني البغدادي البزاز نزيل
مصر.)
حدث عن أبي القاسم البغوي، وأبي بكر بن أبي داود، وابن صاعد، وأبي حامد الحضرمي،
ويعقوب الحراب. روى عنه: يوسف بن رباح، وأبو الحسين محمد بن مكي المصري، وآخرون.
وثقه الخطيب وقال: عاش أربعاً وتسعين.
(27/261)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 262
4 (مهدي بن محمد بن محمد، أبو سلمة النيسابوري الصيدلاني.)
روى عن عبد الله بن الشرفي، وتوفي في رجب في عشر الثمانين.
4 (هبة الله بن موسى بن الحسن، أبو الحسين المزني الموصلي.)
توفي، وله خمس وتسعون سنة.
4 (وهب بن محمد بن محمود الأموي القرطبي.)
سمع: قاسم بن أصبغ، ووهب بن مسرة، وكان فقيهاً عارفاً بمذهب مالك، عابداً مصلياً
مفتياً، له حلقة بالجامع. شاوره ابن السليم في الأحكام، وقد حدث، وأخذ عنه جماعة.
وقد روى عنه: أبو عمر بن عبد البر، وسماه في شيوخه.
4 (يحيى بن عبد الرحمن العاصمي النيسابوري.)
سمع من الأصم، وحدث.
(27/262)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 263
1 (وفيات سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة.)
4 (أحمد بن سعيد بن بشر، أبو العباس بن الحصار القرطبي.)
سمع من قاسم بن أصبغ، وابن أبي دليم، ومسلمة بن القاسم، وجماعة. وكان محدثاً
مفتياً. سمع الناس منه كثيراً، ولم يكن بالضابط. توفي في شعبان.)
4 (أحمد بن عبد الله بن حسن، أبو عمر القرطبي الفقيه، قاضي ريه.)
روى عن قاسم بن أصبغ.
4 (أحمد بن العباس الأملوكي الطحان، مصري.)
روى عن محمد بن الربيع الجيزي، وغيره.
4 (أحمد بن الفرج، أبو الحسن الفارسي، بغدادي، ثقة، فهم.)
روى عن المحاملي، وأبي العباس بن عقدة. روى عنه: أبو بكر البرقاني، وغيره.
(27/263)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 264
4 (إبراهيم بن محمد بن محمود الأصبهاني. من أعيان العلماء والتجار.)
حدث بنيسابور بمسند الطيالسي، عن ابن فارس. توفي في صفر. إسماعيل بن سعيد بن سويد،
أبو القاسم البغدادي. حدث عن أبي بكر بن دريد، وابن زياد النيسابوري، وأبي بكر بن
الأنباري، ومحمد بن مخلد. روى عنه: عبيد الله الأزهري، وأبو القاسم التنوخي،
والقاضي أبو يعلى بن الفراء. قال ابن أبي الفوارس: فيه تساهل في السماع والدين.
قال الخطيب: كان بعض سماعه مستوراً، رأيت إلحاقه فيه. قلت: روى كتاب الوقف
والابتداء عن مؤلفه.
4 (إسماعيل بن محمد بن أحمد بن حاجب، أبو علي الكشاني السمرقندي.)
سمع صحيح البخاري سنة عشرين وثلاثمائة من الفربري وحدث به. روى عنه الصحيح: أبو
عبد الله الحسين بن محمد الخلال أخو الحافظ أبي محمد، وأبو سهل أحمد بن علي
الأبيوردي، وأبو طاهر محمد بن
(27/264)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 265
علي الشجاعي، وغنجار أبو عبد الله الحافظ، وعمر بن أحمد بن شاهين بسمرقند. وقال
حمزة أبو سعد الإدريسي: توفي سنة إحدى وتسعين. وقال مؤتمن الساجي: سنة اثنتين.
4 (الحسن بن أحمد بن محمد بن عبد الله، أبو علي بن الرئيس أبي الحسن النيسابوري.)
سمع الأصم ببخارى، وأبا بكر بن خنيس بمرو، وخرج له الفوائد. وحدث ببغداد ونيسابور،
وتوفي في ذي القعدة. يقال له: المحمى.
4 (الحسن بن إسماعيل بن محمد الضراب المصري، أبو محمد مصنف المروءة.)
سمع أحمد بن مروان الدينوري، وأبا الحسين محمد بن علي بن أبي الحديد المصري،
وأحمد) بن مسعود المقدسي، وعثمان بن محمد الذهبي، وأحمد بن عبيد الحمصي، وعبد الله
بن جعفر ابن الورد، ودعلج بن أحمد السجزي، وطائفة، وزاد بيت المقدس، فسمع به
وبعسقلان. روى عنه: ابنه عبد العزيز: وأحمد بن علي بن هاشم المقرئ، ورشأ بن نظيف
الدمشقي، وجماعة. توفي في ربيع الآخر، وكان مولده في سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة، وقد
روى عنه الدارقطني مع تقدمه.
4 (عبد الله بن أحمد بن خالد بن روزبة، أبو بكر الفارسي الكسروي.)
سمع القاسم بن أبي صالح الجلاب، ومحمد بن عبد الواحد بن
(27/265)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 266
شاذان، وعلي بن قرقور، وجماعة بهمذان، وأحمد بن سلمان النجار وجعفر الخلدي، وعبد
الله بن إسماعيل الهاشمي ببغداد، ومحمد بن العباس بن وصيف الغزي السمان، وحامد بن
محمد الرفاء، وجماعة بالشام وأماكن. روى عنه: محمد بن عيسى، وحمد بن سهل، والخليل
بن عبد الله القزويني الحافظ، وآخرون. وكان ينسخ بهمذان بالأجرة، وسكن همذان، وكان
يستقي الماء للبيوتات. وقيل: إنه رؤي في النوم، فقال: غفر الله لي بكثرة صلاتي على
النبي صلى الله عليه وسلم. وكان يكتب خطاً في دقة الشعر، فسئل: لم تفعل ذلك فقال:
من قلة الورق والورق، والحمل على العنق. قال شيرويه: كان ثقة صدوقاً.
4 (عبد الله بن أحمد بن محمد بن ثرثال، أبو محمد البغدادي نزيل مصر.)
توفي في شوال، وهو نسيب أحمد بن عبد العزيز صاحب الجزء المشهور.
4 (عبد الله بن إبراهيم بن محمد الفقيه، أبو محمد الأصيلي.)
أصله من كورة شذونة، ورحل به والده إلى أصيل من بلاد العدوة، فنشأ بها وطلب العلم،
وتفقه بقرطبة، وسمع من ابن المشاط، وابن السليم،
(27/266)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 267
وأبان بن عيسى، وأخذ عن وهب بن مسرة بوادي الحجارة، ثم رحل إلى المشرق، فكتب بمصر
عن أبي الطاهر الذهلي، وابن حيويه النيسابوري، وابن إسحاق بن سفيان، وكتب بمكة عن
أبي زيد المروزي صحيح البخاري، وكتب عن الآجري، ثم دخل بغداد، وأخذ عن أبي بكر
الشافعي، وأبي علي بن الصواف، وأبي بكر الأبهري، وأبي الحسن الدارقطني، وأبي أحمد
بن محمد بن محمد) الجرجاني. وصنف كتاباً سماه الدلائل ذكر فيه عن مالك، وأبي
حنيفة، والشافعي، وكان عالماً بالحديث والسنة. قال القاضي عياض: قال الدارقطني:
حدثني أبو محمد الأصيلي، ولم أر مثله. قال عياض: وكان من حفاظ مذهب مالك، ومن
العالمين بالحديث وعلله ورجاله، وكان يرى القول في إتيان النساء في أدبارهن
كراهيةً دون التحريم، على أن الآثار في ذلك شديدة. وكان ينكر الغلو في كرامات
الأولياء، ويثبت منها ما صح، ودعاء الصالحين. ولي قضاء سرقسطة، ثم إنه كره أميرها،
فأقيل من القضاء، وبقي على الشورى بقرطبة. وكان نظير أبي محمد بن أبي زيد
بالقيروان، وعلى طريقه وهديه، إلا أنه كانت فيه زعارة. حمل الناس عنه، وتوفي في
تاسع عشر ذي الحجة، سنة اثنتين وتسعين، وشيعه الخلائق.
4 (عبد الله بن محمد بن زيرك، أبو سهل التميمي الهمذاني. صدوق مكثر.)
روى عن: أبي القاسم بن عبيد، وأبي الفضل الكندي، والقاسم بن محمد بن السراج،
وطائفة.
(27/267)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 268
روى عنه: عبد الغفار، ويوسف الهمداني الخطيب.
4 (عبد الله بن محمد الضرير المقرئ ببغداد. كان رجلاً صالحاً.)
روى عن أبي جعفر بن البختري، وأبي علي الصفار. روى عنه آحاد المحدثين.
4 (عبد الأعلى بن محمد النيسابوري الفقيه الشافعي.)
تفقه على أبي الوليد حسان بن محمد، وحدث عن أبي العباس الأصم وغيره. توفي في
المحرم.
4 (عبد الرحمن بن أبي شريح أحمد بن محمد بن أحمد بن يحيى بن مخلد بن عبد الرحمن
بن)
المغيرة بن ثابت، أبو محمد الأنصاري الهروي سيد خراسان في زمانه. ولد بعد
الثلاثمائة. وسمع: محمد بن عقيل البلخي، وعبد الله بن محمد البغوي، ويحيى بن صاعد،
ومحمد بن إبراهيم بن نيروز الأنماطي، وإسماعيل الوراق، وأحمد بن سعيد الطبري،
وجماعة، ورحل به أبوه، وأدرك به البغوي في آخر عمره. وكان صدوقاً صحيح السماع.
وحدث عنه كثير من أهل هراة، منهم: أبو عمر عبد الواحد بن أحمد المليحي، وسفيان بن)
محمد التنوخي، وأبو بكر محمد بن عبد الله الغميري وأبو صاعد يعلى بن هبة الله
الفضيلي، وأبو عاصم الفضيل، ومحمد بن أبي مسعود الفارسي، وعبد الرحمن البوسنجي،
وبيبى بنت عبد الصمد الهرثمية وآخرون. وحديثه اليوم أعلى ما يروى في الدنيا، وقد
تدلت شمسه للغروب.
(27/268)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 269
وكانت وفاته في صفر، وله خمس وثمانون سنة. أنبأنا جماعة سمعوا من ابن بهرون، أنا
أبو الوقت، أنا شيخ الإسلام أبو إسماعيل: سمعت محمد بن أحمد البلخي المؤذن يقول:
كنت مع ابن أبي شريح في طريق غور، فأتاه إنسان في بعض تلك الجبال فقال: إن امرأتي
ولدت لستة أشهر، فقال: هو ولدك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الولد للفراش.
فعاوده، فرد عليه ذلك، فقال الرجل: أنا لا أقول بهذا. فقال: هذا الغزو، وسل عليه
السيف، فأكببنا عليه وقلنا: جاهل لا يدري ما يقول.
4 (عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن ماك القزويني. من بيت حديث ورواية.)
سمع من إسحاق بن محمد بن مهرويه، وببغداد من إسماعيل الصفار. أكثر عنه أبو يعلى
الخليلي.
4 (عبد الوهاب بن أبي أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم، أبو عامر الأصبهاني الغسال.)
4 (عبيد بن محمد بن حميد، أبو عبد الله القيسي القرطبي.)
سمع من: قاسم بن أصبغ ورحل سنة اثنتين وأربعين فسمع من
(27/269)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 270
أحمد بن سلمة الهلالي وابن الجران وأحمد بن محمود الشمعي، وجماعة كثيرة. وكان
شيخاً صالحاً متعبداً مجاهداً. سمع الناس منه كثيراً، وحج في آخر عمره، فتوفي
بالحجاز في المحرم.
4 (عثمان بن جني، أبو الفتح الموصلي النحوي اللغوي، صاحب التصانيف.)
كان جني مملوكاً رومياً لسليمان بن فهد الأزدي. لزم أبو الفتح: أبا علي الفارسي
وتبعه في أسفاره حتى أحكم العربية، وصنف في حياته، وسكن بغداد وأقرأ بها الأدب،
وصنف اللمع وكتاب سر الصناعة وكتاب شرح تصريف المازني وكتاب التلقين في النحو،
(27/270)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 271
وكتاب التعاقب وكتاب الخصائص كتاب المذكر والمؤنث وكتاب المقصور والممدود وكتاب
إعراب الحماسة، وكتاب المحتسب في شواذ القراءآات، وله) شعر جيد. وخدم ملوك بني
بويه، كعضد الدولة وشرف الدولة، وكان يلزمهم، وقيل إنه كان بفرد عين، وقد قرأ
ديوان المتنبي على المتنبي، وصنف شرحه. توفي في صفر، وهو في عشر السبعين رحمه
الله. وله كتاب سماه البشرى والظفر شرح فيه بيتاً واحداً من شعر الأمير عضد
الدولة، وقدمه له، وهو:
(أهلاً وسهلاً بذي البشرى ونوبتها .......... وباشتمال سرايانا على الظفر.)
أوسع الكلام في شرحه واشتقاق ألفاظه. أخذ عنه الثمانيني، وعبد السلام البصري، وأبو
الحسن الشمسي، وطائفة.
4 (علي بن عبد العزيز القاضي، أبو الحسن الجرجاني، الفقيه الشافعي الشاعر، وله
ديوان)
مشهور، وكان حسن السيرة في أحكامه، صدوقاً، جم
(27/271)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 272
الفضائل، بديع الخط جداً. ورد نيسابور سنة تسع وثلاثين، مع أخيه في الصبا، وسمعا
سائر الشيوخ. ولي قضاء الري. وقال الثعالبي في يتيمة الدهر: هو فرد الزمان، ونادرة
الفلك، وإنسان حدقة العلم، وقبة تاج الأدب، وفارس عسكر الشعر، يجمع خط ابن مقلة،
إلى نثر الجاحظ، إلى نظم البحتري. وشعره كثيره. وله كتاب الوساطة بين المتنبي
وخصوصه، وأبان فيه عن فضل غزير. وهو القائل:
(يقولون لي فيك انقباض وإنما .......... رأوا رجلاً عن موقف الذل أحجما.)
الأبيات المشهورة. توفي بالري، وحمل إلى جرجان فدفن بها. ومن شعر أبي الحسن
الجرجاني هذا:
(ولا ذنب للأفكار أنت تركتها .......... إذا احتشدت لم تنتفع باحتشادها.)
(سبقت بأفراد المعاني وألفت .......... خواطرك الألفاظ بعد شرادها.)
(فإن نحن حاولنا اختراع بديعة .......... حصلنا على مسروقها ومعادها.)
وله:
(قد برح الحب بمشتاقك .......... فأوله أحسن أخلاقك.)
)
(لا تجفه وارع له حقه .......... فإنه آخر عشاقك.)
(27/272)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 273
وللصاحب إسماعيل بن عباد يخاطبه:
(إذا نحن سلمنا لك العلم كله .......... فدعنا وهذي الكتب ننشي صدورها.)
(فإنهم لا يرتضون مجيئنا .......... بجزع إذا نظمت أنت شذورها.)
وللقاضي أبي الحسن الجرجاني تفسير القرآن، وكتاب تهذيب التاريخ. قال الثعالب: ترقى
محله إلى قضاء القضاة بالري فلم يعزله إلا موته. قال: صلى عليه القاضي عبد الجبار
بن أحمد. وقال أبو سعد منصور بن الحسين الآبي في تاريخه: وقع اختيار فخر الدولة بن
ركن الدولة على أن تولى علي بن عبد العزيز الجرجاني قضاء مملكته، فولاه بعد موت
الصاحب بن عباد بعام، فكان ذلك من محاسن فخر الدولة، وكان هذا القاضي لم ير لنفسه
مثلاً ولا مقارناً، مع العفة والنزاهة والعدل والصرامة. وقال حمزة السهمي: أبو
الحسن علي بن عبد العزيز بن الحسن بن علي بن إسماعيل الجرجاني، كان قاضي القضاة
بالري، وكان من مفاخر جرجان. توفي في الثالث والعشرين من ذي الحجة.
4 (محمد بن أحمد بن حبيب، أبو سهل النيسابوري المقرئ العابد.)
سمع أبا العباس الأصم وجماعة. توفي في صفر.
4 (محمد بن عبد الرحمن بن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي، أبو الحسين)
النيسابوري.
(27/273)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 274
سمع الأصم وأقرانه، وحدث. وتوفي في شوال.
4 (محمد بن خليفة بن عبد الجبار بن عبد الله البلوي القرطبي، أبو عبد الله
المؤدب.)
حج سنة ثمان وأربعين، وسمع من أبي الحسن الخزاعي، وأبي بكر الآجري، وكان ضعيفاً
مغفلاً، حط عليه ابن الفرضي. وقد روى عنه أبو عمرو الداني المقرئ.
4 (محمد بن سعدون، أبو عبد الله الأندلسي.)
سمع بقرطبة، وحج، فسمع من ابن الورد، وابن أبي الموت، وابن السكن، والآجري، وكان
زاهداً ورعاً.) سمع منه ابن الفرضي وقال: كان ضعيف الكتاب، غير ضابط، رحمه الله.
4 (محمد بن عبد الرحمن بن حنشام، أبو الحسين بن البيع.)
سمع محمد بن حمدويه المروزي، والقاسم بن إسماعيل المحاملي ببغداد، وسمع بالشام من
جماعة. قال الخطيب: كان ثقة، ثنا عنه البرقاني والأزهري. قلت: وروى عنه أبو القاسم
بن الفسوي، وأبو الحسين محمد بن أحمد الأبنوسي.
4 (محمد بن الحسن بن علي القاضي، أبو عبد الله بن الدقاق المصري.)
سمع أبا سعيد بن الأعرابي، ومحمد بن الربيع بن سليمان، وأبا إسحاق بن أبي ثابت،
وابن حذلم، وجماعة.
(27/274)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 275
روى عنه هبة الله بن إبراهيم الصواف، وانتقى عليه الدارقطني، مع جلالته. ورخه
الحبال.
4 (محمد بن عبد الأعلى، أبو بكر النيسابوري الفقيه.)
سمع الأصم، وأبا الوليد الفقيه.
4 (محمد بن عبد الواحد بن محمد بن زكريا، أبو حاتم الخزاعي الرازي اللبان.)
عن ميسرة بن علي، وحامد الرفاء، وابن عدي. وعنه: أبو العلاء الواسطي، والجوهري،
وابن المهتدي بالله، وعدة. بقي إلى هذا العام.
4 (محمد بن محمد بن جعفر، أبو بكر الدقاق، الفقيه الشافعي الحاكم.)
قال الخطيب: روى حديثاً واحداً، ولم يكن عنده سواه، لأن كتبه احترقت. أنبأه
الصيمري عنه، عن أحمد بن إسحاق بن البهلول، عن أبي كريب. وكان أبو بكر هذا يلقب
خباط. وله كتاب في الأصول على مذهب الشافعي، وكان فيه دعابة.
4 (محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه بن نعيم، أبو سهل الضبي ابن أخي
عبد)
الله الحاكم النيسابوري. قال الحاكم: سمع الكثير قبلي ومعي، وكتب بخطه جملةً،
وحدث، وكان أكبر مني بخمس عشرة سنة، وكذا علقمة بن قيس، أكثر من عمه عبد الله بن
شبرمة.
(27/275)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 276
توفي سنة اثنتين وتسعين في جمادى الآخرة، وله سبع وثمانون سنة. رحمه الله.)
4 (محمد بن محمد بن الفضل، أبو حاتم النيسابوري، الوكيل في مجالس القضاة.)
حدث عن أبي بكرة القطان، وغيره. ذكره الحاكم.
4 (ميمون بن حمزة بن الحسين بن حمزة، أبو القاسم العلوي المصري.)
روى عن: أحمد بن عبد الوارث العسال، وأحمد بن محمد الطحاوي، وجماعة. روى عنه:
حفيده أبو إبراهيم أحمد بن القاسم شيخ الرازي.
4 (الوليد بن بكر بن مخلد بن أبي دياز، أبو العباس العمري الأندلسي السرقسطي.)
رحل من الأندلس إلى مصر والشام والعراق وخراسان، وحدث عن: علي بن أحمد بن الخطيب،
والحسن بن رشيق المصري، ويوسف الميانجي، وأبي بكر الربعي، وأحمد بن جعفر الرملي،
وجماعة. روى عنه: أبو الطيب الكوفي، والحافظ عبد الغني المصري، وأبو ذر عبد بن
أحمد الهروي، وأبو الحسن العتيقي، وأبو طالب العشاري، وأبو سعيد السمان، وأحمد بن
منصور بن خلف المغربي، والحسين بن جعفر السلماسي.
(27/276)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 277
وله شعر جيد. قال عبد الله بن الفرضي: كان إماماً في الحديث والفقه، عالماً باللغة
والعربية، ولقي في رحلته فيما ذكر أزيد من ألف شيخ، وكان أبو علي الفارسي يرفعه
ويثني عليه. وقال الحاكم: إنه سكن نيسابور، ثم انصرف إلى العراق، وعاد إلى
نيسابور، وهو مقدم في الأدب، شاعر فائق. توفي بالدينور في رجب. وقال الحافظ عبد
الغنب في نسبه: الغمري بالعين المعجمة، ثنا بكتاب التاريخ لعبد الله بن صالح
العجلي. وقال الحسن بن شريح: الوليد هذا عمري، ولكنه دخل بلد إفريقية، ومضى ينقط
الغين حتى يسلم، وهو مؤدبي، وقال: إذا رجعت إلى الأندلس جعلت النقطة التي على
الغين ضمة. وقال الخطيب: كان ثقةً كثير السماع.
(27/277)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 278
(27/278)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 279
1 (وفيات سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة.)
4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسن بن سعيد، أبو علي الأصبهاني المقرئ نزيل دمشق.)
قرأ على: زيد بن أبي بلال الكوفي، وأبي بكر بن النقاش، وجماعة، وسمع بدمشق من
جماعة متأخرين، وبأصبهان من الطبراني، وبجرجان من ابن عدي، وبالبصرة من أبي إسحاق)
الهجيمي، وغيرهم. روى عنه، تمام الرازي، وهو أسند منه، وأبو نصر بن الحبان،
وإسماعيل بن رجاء العسقلاني. ودفن بباب الفراديس، وشيعه خلق. وله مصنف في
القراءات. وقيل مات عام أول.
4 (أحمد بن محمد بن حاتم، أبو حاتم الطوسي الفقيه.)
سمع أبا سعيد ابن الأعرابي، والصفار، وطبقتهما. وعنه الحاكم. ليس بحكيم، من جزء
ابن عرفة.
4 (أحمد بن محمد بن المرزبان بن آزر جشنس، أبو جعفر الأبهري، أبهر أصبهان.)
سمع جزء لوين من أبي جعفر محمد بن إبراهيم الحزوري في سنة
(27/279)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 280
خمس وثلاثمائة، وكان أديباً فاضلاً. روى عنه: شجاع وأحمد ابنا علي بن شجاع
المصقلي، وعبد الرحمن بن محمد بن منده، وهو الذي ورخ وفاته، وأبو عيسى عبد الرحمن
بن محمد بن زياد، وأبو بكر محمد بن عمر بن إبراهيم الطهراني، والمطهر بن عبد
الواحد البزاني، وأبو بكر محمد بن ماجه الأبهري، وغيرهم. محله الصدق.
4 (إبراهيم بن أحمد بن محمد، أبو إسحاق الطبري المقرئ المالكي المعدل.)
ولد سنة أربع وعشرين وثلاثمائة، وحدث عن: إسماعيل الصفار، وعلي الستوري، وأحمد بن
سليمان العباداني، وطبقتهم، وقرأ لقالون على أبي بن بويان، وقرأ لأبي عمرو على أبي
بكر أحمد بن عبد الرحمن الولي، والحسن بن محمد الفحام، وقرأ لعاصم على أبي بكر
محمد بن الحسن بن زياد النقاش، وقرأ لحمزة على أبي بكر محمد بن الحسن بن يعقوب بن
مقسم صاحب إدريس الحداد، وقرأ لحمزة أيضاً على أبي عيسى بكار بن أحمد، وأبي الحسن
محمد بن عبد الله بن مرة الطوسي. قرأ عليه شيخا أبي طاهر بن سوار: أبو علي الحسن
بن علي العطار، وأبو علي الحسن بن أبي الفضل الشرمقاني، وغيرهما. قال الخطيب: كان
الدارقطني قد خرج للطبري خمسمائة جزء، وكان مفضلاً على أهل العلم، وداره مجمع أهل
القرآن والحديث، وكان ثقةً.) قلت: وروى عنه جماعة، وكان عارفاً بمذهب مالك، وعليه
حفظ
(27/280)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 281
القرآن الشريف الرضي. وبخل الرضي فنحل الشريف داراً فاخرة بالكرخ.
4 (إدريس بن علي بن إسحاق، أبو القاسم البغدادي المؤدب.)
حدث عن: أبي حامد الحضرمي، وإبراهيم بن عبد الصمد القاضي الهاشمي، وأبي بكر بن
الأنباري، وقرأ القرآن على أبي الحسن بن شنبوذ. قال العتيقي: ولد سنة اثنتين
وثلاثمائة، وكان ثقة مأموناً، وتوفي في رمضان. روى عنه الأزهري، والحسين
الطناجيري، وجماعة.
4 (إسماعيل بن حماد، أبو نصر الجوهري مصنف الصحاح.)
كان من فاراب أحد بلاد الترك، وكان يضرب به المثل في حفظ اللغة، وحسن الكتابة،
ويذكر خطه مع خط ابن مقلة، ومهلهل والبريدي. كان يؤثر الغربة على الوطن. دخل بلاد
ربيعة، ومضر في طلب الآداب، ولما قضى وطره من قطع الآفاق والأخذ عن علماء الشام
والعراق وخراسان، أنزله أبو الحسين الكاتب عنده، وبالغ في إكرام مثواه جهده، فسكن
بنيسابور يدرس ويصنف اللغة، ويعلم الكتابة، وينسخ الختم. وفي كتابه الصحاح يقول
إسماعيل بن محمد النيسابوري:
(27/281)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 282
(هذا كتاب الصحاح سيد ما .......... صنف قبل الصحاح في الأدب.)
(تشمل أنواعه وتجمع ما .......... فرق في غيره من الكتب.)
ومن العجب أن المصريين يروون الصحاح عن ابن القطاع الصقلي، ولا يرويه أحد بخراسان،
وقد قيل إن ابن القطاع ركب له سنداً لما رأى رغبة المصريين فيه، ورواه لهم، نسأل
الله الستر. وفي الصحاح أشياء لا ريب فيه أنه نقلها من صحف فصحف، فانتدب لها علماء
مصر، وأصلحوا أوهاماً. وقيل إنه اختلط في آخر عمره. ومن شعره:
(يا صاحب الدعوة لا تجزعن .......... فكلنا أزهد من كرز.)
)
(والماء كالعنبر في قومس .......... من عزه يجعل في الحرز.)
(فسقنا ماءً بلا منة .......... وأنت في حل من الخبز.)
وله:
(فها أنا يونس في بطن حوت .......... بنيسابور في ظلم الغمام.)
(فبيتي والفؤاد ويوم دجن .......... ظلام في ظلام في ظلام.)
(27/282)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 283
قال جمال الدين على بن يوسف القفطي: مات الجوهري متردياً من سطح داره بنيسابور، في
سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة: قال: وقيل: مات في حدود الأربعمائة. وقيل إنه تسودن
وعمل له دفين، وشدهما كالجناحين معاً، وقال: أريد أن أطير، وقفز، فأهلك نفسه، رحمه
الله. وكان من أذكياء العالم. أخذ العربية عن أبي سعيد السيرافي، وأبي علي
الفارسي، وأخذ اللغة عن خاله أبي إبراهيم إسحاق الفارابي. وقيل: إن الصحاح كان قد
بقي عليه منها قطعة مسودة، فبيضها بعد موته تلميذه إبراهيم بن صالح الوراق، فغلط
في أماكن، حتى أنه قال في سفر هو بالألف واللام، وهذا يدل على أنه لم يقرأ القرآن،
وقال: الجر اضل الجبل، فصيرها كلمةً واحدةً، بضاد معجمة، وإنما هي الجر بالتثقيل،
أصل الجبل. قال الراضي:
(رأيت فتى أشقراً أزرقاً .......... قليل الدماغ كثير الفضول.)
(يفضل من حمقه دائماً .......... يزيد من هند على ابن البتول.)
4 (أمية بن أحمد بن حمزة، أبو العباس القرشي المرواني الأندلسي المالكي.)
كان فقيهاً نبيلاً مشاوراً بالأندلس. ذكره القاضي عياض.
(27/283)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 284
4 (حزم بن أحمد بن حزم بن كوثر، أبو بكر القيسي القرطبي.)
حج سنة ثمان وأربعين، فسمع عبد الرحمن بن أحمد بن أبي مسرة، وأبا بكر الآجري، وحدث
بتستر. توفي في جمادى الأولى.
4 (الحسن بن علي بن أحمد، أبو محمد بن وكيع التنيسي، الشاعر المشهور، له ديوان
شعر،)
وله كتاب فيه سرقات أبي الطيب المتنبي، سماه المنصف.) وتوفي بتنيس، وهو نافلة محمد
بن خلف بن حبان الضبي وكيع البغدادي القاضي.
4 (الحسن بن محمد بن القاسم، أبو علي المخزومي البغدادي المؤدب.)
روى عن: أبي داود، وأبي بكر بن زياد النيسابوري، وابن مجاهد المقرئ. روى عنه: أبو
القاسم الأزهري، وأبو محمد الخلال. ووثقه الخطيب. وعاش اثنتين وتسعين سنة.
4 (الحسين بن محمد بن إسحاق البغدادي المعروف بابن السوطي.)
(27/284)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 285
سمع: أحمد بن عثمان الأدمي، وجماعة. روى عنه أبو طالب العشاري، وكان كثير الوهم.
4 (خلف بن القاسم بن سهل بن أسود، أبو القاسم الأندلسي بن الدباغ، الحافظ.)
رحل إلى المشرق، فسمع بمصر: أبا محمد بن الورد البغدادي، وسلم بن الفضل، والحسن بن
رشيق، وجماعة، وسمع بدمشق علي بن العقب، وأبا الميمون بن راشد، وبمكة من بكير
الحداد، وأبي الحسن الخزاعي، والآجري، وبقرطبة من أحمد بن يحيى بن الشامة، ومحمد
بن معاوية، وقرأ بالروايات على جماعة. وكان حافظاً فهماً، عارفاً بالرجال. صنف
حديث مالك، وحديث شعبة، وأشياء في الزهد. توفي في ربيع الآخر. روى عنه جماعة. وقد
قرأ بالرملة على أحمد بن صالح ابن مجاهد. ولد سنة خمس وعشرين. روى عنه: أبو عمرو
الداني، وابن عبد البر، وكان لا يقدم عليه أحداً من شيوخه، وهو محدث الأندلس في
زمانه.
4 (سعيد بن محمد، أبو عثمان النيسابوري السكري المعدل، سمع أبا العباس الأصم.)
توفي في ذي القعدة.
4 (سليمان بن الفتح، أبو علي بن مكرم السراج الموصلي، من كتاب الشعراء.)
ديوانه مجلد، الغالب عليه الهجو والسخف والمجون، وله مكاتبات إلى
(27/285)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 286
الخالديين، والهائم، والببغاء، والبديهي. يحول إلى سنة ثمان وتسعين، ففيها مات.
4 (عبد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد الرومي النيسابوري.)
صالح، لكن قال الحاكم: لم يقتصر على سماع الصحيح من الشراح، فروى عن ابن خزيمة.)
وتوفي في رمضان. قلت: روى عنه أحمد بن منصور بن خلف المقرئ، وسعيد بن أبي سعيد
العيار.
4 (عبد الكريم هو أمير المؤمنين الطائع بن المطيع لله الفضل بن المقتدر جعفر بن
المعتضد،)
يكنى أبا بكر، وأمه أمة. قال أبو علي بن شاذان: تقلد الطائع لله الخلافة في ذي
القعدة سنة ثلاث وستين وثلاثمائة، وقبضوا عليه في شعبان سنة إحدى وثمانين، وبقي
إلى هذه السنة، فتوفي فيها. قال: ورأيته رجلاً مربوعاً، كبير الأنف، أبيض الشعر.
قال أبو الفرج بن الجوزي: ولما ولي الطائع ركب وعليه البردة، ومعه الجيش، وبين
يديه سبكتكين، في تاسع عشر ذي القعدة، وخلع من الغد على سبكتكين خلع السلطنة، وعقد
له اللواء، ولقبه نصر الدولة، وحضر
(27/286)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 287
عيد الأضحى، فركب الطائع إلى المصلى، وعليه قباء وعمامة، وخطب خطبة خفيفة، بعد أن
صلى بالناس، ثم إن عز الدولة أدخل يده في إقطاع سبكتكين، فجمع سبكتكين، الأتراك
الذين ببغداد، ودعاهم إلى طاعته، فأجابوه، وراسل أبا إسحاق معز الدولة يعلمه
بالحال ويطعمه أن يقعد له الأمر، فاستشار أمه، فمنعته، فصار إليها من بغداد جماعة،
فصوبوا لها محاربة سبكتكين فحاربوه فهزمهم، واستولى على ما كان ببغداد لعز الدولة،
ونادت العامة بنصر سبكتكين، فبعث إلى عز الدولة يقول: إن الأمر قد خرج عن يدك،
فأفرج لي عن واسط وبغداد، وليكونا لي، ويكون لك الأهواز والبصرة، ودع الحرب. وكتب
عز الدولة إلى عضد الدولة يستنجده، فتوانى، وصار الناس حزبين، وأهل التشيع ينادون
بشعار عز الدولة، والسنة والديلم ينادون بشعار سبكتكين، واتصلتالحروب، وسفكت
الدماء، وكشفت الدور، وأحرق الكرخ حريقاً ثانياً. وكان الطائع شديد الحيل، قوياً
في خلقه. وتقلد بهاء الدولة بن عضد الدولة بإشارة الأمراء ومعونتهم. ثم كان في دار
عبد القادر بالله مكرماً محترماً، إلى أن مات ليلة عيد الفطر، وصلى عليه القادر
بالله، وكبر عليه خمساً، وحمل إلى الرصافة، وشيعه الأكابر
(27/287)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 288
والخدم، ورثاه الشريف الرضي بقصيدة. وقال أبو حفص بن شاهين: خلع المطيع نفسه غير
مكره، فما صح عندي، وولي ابنه الطائع، وسنه يوم ولي ثلاثة وأربعون سنة.) قلت:
فيكون عمره ثلاثاً وسبعين سنة.
4 (عبد الملك بن أحمد بن عبد الملك بن شهيد الوزير، أبو مروان القرطبي.)
روى عن: قاسم بن أصبغ، ووهب بن مسرة، وكان إماماً في اللغة والأخبار. صنف التاريخ
الكبير على السنين، من وفاة علي رضي الله عنه، إلى وقته، وهو أزيد من مائة سنة،
توفي في رابع ذي القعدة بالذبحة، عن سبعين. روى عنه ابن عائذ.
4 (عثمان بن محمد بن أحمد، أبو عمرو المخرمي القارئ.)
سمع إسماعيل الصفار، والحسين بن صفوان، وبنيسابور: الأصم. روى عنه: أبو العلاء
الواسطي، وأبو الحسن العتيقي، ووثقه العتيقي. توفي بالدينور.
4 (عمر بن زكار أبو حفص التمار، بغدادي.)
روى عن: المحاملي، وعثمان بن جعفر اللبان، وإسماعيل الصفار.
(27/288)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 289
روى عنه: عبد العزيز الأزجي، وعبيد الله الأزهري، وهبة الله اللالكائي. قال
العتيقي: ثقة مأمون.
4 (القاسم بن أحمد، أبو محمد التجيبي الطليطلي نزيل قرطبة، ويعرف بابن أرفع رأسه.)
سمع قاسم بن أصبغ، ومحمد بن أيمن، وابن المشاط، وشاوره ابن السليم وغيره في
الأحكام. وولي قضاء بلده وقضاء بطليوس، وتولى بناء حصون الثغر. وكان ثقة، تفقه به
جماعة، وكان خبيراً بمذهب مالك. روى عنه: ابن الفرضي، وأبو عمر بن عبد البر،
وجماعة. توفي في جمادى الآخرة، وكان ثقة، مزاحاً.
4 (كوهي بن الحسن، أبو محمد الفارسي.)
حدث عن أحمد أخي أبي الليث الفرائضي، وأبي حامد محمد بن هارون الحضرمي. روى عنه:
عبد العزيز الأزجي، وأبو عبد الله الصيمري القاضي التنوخي، وغيرهم. وثقه الخطيب،
وتوفي في شوال.
4 (محمد بن أحمد بن الحسن بن علي، أبو بكر الطاهري البغدادي الضرير، نزيل أصبهان.)
حدث عن: أبي القاسم عبد الله بن محمد بن عبد الكريم الرازي، ومحمد بن عياش
الموصلي.) سمع علي بن حرب، وأبا صالح السليل بن أحمد، وجماعة. روى عنه: أحمد بن
علي اليزدي، وعبد الرحمن، وعبيد الله، ابنا أبي
(27/289)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 290
عبد الله بن منده، وغيرهم. ومات في عاشر ذي القعدة. ذكر ابن النجار.
4 (محمد بن أحمد بن عبد الأعلى، أبو عبد الله المغربي المقرئ الزاهد المعروف
بالورشي.)
سمع بمصر والشام والعراق وأصبهان بعد الخمسين وثلاثمائة، وكان راساً في علم
القرآن. توفي بسجستان. ذكره الحاكم في تاريخه.
4 (محمد بن أحمد بن محمد بن مهدي الإسكافي، أبو عبد الله الشاهد، من فضلاء بغداد.)
جمع تاريخاً كبيراً على السنين، بدأ فيه بسنة الهجرة النبوية. قال ابن الخازن:
نقلت منه أشياء حسنة. وقال ابن النجار: كان ثقةً أميناً عفيفاً، مات في رجب سنة
ثلاث وتسعين.
4 (محمد بن ثابت، أبو الحسن الصيرفي، بغدادي.)
عن إسماعيل الصفار، وابن السماك. وعنه: عبيد الله بن أحمد الصيرفي. مات سنة ثلاث
وتسعين في رمضان.
4 (محمد بن الحسين بن داود، أخو أبي الحسن محمد الحسين العلوي النيسابوري. كان
كثير)
المروءة والأفضال على الصلحاء. يكنى أبا علي. روى عن أبي حامد بن بلال، ومحمد بن
الحسين القطان. روى عنه الحاكم، وقال: توفي في شعبان. وذكر ابن الصلاح هذا وأخاه
في طبقات الشافعيين، وقيل إن هذا درس فقه الشافعي.
(27/290)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 291
4 (محمد بن عبد الله بن أبي عامر محمد بن الوليد القحطاني المعافري الأندلسي
الملك)
المنصور الحاجب، أبو عبد الله، مدبر دولة الخليفة المؤيد بالله هشام بن المستنصر
الأموي صاحب الأندلس. بويع بعد أبيه، وله تسع سنين، وكان الحاجب أبو عامر هو الكل،
فعمد أول تغلبه على الأمر إلى خزائن المستنصر بالله الحكم بن تالناصر، الجامعة
للكتب، فأبرز ما فيها من صنوف التواليف من خواصه العلماء، وأمر بإفراد ما فيها من
كتب الأوائل، حاشى كتب الطب والحساب، وأمر بإحراقها، فأحرقت، وطمس بعضها، وكانت
كثيرة جداً، ففعل ذلك تحبباً إلى العوام، وتقبيحاً لرأي المستنصر عندهم.) وكان أبو
عامر حازماً مدبراً وشجاعاً بطلاً غزا ما لم يغزه أحد من الملوك، وافتتح فتوحاً
كثيرة، وبقي في المملكة ستاً وعشرين سنة. وكان عالماً فاضلاً، كثير المآثر والمحاسن،
قد طلب العلوم في صباه، وزانت بهيبته أقطار الأندلس، وآمنت به لفرط سياسته، وقد
استوزر جماعة، كان المؤيد بالله معهم صورة بلا معنى، فإنه استولى على التدبير
والحجوبية، ولم يبق أحد مع الدولة يقدر على رؤية المؤيد، بل كان أبو عامر يدخل
عليه القصر ويخرج، فيترك إمرة أمير المؤمنين بكذا، وينهى عن كذا، فلا يخالفه
(27/291)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 292
أحد، وكان يمنع المؤيد من الاجتماع بأحد، وإذا كان بعد سنين أركبه وجعل عليه
برنساً، وألبس جواريه مثله، فلا يعرف المؤيد في سائر الجواري، ويخرجه ليتنزه في
الزهراء، ثم يعود إلى القصر على هذه الحالة، وليس له إلا الخطبة والسكة. وكان أبو
عامر له في الجمعة مجلس حافل، تجتمع فيه العلماء للمناظرة. وغزا في أيامه نيفاً
وخمسين غزوة، وملأ بلاد المسلمين غنائم وسبياً، حتة قيل: لقد ابتيعت بنت عظيم من
عظماء الروم ذات حسن وجمال بقرطبة بعشرين دينارً عامرية، وكان إذا فرغ من قتال
العدو، نفض ما عليه من غبار، ثم يجمعه ويحفظه، فلما احتضر، أمر بما اجتمع من ذلك
الغبار أن يذر على كفنه. وتوفي رحمه الله وهو بأقصى الثغور، عند موضع يعرف بمدينة
سالم، مبطوناً شهيداً في هذه السنة. وللشعراء فيه مدائح كثيرةً، وكان يجزيهم
بالذهب الكثير، وقام بالأمر بعده ولده أبو مروان عبد الملك بن أبي عامر، ولقبره
بالمظفر، فدامت أيامه في الأمن والخصب، ولكن لم تطل مدته، ومات، فثارت الفتن
بالأندلس.
4 (محمد بن عبد الرحمن بن العباس بن عبد الرحمن بن زكريا، محدث العراق، أبو طاهر)
البغدادي الذهبي المخلص. سمع: أبا القاسم البغوي، وأبا بكر بن أبي داود بن صاعد
وأحمد بن سليمان الطوسي، ورضوان الصيدلاني، ومحمد بن هارون الحضرمي، وجماعة.
(27/292)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 293
روى عنه: هبة الله اللالكائي، وأبو محمد الخلال، وأبو سعد إسماعيل بن علي السمان،
وأبو طالب المحسن بن شفيروز الفقيه، وإبراهيم بن محمد بن موسى الشروي الفقيه نزيل
بغداد، وعبد العزيز بن محمد بن الحسين القطان، وأحمد بن محمد النقور وعلي بن أحمد
بن البسري، وعبد العزيز بن علي الأنماطي، وخلق كثير آخرهم محمد بن محمد الزينبي.)
قال الخطيب: كان ثقة، مولده في شوال سنة خمس وثلاثمائة. وقال المخلص: أول سماعي من
البغوي في سنة اثنتي عشرة. قلت: انتقى عليه الفتح بن أبي الفوارس عدة أجزاء، وأبو
بكر البقال عدة أجزاء. والمخلص هو الذي يخلص الغش من الذهب بالتعليق والنار، وقد
وقع لنا جملة صالحة من عوالي المخلص. وكانت وفاته في رمضان من السنة، رحمه الله.
فمن حديث، قرأت على أحمد بن إسحاق بمصر، أخبركم المبارك بن الجورد، أنا أحمد بن
الطلاية، أنا عبد العزيز بن علي، أنا محمد بن عبد الرحمن المخلص، ثنا محمد بن هارون
الحضرمي، أنا إسحاق بن أبي إسحاق إسرائيل، أنا كثير بن عبد الله الأبلي، ثنا أنس،
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من
النار. هذ حديث لنا
(27/293)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 294
تساعي لنا متصل الإسناد، وإن كان كثير الأبلي من الضعفاء، فيبعد أنه تعمد الكذب في
سماعه لهذا الحديث من أنس، إذ فيه من الوعيد ما فيه.
4 (محمد بن عبد الله بن محمد بن محمد، أبو الحسن القرشي المخزومي السلامي
المشهور،)
نشأ ببغداد، ولقي بالموصل جماعةً من الأدباء، منهم أبو الفرج الببغاء، وأبو عثمان
الخالدي، وأبو الحسن التلعفري، فأعجبتهم براعته على حداثة سنه، إلا التلعفري، فإنه
اتهمه في شعره. وفيه يقول السلام.
(سما التلعفري إلى وصالي .......... ونفس الكلب تكبر عن وصاله.)
(ينافي خلقه خلقي وتأبى .......... فعالي أن تضاف إلى فعاله.)
(فصنعتي النفيسة في لساني .......... وصنعته الخسيسة في قذاله.)
(فإن أشعر فما هو من رجالي .......... وإن يصفع فما أنا من رجاله.)
قصد السلامي حضرة الصاحب إسماعيل بن عباد وهو بأصبهان، فامتدحه، فبالغ الصاحب في
إكرامه وإعطائه، ثم قصد حضرة السلطان عضد
(27/294)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 295
الدولة إلى شيراز، فأقبل عليه، واختص به، وكان يقول: إذا رأيت السلامي في مجلسي،
ظننت أن عطارد نزل من الفلك، فوقف بين يدي. وللسلامي فيه:
(يشبهه المداح في البأس والندى .......... بمن لو رآه كان أصغر خادم.)
(في جيشه خمسون ألفاً كعنتر .......... وأمضى وفي خزانه ألف حاتم.)
) توفي السلامي في جمادى الأولى من السنة، وهو في عشر الستين، وشعره سائر مدون.
4 (محمد بن علي بن الحسين بن الحسن بن القاسم بن محمد الشريف السيد، أبو الحسن
العلوي)
الزيدي الهمذاني المعروف بالوصي. روى عن: عبد الرحمن الجلاب، وأحمد بن عبيد،
وعبدان بن يزيد الدقاق، وجماعة بهمذان، وإسماعيل الصفار، وجعفر الخلدي، وابن كامل
القاضي ببغداد، والطبري بأصبهان، وخثيمة الأطرابلسي بالشام، وجماعة. روى عنه: محمد
بن عيسى، وعبد الرحمن بن أبي الليث الصفار، ومحمد بن عمر بن عزيز التككي، وجعفر بن
محمد الأبهري، وآخرون. قال شيرويه: كان ثقة صدوقاً صوفياً واعظاً، تفقه ببغداد على
أبي علي بن أبي هريرة، وتزهد، وجاوز بمكة، ورجع فأقام ببخارى مدةً، وبها مات في
ثاني عشر المحرم، سنة ثلاث وتسعين. قلت: روى عنه أيضاً أبو سعد الكنجروذي، وسمع من
الأصم. وقيل إنه مات ببلخ.
(27/295)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 296
وقال السلمي: كان أحد الأشراف علماً نسباً ومحبة للفقراء، وصحبةً لهم، ما يرجع
إليه من العلوم كتب الحديث والفقه، وصحب الخلدي، وكان يكرمه، ودخل دويرة الصوفية
بالرملة، وكان يخدمهم أياماً، حتى قدم فقير فأتى فقبل رأسه، وقال: هذا شريف الجبل،
وليس بهمذان أغنى منهم ولا أجل، فقام عباس الشاعر فقبل رجله، فأخذ الشريف أبو
الحسن ركوته، وذهب إلى مصر. وقال الحاكم: عاش ثلاثاً وثمانين سنة. وقال أبو سعدي
الإدريسي: يحكى عنه أنه كان يجازف في الرواية في آخر عمره.
4 (محمد بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن بهلول التنوخي الأنباري، أبو غانم بن
الأزرق.)
روى عن: أبيه، وأبي بكر بن الأنباري، ومحمد بن مخلد، وتوفي بالأنبار.
4 (وليد بن عبد الرحمن، أبو العباس القيسي القرطبي الزيات.)
سمع من أحمد بن مطرف، ومحمد بن معاوية، وأحمد بن سعيد، وجماعة. وعاش سبعين سنة.
4 (يحيى بن محمد بن يحيى، أبو بشر النيسابوري الكاتب.)
روى عن الأصم، وعلي بن حمشاد. وتوفي في شعبان.)
4 (يوسف بن محمد بن عمر بن يوسف بن عمروس أبو عمر الأندلسي الأستجي.)
(27/296)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 297
سمع الكثير من: قاسم بن أصبغ، ومحمد بن عبد الله بن أبي دليم وجماعة، وكان إماماً
فقيهاً رأساً في الفتيا. توفي في جمادى الأولى، وله ثلاث وسبعون سنة، وسمع من غير
واحد. وروى عنه ابن عبد البر.
(27/297)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 298
(27/298)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 299
1 (وفيات سنة أربع وتسعين وثلاثمائة.)
4 (أحمد بن إبراهيم القصار، أصبهاني محدث.)
روى عن أبي عمر، وأحمد بن محمد بن حكيم، وأبي علي الصحاف، فمن بعدهما. قال أبو
نعيم: كان يختلف معنا، إلى أن توفي في ذي الحجة، رحمه الله.
4 (أحمد بن عمر بن خرشيد قوله، أبو علي الأصبهاني التاجر.)
حدث بمصر عن: أبي حامد محمد بن هارون الحضرمي، وأبي بكر بن زياد النيسابوري،
وغيرهما. روى عنه: العتيقي، وإسماعيل بن رجاء العسقلاني، ورشأ بن نظيف، وخلق. وثقه
الخطيب، وذكر العتيقي أنه سمع منه بمصر وبمكة وبغداد، وكان يحج كل سنة. قال
الخطيب: سكن مصر حتى مات. وقال الحبال: مات في جمادى الأولى، رحمه الله.
4 (أحمد بن محمد بن الفضل، أبو العباس بن النهاوندي الزاهد العارف.)
ورخه السلمي، وقال: صحب جعفر الجليدي، له مجاهدة عظيمة وأحوال.
(27/299)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 300
4 (إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن الحسين بن سيبخت، أبو الفتح البغدادي الكاتب،
نزيل مصر.)
حدث عن: أبي القاسم البغوي، وأبي بكر بن أبي داود. روى عنه: عبد الملك بن عمر
الرزاز، ورشأ بن نظيف، وجماعة. قال الخطيب: كان سيئ الحال في الرواية، وقال مرة:
ساقط الرواية. توفي بمصر في جمادى الآخرة.
4 (أفلح بن يحيى القرطبي، مولى إبراهيم بن يوسف.)
وحج وسمع من الآحري، وأبي بكر بن خروف، وجماعة. كتب عنه غير واحد.)
4 (بدر، أبو الغصن مولى أحمد بن قطن الزيات القرطبي.)
سمع قاسم بن أصبغ، وبمصر من حمزة الكناني، وأبي العباس الرازي، وأبي أحمد بن
الناصح. وكان رجلاً صالحاً. روى أحاديث، ولم يكن كثير علم.
4 (تمصولت الأسود، يقال طزملت الأمير المصري الرافضي.)
ولي دمشق للحاكم سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة، وفي سنة ثلاث عزر رجلاً مغربياً
بدمشق على حمار ونودي عليه: هذا جزاء من يحب أبا بكر وعمر، ثم قتله. مات إلى غير
رحمة الله في صفر.
4 (حباشة بن حسن.)
سمع بالقيروان: إبراهيم بن عبد الله القلانسي،
(27/300)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 301
وزياد بن عبد الرحمن، ودخل إلى الأندلس، فصحب محمد بن عبد الله بن الحداد، وتردد
في الثغور مرابطاً، ثم رحل إلى المشرق، فسمع من أبي زيد المروزي وغيره، ورجع إلى
الأندلس، وكان من فقهاء المالكية. توفي بقرطبة.
4 (سعيد بن محمد بن الفضل الفقيه، أبو سهل النيسابوري الواعظ.)
سمع مكي بن عبدان. وعنه: الحاكم، وطائفة.
4 (شاه بن عبد الرحمن، أبو معاذ الهروي الماليني.)
رحل وسمع علي عبد الله بن مبشر الواسطي، وأبا بكر عبد الله بن زياد النيسابوري،
وله جزء سمعناه. روى عنه: أبو عمر المليحي، وأبو عثمان الصابوني، وأبو عاصم
الجوهري الهروي، وه آخر من حدث عنه، وحدث عنه أيضاً أبو يعلى الصابوني. توفي في
جمادى الأولى بهراة.
4 (طلحة بن أسد بن عبد الله بن المختار الرقي، نزيل دمشق.)
روى عن أبي بكر الآجري، وأبي علي الحسن، بن منير التنوخي، وجماعة. روى عنه: أحمد بن
الحسن الطيان، ورشأ بن نظيف، وأبو علي الأهوازي، وغيرهم. وكان من الصالحين. توفي
في ربيع الأول. قال الكتاني: حدث بكتب الآجري كلها، وكان ثقة مأموناً، يذكر عنه من
السخاء والكرم شيء) عظيم، رحمه الله.
(27/301)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 302
4 (عبد الله بن محمد بن أحمد بن عبد الوهاب، أبو عمر السلمي الأصبهاني المقرئ
الوراق.)
روى عن: عبد الله بن محمد بن عمر الزهري بن أخي رسته، وعبد الله بن الصباح، ومحمد
ابن عمر الجورجيري، وابن الجاورد، وأبي الحسن اللبناني، وغيرهم، وكتب الكثير. روى
عنه: أبو بكر بن أبي علي الذكواني، وعبد الوهاب بن منده. توفي في ذي القعدة.
4 (عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن زر، بفتح الزاي، أبو محمد الخواري الرازي.)
روى عن أحمد بن جعفر بن نصر الجمال، وإبراهيم بن محمد السمناني صاحب عيسى بن حماد
زغبة. قال الأمير ابن ماكولا وأنه مات في صفر.
4 (عبد الله بن محمد بن علي بن محمد بن نصرويه، أبو محمد النيسابوري، ابن خال
الحاكم.)
سمع الأصم، وأحمد بن إسحاق الضبعي، وحدث في ربيع الآخر.
4 (عبد الله بن محمد بن عبد الله، أبو القاسم النيسابوري المطوعي.)
سمع ببغداد من جعفر الخلدي، وعبد الله بن عدي الحافظ. توفي في جمادى الآخرة.
4 (عبد الرحمن بن أحمد بن إبراهيم بن عثمان، أبو محمد الأنصاري النيسابوري الحافظ)
العماري. سمع: أبا بكر بن إسحاق العتيقي، وأبا علي الرفاء، وطبقتهما، وصنف وذاكر.
(27/302)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 303
قال الدارقطني: سررت برؤيته، عاش سبعاً وخمسين سنة. روى عنه الحاكم.
4 (عبد الرحمن بن محمد بن محمد، أبو سعيد النيسابوري الخلال.)
سمع: أبا العباس الأصم، وغيره، وحدث بطريق مكة.
4 (عبد السلام بن علي، أبو أحمد البغدادي المعلم.)
سمع الجذاع، حدث عن: أبي بكر بن مجاهد، وابن زياد النيسابوري، وأبي مزاحم موسى بن
عبيد الله الخاقاني، والمحاملي. روى عنه: أبو القاسم الأزهري، وأبو الحسن العتيقي،
وعبد العزيز الأزجي، وثقه العتيقي.
4 (عبد الملك بن إدريس الأزدي، أبو مروان بن الجزيري الكاتب الشاعر، نزيل قرطبة.)
) توفي في حبس المظفر بن أبي عامر، ولم يخلف مثله كتابةً ولا بلاغةً وشعراً، وبه
ختم بلغاء كتاب الأندلس.
4 (محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن الخلاص القيسي البجاني الأندلسي.)
عني بالحديث وحج، وسمع من: أبي محمد بن الورد، وحمزة الكناني، وعلي بن الحسن بن
علان الحراني، ومحمد بن جعفر غندر. وكان زاهداً صالحاً متواضعاً حافظاً. قال ابن
الفرضي: سمعت منه ببجان، وسمع منه غير واحد. توفي في رجب.
(27/303)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 304
4 (محمد بن إسماعيل بن محمد، أبو عبد الله الأنصاري الأندلسي من أهل ريه.)
حج سنة ثلاث وأربعين، وله اثنتان وعشرون سنة، فسمع من عثمان بن محمد السمرقندي،
وأحمد بن سلمة بن الضحاك، وإسماعيل بن الجراب، وعبد الله بن جعفر بن الورد، ومحمد
بن عيسى التميمي البغدادي بن العلاف، وسمع صحيح البخاري من ابن السكن، ورجع فلزم
الزهد والانقباض، وولي الخطابة بموضعه، وكان رقيقاً بكاءً. توفي في شعبان. سمع
الناس منه.
4 (محمد بن حسين بن محمد بن أسد، أبو عبد الله التميمي الطبني، الأديب، نزيل
الأندلس.)
قيل إنه لم يدخل الأندلس أحد أشعر منه، وكان واسع الأدب والمعرفة، واتصل بالحاجب
أبي عامر، وولي الشرطة، وعاش أكثر من تسعين سنة. وكان دخوله الأندلس في سنة خمس
وعشرين وثلاثمائة، وتوفي قي يوم من سنة أربع وتسعين، وشهده المظفر بن أبي عامر،
والأعيان.
4 (محمد بن عبد الملك بن ضيفون، أبو عبد الله اللخمي القرطبي الحداد.)
سمع: عبد الله بن يونس الغبري، وأحمد بن زياد، وقاسم بن أصبغ،
(27/304)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 305
وحج في سنة تسع وثلاثين، وشهد رد الحجر الأسود إلى مكانه في هذا العام. وسمع منه:
ابن الأعرابي، وعبد الكريم بن النسائي، ومحمد بن يحيى بن دحمان المصيصي، سمع منه
بأطرابلس، وعبد الله بن محمد بن سرور الغسال بمدينة القيروان. وكان صالحاً عدلاً،
كتب الناس عنه، وعلت سنه، واضطرب في أشياء قرأت عليه لم يسمعها، ولم يكن ضابطاً.
قال لي: ولدت سنة ثلاث وثلاثمائة، وتوفي في شوال. قاله ابن الفرضي، وآخر من حدث
عنه أبو عمر عمر بن عبد البر.)
4 (محمد بن عمر بن محمد بن حميد، أبو الحسن بن بهتة البغدادي البزاز.)
سمع إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، والمحاملي، والحسين النطبقي، وغيرهم. روى عنه:
العتيقي وقال: ثقة.
4 (محمد بن عبد الله، أبو نصر الأنماطي، نيسابوري صالح، خدم أبا علي الثقفي، وصحب)
الزهاد والأئمة.
4 (محمد بن عطاء الله القرطبي النحوي، من كبار أئمة العربية.)
4 (محمد بن محمد بن حسان الماليني، ختن الشاركي، أحد المحدثين بهراة.)
روى عن أحمد بن محمد بن علي الباشاني. روى عنه: أبو عثمان الصابوني، وغيره، وأبو
عطاء عبد الرحمن بن محمد الجوهري.
(27/305)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 306
4 (محمد بن يحيى بن زكريا بن يحيى التميمي، العلامة أبو عبد الله بن برطال
القرطبي)
القاضي المالكي. سمع من أحمد بن خالد الحباب، وقاسم بن أصبغ، ومحمد بن عيسى، وحج،
فسمع من إبراهيم العقبسي، وأحمد بن إبراهيم بن جامع السكري، وولي قضاء ريه، ثم ولي
قضاء الجماعة والصلاة. وعاش إلى أن علت سنه، وثقلت ذهنه، فصرفه الحاجب أبو عامر من
القضاء، ونقله إلى الوزارة. روى عنه: عبد الله بن الفرضي، وسراج بن عبد الله. وحدث
أيضاً عن عثمان بن محمد السمرقندي وخلق، وعاش خمساً وتسعين سنة. وكان حجةً. ورحل
في سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة، وكان كبير الشأن وافر الجلالة، لحق محمد بن محمد
الحناش، وإسماعيل بن القراب. تفرد بأشياء.
4 (يحيى بن إسماعيل بن يحيى بن زكريا بن حرب، وحرب ابن أخي الزاهد أحمد بن حرب)
النيسابوري، وأبو زكريا المزكي المعروف بالحربي. كان أديباً إخبارياً، كثير
العلوم، رئيساً. سمع أبا العباس السراج، ومكي بن عبدان، وعبد الله بن محمد الشرفي،
وأحمد بن حمدون الأعمش، وعبد الواحد بن محمد بن سعيد، وغيرهم، وحدث بنيسابور والري
وببغداد، فأكثروا عنه ثم.) روى عنه: الحاكم، وأبو بكر الأردستاني، ومحمد بن أبي
عمرو النيسابوري شيخ الخطيب، وأبو سعد محمد بن محمد بن علي الحاكم،
(27/306)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 307
وأبو الحسن أحمد بن عبد الرحيم الإسماعيلي، وأبو عثمان البحيري، وأبو نصر عبد
الرحمن بن علي التاجر، وآخرون. وتوفي في ذي الحجة، وهو صدوق فيه بدعة.
4 (يحيى بن محمد بن وهب بن مسرة بن حكم، أبو زكريا التميمي الفرجي، من مدينة
الفرج)
بالأندلس. سمع من جده، ورحل فسمع بمصر من الحسن بن رشيق، وأبي بكر بن إسماعيل
المهندس، وجماعة. روى عنه الناس كثيراً، واختصر كتاب الأسماء والكنى للنسائي، وعاش
ستين سنة. رحمه الله.
4 (يعيش بن سعيد بن محمد، أبو القاسم القرطبي الوراق المعروف بابن الحجام.)
سمع من قاسم بن أصبغ، ومحمد بن عبد الله بن أبي دليم، وجمع لمحمد بن معاوية مسند
حديثه. وقد ذهب بصره بآخرة، توفي في صفر. كتب الناس عنه. روى عن: شريح الذكواني.
4 (لبنى كاتبة الخليفة المستنصر بالله الحكم بن الناصر الأموي.)
كانت نحوية، حاذقة بالكتابة، شاعرة، بصيرة بالحساب، لم يكن في قصر الإمرة أنبل
منها، وكان خطها مليحاً، ومعرفتها بالعروض تامة. توفيت في هذه السنة.
(27/307)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 308
(27/308)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 309
1 (وفيات سنة خمس وتسعين وثلاثمائة.)
4 (أحمد بن علي بن أحمد بن عمران، أبو العباس الأصبهاني الخلقاني. ثقة، دين.)
سمع بالبصرة من علي بن إسحاق المارداني، وغيره. روى عنه: الحسن بن محمد بن سليم،
ومحمد بن علي بن متويه، والأصبهانيون. توفي في جمادى الآخرة.
4 (أحمد بن فارس بن محمد بن حبيب، أبو الحسن الرازي، وقيل القزويني، المعروف
بالرازي)
المالكي اللغوي، نزيل همذان وصاحب
(27/309)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 310
المجمل في اللغة. روى عن: أبي الحسن علي بن إبراهيم القطان، وسليمان بن يزيد
الفامي، وعلي بن محمد بن) مهرويه القزوينيين، وسعيد بن محمد القطان، ومحمد بن
هارون الثقفي، وعبد الرحمن الجلاب، وأحمد بن حميد الهمذانيين، وأبي القاسم
الطبراني، وأبي بكر بن السني، وجماعة. روى عنه: أبو سهل بن زيرك، وأبو منصور بن
عيسى الصوفي، وعلي بن القاسم الخياط المقرئ، وأبو منصور بن المحتسب، وآخرون. ولد
بقزوين، ونشأ بهمذان، وكان اكثر مقامه بالري. وكان كاملاً في الأدب، فقيهاً
مناظراً، مالكياً. وكان يناظر في الكلام، وينصر مذهب أهل السنة، وطريقته في النحو
طريقة الكوفيين، كان بالجبل نظير ابن لنكك بالعراق، وجمع إتقان العلماء، إلى ظرف
الكتاب والشعراء. وله مصنفات بديعة ورسائل مفيدة، وأشعار جيدة، وتلامذه فيهم كثرة،
وكان شديد التعصب لآل العميد، وكان الصاحب إسماعيل بن عباد يكرهه لذلك، وكان قد
صنف كتاب الحجر وسيره إلى الصاحب، فقال: ردوا الحجر من حيث جاء وأمر له بجائزة
قليلة. وقال بعضهم: كان إذا ذكرت اللغة فهو صاحب مجملها، لا بل صاحبها المجمل لها.
وكان يحث الفقهاء دائماً على معرفة اللغة، ويلقي عليهم ويخجلهم ليتعلموا اللغة،
ويقول: من قصر علمه على الفقه وغولط غلط.
(27/310)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 311
وقال سعد بن علي الزنجاجي: كان أبو الحسين بن فارس من أئمة اللغة محتجاً به في
جميع الجهات غير منازع، رحل إلى أبي الحسن علي بن إبراهيم القطان الأوحد في
العلوم، ورحل إلى زنجان إلى أبي بكر أحمد بن الحسن الخطيب راوية ثعلب، ورحل إلى
مشايخ، إلى أحمد بن طاهر النجم، وكان يقول: ما رأيت مثله. قال سعد: وحمل ابن فارس
إلى الري ليقرأ عليه مجد الدولة بن فخر الدولة، وحصل بهما مالاً، وبرع ذلك الأمير
في الأدب. قال: وكان ابن فارس من الأجواد، حتى أنه يهب ثيابه وفرش بيته. وكان من
رؤساء أهل السنة المجردين على مذهب أهل الحديث. توفي في صفر، سنة خمس وتسعين.
انتهى قول الزنجاني. وكذا ورخه عبد الرحمن بن مندة وغيره. وقيل: مات سنة تسعين
وثلاثمائة، وهو قول ضعيف. أخبرنا إسماعيل بن الفراء، أنا البهاء عبد الرحمن سنة
سبع عشرة وستمائة، أنا أبو الحسن عبد الحق، أنا هادي بن إسماعيل، أنا علي بن
القاسم سنة ست وأربعين وأربعمائة، أنا أحمد) بن فارس اللغوي، ثنا علي بن أبي خالد
بقزوين، ثنا الدبري، عن عبد الرزاق، عن الثوري، عن عبد الله بن السائب، عن زاذان،
عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لله ملائكة في
الأرض سياحين يبلغوني عن أمتي السلام. ومن شعر ابن فارس:
(27/311)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 312
(مرت بنا هيفاء مجدولة .......... تركية تنمى لتركيي.)
(ترنو بطرف فاتر فاتن .......... أضعف من حجة نحوي.)
وله:
(سقى همذان الغيث لست بقائل .......... سوى ذا وفي الأحشاء نار تضرم.)
(ومالي لا أصفي الدعاء لبلدة .......... أفدت بها نسيان ما كنت أعلم.)
(نسيت الذي أحسنته غير أنني .......... مدين وما في جوف بيتي درهم.)
4 (أحمد بن القاسم بن عبد الرحمن، أبو الفضل التميمي التاهرتي البزاز.)
قدم قرطبة صغيراً، فسمع من قاسم بن أصبغ، وأحمد بن الفضل الدينوري، وأبي عبد الملك
بن أبي دليم، ومحمد بن معاوية القرشي، ووهب بن مسرة، ومحمد بن عيسى بن رفاعة. وكان
صالحاً زاهداً منقبضاً. ولد بتاهرت سنة تسع وثلاثمائة، وأتى قرطبة سنة بضع عشرة
فسمعه أبوه من هؤلاء أربع وثلاثين، وطلب بنفسه. روى عنه: أبو عمر بن عبد البر،
وتوفي في جمادى الآخرة.
4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن عمر الزاهد، أبو الحسين بن أبي نصر النيسابوري
الخفاف.)
قال الحاكم: مجاب الدعوة، وسماعاته صحيحة بخط أبيه، من أبي
(27/312)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 313
العباس السراج وأقرانه، وبقي واحد عصره في علو الإسناد، وتوفي في ربيع الأول،
وصليت أنا عليه، وله ثلاث وتسعون سنة. قلت: روى عنه الحاكم، وأبو بكر عبد الله بن
محمد بن حسكويه، أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن الصوفي، وأبو الحسن بن عبد الرحيم
الإسماعيلي، والسيد علي بن محمد الحسيني، وأبو المظفر محمد بن إسماعيل الشجاعي،
وأبو نصر الحسين بن احمد القاضي الحريمي، وأبو الفضل بن عبد الله بن المحب، وسعيد
بن العيار، وعائشة بنت محمد بن الحسين البسطامي، وخلق سواهم. وقع لنا جملة من
عواليه.)
4 (أحمد بن محمد، أبو الحسين السمناوي. توفي بمصر في صفر.)
روى عن: محمد بن عيسى بن قرة الزهري. روى عنه محمد بن أبي عدي السمرقندي في مشيخة
الرازي، وأحمد بن القاسم بن ميمون بن حمزة الحسيني.
4 (إبراهيم بن مبشر، أبو إسحاق البكري الأندلسي المغربي المؤدب.)
عرض القراءة على محمد الأنطاكي، وكان يقرئ في دكانه، واحتجم فصفي دمه.
4 (جعفر بن عبد الرزاق الدمشقي المهندس.)
روى عن جده أحمد بن خمارويه، وأبي بكر الخرائطي. روى عنه: أبو ذر الهروي، وأبو علي
الأهوازي.
4 (الحسين بن محمد بن درستويه، أبو علي الدمشقي المعدل الإمام.)
حدث عن: مكحول، ومحمد بن خريم، وابن جوصا، وجماعة. وكان ثقة. توفي في ربيع الأول.
روى عنه: ابنه محمد، و علي بن محمد الحنائي، وأبو علي
(27/313)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 314
الأهوازي وأبو القاسم الحنائي، وإبراهيم بن الخضر الصائغ. قال الكتاني: كان ثقةً
ثبتاً.
4 (الحسين بن علي بن النعمان، أبو عبد الله، قاضي قضاة مملكة الحاكم.)
ولي سنة تسع وثمانين وثلاثمائة، وعزل في سنة أربع وتسعين، وفي أول سنة خمس قتله
الحاكم وأحرق جثته، وولي بعده ابن عمه عبد العزيز.
4 (الحسين بن محمد إسماعيل بن أبي عابد، أبو القاسم الكوفي.)
سمع أحمد بن عثمان الآدمي، واليمان بن محمد الغوثي، وزيد العامري. روى عنه: أبو
القاسم التنوخي وقال: كان ثقة، ولي قضاء الكوفة نيابةً، وكان حنفياً، فاضلاً،
زاهداً.
4 (داود بن رضوان، أبو علي السمرقندي الفقيه الحنفي.)
تفقه بالعراق، وسمع من ابن داسة السنن، ودرس بنيسابور دهراً، وحدث. وتوفي في رجب.
4 (سعيد بن نصر، أبو عثمان مولى الناصر لدين الله عبد الرحمن بن محمد الأموي.)
) روى عن: قاسم بن أصبغ، وأحمد بن مطرف، وأحمد بن دحيم، ومحمد بن معاوية، وطائفة.
وعني بالرواية والضبط، وكان ثقة.
(27/314)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 315
روى عنه: ابن عبد البر، وأبو عمر بن الحذاء، وآخرون. ونيف على الثمانين في ذي
الحجة. أثنى عليه ابن عبد البر، قال: أحسن التقييد والضبط، وكان من أهل الورع
والفضل، رحمه الله.
4 (شيبة بن محمد بن أحمد بن شعيب بن هارون، أبو محمد الشعيبي.)
سمعه أبوه من عبد الله بن الشرفي، وعلي بن محمد الوراق، وجماعة. توفي في المحرم.
4 (عاصم بن يحيى النيسابوري الزاهد.)
سمع أبا حامد بن بلال، وجماعة. قال الحاكم: وحدثني أبو حازم العبدري أنه كتب بخطه
ألف مصحف. د
4 (عبيد الله بن أحمد بن الحسين النيسابوري الحنبلي الواعظ.)
حدث عن: أبي بكر محمد بن الحسين القطان وأقرانه، وأفتى نيفاً وخمسين سنة. توفي في
رجب.
4 (عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أسد، أبو محمد الجهني الطليطلي الأندلسي
الفقيه)
المالكي المغربي، أحد الأعلام، البزار، ثقة أديب ومحدث مسند. سمع من قاسم بن أصبغ
وغيره، ورحل فسمع بمصر عبد الله بن جعفر بن الورد، وابن السكن، وبمكة أحمد بن أبي
الموت صاحب علي بن عبد العزيز، وكان لا يعير كتاباً إلا لمن يثق به، ولا يسمع من
غير كتابه، ويحب التلاوة في المصحف، وقد امتحن أيام المنصور ابن أبي عامر بالحبس
والقيد، والإخراج من الأندلس.
(27/315)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 316
روى عنه: أبو عمر بن عبد البر، وهو من كبار شيوخه، وأبو المطرف بن فطيس، وأبو عمر
بن الحذاء، ومصعب بن عبد الله بن محمد الفرضي، والخولاني وآخرون. ولد سنة عشر
وثلاثمائة، وتوفي في آخر السنة.
4 (عبد الله بن محمد بن جعفر، أبو الحسن البزاز.)
سمع ابن عبيد ومحمد بن مخلد. روى عنه: أبو الحسن العتيقي، وأبو القاسم الأزجي.
وقال الأزجي: ثقة.)
4 (عبد الرحمن بن طلحة بن محمد بن أسيد، والفضل بن الخصيب، وابن الجارود.)
روى عنه: شريح الذكواني.
4 (عبد الرحمن بن عثمان، أبو المطرف القشيري القرطبي الحيان.)
روى عن: عاصم بن أصبغ، وأحمد بن ثابت القرطبي التغلبي، وسعيد بن عثمان. وحج سنة
خمس وخمسين. وكان صالحاً منقبضاً زاهداً ثقة، وروى الكثير. روى عنه: علي بن أبي
طالب، وأبو إسحاق بن شنظير، وأبو عمرو الداني.
(27/316)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 317
مولده سنة أربع وعشرين وثلاثمائة، وتوفي في ذي الحجة بقرية راشد.
4 (عبد الوارث بن سفيان بن جبرون، أبو القاسم القرطبي المعروف بالحبيب.)
سمع من قاسم بن أصبغ أكثر رواياته، وكان أوثق الناس فيه، وأكثرهم ملازمةً له، وسمع
أيضاً من وهب بن مسرة، ومحمد بن عبد الله بن أبي دليم. روى عنه: أبو محمد عبد الله
الأصيلي في غير موضع من كتاب الدلائل وأبو عمران الفاسي الفقيه، وأبو عمر بن
الحذاء، وأبو عمر بن عبد البر. وقال ابن الحذاء: كان شيخاً صالحاً عفيفاً، يعيش من
ضيعة ورثها من أبيه، وقال: مولده سنة سبع عشرة وثلاثمائة، وأول سماعه سنة ثلاث
وثلاثين، وتوفي لخمس بقين من ذي الحجة. وقال ابن عبد البر: قرأت عليه تاريخ أحمد
بن أبي خثيمة، عن قاسم بن أصبغ، عنه، وقرأت عليه موطأ ابن وهب، ثلاثون كتاباً، عن
قاسم بن أصبغ، عن ابن وضاح، عن سحنون، عنه، وقرأت عليه موطأ يحيى بن بكير، وأجزاء
كثيرة.
4 (علي بن محمد، أبو الحسن الشيرازي المقرئ المعروف بالمقنعي، نزيل بغداد، ووالد
أبي)
محمد الجوهري. حدث عن إبراهيم بن علي الهجيمي، وقرأ بالصرة على ابن خشنام،
(27/317)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 318
وببغداد على عبد الواحد بن أبي هاشم، وتصدر للإقراء. قال ابنه: قال لي أبي: ما طلع
الفجر علي إلا وأنا أدرس القرآن. مات في المحرم.
4 (عبد العزيز بن محمد بن الحسن بن علي بن مهران، أبو الحسن التيمي.)
عن: أبي علي الصحاف، وأبي عمرو بن حكيم، وأحمد بن شعيب. مات في شعبانبأصبهان. روى
عنه: سعيد البقال.)
4 (محمد بن أحمد بن أبي النجود، أبو الفرج البغدادي المقرئ، نزيل الديار المصرية.)
أخذ القراءة عرضاً وسماعاً عن أبي طاهر بن أبي هاشم، وسمع منه كتبه، وروى الحروف
عن أحمد بن جعفر الختلي، وسمع من دعلج السجزي وجماعة. قرأ عليه جماعة بمصر، وخرج
منها قبل موته بيسير إلى الشام، فتوفي سنة خمس، أو ست وتسعين. رحمه الله.
4 (محمد بن أحمد بن العباس، أبو الحسن الإخميمي المصري.)
سمع محمد بن زبان بن حبيب، وعلي بن احمد علان، ومحمد بن عبد الله بن سعيد
المهراني، وإسماعيل بن داود بن وردان، وأبا جعفر أحمد بن محمد الطحاوي، ومحمد بن
إسماعيل المهندس، وجماعة. روى عنه: الحسين محمد بن مكي ثلاثة أجزاء لطاف، وتوفي في
ذي القعدة.
4 (محمد بن أحمد بن محمد بن حمدان، أبو أحمد المراري
(27/318)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 319
النيسابوري المعدل.)
روى عن: مكي بن عبدان، والمحاملي، وأبي العباس بن عقدة، وغيرهم. روى عنه: أبو سعد
الكنجروذي توفي في جمادى الآخرة.
4 (محمد بن أحمد بن محمد بن موسى، أبو نصر الملاحمي البخاري.)
حدث بنيسابور وبغداد، عن محمود بن إسحاق عن محمد بن إسماعيل البخاري كتاب القراءة
وراء الإمام، وكتاب رفع اليدين في الصلاة له، وروى أيضاً عن: عبد الله بن محمد بن
يعقوب الفقيه، وعلي بن قريش، وسهل بن السري الحافظ، والهيثم بن كليب الشاشي،
وجماعة. روى عنه: الحاكم، وأبو العلاء الواسطي، ومحمد بن أحمد بن حسنون النرسي،
وعبد الصمد ابن علي بن المأمون، وجماعة. وقال أبو العلاء: توفي أبو نصر، وكان من
أعيان المحدثين وحفاظهم في سنة خمس وتسعين. زاد غيره: في جمادى الآخرة. وولد سنة
اثنتي عشرة وثلاثمائة.
(27/319)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 320
4 (محمد بن أبي يعقوب إسحاق بن محمد بن يحيى بن مندة واسم مندة: إبراهيم بن الوليد
بن)
سنده بن بطة بن أستندار الحافظ الكبير، أبو عبد الله العبدي الأصبهاني. رحل وطوف
الدنيا، وجمع، وصنف، وكتب ما لا يحصر، وحدث عن أبيه، وعم أبيه عبد الرحمن بن يحيى،
وأبي علي الحسن بن محمد بن النضر، ومحمد بن حمزة بن عمارة،) ومحمد بن الحسين
القطان، أبي حامد بن بلال، وأبي سعيد بن الأعرابي، وخثيمة، والأصم، وإسماعيل
الصفار، و ابن البختري، والهيثم بن كليب الشاشي، وأبي الطاهر أحمد بن عمر المديني،
وأبي الميمون بن راشد الدمشقي، وابن حذلم، وأبي عمرو أحمد بن محمد بن حكيم
المديني، ومحمد بن أحمد بن محبوب المروزي، وعثمان بن أحمد بن السماك، وعبد الله بن
إبراهيم بن الصباح، وأبي طاهر محمد بن الحسن المجداباذي، ومحمد بن عمر بن حفص
الأصبهاني، وخلق كثير، لقيهم بأصبهان وخراسان والعراق والحجاز ومصر والشام وبخارى،
(27/320)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 321
وبقي في الرحلة نيفاً وثلاثين سنة، وأقام بما وراء النهر زماناً. روى عنه: أبو
الشيخ، وهو من شيوخه، والحاكم أبو عبد الله، وتمام الرازي، وحمزة السهمي، وأبو
نعيم، ومحمد بن أحمد غنجار، وأحمد بن الفضل الباطرقاني، وأحمد بن محمود الثقفي،
وأبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد العجلي الرازي، وأحمد بن محمد بن المرزبان، وعمر بن
محمد بن عمر المعداني، وعبد الواحد بن أحمد بن البقال، والمطهر بن عبد الواحد
البزاني، وأحمد بن محمد بن عمر النقاش، والفضل بن عبد الواحد الخيام، وأبو طاهر
المنتجع بن أحمد، وأبو بكر محمد بن عمر الطهراني، وأبو المظفر عبد الله بن شبيب
المقرئ، وشجاع بن علي المصقلي، وأخوه أحمد، وزياد بن محمد بن زياد الجلاب، وأبو
سهل حمد بن أحمد، وعائشة بنت الحسن الوركانية، وبنوه عبيد الله، وعبد الرحمن، وعبد
الوهاب، وخلق سواهم. قال الباطرقاني: ثنا أبو عبد الله محمد بن إسحاق العبدي إمام
الأئمة لقاه الله رضوانه. وقال الحاكم: أول خروجه إلى العراق من عندنا، سنة تسع وثلاثين
وثلاثمائة، فسمع بها، وبالشام، وأقام بمصر سنين، وصنف التاريخ والشيوخ، ثم التقينا
ببخارى، وقد زاد زيادة ظاهرة، وجاءنا إلى نيسابور سنة أربع أو خمس وسبعين، ثم خرج
إلى وطنه. وقال عبد الله بن أحمد السوذرجاني: سمعت ابن مندة يقول: كتبت عن ألف
شيخ، لم أر فيهم أتقن من أبي أحمد العسال. وقال الحاكم: سمعت أبا علي النيسابوري
يقول: أبو عبد الله، من بيت الحديث والحفظ، وأحسن الثناء عليه، وقال: ألا ترون إلى
قريحته؟.
(27/321)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 322
وقال إسماعيل بن محمد التيمي الحافظ: سمعت عمر السمناني غير مرة يقول: ذكر أبي عبد
الله بن منده عند أبي نعيم، فقال: جبلاً من الجبال.) وقال ابن طاهر: سمعت سعيد بن
علي الحافظ بمكة يقول: وسئل عن الدارقطني، وابن مندة، والحافظ عبد الغني بن سعيد،
فقال: أما الدارقطني فأعلمهم بالعلل، وأما ابن مندة فأكثرهم روايةً، مع المعرفة
التامة، وأما الحاكم فأحسنهم تصنيفاً، وأما عبد الغني فأعرفهم بالأنساب. وقال أبو
عبد الله بن ذهل الهروي: سمعت ابن منده يقول: لا يخرج الصحيح إلا من ينزل أو يكذب.
وقال أحمد بن الفضل الباطرقاني: كتب أبو أحمد العسال إلى عبد الله بن منده وهو بنيسابور،
في حديث أشكل عليه، فأجابه بإيضاحه، وبيان علله. وذكر غير واحد، عن أبي إسحاق بن
حمزة الحافظ أنه قال: ما رأيت مثل أبي عبد الله بن منده. قلت: أبو إسحاق بن
إبراهيم بن محمد بن حمزة. توفي سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة، وقد روى مع تقدمه عن
ابن منده، وقد قال فيه ابن منده: ما رأيت أحفظ منه. وقال عبد الرحمن بن منده: كتب
أبي عن أربعة من شيوخه، عن كل واحد ألف جزء. كتب عن ابن الأعراب بمكة ألف جزء وعن
خيثمة
(27/322)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 323
بأطرابلس ألف جزء، وعن أبي العباس الأصم بنيسابور ألف جزء، وعن الهيثم بن كليب
ببخارى ألف جزء. وسمعت أبي يقول: كتبت عن ألف وسبعمائة شيخ. وقال جعفر بن محمد
المستغفري الحافظ: ما رأيت أحفظ، من ابن منده، سألته ببخارى: كم تكون سماعات الشيخ
قال: تكون خمسة آلاف من. وقال أحمد بن جعفر الأصبهاني الحافظ: كتبت عن أكثر من ألف
شيخ، ما فيهم أحفظ من أبي عبد الله منده. وكان أبو عبد الله قد تزوج في عشر
الثمانين، فولد له عبد الرحمن، وعبيد الله، وعبد الرحيم، وعبد المهاب. وقال شيخ
الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري: أبو عبد الله بن منده، سيد أهل زمانه. وقال الحافظ
أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن منده: كنت مع عمي عبيد الله في طريق نيسابور،
فلما بلغنا بير مجنة، قال عمي: كنت مرة ههنا، تعرض لي شيخ جمال، فقال: كنت قافلاً
عن خراسان مع أبي، فلما وصلنا إلى هنا، إذا نحن بأربعين وقراً من الأحمال، فظننا
أنه) منسوج الثياب، وإذا خيمة صغيرة، فيها شيخ، فإذا هو والدك، فسأله بعضنا عن تلك
(27/323)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 324
الأحمال، فقال: هذا متاع، قل من يرغب في هذا الزمان فيه، هذا حديث رسول الله صلى
الله عليه وسلم. وقال الباطرقاني: سمعت أبا عبد الله يقول: طفت الشرق والغرب
مرتين، وكنت مع جماعة عند أبي عبد الله في الليلة التي توفي فيها، ففي آخر نفسه،
قال واحد منا: لا إله إلا الله، يريد تلقينه، فأشار بيده إليه دفعتين ثلاثة، أي
أسكت، يقال لي مثل هذا وتوفي ليلة الجمعة، سلخ ذي القعدة. قلت: وكان أبو نعيم كثير
الحط على ابن منده، لمكان المعتقد واختلافهما في المذهب، فقال في تاريخه: ابن
منده، حافظ من أولاد المحدثين، توفي في سلخ ذي القعدة، واختلط في آخر عمره، فحدث
عن أبي أسيد، وعبد الله ابن أخي أبي زرعة، وابن الجارود، بعد أن سمع منه أن له
عنهم إجازة، وتخبط في أماليه، ونسب إلى جماعة أقوالاً في المعتقد لم يعرفوا بها،
نسأل الله الستر والصيانة. قلت: أي والله، نسأل الله الستر وترك الهوى والعصبية.
وسيأتي في ترجمته شيء من تضعيفه، فليس ذلك موجباً لضعفه، ولا قوله موجباً لضعف ابن
منده، ولو سمعنا كلام الأقران، بعضهم في بعض لا تسع الخرق.
4 (محمد بن علي بن الحسين العلوي، تقدم في سنة وأرخه غنجار في هذه السنة.)
4 (محمد بن علي بن الفضل بن محمد بن عقيل، أبو نصر الخزاعي النيسابوري.)
(27/324)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 325
سمع أبا بكر محمد بن الحسين بن القطان، والأصم، وتوفي في رجب، بعد أن حدث سنين.
روى عنه: أبو يعلى الصابوني.
4 (محمد بن علي بن الحسين بن القصار الخلقاني النيسابوري.)
سمع الأصم، وأبا بكر بن إسحاق الضبعي، وحدث في رمضان.
4 (محمد بن علي، أبو علي البلاذري.)
تفقه على أبي إسحاق المروزي ببغداد، وسمع من الشبلي، والموجودين. لقيه الحاكم
ببخارى، ثم نيسابور، ونزل عند القاضي أبي بكر الحيري. مات في نصف المحرم، وكان من
كبار الشافعية.)
4 (محمد بن القاسم، أبو منصور النيسابوري.)
عن الأصم، وأبي محمد الفاكهي المكي. وخرجوا له فوائد، وتوفي في ذي القعدة.
4 (يعقوب بن أبي إسحاق القراب الهروي، أخو الحافظ إسحاق وإسماعيل.)
روى عن أبي الفضل بن حميرويه، ومات شاباً، رحمه الله. قل من حمل عنه.
(27/325)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 326
(27/326)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 327
1 (وفيات سنة ست وتسعين وثلاثمائة.)
4 (أحمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن شريعة أبو عمر اللخمي الإشبيلي المعروف
بابن)
الباجي الحافظ. سمع من أبيه جميع ما عنده، من ذلك مصنف أبي بكر بن أبي شيبة، جميعه
عن أبيه، عن عبد الله بن يونس القبري، عن بقي، عنه. قال الخولاني: كان عارفاً بالحديث
ووجوهه، إماماً مشهوراً، لم تر عيني مثله في المحدثين وقاراً وسمتاً، رحل مع ابنه
محمد، ولقي شيوخاً جلة، وولي أبو عمر قضاء إشبيلية مدةً يسيرةً، ثم رحل إلى قرطبة
فاستوطنها، وأخذنا عنه كثيراً، وكان مولده سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة، وتوفي في
حادي عشر المحرم، سنة ست وتسعين، وشهدت جنازته في محفل عظيم من وجوه الناس
وكبرائهم. وقال عبد الغني بن سعيد في مشتبه النسبة: أبو عمر هذا كتبت عنه
(27/327)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 328
وكتب عني. وحدث أيضاً عن أبي عمر بن عبد البر، وقال: كان يحفظ غريب الحديث لأبي
عبيد وابن قتيبة حفظاً حسناً، وشاوره ابن أبي الفوارس القاضي في الأحكام وهو ابن
ثماني عشرة سنة، وجمع له أبوه علوم الأرض، ولم يحتج إلى أحد، إلا أنه رحل متأخراً،
ولقي في الرحلة أبا بكر بن إسماعيل المهندس، وأبا العلاء بن ماهان. قال: وكان فقيه
عصره، وإمام زمانه، لم أر بالأندلس مثله. وقال ابن عبد البر: كتبت عليه مصنفات ابن
أبي شيبة سنة خمس وتسعين وثلاثمائة، رحمه الله. وكان إماماً في الأصول والفروع.
روى عنه ابنه محمد.
4 (أحمد بن بيري الواسطي.)
ترجمته في بضع وأربعمائة، قال لنا ابن الخلال: أنا جعفر، نا السلفي قال: سألت
خميساً الجوربي، عن ابن بيري فقال: هو أبو بكر أحمد بن عبيد بن الفضل بن سهل بن
بيري. سمع البغوي، وابن أبي داود، وابن صاعد الصولي، وابن مبشر الواسطي، وكان ثقة.
كف بآخر) عمره. آخر من حدث عنه بواسط أبو الحسن بن مخلد، والداني المفضل. قال خميس:
قال لي أبو المعالي ابن سانده: ولدت في السنة التي مات فيها أبو بكر بن بيري سنة
ست وتسعين.
4 (أحمد بن موفق أبو القاسم الأموي القرطبي.)
روى عن أحمد بن سعيد بن حزم، وأحمد بن مطرف، ووهب بن مسرة.
(27/328)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 329
حج فسمع من حمزة الكناني، وأبي بكر الآجري. مات في عشر الثمانين.
4 (أحمد بن محمد بن زكريا الأستاذ، أبو العباس الفسوي الزاهد، شيخ الحرم.)
سمع ابن عدي الجرجاني، وأحمد بن عطاء الروذباري، وجمح بن القاسم الدمشقي، وأبا بكر
الربعي، وطائفة بالشام والعراق والعجم. روى عنه: أبو نصر بن الحبان، وأبو علي
الأهوازي، وأبو يعلى إسحاق الصابوني، وطائفة. قال الخطيب، كان ثقة، ثنا عنه أبو
محمد الخلال وغيره.
4 (أحمد بن محمد بن عمران، أبو الحسن بن الجندي النهشلي البغدادي.)
ولد في آخر سنة ست وثلاثمائة، وسمع من أبي القاسم الأزهري، وأبي محمد الخلال، وأبي
الحسين بن النقور، وآخرون. قال الأزهري: حضرته وهو يقرأ عليه كتاب ديوان الأنواع
الذي جمعه، فقال لي ابن الأبنوسي: ليس هذا سماعه، وإنما رأى نسخة على ترجمتها اسم
وافق اسمه فادعى ذلك. وقال العتيقي: توفي في جمادى الآخرة، وكان يرمى بالتشيع،
وكانت له أصول حسان.
(27/329)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 330
4 (إبراهيم بن محمد بن الشرفي الحضرمي، خطيب قرطبة، أبو إسحاق.)
روى عن أحمد بن مطرف، وأبي عيسى الليثي، وجماعة، وكان مجلسه محتفلاً بوجوه الناس
وطلبة العلم، وكان ذكياً حافظاً، ولكن أصابه فالج وخرس، وكان إليه شرطة قرطبة،
وكان ابن عامر الحاجب يقول: إنه يصلح لكل أمر.
4 (إسحاق بن عبد الله بن إسحاق النصري، أبو يعقوب الحنفي، شيخ الحنيفة وعالمهم)
بجرجان.) يروي عن دعلج، وابن علي بن الصواف. وتوفي في المحرم.
4 (إسماعيل بن أبي بكر أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن العباس، العلامة، أبو سعيد)
الإسماعيلي الجرجاني الفقيه، شيخ الشافعية بجرجان. كان مقدماً في الفقه والعربية،
كثير التصانيف، رئيساً مفضلاً على أهل العلم. روى عن: أبيه، وابن عدي، وأبي العباس
الأصم، وابن دحيم الشيباني، وأحمد بن كامل بن شجرة، وعن محمد بن حفص المكي،
وجماعة. روى عنه بنوه: الفضل، والسري، وسعد، ومسعدة، وأبو القاسم التنوخي، وأبو
محمد الخلال، وحمزة بن يوسف السهمي، وخلق سواهم.
(27/330)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 331
وثقه الخطيب وغيره. قال القاضي أبو الطيب: ورد الإمام أبو سعد بغداد، فأقام بها،
ثم حج. عقد له الفقهاء مجلسين، فولي أحدهما أبو حامد الإسفرايني، والآخر أبو محمد
البافي. وتوفي في نصف ربيع الآخر ليلة الجمعة، وله ثلاث وستون سنة، ومما أكرمه
الله به أنه مات، وهو في صلاة المغرب يقرأ: إياك نعبد وإياك نستعين ففاضت نفسه.
قال حمزة السهمي: كان إمام زمانه، مقدماً في الفقه والعربية والكتابة والشروط
والكلام، صنف في أصول الفقه كتاباً كبيراً، وتخرج على يده جماعة، مع الورع الثخين،
والمجاهدة والنصح للإسلام، والسخاء، وحسن الخلق، بالغ السهمي في تقريظه.
4 (إسحاق بن محمد بن حمدويه المروزي، وعبد الله بن محمد الحارثي، وجماعة.)
وعنه: أبو القاسم الأزهري، والحسين أخو الخلال، وغيرهما.
4 (حاتم بن عبد الله بن أحمد بن حاتم بن فرانك، أبو بكر القرطبي البزار.)
ولد سنة إحدى عشرة وثلاثمائة، وحدث عن احمد بن خالد بن الحباب، وعبد الله بن يونس
القبري، والحسن بن سعد، وعمر دهراً.
(27/331)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 332
روى عنه القاضي أبو عمر بن الحذاء وقال: أظنه مات سنة ست وتسعين.
4 (شعيب بن محمد بن شعيب، أبوه صالح العجلي البيهقي، وكان أبوه فقيه عصره للشافعية)
بنيسابور. وسمع شعيب من: أبي نعيم عبد الملك بن عدي، ومحمد بن حمدون، وأبي حامد بن
الشرفي، ومكي بن عبد الله، وبالعراق من أبي بكر بن الأنباري، وأبي عبد الله
المحاملي، وروى الكثير) بنيسابور. روى عنه الحاكم، وقال: توفي في صفر، وولد سنة
تسع وثلاثمائة، وأبو عثمان سعيد البحيري.
4 (طالب بن عثمان، أبو أحمد الأزدي النحوي البغدادي المؤدب.)
سمع محمد بن حمدويه المروزي، وأبا بكر بن الأنباري، والمحاملي. روى عنه: علي بن
محمد المالكي، ومحمد بن محمد الحسين العطار، وجماعة، وآخرهم أبو الحسين بن المهتدي
الخطيب.
4 (عبد الرحمن بن محمد، أبو زيد القرطبي العطار.)
وروى عن أحمد بن سعيد بن حزم الصدفي، وأحمد بن المطرف بن أبي عيسى، وجماعة، وحج،
وسمع من حمزة الكناني، وبكر بن الحداد، وأبي حفص عمر الجمحي، والحسن بن الخضر
الأسيوطي، وسمع الناس منه كثيراً. قال ابن بشكوال: كان ثقةً كثير السماع. روى عنه:
أبو إسحاق بن شنظير، وأبو عمر بن عبد البر، وعاش سبعين سنة، رحمه الله.
(27/332)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 333
4 (عبد الرحمن بن أحمد بن أصبغ، أبو المطرف الأموي.)
روى في هذه السنة بالأندلس، عن أبي الحسن الدارقطني. حدث عنه: عبد الرحمن بن يوسف
الرفاء.
4 (عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد بن موسى الكلابي المحدث، أبو الحسين الدمشقي
المعروف)
بأخي تبوك. روى عن: محمد بن خريم، وطاهر بن محمد، وسعيد بن عبد العزيز، وأبي الجهم
بن طلاب، وأبي الحسن بن جوصا، وإبراهيم بن عبد الرحمن بن مروان، وأبي عبيدة أحمد
بن عبد الله بن ذكوان، ومحمد بن بكار السكسكي، وخلق سواهم. روى عنه: تمام، وعبد
الوهاب الميداني، ورشأ بن نظيف، وأبو علي الأهوازي، وأبو قاسم بن الفرات، وأبو
القاسم السميساطي، وأبو القاسم الجنابي، وأبو الحسين محمد بن أحمد بن حسنون النرسي،
وخلق كثير. ولد في ذي القعدة، سنة ثلاث وثلاثمائة، وتوفي في ربيع الأول، عن تسعين
سنة. قال عبد العزيز الكتاني: وكان ثقة نبيلاً. قلت: كان مسند وقته بدمشق.)
(27/333)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 334
4 (علي بن جعفر، أبو الحسين السيرواني الصوفي الزاهد، المجاور بمكة. في سلخ
المحرم)
كان موته. قال الحبال: إنه بلغ من السن مائة وإحدى عشرة سنة، حدثونا عنه، وحدث عن
إبراهيم الخواص. وقال السلمي في تاريخه: هو من ثقات الشيوخ بناحيته، معدوم القرين،
صحب الشبلي. أخبرنا ابن الخلال، أنا جعفر، أنا العثماني، حدثني أبو القاسم عبد
الرحمن بن أبي بكر القرشي المقرئ، ثنا عبد الرحمن بن عبد الباقي الباقي بن فارس،
نا أبو حفص بن عراك إمام الجامع العتيق بمصر، قال: كان الشيخ أبو الحسن السيرواني
المجاور يزور إخوانه في البلاد، فزارني سنةً، فبينا هو جالس معي، إذ سمعنا ضوضاء
في الجامع، فقيل لنا: رجل سرق منه شيء، فاستحضره الشيخ، فسأله عن أمره، فقال له:
إني فقير، ولي عائلة، ففتح علي برداء ودينارين، فصررتهما في الرداء، فسرق ذلك مني،
فقال له انتظر، ثم حرك الشيخ شفتيه، ورفع طرفه إلى السماء، فما استتم دعائه حتى
سمعنا قائلاً يقول: من ضاع منه شيء فليصفه ويأخذه، فوصف له الرجل صفة متاعه، فسلمه
إليه، فقال الشيخ: خذه وامض. قال ابن عراك: فسألته عما دعا به، فقال: دعوت باسم
الله الأعظم، فسألته أن يعلمني إياه، فامتنع، ثم قال لي: قل اللهم إنا نسألك بأن
لك الحمد، لا إله إلا أنت، بديع السموات والأرض، ذو الجلال والإكرام، الحي القيوم،
أحرزت نفسي بالحي الذي لا يموت، وألجأت ظهري للحي
(27/334)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 335
القيوم، لا إله إلا الله نعم الغافر، الله لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من
الظالمين، أفوض أمري إلى الله، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
4 (علي بن محمد بن إسحاق بن محمد بن يزيد، أبو الحسن الحلبي القاضي الفقيه
الشافعي،)
نزيل مصر. سمع جده إسحاق، وعلي بن عبد الحميد الغضائري، وعبد الرحمن بن عبيد الله
ابن أخي الإمام، ومحمد بن إبراهيم بن نيروز الأنماطي، ومحمد بن نوح الجنديسابوري،
ومحمد بن الربيع الجيزي، وأبي بكر بن زياد النيسابوري، وجماعة سواهم. روى عنه: عبد
الملك بن عثمان الزاهد، ورشأ بن نظيف، والحسين بن عتيق التنيسي، وعبد الملك بن عمر
البغدادي الرزاز، وأبو الحسين محمد بن مكي، وآخرون.) قال أبو عمرو الداني: روى عن
ابن مجاهد كتاب السبعة، وهو، وشيخنا أبو مسلم، آخر من بقي من أصحاب ابن مجاهد.
وعمر أبو الحسن عمراً طويلاً، حتى نيف على عشر ومائة فيما بلغني. قلت: ورخ موته
القاضي، وقال: يقال إنه ولد سنة خمس وتسعين ومائتين قلت: فعلى هذا يكون قد عاش
مائة سنة ونيف سنة. أنبأني أحمد بن عبد القادر، أنا عبد الصمد بن محمد الحاكم، أنا
طاهر بن سهل الإسفراييني سنة خمس وعشرين وخمسمائة، أنا محمد بن مكي الأزدي، أنا
علي بن محمد بن إسحاق، ثنا عبد الرحمن بن عبيد بن أخي الإمام بحلب، ثنا محمد بن
قدامة، ثنا جرير، عن رقبة بن جعفر ابن إياس، عن حبيب، يعني ابن سالم، عن النعمان
بن بشير، قال: أعلم الناس بصفات هذه الصلاة، صلاة عشاء الآخرة، كان رسول الله صلى
الله عليه وسلم، لسقوط القمر لثالثه. تفرد به جرير، عن رقبة بن مصقلة.
(27/335)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 336
4 (علي بن محمد بن يوسف بن يعقوب الأستاذ، أبو الحسن بن العلاف البغدادي المقرئ،
والد)
أبي طاهر بن العلاف، وجد أبي الحسن الحاجب. كاد أن يقرأ على ابن مجاهد، وابن
شنبوذ، فإنه ولد سنة عشر وثلاثمائة، وعني بالقراءات في كبره، وقرأ على النقاش،
وبكار بن أحمد ورشد بن علي بن أبي بلال، والحسن بن داود النقار، وعبد الواحد بن
أبي هاشم، وسمع من أبي علي بن محمد الواعظ وجماعة، وتصدر للإقراء مدة، واشتهر وبعد
صيته. قرأ عليه: الحسن بن محمد القنطري، وأبو علي الشرمقاني، والحسن بن علي
العطار، وأبو الفتح بن شيطا، وآخرون. وثقه الخطيب.
4 (قاسم بن محمد بن قاسم بن عباس، أبو محمد بن عسلون القرطبي الفراء.)
يقال: مات في السنة الماضية.
4 (محمد بن أحمد بن محمد جعفر بن محمد بن بحير بن نوح، أبو عمرو البحيري
النيسابوري)
المزكي. سمع أباه الحسين، ويحيى بن منصور القاضي، وعبد الله بن محمد الكعبي، ومحمداً،
وعلياً، وابني المؤمل بن الحسن، ورحل إلى العراق بعد الستين وثلاثمائة، فكتب عن
الموجودين.) روى عنه: الحاكم، وهو أكبر منه، وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي
ومحمد بن شعيب الروياني. قال الحاكم: كان من حفاظ الحديث المبرزين في المذاكرة.
توفي في
(27/336)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 337
شعبان، وله ثلاث وستون سنة. قلت: روى عنه ابنه سعيد أيضاً، وله أربعون حديثاً،
سمعناها بعلو.
4 (محمد بن أحمد بن عبدوس بن أحمد، أبو بكر الأديب النحوي النيسابوري الفقيه.)
سمع: أبا عمرو الحيري، ومكي بن عبدان، وابن الشرفي، وعمه إبراهيم بن عبدوس. قال
الحاكم: عقدت له مجلس الإملاء سنة ثمان وثمانين، وتوفي في شعبان سنة ست وتسعين.
قلت: روى عنه الحاكم، وأبو القاسم القشيري، وأبو يعلى الصابوني. ومن طبقته:
4 (أحمد بن محمد بن عبدوس، أبو بكر الحافظ النسوي نزيل مرو.)
سمع بدمشق أبا القاسم علي بن أبي العقب، وبكير بن الحسن الرازي بمصر، وجماعة. روى
عنه: أبو محمد عبد الله بن يوسف الجويني الفقيه، والحسن بن القاسم المروزي، ومحمد
ابن الحسن المروزي. ومن طبقتهما:
4 (أحمد بن محمد بن عبدوس الحاتمي، أبو الحسن النيسابوري الفقيه الشافعي.)
سمع الأصم، وجماعة. ومات في الكهولة في حياة أبيه، سنة خمس وثمانين وثلاثمائة،
وكان من الفضلاء. أما
4 (أحمد بن محمد بن عبدوس العنزي الطرائفي صاحب عثمان بن سعيد الدرامي، فقد ذكر)
في.
4 (محمد بن إسحاق النيسابوري المطوعي الكيال. أصله من جرجان.)
سمع من الأصم، وأبي عبد الله الصفار. وكان من الصالحين.
(27/337)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 338
4 (محمد بن الحسن بن الفضل بن المأمون، أبو بكر الهاشمي العباسي البغدادي.)
سمع أبا بكر بن زياد النيسابوري، وأبا بكر بن الأنباري، والمحاملي، وجماعة، وهو جد
أبي) الغنائم عبد الصمد بن علي. روى عنه: أبو بكر البرقاني، وهبة الله اللالكائي،
وعبد الباقي بن محمد بن غالب العطار، وجماعة. وعاش ستاً وثمانين سنة. وثقه الخطيب.
4 (محمد بن علي بن النضر، أبو بكر الديباجي البغدادي.)
سمع علي بن عبد الله بن مبشر الواسطي، وأحمد بن محمد بن سعدان الواسطي، ومحمد بن
حمدويه المروزي. وعنه: هبة الله اللالكائي، وأبو بكر البرقاني. ووثقه أبو الحسن
العتيقي.
4 (محمد بن عمر بن علي بن خلف بن زنبور، أبو بكر الوراق، من شيوخ بغداد.)
حدث عن: أبي بكر بن أبي داود، والقاسم البغوي، وعمر الدوري، وابن صاعد، وغيرهم.
روى عنه: أبو القاسم الأزهري، وأبو محمد الخلال، وجماعة آخرهم أبو نصر محمد بن
محمد الزينبي.
(27/338)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 339
قال الأزهري: ضعف في روايته عن البغوي. وسماعه من الدوري صحيح. وقال العتيقي: فيه
تساهل. وتوفي في صفر. وقال الخطيب: كان ضعيفاً جداً. قلت: وهو راوي البعث لابن أبي
داود، والثاني من مسند ابن مسعود.
4 (محمد بن عيسى بن محمد بن معلى بن أبي ثور، أبو عبد الله الحضرمي الوراق، من
أهل)
قرطبة. روى عن: أحمد بن مسعود بن سعيد بن حزم، وأبي جعفر بن عون الله، وجماعة.
وكانت له عناية كبيرة بالرواية، وكان صالحاً ثقة. ولد سنة سبع عشرة وثلاثمائة. روى
عنه: أبو المطرف بن فطيس القاضي، وغيره. وتوفي في ربيع الآخر. ذكره ابن بشكوال،
وقد ذكره ابن الفرضي فقال: سمع من أحمد بن مطرف، ومحمد بن معاوية القرشي، وكان شيخاً
صالحاً حسن المعرفة، ثقة. رحمه الله.
4 (محمد بن نصر بن أحمد بن مالك، أبو الحسن القطيعي.)
روى عن المحاملي، ويوسف بن البهلول الأزرق. روى عنه: أبو محمد الخلال، وغيره وبقي
إلى هذه السنة.
(27/339)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 340
4 (نجيح بن سليمان الخولاني الأندلسي. توفي بالأندلس.)
4 (ياسين بن محمد بن محمد بن ياسين بن النضر، أبو يوسف الباهلي النيسابوري.)
) سمع مكي بن عبدان، وجماعة. روى عنه الحاكم في تاريخه.
(27/340)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 341
1 (وفيات سنة سبع وتسعين وثلاثمائة.)
4 (أصبغ بن الفرج بن فارس، أبو القاسم الطائي القرطبي المالكي، من كبار المفتين
بقرطبة.)
كان من أهل اليقظة والنباهة، بصيراً بالفقه. سمع من أبي جعفر بن عون الله، وأبي
محمد بن عبد المؤمن، وأبي محمد الباجي. ولي قضاء بطليوس، فأحسن السيرة، ومنهم من
يقول: توفي سنة أربعمائة. وكان أخوه حامد من الصلحاء القانتين، يتبرك بلقائه. عاش
بعد أخيه أصبغ خمسة أعوام.
4 (الحسن بن محمد بن إبراهيم، أبو علي الصوفي. قال عبد الغافر:)
شيخ قديم، ثقة، كثير الحديث. سمع أبا بكر القطان، وأبا حامد بن بلال، والأصم،
وحدث.
4 (خلف بن سليمان، أبو القاسم بن الحجام القرطبي. كان مجوداً لحرف نافع.)
قرأ على أبي الحسن الأنطاكي، وكان عارفاً برسم المصحف ونقطه، بارعاً فيه، ولذلك
قيل له: خلف الناقط.
(27/341)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 342
4 (سعيد بن يوسف، أبو عثمان الأموي الأندلسي القلعي، من قلعة أيوب.)
روى في الرحلة عن أبي بكر محمد بن عمار الدمياطي، وإبراهيم بن أبي غالب المصري،
وجماعة. روى عنه الصاحبان، وأبو عبد الله بن عبد السلام.
4 (سعيد بن محمد بن سيد أبيه، أبو عثمان الأموي الأندلسي.)
حج وأكثر عن أبي الآجري، وحمزة بن محمد الكتاني، ولقي بالقيراون علي بن مسرور،
وتميم، وكان صالحاً زاهداً متبتلاً مجاهداً، أجاز الخولاني في هذه السنة. وكان
مولده في سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة.
4 (عبد الله بن محمد بن أحمد بن محمد بن الفرج بن متويه القزويني، الفقيه النسابة الحافظ.)
كان متفنناً في العلوم. سمع: علي بن مهرويه، وفي الرحلة من إسماعيل الصفار، وعبد
الله بن شوذب الواسطي، وجماعة. وولي قضاء خراسان، وعاش بضعاً وسبعين سنة.) روى
عنه: أبو يعلى الخليل بن عبد الله.
4 (عبد الله بن محمد بن سعيد بن داود، أبو محمد المديني. شيخ صالح، يروي عن ابن
داسة.)
وعنه عبد الرحمن بن منده، وسعيد السعداني. مات في رجب سنة سبع وتسعين.
4 (عبد الله بن مسلم بن يحيى، أبو يعلى الدباس. بغدادي ثقة.)
روى عن القاضي المحاملي.
(27/342)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 343
روى عنه: هبة الله اللالكائي، وعبيد الله الأزهري، وابن العريف، وأحمد بن سليمان
المقرئ.
4 (عبد الحميد بن محمد بن القاسم الشاشي الخانكاهي المذكر.)
سمع من الأصم وطبقته في ذي القعدة.
4 (عبد الرحمن بن المزكي، أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى، أبو الحسن
النيسابوري.)
حدث بنيسابور وبغداد، عن محمد بن حفص بن عمرو بن الشرفي وأبي العباس الأصم، وأبي
بكر القطان، وأبي حامد بن بلال، وجماعة، وخرجوا عنه الفوائد. قال الحاكم: توفي في
شعبان، وكان من عقلاء الرجال العباد. وقال الخطيب: كان ثقة، ثنا عنه محمد بن طلحة.
قلت: وروى عنه عمر بن أحمد النيسابوري الحوري، وأبو أحمد بن منصور المقرئ.
4 (عبد الرحمن بن عمر بن أحمد بن حمة، أبو الحسن البغدادي الخلال.)
سمع المحاملي، وابن عقدة، وعبد الغافر بن سلامة، وجماعة. روى عنه: البرقاني، وعبد
العزيز الأزجي، وعبيد الله الأزهري، وأحمد بن سليمان المقرئ وأبو الحسين محمد بن
المعتدي بالله، وطائفة. وثقه الخطيب، وعنده جملة كثيرة من مسند يعقوب بن شيبة،
سمعه من حفيده، وقد مر أبوه في سنة.
4 (عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن إسحاق، أبو القاسم بن الحاكم أبي أحمد الأنماطي)
المزكي. نيسابوري، ثقة جليل. روى عن أبي العباس الأصم، وأقرانه.
(27/343)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 344
توفي يوم الشك.
4 (عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن عبيد الله، أبو المطرف الرعيني القرطبي المعروف
بابن)
المشاط.) أخذ القراءات عن أبي الحسن الأنطاكي، وسمع من خلف بن قاسم وغيره، وكان
فاضلاً رئيساً عالماً متصلاً بالدولة، نفق على المنصور محمد بن أبي عامر، وولي
قضاء بلنسية وغيرها. توفي فجأة في جمادى الآخرة، وصلى عليه والده الثكلان به، وعاش
بعده عامين.
4 (عبد الصمد بن عمر، أبو القاسم الدينوري، ثم البغدادي الواعظ.)
روى عن أبي بكر النجاد. قال الخطيب: ثنا عبد العزيز الأزجي، والقاضي أبو عبد الله
الصيمري، قال: وكان ثقة زاهداً أماراً بالمعروف، ناهياً عن المنكر، صاحب مجاهدات
وأوراد ومقامات، وإليه تنسب الطائفة المعروفة بأصحاب عبد الصمد. قلت: وكان ببغداد
في زماننا الشيخ عبد الصمد بن أبي الجيش المقرئ الصالح، له أصحاب منهم الشيخ
إبراهيم بن أحمد الرقي الزاهد، رحمة الله عليه، والشيخ أبو بكر المقصاتي المقرئ،
وجماعة ينسبون إليه أيضاً.
4 (عبد الكريم بن أحمد بن أبي جدار، أبو الحسن المصري، شيخ مسند.)
روى عن أحمد بن عبد الوارث العسال، وغيره.
(27/344)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 345
روى عنه أبو إبراهيم أحمد بن القاسم بن ميمون الحسيني، وجماعة. توفي في سلخ رجب.
4 (عبد الملك بن سعيد بن إبراهيم بن معقل بن الحجاج، أبو مروان النسفي.)
شيخ ثقة، ولد سنة إحدى عشرة وثلاثمائة، وسمع من الطرخاني، ونصر بن مكي، وخلف بن
الفتح، والهيثم بن كليب. روى عنه المستغفري في تاريخه.
4 (عاصم بن محمد بن يعقوب بن إسحاق، أبو نصر بن أبي حاتم الهروي، وليس هو)
بالمعصمي. توفي في شعبان.
4 (علي بن أحمد بن علي النيسابوري الشاهد الحذاء.)
سمع الأصم، وقتيبة، وطبقته، وحدث.
4 (علي بن أحمد بن طالب المعدل.)
روى عن أبي سعيد العدوي. حدث عنه القاضي، أبو عبد الله الصيمري، وكان معتزلياً،
صنف في الرد على الرافضة. توفي في سنة سبع وسبعين ظناً في هذه السنة، أو في التي
قبلها.)
4 (علي بن عمر الفقيه، أبو الحسن بن القصار البغدادي المالكي.)
روى عن علي بن الفضل الستوري، وغيره. روى عنه: أبو ذر الهروي، وأبو الحسين محمد بن
المهتدي بالله وغيرهما.
(27/345)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 346
ووثقه الخطيب كان من كبار المالكية ببغداد. تفقه على القاضي أبي بكر الأبهري. قال
أبو إسحاق الشيرازي: له كتاب في مسائل الخلاف كبير، لا أعرف لهم كتاباً في الخلاف
أحسن منه. وقال القاضي عياض: كان أصولياً نظاراً، ولي قضاء بغداد. وقال أبو ذر: هو
أفقه من لقيت من المالكيين، وكان ثقةً، قليل الحديث. توفي في سنة ثمان وتسعين.
قلت: الصحيح وفاته في هذه السنة، في ثامن من ذي القعدة. ضبطه ابن أبي الفوارس في
الوفيات له.
4 (علي بن معاوية بن مصلح، أبو الحسن الأندلسي.)
حج وسمع أبا حفص عمر بن أحمد الجمحي، وإبراهيم بن محمد الديبلي، والآجري، وحمزة بن
محمد الكناني الحافظ، وأبا محمد بن الورد البغدادي، والحسن بن الخضر، وسمع بقرطبة
من خالد بن سعد، وأحمد بن مطرف، وبمدينة الفرج من وهب بن مسرة، ومحمد بن القاسم بن
سعد. قال ابن بشكوال: كان شيخاً فاضلاً، ثقة فيما رواه. سمع الناس منه كثيراً. حدث
عنه الصاحبان، وتوفي في رجب، وكان مولده سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة.
4 (عمر بن إبراهيم بن محمد بن علي، أبو سعد الهروي، خال القراب.)
روى عن أبيه، وأبي أحمد بن محمد بن قريش بن سليمان. روى عنه: إسحاق القراب، وحمزة
ابن فضالة. توفي في جمادى الآخرة.
(27/346)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 347
4 (محمد بن أحمد بن محمد بن عبيد، أبو عبد الله الوشاء الفقيه المالكي الزاهد،
كبير المالكية)
بمصر. أخذ عن أبي إسحاق محمد بن القاسم بن شعبان المصري وغيره، ورحل الناس إليه،
وكان قوي النفس، شديد المباينة لبني عبيد أصحاب مصر. أخذ عنه أبو عمران الفاسي،
وأبو محمد الشنتجاني، وأبو محمد بن غالب السبتي.) قال الحبال: توفي في تاسع جمادى
الآخرة.
4 (محمد بن سعيد البوسنجي، قاضي بوسنج وخطيبها، قتل غيلةً في رمضان.)
4 (محمد بن محمد بن سليمان بن جعفر، أبو الحسن العبدي البغدادي العطار.)
سمع أبا بكر بن زياد النيسابوري، والقاسم، والحسين، ابني المحاملي، وأحمد بن محمد
الآدمي. قال العتيقي: هو ثقة مأمون. مات في صفر. روى عنه ابن المهتدي بالله.
4 (موسى بن أحمد بن سعيد، أبو محمد اليحصبي القرطبي، ويعرف بالولد، الفقيه
المالكي.)
سمع قاسم بن محمد، وأحمد بن مطرف، ودرس الفقه، وتقلد الشورى.
(27/347)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 348
قال ابن الفرضي: نسب إليه تخليط كثير عرف به.
4 (النعمان بن محمد بن محمود بن النعمان، أبو نصر الجرجاني التاجر، نزيل نيسابور.)
سمع أبا طاهر محمد بن الحسن المحمداباذي، والأصم، وأبا يعقوب إسحاق بن إبراهيم
النحوي الجرجاني، وتفقه على أبي بكر الإسماعيلي، وسمع بآمل من أصحاب أبي حاتم
الرازي، وأكثر عن ابن عدي. روى عنه أبو عبد الله الحاكم.
4 (أبو سهل بن أبي بشر، هو محمد بن هارون النيسابوري.)
سمع أبا بكر القطان والأصم. توفي في رجب.
4 (أبو سهل محمد بن يحيى النيسابوري الواعظ.)
سمع من الأصم، وأبي سهل القطان. مات في صفر.
4 (أبو العباس بن واصل.)
كان يخدم في الكرخ، وكانوا يقولون: إنك تملك ويهزؤون به، ويقول بعضهم: إن صرت،
ملكاً فاستخدمني، ويقول الآخر: اخلع علي، فآل أمره إلى أن ملك سيراف، ثم البصرة،
ثم قصد الأهواز، وحارب السلطان بهاء الدولة وهزمه، ثم تملك البطيحة، وأخرج عنها
مهذب الدولة علي بن نصر إلى بغداد، فنزح مهذب الدولة بخزائن، فأخذت في الطريق،
واضطر إلى أن ركب بقرة، واستولى ابن واصل على داره وأمواله، ثم إن فخر الملك أبا
غالب قصد ابن واصل، فعجز عن حربه، واستجار بحسان الخفاجي، ثم قصد بدر بن حسنويه،
فقتل بواسط في صفر، والله أعلم.
(27/348)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 349
1 (وفيات سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة.)
)
4 (أحمد بن إبراهيم بن محمد بن سهل، أبو بكر بن إسحاق الهروي القراب الشهيد.)
سمع أبا علي بن درزين الباشاني، وغيره. وعنه: شيخ الإسلام إسماعيل الصابوني، وأبو
العلاء صاعد بن منصور، ومحمد بن محمد الأزدي، وأبو عاصم محمد بن أحمد العبادي
الفقيه، وجماعة.
4 (أحمد بن إبراهيم، أبو العباس البروجردي، الوزير لفخر الدولة أبي الحسن بن بويه.
كان)
يلقب بالأوحد الكافي، وكان أديباً شاعراً. توفي في صفر، وأخرج تابوته، وشيعه
الكبار والأشراف، وحمل إلى مشهد كربلاء، ودفن به، وكان يتشيع، وسافر مع تابوته
جماعة.
4 (أحمد بن الحسين بن يحيى بن سعيد، أبو الفضل الهمذاني الملقب ببديع الزمان،
صاحب)
الرسائل الرائعة، وصاحب المقامات التي على منوالها
(27/349)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 350
صنف الحريري، واعترف له بالفضل. ومن كلامه: الماء إذا طال مكثه ظهر خبثه، وإذا سكن
متنه تحرك نتنه. الموت خطب قد عظم حتى هان، ومس قد خشن حتى لان. والدنيا قد تنكرت
حتى صار الموت أخف خطوبها، وخبثت حتى صار أصغر ذنوبها، فانظر هل ترى إلا محنة، ثم
انظر يسرةً، هل ترى إلا حسرةً. ومن رسائله البديعة، وكان قد جرى ذكره في مجلس شيخه
أبي الحسن بن فارس فقال ما معناه: إن بديع الزمان قد نسي حق تعليمنا إياه وعقنا،
وطمح بأنفه عنا، فالحمد لله على فساد الزمان، وتغير نوع الإنسان. فبلغ ذلك بديع
الزمان، فكتب إليه: نعم، أطال الله بقاء الشيخ الإمام، إنه الحمأ المسنون، وإن
ظننت به الظنون، والناس لآدم، وإن كان العهد قد تقادم، وتركبت الأضداد، واختلاف
البلاد، والشيخ يقول: فسد الزمان، وأفلا يقول: متى كان صالحاً في الدولة العباسية،
فقد رأينا آخرها، وسمعنا أولها أم المدة المروانية، وفي أخبارها.
(لا تكسع الشول بأغبارها .......... أم السنين الحربية.)
(والسيف يعقد في الطلى .......... والرمح يركز في الكلى.)
(ومبيت حجر بالملا .......... وحرتان وكربلا.)
أم البيعة الهاشمية، والعشرة برأس من بني فراس، أم الأيام الأموية، والنفير إلى
الحجاز، والعيون تنظر إلى الأعجاز، أم الإمارة العدوية، وصاحبها يقول: هلم بعد
البزول إلى النزول،) أم الخلافة التيمية، وهو يقول: طوبى لمن مات في نأنأة
الإسلام، أم على عهد الرسالة ويوم الفتح، قيل:
(27/350)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 351
اسكني يا فلانة، فقد ذهبت الأمانة. أم في الجاهلية، ولبيد في خلف كجلد الأجرب، أم
قبل ذلك، وأخو عاد يقول:
(إذ الناس ناس .......... والبلاد بلاد.)
أم قبل ذلك، وآدم فيما يقول: تغيرت البلاد ومن عليها. أم قبل ذلك والملائكة تقول:
أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ما فسد الناس، إنما اطرد القياس، لا أظلمت
الأيام، إنما امتد الظلام، وهل يفسد الشيء إلا عن صلاح، ويمسي المرء إلا عن صباح
وإني على توبيخ شيخنا لي، لفقير إلى لقائه، شفيق على بقائه، منتسب إلى ولائه، شاكر
لآلائه، لا أجل حريداً عن أمره، ولا أقل بعيداً عن قلبه، وما أنسيته ولا انساه.
(إن له علي كل نعمة خولينها الله ثارا .......... وعلى كل كلمة علمنيها الله
منارا.)
ولو عرفت لكتابي موقعاً من قلبه، لاغتنمت خدمته به، ولرددت إليه سؤر كاسه وفضل
أنفاسه، ولكني خشيت أن يقول: هذه بضاعتنا ردت إلينا. وله، أيده الله العتبى
والمودة في القربى، والمرباع، وما ناله الباع، وما ضمه الجلد، وضمنه المشط. ليست
رضىً، ولكنها جل ما أملك اثنتان، أيد الله الشيخ الإمام، الخراسانية والإنسانية،
وإن لم أكن خراساني الطينة، فإني
(27/351)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 352
خراساني المدينة، والمؤمن حيث يوجد، لا من حيث يولد، فإذا أصاب إلى خراسان، ولادة
همذان، ارتفع القلم، وسقط التكليف، فالجرح جبار، والجاني حمار، ولا جنة ولا نار،
فليحملني على هناتي، أليس صاحبنا يقول:
(لا تلمني على ركاكة عقلي .......... إن تيقنت أنني همذاني.)
والسلام. وله في كتاب: والبحر وإن لم أره. فقد سمعت خبره. والليث وإن لم ألقه. فقد
بصرت خلقه. والملك العادل وغن لم اكن لقيته. فقد بلغني صيته. ومن رأى من السيف
أثره، فقد رأى أكثره. والحضرة وإن احتاج إليها المأمون، وقصدها. ولم يستغن عنها
قارون، فإن الأحب إلي أن أقصدها، قصد موال. والرجوع عنها بجمال، أحب إلي من الرجوع
عنها بمال، قدمت التعريف، وأنا أنتظر الجواب الشريف. فإن نشط الأمير، لضيف ظله
خفيف، وضالته رغيف،) فعل، والسلام. وله:
(إنا لقرب دار مولانا .......... كما طرب النشوان مالت به الخمر.)
(ومن الارتياح للقائه .......... كما انتفض العصفور بلله القطر.)
(ومن الامتزاج بولائه .......... كما التقت الصهباء والبارد العذب.)
(ومن الابتهاج بمزاره .......... كما اهتز تحت البارح الغصن الرطب.)
ومن شعره:
(وكاد يحكيك صوب الغيث منسكباً .......... لو كان طلق المحيا يمطر الذهبا.)
(والدهر لو لم يخن والشمس لو نطقت .......... والليث لو لم يصد والبحر لو عذبا.)
(27/352)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 353
وأول هذه القصيدة:
(على أن لا أريح العيس والقتبا .......... وألبس البيد والظلماء واليلبا.)
(واترك الفؤاد معسولاً مقبلها .......... واهجر الكاس تغزو شربها طربا.)
(وطفلة كقضيب البان منعطفا .......... إذا مشت وهلال العيد منتقبا.)
(تظل تنثر من أجفانها حببا .......... دوني وتنظم من أسنانها حببا.)
(فأين الذين أعدوا المال من ملك .......... ترى الذخيرة ما أعطى وما وهبا.)
(ما الليث مختطماً والسيل مرتطما .......... والبحر ملتطما والليل مقتربا.)
(أمضى شباً منك أدهى منك صاعقة .......... أجدى يميناً وأدنى منك مطلبا.)
(يا من تراه ملوك الأرض فوقهم .......... كما يرون على أبراجها الشهبا.)
(لا تكذبن فخير القول أصدقه .......... ولا تهابه في أمثالها العربا.)
(فما السمؤل عهداً والخليل قرى .......... ولا ابن سعدى أمة والشنفرى غلبا.)
(من الأمير بمعشار إذا اقتسموا .......... مآثر المجد فيما أسلفوا نهبا.)
(ولا ابن حجر ولا ذبيان يعسرني .......... والمازني ولا القيسي منتدبا.)
(هذا لركبته وذا لرهبته .......... وذا لرغبة أو ذا إذا طربا.)
وهي من غرر القصائد لولا ما شانها بإساءة أدبه على خليل الله عليه السلام، وما ذاك
ببعيد من الكفر.) توفي البديع الهمذاني بهراة في حادي عشر جمادى الآخرة مسموماً.
وقيل: مات بالسكتة، وعجل دفنه، وأنه أفاق في قبره، وسمع صوته بالليل، وأنه نبش،
فوجد وقد قبض على لحيته من هول القبر، وقد مات، رحمه الله.
(27/353)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 354
4 (أحمد بن علي بن أحمد بن محمد بن الفرج، أبو بكر الهمذاني الشافعي الفقيه،
المعروف بابن)
لآل. روى عن: أبيه، والقاسم بن أبي صالح، وعبد الرحمن الخلال، وموسى الفراء، وعبد
الله بن أحمد الزعفراني من أهل همذان، وإسماعيل الصفار، وعبد الرحمن الطيشي، وعبد
الباقي بن قانع، وعثمان بن السماك، وعبد الله بن شوذب الواسطي، وعلي بن الفضل
الستوري، وجماعة بالعراق، وأبي سعيد أحمد بن محمد بن الأعرابي بمكة، وحفص بن عمر
الأردبيلي، وعلي بن محمد بن عامر النهاوندي، وأبي نصر محمد بن حمدويه المروزي،
وأبي بكر بن محمويه العسكري، وأبي الحسن علي بن إبراهيم القطان. روى عنه: جعفر بن
محمد الأبهري، ومحمد بن عيسى بن عباد الدينوري، وأبو الفرج عبد الحميد بن الحسن
القضاعي، وأبو الفرج البجلي، وخلق كثير من أهل همذان، ومن الواردين عليها. وكان
إماماً ثقة مفتياً. قال شيرويه: كان ثقة، أوحد زمانه، مفتي البلد، يعني همذان،
يحسن هذا الشأن، له مصنفات في علوم الحديث، غير أنه كان مشهوراً بالفقه، ورأيت له
كتاب السنن ومعجم الصحابة، ما رأيت شيئاً أحسن منه. ولد سنة ثمان وثلاثمائة، وتوفي
في سادس عشر ربيع الآخر، سنة ثمان وتسعين، والدعاء عند قبره مستجاب. وسمعت يوسف بن
الحسن التفكري، سمعت أبا علي الحسن بن علي بن بندار الفرضي بزنجان يقول: ما رأيت
قط، مثل أبي بكر بن لآل، وسمعت أبا طالب الزاهد يقول: سمعت أبا سعيد الشكلي وأبا
الحسن بن حميد يقولان: كثيراً ما سمعنا أبا بكر بن لآل يقول في دعائه: لا تحييني
في سنة أربعمائة. قالا: فمات سنة تسع وتسعين.
(27/354)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 355
4 (أحمد بن محمد بن الحسين الحافظ، أبو نصر الكلاباذي، وكلاباذ محلة من بخارى.)
سمع: الهيثم بن الكليب الشاشي، وعلي بن محتاج، وأبا جعفر محمد بن محمد البغدادي،
وعبد المؤمن بن خلف النسفي، ومحمد بن محمود بن عنبر، وجماعة.) قال جعفر المستغفري
بعد أن روى عنه: هو أحفظ من بما وراء النهر اليوم فيما أعلم، ومات في جمادى
الآخرة، عن خمس وسبعين سنة. وقال الحاكم أبو عبد الله: أبو نصر الكلاباذي الكاتب
من الحفاظ، حسن الفهم والمعرفة، عارف بصحيح البخاري، وكتب ما وراء النهر وبخراسان
والعراق، وجدت شيخنا أبا الحسن الدارقطني قد رضي فهمه ومعرفته، وهو متقن ثبت. توفي
في جمادى الآخرة، ولم يخلف بما وراء النهر مثله. قلت: روى عنه الدارقطني في كتاب
المدبج، والحاكم، وله مصنف مشهور في أسماء رجال صحيح البخاري وتراجمهم، وحديثه
عزيز الوقوع.
4 (أحمد بن هشام بن أمية، أبو عمر الأموي القرطبي.)
سمع قاسم بن أصبغ، ووهب بن مسرة، ورحل إلى المشرق، وصحب هناك أبا محمد بن أسد،
وأبا جعفر بن عون الله، وأبا عبد الله بن مفرج، وانصرف إلى الأندلس، والتزم
الإمامة والتأديب، وانتدب لأعمال البر والطاعة والجهاد. روى عنه: الخولاني، وابن
الفرضي، وجماعة، وتوفي في ذي الحجة.
(27/355)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 356
4 (إبراهيم بن محمد بن أيوب، أبو إسحاق النيسابوري الفقيه الواعظ.)
أملى مدة عن: أبي العباس الأصم. وأقرانه. وتوفي في شعبان.
4 (الحسين بن جعفر بن محمد بن حمدان العنزي الجرجاني، أبو عبد الله الوراق
الفقيه.)
طوف البلاد، وسمع أبا سعيد بن الأعرابي، وخيثمة الأطرابلسي، وإسماعيل الصفار، وأبا
العباس الأصم. روى عنه: حمزة السهمي، وسليم الرازي، وأبو مسعود أحمد بن محمد
البجلي، وآخرون. توفي في رمضان.
4 (الحسين بن هارون بن محمد، أبو عبد الله الضبي البغدادي.)
ولي القضاء بربع الكرخ، ثم أضيف إلى قضاء مدينة المنصور، وقضاء الكوفة. روى عن:
أبي العباس بن عقدة، والمحاملي، وأحمد بن علي الجوزجاني، وأحمد بن محمد الآدمي
المقرئ، ومحمد بن صالح بن زياد القهستاني، وغيرهم، وأملى عدة مجالس. روى عنه: أبو
بكر البرقاني، وأبو القاسم التنوخي، وأبو الحسين بن النقور وجماعة.) وكان ذهبت
كتبه، إلا جزأين من سماعه من أحمد الآدمي، وابن عقدة. قال الخطيب. وقال: أنا عبد
الكريم المحاملي، أنا الدارقطني،
(27/356)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 357
قال القاضي أبو عبد الله الضبي، غاية الفضل والدين، عالم بالأقضية، ماهر بصناعة
المحاضر والترسل، موفق في أحواله كلها. وقال البرقاني: حجة في الحديث، وأي شيء كان
عنده من السماع جزأين، والباقي إجازة. مات بالبصرة في شوال.
4 (سعيد بن محمد بن عبد الله بن زهير، أبو عثمان الكلبي الأندلسي.)
سكن إشبيلية، وحدث عن وهب بن مسرة، وأحمد بن مطرف، وغيرهما. قال ابن بشكوال: كان
صالحاً زاهداً، مائلاً إلى الآخرة، واسع البر، وأنه كثير العناية بالعلم، ومعاني
الزهد. روى عنه الناس، وأجاز الخولاني في سنة ثمان وتسعين، وذكر أن مولده سنة سبع
عشرة وثلاثمائة.
4 (سليمان بن الفتح الموصلي.)
يكتب هنا، وتقدم في سنة.
4 (عبد الله بن محمد، أبو محمد البخاري الفقيه الشافعي، المعروف بالبافي، نزيل
بغداد، تفقه)
على أبي علي بن أبي هريرة المروزي، وبرع في المذهب، وكان ماهراً بالعربية، حاضر
البديهة، حلو النظم، وهو من أصحاب الوجوه، تفقه به جماعة. قال الخطيب: أنشدنا أبو
القاسم التنوخي، أنشدني أبو محمد البافي لنفسه:
(27/357)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 358
(ثلاثة ما اجتمعن في رجل .......... إلا وأسلمنه إلى الأجل.)
(ذل اغتراب وفاقة وهوى .......... وكل سائق على عجل.)
(يا عاذل العاشقين إنك لو .......... أنصفت رفهتهم عن العذل.)
وقصد البافي صديقاً فلم يجده، فطلب دواةً، كتب له:
(قد حضرنا وليس يقضي التلاقي .......... نسأل الله خير هذا الفراق.)
(إن تغب لم أغب غب .......... ت وكان افتراقنا باتفاق.)
أثنى عليه الخطيب وقال: كان من أفقه أهل وقته في المذهب، بليغ العبارة مع عارضة
وفصاحة، يعمل الخطب، ويكتب الكتب الطويلة، من غير روية.) توفي البافي، رحمه الله،
في المحرم.
4 (عبد الواحد بن نصر بن محمد، أبو الفرج المخزومي النصيبي الشاعر، المعروف
بالببغاء،)
خدم سيف الدولة بن حمدان. قال الخطيب: كان شاعراً مجوداً، وكاتباً مترسلاً، جيد
المعاني، حسن القول في المديح والغزل، ومن شعره:
(يا من تشابه من الخلق والخلق .......... فما تسافر إلا نحوه الحدق.)
(توريد دمعي من خديك مختلس .......... وسقم جسمي من جفنيك مسترق.)
(لم يبق لي رمق أشكو إليك به .......... وإنما يتشكى من به رمق.)
(27/358)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 359
وله:
(استودع الله قوماً ما ذكرتهم .......... إلا وضعت يدي لهفاً على كبدي.)
(تبدلوا وتبدلنا وأخسرنا .......... من ابتغى خلفا يسلى فلم يجد.)
(طمعت ثم رأيت أجمل اليأس بي .......... تنزهاً فخصمت الشوق بالجلد.)
وقال أبو محمد الجوهري: أنشدني الببغاء لنفسه، ومرة قال: أنشدنا ابن الحجاج:
(كثير التلون في وعده .......... قليل الحنو على عبده.)
(يموج الكثيب إلى ردفه .......... وينمي القضيب إلى قده.)
(ولما بدا الروض في عارضيه .......... واشتعل الورد في خده.)
(بعثت بقلبي مستعدياً .......... على وجنتيه فلم تعده.)
(وخلفته عنده موثقاً .......... فما لي سبيل إلى رده.)
وله:
(وكأنما نقشت حوافر خيله .......... للناظرين أهله في الجلمد.)
(وكأن طرف الشمس مطروف وقد .......... جعل الغبار له مكان الإثمد.)
وله:
(أوليس من إحدى العجائب أنني .......... فارقته وحنيت بعد فراقه.)
(يا من يحاكي البدر عند تمامه .......... ارحم فتىً يحكيه عند محاقه.)
توفي في شعبان سنة ثمان، ولقبوه بالببغاء لفصاحته، وقيل: للثغه في لسانه.)
4 (عبيد الله بن أحمد بن علي، أبو القاسم الصيدلاني المقرئ البغدادي.)
(27/359)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 360
سمع من ابن صاعد مجلسين، وهو آخر من حدث عنه من الثقات، قاله الخطيب. وسمع أبا بكر
بن زياد النيسابوري ومن بعده. روى عنه: هبة الله بن الحسن اللالكائي، وأبو الحسن
العتيقي، وخلق كثير يطول ذكرهم. وقال العتيقي: كان ثقة مأموناً، توفي في رجب، وقد
جاوز التسعين بقليل، رحمه الله.
4 (عبيد الله بن عثمان بن علي، أبو زرعة الصيدلاني البناء.)
سمع أبا عبد الله المحاملي، ويرسف بن البهلول. روى عنه: أبو محمد الخلال،
والعتيقي، وابن المهتدي، وجماعة. ووثقه عبيد الله الأزهري. توفي في عشر التسعين.
4 (علي بن أحمد، أبو الحسن الهمذاني البيع، المعروف بأقلب خف.)
روى عن: عبد الرحمن بن حمدان، وأبي جعفر ابن عبيد الله، والفضل الكندي. روى عنه:
أبو الفرج البجلي، وأحمد بن عيسى، وجبريل بن علي البزار. قال شيرويه: صدوق.
4 (علي بن عبد الملك بن عباس، أبو طالب القزويني النحوي.)
أخذ الناس عنه العربية، وأبو يعلى الخليل بن عبد الله، وغيره، وقد حدث عن أبي
الحسن بن سلمة القطان.
(27/360)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 361
4 (علي بن عبادل، أبو حفص الرعيني الأندلسي. من كورية. أحد الزهاد المتبتلين،
والعلماء)
الراسخين. كان بصيراً بمذهب مالك، إماماً متواضعاً، يحرث أرضه، ويحتطب، ويمتهن
نفسه. محب الفقيه معوذ الزاهد.
4 (علي بن محمد، أبو الحسن النيسابوري المقرئ المعروف بالخباري صاحب التصنيف.)
4 (محمد بن أحمد بن حاتم الفقيه، أبو حاتم الطوسي.)
رحل وسمع من إسماعيل الصفار، وأبي بكر بن راشد. وتوفي بالطالقان في ذي الحجة.
4 (محمد بن أحمد بن محمد بن إسماعيل، أبو عبد الله الآملي.)
حدث في هذه السنة بجرجان عن أحمد بن الحسن بن إسحاق بن عتبة الرازي، نزيل مصر.)
4 (محمد بن موسى بن مردويه، أبو عبد الله الأصبهاني، أخو الحافظ أبي بكر.)
كان إماماً في الفقه والأصول، وتخرج عليه جماعة، ومضى حميداً سديداً. وروى عن أبي
عمرو بن حكيم، وأبي الحسن أحمد بن محمد الكناني.
4 (محمد بن يحيى، أبو عبد الله الجرجاني الفقيه الحنفي، فلج في آخر أيامه، ودفن
إلى جانب)
قبر أبي حنيفة، رحمه الله. وقد روى الحديث عن أبي أحمد الغطريفي، وعبد الله بن
إسحاق البصري.
(27/361)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 362
روى عنه: أبو نصر عبد الكريم بن محمد الشيرازي، وأبو سعد السمان الرازي. وتفقه على
أبي الحسين القدوري. توفي في العشرين من رجب، واسم جده مهدي.
4 (مفلح، أبو صالح الخادم.)
ولي أمر دمشق للحاكم، مدة خمس سنين، وصرف في هذه السنة، بعلي بن فلاح.
4 (مظفر بن نظيف. روى عن المحاملي، وابن مخلد، وكان كذاباً.)
4 (أبو سهل النيسابوري الزاهد، المعروف بالبقال.)
روى عن أبي العباس الأصم، وأبي بكر النجاد، وجماعة. ووعظ وحدث سنين. توفي في صفر.
(27/362)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 363
1 (وفيات سنة تسع وتسعين وثلاثمائة.)
4 (أحمد بن أبي أحمد، أبو عمرو الفراتي الأستوائي الزاهد الواعظ.)
حدث عن أبي الهيثم بن كليب الشاشي، ومحمد بن يعقوب الأصم، وجماعة. روى عنه حفيده
رئيس نيسابور أبو الفضل أحمد بن محمد الفراتي وغيره. وتوفي في المحرم.
4 (أحمد بن سعيد بن إبراهيم الهمذاني الأندلسي المعروف بابن الهندي. كان أوحد عصره
في)
علم الشروط، وله فيها مصنف. قال القاضي عياض: لم يكن بالمقبول القول، ولا بالمرضي
في دينه، وهو آخر من لاعن زوجة بالأندلس. كنيته أبو عمر. روى عن: قاسم بن أصبغ،
وابن مسرة. لاعن زوجته في ثمان وثمانين وثلاثمائة، فقيل له: مثلك يفعل هذا قال:
أردت إحياء سنة. توفي في رمضان، وله تسع وسبعون سنة.)
(27/363)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 364
4 (أحمد بن علي بن لآل، أبو بكر الهمذاني، مختلف فيه.)
مر في السنة الماضية.
4 (أحمد بن عبد القوي بن جبريل، أبو نزار.)
توفي بمصر في ربيع الآخر.
4 (أحمد بن عمر، أبو بكر بن البقال، بغدادي ثقة صالح.)
روى عن: أبي بكر الشافعي، وأبي علي بن الصواف. روى عنه: أبو بكر البرقاني.
4 (أحمد بن عمر بن محمد بن عمر بن محفوظ القاضي، أبو عبد الله المصري الجيزي.)
قرأ على أبي الفتح أحمد بن مدهن. وسمع الحروف من أحمد بن بهزاد، وأحمد بن إبراهيم
بن جامع، ومحمد بن احمد بن منير، وأبي جعفر بن النحاس، وأحمد بن مسعود الزبيري.
روى عنه: فارس بن أحمد، وأبو عمرو الداني، وجماعة. قال أبو عمرو: كتبنا عنه شيئاً
كثيراً من القراءات والحديث. توفي سنة تسع وتسعين.
4 (أحمد بن أبي عمران الهروي، أبو الفضل الصرام الصوفي المجاور بمكة، حمل عنه)
المغاربة كثيراً، وكان زاهداً عارفاً. روى عن: محمد بن أحمد بن محبوب المروزي،
ودعلج بن السجزي، وأحمد بن بندار، وخثيمة الأطرابلسي، والطبراني، وخلق كثير. روى
عنه: أبو يعقوب، القراب وأبو نعيم، وعلي الحنائي، وأبو علي
(27/364)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 365
الأهوازي، وأبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن الرازي، وآخرون من الحجاج
والأندلسيون. وأخذ عن محمد بن داود الرقي، ووصفه الأهوازي بالحفظ.
4 (أحمد بن محمد بن إبراهيم بن بندار الأصبهاني، وهو في عشر التسعين.)
4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر، أبو بكر الأصبهاني القصار، الفقيه الشافعي.)
روى عن: أبي علي بن عاصم، وعبد الله بن خالد الرداني، وعبد الله بن جعفر بن فارس،
ومحمد بن إسحاق بن عباد البصري، وأبي أحمد العسال. وكان ثبتاً صالحاً، كبير القدر.
حدث عنه: عبد الرحمن بن منده، وأخوه عبد الوهاب، ومحمد بن أحمد بن علي السمسار.
ومحمد بن يحيى الصفار، وجماعة.)
4 (أحمد بن محمد بن الحسين الرازي الضرير، ويقال له البصير، أبو العباس، وكان قد
ولد)
أعمى، وكان ذكياً حافظاً. استملى على عبد الرحمن بن أبي حاتم، ورحل إلى خراسان
وبخارى، فسمع من أبي حامد بن بلال، وأبي العباس الأصم، وجماعة، وحدثببغداد، وانتخب
عليه الدارقطني، ووثقه الخطيب. روى عنه عبد الله الأزهري، ومحمد بن عبد الملك بن
بشران، وحمد الزجاج، وحميد بن المأمون الهمذانيان، وسليم بن أيوب الفقيه، وجماعة
من أهل الري وهمذان.
(27/365)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 366
وكان عارفاً بهذا الشأن، وحج في هذا العام، وإن لم يكن توفي فيه، فتوفي بعده
بيسير، ثم وجدت وفاته في رمضان سنة تسع. قال أبو يعلى الخليلي: سمعته يقول: كنت
أستملي لابن أبي حاتم. قال: وسمع من أبي معاوية بن لآل، ومحمد بن الحسين القطان،
وشيوخ مرو، وببلخ عبد الله بن محمد بن طرخان البلخي الحافظ، وبخارى محمود بن إسحاق
القواس صاحب البخاري، وعبد الله بن محمد بن يعقوب. وكان عارفاً بأحاديثه، حافظاً،
وهو آخر من مات بالري من أصحاب ابن أبي حاتم. قلت: ابن معاوية هو أحمد بن الحسين
بن معاوية اسم أبي جده كاسم البصير. روى عن أبي زرعة الرازي، وابن سليمان القزار،
وجماعة.
4 (أحمد بن محمد بن ربيع بن سليمان، أبو سعيد الأصبحي الأندلسي المعروف بابن
مسلمة،)
وهو جده لأمه. روى عن: أبي علي القالي، وكان لغوياً إخبارياً. حدث عنه الصاحبان،
ومحمد بن أبيض، وهو من أهل قبره.
4 (أحمد بن محمد بن أبي حامد الأنطاكي، الشاعر الملقب بابن الرقعمق، من أعيان
شعراء)
زمانه، ظريف الشعر، كثير المجون والهجو، مدح ملوك مصر ورؤساءها فمدح المعز،
والعزيز، والحاكم، والوزير ابن كلس. وله في هذا الوزير:
(قد سمعنا مقاله واعتذاره .......... وأقلناه ذنبه وعثاره.)
(27/366)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 367
(والمعاني لمن عنيت ولكن .......... بك عرضت فاسمعي يا جاره.)
)
(من مراد به أنه أبد الده .......... ر تراه محلالاً أزراره.)
(عالم أنه عذاب من الل .......... ه مباح لأعين النظارة.)
(هتك الله ستره فلكم هت .......... ك من ذي تستر أستاره.)
(سحرتني ألحاظه وكذا ك .......... ل مليح لحاظه سحاره.)
(لم أزل لا عدمته من حبيب .......... أشتهي قربه وآبى نفاره.)
وخرج إلى المديح. وله:
(كتب الحصير إلى السرير .......... أن الفصيل ابن البعير.)
(فلأمنعن حمارتي .......... سنتين من علف الشعير.)
(لا هم إلا أن تطي .......... ر من الهزال مع الطيور.)
(إن الذين تصافعوا .......... بالقرع في زمن القشور.)
(أسفوا علي لأنهم .......... حضروا ولم أك في الحضور.)
(يا للرجال تصافعوا .......... فالصفع مفتاح السرور.)
(هو في المجالس كالبخو .......... ر، فلا تملوا من بخور.)
توفي سنة تسع وتسعين.
4 (أحمد بن وليد بن هشام بن أبي المفوز، أبو عمر القرطبي.)
عوض حرف نافع على أبي الحسن الأنطاكي، وأقرأ زماناً بمسجده.
(27/367)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 368
4 (إبراهيم بن إسماعيل بن جعفر، أبو جعفر العلوي الموسوي المكي القاضي.)
حدث بدمشق عن: أبي سعيد ابن الأعرابي، وابن الآجري. وعنه: أبو علي الأهوازي، ورشأ
بن نظيف، وعلي الحنائي، وأخوه أبو القاسم إبراهيم، وآخرون. وكان قاضي الحرمين.
توفي في رمضان.
4 (جنادة بن محمد، أبو أسامة الأزدي الهروي اللغوي.)
كان علامةً لغوياً أديباً، وكان بينه وبين الحافظ عبد الغني الأزدي المصري، وأبي
الحسن علي بن سليمان الأنطاكي المقرئ النحوي اتحاد ومذاكرة وصحبة بمصر، فقتله
الحاكم صبراً، وقتل الأنطاكي، واختفى عبد الغني قبلهما في ذي القعدة، قاله
المسبحي.) وقال ابن خلكان: كان جنادة مكثراً من حفظ اللغة ونقلها، عارفاً بوحشيها
ومستعملها، لم يكن في زمان مثله فيه. رحمه الله.
4 (الحسن بن سليمان بن الخير، أبو علي اليافعي الأنطاكي المقرئ، نزيل مصر.)
قرأ القراءات على أبي الفتح بن بدهن، وعلي بن محمد بن علي الأدفوي، وعلي بن الفرج
الشنبوذي، وجماعة. قال أبو عمر الداني: كان من أحفظ أهل عصره للقراءات والشواذ،
ومع ذلك يحفظ تفسيراً كثيراً، ومعاني جمة، وإعراباً، وعلالاً، يسرد ذلك
(27/368)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 369
سرداً، ولا يتتعتع. جلست إليه، وسمعت منه، وكان يظهر مذهب الرافضة، بسبب الدولة،
شاهدت ذلك منه، وذاكرت به فارس بن أحمد، وكان لا يرضاه في دينه. وقيل: كان يؤدب
أولاد الوزير ابن حنزابة. قلت: كان مداخلاً للدولة العبيدية، فسلط عليه الحاكم
قتله في آخر السنة.
4 (الحسن بن علي بن أحمد بن سليمان، أبو علي البغدادي التاجر الشطرنجي، نزيل
أصبهان.)
كان جده سليمان بن علي يروي عن هشام بن عبيد الله الرازي. روى أبو علي عن: أبيه،
وعن أبي القاسم هبة الله بن محمد بن أخي أبي زرعة، وأحمد بن موسى بن إسحاق
الأنصاري، والحسن بن علي الهمذاني، والفضل بن الخصيب الأصبهاني. روى عنه جماعة،
منهم محمود بن جعفر الكوسج، وطلحة بن أحمد القصار، وعبد الرحمن ابن منده، وابن
شكرويه. توفي في رجب، وله أربع وتسعون سنة، وكان أسند من بقي بأصبهان، رحمه الله.
وهم بيت حديث بأصبهان. انتقى له الحافظ ابن مردويه عشرة أجزاء. ومن شيوخه: أبو
أسيد أحمد بن محمد بن أسيد، والحسن بن علي بن أبي الحناء الهمذاي الكسائي، وأحمد
بن محمد اللبناني.
4 (الحسن بن محمد الغنجردي الأديب الهروي، يروي عن أبي علي الرفاء وغيره.)
روى عنه: أبو الحسن الداودي.
4 (الحسين بن حيدرة، أبو الخطاب الداوودي الطاهري الشاهد.)
(27/369)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 370
توفي ببغداد، وكان ثقة. روى عن: المحاملي، ويوسف الأزرق. روى عنه: أبو محمد
الخلال.
4 (حكم بن محمد بن إسماعيل، أبو العاصي السالمي السرقسطي.)
) روى عن: الحسن بن رشيق المصري، وكان صالحاً زاهداً يوم جامع سرقسطة. روى عنه:
وضاح بن محمد السرقسطي.
4 (حمد بن عبد الله بن محمد، أبو علي الرازي الأصبهاني.)
سمع عبد الرحمن بن أبي محمد، وغيره، وأحمد بن محمد بن الحسين بن معاوية الرازي.
روى عنه: أبو يعلى الخليلي، وسليم الرازي وآخرون. توفي في هذا العام، أو في حدوده.
قال سليم: توفي فيها، أو في سنة أربعمائة، وكتب عنه الدارقطني، وقال: من شيوخ الري
وعدوله.
4 (خلف بن أحمد بن محمد بن الليث، أمير سجستان، وابن أميرها.)
كان أوحد الملوك في إجلال العلم، والإفضال على العلماء. سمع علي بن بندار الصوفي،
ومحمد بن علي الماليني، صاحب عثمان الدارمي، وبالحجاز عبد الله بن محمد الفاكهي،
وببغداد أبا علي بن الصواف. وكان مولده سنة ست وعشرين وثلاثمائة. روى عنه: الحاكم
مع جلالته، وأبو يعلى الصابوني، وانتخب له الدارقطني.
(27/370)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 371
وتوفي شهيداً في الحبس ببلاد الهند، رحمه الله، في قبضة ابن سبكتكين، وكان محمود
في سنة ثلاث وتسعين قد نازله وحاصره، واستنزله بالأمان من قلعته، ووجهه إلى بلاد
الجوزجان في هيئة ووفور رهبة. ثم بلغ السلطان عنه بعد أربع سنين من ذلك، أنه يكاتب
ايلك خان الذي استولى على بخارى، فضيق عليه السلكان بعض الشيء، إلى أن مات في رجب،
وورثه ولده أبو حفص. وكان خلف مغشي الجناب من النواحي، لسماحته وأفضاله، ومدحته
الشعراء. وكان قد جمع العلماء على تأليف تفسير كبير، لم يغادر فيه شيئاً من أقاويل
القراء والمفسرين والنحاة، ووشحه بما رواه من الثقات. قال أبو النصر في كتاب
اليميني: بلغني أنه أنفق عليهم في جمعة عشرين ألف دينار، والنسخة به بنيسابور، وهي
تستغرق عمر الكاتب. أخبرني أبو الفتح البستي، قال: عملت فيه أبياتاً، لم أبلغها
إياه، ولكنها سارت واشتهرت، فلم أشعر إلا بصرة منه، فيها ثلاثمائة دينار، بعثها.
والأبيات، هي هذه الثلاثة.)
(خلف بن أحمد الأخلاف .......... أربى بسؤدده على الأسلاف.)
(خلف بن أحمد في الحقيقة واحد .......... لكنه مرب على الآلاف.)
(أضحى لآل الليث أعلام الور .......... مثل النبي لآل عبد مناف.)
وقد مدحه البديع الهمذاني وغيره، وقد حكم على مملكة سجستان دهراً، وعاش خمساً
وثمانين، رحمه الله. وفيه يقول الثعالبي:
(من ذا الذي لا يذل الدهر صعبته .......... ولا تلين يد الأيام صعدته.)
(أما ترى خلفاً شيخ الملوك غذا .......... مملوك من فتح العذراء بكرته.)
(27/371)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 372
4 (طاهر بن عبد المنعم بن عبيد الله بن غلبون، أبو الحسن الحلبي، ثم المصري
المقرئ،)
مصنف التذكرة في القراءات، وغير ذلك. كان من كبار المقرئين هو وأبوه أبو الطيب.
قرأ على والده، وعلى أبي عدي عبد العزيز بن علي المصري بمصر، وعلى أبي الحسن علي
بن محمد بن صالح الهاشمي بالبصرة، وهو من أصحاب العباس الأشناني، وقرأ بالبصرة
أيضاً على أبي الحسن محمد بن يوسف بن نهار الحرتكي صاحب ابن ثوبان، وتصدر للإقراء.
عرض عليه: أبو عمرو الداني، وإبراهيم بن ثابت الإقليسي، وروى عنه كتاب التذكرة.
أبو الفتح بن بابشاذ، ومحمد بن أحمد بن علي القزويني، وغيرهما.
4 (عبد الله بن بكر بن محمد، أبو أحمد الطبراني الزاهد، نزيل أكواخ بانياس.)
حدث عن خثيمة، وابن الأعرابي، وأحمد بن زكريا المقدسي، وعثمان بن محمد بن أحمد
السمرقندي، وجمع بن القاسم الدمشقي، وخلق كثير. روى عنه: تمام الرازي، ووثقه، وعلي
بن محمد الربعي، وأحمد بن رواد العكاوي، وأبو علي الأهوازي، ومحمد بن علي الصوري
الحافظ، وقال: كان ثقةً، ثبتاً، مكثراً. حكى عنه الدارقطني. وقال عبد العزيز
الكتاني: كان ثقة يتشيع.
(27/372)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 373
قلت: رحل إلى العراق سنة تسع وأربعين.
4 (عبد الله بن محمد بن نصر بن أبيض الأموي، أبو الحسن الطليطلي النحوي الحافظ،
نزيل)
) قرطبة. روى عن أبي جعفر بن عون الله، وعباس بن أصبغ، وعلي بن مصلح، وأجاز له
تميم بن محمد القيرواني، ومحمد بن القاسم بن مسعدة. وعني بالحديث وجمعه، جمع
كتاباً في الرد على محمد بن عبد الله بن مسرة، وهو كتبا كبير حفيل. روى عنه:
القاضي أبو عمر بن سميق، وحكم بن محمد، وأبو إسحاق، وأبو جعفر الصاحبان. وكان
مولده سنة تسع وعشرين وثلاثمائة. توفي سنة تسع أو سنة أربعمائة.
4 (عبد الرحمن بن الحاجب المنصور أبي عامر محمد بن عبد الله بن أبي عامر القحطاني)
الأندلسي، المعروف بشنشول، والملقب بالناصر. لما توفي المظفر عبد الملك بن أبي
عامر، ولي بعده أخوه هذا، وافتتح أموره باللهو والخلاعة واللعب، وكان يخرج إلى
النزه ويتهتك، وهشام المؤيد بالله على عادته التي قررها المنصور، من الاحتجاب
غالباً، فدس هذا على المؤيد قوماً منه، وأعلموه أنه عازم على قتله إن لم يوله
عهده، ويجعله الخليفة من بعده، ثم أمر شنشول القاضي والفقهاء والكبار المثول إلى
القصر الذي بالزهراء، وهو قصر يقصر الوصف عنه، فأحضر المؤيد، وأخرج كتاباُ قرأ
بحضرته، كتبه عمرو بن موبذ، بأن المؤيد قد خلع نفسه، واستخلف على الأمة الناصر عبد
الرحمن، لعلمه بأهليته في كلام طويل، فشهد من حضر بذلك على المؤيد في ربيع الأول،
سنة تسع وتسعين وثلاثمائة.
(27/373)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 374
ثم أخذ شنشول في التهتك والفسق، وكان زيه زي أصحاب الشعور المكشوفة، فأمر أصحابه
بحلق الشعر، وشد العمائم، تشبهاً ببني زيري، فبقوا أوحش ما يكون وأسجمه، لأنهم
لفوا العمائم بلا صنعة، فبقوا ضحكةً. ثم سار غازياً نحو طليطلة، فاتصل به أن محمد
بن هشام بن عبد الجبار قام بقرطبة، وهدم الزهراء، وقام معه ابن ذكوان القاضي، لأن
الناصر فوض الأمور إلى عيسى ين سعيد الوزير، فعظم ذلك على ابن ذكوان، ودب إلى
إفساد رجال عيسى، وذكر فساد رأي المؤيد هشام، وخلعه نفسه، وتوليته شنشول، وتصديقه
بما لا يجوز، من جمع البقر البلق، وإعطائه الأموال والجوائز، لمن أتاه بحافر حمار،
يدعي أنه حافر العزيز، ومن يأتيه بحجر، يقول: هذا) من الصخرة، وناس يأتونه بشعر،
يقولون: هذا من شعر النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا الذي أوجب طمع شنشول. وقيل:
لهذا السبب كان المنصور أبو عامر يخفيه عن الناس. ثم أنفق ابن عبد الجبار الذهب في
جماعة من الشطار، فاجتمع له أربعمائة رجل، وأخذ يرتب أموره في السر. فلما كانت
ليلة الأحد ثاني عشر جمادى الآخرة، من سنة تسع، جمع والي المدينة العسس، وطاف بهم.
وهجم الدور، فلم يقع له على أثر، ثم ركب ابن عبد الجبار بعد أيام بغلته، وقت
الزوال وصرخ أصحابه، وقصد دار الوالي، فقطع رأسه، وتملك الزهراء، فخرج إلى جوذر
الكبير، فقال له أين المؤيد أخرجه، فقد أذل نفسه، وأذلنا بضعفه عن الخلافة، قال:
فخرج إليه يقول: يؤمنني وأخرج إليه، قال: إني إنما قمت لأزيل الذل عنه، فإن خلع نفسه
طائعاً، فليس له عندي إلا ما يحب، قال له جوذر: قد أجابك إلى ذلك، فأرسلوا إلى ابن
الكوهي الفقيه، وابن ذكوان القاضي، والوزراء، وأهل الشورى، فدخلوا على هشام، فكتب
كتاب الخلع، وعقد الأمر لمحمد المذكور، ثم ضعف أمر شنشول، فظفر به ابن عبد لاجبار،
فذبحه في أثناء هذه السنة، وطيف برأسه. ومن تاريخ ابن أبي الفياض قال: ختن شنشول
في سنة ثمانين
(27/374)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 375
فانتهت النفقة في ختانته إلى خمسمائة ألف دينار، وهو ابن ثماني سنين، وختن معه
خمسمائة وسبعون صبياً.
4 (عبد الملك بن الحاجب المنصور محمد بن عبد الله بن أبي عامر المعافري الأندلسي،
أبو)
مروان الملقب بالمظفر. قام بعد أبيه بإمرة الأندلس بين يدي خليفة الأندلس، المؤيد
بالله هشام بن المستنصر الأموي، وجرى في الأمور مجرى والده، فكان هو الكل، والمؤيد
معه صورة بلا حل ولا ربط. ومات المظفر في هذه السنة، وقيل: سنة ثمان وتسعين،
والصحيح في سابع عشر صفر، سنة تسع هذه. وقال عبد الواحد بن علي المراكشي: دامت
أيامه في الأمن والخصب سبع سنين. قال ابن أبي الفياض: كان المظفر بن المنصور ذا
سعد عظيم وكان من فرط الحياء في غاية، ما سمع بمثلها، ومن الشجاعة في منزلة لم
يسبق إليها. وكان براً تقياً، طاهر الجيب، حتى أنه لم يحلف بالله، وكان يرى أنه من
حلف بالله وحنث أنه) لا كفارة له، ويراه من العظمائم. وقال غيره: إن المظفر غزا
ثمان غزوات، وعاش ستاً وثلاثين سنة. وثارت الفتن بعج موته، وقام بالأمر بعده أخوه
عبد الرحمن المذكور في هذه السنة، ويلقب بالناصر، ويسمى ولي العهد، فاضطربت
أحواله، وقام عليه محمد ين هشام بن عبد الجبار بن الناصر لدين الله الأموي، فخذلت
الجيوش عبد الرحمن، فقتل وصلب في جمادى الآخرة سنة تسع وتسعين، وخلعوا المؤيد
بالله من الخلافة، وبويع محمد بن هشام، ويلقب المهتدي، ثم قتل سنة أربعمائة، في
أواخرها، ورد المؤيد.
(27/375)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 376
4 (عبد الواحد بن أحمد بن إسماعيل بن عوف، أبو القاسم المزني الدمشقي الشاهد.)
حدث عن خيثمة، ومحمد بن سليمان بن حيدرة، وأبي المعمر حسين بن محمد الموصلي. روى
عنه: علي بن محمد الحنائي، وعلي الربعي.
4 (علي بن الحافظ أبي سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى الصدفي)
المصري، أبو الحسن. روى عن: محمد بن علي بن أبي الحديد، عن جدهم يونس. روى عنه:
الفضل بن صالح الروذباري، أحد مشيخة الرازي. توفي فجأةً في شوال. قلت: ولا تحل
الرواية عنه، فإنه منجم، وهو صاحب الزيج الحاكمي، صنفه في أربع مجلدات. قاله ابن
خلكان، وقال: ما أقصر في تحريره، وله نظم رائق، وقال: قال المسبحي: أخبرني من رأى
ابن يونس، فطلع معه إلى المقطم، فوقف للزهرة، فنزع ثيابه، ولبس ثوباً أحمر، ومقنعة
حمراء، وأخرج عوداً، فضرب به، والبخور بين يديه، فكان عجباً من العجب. قال
المسبحي: وكان أبله مغفلاً، يعتم على طرطور طويل، ويجعل رداءه فوق العمامة، وكان
طوالاً، فإذا ركب بقي ضحكةً، وله إصابة بديعة في النجامة. كان القاضي محمد بن النعمان
قد عدله وقبله في سنة ثمانين. قلت: القاضي والسلطان أنجس منه.
(27/376)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 377
4 (علي بن محمد بن الخضر القزويني.)
يروي عن أبي الحسن القطان وغيره.
4 (فضل بن عبد الله بن صالح، أبو الفتوح. إليه تنسب منية القائد.)
) القائد المصري، من كبار قواد العزيز. قربه الحاكم وأدناه، ثم نقم عليه، وضرب
عنقه في ذي القعدة، لم يظهر منه جزع، وكان شجاعاً، جواداُ، ممدحاً، نبيلاً، من
وجوه الدولة. وإليه تنسب منية القائد. فضل، وهي بليدة من أعمال الجيزة، قبالة مصر.
4 (قسيم بن أحمد بن مطير، أبو القاسم الظهراوي المصري، شيخ مسن.)
قرأ القرآن على جده لأمه عبد الله بن عبد الرحمن الظهراوي صاحب أبي بكر بن سيف،
وكان محققاً لرواية ورش، خيراً فاضلاً. أثنى عليه أبو عمرو الداني، وقال: كان من
ساكني قرية أبي البيس، وكان يقرئ بها وأنا بمصر. توفي في سنة ثمان وتسع وتسعين.
4 (محمد بن أحمد بن علي بن حسين، أبو مسلم البغدادي الكاتب، نزيل مصر.)
روى عن أبي القاسم البغوي، وأبي بكر بن أبي داود، وابن صاعد،
(27/377)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 378
وأبي بكر بن دريد، وأبي بكر بن مجاهد، وأبي بكر بن الأنباري، وأبي عيسى بن قطن
وسعيد بن محمد أخي زبير الحافظ، وأبي عليمحمد بن سعيد الحراني، وأبي علي الحضائري
الدمشقي، وأبي إسحاق بن أبي ثابت، وسمع بالقيروان في حدود الأربعين أو بعدها، من
أبي القاسم زياد بن يونس. وتفرد في الدنيا بالرواية عن: البغوي، وجماعة. روى عنه:
الحافظ عبد الغني، وأبو عمرو الداني، ورشأ بن نظيف، وأبو علي الأهوازي، وأحمد بن
بابشاذ الجوهري، وأبو الفضل بن بندار، وأبو الحسين محمد بن مكي، ومحمد بن عدي
السمرقندي ثم المصري، والشريف أبو إبراهيم أحمد بن القاسم بن ميمون الحسيني، وعلي بن
بقاء الوراق، والقاضي أبو عبد الله محمد بن سلامة القضاعي، وخلق سواهم. قال
الخطيب: قال لي الصوري: بعض أصول أبي مسلم عن البغوي وغيره جياد. قلت: فكيف حاله
من حال ابن الجندي فقال: قد اطلع منه على تخليط، وهو أمثل من ابن الجندي. حدثني
وكيل أبي مسلم، وكان محدثاً حافظاً، يقال له أبو الحسين العطار قال: ما رأيت في
أصول أبي مسلم عن البغوي شيئاً صحيحاً، غير جزء واحد، كان سماعه فيه صحيحاً، وما
عداه كان مفسوداً. وقال أبو إسحاق الحبال: توفي في ذي القعدة.
4 (محمد بن أحمد بن محمد بن خلف، أبو الحسين الرقي المقبري ابن الفحام، ويعرف بابن
أبي)
العميري، نزيل دمشق.) قرأ القرآن على زيد بن أبي بلال الكوفي، وحدث عن النجاد،
وعثمان بن محمد المقرئ، وجعفر بن الخلدي، وجماعة.
(27/378)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 379
روى عنه: علي بن محمد الحنائي، وأخوه إبراهيم، وأبو علي الأهوازي، وأبو الفرج عمر
بن عبد الله الرقي، وحمزة بن محمد الطوسي. قال أبو عمر الداني: كان زاهداً فاضلاً
متقشفاً. وقال ابن الأهوازي: كان يرمى بالتشيع. توفي في ربيع الأول.
4 (محمد بن أحمد بن عبيد الله بن سعيد، أبو عبد الله الأموي القرطبي بن العطار الفقيه)
المالكي، والمتجر في الفقه. روى عن: أبي عيسى الليثي، وأبي بكر بن القوطية، وسعيد
بن أحمد بن عبد ربه، وحج فذاكر أبا محمد ابن زيد وناظره. وكان حافظاً متيقظاً،
أديباً، شاعراً، ذكياً، نحوياً، بصيراً بالفتوى، عارفاً بالفرائض، والحساب،
واللغة، والإعراب، رأساً في الشروط وعللها، مدققاً لمعانيها، لا يجاريه فيها أحد،
صنف فيها كتاباً حسناً، وجرت له مع فقهاء قرطبة خطوب طويلة، وأخبار مشهور. كتب عنه
جماعة من الفضلاء. وولد سنة ثلاثين وثلاثمائة، وتوفي في ذي الحجة، وكان الجمع في
جنازته عظيماً، وانتاب قبره طلاب العلم أياماً، وقرؤوا على قبره ختمات.
4 (محمد بن إبراهيم بن يحيى الأندلسي. رحل وسمع من أبي قتيبة مسلم بن الفضل، وأبي
بكر)
بن خروف. روى عنه الصاحبان، قالا: مات في رجب.
4 (محمد بن عبد الله بن عيسى بن محمد المري الإمام، أبو عبد الله الإلبيري المعروف
بابن)
أبي زمنين، نزيل قرطبة.
(27/379)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 380
سمع ببجانة من سعيد بن فحلون، فقرأ عليه مختصر ابن عبد الحكم، وسمع بقرطبة من محمد
بن معاوية القرشي، وأحمد بن المطرف وأحمد بن الشامة، وكان عارفاً بمذهب مالك،
بصيراً به، وسمع أيضاً من وهب بن مسرة، وتفقه عند إسحاق بن إبراهيم الطليطلي. وكان
من الراسخين في العلم، متفنناً في الأدب والشعر، مقتفياً لآثار السلف. له مصنفات
في الرقائق والزهد، وشعر رائق، مع زهد ونسك وصدق لهجة، وإقبال على) الطاعة،
ومجانبة للسلطان، وسئل: لم قيل لكم: بنو زمنين فلم يعرف. وقال: كنت أهاب أبي، فلم
أسأله، ثم في آخر عمره انتقل إلى إلبيرة فسكنها. ولد في سنة أربع وعشرين
وثلاثمائة، أو في آخرها. وتوفي على الصحيح سنة تسع وتسعين في ربيع الآخر. وله كتب
المغرب في اختصار المدونة ليس في مختصراتها مثله، وكتاب منتخب الأحكام الذي سار في
الآفاق، وكتاب الوثايق، وكتاب المذهب في الفقه وكتاب مختصر تفسير ابن سلام وكتاب
حياة القلوب في الزهد، وكتاب أنس المريدين وكتاب النصائح المنظومة من شعره، وكتاب
أدب الإسلام وكتاب أصول السنة وكتاب قدوة القارئ. ومن شعره:
(الموت في كل حين ينشر الكفنا .......... ونحن في غفلة عما يراد بنا.)
(لا تطمئن إلى الدنيا وزخرفها .......... وإن توشحت من أثوابها الحسنا.)
(أين الأحبة والجيران ما فعلوا .......... أين الذين هم كانوا لنا سكنا.)
(سقاهم الدهر كأساً غير صافية .......... فصيرتهم لأطباق الثرى رهنا.)
(27/380)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 381
روى عنه: أبو عمرو الداني، والقاضي أبو عمر بن الحذاء، وطائفة من علماء الأندلس،
وكان من بقايا حملة الحجة. رحمه الله.
4 (محمد بن علي بن إسحاق، أبو طالب العلوي، المعروف بابن المهلوس الزاهد.)
كان القادر بالله يعظمه ويحترمه. حكى عن السبكي، وغيره. روى عنه: الحسن بن غالب
البغدادي، وغيره، وكان من الزهاد المعدودين.
4 (يحيى بن زكريا بن أحمد ابن أخت أبي بكر البلخي، ثم الدمشقي الشاهد.)
كان أبوه قد ولي قضاء دمشق، فولدبها هذا، وسمع من إبراهيم بن أبي ثابت، وأبي علي الحضائري،
وخثيمة، ولم يدرك السماع من أبيه. روى عنه: أبو القاسم إبراهيم بن محمد الحنائي،
وأخوه علي والحسن بن الحسين بن يحيى بن زكريا حفيده. وتوفي في ربيع الآخر، وقد نيف
على السبعين.
4 (أبو إسحاق الجبيناني، أحد الأئمة والأولياء بالقيروان، اسمه إبراهيم بن أحمد بن
علي)
البكري بكر بن وائل.) أجاز له عيسى بن مسكين، وتفقه على حمود بن سهلون، ودرس من
الفقه دواوين، وكان أبو محمد بن أبي زيد يعظمه، ويقول: طريقه عالية لا يسلكها أحد
في هذا الوقت. توفي سنة تسع وتسعين، وكان كثيراً ما يقول: اتبع ولا تبتدع، اتضع
ولا ترتفع، وكان العلماء يقصدونه، ويتبركون برؤيته.
(27/381)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 382
(27/382)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 383
1 (وفيات سنة أربعمائة.)
4 (أحمد بن عبد العزيز بن الفرج بن أبي الحباب، أبو عمر القرطبي النحوي صاحب أبي)
عالي القالي. أخذ عنه، وعن أبي محمد عبد الله بن محمد الثغري القاضي. روى عنه: أبو
عمرو بن الحذاء وقال: كان من جملة الشيوخ، عالماً باللغة والأخبار، فيه صلاح وخير.
توفي في سلخ المحرم، وقد قارب التسعين. وقال أبو حيان: وكانت فيه غفلة زائدة، وكان
متقد الذهن، عالماً، حافظاً، ثبتاً، بصيراً بالعربية، وهو كان مؤدب المظفر عبد
الملك بن أبي عامر، وهو بربري النسب، من مصموده.
4 (أحمد بن عمر بن محمد بن عمر، أبو عبد الله الجيزي المصري.)
توفي في شعبان، وهو من شيوخ أبي عمرو الداني في الحديث. يروي عن طبقته عثمان بن
السمرقندي، وأبي الطاهر المديني.
4 (أحمد بن عمار بن عصمة بن معاذ النسفي. سمع بنسف، من علي بن محتاج، وعبد المؤمن)
بن خلف، ونصر بن محمد، سمع منه جامع الترمذي، وسمع بجرجان من ابن عدي، وببغداد من
دعلج، وجماعة. وهو من قرية سيركت، إحدى قرى نسف. توفي بها في شعبان، في عشر
الثمانين.
(27/383)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 384
4 (أحمد بن محمد بن محمد بن عبيدة، أبو جعفر الأموي الطليطلي، ويعرف بابن ميمون)
صاحب ابن إسحاق بن شنظير، ونظيره في الجمع والإكثار والملازمة معاً، والسماع جملة،
وهما الصاحبان، فهذا أحدهما. روى عن: عبد الله بن محمد بن أمية، وعبد الله بن فتح
بن معروف، ومحمد بن عمرو بن عيشون، وشكور بن حبيب وجماعة، وسمع بقرطبة مع صاحبه من
أبي جعفر بن عون الله. وتوفي في شوال.)
4 (عبد الرحمن بن عبد الله بن علي بن سمقويه، أبو بكر المزكي الفقيه الشافعي
النيسابوري.)
روى عن أبي العباس الأصم، وغيره، ودرس الفقه سنين. مات في رمضان.
4 (عبد الملك بن الحسن بن محمد بن إسحاق بن الأزهر الأزهري، أبو نعيم
الإسفراييني.)
روى عن خال أبيه الحافظ أبي عوانة كتابه الصحيح المسند بقراءة أبيه، واحتاط له
حاله في جماعة، فبارك الله في عمره، حتى سمعه الأئمة واشتهر به. قال الحافظ عبد
الغافر بن إسماعيل: كان رجلاً صالحاً ثقة، حضر نيسابور في آخر عمره، ولم يعهد بعد
ذلك المجلس مثله لقراءة الحديث، كما حدثنا الثقات، وعاد إلى إسفراين، وذلك في سنة
تسع وتسعين. قلت: روى عنه الكتاب: الإمام أبو القاسم القشيري، وزوجته فاطمة بنت
أبي علي الدقاق، ولها فوت، وعبد الحميد وعبد الله، ابنا عبد الرحمن بن محمد
البحيري، وأبو القاسم علي بن عبد الرحمن بن عليك
(27/384)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 385
الرازي، وروى عنه بعض الكتاب عثمان بن محمد بن عبيد الله المحمي، وشبيب بن أحمد
البستيغي، وأبو الحسن علي بن عبد الله بن يوسف الجويني، وعلي بن محمد بن علي بن
ماسرجس الخازن، وعلي بن عبد العزيز الخشاب، وأبو المعالي عمر بن محمد بم حسين
البسطامي، أبو بكر محمد بن حسان بن محمد، ومحمد بن عبيد الله الصرام، وأبو نصر
محمد بن سهل بن محمد السراج، وهو آخر أصحابه موتاً. توفي سنة ثلاث وثمانين
وأربعمائة. وقع لنا هذا المسند بإجازة أبي المظفر ابن السمعاني، لكني أنا سمعت منه
ست مجلدات، وبطلت. قال الحاكم في تاريخه. توفي أبو نعيم الإسفراييني ابن أخت أبي
عوانة في ربيع الأول، سنة أربعمائة. قلت: وسماعه من خاله كان في حياة البغوي، وابن
صاعد، وأبي بكر بن أبي داود، وتوفي خاله قبل البغوي بسنة، وكان مولد أبي نعيم في
ربيع الأول، سنة عشر وثلاثمائة، وقد سمع أيضاً من أبيه المحدث أبي محمد صاحب يوسف
القاضي، ومن أبي نعيم عبد الملك بن عدي، وأبي عمران الجويني، وعبد الله بن محمد بن
مسلم الإسفراييني، ومحمد بن عبدك الشعراني، والأصم، وابن الأخرم، لكن اشتغل عنه
أكثر الطلبة بمسند أبي عوانة.)
4 (عبد الواحد بن علي بن غياث، أبو بكر البغدادي الرزاز.)
سمع محمد بن حمدويه المروزي، وابن عياش القطان. روى عنه: أبو محمد الخلال، وأبو
القاسم الأزجي، وأبو الحسين بن المهتدي بالله، ووثقه الخطيب. أنبأني المسلم بن
محمد القيسي، أنا الكندي، أنا عبد الله بن أحمد بن
(27/385)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 386
يوسف، أنا محمد بن علي ابن المهتدي بالله، قال: ذكر لنا شيخنا عبد الواحد بن علي
بن غياث أن مولده في رمضان سنة تسع وثلاثمائة، وانه سمع الحديث من أبي القاسم بن
بنت منيع، وأن كتبه انتهبت. قال الخلال: توفي سنة أربعمائة.
4 (عبيد الله بن أحمد بن الحسن، أبو الفرج بن السخت الرقي المقرئ البزاز.)
حدث بدمشق عن النجاد، وجعفر الخلدي، وجماعة. روى عنه: أبو علي الأهوازي، وعلي
الحنائي، وهو المذكور في السنة الماضية.
4 (علي بن محمد بن إبراهيم، أبو الحسن المديني الآدمي.)
توفي في رجب.
4 (علي بن محمد بن أحمد بن داود، أبو الحسن بن النحوي الدمشقي الشاهد الخطيب، والد
عبد)
المنعم. روى عن علي بن أبي العقب. وعنه: علي الحنائي وغيره. توفي في المحرم.
4 (عمرو بن عثمان بن خطار، أبو حفص القرطبي.)
أخذ عن علي بن عبيد مختصره في الفقه، وعن محمد بن عمرو بن عيشون. روى عنه أبو حفص
الزهراوي، وغيره.
4 (عمران بن الحسن بن يوسف، أبو الفرج الخفاف.)
روى بدمشق عن أحمد بن زبان، وأبي إسحاق بن أبي ثابت، وعثمان بن محمد الذهبي. روى
عنه: علي بن محمد الحنائي، ورشأ بن نظيف، وأحمد بن الحسن الطيان، وأبو علي
الأهوازي، وآخرون.
(27/386)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 387
4 (محمد بن أحمد بن جعفر الأصبهاني الكوسج. توفي في صفر.)
4 (محمد بن أحمد بن معارك، أبو القاسم العقيلي القرطبي النحوي.)
) روى عن أبي علي القالي، وكان مقدماً في علم العربية، والبصر بالشعر. أقرأ النحو.
وهو والد عبد الرحمن العقيلي.
4 (محمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى، أبو عبد الله الخشني الطليطلي، ويعرف
بابن)
المشكيالي. روى عن: أحمد بن خليل قاضي طليطلة، ومحمد بن عمرو بن عيشون، وبقرطبة
أحمد بن عيسى، وحج فسمع بمصر أبا محمد بن الورد، أحمد بن سلمة بن الضحاك، وأبا
هريرة، وابن أبي العصام، وحمزة بن محمد الكناني، وأبا بكر بن أبي الموت. وكان من
كبار المالكية، عيناً من أعيان طليطلة، مع زهد وتواضع وورع، وعمل بعلمه لا يأخذه
في الله لومة لائم، ثقة، قصده المظفر بن أبي عامر إلى داره، فلما علم قال للطلبة:
لا يقم أحد، فامتثلوا أمره، فلما دخل سأله الدعاء، فقال: اللهم أدخل له في قلوب
رعيته الطاعة، وأدخل لهم في قلبه الرأفة والرحمة. توفي في سادس جمادى الآخرة، وولد
سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة، وكان من كبار المسندين بالأندلس. رحمه الله.
4 (محمد بن خلف بن الشوله، أبو عبد الله الأندلسي.)
رحل إلى مصر وأخذ عن الحسين بن عبد الله القرشي معجم الصحابة له، في ثلاثين جزءاً،
وعن الحسن بن رشيق.
(27/387)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 388
حدث عنه الصاحبان، وأبو محمد بن دين، وأبو عبد الله بن عبد السلام الحافظ. وتوفي
في جمادى الأولى، عن ست وستين سنة.
4 (محمد بن عمروس بن العاصي القرطبي، أبو عبد الله المالكي.)
أخذ عن أبي عبد الله بن مفرج، وحج سنة تسع وستين، وذهب إلى بغداد، فأخذ عن أبي بكر
الأبهري الفقيه، وأبي الحسن بن المظفر، والدارقطني، وأخذ عن أهل البصرة، ومصرف
القيروان. روى عنه: أبو عمر بن عبد البر، وأبو عبد الله بن عائذ، وغيرهما. وتوفي
في جمادى الآخرة.
4 (محمد بن هشام بن عبد الجبار بن الناصر لدين الله أبي المظفر عبد الرحمن بن
محمد)
) الأموي الملقب بالمهدي. توثب على الأمر بالأندلس، وخلع المؤيد بالله هشاماً،
وحارب عبد الرحمن بن الحاجب بن أبي عامر القحطاني شنشول الذي وثب قلبه بسنة، وسمى
نفسه ولي العهد، وجعل ابن عمه محمد بن المعز حاجبه، وأمر بإثبات كل من جاءه في
الديوان، فلم يبق زاهد، ولا جاهل، ولاحجام، حتى جاءه فاجتمع له نحو من خمسين ألف،
وذلن له الوزراء والصقالبة، وجاءوا وبايعوه، وأمر بنهب دور بني عامر، وانتهب جميع
ما في الزهراء من الأموال والسلاح، حتى قلعت الأبواب، فيقال: إن الذي وصل إلى
خزانة أبي عبد الجبار خمسة آلاف ألف دينار، وخمسمائة ألف دينار، ومن الفضة وخطب له
بالخلافة بقرطبة، وتسمى بالمهدي، وقطعت دعوة المؤيد، وصلى المهدي الجمعة بالناس،
وقرأ كتاب بلعن عبد الرحمن بن أبي عامر الملقب بشنشول، ثم سار إلى حربه إثر ذلك في
سنة تسع وتسعين، وكان
(27/388)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 389
ابن ذكوان يحرض على قتاله، ويقول عن شنشول: هو كافر. وكان قد استعان بعسكر من
الفرنج وقام معه ابن عومس القومص، فسار إلى قرطبة، وأخذ أمر ابن عبد الجبار يقوى،
وأمر شنشول يضعف، وأصحابه تتسحب عنه، فقال له القومص: ارجع بنا قبل أن يدهمنا
العدو، فأبى، ومال إلى دير شريس، جوعان سهران، فنزل له الراهب بخبز ودجاجة، فأكل
وشرب وسكر، وجاء لحربه حاجب المهدي في خمسمائة فارس، فجدوا في السير وقبضوا عليه،
فقال: أنا في طاعة المهدي، وظهر منه جزع وذل، وقبل قدم الحلجب، ثم ضرب عنق شنشول،
ونودي عليه هذا شنشول المأبون المخذول. قال الحميدي: قام على المهدي في شوال سنة
تسع وتسعين ابن عمه هشام بن سليمان بن الناصر الأموي، مع البربر، فحاربه، ثم انهزمت
البربر، وأسر هشام، فضرب المهدي عنقه. وقال غيره: لما استوسق الأمر لابن عبد
الجبار المهدي، أظهر من الخلاعة أكثر مما فعله شنشول، وأربى عليه في الفساد، وأخذ
الحرم، وعمد إلى نصراني يشبه المؤيد بالله، فقصده حتى مات، وأخرجه إلى الناس،
وقال: هذا هشام، وصلى عليه، ودفنه. وفي رمضان وصل إلى ابن عبد الجبار رسول صاحب
طرابلس المغرب، فلفل بن سعيد الزناتي، داخلاً في الطاعة، ويسأل إرسال سكة يضرب بها
الذهب على اسمه، كل ذلك ليعينه على باديس ابن المنصور، فخرج باديس، واخذ طرابلس،
وكتب إلى عمه حماد في إغراء القبائل على ابن عبد الجبار.) وكان ابن عبد الجبار
بخذلانه قد هم بالغدر، بالبربر الذين حوله، وصرح بذلك لجهله، فنم عليه بسببه هشام
بن سليمان بن الناصر لدين الله، وحرضهم على خلعه، فقتلوا وزيريه محمد ابن دري وخلف
بن طريف، وثار الهيج، واجتمع لهشام عسكر، وحرقوا السراحين، وعبروا
(27/389)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 390
القنطرة، ثم تخادلوا عن هشام، فأخذ، وأخذ أخوه أبو بكر، فقتلهم ابن عبد الجبار
صبراً، وقتل خلق من البربر، ثم تحيز البربر إلى قلعة رباح، وهرب معهم سليمان بن
الحكم بن سليمان بن الناصر، فبايعوه، وسموه المستعين بالله، وجمعوا له مالاً من كل
قبيلة، حتى اجتمع له نحو من مائة ألف دينار، فتوجه بالبربر إلى طليطلة، فامتنعوا
عليه، ثم ملكها، وقتل واليها، فاعتد ابن عبد الجبار للحصار، وجزع حتى حرى عليه
العامة، ثم بعث عسكراً، فهزمهم سليمان، فرتب الناس للقتال، وكان أكثر جند ابن عبد
الجبار لحامين رجاله، وقارب سليمان قرطبة، فبرز إليه عسكر ابن عبد الجبار، فناجزهم
سليمان، وكان من غرق منهم في الوادي أكثر ممن قتل، وكانت وقعة هائلة، وذهب خلق من
الأخيار والمؤدبين والأئمة، فلما أصبح ابن عبد الجبار أخرج المؤيد بالله هشام بن الحكم
الذي كان أظهر موته، فأجلسه للناس، وأقبل القاضي يقول: هذا أمير المؤمنين، وأنا
محمد نائبه، فقال له البربر: يا بن ذكوان بالأمس تصلي عليه، واليوم تحييه وخرج أهل
قرطبة إلى المستعين سليمان، فأحسن ملقاهم، واختفى ابن عبد الجبار، واستوسق أمر
المستعين، ودخل القصر، ووارى الناس قتلاهم، فكانوا نحو اثني عشر ألفاً. ثم هرب ابن
عبد الجبار إلى طليطلة، فقاموا معه، وكتب إلى الفرنجية ووعدهم بالأموال، واجتمع
إليه خلق عظيم، وهو أول مال انتقل من بيت المال بالأندلس إلى الفرنج، وكانت الثغور
كلها باقية على طاعة ابن عبد الجبار، فقصد قرطبة في جيش كثير، فكان الملتقى على
عقبة البقر، على بريد من قرطبة، فاقتتلوا قتالاً شديداً، فانهزم سليمان، واستولى
المهدي على قرطبة ثانياً، ثم خرج بعد أيام إلى قتال جمهرة البربر، فالتقاهم بوادي
آره، فهزموه، ففر إلى قرطبة، ثم انهزم ابن عبد الجبار أقبح هزيمة، وقتل من الفرنج
ثلاثة ألف في السنة، وغرق منهم خلق، وأسر ابن عبد الجبار،
(27/390)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 391
ثم ضربت عنقه، وقطعت أربعته، في ثامن ذي الحجة، سنة أربعمائة، وله أربع وثلاثون
سنة. وثب عليه العبيد، إذ جاء قرطبة منهزماً، والله أعلم.
4 (مطهر بن أحمد بن مطهر الأشموني.)
توفي بمصر في ذي الحجة، وله خمس وثمانون سنة.)
4 (هشام بن عبيد الله بن الناصر لدين الله عبد الرحمن بن محمد الأموي الأمير، أبو
الوليد)
الأندلسي، ويعرف بصاحب الخضراء. قال ابن الأبار: كان خير من بقي من أهل بيت
الخلافة عفافاً ومروءة وسخاء، إلى أدب ومعرفة، وجمع للكتب، رغب المستعين بالله
سليمان في كتبه، فقومت واشتراها. توفي في أول سنة أربعمائة.
4 (أبو سعيد الفلاحي الحنفي النيسابوري.)
حدث عن الأصم وغيره. توفي في صفر.
4 (أبو نصر ابن الحسن بن أحمد بن الحيري النيسابوري، أخو القاضي أبي بكر.)
روى عن أبي العباس الأصم، وأقرانه. وتوفي في رمضان.
(27/391)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 392
(27/392)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 393
4 (المتوفون قبل الأربعمائة.)
4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن سيد أبيه، أبو عمر القرطبي.)
روى عن محمد بن معاوية. روى عنه: الصاحبان أبو إسحاق، وأبو جعفر. مات قبل
الأربعمائة، وله قريب من سبعين سنة.
4 (أحمد بن أفلح بن حبيب بن عبد الملك، أبو عمر الأموي القرطبي الأديب.)
روى عن قاسم بن أصبغ، ومحمد بن عيسى بن رفاعة، ووهب بن مسرة، وجماعة، ورحل إلى
الشرق. حدث عنه الصاحبان، وابن أبيض.
4 (أحمد بن عيسى بن سليمان، من أهل بجانة، أبو القاسم الأندلسي.)
روى عن: سعيد بن فحلون، واحمد بن جابر. روى عنه: الصاحبان، وأبو عمر الطلمنكي.
4 (أحمد بن محمد الأديب، أبو طاهر الشيرازي الشاعر البليغ.)
روى عنه من شعره، أبو القاسم عمر بن محمد النعماني، وأبو غالب محمد بن أحمد بن
بشران اللغوي، وعلي بن الحسن الشمس.
(27/393)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 394
4 (أحمد بن محمد بن المكتفي بالله علي بن المعتضد.)
سمع من أبي القاسم البغوي. وعنه: أبو الحسين بن المهتدي بالله. سمع منه سنة سبع
وتسعين وثلاثمائة.
4 (أحمد بن محمد بن زيد، أبو سعد القزويني المالكي، صاحب أبي بكر الأبهري، تفقه
عليه،)
) وعلى أبي بكر بن علويه الأبهري. صنف المذهب والخلاف وله كتاب المعتمد في الخلاف
في مائة جزء، وهو من أحسن الكتب. وسمع من أبي زيد المروزي. وتوفي سنة نيف وتسعين
وثلاثمائة. قاله عياض وقرظه.
4 (إبراهيم بن شاكر بن خطاب، أبو إسحاق القرطبي اللجام.)
روى عن أحمد بن ثابت التغلبي، وأبي محمد بن عثمان، وجماعة، وكان رجلاً صالحاً
ورعاً، حافظاً للحديث، وأسماء الرجال. روى عنه: أبو عمر بن عبد البر. وقال: إن كان
في عصره أحد من الأبدال فيوشك أن يكون منهم. رحمه الله.
4 (إسحاق بن إبراهيم بن شريح، أبو محمد الجرجاني.)
عن الأصم، ومحمد بن عبد الله الصفار. قال الخطيب: ثنا عنه أبو العلاء الواسطي،
والعتيقي.
4 (الحسين بن محمد بن أحمد بن قطينا، أبو عبد الله البغدادي.)
روى عن أبي بكر بن زياد النيسابوري، والمحاملي. روى عنه أبو بكر البرقاني وعبد
العزيز الأزجي، ووثقه الخطيب.
(27/394)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 395
4 (حكم بن محمد بن حكم، أبو العاصي الأموي الأطروش.)
روى عن ابن النحاس النحوي، وسلم بن الفضل، وابن خروف، وأبي بكر بن أبي الموت، وابن
حيويه النيسابوري. وولد سنة ثلاث عشرة وأربعمائة. روى عنه: الصاحبان، وأبو عمرو
الداني.
4 (محمد بن خطاب، أبو عبد الله الأزدي القرطبي النحوي.)
روى عن أبيه، وأبي عالي القالي، وابن القوطية، وبرع في الآداب، وتصدر للعربية. قال
ابن الأبار: كان قبل الأربعمائة.
4 (خلف بن سعيد بن عبد الله بن عثمان بن زبارة أبو القاسم ابن المرابط الكلبي، من
قرية)
الأبرش الكلبي، ويعرف بالمبرقع المحتسب من أهل قرطبة. رحل إلى المشرق مرتين،
أولاهما: سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة، وهو ابن ثلاث وعشرين سنة، فسمع أبا سعيد
بن الأعرابي، وابن الورد، وأبا بكر الآجري. روى عنه: أبو إسحاق بن شنظير، وأبو حفص
الزهراوي. قال ابن شنظير: توفي في نحو) الأربعمائة.
4 (خلف بن عيسى بن سعيد الخير، أبو الحزم الوشقي، فقيه وشقه وقاضيها.)
يروي عن ابن عيشون، وأبي عيسى. حدث عنه: ابنه أبو الأصبغ، وأبو عمر بن الحذاء.
(27/395)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 396
وكان من فضلاء المالكية.
4 (علي بن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي النيسابوري.)
سمع أبا حامد بن الشرفي، ومكي بن عبدان.
4 (علي بن محمد بن يعقوب الرازي.)
مكثر عن عبد الرحمن بن أبي حاتم. روى عنه أهل بلده.
4 (علي بن محمد بن هبة الله الحاجي، أبو الحسن.)
سمع الأصم، وفي الرحلة من أبي بكر الشافعي، وطبقته. مات في صفر، سنة سبع أو تسع
وتسعين وثلاثمائة.
4 (عمر بن القاسم، أبو الحسين المقريء البغدادي صاحب ابن مجاهد، يلقب وبره، ويعرف)
بابن الحداد. حدث عن علي بن عبد الله بن مبشر الواسطي، وقاسم بن إبراهيم الملطي،
والحسين المحاملي. روى عنه: أبو محمد الخلال، وأبو الحسن العتيقي، وأبو الفرج
الطناجيري. قال الخطيب: صدوق.
4 (عبد الرحمن بن أبي الفهد الأندلسي الإلبيري، أبو المظفر. أحد فحول شعراء قرطبة،
وعين)
شعراء الدولة العامرية. رحل في شبيبته إلى المشرق، وأضمرته البلاد قبل الأربعمائة.
قال أبو عامر بن شهيد: عمل بحضرتي أربعين بيتاً على البديهة، ليس فيها حرف معجم
أولها: حلمك ما حد حده أحد
4 (مروان بن عبد الرحمن بن مروان بن الإمام الناصر عبد الرحمن
(27/396)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 397
الأموي الأندلسي)
المعروف بالطليق، أبو عبد الملك. أحد فحول الشعراء الأشراف. قال ابن حزم: هو في بني
أمية كابن المعتز في بني العباس. سجن وهو ابن ست عشرة سنة، فبقي في السجن ست عشرة
سنة، ثم أخرج ولقب بالطليق، وعاش بعد إطلاقه ست عشرة) سنة، ومات كهلاً قريباً من
سنة أربعمائة. قال الحميدي: فأخبرت أنه كان يتعشق جارية ربيت معه، وعينت له، ثم
بدا لأبيه فاستأثرها، فاشتدت بمروان الغيرة، فقتل أباه بسجن. فمن شعره:
(غصن يهتز في دعص نقا .......... يجتني منه فؤآدي حرقا)
(أطلع الحسن لنا من وجهه .......... قمراً ليس يرى ممحقا)
(ورنا عن طرف ريم أحور .......... لحظه سهم لقلبي فوقا)
منها:
(أصبحت شمساً وفوه مغرباً .......... ويد الساقي المحيي مشرقا)
(فإذا ما غربت في فمه .......... تركت في الخد منه شفقا)
4 (محمد بن مسعود، أبو عبد الله البجاني، ثم القرطبي. شاعر مفلق مكثر، مدح الملوك،
وكان)
في حدود الأربعمائة. فمن جيد شعره:
(على قدر فضل المرء تأتي خطوبه .......... ويعرف عند الصبر فيما ينوبه)
(وعاقبة الصبر الجميل من الفتى .......... إلى فرج من ذي الجلال تعيبه)
(إذا المرء لم يسحب إلى الهول ذيله .......... ولم يعتزل بالحادثات جيوبه)
(فقد خسر في الدنيا من المال حظه .......... وقل من الأخرى لعمري نصيبه)
وله:
(خليلي في الأظعان بدر دجنة .......... أعار سناه مغرب الشمس مشرقا)
(27/397)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 398
(فلا تنكروا شقي جيوبي فإنه .......... يقل لقلبي بعده أن يشفقا)
4 (يعيش بن سعيد، أبو عثمان الأندلسي الوراق. سمع قاسم بن أصبغ، ومحمد بن معاوية
بن)
الأحمر. فأكثر عنهما، وألف مسند حديث ابن الأحمر، بأمر الحاكم المستنصر. قال ابن
عبد البر: قرأ علينا مسند ابن الأحمر سنة تسعين وثلاثمائة.
4 (محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن النعمان، أبو الفتح بن النحوي الأنباري، نزيل
الرملة.)
روى عن المحاملي، وأبي العباس بن عقدة، ويوسف الأزرق.) روى عنه: أبو سعد الماليني،
وعلي الحنائي، وأبو علي الأهوازي، وآخرون. وكان كثير الحديث.
4 (محمد بن الحسن بن سليمان القاضي، أبو جعفر المطوعي، المعروف بالباحث.)
ولي القضاء بكور خراسان. وله مصنفات كثيرة. أراده ابن عباد على القضاء على شروط،
أن ينتحل الاعتزال، فامتنع. ذكره ابن الصلاح في الشافعية.
4 (محمد بن احمد بن محمد بن حمدان النيسابوري المرادي العدل.)
سمع مكي بن عبدان، والمحاملي، وابن عقدة. قال ابن ماكولا: ثنا عنه أبو سعيد بن
عليك بالري.
4 (محمد بن إسحاق النديم البغدادي، أبو الفرج الإخباري الأديب الشيعي المعتزلي،
صاحب)
التصانيف. فمن كتبه كتاب الفهرست، وكتاب التشبيهات. والفهرست هو
(27/398)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 399
في أخبار الأدباء، ذكر أنه صنف في سنة سبع وسبعين وثلاثمائة، ولا علم متى توفي،
وإنما كتبته هنا على التوهم.
4 (محمد بن أسد، أبو طاهر الأشناني، إمام جامع الرقة.)
روى عن أبي سهل ابن زياد، والخلدي، وقرأ بالروايات على النقاش، وأبي طاهر عبد
الواحد بن أبي هاشم. روى عنه: أبو سعد الماليني، وأبو نصر السجزي.
4 (محمد بن الحسن القاضي، أبو عبد الله المصري الدقاق.)
سمع: محمد بن الزبير بن سليمان، وأبا سعيد بن الأعرابي. وعنه: هبة الله بن إبراهيم
الصواف.
4 (محمد بن علي بن أحمد بن ذهب التميمي البغدادي المذهب.)
سمع يحيى بن صاعد، وأبا بكر بن زياد النيسابوري. روى عنه: حفيده أبو علي الحسن بن
علي بن المذهب، وبقي إلى بعد التسعين وثلاثمائة فيما أظن.
4 (محمد بن علي بن عبد الله الأموي، أبو عبد الله السبتي، ويعرف بابن الشيخ.)
كان محدث سبتة في وقته، مشهور بالخير والورع، رحل إلى الأندلس، وسمع من وهب بن)
مسرة، وأبي عيسى الليثي. قال القاضي عياض: كانت عنده غرائب وعجائب.
4 (محمد بن عمر بن خشين، أبو أحمد البغدادي.)
حدث عن يزداد الكاتب، وأبي عبد الله المحاملي، وخيثمة الأطرابلسي. روى عنه: هبة
الله اللالكائي، وأبو الحسن العتيقي، وقال: ثقة، كثير الأسفار.
(27/399)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 400
4 (علي بن عمر بن محمد بن العباس، أبو الحسن الرازي القصار، الفقيه الشافعي.)
قال أبو يعلى الخليلي: أفضل من لقيناه بالري. كان مفتيها قريباً من ستين سنة، أكثر
من عبد الرحمن بن أبي حاتم، وابن معاوية الكاغدي وأحمد بن خالد الحروري، ومحمد بن
قارن، ولقي بآخره شيوخ بغداد: ابن السماك، والنجاد، وكان عالماً، له في كل علم حظ،
وبلغ قريباً من مائة سنة. سمعت عبد الله بن محمد الحافظ يقول: لم يعش أحد من
الشافعية ما عاش هذا، وكان عالماً بالفتاوى والنظر. قلت: وروى عنه هبة الله
اللالكائي، وعبد الجبار بن عبد الله بن بزرة الرازي، وجماعة، ولا أعلم متى توفي.
4 (أبو عبد الله القمي التاجر، من كبار المتمولين بمصر، اشتملت وصيته على ألف ألف
دينار،)
وتوفي بطريق مكة سنة أربعمائة.
4 (بديل بن أحمد بن محمد الحافظ، أبو بكر الهروي.)
حدث ببغداد عن الأصم، ومنصور بن الحسن الدينوري، وجماعة. وعنه: أبو سعد الماليني،
وأبو محمد الخلال. ذكر الخطيب ترجمته مختصرة.
4 (معروف بن محمد، أبو المشهور الزنجاني الواعظ، نزيل الري.)
روى عن: أبي سعيد بن الأعرابي، وقاسم الملطي. وعنه: البرقاني، ورضوان الدينوري،
والعتيقي. قال الخطيب: تكلم فيه. حدث في سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة.
4 (أبو حيان التوحيدي، صاحب المصنفات، واسمه علي بن محمد بن العباس الصوفي.)
(27/400)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 401
كان في حدود الأربعمائة، وله مصنفات عديدة في الأدب والفصاحة والفلسفة، وكان سيئ
الاعتقاد، نفاه الوزير أبو محمد المهلبي. قال ابن بابي في كتاب الخريدة والفريدة:
كان أبو حيان كذاباً، قليل الدين والورع عن القذف) والمجاهرة بالبهتان، تعرض لأمور
جسام من القدح في الشريعة والقول بالتعطيل، ولقد وقف سيدنا الصاحب كافي الكفاة على
ما كان يدغله ويخفيه من سوء الاعتقاد، فطلبه ليقتله، فهرب والتجأ إلى أعدائه، ونفق
عليهم بزخرفه وإفكه، ثم عثروا منه على قبيح دخلته وسوء عقيدته وما يبطنه من
الإلحاد، ويرويه في الإسلام من الفساد، وما يلصقه بأعلام الصحابة من القبائح،
ويضيفه إلى السلف الصالح من الفضائح، فطلبه الوزير المهلبي، فاستتر منه، ومات في
الاستتار، وأراح الله منه، ولم يؤثر عنه إلا مثلبة أو مخزية. وقال أبو الفرج بن
الجوزي في تاريخه: زنادقة الإسلام ثلاثة: ابن الراوندي، وأبو حيان التوحيدي، وأبو
العلاء المعري، وأشدهم على الإسلام أبو حيان لأنهما صرحا، وهو مجمع ولم يصرح. قلت:
وكان من تلامذه علي بن عيسى الرماني، وقد بالغ في الثناء على الرماني في كتابه
الذي ألفه في تقريظ الجاحظ، فانظر إلى الحامد والمحمود، وأجود الثلاثة: الرماني مع
اعتزاله وتشيعه.
(27/401)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 402
وأبو حيان هو الذي نسب نفسه إلى التوحيد، كما سمى ابن تومرت أتباعه، فقال:
الموحدين، وكما سمى صوفية الفلاسفة نفوسهم بأهل الوحدة وأهل الإلحاد. أخبرني أحمد
بن سلامة كتابةً، عن الطرسوسي، عن ابن طاهر الحافظ، قال: سمعت أبا الفتح عبد
الوهاب الشيرازي بالري يقول: سمعت أبا حيان التوحيدي يقول: أناس مضوا تحت التوهم،
وظنوا أن الحق معهم، وكان الحق وراءهم. قلت: مثلك يا معشر، بل أنت حامل لوائهم.
وقيل: إن أبا حيان معدود في كبار الشافعية. ذكره لي القاضي عز الدين الكناني. وقال
الشيخ محيي الدين النواوي في كتاب تهذيب الأسماء: أبو حيان التوحيدي من أصحابنا
المصنفين، من غرائبه أنه قال في بعض رسائله: لا ربا في الزعفران، ووافقه عليه
القاضي أبو حامد المروزي، والصحيح تحريم الربا فيه. وقد ذكره ابن النجار وقال: له
المصنفات الحسنة، كالبصائر وغيرها، وكان فقيراً صابراً متديناً، إلى أن قال: كان
صحيح العقيدة، كذا قال، بل كان عدواً لله خبيثاً. قال: سمع أبا بكر الشافعي، وجعفر
الخلدي، وأبا سعيد السيرافي، والقاضي أحمد بن بشر العامري.) وعنه: علي بن يوسف
القاضي، ومحمد بن منصور بن جيكان وعبد الكريم بن محمد الداوودي، ونصر ين عبد
العزيز المقرئ الفارسي، ومحمد بن إبراهيم بن فارس الشيرازيون، ولقي الصاحب ابن
عباد، وأمثاله. قلت: وسماع نصر بن عبد العزيز منه في سنة خمس وتسعين وثلاثمائة،
وقد سمع منه بشيراز أبو سعد عبد الرحمن بن ممجة الأصبهاني في سنة أربعمائة.
(27/402)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 403
4 (أبو القاسم بن مسلمة بن أحمد القرطبي.)
كان أستاذاً مقدماً في علم الهيئة والهندسة والأرصاد وهذه الصنائع المظلمة، وكان
حاذقاً بمعرفة كتاب المجسطي لبطليموس، وله تصانيف عديدة في العلوم الرياضية، وأنجب
له تلامذةً منهم ابن السمح، وابن الصفار، وابن خلدون، والكرماني، والزهراوي، وتوفي
في حدود سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة.
4 (منصور بن محمد بن منصور، أبو الحسن البغدادي القزاز المقرئ.)
قرأ القرآن: برواية أبي عمرو، على أبي بكر أحمد بن موسى بن مجاهد، وأسن وتفرد في
وقته. قرأ عليه القرآن: أبو نصر أحمد بن مسرور الخباز المقرئ، وأبو علي الحسن بن
علي العطار، ونصر بن عبد العزيز الشيرازي، وغيرهم. قال الخطيب: حدث عن نفطويه
ونحوه. ثنا عنه أبو محمد الخلال، وأبو القاسم التنوخي، وكان ثقة.
4 (محمد بن احمد، أبو الفرج الغساني الدمشقي الشاعر المعروف بالوأواء، وليس
للشامين في)
وقته مثله. روى عنه من شعره: أبو الحسن الميداني، وأبو محمد الجوهري، وأبو منصور
يوسف بن هلال. قال فيه أبو منصور الثعالبي في اليتيمة: وهو من حسنات الشام، وأحد
صياغة الكلام، ومن عجيب شأنه ما أخبرني أبو بكر الخوارزمي قال: كان أبو الفرج
الوأواء منادياً في دار بطيخ بدمشق على الفواكه، فما زال يشعر، حتى جاد شعره،
وسار، ووقع منه ما يروق، وتفرق حتى تعلو العيوق.)
(27/403)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 404
وقال يوسف بن هلال: أنشدني الوأواء لنفسه:
(ترشفت من شفتيه العقار .......... وقبلت من خده جلنارا.)
(وشاهدت منه كثيباً مهيلا .......... وغصنا رطيباً وبدراً ونارا.)
(وأبصرت من وجهه في الظلام .......... بكل ما كان بليل نهارا.)
قال: وأنشدني لنفسه:
(زمان الربيع زمان أنيق .......... وعيش الخلاعة عيش رفيق.)
(وقد جمع الوقت حاليهما .......... فمن ذا يفيق ومن يستفيق.)
(ويوم ستارته غيمه .......... وقد طرزت رفرفيه البروق.)
(عقدنا من الند دخانه .......... ومن شرر الراح فيه رحيق.)
(سجدنا لصلبان منشوره .......... وقد نصرتنا لديه الرحيق.)
(فذا أصفر وجل خائف .......... وذا أحمر وكذاك العشيق.)
(أدريا غلام كؤوس المدام .......... وإلا فيكفيك لحظ وريق.)
(تغنم بنا غفلة الحادثا .......... ت فوجه الحوادث وجه صفيق.)
وله في سيف الدولة بن حمدان:
(من قاس جداواك بالغمام فما .......... أنصف في الحكم بين شكلين.)
(أنت إذ جدت ضاحك أبداً .......... وهو إذا جاد باكي العين.)
وله:
(أتاني زائراً من كان بيدي .......... لي الهجر الطويل ولا يزور.)
(فقال الناس لما أبصروه .......... ليهنك زارك القمر المنير.)
(متى أرعى رياض الحسن فيه .......... وعيني قد تضمنها غدير.)
(27/404)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 405
4 (سعيد بن عثمان بن مروان القرشي الأندلسي، الشاعر المعروف بابن عمرون، من فحول)
شعراء المنصور أبي عامر صاحب الأندلسي، ومن شعره في المنصور، وقد أحسن ما شاء.
(ذكر العقيق ومنزلاً بالأبرق .......... فكفاه ما يلقى الفؤاد وما لقي.)
(ردت إليه صبابة ردته من .......... فرط التوقد كالذبال المحرق.)
(من لي بمن تأبى الجفون لفقده .......... أن لا يلتقي أو نلتقي.)
)
(ريم يروم وما اجترمت جريمة .......... قتلي ليتلف من بقائي ما بقي.)
(لم يلق قلبي قط من لحظاته .......... إلا بسهم للحتوف مفوق.)
(وإذا رماني عن قسي جفونه .......... لم أدر من أي الجوانب أتقي.)
قال الإمام أبو محمد بن حزم: تذكر المنصور هذه القصيدة في سنة إحدى وثمانين
فأعجبته، وكان سعيد قد مدحه بها قديماً، فأمر له الآن بثلاثمائة دينار.
4 (ابن الحسين الأندلسي شاعر مفلق في حدود الأربعمائة. فمن شعره:)
(تعيرني أن لا أقيم ببلدة .......... وفي مثل حالي هذه القمران.)
(رأت رجلاً لا يشرب الماء صافياً .......... ويحلو لديه وهو أحمر قان.)
(له همم سافرن في طلب العلى .......... نجوم الثريا عندهن دواني.)
(تغرب لما أن تغرب ذكره .......... علواً كلا هاذين مغتربان.)
4 (أحمد بن علي بن وصيف، أبو الحسين بن خشكناكه البغدادي، الكاتب الشاعر النديم،)
صاحب الموصول بالنظم، وكتاب صناعة البلاغة، وكان شيعياً مناظراً، نادم الوزير
المهلبي، وبقي إلى أيام الملك شرف الدولة، وقد نادم ابن بقية الوزير. فمن شعره:
(سلمت بالجفون سلمى فسلم .......... ت إليها قلباً سليماً سقيماً.)
(27/405)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 406
(فالقوام القويم يهتز لدناً .......... زاده الهز في النقى تقويما.)
(كم لها من مقاتل وقتيل .......... وكلام به تداوي الكلوما.)
(رب ليل من شعرها ونهار .......... من سناً وجهها اتخذت نديما.)
4 (علي بن إسماعيل بن الحسن الأستاذ، أبو الحسن البصري القطان المقرئ المعروف)
بالخاشع، أحد من عني بالقراءات ورحل فيها. قرأ بمكة على أبي بكر محمد بن عيسى بن
بندار صاحب قنبل، وبأنطاكية على الأستاذ إبراهيم بن عبد الرزاق، وبغيرها على محمد
بن عبد العزيز بن الصباح، وأحمد بن محمد بن بقرة، ومحمد بن عبد الله الرازي صاحب
الحسين بن علي الأزرق، وطائفة. وتصدر للإقراء ببغداد. قرأ عليه أبو علي الأهوازي،
وأبو نصر أحمد بن مسرور، وأبو بكر محمد بن عمر بن زلال) النهاوندي.
4 (أحمد بن عبد الواحد بن أحمد، أبو بكر البجلي الجريري المكي. رحال جوال.)
روى عن عبد الله بن محمد بن السقاء، وأبي بكر الإسماعيلي، والمفيد، وطبقتهم. وعنه:
تمام الرازي، وهو أسند منه، وعلي بن الحسن الربعي، وأبو الحسن بن السمسار، ومات
قبل أوان الرواية.
4 (علي بن الحسين بن محمد بن يوسف بن بحر بن بهرام الوزير، أبو القاسم بن
المغربي،)
وهو بغدادي الأصل، والمغربي لقب جده. ولد أبو القاسم بحلب، ونشأ بها، ووزر لصاحبها
سعد الدولة أبي المعال بن سيف الدولة بن حمدان، ثم هرب خوفاً منه إلى مصر، وعظم
بها، ووزر للحاكم، ثم قتله الحاكم. وكان شاعراً أديباً.
(27/406)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 407
روى عنه: الحافظ عبد الغني الأزدي، وهو والد الوزير أبي القاسم الحسين.
4 (الحسن بن المليح بن مسلم بن عبيد الله بن طاهر بن يحيى بن الحسين بن جعفر بن
عبيد الله)
بن الحسن بن علي بن أبي طالب، الأمير الشريف، أبو محمد العلوي الحسيني المدني،
أمير المدينة وابن أميرها. أبي طاهر. قال أبو الغنائم النسابة في كتاب نزهة
العيون: حكى الشريف حسن بن المليح قال: قدمت على بكجور نائب دمشق. قلت: وليها في
سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة. قال: فأتيته وأنا شاب، وكان يحب العلويين، وكان أبي
إذا ذاك أمير المدينة، فنزلت في فندق الطائي بسوق القمح من دمشق، وأهديت له شعراً
من شعر النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر الحكاية، وأن بكجور وصله بأشياء، فلما خرج،
قال بعض الحاضرين: كيف يكون هذا شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولعله من شعر
أهل بيته، قال: فتغير على ثاني يوم، ثم بلغني ذلك، فتألمت، وجئته، وقلت: أشتهي ترد
علي هديتي، فأحضره، فطلبت منقل نار، فأحضر، فوضعت الشعر، وكان أربع عشرة شعرة، على
ذلك الحجر، فلم يحترق، فبكى الأمير وقال: يا حيانا من رسول الله صلى الله عليه
وسلم، وبالغ في كرامتي، حتى أنني لما ركبت، أخذ بركابي وقبل رجلي.
4 (محمد بن عمر، أبو الحسن الأنباري، الشاعر الذي رثى الوزير ابن بقية بكلمته
البديعة.)
) علو في الحياة والممات. توفي سنة نيف وتسعين وثلاثمائة.
4 (محمد بن عبد الرحمن بن عثمان الخولاني، أبو بكر القرطبي الزاهد، ويعرف بالعواد.
روى)
الموطأ عن أبي عيسى يحيى بن عبد الله، وغيره. حدث عنه أبو الوليد بن الفرضي، وابن
أخيه محمد بن عبد الله والد
(27/407)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 408
أحمد بن محمد الخولاني، بلغنا أنه توفي بعسقلان.
4 (محمد بن علي بن عبد الحميد الصنعاني.)
سمع من إسحاق الدبري جملة صالحة، وحدث بمكة. روى عنه: أبو عبد الله الحاكم في
المستدرك.
4 (محمد بن أبي موسى عيسى بن أحمد بن موسى بن محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن
معبد)
بن العباس بن عبد المطلب، الرئيس الأنبل، أبو عبد الله الهاشمي، والد الشريف أبي
بكر أحمد. حدث عن جعفر الفريابي، وكان ثقة. قال الخطيب: روى عنه ولده أبو بكر،
قال: وإليه انتهت رئاسة العباسيين في زمانه. قال أبو إسحاق الطبري، رأيت ثلاثة لا
يزاحمون، يعني في السؤدد: أبو عبد الله الحسين بن أحمد الموسوي الطالبي، والد
الشريف المرتضى، وأبو عبد الله محمد بن أبي موسى الهاشمي، وأبو بكر الأكفاني، صدر
الشهود.
(27/408)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 5
5 (بسم الله الرحمن الرحيم)
5 (الطبقة الحادية والأربعون احداث)
1 (الأحداث من سنة إلى)
4 (احداث سنة إحدى وأربعمائة)
4 (إظهار قرواش الطاعة للحاكم وخطبته)
فيها ورد الخبر أن أبا المَنِيع قرواش بن مُقَلّد جمع أهل المَوْصِل وأظهر عندهم
طاعة الحاكم، وعرفهم بما عنده من إقامة الدعوة له، ودعاهم إلى ذلك. فأجابوه في
الظاهر، وذلك في المحرم. فأعطى الخطيب نسخة ما خطب به، فكانت: الله أكبر، ولا إله
إلا الله، وله الحمد الذي انجلت بنوره غَمَرات الغضب، وأنقهرت بقُدرته أركان
النَّصْب، وأطلع بنوره شمس الحق من الغرب. الذي محا بعدله جور الظلمة، وقصم بقُوته
ظهر الفِتْنة، فعاد الحق إلى نصابه، والحق إلى أربابه، البائن بذاته، المنفرد
بصفاته، الظاهر بآياته، المتوحد بدلالاته، لم تَفُتْه الأوقات فتسبقه ولم تُشْبهه
الصور فتحويه الأمكنة، ولم تره العيون فتصفه الألسنة. إلى أن قال: بعد الصلاة على
الرسول، وعلى أمير المؤمنين وسيد الوصيين، أساس الفضل والرحمة، وعمار العِلْم
والحكمة، وأصل الشجرة الكرام النابتة في الأرومة المقدسة المطهرة، على أغصانه
بواسق من تلك الشجرة.
(28/5)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 6
وقال في الخطبة الثانية: بعد الصلاة على محمد، اللهم صل على وليك الأكبر علي بن
أبي طالب أبي الأئمة الراشدين المَهْديين، اللهم صل على السَّبْطَيْن الطاهرين
الحسن والحسين اللهم صل على الإمام المهدي بك والذي بلغٍ بأمرك وأظهر حُجتَّك،
ونهض بالعدل في بلادك هادياً لعبادك. اللهم صلّ على القائم بأمرك، والمنصور بنصرك،
اللذين بذلا نفوسهما في رضاك، وجاهدا عداك، وصل على المعز لدينك، المجاهد في
سبيلك، والمُظْهِر لآياتك الحقية، والحجة العلية. اللهم وصل على العزيز بك، والذي
تهذبت به البلاد. اللهم اجعل توافي صلواتك على سيدنا ومولانا، إمام الزمان، وحصن
الإيمان، وصاحب الدعوة العلوية والملة النبوية، عبدك ووليك المنصور أبي علي الحاكم
بأمر الله، أمير المؤمنين، كما صليت على آبائه الراشدين. اللهم أعنه ما وليته،
واحفظ له ما استرعيته، وانصر جيوشه وأعلامه. وكان السبب أن رسل الحاكم وكتبه تكررت
على قرواش، واستمالته وأفسد نيته. ثم انحدر إلى الأنبار، فأمر الخطيب بهذه الخطبة،
فهرب الخطيب. فسافر قرواش إلى الكوفة،) فأقام بها الدعوة في ثاني ربيع الأول،
وأقيمت بالمدائن، وأبدى قرواش صفحة الخلاف، وعاث. فآنزعج القادر بالله، وكاتب بهاء
الدولة، وأرسل في الرّسْليّة أبا بكر محمد بن الطيب الباقلاني، وحمله قولاً
طويلاً، فقال: إن عندك أكثر مما عند أمير المؤمنين، وقد كاتبنا أبو علي يعني عميد
الجيوش، وأمرنا بإطلاق مائة ألف دينار يستعين بها على نفقة العسكر،
(28/6)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 7
وإن دَعَت الحاجة إلى مسيرنا سِرنْا. ثم نفذ إلى قرواش في ذلك، فاعتذر ووثق من
نفسه في إزالة ذلك، وأعاد الخطبة للقادر. وكان الحاكم قد وجه إلى قرواش هدايا
بثلاثين ألف دينار، فسار الرسول فتلقّاه قَطْعُ بالرَّقَّة فردَّ. ولاية دمشق: وفي
ربيع الأول منها عُزِل عن إمرة دمشق منير بالقائد مظفر، فولى أشهراً. ثم عُزِل
بالقائد بدر العطار، ثم عُزِل بدر في أواخر العام أيضاً. وولي القائد منتجب الدولة
لؤلؤ، وكلهم من جهة الحاكم العُبَيْديّ. ثم قدم دمشق أبو المطاع بن حمدان متولياً
عليها من مصر يوم النَّحْر. إنقضاض كوكب: وفي صفر انقض وقت العصر كوكب من الجانب
الغربي إلى سَمْتِ دار الخلافة، لم يُرَ أعظم منه.
(28/7)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 8
زيادة دجلة: وفي رمضان بلغت زيادة دِجْلة إحدى وعشرين ذراعاً وثُلثاً، ودخل الماء
إلى أكثر الدُّور الشّاطيّة، وباب التِّبْن، وباب الشعير. وغرفت القُرى. خروج أبي
الفتح العلوي الملقب بالراشد بالله: وفيها خرج أبو الفتح الحسن بن جعفر العلوي،
ودعى إلى نفسه وتلقب بالراشد بالله. وكان حاكماً على مكة، والحجاز، وكثير من
الشام. فإن الحاكم بعث أمير الأمراء ياروخ نائباً إلى الشام، فسار بأمواله
وحُرمَه، فلقِيَهم في غزَّة مفرج بن جراح، فحاز جميع ما معهم وقتل ياروخ. وسار
مفرج إلى الرملة فنهبها، وأقام بها الدعوة للراشد بالله، وضرب السكة له. واستحوذت
العربُ على الشام من الفَرَما إلى طبرية، وحاصروا الحصون. امتناع ركب العراق: ولم
يحج ركْبُ من العراق. وفاة عميد الجيوش: وفيها توفي عميد الجيوش أبو علي الحُسين
بن جعفر عن إحدى وخمسين سنة. وكان أبوه من حُجاب الملك عضد الدولة، فجعل أباً علي
برسم خدمة ابنه صمصام) الدولة، فخدمه، وخدم بعده بهاء الدولة. ثم ولاه بهاء الدولة
تدبير العراق، فقدِم في سنة اثنتين وتسعين والفِتَن
(28/8)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 9
شديدة، واللصوص قد انتشروا ففتك بهم، غرق طائفة، وأبطل ما تعمله الشيعة يوم
عاشوراء. وقيل: إنه أعطى غلاماً له دنانير في صينية، فقال: خذها على يدك. وقال: سر
من النجمى إلى الماصر الأعلى، فإن عرض لك معترض فدعْه بأخذها، واعرف الموضع. فجاء
نصف الليل فقال: قد مشيتُ البلدَ كله، فلم يلْقني أحد. ودخل مرة الرُّخَّجي وأحضر
مالاً كثيراً، وقال: مات نصراني مصري ولا وارث له. فقال: نترك هذا المال، فإن حضر
وارث وإلا أخذ فقال: الرُّخَّجي: فيحمل إلى خزانة مولانا إلى أن يتيقن المال فقال:
لا يجوز ذلك. ثم جاء أخو الميت فأخذ التركة. وكان مع هيبته الشديدة عادلاً. ولي
العراق ثمان سنين وسبعة أشهر، وتولى الشريف الرضي أمره، ودفنه بمقابر قُرَيْش.
وولى بعده العراق فخر الملك. وفيه يقول الببغاء الشاعر:
(سألتُ زماني: بمن استغيث .......... فقال: استغِثْ بعميد الجيوشِ)
(فناديتُ: ما لي من حِرْفةٍ .......... فجاوب حُوشِيت من هذا وحوشي)
(رجاؤك إيُّاه. يُدْنيك منه .......... ولو كنتَ بالصين أو بالعريشِ)
(نَبَتْ بي داري وفر القريب .......... وأودت ثيابي وبيعت فروشي)
(28/9)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 0
(وكنتُ أُلَقَّبُ بالببغا قديماً .......... فقد مزق الدهرُ ريشي)
(وكان غداءي نقي الأرز .......... فها أنا مقتنعٌ بالحشيش)
4 (القحط بخراسان:)
وفيها كان القحط الشديد بخراسان، لا سيما بَنْيسابور، فهلك بنَيْسابور وضواحيها
مائة ألف أو يزيدون. وعجزوا عن غسل الأموات وتكفينهم. وأُكِلَتْ الجيفة والأرواث
ولحوم الآدميين أكْلاً ذريعاً، وقبض على أقوام بلا عدد كانوا يغتالون بني آدم
ويأكلونهم. وفي ذلك يقول أبو نصر الذُّهْليّ:
(قد أصبح الناسُ في بلاء .......... وفي غلاءتداولوه)
(من يلزم البيت مات جوعاً .......... أو يشهد الناس يأكلوه)
) وقد أنفق محمود بن سُبُكْتكين في هذا القحط أموالاً لا تحصى حتى أحيى الناس،
وجاء الغيث. الفتنة بالأندلس: وفيها وقبلها جرت بالأندلس فتنة عظيمة، وبُذِلَ
السيف بقُرْطُبة، وقُتل خلقٌ كثير وتَمَّ ما لا يعبرَّ عنه، سُقناه في تراجم
الأمراء.
(28/10)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 1
4 (احداث سنة اثنتين وأربعمائة:)
عمل عاشوراء بالعراق: أذِنَ فخرُ المُلْك أبو غالب بن حامد الوزير الذي قُلِّد
العراق عام أول في عمل عاشوراء والنَّوْح. محضر الطعن في صحة نسب الخلفاء بمصر:
وفي ربيع الآخر كُتِبَ من الديوان محضر في معنى الخلفاء الذين بمصر والقدح في
أنسابهم وعقائدهم. وقُرِئت النسخةُ ببغداد. وأُخِذَت فيها خطوط القُضاة والأئمة
والأشراف بما عندهم من العِلْم والمعرفة بنسَب الدَيْصَانية، وهم منسوبون إلى
دَيْصَان بن سعيد الخُرّميّ، إخوان الكافرين، ونُطَف الشياطين، شهادةً يُتقرَّبُ
بها إلى الله. ومعتقد ما أوجب الله تعالى على العلماء أن يبينوه للناس. شهدوا
جميعاً أن الناجم بمصر وهو منصور بن نزار الملقب بالحاكم حكم الله عليه بالبوار،
والخزْي والنكال، ابن مَعَد بن إسماعيل بن عبد الرحمن بن سعيد، لا أسعده الله.
فإنه لما صار سعيد إلى الغرب تسمى بُعبَيْد الله وتلقب بالمهدي. وهو ومن تقدم من
سلفه الأرجاس الأنجاس، عليه وعليهم اللعنة، أدعياء خوارج لا نسب لهم في ولد علي بن
أبي طالب رضي الله عنه. وأن ذلك باطل وزور. وأنتم لا تعلمون أن أحداً من الطالبيين
توقف عن إطلاق القول في هؤلاء الخوارج أنهم أدعياء. وقد كان هذا الإنكار شائعاً
بالحَرَمَيْن، وفي أول أمرهم بالمغرب، منتشراً
(28/11)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 2
انتشاراً يمنع من أن يُدلَّس على أحدٍ كَذِبُهُم، أو يذهب وهْمٌ إلى تصديقهم. وأن
هذا الناجم بمصر هو وسيلة كفار وفُساق فُجار زنادقة. ولمذهب الثنوية والمَجُوسية
معتقدون، قد عطلوا الحدود، وأباحوا الفروج، وسفكوا الدماء، وسبوا الأنبياء ولعنوا
السلف، وادعوا الربوبية. وكتب في ربيع الآخر سنة اثنتين وأربعمائة. وكتب خلق كثير
في المحضر منهم الشريف الرضي، والشريف المرتضي أخوه، وابن الأزرق الموسوي، ومحمد
بن محمد بن عمر بن أبي يَعْلَي العلويون، والقاضي أبو محمد عبد الله بن الأكفانيّ،
والقاضي أبو محمد أبو القاسم الجزري، والإمام أبو حامد الإسفرائينيّ، والفقيه أبو
محمد الكُشفليّ، والفقيه أبو الحسين) القدوريّ الحنفيّ، والفقيه أبو علي بن
حَمَكَان، وأبو القاسم بن المحسنّ التنوخيّ، والقاضي أبو عبد الله الصَيْمُريّ.
إنفاق فخر الملك الأموال في العرق: وفيها فرق فخر المُلْك أموالاً عظيمة في وجوه
البر، وبالغ في ذلك حتى كثر الدعاء له ببغداد، وأقام داراً هائلة أنفق عليها
أموالاً طائلة. نُصْرة يمين الدالة على الكافر: وفيها ورد كتاب يمين الدولة أبي
القاسم محمد بن سُبكْتكين إلى القادر بالله بأنه غزا قوماً من الكُفار، وقطع إليهم
مفازة، وأصابه عطش كادوا يهلكون، ثمّ تفضّل الله عليهم بمطرٍ عظيم رواهم، ووصلوا
إلى الكفّار. وهم خلق معهم ستّمائة فيل، فنصر عليهم وغنم وعاد.
(28/12)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 3
هياج الريح على الحجاج: وفي آخر السنة ورد كتاب أمير الحاج محمد بن محمد بن عمر
العلوي بأن ريحاً سوداء هاجت عليهم بُزبالة، وفقدوا الماء، فهلك خلْق. وبلغت مزادة
الماء مائة درهم. وتخفر جماعة بني خَفَاجة وردّوا إلى الكوفة. الاحتفال بعيد
الغدير: وعُمل الغدير. ويوم الغدير معروف عند الشيعة، ويوم الغار لجهلةِ السُّنّة
في شهر ذي الحجة بعد الغدير بثمانية أيام اتخذته العامة عناداً للرافضة. فَعُمِل
الغدير في هذه السنة والغار في ذي الحجة، لكن بِطُمَأنينة وسُكُون. وأظهرت
القَيْنات من التعليق شيئاً كثيراً، واستعان السُّنّة بالأتراك، فأعاروهم القماش
المفتخر والحلي والسلاح المذهب. هرب ناظر الزمام بمصر: وفي هذه الحدود هرب من
الديار المصرية ناظر ديوان الزمام بها، وهو الوزير أبو القاسم الحسن بن علي
المغربي حين قَتَلَ الحاكم أباه وعمته، وبقي إِلْباً على الحاكم يسعى في زوال
دولته بما استطاع. فحصل عند المفرج بن جراح الطائي أمير عرب الشام، وحسن له الخروج
على الحاكم، وقتل صاحب جيشه، فقتله كما ذكرناه سنة إحدى وأربعمائة. إمامة صاحب مكة
الرشد بالله: ثم قال أبو القاسم لحسان ولد المفرج بن الجراح، إن الحسن بن جعفر
العلوي صاحب مكة لا مَطْعَن في نسبه، والصواب أن تنصبه إماماً. فأجابه،
(28/13)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 4
ومضى أبو القاسم إلى مكة، واجتمع بأميرها وأطعمه في الإمامة، وسهل عليه الأمور
وبايعه، وجوز أخذ مال الكعبة وضربِهِ دراهم، وأخذ أموالاً من رجل يُعرف بالمطّوعي،
عنده ودائع كثيرة للناس. واتفق موت المطوعي، فاستولى على الأموال، وتلقب بالراشد
بالله. واستخلف نائباً) على مكة، وسار إلى الشام، فتلقاه المفرج وابنهُ وأمراء
العرب، وسلموا عليه بإمرة المؤمنين. وكان متقلداً سيفاً زعم أنه ذو الفِقار، وكان
في يده قضيب زعم أنه قضيب النبيّ صلى الله عليه وسلم، وحوله جماعة من العلويين،
وفي خدمته ألف عبد. فنزل الرملة، وأقام العدل، واستفحل أمره، فراسل الحاكمُ ابن
جراح، وبعث إليه أموالاً استماله بها. وأحس الراشد بالله بذلك، فقال لابن المغربي:
غَرَرْتني وأَوْقعتني في أيدي العرب، وأنا راضٍ من الغنيمة بالإياب والأمان. وركب
إلى المفرج بن جراح وقال: قد فارقتُ نعمتي، وكشفتُ القناع في عداوة الحاكم سُكوناً
إلى ذمامك، وثقةً بقولك، واعتماداً على عهودك، وأرى ولدكَ حساناً قد أصلح أمره مع
الحاكم، وأريدُ العَوْد إلى مأمني. فسيره المفرج إلى وادي القُرى، وسيرَّ أبا
القاسم المغربي إلى العراق. فقصدَ أبو القاسم فخر الملك أبا عليّ، فتوهّموا فيه
أنه يفسد الدولة العباسية، فتحسب إلى الموصل ونفق على قرواش، ثم عاد إلى بغداد.
أمراء دمشق: وفي جمادى الأولى عُزل أبو المطاع بن حمدان عن إمرة دمشق، وأعيد إليها
بدر العطار. ثم صُرِف بعد أيام بالقائد بن بزال، فولِيَها نحواً من أربعة أعوام.
(28/14)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 5
4 (احداث سنة ثلاثٍ وأربعمائة:)
تقليد الشريف الرضي نقابة الطالبيين: فيها قُلد الشريف الرضي أبو الحسن الموسَوِيّ
نقابة الطالبين في سائر الممالك، وخُلِعَتْ عليه خلعة سوداء. وهو أول طالبي خُلِعَ
عليه السواد. عمارة رستاق العراق: وفيها عَمر رُستاقَ العراق فخر الملك الوزير،
فجاء الارتفاع لحق السلطان بضعة عشر ألف كُرٍ. إعتداء فُلَيتة الخفاجي على ركْب
الحاجّ: وفيها، في أولها، بل في صَفرَ، وقْعة القرعا. جاء الخبر أن فُلَيْتَة
الخفاجيّ سبق الحاج إلى واقصة في ستمائة من بني خَفَاجة، فغور الماء، وطرحَ في
الآبار الحنظل، وقعد ينتظر الرَّكْب. فلما وردوا العقبة حبسهم ومنعهم العبور،
وطالبهم بخمسين ألف دينار. فخافوا وضعُفُوا، وأجهدهم العطش، فهجم عليهم، فلم يكن
عندهم مَنَعَة، فاحتوى على الجِمال والأحمال، وهلك الخلق. فقيل: إنه هلك خمسة عشر
ألف إنسان، ولم يفلت إلا العدد اليسير. وأفلت أميرهم محمد بن محمد بن عمر العلوي
في نفرٍ من الكِبار في أسوأ حال بآخر رَمقَ. فورد على فخر المُلْك الوزير من هذا
أعظم ما يكون، وكتبَ إلى) عامل الكوفة بأن يُحسن إلى من توصل ويُعينهم. وكاتب علي
بن مَزْيد وأمره أن يطلب العرب، وأن يُوقِع بهم. فسار ابن مَزْيد، فلحقهم بالبرية
وقد قاربوا
(28/15)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 6
البصرة، فأوقع بهم وقتل كثيراً منهم، وأسر القوي والد فُلَيتَةَ، والأشتر، وأربعة
عشر رجلاً من الوجوه. ووجدَ الأموال والأحمال قد تمزقت وتفرقت، فانتزع ما أمكنه
وعاد إلى الكوفة، وبعث الأسرى إلى بغداد، فشهروا وسجِنوا، وجُوع بعضهم، ثم أطعمهم
المالح، وتُرِكوا على دجلة يرون الماء حتى ماتوا عطشاً. انقضاض كوكب ببغداد: وفي
رمضان انقضّ كوكبّ من المشرق ببغداد، فغلب ضوؤه على ضوء القمر وتقطع قِطعاً. جنازة
بنت أبي نوح الطبيب والفتنة بسببها: وفي شوال أخرجت جنازة بنت أبي نوح الطبيب
امرأة ابن إسرائيل كاتب الناصح أبي الهيجاء. ومع الجنازة النوائح والطُّبولُ
والزُّمور والرُّهْان والصّلْبان والشُّموع. فأنكر هاشمي ذلك ورجم الجنازة، فوثب
بعض غلمان الناصح فضربَ الهاشمي بدبوس فشجه، وهربوا بالجنازة إلى بَيْعةٍ هناك،
فتبِعَتْهم العامة، ونهبوا البيعة وما جاورها مِن دُور النصارى. وعاد ابن إسرائيل
إلى داره، فهجموا عليه، فهربَ واستجار بمخدومه، وثارت الفتنة بين العامة وبين
غلمان الناصح، وزادت ورُفِعَتْ المصاحف في الأسواق، وغُلقت الجوامع، وقصد الناسُ
دار الخليفة، فركب ذو السَّعادتين إلى دار الناصح، وترددت رسالة الخليفة بإنكار
ذلك، وطُلِبَ ابن إسرائيل، فامتنع الناصح من تسليمه. فغضب الخليفة وأمر بإصلاح
الطيار للخروج من البلد. وجمع الهاشميين في داره، واجتمعت العامة يوم الجمعة،
وقصدوا دار الناصح، ودفعهم غلمانه عنها، فقُتل رجل قيل إنه علوي، فزادت الشناعة،
وامتنع الناس من صلاة الجمعة. وظفرت العامة بقومٍ من النصارى فقتلوهم. ثم بعث
الناصحُ
(28/16)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 7
ابن إسرائيل إلى دار الخليفة، فسكنت العامة. وأُلزِمت النصارى بالغيار، ثم أُطلِقَ
ابن إسرائيل. إلزام النصارى واليهود بحمل شارات في رقابهم: وفيها ألزم الحاكم صاحب
مصر النصارى بحمل صلبان خَشب، ذراع في ذراع أعناقهم، وزن الصليب خمسة أرطال، وفي
رقاب اليهود أكر خشب بهذا الوزن، فاسلهم بسبب هذا الذُّلّ طائفة. النهي عن تقبيل
الأرض: ونهى الأمراء عن تقبيل الأرض وبوس اليد، ورسم أن يقتصروا) على السلام عليكم
ورحمة الله ولبس الصوف على جسده وراسه، واقتصر على ركوب الحمار بغير حجاب ولا
طرادين. كتاب الحاكم بأمر الله إلى أبن سبكتكين: وفيها بعث محمود بن سُبُكْتكين
كتاباً إلى القادر بالله. وقد ورد إليه من الحاكم صاحب مصر، يدعوه فيه إلى الطاعة
والدخول في بيعته، وقد خرقه وبصق عليه. ولاية ابن مَزْيد على أمد وديار بكر: وفيها
قديء عهد أبي نصر بن مزيد الكُردي على آمد وديار بكر، وطُوق وسُور، ولُقب نصير
الدولة.
(28/17)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 8
أبطال الحاج: ولم يحج أحد من العراق. وردّ حاجُّ خُراسان. وفاة أيلك خان صاحب ما
وراء النهر: وفيها مات أيلك الخان صاحب ما وراء النهر الذي أخذها من آل سامان بعد
التسعين وثلاثمائة. وكان ملكاً شجاعاً حازماً ظالماً، شديد الوطأة. وكان قد وقع
بينه وبين أخيه الخان الكبير طُغان ملك التُرْك، فورث مملكته أخوه طغان، فمالأ السلطان
محمود سُبكْتكين ووالاه وهادنه، وتودد له، فجاست من جهة الصين جيوش تقصد جيوش طغان
وبلاد الإسلام من ديار الترك وما وراء النهر يزيدون على مائة ألف خِركاه، لم يعهد
الإسلام مثلها في صعيدٍ واحد، فجمع طغان جمعاً لم يسمع بمثله ونصره الله تعالى.
وفاة السلطان بهاء الدولة: ومات السلطان بهاء الدولة أحمد بن عضد الدولة، وكان
مصافياً لسلطان محمود بن سُبُكْتكين مدارياً له، مُوثِراً لِمصافاته لحكم الجوار.
والله أعلم.
(28/18)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 9
4 (احداث سنة أربع وأربعمائة:)
تلقيب فخر المُلك بسلطان الدولة: في ربيع الأول انحدر فخر المُلك إلى دار الخلافة،
فلما صعِد مِن الزَّبْزَب تلقاه أبو الحسن علي بن عبد العزيز بن حاجب النعمان،
وقبل الأرض بين يديه، وفعل الحُجاب كذلك، ودخل الدار والحُجّاب بين يديهُ، وأجلس
في الرواق، وجلس الخليفة في القُبَّة. ودعي فخر الملك. ثم كثر الناس وازدحموا،
وكثر البَوسَ واللَّغَط، وعجز الحُجّابُ عن الأبواب، فقال الخليفة: يا فخر الملك،
إمنع من هذا الاختلاط. فرد بالدّبوس الناس، ووكل النُقباء بباب القبُة. وقرأ ابن
حاجب النُعمان عهد السلطان الدولة بالتقليد والألقاب. وكتب القادر بالله علامته
عليه،) وأحضرت الخِلَع والتاج والطَّوْق والسواران والّواءآت، وتولى عقدهما
الخليفةُ بيده، ثم أعطاه سيفاً وقال للخادم: إذهب قلده به، فهو فخر له ولعَقبه،
يفتح به شرق الدنيا وغَربها. وبعث ذلك إلى شِيراز مع جماعة. إبطال الحاكم
للمنجمين: وفيها أبطل الحاكم المنجمين من بلاده، وشددَّ في ذلك، واعتقَ أكثر
مماليكه وأحسن إليهم.
(28/19)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 20
ولاية عهد الحاكم: وجعل ولي عهده ابن عمه عبد الرحيم بن الياس، وخطب له بذلك. حبس
الحاكم للنساء: وأمر بحبس النساء في بيوت. فاستمر، وكذلك في سنة ستّ ملحمة الترك
والصين: وفي حدود هذه السنة كانت الملحمة الهائلة بين ملك الترك طُغان، رحمه الله،
وبين جيش الصين، فَقُتِل فيها من الكُفار نحو من مائة ألف، ودامت الحرب أياماً، ثم
نزل النصر، ولله الحمد.
(28/20)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 21
4 (احداث سنة خمسٍ وأربعمائة:)
منع النساء من الخروج في مصر: فيها ورد الخبر أن الحاكم صاحب مصر حظَر على النساء
الخروج من بيوتهن والإطلاع من الأسطحة ودخول الحَمّامات. ومنعَ الأساكفة من عمل
الخِفاف، وقتل عدة نِسوة خالفنَ أمره. ومن كان قد لهج بالكوب في الليل يطوف في
الأسواق. ورتب في كل درب أصحاب أخبار يطالعونه بما يتم. ورتبوا عجائز يدخلن
الدُّور ويكشفن ما يتم للنساء، وأن فلانة تحب فلاناً ونحو هذا. فُيْنفٍ ذ من يُمسك
تلك المرأة، فإذا اجتمع عنده جماعة منهن أمر بتغريقهم. فافتضح الناس وضجوا في ذلك.
ثم أمر بالنداء: أيما امرأةٍ خرجت من بيتها أباحت دمها. فرأى بعد النداء عجائز،
فغرقهن. قال: فإذا ماتت امرأةٍ جاء ولُّها إلى قاضي القضاة يلتمس غاسلة، فيكتب إلى
صاحب المعونة، فيرسل غاسلةً مع اثنين من عنده ثم تعاد إلى منزلها. وكان قد هم بتغيير
هذه السُنة. حيلة امرأة: فاتفق أن مَر قاضي مالك بن سعيد الفارقي، فنادته امرأة من
رَوُزَنةٍ: أقسمتُ عليك بالحاكم وآبائه أن تقف لي.
(28/21)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 22
فوقفَ، فبكت بكاءً شديداً وقالت: لي أخ يموت فبالله إلا ما حملتني إليه لأشاهده،
قبل الموت. فرق لها وأرسلها مع رجلين، فأتت باباً فدخلته. وكانت الدار لرجلٍ
يهواها وتهواه. وأتى زوجها فسأل الجيران، فأخبروه بالحال، فذهب إلى القاضي وصاح،)
وقال: أنا زوج المرأة وما لها أخ، وما أفارقك حتى تردها إلي. فعظم ذلك على قاضي
القُضاة، وخاف سطوة الحاكم، فطلع بالرجل إلى الحاكم مرعوباً وقال: العفو يا أمير
المؤمنين. ثم شرح له القصة. فأمره أن يركب مع ذَيْنك الرجلين. فوجدوا المرأة
والرجل في إزارٍ واحدٍ نائمين على سُكرٍ، فَحُملا إلى الحاكم. فسألها فأحالت على
الرجل وما حسنه لها. وسأل الرجل فقال: هي هجمت علي وزعمت أنها خلْو من بعلٍ، وإني
إن لم أتزوجها سَعَتْ بي إليك لتقتلني. فأمر الحاكم بالمرأة، فلُفت في بارية
وأحرقت، وضُرب الرجل ألف سوط. ثم عاد وشدد على النساء إلى أن قُتَلِ. تقليد القاضي
ابن أبي الشوارب: وفيها قلد قاضي القضاة بالحضرة أبو الحسن أحمد بن محمد بن أبي
الشوارب بعد وفاة ابن الأكفاني. تقليد ابن مَزْيد أعمال بني دُبيس: وفيها قلد علي
بن مَزْيد أعمال بني دُبَيْس بالجزيرة الأسدية.
(28/22)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 23
4 (احداث سنة ستٍّ وأربعمائة:)
الفتنة بين السنة والرافضة: فيها جرت فتنة بين السُنة والرافضة ببغداد في أول
السنة، ومنعهم فخر المُلك مِن عمل عاشوراء. الوباء في البصرة: وفيها وقع وباء عظيم
بالبصرة. تقليد الشريف المرتضى الحج والنقابة: وقُلد الشريف المرتضى أبو القاسم
الحج والمظالم ونقابة الطالبيين، وجميع ما كان إلى أخيه. وحضر فخر المُلك والأشراف
والقُضاة قراءة عهده، وهو: هذا ما عهد عبدُ الله أبو العباس أحمد القادر بالله
أمير المؤمنين إلى علي بن موسى العلوي حين قربته إليه الأنساب الزّكية، وقدمت لديه
الأسباب القوية، وذكر العهد. هلاك آلاف الحجاج: وفي آخر صفر وردَ الخبر إلى بغداد
تأخره بالهلاك الكثير من الحاج، وكانوا عشرين ألفاً، فَسلمِ منهم ستة آلاف وأن
الأمراء اشتد بهم العطش حتى
(28/23)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 24
شربوا أبوال الجمال. ولم يحج أحد تلك السنة. غزوة ابن سُبكتكين للهند وغرق أصحابه:
وفيها ورد الخبر أن محمود بن سُبُكْتكين غزا الهند، فَغَرَّهُ أّدلأؤه وأضلوه
الطريق، فحصل في مائية فاضت من البحر، فغرق كثير ممن كان معه، وخاض الماء بنفسه
أياماً ثم تخلص وعاد إلى خراسان. ولاية سهم الدولة على دمشق: وفيها ولي إمرة دمشق
سَهْم الدولة ساتكين الحاكمي، فولِيها) سنتين وثلاثة أشهر.
(28/24)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 25
4 (احداث سنة سْبعٍ وأربعمائة:)
احتراق مشهد الحسين: فيها احترق مشهد الحسين رضي الله عنه بكربلاء من شمعتين سقطتا
في جوف الليل على التأزير. احتراق دار القطن: وفيها احترقت دار القطن ونهر طابق.
وقوع قبة الصخرة: وفيها وقعت القُبة الكبيرة التي على الصخرة ببيت المقدس. الفتنة
بين الشيعة والسُّنة: وفيها هاجت الفتنة بين الشيعة والسُّنة بواسطة، ونُهبتْ دور
الشيعة الزيدية وأُحرِقَتْ، وهرب وجوه الشيعة والعلوين، فقصدوا علي بن مَزْيَد
واستنصروا به.
(28/25)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 26
الخِلَع بالوزارة للرامُهرْمُزي: وفيها خُلَعِ على أبي الحسن بن الفضل
الرّامَهُرْمُزِي خِلَعُ الوزارة من قِبل سلطان الدولة. وهو الذي بنى سور الحائرِ
بمشهد الحسين. الواقعة بين أبي شجاع وأخيه أبي الفوارس: وفيها كانت وقعة بين سلطان
الدولة أبي شجاع وبين أخيه أبي الفوارس بعد أن دخل شيراز وملكها. فتح خوارزم:
وفيها افتتح محمود بن سُبُكْتكين خوارزم، ونقل أهلها إلى الهند. إمتناع الركب من
العراق: ولم يخرج رَكْبّ من العراق.
(28/26)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 27
4 (احداث سنة ثمان وأربعمائة:)
تفاقم الفتنة بين الشيعة والسنة: وقعت الفتنةُ بين السنة والشيعة وتفاقمت، وعمل
أهل نهر القلايين باباً على موضعهم، وعمل أهلُ الكَرْخ باباً على الدقاقين. وقُتل
طائفة على هذين البابين. فركب المقدام أبو مقاتل، وكان على الشرطة، ليدخل الكَرْخ
فمنعه أهلها وقاتلوه. فأحرق الدكاكين وأطراف نهر الدجاج، وما تهيأ له دخول.
استتابة فقهاء المعتزلة: قال هبة الله اللالكائي في كتاب السُّنة أو في غيره:
وفيها استتاب القادر بالله فُقهاء المعتزلة، فأظهروا الرجوع وتبرأوا مِن الاعتزال
والرفض والمقالات المخالفة للإسلام. وأخذ خطوطهم بذلك، وأنهم متى خالفوه عاقبهم.
ضعف الدولة البويهية: وضعفت دولة بني بُوَيه الدّيلم، وقدم بغداد سلطانُ الدولة،
فكانت النوبة تُضْرَب له في أوقات الصلوات الخمس. وما تم ذلك لجده عَضُد الدولة.)
(28/27)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 28
التنكيل بالمعتزلة والرافضة وغيرهم في خراسان: وامتثل يمين الدولة محمود بن
سُبُكُتكين أمر القادر بالله، وبث سُنَّته في أعماله بُخراسان وغيرها في قتلِ
المعتزلة والرافضة والإسماعيلية والقرامطة والجهمية والمشبهة وصلبهم وحبسهم
وننفاهم وأمر بلعنهم على المنابر وشردهم عن ديارهم، وصار ذلك سُنةً في الإسلام.
زواج سلطان الدولة: وفيها تزوج سلطان الدولة ببنت قرواش بن المقلد على خمسين ألف
دينار. إمارة الأدريسي للأندلس: وفيها بويع بإمارة الأندلس القاسم بن حمود
الإدريسي، فبقى ست سنين، وخُلع. قتل الدرزي: وفيها قتل الدرزي الملحد لكونه ادعى
ربوبية الحاكم. فقُتِل وقُطّع. إمرة سديد الدولة بدمشق: وفيها ولي إمرة دمشق سديد
الدولة أبو منصور، ثم عُزِل بعد أشهر. غزو السلطان محمود للهند: وغزا السلطان
محمود الهند، فافتتح بلاداً كثيرة من الهند، ودانت له الملوك.
(28/28)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 29
4 (احداث سنة تسعٍ وأربعمائة:)
تكفير القائل بخلق القرآن: في المحرم قُريء بدار الخلافة كتاب بمذاهب السُنة،
وفيه: من قال: القرآن مخلوق فهو كافر حلال الدم، إلى غير ذلك من أصول السنة. زيادة
ماء البحر: وفيها زاد ماء البحر إلى أن وصل إلى الأُبُلّة، ودخل البصرة. عود سلطان
الدولة إلى بغداد: وفيها ردّ سلطان الدولة إلى بغداد. فتح مهر وختُوج بالهند:
وفيها غزا السلطان محمود الهند، وافتتح مدينتي مهرة وختوج. وكان فتحاً عزيزاً.
وبين ذلك وبين غَزْنَة مسيرة ثلاثة أشهر. قال أبو النصر في تاريخه: عدل السلطان
بعد أخذ خوارزم إلى بُسْت ثم إلى غّزْنة، فاتفق أن حشد إليه من أدنى ما وراء النهر
زُهاء عشرين ألفاً من المطوعة. فحرك من السلطان محمود نفيرهم، ورد من نفوس المسلمين
(28/29)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 30
تكبيرهم. واقتضى رأيه أن يزحف بهم إلى فتوح، وهي التي أعيت الملوك، غير كشاسب على
ما زعمته المجوس، وهو ملك الملوك في زمانه، فزحف السلطان بهم وبجنوده، وعبرَ مياه
سيْحون وتلك الأدوية التي تجل أعماقها من الوصف، ولم يطأ مملكةَ من تلك الممالك
إلا أتاه الرسول واضعاً خد الطاعة، عارضاً في الخدمة الاستطاعة. إلى أن جاءه جنكي
بن شاهي) وسهمي صاحب درب قشمير، عالماً بأنه بْعثُ الله الذي لا يرضيه إلا الإسلام
أو الحسام. فضمن إرشاد الطريق، وسار أمامه هادياً. فما زال يفتح الصياصي والقلاع
حتى مر بقلعة هارون، فلما رأى ملكُها الأرض تموج بأنصار الله ومن حولها الملائكة
زُلْزِلت قدَمُه، وأشفق أن يُراقَ دمه، ورأى أن يتقي بالإسلام بأس الله، وقد
شُهِرت حدوده ونُشِرت بعذبات العذاب بنوره، فنزل في عشرة آلاف ينادون بدعوة الإسلام.
ثم سار بجيوشه إلى القلعة كلنجد، وهو من رؤوس الشياطين، فكانت له معه ملحمة عظيمة،
هلك فيها من الكُفار خمسون ألفاً، من بين قتيل وحريق وغريق. فعمد كلنجد إلى زوجته
فقتلها، ثم ألحق بها نفسه. وغنم السلطان مائة وخمسة وثمانين فيلاً، ثم عطف إلى
البلد الذي يسمى المعبد، وهو مهرة الهند بطالع أبنيتها التي تزعم أهلها أنها من
بناء الجن، فرأى ما يخالف العادات، وتفتقد روايتها إلى الشهادات. وهي مشتملة على
بيوت أصنام بنقوشٍ مبدعة، وتزاويق تخطف البصر. قال: وكان فيما كتب به السلطان أنه
لو أراد مُريد أن يبني ما يعادل تلك الأبنية ليعجز عنها بإنفاق مائة ألف ألف درهم،
في مدة مائتين سنة، على أيدي عَمَلَة كَمَلَة، ومَهَرة سَحرةَ. وفي جملة الأصنام
خمسة من الذهب معمولة طول خمسة أذرُع، عينا كل واحدٍ منها ياقوتتان، قيمتهما خمسون
ألف دينار بل أَزْيَد. وعلى آخر ياقوتة زرقاء، وزنها أربعمائة وخمسون مثقالاً.
فكان جملة الذهبيات الموجودة على أحد الأصنام المذكورة ثمانية وتسعين ألف مثقال.
ثم أمر السلطان بسائر الأصنام فَضُربَت بالنفط، وحاز من السبايا والنهاب ما يعجز
عنه أناملُ الحُساب. ثم سار
(28/30)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 31
قُدُما يروم فتوح وخلف معظم العسكر، فوصل إليها في شعبان سنة تسعٍ، وقد فارقها
الملك إقبال منهزماً، فتتبع السلطان قلاعها، وكانت سبعة على البحر، وفيها قريب من
عشرة الآف بيت من الأصنام، تزعم المشركون أنها متوارثة منذ مائتي ألف سنة إلى
ثلاثمائة ألف سنة كذباً وزوراً، ففتحها كلها في يومٍ واحد، ثم أباحها لجيشه
فانتهبوها. ثم ركض منها إلى قلعة البراهمة، وتعرف بمنح، فافتتحها وقتل بها خلقاً
كثيراً، ثم أفتتح قلعة جنداري وهي ممن يُضرب المثل بحصانتها. وذكر أبو النصر ذلك
مطولاً مفصلاً بعبارته الرائقة، فأسهب وأطنب. فلقد أقر عين السامع، وسر المسلم
بهذا الفتح العظيم الجامع، ولله الحمد على إعلاء كلمة الإسلام، وله الشكر على)
إقامة هذا السلطان الهُمام. وبعد الأربعمائة كان قد غلب على بلاد ما وراء النهر
أيلك خان أخو صاحب التُرك طُغَان الكبير، وهما مهادنان للسلطان يمين الدولة محمود
بن سُبُكْتكين، فقويت نفوسهما عليه مكُراً وراوغا، وبقي كل واحدٍ منهما يُحيل على
الآخر. فبعثوا رُسُلهم، فأكرم الرُّسُلَ، وأظهر الزينة، وعرض جيشه. قال أبو النصر
محمود بن عبد الجبار: فأمر بتعبئة جيوشه وتغشية فيوله، ورتب العسكر سِماطين في
هيئة، لو رآها قارون قال: يا ليت لي مثل ما أوتي محمود. فصف نحو ألفي غلام تُرك في
ألوان الثياب، ونحو خمسمائة غلام بقُربه بمناطق الذهب المرصعة بالجواهر، وبين
أيديهم أربعون فيلاً من عظام الأفيلة بغواشي الديباج. ووراء السماطين سبعمائة فيل
في تجافيف مشهرة الألوان، وعامة الجيش في سرابيل قد كدت القيون وردت العيون،
وأمامهم الرجال بالعُدد، وقام في القلب كالبدر في ظُلمة الديجور. وأذِن للرُسُل
حينئذٍ، ثم عُدل بهم إلى الموائد في دارٍ مفروشة بما لم يُحك عن غير الجنة. ففي كل
مجلس دُسُوت من الذهب من جِفانٍ وأطباق، فيها الأواني الفائقة والآلات الرائقة،
وهيأ لخاص مجلسه طارم قد جُمِعَتْ ألواحه وعضادته بضباب الذهب وصفائحه وفُرِش
بأنواع الديباج المذهب، وفيه كُوات مضلعة، تشتمل على أنواع الجواهر التي أَعْيَتُ
أمثالها أكاسرة العجم، وقياصرة الروم، وملوك الهند،
(28/31)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 32
وأفيال العرب. وحوالي المجلس أطباق تخان من الذهب، مملوءة من المِسْك والعنبر
والعود، وأواني لم يُسمع بمثلها. ثم جهز الرُّسُل. ووقع بين الأخوين، وتنافراً مدة
لسعادة الإسلام وسلطانه يمين الدولة. وكان على مملكة خوارزم الملك مأمون بن مأمون،
قد وليها بعد أخيه علي، فزوجه السلطان محمود بأختيه، ثم طلب منه أن يذكر اسمه في
الخطبة معه، فأجاب. وامتنع من الإجابة نائبة وكُبراء دولته ولاموه. ثم إنهم قتلوه
غيلة، فغضب السلطان وسار بجيوشه لحربهم، فالتقاهم بظاهر خوارزم وظفر بهم، فسمر
جماعةً من الأمراء، واستناب على خوارزم حاجبه الكبير الْتُونْتاش. وصفت له مملكة
خُراسان، وسجِسْتان، وغَزنة، وخوارزم، والغور. وافتتح نصف إقليم الهند. في عدة
غزوات وكانت سلطنته بضْعاً وثلاثين سنة كما سيأتي في ترجمته.
(28/32)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 33
4 (احداث سنة عشرٍ وأربعمائة:)
) كتاب يمين الدولة محمود بفتوحاته في الهند: وردَ من يمين الدولة محمود كتابٌ بما
افتتحه مِنُ الهند، وبما وصل إليه مِن أموالهم وغنائمهم، فيه: إن كتاب العبد صدر
من غزنة لنصف المحرم سنة عشر، والدينُ مخصوص بمزيد الإظهار، والشَّرْك مقهور بجميع
الأطراف والأقطار. وانتدب العبدُ لتنفيذ الأوامر وتابع الوقائع على كُفار السند
والهند. فرتب بنواحي غزنة العبد محمداً مع خمسة عشر ألف فارس وعشرة الآف راجل.
وأنهض العبد مسعوداً مع عشرة الآف فارس وعشرة الآف راجل، وشحن بلح وطخارستان
بأرسلان الحاجب، مع اثني عشر ألف فارس، وعشرة الآف راجل. وضبط ولاية خوارزم
بالتونْتاش الحاجب مع عشرين ألف فارس وعشرين ألف راجل. وانتخب ثلاثين ألف فارس
وعشرة الآف راجل لصُحة راية الإسلام. وانضم إليه جماهير المطوعة. وخرج العبد من
غزنة في جُمادى الأولى سنة تسعٍ بقلبٍ منشرح لطلب السعادة، ونفس مشتاقة إلى درك
الشهادة، ففتح قلاعاً وحصوناً، وأسلم زهاء عشرين ألفاً من عُباد الوثن، وسلموا قدر
ألف ألف من الوَرِق، ووقع الإحتواء على ثلاثين فيلاً. وبلغ عدد الهالكين منهم
خمسين ألفاً. ووافى العبد مدينة لهم عاين زهاء ألف قصر مَشِيد، وألف بيت للأصنام،
ومبلغ ما في الصنم ثمانية وتسعون ألف مثقال. وقلع من الأصنام الفضة زيادة على ألف
صنم. ولهم صنم معظم يؤرخون مدته بجهالتهم بثلاثمائة ألف عام. وقد بنوا
(28/33)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 34
حول تلك الأصنام المنصوبة زهاء عشرة الآف بيت. فعني العبد بتخريب تلك المدينة
اعتناءَ تاماَ، ونهبها المجاهدون بالإحراق. فلم يبقى منها إلا الرسوم. وحين وجد
الفراغ لاستيفاء الغنائم، حصل منها عشرين ألف ألف درهم، وأفرد خُمس الرقيق، فبلغ
ثلاثةً وخمسين ألفاً. واستعرض ثلاثمائة وستة وخمسين فيلاً. ولاية قوام الدولة على
كرمان: وفيها جلس القادر بالله فَقُرِيء عهد الملك قوام الدولة أبي الفوارس،
وحُملت إليه خِلَع السلطنة بولاية كَرْمان. وفاة الأصيفر المنتفقي: وفيها مات
الأصيفر المنتفقي الذي كان يأخذ الخفارة من الحجاج. نيابة دمشق: وقد ولي نيابة
دمشق عدة أمراء للحاكم في هذه السنين، وكان الناس يتعجبون من كثرة ذلك. ثم وليها
ولي العهد عبد الرحيم بن الياس بن أحمد بن عبد العزيز العُبَيدي، وكان) يوم دخوله
يوماً مشهوداً موصوفاً. ثم عُزِل أقبح عزلْ بعد أشهر، وأُخِذَ إلى مصر مقيداً، بعد
أن قُتل وقت القبضِ عليه جماعة من أعوانه. موت صاحب حران: وفيها مات صاحب حران
وثاب بن سابق، وتملك ابنه شبيب.
(28/34)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 35
5 (بسم الله الرحمن الرحيم:)
5 (الطبقة الحادية والأربعون وفيات)
1 (وفيات سنة إحدى وأربعمائة)
4 (حرف الألف)
أحمد بن عبد الملك بن هاشم: أبو عمر بن المُكوي الإشبيلي المالكي، كبير المفتين
بقرطبة، الذي انتهت رئاسة العلم بالأندلس في عصره إليه. تفقه على إسحاق بن إبراهيم
الفقيه، وكان حافظاً للمذاهب، مقدماً فيه، بصيراً بأقوال أصحاب مالك، من أهلِ
المتانة في دينه، والصلابة في رأيه، والبُعد عن هوى نفسه. القريب والبعيد عنده في
الحق سواء. دُعي إلى القضاءِ قُرطبة مرتين فأبى، وصنف كتا بالإستيعاب في رأي مالك
للحكم أمير المؤمنين، فجاء في مائة جزء. وكان جمعه له مع أبي بكر محمد بن عبد الله
القُرشي المعُيطي. ورفع إلى الحكم فسر بذلك، ووصلهما وقدمهما إلى الشورى. ولد أبو
عمر في سنة أربعٍ وعشرين وثلاثمائة. وعليه تفقه أبو عمر بن عبد البر، وأخذ عنه
المُدَونة
(28/35)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 36
توفي فجأة في سابع جُمادى الأولى. وكانت له جنازة عظيمة. أحمد بن عبدوس بن أحمد
الجُرجاني: يروي عن: أبي العباس الأصم وغيره. توفي في ربيع الأول. أحمد بن علي بن
أحمد بن محمد: أبو العباس الريغي الباغاني المقريء، الفقيه المالكي. قدمِ الأندلس
سنة وسبعين، وأدب ولد المنصور محمد بن أبي عامر. ثم علت منزلته، وقدم للشورى بعد
أبي عمر بن المُكوي. وكان أحد الأذكياء الموصوفين. وكان بحراً من بحور العلم، لا
سيما في القراءآت والإعراب والناسخ والمنسوخ والأحكام.) أخذ بمصر عن: أبي بكر
الأْدفوي، وعبد المنعم بن غَلْبُون. وتوفي في ذي القعدة وله ست وستون سنة. وقد أخذ
عنه: ابن عتاب، وغيره. أحمد بن عمر بن أحمد: أبو عمر الجرجاني المطرز. عُرف
بالبكراباذي المحدث. أحد من عُني بالرحلة والسماع. أنفق مالاً جزيلاً، وسمع
بإصبهان من أبي الشيخ، وببغداد من القَطِيعي،
(28/36)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 37
وباليمن من أبي عبد الله النِقوي آخر أصحاب إسحاق الدبرِي وتوفي بجُرجان في جُمادى
الأولى، وقد شاخ. أحمد بن عمر بن أحمد بن محمد بن عبد الواحد: أبو الحسن الكناني
المصري، والد أبي الحسن علي الرواي عن ابن حيوية النيسابوري. توفي لليلتين بقيتا
من ربيع الآخر. قاله أبو إسحاق الحبال. أحمد بن محمد بن أحمد بن سعيد بن الحُباب
بن الجسور: أبو عمر القُرطُبي، مولى بني أمية. وأما أبو إسحاق بن شِنظير فكناه:
أبو عُمير، والأول أشهر. روى عنه: قاسم بن أصبغ، ووهب بن مسرة، ومحمد بن عبد الله
بن أبي دُليم، ومحمد بن معاوية القُرشي، وأحمد بن مُطرف، وجماعة. حدث عنه:
الصاحبان، وأبو عمر بن عبد البر، وأبو عبد الله الخولاني، وأبو محمد بن حزم، وهو
أكبر شيخ لابن حزم. قال: وهو أول شيخٍ سمعت عليه قبل الأربعمائة ومات لأربع بقينٍ
من ذي القعدة. تُوفي أيام الطاعون. وكان خيراً فاضلاً، شاعراً، عالي الإسناد
مُكثراً. ولد في حدود سنة عشرين وثلاثمائة. قال ابن عبد البر: قرأت عليهالمُوطأعن
محمد بن عيسى بن رفاعة، عن يحيى بن أيوب بن باذي العلاف، عن يحيى بن بُكيْر. وقرأت
عليهالمُدونة عن وهب بن مسرة، عن ابن وضاح، عن سَحْنُون مؤلفها.
(28/37)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 38
وقرأت عليه تفسير سُفيان بن عُيينة، عن قاسم بن أصبغ. أحمد بن محمد بن وسيم: أبو
عمر الطُّليطلي. كان فقيهاً متفنناً، شاعراً لُغوياً نحوياً. غزا مع محمد بن تمام
إلى مكادة. فلما انهزموا هرب إلى قُرطبة، واتبعه أهل طُليطلة، فصلبوه ثم رموه
بالنبل والحجارة حتى هلك وهو يتلو سورة يس، رحمه الله. أحمد بن محمد بن محمد بن
عبد الرحمن: أبو عبيد الهروي المؤدب اللغوي، مصنف الغريبين في اللغة: لغة القرآن،
ولغة الحديث. أخذ اللغة عن: الأزهري، وغيره. وتُوفي في رجبٍ لستٍ خَلَوْن منه. وقد
ذكره القاضي فيوفيات الأعيان فقال: سار كتابه في) الآفاق، وهو من الكُتُب النافعة.
ثم قال: وقيل: إنه كان يحب البذلة، ويتناول في الخلوة، ويعاشر أهل الأدب في مجالس
اللذة، والطرب، عفا الله عنه وعنا. ويقال له الفاشاني، بالفاء. وفاشان: بفاء
مَشُوبةٍ بباء، قرية من قرى هراة.
(28/38)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 39
وذكره ابن الصلاح في طبقات الشافعية فقال: روى الحديث عن: احمد بن محمد بن ياسين،
وابي إسحاق احمد بن محمد بن يونس البزاز الحافظ. روى عنه أبو عثمان إسماعيل بن عبد
الرحمن الصابوني، وأبو عمر عبد الواحد بن أحمد المليحي كتابة الغريبين إبراهيم بن
محمد بن إبراهيم: أبو القاسم المؤذن المقريء الخفاف. ويروي عن: أبي بكر
الإسماعيلي. وتوفي في شوال، في الكُهُولة. إبراهيم بن محمد الحافظ: أبو مسعود
الدمشقي. الصحيح وفاته سنة أربعمائة كما تقدم. آدم بن محمد بن توبة: أبو القاسم
العُكبري. مات بعُكبرا في صفر. يروي عن: النجاد، وابن قانع، وجماعة. وعنه: أبو
طاهر أحمد بن محمد الخفاف. إسحاق بن علي بن مالك: أبو القاسم الجرجرائي الملحمي.
(28/39)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 40
روى عن: الإسماعيلي، ونُعيم بن عبد الملك. وتوفي رحمه الله في رجب.
4 (حرف الحاء:)
الحُسين ابن القائد جوهر المغربي: كان قائد القواد للحاكم صاحب مصر، فنقم عليه
وقتله في هذه السنة. الحُسين بن عثمان اليبرودي: روى عن: علي بن أبي العقب. روى
عنه: علي الحنائي، وأبو علي الأهوازي، وعلي بن الحسين بن صصرى. الحُسين بن مظفر بن
كُنداج: أبو عبد الله البغدادي. سمع: إسماعيل الصفار، وجعفراً الخالدي. روى عنه:
أبو بكر البرقاني، وقال: ليس به بأس، كان يعرف. الحُسين بن حي بن عبد الملك بن حي:
أبو عبد الله القُرْطُبي، المعروف بابن الجُزُقة. يروي عن: أبي عيسى الليثي، وابن
القُوطية، ومحمد بن أحمد بن خالد. وشاوره القاضي محمد بن بقي.
(28/40)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 41
وكان من كبار المفتين بقُرطبة. عارفاً بمذهب مالك. حج سنة ثمانٍ وأربعين، وأخذ عن
أبي بكر الآجُري كثيراً من تصانيفه، وتردد فيها ستة أعوام. وولي قضاء مدينة سالم،
ثم مدينة جيان. قال أبو حيان: لم يكن بالمحمود في القضاء، واستهواه حُب الدنيا،)
وآرتكس مع المهدي بن عبد الجبار، وكان أحد دُعاته، فاستوزره عن ظهوره، فأخلد إلى
الأرض، واتبع هواه. فلما زالت دولة المهدي اختفى، والطلب عليه شديد، إلى أن وُجد
في مقبرة على نعش قد أخرج من دار ميتاً، وعلى صدره ورقة فيها قصته. حمد بن عبد
الله بن علي: أبو الفرج الدمشقي المقري المعدل. من جِلة عُدُول البلد. وهو صاحب
دُوَيْرة حمد بباب البريد. حكى عنه محمد بن عوف المُزني. قال هبة الله بن الأكفاني
في سنة إحدى وأربعمائة: وُجِدَ حمد وزوجته مذبوحين وصبي قرابته في داره بباب
البريد، رحمه الله.
4 (حرف الخاء:)
خالد بن محمد بن حُسين بن نصر بن خالد. أبو المستعين البُسْتي الحنفي الواعظ.
تُوفي في رجب منصرفاً من الحج. خَلف بن مروان بن أمية. أبو القاسم القُرْطُبي
الصخري، من أهل صخرة حيوة، بُليدة بغربي الأندلس.
(28/41)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 42
كان من فقهاء الأندلس. ولي الشورى، ثم قضاء طُليطلة فاستعفى. توفي في رجب.
4 (حرف السين:)
سامة بن لؤي: أبو مضر القُرشي الهروي. سمع: أبا بكر محمد بن عبد الله حفيد العباس
بن حمزة. روي عن: ناصر العمري. وتوفي في ربيع الآخر. سعيد بن عبد الله بن الحسن:
أبو القاسم العماني، الفقيه. توفي في جمادى الآخرة بخراسان.
4 (حرف الشين:)
شقيق بن علي بن هود بن إبراهيم. أبو مطيع الجرجاني الفقيه. روى عن: نعيم بن عبد
الملك، وأبي الحُسين بن ماهيار. وولي قضاء جُرْجان سنةً ونصفاً. فمات في السادس
والعشرين من المحرم.
4 (حرف العين)
عبد الله بن عَمرو بن مسلم. أبو محمد الطرسوسي. سمع: إسماعيل الصفار، وأبا سهل بن
زياد.
(28/42)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 43
وعُمر تسعين سنة، وحدث بنسف. عبد الله بن محمد بن عبد الله بن هلال:) أبو بكر
الحِنائي البغدادي الأديب، نزيل دمشق. روى عن: يعقوب الجصاص، والحسين بن عياش
القطان، وأبي جعفر بن البختري، والصفار. روى عنه: أحمد بن علي الكفرطابي، ورشأ بن
نظيف، وأبو القاسم الحنائي، وأبو علي الأهوازي. وثقه الخطيب. عبد العزيز بن محمد
بن نعمان بن محمد بن منصور: قاضي مملكة الحاكم. ولي الحكم سنة أربعٍ وتسعين
وثلاثمائة بعد ابن عمه الحسين بن علي. وعلت رُتبته عند الحاكم إلى أن أصعده معه
على المنبر في يوم العيد. ثم عزله في سنة ثمانٍ وتسعين بالقاضي أبي الحسن الفارقي.
ثم قتله سنة إحدى وأربعمائة، وقتل معه القائد حسين بن جوهر. عبد الملك بن أحمد بن
نُعيم ابن الحافظ أبي نعيم عبد الملك بن عدي:
(28/43)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 44
أبو نعيم الإستراباذي. ولي قضاء جُرجان، وحدث عن: جده، وابن ماجة القزويني،
والحافظ ابن عدي. توفي في آخر السنة. عبد الواحد بن زوج الحرة محمد بن جعفر: أبو
القاسم البغدادي. سمع: أحمد بن كامل، وعبد الله بن أسحق الخُرساني، وجماعة كبيرة.
روى عنه: البَرقاني، وعبد العزيز الأزجي. عبيد الله بن أحمد بن الهُذيل الكاتب:
يروي عن أبيه، عن محمد بن أيوب الضُّرَيسْ روى عنه: أبو الحسين محمد بن المهتدي
بالله. كان ببغداد. عبيد الله بن محمد بن الوليد. أبو مروان المُعيطي القْرطبي.
قال ابن بشكوال: كان عالماً حافظاً فاضلاً ورِعاً كثير الصدقة، من بيت فقهٍ
وعبادة. تُوُفي في ذي القعدة، وصلى عليه عمه الفقيه عبد الله. وعاش 43 سنة.
(28/44)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 45
عثمان بن عبد الله بن إبراهيم: أبو عمر والطرسُوسي، الكاتب، قاضي المعرة روى عنه:
خيثمة بن سليمان وموسى بن القاسم. روى عنه: أبو علي الأهوازي، وأبو الفضل محمد بن
أحمد السعدي، وعبد الواحد بن محمد الكفرطابي. توفي بكفر طاب سنة إحدى وأربعمائة
تقريباً.) علي بن عبد الواحد بن محمد بن الحر. أبو الحسين البري، قاضي أطرابلس.
حدث عن: خيثمة بن سليمان، وأبي الطاهر أحمد بن عمرو المديني، وأحمد بن بهزاد
السيرافي، والمصريين. روى عنه: علي بن محمد الحنائي، وأبو علي الأهوازي، وعبد
الرحيم بن محمد البخاري. وفي ذي الحجة وصل قائد من مصر وخادمان إلى أطرابلس،
فقطعوا رأس
(28/45)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 46
هذا القاضي لكونه سلم عزاز إلى مُتولي حلب بغير أمر الحاكم. قاله عبد المنعم بن
علي النحوي. علي بن محمد: أبو الفتح البُستي، الكاتب الشاعر المشهور. وقيل: اسمه
علي بن محمد بن حُسين بن يوسف بن عبد العزيز. وقيل علي بن أحمد بن الحسن. له أسلوب
معروف في التجنيس. روى عنه من شعره: أبو عبد الله الحاكم، وأبو عثمان الصابوني،
وأبو عبد الله الحسين بن علي البرذعي. قال الحاكم: هو واحد عصره. حدثني أنه سمع
الكثير من أبي حاتم بن حبان. ومن نثره: من أصلح فاسده أرغم حاسده. عادات السادات
سادات العادات. لم يكن لنا طمع في دَرْكِ دِرِّكَ، فاعفِنا من شَرِكِ شَرِّكَ.
(28/46)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 47
يا جهل من كان على السلطان مُدلاً، وللإخوان مُذِلاً. إذا صح ما فاتك، فلا تأس على
ما فاتك. المعاشرة ترك المُعايرة. مِن سعادة جِدك وقوفك عند حدك. ومن شعره:
(أعلك بالمُنى روحي لعلي .......... أروح بالأماني الهم عني.)
(وأعلم أن وصلك لا يُرجى .......... ولكن لا أقل من التمني.)
وله:
(زيادةُ المرءِ في ذُنْياهُ نُقْصانُ .......... وربْحُهُ غير محض الخبر خُسْرانُ)
(وكل وجدان حظ لا ثبات له .......... فإن معناه في التحقيق فقدانُ)
(يا عامراً لخراب الدار مجتهدا .......... بالله، هل لخراب العُمر عُمرانُ)
(ويا حريصاً على الأموال يجمعها .......... أقْصرْ، فإن سُرور المال أحزانُ)
(زع الفؤاد عن الدنيا وزُخْرُفها .......... فَصَفْوُها كدر والوصلُ هِجرانُ)
(وأرعِ سمعك أمثالاً أفصلها .......... كما يُفصل ياقوتاً ومُرجانُ)
(أحسن إلى الناس تسعبد قلوبهم .......... فطالما استعبد الإنسان إحسانُ)
(وإن أساء مُسيءٌ فليكن لك .......... في عروض زلته صفحٌ وغُفرانُ)
(واشدُدْ يديك بحبل الله معتصماً .......... فإنه الركنُ إن خانتك أركانُ)
)
(من استعان بغير الله في طلبٍ .......... فإن ناصره عجزٌ وخُذْلانُ)
(من جاد بالمال مال الناسُ قاطبةً .......... إليه والمالُ للإنسان فتانُ)
(من سالم الناس يسلمْ من غوائلهم .......... وعاش وهو قرير العين جذلانُ)
(والناس أعوانُ من واتته دولته .......... وهم عليه إن خانته أعوانُ)
(يا ظالماً فرِحاً بالسَّعْد ساعده .......... إن كنت في سنةٍ فالدهرُ يَقظانُ)
(28/47)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 48
(لا تحسبن سُروراً دائماً أبداً .......... من سره زمن سأته أزمان)
(لا تغتر شبابرائق خضلً .......... فكم تقدم قبل الشيبِ شُبانُ)
(ويا أخا الشيب لو ناصحت نفسك لم .......... يكن لمثلك في اللذات إمعانُ)
(هب الشبيبة تُبلى عُذر صاحبها .......... ما عُذر أشيب يستهويه شيطانُ)
(كل الذُّنُوب فإن الله يغفرها .......... إن شيع المرء إخلاص وإيمانُ)
(وكل كسرٍ فإن الدين يجْبُرُهُ .......... وما لكسرِ قناةِ الدين جُبرانُ)
وهي طويلة. عمر بن حُسين بن محمد بن نابل: أبو حفص الأموي القُرطبي. شيخ محدث صالح
مُسند، من بيت عِلم ودين كُف بصره بآخره، وسمع الناس منه كثيراً. روى عن: قاسم بن
أصبغ، وأبي عبد الملك بن أبي دُليم، ومحمد بن عيسى بن رفاعة، ومحمد بن معاوية،
وأبيه حسين بن محمد. تُوُفي في الوباء في ذي القعدة، وكان ثقة صدوقاً موسراً. روى
عنه: ابن عبد البر الحافظ. وآخر من روى عنه حيان بن خلف الأموي. عميد الجيوش:
مذكور في الحوادث.
(28/48)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 49
4 (حرف الفاء:)
فارس بن أحمد بن موسى بن عمران: أبو الفتح الحمصي المقريء الضرير. نزيل مصر. قرأ
القراءآت على: أبي الحسن عبد الباقي بن الحسين بن السقا، وعبد الله بن الحسين
السامري، ومحمد بن الحسن الأنطاكي، وأبي الفرج الشنبُوذي، وجماعة. قرأ عليهم في
حدود سنة ثمانين وثلاثمائة. وصنف كتاب المُنشأ في القراءآت الثمان. وكان أحد الحُذاق
بهذا الشأن. قرأ عليه القراءآت: ولده عبد الباقي، وإسماعيل بن رجاء العسقلاني،
وأبو عمر الداني. وتُوفي عن ثمانٍ وستين سنة. وإسناده في القراءآت والتيسير لأبي
عمرو، وغيره. قال الداني:) لم نلق مثله في حفظه وضبطه وحُسن مادته وفهمه، تعلم
صناعته مع ظهور نسكه وفضله وصدق لهجته، وصبره على سرد الصيام والتجهد بالقرآن. قال
لي: ولُدتُ بحمص سنة، وتُوفي بمصر فيما بلغنا سنة. الفضل بن أحمد بن ماج بن جبريل.
أبو محمد الهروي الماجي.
(28/49)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 50
4 (حرف القاف)
القاسم بن أبي منصور: القاضي أبو محمد. تُوفي في ربيع الأول بخُراسان.
4 (حرف الميم:)
محمد بن الحسين بن أسد: أبو نُعيم الجُرجاني الفامي. روى عنه: أبيه، وأبي يعقوب
البحري. تُوفي في رمضان. محمد بن الحسين بن داود بن علي: السيد أبو الحسن العلوي
الحسني النيسابوري شيخ الأشراف في عصره. سمع: أبا حامد وأبا محمد ابني الشرقي،
ومحمد بن إسماعيل بن إسحاق المروزي، صاحب علي بن حُجر، ومحمد بن الحسين القطان،
ومحمد بن عمر بن جميل الأزدي، وأبا حامد بن بلال، وعُبيد الله بن إبراهيم بن
بالُويه، وأبا نصر محمد بن حَمدويه بن سهل الغازي، وأبا بكر بن دلويه الدقاق،
وطائفةً سواهم. روى عنه الحاكم، وقال: هو ذو الهمة العالية والعبادة الظاهرة. وكان
يُسأل الحديث فلا يُحدث. ثم في الآخر عقدتُ له الإملاء، وانتقيت له ألف حديث. وكان
يُعد في مجلسه ألف محبرة. فحدث وأملى ثلاث سِنين، ثم توفي فجأة في جمادى الآخرة.
(28/50)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 51
وروى عنه أيضاً: الإمام أبو بكر البيهقي، وهو من كبار شيوخه، بل أكبرهم، وأبو بكر
محمد بن القاسم الصفار، وأبو عُبيد صخر بن محمد الطُوسي، وأبو القاسم إسماعيل بن
زاهر، ومحمد بن عُبيد الله الصرام، وأبو صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن، وعثمان بن
محمد بن عُبيد الله المحمي، وعمر بن شاه المقريء، وشبيب بن أحمد البستيغي، وأحمد
بن محمد بن مُكرم الصيدلاني، وموسى بن عِمران بن محمد الأنصاري، وفاطمة بنت الزاهد
أبي علي الدقاق، وآخرون. وتفرد بالراوية عن جماعةٍ من كِبار شيوخه.: المظفر أبو
الفتح القائد: ولي إمرة دمشق للحاكم بعد الأمير مطهر بن بزال، ثم عُزِل بعد ستة
أشهرُ في ربيع الأول من هذه السنة. المُعلى بن عثمان: أبو أحمد المادرائي. توفي
بمصر في جمادى الأولى.) مُغيرة بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن يزيد بن شمر
الفياض. أبو عاصم. تُوفي بخُراسان في شعبان. منصور بن عبد الله بن خالد: أبو علي
الذُهلي الخالدي الهروي.
(28/51)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 52
روى عن: ابن الأعرابي، وإسماعيل الصفار، وأحمد بن سليمان، وأبي علي الرفاء، وأبي
العباس الأصم، وعبد المؤمن النسفي، ودعلج. روى عنه: أبو سعيد عبد الرحمن بن محمد
الؤدب، وأبو حازم عمر بن إبراهيم العبدوي، وأبو يعلى الصابوني، ونجيب بن ميمون
الواسطي، وخلق كثير. قال أبو سعيد الإدريسي: كذاب لا يعتمد عليه. وقال جعفر
المُستغفري: روى عن أبي طلحة منصور بن محمد بن علي البزدوي. قيل: تُوفي سنة إحدى
وأربعمائة. والصحيح أنه تُوفي في المحرم سنة اثنتين. منصور بن عبد الله بن عدي:
الواعظ الفاضل أبو حاتم بن الحافظ أبي أحمد الجُرجاني. روى عن: أبيه، والإسماعيلي.
روى عنه: ابنه إسماعيل. وكان يعظ في مسجد والده إلى أن مات في سابع جُمادى الأولى.
منصور بن محمد بن عبد الله بن محمد: أبو الطيب الدوستكي الهروي. من شيوخ أبي يعقوب
القراب.
4 (حرف الهاء:)
هارون بن موسى بن جندل القيسي. الأديب أبو نصر القُرطبي.
(28/52)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 53
سمع من: أبي عيسى الليثي، وأبي علي القالي. روى عنه: الخولاني، وقال: كان رجلاً
صالحاً منقبضاً مقتصداً عاقلاً مهيباً، تختلف إليه الأحداث للأدب. وكان من الثقات
في دينه وعلمه. وأخذ منه أيضاُ: أبو عمر الطلمنكي، وأبو عمر بن عبد البر، وآخرون
تُوفي في ذي القِعدة.
4 (حرف الياء)
يحيى بن أحمد بن الحسين بن مروان: أبو سلمة بن أبي نصر المرواني الخُرساني. تُوفي
في ربيع الأول يحي بن عمر بن بن حسين بن محمد بن عمر بن نابل: أبو القاسم
القُرطبي. تُوفي قُبيل والده. روى عن: أبي الحسن الأنطاكي المقريء. حدث عن:
الخولاني، وقال: كان من أهل الفضل والصلاح والخير مع التقدم في العلم. عُني هو
وأبوه وجده بالعِلم، وحج كل واحدٍ منهم) وسمع بالمشرق. تُوفي في جُمادى الأولى.
يحيى بن يحيى بن محمد: أبو الحسن ابن المحدث أبي زكريا العنبري. سمع أباه. وشهد
وحدث. وتُوفي في رجب. ورخه الحاكم.
(28/53)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 54
1 (وفيات سنة اثنين وأربعمائة:)
4 (حرف الألف)
أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن تُركان بن جامع: أبو العباس التميمي الهمداني الخفاف.
روى عن: عبد الرحمن الحلاب، والقاسم بن أبي صالح، وإبراهيم بن أحمد بن حمدان
الهروي، وإسحاق بن عبدوس، وأوس الخطيب، وخلق. ورحل، فأخذ عن: عبد الباقي بن قانع،
وأبي سهل بن زياد، وطائفة. روى عنه: جعفر الأبهري، ومحمد بن عيسى، وأبو الفرج بن
عبد الحميد، ويوسف الخطيب، وأحمد بن عبد الرحمن الزاهد، وأحمد بن عيسى بن عباد،
وآخرون. وهو ثقة صدوق. قاله شِيرويه، وسمع من جماعةٍ من أصحابه وقال: سمعت يوسف
الخطيب يقول: كنت عند ابن تُركان فجاءه أبو عبد الله الجابول المقريء، فعانقه
وقبله، ثم قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم الليلة في المنام فقال: من أحب
أن يغفر الله له فليأت ابن تُركان. فبكى ابن تُركان. ولد سنة سبع عشرة وثلاثمائة،
ومات في ربيع الأول سنة اثنتين. وقبره يُزار. أحمد بن الحسين بن أحمد:
(28/54)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 55
أبو العباس بن زنيبل النهاوندي. حدث بهمدان في رمضان من السنة عن: أبي القاسم عبد
الله بن محمد بن الأشقر القاضي البغدادي بتاريخ البخاري الصغير، برواية ابن الأشقر
عنه. ورحل وسمع من: الطبراني، ومن القطيعي، وأبو بكر المفيد، وطائفة سواهم. روى
عن: حمزة بن أحمد الرُّوذراوردي، وهناد بن إبراهيم النسفي، وسعيد بن أحمد الجعفري،
وأبو الطاهر أحمد بن عبد الرحمن الروذراوردي، وأبو منصور محمد بن الحسن بن محمد
النهاوندي، وآخرون. وثقة شِيرويه. أحمد بن سعيد بن حزم بن غالب: أبو عمر الأديب.
والد العلامة أبي محمد بن حزم. قال الحميدي: كان له في البلاغة يد قوية. تُوفي في
ذي القعدة، وقد وزر في دولة المنصور بن أبي عامر، وكان يقول: إني لأتعجب ممن يلحن
في مخاطبةٍ، أو يجيء بلفظةٍ قلقةٍ في مُكاتبة، لأنه ينبغي إذا شك في شيءٍ أن يتركه
ويطلب غيره، فالكلام أوسع من هذا. قلت: هذا لا يقوله) إلا المتبحر في اللغة
العربية، رحمه الله. أحمد بن عبد الله بن الخضر بن مسرور. أبو الحسن السوسنجردي،
ثم البغدادي المعدل.
(28/55)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 56
سمع: أبا جعفر بن البختري، وأبا عمرو بن السماك، والنجاد. روى عنه: عبد العزيز
الأزجي، وأبو بكر محمد بن علي بن موسى الخياط، وعبد الكريم بن عثمان بن دُوست،
وأحمد بن الحسين بن أبي حنيفة، ومحمد بن علي بن سُكينة، وجماعة. وقد قرأ بالروايات
على: زيد بن أبي بلال الكوفي، وأبي طاهر بن أبي هاشم، ومحمد بن عبد الله بن أبي
مُرة الطوسي النقاش. قرأ عليه: أبو بكر محمد بن علي الخياط المذكور، وأبو علي
الحسن بن القاسم غلام الهراس. وقد روى عنه ابن المهتدي بالله في مشيخته. وقال
الخطيب: كان ثقة، ديناً، شديداً في السنة. مات في رجب، وقد نيف على الثمانين. أحمد
بن عبد الله بن محمد: أبو العباس المهرجاني النيسابوري المعدل. سمع: أبا العباس
الأصم، وأقرانه. تُوفي في رجب. أحمد بن محمد بن الحسين بن الفرات: أبو الحسن
البزاز المعدل. ويُعرف بابن صغيرة. عن: النجاد، ودعلج. وعنه: البرقاني. وثقه
الخطيب. أحمد بن نصر:
(28/56)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 57
أبو جعفر الأزدي الداودي المالكي الفقيه. كان بأطرابلس المغرب، فأملي بها كتابه في
شرح الموطأ، ثم نزل تلمسان. وكان ذا حظ من الفصاحة والجدل. وله: الإيضاح في الرد
على البكرية. حمل عنه: أبو عبد الملك البرقي، وأبو بكر بن الشيخ. ومات بتلمسان.
إبراهيم بن محمد بن حسين بن شِنْظير. أبو إسحاق الأموي الطليطلي الحافظ، صاحب أبي
جعفر بن ميمون الطليطلي، ويقال لهما: الصاحبان، لأنهما كانا في الطلب كفرسي رهان.
سمعا بطليطلة على من أدركاه، ورحلا إلى قرطبة فأخذا عن علمائها، وسمعا بسائر بلاد
الأندلس. ورحلا إلى المشرق فسمعا. وكانا يفترقان. وكان السماع عليهما معاً. ولد
ابن شنظير في سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة. وكان زاهداً فاضلاً ناسكاً صواماً
قواماً ورعاً، كثير التلاوة. غلب عليه علم الحديث ومعرفة طرقه. وكان سنياً نافراً
للمبتدعة، هاجرا لهم. وما رئي أزهد منه في الدنيا، ولا أوقر مجلساً منه. رحل الناس
إليه وإلى صاحبه من النواحي، فلما توفي صاحبه أحمد بن علي بن ميمون، وهو في
المجلس. توفي ليلة النحر سنة اثنتين وأربعمائة.) إسماعيل بن الحسين بن علي بن
هارون.
(28/57)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 58
أبو محمد الفقيه الزاهد ببُخارى. توفي في شعبان. وحج مرات. وحدث عن: خلف الخيام،
ومحمد بن أحمد بن حنب، وبكر المروزي صاحب الكُديمي. روى عنه: عبد العزيز الأزجي،
وجماعة. قال الخطيب: ثنا عنه القاضي أبو جعفر محمد بن أحمد السمناني.
4 (حرف الحاء)
الحسن بن الحسين بن علي بن أبي سهل: أبو سهل النوبختي الكاتب. روى عن: علي بن عبد
الله بن مبشر الواسطي، وأبي عبد الله المحاملي. قال الخطيب: كان سماعه صحيحاً. ثنا
عنه أبو بكر البرقاني، والأزهري، وأبو القاسم التنوخي. وقال لي الأزهري: كان
رافضياً. قال لي البرقاني: كان مُعتزلياً. وقال غيره: مات في ذي القعدة. وقال
البرقاني: تبين لي أنه صدوق. الحسن بن القاسم بن خسُرو.
(28/58)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 59
أبو علي البغدادي الدباس. سمع: أحمد بن عبد الله وكيل أبي صخرة. روى عنه: أبو
الحسن العتيقي، وأبو محمد الخلال، وابن المهتدي بالله. وثقة الخطيب، وقال: توفي في
صفر وله إحدى وتسعون سنة.
4 (حرف الخاء)
خلف بن إبراهيم بن محمد بن جعفر بن حمدان بن خاقان. أبو القاسم المصري المقريء،
أحد الحذاق، ومن كبار شيوخ أبي عمرو الداني في القراءة. قرأ لورش على: أحمد بن
سامة التجيبي، وأحمد بن محمد بن أبي الرجاء، ومحمد بن عبد الله المعافري، وأبي
سلمة الجمراوي. وسمع الحديث من: ابن الورد، وأحمد بن الحسن الرازي، وأحمد بن محمد
بن أبي الموت، وطائفة. قال الداني: كان ضابطاً لقراءة ورش، ومتقناً لها. مجوداً
مشهوراً بالفضل والنُسك، واسع الرواية، صادق اللهجة. كتبنا عنه الكثير من القراءآت
والحديث والفقه، وغير ذلك. سمعته يقول: كتبتُ العلم ثلاثين سنة. وذهب بصره دهراً،
ثم عاد إليه. وكان يؤم بمسجد. مات شيخنا بمصر في عشر الثمانين.
4 (حرف الدال:)
داود بن الشيخ أبي الحسن محمد بن الحسين: العلوي النيسابوري.
(28/59)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 60
توفي في صفر.
4 (حرف الطاء:)
) طاهر بن عبد الله بن عمر بن يحيى بن عيسى بن ماهلة: أبو بكر الهمداني الزاهد.
روى عن: أبيه، وأوس الخطيب، وأبي القاسم بن عبيد، والقاسم بن محمد السراج، ومحمد
بن خيران، وأحمد بن الحسن بن ماجة القزويني، وأبي بكر بن السُني الحافظ، وإبراهيم
المُزكي، وجماعة. وروى عنه: ابنه هارون الأمين، وأبو الحسن بن حُميد، وأبو الفضل
أحمد بن عيسى الدينوري. قال شيرويه: كان ثقة صدوقاً، زاهداً ورِعاً يتبرك به. وكان
يصاحب صالح اللوملاذي. وله آيات وكرامات ظاهرة. وتوفي رحمه الله في صفر.
4 (حرف العين)
عبد الله بن محمد: أبو أحمد المهرقاني النيسابوري. سمع: الأصم، وطبقته. وحدث. مات
في رجب، ورخه الحاكم. عبد الرحمن بن محمد بن عيسى بن فُطيس بن أصبغ بن فُطيس:
(28/60)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 61
العلامة أبو المُطرف، قاضي الجماعة بقرطبة. روى عن: أحمد بن عون الله، وأبي عبد
الله بن مُفرج، وأبي الحسن الأنطاكي، وعبد الله بن القاسم القلعي، وأبي عيسى
الليثي، وأبي محمد الإربيلي، وأبي محمد بن عبد المؤمن، وخلف بن القاسم. وأجاز له
من مصر الحسن بن رشيق، ومن بغداد أبو بحر الأبهري، والدارقُطني، وكان من جهابذة
المحدثين وكبار العلماء والحفاظ، عالماً بالرجال، وله مشاركة في سائر العلوم. جمع
من الكتب ما لم يجمعه أحد من أهل عصره بالأندلس. وكان يُملي من حفظه. وكان له ستة
وراقين ينسخون له دائماً. وقيل: إن كُتبه بيعت بأربعين ألف دينار قاسمية. وتقلد
قضاء القضاة في سنة أربع وتسعين مقروناً بالخطابة، وصُرف بعد تسعة أشهر. روى عنه:
الصاحبان، وأبو عبد الله بن عابد، وابن أبيض، وسراج القاضي، وأبو عمر بن عبد البر،
وأبو عمر بن سُميق، وأبو عمر الطلمنكي، وأبو عمر ابن الحذاء، وحاتم بن محمد،
وآخرون. وصنف كتاب القصص، وكتابأسباب النزول، وهو في مائة جزء، وكتابفضائل
الصحابة، في مائة جزء، وكتابفضائل التابعين، في مائة وخمسين جزاءاً، والناسخ
والمنسوخ، ثلاثون جزءاً، الأخوة من أهل العلم الصحابة ومن بعدهم، أربعون جزاءاً،
وأعلام النبوة، ودلالة الرسالة، عشرة أسافر، وكرامات الصالحات، ثلاثون جزءاً،
ومُسند حديث محمد بن فُطيس، خمسون جزاءاً، ومسند قاسم بن أصبغ العوالي، ستون
جزءاً، والكلام على الإجازة والمناولة، في عدة أجزاء. وتوفي في نصف ذي القعدة،)
وصلى عليه ابنه محمد. وكان مولده في سنة ثمانٍ وأربعين وثلاثمائة. وقد ولي الوزارة
للمظفر بن أبي عامر. فلما ولي القضاء ترك زي الوزراء. وكان عدلاً سديداً في
أحكامه، من بُحُور العلم، رحمه الله.
(28/61)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 62
عثمان بن عيسى: أبو عمرو الباقلاني الزاهد ببغداد. كان ملازماً للوحدة، وكان يكون
منقطعاً. وقال مرة: أحب الناس إلى من ترك السلام علي لأنه يشغلني عن الذكر بسلامه.
وقال: أحس بروحي تخرج وقت غروب، يعني لاشتغاله عن الذكر بالإفطار. أنبأنا المسلم
القيسي وغيره، أن أبا اليُمن الكنِدي أخبرهم: أنا عبد الله بن أحمد اليوسفي، أنا
محمد بن علي الهاشمي، أنا عثمان بن عيسى الزاهد: حدثني أبو الحسن عبد الله بن أبي
النجم مؤدب الطائع لله: ثنا يحيى بن حبيب العطار قال: بلغني أن رجلاً من العلماء
قال: كتب أربعمائة ألف حديث ما العطار قال: بلغني أن رجلاً من العلماء قال: كتبتُ
أربعمائة ألف حديث ما انتفعت من الأربعة أحاديث إلا بأربع كلمات: فأول كلمةٍ: اعمل
لله على قدر حاجتك إليه. والكلمة الثانية: اعمل للآخرة على قدر إقامتك فيها.
والكلمة الثالثة: إعمل للدنيا بقدر القوت. والكلمة الرابعة: اعصِ ربك على قدر
جَلَدِكَ على النار. علي بن أحمد بن محمد بن عبد الله: القاضي أبو القاسم
النيسابوري. تُوفي بطريق غزنة. علي بن أحمد بن محمد بن يوسف
(28/62)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 63
القاضي أبو الحسن السامري الرفاء. روى عن: إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، وحمزة بن
القاسم، وغيرهما. روى عنه: سبطه أبو الحسن محمد بن أحمد بن حسنون النرسي، وعبد
الرحمن بن أحمد العِجلي الرازي، وغيرهما. وثقة الخطيب. وقال: قال لي سِبطه: ما رأيته
مُفطراً قط. علي بن داود بن عبد الله: أبو الحسن الداراني القطان المقريء. قرأ
القرآن على: أبي الحسن محمد بن النضر بن الأخرم، وأحمد بن عثمان السباك، وغيرهما.
وحدث عن: أبي علي الحصائري، وخيثمة الأطربلسي، وأبي الميمون راشد، وابن حذلم. قرأ
عليه: علي بن الحسن الربعي، ورشا بن نظيف، وأحمد بن محمد بن مردة الإصبهاني. وحدث
عنه: رشا، وعبد الرحمن بن محمد البخاري. وقال رشا: لم ألق مثله حذفاً وإتقاناً، في
رواية ابن عامر. قال عبد المنعم ابن النحوي: خرج القاضي أبو محمد بن أبي الحسن
العلوي وجماعة من الشيوخ إلى داريا إلى ابن داود، فأخذوه ليؤم بجامع دمشق في سنة
ثمان وثمانين وثلاثمائة.) وجاءوا به بعد أن منعهم أهل داريا من ذلك، وجرت بينهم
منافسة.
(28/63)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 64
قال الحافظ ابن عساكر: فسمعت ابن الأكفاني يحكي عن بعض مشايخه الذين أدركوا ذلك أن
أبا الحسن بن داود كان إمام داريا، فمات إمام الجامع، فخرج أهل دمشق إلى داريا
ليأتوا به ليصلي بدمشق. فلبس أهل داريا السلاح وقالوا: لا، لا نمكنكم من أخذ
إمامنا. فقال أبو محمد بن أبي نمير: يا أهل داريا، أما ترضون أن يسمع في البلاد أن
أهل دمشق احتاجوا إليكم في إمام فقالوا: قد رضينا. فقدمت له بغلة القاضي، فأبى
وركب حماره، ودخل معهم وسكن في المنارة الشرقية. وكان يُقريء بشرقي الرواق الأوسط.
ولا يأخذ على الصلاة أجراً، ولا يقبل ممن يقرأ عليه برا. ويقتات من غلة أرض له،
بداريا. يحمل ما يكفيه من الحنطة كل جمعة، ويخرج بنفسه إلى طاحونة لمسكين خارج باب
السلامة فيطحنه ثم يعجنه وبخبزه. وقال: الكتاني: توفي ابن داود في جمادى الأولى
وكان ثقة انتهت إليه، الرئاسة في قراءة الشاميين. حضرت جنازته، ومضى على سداد.
وكان يذهب إلى مذهب أبي الحسن الأشعري، قاله الكتاني. علي بن محمد بن أحمد بن
إدريس: أبو الحسن الرملي الأنماطي. روى عن: خيثمة بن سليمان، وأبي الميمون بن
راشد، وأبي الحسن بن حذلم، وجماعة. روى عن: رشأ بن نظيف، وأبو علي الأهوازي، وأبو
القاسم بن الفُرات. وتُوفي في ربيع الآخر سنة اثنتين وأربعمائة.
(28/64)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 65
علي بن محمد بن علويه البغدادي الجوهري: حدث عن: محمد بن حمدويه المروزي، ومحمد بن
الحسن الأنباري، وغيرهما. روى عنه أهل بغداد. قال الخطيب: كان ثقة.
4 (حرف الميم:)
محمد بن أحمد بن إبراهيم. أبو أحمد الغورجي الهروي. قُتل هو وابنه أبو الحسن بداره
في رمضان. محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن يحيى بن جميع:
(28/65)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 66
أبو الحسين الصيداوي، الغساني. رحل وطوف في الحديث، فسمع بمكة: أبا سعيد بن
الأعرابي، وبالبصرة: أبا روق الهزاني، وبالكوفة: أبا العباس بن عُقدة، وببغداد:
الحسين المُطبقي، وأبا عبد الله المحاملي، وابن مخلد، وبمصر: أبا الطاهر أحمد بن
عمرو المديني، وبدمشق: أحمد بن محمد بن عمارة، وخلقاً سواهم بعدة بلاد في مُعْجمه
الذي سمعناه عالياً. روى عنه:) الحافظ عبد الغني بن سعيد، وتمام الرازي، ومحمد بن
علي الصوري، وعبد الله بن أبي عقيل، وأبو نصر بن سلمة الوراق، وأبو علي الأهوازي،
وابنه الحسن بن جُميع، وأبو نصر بن طلاب، وآخرون. ولُد سنة خمسٍ وثلاثمائة، وقيل:
سنة ست. قال أبو الفضل السعدي، وابنه الحسن، وأبو إسحاق الحبال: تُوفي سنة اثنتين
وأربعمائة في رجب، لكن لم يذكر ابنه الشهر. وقال الكتاني: تُوفي سنة ثلاثٍ، والأول
الصحيح. قال ابنه الحسن: صام أبي وله ثمان عشرة سنة إلى أن تُوفي. ووثقه أبو بكر
الخطيب، وغيره. وأول سماعه سنة ثلاثٍ وعشرين وثلاثمائة. وكان أسند من بقي بالشام.
محمد بن بكران بن عمران: أبو عبد الله الرازي، ثم البغدادي البزاز. سمع: أبا عبد
الله المحاملي، ومحمد بن مخلد.
(28/66)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 67
وعنه: أبو بكر البرقاني، وأبو الحسين بن المهتدي بالله. توفي في جمادى الآخرة.
ووثقه البرقاني. يُعرف بابن الرازي. محمد بن جعفر بن محمد بن هارون بن فروة: أبو
الحسن التميمي النحوي المقريء ابن النجار. قرأ عل: أبي علي الحسن بن عون النقار
برواية عاصم، والنقار. فقرأ عل القاسم بن أحمد الخياط صاحب الشموني. وسمع الحديث
من: محمد بن الحسين الأشناني، وأبي بكر بن دُريد، وإبراهيم بن عرفة نفطويه، وأبي
روق الهزاني. قرأ عليه: أبو علي وهو غلام الهراس. وحدث عنه: أبو القاسم الأزهري،
وجماعة من شيوخ أبي الغنائم النرسي. وقرأ عليه أيضاً: الحسن بن محمد، وغيره. وقال
الأزهري: كان مولده في المحرم سنة ثلاثٍ وثلاثمائة. وقال العتيقي: تُوفي بالكوفة
في جُماد الأول، وهو ثقة. قلت: تُوفي وله مائة سنة، وقد حدث ببغداد. وهو أخر من
حدث في الدنيا عن الأشناني. وغلام الهراس هو أخر من قرأ عليه. محمد بن الحسن:
(28/67)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 68
أبو منصور الهروي. حدثبسنن أبي داود بما وراء النهر عن ابن داسة. محمد بن عبد
الله: أبو الفضل الهروي. يروي عن الأصم. محمد بن عبد الله بن الحسن: أبو الحُسين
بن اللبان البصري الفرضي العلامة. سمع: أبا العباس الأثرم، ومحمد بن بكر بن داسة.
وحدثبسنن أبي داود ببغداد، فسمعها منه: القاضي أبو الطيب الطبري، وغيره. وقيل: إنه
كان يقول: ليس في الدنيا فرضي إلا من أصحابي أو أصحاب أصحابي، أو لا يُحسن شيئاً.
ولا ريب أنه إليه المنتهى في هذا الشأن. ولكن لو سكت) لكان أكمل له. فإن العالم
إذا قال مثل هذا مجته نفوس العقلاء، ودخله كِبر وخيلاء. وقال الشيخ أبو إسحاق: كان
ابن اللبان إماماً في الفقه والفرائض، صنف فيها كُتباً كثيرة ليس لأحدٍ مثلها. أخذ
عنه أئمة وعلماء. قال ابن أرسلان: دخل ابن اللبان خوارزم في أيام أبي العباس مأمون
بن
(28/68)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 69
محمد بن علي بن مأمون خوارزم شاه، فأكرمه وبره، وبالغ، وأمر فبني باسمه مدرسة
ببغداد ينزل فيها فقهاء خوارزم. وكان هو يدرس بها، وخوارزم شاه يبعث إليه كل سنة
بمال. ثم قال: وأنا رأيت هذه المدرسة وقد خربت بقرب قطيعة الربيع. وثقة الخطيب،
وقال: انتهى إليه علم الفرائض، وصنف فيها كُتباً. وتُوفي في ربيع الأول. محمد بن
عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن يحيى بن حاتم الجُعفي: القاضي أبو عبد الله
الكوفي الحنفي، العلامة المعروف بالهرواني. أحد الأئمة الأعلام. قرأ القرآن على:
أبي العباس محمد بن الحسن بن يونس النحوي. وسمع من: محمد بن القاسم المحاربي، وعلي
بن محمد بن هارون، ومحمد بن جعفر بن رياح الأشجعي. وحدث ببغداد، وكان يُفتي بمذهب
أبي حنيفة، ويُقرأ القرآن عليه. قرأ عليه: أبو علي غلام الهراس. قال الخطيب: كان
ثقة. حدث ببغداد. قال: وكان من عاصره بالكوفة يقول: لم يكن بالكوفة من زمن ابن
مسعود إلى وقته أحد أفقه منه، حدثني عنه غير واحد. وقال لي العتيقي: ما رأيت
بالكوفة مثله.
(28/69)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 70
قال ابن النرسي: كان على قضاة الكوفة سِنين، ثقة مأمون. وقال غيره: وُلد سنة خمسٍ
وثلاثمائة. وروى عن: أبو محمد يحيى بن محمد بن الحسن العلوي الأقساسي، وأبو الفرج
محمد بن أحمد بن علان الكُرجي شيخ أبي الحسن بن نُمير، وأبو الحسن محمد بن الحسن
بن المنثور الجُهني، وأبو منصور محمد بن محمد العُكبري الإخباري. توفي في رجب.
محمد بن عبيد الله بن جعفر بن حمدان: أبو الحسين البغدادي. روى عن: إسماعيل
الصفار، وابن البختري. وعنه: أبو بكر البرقاني، وغيره. ثقة. محمد بن علي بن
إبراهيم: أبو منصور العمركي، الكاتب بخُراسان. هو آخر من حدث عن عبد الله بن جعفر
اليزدي. محمد بن علي بن مهدي الأنباري: حدث بالأنبار عن: أبي الطاهر الخامي، وابن
أبي مطر الإسكندراني. روى عنه: أبو الفرج الحسين الطناجيري، وأبو محمد بن أبي
عثمان. ووثقه الخطيب.) محمد بن محمد بن أحمد بن يحيى بن محمد بن أحمد: أبو منصور
البقار الخُرساني. أظنه هروياً. تُوفي في ربيع الأول.
(28/70)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 71
محمد بن يحيى بن محمد بن عبد الله بن محمد السُلمي بن السميساطي: الدمشقي، والد
أبي القاسم، واقف الخانقاه. سمع: أحمد بن سليمان بن ريان الكندي، وعثمان بن محمد
الذهبي. روى عنه: ابنه علي، وقال: تُوفي أبي في صفر. وقال الكتاني: كان يذهب إلى
الإعتزال، وحدث لابنه لا غير. منُتخب الدولة لؤلؤ البشراوي: أمير دمشق. وليها
للحاكم في سنة إحدى وأربعمائة. وقُرىء عهده بالجامع، ثم عُزل بعد ستة أشهر يوم
النحر. فصلى يومئذ بالناس صلاة العيد وكان يوم جمعة، فصلى الجمعة بالناس الأمير ذو
القرنين بن حمدان. قال عبد المنعم النحوي: قدِم على دمشق لؤلؤ ثامن جُمادى الآخرة.
قال: وأظهر ابن الهلالي سِجلا بعد الصلاة الأضحى من أبي المطاع ذي القرنين ابن
ناصر الدولة بن حمدان بإمرة دمشق وتدبير العساكر. وركب إلى الجامع، وقُرىء عهده،
فلما كان آخر أيام التشريق أرسل ذو القرنين إلى لؤلؤ يقول له: إن كنت في الطاعة
فأركب إلى القصر إلى الخدمة. وإن كنت عاصياً فاخرج عن البلد. فخاف، فرد عليه: أنا
في الطاعة، ولا أجيء. فامهلوني ثلاثة أيام حتى أسير عن البلد. فركب ابن حمدان
لوقته ومعه المغاربة والجُند، وجاء إلى باب البريد ليأخذ لؤلؤ من دار العفيفي.
فركب لؤلؤ وعبى أصحابه واقتتلوا. ولم يزل القتال بينهم إلى العتمة، وقُتل بينهم
جماعة. ثم طلع لؤلؤ من سطح واختفى. فَنُهبت داره ونودي في البلد: من جاء بلؤلؤ فله
ألف دينار. فلما كان ثاني ليلة جاء تركي يُعرف بخواجاه إلى الأمير، فعرفه أن لؤلؤ
عنده، نزل إليه من سُطُوح.
(28/71)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 72
فأرسل معه من قبض عليه، ثم سيره مقيداً إلى بعلبك. فلما أن صار في محرم سنة اثنتين
وأربعمائة عشرون يوماً ورد من بَعلبك ابن الأمير ذي القرنين ومعه رأس لؤلؤ. أتاه
الأمر من مصر بقتله. منصور بن عبد الله: أبو علي الذُهلي الخالدي. تُوفي في محرم.
وقيل: في ذي الحجة من سنة إحدى وأربعمائة. مَرّ.
4 (حرف الياء)
) يحيى بن أحمد التميمي القُرطبي: والد أبي عبد الله الحذاء. كان شيخاً أديباً
وسيماً وقوراً. تُوفي في شوال، وله ست وتسعون سنة. وابنه قاضي بجانة. يحيى بن عبد
الرحمن بن مسعود بن موسى: أبو بكر بن وجه الجنة القُرطبي. سمع من: قاسم بن أصبغ،
وابن أبي دُليم، وأحمد بن سعيد بن حزم، وأحمد بن مُطرف، ومحمد بن معاوية. وكان
رجلاً صالحاً، من عُدول القاضي أبي بكر بن الُّسليم. عُمر دهراً.
(28/72)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 73
وحدث عنه: أبو عمر بن عبد البر، وأبو محمد بن حزم، وجماعة. وكان مولده في سنة أربع
وثلاثمائة، وكان يلتزم صناعة الخزازين. توفي في ذي الحجة عن ثمانٍ وتسعين سنة.
(28/73)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 74
1 (وفيات سنة ثلاث وأربعمائة:)
4 (حرف الألف)
أحمد بن إبراهيم بن فراس العبقسي المكي. صاحب محمد بن إبراهيم الدبِيلي. يقال:
توُفي فيها. وقع لنا حديثه بعُلو. روى عنه: خلق كثير من الحُجاج، وآخر من روى عنه
أبو علي الحسن بن عبد الرحمن المكي الشافعي. وقيل: تُوفي سنة خمس. أحمد بن عبد
الله بن الحسين: أبو بكر البغدادي الحنبلي البزاز. سمع: ابن السماك، وابن زياد
النقاش. مات في ذي الحجة. أحمد بن فتح بن عبد الله بن علي: أبو القاسم المعافري
القُرطبي، التاجر المعروف بابن الرسان.
(28/74)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 75
روى عن: إسحاق بن إبراهيم الفقيه، وحج، فأدرك: حمزة الكناني، وأبا الحسن بن عُقبة
الرازي، وابن رشيق. وروى صحيح مسلم عن أبي العلاء بن ماهان. روى عنه: الصاحبان،
ويونس بن عبد الله، وأبو عمر بن عبد البر، والخولاني، ومحمد بن عتاب. قال
الخولاني: هو رجل صالح على هديٍ وسنة. صنف في الفرائض، وكان عنده فوائد جمة عوالي.
وقال غيره: وُلد سنة تسع عشرة وثلاثمائة. وتوفي في ربيع الأول مختفياً بعد طلبٍ
شديد بسبب مالٍ طُلب منه. روى ابن حزم، عن رجلٍ، عنه. أحمد بن فناخسرو بن الحسن بن
بويه: السلطان بهاء الدولة أبو نصر بن السلطان عضد الدولة. مذكور بلقبه. أحمد بن
محمد بن مسعود بن الحباب: أبو عمر القُرطبي الفقيه. قتلته البربر فيمن قتلوا يوم
دخلوا قُرطبة في سادس شوال. وكنا ذكرنا أن المهدي محمد بن هشام قُتل في آخر سنة)
أربعمائة، ورد المؤيد بالله إلى الخلافة. فبقي كذلك وجيوش البربر تحاصره، وراسلهم
ابن عمه سليمان بن الحكم. واتصل الحصار إلى شوال من هذا العام، فدخلوا مع سليمان
قُرطبة وبذلوا السيف، وقتلوا المؤيد بالله، وقُتل بقرطبة نيف وعشرون ألفا، منهم
خلق من العلماء والصلحاء رحمهم الله. وبايعوا المستعين بالله سليمان بن الحكم بن
(28/75)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 76
سليمان بن الناصر لدين الله الأموي، فعاث وأفسد وأخرب البلاد إلى أن قُتل صبراً في
سنة سبعٍ وأربعمائة. إسماعيل بن الحسن بن هشام: سمع: أبا عبد الله المحاملي، وابن
عُقدة، ومحمد بن عبيد الله بن العلاء. وقال البرقاني: صدوق، ثقة. روى عنه: هبة
الله اللالكائي، وأبو القاسم علي بن البسري، وجماعة أخذ أبو القاسم ابن السمرقندي
عنهم. توفي في جمادى الآخرة، وصلى عليه أبو حامد إسفرائيني. إسماعيل بن عمر بن
سبنك: القاضي أبو الحسين البجلي، من ولد جرير بن عبد الله. كان يقضي بباب الأزج.
يروي عن: أبي بكر الشافعي، وأبي عبد الله بن مُحرم. حدث عن: ولده محمد، وعبد
العزيز الأزجي. ثقة، مات ببغداد، رحمه الله. أيلك خان: أخو الخان الكبير طُغان.
تجهز أيلك في جيش طُغان ملك بلاد الترك، فاستولى على بُخارى
(28/76)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 77
وسمرقند وأزال الدولة السامانية، وتوطد مُلكه. وكان قصد بلخ ليأخذها، فعجز عن حرب
ابن سُبكتكين، ووقع بينه وبين أخيه. فلما مات في هذه السنة استولى أخوه طُغان على
ما وراء النهر، واتسعت ممالكه. فقصده ملك الصين في مائة ألف خِركاه، فجمع طُغان
وحشد، وتزلزل المسلمون، واشتد الخطب، ونفر للجهاد خلق من المطوعة حتى اجتمع لطُغان
نحو من مائة ألف مقاتل، وكثر الإبتهال والتضرع إلى الله تعالى، والتقى الجمعان،
والتطم البحران، وصبر الفريقان، ودامت الحرب أياماً على ملاحم لم يدر من فتق
العروق، وضرب الحُلوق، واصطدام الخيول، أصوات أنواء، أم صب دماء، ولمع بُرُوق، أو
وقع سُيوف، وظُلمة ليل، أم نقع خيل. فيا لها ملحمة من ملاحم الإسلام لم يعهد مثلها
في هذه الأعوام، وفي كل ذلك يتولى الله بنصره، حتى وثق المؤمنون بالتأييد، وتلاقوا
ليومٍ على فيصل الحرب. وثبتوا، ولذ لهم الموت، حتى قال أبو النصر محمد بن عبد
الجبار في تاريخه: فغادروا من جماهير الكفار قريباً من مائة ألف عنان صرعى على وجه
البسيطة، عن نفوسٍ موقوذة،) ورؤوس منبوذة، وأيدٍ عن السواعد مجزوزة، بدعوة جفلاء
للسباع والطيور. وأفاء الله على المسلمين مائة ألف غلام كالبدور، وجواري كالحور،
وخيل ملأت الفضاء، وضاقت بها الغبراء. فعم السرور، وزينت المدائن والثغور. ولم
ينشب طُغانُ بعد أن رجع من هذه الوقعة الميمونة أن توفاه الله سعيداً شهيداً،
وتملك بعده أخوه، فزوج السلطان محمود ابنه بكريمة هذا الملك وعمل عرسه عليها وزينت
بلخ.
4 (حرف الباء)
بهاء الدولة:
(28/77)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 78
أبو نصر ابن سلطان عضد الدولة بن بويه الديلمي. توفي بأرجان في جمادى الأولى، وله
اثنتان وأربعون سنة. وكانت أيامه اثنتين وعشرين سنة ويومين. ومات بعلة الصرع، وولي
بعده ابنه سلطان الدولة اثنتي عشر سنة. وولي هو السلطنة ببغداد بعد أخيه شرف
الدولة، وهو الذي خلع الطائع لله، كما تقدم.
4 (حرف الحاء)
الحسن بن حامد بن علي بن مروان: أبو عبد الله البغدادي الوراق. شيخ الحنابلة. قال
القاضي أبو يعلى: كان ابن حامد مدرس أصحاب أحمد وفقيههم في زمانه. وله المصنفات
العظيمة منها: كتاب الجامع، نحو أربعمائة جزء يشتمل على اختلاف العلماء. وله
مصنفات في أصول السنة، وأصول الفقه، وكان معظماً في النفوس، مقدماً عند الدولة
والعامة.
(28/78)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 79
قال الخطيب: روى عن ابي بكر محمد بن عبد الله الشافعي، والخُتلي، وأبي بكر بن مالك
القطيعي. ثنا عنه علي الأهوازي. وقال أبو الحسين بن الفراء في طبقات الحنابلة إنه
سمع أبي بكر النجاد أيضاً، وأنه تفقه على أبي بكر عبد العزيز غلام الخلال، وغيره.
وعليه تفقه: القاضي أبو يعلى، وأبو طالب العُشاري، وأبو بكر الخياط المقريء. وكان
قانعاً متعففاً، يأكل من نسخ يده ويتقوت. وكان يكثر الحج. قال الخطيب: توفي بطريق
مكة. قلت ولعله هلك جوعاً وعطشاً. فإن هذا العام كانت وقعة القرعا، بطريق مكة.
وذاك أن بني خفاجة، قاتلهم الله، أخذوا الركب في القرعا، فقيل إنه هلك خمسة عشر
ألف إنسان من الوفد. فإنا لله وإنا إليه راجعون. الحُسين بن الحسن بن محمد بن
حليم. القاضي أبو عبد الله الحليمي البخاري الفقيه) الشافعي. أوحدُ الشافعيين بما
وراء النهر، وأنظرهم وآدبهم بعد أستاذه أبي بكر القفال، وأبي بكر الأودي.
(28/79)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 80
سمع: أبا بكر محمد بن أحمد بن جنب، وبكر بن محمد المروزي، وغيرهما. وكان مولده
بجرجان سنة ثمانٍ وثلاثين وثلاثمائة. وحُمل إلى بُخارى صغيراً. وقيل: بلُ ولد
ببخارى. وكان رئيس أصحاب الحديث، وله التصانيف المفيدة، ينقلُ منها البيهقي
كثيراً. وله وجوه حسنة في المذهب. روى عنه الحاكم مع تقدمه. وتوفي في ربيع الأول.
وروى عنه: أبو زكريا عبد الرحيم البخاري، وأبو سعد الكَنْجرودي. الحسين بن محمد بن
محمد بن علي بن حاتم: أبو علي الروذباري الطوسي. سمع: إسماعيل بن محمد الصفار،
وعبد الله بن عمر بن شوذب، والحسين بن الحسن الطوسي، وأبا بكر بن داسه، والقاسم بن
أبي صالح الهمداني. وحدثبسنن أبي داود بنيسابور. وقد سماه أبو عبد الله الحاكم
وحده: الحسن، وقال: كتبنا عن أبيه، وعن جده. وقدم نيسابور بمسألة جماعة من الأشراف
والعلماء ليحدثهم بالسنن. وعقد له المجلس في الجامع، فمرض ورُد إلى وطنه
بالطابران، فُتُوفي في ربيع الأول. قلت: روى عنه: الحاكم، وأبو بكر البيهقي، وأبو
الفتح نصر بن علي الطوسي شيخ وجيه الشحامي، وفاطمة بنت الدقاق، وخلق.
(28/80)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 81
4 (حرف الخاء)
خلف بن سلمة بن خميس: أبو القاسم القُرطبي. روى عن: عباس بن أصبغ، وأبي عبد الله
بن نوح. وكان عدلاً. قُتل يوم أخذ قُرطبة.
4 (حرف السين)
سعيد بن عبد الرحمن بن محمد بن محمد: أبو عمرو الكاغدي. تُوفي في رجب بخُراسان.
4 (حرف العين)
عبد الله بن إبراهيم بن عبد الله بن محمد: أبو سلمة الأزدي المتولي الهروي. تُوفي
في رمضان. عبد الله بن عبد الرحمن بن عثمان: أبو محمد بن غلْبُون الخولاني
القُرطبي. روى عن: مسلمة بن القاسم، وأبي جعفر بن عون الله. ورحل سنة إحدى وسبعين.
وسمع بمصر من) عتيق بن موسى موطأ يحيى بن بُكير، بسماعه من أبي الرقراق، بسماعه من
أبي بُكير، ومن جماعة.
(28/81)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 82
ولد سنة ثلاثين وثلاثمائة، وتُوفي في شوال. روى عنه ابنه أبو عبد الله محمد. عبد
الله بن عبد العزيز بن أبي سُفيان: أبو بكر الغافقي القُرطبي. روى عن: أبيه. حدث
عنه: الصاحبان، وأبو حفص الزهراوي، ويونس بن مُغيث، وقاسم بن هلال، وعبد الرحمن بن
يوسف. تُوفي في رجب. عبد الله بن محمد بن يوسف بن نصر: الحافظ أبو الوليد بن
الفرضي القُرطبي. مصنف تاريخ الأندلس أخذ عن: أبي جعفر بن عون الله، وابن مُفرج،
وعبد الله بن قاسم، وخلف بن القاسم، وعباس بن أصبغ، وخلق. وحج، فأخذ عن: يوسف بن
الدخيل، وأحمد بن محمد بن المهندس، والحسن بن إسماعيل الضراب، وأبي محمد بن أبي
زيد، وأحمد بن رحمون، وأحمد بن نصر الداوودي.
(28/82)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 83
وله مصنف في أخبار شطر الأندلس، وكتاب في المؤتلف والمختلف، وفي مُشتبه النسبة.
روى عنه ابن عبد البر، وقال: كان فقيهاً عالماً في جميع الفنون في الحديث والرجال.
أخذت معه عن أكثر شيوخي. وكان حسن الصُّحبة والمعاشرة. قتلته البربر، وبقي مُلقي
في داره ثلاثة أيام. أنشدنا لنفسه:
(أسيرُ الخطايا عند بابِك واقفُ .......... على وجل مما به أنت عارفُ.)
(يخافُ ذُنُوباً لم يغبْ عنك غَيْبُها .......... ويرجوك فيها فهو راجٍ وخائفُ.)
(ومن ذا لذي يرجو سِواك ويتقي .......... ومالك في فصلِ القضاء مُخالفُ.)
(فيا سيدي، لا تُخزِني في صحيفتي .......... إذا نُشرتْ يوم الحساب الصحائفُ)
(وكُن مؤنسي في ظُلمة القبر عندما .......... يصدُّ ذوو ودي ويجفو المُوالِفُ.)
(لئن ضاق عني عفوك الواسع الذي .......... أرجى لإسرافي فإني لتالفُ.)
وقال أبو مروان بن حيان: وممن قُتل يوم فتح قُرطبة الفقيه الأديب الفصيح ابن
الفرضي، ووري متغيراً من غير غسلٍ ولا كفن ولا صلاة. ولم يُر مثله بقُرطبة في سعة
الرواية، وحِفظ الحديث، ومعرفة الرجال، والافتتان في العلوم والأدب البارع. وولد
سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة، وحج سنة اثنتين وثمانين. وجمع من الكتب أكثر ما جمعه
أحد من علماء البلد.) وتقلد قراءة الكُتب بعهد العامرية. واستقضاه محمد المهدي
ببلنسية وكان حسن البلاغة والخط. وقال الحُميدي: ثنا علي بن أحمد الحافظ: أخبرني
أبو الوليد بن
(28/83)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 84
الفرضي قال: تعلقتُ بأستار الكعبة، وسألت الله الشهادة، ثم انحرفتُ وفكرتُ في هول
القتل، فندمتُ، وهممتُ أن أرجعُ، فأستقيل الله ذلك، فاستحييت. قال الحافظ أبو محمد
بن حزم: فأخبرني من رآه بين القتلى ودنا منه فسمعه يقول بصوتٍ ضعيف: لا يكلم أحد
في سبيل الله، والله أعلم بمن يكلم في سبيله إلا جاء يوم القيامة وجُرحه يثعبُ
دماً، اللون لون الدم، والريح ريح المِسك كأنه يعيد على نفسه الحديث الوارد في
ذلك. قال: ثم قضى على إثر ذلك رحمه الله. وأنشد له ابن حزم رحمه الله:
(إن الذي أصبحتُ طوع يمينهِ .......... إن لم يكن قمراً فليس بدونهِ.)
(ذُلي له في الحب من سُلطانه .......... وسقام جسمي من سقام جُفونهِ.)
عبد الرحمن بن عثمان بن سعيد بن ذُنين بن عاصم: أبو المُطرف الصدفي الطليطلي. روى
عن: أبي المُطرف عبد الرحمن بن عيسى، ومسلمة بن القاسم، وتميم بن محمد. وحج سنة
إحدى وثمانين، وأخذ عن: أبي بكر المهندس، وأبي إسحاق الثمار، وأبي الطيب بن غلبون،
وأبي محمد بن أبي زيد.
(28/84)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 85
وكان ذا عناية بالحديث. شُهر بالعلم والعمل والورع والتعفف. وكان يعظ ويُذكر. وكان
الناس يرحلون إليه لثبته سعة روايته. وله تصانيف. روى عنه: ابنه عبد الله، وجماعة.
وتوُفي في ذي القعدة، وهو في عشر الثمانين. عبد العزيز بن عبد الرحمن بن عبد الملك
بن جهور القُرطبي: أبو الأصبغ روى عن: أبي بكر محمد بن معاوية، وأحمد بن سعيد بن
حزم. وروى عنه: أبو عمر بن عبد البر، وأبو عبد الله الخولاني. توفي في ذي الحجة.
عبد الملك بن علي بن محمد بن حاتم: أبو علي الشيرازي السمسار. مات في بشيراز في
رمضان. علي بن محمد بن خلف: الإمام أبو الحسن المعافري القروي القابسي الفقيه
المالكي، عالم أهل إفريقية.
(28/85)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 86
حج، وسمع: حمزة بن محمد الكناني، وأبا زيد المروزي، وجماعة. وأخذ بإفريقية عن: ابن
مسرو الدباغ، ودراس بن إسماعيل. وكان حافظاً للحديث وعلله ورجاله، فقيهاً أصولياً
متكلماً، مصنفاً صالحاً منقباً. وكان أعمى لا يرى شيئاً، وهو مع ذلك من أصح) الناس
كُتُباً، وأجودهم تقييداً. يضبط كُتُبه ثقاتُ أصحابه. والذي ضبط له صحيح البخاري
بمكة رفيقه أبو محمد الأصيلي. ذكره حاتم الأطرابلس فقال: كان زاهداً ورِعاً يقظاً،
لم أر بالقيروان إلا معترفاً بفضله. تفقه عليه: أبو عِمران القابسي، وأبو القاسم
اللبيدي، وعتيق السوسي، وغيرهم. وألف تواليف بديعة ككتاب الممهد في الفقه، و أحكام
الديانات والمنقذ من شُبه التأويل، وكتاب المنبه للفطن من غوائل الفتن، وكتاب ملخص
الموطأ، وكتاب المناسك، وكتاب الإعتقادات، وسوى ذلك من التصانيف. وكان مولده سنة
أربعٍ وعشرين وثلاثمائة. وتوفي في ربيع الآخر بمدينة القيروان. وبات عند قبره خلق
من الناس، وضُربت الأخبية لهم. ورثاه الشعراء. وقيل له القابسي لأن عمه كان يشد
عمامته شدة قابسية. وممن روى عنه: أبو محمد عبد الله بن الوليد بن سعد الأنصاري
الفقيه من شيوخ أبي عبد الله الرازي.
(28/86)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 87
قال أبو عمرو الداني: أبو الحسن بن القابسي أخذ القراءة عرضاً عن أبي الفتح بن
برهن. وعليه كان اعتماد إقراء القرآن بالقيروان دهراً. ثم قطع الإقراء لما بلغه أن
بعض أصحابه أقرأ الوالي. ثم أعمل نفسه في درس الفقه ورواية الحديث، إلى أن رأس
فيهما وبرع، وصار إمام عصره، وفاضل دهره. كتبنا عنه شيئاً كثيراً. وبقي في الرحلة
من سنة اثنتين وخمسين إلى سنة سبعٍ وخمسين وثلاثمائة، رحمه الله. علي بن محمد بن
أحمد بن علي: أبو القاسم النوشجاني. مات في رمضان.
4 (حرف الفاء)
فتح بن إبراهيم: أبو النصر الأموي القشاري الطليطلي. حج، وسمع بمكة من الآجري،
وبمصر، والقيروان. وكان صالحاً عابداً قانتاً مجتهداً في طلب العلم. روى عنه: أبو
جعفر بن ميمون. وتوفي في رجب وله ثمانون.
4 (حرف الميم)
محمد بن سعيد بن السري: أبو عبد الله الأموي القُرطبي الحرار. رحل، ولقي أبا عبد
الله البلخي، والحسن بن رشيق، ومحمد بن موسى النقاش.)
(28/87)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 88
وصنف كتاب يوم وليلة، وكتاب واضح الدلائل روى عنه: أبو عبد الله بن عبد السلام
الحافظ، وأبو حفص الزهراوي. قتلته البربر في دخولهم قُرطبة. وكان استقبلهم شاهراً
سيفه يناديهم: إلي إلي يا حطب النار، طُوبى لي إن كنتُ من قتلاكم. فقتلوه رحمه
الله عليه. وكان قد امتحن في العصبية مع محمد بن أبي عامر، فأخرجه من قُرطبة، ثم
رجع. محمد بن الطيب بن محمد بن جعفر بن القاسم: القاضي أبو بكر الباقلاني، صاحب
التصانيف في علم الكلام. سكن بغداد. وكان في فنهِ أوحد زمانه. سمع: أبا بكر
القطيعي، وأبا محمد بن ماسي. وخرج له أبو الفتح بن أبي الفوارس. وكان ثقة عارفاً
بعلم الكلام. صنف في الرد على الرافضة والمعتزلة والخوارج والجهمية. وذكره القاضي
عياض في طبقات الفقهاء المالكية، فقال: هو الملقب بسيف السنة ولسان الأمة، المتكلم
على لسان أهل الحديث وطريق أبي الحسن الأشعري.
(28/88)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 89
وإليه انتهت رئاسة المالكيين في وقته. وكان له بجامع المنصور حلقه عظيمة. روى عنه:
أبو ذر الهروي، وأبو جعفر محمد بن أحمد السمناني، والحسين بن حاتم. قال الخطيب:
كان ورده كل ليلة عشرين ترويحة في الحضر والسفر، فإذا فرغ منها كتب خمساً وثلاثين
ورقةً من تصنيفه. سمعت أبا الفرج محمد بن عمران يقول ذلك. وسمعتُ علي بن محمد
الحربي يقول: جميع ما كان يذكر أبو بكر بن الباقلاني من الخلاف بين الناس صنفه من
حفظه، وما صنف أحد خلافاً إلا احتاج أن يُطالع كُتب المخالفين سوى ابن الباقلاني.
قلت: أخذ ابن باقلاني علم النظر عن أبي عبد الله محمد بن أحمد بن مجاهد الطائي
صاحب الأشعري. وقد ذهب في الرسلية إلى ملك الروم، وجرت له أمور، منها أن الملك
أدخله عليه من باب خوخة ليدخل راكعاً للملك، ففطن لها ودخل بظهر. ومنها أنه قال
لراهبهم: كيف الأهل والأولاد فقال له الملك: أما علمت أن الراهب يتنزه عن هذا
فقال: تنزهونه عن هذا ولا تنزهون الله عن الصاحبة والولد. وقيل: إن طاغية الروم
سأله كيف جرى لعائشة، وقصد توبيخه، فقال: كما جرى لمريم فبرأ الله المرأتين، ولم
تأتِ عائشة بولد. فأفحمه فلم يُحر جواباً. قال الخطيب: سمعت أبا بكر الخوارزمي
يقول: كل مصنف ببغداد إنما
(28/89)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 90
ينقل من كُتب الناس إلى تصانيفه، سوى القاضي أبي بكر، فإن صدره يحوي علمه وعلم
الناس. وقال أبو محمد اليامي: لو أوصى رجل بثلث ماله لأفصح الناس لوجب أن يدفع إلى
أبي بكر) الأشعري. وقال الإمام أبو حاتم محمود بن الحسين القزويني: كان ما يضمره
القاضي أبو بكر الأشعري من الورع والديانة أضعاف ما كان يُظهره، فقيل له في ذلك
فقال: إنما أظهر ما أظهره غيظاً لليهود، والنصارى، والمعتزلة، والرافضة، لئلا
يستحقروا علماء الحق. وأضمر ما أضمره، فإني رأيت آدم مع جلالته نودي عليه بذوقه،
وداود بنظره، ويوسف بهمه، ونبينا بخطره عليهم السلام. ولبعضهم في أبي بكر الباقلاني:
(أنظر إلى جبلٍ تمشي الرجال به .......... وانظر إلى القبر ما يحوي من الصلفِ)
(وانظر إلى صارم الإسلام متغمداً .......... وانظر إلى دُرة الإسلام في الصدفِ)
وتوفي في ذي القعدة لسبعٍ بقين منه. وصلى عليه ابنه الحسن. ودُفن بداره، ثم نُقل
إلى مقبرة باب حرب. محمد بن عبد الله بن محمد بن عفان بن سعيد: أبو جعفر الأسدي
القُرطبي. سمع من: أبيه كثيراً. ومن: قاسم بن أصبغ، ووهب بن مسرة في الصغر مع
والده. روى عنه: قاسم بن إبراهيم الخزرجي، وأبو عمر بن عبد البر، وغيرهما. ولُد
سنة عشرين وثلاثمائة، وقيل بعدها. محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن محبور:
(28/90)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 91
أبو عبد الرحمن الدهان. له فوائد منتقاة، روى فيها عن: أبي حامد بن بلال، فمن
بعده. وتوفي بنيسابور في هذه السنة أو بعدها. محمد بن قاسم بن محمد: أبو عبد الله
الأموي القُرطبي الجالطي. وجالطة: من قُرى قُرطبة. روى عن: أبي عبيد الجُبيري.
وعن: أبي عبد الله الرياحي، وغيرهما. وحج سنة سبعين، وأخذ هناك عن جماعة. وسمع
منه: أبو محمد بن زيد كتاب رد الزُبيري على ابن مسرة. وكان من أهل العلم والحفظ
والصلاح، من الفقهاء والأدباء. ولي الشورى مع أبي بكر التجيبي. وولى الصلاة بجامع
الزهراء. وولي أحكام الشرطة. واستشهد على يد البربر يوم تغلبهم على قُرطبة. وكان
مولده سنة ست وثلاثين وثلاثمائة. حدث عنه: أبو عمر بن عبد البر، وغيره. محمد بن
موسى: أبو بكر الخوارزمي الحنفي. شيخ أهل الرأي ومُفتيهم. وانتهت إليه الرئاسة في
مذهب أبي حنيفة بالعراق.
(28/91)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 92
وكان قد تفقه على أبي بكر الرازي أحمد بن علي. وسمع الحديث من أبي بكر الشافعي.
روى عنه أبو بكر البرقاني، وقال: سمعته يقول: ديننا) دين العجائز ولسنا من الكلام في
شيء. وكان له إمام حنبلي يصلي به. وقال القاضي أبو عبد الله الصيمري: ثم صار إمام
أصحاب أبي حنيفة ومُفتيهم شيخنا أبو بكر محمد بن موسى الخوارزمي، وما شاهد الناس
مثله في حسن الفتوى وحُسن التدريس. وقد دُعي إلى ولاية الحكم مراراً فامتنع وتوفي
في جُمادى الأولى رحمه الله.
4 (حرف الهاء)
هبة الله بن الفضيل بن محمد: أبو يعلى الفضيلي الهروي. روى عنه: إسحاق القراب في
ذي القعدة. هشام بن الحكم: يحول إلى هنا. الهيثم بن أحمد بن محمد بن سلمة: أبو
الفرج القُرشي الدمشقي الفقيه الشافعي، المعروف بابن الصباغ. إمام مسجد سوق اللؤلؤ.
قرأ علي: أبي الفرج الشنبُوذي، وأبي الحسن علي بن محمد بن إسماعيل. وصنف قراءة
حمزة. وحدث عن: ابن أبي العقب، وأبي عبد الله بن مروان، وأبي علي بن آدم، وجماعة.
(28/92)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 93
روى عنه: علي بن محمد بن شجاع، وعلي الحنائي، وأبو علي الأهوازي، وآخرون. وكان من
فُضلاء الشاميين. توفي في ربيع الأول.
4 (حرف الياء)
يوسف بن هارون: أبو عمر الرمادي القُرطبي. شاعر أهل الأندلس في عصره. روى كتاب
النوادر لأبي علي القالي. روى عنه: أبو عمر بن عبد البر قطعة من شعره. وكان يُلقب
بأبي جنيش. وكان فقيراً مُعدماً في آخر أيامه، ومنهم من يلقبه بأبي رماد. وروى عنه
من القدماء الوليد بن بكر الأندلس قوله من قصيدة:
(أضعُتمُ الرُشد في مُحبٍ .......... ليس يرى في الهوى جناحاَ)
(بُحتْ بحبي ولو غرامي .......... يكون في جلمدٍ لباحا)
(لم يستطيع حمل ما يُلاقي .......... فشق أثوابه وناحا)
(تُحير المُقلتين، قل لي: .......... هل شربت مُقلتاك راحا؟)
(28/93)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 94
(نفسي فِدا لِمة وقد .......... كحلت الليل والصباحا)
(ومُقلةٍ أولعتْ بقتلي .......... قد صيرت لحظها سلاحا)
)
(وعقربٍ سُلطت علينا .......... تملأ أكبادنا جراحا)
ومن قصيدته في أبي علي القالي، أولها:
(من حاكم بيني وبين عذُولي .......... الشجو شجوي والعويلُ عويلي)
(في أي جارحةٍ أصون مُعذبي .......... سلمت من التعذيب والتنكيلِ)
(إن قلتُ في بصري فثم مدامعي .......... أو قلتُ في كبدي فثم غليلي)
وله في ألثغ:
(لا الراء تطمع في الوصال ولا أنا .......... الهجرُ يجمعنا ونحن سواءُ)
(فإذا خلوتُ كتبتها في راحتي .......... وبكيتُ منتحباً أنا والراءُ)
وله:
(لا تُنكروا غُزر الدموع فكلما .......... ينحلُ من جسمي يصير دموعا)
(والعبدُ قد يعصي وأحلف أنني .......... ما كنتُ إلا سامعاً ومُطيعا)
(قولوا لمن أخذ الفؤاد مسلما .......... يمنُن علي برده مصدوعا)
ومن شعره في صاحب سرقُسطة عبد الرحمن بن محمد التُجيبي، وأجازه بثلاثمائة دينار:
(قفوا تشهدوا بثي وإنكار لائمي .......... علي بكائي في الرُسوم الطواسم)
(أنأمنُ من أن تغدُو حريق تنفسي .......... وإلا غريقاً في الدموع السواجم)
(وما هي إلا فُرقةٌ تبعث الأسى .......... إذا نزلت بالناس أو بالبهائم)
وله:
(قالوا: اصطبر وهو شيء لست أعرفه .......... من ليس يعرف صبراً كيف يصطبرُ)
(28/94)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 95
(أوصي الخلي بأن يُغضي الملاحظ عن .......... غر الوجوه، ففي إهمالها غررُ)
(وفاتنُ الحُسنِ قتالُ الهوى، نظرت .......... عيني إليه، فكان الموتُ والنظرُ)
(ثم انتصرتُ بعيني وهي قاتلتي .......... ماذا تريد بقتلي حين تنتصرُ)
وقد كان المستنصر بالله سجنه مدة لكونه هجاه تعريضاً في بيت، فقال:
(يُولي ويعزل من يومه .......... فلا ذا يتمُ ولا ذا يتمُ.)
(28/95)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 96
1 (وفيات سنة أربع وأربعمائة:)
4 (حرف الألف)
أحمد بن علي بن عمرو: الحافظ أبو الفضل السُليماني البيكندي البخاري. رحل إلى
الآفاق، ولم يكن له نظيرٌ في عصره ببُخارى حِفظاً وإتقاناً، وعُلو إسناد، وكثرة
تصانيف. سمع: محمد بن حمدويه بن سهل، وعلي بن إسحاق المادرائي، ومحمد بن يعقوب
الأصم، ومحمد بن صابر بن كاتب البخاري، ومحمود بن إسحاق الخُزاعي، وصالح بن زُهير
البُخاريين، وعلي بن سختُويه، وعلي بن إبراهيم بن معاوية، النيسابوريين، وعبد الله
بن جعفر بن فارس الإصبهاني. قال ابن السمعاني في كتاب الأنساب: السُليماني نُسب
إلى جده لأمه أحمد بن سُليمان البيكندي. له التصانيف الكبار. وكان يصنف في كل جمعة
شيئاً، ويدخل من بيكند إلى بُخارى، ويحدث بما صنف. روى عنه: جعفر بن محمد
المستغفري، وولده أبو ذر محمد بن جعفر، وجماعة بتلك الديار.
(28/96)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 97
توفي في ذي القعدة، وله من العمر ثلاثٌ وتسعون سنة. فإنه ولد إحدى عشرة وثلاثمائة.
أحمد بن علي بن الحسن بن بشر: أبو عبد الله القطان. بغدادي، ثقة. سمع: الحسين بن
عياش، وعثمان بن السماك. وعنه: أبو محمد الخلال. أحمد بن محمد بن نفيس: أبو الحسين
الملطي. روى عن: الحسن بن حبيب الحصائري الدمشقي. روى عنه: علي الحنائي، وأبو علي
الأهوازي. وكان عدلاً. أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم الجوزي البروي: خُرساني.
توفي في ربيع الآخر. إبراهيم بن عبد الله بن حصن: أبو إسحاق الغافقي الأندلسي.
محتسب دمشق.
(28/97)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 98
طوف البلاد، وسمع: أبا بكر القطيعي ببغداد، وأبا الطاهر الذهلي بمصر، وأبا أحمد
الغطريفي بجرجان، والميانجي بدمشق، وولي حسبتها سنة خمسٍ وتسعين وثلاثمائة. روى
عنه: أبو نصر الحبان. قال ابن الأكفاني: حكى لنا شيوخنا أن هذا كان صارماً في
الحسبة. وكان بدمشق قطائفي، فكان المحتسب يريد أن يؤذيه، فإذا رآه مقبلاً قال: بحق
مولانا أمضِ عني. فيمضي عنه. فغافله يوماً وأتاه من خلفه وقال: وحق مولانا لا بد
أن تنزل. فأمر بإنزاله وتأديبه. فلما ضرب) درة قال: هذه في قفا أبي بكر. فلما ضُرب
الثانية قال: هذه في قفا عمر. فلما ضُرب الثالثة قال: هذه في قفا عثمان. فقال
المحتسب: أنت لا تعرف أسماء الصحابة، والله لأصفعنك بعدد أهل بدر ثلاثمائة وبضعة
عشر. فصفعه بعدد أهل بدر وتركه. فمات بعد أيام من ألم الصفع. فبلغ إلى مصر، فأتاه
كتاب الحاكم يشكره على ما صنع. وقال: هذا جزاء من ينتقص السلف الصالح. توفي أبو
إسحاق في ذي الحجة.
4 (حرف الحاء)
حاتم بن محمد بن يعقوب بن إسحاق بن محمود: الشيخ أبو محمود بن أبي محمود بن أبي
حاتم المحمودي الهروي المحدث ابن المحدث ابن المحدث. له مصنف في السُنن نحو مائة
جزء. وكان من حُفاظ هراة. روى عن: الحسن بن عمران الحنظلي، وحامد الرفاء، وهذه
الطبقة. روى عنه: نجيب الواسطي.
(28/98)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 99
حبيب بن أحمد بن محمد بن نصر: أبو عبد الله الشطجيري، الشاعر الأديب القُرطبي.
مولى بني أمية. روى عن: قاسم بن أصبغ، وأبي علي البغدادي، وثابت بن قاسم. وكان
مولده في سنة أربع وعشرين وثلاثمائة. روى عنه: أبو عمرو الداني، وقاسم بن هلال.
وخرج من قُرطبة هذا العام وانقطع خبره. الحسين بن عثمان بن علي البغدادي: أبو عبد
الله المجاهدي المقريء الضرير. نزيل دمشق. توفي في جمادى الأولى، وقد جاوز المائة.
كذا ورخه الأهوازي. وورخه الكتاني سنة أربعمائة. وقال رشأ بن نظيف: قرأت عليه
برواية أبي عمرو، وأخبرني أن ابن مجاهد علمه القرآن كله. قلت: وهو آخر من قرأ عليه
ابن مجاهد. الحسن بن علي: أبو محمد السجستاني. القاضي الخطيب. توفي في جمادى
الآخرة. الحسين بن أحمد بن جعفر: أبو عبد الله بن البغدادي الزاهد.
(28/99)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 00
كان ورعاً زاهداً خاشعاً صادقاً فقيهاً حنبلياً. سمع: عبد الله بن إسحاق
الخُراساني. روى عنه: القاضي محمد بن الحسين أبو يعلى. وتوفي في شعبان. وكان كبير
الشأن لا ينام إلا عن غلبة، ولا يدخل حماماً. وربما كان يخرج رأسه ميشوم أو وجهه.
كان ينعس فيقع على المحبرة، أو على المجمرة، رحمه الله.
4 (حرف الزاي)
) زكريا بن خالد بن زكريا بن سماك: أبو يحيى الضني، من أهل وادي آش، مدينة
بالأندلس. روى عن: سعيد بن فحلُون، وقاسم بن أصبغ. وولد سنة عشرة وثلاثمائة في
المحرم. ومات في آخر سنة أربع. روى عنه: أبو عمر الطلمنكي، وأبو عمر بن الحذاء
وقال: هو صحيح الرواية عن سعيد بن فحلُون. زيد بن عبد الله بن محمد: أبو الحسن
التنوخي البلوطي، نزيل أكواخ بانياس. حدث عن شيخه إبراهيم بن مهدي البلوطي بكتاب
الجوع. روى عنه: علي الحنائي، وأبو علي الأهوازي، وجماعة. وقال الكتاني: توفي زيد
البلوطي العابد في شعبان، ودُفن بباب كيسان. وكان سالم المذهب.
(28/100)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 01
4 (حرف السين)
سعيد بن محمد بن عبد البر: أبو عثمان الثقفي المقريء، من أهل ثغر الأندلس. قرأ على
أبي بكر محمد بن عبد الله المعافري بمصر سنة اثنتين وخمسين ثلاثمائة. وسمع من:
حمزة الكناني، وغيره. قال أبو عمرو الداني: سمعته يقول: أصلي من الطائف، وحججتُ
سنة تسعٍ وأربعين. مات بسرقسطة سنة أربعٍ وأنا بها. سليمان بن بيطير بن سليمان بن
ربيع: أبو أيوب القرطبي الكلبي الفقيه المالكي. كان رجلاً تقياً عارفاً بمذهب
مالك، مصنفاً مشاوراً. روى عن: أبي بكر بن الأحمر، وأبي عيسى الليثي، وابن
القوطية. وتوفي بمالقة. ولد سنة ست وثلاثمائة. سهل بن محمد بن سليمان بن محمد:
الإمام أبو الطيب ابن الإمام أبي سهل العجلي الحنفي الصعلوكي
(28/101)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 02
النيسابوري. الفقيه الشافعي مفتي نيسابور وابن مُفتيها. تفقه على: أبيه. وسمع من:
أبي العباس الأصم، وأبي علي الرفاء، وجماعة من أقرانهما. ودرس الفقه، واجتمع إليه
خلق. قال أبو عبد الله الحاكم: هو أنظر من رأينا. وتخرج به جماعة، وحدث وأملى.
قال: وبلغني أنه كان في مجلسه أكثر من خمسمائة محبرة. وقال أبو إسحاق: كان فقيهاً
أديباً جمع رئاسة الدين والدنيا. وأخذ عنه فقهاء نيسابور. وقال الحاكم: كان أبوه
يُجله ويقول: سهل والد. قلت: روى عنه الحاكم، وأبو بكر البيهقي، ومحمد بن سهل أبو
نصر الشاذياخي، وآخرون. ومن بديع نثره: من تصدر قبل أوانه، فقد تصدى لهوانه. وقال:
إذا كان رضى الخلق معسوراً لا يدرك، كان ميسوره لا يترك. إنما نحتاج إلى أخوات
العشرة) لذمان العسرة توفي رحمه الله في رجب.
4 (حرف العين)
عبد الرحمن بن أحمد بن سعيد: أبو المُطرف البكري. عُرف بابن عجب القُرطبي الحافظ
لمذهب مالك. كان متبحراً في الفقه، من علماء قرطبة. توفي في ثاني المحرم من السنة.
(28/102)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 03
عبد الرحمن بن محمد بن عبد الغفار بن محمد بن يحيى: أبو أحمد الهمذاني، إمام
الجامع. الشيخ الصالح. روى عن: عبد الرحمن بن حمدان الجلاب، والقاسم بن أبي صالح،
وأبي عبد الله بن أوس، ومحمد بن يوسف الكسائي، وأبي القاسم بن عبيد، وعبد الغفار
بن أحمد الفقيه، وحامد الرفاء، وخلق. روى عنه: أبو مسعود أحمد بن محمد البجلي،
وأبو منصور بن عيسى، ويوسف خطيب همدان، وأحمد بن عيسى بن عباد الدينوري، وعبد
الحميد بن الحسن الفقاعي. قال شيرويه: كان ثقة صدوقاً. ولد سنة أربع عشرة
وثلاثمائة بأردبيل. ومات في جمادى الآخرة، وله تسعون سنة. وقبره يزار. عبد الملك
بن بكران بن العلاء. أبو الفرج النهرواني المقريء القطان. من أعيان المقرئين
بالروايات بالعراق. قرأ على: زيد بن أبي بلال الكوفي، وعبد الواحد بن أبي هاشم،
وأبي بكر النقاش، وبكار بن أحمد، وأبي القاسم هبة الله بن جعفر، وأبي بكر بن
مُقسم. وله مصنف في القراءآت. وسمع من: جعفر الخُلدي، وأبي بكر النجاد. روى عنه
القراءآت تلاوة: أبو علي غلام الهراس، ونصر بن عبد العزيز الفارسي، وأبو علي الحسن
بن علي بن عبد الله العطار. وحدث عنه: أحمد بن رضوان الصيدلاني، وغيره. وكان عبداً
صالحاً قُدوة.
(28/103)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 04
وثقه الخطيب، وقال: توفي في رمضان. عبدة بن محمد بن أحمد بن ملة. أبو بكر الهروي
البزاز. توفي في آخر السنة. عبيد الله بن القاسم المراغي: أبو الحسن. حدث بأطرابلس
عن: خيثمة بن سليمان، وأبي العباس بن عتبة الرازي. روى عنه: محمد بن علي الصوري،
ومحمد بن أحمد بن عيسى السعدي. علي بن جعفر بن محمد بن سعيد: أبو الحسن الرازي
المقريء الخطيب. توفي في شعبان. علي بن سعيد الإصطخري: ثم البغدادي. القاضي أبو
الحسن المعتزلي المتكلم. حدث) عن: إسماعيل الصفار. ذكره الخطيب، وجاوز الثمانين.
(28/104)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 05
عمر بن روح بن علي بن عباد: أبو بكر النهرواني، ثم البغدادي. سمع: محمد بن حمدويه
المروزي، والحُسين المحاملي، ومحمد بن مخلد. روى عنه: ابنه أحمد. وكان يذهب مذهب
الإعتزال. وكان مولده سنة خمس عشرة وثلاثمائة، قاله الخطيب.
4 (حرف الميم:)
مأمون بن الحسن. أبو عبد الله الهروي، الداوودي. محمد بن أحمد بن أبي طاهر.
أبوالطاهر الهروي الداوودي الفقيه. محمد بن أسد بن هلال الأشناني. أبو الطاهر
المقريء. قرأ على: أبي الطاهر بن أبي هاشم، وأبي بكر النقاش. وسمع من: أحمد بن
كامل. روى عنه: أبو نصر عبيد الله السجزي. محمد بن علي بن أحمد بن أبي فروة: أبو
الحسين الملطي المقريء. نزيل دمشق. روى عن: محمد بن شاه مرد فارسي، ووهب بن عبد
الله الحاج،
(28/105)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 06
ومُظفر بن محمد بن بشران الرقي روى عنه: علي الحنائي، وأبو نصر بن الحيان، وجماعة.
قال علي الحنائي: سمعته يقول، وقد ظهر في الجامع من يقول باللفظ في القرآن
والتلاوة غير المتلو، فقال لي: تقدر أن تضيف شعر امريء القيس. إلى نفسك قلت: لا.
قال: أليس إذا أنشده إنسان قلنا: شعر امريء القيس. فكذلك القرآن ممن سمعناه قلنا:
كلام الله. ولا يجوز أن يضيفه إنسان إلى نفسه. محمد بن ميسور. أبو عبد الله
القرطبي النحاس. سمع: وهب بن مسرة، وحج فسمع من الجُمحي. روى عنه: قاسم بن
إبراهيم. رحمه الله.
4 (حرف الواو)
وسيم بن أحمد بن محمد بن ناصر بن وسيم الأموي. أبو بكر القرطبي المقريء. يعرف
بالحنتمي. أخذ بقرطبة عن: أبي الحسن الأنطاكي. وحج، وأخذ بمصر عن: عبد المنعم بن
غلبون، وأبي أحمد السامري، وأبي حفص بن عراك. وسمع بالقيروان من: أبي محمد بن أبي
زيد. وكتب شيئاً كثيرا من القراءآت والحديث والفقه.
(28/106)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 07
وحدث عنه: الخولاني، وأبو عمر بن عبد البر. وجماعة.
4 (حرف الياء)
يحي بن عبد الرحمن بن واقد. أبو بكر القرطبي قاضي الجماعة. سمع: أبا عيسى الليثي،)
وغيره. وحج، وناظر أبا محمد بن أبي زيد. وكان فقيهاً حافظاً ذاكراً للمسائل،
بصيراً بالأحكام، ورعاً متواضعاً ديناً، محمود الأحكام. وكان يؤذن في مسجده ويقيم
الصلاة وفي مدة قضائه. وامتحن حين تغلب البربر على قرطبة، وبلغوا منه مبلغاً
عظيماً وسجنوه حتى توفي في ذي القعدة. وصلى عليه حماد الزاهد. قال ابن حيان: كان
أحد كُملاء الفضلاء بالأندلس. وقال عياض: كان متبحراً في علم المالكية، حاذقاً
شديداً على البرابرة وعلى خليفتهم المستعين. فلما خلعوا المؤيد بالله وأقاموا
صاحبهم المستعين كانوا أحنق شيء على القاضي ابن واقد. فاستخفى المسكين إلى أن عثر
عليه عند امرأة، فحمل راجلاً، مكشوف الرأس، يقاد بعمامته. ونودي عليه: هذا جزاء
قاضي النصارى وقائد الضلالة. وهو يقول: كذبت بفيك الحجر، بل والله ولي المؤمنين،
وعدو المارقين، وأنتم شر مكاناً، والله أعلم بما تصفون. وأدخل على المستعين فوبخه،
ثم أمر بصلبه. وشرع في ذلك، فاضطرب البلد، ووردت شفاعة ابن المستعين وشفاعة بني
ذكوان والفقهاء والصلحاء، فحبس حتى مات رحمه الله.ً
(28/107)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 08
1 (وفيات سنة خمسٍ وأربعمائة:)
4 (حرف الألف)
أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن علي بن إسحاق بن فراس: أبو الحسن العبقسي المكي،
العطار بمكة. ورخه الحبال، وغيره. وكان مولده سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة. وكان
مُسند الحجاز في زمانه. روى عن: أبي جعفر الدبيلي، وعبد الرحمن بن عبد الله بن
المقريء، وأبي التريك محمد بن الحسين العقدي الأطرابلسي، سمع منه بمكة، وجماعة. وسمع
منه: أبو نصر عُبيد الله السجزي، وأبو عمرو الداني، وأبو محمد الحسن بن الحسين
التجيبي الفرشي، والحسن بن عبد الرحمن الشافعي. وقد دلسه السجزي مرة فقال: انبا
أحمد بن أبي إسحاق قاضي جُدة. أحمد بن علي البتي الكاتب.
(28/108)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 09
كاتب القادر بالله. كان خطيباً بليغاً وأديباً شاعراً. حدث عن ابن مُقسم المقريء.
قاله الخطيب. أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد: القاضي أبو العباس الكُرجي. عن:
العباداني، والنجاد. وعنه: عبد العزيز الأزجي، وغيره. أحمد بن محمد بن موسى بن
القاسم بن الصلت بن الحارث بن مالك بن سعد بن قيس بن عبد شُرحبيل بن هاشم بن عبد
مناف بن عبد الدار بن قُصي بن كِلاب العبدري. أبو الحسن البغدادي المُجبر. سمع:
إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، وأبا عبد الله المحاملي، وأحمد بن عبد الله وكيل
أبي صخرة، وأبا بكر بن الأنباري. روى عنه: عُبيد الله الأزهري، وعلي بن أحمد بن
البسري، وخلق آخرهم مالك البانياسي. قال الخطيب: سُئل البرقاني وأنا أسمع عن ابن
الصلت المُجبر فقال: إبنا الصلت ضعيفان. قال: وسألت حمزة بن محمد بن طاهر عنه
فقال: كان صالحاً ديناً.
(28/109)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 10
وسمعت عبد العزيز الأزجي يقول: عمد ابن الصلت إلى كُتب لابن أبي الدنيا فحدث بها
عن البردعي. بُشير الأزجي إلى أن هذه الكُتب لم تكن عند لبردعي. توفي في رجب، وله
إحدى وتسعون سنة. قلت: الكاشغري آخر من روى حديثه بعُلوٍ.
4 (حرف الباء)
بكر بن شاذان: أبو القاسم البغدادي الواعظ المقريء. قرأ علي: أبي بكر بن علون،
وزيد) بن أبي بلال الكوفي، وغيرهما. وروى عن: ابن قانع، وجعفر الخُلدي. قرأ عليه:
أبو غلام الهراس، والحسن بن علي العطار، والشرمقاني وحدث عنه: عبد العزيز الأزجي
وأبو محمد الخلال. قال الخطيب: كان عبداً صالحاً ثقة. توفي في شوال.
4 (حرف الحاء)
الحسن بن أحمد بن محمد بن الليث:
(28/110)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 11
الحافظ أبو علي الكشي ثم الشيرازي الفقيه. كان جليل القدر من آهل القرآن. سمع
ببغداد من: إسماعيل الصفار، وعبد الله بن درستويه، وبنيسابور من: الأصم، وابن
الأخرم الشيباني، وبفارس من: الحسن بن عبد الرحمن الرامهرمزي. سمع منه: أبو عبد
الله الحاكم وقال: هو متقدم في معرفة القراءآت حافظ للحديث، رحال. قدم علينا أيام
الأصم، ثم قدم علينا ثلاثٍ وخمسين. وذكر غيره وفاته في شعبان. ومات ابن محمد في
سنة. وقد ذكر ابن الصلاح أبا علي في طبقات الشافعية مُختصراً، وقال: هو والد الليث
وأبي بكر. وذكره أبو عبد الله القصار في طبقات أهل شيراز وأثنى عليه كثيراً، ثم
قال: ومن أصحابه زيد بن عمر بن خلف الحافظ، ومحمد بن موسى الحافظ، ومحمد بن موسى
الحافظ، وأحمد بن عبد الرحمن الحافظ. توفي لثمان عشرة مضت من شعبان، وابنه أبو بكر
محمد سمع من ابن المِنقري، مات سنة أربعين وأربعمائة. وقال يحي بن مندة: روى عن
أبي علي أبو الشيخ حديثاً واحداً. وقد سمع بإصبهان من أبي محمد بن فارس. الحسن بن
الحسين بن حمكان.
(28/111)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 12
أبو علي الهمداني الشافعي الفقيه نزيل ببغداد. روى عن: عبد الرحمن بن حمدان
الجلاب، وعلي بن إبراهيم علان البلدي، وجعفر الخُلدي، وأبي بكر محمد بن الحسن
النقاش. روى عنه: أحمد بن علي التوزي، وأبو القاسم الأزهري، ومحمد بن جعفر
الأستراباذي، وآخرون. وكان قد عني في صباه بطلب الحديث أنه قال: كتبتُ بالبصرة
وحدها عن أربعمائةٍ وسبعين شيخاً. ثم إنه طلب الفقه بعد ذلك. قال الخطيب: سمع
الأزهري يضعفه ويقول: ليس بشيء في الحديث. الحسن بن عثمان بن بكران: أبو محمد
البغدادي، العطار. سمع: إسماعيل الصفار،) وعثمان بن السماك، والنجاد. روى عنه:
البرقاني، وأبو محمد الخلال قال الخطيب: كان ثقة صالحاً. مات وله خمس وسبعون سنة.
الحسن بن علي: أبو علي الدقاق. توفي في آخر السنة. وقيل: سنة ست. وهو فيها مذكور.
4 (حرف الخاء)
خلف بن يحيى بن غيث الفهري.
(28/112)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 13
أبو القاسم الطُليطلي. نزيل قرطبة. روى عن: عبد الرحمن بن عيسى بن مدراج كثيراً.
وعن: أحمد بن سعيد بن حزم، ومحمد بن معاوية، وأحمد بن مُطرف، وجماعة. وكان خيراً فاضلاً
عارفاً بما روى. روى عنه: الخولاني، ومحمد بن عتاب. وتوفي في صفر، وولد سنة ثمانٍ
وعشرين.
4 (حرف الراء:)
رافع بن عُصم بن العباس. أبو العباس الضبي، رئيس هراة. روى عن: أبيه، وأبي بكر
الزيادي. وآخر من حدث عنه نجيب بن ميمون.
4 (حرف الطاء)
طاهر بن أحمد بن هرثمة. أبو عاصم الهروي المقريء.
4 (حرف العين:)
العباس بن أحمد بن الفضل. أبو الحسن الهاشمي الأهوازي، ويُعرف بابن الخطيب. روى
عن: أحمد بن عُبيد الصفار، وأحمد بن محمود بن خُرزاد. وعنه: أبو القاسم التنوخي،
وأبو محمد الخلال. وقال الخطيب: صدوق. عبد الله بن أحمد بن جولة:
(28/113)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 14
أبو محمد الأصبهاني الأبهري، ومن قرى إصبهان. وأكثر العلماء من أبهر زنجان. روى
عن: أبي عمرو بن حليم المديني، وعبد الله بن محمد بن عيسى الخشاب، ومحمد بن محمد
بن يونس الغزال، وأبي علي الأبهري، وغيرهم. روى عنه: الإصبهانيون. وهو أقدم شيخ
لأبي عبد الله الثقفي الرئيس. توفي في ربيع الآخر. وروى عنه: أبو القاسم بن مندة،
ومحمود بن جعفر الكوسج. وقد ذكره يحيى بن مندة فقال: عبد الله بن أحمد بن جُولة
أبو محمد الأديب. عبد الله بن محمد بن عيسى بن وليد: أبو محمد الأسلمي النحوي، ومن
أهل مدينة الفرج) من الأندلس. أجاز له الحسن بن رشيق المصري. روى عنه: أبو عبد
الله بن شُق الليل. وكان بارعاً في اللغة العربية، رئيساً وقوراً نزهاً، له
تصانيف. وكان يكرر على كتاب سيبويه. وله كلام الأعتقادات. عبد الله بن محمد بن عبد
الله بن إبراهيم:
(28/114)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 15
أبو محمد الأسدي البغدادي، المعروف بابن الأكفاني قاضي القضاة ببغداد. حدث عن: أبي
عبد الله المحاملي، وأحمد بن علي الجُوزجاني، وعبد الغافر الحمصي، ومحمد بن مخلد،
وابن عُقدة. روى عنه: محمد بن طلحة، وأبو القاسم التنوخي، وعبد العزيز الأزجي،
وجماعة كثيرة من البغداديين والرحالة. قال التنوخي: قال لي أبو إسحاق الطبري: من
قال إن أحد أنفق على أهل العلم مائة ألف دينار فقد كذب، غير أبي محمد الأكفاني.
قال التنوخي: جُمع في سنة ست وتسعين وثلاثمائة لابن الأكفاني جميع قضاء بغداد.
قلت: مولده سنة ستّ عشرة وثلاثمائة ببغداد. عبد الخالق بن علي بن عبد الخالق. أبو
القاسم المحتسب المؤذن. من أهل خراسان. سمع: أبا بكر محمد بن المؤمل الماسرجسي،
ومحمد بن أحمد بن خنب محدث بُخارى. روى عنه: أبو بكر البيهقي. ومات في ذي الحجة
بنيسابور. وروى أيضاً عن: أبي علي بن الصواف، وأبي بكر القطيعي، وأبي أحمد بكر بن
محمد الدخمسيني. وكان كثير الأمر بالمعروف رحمه الله. عبد الرحمن بن أحمد بن حكيم
المصري: سمع من: الحسن بن مُليح صاحب يونس بن عبد الأعلى. عبد الرحمن بن محمد بن
عبد الله بن حسن بن متويه:
(28/115)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 16
الحافظ أبو سعد الإدريسي الإستراباذي، نزيل سمرقند. رحل وأكثر، وصنف تاريخ سمرقند
وتاريخ أستراباذ وغير ذلك. وسمع: أبا العباس الأصم، وأبا نُعيم محمد بن الحسن بن
حموية الإستراباذي، وأبا سهل هارون بن أحمد بن هارون، وعبد الله بن عدي الحافظ،
وخلقاً سواهم. وجمع الأبواب والشيوخ. روى عنه: أبو علي الشاشي، وأبو عبد الله
الخبازي، وأبو مسعود بن أحمد بن محمد البجلي، وأبو سعد محمد بن عبد الرحمن
الكنجرودي، وأبو العلاء محمد بن علي) الواسطي، وأحمد بن محمد العتيقي، وعلي بن
المحسن التنوخي. وثقه الخطيب. مات بسمرقند. عبد الرحمن بن محمد بن الحسين: أبو
القاسم الجُرجاني الخيمي. كان يكون بمكة. حدث عن: أبي أحمد بن عدي، والإسماعيلي،
وجماعة. وحدث. دخل ابنه عبد العزيز إلى اليمن. عبد العزيز بن عمر بن محمد بن أحمد
بن نُباتة بن حُميد بن نُباتة:
(28/116)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 17
أبو نصر التميمي السعدي البغدادي. أحد الشعراء المجودين، مدح الملوك والوزراء. وله
في سيف الدولة غُرر القصائد ونُخب المدائح. وديوان شعره كبير. مولده سنة سبعٍ
وعشرين وثلاثمائة. روى عنه أكثر ديوانه أبو الفتح بن شِيطا. قال رئيس الرؤساء: ما
شاهد ابن نباتة أشعر منه. وكان يعاب بكبرٍ فيه. وقال أبو علي محمد بن وشاح: سمعت
أبا نصر بن نباتة يقول: كنتُ يوماً في الدهليز، فدق بابي، فقلت: من ذا قال رجل: من
أهل المشرق. قلت: ما حاجتك قال: أنت القائل:
(ومن لم يمُت بالسيف مات بغيره .......... تنوعت الأسباب والداء واحدُ.)
فقلت: نعم. قال: أرويه عنك قلت: نعم.
(28/117)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 18
فلما كان آخر النهار دُق علي الباب، فقلت، من قال: رجلُ من تاهرت من المغرب. قلت:
ما حاجتك قال: أنت القائل: ومن لم يمت بالسيف. البيت. فقلت: نعم. قال: أرويه عنك
قلت: نعم. وعجبت كيف وصل هذا البيت إلى المشرق والمغرب. توفي في شوال. عبد الواحد
بن الحسين: أبو القاسم الصيمري الفقيه. شيخ الشافعية بالبصرة، ومن أصحاب الوجوه.
حضر مجلس أبي أحمد المروروذي، وتفقه بصاحبه الفقيه أبي الفياض البصري. رحل الناسُ
للتفقة عليه، وهو شيخ أقضى القُضاة الماوردي. وله كتاب الإيضاح في المذاهب، وهو
كاتبٌ جليل. ومن غرائب وجوهه أنه قال: لا يملك الرجل الكلأ النابت في ملكه. ومنها:
لا يجوز مس المصحف لمن بعض بدنه نجس. وكان في هذا العصر بالبصرة. ولا أعلم تاريخ
موته، وإنما كتبته هنا اتفاقاً. عبيد الله بن سلمة بن حزم:
(28/118)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 19
أبو مروان الحيصُبي القُرطبي. حج وكتب عن أبي بكر بن عزرة. وأخذ القراءة عن: عبيد
الله بن عطية، وأبي الطيب بن غلبون. قال أبو عمرو الداني: وهو الذي علمني عامة
القرآن. وكان خيراً فاضلاً صدوقاً. وتوفي سنة خمسٍ.) عدنان بن محمد بن عبيد الله
الضبي: أبو عامر، رئيس هراة. روى عن: هارون بن أحمد الإسترباذي، وأبي الفوارس أحمد
بن محمد بن جُمعة. روى عنه: إسحاق القراب، وأبو روح، وغيرهما. عمر ابن إبراهيم بن
محمد بن الفاخر: أبو الطاهر الإصبهاني السُرنجاني. وسُرنجان من قرى إصبهان. رحل
وسمع ببغداد: جعفر الخُلدي، والنجاد، وأبو بكر الشافعي. روى عنه: أحمد الباطرقاني،
وأحمد بن عبد الرحمن الذكواني.
4 (حرف الغين:)
غالب بن سامة بن لؤي. أبو لؤي السامري الهروي. روى عن: أبي جعفر محمد بن علي بن
مهران الواسطي القفال، وأقرانه. وعنه أبو الفضل الجارودي.
4 (حرف الميم:)
محمد بن أحمد بن ثوابة: أبو بكر البغدادي المعبر. حكى عن: الحلاج، وأبي بكر
الشبلي.
(28/119)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 20
روى عنه: نصر بن عبد العزيز بن نوح الشيرازي، وعلي بن محمود الزوزني. مات في سلخ
ذي الحجة سنة خمسٍ، وعاش مائة وثلاث سنين. محمد بن الإمام أبي بكر أحمد بن إبراهيم
بن إسماعيل. أبو نصر الإسماعيلي. رأس في أيام أبيه، وبعد موته. وكان له جاه عظيم
بجرجان، وقبول زائد. وقد رحل في صباه، وسمع من: محمد بن يعقوب الأصم، وأبي يعقوب
البحري، ودعلج، وأبي دُحيم الكوفي، وأبي بكر الشافعي، وجماعة كثيرة. وكان يدري
الحديث. أملى مجالس كثيرة، وتوفي في ربيع الآخر. روى عنه: حمزة السهمي، وقال في
تاريخه: كان له جاه عظيم وقبول عند الخاص والعام في كثير من البلدان. وزعم ابن
عساكر أنه كان أشعرياً. أخبرنا محمد بن أبي العز بطرابلس، عن محمود بن مندة: أنا
أبو رشيد أحمد بن محمد، أنبأ عبد الوهاب بن مندة سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة: أنا
محمد بن أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي: أخبرني أحمد بن عمرو بن الخليل الآمُلي، ثنا
حاتم الرازي، ثنا عمر بن عون: أنا ابن المبارك، عن ابن عجلان، عن عامر بن عبد
الله، عن عمرو بن سُليم، عن أبي قتادة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا
دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين قبل أن يجلس. محمد بن أحمد بن عثمان بن الوليد بن
الحكم.
(28/120)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 21
أبو بكر بن أبي الحديد السلمي الدمشقي) العدل. سمع: أبا الدحداح أحمد بن محمد،
ومحمد بن جعفر الخرائطي، ومحمد بن يوسف الهروي، وعبد الغافر بن سلامة الحمصي. ورحل
إلى مصر فسمع: محمد بن بشير الزبيري، وعبد العزيز بن أحمد الأحمري، وأبا زيد عبد
العزيز بن قيس، وجماعة. روى عنه: حفيداه عُبيد الله وأحمد إبنا عبد الواحد، وعلي
بن الحسين الشرابي، وأبو الحسن بن السمسار، وأبو علي الأهوازي، وأبو القاسم الجنائي،
وجماعة. وهو آخر من حدث عن الخرائطي، والهروي. وقال ابن ماكولا: ثنا عنه جماعة،
وكان من الأعيان. وقال أبو الفرج بن عمرو: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في
النوم، فقال لي: أبو بكر بن أبي الحديد قوال بالحق. وقال الكتاني: كان ثقة
مأموناً، أعرفه. وتوفي في شوال، وكان مولده في سنة تسعٍ وثلاثمائة. قلت: كان مسند
الشام في وقته. محمد بن الحسين بن علي: أبو بكر الهمداني الفراء. روى عن: أوس
الخطيب، وأبي القاسم بن عبيد، وأبي جعفر بن برزة، وجماعة. روى عنه: أبو مسلم بن
غزو، وأبو جعفر محمد بن الحسين الصوفي: وكان ثقة. محمد بن الحسين
(28/121)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 22
أبو طالب بن الصباغ الكوفي. ثقة جليل عابد. مات في رجب. من سؤآلات السلفي لأبي
النرسي. محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه بن نعيم بن الحكم الضبي الطهماني.
النيسابوري الحافظ أبو عبد الله الحاكم، المعروف بابن البيع صاحب التصانيف في علوم
الحديث. ولد يوم الإثنين ثالث ربيع الأول سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة، وطلب العلم
من الصغر باعتناء أبيه وخاله. فأول سماعه سنة ثلاثين، واستملى على أبي حاتم بن
حبان سنة أربع وثلاثين. ورحل إلى العراق سنة إحدى وأربعين بعد موت إسماعيل الصفار
بأشهر. وحج ورحل إلى بلاد خُراسان وما وراء النهر.
(28/122)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 23
وشيوخه الذين سمع منهم بنيسابور وحدها نحو ألف شيخ. وسمع بالعراق وغيرها من
البلدان من نحو ألف شيخ. وحدث عن أبيه. وقد رأى أبوه مسلم بن الحجاج. روى عن: محمد
بن علي المذكر، ومحمد بن يعقوب الأصم، ومحمد بن يعقوب بن الأخرم، ومحمد بن عبد
الله بن أحمد الإصبهاني الصفار نزيل نيسابور، ومحمد بن أحمد بن محبوب المروزي،
وأبي حامد أحمد بن علي بن حسنويه المقريء، والحسن بن يعقوب البخاري، والقاسم بن
القاسم السياري، وأبي بكر أحمد بن إسحاق الصبغي الفقيه، وأبي النضر) محمد بن محمد
بن يوسف الفقيه، وأبي جعفر محمد بن صالح بن هانيء، وأبي عمرو عثمان بن السماك،
وأبي بكر أحمد بن سلمان النجاد، وأبي محمد عبد الله بن جعفر بن دُرسُتُويه، وأبي
محمد بن حمدان الجلاب الهمذاني، والحسين بن الحسن الطوسي، وعلي بن محمد بن عُقبة
الشيباني الكوفي، وأبي علي الحسين بن علي النيسابوري الحافظ وبه تخرج، وأبي الوليد
حسان بن محمد المُزكي الفقيه، وأبي جعفر محمد بن أحمد بن سعيد الرازي المؤدب، وعبد
الباقي بن قانع الأموي الحافظ، ومحمد بن حاتم بن خُزيمة الكشي، شيخ معمر قدمِ
عليهم. روى عن عبد بن حُميد، وغيره. ولم يزل يسمع حتى كتب من غير واحدٍ أصغر منه
سناً وسنداً. روى عنه: أبو الحسن الدارقطني وهو من شيوخه، وأبو الفتح بن أبي
الفوارس، وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي، ومحمد بن أحمد بن يعقوب، وأبو ذر عبد
بن أحمد الهروي، وأبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، وأبو يعلى الخليل بن عبد الله
القزويني، وأبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القُشيري، وعثمان بن محمد المحمي،
والزكي عبد الحميد بن أبي نصر البحيري، وأبو صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن، وجماعة
آخرهم أبو بكر أحمد بن علي بن خلف الشيرازي. وانتخب على خلقٍ كثير، وجرح وعدل،
وقُبل قوله في ذلك لسعة علمه
(28/123)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 24
ومعرفته بالعلل والصحيح والسقيم. وقرأ القرآن العظيم على: أبي عبد الله محمد بن
أبي منصور الصرام، وابن الإمام المقريء أحمد بن العباس. قرأ على: أحمد بن سهل
الأشناني، وغيره بنيسابور. وعلى: أبي علي بن النقار الكوفي، وأبي عيسى بكار
البغدادي. وتفقه على: أبي علي بن أبي هريرة، وأبي سهل محمد بن سُليمان الصعلوكي،
وأبي الوليد حسان بن محمد. وذاكر: أبا بكر محمد بن عمر الجعابي، وأبا علي
النيسابوري، وأبا الحسن الدارقُطني. وسمع منه: أحمد بن أبي عثمان الحيري، وأبو بكر
القفال الشاشي، وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد المُزني، وابن المظفر، وهم من شيوخه.
وصحب من الصُوفية: أبا عمرو بن نُجيد، وجعفر الخُلدي، وأبا عثمان المغربي، وجماعة
سواهم بنيسابور. وحدث عنه في حياته، وأبلغ من ذا أبا عمر الطلمنكي كتب علوم الحديث
للحاكم، عن شيخ له سنة تسعٍ وثمانين وثلاثمائة، بسماعه من صاحب الحاكم، عن الحاكم.
ولم يقع لي حديثه عالياً إلا بإجازة: أخبرنا أبو المُرهف المقداد بن هبة الله
القيسي في كتابه: أنا أبو) الفضل عبد الله بن أحمد بن هبة الله بن عبد القادر
المنصوري العباسي سنة اثنتي عشرة وستمائة حٍ، وأنا أبو إسحاق إبراهيم بن علي
الزاهد، وعبد الرحمن بن أحمد كتابة قالا: أنا الفتح بن عبد الله بن محمد الكاتب
قالا: أنا أبو الفضل أحمد بن طاهر بن سعيد بن فضل الله الميهني ح، وأنا أبو الفضل
أحمد بن هبة الله بن تاج الأمناء قراءةً: أنا أبو الحسن علي بن الحُسين بن المقير،
عن أبي الفضل الميهني ح، وأنا ابن تاج الأمناء أيضاً: أنبا المؤيد بن محمد بن علي
الطوسي إجازةً: أنبا أبو بكر وجيه بن طاهر، وابن أخيه عبد الخالق بن زاهر، وابن
أخيه الآخر عبد الكريم بن خلف، وعمر بن أحمد الصفار الأصولي، وعبد الله بن محمد
الصاعدي، وعبد الكريم بن الحسن الكاتب، وأخوه أحمد، وأبو بكر عبد الله بن جامع
الفارسي،
(28/124)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 25
وأبو الفُتوح عبد الله بن علي الخرجُوشي، وأبو عبد الله الحسن بن إسماعيل
العُماني، والحسن بن محمد بن أحمد الطوسي، ومنصور بن محمد الباهرزي، وعرفة بن علي
السمرقندي، وعبد الرازق بن أبي القاسم السياري، وجامع بن أبي نصر السقاء، وأبو سعد
محمد بن أبي بكر الصيرفي، وأبو القاسم عبد الرحمن بن الحسن الكرماني، وأحمد بن
إسماعيل بن أبي سعد، وسعيد بن أبي بكر الشعيري، وعبد الوهاب بن إسماعيل الصيرفي.
قالوا كلهم والميهني: أنبا أبو بكر أحمد بن علي قراءةً عليه: أنبا الحاكم أبو عبد
الله بن عبد الله الحافظ: ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا إبراهيم بن مرزوق
بمصر: ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، ثنا شُعبة، عن خالد الحذاء، عن سعيد، عن أبي
الحسن، عن أمة، عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمار: تقتلك
الفِئة الباغية. أخرجه مسلم، عن إسحاق الكوسج، عن عبد الصمد. فوقع لنا بدلاً
عالياً. أخبرنا أبو علي بن خلال، أنا جعفر الهمداني، أنا أبو الطاهر بن سلفة:
سمعتُ إسماعيل بن عبد الجبار القاضي بقزوين يقول: سمعت الخليل بن عبد الله الحافظ
يقول، فذكر الحاكم أبا عبد الله وعظمه، وقال: له رحلتان إلى العراق والحجاز.
الرحلة الثانية سنة ثمان وستين، وناظر الدارقطني فرضية، وهو ثقة واسع العلم. بلغت
تصانيفه للكتب الطوال والأبواب وجمع الشيوخ قريباً
(28/125)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 26
من خمسمائة جزء، يستقصي في ذلك، يؤلف الغث والسمين، ثم يتكلم عليه فيبين ذلك.
وتوفي سنة ثلاثٍ وأربعمائة. قلت: وهم الخليل في وفاته. ثم قال: سألني في اليوم لما
دخلت عليه، ويُقرأ عليه في فوائد العراقيين: سُفيان الثوري، عن أبي سلمة، عن
الزهري، عن) سهل بن سعد حديث الإستئذان. فقال لي: من أبو سلمة هذا فقلت من وقتي:
هو المغيرة بن مُسلم السراج. فقال لي: وكيف يروي المغيرة عن الزُهري فبقيتُ، ثم
قال: قد أمهلتك أسبوعاً حتى تتفكر فيه. قال: فتفكرت ليلتي حتى بقيت أكرر التفكر،
فلما وقعت إلى أصحاب الجزيرة من أصحابه تذكرتُ محمد بن أبي حفصة، فإذا كنيته أبو
سلمة. فلما أصبحتُ حضرت مجلسه، ولم أذكر شيئاً حتى قرأت عليه نحو مائة حديث، فقال
لي: هل تفكرت فيما جرى فقلت: نعم، هو محمد بن أبي حفصة. فتعجبت وقال لي: نظرت في
حديث سُفيان لأبي عمرو البحيري فقلتُ: لا. وذكرتُ له ما أقمتُ في ذلك. فتحير وأثنى
علي. ثم كنتُ أسأله فقال لي: أنا إذا ذاكرتُ اليوم في باب لا بد من المطالعة
لِكِبر سِني. فرأيته في كل ما ألُقي عليه بحراً. وقال لي: أعلم بأن خُراسان وما
وراء النهر لكل بلدة تاريخ صنفه عالم منها. ووجدت نيسابور مع كثرة العُلماء بها لم
يصنفوا فيه شيئاً، فدعاني ذلك إلى أن صنفت تاريخ النيسابوريين. فتأملته ولم يسبقه
إلى ذلك أحد. وصنف لأبي علي بن سيمجور كتاباً في أيام النبي صلى الله عليه وسلم،
وأزواجه وحديثه. وسماهالإكليل. لم أر أحداً رتب ذلك الترتيب. وكنت أسأله عن
الضُعفاء الذين نشأوا بعد الثلاثمائة بنيسابور وغيرها من شيوخ خُراسان، وكان يبين
من غير محاباة.
(28/126)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 27
أخبرنا المسلم بن علان ومؤمل بن محمد كتابة قالا: أنا أبو اليُمن الكندي، أنا أبو
منصور القزاز، أنا أبو بكر الخطيب قال: أبو عبد الله ابن البيع الحاكم كان ثقة.
أول سماعه في سنة ثلاثين وثلاثمائة، وكان يميل إلى التشيع، فحدثني إبراهيم بن محمد
الأرموي بنيسابور، وكان عالماً صالحاً، قال: جمع أبو عبد الله الحاكم أحاديث، وزعم
أنها صحاح على شرط خ. م، منها: حديث الطائر، ومن كنت مولاه فعلي مولاه. فأنكر عليه
أصحاب الحديث ذلك، ولم يلتفتوا إلى قوله. وقال أبو نُعيم بن الحداد: سمعتُ الحسن
بن أحمد السمرقندي الحافظ: سمعتُ أبا عبد الرحمن الشاذياخي الحاكم يقول: كنا في
مجلس السيد أبي الحسن، فسئل أبو عبد الله الحاكم عن حديث الطير فقال: لا يصح، ولو
صح لما كان أحد أفضل من علي بعد النبي صلى الله عليه وسلم. قلتُ: هذه الحكاية
سندها صحيح، فما باله أخرج حديث الطير في المستدرك على الصحيح فلعله تغير رأيه.
أنبأونا عن أبي سعد عبد الله بن عمر الصفار، وغيره، عن أبي الحسن عبد الغافر بن
إسماعيل الفارسي قال: أبو عبد الله الحاكم هو إمام أهل الحديث في عصره، العارف به
حق معرفته.) يُقال له الضبي لأن جد جدته عيسى بن عبد الرحمن الضبي، وأم عيسى هي
متويه بنت إبراهيم بن طهمان الفقيه، وبيته بيت الصلاح والورع والتأذين في الإسلام.
وقد ذكر أباه في تاريخه، فأغنى عن إعادته.
(28/127)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 28
ولد سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة، ولقي عبد الله بن محمد بن الشرقي، وأبا حامد بن
بلال، وأبا علي الثقفي، ولم يسمع منهم. وسمع من: أبي طاهر المحمداباذي، وأبي بكر
القطان. ولم يُظفر بمسموعه منهما. وتصانيفه المشهورة تطفح بذكر شيوخه. وقد قرأ
القرآن بُخراسان والعراق على قراء وقته. وتفقه على: أبي الوليد حسان، والأستاذ أبي
سهل. واختص بُصحبة إمام وقته أبي بكر أحمد بن إسحاق الصبغي، فكان الإمام يراجعه في
السؤال والجرح والتعديل والعلل. وأوصى إليه في أمور مدرسته دار السُنة، وفوض إليه
تولية أوقافه في ذلك. وذاكر مثل: الجِعابي، وأبي علي الماسرجسي الحافظ الذي كان
أحفظ زمانه. وقد شرع الحاكم في التصنيف سنة سبعٍ وثلاثين، فاتفق له من التصانيف ما
لعله يبلغ قريباً من ألف جزءٍ من تخريج الصحيحين، والعلل، والترجم، والأبواب،
والشيوخ، ثم المجموعات مثل: معرفة علوم الحديث، ومُستدرك الصحيحين، وتاريخ
النيسابوريين، وكتاب مزكي الأخبار. والمدخل إلى علم الصحيح، وكتاب الإكليل، وفضائل
الشافعي، وغير ذلك. ولقد سمعت مشايخنا يذكرون أيامه، ويحكون أن مقدمي عصره مثل
الإمام أبي سهل الصعلوكي، والإمام ابن فُورك، وسائر الأئمة يقدمونه على أنفسهم،
ويُراعون حق فضله، ويعرفون له الحُرمة الأكيدة. ثم أطنب عبد الغافر في نحو ذلك من
تعظيمه، وقال: هذه جُمل يسيرة هي غيض من فيض سيره وأحواله. ومن تأمل كلامه في
تصانيفه، وتصرفه في أماليه، ونظره في طُرق الحديث أذعن لفضله، واعترف له بالمزية
على من تقدمه، وإتعا من بعده، وتعجيزه اللاحقين عن بلوغ شأوه. عاش حميداً، ولم
يخلف في وقته مثله.
(28/128)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 29
مضى رحمه الله في ثامن صفر سنة خمسٍ وأربعمائة. وقال أبو حازم عمر بن أحمد العبدوي
الحافظ: سمعت الحاكم أبا عبد الله إمام أهل الحديث في عصره يقول: شربت ماء زمزم
وسألت الله تعالى أن يرزقني حُسن التصنيف. قال أبو حازم: وسمعتُ السلمي يقول: كتبت
على ظهر جزء: من حديث أبي الحسن الحجاجي الحافظ. فأخذ القلم وضرب على الحافظ،
وقال: أيش أحفظ أنا أبو عبد الله ابن البياع أحفظ مني، وأنا لم أر من الحُفاظ إلا
أبا علي الحافظ النيسابوري، وابن عُقدة.) وسمعت السلمي يقول: سألت الدارقطني: أيها
أحفظ ابن مندة أو ابن البيع فقال: ابن البيع أتقن حِفظاً. قال أبو الحازم: أقمت
عند الشيخ أبي عبد الله العُصمي قريباً من ثلاث سنين، ولم أر في جملة مشايخنا أتقن
منه ولا أكثر تنقيراً. وكان إذا أشكل عليه شيء أمرني أن أكتب إلى الحاكم أبي عبد الله.
فإذا أورد جواب كتابه حكم به وقطع بقوله. ذكر هذا كله الحافظ أبو القاسم بن عساكر
أنه قرأه بخط أبي الحسن علي بن سليمان اليمني. قال: وقع لي عن أبي حازم العبدوي
فذكره. وممن روى عن الحاكم من الكبار، قال أبو صالح المؤذن، أنا مسعود بن علي
السجزي: ثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك: ثا أبو عمرو محمد بن أحمد بن جعفر
الحيري الحافظ: ثنا أحمد بن محمد بن الفضل بن مُطرف الكرابيسي سنة سبع وأربعين
وثلاثمائة: ثنا محمد بن حمدويه الحافظ: ثنا أحمد بن سلمان النجاد، ثنا محمد بن
عثمان، نا الحماني: ثنا سُعير بن الخميس، عن عبيد الله، عن القاسم، عن عائشة، عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن بلالاً يؤذن بليلٍ.. الحديث.
(28/129)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 30
ثم قال مسعود السجزي: حدثنيه الحاكم غير مرة بهذا. وكان للحاكم لما رووه عنه ستٌّ
وعشرون سنة. وقال أبو موسى المديني: أنا هبة الله بن عبد الله الواسطي، قال: ثنا
الخطيب: أنا أبو القاسم الأزهري: نا الدارقُطني: حدثني محمد النسوي، ثنا خداش بن
مخلد، ثنا يعيش ين هشام، ثنا مالك، عن الزهري، عن أنس، أن النبي صلى عليه وسلم ما
أحسن الهدية أمام الحاجة. هذا باطل عن مالك. وقد رواه الموقري، وهو واه، عن الزهري
مرسلاً. قال أبو موسى الحافظ: أنا الحسين بن عبد الملك، عن أبي القاسم سعد بن علي،
أنه سمع أبا نصر الوائلي يقول: لما ورد أبو الفضل الهمداني إلى نيسابور وتعصبوا
له، ولقبوه بديع الزمان، أعجب بنفسه، إذ كان يحفظ المائة بيت إذا أنشدت بين يديه،
وينشدها من آخرها إلى أولها مقلوبة. فأنكر على الناس قولهم: فلان الحافظ في
الحديث، ثم قال: وحفظ الحديث مما يذكر فسمع به الحاكم ابن البيع، فوجه إليه بجزء،
وأجل له جمعة في حفظه، فرد إليه الجزء بعد جمعة وقال: من يحفظ هذا: محمد بن فلان،
وجعفر بن فلان، عن فلان أسامي مختلفة، وألفاظ متباينة. فقال له الحاكم: فأعرف
نفسك، واعلم أن حفظ هذا أصعب مما أنت فيه. ثم روى أبو موسى المديني أن الحاكم دخل
الحمام واغتسل وخرج، ثم قال: آه وقبضت روحه وهو متزر لم يلبس) قميصه بعد، ودفن بعد
العصر يوم الأربعاء. وصلى عليه القاضي أبو الحيري. وقال الحسن بن أشعث القرشي:
رأيت الحاكم في المنام على فرس في هيئة حسنة، وهو يقول: النجاة.
(28/130)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 31
فقلت له: أيها الحاكم، في ماذا؟ قال: في كتبه الحديث. قال الخطيب في تاريخه: حدثني
الأزهري قال: ورد ابن البيع بغداد قديماً فقال: ذكر لي أن حافظكم، يعني الدار
قطني، خرج لشيخٍ واحد مائة جزء، فأروني بعضها. فحمل إليه منها، وذلك مما خرجه لأبي
إسحاق الطبري، فنظر في أول الجزء حديثاً لعطية العوفي فقال: استفتح بشيخٍ ضعيف. ثم
إنه رمى الجزء من يده ولم ينظر في الباقي. أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن أحمد
ببعلبك: أنبأ أبو محمد عبد العظيم المنذري: سمعت علي بن الفضل: سمعت أحمد بن محمد
الحافظ: سمعت محمد بن طاهر الحافظ يقول: سألت أبا القاسم سعد بن علي الزنجاني
الحافظ بمكة قلت له: أربعة من الحفاظ تعاصروا أيهم أحفظ فقال: من قلت: الدار قطني
ببغداد، وعبد الغني بمصر، وأبو عبد الله بن مندة بإصبهان وأبو عبد الله الحاكم
بنيسابور. فسكت فألححت عليه، فقال: أما الدارقطني فأعلمهم بالعلل، وأما عبد الغني
فأعلمهم بالأنساب، وأما ابن مندة فأكثرهم حديثاً مع معرفة تامة، وأما الحاكم
فأحسنهم تصنيفا: رواها أبو موسى المديني في ترجمة الحاكم، بالإجازة عن ابن طاهر.
أخبرنا أبو بكر بن أحمد الفقيه: أنا محمد بن سليمان بن معالي، أنا يوسف بن خليل،
أنل محمد بن إسماعيل الطرسوسي، ح، وأنبأني أحمد بن سلامة، عن طرسوسي، أن محمد بن
طاهر الحافظ كتب إليهم أنه سأل أبا إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري عن الحاكم
أبي عبد الله النيسابوري فقال: ثقة في الحديث، رافضي خبيث.
(28/131)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 32
أنبأنا ابن سلامة، عن الطرسوسي، عن ابن طاهر قال: كان الحاكم شديد التعصب للشيعة
في الباطن، وكان يُظهر التسنن في التقديم والخلافة. وكان منحرفاً غالياً عن معاوية
وأهل بيته، يتظاهر به ولا يعتذر منه. فسمعت أبا الفتح سمكويه بهراة يقول: سمعت عبد
الواحد المليحي يقول: سمعتُ أبا عبد الرحمن السُلمي يقول: دخلتُ على أبي عبد الله
الحاكم وهو في داره لا يمكنه الخروج إلى المسجد من أصحاب أبي عبد الله بن كرام،
وذلك أنهم كسروا مِنبره ومنعوه من الخروج، فقلت له: لو خرجت وأمليت في فضائل هذا
الرجل شيئاً لاسترحت من هذه المنحة. فقال: لايجيء من قلبي،) لايجيء من قلبي، يعني
معاوية. وسمعتُ المظفر بن حمزة بجُرجان: سمعتُ أبا سعد الماليني يقول: طالعت كتاب
المستدرك على الشيخين الذي صنفه الحاكم من أوله إلى آخره، فلم أر فيه حديثاً على
شرطهما. قلتُ: هذا إسراف وغلو من الماليني، وإلا ففي هذا المستدرك جملة وافرة على
شروطهما، وجملة كبيرة على شرط أحدهما. لعل مجموع ذلك نحو النصف، وفيه نحو الرُبع
مما صح سنده، وفيه بعض الشيء أدلة عليه، وما بقي، وهو نحو الرُبع، فهو مناكير
وواهيات لا تصح. وفي بعض ذلك موضوعات، قد أعلمت بها لما اختصرت هذا المستدرك ونبهت
على ذلك. سمعت أبا محمد بن السمرقندي يقول: بلغني أن المستدرك الحاكم ذُكر بين يدي
الدارقُطني، فقال: نعم، يستدرك عليهما حديث الطير. فبلغ ذلك الحاكم، فأخرج الحديث
من الكتاب. قلت: لا بل هو في المستدرك، وفيه أشياء موضوعة نعوذ بالله من الخذلان.
قال ابن الطاهر: ورأيت أنا حديث الطير، جمع الحاكم، في جزء ضخم بخطه فكتبته
للتعجب. قلت: وللحاكم جزء في فضائل فاطمة رضي الله عنها.
(28/132)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 33
وقد قال الحاكم في ترجمة أبي علي النيسابوري الحافظ من تاريخه، قال: ذكر يوماً ما
روى سليمان التيمي، عن أنس، فمررت أنا في الترجمة، وكان بحضرة أبي علي رحمه الله،
وجماعة من المشايخ، إلى أن ذكرت حديث: لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن. فحمل
بعضهم علي، فقال أبو علي له: لا تفعل، فما رأيت أنت ولا نحن في سنةٍ مثله. وأنا
أقول: إذا رأيت ألف رجلٍ من أصحاب الحديث. قد مر أن الحاكم توفي في صفر سنة خمسٍ
وأربعمائة.
4 (حرف النون)
نُعيم بن أحمد بن إسماعيل: أبو الحسن الإسترباذي، نزيل سمرقند. روى عن: أبي العباس
الأصم، ومحمد بن عبد الله الصفار، ونُعيم بن عبد الملك الجُرجاني، وغيرهم. ومات
بسمرقند فيها.
4 (حرف الياء)
يوسف بن أحمد بن كج:
(28/133)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 34
القاضي الشهيد أبو القاسم الدينوري، صاحب أبي الحسن بن القطان. وحضر مجلس الداركي
أيضاً. كان يُضرب به المثل في حفظ مذهب الشافعي. وجمع بين رئاسة الفقه والدنيا.
وارتحل إليه الناس من الآفاق رغبةً في علمه وجوده. وله مصنفات) كثيرة، وكان بعض
الناس يفضله على أبي حامد شيخ الشافعية ببغداد. قتله العيارون بالدينور ليلة
السابع والعشرين من شهر رمضان سنة خمسٍ، رحمه الله تعالى. وهو صاحب وجهٍ، قال له
الفقيه: يا أستاذ الإسم لأبي حامد والعلمُ لك. قال: ذاك رفعتهُ ببغداد وحطتني
الدينور.
(28/134)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 35
1 (وفيات سنة ست وأربعون:)
4 (حرف الألف:)
أحمد بن الحافظ أبي حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين البغدادي: روى عن: أبي علي
بن الصواف، وابن مخرم، وأبي بحر البربهاري. وثقه الخطيب. أحمد بن أبي طاهر محمد بن
أحمد: الإمام أبو حامد الإسفراييني الشافعي. قدمِ بغداد وهو صبي فتفقه على أبي
الحسن المرزُبان، وأبي القاسم الداركي حتى صار أحد أئمة وقته وعظُم جاهد عند
الملوك.
(28/135)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 36
وحدث عن: عبد الله بن عدي، وأبي بكر الإسماعيلي، وأبي الحسن الدارقُطني، وجماعة.
قال أبو إسحاق في الطبقات: انتهت إليه رئاسة الدين والدنيا ببغداد، وعلق عنه
تعاليق في شرح المُزني، وطبق الأرض بالأصحاب، وجمع مجلسه ثلاثمائة متفقه. وقال أبو
زكريا النووي: تعليق الشيخ أبي حامد في نحو خمسين مجلداً، ذكر مذاهب العلماء وبسط
أدلتها والجواب عنها. تفقه عليه: أقضى القُضاة أبو الحسن الماوردي، والفقيه سُليم
الرازي، وأبو الحسن المحاملي، وأبو علي السنجي. تفقه هذا السنجي عليه وعلى القفال،
وهما شيخاً طريقتي العراق وخُراسان، وعنهما انتشر المذهب. وقال الخطيب: حدثونا عنه،
وكان ثقة. رأيته وحضرت تدريسه في مسجد عبد الله بن المبارك، وسمعت من يذكر أنه كان
يحضر درسه سبعمائة فقيه. وكان الناس يقولون: لو رآه الشافعي لفرح به. ولد سنة
أربعٍ وأربعين وثلاثمائة وقدم بغداد سنة أربعٍ وستين. قال الخطيب: وحدثني أبو
إسحاق الشيرازي: سألت القاضي أبا عبد الله الصيمري: من أنظر من رأيت من الفقهاء.
فقال: أبو حامد الإسفراييني. قال أبو حيان التوحيدي في رسالة ما يتمثل به العلماء:
سمعت) الشيخ أبا حامد يقول لطاهر العباداني: لا تعلق كثيراً مما تسمع مني في مجالس
(28/136)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 37
الجدل، فإن الكلام يجري فيها ختل الخصم ومغالتطه ودمغه ومغالبته. فلسنا نتكلم فيها
لوجه الله خالصاً. ولو أردنا ذلك لكان خطونا إلى الصمت أسرع من تطاولنا في الكلام،
وإن كنا في كثير هذا نبوء بغضب الله تعالى، فإنا مع ذلك نطمع في سعة رحمة الله.
وقال ابن صلاح: وعلى أبي حامد تأول بعض العلماء حديث: وإن الله يبعث لهذه الأمة
على رأس كل مائة سنة يُجدد لها دينها، فكان الشافعي على رأس المائتين، وابن سُريج
في رأس الثالثة، وأبو حامد في رأس الرابعة. وعن سُليم الرازي: إن أبا حامد في أول
أمره كان يحرس في درب، وكان يطالع الدرس على زيت الحرس، وإنه وهو ابن سبع عشرة
سنة. قال الخطيب: مات في شوال، وكان يوماً مشهوداً، ودفن في داره، ثم نُقل سنة عشر
وأربعمائة ودُفن بباب حرب. أحمد بن بكر بن أحمد بن بقية: أبو طالب العبدي. أحد
أئمة العربية، لهشرح الإيضاح لأبي علي الفارسي، والمتكلمة، وهو من أحسن الشروح.
وكان العبدي كاسد السوق لا يحضر عنده إلا القليل، وإنما يزدحمون على ابن جني
والربعي.
(28/137)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 38
أخذ العربية عن: أبي سعيد السيرافي. ثم لزم أبا علي الفارسي حتى أحكم الفن، وتصدر
ببغداد. وحدث عن: دعلج، وأبي عُمر الزاهد. روى عنه: القاضي أبو الطيب الطبراني.
وأبو الفضل محمد بن المهتدي، وغيرهما. أحمد بن علي بن إسماعيل بن عبد الله بن
ميكال. أبو النصر النيسابوري، الأمير العريض الجاه، البسيط الحشمة، إنسان عين آل
ميكال الذي كان يُضرب به المثل في الخصال. توفي بقلعة غزنة في سنة ست، ولم يحدث.
سمع من جده. وله شعر حسن ورائق، وأدب رائع، وبلاغة وبراعة. وكان جمال مملكة يمين
الدولة محمود بن سُبكتكين وطراز دولته، وفيه يقول الأديب الخوارزمي:
(زف المنام إلى الطيف خياله .......... لو أن طيفاً كان من أبدله.)
(ولو أن هذا الدهر يشكر لم يدع .......... شكر الأمير وقد غدا من آله.)
(الوفر عند نواله، والنيل عند .......... سؤآله، والموت عند سياله.)
)
(والخلق من سُوآله، والجُود من عدله .......... والدهر من عماله.)
(تتجمع الأموال في أمواله .......... فيفرق الأموال في آماله.)
(شيخ البديهة ليس يُمسك لفظهُ .......... فكأنما ألفاظه من ماله.)
إبراهيم بن جعفر بن الحسن بن أحمد بن الحسن بن الصباح بن عبدة. أبو حسن الأسدي
الهمداني، الحناط، الشاهد. وُلد سنة سبعٍ وعشرين وثلاثمائة. وسمع سنة ثلاثٍ
وأربعين من: أبي القاسم بن عُبيد، و أوس الخطيب،
(28/138)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 39
وأبي الصقر الكاتب، ومأمون بن أحمد، وأبي بكر محمد بن حيويه الكرجي، وأبي بكر بن
خلاد النصيبي، ومحمد بن محمويه النسوي. روى عنه: أبو مسلم بن غرو، والحسن بن عبد
الله بن ياسين، ومحمد بن الحسن الصوفي، وأبو القاسم الخطيب. قال شيروية: كان
صدوقاً. وتوفي في جمادى الآخرة.
4 (حرف الباء)
باديس بن المنصور بن بلكين بن زيري بن مناد. الأمير أبو مناد الحميري الصنهاجي.
ولي إفريقية للحاكم، ولقبه الحاكم: نصير الدولة. وكان باديس ملكاً كبيراً حازماُ
شديد البأس، إذا هز رمحاً كسره. ولد بأشير سنة أربع وسبعين وثلاثمائة، فلما كان في
ذي القعدة سنة ست وأربعمائة أمر جيوشه بالعرض، فعرضوا بين يديه إلى وقت الظهر،
وسره حسن عسكره، وانصرف إلى قصره ومد السماط،، فأكل معه خواصه ثم انصرفوا فلما كان
الليل مات فجأة، فأخفوا أمره، ورتبواه أخاه كرامة بن المنصور حتى وصلوا إلى ولده
المعز بن باديس فبايعوه، وتم له الأمر. وقيل: إن سبب موته أنه قصد طرابلس ونزل
بقربها عازماً على قتالها، وحلف أن لا يرحل عنها حتى يعيدها فدناً للزراعة. فاجتمع
أهل البلد إلى
(28/139)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 40
المؤدب محرز وقالوا: يا ولي الله، قد بلغك ما قاله باديس. فهلك في ليلته بالذبحة.
وكان من دعائه عليه أن رفع يديه إلى السماء وقال: يا رب باديس، اكفنا باديس.
وصنهاجة: يكسر أوله، قبيلة مشهورة من حمير. وقال ابن دريد: بضم الصاد، لا يجوز غير
ذلك.
4 (حرف الحاء)
الحسن بن علي بن محمد. الأستاذ أبو علي الدقاق الزاهد النيسابوري. شيخ الصوفية،
وشيخ أبي القاسم القشيري. توفي في ذي الحجة. سمع: أبا عمرو بن حمدان، وأبا الهيثم)
محمد بن مكي الكشميهني. وأبا علي محمد بن عمر الشبوي. ذكره عبد الغافر مختصراً
فقال: لسان وقته وإمام عصره تعلم العربية، وحصل علم الأصول، وخرج إلى مرو، فتفقه
بها على الخضري. وأعاد على أبي بكر القفال المروزي، وبرع. ثم أخذ في العمل وسلك
طريق التصرف، وصحب أبا القاسم النصراباذي. حكى عنه أبو القاسم القشيري أحوالاً
وكرامات. توفي في ذي الحجة سنة خمسٍ.
(28/140)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 41
الحسن بن محمد بن حبيب بن أيوب. أبو القاسم النيسابوري، الواعظ المفسر. صنف في
القراءآت، والتفسير، والأدب، وعقلاء المجانين. سمع: محمد بن يعقوب الأصم وأبا الحسن
الكارزي، ومحمد بن صالح بن هانيء، وأبا حاتم محمد بن حبان البستي، وأحمد بن محمد
بن حمدون السرفقاني، وجماعة. روى عنه: أبو بكر محمد بن عبد الواحد الحيري الحافظ
وأبو الفتح محمد بن إسماعيل الفرغاني، وأبو علي الحسين بن محمد السكاكي. وتوفي في
ذي الحجة. حمزة بن عبد العزيز بن محمد بن أحمد بن حمزة. أبو يعلي المهلبي
النيسابوري، الطبيب الحاذق. سمع: أبا حامد بن بلال، وأبا جعفر محمد بن الحسن
الإصبهاني الصوفي، ومحمد بن أحمد بن دلويه صاحب البخاري، ومحمد بن الحسين القطان،
وجماعة تفرد بالسماع منهم. وطال عمره. روى عنه: أبو عبد الله الحاكم، وأبو بكر
البيهقي، وأبو نصر عبيد الله بن
(28/141)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 42
سعيد السجزي، وأبو بكر بن خلف الشيرازي، وأبو القاسم عبد الله بن علي الطوسي،
ومحمد بن إسماعيل التفليسي، وطائفة سواهم. قال الحاكم: أبو يعلي حمزة الصيدلاني
هذا صحب المشايخ وطلب الحديث، ثم تقدم في صناعة الطب. وقال غيره هو من أولاد
المهلب من أبي صفرة الأزدي الأمير توفي يوم عيد الأضحى عن سنٍ عالية.
4 (حرف العين)
عبيد الله بن محمد بن أحمد بن جعفر. أبو القاسم السقطي. بغدادي نبيل. لم يذكره الخطيب
في تاريخه. سمع الكثير من: إسماعيل الصفار، ومحمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب،
وأبي جعفر بن البختري، وابن السماك، وأبي سهل القطان، والنجاد، وخلق. وسمع بمكة
من: ابن الأعرابي، والآجري، وجاورها مدة. وخرج ابن أبي الفوارس له، وروى الكثير.
روى) عنه: حمزة السهمي، والمظفر بن الحسن سبط ابن لال، وأبو ذر عبد بن أحمد، وعبد
العزيز الأزجي، والحسن بن عبد الرحمن الشافعي المكي، وخلق سواهم من الحاج. قال سعد
الزنجاني: كان السقطي يدعو الله أن يرزقه مجاورة أربع سنين، فجاور أربعين سنة،
فرأى رؤيا كأن قائلاً يقول: يا أبا القاسم طلبت أربعة وقد أعطيناك أربعين، لأن
الحسنة بعشر أمثالها.
(28/142)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 43
ومات لسنته. قال ابن النجار: مات سنة ست وأربعمائة، رحمه الله. عُبيد الله بن محمد
بن أحمد بن محمد بن علي بن مهران. الإمام أبن أحمد بن أبي مسلم البغدادي الفرضي
المقريء. أحد شيوخ العراق، ومن سار ذكره بالأفاق. قرأ القرآن على أحمد بن عثمان بن
بُويان، وهو آخر من قرأ في الدنيا عليه. وسمع: المحاملي، ويوسف بن البهلول الأزرق.
وحضر مجلس أبي بكر بن الأنباري. قال الخطيب: كان ثقة ورعاً ديناً. وقال العتيقي:
ما رأينا في معناه مثله. وذكره الأزهري عبيد الله فقال: إمام من الأئمة. وقال عيس
بن أحمد الهمداني: كان أبو أحمد إذا جاء إلى الشيخ أبي حامد الإسفراييني قام من
مجلسه ومشى إلى باب مسجده حافياً مستقبلاً له. وقال الخطيب: ثنا منصور بن عمر
الفقيه قال: لم أر في الشيوخ من يُعلم لله غير أبي أحمد الفرضي.
(28/143)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 44
قال: وكان قد اجتمعت فيه أدوات الرئاسة من علم وقرآن وإسناد وحالةٍ متسعة من
الدنيا. وكان مع ذلك أورع الخلق. وكان يقرأ علينا الحديث بنفسه. وكنت أُطيل القعود
معه وهو على حالة واحدة، لايتحرك ولا يعبث بشي. فلم أر في الشيوخ مثله. قلت قرأ
عليه: نصر بن عبد العزيز الفارسي نزيل مصر، وأبو علي الحسن بن القاسم غلام الهراس،
والحسن بن علي العطار، وأبو بكر محمد بن علي الخياط، وغيرهم. وحدث عنه: أبو محمد
الخلال، وعمر بن عُبيد الله البقال، وأحمد بن علي ابن أبي عثمان الدقاق، وعلي بن
أحمد البُسري، وعلي بن محمد بن محمد الأخضر الأنباري، وآخرون. وتوفي في شوال عن
اثنين وثمانين سنة. وقد وقع لي حديثه بعُلو. وأخبرنا عمر بن عبد المنعم، برواية
قالون، قراءت عليه قال: أنا بها أبو اليمن زيد بن الحسن المقريء إجازة، أن هبة
الله بن عمر الجريري أخبره بها تلاوةً وسماعاً قال: قرأت بها على أبي بكر محمد بن
علي بن محمد بن موسى الخياط على أبي أحمد الفرضي، عن قراءته على أبي نشيط، عن
قالون، عن نافع. وقد وقعت لنا هذه الرواية كما ترى في غاية العلو.) عتبة بن خيثمة
بن محمد بن حاتم بن خيثمة بن الحسن بن عوف. القاضي أبو الهيثم التميمي النيسابوري
الفقيه الحنفي، شيخ الفقهاء والقضاة.
(28/144)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 45
ذكره الفارسي فقال: عديم النظير في الفقه والتدريس والفتوى. تولى القضاة سنة
اثنتين وتسعين وثلاثمائة إلى سنة خمسٍ وأربعمائة، فأجراه أحسن مجرى. سمع من
أستاذيه: أبي الحسن قاضي الحرمين، وأبي العباس التبان. وسمع بالحجاز من الدبيلي،
وببغداد من أبي بكر الشافعي وروى أكثر مسموعاته. روى عنه: أبو بكر بن خلف وتوفي في
جمادي الآخرة. عثمان بن أحمد بن إسحاق بن بندار. أبو الفرج الإصفهاني البرجي. سمع:
محمد بن عمر بن حفص الجورجيري، وغيره. وعنه أبو الخير محمد بن أحمد ررا، وسليمان
بن إبراهيم الحاقظ، والقاسم بن الفضل الثقفي، وجماعة. توفي ليلة الفطر. العلاء بن
الحسين بن العلاء بن أحمد. أبو الفتح الزهيري الهمذاني البزاز. روى عن أبي حاتم
محمد بن عيسى الوسقندي. روى عنه: محمد بن عيسى، وابن غرو، وعلمة مشايخ الوقت
بهمذان. قال شيرويه: وثنا عنه: يوسف الخطيب، ومحمد بن الحسين الصوفي، وكان صدوقاً.
(28/145)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 46
4 (حرف الميم)
محمد بن أحمد بن خليل بن فرج. أبو بكر القرطبي، مولى بني العباس. سمع: وهب بن
مسرة، وإسماعيل بن بدر. وحج، فأخذ بمكة عن: محمد بن نافع الخزاعي، وبمصر عن: أبي
علي بن السكن، وأبي محمد بن الورد، وحمزة الكناني. روى عنه: يونس بن عبد الله القاضي.
وتوفي في رمضان، وله أربع وثمانون سنة. استوفى ترجمته الحافظ قطب الدين، وأنه سمع
أيضاً من محمد بن معاوية، وبمكة: عمر الجمحي، وبكير بن محمد الحداد. وكان صالحاً
فاضلاً مجتهداً في العبادة، متقشفاً رحمه الله. محمد بن أحمد بن عبد الوهاب
الإسفراييني. الحديثي الحافظ. رحل، وكتب عن: أبي أحمد بن عدي، وطبقته وكانت رحلته
في سنة أربعٍ وخمسين وثلاثمائة. قال أبو مسعود البجلي: سمعت أبا عبد الله الحاكم
يقول: أشهد على أبي بكر الإسفراييني أنه يحفظ من حديث مالك، وشعبة، والثوري، ومسعر
أكثر من عشرين ألف حديث. محمد بن بزال.
(28/146)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 47
مختار الدولة قائد الجيوش. ولي إمرة دمشق بعد أبي المطاع بن حمدان،) فبقي أربع
سنين، وعزل في هذه السنة. محمد بن الحسن بن فورك. أبو بكر الإصبهاني الفقيه
المتكلم. سمع مسند الطيالسي من: عبد الله بن جعفر الإصبهاني، واستدعي إلى نيسابور
لحاجتهم إلى علمه، فاستوطنها. وتخرج به طائفة في الأصول والكلام. وله تصانيف جمة.
وكان رجلاً صالحاً. وقد سمع أيضاً من أبي خرزاد الأهوازي. روى عنه: أبو بكر
البيهقي، وأبو القاسم القشيري، وأبو بكر أحمد بن علي بن خلف، وآخرون.
(28/147)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 48
قال عبد الغافر بن إسماعيل: قبره بالحيرة يستسقى به. ذكر ابن حزم في النصائح أن
ابن سبكتكين قتل ابن فورك لقوله إن نبينا صلى الله عليه وسلم ليس هو نبي اليوم، بل
مان رسول الله. وزعم أن هذا قول جميع الأشعرية. قال ابن الصلاح: ليس كما زعم، بل
هو تشنيع عليهم أثارته الكرامية فيما حكاه القشيري. وتناظر ابن فورك وأبو عثمان
المغربي في الولي، هل يعرف أنه ولي فكان ابن فورك ينكر أن يعرف ذلك، وأبو عثمان
يثبت ذلك. وحكى بعضهم عن ابن فورك أنه قال: كل موضع ترى فيه اجتهاداً ولم يكن عليه
نور، فاعلم أنه بدعة خفية. وذكره القاضي شمس الدين في وفيات الأعيان فقال فيه:
الأستاذ أبو بكر المتكلم الأصولي الأديب النحوي الواعظ، درس بالعراق مدة، ثم توجه
إلى الري، فسعت به المبتدعة. فراسله أهل نيسابور فورد عليهم، وبنوا له بها مدرسة
وداراً، وظهرت بركته على المتفقهة، وبلغت مصنفاته قريباً من مائة مصنف ودعي إلى
مدينة غزنة، وجرت له بها مناظرات. وكان شديد الرد على أبي عبد الله بن كرام. ثم
عاد إلى نيسابور، فسم في الطريق، فمات بقرب بست، ونقل إلى نيسابور، ومشهده بالحيرة
ظاهر يزار ويستجاب الدعاء عنده. قلت: أخذ طريقة الأشعري عن أبي الحسن الباهلي،
وغيره قال عبد الغافر بن إسماعيل: سمعت أبا صالح المؤذن يقول: كان أبو علي الدقاق
يعقد المجلس ويدعوللحاضرين والغائبين من أعيان البلد وأئمتهم، فقيل له: قد نسيت
ابن فورك ولم تدع له. فقال أبو علي: كيف أدعو له وكنت أقسم على الله البارحة
بأيمانه أن
(28/148)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 49
يشفي علتي. وكان به وجع البطن تلك الليلة. وقال البيهقي: سمعت القشيري يقول: سمعت
ابن فورك يقول: حملت مقيداً إلى شيراز لفتنةٍ في الدين، فوافينا باب البلد مصبحاً،
وكنت مهموماً، فلما أسفر النهار وقع بصري على محراب في مسجدٍ على باب البلد، مكتوب
عليه أليس الله بكسافٍ عبده فحصل لي تعريف باطني أني أكفى عن قريب،) فكان كذلك.
وصرفوني بالعز. قلت: كان مع دينه صاحب قلبة وبدعة. قال: أبو الوليد سليمان الباجي:
لما طالب ابن فورك الكرامية أرسلوا إلى محمود بن سبكتكين صاحب خراسان يقولون له:
إن هذا الذي يؤلب علينا أعظم بدعةٍ وكفراً عندك منا، فسله عن محمد بن عبد الله بن
عبد المطلب، هل هو رسول الله اليوم أم لا فعظم على محمود الأمر، وقال: إن صح هذا
عنه لأقتلنه. ثم طلبه وسأله فقال: كان رسول الله، وأما اليوم فلا. فأمر بقتله،
فشفع إليه وقيل: هو رجل له سن. فأمر بقتله بالسم. فسقي السم. وقد دعا ابن حزم
للسلطان محمود إذ وفق لقتله ابن فورك، لكونه قال: إن رسول الله كان رسولاً في
حياته فقط، وإن روحه قد بطل وتلاشى، وليس هو في الجنة عند الله تعالى، يعني روحه.
وفي الجملة: ابن فورك خير من ابن حزم وأجل وأحسن نحلة. قال الحاكم أبو عبد الله:
أنبا ابن فورك، نا عبد الله بن جعفر، فذكر حديثاً. محمد بن الطاهر ذي المناقب
الحسين بن موسى بن محمد
(28/149)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 50
أبو الحسن العلوي الموسوي، المعروف بالشريف الرضي، نقيب الطالبيين، من ولد موسى بن
جعفر بن محمد. له ديوانشِعر مشهور، وشعره في غاية الحُست. وصنف كتاباً في معاني
القرآن يتعذر وجود مثله. وكان غير واحد من الأدباء يقولون: الشؤيف الرضي أشعر
قُريش. وكان مولده سنة تسعٍ وخمسين وثلاثمائة. وذكر الثعالبي انه ابتدأ بنظم الشعر
وهو ابن عشر سِنين. قال، وهو أشعر الطالبين ممن مضى منهم ومن غبر، على كثرة
شُعرائهم المُفلقين. ولو قلت إنه أشعر قريش لم أبعُد عن الصدق. وكان هو وأبوه نقيب
الطالبين، ولي النقابة أيام أبيه، وديوانه في أربع مجلدات. وقيل: إن الشريف الرضي
أحضر درس أبي سعيد السيرافي ليعلمه ولم يبلغ عشر سنين، فأمتحنه يوماً فقال: ما
علاقة النصب في عمر؟
(28/150)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 51
فقال: بُغض علي. فعجب السيرافي والجماعة من حدة خاطره. وللرضي كتابمجاز القرآن
أيضاً. وكان أبوه شيخاً معمراً، تُفي سنة أربعمائة، وقيل: سنة ثلاثٍ وأربعمائة،
وقد جاوز التسعين. فرثاه أبو العلاء المعري. ومن شِعر الرضي:
(يا قلبُ ما أنت من نجدٍ وسكانه .......... خلفت نجداً وراء المُدلجِ الساري.)
)
(راحت نوازعٌ من قلبي تتبعُهُ .......... على بقايا لبناتٍ وأوطارِ)
(يا صاحبي قفا لي واقضيا وطراً .......... وحدثاني عن نجدٍ بأخبارِ)
(هل رُضتْ قاعُهُ الوعساء أم مطُرتْ .......... خميلة الطلح ذات البان والغارِ)
(أم هل أبيتُ ودارٌ دون كاظمةٍ .......... داري، وسُمار ذاك الحي سُماري)
(تضوعُ أرواحُ نجدٍ من ثيابهمُ .......... عند القدوم بقرب العهد بالدار)
وللرضي:
(اشترِ العز بما شئ .......... ت فما العزُّ بغالِ)
(بقِصار البيض إن شئ .......... ت أو السُمر الطوالِ)
(ليس بالمغبون عقلاً .......... من شرا عِزاً بمالِ)
(إنما يدخرال .......... مال لأثمان المعالي)
توفي في محرم. محمد بن عبد الله بن محمد: أبو بكر الشيرازي المؤدب المعروف
بالنجار.
(28/151)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 52
تُوفي في جُمادى الآخرة عن مائةٍ وست سنين. محمد بن عثمان بن حسن: القاضي أبو الحسين
النصيبي. نزيل بغداد. روى عن: أبي الميمون بن راشد البجلي، وإسماعيل الصفار، وأحمد
بن جعفر بن المنادي. روى عنه: القاضي أبو الطيب الطبري، وغيره. ضعفه أحمد بن علي
البادي. وقال حمزة الدقاق: روى للشيعة ووضع لهم. وقال الخطيب: سألت الأزهري عنه،
فقال: كذاب. محمد بن يحيى بن السري الحذاء التنيسي. توفي بها في شعبان، ووُلد سنة
سبع عشر وثلاثمائة. قاله الحبال. محمد بن موهب بن محمدأبو بكر الأزدي القبري، ثم
القُرطبي الحصار. والد القاضي أبي شاكر عبد الواحد، وجد الإمام أبي الوليد الباجي
لأمه. روى عن: عبد الله بن قاسم، وعبد الله بن محمد بن علي الباجي.
(28/152)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 53
ورحل فأخذ عن: أبي محمد بن أبي زبيد، وأبي الحسن القابسي، وتفقه عندهما. وبرع في
مذهب مالك، ونظر في علم الكلامفلما رجع تكلم في شيء من نُوبة النساء ونحو هذه
الغوامض، فشنعوا عليه بذلك. وكان من زُهاد العلماء. وكان القاضي ابن ذكوان يقدمه
على) فُقهاء عصره. وله مصنف في الفقه مفيد، وله شرح رسالة شيخه أبي محمد، ثن نزح
إلى سبتة لأمورٍ جرت، فأخذ عنها بها: حمزة بن إسماعيل. ثم عاد إلى قُرطبة
مُستخفياً، وتوفي في جُمادى الأولى. الكنى: أبو زُرعة بن حُسين بن أحمد القزويني:
الفقيه. سمع من: عبد الله بن عدي بُجرجان، والفاروق الخطابي بالبصرة، وجماعة.
(28/153)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 54
1 (وفيات سنة سبع وأربعمائة:)
4 (حرف الألف:)
4 (أحمد بن إبراهيم البغدادي: أبو الحسين الخازن. سمع: الحسين بن عياش القطان.
وثقه)
البرقاني. ومات في رمضان. روى جزءاً واحداً. سمع منه: البرقاني، وغيره.
4 (أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن موسى: الحافظ أبو بكر الشيرازي، مصنف كتاب)
الأقاب. سمع ببغداد: أبا بحر محمد بن الحسن البربهاري، وأبا بكر القطيعي، وعلي بن
أحمد المصيصي. وبإصبهان: أبا القاسم الطبراني، وأبا الشيخ. وبمرو: عبد الله بن عمر
بن علك. وبجُجرجاني: عبد الله بن عدي، والإسماعيلي.
(28/154)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 55
وبنيسابور: محمد بن الحسن السراج. وبفارس: عبد الواحد بن الحسن الجنديسابوري،
وسعيد بن القاسم بن العلاء المُطوعي بطراز من بلاد التُرك. وببخارى: محمد بن محمد
بن صابر. وبشيراز: أسامة بن زيد القاضي. وبالبصرة: أحمد بن عبد الرحمن الخاركي.
وبواسط وبلدان عدة. وأقام بهمدان مدة، فروى عنه: محمد بن عيسى، وأبو مسلم بن عزو،
وحميد بن المأمون، وآخرون. قال الحافظ شيرويه: ثنا عنه أبو الفرج البجلي، وكان
صدوقاً ثقة حافظاً يُحسن هذا الشأن جيداً جيداً. خرج من عندنا سنة أربعٍ وأربعمائة
إلى شيراز، وأخبرتُ أنه مات بها سنة إحدى عشرة. وقال أبو القاسم بن مندة: تُوفي في
سنة سبعٍ في شوال. قلت: وهذا أقرب. وقد سمعت كتاب الألقاب له من الأبرقُوهي بسماعه
حضوراً سنة ثمان عشرة وستمائة، من أبي سهل السرفُوي، بسماعه من شهردار ابن الحافظ
شيرويه. أنا أحمد بن عمر البيع، أنا حُميد بن المأمون، عنه، قال جعفر المستغفري:
كان يفهم ويحفظ.) دخل نسف وكتبت عنه. وسمعته يقول: وقع بيني وبين أبي عبد الله بن
البيع الحافظ منازعة في عمرو بن زُرارة، وعُمر بن زُرارة، فكان يقول: هما واحد.
فتحاكمان إلى الحاكم أبي أحمد الحافظ فقلنا: ما يقول الشيخ في رجل يقول عمرو بن
زُرارة وعُمر بن زُرارة واحد فقال: من هذا الطبل الذي لا يفصل بينهما
4 (أحمد بن محمد بن خاقان:
(28/155)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 56
أبو الطيب العُكبري الدقاق.)
حدث عن: أبي ذر أحمد بن محمد بن الباغندي، ومحمد بن أيوب بن المُعافى. وهو آخر من
حدث عنهما. وكان مولده سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة.
4 (أحمد بن محمد بن عبس: أبو مُعاذ الزاغاني الهروي. آخر من روى عن يعقوب بن)
إسحاق بن محمود الحافظ الهروي. وتوفي في ربيع الأول.
4 (أحمد بن محمد بن يوسف بن دُوست: أبو عبد الله البغدادي البزاز. حدث عن: الحسين)
بن يحيى بن عياش، ومحمد بن جعفر المطيري، وإسماعيل الصفار، وطبقتهم. وعنه: أبو
محمد الخلال، والأزهري، وهبة الله اللالكائي، وأبو بكر الخطيب قال: وكان محدثاً
مُكثراً حافظاً عارفاً. مكث مرة يُملي بجامع المنصور بعد المخلص. وكان يُملي من
حفظه. وكان عارفاً بمذهب مالك. ضعفه الأزهري، وطعن ابن أبي الفوارس في روايته عن
المطيري.
(28/156)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 57
قال الخطيب: تُوفي في رمضان وله أربع وثمانون سنة. قلت: آخر من روى عنه: رزق الله
التميمي. وقع لي حديثه عالياً. قال البرقاني: كان يسرد الحديث من حفظه، وتكلموا فيه،
فقيل إنه كان يكتب الأجزاء ويتربُها ليظن أنها عُتق. وقال الأزهري: غرقت كُتبه
فكان يجددها. وأثنى عليه بعض العلماء. وكان يُذاكر الدارقطني، ويسرد من حفظه.
4 (حرف الحاء)
4 (الحسن بن حامد بن الحسن: أبو محمد الدبيلي التاجر الأديب. سمع: علي بن محمد
الدبيلي)
التاجر الأديب. سمع: علي بن محمد بن سعيد الموصلي، وأبا الطيب المتنبي. قال
الخطيب: ثنا عنه الصوري: ذكر لنا ابن حامد أنه سمع من دعلج، وأن المتنبي لما قدم
بغداد نزل عليه، فكان القيم بأموره، وقال له: لو كنت مادحاً تاجراً لمدحتك. وقال
الصوري: قد روى الحافظ عبد الغني بن سعيد، عن رجلٍ، عن ابن حامد.) قال أبو إسحاق
الحبال: توفي في مُستهل شوال. قلت: وسماع الصوري منه بمصر.
(28/157)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 58
روى عنه: خلف الحُوفي.
4 (الحسن بن حامد: شيخ الحنابلة. قد مر سنة ثلاثٍ وأربعمائة.)
4 (الحسن بن علي بن المؤمل بن الحسن بن عيسى بن ماسرجس. أبو محمد الماسرجسي)
النيسابوري. وكان ثقة جليلاً. روى عنه: أبو بكر البيهقي. وتوفي في شعبان.
4 (حرف السين:)
4 (سليمان بن الحكم بن سليمان ابن الناصر لدين الله عبد الرحمن الأموي المرواني:
الملقب)
بالمستعين. خرج قبل الأربعمائة، والتف عليه خلق من جيوش البربر بالأندلس.
(28/158)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 59
وحاصر قرطبة إلى أن أخذها كما ذكرنا سنة ثلاثٍ وأربعمائة. وعاث هو وجيشه وأفسدوا،
وعملوا ما لا تعمله الفرنج. وكان من أمراء جُنده القاسم وعلي ابنا حمود بن ميمون
الحسني الإدريسي، فقدمهما على البربر، ثم استعمل أحدهما على سبتة وطنجة، واستعمل
القاسم على الجزيرة الخضراء. ثم إن علينا متولي سبتة راسل جماعة وحدث نفسه بولاية
الأندلس، فاستجاب له خلق وبايعوه، فزحف من سبتة وعدى إلى الأندلس، فبايعه أمير
مالقة. واستفحل أمره، ثم زحف بالبربر إلى قرطبة، فجهز المستعين لحربه ولده محمد بن
سليمان، فأنكسر محمد وهجم علي بن حمود قرطبة فدخلها، وذبح المستعين بيده صبراً،
وذبح أباه الحكم وهو شيخ في عشر الثمانين، وذلك في المحرم. وانقطعت دولة بني أمية
في جميع الأندلس. وكان قيام سليمان في شوال سنة تسعٍ وتسعين، ثم كمل أمره في ربيع
الآخر سنة أربعمائة، وظفر بالمهدي محمد بن عبد الجبار في ذي الحجة من السنة فقتله
صبراً، وهرب المؤيد بالله هشام بن الحكم وسار سليمان في بلاد الأندلس يعيث ويفسد
ويغير حتى دوخ الإسلام وأهله. قال الحُميدي: لم يزل المستعين يجول بالبربر يفسد
وينهب ويفقر المدائن والقرى بالسيف لا يبقي معه البربر على صفيرٍ ولا كبير ولا
إمرأة إلى أن غلب على قرطبة سنة ثلاثٍ في شوال. قلت: عاش سليمان المستعين نيفاً
وخمسين سنة، وله شعر رائق فمنه:
(عجباً يهاب الليث حد سِناني .......... وأهاب لحظ فواتِر الأجفان)
)
(وأقارع الأهوال لا متهيباً .......... منها سوى الإعراضِ والهجرانِ)
(وتملكت نفسي ثلاث كالدمى .......... زهر الوجوه نواعم الأبدانِ)
(ككواكب الظلماء لحن لناظرٍ .......... من فوق أغصان على كثبانِ)
(هذي الهلال وتلك بنت المشتري .......... حسناً، وهذي أخت غصنِ البانِ)
(حاكمت فيهن السلُو إلى الصبي .......... فقضى بسلطانٍ على سلطاني)
(28/159)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 60
منها
(وإذا تجارى في الهوى أهل الهوى .......... عاش الهوى في غبطةٍ وأمانٍ)
4 (حرف العين)
4 (عبد الله بن أحمد بن إبراهيم.)
أبو القاسم الفارسي ثم البغدادي. حدث عن: أبي عمرو بن السماك، وأبي بكر النجاد.
قال الخطيب: سمعت منه، وكان قدرياً داعية، لم أكتب ما سمعته منه.
4 (عبد الرحمن بن أحمد بن أبي المطرف عبد الرحمن الأندلسي. أبو المطرف قاضي)
الجماعة. استقضاه الخليفة المؤيد بالله هشام في دولته الثانية، فحمدت سيرته. وكان
الأغلب عليه الأدب والرواية. وعزل عن القضاة بعد سبعة أشهر، ففرح بالعزل، وعاد إلى
الإنقباض والزهد إلى أن مضى لسبيله مستوراً. وتوفي في صفر عن إحدى وسبعين سنة
4 (عبد الرحمن بن عمر بن إبراهيم. أبو القاسم الهمذاني المؤدب. روى عن: عبد
الرحمن)
الحلاب، وأبي أحمد بن مملوس الزعفراني، وحامد الصرام، وجماعة. وقال شيرويه: ثنا
عنه أحمد بن عبد الرحمن الروذباري، وأخوه أبو بكر، ويوسف الخطيب، ومحمد بن الحسين
الصوفي. وحديثه يدل على الصدق.
4 (عبد الرحمن بن محمد بن حامد.
(28/160)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 61
أبو الحسن الديناري الأنصاري الهروي. سمع: أبا حامد)
الشاركي، وحامد بن محمد الرفاء، وجماعة. أكثر الناس عنه. عبد السلام بن الحسن بن
عون. الأديب أبو الخطاب البغدادي الحريري التاجر. من فحول الشعراء. ذكره ابن
النجار وأورد له مقطعات. روى عنه: مِهيار الديلمي، وأحمد بن عمر بن روح. مات في
رجب. عبد العزيز بن عثمان بن محمد القرقساني. الصوفي الشيخ أبو محمد. شيخ الصوفية)
بالشام حدث عن القاضي أحمد بن كامل. روى عنه: أبو بكر علي الأهوازي، وعلي بن محمد
الربعي. توفي في شوال. وكان أشعرياً. قاله ابن عساكر. عبد القاهر بن محمد بن محمد
بن عترة. أبو بكر الموصلي. حدث ببغداد عن: موسى بن محمد الزرقي الموصلي. روى عنه:
أبو بكر الخطيب ووثقه، وابن المهتدي بالله. عبد الملك بن أبي عثمان محمد بن
إبراهيم.
(28/161)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 62
أبو سعد النيسابوري الواعظ، الزاهد المعروف بالخركوشي. وخركوش: سكة بمدينة
نيسابور. روى عن: حامد بن محمد الرفاء، ويحي بن منصور القاضي، وإسماعيل بن نجيد،
وأبي عمرو بن مطر. وتفقه على: أبي الحسن الماسرجسي. وسمع بالعراق ودمشق، وحج
وجاور، وصحب الزهاد. وكان له القبول التام. وصنف كتاب دلائل النبوة، وكتاب
التفسير، وكتاب الزهد وغير ذلك. قال الحاكم: أقول إني لم أر أجمع منه علماً وزهداً
وتواضعاً وإرشاداً إلى الله، وإلى الزهد في الدنيا، زاده الله توفيقاً وأسعدنا
بأيامه. وقد سارت مصنفاته في المسلمين. وقال الخطيب: كان ثقة ورعاً صالحاً. قلت:
روى عنه الحاكم وهو أكبر منه، والحسن بن محمد الخلال، وعبد العزيز الأزجي، وأبو
القاسم التنوخي، وعلي بن محمد الحنائي، وأبو القاسم القُشيري، وأبو صالح المؤذن،
وأبو علي الأهوازي، وأبو بكر البيهقي، وأبو الحسين بن المهتدي بالله، وأحمد بن علي
بن خلف الشيرازي، وعلي بن عثمان الإصبهاني البيع، وآخرون. وتوفي سنة سبعٍ في جمادى
الأولى. أخبرنا أحمد بن هبة الله، أنا أبو روح إجازة: أنبا علي بن عثمان بن
(28/162)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 63
محمد بن البيع سنة ثلاثٍ وخمسين وأربعمائة: ثنا الأستاذ أبو سعد عبد الملك بن أبي
عثمان إملاء في سنة ست وتسعين وثلاثمائة: ثنا يحي بن منصور، ثنا محمد بن إبراهيم
البوسنجي: نا عبد الله بن محمد بن نفيل قال: قرأت على معقل بن عُبيد الله، عن
عطاء، عن جابر قال: قام سُراقة بن مالك بن جعشم المُدلجي فقال: يا نبي الله حدثنا
حديث قومٍ كأنما ولدوا اليوم: عُمرتنا هذه لعامِنا هذا، أم للأبد قال: لا، بل لأبد
الأبد. كان أبو سعد ممن وُضع له القبول في الأرض، وكان الفقراء في مجلسه كالأمراء.
وكان يعمل القلانس ويبيعها، ويأكل من كسب يمينه. بنى في سكته مدرسةً وداراً
للمرضى، ووقف عليهما الأوقاف. وله خزانة كُتب كبيرة موقوفة. فالله يرحمه. وذكر ابن
العساكر أنه كان أشعرياً. وقال محمد بن عُبيد الله الصرام: رأيت الأستاذ أبا سعد
الزاهد بالمصلى للاستقساء على رأس) الملأ، وسمعته يصيح:
(إليك جئنا وأنت جئت بنا .......... وليس رب سواك يُغنينا)
(بابُك رحبُ فناؤهٌ كرمٌ .......... تُؤوي إلى بابك المساكينا)
عبد الوهاب بن أحمد بن الحسن بن علي بن منير: أبو القاسم المصري الأديب. أخو منير.
لم يكن له في الحديث خبرة. وقد سمع: أبا سعيد بن الأعرابي، وغير واحد. وحدث وأفاد.
روى عنه: الحافظ أبو عمرو الداني، وغيره من المغاربة والمصريين. وتوفي في شعبان من
السنة.
(28/163)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 64
عطية بن سعيد بن عبد الله: أبو محمد الأندلسي. سمع من: أبي محمد الباجي. ثم رحل
وطاف بلاد المشرق سياحة، وانتظمها سماعاً. وبلغ إلى ما وراء النهر، ثم عاد إلى
نيسابور فسكنها مدة على قدم التوكل والزهد، ورُزق القبُول الوافر. وعاد إليه أصحاب
أبي عبد الرحمن السُلمي. قال الخطيب: ثم قدمِ بغداد، وحدث عن زاهر السرخسي، وعلي
بن الحسين الأذني. حدثني عنه أبو الفضل عبد العزيز بن المهدي وقال: كان زاهداً لا
يضع جنبه، إنما ينام مُحتبياً. وقال غيره: ثم خرج من بغداد إلى مكة. وكان قد جمع
كُتباً حملها على بخاتي كثيرة، وليس له إلا ركوة ومُرقعته ووطاؤه. وكذلك خرج إلى
الحج، فكان كل يوم يعزم عليه رجلٌ من الركب. قال رفيقه: ما رأيته يحمل من الزاد
شيئاً. وقُريء عليه بمكة صحيح البخاري، بروايته عن إسماعيل بن حاجب صاحب
الفِربْرِي. وكان عارفاً بأسماء الرجال. وكان يجوز السماع، فلذلك كانت المغاربة
يتحامونه. وذكره أبو عمرو الداني في طبقات المقربين له فقال: عطية بن سعيد القفصي
الصوفي، أخذ القراءة عن جماعة. وعرض بالأندلس على علي بن محمد بن بِشر، وبمصر على
عبد الله. يعني السامري. ودخل الشام، والعراق، وخُراسان، وكتب الكثير من الحديث.
وكان ثقة. كتب معنا بمكة عن أحمد بن
(28/164)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 65
فِراس، وأحمد بن متٍ البخاري. قال: وبها توفي سنة سبعٍ وأربعمائة. ثم قال: يكتب
بقية ترجمته من العام الآتي. وقال فيه: الحافظ الزاهد أحد الأمة الأعلام. سمع من
عبد الله بن محمد بن علي الباجي، وطبقته. وارتحل إلى المشرق فأكثر الترحال، ولقي
نبلاء الرجال، وبرز في العلم والعمل، وبعُد صيته. قال الحُميدي: أقام بنيسابور
مدة، وكان صوفياُ على قدم التوكل والإثيار.) وقال عبد العزيز بن بُندار البُنداري:
لقيته ببغداد، وصحبتُه، وكان من الإيثار والسخاء على أمرٍ عظيم، ويقتصر على فُوطة
ومُرقعة. وخرجنا معه للحج للياسرية، فلما بلغنا المنزلة ذهبنا نتحل الرفاق، فإذا
بشيخٍ خُرساني حوله حشم فقال لنا: أنزلوا. فجلسنا، فأتى بِسفرة، فأكلنا وقمنا.
قال: فلم نزل على هذه الحال يتفق لنا كل يوم من يطعمنا ويسقينا إلى مكة، وما حملنا
من الزاد شيئاً. ثم قال: وتوفي بمكة سنة ثملنٍ أو تسعٍ وأربعمائة. قال الحُميدي:
وله كتاب في تجويز السماع، وله طُرق حديث المِغفَر ومن رواه عن مالك، في أجزاءٍ
عدة. وحدثنا أبو غالب بن بشران النحوي: ثنا عطية بن سعيد، ثنا القاسم بن علقمة،
ثنا بهز، فذكر حديثاً. علي بن الحسين بن القاسم: أبو الحسن بن المترفق البغدادي،
ثم الطرسوسي الصوفي. حدث عن: أبي القاسم الطبراني، وعبد الله بن عدي، وجماعة. وجدث
بدمشق ومصر. روى عنه: تمام الرازي وهو أكبر منه، وأحمد بن محمد العتيقي، وأبو
الحسن بن السمسمار، وأبو علي الأهوازي، وهبة الله بن إبراهيم الصواف
(28/165)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 66
المصري، ورشأ بن نظيف، وأبو إسحاق الحبال. ومات في شعبان. علي بن محمد: أبو الحسن
الخُراساني العداس القياس. بمصر في ربيع الآخر. حدث عن: أبي الطاهر القاضي، والحسن
بن رشيق. روى عنه: خلف بن أحمد الحُوفي.
4 (حرف الميم:)
محمود بن أحمد بن شاكر. أبو عبد الله المصري القطان، الذي جمع فضائل الشافعي. روى
عن: عبد الله بن جعفر بن الورد، والحسن بن رشيق، وجماعة. روى عنه: القاضي أبو عبد
الله القُضاعي، وأبو إسحاق إبراهيم بن سعيد الحبال، وجماعة. توفي في المحرم. محمد
بن أحمد: أبو بكر الدمشقي الجُبني. في العام الآتي. محمد بن أحمد بن القاسم بن
إسماعيل.
(28/166)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 67
أبو الحسين الضبي المحاملي. سمع: إسماعيل الصفار، وعثمان بن السماك، والنجاد. وكان
إماماً ثقة. قال الدارقطني: حفظ القرآن والفرائض، ودرس مذهب الشافعي، وكتب الحديث.
وهو عندي ممن يزداد كل يوم خيراً. قال الخطيب: مولده سنة اثنتين وثلاثين
وثلاثمائة. وتفي في رجب، وقد حضرتُ مجلسه غير مرة. قلت: وروى عنه: سُليم الرازي،
وأبو الغنائم بن أبي عثمان، وجماعة. وقع لي حديثه) عالياً. محمد بن أحمد بن محمد
بن إبراهيم بن شاذي: أبو الحسن المؤذن الحنبلي، المعروف بابن الشعراني الهمداني.
روى عن: أوس بن أحمد، والكندي، ومحمد بن موسى البزاز. روى عنه: مكي بن المحتسب،
ومحمد بن الحسين الصوفي. وهو صدوق. محمد بن أحمد بن خلف بن خاقان: أبو الطيب العُبكري.
ولد سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة. وسمع في سنة خمسٍ وعشرين من: محمد بن أيوب بن
المُعافى، وإبراهيم الباقلاني. روى عنه: أبو منصور محمد بن محمد النديم. وهو آخر
من روى عن أبي ذر بن الباغندي.
(28/167)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 68
قال الخطيب: سألت عبد الواحد بن برهان عنه فعرفه ووثقه. فقلت: إنه روى عن أبي ذر.
فقال: كان صدوقاً. مات ببغداد. قلت: وروى عنه أبو منصور العُبكري كتاب المُجتبى
لابن دُريد، بسماعه من ابن دُريد. سمعته بُعلو. محمد بن الحسن بن عنبسة: أبو الحسن
المذكر. توفي ببخارى عن ثمانين سنة. روى عن: أبي سهل بن زياد، وعبد الباقي بن
قانع. محمد بن سليمان بن الخضر: أبو بكر النسفي المعدل. روى جامع الترمذي عن: محمد
بن محمد بن عنبر عن المصنف. وتوفي في جمادى الأولى. محمد بن علي بن خلف: الوزير
فخر المُلك أبو غالب ابن الصيرفي، الذي صنف الفخري في الجبر والمقابلة من أجله.
كان جواداً ممدحاً رئيساً. قتله مخدومه سلطان الدولة ابن السلطان بهاء الدولة ابن
عضد الدولة بنواحي الأهوازي في هذه السنة.
(28/168)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 69
وقد ولي وزارة بغداد في أيام القادر بالله، فأثر بها أثار حسنة، وعم بإحسانه وجوده
الخاص والعام. وعمر البلاد، ونشر العدل والإحسان. قُتل مظلوماً، وقد مدحه غير
واحد. ولُد فخر المُلك بواسط في ربيع الآخر سنة أربعٍ وخمسين وثلاثمائة وتنقلت به
الأحوال حتى ولي الوزارة، وقد كان قد جمع بين الحِلم والكرم والرأي. قال أبو جعفر
بن المسلم: كنت مع أبي عند فخر المُلم أبي غالب وقد رُفعت إليه سعايةٌ برجل، فوقع
فيها: السعاية قبيحة ولو كانت صحيحة. فإن كُنت مهتوكٍ في مستور، ولولا أنك في
خفارة شيبك لعاملناك بما يشبه مقالك، ويردع أمثالك. فاكتم هذه المقالة والعيب،
واتق من يعلم الغيب. ثم إن فخر المُلك أمر أن تطرح في المكاتب وتُعلم الصبيان،
يعني هذه الكلمات.) وقد ذكره هلال بن المحسن في كتاب الوزراء من جمعه، فأسهب في
وصفه. وأطنب وطول ترجمته. وكان أبوه صيرفياً بديوان واسط، فنشأ فخر المُلك في
الديوان، وكان يتعانى الكرم والمروءة في صغره، وله نفس أبيه، وأخلاق سنية، فكان
أهله يلقبونه بالوزير الصغير. فلم يلبث أن ولي مُشارفة بعض أعمال واسط، وتخادم
لبهاء الدولة بفارس، وجرت على يده فتوحات. وتوفي أبو علي الحسن بن أستاذ هُرمز،
فولي أبو غالب وزارة العراق في آخر سنة إحدى وأربعمائة، ومدحه الشعراء. فلم يزل
حاكماً عليها حتى أُمْسِكَ بالأهواز في ربيع الأول وقُتل. وكان رحمه الله طلق
الوجه، كثير البِشر، جواداً، تنقل في الأعمال جليلها وصغيرها. وكان إليه المنتهى
في الكفاية والخبرة وتنظيم الأمور. يوقع أحسن توقيع وأسدهُ وألطفه. ويقوم بعد الكد
والنصب وهو ضاحك، ما تبين عليه
(28/169)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 70
ضجر. وكاتب ملوك الأقاليم وكاتبوه، وهاداهم وهادوه، ولم يكن في وزارة الدولة
البُويهية من جمع بين الكتابة والكفاية وكبر الهمة والمروءة والمعرفة بكل أمرٍ
مثلهُ. فإن أعيان القوم أبو محمد المهلبي، وأبو الفضل بن العميد، وأبو القاسم بن
عباد وما فيهم من خبر الأعمال وجمع الأموال مثل فخر المُلك. وكانت أيامه وعدله
يربى على أولئك. وكان من محاسن الدنيا التي يعز مثلها، وله بيمارستان عظيم ببغداد
قل أن يُعمل مثله. وكانت جوائزه وصلاته واصلةً إلى العلماء والكُبراء والصُلحاء
والأدباء والمساكين، وله في ذلك حكايات. دُفن دفناً ضعيفاً، فبدت رِجله ونبشته
الكلاب، وهو في ثيابه لم يكفن. ثم أخذوا من وسطه همياناً فيه جوهر نفيس، وأخذوا له
من النعم والأموال ما ينيف على ألف ألف دينار ومائتي ألف دينار.
(28/170)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 71
1 (وفيات سنة ثمانٍ وأربعمائة:)
4 (حرف الألف)
أحمد بن إبراهيم بن محمد بن الحُصين. حدث في هذه السنة. عن: جعفر الخُلدي والنجاد.
روى عنه: الأزهري، وأحمد بن علي التوزي، ووثقاه. أحمد بن عبد العزيز بن أحمد بن
حامد بن محمود بن ثرثال. أبو الحسن التيمي البغدادي. سكن مصر، وحدث عن: أبي عبد
الله المحاملي، ومحمد بن مخلد العطار، وإبراهيم بن محمد بن علي بن بطحاء. ولد سنة
سبع عشرة وثلاثمائة. وسمع في سنة ست وعشرين. وقيل إن جميع ما حدث به جزء واحد. روى
عنه: محمد بن علي الصوري، وأبو عبد الله محمد بن سلامة القُضاعي، وخلف بن أحمد
الحُوفي.
(28/171)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 72
وآخر من حدث عنه: أبو إسحاق إبراهيم بن سعيد الحبال. توفي في ذي القعدة. وثقه
الخطيب. أحمد بن علي الحاكم. أبو حامد الشيباني. توفي في رمضان. إسماعيل بن حسن بن
علي بن عتاس. أبو علي البغدادي الصيرفي. حدث عن: الحسين بن عياش القطان. قال
الخطيب: كان صدوقاً، أدركته ولم أسمع منه. وتوفي في رمضان. ثنا عنه: الأزجي،
وغيره.
4 (حرف الباء:)
الحسن بن محمد بن يحيى. أبو محمد الفحام السامري، المقريء. شيخ مُسند متفنن. سمع:
أبا جعفر بن البختري، وإسماعيل الصفار. وقرأ بالروايات على: أبي بكر النقاش، وأبي
بكر بن مقسم، ومحمد بن أحمد بن الخليل، وعمر بن أحمد الحمال الذي لقنه، وأبي عيسى
البكار، وأبي
(28/172)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 73
بكر عبد الله بن محمد الخباز بسامراء. قرأ عليه: أبو علي غلام الهراس، وغيره. وحدث
عنه: محمد بن محمد بن عبد العزيز العُبكري، وغيره. وكان فقيهاً على مذهب الشافعي،
فاضلاً، ولكن كان يتشيع. قال الخطيب: مات بسامراء، وكان يُرمى بالتشيع. الحسين بن الحسن:
أبو عبد الله بن العريف البغدادي الجواليقي. حدث عن: محمد بن مخلد، والصولي، ومحمد
بن عمرو بن البحتري، وجماعة. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان فقيراً يسأل في الطرقات
فلقيناه وأعطاه بعضنا شيئاً، وسمعنا) منه في سنة ثمانٍ بتراتي.
4 (حرف الخاء)
خلف بن هانيء. أبو القاسم العدوي العُمري، الطرطُوشي. قدمِ قُرطبة، وسمع من: أبي
بكر أحمد بن الفضل الدينوري، وأحمد بن معروف في سنة ست وأربعين. روى عنه: ابنه أبو
مروان عبيد الله، وأبو المُطرف بن حجاب، وغيرهما. وتوفي في نصف رمضان، وقد جاوز
الثمانين.
4 (حرف السين)
سعد بن محمد بن يوسف.
(28/173)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 74
أبو رجاء الشيباني القزويني. نزيل بغداد. قال الخطيب. ما علمتُ به بأساً، وحدثنا
من حفظه سنة ثمانٍ: ثنا الحسن بن حبيب الحصائري بدمشق: ثنا الربيع بن سليمان، فذكر
حديثاً. ثم قال الخطيب: لم يكن عنده سوى هذا الحديث. قلت: ورواه عنه: محمد بن
إسماعيل الجوهري، ويوسف المهرواني، وغيرهما. سليمان بن خلف بن سُليمان بن عمرو بن
عبد ربه بن ديسم. أبو أيوب القُرطبي. ويعرف بابن نُفيل، وهو لقب أبيه. روى عن:
محمد بن معاوية القُرشي، وأحمد بن مُطرف، وأبي علي القالي، وأبي عيسى الليثي، وولي
قضاء بعض مدن الأندلس. ولد سنة أربعٍ وثلاثين، وتوفي في شعبان.
4 (حرف الصاد)
صالح بن محمد البغدادي المؤدب. قال الخطيب: ثنا عن: النجاد، وعلي بن محمد بن
الزبير، وأحمد بن كامل في سنة ثمانٍ وكان صدوقاً.
4 (حرف العين)
عبد الله بن عُبيد الله بن يحيى.
(28/174)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 75
أبو محمد البغدادي المؤدب المعروف بابن البيع. سمع: الحسين بن إسماعيل المحاملي.
روى عنه: أبو الغنائم محمد بن الحسن بن أبي عثمان، وأخوه أبو محمد أحمد، وأبو
الفضل بن النقال، ومحمد بن عبد العزيز العُكبري، وجماعة آخرهم نصر بن أحمد بن
البطر. قال أبو بكر الخطيب: كان يسكن بدرب اليهود، وخرجت يوماً من مجلس أبي الحسن
المحاملي القاضي، فأرادني أصحاب الحديث على المُضي معهم إليه، فلم أفعل لأجل الحر،
ولم) أرزق السماع منه. وتوفي في رجب سبعٌ وثمانون سنة. عبد الله بن عبد الملك بن
محمد. أبو الفتح البغدادي النحاس. موصلي الأصل. سمع من القاضي المحاملي مجلساً.
وسمع من: محمد بن عمرو بن البختري، وإسماعيل الصفار، والنجاد. وثقه البرقاني. وقال
الخطيب: لم يُقضَ لي السماع منه، ومات في صفر. عبد الله بن محمد بن عفان. أبو
محمد. توفي بدمشق في ذي القعدة. عنده عن: خيثمة الأطرابُلسي. عبد الله بن محمد بن
أحمد بن الفلو.
(28/175)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 76
أبو بكر البغدادي الكُتبي. سمع: أبا بكر النجاد. قال الخطيب: ثنا في سنة ثمانٍ
وأربعمائة. عبد العزيز بن محمد بن نصر بن الفضل. أبو القاسم السُتوري. حدث عن:
إسماعيل الصفار، وعثمان بن السماك، وفارس الغُوري، وجماعة. قال الخطيب: كتبنا عنه
بانتخاب ابن أبي الفوارس. وكان لا بأس به. توفي في ذي القعدة. علي بن إبراهيم بن
إسماعيل. أبو الحسن المصري الشرفي، الفقيه الشافعي الضرير. والشرف مكان بمصر. حدث
عن: أبي الفوارس الصابوني، وأبي محمد بن الورد. روى عنه: أبو الفضل السعدي، وأحمد
بن باشاذ، وأبو إسحاق الحبال، وغيرهم. توفي في ذي القعدة. علي بن حمود بن ميمون بن
أحمد بن علي بن عُبيد الله بن
(28/176)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 77
عمر بن إدريس بن عبد الله المحض بن الحسن المُثنى ابن ريحانة رسول الله صلى الله
عليه وسلم الحسن بن علي رضي الله عنهما، الحسني الإدريسي. قد ذكرنا في السنة
الماضية في ذكر سليمان المستعين بعض أمره، ولما قتل سليمان أباه استقل بالأمر،
وحكم على الأندلس، وتسمى بالخلافة، وتلقب بالناصر. ثم خالف عليه الموالي الذين
كانوا قد نصروه وبايعوه، وقدموا عليه عبد الرحمن بن محمد بن عبد الملك ابن الناصر
لدين الله الأموي، ولقبوه بالمرتضى، وزحفوا به إلى غرناطة. ثم ندموا على تقديمه
لما رأوا من طرافته وقوة نفسه، وخافوا من عواقب تمكنه، فانهزموا عنه، ودسوا من
اغتاله. وبقي علي بالإمرة اثنين وعشرين شهراً، ثم قتلوه غِلمانٌ له صقابلة في
الحمام في أواخر هذا العم. وقام بالأمر بعد أخوه القاسم.) ولعلي من الولد: يحيى
المُعتلي، وقد ملك، وأخوه إدريس، وشيخنا جعفر بن محمد بن عبد العزيز الإدريسي
المصري الذي روى لنا عن ابن باقا من ذُرية المُعتلي.
4 (حرف الميم)
محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن هلال. أبو بكر السهمي الدمشقي، المعروف بابن
الجُبني الأطروش المقريء. قرأ على: أبيه، وعلى: أبي الحسن محمد بن النضر بن
الأخرم، وجعفر بن حمدان بن سليمان النيسابوري، وأحمد بن محمد بن الفتح النجاد،
وأبي بكر بن أبي حمزة إمام مسجد باب الجابية، وأحمد بن عثمان السباك.
(28/177)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 78
قرأ عليه: علي بن الحسن الربعي، وأبو علي الأهوازي، ورشا بن نظيف، وأبو العباس بن
مرارة الإصبهاني. وانتهت إليه الرئاسة في قراءة ابن عامر. قرأها على جماعة من
أصحاب هارون الأخفش. قال الكناني ذلك، وقال: توفي سنة ثمانٍ. وقال الأهوازي: سنة
سبع. وكان أبوه إمام مسجد سوق الجبن، فقيل له الجبني، وقد قرأ على هارون بن موسى
الأخفش. وقيل: إن جده هلال هو ابن عبد العزيز بن عبد الكريم ابن المقري، العلم أبي
عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السلمي مقري الكوفة. وقال الأهوازي: قرأت برواية ابن
ذكوان على أبي بكر محمد بن أحمد بن محمد السلمي في منزله بدمشق، وأخبرني أنه قرأ
على أبي الحسن بن الأخرم، وعلى أبي الفضل جعفر بن حمدان النيسابوري، وعلى أبي
القاسم علي بن الحسين بن أحمد بن محمد بن السفر الجرشي، وأخبروه أنهم قرأوا على
الأخفش، عن ابن ذكوان. قلت: وقد نوفي ابن السفر هذا في سنة ثمانٍ وثلاثينٍ
وثلاثمائة. وقيل: إن أبا بكر ابن الجبني ولد سنة سبعٍ وأربعمائة. وإن شيخه
النيسابوري توفي في صفر سنة تسعٍ وثلاثين وثلاثمائة. وآخر من قرأ عليه وفاة الحسن
بن علي اللباد، بقي إلى سنة اثنتين وأربعمائة. محمد بن إبراهيم بن جعفر.
(28/178)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 79
أبو عبد الله اليزدي الجرجاني. مسند إصبهان في وقته. أملى مجالس كثيرة، وسمع من:
محمد بن الحسين القطان، والعباس بن محمد بن معاذ، وحاجب بن أحمد، ومحمد بن يعقوب
الأصم، ومحمد بن عبد الله الصفار، وشيوخ نيسابور. روى عنه: أبو بكر محمد بن الحسن
بن محمد بن سليم القاضي، وعبد الرزاق بن عبد الكريم) الحسناباذي، وأبو مسعود
سليمان بن إبراهيم الحافظ، ورجاء بن عبد الواحد قولويه، والقاسم بن الفضل الثقفي،
وأبو عمرو بن مندة، وسهل بن عبد الله بن علي القاريء، ومحمد بن أحمد بن عبد الله
بن ررا، ومحمود بن جعفر الكوسج، وأبو نصر عبد الرحمن بن محمد السمسار، وهذا آخر من
حدث عنه. توقي في رجب بإصبهان. وهو صدوق مقبول عالي الإسناد، مولده بجرجان في سنة
تسع عشرة وثلاثمائة، ونشأ بنيسابور واستوطنها مدة. ثم حج، وقدم إصبهان بعد عام
أربعين وثلاثمائة فسمع من الأصم، وعدة. وحديثه من أعلى شيء في الثقفيات، ومما وقع
لنا من روايته واحد و أربعون مجلساُ من أماليه محمد بن جعفر بن عبد الكريم بن
بديل. أبو الفضل الخزاعي الجرجاني المقريء، مصنف لواضح في القراءآت. جال في الآفاق
في طلب القراءآت.
(28/179)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 80
وقرأ على الحسن بن سعيد المطوعي، وعلى أحمد بن نصر الشذائي، وطائفة كبيرة بالعراق،
ومصر، وخراسان. وسمع من أبي الإسماعيلي، ويوسف البجيرمي، ة أبي بكر القطيعي، وأبي
علي بن حبش. ونزل بآملُ. وكان ضعيفاً غير موثوق به. روى عنه: أبو القاسم التنوخي،
وأبو العلاء الواسطي، وأحمد بن الفضل الباطرقاني، وأبو الحسن بن داود الداراني،
وعبد الله بن شبيب الإصبهاني. وحكى أبو العلا: أن الخزاعي وضع كتاباً في الحروف
نسبه إلى أبي حنيفة، فأخذت خط الدارقطني وجماعة بأن الكتاب موضوع لا أصل له، فكبر
عليه ذلك، ونزع عن بغداد. محمد بن الحسين بن محمد بن الهيثم. أبو عمر البسطامي،
الفقبه الشافعي الواعظ، قاضي نيسابور، وشيخ الشافعية بنيسابور. رحل وسمع بالعراق،
والأهواز، وإصبهان، وسجستان. وأملي وأقرأ المذهب. وحدث عن: أبي القاسم الطبراني،
وأحمد بن عبد الرحمن بن الجارود الرقي، وأبي بكر القطيعي، وعلي بن حماد الأهوازي،
وأحمد بن محمود بن خرزاد القاضي، وجماعة. وكان في ابتداء أمره يعقد مجلس الوعظ
والتذكير، ثم تركه وأقبل على التدريس والمناظرة والفتوى.
(28/180)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 81
ثم ولي قضاء نيسابور سنة ثمانٍ وثمانين وثلاثمائة. وأظهر أهل الحديث من الفرح
والاستبشار والإستقبال والثناء ما يطول شرحه. وأعقب ابنين: الموفق، والمؤيد، سيدي
عصرهما. روى عنه: أبو عبد الله الحاكم مع تقدمه، وأبو بكر البيهقي، وأبو الفضل
محمد بن عُبيد الله) الصرام، وسُفيان ومحمد ابنا الحسين بن فتحويه، ويوسف الهمداني.
وكان نظير أبي الطيب سهل بن محمد الصُّعلوكي حشمةً وجاهاً وعلماً وعزة، فضاهره أبو
الطيب، وجاء من بينهما جماعة سادة وفضلاء. توفي في ذي القعدة. ونقل الخطيب في
تاريخه عن أبي صالح المؤذن، ومحمد بن المُزكي أنه توفي في سنة سبعٍ. محمد بن
الحسين بن عبيد الله بن الحسين: أبو عبد الله النصيبي العلوي الشريف، قاضي دمشق
وخطيبها، ونقيب السادة وكبير الشام. كان عفيفاً نزهاً أديباً بليغاً، له ديوان
شعر. ولي القضاء سنة ثمانٍ وتسعين وثلاثمائة. قال ابن عساكر: ولي بعد أبي عبد الله
بن أبي الدُّبيس. وورد سجله من قاضي القضاة بمصر مالك بن سعد الفارقي. وتوفي في
جُمادى الآخر سنة ثمانٍ وأربعمائة. محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحيم بن
سهل: أبو العباس الكاتب الخُراساني توفي في ذي الحجة.
(28/181)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 82
محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عرفه: أبو علي المُرادي الخراساني.
4 (حرف الياء)
يحيى بن سعيد بن محمد بن العباس الهروي القطان: مات في رجب. يوسف بن عمر بن أيوب:
أبو عمر الأندلس. روى بقرطبة عن: الحسن بن رشيق المصري. روى عنه: أبو عمر الداني.
وتوفي بأندة.
(28/182)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 83
1 (وفيات سنة تسع وأربعمائة:)
4 (حرف الألف)
أحمد بن الحسن بن بُندار بن إبراهيم: أبو العباس الرازي المحدث. جاور بمكة زماناً،
وحدث بها وبهمدان عن: أبي بكر محمد بن إسحاق بن إبراهيم الأهوازي، وأبي بكر
الشافعي، وأبي بكر بن خلاد، والطبراني، وعبد الله بن عدي الجُرجاني، وأحمد ابن
القاسم بن الريان اللكي، وفهد بن إبراهيم. ورحل في الحديث. روى عنه: أحمد بن
إبراهيم الرازي، والد صاحب المشيخة، وأحمد بن عمرو بن دلهاث العُذري، وأحمد بن
محمد أبو مسعود البجلي، وطاهر بن أحمد الهمداني الإمام، وآخرون. وكان يحسن هذا
الشأن. حدث في هذه السنة، ولا أعلم متى مات. أحمد بن محمد بن أحمد بن حماد:
(28/183)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 84
أبو الحسين بن المُتيم الواعظ. بغدادي، صدوق، كثير المزاح. روى عن: المُحمالي،
ويوسف الأزرق، وعلي بن محمد بن عُبيد، وأبي العباس بن عُقدة، وحمزة بن القاسم،
والصفار. جميع ما كان عنده ست مجالس عن الأزرق، وعن الباقين مجلس مجلس. وكان يعظ
في جامع المنصور. توفي في جُمادى الآخرة. روى عنه: الخطيب وقال: لم أكتب عن أقدم
سماعاً منه، وقد سمع سنة ثمانٍ وعشرين وثلاثمائة، ومحمد بن إسحاق بن إبراهيم
الباقرحي، وعاصم بن الحسن، ورزق الله التيمي. وقع لنا حديثه بعُلُو. أحمد بن محمد
بن أحمد بن موسى بن هارون بن الصلت: أبو الحسن الأوازي، ثم البغدادي. ولد سنة أربع
وعشرين وثلاثمائة. وسمع: الحسين بن إسماعيل المحاملي، وأبا العباس بن عُقدة، وعبد
الغافر بن سلامة، ومحمد بن مخلد. قال الخطيب: كتبتُ عنه، كان صدوقاً صالحاً.
(28/184)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 85
توفي في جمادى الآخرة أيضاً. روى عنه: الخطيب، وعبد الرحمن بن مندة. أحمد بن محمد
بن أحمد بن إبراهيم السُلمي النيسابوري الصوفي. شيخ زاهد قانت، صاحب أحوال
وكرامات. يُلقب خميرويه. يروى عنه: المؤذن، ومحمد بن يحيى المُزكي. إبراهيم بن
محمد بن علي ابن شاه: أبو القاسم التميمي. توفي بمرو الروذ في المحرم.) إبراهيم بن
مخلد بن جعفر بن مخلد: أبو إسحاق الباقرحي. سمع: الحسين بن يحبى بن عياش، وحمزة بن
القاسم الهاشمي، وأبو عبد الله الحكيمي، وعلي بن محمد الواعظ، وخلقاً من طبقتهم.
قال الخطيب: كتبنا عنه وكان صحيح الكتاب جيد الضبط من أهل المعرفة بالأدب، جريري
المذهب. شُهر عند القضاة، وفيه تشيع. توفي في ذي الحجة سنة عشر. وقال ابن خيرون:
توفي في ذي الحجة سنة تسعٍ. قلت: عاش خمساً وثمانين سنة.
(28/185)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 86
4 (حرف الباء)
بشير بن النُّعمان بن علي الأنصاري الدمشقي. من ولد النُعمان بن بشير. حدث عن: أبي
بكر بن أبي دُجانة، وعلي بن أبي العذب. وعنه: أبو علي الأهوازي.
4 (حرف الحاء)
الحسن بن أحمد بن محمد بن أحمد. المؤذن المؤدب القُهُنْدُزي النيسابوري.
4 (حرف الخاء)
خلف بن محمد بن القاسم بن محرز. أبو القاسم العنسي الداراني القاضي. قاضي داريا.
سمع: أبا الحسن بن حذلم، وأبا يعقوب الأذرعي، وجماعة. وعنه: أبو علي الأهوازي،
وعبد العزيز الكتاني، وعلي الحِنائي.
4 (حرف الراء)
رجاء بن عيسى بن محمد. الفقيه أبو العباس الأنصنائي المالكي. وأنصنا من الصعيد.
(28/186)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 87
روى عن: مؤمل بن يحيى، وأحمد بن الحسن بن عُتبة الرازي، وحمزة الكناني، والحسن بن
رشيق. وحدث ببغداد ومصر. روى عنه: أبو حسن العتيقي، والصوري. وعاش اثنتين وثمانين
سنة.
4 (حرف العين)
عبد الله بن يوسف بن أحمد بن ماويه. أبو محمد الأردستاني، المعروف بالإصبهاني،
نزيل نيسابور. كان من كبار الصوفية والمحدثين. صحب أبا سعيد بن الأعرابي وأكثر
عنه. وروى عنه، وعن: أبي العباس الأصم، وأبي الحسن البُوشنجي، وأبي بكر محمد بن
الحسين) القطان، وأبي رجاء محمد بن حامد التميمي، وأبي حامد بن حسنويه، وغيرهم.
انتخب عليه الحافظ، ورحلوا إليه. روى عنه: أبو بكر البيهقي، وأبو قاسم الشقيري،
وأبو بكر بن خلف الشيرازي، ومحمد بن أحمد بن مهدي العلوي، ومحمد بن عبيد الله
الصرام، وكريمة المجاورة، وأبو القاسم عبيد الله بن عبد الله الحسكاني، وخلق
سواهم.
(28/187)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 88
توفي في رمضان، وأضر بأخرة. وكان مولده في سنة خمس عشرة وثلاثمائة. عبد الرحمن بن
أحمد بن قاسم بن سهل. أبو بكر التُجيبي القُرطبي، ابن حوييل. روى عن: محمد بن
معاوية القُرشي، وأحمد بن سعيد بن حزم الصدفي، وعبد الله بن يوسف بن أبي العطاف،
وأحمد بن مُطرف، ومحمد بن حرث الخُشني، وعدة. وصحب القاضي أبا بكر بن زرب وتفقه
معه. روى عنه: محمد بن عتاب الفقيه، وقال: هو أحد العُدول والشيوخ بقُرطبة
وكبيرهم. وقال غيره: كان فقيهاً مشاوراً. ولد سنة تسعٍ وعشرين وثلاثمائة. وتوفي في
صفر. وروى عنه: ابن عبد البر، وحاتم بن محمد، وغيرهما. عبد الغني بن سعيد بن علي
بن سعيد بن بشر بن مروان.
(28/188)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 89
أبو محمد الأزدي المصري الحافظ. سمع من: عثمان بن محمد السمرقندي، وإسماعيل بن
يعقوب بن الجراب، وعبد الله بن جعفر بن الورد، وأحمد أبن إبراهيم بن جامع، وأحمد
بن إبراهيم بن عطية، ويعقوب بن المبارك، وحمزة الكتاني، وابن رشيق. ورحل إلى الشام
فسمع من: الميانجي، والفضل بن جعفر، وأبي سليمان بن زبر، وهذه الطبقة. روى عنه:
سِبطة علي بن نقا، ومحمد بن علي الصوري، ورشأ بن نظيف، وأبو عبد الله محمد بن
سلامة القُضاعي، وعبد الرحيم بن أحمد البخاري، وأبو علي الأهوازي، وخلق كثير آخرهم
أبو إسحاق إبراهيم الحبال. وكان مولده في ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة.
ولأبيه مصنفات في الفرائض، ورواية عن أبي بِشر الدولابي. قال البرقاني: سألت
الدارقُطني بعد قدومه من مصر: هل رأيت في طريقك من يفهم شيئاً من العلم قال: ما
رأيت في طول طريقي إلا شاباً بمصر يُقال له عبد الغني، كأنه شُعلة من نار. وجعل
يفخم أمره ويرفع ذكره. وقال أبو الفتح منصور بن علي الطرسوسي: أراد الدارقطني
الخروج من عندنا من مصر،) فخرجنا من مصر معه نودعه، فلما ودعناه بكينا، فقال لنا:
تبكون وعندكم عبد الغني بن سعيد وفيه الخلف.
(28/189)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 90
وقال عبد الغني: لما رددت على أبي عبد الله الحاكم الأوهام التي في مدخل الصحيح
بعث إلي يشكرني ويدعو لي، فعلمتُ أنه رجل عاقل. وقال البرقاني: ما رأيت بعد
الدارقطني أحفظ من عبد الغني. وقال الصوري: قال لي عبد الغني: ابتدأت بعمل كتاب
المؤتلف والمختلف، فقدم علينا الدارقطني، فأخذت عنه أشياء كثيرة منه. فلما فرغت من
تصنيفه سألني أن أقرأه عليه ليسمعه مني. فقلت: عنك أخذت أكثر. قال: لا تقل هكذا.
فإنك أخذته عني مفرقاً، وقد أردته فيه مجموعاً، وفيه أشياء كثيرة أخذتها عن شيوخك.
فقرأ عليه. وذكره أبو الوليد الباجي فقال: حافظ متقن. وقال الحبال، وغيره: توفي في
سابع صفر سنة تسعٍ. وقيل: كانت له جنازة عظيمة تحدث بها الناس، ونودي على جنازته:
هذه جنازة نافي الكذب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال أبو الوليد الباجي:
قلت لأبي ذر الهروي: أخذت عن عبد الغني فقال: لا إن شاء الله. على معنى التأكيد.
وذلك أنه له اتصال ببني عُبيد، يعني خلفاء مصر. قلت: وكان عبد الغني أعلم الناس
بالأنساب في زمانه، مع معرفته بفنون الحديث وحِذقه به. عبد الواحد بن محمد بن عمرو
بن حُميد بن معيُوف. أبو المقدام الهمداني الدمشقي، قاضي عين ثرما.
(28/190)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 91
سمع من: خيثمة الأطرابلسي. روى عنه: علي بن الخضر، وعلي بن محمد الحنائي. توفي في
ربيع الأول. عبيد بن محمد بن محمد بن مهدي بن سعيد بن عاصم النيسابوري الصيدلاني.
الأصم العدل. ثقة رضي. روى عن: أبي العباس الأصم، وأبي بكر الصبغي، وأبي محمد
الكعبي. قال أبو صالح المؤذن: دخلت عليه فقرأ علي جزاءاً من حديث الأصم بلفظه.
وكان صحيح السماع. وروى عنه الصحيح في سُننه. عبيد الله بن الحسن بن أحمد. أبو
العباس بن الوراق الإصبهاني. إمام جامع دمشق. حدث عن: أبي الحسن بن حذلم، وأبي
الميمون بن راشد، وأبي يعقوب الأذرعي، وجماعة. روى عنه: أبو علي الأهوازي، وأبو
القاسم إبراهيم بن محمد الحنائي، وعبد العزيز الكتاني وقال: سمعت منه فوائد، وكانت
عنده كتب كثيرة. وكان ثقة صالحاً. توفي في جُمادى الآخرة رحمه الله) علي بن أحمد
التركاني البخاري. روى عن: خلف بن محمد الخيام، ومحمد بن موسى الرازي. روى عنه:
أبو علي الوحشي.
(28/191)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 92
علي بن محمد بن عبد الرحيم بن دينار. أبو الحسن الكاتب البصري. سمع: أبا بكر بن
مِقسم. وسمع من المتنبي ديوانه، وقد مدحه المتنبي بالقصيدة المشهورة، وهي:
(ربَّ القريض إليك الحل والرحلُ .......... ضاقت إلى العلمِ إلا نحوكَ السُبُلُ)
(تضاءل الشعراءُ اليوم عند فتى .......... صِعابُ كُل قريضٍ عنده ذُللُ)
وكان شاعراً مُجيداً، شارك المتنبي في مدح ممدوحيه كسيف الدولة، وابن العميد. وكان
بارع الخط ينقل طريقة ابن مُقلة. وحمل الناس عنه الأدب. وأكثر عنه أهل واسط. وكان
حميد الطريقة، رئيساً، عاقلاً. علي بن محمد بن خزفة. أبو الحسن الواسطي الصيدلاني.
سمع: أباه، ومحمد بن الحسين بن سعيد الزعفراني، ومحمد بن أحمد بن أبي قطن، وأبا
العلاء محمد بن يونس. وروى تاريخ أحمد بن أبي خيثمة، عن الزعفراني، عنه. وقال خميس
الحوزي: كان صدوقاً، أملي سِنين وتوفي سنة تسعٍ.
(28/192)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 93
وكان صاحب فخر المُلك ونديمه. وأبو قاسم اللالكائي يدلسه، يقول ثنا علي بن محمد
النديم. قلت روى عنه: أبو غالب محمد بن الحسين البيطار. وأبو علي المقريء غلام
الهراس، وأبو يعلى محمد بن علي بن سُفيان، وعلي بن عبيد الله العلاف، والمبارك بن
عبد العزيز الدباس، وإبراهيم بن خلف الجماري. علي بن محمد بن عيسى البغدادي.
المعروف بابن الحصري. سمع: علي بن محمد المصري الواعظ، وأحمد بن كامل. قال الخطيب:
كتبنا عنه، وكان ثقة. قال لي: ولدت سنة اثنتين وثلاثمائة. وتوفي في رمضان. عمر بن
محمد بن عمر. أبو حفص الجُهني الأندلسي. من أهل المرية. حج وسمع من: أبي بكر
الآجري. روى عنه: أبو عمر الطلمنكي، وحاتم بن محمد. حرف الفاء فاطمة بنت هللا
الكُرجي. بغدادية. قال الخطيب: حدثنا عثمان بن السماك في سنة تسع واربعمائة وكانت
صادقة.)
(28/193)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 94
4 (حرف القاف)
القاسم بن أبي المنذر أحمد بن محمد بن أحمد بن منصور. أبو طلحة القزويني الخطيب.
حدث بسُنن ابن ماجة عن أبي الحسن القطان، عن ابن ماجة في هذا العام، فسمعه منه أبو
منصور محمد بن الحسين المقومي مع أبيه بقراءة خُدادُوست بن باموسى الديلمي.
4 (حرف الميم)
محمد بن ذكوان. أبو عبد الله، سبط عثمان بن محمد بن أحمد السمرقندي. سمع من: جده.
روى عنه: أبو إسحاق الحبال، والمصريون. وتوفي بمصر. محمد بن عبد الله. أبو بكر
الجوهري، أخو الحافظ أبو القاسم الجوهري البصري. مات في ذي الحجة. ورخه الحبال.
محمد بن عبد الله بن حسان بن يحيى. أبو عبد الله الأموي القرطبي العطار. روى عن
محمد بن معاوية، وأحمد بن سعيد بن حزم، وجماعة.
(28/194)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 95
وأجاز له أبو بكر بن داسة سنن أبي داود. ولد سنة ثلاثين وثلاثمائة. وكانت له عناية
بالعلم. روى عنه: قاسم بن إبراهيم الخزرجي، وقال: توفي في صفر بقرطبة. محمد بن عبد
العزيز بن أنس. أبو الحسن البغدادي الصيدلاني. روى عن: دعلج. روى عنه: أحمد بن علي
التوزي، وقال: كان ثقة صالحاً معمراً. محمد بن عثمان بن عبيد. أبو بكر القطان. قال
الخطيب: ثنا عن أبي بكر النجاد، ولم أر له أصلاً أرضاه. حدث في هذه السنة. وتوفي
قبله بيسير محمد بن عثمان بن سمعان، وكان صدوقاً يروي عن ابن البختري. محمد بن علي
بن عمران. أبو بكر المصري، المعروف بابن الإمام. الرجل الصالح. سمع: سلم بن قتيبة،
وابن خروف، وغيرهما. روى عنه: خلف بن أحمد، وأبو إسحاق الحبال. توفي في شوال. قال
الحبال: عبد صالح. عندي عنه جزءآن محمد بن علي بن محمد.
(28/195)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 96
أبو نصر الشيرازي الفقيه التاجر. تزيل نيسابور. سمع: محمد بن يعقوب الأخرم. روى
عنه: أحمد بن عبد الملك المؤذن محمد بن عمر بن عبد الوارث. أبو عبد الله القيسي
القرطبي النحوي، ويعرف بخال الشرفي. سمع: محمد بن رفاعة. وأجاز له: قاسم بن أصبغ،
ومحمد بن قاسم بن هلال،) وجماعة. روى عنه: محمد بن عتاب الفقيه ووثقه. توفي في
ربيع الأول. وقال ابن عتاب: حكى أهله أنه احتفر قبره قبل وفاته بيوم، وأعد أكفانه
وجهازه، وجعل يقول لهم: يوم الجمعة أدخل قبري إن شاء الله. فكان كذلك رحمه الله.
محمد بن فارس بن محمد بن محمود. أبو الفرج الغوري، ثم البغدادي. سمع: أبا الحسين
أحمد بن جعفر بن المنادي، وعلي بن محمد المصري، والنجاد. وأجاز له محمد بن مخلد
العطار. وكان يملي في جامع المهدي. قال الخطيب: كتبت عنه مجلساً، وكان صدوقاً
صالحاً. بلغني أنه ولد في شوال سنة ثمانٍ وعشرين، ومات في شعبان. ودفن بداره. قلت:
روى عنه جماعة آخرهم عبد الواحد بن علي العلاف.
(28/196)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 97
محمد بن القاسم بن حسنويه. أبو بكر الإصبهاني المقريء، رحمه الله.
(28/197)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 98
1 (وفيات سنة عشر وأربعمائة)
4 (حرف الألف)
أحمد بن إبراهيم بن أبي سفيان الغافقي القرطبي. أبو عمر الفقيه. كان مفتياً
مالكياً مشاوراً. مات في صفر بالأندلس. أحمد بن إسحاق بن خربان. أبو عبد الله
النهاوندي، ثم البصري. الشاهد الفقيه الذي يروي عن: أبي محمد الرامهرمزي، وابن
داسة، وجماعة. تفقه للشافعي علي القاضي أبي اللبان، وغيرهما. وذكره ابن الصلاح في
فقهاء المذهب. وقال: مات بالبصرة في حدود سنة عشرٍ وأربعمائة. أحمد بن علي بن
يزداد. أبو بكر البغدادي القاريء الأعور. سمع: أبا بكر الشافعي، وبجرجان:
الإسماعيلي، وبإصبهان: أبا الشيخ،
(28/198)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 99
وخلقاً سواهم بعدة بلدان. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان ثقة عالماً بالقراءآت. قال
البرقاني: كان عالماً بعلوم القرآن، مزاحاً. أحمد بن عمر بن عبد الله بن منظور.
الفقيه أبو القاسم الحضرمي، ويعرف بابن عصفور. خطيب جامع إشبيلية. روى الكثير عن:
أبي محمد الباجي. روى عنه: الخولاني، وقال: كان صالحاً زاهداً عاقلاً عالماً
شاعراً. وروى عنه أيضاً ابن عبد البر. توفي في رمضان. أحمد بن قاسم بن عيسى بن
فرج. أبو العباس اللخمي القرطبي. رحل، وسمع ببغداد من:) عبيد الله بن حبابة، وعمر
الكناني. وأخذ بمصر من: أبي الطيب بن غلبون كتبه، وقرأ عليه. وكان أحمد المقرئين.
صنف كتباً في معاني القراءآت، وأقرأ الناس بطليطلة. وكان مولده في سنة ثلاثٍ
وستين. حدث عنه أبو عمر بن عبد البر، وقال: قرأت عليه الجوريات عن ابن حبابة. وروي
عنه أيضاً: أبو عبد الله بن السلام، والخولاني. وكان صالحاً فاضلاً
(28/199)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 200
أحمد بن موسى بن مردويه. أبو بكر الإصبهاني الحافظ العلامة. صنف التفسير،
والتاريخ، والأبواب، والشيوخ، وخرج حديث الأئمة. وسمع الكثير بإصبهان والعراق.
وحدث عن: أبي سهل بن زياد، وعبد الرحمن بن متويه البلخي، وميمون بن إسحاق الحنفي،
وعبد الله بن إسحاق الخراساني، ومحمد بن عبد الله بن علم الصفار، وإسماعيل الخطبي،
ومحمد بن علي بن دحيم الشيباني، وأحمد بن عبد الله بن دليل، وإسحاق بن محمد بن علي
بن خالد الكوفي، ومحمد بن أحمد بن علي الإسواري، وأحمد بن عيسى الخفاف، وأحمد بن
محمد بن عاصم الكراني الحافظ، وخلق سواهم. روى عنه: أبو الخير محمد بن أحمد بن
محمد بن ررا، وعبد الرحمن بن مندة، وأخوه، ومحمد بن أحمد بن شكرويه، وأبو بكر محمد
بن الحسن بن محمد بن الحسن بن محمد بن سليم، والقاسم بن الفضل الثقفي، وأبو مطيع
محمد بن عبد الواحد، وآخرون كثيرون. توفي لستٍ بقين من رمضان سنة عشرة. وله نحو من
تسعين سنة. نعم، مولده في سنة ثلاثٍ وعشرين وثلاثمائة. وله مستخرج على خ. أحمد بن
مهدي بن محمد بن نصر. أبو طاهر الحنفي. خراساني.
(28/200)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 201
إبراهيم بن مخلد الباقرحي. قال الخطيب: توفي سنة عشر. إسماعيل بن محمد بن إسماعيل
بن عباد. أبو الوليد اللخمي، قاضي إشبيلية. سمع بقرطبة من: أبي محمد الأصيلي،
وبإشبيلية من أبي محمد الباجي. وكان معتنياً بالعلم. توفي بإشبيلية في خامس ربيعا
الآخر.
4 (حرف التاء)
تركان بن الفرج البغدادي الباقلاني. قال الخطيب: ثنا عن: ابن مقسم المقريء، وأبي
بكر الشافعي. وكان صدوقاً.
4 (حرف الجيم)
) الجنيد بن محمد بن الجنيد. أبو سعد الهروي الخطيب. في رمضان.
4 (حرف الحاء)
الحسن بن محمد بن يحي. أبو عبد الله الصائغ.
(28/201)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 202
قال الخطيب: سمع محمد بن يحي بن عمر بن علي بن حرب. وكتبت عنه بعكبرا سنة عشر.
الحسين بن ميمون الصفار. أبو عبد الله المصري. روى عنه: أحمد بن إبراهيم بن جامع
السكري، وإسماعيل بن الجراب. وله شعر حسن. ولأبيه ميمون بن يحي رواية عن النسائي.
4 (حرف الخاء)
خلف بن محمد بن أحمد بن محمد بن زبارة. أبو منصور الغازي ببيهق سمع بالكوفة من:
محمد بن علي بن دحيم الشيباني. روى عنه: أبو بكر البيهقي، وأبو صالح المؤذن، وأبو
بكر بن خلف الشيرازي، وعمر بن محمد بن الحسين البسطامي. وقد سمع أيضاً: عمه أبا
علي بن زبارة، وأبا العباس الأصم، وأبا زكريا العنبري، وببخارى: خلف بن محمد
الخيام، وببغداد: أبا بكر النجاد، وابن مخرم، وبالكوفة: علي بن عيسى بن ماتي. وخرج
له الحاكم فوائد. قال عبد الغافر: كانت أصوله صحيحة، ثم احترق قصره بما فيه، وراحت
أصوله، فصار يروي من الفروع التي نسخت من أصوله. توفي بقريته ودفن بها. وهو خلف بن
محمد بن أحمد بن محمد بن زبارة بن عبد الله بن الحسن بن علي بن الحسين بن علي بن
أبي طالب السيد، أبو منصور العلوي الحسيني، أبو منصور الغازي الزكى، رحمه الله.
(28/202)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 203
4 (حرف السين)
سعيد بن رشيق. أبو عثمان القرطبي الزاهد. روى عن: أبي عيسى الليثي، وأبي عبد الله
بن الخرار، وأبي محمد الباجي، وجماعة. وحج سنة إحدى وثمانين، ثم تزهد وأغلق باب
الرواية إلا من النادر. روى عنه: محمد بن عتاب، ومكي بن أبي طالب وتوفي في جمادى
الآخرة. سهل بن أحمد بن علي. أبو منصور. حدث عن: الطبراني، وغيره.
4 (حرف العين)
عبد الله بن سعيد بن محمد. أبو معصوم الأنصاري الماليني. عبد الرحمن بن عمر بن نصر
بن محمد. أبو القاسم الشيباني البزاز الدمشقي المؤدب.) أصله من سامراء.
(28/203)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 204
سمع: خيثمة بن سليمان، والحسن بن حبيب الحصاثري، وعلي بن أبي العقب، وأبا يعقوب
الأذرعي، وعثمان بن محمد الذهبي، وخلقاً من طبقتهم. روى عنه: أحمد بن محمد
العتيقي، وعلي بن الحسين بن صصرى، وأبو علي الأهوازي، ومحمد بن علي الحداد، وعبد
العزيز الكناني. وقال الكناني: توفي في رجب. وقد كتب الكثير، واتهم في أبي إسحاق
بن أبي ثابت، وكان يتهم بالإعتزال. قلت: وله عدة أجزاء مروية، ولم يقع لي حديثه
بعلو. عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن بالُويه. أبو محمد النيسابوري المزكي. سمع
من: محمد بن الحسين القطان، ومحمد بن يعقوب الأصم، وأبي بكر بن المؤمل، وأبي الحسن
الطرائفي، وأبي محمد الكعبي، وأبي علي الصواف. وهو أحد أصحاب القطان. روى عنه: أبو
بكر البيهقي، وأبو صالح المؤذن، ومحمد بن يحي المزكي، وأبو عبد الله الثقفي،
وجماعة. توفي فجأةً في شعبان وكان أحد وجوه البلد. عقد الإملاء في داره، وكان ثقة
أميناً معروفاً. عبد الرحمن بن محمد بن أبي يزيد بن خالد بن خالد الأزدي العتكي
المصري. أبو القاسم الصواف النسابة.
(28/204)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 205
دخل الأندلس، وحدث عن: أبي علي بن السكن، وأبي الطاهر الذُهلي، وأبي العلاء ابن
ماهان، وجماعة. روى عنه: أبو عمر بن الحذاء، وقال: كان أديباً حلواً، حافظاً
للحديث وأسماء الرجال، وله أشعار في كل فن. وكان تاجر مقارضاً لأبي بكر بن إسماعيل
المهندس. وقيل: إن مولده سنة ثلاثٍ وثلاثين وثلاثمائة. عبد الصمد بن منصور بن
بايك. أبو القاسم الشاعر المشهور. بغدادي، محسن. له ديوان كبير في ثلاث مجلدات.
طوف البلاد ومدح الكبار. وتوفي ببغداد. وهو القائل للصاحب بن عباد لما سأله: أأنت
ابن بابك قال: بل أنا ابن بابك. فاستحسن ذلك منه، ولم يزد غير كسر الباء وله:
(وأغيد معُسولِ الشمائل زارني .......... على فرقٍ والنجمُ حيرانُ طالعُ)
(فلما جلا صبغ الدُجى قلت: حاجبُ .......... من الصبح أو قرنُ من الشمس لامعُ)
(إلى أن دنا والسحر زائدُ طرفه .......... كما ريع ظبيٌ بالصريمة راتعُ)
(فبتنا وظل الوصل دانٍ وسرُنا .......... مصون ومكنُون الضمائر ذائعُ)
(إلى أن سلا عن ورده فارطُ القطا .......... ولاذت بأطراف الغُصون السواجعُ)
)
(28/205)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 206
(فولى حليف السكر يكُبو لسانُه .......... فتنطق عنه بالوداعِ الأصابعُ)
عبد الواحد بن عبد العزيز بن أسد التميمي. أبو الفضل البغدادي الحنبلي. روى عن:
أبيه وعن: أبي بكر النجاد، وعبد الله بن إسحاق الخراساني، وأحمد بن كامل، وجماعة.
وانتخب عليه: أبو الفتح بن أبي الفوارس. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقاً. دُفن
إلى جنب أحمد بن حنبل. وحدثني أبي، وكتن ممن حضر جنازته، أنه صلى عليه من خمسين
ألفاً. قلت: وممن روى عنه: أبو محمد رزق الله التميمي، وهو ابن أخيه. وكان يميل
إلى الأشعري. قال أبو المعالي عزيزي: قال أبو عبد الله الحسين بن محمد الدامغاني:
سمعتُ الشيخ أبا الفضل التميمي الحنبلي، وهو عبد الواحد بن عبد العزيز يقول: اجتمع
رأسي ورأس القاضي أبي بكر الباقلاني مع مِخدة واحدة سبع سِنين. وقال أبو عبد الله:
وحضر أبو الفضل التميمي يوم وفاة الباقلاني العزاء، وأمر أن يُنادي بين يدي جنازة
القاضي أبي بكر: هذا ناصرُ السنة والدين، هذا إمام المسلمين، هذا الذي كان يذب عن
الشريعة ألسنة المخالفين، هذا الذي صنف سبعين ألف ورقة رداً على المُخلدين. وقعد
للعزاء مع أصحابه ثلاثة أيام، فلم يبرح، وكان يزور تُربته كل جمعة.
(28/206)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 207
قلت: ما هذا إلا وُد عظيم بين هذا الأشعري وبين هذا الحنبلي. والتميميون معرفون
بشيءٍ من الإحنراف عن طريقة أحمد، كما انحرف ابن عقيل، وابن الجوزي، وابن
الزغواني، وغيرهم. كما بالغ في الشق الآخر القاضي أبو يعلى، ونحوه. عبد الواحد بن
محمد بن عبد الله بن محمد بن مهدي. أبو عمر الفارسي الكازرُوني، ثم البغدادي
البزاز. سمع: أبا عبد الله المحاملي، ومحمد بن مخلد، وابن عياش القطان، وأبا
العباس بن عُقدة، ومحمد بن أحمد بن يعقوب السُوسي، وغيرهم. وتفرد بالرواية عن
جماعة. روى عنه: أبو بكر الخطيب، ووثقه، وهبة الله بن الحسين البزاز، وأبو الغنائم
محمد بن علي بن أبي عثمان، وعاصم بن الحسن، وعلي بن محمد بن محمد الأنباري ابن
الأخضر، وأبو يوسف عبد السلام بن محمد القزويني رأس المعتزلة، ورزق الله بن عبد
الوهاب التميمي، وخلق آخرهم أبو عبد الله بن طلحة النعالي. وقال الخطيب: كان ثقة
أميناً، توفي في رجب. قال: وولد سنة ثمان عشرة وثلاثمائة.) عبد الواحد بن محمد بن
عثمان. أبو القاسم البجلي الجريري البغدادي. سمع من: جعفر الخُلدي، والنجاد، وأبي
بكر النقاش.
(28/207)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 208
وعنه: أبو بكر الخطيب. وكان بصيراً بمذهب الشافعي، وبالأصول. له مصنفات في الأصول،
وكان أشعرياً. ومات يوم موت ابن مهدي. علي بن أحمد بن إبراهيم. أبو الحسن
النيسابوري السُكري، والأعرج، المؤذن. صاحب أبي عبد الرحمن السُلمي. حدث عن الأصم،
ثم عن: أبي عمرو بن بُجير، وابن مطر، وغيرهم. ذكره عبد الغافر. علي بن عبيد الله.
أبو القاسم العُنابي. قال الحبال: انتقى عليه جعفر الأندلسي، وأخذت عنه، وحضرتُ
جنازته. توفي في صفر. علي بن محمد بن علي. أبو الحسن التميمي البغدادي المؤدب،
والد أبي علي بن المذهِب. سمع: أبا بكر النجاد، وأبا بكر الشافعي. توفي في محرم.
وكان صدوقاً. قاله الخطيب. علي بن محمد بن القاسم الفارسي. أبو الحسن العابد. يروى
عن: أبي بكر الإسماعيلي، وأبي حامد الغِطريفي، وأبي الحسن الدارقُطني، وجماعة.
وكان صالحاً، خيراً، مجتهداً في الطاعة. توفي في جًمادى الآخرة.
(28/208)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 209
4 (حرف القاف)
القاسم بن أبي المنذر الخطيب. قد ذُكر، ويقال: مات فيها.
4 (حرف الميم)
محمد بن إبراهيم بن محمدأبو الفتح الجُحدري الطرسوسي البزاز، المعروف بابن البصري.
سمع: محمد بن إبراهيم بن أبي أمية الطرسوسي، وأبا سعيد بن الأعرابي، وخيثمة
الأطرابلسي، وجماعة. وحدث بالشام، وسكن بيت المقدس بأخرة. روى عنه: أبو القاسم
عُبيد الله الأزهري، ووثقه، وعبد الرحيم بن أحمد البخاري، وأحمد بن محمد العتيقي،
ورشأ بن نظيف، وأبو علي الأهوازي، وجماعة. قال الصوري: توفي في سنة تسعٍ أو عشر
وأربعمائة. محمد بن أسد بن علي. أبو الحسن الكاتب البغدادي المقريء. سمع من: جعفر
الخُلدي، والنجاد. قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان صدوقاُ.
(28/209)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 210
قلت: هو صاحب الخط المنسوب.) محمد بن عبد الله بن أبان بن قُريش. أبو بكر الهيتي،
المعروف بابن أبي عباية. قال الخطيب: قدمِ علينا سنة ست وأرعمائة، وكان يُملي في
جماع المنصور بعد ابن رزقويه. وكتبنا عنه عن: ابن السماك، ومحمد بن جعفر الأدمي،
وأحمد بن سليمان النجاد، وثنا أيضاً عن أبي الطيب أحمد بن إبراهيم الذي روى عن
الرمادي. ذكر لنا أنه سمع منه بالرحبة. وكانت أصول أبي بكر الهيتي كثيرة الخطأ إلا
أنه كان صالحاً مُقلا معروفاً بالخير مع خلوه من معرفة الحديث. توفي يوم الفطر
بالأنبار، وله تسعون سنة. وربما حدثنا عن شيخ شيخه وهو لا يعلم. محمد بن عبد الله
بن إبراهيم. أبو الحسن ابن الرازي، المعدل المقريء. توفي في جُمادى الأولى ببغداد.
يروي عن: عثمان السماك. محمد بن عبد الله بن هانئ بن هابيل. أبو عبد الله اللخمي
القُرطبي البزاز. سمع من: أحمد بن سعيد بن حزم، وأحمد بن مُطرف، وجماعة. وحج سنة
وخمسين وثلاثمائة، فكتب عن جماعة. روى عنه: الخولاني، وأبو عُمر بن سُميق. وتوفي
في ربيع الأول، وكان فقيهاً محدثاً عالماً.
(28/210)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 211
محمد بن عبد الله بن مُفوز. أبو عبد الله المعافري الشاطبي الزاهد. قدم قُرطبي
فأكثر عن وهب بن مسرة حتى سمع منه مسند ابن أبي شيبة ثم حج، وكتب القيروان. وعُمر
دهراُ طويلاً. وكان صالحاً عابداً متقللاً من الدنيا منقطع القرين. سمع الناس منه،
وكان مشهوراً بإجابة الدعوة. توفي في آخر سنة عشر. وقد قارب المائة. وكانت جنازته
مشهودة، رحمه الله. محمد بن عثمان بن محمد الصوفي الجُرجاني. توفي بهراة. يروى عن:
أبي عمرو بن حمدان النيسابوري، وغيره. قال أبو إسماعيل الأنصاري: هو أول من سمعت
منه. محمد بن عمر بن عيسى. أبو الحسن البلدي الحِطراني. سكن ببغداد، وصاهر أبا
الحسين بن بشران على بنته. وحدث عن: أحمد بن إبراهيم الإمام، ومحمد بن العباس
الموصلي الحناط. روى عنه: أبو بكر الخطيب، وأبو علي الوحشي. قال الخطيب: كان
صدوقاً. بلغني أنه كان له في كل يوم ختمة. توفي في جُمادى الآخرة. محمد بن محمد بن
أحمد بن سهل.
(28/211)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 212
التاجر أبو الفضل الهروي. سمع: أبا بكر الشافعي،) وأبا علي الرفاء. وتوفي في ربيع
الآخر. محمد بن محمد بن عبد الله بن الحسين. القاضي أبو منصور الأزدي الهروي. أحد
الأعلام. محدث فقيه، رحل وسمع: محمد بن علي بن دحيم الشيباني، ودعلج بن أحمد،
والحسن بن عمران الحنظلي، وأحمد بن عثمان الأدمي. وأكبر شيخ سمع منه: شيخ الإسلام
أبو إسماعيل الأنصاري. روى عنه: أحمد بن أحمد بن حمدين، وعبد الرحمن بن أبي عاصم
الجوهري، وأبو سعد يحي بن أبي نصر العدل، وأبو عدنان القاسم بن علي القرشي، وشيخ
الإسلام، وخلق كثير. وكان إمام الشافعية في عصره بهراة. أملى مدة، وطال عمره، وكان
واسع الرواية. توفي فجأة في المحرم بهراة. محمد بن محمد بن علي بن حبيش. أبو عمر
التمار الأعور. بغدادي، صدوق. من شيوخ أبي بكر الخطيب. سمع: إسماعيل الصفار، ومحمد
بن جعفر الأدمي.
(28/212)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 213
وولد سنة ثلاثين وثلاثمائة. توفي بالبطائح. محمد بن محمد بن محمش بن علي بن داود.
الفقيه أبو طاهر الزبادي، الأديب الفقيه الشافعي. كان يسكن ميدان زياد بن عبد
الرحمن من نيسابور، فنسب إليه. وكان أبوه من أعيان العباد. ولد أبو طاهر سنة سبع
عشرة وثلاثمائة. وسمع سنة خمسٍ وعشرين وثلاثمائة وبعدها، من: أبي حامد بن بلال،
ومحمد بن الحسين القطان، وعبد الله بن يعقوب الكرماني، والعباس بن قوهيار، ومحمد
بن الحسن المحمداباذي، وأبي عثمان عمرو بن عبد الله البصري، وأبي علي الميداني،
وحاجب بن أحمد الطوسي، وعلي بن حمشاذ، ومحمد بن يعقوب الأصم، وأبي عبد الله محمد بن
عبد الله الصفار. وأدرك أبا حامد بن الشرقي، ولم يسمع منه. وكان إمام أصحاب الحديث
بنيسابور، وفقيههم ومفتيهم بلا مدافعة. وكان متبحراً في علم الشروط، قد صنف كتاباً
فيهوله عرفة قوية بالعربية. قال عبد الغافر بن إسماعيل: بقي يملي نحو ثلاث سنين،
ولولا ما اختص به من الإقتار وحرفة أهل العلم لما تقدم عليه أحد من أصحابه. أخبرنا
عنه: الإمام جدي، وأبو سعد بن رامش، وعثمان بن محمد المحمي، وأبو بكر بن يحي
المزكي، وعلي بن أحمد الواحدي، وأحمد بن خلف، وأبو صالح
(28/213)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 214
المؤذن. ومات في شعبان.) قلت: وروى عنه: الحاكم أبو عبد الله مع تقدمه، وأبو بكر
البيهقي، وأبو القاسم القُشيري، وعبد الجبار بن برزة، ومحمد بن محمد الشاماتي،
والقاسم بن الفضل الثقفي. وحديثه بعُلو في الثقفيات. محمد بن محمد بن بالُويه بن
إسحاق. أبو عمرو النيسابوري الكسائي الصائغ المقريء. قال عبد الغافر: شيخ ثقة
مشهور. حدث عن: الأصم، ومحمد بن عبد الله الصفار، والكارزي. أنا عنه أحمد بن عبد
الملك المؤذن. توفي، وبيض. قلت: روى عنه الثقفي، لقيه سنة عشر هذه. محمد بن
المظفر. أبو الحسن بن السراج البغدادي المعدل. سمع من: جعفر الخُلدي، وأحمد بن
سلمان الفقيه. روى عنه الخطيب وقال: مات في جُمادى الأولى. محمد بن مُعافى بن
صُميل. أبو عبد الله الجباني، ثم القُرطبي المقريء. ارتحل فقرأ لنافع على: أبي
الطيب بن غلبُون. وكان مؤدباً، نزل طليطلة.
(28/214)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 215
محمد بن منصور بن الحسن. أبو سعد الجولكي الجُرجاني، الرئيس العالم. سمع: أبا بكر
الإسماعيلي، وأبا أحمد الغِطريفي. روى عنه: نجيب بن ميمون، وجماعة. وحدث بنيسابور،
وهراة، وغزنة. محمد بن يونس. أبو بكر العين زربي الإسكافي المقريء. سمع بدمشق: أبا
عمر بن فضالة، وأبا بكر الربعي. روى عنه: أبو علي الأهوازي، والكتاني.
4 (حرف الهاء)
هادي المستجيبين. ظهر أمره وبهر كُفُره، وسار في البوادي يدعو إلى عبادة الحاكم
صاحب مصر، وسب الرسول صلى الله عليه وسلم، وبصق على المصحف. فظفروا به، ثم صُلب
بمكة وأُحرق. هبة الله بن سلامة. أبو القاسم البغدادي الضرير المفسر. كان من أحفظ
الناس لتفسير القرآن، وكانت له حلقة بجامع المنصور.=
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق